كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور
نخم
النُّخامةُ بالضم النُّخاعةُ نَخِمَ الرجلُ نَخَماً ونَخْماً وتَنَخَّمَ دفع بشيء من صَدْرِه أَو أَنفِه واسم ذلك الشيء النُّخامةُ وهي النُّخاعةُ وتَنَخَّمَ أَي نَخَع ونَخْمةُ الرجل حِسُّه والحاء المهملة فيه لغة والنَّخَمُ الإِعْياء وقال غيره النَّخْمةُ ضربٌ من خُشامِ الأَنفِ وهو ضِيقٌ في نفسه يقال هو يَنْخَم نَخْماً قال أَبو منصور وقال غيره النُّخامةُ ما يُلْقِيه الرجلُ من خَراشيِّ صدره والنُّخاعةُ ما ينزِل من النُّخاعِ إِذْ مادّتُه من الدماغ( * قوله « إذ مادته من الدماغ » في التهذيب الذي مادته ) الليث النُّخامةُ ما يخرج من الخَيْشوم عند التَّنَخُّمِ الليث النَّخْمُ اللَّعِبُ والغِناءُ قال أَبو منصور هذا صحيح ابن الأَعرابي النَّخْمُ أَجودُ الغِناء ومنه حديث الشعبي أَنه اجتمع شَرْبٌ من أَهل الأَنْبارِ وبين أَيديهم ناجودٌ فغنَّى ناخِمُهم أَي مُغنِّيهم أَلا فاسْقِياني قبل جَيْش أَبي بَكْرِ
( * قوله « ألا فاسقياني » في النهاية سقياني )
أَي غَنَّى مُغَنِّيهم بهذا ابن الأَعرابي النَّخْمةُ النخاعة والنَّخْمةُ اللَّطْمةُ
ندم
نَدِمَ على الشيء ونَدِمَ على ما فعل نَدَماً ونَدامةً وتَنَدَّمَ أَسِفَ ورجل نادِمٌ سادِمٌ ونَدْمانُ سَدْمانُ أَي نادِمٌ مُهْتمٌّ وفي الحديث النَّدَمُ تَوْبةٌ وقوم نُدَّامٌ سُدَّامٌ ونِدامٌ سِدامٌ ونَدامى سَدامى والنَّدِيمُ الشَّرِيبُ الذي يُنادِمه وهو نَدْمانُه أَيضاً ونادَمَني فلانٌ على الشراب فهو نَدِيمي ونَدْماني قال النُّعْمان بن نَضْلةَ العدويّ ويقال للنعمان بن عَدِيٍّ وكان عُمرُ اسْتَعْمَلَهم على مَيْسانَ فإِن كنتَ نَدْماني فبالأَكْبَرِ اسْقِني ولا تَسْقِني بالأَصْغَر المُتَثَلِّمِ لعلّ أَميرَ المؤمنينَ يَسُوءُه تنادُمُنا في الجَوْسَقِ المُتَهَدِّمِ قال ومثله للبُرْجِ بن مُسْهِرٍ ونَدْمانٍ يَزِيدُ الكأْسَ طِيباً سقيْتُ إِذا تَغَوَّرتِ النُّجومُ قال وشاهدُ نَديمٍ قولُ البُرَيْق الهذلي زُرنا أَبا زيدٍ ولا حيَّ مِثْله وكان أَبو زيدٍ أَخي ونَدِيمي وجمعُ النَّدِيم نِدامٌ وجمع النِّدامِ نَدامَى وفي الحديث مَرْحَباً بالقوم غيرَ خَزايا ولا نَدامى أَي نادِمِينَ فأَخرجه على مذهبهم في الإِتباع بِخَزايا لأَن النَّدامى جمع نَدْمانٍ وهو النَّدِيمُ الذي يُرافِقُك ويُشارِبُك ويقال في النَّدَم نَدْمان أَيضاً فلا يكون إِتْباعاً لِخَزايا بل جمعاً برأْسه والمرأَة نَدْمانةٌ والنسوة نَدامَى ويقال المُنادَمةُ مقلوبةٌ من المُدامَنةِ لأَنه يُدْمِنُ شُرْبَ الشراب مع نَدِيمه لأَن القلب في كلامهم كثير كالقِسيِّ من القُوُوسِ وجَذَب وجَبَذَ وما أَطْيَبَه وأَيْطَبَه وخَنِزَ اللحمُ وخَزِنَ وواحِدٌ وحادٍ ونادَمَ الرجل مُنادَمةً ونِداماً جالَسه على الشراب والنَّدِيمُ المُنادِمُ والجمع نُدَماءُ وكذلك النَّدْمانُ والجمع نَدامى ونِدامٌ ولا يجمع بالواو والنون وإِن أَدخلت الهاء في مؤنثه قال أَبو الحسن إِنما ذلك لأَن الغالب على فَعْلانَ أَن يكون أُنثاه بالأَلف نحو رَيَّان ورَيَّا وسَكْرانَ وسَكْرَى وأَما بابُ نَدْمانةٍ وسَيْفانةٍ فيمن أَخَذه من السيف ومَوْتانةٍ فعزيزٌ بالإِضافة إلى فَعْلان الذي أُنثاه فَعْلى والأُنثى نَدْمانةٌ وقد يكون النَّدْمان واحداً وجمعاً وقول أَبي محمد الخذْلميِّ فذاكَ بعدَ ذاكِ من نِدامِها فسره ثعلب فقال نِدامُها سَقْيُها والنََيْدَمانُ نبت والنَّدَبُ والنَّدَمُ الأَثرُ وفي حديث عمر رضي الله عنه إِياكم ورَضاع السَّوْء فإِنه لا بُدَّ من أَنْ يَنْتَدِمَ يوماً مّا أَي يظهر أَثرُه والنَّدَم الأَثَر وهو مثل النَّدَب والباء والميم يتبادلان وذكره الزمخشري بسكون الدال من النَّدْمِ وهو الغَمّ اللازم إِذ يَنْدَم صاحبُه لما يَعْثر عليه من سوء آثاره ويقال خُذْ ما انتَدَم وانتَدَب وأَوْهَف أَي خُذْ ما تَيسَّر والتَّنَدُّم أَن يَتَّبع الإِنسان أَمراً نَدَماً يقال التقَدُّم قبل التنَدُّم وهذا يروى عن أَكثم بن صَيفي أَنه قال إِن أَردتَ المُحاجَزة فقبْل المُناجزة قال أَبو عبيد معناه انجُ بنفسك قبل لِقاء من لا قِوامَ لك به قال وقال الذي قتلَ محمدَ بن طلحة بن عبيد الله يوم الجمَل يُذَكِّرُني حاميمَ والرُّمْحُ شاجرٌ فهلاَّ تَلا حاميمَ قبلَ التقدُّم وأَندَمه اللهُ فنَدِم ويقال اليَمين حِنْثٌ أَو مَنْدَمة قال لبيد وإِلا فما بالمَوْتِ ضُرٌّ لأَهْلِه ولم يُبْقِ هذا الأَمرُ في العَيْش مَنْدَما
نسم
النَّسَمُ والنَّسَمةُ نفَسُ الروح وما بها نَسَمة أَي نفَس يقال ما بها ذو نسَمٍ أَي ذو رُوح والجمع نَسَمٌ والنَّسيمُ ابتداءُ كلِّ ريحٍ قبل أَن تَقْوى عن أَبي حنيفة وتنَسَّم تنفَّس يمانية والنَّسَمُ والنسيمُ نفَس الرِّيح إِذا كان ضعيفاً وقيل النَّسيم من الرياح التي يجيء منها نفس ضعيف والجمع منها أَنسامٌ قال يصف الإِبل وجَعَلَتْ تَنْضَحُ من أَنْسامِها نَضْحَ العُلوجِ الحُمْرِ في حَمَّامِها أَنسامُها روائح عَرَقِها يقول لها ريح طيبة والنَّسِيمُ الريح الطيبة يقال نسَمت الريحُ نسيماً ونَسَماناً والنَّيْسَمُ كالنسيم نَسَم يَنْسِمُ نَسْماً ونَسِيماً ونَسَماناً وتَنسَّم النسيمَ تَشمَّمه وتَنَسَّم منه علْماً على المثل والشين لغة عن يعقوب وسيأْتي ذكرها وليست إِحداهما بدلاً من أُختها لأَن لكل واحد منهما وجهاً فأَما تَنَسَّمت فكأَنه من النَّسيم كقولك اسْتَرْوَحتُ خَبراً فمعناه أَنه تَلطَّف في التِماس العلم منه شيئاً فشيئاً كهُبوب النسيم وأَما تنَشَّمت فمن قولهم نَشَّم في الأَمر أَي بَدأَ ولم يُوغِل فيه أَي ابتدأْت بطَرَفٍ من العلم من عنده ولم أَتمكَّن فيه التهذيب ونَسيم الريح هُبوبها قال ابن شميل النسيم من الرياح الرُّويدُ قال وتنَسَّمتْ ريحُها بشيء من نَسيمٍ أَي هبَّت هبوباً رُويداً ذات نَسيمٍ وهو الرُّوَيد وقال أَبو عبيد النَّسيم من الرياح التي تجيء بنفَسٍ ضعيف والنَّسَمُ جمع نَسَمة وهو النَّفَس والرَّبْوُ وفي الحديث تَنكَّبوا الغُبارَ فإِن منه تكون النَّسَمةُ قيل النَّسَمة ههنا الرَّبْوُ ولا يزال صاحب هذه العلة يتنَفَّس نفساً ضعيفاً قال ابن الأَثير النَّسَمةُ في الحديث بالتحريك النفَس واحد الأَنفاس أَراد تَواترَ النفَس والرَّبوَ والنَّهيجَ فسميت العلة نَسَمة لاستراحة صاحبِها إِلى تنفسِه فإِن صاحب الرَّبوِ لا يزال يتنفَّس كثيراً ويقال تنَسَّمت الريحُ وتنسَّمْتها أَنا قال الشاعر فإِن الصَّبا رِيحٌ إِذا ما تنَسَّمَتْ على كِبْدِ مَخْزونٍ تجَلَّتْ هُمومُها وإِذا تنَسَّم العليلُ والمحزون هبوبَ الريح الطيِّبة وجَد لها خَفّاً وفرَحاً ونَسيمُ الريح أَوَّلها حين تُقْبل بلينٍ قبل أَن تشتدّ وفي حديث مرفوع أَنه قال بُعِثْت في نَسَمِ الساعة وفي تفسيره قولان أَحدهما بُعِثْت في ضَعْفِ هُبوبها وأَول أَشراطها وهو قول ابن الأَعرابي قال والنَّسَم أَولُ هبوب الريح وقيل هو جمع نَسَمةٍ أَي بُعِثت في ذوي أَرواح خلقهم الله تعالى في وقت اقتراب الساعة كأَنه قال في آخر النَّشْءِ من بني آدم وقال الجوهري أَي حين ابتدأَت وأَقبَلت أَوائِلُها وتنَسَّم المكانُ بالطِّيب أَرِجَ قال سَهْم بن إِياس الهذلي إِذا ما مَشَتْ يَوْماً بوادٍ تنَسَّمَتْ مَجالِسُها بالمَنْدَليِّ المُكَلَّلِ وما بها ذو نَسيم أَي ذو رُوح والنَّسَم والمَنْسَمُ من النَّسيم والمَنْسِم بكسر السين طرف خفّ البعير والنعامة والفيل والحافر وقيل مَنْسِما البعير ظُفْراه اللذان في يديه وقيل هو للناقة كالظفر للإنسان قال الكسائي هو مشتق من الفعل يقال نَسَمَ به يَنْسِمُ نَسْماً قال الأَصمعي وقالوا مَنسِمُ النعامة كما قالوا للبعير وفي حديث علي كرم الله وجهه وَطِئَتْهم بالمَناسِم جمع مَنسِم أَي بأَخفافِها قال ابن الأَثير وقد تطلق على مَفاصل الإِنسان اتساعاً ومنه الحديث على كل مَنسِمٍ من الإِنسان صَدقةٌ أَي كل مَفْصِل ونَسَم به يَنسِمُ نَسْماً ضرب واستعاره بعض الشعراء للظَّبْي فقال تَذُبُّ بسَحْماوَيْنِ لم يَتَفَلَّلا وَحى الذِّئبِ عن طَفْلٍ مَناسِمُه مُخْلي ونَسِمَ نَسَماً نَقِبَ مَنسِمُه والنَّسَمةُ الإِنسان والجمع نَسَمٌ ونَسَماتٌ قال الأَعشى بأَعْظَمَ منه تُقىً في الحِساب إِذا النَّسَماتُ نَقَضْنَ الغُبارا وتَنسَّم أَي تنفَّس وفي الحديث لمَّا تنَسَّموا رَوْحَ الحياة أَي وَجدوا نَسيمَها والتَّنَسُّم طلبُ النسيم واسْتِنشاقه والنَّسَمةُ في العِتْق المملوك ذكراً كان أَو أُنثى ابن خالويه تَنسَّمْت منه وتَنشَّمْت بمعنى وكان في بني أَسد رجلٌ ضمِن لهم رِزْقَ كلِّ بِنْتٍ تولَد فيهم وكان يقال له المُنَسِّم أَي يُحْيي النَّسَمات ومنه قول الكميت ومنَّا ابنُ كُوزٍ والمُنَسِّمُ قَبْله وفارِسُ يوم الفَيْلَقِ العَضْبُ ذو العَضْبِ والمُنَسِّمُ مُحْيي النَّسَمات وفي الحديث أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال مَنْ أَعتق نَسَمَةً مُؤمِنةً وقى اللهُ عز وجل بكل عُضْوٍ منه عُضْواً من النار قال خالد النَّسَمةُ النَّفْسُ والروحُ وكلُّ دابة في جوفها رُوح فهي نَسَمةٌ والنَّسَمُ الرُّوح وكذلك النَّسيمُ قال الأَغلب ضَرْبَ القُدارِ نَقيعةَ القِدِّيمِ يَفْرُقُ بينَ النَّفْسِ والنَّسيمِ قال أَبو منصور أَراد بالنفْس ههنا جسمَ الإِنسان أَو دَمَه لا الرُّوحَ وأَراد بالنَّسيم الروحَ قال ومعنى قوله عليه السلام مَنْ أَعْتَقَ نَسَمةً أَي من أَعتق ذا نَسَمةٍ وقال ابن الأَثير أَي مَنْ أَعْتَقَ ذا رُوح وكلُّ دابَّةٍ فيها رُوحٌ فهي نَسَمةٌ وإِنما يريد الناس وفي حديث علي والذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرأَ النَّسَمةَ أَي خَلَقَ ذاتَ الروح وكثيراً ما كان يقولها إِذا اجتهد في يمينه وقال ابن شميل النَّسَمَةُ غرة عبد أَو أَمة وفي الحديث عن البراء بن عازب قال جاء أَعرابي إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عَلِّمْني عملاً يُدْخِلُني الجنة قال لئن كنت أَقْصَرْت الخُطْبةَ لقد أَعْرَضْت المَسْأَلة أَعْتِق النَّسَمةَ وفُكَّ الرقبةَ قال أَوَليسا واحداً ؟ قال لا عِتْقُ النَّسَمةِ أَن تَفَرَّدَ بعتقها وفك الرقبة أَن تُعينَ في ثمنها والمِنْحة الوَكوف وأَبقِ على ذي الرحم( * قوله « والمنحة الوكوف وأَبقِ على ذي الرحم » كذا بالأصل ولعله وأعط المنحة الوكوف وأبق إلخ ) الظالم فإِن لم تُطِقْ ذلك فأَطْعِم الجائعَ واسْقِ الظمْآنَ وأْمُرْ بالمعروف وانْهَ عن المنكر فإِن لم تُطِقْ فكُفَّ لِسانَك إِلا مِنْ خَيرٍ ويقال نَسَّمْتُ نَسَمة إِذا أَحْيَيْتَها أَو أَعْتَقْتها وقال بعضهم النَّسَمة الخَلْقُ يكون ذلك للصغير والكبير والدوابِّ وغيرها ولكل من كان في جوفِه رُوحٌ حتى قالوا للطير وأَنشد شمر يا زُفَرُ القَيْسِيّ ذو الأَنْف الأَشَمّْ هَيَّجْتَ من نخلةَ أَمثالَ النَّسَمْ قال النَّسَمُ ههنا طيرٌ سِراعٌ خِفافٌ لا يَسْتَبينُها الإِنسان من خفَّتِها وسرعتِها قال وهي فوق الخَطاطيف غُبْرٌ تعلوهنَّ خُضرة قال والنَّسَمُ كالنفَس ومنه يقال ناسَمْتُ فلاناً أَي وجَدْت ريحَه ووَجدَ رِيحي وأَنشد لا يَأْمَنَنَّ صُروف الدهرِ ذو نَسَمٍ أَي ذو نفَسٍ وناسَمه أَي شامَّه قال ابن بري وجاء في شعر الحرث بن خالد بن العاص عُلَّتْ به الأَنْيابُ والنَّسَمُ يريد به الأَنفَ الذي يُتَنَسَّمُ به ونَسَمَ الشيءُ ونَسِمَ نَسَماً تغيَّر وخص بعضهم به الدُّهن والنَّسَمُ ريحُ اللبَن والدسَم والنَّسَمُ أَثر الطريق الدارِس والنَّيْسَمُ الطريق المُستقيم لغة في النَّيْسَب وفي حديث عمرو بن العاص وإِسلامِه قال لقد اسْتقام المَنْسِمُ وإِن الرجل لَنَبيٌّ فأَسْلَمَ يقال قد استَقامَ المَنْسِمُ أَي تَبَيَّنَ الطريقُ ويقال رأَيت مَنْسِماً من الأَمر أَعْرِفُ به وَجْهَه أَي أَثراً منه وعلامة قال أَوْس بن حَجَر لَعَمْرِي لقد بَيَّنْت يومَ سُوَيْقةٍ لِمَنْ كان ذا رأْيٍ بِوِجْهةِ مَنْسِمِ أَي بوجهِ بيانٍ قال والأَصل فيه مَنْسِما خُفِّ البعير وهما كالظُّفرين في مُقدَّمه بهما يُسْتبان أَثرُ البعير الضالّ ولكل خُفٍّ مَنْسِمان ولِخُفِّ الفِيل مَنْسِمٌ وقال أَبو مالك المَنْسِمُ الطريق وأَنشد للأَحْوَص وإِن أَظْلَمَتْ يوماً على الناسِ غَسْمةٌ أَضَاءَ بكُم يا آل مَرْوانَ مَنْسِمُ يعني الطريق والغَسْمة الظُّلْمة ابن السكيت النَّيْسمُ ما وجدتَ من الآثار في الطريق وليست بِجادّة بَيّنَةٍ قال الراجز باتَتْ على نَيْسَمِ خَلٍّ جازع وَعْثِ النِّهاض قاطِع المَطالِع والمَنْسِمُ المَذْهب والوجهُ منه يقال أَين مَنْسِمُك أَي أَين مذهبُك ومُتوجَّهُك ومن أَين مَنْسِمُك أَي من أَين وِجْهتُك وحكى ابن بري أَين مَنْسِمُك أَي بيتُك والناسِمُ المريضُ الذي قد أَشفى على الموت يقال فلان يَنْسِم كنَسْم الريح الضعيف وقال المرّار يمْشِينَ رَهْواً وبعد الجَهْدِ من نَسَمٍ ومن حَياءِ غَضِيضِ الطَّرْفِ مَسْتورِ ابن الأَعرابي النَّسِيم العرَقُ والنَّسْمة العرْقة في الحمّام وغيره ويجمع النَّسَم بمعنى الخَلْق أَناسِم ويقال ما في الأَناسِم مثلُه كأَنَّه جمع النَّسَم أَنْساماً ثم أَناسمُ جمعُ الجمع
نشم
النَّشَمُ بالتحريك شجر جبليّ تتخذ منه القسيّ وهو من عُتُق العِيدان قال ساعدة بن جُؤَيَّة يأْوي إِلى مُشْمَخِرّاتٍ مُصَعِّدةٍ شُمٍّ بِهِنّ فُروعُ القانِ والنَّشَم واحدتُه نَشَمةٌ الأَصمعي من أَشجار الجبال النَّبْع والنَّشَمُ وغيره تتَّخذ من النَّشَم القِسِيُّ ومنه قول امرئ القيس عارِضٍ زَوْراءَ من نَشَمٍ غَيْرِ باناتٍ على وتَرِهْ والنَّشَمُ أَيضاً مثل النَّمَش على القلب يقال منه نَشِم بالكسر فهو ثورٌ نَشِمٌ إِذا كان فيه نقط بيض ونقط سود ونَشَّمَ اللحمُ تَنْشيماً تغيَّر وابتدأَتْ فيه رائحةٌ كريهة وقيل تغيرت ريحُه ولم يبلغ النَّتْنَ وفي التهذيب إِذا تغيرت ريحُه لا من نَتْنٍ ولكن كَراهةً يقال يَدِي من الجُبْنِ ونحوِه نَشِمةٌ والمُنَشِّمُ الذي قد ابتدأَ يتغيَّر وأَنشد وقد أُصاحِبُ فِتْياناً شَرابُهُمُ خُضْرُ المَزاد ولَحْمٌ فيه تَنْشِيمُ قال خضر المَزادِ الفَظُّ وهو ماءُ الكَرِش ويقال إِن الماء بَقِي في الأَداوي فاخْضَرَّت من القِدَم وتَنَشَّمْتُ منه علْماً إِذا استفَدْت منه علماً ونَشَّمَ القومُ في الأَمر تَنْشِيماً نَشَبوا فيه وأَخذوا فيه قال ولا يكون ذلك إِلا في الشرّ ومنه قولهم نَشَّم الناسُ في عُثْمان ونَشَّمَ في الأَمر ابتدأَ فيه عن اللحياني هكذا قال فيه ولم يقل به ونَشَّمه ونشَّمَ فيه نال منه وطَعَن عليه وقال أَبو عبيد في حديث مَقْتل عثمان لما نَشَّمَ للناسُ في أَمره قال معناه طعنوا فيه ونالوا منه أَصلُه من تَنْشِيم اللحم أَوَّلَ ما يُنْتِن وتَنَشَّمَ في الشيء ونَشَّم فيه إذا ابتدأَ فيه قال الشاعر قد أَغْتَدي والليلُ في جَرِيمه مُعَسْكِراً في الغُرِّ من نجُومِه والصُّبْحُ قد نَشَّم في أَديمِه يَدُعُّه بِضَفَّتَيْ حَيْزُومِه دَعَّ الرَّبِيب لحْيَتَيْ يَتِيمِه قال نَشَّم في أَديمِه يريد تَبدَّى في أَول الصبح قال وأَديمُ الليل سواده وجريمُه نفسه والتَّنشيم الابتداءُ في كل شيء وفي النوادر نَشَمْتُ في الأمر ونَشَّمْت ونَشَّبْت أي ابتدأْت ونَشَّمَتِ الأَرضُ نَزَّتْ بالماء والمَنْشِم حبُّ( * قوله « والمنشم حب إلخ » هو كمجلس ومقعد ) من العِطْر شاقٌّ الدَّقّ والمَنْشَم والمَنْشِم شيء يكون في سنبل العِطر يُسَمِّيه العطّارون رَوْقاً وهو سَمٌّ ساعةٍ وقال بعضهم هي ثمرة سوادء مُنْتِنَة وقد أَكثرت الشعراءُ ذِكْر مَنْشِمٍ في أَشعارهم قال الأَعشى أَراني وعَمْراً بيننا دَقُّ مَنْشِمٍ فلم يبق إلا أَن أُجَنَّ ويَكْلَبَا ومَنْشِمُ بكسر الشين امرأَة عطّارة من هَمْدان كانوا إذا تطيَّبوا من ريحها اشتدَّت الحرب فصارت مثلاً في الشرّ قال زهير تَدارَكْتُمُ عَبْساً وذُبْيانَ بعدما تَفانَوْا ودَقُّوا بينهم عِطْرَ مَنْشِمِ صرفه للشِّعر وقال أَبو عمرو بن العلاء هو من ابتداء الشرّ ولم يكن يذهب إلى أَن مَنْشِمَ امرأَةٌ كما يقول غيره وقال ابن الكلبي في عِطْرِ مَنْشِم مَنْشِمُ امرأَةٌ من حِمْيَر وكانت تبيع الطيب فكانوا إذا تطيبوا بطيبِها اشتدَّت حربُهم فصارت مثلاً في الشرّ قال الجوهري مَنْشِمُ امرأَةٌ كانت بمكة عطّارة وكانت خُزاعةُ وجُرْهُم إذا أَرادوا القتال تطيَّبوا من طيبها وكانوا إذا فعلوا ذلك كَثُرَ القَتْلى فيما بينهم فكان يقال أَشْأَمُ من عِطْرِ مَنْشِم فصار مثلاً قال ويقال هو حبُّ بَلَسانٍ وحكى ابن بري قال يقال عطرُ مَنْشَم ومَنْشِم قال وقال أَبو عمرو مَنْشَمٌ الشرُّ بعينه قال وزعم آخرون أَنه شيء من قُرون السُّنْبُل يقال له البَيْش وهو سَمُّ ساعةٍ قال وقال الأَصمعي هو اسم امرأَة عطَّارة كانوا إذا قصدوا الحرب غَمَسوا أَيْدِيَهم في طِيبها وتحالفوا عليه بأَن يسْتَمِيتُوا في الحرب ولا يُوَلُّوا أو يُقْتَلوا قال وقال أَبو عمرو الشَّيْباني مَنْشِم امرأَة عطارة تبيع الحَنُوط وهي من خُزاعة قال وقال هشامٌ الكَلْبيُّ من قال مَنْشِم بكسر الشين فهي مَنشِم بنت الوَجيه من حِمْير وكانت تبيع العِطْرَ ويتشاءمون بعطرها ومن قال مَنشَم بفتح الشين فهي امرأَة كانت تَنْتجع العربَ تبيعُهم عِطرها فأَغار عليها قومٌ من العرب فأَخذوا عِطْرَها فبلغ ذلك قومَها فاستأْصلوا كلَّ مَنْ شَمُّوا عليه ريحَ عطرها وقال الكلبي هي امرأَة من جُرهُم وكانت جُرْهُم إذا خرجت لقتال خُزاعة خرجت معهم فطيَّبتهم فلا يتطيب بطيبها أَحد إِلا قاتلَ حتى يُقتل أَو يجرح وقيل مَنْشِمُ امرأَةٌ كانت صنعت طيباً تُطَيِّب به زوجها ثم إنها صادقت رجلاً وطيّبته بطيبِها فلقِيَه زوجُها فشمَّ ريحَ طيبها عليه فقتَله فاقتتل الحيّانِ من أَجله
نصم
ابن الأَعرابي الصَّنَمةُ( * قوله « الصنمة » هو في الأصل بهذا الضبط وفي القاموس والتكملة بفتح فسكون ) والنَّصَمةُ الصورةُ التي تُعْبَدُ
نضم
أَهمله الليث وروى أَبو العباس عن عمرو عن أَبيه النَّضْمُ الحنطةُ الحادرةُ السمينة واحدتها نَضْمةٌ وهو صحيح
نطم
أَهمله الليث ابن الأَعرابي النَّطْمةُ النَّقْرةُ من الدِّيك وغيره وهي النَّطْبَةُ بالباء أَيضاً
نظم
النَّظْمُ التأْليفُ نَظَمَه يَنْظِمُه نَظْماً ونِظاماً ونَظَّمه فانْتَظَم وتَنَظَّم ونظَمْتُ اللؤْلؤَ أي جمعته في السِّلْك والتنظيمُ مثله ومنه نَظَمْتُ الشِّعر ونَظَّمْته ونَظَمَ الأَمرَ على المثَل وكلُّ شيء قَرَنْتَه بآخر أو ضَمَمْتَ بعضَه إلى بعض فقد نَظَمَتْه والنَّظْمُ المَنْظومُ وصف بالمصدر والنَّظْمُ ما نظَمْته من لؤلؤٍ وخرزٍ وغيرهما واحدته نَظْمه ونَظْم الحَنْظل حبُّه في صِيصائه والنِّظامُ ما نَظَمْتَ فيه الشيء من خيط وغيره وكلُّ شعبةٍ منه وأَصْلٍ نِظامٌ ونِظامُ كل أَمر مِلاكُه والجمع أَنْظِمة وأَناظيمُ ونُظُمٌ الليث النَّظْمُ نَظمُك الخرزَ بعضَه إلى بعض في نِظامٍ واحد كذلك هو في كل شيء حتى يقال ليس لأمره نِظامٌ أي لا تستقيم طريقتُه والنِّظامُ الخيطُ الذي يُنْظمُ به اللؤلؤُ وكلُّ خيطٍ يُنْظَم به لؤلؤ أو غيرهُ فهو نِظامٌ وجمعه نُظُمٌ وقال مِثْل الفَرِيدِ الذي يَجري متى النُّظُم وفعلُك النَّظْمُ والتَّنْظِيمُ ونَظْمٌ من لؤلؤٍ قال وهو في الأصل مصدر والانْتِظام الاتِّساق وفي حديث أَشراط الساعة وآيات تَتابعُ كنِظامٍ بالٍ قُطِعَ سِلْكُه النِّظام العِقْدُ من الجوهر والخرز ونحوهما وسِلْكُه خَيْطُه والنِّظامُ الهَديَةُ والسِّيرة وليس لأمرهم نِظامٌ أي ليس له هَدْيٌ ولا مُتَعَلَّق ولا استقامة وما زالَ على نِظامٍ واحد أي عادةٍ وتَناظَمتِ الصُّخورُ تلاصَقَت والنِّظامان من الضبِّ كُشْيَتان مَنْظومتانِ من جانبي كُلْيَتَيْه طويلتان ونظاما الضبَّةِ وإنظاماها كُشْيَتاها وهما خيْطانِ مُنْتَظِمانِ بَيْضاً يَبْتَدَّان جانبيها من ذَنَبها إلى أُذُنها ويقال في بطنها إنْظامان من بَيْضٍ وكذلك إنظاما السمكة وحكي عن أَبي زيد أُنْظومتا الضبِّ والسمكةِ وقد نَظَمَت ونَظَّمَت وأَنْظَمَت وهي ناظمٌ ومُنَظِّمٌ ومُنْظِم وذلك حين تمتلئ من أَصل ذنبها إلى أُذنِها بَيْضاً ويقال نَظَّمَت الضبَّةُ بيضها تَنْظِيماً في بطنها ونَظَمَها نظْماً وكذلك الدجاجة أَنْظَمَت إذا صار في بطنها بَيْضٌ والأَنْظامُ نفس البيض المُنَظَّم كأَنه منظوم في سلك والإنْظامُ من الخرز( * قوله « والانظام من الخرز » ضبط في الأصل والتكملة بالكسر وفي القاموس بالفتح ) خيطٌ قد نُظِمَ خَرزاً وكذلك أَناظِيمُ مَكْنِ الضبَّة ويقال جاءنا نَظْمٌ من جرادٍ وهو الكثير ونِظامُ الرمل وأَنْظامتُه ضَفِرتُه وهي ما تعقَّد منه ونَظَمَ الحبْلَ شَكّه وعَقَدَه ونظَمَ الخَوّاصُ المُقْلَ يَنْظِمُه شَكّه وضَفَرَه والنَّظائِمُ شَكائِكُ الحَبْلِ وخَلَلُه وطعَنَه بالرُّمح فانْتَظمه أَي اخْتَلَّه وانْتَظَم ساقيه وجانبيه كما قالوا اخْتَلَّ فؤادَه أي ضمها بالسِّنان وقد روي لما انْتَظَمْتُ فُؤادَه بالمِطْرِد والرواية المشهورة اخْتَلَلْتُ فُؤادَه قال أَبو زيد الانْتِظامُ للجانِبَين والاخْتلالُ للفؤاد والكبد وقال الحسن في بعض مواعظه يا اينَ آدم عليكَ بنَصيبك من الآخرة فإنه يأْتي بك على نصيبك من الدنيا فيَنْتَظِمُهُ لك انْتِظاماً ثم يزولُ معك حيثما زُلْتَ وانتَظَمَ الصيدَ إذا طعنه أو رماه حتى يُنْفِذَه وقيل لا يقال انْتَظَمَه حتى يَجْمَعَ رَمْيَتَين بسهم أو رمح والنَّظْمُ الثُّريّا على التشبيه بالنظْمِ من اللؤلؤ قال أَبو ذؤيب فوَرَدْن والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابئ ال ضُّرَباء فوق النظْمِ لا يَتَتَلَّع ورواه بعضهم فوق النجم وهما الثريا معاً والنَّظْمُ أَيضاً الدّبَرانُ الذي يلي الثُّريا ابن الأَعرابي النَّظْمةُ كواكبُ الثُّريا الجوهري يقال لثلاثة كواكبَ من الجَوْزاء نَظْمٌ ونَظْم موضعٌ والنظْمُ ماءٌ بنجد والنَّظيمُ موضعٌ قال ابن هَرْمة فإنَّ الغَيْثَ قد وَهِيَتْ كُلاهُ ببَطْحاء السَّيالة فالنَّظيمِ ابن شميل النَّظيمُ شِعْبٌ فيه غُدُرٌ أو قِلاتٌ مُتواصلة بعضها قريب من بعض فالشِّعْبُ حينئذ نَظيمٌ لأَنه نَظَم ذلك الماء والجماعةُ النُّظُمُ وقال غيره النَّظيمُ من الرُّكِيِّ ما تناسق فُقُرُهُ على نسق واحد
نعم
النَّعِيمُ والنُّعْمى والنَّعْماء والنِّعْمة كله الخَفْض والدَّعةُ والمالُ وهو ضد البَأْساء والبُؤْسى وقوله عز وجل ومَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ الله من بَعْدِ ما جاءته يعني في هذا الموضع حُجَجَ الله الدالَّةَ على أَمر النبي صلى الله عليه وسلم وقوله تعالى ثم لَتُسْأَلُنَّ يومئذ عن النعيم أي تُسْأَلون يوم القيامة عن كل ما استمتعتم به في الدنيا وجمعُ النِّعْمةِ نِعَمٌ وأََنْعُمٌ كشِدَّةٍ وأَشُدٍّ حكاه سيبويه وقال النابغة فلن أَذْكُرَ النُّعْمان إلا بصالحٍ فإنَّ له عندي يُدِيّاً وأَنْعُما والنُّعْم بالضم خلافُ البُؤْس يقال يومٌ نُعْمٌ ويومٌ بؤُْْسٌ والجمع أَنْعُمٌ وأَبْؤُسٌ ونَعُم الشيءُ نُعومةً أي صار ناعِما لَيِّناً وكذلك نَعِمَ يَنْعَم مثل حَذِرَ يَحْذَر وفيه لغة ثالثة مركبة بينهما نَعِمَ يَنْعُمُ مثل فَضِلَ يَفْضُلُ ولغة رابعة نَعِمَ يَنْعِم بالكسر فيهما وهو شاذ والتنَعُّم الترفُّه والاسم النِّعْمة ونَعِمَ الرجل يَنْعَم نَعْمةً فهو نَعِمٌ بيّن المَنْعَم ويجوز تَنَعَّم فهو ناعِمٌ ونَعِمَ يَنْعُم قال ابن جني نَعِمَ في الأصل ماضي يَنْعَمُ ويَنْعُم في الأصل مضارعُ نَعُم ثم تداخلت اللغتان فاستضاف من يقول نَعِمَ لغة من يقول يَنْعُم فحدث هنالك لغةٌ ثالثة فإن قلت فكان يجب على هذا أَن يستضيف من يقول نَعُم مضارعَ من يقول نَعِم فيتركب من هذا لغةٌ ثالثة وهي نَعُم يَنْعَم قيل منع من هذا أَن فَعُل لا يختلف مضارعُه أَبداً وليس كذلك نَعِمَ فإن نَعِمَ قد يأَْتي فيه يَنْعِمُ ويَنعَم فاحتمل خِلاف مضارعِه وفَعُل لا يحتمل مضارعُه الخلافَ فإن قلت فما بالهُم كسروا عينَ يَنْعِم وليس في ماضيه إلا نَعِمَ ونَعُم وكلُّ واحدٍ مِنْ فَعِل وفَعُل ليس له حَظٌّ في باب يَفْعِل ؟ قيل هذا طريقُه غير طريق ما قبله فإما أن يكون يَنْعِم بكسر العين جاء على ماضٍ وزنه فعَل غير أَنهم لم يَنْطِقوا به استغناءٍ عنه بنَعِم ونَعُم كما اسْتَغْنَوْا بتَرَك عن وَذَرَ ووَدَعَ وكما استغنَوْا بمَلامِحَ عن تكسير لَمْحةٍ أَو يكون فَعِل في هذا داخلاً على فَعُل أَعني أَن تُكسَر عينُ مضارع نَعُم كما ضُمَّت عينُ مضارع فَعِل وكذلك تَنَعَّم وتَناعَم وناعَم ونَعَّمه وناعَمَه ونَعَّمَ أَولادَه رَفَّهَهم والنَّعْمةُ بالفتح التَّنْعِيمُ يقال نَعَّمَه الله وناعَمه فتَنَعَّم وفي الحديث كيف أَنْعَمُ وصاحبُ القَرْنِ قد الْتَقَمه ؟ أي كيف أَتَنَعَّم من النَّعْمة بالفتح وهي المسرّة والفرح والترفُّه وفي حديث أَبي مريم دخلتُ على معاوية فقال ما أَنْعَمَنا بك ؟ أَي ما الذي أَعْمَلَكَ إلينا وأَقْدَمَك علينا وإنما يقال ذلك لمن يُفرَح بلقائه كأنه قال ما الذي أَسرّنا وأَفرَحَنا وأَقَرَّ أَعيُنَنا بلقائك ورؤيتك والناعِمةُ والمُناعِمةُ والمُنَعَّمةُ الحَسنةُ العيشِ والغِذاءِ المُتْرَفةُ ومنه الحديث إنها لَطَيْرٌ ناعِمةٌ أي سِمانٌ مُتْرَفةٌ قال وقوله ما أَنْعَمَ العَيْشَ لو أَنَّ الفَتى حَجَرٌ تنْبُو الحوادِثُ عنه وهو مَلْمومُ إنما هو على النسب لأَنا لم نسمعهم قالوا نَعِم العيشُ ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم هو أَحْنكُ الشاتين وأَحْنَكُ البَعيرين في أَنه استعمل منه فعل التعجب وإن لم يك منه فِعْلٌ فتَفهَّمْ ورجل مِنْعامٌ أي مِفْضالٌ ونَبْتٌ ناعِمٌ ومُناعِمٌ ومُتناعِمٌ سواء قال الأَعشى وتَضْحَك عن غُرِّ الثَّنايا كأَنه ذرى أُقْحُوانٍ نَبْتُه مُتناعِمُ والتَّنْعيمةُ شجرةٌ ناعمةُ الورَق ورقُها كوَرَق السِّلْق ولا تنبت إلى على ماء ولا ثمرَ لها وهي خضراء غليظةُ الساقِ وثوبٌ ناعِمٌ ليِّنٌ ومنه قول بعض الوُصَّاف وعليهم الثيابُ الناعمةُ وقال ونَحْمي بها حَوْماً رُكاماً ونِسْوَةً عليهنَّ قَزٌّ ناعِمٌ وحَريرُ وكلامٌ مُنَعَّمٌ كذلك والنِّعْمةُ اليدُ البَيْضاء الصاحلة والصَّنيعةُ والمِنَّة وما أُنْعِم به عليك ونِعْمةُ الله بكسر النون مَنُّه وما أَعطاه الله العبدَ مما لا يُمْكن غيره أَن يُعْطيَه إياه كالسَّمْع والبصَر والجمعُ منهما نِعَمٌ وأَنْعُمٌ قال ابن جني جاء ذلك على حذف التاء فصار كقولهم ذِئْبٌ وأَذْؤب ونِطْع وأَنْطُع ومثله كثير ونِعِماتٌ ونِعَماتٌ الإتباعُ لأَهل الحجاز وحكاه اللحياني قال وقرأَ بعضهم أَن الفُلْكَ تجرِي في البَحْرِ بنِعَمات الله بفتح العين وكسرِها قال ويجوز بِنِعْمات الله بإسكان العين فأَما الكسرُ( * قوله « فأما الكسر إلخ » عبارة التهذيب فأما الكسر فعلى من جمع كسرة كسرات ومن أسكن فهو أجود الأوجه على من جمع الكسرة كسات ومن قرأ إلخ ) فعلى مَنْ جمعَ كِسْرَةً كِسِرات ومَنْ قرأَ بِنِعَمات فإن الفتح أخفُّ الحركات وهو أَكثر في الكلام من نِعِمات الله بالكسر وقوله عز وجل وأَسْبَغَ عليكم نِعَمَه ظاهرةً وباطنةً
( * قوله وقوله عز وجل وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة إلى قوله وقرأ بعضهم » هكذا في الأصل بتوسيط عبارة الجوهري بينهما ) قال الجوهري والنُّعْمى كالنِّعْمة فإن فتحتَ النون مددتَ فقلت النَّعْماء والنَّعيمُ مثلُه وفلانٌ واسعُ النِّعْمةِ أي واسعُ المالِ وقرأَ بعضهم وأَسْبَغَ عليكم نِعْمَةً فمن قرأَ نِعَمَه أَراد جميعَ ما أَنعم به عليهم قال الفراء قرأَها ابن عباس
( * قوله « قرأها ابن عباس إلخ » كذا بالأصل ) نِعَمَه وهو وَجْهٌ جيِّد لأَنه قد قال شاكراً لأَنعُمِه فهذا جمع النِّعْم وهو دليل على أَن نِعَمَه جائز ومَنْ قرأَ نِعْمةً أَراد ما أُعطوه من توحيده هذا قول الزجاج وأَنْعَمها اللهُ عليه وأَنْعَم بها عليه قال ابن عباس النِّعمةُ الظاهرةُ الإسلامُ والباطنةُ سَتْرُ الذنوب وقوله تعالى وإذْ تقولُ للذي أَنْعَم اللهُ عليه وأَنْعَمْت عليه أَمْسِكْ عليكَ زوْجَك قال الزجاج معنى إنْعامِ الله عليه هِدايتُه إلى الإسلام ومعنى إنْعام النبي صلى الله عليه وسلم عليه إعْتاقُه إياه من الرِّقِّ وقوله تعالى وأَمّا بِنِعْمةِ ربِّك فحدِّثْ فسره ثعلب فقال اذْكُر الإسلامَ واذكر ما أَبْلاكَ به ربُّك وقوله تعالى ما أَنتَ بِنِعْمةِ ربِّك بمَجْنونٍ يقول ما أَنت بإنْعامِ الله عليك وحَمْدِكَ إياه على نِعْمتِه بمجنون وقوله تعالى يَعْرِفون نِعمةَ الله ثم يُنْكِرونها قال الزجاج معناه يعرفون أَن أمرَ النبي صلى الله عليه وسلم حقٌّ ثم يُنْكِرون ذلك والنِّعمةُ بالكسر اسمٌ من أَنْعَم اللهُ عليه يُنْعِمُ إنعاماً ونِعْمةً أُقيم الاسمُ مُقامَ الإنْعام كقولك أَنْفَقْتُ عليه إنْفاقاً ونَفَقَةً بمعنى واحد وأَنْعَم أَفْضل وزاد وفي الحديث إن أَهلَ الجنة ليَتراءوْنَ أَهلَ عِلِّيِّين كما تَرَوْنَ الكوكبَ الدُّرِّيَّ في أُفُقِ السماء وإنَّ أبا بكر وعُمَر منهم وأَنْعَما أي زادا وفَضَلا رضي الله عنهما ويقال قد أَحْسَنْتَ إليَّ وأَنْعَمْتَ أي زدت عليَّ الإحسانَ وقيل معناه صارا إلى النعيم ودخَلا فيه كما يقال أَشْمَلَ إذا ذخل في الشِّمالِ ومعنى قولهم أَنْعَمْتَ على فلانٍ أي أَصَرْتَ إليه نِعْمةً وتقول أَنْعَم اللهُ عليك من النِّعْمة وأَنْعَمَ اللهُ صَباحَك من النُّعُومةِ وقولهُم عِمْ صباحاً كلمةُ تحيّةٍ كأَنه محذوف من نَعِم يَنْعِم بالكسر كما تقول كُلْ من أَكلَ يأْكلُ فحذف منه الألف والنونَ استخفافاً ونَعِمَ اللهُ بك عَيْناً ونَعَم ونَعِمَك اللهُ عَيْناً وأَنْعَم اللهُ بك عَيْناً أَقرَّ بك عينَ من تحبّه وفي الصحاح أي أَقرَّ اللهُ عينَك بمن تحبُّه أَنشد ثعلب أَنْعَم اللهُ بالرسولِ وبالمُرْ سِلِ والحاملِ الرسالَة عَيْنا الرسولُ هنا الرسالةُ ولا يكون الرسولَ لأَنه قد قال والحامل الرسالة وحاملُ الرسالةِ هو الرسولُ فإن لم يُقَل هذا دخل في القسمة تداخُلٌ وهو عيب قال الجوهري ونَعِمَ اللهُ بكَ عَيْناً نُعْمةً مثل نَزِهَ نُزْهةً وفي حديث مطرّف لا تقُلْ نَعِمَ اللهُ بكَ عَيْناً فإن الله لا يَنْعَم بأَحدٍ عَيْناً ولكن قال أَنْعَمَ اللهُ بك عَيْناً قال الزمخشري الذي منَع منه مُطرّفٌ صحيحٌ فصيحٌ في كلامهم وعَيْناً نصبٌ على التمييز من الكاف والباء للتعدية والمعنى نَعَّمَكَ اللهُ عَيْناً أي نَعَّم عينَك وأَقَرَّها وقد يحذفون الجارّ ويُوصِلون الفعل فيقولون نَعِمَك اللهُ عَيْناً وأَمَّا أَنْعَمَ اللهُ بك عَيْناً فالباء فيه زائدة لأَن الهمزة كافية في التعدية تقول نَعِمَ زيدٌ عيناً وأَنْعَمه اللهُ عيناً ويجوز أَن يكون من أَنْعَمَ إذا دخل في النَّعيم فيُعدَّى بالباء قال ولعل مُطرِّفاً خُيِّلَ إليه أَنَّ انتصاب المميِّز في هذا الكلام عن الفاعل فاستعظمه تعالى اللهُ أن يوصف بالحواس علوّاً كبيراً كما يقولون نَعِمْتُ بهذا الأمرِ عَيْناً والباء للتعدية فحَسِبَ أن الأَمر في نَعِمَ اللهُ بك عيناً كذلك ونزلوا منزلاً يَنْعِمُهم ويَنْعَمُهم بمعنى واحد عن ثعلب أي يُقِرُّ أَعْيُنَهم ويَحْمَدونه وزاد اللحياني ويَنْعُمُهم عيناً وزاد الأَزهري ويُنْعمُهم وقال أَربع لغات ونُعْمةُ العين قُرَّتُها والعرب تقول نَعْمَ ونُعْمَ عينٍ ونُعْمةَ عينٍ ونَعْمةَ عينٍ ونِعْمةَ عينٍ ونُعْمى عينٍ ونَعامَ عينٍ ونُعامَ عينٍ ونَعامةَ عينٍ ونَعِيمَ عينٍ ونُعامى عينٍ أي أفعلُ ذلك كرامةً لك وإنْعاماً بعَينِك وما أَشبهه قال سيبويه نصبوا كلَّ ذلك على إضمار الفعل المتروك إظهارهُ وفي الحديث إذا سَمِعتَ قولاً حسَناً فَرُوَيْداً بصاحبه فإن وافقَ قولٌ عَملاً فنَعْمَ ونُعْمةَ عينٍ آخِه وأَوْدِدْه أي إذا سمعت رجُلاً يتكلّم في العلم بما تستحسنه فهو كالداعي لك إلى مودّتِه وإخائه فلا تَعْجَلْ حتى تختبر فعلَه فإن رأَيته حسنَ العمل فأَجِبْه إلى إخائه ومودّتهِ وقل له نَعْمَ ونُعْمة عين أَي قُرَّةَ عينٍ يعني أُقِرُّ عينَك بطاعتك واتّباع أمرك ونَعِمَ العُودُ اخضرَّ ونَضَرَ أنشد سيبويه واعْوَجَّ عُودُك من لَحْوٍ ومن قِدَمٍ لا يَنْعَمُ العُودُ حتى يَنْعَم الورَقُ
( * قوله « من لحو » في المحكم من لحق واللحق الضمر )
وقال الفرزدق وكُوم تَنْعَمُ الأَضيْاف عَيْناً وتُصْبِحُ في مَبارِكِها ثِقالا يُرْوَى الأَضيافُ والأَضيافَ فمن قال الأَضيافُ بالرفع أراد تَنْعَم الأَضيافُ عيناً بهن لأَنهم يشربون من أَلبانِها ومن قال تَنْعَم الأَضيافَ فمعناه تَنْعَم هذه الكُومُ بالأَضيافِ عيناً فحذفَ وأَوصل فنَصب الأَضيافَ أي أن هذه الكومَ تُسَرُّ بالأَضيافِ كسُرورِ الأَضيافِ بها لأنها قد جرت منهم على عادة مأَلوفة معروفة فهي تأْنَسُ بالعادة وقيل إنما تأْنس بهم لكثرة الأَلبان فهي لذلك لا تخاف أن تُعْقَر ولا تُنْحَر ولو كانت قليلة الأَلبان لما نَعِمَت بهم عيناً لأنها كانت تخاف العَقْرَ والنحر وحكى اللحياني يا نُعْمَ عَيْني أَي يا قُرَّة عيني وأَنشد عن الكسائي صَبَّحكَ اللهُ بخَيْرٍ باكرِ بنُعْمِ عينٍ وشَبابٍ فاخِرِ قال ونَعْمةُ العيش حُسْنُه وغَضارَتُه والمذكر منه نَعْمٌ ويجمع أَنْعُماً والنَّعامةُ معروفةٌ هذا الطائرُ تكون للذكر والأُنثى والجمع نَعاماتٌ ونَعائمُ ونَعامٌ وقد يقع النَّعامُ على الواحد قال أبو كَثْوة ولَّى نَعامُ بني صَفْوانَ زَوْزَأَةً لَمَّا رأَى أَسَداً بالغابِ قد وَثَبَا والنَّعامُ أَيضاً بغير هاء الذكرُ منها الظليمُ والنعامةُ الأُنثى قال الأَزهري وجائز أَن يقال للذكر نَعامة بالهاء وقيل النَّعام اسمُ جنس مثل حَمامٍ وحَمامةٍ وجرادٍ وجرادةٍ والعرب تقول أَصَمُّ مِن نَعامةٍ وذلك أنها لا تَلْوي على شيء إذا جفَلت ويقولون أَشمُّ مِن هَيْق لأَنه يَشُمّ الريح قال الراجز أَشمُّ من هَيْقٍ وأَهْدَى من جَمَلْ ويقولون أَمْوَقُ من نعامةٍ وأَشْرَدُ من نَعامةٍ ومُوقها تركُها بيضَها وحَضْنُها بيضَ غيرها ويقولون أَجبن من نَعامةٍ وأَعْدى من نَعامةٍ ويقال ركب فلانٌ جَناحَيْ نَعامةٍ إذا جدَّ في أَمره ويقال للمُنْهزِمين أَضْحَوْا نَعاماً ومنه قول بشر فأَما بنو عامرٍ بالنِّسار فكانوا غَداةَ لَقُونا نَعامَا وتقول العرب للقوم إذا ظَعَنوا مسرعين خَفَّتْ نَعامَتُهم وشالَتْ نَعامَتُهم وخَفَّتْ نَعامَتُهم أَي استَمر بهم السيرُ ويقال للعَذارَى كأنهن بَيْضُ نَعامٍ ويقال للفَرَس له ساقا نَعامةٍ لِقِصَرِ ساقَيْه وله جُؤجُؤُ نَعامةٍ لارتفاع جُؤْجُؤها ومن أَمثالهم مَن يَجْمع بين الأَرْوَى والنَّعام ؟ وذلك أن مَساكنَ الأَرْوَى شَعَفُ الجبال ومساكن النعام السُّهولةُ فهما لا يجتمعان أَبداً ويقال لمن يُكْثِرُ عِلَلَه عليك ما أَنت إلا نَعامةٌ يَعْنون قوله ومِثْلُ نَعامةٍ تُدْعَى بعيراً تُعاظِمُه إذا ما قيل طِيري وإنْ قيل احْمِلي قالت فإنِّي من الطَّيْر المُرِبَّة بالوُكور ويقولون للذي يَرْجِع خائباً جاء كالنَّعامة لأَن الأَعراب يقولون إن النعامة ذهَبَتْ تَطْلُبُ قَرْنَينِ فقطعوا أُذُنيها فجاءت بلا أُذُنين وفي ذلك يقول بعضهم أو كالنَّعامةِ إذ غَدَتْ من بَيْتِها لتُصاغَ أُذْناها بغير أَذِينِ فاجْتُثَّتِ الأُذُنان منها فانْتَهَتْ هَيْماءَ لَيْسَتْ من ذوات قُرونِ ومن أَمثالهم أنْتَ كصاحبة النَّعامة وكان من قصتها أَنها وجَدتْ نَعامةً قد غَصَّتْ بصُعْرورٍ فأَخذتْها وربَطتْها بخِمارِها إلى شجرة ثم دنَتْ من الحيّ فهتَفَتْ من كان يحُفُّنا ويَرُفُّنا فلْيَتَّرِكْ وقَوَّضَتْ بَيْتَها لتَحْمِل على النَّعامةِ فانتَهتْ إليها وقد أَساغَتْ غُصَّتَها وأَفْلَتَتْ وبَقِيَت المرأَةُ لا صَيْدَها أَحْرَزَتْ ولا نصيبَها من الحيّ حَفِظتْ يقال ذلك عند المَزْريَةِ على من يَثق بغير الثِّقةِ والنَّعامة الخشبة المعترضة على الزُّرنُوقَيْنِ تُعَلَّق منهما القامة وهي البَكَرة فإن كان الزَّرانيق من خَشَبٍ فهي دِعَمٌ وقال أَبو الوليد الكِلابي إذا كانتا من خَشَب فهما النَّعامتان قال والمعترضة عليهما هي العَجَلة والغَرْب مُعَلَّقٌ بها قال الأزهري وتكون النَّعامتانِ خَشَبتين يُضَمُّ طرَفاهما الأَعْليان ويُرْكَز طرفاهما الأَسفلان في الأرض أحدهما من هذا الجانب والآخر من ذاك الجنب يُصْقَعان بحَبْل يُمدّ طرفا الحبل إلى وتِدَيْنِ مُثْبَتيْنِ في الأرض أو حجرين ضخمين وتُعَلَّقُ القامة بين شُعْبتي النَّعامتين والنَّعامتانِ المَنارتانِ اللتان عليهما الخشبة المعترِضة وقال اللحياني النَّعامتان الخشبتان اللتان على زُرْنوقَي البئر الواحدة نَعامة وقيل النَّعامة خشبة تجعل على فم البئر تَقوم عليها السَّواقي والنَّعامة صخرة ناشزة في البئر والنَّعامة كلُّ بناء كالظُّلَّة أو عَلَم يُهْتَدَى به من أَعلام المفاوز وقيل كل بناء على الجبل كالظُّلَّة والعَلَم والجمع نَعامٌ قال أَبو ذؤيب يصف طرق المفازة بِهنَّ نَعامٌ بَناها الرجا لُ تَحْسَب آرامَهُن الصُّروحا
