كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

رصف
الرَّصْفُ ضَمُّ الشيء بعضِه إلى بعض ونَظْمُه رَصَفَه يَرْصُفُه رَصْفاً فارْتَصَفَ وتَرَصَّفَ وتَراصَفَ قال الليث يقال للقائم إذا صَفَّ قدميه رَصَفَ قَدَمَيْهِ وذلك إذا ضَمَّ إحداهما إلى الأُخرى وتَراصَفَ القومُ في الصفّ أَي قام بعضُهم إلى لِزْقِ بعض ورَصَفَ ما بين رِجْليه قَرَّبَهما ورُصِفَتْ أَسْنانُه
( * قوله « ورصفت أسنانه إلى قوله تصافت » كذا بالأصل مضبوطاً ) رَصْفاً ورَصِفَتْ رَصَفاً فهي رصِفَةٌ ومُرْتَصِفةٌ تَصافَّتْ في نبْتَتِها وانْتَظَمَتْ واستوت وفي حديث معاذ رضي اللّه عنه في عذاب القبر ضَرَبه بمِرْصافةٍ وسَط رأْسه أَي مِطْرَقَةٍ لأَنها يُرْصَفُ بها المضروب أَي يُضَمُّ ورَصَفَ الحجرَ يَرْصفُهُ رَصْفاً بناه فوَصَل بعضَه ببعض والرَّصَفُ الحِجارة المُتراصِفةُ واحدتها رَصَفةٌ بالتحريك والرَّصَفُ حجارةٌ مَرْصُوفٌ بعضُها إلى بعضٍ وأَنشد للعجاج فَشَنَّ في الإبْريقِ منها نُزَفا منْ رَصَفٍ نازَعَ سَيْلاً رَصَفا حتى تَناهى في صَهاريجِ الصَّفا قال الباهلي أَراد أَنه صَبَّ في إبْريقِ الخمر من ماءِ رَصَفٍ نازَعَ سَيْلاً كان في رصَفٍ فصار منه في هذا فكأَنَّه نازعه إياه قال الجوهري يقول مُزِجَ هذا الشرابُ من ماء رصَفٍ نازَعَ رصَفاً آخَرَ لأَنه أَصْفى له وأَرَقُّ فَحذَف الماء وهو يُريدُه فجَعل مَسِيلَه من رَصَفٍ إلى رصف مُنازَعةً منه إياه ابن الأعرابي أَرْصَفَ الرجلُ إذا مَزَجَ شرابَه بماء الرَّصَفِ وهو الذي ينحدر من الجبال على الصخر فيَصْفُو وأَنشد بيت العجاج وفي حديث المغيرة لحَديثٌ من عاقِلٍ أَحَبُّ إليَّ من الشُّهْدِ بماء رَصَفةٍ الرَّصَفةُ بالتحريك واحدة الرَّصَفِ وهي الحجارة التي يُرْصَفُ بعضها إلى بعض في مَسِيل فيجتمع فيها ماء المطر وفي حديث ابن الضَّبْعاء
( * قوله « الضبعاء » كذا في الأصل بضاد معجمة ثم عين مهملة والذي في النهاية الصبغاء بمهملة ثم معجمة )
بين القِرانِ السَّوْءِ والتَّراصُفِ التَّراصُفُ تَنْضِيدُ الحجارة وصَفُّ بعضِها إلى بعض واللّه أَعلم والرَّصَفُ السَّدُّ المبنيّ للماء والرَّصَفُ مَجْرى المَصْنعةِ التهذيب الرَّصَفُ صَفاً طويلٌ يتصل بعضه ببعض واحدته رَصَفةٌ وقيل الرَّصَفُ صفاً طويل كأَنه مَرْصُوفٌ ابن السكيت الرَّصْفُ مصدر رَصَفْتُ السهْم أَرْصُفُه إذا شَدَدْتَ عليه الرِّصافَ وهي عَقَبةٌ تُشدُّ على الرُّعْظِ والرُّعْظُ مَدْخَلُ سِنْخِ النَّصْلِ يقال سَهْمٌ مَرْصوفٌ وفي الحديث ثم نَظَرَ في الرِّصافِ فتَمارى أَيرى شيئاً أَم لا قال الليث الرَّصَفَةُ عَقَبةٌ تُلْوى على موضع الفُوقِ قال الأَزهري هذا خطأٌ والصواب ما قال ابن السكيت وفي حديث الخوارج ينظر في رِصافِه ثم في قُذَذِه فلا يرى شيئاً والرَّصَفَةُ واحدة الرِّصافِ وهي العَقَبةُ التي تُلْوى فوق رُعْظِ السهم إذا انكسر وجمعه رُصُفٌ وقول المتنَخِّل الهُذَليِّ مَعابِل غير أَرْصافٍ ولكنْ كُسِينَ ظُهارَ أَسْوَدَ كالخِياطِ قال ابن سيده عندي أَنه جمع رَصَفةً على رَصَفٍ كشجرة وشجر ثم جمع رَصفاً على أرْصاف كأَشْجار وأَراد ظُهارَ رِيشٍ أَسْودَ وهي الرُّصافةُ وجمعها رَصائِفُ ورِصافٌ وقد رَصَفه رَصْفاً فهو مَرْصُوفٌ ورَصِيفٌ والرَّصَفةُ والرَّصْفةُ جميعاً عَقَبةٌ تُشَدُّ على عَقَبةٍ ثم تُشَدُّ على حِمالةِ القَوْسِ قال وأَرى أَبا حنيفة قد جعل الرِّصافَ واحداً وفي الحديث أَنه مَضَغَ وتَراً في رمضانَ ورَصَفَ به وتَرَ قَوْسِه أَي شَدَّه وقَوَّاه والرَّصْفُ الشَّدُّ والضمُّ ورَصَفَ السهمَ شَدَّه بالرِّصافِ وهو عَقَب يُلْوى على مدخل النَّصْلِ فيه والرَّصْف بالتسكين المصدر من ذلك تقول رَصَفْت الحجارة في البناء أَرصُفُها رَصْفاً إذا ضممت بعضها إلى بعض ورَصَفْت السهمَ رَصْفاً إذا شَدَدْتَ على رُعْظه عَقَبَةً ومنه قول الراجز وأَثْرَبِيٌّ سِنْخُه مَرْصُوفُ
( * قوله « وأثربي » في القاموس والنسبة يعني إلى يثرب يثربي وأثربي بفتح الراء وكسرها فيهما واقتصر الجوهري على الفتح )
ويقال هذا أَمر لا يَرْصُفُ بك أَي لا يَلِيق والرَّصَفَتانِ عَصَبتانِ في رضْفَتَي الرُّكْبتين والمَرْصوفةُ من النساء التي التَزَقَ خِتانُها فلم يُوصَلْ إليها والرَّصُوفُ الصغيرة الفَرْجِ وقد رَصِفَتْ ابن الأَعرابي الرَّشُوفُ من النساء اليابِسَةُ المكان والرَّصُوفُ الضَّيّقةُ المكانِ والرَّصْفاءُ من النساء الضيِّقةُ الملاقي وهي الرَّصوفُ وحكى ابن بري المِيقابُ ضِدّ الرَّصوفِ والرَّصافةُ بالشي الرِّفْق به وفي حديث عمر رضي اللّه عنه أُتي في المنام فقيل له تَصَدَّقْ بأَرض كذا قال ولم يكن لنا مالٌ أَرْصَفُ بنا منها أَي أَرْفَقُ بنا وأَوْفَقُ لنا والرَّصافةُ الرَّفْقُ في الأَمور وفي رواية ولم يكن لنا عِمادٌ أَرْصَفُ بنا منها ولم يجئ لها فِعْلٌ وعملٌ رَصِيفٌ وجَوابٌ رَصِيف أَي مُحْكَمٌ رَصينٌ والرُّصافَةُ كل مَنْبِتٍ بالسوادِ وقد غلب على موضع بغداد والشام وعينُ الرُّصافةِ موضع فيه بئر وإيَّاه عنى أُمَيَّةُ بن أَبي عائذٍ الهذَليُّ يَؤُمُّ بها وانْتَحَتْ لِلرَّجا ءِ عَيْنَ الرُّصافةِ ذاتَ النِّجالِ
( * قوله « للرجاء » في معجم ياقوت للنجاء )
الصحاح ورُصافةُ موضع والرِّصافُ موضع ورَصَفٌ ماء قال أَبو خراش نُساقِيهمْ على رَصَفٍ وضُرٍّ كَدابغةٍ وقد نَغِلَ الأَديمُ
( * قوله « نساقيهم » هو الذي بالأصل هنا وسبق في مادة ضرر نسابقهم ورصف محركة وبضمتين موضع كما في القاموس زاد شارحه وبه ماء يسمى به )
رضف الرَّضْفُ الحجارَةُ التي حَمِيَتْ بالشمس أَو النار واحدتها رَضْفةٌ غيره الرَّضْفُ الحجارة المُحماةُ يُوغَرُ بها اللَّبَنُ واحدتها رَضْفةٌ وفي المثل خذ من الرَّضْفةِ ما عليها ورَضَفه يَرْضِفُه بالكسر أَي كَواه بالرَّضْفةِ والرَّضِيفُ اللبن يُغْلى بالرَّضْفةِ وفي حديث الهِجْرة فيَبِيتانِ في رِسْلِها ورَضِيفِها الرَّضِيفُ اللبن المَرْضُوفُ وهو الذي طَرِحَ فيه الحجارة المُحْماةُ لِيذْهب وخَمُه وفي حديث وابصةَ رضي اللّه عنه مثل الذي يأَكُلُ القُسامةَ كمثل جَدْيٍ بطنُه مملوء رَضْفاً وفي الحديث كان في التشهد الأَول كأَنه على الرَّضْفِ هي الحِجارة المُحْماة على النار وفي الحديث أَنه أُتِيَ برجل نُعِتَ له الكَيُّ فقال اكْوُوه ثم ارْضِفُوه
( * قوله « ثم ارضفوه » كذا بالأصل والذي في النهاية أو ارضفوه ) أَي كَمِّدُوه بالرضْفِ وحديث أَبي ذر رضي اللّه عنه بَشِّر الكَنَّازين برَضْفٍ يُحْمَى عليه في نار جهنم وشَواء مَرْضوفٌ مَشْوِيٌّ على الرضْفة وفي الحديث أَن هنداً بنت عُتْبَةَ لما أَسْلمت أَرْسَلَتْ إليه بَجَدْيَيْنِ مرضوفين ولَبَنٌ رَضِيفٌ مصْبُوبٌ على الرَّضْفِ والرضَفة سِمَةٌ تُكْوَى برضْفةٍ من حجارة حيثما كانت وقد رَضَفَه يَرْضِفُه الليث الرَّضْفُ حجارة على وجه الأَرض قد حميت وشِواء مَرْضُوفٌ يُشْوَى على تلك الحجارة والحَمَلُ المَرْضُوفُ تُلْقَى تلك الحجارة إذا احمرَّت في جوفِه حتى ينشوي الحمل قال شمر سمعت أَعرابيّاً يصف الرَّضائف وقال يُعْمَدُ إلى الجَدي فَيُلْبَأُ من لبن أُمه حتى يمتلئ ثم يذبح فَيُزَقَّقُ من قِبَلِ قفاه ثم يُعْمَدُ إلى حجارة فتحرق بالنار ثم تُوضع في بطنه حتى ينشوي وأَنشد بيت الكميت ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها حين غَرْغَرا لم تُؤْن أَي لم تَحْبِسْ ولم تُبْطِئْ الأَصمعي الرضْفُ الحجارةُ المُحْماةُ في النار أَو الشمس واحدتها رضْفةٌ قال الكميت بن زيد أَجِيبُوا رُقَى الآسِي النَِّطاسِيِّ واحْذَروا مُطَفّئةَ الرَّضْفِ التي لا شِوَى لها قال وهي الحَيّةُ التي تمرُّ على الرضْف فَيُطْفِئُ سمُّها نارَ الرضْف وقال أَبو عمرو الرضف حجارة يُوقد عليها حتى إذا صارت لهَباً أُّلقِيَتْ في القِدْرِ مع اللحم فأَنْضَجَتْه والمَرْضُوفةُ القدر أُنْضِجت بالرضف وفي حديث حذيفة أَنه ذكر فِتَناً فقال أَتتكم الدُّهَيْماءُ تَرْمِي بالنَّشَفِ ثم التي تَلِيها ترمي بالرَّضْف أَي في شدّتها وحَرّها كأَنها ترمي بالرضف قال أَبو منصور رأَيت الأعراب يأْخذون الحجارة فيوقدون عليها فإذا حَمِيَت رَضَفُوا بها اللَّبن البارِدَ الحَقِينَ لتَكْسِر من برده فيشربونه وربما رضفوا الماء للخيل إذا بَرَد الزمان وفي حديث أَبي بكر فإذا قُرَيْصٌ من مَلَّةٍ فيه أَثَر الرَّضِيفِ يريد قُرْصاً صغيراً قد خُبِزَ بالمَلّة وهي الرّماد الحارُّ والرَّضِيفُ ما يُشْوَى من اللحم على الرَّضْفِ أَي مَرْضُوفٌ يريد أَثَر ما عَلِقَ على القُرْص من دَسَم اللحم المرضوف أَبو عبيدة جاء فلان بِمُطْفِئَة الرضف قال وأَصلها أَنها داهيةٌ أَنْسَتْنا التي قبلها فأَطفَأَت حَرّها قال الليث مُطْفِئة الرّضْفِ شَحْمَة إذا أَصابت الرَّضْفَ ذابت فأَخْمَدَته قال أَبو منصور والقول ما قال أَبو عبيدة وفي حديث معاذ في عذاب القبر ضَرَبَه بِمرْضافةٍ وسَطَ رأْسِه أَي بآلةٍ من الرَّضفِ ويروى بالصاد وقد تقدّم والرضْف جِرْمُ عِظامٍ في الرُّكْبَة كالأَصابع المضمومة قد أَخذ بعضها بعضاً والواحدة رَضْفة ومنهم من يثقل فيقول رَضَفةٌ ابن سيده والرَّضْفةُ والرَّضَفةُ عظم مُطْبِقٌ على رأَْس الساق ورأْسِ الفخذ والرَّضْفةُ طَبَقٌ يموجُ على الرُّكبة وقيل الرَّضَفَتان من الفرس عظمان مُسْتديران فيهما عِرَضٌ منقطعان من العظام كأَنهما طَبَقانِ للركبتين وقيل الرضفة الجلدة التي على الركبة والرضفة عظم بين الحَوْشَبِ والوَظِيفِ ومُلْتقى الجُبَّةِ في الرُّسْغِ وقيل هي عظمٌ مُنْقَطِعٌ في جوف الحافر ورَضْفُ الركبة
( * قوله « ورضف الركبة » كذا بالأصل بدون هاء تأنيث وقوله « والرضف ركبتا » كذا فيه أيضاً ) ورُضافُها التي تزول وقيل الرُّضاف ما كان تحت الدَّاغِصة وقال النضر في كتاب الخيل والرضف ركبتا الفرس فيما بين الكُراع والذِّراع وهي أَعْظمُ صغار مجتمعة في رأْس أَعلى الذراع ورَضَفْتُ الوِسادَةَ ثَنَيْتُها يمانِيةٌ

رضف
الرَّضْفُ الحجارَةُ التي حَمِيَتْ بالشمس أَو النار واحدتها رَضْفةٌ غيره الرَّضْفُ الحجارة المُحماةُ يُوغَرُ بها اللَّبَنُ واحدتها رَضْفةٌ وفي المثل خذ من الرَّضْفةِ ما عليها ورَضَفه يَرْضِفُه بالكسر أَي كَواه بالرَّضْفةِ والرَّضِيفُ اللبن يُغْلى بالرَّضْفةِ وفي حديث الهِجْرة فيَبِيتانِ في رِسْلِها ورَضِيفِها الرَّضِيفُ اللبن المَرْضُوفُ وهو الذي طَرِحَ فيه الحجارة المُحْماةُ لِيذْهب وخَمُه وفي حديث وابصةَ رضي اللّه عنه مثل الذي يأَكُلُ القُسامةَ كمثل جَدْيٍ بطنُه مملوء رَضْفاً وفي الحديث كان في التشهد الأَول كأَنه على الرَّضْفِ هي الحِجارة المُحْماة على النار وفي الحديث أَنه أُتِيَ برجل نُعِتَ له الكَيُّ فقال اكْوُوه ثم ارْضِفُوه
( * قوله « ثم ارضفوه » كذا بالأصل والذي في النهاية أو ارضفوه ) أَي كَمِّدُوه بالرضْفِ وحديث أَبي ذر رضي اللّه عنه بَشِّر الكَنَّازين برَضْفٍ يُحْمَى عليه في نار جهنم وشَواء مَرْضوفٌ مَشْوِيٌّ على الرضْفة وفي الحديث أَن هنداً بنت عُتْبَةَ لما أَسْلمت أَرْسَلَتْ إليه بَجَدْيَيْنِ مرضوفين ولَبَنٌ رَضِيفٌ مصْبُوبٌ على الرَّضْفِ والرضَفة سِمَةٌ تُكْوَى برضْفةٍ من حجارة حيثما كانت وقد رَضَفَه يَرْضِفُه الليث الرَّضْفُ حجارة على وجه الأَرض قد حميت وشِواء مَرْضُوفٌ يُشْوَى على تلك الحجارة والحَمَلُ المَرْضُوفُ تُلْقَى تلك الحجارة إذا احمرَّت في جوفِه حتى ينشوي الحمل قال شمر سمعت أَعرابيّاً يصف الرَّضائف وقال يُعْمَدُ إلى الجَدي فَيُلْبَأُ من لبن أُمه حتى يمتلئ ثم يذبح فَيُزَقَّقُ من قِبَلِ قفاه ثم يُعْمَدُ إلى حجارة فتحرق بالنار ثم تُوضع في بطنه حتى ينشوي وأَنشد بيت الكميت ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها حين غَرْغَرا لم تُؤْن أَي لم تَحْبِسْ ولم تُبْطِئْ الأَصمعي الرضْفُ الحجارةُ المُحْماةُ في النار أَو الشمس واحدتها رضْفةٌ قال الكميت بن زيد أَجِيبُوا رُقَى الآسِي النَِّطاسِيِّ واحْذَروا مُطَفّئةَ الرَّضْفِ التي لا شِوَى لها قال وهي الحَيّةُ التي تمرُّ على الرضْف فَيُطْفِئُ سمُّها نارَ الرضْف وقال أَبو عمرو الرضف حجارة يُوقد عليها حتى إذا صارت لهَباً أُّلقِيَتْ في القِدْرِ مع اللحم فأَنْضَجَتْه والمَرْضُوفةُ القدر أُنْضِجت بالرضف وفي حديث حذيفة أَنه ذكر فِتَناً فقال أَتتكم الدُّهَيْماءُ تَرْمِي بالنَّشَفِ ثم التي تَلِيها ترمي بالرَّضْف أَي في شدّتها وحَرّها كأَنها ترمي بالرضف قال أَبو منصور رأَيت الأعراب يأْخذون الحجارة فيوقدون عليها فإذا حَمِيَت رَضَفُوا بها اللَّبن البارِدَ الحَقِينَ لتَكْسِر من برده فيشربونه وربما رضفوا الماء للخيل إذا بَرَد الزمان وفي حديث أَبي بكر فإذا قُرَيْصٌ من مَلَّةٍ فيه أَثَر الرَّضِيفِ يريد قُرْصاً صغيراً قد خُبِزَ بالمَلّة وهي الرّماد الحارُّ والرَّضِيفُ ما يُشْوَى من اللحم على الرَّضْفِ أَي مَرْضُوفٌ يريد أَثَر ما عَلِقَ على القُرْص من دَسَم اللحم المرضوف أَبو عبيدة جاء فلان بِمُطْفِئَة الرضف قال وأَصلها أَنها داهيةٌ أَنْسَتْنا التي قبلها فأَطفَأَت حَرّها قال الليث مُطْفِئة الرّضْفِ شَحْمَة إذا أَصابت الرَّضْفَ ذابت فأَخْمَدَته قال أَبو منصور والقول ما قال أَبو عبيدة وفي حديث معاذ في عذاب القبر ضَرَبَه بِمرْضافةٍ وسَطَ رأْسِه أَي بآلةٍ من الرَّضفِ ويروى بالصاد وقد تقدّم والرضْف جِرْمُ عِظامٍ في الرُّكْبَة كالأَصابع المضمومة قد أَخذ بعضها بعضاً والواحدة رَضْفة ومنهم من يثقل فيقول رَضَفةٌ ابن سيده والرَّضْفةُ والرَّضَفةُ عظم مُطْبِقٌ على رأَْس الساق ورأْسِ الفخذ والرَّضْفةُ طَبَقٌ يموجُ على الرُّكبة وقيل الرَّضَفَتان من الفرس عظمان مُسْتديران فيهما عِرَضٌ منقطعان من العظام كأَنهما طَبَقانِ للركبتين وقيل الرضفة الجلدة التي على الركبة والرضفة عظم بين الحَوْشَبِ والوَظِيفِ ومُلْتقى الجُبَّةِ في الرُّسْغِ وقيل هي عظمٌ مُنْقَطِعٌ في جوف الحافر ورَضْفُ الركبة
( * قوله « ورضف الركبة » كذا بالأصل بدون هاء تأنيث وقوله « والرضف ركبتا » كذا فيه أيضاً ) ورُضافُها التي تزول وقيل الرُّضاف ما كان تحت الدَّاغِصة وقال النضر في كتاب الخيل والرضف ركبتا الفرس فيما بين الكُراع والذِّراع وهي أَعْظمُ صغار مجتمعة في رأْس أَعلى الذراع ورَضَفْتُ الوِسادَةَ ثَنَيْتُها يمانِيةٌ

رعف
الرَّعْفُ السَّبْقُ رَعَفْتُ أَرْعُفُ قال الأَعشى به ترعُفُ الأَلْفَ إذْ أُرْسِلَتْ غَداةَ الصَّباحِ إذا النَّقْعُ ثارا ورَعَفَه يَرْعَفُه رَعْفاً سَبَقَه وتقدَّمَه وأَنشد ابن بري لذي الرمة بالمُنْعَلاتِ الرَّواعِفِ والرُّعاف دم يَسْبِقُ من الأَنف رَعَف يَرْعُفُ ويَرْعَفُ رَعْفاً ورُعافاً ورَعُفَ ورَعِفَ قال الأَزهري ولم يُعْرَف رُعِفَ ولا رَعُفَ في فِعْلِ الرُّعاف قال الجوهري ورَعُفَ بالضم لغة فيه ضعيفة قال الأَزهري وقيل للذي يخرج من الأَنف رُعافٌ لسبْقه عِلْم الرَّاعِفِ قال عمرو بن لجَإٍ حتى ترى العُلْبةَ من إذْرائِها يَرْعُفُ أَعْلاها من امْتِلائِها إذا طَوَى الكفّ على رِشائِها وفي حديث أَبي قتادة أَنه كان في عُرْسٍ فَسَمِعَ جارية تَضْرِب بالدُّفِّ فقال لها ارْعَفي أَي تقدَّمي يقال منه رَعِفَ بالكسر يَرْعَفُ بالفتح ومن الرُّعاف رَعَفَ بالفتح يَرْعُفُ بالضم ورَعَفَ الفرسُ يَرْعَفُ ويَرْعُفُ أَي سَبَقَ وتقدم وأَنشد ابن بري لِعُبَيْدٍ يَرْعُفُ الأَلْفَ بالمُدَجَّجِ ذي القَوْ نَسِ حتى يَعُودَ كالتِّمثالِ
( * قوله « بالمدجج » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس بالمزجج )
قال وأَنشد أَبو عمرو لأَبي نخيلة وهُنَّ بعد القَرَبِ القَسِيِّ مُسْتَرْعِفاتٌ بشَمَرْذَليِّ والقَسِيُّ الشديدُ والشَّمَرْذليُّ الخادي واسْترعَفَ مثلُه والراعِفُ الفرس الذي يتقدّم الخيلَ والرَّاعِفُ طَرَفُ الأَرْنبةِ لتَقَدّمه صفة غالبة وقيل هو عامّة الأَنف ويقال للمرأَة لُوثي على مراعِفِك أَي تَلَثَّمِي ومَراعِفُها الأَنفُ وما حَوْله ويقال فَعَلْتُ ذلك على الرَّغْمِ من مَراعِفِه مثل مَراغِمِه والرَّاعِف أَنفُ الجبل على التشبيه وهو من ذلك لأَنه يَسْبِقُ أَي يتقدم وجمعه الرّواعِفُ والرّواعِفُ الرِّماحُ صفة غالبة أَيضاً إما لتقدُّمِها للطَّعْن وإما لِسَيَلانِ الدم منها والرَّعْفُ سُرعْة الطعن عن كراع وأَرْعَفَه أَعْجَلَه وليس بثبَتٍ أَبو عبيدة بينا نحن نذكر فلاناً رَعَفَ به البابُ أَي دخل علينا من الباب وأَرْعَفَ قِرْبَتَه أَي ملأَها حتى تَرْعُفَ ومنه قول عمرو بن لجإٍ يَرْعُفُ أَعْلاها من امْتِلائها إذا طَوَى الكفّ على رِشائها وراعُوفةُ البئر وراعُوفُها وأُرْعُوفَتها حجر ناتئٌ على رأْسها لا يُسْتَطاعُ قَلْعُه يقوم عليه المُسْتقي وقيل هو في أَسْفلها وقيل راعُوفة البئر صخرة تُتْرَكُ في أَسْفَلِ البئر إذا احْتُفِرَتْ تكون ثابتة هناك فإذا أَرادوا تَنْقِيةَ البئر جلس المُنَقِّي عليها وقيل هي حجر يكون على رأْس البئر يقوم المستقي عليه ويروى بالثاء المثلثة وقد تقدم وقيل هو حجر ناتئ في بعض البئر يكون صُلْباً لا يمكنهم حَفْره فيترك على حاله وقال خالد ابن جَنْبَةَ راعوفةُ البئر النَّطَّافةُ قال وهي مثل عَيْن على قدر جُحْر العَقْرب نِيطَ في أَعلى الرَّكِيّة فيُجاوِزُونها في الحفْر خَمْس قِيَمٍ وأَكثر فربما وجدوا ماء كثيراً تَبَجُّسُه قال وبالرُّوبَنْج عينٌ نَطّافة عذْبة وأَسفَلَها عين زُعاقٌ فتَسمع قَطَرانَ
( * قوله « فتسمع قطران إلخ » كذا بالأصل ) النطّافة فيها طرق قال شمر من ذهب بالراعُوفةِ إلى النّطّافةِ فكأَنه أَخذه من رُعافِ الأَنف وهو سَيَلانُ دمِه وقَطَرانُه ويقال ذلك سيلان الذَّنِينِ وأَنشد قوله كلا مَنْخَرَيْه سابقاً ومُعَشِّراً بما انْفَضَّ من ماء الخَياشِيم راعِفُ
( * قوله « ومعشراً » كذا بالأصل )
قال ومَنْ ذَهَبَ بالراعُوفةِ إلى الحجر الذي يتقدَّم طَيَّ البئر على ما ذكر فهو منْ رَعَفَ الرجل أَو الفرس إذا تقدَّم وسبَق وفي الحديث عن عائشة أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم سُحِرَ وجُعِل سِحْرُه في جُفِّ طَلْعةٍ ودُفِنَ تحْتَ راعُوفةِ البئر ويروى راعُوثة بالثاء المثلثة وقد تقدم واسْتَرْعَفَ الحَصى مَنْسِمَ البعير أَي أَدْماه والرُّعافيُّ الرجل الكثيرُ العَطاء مأَْخوذ من الرُّعافِ وهو المطَرُ الكثير والرُّعُوفُ الأَمطار الخِفاف قال ويقال للرجل إذا اسْتَقْطَرَ الشحمة وأَخذ صُهارتَها قد أَوْدَفَ واسْتَوْدَفَ واسْتَرْعَفَ واسْتَوْكَفَ واسْتَدامَ واسْتَدْمى كله واحد ورَعْفانُ الوالي
( * قوله « ورعفان الوالي » كذا ضبط في الأَصل ) ما يُسْتَعْدى به وفي حديث جابر يأْكلون
( * قوله « يأكلون إلخ » كذا بالأصل والنهاية أيضاً ) من تلك الدابَّة ما شاؤوا حتى ارْتَعَفُوا أَي قَوِيَتْ أَقدامُهم فركبوها وتقدموا

رغف
رَغَفَ الطِّينَ والعَجينَ يَرْغَفُه رَغْفاً كَتَّلَه بيديه وأَصل الرَّغْفِ جمعك الرَّغِيفَ تُكَتِّلُه والرَّغيف الخُبْزة مشتقّ من ذلك والجمع أَرْغِفة ورُغُفٌ ورُغْفانٌ قال لقيط بن زُرارةَ إنَّ الشِّواءَ والنَشِيلَ والرُّغُفْ والقَيْنةَ الحَسْناء والكأْسَ الأُنُفْ للطَّاعِنِينَ الخيلَ والخيلُ قُطُفْ
( * قوله « للطاعنين الخيل » سيأتي في مادة نشل للضاربين الهام )
ورغَفَ البعيرَ رَغْفاً لَقَّمَهُ البِزْر والدقيق وأَرْغَفَ الرجلُ حدَّدَ بَصَره وكذلك الأَسدُ

رفف
رَفَّ لونُه يَرِفُّ بالكسر رَفّاً ورَفيفاً بَرَقَ وتَلأْلأَ وكذلك رَفَّتْ أَسنانه وفي الحديث أَن النابغة الجَعْديَّ لما أَنشد سيدنا رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولا خَيْرَ في حِلْمٍ إذا لم تكن له بَوادِرُ تَحْمِي صَفْوَه أَن يُكَدَّرا ولا خَيْرَ في جَهْلٍ إذا لم يكن له حَلِيمٌ إذا ما أَوْرَدَ الأَمْرَ أَصْدَرا فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لا يَفْضُضِ اللّه فاك قال فبَقِيَتْ أَسْنانُه ترِفُّ حتى مات وفي النهاية وكأَنَّ فاه البَرَدُ تَرِفُّ أَسنانُه أَي تَبْرُق أَسنانُه من رَفَّ البرقُ يَرِفُّ إذا تلأْلأَ والرَّفَّةُ البَرْقةُ ومنه الحديث الآخر تَرفُّ غُروبُه هي الأَسنان ورفَّ يَرِفُّ بَرِحَ وتَخَيَّلَ قال وأُمُّ عَمّارٍ على القِرْد تَرِفْ ورَفَّ النباتُ يَرِفُّ رَفيفاً إذا اهتز وتَنَعَّمَ قال أَبو حنيفة هو أَن يَتَلأْلأَ ويُشْرِقَ ماؤه وثوب رَفِيفٌ وشجر رَفيفٌ إذا تَنَدَّى والرَّفَّةُ الاخْتِلاجةُ وفي حديث ابن زِمْلٍ لم تَرَ عَيْني مِثلَه قَطُّ يَرِفُّ رَفِيفاً يَقْطُرُ نداه يقال للشيء إذا كثر ماؤه من النَّعْمةِ والغَضاضةِ حتى يكاد يَهْتَزُّ رَفَّ يَرِفُّ رَفيفاً وفي حديث معاوية رضي اللّه عنه قالت له امرأَة أُعِيذُك باللّه أَن تنزل وادياً فَتَدَعَ أَوَّلَه يَرِفُّ وآخِرَه يَقِفُّ ورَفَّت عينُه تَرُفُّ وتَرِفُّ رَفّاً اخْتَلَجَتْ وكذلك سائر الأَعْضاء قال أَنشد أَبو العلاء لم أَدْرِ إلا الظَّنَّ ظَنَّ الغائِبِ أَبِكِ أَم بالغَيْبِ رَفُّ حاجِبي وكذلك البَرْقُ إذا لَمَعَ ورَفُّ البَرْقِ ومِيضُه ورَفَّتْ عليه النِّعْمة ضَفَتْ ورَفَّ الشيءَ يَرُفُّه رَفّاً ورَفِيفاً مَصَّه وقيل أَكلَه والرَّفَّةُ المَصّةُ والرَّفُّ المَّصُّ والتَّرَشُّفُ وقد رَفَفْتُ أَرُفُّ بالضم وأَنشد ابن بري واللّهِ لولا رَهْبَتي أَباكِ إذاً لَزَفَّتْ شَفَتايَ فاكِ رَفَّ الغَزالِ ورَقَ الأَراكِ ومنه حديث أَبي هريرة رضي اللّه عنه وقد سُئِلَ عن القُبْلةِ للصائم فقال إني لأَرُفُّ شَفَتَيْها وأَنا صائم قال أَبو عبيد وهو من شُرْب الرِّيق وتَرَشُّفه وقيل هو الرَّفُّ نَفْسُه
( * قوله « هو الرف نفسه » كذا بالأصل ) وقوله أَرُفُّ شَفَتَيْها أَي أَمَصُّ وأَتَرَشَّفُ وفي حديث عَبيدة السَّلْماني قال له ابن سِيرينَ ما يُوجِبُ الجَنابةَ ؟ قال الرَّفُ والاسْتِمْلاقُ يعني المَصَّ والجِماعَ لأَنه من مقدماته وقال أَبو عبيدة في قوله أَرُفُّ الرَّفُّ هو مثل المَصِّ والرَّشْفِ ونحوه يقال منه رَفَفْتُ أَرُفُّ رَفّاً وأَما رَفَّ يَرِفُّ بالكسر فهو من غير هذا رَفَّ يَرِفُّ إذا بَرَقَ لونُه وتلأْلأَ قال الأَعشى يذكر ثَغْرَ امْرأَةٍ ومَهاً تَرِفُّ غُرُوبُه تَسْقي المُتَيَّمَ ذا الحراره قال ابن بري ومثله لبِشرٍ يَرِفُّ كأَنه وهْناً مُدامُ والرَّفَّةُ الأَكْلَةُ المُحْكَمةُ قال أَبو حنيفة رَفَّتِ الإبِلُ تَرُفُّ وتَرِفُّ رَفّاً أَكلَتْ ورَفَّ المرأَةَ يَرُفُّها قَبَّلَها بأَطراف شَفَتَيْه وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ زَوْجي إنْ أَكلَ رَفَّ ابن الأَثير وهو الإكْثارُ من الأَكل والرَّفْرَفةُ تحريكُ الطائر جَناحَيهِ وهو في الهواء فلا يَبْرحُ مكانه ابن سيده رَفَّ الطائر ورَفْرَف حَرَّك جناحَيْه في الهواء والرَّفْرافُ الظَّلِيمُ يُرَفْرِفُ بجناحيه ثم يَعْدو والرَّفْرافُ الجناح منه ومن الطائر ورَفْرَف الطائر إذا حرَّك جناحيه حول الشيء يريد أَن يقع عليه والرَّفرافُ طائر وهو خاطِفُ ظِلِّه عن أَبي سلمة قال وربما سموا الظَّليمَ بذلك لأَنه يُرفْرِفُ بِجناحَيْه ثم يَعْدُو وفي الحديث رَفْرَفَتِ الرحمةُ فوق رأْسه يقال رَفْرَفَ الطائر بجناحيه إذا بسطهما عند السقوط على شيء يحوم عليه ليقع عليه وفي حديث أُمّ السائب أَنه مرَّ بها وهي تُرَفرِف من الحُمّى قال ما لَكِ تُرفرِفِين ؟ أَي تَرْتَعِدُ ويروى بالزاي وسنذكره والرَّفْرَفُ كِسْرُ الخِباء ونحوه وجوانبُ الدِّرْعِ وما تَدَلَّى منها الواحدة رَفْرَفَة وهو أَيضاً خِرْقَةٌ تُخاط في أَسْفل السُّرادِق والفُسْطاط ونحوه وكذلك الرَّفُّ رَفُّ البيت وجمعه رُفُوفٌ ورَفَّ البيتَ عَمِلَ له رَفّاً وفي الحديث أَن امرأَة قالت لزوجها أَحِجَّني قال ما عندي شيء قالت بِعْ تَمر رَفِّكَ الرَّفُّ بالفتح خشب يرفع عن الأَرض إلى جَنْب الجِدارِ يُوقَى به ما يُوضَع عليه وجمعه رُفُوفٌ ورِفافٌ وفي حديث كعب بن الأَشرف إنَّ رِفافي تَقَصَّفُ تمراً من عجوة يغيب فيها الضِّرسُ والرَّفُّ شبه الطاقِ والجمع رُفُوفٌ قال ابن بري قال ابن حمزةَ الرَّفُّ له عشرة معانٍ ذكر منها رَفَّ يَرُفُّ بالضم إذا مَصَّ وكذلك البعير يَرُفُّ البقلَ إذا أَكله ولم يملأْ به فاه وكذلك هو يَرُفُّ له أَي يَكْسِب ورفَّ يَرِفُّ بالكسر إذا بَرَقَ لونه ابن سيده ورَفِيفُ الفُسْطاط سَقْفُه وفي الحديث قال أَتيت عثمان وهو نازل بالأَبطح فإذا فُسْطاطٌ مضروب وإذا سيفٌ مُعَلَّقٌ على رَفِيف
( * قوله « على رفيف » في النهاية في رفيف ) الفسطاط الفسطاط الخَيْمة قال شمر ورَفِيفُه سَقْفُه وقيل هو ما تدَلَّى منه وفي حديث وفاة سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يرويه أَنس قال فَرَفَعَ الرَّفرَفَ فرأَينا وجْهَه كأَنه ورقة تَخَشْخِشُ قال ابن الأَعرابي الرَّفْرَفُ ههنا طَرَفُ الفُسْطاط قال والرَّفْرَفُ في حديث المِعراج البِساطُ ابن الأَثير الرَّفْرَفُ البِساطُ أَو السِّتر وقوله فَرَفَعَ الرَّفْرَفَ أَراد شيئاً كان يَحْجُبُ بينهم وبينه وكلُّ ما فَضَلَ من شيء وثُنِيَ وعُطِفَ فهو رَفْرَفٌ قال والرَّفْرَفُ في غير هذا الرَّفُّ يُجْعَل عليه طَرائفُ البيت وذكر ابن الأَثير عن ابن مسعود في قوله تعالى لقد رأَى من آيات ربه الكبرى قال رأَى رَفْرَفاً أَخضر سَدَّ الأُفق أَي بِساطاً وقيل فِراشاً قال ومنهم من يجعل الرَّفْرَف جمعاً واحده رَفْرَفَةٌ وجمع الرفْرفِ رَفارِفُ وقيل الرفرف في الأَصل ما كان من الديباج وغيره رَقيقاً حَسَن الصنْعة ثم اتُّسِع به والرَّفْرَفُ الرَّوْشَنُ والرَّفِيفُ الروشن ورَفْرَفُ الدِّرْعِ زَرَدٌ يشد بالبيضة يطرحه الرجل عى ظهره غيره ورَفْرَفُ الدِّرْعِ ما فضلَ من ذَيْلِها ورَفْرَفُ الأَيكةِ ما تَهَدَّلَ من غُصونها وقال المُعَطَّلُ الهُذَليُّ يصف الأَسد له أَيْكَةٌ لا يَأْمَنُ الناسُ غَيْبَها حَمَى رَفْرَفاً منها سِباطاً وخِرْوَعا قال الأَصمعي حمى رَفْرَفاً قال الرَّفْرَفُ شجر مُسْترْسِلٌ ينبت باليمن ورَفَّ الثوبُ رَفَفاً رَقَّ وليس بثبت ابن بري رَفَّ الثوبُ رَفَفاً فهو رَفِيفٌ وأَصله فَعِلَ والرَّفرَفُ الرَّقِيقُ من الدِّيباج والرَّفرَفُ ثياب خُضْرٌ يُتَّخذ منها للمجالس وفي المحكم تُبْسَطُ واحدته رَفْرَفَةٌ وفي التنزيل العزيز متكئين على رَفرَفٍ خُضْر وقرئ على رَفارِفَ وقال الفراء في قوله متكئين على رفرف خضر قال ذكروا أَنها رِياضُ الجنة وقال بعضهم الفُرُشُ والبُسُطُ وجمعه رفارِفُ وقد قرئ بهما متكئين على رَفارِف خُضْرٍ والرَّفرَفُ الشجر الناعم المسترسل وأَنشد بيت الهذلي يصف الأَسد حَمَى رَفْرَفاً منها سِباطاً وخِرْوَعا والرَّفيفُ والوَرِيفُ لغتان يقال للنبات الذي يهْتزُّ خُضْرَةً وتَلأْلُؤاً قد رَفَّ يَرِفُّ رَفيفاً وقول الأَعْشى بالشام ذات الرَّفِيف قال أَراد البساتين التي تَرِفُّ من نَضارتها واهتزازها وقيل ذاتُ الرَّفِيف سُفُنٌ كان يُعْبَر عليها وهو أَن تُشَدَّ سَفِينتانِ أَو ثلاث للملِك قال وكلُّ مُستَرِقٍّ من الرمل رَفٌّ والرَّفْرَفُ ضَرْب من سَمَكِ البحر والرَّفرفُ البَظْرُ عن اللحياني ورَفرف على القوم تَحَدَّب والرُّفَةُ التِّبْنُ وحُطامُه ورَفُّه عَلَفَه رُفَّة والرُّفافُ ما انْتُحِتَ من التبن ويَبِيس السَّمر عن ابن الأَعرابي ورَفَّ الرجلَ يَرُفُّه رَفّاً أَحْسَنَ إليه وأَسْدَى إليه يداً وفي المثل من حَفَّنا أَو رَفّنا فَلْيَتَّرِكْ وفي الصحاح فَليَقْتصد أَراد المدْح والإطْراء يقال فلان يَرُفُّنا أَي يَحُوطُنا ويَعْطِفُ علينا وما له حافٌّ ولا رافٌّ وفلان يَحُفُّنا ويَرُفُّنا أَي يُعْطِينا ويَميرُنا وفي التهذيب أَي يُؤوِينا ويُطْعِمُنا وأَما أَبو عبيد فجعله إتباعاً والأَوّل أَعْرَف الأَصمعي هو يَحِفُّ ويَرِفُّ أَي هو يقوم له ويَقْعُد ويَنْصَح ويُشْفِقُ أَراد بيَحِفُّ تسمع له حفيفاً ورجل يَرِفُّ إذا كان
( * كذا بياض بالأصل ) كالاهْتِزاز من النَّضارةِ قال ثعلب يقال رَفَّ يَرُفُّ إذا أَكل ورَفَّ يَرِفُّ إذا بَرَقَ ووَرَفَ يَرِفُ إذا اتَّسَعَ وقال الفراء هذا رفٌّ من الناس والرَّفُّ المِيرةُ والرَّفُّ القطعة العظيمة من الإبل وعمَّ اللحياني به الغنم فقال الرَّفُّ القطِيعُ من الغنم لم يخص معَزاً من ضأْن ولا ضأْناً من مَعَز والرَّفُّ الجماعة من الضأْن يقال هذا رَفّ من الضأْن أَي جماعة منها والرفُّ حَظِيرةُ الشاء وفي الحديث بعد الرِّفِّ والوَقِيرِ الرَّفُّ بالكسر الإبل العظيمة والوَقِيرُ الغنمُ الكثيرةُ أَي بعدَ الغِنى واليَسار ودارةُ رَفْرَفٍ موضع

رقف
ابن الأَعرابي الرُّقُوفُ الرُّفوف وفي نوادر الأَعراب رأَيته يُرْقَفُ من البردِ أَي يُرْعَدُ أَبو مالك أُّرْقِفَ إرْقافاً وقَفَّ قُفُوفاً وهي القُشَعْريرة

ركف
قال شمر تقول العرب ارْتَكَفَ الثلْجُ إذا وقع فثبت كقولك بالفارسية بِبَسْتْ

رنف
الرَّانِفةُ جُلَيدة طرَف الأَرْنَبة وطَرَفُ غُرْضُوفِ الأُذن وقيل ما لان عن شدّة الغُرْضُوف والرَّانِفةُ أَسْفلُ الأَلْية وقيل هي مُنْتَهى أَطْرافِ الأَلْيَتَيْنِ مما يلي الفخذين وقيل الرَّانِفةُ ناحِيةُ الأَلية وأَنشد أَبو عبيدة مَتى ما نَلْتَقي فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ رَوانِفُ أَلْيَتَيْكَ وتُسْتَطارا
( * قوله « نلتقي » كذا بالأصل وشرح القاموس والمشهور تلقني )
وقال الليث الرانِفُ ما اسْتَرْخى من الأَلْية للإنسان وأَلْيَةٌ رانفٌ وفي الصحاح الرانفةُ أَسفلُ الأَلية وطرَفُها الذي يلي الأَرض من الإنسان إذا كان قائماً وفي حديث عبد الملك أَن رجلاً قال له خرجت فيَّ قُرْحةٌ فقال له في أَي موضع من جسَدك ؟ فقال بين الرَّانفةِ والصَّفْنِ فأَعجبني حسن ما كنى الرَّانِفةُ ما سال من الأَلْيةِ على الفخذين والصَّفْنُ جلدة الخصية ورانِفُ كلِّ شيء ناحِيَتُه والرَّانِفةُ أَسفل اليد وأَرْنَفَ البعيرُ إرْنافاً إذا سار فحرَّك رأْسه فتقدمت هامَتُه الجوهري أَرْنَفَتِ الناقةُ بأُذُنَيْها إذا أَرْخَتْهما من الإعْياء وفي الحديث كان إذا نزل عليه صلى اللّه عليه وسلم الوَحْيُ وهو على القَصْواء تَذْرِفُ عيناها وتُرْنِفُ بأُذنيها من ثِقَلِ الوحي والرَّنْفُ بَهْرامَجُ البَرِّ وقد تقدّمت تَحْلِيةُ البهرامج قال أَبو حنيفة الرَّنْفُ من شجر الجبال ينضم ورَقُه إلى قُضْبانه إذا جاء الليل ويَنْتَشِرُ بالنهار

رهف
الرَّهَفُ مصدر الشيء الرُّهِيف وهو اللَّطيف الرقيق ابن سيده الرَّهْفُ والرَّهَفُ الرّقَّةُ واللطف أَنشد ابن الأَعرابي حَوْراءُ في أُسْكُفِّ عَيْنَيْها وطَفْ وفي الثَّنايا البِيضِ مِنْ فِيها رَهَفْ أُسْكُفُّ عينيها هُدْبُهما وقد رَهُفَ يَرْهُفُ رَهافةً فهو رَهِيفٌ قال الأَزهري وقلما يُسْتعمل إلا مُرْهَفاً ورَهَفَه وأَرْهَفَه ورجل مُرْهَفٌ رقيق وفي حديث ابن عباس كان عامر بن الطفيل مرهوفَ البَدَنِ أَي لَطِيفَ الجسم دَقيقَه يقال رُهِفَ فهو مَرْهُوفٌ وأَكثر ما يقال مُرْهَفُ الجسم وأَرْهَفْتُ سيفي أَي رَقَّقْتُه فهو مُرْهَف وسَهْم مُرْهَفٌ وسيف مُرْهَفٌ ورَهِيف وقد رَهَفْتُه وأَرْهَفْتُه فهو مَرْهوف ومُرْهف أَي رقّت حَواشِيه وأَكثر ما يقال مُرهف وفي حديث ابن عمر أَمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أَن آتِيَه بمُدْية فأَتَيْتُه بها فأَرْسَلَ بها فأُرْهِفَتْ أَي سُنَّتْ وأُخْرج حَدَّاها وفي حديث صَعْصَعَةَ بن صُوحانَ إني لأَتْرُكُ الكلام فما أُرْهِفُ به أَي لا أَرْكَبُ البَديهةَ ولا أَقْطَعُ القول بشيء قبل أَن أَتَأَمَّله وأُرَوِّيَ فيه ويروى بالزاي من الإزهاف الاستِقْدام وفرس مُرْهَفٌ لاحِقُ البطن خَمِيصُه متقارب الضلوع وهو عيب وأُذن مُرْهَفةٌ دَقِيقةٌ والرُّهافةُ موضع

روف
رافَ رَوْفاً سَكَنَ والهمز فيه لغة وليس من قولهم رؤوف رحيم ذلك من الرَّأْفة والرحمة التهذيب في ترجمة رأَف الرَّأْفة الرَّحمةُ رَؤُفْتُ بالرجل أَرْؤُفُ ورَأَفْتُ أَرْأَفُ به كلٌّ من كلام العرب قال أَبو منصور ومنهم من لين الهمزة وقال روف فجعلها واواً ومنهم من يقول رَأْفٌ بسكون الهمزة وقال ابن الأَعرابي الرَّوْفةُ الرحمة ابن بري رَوافٌ موضع قريب من مكة شرفها اللّه تعالى قال قَيْسُ بن الخَطيم أُسْدٌ بِبيشةَ أَو بِغافِ رَوافِ
( * قوله « رواف » كذا ضبط بالأصل وشرح القاموس رواف كسحاب وضبط في معجم ياقوت في غير موضع كغراب )

ريف
الرِّيفُ الخِصْبُ والسَّعةُ في المَآكل والجمع أَرْيافٌ فقط والرِّيفُ ما قارَبَ الماء من أَرض العرب وغيرها والجمع أَريافٌ ورُيُوفٌ قال أَبو منصور الرِّيفُ حيث يكون الحَضَرُ والمِياهُ والرِّيفُ أَرض فيها زرع وخِصْب ورافَتِ الماشِيةُ أَي رَعَتِ الرِّيفَ وفي الحديث تُفْتَحُ الأَرْيافُ فيخرج إليها الناسُ هي جمع رِيفٍ وهو كل أَرض فيها زرع ونخل وقيل هو ما قارَبَ الماء من أَرض العرب وغيرها ومنه حديث العُرَنِيِّين كنا أَهل ضَرْعٍ ولم نكن أَهل رِيف أَي إنَّا من أَهل البادية لا من أَهْلِ المُدُنِ وفي حديث فَرْوةَ بن مُسَيْكٍ وهي أَرضُ رِيفِنا ومِيرَتِنا وتَرَيَّفَ القومُ وأَرْيَفوا وتَرَيَّفْنا وأَرْيَفْنا صِرْنا إلى الرِّيفِ وحَضَروا القُرى ومَعِين الماء ومن العرب من يقول رافَ البدوِيُّ يَريفُ إذا أَتى الرِّيفَ ومنه قول الراجز جَوَّاب بَيْداءَ بها غُروفُ لا يأْكل البَقْل ولا يَريفُ ولا يُرى في بَيْتِه القَلِيفُ وقال القطامي ورافٍ سُلافٍ شَعْشَعَ البحرُ مَزْجَها لِتَحْمى وما فينا عن الشُرْب صادِفُ قالوا رافٌ اسم للخمر تَحْمى أَي تُسْكِرُ وأَرافَتِ الأَرضُ إرافةً وريفاً كما قالوا أَخْصَبَتْ إخْصاباً وخِصْباً سواء في الوَزْنِ والمعنى قال ابن سيده وعندي أَن الإرافةَ المصدر والرِّيفُ الاسم وكذلك القول في الإخْصابِ والخِصْب وقد تقدم وهي أَرضٌ ريِّفَةٌ بتشديد الياء

زأف
زأَفَه يَزْأَفُه زأْفاً أَعْجَله وقد أَزْأَفْتُ عليه أَي أَجْهَزْتُ عليه وموت زُؤاف وزُؤامٌ كَريه وقيل وحِيٌّ وأَزْأَفَ فلاناً بطنُه أَثْقَلَه فلم يَقْدِر أَن يتحرّك

