كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور
شجح
قال ابن بري في ترجمة عقق عند قول الجوهري والعَقْعَقُ طائر معروف وصوته العَقْعَقة قال ابن بري قال ابن خالويه روى ثعلب عن إسحق الموصلي أَن العَقْعَقَ يقال له الشَّجَحَى( * قوله « يقال له الشجحى » كذا يضبط الأصل ونقل هذه العبارة شارح القاموس مستدركاً بها على المجد لكن المجد ذكره في ش ج ج بجيمين فقال والشججى كجمزى أي محرّكاً العقعق وذكره في المعتل فقال والشجوجى الطويل ثم قال والعقعق وضبط بالشكل بفتح الشين والجيمين وسكون الواو مقصوراً )
شحح
الشُّحُّ والشَّحُّ البُخْلُ والضم أَعلى وقيل هو البخل مع حِرْصٍ وفي الحديث إٍياكم والشُّحَّ الشُّحُّ أَشدُّ البخل وهو أَبلغ في المنع من البخل وقيل البخل في أَفراد الأُمور وآحادها والشح عام وقيل البخل بالمال والشح بالمال والمعروف وقد شَحَحْتَ تَشُحُّ وشَحِحْتَ بالكسر ورجل شَحيحٌ وشَحاحٌ من قومٍ أَشِحَّةٍ وأَشِحَّاء وشِحَاح قال سيبويه أَفْعِلَةٌ وأَفْعِلاءُ إِنما يَغْلِبانِ على فَعِيل اسماً كأَرْبِعَةٍ وأَرْبِعاءَ وأَخْمِسة وأَخْمِساءَ ولكنه قد جاء من الصفة هذا ونحوه وقوله تعالى سَلَقُوكم بأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً على الخير أَي خاطبوكم أَشدَّ مخاطبةٍ وهم أَشِحَّةُ على المال والغنيمة الأَزهري نزلت في قوم من المنافقين كانوا يؤذون المسلمين بأَلسنتهم في الأَمر ويَعُوقُونَ عند القتال ويَشِحُّون عند الإِنفاق على فقراء المسلمين والخيرُ المالُ ههنا ونفس شَحَّة شَحِيحة عن ابن الأَعرابي وأَنشد لسانُك مَعْسُولٌ ونَفْسُك شَحَّةُ وعند الثُّرَيَّا من صَدِيقِك مالُكا وأَنتَ امْرُؤٌ خِلْطٌ إِذا هي أَرسَلَتْ يَمينُك شيئاً أَمْسَكَتْه شِمالُكا وتَشاحُّوا في الأَمر وعليه شَحَّ به بعضهم على بعض وتَبادروا إِليه حَذَرَ فَوْتِه ويقال هما يَتَشاحّان على أَمر إِذا تنازعاه لا يريد كل واحد منهما أَن يفوته والنعت شَحِيح والعدد أَشِحَّةٌ وتَشاحَّ الخَصْمانِ في الجَدَلِ كذلك وهو منه وماء شَحَاحٌ نَكِدٌ غيرُ غَمْرٍ منه أَيضاً أَنشد ثعلب لَقِيَتْ ناقتي به وبِلَقْفٍ بَلَداً مُجْدِباً وماءً شَحاحا وزَنْدٌ شَحاحٌ لا يُورِي كأَنه يَشِحُّ بالنار قال ابن هَرْمَة وإِني وتَرْكي نَدَى الأَكْرَمِين وقَدْحِي بِكَفِّيَ زَنْداً شَحاحا كتارِكَةٍ بَيْضَها بالعَراء ومُلْبِسَةٍ بَيْضَ أُخْرَى جَناحا يضرب مثلاً لمن ترك ما يجب عليه الاهتمام به والجِدُّ فيه واشتغل بما لا يلزمه ولا منفعة له فيه وشَحِحْت بك وعليك سواء ضَنَنْتُ على المثل وفلان يُشاحُّ على فلان أَي يَضِنُّ به وأَرضٌ شَحاحٌ تسيلٌ من أَدْنى مطرة كأَنها تَشِحُّ على الماء بنفسها وقال أَبو حنيفة الشِّحاحُ شِعابٌ صغار لو صَبَبْتَ في إِحداهن قِرْبة أَسالته وهو من الأَول وأَرضٌ شَحاحٌ لا تَسيل إِلاّ من مطر كثير( * قوله « لا تسيل إلا من مطر كثير » لا منافاة بينه وبين ما قبله فهو من الأضداد كما في القاموس ) وأَرضٌ شَحْشَحٌ كذلك والشُّحُّ حِرْصُ النفس على ما ملكت وبخلها به وما جاء في التنزيل من الشُّحِّ فهذا معناه كقوله تعالى ومن ُيوقَ شُحَّ نفسه فأُولئك هم المفلحون وقوله وأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ قال الأَزهري في قوله ومن يوق شح نفسه فأُولئك هم المفلحون أَي من أَخرج زكاته وعف عن المال الذي لا يحل له فقد وُقِيَ شُحَّ نفسه وفي الحديث بَرِئَ من الشُّحِّ من أَدَّى الزكاة وقَرَى الضَّيْفَ وأَعطى في النائبة وفي الحديث أَن تتصدق وأَنت شَحِيح صَحيح تَأْمُلُ البقاء وتَخْشى الفقر وفي حديث ابن عمر أَن رجلاً قال له إِني شَحِيح فقال إِن كان شُحُّكَ لا يحملك على أَن تأْخذ ما ليس لك فليس بشُحِّكَ بأْسٌ في حديث ابن مسعود قال له رجل ما أُعْطِي ما أَقْدِرُ على منعه قال ذاك البخلُ والشح أَن تأْخذ مال أَخيك بغير حقه وفي حديث ابن مسعود أَنه قال الشح منع الزكاة وإِدخال الحرام وشَحَّ بالشيء وعليه يَشِحُّ بكسر الشين قال وكذلك كل فَعِيل من النعوت إِذا كان مضاعفاً على فَعَلَ يَفْعِل مثل خفيف ودَفِيف وعَفِيف وقال بعض العرب تقول شَحَّ يَشِحُّ وقد شَحِحْتَ تَشَحُّ ومثله ضَنَّ يَضَنُّ فهو ضنين والقياس هو الأَول ضَنَّ يَضِنُّ واللغة العالية ضَنَّ يَضَنُّ والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ الممسك البخيل قال سلمة ابن عبد الله العَدَوِيّ فَرَدَّدَ الهَدْرَ وما أَن شَحْشَحا أَي ما بخل بهديره وبعده يميلُ عَلْخَدَّيْنِ ميْلاً مُصْفَحا أَي يميل على الخَدَّين فحذف والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ المواظب على الشيء الجادّ فيه الماضي فيه والشَّحْشَحُ يكون للذكر والأُنثى قال الطِّرِمَّاحُ كأَنَّ المَطايا ليلةَ الخِمْسِ عُلِّقَتْ بوَثَّابةٍ تَنْضُو الرَّواسِمَ شَحْشَحِ والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ الغَيُورُ والشجاع أَيضاً وفلاةٌ شَحْشَحٌ واسعة بعيدة مَحْلٌ لا نبت فيها قال مُلَيْح الهُذَليُّ تَخْدِي إِذا ما ظَلامُ الليلِ أَمْكَنها من السُّرَى وفلاةٌ شَحْشَحٌ جَرَدُ والشَّحْشَحُ والشَّحْشاح أَيضاً القويُّ وخطيب شَحْشح وشَحْشاحٌ ماضٍ وقيل هما كل ماضٍ في كلام أَو سَيْر قال ذو الرمة لَدُنْ غَدْوةً حتى إِذا امْتَدَّتِ الضُّحَى وحَثَّ القَطِينَ الشَّحْشحانُ المُكَلَّفُ يعني الحادي وفي حديث عليّ أَنه رأَى رجلاً يَخطُبُ فقال هذا الخطيب الشَّحْشَحُ هو الماهر بالخطبة الماضي فيها ورجل شَحْشَحٌ سَيِّءُ الخُلُق وقال نُصَيْبٌ نُسَيَّةُ شَحْشاحٍ غَيُورٍ يَهَبْنَه أَخِي حَذَرٍ يَلْهُونَ وهو مُشِيحُ
( * قوله « وقال نصيب نسية إلخ » الذي تقدم في مادة أنح وقال أبو حية النميري ونسوة إلخ وقوله أخي حذر الذي تقدم على حذر )
وحمار شَحْشَحٌ خفيف ومنه من يقول سَحْسَح قال حُميد تَقَدَّمَها شَحْشَحٌ جائزٌ لماءٍ قَعِيرٍ يُريدُ القِرَى جائز يجوز إِلى الماء وشَحْشَحَ البعير في الهَدْر لم يُخَلِّصْه وأَنشد بيت سلمة بن عبد الله العدوي وشَحْشَحَ الطائرُ صَوَّت قال مليح الهذلي مُهْتَشَّةٌ لدَلِيجِ الليلِ صادقةٌ وَقْعَ الهَجِيرِ إِذا ما شَحْشَحَ الصُّرَدُ وغراب شَحْشَحٌ كثير الصوت وشَحْشَحَ الصُّرَدُ إِذا صات والشَّحْشحة الطيرانُ السريع يقال قَطاة شَحْشَحٌ أَي سريعة
شدح
المَشْدَحُ متاع المرأَة قال الأَغْلَبُ وتارةً يَكُدُّ إِنْ لم يَجْرَحِ عُرْعُرَةَ المُتْكِ وكَيْنَ المَشْدَحِ وهو المَشْرَحُ بالراء وانْشَدَحَ الرجلُ انْشِداحاً استلقى وفَرَّجَ رجليه وناقة شَوْدَحٌ طويلة على وجه الأَرض قال الطِّرِمَّاح قَطَعْتُ إِلى معروفِه مُنْكَراتِها بفَتْلاءِ أَمْرارِ الذِّراعَيْنِ شَوْدَحِ ويقال لك عن هذا الأَمر مُشْتَدَحٌ ومُرْتَدَحٌ ومُرْتَكَحٌ ومَشْدَح وشُدْحَةٌ وبُدْحةٌ ورُكْحَةٌ ورُدْحةٌ وفُسْحة بمعنى واحد وكَلأٌ شادِحٌ وسادِحٌ ورادِحٌ أَي واسع كثير
شذح
ناقة شَوْذَحٌ طويلة عن كراع حكاها في باب فَوْعَلٍ
شرح
الشَّرْحُ والتَّشْريح قَطْعُ اللحم عن العضو قَطْعاً وقيل قَطْعُ اللحم على العظم قطعاً والقِطْعَةُ منه شَرْحة وشَرِيحة وقيل الشَّرِيحةُ القِطعةُ من اللحم المُرَقَّقَةُ ابن شميل الشَّرْحة من الظِّباء الذي يُجاء به يابِساً كما هو لم يقَدَّدْ يقال خُذْ لنا شَرْحة من الظِّباء وهو لحم مَشْرُوح وقد شَرَحْتُه وشَرَّحْتُه والتَّصْفِيفُ نَحْوٌ من التَّشْريح وهو تَرْقِيقُ البَضْعة من اللحم حتى يَشِفَّ من رِقَّتِه ثم يُلْقَى على الجَمْر والشَّرْحُ الكَشْفُ يقال شَرَحَ فلان أَمره أَي أَوضحه وشَرَح مسأَلة مشكلة بَيَّنها وشَرَح الشيءَ يَشْرَحُه شَرْحاً وشَرَّحَه فتحه وبَيَّنَه وكَشَفه وكل ما فُتح من الجواهر فقد شُرِحَ أَيضاً تقول شَرَحْتُ الغامِضَ إِذا فَسَّرْته ومنه تَشْريحُ اللحم قال الراجز كم قد أَكلتُ كَبِداً وإِنْفَحهْ ثم ادَّخَرْتُ أَلْيَةً مُشَرَّحه وكل سمين من اللحم ممتدّ فهو شَرِيحة وشَرِيح وشَرَح اللهُ صدرَه لقبول الخير يَشْرَحه شَرْحاً فانْشَرح وَسَّعَه لقبول الحق فاتَّسَع وفي التنزيل فمن يُرِد اللهُ أَن يَهْدِيَه يَشْرَحْ صدرَه للإِسلام وفي حديث الحسن قال له عطاء أَكان الأَنبياءُ يَشْرَحُون إِلى الدنيا مع علمهم بربهم ؟ فقال له نعم إِن لله تَرائك في خَلْقِه أَراد كانوا ينبسطون إِليها ويَشْرَحُونَ صدورَهم ويرغبون في اقتنائها رَغْبَةً واسعة والمَشْرَحُ متاع المرأَة قال قَرِحَتْ عَجِيزَتُها ومَشْرَحُها من نَصِّها دَأْباً على البُهْرِ وربما سمي شُرَيْحاً وأُراه على ترخيم التصغير والمَشْرَحُ الرائق الاسْتُ( * قوله « والمشنرح الراشق الاست » كذا بالأصل )
وشَرَحَ جاريته إِذا سَلَقها على قفاها ثم غَشِيَها قال ابن عباس كان أَهل الكتاب لا يأْتون نساءهم إِلاّ على حَرْفٍ وكان هذا الحيّ من قريش يَشْرَحون النساءَ شَرْحاً شَرَحَ جاريته إِذا وطئها نائمة على قفاها والمَشْرُوحُ السَّرابُ عن ثعلب والسين لغة قال أَبو عمرو قال رجل من العرب لفتاه أَبْغِني شارِحاً فإِنَّ أَشاءَنا مُغَوَّسٌ وإِني أَخاف عليه الطَّمْلَ قال أَبو عمرو الشارح الحافظ والمُغَوَّسُ المُشَنَّخُ قال الأَزهري تَشْنِيخُ النخل تَنْقِيحُه من السُّلاَّء والأَشاءُ صِغارُ النخل قال ابن الأَعرابي الشَّرْحُ الحفظ والشَّرْح الفتح والشَّرْح البيان والشَّرْح الفَهْم والشَّرْحُ الاقْتِضاضُ للأَبكار وشاهدُ الشارح بمعنى الحافظ قولُ الشاعر وما شاكرٌ إِلاّ عصافيرُ قريةٍ يقومُ إِليها شارِحٌ فَيُطيرُها والشارحُ في كلام أَهل اليمن الذي يحفظ الزرع من الطيور وغيرها وشُرَيْحٌ ومِشْرَحُ بن عاهانَ اسمان وبنو شُرَيح بَطْنٌ وشَراحِيلُ اسم كأَنه مضاف إِلى إِيل ويقال شَراحِينُ أَيضاً بإِبدال اللام نوناً عن يعقوب
شردح
ابن الأَعرابي رجل شِرْداحُ القَدَمِ إِذا كان عريضها غليظها ( * زاد في القاموس والشرداح بكسر فسكون الرجل اللحيم الرخو والطويل العظيم من الإبل والنساء اه قال الشارح ومثله السرداح بالسين المهملة كما تقدم وزاد المجد أيضاً الشرنفح أي بفتح الشين والراء وسكون النون وفتح الفاء الخفيف القدمين وزاد أيضاً شطح بكسر أوله وثانيه المشدد زجر للعريض من أولاد المعز وزاد أيضاً المشفح كمعظم المحروم الذي لا يصيب شيئاً )
شرمح
الشَّرْمَحُ والشَّرْمَحِيُّ من الرجال القوي الطويل وأَنشد الأَخفش ولا تَذْهَبَنْ عيناكَ في كل شَرْمَحٍ طُوالٍ فإِنَّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُهْ( * قوله « فإن الأقصرين أمازره » يريد أَمازرهم أي أَقوياءهم قلوباً كما يأتي في مزر )
التهذيب وهم الشَّرامِحُ ويقال شَرامِحة والشَّرْمَحة من النساء الطويلة الخفيفة الجسم قال ابن الأَعرابي هي الطويلة الجسم وأَنشد والشَّرْمَحاتُ عندها قُعُودُ يقول هي طويلة حتى إِن النساء الشَّرامِحَ ليَصِرْنَ قُعوداً عندها بالإِضافة إِليها وإِن كنّ قائمات والشَّرَمَّحُ كالشَّرْمَحِ قال أَظَلَّ علينا بعد قَوْسَيْنِ بُرْدَه أَشَمُّ طويلُ الساعِدَيْن شَرَمَّحُ
شفلح
الشَّفَلَّح الحِرُ الغليظ الحروف المسترخي والشَفَلَّح أَيضاً الغليظ الشَّفَةِ المُسْتَرْخِيها وقيل هو من الرجال الواسع المنخرين العظيم الشفتين ومن النساء الضَّخْمةُ الإِسْكَتَينِ الواسعة المَتاع وأَنشد أَبو الهيثم لَعَمْرُ التي جاءتْ بكم من شَفَلَّحٍ لَدَى نَسَيَيْها ساقِطَ الاسْتِ أَهْلَبا وشَفَةٌ شَفَلَّحة غليظة ولِثَة شَفَلَّحة كثيرة اللحم عريضة ابن شميل الشَّفَلَّح شِبْه القِثَّاء يكون على الكَبَر والشَّفَلَّحُ ثمر الكَبَر إِذا تفتح واحدته شَفَلَّحة وإِنما هذا تشبيه والشَّفَفَّح شجر عن كراع ولم يُحَلِّه( * قوله « ولم يحله » قد حلاه المجد فقال والشفلح شجرة لساقها أَربعة أَحرف إن شئت ذبحت بكل حرف شاة وثمرته كرأس زنجي )
شقح
الشَّقْحةُ والشُّقْحة البُسْرَة المتغيرة إِلى الحُمْرة وفي الحديث كان على حيَيِّ بن أَخْطَبَ حُلَّةٌ شُقَحِيَّة أَي حمراء الأَصمعي إِذا تغيرت البُسْرة إِلى الحُمْرة قيل هذه شُقْحة وقد أَشْقَحَ النخلُ قال وهو في لغة أَهل الحجاز الزَّهْوُ وأَشْقَحَ النخل أَزْهَى وأَشْقَحَ البُسْرُ وشَقَّح لَوَّنَ واحْمَرَّ واصْفَرَّ وقيل إِذا اصفرّ واحمرّ فقد أَشْقَح وقيل هو أَن يَحْلُوَ وشَقَّحَ النخلُ حَسُنَ بأَحماله وكذلك التَّشْقِيح ونُهي عن بيعه قبل أَن يُشَقِّح وفي حديث البيع نهى عن بيع الثمر حتى يُشَقِّحَ هو أَن يَحْمَرّ أَو يَصْفَرّ يقال أَشْقَحت البُسْرَة وشَقَّحَتْ إِشْقاحاً وتَشْقِيحاً أَبو حاتم يقال للأَحْمَر الأَشْقَر إِنه لأَشْقَحُ وقد يستعمل التَّشْقِيحُ في غير النخل قال ابن أَحمر كَبانِيةٍ أَوتادُ أَطْناب بَيْتِها أَراكٌ إِذا صاقتْ به المَرْدُ شَقَّحا فجعل التَّشْقِيحَ في الأَراك إِذا تلوَّن ثمره والشَّقِيح النَّاقِهُ من المرض ولذلك قيل فلان قبيحٌ شَقِيحٌ والشَّقْحُ رَفْعُ الكلب رجله ليبول والشَّقْحة ظَبْيَة الكلْبةِ( * قوله « والشقحة ظبية الكلبة » كذا بالأصل بالظاء المعجمة المفتوحة وهي فرج الكلبة كما في الصحاح في فصل الظاء المعجمة من المعتل وقال المجد هنا الشقحة حياء الكلبة وبالضم طيبتها اه قال الشارح وقيل مسلك القضيب من ظبيتها اه والطاء مهملة متناً وشرحاً لكنها في نسخ الطبع مضبوطة بالشكل بضمة ) وقيل مَسْلَكُ القَضيب من ظَبْيَتِها قال الفراء يقال لِحَياءِ الكَلْبَةِ ظَبْيَةٌ وشَقْحةٌ ولذوات الحافر وَظْبَة والشُّقَّاحُ اسْتُ الكلب وأَشْقاحُ الكلاب أَدبارُها وقيل أَشْداقُها ويقال شاقَحْتُ فلاناً وشاقَيْتُه وباذَيْتُه إِذا لاسَنْتَه بالأَذِيَّة والشَّقْحُ الكَسْرُ وشَقَح الشيءَ كَسَرَه شَقْحاً وشَقَحَ الجَوْزة شَقْحاً استخرج ما فيها ولأَشْقَحْنَّه شَقْح الجَوْزة بالجَنْدَلِ أَي لأَكْسِرَنه وقيل لأَسْتَخْرجَنَّ جميع ما عنده والعرب تقول قُبْحاً له وشَقْحاً وقَبْحاً له وشَقْحاً كلاهما إِتباع وقيل هما واحد وقَبيح شَقيح قال الأَزهري ولا تكاد العرب تقول الشُّقْح من القُبْح وقَبُحَ الرجلُ وشَقُحَ قَباحةً وشَقاحةً وقد أَومأَ سيبويه إِلى أَن شَقِيحاً ليس بإِتباع فقال وقالوا شَقِيحٌ ودميم وجاء بالقَباحة والشَّقاحة قال أَبو زيد شَقَحَ اللهُ فلاناً وقَبَحَه فهو مَشْقُوحٌ مثل قَبَحه الله فهو مَقْبُوحٌ والشَّقْحُ البُعْدُ والشَّقْحُ الشُّحُّ يوفي حديث عَمَّار سمع رجلاً يَسُبُّ عائشة فقال له بعدما لكَزَه لَكَزاتٍ أَأَنت تَسُبُّ حَبِيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ اقْعُدْ مَنْبُوحاً مَقْبُوحاً مَشْقُوحاً المَشْقُوحُ المكسور أَو المُبْعَدُ وفي حديثه الآخر قال لأُم سَلَمة دَعِي هذه المَقْبوحة المَشْقوحة يعني بنتها زينبَ وأَخذها من حَجْرها وكانت طِفْلةً والشُّقَّاحُ نَبتُ الكَبَر
شلح
الشَّلْحاء السيف بلغة أَهل الشَّحْر وهي بأَقصى اليمن ابن الأَعرابي الشُّلْحُ السيوفُ الحِدادُ قال الأَزهري ما أُرَى الشَّلْحاءَ والشُّلْحَ عربيةً صحيحة وكذلك التَّشْلِيح الذي يتكلم به أَهل السواد سمعتهم يقولون شُلِّحَ فلانٌ إِذا خرج عليه قُطَّاع الطريق فسلبوه ثيابه وعَرَّوْه قال وأَحْسِبُها نَبَطِيَّة وفي الحديث الحاربُ المُشَلِّح هو الذي يُعَرِّي الناسَ ثيابهم قال ابن الأَثير عن الهروي هي لغة سَوادِيَّة وفي حديث عليّ رضي الله عنه في وصف الشُّراة خرجوا لُصُوصاً مُشَلِّحين قال ابن سيده قال ابن دريد أَما قول العامة شَلَّحه فلا أَدري ما اشتقاقه
شنح
الأَزهري الليث الشَّناحِيُّ ينعت به الجمل في تمام خَلْقه وأَنشد أَعَدُّوا كلَّ يَعْمَلةٍ ذَمُولٍ وأَعْيَسَ بازِلٍ قَطِمٍ شَناحِي الأَصمعي الشَّناحِيُّ الطويل ويقال هو شَناحٌ كما ترى ابن الأَعرابي قال الشُّنُح الطِّوالُ والشُّنُحُ السُّكارَى ابن سيده الشَّناحُ والشَّناحِيُّ( * قوله « الشناحيّ » بزيادة الياء للتأكيد لا للنسب وقوله والشناحية بتخفيف الياء اه القاموس وشرحه ) والشَّناحِيَةُ من الإِبل الطويلُ الجسيم والأُنثى شَناحِيَةٌ لا غير وبَكْرٌ شَناحٍ وهو الفَتِيُّ من الإِبل وبَكْرَةٌ شَناحِيةٌ ورجل شَناحٍ وشَناحِيةٌ طويل حذفت الياء من شَناحٍ مع التنوين لاجتماع الساكنين وصَقْرٌ شانِحٌ متطاوِلٌ في طيرانه عن الزجاج قال ومنه اشتقاق الطويل قال ولست منها على ثقة
( * زاد المجد شوّح على الأمر تشويحاً أنكر اه مع زيادة من الشرح )
شيح
الشِّيحُ والشائِحُ والمُشِيحُ الجادُّ والحَذِرُ وشَايَح الرجلُ جدَّ في الأَمر قال أَبو ذؤيب الهذلي يرثي رجلاً من بني عمه ويصف مواقفه في الحرب وزَعْتَهُمُ حتى إِذا ما تَبَدَّدُوا سِراعاً ولاحَتْ أَوْجُهٌ وكُشُوحُ بَدَرْتَ إِلى أُولاهُمُ فَسَبَقْتَهُمْ وشايَحْتَ قبلَ اليومِ إِنكَ شِيحُ وقال الأَفْوه وبرَوْضةِ السُّلاَّنِ منا مَشْهَدٌ والخيلُ شائحةٌ وقد عَظُمَ الثُّبَى وأَشاحَ مثل شايَحَ قال أَبو النجم قُبًّا أَطاعتْ راعِياً مُشِيحا لا مُنْفِشاً رِعْياً ولا مُرِيحا القُبُّ الضامرة والمُنْفِشُ الذي يتركها ليلاً تَرْعَى والمُرِيحُ الذي يُريحها على أَهلها وفي حديث سطيح على جَمَل مُشِيح أَي جادّ مُسْرِع الفراء المُشِيح على وجهين المُقْبِلُ إِليك والمانع لما وراء ظهره ابن الأَعرابي والإِشاحةُ الحَذَرُ وأَنشد لأَوْسٍ في حَيْثُ لا تَنْفَعُ الإِشاحةُ من أَمْرٍ لمن قد يُحاوِلُ البِدَعا والإِشاحةُ الحَذَر والخوف لمن حاول أَن يدفع الموت ومحاوَلَتُه دَفْعَه بِدْعةٌ قال ولا يكون الحَذِرُ بغير جدّ مُشِيحاً وقول الشاعر تُشِيحُ على الفَلاةِ فَتَعْتَليها بنَوْعِ القَدْرِ إِذ قَلِقَ الوَضِينُ أَي تديم السير والمُشِيحُ المُجِدُّ وقال ابن الإِطْنابَة وإِقْدامي على المَكْرُوهِ نَفْسِي وضَرْبي هامةَ البَطَلِ المُشِيحِ وأَشاحَ على حاجته وشايَحَ مُشَايَحَةً وشِياحاً والشِّياحُ الحِذارُ والجِدُّ في كل شيء ورجل شائح حَذِرٌ وشايَحَ وأَشاحَ بمعنى حَذِرَ وقال أَبو السَّوْداء العِجْلي إِذا سَمِعْنَ الرِّزَّ من رَباحِ شايَحْنَ منه أَيَّما شِياحِ أَي حَذَرٍ وشايَحْنَ حَذِرْنَ والرِّزُّ الصوت ورَباح اسم راع وتقول إِنه لَمُشِيحٌ حازِمٌ حَذِرٌ وأَنشد أَمُرُّ مُشِيحاً معي فِتْيَةٌ فمن بينِ مُودٍ ومن خاسِرِ والشائح الغَيُورُ وكذلك الشَّيْحانُ لحَذَرِه على حُرَمِه وأَنشد المُفَضَّل لمَّا اسْتَمَرَّ بها شَيْحانُ مُبْتَجِحٌ بالبَيْنِ عنك بها يَرْآكَ شَنْآنا( * قوله « لما استمر إلخ » الذي تقدم في بجح ثم استمر )
الأَزهري شايَحَ أَي قاتل وأَنشد وشايَحْتَ قبلَ اليوم إِنك شِيحُ والشَّيْحانُ الطويلُ الحَسَن الطُّولِ وأَنشد شمر مُشِيحٌ فوقَ شَيْحانٍ يَدِرُّ كأَنه كَلْبُ قال شمر ورُوِي فوق شِيحانٍ بكسر الشين الأَزهري قال خالد بن جَنْبَة الشَّيْحانُ الذي يَتَهَمَّسُ عَدْواً أَراد السرعة ابن الأَعرابي شَيَّحَ إِذا نظر إِلى خَصْمِه فضايقه وأَشاحَ بوجهه عن الشيء نَحَّاه وفي صفته صلى الله عليه وسلم إِذا غَضِبَ أَعْرَضَ وأَشاحَ وقال ابن الأَعرابي أَعرض بوجهه وأَشاحَ أَي جَدَّ في الإِعراض قال والمُشِيحُ الجادُّ قال وأَقرأَنا لطرفة أَدَّتِ الصنعةُ في أَمتُنِها فهيَ من تحتُ مُشِيحَاتُ الحُزُمْ يقول جَدَّ ارتفاعُها في الحُزُم وقال إِذا ضمَّ وارتفع حزامه فهو مُشيح وإِذا نَحَّى الرجلُ وجهَه عن وَهَجٍ أَصابه أَو عن أَذًى قيل قد أَشاح بوجهه وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال اتقوا النار ولو بشِقِّ تمرة ثم أَعرض وأَشاح قال ابن الأَثير المُشِيح الحَذِرُ والجادُّ في الأَمر وقيل المقبل إِليك المانع لما وراء ظهره فيجوز أَن يكون أَشاحَ أَحدَ هذه المعاني أَي حَذِرَ النارَ كأَنه ينظر إِليها أَو جَدَّ على الإِيصاء باتقائها أَو أَقبل إِليك بخطابه التهذيب الليث إِذا أَرْخَى الفَرَسُ ذَنَبَه قيل قد أَشاح بذنبه قال أَبو منصور أَظن الصواب أَساحَ بالسين إِذا أَرْخاه والشين تصحيف وهم في مَشِيحَى ومَشْيُوحاءَ من أَمرهم أَي اختلاط والمَشْيُوحاء أَن يكون القوم في أَمر يَبْتَدِرُونه قال شمر المُشِيحُ ليس من الأضداد إِنما هي كلمة جاءَت بمعْنَيَين والشِّيحُ ضَرْبٌ من بُرودِ اليمن يقال له الشِّيح والمُشِيحُ وهو المخطط قال الأَزهري ليس في البرود والثياب شِيحٌ ولا مُشَيَّحٌ بالشين معجمة من فوق والصواب السِّيحُ والمُسَيَّحُ بالسين والياء في باب الثياب وقد ذكر ذلك في موضعه والشِّيحُ نبات سُهْلِيٌّ يتخذ من بعضه المَكانِسُ وهو من الأَمْرار له رائحة طيبة وطعم مُرٌّ وهو مَرْعًى للخيل والنَّعَم ومَنابتُه القِيعانُ والرِّياض قال في زاهر الرَّوْضِ يُغَطِّي الشِّيحا وجمعه شِيحانٌ قال يَلُوذُ بشِيحانِ القُرَى من مُسَِفَّةٍ شَآمِيَةٍ أَو نَفْحِ نَكْباءَ صَرْصَرِ وقد أَشاحت الأَرضُ والمَشْيُوحاءُ الأَرض التي تُنْبِت الشِّيح يقصر ويمدّ وقال أَبو حنيفة إِذا كثر نباته بمكان قيل هذه مَشْيُوحاء وناقة شَيْحانة أَي سريعة
صبح
الصُّبْحُ أَوّل النهار والصُّبْحُ الفجر والصَّباحُ نقيص المَساء والجمع أَصْباحٌ وهو الصَّبيحةُ والصَّباحُ والإِصْباحُ والمُصْبَحُ قال الله عز وجل فالِقُ الإِصْباحِ قال الفراء إِذا قيل الأَمْسَاء والأَصْباح فهو جمع المَساء والصُّبْح قال ومثله الإِبْكارُ والأَبْكارُ وقال الشاعر أَفْنَى رِياحاً وذَوِي رِياحِ تَناسُخُ الإِمْساءِ والإِصْباحِ يريد به المَساء والصُّبْحَ وحكى اللحياني تقول العربُ إِذا تَطَيَّرُوا من الإِنسان وغيره صباحُ الله لا صَباحُك قال وإِن شئت نصبتَ وأَصْبَحَ القومُ دخلوا في الصَّباح كما يقال أَمْسَوْا دخلوا في المساء وفي الحديث أَصْبِحُوا بالصُّبحِ فإِنه أَعظم للأَجر أَي صلوها عند طلوع الصُّبْح يقال أَصْبَحَ الرجل إِذا دخل في الصُّبْح وفي التنزيل وإِنكم لَتَمُرُّون عليهم مُصْبِحِينَ وبالليل وقال سيبويه أَصْبَحْنا وأَمْسَينا أَي صرنا في حين ذاك وأَما صَبَّحْنا ومَسَّيْنا فمعناه أَتيناه صَباحاً ومساء وقال أَبو عدنان الفرق بين صَبَحْنا وصَبَّحْنا أَنه يقال صَبَّحْنا بلد كذا وكذا وصَبَّحْنا فلاناً فهذه مُشَدَّدة وصَبَحْنا أَهلَها خيراً أَو شرّاً وقال النابغة وصَبَّحَه فَلْجاً فلا زال كَعْبُه عل كلِّ من عادى من الناسِ عاليا ويقال صَبَّحَه بكذا ومسَّاه بكذا كل ذلك جائز ويقال للرجل يُنَبَّه من سِنَةِ الغَفْلة أَصْبِحْ أَي انْتَبِهْ وأَبْصِرْ رُشْدَك وما يُصْلِحُك وقال رؤبة أَصْبِحْ فما من بَشَرٍ مَأْرُوشِ أَي بَشَرٍ مَعِيبٍ وقول الله عز من قائل فأَخذتهم الصَّيْحةُ مُصْبِحِين أَي أَخذتهم الهَلَكة وقت دخولهم في الصباح وأَصْبَحَ فلان عالماً أَي صار وصَبَّحك الله بخير دُعاء له وصَبَّحْته أَي قلت له عِمْ صَباحاً وقال الجوهري ولا يُرادُ بالتشديد ههنا التكثير وصَبَّحَ القومَ أَتاهم غُدْوَةً وأَتيتهم صُبْحَ خامِسةٍ كما تقول لِمُسْيِ خامسةٍ وصِبْحِ خامسة بالكسر أَي لِصَباحِ خمسة أَيام وحكى سيبويه أَتيته صَباحَ مَساءَ من العرب من يبنيه كخمسة عشر ومنهم من يضيفه إِلا في حَدِّ الحال أَو الظرف وأَتيته صَباحاً وذا صَباحٍ قال سيبويه لا يستعمل إِلاَّ ظرفاً وهو ظرف غير متمكن قال وقد جاء في لغة لِخَثْعَم اسماً قال أَنس ابنُ نُهَيْكٍ عَزَمْتُ على إِقامةِ ذي صباحٍ لأَمْرٍ ما يُسَوَّدُ ما يَسُودُ وأَتيته أُصْبُوحةَ كل يوم وأُمْسِيَّةَ كلِّ يوم قال الأَزهري صَبَحْتُ فلاناً أَتيته صباحاً وأَما قول بُجَيْر بن زُهير المزنيِّ وكان أَسلم صَبَحْناهمْ بأَلفٍ من سُلَيْمٍ وسَبْعٍ من بني عُثمانَ وافى فمعناه أَتيناهم صَباحاً بأَلف رجل من سُليم وقال الراجز نحْنُ صَبَحْنا عامراً في دارِها جُرْداً تَعادَى طَرَفَيْ نَهارِها يريد أَتيناها صباحاً بخيل جُرْد وقول الشَّمَّاخ وتَشْكُو بعَيْنٍ ما أَكَلَّ رِكابَها وقيلَ المُنادِي أَصْبَحَ القومُ أَدْلِجِي قال الأَزهري يسأَل السائل عن هذا البيت فيقول الإِدلاج سير الليل فكيف يقول أَصبح القوم وهو يأْمر بالإِدلاج ؟ والجواب فيه أَن العرب إِذا قربت من المكان تريده تقول قد بلغناه وإِذا قربت للساري طلوعَ الصبح وإِن كان غير طالع تقول أَصْبَحْنا وأَراد بقوله أَصبح القومُ دنا وقتُ دخولهم في الصباح قال وإِنما فسرته لأَن بعض الناس فسره على غير ما هو عليه والصُّبْحة والصَّبْحة نوم الغداة والتَّصَبُّحُ النوم بالغداة وقد كرهه بعضهم وفي الحديث أَنه نهى عن الصُّبْحة وهي النوم أَوّل النهار لأَنه وقت الذِّكر ثم وقت طلب الكسب وفلان ينام الصُّبْحة والصَّبْحة أَي ينام حين يُصْبح تقول منه تَصَبَّح الرجلُ وفي حديث أُم زرع أَنها قالت وعنده أَقول فلا أُقَبَّح وأَرْقُدُ فأَتَصَبَّحُ أَرادت أَنها مَكفِيَّة فهي تنام الصُّبْحة والصُّبْحة ما تَعَلَّلْتَ به غُدْوَةً والمِصْباحُ من الإِبل الذي يَبْرُك في مُعَرَّسه فلا يَنْهَض حتى يُصبح وإِن أُثير وقيل المِصْبَحُ والمِصْباحُ من الإِبل التي تُصْبِحُ في مَبْرَكها لا تَرْعَى حتى يرتفع النهار وهو مما يستحب من الإستبل وذلك لقوَّتها وسمنها قال مُزَرِّد ضَرَبْتُ له بالسيفِ كَوْماءَ مِصْبَحاً فشُبَّتْ عليها النارُ فهي عَقِيرُ والصَّبُوحُ كل ما أُكل أَو شرب غُدْوَةً وهو خلاف الغَبُوقِ والصَّبُوحُ ما أَصْبَحَ عندهم من شرابهم فشربوه وحكى الأَزهري عن الليث الصَّبُوحُ الخمر وأَنشد ولقد غَدَوْتُ على الصَّبُوحِ مَعِي شَرْبٌ كِرامُ من بني رُهْمِ والصَّبُوحُ من اللبن ما حُلب بالغداة والصَّبُوحُ والصَّبُوحةُ الناقة المحلوبة بالغداة عن اللحياني حكي عن العرب هذه صَبُوحِي وصَبُوحَتي والصَّبْحُ سَقْيُكَ أَخاك صَبُوحاً من لبن والصَّبُوح ما شرب بالغداة فما دون القائلة وفعلُكَ الإِصطباحُ وقال أَبو الهيثم الصَّبُوح اللبن يُصْطَبَحُ والناقة التي تُحْلَبُ في ذلك الوقت صَبُوح أَيضاً يقال هذه الناقة صَبُوحِي وغَبُوقِي قال وأَنشدنا أَبو لَيْلَى الأَعرابي ما لِيَ لا أَسْقِي حُبيْباتي صَبائِحي غَبَائقي قَيْلاتي ؟ والقَيْلُ اللبن الذي يشرب وقت الظهيرة واصْطَبَحَ القومُ شَرِبُوا الصَّبُوحَ وصَبَحَه يَصْبَحُه صَبْحاً وصَبَّحَه سقاه صَبُوحاً فهو مُصْطَبحٌ وقال قُرْطُ بن التُّؤْم اليَشكُري كان ابنُ أَسماءَ يَعْشُوه ويَصْبَحُه من هَجْمةٍ كفَسِيلِ النَّخْل دُرَّارِ يَعشون يطعمه عشاء والهَجْمة القطعة من الإِبل ودُرَّار من صفتها وفي الحديث وما لنا صَبِيٌّ يَصْطَبِحُ أَي ليس لنا لبن بقدر ما يشربه الصبي بُكْرَة من الجَدْب والقحط فضلاً عن الكثير ويقال صَبَحْتُ فلاناً أَي ناولته صَبُوحاً من لبن أَو خمر ومنه قول طرفة متى تَأْتِنِي أَصبَحْكَ كأْساً رَوِيَّةً أَي أَسقيك كأْساً وقيل الصَّبُوحُ ما اصْطُبِحَ بالغداة حارًّا ومن أَمثالهم السائرة في وصف الكذاب قولهم أَكْذَبُ من الآخِذِ الصَّبْحانِ قال شمر هكذا قال ابن الأَعرابي قال وهو الحُوَارُ الذي قد شرب فَرَوِيَ فإِذا أَردت أَن تَسْتَدِرَّ به أُمه لم يشرب لِرِيِّه دِرَّتها قال ويقال أَيضاً أَكذب من الأَخِيذِ الصَّبْحانِ قال أَبو عدنان الأَخِيذُ الأَسيرُ والصَّبْحانُ الذي قد اصْطَبَحَ فَرَوِيَ قال ابن الأَعرابي هو رجل كان عند قوم فصَبَحُوه حتى نَهَض عنهم شاخصاً فأَخذه قوم وقالوا دُلَّنا على حيث كنت فقال إِنما بِتُّ بالقَفْر فبينما هم كذلك إِذ قعد يبول فعلموا أَنه بات قريباً عند قوم فاستدلوا به عليهم واسْتَباحوهم والمصدرُ الصَّبَحُ بالتحريك وفي المثل أَعن صَبُوحٍ تُرَقِّق ؟ يُضْرَبُ مثلاً لمن يُجَمْجِمُ ولا يُصَرِّح وقد يضرب أَيضاً لمن يُوَرِّي عن الخَطْب العظيم بكناية عنه ولمن يوجب عليك ما لا يجب بكلام يلطفه وأَصله أَن رجلاً من العرب نزل برجل من العرب عِشاءً فغَبَقَه لَبَناً فلما رَويَ عَلِقَ يحدّث أُمَّ مَثْواه بحديث يُرَقِّقه وقال في خِلال كلامه إِذا كان غداً اصطحبنا وفعلنا كذا فَفَطِنَ له المنزولُ عليه وقال أَعن صَبُوح تُرَقِّق ؟ وروي عن الشَّعْبيِّ أَنَّ رجلاً سأَله عن رجل قَبَّل أُم امرأَته فقال له الشعبي أَعن صبوح ترقق ؟ حرمت عليه امرأَته ظن الشعبي أَنه كنى بتقبيله إِياها عن جماعها وقد ذكر أَيضاً في رقق ورجل صَبْحانُ وامرأَة صَبْحَى شربا الصَّبُوحَ مثل سكران وسَكْرَى وفي الحديث أَنه سئل متى تحلُّ لنا الميتة ؟ فقال ما لم تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو تَحْتَفُّوا بَقْلاً فشأْنكم بها قال أَبو عبيج معناه إِنما لكم منها الصَّبُوحُ وهو الغداء والغَبُوقُ وهو العَشاء يقول فليس لكم أَن تجمعوهما من الميتة قال ومنه قول سَمُرة لبنيه يَجْزي من الضَّارُورةِ صَبُوحٌ أَو غَبُوقٌ قال الأَزهري وقال غير أَبي عبيد معناه لما سئل متى تحل لنا الميتة ؟ أَجابهم فقال إِذا لم تجدوا من اللبن صَبُوحاً تَتَبَلَّغونَ به ولا غَبُوقاً تَجْتزِئون به ولم تجدوا مع عَدَمكم الصَّبُوحَ والغَبُوقَ بَقْلَةً تأْكلونها ويَهْجأُ غَرْثُكم حلَّت لكم الميتة حينئذ وكذلك إِذا وجد الرجل غداء أَو عشاء من الطعام لم تحلَّ له الميتة قال وهذا التفسير واضح بَيِّنٌ والله الموفق وصَبُوحُ الناقة وصُبْحَتُها قَدْرُ ما يُحْتَلَب منها صُبْحاً ولقيته ذاتَ صَبْحة وذا صبُوحٍ أَي حين أَصْبَحَ وحين شرب الصَّبُوحَ ابن الأَعرابي أَتيته ذاتَ الصَّبُوح وذات الغَبُوق إِذا أَتاه غُدْوَةً وعَشِيَّةً وذا صَباح وذا مَساءٍ وذاتَ الزُّمَيْنِ وذاتَ العُوَيمِ أَي مذ ثلاثة أَزمان وأَعوام وصَبَحَ القومَ شَرًّا يَصْبَحُهم صَبْحاً جاءَهم به صَباحاً وصَبَحَتهم الخيلُ وصَبَّحَتهم جاءَتهم صُبْحاً وفي الحديث أَنه صَبَّح خَيْبَر أَي أَتاها صباحاً وفي حديث أَبي بكر كلُّ امرئٍ مُصَبَّحٌ في أَهله والموتُ أَدْنى من شِراك نَعْلِه أَي مَأْتيٌّ بالموت صباحاً لكونه فيهم وقتئذ ويوم الصَّباح يوم الغارة قال الأَعشى به تُرْعَفُ الأَلْفُ إِذ أُرْسِلَتْ غَداةَ الصَّباحِ إِذا النَّقْعُ ثارا يقول بهذا الفرس يتقدَّم صاحبُه الأَلفَ من الخيل يوم الغارة والعرب تقول إِذا نَذِرَتْ بغارة من الخيل تَفْجَؤُهم صَباحاً يا صَباحاه يُنْذِرونَ الحَيَّ أَجْمَعَ بالنداء العالي وفي الحديث لما نزلت وأَنْذِرْ عشيرتك الأَقربين صَعَّدَ على الصفا وقال يا صباحاه هذه كلمة تقولها العرب إِذا صاحوا للغارة لأَنهم أَكثر ما يُغِيرون عند الصباح ويُسَمُّونَ يومَ الغارة يوم الصَّباح فكأَنَّ القائلَ يا صباحاه يقول قد غَشِيَنا العدوُّ وقيل إِن المتقاتلين كانوا إِذا جاءَ الليل يرجعون عن القتال فإِذا عاد النهار عادوا فكأَنه يريد بقوله يا صباحاه قد جاءَ وقتُ الصباح فتأَهَّبوا للقتال وفي حديث سَلَمة بن الأَكْوَع لما أُخِذَتْ لِقاحُ رسول اًّ صلى الله عليه وسلم نادَى يا صَباحاه وصَبَح الإِبلَ يَصْبَحُها صَبْحاً سقاها غُدْوَةً وصَبَّحَ القومَ الماءَ وَرَده بهم صباحاً والصَّابِحُ الذي يَصْبَح إِبلَه الماءَ أَي يسقيها صباحاً ومنه قول أَبي زُبَيْدٍ حِينَ لاحتَ للصَّابِحِ الجَوْزاء وتلك السَّقْية تسميها العرب الصُّبْحَةَ وليست بناجعة عند العرب ووقتُ الوِرْدِ المحمودِ مع الضَّحاء الأَكبر وفي حديث جرير ولا يَحْسِرُ صابِحُها أَي لا يَكِلُّ ولا يَعْيا وهو الذي يسقيها صباحاً لأَنه يوردها ماء ظاهراً على وجه الأَرض قال الأَزهري والتَّصْبِيحُ على وجوه يقال صَبَّحْتُ القومَ الماءَ إِذا سَرَيْتَ بهم حتى توردهم الماءَ صباحاً ومنه قوله وصَبَّحْتُهم ماءً بفَيْفاءَ قَفْرَةٍ وقد حَلَّقَ النجمُ اليمانيُّ فاستوى أَرادَ سَرَيْتُ بهم حتى انتهيتُ بهم إِلى ذلك الماء وتقول صَبَّحْتُ القوم تصبيحاً إُذا أَتيتهم مع الصباح ومنه قول عنترة يصف خيلاً وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفارَ عَوابِساً يَهْدِي أَوائِلَهُنَّ شُعْثٌ شُزَّبُ أَي أَتينا الجِفارَ صباحاً يعني خيلاً عليها فُرْسانها ويقال صَبَّحْتُ القومَ إِذا سقيتهم الصَّبُوحَ والتَّصْبيح الغَداء يقال قَرِّبْ إِليَّ تَصْبِيحِي وفي حديث المبعث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَتِيماً في حجْر أَبي طالب وكان يُقَرَّبُ إِلى الصِّبْيان تَصْبِيحُهم فيختلسون ويَكُفّ أَي يُقَرَّبُ إِليهم غداؤهم وهو اسم بُني على تَفْعِيل مثل التَرْعِيب للسَّنام المُقَطَّع والتنبيت اسم لما نَبَتَ من الغِراس والتنوير اسم لنَوْر الشجر والصَّبُوح الغَداء والغَبُوق العَشاء وأَصلهما في الشرب ثم استعملا في الأَكل وفي الحديث من تَصَبَّحَ بسبع تَمراتِ عَجْوَة هو تَفَعَّلَ من صَبَحْتُ القومَ إِذا سقيتهم الصَّبُوحَ وصَبَّحْتُ بالتشديد لغة فيه والصُّبْحةُ والصَّبَحُ سواد إِلى الحُمْرَة وقيل لون قريب إِلى الشُّهْبَة وقيل لون قريب من الصُّهْبَة الذكَرُ أَصْبَحُ والأُنثى صَبْحاء تقول رجل أَصْبَحُ وأَسَد أَصْبَح بَيِّنُ الصَّبَح والأَصْبَحُ من الشَّعَر الذي يخالطه بياض بحمرة خِلْقَة أَيّاً كانَ وقد اصْباحَّ وقال الليث الصَّبَحُ شدّة الحمرة في الشَّعَر والأَصْبَحُ قريب من الأَصْهَب وروى شمر عن أَبي نصر قال في الشعَر الصُّبْحَة والمُلْحَة ورجل أَصْبَحُ اللحية للذي تعلو شعرَه حُمْرةٌ ومن ذلك قيل دَمٌ صِباحَيُّ لشدَّة حمرته قال أَبو زُبيد عَبِيطٌ صُباحِيٌّ من الجَوْفِ أَشْقَرا وقال شمر الأَصْبَحُ الذي يكون في سواد شعره حمرة وفي حديث الملاعنة إِن جاءَت به أَصْبَحَ أَصْهَبَ الأَصْبَحُ الشديد حمرة الشعر ومنه صُبْحُ النهار مشتق من الأَصْبَح قال الأَزهري ولونُ الصُّبْحِ الصادق يَضْرِب إِلى الحمرة قليلاً كأَنها لون الشفَق الأَوّل في أَوَّل الليل والصَّبَحُ بَريقُ الحديد وغيره والمِصْباحُ السراج وهو قُرْطُه الذي تراه في القِنديل وغيره والقِراطُ لغة وهو قول الله عز وجل المِصْباحُ في زُجاجةٍ الزُّجاجةُ كأَنها كوكبٌ دُرِّيٌّ والمِصْبَحُ المِسْرَجة واسْتَصْبَح به اسْتَسْرَجَ وفي الحديث فأَصْبِحي سِراجَك أَي أَصْلِحيها وفي حديث جابر في شُحوم الميتة ويَسْتَصْبِحُ بها الناسُ أَي يُشْعِلونَ بها سُرُجَهم وفي حديث يحيى بن زكريا عليهما السلام كان يَخْدُم بيتَ المقدِس نهاراً ويُصْبِحُ فيه ليلاً أَي يُسْرِجُ السِّراح والمَصْبَح بالفتح موضع الإِصْباحِ ووقتُ الإِصْباح أَيضاً قال الشاعر بمَصْبَح الحمدِ وحيثُ يُمْسِي وهذا مبني على أَصل الفعل قبل أَن يزاد فيه ولو بُني على أَصْبَح لقيل مُصْبَح بضم الميم قال الأَزهري المُصْبَحُ الموضع الذي يُصْبَحُ فيه والمُمْسى المكان الذي يُمْسَى فيه ومنه قوله قريبةُ المُصْبَحِ من مُمْساها والمُصْبَحُ أَيضاً الإِصباحُ يقال أَصْبَحْنا إِصباحاً ومُصْبَحاً وقول النمر بن تَوْلَبٍ فأَصْبَحْتُ والليلُ مُسمْتَحْكِمٌ وأَصْبَحَتِ الأَرضُ بَحْراً طَما فسره ابن الأَعرابي فقال أَصْبَحْتُ من المِصْباحِ وقال غيره شبه البَرْقَ بالليل بالمِصْباح وشدَّ ذلك قولُ أَبي ذؤَيب أَمِنْك بَرْقٌ أَبِيتُ الليلَ أَرْقُبُه ؟ كأَنه في عِراصِ الشامِ مِصْباحُ فيقول النمر بن تولب شِمْتُ هذا البرق والليلُ مُسْتَحْكِم فكأَنَّ البرقَ مِصْباح إِذ المصابيح إِنما توقد في الظُّلَم وأَحسن من هذا أَن يكون البرقُ فَرَّج له الظُّلْمةَ حتى كأَنه صُبْح فيكون أَصبحت حينئذ من الصَّباح قال ثعلب معناه أَصْبَحْتُ فلم أَشْعُر بالصُّبح من شدّة الغيم والشَّمَعُ مما يُصْطَبَحُ به أَي يُسْرَجُ به والمِصْبَحُ والمِصْباحُ قَدَحٌ كبير عن أَبي حنيفة والمَصابيح الأَقْداح التي يُصْطبح بها وأَنشد نُهِلُّ ونَسْعَى بالمَصابِيحِ وَسْطَها لها أَمْرُ حَزْمٍ لا يُفَرَّقُ مُجْمَعُ ومَصابيحُ النجوم أَعلام الكواكب واحدها مِصْباح والمِصْباح السِّنانُ العريضُ وأَسِنَّةٌ صُباحِيَّةٌ كذلك قال ابن سيده لا أَدري إِلامَ نُسِبَ والصَّباحةُ الجَمال وقد صَبُحَ بالضم يَصْبُح صَباحة وأَما من الصَّبَح فيقال صَبِحَ( * قوله « فيقال صبح إلخ » أي من باب فرح كما في القاموس ) يَصْبَحُ صَبَحاً فهو أَصْبَحُ الشعر ورجل صَبِيحٌ وصُباحٌ بالضم جميل والجمع صِباحٌ وافق الذين يقولون فُعال الذين يقولون فَعِيل لاعتِقابهما كثيراً والأُنثى فيهما بالهاء والجمع صِباحٌ وافق مذكره في التكسير لاتفاقهما في الوصفية وقد صَبُحَ صَباحة وقال الليث الصَّبِيح الوَضِيءُ الوجه وذو أَصْبَحَ مَلِكٌ من ملوك حِمْيَر