( * قوله « بناها » هكذا بتأنيث الضمير في الأصل ومثله في المحكم هنا والذي في مادة نفض تذكيره ومثله في الصحاح في هذه المادة وتلك )
وروى الجوهري عجزه تُلْقِي النَّقائِضُ فيه السَّريحا قال والنَّفائضُ من الإبل وقال آخر لا شيءَ في رَيْدِها إلا نَعامَتُها منها هَزِيمٌ ومنها قائمٌ باقِي والمشهور من شعره لا ظِلَّ في رَيْدِها وشرحه ابن بري فقال النَّعامة ما نُصب من خشب يَسْتَظِلُّ به الربيئة والهَزيم المتكسر وبعد هذا البيت بادَرْتُ قُلَّتَها صَحْبي وما كَسِلوا حتى نَمَيْتُ إليها قَبْلَ إشْراق والنَّعامة الجِلْدة التي تغطي الدماغ والنَّعامة من الفرس دماغُه والنَّعامة باطن القدم والنَّعامة الطريق والنَّعامة جماعة القوم وشالَتْ نَعامَتُهم تفرقت كَلِمَتُهم وذهب عزُّهم ودَرَسَتْ طريقتُهم وولَّوْا وقيل تَحَوَّلوا عن دارهم وقيل قَلَّ خَيْرُهم وولَّتْ أُمورُهم قال ذو الإصْبَع العَدْوانيّ أَزْرَى بنا أَننا شالَتْ نَعامتُنا فخالني دونه بل خِلْتُه دوني ويقال للقوم إذا ارْتَحَلوا عن منزلهم أو تَفَرَّقوا قد شالت نعامتهم وفي حديث ابن ذي يَزَنَ أتى هِرَقْلاً وقد شالَتْ نَعامَتُهم النعامة الجماعة أَي تفرقوا وأَنشد ابن بري لأبي الصَّلْت الثَّقَفِيِّ اشْرَبْ هنِيئاً فقد شالَتْ نَعامتُهم وأَسْبِلِ اليَوْمَ في بُرْدَيْكَ إسْبالا وأَنشد لآخر إني قَضَيْتُ قضاءً غيرَ ذي جَنَفٍ لَمَّا سَمِعْتُ ولمّا جاءَني الخَبَرُ أَنَّ الفَرَزْدَق قد شالَتْ نعامَتُه وعَضَّه حَيَّةٌ من قَومِهَِ ذَكَرُ والنَّعامة الظُّلْمة والنَّعامة الجهل يقال سكَنَتْ نَعامتُه قال المَرّار الفَقْعَسِيّ ولو أَنيّ حَدَوْتُ به ارْفَأَنَّتْ نَعامتُه وأَبْغَضَ ما أَقولُ اللحياني يقال للإنسان إنه لخَفيفُ النعامة إذا كان ضعيف العقل وأَراكةٌ نَعامةٌ طويلة وابن النعامة الطريق وقيل عِرْقٌ في الرِّجْل قال الأَزهري قال الفراء سمعته من العرب وقيل ابن النَّعامة عَظْم الساق وقيل صدر القدم وقيل ما تحت القدم قال عنترة فيكونُ مَرْكبَكِ القَعودُ ورَحْلُه وابنُ النَّعامةِ عند ذلك مَرْكَبِي فُسِّر بكل ذلك وقيل ابن النَّعامة فَرَسُه وقيل رِجْلاه قال الأزهري زعموا أَن ابن النعامة من الطرق كأَنه مركب النَّعامة من قوله وابن النعامة يوم ذلك مَرْكَبي وابن النَعامة الساقي الذي يكون على البئر والنعامة الرجْل والنعامة الساق والنَّعامة الفَيْجُ المستعجِل والنَّعامة الفَرَح والنَّعامة الإكرام والنَّعامة المحَجَّة الواضحة قال أَبو عبيدة في قوله وابن النعامة عند ذلك مركبي قال هو اسم لشدة الحَرْب وليس ثَمَّ امرأَة وإنما ذلك كقولهم به داء الظَّبْي وجاؤوا على بَكْرة أَبيهم وليس ثم داء ولا بَكرة قال ابن بري وهذا البيت أَعني فيكون مركبكِ لِخُزَزَ بن لَوْذان السَّدوسيّ وقبله كذَبَ العَتيقُ وماءُ شَنٍّ بارِدٍ إنْ كنتِ شائلَتي غَبُوقاً فاذْهَبي لا تَذْكُرِي مُهْرِي وما أَطعَمْتُه فيكونَ لَوْنُكِ مِثلَ لَوْنِ الأَجْرَبِ إني لأَخْشَى أن تقولَ حَليلَتي هذا غُبارٌ ساطِعٌ فَتَلَبَّبِ إن الرجالَ لَهمْ إلَيْكِ وسيلَةٌ إنْ يأْخذوكِ تَكَحِّلي وتَخَضِّبي ويكون مَرْكَبَكِ القَلوصُ ورَحلهُ وابنُ النَّعامة يوم ذلك مَرْكَبِي وقال هكذا ذكره ابن خالويه وأَبو محمد الأَسود وقال ابنُ النَّعامة فرس خُزَزَ بن لَوْذان السَّدوسي والنعامة أُمُّه فرس الحرث بن عَبَّاد قال وتروى الأبيات أَيضا لعنترة قال والنَّعامة خَطٌّ في باطن الرِّجْل ورأَيت أبا الفرج الأَصبهاني قد شرح هذا البيت في كتابه
( * قوله « في كتابه » هو الأغاني كما بهامش الأصل ) وإن لم يكن الغرض في هذا الكتاب النقل عنه لكنه أَقرب إلى الصحة لأنه قال إن نهاية غرض الرجال منكِ إذا أَخذوك الكُحْل والخِضابُ للتمتع بك ومتى أَخذوك أَنت حملوك على الرحل والقَعود وأَسَروني أَنا فيكون القَعود مَرْكَبك ويكون ابن النعامة مَرْكَبي أَنا وقال ابنُ النَّعامة رِجْلاه أو ظلُّه الذي يمشي فيه وهذا أَقرب إلى التفسير من كونه يصف المرأَة برُكوب القَعود ويصف نفسه بركوب الفرس اللهم إلا أَن يكون راكب الفرس منهزماً مولياً هارباً وليس في ذلك من الفخر ما يقوله عن نفسه فأَيُّ حالة أَسوأُ من إسلام حليلته وهرَبه عنها راكباً أو راجلاً ؟ فكونُه يَسْتَهوِل أَخْذَها وحملَها وأَسْرَه هو ومشيَه هو الأمر الذي يَحْذَرُه ويَسْتهوِله والنَّعَم واحد الأَنعْام وهي المال الراعية قال ابن سيده النَّعَم الإبل والشاء يذكر ويؤنث والنَّعْم لغة فيه عن ثعلب وأَنشد وأَشْطانُ النَّعامِ مُرَكَّزاتٌ وحَوْمُ النَّعْمِ والحَلَقُ الحُلول والجمع أَنعامٌ وأَناعيمُ جمع الجمع قال ذو الرمة دانى له القيدُ في دَيْمومةٍ قُذُفٍ قَيْنَيْهِ وانْحَسَرَتْ عنه الأَناعِيمُ وقال ابن الأَعرابي النعم الإبل خاصة والأَنعام الإبل والبقر والغنم وقوله تعالى فجَزاءٌ مثْلُ ما قَتَلَ من النَّعَم يحكم به ذَوَا عَدْلٍ منكم قال ينظر إلى الذي قُتل ما هو فتؤخذ قيمته دارهم فيُتصدق بها قال الأَزهري دخل في النعم ههنا الإبلُ والبقرُ والغنم وقوله عز وجل والذين كفروا يتمتعون ويأْكلون كما تأْكل الأَنْعامُ قال ثعلب لا يذكرون الله تعالى على طعامهم ولا يُسمُّون كما أَن الأَنْعام لا تفعل ذلك وأما قول الله عز وجَل وإنَّ لكم في الأَنعام لَعِبْرةً نُسْقِيكم مما في بطونه فإن الفراء قال الأَنْعام ههنا بمعنى النَّعَم والنَّعَم تذكر وتؤنث ولذلك قال الله عز وجل مما في بطونه وقال في موضع آخر مما في بطونها وقال الفراء النَّعَم ذكر لا يؤَنث ويجمع على نُعْمانٍ مثل حَمَل وحُمْلانٍ والعرب إذا أَفردت النَّعَم لم يريدوا بها إلا الإبل فإذا قالوا الأنعام أَرادوا بها الإبل والبقر والغنم قال الله عز وجل ومن الأَنْعام حَمولةً وفَرْشاً كلوا مما رزقكم الله ( الآية ) ثم قال ثمانية أَزواج أي خلق منها ثمانية أَزواج وكان الكسائي يقول في قوله تعالى نسقيكم مما في بطونه قال أَراد في بطون ما ذكرنا ومثله قوله مِثْل الفراخ نُتِفَتْ حَواصِلُهْ أي حواصل ما ذكرنا وقال آخر في تذكير النَّعَم في كلّ عامٍ نَعَمٌ يَحْوونَهُ يُلْقِحُه قَوْمٌ ويَنْتِجونَهُ ومن العرب من يقول للإبل إذا ذُكِرت
( * قوله « إذا ذكرت » الذي في التهذيب كثرت ) الأَنعام والأَناعيم والنُّعامى بالضم على فُعالى من أَسماء ريح الجنوب لأَنها أَبلُّ الرياح وأَرْطَبُها قال أَبو ذؤيب مَرَتْه النُّعامى فلم يَعْتَرِفْ خِلافَ النُّعامى من الشَّأْمِ ريحا وروى اللحياني عن أَبي صَفْوان قال هي ريح تجيء بين الجنوب والصَّبا والنَّعامُ والنَّعائمُ من منازل القمر ثمانيةُ كواكبَ أَربعة صادرٌ وأَربعة واردٌ قال الجوهري كأنها سرير مُعْوجّ قال ابن سيده أَربعةٌ في المجرّة وتسمى الواردةَ وأَربعة خارجة تسمَّى الصادرةَ قال الأَزهري النعائمُ منزلةٌ من منازل القمر والعرب تسمّيها النَّعامَ الصادرَ وهي أَربعة كواكب مُربَّعة في طرف المَجَرَّة وهي شاميّة ويقال لها النَّعام أَنشد ثعلب باضَ النَّعامُ به فنَفَّر أَهلَه إلا المُقِيمَ على الدّوَى المُتَأَفِّنِ النَّعامُ ههنا النَّعائمُ من النجوم وقد ذكر مستوفى في ترجمة بيض ونُعاماكَ بمعنى قُصاراكَ وأَنْعَم أن يُحْسِنَ أَو يُسِيءَ زاد وأَنْعَم فيه بالَغ قال سَمِين الضَّواحي لم تَُؤَرِّقْه لَيْلةً وأَنْعَمَ أبكارُ الهُمومِ وعُونُها الضَّواحي ما بدا من جَسدِه لم تُؤرّقْه ليلةً أَبكارُ الهموم وعُونُها وأَنْعَمَ أي وزاد على هذه الصفة وأَبكار الهموم ما فجَأَك وعُونُها ما كان هَمّاً بعدَ هَمّ وحَرْبٌ عَوانٌ إذا كانت بعد حَرْب كانت قبلها وفَعَل كذا وأَنْعَمَ أي زاد وفي حديث صلاة الظهر فأَبردَ بالظُّهْرِ وأَنْعَمَ أي أَطال الإبْرادَ وأَخَّر الصلاة ومنه قولهم أَنْعَمَ النظرَ في الشيءِ إذا أَطالَ الفِكْرةَ فيه وقوله فوَرَدَتْ والشمسُ لمَّا تُنْعِمِ من ذلك أَيضاً أَي لم تُبالِغْ في الطلوع ونِعْمَ ضدُّ بِئْسَ ولا تَعْمَل من الأَسماء إلا فيما فيه الألفُ واللام أو ما أُضيف إلى ما فيه الأَلف واللام وهو مع ذلك دالٌّ على معنى الجنس قال أَبو إسحق إذا قلت نِعْمَ الرجلُ زيدٌ أو نِعْمَ رجلاً زيدٌ فقد قلتَ استحقّ زيدٌ المدحَ الذي يكون في سائر جنسه فلم يجُزْ إذا كانت تَسْتَوْفي مَدْحَ الأَجْناسِ أن تعمل في غير لفظ جنسٍ وحكى سيبويه أَن من العرب من يقول نَعْمَ الرجلُ في نِعْمَ كان أصله نَعِم ثم خفَّف بإسكان الكسرة على لغة بكر من وائل ولا تدخل عند سيبويه إلا على ما فيه الأَلف واللام مُظَهَراً أو مضمراً كقولك نِعْم الرجل زيد فهذا هو المُظهَر ونِعْمَ رجلاً زيدٌ فهذا هو المضمر وقال ثعلب حكايةً عن العرب نِعْم بزيدٍ رجلاً ونِعْمَ زيدٌ رجلاً وحكى أَيضاً مررْت بقومٍ نِعْم قوماً ونِعْمَ بهم قوماً ونَعِمُوا قوماً ولا يتصل بها الضمير عند سيبويه أَعني أَنَّك لا تقول الزيدان نِعْما رجلين ولا الزيدون نِعْموا رجالاً قال الأزهري إذا كان مع نِعْم وبِئْسَ اسمُ جنس بغير أَلف ولام فهو نصبٌ أَبداً وإن كانت فيه الأَلفُ واللامُ فهو رفعٌ أَبداً وذلك قولك نِعْم رجلاً زيدٌ ونِعْم الرجلُ زيدٌ ونَصَبتَ رجلاً على التمييز ولا تَعْملُ نِعْم وبئْس في اسمٍ علمٍ إنما تَعْمَلانِ في اسم منكورٍ دالٍّ على جنس أو اسم فيه أَلف ولامٌ تدلّ على جنس الجوهري نِعْم وبئس فِعْلان ماضيان لا يتصرَّفان تصرُّفَ سائر الأَفعال لأَنهما استُعملا للحال بمعنى الماضي فنِعْم مدحٌ وبئسَ ذمٌّ وفيهما أَربع لغات نَعِمَ بفتح أَوله وكسر ثانيه ثم تقول نِعِمَ فتُتْبع الكسرة الكسرةَ ثم تطرح الكسرة الثانية فتقول نِعْمَ بكسر النون وسكون العين ولك أَن تطرح الكسرة من الثاني وتترك الأَوَّل مفتوحاً فتقول نَعْم الرجلُ بفتح النون وسكون العين وتقول نِعْمَ الرجلُ زيدٌ ونِعم المرأَةُ هندٌ وإن شئت قلت نِعْمتِ المرأَةُ هند فالرجل فاعلُ نِعْمَ وزيدٌ يرتفع من وجهين أَحدهما أَن يكون مبتدأ قدِّم عليه خبرُه والثاني أن يكون خبر مبتدإِ محذوفٍ وذلك أَنَّك لمّا قلت نِعْم الرجل قيل لك مَنْ هو ؟ أو قدَّرت أَنه قيل لك ذلك فقلت هو زيد وحذفت هو على عادة العرب في حذف المبتدإ والخبر إذا عرف المحذوف هو زيد وإذا قلت نِعْم رجلاً فقد أَضمرت في نِعْمَ الرجلَ بالأَلف واللام مرفوعاً وفسّرته بقولك رجلاً لأن فاعِلَ نِعْم وبِئْسَ لا يكون إلا معرفة بالأَلف واللام أو ما يضاف إلى ما فيه الأَلف واللام ويراد به تعريف الجنس لا تعريفُ العهد أو نكرةً منصوبة ولا يليها علَمٌ ولا غيره ولا يتصل بهما الضميرُ لا تقول نِعْمَ زيدٌ ولا الزيدون نِعْموا وإن أَدخلت على نِعْم ما قلت نِعْمَّا يَعِظكم به تجمع بين الساكنين وإن شئت حركت العين بالكسر وإن شئت فتحت النون مع كسر العين وتقول غَسَلْت غَسْلاً نِعِمّا تكتفي بما مع نِعْم عن صلته أي نِعْم ما غَسَلْته وقالوا إن فعلتَ ذلك فَبِها ونِعْمَتْ بتاءٍ ساكنة في الوقف والوصل لأَنها تاء تأْنيث كأَنَّهم أَرادوا نِعْمَت الفَعْلةُ أو الخَصْلة وفي الحديث مَن توضَّأَ يومَ الجمعة فبها ونِعْمَت ومَن اغْتَسل فالغُسْل أَفضل قال ابن الأثير أَي ونِعْمَت الفَعْلةُ والخَصْلةُ هي فحذف المخصوص بالمدح والباء في فبها متعلقة بفعل مضمر أي فبهذه الخَصْلةِ أو الفَعْلة يعني الوضوءَ يُنالُ الفضلُ وقيل هو راجع إلى السُّنَّة أي فبالسَّنَّة أَخَذ فأَضمر ذلك قال الجوهري تاءُ نِعْمَت ثابتةٌ في الوقف قال ذو الرمة أَو حُرَّة عَيْطَل ثَبْجاء مُجْفَرة دَعائمَ الزَّوْرِ نِعْمَت زَوْرَقُ البَلدِ وقالوا نَعِم القومُ كقولك نِعْم القومُ قال طرفة ما أَقَلَّتْ قَدَمايَ إنَّهُمُ نَعِمَ السَّاعون في الأَمْرِ المُبِرّْ هكذا أَنشدوه نَعِمَ بفتم النون وكسر العين جاؤوا به على الأَصل ولم يكثر استعماله عليه وقد روي نِعِمَ بكسرتين على الإتباع ودقَقْتُه دَقّاً نِعِمّا أي نِعْمَ الدقُّ قال الأَزهري ودقَقْت دواءً فأَنْعَمْت دَقَّه أي بالَغْت وزِدت ويقال ناعِمْ حَبْلَك وغيرهَ أَي أَحكمِه ويقال إنه رجل نِعِمّا الرجلُ وإنه لَنَعِيمٌ وتَنَعَّمَه بالمكان طلَبه ويقال أَتيتُ أَرضاً فتَنَعَّمَتْني أي وافقتني وأَقمتُ بها وتَنَعَّمَ مَشَى حافياً قيل هو مشتق من النَّعامة التي هي الطريق وليس بقويّ وقال اللحياني تَنَعَّمَ الرجلُ قدميه أي ابتذَلَهما وأَنْعَمَ القومَ ونَعَّمهم أتاهم مُتَنَعِّماً على قدميه حافياً على غير دابّة قال تَنَعَّمها من بَعْدِ يومٍ وليلةٍ فأَصْبَحَ بَعْدَ الأُنْسِ وهو بَطِينُ وأَنْعَمَ الرجلُ إذا شيَّع صَديقَه حافياً خطوات وقوله تعالى إن تُبْدوا الصَّدَقاتِ فنِعِمَّا هي ومثلُه إنَّ الله نِعِمّا يَعِظكم به قرأَ أَبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأَبو عمرو فنِعْمّا بكسر النون وجزم العين وتشديد الميم وقرأَ حمزة والكسائي فنَعِمّا بفتح النون وكسر العين وذكر أَبو عبيدة
( * قوله « وذكر أَبو عبيدة » هكذا في الأصل بالتاء وفي التهذيب وزاده على البيضاوي أبو عبيد بدونها ) حديث النبي صلى عليه وسلم حين قال لعمرو بن العاص نِعْمّا بالمالِ الصالح للرجل الصالِح وأَنه يختار هذه القراءة لأَجل هذه الرواية قال ابن الأَثير أَصله نِعْمَ ما فأَدْغم وشدَّد وما غيرُ موصوفةٍ ولا موصولةٍ كأَنه قال نِعْمَ شيئاً المالُ والباء زائدة مثل زيادتها في كَفَى بالله حسِبياً حسِيباً ومنه الحديث نِعْمَ المالُ الصالحُ للرجل الصالِح قال ابن الأثير وفي نِعْمَ لغاتٌ أَشهرُها كسرُ النون وسكون العين ثم فتح النون وكسر العين ثم كسرُهما وقال الزجاج النحويون لا يجيزون مع إدغام الميم تسكينَ العين ويقولون إن هذه الرواية في نِعْمّا ليست بمضبوطة وروي عن عاصم أَنه قرأَ فنِعِمَّا بكسر النون والعين وأَما أَبو عمرو فكأَنَّ مذهَبه في هذا كسرةٌ خفيفةٌ مُخْتَلَسة والأصل في نِعْمَ نَعِمَ نِعِمَ ثلاث لغات وما في تأْويل الشيء في نِعِمّا المعنى نِعْمَ الشيءُ قال الأزهري إذا قلت نِعْمَ ما فَعل أو بئس ما فَعل فالمعنى نِعْمَ شيئاً وبئس شيئاً فعَل وكذلك قوله إنَّ اللهَ نِعِمّا يَعِظُكم به معناه نِعْمَ شيئاً يَعِظكم به والنُّعْمان الدم ولذلك قيل للشَّقِر شَقائق النُّعْمان وشقائقُ النُّعْمانِ نباتٌ أَحمرُ يُشبَّه بالدم ونُعْمانُ بنُ المنذر مَلكُ العرب نُسب إِليه الشَّقيق لأَنه حَماه قال أَبو عبيدة إن العرب كانت تُسَمِّي مُلوكَ الحيرة النُّعْمانَ لأَنه كان آخِرَهم أَبو عمرو من أَسماء الروضةِ الناعِمةُ والواضِعةُ والناصِفةُ والغَلْباء واللَّفّاءُ الفراء قالت الدُّبَيْرِيّة حُقْتُ المَشْرَبةَ ونَعَمْتُها
( * قوله « ونعمتها » كذا بالأصل بالتخفيف وفي الصاغاني بالتشديد ) ومَصَلْتها
( * قوله « ومصلتها » كذا بالأصل والتهذيب ولعلها وصلتها كما يدل عليه قوله بعد والمصول ) أي كَنسْتها وهي المِحْوَقةُ والمِنْعَمُ والمِصْوَلُ المِكْنَسة وأُنَيْعِمُ والأُنَيْعِمُ وناعِمةُ ونَعْمانُ كلها مواضع قال ابن بري وقول الراعي صبا صَبْوةً مَن لَجَّ وهو لَجُوجُ وزايَلَه بالأَنْعَمينِ حُدوجُ الأَنْعَمين اسم موضع قال ابن سيده والأَنْعمان موضعٌ قال أَبو ذؤيب وأَنشد ما نسبه ابن بري إلى الراعي صبا صبوةً بَلْ لجَّ وهو لجوجُ وزالت له بالأَنعمين حدوجُ وهما نَعْمانانِ نَعْمانُ الأَراكِ بمكة وهو نَعْمانُ الأَكبرُ وهو وادي عرفة ونَعْمانُ الغَرْقَد بالمدينة وهو نَعْمانُ الأَصغرُ ونَعْمانُ اسم جبل بين مكة والطائف وفي حديث ابن جبير خلقَ اللهُ آدمَ مِن دَحْنا ومَسحَ ظهرَ آدمَ عليه السلام بِنَعْمان السَّحابِ نَعْمانُ جبل بقرب عرفة وأَضافه إلى السحاب لأَنه رَكَد فوقه لعُلُوِّه ونَعْمانُ بالفتح وادٍ في طريق الطائف يخرج إلى عرفات قال عبد الله ابن نُمَير الثَّقَفِيّ تضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَعْمانَ أنْ مَشَتْ به زَيْنَبٌ في نِسْوةٍ عَطرات ويقال له نَعْمانُ الأَراكِ وقال خُلَيْد أَمَا والرَّاقِصاتِ بذاتِ عِرْقٍ ومَن صَلَّى بِنَعْمانِ الأَراكِ والتَّنْعيمُ مكانٌ بين مكة والمدينة وفي التهذيب بقرب من مكة ومُسافِر بن نِعْمة بن كُرَير من شُعرائهم حكاه ابن الأَعرابي وناعِمٌ ونُعَيْمٌ ومُنَعَّم وأَنْعُمُ ونُعْمِيّ
( * قوله « ومنعم » هكذا ضبط في الأصل والمحكم وقال القاموس كمحدّث وضبط في الصاغاني كمكرم وقوله « وأنعم » قال في القاموس بضم العين وضبط في المحكم بفتحها وقوله « ونعمى » قال في القاموس كحبلى وضبط في الأصل والمحكم ككرسي ) ونُعْمانُ ونُعَيمانُ وتَنْعُمُ كلهن أَسماءٌ والتَّناعِمُ بَطْنٌ من العرب ينسبون إلى تَنْعُم بن عَتِيك وبَنو نَعامٍ بطنٌ ونَعامٌ موضع يقال فلانٌ من أَهل بِرْكٍ ونَعامٍ وهما موضعان من أطراف اليَمن والنَّعامةُ فرسٌ مشهورة فارسُها الحرث بن عبّاد وفيها يقول قَرِّبا مَرْبَِطِ النَّعامةِ مِنّي لَقِحَتْ حَرْبُ وائلٍ عن حِيالِ أي بَعْدَ حِيالٍ والنَّعامةُ أَيضاً فرسُ مُسافِع ابن عبد العُزّى وناعِمةُ اسمُ امرأَةٍ طَبَخَت عُشْباً يقال له العُقّارُ رَجاءَ أَن يذهب الطبخ بِغائلتِه فأَكلته فقَتلَها فسمي العُقّارُ لذلك عُقّار ناعِمةَ رواه ابن سيده عن أبي حنيفة ويَنْعَمُ حَيٌّ من اليمن ونَعَمْ ونَعِمْ كقولك بَلى إلا أن نَعَمْ في جواب الواجب وهي موقوفة الآخِر لأنها حرف جاء لمعنى وفي التنزيل هلْ وجَدْتُمْ ما وعَدَ ربُّكم حَقّاً قالوا نَعَمْ قال الأزهري إنما يُجاب به الاستفهامُ الذي لا جَحْدَ فيه قال وقد يكون نَعَمْ تَصْديقاً ويكون عِدَةً وربما ناقَضَ بَلى إذا قال ليس لك عندي ودِيعةٌ فتقول نَعَمْ تَصْديقٌ له وبَلى تكذيبٌ وفي حديث قتادة عن رجل من خثْعَم قال دَفَعتُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بِمِنىً فقلت أنتَ الذي تزعُم أنك نَبيٌّ ؟ فقال نَعِمْ وكسر العين هي لغة في نَعَمْ وكسر العين وهي لغة في نَغَمْ بالفتح التي للجواب وقد قرئَ بهما وقال أَبو عثمان النَّهْديّ أمرَنا أميرُ المؤمنين عمرُ رضي الله عنه بأمر فقلنا نَعَمْ فقال لا تقولوا نَعَمْ وقولوا نَعِمْ بكسر العين وقال بعضُ ولد الزبير ما كنت أَسمع أشياخَ قرَيش يقولون إلاَّ نَعِمْ بكسر العين وفي حديث أبي سُفيان حين أَراد الخروج إلى أُحد كتبَ على سَهمٍ نَعَمْ وعلى آخر لا وأَجالهما عند هُبَل فخرج سهمُ نَعَمْ فخرج إلى أُحُد فلما قال لِعُمر أُعْلُ هُبَلُ وقال عمر اللهُ أَعلى وأَجلُّ قال أَبو سفيان أنعَمتْ فَعالِ عنها أي اترك ذِكرَها فقد صدقت في فَتْواها وأَنعَمَتْ أَي أَجابت بنَعَمُْ وقول الطائي تقول إنْ قلتُمُ لا لا مُسَلِّمةً لأَمرِكُمْ ونَعَمْ إن قلتُمُ نَعَما قال ابن جني لا عيب فيه كما يَظنُّ قومٌ لأَنه لم يُقِرَّ نَعَمْ على مكانها من الحرفية لكنه نقَلها فجعلها اسماً فنصَبها فيكون على حد قولك قلتُ خَيراً أو قلت ضَيراً ويجوز أن يكون قلتم نَعَما على موضعه من الحرفية فيفتح للإطلاق كما حرَّك بعضُهم لالتقاء الساكنين بالفتح فقال قُمَ الليلَ وبِعَ الثوبَ واشتقَّ ابنُ جني نَعَمْ من النِّعْمة وذلك أن نعَمْ أَشرفُ الجوابين وأَسرُّهما للنفْس وأَجلَبُهما للحَمْد ولا بضِدِّها ألا ترى إلى قوله وإذا قلتَ نَعَمْ فاصْبِرْ لها بنَجاحِ الوَعْد إنَّ الخُلْف ذَمّْ وقول الآخر أَنشده الفارسي أبى جُودُه لا البُخْلِ واسْتَعْجَلتْ به نَعَمْ من فَتىً لا يَمْنَع الجُوع قاتِله
( * قوله « لا يمنع الجوع قاتله » هكذا في الأصل والصحاح وفي المحكم الجوس قاتله والجوس الجوع والذي في مغني اللبيب لا يمنع الجود قاتله وكتب عليه الدسوقي ما نصه قوله لا يمنع الجود فاعل يمنع عائد على الممدوح والجود مفعول ثان وقاتله مفعول أول ويحتمل أن الجود فاعل يمنع أي جوده لا يحرم قاتله أي فإذا أراد إنسان قتله فجوده لا يحرم ذلك الشخص بل يصله اه تقرير دردير )
يروى بنصب البخل وجرِّه فمن نصبه فعلى ضربين أحدهما أن يكون بدلاً من لا لأن لا موضوعُها للبخل فكأَنه قال أَبى جودُه البخلَ والآخر أن تكون لا زائدة والوجه الأَول أعني البدلَ أَحْسَن لأنه قد ذكر بعدها نَعَمْ ونَعمْ لا تزاد فكذلك ينبغي أَن تكون لا ههنا غير زائدة والوجه الآخر على الزيادة صحيح ومَن جرَّه فقال لا البُخْلِ فبإضافة لا إليه لأَنَّ لا كما تكون للبُخْل فقد تكون للجُود أَيضاً ألا ترى أَنه لو قال لك الإنسان لا تُطْعِمْ ولا تأْتِ المَكارمَ ولا تَقْرِ الضَّيْفَ فقلتَ أَنت لا لكانت هذه اللفظة هنا للجُود فلما كانت لا قد تصلح للأَمرين جميعاً أُضيفَت إلى البُخْل لما في ذلك من التخصيص الفاصل بين الضدّين ونَعَّم الرجلَ قال له نعَمْ فنَعِمَ بذلك بالاً كما قالوا بَجَّلْتُه أي قلت له بَجَلْ أي حَسْبُك حكاه ابن جني وأَنعَم له أي قال له نعَمْ ونَعامة لَقَبُ بَيْهَسٍ والنعامةُ اسم فرس في قول لبيد تَكاثرَ قُرْزُلٌ والجَوْنُ فيها وتَحْجُل والنَّعامةُ والخَبالُ
( * قوله « وتحجل والخبال » هكذا في الأصل والصحاح وفي القاموس في مادة خبل بالموحدة وأما اسم فرس لبيد المذكور في قوله
تكاثر قرزل والجون فيها ... وعجلى والنعامة والخيال
فبالمثناة التحتية ووهم الجوهري كما وهم في عجلى وجعلها تحجل )
وأَبو نَعامة كنية قَطَريّ بن الفُجاءةِ ويكنى أَبا محمد أَيضاً قال ابن بري أَبو نَعامة كُنْيَتُه في الحرب وأَبو محمد كُنيته في السِّلم ونُعْم بالضم اسم امرأَة
نغم
النَّغْمةُ جَرْسُ الكلمة وحُسْن الصوت في القراءة وغيرها وهو حسَنُ النَّغْمةِ والجمع نَغْمٌ قال ساعدة بن جُؤَيَة وَلو انَّها ضَحِكت فتُسمِعَ نَغْمَها رَعِشَ المَفاصِلِ صُلْبُه مُتَحنِّبُ وكذلك نَغَمٌ قال ابن سيده هذا قول اللغويين قال وعندي أَن النَّغَم اسمٌ للجمع كما حكاه سيبويه من أَن حَلَقاً وفَلَكاً اسمٌ لجمع حَلْقةٍ وفَلْكةٍ لا جمعٌ لهما وقد يكون نَغَمٌ متحركاً من نَغْمٍ وقد تنَغَّم بالغِناء ونحوه وإنه لَيَتَنَغَّم بشيء ويتَنسَّمُ بشيء ويَنسِمُ بشيء أي يتكلم به والنَّغَم الكلام الخفيّ والنَّغْمةُ الكلام الحسن وقيل هو الكلام الخفيّ نَغَم يَنْغَم ويَنْغِم قال وأُرى الضمةَ لغةً نَغْماً وسكت فلان فما نَغَم بحرف وما تنَغَّم مثله وما نَغَم بكلمة ونغَم في الشراب شَرب منه قليلاً كنَغَب حكاه أَبو حنيفة وقد يكون بدلاً والنُّغْمةُ كالنُّغْبة عنه أيضاً
نقم
النَّقِمةُ والنَّقْمةُ المكافأَة بالعقوبة والجمع نَقِمٌ ونِقَمٌ فنَقِمٌ لنَقِمة ونِقَمٌ لنِقْمةٍ وأَما ابن جني فقال نَقِمة ونِقَمٌ قال وكان القياس أن يقولوا في جمعِ نَقِمة نَقِم على جمع كَلِمة وكَلِمٍ فعدلوا عنه إلى أَن فتحوا المكسورَ وكسروا المفتوح قال ابن سيده وقد علمنا أَن من شرط الجمع بِخَلع الهاء أَن لا يُغَيَّر من صيغة الحروف شيء ولا يُزاد على طرح الهاء نحو تَمْرة وتَمْر وقد بيَّنَّا ذلك جميعه فيما حكاه هو من مَعِدةٍ ومِعَدٍ الليث يقال لم أَرْض منه حتى نَقِمْت وانتَقَمْت إذا كافأَه عقوبةً بما صنَع ابن الأَعرابي النِّقْمةُ العقوبة والنِّقْمةُ الإنكار وقوله تعالى هل تَنْقِمون مِنّا أَي هل تُنْكِرون قال الأَزهري يقال النَّقْمةُ والنِّقْمةُ العقوبة ومنه قول عليّ بن أَبي طالب كرم الله وجهه ما تَنْقِمُ الحَرْبُ العَوانُ مِنِّي بازِل عامَيْنِ فَتِيّ سِنِّي وفي الحديث أنه ما انتَقَم لنفسِه قَطّ إلا أن تُنتَهَكَ مَحارِمُ الله أَي ما عاقبَ أَحداً على مكروهٍ أتاه من قِبَله وقد تكرر في الحديث الجوهري نَقَمْتُ على الرجل أَنقِمُ بالكسر فأَنا ناقِمٌ إذا عَتَبْت عليه يقال ما نَقِمْتُ منه إلا الإحسانَ قال الكسائي ونَقِمْت بالكسر لغة ونَقِم من فلانٍ الإحسانَ إذا جعله مما يُؤَدِّيه إلى كُفر النعمة وفي حديث الزكاة ما يَنْقَمُ ابنُ جَميلٍ إلا أَنه كان فَقيراً فأَغناه الله أَي ما يَنْقَمُ شيئاً من مَنْع الزكاة إلا أن يَكفر النِّعْمة فكأَنَّ غناه أَدَّاه إلى كُفْرِ نِعْمةِ الله ونَقَمْتُ الأَمرَ ونَقِمْتُه إذا كَرهته وانْتَقَمَ اللهُ منه أي عاقَبَه والاسم منه النَّقْمةُ والجمع نَقِمات ونَقِمٌ مثل كَلِمةٍ وكلِمات وكَلِمٍ وإن شئتَ سكّنت القاف ونقلت حركتَها إلى النون فقلت نِقْمة والجمع نِقَمٌ مثل نِعْمة ونِعَم وقد نَقَمَ منه يَنْقِمُ ونَقِمَ نَقَماً وانْتَقَمَ ونَقِمَ الشيءَ ونَقَمَه أَنكره وفي التنزيل العزيز وما نَقَموا منهم إلا أَن يُؤْمِنوا بالله قال ومعنى نَقَمْت بالَغْت في كراهة الشيء وأَنشد ابن قيس الرُّقيّات ما نَقِمَوُا من بَني أُمَيَّةَ إلا أَنهم يَحْلُمون إنْ غَضِبوا يُروى بالفتح والكسر نَقَمُوا ونَقِمُوا قال ابن بري يقال نَقَمْتُ نَقْماً ونُقوماً ونَقِمةً ونِقْمةً ونَقِمْتُ بالَغْتُ في كراهة الشيء وفي أَسماء الله عز وجل المُنْتَقِم هو البالغ في العقوبة لمنْ شاءَ وهو مُفْتَعِل مِنْ نَقَمَ يَنْقِم إذا بَلَغَتْ به الكراهةُ حدَّ السَّخَطِ وضرَبه ضَرْبة نَقَمٍ إذا ضرَبه عَدُوٌّ له وفي التنزيل العزيز قل يا أَهلَ الكتاب هل تَنْقمون منّا إلاَّ أَن آمَنّا بالله قال أَبو إسحق يقال نَقَمْتُ على الرجل أُنْقِم ونَقِمْتُ عليه أَنْقَم قال والأَجوَدُ نَقَمْتُ أَنْقِم وهو الأَكثر في القراءة ويقال نَقِمَ فلانٌ وَتْرَه أي انْتَقَم قال أَبو سعيد معنى قول القائل في المثل مَثَلي مَثَلُ الأَرْقَم إن يُقْتَلْ يَنْقَمْ وإن يُتْرَك يَلْقَمْ قوله إن يُقْتَلْ يَنْقَمْ أي يُثْأَر به قال والأَرْقَمُ الذي يُشْبه الجانّ والناسُ يَتَّقونَ قَتْلَه لشَبهه بالجانّ والأَرْقَم مع ذلك من أَضعف الحيّات وأَقلِّها عَضّاً قال ابن الأثير وفي حديث عمر رضي الله عنه فهو كالأَرْقَمِ إن يُقْتَلْ يَنْقَمْ أي إن قتَلَه كان له من يَنْتَقِمُ منه قال والأَرْقَمُ الحيّة كانوا في الجاهلية يزعمون أن الجِنَّ تَطْلُبُ بثأْرِ الجانَّ وهي الحيّة الدقيقة فربما مات قاتِلُه وربما أَصابه خَبَلٌ وإنه لمَيْمُونُ النَّقيمةِ إذا كان مُظَفَّراً بما يُحاوِل وقال يعقوب ميمه بدل من باء نَقِيبةٍ يقال فلانٌ مَيْمونُ العريكةِ والنقيبة والنَّقيمةِ والطَّبيعة بمعنى واحد والناقمُ ضَرْبٌ من تمرِ عُمانَ وفي التهذيب وناقِمٌ تمرٌ بعُمانَ والناقميّةُ هي رَقاشِ بنتُ عامرٍ وبنوا الناقِميّةِ بَطْنٌ من عبد القيس قال أَبو عبيد أَنشدنا الفراء عن المُفَضَّل لسعد بن زيد مَناةَ أَجَدَّ فِراقُ الناقِميّةِ غُدْوةً أم البَيْنُ يَحْلَوْ لي لِمَنْ هو مُولَعُ ؟ لقد كنتُ أَهْوَى الناقِميَّةِ حِقْبةً فقد جَعَلَتْ آسانُ بَيْنٍ تَقَطَّعُ التهذيب وناقِم حَيٌّ من اليمن قال( * قوله « وناقم حي من اليمن قال إلخ » « كذا بالأصل وعبارة التهذيب يقال لم أرض منه حتى نقمت وانتقمت إذا كافأته عقوبة بما صنع وقال يقود إلخ )
يَقودُ بأَرسان ِ الجِيادِ سَراتُنا لِيَنْقِمنَ وتراً أَو ليدفَعْنَ مَدفَعا وناقمٌ لقبُ عامر بن سعد بن عديّ بن جَدَّانَ بنِ حَدِيلَةَ ونَقَمَى اسمُ موضع
نكم
أَهمل الليث نَكَم وكَنم واستعملهما ابن الأَعرابي فيما رواه ثعلب عنه قال النَّكْمة المُصيبة الفادِحةُ والكَنْمة الجِراحةُ
نمم
النَّمُّ التوريشُ والإغْراءُ ورَفْع الحديثِ على وجه الإشاعةِ والإفْسادِ وقيل تَزْيينُ الكلام بالكذب والفعلُ نَمَّ يَنِمُّ ويَنُمُّ والأصل الضم ونَمَّ به وعليه نَمّاً ونَميمةً ونميماً وقيل النَّمِيمُ جمعُ نميمةٍ بعدَ أن يكون اسماً التهذيب النَّمِيمةُ والنَّمِيمُ هما الاسم والنعتُ نَمّامٌ وأَنشد ثعلب في تعدية نَمَّ بِعلى ونَمَّ عليك الكاشِحُونَ وقَبْلَ ذا عليك الهَوَى قد نَمَّ لو نَفَعَ النَّمُّ ورجل نََمومٌ ونَمّامٌ ومِنَمٌّ ونَمٌّ أَي قَتّاتٌ من قومٍ نَمِّين وأَنِمّاءَ ونُمٍّ وصرَّح اللحياني بأَنَّ نُمّاً جمع نَمومٍ وهو القياس وامرأَة نَمَّة قال أَبو بكر قال أَبو العباس النَّمّام معناه في كلام العرب الذي لا يُمْسِك الأَحاديثَ ولم يَحْفَظْها من قولهم جُلودٌ نَمَّةٌ إذا كانت لا تُمْسِك الماءَ يقال نَمَّ فلانٌ يَنِمُّ نَمّاً إذا ضيَّعَ الأَحاديثَ ولم يحفظها وأَنشد الفراء بَكَتْ من حديثٍ نَمَّه وأَشاعَه ولَصَّقَه واشٍ منِ القومِ واضِعُ ويقال للنَّمَّام القَتّاتُ يقال قَتَّ إذا مشى بالنَّميمة ويقال للنَّمّام قَسّاسٌ ودَرَّاجٌ وغَمّازٌ وهَمّازٌ ومائسٌ ومِمْآسٌ وقد ماسَ من القوم ونَمِلَ الجوهري نَمَّ الحديثَ يَنِمُّه ويَنُمُّه نمّاً أي قَتَّه والاسم النَّميمةُ وقد تكرر في الحديث ذكرُ النميمةِ وهو نَقْلُ الحديث من قومٍ إلى قوم على جهة الإفْسادِ والشَّرِّ ونَمَّ الحديثَ نقَلَه ونمَّ الحديث إذا ظهر فهو متعدٍّ ولازمٌ والنميمةُ صوتُ الكتابةِ والكتابةُ وقيل هو وَسْواسُ هَمْسِ الكلام قال أَبو ذؤَيب فشَربْنَ ثمَّ سَمِعْنَ حِسّاً دُونَه شرف الحجاب وريبُ قَرْعٍ يَقْرع ونَمِيمة من قانِصٍ مُتَلَبّبٍ في كفِّه جَشْءٌ أَجَشّ وأَقْطَعُ قال الأَصمعي معناه أَنه سمع ما نَمَّ على القانص وقال غيره النَّميمةُ الصوت الخفيّ من حركة شيء أَو وَطْءِ قدَمٍ وقال الأَصمعي أَراد به صوت وَتَرٍ أو ريحاً اسْتَرْوَحَته الحُمُرُ وأَنكر وهَماهِماً من قانِصٍ قال لأَنه أَشد خَتْلاً في القَنِيص من أَن يُهَمْهِمَ للوحش ألا ترى لقول رؤبة فباتَ والنَّفْسُ من الحِرْصِ الفَشَقْ في الزَّرْبِ لو يُمْضَعُ شَرْىاً ما بَصَقْ والفَشَقُ الانتشار والنامّة حياة النَّفْسِ وفي الحديث لا تُمَثِّلوا بنامَّةِ الله أي بخَلْق الله وناميةِ الله أَيضاً هذه الأخيرة على البدل والنَّميمة الهَمس والحركة وأَسكت الله نامّته أي جَرْسَه وما يَنِمُّ عليه من حَرَكته قال وقد يهمز فيجعل من النَّئِيم وسَمِعْتُ نامَّتَه ونَمَّتَه أي حِسَّه والأَعرفُ في ذلك نأْمَتَه ونَمَّ الشيءُ سَطَعتْ رائحتُه والنَّمَّام نبت طيِّب الريح صفة غالبة ونَمْنَمَت الريحُ الترابَ خَطَّتْه وتَرَكَتْ عليه أَثراً شِبْه الكتابة وهو النِّمْنِمُ والنِّمْنِيمُ قال ذو الرمة فَيْفٌ عليها لذَيْلِ الريحِ نِمْنِيمُ والنَّمْنَمةُ خُطوطٌ متقارِبة قِصارٌ شِبْهُ ما تُنَمْنِمُ الريحُ دُقاقَ التراب ولكل وَشْيٍ نَمْنَمةٌ وكتابٌ مُنَمْنَمٌ مُنقَّش ونَمْنَمَ الشيءَ نَمْنَمة أي رَقَّشه وزَخْرفه وثوبٌ مُنَمْنَمٌ مرقوم مُوَشّىً والنِّمْنِمُ والنُّمْنُمُ البياض الذي على أَظْفارِ الأحداثِ واحدته نِمْنِمةٌ بالكسر ونُمنُمَةٌ قال رؤبة يصف قوساً رُصِّع مَقْبِضُها بسُيورٍ مُنَمْنَمةٍ رصْعاً كَساها شِيَةً نَمِيما أي نقَشها ابن الأَعرابي النَّمَّة اللُّمْعة من بياضٍ في سوادٍ وسوادٍ في بياضٍ والنِّمَّةُ القَمْلة وفي حديث سُويَد بن غَفَلة أُتي بناقةٍ مُنَمْنَمةٍ أَي سَمِينةٍ مُلْتَفَّة والنبتُ المُنَمْنَمُ المُلْتَفّ المجتمِع والنِّمّةُ النَّمْلة في بعض اللغات والنُّمِّيُّ فلوس الرَّصاص رومية قال أَوس بن حجر وقارَفَت وهي لم تَجْرَبْ وباعَ لها مِنَ الفَصافِصِ بالنُّمِّيِّ سِفْسِيرُ واحدته نُمِّيَّة ونسب الجوهري هذا البيت للنابغة يصف فرساً( * قوله « يصف فرساً » في التكملة ما نصه هذا غلط وليس يصف فرساً وإنما يصف ناقة
وقبل البيت
هل تبلغينهم حرف مصرمة ... أجد الفقار وإدلاج وتهدير
قدعريت نصف حول أشهراً جدداً ... يسفي على رحلها بالحيرة المور
والبيت لأوس بن حجر لا للنابغة ) والنُّمِّيُّ الضَّنْجةُ والنُّمِّيُّ العَيْبُ عن ثعلب وأَنشد لمِسْكينٍ الدارِميِّ ولو شِئْتُ أَبْدَيْتُ نُمِّيَّهم وأَدخلْتُ تحت الثِّيابِ الإبَرْ قال ابن بري قال الوزير المَغْرِبيّ أَراد بالنُّمِّيّ هنا العيبَ وأَصله الرَّصاصُ جعله في العيب بمنزلة الرَّصاص في الفِضَّة التهذيب النُّمِّيُّ الفَلْسُ بالرومية بالضم وقال بعضهم ما كان من الدراهم فيه رَصاصٌ أَو نحاس فهو نُمِّيٌّ قال وكانت بالحِيرة على عهد النُّعمانِ بن المنذر وما بها نُمِّيٌّ أَي ما بها أَحدٌ والنُّمِّيّةُ الطبيعة قال الطرماح بلا خَدَبٍ ولا خَوَرٍ إذا ما بَدَتْ نُمِّيّةُ الخُدْبِ النُّفاةِ ونُمِّيُّ الرجلِ نُحاسُه وطَبْعُه قال أَبو وجزة ولولا غيرهُ لكشَفْتُ عنه وعن نُمِّيَّةِ الطَّبْعِ اللَّعينِ
نهم
النَّهْمةُ بلوغُ الهِمَّة في الشيء ابن سيده النَّهَمُ بالتحريك والنَّهامةُ إفراطُ الشهوةِ في الطعام وأَن لا تَمْتَلِئَ عينُ الآكل ولا تَشْبَعَ وقد نَهِمَ في الطعام بالكسر يَنْهَمُ نَهَماً إذا كان لا يَشْبَعُ ورجل نَهِمٌ ونَهِيمٌ ومَنْهومٌ وقيل المَنْهومُ الرَّغيب الذي يَمْتَلِئُ بطنُه ولا تنتهي نفْسُه وقد نُهِمَ بكذا فهو مَنْهوم أي مُولَع به وأَنكرها بعضهم والنَّهْمة الحاجة وقيل بلوغُ الهِمَّةِ والشهوةِ في الشيء وفي الحديث إذا قَضى أَحدُكم نَهْمتَه من سَفَرِه فلْيُعَجِّل إلى أَهله ورجل مَنْهومٌ بكذا أي مُولَعٌ به وفي الحديث مَنْهومانِ لا يَشْبعانِ مَنْهومٌ بالمالِ ومَنْهومٌ بالعِلمِ وفي رواية طالبُ عِلمٍ وطالبُ دنيا الأَزهري النَّهِيمُ شِبْهُ الأَنِينِ والطَّحيرِ والنَّحيمِ وأَنشد ما لَكَ لا تَنْهِمُ يا فَلاَّحُ ؟ إنَّ النَّهِيمَ للسُّقاةِ راحُ ونَهَمَني فلانٌ أي زَجَرني ونَهَمَ يَنْهِم بالكسر نَهِيماً وهو صوتٌ كأَنه زحيرٌ وقيل هو صوتٌ فوق الزَّئيرِ وقيل نَهَمَ يَنْهِم لغة في نَحمَ يَنْحِم أي زحَرَ والنَّهْمُ والنَّهيم صوتٌ وتَوَعُّدٌ وزَجْرٌ وقد نَهَمَ يَنْهِمُ ونَهْمةُ الرجلِ والأَسدِ نأْمَتُهما وقال بعضهم نَهْمةُ الأَسد بدل من نأْمَتِه والنَّهّامُ الأَسدُ لصوته يقال نَهَمَ يَنْهِمُ نَهِيماً والناهمُ الصارخُ والنَّهيمُ مثلُ النَّحيمِ ومثلُ النَّئيمِ وهو صوتُ الأَسد والفيلِ يقال نَهَمَ الفيلُ يَنْهِمُ نَهْماً ونَهيماً وأَنشد ابن بري إذا سَمِعْتَ الزَّأْرَ والنَّهِيما أَبأْت منها هَرَباً عَزِيما الإباءُ الفِرارُ والنَّهْم بالتسكين مصدر قولك نَهَمْتُ الإبلَ أَنْهَمُها بالفتح فيهما نَهْماً ونَهِيماً إذا زَجَرْتَها لِتَجِدَّ في سيرها ومنه قول زياد المِلقطي يا مَنْ لِقَلْبٍ قد عَصاني أَنْهَمُهْ أي أَزْجرهُ وفي حديث إسلام عمر رضي الله عنه قال تَبِعْتُه فلما سَمِع حِسِّي ظنَّ أَني إنما تَبِعْتُه لأُوذِيَه فنَهَمَني وقال ما جاء بكَ هذه الساعةَ ؟ أي زَجَرَني وصاحَ بي وفي حديث عمر أَيضاً رضي الله عنه قيل له إن خالدَ بن الوليد نَهَمَ ابْنَكَ فانْتَهَمَ أي زجَرَه فانْزَجَرَ ونَهَم الإبل يَنْهِمُها ويَنْهَمُها نَهْماً ونَهِيماً ونَهْمةً الأَخيرة عن سيبويه زجرَها بصوتٍ لتَمْضيَ والمِنْهامُ من الإبل التي تُطيع على النَّهْم وهو الزجرُ وإبلٌ مَناهيمُ تُطيع على النَّهْمِ أي الزجرِ قال أَلا انْهِماها إنها مَناهِيمْ وإنما يَنْهِمُها القومُ الهيمْ وإننا مَناجِدٌ مَتاهيمْ والنَّهْمُ زجرُك الإبلَ تَصِيحُ بها لتَمْضيَ نَهَمَ الإبلَ يَنْهِمُها ويَنْهَمُها نَهْماً إذا زجرَها لتَجِدَّ في سيرها قال أَبو عبيد الوَئيدُ الصوتُ والنَّهِيمُ مثلُه والنِّهاميُّ بكسر النون الراهبُ لأَنه يَنْهَمُ( * قوله « لانه ينهم » ضبط في الصاغاني بالفتح والكسر وكتب عليه معاً إشارة إلى صحتهما ) أي يدعو والنِّهاميُّ الحدَّادُ وأَنشد نَفْخَ النِّهاميِّ بالكِيرَيْن في اللَّهَب وأَنشد ابن بري للأعشى سأَدْفعُ عن أَعراضِكم وأُعِيرُكم لِساناً كمِقْراضِ النِّهاميِّ مِلْحَبا وقال الأسود بن يعفر وفاقِد مَوْلاه أَعارَتْ رِماحُنا سِناناً كنِبراسِ النِّهاميِّ مِنْجَلا مِنْجَلاً واسعَ الجرح وأَراد أَعارَتْه فحذف الهاء وقيل النِّهاميُّ النَّجّارُ والفتح في كل ذلك