زحف
زحَف إليه يَزْحَف زَحْفاً وزُحُوفاً وزَحَفاناً مَشى ويقال زَحَفَ الدَّبَى إذا مضى قُدُماً والزَّحْفُ الجماعةُ يَزْحَفُون إلى العدُوِّ بِمَرَّة وفي الحديث اللهمَّ اغفر له وإن كان فَرَّ من الزَّحْفِ أَي فرَّ من الجهاد ولِقاء العدو في الحرب وفي التنزيل يا أَيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحْفاً والجمع زُحُوفٌ كسّروا اسم الجمع كما قد يكسّرون الجمع ويستعمل في الجراد قال قد خِفْتُ أَن يَحْدُرَنا لِلمِصْرَيْنْ زَحْفٌ من الخَيْفانِ بعد الزَّحْفَيْنْ أَراد بعد زَحْفَيْن لكنه كره الزِّحاف فأَدخل الأَلف واللام لإكمال الجزء قال الزجاج يقال أَزْحَفْتُ القومَ إذا ثَبَتَّ لهم قال فمعنى قوله إذا لقِيتم الذين كفروا زَحْفاً أَي إذا لقِيتُموهم زاحِفينَ وهو أَن يَزْحَفوا إليهم قليلاً قليلاً فلا تولوهم الأَدْبار قال الأَزهري وأَصل الزحْفِ للصبي وهو أَن يَزْحَفَ على اسْته قبل أَن يقوم وإذا فعل ذلك على بطنه قيل قد حَبا وشُبِّه بزَحْفِ الصبيان مَشْيُ الفئَتَيْن تَلْتَقِيان للقتال فيمشي كلّ فيه مشياً رُوَيْداً إلى الفِئةِ الأُخْرى قبل التداني للضِّراب وهي مَزاحِفُ أَهلِ الحرب ورُبما اسْتَجَنَّتِ الرَّجَّالةُ بِجُنَنِها وتزاحفت من قُعود إلى أَن يَعْرِض لها الضِّرابُ أَو الطِّعانُ ويقال أَزْحَفَ لنا عَدُوُّنا إزْحافاً أَي صاروا يزحفون إلينا زَحْفاً لِيُقاتلونا وقال العجاج يصف الثور والكلاب وانْشَمْنَ في غُبارِه وخَذْرفا
( * قوله « وانشمن إلخ » هذا ما بالأصل والذي في شرح القاموس
وأدغفت شوارعاً وأدغفا ... ميلين ثم أزحفت وأزحفا )
مَعاً وشَتَّى في الغُبارِ كالشَّفا
مِثْلَيْنِ ثم أَزْحَفَتْ وأَزْحَفا أي أَسْرَعَ وأَصله من خَذْرَفَ الصبيُّ وازْدَحَف القومُ أزْدِحافاً إذا مشى بعضُهم إلى بعض وزَحَفَ القومُ إلى القومِ دَلَقُوا إليهم والزَّحْفُ المشْيُ قليلاً قليلاً والصبي يَتَزَحَّفُ على الأَرض وفي التهذيب على بطنه يَنْسَحِبُ قبل أَن يمشي ومَزاحِفُ الحَيّاتِ آثار انْسِيابها ومَواضعُ مَدَبِّها قال المُتَنَخِّلُ الهُذَليّ شَرِبْتُ بِجَمِّه وصَدَرْتُ عنه وأَبْيَضُ صارِمٌ ذكَرٌ إباطِي كأَنَّ مَزاحِفَ الحَيّاتِ فيه قُبَيْلَ الصُّبْحِ آثارُ السِّياطِ وهذا البيت ذكره الجوهري كأَنَّ مَزاحِفَ الحَيّاتِ فيها والصواب فيه كما ذكرناه ومن الحَيّاتِ الزَّحّافُ وهو الذي يَمْشي على أَثْنائِه كما تَمْشِي الأَفْعى ومَزاحِفُ السَّحابِ حيثُ وَقَعَ قَطْرُه وزَحَفَ إليه قال أَبو وجْزةَ أَخْلى بلِينةَ والرَّنْقاء مَرْتَعَه يَقْرُو مَزاحِفَ جَوْنٍ ساقِطِ الرَّبَبِ أَراد ساقِطَ الرَّبابِ فقصره وقال الرَّبَب والقوم يَتزاحَفُون ويَزْدَحِفون إذا تدانوا في الحرب ابن سيده ونارُ الزَّحْفَتَيْنِ نارُ العَرْفَجِ وذلك أَنها سريعة الأَخْذِ فيه لأَنه ضِرامٌ فإذا التهبت زَحَفَ عنها مُصْطَلُوها أُخُراً ثم لا تَلْبَثُ أَن تَخْبُوَ فيزحفون إليها راجعينَ قال الجوهري ونارُ الزَّحْفَتَيْن نارُ الشِّيحِ والأَلاء لأَنه يُسْرِعُ الاشْتِعالُ فيهما فَيُزْحَفُ عنها قال ابن بري المعروف أَنه نارُ العَرْفَجِ ولذلك يُدْعى أَبا سَريع لسُرعْةِ النارِ فيه وتسمى نارُه نارَ الزحفتين لأَنه يُسْرِعُ الالتهاب فَيُزْحَفُ عنه ثم لا يَلْبَثُ أَن يَخْبو فيُزْحف إليه وأَنشد أَبو العميثل وسَوْداء المعاصِمِ لم يُغادِرْ لها كَفَلاً صِلاءُ الزَّحْفَتَيْنِ وقيل لامرأَة من العرب ما لَنا نَراكُنَّ رُسْحاً ؟ فقالت أَرْسَحَتْنا نارُ الزحْفَتَيْنِ وزَحَفَ في المشي يَزْحَفُ زَحْفاً وزَحَفاناً أَعْيا قال أَبو زيد زَحَفَ المُعْيي يَزْحَفُ زَحْفاً وزُحُوفاً وزَحَفَ البعير يَزْحَفُ زَحْفاً وزُحُوفاً وزَحَفاناً وأَزْحَف أَعْيا فجَرَّ فِرْسِنَه وفي التهذيب أَعيا فقام على صاحبه فهو مُزْحِفٌ قال ابن بري شاهده قول بشر بن أَبي خازم قال ابنُ أُمِّ إياسٍ ارْحَلْ ناقَتي عَمْروٌ فَتَبْلُغُ حاجَتي أَو تُزْحِفُ وبعير زاحِفٌ من إبل زَواحِفَ الواحدة زاحِفةٌ قال الفرزدق مُسْتَقْبِلِينَ شَمالَ الشامِ تَضْرِبُنا بِحاصِبٍ كَنَديفِ القُطْنِ مَنْثُورِ على عَمائمنا تُلْقى وأَرحُلُنا على زَواحِفَ نُزْجِيها مَحاسيرِ وناقة زَحُوفٌ من إبل زُحُفٍ ومِزْحافٌ من إبل مَزاحِيفَ ومَزاحِفَ وإذا كان ذلك من عادته فهو مزْحافٌ قال أَبو زبيد وذكر حَفْرَ قَبْرِ عثمان رضي اللّه عنه وكانوا قد حَفَروا له في الحَرَّة فشبه المَساحِيَ التي تُضرب بها الأَرض بطير عائفةٍ على إبل سُود مَعايا قد اسودّتْ من العَرَق بها دَبَرٌ وشَبَّه سَوادَ الحرَّة بالإبل السود حتى كأَنَّ مَساحِي القومِ فَوْقَهُمُ طيرٌ تَحُومُ على جُونٍ مَزاحِيفِ قال ابن سيده شبَّه المساحِيَ التي حفروا بها القبر بطير تقع على إبل مزاحِيفَ وتطير عنها بارتفاع المساحي وانخفاضها قال ابن بري الذي في شعره كأَنهنّ بأَيْدي القومِ في كَبَدٍ طَيْرٌ تَعِيفُ على جُون مَزاحِيفِ وقد أَزْحَفَها طُولُ السفر أَكَلَّها فأَعْياها ويَزْدَحِفُون في معنى يَتَزاحَفُون وكذلك يتزحَّفُون وزَحَفْتُ في المشي وأَزْحَفْتُ إذا أَعْيَيْتَ وأَزْحَفَ الرجلُ أَعْيَتْ دابَّتُه وإبله وكلُّ مُعْيٍ لا حِراكَ به زاحِفٌ ومُزْحِفٌ مَهْزولاً كان أَو سميناً وفي الحديث أَن راحلته أَزْحفت أَي أَعْيَتْ ووقفتْ وقال الخطابي صوابه أُزْحِفَتْ عليه غير مُسَمَّى الفاعل يقال زَحَفَ البعيرُ إذا قامَ من الإعياء وأَزْحَفَه السفَرُ وزَحَفَ الرجلُ إذا انْسَحَبَ على اسْتِه ومنه الحديث يَزْحَفُون على أَسْتاهِهم وأَما قول الشاعر يَصِفُ سحاباً إذا حَرَّكَتْه الرِّيحُ كي تَسْتَخِفَّه تَزاجَرَ مِلْحاحٌ إلى الأَرضِ مُزحِفُ فإنه جعله بمنزلة المُعْيي من الإبل لبُطْء حركته وذلك لما احتمله من كثرة الماء أَبو سعيد الضَّريرُ الزاحف والزاحِكُ المُّعْيي يقال للذكر والأُنثى والجمع الزَّواحِفُ والزواحِكُّ وأَزْحَفَ الرجلُ إزْحافاً بلف غايةَ ما يريد ويطلب والزَّحُوفُ من النوق التي تَجُرُّ رجليها إذا مشت ومزحافٌ والزَّاحِفُ السهم يَقَعُ دون الغَرَضِ ثم يَزْحَفُ إليه وتَزَحَّفَ إليه أَي تمَشَّى والزِّحافُ في الشِّعْر معروفٌ سمي بذلك لثِقَله تُخَصُّ به الأَسْباب دون الأَوتاد إلا القَطْعَ فإنه يكون في أَوتادِ الأَعاريض والضُّرُوبِ وهو سَقَطَ ما بين الحرفين حرف فَزَحَفَ أَحدهما إلى الآخر
( * قوله « الا القطع فانه يكون إلى قوله فزحف أحدهما إلى الآخر » هكذا في الأصل )
وقد سَمَّتْ زَحَّافاً ومُزاحفاً وزاحفاً وقوله أَنشده ابن الأَعرابي سأَجْزِيكَ خُذلاناً بِتَقْطِيعيَ الصوَى إليك وخُفّا زاحِفٍ تَقْطر الدّما
( * قوله « وخفا زاحف تقطر إلخ » كذا بالأصل )
فسره فقال زاحفٌ اسم بعير وقال ثعلب هو نعت لجمَل زاحف أَي مُعْيٍ وليس باسم علم لجمَلٍ مّا

زحلف
الزُّحْلُوفةُ كالزُّحْلوقة وقد تَزَحْلَفَ الجوهري الزُّحْلُوفةُ آثارُ تَزَلُّجِ الصِّبيان من فوقِ التَّلِّ إلى أَسْفَله وهي لغة أَهل العالية وتميمٌ تقوله بالقاف والجمع زحالِفُ وزَحالِيفُ الأَزهري الزَّحاليفُ والزَّحالِيقُ آثار تزلج الصبيان من فوقُ إلى أَسفلُ واحدها زُحْلوقة بالقاف وقال في موضع آخر واحدها زُحلوفة وزُحلوقة وقال أَبو مالك الزُّحلوفة المكانُ الزَّلِقُ من حَبْل الرِّمالِ يلعَب عليه الصبيان وكذلك في الصَّفا وهي الزَّحاليف بالياء وكأَن أَصله زحل فَزيدت فاء وقال ابن الأَعرابي الزُّحْلُوفةُ مكانٌ مُنْحَدِرٌ مُملَّسٌ لأَنهم يَتَزَحْلَفُون عليه وأَنشد لأَوْس بن حجر يُقَلِّبُ قَيْدوداً كأَنَّ سَراتَها صَفا مُدْهُنٍ قد زَلَّقَتْه الزَّحالِفُ أَي يُقَلِّب هذا الحمار أَتاناً قَيْدُوداً أَي طويلة أَي يُصَرِّفُها يميناً وشمالاً والمُدْهُنُ نُقْرة في الجبل يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ وقال مزاحِفٌ العُقَيْلِيُّ بَشاماً ونَبْعاً ثم مَلْقَى سِبالهِ ثِمادٌ وأَوْشالٌ حَمَتْها الزَّحالِفُ ومَلْقى سِبالِه أَي مُنْغَمَسُ رأَْسه في الماء والسِّبال شعر لِحْيَتِه والذي في شعره سَقَتْها الزَّحالِفُ أَي يقعُ المطر والنَّدى على الصخر فيصل إليها على وُفوره وكماله والزَّحْلَفةُ كالدَحْرجةِ والدفْع يقال زَحْلفْتُه فَتَزَحْلَفَ والزَّحالِيفُ والزَّحالِيكُ واحدة وروي عن بعض التابعين ما ازْلَحَفَّ ناكِحُ الأَمة عن الزِّنا إلا قلِيلاً أَبو عبيد معناه ما تَنَحَّى وما تباعَدَ يقال ازْلَحَفَّ وازْحَلَفَّ وتَزَحْلَفَ وتزَلحَفَ إذا تَنَحَّى ويقال للشمس إذا مالت للمَغِيبِ إذا زالَتْ عن كَبِدِ السماء نصف النهار قد تَزَحْلَفَتْ قال العجاج والشمسُ قد كادتْ تكونُ دَنَفا أَدْفَعُها بالرَّاحِ كَيْ تَزَحْلَفا قال ابن بري ومثله قول أَبي نُخَيْلَةَ وليسَ وَلْيُ عَهْدِنا بالأَسْعَدِ عيسى فَزَحْلِفْها إلى مُحمَّدِ حتى تُؤدَّى مِنْ يَدٍ إلى يَدِ ويقال زَحْلَفَ اللّه عنا شَرَّكَ أَي نَحَّى اللّه عنا شرَّك

زحنقف
الأَزهري الزَّحَنْقَفُ الذي يَزْحَفُ على اسْتِه وأَنشد أَبو سعيد للأَغلب طَلَّةُ شَيخٍ أَرْسَحٍ زَحَنْقَفِ له ثَنايا مِثْلُ حَبِّ العُلَّفِ

زخف
أَهمله الليث وفي النوادر المُثْبتة عن الأَعراب الشَّوْذَقَةُ والتَّزْخِيفُ أَخْذُ الإنسانِ عن صاحبه بأَصابعه الشَّيْذَقَ قال أَبو منصور أَما الشَّوْذَقَة فمعرّب وأَما التزخيفُ فأَرجو أَن يكون عربيّاً صحيحاً ويقال زَخَفَ يَزْخَفُ إذا فَخَرَ ورجل مِزْخَفٌ فَخُورٌ وقال البُرَيْقُ الهُذلي وأَنتَ فَتاهُم غير شَكٍّ زَعَمْتَه كَفَى بِكَ ذا بَأْوٍ بِنَفْسِكَ مِزْخَفا قال ذكر ذلك الأَصمعي وأَظُنّ زَخَفَ مَقلوباً عن فَخز

زخرف
الزُّخْرُفُ الزِّينةُ ابن سيده الزُّخْرفُ الذهب هذا الأَصل ثم سُمِّي كل زِينةٍ زُخْرُفاً ثم شبه كلُّ مُمَوَّه مُزَوَّرٍ به وبيت مُزَخْرفٌ وزَخْرَفَ البيت زَخْرَفَةً زَيَّنَه وأَكْمَلَه وكلُّ ما زُوِّقَ وزُيِّنَ فقد زُخْرِفَ وفي الحديث أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم لم يدخل الكعبة حتى أَمَرَ بالزُّخْرُفِ فنُحِّيَ قال الزخرف ههنا نُقُوشٌ وتَصاويرُ تُزَيَّنُ بها الكعبةُ وكانت بالذهب فأَمر بها حتى حُتّت ومنه قوله تعالى ولبيوتهم أَبْواباً وسُرراً عليها يتكئُون وزُخْرُفاً قال الفراء الزخرف الذهب وجاء في التفسير إنَّا نجعلها لهم من فِضَّة ومن زُخْرف فإذا أَلقيت من الزخرف
( * قوله « القيت من الزخرف » كذا بالأصل يريد إذا لم تقدر دخول من على زخرف أوقعت إلخ ) أَوقعت الفعل عليه أَي وزخرفاً نجعل لهم ذلك قيل ومعناه ونجعل لهم مع ذلك ذهباً وغِنًى قال وهو أَشبه الوجهين بالصواب وفي الحديث نَهَى أَن تُزخْرَفَ المساجدُ أَي تُنْقَشَ وتُمَوَّه بالذهب ووجه النهي يحتمل أَن يكون لئلا تَشْغَل المصلي وفي الحديث الآخر لَتُزَخْرِفُنّها كما زَخْرَفَتِ اليهود والنصارى يعني المساجد وفي حديث صفة الجنة لَتَزَخْرَفَتْ له ما بين خَوافِقِ السمواتِ والأَرض وقال ابن الأَعرابي في قوله تعالى زُخْرُفَ القولِ غُرُوراً أَي حُسْن القول بتَرْقِيشِ الكذِب والزُخْرُفُ الذهبُ في غيره وقوله عز وجل حتى إذا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخْرُفَها أَي زينتها من الأَنْوارِ والزّهْر من بين أَحْمر وأَصفر وأَبيض وقال ابن أَسلم الزُّخْرُفُ مَتاعُ البيت والزخرف في اللغة الزينة وكمالُ حُسْنِ الشيء والمُزَخْرَفُ المُزَيَّنُ وفي وصِيته لِعيّاش بن أَبي ربيعة لمّا بعثه إلى اليمن فلن تأْتِيك حُجّةٌ إلا دَحَضَتْ ولا كِتاب زُخْرُفٍ إلا ذهَبَ نُورُه أَي كتابُ تمويه وترقيشٍ يزعمون أَنه من كتب اللّه وقد حُرِّفَ أَو غُيِّرَ ما فيه وزُيِّنَ ذلك التغيير ومُوِّهَ والتَّزَخْرُفُ التَّزَيُّنُ والزَّخارِفُ ما زُيِّنَ من السُّفُن وفي التهذيب والزَّخارِفُ السفن والزُّخْرُفُ زينةُ النباتِ ومنه قوله عز وجل حتى إذا أَخذتِ الأَرضُ زُخْرُفَها قيل زِينتها بالنبات وقيل تمامَها وكمالَها وزَخْرَفَ الكلامَ نَظَّمَه وتَزَخْرَفَ الرجلُ إذا تَزَيَّن والزَّخارِفُ ذُبابٌ صِغار ذاتُ قوائمَ أَربع تطير على الماء قال أَوس بن حجر تَذَكَّرَ عَيْناً من غُمازَ وماؤُها له حَدَبٌ تَسْتَنُّ فيه الزخارِفُ وفي التهذيب دُوَيْبّاتٌ تطير على الماء مثل الذُّباب والزُّخْرُفُ طائر وبه فسّر كُراع بيت أَوْسٍ وزَخارِفُ الماء طرائقُه

زدف
يقال أَسْدَفَ عليه السِّتْر وأَزْدَفَ عليه السِّتْر

زرف
زَرَفَ إليه يَزْرِفُ زُرُوفاً وزَريفاً دنا وقول لبيد بالغُراباتِ فَزَرَّافاتِها فبِخِنْزيرٍ فأَطْرافِ حُبَلْ عنى بذلك ما قَرُبَ منها ودَنا وناقة زَرُوفٌ طويلةُ الرِّجْلَيْنِ واسعةُ الخَطْوِ وناقة زَرُوفٌ ومِزْرافٌ أَي سَريعةٌ وقد زَرَفَتْ وأَزْرَفْتُها أَي حَثَثْتها قال الراجز يُزْرِفُها الإغْراءُ أَيَّ زَرْفِ ومشت الناقةُ زَرِيفاً أَي على هِينَتِها عن ابن الأَعرابي وأَنشد وسِرْتُ المَطِيَّةَ مَوْدُوعةً تُضَحِّي رُوَيْداً وتَمشي زَريفا تُضَحِّي تَمْشِي على هِينَتِها يقول قد كَبِرْت وصارَ مَشْيي رُوَيداً وإنما شِدَّةُ السَّيْر وعَجْرَفِيَّتُه للشَّبابِ والرجلُ في ذلك كالناقة والزَّرْفُ الإسْراعُ والزَرَّافُ السريعُ وأَزْرَفَ القومُ إزْرافاً عَجِلوا في هَزيمةٍ أَو غيرها وأَزْرَفَ إذا تقدَّم وأَنشد تُضَحِّي رُويداً وتمشي زريفا وأَزْرَفَ في المشْيِ أَسْرع وزَرَفْتُ وأَزْرَفْتُ إذا تَقَدَّمْتَ إليه وزَرَفَتِ الناقةُ أَسْرَعَتْ وأَزْرَفْتُها إذا أَخْبَبْتَها في السير رواه الصرّام عن شمر زَرَفَتْ وأَزْرَفْتُها الزاي قبل الراء والزَّرافةُ دابةٌ حَسَنةُ الخَلْقِ من ناحِيةِ الحَبَش وأَزْرَفَ إذا اشترى الزرافةَ وهي الزَّرافةُ والزرافّةُ والفتح والتخفيف أَفْصحهما ويقال لها بالفارسية أُشْتُرْ كاوْبَلَنْك وقيل هي بفتح الزاي وضمها مخففة الفاء والزَّرَّافةُ والزَّرافةُ مِنْزَفَةُ الماء قال الفرزدق ويُبْيِتُ ذا الأَهْدابِ يَعْوي ودُونه من الماء زَرَّافاتُها وقُصُورُها وزَرِفَ الجُرْحُ يَزْرَفُ زَرَفاً وزَرَفَ زَرْفاً وأَزْرَفَ كلُّ ذلك انْتَقَضَ ونُكِسَ بعد البُرْء وخِمسٌ مُزَرِّفٌ مُتْعِبٌ وقال مُلَيْحٌ يَسِيرُ بها للقَوْمِ خِمْسٌ مُزَرِّف وزَرَفَ في حديثه وزَرَّفَ على الخمسين جاوَزَها أَبو عبيد أَتَوْني بِزَرافَّتِهِمْ أَي بِجماعتهم قال وغير القَنانِّي يخفف الزَّرافةَ والتخفيفُ أَجْوَدُ قال ولا أَحفظ التشديد عن غيره والزَّرافةُ بالفتح الجماعة من الناس وكان القنانيُّ يقوله بتشديد الفاء والزَّرافاتُ الجماعات قال ابن بري وذكره ابن فارس بتشديد الفاء وكذا حكاه أَبو عبيد في باب فَعالَّةٍ عن القَنانيّ قال وكذا ذكره القَزَّاز في كتابه الجامع بتشديد الفاء يقال أَتاني القوم بِزَرافَّتِهم مثل الزَّعارَّةِ قال وهذا نص جلي أَنه بتشديد الفاء دون الراء قال وقد جاء في شعر لبيد بتشديد الراء في قوله بالغُرابات فزرَّافاتِها فبِخِنْزيرٍ فأَطرافِ حُبَلْ قال وأَما قول الحجاج في خطبته إيّاي وهذه الزّرافات يعني الجماعات فالمشهور في هذه الرواية التخفيف واحدهم زَرافة بالفتح نَهاهُم أَن يجتمِعوا فيكون ذلك سبباً لثَوَران الفِتْنة وفي حديث قُرَّةَ بن خالد كان الكلبي يُزَرِّفُ في الحديث أَي يَزيدُ فيه مثل يُزَلِّفُ واللّه أعلم

زعف
موت زُعافٌ وذُعافٌ وذُؤافٌ وزُؤاف شديدٌ وقيل الموت الزُّعافُ الوَحِيُّ وزَعَفَه يَزْعَفُه زَعْفاً وأَزْعَفَه رَماه أَو ضَرَبه فمات مكانه سريعاً وقد أَزْعَفْتُه أَقْعَصْتُهُ وكذلك ازْدَعَفْتُه وزَعَفَه يَزْعَفُه زَعْفاً أَجْهَز عليه وسمٌّ زُعافٌ والمُزْعِفُ القاتِلُ من السّمّ وقوله فلا تَتَعَرَّضْ أَنْ تُشاكَ ولا تَطَأْ بِرِجْلِكَ من مِزْعافةِ الرِّيقِ مُعْضِلِ أَراد حَيَّةً ذاتَ ريقٍ مُزْعِفٍ وزاد من
( * قوله « وزاد من إلخ » كذا بالأصل وشرح القاموس ) في الواجب كما ذهب إليه أَبو الحسن ومن أَسماء الحية المِزْعافةُ والمِزْعامةُ وسيفٌ مُزْعِفٌ لا يُطْني وكان عبد اللّه بن سَبْرةَ أَحدَ الفُتّاكِ في الإسلام وكان له سيف سماه المُزْعِفَ وفيه يقول عَلَوْتُ بالمُزْعِفِ المَأْثُورِ هامَتَه فما اسْتَجابَ لداعِيهِ وقد سَمِعا والزُّعُوفُ المَهالكُ وزَعَفَ في الحديث زادَ عليه أَو كَذَبَ فيه

زعنف
الزِّعْنِفةُ طائفةٌ من كل شيء وجَمْعُها زَعانِفُ ابن سيده الزِّعْنِفةُ القِطْعةُ من الثوب وقيل هو أَسفل الثوب المُتَخَرِّق والزََّعانِفُ أَطْرافُ الأَديمِ عن ثعلب وقيل زَعانِفُ الأَديمِ أَطْرافُه التي تُشَدُّ فيها الأَوْتاد إذا مُدَّ في الدِّباغ الواحدة زَعْنفةٌ وزِعْنفة والزَّعانِفُ أَجْنِحةُ السَّمك والواحد كالواحد وكلُّ شيء قَصيرٍ زَعْنفةٌ وزِعْنَفة وزَعانِفُ كلِّ شيء رَديئُه ورُذالُه وأَنشد ابن الأَعرابي طِيري بمِخْراقٍ أَشَمَّ كأَنه سَلِيمُ رِماحٍ لم تَنَلْه الزَّعانِفُ أَي لم تَنَلْه النِّساء الزَّعانفُ الخسائِسُ يقول لم تنله زعانِفُ النساء أَي لم يتزوّج لَئيمةً قطّ فتَنالَه وقيل إنما سمي رُذالُ الناسِ زَعانِفَ على التشبيه بِزَعانِفِ الثوب والأَديمِ وليس بقَويّ الأَزهري إذا رأَيت جماعة ليس أَصلُهم واحداً قلت إنما هم زَعانِفُ بمنزلة زعانف الأَديم وهي في نَواحيه حين تُشَدُّ فيه الأَوتادُ إذا مُدَّ في الدِّباغ قوله طِيري أَي اعْلَقي به والمِخْراقُ الكريم وسَلِيمُ رماح قد أَصابته الرِّماحُ مثل سليمٍ من العقْرب والحيّة والزَّعانِفُ ما تَخَرَّقَ من أَسافِلِ القَمِيصِ يشبَّه به رُذالُ الناسِ وفي حديث عمرو ابن ميمون إياكم وهذه الزّعانِيفَ الذين رَغِبوا عن الناسِ وفارقوا الجماعة هي الفرَقُ المُخْتَلِفَةُ وأَصلها أَطْرافُ الأَدِيمِ والأَكارِعُ وقيل أَجْنِحَةُ السَّمكِ والياء في زَعانيف للإشباعِ وأَكثر ما تجيء في الشِّعر شَبَّه مَنْ خرج عن الجماعة بها الجوهري الزِّعْنِفَةُ بالكسر القصير وأَصل الزَّعانِف أَطْرافُ الأَدِيمِ وأَكارِعُه قال أَوْس ابن حجر فما زال يُفْري البِيدَ حتى كأَنَّما قَوائمُه في جانِبَيْه الزَّعانِفُ أَي كأَنَّها مُعَلَّقَة لا تَمَسُّ الأَرضَ من سُرْعَتِه والزَّعانِفُ الأَحْياء القَليلةُ في الأَحْياء الكثيرة وقيل هي القِطَعُ من القبائل تَشِذُّ وتنْفَرِدُ والواحد من كل ذلك زِعْنِفَةٌ

زغف
زَغَفَ في حديثه يَزْغَفُ زَغْفاً كذَب وزاد ورجُلٌ مِزْغَفٌ نَهِمٌ رَغِيبٌ والزَّغْفُ والزَّغْفَةُ الدِّرْعُ المُحْكَمَةُ وقيل الواسِعةُ الطوِيلةُ تُسَكَّن وتحرَّك وقيل الدِّرْعُ اللَّينة والجمع زَغْفٌ على لفظ الواحد قال الشاعر تَحْتِي الأَغَرُّ وفَوْقَ جِلْدِي نَثْرةٌ زَغْفٌ تَرُدُّ السيفَ وهو مُثَلَّمُ قال ابن سيده وقد تحرك الغين من كل ذلك وأَنكر ابن الأَعرابي تفسير الزغفة بالواسعة من الدُّروع وقال هي الصغيرة الحَلَقِ وقال ابن شُميل هي الدقيقةُ الحسَنةُ السلاسل ومنه قول الربيع بن أَبي الحقيق في الزَّغَفِ رُبَّ عَمٍّ ليَ لو أَبْصَرْته حَسَنِ المِشْيَة في الدِّرْعِ الزَّغَفْ وقال ابن السكيت في الزَّغَفِ الدِّرع الواسعة الطويلة أَظنه من قولهم زَغَفَ لنا فلان وذلك إذا حدَّثَ فزاد في الحديث وكذَب فيه أَبو مالك رجل زَغَّافٌ وقد زَغَفَ كلاماً كثيراً إذا كان كثير الكلام أَبو زيد زَغَفَ لنا مالاً كثيراً أَي غرف لنا مالاً كثيراً والزَّغَفُ دِقاقُ الحَطبِ وقال أَبو حنيفة الزَّغَفُ حطب العَرْفَجِ من أَعالِيه وهو أَخْبَثُه وكذلك هو من غير العرفج وقال مرة الزَّغَفُ الرديء من أَطْراف الشجر والنباتِ وقيل أَطرافه قال رؤبة غَبَّى على قُتْرَتِه التَّعْشِيما من زَغَفِ الغُذَّامِ والحَطِيما وقال مرة الزَّغَفُ أَطراف الشجر الضَّعيفةُ قال وقال لي بعض بني أَسَد الزَّغَفُ أَعْلى الرَّمْث وازْدَغَفَ الشيءَ أَخَذَه واجْتَرفَه ورجل مِزْغَفٌ جَوَّابٌ مَنْهومٌ رَغيبٌ يَزْدَغِفُ كل شيء

زغرف
البُحور الزَّغارِفُ الكثيرة المياه عن ثعلب وحده قال ابن سيده والمعروف إنما هو الزَّغاربُ بالباء وأَنشد الأَزهري لِمُزاحِمٍ كَصَعْدَةِ مُرّانٍ جَرَى تحتَ ظِلِّها خَلِيجٌ أَمَدَّتْه البحارُ الزَّغَارِفُ ولو أَبْدَلَتْ أُنْساً لأَعْصَمَ عاقِلٍ بِرَأْسِ الشَّرَى قد طَرَّدَتْه المَخاوِفُ
( * قوله « ابدلت » كذا بالأصل وشرح القاموس )
وقال الأَصمعي لا أَعرفُ الزَّغَارِفَ وقال غيره بَحْر زَغْرَبٌ وزَغْرَفٌ بالباء والفاء ومثله في الكلام ضَبَرَ وضَفَرَ إذا وَثَبَ والبُرْعُلُ والفُرْعُلُ ولَدُ الضَّبُع

زفف
الزَّفيفُ سُرْعةُ المشي مع تقارب خَطْو وسكون وقيل هو أَوّل عَدْو النعام وقيل هو كالذَّمِيل وقال اللحياني الزَّفِيفُ الإسْراعُ ومقاربةُ الخَطْوِ زَفَّ يَزِفُّ زَفّاً وزَفِيفاً وزُفُوفاً وأَزَفَّ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وقال اللحياني يكون ذلك في الناس وغيرهم قال وأَزَفَّ أَبْعَد اللغتين وزَفَّ القومُ في مشيهم أَسْرَعوا وفي التنزيل العزيز فأَقبلوا إليه يَزِفُّون قال الفراء والناس يَزِفُّونَ بفتح الياء أَي يُسرعُونَ وقرأَها الأَعمش يُزَفُّونَ أَي يجيئون على هيئة الزَّفيف بمنزلة المَزْفُوفةِ على هذه الحال وقال الزجاج يَزِفُّون يُسْرِعُون وأَصله من زَفِيف النَّعامةِ وهو ابتداء عَدْوِها والنَّعامةُ يقال لها زَفُوفٌ قال ابن حِلِّزَةَ بِزَفُوفٍ كَأَنها هِقْلَةٌ أُمْ مُ رِئالٍ دَوِّيَّةٌ سَقْفاء والزَّفيفُ السريعُ مثل الذَّفِيف وزَفَّ الظليمُ والبعيرُ يَزِفُّ بالكسر زَفِيفاً أَي أَسْرَعَ وأَزَفَّه صاحبُه وأَزَفَّ البعيرَ حَمَله أَن يَزِفَّ وزَفْزَفَ النعامُ في مَشْيه حَرَّك جناحيه والزَّفَّانُ السريعُ الخفيف وما جاء في حديث تزويج فاطمةَ عليها السلام أَنه صلى اللّه عليه وسلم صَنَع طعاماً وقال لبلال أَدْخلْ عليَّ الناس زُفَّةً زُفَّةً حكاه الهروي في الغريبين فقال فَوْجاً بعد فوج وطائفةً بعد طائفة وزُمْرة بعد زُمْرة قال سميت بذلك لزَفِيفها في مشيها أَي إسْراعها وزَفَّت الريحُ زَفِيفاً وزَفْزَفَتْ هَبَّتْ هُبُوباً ليِّناً ودامت وقيل زَفْزَفَتُها شدّة هُبوبها التهذيب الريح تَزِفُّ زُفُوفاً وهو هبوب ليس بالشديد ولكنه في ذلك ماضٍ والزَّفْزفةُ تحريك الريح يَبيسَ الحشيش وأَنشد زَفْزَفةَ الرِّيحِ الحَصادَ اليَبَسا وزَفزَفتِ الرِّيحُ الحَشِيشَ حَرَّكَته ويقال للطائِش الحِلْمِ قد زَفَّ رَأْلُه والزَّفزفةُ حنين الريحِ وصوتها في الشجر وهي ريح زَفْزافَةٌ وريح زَفزَفٌ وأَنشد ابن بَريّ لِمُزاحِم ثَوْباتِ الجَنُوبِ الزَّفازِفِ وريح زَفْزَفَةٌ وزَفْزافةٌ وزَفْزافٌ شديدة لها زَفْزفة وهي الصوتُ وجعله الأَخطل زَفزَفاً قال أَعاصيرُ رِيحٍ زَفزَفٍ زَفَيانِ وفي حديث أُم السائب أَنه مرَّ بها وهي تُزَفْزِفُ من الحُمَّى أَي ترْتَعِدُ من البرد ويروى بالراء وقد تقدَّم والزَفِيفُ البريقُ قال حميد بن ثور دَجَا الليلُ واسْتَنَّ اسْتِناناً زَفِيفُه كما اسْتَنَّ في الغابِ الحَرِيقُ المُشَعْشَعُ وزَفْزَفَةُ المَوكِبِ هَزِيزُه وزَفْزَفَ إذا مَشى مِشْيَةً حَسَنةً والزَّفْزَفَةُ من سير الإبل وقيل الزفزفة من سير الإبل فوق الخَبَبِ قال امرؤ القَيس لمَّا رَكِبنا رَفَعْناهُنَّ زَفْزَفَةً حتى احْتَوَيْنا سَواماً ثَمَّ أَرْبابُهْ وزفَّ الطائر في طيرانه يَزِفُّ زَفّاً وزَفِيفاً وزَفزف ترامَى بنفسه وقيل هو بَسْطُه جناحَيه وأَنشد زَفِيفَ الذُّنابى بالعجاج القواصِفِ والزَّفزافُ النَّعام الذي يُزَفْزِفُ في طيَرانه يحرك جناحيه إذا عدا وقَوْسٌ زَفُوفٌ مُرِنّةٌ والزَّفْزَفةُ صوتُ القِدْحِ حين يُدارُ على الظُّفُر قال الهذلي كَساها رَطِيبَ الرِّيشِ فاعْتَدَلَتْ لها قِداحٌ كأَعْناقِ الظِّباء زَفازِفُ أَراد ذواتُ زَفازِفَ شبَّه السِّهامَ بأَعْناقِ الظِّباء في اللين والانْثِناء والزِّفُّ صغير الرِّيشِ وخصّ بعضهم به رِيشَ النعامِ وهَيْقٌ أَزَفُّ بيِّن الزَّفَفِ أَي ذُو زِفٍّ مُلْتَفٍّ وظلِيم أَزَفُّ كثير الزِّفِّ الجوهري الزِّفّ بالكسر صغار رِيشِ النعامِ والطائر وزَفَفْتُ العَرُوسَ وزَفَّ العروسَ يَزُفُّها بالضم زَفّاً وزِفافاً وهو الوجه وأَزْفَفْتُها وازْدَفَفْتُها بمعنى وأَزَفَّها وازْدَفَّها كل ذلك هداها وحكى اللحياني زَحَفَتْ زَوافُّها أَي اللَّواتي زَفَفْنَها والمِزَفَّةُ المُحَفَّةُ وقيل المحفة التي تُزَفُّ فيها العروس الليث زُفَّتِ العروسُ إلى زوجها زَفّاً وفي الحديث يُزَِفُّ عليّ بيني وبين إبراهيمَ صلى اللّه عليهما وسلم إلى الجنة قال ابن الأَثير إن كسرت الزاي فمعناه يُسْرِعُ من زَفَّ في مِشْيَتِهِ وأَزَفَّ إذا أَسرع وإن فتحت فهو من زَفَفْتُ العَروسَ أَزُفُّها إذا أَهْدَيْتَها إلى زوجها وفي الحديث إذا ولَدت الجاريةُ بَعَث اللّه إليها مَلَكاً يَزُفُّ البركة زَفّاً وفي حديث المغيرة فما تَفرَّقُوا حتى نظروا إليه وقد تَكَتَّبَ يُزَفُّ في قومه وجئتك زَفَّةً أَو زَفَّتَينِ أَي مرَّة أَو مرتين

زقف
تَزَقَّفَ الكُرَةَ كَتَلَقَّفَها قال الأَزهري قرأْت بخط شمر في تفسير غريب حديث عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أَن معاوية قال لو بَلَغَ هذا الأَمرُ إلينا بني عبد مناف يعني الخلافة تَزَقَّفْناه تَزَقُّفَ الأُكْرةِ قال التَّزَقُّفُ كالتَلَّقُّف وهو أَخذ الكرة باليد أَو بالفم يقال تَزَقَّفْتها وتَلَقَّفْتها بمعنى واحد وهو أَخذها باليد أَو بالفم بين السماء والأَرض على سبيل الاختطاف والاستلاب من الهواء وقوله بني عبد مناف منصوب على المدح أَو مجرور على البدل من الضمير في إلينا والزُّقْفةُ ما تَزَقَّفْتَه وفي الحديث أَن أَبا سُفيانَ قال لبني أَميةَ تَزَقَّفُوها تَزَقُّفَ الكرة يعني الخلافة وفي الحديث يأخذ اللّه السمواتِ والأَرضَ يوم القيامة بيده ثم يَتَزَقَّفُها تزقُّفَ الرُّمّانة وفي حديث ابن الزبير أَنه قال لما اصْطَفَّ الصفّانِ يوم الجمل كان الأَشتر زَقَفَني منهم فأْتَخَذْنا فَوَقَعْنا إلى الأَرض فقلت اقْتُلُوني ومالِكاً أَي اخْتَطَفَني واسْتَلَبَني من بينهم والائْتِخاذُ افْتِعال من الأَخذ بمعنى التفاعُل أَي أَخَذَ كلُ واحد مِنّا صاحِبَه والذي ورد في الحديث الأُكْرة قال شمر والكُرة أَعْرَبُ وقد جاء في الشعر الأَكرة وأَنشد تَبِيتُ الفِراخ بأَكْنافِها كأَنَّ حَواصلَهُنّ الأُكَرْ قال مزاحم ويُضْرِبُ إضْرابَ الشُّجاعِ وعندَه غذا ما التَقَى الأَبطالُ خَطْفٌ مُزاقَفُ زلف الزَّلَفُ والزُّلْفةُ والزُّلْفَى القُربةُ والدَّرَجة والمَنزلةُ وفي التنزيل العزيز وما أَموالُكم ولا أَولادُكم بالتي تُقَرِّبكم عندنا زُلْفَى قال هي اسم كأَنه قال بالتي تقرِّبكم عندنا ازْدِلافاً وقول العجاج ناجٍ طَواه الأَيْنُ مِما وَجَفَا طَيُّ الليالي زُلَفاً فَزُلَفا سَماوةَ الهِلالِ حتى احْقَوقَفا يقول منزلةً بَعد منزلةٍ ودرجةً بعد درجةٍ وزَلَفَ إليه وازْدَلَفَ وتَزَلَّفَ دنا منه قال أَبو زبيد حتى إذا اعْصَوْصَبُوا دون الرِّكابِ مَعاً دنا تَزَلُّفَ ذِي هِدْمَيْنِ مَقْرُورِ وأَزْلَفَ الشيءَ قَرَّبَه وفي التنزيل العزيز وأُزْلِفَتِ الجنةُ للمتقين أَي قُرِّبَتْ قال الزجاج وتأْويله أَي قَرُبَ دخولهم فيها ونَظَرُهُم إليها وازْدَلَفَه أَدْناه إلى هَلَكةٍ ومُزْدَلِفَةُ والمُزْدَلِفَة موضع بمكة قيل سميت بذلك لاقتراب الناس إلى مِنًى بعد الإفاضة من عرَفات قال ابن سيده لا أَدْري كيف هذا وأَزْلَفَه الشيء صار جميعه
( * قوله « وأزلفه الشيء صار جميعه » كذا بالأصل )
حكاه الزجاج عن أَبي عبيدة قال أَبو عبيدة ومُزْدَلِفَةُ من ذلك وقوله عز وجلّ وأَزْلَفْنا ثمَّ الآخرينَ معنى أَزْلَفْنا جمعنا وقيل قَرَّبْنا الآخرين من الغَرَقِ وهم أَصحاب فرعون وكلاهما حَسَن جميل لأَن جَمْعَهم تَقريبُ بعضِهم من بعض ومن ذلك سميت مزدلفة جَمْعاً وأَصل الزُّلْفَى في كلام العرب القُرْبَى وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل فلما رأَوْه زُلْفةً سِيئتْ وجُوهُ الذين كفروا أَي رأَوا العذاب قريباً وفي الحديث إذا أَسْلَمَ العبدُ فَحَسُنَ إسلامه يُكَفِّرُ اللّه عنه كلَّ سيئة أَزْلَفَها أَي أَسْلَفَها وقدَّمها والأَصل فيه القُرْبُ والتَّقدُّم والزُّلْفةُ الطائفةُ من أَوّل الليل والجمع زُلَفٌ وزُلَفاتٌ ابن سيده وزُلَفُ الليلِ ساعات من أَوّله وقيل هي ساعاتُ الليل الآخذةُ من النهار وساعات النهار الآخذة من الليل واحدتها زُلْفةٌ فأَما قراءة ابن مُحَيْصِنٍ وزُلُفاً من الليل بضم الزاي واللام وزُلْفاً من الليل بسكون اللام فإنَّ الأُولى جمع زُلُفةٍ كبُسُرةٍ وبُسُرٍ وأَما زُلْفاً فجمع زُلْفةٍ جمعها جمع الأَجناس المخلوقة وإن لم تكن جوهراً كما جمعوا الجواهر المخلوقة نحو دُرَّةٍ ودُرٍّ وفي حديث ابن مسعود ذِكْرُ زُلَفِ الليلِ وهي ساعاته وقيل هي الطائفة من الليل قليلةً كانت أَو كثيرة وفي التنزيل العزيز وأَقم الصلاة طَرَفَي النهارِ وزُلَفاً من الليل فطَرَفا النهارِ غُدْوةٌ وعَشِيَّةٌ وصلاةُ طَرَفي النهار الصبحُ في أَحد الطرفين والأُولى والعصرُ في الطرَف الأخير وزلفاً من الليل قال الزجاج هو منصوب على الظرف كما تقول جئت طرفي النهار وأَوّل الليل ومعنى زلفاً من الليل الصلاة القريبة من أَول الليل أَراد بالزُّلَفِ المغربَ والعشاء الأَخيرة ومن قرأَ وزُلْفاً فهو جمع زَلِيفٍ مثل القُرْب والقَريب وفي حديث الضَّحِيّة أُتي بِبَدَناتٍ خَمْسٍ أَو سِتٍّ فَطَفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إليه بأَيَّتِهِنَّ يَبْدَأُ أَي يَقْرُبْنَ منه وهو يَفْتَعِلْنَ من القُرْبِ فأَبدل التاء دالاً لأَجل الزاي ومنه الحديث أَنه كتب إلى مُصْعبِ بن عمير وهو بالمَدينة انظر من اليوم الذي تَتَجَهَّزُ فيه اليهود لسبتها فإذا زالت الشمس فازْدَلِفْ إلى اللّه بركعتين واخطب فيهما أَي تَقَرَّبْ وفي حديث أَبي بكر والنَّسَّابة فمنكم المزْدَلِفُ الحُرُّ صاحِبُ العِمامة الفَرْدةِ إنما سمي المُزْدَلِف لاقترابه إلى الأقْران وإِقْدامِه عليهم وقيل لأَنه قال في حرب كليب ازْدَلِفُوا قَوْسي أَو قَدْرَها أَي تَقَدَّموا في الحرب بقدر قَوْسي وفي حديث الباقِر ما لَك من عَيْشِك إلا لَذَّةٌ تَزْدَلِفُ بكَ إلى حِمامك أَي تُقَرِّبُك إلى موتك ومنه سمي المَشْعَرُ الحرامُ مُزْدَلِفةَ لأَنه يتقرّب فيها والزَّلَفُ
( * قوله « والزلف » كذا ضبط بالأصل وضبط في بعض نسخ الصحاح بسكون اللام ) والزَّلِيفُ والتَّزَلُّفُ التّقدم من مَوْضع إلى موضع والمُزْدَلِفُ رجل من فُرْسان العرب سمي بذلك لأَنه أَلْقى رُمْحَه بين يديه في حرْب كانت بينه وبين قوم ثم قال ازْدَلِفُوا إلى رُمْحي وزَلَفْنا له أَي تَقَدَّمْنا وزَلَفَ الشيءَ وزَلَّفَه قَدَّمه عن ابن الأَعرابي وتَزَلَّفُوا وازْدَلفُوا أَي تَقَدَّموا والزَّلَفةُ الصَّحْفةُ الممتلئة بالتحريك والزَّلَفةُ الإجّانةُ الخَضْراء والزَّلَفةُ المِرآة وقال ابن الأَعرابي الزَّلَفةُ وجْه المِرآة يقال البِرْكَةُ تَطْفَح مثل الزَّلفة والجمع من كل ذلك زَلَفٌ والزَّلَفةُ المَصْنَعةُ والجمع زَلَفٌ قال لبيد حتى تَحَيَّرتِ الدِّبارُ كأَنها زَلَفٌ وأُلْقِيَ قِتْبُها المَحْزومُ وأَورد ابن بري هذا البيت شاهداً على الزَّلَفِ جمع زَلَفَةٍ وهي المَحارةُ قال وقال أَو عَمرو الزَّلَفُ في هذا البيت مَصانِعُ الماء وأَنشد الجوهري للعُمانيّ حتى إذا ماءُ الصَّهاريجِ نَشَفْ من بعدِ ما كانتْ مِلاءً كالزَّلَفْ قال وهي المَصانِعُ وقال أَبو عبيدة هي الأَجاجِينُ الخُضْر قال وهي المَزالِفُ أَيضاً وفي حديث يأْجُوجَ ومأْجُوجَ ثم يُرْسِلُ اللّه مطراً فيَغْسِل الأَرض حتى يَتْرُكَها كالزَّلَفةِ وهي مَصْنَعةُ الماء أَراد أَن المطر يُغَدِّرُ في الأَرض فتصير كأَنها مَصنعة من مَصانِعِ الماء وقيل الزَّلَفةُ المِرآةُ شبهها بها لاستوائها ونَظافتها وقيل الزَّلَفةُ الرَّوْضةُ ويقال بالقاف أَيضاً وكل مُمْتَلئٍ من الماء زلفةٌ وأَصبحت الأَرضُ زَلَفةً واحدة على التشبيه كما قالوا أَصبحت قَرْواً واحداً وقال أَبو حنيفة الزَّلَفُ الغديرُ الملآنُ قال الشاعر جَثْجاثُها وخُزاماها وثامِرُها هَبائِبٌ تَضْرِبُ النُّغْبانَ والزَّلَفا
( * قوله « هبائب إلخ » كذا بالأصل ومثله شرح القاموس )
وقال شمر في قوله طَيَّ الليالي زُلَفاً فَزُلَفا أَي قليلاً قليلاً يقول طوَى هذا البعيرَ الإعياءُ كما يَطْوي الليلُ سَماوةَ الهِلالِ أَي شَّخْصَه قليلاً قليلاً حتى دَقَّ واسْتَقْوَس وحكى ابن بري عن أَبي عمر الزاهد قال الزَّلَفةُ ثلاثة أَشياء البِركةُ والرَّوْضَةُ والمِرآة قال وزاد ابن خالويه رابعاً أَصْبَحَتِ الأَرضُ زَلَفة ودَثَّة من كثرة الأَمطار والمَزالِفُ والمَزْلَفةُ البلد وقيل القُرى التي بين البر والبحر كالأَنْبار والقادِسِيَّةِ ونحوهما وزَلَّفَّ في حديثه زاد كَزَرَّفَ يقال فلان يُزَلِّفُ في حديث ويُزَرِّفُ أَي يَزيدُ وفي الصحاح المَزالِفُ البَراغيلُ وهي البلاد التي بين الريف والبَر الواحدة مَزلفة وفي حديث عمر رضي اللّه عنه أَن رجلاً قال له إني حَجَجْتُ من رأْس هِرّ أَو خارَكَ أَو بَعْضِ هذه المَزالِفِ رأْسُ هرّ وخارَكُ موضعان من ساحِلِ فارسَ يُرابَطُ فيهما والمَزالِفُ قرى بين البر والرِّيف وبنو زُلَيْفةَ بَطْنٌ قال أَبو جُنْدَبَ الهُذليُّ مَنْ مُبْلغٌ مآلكي حُبْشيّا ؟ أَجابَني زُلَيْفةُ الصُّبْحيّا

زلف
الزَّلَفُ والزُّلْفةُ والزُّلْفَى القُربةُ والدَّرَجة والمَنزلةُ وفي التنزيل العزيز وما أَموالُكم ولا أَولادُكم بالتي تُقَرِّبكم عندنا زُلْفَى قال هي اسم كأَنه قال بالتي تقرِّبكم عندنا ازْدِلافاً وقول العجاج ناجٍ طَواه الأَيْنُ مِما وَجَفَا طَيُّ الليالي زُلَفاً فَزُلَفا سَماوةَ الهِلالِ حتى احْقَوقَفا يقول منزلةً بَعد منزلةٍ ودرجةً بعد درجةٍ وزَلَفَ إليه وازْدَلَفَ وتَزَلَّفَ دنا منه قال أَبو زبيد حتى إذا اعْصَوْصَبُوا دون الرِّكابِ مَعاً دنا تَزَلُّفَ ذِي هِدْمَيْنِ مَقْرُورِ وأَزْلَفَ الشيءَ قَرَّبَه وفي التنزيل العزيز وأُزْلِفَتِ الجنةُ للمتقين أَي قُرِّبَتْ قال الزجاج وتأْويله أَي قَرُبَ دخولهم فيها ونَظَرُهُم إليها وازْدَلَفَه أَدْناه إلى هَلَكةٍ ومُزْدَلِفَةُ والمُزْدَلِفَة موضع بمكة قيل سميت بذلك لاقتراب الناس إلى مِنًى بعد الإفاضة من عرَفات قال ابن سيده لا أَدْري كيف هذا وأَزْلَفَه الشيء صار جميعه
( * قوله « وأزلفه الشيء صار جميعه » كذا بالأصل )
حكاه الزجاج عن أَبي عبيدة قال أَبو عبيدة ومُزْدَلِفَةُ من ذلك وقوله عز وجلّ وأَزْلَفْنا ثمَّ الآخرينَ معنى أَزْلَفْنا جمعنا وقيل قَرَّبْنا الآخرين من الغَرَقِ وهم أَصحاب فرعون وكلاهما حَسَن جميل لأَن جَمْعَهم تَقريبُ بعضِهم من بعض ومن ذلك سميت مزدلفة جَمْعاً وأَصل الزُّلْفَى في كلام العرب القُرْبَى وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل فلما رأَوْه زُلْفةً سِيئتْ وجُوهُ الذين كفروا أَي رأَوا العذاب قريباً وفي الحديث إذا أَسْلَمَ العبدُ فَحَسُنَ إسلامه يُكَفِّرُ اللّه عنه كلَّ سيئة أَزْلَفَها أَي أَسْلَفَها وقدَّمها والأَصل فيه القُرْبُ والتَّقدُّم والزُّلْفةُ الطائفةُ من أَوّل الليل والجمع زُلَفٌ وزُلَفاتٌ ابن سيده وزُلَفُ الليلِ ساعات من أَوّله وقيل هي ساعاتُ الليل الآخذةُ من النهار وساعات النهار الآخذة من الليل واحدتها زُلْفةٌ فأَما قراءة ابن مُحَيْصِنٍ وزُلُفاً من الليل بضم الزاي واللام وزُلْفاً من الليل بسكون اللام فإنَّ الأُولى جمع زُلُفةٍ كبُسُرةٍ وبُسُرٍ وأَما زُلْفاً فجمع زُلْفةٍ جمعها جمع الأَجناس المخلوقة وإن لم تكن جوهراً كما جمعوا الجواهر المخلوقة نحو دُرَّةٍ ودُرٍّ وفي حديث ابن مسعود ذِكْرُ زُلَفِ الليلِ وهي ساعاته وقيل هي الطائفة من الليل قليلةً كانت أَو كثيرة وفي التنزيل العزيز وأَقم الصلاة طَرَفَي النهارِ وزُلَفاً من الليل فطَرَفا النهارِ غُدْوةٌ وعَشِيَّةٌ وصلاةُ طَرَفي النهار الصبحُ في أَحد الطرفين والأُولى والعصرُ في الطرَف الأخير وزلفاً من الليل قال الزجاج هو منصوب على الظرف كما تقول جئت طرفي النهار وأَوّل الليل ومعنى زلفاً من الليل الصلاة القريبة من أَول الليل أَراد بالزُّلَفِ المغربَ والعشاء الأَخيرة ومن قرأَ وزُلْفاً فهو جمع زَلِيفٍ مثل القُرْب والقَريب وفي حديث الضَّحِيّة أُتي بِبَدَناتٍ خَمْسٍ أَو سِتٍّ فَطَفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إليه بأَيَّتِهِنَّ يَبْدَأُ أَي يَقْرُبْنَ منه وهو يَفْتَعِلْنَ من القُرْبِ فأَبدل التاء دالاً لأَجل الزاي ومنه الحديث أَنه كتب إلى مُصْعبِ بن عمير وهو بالمَدينة انظر من اليوم الذي تَتَجَهَّزُ فيه اليهود لسبتها فإذا زالت الشمس فازْدَلِفْ إلى اللّه بركعتين واخطب فيهما أَي تَقَرَّبْ وفي حديث أَبي بكر والنَّسَّابة فمنكم المزْدَلِفُ الحُرُّ صاحِبُ العِمامة الفَرْدةِ إنما سمي المُزْدَلِف لاقترابه إلى الأقْران وإِقْدامِه عليهم وقيل لأَنه قال في حرب كليب ازْدَلِفُوا قَوْسي أَو قَدْرَها أَي تَقَدَّموا في الحرب بقدر قَوْسي وفي حديث الباقِر ما لَك من عَيْشِك إلا لَذَّةٌ تَزْدَلِفُ بكَ إلى حِمامك أَي تُقَرِّبُك إلى موتك ومنه سمي المَشْعَرُ الحرامُ مُزْدَلِفةَ لأَنه يتقرّب فيها والزَّلَفُ
( * قوله « والزلف » كذا ضبط بالأصل وضبط في بعض نسخ الصحاح بسكون اللام ) والزَّلِيفُ والتَّزَلُّفُ التّقدم من مَوْضع إلى موضع والمُزْدَلِفُ رجل من فُرْسان العرب سمي بذلك لأَنه أَلْقى رُمْحَه بين يديه في حرْب كانت بينه وبين قوم ثم قال ازْدَلِفُوا إلى رُمْحي وزَلَفْنا له أَي تَقَدَّمْنا وزَلَفَ الشيءَ وزَلَّفَه قَدَّمه عن ابن الأَعرابي وتَزَلَّفُوا وازْدَلفُوا أَي تَقَدَّموا والزَّلَفةُ الصَّحْفةُ الممتلئة بالتحريك والزَّلَفةُ الإجّانةُ الخَضْراء والزَّلَفةُ المِرآة وقال ابن الأَعرابي الزَّلَفةُ وجْه المِرآة يقال البِرْكَةُ تَطْفَح مثل الزَّلفة والجمع من كل ذلك زَلَفٌ والزَّلَفةُ المَصْنَعةُ والجمع زَلَفٌ قال لبيد حتى تَحَيَّرتِ الدِّبارُ كأَنها زَلَفٌ وأُلْقِيَ قِتْبُها المَحْزومُ وأَورد ابن بري هذا البيت شاهداً على الزَّلَفِ جمع زَلَفَةٍ وهي المَحارةُ قال وقال أَو عَمرو الزَّلَفُ في هذا البيت مَصانِعُ الماء وأَنشد الجوهري للعُمانيّ حتى إذا ماءُ الصَّهاريجِ نَشَفْ من بعدِ ما كانتْ مِلاءً كالزَّلَفْ قال وهي المَصانِعُ وقال أَبو عبيدة هي الأَجاجِينُ الخُضْر قال وهي المَزالِفُ أَيضاً وفي حديث يأْجُوجَ ومأْجُوجَ ثم يُرْسِلُ اللّه مطراً فيَغْسِل الأَرض حتى يَتْرُكَها كالزَّلَفةِ وهي مَصْنَعةُ الماء أَراد أَن المطر يُغَدِّرُ في الأَرض فتصير كأَنها مَصنعة من مَصانِعِ الماء وقيل الزَّلَفةُ المِرآةُ شبهها بها لاستوائها ونَظافتها وقيل الزَّلَفةُ الرَّوْضةُ ويقال بالقاف أَيضاً وكل مُمْتَلئٍ من الماء زلفةٌ وأَصبحت الأَرضُ زَلَفةً واحدة على التشبيه كما قالوا أَصبحت قَرْواً واحداً وقال أَبو حنيفة الزَّلَفُ الغديرُ الملآنُ قال الشاعر جَثْجاثُها وخُزاماها وثامِرُها هَبائِبٌ تَضْرِبُ النُّغْبانَ والزَّلَفا
( * قوله « هبائب إلخ » كذا بالأصل ومثله شرح القاموس )
وقال شمر في قوله طَيَّ الليالي زُلَفاً فَزُلَفا أَي قليلاً قليلاً يقول طوَى هذا البعيرَ الإعياءُ كما يَطْوي الليلُ سَماوةَ الهِلالِ أَي شَّخْصَه قليلاً قليلاً حتى دَقَّ واسْتَقْوَس وحكى ابن بري عن أَبي عمر الزاهد قال الزَّلَفةُ ثلاثة أَشياء البِركةُ والرَّوْضَةُ والمِرآة قال وزاد ابن خالويه رابعاً أَصْبَحَتِ الأَرضُ زَلَفة ودَثَّة من كثرة الأَمطار والمَزالِفُ والمَزْلَفةُ البلد وقيل القُرى التي بين البر والبحر كالأَنْبار والقادِسِيَّةِ ونحوهما وزَلَّفَّ في حديثه زاد كَزَرَّفَ يقال فلان يُزَلِّفُ في حديث ويُزَرِّفُ أَي يَزيدُ وفي الصحاح المَزالِفُ البَراغيلُ وهي البلاد التي بين الريف والبَر الواحدة مَزلفة وفي حديث عمر رضي اللّه عنه أَن رجلاً قال له إني حَجَجْتُ من رأْس هِرّ أَو خارَكَ أَو بَعْضِ هذه المَزالِفِ رأْسُ هرّ وخارَكُ موضعان من ساحِلِ فارسَ يُرابَطُ فيهما والمَزالِفُ قرى بين البر والرِّيف وبنو زُلَيْفةَ بَطْنٌ قال أَبو جُنْدَبَ الهُذليُّ مَنْ مُبْلغٌ مآلكي حُبْشيّا ؟ أَجابَني زُلَيْفةُ الصُّبْحيّا