( * قوله « ملك من ملوك حمير » من أَجداد الإمام مالك بن أنس )
وإِليه تنسب السِّياطُ الأَصْبَحِيَّة والأَصْبَحِيُّ السوط وصَباحٌ حيّ من العرب وقد سَمَّتْ صُبْحاً وصَباحاً وصُبَيْحاً وصَّبَّاحاً وصَبِيحاً ومَضْبَحاً وبنو صُباح بطون بطن في ضَبَّة وبطن في عبد القَيْس وبطن في غَنِيٍّ وصُباحُ حيّ من عُذْرَة ومن عبد القَيْسِ وصُنابِحُ بطن من مُراد
صحح
الصُّحُّ والصِّحَّةُ( * قوله « الصح والصحة » قال شارح القاموس قد وردت مصادر على فعل بالضم وفعلة بالكسر في أَلفاظ هذا منها وكالقل والقلة والذل والذلة قاله شيخنا ) والصَّحاحُ خلافُ السُّقْمِ وذهابُ المرض وقد صَحَّ فلان من علته واسْتَصَحَّ قال الأَعشى أَمْ كما قالوا سَقِيمٌ فلئن نَفَضَ الأَسْقامَ عنه واسْتَصَحّْ لَيُعِيدَنْ لِمَعَدٍّ عَكْرَها دَلَجَ الليلِ وتأْخاذَ المِنَحْ يقول لئن نَفَضَ الأَسْقامَ التي به وبَرَأَ منها وصَحَّ لَيُعِيدَنَّ لمَعَدٍّ عَطْفَها أَي كَرَّها وأَخْذَها المِنَحَ وصَحَّحه الله ُ فهو صَحِيح وصَحاح بالفتح وكذلك صَحِيحُ الأَديم وصَحاحُ الأَديم بمعنى أَي غير مقطوع وهو أَيضاً البراءَة من كل عيب وريب وفي الحديث يُقاسِمُ ابنُ آدم أَهلَ النار قِسْمَةً صَحاحاً يعني قابيلَ الذي قتل أَخاه هابيل أَي أَنه يقاسمهم قسمة صحيحة فله نصفها ولهم نصفها الصَّحاحُ بالفتح بمعنى الصَّحيح يقال دِرْهَم صحيح وصَحاحٌ ويجوز أَن يكون بالضم كطُوال في طويل ومنهم مَن يرويه بالكسر ولا وجه له وحكى ابن دريد عن أَبي عبيدة كان ذلك في صُحِّه وسُقْمه قال ومن كلامهم ما أَقرب الصَّحاحَ من السَّقَم وقد صَحَّ يَصِحُّ صِحَّةً ورجل صَحاحٌ وصَحيحٌ من قوم أَصِحَّاءَ وصِحاحٍ فيهما وامرأَة صحيحة من نِسوة صِحاح وصَحائِحَ وأَصَّحَ الرجلُ فهو مُصِحٌّ صَّحَّ أَهلُه وماشيته صحيحاً كان هو أَو مريضاً وأَصَحَّ القومُ أَيضاً وهم مُصِحُّون إِذا كانت قد أَصابت أَموالَهم عاهةٌ ثم ارتفعت وفي الحديث لا يُورِدُ المُمْرِضُ على المُصِحّ المُصِحُّ الذي صَحَّتْ ماشيته من الأَمراض والعاهات أَي لا يُورِدُ مَن إِبله مَرْضَى على مَن إِبله صِحاح ويسقيها معها كأَنه كره ذلك أَن يظهر
( * قوله « كره ذلك أن يظهر » لفظ النهاية كره ذلك مخافة أن يظهر إلخ )
بمال المُصِح ما ظهر بمال المُمْرِض فيظن أَنها أَعْدَتها فيأْثم بذلك وقد قال صلى الله عليه وسلم لا عَدْوى وفي الحديث الآخر لا يورِدَنَّ ذو عاهة على مُصِحٍّ أَي أَن الذي قد مرضت ماشيته لا يستطيع أَن يُورِدَ على الذي ماشيته صِحاحٌ وفي الحديث الصَّوْم مَصَحَّةٌ ومَصِحَّةٌ بفتح الصاد وكسرها والفتح أَعلى أَي يصح عليه هو مَفْعَلة من الصِّحَّة العافية وهو كقوله في الحديث الآخر صُومُوا تَصِحُّوا والسَّفَر أَيضاً مَصَِحَّة وأَرض مَصَحَّة ومَصِحَّةٌ بريئة من الأَوْباء صحيحة لا وَباءَ فيها ولا تكثر فيها العِلَلُ والأَسقامُ وصَحاحُ الطريق ما اشتدَّ منه ولم يَسْهُلْ ولم يُوطَأْ وصَحاحُ الطريق شدَّته قال ابن مُقْبل يصف ناقة إِذا واجَهَتْ وَجْهَ الطريقِ تَيَمَّمَتْ صَحاحَ الطريقِ عِزَّةً أَن تَسَهَّلا وصَحَّ الشيءَ جعله صحيحاً وصَحَّحْتُ الكتابَ والحسابَ تصحيحاً إِذا كان سقيماً فأَصلحت خطأَه وأَتيتُ فلاناً فأَصْحَحْتُه أَي وجدته صحيحاً والصحيح من الشِّعْر ما سَلِمَ من النقص وقيل كل ما يمكن فيه الزِّحافُ فَسَلِمَ منه فهو صحيح وقيل الصحيح كل آخر نصف يسلم من الأَشياء التي تقع عِللاً في الأَعاريض والضروب ولا تقع في الحشو والصَّحْصَحُ والصَّحْصاحُ والصَّحْصَحان كله ما استوى من الأَرض وجَرِدَ والجمع الصَّحاصِحُ والصَّحْصَحُ الأَرضُ الجَرْداءُ المستوية ذاتُ حَصًى صِغار وأَرض صَحاصِحُ وصَحْصَحانٌ ليس بها شيء ولا شجر ولا قرار للماء قال وقلَّما تكون إِلاَّ إِلى سَنَدِ وادٍ أَو جبل قريب من سَنَدِ وادٍ قال والصَّحْراءُ أَشدُّ استواء منها قال الراجز تَراهُ بالصَّحاصِحِ السَّمالِقِ كالسَّيفِ من جَفْنِ السِّلاحِ الدَّالِقِ وقال آخر وكم قَطَعْنا من نِصابِ عَرْفَجِ وصَحْصَحانٍ قَذُفٍ مُخَرَّجِ به الرَّذايا كالسَّفِينِ المُخْرَجِ ونِصابُ العَرْفَج ناحيته والقُذُفُ التي لا مَرْتَعَ بها والمُخَرَّجُ الذي لم يصبه مطر أَرضٌ مُخَرَّجة فشبه شُخُوصَ الإِبل الحَسْرَى بشُخُوصِ السُّفُن ويقال صَحْصاحٌ وأَنشد حيثُ ارْثَعَنَّ الوَدْقُ في الصَّحْصاحِ وفي حديث جُهَيْشٍ وكائٍنْ قَطَعْنا إِليك من كذا وكذا وتَنُوفةٍ صَحْصَحٍ والصَّحْصَحُ والصَّحْصحة والصَّحْصَحانُ الأَرض المستوية الواسعة والتَّنُوفةُ البَرِّيَّةُ ومنه حديث ابن الزبير لما أَتاه قَتْلُ الضحاك قال إِنَّ ثَعْلَبَ بن ثَْعلَبٍ حَفَرَ بالصَّحْصحةِ فأَخطأَت اسْتُه الحُفْرةَ وهذا مثل للعرب تضربه فيمن لم يصب موضع حاجته يعني أَن الضحاك طلب الإِمارة والتقدُّمَ فلم ينلها ورجل صُحْصُحٌ وصُحْصُوحٌ يَتَتَبَّعُ دقائق الأُمور فيُحْصِيها ويَعْلمُها وقول مُلَيْحِ الهذلي فَحُبُّكَ لَيْلى حين يَدْنُو زَمانه ويَلْحاكَ في لَيْلى العَرِيفُ المُصَحْصِحُ قيل أَراد الناصِحَ كأَنه المُصَحِّحُ فكره التضعيف والتَّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ
( * قوله « والترهات الصحاصح إلخ » عبارة الجوهري والترهات الصحاصح هي الباطل هكذا حكاه أَبو عبيد وكذلك الترهات البسابس وهما بالإضافة أجود عندي ) هي الباطل وكذلك الترهات البَسابِسُ وهما بالإِضافة أَجودُ قال ابن مقبل وما ذِكْرُه دَهْماءَ بعدَ مَزارِها بنَجْرانَ إِلاَّ التُّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ ويقال للذي يأْتي بالأَباطيل مُصَحْصِحٌ
صدح
صَدَحَ الرجلُ يَصْدَحُ صَدْحاً وصُداحاً وهو صَدَّاحٌ وصَدُوحٌ وصَيْدَحٌ رفع صوته بغناء أَو غيره والقَيْنَةُ الصادحة المغنية والصَّيْدَحُ والصَّدُوحُ والمِصْدَحُ الصَّيَّاحُ وصَدَحَ الطائرُ والغُرابُ والدِّيكُ يَصْدَحُ صَدْحاً وصُداحاً صاحَ واسم الفاعل منه صَدَّاحٌ قال لبيد يرثي عامِرَ بنَ مالك بن جعفر مُلاعِبَ الأَسِنَّة وفِتْيَةٍ كالرَّسَلِ القِماحِ باكَرْتُهُمْ بِحُلَلٍ وراحِ وزَعْفَرانٍ كَدَمِ الأَذْباحِ وقَيْنَةٍ ومِزْهَرٍ صَدَّاحِ الرَّسَلُ القطعة من الإِبل والقِماحُ الرافعة رؤُوسها والأَذْباحُ جمع ذِبْحٍ وهو ما ذُبِحَ وقال حُمَيْدُ بن ثور مُطَوَّقة خَطْباء تَصْدَحُ كلما دنا الصيفُ وانْزاحَ الربيعُ فأَنجَما والصَّدْحُ أَيضاً شدّة الصوت وحِدَّته والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر والصَّدُوحُ والصَّيْداحُ الشديد الصوت قال وذُعِرَتْ من زاجرٍ وَحْواحِ مُلازمٍ آثارَها صَيْداحِ والصَّيْدَحُ الفرس الشديد الصوت وصَدَحَ الحمارُ وهو صَدُوحٌ صَوَّتَ قال أَبو النجم مُحَشْرِجاً ومَرَّةً صَدُوحا وقال الأَزهري قال الليث الصَّدْحُ من شدة صوت الديك والغراب ونحوهما وحكي عن ابن الأَعرابي الصَّدَحُ الأَسْوَدُ وقال قال ابن شميل الصَّدَحُ أَنْشَزُ من العُنَّاب قليلاً وأَشدُّ حُمْرَةً وحُمْرَتُه تضرب إِلى السواد وذكر الأَزهري الصَّدْحانُ آكامٌ صِغارٌ صِلابُ الحجارة واحدها صَدَحٌ والصَّدْحةُ والصَّدَحةُ والصُّدْحةُ خرزة يُسْتَعْطَفُ بها الرجال وقال اللحياني هي خَرَزة تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ والصَّدَحُ حجر عريض وصَيْدَحُ اسم ناقة ذي الرمة وفيها يقول سَمِعْتُ الناسُ يَنْتَجِعُونَ غَيْثاً فقلتُ لِصَيْدَحَ انْتَجِعِي بِلالا( * قوله « سمعت الناس إلخ » برفع الناس هكذا ضبطه غير واحد ووجدت بخط الجوهري رأيت بل سمعت وهو خطأ والصواب ما هنا فتأَمل كذا بخط السيد مرتضى بهامش الأصل )
صرح
الصَّرَحُ والصَّرِيحُ والصَّراحُ والصِّراح والصُّراحُ والكسر أَفصح المَحْضُ الخالصُ من كل شيء رجل صَرِيحٌ وصُرَحاء وهي أَعلى( * قوله « رجل صريح وصرحاء وهي أَعلى » كذا بالأصل ولعل فيه سقطاً والأصل رجل صريح من قوم صرائح وصرحاء وهي أَعلى وعبارة القاموس وشرحه وهو أي الرجل الخالص النسب الصريح من قوم صرحاء وهي أعلى وصرائح ) والاسم الصَّراحةُ والصُّرُوحةُ وصَرُحَ الشيءُ خَلُصَ وكل خالص صَريح والصَّريحُ من الرجال والخيل المَحْضُ ويجمع الرجال على الصُّرَحاء والخيل على الصَّرائح قال ابن سيده الصَّريح الرجل الخالص النسب والجمع الصُّرَحاء وقد صَرُحَ بالضم صَراحة وصُرُوحة تقول جاء بنو تميم صَرِيحةً إِذا لم يخالطهم غيرهم وقول الهذلي وكَرَّمَ ماءً صَريحا أَي خالصاً وأَراد بالتكريم التكثير قال وهي لغة هذلية وفي الحديث حديث الوسوسة ذاك صريح الإِيمان كراهتكم له صريحُ الإِيمان والصريحُ الخالص من كل شيء وهو ضِدُّ الكناية يعني أَن صريح الإِيمان هو الذي يمنعكم من قبول ما يلقيه الشيطان في قلوبكم حتى يصير ذلك وسوسة لا يتمكن في قلوبكم ولا تطمئنُّ إِليه نفوسكم وليس معناه أَن الوسوسة نفسها صريح الإِيمان لأَنها إِنما تتولد من فعل الشيطان وتسويله فكيف تكون إِيماناً صَريحاً ؟ وصَريحٌ اسم فحلٍ مُنْجِبٍ وقال أَوْسُ بن غَلْفاء الهُجَيْمِي ومِرْكَضَةٍ صَرِيحيٍّ أَبوها يُهانُ لها الغُلامةُ والغُلامُ قال ابن بري صواب إِنشاده ومِرْكَضَةٌ صَرِيحِيٌّ لأَن قبله أَعانَ على مِرَاسِ الحَرْبِ زَغْفٌ مُضاعَفَةٌ لها حَلَقٌ تُؤامُ وفرس صريحٌ من خيل صَرائِحَ والصَّريحُ فحل من خيل العرب معروف قال طُفيل عَناجِيجُ فيهنَّ الصَّريحُ ولاحِقٌ مَغاوِيرُ فيها للأَرِيبِ مُعَقَّبُ ويروى من آل الصَّريح وأَعْوَجٍ غلبت الصفة على هذا الفحل فصارت له اسماً وأَتاه بالأَمر صُراحِيةً أَي خالصاً وخَمْر صُراح وصُراحِية خالصة وكأْسٌ صُراحٌ لم تُشَبْ بِمَزْج وفي حديث أُم مَعْبَدٍ دَعاها بِشاةٍ حائلٍ فَتَحََلَّبَتْ له بصَرِيحٍ ضَرَّةُ الشاةِ مُزْبِدِ أَي لبن خالص لم يُمْذَقْ والضَّرَّة أَصل الضَّرْع وفي حديث ابن عباس سئل متى يَحِلُّ شِراءُ النخل ؟ قال حين يُصَرِّحُ قيل وما التصريح ؟ قال حين يَسْتَبين الحُلْوُ من المُرِّ قال الخطابي هكذا يُرْوَى ويُفَسر والصواب يُصَوِّحُ بالواو وسيذكر في موضعه والصُّراحِيَّة آنيةٌ للخمر قال ابن دريد ولا أَدري ما صحته والصَّرَح بالتحريك الأَبيض الخالص من كل شيء قال المتنخل الهذلي تَعْلُو السُّيُوفُ بأَيديهم جَماجِمَهم كما يُفَلَّقُ مَرْوُ الأَمْعَزِ الصَّرَحُ وأَورد الأَزهري والجوهري هذا البيت مستشهداً به على الخالص من غير تقييد بالأَبيض وأَبْيَضُ صَرَاحٌ كَلَياحٍ خالصٌ ناصعٌ والصَّريحُ اللبن إِذا ذهبت رَغْوَتُه ولبن صَريح ساكن الرَّغْوَةِ خالص وفي المثل بَرَزَ الصريحُ بجانب المَتْنِ يضرب هذا للأَمر الذي وَضَحَ وناقة مِصْراح قليلة الرغوة خالصة اللبن الأَزهري يقال للناقة التي لا تُرَغِّي مِصْراح يَفْتُرُ شَخْبُها ولا تُرَغِّي أَبداً وبول صَرِيحٌ خالص ليس عليه رغوة قال الأَزهري يقال للَّبن والبول صريح إِذا لم يكن فيه رغوة قال أَبو النجم يَسُوفُ من أَبْوالِها الصَّريحا وصَرِيحُ النُّصْحِ مَحْضُه ويوم مُصَرِّحٌ أَي ليس فيه سحاب وهو في شعر الطِّرِمَّاح في قوله يصف ذئباً إِذا امْتَلَّ يَهْوِي قلتَ ظِلُّ طَخاءةٍ ذَرَى الرِّيحُ في أَعْقابِ يومٍ مُصَرِّحِ امْتَلَّ عدا وطَخاءَة سحابة خفيفة أَي ذراه الرِّيح في يوم مُصْحٍ شبه الذئب في عدوه في الأَرض بسحابة خفيفة في ناحية من نواحي السماء وصَرَّحَتِ الخَمْر تصريحاً انجلى زَبَدُها فَخَلَصَتْ وهو التصريحُ تقول قد صَرَّحَتْ من بعد تَهْدارٍ وإِزْبادٍ وتَصَرَّحَ الزَّبَدُ عنها انْجَلَى فَخَلَصَ قال الأَعشى كُمَيْتاً تَكَشَّفُ عن حُمْرَةٍ إِذا صَرَّحَتْ بعدَ إِزْبادِها وانْصَرَحَ الحقُّ أَي بانَ وكَذِبٌ صُرْحانٌ خالِصٌ عن اللحياني ولقيته مُصارَحةً ومُقارَحةً وصُراحاً وصِراحاً وكِفاحاً بمعنى واحد إِذا لقيته مواجهة قال قد كنتُ أَنْذَرْتُ أَخا مَنَّاحِ عَمْراً وعَمْرٌو وعُرْضةُ الصُّرَاحِ وشَتَمْتُ فلاناً مُصارَحة وصُراحاً وصِراحاً أَي كِفاحاَ ومواجهة والاسم الصُّراحُ بالضم وكَذِبٌ صُراحِيَةٌ وصُراحِيٌّ وصُراحٌ بَيِّنٌ يعرفه الناسُ وتكلم بذلك صُراحاً وصِراحاً أَي جهاراً ويقال جاء بالكفر صُراحاً خالصاً أَي جهاراً قال الأَزهري كأَنه أَراد صَريحاً وصَرَّحَ فلانٌ بما في نفسه وصارَحَ أَبداه وأَظهره وأَنشد أَبو زياد وإِني لأَكْنُو عن قَذُورٍ بغيرها وأُعْرِبُ أَحياناً بها فأُصارِحُ أَمُنْحَدِراً تَرْمي بكَ العِيسُ غُرْبَةً ومُصْعِدَة بَرْحٌ لعينيكَ بارِحُ ؟ وفي المثل صَرَّحَ الحقُّ عن مَحْضِهِ أَي انكشف الأَزهري وصَرَحَ الشيءَ وصَرَّحه وأَصْرَحه إِذا بَيَّنه وأَظهره ويقال صَرَّحَ فلانٌ ما في نَفْسِه تصريحاً إِذا أَبداه والتصريحُ خلافُ التعريض ومن أَمثال العرب صَرَّحَتْ بِجِدَّان وجِلْدانَ
( * قوله « صرحت بجدان وجلدان » الضمير في صرحت للقصة وروي اعجام الدال واهمالها وانظر ياقوت والميداني )
إِذا أَبدى الرجلُ أَقْصَى ما يريده والصُّراحُ اللبن الرقيق الذي أُكْثِرَ ماؤُه فَتَرى في بعضه سُمْرَة من مائه وخُضْرَةً والصُّراحُ عَرَق الدابة يكون في اليد كذا حكاه كراع بالراء والمعروف الصُّمَاحُ والصَّرْحُ بيت واحد يُبْنى منفرداً ضَخْماً طويلاً في السماء وقيل هو القَصْرُ وقيل هو كل بناء عال مرتفع وفي التنزيل إِنه صَرْحٌ مُمَرَّدٌ من قَوارِيرَ والجمع صُرُوحٌ قال أَبو ذؤيب على طُرُقٍ كنُحُورِ الظِّبا ءِ تَحْسِبُ آرامَهُنَّ الصُّرُوحا وقال الزجاج في قوله تعالى قِيلَ لها ادْخُلي الصَّرْحَ قال الصَّرْحُ في اللغة القَصْرُ والصَّحْنُ يقال هذه صَرْحةُ الدار وقارِعَتُها أَي ساحتها وعَرْصَتُها وقال بعضُ المُفَسرين الصَّرْحُ بَلاطٌ اتُّخِذَ لها من قَوارير والصَّرْحُ الأَرض المُمَلَّسةُ والصَّرْحةُ مَتْنٌ من الأَرض مُسْتَوٍ والصَّرْحةُ من الأَرض ما استوى وظهر يقال هم في صَرْحةِ المِرْبَدِ وصَرْحةِ الدار وهو ما استوى وظهر وإِن لم يظهر فهو صَرْحة بعد أَن يكون مستوياً حسناً قال وهي الصحراء فيما زعم أَبو أِسلم وأَنشد للراعي كأَنها حينَ فاضَ الماءُ واخْتَلَفَتْ فَتْخاءُ لاحَ لها بالصَّرْحةِ الذِّيبُ والصَّرْحةُ موضع وصِرْواحُ حِصْن باليمن أَمر سليمان عليه السلام الجنَّ فَبَنَوْه لِبَلْقِيسَ وهو في الصحاح معرَّف بالأَلف واللام وتقول صَرَّحَتْ كَحْلُ أَي أَجْدَبَت وصارت صريحة أَي خالصة في الشدَّة وكذلك تقول صَرَّحَتِ السَّنَةُ إِذا ظهرت جُدُوبَتُها قال سَلامة بنُ جَنْدل قومٌ إِذا صَرَّحَتْ كَحْلٌ بُيوتُهُمُ مَأْوَى الضُّيوفِ ومأْوى كلِّ قُرْضوبِ
( * قوله « مأوى الضيوف » أنشده الجوهري مأوى الضريك والضريك والقرضوب واحد فعلى ما أنشده المؤلف هنا يكون عطف القرضوب على الضيوف من عطف الخاص بخلافه على ما أنشده الجوهري ) القُرْضُوبُ الفقيرُ والصُّمارِحُ بالضم الخالصُ من كل شيء والميم زائدة ويروى الصُّمادِحُ بالدال قال الجوهري ولا أَظنه محفوظاً
صردح
الصَّرْدَحَةُ الصحراء التي لا تنبت وهي غَلْظٌ من الأَرض مُسْتَوٍ والصَّرْدَحُ المكان المستوي والصِّرْداحُ مثله والصَّرْدَحُ والصِّرْداحُ المكانُ الصُّلْبُ وقيل الصَّرْدح المكان الواسع الأَمْلَسُ المستوي وقيل الصِّرْداحُ الفلاة التي لا شيء فيها عن كراع ابن شميل الصَّرادِحُ واحدتها صَرْدَحة وهي الصحراء التي لا شجر بها ولا نبت وهي غَلْظٌ من الأَرض وهي مستوية أَبو عمرو الصَّرادِحُ الأَرضُ اليابسة التي لا شيء بها وفي حديث أَنس رأَيت الناسَ في إِمارة أَبي بكر جُمِعوا في صَرْدَح يَنْفُذُهم البَصَرُ ويُسْمِعُهم الصوتُ الصَّرْدح الأَرض الملساء وجمعها صَرادِحُ وضَرْبٌ صُرادِحِيٌّ وصُمادِحِيٌّ شديد بَيِّنٌ
صرطح
الصَّرْطَحُ المكان الصُّلْبُ وكذلك الصِّرْداحُ( * قوله « وكذلك الصرداح إلخ » كذا بالأصل بالدال المهملة والذي في شرح القاموس المطبوع وكذلك الصرطاح والسين لغة ) والسين لغة
صرفح
الصَّرَنْفَحُ الشديد الخصومة والصوت كالصَرَنْقَح وصَرَّحَ ثعلب بأَن المعروف إِنما هو بالفاء
صرقح
الصَّرَنْقَحُ الماضي الجَريء وقال ثعلب الصَّرَنْقَحُ الشديد الخصومة والصوت وأَنشد لِجَرانِ العَوْدِ في وصف نساء ذكرهن في شعر له فقال إِنَّ من النِّسْوانِ من هي رَوْضةٌ تَهِيجُ الرِّياضُ قُبْلَها وتَصَوَّحُ ومنهنَّ غُلٌّ مُقْفَلٌ ما يَفُكُّهُ من الناسِ إِلا الأَحْوَذِيُّ الصَّرَنْقَحُ وفي التهذيب إِلا الشَّحْشحانُ الصَّرَنْقَحُ قال شمر ويقال صَرَنْقَحٌ وصَلَنْقَحٌ بالراء واللام والصَّرَنْقَحُ أَيضاً المحتال الأَزهري الصَّرَنْقَحُ من الرجال الشديد الشَّكيمة الذي له عزيمة لا يُطْمَع فيما عنده ولا يُخْدَعُ وقيل الصَّرَنْقَحُ الظريف
صفح
الصَّفْحُ الجَنْبُ وصَفْحُ الإِنسان جَنْبُه وصَفْحُ كل شيءٍ جانبه وصَفْحاه جانباه وفي حديث الاستنجاء حَجَرَين للصَّفْحَتين وحَجَراً للمَسْرُبةِ أَي جانبي المَخْرَج وصَفْحُه ناحيته وصَفْحُ الجبلِ مُضْطَجَعُه والجمع صِفاحٌ وصَفْحَةُ الرجل عُرْضُ وجهه ونظر إِليه بصَفْحِ وجهه وصُفْحِه أَي بعُرْضِه وفي الحديث غيرَ مُقْنِعٍ رأْسَه ولا صافحٍ بِخَدّه أَي غيرَ مُبْرِزٍ صَفْحةَ خَدِّه ولا مائلٍ في أَحد الشِّقَّيْن وفي شعر عاصم بن ثابت تَزِلُّ عن صَفْحتِيَ المَعابِلُ أَي أَحد جانِبَي وجهه ولقيه صِفاحاً أَي استقبله بصَفْحِ وجهه هذه عن اللحياني وصَفْحُ السيف وصُفْحُه عُرْضُه والجمع أَصفاح وصَفْحَتا السيف وجهاه وضَرَبه بالسيف مُصْفَحاً ومَصْفوحاً عن ابن الأَعرابي أَي مُعَرَّضاً وضربه بصُفْح السيف والعامة تقول بصَفْحِ السيف مفتوحة أَي بعُرْضه وقال الطِّرِمّاح فلما تنَاهتْ وهي عَجْلى كأَنها على حَرْفِ سيفٍ حَدُّه غيرُ مُصْفَحِ وفي حديث سعد بن عُبادة لو وجدتُ معها رجلاً لضربته بالسيف غيرَ مُصْفَِحٍ يقال أصْفَحه بالسيف إِذا ضربه بعُرْضه دونَ حَدِّه فهو مُصْفِحٌ والسيف مُصْفَحٌ يُرْوَيان معاً وقال رجل من الخوارج لنضرِبَنَّكم بالسيوف غيرَ مُصْفَحات يقول نضربكم بحدّها لا بعُرْضها وقال الشاعر بحيثُ مَناط القُرْطِ من غيرِ مُصْفَحٍ أُجاذِبُه حَدَّ المُقَلَّدِ ضارِبُهْ( * قوله « بحيث مناك القرط إلخ » هكذا هو في الأصل بهذا الضبط )
وصَفَحْتُ فلاناً وأَصْفَحْته جميعاً إِذا ضربته بالسيف مُصْفَِحاً أَي بعُرْضه وسيف مُصْفَح ومُصَفَّح عريض وتقول وَجْهُ هذا السيف مُصْفَح أَي عريض مِن أَصْفَحْتُه قال الأَعشى أَلَسْنا نحنُ أَكْرَمَ إِن نُسِبْنا وأَضْرَبَ بالمُهَنَّدَةِ الصِّفاحِ ؟ يعني العِراض وأَنشد وصَدْري مُصْفَحٌ للموتِ نَهْدٌ إِذا ضاقتْ عن الموتِ الصُّدورُ وقال بعضهم المُصْفَحُ العريض الذي له صَفَحاتٌ لم تستقم على وجه واحد كالمُصْفَحِ من الرؤوس له جوانب ورجل مُصْفَح الوجه سَهْلُه حَسَنُه عن اللحياني وصَفِيحةُ الوجه بَشَرَةُ جلده والصَّفْحانِ والصَّفْحتانِ الخَدَّان وهما اللَّحْيانِ والصَّفْحانِ من الكَتِف ما انْحَدَر عن العين
( * قوله « ما انحدر عن العين » هكذا في الأصل وشرح القاموس ولعله العنق ) من جانبيهما والجمع صِفاحٌ وصَفْحَتا العُنُق جانباه وصَفْحَتا الوَرَقِ وَجْهاه اللذان يُكتبان والصَّفِيحة السيف العريض وقال ابن سيده الصَّفيحة من السيوف العريضُ وصَفائِحُ الرأْس قبائِلُه واحِدتُها صَفيحة والصفائح حجارة رِقاقٌ عِراض والواحد كالواحد والصُّفَّاحُ بالضم والتشديد العَرِيضُ قال والصُّفَّاح من الحجارة كالصَّفائح الواحدة صُفَّاحة أَنشد ابن الأَعرابي وصُفَّاحةٍ مثلِ الفَنِيقِ مَنَحْتُها عِيالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُه شبه الناقة بالصُّفَّاحةِ لصلابتها وابن حَوْبٍ رجلٌ مجهود محتاج لأَن الحَوْبَ الجَهْدُ والشِّدَّة ووَجْهُ كل شيء عريض صَفِيحةٌ وكل عريض من حجارة أَو لوح ونحوهما صُفَّاحة والجمع صُفَّاحٌ وصَفِيحةٌ والجمع صفائح ومنه قول النابغة ويُوقِدْنَ بالصُّفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ قال الأَزهري ويقال للحجارة العريضة صَفائح واحدتها صَفِيحة وصَفِيحٌ قال لبيد وصَفائِحاً صُمّاً رَوا سيها يُسَدِّدْنَ الغُضُونا وصَفائح الباب أَلواحه والصُّفَّاحُ من الإِبل التي عظمت أَسْنِمَتُها فكادَ سنامُ الناقة يأْخذ قَراها جمعها صُفَّاحاتٌ وصَفافيح وصَفْحَة الرجل عُرْضُ صدرِه والمُصَفَّحُ من الرؤوس الذي ضُغِطَ من قِبَلِ صُدْغَيْه فطال ما بين جبهته وقفاه وقيل المُصَفَّح الذي اطمأَنَّ جنبا رأْسه ونَتَأَ جبينه فخرجت وظهرت قَمَحْدُوَتُه قال أَبو زيد من الرؤوس المُصْفَحُ إِصْفاحاً وهو الذي مُسِحَ جنبا رأْسه ونَتَأَ جبينه فخرج وظهرت قَمَحْدُوَتُه والأَرْأَسُ مثلُ المُصْفَحِ ولا يقال رُؤَاسِيّ وقال ابن الأَعرابي في جبهته صَفَحٌ أَي عِرَضٌ فاحش وفي حديث ابن الحَنَفِيَّة أَنه ذكر رجلاً مُصْفَحَ الرأْس أَي عريضه وتَصْفِيحُ الشيء جَعْلُه عريضاً ومنه قولهم رجل مُصَفَّحُ الرأْس أَي عريضها والمُصَفَّحاتُ السيوف العريضة وهي الصَّفائح واحدتها صَفِيحةٌ وصَفيحٌ وأَما قول لبيد يصف سحاباً كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذُراهُ وأَنْواحاً عليهنَّ المَآلي قال الأَزهري شبَّه البرق في ظلمة السحاب بسيوفٍ عِراضٍ وقال ابن سيده المُصَفَّحاتُ السيوف لأَنها صُفِّحَتْ حين طُبِعَتْ وتَصْفِيحها تعريضها ومَطُّها ويروى بكسر الفاء كأَنه شبَّه تَكَشُّفَ الغيث إِذا لمَعَ منه البَرْق فانفرج ثم التقى بعد خُبُوِّه بتصفيح النساء إِذا صَفَّقْنَ بأَيديهن والتَّصفيح مثل التصفيق وصَفَّحَ الرجلُ بيديه صَفَّق والتَّصْفيح للنساء كالتصفيق للرجال وفي حديث الصلاة التسبيح للرجال والتصفيح للنساء ويروى أَيضاً بالقاف التصفيح والتصفيق واحد يقال صَفَّحَ وصَفَّقَ بيديه قال ابن الأَثير هو من ضَرْب صَفْحةِ الكفِّ على صفحة الكف الأُخرى يعني إِذا سها الإِمام نبهه المأْموم إِن كان رجلاً قال سبحان الله وإِن كانت امرأَة ضربت كفها على كفها الأُخرى عِوَضَ الكلام وروى بيت لبيد كأَنَّ مُصَفِّحاتٍ في ذُراهُ جعل المُصَفِّحات نساءً يُصَفِّقْن بأَيديهن في مأْتَمٍ شَبَّه صوتَ الرعد بتصفيقهن ومَن رواه مُصَفَّحاتٍ أَراد بها السيوف العريضة شبه بَرِيقَ البَرْقِ ببريقها والمُصافَحةُ الأَخذ باليد والتصافُحُ مثله والرجل يُصافِحُ الرجلَ إِذا وضع صُفْحَ كفه في صُفْح كفه وصُفْحا كفيهما وَجْهاهُما ومنه حديث المُصافَحَة عند اللِّقاء وهي مُفاعَلة من إِلصاق صُفْح الكف بالكف وإِقبال الوجه على الوجه وأَنْفٌ مُصَفَّحٌ معتدل القَصَبة مُسْتَوِيها بالجَبْهة وصَفَحَ الكلبُ ذراعيه للعظم صَفْحاً يَصْفَحهما نصبهما قال يَصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْهاً جَأْبا صَفْحَ ذِراعَيْهِ لعَظْمٍ كَلْبا أَراد صَفْحَ كَلْبٍ ذراعيه فَقَلَبَ وقيل هو أَن يبسطهما ويُصَيِّرَ العظم بينهما ليأْكله وهذا البيت أَورده الأَزهري قال وأَنشد أَبو الهيثم وذكره ثم قال وصف حَبْلاً عَرَّضه فاتله حتى فتله فصار له وجهان فهو مَصْفُوح أَي عريض قال وقوله صَفْحَ ذراعيه أَي كما يَبْسُط الكلبُ ذراعيه على عَرَقٍ يُوَتِّدُه على الأَرض بذراعيه يَتَعَرَّقه ونصب كلباً على التفسير وقوله أَنشده ثعلب صَفُوحٌ بخَدَّيْها إِذا طالَ جَرْيُها كما قَلَّبَ الكَفَّ الأَلَدُّ المُماحِكُ عنى أَنها تنصبهما وتُقَلِّبهما وصَفَحَ القَومَ صَفْحاً عَرَضَهم واحداً واحداً وكذلك صَفَحَ وَرَقَ المصحف وتَصَفَّحَ الأَمرَ وصَفَحَه نظر فيه قال الليث صَفَحْت وَرَقَ المصحف صَفْحاً وصَفَحَ القومَ وتَصَفَّحَهم نظر إِليهم طالباً لإِنسان وصَفَحَ وُجُوهَهم وتَصَفَّحَها نظرها مُتَعَرِّفاً لها وتَصَفَّحْتُ وُجوهَ القوم إِذا تأَمَّلْتَ وجوههم تنظر إِلى حِلاهم وصُوَرهم وتَتَعَرَّفُ أَمرهم وأَنشد ابن الأَعرابي صَفَحْنا الحُمُولَ للسَّلامِ بنَظْرَةٍ فلم يَكُ إِلاَّ وَمْؤُها بالحَواجِبِ أَي تَصَفَّحْنا وجوه الرِّكاب وتَصَفَّحْت الشيء إِذا نظرت في صَفَحاته وصَفَحْتُ الإِبلَ على الحوضِ إِذا أَمررتها عليه وفي التهذيب ناقة مُصَفَّحة ومُصَرّاة ومُصَوّاة ومُصَرَّبَةٌ بمعنى واحد وصَفَحَتِ الشاةُ والناقة تَصْفَحُ صُفُوحاً وَلَّى لَبَنُها ابن الأَعرابي الصافح الناقة التي فَقَدَتْ وَلدَها فَغَرَزَتْ وذهب لبنها وقد صَفَحَتْ صُفُوحاً وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُهُ صَفْحاً وأَصْفَحَه سأَله فمنعه قال ومن يُكْثِرِ التَّسْآلَ يا حُرّ لا يَزَلْ يُمَقَّتُ في عَينِ الصديقِ ويُصْفَحُ ويقال أَتاني فلان في حاجة فأَصْفَحْتُه عنها إِصْفاحاً إِذا طلبها فمَنَعْتَه وفي حديث أُم سلمة أُهْدِيَتْ لي فِدْرَةٌ من لحم فقلت للخادم ارفعيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإِذا هي قد صارت فِدْرَةَ حَجَر فقصصتُ القِصَّةَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لعله وقف على بابكم سائل فأَصْفَحْتموه أَي خَيَّبْتُموه قال ابن الأَثير يقال صَفَحْتُه إَذا أَعطيته وأَصْفَحْتُه إَذا حَرَمْتَه وصَفَحه عن حاجته يَصْفَحُه صَفْحاً وأَصْفَحَه كلاهما رَدَّه وصَفَحَ عنه يَصْفَح صَفْحاً أَعرض عن ذنبه وهو صَفُوحٌ وصَفَّاحٌ عَفُوٌّ والصَّفُوحُ الكريم لأَنه يَصْفَح عمن جَنى عليه واستْصَْفَحَه ذنبه استغفره إِياه وطلب أَن يَصْفَحَ له عنه وأَما الصَّفُوحُ من صفات الله عز وجل فمعناه العَفُوُّ يقال صَفَحْتُ عن ذنب فلان وأَعرضت عنه فلم أُؤَاخذْه به وضربت عن فلان صَفْحاً إِذا أَعرضت عنه وتركته فالصَّفُوحُ في صفة الله العَفُوُّ عن ذنوب العباد مُعْرِضاً عن مجازاتهم بالعقوبة تَكرُّماً والصَّفُوحُ في نعت المرأَة المُعْرِضَةُ صادَّةً هاجِرَةً فأَحدهما ضدُّ الآخر ونصب قوله صَفْحاً في قوله أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً ؟ على المصدر لأَن معنى قوله أَنُعْرِضُ
( * قوله « لأن معنى قوله أنعرض إلخ » كذا بالأصل ) عنكم الصَّفْحَ وضَرْبُ الذَّكْرِ رَدُّه كَفُّه وقد أَضْرَبَ عن كذا أَي كف عنه وتركه وفي حديث عائشة تصف أَباها صَفُوحُ عن الجاهلين أَي الصَّفْح والعفوِ والتَّجاوُزِ عنهم وأَصله من الإِعراض بصَفْحَه وجهه كأَنه أَعرض بوجهه عن ذنبه والصَّفُوحُ من أَبنية المبالغة وقال الأَزهري في قوله تعالى أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً ؟ المعنى أَفَنُعْرِضُ عن أَن نُذَكِّرَكم إِعراضاً من أَجل إِسرافكم على أَنفسكم في كفركم ؟ يقال صَفَح عني فلانٌ أَي أَعرض عنه مُوَلِّياً ومنه قول كثير يصف امرأَة أَعرضت عنه صَفُوحاً فما تَلْقاكَ إِلا بَخِيلةً فمن مَلَّ منها ذلك الوصلَ مَلَّتِ وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُه صَفْحاً سقاه أَيَّ شَراب كان ومتى كان والمُصْفَحُ المُمالُ عن الحق وفي الحديث قلبُ المؤمن مُصْفَحٌ على الحق أَي مُمالٌ عليه كأَنه قد جعل صَفْحَه أَي جانبه عليه وفي حديث حذيفة أَنه قال القلوب أَربعة فقلبٌ أَغٌلَفُ فذلك قلب الكافر وقلب منكوس فذلك قلب رجع إِلى الكفر بعد الإِيمان وقلب أَجْرُدُ مثل السِّراج يَزْهَرُ فذلك قلب المؤمن وقلب مُصْفَحٌ اجتمع فيه النفاق والإِيمان فمَثَلُ الإِيمان فيه كمَثَل بقلة يُمِدُّها الماءُ العذبُ ومَثَل النفاق كمثل قَرْحة يُمِدُّها القَيْحُ والدمُ وهو لأَيهما غَلَبَ المُصْفَحُ الذي له وجهان يلقى أَهلَ الكفر بوجه وأَهل الإِيمان بوجه وصَفْحُ كل شيء وجهه وناحيته وهو معنى الحديث الآخر من شَرِّ الرجال ذو الوجهين الذي يأْتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه وهو المنافق وجعل حذيفةُ قلب المنافق الذي يأَتي الكفار بوجه وأَهل الإَيمان بوجه آخر ذا وجهين قال الأَزهري وقال شمر فيما قرأْت بخطه القلبُ المُصْفَحُ زعم خالد أَنه المُضْجَعُ الذي فيه غِلٌّ الذي ليس بخالص الدين وقال ابن بُزُرْجٍ المُصْفَحُ المقلوب يقال قلبت السيف وأَصْفَحْتُه وصابَيْتُه والمُصْفَحُ المُصابَى الذي يُحَرَّف على حدّه إِذا ضُرب به ويُمالُ إِذا أَرادوا أَن يَغْمِدُوه ويقال صَفَح فلان عني أَي أَعرض بوجه ووَلاَّني وَجْهَ قَفاه وقوله أَنشده ثعلب ونادَيْتُ شِبْلاً فاسْتَجابَ وربما ضَمِنَّا القِرَى عَشْراً لمن لا نُصافِحُ ويروى ضَمِنَّا قِرَى عَشْرٍ لمن لا نُصافِحُ فسره فقال لمن لا نصافح أَي لمن لا نعرف وقيل للأَعداء الذين لا يحتمل أَن نُصافحهم والمُصْفَحُ من سهام المَيْسر السادسُ ويقال له المُسْبِلُ أَيضاً أَبو عبيد من أَسماء قداح المَيْسِر المُصْفَحُ والمُعَلَّى وصَفْحٌ اسم رجل من كَلْب بن وَبْرَة وله حديث عند العرب معروف وأَما قول بشر رَضِيعَةُ صَفْحٍ بالجِباهِ مُلِمَّةٌ لها بَلَقٌ فوقَ الرُّؤوسِ مُشَهَّرُ
( * قوله « بالجباه » كذا بالأصل بهذا الضبط وفي ياقوت الجباة بفتح الجيم ونقط الهاء والخراسانيون يروونه الجباه بكسر الجيم وآخره هاء محضة وهو ماء بالشام بين حلب وتدمر )