( * قوله « والفتح في كل ذلك إلخ » الذي في القاموس أنه بمعنى الحدّاد والنجار والطريق مثلث وبمعنى الراهب بالكسر والضم ) لغة عن ابن الأَعرابي النضر النِّهاميُّ الطريقُ المَهْيَعُ الجَدَدُ وهو النَّهّامُ أَيضاً والمَنْهَمةُ موضع النَّجْر وطريقٌ نِهاميٌّ ونَهّامٌ بيِّنٌ واضحٌ والنَّهْمُ الخَذْفُ بالحصى ونحوه ونَهَمَ الحَصى ونحوَه يَنْهَمُه نَهْماً قذفه قال رؤبة والهُوجُ يُدْرينَ الحَصى ؟ ؟ المَهْجوما يَنْهَمْنَ في الدار الحَصى المَنْهوما لأن السائق قد يَخْذِفُ بالحصى ونحوه وهو النَّهْم والنُّهامُ طائرٌ شِبْهُ الهامِ وقيل هو البُومُ وقيل البومُ الذكَرُ قال الطرماح في بُومة تَصِيح تَبِيتُ إذا ما دَعاها النُّهام تُجِدُّ وتَحْسِبها مازِحهْ يعني أَنها تُجِدّ في صوتِها فكأَنها تُمازِحُ وقال أَبو سعيد جمع النُّهامِ نُهُمٌ قال وهو ذكَرُ البُومِ قال وأَنشد ابن بري في النُّهام ذكرِ البوم لعديّ بن زيد يُؤْنِسُ فيها صَوْتُ النُّهامِ إذا جاوَبَها بالعَشِيِّ قاصِبُها ابن سيده وقيل سُمِّيَ البومُ بذلك لأَنه يَنْهِمُ بالليل وليس هذا الاشتقاق بقَويٍّ قال الطرماح فتَلاقَتْه فلاثَتْ به لَعْوةٌ تَضْبَحُ ضَبْحَ النُّهامْ والجمع نُهُمٌ ونُهْمٌ صنمٌ وبه سمي الرجل عَبدَ نُهْمٍ ونِهْمٌ اسمُ رجلٍ وهو أَبو بطنٍ منهم ونُهْمٌ اسمُ شيطانٍ ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم حيٌّ من العرب فقال بَنُو مَنْ أَنتم ؟ فقالوا بنو نُهْمٍ فقال نُهْمٌ شيطان أنتم بنو عبدالله ونِهْمٌ بَطْنٌ من هَمْدانَ منهم عَمْرو بن بَرَّاقة الهَمْداني ثم النِّهْمِيّ
نوم
النّوْم معروف ابن سيده النَّوْمُ النُّعاسُ نامَ يَنامُ نَوْماً ونِياماً عن سيبويه والاسمُ النِّيمةُ وهو نائمٌ إذا رَقَدَ وفي الحديث أَنه قال فيما يَحْكي عن ربِّه أَنْزَلْتُ عليكَ كتاباً لا يَغْسِلُه الماءُ تَقْرَؤُه نائماً ويَقْظانَ أي تَقرؤه حِفْظاً في كل حال عن قلبك أي في حالتي النوم واليقظة أراد أنه لا يُمْحى أَبداً بل هو محفوظ في صدور الذين أُوتوا العِلْمَ لا يأَْتِيه الباطلُ من بين يديه ولا من خَلْفِه وكانت الكتُبُ المنزلة لا تُجْمَع حِفْظاً وإنما يُعْتَمَد في حِفْظِها على الصُّحُف بخِلافِ القرآن فإنَّ حُفّاظَه أَضْعافُ صُحُفِه وقيل أَراد تقرؤه في يُسْرٍ وسُهولة وفي حديث عِمْرانَ بن حُصَيْن صَلِّ قائماً فإن لم تَسْتَطِعْ فقاعِداً فإن لم تَسْتَطِعْ فنائماً أَراد به الاضْطِجاعَ ويدل عليه الحديث الآُخر فإن لم تستطع فعلى جَنْبٍ وقيل نائماً تصحيف وإنماً أَراد فإيماءً أَي بالإشارة كالصلاة عند التحام القتال وعلى ظهر الدابة وفي حديثه الآخر من صلى نائماً فله نِصْفُ أَجْرِ القاعد قال ابن الأَثير قال الخطابي لا أَعلم أَني سمعت صلاةَ النائم إلا في هذا الحديث قال ولا أَحفظ عن أحدٍ من أَهل العلم أَنه رَخَّصَ في صلاةِ التطوع نائماً كما رَخَّص فيها قاعداً قال فإن صحت هذه الرواية ولم يكن أَحد الرُّواةِ أَدْرَجَه في الحديث وقاسَه على صلاةِ القاعِد وصلاةِ المريضِ إذا لم يَقْدِرْ على القُعودِ فتكون صلاةُ المتطوِّع القادرِ نائماً جائزةً والله أَعلم هكذا قال في مَعالم السُّنن قال وعاد قال في أَعلام السُّنَّة كنتُ تأَوْلت الحديثَ في كتاب المَعالم على أن المراد به صلاةُ التطوع إلا أن قوله نائماً يُفْسِد هذا التأْويل لأن المُضطجع لا يصَلي التطوُّعَ كما يصلي القاعدُ قال فرأَيت الآنَ أن المراد به المريضُ المُفْتَرِضُ الذي يمكنه أن يَتحامَلَ فيقعُد مع مَشَقَّة فجعَل أَجْرَه ضِعْفَ أَجْرهِ إذا صلَّى نائماً ترغيباً له في القعود مع جواز صلاته نائماً وكذلك جعل صلاتَه إذا تحامَل وقامَ مع مشقةٍ ضِعْفَ صلاتِه إذا صلى قاعداً مع الجواز وقوله تاللهِ ما زيدٌ بنام صاحبُه ولا مُخالِطِ اللِّيانِ جانِبُهْ قيل إن نامَ صاحبُه علمٌ اسم رجل وإذا كان كذلك جَرى مَجْرى بَني شابَ قَرناها فإن قلت فإن قوله ولا مخالط الليان جانبه ليس علماً وإنما هو صفة وهو معطوف على نامَ صاحبهُ فيجب أَن يكون قوله نامَ صاحبُه صفةً أَيضاً قيل قد تكون في الجُمَل إذا سُمِّيَ بها معاني الأَفعال ألا ترى أن قوله شابَ قَرْناها تُصَرُّ وتُحْلَبُ هو اسم عَلم وفيه مع ذلك معنى الذمّ ؟ وإذا كان ذلك جاز أن يكون قوله ولا مُخالِطِ اللِّيانِ جانِبهُ معطوفاً على ما في قوله نام صاحبه من معنى الفعل وما له نِيمةُ ليلةٍ عن اللحياني قال ابن سيده أُراه يعني ما يُنام عليه ليلةً واحدة ورجلٌ نائمٌ ونَؤُومٌ ونُوَمةٌ ونُوَمٌ الأَخيرة عن سيبويه من قومٍ نِيامً ونُوَّمٍ على الأَصل ونُيَّمٍ على اللفظ قلبوا الواو ياءً لقربها من الطرَف ونِيَّم عن سيبويه كسروا لِمكان الياء ونُوَّامٍ ونُيَّامٍ الأَخيرة نادرة لبعدها من الطرف قال ألا طَرَقَتْنا مَيَّةُ ابنَةُ مُنْذِرٍ فما أَرَّقَ النُّيَّامَ إلا سَلامُها قال ابن سيده كذا سمع من أبي الغمر ونَوْم اسم للجمع عند سيبويه وجمعٌ عند غيره وقد يكون النَّوْم للواحد وفي حديث عبد الله بن جعفر قال للحسين ورأَى ناقته قائمةً على زِمامِها بالعَرْج وكان مريضاً أَيها النوْمُ أَيها النوْمُ فظن أَنه نائم فإذا هو مُثْبَتٌ وَجعاً أَراد أيها النائم فوضَع المصدرَ موضعَه كما يقال رجل صَوْمٌ أي صائم التهذيب رجل نَوْمٌ وقومٌ نَوْمٌ وامرأَة نَوْمٌ ورجل نَوْمانُ كثيرُ النوْم ورجل نُوَمَةٌ بالتحريك يَنامُ كثيراً ورجل نُوَمةٌ إذا كان خامِلَ الذِّكْر وفي الحديث حديث عليّ كرَّم الله وجهه أَنه ذكر آخرَ الزمان والفِتَنَ ثم قال إنما يَنْجو من شرّ ذلك الزمان كلُّ مؤمنٍ نُوَمَةٍ أُولئك مصابيحُ العُلماء قال أَبو عبيد النُّوَمة بوزن الهُمَزة الخاملُ الذِّكْرِ الغامض في الناس الذي لا يَعْرِفُ الشَّرَّ ولا أَهلَه ولا يُؤْبَهُ له وعن ابن عباس أَنه قال لعليّ ما النُّوَمَةُ ؟ فقال الذي يَسْكُت في الفتنة فلا يَبْدوا منه شيء وقال ابن المبارَك هو الغافلُ عن الشرِّ وقيل هو العاجزُ عن الأُمور وقيل هو الخامِلُ الذِّكر الغامِضُ في الناس ويقال للذي لا يُؤْبَهُ له نُومةٌ بالتسكين وقوله في حديث سلمة فنَوَّموا هو مبالغة في نامُوا وامرأَة نائمةٌ من نِسْوة نُوَّمٍ عند سيبويه قال ابن سيده وأَكثرُ هذا الجمع في فاعِلٍ دون فاعلةٍ وامرأَة نَؤُومُ الضُّحى نائمتُها قال وإنما حقيقتُه نائمةٌ بالضُّحى أو في الضحى واسْتَنام وتَناوَم طلب النَّوْم واسْتنامَ الرجلُ بمعنى تَناوَم شهوة للنوم وأَنشد للعجاج إذا اسْتنامَ راعَه النَّجِيُّ واسْتنامَ أَيضاً إذا سَكَن ويقال أَخذه نُوامٌ وهو مثلُ السُّبات يكون من داءٍ به ونامَ الرجلُ إذا تواضَع لله وإنه لَحَسنُ النِّيمةِ أي النَّوْم والمَنامُ والمَنامةُ موضع النوم الأَخيرة عن اللحياني وفي التنزيل العزيز إذ يُرِيكَهم الله في مَنامِك قليلاً وقيل هو هنا العَينُ لأَن النَّوْم هنالك يكون وقال الليث أي في عينِك وقال الزجاج روي عن الحسن أَن معناها في عينك التي تَنامُ بها قال وكثير من أهل النحو ذهبوا إلى هذا ومعناه عندهم إذْ يُرِيكَهم اللهُ في موضع منامك أي في عينِك ثم حذف الموضعَ وأَقام المَنامَ مُقامَه قال وهذا مذهبٌ حسن ولكن قد جاء في التفسير أن النبي صلى الله عليه وسلم رآهم في النوم قليلاً وقَصَّ الرُّؤْيا على أِصحابه فقالوا صَدَقتْ رؤْياك يا رسول الله قال وهذا المذهبُ أَسْوَغ في العربية لأَنه قد جاء وإِذ يُريكُموهم إِذ الْتَقَيْتم في أَعْيُنِكم قليلاً ويُقَلِّلُكم في أَعْيُنِهم فدل بها أَنَّ هذه رؤْية الالتقاء وأَن تلك رؤْية النَّوْم الجوهري تقول نِمْت وأََصله نَوِمْت بكسر الواو فلما سكنت سقطت لاجتماع الساكنين ونُقِلتْ حركتُها إِلى ما قبلها وكان حقُّ النون أَن تُضَمَّ لتَدُلَّ على الواو الساقطة كما ضَمَمْت القاف في قلت إِلا أَنهم كسروها فَرْقاً بين المضموم والمفتوح قال ابن بري قوله وكانَ حَقُّ النون أَن تُضَمَّ لتدلَّ على الواو الساقطة وهَمٌ لأَن المُراعى إِنما هو حركة الواو التي هي الكسرةُ دون الواو بمنزلة خِفْت وأَصله خَوِفْت فنُقِلت حركة الواو وهي الكسرة إِلى الخاء وحُذفت الواو لالتقاء الساكنين فأَما قُلت فإِنما ضُمَّت القاف أَيضاً لحركة الواو وهي الضمة وكان الأَصل فيها قَوَلْت نُقِلتْ إِلى قوُلت ثم نقِلت الضمة إلى القاف وحُذِفَت الواو لالتقاء الساكنين قال الجوهري وأَما كِلْتُ فإِنما كسروها لتدل على الياء الساقطة قال ابن بري وهذا وَهَمٌ أَىضاً وإِنما كسروها للكسرة التي على الياء أَيضاً لا للياء وأَصلها كَيِلْت مُغَيَّرة عن كَيَلْتُ وذلك عند اتصال الضمير بها أَعني التاء على ما بُيِّن في التصريف وقال ولا يصح أَن يكون كالَ فَعِل لقولهم في المضارع يَكيلُ وفَعِلَ يَفْعِلُ إِنما جاء في أَفعال معدودة قال الجوهري وأَما على مذهب الكسائي فالقياسُ مستمرٌّ لأَنه يقول أَصلُ قال قَوُلَ بضم الواو قال ابن بري لم يذهب الكسائي ولا غيرهُ إِلى أَنَّ أَصلَ قال قَوُل لأَن قال مُتَعدٍّ وفَعُل لا يَتعدَّى واسم الفاعل منه قائلٌ ولو كان فَعُل لوجب أَن يكون اسم الفاعل منه فَعيل وإِنما ذلك إِذا اتصلت بياء المتكلم أَو المخاطب نحو قُلْت على ما تقدم وكذلك كِلْت قال الجوهري وأَصل كالَ كَيِلَ بكسر الياء والأَمر منه نَمْ بفتح النون بِناءً على المستقبل لأَن الواو المنقلبة أَلفاً سقطت لاجتماع الساكنين وأَخَذه نُوامٌ بالضم إِذا جعَل النَّوْمُ يَعْترِيه وتَناوَمَ أَرى من نفْسه أَنه نائمٌ وليس به وقد يكون النَّوْم يُعْنى به المَنامُ الأَزهري المَنامُ مصدر نامَ يَنامُ نَوْماً ومَناماً وأَنَمْتُه ونَوَّمْتُه بمعنىً وقد أَنامَه ونَوَّمه ويقال في النداء خاصة يا نَوْمانُ أَي يا كثير النَّوْم قال ولا فَقُل رجل نَوْمانُ لأَنه يختص بالنداء وفي حديث حنيفة وغزوة الخَنْدق فلما أَصْبَحتْ قالت قُمْ يا نَوْمانُ هو الكثير النَّوْم قال وأَكثر ما يستعمل في النداء قال ابن جني وفي المثَل أَصْبِحْ نَوْمانُ فأَصْبحْ على هذا من قولك أَصبَح الرجلُ إِذا دخل في الصُّبح ورواية سيبويه أَصْبِحْ ليْلُ لِتَزُلْ حتى يُعاقِبَك الإِصباح قال الأَعشى يقولون أَصْبِحْ ليْلُ والليلُ عاتِم وربما قالوا يا نَوْمُ يُسَمُّون بالمصدر وأَصابَ الثَّأْرَ المُنِيم أَي الثأْر الذي فيه وَفاءُ طِلْبتِه وفلان لا يَنامُ ولا يُنيمُ أَي لا يَدَعُ أَحداً يَنام قالت الخنساء كما مِنْ هاشمٍ أَقرَرْت عَيْني وكانَتْ لا تَنامُ ولا تُنِيمُ وقوله تَبُكُّ الحَوْضَ عَلاَّها ونَهْلا وخَلْفَ ذِيادِها عَطَنٌ مُنيمُ معناه تسكُن إِليها فتُنيمُها وناوَمَني فنُمْتُه أَي كنتُ أَشدَّ نَوْماً منه ونُمْتُ الرجلَ بالضم إِذا غَلَبْتَه بالنَّوْم لأَنك تقول ناوَمَه فنامَه يَنُومُه ونامَ الخَلخالُ إِذا انقَطعَ صوتُه من امتلاء الساق تشبيهاً بالنائم من الإِنسان وغيره كما يقال اسْتَيْقَظَ إِذا صَوَّت قال طُرَيح نامَتْ خَلاخِلُها وجالَ وشاحُها وجَرى الإِزارُ على كثِيبٍ أَهْيَلِ فاسْتَيْقَظَتْ منها قَلائدُها التي عُقِدَت على جِيدِ الغَزالِ الأَكْحَلِ وقولهم نامَ هَمُّه معناه لم يكن له هَمٌّ حكاه ثعلب ورجل نُوَمٌ ونُوَمةٌ ونَوِيمٌ مُغفَّل ونُومةٌ خاملٌ وكله من النَّوْم كأَنه نائمٌ لغَفْلَتِه وخُموله الجوهري رجل نُومة بالضم ساكنة الواو أَي لا يُؤْبَه له ورجل نُوَمةٌ بفتح الواو نَؤُوم وهو الكثير النَّوْم إِنه لَحَسنُ النِّيمة بالكسر وفي حديث بِلالٍ والأَذان أَلا إِن العبدَ نام قال ابن الأَثير أَراد بالنَّوْمِ الغفلةَ عن وقت الأَذانِ قال يقال نامَ فلانٌ عن حاجتي إِذا غفَل عنها ولم يَقُمْ بها وقيل معناه أَنه قد عادَ لِنَوْمِه إِذا كان عليه بَعْدُ وقتٌ من الليل فأَراد أَن يُعْلِمَ الناس بذلك لئلا يَنْزَعِجوا من نَوْمِهم بسماعِ أَذانهِ وكلُّ شيءٍ سكَنَ فقد نامَ وما نامَت السماءُ اللَّيلةِ مطراً وهو مثل بذلك وكذلك البَرْق قال ساعدة بن جُؤَيّة حتى شآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ باتَ اضْطِراباً وباتَ اللَّيْلُ لم يَنَم ومُسْتَنامُ الماء حيث يَنْقَع ثم يَنشَفُ هكذا قال أَبو حنيفة يَنْقَع والمعروف يَسْتَنْقِع كأَنَّ الماءَ يَنامُ هنالك ونامَ الماءُ إِذا دامع وقامَ ومَنامُه حيث يَقُوم والمَنامةُ ثوبٌ يُنامُ فيه وهو القَطيفةُ قال الكميت عليه المَنامةُ ذاتُ الفُضول من القِهْزِ والقَرْطَفُ المُخْْمَلُ وقال آخر لكلِّ مَنامةٍ هُدْبٌ أَصِيرُ أَي متقارِب وليلٌ نائمٌ أَي يُنامُ فيه كقولهم يومٌ عاصفٌ وهمٌّ ناصبٌ وهو فاعلٌ بمعنى مفعول فيه والمَنامةُ القَطِيفةُ وهي النِّيمُ وقول تأَبَّط شَرّاً نِياف القُرطِ غَرَّاء الثَّنايا تَعَرَّضُ للشَّبابِ ونِعمَ نِيمُ قيل عَنى بالنِّيمِ القَطِيفةَ وقيل عنى به الضجيع قال ابن سيده وحكى المفسر أَن العرب تقول هو نِيمُ المرأَةِ وهي نِيمُهُ والمَنامةُ الدُّكّانُ وفي حديث عليّ كرّم الله وجهه دخل عليّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأَنا على المَنَامةِ قال يحتمل أَن يكون الدُّكّانَ وأَن يكون القطيفةَ حكاه الهرويّ في الغريبين وقال ابن الأَثير المَنامةُ ههنا الدُّكَّانُ التي يُنامُ عليها وفي غير هذا هي القطيفة والميم الأُولى زائدة ونامَ الثوبُ والفَرْوُ يَنامُ نَوْماً أَخْلَقَ وانْقَطَعَ ونامَت السُّوقُ وحَمُقت كسَدَت ونامَت الريحُ سكَنَت كما قالوا ماتَتْ ونامَ البحرُ هدَأَ حكاه الفارسي ونامَت النارُ هَمَدَت كلُّه من النَّوْم الذي هو ضدُّ اليَقظة ونامَت الشاةُ وغيرُها من الحيوان إِذا ماتَتْ وفي حديث عليّ أَنه حَثَّ على قِتال الخوارج فقال إِذا رأَيتُموهم فأَنِيمُهوهم أَي اقْتُلوهم وفي حديث غزوة الفتح فما أَشْرَفَ لهم يومئذ أَحدٌ إِلا أَناموه أَي قَتلوه يقال نامَت الشاةُ وغيرُها إِذا ماتت والنائمةُ المَيِّتَةُ والناميةُ الجُثّةُ واسْتَنامَ إِلى الشيء اسْتَأْنَسَ به واستَنامَ فلانٌ إِلى فلان إِذا أَنِسَ به واطمأَنَّ إِليه وسكَن فهو مُسْتَنِيمٌ إِليه ابن بري واستْنامَ بمعنى نامَ قال حُميد بن ثَوْر فقامَتْ بأَثْناءٍ من اللَّيْلِ ساعةً سَراها الدَّواهي واسْتَنامَ الخَرائدُ أَي نام الخرائد والنامَةُ قاعةُ الفَرْج والنِّيمُ الفَرْوُ وقيل الفَرْوُ القصيرُ إِلى الصَّدْر وقيل له نِيمٌ أَي نِصفُ فَرْوٍ بالفارسية قال رؤبة وقد أَرى ذاك فلَنْ يَدُوما يُكْسَيْنَ من لِينِ الشَّبابِ نِيما وفُسِّر أَنه الفَرْوُ ونَسبَ ابن برّي هذا الرجزَ لأَبي النَّجْم وقيل النِّيم فَرْوٌ يُسَوَّى من جُلود الأَرانِب وهو غالي الثمن وفي الصحاح النِّيم الفَرْوُ الخَلَقُ والنِّيم كلُّ لَيِّنٍ من ثوبٍ أَو عَيْشٍ والنِّيم الدَّرَجُ الذي في الرمال إِذا جَرَت عليه الريح قال ذو الرمة حتى انْجَلى الليلُ عنَّا في مُلَمَّعة مِثْلِ الأَديمِ لها من هَبْوَةٍ نِيمُ( * قوله « حتى انجلى إلخ » كذا في الصحاح وفي التكملة ما نصه يجلي بها الليل عنا في ملمعةٍ ويروى يجلو بها الليل عنها )
قال ابن بري من فتح الميم أَراد يَلْمَع فيها السَّرابُ ومَنْ كسَر أَراد تَلْمَعُ بالسراب قال وفُسِّر النِّيمُ في هذا البيت بالفَرْوِ وأَنشد ابن بري للمرّار ابن سعيد في لَيْلةٍ من ليالي القُرِّ شاتِية لا يُدْفِئُ الشيخَ من صُرّداها النِّيمُ وأَنشد لعمرو بن الأيْهَم
( * قوله « ابن الايهم » في التكملة في مادة هيم ما نصه وأعشى بني تغلب اسمه عمرو بن الاهيم )
نَعِّماني بشَرْبةٍ من طِلاءٍ نِعْمَت النِّيمُ من شَبا الزَّمْهَريرِ قال ابن بري ويروى هذا البيت أَيضاً كأَنَّ فِداءَها إِذ جَرَّدوه وطافوا حَوْلَه سُلَكٌ ينِيمُ قال وذكره ابن وَلاَّدٍ في المقصور في باب الفاء سُلَكَ يَتيمُ والنِّيمُ النِّعْمةُ التامّةُ والنِّيم ضربٌ من العِضاهِ والنِّيمُ والكتَمُ شجرتان من العِضاه والنِّيمُ شجر تُعْمَل منه القِداحُ قال أَبو حنيفة النِّيمُ شجرٌ له شوك ليِّنٌ وورَقٌ صِغارٌ وله حبٌّ كثير متفرق أَمثال الحِمَّص حامِضٌ فإِذا أَيْنَع اسْوَدَّ وحَلا وهو يؤكل ومَنابِتُه الجبالُِ قال ساعدة بن جُؤيّة الهذلي ووَصَف وَعِلاً في شاهق ثم يَنُوش إِذا آدَ النهارُ له بعدَ التَّرَقُّبِ من نِيمٍ ومن كَتَم وقال بعضهم نامَ إِليه بمعنى هو مُستْنيِم إِليه ويقال فلانٌ نِىمِي إِذا كنات تأْنَسُ به وتسْكُن إِليه وروى ثعلب أَن ابن الأَعرابي أَنشده فقلتُ تَعَلَّمْ أَنَّني غيرُ نائِم إِلى مُستَقِلٍّ بالخِيانةِ أَنْيَبا قال غير نائم أَي غيرُ واثقٍ به والأَنْيبُ الغليظُ الناب يخاطب ذئباً والنِّيمُ بالفارسية نِصْفُ الشيء ومنه قولُهم للقُبَّة الصغيرة نِيمُ خائجة أَي نصفُ بَيْضةٍ والبيضة عندهم خاياه فأُعربت فقيل خائجة ونَوَّمان نَبْتٌ عن السيرافي وهذه التراجِمُ كلّها أَعني نوم ونيم ذكرها ابن سيده في ترجمة نوم قال وإِِنما قضينا على ياء النِّيم في وجوهها كلها بالواو لوجود « ن و م » وعدم « ن ي م » وقد ترجم الجوهري نيم وترجمها أَيضاً ابن بري
هبرم
الهَبْرَمةُ كثرةُ الكلام
هتم
هَتَم فاه يَهْتِمُه هَتْماً أَلْقى مُقدَّم أَسنانه والهَتَمُ انكسارُ الثنايا من أُصولها خاصة وقيل من أَطرْافِها هَتِم هَتَماً وهو أَهْتَم بيِّن الهَتَم وهَتْماء والهَتْماءُ من المِعْزى التي انكسرت ثَنِيَّتُها وأَهْتَمْتُه إِهْتاماً إِذا كَسَرْت أَسنانه وأَقْصَمْتُه إِذا كَسَرْتَ بعض سِنِّه وأَشْتَرْتُه في العيْنِ حتى قَصِم وهَتِم وشَتِر وضربه فهتَمَ فاه وتَهَتَّمت أَسنانُه أَي تكسَّرَت وفي الحديث أَن أَبا عبيدة كان أَهْتَمَ الثنايا انقلعت ثناياه يوم أُحُد لما جَذَب بها الزَّرَدَتَين اللتين نَشبِتا في خدّ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الحديث نَهى أَن يُضَحَّى بِهَتْماءَ هي التي انكسرت ثناياها من أَصلها وانقلعت وتَهَتَّم الشيءُ تكسّر قال جرير إِن الأَراقِمَ لن يَنال قَديمَها كلْبٌ عَوى مُتَهَتِّمُ الأَسنان والهُتامة ما تكَسّر من الشيء والهَيْتَم شجرة من شجر الحَمْض جَعْدة حكى ذلك أَبو حنيفة وقال ذُكر ذلك عن شُبَيْل بن عَزْرة وكان راويةً وأَنشد لرجل من بني يربوع رَعَتْ بِقِران الحَزْنِ رَوْضاً مُواصِلاً عَمِيماً من الظِّلاَّمِ والهَيْتَمِ الجَعْدِ( * قوله « بقران » كذا في الأصل والمحكم والذي في تكملة الصاغاني بقرار ) والأَهتم لقب سِنان بن سُمَيّ بن سنان بن خالد بن مِنْقَر لأَنه هُتِمَتْ ثَنِيَّتُه يوم الكُلاب وهاتِمٌ وهتَيْمٌ اسمان قال ابن سيده وأُرى هُتَيْماً تصغير ترخيم
هتلم
الهَتْلَمَة الكَلام الخَفِيّ والهَتْمَلة كالهَتْلَمة وهَتْلَم الرجلان تكلَّما بكلام يسِرَِّانه عن غيرهما وهي الهَتْمَلة
هثم
هَثَمَ الشيءَ يَهْثِمه دَقَّه حتى انْسَحَقَ وهَثَم له من مالِه كما تقول قَثَم حكاه ابن الأَعرابي وقال ابن الأَعرابي الهُثُم القِيزانُ المُنْهالة والهَيْثَم الصَّقْر وقيل فَرْخ النَّسْر وقيل هو فرخ العُقاب ومنه سمي الرجل هَيْثَماً وقيل هو صيد العُقاب قال تُنازِعُ كَفَّاه العِنانَ كأَنَّه مُوَلَّعةٌ فَتْخاءُ تَطْلُب هَيْثَما والهَيْثَم الكَثيب السَّهَل وقيل الكَثيب الأَحَمر وقيل الهَيْثم رملة حمراء قال الطرماح يصف قِداحاً أُجِيلَتْ فخرج لها صوت خُوارُ غِزْلانٍ لدى هَيْثَمٍ تَذَكَّرَتْ فِيقةَ ارْآمِها والهَيْثَم ضرب من الشجر والهيْثَمة بَقْلة من النَّجيل والهَيْثَم ضرب من الحِبَّة عن الزجاجي وهَيْثَم اسم والله أَعلم
هجم
هَجَم على القوم يَهْجُم هُجوماً انتهى إِليهم بَغْتة وهَجَم عليه الخَيْلَ وهَجَم بها الليث يقال هَجَمْنا الخَيْلَ قال ولم أَسمعهم يقولون أَهْجَمْنا واستعاره عليٌّ كرَّم الله وجهه للعِلَم فقال هَجَم بهم العِلْمُ على حقائق الأُمور فباشَرُوا رَوْحَ اليقين وهَجَمَ عليهم دخل وقيل دخل بغير إِذن وهَجَمَ غَيْرَه عليهم وهو هَجُومًٌ أَدْخله أَنشد سيبويه هَجُومٌ علينا نَفْسَه غيرَ أَنَّه متى يُرْمَ في عَيْنَيه بالشَّبْح يَنْهَض( * قوله « هجوم علينا » في المحكم هجوم عليها )
يعني الظليم الجوهري وغيره وهَجَمْتُ أَنا على الشيء بَغْتةً أَهْجُمُ هُجُوماً وهَجَمْتُ غَيْري يتعدَّى ولا يتعدى وهَجَم الشتاءُ دَخَل ابن سيده وهَجَم البيتَ يَهْجِمُه هَجْماً هَدَمه وبيت مَهْجومٌ حُلَّتْ أَطْنابُه فانْضَمَّتْ سِقابُه أَي أَعْمِدتُه وكذلك إِذا وَقَع قال علقمة بن عبدة صَعْلٌ كأَنَّ جناحَيْه وجُؤْجُؤَه بَيْتٌ أَطافَتْ به خَرْقاءُ مَهْجوم الخَرْقاء ههنا الريح وهُجِمَ البيتُ إِذا قُوِّض ولما قُتِل بِسْطامُ بن قيس لم يَبْقَ بيت في ربيعة إِلا هُجِم أَي قُوِّض والهَجْم الهَدْم وهَجَم البيتُ وانْهَجَم انْهَدَم وانْهَجَم الخِباءُ سَقَط والهَجُوم الريحُ التي تشتدّ حتى تَقْلَع البيوتَ والثُّمامَ وريح هَجُومٌ تَقْلعُ البيوتَ والثُّمامَ والريحُ تَهْجُمُ الترابَ على الموضع تَجْرُفه فتلقيه عليه قال ذو الرمة يصف عَجاجاً جَفَلَ من موضعه فهَجَمَتْه الريحُ على هذه الدار أَوْدى بها كلُّ عَرَّاصٍ أَلَثَّ بها وجافِلٌ من عَجاجِ الصَّيْف مَهْجوم وهَجَمَتْ عينُه تَهْجُم هَجْماً وهُجوماً غارت وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لعبد الله بن عمرو حين ذكَر قيامه بالليل وصيامَه بالنهار إِنك إِذا فعلت ذلك هَجَمَتْ عيناكَ أَي غارَتا ودخَلَتا في موضعهما قال أَبو عبيد ومنه هَجَمْتُ على القوم إِذا دخلت عليهم وكذلك هَجَمَ عليهم البيتُ إِذا سقط عليهم وانْهَجَمت عينُه دمَعَت قال شمر لم أَسمع انْهَجَمت عينُه بمعنى دمَعَت إِلا ههنا قال وهو بمعنى غارَتْ معروفٌ وهَجَم ما في ضرع الناقة يَهْجُمه هَجْماً واهْتَجَمه حَلَبه وهَجَمْتُ ما في ضرعها إِذا حَلبْت كلَّ ما فيه وأَنشد لرؤْبة إِذا التَقَتْ أَرْبَعُ أَيْدٍ تَهْجُمُهْ حَفَّ حَفِيفَ الغيْثِ جادَتْ دِيَمُهْ قال ومنه قول غَيْلان بن حُرَيْث وامْتاح مني حَلَباتِ الهاجِمِ وهَجَمَ الناقة نَفْسَها وأَهْجَمَها حَلَبها والهَجِيمةُ اللبنُ قبل أَن يُمْخَض وقيل هو الخاثرُ من أَلبْان الشاءِ وقيل هو اللبن الذي يُحْقَنُ في السِّقاء الجديد ثم يُشْرَب ولا يُمْخَض وقيل هو ما لم يَرُبْ أَي يَخْثُر وقد الهْاجَّ لأَن يَروبَ قال أَبو منصور وهذا هو الصواب قال أَبو الجرّاح إِذا ثَخُنَ اللبنُ وخَثُر فهو الهَجِيمةُ ابن الأَعرابي الهَجِيمةُ ما حَلَبْته من اللبن في الإِناء فإِذا سكَنتْ رَغْوتُه حَوَّلْتَه إِلى السِّقاء وهاجِرةٌ هَجُومٌ تَحْلُب العرَقَ وأَنشد ابن السكيت والعِيسُ تَهْجُمُها الحَرورُ كأَنَّها أَي تَحْلُب عرَقَها ومنه هَجَمَ الناقةَ إِذا حَطَّ ما في ضرعها من اللبن يقال تَحَمَّمَ فإِنَّ الحَمَّام هَجُومٌ أَي مُعَرِّقٌ يُسِيل العَرَقَ والهَجْمُ العَرَقُ قال وقد هَجَمَتْه الهَواجِر وانْهَجَمَ العرَقُ سالَ والهَجْم والهَجَمُ الأَخيرة عن كراع القَدَحُ الضَّخْم يُحْلب فيه والجمع أَهْجامٌ قال الشاعر كانت إِذا حالِبُ الظَّلْماء أَسْمَعَها جاءت إِلى حالِبِ الظَّلْماءِ تَهْتَزِمُ فَتَمْلأُ الهَجْمَ عَفْواً وهي وادِعةٌ حتى تكادَ شِفاه الهَجْمِ تَنْثَلِمُ ابن الآَعرابي هو القدَحُ والهَجَمُ والعَسْفُ والأَجَمُّ والعَتادُ وأَنشد ابن بري لشاعر إِذا أُنِيخَتْ والْتَقَوْا بالأَهْجامْ أَوْفَت لهم كَيْلاً سَريع الإِعْذامْ الأَصمعي يقال هَجَمٌ وهَجْمٌ للقَدَحِ قال الراجز ناقةُ شيخٍ للإِلهِ راهِبِ تَصُفُّ في ثلاثةِ المَحالِبِ في الهَجَمَيْنِ والْهَنِ المُقارِبِ قال الهَجَمُ العُسُّ الضخم أَي تجمع بين مِحْلَبَيْنِ أَو ثلاثة ناقة صَفوفٌ تجمع بين المحالب قال والفَرَق أَربعةُ أَرباع وأَنشد تَرْفِد بعدَ الصَّفِّ في فُرْقانِ جمع الفَرَق وهو أَربعة أَرباعٍ والهنُ المُقارِبُ الذي بين العُسَّين والهَجْمةُ القطْعة الضَّخْمة من الإِبل وقيل هي ما بين الثلاثين والمائة ومما يَدلّك على كثرتها قوله هَلْ لكِ والعارِضُ منكِ عائِضُ في هَجْمَةٍ يُسْئِرُ منها القابِضُ ؟
( * قوله « هل لك إلخ » صدره كما في مادة عرض يل ليل أسقاك البريق الوامض هل لك إلخ وهو لأبي محمد الفقعسي يخاطب امرأة يرغبها في أن تنكحه والمعنى هل لك في هجمة يبقي منها سائقها لكثرتها عليه والعارض أي المعطي في نكاحك عرضاً وعائض أي آخذ عوضاً منك بالتزويج )
وقيل الهَجْمةُ أَوَّلُها الأَرْبَعون إِلى ما زادت وقيل هي ما بين السَّبْعِين إِلى دُوَيْن المائة وقيل هي ما بين السبعين إِلى المائة قال المعْلُوط أَعاذِل ما يُدْريك أَنْ رُبَّ هَجْمةٍ لأَخْفافِها فَوْقَ المِتانِ فَدِيدُ ؟ وقيل هي ما بين التِّسعين إِلى المائة وقيل ما بين الستِّين إِلى المائة وأَنشد الأَزهري بهَجْمَةٍ تَمْلأُ عَيْنَ الحاسِدِ وقال أَبو حاتم إِذا بلغت الإِبلُ سِتِّين فهي عَجْرمة ثم هي هَجْمةٌ حتى تبلغ المائة وقيل الهَجْمة من الإِبل أَولها الأربعون إِلى ما زادَت والهُنَيدَةُ المائة فقط وفي حديث إِسلام أَبي ذر فَضَمَمْنا صِرْمتَه إِلى صِرْمَتِنا فكانت لنا هَجْمةٌ الهَجْمَةُ من الإِبل قريبٌ من المائة واستعار بعضُ الشُّعراء الهَجْمَةَ للنَّخْل مُحاجِياً بذلك فقال إِلى اللهِ أَشْكُو هَجْمةً عَرَبيَّةً أَضَرَّ بها مَرُّ السِّنينَ الغوابِرِ فأَضْحَتْ رَوايا تَحْمِل الطِّينَ بعدما تكونُ ثِمالَ المُقْتِرِينَ المَفاقِرِ والهَجْمةُ النَّعْجةُ الهَرِمة وهَجَمَ الشيءُ سَكنَ وأَطْرَق قال ابن مقبل حتى اسْتَبَنتُ الهُدى والبيدُ هاجمةٌ يَخشَعْنَ في الآلِ غُلْفاً أَو يُصَلِّينا والاهْتِجامُ آخر الليل والهَجْمُ السَّوْق الشديد قال رؤبة والليلُ يَنْجُو والنهارُ يَهْجُمهْ وهَجَمَ الرجلَ وغيره يَهْجُمُه هَجْماً ساقه وطرَده ويقال هَجَمَ الفحلُ آتُنَه أَي طَرَدَها قال الشاعر وَرَدْتِ وأَرْدافُ النُّجومِ كأَنها وقد غارَ تاليها هجا أُتْن هاجِم
( * قوله « هجا أتن » كذا بالأصل )
والهَجائمُ الطرائدُ والهاجِمُ أَيضاً الساكن المُطْرِقُ وهَجْمةُ الشِّتاءِ شِدَّةُ بَرْدِه وهَجمة الصيْفِ حَرُّه وقولُ أَبي محمد الحذلَمِيّ أَنشده ثعلب فاهْتَجَمَ العيدانُ من أَخْصامها غَمامةً تَبْرُقَ من غَمامِها وتُذْهِبُ العَيْمَة من عِيامِها لم يفسر ثعلب اهْتَجَم قال ابن سيده قد يجوز أَن يكون شَرِبَت كأَنَّ هذه الإِبل وَرَدَتْ بعد رَعْيها العيدانَ فشربت عليها ويروى واهْتَمَجَ العيدانُ من قولهم هَمَجَت الإِبلُ من الماء وقال الأَزهري في تفسير هذا الرجز اهْتَجَم أَي احْتَلب وأَراد بأَخْصامِها جَوانِبَ ضَرْعِها والهَيْجُمانةُ الدُّرّةُ وهي الوَنِيِّةُ وهَيجُمانةُ اسمُ امرأَةٍ وهي بنت العَنْبَرِ بن عمرو بن تميم والهَيْجُمانُ اسم رجل والهَجْمُ ماءٌ لبني فَزارة ويقال إِنه من حفرِ عادٍ وفي النوادر أَهْجَمَ اللهُ عن فلانٍ المرضَ فهَجَمَ المرضُ عنه أَي أَقْلَعَ وفَتَر وابْنا هُجَيْمةَ فارِسان من العرب قال وساقَ ابْنَيْ هُجَيْمةَ يَوْمَ غَولٍ إِلى أَسْيافِنا قَدَرُ الحِمامِ وبَنُو الهُجَيم بَطْنانِ الهُجَيم بن عمرو بن تميم والهُجَيْم بن علي بن سودٍ من الأَزْدِ
هجدم
هِجْدَمْ زجر للفَرَس وقال كراع إِنما هو هِجْدُمّْ بكسر الهاء وسكون الجيم وضمّ الدال وشدّ الميم وبعضهم يُخَفّف الميمَ وإِجْدَمُوهِجْدَمْ على البدل كلاهما من زجر الخيل إِذا زُجَرت لتمضِي قال الليث الهِجْدَمُ لغة في إِجْدَمْ في إِقْدامِك الفَرس وزَجرِكَه يقال أَوَّلُ مَن ركبَ الفرسَ ابنُ آدمَ القاتِلُ حَمَلَ على أَخيه فزَجرَ فرساً وقال هِجِ الدَّمَ فلما كثر على الأَلسنة اقتصر على هِجْدَمْ وإِخْدَمْ
هدم
الهَدْمُ نَقِيضُ البناء هَدَمَه يَهْدِمُه هَدْماً وهَدَّمه فانْهَدَمَ وتَهَدَّمَ وهَدَّمُوا بُيوتهم شُدِّدَ للكثرة ابن الأَعرابي الهَدْمُ قَلْعُ ا لمَدَرِ يعني البيوت وهو فِعْلٌ مُجاوزٌ والفِعلُ اللازم منه الانْهِدامُ ويقال هَدَمَه ودَهْدَمَه بمعنى واحد قال العجاج وما سُؤالُ طَلَلٍ وأَرْسُمِ والنُّؤْيِ بعدَ عَهْدِه المُدَهْدَمِ يعني الحاجزَ حولَ البيت إِذا تَهَدَّم والهَدَمُ بالتحريك ما تَهدَّم من نواحي البئر فسقط في جَوْفِها قال يصف امرأَة فاجرةً تَمْضي إِذا زُجِرَتْ عن سَوْأَةٍ قُدُماً كأَنها هَدَمٌ في الجَفْرِ مُنْقاضُ والأَهْدَمانِ أَن يَنْهارَ عليكَ بناءٌ أَو تقعَ في بئرٍ أَو أُهْوِيَّة وقوله في الحديث اللهمّ إِني أَعوذُ بك منَ الأَهْدَمَينِ قيل في تفسيره هو أَن يَنْهَدِمَ على الرجل بناءٌ أَو يقعَ في بئرٍ حكاه الهرويّ في الغريبين قال ابن سيده ولا أَدري ما حقيقتُه قال ابن الأَثير هو أَن ينهارَ عليه بناءٌ أو يقعَ في بئرٍ أَو أُهْوِيّة والأَهْدَمُ أَفْعَلُ من الهَدَم وهو ما تَهَدَّمَ من نواحي البئر فسقط فيها وفي حديث الشهداء وصاحبُ الهَدَمِ شهيدٌ الهَدَمُ بالتحريك البناءُ المَهْدُومُ فَعَلٌ بمعنى مفعول وبالسكون الفِعْلُ نفْسُه ومنه الحديث مَن هَدَمَ بُنْيانَ رَبِّه فهو مَلْعونٌ أَي مَنْ قَتَلَ النفَّسَ المُحرَّمة لأَنها بُنيانُ اللهِ وتَرْكِيبُه وقالوا دَمُنا دَمُكم وهَدَمُنا هَدَمُكم أَي نحن شيءٌ واحدٌ في النُّصْرة تَغْضَبون لنا ونغْضَبُ لكم وفي الحديث أَن أَبا الهيثم بن التَّيِّهان قال لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم إِن بيننا وبين القومِ حبالاً ونحن قاطِعوها فنخشَى إِنِ اللهُ أَعَزَّك وأَظْهَرَكَ أَن ترجعَ إِلى قومِك فتبَّسم النبيُّ صلى الله عليه وسلم ثم قال بل الدَّمُ الرَّمُ والهَدَمُ الهَدَمُ أَنا منكم وأَنتم مني يُروى بسكون الدال وفتحها فالهدَم بالتحريك القَبْرُ يعني أُقْبَرُ حيث تُقْبَرون وقيل هو المنزلُ أَي منزِلُكم مَنزِلي كحديثه الآخر المَحْيا مَحْياكم والمماتُ مماتُكم أَي لا أُفارِقُكم والهَدْم بالسكون وبالفتح أَيضاً هو إِهدارُ دَمِ القتيلِ يقال دِماؤهم بينهم هَدْمٌ أَي مُهْدَرةٌ والمعنى إِن طُلِب دَمُكم فقد طُلِبَ دَمي وإِن أُهْدِرَ دَمُكم فقد أُهْدِرَ دَمي لاستِحكام الأُلْفة بيننا وهو قولٌ معروف والعرب تقول دَمي دَمُك وهَدَمي هَدَمُك وذلك عند المُعاهَدةِ والنُّصْرة وروى الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال العربُ تقول دَمي دمُك وهَدَمي هدَمُك هكذا رواه بالفتح قال وهذا في النُّصْرة والظُّلْم تقول إِن ظُلِمْتَ فقد ظُلِمْتُ قال وأَنشدني العُقَيلي دَماً طَيِّباً يا حَبَّذا أَنت من دَمِ وكان أَبو عبيدة يقول هو الهَدَمُ الهَدَمُ واللَّدَمُ اللَّدَمُ أَي حُرْمتي مع حُرْمتِكم وبَيتي مع بَيْتِكم وأَنشد ثم الْحَقي بِهَدَمي ولَدَمي أَي بأَصلي ومَوْضِعي وأَصل الهَدَم ما انْهَدَم يقال هَدَمْت هَدْماً والمَهْدومُ هَدَمٌ وسمي منزلُ الرجل هَدَماً لانْهِدامِه وقال غيره يجوز أَن يُسمَّى القبرُ هَدَماً لأَنه يُحْفَر تُرابُه ثم يُرَدُّ تُرابه فيه فهو هَدَمٌ فكأَنه قال مَقْبَرِي مَقْبَرُكم أَي لا أَزالُ معكم حتى أَموتَ عندكم وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال في الحِلْف دَمي دمُك إِن قَتَلني إِنسانٌ طَلَبْتَ بدَمي كما تَطْلُبُ بدَمِ ولِىِّك أَي ابن عَمِّك وأَخِيك وهَدَمي هَدَمُك أَي مَنْ هَدَمَ لي عِزّاً وشَرَفاً فقد هَدَمه منك وكلُّ من قَتل ولِيِّي فقد قَتل ولِيَّك ومَنْ أَراد هَدْمَك فقد قصَدني بذلك قال الأَزهري ومن رواه الدَّمُ الدَّمُ والهَدْمُ الهَدْمُ فهو على قول الحَلِيف تَطْلُب بدَمي وأَنا أَطلبُ بدَمِك وما هَدَمْتَ من الدِّماء هَدَمْتُ أَي ما عَفَوْتَ عنه وأَهْدَرْتَه فقد عفوتُ عنه وتركتُه ويقال إِنهم إِذا احْتَلَفوا قالوا هَدَمي هَدَمُك ودَمي دَمُك وتَرِثُني وأَرِثُك ثم نسَخ الله بآيات المَواريثِ ما كانوا يَشْترِطونه من المِيراث في الحِلْف والهِدْمُ بالكسر الثوبُ الخلَقُ المُرَقَّعُ وقيل هو الكِساءُ الذي ضُوعِفت رِقاعُه وخصَّ ابنُ الأَعرابي به الكِساءَ الباليَ من الصوفِ دون الثوبِ والجمع أَهْدامٌ وهِدَمٌ الأَخيرة عن أَبي حنيفة وهي نادرة وقال أَوس بن حجر وذات هِدْمٍ عارٍ نَواشِرُها تُصْمِتُ بالماءِ تَوْلَباً جَدِعا قال ابن بري صوابه وذاتُ بالرفع لأَنه معطوف على فاعل قبله وهو لِيُبْكِكَ الشَّرْبُ والمُدامةُ وال فِتْيانُ طُرّاً وطامِعٌ طَمِعا وأَنشد ابن بري لأَبي دُواد هَرَقْتُ في صُفْنِه ماءً لِيَشْرَبَه في داثِرٍ خَلَق الأَعْضادِ أَهْدامِ وفي حديث عُمر وقَفَتْ عليه عجوزٌ عَشَمةٌ بأَهْدامٍ الأَِهْدامُ الأَخْلاقُ من الثياب وهَدَمْتُ الثوب إِذا رَقَعته وفي حديث عليّ لبِسْنا أَهْدام البِلى وروي عن الصَّمُوتيِّ الكلابي وذكرَ حِبَّةَ الأَرض فقال تَنْحَلُّ فيأُخُذُ بعضُها رِقابَ بعضٍ فتنطلق هِدَماً كالبُسُطِ وشيخٌ هِدْمٌ على التشبيه بالثوب أَبو عبيد الهِدْمُ الشيخ الذي قد انْحَطَم مثل الهِمِّ والعجوزُ المُتَهدِّمة الفانيةُ الهَرِمة وتَهَدَّم عليه من الغضب إِذا اشتدَّ غضبُه وخُفٌّ هِدْمٌ ومُهَدَّمٌ مثل الثوب قال عَليَّ خُفّانِ مُهَدَّمانِ مُشْتَبِها الأَنْفِ مُقَعَّمانِ أَبو سعيد هَدَّمَ فلانٌ ثوبَه ورَدَّمَه إِذا رَقَّعه رواه ابنُ الفَرج عنه وعجوز مُتَهدِّمةٌ هَرِمةٌ فانيةٌ ونابٌ مُتهدِّمة كذلك والهَدَمُ ما بقي من نباتِ عامِ أَوّلَ وذلك لِقِدَمِه وهَدِمَت الناقةُ تَهْدَمُ هَدَماً وهَدَمةً فهي هَدِمةٌ من إِبلٍ هَدامى وهَدِمةٍ وتَهَدَّمَت وأَهْدَمت وهي مُهْدِم كلاهما إذا اشتدَّت ضبَعَتُها فياسَرت الفحلَ ولم تُعاسِرْه وقال بعضهم الهَدِمةُ الناقة التي تقع من شدة الضَّبَعةِ قال زيد بن تُرْكِيٍّ الدُّبَيري يُوشِكُ أَن يُوجسَ في الأَوْجاسِ فيها هَديمُ ضَبَعٍ هَوَّاسِ إِذا دَعا العُنَّدَ بالأَجْراسِ قال ابن جني فيه ثلاث روايات إِحداها فيها هديمُ ضَبَعٍ هَوَّاسُ ويكون الهَديم هُنا فحلاً وأَضافه إِلى الضَّبَع لأَنه يَهْدَمُ إِذا ضَبِعَتْ وهَوَّاس من نعت هديم الوراية الثانية هَوَّاسِ بالخفض على الجِوار الرواية الثالثة فيها هَديمُ ضَبَعٍ هِوَاسِ وهو الصحيح لأَن الهَوَسَ يكون في النُّوق وعليه يصحُّ استِشْهادُ الجوهريّ لأَنه جعل الهَديمَ الناقةَ الضَّبِعَةَ ويكون هِواسِ بدلاً من ضبَع والضَّبَعُ والهِواسُ واحدٌ وهَديمُ في هذه الأَوجه فاعلٌ ليُوجِسَ في البيت الذي قبله أَي يُسْرِع أَن يَسمع صوتَ هذا الفحلِ ناقةٌ ضَبِعةٌ فتَشْتَدَّ ضَبَعَتُها وأَول الأُرجوزة مِزْيدُ يا ابنَ النَّفَر الأَشْواسِ الشُّمْسِ بل زادُوا على الشِّماسِ وفلانٌ يَتَهَدَّمُ عليكَ غَضَباً مَثَلٌ بذلك وتهدَّم عليه تَوَعَّدَه ودِماؤهم هَدْمٌ بينهم بالتسكين وهَدَمٌ بالتحريك أَي هدَرٌ وذلك إِذا لم يودوا قاتلَه( * قوله « إذا لم يودوا قاتله » كذا بالأصل ولعله يؤذوا أو نحو ذلك ) عليّ بن حمزة هَدْمٌ بسكون الدال وتهادَمَ القومُ تهادَرُوا والهُدامُ الدُّوارُ يُصِيبُ الإِنسان في البحر وهُدِم الرجلُ أَصابه ذلك والهَدْمُ أَن تَضْرِبَه فتكسِرَ ظهرَه عن ابن الأَعرابي وفي الحديث من كانت الدنيا هَدَمَه وسَدَمَه أَي بُغْيَتَه وشَهْوَتَه قال ابن الأَثير هكذا رواه بعضهم والمحفوظ هَمَّه وسَدَمَه والله أَعلم ورجلٌ هَدِمٌ أَحمقُ مُخنَّث وذو مَهْدَمٍ ومِهْدَمٍ قَيْلٌ من أَقيال حِمْير والمَهْدومُ من اللبَن الرَّثِيئةُ وفي التهذيب المَهْدومةُ الرَّثيئة من اللبن قال الشاعر شَفَيْتُ أَبا المُخْتارِ من داءِ بَطْنِه بمَهْدومةٍ تُنْبي ضُلوعَ الشَّراسِف قال المَهْدومةُ هي الرثيئةُ قال شهاب إِذا حُلِب الحَليبُ على الحَقِين جاءت رثيئةٌ مُذَكَّرة طيِّبة لا فَلَقٌ ولا مُمْذَقِرّة سَمْهَجَةٌ ليّنة والهَدْمةُ الدُّفْعةُ من المال ويقال هذا شيءٌ مُهَنْدَمٌ أَي مُصْلَح على مقدار وهو معرَّب وأَصله بالفارسية أَنْدام مثل مُهَنْدِس وأَصله انْدازه وفي الحديث كلْ مما يَليك وإِياك والهَذْمَ قال ابن الأَثير هكذا رواه بعضهم بالذال المعجمة وهو سُرْعةُ الأَكل والهَيْدامُ الأَكولُ قال أَبو موسى أَظنّ الصحيحَ بالدال المهملة يُريد به الأَكلَ من جوانب القَصْعةِ دون وَسَطِها وهو من الهَدَم ما تَهدَّمَ من نواحي البئر والهَدْمةُ المَطرةُ الخفيفة وأَرض مَهْدومةٌ أَي مَمْطورةٌ