زلحف
ازْلَحَفَّ الرجل وازْحَلَفَّ لغتان مقلوب تَنَحَّى وتأَخَّر وقد ذكرناه في زَحْلَفَ وفي حديث سعيد بن جبير ما ازْلَحَفَّ ناكِحُ الأَمة عن الزّنا إلا قليلاً لأَن اللّه عز وجل يقول وأَنْ تَصْبِرُوا خير لكم أَي ما تَنَحّى وتباعد ويقال ازْلَحَفَّ وازْحَلَفَّ على القلب وتَزَحْلَفَ قال الزمخشري الصواب ازْلَحَفَّ كاقْشَعَرّ وازَّلْحَف بوزن اظَّهَّرَ على أَن أَصله ازْتَلْحَفَ فأُدغمت التاء في الزاي واللّه أَعلم

زهف
الإِزْهافُ الكَذِبُ وفيه ازْدِهافٌ أَي كذب وتَزَيُّدٌ وأَزْهَفَ بالرجل إزْهافاً أَخبر القوم من أَمره بأَمر لا يَدْرُون أَحَقٌّ هو أَم باطل وأَزْهَفَ إليه حديثاً وازْدَهَفَ أَسْنَد إليه قولاً ليس بحَسَنٍ وأَزْهَفَ لنا في الخبر وازْدَهَفَ زاد فيه وفي حديث صَعْصَعَةَ قال لمُعاوية رضي اللّه عنهما إني لأَتْرُك الكلام فما أُزْهِفُ به الإزْهافُ الاستقدام وقيل هو من أَزْهَفَ في الحديث إذا زاد فيه ويروى بالراء وقد تقدّم وأَزْهَفَ بي فلان وَثِقْتُ به فخانني غيره وإذا وَثِقْتَ بالرجل في الأَمر فخانك فقد أَزْهَفَ إزْهافاً وأَصل الازْدِهاف الكذب وحكى ابن الأَعرابي أَزْهَفْتُ له حديثاً أَي أَتيته بالكذب والإزْهافُ التزيين قال الحطيئة أَشاقَتْكَ لَيْلَى في اللِّمامِ وما جَرَتْ بما أَزْهَفَتْ يَومَ الْتَقَيْنا وبَزَّتِ والزُّهُوفُ الهَلَكةُ وأَزْهَفَه أَهْلَكَه وأَوقَعَه قال المَرّار وجَدْتُ العَواذِلَ يَنْهَيْنَه وقد كُنْتُ أُزْهِفُهُنَّ الزُّيُوفا
( * قوله « الزيوفا » كذا في الأصل وشرح القاموس بالياء )
أَراد الإزْهافَ فأَقام الاسم مُقام المصدر كما قال لبيد باكَرْتُ حاجَتَها الدّجاجَ وكما قال القطامي وبعدَ عَطائِكَ المائةَ الرِّتاعا والزاهِفُ الهالِكُ ومنه قوله فلم أَرَ يَوْماً كان أَكْثَرَ زاهِفاً به طَعْنةٌ قاضٍ عليه أَلِيلُها والأَليلُ الأَنِينُ ابن الأَعرابي أَزْهَفَتْه الطعنةُ وأَزْهَقَتْه أَي هَجَمَتْ به على الموت وأَزْهَفْتُ إليه الطعنة أَي أَدْنَيْتُها وقال الأَصمعي أَزْهفت عليه وأَزْعَفْتُ أَي أَجْهَزْتُ عليه وأَنشد شمر فلمّا رأَى بأَنه قد دَنا لها وأَزْهَفَها بعضَ الذي كان يُزْهِفُ وقال ابن شميل أَزْهَفَ له بالسيفِ إزْهافاً وهو بُداهَتُه وعَجَلَتُه وسَوْقُه وازْدَهَفْتُ له بالسيف أَيضاً وأَزْهَفَتْه الدابةُ أَي صَرَعَتْه وأَزْهَفَه قتله عن ابن الأَعرابي وأَنشد لِمَيَّةَ بِنتِ ضِرارٍ الضَّبِّيّةِ تَرْثي أَخاها لِتَجْرِ الحَوادِثُ بعدَ امْرئٍ بِوادي أَشائِين أَذْلالَها كَريمٍ ثَناه وآلاؤه وكافي العَشيرةِ ما غالَها تَراه على الخَيْلِ ذا قُدْمَةٍ إذا سَرْبَلَ الدَّمُ أَكْفالَها وخِلْتَ وُعُولاً أَشارى بها وقد أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها ولم يَمْنَعِ الحَيُّ رَثَّ القُوى ولم تُخْفِ حَسْناء خَلْخالَها قوله أَشارى جمع أَشْرانَ من الأَشَرِ وهو البَطَرُ ويقال زَهَفَ للموت أَي دَنا له وقال أَبو وجزة ومَرْضى من دجاجِ الرِّيفِ حُمْرٍ زَواهِفَ لا تَموتُ ولا تَطِيرُ وأَزْهَفَ العَداوةَ اكْتَسَبها وما ازْدَهَفَ منه شيئاً أَي ما أَخذ وإنك تَزْدَهِفُ بالعَداوة أَي تَكْتَسِبُها قال بشر بن أَبي خازم سائِلْ نُمَيْراً غَداةَ النَّعْفِ من شَطَبٍ إذْ فُضَّتِ الخيلُ من ثَهْلانَ ما ازْدَهَفُوا أَي ما أَخذوا من الغنائم واكتسبوا وفُضَّتْ فُرِّقَتْ وحكى ابن بري عن أَبي سعيد الازدهافُ الشدَّةُ والأَذى قال وحقيقته اسْتطارةُ القلبِ من جَزَعٍ أَو حزن قال الشاعر تَرْتاعُ من نَقْرَتي حتى تَخَيَّلَها جَوْنَ السَّراةِ تَوَلَّى وهو مُزْدَهِفُ النَّقْرةُ صُوَيت يُصَوِّتُونه للفرس أَي إذا زجَرْتها جَرَتْ جَرْيَ حِمار الوَحْشِ وقالت امرأَة بل مَنْ أَحَسَّ بِرَيْمَيَّ اللَّذَيْنِ هُما قَلْبي وعَقْلي فعَقْلي اليومَ مُزْدَهِفُ ؟ والزَّهَفُ الخِفَّةُ والنَّزَقُ وفيه ازْدِهافٌ أَي استِعجال وتَقَحُّمٌ وقال يَهْوينَ بالبيدِ إذا الليلُ ازْدَهَفْ أَي دخلَ وتَقَحَّم الأَزهري فيه ازْدِهافٌ أَي تَقَحُّمٌ في الشر وزَهِفَ زَهَفاً وازْدَهَف خَفَّ وعَجِلَ وأَزْهَفَه وازْدَهَفَه استعجله قال فيه ازْدِهافٌ أَيَّما ازْدِهافِ نصب أَيَّما على الحال قال ابن بري ليس منصوباً على الحال وإنما هو منصوب على المصدر والناصب له فعل دل عليه ما تقدم من قوله قبله قَوْلُك أَقوالاً مع الخِلاف كأَنه قال يَزْدَهِفُ أَيما ازْدهاف ولكن ازدهافاً صار بدلاً من الفعل أَن تلفظ به ومثله له صوتٌ صوتَ حمار قال والرفع في ذلك أَقْيَسُ الليث الزَّهَفُ استعمل منه الازْدِهافُ وهو الصُّدُودُ وأَنشد فيه ازْدهافٌ أَيَّما ازدهاف قال الأَصمعي ازْدِهافٌ ههنا استعجالٌ بالشرّ ويقال ازْدَهَفَ فلان فلاناً واسْتَهَفَّه واسْتَهْفَاهُ واسْتَزَفَّه كلُّ ذلك بمعنى اسْتَخَفّه أَبو عمرو أَزْهَفْتُ الشيء أَرْخَيْتُه وأُزْهِفَ الشيءُ وازْدُهِفَ أَي ذُهِبَ به فهو مُزْهَفٌ ومُزْدَهَفٌ وأَزْهَفَه فلان وازْدَهَفَه أَي ذهب به وأَهلكه واللّه أَعلم

زوف
زافَ الإنسانُ يَزُوفُ ويَزافُ زَوْفاً وزُوُوفاً اسْتَرْخى في مِشْيَتِه وزافَ الطائر في الهواء حَلَّقَ ابن دريد الزَّوْفُ زَوْفُ الحمامة إذا نشرت جناحيها وذَنَبَها على الأَرض وكذلك زَوْفُ الإنسان إذا مَشَى مُسْتَرْخِيَ الأعْضاء وزافَ الغلامُ وزافَ الطائرُ على حَرْف الدُّكَّان
( * قوله « وزاف الطائر على حرف الدكان إلخ » كذا بالأصل )
فاسْتَدارَ حَوالَيْه ووَثَبَ يتعلّم بذلك الخِفّةَ في الفُرُوسةِ وقد تَزاوَفَ الغِلْمانُ وهو أَن يجيء أَحدهم إلى رُكْنِ الدكان فيضع يَدَه على حَرْفه ثم يَزُوفَ زَوفة فَيَسْتَقِلَّ من موضعه ويدُورَ حَوالي ذلك الدُّكانِ في الهَواء حتى يَعُودَ إلى مكانِه وزافَ الماءُ عَلا حَبابُه

زيف
الزَّيفُ من وصْفِ الدَّراهم يقال زافَتْ عليه دَراهِمُه أَي صارت مَرْدُودةً لغِشٍّ فيها وقد زُيِّفَتْ إذا رُدَّتْ ابن سيده زافَ الدِّرهمُ يَزيفُ زُيُوفاً وزُيُوفةً رَدُؤَ فهو زائِفٌ والجمع زُيَّفٌ وكذلك زَيْفٌ والجمع زُيُوفٌ قال امرؤ القيس كأَنَّ صَلِيلَ المَرْوِ حِينَ تُشِدُّه صَلِيلُ زُيُوفٍ يُنْتَقَدْنَ بِعَبْقَرا
( * قوله « تشده » في معجم ياقوت تطيره وفي ديوان امرئ القيس تشذه اي تفرّقُه )
وقال ترى القوم أَشْباهاً إذا نَزَلُوا مَعاً وفي القَوْمِ زَيْفٌ مِثلُ زَيْفِ الدَّراهم وأَنشد ابن بري لشاعر لا تُعْطِه زَيْفاً ولا نَبَهْرجا واسْتَشْهَدَ على الزائِف بقول هُدْبةَ تَرى ورَقَ الفِتْيانِ فيها كأَنهم دَراهِمُ منها زاكِياتٌ وزُيَّفُ وأَنشد أَيضاً لِمُزَرِّدٍ وما زَوَّدُوني غَيْرَ سَحْقِ عِمامةٍ وخَمْسِمِئٍ منها قَسِيٌّ وزائفُ وفي حديث ابن مسعود أَنه باع نُفايَة بيتِ المالِ وكانت زُيوفاً وقَسِيّةً أَي رَديئةً وزافَ الدراهم وزَيّفَها جعلها زُيُوفاً ودِرْهَمٌ زَيْفٌ وزائفٌ وقد زافَتْ عليه الدَّراهِمُ وزَيَّفْتُها أَنا وزَيَّفَ الرجلَ بَهْرَجَه وقيل صغّر به وحقَّر مأْخوذ من الدرهم الزائف وهو الرَّديء وروي عن عمر رضي اللّه عنه أَنه قال من زافَتْ عليه دراهِمُه فليأْتِ بها السّوق وليشترِ بها سَحْق ثوب ولا يُحالِفِ الناسَ عليها أَنها جِيادٌ وزافَ البعيرُ والرجل وغيرهما يَزِيفُ في مِشْيَتِه زَيْفاً وزُيُوفاً وزَيَفاناً فهو زائفٌ وزَيْفٌ الأَخيرة على الصفة بالمصدر أَسْرَعَ وقيل هو سُرْعةٌ في تمايُل وأنشد أَنْكَبُ زَيّافٌ وما فيه نَكَبْ وقيل زافَ البعيرُ يَزِيفُ تَبَخْتَر في مِشْيَتِه والزَّيّافةُ من النوق المُخْتالة ومنه قول عنترة يَنْباعُ من ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرَةٍ زَيّافَةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ المُكْرَمِ وكذلك الحَمامُ
( * قوله « وكذلك الحمام إلخ » كذا هو في الصحاح أَيضاً بدون تاء ) عند الحَمامَة إذا جَرَّ الذُّنابَى ودَفَعَ مُقَدَّمه بمؤَخَّرِه واسْتَدار عليها وقول أَبي ذؤيب يصف الحَرْب وزافَتْ كمَوْجِ البَحرِ تَسْمو أَمامَها وقامَتْ على ساقٍ وآنَ التَّلاحُقُ قيل الزَّيْفُ هنا أَن تدفع مقَدّمها بمؤخّرها وزافَتِ المرأَةُ في مَشْيِها تَزِيفُ إذا رأَيتها كأَنها تستدير والحَمامة تَزِيفُ بين يدي الحَمام الذكر أَي تمشي مُدِلَّةً وفي حديث عليّ بعد زَيُفَان وثَباته الزَّيَفانُ بالتحريك التبختر في المشي من ذلك وزافَ الجِدارَ والحائطَ زَيْفاً قَفَزَه عن كراع وزافَ البناءُ وغيره زيفاً طالَ وارْتَفَع والزَّيْفُ الإقْرِيزُ الذي في أَعْلى الدارِ وهو الطَّنَفُ المُحِيط بالجدار والزَّيْفُ مِثْلُ الشُّرَفِ قال عَدِيّ بن زيد ترَكُوني لَدَى قُصُورٍ وأعْرا ضِ قُصُورٍ لِزَيْفِهنَّ مراقِي
( * قوله « لدى قصور » كذا بالأصل وفي شرح القاموس لدى حديد )
الزَّيْف شُرَفُ القُصُور واحدته زَيْفةٌ وقيل إنما سمي بذلك لأَنَّ الحَمام يَزِيفُ عليها من شُرْفةٍ إلى شُرْفة

سأف
سَئِفَتْ يدُه تَسْأَفُ سَأَفاً فهي سَئِفةٌ وسأَفَتْ سَأْفاً تشَقَّق ما حَوْل أَظْفاره وتشَعَّثَ وقال يعقوب هو تَشَقُّقٌ في أَنْفُس الأَظفار وسَئِفَتْ شَفَتُه تَقَشَّرَت وسَئِفَ لِيف النخلة وانْسَأَفَ تشَعَّثَ وانقشر ابن الأَعرابي سَئِفتْ أَصابعه وسَعِفَتْ بمعنى واحد الليث سَئِفُ اللِّيفِ وهو ما كان ملتزقاً بأُصول السَّعَفِ من خلال الليف وهو أَرْدؤُه وأَخْشنه لأَنه يُسْأَفُ من جوانب السعف فيصير كأَنه ليف وليس به ولُيِّنت همزته أَبو عبيدة السَّأَفُ على تقدير السعَف شعر الذَّنَب والهُلْب والسائفةُ ما اسْتَرَقَّ من الرمل وجمعها السَّوائف وفي حديث المَبْعَثِ فإذا المَلَكُ الذي جاءني بِحراء فَسُئِفْتُ منه أَي فَزِعْت قال هكذا جاء في بعض الروايات

سجف
السَّجْفُ والسِّجْفُ السِّتْر وفي الحديث وأَلْقَى السِّجْفَ السجفُ السترُ وفي حديث أُم سلمة أَنها قالت لعائشة رضي اللّه عنها وَجَّهْتِ سِجافَتَه أَي هَتَكْتِ سِتره وأَخذْتِ وجْهَه ويروى وجَّهْتِ سِدافَتَه السِّدافةُ الحجابُ والسِّترُ من السُّدْفَةِ والظلمة يعني أَخذتِ وَجْهَها وأَزَلْتِها عن مكانها الذي أُمِرْتِ به وقيل معناه أَي أَخذتِ وجهاً هتكتِ سِتْرَكِ فيه وقيل معناه أَزَلْتِ سِدافَتَه وهي الحجاب من الموضع الذي أُمِرْتِ أَن تَلْزَميه وجعلتِها أَمامكِ وقيل هو السِّتْرانِ المَقْرونان بينهما فُرْجة وكل باب سُتِرَ بسِتْرين مقرونين فكلُّ شِقّ منه سجفٌ والجمع أَسجاف وسُجُوف وربما قالوا السِّجافَ والسَّجْفَ وأَسْجَفْتُ السِّتْرَ أَي أَرْسَلْتُه وأَسْبَلْتُه قال وقيل لا يسمى سجفاً إلا أَن يكون مشقوق الوسط كالمِصراعين الليث السّجْفان سِتْرا باب الحَجَلةِ وكلُّ باب يَسْتُرُه ستران بينهما مشقوق فكل شِقٍّ منهما سجف وكذلك الخِباء والتَّسْجيف إرْخاء السَّجْفين وفي المحكم إرخاء الستر قال الفرزدق إذا القُنْبُضاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضُّحَى رَقَدْنَ عَلَيْهِنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ الحِجالُ جمع حَجَلةٍ وإنما ذكّر لفظ الصفة لمطابقة لفظِ الموصوفِ لفظَ المذكر ومثله كثير الأَصمعي السَّجْفانِ اللذان على باب يقال منه بيت مُسَجَّفٌ وقول النابغة خَلَّتْ سَبيلَ أَتِيٍّ كان يَحْبِسُه ورَفَّعَتْه إلى السَّجْفَينِ فالنَّضَدِ قال هما مِصْراعا الستر يكونان في مقدّم البيت وأَسْجَفَ الليلُ مثل أَسْدَفَ وسُجَيفَةُ اسم امرأَة من جُهَيْنَةَ وقد وُلِدت في قريش قال كثير عزة حِبالُ سُجَيْفَةَ أَمْسَتْ رِثاثا فَسَقْياً لها جُدُداً أَو رِماثا

سحف
سَحَفَ رأْسَه سَحْفاً وجَلَطَه وسَلَتَه وسَحته حَلَقَه فاستأْصل شعره وأَنشد ابن بري فأَقْسَمْتُ جَهْداً بالمَنازِلِ من مِنًى وما سُحِفَتْ فيه المَقادِيمُ والقَمْلُ أَي حُلِقَتْ قال ورَجل سُحَفةٌ أَي مَحْلُوقُ الرأْسِ والسُّحَفْنِيةُ ما حَلَقْت ورجل سُحَفْنِيةٌ أَي مَحْلوقُ الرأْسِ فهو مرة اسم ومرَّة صِفة والنون في كل ذلك زائدة والسَّحْفُ كَشْطُكَ الشعَر عن الجلد حتى لا يبقى منه شيء وسَحَفَ الجِلْدَ يَسْحَفُه سَحْفاً كشط عنه الشعر وسَحَفَ الشيءَ قَشَرَه والسَّحِيفةُ من المَطر التي تَجْرُفُ كلّ ما مَرَّت به أَي تَقْشُره الأَصمعي السَّحِيفَةُ بالفاء المَطْرَةُ الحَديدةُ التي تَجْرُفُ كل شيء والسَّحِيقةُ بالقاف المطرة العظيمةُ القَطْرِ الشديدةُ الوَقْعِ القليلةُ العَرْضِ وجمعُهما السحائفُ والسحائقُ وأَنشد ابن بري لجِران العَوْدِ يَصِفُ مَطَراً ومنه على قَصْرَيْ عُمانَ سَحِيفةٌ وبالخَطِّ نضَّاخُ العَثانِينِ واسِعُ
( * قوله « ومنه على إلخ » تقدم انشاده سخيفة بالخاء المعجمة في مادة نضخ تبعاً للاصل المعول عليه والصواب ما هنا )
والسَّحيفةُ والسَّحائفُ طرائق الشحم التي بين طَرائق الطَّفاطِفِ ونحو ذلك مما يُرى من شَحْمة عَريضةٍ مُلْزَقَةٍ بالجلد وناقة سَحُوفٌ كثيرة السَّحائف والسَّحْفةُ الشَّحْمةُ عامَّةً وقيل الشحمة التي على الجَنْبَين والظهر ولا يكون ذلك إلا من السِّمَنِ لها سَحْفَتانِ الأُولى منهما لا يُخالِطُها لحم والأُخرى أَسْفَلُ منها وهي تخالط اللحم وذلك إذا كانت ساحَّةً فإن لم تكن ساحّة فلها سَحْفةٌ واحدة وكلُّ دابَّةٍ لها سَحْفةٌ غلا ذَواتِ الخُفِّ فإنَّ مكانَ السحفةِ منها الشَّطَّ وقال ابن خالويه ليس في الدوابّ شيء لا سَحْفة له إلا البَعير قال ابن سيده وقد جعل بعضهم السحفة في الخُفِّ فقال جَمل سَحوفٌ وناقة سَحوفٌ ذاتُ سَحْفةٍ الجوهري السَّحْفةُ الشحمة التي على الظهر المُلْتَزِقةُ بالجلد فيما بين الكتفين إلى الوَرِكَيْنِ وسَحَفْتُ الشحْمَ عن ظهر الشاة سَحْفاً وذلك إذا قشرته من كثرته ثم شويته وما قشرته منه فهو السَّحيفةُ وإذا بلغ سِمَنُ الشاة هذا الحدّ قيل شاةٌ سَحُوفٌ وناقة سحوف قال ابن سيده والسَّحُوفُ أَيضاً التي ذهب شحمها كأَنَّ هذا على السلْب وشاةٌ سَحُوفٌ وأُسْحوفٌ لها سَحْفةٌ أَو سَحْفَتانِ ابن الأَعرابي أَتونا بِصِحافٍ فيها لِحامٌ وسِحافٌ أَي شُحُومٌ واحدها سَحْفٌ وقد أَسْحَفَ الرجلُ إذا باع السَّحْفَ وهو الشحم وناقةٌ أُسْحوفُ الأَحاليل غَزيرةٌ واسِعةٌ قال أَبو أَسلم ومَرَّ بناقة فقال إنها واللّه لأُسْحوفُ الأَحاليل أَي واسِعَتُها فقال الخليل هذا غريب والسَّحوفُ من الغنم الرَّقيقة صُوفِ البطن وأَرْضٌ مَسْحفةٌ رقيقةُ الكلإِ والسُّحافُ السِّلُّ وقد سَحَفَه اللّه ُ يقال رجل مَسْحُوفٌ والسِّيَحْفُ من الرجال والسِّهام والنِّصال الطويلُ وقيل هو من النصال العريضُ والسَّيْحَفُ النصل العَريضُ وجمعه السَّياحِفُ وأَنشد سياحِفَ في الشِّرْيانِ يَأْمُلُ نَفْعَها صِحابي وأَولى حدّها من تَعَرَّما وأَنشد ابن بري للشَّنْفَرى لها وفْضةٌ فيها ثلاثون سَيْحَفاً إذا آنَسَتْ أُولى العَدِيِّ اقْشَعَرَّتِ أُولى العَدِيِّ أَوَّلُ مَن يَحْمِلُ من الرَّجّالة وسَحيفُ الرَّحى صَوْتُها وسَمِعْتُ حَفيفَ الرَّحى وسحِيفَها أَي صَوْتَها إذا طَحَنت قال ابن بري شاهد السَّحيف للصوت قول الشاعر عَلَوْني بِمَعْصوبٍ كأَن سَحِيفَه سَحِيفُ قَطاميٍّ حَماماً تُطايِرُهْ والسُّحَفْنِيةُ دابّةٌ عن السِّيرافي قال وأَظُنّها السُّلَحْفِيةُ والأُسْحُفانُ نَبْتٌ يَمتَدُّ حِبالاً على الأَرض له ورَق كورَق الحَنْظَلِ إلا أَنه أَرَقُّ وله قُرُون أَقصر من قرون اللُّوبياء فيها حبّ مُدَوّر أَحمر لا يؤكل ولا يَرْعى الأُسْحُفانَ شيء ولكن يُتداوى به من النَّسا عن أَبي حنيفة

سخف
السخْفُ والسَّخْفُ والسَّخافةُ رِقَّةُ العقل سَخُفَ بالضم سَخافةً فهو سَخِيفٌ ورجل سَخِيف العَقلِ بَيِّنُ السَّخْفِ وهذا من سُخْفةِ عَقْلِك والسَّخْفُ ضَعْف العقل وقالوا ما أَسْخَفَه قال سيبويه وقع التعجب فيه ما أَفْعَلَه وإن كان كالخُلُق لأَنه ليس بِلَوْنٍ ولا بِخِلْقةٍ فيه وإنما هو من نُقْصانِ العقل وقد ذكر ذلك في باب الحُمْق وساخَفْتُه مثل حامَقْته وسَخُفَ السِّقاءُ سُخْفاً وهَى وثَوْبٌ سَخِيفٌ رقيق النسْج بَيِّنُ السَّخافةِ والسَّخافة عامٌ في كل شيء نحو السَّحاب والسَّقاء إذا تَغَيَّرَ وبَليَ والعُشْبِ السَّخيفِ والرجلِ السخِيفِ وسَحاب سَخيف رقيق وكلُّ ما رَقَّ فقد سَخُفَ ولا يكادون يستعملون السُّخْفَ إِلا في رِقة العقل خاصّة وسَخْفة الجوعِ رِقَّتُه وهُزالُه وفي حديث إسلام أَبي ذر أَنه لَبِثَ أَياماً فما وجد سَخْفةَ الجوع أَي رقته وهزاله ويقال به سخفة من جوع أَبو عمرو السخف بالفتح رِقَّةُ العيش وبالضم رقة العقل وقيل هي الخفَّة التي تعتري الإنسان إذا جاع من السخف وهي الخفة في العقل وغيره وأَرض مَسْخَفةٌ قليلة الكلإِ أُخِذ من الثوب السَّخِيفِ وأَسْخَفَ الرجلُ رَقَّ مالُه وقَلَّ قال رؤبة وإن تَشَكَّيْت من الإسْخاف ونَصْل سَخِيفٌ طويل عَريض عن أَبي حنيفة والسَّخْفُ موضع

سدف
السَّدَفُ بالتحريك ظُلْمة الليل وأَنشد ابن بري لحُمَيْد الأَرْقط وسَدَفُ الخَيْطِ البَهِيم ساتِرُه وقيل هو بَعْدَ الجُنْحِ قال ولقد رَأَيْتُك بالقَوادِمِ مَرَّةً وعَليَّ مِنْ سَدَفِ العَشِيِّ لِياحُ والجمع أَسْدافٌ قال أَبو كبير يَرْتَدْنَ ساهِرَةً كأَنَّ جَمِيمَها وعَمِيمَها أَسْدافُ لَيْلٍ مُظْلِم والسُّدْفةُ والسَّدْفةُ كالسَّدَف وقد أَسْدَفَ قال العجاج أَدْفَعُها بالرَّاحِ كيْ تَزَحْلَفا وأَقْطَعُ الليلَ إذا ما أَسْدَفا أَبو زيد السُّدْفةُ في لغة بني تَميم الظُّلْمة قال والسُّدْفةُ في لغة قَيْس الضَّوْء وحكى الجوهري عن الأَصمعي السُّدْفةُ والسَّدْفةُ في لغة نجد الظلمة وفي لغة غيرهم الضَّوْء وهو من الأَضْداد وقال في قوله وأَقْطَعُ الليل إذا ما أَسدفا أَي أَظلَم أَي أَقطع الليل بالسير فيه قال ابن بري ومثله للخَطَفى جَدّ جرير يَرْفَعْنَ بالليلِ إذا ما أَسْدَفا أَعْناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا والسَّدْفةُ والسُّدْفةُ طائفة من الليل والسَّدْفةُ الضوء وقيل اختِلاطُ الضوء والظلمةِ جميعاً كوقت ما بين صلاة الفجر إلى أَوّل الإسْفار وقال عمارة السُّدْفةُ ظلمة فيها ضوء من أَول الليل وآخره ما بين الظلمة إلى الشَّفَق وما بين الفجر إلى الصلاة قال الأَزهري والصحيح ما قال عمارة اللحياني أَتيته بِسَدْفةٍ من الليل وسُدْفةٍ وشُدْفةٍ وهو السَّدَفُ وقال أَبو عبيدة أَسْدَفَ الليلُ وأَزْدَفَ وأَشْدَفَ إذا أَرْخَى سُتُورَه وأَظلم قال والإسْدافُ من الأَضْداد يقال أَسْدِفْ لنا أَي أَضِئْ لنا وقال أَبو عمرو إذا كان الرجل قائماً بالباب قلت له أَسْدِفْ أَي تَنَحَّ عن الباب حتى يُضيءَ البيتُ الجوهري أَسْدَفَ الصبحُ أَي أَضاء يقال أَسْدِفِ البابَ أَي افْتَحْه حتى يُضيء البيتُ وفي لغة هوزان أَسْدِفُوا أَي أَسْرِجُوا من السِّراج الفراء السَّدَفُ والشَّدَفُ الظلمة والسَّدَفُ أَيضاً الصُّبح وإقْبالُه وأَنشد الفراء لسَعْدٍ القَرْقَرَةِ قال المفَضّل وسعدٌ القَرْقَرةُ رجل من أَهل هَجَرَ وكان النعمان يضحك منه فدعا النُّعْمان بفرسه اليَحْمُوم وقال لسعدٍ القرقرَة ارْكبه واطْلُب عليه الوحش فقال سعد إذاً واللّه أُصْرَعُ فأَبى النعمانُ إلا أَنْ يركبه فلما ركبه سعد نظر إلى بعض ولده قال وابِأَبي وُجُوهُ اليتامى ثم قال نحنُ بَغَرْسِ الوَدِيِّ أَعلَمُنا مِنَّا بِرَكْضِ الجِيادِ في السَّدَفِ والوَدِيُّ صِغار النخل وقوله أَعلمُنا منا جَمعَ بين إضافةِ أَفْعَلَ وبين مِن وهما لا يجتمعان كما لا تجتمع الأَلف واللام ومن في قولك زيدٌ الأَفضلُ من عمرو وإنما يجيء هذا في الشعر على أَن تُجعل من بمعنى في كقول الأعشى ولَسْتُ بالأَكْثَرِ منهم حَصًى أَي ولست بالأَكثر فيهم وكذا أَعلمنا مِنّا أَي فينا وفي حديث وفد تميم ونُطْعِمُ الناسَ عِندَ القَحْطِ كلَّهُمُ من السَّديفِ إذا لم يُؤنَسِ القَزَعُ السَّدِيفُ لَحم السَّنامِ والقَزَعُ السحابُ أَي نطعم الشحْم في المَحْل وأَنشد الفراء أَيضاً بِيضٌ جِعادٌ كأَنَّ أَعْيُنَهُم يَكْحَلُها في المَلاحِمِ السَّدَفُ يقول سوادُ أَعينهم في المَلاحِمِ باقٍ لأَنهم أَنجادٌ لا تَبْرُقُ أَعينهم من الفَزَع فيغيب سوادها وأَسْدَفَ القومُ دخلوا في السُّدفة وليل أَسْدَفُ مظلم أَنشد يعقوب فلما عَوَى الذِّئبُ مُسْتَعْقِراً أَنِسْنا به والدُّجَى أَسْدَفُ وشرح هذا البيت مذكور في موضعه والسَّدَفُ الليلُ قال الشاعر نَزُورُ العَدوَّ على نَأْيه بأَرْعَنَ كالسَّدَفِ المُظْلِمِ وأَنشد ابن بري للهذلي وماءٍ وَرَدْتُ على خِيفَةٍ وقد جَنَّه السَّدَفُ المُظلِمُ وقول مُلَيْحٍ وذُو هَيْدَبٍ يَمْرِي الغَمامَ بِمُسْدِفٍ من البَرْقِ فيه حَنْتَمٌ مُتَبَعِّجُ مُسْدِفٌ هنا يكون المُضيء والمظلم وهو من الأَضداد وفي حديث علقمةَ الثَّقفي كان بلال يأَتينا بالسَّحور ونحن مُسْدِفونَ فيَكْشِفُ القُبَّة فيَسْدفُ لنا طعامنا السُّدْفةُ تَقَعُ على الضِّياء والظلمة والمراد به في هذا الحديث الإضاءةُ فمعنى مُسْدِفون داخلون في السُّدفةِ ويُسْدِفُ لنا أَي يضيء والمراد بالحديث المبالغة في تأْخير السحور وفي حديث أَبي هريرة فَصَلِّ الفجر إلى السَّدَفِ أَي إلى بياض النهار وفي حديث عليّ وكُشِفَتْ عنهم سُدَفُ الرِّيَبِ أَي ظُلَمُها وأَسْدَفُوا أَسْرَجُوا هَوْزَنيّةٌ أَي لغة هَوازِنَ والسُّدفةُ البابُ قالت امرأَة من قَيْسٍ تهجو زوجها لا يَرْتَدِي مَرادِيَ الحَرِيرِ ولا يُرى بِسُدْفَةِ الأَميرِ وأَسْدَفَتِ المرأَةُ القِناعَ أَي أَرسلته ويقال أَسْدِفِ السِّتْرَ أَي ارْفَعْه حتى يُضيء البيت وفي حديث أُمّ سلمةَ أَنها قالت لعائشة لما أَرادت الخروج إلى البصرة تَرَكْتِ عُهَّيْدَى النبي صلى اللّه عليه وسلم ووجَّهْتِ سِدافَتَه أَرادتْ بالسِّدافة الحجاب والسِّتْر وتَوْجِيهُها كَشفُها يقال سَدَفْتُ الحجاب أَي أَرْخَيْتُه وحِجاب مَسْدوف قال الأَعشى بِحِجابٍ من بَيْننا مَسْدُوفِ قالت لها بِعَيْنِ اللّه مَهْواكِ وعلى رسوله تَرِدينَ قد وجَّهْتِ سِدافَتَه أَي هَتَكْتِ الستر أَي أَخذْتِ وجهها ويجوز أَنها أَرادت بقولها سدافته أَي أَزَلْتِها من مكانها الذي أُمِرْتِ أَن تَلْزَمِيه وجعلتِها أَمامك والسُّدُوفُ والشُّدُوفُ الشُّخوص تراها من بُعْد أَبو عمرو أَسْدَفَ وأَزْدَفَ إذا نام ويقال وجَّه فلان سِدافته إذا تركها وخرج منها وقيل للسِّتر سِدافة لأَنه يُسْدَفُ أَي يُرْخَى عليه والسَّدِيف السَّنامُ المُقَطَّعُ وقيل شَحْمُه ومنه قول طرفة ويُسْعَى علينا بالسَّدِيفِ المُسَرهدِ وفي الصحاح السَّديفُ السَّنامُ ومنه قول المُخَبَّل السَّعْدِي
( * قوله « قول المخبل إلخ » تقدم في مادة خصف وقال ناشرة بن مالك يرد على المخبل إذا ما الخصيف العوبثانيّ ساءنا )
إذا ما الخَصِيفُ العَوْبَثانيُّ ساءنا تَرَكْناه واخْتَرْنا السَّدِيفَ المُسَرهدا وجمع سَدِيفٍ سَدائفُ وسِدافٌ أَيضاً قال سُحَيم عبد بني الحَسْحاسِ قد أَعْقِرُ النابَ ذاتَ التَّلِي لِ حتى أُحاوِلَ منها السديفا قال ابن سيده يحتمل أَن يكون جمع سُدْفةٍ وأَن يكون لغة فيه وسدَّفه قَطَّعَه قال الفرزدق وكلَّ قِرَى الأَضْيافِ نَقْرِي من القنا ومُعْتَبَط فيه السَّنامُ المُسَدَّفُ وسَدِيفٌ وسُدَيْفٌ اسمانِ

سرف
السَّرَف والإسْرافُ مُجاوزةُ القَصْدِ وأَسرفَ في ماله عَجِلَ من غير قصد وأَما السَّرَفُ الذي نَهَى اللّه عنه فهو ما أُنْفِقَ في غير طاعة اللّه قليلاً كان أَو كثيراً والإسْرافُ في النفقة التبذيرُ وقوله تعالى والذين إذا أَنْفَقُوا لم يُسْرِفُوا ولم يَقْتُروا قال سفيان لم يُسْرِفُوا أَي لم يضَعُوه في غير موضعه ولم يَقْتُروا لم يُقَصِّروا به عن حقه وقوله ولا تُسْرِفوا الإسْرافُ أَكل ما لا يحل أَكله وقيل هو مُجاوزةُ القصد في الأَكل مما أَحلَّه اللّه وقال سفيان الإسْراف كل ما أُنفق في غير طاعة اللّه وقال إياسُ بن معاوية الإسرافُ ما قُصِّر به عن حقّ اللّه والسَّرَفُ ضدّ القصد وأَكَلَه سَرَفاً أَي في عَجَلة ولا تأْكلُوها إسْرافاً وبِداراً أَن يَكْبَرُوا أَي ومُبادَرة كِبَرهِم قال بعضهم إِسْرافاً أَي لا تَأَثَّلُوا منها وكلوا القوت على قدر نَفْعِكم إياهم وقال بعضهم معنى من كان فقيراً فليأْكل بالمعروف أَي يأْكل قَرْضاً ولا يأْخذْ من مال اليتيم شيئاً لأَن المعروف أَن يأْكل الإنسان ماله ولا يأْكل مال غيره والدليل على ذلك قوله تعالى فإذا دفعتم إليهم أَموالهم فأَشْهِدُوا عليهم وأَسْرَفَ في الكلام وفي القتل أَفْرَط وفي التنزيل العزيز ومَن قُتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سُلطاناً فلا يُسرِف في القتل قال الزجاج اخْتُلِفَ في الإسراف في القتل فقيل هو أَنْ يقتل غير قاتل صاحبه وقيل أَن يقتل هو القاتلَ دون السلطان وقيل هو أَن لا يَرْضى بقتل واحد حتى يقتل جماعةً لشرف المقتول وخَساسة القاتل أَو أَن يقتل أَشرف من القاتل قال المفسرون لا يقتل غير قاتله وإذا قتل غير قاتله فقد أَسْرَفَ والسَّرَفُ تجاوُزُ ما حُدَّ لك والسَّرَفُ الخطأُ وأَخطأَ الشيءَ وَضَعَه في غير حَقِّه قال جرير يمدح بني أُمية أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ يَحْدوها ثمانِيةٌ ما في عَطائِهمُ مَنٌّ ولا سَرَفُ أَي إغْفالٌ وقيل ولا خطأ يريد أَنهم لم يُخْطِئوا في عَطِيَّتِهم ولكنهم وضَعُوها موضعها أَي لا يخْطِئون موضع العَطاء بأَن يُعْطُوه من لا يَسْتَحقُّ ويحرموه المستحق شمر سَرَفُ الماء ما ذهَب منه في غير سَقْي ولا نَفْع يقال أَروت البئرُ النخيلَ وذهب بقية الماء سَرَفاً قال الهذلي فكأَنَّ أَوساطَ الجَدِيّةِ وَسْطَها سَرَفُ الدِّلاء من القَلِيبِ الخِضْرِم وسَرِفْتُ يَمينَه أَي لم أَعْرِفْها قال ساعِدةُ الهذلي حَلِفَ امْرِئٍ بَرٍّ سَرِفْتُ يَمِينَه ولِكُلِّ ما قال النُّفُوسُ مُجَرّبُ يقول ما أَخْفَيْتُك وأَظْهَرْت فإنه سيظهر في التَّجْرِبةِ والسَّرَفُ الضَّراوةُ والسَّرَفُ اللَّهَجُ بالشيء وفي الحديث أَنَّ عائشة رضي اللّه عنها قالت إنَّ للَّحْم سَرَفاً كسَرَفِ الخمر يقال هو من الإسْرافِ وقال محمد بن عمرو أَي ضَراوةً كضراوةِ الخمر وشدّة كشدَّتها لأَن من اعتادَه ضَرِيَ بأَكله فأَسْرَفَ فيه فِعْلَ مُدَمِن الخمر في ضَراوته بها وقلة صبره عنها وقيل أَراد بالسرَفِ الغفلة قال شمر ولم أَسمع أَن أحداً ذَهب بالسَّرَفِ إلى الضراوة قال وكيف يكون ذلك تفسيراً له وهو ضدّه ؟ والضراوة للشيء كثرةُ الاعتِياد له والسَّرَف بالشيء الجهلُ به إلا أَن تصير الضراوةُ نفسُها سَرَفاً أَي اعتيادُه وكثرة أَكله سرَفٌ وقيل السّرَفُ في الحديث من الإسرافِ والتبذير في النفقة لغير حاجة أَو في غير طاعة اللّه شبهت ما يَخْرج في الإكثار من اللحم بما يخرج في الخمر وقد تكرر ذكر الإسراف في الحديث والغالب على ذكره الإكثار من الذُّنُوب والخطايا واحْتِقابِ الأَوْزار والآثام والسَّرَفُ الخَطَأُ وسَرِفَ الشيءَ بالكسر سَرَفاً أَغْفَلَه وأَخطأَه وجَهِلَه وذلك سَرْفَتُه وسِرْفَتُه والسَّرَفُ الإغفالُ والسَّرَفُ الجَهْلُ وسَرِفَ القومَ جاوَزهم والسَّرِفُ الجاهلُ ورجل سَرِفُ الفُؤاد مُخْطِئُ الفُؤادِ غافِلُه قال طَرَفةُ إنَّ امْرأً سَرِفَ الفُؤاد يَرى عَسَلاً بماء سَحابةٍ شَتْمِي سَرِفُ الفؤاد أَي غافل وسَرِفُ العقل أَي قليل أَبو زيادٍ الكلابي في حديث أَرَدْتكم فسَرِفْتُكم أَي أَغْفَلْتُكم وقوله تعالى من هو مُسْرِفٌ مُرْتاب كافر شاكٌّ والسرَفُ الجهل والسرَفُ الإغْفال ابن الأَعرابي أَسْرَفَ الرجل إذا جاوز الحَدَّ وأَسْرَفَ إذا أَخْطأَ وأَسْرَفَ إذا غَفَل وأَسرف إِذا جهِلَ وحكى الأَصمعي عن بعض الأعرابي وواعده أَصحاب له من المسجد مكاناً فأخلفهم فقيل له في ذلك فقال مررت فسَرِفْتُكم أَي أَغْفَلْتُكم والسُّرْفةُ دُودةُ القَزِّ وقيل هي دُوَيْبَّةٌ غَبْراء تبني بيتاً حسَناً تكون فيه وهي التي يُضرَبُ بها المثل فيقال أَصْنَعُ من سُرْفةٍ وقيل هي دُويبة صغيرة مثل نصف العَدَسة تثقب الشجرة ثم تبني فيها بيتاً من عِيدانٍ تجمعها بمثل غزل العنكبوت وقيل هي دابة صغيرة جدّاً غَبْراء تأْتي الخشبة فَتَحْفِرُها ثم تأْتي بقطعة خشبة فتضعها فيها ثم أُخرى ثم أُخرى ثم تَنْسِج مثل نَسْج العنكبوت قال أَبو حنيفة وقيل السُّرْفةُ دويبة مثل الدودة إلى السواد ما هي تكون في الحَمْض تبني بيتاً من عيدان مربعاً تَشُدُّ أَطراف العيدان بشيء مثل غَزْل العنكبوت وقيل هي الدودة التي تنسج على بعض الشجر وتأْكل ورقه وتُهْلِكُ ما بقي منه بذلك النسج وقيل هي دودة مثل الإصبع شَعْراء رَقْطاء تأْكل ورق الشجر حتى تُعَرِّيَها وقيل هي دودة تنسج على نفسها قدر الإصْبع طولاً كالقرطاس ثم تدخله فلا يُوصل إليها وقيل هي دويبة خفيفة كأَنها عنكبوت وقيل هي دويبة تتخذ لنفسها بيتاً مربعاً من دقاق العيدان تضم بَعضها إلى بعض بلعابها على مثال الناووس ثم تدخل فيه وتموت ويقال أَخفُّ من سُرْفة وأَرض سَرِفةٌ كثيرة السُّرْفةِ ووادٍ سَرِفٌ كذلك وسَرِفَ الطعامُ إذا ائْتَكل حتى كأَنَّ السرفة أَصابته وسُرِفَتِ الشجرةُ أَصابتها السُّرْفةُ وسَرِفَةِ السُّرْفةُ الشجرةَ تَسْرُفها سَرْفاً إذا أَكلت ورَقها حكاه الجوهري عن ابن السكيت وفي حديث ابن عمر أَنه قال لرجل إذا أَتيتَ مِنًى فانتهيت إلى موضع كذا فإن هناك سَرْحةً لم تُجْرَدْ ولم تُسْرَفْ سُرَّ تحتها سبعون نبيّاً فانزل تحتها قال اليزيدي لم تُسْرَفْ لم تُصِبْها السُّرْفةُ وهي هذه الدودة التي تقدَّم شرحها قال ابن السكيت السَّرْفُ ساكن الراء مصدر سُرِفَتِ الشجرةُ تُسْرَفُ سَرْفاً إذا وقعت فيها السُّرْفةُ فهي مَسْرُوفةٌ وشاة مَسروفَةٌ مقطوعة الأُذن أَصلاً والأَُسْرُفُّ الآنُكُ فارسية معرَّبة وسَرِفٌ موضع قال قيس بن ذَريحٍ عَفا سَرِفٌ من أَهْله فَسُراوِعُ وقد ترك بعضهم صَرْفَه جعله اسماً للبقعة ومنه قول عيسى بن أَبي جهمة الليثي وذكر قيساً فقال كان قَيْسُ بن ذَريحٍ منَّا وكان ظريفاً شاعراً وكان يكون بمكة ودونها من قُدَيْدٍ وسَرِف وحولَ مكة في بواديها غيره وسَرِف اسم موضع وفي الحديث أَنه تزوّج مَيْمُونةً بِسَرِف هو بكسر الراء موضع من مكة على عشرة أَميال وقيل أَقل وأكثر ومُسْرِفٌ اسم وقيل هو لقب مسلم بن عُقْبَةَ المُرِّي صاحب وقْعةٍ الحَرَّة لأَنه قد أَسْرفَ فيها قال عليّ بن عبد اللّه بن العباس هُمُ مَنَعُوا ذِمارِي يومَ جاءتْ كتائِبُ مُسْرِفٍ وبنو اللَّكِيعَهْ وإسرافيلُ اسم أعْجمي كأَنه مضاف إلى إيل قال الأخفش ويقال في لغة إسْرافِينُ كما قالوا جِبْرِينَ وإِسْمعِينَ وإسْرائين واللّه أَعلم

سرعف
السَّرْعَفةُ حُسْنُ الغِذاء والنَّعمة وسَرعَفتُ الرجلَ فَتَسَرْعَفَ أَحْسَنْتُ غِذاءه وكذلك سَرْهَفْتُه والمُسَرْعَفُ والمُسَرهفُ الحَسَنُ الغِذاء قال الشاعر سَرْعَفْته ما شِئْتَ من سِرعافِ وقال العجاج بِجِيدِ أَدْماء تَنُوشُ العُلَّفا وقَصَب إن سُرْعِفَتْ تَسَرْعَفَا والسُّرْعُوفُ الناعِمُ الطويل والأُنثى بالهاء سُرْعُوفَةٌ وكلُّ خفيف طويلٍ سُرْعُوفٌ الجوهري السُّرْعُوفُ كل شي ناعم خفيفِ اللحم والسُّرعُوفةُ الجرادة من ذلك وتشبّه بها الفرس وتسمى الفرس سُرْعوفة لخِفّتِها قال الشاعر وإن أَعْرَضَتْ قلتَ سُرْعوفةٌ لها ذَنَبٌ خَلْفَها مُسْبَطِرّْ والسُّرْعُوفةُ دابة تأْكل الثياب

سرنف
السِّرْنافُ الطويل

سرهف
السَّرْهَفةُ نَعْمةُ الغِذاء وقد سَرْهَفَه والسَّرْهَفُ المائقُ الأَكُول والمُسَرْهَفُ والمُسَرْعَفُ الحسَن الغِذاء وسرهفت الرجل أَحسنت غذاءه أَنشد أَبو عمرو إنك سَرْهَفْتَ غلاماً جَفْرا وسَرْهَفَ غِذاءه إذا أَحْسَنَ غِذاءه