فهو اسم رجل من كلب جاور قوماً من بني عامر فقتلوه غَدْراً يقول غَدْرَتكم بصَفْحٍ الكَلْبيِّ وصِفاحُ نَعْمانَ جبال تُتاخِمُ هذا الجبل وتصادفه ونَعْمانُ جبل بين مكة والطائف وفي الحديث ذكر الصِّفاحِ بكسر الصاد وتخفيف الفاء موضع بين حُنَين وأَنصابِ الحَرَم يَسْرَةَ الداخل إِلى مكة وملائكةُ الصَّفيح الأَعْلى هو من أَسماء السماء وفي حديث عليّ وعمار الصَّفِيحُ الأَعْلى من مَلَكُوته
صقح
الصُّقْحةُ( * قوله « الصقحة إلخ » كذا بالأصل بهذا الضبط وعبارة المجد وشرحه الصقح محركة الصلع والنعت أصقح وهي صقحاء والاسم الصقحة محركة والصقحة بالضم لغة يمانية ) الصَّلَعةُ ورجل أَصْقَحُ أَصْلَعُ يَمانِيةٌ
صلح
الصَّلاح ضدّ الفساد صَلَح يَصْلَحُ ويَصْلُح صَلاحاً وصُلُوحاً وأَنشد أَبو زيد فكيفَ بإِطْراقي إِذا ما شَتَمْتَني ؟ وما بعدَ شَتْمِ الوالِدَيْنِ صُلُوحُ وهو صالح وصَلِيحٌ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي والجمع صُلَحاءُ وصُلُوحٌ وصَلُح كصَلَح قال ابن دريد وليس صَلُحَ بثَبَت ورجل صالح في نفسه من قوم صُلَحاء ومُصْلِح في أَعماله وأُموره وقد أَصْلَحه الله وربما كَنَوْا بالصالح عن الشيء الذي هو إِلى الكثرة كقول يعقوب مَغَرَتْ في الأَرض مَغْرَةٌ من مطر هي مَطَرَةٌ صالحة وكقول بعض النحويين كأَنه ابن جني أُبدلت الياء من الواو إِبدالاً صالحاً وهذا الشيء يَصْلُح لك أَي هو من بابَتِك والإِصلاح نقيض الإِفساد والمَصْلَحة الصَّلاحُ والمَصعلَحة واحدة المصالح والاسْتِصْلاح نقيض الاستفساد وأَصْلَح الشيءَ بعد فساده أَقامه وأَصْلَحَ الدابة أَحسن إِليها فَصَلَحَتْ وفي التهذيب تقول أَصْلَحْتُ إِلى الدابة إِذا أَحسنت إِليها والصُّلْحُ تَصالُح القوم بينهم والصُّلْحُ السِّلْم وقد اصْطَلَحُوا وصالحوا واصَّلَحُوا وتَصالحوا واصَّالحوا مشدّدة الصاد قلبوا التاء صاداً وأَدغموها في الصاد بمعنى واحد وقوم صُلُوح مُتصالِحُون كأَنهم وصفوا بالمصدر والصِّلاحُ بكسر الصاد مصدر المُصالَحةِ والعرب تؤنثها والاسم الصُّلح يذكر ويؤنث وأَصْلَح ما بينهم وصالَحهم مُصالَحة وصِلاحاً قال بِشْرُ ابن أَبي خازم يَسُومُونَ الصِّلاحَ بذاتِ كَهْفٍ وما فيها لهمْ سَلَعٌ وقارُ وقوله وما فيها أَي وما في المُصالَحة ولذلك أَنَّث الصِّلاح وصَلاحِ وصَلاحٌ من أَسماء مكة شرفها الله تعالى يجوز أَن يكون من الصُّلْح لقوله عز وجل حَرَماً آمناً ويجوز أَن يكون من الصَّلاحِ وقد ُصرف قال حَرْبُ بن أُمية يخاطب أَبا مَطَرٍ الحَضْرَمِيَّ وقيل هو للحرث بن أُمية أَبا مَطَرٍ هَلُمَّ إِلى صَلاحٍ فَتَكْفِيكَ النَّدَامَى من قُرَيْشِ وتَأْمَنُ وَسْطَهُمْ وتَعِيشُ فيهم أَبا مَطَرٍ هُدِيتَ بخَيْرِ عَيْشِ وتَسْكُنُ بَلْدَةً عَزَّتْ لَقاحاً وتأْمَنُ أَن يَزُورَك رَبُّ جَيْشِ قال ابن بري الشاهد في هذا الشعر صرف صلاح قال والأَصل فيها أَن تكون مبنية كقطام ويقال حَيٌّ لَقاحٌ إِذا لم يَدينوا للمَلِك قال وأَما الشاهد على صلاحِ بالكسر من غير صَرْف فقول الآخر مِنَّا الذي بصَلاحِ قامَ مُؤَذِّناً لم يَسْتَكِنْ لِتَهَدُّدٍ وتَنَمُّرِ يعني خُبَيْبَ بنَ عَدِيٍّ قال ابن بري وصَلاحِ اسم علم لمكة وقد سمَّت العربُ صالحاً ومُصْلِحاً وصُلَيحاً والصِّلْحُ نهر بمَيْسانَ
صلنبح
الصلنباح( * زاد المجد الصلنباح أَي بكسرتين وسكون النون سمك طويل )
صلدح
الصَّلَوْدَحُ الصُّلْبُ والصَّلَنْدَحةُ( * قوله « والصلندحة » هذه بفتح الصاد وضمها مع فتح اللام فيهما كما في القاموس وشرحه )
الصُّلْبة الأَزهري عن الليث الصَّلْدَحُ هو الحجر العريضُ وجارية صَلْدَحة ابن دريد ناقة جَلَنْدَحة شديدة وصَلَنْدَحة صُلْبة ولا يوصف بهما إِلا الإِناث
صلطح
الثصَّلْطَحة العريضة من النساء واصْلَنطَحت البَطْحاءٌ اتسعت قال طُرَيْحٌ أَنتَ ابنُ مُصْلَنْطِح البِطاحِ ولم تَعْطِفْ عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ يمدحه بأَنه من صَمِيم قريش وهم أَهل البَطْحاء ونَصْلٌ مُصَلْطَحٌ عريض ومكان سُلاطِحٌ عريض ومنه قول الساجع صُلاطِح بُلاطِح بلاطح إِتباعٌ والصَّلَوْطَحُ موضع( * قوله « والصلوطح موضع » ذكره المجد هنا وفي سلطح أيضاً بالسين كالمؤلف وياقوت اقتصر عليه بالسين وأنشد البيت بالسين فقال لقيط بن يعمر الأزدي اني يعيني إلخ وبعده
طوراً أراهم وطوراً لا أَبينهم ... إذا تواضع خدر ساعة لمعا )
قال
إنِّي بعَيْني إِذا أَنَّتْ حُمُولُهُمُ بَطْنَ الصَّلَوْطَحِ لا يَنْظُرْن من تَبِعا
صلقح
صَلْقَح الدراهم( * قوله « صلقح الدراهم إلخ » أورده المؤلف بالقاف وأَورده المجد بالفاء ونبه عليهما الشارح وزاد المجد الصلنقح أَي بالقاف كسفرجل الشديد الشكيمة أَو الظريف ) قَلَّبَها والصَّلاقِحُ الدراهم عن كراع ولم يذكر واحدها والصَّلَنْقَحُ الصَّيَّاحُ وكذلك الأُنثى بغير هاء وقال بعضهم إِنها لَصَلَنْقَحةُ الصَّوت صُمادِحِيَّة فأَدخل الهاء
صمح
صَمَحَتْه الشمسُ( * قوله « صمحته الشمس إلخ » بابه منع وضرب كما في القاموس ) تَصْمَحُه وتَصْمِحه صَمْحاً إِذا اشتدَّ عليه حَرُّها حتى كادتْ تُذِيبُ دِماغَه قال أَبو زُبَيْدٍ الطائىّ من سَمُومٍ كأَنها لَفْحُ نارٍ صَمَحَتْها ظَهيرةٌ غَرَّاءُ الليث صَمَحَه الصيف إِذا كادُ يُذيبُ دماغه من شدَّة الحر وقال الطِّرِمَّاحُ يصف كانساً من البقر يَذيلُ إِذا نَسَمَ الأَبْرَدانِ ويُخْدِرُ بالصَّرَّةِ الصَّامِحه والصَّرَّة شدّة الحرّ والصَّامِحةُ التي تُؤلم الدماغ بشدة حرها وشمسٌ صَمُوحٌ حارة متغيرة قال شمسٌ صَمُوحٌ وحَرُورٌ كالَّهَبْ ويوم صَمُوحٌ وصامِحٌ شديد الحرّ والصُّماحُ العَرَقُ المنتن وقيل خُبْثُ الرائحة من العَرَقِ والمَعْنَيان متقاربان والصُّماحيُّ مأَخوذ من الصُّماحِ وهو الصُّنان وأَنشد ساكناتُ العَقيقِ أَشهى إِلى النَّفْ سِ من الساكناتِ دُورَ دِمَشْقِ يَتَضَوَّعْنَ لو تَضَمَّخْنَ بالمس كِ صُماحاً كأَنه رِيحُ مَرْقِ المَرْقُ الحِلْد الذي لم يَسْتَحكم دِباغُه وهو الاهاب المُنْتِنُ وأَنشد الأَصمعيّ في صفة ماتح إذا بدا منه صُماحُ الصَّمْحِ وفاضَ عِطْفَاه بماء سَمْحِ والصُّماحُ الكَيُّ عن كراع أَبو عمرو الأَصْمَحُ الذي يَتَعَمَّدُ رؤوس الأَبطال بالنَّقْفِ والضرب لشجاعته قال العَجَّاجُ ذوقِي عُقَيْدُ وَقْعَةَ السِّلاحِ والدَّاءُ قد يُطْلَبُ بالصُّماحِ ويروى يُبْرَأُ في تفسيره عُقَيْدُ قبيلة من بَجيلة في بَكْرِ بنِ وائل وقوله بالصُّماح أَي بالكَيّ يقول آخِرُ الدواء الكَيُّ قال أَبو منصور والصُّماحُ أُخِذَ من قولهم صَمَحَتْه الشمسُ إِذا آلَمَتْ دماغَه بشدّة حَرِّها والصَّمْحاءُ والصِّمْحاءَةُ والحِرْباءَةُ الأَرض الغليظة وجمعها الصِّمْحاء والحِرْباء وصَمَحَ يَصْمَحُ غَلَّظَ له في مسأَلة ونحوها قال أَبو وجْزَة زِبَنُّونَ صَمَّاحُونَ رَكْزَ المُصامِح يقول من شادَّهم شادُّوه فغلبوه وصَمَحْتُ فلاناً أَصْمَحه صَمْحاً إذا غَلَّظْت له في مسأَلة أَوغير ذلك وصَمَحه بالسوط صَمْحاً ضربه وحافر صَمُوحٌ أَي شديد وقد صَمَح صُمُوحاً قال أَبو النجم لا يَتَشَكَّى الحافِرَ الصَّمُوحا يَلْتَحْنَ وَجْهاً بالحصى مَلْتُوحا وقيل حافر صَمُوح شديد الوَقْع عن كراع والصَّمَحْمَحُ والصَّمَحْمَحِيُّ من الرجال الشديدُ المُجْتَمِعُ الأَلواح وكذلك الدَّمَكْمَكُ قال وهو في السِّنِّ ما بين الثلاثين والأَربعين وقيل هو القصير وقيل الغليظ القصير وقيل الأَصلع وقيل المَحلوق الرأْس عن السيرافي والأُنثى من كل ذلك بالهاء قال صَمَحْمَحةٌ لا تَشْتَكِي الدهرَ رأْسها ولو نَكَزَتْها حَيَّةٌ لأَبَلَّتِ وقال ثعلب رأْس صَمَحْمَحٌ أَي أَصْلَعُ غليظ شديد وهوفَعَلْعَلٌ كُرِّرَ فيه العين واللام وبعير صَمَحْمَحٌ شديد قويّ قال ابن جني الحاء الأُولى من صَمَحْمَحٍ زائدة وذلك أَنها فاصلة بين العينين والعينان متى اجتمعتا في كلمة واحدة مفصولاً بينهما فلا يكون الحرف الفاصل بينهما إِلا زائداً نحو عَثَوْثَلٍ وعَقَنْقَلٍ وسُلالِمٍ وحَفَيْفَدٍ
( * قوله « وحفيفد » هكذا بالأصل والذي في شرح القاموس حفدفد ) وقد ثبت أَن العين الأُلى هي الزائدة فثبت إِذاً أَن الميم والحاء الأَوَّلَتَيْن في صَمَحْمَحٍ هما الزائدتان والميم والحاء الأَخيرتين هما الأَصلِيتان فاعرف ذلك وصَوْمَحٌ وصَوْمَحان موضع قال ويومٌ بالمَجَازةِ والكَلَنْدَى ويومٌ بين ضَنْكَ وصَوْمَحانِ هذه كلها مواضع
صمدح
الصُّمادِحُ والصُّمادِحِيُّ الصُّلْب الشديد وصوت صُمادِحٌ وصُمادِحِيٌّ وصَمَيْدَحٌ شديد قال ما لي عَدِمْتُ صَوْتَها الصَّمَيْدَحا وقال أَبو عمر الصُّمادِحُ الشديدُ من كل شيء وأَنشد فَشامَ فيها مُدْلِغاً صُمادِحا ورجل صَمَيْدَحٌ صُلْبٌ شديد وضرب صُرَادِحِيٌّ وصُمادِحيٌّ شديد بَيِّنٌ أَبو عمرو الصُّمادِحُ الخالص من كل شيء الأَزهري سمعت أَعرابيّاً يقول لنُقْبَةِ جَرَبٍ حَدَثَتْ ببعير فشُكَّ فيها أَبَثْر أَم جَرَبٌ هذا خاقٌ صُمادِحٌ الجَرَب والصَّمَيْدَحُ الخيار( * قوله « والصميدح الخيار إلخ » كذا بالأصل ونقله شارح القاموس في المستدركات لكن في القاموس الصميدح كسميدع اليوم الحار اه ) عن ابن الأَعرابي وأَنشد بيتاً فيه وسَكُوا الصَّمَيْدَحَ وانما
( * هكذا بالأصل )
ونبيذ صُمادِحِيٌّ قد أَدْرَكَ وخَلَصَ
صنبح
صُنابِح اسم وهو أَبو بطن من العرب منه صَفْوانُ بن عَسَّالٍ الصُّنابِحِيُّ صحب النبي صلى الله عليه وسلم وقيل صُنابِحُ بَطْنٌ من مُرادٍ
صوح
تَصَوَّحَ البَقْلُ وصَوَّحَ تَمّ يُبْسُه وقيل إِذا أَصابته آفة ويبس قال ابن بري وقد جاء صَوَّحَ البَقْلُ غير متعد بمعنى تَصَوَّح إِذا يبس وعليه قول أَبي عليّ البَصِير ولكنَّ البلادَ إِذا اقْشَعَرَّتْ وصَوَّحَ نَبْتُها رُعِيَ الهَشِيمُ وصَوَّحَتْه الريحُ أَيْبَسَتْه قال ذو الرمة وصَوَّحَ البَقْلَ نَأْآجٌ تَجِيءُ به هَيْفٌ يَمانِيةٌ في مَرِّها نَكَبُ وقيل تَصَوَّحَ البقلُ إِذا يبس أَعلاه وفيه نُدُوَّةٌ وأَنشد للراعي وحارَبَت الهَيْفُ الشَّمالَ وآذَنَتْ مَذانِبُ منها اللَّدْنُ والمُتَصَوِّحُ وتَصَوَّحَتِ الأَرضُ من اليُبْسِ ومن البَرْدِ يَبِسَ نَباتُها والانْصِياحُ كالتَّصَوُّحِ والصَّاحَةُ من الأَرض التي لا تُنْبِتُ شيئاً أَبداً الأَصمعي إِذا تَهَيَّأَ النباتُ لليُبْسِ قيل قد اقْطارَّ فإِذا يَبِسَ وانْشَقَّ قيل قد تَصَوَّحَ قال الأَزهري وتَصَوُّحُه من يُبْسِه زمانَ الحرِّ لا من آفَةٍ تُصيبه وفي الحديث نهى عن بيع النخل قبل أَن يُصَوِّحَ أَي قبل أَن يستبين صلاحُه وجَيِّدُه من رَديئه وفي حديث ابن عباس أَنه سئل متى يَحِلُّ شِراءُ النخل ؟ قال حين يُصَوِّحُ ويروى بالراء وقد تقدم وفي حديث الاستسقاء اللهم انْصاحتْ جِبالُنا أَي تَشَققت وجَفَّتْ لعدم المطر يقال صاحَه يَصُوحُه فهو مُنْصاحٌ إِذا شَقَّه وصَوَّحَ النباتُ إِذا يَبِسَ وتَشَقَّقَ وفي حديث عليّ فبادِرُوا العِلم من قبل تَصْوِيح نَبْتِه وفي حديث ابن الزبير فهو يَنْصاحُ عليكم بوابل البَلايا أَي يَنْشَقُّ عليكم قال الزمخشري ذكره الهروي بالصاد والحاء قال وهو تصحيف وانْصاحَ الثوبُ انْصِياحاً تشقق من قِبَلِ نَفْسه ومنه قول عَبيدٍ يصف مطراً قد ملأَ الوِهادَ والقَرارات فأَصْبَحَ الرَّوْضُ والقِيعانُ مُتْرَعَةً ما بين مُرْتَتِقٍ منها ومُنْصاحِ قال شمر ورواه ابن الأَعرابي من بين مُرْتَفِقٍ منها ومُنْصاحِ وفَسَّرَ المُنْصاحُ الفائض الجاري على وجه الأَرض قال والمُرْتَفِقُ الممتلئ والمُرْتَتِقُ من النبات الذي لم يخرج نَوْرُهُ وزَهْرُه من أَكمامه والمُنْصاحُ الذي قد ظهر زَهْرُه وقوله منها يريد من نبتها فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه قال وروي عن أَبي تَمَّام الأَسَدِيِّ أَنه أَنشده من بين مُرْتَفِقٍ منها ومن طاحي وقال الطاحي الذي فاضَ وسالَ وذهب وتَصَايَحَ غِمْدُ السيف إِذا تشقق وفي النوادر صَوَّحَتْه الشمسُ ولَوَّحَتْه وصَمَحَتْه إِذا أَذْوَتْهُ وآذَتْهُ والتَّصَوُّحُ التَّشقُّق في الشَّعَر وغيره وتَصَوُّحُ الشعر تشقُّقُه من قِبَلِ نفسه وتَناثره وقد صَوَّحَه الجُفُوفُ وصُحْتُ الشيءَ فانْصاحَ أَي شققته فانشقَّ وانْصاحَ القمر استنار وانْصاحَ الفجرُ انْصِياحاً إِذا استنار وأَضاءَ وأَصله الانشقاق والصُّوَّاحةُ على تقدير فُعَّالة من تشقق الصُّوف( * قوله « من تشقق الصوف » عبارة القاموس ما تشقق من الشعر ) وقد صَوَّحه والصُّوَاحُ عَرَقُ الخيل خاصةً وقد يُعَمُّ به وأَنشد الأَصمعي جَلَبْنَ الخَيْلَ دامِيةً كُلاها يُسَنُّ على سَنابِكِها الصُّواحُ ويروى يسيل ومثله قوله تُسَنُّ على سَنابِكِها القُرُونُ وفي الحديث أَن مُحَلِّم بنَ جُثامةَ الليثي قتل رجلاً يقول لا إِله إِلاَّ الله فلما مات هو دفنوه فلفظته الأَرض فأَلقته بين صَوْحَيْنِ
( * قوله « فأَلقته بين صوحين » الذي في النهاية فألقوه ) فأَكلته السباع ابن الأَعرابي الصَّوْحُ بفتح الصاد الجانب من الرأْس والجبل ويقال صُوحٌ لوجه الجبل القائم كأَنه حائط وهما لغتان صحيحتان وصُوحا الوادي حائطاه ويفرد فيقال صُوحٌ ووجه الجبل القائم
( * قوله « ووجه الجبل القائم تراه إلخ » عبارة الجوهري ووجه الجبل القائم تراه كأنه حائط وفي الحديث وألقوه بين الصوحين ) تراه كأَنه حائط وأَلْقَوْه بين الصُّوحَيْنِ حتى أَكلته السباع أَي بين الجبلين فأَما ما أَنشده بعضهم وشِعْبٍ كَشَكِّ الثوب شَكْسٍ طريقُه مَدارِجُ صُوحَيْهِ عِذابٌ مَخاصِرُ تَعَسَّفْتُهُ بالليْلِ لم يَهْدِني له دَلِيلٌ ولم يَشْهَدْ له النَّعْتَ خابِرُ فإِنما عَنَى فَماً قَبَّله فجعله كالشِّعْبِ لصغره ومَثَّلَه بشَك الثوب وهي طريقة خياطته لاستواء منابت أَضراسه وحسن اصطفافها وتَراصُفِها وجعل رِيقَه كالماء وناحِيَتَيِ الأَضراس كصُوحَيِ الوادي وصُوحُ الجبل أَسفله والصُّواحُ الطَّلْعُ حين يَجِفُّ فيتناثَرُ عن أَبي حنيفة وصُوحانُ اسم قال قتلت عِلْباءَ وهِنْدَ الجَمَلِ وابْناً لِصُوحانَ على دِينِ عَلِي وبنو صُوحانَ من بني عبد القيس والصُّواحُ الجِصُّ الأَزهري عن الفراء قال الصُّواحِيُّ مأْخوذ من الصُّواحِ وهو الجِصُّ وأَنشد جَلَبْنا الخيلَ من تَثْلِيتَ حتى كأَنَّ على مَناسِجِها صُوَاحا قال شَبَّه عَرَق الخيل لما ابيضَّ بالصُّواح وهو الجِصُّ قال ابن بري في هذا البيت شاهد على أَن الصُّواحَ العرق كما ذكر الجوهري وفيه أَيضاً شاهد على الجصِّ على ما رواه ابن خالويه هنا منصوباً والبيت مجهول القائل فلهذا وقع الاختلاف في روايته أَبو سعيد الصُّواحُ من اللبن ما غلب عليه الماء وهو الضَّياحُ والشَّهابُ والصُّواحُ النَّجْوَةُ من الأَرض
( * قوله « والصواح النجوة من الأَرض » أي ما ارتفع منها وفي القاموس والصواح الرخوة من الأَرض ) وصاحةُ موضع قال بشر بن أَبي خازم تَعَرُّضَ جأْبةِ المِدْرَى خَذُولٍ بصاحةَ في أَسِرَّتِها السِّلامُ وقيل صاحةُ اسم جبل وفي الحديث ذِكْرُ الصاحة قال ابن الأَثير هي بتخفيف الحاء هِضابٌ حُمْرٌ بقرب عَقِيق المدينة
صيح
الصِّياحُ الصوتُ وفي التهذيب صوتُ كل شيء إِذا اشتدّ صاحَ يَصِيحُ صَيْحة وصِياحاً وصُياحاً بالضم وصَيْحاً وصَيَحاناً بالتحريك وصَيَّحَ صَوَّتَ بأَقصى طاقته يكون ذلك في الناس وغيرهم قال وصاحَ غُرابُ البَيْنِ وانْشَقَّتِ العَصا كما ناشَدَ الذَّمَّ الكَفِيلُ المُعاهِدُ والمُصايَحَةُ والتصايُحُ أَن يَصِيحَ القومُ بعضهم ببعض والصَّيْحَةُ العذابُ وأَصله من الأَوّل قال الله عز وجل فأَخَذَتْهم الصَّيْحةُ يعني به العذاب ويقال صِيحَ في آلِ فلان إِذا هَلَكُوا فأَخَذَتْهم الصَّيْحةُ أَي أَهلكتهم والصَّيحةُ الغارةُ إِذا فُوجِئَ الحيُّ بها والصائِحةُ صَيْحَةُ المَناحةِ يقال ما ينتظرون إِلاَّ مثلَ صَيْحةِ الحُبْلى أَي شَرًّا سَيعاجِلُهم قال الله عز وجل وأَخَذَ الذين ظَلَموا الصيحةُ فذكر الفعل لأَن الصيحة مصدر أُريد به الصِّياحُ ولو قيل أَخذت الذين ظلموا الصيحةُ بالتأْنيث كان جائزاً يذهب به إِلى لفظ الصَّيْحة وقال امرؤ القيس دَعْ عنكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَراتِهِ ولكنْ حَديثاً ما حديثُ الرَّواحِلِ ؟ ولقيته قبل كل صَيْح ونَفْرٍ الصَّيْحُ الصِّياحُ والنفر التفرق وكذلك إِذا لقيته قبل طلوع الفجر وغَضِبَ من غير صَيْحٍ ولا نَفْر أَي من غير شيء صِيحَ به قال كذوبٌ مَحولٌ يجعلُ اللهَ جُنَّةً لأَيْمانِه من غير صَيْحٍ ولا نَفْرِ أَي من غير قليل ولا كثير وصاحَ العُنقُودُ يَصِيح إِذا اسْتَتَمَّ خروجُه من أَكِمَّته وطال وهو في ذلك غَضٌّ وقول رؤبة كالكَرْم إِذ نادَى من الكافُورِ إِنما أَراد صاحَ فيما زعم أَبو حنيفة فلم يستقم له فإِن كان إِنما فرَّ إِلى نادَى من صاحَ لأَنه لو قال صاحَ من الكافور لكان الجُزْءُ مَطْوِيّاً فأَراد رؤبة أَن يسلمه من الطَيِّ فقال نادَى فتم الجزء وتَصَيَّحَ البقلُ والخَشَبُ والشَّعَرُ ونحو ذلك لغة في تَصَوَّحَ تَشَقَّق ويَبِسَ وصَيَّحَتْه الريحُ والحرّ والشمس مثل صَوَّحَته وأَنشد أَعرابي لذي الرمة ويمو من الجَوْزاءِ مُوتَقِدُ الحَصَى تَكادُ صَياحِي العينِ منه تَصَيَّحُ( * قوله « صياحي العين » هكذا في الأصل )
وتَصَيَّحَ الشيءُ تكسر وتشقق وصَيَّحْتُه أَنا وانْصاحَ الثوبُ تشقق من قِبَلِ نفسه وانْصاحَت الأَرض تَغَطَّى بعضُها بالنبات وبقي بعضها فكانت كالثوب المُنْشَقِّ قال عبيد وأَمْسَتِ الأَرضُ والقِيعانُ مُثْرِيَةً من بَينِ مُرْتَتِقٍ منها ومُنْصاحِ وقد تقجم هذا البيت في صوح أَيضاً والصَّيْحانيُّ ضَرْبٌ من تمر المدينة قال الأَزهري الصَّيْحانيُّ ضرب من التمر أَسود صُلْبُ المَمْضَغَة وسمي صَيْحانِيّاً لأَن صَيْحانَ اسم كبش كان ربط إِلى نخلة بالمدينة فأَثمرت تمراً صَيْحانِيّاً
( * قوله « فأثمرت تمراً صيحانياً » كذا بالأصل ولفظ صيحانياً هنا لا حاجة إليه )
فَنُسِبَ إِلى صَيْحانَ
ضبح
ضَبَحَ العُودَ بالنار يَضْبَحُه ضَبْحاً أَحرق شيئاً من أَعاليه وكذلك اللحم وغيره الأَزهري وكذلك حجارةُ القَدَّاحةِ إِذا طلعت كأَنها مُتَحَرِّقةٌ مَضْبوحةٌ وضَبَحَ القِدْحَ بالنار لَوَّحَه وقِدْحٌ ضَبِيحٌ ومَضْبوحٌ مُلَوَّح قال وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حِوارَه على النارِ واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ أَصفر قِدْحٌ وذلك أَن القِدْحَ إِذا كان فيه عَوَجٌ ثُقِّفَ بالنار حتى يستوي والمَضْبوحةُ حجارة القَدّاحَةِ التي كأَنها محترقة قال رؤبة بن العجاج يصف أُتُناً وفَحْلَها يَدَعْنَ تُرْبَ الأَرضِ مَجْنُونَ الصِّيَقْ والمَرْوَ ذا القَدَّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ والصِّيَقُ الغُبار وجنونه تطايره والمَضْبُوحُ حجر الحَرَّة لسواده والضِّبْحُ الرَّمادُ وهو من ذلك الأَزهري أَصله من ضَبَحته النار وضَبَحَتْه الشمسُ والنار تَضْبَحُه ضَبْحاً فانْضَبَحَ لَوَّحته وغيَّرته وفي التهذيب وغَيَّرَتْ لونَه قال عُلِّقْتُها قبلَ انْضِباحِ لَوْني وجُبْتُ لَمَّاعاً بعيدَ البَوْنِ والانْضِباحُ تغير اللون وقيل ضَبَحَتْهُ النارُ غيرته ولم تبالغ فيه قال مُضَرِّسٌ الأَسديُّ فلما أَن تَلَهْوَجْنا شِواءً به اللَّهَبانُ مَقْهوراً ضَبِيحا خَلَطْتُ لهم مُدامةَ أَذْرِعاتٍ بماءٍ سَحابةٍ خَضِلاً نَضُوحا والمُلَهْوَجُ من الشواء الذي لم يَتِمَّ نُضْجُه واللَّهَبانُ اتِّقادُ النار واشْتِعالُها وانْضَبَحَ لونُه تغير إلى السواد قليلاً وضَبَحَ الأَرنبُ والأَسودُ من الحيات والبُومُ والصَّدَى والثعلبُ والقوسُ يَضْبَحُ ضُباحاً صَوَّت أَنشد أَبو حنيفة في وصف قوس حَنَّانةٌ من نَشَمٍ أَو تَوْلَبِ تَضْبَحُ في الكَفِّ ضُباح الثَّعلبِ قال الأَزهري قال الليث الضُّباح بالضم صوت الثعالب قال ذو الرمة سَباريتُ يَخْلُو سَمْعُ مُجْتازِ رَكْبِها من الصوتِ إِلا من ضُباحِ الثعالبِ وفي حديث ابن الزبير قاتل اللهُ فلاناً ضَبَح ضَبْحَة الثعلب وقَبَعَ قَبْعةَ القُنْفُذِ قال والهامُ تَضْبَح أَيضاً ضُباحاً ومنه قول العَجَّاج من ضابِحِ الهامِ وبُومٍ بَوَّام وفي حديث ابن مسعود لا يَخْرُجَنَّ أَحدُكم إِلى ضَبْحةٍ بليل أَي صَيْحة يسمعها فلعله يصيبه مكروه وهو من الضُّباحِ صوت الثعلب ويروى صيحة بالصاد المهملة والياء المثناة تحتها وفي شعر أَبي طالب فإِني والضَّوابحِ كلَّ يومٍ جمع ضابح يريد القَسَمَ بمن رفع صوته بالقراءة وهو جمع شاذ في صفة الآدمي كفَوارس وضَبَحَ يَضْبَحُ ضَبْحاً وضُباحاً نَبَحَ والضُّباحُ الصَّهيل وضَبَحَت الخيلُ في عَدْوِها تَضْبَحُ ضَبْحاً أَسْمَعَتْ من أَفواهها صوتاً ليس بصهيل ولا حَمْحَمَة وقيل تَضْبَحُ تَنْحِمُ وهو صوت أَنفاسها إِذا عدون قال عنترة والخيلُ تَعْلَمُ حين تَضْ بَحُ في حِياضِ الموتِ ضَبْحا( * قوله « والخيل تعلم » كذا بالأصل والصحاح وأَنشده صاحب الكشاف والخيل تكدح )
وقيل هو سير وقيل هو عَدْوٌ دون التقريب وفي التنزيل والعادياتِ ضَبْحاً كان ابن عباس يقول هي الخيل تَضْبَحُ وكان رضوان الله عليه يقول هي الإِبل يذهب إِلى وقعة بدر وقال ما كان معنا يومئذ إِلاَّ فرس كان عليه المِقْداد والضَّبْح في الخيل أَظهر عند أَهل العلم قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ما ضَبَحَتْ دابة قط إِلا كَلْبٌ أَو فرس وقال بعض أَهل اللغة من جعلها للإِبل جعل ضَبْحاً بمعنى ضَبْعاً يقال ضَبَحَت الناقة في سيرها وضَبَعَتْ إِذا مَدَّتْ ضَبْعَيها في السير وقال أَبو إِسحق ضَبْحُ الخيل صوت أَجوافها إِذا عَدَت وقال أَبو عبيدة ضَبَحَتِ الخيلُ وضَبَعَتْ إِذا عدت وهو السير وقال في كتاب الخيل هو أَن يَمُدَّ الفرسُ ضَبْعَيْه إِذا عدا حتى كأَنه على الأَرض طولاً يقال ضَبَحَتْ وضَبَعَتْ وأَنشد إِنَّ الجِيادَ الضَّابِحاتِ في العَدَدْ وقال ابن قتيبة في حديث أَبي هريرة تَعِسَ عبدُ الدينار والدرهم الذي إِن أُعْطِيَ مَدَحَ وضَبَحَ وإِن مُنع قَبَحَ وكَلَحَ تَعِسَ فلا انْتَعَشَ وشِيكَ فلا انْتَقَش معنى ضَبَحَ صاح وخاصم عن مُعْطيه وهذا كما يقال فلان يَنْبَحُ دونك ذهب إِلى الاستعارة وقيل الضَّبْحُ الخَضِيعة تُسْمَعُ من جوف الفرس وقيل الضَّبْحُ شدّةُ النَّفَس عند العَدْو وقيل هو الحَمْحَمة وقيل هو كالبَحَحِ وقيل الضَّبْحُ في السير كالضَّبْعِ وضُبَيْح ومَضْبوحٌ اسمان
ضحح
الضِّحُّ الشمس وقيل هو ضوؤها وقيل هو ضوؤها إِذا استمكن من الأَرض وقيل هو قَرْنُها يصيبك وقيل كلُّ ما أَصابته الشمس ضِحٌّ وفي الحديث لا يَقْعُدَنَّ أَحدُكم بين الضِّحِّ والظِّلِّ فإِنه مَقْعَدُ الشيطان أَي نصفه في الشمس ونصفه في الظل قال ذو الرمة يصف الحِرْباء غدا أَكْهَبَ الأَعلى وراحَ كأَنه من الضِّحِّ واستقبالهِ الشمسَ أَخْضَرُ أَي واستقباله عينَ الشمس الأَزهري قال أَبو الهيثم الضِّحُّ نقيض الظل وهو نور الشمس الذي في السماء على وجه الأَرض والشمس هو النور الذي في السماء يَطْلُعُ ويَغْرُب وأَما ضوؤه على الأَرض فضِحٌّ قال وأَصله الضِّحْيُ فاستثقلوا الياء مع سكون الحاء فَثَقَّلُوها وقالوا الضِّحُّ قال ومثله العبدُ القِنُّ أَصله قِنْيٌ من القِنْيَةِ ومن أَمثال العرب جاء بالضِّحِّ والرّيحِ وضَحْضَحَ الأَمرُ إِذا تبين قال الأَصمعي هو مثلُ الضَّحْضاح يَنْتَشِر على وجه الأَرض وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال الضِّحُّ كان في الأَصل الوِضْحُ وهو نور النهار وضَوْءُ الشمس فحذفت الواو وزيدت حاءٌ مع الحاء الأَصلية فقيل الضِّحُّ قال الأَزهري والصواب أَن أَصله الضِّحْيُ مِن ضَحِيَتِ الشمسُ قال الأَزهري في كتابه وكذلك القِحَّةُ أَصلها الوِقْحَةُ فأُسقطت الواو وبُدِّلت الحاء مكانها فصارت قِحَّة بحاءَين وجاء فلان بالضِّحِّ والريح إِذا جاء بالمال الكثير يعنون إِنما جاء بما طلعت عليه الشمس وجَرَت عليه الريح يعني من الكثرة ومن قال الضِّيح والريح في هذا المعنى فليس بشيء وقد أَخطأَ عند أَكثر أَهل اللغة وإِنما قلنا عند أَكثر أَهل اللغة لأَن أَبا زيد قد حكاه وإِنما الضِّيحُ عند أَهل اللغة لغة الضِّحِّ الذي هو الضوء وسيذكر وفي حديث أَبي خَيْثَمة يكون رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الضِّحِّ والريح وأَنا في الظل أَي يكون بارزاً لحرّ الشمس وهبوب الرياح قال والضِّحُّ ضوء الشمس إِذا استمكن من الأَرض وهو كالقَمْراء للقمر قال ابن الأَثير هكذا هو أَصل الحديث ومعناه وذكر الهروي فقال أَراد كثرة الخيل والجيش ابن الأَعرابي الضِّحُّ ما ضَحا للشمس والريحُ ما نالته الريحُ وقال الأَصمعي الضِّحُّ الشمس بعينها وأَنشد أَبيَض أَبْرَزَه للضِّحِّ راقِبُه مُقَلَّد قُضُبَ الرَّيْحانِ مَفْغُوم وفي حديث عَيَّاش بن أَبي ربيعة لما هاجر أَقْسَمَتْ أُمُّه بالله لا يُظِلُّها ظِلٌّ ولا تزال في الضِّحِّ والريح حتى يرجع إِليها وفي الحديث لو مات كَعْبٌ عن الضِّحِّ والريحِ لَوَرِثَه الزبير أَراد لو مات عما طلعت عليه الشمس وجرت عليه الريح كَنَى بهما عن كثرة المال وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد آخَى بين الزبير وبين كعب بن مالك قال ابن الأَثير ويروى عن الضِّيح والريح والضِّحُّ ما بَرَزَ من الأَرض للشمس والضِّحُّ البَراز الظاهرُ من الأَرض ولا جمع لكل شيء من ذلك والضَّحْضَحُ والضَّحْضاحُ الماء القليل يكون في الغدير وغيره والضَّحْلُ مثله وكذلك المُتَضَحْضِحُ وأَنشد شمر لساعدة بن جُؤَيَّة واسْتَدْبَرُوا كلَّ ضَحْضاحٍ مُدَفِّئَةٍ والمُحْصَناتِ وأَوزاعاً من الصَرَمِ( * قوله « واستدبروا » أي استاقوا والضحضاح الإبل الكثيرة والمدفئة ذات الدفء والأَوزاع الضروب المتفرقة كما فسره صاحب الأساس والصرم جمع صرمة القطعة من الإبل نحو الثلاثين فحينئذ حق البيت أن ينشد عند قوله الآتي قريباً وإِبل ضحضاح كثيرة )
وقيل هو الماء اليسير وقيل هو ما لا غَرَقَ فيه ولا له غَمْرٌ وقيل هو الماءُ إِلى الكعبين إِلى أَنصاف السُّوقِ وقول أَبي ذؤيب يَحُشُّ رَعْداً كَهَدْرِ الفَحْلِ يَتْبَعُه أُدْمٌ تَعَطَّفُ حَوْلَ الفَحلِ ضَحْضاحُ قال خالد بن كُلْثوم ضَحْضاحٌ في لغة هذيل كثير لا يعرفها غيرهم يقال عنده إِبل ضَحْضاحٌ قال الأَصمعي غَنَمٌ ضَحْضَاحٌ وإِبلٌ ضَحْضاحٌ كثيرة وقال الأَصمعي هي المنتشرة على وجه الأَرض ومنه قوله تُرَى بُيوتٌ وتُرَى رِماحُ وغَنَمٌ مُزَنَّمٌ ضَحْضاحُ قال الأَصمعي هو القليل على كل حال وأَراد هنا جماعة إِبل قليلة وقد تَضَحْضَحَ الماءُ قال ابن مُقْبل وأَظْهَرش في عِلانِ رَقْدٍ وسَبْلُه عَلاجِيمُ لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ
( * قوله « وأَظهر في علان إلخ » أَي نزل السحاب في هذا المكان وقت الظهر )
وماء ضَحْضاحٌ أَي قريب القعر وفي حديث أَبي المِنْهال في النار أَوديةٌ في ضَحْضاح شَبَّه قِلَّةَ النار بالضَّحْضاحِ من الماء فاستعاره فيه ومنه الحديث الذي يروى في أَبي طالب وجدته في غمرات من النار فأَخْرَجْتُه إِلى ضَحْضاحٍ وفي رواية إِنه في ضَحْضاحٍ من نار يَغْلي منه دِماغُه والضَّحْضاحُ في الأَصل ما رَقَّ من الماء على وجه الأَرض ما يبلغ الكعبين واستعاره للنار والضَّحْضَحُ والضَّحْضَحةُ والتَّضَحْضُحُ جَرْيُ السَّراب وضَحْضَحَ السَّراب وتَضَحْضَحَ إِذا تَرَقْرَقَ
ضرح
الضَّرْحُ التنحيةُ وقد صَرَحَه أَي نحاه ودفعه فهو مُضْطَرحٌ أَي رَمَى به في ناحية قال الشاعر فلما أَن أَتَيْنَ على أُضاخٍ ضَرَحْنَ حَصاه أَشْتاتاً عِزِينا وضَرَحَ عنه شهادة القوم يَضْرَحُها ضَرْحاً جَرَّحَها وأَلقاها عنه لئلا يشهدوا عليه بباطل والضَّرْحُ أَن يؤخذ شيء فيرمى به في ناحية قال الهذلي تعلو السيوفُ بأَيديهم جَماجِمَهُمْ كما يُفَلِّقُ مَرْوَ الأَمْعَزِ الضَّرَحُ أَراد الضَّرْح فحرك للضرورة واضْطَرَحُوا فلاناً رَمَوْه في ناحية والعامة تقول اطَّرَحُوه يظنونه من الطَّرْح وإِنما هو من الضَّرْح قال الأَزهري وجائز أَن يكون اطَّرَحُوه افتعالاً من الطَّرْح قلبت التاء طاء ثم أُدغمت الضاد فيها فقيل اطَّرَحَ قال المُؤَرِّجُ وفلان ضَرَحٌ من الرجال أَي فاسد وأَضْرَحْتُ فلاناً أَي أَفسدته وأَضْرَحَ فلانٌ السُّوقَ حتى ضَرَحَتْ ضُرُوحاً وضَرْحاً أَي أَكْسَدَها حتى كَسَدَتْ وقوسٌ ضَرُوحٌ شديدة الحَفْزِ والدفع للسهم عن أَبي حنيفة والضَّرُوحُ الفرس النَّفُوحُ برجله وفيها ضِراحٌ بالكسر وضَرَحَتِ الدابة( * قوله « وضرحت الدابة إلخ » بابه منع وكتب كما في القاموس ) برجلها تَضْرَحُ ضَرْحاً وضِراحاً الأَخيرة عن سيبويه فهي ضَرُوحٌ رَمَحَتْ قال العجاج وفي الدَّهاسِ مِضْبَرٌ ضَرُوحُ وقيل ضَرْحُ الخيل بأَيديها ورَمْحُها بأَرجُلها والضَّرْحُ والضَّرْجُ بالحاء والجيم الشَّقُّ وقد انْضَرَحَ الشيءُ وانْضَرَجَ إِذا انشق وكل ما شُقَّ فقد ضُرِحَ قال ذو الرمة ضَرَحْنَ البُرودَ عن تَرائِبِ حُرَّةٍ وعن أَعْيُنٍ قَتَّلْنَنا كلَّ مَقْتَلِ وقال الأَزهري قال أَبو عمرو في هذا البيت ضَرَحْنَ البُرود أَي أَلقَين ومن رواه بالجيم فمعناه شَقَقْنَ وفي ذلك تغاير والضَّرِيحُ الشَّقُّ في وسط القبر واللحدُ في الجانب وقال الأَزهري في ترجمة لحد والضريح والضَّرِيحةُ ما كان في وسطه يعني القبر وقيل الضريح القبر كلُّه وقيل هو قبر بلا لحد والضَّرْحُ حَفْرُكَ الضَّرِيحَ للميت وضَرَحَ الضَّرِيحَ للميت يَضْرَحُه ضَرْحاً حفر له ضَرِيحاً قال الأَزهري سمي ضريحاً لأَنه يُشَقُّ في الأَرض شقّاً وفي حديث دَفْنِ النبي صلى الله عليه وسلم نُرْسِلُ إِلى اللاحد والضارح فأَيُّهما سَبَقَ تركناه وفي حديث سَطِيح أَوْفَى على الضَّرِيح ورجل ضَريح بعيد فعيل بمعنى مفعول قال أَبو ذؤيب عَصاني الفُؤادُ فأَسْلَمْتُهُ ولم أَكُ مما عَناهُ ضَرِيحا وقد ضَرَحَ تباعد وانضَرَحَ ما بين القوم مثل انْضَرَجَ إِذا تباعد ما بينهم وأَضرحه عنك أَي أَبعده وبيني وبينهم ضَرْحٌ أَي تباعُد ووحْشة وضارَحْته ورامَيْته وسابَبْته واحد وقال عَرَّام نِيَّةٌ ضَرَحٌ وطَرَحٌ أَي بعيدة وقال غيره ضَرَحَه وطَرَحه بمعنى واحد وقيل نِيَّةٌ نَزَحٌ ونَفَحٌ وطَوَحٌ وضَرَحٌ ومَصَحٌ وطَمَحٌ وطَرَحٌ أَي بعيدة وأَحال ذلك على نوادر الأَعراب والانْضِراحُ الاتساع والمَضْرَحِيُّ من الصُّقور ما طال جناحاه وهو كريم وقال غيره المَضْرَحِيُّ النَّسْرُ وبجناحيه شبه طرف ذنب الناقة وما عليه من الهُلْبِ قال طرفة كأَنَّ جَناحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفا حِفافَيْهِ شُكَّا في العَسِيبِ بِمِسْرَدِ شبَّه ذنب الناقة في طوله وضُفُوِّه بجناحي الصقر وقد يقال للصقر مَضْرَحٌ بغير ياء قال كالرَّعْنِ وافاه القَطامُ المَضْرَحُ والأَكثر المَضْرَحِيُّ قال أَبو عبيد الأَجْدَلُ والمَضْرَحِيُّ والصَّقْرُ والقَطَامِيُّ واحِدٌ والمَضْرَحِيُّ الرجل السيد السَّرِيُّ الكريم قال عبد الرحمن بن الحكم يمدح معاوية بأَبْيَضَ من أُمَيَّةَ مَضْرَحِيٍّ كأَنَّ جَبِينَه سَيْفٌ صَنِيعُ ومن هذه القصيدة أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ في بُراها تَكَشَّفُ عن مناكبها القُطُوعُ ورجل مَضْرَحِيٌّ عتيقُ النِّجارِ والمَضْرَحِيُّ أَيضاً الأَبيض من كل شيء والمَضارِحُ مواضع معروفة والضُّراحُ بالضم بيت في السماء مُقابِلُ الكعبة في الأَرض قيل هو البيت المعمور عن ابن عباس وفي الحديث الضُّراحُ بيت في السماء حِيالَ الكعبة ويروى الضَّرِيح وهو البيت المعمور من المُضارَحة وهي المقابلة والمُضارَعة وقد جاء ذكره في حديث عليّ ومجاهد قال ابن الأَثير ومن رواه بالصاد فقد صحَّف وضَراحٌ ومِّضَرِّحٌ وضارِحُ وضُرَيْحٌ ومَضْرَحِيٌّ كلها أَسماء
ضيح