هذم
هَذَمَ الشيءَ يَهْذِمه هَذْماً غيّبه أَجمع قال رؤبة كلاهما في فَلَكٍ يَسْتَلْحِمُهْ واللِّهْبُ لِهْبُ الخافِقَيْنِ يَهْذِمُهْ يعني تَغَيُّبَ القمرِ ونُقصانَه وقال الأَزهري كلاهما يعني الليل والنهار في فلك يَسْتَلْحِمه أَي يأْخذ قَصْدَه ويَرْكَبُه واللِّهْبُ المَهْواةُ بين الشيئين يعني به ما بين الخافِقَين وهما المَغْرِبانِ وقال أَبو عمرو أَراد بالخافِقَين المَشْرِقَ والمغربَ يَهْذِمُه يُغَيِّبُه أَجمعَ وقال شمر يَهْذِمُه فيأْكله ويُوعيه وقال الليث أَراد بقوله يَهْذِمُه نُقْصانَ القَمر والهَذْمُ القَطْعُ والهَذْمُ الأَكلُ كلُّ ذلك في سُرْعةٍ وهَذَمَ يَهْذِمُ هَذْماً وهي سُرْعة الأَكل والقطعِ وفي الحديث كلْ مما يَلِيكَ وإِياكَ والهَذْمَ قال ابن الأَثير هكذا رواه بعضهم بالذال المعجمة وهو سرعة الأَكل والهَيْذامُ الأَكولُ قال أَبو موسى أَظنُّ الصحيح بالدال المهملة يُريد به الأَكلَ من جوانب القَصْعة دون وَسَطِها وهو من الهَدَم ما تَهدَّمَ من نواحي البئر وسيْفٌ مِهْذَمٌ مِخْذَمٌ وهُذام قاطعٌ حديدٌ وسِنانُ هُذامٌ حديدٌ ومُدية هُذامٌ كما قالوا سيفٌ جُرازٌ ومُدْية جُرازٌ قال ابن سيده هذا قول سيبويه قال وحكى غيره شَفْرةٌ هُذَمة وهُذامةٌ وأَنشد وَيْلٌ لبُعْرانِ بني نَعامَهْ منْكَ ومن شَفْرتِك الهُذامَهْ وسِكِّينٌ هذومٌ تَهْذِمُ اللحمَ أَي تُسْرِع قطْعه فتأْكله وسِكِّين هُذامٌ ومُوسىً هُذامٌ والهَيْذام من الرجال الأَكول وهو أَيضاً الشُّجاعُ وهَيْذامٌ اسمُ رجل وسعدُ هُذَيْمٍ أَبو قبيلة
هذرم
الهَذْرَمةُ كالهَذْرَبةِ والهَذْرَمةُ كثرةُ الكلامِ ورجل هُذَارمٌ وهُذارِمةٌ كثيرُ الكلام وهَذْرَمَ الرجلُ في كلامِه هَذْرَمةَ إِذا خلَّط فيه ويقال للتخليط الهَذْرَمةُ ويقال هو السرعة في القراءة والكلامِ والمشْي وأَخرج الهروي في حديث أَبي هريرة وقد أَصْبَحْتُم تُهَذْرِمون الدنيا فقال أَي تتوسعون بها ومنه هَذْرَمةُ الكلام وهو الإِكثار والتوسُّع فيه ابن شميل يقال للمرأَة إِنها لَهَذْرَمى الصَّخَبِ أَي كثيرةُ الصَّخَب ابن السيكت إِذا أَسرَع الرجلُ في الكلام ولم يُتَعْتِعْ فيه قيل هَذْرَم هَذْرَمةً وقال ابن عباس لأَنْ أَقرأَ القرآنَ في ثلاثٍ أَحبُّ إِليَّ من أَن أَقرأَه في ليلةٍ هَذْرَمَةً وفي رواية قيل له اقرإِ القرآنَ في ثلاثٍ فقال لأَنْ أَقرأَ البقرة في ليلة فأَدَّبَّرَها أَحبُّ إِليَّ من أَن أَقرأَ كما تقول هَذْرَمةً الهَذْرَمة السُّرْعةُ في القِراءة يقال هَذْرَمَ وِرْدَه أَي هَذّه وكذلك في الكلامِ قال أَبو النَّجْم يذُمّ رجلاً وكانَ في المَجْلِسِ جَمَّ الهَذْرَمَهْ لَيْناً على الدّاهيةِ المُكَتَّمهْ وهَذْرَمَ السَّيْفُ إذا قَطَع
هذلم
الهَذْلمَةُ مَشْيٌ في سُرْعةٍ والهَذْلمَةُ مِشْيَةٌ فيها قَرْمَطةٌ وتَقارُبٌ قال قد هَذْلَمَ السارِقُ بعدَ العَتَمَهْ نحوَ بُيوتِ الحَيِّ أَيَّ هَذْلَمَهْ والهَذْملةُ كالهَذْلَمةِ
هرم
الهَرَم أقْصى الكِبَر هَرِمَ بالكسر يَهْرَمُ هَرَماً ومَهْرَماً وقد أَهْرَمَه اللهُ فهو هَرِمٌ من رجال هَرِمينَ وهَرْمَى كُسِّر على فَعْلى لأَنه من الأَسماء التي يُصابُون بها وهم لها كارهون فطابَقَ بابَ فَعِيلٍ الذي بمعنى مفعول نحو قَتْلى وأسْرَى فكُسِّرَ على ما كُسِّرَ عليه ذلك والأُنثى هَرِمةٌ من نِسْوةٍ هَرِماتٍ وهَرْمَى وقد أَهْرَمَه الدهرُ وهَرَّمَه قال إذا ليلةٌ هَرَّمَتْ يَوْمَها أَتَى بعد ذلك يومٌ فَتي والمَهْرَمةُ الهَرَمُ وفي الحديث تَرْكُ العَشاء مَهْرَمةٌ أي مَظِنَّةٌ للهَرَمِ قال القُتَيبيّ هذه الكلمة جاريةٌ على أَلْسِنة الناس قال ولَسْتُ أَدرِي أَرسولُ الله صلى الله عليه وسلم ابْتَدأَها أَمْ كانت تُقالُ قَبْلَه وفلان يَتَهارَم يُرِي من نفْسِه أنه هَرِمٌ وليس به وفي الحديث إنَّ الله لَمْ يَضَعْ داءً إلا وضَعَ له دواءً إِلا الهَرَمَ الهَرَمُ الكِبَرُ جعل الهَرَمَ دَاءً تشبيهاً به لأَن الموت يعَقَّبُه كالأَدْواءِ وابنُ هِرْمة آخرُ( * قوله « هرمة آخر إلخ » هو بهذا الضبط في الأصل والمحكم والتهذيب وصوّبه شارح القاموس وهو الصاغاني قال الليث ابن هرمة بالفتح ) وَلَد الشيخ والعجوز وعلى مثاله ابنُ عِجْزة ويقال وُلِدَ لِهِرْمَةٍ وما عنده هُرْمانةٌ ولا مَهْرَمٌ أَي مَطْمعٌ وقَدَحٌ هَرِمٌ مُنْثَلِمٌ عن أَبي حنيفة وأَنشد للجعدي جَوْز كَجَوْزِ الحِمارِ جَرَّدَه الخَرَّاسُ لا ناقِسٌ ولا هَرِمُ
( * قوله « جور إلخ » هكذا في الأصل والمحكم والتهذيب وتقدم في مادتي خرس ونقس محرفاً عما هنا )
والهَرْمُ بالتسكين ضربٌ من الحَمْض فيه ملوحةٌ وهو أَذلُّه وأَشدُّه انْبِساطاً على الأَرض واسْتِبْطاحاً قال زهير ووَطِئْتَنا وَطْأََ على حَنَقٍ وَطْْأَ المُقَيَّدِ يابسَ الهَرْمِ واحدتُه هَرْمةٌ وهي التي يقال لها حَيْهَلة وفي المثل أَذلُّ من هَرْمة وقيل هي البَقْلة الحمقاء عن كراع وقيل هو شجر عنه أيضاً ويقال للبعير إذا صار قَحْداً هَرِمٌ والأُنثى هَرِمةٌ قال الأَصمعي والكَزُوم الهَرِمةُ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوَّذُ من الهَرَمِ وفي الحديث اللهم إني أَعوذ بك من الأَهْرَمَيْنِ البناء والبئر قال هكذا روي بالراء والمشهور الأَهْدَمَيْنِ بالدال وقد تقدم وبعيرٌ هارِمٌ وإِبلٌ هوارِمُ تَرْعَى الهَرْمَ وقيل هي التي تأْكل الهَرْمَ فتَبْيَضُّ منه عَثانِينُها وشعرُ وجْهِها قال أَكَلْنَ هَرْماً فالوجُوهُ شِيبُ وإنك لا تَْدِري علامَ يُنْزأُ هَرِمُك وإنك لا تدري بمَنْ يُولَع هَرِمُك حكاه يعقوب ولم يفسره الجوهري يقال إنك لا تَدْرِي علامَ يُنْزَأُ هَرِمُك ولا تدري بِمَ يُولَع هَرِمُك أَي نفْسُك وعقْلُك الأَزهري سمعت غير واحد من العرب يقول هَرَّمْتُ اللحمَ تَهْرِيماً إذا قَطَّعْتَه قِطَعاً صغاراً مثل الخُزّة والوَذْرَة ولحمٌ مُهَرَّمٌ وهَرِمٌ وهَرَمِيٌّ وهِرْمٌ وهَرْمةُ وهُرَيْمٌ وهَرَّام كلها أَسماءٌ ويقال ما له هُرْمانٌ والهُرْمانُ بالضم العَقْلُ والرأْي وابن هَرْمةَ شاعرٌ وهَرِمُ بنُ سِنانِ بنِ أَبي حارثةَ المُرِّيّ من بني مُرّة بن عوف بن سعد بن دِينارٍ وهو صاحب زهير الذي يقول فيه إن البَخيلَ مَلُومٌ حيثُ كان ول كنَّ الجَوادَ على عِلاَّتِه هَرِمُ وأَما هَرِمُ بن قُطْبةَ بن سَيَّارٍ فمن بني فَزارة وهو الذي تَنافَرَ إله عامرٌ وعَلْقَمةُ والهَرَمانِ بناءان بمصر حرسها الله تعالى
هرتم
الهَرْتَمةُ العَرْتَمةُ ويه الدائرة التي وسَطَ الشفةِ العليا الأَزهري عن ابن الأَعرابي هي الخُنْعُبةُ والنُّونةُ والثُّومةُ والهَزْمةُ والوَهْدةُ والقَلْدةُ والهَرْتَمةُ والعَرْتَمَةُ والحِثْرِمة وقال الليث الخُنْعُبةُ مَشَقُّ ما بين الشارِبَين بحِيالِ الوَتَرةِ
هرثم
الهَرْثَمةُ مُقَدَّمُ الأَنف وهي أَيضاً الوترةُ التي بين مَنْخِرَي الكلبِ وهَرْثَمَةُ من أَسماء الأَسد وفي الصحاح الهَرْثَمةُ الأَسدُ وبه سمي الرجل هَرْثَمة
هردم
الهِرْدَمَّة العجوز عن كراع كالهِرْدَبّةِ
هرشم
الهِرْشَمَّةُ الغزيرةُ من الغنَم وخص بعضهم به المَعَزَ ويقال للناقة الخَوَّارةِ هرْشَمّة والهِرْشَمُّ بكسر الهاء وتشديد الميم الحجرُ الرِّخْوُ وفي المحكم الرِّخْوُ النَّخِرُ من الجبال اللّيِّن المَحْفَر قال أَبو زيد يقال للجبلَ الليِّن المَحْفَرِ هِرْشَمٌّ وأَنشد هَرْشَمّة في جَبلٍ هِرْشَمِّ تَبْذُلُ للجارِ ولابْنِ العَمِّ وجبلٌ هِرْشَمٌّ رقيقٌ كثير الماء وقيل هو الحجر الصُّلْبُ ضدٌّ قال عادية الجُول طَمُوح الجَمِّ جِيبَتْ بحَرْفِ حَجرٍ هَرْشَمِّ فالهِرْشَمُّ ههنا الصُّلْبُ لأَن البئر لا تُجابُ إلا بحجرٍ صُلْبٍ ويروى جُوبَ لها بجَبَلٍ قال ثعلب معناه رِخْوٌ غَزِيرٌ أَي في جَبَلٍ
هزم
الهَزْمُ غَمْزك الشيء تَهْزِمُه بيَدِك فيَنْهَزِمُ في جوفه كما تَغْمِزُ القَناةَ فتَنْهَزِم وكذلك القِربةُ تَنْهَزِم في جوفها وهَزَمَ الشيءَ يَهْزِمُه هَزْماً فانْهَزَمَ غمَزه بيده فصارت فيه وَقْرةٌ كما يُفْعل بالقِثّاء ونحوه وكلُّ موضعٍ مُنْهزِمٍ منه هَزْمةً والجمع هَزْمٌ وهُزومٌ وهُزومُ الجوفِ مواضعُ الطعامِ والشرابِ لتَطامُنِها قال حتى إذا ما بَلَّت العُكوما من قَصَبِ الأَجْوافِ والهُزوما والهَزْمةُ ما تَطامَن من الأَرض الليث الهَزْم ما اطْمَأَنَّ من الأرض وفي الحديث إذا عَرَّسْتُمْ فاجتنبوا هَزْمَ الأرضِ فإنها مأوَى الهوامِّ هو ما تَهزَّم منها أَي تَشَقَّقَ قال ويجوز أَن يكون جمعَ هَزْمةٍ وهو المُتطامِنُ من الأَرض والجمع هُزومٌ قال كأَنَّها بالخَبْتِ ذي الهُزومِ وقد تدَلَّى قائدُ النُّجومِ نَوَّاحةٌ تَبْكِي على حَميمِ وجاء في الحديث في زمزم إنها هَزْمةُ جبريلَ عليه السلام أَي ضربَ برجلِه فانخفض المكان فنبَعَ الماءُ وقيل معناه أَنه هَزَمَ الأرضَ أي كسَر وجهَها عن عينِها حتى فاضت بالماء الرَّواء وبئرٌ هَزِيمة إذا خِسِفَت وكُسِر جَبَلُها ففاض الماءُ الرَّواء ومن هذا أُخذ هَزِيمةُ الفَرسِ وهو تصبُّبُ عرَفِه عند شدَّة جَرْيِه قال الجعدي فلمَّا جرَى الماءُ الحَمِيمُ وأُدْركتْ هَزِيمتُه الأُولى التي كنتُ أَطلُبُ وكلُّ نُقْرةٍ في الجسد هَزْمةٌ والجمع كالجمع والهَزْمةُ النُّقْرةُ في الصَّدْر وفي التُّفّاحة إذا غمزْتَها بيدِك ونحو ذلك وفي حديث المغيرة مََخْزونُ الهَزْمةِ يعني الوَهْدةَ التي في أَعلى الصدر وتحت العُنُقِ أَي أَن الموضع منه حَزْنٌ خَشِنٌ أَو يريد ثِقَلَ الصدر من الحُزْنِ والكآبةِ وهزَمَ البئرَ حفَرَها والهَزيمةُ الرَّكِيَّةُ وقيل الركيَّة التي خُسِفتْ وقُطع حجرُها ففاض ماؤها والهَزائمُ البِئارُ الكثيرةُ الماء وذلك لتَطامُنِها قال الطرمَّاح بن عديّ أَنا الطِّرِمّاحُ وعَمِّي حاتمُ وَسْمي شَكِيٌّ ولساني عارِمُ كالبَحْرِ حِينَ تَنْكَدُ الهَزائمُ وسْمِي من السِّمَة وشَكِيٌّ أَي مُوجِعٌ وتَنْكَدُ أَي يَقِلُّ ماؤها وأَراد بالهَزائِم آباراً كثيرةَ المِياه وهُزومُ الليل صُدوعه للصُّبْحِ وأَنشد للفرزدق وسَوْداء من ليل التِّمامِ اعْتَسَفْتُها إلى أَن تَجَلَّى عن بياضٍ هُزومُها ابن الأعرابي هي الخُنْعُبة والنُّونة والثُّومةُ والهَزْمةُ والوَهدةُ والقَلْدة والهَرتمةُ والعَرْتَمةُ والحِثْرِمة قال الليث الخُنْعُبة مَشَقُّ ما بين الشاربَيْن بِحِيال الوتَرةِ وهَزمَه هَزْماً ضربه فدخل ما بين وَرِكَيْه وخرجت سُرَّتُه والهَزْمةُ والهَزَمُ والاهْتِزام والتهزُّم الصوت واهْتِزامُ الفرَس صوتُ جَرْيِه قال امرؤ القيس على الذَّبل جَيّاشٌ كأَنَّ اهْتِزامَه إذا جاشَ فيه حِمْيُه غَلْيُ مِرْجَلِ وهَزَمَت القوسُ تَهْزِمُ هَزْماً وتَهَزَّمَت صوَّتَت عن أَبي حنيفة وهَزِيمُ الرعدِ صوتُه تَهَّزَم الرعدُ تَهزُّماً والهَزِيمُ والمُتَهَزِّمُ الرعدُ الذي له صوتٌ شبيهٌ بالتكسُّرِ وتَهزَّمَت السحابةُ بالماء واهتَزَمت تشقَّقَت مع صوت عنه قال كانت إذا حالِبُ الظَّلْماءِ نَبَّههَا قامت إلى حالبِ الظَّلْماءِ تَهْتَزِمُ أَي تَهْتَزِم بالحلَب لكثرته وأَورد الأَزهري هذا البيت شاهداً على جاء فلانٌٌ يَهْتَزِمُ أَي يُسْرِع وفسره فقال جاءت حالبَ الظَّلْماءِ تَِهْتَزمُ أَي جاءت إليه مُسْرِعةً الأَصمعي السحابُ المُتَهَزِّمُ والهَزِيمُ وهو الذي لِرَعْدِه صوتٌ يقال منه سمعت هَزْمةَ الرَّعْدِ قال الأَصمعي كأَنه صوت فيه تشقُّقٌ والهَزيمُ من الخَيْلِ الشديدُ الصوتِ قال النَّجاشيّ ونَجَّى ابن حَرْب سابحٌ ذو عُلالةٍ أَجَشُّ هَزِيمٌ والرِّماحُ دَواني وقال ابن أُمِّ الحكم أَجَشّ هَزيم جَرْيُه ذو عُلالةٍ وذلك خيرٌ في العَناجِيج صالحُ وفرسٌ هَزِمُ الصوتِ يُشَبَّه صوتُه بصوت الرعد وفرسٌ هَزيمٌ يتشقَّق بالجَرْيِ والهَزِيمُ صوتُ جَرْيِ الفرس وقِدْرٌ هَزِمةٌ شديدةُ الغَلَيانِ يُسْمَع لها صوتٌ وقيل لابنة الخُسِّ ما أَطْيبُ شيء ؟ قالت لحمُ جزورٍ سَنِمَة في غداة شَبِمَه بِشِفارٍ خَذِمه في قُدُورٍ هَزِمه وفي حديث ابن عمر في قِدْرٍ هَزِمة من الهَزيم وهو صوتُ الرعد يريد صوتَ غَلَيانِها وقوس هَزومٌ بَيِّنة الهَزَمِ مُرِنّة قال عمرو ذو الكَلْب وفي اليمينِ شَمْحةٌ ذاتُ هَزَمْ وتَهَزَّمت العَصا وانهَزَمَت تشقَّقت مع صوتٍ وكذلك القوسُ قال ارْمِ على قَوْسك ما لم تَنهزم رَمْيَ المَضاءِ وجوادِ بنِ عُتُمْ وقَصبٌ متَهَزِّمٌ ومُهَزَّمٌ أَي قد كُسِّرَ وشُقِّق وتَهَزَّمت القِرْبةُ يَبِست وتكسَّرت فصوّتت والهُزومُ الكُسورُ في القِربة وغيرها واحدها هَزْم وهَزْمةٌ والهَزِيمةُ في القتال الكَسْرُ والفَلُّ هَزَمَه يَهْزِمُه هَزْماً فانْهَزَمَ وهُزِمَ القومُ في الحرب والاسم الهَزِيمة والهِزِّيَمى وهَزَمْتُ الجيشَ هَزْماً وهَزِيمةً فانْهَزَمُوا وقول قَيْس بن عَيْزارةَ الهُذلي وحُبِسْنَ في هَزْمِ الضَّريعِ فكلُّها حَدْباءُ باديةُ الضُّلوعِ حَرودُ إنما عنى بهَزْمِه يَبِيسَه المتكسِّرَ فإما أَن يكون ذلك واحداً وإما أَن يكون جميعاً وهَزمُ الضَّريعِ ما تكسّر منه والهَزْم ما تكسّرَ من الضريع وغيره والتَّهزُّمُ التكسُّرُ وتَهَزَّم السّقاء إذا يَبِس فتكسّر يقال سِقاءٌ مُتَهَزِّمٌ ومُهَزَّمٌ إذا كان بعضُه قد ثُنِيَ على بعض مع جَفافٍ الأَصمعي الاهْتِزام من شَيْئَينِ يقال للقِرْبة إذا يَبِسَت وتكسّرت تهزَّمت ومنه الهَزِيمة في القتال إنما هو كسرٌ والاهْتِزامُ من الصوت يقال سمعت هَزِيمَ الرعد وغَيْثٌ هَزِيمٌ لا يَسْتَمْسِك كأنه مُنْهَزِمٌ عن سحابة قال هَزِيمٌ كأَنَّ البُلْقَ مَجْنوبةٌ به تَحامَيْنَ أَنهاراً فَهُنَّ ضَوارِح والهَزِمُ من الغيث كالهَزيم أَنشد ابن الأَعرابي تأْوِي إلى دِفْءِ أَرْطاةٍ إذا عَطَفَتْ أَلْقَتْ بَوانِيَها عن غَيِّثٍ هَزِمِ قوله عن غَيِّث هَزِم يعني غزارتَها وكثرة حلَبها وغيثٌ هَزِم مُتهزِّم مُتَبعِّق لا يستَمْسك كأَنه متهزِّم عن مائه وكذلك هَزيمُ السحاب وقال يزيد بن مُفرّغ سَقا هَزِمُ الأَوساطِ مُنْبَجِسُ العُرى مَنازِلَها من مَسْرُقانَ وسُرَّقا( * قوله « من مسرقان وسرقا » هكذا في الأصل والمحكم وفي التكملة ما نصه والانشاد مداخل والرواية من مسرقان فشرقا ثم قال فشرقا أي أخذ جانب الشرق )
وهَزَم له حقَّه كهَضَمه وهو من الكسر وأَصابتهم هازِمة من هَوازِم الدَّهر أعي داهية كاسر وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل فهَزَموهم بإذن الله معناه كسَروهم ورَدُّوهم وأَصل الهَزْم كَسْر الشيء وثَنْيُ بعضه على بعض وهُزِمْتُ عليك عُطِفت قال أَبو بدر السُّلَمي هُزِمْتُ عليكِ اليومَ يا ابنةَ مالكٍ فجُودِي علينا بالنَّوالِ وأَنْعِمي قال أَبو عمرو وهو حرف غريب صحيح والهَزائم العَجائف من الدوابّ واحدتها هَزيمة وقال غيره هي الهِزَمُ أَيضاً واحدتها هِزْمة ابن السكيت الهَزيمُ السحاب المُتشقِّق بالمطر والهَزْمُ سحابٌ رقيق يَعترِض وليس فيه ماء واهْتزَم الشاةَ ذبحها قال أَبّاقٌ الدُّبَيري إني لأخْشَى وَيْحَكمْ أَن تُحْرَموا فاهْتزِموا من قبلِ أَنْ تَنَدَّموا
( * قوله « فاعتزموا من قبل إلخ » في التهذيب والتكملة فاهتزموها قبل )
واهْتزَمتُ الشاةَ ذبحتُها أَبو عمرو من أَمثال العرب في انتِهاز الفُرَص اهْتزِموا ذبيحتَكم ما دام بها طِرْقٌ يقول إذْبَحوها ما دامت سَمينةً قبل هُزالِها والاهْتِزامُ المُبادرة إلى الأمر والإسراع وجاء فلان يَهْتزِمُ أَي يُسرِع كأَنه يُبادِر شيئاً ابن الأَعرابي هَزَمه أَي قَتَله وأَنْقَزَه مثله والهَزَم المَسانُّ من المِعْزى واحدتها هَزَمةٌ عن الشيباني والمِهْزام عُود يُجْعل في رأْسه نارٌ تَلعَب به صبيان الأَعراب وهو لُعبة لهم قال جرير يهجو البَعيث ويُعَرِّض بأُمه كانت مُجَرِّئة تَروزُ بكَفِّها كَمَرَ العبيد وتَلْعبُ المِهْزاما أَي تلعب بالمهزام فحذف الجارَّ وأَوصلَ الفعلَ وقد يجوز أَن تَجْعل المِهزامَ اسماً لِلُّعبة فيكون المِهْزام هنا مصدراً لِتَلعب كما حكي من قولهم قعَد القُرْفصاء الأَزهري المِهزام لعبة لهم يَلعبونها يُغَطّى رأْسُ أَحدِهم ثم يُلطَم وفي رواية ثم تُضْرب استُه ويقال له مَنْ لَطَمك ؟ قال ابن الأَثير وهي العميضا
( * قوله « العميضا » هكذا في الأصل ) وقال ابن الفرج المِهْزام عصاً قصيرة وهي المِرْزام وأَنشد فشامَ فيها مثلَ مِهْزامِ العَصا أَو الغَضى
( * قوله « أو الغضى » عبارة التكملة العصا أو الغضى على الشك ) ويروى مثل مِهرْزام وفي الحديث أول جُمُعةٍ جُمِّعتْ في الإسلام بالمدينة في هَزْم بني بَياضة قال ابن الأَثير هو موضع بالمدينة وبنو الهُزَم بَطن والهَيزَم لغة في الهَيْصَم وهو الصُّلب الشديد وهَيزَمٌ ومِهْزَمٌ ومُهَزَّم ومِهْزام وهَزَّام كلها أَسماء
هسم
هَسَمَ الشيءَ يَهْسِمُه هَسْماً كَسَره الأَزهري عن ابن الأَعرابي الهُسُم الكاوُون قال أَبو منصور كأَنَّ الأَصلَ الحُسُم وهم الذين يُتابعون الكيَّ مرة بعد أُخرى ثم قلبت الحاء هاء
هشم
الهَشْمُ كَسْرُك الشيء الأَجْوَف واليابس وقيل هو كسْرُ العظام والرأْس من بين سائر الجسد وقيل هو كسْر الوجه وقيل هو كسر الأَنف هذه عن اللحياني تقول هَشَمْتُ أَنفَه إذا كسرت القَصَبة وقيل هو كسْر القَيْض وقال اللحياني مرة الهَشْم في كل شيء هَشَمه يَهْشِمُه هَشْماً فهو مَهْشوم وهَشيم وهَشَّمه وقد انهَشَم وتهشَّم وفي حديث أُحُد جُرِحَ وجهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهُشِمَت البيضةُ على رأْسه الهَشْم الكسْرُ والبَيضةُ الخَوْذةُ وهَشَم الثرِيدَ ومنه هاشِمُ بن عبد مَناف أَبو عبد المطلب جدّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يُسمَّى عَمْراً وهو أَول من ثرَد الثَّريدَ وهَشَمه فسُمّي هاشِماً فقالت فيه ابنتُه( * قوله « فقالت فيه ابنته » كذا بالأصل والمحكم وفي التهذيب ما نصه وفيه يقول مطرود الخزاعي )
عَمرو العُلا هَشَمَ الثَّريدَ لِقَومه ورِجالُ مكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجاف وقال ابن بري الشعر لابن الزِّبَعْري وأَنشد لآخر أَوْسَعَهُم رَفْدُ قُصَيٍّ شَحْما ولَبَناً مَحْضاً وخُبزاً هَشْما وقول أَبي خِراش الهذلي فلا وأَبي لا تَأْكُلُ الطيرُ مِثْلَه طَويل النِّجاد غير هارٍ ولا هَشْمِ أَراد مَهْشومٍ وقد يكون غيرَ ذي هَشْم والهاشِمة شَجَّةٌ تَهشِم العَظم وقيل الهاشِمة من الشِّجاج التي هَشَمتِ العَظم ولم يَتبايَنْ فَراشُه وقيل هي التي هَشَمت العظمَ فنُقِش وأُخْرِج فَراشُه فتَباينَ فَراشُِ والريحُ تَهْشِم اليَبيسَ من الشجر تَكْسِرُه يقال هَشَمَتْه والهَشيم النبت اليابس المُتكسِّر والشجرةُ البالية يأْخذها الحاطب كيف يشاء وفي التنزيل العزيز فأَصبَح هَشيماً وقيل هو يابس كلِّ كَلإٍ إلاَّ يابسَ البُهْمى فإنه عَرِبٌ لا هَشيم وقيل هو اليابس من كل شيء والهَشيمةُ الشجرة اليابسة البالية والجمع هَشيمٌ وما فلانٌ إلاَّ هَشيمةُ كَرْمٍ أَي لا يَمْنع شيئاً وهو مثَلٌ بذلك وأَصله من الهَشيمة من الشجر يأْخذها الحاطب كيف يشاء ويقال للرجل الجَواد السَّمْح ما فلانٌ إلا هَشيمةُ كَرْمٍ والهَشِيمةُ الأرضُ التي يَبِسَ شجرُها حتى اسوَدَّ غير أَنها قائمةٌ على يُبْسها والهَشِيم الذي بَقي من عامِ أَوَّل ابن شميل أَرض هَشيمةٌ وهي التي يَبِس شجرُها قائماً كان أَو مُتَهَشِّماً وإن الأَرض البالية تَهَشَّمُ أَي تكسَّرُ إذا وَطِئْتَ عليها نَفْسِها لا شَجرِها وشجرُها أَيضاً إذا يَبِسَ يَتَهشَّم أَي يتكسَّر وكلأٌ هَيْشومٌ هَشٌّ لَيِّنٌ وفي التنزيل العزيز فكانوا كهَشِيم المُحْتَظِر قال الهَشِيم ما يَبِس من الوَرَقِ وتكسر وتحطَّم فكانوا كالهَشِيم الذي يَجمَعُه صاحبُ الحَظِيرة أَي قد بلغ الغايةَ في اليُبس حتى بلَغ أَن يُجْمَع أَبو قتيبة اللحياني يقال للنبت الذي بقي من عام أَوّلَ هذا نَبْتٌ عاميٌّ وهَشِيمٌ وحَطِيمٌ وقال في ترجمة حظر الهَشِيم ما يَبِس من الحَظِرات فارْفَتّ وتكسَّر المعنى أَنهم بادُوا وهلَكوا فصاروا كيبيس الشجر إذا تحطّم وقال العراقي معنى قوله كهَشِيم المحتظِر الذي يَحْظُر على هَشيمه أَراد أَنه حَظَر حِظاراً رَطباً على حِظارٍ قديمٍ قد يَبِسَ وتَهَشَّم الشجرُ تَهَشُّماً إذا تكسَّر من يُبْسِه وصارت الأَرض هشيماً أَي صار ما عليها من النبات والشجر قد يَبِس وتكسَّر وقال أَبو حنيفة انهَشَمت الإبلُ فتهشَّمَت خارتْ وضعُفت وتَهشَّم الرجلَ استعطفه عن ابن الأَعرابي وأَنشد حُلْوَ الشَّمائل مِكْراماً خَليقَتُه إذا تهَشَّمْته للنائل اخْتالا
( * قوله « اختالا » كذا بالأصل والتهذيب والتكملة وفي المحكم احتالا بالمهملة بدل المعجمة )
ورجل هَشِيمٌ ضعيف البدن وتهشَّم عليه فلان إذا تعطَّف أَبو عمرو بن العلاء تَهشَّمْتُه للمعروف وتهضَّمْتُه إذا طلَبْتَه عنده أَبو زيد تهَشَّمتُ فلاناً أَي ترَضَّيْتُه وأَنشد إذا أَغْضَبْتُكمْ فتهَشَّمُوني ولا تَسْتَعْتِبوني بالوَعيد أَي تَرَضَّوْني وتقول اهْتَشَمْتُ نفسي لفلانٍ واهْتَضَمْتُها له إذا رَضِيتَ منه بودن النَّصفَة وهَشَمَ الرجلَ أكْرَمه وعظَّمه وهَشَمَ الناقةَ هَشْماً حلَبها وقال ابن الأَعرابي هو الحَلْب بالكف كلها ويقال هَشَمْتُ ما في ضَرْع الناقة واهْتَشَمْت أَي احتلبْت
هصم
الهَصْمُ الكسْرُ نابٌ هَيْصَمٌ يَكْسِر كلَّ شيء وأَسَدٌ هَيْصَمٌ من الهَصمِ وهو الكسْر وقيل سمّي به لشدته وقيل الهَيْصَم اسمٌ للأَسد والهَيْصَمُ من الرجال القويّ الأَصمعي الهَيْصَمُ الغليظُ الشديدُ الصُّلْبُ وأَنشد أَهْوَنُ عَيْبِ المَرْءِ إِن تَكلَّما ثَنِيّةٌ تَتْرُكُ ناباً هَيْصَما والهَصَمْصَمُ الأَسدُ لشدّتِه وصَوْلَتِه وقال غيره أُخِذ من الهَصْمِ وهو الكَسْرُ يقال هَصَمَه وهَزَمَه إذا كسَره والهَيْصَمُ حجرٌأَمْلَسُ يُتّخذ من الحِقاقُ وأَكثرُ ما يَتكلَّم به بنو تميم وربما قلبت فيه الصاد زاياً وهَيْصَمٌ رجل
هضم
هضَم الدواءُ الطعامَ يَهْضِمُه هَضْماً نَهَكَه والهَضّامُ والهَضُوم والهاضُومُ كلُّ دَواءٍ هَضَمَ طعاماً كالجُوارِشْنِ( * قوله « كالجوارش » ضبط في بعض نسخ النهاية بضم الجيم وفي بعض آخر منها بالفتح وكذا المحكم وهذا طعامٌ سريعُ الانْهِضامِ وبَطيءُ الانْهِضامِ وهَضَمَه يَهْضِمُه هَضْماً واهْتَضَمه وتهَضَّمَه ظَلمه وغصَبه وقهرَه والاسم الهَضِيمةُ ورجل هَضِيمٌومُهْتَضَمٌ مَظْلومٌ وهضَمَه حقَّه هَضْماً نقصَه وهَضَم له من حقِّه يَهْضِمُ هَضْماً تركَ له منه شيئاً عن طِيبةِ نَفْسٍ يقال هَضَمْت له من حَظِّي طائفةً أَي تركتُه ويقال هَضَم له من حظِّه إذا كسَر له منه أَبو عبيد المُتَهَضَّمُ والهَضِيمُ جميعاً المظلومُ والهَضِيمةُ أَن يَتَهَضَّمَك القومُ شيئاً أَي يظلموك وهضَم الشيءَ يَهْضِمُه هَضْماً فهو مَهْضومٌ وهَضِيمٌ كسَره وهضَم له من مالِه يَهْضِم هَضْماً كسَر وأَعطى والهَضَّامُ المُنْفِقُ لِمالِه وهو الهَضُوم أَيضاً والجمع هُضُمٌ قال زياد بن مُنْقِذ يا حَبَّذا حينَ تُمْسي الرِّيحُ بارِدةً وادي أُشَيٍّ وفِتْيانٌ به هُضُمُ ويدٌ هَضومٌ تَجُود بما لدَيْها تُلْقِيه فيما تُبْقِيه والجمع كالجمع قال الأعشى فأَمّا إذا قَعَدُوا في النَّدِيّ فأَحْلامُ عادٍ وأَيْدٍ هُضُمْ ورجلٌ أَهْضَمُ الكَشْحَيْنِ أي مُنْضَمُّهُما والهَضَمُ خَمَصُ البطونِ ولُطْفُ الكَشْحِ والهَضَمُ في الإنسان قلة انْجِفارِ الجَنْبَين ولَطافَتُهما ورجل أَهْضَمُ بيِّن الهَضَم وامرأَة هَضْماءُ وهَضِيمٌ وكذلك بطنٌ هَضِيمٌ ومَهْضومٌ وأَهْضَمُ قال طرفة ولا خَيرَ فيه غيرَ أَنَّ له غِنىً وأن له كَشْحاً إذا قامَ أَهْضَما والهَضِيمُ اللَّطيف والهَضِيمُ النَّضِيجُ والهَضَمُ بالتحريك انضِمامُ الجَنْبينِ وهو في الفرس عيبٌ يقال لا يَسْبِقُ أَهْضَمُ من غاية بعيدةٍ أبداً والهَضَمُ استقامةُ الضلوع ودخولُ أَعالِيها وهو من عيوب الخيل التي تكون خِلْقةً قال النابغة الجعدي خِيطَ على زَفْرَةٍ فتَمَّ ولمْ يَرْجِع إلى دِقَّةٍ ولا هَضَمِ يقول إن هذا الفرسَ لِسَعةِ جوفهِ وإجْفارِ مَحْزِمهِ كأَنه زفَرَ فلما اغْترَقَ نفَسُه بُنِيَ على ذلك فلزِمته تلك الزَّفْرة فصِيغَ عليها لا يُفارِقُها ومثله قول الآخر بُنِيَتْ مَعاقِمُها على مُطَوائها أي كأَنها تَمَطَّت فلما تناءَت أَطرافُها ورحُبَت شَحْوَتها صِيغَت على ذلك وفرسٌ أَهْضَمُ قال الأَصمعي لم يَسْبِقْ في الحَلْبة قَطّ أَهْضَمُ وإنما الفرسُ بعُنُقهِ وبَطْنهِ والأُنثى هَضْماءُ والهَضِيمُ من النساء اللطيفةُ الكَشْحَينِ وكَشْحٌ مَهْضومٌ وأَنشد ابن بري لابن أحمر هُضُمٌ إذا حُبَّ الفُتارُ وهُمْ نُصُرٌ وإذا ما استُبْطِئَ النَّصْرُ ورأَيت هنا جُزازة مُلْصقَة في الكتاب فيها هذا وهَمٌ من الشيخ لأَن هُضُماً هنا جمعُ هَضومٍ الجَوادُ المِتْلافُ لمالهِ بدليل قوله نُصُر جمع نَصِير قال وكلاهما من أَوصاف المذكر قال ومثله قول زياد ابن مُنقِذ وحَبَّذا حين تُمْسي الريحُ بارِدةً وادي أُشَيٍّ وفِتْيانٌ به هُضُمُ وقد تقدم وقوله حين تمسي الريح باردة مثلُ قوله إذا حُبَّ الفُتارُ يعني أَنهم يَجُودون في وقت الجَدْب وضيقِ العيشِ وأَضْيَقُ ما كان عيشُهم في زمن الشتاء وهذا بيِّنٌ لا خفاء به قال وأما شاهدُ الهَضِيم اللطيفةِ الكَشحين من النساء فقول امرئ القيس إذا قلتُ هاتي نَوِّلِيني تَمايَلَتْ عليَّ هَضيم الكَشحِ رَيَّا المُخَلخَلِ وفي الحديث أن امرأَة رأَت سَعْداً مُتَجَرِّداً وهو أميرُ الكوفةِ فقالت إن أَميرَكم هذا لأَهْضَمُ الكَشْحينِ أي مُنْضَمُّهما الهَضَمُ بالتحريك انضمامُ الجنبينِ وأصلُ الهَضْمِ الكسر وهَضْمُ الطعامِ خِفَّتُه والهَضْمُ التواضُعُ وفي حديث الحسن وذكَر أَبا بكرٍ فقال والله إنه لَخَيْرُهم ولكن المؤْمِن يَهْضِم نفْسَه أي يَضعُ من قَدْرهِ تَواضُعاً وقوله عز وجل ونَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ أَي مُنْهَضِمٌ مُنْضَمٌّ في جوف الجُفِّ وقال الفراء هَضِيمٌ ما دام في كَوافيرهِ والهَضِيمُ اللَّيِّنُ وقال ابن الأَعرابي طَلْعُها هَضيم قال مَرِيءٌ وقيل ناعِمٌ وقيل هَضيمٌ مُنْهَضِم مُدْرِك وقال الزجاج الهَضِيم الداخلُ بعضُه في بعض وقيل هو مما قيل إن رُطَبَه بغير نَوىً وقيل الهَضيمُ الذي يتَهَشَّم تَهَشُّماً ويقال للطلع هَضِيم ما لم يخرج من كُفُرّاهُ لدخول بعضه في بعض وقال الأَثْرَمُ يقال للطعام الذي يُعْمَل في وَفاةِ الرجل الهَضِيمة والجمع الهَضائم والهاضِمُ الشادخُ لما فيه رخاوةٌ أو لينٌ قال ابن سيده الهاضِمُ ما فيه رخاوةٌ أو لينٌ صفة غالبة وقد هَضَمه فانْهَضَم كالقَصَبة المَهْضومة وقصبَةٌ مَهْضومةٌ ومُهَضَّمةٌ وهَضِيم للتي يُزْمَرُ بها ومِزْمارٌ مُهَضَّمٌ لأَنه فيما يقال أَكْسارٌ يُضمّ بعضها إلى بعض قال لبيد يصف نهيق الحمار يُرَجِّعُ في الصُّوَى بمُهَضَّماتٍ يَجُبْنَ الصَّدْرَ من قَصَبِ العَوالي شبَّه مخارجَ صوتِ حَلْقهِ بمُهَضَّماتِ المَزامير قال عنترة بَرَكَتْ على ماءِ الرِّداعِ كأَنما بركتْ على قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّم وأَنشد ثعلب لمالك بن نُوَيرَةَ كأَن هَضيماً من سَرارٍ مُعَيَّناً تَعاوَرَه أَجْوافُها مَطْلَع الفَجْرِ والهَضْمُ والهِضْمُ بالكسر المطمئنُّ من الأَرض وقيل بَطْنُ الوادي وقيل غَمْضٌ وربما أَنْبَتَ والجمع أَهْضامٌ وهُضومٌ قال حتى إذا الوَحْش في أَهْضامِ مَوْرِدِها تغَيَّبَتْ رابَها من خِيفةٍ رِيَبُ ونحوَ ذلك قال الليث في أَهْضامٍ من الأَرض أَبو عمرو الهِضْمُ ما تَطامَن من الأَرض وجمعه أَهْضامٌ ومنه قولهم في التحذير من الأمر المَخُوف الليلَ وأَهْضامَ الوادي يقول فاحْذَرْ فإنك لا تدري لعلَّ هناك مَن لا يُؤْمَن اغْتِيالُه وفي الحديث العَدُوُّ بأَهْضامِ الغِيطانِ هي جمعِ هِضْمٍ بالكسر وهو المطمئن من الأرض وقيل هي أَسافلُ الأَوْدِيةِ من الهَضْمِ الكسرِ لأَنها مَكاسِرُ وفي حديث عليّ كرّم الله وجهه صَرْعَى بأَثناء هذا النَّهرِ وأَهْضامِ هذا الغائِطِ المؤرّج الأَهْضامُ الغُيوبُ واحدها هِضْمٌ وهو ما غيَّبها عن الناظر ابن شميل مَسْقِطُ الجَبل وهو ما هَضَم عليه أي دَنا من السهلِ من أَصلهِ وما هَضَمَ عليه أي ما دنا منه ويقال هَضَمَ فلانٌ على فلانٍ أي هَبطَ عليه وما شَعَرُوا بنا حتى هَضَمْنا عليهم وقال ابن السكيت هو الهِضْمُ بكسر الهاء في غُيوبِ الأَرض وتَهَضَّمْت للقوم تَهَضُّماً إذا انْقَدتَ لهم وتَقاصَرْت ورجل أَهْضَمُ غليظُ الثنايا وأَهْضَمَ المُهْرُ للإرْباع دَنا منه وكذلك الفَصيل وكذلك الناقةُ والبَهْمةُ إلاّ أَنه في الفَصِيل والبَهْمة الإرْباعُ والإسداسُ جميعاً الجوهري وأَهْضَمَت الإبلُ للإجْذاعِ وللإسْداسِ جميعاً إذا ذهبت رَواضِعُها وطلعَ غيرُها قال وكذلك الغنم يقال أَهْضَمت وأَدْرَمَت وأَفَرَّتْ والمَهْضومةُ ضَرْبٌ من الطيِّبِ يخلط بالمِسْكِ والبانِ والأَهْضامُ الطيبُ وقيل البَخورُ وقيل هو كلُّ شيء يُتبخر به غير العود واللُّبْنى واحدها هِضْم وهَضْمٌ وهَضْمةٌ على توهُّم حذف الزائد قال الشاعر كأَنَّ ريحَ خُزاماها وحَنْوَتِها بالليل ريحُ يَلَنْجوجٍ وأَهْضامِ وقال الأعشى وإذا ما الدُّخانُ شُبّه بالآ نُفِ يوماً بشَتْوةٍ أَهْضاما يعني من شدَّة الزمان وأَنشد في الأَهْضامِ البَخورِ للعجاج كأَنَّ ريحَ جَوْفِها المَزْبورِ مَثْواةُ عَطَّارين بالعُطورِ أَهْضامِها والمِسْكِ والقَفُّورِ القَفُّورُ الكافورُ وقيل نَبْتٌ قال أَبو منصور أُراه يصف حُفْرة حفرها الثور الوحشي فكَنَسَ فيها شَبّه رائحة بَعرِها برائحة هذه العُطور وأَهْضامُ تَبالةَ ما اطمأَنَّ من الأَرض بين جِبالها قال لبيد فالضَّيْفُ والجارُ الجَنِيبُ كأَنما هَبَطا تَبالةَ مُخْصِباً أَهْضامُها وتَبالةُ بلدٌ مُخْضِبٌ معروف وأَهضامُ تَبالة قُراها وبنو مُهَضَّمَة حيٌّ
هطم
النهاية لابن الأثير في حديث أَبي هريرة في شَرابِ أَهل الجنة إذا شَرِبوا منه هَطَم طعامَهم الهَطْمُ سرعةُ الهَضْم وأَصله الحَطْمُ وهو الكسرُ فقلبت الحاءُ هاءً
هقم
الهَقِمُ الشديدُ الجوعِ والأَكل وقد هَقِمَ بالكسر هَقَماً وقيل الهَقَمُ أن يُكْثِرَ من الطعام فلا يَتَّخِم والهِقَمُّ مثل الهِجَفّ الرجلُ الكثير الأَكل وتَهقَّم الطعامَ لَقِمَه لُقَماً عِظاماً مُتتابعة والهِقَمُّ البحر وبحرٌ هِقَمٌّ وهَيْقَمٌ واسعٌ بعيدُ القعرِ والهَيْقَمُ حكاية صوتِ اضطرابِ البحر قال ولم يَزَلْ عِزُّ تَمِيمٍ مِدْعَما كالبحرِ يَدْعُو هَيْقَماً فهَيْقَما والهَيْقَمُ والهَيْقَمانيُّ الظَّليمُ الطويلُ قال ابن سيده وأَظن الضمَّ في قاف الهيْقامانيّ لغةً الأزهري قال بعضهم الهَيْقمانيُّ الطويلُ من كلّ شيء وأَنشد للفقعسي منَ الهَيْقَمانيَّاتِ هَيْقٌ كأَنه من السِّنْدِ ذو كَبْلَيْنِ أَفْلَتَ من تَبْلِ وذكره الأَزهري في الرباعي أَيضاً شبَّه هذا الشاعرُ الظِّليمَ برجل سِنْديّ أفلت من وَثاقٍ ويقال الهَيْقَمُ الرَّغيبُ من كل شيء ويقال في الهَيْقَمِ الظليمِ إنه الهَيْقُ والميم زائدة والهَيْقَمُ صوتُ ابْتِلاع اللُّقمة ابن الأَعرابي الهَقْمُ أَصواتُ شرب الإبل الماء قال الأَزهري جعله جمع هَيْقَم وهو حكايةُ صوتِ جَرْعِها الماءَ كما قال رؤبة للناس يَدْعُو هَيْقَماً وهَيقَما كالبحر ما لَقَّمْتَه تَلَقَّما وقيل في قوله للناس يدعو هيقماً وهيقما إنه شبَّهه بفَحْلٍ وضربَه مثَلاً وهَيْقَم حكاية هَديره ومَنْ رواه كالبحر يدعو هيقماً وهيقما أَراد حكاية أَمْواجِه وقال أَبو عمرو في قول رؤبة يَكْفِيه مِحْرابَ العِدى تهَقُّمُهْ( * قوله « يكفيه إلخ » صدره كما في التكملة « أحمس ورّاد شجاع مقدمة » والورّاد الذي يرد حومة القتال يغشاها ويأتيها ومقدمة إقدامه والمحراب البصير بالحرب )
قال وهو قَهْرُه مَنْ يُحارِبُه قال وأَصله من الجائع الهَقِم وقوله من طُولِ ما هَقَّمَه تَهَقُّمُه قال تَهَقُّمُه حِرْصُه وجوعُه
هكم
الهَكِمُ المُتَقحِّهم على ما لا يَعنيه الذي يتعرَّض للناس بشرِّه وأَنشد تَهَكَّمَ حَرْبٌ على جارِنا وأَلْقى عليه له كَلْكَلا وقد تَهَكَّم على الأَمرِ وتهكَّم بنا زَرى علينا وعَبِثَ بنا وتهكَّم له وهَكَّمه غَنَّاه والتهكُّم التكبُّرُ والمُسْتَهْكِمُ المُتكبِّرُ والمُتَهَكِّمُ المتكبُّرُ وهو أَيضاً الذي يتهدَّمُ عليك من الغيْظ والحُمْق وتهكَّم عليه إِذا اشتد غضبُه والتهكُّم التبَخْتُر بطَراً والتهكُّم السيْلُ الذي لا يُطاق والتهكُّم تهوُّرُ البئر وتهَكَّمَت البئرُ تهدَّمَت والتهكُّم الطَّعْنُ المُدارَك وتهكَّمْتُ تَغَنَّيْتُ وهَكَّمْتُ غيري تَهْكيماً غنَّيْتُه وذلك إِذا انْبرَيْتَ تُغَنِّي له بصوت والتَّهَكُّم الاستهزاء وفي حديث أُسامة فخرجت في أَثرِ رجل منهم جَعَلَ يَتَهَكَّمُ بي أَبي يستهزئ ويستخفّ وفي حديث عبد الله بن أَبي حَدْرَدٍ وهو يمشي القَهْقَرى ويقول هَلُمَّ إِلى الجنة يَتَهكَّمُ بنا وقول سُكَيْنة لهِشام يا أَحْوَلُ لقد أَصبحتَ تَتَهَكَّمُ بنا وحكى ابن بري عن أَبي عمرو التهكُّم حديثُ الرجلِ في نفسِه وأَنشد لزيادٍ المِلْقَطيّ يا مَنْ لِقَلْبٍ قد عَصاني أَنْهَمُهْ أُفْهِمُه لو كان عَنِّي يَفْهَمُهْ مِنْ ذكر ليلى دَلَّهم تَهَكُّمُهْ والدَّهْرُ يَغْتالُ الفَتى ويَعْجُمُهْ وقال التهكُّمُ الوقوعُ في القوم وأَنشد لِنَهِيك ابن قَعْنَب تَهَكَّمْتُما حَوْلَيْنِ ثم نَزَعْتُما فلا إِنْ عَلا كَعْباكُما بالتَّهَكُّمِ وإِن زائدة بعد لا التي للدعاء
هلم