سعف
السَّعْفُ أَغصانُ النخلة وأَكثر ما يقال إذا يبست وإذا كانت رَطْبة فهي الشَّطْبةُ قال إني على العَهْدِ لستُ أَنْقُضُه ما اخْضَرَّ في رَأْسِ نَخْلَةٍ سَعَفُ واحدته سَعَفَةٌ وقيل السَّعَفةُ النخلةُ نفسُها وشبه امرؤالقيس ناصِيةَ الفرس بِسَعَفِ النخل فقال وأَرْكَبُ في الرَّوْعِ خَيْفانَةً كَسَا وَجْهَها سَعَفٌ مُنْتَشِرْ قال الأَزهري وهذا يدل على أَن السعفَ الورَقُ قال والسعَفُ ورَقُ جَرِيدِ النخل الذي يُسَفُّ منه الزُّبْلانُ والجلالُ والمَرَاوِحُ وما أَشبهها ويجوز السعفُ
( * قوله ويجوز السعف إلخ » ظاهره جواز التسكين فيهما لكن الذي في القاموس والصحاح والنهاية الاقتصار على التحريك ) والواحدة سَعفةٌ ويقال للجريد نَفسِه سَعَفٌ أَيضاً وقال الأَزهري الأَغصانُ هي الجَرِيدُ وورقها السعَفُ وشوْكُه السُّلاء والجمع سَعَفٌ وسعَفاتٌ ومنه حديث عمار لو ضَربُونا حتى يَبْلُغُوا بنا سَعَفاتِ هَجَرَ وإنما خَصَّ هجر للمُباعَدة في المسافة ولأَنها موصوفة بكثرة الخيل وفي حديث ابن جبير في صفة الجنة ونخِيلُها كَرَبُها ذَهَبٌ وسَعَفُها كُسْوةُ أَهْلِ الجنةِ والسَّعْفةُ والسَّعَفةُ قُرُوحٌ في رأْس الصبي وقيل هي قُروح تخرج بالرأْس ولم يَخُصّ به رأْس صبي ولا غيره وقال كراع هو داء يخرج بالرأْس ولم يعَيِّنه وقد سُعِفَ فهو مسْعُوفٌ وقال أَبو حاتم السعفة يقال لها داء الثَّعْلَب تُورِثُ القَرَع والثَّعالِبُ يُصِيبها هذا الداء فلذلك نسب إليها وفي الحديث أَنه رأَى جارية في بيت أُمّ سَلَمَةَ بها سَعْفة بسكون العين قيل هي القُروح التي تخرج في رأْس الصبي قال ابن الأَثير هكذا رواه الحربي بتقديم العين على الفاء والمحفوظ بالعكس والسَّعَف داء في أفواه الإبل كالجَرَب يتَمَعَّطُ منه أَنف البعير وخُرْطومُه وشعر عينيه بعير أَسْعَفُ وناقة سَعْفاء وخَصَّ أَبو عبيد به الإناثَ وقد سَعِفَ سَعَفاً ومثله في الغنم الغَرَبُ وقال أَبو عبيدة في كتاب الخيل من شياتِ النَّواصي فرس أَسْعَفُ والأَسْعَفُ من الخيل الأَشْيَبُ الناصيةِ وناصِيةٌ سَعْفاء وذلك ما دام فيها لون مُخالِف للبياض فإذا ابيضَّتْ كلُّها فهو الأَصْبَغُ وهي صَبْغاء والسَّعْفاء من نواصِي الخيل التي فيها بياض على أَيّةِ حالاتِها كانت والاسم السَّعَفُ وبه فسّر بعضهم البيت المُقَدَّم كسا وجْهها سَعَفٌ مُنْتَشِرْ والسَّعَفُ والسُّعافُ شُقاقٌ حَوْلَ الظُّفُرِ وتَقَشُّرٌ وتَشَعُّثٌ وقد سَعِفَتْ يدُه سَعَفاً وسَئِفَتْ والإسْعافُ قضاء الحاجة وقد أَسعَفَه بها ومكان مُساعِفٌ ومنزل مُساعِفٌ أَي قريب وفي الحديث فاطمةُ بَضْعةٌ مني يُسْعِفُني ما أَسْعَفَها من الإسْعافِ الذي هو القُرْبُ والإعانةُ وقضاء الحاجة أَي يَنالُني ما نالها ويُلِمُّ بي ما أَلمَّ بها والإسْعافُ والمُساعَفةُ المُساعَدةُ والمُواتاةُ والقُرْبُ في حُسْنِ مُصافاةٍ ومُعاونةٍ قال وإنَّ شِفاءَ النَّفْسِ لو تُسْعِفُ النَّوَى أُولاتُ الثنايا الغُرِّ والحَدَقِ النُّجْلِ أَي لو تُقَرِّبُ وتُواتي قال أَوس بن حجر ظَعائِنُ لهْوٍ ودُّهُنَّ مُساعِفُ وقال إذِ الناس ناسٌ والزمانُ بغِرّةٍ وإذْ أُمُّ عَمّارٍ صَديقٌ مُساعِفُ وأَسْعَفَه على الأَمْرِ أَعانَه وأَسْعَفَ بالرجل دَنا منه وأَسْعَفَتْ دارُه إسْعافاً إذا دَنَتْ وكل شيء دَنا فقد أَسْعَفَ ومنه قول الراعي وكائنْ تَرى منْ مُسْعِفٍ بمَنِيّةٍ والسُّعُوفُ الطبِيعةُ ولا واحد له قال ابن الأعرابي السُّعُوفُ طبائعُ الناسِ من الكَرَمِ وغيره ويقال للضَّرائب سُعوفٌ قال ولم يُسْمَعْ لها بواحد من لفظها وسُعُوفُ البيتِ فُرُشُه وأَمْتِعَتُه الواحد سَعَفٌ بالتحريك والسُّعوف جِهازُ العَرُوسِ وإنه لَسَعَفُ سَوْء أَي مَتاعُ سَوْء أو عبد سوء وقيل كلُّ شيء جادَ وبَلَغَ من عِلْقٍ أَو دارٍ أَو مملُوك ملكته فهو سَعَفٌ وسَعْفةُ اسم رجل والتَّسْعِيفُ بالمِسْكِ أَن يُرَوَّحَ بأَفاويه الطِّيبِ ويُخْلَطَ بالأَدْهانِ الطَّيِّبةِ يقال سَعِّفْ لي دُهْني قال ابن بري والسَّعَفُ ضرب من الذُّبابِ قال عَدِيُّ بن الرِّقاعِ حتى أَتَيْت مُرِيّاً وهو مُنْكَرِسٌ كاللَّيْثِ يَضْرِبُه في الغابةِ السَّعَفُ

سفف
سَفِفْتُ السَّويقَ والدَّواءَ ونحوهما بالكسر أَسَفُّه سَفّاً واسْتَفَفْتُه قَمِحْتُه إذا أَخذته غير ملتوت وكل دَواء يؤخذ غير معجون فهو سَفُوفٌ بفتح السين مثل سَفُوفِ حبّ الرُّمان ونحوه والاسم السُّفّةُ والسَّفُوفُ واقْتماحُ كل شيء يابس سَفٌّ والسَّفوفُ اسم لما يُسْتَفُّ وقال أَبو زيد سَفِفْتُ الماءَ أَسَفُّه سَفّاً وسَفِتُّه أَسْفَتُه سَفْتاً إذا أَكثرت منه وأَنت في ذلك لا تَرْوَى والسُّفَّةُ القُمْحةُ والسَّفَّةُ فِعْل مرة الجوهري سُفّة من السويق بالضم أَي حَبّة منه وقُبْضةٌ وفي حديث أَبي ذر قالت له امرأَة ما في بيتك سُفَّةٌ ولا هِفّةٌ السُّفَّة ما يُسَفُّ من الخُوص كالزَّبيل ونحوه أَي يُنْسَجُ قال ويحتمل أَن يكون من السَّفُوفِ أَي ما يُسْتَفُّ وأَسَفَّ الجُرْحَ الدّواءَ حَشاه به وأَسَفَّ الوَشْمَ بالنَّؤُورِ حَشاهُ وأَسَفَّه إياه كذلك قال مليح أَو كالْوشُومِ أَسَفَّتْها يَمانِيةٌ من حَضْرَمَوْتَ نُؤُوراً وهو مَمْزوجُ وفي الحديث أُتي برجل فقيل إنه سرق فكأَنما أُسِفَّ وجْهُ رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أَي تغيّر وجْهُه واكْمَدَّ كأَنما ذُرَّ عليه شيء غيّره من قولهم أَسْفَفْتُ الوَشْم وهو أَن يُغْرَزَ الجلدُ بإبرة ثم تُحْشى المَغارِزُ كُحْلاً الجوهري وأُسِفَّ وجهُه النَّؤُورَ أَي ذُرّ عليه قال ضابئ بن الحرث البُرْجُمِي يصف ثوراً شَديدُ بَريقِ الحاجِبَيْنِ كأَنما أُسِفَّ صَلى نارٍ فأَصْبَحَ أَكْحَلا وقال لبيد أَو رَجْعُ واشِمة أُسِفَّ نَؤُورُها كِفَفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشامُها وفي الحديث أَن رجلاً شكا إليه جِيرانَه مع إحْسانِه إليهم فقال إن كان كذلك فكأَنما تُسِفُّهم المَلُّ المَلِّ الرَّمادُ الحارُّ أَي تَجعل وجُوههم كلوْن الرماد وقيل هو من سَفِفْتُ الدواء أَسَفُّه وأَسْفَفْتُه غيري وفي حديث آخر سَفُّ المَلّةِ خير من ذلك والسَّفُوفُ سَوادُ اللَّثةِ وسَفَفْتُ الخُوصَ أَسُفُّه بالضم سَفّاً وأَسْفَفْتُه إسْفافاً أَي نسجته بعضَه في بعض وكلُّ شيء ينسج بالأَصابع فهو الإسْفاف قال أَبو منصور سَفَفْتُ الخوص بغير أَلف معروفة صحيحة ومنه قيل لتصدير الرَّحْل سَفِيف لأَنه مُعْتَرِض كسَفِيف الخوص والسُّفّة ما سُفَّ من الخوص وجعل مقدار الزَّبيل والجُلَّةِ أَبو عبيد رَمَلْتُ الحَصِير وأَرْمَلْتُه وسَفَفْتُه وأَسْفَفْتُه معناه كله نسجته وفي حديث إبراهيم النخعي أَنه كره أَن يُوصلَ الشعر وقال لا بأْس بالسُّفّة السُّفّة شيء من القَرامل تَضَعُه المرأَة على رأْسها وفي شعرها ليطول وأَصله من سَفِّ الخوص ونسْجِه وسَفِيفَةٌ من خوص نَسِيجةٌ من خوص والسفِيفة الدَّوْخَلَّةُ من الخوص قبل أَن تُرْمَل أَي تنسج والسُّفّةُ العَرَقةُ من الخوص المُسَفّ اليزيدي أَسْفَفْتُ الخوص إسْفافاً قارَبْتُ بعضه من بعض وكلُّه من الإلصاق والقُرب وكذلك من غير الخوص وأَنشد بَرَداً تُسَفُّ لِثاتُه بالإثْمِدِ
( * هذا الشطر للنابغة وهو في ديوانه
تجلو بقادمتي حمامةِ أيكةٍ ... برداً أُسِفّ لِثاته بالإثمدِ )
وأَحْسَنُ اللِّثاتِ الحُمُّ والسَّفِيفَةُ بِطانٌ عَريضٌ يُشَدُّ به
الرَّحْلُ والسَّفِيفُ حِزامُ الرَّحْل والهَوْدَج والسَّفائفُ ما عَرُضَ من الأَغْراضِ وقيل هي جميعها وأَسَفَّ الطائِرُ والسَّحابةُ وغيرُهما دَنا من الأَرض قال أَوْس بن حَجَر أَو عبيد بن الأَبرص يصف سحاباً قد تَدلى حتى قَرُب من الأَرض دانٍ مُسِفٍّ فَوَيْقَ الأَرضِ هَيْدَبُه يكادُ يَدْفَعُه من قامَ بالرَّاحِ وأَسَفَّ الفَحلُ أَمال رأْسَه للعَضِيضِ وأَسَفَّ إلى مَداقِّ الأُمور وأَلائمها دَنا وفي الصحاح أَسَفَّ الرجلُ أَي تَتَبَّعَ مَداقَّ الأُمور ومنه قيل للَّئيم العَطِيّةِ مُسَفْسِفٌ وفي نسخة مُسَفِّف وأَنشد ابن بري وسامِ جَسِيماتِ الأَُمور ولا تكنْ مُسِفّاً إلى ما دَقَّ منهنَّ دانِيا وفي حديث عليّ عليه السلام لكني أَسْفَفْتُ إذ أَسَفُّوا أَسَفَّ الطائر إذا دنا من الأَرض في طيرانه وأَسفّ الرَّجل الأَمر إذا قاربه وأَسفَّ أَحدّ النظر زاد الفارسي وصوّب إلى الأَرض وروي عن الشعبي أَنه كره أَن يُسِفَّ الرجلُ النظر إلى أُمّه أَو ابنته أَو أُخته أَي يُحِدَّ النظر إليهن ويُديمه قال أَبو عبيد الإسْفاف شِدَّة النظر وحِدّته وكلُّ شيء لَزِمَ شيئاً ولَصِقَ به فهو مُسِفٌّ وأَنشد بيت عبيد والطائر يُسِفُّ إذا طار على وجه الأَرض وسَفِيفُ أُذُنَي الذئب حِدَّتُهما ومنه قول أَبي العارم في صفة الذئب فرأَيت سَفِيفَ أُذُنيه ولم يفسره ابن الأَعرابي والسُّفُّ والسِّفُّ من الحيات الشجاع شمر وغيره السّفُّ الحية قال الهذلي جَمِيلَ المُحَيّا ماجداً وابن ماجِدٍ وسُِفّاً إذا ما صَرَّحَ المَوْتُ أَفْرعا والسُّفُّ والسِّفُّ حَيَّةٌ تطير في الهواء وأَنشد الليث وحتى لَو انَّ السُِّفَّ ذا الرِّيشِ عَضَّني لمَا ضَرَّني منْ فيه نابٌ ولا ثَعْرُ قال الثَّعْرُ السم قال ابن سيده وربما خُصَّ به الأَرْقَمُ وقال الدَّاخِلُ بن حرامٍ الهُذَلي لَعَمْرِي لقد أَعْلَمْت خِرْقاً مُبرَّأً وسُفّاً إذا ما صَرَّحَ المَوْتُ أَرْوَعا أَراد ورجلاً مثل سفٍّ إذا ما صرَّح الموتُ والمُسَفْسِفةُ والسَّفْسافةُ الرِّيح التي تجري فُوَيْقَ الأَرض قال الشاعر وسَفْسَفَتْ مُلاَّحَ هَيْفٍ ذابِلا أَي طَيّرَتْه على وجه الأَرض والسَّفْسافُ ما دَقَّ من التراب والمُسَفْسِفَةُ الرِّيحُ التي تُثِيرُه والسَّفْسافُ التراب الهابي قال كثيِّر وهاج بِسَفْسافِ التراب عَقِيمها والسَّفْسَفَةُ انْتِخالُ الدَّقِيق بالمُنخُل ونحوه قال رؤبة إذا مَساحِيجُ الرِّياحِ السُّفَّنِ سَفْسَفْنَ في أَرْجاء خاوٍ مُزْمِنِ وسَفْسافُ الشِّعْر رَدِيئُه وشِعْر سَفْسافٌ رَدِيء وسَفْسافُ الأَخْلاقِ رَديئُها وفي الحديث إِن اللّه تبارك وتعالى يُحِبُّ مَعاليَ الأُمورِ ويُبْغِضُ سَفْسافَها أَرادَ مداقَّ الأُمورِ ومَلائمَها شبهت بما دَقَّ من سَفْساف التراب وقال لبيد وإذا دَفَنْتَ أَباكَ فاجْ عَلْ فَوْقَه خَشَباً وطِينَا لِيَقِينَ وَجْه الأَمْرٍ سَفْ سافَ التُّرابِ ولنْ يَقِينا والسَّفْسافُ الرَّدِيء من كل شيءٍ والأَمرُ الحقِير وكلُ عَمَل دُونَ الإحْكام سَفْساف وقد سَفْسَف عَمَله زفي حديث آخر إنَّ اللّه رَضِيَ لكم مَكارِمَ الأَخْلاقِ وكره لكم سَفْسافَها السفساف الأَمرُ الحَقِير والرَّديء من كل شيء وهو ضدّ المعالي والمَكارِم وأَصله ما يطير من غبار الدَّقيق إذا نُخِلَ والترابِ إذا أُثير وفي حديث فاطمةَ بنت قَيس إني أَخافُ عليكِ سَفاسِفَه قال ابن الأَثير هكذا أَخرجه أَبو موسى في السين والفاء ولم يفسره وقال ذكره العسكري بالفاء والقاف ولم يورده أَيضاً في السين والقاف قال والمشهور المحفوظ في حديث فاطمة إنما هو إني أَخاف عليك قَسْقاسَتَه بقافين قبل السينين وهي العصا قال فأَما سَفاسِفُه وسَقاسِقُه بالفاء والقاف فلا أَعرفه إلا أَن يكون من قولهم لطرائق السيف سَفاسِقُه بفاء بعدها قاف وهي التي يقال لها الفِرِنْدُ فارسية معرَّبة والمُسَفْسِفُ اللئيمُ الطبيعةِ والسَّفْسَفُ ضرب من النبات والسَّفِيفُ اسم من أَسماء إبليس وفي نسخة السَّفْسَفُ من أَسماء إبليس وسَفْ تَفْعَلُ ساكنة الفاء أَي سوف تَفْعَلُ قال ابن سيده حكاه ثعلب

سقف
السَّقْفُ غِماءُ البيت والجمع سُقُفٌ وسُقُوفٌ فأَما قراءة من قرأ لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبُيوتهم سَقْفاً من فِضَّة فهو واحد يدل على الجمع أَي لجعلنا لبيت كل واحد منهم سَقْفاً من فِضّة وقال الفراء في قوله سُقُفاً من فضة إن شئت جعلت واحدتها سَقِيفةً وإن شئت جعلتها جمع الجمع كأَنك قلت سَقْفاً وسُقُوفاً ثم سُقُفاً كما قال حتى إذا بُلَّتْ حَلاقِيمُ الحُلُقْ وقال الفراء سُقُفاً إنما هو جمع سَقِيفٍ كما تقول كَثِيبٌ وكُثُبٌ وقد سَقَفَ البيتَ يَسْقَفُه سَقْفاً والسماء سَقْفٌ على الأَرض ولذلك ذكِّر في قوله تعالى السماء مُنْفَطِرٌ به والسَّقْفِ المرفوعِ وفي التنزيل العزيز وجعلنا السماء سَقْفاً محفوظاً والسَّقِيفةُ كل بناء سُقِفَتْ به صُفَّةٌ أَو شِبْهُها مما يكون بارِزاً أُلْزِمَ هذا الاسمَ لِتَفْرِقةِ ما بين الأَشياء والسَّقْفُ السماء والسّقيفَةُ الصُّفَّةُ ومنه سَقِيفةُ بني ساعِدةَ وفي حديث اجتماع المهاجرين والأَنصار في سَقيفِة بني ساعدةَ هي صُفّة لها سَقْف فَعيلةٌ بمعنى مفعُولة ابن سيده وكل طريقةٍ دقيقةٍ طويلةٍ من الذهب والفِضة ونحوهما من الجوهر سَقِيفَةٌ والسّقِيفةُ لَوْحُ السّفينةِ والجمع سَقائفُ وكلُّ ضريبةٍ من الذهب والفضة إذا ضُرِبَتْ دقيقةً طويلةً سَقِيفةٌ قال بِشر بن أَبي خازم يصفُ سفينةً مُعَبَّدةِ السَّقائِف ذات دُسْرٍ مُضَبّرَةٍ جوانِبُها رداحِ والسّقائِفُ طوائفُ ناموسِ الصائد قال أَوْس بن حَجَر فَلاقَى عليها من صباحَ مُدمِّراً لِنامُوسِه من الصّفِيحِ سَقائِفُ وهي كل خشَبة عَرِيضةٍ أَو حَجر سُقِفَتْ به قُتْرة غيره والسّقيفةُ كلُّ خشبة عريضة كاللوح أَو حجر عريض يُستطاع أَن يُسَقّفَ به قترةٌ أَو غيرها وأَنشد بيت أَوس بن حجر والصادُ لغة فيها والسّقائِفُ عِيدانُ المُجَبِّر كلُّ جِبارةٍ منها سَقِيفة قال الفرزدق وكنت كَذِي ساقٍ تَهَيَّضَ كَسْرُها إذا انْقَطَعَتْ عنها سُيُورُ السَّقائِفِ الليث السَّقِيفةُ خشبة عريضةٌ طويلة توضع يُلَفُّ عليها البَوارِي فوق سُطوحِ أَهل البصرة والسّقائفُ أَضْلاعُ البعير التهذيب وأَضلاعُ البعير تسمى سَقائِفَ جَنْبَيْه كل واحد منها سَقيفةٌ والسَّقَفُ أَن تَمِيلَ الرِّجلُ على وحْشِيّها والسَّقَفُ بالتحريك طول في انحناء سَقِفَ سَقَفاً وهو أَسْقَفُ وفي مَقْتَلِ عثمان رضي اللّه عنه فأَقبل رجل مُسَقَّفٌ بالسِّهامِ فأَهْوَى بها إليه أَي طويل وبه سمِّي السَّقْفُ لِعُلُوِّه وطول جِدارِه والمُسَقّفُ كالأَسْقَفِ وهو بَيِّنُ السَّقَفِ ومنه اشْتُقَّ أُسْقُفُّ النصارى لأَنه يَتَخاشعُ قال المسيب بن علس يذكر غَوّاصاً فانصَب أَسْقف رأْسه لبدٌ نزعَتْ رباعيتاه الصَّبِرْ
( * هكذا بالأَصل )
ونَعامة سَقْفاء طويلة العُنق والأَسْقَفُ المُنْحني وحكى ابن بري قال والسقفاء من صفة النعامة وأَنشد والبَهْوُ بَهْوُ نَعامةٍ سَقْفاء والأَسْقُفُّ رئيس النصارى في الدِّين أَعجمي تكلمت به العرب ولا نظير له إلا أُسْرُبٌّ والجمع أَساقِفُ وأَساقِفةٌ وفي التهذيب والأَسْقُفُّ رأْس من رؤوس النصارى وفي حديث أَبي سُفْيان وهِرَقْل أَسْقَفَه على نصارى الشام أَي جعله أُسْقُفاً عليهم وهو العالم الرئيس من عُلماء النصارى وهو اسم سُرْيانيّ قال ويحتمل أَن يكون سمي به لخُضُوعه وانحنائِه في عِبادتِه وفي حديث عمر رضي اللّه عنه أُسقُفٌّ من سقِّيفاهُ هو مصدر كالخِلِّيفَى من الخِلافةِ أَي لا يُمْنع من تَسَقُّفِه وما يُعانيه من أَمر دينه وتقْدِمَته ويقال لَحْيٌ سَقْفٌ أَي طويل مُسْتَرْخٍ وقال الفراء أَسْقُفُ اسم بلد وقالوا أَيضاً أُسْقُفُ نَجْرانَ وأَما قول الحجاج إيايَ وهذه السُّقَفاء فلا يعرف ما هو وحكى ابن الأَثير عن الزمخشري قال قيل هو تصحيف قال والصواب شُفَعاء جمع شَفِيعٍ لأَنهم كانوا يجتمعون إلى السلطان فَيَشْفَعُون في أَصحاب الجَرائِم فنهاهم عن ذلك لأَن كل واحد منهم يشفع للآخر كما نهاهم عن الاجتماع في قوله إيايَ وهذه الزَّرافاتِ وسُقْفٌ موضع

سكف
الأُسْكُفّةُ والأَسْكُوفةُ عَتَبةُ البابِ التي يُوطَأُ عليها والسَّاكِفُ أَعلاه الذي يَدُورُ فيه الصائرُ والصائرُ أَسْفَلُ طَرَفِ البابِ الذي يَدُور أَعلاه وأَنشد ابن بري لجرير أَو الفرزدق والشكُّ منه ما بالُ لَوْمِكَها وجِئْتَ تَعْتِلُها حتى اقْتَحَمْتَ بها أُسْكُفَّةَ البابِ كِلاهما حِينَ جَدَّ الجَرْيُ بينهما قد أَقْلَعا وكِلا أَنْفَيْهِما رابي
( * هذان البيتان للفرزدق قالهما في أم غيلان بنت جرير وكان جرير زوّجها الأبلق الأسدي ) وجعله أَحمد بن يحيى من اسْتَكَفَّ الشيءُ أَي انْقبَض قال ابن جني وهذا أَمْرٌ لا يُنادَى وَلِيدُه أَبو سعيد يقال لا أَتَسَكَّفُ لك بيتاً مأْخوذ من الأَسْكُفّةِ أَي لا أَدخل له بيتاً والأُسْكُفُّ مَنابِتُ الأَشْفار وقيل شعر العين نفسُه الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد تُخِيلُ عَيْناً حالِكاً أُسْكُفُّها لا يُعْزِبُ الكحلَ السَّحِيقَ ذَرْفُها أُسكفها منابتُ أَشفارها وقوله لا يُعزبُ الكحلَ السحيق ذَرْفُها يقول هذا خِلْقة فيها ولا كُحْل ثَمّ وذَرْفُها دَمْعُها وأَنشد أَيضاً حَوْراء في أَُسْكُفِّ عَيْنَيها وَطَفْ وفي الثَّنايا البِيض منْ فِيها رَهَفْ الرَّهَفُ الرقة الجوهري الإسكافُ واحد الأَساكِفةِ ابن سيده والسَّيْكَفُ والأَسكَفُ والأُسْكُوفُ والإسكافُ كله الصانعُ أَيّاً كان وخصَّ بعضهم به النَّجّارَ قال لم يَبْقَ إلا مِنْطَقٌ وأَطْرافْ وبُرْدَتانِ وقَمِيصٌ هَفْهافْ وشُعْبَتا مَيْسٍ بَراها إسْكافْ المِنْطَقُ والنِّطاقُ واحد ويروى مَنْطِقٌ بفتح الميم يريد كلامه ولسانه وأَراد بالأَطْرافِ الأَصابعَ وجعلُ النجّارِ إسْكافاً على التوهم أَراد براها النَّجار كما قال ابن أَحمر لم تَدْرِ ما نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قَبْلَها ودِراسُ أَعْوَصَ دارِسٍ مُتَخَدِّدِ اليرندج الجِلد الأَسود يُعْمَلُ منه الخِفافُ وظنّ ابن أَحمر أَنه يُنْسَج وأَراد أَنها غِرَّة نشأَت في نَعْمة ولم تَدْرِ عَوِيصَ الكلام وقال الأَصمعي يقول خَدَعْتها بكلامَ حسن كأَنه أَرَنْدَجٌ منسوج وقوله دارِس متخدد أَي يَغْمَضُ أَحْياناً ويظهر أَحياناً وقال أَبو نخيلة بَرِّيّة لم تأْكلِ المُرَقّقا ولم تَذُقْ مِن البُقُولِ فُسْتُقا
( * قوله « برية » المشهور جارية )
وقال زهير فَتُنْتَجْ لكم غِلمانَ أَشأَم كلُّهُمْ كأَحْمَرِ عاد ثم تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ وقال آخر جائِفُ القَرْعة أَصْنَع حَسِبَ أَنَّ القَرْعة معمولةٌ قال ابن بري هذا مثل يقال لمن عَمِلَ عملاً وظنَّ أَنه لا يَصْنع أَحد مِثْله فيقال جائفُ القرعةِ أَصنعُ منكَ وحِرْفةُ الإسْكافِ السِّكافةُ والأُسْكُفّةُ الأَخيرة نادرة عن الفراء الليث الإسْكاف مصدره السِّكافةُ ولا فِعْل له ابن الأَعرابي أَسْكَفَ الرجلُ إذا صار إسْكافاً والإسكافُ عند العرب كلُّ صانعٍ غيرِ مَن يعمل الخِفاف فإذا أَرادوا معنى الإسكاف في الحضَر قالوا هو الأَسْكَفُ وأَنشد وَضَعَ الأَسْكَفُ فيه رُقَعاً مِثْلَ ما ضَمّدَ جَنْبَيْه الطَّحَلْ قال الجوهري قولُ من قال كلُّ صانع عند العرب إسْكافٌ غير معروف قال ابن بري وقول الأَعشى أَرَنْدَج إسْكاف خطا
( * هكذا بالأصل )
خطأٌ قال شمر سمعت ابن الفَقْعَسيّ يقول إنك لإسْكافٌ بهذا الأَمر أَي حاذِقٌ وأَنشد يصف بئراً حتى طَوَيْناها كَطَيِّ الإسْكافْ قال والإسْكافُ الحاذِقُ قال ويقال رجل إسْكافٌ وأُسْكُوف للخَفّاف

سلف
سَلَفَ يَسْلُفُ سَلَفاً وسُلُوفاً تقدَّم وقوله وما كلُّ مُبْتاعٍ ولو سَلْفَ صَفْقُه بِراجِعِ ما قد فاتَه برَدادِ إنما أَراد سَلَفَ فأَسكن للضرورة وهذا إنما أَجازه الكوفيون
( * هكذا بياض في الأصل ) في المكسور والمضموم كقوله في عَلِم عَلْمَ وفي كَرُمَ كَرْمَ فأَما في المفتوح فلا يجوز عندهم قال سيبويه أَلا ترى أَن الذي يقول في كَبِدٍ كَبْدٍ وفي عْضُدٍ عَضْدٍ لا يقول في جَمَلٍ جَمْل ؟ وأَجاز الكوفيون ذلك واستظهروا بهذا البيت الذي تقدم إنشاده والسَّالِفُ المتقدمُ والسَّلَفُ والسَّلِيفُ والسُّلْفَةُ الجماعَةُ المتقدمون وقوله عز وجل فجعلناهم سَلَفاً ومَثلاً للآخرين ويُقرأُ سُلُفاً وسُلَفاً قال الزجاج سُلُفاً جمع سَلِيفٍ أَي جَمْعاً قد مضى ومن قرأَ سُلَفاً فهو جمع سُلْفةٍ أَي عُصبة قد مضت والتَّسْلِيفُ التَّقديم وقال الفراء يقول جعلناهم سلَفاً متقدّمين ليتعظ بهم الآخِرون وقرأَ يحيى بن وثّابٍ سُلُفاً مضمومةً مُثقلة قال وزعم القاسم أَنه سمع واحدها سَلِيفاً قال وقرئ سُلَفاً كأَن واحدته سُلْفةٌ أَي قِطْعة من الناس مثل أُمّةٍ الليث الأُمم السَّالِفةُ الماضية أَمام الغابرة وتُجْمع سَوالِفَ وأَنشد في ذلك ولاقَتْ مَناياها القُرُونُ السَّوالِفُ كذلك تَلْقاها القُرونُ الخَوالِفُ الجوهري سَلَفَ يَسْلُفُ سَلَفاً مثال طلَبَ يَطلُب طلَباً أَي مضى والقومُ السُّلاَّفُ المتقدّمون وسَلَفُ الرجل آباؤُه المتقدّمون والجمع أَسْلاف وسُلاَّفٌ وقال ابن بري سُلاَّفٌ ليس بجمع لسَلَفٍ وإما هو جمع سالِفٍ للمتقدّم وجمع سالِفٍ أَيضاً سَلَفٌ ومثله خالفٌ وخَلَفٌ ويجيء السلَفُ على معان السَّلَفُ القَرْضُ والسَّلَم ومصدر سَلَفَ سَلَفاً مضى والسَّلَفُ أَيضاً كلُّ عملٍ قدَّمه العبدُ والسَّلَفُ القوم المتقدّمون في السير قال قيس بن الخطيم لو عَرّجُوا ساعةً نُسائِلُهُمْ رَيْثَ يُضَحّي جِمالَه السَّلَفُ والسَّلُوفُ الناقةُ تكون في أَوائل الإبل إذا وردت الماء ويقال سَلَفَت الناقةُ سُلُوفاً تقدّمت في أَول الوِرْد والسَّلُوفُ السريع من الخيل وأَسْلَفه مالاً وسَلَّفَه أَقْرَضه قال تُسَلِّفُ الجارَ شِرْباً وهي حائمةٌ والماءُ لَزْنٌ بكيءُ العَيْن مُقْتَسَم وأَسْلَفَ في الشيء سَلَّم والاسم منهما السَّلَفُ غيره السَّلَفُ نوع من البيوع يُعَجَّل فيه الثمن وتضبط السِّلْعةُ بالوصف إلى أَجل معلوم وقد أَسْلَفْتُ في كذا واسْتَسْلَفْت منه دراهم وتَسلَّفْت فأَسلفني الليث السَّلَفُ القَرْضُ والفعل أَسْلَفْت يقال أَسْلَفْتُه مالاً أَي أَقْرَضْتُه قال الأَزهري كلُّ مالٍ قدَّمته في ثمن سلعة مَضْمونة اشتريتها لصفة فهو سَلَف وسَلَم وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه قال مَن سَلَّفَ فَلْيُسْلِفْ في كيل معلوم ووزن معلوم إلى أَجل معلوم أَراد من قدَّم مالاً ودفَعه إلى رجل في سلعة مضمونة يقال سلَّفْتُ وأَسْلَفْت تَسْلِيفاً وإسْلافاً وأَسْلَمْت بمعنى واحد والاسم السلَف قال وهذا هو الذي تسميه عوامُّ الناس عندنا السَّلَم قال والسَّلَفُ في المُعاملات له معنيان أَحدهما القَرْضُ الذي لا منفعة للمُقْرِض فيه غير الأَجر والشكر وعلى المُقْتَرِض ردُّه كما أَخذه والعربُ تسمي القَرْض سلَفاً كما ذكره الليث والمعنى الثاني في السلف هو أَن يُعْطِي مالاً في سِلعة إلى أَجل معلوم بزيادة في السِّعْر الموجود عند السَّلَف وذلك مَنْفعة للمُسْلِفِ ويقال له سلَم دون الأَول قال وهو في المعنيين معاً اسم من أَسلفت وكذلك السلَم اسم من أَسْلَمْتُ وفي الحديث أَنه اسْتَسْلَفَ من أَعرابي بَكراً أَي اسْتَقْرَضَ وفي الحديث لا يَحِلُّ سَلَفٌ وبَيْعٌ هو مثل أَن يقول بعتُك هذا العبد بأَلف على أَن تُسْلِفَني أَلفاً في مَتاع أَو على أَن تُقْرِضَني أَلفاً لأَنه إنما يُقْرِضُه لِيُحابيَه في الثمن فيدخل في حدّ الجهَالة ولأَنَّ كل قَرْض جَرَّ مَنْفعةً فهو رِباً ولأَنَّ في العقْد شرطاً ولا يَصِحُّ وللسَّلَف مَعْنيان آخران أَحدهما أَن كل شيء قدَّمه العبدُ من عمل صالح أَو ولد فَرَط يُقَدِّمه فهو له سَلَفٌ وقد سَلَفَ له عمل صالح والسلَفُ أَيضاً من تقدَّمَك من آبائك وذوي قَرابَتِك الذين هم فوقَك في السنِّ والفَضْل واحدهم سالِفٌ ومنه قول طُفيل الغَنَوي يَرْثي قومه مَضَوْا سَلَفاً قَصْدُ السبيلِ عليهمُ وصَرْفُ المَنايا بالرِّجال تَقَلَّبُ أَراد أَنهم تقدّمونا وقصدُ سَبيلِنا عليهم أَي نموت كما ماتوا فنكون سَلَفاً لمن بعدنا كما كانوا سلفاً لنا وفي الدعاء للميت واجعله سلَفاً لنا قيل هو من سَلَفِ المال كأَنه قد أَسْلَفَه وجعله ثمناً للأَجر والثواب الذي يُجازى على الصبر عليه وقيل سَلَفُ الإنسان مَن تقدَّمه بالموت من آبائه وذوي قَرابته ولهذا سمي الصدْر الأَول من التابعين السلَف الصالح ومنه حديث مَذْحِجٍ نحن عُبابُ سَلَفِها أَي مُعْظَمها وهم الماضون منها وجاءَني سَلَفٌ من الناس أَي جماعة أَبو زيد جاء القوم سُلْفةً سُلفةً إذا جاء بعضهم في إثر بعض وسُلاَّفُ العَسْكر مُتَقَدِّمتُهم وسَلَفْتُ القوم وأَنا أَسْلُفُهم سَلَفاً إذا تقدَّمْتهم والسالِفةُ أَعلى العُنُق وقيل ناحيةُ مُقدَّمِ العنق من لَدُنْ مُعَلَّقِ القُرْط على قَلْتِ التَّرْقُوَةِ والسالِفُ أَعلى العنق وقيل هي ناحيته من معلق القرط على الحاقنة وحكى اللحياني إنها لوَضّاحةُ السَّوالِفِ جعلوا كل جزء منها سالِفةً ثم جمع على هذا وفي حديث الحديبية لأُقاتِلَنَّهم على أَمْري حتى تَنْفَرد سالِفتي هي صَفْحة العنق وهما سالِفَتانِ من جانِبَيه وكَنى بانْفِرادِها عن الموت لأَنها لا تنفرد عما يليها إلا بالموت وقيل أَراد حتى يُفَرَّقَ بين رأْسي وجَسدي وسالِفةُ الفرَس وغيره هادِيتُه أَي ما تقدَّم من عُنقه وسُلافُ الخمر وسُلافَتُها أَوَّل ما يُعْصَر منها وقيل هو ما سال من غير عصر وقيل هو أَوَّلُ ما ينزل منها وقيل السُلافةُ أَوَّلُ كل شيء عُصِر وقيل هو أَوَّل ما يُرفع من الزبيب والنَّطْلُ ما أَعِيدَ عليه الماء التهذيب السُّلافةُ من الخمر أَخْلَصُها وأَفْضَلُها وذلك إذا تَحَلَّب من العنب بلا عَصْرٍ ولا مَرْثٍ وكذلك من التمر والزبيب ما لم يُعَدْ عليه الماء بعد تَحَلُّب أَوَّله والسلافُ ما سال من عصير العنب قبل أَن يعصر ويسمى الخمر سُلافاً وسُلافةُ كلِّ شيء عصرْتَه أَوَّلُه وقيل السلافُ والسلافةُ من كل شيء خالِصُه والسَّلْفُ بالتسكين الجِرابُ الضَخْمُ وقيل هو الجراب ما كان وقيل هو أَدِيمٌ لم يُحْكَمْ دَبْغُه والجمع أَسْلُفٌ وسُلُوفٌ قال بعض الهذليين أَخَذْتُ لهم سَلْفَيْ حَتِيٍّ وبُرْنُسا وسَحْقَ سَراويلٍ وجَرْدَ شَلِيلِ أَراد جِرابَيْ حَتِيٍّ وهو سَوِيقُ المُقْلِ وفي حديث عامر بن ربيعة وما لنا زاد إلا السَّلْفُ من التمر هو بسكون اللام الجِرابُ الضخْمُ ويروى إلا السّفُّ من التمر وهو الزَّبيلُ من الخوص والسَّلِفُ غُرْلةُ الصبيّ الليث تسمى غُرْلةُ الصبيّ سُلْفَةً والسُّلفةُ جلد رقيق يجعل بِطانةً للخِفافِ وربما كان أَحمرَ وأَصفر وسَهْم سَلُوفٌ طويلُ النصْلِ التهذيب السّلُوفُ من نِصالِ السِّهامُ ما طالَ وأَنشد شَكَّ سَلاها بِسَلُوفٍ سَنْدَرِيّ وسَلَفَ الأَرضَ يَسْلُفُها سَلْفاً وأَسْلَفَها حَوَّلها للزرْعِ وسَوَّاها والمِسْلَفَةُ ما سَوَّاها به من حجارة ونحوها وروي عن محمد بن الحنفية قال أَرض الجنة مَسْلُوفَةٌ قال الأَصمعي هي المستَوية أَو المُسَوَّاةُ قال وهذه لغة أَهل اليمن والطائف يقولون سَلَفْتُ الأَرضَ أَسْلُفُها سَلْفاً إذا سَوَّيتها بالمِسْلَفَةِ وهي شيء تُسَوَّى به الأَرضُ ويقال للحجر الذي تسوَّى به الأَرضُ مِسْلَفَةٌ قال أَبو عبيد وأَحْسَبُه حجراً مُدْمَجاً يُدَحْرَجُ به على الأَرض لتَسْتَوي وأَخرج ابن الأَثير هذا الحديث عن ابن عباس وقال مَسْلوفَةٌ أَي مَلْساء لَيِّنةٌ ناعمة وقال هكذا أَخرجه الخطابي والزمخشري وأَخرجه أَبو عبيد عن عبيد بن عمير الليثي وأَخرجه الأَزهري عن محمد بن الحنفية وروى المنذري عن الحسن أَنه أَنشده بيت سَعْدٍ القَرْقَرَةِ نَحْنُ بِغَرْسِ الوَدِيِّ أَعْلَمُنا مَنّا بِركْضِ الجِيادِ في السُّلَفِ
( * ورد هذا البيت في مادة سدف وفي السَّدَف بدل السَّلف )
قال السُّلَفُ جمع السُّلْفةِ من الأَرض وهي الكَرْدة المُسَوَّاةُ والسَّلِفانِ والسَّلْفان مُتَزَوِّجا الأَُختين فإما أَن يكون السَّلِفانِ مُغَيَّراً عن السِّلْفانِ وإما أَن يكون وضعاً قال عثمان بن عفان رضي اللّه عنه مُعاتَبةُ السِّلْفَيْنِ تَحْسُنُ مَرَّةً فإنْ أَدْمَنا إكْثارَها أَفْسَدَا الحُبَّا والجمع أسْلافٌ وقد تَسالَفا وليس في النساء سِلْفةٌ إنما السِّلْفانِ الرَّجلانِ قال ابن سيده هذا قول ابن الأَعرابي وقال كراع السِّلْفتان المرأَتان تحت الأَخَوين التهذيب السِّلْفانِ رجلان تزوَّجا بأُختين كلُّ واحدٍ منهما سِلْفُ صاحبه والمرأَة سِلْفةٌ لصاحِبتها إذا تزوَّج أَخَوان بامرأَتين الجوهري وسَلِفُ الرَّجل زوجُ أُخْتِ امرأَته وكذلك سِلْفه مثل كَذِبٍ وكِذْبٍ والسُّلَفُ ولد الحَجَلِ وقيل فَرْخُ القَطاةِ عن كراع وقد روى هذا البيت كأَنَّ فَدَاءَها إذْ حَرَّدُوه وطافوا حَوْلَهُ سُلَفٌ يَتِيمُ ويروى سُلَكٌ يَتِيمُ وسيأْتي ذكره في حرف الكاف والجمع سِلْفانٌ وسُلْفانٌ مثل صُرَدٍ وصِرْدانٍ وقيل السّلْفانُ ضرب من الطير فلم يُعَيَّن قال أَبو عمرو لم نسمع سُلَفةً للأُنثى ولو قيل سُلَفةٌ كما قيل سُلَكَةٌ لواحد السِّلْكانِ لكان جيِّداً قال القشيري أُعالِجُ سِلْفاناً صِغاراً تَخالُهُمْ إذا دَرَجُوا بُجْرَ الحَواصِل حُمَّرَا يريد أَولاده شبههم بأَولاد الحجل لِصِغَرِهم وقال آخر خَطِفْنَه خَطْفَ القُطامِيِّ السُّلَفْ غيره والسُّلَفُ والسُّلَكُ من أَولاد الحَجل وجمعه سِلْفانٌ وسِلْكانٌ وقول مُرَّةَ بن عبداللّه اللحياني كأَنَّ بَناتِه سِلْفانُ رَخْمٍ حَواصِلُهُنَّ أَمثالُ الزِّقاقِ قال واحد السِّلْفان سُلَف وهو الفَرْخُ قال وسُلَكٌ وسِلْكانٌ فِراخُ الحَجل والسلْفةُ بالضمّ الطعامُ الذي تَتَعَلَّلُ به قبل الغِذاء وقد سَلِّفَ القومَ تَسْلِيفاً وسَلَّفَ لهم وهي اللُّهنة يَتَعَجَّلُها الرجلُ قبيل الغذاء والسُّلفةُ ما تَدَّخِرُه المرأَةُ لِتُتْحِفَ به مَن زارَها والمُسْلِفُ من النساء النَّصَفُ وقيل هي التي بلغت خمساً وأَربعين ونحوها وهو وصْف خُصّ به الإناثُ قال عمر بنُ أَبي ربيعةَ فيها ثَلاثٌ كالدُّمَى وكاعِبٌ ومُسْلِفُ والسَّلَفُ الفَحْلُ عن ابن الأَعرابي وأَنشد لها سَلَفٌ يَعُوذُ بكُلِّ رَيْعٍ حَمَى الحَوْزاتِ واشْتَهَرَ الإفالا حَمَى الحَوْزاتِ أَي حَمَى حَوْزاتِه أَي لا يدنو منها فحل سواه واشْتَهَرَ الإفالا جاء بها تُشبهُه يعني بالإفالِ صِغارَ الإبل وسُولاف اسم بلد قال لما الْتَقَوْا بِسُولاف وقال عبداللّه بن قيْس الرُّقّيات تَبِيتُ وأَرْضُ السُّوسِ بيني وبينها وسُولافُ رُسْتاقٌ حَمَتْه الأَزارِقهْ غيره سُولافُ موضع كانت به وقعة بين المُهَلَّبِ والأَزارِقةِ قال رجل من الخوارج فإن تَكُ قَتْلَى يومَ سِلَّى تَتابعَتْ فَكَمْ غادَرَتْ أَسْيافُنا من قَماقِمِ غَداةَ تَكُرُّ المَشْرَفِيّةُ فِيهِمُ بِسُولافَ يومَ المارِقِ المُتَلاحِمِ

سلحف
الذكَرُ من السَّلاحِف الغَيلَمُ والأُنثى فيلغة بني أَسد سُلَحْفاةٌ ابن سيده السُّلَحْفاةُ والسُّلَحْفاءُ والسُّلَحْفا والسُّلَحْفِيةُ والسَّلَحْفاةُ بفتح اللام واحدة السّلاحِفِ من دوابّ الماء وقيل هي الأُنثى من الغيالِمِ الجوهري سُلَحْفِيةٌ مُلْحقٌ بالخماسي بأَلف وإنما صارت ياء للكسرة قبلها مثال بُلَهْنِيةٍ واللّه أَعلم

سلخف
التهذيب أَبو تراب عن جماعة من أَعراب قيس الشِّلَّخْفُ والسِّلَّخْفُ المُضْطرِبُ الخَلق

سلعف
الأَزهري سَلْعَفْتُ الشيءَ إذا ابْتَلَعْتَه والسِّلَعْفُ والسِّلَّعْفُ الرجل المضطرب الخلق

سلغف
سلغَفَ الشيءَ ابتلعه والسِّلَّغْفُ التارّ الحادِرُ وأَنشد بِسَلْغَفٍ دَغْفَلٍ يَنْطَحُ الصخْ رَ برأْس مُزْلَعِبّ وبقرة سَلْغَفةُ تارَّةٌ وفي التهذيب وبقرة سَلْغَفٌ

سنف
السِّنافُ خَيْطٌ يُشَدُّ من حَقَبِ البَعير إلى تَصْدِيره ثم يُشَدُّ في عُنُقِه إِذا ضَمَرَ والجمع سُنُفٌ الجوهري قال الخليل السِّنافُ للبعير بمنزلة اللّبَبِ للدابة ومنه قول هِميانَ بن قحافَةَ أَبْقى السِّنافُ أَثراً بأَنْهُضِهْ قَريبةٍ نُدْوَتُه من مَحْمَضِهْ وسَنَفَ البعيرَ يَسْنُفُه ويَسْنِفُه سَنْفاً وأَسْنَفَه شدَّه بالسِّنافِ قال الجوهري وأَبى الأَصمعي إلا أَسْنَفْتُ الأَصمعي السِّنافُ حبل يُشَدُّ من التَّصْديرِ إلى خَلْفِ الكِرْكِرةِ حتى يَثْبُتَ التصْديرُ في موضِعِه وأَسْنَفْتُ البعير جعلت له سِنافاً وإنما يفعل ذلك إذا خَمُصَ بطنهُ واضْطَرَبَ تصدِيرُه وهو الحِزامُ وهي إبل مُسْنَفاتٌ إذا جعل لها أَسْنِفةٌ تجعل وراء كراكِرها ابن سيده السِّناف سير يجعل من ورا اللَّبَبِ أَو غيرُ سير لئلا يَزِلَّ وخيل مُسْنَفاتٌ مَشْرِفاتُ المَناسِج وذلك محمود فيها لأَنه لا يَعْتَري إلا خِيارَها وكِرامَها وإذا كان ذلك كذلك فإن السُّروجَ تتأَخَّر عن ظُهورها فيُجْعل لها ذلك السِّنافُ لتَثْبُتَ به السُّروج والسَّنِيف ثوب يُشدُّ على كَتف البعير والجمع سُنُفٌ أَبو عمرو السُّنُفُ ثياب توضع على أَكْتاف الإبل مثلُ الأَشِلَّةِ على مآخِيرها وبعير مِسْنافٌ يؤخِّر الرحل فيُجْعل له سِنافٌ والجمع مَسانِيفُ وناقة مِسْنافٌ ومُسْنِفةٌ مُتقدِّمة في السير وكذلك الفرس التهذيب المُسْنِفاتُ بكسر النون المُتقدِّمات في سيرها وقد أَسْنَفَ البعيرُ إذا تقدم أَو قدَّم عُنُقه للسير وقال كثيِّر في تقديم البعير زمامه ومُسْنِفة فَضْلَ الزِّمام إذا انْتَحى بِهِزَّةِ هاديها على السَّوْمِ بازِل وفرس مُسْنِفةٌ إذا كانت تتقدّم الخيلَ ومنه قول ابن كُلْثُوم إذا ما عَيَّ بالإِسْناف حَيٌّ على الأَمْر المُشَبّه أَن يَكونا أَي عَيُّوا بالتقدُّم قال الأَزهري ليس قول من قال إن معنى قوله إذا ما عَيَّ بالإسْناف أَن يَدْهَش فلا يَدْري أَينَ يُشَدُّ السِّنافُ بشيء هو باطل إنما قاله الليث الجوهري أَسْنَفَ الفرَسُ أَي تقدَّمَ الخيلَ فإذا سمعت في الشعر مُسْنِفةً بكسر النون فهي من هذا وهي الفرس تتقدَّم الخيل في سيرها وإذا سمعت مُسْنَفَةً بفتح النون فهي الناقة من السِّناف أَي شُدَّ عليها ذلك وربما قالوا أَسْنَفُوا أَمْرَهم أَي أَحْكَمُوه وهو استعارة من هذا قال ويقال في المثل لمن تَحَيَّر في أَمره عَيَّ بالإسناف قال ابن بري في قول الجوهري فإذا سمعت في الشعر مُسْنِفة بكسر النون فهو من هذا قال قال ثعلب المَسانيفُ المتقدِّمة وأَنشد قد قُلْتُ يوماً للغُرابِ إذ حَجَلْ عليكَ بالإبْلِ المَسانيفِ الأُوَلْ قال والمُسنِفُ المتقدِّمُ والمُسْنَفُ المشدود بالسِّنافِ وأَنشد الأَعشى في المتقدّم أَيضاً وما خِلْت أَبْقى بيننا من مَوَدَّةٍ عِراض المَذاكي المُسْنفات القَلائصا ابن شميل المِسْنافُ من الإبل التي تُقَدِّم الحِمْلَ قال والمجناة التي تؤخِّر الحمل وعُرِضَ عليه قولُ الليث فأَنكره وناقة مُسْنِفٌ ومِسْنافٌ ضامِرٌ عن أَبي عمرو وأَسْنَفَ الأَمْرَ أَحْكَمَه والسِّنْفُ بالكسر ورَقةُ المَرْخِ وفي المحكم السَّنْفُ الورقةُ وقيل وعاء ثمر المَرْخِ قال ابن مقبل تُقَلْقِلْ منْ ضَغْمِ اللِّجامِ لَهاتَها تَقَلْقُلُ سِنْفِ المَرْخِ في جَعْبةٍ صِفْرِ والجمع سِنَفةٌ وتشبّه به آذانُ الخيل قال ابن بري في السَّنْفِ وِعاء ثمر المرخ قال هذا هو الصحيح قال وهو قول أَهل المعرفة بالمَرْخ قال وقال علي ابن حمزة ليس للمَرْخِ ورق ولا شَوْك وإنما له قُضْبان دقاق تنبت في شُعَب وأَما السِّنفُ فهو وعاء ثمر المرخ لا غير قال وكذلك ذكره أَهل اللغة والذي حكي عن أَبي عمرو من أَن السنف ورقة المرخ مردود غير مقبول وقال في البيت الذي أَنشده ابن سيده بكماله وأَورد الجوهري عجزه ونسباه لابن مقبل وهو تَقَلْقُلَ سِنْفِ المَرْخِ في جَعْبةٍ صِفْرِ هكذا هو في شعر الجَعْدِيِّ قال وكذا هي الرواية فيه عود المرخ قال وأَما السِّنْفُ ففي بيت ابن مقبل وهو يُرْخي العِذارَ ولو طالَتْ قبائلُه عن حَشْرةٍ مِثلِ سِنْفِ المَرْخةِ الصِّفْرِ الحَشْرةُ الأُذُنُ اللطيفة المُحَدَّدةُ قال أَبو حنيفة السِّنْفةُ وِعاء كل ثمر مستطيلاً كان أَو مستديراً وجمعها سِنْفٌ وجمع السِّنْفِ سِنَفَةٌ ويقال لأَكِمَّةِ الباقِلاء واللُّوبياء والعَدَس وما أَشبهها سُنُوفٌ واحدها سِنْفٌ والسِّنْفُ العُود المُجَرَّدُ من الورق والمَسانِفُ السِّنُونَ قال ابن سيده أَعني بالسنينَ السنين المجدبة كأَنهم شنَّعُوها فجمعوها قال القُطامي ونَحْنُ نَرُودُ الخَيْلَ وَسْطَ بُيوتِنا ويُغْبَقْنَ مَحْضاً وهي مَحْلٌ مَسانِفُ الواحدة مُسْنِفةٌ عن أَبي حنيفة وأَسْنَفَتِ الرِّيحُ سافَتِ الترابَ