الضَّيْحُ والضَّيَاحُ اللبن الرقيق الكثير الماء قال خالد بن مالك الهذلي يَظَلُّ المُصْرِمُونَ لهم سُجُوداً ولو لم يُسْقَ عندهُمُ ضَياحُ وفي التهذيب الضَّياحُ اللبن الخاثر يصبّ فيه الماء ثم يُجَدَّحُ وقد ضاحَه ضَيْحاً وضَيَّحه تَضْييحاً مزجه حتى صار ضَيْحاً قال ابن دريد ضِحْتُه مُماتٌ وكل دواء أَو سَمٍّ يُصَبّ فيه الماء ثم يُجَدَّح ضَياحٌ ومُضَيَّحٌ وقد تَضَيَّح وضَيَّحْتُ الرجلَ سقيتُه الضَّيْحَ ويقال ضَيَّحْتُه فتَضَيَّحَ الأَزهري عن الليث ولا يسمى ضَيَاحاً إِلا اللبن وتَضَيُّحه تَزَيُّده قال والضيَّاحُ والضَّيْح عند العرب أَن يُصَبَّ الماءُ على اللبن حتى يَرِقَّ سواء كان اللبن حليباً أَو رائباً قال وسمعت أَعرابيّاً يقول ضَوِّحْ لي لُبَيْنَةً ولم يقل ضَيِّحْ قال وهذا مما أَعلمتك أَنهم يُدْخِلُون أَحدَ حَرْفَي اللِّين على الآخر كما يقال حَيَّضَه وحَوَّضَه وتَوَّهَه وتَيَّهَه الأَصمعي إِذا كثر الماء في اللبن فهو الضَّيْح والضيَّاحُ وقال الكسائي قد ضَيَّحه من الضَّياحِ وفي حديث عَمَّار إِن آخِرَ شَرْبةً تَشْرَبُها ضَياحٌ الضَّيَاحُ والضَّيْحُ بالفتح اللبن الخاثر يُصَبُّ فيه الماء ثم يخلط رواه يوم قُتِلَ بصِفِّينَ وقد جيء بلبن فشربه ومنه حديث أَبي بكر رضي الله عنه فسَقَتْه ضَيْحةً حامِضةً أَي شربة من الضَّيْح وجاء بالريحِ والضِّيح عن أَبي زيد الضِّيح إِتباع للريحِ فإِذا أُفرد لم يكن له معنى وقال ابن دريد العامة تقول جاء بالضِّيح والريح وهذا ما لا يُعرف وقال الليث الضِّيح تقوية للفظ الريح قال الأَزهري وغيره لا يُجِيز الضِّيح قال أَبو عبيد معنى الضِّيح الشمسُ أَي إِنما جاء بمثل الشمس والريح في الكثرة وقال أَبو عبيد العامة تقول جاء بالضِّيح والريخ وليس الضِّيحُ بشيء وفي حديث كعب بن مالك لو مات يومئذ عن الضِّيحِ والريح لوَرِثه الزُّبير قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية والمشهور الضِّحُّ وهو ضوء الشمس قال وإِن صحت الرواية فهو مقلوب من ضُحَى الشمس وهو إِشراقها وقيل الضِّيحُ قريب من الريح وضاحَتِ البلادُ خلت وفي دعاء الاستسقاء اللهم ضاحت بلادُنا أَي خلت جَدْباً والمُتَضَيِّحُ الذي يجيء آخر الناس في الوِرْدِ وفي الحديث من لم يَقْبَلِ العُذْرَ ممن تَنَصَّل إِليه صادقاً كان أَو كاذباً لم يَرِدْ عَليَّ الحَوْضَ إِلا مُتَضَيِّحاً التفسير لأَبي الهيثم حكاه الهروي في الغريبين وقال ابن الأَثير معناه أَي متأَخراً عن الواردين يجيء بعدما شربوا ماء الحوض إِلا أَقله فيبقى كدراً مختلطاً بغيره كاللبن المخلوط بالماء وأَنشد شمر قد علمتْ يوم وَرَدْنا سَيْحا أَني كَفَيْتُ أَخَوَيْها المَيْحا فامْتَحَضا وسَقَّياني ضَيْحا والمُتَضَيِّحُ موضع قال تَوْبَةُ تَرَبَّعَ لَيْلِي بالمُضَيَّحِ فالحِمَى
طبح
المُطَبَّحُ بشدّ الباء وفتحها السمين عن كراع
طحح
الطَّحُّ البَسْطُ طَحَّه يَطُحُّه طَحًّا إِذا بسطه فانْطَحَّ قال قد رَكِبَتْ مُنْبَسِطاً مُنْطَحَّا تَحْسَبُه تحتَ السَّرابِ المِلْحا يصف خَرْقاً قد علاه السراب والطَّحُّ أَيضاً أَن تَضَعَ عَقِبَك على شيء ثم تَسْحَجَه قال الكسائي طَحَّانُ فَعْلانُ من الطَّحِّ ملحق بباب فَعْلانَ وفَعْلى وهو السَّحْجُ ابن الأَعرابي الطُّحُحُ المَساحِجُ والمِطَحَّة من الشاة مُؤَخَّرُ ظِلْفها وتحت الظِّلْف في موضع المِطَحَّةِ عُظَيم كالفَلَكَةِ وقال أَحمد بن يحيى يقال لهَنَةٍ مثل الفَلَكَةِ تكون في رِجْل الشاة تَسْحَجُ بها المِطَحَّةُ وطَحْطَحَ الشيءَ فتَطَحْطَحَ فرّقه وكسره إِهلاكاً وطَحْطَحَ بهم طَحْطَحَةً وطِحْطاحاً بكسر الطاء إِذا بَدَّدهم الليث الطَّحْطَحةُ تفريق الشيء إِهلاكاً وأَنشد فتُمْسِي نابِذاً سُلْطانَ قَسْرٍ كضَوْءِ الشمسِ طَحْطَحه الغُرُوبُ ويروى طخطخه بالخاء وقال رؤبة طَحْطَحه آذِيُّ بَحْرٍ مِتْأَقِ وروى أَبو العباس عن عمرو عن أَبيه قال يقال طَحْطَحَ في ضَحِكه وطَخْطَخَ وطَهْطَهَ وكَتْكَتَ وكَدْكَدَ وكَرْكَرَ بمعنى واحد وجاءنا وما عليه طِحْطِحةٌ كما تقول طِحْرِيَةٌ عن اللحياني أَبو زيد ما على رأْسه طِحْطِحة أَي ما عليه شعرة
طرح
ابن سيده طَرَحَ بالشيء وطَرَحَه يَطْرَحُه طَرْحاً واطَّرَحَه وطَرَّحه رمى به أَنشد ثعلب تَنَحَّ يا عَسِيفُ عن مَقامِها وطَرِّح الدَّلْوَ إِلى غُلامِها الأَزهري والطِّرْحُ الشيء المطروحُ لا حاجة لأَحد فيه الجوهري وطَرَّحَه تَطْريحاً إِذا أَكثر من طَرْحه ويقال اطَّرَحَه أَي أَبعده وهو افْتَعله وشيء طَريح وطُرَّحٌ مطروح وطَرَحَ عليه مسأَلةً أَلقاها وهو مثل ما تقدّم قال ابن سيده وأُراه مولَّداً والأُطْرُوحةُ المسأَلة تَطْرَحُها والطَّرَحُ بالتحريك البُعْدُ والمكانُ البعيد قال الأَعشى تَبْتَنِي الحمدَ وتَسْمُو للعُلى وتُرَى نارُكَ من ناءٍ طَرَحْ والطَّرُوحُ من البلاد البعيدُ وبلد طَرُوحٌ بعيد وطَرَحَتِ النَّوَى بفلان كلَّ مَطْرَح إِذا نأَتْ به وطَرَحَ به الدهرُ كلَّ مَطْرَح إِذا نأَى عن أَهله وعشيرته ونِيَّةٌ طَرُوحٌ بعيدة وفي التهذيب نِيَّة طَرَحٌ أَي بعيدة وقوس طَرُوحٌ مثل ضَرُوحٍ شديدة الحَفْزِ للسهم وقيل قوس طَرُوحٌ بعيدةُ مَوْقِع السهم يَبْعُد ذهابُ سهمها قال أَبو حنيفة هي أَبعد القِياسِ مَوْقِعَ سَهْمٍ قال تقول طَروحٌ مَرُوح تُعَجِّلُ الظَّبْيَ أَن يَرُوح وأَنشد وسِتِّينَ سهماً صِيغةً يَثْرَبِيَّةً وقَوْساً طَروحَ النَّبْلِ غيرَ لَباثِ وسيأْتي ذكر المَرُوح ونخلة طَرُوحٌ بعيدة الأَعلى من الأَسفل وقيل طويلى العَراجين والجمع طُرُحٌ وطَرْفٌ مِطْرَح بعيد النظر وفحل مِطْرَحٌ بعيد موقع الماء في الرَّحِم الأَزهري عن اللحياني قال قالت امرأَة من العرب إِن زوجي لَطَرُوح أَرادت أَنه إِذا جامع أَحبل ورُمْح مِطْرَحٌ بعيد طويل وسَنامٌ إِطْرِيح طال ثم مال في أَحد شقيه ومنه قول تلك الأَعرابية شجرة أَبي الإِسْلِيح رَغْوةٌ وصَريح وسَنامٌ إِطْريح حكاه أَبو حنيفة وهو الذي ذهب طَرْحاً بسكون الراء ولم يفسره وأَظنه طَرَحاً أَي بُعْداً لأَنه إِذا طال تباعد أَعلاه من مركزه ابن الأَعرابي طَرِحَ الرجلُ إِذا ساء خُلُقُه وطَرِحَ إِذا تَنَعَّمَ تَنَعُّماً واسعاً وطَرَّحَ الشيءَ طَوّله وقيل رَفَعه وأَعلاه وخص بعضهم به البناء فقال طَرَّح بناءه تَطْريحاً طوَّله جِدًّا قال الجوهري وكذلك طَرْمَح والميم زائدة والتَّطْريح بُعْدُ قَدْرِ الفرس في الأَرض إِذا عدا ومَشَى مُتَطَرِّحاً أَي متساقطاً وقد سَمَّت مُطَرَّحاً وطَرَّاحاً وطُرَيحاً وسَيْرٌ طُراحِيٌّ بالضم أَي بعيد وقيل شديد وأَنشد الأَزهري لمُزاحِم العُقَيْليِّ بسَيْرٍ طُراحِيٍّ تَرَى من نَجائه جُلُودَ المَهارَى بالنَّدَى الجَوْنِ تَنْبَعُ ومُطارَحة الكلام معروف
طرشح
الطَّرْشحةُ استرخاءٌ وقَد طَرْشَح وضربه حتى طَرْشَحه قال أَبو زيد هذا الحرف في كتاب الجَمْهَرة لابن دريد مع غيره وما وجدته لأَحد من الثقات وينبغي للناظر أَن يَفْحَصَ عنه فما وجده لإِمام موثوق به أَلحقه بالرباعي وما لم يجده لثقة كان منه على رِيبة وحَذَرٍ
طرمح
طَرْمَح البناءَ وغيره عَلاَّه ورفعه والميم زائدة وقال يصف إِبلاً مَلأَها شحماً عُشْبُ أَرض نَبَتَ بنَوْءِ الأَسَد طَرْمَحَ أَقْطارَها أَحْوَى لوالِدةٍ صَحْماءَ والفَحْلُ للضِّرْغامِ يَنْتَسبُ ومنه سمي الطِّرِمَّاح بنُ حكيم الشاعر وسُمِّيَ الطِّرِمَّاحُ في بني فلان إِذا كان عاليَ الذكر والنسب أَبو زيد يقال انك لَطِرِمَّاح وإِنهما لَطرِمَّاحانِ وذاك إِذا طَمَحَ في الأَمر والطِّرِمَّاحُ المرتفِع وهو أَيضاً الطويل لا يكاد يوجد في الكلام على مثال فِعِلاَّلٍ إِلا هذا وقولُهم السِّجِلاَّط لضرب من النبات وقيل هو بالرومية سِجِلاَّطُسْ وقالوا سِنِمَّار وهو أَعجمي أَيضاً والطِّرِمَّاحُ الرافع رأْسه زَهْواً عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي والطِّرِمَّاحُ والطُّرْمُوح الطويل والطُّرْحُومُ نحو الطُّرْمُوحِ قال ابن دريد أَحسبه مقلوباً
طفح
طَفَحَ الإِناءُ والنهر يَطْفَحُ طَفْحاً وطُفُوحاً امْتَلأَ وارتفع حتى يفيض وطَفَحه طَفْحاً وطَفَّحَه تَطْفِيحاً وأَطْفَحَه مَلأَه حتى ارتفع وطَفَحَ عَقْلُه ارتفع ورأَيته طافِحاً أَي ممتلئاً الأَزهري عن أَبي عبيدة الطافِحُ والدِّهاقُ والمَلآنُ واحد قال والطافِحُ الممتلئ المرتفع ومنه قيل للسكران طافِحٌ أَي أَن الشراب قد مَلأَه حتى ارتفع ومنه سَكرانُ طافِحٌ ويقال طَفَحَ السَّكْرانُ فهو طافِحٌ أَي مَلأَه الشرابُ الأَزهري يقال للذي يشرب الخمر حتى يمتلئ سُكْراً طافِحٌ والطُّفاحَةُ زَبَدُ القِدْرِ وكلُّ ما علا طُفاحةٌ كَزَبَدِ القِدْرِ وما علا منها واطَّفَحَ الطُّفاحةَ على وزن افتعل أَخذها وأَنشد أَتَتْكُمُ الجَوْفاءُ جَوْعَى تَطَّفِحْ طُفاحةَ الإِثْرِ وطَوْراً تَجْتَدِحْ وقال غيره طُفَّاحةُ القوائم( * قوله « وقال غيره طفاحة القوائم إلخ » عبارة القاموس وناقة طفاحة القوائم إلخ ) أَي سريعتها وقال ابن أَحمر طُفَّاحةُ الرِّجلَين مَيْلَعةٌ سُرُحُ المِلاطِ بعيدةُ القَدْرِ الأَصمعي الطافِحُ الذي يَعْدُو وقد طَفَحَ يَطْفَحُ إِذا عَدا وقال المُتَنَخِّلُ يصف المنهزمين كانوا نَعائِمَ حَفَّانِ مُنَفَّرةً مُعْطَ الحُلُوقِ إِذا ما أُدْرِكُوا طَفَحُوا أَي ذهبوا في الأَرض يَعْدُونَ والريح تَطْفَحُ القُطْنَة تَسْطَعُ بها قال أَبو النجم مُمَزَّقاً في الرِّيح أَو مَطْفُوحا واطْفَحْ عَني أَي اذهبْ عني الأَزهري في ترجمة طحف وفي الحديث من قال كذا وكذا غفر له وإِن كان عليه طِفاحُ الأَرض ذنوباً وهو أَن تمتلئَ حتى تَطْفَحَ أَي تَفيض قال ومنه أُخِذَ طُفاحةُ القِدر ويقال لما تؤْخذ به الطُّفاحة مِطْفَحة وهو كِفْكِير بالفارسية
طلح
الطِّلاحُ نقيض الصَّلاح والطالِحُ خلاف الصالح طَلَحَ يَطْلُح طَلاحاً فسد الأَزهري قال بعضهم رجل طالح أَي فاسد لا خير فيه ابن السكيت الطَّلْحُ مصدر طَلِحَ البعيرُ يَطْلَحُ طَلْحاً إِذا أَعيا وكَلَّ ابن سيده والطَّلْحُ والطَّلاحة الإِعياء والسقوط من السفر وقد طَلَح طَلْحاً وطُلِحَ وبعير طَلْحٌ وطَلِيح وطِلْحٌ وطالِحٌ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد عَرَضْنا فقلنا إِيه سِلمٌ فِسَلَّمَتْ كما انْكَلَّ بالبَرْقِ الغَمامُ اللَّوائِحُ وقالت لنا أَبصارُهُنَّ تَفَرُّساً فَتًى غيرُ زُمَّيْلٍ وأَدْماءُ طالِحُ يقول لما سلَّمْنا عليهن بدت ثغورهن كبرق في جانب غمام ورضيننا فقلن فَتًى غيرُ زُمَّيْلٍ وجمع طِلْحٍ أَطْلاحٌ وطِلاحٌ وجمع طَلِيح طَلائِحُ وطَلْحَى الأَخيرة على غير قياس لأَنها بمعنى فاعلة ولكنها شبهت بمريضة وقد يُقْتَاسُ ذلك للرجل الأَزهري عن أَبي زيد قال إِذا أَضمره الكَلالُ والإِعياءُ قيل طَلَحَ يَطْلَحُ طَلْحاً قال وقال شمر يقال سار على الناقة حتى طَلَحَها وطَلَّحَها وحكي عن ابن الأَعرابي إِنه لَطَلِيحُ سفر وطِلْحُ سفر ورجيعُ سفر ورَذِيَّةُ سفر بمعنى واحد قال وقال الليث بعير طَلِيح وناقة طَلِيح الأَزهري أَطلحته أَنا وطَلَّحته حَسَرْتُه ويقال ناقة طَلِيحُ أَسفار إِذا جَهَدَها السيرُ وهَزَلها وإِبل طُلَّحٌ وطَلائحُ ومن كلام العرب راكبُ الناقة طَلِيحانِ أَي والناقةُ لكنه حذف المعطوف لأَمرين أَحدهما تقدّم ذكر الناقة والشيء إِذا تقدم دل على ما هو مثله ومثلُه من حذف المعطوف قولُ الله عز وجل فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه أَي فضرب فانفجرت فحذف فضرب وهو معطوف على قوله فقلنا وكذلك قول التَّغْلَبي إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخِينا أَي فَشَرِبْناها سَخِيناً فإِن قلت فهلا كان التقدير على حذف المعطوف عليه أَي الناقةُ وراكبُ الناقةِ طَليحانِ قيل لبُعْدِ ذلك من وجهين أَحدهما أَن الحذف اتساع والاتساع بابه آخِرُ الكلام وأَوسطُه لا صدره وأَوّله أَلا ترى أَن من اتسع بزيادة كان حشواً أَو آخراً لا يجيز زيادتها أَوّلاً والآخر أَنه لو كان تقديره « الناقة وراكب الناقة طليحان » كان قد حذف حرف العطف وبَقَاء المعطوفِ به وهذا شاذ إِنما حكى منه أَبو عثمان أَكلت خبزاً سمكاً تمراً والآخر أَن يكون الكلام محمولاً على حذف المضاف أَي راكب الناقة أحد طَليحين فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه الأَزهري المُطَّلِحُ في الكلام البَهَّاتُ والمُطَّلِحُ في المال الظالِمُ والطِّلْحُ القُرادُ وقيل هو المهزول قال الطِّرِمَّاحُ وقد لَوَى أَنْفَه بِمشْفَرِها طِلْحٌ قَراشِيمُ شَاحِبٌ جَسَدُهْ ويروى قراشين وقيل الطِّلْح العظيم من القِردان الجوهري وربما قيل للقُراد طِلْح وطَلِيح وفي قصيد كعب وجِلْدُها من أَطُومٍ لا يُؤَيِّسُه طِلْحٌ بضاحِيَةِ المَتْنَيْنِ مَهزُولُ أَي لا يؤثر القُرادُ في جلدها لمَلاسَته وقول الحطيئة إِذا نامَ طِلْحٌ أَشْعَثُ الرأْسِ خَلْفَها هَداه لها أَنفاسُها وزَفِيرُها قيل الطِّلحُ هنا القُرادُ وقيل الراعي المُعْيي يقول إِن هذه الإِبل تتنفس من البِطْنَة تَنَفُّساً شديداً فيقول إِذا نام راعيها عنها ونَدَّت تنفست فوقع عليها وإِن بعدت الأَزهري والطُّلُح التََّعِبون والطُّلُح الرُّعاةُ الجوهري والطِّلْحُ بالكسر المُعْيِي من الإِبل وغيرها يَسْتَوي فيه الذكر والأُنثى والجمع أَطلاح وأَنشد بيت الحطيئة وقال قال الحطيئة يذكر إِبلاً وراعيها « إِذا نام طِلحٌ أَشعثُ الرأْسِ » وفي حديث إِسلام عمر فما بَرِحَ يقاتلُهم حتى طَلَح أَي أَعيا ومنه حديث سَطِيح على جمل طَلِيح أَي مُعْيٍ والطَّلَحُ بالفتح النِّعْمةُ( * قوله « والطلح بالفتح النعمة » عبارة المختار والقاموس والطلح بالتحريك النعمة ) قال الأَعشى كم رأَينا من أُناسٍ هَلَكوا ورأَينا المَلْكَ عَمْراً بِطَلَحْ قاعداً يُجْبَى إِليه خَرْجُه كلُّ ما بينَ عُمَانٍ فالمَلَحْ قال ابن بري يريد بعمرو هذا عمرو بن هند حكى الأَزهري عن ابن السكيت أَيضاً قال قيل طَلَحٌ بي بيت الأَعشى موضع قال وقال غيره أَتى الأَعشى عمراً وكان مسكنه بموضع يقال له ذو طَلَحٍ وكان عمرو ملكاً فاجتزأَ الشاعر بذكر طَلَحٍ دليلاً على النعمة وعلى طَرْح ذي منه قال وذو طَلَح هو الموضع الذي ذكره الحطيئة فقال وهو يخاطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ماذا تقول لأَفْراخٍ بذي طَلَحٍ حُمْرِ الحواصِلِ لا ماءٌ ولا شجرْ ؟ أَلْقَيْتَ كاسِبَهم في قَعْرِ مُظْلِمةٍ فاغْفِرْ عليك سلامُ الله يا عُمَرُ والطَّلْحُ ما بقي في الحوض من الماءِ الكَدِرِ والطَّلْحُ شجرة حجازية جَناتها كجَناةِ السَّمْرَةِ ولها شَوْك أَحْجَنُ ومنابتها بطون الأَودية وهي أَعظم العِضاه شوكاً وأَصْلَبُها عُوداً وأَجودها صَمْغاً الأَزهري قال الليث الطَّلْحُ شجرُ أُمِّ غَيْلانَ ووصفه بهذه الصفة وقال قال ابن شميل الطَّلْحُ شجرة طويلة لها ظل يستظل بها الناس والإِبل وورقها قليل ولها أَغصان طِوالٌ عِظامٌ تنادي السماء من طولها ولها شوك كثير من سُلاَّء النخل ولها ساق غظيمة لا تلتقي عليه يدا الرجل تأْكل الإبل منها أَكلاً كثيراً وهي أُم غَيْلانَ تنبت في الجبل الواحدة طَلْحَة وأَنشد يا أُمَّ غَيْلانَ لَقِيتِ شَرَّا لقد فَجَعْتِ أَمِناً مُغْبَرَّا يَزُورُ بيتَ اللهِ فِيمَنْ مَرَّا لاقَيْتِ نَجَّاراً يَجُرُّ جَرَّا بالفأْسِ لا يُبْقِي على ما اخْضَرَّا يقال إِنه ليجرّ بفأْسه جرّاً إِذا كان يقطع كل شيء مَرَّ به وإِن كان واضعها على عُنُقِه وقال يا أُمَّ غَيْلانَ خُذِي شَرَّ القومْ ونَبِّهِيهِ وامْنَعِي منه النَّوْم وقال أَبو حنيفة الطَّلْح أَعظم العِضاه وأَكثره ورقاً وأَشدَّه خُضْرة وله شوك ضِخامٌ طِوالٌ وشوكه من أَقل الشوك أَذًى وليس لشوكته حرارة في الرِّجْل وله بَرَمَةٌ طيبة الريح ليس في العِضاه أَكثر صمغاً منه ولا أَضْخَمُ ولا يَنْبُتُ الطَّلْحُ إِلا بأَرض غليظة شديدة خِصبَة واحدته طَلْحَة وبها سمي الرجل قال ابن سيد وجَمْعُها عند سيبويه طلُوح كصَخْرة وصُخُور وطِلاحٌ قال شبهوه بقصْعَة وقِصاع يعني أشن الجمع الذي هو على فِعال إِنما هو للمصنوعات كالجِرار والصِّحافِ والاسم الدال على الجمع أَعني الذي ليس بينه وبين واحده إِلا هاء التأْنيث إِنما هو للمخلوقات نحو النخل والتمر وإِن كان كل واحد من الحَيِّزَيْنِ داخلاً على الآخر قال إِني زَعِيمٌ يا نُوَيْ قةُ إِن نَجَوْتِ من الزَّوَاحْ أَن تَهْبِطِينَ بلادَ قَوْ مٍ يَرْتَعُونَ من الطِّلاحْ وأَن ههنا يجوز أَن تكون أَن الناصبة للاسم مخففة منها غير أَنه أَولاها الفعل بلا فصل وجمعُ الطَّلح أَطْلاحٌ وأَرض طَلِحَة كثيرة الطَّلْح على النسب وإِبل طِلاحِيَّة وطُلاحِيَّة ترعة الطَّلْح وطَلاحَى وطَلِحَة تشتكي بطونَها من أَكل الطَّلْح وقد طَّلِحَت طَلَحاً
( * قوله « وقد طلحت طلحاً » كفرح فرحاً وزاد في القاموس كعنى أَيضاً ) قال الأَزهري ورجل نِياطِيٌّ ونُباطِيّ منسوب إِلى النَّبَط وأَنشد كيف تَرَى وَقْعَ طِلاحِيَّاتِها بالغَضَوِيَّاتِ على عِلاَّتِها ؟ ويروى بالحَمَضِيَّاتِ وأَنكر أَبو سعيد إِبل طَلاحَى إِذا أَكلت الطَّلْح قال والطَّلاحَى هي الكالَّةُ المُعْيِيَةُ قال ولا يُمْرِضُ الطَّلْحُ الإِبلَ لأَن رَعْيَ الطَّلْح ناجعٌ فيها قال والأَراكُ لا تَمْرَضُ عنه الإِبلُ ابن سيده والطَّلْحُ لغة في الطَّلْع وقوله تعالى وطَلْحٍ مَنْضُود فُسِّرَ بأَنه الطَّلْعُ وفُسِّرَ بأَنه المَوْزُ قال وهذا غير معروف في اللغة الأَزهري قال أَبو اسحق في قوله تعالى وطَلْحٍ منضود جاء في التفسير أَنه شجر الموز قال والطَّلْحُ شجر أُمِّ غَيْلان أَيضاً قال وجائز أَن يكون عنى به ذلك الشجر لأَن له نَوْراً طيب الرائحة جدّاً فَخُوطِبُوا به ووُعِدُوا بما يحبون مثله إِلا أَن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على سائر ما في الدنيا وقال مجاهد أَعْجَبَهم طَلْحُ وَجٍّ وحُسْنُه فقيل لهم وطَلْحٍ مَنْضُودٍ والطِّلاحُ نبت وطَلْحَةُ الطَّلَحات طَلْحَةُ ابن عبيد الله بن خلف الخُزاعي ورأَيت في بعض حواشي نسخ الصحاح بخط من يوثق به الصواب طلحة بن عبد الله بن بري رحمه الله ذكر ابن الأَعرابي في طَلْحةَ هذا أَنه إِنما سمِّي طَلْحة الطلحات بسبب أُمه وهي صَفِيَّة بنت الحرث بن طلحة بن أَبي طلحة زاد الأَزهري ابن عبد مناف قال وأَخوها أَيضاً طلحة بن الحرث فقد تكَنَّفَه هؤلاء الطلحات كما ترى وقبره بسِجِسْتانَ وفيه يقول ابن قَيس الرُّقَيَّاتِ رَحِمَ اللهُ أَعْظُماً دَفَنُوها بسِجِسْتانَ طَلْحَةَ الطَّلَحاتِ ابن الأَثير قال وفي بعض الحديث ذكر طلحة الطَّلحات قال هو رجل من خُزاعة اسمه طلحة ابن عبيد الله بن خلف قال وهو غير طلحة بن عبيد الله التَّيْمِيّ الصحابيّ قيل إِنه جمع بين مائة عربي وعربية بالمَهْر والعطاء الواسعين فولد لكل واحد منهم ولد فسمي طلحة فأُضيف إِليهم قال ابن بري ومن الطَّلَحات طلة بن عبيد الله بن عوف الزُّهْرِيّ وقبره بالمدينة ومنهم طلحة بن عمر بن عبيد الله بن مَعْمَرٍ التَّيْمِيُّ ويقال له طلحة الجُودِ ومنهم طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبي بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه ويقال له طلحة الدراهم ومدح سَحْبانُ وائلٍ الباهليُّ طلحةَ الطَّلَحاتِ فقال يا طَلْحُ أَكرمَ من مَشَى حَسَباً وأَعْطاهُمْ لِتالِدْ منكَ العَطاءُ فأَعْطِنِي وعليَّ مَدْحُك في المَشاهِدْ فقال له طلحة احْتَكِمْ فقال بِرْذَوْنَكَ الوَرْدَ وغُلامَكَ الخَبَّازَ وقَصْرَك الذي بمكان
( * قوله « وقصرك الذي بمكان إلخ » عبارة شرح القاموس وقصرك الذي بزرنج إِلى أَن قال وإِنما سألتني على قدرك وقدر قبيلتك باهلة والله لو سألتني كل فرس وقصر وغلام لي لأَعطيتكه ثم أمر له بما سأل وقال والله ما رأيت مسألة محتكم ألأم منها ) كذا وعشرة آلاف درهم فقال طلحة أفٍّ لك سأَلتني على قدرك لم تسأَلني على قدري لو سأَلتني كل عبد وكل دابة وكل قصر لي لأَعطيتك وأَما طلحة بن عبيد الله بن عثمان من الصحابة فتَيْمِيٌّ حكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال كان يقال لطلحة بن عبيد الله طلحة الخير وكان من أَجواد العرب وممن قال له النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد إِنه قد أَوجَبَ روى الأَزهري بسنده عن موسى بن طلحة عن أَبيه قال سماني النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحد طلحة الخَيْر ويوم غزوة ذات العُشَيْرةِ طلحة الفَيَّاض ويوم حُنَيْن طلحة الجودِ والطُّلَيْحَتانِ طُلَيْحَة بن خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ وأَخُوه وطَلْحٌ وذو طَلَحٍ وذو طُلُوح أَسماء مواضع
طلفح
الطَّلَنْفَحُ الخالي الجَوْف ويقال المُعْيي التَّعِبُ وقال رجل من بني الحِرْمازِ ونُصْبِحُ بالغَداةِ أَتَرَّ شيءٍ ونُمْسِي بالعَشِيِّ طَلَنْفَحِينا وفي حديث عبد الله إِذا ضَنُّوا عليك بالمُطَلْفَحَة فكُلْ رغيفَكَ أَي إِذا بخل الأُمراء عليك بالرُّقاقة التي هي من طعام المُتْرَفِين والأَغنياء فاقْنَعْ برغيفك يقال طَلْفَحَ الخُبْزَ وفَلْطَحَه إِذا رَقَّقَه وبَسَطه وقال بعض المتأَخرين أَراد بالمُطَلْفحَة الدراهمَ والأَوّل أَشبه لأَنه قابله بالرغيف
طمح
طَمَحَت المرأَة تَطْمَحُ طِماحاً وهي طامحٌ نَشَزَت ببعلها والطِّماحُ مثل الجِماحِ وطَمَحَت المرأَة مثل جَمَحَتْ فهي طامح أَي تَطْمَح إِلى الرجال في حديث قَيْلَةَ كنت إِذا رأَيت رجلاً ذا قِشْرٍ طَمَحَ بصري إِليه أَي امتدَّ وعلا وفي الحديث فَخَرَّ إِلى الأَرض فَطَمَحَت عيناه( * قوله « فطمحت عيناه » زاد في النهاية إلى السماء ) الأَزهري عن أَبي عمرو الشَّيباني الطامحُ من النساء التي تُبْغِضُ زوجَها وتنظر إِلى غيره وأَنشد بَغَى الوُدَّ من مَطْروفةِ العينِ طامِح قال وطَمَحَت بعينها إِذا رمت ببصرها إِلى الرجل وإِذا رفعت بصرها يقال طَمَحَت وامرأَة طَمَّاحة تَكُرُّ بنظرها يميناً وشمالاً إِلى غير زوجها وطَمَحَ ببصره يَطْمَحُ طَمْحاً شَخَصَ وقيل رمى به إِلى الشيء وأَطْمَحَ فلانٌ بصره رفعه ورجل طَمّاح بعيد الطرف وقيل شَرِهٌ وطَمَحَ بَصَرُه إِلى الشيء ارتفع وفرس طامِح الطَّرْفِ طامِحُ البَصر وطَمُوحه مرتفعه يقال فرس فيه طِماحٌ وأَنشد الأَزهري لأَبي دُوادٍ طويلٌ طامِحُ الطَّرْفِ إِلى مِقْرَعةِ الطلبِ وطَمَحَ الفرسُ يَطْمَحُ طِماحاً وطُمُوحاً رفع يديه الأَزهري يقال للفرس إِذا رفع يديه قد طَمَّحَ تَطْميحاً وكل مرتفع مُفْرِط في تَكَبُّر طامحٌ وذلك لارتفاعه والطَّماحُ الكِبْرُ والفخرُ لارتفاع صاحبه وبَحْر طَمُوح الموج مرتفعه وبئر طَمُوح الماء مرتفعةُ الجُمَّة وهو ما اجتمع من مائها أَنشد ثعلب في صفة بئر عادِيَّة الجُولِ طَمُوح الجَمِّ جِيبَتْ بجَوْفِ حَجَرٍ هِرْشَمِّ تُبْذَلُ للجارِ ولابن العَمِّ إِذا الشَّرِيبُ كان كالأَصَمِّ وعَقَدَ اللِّمَّةَ كالأَجَمِّ وطَمَّح بَوْلَه باله في الهواء وطَمَّحَ ببوله وبالشيء رمى به في الهواء الأَزهري إِذا رميت بشيء في الهواء قلت طَمَّحْتُ به تَطْميحاً وطَمَح به ذَهَب به قال ابن مقبل قُوَيْرِحُ أَعْوامٍ رَفيعٌ قَذالُه يَظَلُّ بِبَزِّ الكَهْلِ والكَهْلِ يَطْمَحُ قال يَطْمَحُ أَي يجري ويذهب بالكهل وبَزِّه وطَمَح الرجلُ في السَّوْم إِذا استام بسِلْعَته وتباعد عن الحق عن اللحياني وطَمَح أَي أَبْعَدَ في الطلب وطَمَحاتُ الدهر شدائده قال الأَزهري وربما خفف قال الشاعر باتت هُمومي في الصَّدْرِ تَخْطاها طَمْحاتُ دَهْرٍ ما كنتُ أَدراها سكن الميم ضرورة قال الأَزهري ما ههنا صلة وبنو الطَّمَحِ بُطَيْنٌ والطَّمَّاحُ من أَسماء العرب والطَّمّاحُ اسم رجل من بني أَسد بعثوه إِلى قَيْصَرَ فَمَحَلَ بامرئ القيس حتى سُمَّ قال الكُمَيْتُ ونحن طَمَحْنا لامرئ القَيْسِ بَعْدَما رَجا المُلْكَ بالطَّمّاحِ نَكْباً على نَكْبِ وأَبو الطَّمَحان القَيْنِيُّ اسم شاعر
طنح
طَنِحَت الإِبلُ طَنَحاً وطَنِخَتْ بَشِمَتْ وقيل طَنِحَتْ بالحاء سمنت وطَنِخَتْ بالخاء معجمة بَشِمَتْ حكى ذلك الأَزهري عن الأَصمعي وقال وغيره يجعلهما واحداً
طوح
طاحَ يَطُوحُ ويَطِيحُ طَوْحاً أَشرف على الهلاك وقيل هلك وسقط أَو ذهب وكذلك إِذا تاه في الأَرض والطائح الهالك المُشْرِفُ على الهلاك وكل شيء ذَهَبَ وفَنيَ فقد طاحَ يَطِيحُ طَوْحاً وطَيْحاً لغتان وطَوَّحَه هو وطَوَّحَ به تَوَّهَه وذهب به ههنا وههنا فَتَطوَّح في البلاد إِذا رَمَى بنفسه ههنا وههنا أَو حَمَلهُ على ركوب مفازة يُخافُ فيها هلاكُه قال أَبو النجم يُطَوِّحُ الهادي به تَطْوِيحا والطَّيْحُ الهلاك والمُطَوَّحُ الذي طُوِّحَ به في الأَرض أَي ذُهِبَ به وطَوَّحَه بعث به إِلى أَرض لا يرجع منها قال ولكنَّ البُعُوث جَرَتْ علينا فَصِرْنا بين تَطْوِيحٍ وغُرْمِ وتَطَوَّحَ إِذا ذهب وجاء في الهواء قال ذو الرمة يصف رجلاً على البعير في النوم يتطوَّح أَي يجيء ويذهب في الهواء ونَشْوانَ من كأْسِ النُّعاسِ كأَنه بحَبْلَينِ في مَشْطونَةٍ يَتَطَوَّحُ قال سيبويه في طاحَ يَطِيحُ إِنه فَعِل يَفْعِل لأَن فَعَل يَفْعِلُ لا يكون في بنات الواو كراهية الالتباس ببنات الياء كما أَن فَعَلَ يَفْعُل لا يكون في بنات الياء كراهية الالتباس ببنات الواو أَيضاً فلما كان ذلك عَدَماً البَتَّةَ ووجدوا فَعِل يَفْعِلُ وفي الصحيح كَحَسِبَ يَحْسِبُ وأَخواتها وفي المعتل كَوَلي يَلي وأَخواته حملوا طاح يَطِيحُ على ذلك وله نظائر كتاه يَتِيه وماهَ يَمِيهُ وهذا كله فيمن لم يقل إِلاَّ طَوَّحه وتَوَّهَه وماهَتِ الرَّكِيَّة مَوْهاً وأَما مَن قال طَيَّحَه وتَيَّهه وماهَتِ الرَّكِيَّةُ مَيْهاً فقد كُفِينا القولَ في لغته لأَن طاحَ يَطِيحُ وأَخواته على هذه اللغة من بنات الياء كبَاع يَبيعُ ونحوها وطَوَّحَ بثوبه رمى به في مَهْلَكة وطَيَّح به مثله الفراء يقال طَيَّحْتُه وطَوَّحْتُه وتَضَوَّعَ رِيحُه وتَضَيَّع والمَياثِقُ والمواثِقُ وطاحَ به فرسُه إِذا مضى يَطِيحُ طَيْحاً وذلك كذهاب السهم بسرعة ويقال أَين طُيِّحَ بك ؟ أَي أَين ذُهب بك ؟ قال الجَعْدي يذكر فرساً يَطِيحُ بالفارِس المُدَجَّج ذي الْ قَوْنَسِ حتى يَغِيبَ في القَتَمِ القَتَمُ الغُبار أَبو سعيد أَصابت الناسَ طَيْحةٌ أَي أُمورٌ فَرَّقت بينهم وكان ذلك في زمن الطَّيْحةِ ابن الأَعرابي أَطاحَ مالَه وطَوَّحه أَي أَهلكه وطَوَّحَ بالشيء أَلقاه في الهواء وفي حديث أَبي هريرة في يوم اليَرْمُوك فما رُؤِيَ مَوْطِنٌ أَكثرُ قِحْفاً ساقطاً وكفّاً طائحةً أَي طائرة من مِعْصَمها وطوَّحَ نفسَه تَوَّهها وتَطاوَح تَرامَى وطاوَحه راماه قال فأَمَّا واحدٌ فكفَاكَ مِنِّي فمَنْ لِيَدٍ تُطاوِحُها أَيادي ؟ تُطاوِحُها أَي ترامي بها والأَيادي جمع أَيْدٍ التي هي جمع يَدٍ أَي أَكفيك واحداً فإِذا كثرت الأَيادِي فلا طاقة لي بها وتَطاوحت بهم النَّوَى أَي ترامت والمَطاوِحُ المَقاذِفُ وطَوَّحَتْه الطَّوائِح قَذَفَتْه القَواذِفُ ولا يقال المُطَوِّحاتُ وهو من النَّوادر كقوله تعالى وأَرسلنا الرياحَ لَواقِحَ على أَحد التأْويلين وطَوَّح الشيءَ وطَيَّحه ضيَّعه
طيح
طاحَ طَيْحاً تاه وطَيَّح نفْسَه وطاحَ الشيءُ طَيْحاً فَنيَ وذهب وأَطاحَه هو أَفناه وأَذهبه أَنشد ابن الأَعرابي نَضْرِبُهمْ إِذا اللِّواءُ رَنَّقا ضَرْباً يُطِيحُ أَذْرُعاً وأَسْوُقا وأَنشد سيبويه لِيُبْكَ يزيدٌ ضارِعٌ لخُصُومةٍ ومُخْتبِطٌ مما تُطِيحُ الطَّوائِحُ وقال الطوائح على حذف الزائد أَو على النسب قال ابن جني أَوَّل البيت مبني على اطِّراح ذكر الفاعل فإِن آخره قد عُووِدَ فيه الحديثُ على الفاعل لأَن تقديره فيما بعدُ ليَبْكِه مُخْتَبِطٌ مما تُطِيحُ الطوائح فدل قوله لِيُبْكَ على ما أَراد من قوله لِيَبْكِ والطَّائِحُ المُشرِفُ على الهلاك والفعل كالفعل وطَوَّحَتْهم طَيْحاتٌ أَهلكتهم خُطوبٌ وذهبت أَموالُهم طَيْحاتٍ أَي متفرّقةً بعيدةً والمُطَيَّحُ الفاسد وطَيَّحَ بثوبه رمى به
فتح
: الفَتْحُ : نقيض الإِغلاق فَتَحَه يَفْتَحه فَتْحاً و افْتَتَحه و فَتَّحَه فانْفَتَحَ و تَفَتَّحَ . الجوهري : فُتِّحَتِ الأَبواب شدّد للكثرة فتَفَتَّحتْ هي وقوله تعالى : { لا تُفَتَّح لهم أَبوابُ السماء } قرئت بالتخفيف والتشديد وبالياء والتاء أَي لا تَصْعَدُ أَرواحُهم ولا أَعمالهم لأَن أَعمال المؤمنين وأَرواحهم تصعد إِلى السماء قال الله تعالى : { إِن كتاب الأَبرار لفي عِلِّيِّيين } وقال جلَّ ثناؤه : { إِليه يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ } وقال بعضهم : أَبواب السماء أَبواب الجنة لأَن الجنة في السماء والدليل على ذلك قوله تعالى : { ولا يدخلون الجنة } فكأَنه قال : لا تُفتح لهم أَبواب الجنة . وقوله تعالى : { مُفَتَّحةً لهم الأَبوابُ } قال أَبو علي مرة : معناه مُفَتَّحةً لهم الأَبوابُ منها وقال مرة : إِنما هو مرفوع على البدل من الضمير الذي في مفتحة . وقال : العرب تقول فُتِّحَتِ الجِنانُ تريد فُتِّحَتْ أَبوابُ الجنان قال تعالى : { و فُتِّحَت السماءُ فكانت أَبواباً } وا أَعلم . وقوله تعالى : { ما يَفْتَحِ اللَّهُ للناسِ من رحمة فلا مُمْسِكَ لها وما يُمْسِكْ فلا مُرْسِلَ له من بَعْده } قال الزجاج : معناه ما يأْتيهم به الله من مطر أَو رزق فلا يقدر أَحد أَن يمسكه وما يمسك من ذلك فلا يقدر أَحد أَن يرسله . و المِفْتَحُ بكسر الميم و المِفْتاحُ : مِفْتاحُ الباب وكل ما فُتِحَ به الشيء قال الجوهري : وكل مُسْتَغْلَق قال سيبويه : هذا الضرب مما يعتمل مكسور الأَول كانت فيه الهاء أَو لم تكن والجمع مَفاتِيحُ و مَفاتح أَيضاً قال الأَخْفش : هو مثل قولهم أَماني وأَمانيّ يخفّف ويشدَّد وقوله تعالى : { وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إِلا هو } قال الزجاج : جاء في التفسير أَنه عنى قوله عز وجل : { إِن الله عنده علم الساعة وينزِّل الغيثَ ويَعْلَمُ ما في الأَرْحام وما تدري نفسٌ ماذا تَكْسِبُ غداً وما تدْرِي نَفْسٌ بأَيِّ أَرض تموت } قال : فمن ادَّعى أَنه يعلم شيئاً من هذه الخمس فقد كفر بالقرآن لأَنه قد خالفه وفي الحديث : أُوتِيتُ مَفاتيح الكَلِم وفي رواية : مَفاتِحَ هما جمع مِفْتاح و مِفْتَح وهما في الأَصل مما يتوصل به إِلى استخراج المُغْلَقات التي يتعذر الوصول إِليها فأَخبر أَنه أُوتي مفاتيح الكلام وهو ما يسَّر الله له من البلاغة والفصاحة والوصول إِلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات والأَلفاظ التي أُغلقت على غيره وتعذرت عليه ومن كان في يده مفاتيح شيء مخزون سهل عليه الوصول إِليه . وبابٌ فُتُحٌ أَي واسِع مُفَتَّحٌ وفي حديث أَبي الدرداء : ومن يأْت باباً مُغْلَقاً يَجِدْ إِلى جنبه باباً فُتُحاً أَي واسعاً ولم يُرِد المفتوحَ وأَراد بالباب الفُتُح : الطَّلَب إِلى الله والمسأَلة . وقارورةٌ فُتُحٌ : واسعة الرأْس بلا صِمامٍ ولا غِلاف لأَنها تكون حينئذ مفتوحة وهو فُعُلٌ بمعنى مَفْعول . و الفَتْحُ : الماء المُفَتَّحُ إِلى الأَرض ليُسْقَى به . و الفَتْحُ : الماء الجاري على وجه الأَرض عن أَبي حنيفة . الأَزهري : و الفَتْحُ النهر . وجاء في الحديث : ما سُقِيَ فَتْحاً وما سُقِي بالفَتْحِ ففيه العُشْر المعنى ما فتحَ إِليه ماءُ النهر فَتْحاً من الزروع والنخيل ففيه العشر . و الفَتْحُ : الماء يجري من عين أَو غيرها . و المَفْتَحُ و المِفْتَح : قَناةُ الماء . وكلُّ ما انكشف عن شيء فقد انفتح عنه و تَفتَّح . و تَفَتُّحُ الأَكمة عن النَّوْر : تَشَقُّقُها . و الفَتْحُ : افتتاح دار الحرب وجمعه فُتُوحٌ . و الفَتْحُ : النصر . وفي حديث الحديبية : أَهو فَتْحٌ أَي نصر . و اسْتَفْتَحْتُ الشيءَ و افْتَتَحْتُه و الاستفتاح : الاستنصار . وفي الحديث : أَنه كان يَسْتَفْتِحُ بصعاليك المهاجرين أَي يستنصر بهم ومنه قوله تعالى : { إِن تَسْتَفْتِحُوا فقد جاءكم الفَتْحُ } . و اسْتَفْتَحَ الفَتْحَ : سأَله . وقال الفراء : قال أَبو جهل يوم بدر : اللهم انْصُر أَفضلَ الدينين وأَحَقَّه بالنصر فقال الله عز وجل : { إِن تَسْتَفْتِحُوا فقد جاءكم الفَتْحُ } قال أَبو إِسحق : معناه إِن تستنصروا فقد جاءكم النصر قال : ويجوز أَن يكون معناه : إِن تَسْتَقْضُوا فقد جاءكم القَضاءُ وقد جاء التفسير بالمعنيين جميعاً . وروي أَن أَبا جهل قال يومئذ : اللهم أَقْطَعُنا للرحم وأَفْسَدُنا للجماعة فأَحِنْه اليومَ فسأَل الله أَن يَحْكُمَ بحَيْنِ من كان كذلك فنصر النبي وناله هو الحَيْنُ وأَصحابُه وقال الله عز وجل : { إِن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح } أَراد أَن تستقضوا فقد جاءكم القضاء وقيل إِنه قال : اللهم انْصُرْ أَحَبَّ الفِئَتَينِ إِليك فهذا يدل أَن معناه إِن تستنصروا وكلا القولين جَيِّدٌ . وقوله تعالى : { إِنا فتحنا لك فتحاً مبيناً } قال الزجاج : جاء في التفسير قضينا لك قضاءً مبيناً أَي حكمنا لك بإِظهار دين الإِسلام وبالنصر على عدوِّكَ قال الأَزهري : قال قتادة : أَي قضينا لك قضاءً فيما اختار الله لك من مُهادَنةِ أَهل مكة وموادعتهم عام الحديبية ابن سيده قال : وأَكثر ما جاء في التفسير أَنه فَتْحُ الحُدَيْبية وكانت فيه آية عظيمة من آيات النبي وكان هذا الفتح عن غير قتال شديد وقيل : إِنه كان عن تراض