الهَلِيمُ اللاصِقُ من كل شيء عن كراع والهَلامُ( * قوله « والهلام » قال في القاموس كغراب وضبط في الأصل وفي نسخة من التكملة يوثق بضبطها بفتح الهاء ومثلها المحكم والتهذيب ) طعامٌ يُتَّخَذ من لحمِ عِجْلةٍ بِجِلدِها والهُلُمُ ظِباءُ الجبال ويقال لها اللُّهُمُ واحدها لِهْمٌ ويقال في الجمع لُهُومٌ والهِلِّمَانُ الشيءُ الكثير وقيل هو الخير الكثير قال ابن جني إِنما هو الهِلِمَّانُ على مثال فِرِ كَّان أَبو عمرو الهِلِمَّانُ الكثير من كل شيء وأَنشد لكَثِير المُحارِبيّ قد مَنَعَتْني البُّرَّ وهي تَلْحانْ وهو كثيرٌ عندها هِلِمَّاننْ وهي تُخَنْذِي بالمَقالِ البَنْبانْ الخَنْذاةُ القول القبيحُ والبَنْبانُ الرديء من المَنْطق والهَيْلَمان المالُ الكثير وتقول جاءنا بالهَيْل والهَيْلَمانِ إِذا جاء بالمال الكثير والهَيْلَمان بفتح اللام وضمها قال أَبو زيد في باب كثرة المال والخير يَقْدَم به الغائبُ أَو يكون له جاء فلانٌ بالهَيْل والهَيْلَمان بفتح اللام وهلُمَّ بمعنى أَقْبِل وهذه الكلمة تركيبيَّة من ها التي للتنبيه ومن لُمَّ ولكنها قد استعملت استعمال الكلمة المفردة البسيطة قال الزجاج زعم سيبويه أَن هَلُمّ ها ضمت إِليها لُمّ وجُعِلتا كالكلمة الواحدة وأَكثرُ اللغات أَن يقال هَلُمَّ للواحد والاثنين والجماعة وبذلك نزل القرآن هَلُمَّ إِلينا وهَلُمَّ شَهداءكم وقال سيبويه هَلمَّ في لغة أَهل الحجاز يكون للواحد والاثنين والجمع والذكر والأُنثى بلفظٍ واحد وأَهلُ نَجْدٍ يُصَرِّفُونَها وأَما في لغة بني تميم وأَهل نجد فإِنهم يُجْرونه مُجْرَى قولك رُدَّ يقولون للواحد هَلُمَّ كقولك رُدَّ وللاثنين هَلُمَّا كقولك رُدَّا وللجمع هَلمُّوا كقولك رُدُّوا وللأُنثى هَلُمِّي كقولك رُدِّي وللثِّنْتَينِ كالاثْنَيْنِ ولجماعة النساء هَلْمُمْنَ كقولك ارْدُدْنَ والأَوَّل أَفصَح قال الأَزهري فُتحت هَلُمَّ أَنها مُدْغَمة كما فُتحت رُدَّ في الأَمر فلا يجوز فيها هَلُمُّ بالضم كما يجوز رُدُّ لأنها لا تتصرَّف قال ومعنى قوله تعالى هَلُمَّ شُهداءكم أَي هاتوا شُهداءكم وقَرِّبوا شهداءكم الجوهري هَلُمَّ يا رجل بفتح الميم بمعنى تعال قال الخليل أَصله لُمّ من قولهم لَمَّ اللهُ شَعْثه أَي جمعه كأََنه أَراد لُمَّ نَفْسَك إِلينا أَي اقْرُب وها للتنبيه وإِنما حذفت أَلِفُها لكثرة الاستعمال وجُعِلا اسماً واحداً قال ابن سيده زعم الخليل أَنها لُمَّ لَحِقتها الهاء للتنبيه في اللغتين جميعاً قال ولا تدخل النون الخفيفة ولا الثقيلةُ عليها لأَنها ليست بفعل وإِنما هي اسمٌ للفعل يريد أَن النون الثقيلة إِنما تدخلُ الأَفعال دون الأَسماء وأَما في لغة بني تميم فتدخلها الخفيفةُ والثقيلة لأَنهم قد أَجْرَوْها مُجْرَى الفعل ولها تعليلٌ الأَزهري هَلُمَّ بمعنى أَعْطِ يَدُلّ عليه ما رُوِي عن عائشة رضي الله عنها أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأْتيها فيقول هل من شيءٍ ؟ فتقول لا فيقول إِني صائِمٌ قالت ثم أَتاني يوماً فقال هل من شيء ؟ قلت حَيْسَةٌ فقال هَلُمِّىها أَي هاتِيها أَعْطِينيها وقال الليث هَلُمَّ كلمةُ دَعْوةٍ إِلى شيءٍ الواحدُ والاثنان والجمع والتأْنيث والتذكير سواءٌ إلاَّ في لغة بني سَعْدٍ فإِنهم يحملونه على تصريف الفعل تقول هَلُمَّ هَلُمَّا هَلُمُّوا ونحو ذلك قال ابن السكيت قال وإِذا قال هَلُمَّ إِلى كذا قلت إِلامَ أَهَلُمُّ ؟ وإِذا قال لك هَلُمَّ كذا وكذا قلت لا أَهَلُمُّه بفتح الأَلف والهاء أَي لا أُعْطيكَه وروى أَبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليُذادَنَّ رجالٌ عن حَوْضي فأُناديهم أَلا هَلُمَّ أَلا هَلُمَّ فيقال إِنهم قد بَدَّلوا فأَقول فسُحْقاً قال اللحياني ومن العرب من يقول هَلَمَّ فينصب اللام قال ومن قال هَلُمِّي وهَلُمُّوا فكذلك قال ابن سيده ولست من الأَخيرة على ثِقَةٍ وقد هَلْمَمْتُ فماذا وهَلْمَمْتُ بالرجل قلتُ له هَلُمَّ قال ابن جني هَلْمَمْتُ كصَعْرَرْتَ وشَملَلْتَ وأَصله قبْلُ غيرُ هذا إِنما هو أَوَّلُ ها للتنبيه لَحِقَت مثل اللام وخُلِطت ها بلُمَّ توكيداً للمعنى بشدة الاتصال فحذفت الأَلف لذلك ولأَنَّ لامَ لُمَّ في الأَصل ساكنةٌ أَلا ترى أَن تقديرها أَوَّلُ أُلْمَمْ وكذلك يقولها أَهل الحجاز ثم زال هذا كله بقولهم هَلْمَمْتُ فصارت كأَنها فَعْلَلْت من لفظ الهِلِمَّان وتنُوسِيَت حالُ التركيب وحكى اللحياني من كان عنده شيء فلْيُهَلِمَّه أَي فليُؤْتِه قال الأَزهري ورأَيت من العرب مَن يدعو الرجل إِلى طعامه فيقول هَلُمَّ لك ومثله قوله عز وجل هَيْتَ لك قال المبرَّد بنو تميم يجعلون هَلُمَّ فِعلاً صحيحاً ويجعلون الهاء زائدة فيقولون هَلُمَّ يا رجل وللاثنين هَلُمَّا وللجمع هَلُمُّوا وللنساء هَلْمُمْنَ لأَن المعنى الْمُمْنَ والهاء زائدة قال ومعنى هَلُمَّ زيداً هاتِ زيداً وقال ابن الأَنباري يقال للنساء هَلُمْنِ وهَلْمُمْنَ وحكى أَبو مرو عن العرب هَلُمِّينَ يا نِسوة قال والحجةُ لأَصحاب هذه اللغة أَن أَصل هَلُمَّ التصرفُ من أَمَمْتُ أَؤمُّ أَمّاً فَعمِلوا على الأَصل ولم يلتفتوا إِلى الزيادة وإِذا قال الرجل للرجل هَلُمَّ فأَراد أَن يقول لا أَفعل قال لا أُهَلِمُّ ولا أُهَلُمُّ ولا أُهَلَمُّ ولا أَهَلُمُّ قال ومعنى هَلُمَّ أَقْبِلْ وأَصله أُمَّ أَي اقصِدْ فضمّوا هل إِلى أُمَّ وجعلوهما حرفاً واحداً وأَزالوا أُمَّ عن التصريف وحوَّلوا ضمة همزة أُمَّ إِلى اللام وأَسقطوا الهمزة فاتصلت الميم باللام وهذا مذهب الفراء يقال للرجلين وللرجال وللمؤنث هَلُمَّ وُحِّدَ هَلُمَّ لأَنه مُزالٌ عن تصرُّف الفعل وشُبِّه بالأَدوات كقولهم صَهْ ومَهْ وإِيهٍ وإِيهاً وكل حرف من هذه لا يُثنَّى ولا يجمع ولا يؤنث قال وقد يوصل هَلُمَّ باللام فيقال هَلُمَّ لك وهَلُمَّ لكما كما قالوا هَيْت لك وإِذا أَدخلت عليه النون الثقيلة قلت هَلُمَّنَّ يا رجل وللمرأَة هَلُمِّنَّ بكسر الميم وفي التثنية هَلُمّان للمؤنث والمذكر جميعاً وهَلُمُّنَّ يا رجال بضم الميم وهَلْمُمْنانِّ يا نسوة وإِذا قيل لك هَلُمَّ إِلى كذا وكذا قلت إِلامَ أَهَلُمُّ مفتوحة الأَلف والهاء كأَنك قلت إِلامَ أَلُمُّ فترَكْتَ الهاء على ما كانت عليه وإِذا قيل هَلُمَّ كذا وكذا قلت لا أَهَلُمُّه أَي لا أُعطيه قال ابن بري حقُّ هذا أَن يذكر في فصل لَمَمَ لأَن الهاء زائدة وأَصله هالُمّ
هلدم
الهِلْدِمُ اللِّبْدُ الغليظُ الجافي قال عليه من لِبْدِ الزَّمانِ هِلْدِمُهْ( * قوله « عليه إلخ » صدره كما في التكملة فجاء عود خندفيّ قشعمه )
لِبْد الزمان يعني الشيبَ والهِلْدِمُ العجوزُ
هلقم
الهِلْقامةُ والهِلِقّامةُ الأَكول والهِلْقامُ الطويل وقيل الضخمُ الطويلُ وفي التهذيب الفرسُ الطويلُ قال مُدْرِك بن حِصْن وقيل هو لِخذَام الأَسدي قال وهو الصحيح أَبْناء كلّ نَجِيبة لنَجِيبة ومُقَلِّصٍ بشَلِيله هِلْقامِ يقول هو طويل يُقلِّص عنه شَليلُه لطوله والشَّلِيلُ الدِّرْعُ والهِلْقامُ السيّد الضخم القائم بالحَمالات وكذلك الهِلْقَمُّ قال فإِنْ خَطِيبُ مَجْلِسٍ أَرَمَّا بِخُطْبةٍ كنتُ لها هِلْقَمّا( * قوله « أرما » كذا في الأصل والتكملة وفي المحكم والتهذيب ألما وقوله « بخطبة » كذا في الأصل وفي التكملة والمحكم بخطة وقوله « لها » كذا بالأصل والمحكم والتهذيب وفي التكملة له )
بالحَمالاتِ لها لِهَمّا والهِلْقِمُ والهِلْقامُ الواسعُ الشِّدْقَيْن من الإِبل خاصة وربما استُعْمِل لغيرها وبحرٌ هِلْقِمٌ كأَنه يَلْتَهِم ما طُرِح فيه وهَلْقَم الشيءَ ابْتَلَعه والهِلْقَمُّ المُبْتَلِع ورجل هُلَقِمٌ وجُرَضِمٌ كثير الأَكل قال باتَتْ بلَيْلٍ ساهِد وقد سَهِدْ هُلَقِمٌ يأْكل أَطْرافَ النُّجُدْ وهِلْقامٌ وهِلْقامةٌ كذلك والهِلْقامُ الأَسد وهِلْقامٌ اسم رجل
همم
الهَمُّ الحُزْن وجمعه هُمومٌ وهَمَّه الأَمرُ هَمّاً ومَهَمَّةً وأَهَمَّه فاهْتَمَّ واهْتَمَّ به ولا هَمامِ لي مبنية على الكسر مثل قَطامِ أَي لا أَهُمُّ ويقال لا مَهَمّةَ لي بالفتح ولا هَمامِ أَي لا أَهُمّ بذلك ولا أَفْعَلُه قال الكميت يمدح أَهل البيت إِن أَمُتْ لا أَمُتْ ونَفْسِيَ نَفْسا نِ من الشَّكِّ في عَمىً أَو تَعامِ عادِلاً غيرَهم من الناسِ طُرّاً بِهِمُ لا هَمامِ لي لا هَمامِ أَي لا أَهُمُّ بذلك وهو مبني على الكسر مثل قَطامِ يقول لا أَعْدِل بهم أَحداً قال ومثلُ قوله لا هَمامِ قراءةُ من قرأَ لا مَساسِ قال ابن جني هو الحكاية كأَنه قال مَساسِ فقال لا مَساسِ وكذلك قال في هَمامِ إِنه على الحكاية لأَنه لا يبنى على الكسر وهو يريد به الخبر وأَهَمَّني الأَمرُ إِذا أَقْلَقَك وحَزَنَك والاهتمامُ الاغتمامُ واهْتَمِّ له بأَْمرِه قال أَبو عبيد في باب قلّة اهتِمامِ الرجلِ بشأْن صاحِبه هَمُّك ما هَمَّك ويقال هَمُّك ما أَهَمَّك جعلَ ما نَفْياً في قوله ما أَهَمَّك أََي لم يُهِمَّك هَمُّك ويقال معنى ما أَهَمَّكَ أَي ما أَحْزَنَك وقيل ما أَقْلَقَك وقيل ما أَذابَك والهِمَّةُ واحدةُ الهِمَمِ والمُهِمَّاتُ من الأُمور الشائدُ المُحْرِقةُ وهَمَّه السُّقْمُ يَهُمُّه هَمّاً أَذابَه وأَذْهَبَ لَحمه وهَمَّني المرضُ أَذابَني وهَمَّ الشحمَ يَهُمُّه هَمّاً أَذابَه وانْهَمَّ هو والهامومُ ما أُذِيبَ من السنام قال العجاج يصف بَعيرَه وانْهَمَّ هامومُ السَّدِيفِ الهاري عن جَرَزٍ منه وجَوْزٍ عاري( * قوله « الهاري » أنشده في مادة جرز الواري وكذا المحكم والتهذيب )
أَي ذهب سِمَنُه والهامومُ من الشحمِ كثيرُ الإِهالةِ والهامومُ ما يَسيل من الشَّحْمةِ إِذا شُوِيَت وكلُّ شيء ذائبٍ يُسمَّى هاموماً ابن الأَعرابي هُمَّ إِذا أُغْلِيَ وهَمَّ إِذا غَلى الليث الانْهِمامُ في ذَوَبانِ الشيء واسْتِرْخائه بعد جُمودِه وصَلابتِه مثل الثلج إِذا ذابَ تقول انْهَمَّ وانْهَمَّت البقُولُ إِذا طُبِخَتْ في القدر وهَمَّت الشمسُ الثلجَ أَذابَتْه وهَمَّ الغُزْرُ الناقةَ يَهُمُّها هَمّاً جَهَدَها كأَنه أَذابَها وانْهَمَّ الشحمُ والبَرَدُ ذابا قال يَضْحَكْن عنْ كالبَرَد المُنْهَمِّ تحتَ عَرَانِينِ أُنوفٍ شُمِّ والهُمامُ ما ذابَ منه وقيل كلُّ مُذابٍ مَهْمومٌ وقوله يُهَمُّ فيها القوْمُ هَمَّ الحَمِّ معناه يَسيل عرقهم حتى كأَنهم يَذُوبون وهُمامُ الثلج ما سالَ منْ مائِه إِذا ذابَ وقال أَبو وجزة نواصح بين حَمَّاوَيْنِ أَحْصَنَتا مُمَنَّعاً كهُمامِ الثَّلْج بالضَّرَبِ أَراد بالنواصح الثَّنايا ويقال همَّ اللبَنَ في الصحْنِ إِذ حَلَبَه وانْهَمَّ العرَقُ في جَبينِه إِذا سالَ وقال الراعي في الهَماهِمِ بمعنى الهُموم طَرَقا فتِلكَ هَماهِمِي أَقْرِيهِما قُلُصاً لَواقحَ كالقِسيِّ وحُولا وهَمَّ بالشيءَ يهمُّ هَمّاً نواه وأَرادَه وعزَم عليه وسئل ثعلب عن قوله عز وجل ولقد هَمَّت به وهمَّ بها لولا أَنْ رَأَى بُرْهانَ ربِّه قال هَمَّت زَلِيخا بالمعصية مُصِرّةً على ذلك وهَمَّ يوسفُ عليه السلام بالمعصية ولم يأْتِها ولم يُصِرَّ عليها فَبَيْن الهَمَّتَيْن فَرْقٌ قال أَبو حاتم وقرأْتُ غريبَ القرآن على أَبي عبيدة فلما أَتيتُ على قولِه ولقد هَمَّت به وهَمَّ بها ( الآية ) قال أَبو عبيدة هذا على التقديم والتأْخير كأَنه أَراد ولقد هَمَّت به ولولا أَنْ رَأَى بُرْهانَ ربّه لَهَمَّ بها وقوله عز وجل وهَمُّوا بما لم يَنالوا كان طائفةٌ عَزَمُوا على أَن يغْتالُوا سيّدنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في سفَرٍ وقَفُوا له على طريقِه فلما بَلغهم أَمَرَ بتَنْحيَتِهم عن طريقِه وسَمّاهم رجلاً رجلاً وفي حديث سَطِيح شَمِّرْ فإِنّك ماضي الهَمِّ شِمِّيرُ أَي إِذَا عَزمت على أَمرٍ أَمْضَيْتَه والهَمُّ ما همّ به في نَفْسِه تقول أَهَمَّني هذا الأَمرُ والهَمَّةُ والهِمَّةُ ما هَمَّ به من أَمر ليفعله وتقول إِنه لَعظيمُ الهَمّ وإِنه لَصغيرُ الهِمّة وإِنه لَبَعيدُ الهِمَّةِ والهَمّةِ بالفتح والهُمامُ الملكُ العظيم الهِمّة وفي حديث قُسٍّ أَيها الملكُ الهُمامُ أَي العظيمُ الهِمَّة ابن سيده الهُمام اسمٌ من أَسماء الملك لِعِظمِ هِمّته وقيل لأَنه إِذا هَمَّ بأَمر أَمْضاه لا يُرَدُّ عنه بل يَنْفُذ كما أَراد وقيل الهُمامُ السيِّدُ الشجاعُ السَّخيّ ولا يكون ذلك في النساء والهُمامُ الأَسدُ على التشبيه وما يَكادُ ولا يَهُمُّ كَوْداً ولا مَكادَةً وهَمّاً ولا مَهَمَّةً والهَمَّةُ والهِمَّةُ الهَوى وهذا رجلٌ هَمُّك من رجلٍ وهِمَّتُك من رجل أَي حسْبُك والهِمُّ بالكسر الشيخ الكبيرُ البالي وجمعه أَهْمامٌ وحكى كراع شيخٌ هِمَّةٌ بالهاء والأُنثى هِمَّةٌ بيِّنة الهَمَامةِ والجمع هِمَّات وهَمائمُ على غير قياس والمصدر الهُمومةُ والهَمامةُ وقد انْهَمَّ وقد يكون الهِمُّ والهِمَّةُ من الإِبل قال ونابٌ هِمَّةٌ لا خَيْرَ فيها مُشرَّمةُ الأَشاعِرِ بالمَدارِي ابن السكيت الهَمُّ من الحُزْن والهَمُّ مَصْدَرُ هَمَّ الشَّحمَ يَهُمُّه إِذا أَذابَه والهَمُّ مصدر هَمَمْت بالشيء هَمّاً والهِمُّ الشيخ البالي قال الشاعر وما أَنا بالهِمِّ الكبيرِ ولا الطِّفْلِ وفي الحديث أَنه أُتِيَ برجل هِمٍّ الهِمُّ بالكسر الكبيرُ الفاني وفي حديث عمر رضي الله عنه كان يأْمرُ جُيُوشه أَن لا يَقْتُلوا هِمّاً ولا امرأَةً وفي شعر حُميد فحَمَّلَ الهِمَّ كِنازاً جَلْعَدا
( * قوله « كنازاً إلخ » تقدم هذا البيت في مادة جلعد بلفظ كباراً والصواب ما هنا )
والهامّةُ الدابّةُ ونِعْمَ الهامّةُ هذا يعني الفرسَ وقال ابن الأَعرابي ما رأَيتُ هامّةً أَحسنَ منه يقال ذلك للفرس والبعير ولا يقال لغيرهما ويقال للدابّة نِعْمَ الهامّةُ هذا وما رأَيت هامَّةً أَكْرمَ من هذه الدابّة يعني الفرس الميمُ مشدَّدة والهَمِيمُ الدَّبِيبُ وقد هَمَمْتُ أَهِمُّ بالكسر هَمِيماً والهَمِيمُ دوابُّ هوامِّ الأَرض والهوامُّ ما كان من خَشاش الأَرض نحو العقارب وما أَشبهها الواحدة هامّة لأَنها تَهِمّ أَي تَدِبّ وهَمِيمُها دبِيبُها قال ساعدة بن جُؤَيَّة الهذليّ يصف سيفاً تَرى أَثْرَهُ في صَفْحَتَيْه كأَنه مَدارِجُ شِبْثانٍ لَهُنَّ هَمِيمُ وقد هَمَّتْ تَهِمُّ ولا يقع هذا الاسم إِلاَّ على المَخُوف من الأَحْناش وروى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان يُعَوِّذ الحسنَ والحسَينَ فيقول أُعيذُكُما بكلمات الله التامه من شرّ كل شيطانٍ وهامّه ومن شرِّ كل عين لامّه ويقول هكذا كان إِبراهيمُ يعوّذ إِسمعيل وإِسحق عليهم السلام قال شمر هامّة واحدة الهوامِّ والهوامُّ الحيَّاتُ وكلُّ ذي سَمٍّ يَقْتُلُ سَمُّه وأَما ما لا يَقْتُلُ ويَسُمُّ فهو السَّوامُّ مشدَّدة الميم لأَنها تَسُمُّ ولا تبلُغ أَن تَقتل مثل الزُّنْبورِ والعقرب وأَشباهِها قال ومنها القَوامُّ وهي أَمثال القَنافِذ والفأْرِ واليَرابيع والخَنافِس فهذه ليست بهَوامَّ ولا سَوامَّ والواحدة من هذه كلها هامّة وسامّة وقامّة وقال ابن بُزُرْج الهامّة الحيّةُ والسامّة العقربُ يقال للحية قد همّت الرجلَ وللعقرب قد سمَّتْه وتقع الهامّة على غير ذواتِ السّمّ القاتِل أَلا ترى أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عُجْرة أَيُؤْذِيكَ هَوامُّ رأْسِك ؟ أَراد بها القَمْل سمّاها هَوامَّ لأَنها تَدِبُّ في الرأْس وتَهِمُّ فيه وفي التهذيب وتقع الهوامُّ على غير ما يَدِبُّ من الحيوان وإِن لم يَقْتُلْ كالحَشَرات ابن الأَعرابي هُمَّ لنَفْسِك ولا تَهُمَّ لهؤلاء أَي اطْلُبْ لها واحْتَل الفراء ذهبْتُ أَتَهَمَّمُه أَنْظر أَينَ هو وروي عنه أَيضاً ذهبتُ أَتَهَمَّمُه أَي أَطلُبه وتَهمَّم الشيءَ طلَبه والهَمِيمةُ المطرُ الضعيف وقيل الهَميمةُ من المطر الشيءُ الهيِّنُ والتَّهْميمُ نحوُه قال ذو الرمة مَهْطولة من رياض الخُرْج هيَّجها مِن لَفِّ سارِيَةٍ لَوْثاءَ تَهْميمُ
( * قوله « من لف » كذا في الأصل والمحكم وفي التهذيب من لفح وفي التكملة من صوب )
والهَميمةُ مطرٌ ليّنٌ دُقاقُ القَطْر والهَمومُ البئر الكثيرة الماء وقال إِنَّ لنا قَلَيْذَماً هَموما يَزيدُه مَخْجُ الدِّلا جُموما وسحابة هَمومٌ صَبوبٌ للمطر والهَميمةُ من اللبَن ما حُقِن في السِّقاء الجديد ثم شُرب ولم يُمْخَض وتهَمَّمَ رأْسَه فَلاه وهَمَّمَت المرأَةُ في رأْس الصبي وذلك إِذا نوَّمَتْه بصوت تُرَقِّقُه له ويقال هو يَتَهَمَّمُ رأْسَه أَي يَفْلِيه وهَمَّمَت المرأَةُ في رأْس الرجل فلَّتْه وهو من هُمَّانِهم أَي خُشارَتهم كقولك من خُمَّانِهم وهَمَّام اسم رجل والهَمْهَمة الكلام الخفيّ وقيل الهَمْهَمة تَرَدُّد الزَّئير في الصَّدْر من الهمّ والحَزَن وقيل الهَمْهَمة تَرْديد الصوت في الصدر أَنشد ابن بري لرجل قاله يوم الفتح يخاطب امرأَته إِنَّكِ لو شَهِدْتِنا بالحَنْدَمهْ إِذْ فَرَّ صَفْوان وفَرَّ عِكْرِمَهْ وأَبو يَزيدَ قائمٌ كالمُؤْتِمَهْ واسْتَقْبَلَتْهُم بالسيوف المُسْلِمَهْ يَقْطَعْنَ كلَّ ساعِدٍ وجُمْجُمَهْ ضَرْباً فما تَسْمع إِلا غَمْغَمهْ لهُمْ نَهيتٌ خَلْفَنا وهَمْهَمَهْ لَمْ تَنْطِقي باللَّوْم أَدنى كلِمَهْ
( * رواية هذه الأبيات في مادة خندم تختلف عما هي عليه هنا )
وأَنشد هذا الرجز هنا الحَنْدَمة بالحاء المهملة وأَنشده في ترجمة خندم بالخاء المعجمة والهَمْهَمة نحوُ أَصوات البقر والفِيَلَة وأَشباه ذلك والهَماهِم من أَصوات الرعد نحو الزَّمازِم وهَمْهَمَ الرَّعْدُ إِذا سمعتَ له دَوِيّاً وهَمْهَم الأَسدُ وهمْهَم الرجلُ إِذا لم يُبَيِّن كلامه والهمْهَمة الصوت الخفيّ وقيل هو صوت معه بحَحٌ ويقال للقصَب إِذا هزَّته الريح إِنه لَهُمْهوم قال ابن بري الهُمْهوم المُصَوِّت قال رؤبة هزّ الرياحِ القَصَبَ الهُمْهوما وقيل الهَمْهمةُ ترديد الصوت في الصدر وفي حديث ظبْيان خرج في الظُّلمة فسَمِع هَمْهَمةً أَي كلاماً خفيّاً لا يُفْهَم قال وأَصل الهَمْهَمة صوت البقرة وقَصَبٌ هُمْهوم مُصوِّت عند تَهْزيز الريح وعَكَرٌ هُمْهوم كثير الأَصوات قال الحَكَم الخُضْريّ وأَنشده ابن بري مستشهداً به على الهُمْهوم الكثير جاءَ يَسوقُ العَكَرَ الهُمْهوما السَّجْوَرِيُّ لا رَعى مُسِيما والهُمْهومة والهَمْهامة العَكَرة العظيمة وحِمار هِمْهيم يُهَمْهِم في صوته يُردِّد النهيق في صدره قال ذو الرمة يصف الحمار والأُتُن خَلَّى لها سَرْبَ أُولاها وهَيَّجها مِن خَلْفِها لاحِقُ الصُّقْلَينِ هِمْهيمُ والهِمْهيم الأَسد وقد هَمْهَم قال اللحياني وسمع الكسائي رجلاً من بني عامر يقول إِذا قيل لنا أَبَقِيَ عندكم شيء ؟ قلنا هَمْهامْ وهَمْهامِ يا هذا أَي لم يَبْقَ شيء قال أَوْلَمْتَ يا خِنَّوْتُ شَرَّ إِيلامْ في يومِ نَحْسٍ ذي عجاجٍ مِظْلامْ ما كان إِلاّ كاصْطِفاقِ الأَقْدامْ حتى أَتيناهم فقالوا هَمْهامْ أَي لم يبق شيء قال ابن بري رواه ابن خالويه خِنَّوْت على مثال سِنَّوْرٍ قال وسأَلت عنه أَبا عُمر الزاهد فقال هو الخَسيس وقال ابن جني هَمْهامِ وحَمْحامِ ومَحْماحِ اسم لفتىً مثل سَِرْعانَِ ووَشْكان وغيرهما من أَسماء الأَفعال التي استُعْمِلت في الخبر وجاء في الحديث أَحبُّ الأَسماء إِلى الله عبدُ الله وهَمَّامٌ وفي رواية أَصدقُ الأَسماء حارثة وهَمَّام وهو فَعَّال من هَمَّ بالأَمر يَهُمّ إِذا عزَم عليه وإِنما كان أَصدَقها لأَنه ما من أَحد إِلا وهو يَهُمّ بأَمرٍ رَشَِدَ أَم غَوِيَ أَبو عمرو الهَموم الناقة الحسَنة المِشْية والقِرْواحُ التي تَعافُ الشُّربَ مع الكِبار فإِذا جاءت الدَّهْداهُ شرِبت معهنّ وهي الصغار والهَموم الناقة تُهَمِّم الأَرضَ بفيها وترتَع أَدنى شيء تجده قال ومنه قول ابنة الخسّ خيرُ النوق الهَموم الرَّموم التي كأَنَّ عَينَيْها عَيْنا محموم وقوله في الحديث في أَولاد المشركين هُمْ من آبائهم وفي رواية هم منهم أَي حكمُهم حكم آبائهم وأَهلِهم
هنم
الهَنَمُ ضربٌ من التمر وقيل التمر كله وأَنشد أَبو حاتم عن أَبي زيد ما لَكَ لا تُطْعِمُنا من الهَنَمْ وقد أَتاكَ التَّمْرُ في الشهر الأَصَمّْ ؟ ويروى وقد أَتَتْك العِيرُ والهِنَّمَة مثال الهِلَّعة الخَرَز الذي تؤَخِّذ به النساءُ أَزواجَهنّ حكى اللحياني عن العامرية أَنهنَّ يقلن أَخَّذْتُه بالهِنَّمَه بالليل زَوج وبالنهار أَمَه ومن أَسماء خَرَز الأَعراب العَطْفة والفَطْسة والكَحْلة والصَّرْفة والسَّلْوانة والهَبْرة والقَبَل والقَبْلة قال ابن بري ويقال هَيْنُوم أَيضاً قال ذو الرمة ذاتَ الشَّمائلِ والأَيْمانِ هَيْنوم( * صدره كما في ا لتكملة هنا وهنا ومن هنا لهن بها )
وهانَمَه بحَديثٍ ناجاه الأَزهري الهَيْنَمة الصوت وهو شِبْه قراءة غير بيِّنة وأَنشد لرؤبة لم يَسْمَعِ الرَّكْبُ بها رَجْعَ الكِلَمْ إِلاَّ وَساوِيسَ هَيانِيمَ الهَنَم وفي حديث إِسلام عمر رضي الله عنه قال ما هذه الهَيْنَمةُ ؟ قال أَبو عبيدة الهَيْنَمة الكلام الخفي لا يُفْهَم والياء زائدة وأَنشد قول الكميت ولا أَشهَدُ الهُجْرَ والقائِليهِ إِذا هُمْ بِهَيْنَمةٍ هَتْمَلُوا وفي حديث الطفَيل بن عَمرو هَيْنَم في المَقام أَي قرأَ فيه قراءة خفيّة وقال الليث في قوله ألا يا قَيْلُ وَيحَكَ قُمْ فهَيْنِمْ أي فادعُ الله والهِنَّمة الدَّندَنة ويقال للرجل الضعيف هِنَّمة والهَيْنَم والهَينَمة والهَينام والهَينوم والهَيْنَمان كله الكلام الخفي وقيل الصوت الخفي وقد هَيْنَم والمُهَيِنمُ النَّمَّام وبنو هِنّامٍ خيٌّ من الجن وقد جاء في الشعر الفصيح
هندم
الأَزهري الهِندامُ الحسَن القَدِّ معرَّب
هوم
الهَوْم والتَّهَوُّم والتَّهْويم النوم الخفيف قال الفرزدق يصف صائداً عاري الأَشاجِع مَشْفوهٌ أَخو قَنَصٍ ما تَطْعَمُ العَينُ نَوْماً غير تَهْوِيم وهَوَّم الرجلُ إذا هَزَّ رأْسَه من النُّعاس وهَوَّمَ القومُ وتَهوَّمُوا كذلك وقد هَوَّمْنا أَبو عبيد إذا كان النوم قليلاً فهو التَّهْويم وفي حديث رُقَيقة فبَينا أَنا نائمة أَو مُهَوِّمةٌ التَّهْويم أَولُ النوم وهو دون النوم الشديد والهامَةُ رأْس كل شيء من الرُّوحانيين عن الليث قال الأَزهري أراد الليث بالرُّوحانيين ذوي الأجسام القائمة بما جعَل اللهُ فيها من الأَرْواح وقال ابن شميل الرُّوحانيون هم الملائكة والجنّ التي ليس لها أَجسام تُرى قال وهذا القول هو الصحيح عندنا الجوهري الهامَة الرأْس والجمع هامٌ وقيل الهامَة ما بين حَرْفَي الرأْس وقيل هي وسَطُ الرأْس ومُعظمه من كل شيء وقيل من ذوات الأَرواح خاصة أَبو زيد الهامَة أَعلى الرأْس وفيه الناصية والقُصَّة وهما ما أقَبَل على الجبهة من شعر الرأْس وفيه المَفْرَق وهو فَرْق الرأْسِ بين الجَبينين إلى الدائرة وكانت العرب تزعُم أن رُوح القتيل الذي لم يُدْرَك بثأْره تصيرُ هامَة فتَزْقو عند قبره تقول اسقُوني اسقُوني فإذا أُدْرِك بثأْره طارت وهذا المعنى أَراد جرير بقوله ومِنَّا الذي أَبكى صُدَيَّ بن مالكٍ ونَفَّرَ طَيراً عن جُعادةَ وُقَّعا يقول فُتِلَ قاتِلُه فنَفَرَت الطيرُ عن قبره وأَزْقَيْت هامَة فلان إذا قتلته قال فإنْ تَكُ هامة بِهَراةَ تَزْقُو فقد أَزْقَيْتُ بالمَرْوَيْنِ هاما وكانوا يقولون إن القتيل تخرُج هامةٌ من هامَته فلا تزالُ تقول اسْقوني اسقُوني حتى يُقتل قاتِلُه ومنه قول ذي الإصبع يا عَمْرُو إنْ لا تَدَعْ شَتْمِي ومَنْقَصَتي أَضْرِبْك حتى تقولَ الهامةُ اسقوني يريد أَقْتُلْك ويقال هذا هامةُ اليومِ أو غدٍ أي يموت اليومَ أو غدٍ قال كُثَيِّر وكلُّ خليلٍ رانيءٍ فهو قائلٌ مِنَ اجْلِكَ هذا هامَةُ اليومِ أو غد وفي الحديث وتَرَكَت المَطِيَّ هاماً قيل هو جمع هامة من عظام الميت التي تصيرُ هامةً أَو هو جمع هائمٍ وهو الذاهب على وجهه يريد أَن الإبل من قلة المَرْعَى ماتت من الجَدْبِ أَو ذهَبَتْ على وجهها وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا عَدْوَ ولا هامةَ ولا صَفَرَ الهامَة الرأْس واسمُ طائر وهو المراد في الحديث وقيل هي البومة أَبو عبيدة أما الهامَةُ فإن العرب كانت تقول إن عظام الموتَى وقيل أَرواحهم تصير هامَةً فتطير وقيل كانوا يسمون ذلك الطائرَ الذي يخرج من هامَة الميت الصَّدَى فنَفاه الإسلامُ ونهاهم عنه ذكره الهرويّ وغيره في الهاء والواو وذكره الجوهري في الهاء والياء وأَنشد أَبو عبيدة سُلِّطَ الموتُ والمَنونُ عليهمْ فَلَهُمْ في صَدَى المقابِرِ هامُ وقال لبيد فليس الناسُ بَعْدَكَ في نَقيرٍ ولا هُمْ غيرُ أَصْداءٍ وهامِ ابن الأَعرابي معنى قوله لا هامَةَ ولا صفَر كانوا يتشاءمون بهما معناه لا تتشاءموا ويقال أصبَحَ فلانٌ هامةً إذا مات وبناتُ الهامِ مُخُّ الدِّماغ قال الراعي يُزِيلُ بَناتِ الهام عن سَكِناتِها وما يَلْقَهُ منْ ساعدٍ فهو طائحُ والهامَةُ تميمٌ تشبيهاً بذلك عن ابن الأَعرابي وهامَةُ القومِ سيِّدُهم ورئيسُهم وأَنشد ابن بري للطرماح ونحن أَجازَت بالأُقَيْصِر هامُنا طُهَيَّةَ يومَ الفارِعَيْنِ بلا عَقْدِ وقال ذو الرمة لنا الهامَةُ الكُبْرى التي كلُّ هامةٍ وإن عُظَمت منها أَذَلُّ وأَصْغَرُ وفي حديث أبي بكر والنسَّابةِ أَمِنْ هامِها أمْ مِن لَهازِمِها ؟ أي مِنْ أَشْرافِها أَنت أو من أَوْساطِها فشبّه الأَشْرافَ بالهامِ وهو جمع هامةِ الرأْس والهامةُ جماعةُ الناس والجمع من كل ذلك هامٌ قال جُرَيْبة بن أَشْيم ولَقَلَّ لي مما جَعَلْتُ مَطِيَّةٌ في الهامِ أَرْكَبُها إذاما رُكِّبُوا يعني بذلك البَلِيَّةَ وهي الناقةُ تُعْقَل عند قبر صاحِبها تَبْلى وكان أهلُ الجاهلية يزعمون أَن صاحَبها يركبُها يوم القيامة ولا يمشي إلى المحشر والهامة مِن طيرِ الليلِ طائرٌ صغير يأْلَفُ المَقابِرَ وقيل هو الصَّدى والجمع هامٌ قال ذو الرمة قد أَعْسِفُ النازحَ المجهول مَعْسِفُه في ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هامَه البُومُ ابن سيده والهامةُ طائرٌ يخرج من رأْس الميّت إذا بَلِيَ والجمع أَيضاً هامٌ ويقال إنما أَنتَ مِن الهامِ ويقال للفرس هامةٌ بتخفيف الميم وأَنكرها ابن السكيت وقال إنما هي الهامّة بالتشديد ابن الأثير في الحديث اجْتَنِبوا هَوْمَ الأَرض فإنها مأْوَى الهَوامِّ قال هكذا جاء في رواية والمشهور هَزْم الأَرض بالزاي وقد تقدم وقال الخطابي لسْتُ أَدْري ما هَوْمُ الأَرض وقال غيره هَوْمُ الأَرض بطنٌ منها في بعض اللغات والهامةُ موضعٌ مِن دُونِ مِصر حماها الله تعالى قال مارَسْنَ رَمْلَ الهامةِ الدَّهاسا وهامةُ اسمُ حائطٍ بالمدينة أَنشد أَبو حنيفة من الغُلْبِ من عِضْدان هامَةَ شرِّبت لِسَقْيٍ وجُمَّتْ للنَّواضِح بئْرُها الهَوْماةُ الفَلاة وبعضهم يقول الهَوْمة والهَوْماةُ وذكر ابن الأَثير في هذه الترجمة قال وفي حديث صفوانَ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر إذ ناداه أَعرابيّ بصوتٍ جَهْوَريٍّ يا محمد فأَجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنَحْوٍ من صوتِه هاؤُمْ بمعنى تعالَ ويمعنى خُذْ ويقال للجماعة كقوله عز وجل هاؤمُ اقْرَؤُوا كِتابِيَهْ وإنما رفَع صوتَه صلى الله عليه وسلم من طريق الشَّفقة عليه لئلا يَحْبَطَ عملُه من قوله عز وجل لا تَرْفَعُوا أَصواتَكم فوقَ صوت النبيّ فعَذَره بجَهْلِه ورَفع النبيُّ صلى الله عليه وسلم صوتَه حتى كانَ مثلَ صوِته أو فوقَه لفَرْطِ رأْفتِه به صلى الله عليه وسلم ولا أَعْدَمَنا رأْفَتَه ورحمتَه يومَ ضَرورتِنا إلى شفاعتِه وفاقَتنا إلى رحمته إنه رؤوف رحيم
هيم
هامَت الناقةُ تَهِيم ذهَبَت على وجِهها لرَعْيٍ كهَمَتْ وقيل هو مقلوب عنه والهُيامُ كالجنون وفي التهذيب كالجنون من العشق ابن شميل الهُيامُ نحو الدُّوارِ جنونٌ يأْخذ البعيرَ حتى يَهْلِك يقال بعيرٌ مَهْيُومٌ والهَيمُ داءٌ يأْخذ الإبلَ في رؤوسها والهائمُ المتحيِّرُ وفي حديث عكرمة كان عليٌّ أَعْلَمَ بالمُهَيِّماتِ يقال هامَ في الأَمر يَهِيم إذا تحيّر فيه ويروى المُهَيْمِنات وهو أَيضاً الذاهبُ على وجهه عِشْقاً هامَ بها هَيْماً وهُيوماً وهِياماً وهَيَماناً وتَهْياماًً وهو بناءٌ موضوعٌ للتكثير قال أَبو الأَخْزر الحُمّاني فقد تَناهَيْتُ عن التَّهْيام قال سيبويه هذا بابُ ما تُكَثِّرُ فيه المصدرَ من فَعَلْت فتُلْحِق الزوائدَ وتبنيه بناءً آخر كما أَنك قلت في فَعَلت فَعَّلْت حين كَثَّرت الفعل ثم ذكرَ المصادرَ التي جاءت على التَّفْعال كالتَّهْذار ونحوها وليس شيءٌ من هذا مصدرَ فَعَلْت ولكن لما أردت التكثير بنيت المصدرَ على هذا كما بنيت فَعَلْت على فَعَّلْت وقول كُثَير وإنِّي وتَهْيامِي بعَزَّةَ بَعْدَما تَخَلَّيْتُ مِمَّا بَيْنَنا وتَخَلَّتِ قال ابن جني سأَلت أَبا عليٍّ فقلت له ما موضعُ تَهْيامي من الإعراب ؟ فأَفْتَى بأَنه مرفوع بالابتداء وخبرُه قولُه بِعَزّة وجعل الجملة التي هي تَهْيامِي بعزّة اعتراضاً بين إنّ وخبرِها لأن في هذا أَضْرُباً من التشديد للكلام كما تقول إنّك فاعْلَم رجلُ سَوْءٍ وإنه والحقَّ أَقولُ جَمِيلُ المَذْهَب وهذا الفصلُ والاعتراض الجاري مَجْرى التوكيد كثيرٌ في كلامهم قال وإذا جازَ الاعتراض بين الفعل والفاعل في نحو قوله وقد أَدْرَكَتْني والحَوادِثُ جَمّةٌ أَسِنّةُ قَوْمٍ لا ضِعافٍ ولا عُزْلِ كانَ الاعتراضُ بين اسم إنّ وخبرها أَسْوَغَ وقد يحتمل بيتُ كُثَيّر أَيضاً تأْويلاً آخرَ غير ما ذهب إليه أَبو عليّ وهو أَن يكون تَهْيامِي في موضع جرٍّ على أَنه أَقْسَم به كقولك إنّي وحُبِّك لَضنِينٌ بك قال ابن جني وعَرَضْتُ هذا الجوابَ على أَبي عليّ فتقبَّله ويجوز أن يكون تَهْيامي أَيضاً مُرْتَفِعاً بالابتداء والباء متعلقة فيه بنفس المصدر الذي هو التَّهْيامُ والخبر محذوف كأَنّه قال وتَهْيامِي بعزّة كائنٌ أو واقعٌ على ما يُقَدَّر في هذا ونحوه وقد هَيَّمَه الحُبُّ قال أَبو صخر فهل لَكَ طَبٌّ نافعٌ من عَلاقةٍ تُهَيِّمُني بين الحَشا والتَّرائِب ؟ والاسم الهُيامُ ورجل هَيْمانُ مُحِبٌّ شديدُ الوَجْدِ ابن السكيت الهَيْمُ مصدرُ هامَ يَهِيم هَيْماً وهَيَماناً إذا أَحَبَّ المرأَةَ والهُيَّامُ العُشّاقُ والهُيَّامُ المُوَسْوِسُون ورجل هائمٌ وهَيُومٌ والهُيُومُ أَن يذهبَ على وَجْهِه وقد هام يَهِيمُ هُياماً واسْتُهِيمَ فُؤادُه فهو مُسْتَهامُ الفُؤاد أي مُذْهَبُه والهَيْمُ هَيَمانُ العاشق والشاعرِ إذا خلال في الصحراء وقوله عزّ وجلّ في كلِّ وادٍ يَهِيمونَ قال بعضهم هو وادِي الصَّحراء يَخْلو فيه العاشقُ والشاعرُ ويقال هو وادي الكلام والله أَعلم الجوهري هامَ على وَجْهِه يَهِيمُ هَيْماً وهَيَماناً ذهبَ من العِشْقِ وغيره وقلبٌ مُسْتهامٌ أَي هائمٌ والهُيامُ داء يأْخذ الإِبلَ فتَهِيم في الأَرضِ لا ترعى يقال ناقة هَيْماء قال كُثَيّر فلا يَحْسَب الواشون أَنّ صَبابَتي بِعَزَّةَ كانت غَمْرَةً فتَجَلَّتِ وإِنِّيَ قد أَبْلَلْتُ من دَنَفٍ بها كما أَدْنَفَتْ هَيْماءُ ثم اسْتَبَلَّتِ وقالوا هِمْ لنَفْسِك ولا تَهِمْ لهؤلاء أَي اطْلُبْ لها واهْتَمَّ واحْتَلْ وفلان لا يَهْتامُ لنفسِه أَي لا يَحْتالُ قال الأَخطل فاهْتَمْ لنَفْسِك يا جُمَيعُ ولا تكنْ لَبني قُرَيْبةَ والبطونِ تَهِيمُ( * قوله « لبني قريبة » ضبط في الأصل بضم القاف وفتح الراء وضبط في التكملة بفتح القاف وكسر الراء )
والهُيامُ بالضم أَشدُّ العطش أَنشد ابن بري يَهِيمُ وليس اللهُ شافٍ هُيامَه بِغَرّاءَ ما غَنَّى الحَمامُ وأَنْجَدا وشافٍ في موضع نصب خبر ليس وإِن شئت جعلتَه خبرَ اللهِ وفي ليس ضميرُ الشأْن وقد هامَ الرجلُ هُياماً فهو هائمٌ وأَهْيَمُ والأُنثى هائمةٌ وهَيْماءُ وهَيْمانُ عن سيبويه والأَنثى هَيْمَى والجمع هِيامٌ ورجل مَهْيومٌ وأَهْيَمُ شديدُ العَطشِ والأُنثى هَيْماءُ الجوهري وغيره والهِيامُ بالكسر الإِبلُ العِطاشُ الواحد هَيْمان الأَزهري الهَيْمانُ العَطْشانُ قال وهو من الداء مهيومٌ وفي حديث الاستسقاء إِذا اغْبَرَّت أَرضُنا وهامَت دوابُّنا أَي عَطِشت وقد هامَت تَهِيمُ هَيَماً بالتحريك وناقةً هَيْمَى مثل عَطْشان وعَطْشَى وقومٌ هِيمٌ أَيِ عِطاشٌ وقد هامُوا هُياماً وقوله عز وجل فشارِبونَ شُرْبَ الهِيم هي الإِبلُ العِطاش ويقال الرَّمْلُ قال ابن عباس هَيامُ الأَرض وقيل هَيامُ الرَّمْل وقال الفراء شُرْبَ الهِيم قال الهِيمُ الإِبلُ التي يُصيبها داءٌ فلا تَرْوَى من الماء واحدُها أَهْيَمُ والأُنثى هَيْماء قال ومن العرب من يقول هائمٌ والأُنثى هَيْماء قال ومن العرب من يقول هائمٌ والأُنثى هائمة ثم يجمعونه على هِيمٍ كما قالوا عائطٌ وعِيطٌ وحائل وحُول وهي في معنى حائلٍ إِلا أَن الضمة تُرِكت في الهِيم لئلا تصيرَ الياءُ واواً ويقال إِن الهِيم الرَّمْلُ يقول عز وجل يَشْرَبُ أَهلُ النار كما تشربُ السِّهْلةُ وقال ابن عباس شُرْبَ الهِيم قال هَيامُ الأَرض الهَيامُ بالفتح ترابٌ يخالِطُه رَمْلٌ يَنْشَفُ الماءَ نَشْفاً وفي تقديره وجهان أَحدهما أَن الهِيم جَمعُ هَيامٍ جُمِعَ على فُعُلٍ ثم خفِّف وكُسرت الهاءُ لأَجل الياء والثاني أَن تذهب إِلى المعنى وأَن المراد الرِّمال الهِيم وهي التي لا تَرْوَى يقال رَمْلٌ أَهْيَمُ ومنه حديث الخندق فعادتْ كَثِيباً أَهْيَمَ قال هكذا جاء في رواية والمعروف أََهْيَل وقد تقدم أَبو الجراح الهُيامُ داءٌ يُصِيبُ الإِبل من ماءٍ تشرَبُه يقال بعيرٌ هَيْمانُ وناقةٌ هَيْمَى وجمعُه هِيامٌ والهُيامُ والهِيامُ داءٌ يصيب الإِبل عن بعضِ المِياه بتهامةَ يُصيبها منه مثلُ الحُمَّى وقال الهَجَريّ هو داءٌ يصيبُها عن شرب النَّجْلِ إِذا كثر طُحْلُبُه واكْتَنَفت الذِّيَّانُ به بعيرٌ مَهْيومٌ وهَيْمانُ وفي حديث ابن عمر أَن رجلاً باعَ منه إِبلاً هِيماً أَي مراضاً جمع أَهْيَم وهو الذي أَصابه الهُيامُ وهو داء يُكْسِبُها العطشَ وقال بعضهم الهِيمُ الإِبلُ الظِّماءُ وقيل هي المراضُ التي تَمَصُّ الماء مَصّاً ولا تَرْوى الأَصمعي الهُيامُ للإِبل داءٌ شَبيهٌ بالحُمَّى تَسْخُن عليه جُلودُها وقيل إِنها لا تَرْوَى إِذا كانت كذلك ومفازةٌ هَيْماءُ لا ماءَ بها وفي الصحاح الهَيْماءُ المفازة لا ماءَ بها والهَيام بالفتح من الرمل ما كان تُراباً دُقاقاً يابِساً وقيل هو التراب أَو الرملُ الذي لا يَتمالك أَن يسيل من اليَدِ لِلِينِه والجمع هِيمٌ مثل قَذالٍ وقُذُل ومنه قول لبيد يَجتابُ أَصْلاً قالِصاً مُتَنبِّذاً بِعُجوب أَنْقاءٍ يَميلُ هَيامُها الهَيامُ الرمل الذي يَنْهارُ والتَّهَيُّمُ مِشْيةٌ حسنةٌ قال أَبو عمرو التَّهيمُ أَحسَنُ المشيِ وأَنشد لِخُلَيد اليَشْكُرِيّ أَحسَن مَن يَمْشِي كذا تَهَيُّما والهُيَيْماء موضع وهو ماءٌ لبني مُجاشِع يُمَدّ ويُقْصر قال الشاعر مُجَمِّع بن هلال وعاثِرة يومَ الهُيَيْما رأَيتُها وقد ضمَّها مِن داخلِ الحبّ مَجْزَع قال ابن بري هُيَيْما قومٌ من بني مجاشع قال والسماع عند ابن القطاع وهُيَيْما ماء لبني مُجاشع يمدّ ويقصر الأَزهري قال قال عمارةُ اليَهْماءُ الفلاةُ التي لا ماءَ فيها ويقال لها هَيْماءُ وفي الحديث فدُفِنَ في هَيامٍ من الأَرض ولَيْلٌ أَهْيَمُ لا نُجوم فيه
وأم