سنحف
السَّنْحَفُ العظيمُ الطويلُ وفي حديث عبد الملك إنَّك لَسِنَّحْفٌ أَي عظيم طويل والسِّنْحافُ مثله قال ابن الأَثير هكذا ذكره الهروي في السين والحاء المهملة وفي كتاب الجوهري وأَبي موسى بالشين والخاء المعجمتين وسيأْتي ذكره

سنهف
سَنْهفٌ اسم

سهف
السَّهَفُ والسُّهافُ شِدَّةُ العَطَش سَهِفَ سَهَفاً ورجل ساهِفٌ ومَسْهوفٌ عطشان ورجل ساهِفٌ وسافِهٌ شديدُ العطَشِ وناقةٌ مِسْهافٌ سريعة العطش والسَّهْفُ تَشَحُّط القتيل في نَزْعِه واضْطِرابُه قال الهُذَليّ ماذا هنالِكَ من أَسْوانَ مُكْتَئِبٍ وساهِفٍ ثَمِلٍ في صَعْدَةٍ قَصِمِ ؟ وسَهَفَ القتيلُ سَهْفاً اضْطَرَب وسَهَفَ الدُّبُّ سَهِيفاً صاح وسَهفَ الإنسان سَهَفاً عَطِشَ ولم يَرْوَ وإذا كَثُرَ سُهافاً والسَّهْفُ حَرْشَفُ السمك خاصَّة والمَسْهَفَةُ المَمَرُّ كالمَسْهَكَةِ قال ساعدة بن جؤية بِمَسْهَفَةِ الرِّعاء إذا هُمُ راحُوا وإن نَعَقوا ابن الأعرابي يقال طعامٌ مَسْفَهَةٌ وطعامٌ مَسْهَفَةٌ إذا كان يَسْقي الماء كثيراً قال أَبو منصور وأَرى قول الهذلي وساهِفٍ ثَمِلٍ من هذا الذي قاله ابن الأَعرابي الأَصمعي رجل ساهِفٌ إذا نُزِفَ فأُغْمِي عليه ويقال هو الذي أَخذه العطش عند النَّزْعِ عند خروج رُوحه وقال ابن شميل هو ساهِفُ الوجه وساهِمُ الوجه مُتَغَيِّره وأَنشد لأَبي خراش الهُذَليّ وإن قد تَرى مني لِما قد أَصابَني من الحُزْنِ أَني ساهِفُ الوجه ذو هَمِّ وسَيْهَف اسم

سوف
سوف كلمة معناها التنفيس والتأْخير قال سيبويه سوف كلمة تنفيس فيما لم يكن بعد أَلا ترى أَنك تقول سَوَّفْتُه إذا قلت له مرة بعد مَرَّة سَوْفَ أَفْعل ؟ ولا يُفْصل بينها وبين أَفعل لأَنها بمنزلة السين في سيَفْعَل ابن سيده وأَما قوله تعالى ولسوف يُعْطيك ربُّك فترضى اللام داخلة فيه على الفعل لا على الحرف وقال ابن جني هو حرف واشتقُّوا منه فِعْلاً فقالوا سَوَّفْتُ الرجل تسويفاً قال وهذا كما ترى مأْخوذ من الحرف أَنشد سيبويه لابن مقبل لو ساوَفَتْنا بِسَوْف من تَجَنُّبِها سَوْفَ العَيُوفِ لراحَ الرَّكْبُ قد قَنِعُوا انتصب سوف العَيُوفِ على المصدر المحذوف الزيادة وقد قالوا سو يكون فحذفوا اللام وسا يكون فحذفوا اللام وأَبدلوا العين طَلَبَ الخِفَّةِ وسَفْ يكون فحذفوا العين كما حذفوا اللام التهذيب والسَّوْفُ الصبر وإنه لَمُسَوِّفٌ أَي صَبُور وأَنشد المفضل هذا ورُبَّ مُسَوِّفينَ صَبَحْتُهُمْ من خَمْرِ بابِلَ لَذَّة للشارِبِ أَبو زيد سَوَّفْت الرجل أَمْري تَسْويفاً أَي ملَّكته وكذلك سَوَّمْته والتَّسْويف التأْخير من قولك سوف أَفعل وفي الحديث أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم لعن المُّسَوِّفَة من النساء وهي التي لا تُجِيبُ زوجَها إذا دعاها إلى فراشه وتُدافِعُه فيما يريد منها وتقول سوف أَفْعَلُ وقولهم فلان يَقْتاتُ السَّوْفَ أَي يَعِيشُ بالأَماني والتَسْوِيفُ المَطْلُ وحكى أَبو زيد سَوَّفْت الرجلَ أَمري إذا ملَّكته أَمرَك وحَكَّمته فيه يَصْنَعُ ما يشاء وسافَ الشيءَ يَسُوفُه ويَسافُه سَوْفاً وساوَفَه واسْتافه كلُّه شَمَّه قال الشماخ إذا ما اسْتافَهُنَّ ضَرَبْنَ منه مكانَ الرُّمْحِ من أَنْفِ القَدُوعِ والاسْتِيافُ الاشْتِمامُ ابن الأعرابي سافَ يَسُوفُ سَوْفاً إذا شمَّ وأَنشد قالت وقد سافَ مِجَذَّ المِرْوَدِ قال المِرْوَدُ المِيلُ ومِجَذُّه طرَفُه ومعناه أَن الحسناء إذا كَحَلت عينيها مَسَحَتْ طَرَفَ الميل بشفتيها ليزداد حُمَّةً أَي سواداً والمسافة بُعْدُ المَفازةِ والطريق وأَصله من الشَّمِّ وهو أَن الدليل كان إذا ضَلَّ في فلاة أَخذ التراب فشمه فعلم أَنه على هِدْية قال رؤبة إذا الدليلُ اسْتافَ أَخْلاقَ الطُّرُقْ ثم كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتى سموا البعد مسافةً وقيل سمي مسافة لأَن الدليل يستدل على الطريق في الفلاة البعيدة الطرفين بِسَوْفِه تُرابَها ليعلم أَعَلى قَصْدٍ هو أَم على جَوْرٍ وقال امرؤ القيس على لاحِبٍ لا يُهْتَدى بِمَنارِه إذا سافَهُ العَوْدُ الدِّيافيُّ جَرْجَرا وقوله لا يُهْتَدى بِمَناره يقول ليس به مَنار فَيُهْتَدى به وإذا سافَ الجملُ تُرْبَتَه جَرْجَر جَزَعاً من بُعْده وقلة مائه والسَّوْفَةُ والسَّائفةُ أَرض بين الرَّمل والجَلَد قال أَبو زياد السائفةُ جانِبٌ من الرمل أَلينُ ما يكون منه والجمع سَوائفُ قال ذو الرمة وتَبْسِم عن أَلْمَى اللِّثاتِ كأَنه ذَرا أُقْحُوانٍ من أَقاحي السَّوائفِ وقال جابر بن جبلة السائفة الحبل من الرمل غيره السائفة الرملة الرقيقة قال ذو الرمة يصف فِراخَ النعامة كأَنَّ أَعْناقَها كُرَّاثُ سائفةٍ طارَتْ لفائِفُه أَو هَيْشَرٌ سُلُبُ الهَيْشَرَةُ شجرة لها ساقٌ وفي رأْسها كُعْبُرة شَهْباء والسُّلُبُ الذي لا وَرَقَ عليه والسائفة الشَّطُّ من السَّنام قال ابن سيده هو من الواو لكون الأَلف عيناً والسَّوافُ والسُّوافُ الموتُ في الناسِ والمال سافَ سَوْفاً وأَسافَه اللّه وأَسافَ الرجلُ وقَع في ماله السَّوافُ أَي الموت قال طُفَيْل فأَبَّلَ واسْتَرْخى به الخَطْبُ بعدما أَسافَ ولولا سَعْيُنا لم يُؤَبَّلِ ابن السكيت أَسافَ الرجلُ فهو مُسِيف إذا هلَك مالُه وقد سافَ المال نَفْسُه يَسُوفُ إذا هلَك ويقال رماه اللّه بالسَّواف كذا رواه بفتح السين قال ابن السكيت سمعت هِشاماً المَكْفُوفَ يقول لأَبي عمرو إنَّ الأَصمعي يقول السُّواف بالضم ويقول الأدْواء كلها جاءت بالضم نحو النُّحازِ والدُّكاعِ والزُّكامِ والقُلابِ والخُمالِ وقال أَبو عمرو لا هو السَّوافُ بالفتح وكذلك قال عُمارة بن عَقِيل بن بلال بن جرير قال ابن بري لم يروه بالفتح غير أَبي عمرو وليس بشيء وسافَ يَسُوفُ أَي هلَك ماله يقال أَسافَ حتى ما يَتَشَكى السُّوافَ إذا تعوَّد الحوادثَ نعوذ باللّه من ذلك ومنه قولُ حميد بن ثور فيا لَهما من مُرسَلَيْنِ لِحاجَةٍ أَسافا من المالِ التِّلادِ وأَعْدَما وأَنشد ابن بري للمَرَّارِ شاهداً على السُّوافِ مَرَضِ المالِ دَعا بالسُّوافِ له ظالماً فذا العَرْشِ خَيْرَهما أَن يسوفا أَي احفظ خَيْرهما من أَن يسوف أَي يَهْلِك وأَنشد ابن بري لأَبي الأَسود العِجْلي لَجَذْتَهُمُ حتى إذا سافَ مالُهُمْ أَتَيْتَهُمُ في قابِلٍ تَتَجَدَّفُ والتَّجَدُّفُ الافتِقارُ وفي حديث الدُّؤلي وقف عليه أَعرابي فقال أَكلَني الفَقْرُ ورَدَّني الدهرُ ضعيفاً مُسِيفاً هو الذي ذهب مالُه من السُّوافِ وهو داء يأْخذ الإبل فَيُهْلِكُها قال ابن الأَثير وقد تفتح سينه خارجاً عن قِياس نَظائِره وقيل هو بالفتح الفَناءُ أَبو حنيفة السُّوافُ مَرَضُ المالِ وفي المحكم مرض الإبل قال والسَّوافُ بفتح السين الفَناء وأَسافَ الخارِزُ يُسِيفُ إسافةً أَي أَثْأَى فانْخَرَمَتِ الخُرْزَتانِ وأَسافَ الخَرَزَ خَرمَه قال الراعي مَزَائِدُ خَرْقاء اليَدَيْنِ مُسِيفَةٍ أَخَبَّ بِهِنَّ المُخْلِفانِ وأَحْفَدا قال ابن سيده كذا وجدناه بخط عليّ بن حمزة مزائد مهموز وإنها لَمُساوِفةُ السَّيْر أَي مُطِيقَتُه والسافُ في البناء كلُّ صَفٍّ من اللَّبِن يقال سافٌ من البناء وسافانِ وثلاثة آسُف وهي السفوف وقال الليث السافُ ما بين سافات البناء أَلفه واو في الأَصل وقال غيره كل سَطْر من اللَّبِن والطين في الجدارِ سافٌ ومِدْماكٌ الجوهري السافُ كلُّ عَرَقٍ من الحائط والسافُ طائر يَصِيدُ قال ابن سيده قَضينا على مجهول هذا الباب بالواو لكونها عيناً والأَسْوافُ موضع بالمدينة بعينه وفي الحديث اصْطَدْتُ نُهَساً بالأَسْوافِ ابن الأَثير هو اسم لحَرَمِ المدينة الذي حَرَّمه سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم والنُّهَسُ طائر يشبه الصُّرَدَ مذكور في موضعه

سيف
السَّيْفُ الذي يُضربُ به معروف والجمع أَسْيافٌ وسُيُوفٌ وأَسْيُفٌ عن اللحياني وأَنشد الأَزهري في جمع أَسْيُفٍ كأَنهم أَسْيُفٌ بِيضٌ يَمانِيةٌ عَضْبٌ مَضارِبُها باقٍ بها الأُثُرُ واسْتافَ القومُ وتَسايَفُوا تضاربوا بالسيوف وقال ابن جني استافوا تَناولوا السُّيوفَ كقولك امْتَشَنُوا سُيُوفَهم وامْتَخَطوها قال فأَما تفسير أَهل اللغة أَنَّ اسْتافَ القومُ في معنى تَسايَفُوا فتفسيره على المعنى كعادتهم في أَمثال ذلك أَلا تراهم قالوا في قول اللّه سبحانه من ماءٍ دافِقٍ إنه بمعنى مَدْفُوق ؟ قال ابن سيده فهذا لعمري معناه غير أَن طريق الصَّنْعة فيه أَنه ذو دَفْق كما حكاه الأَصمعي عنهم من قولهم ناقة ضارب إذا ضُرِبَت وتفسيره أَنها ذاتُ ضَرْب أَي ضُربت وكذلك قول اللّه تعالى لا عاصِمَ اليومَ من أَمرِ اللّه أَي لا ذا عِصْمة وذو العصمة يكون مفعولاً فمن هنا قيل إن معناه لا معصوم ويقال لجماعة السُّيوف مَسْيَفةٌ ومثله مَشْيَخَةٌ الكسائي المُسِيفُ المُتَقَلِّدُ بالسيف فإذا ضَرَبَ به فهو سائفٌ وقد سِفْتُ الرجل أَسِيفه الفراء سِفْتُه ورَمَحْتُه الجوهري سافَه يَسِيفُه ضربه بالسيف ورجل سائفٌ أَي ذو سَيْف وسَيَّافٌ أَي صاحبُ سيف والجمع سَيَّافةٌ والمُسِيفُ الذي عليه السَّيْفُ والمُسايَفَةُ المُجالَدَةُ وريح مِسْيافٌ تَقْطَعُ كالسَّيْفِ قال أَلا مَنْ لِقَبْرٍ لا تزال تَهُجُّهُ شَمالٌ ومِسْياف العَشِيِّ جَنُوب ؟ وبُرْد مُسَيَّفٌ فيه كصُوَر السيوف ورجل سَيْفانٌ طويل مَمْشُوقٌ كالسَّيْفِ زاد الجوهري ضامرُ البطن والأَنثى سَيْفانةُ الليث جاريةٌ سَيْفانةٌ وهي الشِّطْبَةُ كأَنها نَصْل سَيْفٍ قال ولا يُوصَفُ به الرجل والسَّيْفُ بفتح السين سَيْبُ الفَرَس والسِّيفُ ما كان مُلْتَزِقاً بأُصول السَّعَفِ كاللِّيف وليس به قال الجوهري هذا الحرف نقلته من كتاب من غير سَماعٍ ابن سيده والسِّيفُ ما لزِقَ بأُصول السَّعَفِ من خِلال اللِّيفِ وهو أَرْدَؤُه وأَخْشَنُه وأَجْفاه وقد سَيِفَ سَيَفاً وانسافَ التهذيب وقد سَيِفَتِ النخلةُ قال الراجز يصف أَذْنابَ اللِّقاحِ كأَنَّما اجْتُثَّ على حلابِها نَخْلُ جُؤاثَى نِيل من أَرْطابِها والسِّيفُ واللِّيفُ على هُدّابِها والسَّيفُ ساحل البحر والجمع أَسياف وحكى الفارسي أَسافَ القومُ أَتوا السِّيفَ ابن الأَعرابي الموضع النَّقِيُّ من الماء ومنه قيل درهم مُسَيَّفٌ إذا كانت له جوانبُ نَقِيَّة من النَّقْشِ وفي حديث جابر فأَتينا سِيفَ البحر أَي ساحله والسِّيفُ موضع قال لبيد ولقد يَعْلَمُ صَحْبي كُلُّهُمْ بِعَدانِ السِّيفِ صَبري ونَقَلْ وأَسَفْتُ الخَرَزَ أَي خَرمْتُه قال الراعي مَزائِدَ خَرْقاء اليَدَيْنِ مُسِيفَةٍ أَخَبَّ بِهِنَّ المُخْلِفانِ وأَحْفَدا وقد تقدَّم في سوف أَيضاً قال ابن بري في تفسير البيت أَي حملهما على الإسراع ومزائدُ كان قياسُها مَزاوِدَ لأَنها جمع مَزادة ولكن جاء على التشبيه بفعالة ومثله مَعائش فيمن همزها ابن بري والمُسِيفُ الفقير وأَنشد أَبو زيد للقِيطِ ابن زُرارَةَ فأَقْسَمْتُ لا تأتِيكَ مِني خُفارَةٌ على الكُثْرِ إنْ لاقَيْتَني ومُسِيفا والسائفةُ من الأَرض بين الجَلَد والرَّمل والسائفة اسم رمل

شأف
شَئِفَ صدرُه عليَّ شَأَفاً غَمِرَ والشأْفةُ قَرْحةٌ تخرج في القَدم وقيل في أَسْفل القدم وقيل هو ورَمٌ يخرج في اليد والقدم من عُود يدخل في البَخَصة أَو باطن الكف فيبقى في جوفها فَيَرِمُ الموضع ويعظُم وفي الدُّعاء استأْصَل اللّهُ شَأْفَتَهُم وذلك أَنَّ الشأْفةَ تُكْوَى فتذهب فيقال أَذهبهم اللّه كما أَذهب ذلك وقيل شَأْفةُ الرجل أَهلُه ومالُه ويقال شَئِفَتْ رجلُه شَأَفاً مثال تَعِبَ تَعَباً إذا خرجت بها الشَّأْفةُ فيُكْوَى ذلك الدَّاء فيذهب فيقال في الدعاء أَذهبك اللّه كما أَذهب ذلك الداء بالكَيّ وفي الحديث خَرجَتْ بآدمَ شأْفةٌ في رجله قال والشأْفةُ جاءت بالهمز وغير الهمز وهي قَرْحة تخرج بباطن القدم فتُقْطَع أَو تُكْوَى فتذهب وفي الحديث عن عروة بن الزبير أَنه قُطِعت رجلُه من شأْفةٍ بها الهُجَيْمِيُّ الشأْفةُ الأَصلُ واسْتأْصَل اللّه شأْفَته أَي أَصلَه وفي حديث عليّ عليه السلام قال له أَصحابُه لقد استأْصَلْنا شأْفَتَهم يعني الخوارِجَ والشأْفةُ العداوةُ وقال الكميت ولم نَفْتأْ كذلك كلَّ يومٍ لِشَأْفَةِ واغِرٍ مُسْتَأْصِلِينا وفي التهذيب اسْتأْصَلَ اللّه شأْفَته إذا حَسَمَ الأَمرَ من أَصله وشَئِفَ الرَّجلُ
( * قوله « وشئف الرجل إلخ » كذا بالأصل وعبارة القاموس وشرحه أو شئفته خفت أن يصيبني بعين أو دللت عليه من يكره قاله ابن الأعرابي ) إذا خفت حين تراه أَن تُصيبه بعين أَو تَدُلّ عليه مَن يكره الجوهري شَئِفْت من فلان
( * قوله « الجوهري شئفت من فلان » كذا بالأصل وشرح القاموس والذي فيما بأيدينا من نسخ الجوهري شئفت فلاناً ) شَأْفاً بالتسكين إذا أَبْغَضْتَه ابن سيده وشَئِفَتْ يده شَأْفاً شَعِثَ ما حولَ أَظْفارِها وتَشَقَّق وقال ثعلب هو تشقُّق يكون في الأَظفار أَبو زيد شَئِفَت أَصابعه شَأْفاً إذا تشققت ابن الأَعرابي شَئِفَتْ أَصابعُه وسَئِفَتْ وسَعِفَت بمعنى واحد وهو التشعُّثُ حول الأَظفار والشُّقاقُ واسْتَشْأَفَت القرحة خَبُثَتْ وعَظُمَت وصار لها أَصل ورجل شأَفةٌ عزيزٌ مَنِيعٌ وشُئِفَ شأْفاً فَزِعَ أَبو عبيد شُئِفَ فلان شأْفاً فهو مَشْؤُوف مثل جُئِثَ وزُئِدَ إذا فَزِعَ وذُعِرَ والشآفةُ العداوةُ عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَبو العباس لرجل من بني نَهْشَل بن دارم إذا مَولاكَ كان عليكَ عَوْناً أَتاكَ القومُ بالعَجَبِ العَجِيبِ فلا تَخْتَعْ عليه ولا تُرِدْه ورامِ بِرأْسِه عُرْضَ الجَنُوبِ وما لِشَآفةٍ في غير شَيءٍ إذا وَلَّى صَديقُكَ من طَبِيبِ قال ابن بري قال أَبو العباس شآفةً وشأَفاً أَيضاً بفتح الهمزة قال وكذا قال القالي في كتابه البارع وفي الأَفعال شَئِفْتُ الرجل شآفةً بالمد أَبغضْته وقلب شَئِفٌ وأَنشد يا أَيُّها الجاهلُ أَلاَّ تَنْصَرِفْ ولم تُداوِ قَرْحَةَ القلبِ الشَّئِفْ أَبو زيد شَئِفْت له شأْفاً إذا أَبغضْته

شحف
الشَّحْفُ قَشْرُ الجِلد يمانية

شخف
الشِّخافُ اللبنُ حِمْيَرِيّةٌ قال أَبو عمرو الشَّخْفُ صوت اللبَن عند الحَلْب يقال سمعت له شَخْفاً وأَنشد كأَنَّ صوتَ شَخْبِها ذي الشَّخْفِ كشِيشُ أَفْعَى في يَبِيسِ قُفِّ قال وبه سمي اللَبن شِخافاً

شدف
الشُّدْفةُ القِطْعة من الشيء وشَدَفه يَشْدِفُه شَدْفاً قَطَعه شُدْفةً شُدفة والشَّدْفةُ والشُّدْفةُ من الليل كالسُّدْفة بالسين المهملة وهي الظلمة والشَّدَفُ كالشَّدْفةِ التي هي الظلمة قال ابن سيده والسين المهملة لغة عن يعقوب الفراء واللحياني خرجنا بسُدْفة وشُدْفة وتفتح صدورهما وهو السواد الباقي أَبو عبيدة والفراء أَسْدَفَ وأَشْدَفَ إذا أَرْخَى سُتوره وأَظلم والشَّدَف بالتحريك شخص كل شيء قال ابن بري وأَنشد الأَصمعي وإذا أَرى شَدَفاً أَمامِي خِلْتُه رجلاً فَجُلْتُ كأَنَّني خُذْرُوف والجمع شُدُوف قال ساعدة بن جُؤية الهذلي مُوَكَّلٌ بشُدُوفِ الصْومِ يَرْقُبُها من المَغارِبِ مَخْطُوفُ الحَشى زَرِمُ قال يعقوب إنما يصف الحمار إذا ورد الماء فعينُه نحو الشجر لأَن الصائد يكْمُن بين الشجر فيقول هذا الحِمارُ من مَخافة الشُّخوص كأَنه موكل بالنظر إلى شخوص هذا الأَشجار من خوفه من الرُّماة يخاف أَن يكون فيه ناس وكلُّ ما واراك فهو مَغْرِبٌ الجوهري في الشَّدَفِ الشخصِ قال هذا الحرف في كتاب العين بالسين غير معجمة قال ابن دريد هو تصحيف والصوْم شجر قِيامٌ كالناس ومن المَغارِب يعني من الفَرَق ليس من الجوع وفرس أَشْدَفُ عظيم الشخص والشَّدَف التواء رأْس البعير وهو عيب وناقةٌ شَدْفاء تميل في أَحد شِقَّيْها والشَّدَفُ في الخيل والإبل إمالة الرأْس من النَّشاطِ الذكر أشْدَفُ وشَدِفَ الفَرسُ شَدَفاً إذا مَرِحَ وهو أَشدَفُ وشَدِفَ مَرِحَ قال العجاج بذاتٍ لَوْثٍ أَو نُباجٍ أَشْدَفا وفرَس أَشْدَفُ وهو المائل في أَحد شِقَّيه بَغْياً قال المرَّار شُنْدُف أَشدَف ما وَرَّعْته وإذا طُوطِئَ طَيَّارٌ طِمِرْ قال والشُّنْدُوفُ مثل الأَشْدَفِ والنون زائدة فيه والأَشْدَفُ الذي في خدِّه صَعَر وشَدِفَ يَشْدَفُ شَدَفاً مثله الأَصمعي يقال للقِسِيّ الفارسية شُدُفٌ واحدتها شَدْفاء وفي حديث ابن ذي يَزَن يرمون عن شُدُف هي جمع شَدْفاء وهي العَوْجاء يعني القوسَ الفارِسِيّةَ ابن الأَثير قال أَبو موسى أَكثر الروايات بالسين المهملة ولا معنى لها

شرف
الشَّرَفُ الحَسَبُ بالآباء شَرُفَ يَشْرُفُ شَرَفاً وشُرْفَةً وشَرافةً فهو شريفٌ والجمع أَشْرافٌ غيره والشَّرَفُ والمَجْدُ لا يكونانِ إلا بالآباء ويقال رجل شريفٌ ورجل ماجدٌ له آباءٌ متقدِّمون في الشرَف قال والحسَبُ والكَرَمُ يكونانِ وإن لم يكن له آباء لهم شَرَفٌ والشَّرَفُ مصدر الشَّريف من الناس وشَريفٌ وأَشْرافٌ مثل نَصِيرٍ وأَنْصار وشَهِيد وأَشْهادٍ الجوهري والجمع شُرَفاء وأَشْرافٌ وقد شَرُفَ بالضم فهو شريف اليوم وشارِفٌ عن قليل أَي سيصير شريفاً قال الجوهري ذكره الفراء وفي حديث الشعبي قيل للأَعمش لمَ لمْ تَسْتَكْثِر من الشعبي ؟ قال كان يَحْتَقِرُني كنت آتِيه مع إبراهيم فَيُرَحِّبُ به ويقول لي اقْعُدْ ثَمَّ أَيُّها العبدُ ثم يقول لا نَرْفَعُ العبدَ فوق سُنَّته ما دامَ فِينا بأَرْضِنا شَرَفُ أَي شريف يقال هو شَرَفُ قومه وكَرَمُهم أَي شَريفُهُم وكَريمهم واستعمل أَبو إسحق الشَّرَفَ في القرآن فقال أَشْرَفُ آيةٍ في القرآن آيةُ الكرسي والمَشْرُوفُ المفضول وقد شَرَفه وشَرَفَ عليه وشَرَّفَه جعل له شَرَفاً وكل ما فَضَلَ على شيء فقد شَرَفَ وشارَفَه فَشَرَفَه يَشْرُفه فاقَه في الشرفِ عن ابن جني وَشَرفْتُه أَشْرُفه شَرْفاً أَي غَلَبْته بالشرَفِ فهو مَشْرُوف وفلان أَشْرَفُ منه وشارَفْتُ الرجل فاخرته أَيُّنا أَشْرَفُ وفي الحديث أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال ما ذِئبان عادِيانِ أَصابا فَريقة غَنَمٍ بأَفْسَدَ فيها من حُبِّ المرء المالَ والشَّرَفَ لِدِينه يريد أَنه يَتَشَرَّفُ للمُباراةِ والمُفاخَرةِ والمُساماةِ الجوهري وشَرَّفَه اللّه تَشْريفاً وتَشَرَّفَ بكذا أَي عَدَّه شَرَفاً وشَرَّفَ العظْمَ إذا كان قليل اللحم فأَخذ لحمَ عظم آخرَ ووضَعَه عليه وقول جرير إذا ما تَعاظَمْتُمْ جُعُوراً فَشَرِّفُوا جَحِيشاً إذا آبَتْ من الصَّيْفِ عِيرُها قال ابن سيده أَرى أَنَّ معناه إذا عَظُمَتْ في أَعينكم هذه القبيلة من قبائلكم فزيدوا منها في جَحِيش هذه القبيلة القليلة الذليلة فهو على نحو تَشْريفِ العظْمِ باللَّحم والشُّرْفةُ أَعلى الشيء والشَّرَفُ كالشُّرْفةِ والجمع أَشْرافٌ قال الأَخطل وقد أَكل الكِيرانُ أَشْرافَها العُلا وأُبْقِيَتِ الأَلْواحُ والعَصَبُ السُّمْرُ ابن بزرج قالوا لك الشُّرْفةُ في فُؤَادي على الناس شمر الشَّرَفُ كل نَشْزٍ من الأَرض قد أَشْرَفَ على ما حوله قادَ أَو لم يَقُد سواء كان رَمْلاً أَو جَبَلاً وإنما يطول نحواً من عشْر أَذرُع أَو خمس قَلَّ عِرَضُ طهره أَو كثر وجبل مُشْرِفٌ عالٍ والشَّرَفُ من الأَرض ما أَشْرَفَ لك ويقال أَشْرَفَ لي شَرَفٌ فما زِلْتُ أَرْكُضُ حتى علوته قال الهذلي إذا ما اشْتَأَى شَرَفاً قَبْلَه وواكَظَ أَوْشَكَ منه اقْتِرابا الجوهري الشَّرَفُ العُلُوُّ والمكان العالي وقال الشاعر آتي النَّدِيَّ فلا يُقَرَّبُ مَجْلِسي وأَقُود للشَّرَفِ الرَّفِيعِ حِماري يقول إني خَرِفْت فلا يُنتفع برَأْيي وكبِرْت فلا أَستطيع أَن أَركب من الأَرض حماري إلا من مكان عال الليث المُشْرَفُ المكان الذي تُشْرِفُ عليه وتعلوه قال ومَشارِفُ الأَرض أَعاليها ولذلك قيل مَشارِفُ الشَّامِ الأَصمعي شُرْفةُ المال خِيارُه والجمع الشُّرَفُ ويقال إني أَعُدُّ إتْيانَكم شُرْفةً وأَرى ذلك شُرْفةً أَي فَضْلاً وشَرَفاً وأَشْرافُ الإنسان أُذُناه وأَنْفُه وقال عديّ كَقَصِير إذ لم يَجِدْ غير أَنْ جَدْ دَعَ أَشْرافَه لمَكْر قَصِير ابن سيده الأَشْرافُ أَعلى الإنسانِ والإشرافُ الانتصابُ وفرس مُشْتَرِفٌ أَي مُشْرِفُ الخَلْق وفرس مُشْتَرِفٌ مُشْرِفُ أَعالي العظام وأَشْرَف الشيءَ وعلى الشيء عَلاه وتَشَرَّفَ عليه كأَشْرَفَ وأَشْرَفَ الشيءُ علا وارتفع وشَرَفُ البعير سَنامه قال الشاعر شَرَفٌ أَجَبُّ وكاهِلٌ مَجْزُولُ وأُذُن شَرْفاء أَي طويلة والشَّرْفاء من الآذان الطويلة القُوفِ القائمة المُشْرِفةُ وكذلك الشُّرافِيَّة وقيل هي المنتصبة في طول وناقة شَرْفاء وشُرافِيَّةٌ ضَخْمةُ الأُذنين جسيمة وضَبٌّ شُرافيٌّ كذلك ويَرْبُوعٌ شُرافيّ قال وإني لأَصْطادُ اليَرابيعَ كُلَّها شُرافِيَّها والتَّدْمُريَّ المُقَصِّعا ومنكب أَشْرَفُ عال وهو الذي فيه ارتفاع حَسَنٌ وهو نقِيض الأَهدإِ يقال منه شَرِفَ يَشْرَفُ شَرَفاً وقوله أَنشده ثعلب جَزى اللّهُ عَنَّا جَعْفَراً حين أَشْرَفَتْ بنا نَعْلُنا في الواطِئين فَزَلَّتِ لم يفسره وقال كذا أَنشدَناه عمر بن شَبَّة وقال ويروى حين أَزْلَفَتْ قال ابن سيده وقوله هكذا أَنشدناه تَبَرُّؤٌ من الرواية والشُّرْفةُ ما يوضع على أَعالي القُصور والمدُن والجمع شُرَفٌ وشَرَّفَ الحائطَ جعل له شُرْفةً وقصر مُشَرَّفٌ مطوَّل والمَشْرُوف الذي قد شَرَفَ عليه غيره يقال قد شَرَفَه فَشَرَفَ عليه وفي حديث ابن عباس أُمِرْنا أَن نَبْني المَدائِنَ شُرَفاً والمساجِدَ جُمّاً أَراد بالشُّرَفِ التي طُوّلت أَبْنِيَتُها بالشُّرَفِ الواحدة شُرْفةٌ وهو على شَرَفِ أَمر أَي شَفًى منه والشَّرَفُ الإشْفاء على خَطَر من خير أَو شر وأَشْرَفَ لك الشيءُ أَمْكَنَك وشارَفَ الشيءَ دنا منه وقارَبَ أَن يَظْفَرَ به ويقال ساروا إليهم حتى شارَفُوهم أَي أَشْرَفُوا عليهم ويقال ما يُشْرِفُ له شيء إلا أَخذه وما يُطِفُّ له شيء إلا أَخذه وما يُوهِفُ له شيء إلا أَخذه وفي حديث عليّ كرم اللّه وجهه أُمِرْنا في الأَضاحي أَن نَسْتَشْرفَ العين والأُذن معناه أَي نتأَمل سلامتهما من آفةٍ تكون بهما وآفةُ العين عَوَرُها وآفة الأُذن قَطْعها فإذا سَلِمَت الأُضْحِية من العَوَر في العين والجَدْعِ في الأَذن جاز أَن يُضَحَّى بها إذا كانت عَوْراء أَو جَدْعاء أَو مُقابَلَةً أَو مُدابَرَةً أَو خَرْقاء أَو شَرْقاء لم يُضَحَّ بها وقيل اسْتِشْرافُ العين والأُذن أَن يطلبهما شَريفَيْن بالتمام والسلامة وقيل هو من الشُّرْفةِ وهي خِيارُ المال أَي أُمِرْنا أَن نتخيرها وأَشْرَفَ على الموت وأَشْفى قارَبَ وتَشَرَّفَ الشيءَ واسْتَشْرَفه وضع يده على حاجِبِه كالذي يَسْتَظِلُّ من الشمس حتى يُبْصِرَه ويَسْتَبِينَه ومنه قول ابن مُطَيْر فَيا عَجَباً للناسِ يَسْتَشْرِفُونَني كأَنْ لم يَرَوا بَعْدي مُحِبّاً ولا قبْلي وفي حديث أَبي طلحة رضي اللّه عنه أَنه كان حسَنَ الرمْي فكان إذا رمى اسْتَشْرَفَه النبي صلى اللّه عليه وسلم لينظر إلى مَواقِعِ نَبْله أَي يُحَقِّقُ نظره ويَطَّلِعُ عليه والاسْتِشْرافُ أَن تَضَع يدك على حاجبك وتنظر وأَصله من الشرَف العُلُوّ كأَنه ينظر إليه من موضع مُرْتَفِع فيكون أَكثر لإدراكه وفي حديث أَبي عبيدة قال لعمر رضي اللّه عنهما لما قَدِمَ الشامَ وخرج أَهلُه يستقبلونه ما يَسُرُّني أَن أَهلَ هذا البلد اسْتَشْرَفُوك أَي خرجوا إلى لقائك وإنما قال له ذلك لأن عمر رضي اللّه عنه لما قدم الشام ما تَزَيَّا بِزِيِّ الأُمراء فخشي أَن لا يَسْتَعْظِمُوه وفي حديث الفِتَن من تَشَرَّفَ لها اسْتَشْرَفَتْ له أَي من تَطَلَّعَ إليها وتَعَرَّضَ لها واتَتْه فوقع فيها وفي الحديث لا تُشْرِفْ يُصِبْك سهم أَي لا تَتَشَرَّفْ من أَعْلى الموضع ومنه الحديث حتى إذا شارَفَتِ انقضاء عدّتها أَي قَرُبَت منها وأَشْرَفَت عليها وفي الحديث عن سالم عن أَبيه أَن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يُعْطِي عُمَر العطاء فيقول له عمر يا رسولَ اللّه أَعْطِه أَفْقَرَ إليه مني فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خُذْه فتَمَوَّلْه أَو تَصَدَّقْ به وما جاءك من هذا المال وأَنتَ غيرُ مُشْرِفٍ له ولا سائل فخذه وما لا فلا تُتْبِعْه نفسَك قال سالم فمن أجل ذلك كان عبد اللّه لا يَسْأَلُ أحداً شيئاً ولا يُرُدُّ شيئاً أُعْطِيَه وقال شمر في قوله وأَنت غير مُشْرِفٍ له قال ما تُشْرِفُ عليه وتَحَدَّثُ به نفسك وتتمناه وأَنشد لقد عَلِمْتُ وما الإشْرافُ من طَمَعي أَنَّ الذي هُو رِزْقي سَوْفَ يأْتيني
( * قوله « من طمعي » في شرح ابن هشام لبانت سعاد من خلقي )
وقال ابن الأَعرابي الإشْرافُ الحِرْصُ وروي في الحديث وأَنتَ غيرُ مُشْرِفٍ له أَو مُشارِفٍ فخذه وقال ابن الأعرابي اسْتَشْرَفَني حَقّي أَي ظَلمَني وقال ابن الرِّقاع ولقد يَخْفِضُ المُجاوِرُ فيهمْ غيرَ مُسْتَشْرَفٍ ولا مَظْلوم قال غيرَ مُسْتَشْرَف أَي غيرَ مظلوم ويقال أَشْرَفْتُ الشيءَ عَلَوْتُه وأَشْرَفْتُ عليه اطَّلَعْتُ عليه من فوق أَراد ما جاءك منه وأَنت غيرُ مُتَطَلِّع إليه ولا طامِع فيه وقال الليث اسْتَشْرَفْتُ الشيءَ إذا رَفَعْتَ رأْسَك أَو بصَرك تنظر إليه وفي الحديث لا يَنْتَهِبُ نُهْبةً ذاتَ شَرَفٍ وهو مؤمِنٌ أَي ذاتَ قَدْر وقِيمة ورِفْعةٍ يرفع الناسُ أَبصارهم للنظر إليها ويَسْتَشْرفونها وفي الحديث لا تَشَرَّفُوا
( * قوله « لا تشرفوا » كذا بالأصل والذي في النهاية لا تستشرفوا ) للبلاء قال شمر التَّشَرُّف للشيء التَّطَلُّعُ والنظرُ إليه وحديثُ النفْسِ وتَوَقُّعُه ومنه فلا يَتَشَرَّفُ إبلَ فلان أَي يَتَعَيَّنُها وأَشْرَفْت عليه اطَّلَعْتُ عليه من فوق وذلك الموضع مُشْرَفٌ وشارَفْتُ الشيء أَي أَشْرَفْت عليه وفي الحديث اسْتَشْرَفَ لهم ناسٌ أَي رفعوا رؤُوسَهم وأَبصارَهم قال أَبو منصور في حديث سالم معناه وأَنت غير طامع ولا طامِحٍ إليه ومُتَوَقِّع له وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه قال من أَخَذَ الدنيا بإشرافِ نفْس لم يُبارَك له فيها ومن أَخذها بسخاوةِ نَفْس بُورِك له فيها أَي بحرْصٍ وطَمَعٍ وتَشَرَّفْتُ المَرْبَأَ وأَشْرَفْتُه أَي علوته قال العجاج ومَرْبَإٍ عالٍ لِمَن تَشَرَّفا أَشْرَفْتُه بلا شَفًى أَو بِشَفى قال الجوهري بلا شَفًى أَي حين غابت الشمس أَو بشَفًى أَي بقِيَتْ من الشمس بقِيّة يقال عند غروب الشمس ما بَقِيَ منها إلا شَفًى واسْتَشْرَفَ إبلَهم تَعَيَّنَها ليُصِيبها بالعين والشارِفُ من الإبل المُسِنُّ والمُسِنَّةُ والجمع شَوارِفُ وشُرَّفٌ وشُرُفٌ وشُرُوفٌ وقد شَرُفَتْ وشَرَفَتْ تَشْرُف شُرُوفاً والشارِفُ الناقةُ التي قد أَسَنَّتْ وقال ابن الأعرابي الشارِفُ الناقة الهِمّةُ والجمع شُرْفٌ وشَوارِفُ مثل بازِلٍ وبُزْلٍ ولا يقال للجمل شارِفٌ وأَنشد الليث نَجاة من الهُوجِ المَراسِيلِ هِمَّة كُمَيْت عليها كَبْرةٌ فهي شارفُ وفي حديث عليّ وحَمْزة عليهما السلام أَلا يا حَمْزَ للشُّرُفِ النِّواء فَهُنَّ مُعَقَّلاتٌ بالفِناء هي جمع شارِفٍ وتضمُّ راؤُها وتسكن تخفيفاً ويروى ذا الشرَف بفتح الراء والشين أَي ذا العَلاء والرِّفْعةِ وفي حديث ابن زمْل وإذا أَمام ذلك ناقةٌ عَجْفاء شارِفٌ هي المُسِنّةُ وفي الحديث إذا كان كذا وكذا أَنى أَن يَخْرُجَ بكم الشُّرْفُ الجُونُ قالوا يا رسول اللّه وما الشُّرْفُ الجُون ؟ قال فِتَنٌ كقِطْعِ الليلِ المُظْلمِ قال أَبو بكر الشُّرْفُ جمع شارِفٍ وهي الناقة الهَرِمةُ شبَّه الفِتَنَ في اتِّصالها وامْتِداد أَوقاتها بالنُّوق المُسِنَّة السُّود والجُونُ السود قال ابن الأَثير هكذا يروى بسكون الراء
( * قوله « يروى بسكون الراء » في القاموس وفي الحديث أتتكم الشرف الجون بضمتين ) وهي جمع قليل في جمع فاعل لم يَردْ إلا في أَسماء معدودة وفي رواية أُخرى الشُّرْقُ الجُون بالقاف وهو جمع شارِق وهو الذي يأْتي من ناحية المَشْرِق وشُرْفٌ جمع شارِفٍ نادر لم يأْت مثلَه إلا أَحرف معدودة بازِلٌ وبُزْلٌ وحائلٌ وحُولٌ وعائذٌ وعُوذٌ وعائطٌ وعُوطٌ وسهم شارِفٌ بعيد العهد بالصِّيانةِ وقيل هو الذي انْتَكَثَ رِيشُه وعَقَبُه وقيل هو الدقيق الطويل غيره وسهم شارِفٌ إذا وُصِف بالعُتْق والقِدَم قال أَوس بن حجر يُقَلِّبُ سَهْماً راشَه بمَناكِبٍ ظُهار لُؤامٍ فهو أَعْجَفُ شارِفُ الليث يقال أَشْرَفَتْ علينا نفْسُه فهو مُشْرِفٌ علينا أَي مُشْفِقٌ والإشْرافُ الشَّفَقة وأَنشد ومن مُضَرَ الحَمْراء إشْرافُ أَنْفُسٍ علينا وحَيّاها إلينا تَمَضُّرا ودَنٌّ شارِفٌ قدِيمُ الخَمْر قال الأَخطل سُلافةٌ حَصَلَتْ من شارِفٍ حَلِقٍ كأَنَّما فارَ منها أَبْجَرٌ نَعِرُ وقول بشر وطائرٌ أَشْرَفُ ذو خُزْرةٍ وطائرٌ ليس له وَكْرُ قال عمرو الأَشْرفُ من الطير الخُفّاشُ لأَنَّ لأُذُنيه حَجْماً ظاهراً وهو مُنْجَرِدٌ من الزِّفِّ والرِّيش وهو يَلِدُ ولا يبيض والطير الذي ليس له وكر طير يُخبِر عنه البحريون أَنه لا يَسْقط إلا ريثما يَجْعَلُ لبَيْضِه أُفْحُوصاً من تراب ويُغَطِّي عليه ثم يَطِيرُ في الهواء وبيضه يتفَقَّس من نفسه عند انتهاء مدته فإذا أَطاق فَرْخُه الطيَران كان كأَبوَيه في عادتهما والإشْرافُ سُرعةُ عَدْوِ الخيل وشَرَّفَ الناقةَ كادَ يَقْطَعُ أَخلافها بالصَّرّ عن ابن الأَعرابي وأَنشد جَمَعْتُها من أَيْنُقٍ غِزارِ من اللَّوا شُرِّفْنَ بالصِّرارِ أَراد من اللواتي وإنما يُفعل بها ذلك ليَبْقى بُدْنُها وسِمَنُها فيُحْمَل عليها في السنة المُقْبلة قال ابن الأَعرابي ليس من الشَّرَف ولكن من التشريف وهو أَن تَكادَ تقطع أَخْلافها بالصِّرار فيؤثِّر في أَخْلافِها وقول العجاج يذكر عَيْراً يَطْرُد أُتُنه وإنْ حَداها شَرَفاً مُغَرِّبا رَفَّهَ عن أَنْفاسِه وما رَبا حَداها ساقها شرفاً أَي وجْهاً يقال طَرَده شرَفاً أَو شَرَفَين يريد وجْهاً أَو وجْهَين مُغَرِّباً مُتَباعداً بعيداً رَفَّهَ عن أَنفاسه أَي نَفَّسَ وفرَّجَ وعَدا شَرَفاً أَو شَرَفَينِ أَي شَوْطاً أَو شَوْطَيْنِ وفي حديث الخيل فاسْتَنَّتْ شَرَفاً أو شَرَفين عَدَتْ شَوْطاً أَو شَوْطَيْن والمَشارِفُ قُرًى من أَرض اليمن وقيل من أَرض العرب تَدْنُو من الرِّيف والسُّيُوفُ المَشْرَفِيّةُ مَنْسوبة إليها يقال سَيفٌ مَشْرَفيّ ولا يقال مَشارِفيٌّ لأَن الجمع لا يُنسب إليه إذا كان على هذا الوزن لا يقال مَهالِبيّ ولا جَعَافِرِيٌّ ولا عَباقِرِيٌّ وفي حديث سَطِيح يسكن مَشارِفَ الشام هي كل قرية بين بلاد الرِّيفِ وبين جزيرة العرب قيل لها ذلك لأَنها أشْرَفَتْ على السواد ويقال لها أَيضاً المَزارِعُ والبَراغِيلُ وقيل هي القرى التي تَقْرُب من المدن ابن الأَعرابي العُمَرِيَّةُ ثياب مصبوغة بالشَّرَفِ وهو طين أَحمر وثوب مُشَرَّفٌ مصبوغ بالشَّرَف وأَنشد أَلا لا تَغُرَّنَّ امْرَأً عُمَرِيّةٌ على غَمْلَجٍ طالَتْ وتَمَّ قَوامُها ويقال شَرْفٌ وشَرَفٌ للمَغْرةِ وقال الليث الشَّرَفُ له صِبْغٌ أَحمر يقال له الدّارْبَرْنَيان قال أَبو منصور والقول ما قال ابن الأعرابي في المُشَرَّفِ وفي حديث عائشة أَنها سُئِلَتْ عن الخِمار يُصْبَغُ بالشَّرْف فلم ترَ به بأْساً قال هو نبت أَحمر تُصْبَغ به الثياب والشُّرافيُّ لَوْنٌ من الثياب أَبيض وشُرَيفٌ أَطولُ جبل في بلاد العرب ابن سيده والشُّرَيْف جبل تزعم العرب أَنه أَطول جبل في الأَرض وشَرَفٌ جبل آخرُ يقرب منه والأَشْرَفُ اسم رجل وشِرافُ وشَرافِ مَبْنِيَّةً اسم ماء بعينه وشَراف موضع عن ابن الأَعرابي وأَنشد لقد غِظْتَني بالحَزْمِ حَزْمِ كُتَيْفةٍ ويومَ الْتَقَيْنا من وراء شَرافِ
( * قوله « غظتني بالحزم حزم » في معجم ياقوت عضني بالجوّ جوّ )
التهذيب وشَرافِ ماء لبني أَسد ابن السكيت الشَّرَفُ كَبِدُ نَجْدٍ قال وكانت الملوك من بني آكِل المُرار تَنزِلُها وفيها حِمَى ضَرِيّةَ وضرِيّة بئر وفي الشرف الرَّبَذةُ وهي الحِمَى الأَيمنُ والشُّرَيْفُ إلى جنبه يَفْرُق بين الشرَف والشُّريفِ وادٍ يقال له التَّسْرِيرُ فما كان مُشَرِّقاً فهو الشُّرَيْف وما كان مغرِّياً فهو الشرَفُ قال أَبو منصور وقولُ ابن السكّيت في الشرَف والشُّريف صحيح وفي حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه يُوشِكُ أَن لا يكونَ بين شَرافِ وأَرضِ كذا جَمَّاءُ ولا ذاتُ قَرْن شَرافِ موضع وقيل ماء لبني أَسد وفي الحديث أَن عمر حمى الشَّرَفَ والرَّبَذَةَ قال ابن الأَثير كذا روي بالشين وفتح الراء قال وبعضهم يرويه بالمهملة وكسر الراء وفي الحديث ما أُحِبُّ أَن أَنْفُخَ في الصلاة وأَن لي مَمَرَّ الشرَفِ والشُّرَيْفُ مُصَغّر ماء لبني نُمير والشاروفُ جبل وهو موَلَّد والشاروفُ المِكْنَسةُ وهو فارسيٌّ معرَّب وأَبو الشَّرفاء من كُناهم قال أَنا أَبو الشَّرْفاء مَنَّاعُ الخَفَرْ أَراد مَنّاع أَهل الخفر

شرحف
الشِّرْحافُ القَدَم الغَلِيظةُ وقَدَمٌ شِرْحافٌ عريضة ورجل شِرْحافٌ عريضُ صدر القدم وشِرْحافٌ اسم رجل منه واشْرَحَفَّ الرجلُ للرجل والدابةُ للدابةِ تَهَيَّأَ لقتاله محارباً قال لمَّا رأَيتُ العبد مُشرَحِفّا للشَّرِّ لا يُعْطِي الرجالَ النِّصْفا أَعْدَمْتُه عُضاضَه والكَفّا العُضاضُ ما بين رَوْثةِ الأَنف إلى أَصله قال أَبو دواد ولقد غَدَوْتُ بِمُشْرَحِفْ فِ الشدِّ في فيه اللِّجام الأَزهري وبه سمي الرجل شِرْحافاً قال ابن سيده وكذلك التَّشَرْحُف قال لما رأَيت العبد قد تَشَرْحَفا والشِّرْحافُ والمُشْرَحِفُّ السريعُ أَنشد ثعلب تَرْدِي بَشِرْحافِ المَغاوِرِ بعدَما نَشَرَ النهارُ سَوادَ لَيْلٍ مُظْلِم ابن الأعرابي الشُّرْحُوفُ المُسْتَعِدّ للحَمْلة على العَدُوِّ

شرسف
الشُّرْسُوفُ غُضْرُوفٌ مُعَلَّق بكل ضِلَعٍ مثل غُضْروفِ الكَتِف ابن سيده الشرسوف ضلع على طرفها الغُضْروفُ الرَّقِيقُ وشاةٌ مُشَرْسَفَةٌ بجنبيها بياض قد غَشَّى شَراسِيفَها وفي التهذيب شاةٌ مُشَرْسَفَةٌ إذا كان عليها بياض قد غَشَّى الشراسيفَ والشَّواكِلَ الأَصمعي الشَّراسيفُ أَطْرافُ أَضْلاعِ الصدْرِ التي تُشْرِفُ على البطن وفي الصحاح مَقاطُّ الأَضْلاعِ وهي أَطْرافُها ابن الأعرابي الشُّرْسُوفُ رأْسُ الضِّلَع مما يلي البطن وفي حديث المَبْعَث فَشَقَّ ما بين ثُغْرَةِ نَحْري إلى شُرْسُوفي والشُّرْسُوفُ أَيضاً البعير المُقَيَّدُ وهو أَيضاً الأَسير المكتوف وهو البعير الذي قد عُرْقِبَتْ إحدى رجليه

شرعف
الشِّرْعافُ والشُّرْعاف بكسر الشين وضمها كافُور طَلْعَةِ الفُحَّال أَزْدِيَّةٌ والشُّرْعُوف نبت أَو ثمر نبت

شرنف
الشِّرنافُ ورق الزرع إذا كثر وطال وخُشِيَ فسادُه فقُطِع يقال حينئذ شَرْنَفْتُ الزرعَ إذا قَطَعْتَ شِرنافَه قال الأَزهري وهي كلمة يمانية والشِّرنافُ عَصْفُ الزَّرْعِ العريضُ يقال قد شَرْنَفُوا زرعَهم إذا جزوا عَصْفَه

شسف
شَسَفَ الشيءُ يَشْسُفُ وشَسُفَ شُسُوفاً وشسافةً لغتان يَبِسَ وسِقاء شَسِيفٌ يابسٌ قال وأَشْعَثَ مَشْحُوبٍ شَسِيفٍ رَمَتْ به على الماء إحْدَى اليَعْمَلاتِ العَرامِسِ الليث اللحم الشَّسِيفُ الذي كاد يَيْبَسُ وفيه نُدُوّةٌ بعد وأَنشد ابن بري للأَفْوَه وقد غَدَوْتُ أَمامَ الحَيِّ يَحْمِلُني والفَضَلَتَيْنِ وسَيْفِي مُحْنِقٌ شَسِفُ والشَّاسِفُ القاحِلُ الضامِرُ الجوهري الشاسِفُ اليابسُ من الضُّمْرِ والهُزالِ مثل الشاسِبِ عن يعقوب وقد شَسَفَ البعيرُ يَشْسُفُ شُسُوفاً قال ابن مقبل إذا اضْطَغَنْتُ سِلاحِي عند مَغْرِضِها ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيْفِ إذْ شَسَفا والشَّسَفُ البُسْر الذي يُشَقَّقُ ويُجَفَّفُ حكاه يعقوب والشَّسِيفُ كالشَّسَف عن أَبي حنيفة وقد شَسَّفه التهذيب الشَّسِيفُ البُسر المُشَقَّق