بين القوم وكانت هذه البئر اسْتُقِيَ جميعُ ما فيها من الماء حتى نَزَحَتْ ولم يبق فيها ماء فتمضمض رسول الله ثم مَجَّه فيها فَدَرَّتِ البئرُ بالماء حتى شرب جميع من كان معه . وقوله تعالى : { إِذا جاء نصر الله و الفتح } قيل عنى فتح مكَّة وجاء في التفسير أَنه نُعِيَتْ إِلى النبي نَفْسُه في هذه السورة فَأُعْلِمَ أَنه إِذا جاء فتح مكّة ودخل الناس في الإِسلام أَفواجاً فقد قرب أَجله فكان يقول : إِنه قد نُعِيَتْ إِليَّ نفسي في هذه السورة فأَمر الله أَن يكثر التسبيح والاستغفار . الأَزهري : وقول الله تعالى : { ويقولون متَى هذا الفَتْحُ إِن كنتم صادقين قل يوم الفتح لا يَنْفَعُ الذين كفروا إِيمانُهم ولا هم يُنْظَرونَ } قال مجاهد : يوم الفتح ههنا يوم القيامة وكذلك قال قتادة والكلبي وقال قتادة : كان أَصحاب رسول ا يقولون : إِن لنا يوماً أَوْشَكَ أَن نستريح فيه ونَنْعَمَ فقال الكفار : متى هذا الفتح إِن كنتم صادقين وقال الفراء : يوم الفتح عنى به فتح مكَّة قال الأَزهري : والتفسير جاء بخلاف ما قال وقد نَفَعَ الكفَّارَ من أَهل مكّة إِيمانُهم يوم الفتح وقال الزجاج : جاء أَيضاً في قوله تعالى : { ويقولون متى هذا الفتح } متى هذا الحكم والقضاء فأَعلم الله أَن يوم ذلك الفتح لا ينفع الذين كفروا إِيمانهم أَي ما داموا في الدنيا فالتوبة مُعَرَّضة ولا توبة في الآخرة . وقوله تعالى : { ففتحنا أَبواب السماء } أَي فأَجَبْنا الدعاء . و اسْتَفْتَحَ اللَّهَ على فلانٍ : سأَله النصر عليه ونحو ذلك . و الفَتَاحَةُ : النُّصْرَةُ . الجوهري : الفُتاحة بالضم الحُكْمُ . و الفُتاحةُ و الفِتاحةُ : أَن تحكم بين خصمين وقيل : الفُتاحة الحكومة قال الأَسْعَرُ الجُعْفِيُّ : أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً رسولاً فإِني عن فُتاحَتِكم غَنِيُّ الأَزهري : الفَتْحُ أَن تحكم بين قوم يختصمون إِليك كما قال سبحانه مخبراً عن شعيب : { ربنا افْتَحْ بيننا وبين قومنا بالحق وأَنت خير الفاتحين } . الأَزهري : و الفُتاح الحكومة . ويقال للقاضي : الفَتَّاحُ لأَنه يَفْتُحُ مواضع الحق وقوله تعالى : { ربنا افْتَحْ بيننا } أَي اقْض بيننا . وفي حديث الصلاة : لا يُفْتَحُ على الإِمام أَراد إِذا أُرتِجَ عليه في القراءة وهو في الصلاة لا يَفْتَح له المأْموم ما أُرْتِجَ عليه أَي لا يُلَقِّنُه يقال : أَراد بالإِمام السلطان وبالفتْحِ الحكم أَي إِذا حكم بشيء فلا يُحْكَمُ بخلافه و الفتَّاحُ : الحاكِمُ الأَزهري : الفَتَّاح في صفة الله تعالى الحاكم قال : وأَهل اليمن يقولون للقاضي الفَتَّاحُ ويقول أَحدهم لصاحبه : تعال حتى أُفاتحكَ إِلى الفَتَّاح ويقول : افْتَحْ بيننا أَي احكم وفي التنزيل : { وهو الفَتَّاحُ العليم } . و فاتَحه مُفاتحة و فِتاحاً : حاكمه . وفي حديث ابن عباس : ما كنت أَدري ما قوله عز وجل : { ربنا افتح بيينا وبين قومنا } حتى سمعت بنتَ ذِي يَزَنَ تقول لزوجها : تعالَ أُفاتِحْكَ أَي أُحاكمكَ ومنه : لا تُفاتِحوا أَهل القَدَر أَي لا تحاكموهم وقيل : لا تَبْدَؤُوهُمْ بالمجادلة والمناظرة . وفي أَسماء الله تعالى الحسنى : الفَتَّاحُ قال ابن الأَثير : هو الذي يفتح أَبواب الرزق والرحمة لعباده وقيل : معناه الحاكم بينهم يقال : فَتَحَ الحاكم بين الخصمين إِذا فصل بينهما . و الفاتحُ : الحاكم . و الفَتَّاحُ من أَبنية المبالغة . و تَفَتَّحَ بما عنده من مال أَو أَدب : تطاول به وهي الفُتْحة تقول : ما هذه الفُتْحَةُ التي أَظهرتها و تَفَتَّحْتَ بها علينا قال ابن دريد : ولا أَحسبه عربيّاً . و فاتَحَ الرجلَ : ساوَمَه ولم يعطه شيئاً فإِن أَعطاه قيل : فاتَكه حكاه ابن الأَعرابي . الأَزهري عن ابن بُزُرْجٍ : الفَتْحَى الريح وأَنشد : أَكُلُّهُمُ لا بارك اللَّهُ فيهمُ إِذا ذُكِرَتْ فَتْحَى من البَيْعِ عاجِبُ فَتْحَى على فَعْلَى . و فاتحة الشيء : أَوَّله . و افتتاح الصلاة : التكبيرة الأُولى . و فَواتِحُ القرآن : أَوائل السور الواحدة فاتحة . وأُم الكتاب يقال لها : فاتحة القرآن . و الفتح : أَن تفتح على من يستقرئك . و المَفْتَحُ : الخِزانة الأَزهري : وكلُّ خزانة كانت لِصِنْفٍ من الأَشياء فهي مَفْتَحٌ و المَفْتَحُ : الكَنز وقوله تعالى : { ما إِنَّ مَفاتِحَه لتَنُوءُ بالعُصْبة أُولي القوّة } قيل : هي الكنوز والخزائن قال الزجاج : روي أَن مفاتحه خزائنه . الأَزهري : والمعنى ما إِن مفاتحه لتُنِيءُ العُصْبَةَ أَي تُميلهم من ثِقَلها . وروي عن أَبي صالح : ما إِن مفاتحه لتَنُوءُ بالعُصْبة قال ما في الخزائن من مال تَنُوءُ به العُصْبةُ الأَزهري : والأَشبه في التفسير أَن مفاتحه خزائن ماله والله أَعلم بما أَراد . وقال : قال الليث : جمع المِفْتاح الذي يُفتح به المِغْلاقُ مَفاتِيحُ وجمع المَفْتَح الخِزانةِ المَفاتِحُ وجاء في التفسير أَيضاً أَن مفاتحه كانت من جلود على مقدار الإِصبع وكانت تحمل على سبعين بغلاً أَو ستّين قال : وهذا ليس بقوي . وروى الأَزهري عن أَبي رَزين قال : مفاتحه خزائنه إِن كان لكافياً مِفْتاحٌ واحد خَزائنَ الكوفة إِنما مفاتحه المال وفي الحديث : أُوتيت مفاتيح خَزائِن الأَرض أَراد ما سَهَّل الله له ولأُمَّته من افتتاح البلاد المتعذرات واستخراج الكنوز الممتنعات . و الفَتُوحُ من الإِبل : الناقة الواسعة الأَحاليل وقد فَتَحَت و أَفْتَحَتْ بمعنىً . والنَّزُور : مثل الفَتُوح . وفي حديث أَبي ذرّ : قَدْر حَلْبِ شاةٍ فَتُوحٍ أَي واسعة الأَحاليل . و الفَتْحُ : أَوَّل مطر الوَسْمِيِّ وقيل : أَول المطر وجمعه فَتُوحٌ بفتح الفاء قال : كأَنَّ تحتي مُخْلِفاً قَرُوحا رَعَى غُيُوثَ العَهْدِ والفَتُوحا ويروى جَمِيمَ العَهْدِ وهو الفَتْحةُ أَيضاً . و الفَتْحُ : الماءُ الجاري في الأَنهار . وناقةٌ مَفاتِيحٌ وأَيْنُقٌ مَفاتِيحاتٌ : سِمَانٌ حكاها السيرافي . و الفَتْحُ : مُرَكَّبُ النَّصلِ في السَّهْمِ وجمعه فُتُوح . و الفتحُ : جَنَى النَّبْعِ وهو كأَنه الحَبَّةُ الخضراء إِلا أَنه أَحمر حُلو مُدَحْرَجٌ يأْكله الناس . الأَزهري : فاتَحَ الرجلُ امرأَته إِذا جامعها . و تَفَاتَحَ الرجلان إِذا تَفَاتَحَا كلاماً بينهما وتَخافَتا دون الناس . و الفُتْحَة : الفُرْجةُ في الشيء . و الفُتَاحَةُ : طُوَيْرَة مُمَشَّقة بحمرة . و الفَتَّاح : طائر أَسود يكثر تحريك ذنبه أَبيض أَصل الذنب من تحته ومنها أَحمر والجمع فَتاتيحُ ولا يجمع بالأَلف والتاء
فحح
فَحِيحُ الأَفْعَى صوتُها من فيها والكَشِيشُ صوتها من جلدها الأَصمعي تَفُحُّ وتَفِحُّ وتَحُفُّ والحَفِيفُ من جلدها والفَحِيح من فيها وفَحَّتِ الأَفْعَى تَفِحُّ وتَفُّحُّ فَحّاً وفَحِيحاً وهو صوتها من فيها شبيه بالنَّفْخِ في نَضْنَضةٍ وقيل هو تَحَكُّكُّ جلدها بعضِه ببعض وعم بعضهم به جميع الحيات قال يا حَيَّ لا أَفْرَقُ أَن تَفِحِّي أَو أَن تَرَحِّي كَرَحَى المُرَحِّي وخص به بعضهم أُنثى الأَساود وكل ما كان من المضاعف لازماً فالمستقبل منه يجيءُ على يَفْعِل بالكسر إِلاَّ سبعة أَحرف جاءت بالضم والكسر وهي تَعُِلُّ وتَشُِحُّ وتَجُِدُّ في الأَمر وتَصُدُّ أَي تَضِجُّ وتَجُِمُّ من الجمام والأَفْعَى تَفُِحُّ والفرس تَشُِبُّ وما كان متعدياً فمستقبله يجيءُ بالضم إِلاَّ خمسة أَحرف جاءت بالضم والكسر وهي تَشُِدُّه وتَعُِلُّه ويَبُِثُّ الشيءَ ويَنُِمُّ الحديث ورَمَّ الشيء يَرُِمُّه والفُحُحُ الأَفاعِي وفَحِيحُ الحيات بعد الأَفْعَى( * قوله « بعد الأَفعى » كذا بالأصل ) من أَصوات أَفواهها وفَحَّ الرجل في نومه يَفُحُّ فَحِيحاً وفَحْفَحَ نَفَخَ قال ابن دريد هو على التشبيه بِفَحِيح الأَفْعَى والفَحْفَحَةُ تَرَدُّد الصوت في الحَلْق شبيه بالبُحَّة والفَحْفاحُ الأَبَحُّ زاد الأَزهري من الرجال والفَحْفَحَة الكلامُ عن كراع ورجل فَحْفاحٌ مُتكلم وقيل هو الكثير الكلام ابن الأَعرابي فَحْفَحَ إِذا صَحَّحَ المودَّة وأَخلصها وحَفْحَفَ إِذا ضاقت معيشته والفَحْفاحُ اسم نهر في الجنة
فدح
الفَدْحُ إِثقالُ الأَمرِ والحِمْلِ صاحبَه فَدَحَه الأَمرُ والحِمْلُ والدَّينُ يَفْدَحُه فَدْحاً أَثقله فهو فادح وفي حديث ابن جُرَيج أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وعلى المسلمين أَن لا يتركوا في الإِسلام مَفْدُوحاً في فِداءٍ أَو عَقْل قال أَبو عبيد هو الذي فَدَحَه الدَّين أَي أَثقله وفي حديث غيره مُفْدَحاً فأَما قول بعضهم في المفعول مُفْدَح فلا وجه له لأَنَّا لا نعلم أَفْدَحَ وفي حديث ابن ذي يَزَنَ لكَشْفِكَ الكَرْبَ الذي فَدَحَنا أَي أَثقلنا والفادِحةُ النازلة تقول نزل به أَمرٌ فادح إِذا غاله وبَهَظه ولم يُسمع أَفْدَحه الدَّين ممن يوثق بعربيته
فذح
تَفَذَّحت الناقة وانْفَذَحَتْ إِذا تَفاجَّت لتبُول وليست بثَبَتٍ قال الأَزهري لم أَسمع هذا الحرف لغير ابن دريد والمعروف في كلامهم بهذا المعنى تَفَشَّجَتْ وتَفَشَّحَت بالجيم والحاء
فرح
الفَرَحُ نقيض الحُزْن وقال ثعلب هو أَن يجد في قلبه خِفَّةً فَرِحَ فَرَحاً ورجل فَرِحٌ وفَرُحٌ ومفروح عن ابن جني وفَرحانُ من قوم فَراحَى وفَرْحَى وامرأَةٌ فَرِحةٌ وفَرْحَى وفَرحانة قال ابن سيده ولا أَحُقُّه والفَرَحُ أَيضاً البَطَرُ وقوله تعالى لا تَفْرَحْ إِنَّ الله لا يحب الفَرِحينَ قال الزجاج معناه والله أَعلم لا تَفْرَحْ بكثرة المال في الدنيا لأَن الذي يَفْرَحُ بالمال يصرفه في غير أَمر الآخرة وقيل لا تَفْرَحْ لا تَأْشَرْ والمعنيان متقاربان لأَنه إِذا سُرَّ ربما أَشِرَ والمِفْراحُ الذي يَفْرَحُ كلما سَرَّه الدهرُ وهو الكثير الفَرَح وقد أَفْرَحه وفَرَّحَه والفُرْحَة والفَرْحة المَسَرَّة وفَرِحَ به سُرَّ والفُرْحة أَيضاً ما تعطيه المُفَرِّحَ لك أَو تثيبه به مكافأَة له وفي حديث التوبة للهُ أَشدُّ فَرَحاً بتوبةِ عبده الفَرَحُ ههنا وفي أَمثاله كناية عن الرضا وسرعة القبول وحسن الجزاء لتعذر إِطلاق ظاهر الفرح على الله تعالى وأَفْرَحه الشيءُ والدَّينُ أَثقله والمُفْرَحُ المُثْقَلُ بالدَّين وأَنشد أَبو عبيدة لبَيْهَسٍ العُذْرِيّ إِذا أَنتَ أَكثرتَ الأَخِلاَّءَ صادَفَتْ بهم حاجةٌ بعضَ الذي أَنتَ مانِعُ إِذا أَنتَ لم تَبْرَحْ تُؤَدِّي أَمانةً وتَحْمِلُ أُخْرَى أَفْرَحَتْكَ الودائِعُ ورجل مُفْرَحٌ محتاج مغلوب وقيل فقير لا مال له وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يُتْرَكُ في الإِسلام مُفْرَحٌ أَي لا يترك في أَخلافِ المسلمين حتى يُوَسَّعَ عليه ويُحْسَنَ إِليه قال أَبو عبيد المُفْرَحُ الذي قد أَفْرَحه الدَّين والغُرْمُ أَي أَثقله ولا يجد قضاءه وقيل أَثْقَلَ الدَّيْنُ ظهره قال الزُّهريُّ كان في الكتاب الذي كتبه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأَنصار أَن لا يتركوا مُفْرَحاً حتى يعينوه على ما كان من عَقْل أَو فِداء قال والمُفْرَحُ المَفْدُوحُ وكذلك قال الأَصمعي قال هو الذي أَثقله الدين يقول يُقْضَى عنه دينُه من بيت المال ولا يُتْرَكُ مَدِيناً وأَنكر قولهم مُفْرَج بالجيم الأَزهري من قال مُفْرَحٌ فهو الذي أَثقله العيال وإِن لم يكن مُداناً والمُفْرَح الذي لا يُعرف له نسب ولا وَلاءٌ وروى بعضهم هذه بالجيم وأَفْرَحه سَرَّه يقال ما يَسُرُّني بهذا الأَمر مُفْرِحٌ ومَفْرُوحٌ به ولا تقل مَفْرُوحٌ الأَزهري يقال ما يَسُرُّني به مَفْرُوحٌ ومُفْرِحٌ فالمَفْرُوح الشيء الذي أَنا به أَفْرَحُ والمُفْرِحُ الشيء الذي يُفْرِحُني وروي عن الأَصمعي يقال ما يَسُرُّني به مُفْرِحٌ ولا يجوز مَفْرُوح قال وهذا عنده مما تَلْحَنُ فيه العامة قال أَبو عبيد ومن قال مُفْرَجٌ فهو الذي يُسْلِمُ ولا يوالي أَحداً فإِذا جنى جنايةً كانت جنايته على بيت المال لأَنه لا عاقلة له والتَفْريح مثل الإِفراح وتقول لك عندي فَرْحةٌ إِن بَشَّرْتَني وفُرْحةٌ قال ابن الأَثير وأَفْرَحَه إِذا غَمَّه وحقيقته أَزَلْتُ عنه الفَرَح كأَشْكَيْته إِذا أَزلت شَكْواه والمُثْقَلُ بالحقوق مغموم مكروب إِلى أَن يخرج عنها ويروى بالجيم وقد تقدم ذكره وفي حديث عبد الله بن جعفر ذكرتْ أُمُّنا يُتْمَنا وجعلت تُفْرِحُ له قال ابن الأَثير قال أَبو موسى كذا وجدته بالحاء المهملة قال وقد أَضْرَبَ الطبراني عن هذه اللفظة فتركها من الحديث فإِن كانت بالحاء فهو من أَفْرَحَه إِذا غَمَّه وأَزال عنه الفَرَحَ وأَفْرَحَه الدَّينُ إِذا أَثقله وإِن كانت بالجيم فهو من المُفْرَجِ الذي لا عشيرة له فكأَنها أَرادت أَن أَباهم تُوُفِّيَ ولا عشيرة لهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أَتَخافِينَ العَيْلَةَ وأَنا وَلِيُّهم ؟ والمُفْرَحُ القتيل يوجد بين القريتين ورويت بالجيم أَيضاً وروى ابن الأَعرابي أَفْرَحَني الشيءُ سَرَّني وغَمَّني والفُرْحانةُ( * قوله « والفرحانة » بضم الفاء بضبط الأصل وبفتحها بضبط المجد واتفقا على ضبط القرحان بالقاف مضمومة ) الكَمْأَةُ البيضاء عن كراع قال ابن سيده والذي رويناه قرحان بالقاف وسنذكره والمُفَرِّحُ دواء معروف
فرسح
الأَزهري عن أَبي زد الفِرْساحُ الأَرض العريضة الواسعة قال الأَزهري هكذا أَقْرَأَنِيه الإِيادِيُّ ثم قال شمر هذا تصحيف والصواب الفِرْشاح بالشين المعجمة من فَرْشَح في جِلْسَتِه وفَرْسَح الرجلُ إِذا وَثَبَ وَثْباً متقارباً قال الأَزهري هذا الحرف من الجَمْهَرة ولم أَجده لأَحد من الثقات فلْيُفْحَصْ عنه
فرشح
الفِرْشاحُ من النساء الكبيرة السَّمِجَة وكذلك هي من الإِبل قال سَقَيْتُكمُ الفِرْشاحَ نَأْياً لأُمِّكُمْ تَدِبُّونَ للمَوْلى دَبيبَ العَقارِب والفِرْشاحُ من السحاب الذي لا مطر فيه والفِرْشاحُ الأَرض الواسعة العريضة وحافر فِرْشاحٌ مُنْبَطِح قال أَبو النجم في صفة الحافر بكُلِّ وَأْبٍ للحَصَى رَضَّاحِ ليس بمُصْطَرٍّ ولا فِرْشاحِ الوَأْبُ المُقَعَّبُ الشديد والمُصْطَرُّ الضَّيِّق وفَرْشَحَتِ الناقة تَفَحَّجَتْ للحَلْبِ وفَرْطَشَتْ للبول قال الأَزهري هكذا وجدته في كتاب والصواب فَطْرَشَتْ إِلا أَن يكون مقلوباً وفَرشحَ الرجلُ وَثَبَ وَثْباً متقارباً وقد تقدّم في الحاء أَيضاً والفَرْشَحة أَن يَقْعُد مسترخياً فَيُلْصِقَ فخذيه بالأَرض كالفَرْشَطَة سواء وقال اللحياني هو أَن يقعد ويفتح ما بين رجليه وقال أَبو عبيد الفَرْشَحة أَن يَفْرِشَ بين رجليه ويُباعِدَ إِحداهما من الأُخرى وقال الكسائي فَرْشَحَ الرجلُ في صلاته وهو أَن يُفَحِّجَ بين رجليه جِدًّا وهو قائم ومنه حديث ابن عمر أَنه كان لا يُفَرْشِحُ رجليه في الصلاة ولا يُلْصِقْهما ولكن بين ذلك
فرطح
رأْسٌ مُفَرْطَحٌ أَي عريض وفَرْطَحَ القُرْصَ وفَلْطَحه إِذا بسطه وأَنشد لرجل من بَلْحَرِثِ بن كعب يصف حية ذكراً وهو ابن أَحمر البَجَلِيّ ليس الباهِليَّ خُلِقَتْ لَهازِمُه عِزِينَ ورأْسُه كالقُرْصِ فُرْطِحَ من طَحِينِ شَعيرِ قال ابن بري صوابه فُلْطِح باللام قال وكذلك أَنشد الآمِدِيّ وبعده ويُدِيرُ عَيناً للوَداعِ كأَنها سَمْراءُ طاحتْ من نَقِيصِ بَريرِ وكأَنَّ شِدْقَيْهِ إِذا اسْتَقْبَلْتَه شِدْقا عَجُوزٍ مَضْمَضَتْ لطُهُورِ وكل شيء عَرَّضْته فقد فَرْطَحْتَه
فرقح
الفَرْقَحُ( * قوله « الفرقح » كذا بالأصل بفاء فقاف وفي القاموس بفاءين ونبه عليه شارحه ) الأَرضُ المَلْساءُ
فركح
الفَرْكَحة تَباعُدُ ما بين الأَلْيَتَينِ عن كراع والفِرْكاحُ الرجل الذي ارتفع مِذْرَوا اسْتِه وخرج دُبُره وهو المُفَرْكَحُ وأَنشد جاءتْ به مُفَرْكَحاً فِرْكاحا
فسح
الفُساحةُ السَّعةُ الواسعةُ( * قوله « الفساحة السعة الواسعة » كذا بالأصل ولعله الفساحة الساحة الواسعة ) في الأَرض والفُسْحةُ السَّعةُ فَسُحَ المكانُ فَساحةً وتَفَسَّحَ وانْفَسَحَ وهو فَسِيحٌ وفُسُحٌ وفي حديث عليّ اللهم افْسَحْ له مُنْفَسَحاً
( * قوله « منفسحاً » كذا بالأصل والذي في النهاية مفتسحاً ) في عَدْلِك أَي أَوسِع له سَعَةً في دار عَدْلك يوم القيامة ويروى في عَدْنِك بالنون يعني جنةَ عَدْنٍ ومَجَلِسٌ فُسُحٌ على فُعْل وفُسْحُمٌ واسع وبلد فَسِيحٌ ومَفازة فَسِيحة ومنزل فَسِيح أَي واسع وفي حديث أُم زَرْع وبيتُها فُساحٌ أَي واسع يقال بيت فَسيح وفُساح مثل طَويل وطُوال ويروى فَيَّاح بمعناه وفَسَحَ له المجلس يَفْسَحُ فَسْحاً وفُسُوحاً وتَفَسَّح وَسَّع له وفي التنزيل إِذا قيل لكم تَفَسَّحُوا في المجالس فافْسَحُوا يَفْسَح الله لكم قال الفراء قرأَها الناس تَفَسَّحُوا بغير أَلف وقرأَها الحسن تَفاسَحُوا بأَلف قال وتَفاسَحُوا وتَفَسَّحُوا متقاربٌ في المعنى مثل تَعَهَّدْتُه وتَعاهَدْتُه وصَعَّرْتُ وصاعَرْتُ والقومُ يَتَفَسَّحُون إِذا مَكَنُوا ورجل فُسُحٌ وفُسْحُمٌ واسع الصدر والميم زائدة وفي صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فَسِيحُ ما بين المَنْكِبَينِ أَي بعيد ما بينهما يصفه صلى الله عليه وسلم بسعة صدره وأَمر فَسِيحٌ وفُسُحٌ واسع ومفازة فُسُحٌ كذلك وفي هذا الأَمر فُسْحةٌ أَي سَعة وانْفَسَح طَرْفُه إِذا لم يردّه شيء عن بُعْدِ النظر قال الأَزهري سمعت أَعرابيّاً من بني عُقَيْل يسمى شَمْلَة يقول لخَرَّازٍ كان يَخْرِزُ له قربةً فقال له إِذا خَرَزْت فأَفْسِحِ الخُطى لئلا يَنْخَرِم الخَرْزُ يقول باعِدْ بين الخُرْزَتين والفُسْحتانِ ما لا شعر عليه من جانِبَي العَنْفَقَةِ وحكى اللحياني فلانٌ ابنُ فُسْحُمٍ وقال نُرَى أَنه من الفُسْحةِ والانْفِساحِ قال ولا أَدري ما هذا وانْفَسَحَ صدرُه انشرحَ قال الأَصمعي مُراحٌ مُنْفَسِحٌ إِذا كثرت نَعَمُه وهو ضد قَرِعَ المُراحُ وقد انْفَسَح مُراحُهم إِذا كثرت إِبلهم قال الهذلي سَأُغْنِيكُمْ إِذا انْفَسَحَ المُراحُ وقال الأَزهري في آخر هذه الترجمة وجمل مَفْسُوحُ الضُّلُوع بمعنى مَسْفُوحٍ يَسْفَح في الأَرض سَفْحاً قال حُمَيْدُ بن ثور فَقَرَّبْتُ مَسْفوحاً لِرَحْلي كأَنه قَرَى ضِلَعٍ قَيْدامُها وصَعُودُها
فشح
تَفَشَّحتِ الناقةُ وانْفَشَحَتْ تَفاجَّتْ قال إِنكِ لو صاحَبْتِنا مَذِحْتِ وحَكَّكِ الحِنْوانِ فانْفَشَحْتِ وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي فَشَحَ وفَشَجَ وفَشَّحَ وفَشَّجَ إِذا فَرَّجَ ما بين رجليه بالحاء والجيم
فصح
الفَصاحةُ البَيان فَصُحَ الرجلُ فَصاحة فهو فَصِيح من قوم فُصَحاء وفِصاحٍ وفُصُحٍ قال سيبويه كسروه تكسير الاسم نحو قضيب وقُضُب وامرأَة فَصِيحةٌ من نِسوة فِصاحٍ وفَصائحَ تقول رجل فَصِيح وكلام فَصِيح أَي بَلِيغ ولسانه فَصِيح أَي طَلْقٌ وأَفْصَحَ الرجلُ القولَ فلما كثر وعرف أَضمروا القول واكتفوا بالفعل مثل أَحْسَنَ وأَسْرَعَ وأَبْطَأَ وإِنما هو أَحْسَنَ الشيءَ وأَسرعَ العملَ قال وقد يجيء في الشعر في وصف العُجْم أَفْصَحَ يريد به بيان القول وإن كان بغير العربية كقول أَبي النجم أَعْجَمَ في آذانِها فَصِيحا يعني صوت الحمار انه أَعجم وهو في آذان الأُتُن فصيح بَيِّنٌ وفَصُح الأَعجميُّ بالضم فَصاحة تكلم بالعربية وفُهِمَ عنه وقيل جادت لغته حتى لا يَلْحَنُ وأَفْصَح كلامه إِفْصاحاً وأَفْصَح تكلم بالفَصاحةِ وكذلك الصبي يقال أَفْصَحَ الصبيُّ في مَنْطِقِه إِفْصاحاً إِذا فَهِمْتَ ما يقول في أَوّل ما يتكلم وأَفْصَحَ الأَغْتَمُ إِذا فهمت كلامه بعد غُتْمَتِه وأَفْصَح عن الشيء إِفصاحاً إِذا بَيَّنه وكَشَفَه وفَصُح الرجلُ وتَفَصَّح إِذا كان عربيّ اللسان فازداد فَصاحة وقيل تَفَصَّح في كلامه وتَفاصَح تكلَّف الفَصاحةَ يقال ما كان فَصِيحاً ولقد فَصُحَ فَصاحة وهو البَيِّنُ في اللسان والبَلاغة والتَّفَصُّحُ استعمال الفصاحة وقيل التَّشَبُّه بالفُصَحاء وهذا نحو قولهم التَّحَلُّم الذي هو إِظهار الحِلْم وقيل جميعُ الحيوان ضربان أَعجَمُ وفَصِيح فالفصيح كلُّ ناطق والأَعجمُ كلُّ ما لا ينطق وفي الحديث غُفِر له بعدد كل فَصِيح وأَعْجَم أَراد بالفصيح بني آدم وبالأَعجم البهائم والفَصِيحُ في اللغة المنطلق اللسان في القول الذي يَعْرف جَيِّدَ الكلام من رديئه وقد أَفْصَح الكلامَ وأَفْصَحَ به وأَفْصَح عن الأَمر ويقال أَفْصِحْ لي يا فلان ولا تُجَمْجِمْ قال والفصيح في كلام العامة المُعْرِبُ ويوم مُفْصِح لا غَيْمَ فيه ولا قُرَّ الأَزهري قال ابن شميل هذا يومٌ فِصْحٌ كما ترى إِذا لم يكن فيه قُرّ والفِصْحُ الصَّحْو من القُرّ قال وكذلك الفَصْيَةُ وهذا يومٌ فَصْيةٌ كما ترى وقد أَفْصَيْنا من هذا القُرّ أَي خرجنا منه وقد أَفْصَى يومُنا وأَفْصَى القُرّ إِذا ذهب وأَفصح اللبَنُ ذهب اللِّبأُ عنه والمُفْصِحُ من اللبن كذلك وفَصُحَ اللبن إِذا أُخِذَتْ عنه الرَّغْوةُ قال نَضْلَةُ السُّلَمِيُّ رَأَوْهُ فازْدَرَوْهُ وهو خِرْق ويَنْفَعُ أَهلَه الرجلُ القَبِيحُ فلم يَخْشَوْا مَصالَتَه عليهم وتحت الرَّغْوَةِ اللبَنُ الفَصِيحُ ويروى اللبن الصريح قال ابن بري والرَّغوة بالضم والفتح والكسر وأَفْصَحَتِ الشاةُ والناقة خَلَصَ لَبَنُهما وقال اللحياني أَفْصَحَتِ الشاةُ إِذا انقطع لِبَؤُها وجاء اللبنُ بَعْدُ والفِصْحُ وربما سمي اللبن فِصْحاً وفَصِيحاً وأَفْصَحَ البَوْلُ كأَنه صَفا حكاه ابن الأَعرابي قال وقال رجل من غَنِيٍّ مَرِضَ قد أَفْصَحَ بولي اليومَ وكان أَمسِ مثلَ الحِنَّاء ولم يفسره والفِصْحُ بالكسر فِطْرُ النصارَى وهو عِيدٌ لهم وأَفْصَحُوا جاء فِصْحُهم وهو إِذا أَفْطَرُوا وأَكلوا اللحم وأَفْصَحَ الصُّبحُ بدا ضوءُه واستبان وكلُّ ما وَضَحَ فقد أَفْصَحَ وكلُّ واضح مُفْصِحٌ ويقال قد فَصَحَكَ الصُّبح أَي بان لك وغَلبَك ضوءُه ومنهم من يقول فَضَحَكَ وحكى اللحياني فَصَحه الصبحُ هجم عليه وأَفْصَح لك فلانٌ بَيَّن ولم يُجَمْجِمْ وأَفْصَح الرجل من كذا إِذا خرج منه
فضح
الفَضْحُ فعلُ مجاوز من الفاضح إِلى المَفْضُوح والاسم الفَضِيحةُ ويقال للمُفْتَضِح يا فَضُوح قال الراجز قومٌ إِذا ما رَهِبُوا الفَضائِحا على النساءِ لَبِسُوا الصَّفائِحا ويقال افْتَضَحَ الرجلُ يَفْتَضِحُ افْتِضاحاً إِذا ركب أَمراً سَيِّئاً فاشتهر به ويقال للنائم وقت الصباح فَضَحك الصُّبح فقُمْ معناه أَن الصُّبح قد استنار وتبين حتى بَيَّنك لمن يَراك وشَهَرَكَ وقد يقال أَيضاً فَصَحك الصبح بالصاد ومعناهما مقارب وفي الحديث أَن بلالاً أَتى ليُؤَذِّنَ بالصبح فَشَغَلَت عائشةُ بلالاً حتى فَضَحَه الصبح أَي دَهَمَتْه فُضْحةُ الصُّبح وهي بياضه وقيل فَضَحَه كشفه وبَيَّنَه للأَعْيُن بضوئه ويروى بالصاد المهملة وهو بمعناه وقيل معناه إِنه لما تبين الصبح جِدًّا ظهرت غفلته عن الوقت فصار كما يَفْتَضح بعيب ظهر منه وفضَحَ الشيءَ يَفْضَحُه فَضْحاً فافْتَضَح إِذا انكشفت مساويه والاسم الفَضاحَة والفُضُوحُ والفُضُوحَة والفَضِيحة ورجل فَضَّاحٌ وفَضُوح يَفْضَحُ الناسَ وفَضَحَ القمرُ النجومَ غلب ضوءُه ضوءَها فلم يتبين وفَضَّحَ الصُّبْحُ وأَفْضَحَ بدا والأَفْضَحُ الأَبيضُ وليس بشديد البياض قال ابن مقبل فأَضْحَى له جُلْبٌ بأَكنافِ شُرْمةٍ أَجَشُّ سِماكِيٌّ من الوَبْلِ أَفْضَحُ الأَجَشُّ الذي في رعده غِلَظٌ والسِّماكِيّ الذي مُطِرَ بِنَوْءِ السِّماكِ وشُرمة موضع بعينه وأَكنافها نواحيها والجُلْب السحابُ والاسم الفُضْحةُ وقيل الفُضْحة والفَضَحُ غُبْرَةٌ في طُحلةِ يخالطها لونٌ قبيح يكون في أَلوان الإِبل والحمام والنعت أَفْضَحُ وفَضْحاءُ وهو أَفْضَحُ وقد فَضِحَ فَضَحاً والأَفْضَحُ الأَسد للونه وكذلك البعير وذلك من فَضَحِ اللونِ قال أَبو عمرو سأَلت أَعرابيّاً عن الأَفْضَح فقال هو لون اللحم المطبوخ وأَفْضَحَ البُسْرُ إِذا بدت الحمرة فيه وأَفْضَح النخل احمرَّ واصفرَّ قال أَبو ذؤَيب الهذلي يا هلْ رأَيتَ حُمُولَ الحَيِّ عادِيَةً كالنخل زَيَّنَها يَنْعٌ وإِفْضاحُ وسئل بعضُ الفقهاء عن فضِيح البُسْر فقال ليس بالفَضِيح ولكنه الفَضُوح أَراد أَنه يُسْكِر فَيَفضَحُ شاربه إِذا سكر منه والفَضِيحة اسم من هذا لكل أَمر سَيّءٍ يَشْهَرُ صاحبَه بما يسوءُ
فطح
الفَطَحُ عِرَضٌ في وسط الرأْس والأَرْنَبةِ حتى تَلْتَزِقَ بالوجه كالثور الأَفْطَحِ قال أَبو النجم يصف الهامة قَبْضاء لم تُفْطَحْ ولم تُكَتَّلِ ورجل أَفْطَحُ عريض الرأْس بَيِّنُ الفَطَحِ والتَّفْطِيحُ مثله ورأْس أَفْطَحُ ومُفَطَّحٌ عَريض وأَرْنَبَةٌ فَطْحاء والأَفْطَحُ الثور لذلك صفة غالبة ويقال فَطَّحْتُ الحديدةَ إِذا عَرَّضْتها وسَوَّيتَها لمِسْحاة أَو مِعْزَقٍ أَو غيره قال جرير هو القَيْنُ وابنُ القَيْنِ لا قَيْنَ مثلُه لفَطْحِ المَساحي أَو لجَدْلِ الأَداهِمِ الجوهري فَطَحَه فَطْحاً جعله عريضاً قال الشاعر مَفْطُوحةُ السِّيَتَيْنِ تُوبِعَ بَرْيُها صَفْراءُ ذاتُ أَسِرَّةِ وسَفاسِقِ وفَطَحَ العُودَ وغيره يَفْطَحُه فَطْحاً وفَطَّحَه بَراه وعَرَّضَه أَنشد ثعلب أَلْقَى على فَطْحائها مَفْطُوحا غادَرَ جُرْحاً ومَضَى صحِيحا قال يعني السهم وقع في الرمية فَجَرَحها ومضى وهو سليم وعَنى بالفَطْحاءِ الموضع المنبسط منها كالفَريصة والصُّفْح وفَطَحَ ظهره يَفْطَحُه فَطْحاً ضربه بالعصا والأَفْطَحُ الحِرْباءُ الذي تَصْهَر الشمسُ ظهره ولونَه فيَبْيَضُّ من حَمْوِها وفُطِّحَ النخلُ لُقِّحَ( * قوله « وفطح النخل لقح » كذا يضبط بالأصل وفي القاموس وفطح النخل لقح من باب فرح فيهما اه ولا مانع منهما ) عن كراع
فقح
الأَزهري التَّفَقُّحُ التَّفَتُّح في الكلام ومنهم من عَمَّ فقال التَفَقُّحُ التَّفَتُّح وفَقَحَ الجِرْوُ وفَقَّحَ وذلك أَوّلَ ما يَفْتَحُ عينيه وهو صغير يقال فَقَّحَ الجِرْوُ وجَصَّصَ إِذا فتح عينيه وصَأْصأَ إِذا لم يفتح عينيه قال أَبو عبيد وفي حديث عبيد الله بن جحش أَنه تَنَصَّر بعد إِسلامه فقيل له في ذلك فقال إِنا فَقَّحْنا وصَأْصأْتم أَي وَضَحَ لنا الحقُّ وعَشِيتُمْ عنه وقال ابن بري أَي أَبْصَرْنا رُشْدَنا ولم تبصروا وهو مستعار وفَقَّحَ الوَرْدُ إِذا تَفَتَّحَ وفَقَّحَ الشجرُ انشقت عُيونُ وَرَقه وبدت أَطرافه والفُقَّاحُ عُشْبَةٌ نحو الأُقْحُوانِ في النباتِ والمَنْبِتِ واحدته فُقَّاحة وهو من نبات الرمل وقيل الفُقَّاح أَشدُّ انضمام زهره من الأُقحوان يَلْزَقُ به التراب كما يَلْزَقُ بالتَّرِبةِ والحَمَصِيصِ وقيل فُقَّاح كل نبت زَهْرُه حين يتفتح على أَيِّ لون كان واحدته فُقَّاحة قال عاصم بن منظور كأَنكَ فُقَّاحةُ نَوَّرَتْ مع الصُّبْحِ في طَرَفِ الحائِر وقيل الفُقَّاحُ نَوْرُ الإِذْخِر الأَزهري الفُقَّاح من العِطْرِ وقد يجعل في الدواء يقال له فُقَّاح الإِذْخِر والواحدة فُقَّاحة قال وهو من الحشيش وقال الأَزهري هو نَور الإِذْخِر إِذا تَفَتَّحَ بُرعومه وكلُّ نَوْرٍ تَفَتَّحَ فقد تَفَقَّح وكذلك الوَرْدُ وما أَشبهه من بَراعِيمِ الأَنوارِ وتَفَقَّحَتِ الوَرْدَةُ تفتحت وعلى فلان حُلَّةٌ فُقاحِيَّة وهي على لون الوَرْدِ حين هَمَّ أَن يَتَفَتَّحَ وامرأَة فُقَّاحٌ بغير هاء عن كراع حَسَنةُ الخَلْقِ حادِرَتُه وفُقَّاحةُ اليَدِ وفَقْحَتُها راحَتُها يمانية سميت بذلك لاتساعها والفَقْحةُ مِنْدِيلُ الإِحرام كل ذلك بلغتهم والفَقْحةُ معروفة قيل هي حَلْقَةُ الدُّبُر وقيل الدبر الواسع وقيل هي الدُّبُر بجُمْعِها ثم كثر حتى سُمِّيَ كلُّ دُبُرٍ فَقْحَةً قال جرير ولو وُضَعَتْ فِقاحُ بني نُمَيْرٍ على خَبَثِ الحَدِيدِ إِذاً لذابا والجمع الفِقَاحُ وهم يَتَفاقَحُون إِذا جعلوا ظهورهم لظهورهم كما تقول يتقابلون ويتظاهرون وفَقَحَ الشيءَ يَفْقَحُه فَقْحاً سَفَّهُ كما يُسَفُّ الدواء يمانية
فلح
الفَلَح والفَلاحُ الفوز والنجاة والبقاء في النعيم والخير وفي حديث أَبي الدَّحْداحِ بَشَّرَك الله بخير وفَلَحٍ أَي بَقاءٍ وفَوْز وهو مقصور من الفلاح وقد أَفلح قال الله عَزَّ من قائل قد أَفْلَحَ المؤمنون أَي أُصِيرُوا إِلى الفلاح قال الأَزهري وإِنما قيل لأَهل الجنة مُفْلِحون لفوزهم ببقاء الأَبَدِ وفَلاحُ الدهر بقاؤُه يقال لا أَفعل ذلك فَلاحَ الدهر وقول الشاعر ولكن ليس في الدنيا فَلاحُ( * قوله « ولكن ليس في الدنيا إلخ » الذي في الصحاح الدنيا باللام )
أَي بقاء التهذيب عن ابن السكيت الفَلَح والفَلاح البقاء قال الأَعشى ولئن كُنَّا كقومٍ هَلَكُوا ما لِحَيٍّ يا لَقَوْمٍ من فَلَحْ
( * قوله « يا لقوم » كذا بالأصل والصحاح وشرح القاموس بحذف ياء المتكلم )
وقال عَدِيٌّ ثُمَّ بعدَ الفَلاحِ والرُّشْدِ والأُمَّ ةِ وارَتْهُمُ هناك القُبورُ والفَلَحُ والفَلاحُ السَّحُورُ لبقاء غَنائه وفي الحديث صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خَشِينا أَن يَفُوتَنا الفَلَحُ أَو الفَلاحُ يعني السَّحُور أَبو عبيد في حديثه حتى خشينا أَن يفوتنا الفلاح قال وفي الحديث قيل وما الفَلاحُ ؟ قال السَّحُور قال وأَصل الفَلاح البقاء وأَنشد للأَضْبَطِ بن قُرَيْعٍ السَّعْدِيّ لكُلِّ هَمٍّ منَ الهُمُومِ سَعَهْ والمُسْيُ والصُّبْحُ لا فَلاحَ مَعهْ يقول ليس مع كَرِّ الليل والنهار بَقاءٌ فَكأَنَّ معنى السَّحُور أَن به بقاء الصوم والفَلاحُ الفوز بما يُغْتَبَطُ به وفيه صلاح الحال وأَفْلَحَ الرجلُ ظَفِرَ أَبو إِسحق في قوله عز وجل أُولئك هم المفلحون قال يقال لكل من أَصاب خيراً مُفْلح وقول عبيد أَفْلِحْ بما شِئْتَ فقد يُبْلَغُ بالنْ نَوكِ وقد يُخَدَّعُ الأَرِيبُ ويروى فقد يُبْلَغ بالضَّعْفِ معناه فُزْ واظْفَرْ التهذيب يقول عِشْ بما شئت من عَقْلٍ وحُمْقٍ فقد يُرْزَقُ الأَحْمَقُ ويُحْرَمُ العاقل الليث في قوله تعالى وقد أَفلح اليومَ من اسْتَعْلى أَي طَفِرَ بالمُلْكِ من غَلَبَ ومن أَلفاط الجاهلية في الطلاق اسْتَفْلِحِي بأَمرِك أَي فوزي به وفي حديث ابن مسعود أَنه قال إِذا قال الرجل لامرأَته اسْتَفْلِحي بأَمرك فقَبِلَتْه فواحدةٌ بائنة قال أَبو عبيد معناه اظْفَري بأَمرك وفوزي بأَمرك واسْتَبِدّي بأَمرك وقومٌ أَفلاح مُفْلِحُون فائزون قال ابن سيده لا أَعرف له واحداً وأَنشد بادُوا فلم تَكُ أُولاهُمْ كآخِرِهِمْ وهل يُثَمّرُ أَفْلاحٌ بأَفْلاحِ ؟ وقال كذا رواه ابن الأَعرابي فلم تك أُولاهم كآخرهم وخَلِيقٌ أَن يكون فلم تك أُخراهم كأَوَّلهم ومعنى قوله وهل يُثمر أَفلاح بأَفلاح أَي قلما يُعْقِبُ السَّلَفُ الصالح إِلاَّ الخَلَفَ الصالحَ وقال ابن الأَعرابي معنى هذا أَنهم كانوا مُتَوافِرِينَ من قبل فانقرضوا فكان أَوّلُ عيشهم زيادةً وآخره نقصاناً وذهاباً التهذيب وفي حديث الأَذان حَيّ على الفلاح يعني هَلُمَّ على بقاء الخير وقيل حيّ أَي عَجِّلْ وأَسْرِع على الفلاح معناه إِلى الفوز بالبقاء الدائم وقيل أَي أَقْبِلْ على النجاة قال ابن الأَثير وهو من أَفْلَحَ كالنجاح من أَنجَحَ أَي هَلُمُّوا إِلى سبب البقاء في الجنة والفوز بها وهو الصلاة في الجماعة وفي حديث الخيل مَنْ رَبَطَها عُدَّةً في سبيل الله فإِنَّ شِبَعَها وجُوعَها ورِيَّها وظَمَأَها وأَرواثها وأَبوالها فَلاحٌ في موازينه يوم القيامة أَي ظَفَرٌ وفَوزٌ وفي الحديث كل قوم على مَفْلَحَةٍ من أَنفسهم قال ابن الأَثير قال الخَطَّابيُّ معناه أَنهم راضون بعلمهم يَغْتَبِطُون به عند أَنفسهم وهي مَفعلة من الفَلاح وهو مثل قوله تعالى كلُّ حِزْبٍ بما لديهم فَرِحون والفَلْحُ الشَّقُّ والقطع فَلَح الشيءَ يَفْلَحُه فَلْحاً شَقَّه قال قد عَلِمَتْ خَيْلُكَ أَي الصَّحْصَحُ إِنَّ الحَدِيدَ بالحديد يُفْلَحُ أَي يُشَقُّ ويُقطع وأَورد الأَزهري هذا الشعر شاهداً على فَلَحْتُ الحديث إِذا قطعته وفَلَحَ رأَسه فَلْحاً شَقَّه والفَلْحُ مصدر فَلَحْتُ الأَرض إِذا شققتها للزراعة وفَلَح الأَرضَ للزراعة يَفْلَحُها فَلْحاً إِذا شقها للحرث والفَلاَّح الأَكَّارُ وإِنما قيل له فَلاَّحٌ لأَنه يَفْلَحُ الأَرضَ أَي يَشقها وحِرْفَتُه الفِلاحة والفِلاحةُ بالكسر الحِراثة وفي حديث عمر اتقوا الله في الفَلاَّحينَ يعني الزَّرَّاعين الذين يَفْلَحونَ الأَرض أَي يشقُّونها وفَلَح شَفَته يَفْلَحها فَلْحاً شقها والفَلَحُ شَقٌّ في الشفة السفلى واسم ذلك الشَّقِّ الفَلَحةُ مثل القَطَعةِ وقيل الفَلَحُ شق في الشفة في وسطها دون العَلَمِ وقيل هو تَشَقُّق في الشفة وضِخَمٌ واسترخاء كما يُصِيبُ شِفاهَ الزِّنْجِ رجل أَفْلَحُ وامرأَة فَلْحاء التهذيب الفَلَحُ الشق في الشفة السفلى فإِذا كان في العُلْيا فهو عَلَم وفي الحديث قال رجل لسُهَيلِ بن عمرو لولا شيء يَسُوءُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لضَرَبْتُ فَلَحَتك أَي موضع الفَلَح وهو الشَّق في الشفة السفلى وفي حديث كعب المرأَة إِذا غاب عنها زوجها تَفَلَّحَتْ وتَنَكَّبَتِ الزينةَ أَي تشَقَّقَت وتَقَشَّفَت قال ابن الأَثير قال الخطابي أُراه تَقَلَّحَتْ بالقاف من القَلَحِ وهو الصُّفْرَة التي تعلو الأَسنان وكان عَنْتَرَةُ العَبْسِيُّ يُلَقَّبُ الفَلْحاءَ لفَلَحةٍ كانت به وإِنما ذهبوا به إِلى تأْنيث الشَّفَة قال شُرَيْحُ بن بُجَيْرِ بن أَسْعَدَ التَّغْلَبيّ ولو أَن قَوْمي قومُ سَوْءٍ أَذِلَّةٌ لأَخْرَجَني عَوْفُ بنُ عَوْفٍ وعِصْيَدُ وعَنْتَرَةُ الفَلْحاءُ جاءَ مُلأَّماً كأَنه فِنْدٌ من عَمايَةَ أَسْوَدُ أَنث الصفة لتأْنيث الاسم قال الشيخ ابن بري كان شريح قال هذه القصيدة بسبب حرب كانت بينه وبين بني مُرَّة بن فَزارةَ وعَبْسٍ والفِنْدُ القطعة العظيمة الشَّخْصِ من الجبل وعَماية جبل عظيم والمُلأَّمُ الذي قد لَبِسَ لأْمَتَه وهي الدرع قال وذكر النحويون أَن تأْنيث الفلحاء إِتباع لتأْنيث لفظ عنترة كما قال الآخر أَبوكَ خَلِيفةٌ ولَدَتْه أُخْرى وأَنتَ خلِيفَةٌ ذاك الكَمالُ ورأَيت في بعض حواشي نسخ الأُصول التي نقلت منها ما صورته في الجمهرة لابن دريد عِصْيدٌ لقب حِصْنِ ابن حذيفة أَو عُيَيْنَة بن حِصْنٍ ورجل مُتَفَلِّح الشَّفَة واليدين والقدمين أَصابه فيهما تَشَقُّقٌ من البَرْد وفي رِجْل فلان فُلُوحٌ أَي شُقُوق وبالجيم أَيضاً ابن سيده والفَلَحَة القَراح الذي اشْتُقَّ للزرع عن أَبي حنيفة وأَنشد لِحَسَّانَ دَعُوا فَلَحَاتِ الشَّأْمِ قد حال دونها طِعانٌ كأَفْواهِ المَخاضِ الأَوارِكِ