ابن الأَعرابي المُواءَمَةُ المُوافقةُ واءَمَه وِئاماً ومُواءَمةً وافقَه وواءَمْتُه مُواءَمةً ووِئاماً وهي المُوافَقة أَن تفعل كما يفعل وفي حديث الغِيبَةِ إِنه لَيُوائمُ أَي يُوافِق وقال أَبو زيد هو إِذا اتَّبَع أَثَره وفعَل فِعْلَه قال ومن أَمثالهم في المُياسَرة لولا الوِئامُ لهلَك الإِنسانُ قال السيرافي المعنى أَن الإِنسانِلولا نظرُه إِلى غيره ممن يفعلُ الخيرَ واقتداؤه به لهَلَك وإِنما يعيشُ الناسُ بعضُهم مع بعض لأَن الصغيرَ يقتدي بالكبير والجاهلِ بالعالِم ويروى لهلَك اللِّئامُ أَي لولا أَنه يَجِد شَكْلاً يَتَأَسَّى به ويفعل فِعْلَه لهلَك وقال أَبو عبيد الوِئامُ المُباهاةُ يقول إِن اللِّئامَ ليسوا يأْتون الجَمِيلَ من الأُمور على أَنها أَخلاقُهم وإما يفعلونها مُباهاةً وتشبيهاً بأهل الكَرَم فلولا ذلك لهَلكوا وأَما غير أَبي عبيد من علمائنا فيُفَسِّرون الوِئام المُوافَقةَ وقال لولا الوِئام هلَك الأَنام يقولون لولا مُوافقةُ الناس بعضِهم بعضاً في الصُّحْبةِ والعِشْرة لكانت الهَلَكةُ قال ولا أَحْسَبُ الأَصْلَ كان إِلا هذا قال ابن بري وورد أَيضاً لولا الوِئام هلكت جُذام وذقال فلانةُ تُوائِمُ صواحِباتها إِذا تَكلَّفَت ما يَتَكلَّفْن من الزينة وقال المرَّار يَتَواءَمْنَ بِنَوماتِ الضُّحى حَسَنات الدَّلِّ والأُنْسِ الخَفِرْ والمُوَأّمُ العظيم الرأْسِ قال ابن سيده أُراه مقلوباً عن المُؤَوَّمِ وهو مذكور في موضعه والتَّوْأَمُ أَصلُه وَوْأَمٌ وكذلك التَّوْلَج أَصلُه وَوْلَجٌ وهو الكِناسُ وأَصل ذلك من الوِئام وهو الوِفاقُ وقد ذكر في فصل التاء متقدِّماً قال الأَزهري وأَعَدْتُ ذِكْرَه في هذه الترجمة لأُعَرِّفَك أَن التاء مبدلةٌ من الواو وأَنه وَوْأَمٌ الليث المُواءَمةُ المُباراةُ ويَوْأَمٌ قبيلةٌ من الحَبشِ أَو جِنْسٌ منه عن ابن الأَعرابي وأَنشد وأَنتُم قَبيلةٌ من يَوْأَمْ جاءت بِكُمْ سَفينةٌ من اليَمّْ أَراد من يوأَمٍ واليمِّ فخفَّف وقوله من يَوْأَم أَي أَنكم سُودانٌ فخَلْقُكم مُشَوَّهٌ قال ابن بري وحكى حمزة عن يعقوب أَنه يقال للبُعْد ابن يَوْأَمٍ وأَنشد وإِنَّ الذي كَلَّفْتَني أَن أَرُدَّه مع ابن عِبادٍ أَو بأَرضِ ابن يَوْأَما على كل نَأْيِ المَحْزِمَيْنِ ترى له شَراسِيفَ تَغْتالُ الوَضِينَ المُسمَّما
وتم
الوَتْمةُ السير الشديد
وثم
التهذيب الفراء الوَثْمُ الضَّرْبُ وفي الصحاح الدّقُّ والكَسرُ والمَطرُ يَثِمُ الأَرض وَثْماً يَضْرِبُها قال طرفة جَعَلَتْه حَمَّ كَلْكَلِها لِرَبيعٍ دِيمة تَثِمُهْ فأَما قوله فسقَى بلادَك غيرَ مُفْسِدِها صَوبُ الرَّبيع ودِيمةٌ تَثِم فإِنه على إِرادة التعدِّي أَرادَ تَثِمُها فحذف ومعناه أَي تؤثّر في الأَرض وَوَثَمَت الحِجارةُ رِجْلَه وَثْماً ووِئاماً أَدْمَتْه وقال المزني وَجَدْتُ كَلأً كَثِيفاً وَثِيمةً قال الوَثِيمةُ جماعةٌ من الحَشِيش أَو الطعامِ يقال ثِمْ لها أَي اجْمَعْ لها والوَثِيمُ المُكتنزُ اللحمِ وقد وَثُمِ يَوْثُم وثَامةً ويقال وَثَمَ الفرسُ الحجارةَ بحافِره يَثِمُها وَثْماً إِذا كسَرها ووَثَمَ الشيءَ وَثْماً كسَره ودَقَّه وفي الحديث أَنه كان لا يَثِمُ التَّكْبيرَ أَي لا يكسِره بل يأْتي به تامّاً والوَثْمُ الكسرُ والدَّقُّ أَي يُتِمُّ لَفْظه على جهة التعظيم مع مُطابَقةِ اللِّسانِ والقلبِ ووَثَمَ الفرسُ الأَرضَ بحافِره وَثْماً وثِمَةً رَجَمَها ودَقَّها وكذلك وَثْمُ الحجارة والمُواثَمَةُ في العَدْوِ والمُضابَرةُ كأَنه يرمي بنفسه وأَنشد وفي الدَّهاسِ مِضْبَرٌ مُواثِمُ وَوثَمَ يَثِمُ أَي عَدا وخُفٌّ مِيثَمٌ شديدُ الوطءِ وكأَنه يَثِمُ الأَرضَ أَي يَدُقُّها قال عنترة خَطَّارة غِبَّ السُّرى زَيَّافةٌ تَطِسُ الإِكامَ بكلّ خُفٍّ مِيثَمِ ابن السكيت الوَثِيمةُ الجماعةُ من الحشيش أَو الطعامِ وقولهم لا والذي أَخرجَ النارَ من الوَثيمةِ أَي من الصخرة والوَثيمةُ الحجرُ وقيل الحجر المكسور وحكى ثعلب أَنه سمع رجلاً يَحْلِف لرجل وهو يقول والذي أَخْرج العَذْقَ من الجَرِيمةِ والنارَ من الوَثيمةِ والجَريمةُ النواة وقال ابن خالويه الجَريمةُ التَّمْرةُ لأَنها مجرومة من النخل فسَمَّى النَّواةَ جَريمةً باسم سبَبِها لأَن النَّواةَ الجَريمة والوَثيمةُ حجرُ القَدَّاحة قال وذكر ابن سيده قال الوَثيمةُ الحجارةُ يكون في معنى فاعِلةٍ لأَنها تَثِمُ وفي معنى مفعولة لأَنها تُوثَم وذكر محمد بن السائب الكلبي أَنَّ أَوْسَ بن حارثة عاشَ دَهْراً وليس له ولدٌ إِلا مالِك وكان لأَخيه الخَزْرَج خمسةُ أَولاد عُمر وعَوْفٌ وجُشَمٌ والحرث وكعْب فلما حضره الموتُ قال له قومُه قد كنا نأْمرُك بالتزويج في شبابك حتى حضرك الموت فقال أَوْسٌ لم يَهْلِكْ هالِك مَن ترَك مالِك وإِن كان الخَزْرَجُّ ذا عدد وليس لِمالكٍ وَلَد فلعلَّ الذي استخرج النخلة من الجريمة والنارَ من الوَثِيمة أَن يجعلَ لمالكٍ نَسْلاً ورجالاً بُسْلاً وجم الوُجومُ السكوتُ على غَيْظٍ أَبو عبيد إِذا اشتدَّ حُزْنُه حتى يُمْسِك عن الطعام( * قوله « عن الطعام » في التهذيب عن الكلام ) فهو الواجمُ والواجمُ الذي اشتدَّ حُزْنه حتى أَمْسَك عن الكلام يقال ما لي أَراكَ واجِماً وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه أَنه لَقِيَ طَلْحةَ فقال ما لي أَراك واجِماً ؟ أَي مُهْتَمّاً والواجمُ الذي أَسْكتَه الهمُّ وعَلَتْه الكآبةُ وقيل الوُجومُ الحُزْنُ ويقال لم أَجِمْ عنه أَي لم أَسكُتْ عنه فَزَعاً والواجِمُ والوَجِمُ العَبوسُ المُطْرِقُ من شدَّةِ الحُزْن وقد وَجَمَ يَجِمُ وَجْماً ووُجُوماً وأَجَمَ على البدل حكاها سيبويه ووجَمَ الشيءَ وَجْماً ووُجوماً كرِهَه ووَجَم الرجلَ وَجْماً لكَزَه يمانية ورجلٌ وَجَمٌ رديءٌ وأَوْجَمُ الرملِ مُعْظمُه قال رؤبة والحِجْرُ والصَّمّانُ يَحْبُو أَوْجَمُه ووَجْمةُ اسمُ موضع قال كثيِّر أَجَدَّتْ خُفوفاً من جُنوبِ كُتانةٍ إِلى وَجْمةٍ لمَّا اسجَهَرَّتْ حَرورُها ابن الأَعرابي الوَجَمُ جبل صغير مثل الإرَم ابن شميل الوَجَمُ حجارةٌ
( * قوله « الوجم حجارة » هو بالفتح والتحريك ) مركومةٌ بعضُها فوق بعض على رؤوس القُورِ والأِكام وهي أَغلظُ وأَطولُ في السماء من الأُرومِ قال وحجارتُها عظامٌ كحجارة الصِّيرة والأَمَرَة لو اجتمع على حجرٍ أَلفُ رجل لم يُحَرِّكوه وهي أَيضاً من صَنْعة عاد وأَصلُ الوَجَمِ مُستدِيرٌ وأَعلاهُ مُحدَّد والجماعة الوُجوم قال رؤبة وهامة كالصَّمْدِ بين الأَصْمادْ أَو وَجَمِ العادِيّ بين الأَجْمادْ الجوهري والوجَمُ بالتحريك واحد الأَوْجامِ وهي علاماتٌ وأَبْنِيةٌ يُهْتَدى بها في الصَّحارَى ابن الأَعرابي بيتٌ وَجْمٌ ووَجَمٌ والأَوْجامُ البيوتُ وهي العِظامُ منها قال رؤبة لو كان مِنْ دُونِ رُكامِ المُرْتَكَمْ وأَرْمُلِ الدَّهْنا وصَمّانِ الوَجَمْ قال والوَجَمُ الصَّمّانُ نفْسُه ويُجمع أَوْجاماً وقال رؤبة كأَنَّ أَوْجاماً وصَخْراً صاخِرا ويومٌ وَجِيمٌ أَي شديدُ الحرِّ وهو بالحاء أَيضاً ويقال يكون ذلك وَجَمة أَي مَسَبَّةً والوَجْمةُ مثل الوَجْبة وهي الأَكْلة الواحدة
وجم
الوُجومُ السكوتُ على غَيْظٍ أَبو عبيد إِذا اشتدَّ حُزْنُه حتى يُمْسِك عن الطعام( * قوله « عن الطعام » في التهذيب عن الكلام ) فهو الواجمُ والواجمُ الذي اشتدَّ حُزْنه حتى أَمْسَك عن الكلام يقال ما لي أَراكَ واجِماً وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه أَنه لَقِيَ طَلْحةَ فقال ما لي أَراك واجِماً ؟ أَي مُهْتَمّاً والواجمُ الذي أَسْكتَه الهمُّ وعَلَتْه الكآبةُ وقيل الوُجومُ الحُزْنُ ويقال لم أَجِمْ عنه أَي لم أَسكُتْ عنه فَزَعاً والواجِمُ والوَجِمُ العَبوسُ المُطْرِقُ من شدَّةِ الحُزْن وقد وَجَمَ يَجِمُ وَجْماً ووُجُوماً وأَجَمَ على البدل حكاها سيبويه ووجَمَ الشيءَ وَجْماً ووُجوماً كرِهَه ووَجَم الرجلَ وَجْماً لكَزَه يمانية ورجلٌ وَجَمٌ رديءٌ وأَوْجَمُ الرملِ مُعْظمُه قال رؤبة والحِجْرُ والصَّمّانُ يَحْبُو أَوْجَمُه ووَجْمةُ اسمُ موضع قال كثيِّر أَجَدَّتْ خُفوفاً من جُنوبِ كُتانةٍ إِلى وَجْمةٍ لمَّا اسجَهَرَّتْ حَرورُها ابن الأَعرابي الوَجَمُ جبل صغير مثل الإرَم ابن شميل الوَجَمُ حجارةٌ
( * قوله « الوجم حجارة » هو بالفتح والتحريك ) مركومةٌ بعضُها فوق بعض على رؤوس القُورِ والأِكام وهي أَغلظُ وأَطولُ في السماء من الأُرومِ قال وحجارتُها عظامٌ كحجارة الصِّيرة والأَمَرَة لو اجتمع على حجرٍ أَلفُ رجل لم يُحَرِّكوه وهي أَيضاً من صَنْعة عاد وأَصلُ الوَجَمِ مُستدِيرٌ وأَعلاهُ مُحدَّد والجماعة الوُجوم قال رؤبة وهامة كالصَّمْدِ بين الأَصْمادْ أَو وَجَمِ العادِيّ بين الأَجْمادْ الجوهري والوجَمُ بالتحريك واحد الأَوْجامِ وهي علاماتٌ وأَبْنِيةٌ يُهْتَدى بها في الصَّحارَى ابن الأَعرابي بيتٌ وَجْمٌ ووَجَمٌ والأَوْجامُ البيوتُ وهي العِظامُ منها قال رؤبة لو كان مِنْ دُونِ رُكامِ المُرْتَكَمْ وأَرْمُلِ الدَّهْنا وصَمّانِ الوَجَمْ قال والوَجَمُ الصَّمّانُ نفْسُه ويُجمع أَوْجاماً وقال رؤبة كأَنَّ أَوْجاماً وصَخْراً صاخِرا ويومٌ وَجِيمٌ أَي شديدُ الحرِّ وهو بالحاء أَيضاً ويقال يكون ذلك وَجَمة أَي مَسَبَّةً والوَجْمةُ مثل الوَجْبة وهي الأَكْلة الواحدة
وحم
وَحِمَت المرأَة تَوْحَم وَحَماً إِذا اشتَهت شيئاً على حَبَلِها وهي تَحِمُ والاسم الوِحامُ والوَحام وليس الوِحامُ إِلا في شَهْوة الحَبَل خاصَّة وقد وَحَّمْناها تَوْحيماً أَطْعَمناها ما تَشْتهيه ويقال أَيضاً وحَّمْنا لها أَي ذَبَحنا وامرأَة وَحْمَى بيِّنة الوِحامِ وفي المثل في الشَّهْوان وحْمَى ولا حَبَل أَي أَنه لا يُذْكر له شيءٌ إِلا اشتهاه وفي حديث المَوْلِد فجعلَتْ آمنةُ أُمُّ النبي صلى الله عليه وسلم تَوْحَمُ أَي تَشْتهي اشْتِِهاءَ الحامِل وقال أَو عبيدة في المثل وَحْمَى فأَمّا حَبَل فلا يقال ذلك لمن يطلب ما لا حاجة له فيه من حِرْصِه لأَن الوَحْمى التي تَوْحَمُ فتشتهي كلَّ شيء على حبَلِها فيقال هذا يشتهي كما تشتهي الحُبْلى وليس به حَبَلٌ قال وقيل لِحُبْلى ما تشتهي فقالت التمرةَ وواهاً بِيَهْ وأَنا وَحْمى للدِّكَة أَي للوَدَك الوَحَمُ شدَّةُ شهوةِ الحُبْلى لشيءٍ تأْكله ثم يقال لكل مَن أَفْرَطَت شهوتُه في شيء قد وَحِمَ يَوْحَمُ وَحَماً ونسوةٌ وِحامٌ ووَحامَى والوِحامُ من الدوابِّ أَن تَسْتَصعِب عند الحَمْل وقد وَحِمَت بالكسر قال والوَحَمُ في الدَّوابّ إِذا حَملَت واستَعْصتْ وأَنشد قد رابَه عِصْيانُها ووِحامُها التهذيب أَما قول الليث الوِحامُ في الدوابّ استعصاؤُها إِذا حمَلتْ فهو غلَطٌ وإِنما غَرَّه قولُ لبيد يصف عَيْراً وأُتُنَه قد رابه عصيانها ووحامها يظن أَنه لما عطف قولَه ووِحامُها على عصيانُها أَنهما شيءٌ واحد والمعنى في قوله وِحامُها شهوةُ الأُتُنِ للعَير أَراد أَنها تَرْمَحُه مرَّةً وتستعصي عليه مع شهوتها لضِرابِه إِياها فقد رابَه ذلك منها حين أَظهرت شيئين متضادَّين والوَحَمُ اسمُ الشيء المُشتَهى قال أَزحمان لَيلى عامَ لَيلى وَحَمِي أَي شَهْوتي كما يكون الشيء شهوةَ الحُبْلى لا تُريدُ غيرَه ولا تَرْضى منه ببدَلٍ فجعل شهوته للِّقاء لَيلاً وَحَماً وأَصلُ الوَحَمِ للحُبْلى ووَحَّم المرأَةَ ووَحَّمَ لها ذبَح لها ما تَشهَّت والوَحَمُ شهوةُ النكاح وأَنشد ابن الأَعرابي كتَمَ الحُبَّ فأَخْفاه كما تَكْتُم البِكْرُ من الناسِ الوَحَمْ وقيل الوَحَمُ الشهوةُ في كل شيء ووَحَمْتُ وَحْمَه قصدتُ قصدَه والتَّوْحِيمُ أَن يَنْطُفَ الماءُ من عُودِ النَّوامي إِذا كُسِرَ ويومٌ وَحيمٌ حارٌّ عن كراع
وخم
الوَخْمُ بالتسكين والوَخِمُ بكسر الخاء والوَخِيمُ الثقيلُ من الرجال البَيِّن الوَخامةِ والوُخومةِ والجمع وَخامى ووِخامٌ وأَوْخامٌ وقد وخُمَ وَخامةً ووُخوماً وفي حديث أُمِّ زرع لا مَخافةَ ولا وَخامةَ أَي لا ثِقَلَ فيها يقال وَخُمَ الطعامُ إِذا ثَقُل فلم يُستَمْرَأْ فهو وَخيمٌ قال وقد تكونُ الوَخامةُ في المعاني يقال هذا الأَمرُ وَخيمُ العاقِبة أَيثقيلٌ ردىئٌ وأَرض وَخامٌ ووَخيمٌ ووَخْمةٌ ووَخِمةٌ ووَخِيمةٌ ومُوخِمةٌ لا يَنْجَعُ كلأُها وكذلك الوَبِيلُ وطعامٌ وَخيمٌ غيرُ مُوافق وقد وَخُم وَخامةٌ وتوَخَّمَه واستَوْخَمه لم يَستَمْرِئْه ولا حَمِدَ مغَبَّتَه واستَوْخَمْتُ الطعامَ وتَوَخَّمْتُه إِذا استَوْبلْته قال زهير قضَوْا ما قضَوْا من أَمرِهم ثم أَوْرَدُوا إِلى كَلإٍ مُستَوْبَلٍ مُتوَخَّمِ ومنه اشتُقَّت التُّخَمةُ وشيءٌ وَخِمٌ أََي وَبيءٌ وبَلْدةٌ وَخِمةٌ ووَخيمةٌ إِذا لم يُوافِق سكَنُها وقد استوْخمْتُها والتُّخَمة بالتحريك الذي يُصِيبك من الطعام إِذا استوْخمْتَه تاؤه مبدلة من واو وفي حديث العُرَنِيِّين واستوخَموا المدينة أَي استثقلوها ولم يُوافِق هواؤها أَبدانَهُ وفي حديث آخر فاستوْخَمْنا هذه الأَرضَ ووَخِمَ الرجلُ بالكسر أَي اتَّخَمَ قال سيبويه والجمع تُخَمٌ وقد تَخمَ يَتْخِمُ وتَخِمَ واتَّخَمَ يتَّخِمُ وأَتْخمَه الطعامُ على أَفْعَله وأَصله أَوْخَمَه وأَصل التُّخَمة وُخَمةٌ فحُوِّلت الواوُ تاءً كما قالوا تُقاةٌ وأَصلها وُقاةٌ وتَوْلَج وأَصلُه وَوْلَج وطعامٌ مَتْخَمةٌ بالفتح يُتَّخَم منه وأَصله مَوْخَمة لأَنهم توهَّموا التاءَ أَصيلة لكثرة الاستعمال وواخَمَني فوَخَمْتُه أَخِمُه كنتُ أَشدَّ تُخَمةً منه وقد اتَّخَمْتُ من الطعامِ وعن الطعام والاسم التُّخَمة بالتحريك كما مضى في وُكَلةٍ وتُكَلةٍ والجمع تُخَماتٌ وتُخَمٌ والعامَّة تقول التُّخْمة بالتسكين وقد جاء ذلك في شعر أَنشده ابن الأَعرابي وإِذا المِعْدَةُ جاشَتْ فارْمِها بالمَنْجَنيقِ بِثلاثٍ مِنْ نَبيذٍ ليسَ بالحُلْوِ الرَّقيقِ تَهْضِمُ التُّخْمةَ هَضْماً حين تَجْري في العُروقِ والوَخَمُ داءٌ كالباسورِ وربما خرج في حَياءِ الناقة عند الولادة فقُطِع وَخِمَت الناقةُ فهي وَخِمةٌ إِذا كان بها ذلك قال ويسمى ذلك الباسورُ الوَذَمَ
وذم
أَوْذَمَ الشيءَ أَوْجَبه وأَوْذَمَ على نَفْسِه حَجّاً أَو سَفَراً أَوْجَبه وأَوْذَمَ اليمينَ ووَذَّمَها وأَبْدَعها أَي أَوْجبها قال الراجز لاهُمَّ إِن عامرَ بن جَهْمِ أَوذَمَ حَجّاً في ثِيابٍ دُسْمِ أَي مُتَلطِّخة بالذنوب يعني أَحْرم بالحج وهو مُدَنَّسٌ بالذنوب أَبو عمرو الوَذِيمةُ الهَدْيُ وجمعها الوَذائمُ وقد أَوْذَمَ الهَدْيَ إِذا عَلَّق عليه سَيراً أَو شيئاً يُعَلَّم به فيُعْلَم أَنه هَدْيٌ فلا يُعْرَض له ابن سيده الوَذيمة الهدِيَّة الجوهري الوَذِيمةُ الهدِيَّة إِلى بيت الله الحرام والجمع الوَذائمُ وهي الأَموالُ التي نُذِرَتْ فيها النُّذورُ قال الشاعر فإِن كنتُ لم أَذْكُرك والقومُ بعضُهم غَضابَى على بعضٍ فمالي وَذائمُ أَي مالي كلُّه في سبيل الله والوَذَمُ الفَضْلُ والزيادةُ وقد وَذَّمَ والوَذَمةُ زيادةٌ في حياء الناقة والشاة كالثُّؤْلول تمنعها من الولَد والجمعُ وَذَمٌ ووِذامً ووَذَّمَها قطع ذلك منها وعالجَها منه الأَصمعي المُوَذّمةُ من النُّوق التي يخرج في حيائها لحمٌ مثل الثَّآليل فيُقطَع ذلك منها قال أَبو منصور سمعت العرب تقول لأَشْباهِ الثَّآليل تخرُج في حياء الناقة فلا تَلْقَح معها إِذا ضرَبها الفحلُ الوَذَم فيَعْمِدُ رجل رفيقٌ ويأْخذ مِبْضعاً لطيفاً ويُدْخِلُ يدَه في حيائها فيقطع الوَذَمَ فيقال قد وَذَّمها تَوْذيماً والذي فعل ذلك مُوَذِّمٌ ثم يَضْرِبُها الفحلُ بعد التَّوْذيمِ فتَلْقَحُ وامرأَة وَذْماء وفرسٌ وَذْماء وهي العاقرُ وقيل الوَذَمةُ في حياء الناقةِ زيادةٌ في اللحم تَنبتُ في أَعلى الحياء عند قَرْءِ الناقةِ فلا تَلْقحُ الناقةُ إِذا ضربَها الفحل وقد تقدم ذلك في الوَخم أَيضاً ويقال للمصير أَيضاً وَذَمٌ والوَذَمُ الحُزَّة من الكَرِشِ والكَبِد والمَصارِين المقطوعة تُعْقَد وتُلْوَى ثم تُرْمى في القِدْر والجمع أَوْذُمٌ وأَوْذامٌ ووُذومٌ وأَواذِمُ الأَخيرة جمع أَوْذُمٍ وليس بجمع أَوْذامٍ إِذ لو كان ذلك لثبتت الياء وهي الوَذَمة والجمع وِذامٌ أَبو زيد وأَبو عبيدة الوَذَمةُ قُرْنةُ الكَرِش وهي زاويةٌ في الكرش شِبْه الخريطة قال وقُرْنةُ الرحمِ المكانُ الذي ينتهي إِليه الماءُ في الرحم والوِذامُ الكَرِشُ والأَمْعاءُ الواحدة وَذَمةٌ مثل ثمَرةٍ وثِمارٍ وقال ابن خالويه الوَذَمُ قطعةُ كرشٍ تُطْبَخُ بالماء قال الشاعر وما كان إِلا نِصْفُ وَذْمٍ مُرَمَّدٍ أَتانا وقد حُبَّتْ إِلينا المَضاجِعُ وفي حديث علي بن أَبي طالب عليه السلام لئِنْ وَلِيتُ بني أُميَّة لأَنْفُضَنَّهم نَقْضَ القَصّابِ الوِذامَ التَّرِبةَ وفي رواية التِّرابَ والوَذِمةَ قال الأَصمعي سأَلني شعبة عن هذا الحرف فقلت ليس هو هكذا إِنما نَفْض القصّاب الوِذامَ التَّرِبة والتَّرِبةُ التي قد سقطت في التراب فتتَرَّبَت فالقصّاب يَنْفُضها وأَراد بالوِذامِ الخُزَزَ من الكَرِش والكبِد الساقطةَ في التُّراب والقصّاب يُبالغُ في نَفْضِها قال ومن هذا قيل لسيُور الدِّلاء الوَذمُ لأَنها مقدَّدةٌ طِوال قال والتِّراب التي سقطت في التُّراب فتتَرَّبَت وواحدةُ الوِذامِِ وذَمةٌ وهي الكرش لأَنها معلَّقة وقيل هي غيرُ الكرش أَيضاً من البطون أَبو سعد الكُروشُ كلها تسمَّى تَرِبةً لأَنها يحصل فيها التُّرابُ من المَرْتَع والوَذَمة التي أَخمل باطنُها والكروشُ وَذَمةٌ لأَنها مُخْمَلةٌ ويقال لِخَمْلِها الوَذَمُ فمعنى قوله لئنْ وَليِتُهم لأُطَهِّرَنَّهم من الدَّنَسِ ولأُطَيِّبَنَّهم بعد الخَبَث وكلُّ سير قَدَدْتَه مُستطيلاً وَذَمٌ والوَذَمةُ السيرُ الذي بين آذانِ الدَّلْوِ وعَراقِيها تُشَدُّ بها وقيل هو السير الذي تُشدُّ به العَراقي في العُرى وقيل هو الخيط الذي بين العُرى التي في سُعْنَتها وبين العَراقي والجمع وَذَمٌ وجمع الجمع أَوْذامٌ وَوذَّمَها جعل لها أَوْذاماً وأَوْذَمَها شَدَّ وَذَمها ودَلْوٌ مَوْذومةٌ ذات وَذَمٍ والعرب تقول للدلو إِذا انقطع سيورُ آذانِها قد وَذِمَتِ الدلوُ تَوْذَمُ فإِذا شدّوها إِليها قالوا أَوْذَمْتُها ووَذِمَت الدلوُ تَوْذَمُ فهي وَذِمَةٌ انقطع وَذَمُها قال يصف الدلو أَخَذِمَتْ أَمْ وَذِمَتْ أَمْ ما لَها أَم غالَها في بئرِها ما غالَها ؟ وقال أَرْسَلْتُ دَلْوي فأَتاني مُتْرَعا لا وَذِماً جاءَ ولا مُقَنَّعا ذكَّر على إِرادة السَّلْم أَو الغَرْب وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها رضي الله عنهما وأَوْذَمَ السِّقاءَ أَي شَدَّه بالوَذَمةِ وفي رواية أُخرى وأَوْذَمَ العَطِلَة تُريد الدلو التي كانت مُعَطَّلة عن الاستقاء لعدم عُراها وانقطاع سُيورِها ووَذِم الوَذَمُ نفسُه انقطع ووذَّمَ على الخَمْسينَ توْذيماً وأَوْذَمَ زادَ عليها ووَذَّمَ مالَه قطَّعه والوَذيمةُ ما وَذَّمَه منه أَي قطَّعه قال إِن لم أَكُنْ أَهْواك والقومُ بَعضهمْ غِضابٌ على بعضٍ فما لي وَذائمُ والتَّوذيمُ أَن تُوَذَّم الكلابُ بِقِلادة ووَذِيمةُ الكلب قِطعة تكون في عنُقِه عن ثعلب وروي عن أَبي هريرة أَنه سُئِل عن صَيْدِ الكلب فقال إِذا وَذَّمْتَه وأَرْسَلْتَه وذكَرْتَ اسْمَ الله فكُلْ ما أَمْسَكَ عليك ما لم يأْكلْ وتَوْذيمُ الكلب أَن يُشد في عنقه سيرٌ يُعْلَم به أَنه مُعلَّم مُؤدَّب أَراد بِتَوْذيمهِ أَن لا يَطْلُب الصيد بغير إِرسالٍ ولا تَسْميةٍ مأْخوذٌ من الوَذَمِ السُّيورِ التي تُقدُّ طِوالاً وفي الحديث أُريتُ الشَّيطانَ فوضعتُ يدي على وَذَمَتِه قال ابن الأَثير الوَذَمةُ بالتحريك سيرٌ يُقدُّ طُولاً وجمعه وِذامٌ وتُعمل منه قلادة توضع في أَعناق الكلاب لتُرْبطَ فيها فشبّه الشَّيطانَ بالكلب وأَراد تَمكُّنه منه كما يَتمكَّنُ القابضُ على قِلادة الكلب وفي حديث عمر رضي الله عنه فرَبَط كُمَّيْه بوَذَمةٍ أَي سَيْرٍ
ورم
الوَرَمُ أَخْذُ الأَورام النُّتوء والانتفاخ وقد وَرِمَ جلدُه وفي المحكم وَرِمَ يَرِمُ بالكسر نادر وقياسه يَوْرَم قال ولم نسمع به وتَوَرَّمَ مثلُه ووَرَّمْتُه أَنا تَوْريماً وفي الحديث أَنه قام حتى تَوَرَّمَت قَدَماه أَي انْتَفَخَت من طُول قيامه في صلاة الليل وأَوْرَمَت الناقةُ وَرِمَ ضَرْعُها والمَوْرِمُ مَنْبِتُ الأَضْراسِ وأَوْرَمَ بالرجلِ وأَوْرَمَه أَسْمَعه ما يَغْضَبُ له وهو من ذلك وفعَلَ به ما أَوْرَمَه أَي ساءَه وأَغْضَبه ووَرِمَ أَنْفُه أَي غَضِب ومنه قول الشاعر ولا يُهاجُ إِذا ما أَنفُه وَرِما وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه وَلَّيْتُ أُمورَكم خَبْرَكُم فكُلُّكم وَرِمَ أَنفُه على أَن يكون له الأَمْرُ من دُونِه أَي امتلأَ وانتفخ من ذلك غضَباً وخصَّ الأَنْفَ بالذِّكر لأَنه موضعُ الأَنَفَةِ والكِبْرِ كما يقال شَمخَ بأَنفِه وورَّمَ فلانٌ بأَنفِه تَوْريماً إِذا شَمَخَ بأَنْفِه وتجبَّر وأَوْرَمَت الناقةُ إِذا وَرِمَ ضَرْعُها والمُوَرَّمُ الضخمُ من الرجال قال طرفة له شَرْبَتانِ بالعشيِّ وأَرْبَعٌ من الليلِ حتى عادَ صَخْداً مُوَرَّما وقد يكون المُنَفَّخَ أَي صَخْداً منَفَّخاً ووَرِمَ النَّبْتُ ورَماً وهو وارِمٌ سَمِنَ وطال قال الجعديّ فتَمَطَّى زَمْخَريٌّ وارِمٌ من رَبيعٍ كلَّما خَفَّ هَطَلْ والأَوْرَم الجماعة قال البُرَيق بأَلْبٍ أَلُوبٍ وحَرَّابةٍ لدى مَتْنِ وازِعِها الأَوْرَمُ يقال ما أَدْري أَيُّ الأَوْرَمِ هو وخصَّ يعقوب به الجَحْدَ
ورغم
ساعِدٌ وَرْغَمِيٌّ ممتلئٌ رَيَّان وقول أَبي صخر وباتَ وِسادي وَرْغَمِيٌّ يَزينُه جَبائرُ دُرٍّ والبَنانُ المُخَضَّبُ قال ولا يكون الواو في وَرْغَمِيٍّ إِلاَّ أَصلاً لأَنها أَوَّل والواو لا تزاد أَوَّلاً البتة
وزم
وَزَمَه بفِيه وَزْماً عضَّه وقيل عَضَّه عَضَّةً خفيفةً والوَزْمُ قضاء الدَّين والوَزْمُ جمعُ الشيء القليل إِلى مثْلِه والوَزْمةُ الأَكْلةُ الواحدةُ في اليوم إِلى مثلِها من الغد يقال هو يأْكل وَزْمةً وبَزْمةً إِذا كان يأْكلُ وَجْبةً في اليوم والليلة وقد وَزَّمَ نفْسَه ابن بري الوَزيمُ الوَجْبةُ الشديدة قال أُميَّة أَلا يا وَيْحَهمْ مِن حَرِّ نارٍ كصَرْخةِ أَرْبَعينَ لها وَزيمُ والوَزيمُ اللحمُ المُقطَّع والوَزيمةُ القطعةُ من اللحْم والجمع وَزيمٌ والوَزْمُ والوَزيمةُ والوَزيمُ الحُزْمةُ من البَقْلِ والوَزيمةُ الخُوصةُ التي يُشدُّ بها والوَزيمُ ما جُمع من البَقْلة حكاه الجوهري عن أَبي سعيد عن أَبي الأَزهر عن بُنْدارٍ وأَنشد وجاؤُوا ثائرينَ فلم يَؤُوبوا بأَبْلُمة تُشَدُّ على وَزيمِ ويروى على بَزيم ويقال هو الطَّلْعُ يُشَقُّ لِيُلْقَح ثم يُشدُّ بخُوصةٍ والواحدة وَزيمةٌ وقال الليث الوَزْمُ والوَزيمُ دَسْتَجَةٌ من بَقْلٍ والوَزيمُ ما انْمارَ من لحمِ الفَخِذين واحدتُه وَزيمةٌ والوَزيمُ العَضَلُ وفي التهذيب لحمُ العَضَلِ ورجل وَزَّامٌ ذو عَضلٍ وكثرةِ لحمٍ أَنشد ابن الأَعرابي فقامَ وَزَّامٌ شَديدٌ مَحْزِمُه لم يَلْقَ بُؤْساً لَحْمُه ولا دَمُهْ ورجلٌ وَزيمٌ إِذا كان مُكْتَنِزَ اللحمِ ويقال رجلٌ ذو وَزيم إِذا تَعضَّل لحْمُه واشتدَّ قال الراجز إِنْ سَرَّكَ الرِّيُّ أَخا تَميمِ فاعْجَل بعِلْجَيْنِ ذَوَيْ وَزيمِ بفارِسِيٍّ وأَخٍ للرُّومِ كلاهُما كالجَمَلِ المَخْزُومِ ويروى المَحْجوم يقول إِذا اختلَف لِساناهُما لم يَفْهَم أَحدُهما كلام صاحبِه فلم يَشْتَغِلا عن عَمَلهِما وهذا الرجز( * قوله « وهذا الرجز
إلخ » في التكملة بعد إِيراده ما في الجوهري ما نصه والانشاد مغير من وجوه
والرواية
إن كنت جاب يا أبا تميم ... معاود مختلف الأروم
بفارسيّ وأَخ للرّوم ... ركب بعد الجهد
والنحيم
فجئ بسان لهم علكوم ... وجئ بعبدين ذوي وزيم
كلاهما كالجمل المحجوم ... غرباً على صياحة
دموم والرجز لابن محمد الفقعسي أراد بقوله جاب جابياً أي جامعاً للماء في الجابية وهي الحوض ) أَورده الجوهري إِن كنتَ ساقِيّ أَخا تَميمِ قال ابن بري هو سافي بالفاء ويروى جابيَّ بالجيم أَي يَجْبي الماء في الحوض قال وهو المشهور ويروى بِدَيْلمِيّ مكان فارسيّ ابن الأَعرابي الجرادُ إِذا جُفِّف وهو مطبوخ فهو الوَزِيمة والوَزيمُ اللحمُ المُجَفَّف والوَزيمةُ ما تَجْمَعُه أَو تجعلُه العُقابُ في وَكْرِها من اللحم والوَزيمةُ من الضِّباب أَن يُطْبَخ لحمُها ثم يُيَبَّس ثم يُدقّ فيُقْمَح أَو يُبْكَل بدَسَم قال ابن سيده هكذا حكاه أَهل اللغة فجعلوا العَرَض خَبَراً عن الجوهر والصواب الوَزيمُ لحمٌ يُفْعَل به كذا قال أَبو سعيد سمعت الكِلابيّ يقول الوَزْمةُ من الضِّباب أَن يُطْبَخ لحمُها ثم يُيَبَّس ثم يُدقّ فيؤكل قال وهي من الجراد أَيضاً ابن دريد الوَزْمُ جَمْعُك الشيءَ القليلَ إِلى مثله والوَزيمُ ما يَبْقَى من المَرَق ونحوه في القِدْر وقيل باقي كلِّ شيء وَزيمٌ وقوله فتُشْبِعُ مَجْلسَ الحَيَّيْنِ لَحماً وتُلْقي للإِماءِ مِنَ الوَزيمِ قال ابن سيده يجوز أَن يكون ما انْمازَ من لَحْمِ الفَخِذِ وأَن يكون العَضَل وأَن يكون اللحمَ الباقيَ الذي يَفْضُل عن العيال الليث يقال اللحمُ
( * قوله « الليث يقال اللحم إلى قوله وناقة وزماء » هكذا في الأصل )
يَتزيَّم ويَتَزَيَّب إِذا صار زِيَماً وهو شدّة اكتنازه وانضمام بعضه إلى بعض وقال سلامة بن جندل يصف فرساً رَقاقُها ضَرِمٌ وجَرْيُها خَذِمٌ ولحمُها زِيَمٌ والبَطْنُ مَقبوبُ وناقةٌ وزْماءُ كثيرة اللحم قال قيس بن الخَطيم مَن لا يَزالُ يَكُبُّ كلَّ ثَقيلةٍ وَزْماءَ غيرَ مُحاوِل الإِتْرافِ والمتَوَزِّم الشديدُ الوَطء والوَزْمُ من الأُمور الذي يأْتي في حِينهِ وقد تقدم مع ذكر الجَزْم الذي هو الأَمرُ الآتي قبل حِينهِ ووُزِمَ فلانٌ وَزْمةً في ماله إِذا ذهب شيء من ماله عن اللحياني
وسم
الوَسْمُ أَثرُ الكَيّ والجمع وُسومٌ أَنشد ثعلب ظَلَّتْ تَلوذُ أَمْسِ بالصَّريمُ وصِلِّيانٍ كِبالِ الرُّومِ تَرْشَحُ إِلاَّ موضِعَ الوُسومِ يقول تشرح أَبدانُها كلها إِلا( * كذا بياض بالأصل ) وقد وسَمَه وَسْماً وسِمةً إِذا أَثَّر فيه بسِمةٍ وكيٍّ والهاء عوض عن الواو وفي الحديث أَنه كان يَسِمُ إِبلَ الصدقةِ أَي يُعلِّم عليها بالكيّ واتَّسَمَ الرجلُ إِذا جعل لنفسه سِمةً يُعْرَف بها وأَصلُ الياء واوٌ والسِّمةُ والوِسامُ ما وُسِم به البعيرُ من ضُروبِ الصُّوَر والمِيسَمُ المِكْواة أَو الشيءُ الذي يُوسَم به الدوابّ والجمع مَواسِمُ ومَياسِمُ الأَخيرة مُعاقبة قال الجوهري أَصل الياء واو فإِن شئت قلت في جمعه مَياسِمُ على اللفظ وإِن شئت مَواسِم على الأَصل قال ابن بري المِيسَمُ اسم للآلة التي يُوسَم بها واسْمٌ لأَثَرِ الوَسْمِ أَيضاً كقول الشاعر ولو غيرُ أَخْوالي أرادُوا نَقِيصَتي جَعَلْتُ لهم فَوْقَ العَرانِين مِيسَما فليس يريد جعلت لهم حَديدةً وإِنما يريد جعلت أَثَر وَسْمٍ وفي الحديث وفي يده المِيسمُ هي الحديدة التي يُكْوَى بها وأَصلُه مِوْسَمٌ فقُلبت الواوُ ياءً لكسرة الميم الليث الوَسْمُ أَثرُ كيّةٍ تقول مَوْسومٌ أَي قد وُسِم بِسِمةٍ يُعرفُ بها إِمّا كيّةٌ وإِمّا قطعٌ في أُذنٍ قَرْمةٌ تكون علامةً له وفي التنزيل العزيز سَنَسِمُه على الخُرْطومِ وإِن فلاناً لدوابِّه مِيسمٌ ومِيسَمُها أَثرُ الجَمالِ والعِتْقِ وإِنها كَوَسِيمةُ قَسيمةٌ شمر دِرْعٌ مَوْسومةٌ وهي المُزَيَّنة بالشِّبَةِ في أَسفلِها وقوله في الحديث على كلِّ مِيسمٍ من الإِنسان صَدقةٌ قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية فإِن كان محفوظاً فالمرادُ به أَن على كلّ عُضْوٍ مَوْسومٍ بصُنْع الله صدقةً قال هكذا فُسِّرَ وفي الحديث بئْسَ لَعَمْرُ الله عَمَلُ الشيخ المُتَوَسِّم والشابِّ المُتَلَوِّمِ المُتَوَسِّم المُتَحَلِّي بِسمَةِ الشيوخ وفلانٌ مَوْسومٌ بالخير وقد تَوَسَّمْت فيه الخير أَي تفرَّسْت والوَسْمِيُّ مطرُ أَوَّلِ الربيع وهو بعدَ الخريف لأَنه يَسِمُ الأَرض بالنبات فيُصَيِّر فيها أَثراً في أَوَّل السنة وأَرضٌ مَوْسومةٌ أَصابها الوَسْمِيُّ وهو مطرٌ يكون بعد الخَرَفيّ في البَرْدِ ثم يَتْبَعه الوَلْيُ في صَميم الشّتاء ثم يَتْبَعه الرِّبْعيّ الأَصمعي أَوَّلُ ما يَبْدُو المطرُ في إِقْبالِ الربيع ثم الصَّيْفِ ثم الحميمِ ابن الأَعرابي نُجومُ الوسميّ أَوَّلُها فروعُ الدَّلْو المؤخَّر ثم الحوتُ ثم الشَّرَطانِ ثم البُطَيْن ثم النَّجْم وهو آخِرُ الصَّرْفة يَسْقُط في آخر الشتاء الجوهري الوَسْمِيُّ مطرُ الربيع الأَوَّلُ لأَنه يَسِمُ الأَرض بالنبات نُسب إِلى الوسْم وتوَسَّمَ الرجلُ طلبَ كلأ الوَسْمِيّ وأَنشد وأَصْبَحْنَ كالدَّوْمِ النَّواعِم غُدْوةً على وِجْهَةٍ من ظاعِنٍ مُتَوسِّم ابن سيده وقد وُسِمَت الأَرض وقول أَبي صخر الهُذَليّ يَتْلُونَ مُرْتَجِزاً له نَجْمٌ جَوْنٌ تحيَّر بَرْقُه يَسْمِي أَراد يَسِمُ الأَرضَ بالنبات فقَلَب وحكى ثعلب أَسَمْتُه بمعنى وَسَمْتُه فهمزتُه على هذا بدلٌ من واوٍ وأَبْصِرْ وَسْمَ قِدْحِك أَي لا تُجاوِزَنَّ قَدْرَك وصدَقَني وَسْمَ قِدْحِه كصَدَقَني سِنَّ بَكْرِه ومَوْسِمُ الحجّ والسُّوقِ مُجْتَمعُهما قال اللحياني ذُو مَجاز مَوْسِمٌ وإِنما سُمّيت هذه كلُّها مَواسِمَ لاجتماع الناس والأَسْواق فيها
( * قوله « والأسواق فيها » كذا بالأصل ) ووَسَّموا شَهِدوا المَوْسِمَ الليث مَوْسِمُ الحجّ سُمِّيَ مَوْسِماً لأَنه مَعْلَم يُجْتَمع إِلليه وكذلك كانت مَواسِمُ أَسْواقِ العرب في الجاهلية قال ابن السكيت كل مَجْمَع من الناس كثير هو موْسِمٌ ومنه مَوْسِمُ مِنىً ويقال وسَّمْنا مَوْسمَنا أَي شَهِدْناه وكذلك عرَّفْنا أي شهدنا عَرَفَة وعَيَّدَ القومُ إذا شَهِدُوا عِيدَهم وقول الشاعر حِياضُ عِراكٍ هَدَّمَتْها المَواسِمُ يريد أَهل المَواسِم ويقال أَراد الإبلَ المَوْسومة ووسَّمَ الناسُ تَوْسِيماً شَهِدُوا المَوْسِمَ كما يقال في العيدِ عَيَّدوا وفي الحديث أَنه لَبِثَ عَشْرَ سنينَ يَتَّبِعُ الحاجَّ بالمَواسِم هي جمع مَوْسِم وهو الوقتُ الذي يجتمع فيه الحاجُّ كلَّ سَنةٍ كأَنَّه وُسِمَ بذلك الوَسْم وهو مَفْعِلٌ منه اسمٌ للزمان لأَنه مَعْلَمٌ لهم وتوَسَّم فيه الشيءَ تَخَيَّلَه يقال توَسَّمْتُ في فلان خيراً أي رأَيت فيه أَثراً منه وتوَسَّمْتُ فيه الخير أي تَفَرَّسْتُ مأْخذه من الوَسْمِ أي عرَفْت فيه سِمَتَه وعلامتَه والوَسْمةُ أهل الحجاز يُثَقِّلونها وغيرهم يُخَفِّفُها كلاهم شجرٌ له ورقٌ يُخْتَضَبُ به وقيل هو العِظْلِمُ الليث الوَسْمُ والوَسْمةُ شجرةٌ ورقها خِضابٌ قال أَبو منصور كلام العرب الوَسِمةُ بكسر السين قاله الفراء وغيره من النحويين الجوهري الوَسِمةُ بكسر السين العِظْلِمُ يُخْتَضَب به وتسكينها لغة قال ولا تقل وُسْمةٌ بضم الواو وإذا أَمرْت منه قلت توَسَّم وفي حديث الحسن والحسين عليهما السلام أَنهما كنا يَخْضِبان بالوَسْمة قيل هي نبتٌ وقيل شجرٌ باليمن يُخْتَضَبُ بوَرقه الشعرُ أَسودُ والمِيسَمُ والوَسامةُ أَثر الحُسْنِ وقال ابن كُلْثوم خَلَطْنَ بمِيسَمٍ حَسَباً ودينا ابن الأَعرابي الوسيمُ الثابتُ الحُسْنِ كأَنه قد وُسِمَ وفي الحديث تُنْكَح المرأَة لمِيسَمها أَي لحُسْنها من الوَسامةِ وقد وَسُم فهو وَسِيم والمرأَةُ وَسِيمةٌ قال وحكمها في البناء حكم مِيساعٍ فهي مِفْعَلٌ من الوَسامةِ والمِيسمُ الجمالُ يقال امرأَة ذات مِيسَمٍ إذا كان عليها أثرُ الجمال وفلانٌ وَسِيمٌ أَي حَسَنُ الوجه والسِّيما وقومٌ وِسامٌ ونسوةٌ وِسامٌ أَيضاً مثل ظَريفةً وظِرافٍ وصَبيحةٍ وصِباحٍ ووَسُمَ الرجلُ بالضم وَسامةً ووَساماً بحذف الهاء مثل جمُل جَمالاً فهو وَسِيمٌ قال الكميت يمدح الحُسين بن علي عليهما السلام وتُطِيلُ المُرَزَّآتُ المَقالِي تُ إليه القُعودَ بعد القيام يَتَعَرَّفْنَ حُرَّ وَجْهٍ عليه عِقْبةُ السَّرْوِ ظاهِراً والوِسام والوِسامُ معطوفٌ على السَّرْوِ وفي صفته صلى الله عليه وسلم وَسيمٌ قَسِيمٌ الوَسامةُ الحُسْنُ الوَضيءُ الثابتُ والأُنثئ وَسيمةٌ قال لهِنّك مِنْ عَبْسِيّةٍ لَوَسِيمةٌ على هَنواتٍ كاذبٍ مَن يقولها أراد
( * بياض بالأصل بقد خمس كلمات ) وواسَمْتُ فلاناً فوَسَمْتُه إذا غَلبْتَه بالحُسن وفي حديث عمر رضي الله عنه قال لِحَفْصة لا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كانت جارتُك أوْسَمَ مِنْكِ أي أَحْسَنَ يَعني عائشة والضَّرَّةُ تسمى جارة وأَسماءُ اسمُ امرأَةٍ مستقٌّ من الوَسامةِ وهمزته مبدلة من واوٍ قال ابن سيده وإنما قالوا ذلك أَن سيبويه ذكر أَسماء في الترخيم مع فَعْلانَ كسَكْران مُعْتَدّاً بها فَعْلاء فقال أَبو العباس لم يكن يجب أَن يذكر هذا الاسم مع سكْران من حيثُ كان وزْنه أَفْعالاً لأَنه جمعُ اسمٍ قال وإنما مُنِع الصَّرْف في العلم المذكر من حيثُ غلَبت عليه تسمية المؤنث له فلحِق عنهد بباب سُعادَ وزَيْنَب فقوَّى أَبو بكر قول سيبويه إنه في الأصل وَسْماء ثم قلبت واوه همزة وإن كانت مفتوحة حَمْلاً على باب أحدٍ وأَناةٍ وإنما شَجُع أبو بكر على ارتكاب هذا القول لأَن سيبويه شرع له ذلك وذلك أَنه لما رآه قد جعله فَعْلاء وعدم تركيب « ي س م » تَطَلَّب لذلك وَجْهاً فذهب إلى البلد وقياسُ قولِ سيبويه أن لا ينصرفَ وأَسماءُ نكرةٌ لا معرفة لأنه عنده فَعْلاء وأما على غير مذهب سيبويه فإنها تَنصرفُ نكرةً ومعرفةً لأنها أَفعال كأَثمار ومذهبُ سيبويه وأَبي بكر فيها أَشبَهُ بمعنى أَسماء النساء وذلك لأَنها عندهما من الوَسامةِ وهي الحُسْنُ فهذا أَشبَهُ في تسميةِ النساء من معنى كونها جمعَ اسمٍ قال وينبغي لسيبويه أن يعتقِدَ مَذهبَ أبي بكر إذا ليس معنى هذا التركيب على ظاهره وإن كان سيبويه يتأَوّل عَيْنَ سيّد على أَنها ياء وإن عُدم هذا التركيب لأَنه « س ي د » فكذلك يتوهم أسماء من « أ س م » وإن عدم هذا التركيب إلا ههنا والوسْمُ الورَعُ والشين لغة قال ابن سيده ولست منها على ثقة
وشم
ابن شميل الوُسومُ والوُشومُ العلاماتُ ابن سيده الوَشْمُ ما تجعله المرأَة على ذراعِها بالإبْرَةِ ثم تَحْشُوه بالنَّؤُور وهو دُخان الشحم والجمع وُشومٌ ووِشامٌ قال لبيد كِفَفٌ تَعَرَّضُ فوْقَهُنَّ وِشامُها ويروى تُعَرَّض وقد وَشَمَتْ ذِراعَها وَشْماً ووَشَّمَتْه وكذلك الثَّغْرُ أنشد ثعلب ذَكَرْتُ من فاطمةَ التبَسُّما غَداةَ تَجْلو واضحاً مُوشَّما عَذْباً لها تُجْري عليه البُرْشُما ويروى عَذْب اللَّها والبُرْشُمُ البُرْقع ووَشَم اليدَ وَشْماً غَرَزها بإبْرة ثم ذَرَّ عليها النَّؤُور وهو النِّيلجُ والأَشْمُ أَيضاً الوَشْمُ واسْتَوْشَمَه سأَله أَن يَشِمَه واسْتَوْشَمَت المرأَةُ أَرادت الوَشْمَ أو طَلَبَتْه وفي الحديث لُعِنت الواشِمةُ والمُسْتَوْشِمةُ وبعضهم يرويه المُوتَشِمةُ قال أَبو عبيد الوَشْمُ في اليد وذلك أَن المرأَة كانت تَغْرِزُ ظهرَ كفِّها ومِعْصَمَها بإبْرةٍ أو بمِسلَّة حتى تُؤثر فيه ثم تَحشوه بالكُحل أو النِّيل أَو بالنَّؤُور والنَّؤُورُ دخانُ الشحم فيَزْرَقُّ أَثره أو يَخْضَرُّ وفي حديث أَبي بكر لما استَخْلف عمر رضي الله عنهما أَشرَف من كَنيفٍ وأَسماءُ بنتُ عُمَيس مَوْشومة اليدِ مُمْسِكَتُه أي منقوشة اليد بالحِنَّاء ابن شميل يقال فلانٌ أَعظمُ في نفسِه من المُتَّشِمة وهذا مَثَل والمُتَّشِمةُ امرأَةٌ وَشَمَت اسْتَها ليكون أَحسَن لها وقال الباهلي في أمثالهم لَهُو أَخْيَل في نفسه من الواشِمة قال أَبو منصور والمُتَّشِمةُ في الأَصل مُوتَشِمة وهو مثلُ المُتَّصل أَصله مُوتَصِل ووشُوم الظبْية والمَهاة خطوطٌ في الذِّراعين وقال النابغة أو ذو وُشومٍ بِحَوْضَى وفي الحديث أَن داود عليه السلام وَشَمَ خطيئتَه في كفِّه فما رَفع إلى فيه طعاماً ولا شراباً حتى بَشَرَه بدُموعه معناه نقَشها في كَفِّه نَقْشَ الوَشْمِ والوَشْم الشيءُ تراه من النبات في أَول ما ينبت وأَوشَمت الأَرضُ إذا رأَيت فيها شيئاً من النبات وأَوشَمت السماءُ بدا منها بَرْقٌ قال حتى إذا ما أوشَمَ الرَّواعِدُ ومنه قيل أَوْشَمَ النبتُ إذا أَبصَرْتَ أَوَّله وأَوْشَم البرْق لمَعَ لَمْعاً خفيفاً قال أَبو زيد هو أَوَّلُ البرق حين يَبرُقُ قال الشاعر يا مَن يَرى لِبارِقٍ قد أَوْشَما وقال الليث أَوْشَمَت الأَرضُ إذا ظهر شيء من نباتها وأَوْشَمَ فلان في ذلك الأمر إيشاماً إذا نظر فيه قال أَبو محمد الفَقْعسيّ إنَّ لها رِيّاً إذا ما أَوْشَما وأَوْشَمَ يَفْعل ذلك أي أَخذ قال الراجز أوْشَمَ يَذْري وابِلاً رَوِيّا وأَوْشمَت المرأَةُ بدأَ ثدْيُها يَنتَأُ كما يُوشِم البرقُ وأَوْشَمَ فيه الشيبُ كثُر وانتشر عن ابن الأَعرابي وأَوْشَم الكرْمُ ابتدأَ يُلوِّن عن أَبي حنيفة وقال مرة أوْشَم تَمَّ نُضْجُه وأَوشَمَت الأَعنابُ إذا لانَتْ وطابت وقوله أقولُ وفي الأَكْفانِ أَبْيَضُ ماجِدٌ كغُصْنِ الأَراكِ وجهُه حيث وَشَّما يروى وَشَّمَ ووَسَّمَ فوَشَّم بدا ورقه ووَسَّم حسُن وما أَصابَتْنا العامَ وشْمةٌ أي قطرة مطر ويقال بيننا وَشِيمةٌ أي كلام شرّ أو عداوة وما عصاه وَشْمةً أي طَرْفة عَينٍ وما عصَيْتُه وَشمةً أي كلمة وفي حديث علي كرم الله وجهه والله ما كتَمْتُ وَشْمة أي كلمة حكاها والوَشْمُ موضع أَنشد ابن الأَعرابي رَدَدْتُهُمُ بالوَشْمِ تَدْمى لِثاتُهُمْ على شُعَبِ الأَكوار مِيلَ العَمائم أي انصَرفوا خَزايا مائلةً أَعناقُهم فعمائمهم قد مالت قال تَدْمى لِثاتُهم من الحَرَض كما يقولون جاءنا تَضِبُّ لِثاتُه والوَشْمُ بلد ذو نخل به قبائل من رَبيعة ومُضَر دون اليمامة قريب منها يقال له وَشْمُ اليمامة والوُشوم موضع والوَشْمُ في قول جرير عَفَتْ قَرْقَرى والوَشْمُ حتى تنَكَّرَتْ اوارِيُّها والخَيْلُ مِيلُ الدَّعائمِ زعم أَبو عثمان عن الحرمازيّ أَنه ثمانون قرية وذكر ابن الأَثير في ترجمة لثه في حديث ابن عمر قال لعنَ الواشِمة قال نافع الوَشْمُ في اللِّثة اللِّثة بالكسر والتخفيف عُمور الأَسنان وهو مَغارِزُها والمعروف الآن في الوَشْم أَنه على الجِلد والشِّفاه والله أَعلم