شطف
شَطَفَ عن الشيء عَدل عنه عن ابن الأَعرابي الأَصمعي شَطَفَ وشَطَبَ إذا ذَهب وتباعد وأَنشد أَحانَ من جِيرانِنا حُفُوفُ وأَقْلَقَتْهُم نِيّةٌ شَطُوفُ ؟ وفي النوادر رَمْيَةٌ شاطِفَةٌ وشاطِبةٌ وصائفةٌ إذا زَلَّت عن المقتل

شظف
الشَّظَفُ يُبْس العيش وشِدَّتُه قال عديّ ابن الرِّقاعِ ولقد أَصَبْتُ من المَعِيشَةِ لَذَّةً وأَصَبتُ من شَظَفِ الأُمور شِدادَها الشَّظَفُ الشّدة والضِّيقُ مثل الضَّفَفِ وجمعه شِظافٌ قال الكميت وراجٍ لِينَ تَغْلِبَ عن شَِظافٍ كمُتَّدنِ الصَّفا كَيْما يَلِينَا قال ابن سيده وأَرى أَن الشَّظافَ لغة في الشَّظَفِ وأَن بيت الكُمَيْتِ قد روي بالفتح قال ابن بري في الغريب المصنّف شِظاف بالكسر ووَدَنْتُ الشيءَ واتَّدَنْتُه بَلَلْتُه وقد شَظِفَ شَظَفاً فهو شَظِفٌ وفي النوادر الشِّظْفُ يابسُ الخُبز والشَّظْفُ أَن يَشْظُفَ الإنسان عن الشيء يَمْنعُه وفي الحديث أَنه صلى اللّه عليه وسلم لم يشبع من طعام إلا على شَظَفٍ الشَّظَفُ بالتحريك شدّة العيش وضِيقُه وشَظُفَ الشجر بالضم يَشْظُفُ شَظافةً فهو شَظِيفٌ لم يُصِبْ من الماء ريَّه فَخَشُنَ وصَلُبَ من غير أَن تذهب نُدُوّتُه وأَرض شَظِفةٌ إذا كانت خَشِنةً يابسةً قال رؤبة وانْعاجَ عُودي كالشَّظِيف الأَخْشَنِ بعَدَ اقْوِرارِ الجِلْدِ والتَّشَنُّنِ وفحل شَظِفُ الخِلاطِ يخالِط الإبل خِلاطاً شديداً والشَّظَفُ انْتِكاثُ اللحم عن أَصل إكلِيل الظُّفُرِ والشَّظْف أَن تَضُمّ الخُصْيَتَينِ بين عُودَين وتشدهما بعَقَبٍ حتى تَذْبُلا والشَّظْفُ شِقَّةُ العصا عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَنتَ أَرَحْت الحَيَّ من أُمّ الصَّبي كَبْداء مِثْلَ الشَّظْفِ أَو شَرّ العِصي عنى بأُمّ الصبي القَوْسَ وبالصبيّ السهمَ لأَن القوس تَحْتَضِنُه كما تحتضن الأُم الصبيّ وقوله كَبداء أَي كبداء عظيمة الوسط وهي مع ذلك مهزولة يابسة مثل شِقّة العصا وشَظِفَ السهمُ إذا دخل بين الجلد واللحم

شعف
شَعَفَةُ كلّ شيء أَعلاه وشعَفةُ الجبل بالتحريك رأْسُه والجمع شَعَفٌ وشِعافٌ وشُعوفٌ وهي رؤوس الجبال وفي الحديث من خَيرِ الناس رجلٌ في شَعَفةٍ من الشِّعافِ في غَنَيْمَةٍ له حتى يأْتيَه الموتُ وهو معتزل الناس قال ابن الأَثير يريدُ به رأْسَ جبل من الجبال ويجمع شَعَفات ومنه قيل لأَعْلى شعر الراْس شَعَفَة ومنه حديث يأْجوج ومأْجوجَ فقال عِراضُ الوُجوهِ صِغارُ العُيون شُهْبُ الشِّعافِ من كل حدَب يَنْسِلُون قوله صهب الشِّعاف يريد شعور رؤوسهم واحدتها شَعَفة وهي أَعْلى الشعر وشَعَفاتُ الرأْس أَعالي شعره وقيل قَنازِعُه وقال رجل ضربني عمر بدِرَّتِه فسقط البُرْنُسُ عن رأْسي فأَغاثني اللّه بشُعَيْفَتَيْنِ في رأْسي أَي ذُؤابَتين على رأْسه من شعره وقتاه الضرب وما على رأْسه إلا شُعَيْفاتٌ أَي شُعَيرات من الذؤابة ويقال لذؤابة الغلام شَعَفةٌ وقول الهذلي من فَوْقِه شَعَفٌ قَرٌّ وأَسْفلُه حيٌّ يُعانَقُ بالظَّيّانِ والعُتُمِ قال قرّ لأَن الجمع الذي لا يفارق واحده إلا بالهاء يجوز تأْنيثه وتذكيره والشَّعَفُ شِبْه رؤوس الكَمْأَةِ والأَثافي تَسْتَدير في أَعلاها وقال الأَزهري الشَّعَفُ رأْسُ الكمأَة والأَثافي المستديرةُ وشَعَفاتُ الأَثافي والأَبنية رؤوسُها وقال العجاج دواخِساً في الأَرض إلاَّ شَعَفا وشَعَفةُ القلبِ رأْسُه عند مُعَلَّقِ النِّياطِ والشَّعَفُ شِدّة الحُبِّ قال الأَزهريّ ما علمت أَحداً جعل للقلب شَعَفة غير الليث والحُبُّ الشديد يتمكن من سَوادِ القلب لا من طَرفه وشَعَفَني حُبُّها أَصابَ ذلك مني يقال شَعَفَ الهِناءُ البعيرَ إذا بلَغ منه أَلَمُه وشَعَفْتُ البعِيرَ بالقَطِرانِ إذا شَعَلْتَه به والشَّعْفُ إحْراقُ الحُبِّ القلبَ مع لذة يجدها كما أَن البعير إذا هُنِئَ بالقطران يجد له لذة مع حُرْقة قال امْرُؤ القيس لِتَقتُلَني وقد شَعَفْتُ فُؤادَها كما شَعَفَ المَهْنُوءةَ الرجلُ الطَّالي يقول أَحْرَقْتُ فؤادَها بِحبي كما أَحرق الطالي هذه المَهْنوءة ففؤادها طائر من لذة الهِناء لأَن المهنوءة تجد للهِناء لذة مع حُرْقة والمصدر الشَّعَفُ كالأَلم وأَما قول كعب بن زهير ومَطافُه لك ذِكْرةٌ وشُعوف قال فيحتمل أَن يكون جمع شَعْف ويحتمل أَن يكون مصدراً وهو الظاهر والشَّعافُ أَن يذهَب الحُبُّ بالقلب وقوله تعالى قد شَعَفَها حُبّاً قُرِئتْ بالعين والغين فمن قرأَها بالعين المهملة فمعناه تَيَّمها ومن قرأَها بالغين المعجمة أَي أَصاب شَغافَها وشَعَفَه الهَوى إذا بلغ منه وفلان مَشْعُوفٌ بفلانة وقراءةُ الحسن شَعَفَها بالعين المهملة هو من قولهم شُعِفْتُ بها كأَنه ذَهَبَ بها كل مَذهب وقيل بطَنَها حُبّاً وشعَفَه حُبُّها يَشْعَفُه إذا ذهب بفؤاده مثل شعفه المرض إذا أَذابَه وشعَفَه الحُبُّ أَحرق قلبَه وقيل أَمرضه وقد شُعِفَ بكذا فهو مَشْعوفٌ وحكى ابن بري عن أَبي العلاء الشَّعَفُ بالعين غير معجمة أَن يقع في القلب شيء فلا يذهب يقال شَعَفَني يشعَفُني شَعَفاً وأَنشد للحرث بن حِلِّزَة اليَشْكُري ويَئِسْتُ مما كان يَشْعَفُني منها ولا يُسْلِيك كالياس ويقال يكون بمعنى عَلا حُبها على قلبه والمَشْعُوفُ الذاهِبُ القلب وأَهل هجرَ يقولون للمجنون مَشْعُوف وبه شُعافٌ أَي جُنون وقال جَنْدَلٌ الطُّهَويُّ وغَيْر عَدْوى من شُعافٍ وحَبَنْ والحبنُ الماء الأَصفر ومعنى شُعِفَ بفلان إذا ارتفع حُبُّه إلى أَعلى المواضع من قلبه قال وهذا مذهب الفرَّاء وقال غيره الشَّعَفُ الذُّعْر فالمعنى هو مَذْعُورٌ خائف قَلِقٌ والشَّعَفُ شعَف الدابة حين تُذْعَر ثم نقلته العرب من الدوابّ إلى الناس وأَنشد بيت امرئ القيس لِتَقْتُلَني وقد شَعَفْتُ فُؤادَها كما شَعَفَ المَهْنوءةَ الرجلُ الطَّالي فالشعَفُ الأَوَّلُ من الحبّ والثاني من الذُّعْر ويقال أَلقى عليه شَعَفَه وشَغَفَه ومَلَقَه وحُبَّه وحُبَّته بمعنى واحد وفي حديث عذاب القبر فإذا كان الرجل صالحاً جَلَسَ في قبره غير فَزِعٍ ولا مَشْعُوفٍ الشَّعَفُ شِدَّةُ الفَزَع حتى يذهب بالقلب وقول أَبي ذؤيب يصف الثور والكلاب شَعَفَ الكِلابُ الضارياتُ فُؤادَه فإذا يَرى الصُّبحَ المُصَدَّقَ يَفْزَعُ فإنه استعمل الشعف في الفزع يقول ذهبت بقلبه الكلاب فإذا نظر إلى الصبح ترقب الكلابَ أَن تأْتيه والشَّعْفةُ المَطْرةُ الهَيِّنةُ وفي المثل ما تَنْفَعُ الشَّعْفةُ في الوادي الرُّغُبِ يُضْرَبُ مثلاً للذي يُعْطيك قليلاً لا يقع منك مَوْقِعاً ولا يَسُدُّ مَسَدّاً والوادي الرغُبُ الواسِعُ الذي لا يَمْلَؤُه إلا السيلُ الجُحاف والشَّعْفةُ القَطْرة الواحدة من المطر والشَّعْفُ مطْرة يسيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد فلا غَرْوَ إلاَّ نُرْوِهِمْ من نِبالِنا كما اصْعَنْفَرَتْ مِعْزى الحِجازِ من الشَّعْفِ وشُعَيْفٌ اسم ويقال للرجل الطويل شِنْعافٌ والنون زائدة وشَعْفَيْنِ موضع ففي المَثَل لكن بشَعْفَيْنِ
( * قوله « بشعفين » هو بلفظ المثنى كما في القاموس تبعاً للازهري وفي معجم ياقوت مغلطاً للجوهري في كسره الفاء بلفظ الجمع ) أَنتِ جَدُودٌ يُضْرَب مثلاً لمن كان في حال سيِّئةٍ فحَسُنَتْ حالُه وفي التهذيب وشَعْفانِ جَبلانِ بالغور وذكر المثل قاله رجل التقطه مَنْبُوذةً ورآها يوماً تُلاعِبُ أَتْرابَها وتمشي على أَربع وتقول احْلُبُوني فإني خَلِفةٌ

شغف
الشُّغافُ داء يأْخذ تحت الشَّراسِيفِ من الشِّقِّ الأَيمن قال النابغة وقد حالَ هَمٌّ دونَ ذلك والِجٌ مَكانَ الشُّغافِ تَبْتَغِيه الأَصابِعُ
( * في ديوان النابغة شاغل بدل والج )
يعني أَصابع الأَطِبّاء ويروى وُلُوج الشُّغاف والشَّغافُ غِلافُ القَلْب وهو جلدة دُونَه كالحجاب وسُوَيْداؤه التهذيب الشَّغافُ مَوْلِجُ البَلْغم ويقال بل هو غشاء القلب وشَغَفَه الحُبُّ يَشْغَفُه شَغْفاً وشَغَفاً وصَل إلى شَغافِ قلبه وقرأَ ابن عباس قد شَغَفَها حُبّاً قال دخل حُبُّه تحت الشَّغاف وقيل غَشَّى الحبُّ قَلْبَها وقيل أَصاب شَغافها قال أَبو بكر شَغافُ القلب وشَغَفُه غِلافُه قال قيس بن الخطيم إني لأَهْواكِ غيْرَ ذي كَذِبٍ قد شَفَّ منِّي الأحْشاءُ والشَّغَفُ أَبو الهيثم يقال لحجابِ القلب وهي شَحْمة تكون لِباساً للقلب الشَّغافُ وإذا وصل الداء إلى الشَّغاف فلازَمه مَرِضَ القلب ولم يصِحّ وقيل شُغِفَ فلان شَغْفاً أَبو عبيد الشَّغفُ أَن يبلغ الحب شَغاف القلب وهي جلدة دونه يقال شَغَفَه الحُبُّ أَي بَلغ شَفافَه وقال الزجاج في قوله شَغَفَها حُبّاً ثلاثة أَقوال قيل الشَّغاف غِلاف القلب وقيل هو حَبّة القلب وهو سُوَيْداء القلب وقيل هو داء يكون في الجوف في الشَّراسِيف وأَنشد بيت النابغة قال أَبو منصور سمي الداء شَغافاً باسم شَغاف القلب وهو حجابه وروى الأَصمعي أَن الشغاف داء في القلب إذا اتصل بالطِّحال قتل صاحبه وأَنشد بيت النابغة وروى الأَزهري عن الحسن في قوله قد شغفها حبّاً قال الشَّغَفُ أَن يَكْوِي بَطنَها حُبُّه وروي عن يونس قال شَغَفَها أَصاب شَغافها مثل كَبَدَها ابن السكيت الشَّغاف هو الخِلْبُ وهي جُليدة لاصقة بالقلب ومنه قيل خَلبَه إذا بلغ شَغافَ قلبِه وقال الفراء شغفها حُبّاً أَي خَرَقَ شَغافَ قلبها ووصل إليه وفي حديث عليّ كرم اللّه وجهه أَنْشَأَه في ظُلَمِ الأَرْحامِ وشُغُفِ الأَسْتار استعار الشُّغُفَ جمع شَغاف القلب لموضع الولد وفي حديث ابن عباس ما هذه الفُتْيا التي تَشَغَّفَتِ الناسَ أَي وَسْوَسَتْهم وفَرَّقَتهم كأَنها دخلت شَغاف قلوبهم وفي حديث يزيد الفَقِير كنت قد شَغَفني رأْيٌ من رأْيِ الخوارجِ وشُغِف بالشي على صيغة ما لم يسم فاعله أُولِعَ به وشَغِفَ بالشيء شَغَفاً على صيغة الفاعل قَلِقَ والشَّغَفُ قِشْرُ شجر الغافِ عن أَبي حنيفة وشَغَفٌ موضع بِعُمانَ يُنْبِتُ الغافَ العظام وأَنشد الليث حتى أَناخَ بذاتِ الغافِ من شَغَفٍ وفي البلاد لهم وُسْعٌ ومُضْطَرَبُ

شفف
شَفَّه الحُزْنُ والحُبُّ يَشُفُّه شَفّاً وشُفُوفاً لذَعَ قَلْبَه وقيل أَنحَلَه وقيل أَذْهَبَ عقله وبه فسر ثعلب قوله ولكن رآنا سَبعْة لا يَشُفّنا ذَكاء ولا فِينا غُلامٌ حَزَوّرُ وشَفَّ كَبِدَه أَحْرَقَها قال أَبو ذؤيب فَهُنَّ عُكُوفٌ كَنَوْحِ الكَري مِ قد شَفَّ أَكْبادَهُنَّ الهوى وشفَّه الحُزْنُ أَظهر ما عنده من الجَزَعِ وشفَّه الهمُّ أَي هَزَلَه وأَضْمَرَه حتى رَقَّ وهو من قولهم شَفَّ الثوبُ إذا رَقَّ حتى يَصِف جلد لابِسِه والشُّفوفُ نُحُولُ الجِسْم من الهَمِّ والوَجْدِ وشَفَّ جِسمُه يَشِفُّ شُفُوفاً أَي نَحَلَ الجوهري شَفَّهُ الهَمُّ يَشُفُّه بالضم شَفّاً هزَله وشَفْشَفَه أَيضاً ومنه قول الفرزدق مَوانِع للأَسْرارِ إلا لأَهلِها ويُخْلِفْنَ ما ظَنَّ الغَيُورُ المُشَفْشَفُ قال ابن بري ويروى المُشَفْشِفُ وهو المُشْفِقُ يقال شَفْشَفَ عليه إذا أَشْفَقَ والشَّفُّ والشِّفُّ الثوبُ الرقيقُ وقبل السِّتْر الرقيق يُرى ما وراءه وجمعهما شُفُوفٌ وشَفَّ السترُ يَشِفُّ شُفُوفاً وشَفِيفاً واسْتَشَفَّ ظهر ما وراءه واسْتَشَفَّه هو رأَى ما وراءه الليث الشَّفُ ضرب من السُّتور يُرى ما وراءه وهو ستر أَحمر رقيق من صُوف يُسْتَشَفُّ ما وراءه وجمعه شُفُوف وأَنشد زانَهُنَّ الشُّفُوفُ ينْضَخْنَ بالمِس كِ وعَيْشٌ مُفانِقٌ وحَريرُ واسْتَشَفَّتْ ما وراءه إذا أَبْصَرَتْه وفي حديث كعب يُؤْمَرُ برجلين إلى الجنة فَفُتِحَت الأَبوابُ ورفعت الشُّفُوفُ قال هي جمعِ شِف بالكسر والفتح وهو ضرب من السّتور وشَفَّ الثوبُ عن المرأَة يَشِفُّ شُفُوفاً وذلك إذا أَبدى ما وراءه من خَلْقِها والثوب يَشِفُّ في رِقَّتِه وقد شَفَّ عليه ثوبُه يَشِفُّ شُفوفاً وشَفِيفاً أَيضاً عن الكسائي أَي رَقَّ حتى يرى ما خلفه وثوب شَفّ وشِفّ أَي رقيق وفي حديث عمر رضي اللّه عنه لا تُلْبِسوا نساءكم القَباطِيَّ فإنه إن لا يَشِفَّ فإنه يَصِفُ ومعناه أَنَّ قَباطِيَّ مصر ثياب رِقاقٌ وهي مع رِقَّتِها صَفِيقَةُ
( * قوله « صفيقة » في النهاية ضعيفة ) النَّسْج فإذا لَبِسَتْها المرأَة لَصِقَتْ بأَرْدافِها فوصفتها فنَهى عن لُبْسِها وأَحبّ أَن يُكْسَيْنَ الثِّخانَ الغِلاظَ ومنه حديث عائشة رضي اللّه عنها وعليها ثوب قد كاد يَشِفُّ وتقول للبزازِ اسْتَشِفَّ هذا الثوبَ أَي اجعله طاقاً وارْفَعْه في ظلّ حتى أَنظرَ أَكثيفٌ هو أَم سَخِيفٌ وتقول كتبت كتاباً فاسْتَشِفَّه أَي تَأَمَّلْ ما فيه وأَنشد ابن الأَعرابي تَغْتَرِقُ الطَّرْفَ وهي لاهِيَةٌ كأَنَّما شَفَّ وَجْهها نُزْفُ وشَفَّ الماءَ يَشُفُّه شَفّاً واشْتَفَّه واسْتَشَفَّه وتشافَّه وتَشافاه قال ابن سيده وهذه الأَخيرة من مُحَوّل التضعيف لأَن أَصله تَشافَّه كل ذلك تَقَصَّى شربه قال بعض العرب لابنه في وَصاتِه أَقْبَحُ طاعِمٍ المُقْتَفُّ وأَقبحُ شاربٍ المُشْتَفّ واستعاره عبد اللّه بن سَبْرَةَ الجُرَشِيّ في الموت فقال ساقَيْتُه الموتَ حتى اشْتَفَّ آخِرَه فما اسْتَكانَ لما لاقَى ولا ضَرَعا أَي حتى شرب آخر الموت وإذا شرب آخره فقد شربه كله وفي المثل ليس الرِّيُّ عن التَّشافِّ أَي لأَن القَدْر الذي يُسْئِرُه الشاربُ ليس مما يُرْوي وكذلك الاسْتِقْصاء في الأُمور والاسْتِشْفافُ مثله وقيل معناه ليس من لا يشرب جميع ما في الإناء لا يَرْوَى ويقال تشافَفْت ما في الإناء واسْتَشْفَفْتُه إذا شربت جميع ما فيه ولم تُسْئِر فيه شيئاً ابن الأَعرابي تَشافَيْتُ ما في الإناء تَشافِياً إذا أَتيت على ما فيه وتَشافَفْتُه أَتَشافُّه تَشافّاً مثله ويقال للبعير إذا كان عظيم الجُفْرةِ إن جَوْزَه ليَشْتَفُّ حِزامه أَي يستغرقه كله حتى لا يَفْضُلَ منه شيء وقال كعب بن زُهير له عُنُقٌ تَلْوِي بما وُصِلَتْ به ودَفَّانِ يَشْتَفَّانِ كلَّ ظِعانِ وهو حبل يُشدّ به الهَوْدَجُ على البعير وفي حديث أُم زرع وإن شرب اشْتَفَّ أَي شرب جميع ما في الإناء وتَشافَفَ مثله إذا شربته كله ولم تُسْئره وفي حديث أَنس رضي اللّه عنه أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم خطَب أَصحابَه يوماً وقد كادت الشمسُ تَغْرُب ولم يَبْقَ منها إلا شِفٌّ قال شمر معناه إلا شيء يسير وشُفافةُ النهار بَقِيَّتُه وكذلك الشَّفَى وقال ذو الرمة شُفافُ الشَّفَى أَو قَمْشةُ الشمسِ أَزْمَعا رَواحاً فمدَّا من نِجاءٍ مَهادِبِ والشُّفافةُ بقِيَّةُ الماء واللبن في الإناء قال ابن الأَثير وذكر بعض المتأَخرين أَنه روي بالسين المهملة وفسره بالإكثار من الشرب وحكي عن أَبي زيد أَنه قال سَفِفْتُ الماءَ إذا أَكثرتَ من شربه ولم تَرْوَ ومنه حديث ردّ السلام قال إنه تَشافَّها أَي اسْتَقْصاها وهو تَفاعَلَ منه والشَّفُّ والشِّفُّ الفضْل والرِّبْحُ والزيادةُ والمعروفُ بالكسر وقد شَفَّ يَشِفُّ شَفّاً مثل حَمَلَ يَحْمِلُ حَملاً وهو أَيضاً النُّقصانُ وهو من الأَضْداد يقال شَفَّ الدرْهَمُ يَشِفُّ إذا زاد وإذا نقَص وأَشَفَّه غيره يُشِفُّه والشفِيفُ كالشَّفِّ والشِّفِّ يكون للزيادة والنقصان وقد شَفَّ عليه يَشِفُّ شُفوفاً وشَفَّفَ واسْتَشَفَّ وشَفَفْتُ في السِّلْعَةِ رَبِحْتُ الفراءُ الشَّفُّ الفضلُ وقد شَفَفْتَ عليه تَشِفُّ أَي زِدْتَ عليه قال جرير كانُوا كَمُشْتَرِكينَ لما بايَعُوا خَسِروا وشَفَّ عليهمُ واسْتَوْضَعُوا
( * في ديوان جرير بُنِيَ شفّ واستوضعوا بناءَ ما لم يُسمَّ فاعله )
وفي الحديث أَنه نهى عن شِفِّ ما لم يُضْمَنْ الشَّفُّ الرِّبْحُ زالزيادة وهو كقوله نهى عن رِبْح ما لم يُضمن ومنه الحديث فَمَثَلُه
( * قوله « فمثله إلخ » صدره كما في النهاية من صلى المكتوبة ولم يتم ركوعها ولا سجودها ثم يكثر التطوع فمثله إلخ وبعده حتى يؤدي رأس المال )
كمثَل ما لا شِفَّ له ومنه حديث الرِّبا ولا تُشِفُّوا أَحدهما على الآخر أَي لا تُفَضِّلُوا وفلان أَشَفُّ من فلان أَي أَكبر منه قليلاً وقولُ الجَعْدِيّ يصف فرسين واسْتَوَتْ لِهْزِمَتا خَدَّيْهِما وجَرى الشِّفُّ سَواءً فاعْتَدَلْ يقول كاد أَحدُهما يسْبِقُ صاحِبَه فاسْتَويَا وذهب الشِّفُّ وأَشَفَّ عليه فضَلَه في الحُسْن وفاقَه وأَشَفَّ فلان بعضَ ولده على بعض فَضَّله وفي الحديث قلت قَوْلاً شِفّاً أَي فضلاً وفي الحديث في الصَّرْفِ فَشَفَّ الخَلْخالان نَحْواً من دانِقٍ فقَرَضَه قال شمر أَي زاد قال والشِّفُّ أَيضاً النَّقْصُ يقال هذا درهم يَشِفُّ قَليلاً أَي يَنْقُصُ وأَنشد ولا أَعْرِفَنْ ذا الشِّفِّ يَطْلُبُ شِفَّه يُداويه منْكم بالأَديمِ المُسَلَّمِ أَراد لا أَعرِفن وَضِيعاً يَتَزَوَّجُ إليكم لِيَشْرُفَ بكم قال ابن شميل تقول للرجل أَلا أَنَلْتَني مما كان عندك ؟ فيقول إنه شَفَّ عنك أَي قَصُرَ عنك وشَفَّ عنه الثوب يَشِفُّ قَصُرَ وشَفَّ لك الشيءُ دامَ وثبت والشَّفَفُ الرِّقّة والخِفّة وربما سميت رِقَّةُ الحال شَفَفاً والشَّفيفُ شِدَّةُ الحَرِّ وقيل شِدةُ لَذْعِ البرد ومنه قول الشاعر ونَقْري الضَّيْفَ من لَحْمٍ غَريضٍ إذا ما الكَلْبُ أَلْجأَه الشَّفِيفُ قال ابن بري ومثله لصخر الغَيّ كمِثْلِ السَّبَنْتى يَراحُ الشَّفِيفا وفي حديث الطفيل في ليلة ذات ظُلْمة وشِفافٍ الشِّفافُ جمع شَفيفٍ هو لَذْعُ البرد وقيل لا يكون إلا بَرْدَ رِيحٍ مع نَداوةٍ ووجَدَ في أَسنانه شَفيفاً أَي بَرْداً وقيل الشَّفيفُ بَرْدٌ مع نُدُوَّةٍ ويقال شَفَّ فَمُ فلان شفيفاً وهو وجَع يكون من البرد في الأَسنان واللِّثات وفلان يجد في أَسنانه شَفِيفاً أَي برداً أَبو سعيد فلان يَجِد في مَقْعَدَته شفيفاً أَي وجَعاً والشَّفَّانُ الريح الباردة مع المطر قال غذا اجتمعَ الشَّفَّانُ والبلَدُ الجَدْبُ ويقال إن في ليلتنا هذه شَفَّاناً شَديداً أَي برداً وهذه غَداةٌ ذاتُ شَفّانٍ قال عدي بن زيد العبادي في كِناسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُه من عَلُ الشَّفّان هُدَّابُ الفَنَنْ
( * قوله « الشفان هداب » كذا ضبط في الأصل وفيما بأيدينا من نسخ الصحاح في غير موضع أي يستره هداب الفنن من فوقه يستره من الشفان )
أَي من الشّفَّانِ والشَّفْشافُ الريح اللينةُ البرد وقول أَبي ذؤَيب ويَعُوذُ بالأَرْطى إذا ما شَفَّه قَطْرٌ وراحَتْه بَلِيلٌ زَعْزَعُ إنما يريد شَفَّتْ عليه وقَبَّضَتْه لبَرْدِها ولا يكون من قولك شَفَّه الهَمُّ والحُزْن لأَنه في صفة الريح والمطر والشِّفُّ المَهْنَأُ يقال شِفٌّ لك يا فلان إذا غَبَطْتَه بشيء قلت له ذلك وتَشَفْشَفَ النباتُ أَخذ في اليُبْسِ وشَفْشَفَ الحَرُّ النباتَ وغيره أَيْبَسَه وفي التهذيب وشَفْشَفَ الحَرُّ والبردُ الشيءَ إذا يَبَّسه والشَّفْشَفةُ تَشْويطُ الصَّقِيعِ نبتَ الأَرضِ فيُحْرِقُه أَو الدَواء تَذُرُّه على الجُرْح ابن بزرج قال يقولون من شُفوفِ المال قد شَفَّ يَشِفُّ من المَمْنوع
( * قوله « من الممنوع » هكذا في الأصل ولعله اراد أنّ يشِفّ مكسور الشين بدليل قوله بعد ذلك يشُفّ صاحبه مضمومة ) وكذلك الوَجَعُ يَشُفُّ صاحِبَه مضمومة قال وقالوا أَشَفَّ الفَمُ يُشِفُّ وهو نَتْنُ ريحِ فيه والشَّفُّ بَثْر يخرج فيُرْوِح قال والمَحْفوفُ مثل المَشْفُوفِ من الحَفَفِ والحَفِّ والمُشَفْشِفُ والمُشَفْشَفُ السَّخِيفُ السَّيِّءُ الخُلُقِ وقيل الغَيُورُ قال الفرزدق يصف نساء ويُخْلِفْنَ ما ظن الغَيور المُشَفْشَفُ ويروى المُشَفْشِفُ الكسر عن ابن الأعرابي أَراد الذي شَفَّت الغَيْرةُ فُؤاده فأَضْمَرته وهزَلَتْه وقد تقدَّمَ في صدر هذه الترجمة وكرر الشين والفاء تبليغاً كما قالوا مُجَثْجِثٌ وتَجَفْجَفَ الثوب وقيل الشَّفْشَفُ الذي كأَنَّ به رِعْدةً واخْتِلاطاً من شِدّة الغَيْرةِ والشفْشفَة الارْتِعادُ والاخْتلاط والشَّفْشفةُ سُوء الظنِّ مع الغَيْرة

شقف
التهذيب أَهمله الليث وروي عن أَبي عمرو الشَّقَفُ الخَزَفُ المُكَسَّر

شلخف
التهذيب أَبو تراب عن جماعة من أَعراب قَيسٍ الشِّلَّخْفُ والسِّلَّخْفُ المضطرب الخلْقِ

شلغف
ابن الفرج سمعت جماعة من أَعراب قيس يقولون الشِّلَّغْفُ والشِّلَّعْفُ المضطرب بالعين والغين

شنف
الشَّنْفُ الذي يلبس في أعلى الأُذن بفتح الشين ولا تقل شُنْفٌ والذي في أَسفلها القُرْطُ وقيل الشنْفُ والقرط سواء قال أَبو كبير وبَياضُ وجْهِك لم تَحُلْ أَسْرارُه مِثْل الوَذيلةِ أَو كَشَنْفِ الأَنْضُر والجمع أَشْنافٌ وشُنوفٌ ابن الأَعرابي الشَّنْفُ بفتح الشين في أَعلى الأُذن والرَّعْثةُ في أَسفل الأُذن وقال الليث الشَّنْفُ مِعْلاقٌ في قُوفِ الأُذن الجوهري الشَّنْفُ القُرْط الأَعلى وشَنَّفْتُ المرأَة تَشْنِيفاً فَتَشَنَّفَتْ هي مثل قَرَّطْتُها فَتقَرَّطَتْ هي وفي حديث بعضهم كنت أَختلف إلى الضحّاك وعليَّ شَنْفُ ذَهب الشَّنْفُ من حُلِيِّ الأُذن والشَّنَفُ شِدّة البِغْضةِ قال الشاعر ولَنْ أَزالَ وإن جامَلْتُ مُحْتَسِباً في غير نائرةٍ صَبّاً لها شَنِفا أَي مُتَغَضِّباً والشَّنَفُ بالتحريك البُغْضُ والتنكُّر وقد شَنِفْت له بالكسر أَشْنَفُ شَنَفاً أَي أَبغضْتُه حكاه ابن السكيت وهو مثل شئِفْتُه بالهمز وقول العجاج أَزْمان غَرّاءِ تَرُوقُ الشَّنَفا أَي تُعْجِبُ من نَظَرَ إليها أَبو زيد الشَّفَنُ أَن يرفع الإنسان طَرْفَه ناطراً إلى الشيء كالمُتَعَجِّب منه أَو كالكارِه له ومثله شَنَفٌ أَبو زيد من الشِّفاه الشَّنْفاء وهي الشفة العُليا المُنْقَلِبَةُ من أَعلى والاسم الشَّنَفُ يقال شَفة شَنْفاء وشَنَفْتُ إلى الشيء بالفتح مثل شَفَنْت وهو نظر في اعْتِراضٍ وأَنشد لجرير يصف خيلاً يَشْنِفنَ للنظَرِ البَعِيدِ كأَنَّما إرْنانُها بِبَوائِنِ الأَشْطانِ وقال ابن بري هو للفرزدق يفضل الأَخطل ويمدح بني تغلب ويهجو جريراً وقبله يا ابنَ المَراغَةِ إنَّ تَغْلِبَ وائلٍ رَفَعُوا عِناني فَوْقَ كلًّ عِنانِ والبَوائِنُ جمع بائنة وهي البئر البعيدةُ القَعْر كأَنها تَصْهِلُ من آبارٍ بَوائنَ وكذا في شعره يَصْهِلْنَ للنظر البعيد قال وأَنشد أَبو علي في مثله وقَرَّبُوا كلَّ صِهْمِيمٍ مَناكِبُه إذا تَداكأَ منه دَفْعُه شَنَفا وشَنِفَه شَنَفاً أَبْغَضَه والشَّنِفُ المُبْغِضُ وأَنشد ابن بري لشاعر لمَّا رأَتْني أُم عَمْرٍو صَدَفَتْ ومَنَعَتْني خَيْرَها وشَنِفَتْ وأَنشد لآخر ولَنْ تُداوَى عِلَّةُ القَلْبِ الشَّنِفْ وفي إسلام أَبي ذرٍّ فإنهم قد شَنِفُوا له أَي أَبْغَضوه وشَنِفَ له شَنَفاً إذا أَبْغَضه وفي حديث زيد بن عمرو بن نُفَيْل قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما لي أَرى قومَك قد شَنِفوا لك ؟ وشَنِفَ له شَنَفاً فَطِنَ وشَنِفْتُ فَطِنْتُ قال وتَقُول قد شَنِفَ العَدُوُّ فَقُلْ لها ما للعَدُوِّ بغيرِنا لا يَشْنَفُ ؟ وأَما ابن الأعرابي فقال شَنِفَ له وبه في البِغْضَةِ والفِطْنةِ قال ابن سيده والصحيح ما تقدم من أَن شَنِفَ في البِغْضةِ متعدية بغير حرف وفي الفطنة متعدية بحرفين متعاقبين كما تتعدَّى فَطِنَ بهما إذا قلت فَطِنَ له وفَطِنَ به وشَنَفَ إليه يَشْنِفُ شَنْفاً وشُنُوفاً نظر بمؤخر العين حكاه يعقوب وقال مرة هو نظر فيه اعْتراضٌ قال ابن مقبل إذا تداكأَ منه دَفْعُه شَنَفا الكسائي شَفَنْتُ إلى الشيء وشَنَفْتُ إليه إذا نظرت إليه ابن الأَعرابي شنفت له وعديت
( * قوله « وعديت » كذا بالأصل على هذه الصورة ) له إذا أَبغضته ويقال ما لي أَراك شانِفاً عني وخانِفاً وقد خَنَفَ عني وجهَه أَي صرَفه

شنحف
شَنْحَفٌ طويل و هي بالخاء أعلى

شنخف
بعير شِنْخافٌ صُلْبٌ شديد ورجل شِنَّخْفٌ مثل جِرْدَحْلٍ أَي طويل والشَّنْخافُ والشِّنَّخْفُ الطويل والجمع شِنَّخْفون ولا يُكَسّر وفي الحديث إنك من قَوْمٍ شِنَّخْفِينَ قال الشاعر وأَعْجَبها فيمنْ يَسُوجُ عِصابةٌ من القَومِ شِنَّخْفونَ جِدَّ طوالِ
( * قوله « جد إلخ » كذا ضبط في الأصل وتقدم بدله في مادة سوج غير قضاف ولعله حذ جمع الاحذ الخفيف اليد )

شندف
الشُّنْدُفُ من الخيل الذي يميل رأْسه من النَّشاط وفرس شُنْدُفٌ أَي مُشْرِف قال المرَّار يصف الفرس شُنْدُفٌ أَشْدَفُ ما وَرَّعْتَه وإذا طُوطِئ طَيّارٌ طِمِرّ

شنعف
الشَّنْعَفَةُ الطول والشِّنْعافُ والشِّنْعابُ الطويلُ الرِّخْوُ العاجز رجل شِنْعافٌ وأَنشد تَزَوَّجْتِ شِنْعافاً فآنَسْتِ مُقْرِفاً إذا ابْتَدَرَ الأَقْوامُ مَجْداً تَقَبَّعا والشِّنْعافُ والشُّنْعُوفُ رأْس يخرج من الجبل والنون زائدة الأصمعي الشَّناعِيفُ رؤوس تخرج من الجبال

شنغف
التهذيب الشِّنْغافُ الطويل الدقيق من الأَرْشِية والأَغصان قال والشُّنْغُوفُ عِرْق طويل من الأَرض دقيق قال ابن الفرج سمعت زائدة البكري يقول الشِّنَّعْفُ والشِّنَّغْفُ والهِلَّغْفُ المضطرب الخَلْقِ

شنقف
الشُّنْقُفُ والشِّنْقافُ ضرب من الطير

شوف
شافَ الشيءَ شَوْفاً جلاه والشَّوْفُ الجَلْوُ والمَشُوفُ المَجْلُوُّ ودينار مَشُوفٌ أَي مَجْلُوٌّ قال عنترة ولقد شَرِبْتُ من المُدامةِ بَعْدما ركدَ الهَواجِرُ بالمَشُوفِ المُعْلَمِ يعني الدينار المَجْلُوَّ وأَراد بذلك ديناراً شافَه ضاربُه أَي جلاه وقيل عنى به قَدَحاً صافياً مُنَقَّشاً والمَشُوفُ من الإبل المَطْلِيُّ بالقَطران لأَن الهناء يشُوفه أَي يجلوه وقال أَبو عبيد المشوف الهائج قال ولا أَدري كيف يكون الفاعل عبارة عن المفعول وقول لبيد بِخَطِيرةٍ تُوفي الجَدِيلَ سَرِيحَةٍ مِثْلِ المَشُوفِ هَنَأْته بِعصِيمِ
( * قوله « بخطيرة » في شرح القاموس الخطيرة التي تخطر بذنبها نشاطاً والسريحة السريعة السهلة السير )
يحتمل المعنيين وقال أَبو عمرو المَشُوفُ الجمل الهائجُ في قول لبيد ويروى المسُوفُ بالسين يعني المشموم إذا جَرِبَ البعير فطُلِيَ بالقَطِران شمَّتْه الإبل وقيل المَشُوف المزين بالعُهُون وغيرها والمُشَوَّفةُ من النساء التي تُظْهِر نَفسَها ليراها الناسُ عن أَبي علي وتَشَوَّفَتِ المرأَةُ تزينت ويقال شِيفتِ الجاريةُ تُشافُ شَوْفاً إذا زُيِّنَتْ وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها أَنها شَوَّفَتْ جارية فطافَتْ بها وقالت لعلَّنا نَصِيدُ بها بعضَ فِتْيان قُريش أَي زَيَّنَتْها واشْتافَ فلان يَشْتافُ اشْتِيافاً إذا تَطاوَلَ ونظر وتَشَوَّفْتُ إلى الشيء أَي تطَلَّعْتُ ورأَيت نساء يَتَشَوَّفْن من السُّطُوح أَي يَنْظرن ويَتطاوَلْنَ ويقال اشْتافَ البرقَ أَي شامَه ومنه قول العجاج واشْتافَ من نحوِ سُهَيْلٍ بَرْقا وتَشَوَّفَ الشيءُ وأَشافَ ارتفع وأَشافَ على الشيء وأَشْفى أَشْرَفَ عليه وفي الصحاح هو قلب أَشْفى عليه وفي حديث عمر رضي اللّه عنه ولكن انْظُرُوا إلى ورَعِه إذا أَشافَ أَي أَشْرَفَ على الشيء وهو بمعنى أَشْفى وقال طُفَيْل مُشيفٌ على إحْدى ابْنَتَيْنِ بنفسه فُوَيْتَ العَوالي بَيْنَ أَسْرٍ ومَقْتَلِ
( * قوله « ابنتين » في شرح القاموس اثنتين )
وتمثّل المخْتارُ لما أُحِيطَ به بهذا البيت إما مُشِيف على مجْدٍ ومَكْرُمةٍ وأُسْوةٌ لك فيمن يَهْلِكُ الوَرَقُ والشَّيِّفةُ الطَّلِيعةُ قال قَيْسُ بن عَيزارة ورَدْنا الفُضاضَ قَبْلَنا شَيِّفاتُنا بأَرْعَنَ يَنْفي الطيرَ عن كلِّ مَوْقِعِ وشَيِّفةُ القوم طَلِيعَتُهم الذي يَشْتافُ لهم ابن الأَعرابي بعث القومُ شَيِّفةً أَي طَليعةً قال والشَّيِّفانُ الدَّيْدَبانُ وقال أَعرابي تَبَصَّرُوا الشَّيِّفانَ فإنه يَصُوكُ على شَعَفَةِ المَصادِ أَي يلزمها واشْتافَ الفرسُ والظَّبْيُ وتَشَوَّفَ نَصَب عُنُقَه وجعل ينظر قال كثير عزة تَشَوّفَ من صَوْتِ الصَّدى كلَّ ما دَعا تَشَوُّفَ جَيْداء المُقَلَّدِ مُغْيِبِ الليث تشوَّفتِ الأَوْعالُ إذا ارتفعت على معاقِلِ الجبال فأَشْرفت وأَنشد ابن الأَعرابي يَشْتَفْنَ للنظرِ البعيد كأَنما إرنانُها ببَوائِن الأَشْطانِ
( * راجع هذا البيت في مادة شنف فقد ورد فيه يَشنَفْن بدل يشتفن يصف خيلاً نَشِيطة إذا رأَتْ شخصاً بعيداً طَمَحَتْ إليه ثم صَهَلَت فكأَنَّ صَهِيلها في آبار بعيدة الماء لسعَةِ أَجْوافها وفي حديث سُبَيْعةَ أَنها تَشَوَّفت للخُطّاب أَي طَمَحَتْ وتَشَرَّفَتْ واسْتَشافَ الجُرحُ فهو مُسْتَشِيفٌ بغير همز إذا غَلُظَ وفي الحديث خرجت بآدم شافةٌ في رجله قال والشافةُ جاءت بالهمز وغير الهمز وهي قُرحة تخرج بباطن القدم وقد ذكرت في شأَف واللّه أَعلم

صحف
الصحيفة التي يكتب فيها والجمع صَحائفُ وصُحُفٌ وصُحْفٌ وفي التنزيل إن هذا لفي الصُّحُفِ الأُولى صُحُفِ إبراهيم وموسى يعني الكتب المنزلة عليهما صلوات اللّه على نبينا وعليهما قال سيبويه أَما صَحائِفُ فعلى بابه وصُحُفٌ داخل عليه لأَن فُعُلاً في مثل هذا قليل وإنما شبّهوه بقَلِيبٍ وقُلُبٍ وقَضِيبٍ وقُضُبٍ كأَنهم جمعوا صَحِيفاً حين علموا أَن الهاء ذاهبة شبهوها بحفرةٍ وحِفارٍ حين أَجْروها مُجْرى جُمْدٍ وجِماد قال الأَزهري الصُّحُفُ جمع الصحيفة من النوادر وهو أَن تَجْمع فَعِيلةً على فُعُل قال ومثله سَفينة وسُفُنٌ قال وكان قياسهما صَحائف وسفائِنَ وصَحِيفةُ الوجْه بَشَرَةُ جلده وقيل هي ما أَقبل عليك منه والجمع صَحِيفٌ وقوله إذا بَدا منْ وجْهِك الصَّحيفُ يجوز أَن يكون جمع صحيفة التي هي بشرة جلده ويجوز أَن يكون أَراد بالصحيف الصحيفة والصَّحيف وجْه الأَرض قال بل مَهْمَه مُنْجَرِد الصَّحيفِ وكلاهما على التشبيه بالصحيفة التي يكتب فيها والمُصْحَفُ والمِصْحَفُ الجامع للصُّحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْنِ كأَنه أُصْحِفَ والكسر والفتح فيه لغة قال أَبو عبيد تميم تكسرها وقيس تضمها ولم يذكر من يفتحها ولا أَنها تفتح إنما ذلك عن اللحياني عن الكسائي قال الأَزهري وإنما سمي المصحف مصحفاً لأَنه أُصحِف أَي جعل جامعاً للصحف المكتوبة بين الدفتين قال الفراء يقال مُصْحَفٌ ومِصْحَفٌ كما يقال مُطْرَفٌ ومِطْرَفٌ قال وقوله مُصْحف من أُصْحِفَ أَي جُمِعَتْ فيه الصحف وأُطْرِفَ جُعِلَ في طَرَفَيْه العَلَمان استثقلت العرب الضمة في حروف فكسرت الميم وأَصلها الضمّ فمن ضَمَّ جاء به على أَصله ومن كسره فلاستثقاله الضِمة وكذلك قالوا في المُغْزَل مِغْزَلا والأَصل مُغْزَلٌ من أُغْزِلَ أَي أُديرَ وفُتِلَ والمُخْدَعِ والمُجْسَدِ قال أَبو زيد تميم تقول المِغْزلُ والمِطْرفُ والمِصْحَفُ وقيس تقول المُطْرَفُ والمُغْزَلُ والمُصْحَفُ قال الجوهري أُصحِف جمعت فيه الصُّحُف وأُطْرِفَ جُعِل في طرفيه علمان وأُجْسِدَ أَي أُلْزِقَ بالجَسد قال ابن بري صوابه أُلْصِقَ بالجِسادِ وهو الزَّعْفرانُ وقال الجوهري والصحيفة الكتاب وفي الحديث أَنه كتب لعُيَيْنَةَ بن حِصنٍ كتاباً فلما أَخذه قال يا محمد أَتُراني حامِلاً إلى قومي كتاباً كصحيفة المُتَلَمِّس ؟ الصحيفة الكتاب والمتلمس شاعر معروف واسمه عبد المَسيح بن جَرير وكان قدم هو وطرَفةُ الشاعر على الملك عمرو بنِ هِنْدٍ فنقم عليهما أَمراً فكتب لهما كتابين إلى عامله بالبحرين يأْمُرُه بقتلهما وقال إني قد كتبت لكما بجائزة فاجتازا بالحيرة فأَعطى المتلمسُ صحيفته صبيّاً فقرأَها فإذا فيها يأْمر عامِلَه بقتله فأَلقاها في الماء ومضى إلى الشام وقال لطرفة افعل مثل فعلي فإن صحيفتك مثل صحيفتي فأَبى عليه ومضى إلى عامله فقتله فضُرب بهما المثل والمُصَحِّف والصَّحَفيُّ الذي يَرْوي الخَطَأَ عن قراءة الصحف بأَشْباه الحروفِ مُوَلَّدة
( * في القاموس الصَّحَفِيُّ الذي يخطئ في قراءة الصحف )
والصَّحْفة كالقَصْعةِ وقال ابن سيده شِبه قَصْعة مُسْلَنْطِحةٍ عريضة وهي تُشْبِع الخمسةَ ونحوهم والجمع صِحافٌ وفي التنزيل يُطاف عليهم بِصِحافٍ من ذهب وأَنشد والمَكاكِيكُ والصِّحافُ من الفِضْ ضَةِ والضَّامِراتُ تَحْتَ الرِّحالِ والصُّحَيْفَةُ أَقلّ منها وهي تُشْبِعُ الرجلَ وكأَنه مصغّر لا مكَبَّر له قال الكسائي أَعظم القِصاعِ الجَفْنَةُ ثم القَصْعةُ تليها تشبع العشرة ثم الصحْفَةُ تشبع الخَمسة ونحوهم ثم المِئْكلةُ تشبع الرجلين والثلاثة ثم الصُّحَيْفَةُ تشبع الرجل وفي الحديث لا تَسْأَلِ المرأَةُ طلاقَ أُخْتِها لِتَسْتَفْرِغَ ما في صَحْفَتِها هو من ذلك وهذا مثل يريد به الاستِئْثارَ عليها بحَظِّها فتكونُ كمن استفرغَ صَحفة غيره وقَلَب ما في إنائه والتَّصْحِيفُ الخَطَأُ في الصَّحِيفةِ

صخف
الصَّخْفُ حَفْرُ الأَرضِ والمِصْخَفَةُ المِسْحاةُ يمانية

صدف
الصُّدُوفُ المَيْلُ عن الشيء وأَصْدَفَني عنه كذا وكذا أَي أَمالَني ابن سيده صَدَفَ عنه يَصْدِفُ صَدْفاً وصُدُوفاً عَدَلَ وأَصْدَفَه عنه عَدَل به وصَدَفَ عني أَي أَعْرَضَ وقوله عز وجل سَنَجْزِي الذين يَصْدِفون عن آياتنا سُوء العذاب بما كانوا يَصْدِفُونَ أَي يُعْرِضون أَبو عبيد صَدَفَ ونكَبَ إذا عَدلَ وقيل في قول الأَعشى ولقد ساءها البياض فَلَطَّتْ بِحِجابٍ من بَيْنِنا مَصْدُوفِ أَي بمعنى مَسْتُور ويقال امرأَة صَدُوفٌ للتي تَعْرِضُ وجهها عليك ثم تَصْدِفُ ابن سيده والصَّدُوفُ من النساء التي تَصْدِفُ عن زَوجها عن اللحياني وقيل التي لا تشتهي القبل وقيل الصَّدُوفُ البَخْراء عن اللحياني أَيضاً والصَّدَفُ عَوَجٌ في اليدين وقيل مَيَلٌ في الحافر إلى الجانب الوحْشِيِّ وقيل هو أَن يَمِيل خُفُّ البعير من اليد أَو الرجل إلى الجانب الوحشي وقيل الصَّدَفُ مَيل في القدم قال الأَصمعي لا أَدري أَعن يمين أَو شمال وقيل هو إقْبالُ إحدى الرُّكْبَتين على الأُخرى وقيل هو في الخيل خاصّة إقْبالُ إحداهما على الأُخرى وقد صَدِفَ صَدَفاً فإن مالَ إلى الجانب الإنسيّ فهو القَفَدُ وقد قَفِدَ قَفَداً وقيل الصَّدَفُ تَداني العُجايَتَين وتباعُدُ الحافرين في التِواءٍ من الرُّسْغَينِ وهو من عيوب الخيل التي تكون خِلْقةً وقد صَدِفَ صَدَفاً وهو أَصْدَفُ الجوهري فرس أَصْدَفُ بَيِّنُ الصَّدَفِ إذا كان مُتَدانيَ الفَخْذين مُتَباعِد الحافرين في التواء من الرسغين الأَصمعي الصدفُ كل شيء مرتفع عظيم كالهدَف والحائط والجبل والصدَفُ والصدَفَةُ الجانِبُ والناحِيةُ والصَّدَفُ والصُّدُفُ مُنْقَطَعُ الجبل المرتفِع ابن سيده والصدَفُ جانب الجبل وقيل الصدَفُ ما بين الجبلين والصُّدُفُ لغة فيه عن كراع وقال ابن دريد الصُّدُفانِ بضم الدال ناحِيتا الشِّعْب أَو الوادي كالصَّدَّيْنِ ويقال لجانبي الجبل إذا تَحاذيا صُدُفانِ وصَدَفانِ لتَصادُفِهما أَي تَلاقِيهما وتَحاذي هذا الجانِبِ الجانِبَ الذي يُلاقيه وما بينهما فَجٌّ أَو شِعْب أَو وادٍ ومن هذا يقال صادَفْت فلاناً أَي لاقَيْتُه ووجَدْتُه والصَّدَفانِ والصُّدُفانِ جبلان مُتلاقِيانِ بيننا وبين يأْجوجَ ومأْجوجَ وفي التنزيل العزيز حتى إذا ساوَى بين الصَّدَفَيْنِ قرئ الصَّدَفَيْنِ والصُّدُفَيْنِ والصُّدَفَيْنِ
( * قوله « قرئ الصدفين إلخ » بقيت رابعة الصدفين كعضدين كما في القاموس ) وفي الحديث أَنَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم كان إذا مرَّ بصَدَفٍ أَو هَدَفٍ مائل أَسْرَع المشي ابن الأَثير هو بفتحتين وضمتين قال أَبو عبيد الصَّدَفُ والهدَفُ واحد وهو كلُّ بناء مرتفع عظيم قال الأَزهري وهو مثل صدَفِ الجبل شَبَّهه به وهو ما قابلك من جانبه وفي حديث مُطَرِّفٍ من نامَ تحتَ صَدفٍ مائلٍ يَنْوِي التوكُّلَ فَليَرْمِ نَفْسَه من طَمارِ وهو يَنْوِي التَّوكلَ يعني أَنَّ الاحْتِرازَ من المَهالِك واجب وإلقاء الرجل بيده إليها والتَّعَرُّضُ لها جَهْلٌ وخَطأٌ والصَّوادِفُ الإبل التي تأْتي على الحَوْض فتَقِف عند أَعْجازها تنتظر انْصِرافَ الشارِبةِ لتَدخل ومنه قول الراجز النَّاظِراتُ العُقَبَ الصَّوادِفُ
( * قوله « الناظرات إلخ » صدره كما في شرح القاموس لا ريَّ حتى تنهل الروادف )
وقول مليح الهُذَلي فلما اسْتَوَتْ أَحْمالُها وتصَدَّفَتْ بِشُمِّ المَراقي بارِداتِ المَداخِلِ قال السكري تَصَدَّفَتْ تَعَرَّضَتْ والصَّدَفُ المَحارُ واحدته صَدَفَةٌ الليث الصَّدَفُ غِشاء خَلْقٍ في البحر تضمّه صَدَفَتانِ مَفْرُوجَتانِ عن لحم فيه روح يسمى المَحارَةَ وفي مثله يكون اللؤلؤ الجوهري وصَدَفُ الدرَّةِ غِشاؤها الواحدة صدَفَةٌ وفي حديث ابن عباس إذا مَطَرَتِ السماء فَتَحتِ الأَصْدافُ أَفْواهَها الأَصْدافُ جمع الصَّدَفِ وهو غِلافُ اللُّؤلؤِ وهو من حيوان البحر والصَّدفةُ مَحارةُ الأُذن والصَّدَفتانِ النُّقْرَتانِ اللتانِ فيهما مَغْرِزُ رأْسَيِ الفَخِذَين وفيهما عَصَبةٌ إلى رأْسهما والمُصادَفةُ المُوافَقَةُ والصُّدَفُ سبع من السِّباعِ وقيل طائر والصَّدِفُ قبيلة من عَرب اليمن قال يومٌ لهَمْدانَ ويَوْمٌ للصَّدِفْ ابن سيده والصَّدَفيُّ ضرب من الإبل قال أُراه نسب إليهم قال طرفة لدى صَدَفيٍّ كالحَنِيّةِ بارِك وقال ابن بري الصَّدِفُ بَطْن من كِنْدة والنسب إليه صَدَفيّ قال الراجز يوم لهمْدان ويوم للصَّدِفْ ولِتَمِيمٍ مِثْلُه أَو تَعْترِفْ قال وقال طرفة يَرُدُّ عليَّ الرِّيحُ ثوبي قاعداً لدى صدفيّ كالحنِيَّةِ بازِلِ وصَيْدفا وتَصْدَفُ موضعان قال السُّلَيْكُ بن السُّلَكةِ إذا أَسْهَلَتْ خَبَّتْ وإن أَحْزَنتْ مَشَتْ ويُغْشَى بها بين البُطونِ وتَصْدَفِ قال ابن سيده وإنما قضيت بزيادة التاء فيه لأَنه ليس في الكلام مثل جعفر