( * قوله « كأَفواه المخاض » أَنشده في فلج بالجيم كأبوال المخاض ثم ان قوله ما اشتق من الأَرض للديار كذا بالأصل وشرح القاموس لكنهما أَنشداه في الجيم شاهداً على أَن الفلجات المزارع وعلى هذا فمعنى الفلجات بالجيم والفلحات بالحاء واحد ولم نجد فرقاً بينهما إلا هنا )
يعني المَزارِعَ ومن رواه فَلَجات الشأْم بالجيم فمعناه ما اشتق من الأَرض للديار كل ذلك قول أَبي حنيفة والفَلاَّحُ المُكارِي التهذيب ويقال للمُكاري فَلاَّحٌ وإِنما قيل الفَلاَّح تشبيهاً بالأَكَّارِ ومنه قول عمرو بن أَحْمَر الباهِلِيّ لها رِطْلٌ تَكِيلُ الزَّيْتَ فيه وفَلاَّحٌ يسُوقُ لها حِمارا وفَلَحَ بالرجل يَفْلَحُ فَلْحاً وذلك أَن يطمئن إِليك فيقولَ لك بِعْ لي عبداً أَو متاعاً أَو اشتره لي فتأْتي التُّجارَ فتشتريه بالغلاء وتبيع بالوكْسِ وتصيب من التَّاجِرِ وهو الفَلاَّحُ وفَلَحَ بالقوم وللقوم يَفْلَحُ فَلاحَةً زَيَّنَ البيعَ والشراء للبائع والمشتري وفَلَّح بهم تَفْلِيحاً مَكَرَ وقال غير الحق التهذيب والفَلْحُ النَّجْشُ وهو زيادة المكتري ليزيد غيرُه فيُغْريه والتَّفْليحُ المكر والاستهزاء وقال أَعرابي قد فَلَّحوا به أَي مَكَرُوا به والفَيْلَحانيُّ تِبنٌ أَسْوَدُ يَلِي الطُّبّارَ في الكِبَر وهو يَتَقَلَّع إِذا بَلَغ مُدَوَّرٌ شديد السواد حكاه أَبو حنيفة قال وهو جيد الزبيب يعني بالزبيب يابسه وقد سَمَّت أَفلَح وفُلَيْحاَ ومُفْلِحاً
فلطح
رأْس مُفَلْطَحٌ وفِلْطاحٌ عريضٌ ومثله فِرْطاحٌ بالراء وكلّ شيء عَرَّضْتَه فقد فَلْطَحْته وفَرْطَحْته ابن الفَرَح فَرْطَح القُرْصَ وفَلْطَحه إِذا بسطه وأَنشد لرجل من بَلْحرِثِ بن كعب يصف حيَّةً خُلِقَتْ لَهازِمُه عِزِينَ ورأْسُه كالقُرْصِ فُلْطِحَ من طَحِينِ شَعِيرِ وقد تقدم هذا البيت بعينه في فرطح بالراء وذكره الأَزهري باللام ابن الأَعرابي رغيف مُفَلْطَحٌ واسع وفي حديث القيامة عليه حَسَكة مُفَلْطَحة لها شوكة عَقِيفَةٌ المُفَلْطَحُ الذي فيه عِرَضٌ واتساع وذكر ابن بري في ترجمة فرطح قال هذا الحرف أَعني قوله مُفَلْطَح الصحيح فيه عند المحققين من أَهل اللغة أَنه مُفَلْطَحٌ باللام وفي الخبر أَن الحسن البصري مَرَّ على باب ابن هُبَيرة وعليه القُرَّاء فَسَلَّم ثم قال ما لي أَراكم جُلوساً قد أَحْفَيتم شوارِبكم وحلقتم رؤوسكم وقَصَّرْتم أَكمامكم وفَلْطَحْتم نعالكم ؟ أَما والله لو زهدتم فيما عند الملوك لرغبوا فيما عندكم ولكنكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيما عندكم فَضَحْتم القُرَّاء فَضَحَكم الله وفي حديث ابن مسعود إِذا ضَنُّوا عليك بالمُفَلْطَحَة قال الخطابي هي الرُّقاقة التي قد فُلْطِحَتْ أَي بُسِطَتْ وقال غيره هي الدراهم ويروى المُطَلْفَحة وقد تقدم وفِلْطاحُ موضع
فلقح
( * زاد في القاموس فلقح ما في الإناء شربه أَو أَكله أجمع ورجل فلقحي أي كحضرمي يضحك في وجوه الناس ويتفلقح أي يستبشر إليهم )
فنح
فَنَحَ الفرسُ من الماء شَرِبَ دون الرِّيِّ قال والأَخْذُ بالغَبُوقِ والصَّبُوحِ مُبَرِّداً لِمِقْأَبٍ فَنُوحِ المِقْأَبُ الكثير الشُّرب
فنطح
فُنْطُحٌ( * قوله « فنطح » كذا بضبط بالأصل كقنفذ وكذا في بعض نسخ القاموس وفي بعضها كجعفر نبه عليه الشارح ) اسم
فوح
الفَوْحُ وِجْدانك الريحَ الطيبة فاحَتْ ريح المسكِ تَفُوحُ وتَفِيحُ فَوْحاً وفَيْحاً وفُؤُوحاً وفَوَحاناً وفَيَحاناً انتشرت رائحته وعمَّ بعضهم به الرائحتين مَعاً وفاحَ الطِّيبُ يَفُوحُ فَوحاً إِذا تَضَوَّعَ الفراء يقال فاحتْ ريحه وفاختْ أَما فاختْ فمعناه أَخذتْ بنفسِه وفاحتْ دون ذلك وقال أَبو زيد الفَوْحُ من الريح والفَوْخُ إِذا كان لها صوت وفَوْحُ الحرّ شدّة سُطوعِه وفي الحديث شِدَّةُ الحرِّ من فَوْحِ جهَنَّم أَي شدَّةِ غَلَيانها وحَرِّها وينروى بالياء وسيذكر وفي الحديث كان يأْمرنا في فَوْح حَيْضِنا أَن نَأْتَزِرَ أَي معظمه وأَوّله وأَفِحْ عنك من الظهيرة أَي أَقِمْ حتى يَسْكُنَ حَرُّ النهار ويَبْرُدَ قال ابن سيده وسنذكر هذه الكلمة بعد هذا لأَن الكلمة واوية ويائية
فيح
فاحَ الحرُّ يَفِيحُ فَيْحاً سَطَعَ وهاجَ وفي الحديث شدّة القَيْظ من فَيْح جهنم الفَيْح سُطُوع الحرّ وفَوَرانُه ويقال بالواو وقد ذكر قبل هذه الترجمة وفاحت القِدْرُ تَفِيحُ وتَفُوحُ إِذا غَلَتْ وقد أَخرجه مَخْرَجَ التشبيه أَي كأَنه نار جهنم في حرِّها وأَفِحْ عنك من الظهيرة أَي أَقم حتى يسكن عنك حر النهار ويبرد ابن الأَعرابي يقال أَرِقْ عنك من الظهيرة وأَهْرِقْ وأَهْرئ وأَنْجِ وبَخْبِخْ وأَفِحْ إِذا أَمرته بالإِبْرَاد وفاحَتِ الريح الطيبة خاصة فَيْحاً وفَيَحاناً سَطَعَت وأَرِجَتْ وخص اللحياني به المِسْكَ ولا يقال فاحت ريح خبيثة إِنما يقال للطَّيِّبة فهي تَفِيحُ وفاحت القِدْرُ وأَفَحْتُها أَنا غَلَتْ وفاحَ الدمُ فَيْحاً وفَيَحاناً وهو فاحٍ انْصَبَّ وأَفاحَه هَراقه وقال أَبو حَرْب بن عُقَيْلٍ الأَعْلَمُ جاهِليٌّ نَحْنُ قَتَلْنا المَلِكَ الجَحْجاحا ولم نَدَعْ لسَارِحٍ مُراحا إِلا دِياراً أَو دَماً مُفاحا الجَحْجَاح العظيمُ السُّؤددِ والمُراحُ الذي تأْوي إِليه النَّعَم أَراد لم نَدَع لهم نَعَماً تحتاج إِلى مُراح وأَفاحَ الدماءَ أَي سَفَكَها وشَجَّةٌ تَفِيحُ بالدم تَقْذِفُ وفاحت الشَّجَّةُ فهي تَفِيحُ فَيْحاً نَفَحَتْ بالدم أَيضاً وفي حديث أَبي بكر مُلْكاً عَضُوضاً ودَماً مُفاحاً أَي سائلاً مُلْكٌ عَضُوضٌ يَنال الرعِيَّةَ منه ظُلْمٌ وعَسْفٌ كأَنهم يُعَضُّونَ عَضّاً وأَفَحْتُ الدم أَسَلْتُه والفَيْحُ والفَيَحُ السَّعَةُ والانتشار والأَفْيَحُ والفَيَّاحُ كل موضع واسع بحرٌ أَفْيَحُ بَيِّنُ الفَيَحِ واسعٌ وفَيَّاحٌ أَيضاً بالتشديد وروضة فَيْحاء واسعة والفعل من كل ذلك فاحَ يَفاحُ فَيْحاً وقياسه فَيِحَ يَفْيَحُ ودارٌ فَيْحاءُ واسعة وفي حديث أُمّ زَرْعٍ وبَيتُها فَيَّاحٌ أَي واسعٌ رواه أَبو عبيد مشدّداً وقال غيره الصواب التخفيف وفي الحديث اتَّخَذَ رَبُّك في الجنة وادياً أَفْيَحَ من مِسْكٍ كلُّ موضع واسع يقال له أَفيَحُ وفَيَّاح الليث الفَيَحُ مصدر الأَفْيَح وهو كل موضع واسع أَبو زيد يقال لو مَلَكْتُ الدنيا لَفَيَّحْتُها في يوم واحد أَي أَنفَقْتُها وفرَّقتها في يوم واحد ورجل فَيَّاح نَفَّاح كثير العطايا وإِنه لَجَواد فَيَّاحٌ وفَيَّاضٌ بمعنى وفاحت الغارَةُ تَفِيح اتَّسَعَتْ وفَيَاحِ مثل قطامِ اسم للغارة وكان يقال للغارة في الجاهلية فِيحِي فَيَاحِ وذلك إِذا دَفَعَتِ الخيلُ المُغِيرة فاتسعت وقال شَمِرٌ فِيحِي أَي اتسعي عليهم وتَفَرَّقي قال غَنِيُّ بن مالك وقيل هو لأَبي السَّفَّاح السَّلُوليّ دَفَعْنا الخيلَ شائلةً عليهم وقُلْنا بالضُّحى فيحِي فَياحِ الأَزهري قولهم للغارة فِيحِي فَيَاحِ الغارة هي الخيل المُغِيرة تَصْبَح حَيّاً نازلين فإِذا أَغارت على ناحية من الحَيِّ تَحَرَّزَ عُظْمُ الحَيِّ لَجَأُوا إِلى وَزَرٍ يَلُوذون وإِذا اتسعوا وانتشروا أَحْرَزوا الحَيَّ أَجمع ومعنى فيحي انتشري أَيتها الخيل المغيرة وقيل معْناه اتسعي عليهم يا غارة وخذيهم من كل وجه وسماها فَيَاحِ لأَنها جماعة مؤَنثة خُرِّجَتْ مَخْرَج قَطَامِ وحَذَامِ وكَسَابِ وما أَشبهها والشائلة المرتفعة يعني أَن أَذنابها ارتفعت وإِنما ترتفع أَذنابها إِذا عدت وذلك يدل على شدة ظهورها كما قال المُفَضَّلُ البَكْرِي تَشُقُّ الأَرضَ شائلةَ الذُّنابَى وهادِيها كأَنْ جِذعٌ سَحُوقُ والفَيْحُ خِصْبُ الربيع في سَعَةِ البلادِ والجمع فُيُوحٌ قال تَرْعَى السحابَ العَهْدَ والفُيُوحا قال الأزهري رواه ابن الأَعرابي والفُتُوحا بالتاء والفَتْحُ والفُتُوح من الأَمطار قال وهذا هو الصحيح وقد ذكرناه في مكانه( * قوله « وقد ذكرناه في مكانه » لكنه قال هناك جمعه فتوح بفتح الفاء وكتبنا عليه بالهامش انكار محشي القاموس عليه ويؤيده ضبط الفتوح هنا بضم الفاء مع المثناة الفوقية أو التحتية وهو القياس فلعل قوله هناك بفتح الفاء تحريف من الناسخ عن بضم الفاء ) وناقة فَيَّاحة إِذا كانت ضَخْمَة الضَّرْع غزيرة اللبن قال قد نَمْنَحُ الفَيَّاحةَ الرَّفُودا تَحْسِبُها خالِيةً صَعُودا وفَيْحَانُ اسم أَرض قال الراعي أَو رَعْلَةٌ من قَطا فَيْحانَ حَلأَّها عن ماءِ يَثْرَبَةَ الشُّبَّاكُ والرَّصَدُ والفَيحَاءُ حَساءٌ مع تَوَابِلَ
قبح
القُبْحُ ضد الحُسْنِ يكون في الصورة والفعل قَبُحَ يَقْبُح قُبْحاً وقُبُوحاً وقُباحاً وقَباحةً وقُبوحة وهو قبيح والجمع قِباحٌ وقَباحَى والأُنْثَى قَبيحة والجمع قَبائِحُ وقِباحٌ قال الأَزهري هو نقيض الحُسْنِ عامّ في كل شيء وفي الحديث لا تُقَبِّحُوا الوَجْهَ معناه لا تقولوا إِنه قبيح فإِن الله مصوّره وقد أَحسن كل شيء خَلَقَه وقيل أَي لا تقولوا قَبَح اللهُ وَجْه فلان وفي الحديث أَقْبَحُ الأَسماء حَربٌ ومُرَّة هو من ذلك وإِنما كان أَقبحها لأَن الحرب مما يُتَفَاءل بها وتكره لما فيها من القتل والشرّ والأَذى وأَما مُرَّة فَلأَنه من المَرارة وهو كريه بغيض إِلى الطِّباع أَو لأَنه كنية إِبليس لعنه الله وكنيته أَبو مرة وقَبَّحهُ الله صيَّره قَبيحاً قال الحُطَيئة أَرى لك وَجْهاً قَبَّح اللهُ شَخْصَه فَقُبِّحَ من وَجْهٍ وقُبِّحَ حاملُهْ وأَقْبَح فلان أَتى بقبيح واسْتَقْبَحه رآه قبيحاً والاسْتِقْباح ضد الاستحسان وحكى اللحياني اقْبُحْ إِن كنتَ قابِحاً وإِنه لقَبيح وما هو بقابِح فوق ما قَبُحَ قال وكذلك يفعلون في هذه الحروف إِذا أَرادوا افْعَلْ ذاك إِن كنتَ تريد أَن تفعل وقالوا قُبْحاً له وشُقْحاً وقَبْحاً له وشَقْحاً الأَخيرة إِتباع أَبو زيد قَبَحَ اللهُ فلاناً قَبْحاً وقبوحاً أَي أَقصاه وباعده عن كل خير كقُبُوح الكلب والخِنزير وفي النوادر المُقَابَحةُ والمُكابَحَة المُشَاتمة وفي التنزيل ويومَ القِيَامة هم من المَقْبُوحين أَي من المُبْعَدِين عن كل خير وأَنشد الأَزهري للجَعْدِيّ ولَيْسَت بشَوْهاءَ مَقْبُوحةٍ تُوافي الدِّيارَ بِوجْهٍ غَبِرْ قال أُسَيْدٌ المَقْبُوح الذي يُرَدُّ ويُخْسَأُ والمَنْبُوحُ الذي يُضْرَبُ له مَثَلُ الكلب وروي عن عَمَّار أَنه قال لرجل نال بحضرته من عائشة رضي الله عنها اسْكُتْ مَقْبُوحاً مَشْقُوحاً مَنبوحاً أَراد هذا المعنى أَبو عمرو قَبَحتُ له وجهَه مُخففة والمعنى قلت له قَبَحه الله وهو من قوله تعالى ويومَ القيامة هم من المَقْبوحين أَي من المُبْعَدين الملعونين وهو من القَبْح وهو الإِبعاد وقَبَّحَ له وجهَه أَنْكَرَ عليه ما عمل وقَبَّح عليه فعله تَقْبيحاً وفي حديث أُمّ زَرْع فعنده أَقولُ فلا أُقَبَّح أَي لا يَرُدُّ عليّ قولي لميله إِليَّ وكرامتي عليه يقال قَبَّحْتُ فلاناً إِذا قلت له قَبَحه الله من القَبْحِ وهو الإِبعاد وفي حديث أَبي هريرة إِن مُنِع قَبَّحَ وكَلَحَ أَي قال له قَبَحَ الله وجهك والعرب تقول قَبَحَه اللهُ وأُمًّا زَمَعَتْ به أَي أَبعده الله وأَبعد والدته الأَزهري القَبِيح طَرَفُ عَظْمِ المِرْفَقِ والإِبرة عُظَيْم آخر رأْسه كبير وبقيته دقيق مُلَزَّز بالقبيح وقال غيره القَبيح طَرَفُ عظم العَضُدِ مما يلي المِرْفَق بين القبيح وبين إِبرة الذراع( * قوله « بين القبيح وبين ابرة الذراع » هكذا بالأصل ولعله بين المرفق وبين ابرة الذراع )
وإِبرة الذراع من عندها يَذرَعُ الذراع وطَرَفُ عظم العضد الذي يلي المَنْكِبَ يُسمَّى الحَسَنَ لكثرة لحمه والأَسفلُ القَبِيحَ وقال الفراء أَسلفُ العَضُدِ القبيحُ وأَعلاها الحسَنُ وقيل رأْس العضد الذي يلي الذراع وهو أَقل العِظام مُشاشاً ومُخًّا وقيل القَبِيحان الطَرَفانِ الدقيقان اللذان في رؤُوس الذراعين ويقال لطرف الذراع الإِبرة وقيل القبيحان مُلْتَقَى الساقين والفخذين قال أَبو النجم حيث تُلاقي الإِبْرَةُ القَبيحا ويقال له أَيضاً القَباحُ
( * قوله « ويقال له أَيضاً القباح » كسحاب كما في القاموس ) وقال أَبو عبيد يقال لعظم الساعد مما يلي النِّصْفَ منه إِلى المِرْفَق كَِسْرُ قَبيح قال ولو كنتَ عَيْراً كنتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ ولو كنتش كَِسْراً كنتَ كَِسْرَ قبيحِ وإِنما هجاه بذلك لأَنه أَقل العِظام مُشاشاً وهو أَسرعُ العِظام انكساراً وهو لا ينجبر أَبداً وقوله كسر قبيح هو من إِضافة الشيء إِلى نفسه لأَن ذلك العظم يقال له كسر الأَزهري يقال قَبَحَ فلانٌ بَثْرَةً خرجت بوجهه وذلك إِذا فَضَخَها ليُخْرج قَيْحَها وكل شيء كسرته فقد قَبَحْته ابن الأَعرابي يقال قد اسْتَكْمَتَ العُرُّ فاقْبَحْهُ والعُرُّ البَثْرة واسْتِكْماتُه اقترابه للانفقاء والقُبَّاحُ الدُّبُّ
( * قوله « والقباح الدب » بوزن رمان كما في القاموس ) الهَرِمُ والمَقابِحُ ما يُسْتَقْبَح من الأَخلاق والمَمادِحُ ما يُسْتَحْسَنُ منها
قحح
القُحُّ الخالص من اللُّؤْم والكَرَم ومن كل شيء يقال لَئيم قُحٌّ إِذا كان مُعْرِقاً في اللؤم وأَعرابي قُحٌّ وقُحاحٌ أَي مَحْضُ خالص وقيل هو الذي لم يدخل الأَمصار ولم يختلط بأَهلها وقد ورد في الحديث وعَرَبيَّةٌ قُحَّةٌ وقال ابن دريد قُحٌّ مَحْضٌ فلم يخص أَعرابيّاً من غيره وأَعراب أَقْحاحٌ والأُنثى قُحَّةٌ وعبد قُحٌّ محض خالص بَيِّنُ القَحاحة والقُحُوحةِ خالص العُبودة وقالوا عربيّ كُحٌّ وعربية كُحَّة الكاف في كُحٍّ بدل من القاف في قُحٍّ لقولهم أَقْحاح ولم يقولوا أَكحاح يقال فلان من قُحّ العرب وكُحِّهم أَي من صِميمهم قال ذلك ابن السكيت وغيره وصار إِلى قُحاحِ الأَمر أَي أَصله وخالصه والقُحاح أَيضاً بالضم الأَصل عن كراع وأَنشد وأَنتَ في المَأْرُوكِ من قُحاحِها ولأَضْطَرَّنَّك إِلى قُحاحِك أَي إِلى جُهْدِك وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي لأَضْطَرَّنَّك إِلى تُرِّك وقُحاحِك أَي إِلى أَصلك قال وقال ابن بزرج والله لقد وَقعْتُ بقُحَاحِ قُرِّك ووَقَعْتُ بقُرِّك وهو أَن يعلم علمه كله ولا يخفى عليه شيء منه والقُحُّ الجافي من الناس كأَنه خالص فيه قال لا أَبْتَغِي سَيْبَ اللئيمِ القُحِّ يَكادُ من نَحْنَحةٍ وأُحِّ يَحْكي سُعالَ الشَّرِقِ الأَبَحِّ الليث والقُحُّ أَيضاً الجافي من الأَشياء حتى إِنهم يقولون للبِطِّيخة التي لم تَنْضَجْ قُحٌّ قيل القُحُّ البطيخ آخِرَ ما يكون وقد قَحَّ يَقُحُّ قُحوحةً قال الأَزهري أَخطأَ الليث في تفسير القُحِّ وفي قوله للبطيخة التي لم تَنْضَجْ إِنها لَقُحٌّ وهذا تصحيف قال وصوابه الفِجُّ بالفاء والجيم يقال ذلك لكل ثمر لم يَنْضَجْ وأَما القُحُّ فهو أَصل الشيء وخالصه يقال عربيّ قُحّ وعربيّ مَحْضٌ وقَلْبٌ إِذا كان خالصاً لا هُجْنة فيه والقَحِيحُ فوقَ الجَرْعِ
قحقح
القَحْقَحةُ تَرَدُّدُ الصوت في الحَلْق وهو شبيه بالبُحَّةِ ويقال لضَحِك القِرْدِ القَحْقَحة ولصوته الخَنْخَنة والقُحْقُح بالضم العظم المحيط بالدُّبر وقيل هو ما أَحاط بالخَوْرانِ وقيل هو مُلْتَقَى الوركين من باطن وقيل هو داخل بين الوركين وهو مُطِيف بالخَوْرانِ والخَوْرانُ بين القُحْقُح والعُصْعُصِ وقيل هو أَسفل العَجْبِ في طِباقِ الوركين وقيل هو العظم الذي عليه مَغْرِزُ الذكر مما يلي أَسفلَ الرَّكَبِ وقيل هو فوق القَبِّ شيئاً الأَزهري القُحْقُحُ ليس من طرف الصلب في شيء وملتقاه من ظاهر العُصْعُص قال وأَعلى العُصْعُصِ العَجْبُ وأَسفلُه الذنَبُ وقيل القُحْقُحُ مُجْتَمَعُ الوركين والعُصْعُصُ طرفُ الصُّلْبِ الباطنُ وطرفه الظاهرُ العَجْبُ والخَوْرانُ هو الدبر ابن الأَعرابي هو القُحْقُح والفَنِيك والعِضْرِطُ والحراه( * قوله « والحراه » كذا بأصله ولم نجده فيما بأيدينا من كتب اللغة )
والبَوْصُ والنَّاقُ والعُكْوَةُ والعُزَيزى والعُصْعُصُ
قدح
القَدَحُ من الآنية بالتحريك واد الأَقداحِ التي للشرب معروف قال أَبو عبيد يُرْوِي الرجلين وليس لذلك وقت وقيل هو اسم يَجْمَعُ صغارها وكبارها والجمع أَقْداح ومُتَّخِذُها قَدَّاحٌ وصِناعَتُه القِداحةُ وقَدَحَ بالزَّنْدِ يَقْدَحُ قَدْحاً واقْتَدَح رام الإِيراءَ به والمِقْدَحُ والمِقْداحُ والمِقْدَحَةُ والقَدَّاحُ كله الحديدة التي يُقْدَحُ بها وقيل القَدَّاحُ والقَدَّاحة الحجر الذي يُقْدَحُ به النار وقَدَحْتُ النارَ الأَزهري القَدَّاحُ الحجر الذي يُورى منه النار قال رؤبة والمَرْوَ ذا القَدَّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ والقَدْحُ قَدْحُك بالزَّنْد وبالقَدَّاح لتُورِيَ الأَصمعي يقال للذي يُضْرَبُ فتخرج منه النار قَدَّاحة وقَدَحْتُ في نسبه إِذا طعنت ومنه قول الجُلَيْح يهجو الشَّمَّاخَ أَشَمَّاخُ لا تَمْدَحْ بِعِرْضِكَ واقْتَصِدْ فأَنتَ امْرٌؤٌ زَنْداكَ للمُتَقادِحِ أَي لا حَسَبَ لك ولا نَسَب يصح معناه فأَنت مثل زَنْدٍ من شجر مُتَقادِح أَي رِخْوِ العيدان ضعيفها إِذا حركته الريح حك بعضه بعضاً فالتهب ناراً فإِذا قُدِحَ به لمنفعة لم يُورِ شيئاً قال أَبو زيد ومن أَمثالهم اقْدَحْ بِدِفْلى في مَرْخٍ مَثَلٌ يضرب للرجل الأَريبِ الأَديب قال الأَزهري وزِنادُ الدِّفْلى والمَرْخِ كثيرة النار لا تَصْلِدُ وقَدَحَ الشيءُ في صدري أَثَّر من ذلك وفي حديث عليّ كرم الله وجهه يَقْدَحُ الشكُّ في قلبه بأَوَّلِ عارِضةٍ من شُبْهةٍ وهو من ذلك واقْتَدَحَ الأَمرَ دَبَّره ونظر فيه والاسم القِدْحة قال عمرو بن العاص يا قاتَلَ اللهُ وَرْداناً وقِدْحَتَه أَبْدى لَعَمْرُكَ ما في النَّفْسِ وَرْدانُ وَرْدانُ غلام كان لعمرو بن العاص وكان حَصِيفاً فاستشاره عمرو في أَمر علي رضي الله عنه وأَمر معاوية إِلى أَيهما يذهب فأَجابه وَرْدانُ بما كان في نفسه وقال له الآخرة مع علي والدنيا مع معاوية وما أُراك تختار على الدنيا فقال عمرو هذا البيت ومَن رواه وقَدْحَتَه أَراد به مرة واحدة وكذلك جاء في حديث عمرو بن العاص وقال ابن الأَثير في شرحه ما قلناه وقال القِدْحةُ اسم الضرب بالمِقْدَحَةِ والقَدْحةُ المَرَّة ضربها مثلاً لاستخراجه بالنظر حقيقةَ الأَمرِ وفي حديث حذيفة يكون عليكم أَمير لو قَدَحْتُموه بشعرةٍ أَوْرَيْتُموه أَي لو استخرجتم ما عنده لظهر لضعفه كما يَستخرِجُ القادحُ النار من الزَّند فيُوري فأَما قوله في الحديث لو شاء الله لجعل للناسِ قِدْحةَ ظُلْمة كما جعل لهم قِدْحةَ نُورٍ فمشتقٌّ من اقتداح النار وقال الليث في تفسيره القِدْحةُ اسم مشتق من اقتداح النار بالزَّنْد قال الأَزهري وأَما قول الشاعر ولأَنْتَ أَطْيَشُ حين تَغْدُو سادِراً رَعِشَ الجَنانِ من القَدُوحِ الأَقْدَحِ فإِنه أَراد قول العرب هو أَطيش من ذُباب وكل ذُباب أَقْدَحُ ولا تراه إِلا وكأَنه يَقْدَحُ بيديه كما قال عنترة هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَه بِذراعِه قَدْحَ المُكِبِّ على الزِّنادِ الأَجْذَمِ والقَدْحُ والقادحُ أَكالٌ يَقَعُ في الشجر والأَسنان والقادحُ العَفَنُ وكلاهما صفة غالبة والقادحةُ الدودة التي تأْكل السِّنّ والشجر تقول قد أَسرعت في أَسنانه القَوادحُ الأَصمعي يقال وقع القادحُ في خشبة بيته يعني الآكِلَ وقد قُدِحَ في السنّ والشجرة وقُدِحتا قَدْحاً وقَدَح الدودُ في الأَسنان والشجر قَدْحاً وهو تَأَكُّل يقع فيه والقادحُ الصَّدْعُ في العُود والسَّوادُ الذي يظهر في الأَسنان قال جَمِيلٌ رَمَى اللهُ في عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى وفي الغُرِّ من أَنيابها بالقَوادِحِ ويقال عُود قد قُدِحَ فيه إِذا وَقَعَ فيه القادحُ ويقال في مَثَل صَدَقَني وَسْمُ قِدْحِه أَي قال الحَقَّ قاله أَبو زيد ويقولون أَبْصِرْ وَسْمَ قِدْحِك أَي اعرِف نَفْسَك وأَنشد ولكنْ رَهْطُ أُمِّكَ من شُيَيْمٍ فأَبْصِرْ وَسْم قِدْحِكَ في القِداحِ وقَدَحَ في عِرْض أَخيه يَقْدَحُ قَدْحاً عابه وقَدَحَ في ساقِ أَخيه غَشَّه وعَمِلَ في شيء يكرهه الأَزهري عن ابن الأَعرابي تقول فلان يَفُتُّ في عَضُدِ فلان ويَقْدَحُ في ساقِه قال والعَضُدُ أَهل بيته وساقُه نفسه والقَديحُ ما يبقَى في أَسفل القِدْرِ فيُغْرَفُ بجَهْد وفي حديث أُم زرع تَقْدَحُ قِدْراً وتَنْصِبُ أُخرى أَي تَغْرِفُ يقال قَدَحَ القِدْرَ إِذا غرف ما فيها وفي حديث جابر ثم قال ادْعِي خابِزَةً فلْتَخْبِزْ معك واقْدَحِي في بُرْمَتِكِ أَي اغْرِفي وقَدَحَ ما في أَسفل القِدْرِ يَقْدَحُه قَدْحاً فهو مَقْدُوحٌ وقَديحٌ إِذا غَرَفَه بجَهْدٍ قال النابغة الذُّبْيانيّ يَظَلُّ الإِماءُ يَبْتَدِرْنَ قَديحَها كما ابْتَدَرَتْ كلبٌ مِياهَ قَراقِرِ وهذا البيت أَورده الجوهري فظَلَّ الإِماءُ قال ابن بري وصوابه يظل بالياء كما أَوردناه وقبله بَقِيَّة قِدْرٍ من قُدُورٍ تُوُورِثَتْ لآلِ الجُلاحِ كابِراً بعدَ كابِرِ أَي يَبْتَدِرُ الإِماءُ إِلى قَديح هذه القِدْر كأَنها ملكهم كما يبتدر كلبٌ إِلى مياه قَراقِر لأَنه ماؤهم ورواه أَبو عبيدة كما ابْتَدَرَتْ سَعْدٌ قال وقَراقِرُ هو لسعدِ هُذَيْمٍ وليس لكلب واقتِداحُ المَرَقِ غَرْفُه وفي الإِناء قَدْحةٌ وقُدْحة أَي غُرْفةٌ وقيل القَدْحة المرّة الواحدة من الفعل والقُدْحَةُ ما اقْتُدِحَ يقال أَعطني قُدْحَةً من مَرَقَتِكَ أَي غُرْفةً ويقال يَبْذُلُ قَديحَ قِدْرِه يعني ما غَرَفَ منها والقَديحُ المَرَقُ والمِقْدَحُ والمِقْدَحة المِغْرَفَة وقال جرير إِذا قِدْرُنا يوماً عن النارِ أُنْزِلَتْ لنا مِقْدَحٌ منها وللجارِ مِقْدَحُ ورَكِيٌّ قَدُوحٌ تُغْتَرَفُ باليد والقِدْحُ بالكسر السهمُ قبل أَن يُنَصَّلَ ويُراشَ وقال أَبو حنيفة القِدْحُ العُودُ إِذا بلغ فَشُذِّبَ عنه الغُصْنُ وقُطِعَ على مقدار النَّبْل الذي يراد من الطُّول والقِصَر قال الأَزهري القِدْحُ قِدْحُ السهم وجمعه قِداح وصانعه قَدَّاحٌ أَيضاً ويقال قَدَحَ في القِدْحِ يَقْدَحُ وذلك إِذا خَرَق في السهم بسِنْخِ النَّصْل وفي الحديث أَن عمر كان يُقَوِّمُهم في الصف كما يُقَوِّمُ القَدَّاحُ القِدْحَ قال وأَوّل ما يُقْطَع ويُقْضَبُ يسمى قِطْعاً والجمع القُطُوعُ ثم يُبْرَى فيُسَمَّى بَرِيّاً وذلك قبل أَن يُقَوَّمَ فإِذا قُوِّمَ وأَنَى له أَن يُراشَ ويُنْصَلَ فهو القِدْحُ فإِذا رِيشَ ورُكِّبَ نَصْلُه فيه صار نَصْلاً وقِدْحُ المَيْسِر والجمع أَقْدُحٌ وقِداحٌ وأَقاديحُ الأَخيرة جمع الجمع قال أَبو ذؤيب يصف إِبلاً أَمَّا أُولاتُ الذُّرَى منها فعاصِبَةٌ تَجُولُ بين مَناقِيها الأَقادِيحُ والكثير قِداحٌ وقوله فعاصبة أَي مجتمعة والذُّرى الأَسْنِمة وقُدُوحُ الرحْلِ عِيدانُه لا واحد لها قال بِشْرُ بن أَبي خازم لها قَرَدٌ كجَثْوِ النَّمْل جَعْدٌ تَعَضُّ بها العَراقِي والقُدُوحُ وحديث أَبي رافع كنت أَعْمَلُ الأَقْداحَ هو جمع قَدَحٍ وهو الذي يؤْكل فيه وقيل جمع قِدْحٍ وهو السهم الذي كانوا يَسْتَقْسِمون أَو الذي يُرْمى به عن القوس وفي الحديث إِنه كان يُسَوِّي الصفوف حتى يَدَعها مثل القِدْحِ أَو الرَّقِيمِ أَي مثل السهم أَو سَطْرِ الكتابة وحديث أَبي هريرة فَشَرِبْتُ حتى استوى بطني فصار كالقِدْح أَي انتصبَ بما حصل فيه من اللبن وصار كالسهم بعد أَن كان لَصِقَ بظهره من الخُلُوِّ وحديث عمر أَنه كان يُطْعِمُ الناس عام الرَّمادة فاتخذ قِدْحاً فيه فَرْضٌ أَي أَخذ سهماً وحَزَّ فيه حَزًّا عَلَّمَهُ به فكان يَغْمِزُ القِدْحَ في الثريد فإِن لم يَبْلُغْ موضعَ الحَزِّ لامَ صاحبَ الطعام وعَنَّفَه وفي الحديث لا تَجْعَلوني كَقَدَح الراكب أَي لا تُؤَخِّرُوني في الذِّكْرِ لأَن الراكب يُعَلِّقُ قَدَحَه في آخر رَحْلِه عند فراغه من تَرْحاله ويجعله خلفه قال حَسَّان كما نِيطَ خَلْفَ الراكبِ القَدَحُ الفَرْدُ وقَدَحْتُ العينَ إِذا أَخرجتَ منها الماءَ الفاسِدَ وقَدَحَتْ عينُه وقَدَّحتْ غارت فهي مُقَدِّحةٌ وخيل مُقَدِّحةٌ غائرة العيون ومُقَدَّحةٌ على صيغة المفعول ضامرة كأَنها ضُمِّرَتْ فُعِلَ ذلك بها وقَدَّحَ فرسَه تَقْدِيحاً ضَمَّره فهو مُقَدَّحٌ وقَدَحَ خِتامَ الخابية قَدْحاً فَضَّه قال لبيد أَغْلِي السِّباءَ أَدْكَنَ عاتِقٍ أَو جَوْنةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتامُها والقَدَّاحُ نَوْرُ النبات قبل أَن يَتَفَتَّح اسم كالقَذَّاف والقَدَّاحُ الفِصْفِصَةُ الرَّطْبةُ عِراقِيَّةٌ الواحدة قَدَّاحة وقيل هي أَطراف النبات من الورق الغَضِّ الأَزهري القَدَّاحُ أَرْآدٌ رَخْصَةٌ من الفِصْفِصة ودارَةُ القَدَّاح موضع عن كراع
قذح
الأَزهري خاصة قال ابن الفَرَج سمعت خليفةَ الحُصَيْنيَّ قال يقال المُقاذَحةُ المُقاذَعة المُشاتَمة وقاذَحَني فلانٌ وقابَحَني أَي شاتمني
قرح
القَرْحُ والقُرْحُ لغتان عَضُّ السلاح ونحوه مما يَجْرَحُ الجسدَ ومما يخرج بالبدن وقيل القَرْحُ الآثارُ والقُرْحُ الأَلَمُ وقال يعقوب كأَنَّ القَرْحَ الجِراحاتُ بأَعيانها وكأَنَّ القُرْحَ أَلَمُها وفي حديث أُحُدٍ بعدما أَصابهم القَرْحُ هو بالفتح وبالضم الجُرْحُ وقيل هو بالضم الاسم وبالفتح المصدر أَراد ما نالهم من القتل والهزيمة يومئذ وفي حديث جابر كنا نَخْتَبِطُ بقِسيِّنا ونأْكلُ حتى قَرِحَتْ أَشداقُنا أَي تَجَرَّحَتْ من أَكل الخَبَطِ ورجل قَرِحٌ وقَرِيحٌ ذو قَرْحٍ وبه قَرْحةٌ دائمة والقَرِيحُ الجريح من قوم قَرْحَى وقَراحَى وقد قَرَحه إِذا جَرَحه يَقْرَحُه قَرْحاً قال المتنخل الهذلي لا يُسْلِمُونَ قَرِيحاً حَلَّ وَسْطَهُمُ يومَ اللِّقاءِ ولا يَشْوُونَ من قَرَحُوا قال ابن بري معناه لا يُسْلِمُونَ من جُرِحَ منهم لأَعدائهم ولا يُشْوُونَ من قَرَحُوا أَي لا يُخْطِئُون في رمي أَعدائهم وقال الفراء في قوله عز وجل إِن يَمْسَسْكم قَرْحٌ وقُرْحٌ قال وأَكثر القراء على فتح القاف وكأَنَّ القُرْحَ أَلَمُ الجِراحِ وكأَنَّ القَرْحَ الجِراحُ بأَعيانها قال وهو مثلُ الوَجْدِ والوُجْد ولا يجدونَ إِلاَّ جُهْدَهم وجَهْدَهم وقال الزجاج قَرِحَ الرجلُ( * قوله « وقال الزجاج قرح الرجل إلخ » بابه تعب كما في المصباح ) يَقْرَحُ قَرْحاً وقيل سمِّيت الجراحات قَرْحاً بالمصدر والصحيح أَن القَرْحةَ الجِراحةُ والجمع قَرْحٌ وقُروح ورجل مَقْروح به قُرُوح والقَرْحة واحدة القَرْحِ والقُروح والقَرْحُ أَيضاً البَثْرُ إِذا تَرامَى إِلى فساد الليث القَرْحُ جَرَبٌ شديد يأْخذ الفُصْلانَ فلا تكاد تنجو وفَصِيل مَقْرُوح قال أَبو النجم يَحْكِي الفَصِيلَ القارِحَ المَقْرُوحا وأَقْرَحَ القومُ أَصاب مواشِيَهم أَو إِبلهم القَرْحُ وقَرِحَ قلبُ الرجل من الحُزْنِ وهو مَثَلٌ بما تقدَّم قال الأَزهري الذي قاله الليث من أَن القَرْحَ جَرَبٌ شديد يأْخذ الفُصْلانَ غلط إِنما القَرْحة داءٌ يأْخذ البعير فَيَهْدَلُ مِشْفَرُه منه قال البَعِيثُ ونحْنُ مَنَعْنا بالكُلابِ نِساءَنا بضَرْبٍ كأَفْواهِ المُقَرِّحة الهُدْلِ ابن السكيت والمُقَرِّحةُ الإِبل التي بها قُروح في أَفواهها فَتَهْدَلُ مَشافِرُها قال وإِنما سَرَقَ البَعِيثُ هذا المعنى من عمرو بن شاسٍ وأَسْيافُهُمْ آثارُهُنَّ كأَنها مَشافِرُ قَرْحَى في مَبارِكِها هُدْلُ وأَخذه الكُمَيْتُ فقال تُشَبِّهُ في الهامِ آثارَها مَشافِرَ قَرْحَى أَكَلْنَ البَرِيرا الأَزهري وقَرْحَى جمع قَرِيح فعيل بمعنى مفعول قُرِحَ البعيرُ فهو مَقْرُوحٌ وقَرِيح إِذا أَصابته القَرْحة وقَرَّحَتِ الإِبلُ فهي مُقَرِّحة والقَرْحةُ ليست من الجَرَب في شيء وقَرِحَ جِلْدُهُ بالكسر يَقْرَحُ قَرَحاً فهو قَرِحٌ إِذا خرجت به القُروح وأَقْرَحه اللهُ وقيل لامرئ القيس ذو القُرُوحِ لأَن ملك الروم بعث إِليه قميصاً مسموماً فَتَقَرَّحَ منه جسده فمات وقَرَحه بالحق