وصم
الوَصْمُ الصَّدْعُ في العُود من غير بَيْنونةٍ يقال بهذه القَناة وَصْمٌ وقد وَصَمْتُ الشيءَ إذا شَدَدته بسرعة وَصَمه وَصْماً صَدَعه والوَصْمُ العيب في الحَسَب وجمعه وُصومٌ قال أرى المالَ يَغْشى ذا الوُصومِ فلا تُرى ويُدْعى من الأَشْراف أن كان غانيا ورجل مَوْصومُ الحسَبِ إذا كان مَعيباً ووَصَمَ الشيء عابه والوَصْمةُ العيب في الكلام ومنه قول خالد بن صفوان لرجل رَحِم اللهُ أَباك فما رأَيت رجلاً أَسْكَنَ فَوْراً ولا أَبعَد غَوْراً ولا آخَذَ بذَنَبِ حُجّةٍ ولا أَعلمَ بوَصمْةٍ ولا أُبْنةٍ في كلام منه الأُبْنة العيب في الكلام كالوَصْمة وهو مذكور في موضعه والوَصَمُ المرَضُ أَبو عبيد الوَصْمُ العيب يكون في الإنسان وفي كل شيء والوَصْمُ العيب والعار يقال ما في فلانٍ وَصمْة أي عيبٌ قال الشاعر فإنْ تكُ جَرْمٌ ذاتَ وَصْمٍ فإنما دَلَفْنا إلى جَرْمٍ بأَلأَمَ مِن جَرْمِ الفراء الوَصْم العيب وقَناةٌ فيها وَصْمٌ أي صَدع في أُنبوبها والوَصْمةُ الفَتْرة في الجسد ووَصَّمَتْه الحُمَّى فتوَصَّم آلَمَتْه فتأَلَّم أَنشد ثعلب لأَبي محمد الفقعسي لم يَلْقَ بُؤْساً لحمُه ولا دَمُهْ ولم تَبِتْ حُمَّى به تُوَصِّمُهْ ولم يُجَشَّئْ عن طعامٍ يُبْشِمُهْ تَدُقُّ مِدْماكَ الطَّوِيِّ قَدَمُهْ ووصَّمَه فتَّره وكسَّله قال لبيد وإذا رُمْتَ رَحِيلاً فارْتَحِلْ واعْصِ ما يأْمرُ تَوْصيمُ الكَسِلْ الجوهري التَّوْصِيمُ في الجسد كالتَّكْسير والفَتْرة والكسَل وفي الحديث وإن نامَ حتى يُصْبِحَ أصبَح ثقيلاً مُوَصَّماً الوَصْمُ الفَترة والكسَل والتواني وفي حديث فارِعة أُخت أُميَّة قالت له هل تجدُ شيئاً ؟ قال لا إلا تَوْصيماً في جسدي ويروى إلا توْصيباً بالباء وقد تقدم ذكره وفي كتاب وائل بن حُجْر لا تَوْصِيم في الدِّين أي لا تَفْتُروا في إقامةِ الحُدود ولا تُحابوا فيها
وضم
الوَضَم كلُّ شيء يوضع عليه اللحمُ من خشبٍ أو بارِبةٍ يُوقى به من الأَرض قال أَبو زُغْبة الخزرجي وقيل هو للحُطَم القيسيّ وقيل هو لرُشَيد بن رُمَيض العَنزيّ لستُ بِراعي إبلٍ ولا غَنَمْ ولا بِجَزَّارٍ على ظَهْرِ وَضَمْ ومثله قول الآخر وفِتْيان صِدْقٍ حسان الوُجو هِ لا يجدونَ لشيءٍ أَلَمْ من آل المُغيرةِ لا يَشْهدو ن عند المَجازِرِ لَحْمَ الوَضَمْ والجمع أَوضامٌ وفي المثل إِنَّ العَيْنَ تُدْني الرجالَ من أَكفانها والإبل من أَوضامِها وأَوْضَم اللحمَ وأَوْضَم له وضَعَه على الوَضَم ووَضَمه يَِمُه وَضْماً عَمِلَ له وَضَماً وفي الصحاح وضَعَه على الوَضَم وترَكَهم لَحْماً على وَضَم أَوْقَع بهم فذَلَّلَهم وأَوْجَعهم والوَضَمُ ما وُضع عليه الطعام فأُكِل قال رؤبة دَقّاً كدَقِّ الوَضَم المَرْفُوشِ وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أَنه قال إنما النساء لَحْمٌ على وَضَمٍ إلاَّ ما ذُبَّ عنه قال أَبو عبيد قال الأَصمعي الوَضَمُ الخشبة أو البارية التي يوضعُ عليها اللحمُ يقول فهنَّ في الضَّعْفِ مثل ذلك اللحمِ لا يمتنعُ من أَحد إلاَّ أَن يُذَبَّ عنه ويُدْفَعَ قال أَبو منصور إنما خص اللحمَ الذي على الوَضَم وشبَّه النساءَ به لأَن من عادة العرب في باديتها إذا نُحر بعيرٌ لجماعة الحيّ يقتسمونه أن يَقْلَعُوا شجراً كثيراً ويوضمَ بعضُه على بعض ويُعَضَّى اللحمُ ويوضعَ عليه ثم يُلْقى لحمُه عن عُراقِه ويُقَطَّع على الوَضَمِ هَبْراً للقَسْمِ وتُؤجَّج نارٌ فإذا سقطَ جَمْرُها اشْتَوى من شاءَ من الحيّ شِواءَةً بعد أُخرى على جَمْرِ النار لا يُمْنع أَحدٌ من ذلك فإذا وَقعَت فيه المَقاسِمُ وحازَ كلُّ شَريكٍ في الجَزورِ مقْسِمَه حَوَّله عن الوَضَمِ إلى بيتِه ولم يَعْرض له أَحد فشبَّه النساءَ وقلَّةَ امتِناعِهِنَّ على طُلاَّبِهِنَّ باللحم ما دام على الوَضَمِ قال الكسائي إذا عَمِلْت له وَضَماً قلت وَضَمْتُه أَضِمُه فإذا وضَعْتَ اللحمَ عليه قلت أَوْضَمْتُه والوَضيمةُ طعامُ المَأْتَم والوَضيمةُ مثل الوَثيمةِ الكلأُ المجتمع والوَضيمةُ القومُ ينزلون على القوم وهم قليل فيُحْسِنون إليهم ويُكْرِمونهم الجوهري قال ابن الأَعرابي الوَضْمةُ والوَضيمةُ صِرْمٌ من الناس يكون فيه مائتا إنْسانٍ أو ثلثمائةٍ والوَضيمةُ القومُ يقلّ عددُهم فينزلون على قوم قال ابن بري ومنه قول ابن أَبَّاق الدُّبَيْريّ أَتَتْني من بني كعْبِ بنِ عَمْرٍو وَضِيمتُهم لكَيْما يسأَلوني ووضَم بنو فلانٍ على بني فلانٍ إذا حَلُّوا عليهم ووَضَمَ القومُ وُضوماً تجمَّعوا وتقارَبوا والقومُ وَضْمةٌ واحدة بالتسكين أي جماعة متقاربة وهم في وَضْمةٍ من الناس أي جماعة وإنّ في جَفِيرِه لَوَضْمةً من نَبْل أي جماعة واسْتَوْضَمْتُ الرجلَ إذا ظَلمتَه واسْتَضَمْتَه وتَوضَّم الرجلُ المرأَةَ إذا وقع عليها وقال أَبو الخطاب الأَخفش الوَضِيمُ ما بين الوُسْطى والبِنْصر والأَوْضَمُ موضع
وطم
وَطَمَ السِّتْرَ أَرْخاه ووَطِمَ الرجلُ وَطْماً ووُطِمَ احْتَبَسَ نَجْوُه وقد ذكر في الهمز في ترجمة أَطم
وظم
التهذيب ابن الأَعرابي الوَظْمةُ التُّهَمة
وعم
ذكر الأَزهري عن يونس بن حبيب أَنه قال يقال وعَمْتُ الداراَ أَعِمُ وَعْماً أي قلت لها انْعِمي وأَنشد عِما طَلَلَيْ جُمْلٍ على النَّأْيِ واسْلَما وقال الجوهري وَعَمَ الدارَ قال لها عِمِي صَباحاً قال يونس وسئل أَبو عمرو بن العلاء عن قول عنترة وعِمِي صَباحاً دارَ عَبْلَة واسْلَمي فقال هو كما يَعْمِي المطرُ ويَعْمي البحرُ بزَبَدِه وأَراد كثرةَ الدعاء لها بالاسْتِسْقاء قال الأَزهري إن كان من عَمى يَعْمي إذا سال فحقّه أن يُرْوى واعْمِي صَباحاً فيكون أَمْراً من عَمى يَعْمي إذا سال أو رَمى قال والذي سمعناه وحَفِظْناه في تفسير عِمْ صَباحاً أَن معناه انْعِمْ صَباحاً كذلك روي عن ابن الأَعرابي قال ويقال انْعِمْ صَباحاً وعِمْ صباحاً بمعنى واحد قال الأَزهري كأَنه لما كثر هذا الحرف في كلامهم حذفوا بعضَ حُروفه لمَعرفةِ المُخاطَب به وهذا كقولهم لاهُمَّ وتمامُ الكلام اللَّهم وكقولك لهِنَّك والأَصل لله إنك قال ابن سيده وعَمَ بالخَبَر وَعْماً أَخْبَرَ به ولم يَحُقَّه والغين المعجمة أَعلى والوَعْم خُطَّةٌ في الجبل تُخالف سائر لَونه والجمع وِعامٌ
وغم
الوَغْمُ القَهْرُ والوَغْمُ الذَّحْلُ والتِّرَة والأوْغامُ التِّراتُ وأَنشد ابن بري لخَديج بن حَبيب ويا ملِكٌ يُِسابِقُنا بوَغْمٍ إذا مَلِكٌ طلَبْناه بوَتْرِ وقال رؤبة يَمْطُو بنا من يَطْلُبُ الوُغوما وفي حديث عليّ وإنّ بني تميم لم يُسْبَقُوا بوَغْمٍ في جاهليةٍ ولا إسْلامٍ الوَغْمُ التَّرَةُ والوَغْمُ الحِذْدُ الثابتُ في الصدورِ وجَمعه أَوْغامٌ قال لا تَكُ نَوّاماً على الأَوْغامِ والوَغْمُ الشِّحْناء والسَّخيمةُ ووَغِمَ عليه بالكسر أي حَقَدَ وقد وَغِمَ صدرُه يَوْغَمُ وَغْماً ووَغَماً ووَغَمَ وأَوْغَمه هو ورجلٌ وَغْمٌ حَقُودٌ وتوغَّم إذا اغتاظ والوَغْمُ القِتالُ وتوغَّم القومُ وتَواغموا تَقاتَلوا وقيل تَناظروا شَزْراً في القتال وتَوَغَّمَت الأَبطالُ في الحرْب إذا تَناظَرت شَزْراً ووَغَم به وَغْماً أَخْبَره بخَبرٍ لم يُحَقِّقْه ووَغَمْتُ بالخبَر أَغِمُ وَغْماً إذا أَخْبَرْت به من غير أن تَسْتَيْقِنَه أَيضاً مثل لَغَمْتُه بالغين معجمة التهذيب عن أَبي زيد الوَغْمُ أن تُخْبِرَ عن الإنسان بالخَبر من وَراء وَراء لا تَحُقُّه الكسائي إذا جَهِلَ الخبرَ قال غَبَيْتُ عنه فإن أَخْبَره بشيء لا يستيقنه قال وَغَمْتُ أَغِمُ وَغْماً ووَغم إلى الشيء ذهَب وَهْمُه إليه كوَهَم وذهب إليه وَغْمي أي وَهْمي كلُّ ذلك عن ابن الأَعرابي ابن نجدة عن أَبي زيد الوَغْمُ النَّفَسُ قال أَبو تراب سمعت أَبا الجَهْم الجعفريّ يقول سمعت منه نَغْمةً ووَغْمةً عَرَفْتُها قال والوَغْمُ النَّغْمةُ وأَنشد سمِعْتُ وَغْماً منْكَ يا با الهَيْثَمِ فقلتُ لَبَّيْهِ ولم أَهْتَمِ قال لم أَهْتَمْ ولم أَعْتَمْ أي لم أُبطئ وقوله في الحديث كلُوا الوَغْمَ واطرَحوا الفَغْمَ قال ابن الأثير الوَغْم ما تَساقَط من الطعام وقيل ما أَخرجَه الخِلال والفَغْمُ ما أَخْرَجْتَه بطرفِ لسانِك من أَسنانك وهو مذكور في موضعه
وقم
الوَقْمُ جَذْبُكَ العِنانِ وَقَمَ الدابَّةَ وَقْماً جَذبَ عِنانَها لتَكُفَّ ووَقَمَ الرجلَ وَقْماً ووَقَّمَه أَذلَّه وقهَره وقيل رَدَّه أَقبح الردّ وأَنشد الجوهري به أَقِمُ الشُّجاعَ له حُصاصٌ من القَطِمِينَ إذْ فَرَّ اللُّيوثُ والقَطِمُ الهائجُ وَقَمْتُ الرجل عن حاجته رَدَدْتُه أَقْبَحَ الردِّ ووَقَمَه الأمرُ وَقْماً حَزَنَه أَشدَّ الحُزْنِ والمَوقوم والمَوكوم الشديد الحُزْنِ وقد وَقَمَه الأَمرُ ووَكَمَهُ الأصمعي المَوْقُومُ إذا رَدَدْتَه عن حاجتِه أشدَّ الردّ وأَنشد أَجاز مِنّا جائزٌ لم يُوقَم ويقال قِمْه عن هواه أي ردَّه ابن السكيت إنك لَتَوَقَّمُني بالكلام أي تَرْكَبُني وتَتَوثَّبُ عليّ قال وسمعت أَعرابيّاً يقول التَّوَقُّمُ التَّهدُّدُ والزجرُ الجوهري الوَقْمُ كسْرُ الرجلُ وتذليله يقال وَقَمَ الله العَدوَّ إذا أَذَلَّه ووُقِمَت الأَرض أي وُطِئت وأُكِلَ نَباتُها قال وربما قالوا وُكِمَت بالكف وكذلك المَوْكومُ والوِقامُ السيفُ وقيل السوطُ وقيل العصا وقيل الحَبْلُ قال أَبو زيد رواه ابن دريد في كتابه التهذيب وأما قول الأَعشى بَناها من الشَّتْوِيِّ رامٍ يُعِدُّها لِقَتْلِ الهَوادِي داجنٌ بالتَّوَقُّمِ قال معناه أنه معتادٌ للتَّوَلُّج في قُتْرَتِه وتَوَقَّمْت الصيدَ قَتَلْتُه وفلانٌ يَتَوَقَّمُ كلامي أي يَتَحَفَّظُه ويَعِيه وواقِمٌ أُطُمٌ من آطامِ المدينة وحَرَّةُ واقِمٍ معروفةٌ مضافة إليه وقد ورد ذكرُها في الحديث قال الشاعر لَوَ انَّ الرَّدى يَزْوَرُّ عن ذي مَهابةٍ لَهابَ خُضَيْراً يومَ أَغْلَقَ واقِما وهو رجل من خَرْوج يقال له خُضَير الكتائب قال ابن بري وذكر بعضهم أَنه حُضَير بالحاء المهملة لا غير ورأَيت هنا حاشية بخط الشيخ رضيّ الدين الشاطبيّ النحويّ رحمه الله قال ليس حُضَير من الخزرج وإنما هو أَوْسِيّ أَشْهَليّ وحاؤه في أَوله مهملة قال لا أَعلم فيها خلافاً والله أَعلم
وكم
وَكَمَ الرجلَ وكْماً رعدَّه عن حاجته أَشدَّ الردِّ ووَكِمَ من الشيء جَزِعَ واغْتَمَّ له منه الكسائي المَوْقومُ والمَوْكومُ الشيديدُ الحُزْنِ ووَقَمه الأَمرُ وَوَكَمَه أي حَزَنه ووُكِمَت الأَرضُ وُطِئت وأُكِلَت ورُعِيَت فلم يَبْقَ فيها ما يَحْبِس الناس ابن الأَعرابي الوَكْمَةُ الغَيْظةُ المُشْبَعةُ( * قوله « الغيظة المشبعة » هذا ما بالأصل والتهذيب والتكملة وفيها جميعها المشبعة بالشين المعجمة كالقاموس )
والوَمْكةُ الفُسْحةُ
ولم
الوَلْمُ والوَلَمُ حِزامُ السَّرْج والرَّحْل والوَلْمُ الخحَبْلُ الذي يُشَدُّ من التصْدير إلى السِّناف لئلا يَقْلَقا والوَلْمُ القَيْدُ والوليمةُ طعامُ العُرس والإمْلاكِ وقيل هي كلُّ طعامٍ صُنِع لعْرْسٍ وغيره وقد أَوْلَم قال أَبو عبيد سمعت أَبا زيد يقول يسمَّى الطعامُ الذي يُصْنَع عند العُرس الوَليمَةَ والذي عند الإمْلاكِ النَّقيعةَ وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف وقد جمع إليه أَهلَه أَوْلِمْ ولو بشاةٍ أَي اصْنَع وَليمةً وأصل هذا كلِّه من الاجتماع وتكرَّر ذكرها في الحديث وفي الحديث ما أَوْلَم على أَحد من نسائه ما أَوْلَم على زينبَ رضي الله عنها أَبو العباس الوَلْمةُ تمامُ الشيء واجتِماعُه وأَوْلَمَ الرجلُ إذا اجتمعَ خَلْقُه وعقلُه أَبو زيد رجلٌ وَيْلُمِّه داهيةٌ أَيُّ داهيةٍ وقال ابن الأَعرابي إنه لَوَيْلمِّه من الرجال مثلُه والأصل فيه وَيْلٌ لأُمِّه ثم أُضيف وَيْلٌ إلى الأُم
ونم
الوَنِيمُ خُرْءُ الذباب ونَمَ الذُّبابُ وَنْماً ووَنِيماً وذَقَطَ الجوهري ونِيمُ الذباب سَلْحه وأَنشد الأَصمعي للفرزدق لقد وَنَمَ الذُّبابُ عليه حتى كأَنَّ وَنِيمَه نُقَطُ المِدادِ
وهم
الوَهْمُ من خَطَراتِ القلب والجمع أَوْهامٌ وللقلب وَهْمٌ وتَوَهَّمَ الشيءَ تخيَّله وتمثَّلَه كان في الوجود أَو لم يكن وقال تَوهَّمْتُ الشيءَ وتفَرَّسْتُه وتَوسَّمْتُه وتَبَيَّنْتُه بمعنى واحد قال زهير في معنى التوَهُّم فَلأْياً عَرَفْتُ الدار بعدَ تَوهُّمِ( * صدر البيت وقَفْتُ بها من بعدِ عشرين حِجَّةً )
والله عز وجل لا تُدْرِكُه أَوْهامُ العِبادِ ويقال تَوَهَّمْت فيَّ كذا وكذا وأَوْهَمْت الشيء إذا أَغفَلْته ويقال وَهِمْتُ في كذا وكذا أي غلِطْتُ ثعلب وأَوْهَمْتُ الشيءَ تركتُه كلَّه أُوهِمُ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه صلَّى فأَوْهَم في صلاتِه فقيل كأَنك أَوْهَمْت في صلاتِك فقال كيف لا أُوهِمُ ورُفغُ أَحدِكم بين ظُفُره وأَنْمُلَتِه ؟ أي أَسقَط من صلاته شيئاً الأَصمعي أَوْهَمَ إذا أَسقَط وَوَهِمَ إذا غَلِط وفي الحديث أنه سجَد للوَهَمِ وهو جالس أي للغلط وأَورد ابنُ الأَثير بعضَ هذا الحديث أَيضاً فقال قيل له كأَنك وَهِمْتَ قال وكيف لا أَيهَمُ ؟ قال هذا على لغة بعضهم الأَصلُ أَوْهَمُ بالفتح والواوِ فكُسِرت الهمزةُ لأَنَّ قوماً من العرب يكسِرون مُسْتقبَل فَعِل فيقولون إعْلَمُ وتِعْلَم فلما كسر همزة أوْهَمُ انقلبت الواوُ ياءً ووَهَمَ إليه يَهِمُ وَهْماً ذَهب وهْمُه إليه ووَهَمَ في الصلاة وَهْماً ووهِِمَ كلاهما سَهَا ووَهِمْتُ في الصلاة سَهَوْتُ فأَنا أَوْهَمُ الفراء أَوْهَمْتُ شيئاً ووَهَمْتُه فإذا ذهب وَهْمُك إلى الشيء قلت وَهَمْت إلى كذا وكذا أَهِمُ وَهْماً وفي الحديث أَنه وَهَم في تزويج ميمونةَ أي ذهَب وَهْمُه ووَهَمْت إلى الشيءِ إذا ذهب قلبُك إليه وأَنت تريد غيرَهُ أَهِمُ وَهْماً الجوهري وَهَمْتُ في الشيء بالفتح أَهِمُ وَهْماً إذا ذهَبَ وَهْمُك إليه وأَنت تريد غيره وتوَهَّمْتُ أي ظننت وأَوْهَمْتُ غيري إيهاماً والتَّوْهِيمُ مثلُه وأَنشد ابن بري لحُميد الأَرْقط يصف صَقْراً بَعِيد توْهِيم الوِقاع والنَّظَرْ وَوَهِمَ بكسر الهاء غَلِط وسَها وأَوْهَم من الحساب كذال أَسقط وكذلك في الكلام والكتاب وقال ابن الأَعرابي أَوْهَم ووَهِمَ ووَهَمَ سواء وأَنشد فإن أَخْطَأْتُ أَو أَوْهَمْتُ شيئاً فقد يَهِمُ المُصافي الحَبيبِ قوله شيئاً منصوب على المصدر وقال الزِّبْرِقان بن بَدْر فبِتِلك أَقْضي الهَمَّ إذ وَهِمَتْ به نَفْسي ولستُ بِنَأْنإٍ عَوّارِ شمر أَوْهَمَ ووَهِمَ وَوَهَمَ بمعنى قال ولا أَرى الصحيح إلاَّ هذا الجوهري أَوْهَمْتُ الشيءَ إذا تركته كلَّه يقال أَوْهَمَ من الحساب مائةً أي أَسقَط وأَوْهَمَ من صلاته ركعةً وقال أبو عبيد أَوْهَمْتُ أَسقطتُ من الحساب شيئاً فلم يُعَدِّ أَوْهَمْتُ وأَوْهَم الرجلُ في كتابه وكلامه إذا أَسقَط ووَهِمْتُ في الحساب وغيره أَوْهَم وَهَماً إذا غَلِطت فيه وسَهَوْت ويقال لا وَهْمَ من كذا أي لا بُدَّ منه والتُّهَمةُ أصلها الوُهَمةُ من الوَهْم ويقال اتَّهَمْتُه افتِعال منه يقال اتَّهَمْتُ فلاناً على بناء افتعَلْت أي أَدخلتُ عليه التُّهَمة الجوهري اتَّهَمْتُ فلاناً بكذا والاسم التُّهَمةُ بالتحريك وأَصل التاء فيه واوٌ على ما ذكر في وَكلَ ابن سيده التُّهَمةُ الظنُّ تاؤه مبدلةٌ من واوٍ كما أبدلوها في تُخَمةٍ سيبويه الجمع تُهَمٌ واستدل على أَنه جمع مكسر بقول العرب هي التُّهَمُ ولم يقولوا هو التُّهمُ كما قالوا هو الرُّطَبُ حيث لم يجعلوا الرُّطَبَ تكسيراً إنما هو من باب شَعيرة وشَعير واتَّهَمَ الرجلَ وأَتْهَمه وأَوْهَمَه أَدخلَ عليه التُّهمةَ أي ما يُتَّهَم عليه واتَّهَم هو فهو مُتَّهمٌ وتَهيمٌ وأَنشد أَبو يعقوب هُما سَقياني السُّمَّ من غيرِ بِغضةٍ على غيرِ جُرْمٍ في إناءِ تَهِيمِ وأَتْهَم الرجُل على أَفْعَل إذا صارت به الرِّيبةُ أبو زيد يقال للرجل إذا اتَّهَمْتَه أَتْهَمْتُ إتْهاماً مثل أَدْوَأْتُ إدْواءً وفي الحديث أَنه حُبس في تُهْمةٍ التُّهْمةُ فُعْلةٌ من الوَهْم والتاء بدل من الواو وقد تفتح الهاء واتَّهَمْتُه ظننتُ فيه ما نُسب إليه والوَهْمُ الطريق الواسع وقال الليث الوَهْمُ الطريقُ الواضح الذي يَرِدُ المَوارِدَ ويَصْدُرُ المَصادِرَ قال لبيد يصف بعيرهَ وبعيرَ صاحبه ثم أَصْدَرْناهُما في واردٍ صادرٍ وَهْمٍ صُواهُ كالمُثُلْ أَراد بالوَهْمِ طريقاً واسعاً قال ذو الرمة يصف ناقته كأَنها جَمَلٌ وَهْمٌ وما بَقِيتْ إِلاَّ النَّحيرةُ والأَلْواحُ والعَصَبُ أَراد بالوَهْم جملاً ضَخْماً والأُنثى وَهْمةٌ قال الكميت يَجْتابُ أَرْدِيَةَ السَّرابِ وتارةً قُمُصَ الظّلامِ بوَهْمةٍ شِمْلالِ والوَهْم العظيمُ من الرجال والجمالِ وقيل هو من الإِبل الذَّلولُ المُنْقادُ مع ضِخَمٍ وقوّةٍ والجمع أَوهامٌ ووُهومٌ ووُهُمٌ وقال الليث الوَهْمُ الجملُ الضخم الذَّلُولُ
ويم
قال في ترجمة وأَم ابن الأَعرابي الوَأْمةُ المُوافقَةُ والوَيْمَةُ التُّهْمَةُ والله أَعلم
يتم
اليُتْمُ الانفرادُ عن يعقوب واليَتيم الفَرْدُ واليُتْمُ واليَتَمُ فِقْدانُ الأَب وقال ابن السكيت اليُتْمُ في الناس من قِبَل الأَب وفي البهائم من قِبَل الأُم ولا يقال لمن فَقَد الأُمَّ من الناس يَتيمٌ ولكن منقطع قال ابن بري اليَتيمُ الذي يموت أَبوه والعَجِيُّ الذي تموت أُمه واللَّطيم الذي يموتُ أَبَواه وقال ابن خالويه ينبغي أَن يكون اليُتْمُ في الطير من قِبَل الأَب والأُمِّ لأَنهما كِلَيْهِما يَزُقّانِ فِراخَهما وقد يَتِمَ الصبيُّ بالكسر يَيْتَمُ يُتْماً ويَتْماً بالتسكين فيهما ويقال يَتَمَ ويَتِمَ وأَيْتَمَه اللهُ وهو يَتِيمٌ حتى يبلغَ الحُلُم الليث اليَتيمُ الذي مات أَبوه فهو يَتيمٌ حتى يبلغَ فإِذا بلغ زال عنه اسمُ اليُتْم والجمع أَيتامٌ ويَتامى ويَتَمةٌ فأَما يَتامى فعلى باب أَسارى أَدخلوه في باب ما يكوهون لأَن فَعالى نظيرُه فَعْلى وأَما أَيتام فإِنه كُسِّر على أَفعالٍ كما كَسَّرُوا فاعلاً عليه حين قالوا شاهد وأَشْهاد ونظيرُه شريفٌ وأَشْراف ونَصِىرٌ وأَنْصارٌ وأَما يَتَمَةٌ فعلى يَتَمَ فهو ياتِمٌ وإِن لم يسمع( * قولهم وإن لم يسمع هكذا في الأصل ولعلّ في الكلام سقطاَ )
الجوهري يَتَّمهم الله تَىْتِيماً جعلهم أَيتاماً قال الفِنْدُ الزِّمَّانيّ واسمه شَهْل بن شَيْبان بضَرْبٍ فيه تَأْيِيمُ وتَيْتِيمٌ وإِرْنانُ قال المفضل أَصل اليُتْم الغفْلةُ وسمي اليَتِيمُ يَتِيماً لأَنه يُتَغافَلُ عن بَرِّه وقال أَبو عمرو اليُتْم الإِبطاء ومنه أُخذ اليَتىم لأَن البِرَّ يُبْطِئُ عنه ابن شميل هو في مَيْتَمةٍ أَي في يَتامى وهذا جمع على مَفْعَلةٍ كما يقال مَشْيَخة للشُّيوخ ومَسْيَفَة للسُّيوف وقال أَبو سعيد يقال للمرأة يَتيمةٌ لا يزول عنها اسمُ اليُتْمِ أَبداً وأَنشدوا وينْكِح الأَرامِل اليَتامى وقال أَبو عبيدة تُدْعى يتيمةً ما لم تَتزوج فإِذا تَزوَّجت زال عنها اسمُ اليُتْم وكان المُفَضَّل ينشد أَفاطِمَ إِني هالكٌ فتثَبَّتي ولا تَجْزَعي كلُّ النساء يَتيمُ وفي التنزيل العزيز وآتُوا اليَتامى أَموالَهُم أَي أَعطوهم أَموالَهُم إِذا آنَسْتم منهم رُشْداً وسُمُّوا يَتامى بعد أَن أُونِسَ منهم الرُّشْدُ بالاسم الأَول الذي كان لهم قبل إِيناسِه منهم وقد تكرر في الحديث ذكر اليُتْم واليَتِيمِ واليَتيمة والأَيْتام واليتامى وما تصرّف منه واليُتْمُ في الناس فَقدُ الصبيّ أَباه قبل البلوغ وفي الدوابُ فَقْدُ الأُمّ وأصلُ اليُتْم بالضم والفتح الانفرادُ وقيل الغفْلةُ والأُنثى يَتيمةٌ وإذاً بَلَغا زال عنهما اسمُ اليُتْم حقيقةٌ وقد يطلق عليهما مجازاً بعد البلوغ كما كانوا يُسَمُّون النبي صلى الله عليه وسلم وهو كبيرٌ يَتيمَ أَبي طالب لأَنه رَبَّاه بعد موتِ أَبيه وفي الحديث تُسْتأْمَرُ اليتيمة في نَفْسها فإِن سَكَتَتْ فهو إِذْنُها أَراد باليتيمة البِكْرَ البالغةَ التي مات أَبوها قبل بلوغِها فلَزِمَها اسم اليُتْمِ فدُعِيت به وهي بالغةٌ مجازاً وفي حديث الشعبي أَن امرأَة جاءَت إِليه فقالت إِني امرأَةٌ يتيمةٌ فضَحِك أَصحابُه فقال النساءُ كلُّهنّ يَتامَى أَي ضَعائفُ وحكى ابن الأَعرابي صَبيٌّ يَتْمانُ وأَنشد لأَبي العارِم الكلابيّ فَبِتُّ أُشَوِّي صِبْيَتي وحَليلتي طَرِيّاً وجَرْوُ الذِّئب يَتْمانُ جائعُ قال ابن سيده وأَحْرِ بيتامَى أَن يكون جمعَ يَتْمانَ أَيضاً وأَيْتَمَت المرأَةُ وهي مُوتِمٌ صار ولدُها يَتيماً أَو أَولادُها يَتامَى وجمعها مَياتِيمُ عن اللحياني وفي حديث عمر رضي الله عنه قالت له بنتُ خُفَافٍ الغِفاريّ إِنَّي امرأَةٌ موتِمةٌ تُوُفِّي زَوْجِي وتَركَهم وقالوا الحَرْبُ مَيْتَمةٌ يَيْتَمُ فيها البَنونَ وقالوا لا يحا
( * كذا بياض بالأصل ) الفصيل عن أُمّه فإِن الذِّئْب عالمٌ بمكان الفَصِىل اليَتِيم واليَتَمُ الغَفْلةُ ويَتِمَ يَتَماً قصَّر وفَتَر أَنشد ابن الأَعرابي ولا يَيْتَمُ الدَّهْرُ المُواصِل بينَه عن الفَهِّ حتى يَسْتَدِير فيَضْرَعا واليَتَمُ الإِبْطاءُ ويقال في سيره يَتَمٌ بالتحريك أَي إِبْطاءٌ وقال عمرو بن شاس وإِلا فسِيرِي مثْلَ ما سارَ راكِبٌ تَيَمَّمَ خِمْساً ليس في سَيْرِه يَتَمْ يروى أَمَم واليَتَمُ أَيضاً الحاجةُ قال عِمْران ابن حِطّان وفِرَّ عنِّي من الدُّنْيا وعِيشَتها فلا يكنْ لك في حاجاتها يَتَمُ ويَتِمَ من هذا الأَمر يَتَماً انْفَلَت وكلُّ شيء مُفْرَدٍ بغير نَظيرِه فهو يَتيمٌ يقال دُرّةٌ يتيمةٌ الأَصمعي اليتيمُ الرَّمْلةُ المُنْفردة قال وكلُّ مُنْفردٍ ومنفردةٍ عند العرب يَتيمٌ ويتيمةٌ وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً البيت الذي أَنشده المفضل ولا تَجْزَعي كلُّ النساء يَتيمُ وقال أَي كلُّ مُنْفردٍ يَتيمٌ قال ويقول الناس إِنّي صَحَّفت وإِنما يُصَحَّف من الصعب إِلى الهيّنِ لا من الهيّن إِلى الصعب
( * هذه الجعلة من « قال ويقول الناس » لا تتعلق بما قبلها ولا بما بعدها ) ابن الأَعرابي المَيْتَمُ المُفْرَدُ
( * قوله « الميتم المفرد » كذا بالأصل ) من كل شيء
يسم
الياسِمِينُ والياسَمِينُ معروف فارسيٌّ معرَّب قد جرى في كلام العرب قال الأَعشى وشاهِسْفَرَمْ والياسِمينُ ونَرْجِسٌ يُصَبِّحُنا في كلُّ دَجْنٍ تَغَيَّما فمن قال ياسِمونَ جعل واحدَه ياسِماً فكأَنه في التقدير ياسِمة لأَنّهم ذهبوا إِلى تأْنيث الرَّيْحانة والزَّهْرة فجمعوه على هجاءَيْن ومن قال ياسِمينُ فرفع النون جعَله واحداً وأَعرب نُونَه وقد جاء الياسِمُ في الشعر فهذا دليل على زيادة يائِه ونونِه قال أَبو النجم منْ ياسِمٍ بِيضٍ ووَرْدٍ أَحْمَرا يَخْرُج من أَكْمامِه مُعَصْفَرا قال ابن بري ياسِمٌ جمعُ ياسِمةٍ فلهذا قال بِيض ويروى ووَرْدٍ أَزْهرا الجوهري بعض العرب يقول شَمِمْت الياسِمِينَ وهذا ياسِمونَ فيُجْرِيه مُجْرى الجمع كما هو مقول في نَصيبينَ وأَنشد ابن بري لعمر بن أَبي ربيعة إِنَّ لي عندَ كلِّ نَفْحةِ بُسْتا نٍ منَ الوَرْدِ أَو منَ الياسِمينَا نَظْرةً والتفاتَةً لكِ أَرْجُو أَنْ تكُونِي حَلَلْتِ فيما يَلِينَا التهذيب يَسومُ اسمُ جبلٍ صخرهُ مَلْساء قال أَبو وجزة وسِرْنا بمَطْلُولٍ من اللَّهْوِ لَيِّنٍ يَحُطّ إِلى السَّهْلِ اليَسُومِيّ أَعْصَما وقيل يَسُوم جبل بعينه قالت ليلى الأَخيلِيَّة لن تَسْتطِيعَ بأَن تُحَوِّلَ عِزّهُمْ حتى تُحَوِّلَ الهِضابِ يَسُومَ ويقولون الله أَعلم مَنْ حَطَّها منْ رأْسِ يَسُومَ يريدون شاةً مسروقةً( * قوله « شاة مسروقة إلخ » عبارة الميداني أصله أن رجلاً نذر أن يذبح شاة فمر بيسوم وهو جبل فرأى فيه راعياً فقال أتبيعني شاة من غنمك ؟ قال نعم فأنزل شاة فاشتراها وأمر بذبحها عنه ثم ولى فذبحها الراعي عن نفسه وسمعه ابن الرجل يقول ذلك فقال لأبيه سمعت الراعي يقول كذا فقال يا بني الله أعلم إلخ يضرب مثلاً في النية والضمير ومثله لياقوت ) في هذا الجبل
يلم
ما سَمِعْتُ له أَيْلَمةً أَي حركةً وأَنشد ابن بري فما سَمِعْتُ بعدَ تِلك النَّأَمَهْ مِنها ولا منه هُناكَ أَىْلَمَهْ قال أَبو علي وهي أَفْعَلَة دون فَيْعَلة وذلك لأَن زيادةَ الهمزة أَوّلاً كثير ولأَن أَفْعَلة أَكثر من فَيْعَلة الجوهري يَلَمْلَم لغة في أَلَمْلَم وهو ميقاتُ أَهل اليمن قال ابن بري قال أَبو علي يَلَمْلَم فَعَلْعَل الياءُ فاءُ الكلمة واللام عينها والميم لامها
يمم
الليث اليَمُّ البحرُ الذي لا يُدْرَكُ قَعْرُه ولا شَطَّاه ويقال اليَمُّ لُجَّتُه وقال الزجاج اليَمُّ البحرُ وكذلك هو في الكتاب الأَول لا يُثَنَّى ولا يُكَسَّر ولا يُجْمَع جمعَ السلامة وزَعَم بعضُهم أَنها لغة سُرْيانية فعرّبته العرب وأَصله يَمَّا ويَقَع اسمُ اليَمّ على ما كان ماؤه مِلْحاً زُعاقاً وعلى النهر الكبير العَذْب الماء وأُمِرَتْ أُمُّ موسى حينَ وَلَدَتْه وخافتْ عليه فِرْعَوْنَ أَن تجعلَه في تابوت ثم تَقْذِفَه في اليَمِّ وهو نَهَرُ النيل بمصر حماها الله تعالى وماؤه عَذْبٌ قال الله عز وجل فلْيُلْقِهِ اليَمُّ بالساحل فَجَعل له ساحِلاً وهذا كله دليلٌ على بطلان قول الليث إِنه البحر الذي لا يُدْرَكُ قَعْرُه ولا شَطَّاه وفي الحديث ما الدنيا في الآخرة إِلا مِثْلُ ما يَجْعَلُ أَحدُكم إِصْبَعه في اليَمِّ فلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ اليَمُّ البحرُ ويُمَّ الرجلُ فهو مَيْمومٌ إِذا طُرِح في البحر وفي المحكم إِذا غَرِقَ في اليَمِّ ويُمَّ الساحلُ يَمّاً غَطَّاه اليَمُّ وطَما عليه فغلَب عليه ابن بري واليَمُّ الحيَّةُ واليَمامُ طائرٌ قيل هو أَعمُّ من الحَمام وقيل هو ضربٌ منه وقيل اليَمامُ الذي يَسْتَفْرِخُ والحَمامُ هو البرِّي لا يأْلفُ البيوت وقيل اليَمامُ البري من الحَمام الذي لا طَوْقَ له والحَمامُ كلُّ مُطَوَّقٍ كالقُمْريّ والدُّبْسي والفاخِتَةِ ولما فسر ابن دريد قوله صُبَّة كاليَمامِ تَهْوي سِراعاً وعَدِيٌّ كمثْلِ سَيرِ الطريقِ قال اليمامُ طائرٌ فلا أَدري أَعَنى هذا النوعَ من الطير أَمْ نوعاً آخر الجوهري اليمامُ الحَمامُ الوَحْشيّ الواحدة يَمامةٌ قال الكسائي هي التي تأْلفُ البيوت واليامومُ فرخُ الحمامةِ كأَنه من اليمامةِ وقيل فرخُ النعامة وأَما التَّيَمُّمُ الذي هو التَّوَخِّي فالياء فيه بدلٌ من الهمزة وقد تقدم الجوهري اليمامةُ اسمُ جارية زَرْقاء كانت تُبْصِرُ الراكب من مسيرةِ ثلاثة أَيام يقال أَبْصَرُ من زَرْقاء اليمامةِ واليمامةُ القَرْيَةُ التي قصَبتُها حَجْرٌ كان اسمُها فيما خلا جَوّاً وفي الصحاح كان اسمُها الجَوَّ فسُمِّيت باسم هذه الجارية لكثرة ما أُضيفَ إِليها وقيل جوُّ اليمامة والنِّسْبةُ إِلى اليمامةِ يَماميٌّ وفي الحديث ذكر اليمامةِ وهي الصُّقْعُ المعروف شرْقيَّ الحِجاز ومدينتُها العُظْمى حَجْرُ اليمامة قال وإِنما سُمِّي اليمامةَ باسم امرأَة كانت فيه تسْكُنه اسمها يَمامة صُلِبَت على بابه وقولُ العرب اجتَمعت اليمامةُ أَصله اجتمعَ أَهلُ اليمامةِ ثم حُذف المضاف فأُنِّث الفعلُ فصار اجتمَعت اليمامةُ ثم أُعيد المحذوف فأُقرَّ التأْنيث الذي هو الفرع بذاته فقيل اجتمعت أَهلُ اليمامةِ وقالوا هو يَمامَتي ويَمامي كأَمامي ابن بري ويَمامةُ كلِّ شيء قَطَنُه يقال الْحَقْ بيَمامَتِك قال الشاعر فقُلْ جابَتي لَبَّيْكَ واسْمَعْ يَمامتي وأَلْيِنْ فِراشي إِنْ كَبِرْتُ ومَطعَمي
ينم
اليَنَمةُ عُشبةٌ طَيِّبةٌ واليَنَمةُ عشبةُ إِذا رَعَتْها الماشيةُ كثُرَ رغوةُ أَلْبانها في قِلَّة ابن سيده اليَنَمةُ نَبْتةٌ من أَحْرار البقول تَنْبت في السَّهل ودَكادِكِ الأَرض لها ورقٌ طِوالٌ لطافٌ محَدَّبُ الأَطرافِ عليه وبَرٌ أَغْبَرُ كأَنه قطع الفِراءِ وزَهْرَتُها مثلُ سُنْبلةِ الشعير وحبُّها صغيرٌ وقال أَبو حنيفة اليَنَمةُ ليس لها زهرٌ وفيها حبٌّ كثير يَسْمَن عليها الإِبلُ ولا تَغْزُرُ قال ومن كلام العرب قالت اليَنَمةُ أَنا اليَنَمه أَغْبُقُ الصبيَّ بعد العَتَمه وأَكُبُّ ا لثُّمالَ فوق الأَكَمَه تقول دَرِّي يُعَجّل للصبي وذلك أَن الصبيّ لا يَصْبر والجمع يَنَمٌ قال مُرَقِّش ووصف ثورَ وحش بات بغَيْثٍ مُعْشِبٍ نبْتُه مُخْتَلِطٍ حُرْبُثُه واليَنَمْ ويقال يَنَمةٌ خذْواء إِذا استَرْخى ورقها عند تمامه قال الراجز أَعْجَبَها أَكْلُ البعير اليَنَمهْ
يهم
اليَهْماءُ مفازةٌ لا ماء فيها ولا يُسْمع فيها صوتٌ وقال عُمارة الفَلاة التي لا ماء فيها ولا عَلَمَ فيها ولا يُهتدَى لطُرُقِها وفي حديث قُسٍّ كلُّ يَهماء يَقْصُرُ الطَّرْفُ عنها أَرْقَلَتْها قِلاصُنا إِرْقالا ويقال لها هَيْماء وليلٌ أَيْهَمُ لا نجُومَ فيه واليَهْماء فلاةٌ مَلْساء ليس بها نبتٌ والأَيْهَمُ البلدُ الذي لا عَلَم به واليَهْماءُ العَمْياء سميت به لِعَمَى مَن يَسْلُكها كما قيل للسَّيْلِ والبعير الهائج الأَيْهَمانِ لأَنهما يَتَجَرْثَمانِ كلَّ شيء كتَجَرْثُم الأَعْمى ويقال لهما الأَعْمَيان واليَهْماءُ التي لا مَرْتَع بها أَرضٌ يَهْماء واليَهْماءُ الأَرضُ التي لا أَثر فيها ولا طَرِيقَ ولا عَلَمَ وقيل هي الأَرض التي لا يُهتَدى فيها لطريقٍ وهي أَكثر استعمالاً من الهَيْماء وليس لها مذَكَّر من نوعها وقد حكى ابن جني بَرٌّ أَيْهَمُ فإِذا كان ذلك فلها مُذكَّر والأَيْهَمُ من الرجال الجريء الذي لا يُستطاعُ دَفْعُه وفي التهذيب الشجاعُ الذي لا يَنْحاشُ لشيء وقيل الأَيْهَمُ الذي لا يَعي شيئاً ولا يحفظُه وقيل هو الثَّبْتُ العِناد جهلاً لا يَزِيغُ إِلى حجّةٍ ولا يَتَّهِمُ رأْيَه إِعجاباً والأَيْهَمُ الأَصَمُّ وقيل الأَعْمى الأَزهري والأَيْهَمُ من الناس الأَصمُّ الذي لا يَسمع بيِّنُ اليَهَمِ وأَنشد كأَني أُنادي أَو أُكَلِّمُ أَيْهَما وسَنَةٌ يَهْماء ذات جُدوبةٍ وسِنون يُهْمٌ لا كلأَ فيها ولا ماءَ ولا شجر أَبو زيد سَنةٌ يَهْماءُ شديدةٌ عَسِرَةٌ لا فَرَحَ فيها والأَيْهَمُ المُصابُ في عقله والأَيَهمُ الرجلُ الذي لا عقلَ له ولا فَهْمَ قال العجاج إِلاَّ تَضالِيلُ الفُؤادِ الأَيِْهَمِ أَراد الأَهْيم فقلبه وقال رؤبة كأَنما تَغْريدُه بعد العَتَمْ مُرْتَجِسٌ جَلْجَلَ أَوحادٍ نَهَمْ أَو راجزٌ فيه لَجاجٌ ويَهَمْ أَي لا يَعْقِل والأَيْهَمانِ عند أَهل الحَضَر السيلُ والحريقُ وعند الأَعراب الحريقُ والجملُ الهائجُ لأَنه إِذا هاجَ لم يُستَطَعْ دَفْعُه بمنزلة الأَيهَمِ من الرجال وإِنما أَيْهَمَ لأَنه ليسَ مما يُسْتطاعُ دَفْعُه ولا يَنْطِق فيُكلَّم أَو يُسْتَعْتَب ولهذا قيل للفلاة التي لا يُهْتَدَى بها للطريق يَهْماء والبَرُّ أَيْهم قال الأَعشى ويَهْماء بالليل عَطْشَى الفَلا ةِ يُؤْنِسُني صَوْتُ فَيّادِها قال ابن جني ليس أَيْهَم ويَهْماء كأَدْهَم ودَهْماء لأَمْرَين أَحدهما أَن الأَيهَمَ الجملُ الخائجُ أَو السيلُ واليَهْماءُ الفلاة والآخر أَن أَيْهم لو كان مذكر يَهْماء لوجب أَن يأْتي فيهما يُهْمٌ مثل دُهْمٍ ولم يسمع ذلك فعُلم لذلك أَن هذا تَلاقٍ بين اللفظ وأَن أَيْهَم لا مؤنَّث له وأَن يَهْماء لا مذكَّر له والأَيْهَمانِ عند أَهل الأَمْصارِ السيلُ والحَريقُ لأَنه لا يُهْتَدى فيهما كيف العملُ كما لا يُهْتَدى في اليَهْماءِ والسَّيلُ والجملُ الهائجُ الصَّؤُولُ يُتعوَّذُ منهما وهُما الأَعْمَيانِ يقال نَعُوذ بالله من الأَيْهَمَيْنِ وهما البعيرُ المُغْتَلِم الهائجُ والسيلُ وفي الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم يَتعوَّذُ من الأَيْهَمَيْنِ قال وهما السيلُ والحريق أَبو زيد أَنت أَشدُّ وأَشجعُ من الأَيْهَمَيْنِ وهما الجملُ والسَّيْلُ ولا يقال لأَحدِهما أَيْهَم والأَيْهَمُ الشامخُ من الجبالِ والأَيْهمُ من الجبال الصَّعْبُ الطويلُ الذي لا يُرْتَقَى وقيل هو الذي نبات فيه وأَيْهم اسمٌ وجبلةُ بن الأَيْهم آخرُ ملوك غسّان
يوم
اليَوْمُ معروفٌ مِقدارُه من طلوع الشمس إِلى غروبها والجمع أَيّامٌ لا يكسَّر إِلا على ذلك وأَصله أَيْوامٌ فأُدْغم ولم يستعملوا فيه جمعَ الكثرة وقوله عز وجل وذكِّرْهم بأَيامِ الله المعنى ذكِّرْهم بِنِعَمِ الله التي أَنْعَمَ فيها عليهم وبِنِقَمِ الله التي انْتَقَم فيها من نوحٍ وعادٍ وثمودَ وقال الفراء معناه خَوِّفْهم بما نزلَ بعادٍ وثمود وغيرِهم من العذاب وبالعفو عن آخرين وهو في المعنى كقولك خُذْهُم بالشدّة واللِّين وقال مجاهد في قوله لا يَرْجُونَ أَيّامَ الله قال نِعَمَه وروي عن أَُبيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وذكِّرْهم بأَيام الله قال أَيامُه نِعَمُه وقال شمر في قولهم يَوْماهُ يومُ نَدىً ويومُ طِعان ويَوْماه يوم نُعْمٍ ويومُ بُؤْسٍ فاليومُ ههنا بمعنى الدَّهْر أَي هو دَهْرَه كذلك والأَيّام في أَصلِ البِناء أَيْوامٌ ولكن العرب إِذا وَجَدُوا في كلمة ياءً وواواً في موضع والأُولى منهما ساكنةٌ أَدْغَموا إِحداهما في الأُخرى وجعلوا الياء هي الغالبةَ كانت قبلَ الواو أَو بعدَها إِلاَّ في كلماتٍ شَواذَّ تُرْوَى مثل الفُتُوّة والهُوّة وقال ابن كيسان وسُئل عن أَيّامٍ لمَ ذهبَت الواوُ ؟ فأَجاب أَن كلّ ياءٍ وواوٍ سبقَ أَحدُهما الآخرَ بسكونٍ فإِن الواو تصير ياءً في ذلك الموضع وتُدْغَم إِحداهما في الأخرى من ذلك أَيَّامٌ أَصلها أَيْوامٌ ومثلُها سيّدٌ وميّت الأَصلُ سَيْوِدٌ ومَيْوِت فأكثر الكلام على هذا إِلا حرفين صَيْوِب وحَيْوة ولو أَعلُّوهما لقالوا صَيِّب وحيّة وأَما الواوُ إِذا سبَقت فقولُك لَوَيْتُه لَيّاً وشَوَيْتُه شَيّاً والأَصل شَوْياً ولَوْياً وسئل أَبو العباس أَحمد بن يحيى عن قول العرب اليَوْم اليَوْم فقال يريدون اليَوْم اليَوِمَ ثم خفّفوا الواو فقالوا اليَوْم اليَوْم وقالوا أَنا اليومَ أَفعلُ كذا لا يريدون يوماً بعينه ولكنهم يريدون الوقتَ الحاضرَ حكاه سيبويه ومنه قوله عز وجل اليومَ أَكْمَلتُ لكم دِينكم وقيل معنى اليومَ أَكملتُ لكم دِينَكم أَي فَرَضْتُ ما تحتاجون إِليه في دِينِكم وذلك حسَنٌ جائز فأَما أَن يكونَ دِينُ الله في وقتٍ من الأَوقات غيرَ كامل فلا وقالوا اليومُ يومُك يريدون التشنيعَ وتعظيم الأَمر وفي حديث عمر رضي الله عنه السائبة والصدَقةُ ليَوْمِهما أَي ليومِ القيامة يعني يُراد بهما ثوابُ ذلك اليوم وفي حديث عبد المَلِك قال للحجاج سِرْ إِلى العِراق غِرارَ النوم طويل اليوم يقال ذلك لِمَنْ جَدَّ في عَملِه يومَه وقد يُرادُ باليوم الوقتُ مطلقاً ومنه الحديث تلك أَيّامُ الهَرْج أَي وقتُه ولا يختص بالنهارِ دون الليل واليومُ الأَيْوَمُ آخرُ يوم في الشهر ويومٌ أَيْوَمُ ويَوِمٌ ووَوِمٌ الأَخيرة نادرة لأن القياس لا يوجبُ قلب الياءِ واواً كلُّه طويلٌ شديدٌ هائلٌ ويومٌ ذو أَياوِيمَ كذلك وقوله مَرْوانُ يا مَرْوانُ لليومِ اليَمِي ورواه ابن جني مروان مروان أَخُو اليوم اليَمِي وقال أَراد أَخوا اليومِ السهْلِ اليومُ الصعبُ فقال يومٌ أَىْوَمُ ويَوِمٌ كأَشْعَث وشَعِث فقُلب فصار يَمِو فانقلبت العينُ لانكسار ما قبلها طرَفاً ووجهٌ آخر أَنه أَراد أَخو اليَوْمِ اليَوْمُ كما يقال عند الشدة والأَمرِ العظيم اليومُ اليومُ فقُلب فصار اليَمْو ثم نقلَه من فَعْل إِلى فَعِل كما أَنشده أَبو زيد من قوله عَلامَ قَتْلُ مُسْلِمٍ تَعَبَّدا مُذْ خَمْسة وخََمِسون عدَدا يريد خَمْسون فلما انكسرَ ما قبل الواو قلبت ياءً فصار اليَمِي قال ابن جني ويجوز فيه عندي وجه ثالث لم يُقَلْ به وهو أَن يكون أَصله على ما قيل في المذهب الثاني أَخُو اليَوْم اليَوْم ثم قلب فصار اليَمْوُ ثم نقلت الضمّةُ إِلى الميم على حد قولك هذا بَكُر فصار اليَمُو فلما وقعت الواو طرفاً بعد ضمة في الاسم أَبدلوا من الضمة كسرةً ثم من الواو ياءً فصارت اليَمِي كأَحْقٍ وأَدْلٍ وقال غيره هو فَعِلٌ أَي الشديد وقيل أَراد اليَوْم اليَوْم كقوله إِنَّ مع اليَوْمِ أَخاه غَدْوَا