صرف
الصَّرْفُ رَدُّ الشيء عن وجهه صَرَفَه يَصْرِفُه صَرْفاً فانْصَرَفَ وصارَفَ نفْسَه عن الشيء صَرفَها عنه وقوله تعالى ثم انْصَرَفوا أَي رَجَعوا عن المكان الذي استمعُوا فيه وقيل انْصَرَفُوا عن العمل بشيء مما سمعوا صَرَفَ اللّه قلوبَهم أَي أَضلَّهُم اللّه مُجازاةً على فعلهم وصَرفْتُ الرجل عني فانْصَرَفَ والمُنْصَرَفُ قد يكون مكاناً وقد يكون مصدراً وقوله عز وجل سأَصرفُ عن آياتي أَي أَجْعَلُ جَزاءهم الإضْلالَ عن هداية آياتي وقوله عز وجل فما يَسْتَطِيعُون صَرْفاً ولا نَصْراً أَي ما يستطيعون أَن يَصْرِفُوا عن أَنفسهم العَذابَ ولا أَن يَنْصُروا أَنفسَهم قال يونس الصَّرْفُ الحِيلةُ وصَرَفْتُ الصِّبْيان قَلَبْتُهم وصَرَفَ اللّه عنك الأَذى واسْتَصْرَفْتُ اللّه المَكارِهَ والصَّريفُ اللَّبَنُ الذي يُنْصَرَفُ به عن الضَّرْعِ حارّاً والصَّرْفانِ الليلُ والنهارُ والصَّرْفةُ مَنْزِل من مَنازِلِ القمر نجم واحد نَيِّرٌ تِلْقاء الزُّبْرةِ خلْفَ خراتَي الأَسَد يقال إنه قلب الأَسد إذا طلع أَمام الفجر فذلك الخَريفُ وإِذا غابَ مع طُلُوع الفجر فذلك أَول الربيع والعرب تقول الصَّرْفةُ نابُ الدَّهْرِ لأَنها تفْتَرُّ عن البرد أَو عن الحَرّ في الحالتين قال ابن كُناسةَ سميت بذلك لانْصراف البرد وإقبال الحرّ وقال ابن بري صوابه أَن يقال سميت بذلك لانْصراف الحرِّ وإقبال البرد والصَّرْفةُ خرَزةٌ من الخرَز التي تُذْكر في الأُخَذِ قال ابن سيده يُسْتَعْطَفُ بها الرجال يُصْرَفون بها عن مَذاهِبهم ووجوههم عن اللحياني قال ابن جني وقولُ البغداديين في قولهم ما تَأْتينا فتُحَدِّثَنا تَنْصِبُ الجوابَ على الصَّرْف كلام فيه إجمال بعضه صحيح وبعضه فاسد أَما الصحيح فقولهم الصَّرْفُ أَن يُصْرَف الفِعْلُ الثاني عن معنى الفعل الأَول قال وهذا معنى قولنا إن الفعل الثاني يخالف الأَوّل وأَما انتصابه بالصرف فخطأٌ لأَنه لا بدّ له من ناصب مُقْتَض له لأَن المعاني لا تنصب الأَفعال وإنما ترفعها قال والمعنى الذي يرفع الفعل هو وقوع الاسم وجاز في الأَفعال أَن يرفعها المعنى كما جاز في الأَسماء أَن يرفعها المعنى لمُضارعَة الفعل للاسم وصَرْفُ الكلمة إجْراؤها بالتنوين وصَرَّفْنا الآياتِ أَي بيَّنْاها وتَصْريفُ الآيات تَبْيينُها والصَّرْفُ أَن تَصْرِفَ إنساناً عن وجْهٍ يريده إلى مَصْرِفٍ غير ذلك وصَرَّفَ الشيءَ أَعْمله في غير وجه كأَنه يَصرِفُه عن وجه إلى وجه وتَصَرَّفَ هو وتَصارِيفُ الأُمورِ تَخالِيفُها ومنه تَصارِيفُ الرِّياحِ والسَّحابِ الليث تَصْريفُ الرِّياحِ صَرْفُها من جهة إلى جهة وكذلك تصريفُ السُّيُولِ والخُيولِ والأُمور والآيات وتَصْريفُ الرياحِ جعلُها جَنُوباً وشَمالاً وصَباً ودَبُوراً فجعلها ضُروباً في أَجْناسِها وصَرْفُ الدَّهْرِ حِدْثانُه ونَوائبُه والصرْفُ حِدْثان الدهر اسم له لأَنه يَصْرِفُ الأَشياء عن وجُوهها وقول صخر الغَيّ عاوَدَني حُبُّها وقد شَحِطَتْ صَرْفُ نَواها فإنَّني كَمِدُ أَنَّث الصرف لتَعْلِيقه بالنَّوى وجمعه صُروفٌ أَبو عمرو الصَّريف الفضّةُ وأَنشد بَني غُدانةَ حَقّاً لَسْتُمُ ذَهَباً ولا صَريفاً ولكن أَنْتُمُ خَزَفُ وهذا البيتُ أَورَدَه الجوهري بني غُدانَةَ ما إن أَنتُمُ ذَهَباً ولا صَريفاً ولكن أَنتُمُ خزَفُ قال ابن بري صواب إنشاده ما إِن أَنْتُمُ ذَهبٌ لأَن زيادة إنْ تُبْطِل عمل ما والصَّرْفُ فَضْلُ الدًِّرهم على الدرهم والدينار على الدِّينار لأَنَّ كلَّ واحد منهما يُصْرَفُ عن قِيمةِ صاحِبه والصَّرْفُ بيع الذهب بالفضة وهو من ذلك لأَنه يُنْصَرَفُ به عن جَوْهر إلى جَوْهر والتصْريفُ في جميع البِياعاتِ إنْفاق الدَّراهم والصَّرَّافُ والصَّيْرَفُ والصَّيْرَفيُّ النقّادُ من المُصارفةِ وهو التَّصَرُّفِ والجمع صَيارِفُ وصَيارِفةٌ والهاء للنسبة وقد جاء في الشعر الصَّيارِفُ فأَما قول الفرزدق تَنْفِي يَداها الحَصى في كلِّ هاجِرَةٍ نَفْيَ الدَّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ فعلى الضرورة لما احتاج إلى تمام الوزن أَشْبع الحركة ضرورةً حتى صارت حرفاً وبعكسه والبَكَراتِ الفُسَّجَ العطامِسا ويقال صَرَفْتُ الدَّراهِمَ بالدَّنانِير وبين الدِّرهمين صَرْفٌ أَي فَضْلٌ لجَوْدةِ فضة أَحدهما ورجل صَيْرَفٌ مُتَصَرِّفٌ في الأُمور قال أُمَيَّة ابن أَبي عائذ الهذلي قد كُنْتُ خَرَّاجاً وَلُوجاً صَيْرَفاً لم تَلْتَحِصْني حَيْصَ بَيْصَ لَحاصِ أَبو الهيثم الصَّيْرفُ والصَّيْرَفيُّ المحتال المُتقلب في أُموره المُتَصَرِّفُ في الأَُمور المُجَرّب لها قال سويد بن أَبي كاهل اليَشْكُرِيّ ولِساناً صَيْرَفِيّاً صارِماً كحُسامِ السَّيْفِ ما مَسَّ قَطَعْ والصَّرْفُ التَّقَلُّبُ والحِيلةُ يقال فلان يَصْرِف ويَتَصَرَّفُ ويَصْطَرِفُ لعياله أَي يَكتسب لهم وقولهم لا يُقبل له صَرْفٌ ولا عَدْلٌ الصَّرْفُ الحِيلة ومنه التَّصَرُّفُ في الأَمور يقال إنه يتصرَّف في الأَُمور وصَرَّفْت الرجل في أَمْري تَصْريفاً فتَصَرَّفَ فيه واصْطَرَفَ في طلَبِ الكسْب قال العجاج قد يَكْسِبُ المالَ الهِدانُ الجافي بغَيْرِ ما عَصْفٍ ولا اصْطِرافِ والعَدْلُ الفِداء ومنه قوله تعالى وإن تَعْدِلْ كلَّ عَدْلٍ وقيل الصَّرْفُ التَّطَوُّعُ والعَدْلُ الفَرْضُ وقيل الصَّرْفُ التوبةُ والعدل الفِدْيةُ وقيل الصرفُ الوَزْنُ والعَدْلُ الكَيْلُ وقيل الصَّرْفُ القيمةُ والعَدلُ المِثْلُ وأَصلُه في الفِدية يقال لم يقبلوا منهم صَرفاً ولا عَدلاً أَي لم يأْخذوا منهم دية ولم يقتلوا بقَتيلهم رجلاً واحداً أَي طلبوا منهم أَكثر من ذلك قال كانت العرب تقتل الرجلين والثلاثة بالرجل الواحد فإذا قتلوا رجلاً برجل فذلك العدل فيهم وإذا أَخذوا دية فقد انصرفوا عن الدم إلى غيره فَصَرَفوا ذلك صرْفاً فالقيمة صَرْف لأَن الشيء يُقَوّم بغير صِفته ويُعَدَّل بما كان في صفته قالوا ثم جُعِل بعدُ في كل شيء حتى صار مثلاً فيمن لم يؤخذ منه الشيء الذي يجب عليه وأُلزِمَ أَكثر منه وقوله تعالى ولم يجدوا عنها مَصْرِفاً أَي مَعْدِلاً قال أَزُهَيْرُ هلْ عن شَيْبةٍ من مَصْرِفِ ؟ أَي مَعْدِل وقال ابن الأَعرابي الصرف المَيْلُ والعَدْلُ الاسْتِقامةُ وقال ثعلب الصَّرْفُ ما يُتَصَرَّفُ به والعَدْل الميل وقيل الصرف الزِّيادةُ والفضل وليس هذا بشيء وفي الحديث أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم ذكر المدينة فقال من أَحْدثَ فيها حَدَثاً أَو آوَى مُحْدِثاً لا يُقبل منه صَرْفٌ ولا عَدْلٌ قال مكحول الصَّرفُ التوبةُ والعدْلُ الفِدية قال أَبو عبيد وقيل الصرف النافلة والعدل الفريضة وقال يونس الصرف الحِيلة ومنه قيل فلان يَتَصَرَّفُ أَي يَحْتالُ قال اللّه تعالى لا يَسْتَطِيعُونَ صَرفاً ولا نصْراً وصَرفُ الحديث تَزْيِينُه والزيادةُ فيه وفي حديث أَبي إدْرِيسَ الخَوْلاني أَنه قال من طَلَبَ صَرْفَ الحديثِ يَبْتَغِي به إقبالَ وجوهِ الناسِ إليه أُخِذَ من صَرفِ الدراهمِ والصرفُ الفضل يقال لهذا صرْفٌ على هذا أَي فضلُ قال ابن الأَثير أَراد بصرْفِ الحديث ما يتكلفه الإنسان من الزيادة فيه على قدر الحاجة وإنما كره ذلك لما يدخله من الرِّياء والتَّصَنُّع ولما يُخالِطُه من الكذب والتَّزَيُّدِ والحديثُ مرفوع من رواية أَبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في سنن أَبي داود ويقال فلان لا يُحْسنُ صرْفَ الكلام أَي فضْلَ بعضِه على بعض وهو من صَرْفِ الدّراهمِ وقيل لمن يُمَيِّز صَيْرَفٌ وصَيْرَفيٌّ وصَرَفَ لأَهله يَصْرِفُ واصْطَرَفَ كَسَبَ وطَلَبَ واخْتالَ عن اللحياني والصَّرافُ حِرْمةُ كلِّ ذاتِ ظِلْفٍ ومِخْلَبٍ صَرَفَتْ تَصْرِفُ صُرُوفاً وصِرافاً وهي صارفٌ وكلبةٌ صارِفٌ بيِّنة الصِّرافِ إذا اشتهت الفحل ابن الأَعرابي السباعُ كلها تُجْعِلُ وتَصْرِفُ إذا اشتهت الفحل وقد صرَفت صِرافاً وهي صارِفٌ وأَكثر ما يقال ذلك كلُّه للكلْبَةِ وقال الليث الصِّرافُ حِرْمةُ الشاء والكلاب والبقَرِ والصَّريفُ صوت الأَنيابِ والأَبوابِ وصَرَفَ الإنسانُ والبعيرُ نابَه وبنابِه يَصْرِفُ صَريفاً حَرَقَه فسمعت له صوتاً وناقة صَروفٌ بَيِّنَةُ الصَّرِيفِ وصَرِيفُ الفحل تَهَدُّرُه وما في فمه صارفٌ أَي نابٌ وصَريفُ القَعْوِ صوته وصَريفُ البكرةِ صوتها عند الاستقاء وصريفُ القلم والباب ونحوهما صريرهما ابن خالويه صريفُ نابِ الناقةِ يدل على كلالِها ونابِ البعير على قَطَمِه وغُلْمَتِه وقول النابغة مَقْذُوفَةٍ بِدَخِيسِ النَّحْضِ بازِلُها له صَرِيفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ هو وَصْفٌ لها بالكَلالِ وفي الحديث أَنه دخل حائطاً من حَوائطِ المدينةِ فإذا فيه جَمَلانِ يَصْرفان ويوعِدانِ فَدَنا منهما فوضعا جُرُنَهما قال الأَصمعي إذا كان الصَّرِيفُ من الفُحولةِ فهو من النَّشاطِ وإذا كان من الإناث فهو من الإعْياء وفي حديث عليّ لا يَرُوعُه منها
( * قوله « لا يروعه منها » الذي في النهاية لا يروعهم منه ) إلا صريفُ أَنيابِ الحِدْثان وفي الحديث أَسْمَعُ صَرِيفَ الأَقلامِ أَي صوتَ جَرَيانِها بما تكتُبه من أَقْضِيةِ اللّه ووَحْيِه وما يَنْسَخُونه من اللوحِ المحفوظ وفي حديث موسى على نبينا وعليه السلام أَنه كان يسمع صَريف القَلم حين كتب اللّه تعالى له التوراة وقول أَبي خِراشٍ مُقابَلَتَيْنِ شَدَّهما طُفَيْلٌ بِصَرّافَينِ عَقْدُهما جَمِيلُ عنى بالصَّرَّافَيْنِ شراكَيْنِ لهما صَرِيفٌ والصِّرْفُ الخالِصُ من كل شيء وشَرابٌ صِرْفٌ أَي بَحْتٌ لم يُمْزَجْ وقد صَرَفَه صُروفاً قال الهذَلي إن يُمْسِ نَشْوانَ بِمَصْرُفَةٍ منها بريٍّ وعلى مِرْجَلِ وصَرَّفَه وأَصْرَفَه كَصَرفَه الأَخيرة عن ثعلب وصَرِيفون موضع بالعراق قال الأعشى وَتُجْبَى إليه السَّيْلَحُونَ ودونَها صَرِيفُونَ في أَنهارِها والخَوَرْنَقُ قال والصَّرِيفيّةُ من الخمر منسوبة إليه والصَّريفُ الخمر الطيبةُ وقال في قول الأَعشى صَرِيفِيّةٌ طَيِّبٌ طَعْمُها لها زبدٌ بَيْنَ كُوبٍ ودَنّ
( * قوله « صريفية إلخ » قبله كما في شرح القاموس
تعاطي الضجيع إذا أقبلت ... بعيد الرقاد وعند
الوسن )
قال بعضهم جعلها صَرِيفِيّةً لأَنها أُخِذت من الدَّنِّ ساعَتئذٍ كاللبن الصَّريف وقيل نُسِبَ إلى صَريفين وهو نهر يتخلَّجُ من الفُراتِ والصَّريفُ الخمر التي لم تُمْزَجْ بالماء وكذلك كل شئ لا خِلْطَ فيه وقال الباهليّ في قول المتنخل إنْ يُمْسِ نَشْوانَ بِمصْرُوفةٍ قال بمصروفة أَي بكأْس شُرِبَتْ صِرْفاً على مِرْجَلٍ أَي على لحمٍ طُبخ في مِرجل وهي القِدْر وتَصْرِيفُ الخمر شُرْبُها صِرْفاً والصَّريفُ اللبن الذي ينصرف عن الضَّرْع حارّاً إذا حُلِبَ فإِذا سكنت رَغْوَتُه فهو الصَّريحُ ومنه حديث الغارِ ويَبيتانِ في رِسْلِها وصَرِيفِها الصَّريفُ اللبن ساعة يُصْرَفُ عن الضرْع وفي حديث سَلمَة ابن الأَكوع لكن غَذاها اللبَنُ الخَريفُ أَلمَحْضُ والقارِصُ والصَّريفُ وحديث عمرو بن معديكَرِبَ أَشْرَبُ التِّبْنَ من اللبن رَثِيئةً أَو صَريفاً والصِّرفُ بالكسر شيء يُدْبَغُ به الأَديمُ وفي الصحاح صِبْغ أَحمر تصبغ به شُرُكُ النِّعالِ قال ابن كَلْحَبَةَ اليربوعي واسمه هُبَيْرَةُ بن عبد مَناف ويقال سَلَمة بن خُرْشُبٍ الأَنْماري قال ابن بري والصحيح أَنه هُبيرة بن عبد مناف وكلحبة اسم أُمه فهو ابن كلحبة أَحدُ بني عُرَيْن بن ثَعْلبة بن يَرْبُوعٍ ويقال له الكلحبة وهو لقب له فعلى هذا يقال وقال الكلحبة اليربوعي كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ ولكنْ كلَوْنِ الصِّرفِ عُلَّ به الأَدِيمُ يعني أَنها خالصة الكُّمْتةِ كلونِ الصِّرْفِ وفي المحكم خالصةُ اللونِ لا يُحلف عليها أَنها ليست كذلك قال والكُمَيْتُ المُحْلِفُ الأَحَمّ والأَحْوَى وهما يشتبهان حتى يَحْلِفَ إنسان أَنه كميت أَحمُّ ويحلف الآخر أَنه كُميت أَحْوَى وفي حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه أَتَيْتُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو نائم في ظلِّ الكَعبة فاسْتَيْقَظ مُحْمارّاً وجْهُه كأَنه الصِّرْفُ هو بالكسر شجر أَحمر ويسمى الدمُ والشرابُ إذا لم يُمْزَجا صِرْفاً والصِّرْفُ الخالِصُ من كل شيء وفي حديث جابر رضي اللّه عنه تَغَيَّر وجْهُه حتى صارَ كالصِّرْف وفي حديث علي كرَّم اللّه وجهه لتَعْرُكَنَّكُمْ عَرْكَ الأَديمِ الصِّرْفِ أَي الأَحمر والصَّريفُ السَّعَفُ اليابِسُ الواحدة صَريفةٌ حكى ذلك أَبو حنيفة وقال مرة هو ما يَبِسَ من الشجر مثل الضَّريع وقد تقدَّم ابن الأَعرابي أَصْرف الشاعرُ شِعْرَهُ يُصْرِفُه إصرافاً إذا أَقوى فيه وخالف بين القافِيَتَين يقال أَصْرَفَ الشاعرُ القافيةَ قال ابن بري ولم يجئ أَصرف غيره وأَنشد بغير مُصْرفة القَوافي
( * قوله « بغير مصرفة » كذا بالأصل )
ابن بزرج أَكْفأْتُ الشعرَ إذا رفعت قافِيةً وخفضت أُخرى أَو نصبتها وقال أَصْرَفْتُ في الشعر مثل الإكفاء ويقال صَرَفْت فلاناً ولا يقال أَصْرَفْته وقوله في حديث الشُفعة إذا صُرِّفَتِ الطُّرُقُ فلا شُفْعةَ أَي بُيِّنَتْ مَصارِفُها وشوارِعُها كأَنه من التَّصَرُّفِ والتَّصْريفِ والصَّرَفانُ ضربٌ من التمر واحدته صَرفانَةٌ وقال أَبو حنيفة الصَّرفانةُ تمرة حمراء مثل البَرْنِيّةِ إلا أَنها صُلْبةُ المَمْضَغَةِ عَلِكةٌ قال وهي أَرْزَن التمر كله وأَنشد ابن بري للنّجاشِيّ حَسِبْتُمْ قِتالَ الأَشْعَرينَ ومَذْحِجٍ وكِنْدَةَ أَكْلَ الزُّبْدِ بالصَّرَفانِ وقال عِمْران الكلبي أَكُنْتُمْ حَسِبْتُمْ ضَرْبَنا وجِلادَنا على الحجْرِ أَكْلَ الزُّبْدِ بالصَّرَفانِ
( * قوله « الحجر » في معجم ياقوت الحجر بالكسر وبالفتح وبالضم أسماء مواضع )
وفي حديث وفْد عبد القيس أَتُسَمُّون هذا الصَّرفان ؟ هو ضرب من أَجود التمر وأَوْزَنه والصرَفانُ الرَّصاصُ القَلَعِيُّ والصرَفانُ الموتُ ومنهما قول الزَّبّاء الملِكة ما لِلْجِمالِ مَشْيُها وئيدا ؟ أَجَنْدَلاً يَحْمِلْنَ أَم حَديدا ؟ أَمْ صَرَفاناً بارِداً شَديدا ؟ أَم الرِّجال جُثَّماً قُعُودا ؟ قال اَبو عبيد ولم يكن يهدى لها شيء أَحَبّ إليها من التمر الصرَفان وأَنشد ولما أَتَتْها العِيرُ قالت أَبارِدٌ من التمرِ أَمْ هذا حَديدٌ وجَنْدَلُ ؟ والصَّرَفيُّ ضَرْب من النَّجائب منسوبة وقيل بالدال وهو الصحيح وقد تقدم

صطف
قال الأَزهري سمعت أَعرابيّاً من بني حنظلة يسمي المِصْطَبَةَ المَصْطَفَة بالفاء

صعف
الصَّعْفُ والصَّعَفُ شراب لأَهل اليمن وصِناعَتُه أَن يُشْدَخَ العنب ثم يُلْقى في الأَوْعِيةِ حتى يَغْلي قال أَبو عبيد وجُهّالُهم لا يرونه خمراً لمكان اسْمه وقيل هو شراب العنب أَول ما يُدْرِكُ وقيل هو شراب يتخذ من العسل والصَّعْفانُ المُولَعُ بشراب الصَّعْفِ وهو العصير والصَّعْفُ طائر صغير وجمعه صِعافٌ قال ابن بري أَصْعَفَ الزَّرْعُ أَفْرَكَ وهو الصَّعِيفُ عن أَبي عمرو

صفف
الصَّفُّ السَّطْرُ المُسْتَوي من كل شيء معروفٌ وجمعه صُفُوفٌ وصَفَفْتُ القوم فاصْطَفُّوا إذا أَقمتهم في الحرب صَفّاً وفي حديث صلاة الخَوْفِ أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان مُصافَّ العَدُوِّ بعُسْفانَ أَي مُقابِلهم يقال صَفَّ الجيشَ يَصُفُّه صَفّاً وصافَّهُ فهو مُصافٌّ إذا رَتَّبَ صُفُوفَه في مُقابِل صُفُوفِ العدوّ والمَصافُّ بالفتح وتشديد الفاء جمع مَصَفٍّ وهو موضع الحرب الذي يكون فيه الصُّفُوفُ وصَفَّ القوم يَصُفُّونَ صَفّاً واصْطَفُّوا وتَصافُّوا صاروا صَفّاً وتَصافُّوا عليه اجتمعوا صَفّاً اللحياني تَصافُّوا على الماء وتَضافُّوا عليه بمعنى واحد إذا اجتمعوا عليه ومثله تَضَوَّكَ في خُرْئِهِ وتَصَوَّكَ إذا تَلَطَّخَ به وصلاصِلُ الماء وضَلاضِلُه وقوله عز وجل والصافَّاتِ صَفّاً قيل الصافَّاتُ الملائكةُ مُصْطَفُّونَ في السماء يسبحون اللّه تعالى ومثله وإنا لنحن الصَّافُّون قال وذلك لأَنَّ لهم مَراتِبَ يقومون عليها صُفُوفاً كما يَصْطَفُّ المُصَلُّون وقول الأَعرابية لبنيها إذا لَقِيتُمُ العَدُوَّ فدَغَرى ولا صَفّاً أَي لا تَصُفُّوا صَفّاً والصَّف موقف الصُّفوفِ والمَصَفُّ الموْقفُ في الحرب والجمع المَصافُّ وصافُّوهم القِتالَ والصَّفُّ في القرآن المُصَلَّى وهو من ذلك لأَن الناس يَصْطَفُّون هنالك قال اللّه تعالى ثم ائْتُوا صَفّاً مُصْطَفّين فهو على هذا حال قال الأزهري معناه ثم ائْتُوا الموضع الذي تجتمعون فيه لعيدكم وصلاتِكم يقال ائْتِ الصفَّ أَي ائْتِ المُصَلَّى قال ويجوز ثم ائْتُوا صفّاً أَي مصطفين ليكون أَنْظَم لكمْ وأَشدّ لهَيْبَتِكم الليث الصفُّ واحد الصُّفوف معروف والطير الصَّوافُّ التي تَصُفُّ أَجْنِحتَها فلا تحركها وقوله تعالى وعُرِضُوا على ربك صَفّاً قال ابن عرفة يجوز أَن يكونوا كلهم صَفّاً واحداً ويجوز أَن يقال في مثل هذا صَفَّاً يراد به الصُّفُوفُ فيؤدي الواحدُ عن الجميع وفي حديث البقرة وآل عمران كأَنهما حِزْقانِ من طَيْر صَوافَّ باسِطاتٍ أَجْنِحَتَها في الطيران والصوافُّ جمع صافّةٍ وناقة صَفُوفٌ تَصُفُّ يديها عند الحَلَبِ وصفَّت الناقة تَصُفُّ وهي صَفوفٌ جمعت بين مِحْلَبَيْن أَو ثلاثة في حَلْبة والصف أَن تَحْلُبَ الناقةَ في مِحْلبين أَو ثلاثة تَصُفُّ بينها وأَنشد أَبو زيد ناقةُ شَيْخٍ للإلهِ راهِبِ تصُفُّ في ثلاثةِ المَحالِب في اللَّهْجَمَيْنِ والهَنِ المُقارِب اللَّهْجَمُ العُسُّ الكبير وعَنى بالهَنِ المُقارِبِ العُسَّ بين العُسَّيْنِ الأَصمعي الصَّفُوفُ الناقةُ التي تجمع بين مِحْلَبَيْنِ في حَلْبة واحدة والشَّفُوع والقَرُون مثلها الجوهري يقال ناقة صَفُوفٌ للتي تَصُفُّ أَقْداحاً من لبنها إذا حُلِبتْ وذلك من كثرة لبنها كما يقال قَرُونٌ وشَفُوعٌ قال الراجز حَلْبانَةٍ رَكْبانَةٍ صَفُوفِ تَخْلِطُ بَينَ وَبَرٍ وصُوفِ وقول الراجز تَرْفِدُ بَعْدَ الصَّفِّ في فُرْقانِ هو جمع فَرْقٍ والفَرْقُ مِكْيالٌ لأَهل المدينة يسَعُ ستة عشر رِطلاً والصفُّ القَدحانِ لإقرانِهما وصَفَّها حَلَبَها وصَفَّتِ الطيرُ في السماء تَصُفُّ صَفَّتْ أَجنحتها ولم تحركها وقوله تعالى والطيرُ صافَّاتٍ باسِطاتٍ أَجْنِحَتها والبُدْنُ الصَّوافُّ المصفوفة للنحر التي تُصَفَّفُ ثم تُنحر وفي قوله عز وجل فاذكروا اسم اللّه عليها صَوافَّ منصوبة على الحال أَي قد صَفَّتْ قَوائمها فاذكروا اللّه عليها في حالِ نحْرها صوافَّ قال ويحتمل أَن يكون معناها أَنها مُصْطَفّةٌ في مَنْحَرِها وعن ابن عباس في قوله تعالى صوافّ قال قياماً وعن ابن عمر في قوله صوافّ قال تُعْقَلُ وتقوم على ثلاث وقرأَها ابن عباس صَوافِنَ وقال معقولة يقول بسم اللّه واللّه أكبر اللهم منك ولك الجوهري صَفّتِ الإبلُ قَوائِمها فهي صافَّةٌ وصَوافُّ وصَفَّ اللحمَ يَصُفُّه صَفّاً فهو صَفِيفٌ شَرَّحَه عِراضاً وقيل الصَّفِيفُ الذي يُغْلى إغْلاءَةً ثم يُرْفَعُ وقيل الذي يُصَفُّ على الحصى ثم يُشْوَى وقيل القَدِيدُ إذا شُرِّرَ في الشمس يقال صَفَفْتُه أَصُفُّه صَفّاً قال امرؤ القيس فَظَلَّ طُهاةُ اللَّحْمِ منْ بَينِ مُنْضِجٍ صَفِيفَ شِواء أَو قَدِيرٍ مُعَجَّلِ ابن شميل التَّصْفِيف نحو التَّشْريحِ وهو أَن تُعرِّض البَضْعةَ حتى تَرِقّ فتراها تَشِفُّ شَفِيفاً وقال خالد بن جَنْبة الصفِيفُ أَن يُشَرَّحَ اللحمُ غير تشريح القَدِيدِ ولكن يُوَسَّعُ مثل الرُّغْفان فإذا دُقَّ الصفِيفُ ليؤكل فهو قَدِيرٌ فإذا تُرِك ولم يُدَقَّ فهو صَفيفٌ الجوهري الصَّفِيفُ ما صُفَّ من اللحم على الجمر لِيَنْشَويَ تقول منه صَفَفْتُ اللحمَ صَفّاً وفي حديث الزبير كان يَتَزَوَّدُ صَفِيف الوَحْشِ وهو مُحْرِم أَي قَدِيدَها يقال صَففتُ اللحمَ أَصُفُّه صفّاً إذا تركته في الشمس حتى يجِفَّ وصُفّةُ الرَّحْلِ والسَّرْجِ التي تَضُمّ العَرْقُوَتَينِ والبِدادَينِ من أَعْلاهما وأَسفلهما والجمع صُفَفٌ على القياس وحكى سيبويه وصَفَّ الدابةَ وصفَّ لها عمل لها صُفَّةً وصَفَفْتُ لها صُفَّة أَي عَمِلْتُها لها وصَفَفْت السرْجَ جعلت له صُفَّة وفي الحديث نَهَى عن صُفَفِ النُّمُورِ هي جمع صُفّة وهي للسرج بمنزلة المِيثرَة من الرَّحْل قال ابن الأَثير وهذا كحديثه الآخر نَهى عن رُكوبِ جلود النُّمُورِ وصُفّةُ الدارِ واحدة الصُّفَفِ الليث الصُّفّةُ من البُنْيانِ شبه البَهْو الواسِع الطويلِ السَّمْكِ وفي الحديث ذكر أَهْلِ الصُّفّة قال هم فُقراء المهاجرين ومن لم يكن له منهم منزل يسكنه فكانوا يَأْوُون إلى موضع مُظَلَّل في مسجد المدينة يسكنونه وفي الحديث مات رجلٌ من أَهل الصُّفّة هو موضع مظلَّل من المسجد كان يأْوي إليه المساكينُ وصُفّةُ البُنْيانِ طُرَّته والصُّفَّةُ الظُّلَّةُ ابن سيده وعذاب يوم الصُّفَّة كعذاب يوم الظُّلَّة التهذيب الليث وعذاب يوم الصفة كان قومٌ عَصَوْا رسُولَهم فأَرسل اللّه عليهم حَرّاً وغَمّاً غَشِيَهم من فوقهم حتى هلكوا قال أَبو منصور الذي ذكره اللّه في كتابه عَذابُ يوم الظلة لا عذابُ يوم الصفة وعُذِّبَ قوم شُعَيب به قال ولا أَدْري ما عذابُ يوم الصفَّة وأَرض صَفْصَفٌ مَلْساء مُسْتَوِية وفي التنزيل فََيَذَرُها فاعاً صَفْصفاً الفراء الصَّفْصَفُ الذي لا نبات فيه وقال ابن الأَعرابي الصفصف القَرْعاء وقال مجاهد قاعاً صفصفاً مستوياً أَبو عمرو الصفصف المستوي من الأَرض وجمعه صَفاصِفُ قال الشاعر إذا رَكِبَتْ داوِيَّةً مُدْلَهِمّةً وغَرَّدَ حادِيها لها بالصَّفاصِفِ والصَّفْصَفَةُ كالصَّفْصَفِ عن ابن جني والصفصَفُ الفَلاةُ والصُّفْصُفُ العُصْفور في بعض اللغات والصَّفْصافُ الخِلافُ واحدته صَفْصافةٌ وقيل شجر الخِلاف شامِيّة والصَّفْصَفةُ دُوَيْبّة وهي دخيل في العربية قال الليث هي الدويبة التي تسميها العجم السيسك وروي أَن الحجاج قال لِطبّاخِه اعْمَلْ لنا صفصافةً وأَكْثِرْ فَيْجَنَها قال الصَّفْصافةُ لغة ثَقِيفِيّةٌ وهي السِّكْباجة أَبو عمرو الصَّفْصفةُ السِّكباجة والفَيْجَنُ السَّدابُ وفي حديث أَبي الدرداء رضي اللّه عنه أَصْبَحْتُ لا أَملِك صُفَّةً ولا لُفَّةً الصفَّةُ ما يجعل على الرَّاحة من الحُبُوبِ واللُّفّةُ اللُّقْمَة وصَفْصَفةُ الغَضَا موضع وذكر ابن بري في هذه الترجمة صِفُّونَ قال وهو موضع كانت فيه حَرْب بين عليّ عليه السلام وبين معاوية وأَنشد لمُدْرِكِ بن حُصَيْنٍ الأَسدي وصِفُّونَ والنَّهْرُ الهَنِيُّ ولُجَّةٌ من البَحْرِ مَوقُوفٌ عليها سَفِينُها قال وتقول في النصب والجر رأَيت صِفِّينَ ومررت بِصِفِّين ومن أَعرب النون قال هذه صفينُ ورأَيت صفينَ وقال في ترجمة صفن عند كلام الجوهري على صِفِّين قال حقه أَن يذكر في فصل صفف لأَن نونه زائدة بدليل قولهم صِفُّونَ فيمن أعربه بالحروف

صقف
التهذيب عن ابن الأَعرابي الصُّقُوفُ المَظالُّ قال الأَزهري والأَصل فيه السُّقُوف

صلف
الصَّلَفُ مُجاوَزَةُ القَدْر في الظَّرْف والبراعة والادِّعاءُ فوق ذلك تكبّراً صَلِفَ صَلَفاً فهو صَلِفٌ من قوم صَلافَى وقد تَصَلَّفَ والأَُنثى صَلِفةٌ وقيل هو مُوَلَّد ابن الأَثير في قوله آفةُ الظَّرْفِ الصَّلَفُ هو الغُلُوّ في الظَّرْف والزِّيادةُ على المِقْدار مع تكبر وصَلِفَتِ المرأَةُ صَلَفاً فهي صَلِفَةٌ لم تَحْظَ عند قَيِّمها وزوجها وجمعها صَلائِفُ نادر قال القُطامِيُّ وذكر امرأَة لها رَوْضَةٌ في القَلْبِ لم تَرْعَ مِثْلَها فَرُوكٌ ولا المُسْتَعْبِراتُ الصلائِفُ وروي ولا المُسْتعبَراتُ وأَصلَفَ الرَّجلُ صَلِفَتِ امرأَتُه فلم تَحْظَ عنده وأَصْلَفَها وصَلَفَها يَصْلِفُها فهو صَلِفٌ أَبغضها قال مُدْرِكُ بن حُصَيْنٍ الأَسَدي غَدَتْ ناقَتي من عِنْد سَعْدٍ كأَنَّها مُطَلّقةٌ كانت حَلِيلةَ مُصْلِفِ وطعامٌ صَلِفٌ مَسِيخُ لا طَعْم فيه ابن الأَنباري صَلِفَتِ المرأَةُ عند زوجها أَبْغَضَها وصَلَفَها يَصْلِفُها أَبْغَضها وأَنشد وقد خُبِّرْتُ أَنَّكِ تَفْرَكِيني فأَصْلِفُكِ الغَداةَ ولا أُبالي والمُصْلِفُ الذي لا يَحْظى عنده امرأَة والمرأَة صَلِفةٌ وفي الحديث لو أَن امرأَة لا تَتَصَنَّعُ لزوجها صَلِفَتْ عنده أَي ثَقُلَتْ عليه ولم تَحْظ عنده ووَلاّها صَلِيفَ عُنُقِه أَي جانبَه وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها تَنْطَلِقُ إحداكُنَّ فتُصانِعُ بمالِها عن ابْنَتِها الحَظِيّةِ ولو صانَعَتْ عن الصَّلِفةِ كانت أَحَقَّ الشَّيْبانيُّ يقال للمرأَة أَصْلَفَ اللّه رُفْغَكِ أَي بَغَّضَكِ إلى زَوْجِكِ ومن أَمثالهم في التمسك بالدِّين وذكره ابن الأَثير حديثاً من يَبْغِ في الدين يَصْلَفْ أَي لا يَحْظَ عند الناس ولا يُرْزَق منهم المَحَبةَ قال ابن بري وأَنشده ابن السكيت مُطْلقاً مَنْ يَبْغِ في الدّين يَصْلَفْ قال ابن الأَثير معناه أَي من يَطْلُبْ في الدين أَكثر مما وقف عليه يَقِلَّ حَظُّه والصَّلَفُ قلة نَزَلِ الطعام وطَعامٌ صَلِفٌ وصَلِيفٌ قليل النَّزَل والرِّيْعِ وقيل هو الذي لا طَعْمَ له وقالوا من يَبْغِ في الدينِ يصلف أَي يقل نَزَلُه فيه وإناء صَلِفٌ قليل الأَخذ من الماء وقال أَبو العباس إناء صَلِفٌ خالٍ لا يأْخذ من الماء شيئاً وسَحابٌ صَلِفٌ لا ماء فيه الجوهري سحاب صَلِفٌ قليل الماء كثير الرَّعْد وقد صَلِفَ صَلَفاً وفي المثل في الواجِدِ وهو بخيل مع جِدَتِه رُبَّ صَلِفٍ تَحْتَ الرَّاعِدةِ وقيل يُضْرَبُ مثلاً للرجل الذي يُكْثِر الكلام والمَدْحَ لنفسه ولا خير عنده والصَّلَفُ قلة النَّزَلِ والخير أَرادوا أَن هذا مع كثرة ماله مع المنع كالغَمامة كثيرة الرعد مع قلة مطرها وفي الصحاح يضرب مثلاً للرجل يَتَوَعَّدُ ثم لا يقومُ به وذكره ابن الأَثير حديثاً وقال هو مثل لمن يكثر قول ما لا يفعل أَي تحتَ سَحاب يرْعَدُ ولا يَمْطُرُ وتَصَلَّفَ الرجل قَلَّ خيره التهذيب قالوا أَصْلَفُ من ثَلْجٍ في ماء ومن ملحٍ في ماء والصَّلَفُ قلةُ الخير وامرأَة صَلِفة قليلة الخير لا تَحْظى عند زوجها وقال ابن الأعرابي قال قوم الصَّلَفُ مأْخوذ من الإناء القليل الأَخذِ للماء فهو قليل الخير وقال قوم هو من قولهم إناء صَلِفٌ إذا كان ثَخِيناً ثقيلاً فالصَّلِفُ بهذا المعنى وهذا الاختيار والعامَّةُ وضَعَتِ الصَّلَفَ في غير موضعه قال وقال ابن الأعرابي الصلِف الإناء الصغير والصَّلِفُ الإناء السائلُ الذي لا يكاد يُمْسِكُ الماء وأَصلَفَ الرجل إذا قل خيره وأَصْلَفَ إذا ثَقُلَ رُوحه وفلان صَلِفٌ ثَقِيلُ الرُّوح وأَرض صَلِفةٌ لا نَبات فيها ابن الأعرابي الصَّلْفاء المَكان الغَلِيظُ الجَلَدُ وقال ابن شميل هي الصَّلِفةُ الأَرض التي تُنْبِتُ شيئاً وكل قُفٍّ صَلِفٌ وظَلِفٌ ولا يكون الصَّلَفُ إلا في قُفٍّ أَو شبهه والقاعُ القَرَقُوسُ صَلِفٌ زَعَم قال ومَرْبَدُ البصرةِ صَلِفٌ أَسِيفٌ لأَنه لا يُنْبِتُ شيئاً الأَصمعيّ الصَّلْفاء والأَصْلَفُ ما اشتَدّ من الأَرض وصَلُبَ وقال أَوْس بن حجر وخَبَّ سَفا قربانه وتَوَقَّدَتْ عليه من الصَّمَّانتين الأَصالِفُ
( * قوله « وخب سفا قربانه » كذا بالأصل على هذه الصورة )
والمكانُ أَصْلَفُ والمكان الأَصْلَفُ الذي لا يُنْبِتُ وأَنشد ابن بري لذي الرمَّة نَحُوصٌ من اسْتِعْراضِها البِيدَ كُلَّما حَزى الآلَ حَرُّ الشمسِ فَوْقَ الأَصالِف والأَصْلَفُ والصَّلْفاء الصُّلْبُ من الأَرض فيه حجارة والجمع صَلافٍ لأَنه غلَب غَلَبةَ الأَسماء فأَجْرَوه في التكسير مُجْرى صَحْراء ولم يُجروه مُجْرى ورْقاء قبل التسمية والصَّلِيفُ نعت للذكر أَبو زيد الصَّلِيفانِ رأْسا الفَقْرة التي تلي الرأْسَ من شِقَّيْها والصَّلِيفان عُودان يُعَرَّضانِ على الغَبِيطِ تُشَدُّ بهما المَحامِلُ ومنه قول الشاعر أَقَبُّ كأَنَّ هادِيَه الصَّلِيفُ
( * قوله « أقب إلخ » صدره كما في شرح القاموس ويحمل بزة في كل هيجا )
والصَّليفان جانبا العُنق وقيل هما ما بين اللَّبَّةِ والقَصَرةِ والصَّلِيفُ عُرْضُ العُنُق وهما صَلِيفانِ من الجانبين وصَلِيفا الإكافِ الخَشَبَتان اللتان تُشَدّان في أَعْلاه ورَجُل صَلَنْفى وصَلَنْفاء كثير الكلام والصُّلَيفاء موضع قال لولا فَوارِسُ من نُعْمٍ وأُسْرَتِهِمْ يَوْمَ الصُّلَيْفاء لم يُوفُونَ بالجارِ قال لم يوفون وهو شاذٌّ وإنما جاز على تشبيه لم بلا إذ معناهما النفي فأثبت النون كما قال الآخر أَنْ تَهْبِطِينَ بِلادَ قَوْ مِ يَرْتَعُونَ من الطِّلاحِ قال ابن جني فهذا على تشبيه أَن بما التي بمعنى المصدر في قول الكوفيين قال ابن سيده فأما على قولنا نحن فإنه أَراد أَنَّ الثقيلة وخفّفها ضرورة وتقديره أَنك تَهْبِطِين ابن الأعرابي الصَّلْفُ خَوافي قَلْب النخلة الواحدةُ صَلْفةٌ الأَصمعي خذه بِصَلِيفِه وبصَلِيفَته بمعنى خُذ بِقَفاه وفي حديث ضُمَيْرة قال يا رسولَ اللّه إني أُحالِفُ ما دام الصَّالِفانِ مكانَه
( * قوله « الصالفان مكانه إلخ » كذا هو في الأصل تبعاً للنهاية ) قال بل ما دام أُحُدٌ مكانَه قيل الصَّالِفُ جبل كان يتحالَفُ أَهل الجاهَليّة عنده وإنما كَرِه ذلك لئلا يُساوي فعلَهم في الجاهلية فعلُهم في الإسلام

صنف
الصِّنْفُ والصَّنْفُ النَّوْعُ والضَّرْبُ من الشيء يقال صَنْفٌ وصِنْفٌ من المَتاع لغتان والجمع أَصنافٌ وصُنُوفٌ والتَّصْنِيفُ تمييز الأَشياء بعضها من بعض وصَنَّف الشيءَ مَيَّز بعضَه من بعض وتَصْنِيفُ الشيء جعْلُه أَصْنافاً والصِّنْفُ الصِّفَةُ وصَنِفَةُ الإزارِ بكسر النون طُرَّتُه التي عليها الهُدْبُ وقيل هي حاشيته أَيَّةً كانت الجوهري صِنْفَةُ الإزارِ بالكسر طُرَّتُه وهي جانبه الذي لا هُدْبَ له ويقال هي حاشية الثوب أَيَّ جانب كان وفي الحديث فليَنْفُضْه بِصَنِفَةِ إزاره فإنه لا يدري ما خَلَفَه عليه وصَنِفَةُ الثوب زاويته والجمع صَنِفٌ وللثوب أَربع صَنِفاتٍ وسُمِّي الإزارُ إزاراً لحفظه صاحِبَه وصِيانتِه جَسَده أُخذَ من آزَرْتُه أَي عاوَنْتُه ويقال إزار وإزارةٌ الليث الصَّنِفةُ والصِّنْفةُ قِطعةٌ من الثوب وقول الجعدي على لا حِبٍ كحَصيرِ الصَّنا عِ سَوَّى لها الصِّنْفُ إرمالُها قال شَمِرٌ الصِّنْفُ والصِّنفَةُ الطرَفُ والزاوية من الثوب وغيره والصِّنْفةُ طائفة من القبيلة الليث الصِّنْف طائفَة من كل شيء وكل ضرب من الأَشياء صِنْفٌ على حِدَةٍ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي يُعاطِي القُورَ بالصَّنِفاتِ منه كما تُعْطِي رَواحِضَها السُّبُوبُ فسره ثعلب فقال إنما يصف سَراباً يُعاطِي بجوانبه الجبالَ كأَنه يُفِيضُ عليها كما تُعطي السُّبُوبُ غَواسِلَها من بياض ونقاء فالصَّنفاتُ على هذا جوانب السراب وإنما الصنفات في الحقيقة للمُلاء فاستعاره للسَّراب من حيث شُبِّه السرابُ بالمُلاء في الصفة والنَّقاء قال تُقَطِّعُ غِيطاناً كأَنَّ مُتُونَها إذا أَظْهَرَتْ تُكْسَى مُلاءً مُنَشَّرا وروى سلمة أَنَّ الفراء أَنشده لابن أَحمر سَقْياً لحُلْوانَ ذِي الكُرومِ وما صُنِّفَ مِنْ تِينه ومن عِنَبِهْ أَنشده الفراء صُنِّف ورواه غيره صَنَّفَ ويقال صُنِّفَ مُيِّزَ وصَنَّفَ خرج ورَقُه وصَنَّفَتِ العِضاهُ اخضرّت قال ابن مقبل رآها فؤادِي أُمَّ خِشْفٍ خَلا لها بقُورِ الوِراقَينِ السَّراءُ المُصَنِّف قال أَبو حنيفة صَنَّفَ الشجرُ إذا بدأ يُورِقُ فكان صنفين صنف قد أَوْرَقَ وصنف لم يورِقْ وليس هذا بقوي وكذلك تَصَنَّفَ قال مُلَيْح بها الجازِئاتُ العِينُ تُضْحِي وكَوْرُها فِيالٌ إذا الأَرْطَى لها تَتَصَنَّف وظَلِيمٌ أَصْنَفُ الساقين مُتَقَشِّرُهُما قال الأَعلم الهذلي هِزَفٌّ أَصنفُ الساقَيْنِ هِقْلٌ يُبادِر بَيْضَه بَرْدُ الشَّمالِ أَصْنَفُ متقشر تَصَنَّفَتْ ساقُه إذا تَشَقَّقَتْ وتَصَنَّفَتْ شَفَتُه إِذا تَشَقَّقَتْ وعودٌ صَنْفِيٌّ بالفتح لضرب من عود الطيب ليس بجيد قال الجوهري منسوب إلى موضع وقيل عُودٌ صَنْفِيٌّ بالفتح للبَخُورِ لا غيرُ

صوف
الصُّوفُ للضأْن وما أَشبهه الجوهري الصوف للشاة والصُّوفةُ أَخص منه ابن سيده الصوفُ للغنم كالشَّعَر للمَعَزِ والوَبَرِ للإبل والجمع أَصوافٌ وقد يقال الصوف للواحدة على تسمية الطائفة باسم الجميع حكاه سيبويه وقوله حَلْبانَةٍ رَكْبانةٍ صَفُوفِ تَخْلِطُ بين وبَرٍ وصُوفِ قال ثعلب قال ابن الأَعرابي معنى قوله تخلط بين وبر وصوف أَنها تباع فيشترى بها غنم وإبل وقال الأصمعي يقول تُسْرِعُ في مِشْيَتِها شبّه رَجْع يديها بقَوْسِ الندَّافِ الذي يَخْلِط بين الوبر والصوف ويقال لواحدة الصوف صُوفةٌ ويصغر صُوَيْفة وكبش أَصْوَفُ وصَوِفٌ على مثال فَعِل وصائفٌ وصافٌ وصافٍ الأَخيرة مقلوبة وصوفانيٌّ كل ذلك كثير الصوف تقول منه صافَ الكَبْشُ بعدما زَمِرَ يَصُوفُ صَوْفاً قال وكذلك صوِف الكَبْشُ بالكسر فهو كبش صَوِفٌ بَيِّنُ الصَّوَفِ حكاه أَبو عبيد عن الكسائي والأُنثى صافةٌ وصُوفانةٌ ولِيّةٌ صافةٌ يُشْبِه شعرُها الصوفَ قال تأَبط شرّاً إذا أَفْزَعُوا أُمَّ الصَّبِيَّينِ نَفَّضُوا غَفارِيَّ شُعْثاً صافَةً لم تُرَجَّلِ أَبو الهيثم يقال كبش صُوفانٌ ونعجة صوفانة الأَصمعي من أَمثالهم في المال يملكه من لا يسأْهِلُه خَرْقاءُ وجدت صُوفاً يضرب للأحمق يصيب مالاً فيُضَيِّعُه في غير موضعه وصُوفُ البحر شيء على شكل هذا الصُّوفِ الحيواني واحدته صُوفةٌ ومن الأَبَدِيَّات قولهم لا آتيك ما بَلَّ بَحْرٌ صُوفةً وحكى اللحياني ما بَلَّ البحرُ صُوفةً والصُّوفانَةُ بقلة معروفة وهي زغْباء قصيرة قال أَبو حنيفة ذكر أَبو نصر أَنه من الأَحْرار ولم يُحلِّه وأَخَذَ بصُوفَةِ رَقَبَتِه وصُوفِها وصافِها وهي زَغَبات فيها وقيل هي ما سال في نُقْرَتِها التهذيب وتسمى زَغَباتُ القَفا صوفةَ القَفا ابن الأَعرابي خُذْ بصوفةِ قفاه وبصُوف قفاه وبقَرْدَتِه وبكَرْدَتِه ويقال أَخذه بصُوفِ رقَبَتِه وبطُوف رَقَبَتِه وبطافِ رَقَبَتِه وبظُوفِ رَقَبَتِه وبظافِ رقبتِه وبقُوفِ رقبته وبقافِ رقبته أَي بجلد رقبته وقال أَبو السَّميدع وذلك إذا تبعه وظن أَن لن يدركه فلَحِقَه أَخذ برقبته أَم لم يأْخذ وقال ابن دريد أَي بشعره المتدَلي في نُقْرةِ قفاه وقال الفراء إذا أَخذه بقفاه جمعاء وقال أَبو الغوث أَي أَخذه قهراً قال ويقال أَيضاً أَعطاه بصوف رقبته كما يقال أَعطاه برُمَّته وقال أَبو عبيد أَعْطاه مَجّاناً ولم يأْخذ ثمناً وصَوَّفَ الكرْمُ بدت نوامِيه بعد الصِّرام والصوفةُ كل من ولي شيئاً من عمل البيت وهم الصُّوفان الجوهري وصُوفةُ أَبو حَيّ من مُضَرَ وهو الغوث بن مُرّ بن أُدِّ بن طابخةَ بن إلياسَ بن مُضَرَ كانوا يَخْدُِمُون الكعبة في الجاهلية ويجيزون الحاجَّ أَي يُفِيضون بهم ابن سيده وصُوفةُ حَيٌّ من تميم وكانوا يُجِيزون الحاجّ في الجاهلية من مِنًى فيكونون أَوّل من يدفع يقال في الحج أَجِيزي صُوفةُ فإذا أَجازت قيل أَجِيزي خِنْدِفُ فإذا أَجازت أُذِنَ للناس كلهم في الإجازة وهي الإفاضة وفيهم يقول أَوْسُ بن مَغْراء السعدي ولا يَريمُونَ في التعريف مَوْقِفَهُمْ حتى يقالَ أَجِيزُوا آل صُوفانا قال ابن بري وكانت الإجازة بالحج إليهم في الجاهلية وكانت العرب إذا حجت وحضرت عرفةَ لا تدفع منها حتى يدفع بها صوفُة وكذلك لا يَنْفِرُون من مِنًى حتى تَنْفِرَ صُوفةُ فإذا أَبطأَتْ بهم قالوا أَجيزي صوفةُ وقيل صوفة قبيلة اجتمعت من أَفْناء قبائل وصافَ عني شَرُّه يصُوفُ صَوْفاً عَدَلَ وصافَ السهْمُ عن الهَدَفِ يَصُوفُ ويَصِيفُ عدل عنه وهو مذكور في الياء أَيضاً لأَنها كلمة واوية ويائية ومنه قولهم صافَ عني شرُّ فلان وأَصافَ اللّه عني شَرَّه