( * قوله « وقرحه بالحق إلخ » بابه منع كما في القاموس ) قَرْحاً رماه به واستقبله به والاقتراحُ ارتِجالُ الكلام والاقتراحُ ابتداعُ الشيء تَبْتَدِعُه وتَقْتَرِحُه من ذات نَفْسِك من غير أَن تسمعه وقد اقْتَرَحه فيهما واقْتَرَحَ عليه بكذا تَحَكَّم وسأَل من غير رَوِيَّة واقْترح البعيرَ ركبه من غير أَن يركبه أَحد واقْتُرِحَ السهمُ وقُرِحَ بُدِئَ عَمَلُه ابن الأَعرابي يقال اقْتَرَحْتُه واجْتَبَيْتُه وخَوَّصْتُه وخَلَّمْتُه واخْتَلَمْتُه واسْتَخْلَصْتُه واسْتَمَيْتُه كلُّه بمعنى اخْتَرْتُه ومنه يقال اقْتَرَحَ عليه صوتَ كذا وكذا أَي اختاره وقَرِيحةُ الإِنسانِ طَبِيعَتُه التي جُبِلَ عليها وجمعها قَرائح لأَنها أَول خِلْقَتِه وقَرِيحةُ الشَّبابِ أَوّلُه وقيل قَرِيحة كل شيء أَوّلُه أَبو زيد قُرْحةُ الشِّتاءِ أَوّلُه وقُرْحةُ الربيع أَوّلُه والقَرِيحة والقُرْحُ أَوّل ما يخرج من البئر حين تُحْفَرُ قال ابن هَرْمَةَ فإِنكَ كالقَريحةِ عامَ تُمْهَى شَرُوبُ الماءِ ثم تَعُودُ مَأْجا المَأْجُ المِلْحُ ورواه أَبو عبيد بالقَرِيحة وهو خطأٌ ومنه قولهم لفلان قَريحة جَيِّدة يراد استنباط العلم بِجَوْدَةِ الطبع وهو في قُرْحِ سِنِّه أَي أَوَّلِها قال ابن الأَعرابي قلت لأَعرابي كم أَتى عليك ؟ فقال أَنا في قُرْحِ الثلاثين يقال فلان في قُرْحِ الأَربعين أَي في أَوّلها ابن الأَعرابي الاقتراحُ ابتداء أَوّل الشيء قال أَوْسٌ على حين أَن جدَّ الذَّكاءُ وأَدْرَكَتْ قَرِيحةُ حِسْيٍ من شُرَيحٍ مُغَمِّم يقول حين جدَّ ذكائي أَي كَبِرْتُ وأَسْنَنْتُ وأَدركَ من ابني قَريحةُ حِسْيٍ يعني شعر ابنه شريح ابن أَوس شبهه بماءٍ لا ينقطع ولا يَغَضْغَضُ مُغَمِّم أَي مُغْرِق وقَرِيحُ السحاب ماؤُه حين ينزل قال ابن مُقْبل وكأَنما اصْطَبَحَتْ قَرِيحَ سَحابةٍ وقال الطرماح ظَعائنُ شِمْنَ قَرِيحَ الخَرِيف من الأَنْجُمِ الفُرْغِ والذابِحَهْ والقريحُ السحاب أَوّلَ ما ينشأُ وفلان يَشْوِي القَراحَ أَي يُسَخِّنُ الماءَ والقُرْحُ ثلاث ليال من أَوّل الشهر والقُرْحانُ بالضم من الإِبل الذي لا يصبْه جَرَبٌ قَطُّ ومن الناس الذي لم يَمَسَّه القَرْحُ وهو الجُدَرِيّ وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث إِبل قُرْحانٌ وصَبيٌّ قُرْحانٌ والاسم القَرْحُ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قَدِمُوا معه الشام وبها الطاعون فقيل له إِن معك من أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قُرْحانٌ فلا تُدْخِلْهُمْ على هذا الطاعون فمعنى قولهم له قُرْحانٌ أَنه لم يصبهم داء قبل هذا قال شمر قُرْحانٌ إِن شئت نوّنتَ وإِن شئتَ لم تُنَوِّنْ وقد جمعه بعضهم بالواو والنون وهي لغة متروكة وأَورده الجوهري حديثاً عن عمر رضي الله عنه حين أَراد أَن يدخل الشام وهي تَسْتَعِرُ طاعوناً فقيل له إِن معك من أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قُرْحانِينَ فلا تَدْخُلْها قال وهي لغة متروكة قال ابن الأَثير شبهوا السليم من الطاعون والقَرْحِ بالقُرْحان والمراد أَنهم لم يكن أَصابهم قبل ذلك داء الأَزهري قال بعضهم القُرْحانُ من الأَضداد رجل قُرْحانٌ للذي مَسَّهُ القَرْحُ ورجل قُرْحانٌ لم يَمَسَّه قَرْحٌ ولا جُدَرِيّ ولا حَصْبة وكأَنه الخالص من ذلك والقُراحِيُّ والقُرْحانُ الذي لم يَشْهَدِ الحَرْبَ وفرس قارِحٌ أَقامت أَربعين يوماً من حملها وأَكثر حتى شَعَّرَ ولَدُها والقارحُ الناقةُ أَوّلَ ما تَحْمِلُ والجمع قَوارِحُ وقُرَّحٌ وقد قَرَحَتْ تَقْرَحُ قُرُوحاً وقِراحاً وقيل القُرُوح في أَوّلِ ما تَشُول بذنبها وقيل إِذا تم حملها فهي قارِحٌ وقيل هي التي لا تشعر بلَقاحِها حتى يستبين حملها وذلك أَن لا تَشُولَ بذنبها ولا تُبَشِّرَ وقال ابن الأَعرابي هي قارحٌ أَيام يَقْرَعُها الفحل فإِذا استبان حملها فهي خَلِفة ثم لا تزال خَلِفة حتى تدخل في حَدِّ التعشير الليث ناقة قارحٌ وقد قَرَحَتْ تَقْرحُ قُرُوحاً إِذا لم يظنوا بها حملاً ولم تُبَشِّرْ بذنبها حتى يستبين الحمل في بطنها أَبو عبيد إِذا تمَّ حملُ الناقة ولم تُلْقِه فهي حين يستبين الحمل بها قارح وقد قَرَحَتْ قُرُوحاً والتقريحُ أَول نبات العَرْفَج وقال أَبو حنيفة التقريح أَوّل شيء يخرج من البقل الذي يَنْبُتُ في الحَبِّ وتقريحُ البقل نباتُ أَصله وهو ظهور عُوده قال وقال رجل لآخر ما مَطَرُ أَرضك ؟ فقال مُرَكِّكةٌ فيها ضُرُوسٌ وثَرْدٌ يَذُرُّ بَقْلُه ولا يُقَرِّحُ أَصلُه ثم قال ابن الأَعرابي ويَنْبُتُ البقلُ حينئذ مُقْتَرِحاً صُلْباً وكان ينبغي أَن يكون مُقَرِّحاً إِلاَّ أَن يكون اقْتَرَحَ لغة في قَرَّحَ وقد يجوز أَن يكون قوله مُقْتَرِحاً أَي مُنْتصباً قائماًعلى أَصله ابن الأَعرابي لا يُقَرِّحُ البقلُ إِلا من قدر الذراع من ماء المطر فما زاد قال ويَذُرُّ البقلُ من مطر ضعيف قَدْرِ وَضَحِ الكَفِّ والتقريحُ التشويكُ ووَشْمٌ مُقَرَّح مُغَرَّز بالإِبرة وتَقْرِيحُ الأَرض ابتداء نباتها وطريق مَقْرُوح قد أُثِّرَ فيه فصار مَلْحُوباً بَيِّناً موطوءًا والقارحُ من ذي الحافر بمنزلة البازل من الإِبل قال الأَعشى في الفَرس والقارح العَدَّا وكل طِمِرَّةٍ لا تَسْتَطِيعُ يَدُ الطويلِ قَذالَها وقال ذو الرمة في الحمار إِذا انْشَقَّتِ الظَّلْماءُ أَضْحَتْ كأَنها وَأًى مُنْطَوٍ باقي الثَّمِيلَةِ قارِحُ والجمع قَوارِحُ وقُرَّحٌ والأُنثى قارحٌ وقارحةٌ وهي بغير هاء أَعلى قال الأَزهري ولا يقال قارحة وأَنشد بيت الأَعشى والقارح العَدَّا وقول أَبي ذؤيب حاوَرْتُه حين لا يَمْشِي بعَقْوَتِه إِلا المَقانِيبُ والقُبُّ المَقارِيحُ قال ابن جني هذا من شاذ الجمع يعني أَن يُكَسَّرَ فاعل على مفاعيل وهو في القياس كأَنه جمع مِقْراح كمِذْكار ومَذاكير ومِئْناث ومآنيث قال ابن بري ومعنى بيت أَبي ذؤَيب أَي جاورت هذا المرثِيَّ حين لا يمشي بساحة هذا الطريق المخوف إِلا المَقانِيبُ من الخيل وهي القُطُعُ منها والقُبُّ الضُّمْرُ وقد قَرَحَ الفرسُ يَقْرَحُ قُرُوحاً وقَرِحَ قَرَحاً إِذا انتهت أَسنانه وإِنما تنتهي في خمس سنين لأَنه في السنة الأُولى حَوْلِيّ ثم جَذَعٌ ثم ثَنِيّ ثم رَباعٌ ثم قارح وقيل هو في الثانية فِلْوٌ وفي الثالثة جَذَع يقال أَجْذَع المُهْرُ وأَثْنَى وأَرْبَعَ وقَرَِحَ هذه وحدها بغير أَلف والفرس قارحٌ والجمع قُرَّحٌ وقُرحٌ والإِناثُ قَوارِح وفي الأَسْنان بعد الثَّنايا والرَّباعِيات أَربعةٌ قَوارِحُ قال الأَزهري ومن أَسنان الفرس القارحانِ وهما خَلْفَ رَباعِيَتَيْهِ العُلْيَيَيْنِ وقارِحانِ خلف رَباعِيَتَيْه السُّفْلَيَيْن وكل ذي حافر يَقْرَحُ وفي الحديث وعليهم السالغُ والقارحُ أَي الفرسُ القارح وكل ذي خُفٍّ يَبْزُلُ وكل ذي ظِلْف يَصْلَغُ وحكى اللحياني أَقْرَحَ قال وهي لغة رَدِيَّة وقارِحُه سنُّه التي قد صار بها قارحاً وقيل قُرُوحه انتهاء سنه وقيل إِذا أَلقى الفرسُ أَقصى أَسنانه فقد قَرَحَ وقُرُوحُه وقوعُ السِّنّ التي تلي الرَّباعِيَةَ وليس قُرُوحه بنباتها وله أَربع أَسنان يتحَوَّل من بعضها إِلى بعض يكون جَذَعاً ثم ثَنِيّاً رَباعِياً ثم قارِحاً وقد قَرَِحَ نابُه الأَزهري ابن الأَعرابي إِذا سقطت رَباعِيَةُ الفرس ونبتَ مكانَها سِنٌّ فهو رَباعٌٍ وذلك إِذا استتم الرابعة فإِذا حان قُروحه سقطت السِّن التي تلي رَباعِيَتَه ونَبَت مكانَها نابُه وهو قارِحُه وليس بعد القُرُوح سقوط سِنّ ولا نَباتُ سِنّ قال وإِذا دخل الفرس في السادسة واستتم الخامسة فقد قَرِحَ الأَزهري القُرْحةُ الغُرَّة في وَسَطِ الجَبْهة والقُرْحةُ في وجه الفرس ما دون الغُرَّةِ وقيل القُرْحةُ كل بياض يكون في وجه الفرس ثم ينقطع قبل أَن يَبْلُغَ المَرْسِنَ وتنسب القُرْحة إِلى خِلْقتها في الاستدارة والتثليث والتربيع والاستطالة والقلة وقيل إِذا صغُرت الغُرَّة فهي قُرْحة وأَنشد الأَزهري تُباري قُرْحةً مثلَ ال وَتِيرةِ لم تكن مَغْدا يصف فرساً أُنثى والوتيرة الحَلْقَةُ الصغيرة يُتَعَلَّمُ عليها الطَّعْنُ والرّمي والمَغْدُ النَّتْفُ أَخبر أَن قُرْحَتَها جِبِلَّة لم تَحْدُثْ عن عِلاجِ نَتْفٍ وفي الحديث خَيْرُ الخَيْلِ الأَقْرَحُ المُحَجَّلُ هو ما كان في جبهته قُرحة بالضم وهي بياض يسير في وجه الفرس دون الغرّة فأَما القارح من الخيل فهو الذي دخل في السنة الخامسة وقد قَرِحَ يَقْرَحُ قَرَحاً وأَقْرَحَ وهو أَقْرَحُ وهي قرْحاءُ وقيل الأَقْرَحُ الذي غُرَّته مثل الدرهم أَو أَقل بين عينيه أَو فوقهما من الهامة قال أَبو عبيدة الغُرَّةُ ما فوق الدرهم والقُرْحة قدر الدرهم فما دونه وقال النضر القُرْحة بين عيني الفرس مثل الدرهم الصغير وما كان أَقْرَحَ ولقد قَرِحَ يَقْرَحُ قَرَحاً والأَقْرَحُ الصبحُ لأَنه بياض في سواد قال ذو الرمة وسُوح إِذا الليلُ الخُدارِيُّ شَقَّه عن الرَّكْبِ معروفُ السَّمَاوَةِ أَقْرَحُ يعني الفجر والصبح وروضة قَرْحاءُ في وَسَطها نَوْرٌ أَبيضُ قال ذو الرمة يصف روضة حَوَّاءُ قَرْحاءُ أَشْراطِيَّةٌ وكَفَتْ فيها الذِّهابُ وحَفَّتْها البَراعِيمُ وقيل القَرْحاءُ التي بدا نَبْتُها والقُرَيْحاءُ هَنَةٌ تكون في بطن الفرس مثل رأْس الرجلِ قال وهي من البعير لَقَّاطةُ الحَصى والقُرْحانُ ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ بيضٌ صِغارٌ ذواتُ رؤُوس كرؤُوس الفُطْرِ قال أَبو النجم وأَوقَرَ الظَّهْرَ إِليَّ الجاني من كَمْأَةٍ حُمْرٍ ومن قُرْحانِ واحدته قُرْحانة وقيل واحدها أَقْرَحُ والقَراحُ الماءُ الذي لا يُخالِطه ثُفْلٌ من سَويق ولا غيره وهو الماءُ الذي يُشْرَبُ إِثْر الطعام قال جرير تُعَلِّلُ وهي ساغِبةٌ بَنِيها بأَنْفاسٍ من الشَّبِمِ القَراحِ وفي الحديث جِلْفُ الخُبْزِ والماءِ القَراحِ هو بالفتح الماءُ الذي لم يخالطه شيءٌ يُطَيَّب به كالعسل والتمر والزبيب وقال أَبو حنيفة القَريحُ الخالص كالقَراح وأَنشد قول طَرَفَةَ من قَرْقَفٍ شِيبَتْ بماءٍ قَرِيح ويروى قَديح أَي مُغْتَرف وقد ذُكِرَ الأَزهري القَريح الخالصُ قال أَبو ذؤَيب وإِنَّ غُلاماً نِيلَ في عَهْدِ كاهِلٍ لَطِرْفٌ كنَصْلِ السَّمْهَريِّ قَريحُ نيل أَي قتل في عَهْد كاهِلٍ أَي وله عهد وميثاق والقَراح من الأَرضين كل قطعة على حِيالِها من منابت النخل وغير ذلك والجمع أَقْرِحة كقَذال وأَقْذِلة وقال أَبو حنيفة القَراحُ الأَرض المُخَلَّصةُ لزرع أَو لغرس وقيل القَراحُ المَزْرَعة التي ليس عليها بناءٌ ولا فيها شجر الأَزهري القَراحُ من الأَرض البارزُ الظاهر الذي لا شجر فيه وقيل القَراحُ من الأَرض التي ليس فيها شجر ولم تختلط بشيء وقال ابن الأَعرابي القِرْواحُ الفَضاءُ من الأَرض التي ليس بها شجرٌ ولم يختلط بها شيء وأَنشد قول ابن أَحمر وعَضَّتْ من الشَّرِّ القَراحِ بمُعْظَمٍ
( * قوله « وعضت من الشر إلخ » صدره كما في الأساس « نأت عن سبيل الخير إلا أقله » ثم انه لا شاهد فيه لما قبله ولعله سقط بعد قوله ولم يختلط بها شيء والقراح الخالص من كل شيء )
والقِرْواحُ والقِرْياحُ والقِرْحِياءُ كالقَراحِ ابن شميل القِرْواحُ جَلَدٌ من الأَرض وقاعٌ لا يَسْتَمْسِكُ فيه الماءُ وفيه إِشرافٌ وظهرهُ مُسْتو ولا يستقر فيه ماءٌ إِلا سال عنه يميناً وشمالاً والقِرْواحُ يكون أَرضاً عريضة ولا نبت فيه ولا شجر طينٌ وسَمالِقُ والقِرْواحُ أَيضاً البارز الذي ليس يستره من السماءِ شيءٌ وقيل هو الأَرض البارزة للشمس قال عَبيد فَمَنْ بنَجْوتِه كمن بعَقْوتِه والمُسْتَكِنُّ كمن يَمْشِي بقِرْواحِ وناقة قِرْواحٌ طويلة القوائم قال الأَصمعي قلت لأَعرابي ما الناقة القِرْواحُ ؟ قال التي كأَنها تمشي على أَرماح أَبو عمرو القِرواح من الإِبل التي تَعاف الشربَ مع الكِبارِ فإِذا جاءَ الدَّهْداه وهي الصغار شربت معهنّ ونخلة قِرْواحٌ مَلْساء جَرْداءُ طويلة والجمع القَراويح قال سُوَيْدُ بنُ الصامت الأَنصاري أَدِينُ وما دَيْني عليكم بمَغْرَمٍ ولكن على الشُّمِّ الجِلادِ القَراوح أَراد القراويح فاضطرّ فحذف وهذا يقوله مخاطباً لقومه إِنما آخُذ بدَيْنٍ على أَن أُؤَدِّيَه من مالي وما يَرْزُقُ الله من ثمره ولا أُكلفكم قضاءَه عني والشُّمُّ الطِّوالُ من النخل وغيرها والجِلادُ الصوابر على الحرِّ والعَطَشِ وعلى البرد والقَراوِحُ جمع قِرْواح وهي النخلة التي انْجَرَدَ كَرَبُها وطالت قال وكان حقه القراويح فحذف الياء ضرورة وبعده وليستْ بسَنْهاءٍ ولا رُجَّبِيَّةٍ ولكن عَرايا في السِّنينَ الجَوائِحِ والسَّنْهاءُ التي تحمل سنة وتترك أُخرى والرُّجَّبيَّةُ التي يُبْنى تحتها لضعفها وكذلك هَضْبَةٌ قِرْواح يعني ملساء جرداء طويلة قال أَبو ذؤَيب هذا ومَرْقَبَةٍ غَيْطاءَ قُلَّتُها شَمَّاءُ ضَحْيانةٌ للشمسِ قِرْواحُ أَي هذا قد مضى لسبيله ورُبَّ مَرْقبة ولقيه مُقارَحةً أَي كِفاحاً ومواجهة والقُراحِيّ الذي يَلْتزم القرية ولا يخرج إِلى البادية وقال جرير يُدافِعُ عنكم كلَّ يومِ عظيمةٍ وأَنتَ قُراحيٌّ بسِيفِ الكَواظِمِ وقيل قُراحِيّ منسوب إِلى قُراحٍ وهو اسم موضع قال الأَزهري هي قرية على شاطئِ البحر نسبه إِليها الأَزهري أَنت قُرْحانٌ من هذا الأَمر وقُراحِيّ أَي خارج وأَنشد بيت جرير « يدافع عنكم » وفسره أَي أَنت خِلْوٌ منه سليم وبنو قَريح حيّ وقُرْحانُ اسم كلب وقُرْحٌ وقِرْحِياء موضعان أَنشد ثعلب وأَشْرَبْتُها الأَقْرانَ حتى أَنَخْتُها بقُرْحَ وقد أَلْقَيْنَ كلَّ جَنِين هكذا أَنشده غير مصروف ولك أَن تصرفه أَبو عبيدة القُراحُ سِيفُ القَطِيفِ وأَنشد للنابغة قُراحِيَّةٌ أَلْوَتْ بِلِيفٍ كأَنها عِفاءُ قَلُوصٍ طارَ عنها تَواجِرُ قرية بالبحرين
( * قوله « قرية بالبحرين » يريد أَن قُراحيةً نسبة إِلى قراح وهي قرية بالبحرين ) وتَواجِرُ تَنْفُقُ في البيع لحسنها وقال جرير ظَعائِنُ لم يَدِنَّ مع النصارى ولم يَدْرينَ ما سَمَكُ القُراحِ وفي الحديث ذِكْرُ قُرْح بضم القاف وسكون الراء وقد يجرّك في الشعر سُوقُ وادي القُرى صلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبُنِيَ به مسجد وأَما قول الشاعر حُبِسْنَ في قُرْحٍ وفي دارتِها سَبْعَ لَيالٍ غيرَ مَعْلوفاتِها فهو اسم وادي القُرى
قردح
القُرْدُحُ والقَرْدَحُ ضرب من البُرُود وقَرْدَحَ الرجلُ أَقرَّ بما يُطلب إِليه أَو يطلب منه ابن الأَعرابي القَرْدَحَةُ الإِقرارُ على الضيم والصبرُ على الذل والمُقَرْدِحُ المتذلل المتصاغر عن ابن الأَعرابي قال وأَوصى عبدُ الله بنُ خازم بَنِيه عند موته فقال يا بَنِيَّ إِذا أَصابتكم خُطَّة ضَيْم لا تُطِيقون دَفْعَها فَقَرْدِحُوا لها فإِن اضطرابكم منه أَشدّ لرُسُوخكم فيه ابن الأَثير لا تضطربوا له فيزيدكم خَبالاً الفراءُ القَرْدَعة والقَرْدَحة الذلُّ وقال في الرباعي القُرْدُحُ الضخم من القِرْدان
قرزح
القُرْزُحة من النساء الدميمة القصيرة والجمع القَرازِح قال عَبْلَةُ لا دَلُّ الخَوامِلِ دَلُّها ولا زِيُّها زِيُّ القِباحِ القَرازِحِ والقُرْزُحُ ثوبٌ كان نساءُ الأَعراب يَلْبَسْنَه والقُرْزُحُ والقُرْزُوحُ شجر واحدته قُرْزُحةٌ وقال أَبو حنيفة القُرْزُحةُ شُجَيْرَةٌ جَعْدَة لها حب أَسود والقُرْزُحَة بقلة عن كراع ولم يُحَلِّها والجمع قُرْزُحٌ وقُرْزُحٌ اسم فرس
قزح
القِزْحُ بِزْرُ البصل شاميةٌ والقِزْحُ والقَزْحُ التابَلُ وجمعهما أَقْزاحٌ وبائعه قَزَّاح ابن الأَعرابي هو القِزْحُ والقَزْحُ والفِحا والفَحا والمِقْزَحةُ نحوٌ من المِمْلَحة والتقازيح الأَبازير وقَزَحَ القِدْرَ وقَزَّحها تقزيحاً جعل فيها قِزْحاً وطرح فيها الأَبازيرَ وفي الحديث إِن الله ضَرَبَ مَطْعَم ابن آدم للدنيا مثلاً وضَرَبَ الدنيا لمطْعَمِ ابن آدم مثلاً وإِن قَزَّحه ومَلَّحه أَي تَوْبَلَه من القِزْح وهو التابَلُ الذي يُطرح في القِدْر كالكَمُّون والكُزْبَرَةِ ونحو ذلك والمعنى أَن المَطْعَمَ وإِن تكلف الإِنسان التَّنَوُّقَ في صنعته وتطييبه فإِنه عائد إِلى حال تُكره وتتقذر فكذلك الدنيا المَحْرُوصُ على عِمارَتِها ونظم أَسبابها راجعة إِلى خراب وإِدبار وإِذا جعلت التَّوابلَ في القِدْرِ قلت فَحَّيْتُها وتَوْبَلْتُها وقَزَحْتُها بالتخفيف الأَزهري قال أَبو زيد قَزَحَت القِدْرُ تَقْزَحُ قَزْحاً وقَزَحاناً إِذا أَقْطَرَتْ ما خَرَجَ منها ومَليح قَزيحٌ فالمَلِيحُ من المِلْحِ والقَزيحُ من القِزْح وقَزَّحَ الحديثَ زَيَّنه وتَمَّمه من غير أَن يكذب فيه وهو من ذلك والأَقْزاحُ خُرْءُ الحَيَّات واحدها قِزْحٌ وقَزَحَ الكلبُ( * قوله « وقزح الكلب إلخ » بابه منع وسمع كما في القاموس ) ببوله وقَزِحَ يَقْزَحُ في اللغتين جميعاً قَزْحاً بالفتح وقُزوحاً بالَ وقيل رَفَعَ رجله وبالَ وقيل رَمَى به ورَشَّه وقيل هو إِذا أَرسله دفعاً وقَزَّحَ أَصلَ الشجرة بَوَّلَه والقازحُ ذَكَرُ الإِنسان صفة غالبة وقوسُ قُزَحَ طرائق متقوسةٌ تَبْدو في السماءِ أَيام الربيع زاد الأَزهري غِبَّ المَطر بحمرة وصُفْرة وخُضْرة وهو غير مصروف ولا يُفْصَلُ قُزَحُ من قوس لا يقال تأَمَّلْ قُزَحَ فما أَبْيَنَ قوسه وفي الحديث عن ابن عباس لا تقولوا قوسُ قُزَحَ فإِن قُزَحَ اسم شيطان وقولوا قوس الله عز وجل قيل سمي به لتسويله للناس وتحسينه إِليهم المعاصي من التقزيح وهو التحسين وقيل من القُزَحِ وهي الطرائق والأَلوان التي في القوس الواحدة قُزْحة أَو من قَزَحَ الشيءُ إِذا ارتفع كأَنه كره ما كانوا عليه من عادات الجاهلية وأَن يقال قوسُ الله
( * قوله « وأن يقال قوس الله » كذا في النهاية وبهامشها قال الجاحظ كأنه كره ما كانوا عليه من عادات الجاهلية وكأنه أحب أن يقال قوس الله إلخ ) فَيُرْفَعَ قدرُها كما يقال بيت الله وقالوا قوسُ الله أَمانٌ من الغرق والقُزْحة الطريقة التي في تلك القَوس الأَزهري أَبو عمرو القُسْطانُ قَوْسُ قُزَحَ وسئل أَبو العباس عن صَرْفِ قُزَحَ فقال من جعله اسم شيطان أَلحقه بزُحَل وقال المبرد لا ينصرف زُحل لأَن فيه العلتين المعرفة والعدل قال ثعلب ويقال إِن قُزَحاً جمع قُزْحة وهي خطوط من صفة وحمرة وخضرة فإِذا كان هذا أَلحقته بزيد قال ويقال قُزَحُ اسم ملك مُوكَّل به قال فإِذا كان هكذا أَلحقته بعُمر قال الأَزهري وعمر لا ينصرف في المعرفة وينصرف في النكرة الأَزهري وقَوازِحُ الماء نُفَّاخاته التي تنتفخ فتذهب قال أَبو وَجْزَة لهم حاضِرٌ لا يُجْهَلُونَ وصارِخٌ كسَيْل الغَوادِي تَرْتَمِي بالقَوازِحِ وأَما قول الأَعشى يصف رجلاً جالساً في نَفَرٍ قد يَئِسُوا في مَحيلِ القَدِّ من صَحْبٍ قُزَحْ فإِنه عَنى بقُزَحَ لَقَباً له وليس باسم وقيل هو اسم والتقزيح رأْسُ نَبْتٍ
( * قوله « رأس نبت إلخ » عبارة القاموس شيء على رأْس نبت إلخ )
أَو شجرةٍ إِذا تَشَعَّبَ شُعَباً مثلُ بُرْثُن الكلب وهو اسم كالتَّمْتِينِ والتَّنْبيتِ وقد قَزَّحتْ وفي حديث ابن عباس نهى عن الصلاة خَلْفَ الشجرة المُقَزَّحة هي التي تشعبت شُعَباً كثيرة وقد تَقَزَّح الشجر والنبات وقيل هي شجرة على صورة التِّين لها أَغصان قِصارٌ في رؤوسها مثل بُرْثُن الكلب وقيل أَراد بها كل شجرة قَزَّحَت الكلابُ والسباع بأَبوالها عليها يقال قَزَّح الكلبُ ببوله إِذا رفع رجله وبال قال ابن الأَعرابي من غريب شجر البرِّ المُقَزَّحُ وهو شجر على صورة التين له غِصَنَة قِصار في رؤوسها مثلُ بُرْثُنِ الكلب ومنه خبر الشَّعْبي كره أَن يصلي الرجل في الشجرة المُقَزَّحة وإِلى الشجرة المُقَزَّحة وقَزَّحَ العَرْفَجُ وهو أَول نباته وقُزَحُ أَيضاً اسم جبل بالمزدلفة ابن الأَثير وفي حديث أَبي بكر أَنه أَتى على قُزَحَ وهو يَخْرِشُ بعيره بِمِحْجَنِه هو القَرْنُ الذي يقف عنده الإِمام بالمزدلفة ولا ينصر للعدل والعلمية كعُمَرَ قال وكذلك قوس قُزَحَ إِلا مَن جعل قُزَحَ من الطرائق فهو جمع قُزْحةٍ وقد ذكرناه آنفاً
قسح
القَسْحُ والقُساحُ والقُسوحُ بقاء الانعاظ وقيل هو شدّة الانعاظ ويُبْسُه قَسَحَ يَقْسَحُ قُسوحاً وأَقْسَحَ كَثُر انعاظُه وهو قاسِحٌ وقُساحٌ ومَقْسُوحٌ هذه حكاية أَهل اللغة قال ابن سيده ولا أَجري للفظ مفعولٍ هنا وجهاً إِلا أَن يكون موضوعاً موضع فاعل كقوله تعالى كان وعْدُه مَأْتِيّاً أَي آتياً الأَزهري إِنه لَقُساح مَقْسوح وقاسَحَه يابَسه ورُمح قاسِحٌ صُلْب شديد والقُسوحُ اليُبْسُ وقَسَحَ الشيءُ قَساحةً وقُسوحةً إِذا صَلُبَ
قفح
الأَزهري قَفَح فلانٌ عن الشيء إِذا امتنع عنه وقَفَحَتْ نَفْسُه عن الطعام إِذا تركه وأَنشد يَسُفُّ خُراطَةَ مَكْرِ الجِنا بِ حتى تَرَى نَفْسَه قافِحَهْ قال شمر قافِحَةٌ أَي تاركة قال والخُراطَة ما انخرط عِيدانُه وورقه وقال ابن دريد قَفَحْتُ الشيء أَقْفَحُه إِذا اسْتَفَفْته
قلح
القَلَحُ والقُلاحُ صُفْرة تعلو الأَسنانَ في الناس وغيرهم وقيل هو أَن تكثر الصُّفْرة على الأَسنان وتَغْلُظَ ثم تَسْوَدَّ أَو تخضَرّ الأَزهري وهو اللُّطاخُ الذي يَلْزَقُ بالثغر وقد قَلِحَ قَلَحاً فهو قَلِحٌ وأَقْلَحُ والمرأَةُ قَلْحاء وقَلِحَة وجمعها قُلْحٌ قال الأَعشى قد بَنَى اللُّؤْمُ عليهم بَيْتَه وفَشَا فيهم مع اللُّؤْم القَلَحْ قال ويُسَمَّى الجُعَلُ أَقْلَح وقال ابن سيده الأَقْلَح الجُعَل لقَذَرٍ في فيه صفة غالبة وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لأَصحابه ما لي أَراكم تدخلون عليَّ قُلْحاً ؟ قال أَبو عبيد القَلَحُ صُفْرة في الأَسنان ووسخ يركبها من طول ترك السواك وقال شمر الحَِبْرُ صُفْرة في الأَسنان فإِذا كَبُرَتْ وغَلُظَتْ واسودّت واخضرّت فهو القَلَح والرجل أَقْلَح والجمع قُلْحٌ من قولهم للمُتَوَسِّخ الثيابِ قِلْح وهو حَثٌّ على استعمال السواك وفي حديث كعب المرأَةُ إِذا غاب زوجها تَقَلَّحَتْ أَي توسخت ثيابُها ولم تتعهد نفسها وثيابها بالتنظيف ويروى بالفاء وهو مذكور في موضعه وقَلَّحَ الرجلَ والبعير عالج قَلَحَهما وفي المثل عَوْدٌ يُقَلَّح أَي تنقى أَسنانه وهو في مذهبه مثل مَرَّضْتُ الرجلَ إِذا قمت عليه في مرضه وقرّدْت البعير نَزَعْتَ عنه قُراده وطَنَّيْتُه إِذا عالجته من طَناهُ ورجل مُقَلَّح مُذَلَّل مجرَّب وفي النوادر تَقَلَّح فلانٌ البلادَ تَقَلُّحاً وتَرَقَّعَها فالتَّرَقُّع في الخِصْب والتَّقَلُّحُ في الجَدْب
قلفح
ابن دريد قَلْفَحَ ما في الإِناء إِذا شربه أَجْمَع
قمح
القَمْحُ البُرُّ حين يجري الدقيقُ في السُّنْبُل وقيل من لَدُنِ الإِنضاج إِلى الاكتناز وقد أَقمَح السُّنْبُل الأَزهري إِذا جرى الدقيق في السُّنْبُل تقول قد جرى القَمْحُ في السنبل وقد أَقْمَح البُرُّ قال الأَزهري وقد أَنْضَجَ ونَضِج والقَمْحُ لغة شامية وأَهل الحجاز قد تكلموا بها وفي الحديث فَرَضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زكاةَ الفطر صاعاً من بُرّ أَو صاعاً من قَمْحٍ البُرُّ والقَمْحُ هما الحنطة وأَو للشك من الراوي لا للتخيير وقد تكرَّر ذكر القمح في الحديث والقَمِيحةُ الجوارِشُ والقمْحُ مصدر قَمِحْتُ السويقَ وقَمِحَ الشيءَ والسويقَ واقْتَمَحه سَفَّه واقْتَمَحه أَيضاً أَحذه في راحته فَلَطَعه والاقتماحُ أَخذ الشيء في راحتك ثم تَقْتَمِحه في فيك والاسم القُمْحة كاللُّقْمة والقُمْحةُ ما ملأَ فمك من الماء والقَمِيحة السَّفوفُ من السويق وغيره والقُمْحةُ والقُمُّحانُ والقُمَّحانُ الذَّرِيرة وقيل الزعفران وقيل الوَرْسُ وقيل زَبَدُ الخمر وقيل طِيبٌ قال النابغة إِذا قُضَّتْ خواتِمُه عَلاهُ يَبِيسُ القُمَّحانِ من المُدامِ يقول إِذا فتح رأْس الحُبّ من حِبابِ الخمر العتيقة رأَيت عليها بياضاً يَتَغَشَّاها مثلَ الذريرة قال أَبو حنيفة لا أَعلم أَحداً من الشعراء ذكر القُمَّحانَ غير النابغة قال وكان النابغة يأْتي المدينة ويُنْشِدُ بها الناسَ ويَسْمَعُ منهم وكانت بالمدينة جماعة الشعراء قال وهذه رواية البصريين ورواه غيرهم « علاه يبيس القُمُّحان » وتَقَمَّحَ الشرابَ كرهه لإِكثار منه أَو عيافة له أَو قلة ثُفْلٍ في جوفه أَو لمرض والقامِحُ الكاره للماء لأَيَّةِ علة كانت الجوهري وقَمَحَ البعيرُ بالفتح قُمُوحاً وقامَحَ إِذا رفع رأْسه عند الحوض وامتنع من الشرب فهو بعير قامِحٌ يقال شرِبَ فَتَقَمَّح وانْقَمَح بمعنى إِذا رقع رأْسه وترك الشرب رِيًّا وقد قامَحَتْ إِبلك إِذا وردت ولم تشرب ورفعت رؤوسها من جاء يكون بها أَو برد وهي إِبل مُقامِحةٌ أَبو زيد تَقَمَّحَ فلان من الماء إِذا شرب الماء وهو متكاره وناقة مُقامِحٌ بغير هاء من إِبل قِماحٍ على طَرْحِ الزائد قال بشر بن أَبي خازم يذكر سفينة وركبانها ونحن على جَوانِبِها قُعُودٌ نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإِبِلِ القِماحِ والاسم القُماح والقامِحُ والمُقامِحُ أَيضاً من الإِبل الذي اشتدّ عطشه حتى فَتَرَ لذلك فُتُوراً شديداً وذكر الأَزهري في ترجمة حمم الإِبل إِذا أَكلت النَّوَى أَخذها الحُمامُ والقُماحُ فأَما القُماحُ فإِنه يأْخذها السُّلاحُ ويُذْهب طِرْقها ورِسْلها ونَسْلها وأَما الحُمامُ فسيأْتي في بابه وشَهْرا قِماحٍ وقُماحٍ شهرا الكانون لأَنهما يكره فيهما شرب الماء إِلا على ثُفْلٍ قال مالك بن خالد الهُذَليّ فَتًى ما ابنُ الأَغَرِّ إِذا شَتَوْنا وحُبَّ الزادُ في شَهْرَيْ قِماحِ ويروى قُماح وهما لغتان وقيل سمِّيا بذلك لأَن الإِبل فيهما تُقامِحُ عن الماء فلا تشربه الأَزهري هما أَشَدُّ الشتاء بَرْداً سميا شَهْرَيْ قُِماحِ لكراهة كل ذي كَبِدٍ شُرْبَ الماء فيهما ولأَن الإِبل لا تشرب فيهما إِلا تعذيراً قال شمر يقال لشهري قُِماح شَيْبانُ ومِلْحان قال الجوهري سميا شهري قُِماحٍ لأَن الإِبل إِذا وردَتْ آذاها بَرْدُ الماء فقامَحَتْ وبعيرٌ مُقْمِحٌ لا يكاد يرفع بصره والمُقْمَحُ الذليل وفي التنزيل فهي إِلى الأَذقان فهم مُقْمَحون أَي خاشعون أَذلاء لا يرفعون أَبصارهم والمُقْمَحُ الرافع رأْسه لا يكاد يضعه فكأَنه ضِدُّ والإِقْماحُ رفع الرأْس وغض البصر يقال أَقْمَحَه الغُلّ إِذا ترك رأْسه مرفوعاً من ضيقه قال الأَزهري قال الليث القامِحُ والمُقامِحُ من الإِبل الذي اشتدّ عطشه حتى فَتَرَ وبعير مُقْمَحٌ وقد قَمَح يَقْمَحُ من شدّة العطش قُموحاً وأَقْمَحَه العطشُ فهو مُقْمَحٌ قال الله تعالى فهي إِلى الأَذقان فهم مُقْمَحون خاشعون لا يرفعون أَبصارهم قال الأَزهري كل ما قاله الليث في تفسير القامح والمُقامِح وفي تفسير قوله عز وجل « فهم مقمحون » فهو خطأٌ وأَهل العربية والتفسير على غيره فأَما المُقامِح فإِنه روي عن الأَصمعي أَنه قال بعير مُقامِحٌ وكذلك الناقة بغير هاء إِذا رفع رأْسه عن الحوض ولم يشرب قال وجمعه قِماحٌ وأَنشد بيت بشر يذكر السفينة ورُكبانَها وقال أَبو عبيد قَمَحَ البعير يَقْمَحُ قُموحاً وقَمَه يَقْمَه قُموهاً إِذا رفع رأْسه ولم يشرب الماء وروي عن الأَصمعي أَنه قال التَّقَمُّح كراهةُ الشرب قال وأَما قوله تعالى فهم مُقْمَحون فإِن سلمة روى عن الفراء أَنه قال المُقْمَحُ الغاضّ بصره بعد رفع رأْسه وقال الزجاج المُقْمَحُ الرافع رأْسه الغاضُّ بَصَرَه وفي حديث علي كرم الله وجهه قال له النبي صلى الله عليه وسلم سَتَقْدَمُ على الله تعالى أَنت وشِيعَتُك راضين مَرْضِيِّين ويَقْدَمُ عليك عَدُوُّك غِضاباً مُقْمَحين ثم جمع يده إِلى عنقه يريهم كيف الإِقْماحُ الإِقماح رفع الرأْس وغض البصر يقال أَقْمَحه الغُلّ إِذا تركه مرفوعاً من ضيقه وقيل للكانونَيْنِ شهرا قُِماح لأَن الإِبل إِذا وردت الماء فيهما ترفع رؤُوسها لشدة برده قال وقوله « فهي إِلى الأَذقان » هي كناية عن الأَيدي لا عن الأَعناق لأَن الغُلَّ يجعل اليدَ تلي الذَّقَنَ والعُنُقَ وهو مقارب للذقن قال الأَزهري وأَراد عز وجل أَن أَيديهم لما غُلَّتْ عند أَعناقهم رَفَعَت الأَغلالُ أَذقانَهم ورؤُوسَهم صُعُداً كالإِبل الرافعة رؤوسها قال الليث يقال في مَثَلٍ الظَّمَأُ القامِح خير من الرِّيِّ الفاضح قال الأزهري وهذا خلاف ما سمعناه من العرب والمسموع منهم الظمأُ الفادح خير من الرِّيِّ الفاضح ومعناه العطشُ الشاق خير من رِيٍّ يفْضَحُ صاحبه وقال أَبو عبيد في قول أُمِّ زرع وعنده أَقول فلا أُقَبَّحُ وأَرب فأَتَقَمَّحُ أَي أَرْوَى حتى أَدَعَ الشربَ أَرادت أَنها تشرب حتى تَرْوَى وتَرْفَعَ رأْسَها ويروى بالنون قال الأَزهري وأَصل التَّقَمُّح في الماء فاستعارته للبن أَرادت أَنها تَرْوَى من اللبن حتى ترفع رأْسها عن شربه كما يفعل البعير إِذا كره شرب الماء وقال ابن شميل إِن فلاناً لَقَمُوحٌ للنبيذ أَي شَرُوب له وإِنه لَقَحُوفٌ للنبيذ وقد قَمِحَ الشرابَ والنبيذ والماء واللبن واقْتَمَحه وهو شربه إِياه وقَمِحَ السويقَ قَمحاً وأَما الخبز والتمر فلا يقال فيهما قَمِحَ إِنما يقال القَمْحُ فيما يُسَفُّ وفي الحديث أَنه كان إِذا اشتكى تَقَمَّحَ كفّاً من حَبَّة السوداء يقال قَمِحْتُ السويقَ بكسر الميم( * قوله « بكسر الميم » وبابه سمع كما في القاموس ) إِذا استففته والقِمْحَى والقِمْحاة الفَيْشة
( * زاد في القاموس القمحانة بالكسر ما بين القمحدوه إِلى نقرة القفا وقمحه تقميحاً دفعه بالقليل عن كثير يجب له اه زاد في الأَساس كما يفعل الامير الظالم بمن يغزو معه يرضخه أَدنى شيء ويستأثر عليه بالغنيمة )
قنح
قَنَحَ يَقْنَحُ قَنْحاً وتَقَنَّح تكارَه على الشراب بعد الرِّيِّ والأَخيرة أَعلى وقال أَبو حنيفة قَنَح من الشراب يَقْنَح قَنْحاً تَمَزَّزه الأَزهري تَقَنَّحْتُ من الشراب تَقَنُّحاً قال وهو الغالب على كلامهم وقال أَبو الصَّقْر قَنَحْتُ أَقْنَحُ قَنْحاً وفي حديث أُم زرع وعنده أَقول فلا أُقَبَّحُ وأَشربُ فأَتَقَنَّح أَي أَقطع الشرب وأَتَمَهَّلُ فيه وقيل هو الشرب بعد الرِّيِّ قال شمر سمعت أَبا عبيد يسأَل أَبا عبد الله الطُّوال النحويَّ عن معنى قولها فأَتَقَنَّحُ فقال أَبو عبد الله أَظنها تريد أَشرب قليلاً قليلاً قال شمر فقلت ليس التفسير هكذا ولكن التَّقَنُّح أَن تشْرَبَ فوقَ الرِّيِّ وهو حرفٌ روي عن أَبي زيد قال الأَزهري وهو كما قال شمر وهو التَّقَنُّح والتَّرَنُّح سمعت ذلك من أَعراب بني أَسد وقَنَحَ العُودَ والغصن يَقْنَحُه قَنْحاً إِذا عطفه حتى يصير كالصَّوْلجانِ وهو القُنَّاحُ والقُنَّاحةُ والقِنْحُ اتخاذك قُنَّاحة تشُدُّ بها عِضادَة بابك ونحوها وتسميها الفُرْسُ قانه قال ابن سيده حكاه صاحبُ العين ولا أَدري كيف ذلك لأَن تعبيره عنه ليس بحسن قال وعندي أَن القِنْح ههنا لغة في القُنَّاح ابن الأَعرابي يقال لَدَرَوَنْدِ الباب النِّجافُ والنَّجْرانُ ولمِتْرَسِه القُنَّاحُ ولعتبته النَّهْضةُ الأَزهري قنَحْتُ البابَ قَنْحاً فهو مَقْنوح وهو أَن تَنْحَتَ خشبة ثم ترفعَ البابَ بها تقول للنَّجار اقْنَحْ بابَ دارنا فيصنع ذلك وتلك الخشبة هي القُنَّاحة وكذلك كل خشبة تُدْخِلُها تحت أُخرى لتحركها الجوهري القُنَّاحة بالضم مشدَّدة مفتاح مُعْوَجٌّ طويل وقَنَّحتُ البابَ إِذا أَصلحتَ ذلك عليه
قوح
قاحَ الجُرْحُ يَقُوح انْتَبَرَ وسيذكر في الياء قال ابن سيده لأَن الكلمة يائية واوية وقاحَ البيتَ قَوْحاً وقَوَّحه لغة في حاقَه أَي كنسه عن كراع ابن الأَثير في الحديث إِن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم بالقاحةِ وهو صائم هو اسم موضع بين مكة والمدينة على ثلاث مراحل منها وهو من قاحة الدار أَي وسطها مثل ساحتها وباحتها
قيح
القَيْحُ المِدَّةُ الخالصة لا يخالطها دم وقيل هو الصديد الذي كأَنه الماء وفيه شُكْلَةُ دَمٍ قاحَ الجُرْحُ يَقِيحُ قَيْحاً وأَقاحَ وفي الحديث لأَنْ يَمْتَلئَ جوفُ أَحدكم قَيْحاً حتى يَرِيَه خيرٌ له من أَن يمتلئ شعراً القَيْحُ المِدَّة وقد قاحت القَرْحةُ وتَقَيَّحَتْ وقَيَّح الجُرْحُ وتَقَيَّح الجُرْحُ ويقال للجُرْحِ إِذا انْتَبَرَ قد تَقَوَّحَ قال وقاح الجُرْحُ يَقِيحُ وقَيَّح وأَقاح ابن الأَعرابي أَقاحَ الرجل إِذا صَمَّمَ على المنع بعد السؤال وروي عن عمر أَنه قال من ملأَ عينيه من قاحةِ بيت قبل أَن يؤذن له فقد فَجَر قال ابن الفرج سمعت أَبا المِقْدامِ السُّلَمِيَّ يقول هذا باحةُ الجار وقاحَتُها ومثله طين لازبٌ ولازقٌ ونَبِيثة البئر ونَقِيثَتُها وقد نَبَثَ عن الأَمر ونَقَثَ عاقبت القافُ الباء ابن زياد مررت على دَوْقَرَةٍ فرأَيت في قاحَتها دَعْلَجاً شَظِيظاً قال قاحة الدار وسطها وقاحة الدار ساحتها والدَّعْلج الجُوالِقُ والدَّوْقَرة أَرض نَقِيَّةٌ بين جبال أَحاطت بها ابن الأَعرابي القُوحُ الأَرضون التي لا تُنْبِتُ شيئاً يقال قاحةٌ وقُوحٌ مثل ساحةٍ وسُوحٍ ولابةٍ ولُوبٍ وقارةٍ وقُورٍ
كبح
الكَبْحُ كَبْحُك الدابةَ باللجام كَبَحَ الدابةَ يَكْبَحُها كَبْحاً وأَكْبَحَها الأَخيرة عن يعقوب جذبها إِليه باللجام وضرب فاها به كي تَقِفَ ولا تجري يقال أَكْمَحْتها وأَكْفَحْتها وكَبَحْتُها قال الجوهري هذه وحدها عن الأَصمعي بلا أَلف وفي حديث الإِفاضة من عرفات وهو يَكْبَحُ راحلَته هو من ذلك كَبَحْتُ الدابةَ إِذا جذبت رأْسها إِليك وأَنت راكب ومنعتها من الجِماحِ وسرعة السير وكَبَحَه عن حاجته كَبْحاً إِذا رَدَّه عنها وكَبَحَ الحائطُ السهمَ إِذا أَصاب الحائطَ حين رُمِيَ به ورَدَّه عن وجهه ولم يرْتَزَّ فيه قال الأَزهري وقيل لأَعرابي ما للصقر يحب الأَرنب ما لا يحب الخَرَبَ ؟ فقال لأَنه يَكْبَحُ سَبَلَتَه بذَرْقِه فيردّه حكى ذلك الأَصمعي قال رأَيت صقراً كأَنما صُبَّ عليه وِخافُ خِطْمِيٍّ يعني من ذَرْق الحُبارى قال والكابحُ مَن استقبلك مما يُتَطَيَّرُ منه من تَيْسٍ وغيره وجمعه كوابِحُ قال البَعِيثُ ومُغْتَدِيات بالنُّحوسِ كَوابِح وكَبَحه بالسيف كَبْحاً وهو ضَرْبٌ في اللحم دون العظم
كتح
الكَتْحُ دون الكَدْحِ من الحَصَى والشيء يصيب الجلد فيؤثر فيه ولا يبلغ الكَدْحَ قال أَبو النجم يصف الحمير يَكْتَحْنَ وَجْهاً بالحَصَى مَكْتُوحا ومَرَّةً بحافرٍ مَكْبُوحا وقال الآخر فأَهْوِنْ بذئبٍ يَكْتَحُ الريحُ باسْتِه أَي يضربه الريح بالحصى قال ومن رواه يَكْثَحُ بالثاء فمعناه يكشف وكَثَحَتْه الريحُ وكَشَحَتْه سَفَتْ عليه الترابَ أَو نازَعَتْه ثوبَه وكَتَح الدَّبى الأَرضَ أَكلَ ما عليها من نبات أَو شجر قال لهُمْ أَشَدُّ عليكم يومَ ذُلِّكُمُ من الكَواتِحِ من ذاك الدَّبى السُّودِ وكتَحَه كَتْحاً رَمَى جسمه بما أَثر فيه والطعامَ أَكل منه حتى شبع
كثح
الكَثْحُ كشف الريح الشيءَ عن الشيء يقال منه كَثَحَتِ الريحُ الشيءَ كَثْحاً وكَثَّحَتْه كشَفته قال وتَكَثَّحَ بالتراب وبالحصى أَي تَضَرَّب به والكَثْحُ كشف الرجل ثوبه عن اسْتِه عربي صحيح وكَثَحَتْه الريح سفت عليه التراب أَو نازعته ثوبه ككَتَحَتْه وكَثَح الشيءَ جمعه وفرَّقه ضِدٌّ قال المُفَضَّل كَثَحَ من المال ما شاء مثلُ كَسَحَ
كحح
الكُحُّ الخالص من كل شيء كالقُحِّ والأُنثى كُحَّة كقُحَّة وعبد كُحٌّ خالصُ العُبودةِ وعربيٌّ كُحٌّ وأَعراب أَكْحاحٌ إِذا كانوا خُلَصاءَ وزعم يعقوب أَنَّ الكاف في كل ذلك بدل من القاف والأَكَحُّ الذي لا سِنَّ له وأُمُّ كُحَّةَ امرأَة نزلت في شأْنها الفرائض
كحكح
الكُِحْكُِحُ( * قوله « الكحكح إلخ » كهدهد وزبرج ما في القاموس )
من الإِبل والبقر والشاء الهَرِمةُ التي لا تُمْسِكُ لُعابَها وقيل هي التي قد أُكِلَتْ أَسْنانُها والكُِحْكُِحُ العجوز الهرمة والناقة الهرمةُ وناقة كُِحْكُِحٌ وقُحْقُحٌ وعَزُومٌ وعَوْزَمٌ إِذا هَرِمَت والكُحُحُ العجائز الهرمات وأَنشد الأَزهري لراجز يذكر راعياً وشفقته على إِبله يَبكي على إثْرِ فَصيلٍ في بَحَرْ والكُِحْكُِحِ اللِّطْلِطِ ذاتِ المُختَبَرْ وإِذا أَسَنَّتِ الناقةُ وذهبت أَسنانها فهي ضِرْزِمٌ ولِطْلِطٌ وكِحْكِحٌ وعِلْهِزٌ وهِرْهِرٌ ودِرْدِحٌ
كدح