ن
النونُ من الحروف المَجْهورةِ ومن الحُروف الذُّلقْ والراءُ واللامُ والنون في حَيِّز واحد
أبن
أَبَنَ الرجلَ يأْبُنُه ويأْبِنُه أَبْناً اتَّهمَه وعابَه وقال اللحياني أَبَنْتُه بخَير وبشرٍّ آبُنُه وآبِنُه أَبْناً وهو مأْبون بخير أَو بشرٍّ فإذا أَضرَبْت عن الخير والشرّ قلت هو مأْبُونٌ لم يكن إلا الشرّ وكذلك ظَنَّه يظُنُّه الليث يقال فلان يُؤْبَنُ بخير وبشَرّ أَي يُزَنُّ به فهو مأْبونٌ أَبو عمرو يقال فلان يُؤْبَنُ بخير ويُؤْبَنُ بشرّ فإذا قلت يُؤْبَنُ مُجَرَّداً فهو في الشرّ لا غيرُ وفي حديث ابن أَبي هالة في صفة مجلس النبي صلى الله عليه وسلم مجلِسُه مجلسُ حِلْمٍ وحيَاءٍ لا تُرْفَعُ فيه الأَصْواتُ ولا تُؤْبَنُ فيه الحُرَمُ أَي لا تُذْكَر فيه النساءُ بقَبيح ويُصانُ مجلسُه عن الرَّفَث وما يَقْبُحُ ذِكْرُه يقال أَبَنْتُ الرجلَ آبُنُه إذا رَمَيْتَه بِخَلَّةِ سَوْء فهو مأْبُونٌ وهو مأْخوذ عن الأُبَن وهي العُقَدُ تكونُ في القِسيّ تُفْسِدُها وتُعابُ بها الجوهري أَبَنَه بشرٍّ يَأْبُنُه ويأْبِنه اتَّهَمَه به وفلانٌ يُؤْبَنُ بكذا أي يُذْكَرُ بقبيح وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نهى عن الشِّعْر إذا أُبِنَتْ فيه النساءُ قال شمر أَبَنْتُ الرجلَ بكذا وكذا إذا أَزْنَنْته به وقال ابن الأَعرابي أَبَنْتُ الرجلَ آبِنُه وآبُنُه إذا رَمَيْتَه بقبيح وقَذَفْتَه بسوء فهو مأْبُونٌ وقوله لا تُؤْبَنُ فيه الحُرَمُ أَي لا تُرْمى بسُوء ولا تُعابُ ولا يُذْكَرُ منها القبيحُ وما لا يَنْبَغي مما يُسْتَحى منه وفي حديث الإفْك أَشِيروا عليَّ في أُناسٍ أَبَنُوا أَهْلي أَي اتَّهَموها والأبْنُ التهمَةُ وفي حديث أَبي الدَّرداء إن نُؤْبَنْ بما ليس فينا فرُبَّما زُكِّينا بما ليس فينا ومنه حديث أَبي سعيد ما كُنَّا نأْبِنُه بِرُقْية أَي ما كُنَّا نَعْلم أَنه يَرْقي فنَعيبَه بذلك وفي حديث أَبي ذرٍّ أَنه دَخَل على عُثْمان بن عَفَّانَ فما سَبَّه ولا أَبَنه أَي ما عابَه وقيل هو أَنَّبه بتقديم النون على الباء من التأْنيب اللَّومِ والتَّوبيخ وأَبَّنَ الرجلَ كأَبَنَه وآبَنَ الرجلَ وأَبَّنَه كلاهما عابَه في وجهه وعَيَّره والأُبْنة بالضم العُقْدة في العُود أَو في العَصا وجمْعُها أُبَنٌ قال الأَعشى قَضيبَ سَرَاءٍ كثير الأُبَنْ( * قوله « كثير الابن » في التكملة ما نصه والرواية قليل الابن وهو الصواب لأن كثرة الابن عيب وصدر البيت سلاجم كالنحل أنحى لها قال ابن سيده وهو أَيضاً مَخْرَج الغُصْن في القَوْس والأُبْنة العَيْبُ في الخَشَب والعُود وأَصلُه من ذلك ويقال ليس في حَسَبِ فلانٍ أُبْنةٌ كقولك ليس فيه وَصْمةٌ والأُبْنةُ العَيْبُ في الكلام وقد تَقدَّم قولُ خالِد بن صَفْوانَ في الأُبْنة والوَصْمة وقول رؤبة وامْدَحْ بِلالاً غير ما مُؤَبَّنِ ترَاهُ كالبازي انْتَمَى للْمَوْكِنِ انْتَمى تَعَلَّى قال ابن الأَعرابي مُؤَبَّنٌ مَعيبٌ وخالَفَه غيره وقيل غير هالكٍ أَي غير مَبْكيٍّ ومنه قول لبيد قُوما تجُوبانِ مَعَ الأَنْواحِ
( * قوله « قوما تجوبان إلخ » هكذا في الأصل وتقدم في مادة نوح تنوحان وأَبِّنَا مُلاعِبَ الرِّماحِ ومِدْرهَ الكَتيبةِ الرَّداحِ وقيل للمَجْبوس مأْبونٌ لأَنه يُزَنُّ بالعيب القبيح وكأَنَّ أَصلَه من أُبْنة العَصا لأَنها عيبٌ فيها وأُبْنة البعيرِ غَلْصَمتُه قال ذو الرُّمّة يصف عَيْراً وسَحيلَه تُغَنِّيه من بين الصَّبيَّيْن أُبْنةٌ نَهُومٌ إذا ما ارتَدَّ فيها سَحِيلُها تُغَنِّيه يعني العَيْر من بين الصَّبيَّيْن وهما طرَفا اللَّحْي والأُبْنةُ العُقْدةُ وعنى بها ههنا الغَلْصمة والنَّهُومُ الذي يَنْحِطُ أَي يَزْفر يقال نَهَمَ ونأَم فيها في الأُبنة والسَّحِيلُ الصَّوْتُ ويقال بينهم أُبَنٌ أَي عداواتٌ وإبَّانُ كلِّ شيء بالكسر والتشديد وقْتُه وحِينُه الذي يكون فيه يقال جِئْتُه على إبَّانِ ذلك أَي على زمنه وأَخَذَ الشيءَ بإبَّانِهِ أَي بزمانه وقيل بأَوَّله يقال أَتانا فلانٌ إبَّانَ الرُّطبِ وإبّانَ اخْتِرافِ الثِّمار وإبّانَ الحرِّ والبرد أَي أَتانا في ذلك الوقت ويقال كل الفواكه في إبّانِها أَي في وَقْتها قال الراجز أَيَّان تقْضي حاجتي أَيّانا أَما تَرى لِنُجْحها إبّانا ؟ وفي حديث المبعث هذا إبّانُ نجومه أَي وقت ظهوره والنون أَصلية فيكون فِعَّالاً وقيل هي زائدة وهو فِعْلانُ من أَبَّ الشيءُ إذا تهَيَّأَ للذَّهاب ومن كلام سيبويه في قولهم يا لَلْعجَب أَي يا عجب تعالَ فإِنه من إبّانِكَ وأَحْيانِك وأَبَّنَ الرجلَ تأْبيناً وأَبَّله مَدَحه بعد موته وبكاه قال مُتمِّم بن نُوَيرة لعَمري وما دَهري بتأْبين هالكٍ ولا جَزِعاً ممّا أَصابَ فأَوْجعَا وقال ثعلب هو إذا ذكَرْتَه بعد موته بخير وقال مرة هو إذا ذكرته بعد الموت وقال شمر التَّأْبينُ الثَّناءُ على الرجل في الموت والحياة قال ابن سيده وقد جاء في الشعر مدْحاً للحَيّ وهو قول الراعي فرَفَّعَ أَصحابي المَطِيَّ وأَبَّنُوا هُنَيْدَة فاشتاقَ العُيونُ اللَّوامِح قال مَدحَها فاشْتاقوا أَن يَنْظروا إليها فأَسْرعوا السيرَ إليها شَوْقاً منهم أَن ينظروا منها وأَبَنْتُ الشيء رَقَبْتُه وقال أَوسٌ يصف الحمار يقولُ له الراؤُونَ هذاكَ راكِبٌ يُؤَبِّنُ شَخْصاً فوقَ علياءَ واقِفُ وحكى ابن بري قال روى ابنُ الأَعرابي يُوَبِّر قال ومعنى يُوَبِّر شخصاً أَي ينظر إليه ليَسْتَبينَه ويقال إنه لَيُوَبِّرُ أَثراً إذا اقتَصَّه وقيل لمادح الميت مُؤَبِّنٌ لاتِّباعه آثار فعاله وصنائعه والتَّأْبينُ اقتِفار الأََثر الجوهري التأْبينُ أَن تقْفو أَثَرَ الشيء وأَبَّنَ الأثر وهو أَن يَقْتَفِره فلا يَضِح له ولا ينفَلِت منه والتأْبين أَن يُفْصَدَ العِرْقُ ويُؤْخَذ دَمُه فيُشوى ويُؤكل عن كراع ابن الأَعرابي الأَبِنُ غير ممدود الأَلف على فَعِلٍ من الطعام والشراب الغليظ الثَّخين وأَبَنُ الأَرض نبتٌ يخرُج في رؤُوس الإكام له أَصل ولا يَطول وكأَنه شَعَر يُؤْكل وهو سريع الخُروج سريع الهَيْج عن أَبي حنيفة وأَبانانِ جبلان في البادية وقيل هما جَبَلان أَحدهما أَسود والآخر أَبْيض فالأَبيَض لبني أَسد والأَسود لبني فَزارة بينهما نهرٌ يقال له الرُّمَةُ بتخفيف الميم وبينهما نحو من ثلاثة أَميال وهو اسم علم لهما قال بِشْر يصف الظعائن يَؤُمُّ بها الحُداةُ مِياهَ نَخْلٍ وفيها عن أَبانَيْنِ ازْوِرارُ وإنما قيل أَبانانِ وأَبانٌ أَحدهما والآخر مُتالِعٌ كما يقال القَمَران قال لبيد دَرَسَ المَنا بِمُتالِعٍ وأَبانِ فتقادَمَتْ بالحِبْسِ فالسُّوبانِ قال ابن جني وأَما قولهم للجبَلين المُتقابلين أَبانانِ فإنَّ أَبانانِ اسم علم لهما بمنزلة زيدٍ وخالد قال فإن قلت كيف جاز أَن يكون بعض التثنية علماً وإنما عامَّتُها نكرات ؟ أَلا ترى أَن رجُلين وغُلامَين كلُّ واحد منهما نكرة غير علم فما بال أَبانَين صارا علماً ؟ والجواب أَن زيدين ليسا في كل وقت مُصْطحِبَين مقترنين بل كل واحد منهما يُجامِع صاحبَه ويُفارِقه فلما اصطحَبا مرة وافترقا أُخرى لم يُمْكِن أَن يُخَصَّا باسمٍ علم يُفيدُهما من غيرِهما لأَنهما شيئان كلُّ واحد منهما بائنٌ من صاحِبه وأَما أَبانانِ فجبَلان مُتقابلان لا يُفارق واحدٌ منهما صاحبَه فجَرَيا لاتِّصال بعضِهما ببعض مَجْرى المسمَّى الواحد نحو بَكْرٍ وقاسِمٍ فكما خُصَّ كلُّ واحدٍ من الأَعلام باسم يُفيدُه من أُمَّتِه كذلك خُصَّ هذان الجَبَلان باسم يُفيدهما من سائر الجبال لأَنهما قد جَرَيا مجرى الجبل الواحد فكما أَن ثَبيراً ويَذْبُل لمَّا كان كل واحد منهما جبلاً واحداً متصلة أَجزاؤُه خُصَّ باسم لا يُشارَك فيه فكذلك أَبانانِ لمَّا لم يفترق بعضهما من بعض كانا لذلك كالجَبَل الواحد خُصّا باسمٍ علم كما خُصَّ يَذْبُل ويَرَمْرَمُ وشمَامِ كلُّ واحد منها باسم علم قال مُهَلهِل أَنْكَحَها فَقْدُها الأَراقِمَ في جَنْبٍ وكان الخِباءُ من أَدَمِ لَوْ بأَبانَيْنِ جاء يَخْطُبها رُمِّلَ ما أَنْفُ خاطِبٍ بدَمِ الجوهري وتقول هذان أَبانان حَسَنَينِ تَنْصِب النعتَ لأَنه نكرة وصفت به معرفة لأَن الأَماكن لا تزولُ فصارا كالشيء الواحد وخالَف الحيوانَ إذا قلت هذان زيدان حسَنان ترفع النعت ههنا لأَنه نكرةٌ وُصِفت بها نكرة قال ابن بري قول الجوهري تنصب النعت لأَنه نكرة وصفت به معرفة قال يعني بالوصف هنا الحال قال ابن سيده وإنما فرقوا بين أَبانَين وعَرَفاتٍ وبين زَيدَينِ وزَيدين من قِبَل أَنهم لم يجعلوا التثنية والجمع علماً لرجُلينِ ولا لرِجال بأَعيانِهم وجعلوا الاسم الواحد علَماً لشيء بعينه كأَنهم قالوا إذا قلنا ائْتِ بزَيْدٍ إنما نريد هات هذا الشخص الذي يسيرُ إليه ولم يقولوا إذا قلنا جاء زيدانِ فإنما نعني شخصين بأَعيانهما قد عُرِفا قبل ذلك وأُثْبِتا ولكنهم قالوا إذا قلنا جاء زيد بن فلان وزيدُ بن فلانٍ فإنما نعني شيئين بأَعيانهما فكأَنهم قالوا إذا قلنا ائتِ أَبانَيْنِ فإنما نعني هذينِ الجبلَينِ بأَعيانهما اللذين يسير إليهما أَلا ترى أَنهم لم يقولوا أمْرُرْ بأَبانِ كذا وأَبانِ كذا ؟ لم يفرّقوا بينهما لأَنهم جعلوا أَبانَيْنِ اسماً لهما يُعْرَفانِ به بأَعيانهما وليس هذا في الأَناسيِّ ولا في الدوابّ إنما يكون هذا في الأَماكنِ والجبال وما أَشبه ذلك من قِبَل أَنّ الأَماكِنَ لا تزول فيصيرُ كل واحدٍ من الجبلَينِ داخلاً عندهم في مثل ما دخل فيه صاحبُه من الحال والثَّباتِ والخِصبِ والقَحْطِ ولا يُشارُ إلى واحدٍ منهما بتعريفٍ دون الآخر فصارا كالواحد الذي لا يُزايِله منه شيءٌ حيث كان في الأَناسيّ والدوابّ والإنسانانِ والدّابتان لا يَثْبُتانِ أَبداً يزولانِ ويتصرّفان ويُشارُ إلى أَحدِهما والآخرُ عنه غائبٌ وقد يُفرَد فيقال أَبانٌ قال امرؤ القيس كان أَباناً في أَفانِينِ وَدْقِه كبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ
( * في رواية أخرى كأنّ كبيراً بدل أباناً ) وأَبانٌ اسم رجلٍ وقوله في الحديث من كذا وكذا إلى عَدَن أَبْيَنَ أَبْيَنُ بوزن أَحْمر قريةٌ على جانب البحر ناحيةَ اليمن وقيل هو اسمُ مدينة عدَن وفي حديث أُسامة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا أَرسَله إلى الرُّوم أَغِرْ على أُبْنَى صباحاً هي بضمّ الهمزة والقصر اسمُ موضعٍ من فلَسْطينَ بين عَسْقَلانَ والرَّمْلة ويقال لها يُبْنَى بالياء والله أَعلم
أتن
الأَتانُ الحِمارةُ والجمع آتُنٌ مثل عَناقٍ وأَعْنُقٍ وأُتْنٌ وأُتُنٌ أَنشد ابن الأَعرابي وما أُبَيِّنُ منهمُ غيرَ أَنَّهمُ هُمُ الذين غَذَتْ من خَلْفِها الأُتُنُ وإنما قال غَذَت من خَلْفِها الأُتُن لأَن ولدَ الأَتانِ إنما يَرْضَع من خَلْف والمَأْتوناءُ الأُتُنُ اسمٌ للجمع مثل المَعْيوراء وفي حديث ابن عباس جئتُ على حمارٍ أَتانٍ الحمارُ يقع على الذكر والأُنثى والأَتانُ والحِمارةُ الأُنثى خاصة وإنما اسْتَدْرَكَ الحمارَ بالأَتانِ ليُعلَم أَن الأُنثَى من الحُمُرِ لا تقطع الصلاة فكذلك لا تقطعُها المرأَة ولا يقال فيها أَتانة قال ابن الأَثير وقد جاء في بعض الحديث واسْتَأْتَنَ الرجلُ اشْتَرى أَتاناً واتَّخَذَها لنفسه وأَنشد ابن بري بَسَأْتَ يا عَمْرُو بأَمرٍ مؤتِنِ واسْتَأْتَنَ الناسُ ولَمْ تَسْتَأْتِنِ واسْتَأْتَنَ الحمارُ صارَ أَتاناً وقولهم كان حماراً فاسْتَأْتَنَ أَي صارَ أَتاناً يضرب للرجل يَهُون بعد العِزِّ ابن شميل الأَتان قاعدةُ الفَوْدَجِ قال أَبو وهب( * قوله « قال أبو وهب » كذا في الأصل والتهذيب وفي الصاغاني أبو مرهب بدل أبو وهب ) الحَمَائِرُ هي القواعدُ والأُتن الواحدةُ حِمارةٌ وأَتانٌ والأَتانُ المرأَةُ الرَّعناء على التشبيه بالأَتانِ وقيل لِفَقيه العربِ هل يجوزُ للرجل أَنْ يتزوَّج بأَتان ؟ قال نعم حكاه الفارسي في التذكرة والأَتانُ الصخرةُ تكون في الماء قال الأَعشى بِناجيةٍ كأَتانِ الثَّميل تُقَضِّي السُّرَى بَعْدَ أَيْنٍ عَسِيرَا أَي تُصْبِحُ عاسِراً بذَنَبِها تَخْطُرُ به مِراحاً ونشاطاً وقال ابن شميل أَتانُ الثَّميل الصخرةُ في باطن المَسيلِ الضَّخْمةُ التي لا يرفعُها شيءٌ ولا يُحرّكُها ولا يأْخذُ فيها طولُها قامةٌ في عَرْضِ مثْلِه أَبو الدُّقَيْش القواعِدُ والأُتُنُ المرتفعةُ من الأَرض وأَتانُ الضَّحْلِ الصخرة العظيمةُ تكون في الماء وقيل هي الصخرةُ التي بين أَسْفلِ طيِّ البئرِ فهي تلي الماءَ والأَتانُ الصخرةُ الضخمةُ المُلَمْلَمةُ فإذا كانت في الماء الضَّحْضاحِ قيل أَتانُ الضَّحْلِ وتُشَبَّه بها الناقةُ في صَلاَبَتِها وقال كعب بن زهير عَيْرانةٌ كأَتان الضَّحل ناجِيةٌ إذا ترَقَّصَ بالقُورِ العَساقِيلُ وقال الأخطل بِحُرّةٍ كأَتانِ الضَّحْلِ أَضْمَرَها بعد الرَّبالةِ تَرْحالي وتَسْياري وقال أَوس عَيرانةٌ كأَتانِ الضَّحْلِ صَلَّبها أَكلُ السَّواديّ رَضُّوهُ بِمِرْضاح ابن سيده وأَتانُ الضَّحلِ صخرةٌ تكون على فَمِ الرَّكِيِّ فيركبُها الطُّحْلُبُ حتى تَمْلاسَّ فتكون أَشَدَّ ملاسةً من غيرها وقيل هي الصخرةُ بعضُها غامِرٌ وبعضُها ظاهِرٌ والأَتانُ مقامُ المُسْتَقي على فَمِ البئر وهو صخرةٌ والأَتانُ والإتانُ مقامُ الرَّكيّة وأَتَنَ يأْتِنُ أَتْناً خَطَبَ في غَضَب وأَتَنَ الرجلُ يأْتِنُ أَتَناناً إذا قارَبَ الخَطْوَ في غَضَب وأَتَلَ كذلك وقال في مصدره الأَتَنانُ والأَتَلانُ وأَتَنَ بالمكانِ يأْتِنُ أَتْناً وأُتوناً ثَبَتَ وأَقامَ به قال أَباقٌ الدُّبَيريّ أَتَنْتُ لها ولم أَزَلْ في خِبائها مُقيماً إلى أَنْ أَنْجَزَت خُلّتي وَعْدي والأَتْنُ أَنْ تخْرجَ رجْلا الصبيّ قَبْل رأْسِه لغة في اليَتْنِ حكاه ابن الأَعرابي وقيل هو الذي يُولَدُ مَنْكوساً فهو مرةً اسمٌ للوِلادِ ومرّةً اسمٌ للولَدِ والمُوتَنُ المنكوسُ من اليَتْنِ والأَتُّونُ بالتشديد المَوْقِدُ والعامّة تخفِّفه والجمع الأَتاتين ويقال هو مُولَّد قال ابن خالويه الأَتُونُ مخفف من الأَتُّون والأَتُّونُ أُخْدُودُ الجَبّارِ والجصَّاص وأَتُون الحمّامِ قال ولا أَحسبه عربيّاً وجمعه أُتُنٌ قال الفراء هي الأَتاتينُ قال ابن جني كأَنه زاد على عين أَتُونٍ عيناً أُخرى فصار فعُول مخفف العين إلى فعّول مشدّد العين فيُصوّره حينئذ على أَتّونٍ فقال فيه أَتانين كسَفّودٍ وسَفافيد وكَلّوب وكَلاليبَ قال الفراء وهذا كما جمعوا قُسَّاً قَساوِسةً أَرادوا أَن يجمعوه على مثال مهالِبة فكثرت السِّينات وأَبدلوا إحداهنَّ واواً قال وربما شدّدوا الجمعَ ولم يُشدِّدوا واحدَه مثل أَتُونٍ وأَتاتِينَ
أثن
الأُثْنةُ منبِتُ الطَّلْحِ وقيل هي القِطْعةُ من الطَّلْح والأَثْلِ يقال هبَطْنا أُثْنةً من طلحٍ ومن أَثْلٍ ابن الأَعرابي عِيصٌ من سِدْرٍ وأُثْنةٌ من طلحٍ وسلِيلٌ من سَمُر ويقال للشيء الأَصِيل أَثِينٌ
أجن
الآجِنُ الماءُ المتغيّرُ الطعمِ واللونِ أَجَنَ الماءُ يأْجِنُ ويأْجُن أَجْناً وأُجوناً قال أَبو محمد الفقعسي ومَنْهل فيه العُرابُ مَيْتُ( * قوله العراب هكذا في الأصل ولم نجد هذه اللفظة فيما لدينا من المعاجم ولعلها الغراب )
كأَنه من الأُجونِ زَيْتُ سَقَيْتُ منه القومَ واسْتَقَيْتُ وأَجِنَ يأْجَنُ أَجَناً فهو أَجِنٌ على فَعِلٍ وأَجُنَ بضم الجيم هذه عن ثعلب إذا تغيَّر غير أَنه شَروبٌ وخص ثعلب به تغيُّرَ رائحته وماءٌ أَجِنٌ وآجِنٌ وأَجِينٌ والجمع أُجونٌ قال ابن سيده وأَظنه جمعَ أَجْنٍ أَو أَجِنٍ الليث الأَجْنُ أُجونُ الماءِ وهو أَن يَغْشاه العِرْمِضُ والورقُ قال العجاج عليه من سافِي الرِّياحِ الخُطَّطِ أَجْنٌ كنِيِّ اللَّحْمِ لم يُشَيَّطِ وقال علقمة بن عَبَدة فأَوْرَدَها ماءً كأَنَّ جِمامَه من الأَجْنِ حِنَّاءٌ معاً وصَبِيبُ وفي حديث عليّ كرم الله وجهه ارْتوَى من آجِنٍ هو الماءُ المتغيِّرُ الطعمِ واللونِ وفي حديث الحسن عليه السلام أَنه كان لا يَرى بأْساً بالوُضوء من الماء الآجنِ والإجّانَةُ والإنْجانةُ والأَجّانةُ الأَخيرة طائية عن اللحياني المِرْكَنُ وأَفصحُها إجّانةٌ واحدة الأَجاجينِ وهو بالفارسية إِكَّانه قال الجوهري ولا تقل إنْجانة والمِئْجَنةُ مِدقَّةُ القَصّارِ وترْكُ الهمز أَعلى لقولهم في جمعها مَواجن قال ابن بري المِئْجَنةُ الخشبةُ التي يَدُقُّ بها القصّارُ والجمعُ مآجِنُ وأَجَنَ القصّار الثوبَ أَي دَقَّه والأُجْنةُ بالضم لغة في الوُجْنةِ وهي واحدة الوُجَنات وفي حديث ابن مسعود أَن امرأَته سأَلته أَن يَكْسُوَها جِلْباباً فقال إني أَخشى أَن تَدَعي جِلْبابَ الله الذي جَلْبَبَكِ قالت وما هو ؟ قال بيتُك قالت أَجَنَّك من أَصحابِ محمدٍ تقول هذا ؟ تريد أَمِنْ أَجلِ أَنك فحذفت مِنْ واللامَ والهمزة وحرَّكت الجيم بالفتح والكسره والفتحُ أَكثر وللعرب في الحذف بابٌ واسع كقوله تعالى لكنا هو الله ربي تقديره لكني أَنا هو اللهُ ربي والله أَعلم
أحن
الإحْنةُ الحقْدُ في الصدر وأَحِنَ عليه أَحَناً وإحْنةً وأَحَنَ الفتحُ عن كراع وقد آحَنَهُ التهذيب وقد أَحَنْتُ إليه آحَنُ أَحْناً وآحَنْتُه مُؤَاحنةً من الإحْنةِ وربما قالوا حِنة قال الأَزهري حِنَة ليس من كلام العرب وأَنكر الأَصمعي والفراء حِنَةً ابن الفرج أَحِنَ عليه ووَحِنَ من الإحْنة ويقال في صدره عليَّ إِحْنةٌ أَي حِقْدٌ ولا تقل حِنَة والجمع إِحَنٌ وإحْناتٌ وفي الحديث وفي صدره عليَّ إحْنةٌ وفي حديث مازِنٍ وفي قلُوبِكم البغضاء والإحَنُ وأَما حديث معاوية لقد منَعتْني القدرةُ من ذوي الحِناتِ فهي جمع حِنَةٍ وهي لغة قليلة في الإحْنة وقد جاءت في بعض طُرُق حديث حارثة بن مُضَرِّب في الحُدود ما بيني وبين العرب حِنَةٌ وفي الحديث لا يجوز شهادةُ ذي الظِّنَّةِ والحِنَةِ هو من العداوة وفيه إلاَّ رجل بينه وبين أَخيه حِنَةٌ وقد أَحِنْتُ عليه بالكسر قال الأُقَيْبل القَينيّ متى ما يَسُؤُ ظَنُّ امرِيءٍ بِصَدِيقِه يُصَدِّقْ بلاغاتٍ يَجِئْهُ يَقِينُها إذا كان في صَدْرِ ابنِ عمِّكَ إِحْنةٌ فلا تسْتَثِرْها سوفَ يَبْدُو دَفِينُها يقول لا تطلبُ من عدوِّك كشْفَ ما في قلبه لك فإنه سيظهر لك ما يخفيه قلبُه على مرِّ الزمان وقيل قَبْل قوله إذا كان في صدر ابن عمك إحنة إذا صَفْحةُ المعروفِ وَلَّتْكَ جانِباً فخُذْ صَفْوَها لا يَخْتَلِطْ بك طِينُهاً والمُؤاحَنةُ المُعاداة قال ابن بري ويقال آحَنْتُه مُؤاحَنةً
أخن
الآخِنيُّ ثيابٌ مُخَطَّطةٌ قال العجاج عليه كَتَّانٌ وآخِنِيُّ والآخِنيَّةُ القِسِيُّ قال الأَعشى مَنَعتْ قِياسُ الآخِنيَّةِ رأْسَه بسِهامِ يَثْرِبَ أَو سِهامِ الوادي أَضافَ الشيءَ إلى نفسه لأَن القِياسَ هي الآخِنيَّة أَو يكون على أَنه أَراد قِياسَ القوّاسة الآخنيَّة ويروى أَو سِهامِ بلادِ أَبو مالك الآخِنِيُّ أَكْسِيَةٌ سُودٌ ليِّنةٌ يَلبَسُها النصارى قال البعيث فكَرَّ علينا ثمَّ ظلَّ يجُرُّها كما جَرَّ ثوبَ الآخِنِيِّ المقدَّس وقال أَبو خراش كأَن المُلاءَ المَحْض خَلْفَ كُراعِه إذا ما تَمَطَّى الآخِنِيُّ المُخَذَّمُ
أدن
المُؤْدَنُ من الناس القصيرُ العنُقِ الضَّيِّقُ المَنْكِبين مع قِصَر الأَلواحِ واليدين وقيل هو الذي يولد ضاوِياً والمُؤْدَنة طُوَيِّرةٌ صغيرةٌ قصيرةُ العنُق نحو القُبَّرة ابن بري المُؤ ؟ ْدَنُ الفاحشُ القِصَر قال رِبْعِيّ الدُّبَيري لما رَأَتْهُ مُؤْدَناً عِظْيَرَّاً قالت أُريد العَتْعَتَ الذِّفِرّا
أذن
أَذِنَ بالشيء إذْناً وأَذَناً وأَذانةً عَلِم وفي التنزيل العزيز فأْذَنوا بحَرْبٍ من الله ورسوله أَي كونوا على عِلْمٍ وآذَنَه الأَمرَ وآذَنه به أَعْلَمَه وقد قُرئ فآذِنوا بحربٍ من الله معناه أَي أَعْلِمُوا كلَّ مَن لم يترك الرِّبا بأَنه حربٌ من الله ورسوله ويقال قد آذَنْتُه بكذا وكذا أُوذِنُه إيذاناً وإذْناً إذا أَعْلَمْته ومن قرأَ فأْذَنُوا أَي فانْصِتُوا ويقال أَذِنْتُ لفلانٍ في أَمر كذا وكذا آذَنُ له إِذْناً بكسر الهمزة وجزمِ الذال واسْتَأْذَنْتُ فلاناً اسْتِئْذاناً وأَذَّنْتُ أَكْثرْتُ الإعْلامَ بالشيء والأَذانُ الإعْلامُ وآذَنْتُكَ بالشيء أَعْلمتُكه وآذَنْتُه أَعْلَمتُه قال الله عز وجل فقل آذَنْتُكم على سواءٍ قال الشاعر آذَنَتْنا ببَيْنِها أَسْماءُ وأَذِنَ به إِذْناً عَلِمَ به وحكى أَبو عبيد عن الأَصمعي كونوا على إِذْنِهِ أَي على عِلْمٍ به ويقال أَذِنَ فلانٌ يأْذَنُ به إِذْناً إذا عَلِمَ وقوله عز وجل وأَذانٌ من الله ورسولِهِ إلى الناسِ أَي إعْلامٌ والأَذانُ اسمٌ يقوم مقامَ الإيذانِ وهو المصدر الحقيقي وقوله عز وجل وإِذ تأَذَّنَ ربُّكم لئن شَكرتُم لأَزيدنَّكم معناه وإِذ عَلِمَ ربُّكم وقوله عز وجل وما هُمْ بِضارِّينَ به من أَحدٍ إلاَّ بإِذْنِ الله معناه بِعلْمِ الله والإذْنُ ههنا لا يكون إلاَّ من الله لأَن الله تعالى وتقدَّس لا يأْمر بالفحشاء من السحْرِ وما شاكَلَه ويقال فَعلْتُ كذا وكذا بإِذْنِه أَي فعلْتُ بعِلْمِه ويكون بإِذْنِه بأَمره وقال قومٌ الأَذينُ المكانُ يأْتيه الأَذانُ من كلِّ ناحيةٍ وأَنشدوا طَهُورُ الحَصَى كانت أَذيناً ولم تكُنْ بها رِيبةٌ مما يُخافُ تَريبُ قال ابن بري الأَذِينُ في البيت بمعنى المُؤْذَنِ مثل عَقِيدٍ بمعنى مُعْقَدٍ قال وأَنشده أَبو الجَرّاح شاهداً على الأَذِينِ بمعنى الأَذانِ قال ابن سيده وبيت امرئ القيس وإني أَذِينٌ إنْ رَجَعْتُ مُمَلَّكاً بسَيْرٍ ترَى فيه الفُرانِقَ أَزْوَارَا( * في رواية أخرى وإني زعيمٌ ) أَذينٌ فيه بمعنى مُؤْذِنٍ كما قالوا أَليم ووَجيع بمعنى مُؤْلِم ومُوجِع والأَذِين الكفيل وروى أَبو عبيدة بيت امرئ القيس هذا وقال أَذِينٌ أَي زَعيم وفَعَلَه بإِذْني وأَذَني أَي بِعلْمي وأَذِنَ له في الشيءِ إِذْناً أَباحَهُ له واسْتَأْذَنَه طَلَب منه الإذْنَ وأَذِنَ له عليه أَخَذَ له منه الإذْنَ يقال ائْذَنْ لي على الأمير وقال الأَغَرّ بن عبد الله بن الحرث وإني إذا ضَنَّ الأَمِيرُ بإِذْنِه على الإذْنِ من نفْسي إذا شئتُ قادِرُ وقول الشاعر قلتُ لبَوَّابٍ لَدَيْهِ دارُها تِيذَنْ فإني حَمْؤُها وجارُها قال أَبو جعفر أَراد لِتأْذَنْ وجائز في الشِّعر حذفُ اللام وكسرُ التاء على لغة مَن يقولُ أَنتَ تِعْلَم وقرئ فبذلك فَلْتِفْرَحوا والآذِنُ الحاجِبُ وقال تَبَدَّلْ بآذِنِكَ المُرْتَضَى وأَذِنَ له أَذَناً اسْتَمَعَ قال قَعْنَبُ بنُ أُمّ صاحِبٍ إن يَسْمَعُوا رِيبةً طارُوا بها فَرَحاً منّي وما سَمعوا من صالِحٍ دَفَنُوا صُمٌّ إذا سمِعوا خَيْراً ذُكِرْتُ به وإنْ ذُكِرْتُ بشَرٍّ عنْدَهم أَذِنوا قال ابن سيده وأَذِنَ إليه أَذَناً استمع وفي الحديث ما أَذِنَ اللهُ لشيءٍ كأَذَنِهِ لِنَبيٍّ يَتَغَنَّى بالقرآن قال أَبو عبيد يعني ما استمَعَ اللهُ لشيء كاستِماعِهِ لِنَبيٍّ يتغنَّى بالقرآن أَي يتْلوه يَجْهَرُ به يقال أَذِنْتُ للشيء آذَنُ له أَذَناً إذا استمَعْتَ له قال عديّ أَيُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بدَدَنْ إنَّ همِّي في سماعٍ وأَذَنْ وقوله عز وجل وأَذِنَتْ لِرَبِّها وحُقَّتْ أَي اسْتَمعَتْ وأَذِنَ إليهِ أَذَناً استمع إليه مُعْجباً وأَنشد ابن بري لعمرو بن الأَهْيَم فلَمَّا أَنْ تسَايَرْنا قَليلاً أَذِنَّ إلى الحديثِ فهُنَّ صُورُ وقال عديّ في سَماعٍ يَأْذَنُ الشَّيخُ له وحديثٍ مثْل ماذِيٍّ مُشار وآذَنَني الشيءُ أَعْجَبَنِي فاستَمعْتُ له أَنشد ابن الأَعرابي فلا وأَبيك خَيْر منْك إني لَيُؤْذِنُني التَّحَمْحُمُ والصَّهِيلُ وأَذِنَ للَّهوْ اسْتَمع ومالَ والأُذْنُ والأُذُنُ يخفَّف ويُثَقَّل من الحواسّ أُنثى والذي حكاه سيبويه أُذْن بالضم والجمع آذانٌ لا يُكسَّر على غير ذلك وتصغيرها أُذَيْنة ولو سَمَّيْت بها رجلاً ثم صغَّرْته قلت أُذَيْن فلم تؤَنِّث لزوالِ التأْنيث عنه بالنقل إلى المذكر فأَما قولهم أُذَيْنة في الاسم العلم فإنما سمي به مصغَّراً ورجل أُذْنٌ وأُذُنٌ مُسْتَمِع لما يُقال له قابلٌ له وصَفُو به كما قال مِئْبَرة العُرْقُوبِ أَشْفَى المِرْفَق فوصف به لأَن في مِئْبَرةٍ وأَشْفى معنى الحِدَّة قال أَبو علي قال أَبو زيد رجل أُذُنٌ ورجال أُذُنٌ فأُذُنٌ للواحد والجمع في ذلك سواء إذا كان يسمع مقالَ كلّ أَحد قال ابن بري ويقال رجل أُذُنٌ وامرأَة أُذُنٌ ولا يثنى ولا يجمع قال وإنما سمَّوه باسم العُضْو تَهْويلاً وتشنيعاً كما قالوا للمرأَة ما أَنتِ إلا بُطَين وفي التنزيل العزيز ويقولون هو أُذُنٌ قل أُذُنٌ خيرٍ لكم أَكثرُ القرّاء يقرؤون قل أُذُنٌ خير لكم ومعناه وتفْسيرُه أَن في المُنافِقينَ من كان يَعيب النبي صلى الله عليه وسلم ويقول إن بَلَغَه عني شيء حَلَفْت له وقَبِلَ مني لأَنه أُذُنٌ فأَعْلَمه الله تعالى أَنه أُذُنُ خيرٍ لا أُذُنُ شرٍّ وقوله تعالى أُذُنُ خيرٍ لكم أي مُسْتَمِعُ خيرٍ لكم ثم بيّن ممن يَقْبَل فقال تعالى يؤمنُ بالله ويؤمنُ للمؤمنين أََي يسمع ما أَنزَلَ الله عليه فيصدِّق به ويصدِّق المؤمنين فيما يخبرونه به وقوله في حديث زيد بن أَرْقَم هذا الذي أَوْفَى الله بأُذُنِه أَي أَظهرَ صِدْقَه في إِخْبارِه عما سمعَتْ أُذُنه ورجل أُذانِيّ وآذَنُ عظيمُ الأُذُنَيْنِ طويلُهما وكذلك هو من الإبلِ والغنم ونَعْجةٌ أَذْناءُ وكَبْشٌ آذَنُ وفي حديث أَنس أَنه قال له يا ذا الأُذُنَيْنِ قالَ ابن الأَثير قيل معناه الحضُّ على حُسْنِ الاستِماعِ والوَعْي لأَن السَّمْعَ بحاسَّة الأُذُنِ ومَنْ خلَق الله له أُذُنَيْنِ فأََغْفَلَ الاستِماع ولم يُحْسِن الوَعْيَ لم يُعْذَرْ وقيل إن هذا القول من جملة مَزْحه صلى الله عليه وسلم ولَطيف أَخلاقه كما قال للمرأَة عن زوجها أَذاك الذي في عينِه بياضٌ ؟ وأَذَنَه أَذْناً فهو مأْذونٌ أَصاب أُذُنَه على ما يَطَّرِد في الأَعضاء وأَذَّنَه كأَذَنَه أَي ضرَب أُذُنَه ومن كلامهم لكل جابهٍ جَوْزةٌ ثم يُؤَذَّنُ الجابهُ الواردُ وقيل هو الذي يَرِدُ الماء وليست عليه قامةٌ ولا أَداةٌ والجَوْزةُ السَّقْية من الماء يَعْنُون أَن الواردَ إذا ورَدَهم فسأَلهم أَن يَسْقوه ماءً لأَهله وماشيتِه سَقَوْه سقْيةً واحدة ثم ضربوا أُذُنَه إعْلاماً أَنه ليس عندهم أَكثرُ من ذلك وأُذِنَ شكا أُذُنَه وأُذُنُ القلبِ والسهمِ والنَّصْلِ كلُّه على التشبيه ولذلك قال بعض المُحاجِين ما ذُو ثلاث آذان يَسْبِقُ الخَيْل بالرَّدَيان ؟ يعني السَّهمَ وقال أَبو حنيفة إذا رُكِّبت القُذَذُ على السهم فهي آذانُه وأُذُنُ كلّ شيء مَقْبِضُه كأُذُنِ الكوز والدَّلْو على التشبيه وكلُّه مؤنث وأُذُنُ العَرفج والثُّمام ما يُخَدُّ منه فيَنْدُرُ إذا أَخْوَصَ وذلك لكونه على شكل الأُذُنِ وآذانُ الكيزانِ عُراها واحدَتها أُذُنٌ وأُذَيْنةُ اسم رَجُلٍ ليست مُحَقَّرة على أُذُن في التسمية إذ لو كان كذلك لم تلحق الهاء وإنما سُمّيَ بها مُحَقَّرة من العُضْو وقيل أُذَيْنة اسمُ ملِك من ملوك اليمن وبنو أُذُنٍ بطنٌ من هوازن وأُذُن النَّعْل ما أَطافَ منها بالقِبال وأَذَّنْتُها جعلتُ لها أُذُناً وأَذَّنْتُ الصبيَّ عرَكْتُ أُذُنَه وأُذُنُ الحمارِ نبتٌ له ورق عَرْضُه مثل الشِّبْر وله أَصل يؤكل أَعظم من الجَزرة مثل الساعد وفيه حلاوة عن أَبي حنيفة والأَذانُ والأَذِينُ والتَّأْذِينُ النّداءُ إلى الصلاة وهو الإعْلام بها وبوقتها قال سيبويه وقالوا أَذَّنْت وآذَنْتُ فمن العرب من يجعلهما بمعنىً ومنهم من يقول أَذَّنْت للتصويت بإعْلانٍ وآذَنْتُ أََعلمْت وقوله عز وجل وأَذِّنْ في الناس بالحجّ روي أَنَّ أَذان إبراهيم عليه السلام بالحج أَن وقَف بالمَقام فنادى أَيّها الناس أَجيبُوا الله يا عباد الله أَطيعوا الله يا عباد الله اتقوا الله فوَقَرَتْ في قلب كل مؤمن ومؤمنة وأَسْمَعَ ما بين السماء والأَرض فأَجابه مَن في الأَصْلاب ممّن كُتِب له الحج فكلّ من حجّ فهو ممن أَجاب إبراهيم عليه السلام وروي أَن أَذانه بالحجّ كان يا أَيها الناس كتب عليكم الحجّ والأَذِينُ المُؤذِّنُ قال الحُصَينُ بن بُكَيْر الرَّبْعيّ يصف حمارَ وحش شَدَّ على أَمر الورُودِ مِئْزَرَهْ سَحْقاً وما نادَى أَذِينُ المَدَرَهْ السَّحْقُ الطَّرْدُ والمِئْذنةُ موضعُ الأَذانِ للصلاة وقال اللحياني هي المنارةُ يعني الصَّومعةَ أَبو زيد يقال للمنارة المِئْذَنة والمُؤْذَنة قال الشاعر سَمِعْتُ للأَذانِ في المِئْذَنَهْ وأَذانُ الصلاة معروف والأَذِينُ مثله قال الراجز حتى إذا نُودِيَ بالأَذِين وقد أذَّنَ أَذاناً وأَذَّنَ المُؤذِّن تأْذيناً وقال جرير يهجو الأَخطل إنّ الذي حَرَمَ الخِلافَةَ تَغْلِباً جعلَ الخِلافةَ والنُّبوَّةَ فينا مُضَرٌ أَبي وأَبو الملوكِ فهل لكم يا خُزْرَ تَغْلِبَ من أَبٍ كأَبِينا ؟ هذا ابنُ عمِّي في دِمَشْقَ خليفةٌ لو شِئْتُ ساقَكمُ إليّ قَطينا إنّ الفَرَزْدَقَ إذ تَحَنَّفَ كارِهاً أَضْحَى لِتَغْلِبَ والصَّلِيبِ خَدِينا ولقد جَزِعْتُ على النَّصارى بعدما لَقِيَ الصَّليبُ من العذاب معِينا هل تَشْهدون من المَشاعر مَشْعراً أَو تسْمَعون من الأَذانِ أََذِينا ؟ ويروى هذا البيت هل تَمْلِكون من المشاعِرِ مشعراً أَو تَشْهدون مع الأَذان أذينا ؟ ابن بري والأَذِينُ ههنا بمعنى الأَذانِ أَيضاً قال وقيل الأَذينُ هنا المُؤَذِّن قال والأَذينُ أيضاً المُؤذّن للصلاة وأَنشد رجز الحُصَين بن بُكَير الرَّبعي سَحْقاً وما نادَى أَذينُ المَدَرَهْ والأَذانُ اسمُ التأْذين كالعذاب اسم التّعذيب قال ابن الأَثير وقد ورد في الحديث ذكر الأَذان وهو الإعلام بالشيء يقال منه آذَنَ يُؤْذِن إيذاناً وأَذّنَ يُؤذّن تأْذِيناً والمشدّدُ مخصوصٌ في الاستعمال بإعلام وقت الصلاة والأَذانُ الإقامةُ ويقال أَذَّنْتُ فلاناً تأْذيناً أَي رَدَدْتُه قال وهذا حرفٌ غريب قال ابن بري شاهدُ الأَذانِ قولُ الفرزدق وحتى علا في سُور كلِّ مدينةٍ مُنادٍ يُنادِي فَوْقَها بأَذان وفي الحديث أَنّ قوماً أَكلوا من شجرةٍ فحمَدوا فقال عليه السلام قرِّسُوا الماء في الشِّنانِ وصُبُّوه عليهم فيما بين الأَذانَيْن أَراد بهما أَذانَ الفجر والإقامَة التَّقْريسُ التَّبْريدُ والشِّنان القِرَبْ الخُلْقانُ وفي الحديث بين كلّ أَذانَيْن صلاةٌ يريد بها السُّنَن الرواتبَ التي تُصلَّى بين الأَذانِ والإقامةِ قبل الفرض وأَذَّنَ الرجلَ ردَّه ولم يَسْقِه أَنشد ابن الأَعرابي أَذَّنَنا شُرابِثٌ رأْس الدَّبَرْ أَي رَدَّنا فلم يَسْقِنا قال ابن سيده وهذا هو المعروف وقيل أَذَّنه نَقَر أُذُنَه وهو مذكور في موضعه وتَأَذَّنَ لَيَفعَلنَّ أَي أَقسَم وتَأَذَّنْ أَي أعْلم كما تقول تَعَلَّم أَي اعْلَم قال فقلتُ تَعَلَّمْ أَنَّ للصَّيْد غرّةً وإلاّ تُضَيِّعْها فإنك قاتِلُهْ وقوله عز وجل وإذ تأَذَّنَ ربُّك قيل تَأَذَّن تأَلَّى وقيل تأَذَّنَ أَعْلَم هذا قول الزجاج الليث تأَذَّنْتُ لأَفعلنَّ كذا وكذا يراد به إيجابُ الفعل وقد آذَنَ وتأَذَّنَ بمعنًى كما يقال أَيْقَن وتَيَقَّنَ ويقال تأَذَّنَ الأَميرُ في الناس إذا نادى فيهم يكون في التهديد والنَّهيْ أَي تقدَّم وأَعْلمَ والمُؤْذِنُ مثل الذاوي وهو العودُ الذي جَفَّ وفيه رطوبةٌ وآذَنَ العُشْبُ إذا بَدَأَ يجِفّ فتَرى بعضَه رطْباً وبعضه قد جَفّ قال الراعي وحارَبَتِ الهَيْفُ الشَّمالَ وآذَنَتْ مَذانِبُ منها اللَّدْنُ والمُتَصَوِّحُ التهذيب والأذَنُ التِّبْنُ واحدته أَذَنةٌ وقال ابن شُميل يقال هذه بقلةٌ تجِدُ بها الإبلُ أَذَنةً شديدة أَي شَهْوةً شديدة والأََذَنَةُ خوصةُ الثُّمامِ يقال أَذَن الثُّمامُ إذا خرجت أَذَنَتُه ابن شميل أَذِنْتُ لحديث فلان أَي اشتهيته وأَذِنْتُ لرائحة الطعام أَي اشتهيته وهذا طعامٌ لا أَذَنة له أَي لا شهوة لريحه وأَذَّن بإرسالِ إبلِه أَي تكلمّ به وأَذَّنُوا عنِّي أَوَّلها أَي أَرسلوا أَوَّلها وجاء فلانٌ ناشراً أُذُنَيْه أَي طامعاً ووجدت فلاناً لابساً أُذُنَيْه أَي مُتغافلاً ابن سيده وإِذَنْ جوابٌ وجزاءٌ وتأْويلها إن كان الأَمر كما ذكرت أَو كما جرى وقالوا ذَنْ لا أَفعلَ فحذفوا همزة إذَنْ وإذا وقفت على إذَنْ أَبْدَلْتَ من نونه أَلفاً وإنما أُبْدِلَتْ الأَلفُ من نون إِذَنْ هذه في الوقف ومن نون التوكيد لأن حالَهما في ذلك حالُ النون التي هي علَمُ الصرف وإن كانت نونُ إذنْ أصلاً وتانِك النونانِ زائدتين فإنْ قلت فإذا كانت النون في إذَنْ أَصلاً وقد أُبدلت منها الأَلف فهل تُجيز في نحو حَسَن ورَسَن ونحو ذلك مما نونه أَصل فيقال فيه حسا ورسَا ؟ فالجواب إن ذلك لا يجوز في غير إذَنْ مما نونه أَصلٌ وإن كان ذلك قد جاء في إِذَنْ من قِبَل أَنّ إذنْ حرفٌ فالنون فيها بعضُ حرفٍ فجاز ذلك في نون إذَنْ لمضارَعةِ إذَنْ كلِّها نونَ التأْكيد ونون الصرف وأَما النونُ في حَسَن ورَسَن ونحوهما فهي أَصلٌ من اسم متمكن يجري عليه الإعرابُ فالنون في ذلك كالدال من زيدٍ والراء من نكيرٍ ونونُ إذَنْ ساكنةٌ كما أَن نُونَ التأْكيد ونونَ الصرف ساكنتان فهي لهذا ولِما قدمناه من أَن كل واحدةٍ منهما حرفٌ كما أَن النون من إذَنْ بعضُ حرف أَشْبَهُ بنون الإسم المتمكن الجوهري إذنْ حرفُ مُكافأَة وجوابٍ إن قدَّمْتَها على الفعل المستقبل نَصَبْتَ بها لا غير وأَنشد ابن بري هنا لسَلْمى بن عونة الضبِّيّ قال وقيل هو لعبد الله ابن غَنَمة الضبِّيّ ارْدُدْ حِمارَكَ لا يَنْزِعْ سوِيَّتَه إذَنْ يُرَدَّ وقيدُ العَيْرِ مَكْروبُ قال الجوهري إذا قال لك قائلٌ الليلةَ أَزورُكَ قلتَ إذَنْ أُكْرمَك وإن أَخَّرْتها أَلْغَيْتَ قلتَ أُكْرِمُكَ إذنْ فإن كان الفعلُ الذي بعدها فعلَ الحال لم تعمل لأَن الحال لا تعمل فيه العواملُ الناصبة وإذا وقفتَ على إذَنْ قلت إذا كما تقول زيدَا وإن وسَّطتها وجعلتَ الفعل بعدها معتمداً على ما قبلها أَلْغَيْتَ أَيضاً كقولك أَنا إذَنْ أُكْرِمُكَ لأَنها في عوامل الأَفعال مُشبَّهةٌ بالظنّ في عوامل الأَسماء وإن أَدخلت عليها حرفَ عطفٍ كالواو والفاء فأَنتَ بالخيارِ إن شئت أَلغَيْتَ وإن شئت أَعملْتَ