صيف
الصَّيْفُ من الأَزمنةِ معروف وجمعه أَصْيافٌ وصُيُوفٌ ويومٌ صائفٌ أَي حارٌّ وليلة صائفة قال الجوهري وربما قالوا يوم صافٌ بمعنى صائفٍ كما قالوا يوم راحٌ ويومٌ طانٌ ومطر صائفٌ ابن سيده وغيره والصَّيِّفُ المطر الذي يجيء في الصيفِ والنباتُ الذي يجيء فيه قال الجوهري الصَّيْفُ المطر الذي يجيء في الصيف قال ابن بري صوابه الصَّيِّف بتشديد الياء وصِفْنا أَي أَصابنا مطر الصَّيْفِ وهو فُعِلْنا على ما لم يسمَّ فاعله مثل خُرِفْنا ورُبِعْنا وفي حديث عُبادة أَنه صلى في جُبّةٍ صَيِّفةٍ أَي كثيرة الصُّوف يقال صافَ الكَبْشُ يصُوفُ صَوْفاً فهو صائِفٌ وصَيِّفٌ إذا كثر صُوفُه وبناء اللفظة صَيْوِفة فقلبت ياء وأُدْغِمت وصَيَّفَني هذا الشيء أَي كفاني لِصَيْفتي ومنه قول الراجز مَنْ يَكُ ذا بَتٍّ فهذا بَتِّي مُقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتِّي وصِيفَتِ الأَرضُ فهي مَصِيفةٌ ومَصْيوفةٌ أَصابها الصَّيِّفُ وصُيِّفْنا كذلك وقول أَبي كبير الهذلي ولقد وَرَدْتُ الماء لم يَشْرَبْ به حَدَّ الرَّبيعِ إلى شُهور الصَّيِّفِ يعني به مطر الصيف الواحد صَيِّفةٌ قال ابن بري وفاعل يشرب في البيت الذي بعده وهو الا عَوابِسُ كالمِراطِ مُعِيدةٌ بالليلِ مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّف ويقال أَصابَتْنا صَيِّفة غَزيرة بتشديد الياء وتَصَيَّفَ من الصَّيْف كما يقال تَشَتَّى من الشِّتاء وأَصاف القومُ دخلوا في الصَّيف وصافُوا بمكان كذا أَقاموا فيه صَيْفَهُم وصِفْتُ بمكان كذا وكذا وصِفْتُه وتَصَيَّفْته وصَيَّفْته قال لبيد فَتَصَيَّفا ماءً بِدَحْلٍ ساكِناً يَسْتَنُّ فوق سَراتِه العُلْجُومُ وقال الهذلي تَصَيَّفْت نَعْمانَ واصَّيَّفَتْ وصافَ بالمكان أَي أَقام به الصيف واصْطافَ مثلُه والموضع مَصِيفٌ ومُصْطافٌ التهذيب صافَ القومُ إذا أَقاموا في الصّيفِ بموضع فهم صائفون وأَصافوا فهم مُصِيفون إذا دخلوا في زمان الصَّيف وأَشْتَوا إذا دخلوا في الشِّتاء ويقال صُيِّفَ القومُ ورُبِعوا إذا أَصابهم مَطَر الصيف والربيع وقد صِفْنا ورُبِعْنا كان في الأَصل صُيِفْنا فاستثقلت الضمة مع الياء فحذفت وكسرت الصاد لتدل عليها وصافَ فلانٌ ببلاد كذا يَصِيفُ إذا أَقام به في الصَّيف والمَصِيفُ اسم الزمان قال سيبويه أُجري مُجرى المكان وعامله مُصايَفَةً وصِيافاً والصائفة أَوانُ الصَّيف والصائفةُ الغَزْوةُ في الصيف والصائفةُ والصَّيْفِيّةُ المِيرةُ قبل الصيف وهي المِيرة الثانية وذلك لأَن أَوَّلَ المِيَرِ الرَّبْعِيَّة ثم الصَّيْفِيَّة ثم الدَّفَئِيَّة الجوهري وصائفةُ القوم مِيرَتُهم في الصيف الجوهري الصَّيْفُ واحد فُصُول السنة وهو بعد الربيع الأَول وقبل القَيْظِ يقال صَيْفٌ صائفُ وهو توكيد له كما يقال لَيْلٌ لائلٌ وهَمَج هامِجٌ وفي حديث الكَلالة حين سُئل عنها عمر رضي اللّه عنه فقال تكفيك آيةُ الصَّيف أَي التي نزلت في الصيف وهي الآية التي في آخر سورة النساء والتي في أَوَّلِها نزلت في الشتاء وأَصافَتِ الناقةُ وهي مُصِيفٌ ومِصْيافٌ نُتِجَتْ في الصَّيْف وولدُها صَيْفِيّ وأَصافَ الرجلُ فهو مُصِيفٌ وُلد له في الكِبَرِ وولده أَيضاً صَيْفيّ وصَيْفِيُّون وشيء صَيْفِيٌّ وقال أَكثمُ بن صَيْفي وقيل هي لسعد بن مالك ابن ضبيعة إنَّ بَنيَّ صِبْيَةٌ صَيْفِيُّونْ أَفْلَحَ مَنْ كان له رِبْعِيُّونْ في حديث سليمان بن عبد الملك لمَّا حضرته الوفاة قال هذين البيتين أَي وُلدوا على الكِبَر يقال أَصافَ الرجل يُصِيف إِصافةً إذا لم يولد له حتى يُسِنّ ويَكْبَرَ وأَوْلاده صَيْفِيُّون والرِّبْعِيُّون الذين وُلدوا في حداثته وأَوّل شَبابه قال وإنما قال ذلك لأَنه لم يكن في أَبنائه من يُقَلِّده العهد بعده وأَصافَ ترك النساء شابّاً ثم تزوَّج كبيراً الليث الصَّيْفُ رُبُع من أَرْباع السنة وعند العامة نصف السنة قال الأزهري الصيف عند العرب الفصل الذي تسميه عوامُّ الناس بالعراق وخُراسان الربيعَ وهي ثلاثة أَشهر والفَصْل الذي يَليه عند العرب القَيْظ وفيه يكون حَمْراء القَيْظِ ثم بعده فصل الخَريف ثم بعده فصل الشتاء والكَلأُ الذي يَنْبُتُ في الصَّيْف صَيْفِيٌّ وكذلك المطر الذي يقع في الربيع ربيعِ الكَلإِ صَيْفٌ وصَيْفِيّ وقال ابن كُناسة اعلم أَن السنة أَربعة أَزمِنة عند العرب الربيعُ الأَول وهو الذي تسمِّيه الفُرْسُ الخريف ثم الشتاء ثم الصيف وهو الربيع الآخِر ثم القَيْظ فهذه أَربعةُ أَزمِنةٍ وسُميت غَزْوَة الروم الصائفةَ لأَن سُنَّتَهم أَن يُغْزَوا صيفاً ويُقْفَلَ عنهم قبل الشتاء لمكان البردِ والثلج أَبو عبيد استأْجرته مُصايَفةً ومُرابعةً ومُشاتاةً ومَخارفةً من الصَّيفِ والرَّبيعِ والشتاء والخَرِيفِ مَثْل المُشاهرَةِ والمُياومَةِ والمُعاومَةِ وفي أَمثالهم في إتمام قَضاء الحاجةِ تمامُ الرَّبيع الصيفُ وأَصله في المطر فالربيع أَوَّله والصيف الذي بعده فيقول الحاجة بكمالها كما أَنَّ الربيع لا يكون تمامه إلا بالصيفِ ومن أَمثالهم الصيفَ ضَيَّعْتِ اللبنَ إذا فَرَّطَ في أَمره في وقته معناه طلْبتِ الشيء في غير وقته وذلك أَن الأَلبان تكثر في الصيف فيُضْرَب مثلاً لترك الشيء وهو ممكن وطَلَبِه وهو مُتَعَذِّر قال ذلك ابن الأَنباري وأَوّلُ من قاله عمرو بن عمرو بن عُدَسَ لِدَخْتَنُوسَ بنت لقِيطٍ وكانت تَحْتَه فَفَرِكَتْه وكان مُوسراً فتزوّجها عَمْرُو بن مَعْبَد وهو ابن عمِّها وكان شابّاً مُقتراً فمرَّت به إبل عمرو فسألتْه اللبن فقال لها ذلك وضافَ عنه صَيفاً ومَصيفاً وصَيْفوفةً عَدَلَ وصافَ السَّهْمُ عن الهَدَفِ يَصِيفُ صَيفاً وصَيْفوفة كذلك عَدَلَ بمعنى ضافَ والذي جاء في الحديث ضافَ بالضاد قال أَبو زبيد كلَّ يومٍ تَرْميهِ منها بِرَشْقٍ فمَصِيفٌ أَو صافَ غَيرَ بَعِيدِ وقال أَبو ذؤيب جَوارِسُها تأْوِي الشُّعُوفَ دَوائِباً وتَنْصَبُّ أَلْهاباً مَصيفاً كِرابُها أَي مَعْدُولاً بها مُعْوَجَّةً غير مُقَوَّمَةٍ ويروى مَضِيفاً وقد تقدَّم والكِرابُ مَجارِي الماء واحدتها كَرَبَةٌ واللِّهْبُ الشّقُّ في الجبل أَي تَنْصَبُّ إلى اللَّهْبِ لكونه بارِداً ومَصِيفاً أَي مُعْوَجّاً من صافَ إذا عَدلَ الجوهري المَصيفُ المُعْوَجُّ من مَجاري الماء وأَصله من صافَ أَي عدلَ كالمَضِيقِ من ضاقَ وصافَ الفَحْلُ عن طَرُوقَتِه عدل عن ضِرابها وفي حديث أَنس أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم شاوَرَ أَبا بكر رضي اللّه عنه يوم بَدْر في الأَسْرَى فتكلم أَبو بكر فصافَ عنه قال الأَصمعي يقال صاف يَصِيفُ إذا عدَلَ عن الهَدف المعنى عدل صلى اللّه عليه وسلم بوجهه عنه ليُشاور غيره وفي حديث آخر صافَ أَبو بكر عن أَبي بُرْدَةَ ويقال أَصافه اللّه عني أَي نَحَّاه وأَصافَ اللّه عني شرَّ فلان أَي صَرَفه وعدَل به والصيفُ الأُنثى من البُوم عن كراع وصائفٌ اسم موضع قال معن بن أَوس فَفَدْفَدُ عَبُّودٍ فَخَبْراء صائفٍ فَذُو الحَفْرِ أَقْوَى منهمُ فَفَدافِدُهْ وصَيفِيٌّ اسم رجل وهو صيفي بن أَكْثَمَ

ضرف
ابن سيده الضَّرِفُ من شجر الجبال يشبه الأَثْأَب في عِظَمِه وورقه إلا أَن سُوقه غُبْرٌ مثل سُوق التين وله جَنًى أَبيض مدوّر مثل تين الحَماطِ الصّغار مُرٌّ مُضَرِّسٌ ويأْكله الناسُ والطير والقرود واحدته ضَرِفَةٌ كل ذلك عن أَبي حنيفة التهذيب ثعلب عن ابن الأعرابي الضَّرِفُ شجر التين ويقال لثمره البَلَسُ الواحدة ضَرِفة قال أَبو منصور وهذا غريب

ضعف
الضَّعْفُ والضُّعْفُ خِلافُ القُوّةِ وقيل الضُّعْفُ بالضم في الجسد والضَّعف بالفتح في الرَّأْي والعَقْلِ وقيل هما معاً جائزان في كل وجه وخصّ الأَزهريُّ بذلك أَهل البصرة فقال هما عند أَهل البصرة سِيّانِ يُسْتعملان معاً في ضعف البدن وضعف الرَّأْي وفي التنزيل اللّه الذي خَلَقَكم من ضُعفٍ ثم جَعَل من بعد ضُعْفٍ قُوَّةً ثم جعل من بعد قوَّةٍ ضُعْفاً قال قتادة خلقكم من ضعف قال من النُّطْفَةِ أَي من المنِيّ ثم جعل من بعد قوة ضعفاً قال الهَرَمَ وروي عن ابن عمر أَنه قال قرأْت على النبي صلى اللّه عليه وسلم اللّه الذي خلقكم من ضَعف فأَقرأَني من ضُعْف بالضم وقرأَ عاصم وحمزة وعَلِمَ أَن فيكم ضَعفاً بالفتح وقرأَ ابن كثير وأَبو عمرو ونافع وابن عامر والكسائي بالضم وقوله تعالى وخُلِق الإنسانُ ضَعِيفاً أَي يَسْتَمِيلُه هَواه والضَّعَفُ لغة في الضَّعْفِ عن ابن الأَعرابي وأَنشد ومَنْ يَلْقَ خَيراً يَغْمِزِ الدَّهْر عَظْمَه على ضَعَفٍ من حالهِ وفُتُورِ فهذا في الجسم وأَنشد في الرَّأْي والعقل ولا أُشارِكُ في رَأْيٍ أَخا ضَعَفٍ ولا أَلِينُ لِمَنْ لا يَبْتَغِي لِينِي وقد ضَعُفَ يَضْعُفُ ضَعْفاً وضُعْفاً وضَعَفَ الفتح عن اللحياني فهو ضَعِيفٌ والجمع ضُعَفاء وضَعْفى وضِعافٌ وضَعَفةٌ وضَعافَى الأَخيرة عن ابن جني وأَنشد تَرَى الشُّيُوخَ الضَّعافَى حَوْلَ جَفْنَتِه وتَحْتَهُم من محاني دَرْدَقٍ شَرَعَهْ ونسوة ضَعِيفاتٌ وضَعائفُ وضِعافٌ قال لقد زادَ الحياةَ إليَّ حُبّاً بَناتي إنَّهُنَّ من الضِّعافِ وأَضْعَفَه وضَعَّفَه صيَّره ضعيفاً واسْتَضْعَفَه وتَضَعَّفَه وجده ضعيفاً فركبه بسُوء الأَخيرة عن ثعلب وأَنشد عليكم بِرِبْعِيِّ الطِّعانِ فإنه أَشَقُّ على ذِي الرَّثْيَةِ المُتَضَعِّفِ رِبْعِيُّ الطِّعانِ أَوَّله وأَحَدُّه وفي إِسلام أَبي ذَّرّ لَتَضَعَّفْتُ
( * قوله « لتضعفت » هكذا في الأصل وفي النهاية فتضعفت ) رجلاً أَي اسْتَضْعَفْتُه قال القتيبي قد تدخل اسْتَفْعَلْتُ في بعض حروف تَفَعَّلْت نحو تَعَظَّم واسْتَعْظَم وتكبّر واسْتكبر وتَيَقَّن واسْتَيْقَنَ وتَثَبَّتَ واسْتَثْبَتَ وفي الحديث أَهْلُ الجَنّة كلّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ قال ابن الأثير يقال تَضَعَّفْتُه واسْتَضْعَفْتُه بمعنى للذي يَتَضَعَّفُه الناس ويَتَجَبَّرُون عليه في الدنيا للفقر ورَثاثَةِ الحال وفي حديث عمر رضي اللّه عنه غَلَبني أَهل الكوفة أَسْتَعْمِلُ عليهم المؤمنَ فيُضَعَّفُ وأَستعمل عليهم القَوِيَّ فيُفَجَّر وأَما الذي ورد في الحديث حديث الجنة ما لي لا يدخُلني إلا الضُّعَفاء ؟ قيل هم الذين يُبَرِّئُون أَنْفُسَهم من الحَوْل والقوة والذي في الحديث اتقوا اللّه في الضعيفين يعني المرأَة والمملوك والضَّعْفةُ ضَعْفُ الفؤاد وقِلَّةُ الفِطْنةِ ورجل مَضْعُوفٌ به ضَعْفةٌ ابن الأَعرابي رجل مَضْعُوفٌ ومَبْهُوتٌ إذا كان في عقله ضَعْفٌ ابن بزرج رجل مَضْعُوفٌ وضَعُوفٌ وضَعِيفٌ ورجل مَغْلُوبٌ وغَلُوبٌ وبعير مَعْجوفٌ وعَجُوفٌ وعَجِيفٌ وأَعْجَفُ وناقة عَجوفٌ وعَجِيفٌ وكذلك امرأَة ضَعُوفٌ ويقال للرجل الضرير البصر ضَعِيفٌ والمُضَعَّفُ أَحد قِداح الميْسِر التي لا أَنْصباء لها كأَنه ضَعُفَ عن أَن يكون له نصيبٌ وقال ابن سيده أَيضاً المُضَعَّفُ الثاني من القِداحِ الغُفْل التي لا فُرُوضَ لها ولا غُرْم عليها إنما تُثَقَّل بها القِداحُ كَراهِيةَ التُهَمَةِ هذه عن اللحياني واشْتَقَّه قوم من الضَّعْفِ وهو الأَوْلى وشِعر ضَعِيف عَليل استعمله الأَخفش في كتاب القَوافي فقال وإن كانوا قد يُلزمون حرف اللين الشِّعْرَ الضعيفَ العليلَ ليكون أَتَمَّ له وأَحسن وضِعْفُ الشيء مِثْلاه وقال الزجاج ضِعْفُ الشيء مِثْلُه الذي يُضَعِّفُه وأَضْعافُه أَمثالُه وقوله تعالى إذاً لأَذَقْناك ضِعْفَ الحَياةِ وضِعْفَ المَماتِ أَي ضِعف العذاب حيّاً وميّتاً يقول أَضْعفنا لك العذاب في الدنيا والآخرة وقال الأَصمعي في قول أَبي ذؤيب جَزَيْتُكَ ضِعْفَ الوِدِّ لما اسْتَبَنْتُه وما إنْ جَزاكَ الضِّعْفَ من أَحَدٍ قَبْلي معناه أَضعفت لك الود وكان ينبغي أَن يقول ضِعْفَي الوِدِّ وقوله عز وجل فآتِهِم عذاباً ضِعْفاً من النار أَي عذاباً مُضاعَفاً لأَن الضِّعْفَ في كلام العرب على ضربين أَحدهما المِثل والآخر أَن يكون في معنى تضعيف الشيء قال تعالى لكلِّ ضِعْف أَي للتابع والمتبوع لأَنهم قد دخلوا في الكفر جميعاً أَي لكلٍّ عذاب مُضاعَفٌ وقوله تعالى فأولئك لهم جزاء الضِّعف بما عملوا قال الزجاج جزاء الضعف ههنا عشر حسنات تأْويله فأُولئك لهم جزاء الضعف الذي قد أَعلمناكم مِقْداره وهو قوله من جاء بالحسنة فله عشر أَمثالها قال ويجوز فأُولئك لهم جزاء الضعف أَي أَن نجازيهم الضعف والجمع أَضْعاف لا يكسَّر على غير ذلك وأَضعفَ الشيءَ وضعَّفه وضاعَفه زاد على أَصل الشيء وجعله مثليه أَو أَكثر وهو التضعيف والإضْعافُ والعرب تقول ضاعفت الشيء وضَعَّفْته بمعنى واحد ومثله امرأَة مُناعَمةٌ ومُنَعَّمةٌ وصاعَر المُتَكَبِّر خَدَّه وصعّره وعاقَدْت وعقّدْت وعاقَبْتُ وعَقَّبْتُ ويقال ضعَّف اللّه تَضْعِيفاً أَي جعله ضِعْفاً وقوله تعالى وما آتَيْتُم من زكاة تُريدون وجهَ اللّه فأُولئك هم المُضْعِفُون أَي يُضاعَفُ لهم الثواب قال الأَزهري معناه الداخلون في التَّضْعِيف أَي يُثابُون الضِّعْف الذي قال اللّه تعالى أُولئك لهم جزاء الضِّعْفِ بما عَمِلوا يعني من تَصدَّق يريد وجه اللّه جُوزيَ بها صاحِبُها عشرة أَضْعافها وحقيقته ذوو الأَضْعافِ وتضاعِيفُ الشيء ما ضُعِّفَ منه وليس له واحد ونظيره في أَنه لا واحد له تَباشِيرُ الصُّبْحِ لمقدمات ضِيائه وتَعاشِيبُ الأَرض لما يظهر من أَعْشابِها أَوَّلاً وتَعاجِيبُ الدَّهْرِ لما يأْتي من عَجائِبه وأَضْعَفْتُ الشيءَ فهو مَضْعُوفٌ والمَضْعُوفُ ما أُضْعِفَ من شيء جاء على غير قِياس قال لبيد وعالَيْنَ مَضْعُوفاً ودُرّاً سُمُوطُه جُمانٌ ومَرْجانٌ يَشُكُّ المَفاصِلا
( * قوله « ودراً » كذا بالأصل والذي في الصحاح وشرح القاموس وفرداً )
قال ابن سيده وإنما هو عندي على طرح الزائد كأَنهم جاؤوا به على ضُعِفَ وضَعَّفَ الشيءَ أَطْبَقَ بعضَه على بعض وثَناه فصار كأَنه ضِعْفٌ وقد فسر بيت لبيد بذلك أَيضاً وعَذابٌ ضِعْفٌ كأَنه ضُوعِفَ بعضُه على بعض وفي التنزيل يا نساء النبيّ من يأْتِ مِنْكُنَّ بفاحِشةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لها العَذابُ ضِعْفَيْنِ وقرأَ أَبو عمرو يُضَعَّف قال أَبو عبيد معناه يجعل الواحد ثلاثة أَي تُعَذَّبْ ثلاثةَ أَعْذِبَةٍ وقال كان عليها أَن نُعَذَّبَ مرة فإذا ضُوعِفَ ضِعْفَيْن صار العذابُ ثلاثة أَعْذِبةٍ قال الأَزهري هذا الذي قاله أَبو عبيد هو ما تستعمله الناس في مَجازِ كلامهم وما يَتَعارَفونه في خِطابهم قال وقد قال الشافعي ما يُقارِبُ قوله في رجل أَوْصى فقال أَعْطُوا فلاناً ضِعْفَ ما يُصِيبُ ولدي قال يُعْطى مثله مرتين قال ولو قال ضِعْفَيْ ما يُصيبُ ولدي نظرتَ فإن أَصابه مائة أَعطيته ثلثمائة قال وقال الفراء شبيهاً بقولهما في قوله تعالى يَرَوْنَهم مِثْلَيْهِم رأْيَ العين قال والوصايا يستعمل فيها العُرْفُ الذي يَتَعارَفُه المُخاطِبُ والمُخاطَبُ وما يسبق إلى أَفْهام من شاهَدَ المُوصي فيما ذهب وهْمُه إليه قال كذلك روي عن ابن عباس وغيره فأَما كتاب اللّه عز وجل فهو عري مبين يُرَدُّ تفسيره إلى موضوع كلام العرب الذي هو صيغة أَلسِنتها ولا يستعمل فيه العرف إذا خالفته اللغة والضِّعْفُ في كلام العرب أَصله المِثْلُ إلى ما زاد وليس بمقصور على مثلين فيكون ما قاله أَبو عبيد صواباً يقال هذا ضِعف هذا أَي مثله وهذا ضِعْفاه أَي مثلاه وجائز في كلام العرب أَن تقول هذه ضعفه أَي مثلاه وثلاثة أَمثاله لأَن الضِّعف في الأَصل زيادة غير محصورة أَلا ترى قوله تعالى فأُولئك لهم جزاء الضِّعف بما عملوا ؟ لم يرد به مثلاً ولا مثلين وإنما أَراد بالضعف الأَضْعافَ وأَوْلى الأَشياء به أَن نَجْعَلَه عشرةَ أَمثاله لقوله سبحانه من جاء بالحسنة فله عشر أَمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يُجزي إلا مثلها فأَقل الضِّعْفِ محصور وهو المثل وأَكثره غيرُ محصور وفي الحديث تَضْعُفُ صلاةُ الجماعةِ على صلاة الفَذِّ خَمساً وعشرين درجة أَي تزيد عليها يقال ضَعُفَ الشيءُ يَضْعُفُ إذا زاد وضَعَّفْتُه وأَضعَفْتُه وضاعَفْتُه بمعنًى وقال أَبو بكر أُولئك لهم جزاء الضِّعْفِ المُضاعَفةِ فأَلْزَمَ الضِّعْفَ التوحيدَ لأَنَّ المصادِرَ ليس سبيلُها التثنية والجمع وفي حديث أَبي الدَّحْداح وشعره إلا رَجاء الضِّعْفِ في المَعادِ أَي مِثْلَيِ الأَجر فأَما قوله تعالى يُضاعَفْ لها العذابُ ضعفين فإن سِياق الآية والآيةِ التي بعدها دلَّ على أَن المرادَ من قوله ضِعفين مرّتان أَلا تراه يقول بعد ذكر العذاب ومن يَقْنُت منكنَّ للّه ورسوله وتعمل صالحاً نُؤتِها أَجْرَها مرتين ؟ فإذا جعل اللّه تعالى لأُمهات المؤمنين من الأَجْر مِثْلَيْ ما لغيرهن تفضيلاً لهنَّ على سائر نساء الأُمة فكذلك إذا أَتَتْ إحداهنَّ بفاحشة عذبت مثلي ما يعذب غيرها ولا يجوز أَن تُعْطى على الطاعة أَجرين وتُعَذَّب على المعصِية ثلاثة أَعذبة قال الأَزهري وهذا قولُ حذاق النحويين وقول أَهلِ التفسير والعرب تتكلم بالضِّعف مثنى فيقولون إن أَعطيتني دِرهماً فلك ضِعفاه أي مثلاه يريدون فلك درهمان عوضاً منه قال وربما أَفردوا الضعف وهم يريدون معنى الضعفين فقالوا إن أَعطيتني درهماً فلك ضعفه يريدون مثله وإفراده لا بأْس به إلا أَن التثنية أَحسن ورجل مُضْعِفٌ ذو أَضْعافٍ في الحسنات وضَعَفَ القومَ يَضْعَفُهُم كَثَرَهم فصار له ولأَصحابه الضِّعْفُ عليهم وأَضْعَفَ الرَّجلُ فَشَتْ ضَيْعَتُه وكثُرت فهو مُضعِف وبقرة ضاعِفٌ في بطنها حَمْل كأَنَّها صارت بولدها مُضاعَفَةً والأَضْعافُ العِظامُ فوقها لحم قال رؤبة واللّه بَينَ القَلْبِ والأَضْعافِ قال أَبو عمرو أَضعاف الجسد عِظامه الواحد ضِعْفٌ ويقال أَضْعافُ الجَسد أَعْضاؤه وقولهم وقَّع فلان في أَضْعافِ كتابه يراد به توقِيعُه في أَثناء السُّطور أَو الحاشية وأُضْعِفَ القومُ أَي ضُوعِفَ لهم وأَضْعَفَ الرَّجلُ ضَعُفَتْ دابّتُه يقال هو ضَعِيفٌ مُضْعِفٌ فالضَّعِيفُ في بدنه والمُضعِفُ الذي دابته ضعيفة كما يقال قَويٌّ مُقْوٍ فالقويّ في بدنه والمُقْوي الذي دابته قَوِيَّة وفي الحديث في غَزْوة خَيْبَر من كان مُضْعِفاً فَلْيَرْجع أَي من كانت دابّتُه ضَعِيفةً وفي حديث عمر رضي اللّه عنه المُضْعِفُ أَميرٌ على أَصحابه يعني في السفر يريد أَنهم يَسيرُون بسيره وفي حديث آخر الضَّعِيفُ أَمير الركْب وضَعَّفَه السير أَي أَضْعَفَه والتضْعِيف أَن تَنْسُبَه إلى الضَّعْفِ والمُضاعَفةُ الدِّرْع التي ضُوعِفَ حَلَقُها ونُسِجَتْ حَلْقَتَيْن حلقتين

ضغف
الضَّغِيفةُ الرَّوضةُ الناضِرةُ من بَقْل وعُشب عن كراع وقال بفاء بعد غين قال ابن سيده والمعروف عن يعقوب ضَفِيفة واللّه أَعلم

ضفف
الضَّفُّ الحَلَبُ بالكفِّ كلِّها وذلك لِضِخَم الضَّرْع وأَنشد بَضَفِّ القَوادِمِ ذاتِ الفُضُو لِ لا بالبِكاء الكِماشِ اهْتِصارا ويروى امْتِصاراً بالميم وهي قليلةُ اللبَنِ وقيل الضَّفُّ جَمْعُك خِلْفَيْها بيدك إذا حَلَبْتَها وقال اللحياني هو أَن يُقْبِضَ بأَصابعِه كلها على الضَّرْع وقد ضَفَفْتُ الناقةَ أَضُفُّها وناقة ضَفُوفٌ وشاة ضَفُوف كثيرتا اللبن بَيِّنَتا الضّفاف وعين ضَفُوفٌ كثيرة الماء وأَنشد حَلْبانَةٍ رَكْبانَةٍ ضَفُوفِ وقال الطِّرمّاح وتَجُودُ من عينٍ ضَفُو فِ الغَرْبِ مُتْرَعَةِ الجَداوِلْ التهذيب عن الكسائي ضَبَبتُ الناقة أَضُبُّها ضَبّاً إذا حَلَبْتَها بالكفِّ قال وقال الفراء هذا هو الضَّفُّ بالفاء فأَما الضَّبُّ فأَنْ تجعل إبهامَك على الخِلْفِ ثم تَرُدَّ أَصابِعَك على الإبهامِ والخِلْفِ جميعاً ويقال من الضَّفِّ ضَفَفْتُ أَضُفُّ الجوهري ضَفَّ الناقةَ لغة في ضَبّها إذا حَلبَها بالكف كلها أَبو عمرو شاة ضَفَّةُ الشَّخْبِ أَي واسعة الشخْب
( * قوله « الشخب » بالفتح ويضم كما في القاموس ) وضَفَّةُ البحر ساحِلُه والضِّفَّةُ بالكسر جانب النهر الذي تقع عليه النَّبائتُ والضَّفَّةُ كالضِّفَّةِ والجمع ضِفافٌ قال يَقْذِفُ بالخُشْبِ على الضِّفافِ وضَفَّةُ الوادي وضِيفُه جانبه وقال القتيبي الصواب ضِفَّة بالكسر وقال أَبو منصور الصواب ضَفَّة بالفتح والكسر لغة فيه وضَفّتا الوادِي جانِباه وفي حديث عبداللّه بن خَبَّاب مع الخوارج فقدَّمُوه على ضَفَّةِ النهر فضَربوا عُنُقه وفي حديث عليّ كرّم اللّه وَجهه فيَقِف ضَفَّتَيْ جُفُونِه أَي جانبيها الضفَّةُ بالكسر والفتح جانِبُ النهر فاستعاره للجَفْن وضَفَّتا الحَيْزُومِ جانباه عن ابن الأَعرابي وأَنشد يَدُعُّه بِضَفَّتَيْ حَيْزومه
( * قوله « يدعه » كذا ضبط الأصل وعليه فهو من دع بمعنى دفع لا من ودع بمعنى ترك )
وضَفَّةُ الماء دُفْعَتُه الأُولى وضَفَّةُ الناس جماعَتهم والضفَّةُ والجَفَّةُ جماعةُ القومِ قال الأَصمعي دخلت في ضَفَّةِ القوم أَي في جماعَتهم وقال الليث دخل فلان في ضفة القوم وضَفْضَفَتِهم أَي في جماعَتهم وقال أَبو سعيد يقال فلان من لَفِيفِنا وضَفِيفنا أَي ممن نَلُفُّه بنا ونَضُفُّه إلينا إذا حَزَبَتْنا الأُمُور أَبو زيد قوم مُتضافُّون خَفيفةٌ أَموالُهم وقال أَبو مالك قوم مُتَضافُّون أَي مُجْتَمِعُون وأَنشد فَراحَ يَحْدُوها على أَكْسائها يَضُفُّها ضَفّاً على انْدِرائها أَي يَجْمَعُها وقال غيلان ما زِلْتُ بالعُنْفِ وفوقَ العُنْفِ حتى اشْفَتَرَّ الناسُ بعد الضَّفِّ أَي تفرَّقوا بعد اجتماع والضَّفَفُ ازْدِحام الناس على الماء والضَّفَّةُ الفَعْلةُ الواحدة منه وتضافُّوا على الماء إذا كثروا عليه ابن سيده تضافوا على الماء تَضافُواً
( * قوله « تضافوا على الماء تضافواً » كذا بالأصل ) عن يعقوب وقال اللحياني إنهم لَمُتَضافُّون على الماء أَي مُجْتَمِعُون مُزْدَحِمُون عليه وماء مَضْفُوفٌ كثير عليه الناسُ مثل مَشْفُوهٍ وقال اللحياني ماؤنا اليوم مَضْفُوف كثير الغاشِيةِ من الناسِ والماشية قال لا يَسْتَقِي في النَّزَحِ المَضْفُوفِ إلا مُدارةُ الغُروبِ الجُوفِ قال المُدار المُسَوَّى إذا وقع في البئر اجْتَحَفَ ماءَها وفلان مَضْفوف مثل مثْمود إذا نفِد ما عنده قال ابن بري روى أَبو عمرو الشَّيباني هذين البيتين المَظْفُوف بالظاء وقال العرب تقول وردت ماء مَظْفُوفاً أَي مشغولاً وأَنشد البيتين لا يستقي في النزح المَظْفُوفِ وذكره ابن فارس بالضاد لا غير وكذلك حكاه الليث وفلان مَضْفُوفٌ عليه كذلك وحكى اللحياني رجل مَضْفُوفٌ بغير على شمر الضَّفَفُ ما دُونَ مِلْء المِكْيالِ ودونَ كل مَمْلُوء وهو الأَكل دون الشبع ابن سيده الضَّفَفُ قلة المأْكول وكثرة الأَكَلة وقال ثعلب الضَّفَفُ أَن تكون العيال أَكثر من الزاد والحَفَفُ أَن تكون بِمقْدارِه وقيل الضَّفَفُ الغاشِيةُ والعِيالُ وقيل الحشَم كلاهما عن اللحياني والضَّفَفُ كثرة العيال قال بُشَيْرُ بن النِّكث قدِ احْتَذى من الدّماء وانْتَعَلْ وكبَّرَ اللّه وسمَّى ونَزَلْ بِمَنْزِلٍ يَنْزِلُه بنو عَمَلْ لا ضَفَفٌ يَشْغَلُه ولا ثَقَلْ أَي لا يَشْغَلُه عن نُسُكِه وحَجِّه عِيال ولا مَتاعٌ وأَصابهم من العَيْشِ ضَفَفٌ أَي شدَّة وروى مالك ابن دينار قال حدثنا الحسن قال ما شَبِعَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من خُبْز ولحم إلا على ضَفَفٍ قال مالك فسأَلت بَدَوّياً عنها فقال تَناوُلاً مع الناس وقال الخليل الضَّفَفُ كثرة الأَيْدي على الطعام وقال أَبو زيد الضَّفَف الضِّيق والشدة وابن الأَعرابي مثله وبه فسر بعضهم الحديث وقيل يعني اجتماع الناس أَي لم يأ كل خبزاً ولحماً وحده ولكن مع الناس وقيل معناه لم يشبع إلا بضيق وشدة تقول منه رجل ضَفُّ الحال وقال الأَصمعي أَن يكون المال قليلاً ومن يأْكله كثيراً وبعضهم يقول شَظَف وهو الضيق والشدة أَيضاً يقول لم يَشْبَعْ إلا بضيقٍ وقِلَّةٍ قال أَبو العباس أَحمد بن يحيى الضفَفُ أَن تكون الأَكَلةُ أَكثر من مِقْدار المال والحَفَفُ أَن تكون الأَكلة بمقدار المال وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا أَكل كان من يأْكل معه أَكثر عدداً من قدر مبلغ المأْكول وكَفافِه ابن الأَعرابي الضَّفَفُ القِلةُ والحَفَفُ الحاجةُ ابن العُقَيلي وُلِدَ للإنسان على حَفَفٍ أَي على حاجةٍ إليه وقال الضَّفَفُ والحَفَفُ واحد الأَصمعي أَصابهم من العَيش ضَفَفٌ وحَفَفٌ وشَظَفٌ كل هذا من شدّة العيش وما رُؤيَ عليه ضَففٌ ولا حَفَفٌ أَي أَثَر حاجةٍ وقالت امرأَة من العرب تُوُفي أَبو صبياني فما رُؤيَ عليهم حَفَفٌ ولا ضَفَفٌ أَي لم يُر عليهم حُفُوفٌ ولا ضِيقٌ الفراء الضفَفُ الحاجةُ سيبويه رجل ضَفِفُ الحال وقوم ضَفِفُوا الحال قال والوجه الإدْغام ولكنه جاء على الأَصل والضَّفَفُ العَجَلَةُ في الأَمر قال وليس في رَأْيه وَهْنٌ ولا ضَفَفُ ويقال لقِيتُه على ضَفَفٍ أَي على عَجَلٍ من الأَمر والضُّفُّ والجمع الضِّفَفَةُ هُنَيَّة تشبه القُراد إذا لَسَعَتْ شَريَ الجِلْدُ بعد لَسْعَتِها وهي رَمْداء في لونها غَبْراء

ضوف
ضافَ عن الشيء ضَوْفاً عَدَل كصافَ صَوْفاً عن كراع واللّه أَعلم

ضيف
ضِفْتُ الرجل ضَيْفاً وضِيافةً وتَضَيَّفْتُه نزلتُ به ضَيْفاً ومِلْتُ إليه وقيل نزلت به وصِرْت له ضَيفاً وضِفْتُه وتَضَيَّفْتُه طلبت منه الضِّيافةَ ومنه قول الفرزدق وجَدْت الثَّرى فينا إذا التُمِسَ الثَّرى ومَنْ هو يَرْجُو فَضْلَه المُتَضَيِّفُ قال ابن بري وشاهِد ضِفْتُ الرجل قولُ القطامي تَحَيَّزُ عَني خَشْيَةً أَن أَضِيفَها كما انْحازَتِ الأَفْعى مَخافةَ ضارِب وقد فسر في ترجمة حيز وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها ضافَها ضَيْفٌ فأَمَرَتْ له بمِلْحَفَةٍ صفراء هو من ضفت الرجل إذا نزلت به في ضِيافَتهِ ومنه حديث النَّهْديِّ تَضَيَّفْتُ أَبا هريرة سَبْعاً وأَضَفْتَه وضَيَّفْتَه أَنْزَلْتَه عليك ضَيْفاً وأَمَلْتَه إليك وقَرَّبْتَه ولذلك قيل هو مُضافٌ إلى كذا أَي مُمالٌ إليه ويقال أَضافَ فلان فلاناً فهو يُضيفُه إضافةً إذا أَلجأَه إلى ذلك وفي التنزيل العزيز فأَبَوْا أَن يضيفوهما وأَنشد ثعلب لأَسماء بن خارجة الفزاري يصف الذئب ورأَيتُ حَقّاً أَن أُضَيِّفَه إذْ رامَ سِلْمِي واتَّقى حَرْبي استعار له التضييفَ وإنما يريد أَنه أَمَّنَه وسالمه قال شمر سمعت رجاء بن سَلَمَة الكوفي يقول ضَيَّفْتُه إذا أَطْعَمْتَه قال والتضييفُ الإطعام قال وأَضافَه إذا لم يُطْعِمْه وقال رجاء في قراءة ابن مسعود فأَبوا أَن يُضَيِّفُوهما يُطْعِمُوهما قال أَبو الهيثم أَضافَه وضَيَّفَه عندنا بمعنًى واحد كقولك أَكْرَمَه اللّه وكرَّمه وأَضَفْته وضَيَّفْتُه قال وقوله عز وجل فأَبوا أَن يُضَيِّفُوهما سأَلاهم الإضافةَ فلم يفعلوا ولو قُرِئت أَن يُضِيفُوهما كان صواباً وتَضَيَّفْتُه سأَلته أَن يُضِيفَني وأَتيتُه ضَيْفاً قال الأَعشى تَضَيَّفْتُه يَوْماً فأَكْرَمَ مَقْعَدي وأَصْفَدَني على الزَّمانةِ قائدا وقال الفرزدق ومنّا خَطِيبٌ لا يُعابُ وقائلٌ ومَنْ هو يَرْجو فَضْلَه المُتَضَيِّفُ ويقال ضَيَّفْتُه أَنزلته منزلة الأَضياف والضَّيْفُ المُضَيَّفُ يكون للواحد والجمع كعدلٍ وخَصْمٍ وفي التنزيل العزيز هل أتاك حديثُ ضَيْفِ إبراهيمَ المُكْرَمِينَ وفيه هؤلاء ضَيْفي فلا تَفْضَحُونِ على أَن ضيفاً قد يجوز أَن يكون ههنا جمع ضائف الذي هو النازل فيكون من باب زَوْرٍ وصَوْمٍ فافهم وقد يكسَّر فيقال أَضْيافٌ وضُيُوفٌ وضِيفانٌ قال إذا نَزَلَ الأَضْيافُ كان عَذَوَّراً على الحَيِّ حتى تَسْتَقِلَّ مَراجِلُهْ قال ابن سيده الأَضْيافُ هنا بلفظ القِلَّة ومعناها أَيضاً وليس كقوله وأَسْيافُنا من نَجْدَةٍ تَقْطُرُ الدّما في أَنْ المراد بها معنى الكثرة وذلك أَمْدَحُ لأَنه إذا قَرَى الأَضْيافَ بمراجِلِ الحيّ أَجمعَ فما ظنُّك لو نزل به الضيِّفانُ الكثيرون ؟ التهذيب قوله هؤلاء ضَيْفِي أَي أَضيافي تقول هؤلاء ضَيْفِي وأَضْيافي وضُيوفي وضِيافي والأُنثى ضَيْفٌ وضَيْفةٌ بالهاء قال البَعيث لَقًى حَمَلَتْه أُمُّه وهي ضَيْفَةٌ فجاءَت بِيَتْنِ للضِّيافة أَرْشَما وحرَّفه أَبو عبيدة فعزاه إلى جرير قال أَبو الهيثم أَراد بالضَّيْفة في البيت أَنها حملتْه وهي حائض يقال ضافَتِ المرأةُ إذا حاضت لأَنها مالت من الطُّهر إلى الحَيض وقيل معنى قوله وهي ضَيْفة أَي ضافت قوماً فحبِلت في غير دار أَهلها واسْتَضافه طلب إليه الضِّيافة قال أَبو خِراشٍ يَطِيرُ إذا الشَّعْراء ضافتْ بِحَلْبِه كما طارَ قِدْحُ المُسْتَضِيفِ المُوَشَّمُ وكان الرجل إذا أَراد أَن يَسْتَضيف دار بِقدْحٍ مُوَشَّم ليُعْلم أَنه مُسْتَضِيف والضَّيْفَن الذي يَتْبَعُ الضَّيْفَ مشتقّ منه عند غير سيبويه وجعله سيبويه من ضفن وسيأْتي ذكره الجوهري الضَّيْفن الذي يجيء مع الضَّيْفِ والنون زائدة وهو فَعْلَن وليس بفَيْعَلٍ قال الشاعر إذا جاء ضَيْفٌ جاء للضَّيْفِ ضَيْفَنٌ فأَوْدَى بما تُقْرى الضُّيُوفُ الضَّيافِنُ وضافَ إليه مال ودَنا وكذلك أَضاف قال ساعدة بن جؤية يصف سحاباً حتى أَضافَ إلى وادٍ ضَفادِعُه غَرْقَى رُدافَى تراها تَشْتَكي النَّشَجا وضافَني الهمُّ كذلك والمُضاف المُلْصَق بالقوم المُمال إليهم وليس منهم وكلُّ ما أُمِيلَ إلى شيء وأُسْنِد إليه فقد أُضِيفَ قال امرؤ القيس فلما دخَلْناه أَضفنا ظُهورَنا إلى كلِّ حارِيٍّ قَشِيبٍ مُشَطَّبِ أَي أَسْنَدْنا ظُهورَنا إليه وأَملْناها ومنه قيل للدّعيِّ مُضاف لأَنه مُسْنَدٌ إلى قوم ليس منهم وفي الحديث مَضِيفٌ ظهرَه إلى القُبَّة أَي مُسْنِدُه يقال أَضفتُه إليه أُضِيفُه والمُضاف المُلْزَق بالقوم وضافه الهمُّ أَي نزَلَ به قال الراعي أَخُلَيْدُ إنَّ أَباك ضافَ وِسادَهُ هَمَّانِ باتا جَنْبَةً ودخِيلا أَي بات أَحدُ الهَمَّيْنِ جَنْبَه وباتَ الآخرُ داخِلَ جَوْفِه وإضافةُ الاسم إلى الاسم كقولك غلام زيد فالغلام مضاف وزيد مضاف إليه والغَرَض بالإضافة التخصيص والتعريف ولهذا لا يجوز أَن يُضافَ الشيء إلى نفسه لأَنه لا يُعَرِّفُ نفسه فلو عرَّفها لما احتيج إلى الإضافة وأَضفت الشيء إلى الشيء أَي أَمَلْتُه والنحويون يسمون الباء حرف الإضافة وذلك أَنك إذا قلت مررت بزيد فقد أَضفت مرورَك إلى زيد بالباء وضافت الشمس تَضِيفُ وضَيَّفَت وتَضيَّفتْ دنت للغروب وقرُبت وفي الحديث نَهى رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن الصلاة إذا تَضَيَّفت الشمسُ لغروب تضيَّفت مالت ومنه سمي الضَّيْفُ ضَيْفاً من ضافَ عنه يَضِيف قال ومنه الحديث ثلاثُ ساعات كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يَنهانا أَن نُصَلِّي فيها إذا طلعت الشمس حتى ترتفع وإذا تضَيَّفت للغروب ونصفَ النهار وضاف السهمُ عَدَل عن الهَدَف أَو الرميَّة وفيه لغة أُخرى ليست في الحديث صافَ السهم بمعنى ضافَ والذي جاء في الحديث ضافَ بالضاد وفي حديث أَبي بكر قال له ابنه ضِفْتُ عنك يوم بَدرٍ أَي مِلْتُ عنكَ وعدَلْتُ وقول أبي ذؤيب جَوارِسُها تَأْوِي الشعُوفَ دَوائِباً وتَنْصَبُّ أَلْهاباً مَضِيفاً كِرابُها أَراد ضائفاً كِرابُها أَي عادِلةً مُعْوَجَّةً فوضع اسم المفعول موضع المصدر والمُضافُ الواقع بين الخيل والأَبْطال وليست به قوَّة وأَما قول الهذلي أَنت تُجِيبُ دَعْوةَ المَضوفِ فإنما استعمل المفعول على حذف الزائد كما فُعل ذلك في اسم الفاعل نحو قوله يَخْرُجْن من أَجْوازِ ليلٍ غاضِي وبني المَضُوف على لغة من قال في بِيع بُوعَ والمضاف المُلْجأُ المُحْرَجُ المُثْقَلُ بالشرّ قال البُرَيْق الهذلي ويَحْمِي المُضافَ إذا ما دعا إذا ما دعا اللِّمّة الفَيْلَمُ
( * قوله « إذا ما دعا اللمة إلخ » هكذا في الأصل وأنشده الجوهري في مادة ف ل م إذا فرّ ذو اللمة الفيلم )
هكذا رواه أَبو عبيد بالإطلاق مرفوعاً ورواه غيره بالإطلاق أيضاً مجروراً على الصفة للِّمّة قال ابن سيده وعندي أَنَّ الرواية الصحيحة إنما هي الإسكان على أَنه من الضرب الرابع من المُتَقارَب لأَنك إن أَطلقتها فهي مُقْواة كانت مرفوعة أَو مجرورة أَلا ترى أَن فيها بعثت إذا طَلَعَ المِرْزَمُ وفيها والعَبدَ ذا الخُلُق الأَفْقَما وفيها وأَقضي بصاحبها مَغْرَمِي فإذا سكّنت ذلك كله فقلت المِرْزَمْ الأَفقمْ مغرمْ سَلِمت القِطعةُ من الإقواءِ فكان الضرْب فلْ فلم يخرج من حكم المتقارَب وأَضفتُه إلى كذا أَي أَلجأْته ومنه المُضاف في الحرب وهو الذي أُحيط به قال طرفة وكَرِّي إذا نادى المُضافُ مُحَنَّباً كَسِيدِ الغَضَا نَبَّهْتَه المُتَوَرِّدِ قال ابن بري والمُسْتَضاف أَيضاً بمعنى المضاف قال جوَّاس بن حَيّان الأَزْدِيّ ولقد أُقْدِمُ في الرَّوْ عِ وأَحْمِي المُسْتَضافا ثم قد يحْمَدُني الضَّيْ فُ إذا ذَمَّ الضِّيافا واستضافَ من فلان إلى فلان لجأَ إليه عن ابن الأَعرابي وأَنشد ومارَسَني الشَّيْبُ عن لِمَّتي فأَصبحْتُ عن حقِّه مُسْتَضيفا وأَضافَ من الأَمر أَشْفَقَ وحَذِر قال النابغة الجعدي أَقامتْ ثلاثاً بين يومٍ وليلةٍ وكان النَّكيرُ أَن تُضِيفَ وتَجْأَرا وإنما غَلَّبَ التأنيث لأَنه لم يذكر الأَيام يقال أَقَمْتُ عنده ثلاثاً بين يومٍ وليلةٍ غلَّبوا التأْنيث والمَضُوفةُ الأَمر يُشْفَقُ منه ويُخافُ قال أَبو جندب الهذلي وكُنْتُ إِذا جاري دَعا لِمَضُوفةٍ أُشَمِّرُ حتى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَري يعني الأَمْر يُشْفِقُ منه الرَّجُل قال أَبو سعيد وهذا البيت يروى على ثلاثة أَوجه على المَضُوفةِ والمَضِيفَةِ والمُضافةِ وقيل ضافَ الرَّجلُ وأَضافَ خاف وفي حديث علي كرم اللّه وجهه أَنَّ ابن الكَوَّاء وقَيْسَ بن عَبادٍ
( * قوله « عباد » كذا بالأصل والذي في النهاية عبادة )
جاآه فقالا له أَتَيْناكَ مُضافين مُثْقَلَيْنِ مُضافين أَي خائفَين وقيل مُضافين مُلْجَأَيْن يقال أَضافَ من الأَمر إذا أَشْفَق وحَذِر من إضافةِ الشيء إلى الشيء إذا ضَمَّه إليه يقال أَضافَ من الأَمر وضافَ إذا خافه وأَشْفَقَ منه والمَضُوفة الأَمر الذي يُحذَرُ منه ويُخافُ ووجهه أَن تجعل المُضافَ مصدراً بمعنى الإضافة كالمُكْرَم بمعنى الإكْرام ثم تصفَ بالمصدر وإلا فالخائف مُضِيف لا مُضاف وفلان في ضِيفِ فلان أَي في ناحيته والضِّيفُ جانبا الجبل والوادي وفي التهذيب الضِّيفُ جانِبُ الوادي واستعار بعض الأَغْفالِ الضِّيفَ للذَّكر فقال حتى إذا وَرَّكْت من أَْتَيْرِ سواد ضِيفَيْهِ إلى القُصَيْرِ وتضايف الوادب تضايَقَ أَبو زيد الضِّيفُ بالكسر الجَنْبُ قال يَتْبَعْنَ عَوْداً يَشْتَكي الأظَلاَّ إذا تَضايَفْنَ عليه أْنْسَلاَّ يعني إذا صِرْنَ منه قريباً إلى جَنْبِه والقاف فيه تصحيف وتَضايَفَه القوم إذا صاروا بِضِيفَيْه وفي الحديث أَنَّ العَدُوَّ يوم حُنَيْنٍ كَمَنُوا في أَحناء الوادي ومَضايفه والضِّيفُ جانِبُ الوادي وناقةٌ تُضِيفُ إلى صوت الفحل أَي إذا سمعته أَرادت أَن تأْتيه قال البُرَيْقُ الهذلي منَ المُدَّعِينَ إذا نُوكِروا تُضِيفُ إلى صَوْتِه الغَيْلَمُ الغيلم الجاريةُ الحَسْناء تَسْتأْنِسُ إلى صوته ورواية أَبي عبيد تُنِيفُ إلى صَوته الغيلم

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88