الكَدْح العمل والسعيُ والكسبُ والخَدْشُ والكَدْحُ عمل الإِنسان لنفسه من خير أَو شر كَدَحَ يَكْدَحُ كَدْحاً وكَدَحَ لأَهله كَدْحاً وهو اكتسابه بمشقة الأَزهري يَكْدَحُ لنفسه بمعنى يسعى لنفسه ومنه قوله تعالى إِنك كادِحٌ إِلى ربك كَدْحاً أَي ناصِبٌ إِلى ربك نَصْباً وقال الجوهري أَي تسعى قال أَبو إِسحق الكَدْحُ في اللغة السَّعْيُ والحِرْصُ والدُّؤُوبُ في العمل في باب الدنيا وباب الآخرة قال ابن مقبل وما الدَّهرُ إِلا تارَتانِ فمنهما أَموتُ وأُخْرى أَبْتَغي العَيْشَ أَكْدَحُ أَي تارة أَسعى في طلب العيش وأَدْأَبُ ويقال هو يَكْدَحُ في كذا أَي يَكُدّ الجوهري يَكْدَحُ لعياله ويَكْتَدِحُ أَي يكتسب لهم قال الأَغْلَبُ العِجْلِيُّ أَبو عيال يَكْدَحُ المَكادِحا والكَدْحُ بالسنّ دون الكَدْم بالأَسنان والفعل كالفعل وقيل الكَدْحُ قَشْرُ الجلد يكون بالحجر والحافر وكَدَحَ جِلْدَه وكَدَّحه فَتَكَدَّحَ كلاهما خَدَّشَه فتَخَدَّشَ وتَكَدَّحَ الجِلْدُ تَخَدَّش وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال من سأَل وهو غَنِيٌّ جاءَت مسأَلتُه يوم القيامة خُدُوشاً أَو خُمُوشاً أَو كُدُوحاً في وجهه ابن الأَثير الكُدُوحُ الخُدُوشُ وكلُّ أَثَرٍ من خَدْشٍ أَو عَضٍّ فهو كَدْح ويجوز أَن يكون مصدراً سمي به الأَثر وأَصابه شيء فكَدَحَ وجهه وحمار مُكَدَّحٌ مُعَضَّضٌ والكُدُوح آثار العض واحدها كَدْحٌ وعَمَّ بعضهم به الأَثر قال أَبو عبيد الكُدُوح آثار الخُدوش وكل أَثر من خَدْش أَو عض فهو كَدْح ومنه قيل للحمار الوحشي مُكَدَّح لأَن الحُمُر يَعْضَضْنَه وأَنشد يَمْشُونَ حَوْل مُكَدَّمٍ قد كَدَّحتْ مَتْنَيْهِ حَمْلُ حَناتِمٍ وقِلالِ وكَدَح فلانٌ وجه فلان إِذا عمل به ما يَشِينُه وكَدَحَ وجهَ أَمرِه إِذا أَفسده وبه كَدْحٌ وكُدوح أَي خُدُوش وقيل الكَدْحُ أَكبر من الخَدْش وفي الحديث في وجهه كُدُوحٌ أَي خدوش والتكديح التخديش وفي الحديث المَسائلُ كُدُوحٌ يَكْدَحُ بها الرجل وجهه ووقع من السطح فَتَكَدَّحَ أَي تَكَسَّر وتبدل الهاء من كل ذلك وكَدَحَ رأْسه بالمُشْطِ فَرَّجَ شعره به وكَوْدَحٌ اسم
كذح
كَذَحَتْه الريحُ ككَتَحَتْه
كرح
الأُكَيْراحُ( * قوله « الأكيراح » بصيغة تصغير جمع كرح بالكسر قال ياقوت نقلاً عن الخالدي الأكيراح رستاق نزه بأرض الكوفة وبيوت صغار تسكنها الرهبان الذين لا قلالي لهم بالقرب منها ديران يقال لأحدهما دير عبد وللآخر دير حنة وهو موضع بظاهر الكوفة كتير البساتين والرياض وفيه يقول أَبو نواس يا دير حنة إلخ قال أَبو سعيد السكري رأيت الأكيراح وهو على سبعة فراسخ من الحيرة وقد وهم فيه الأزهري فسماه الأكيراخ بالخاء المعجمة وفيه يقول بكر بن خارجة
دع البساتين من آس وتفاح ... واقصد إلى الشيح من ذات
اٌّكيراح
إلى الدساكر فالدير المقابلها ... لدى الأكيراح أو دير ابن
وضاح
منازل لم أزل حيناً ألازمها ... لزوم غادٍ إلى اللذات روّاح
اه باختصار )
بُيوتٌ ومواضع تخرج إِليها النصارى في بعض أَعيادهم وهو معروف قال يا دَيْرَ حَنَّةَ من ذاتِ الأُكَيْراحِ من يَصْحُ عنكَ فإِني لَسْتُ بالصاحي قال ابن دريد أَحسب أَن الكارحة والكارخة حلق الإِنسان أَو بعض ما يكون في الحلق منه
كربح
الكَرْبَحة والكَرْمَحة عَدْوٌ دون الكَرْدَمة ولا يُكَرْدِمُ إِلا الحمار والبغل
كرتح
كَرْتَحه صَرَعَه وكَرْتَح في مشيه أَسرع
كردح
الأَصمعي سقط من السطح فَتَكَرْدَح أَي تدحرج والكَرْدَحة الإِسراع في العَدْو والكَرْدَحة من عَدْو القصير المتقارب الخَطْو المجتهد في عَدْوه وأَنشد يَمُرّ مَرَّ الريحِ لا يُكَرْدِحُ ابن الأَعرابي هو سَعْيٌ في نَطٍّ وقد كَرْدَحَ وهي الكَرْدَحاءُ والكَرْدَحة عَدْوُ القصير يُقَرْمِطُ ويُسْرع وكذلك الكَرْتَحة والكَرْمَحة يقال كرمَحْنا في آثار القوم عَدَوْنا عَدْوَ المتثاقل وكَرْدَمَ الحمار وكَرْدَح إِذا عدا على جَنْب واحد والمُكَرْدَحُ المتذلل المتصاغر والكِرْداحُ المتقارِبُ المشي وكَرْدَحه صرعه والكُرادِحُ القصير وكِرْداحٌ موضع
كرمح
الكَرْمَحة والكَرْتَحة عَدْوٌ دون الكَرْدَمة قال أَبو عمرو كَرْمَحْنا في آثار القوم عَدَوْنا عَدْوَ المتثاقل
كسح
الكَسْحُ الكَنْسُ كَسَحَ البيتَ والبئر يَكْسَحُه كَسْحاً كَنَسه والمِكْسَحة المِكْنَسةُ قال سيبويه هذا الضرب مما يُعْتَمل مكسور الأَوّل كانت الهاء فيه أَو لم تكن الجوهري المِكْسَحة ما يُكْنَس به الثَّلْجُ وغيره والكُساحة مثل الكُناسة قال ابن سيده والكُساحة الكُناسة وقال اللحياني كُساحةُ البيت ما كُسِحَ من التراب فأُلْقِيَ بعضُه على بعض والكُساحة تراب مجموع كُسِحَ بالمِكْسَحِ واكْتَسَح أَموالَهم أَخذها كلها يقال أَغاروا عليهم فاكْتَسَحُوهم أَي أَخذوا مالهم كله ويقال أَتينا بني فلان فاكْتَسَحْنا مالهم أَي لم نُبْق لهم شيئاً قال المُفَضَّل كَسَحَ وكَثَح بمعنى واحد والكُساحُ الزَّمانةُ في اليدين والرجلين وأَكثر ما يستعمل في الرجلين الأَزهري الكَسَحُ ثِقَل في إِحدى الرجلين إِذا مَشَى جَرَّها جَرّاً وكَسِحَ كَسَحاً وهو أَكْسَحُ وكَسْحانُ وكَسِيحٌ ومكَسَّحٌ وقيل الأَكْسَحُ الأَعوجُ والمُقْعَدُ أَيضاً قال الأَعشى كُل وَضَّاحٍ كَريمٍ جَدُّه وخَذولِ الرِّجْلِ من غيرِ كَسَحْ وهذا البيت أَورده الجوهري وغيره وابن بري بين مغلوب نبيل جدّه وقال هو يصف قوماً نَشاوى ما بين مغلوب قد غلبه السكر وخَذُولِ الرجل من غير كَسَح قال ابن بري ويروى تليل خدّه بالخاء المعجمة والدال المهملة والكَسَحُ داء يأْخذ في الأَوراك فتَضْعُفُ له الرجل وقد كَسِحَ الرجلُ كَسَحاً إِذا ثقلت إِحدى رجليه في المشي فإِذا مشى كأَنه يَكْسَحُ الأَرضَ أَي يَكْنُسُها وفي حديث قتادة في تفسير قوله ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم أَي جعلناهم كُسْحاً يعني مُقْعَدين جمع أَكْسَحَ كأَحْمر وحُمْرٍ والأَكسح المُقْعَدُ والفعل كالفعل وفي حديث ابن عمر سئل عن مال الصدقة فقال إِنها شَرُّ مال إِنما هي مال الكُسْحانِ والعُورانِ وهي جمع الأَكْسَحِ وهو المُقْعَد ومعنى الحديث أَنه كره الصدقة إِلاّ لأَهل الزَّمانَة وأَنشد الليث للأَعشى ولقد أَمْنَحُ مَنْ عادَيْتُه كلَّ ما يَقْطَعُ من داءِ الكَسَحْ قال ويروى بالشين وقال أَبو سعيد الكُساح من أَدواء الإِبل جمل مَكْسُوح لا يمشي من شدّة الضَّلَع قال وعُود مُكَسَّح ومُكَشَّح أَي مَقْشُور مُسَوًّى قال ومنه قول الطِّرِمَّاح جُمالِيَّة تَغْتالُ فَضْلَ جَديلِها شَناحٍ كَصَقْبِ الطائِفِيِّ المُكَسَّحِ ويروى المكشح بالشين أَراد بالشَّناحِي عُنُقَها لطوله والمُكاسَحة المُشارَّة الشديدة وكَسَحَتِ الريح الأَرضَ قشرت عنها التراب
كشح
الكَشْحُ ما بين الخاصرة إِلى الضِّلَعِ الخَلف وهو من لَدُن السرة إِلى المَتْن قال طَرَفَةُ وآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطانَةً لعَضْبٍ رَقيقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّدِ قال الأَزهري هما كَشْحانِ وهو موقِع السيف من المُتَقَلَّد وفي حديث سعد إِن أَميركم هذا لأَهْضَمُ الكَشْحَين أَي دقيق الخَصْرين قال ابن سيده وقيل الكَشْحان جانبا البطن من ظاهر وباطن وهما من الخيل كذلك وقيل الكَشْحُ ما بين الحَجَبَة إِلى الإِبط وقيل هو الخَصْر وقيل هو الحشى والكَشْحُ أَحد جانِبَيِ الوِشاحِ وقيل إِن الكَشْحَ من الجسم إِنما سمي بذلك لوقوعه عليه وجمع كل ذلك كُشوح لا يُكَسَّر إِلاَّ عليه قال أَبو ذؤَيب كأَنَّ الظّباءَ كُشُوحُ النِّسا ءِ يَطْفون فوقَ ذَراه جُنوحا( * قال أبو سعيد السكري جامع أشعار الهذليين الكشح وشاح من ودع فأراد كأن الظباء في بياضها ودع يطفون فوق ذرى الماء وجنوح مائلة شبه الظباء وقد ارتفعن في هذا السيل بكشوح النساء عليهن الودع ثم قال وكانت الأوشحة تعمل من ودع أبيض اه القاموس )
شبه بياضَ الظباء ببياض الوَدَع وكَشِحَ كَشَحاً شَكا كَشْحَه والكَشَحُ داء يصيب الكَشْحَ وكَوى كَشْحَه على أَمر استمر عليه وكذلك الذاهب القاطع الرحم قال طَوى كَشْحاً خليلُك والجَناحا لبَيْنٍ منكَ ثم غَدا صُراحا وكذلك إِذا عاداك وفاسَدَك يقال طوى كَشْحاً على ضِغْن إِذا أَضمره قال زهير وكانَ طَوى كَشْحاً على مُسْتكِنَّةٍ فلا هو أَبْداها ولم يَتَجَمْجَمِ والكاشِحُ المتولي عنك بِوُدّه ويقال طَوى فلانٌ كَشْحَه إِذا قطعك وعاداك ومنه قول الأَعشى وكانَ طَوى كَشْحاً وأَبَّ ليَذْهَبا قال الأَزهري يحتمل قوله وكان طوى كَشْحاً أَي عزم على أَمر واستمرت عزيمته ويقال طوى كشحه عنه إِذا أَعرض عنه وقال الجوهري طويتُ كَشْحي على الأَمر إِذا أَضمرته وسترته والكاشحُ العَدُوُّ المُبْغِضُ والكاشح الذي يضمر لك العداوة يقال كَشَحَ له بالعداوة وكاشَحه بمعنًى قال ابن سيده والكاشح العدوّ الباطنُ العداوة كأَنه يطويها في كَشْحه أَو كأَنه يُوَلِّيك كَشْحَه ويُعْرِض عنك بوجهه والاسم الكُشاحة وفي الحديث أَفضل الصدقة على ذي الرَّحِم الكاشِحِ الكاشح العدوُّ الذي يضمر عداوته ويطوي عليها كَشْحه أَي باطنه والكَشْحُ الخَصْر والذي يَطْوي عنك كَشْحَه ولا يأْلفك وسمي العدوُّ كاشحاً لأَنه وَلاَّك كَشْحَه وأَعرض عنك وقيل لأَنه يَخْبَأُ العداوة في كَشْحه وفيه كَبِدُه والكَبِدُ بيت العداوة والبَغْضاء ومنه قيل للعدوّ أَسودُ الكبد كأَنَّ العداوةَ أَحرقت الكَبِدَ وكاشَحه بالعداوة مكاشحة وكِشاحاً قال المُفَضَّل الكاشحُ لصاحبه مأخوذ من المِكْشاحِ وهو الفأْس والكُشاحة المُقاطعة وكَشَحَت الدابةُ إِذا أَدخلت ذنبها بين رجليها وأَنشد يأْوي إِذا كَشَحتْ إِلى أَطْبائِها سَلَبُ العَسِيبِ كأَنه ذُعْلُوقُ الأَزهري كَشَحَ عن الماء إِذا أَدبر به وكَشَحَ القومُ عن الماء وانْكَشَحوا إِذا ذهبوا عنه وتفرّقوا ورجل مَكْشُوحٌ وُسِمَ بالكِشاح في أَسفل الضلوع والكِشاحُ سِمَةٌ في موضع الكَشْح وكَشَحَ البعيرَ وكَشَّحَه وَسَمَه هنالك التشديد عن كراع والكَشْحُ الكَيُّ بالنار وإِبل مُكَشَّحة ومُحَنَّبة
( * قوله « وابل مكشحة ومحنبة » أي أصابها الكشح والخب بالتحريك ) قال الجوهري والكَشَحُ بالتحريك داء يصيب الإِنسانَ في كَشْحِه فيُكْوى وقد كُشِحَ الرجلُ كَشْحاً إِذا كُوِيَ منه ومِنه سمي المَكْشُوحُ المراديّ وكَشَحَ العُودَ كَشْحاً قشره ومَرَّ فلانٌ يَكْشَح القومَ ويَشُلُّهم ويَشْحَنُهم أَي يُفَرِّقُهم ويطردهم
كفح
المُكافَحةُ مصادفة الوجه بالوجه مفاجأَة كَفَحه كَفْحاً وكافَحَه مُكافَحة وكِفاحاً لقيه مواجهة ولقيه كَفْحاً ومكافَحةً وكِفاحاً أَي مواجهة جاء المصدر فيه على غير لفظ الفعل قال ابن سيده وهو موقوف عند سيبويه مطرد عند غيره وأَنشد الأَزهري في كتابه أَعاذِل من تُكْتَبْ له النارُ يَلْقَها كِفاحاً ومن يُكْتَبْ له الخُلْدُ يَسْعَدِ والمُكافَحةُ في الحرب المضاربة تلقاء الوجوه وفي الحديث أَنه قال لحسان لا تزال مُؤَيَّداً بروح القُدُس ما كافَحْتَ عن رسول الله المُكافَحَةُ المضاربة والمدافعة تلقاء الوجه ويروى نافَحْتَ وهو بمعناه وكَفَحه بالعصا كَفْحاً ضربه بها الفراء أَكْفَحْته بالعصا أَي ضربته بالحاء وقال شمر كَفَخْتُه بالخاء المعجمة قال الأَزهري كَفَحْتُه بالعصا والسيف إِذا ضربته مواجهة صحيح وكَفَخْته بالعصا إِذا ضربته لا غير وكَفِحَ عنه( * قوله « وكفح عنه إلخ » بابه سمع كما في القاموس )
كَفْحاً جَبُنَ وأَكْفَحْتُه عني أَي رددتُه وجَنَّبْته عن الإِقدام عليَّ الجوهري كافَحُوهم إِذا استقبلوهم في الحرب بوجوههم ليس دونها تُرْسٌ ولا غيره والكَفِيحُ الكُفْؤ والمُكافِحُ المباشر بنفسه وفلان يُكافِحُ الأُمور إِذا باشرها بنفسه وفي حديث جابر إِن الله كَلَّم أَباك كِفاحاً أَي مواجهةً ليس بينهما حجابٌ ولا رسول وأَكْفَح الدَّابةَ إِكفاحاً تَلَقَّى فاها باللجام يضربه به ليلتقمه وهو من قولهم لقيته كِفاحاً أَي استقبلته كَفَّةَ كَفَّةَ وكَفَحها باللجام كَفْحاً جذبها وتقول في التقبيل كافَحها كِفاحاً قَبَّلها غَفْلَةً وِجاهاً وكَفَحَ المرأَة يَكْفَحُها وكافَحها قبلها غفلة وفي الحديث إِني لأَكْفَحُها وأَنا صائم أَي أُواجهها بالقُبْلة وكافَحَتْه أَي قَبَّلَتْه قال الأَزهري وفي حديث أَبي هريرة أَنه سئل أَتُقَبِّل وأَنت صائم ؟ فقال نعم وأَكْفَحُها أَي أَتمكن من تقبيلها وأَستوفيه من غير اختلاس مِن المُكافَحَة وهي مصادفة الوجه وبعضهم يَرْويه وأَقْحَفُها قال أَبو عبيد فمن رواه وأَكْفَحُها أَراد بالكَفْح اللقاءَ والمباشرة للجلد وكلُّ من واجهته ولقيته كَفَّةَ كَفَّةَ فقد كافَحْتَه كِفاحاً ومُكافحةً قال ابن الرِّقاع يُكافِحُ لَوْحات الهَواجِرِ بالضُّحى مكافَحَةً للمَنْخَرَيْنِ وللفَمِ قال ومن رواه وأَقْحَفُها أَراد شرب الريق مِن قَحَفَ الرجلُ ما في الإِناء إِذا شرب ما فيه وكَفِيحُ المرأَة زوجُها وهو من ذلك وكَفَحْته كَفْحاً كَلَوَّحْتُه وتَكَفَّحَتِ السمائمُ أَنْفُسُها كَفَحَ بعضها بعضاً قال جَنْدَلُ بن المُثَنَّى الحارثي فَرَّجَ عنها حَلَقَ الرَّتائِجِ تَكَفُّحُ السمائمِ الأَواجِجِ أَراد الأَواجَّ ففك التضعيف للضرورة وكقوله تشْكُو الوَجَى من أَظْلَلٍ وأَظْلَلِ أَراد من أَظَلَّ وأَظَلَّ ابن شميل في تفسير قوله أَعْطَيْتُ محمداً كِفاحاً أَي كثيراً من الأَشياء في الدنيا والآخرة وفي النوادر كَفْحةٌ من الناس وكَثْحَةٌ أَي جماعة ليست بكثيرة وكَفَحَ الشيءَ وكَثَحه كشف عنه غِطاءه ككَشَحَه والأَكْفَحُ الأَسودُ
كلح
الكُلُوحُ تَكَشُّرٌ في عُبوس قال ابن سيده الكُلُوحُ والكُلاحُ بُدُوُّ الأَسنان عند العُبوس كَلَحَ يَكْلَحي كُلُوحاً وكُلاحاً وتَكَلَّحَ وأَنشد ثعلب ولَوَى التَّكَلُّحَ يَشْتَكي سَغَباً وأَنا ابنُ بَدْرٍ قاتِلُ السَّغَبِ التكلح هنا يجوز أَن يكون مفعولاً من أَجله ويجوز أَن يكون مصدراً للوى لأَن لوى يكون في معنى تَكلَّحَ وقد أَكلحه الأَمرُ قال لبيد يصف السهام رَقَمِيَّات عليها ناهِضٌ تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منها والأَيَلّ وفي التنزيل تَلْفَحُ وجوهَهم النارُ وهم فيها كالحون قال أَبو إِسحق الكالحُ الذي قد قَلَصَتْ شَفَتُه عن أَسنانه نحو ما ترى من رؤوس الغنم إِذا برزت الأَسنانُ وتَشَمَّرت الشِّفاه والكُلاحُ بالضم السنة المُجْدِبة قال لبيد كانَ غِياثَ المُرْمِلِ المُمْتاحِ وعِصْمةً في الزَّمَنِ الكُلاحِ وفي حديث عليّ إِن من ورائكم فِتَناً وبَلاءً مُكْلِحاً أَي يُكْلِحُ الناسَ بشدَّته الكُلُوحُ العُبُوس يقال كَلَحَ الرجلُ وأَكْلَحه الهَمُّ ودهرٌ كالحٌ على المَثَل وكَلاحِ معدولٌ السنة الشديدة قال الأَزهري ودهر كالح وكُلاحٌ شديد وأَنشد للبيد وعِصْمةً في السَّنةِ الكُلاحِ وسنة كَلاحِ على فَعالِ بالكسر إِذا كانت مُجْدِبة قال وسمعت أَعرابيّاً يقول لجمل يَرْغو وقد كَشَر عن أَنيابه قَبَحَ الله كَلَحَته يعني الفم وقال ابن سيده قَبَحَ اللهُ كَلَحَته يعني الفم وما حوله ورجل كَوْلَحٌ قبيح والمكالَحة المُشارَّةُ وتَكَلَّحَ البرقُ تَتابَعَ وتَكَلَّحَ البرقُ تَكَلُّحاً وهو دوام برقه واسْتِسْراره في الغمامة البيضاء وهذا مثل قولهم تَكَلَّحَ إِذا تَبَسَّمَ وتَبَسَّمَ البرقُ مثله قال الأَزهري وفي بيضاء بني جَذِيمةَ ماء يقال له كلح وهو شَروبٌ عليه نخل بَعْلٌ قد رَسَختْ عروقها في الماء
كلتح
الكَلْتَحةُ ضَرْبٌ من المَشْي وكَلْتَحٌ اسم ورجل كَلْتَحٌ أَحمق
كلدح
الكَلْدَحة ضرب من المشي والكِلْدِح الصُّلْب( * قوله « والكلدح الصلب إلخ » كذا بضبط الأصل بكسر الكاف والدال وضبطه القاموس بفتحهما ونبه شارحه على الضبطين اه )
والكِلْدِح العجوز
كلمح
بفيه الكِلْحِمُ والكِلْمِحُ الترابُ وسيذكر في كلحم
كنتح
رجل كَنْتَح وكَنْثَحٌ بالتاء والثاء وهو الأَحمق
كنثح
رجل كَنْتَح وكَنْثَحٌ بالتاء والثاء وهو الأَحمق
كنسح
الكِنْسِحُ( * قوله « الكنسح » هو والكنسيح بكسر فسكون بمعنى كما في القاموس ) أَصل الشيء ومَعْدِنُه
كمح
الكَمْحُ رَدُّ الفرس باللجام والكَمَحةُ الراضَة ابن سيده كَمَحْتُ الجابةَ باللجام كَمْحاً إِذا جذبته إِليك ليَقِفَ ولا يجري وأَكْمَحَه إِذا جَذَب عِنانَه حتى يَنْتَصِبَ رأْسُه ومنه قول ذي الرمة تَمُورُ بضَبْعَيْها وتَرْمِي بِحَوْزِها حِذاراً من الإِيعادِ والرأْسُ مُكْمَحُ ويروى تموج ذراعاها وعزاه أَبو عبيد لابن مقبل وقال كَمَحه وأَكْمَحه وكَبَحه وأَكْبَحه بمعنى وأَراد الشاعر بقوله الإِيعاد ضَرْبَه لها بالسَّوْطِ فهي تَجتَهِدُ في العَدْوِ لخوفها من ضربه ورأْسها مُكْمَحٌ ولو ترك رأْسها لكان عَدْوُها أَشَدَّ وأُكْمِحَ الرجلُ رفع رأْسه من الزُّهُوّ كأُكْمِخَ عن اللحياني والحاء أَعلى ويقال إِنه لَمُكْمَحٌ ومُكْبَحٌ أَي شامخ وقد أُكْبِحَ وأُكْمِحَ إِذا كان كذلك وأَكْمَحَتِ الزَّمَعَةُ إِذا ما ابيضت وخرج عليها مثل القُطْنِ وذلك الإِكْماحُ والزَّمَعُ الأُبَنُ في مَخارِج العناقيد ذكره عن الطائفيّ الجوهري أَكْمَح الكرمُ إِذا تحرك للإِيراق أَبو زيد الكَيْمُوحُ والكِيحُ التُّرابُ قال الكِيحُ الترابُ والكَيْمُوحُ المُشْرِفُ والعرب تقول احْثُ في فيه الكَوْمَحَ يَعْنُون التراب وأَنشد أُهْجُ القُلاحَ واحْشُ فاه الكَوْمَحا تُرْباً فأَهْلٌ هو أَن يُقَلَّحا ابن دريد الكوْمَحُ الرجل المتراكب الأَسنان في الفم حتى كأَنَّ فاه قد ضاق بأَسنانه وفم كَوْمَحٌ ضاق من كثرة أَسنانه ووَرَمِ لِثاتِه ورجل كَوْمَحٌ وكُومَحٌ عظيم الأَلْيَتَيْنِ قال أَشْبَهه فجاء رِخْواً كَوْمَحا ولم يَجِئْ ذا أَلْيَتَيْنِ كَوْمحا والكَوْمَحُ الفَيْشَلَةُ والكَوْمَحانِ موضع قال ابن مقبل يصف السحاب أَناخَ برَمْلِ الكَوْمَحَينِ إِناخةَ ال يماني قِلاصاً حَطَّ عنهنَّ أَكْوُرا الأَزهري الكَوْمَحانِ هما حَبْلان من حبال الرمل وأَنشد البيت
كوح
الأَزهري كاوَحْتُ فلاناً مكاوَحةً إِذا قاتلته فغلبته ورأَيتهما يَتَكاوَحانِ والمُكاوَحة أَيضاً في الخصومة وغيرها ابن الأَعرابي أَكاحَ زيداً وكَوَّحه إِذا غلبه وأَكاح زيداً إِذا أَهلكه ابن سيده كاوَحه فكاحَه كَوْحاً قاتله فغلبه وكاحَه كَوْحاً غَطَّه في ماء أَو تراب وكَوَّحَ الرجلَ أَذَلَّه وكَوَّحه رَدَّه الأَزهري التكويحُ التغليب وأَنشد أَبو عمرو أَعْدَدْته للخَصْمِ ذي التَّعَدِّي كَوَّحْته منك بدونِ الجَهْدِ وكَوَّحَ الزِّمامُ البعيرَ إِذا ذَلَّله وقال الشاعر إِذا رامَ بَغْياً أَو مِراحاً أَقامَه زِمامٌ بمَثْناه خِشاشٌ مُكَوِّحُ ورجع إِلى كُوحه إِذا فعل شيئاً من المعروف ثم رجع عنه والأَكْواحُ نواحي الجبال قال ابن سيده وسنذكره في كيح وإِنما ذكرته ههنا لظهور الواو في التكسير الجوهري كاوَحْتُه إِذا شاتمته وجاهرته وتَكاوَحَ الرجلان إِذا تَمارَسا وتَعالَجا الشَّرَّ بينهما
كيح
ذكره الجوهري مع كوح في ترجمة واحدة قال ابن سيده الكِيحُ والكاحُ عُرْضُ الجبل وقال غيره عُرْضُ الجبل وأَغْلَظُه وقيل هو سَفْحُه وسَفْحُ سَنَده والجمع أَكياح وكُيُوح وقال الأَزهري قال الأَصمعي الكِيحُ ناحيةُ الجبل وقال رؤبة عن صَلْدٍ من كِيحنا لا تَكْلُمُهْ قال والوادي ربما كان له كِيحٌ إِذا كان في حرف غليظ فحرفه كِيحُه ولا يُعَدُّ الكِيحُ إِلا ما كان من أَصلب الحجارة وأَخشنها وكلُّ سَنَدِ جبلٍ غليظٍ كِيحٌ وإِنما كُوحُه خُشْنَتُه وغِلَظُه والجماعة الكِيحة وقال الليث أَسنانٌ كِيحٌ وأَنشد ذا حَنَكٍ كِيحٍ كحَبِّ القِلْقِل والكِيحُ صُقْعُ الحرف وصُقْعُ سَنَدِ الجبل وفي قصة يونس على نبينا وعليه الصلاة والسلام فوجده في كِيحٍ يُصَلِّي الكِيحُ بالكسر والكاح سَفْحُ الجبل وسَنَدُه
لبح
الأَزهري قال ابن الأَعرابي اللَّبَحُ الشجاعة وبه سمي الرجل لَبَحاً ومنه الخبر تباعدَتْ شَعُوبُ من لَبَحٍ فعاش أَياماً
لتح
: اللَّتْحُ : ضَرُبُ الوجه والجسد بالحصى حتى يؤثر فيه من غير جَرْح شديد قال أَبو النجم يصف عانة طردها مِسْحَلُها وهي تعدو وتُثير الحصى في وجهه : يَلْتَحْنَ وجهاً بالحصى مَلْتوحا و لَتَحه يَلْتَحُه و لَتَح عينه : ضربها ففقأَها . وفلان أَلْتَحُ شِعراً من فلان أَي أَوقع على المعنى . و اللَّتْحانُ : الجائع والأُنثى لَتْحَى . و اللَّتَحُ بالتحريك : الجُوع . وقد لَتِحَ بالكسر فهو لَتْحانُ . و لَتَحها لَتْحاً إِذا نكحها وجامعها وهو لاتحٌ وهي مَلْتُوحةٌ . وروي عن أَبي الهيثم أَنه قال : لَتَحْتُ فلاناً ببصري أَي رميته حكاه عن أَبي الحسن الأَعرابي الكلابي وكان فصيحاً . الأَزهري عن ابن الأَعرابي : رجل لاتحٌ و لُتاحٌ و لُتَحةٌ و لَتِحٌ إِذا كان عاقلاً داهياً . وقومٌ لِتاحٌ : وهم العقلاء من الرجال الدُّهاة
لجح
اللُّجْحُ بالجيم قبل الحاء بالضم الشيء يكون في الوادي نحوٌ من الدَّحْلِ كاللُّحْجِ ويكون في أَسفل البئر والجبل كأَنه نَقْبٌ قال شمر بادٍ نواحِيهِ شَطُون اللُّجْحِ قال الأَزهري والقصيدة على الحاء قال وأَصله اللُّحْج الحاء قبل الجيم فقلب ولُجْحُ العين كِفَّتُها كَلُحْجِها والجمع من كل ذلك أَلْجاحٌ
لحح
اللَّحَحُ في العين صُلاقٌ يصيبها والتصاق وقيل هو التزاقُها من وجع أَو رَمَص وقيل هو لزُوق أَجفانها لكثرة الدموع وقد لَحِحَتْ عينُه تَلْحَحُ لَحَحاً بإِظهار التضعيف وهو أَحد الأَحرف التي أُخرجت على الأَصل من هذا الضرب منبهة على أَصلها ودليلاً على أَوّلية حالها والإِدغام لغة الأَزهري عن ابن السكيت قال كل ما كان على فَعِلَتْ ساكنة التاء من ذوات التضعيف فهو مدغم نحو صَمَّتِ المرأَةُ وأَشباهها إِلا أَحرفاً جاءت نوادر في إِظهار التضعيف وهي لَحِحَتْ عينُه إِذا التصقت ومَشِشَت الدابة وصَكِكَت وضَبِبَ البلدُ إِذا كثر ضَبابه وأَلِلَ السِّقاءُ إِذا تغيرت ريحه وقَطِطَ شَعره ولَحَّتْ عينُه كَلَخَّتْ كثرت دموعها وغَلُظَتْ أَجفانها وهو ابن عَمٍّ لَحٍّ في النكرة بالكسر لأَنه نعت للعم وابن عمي لَحّاً في المعرفة أَي لازقُ النسب من ذلك ونصب لَحًّا على الحال لأَن ما قبله معرفة والواحد والاثنان والجمع والمؤَنث في هذا سواء بمنزلة الواحد وقال اللحياني هما ابنا عَمٍّ لَحٍّ ولَحًّا وهما ابنا خالة ولا يقال هما ابنا خال لَحًّا ولا ابنا عمة لَحًّا لأَنهما مفترقان إِذ هما رجل وامرأَة وإِذا لم يكن ابن العم لَحًّا وكان رجلاً من العشيرة قلت هو ابن عَمِّ الكلالةِ وابنُ عَمٍّ كلالةً والإِلْحاحُ مثل الإِلْحافِ أَبو سعيد لَحَّت القرابةُ بين فلان وبين فلان إِذا صارت لَحّاً كَلَّتْ تَكِلُّ كلالةً إِذا تباعدت ومكانٌ لَحِحٌ لاحٌّ ضَيِّقٌ وروي بالخاء المعجمة ووادٍ لاحٌّ ضيق أَشِبٌ يَلْزَقُ بعضُ شجره ببعض وفي حديث ابن عباس في قصة إِسماعيل عليه السلام وأُمِّه هاجَرَ وإِسكان إِبراهيم إِياهما مكة والوادي يومئذ لاحٌّ أَي ضَيِّقٌ ملتف بالشجر والحجر أَي كثير الشجر قال الشماخ بخَوْصاوَيْنِ في لِحَحٍ كَنِين أَي في موضع ضيق يعني مَقَرَّ عيني ناقته ورواه شمر والوادي يومئذ لاخٌّ بالخاء وسيأْتي ذكره في موضعه وأَلَحَّ عليه بالمسأَلة وأَلَحَّ في الشيء كثر سؤالُه إِياه كاللاصق به وقيل أَلَحَّ على الشيء أَقبل عليه لا يَفْتُرُ عنه وهو الإِلحاحُ وكله من اللُّزوق ورجل مِلْحاحٌ مُدِيمٌ للطلب وأَلَحَّ الرجل على غريمه في التقاضي إِذا وَظَبَ والمِلحاحُ من الرحال الذي يَلْزَق بظهر البعير فَيَعَضُّه ويَعْقِره وكذلك هو من الأَقْتاب والسروج وقد أَلَحَّ القَتَبُ على ظهر البعير إِذا عقره قال البَعِيثُ المُجاشِعِيُّ أَلَدُّ إِذا لاقيتُ قوماً بخُطَّةٍ أَلَحَّ على أَكْتافِهم قَتَبٌ عُقَرْ ورَحى مِلْحاحٌ على ما يَطْحَنُه وأَلَحَّ السحابُ بالمطر دام قال امرؤ القيس دِيارٌ لسَلْمى عافِياتٌ بذي خالِ أَلَحَّ عليها كلُّ أَسْحَمَ هَطَّالِ وسحابٌ مِلْحاحٌ دائم وأَلح السحابُ بالمكان أَقام به مثل أَلَثَّ وأَنشد بيت البعيث المجاشعي قال ابن بري وصف نفسه بالحِذْق في المخاصمة وأَنه إِذا عَلِقَ بخَصْمٍ لم ينفصل منه حتى يؤثر كما يؤثر القتب في ظهر الدابة وأَلَحَّت المَطِيُّ كَلَّتْ فأَبطأَت وكلُّ بطيء مِلْحاحٌ وجابة مُلِحٌّ إِذا بَرَك ثَبَتَ ولم ينبعث وأَلَحَّت الناقة وأَلَحَّ الجمل إِذا لزما مكانهما فلم يَبْرَحا كما يَحْرُنُ الفرسُ وأَنشد كما أَلَّحتْ على رُكْبانِها الخُورُ الأَصمعي حَرَنَ الجابةُ وأَلَحَّ الجملُ وخَلأَتِ الناقةُ والمُلِحُّ الذي يقوم من الإِعياء فلا يبرح وأَجاز غيرُ الأَصمعي وأَلحَّت الناقةُ إِذا خَلأَتْ وأَنشد الفراء لامرأَة دعت على زوجها بعد كبره تقولُ وَرْياً كُلَّما تَنَحْنَحا شَيْخاً إِذا قَلَبْتَه تَلَحْلَحا ولَحْلَح القومُ وتَلَحْلَحَ القوم ثبتوا مكانهم فلم يبرحوا قال ابن مقبل بحَيٍّ إِذا قيل اظْعَنُوا قد أُتِيتُمْ أَقامُوا على أَثقالهم وتَلَحْلَحوا يريد أَنهم شُجْعان لا يزولون عن موضعهم الذين هم فيه إِذا قيل لهم أُتيتم ثقةً منهم بأَنفسهم وتَلَحْلَحَ عن المكان كتزحزح ويقول الأَعرابي إِذا سئل ما فعل القوم ؟ يقول تَلَحْلَحُوا أَي ثَبَتُوا ويقال تَحَلْحَلُوا أَي تفرّقوا قال وقولها في الأُرجوزة تَلَحْلَحا أَرادت تَحلْحَلا فقلبت أَرادت أَن أَعضاءه قد تفرّقت من الكبر وفي الحديث أَن ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تَلَحْلَحَتْ عند بيت أَبي أَيوبَ ووضعت جِرانَها أَي أَقامت وثبتت وأَصله من قولك أَلَحَّ يُلِحُّ وأَلَحَّت الناقة إِذا بَرَكَت فلم تَبْرح مكانها وفي حديث الحديبية فركب ناقته فزَجَرها المسلمون فأَلَحَّت أَي لزمت مكانها من أَلَحَّ على الشيء إِذا لزمه وأَصَرَّ عليه وأَما التَّحَلْحُلُ فالتحرك والذهابُ وخُبْزةٌ لَحَّةُ ولَحْلَحةٌ ولَحْلَحٌ يابسة قال حتى اتَّقَتْنا بقُرَيْصٍ لَحْلَحِ ومَذْقَةٍ كقُرْبِ كَبْشٍ أَمْلَحِ
لدح
اللَّدْحُ الضرب باليد لَدَحَه يَلْدَحُه لَدْحاً ضربه بيده قال الأَزهري والمعروف اللَّطْحُ وكأَن الطاء والدال تعاقبا في هذا الحرف
لزح
التَّلَزُّحُ تَحَلُّب فمك من أَكل رمَّانة أَو إِجَّاصة تَشَهِّياً لذلك
لطح
اللَّطْحُ كاللَّطْخ إِذا جَفَّ وحُكَّ ولم يبق له أَثر وقد لَطَحه ولَطَخه يَلْطَحُه لَطْحاً ضربه بيده منشورة ضرباً غير شديد الأَزهري اللَّطْح كالضرب باليد يقال منه لَطَحْتُ الرجلَ بالأَرض قال وهو الضرب ليس بالشديد ببطن الكف ونحوه ومنه حديث ابن عباس أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَلْطَحُ أَفخاذ أُغَيْلِمة بني عبد المطلب ليلة المُزْدَلفة ويقول أَبَنِيَّ لا ترموا جمرة العَقَبة حتى تطلُع الشمس ابن سيده ولَطَحَ به الأَرضَ يَلْطَحُها لَطْحاً ضرب الجوهري اللَّطْحُ مثل الحَطْءِ وهو الضرب اللَّيِّنُ على الظهر ببطن الكف قال ويقال لَطَحَ به إِذا ضرب به الأَرض
لفح
لَفَحَتْه النارُ تَلْفَحُه لَفْحاً ولَفَحاناً أَصابت وجهه إِلاَّ أَن النَّفْحَ أَعظم تأْثيراً منه وكذلك لَفَحَتْ وجهه وقال الأَزهري لَفَحَتْه النارُ إِذا أَصابت أَعلى جسده فأَحرقته الجوهري لَفَحَتْه النارُ والسَّمُومُ بحرِّها أَحرقته وفي التنزيل تَلْفَحُ وجوهَهم النار قال الزجاج في ذلك تَلْفَحُ وتَنْفَحُ بمعنى واحد إِلاَّ أَن النَّفْحَ أَعظم تأْثيراً منه قال أَبو منصور ومما يؤَيد قولَه قولُه تعالى ولئن مَسَّتْهم نَفْحَةٌ من عذاب ربك وفي حديث الكسوف تأَخَّرْتُ مَخافَة أَن يصيبني من لَفْحها لَفْحُ النار حَرُّها ووَهَجُها والسَّمُوم تَلْفَحُ الإِنسانَ ولَفَحَتْه السموم لفحاً قابلت وجهه وأَصابه لَفْحٌ من سَمُوم وحَرُورٍ الأَصمعي ما كان من الرياح لَفْحٌ فهو حَرٌ وما كان نَفْحٌ فهو بَرْدٌ ابن الأَعرابي اللَّفْحُ لكل حارٍّ والنَّفْحُ لكل بارد وأَنشد أَبو العالية ما أَنتِ يا بَغْدادُ إِلاَّ سَلْحُ إِذا يَهُبُّ مَطَرٌ أَو نَفْحُ وإِن جَفَفْتِ فتُرابٌ بَرْحُ بَرْحٌ خالص دقيق ولَفَحه بالسيف ضربه به لَفْحَةً ضربة خفيفة واللُّفَّاحُ نبات يَقْطِينِيٌّ أَصفر شبيه بالباذنجانِ طيب الرائحة قال ابن دريد لا أَدري ما صحته الجوهري اللُّفَّاح هذا الذي يُشَمُّ شبيه بالباذنجانِ إِذا اصفر ولَفَحَه مقلوب عن لَحَفَه والله أَعلم
لقح
اللِّقاحُ اسم ماء الفحل( * قوله « اللقاح اسم ماء الفحل » صنيع القاموس يفيد أَن اللقاح بهذا المعنى بوزن كتاب ويؤيده قول عاصم اللقاح كسحاب مصدر وككتاب اسم ونسخة اللسان على هذه التفرقة لكن في النهاية اللقاح بالفتح اسم ماء الفحل اه وفي المصباح والاسم اللقاح بالفتح والكسر ) من الإِبل والخيل وروي عن ابن عباس أَنه سئل عن رجل كانت له امرأَتان أَرضعت إِحداهما غلاماً وأَرضعت الأُخرى جارية هل يتزوَّج الغلامُ الجارية ؟ قال لا اللِّقاح واحد قال الأَزهري قال الليث اللِّقاح اسم لماء الفحل فكأَنَّ ابن عباس أَراد أَن ماء الفحل الذي حملتا منه واحد فاللبن الذي أَرضعت كل واحدة منهما مُرْضَعَها كان أَصله ماء الفحل فصار المُرْضَعان ولدين لزوجهما لأَنه كان أَلْقَحهما قال الأزهري ويحتمل أَن يكون اللِّقاحُ في حديث ابن عباس معناه الإِلْقاحُ يقال أَلْقَح الفحل الناقة إِلقاحاً ولَقاحاً فالإِلقاح مصدر حقيقي واللِّقَاحُ اسم لما يقوم مقام المصدر كقولك أَعْطَى عَطاء وإِعطاء وأَصلح صَلاحاً وإِصلاحاً وأَنْبَت نَباتاً وإِنباتاً قال وأَصل اللِّقاح للإِبل ثم استعير في النساء فيقال لَقِحَتِ إِذا حَمَلَتْ وقال قال ذلك شمر وغيره من أَهل العربية واللِّقاحُ مصدر قولك لَقِحَتْ الناقة تَلْقَحُ إِذا حَمَلَتْ فإِذا استبان حملها قيل استبان لَقاحُها ابن الأَعرابي ناقة لاقِحٌ وقارِحٌ يوم تَحْمِلُ فإِذا استبان حملها فهي خَلِفَةٌ قال وقَرَحتْ تَقرَحُ قُرُوحاً ولَقِحَتْ تَلْقَح لَقاحاً ولَقْحاً وهي أَيام نَتاجِها عائذ وقد أَلقَح الفحلُ الناقةَ ولَقِحَتْ هي لَقاحاً ولَقْحاً ولَقَحاً قبلته وهي لاقِحٌ من إِبل لوَاقِح ولُقَّحٍ ولَقُوحٌ من إِبل لُقُحٍ وفي المثل اللَّقُوحُ الرِّبْعِيَّةُ مالٌ وطعامٌ الأَزهري واللَّقُوحُ اللَّبُونُ وإِنما تكون لَقُوحاً أَوّلَ نَتاجِها شهرين ثم ثلاثة أَشهر ثم يقع عنها اسم اللَّقوحِ فيقال لَبُونٌ وقال الجوهري ثم هي لبون بعد ذلك قال ويقال ناقة لَقُوحٌ ولِقْحَةٌ وجمع لَقُوحٍ لُقُحٌ ولِقاحٌ ولَقائِحُ ومن قال لِقْحةٌ جَمَعها لِقَحاً وقيل اللَّقُوحُ الحَلُوبة والمَلْقوح والملقوحة ما لَقِحَتْه هي من الفحلِ قال أَبو الهيثم تُنْتَجُ في أَوَّل الربيع فتكون لِقاحاً واحدتُها لِقْحة ولَقْحةٌ ولَقُوحٌ فلا تزال لِقاحاً حتى يُدْبِرَ الصيفُ عنها الجوهري اللِّقاحُ بكسر اللام الإِبلُ بأَعيانها الواحدة لَقُوح وهي الحَلُوبُ مثل قَلُوصٍ وقِلاصٍ الأَزهري المَلْقَحُ يكون مصدراً كاللَّقاحِ وأَنشد يَشْهَدُ منها مَلْقَحاً ومَنْتَحا وقال في قول أَبي النجم وقد أَجَنَّتْ عَلَقاً ملقوحا يعني لَقِحَتْه من الفَحل أَي أَخذته وقد يقال للأُمَّهات المَلاقِيحُ ونهى عن أَولادِ المَلاقِيح وأَولاد المَضامِين في المبايعة لأَنهم كانوا يتبايعون أَولاد الشاء في بطون الأُمهات وأَصلاب الآباء والمَلاقِيحُ في بطون الأُمهات والمَضامِينُ في أَصلاب الآباء قال أَبو عبيد الملاقيح ما في البطون وهي الأَجِنَّة الواحدة منها مَلْقُوحة من قولهم لُقِحَتْ كالمحموم من حُمَّ والمجنونِ من جُنَّ وأَنشد الأَصمعي إِنَّا وَجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ خيراً من التَّأْنانِ والمَسائِلِ وعِدَةِ العامِ وعامٍ قابلِ مَلْقوحةً في بطنِ نابٍ حائِلِ يقول هي مَلْقوحةٌ فيما يُظْهِرُ لي صاحبُها وإِنما أُمُّها حائل قال فالمَلْقُوح هي الأَجِنَّة التي في بطونها وأَما المضامين فما في أَصلاب الفُحُول وكانوا يبيعون الجَنينَ في بطن الناقة ويبيعون ما يَضْرِبُ الفحلُ في عامه أَو في أَعوام وروي عن سعيد بن المسيب أَنه قال لا رِبا في الحيوان وإِنما نهى عن الحيوان عن ثلاث عن المَضامِين والمَلاقِيح وحَبَلِ الحَبَلَةِ قال سعيد فالملاقِيحُ ما في ظهور الجمال والمضامين ما في بطون الإِناث قال المُزَنِيُّ وأَنا أَحفظ أَن الشافعي يقول المضامين ما في ظهور الجمال والملاقيح ما في بطون الإِناث قال المزني وأَعلمت بقوله عبد الملك بن هشام فأَنشدني شاهداً له من شعر العرب إِنَّ المَضامِينَ التي في الصُّلْبِ ماءَ الفُحُولِ في الظُّهُورِ الحُدْبِ ليس بمُغْنٍ عنك جُهْدَ اللَّزْبِ وأَنشد في الملاقيح منيَّتي مَلاقِحاً في الأَبْطُنِ تُنْتَجُ ما تَلْقَحُ بعد أَزْمُنِ
( * قوله « منيتي ملاقحاً إلخ » كذا بالأصل )
قال الأَزهري وهذا هو الصواب ابن الأَعرابي إِذا كان في بطن الناقة حَمْلٌ فهي مِضْمانٌ وضامِنٌ وهي مَضامِينُ وضَوامِنُ والذي في بطنها مَلْقوح ومَلْقُوحة ومعنى الملقوح المحمول ومعنى اللاقح الحامل الجوهري المَلاقِحُ الفُحولُ الواحد مُلقِحٌ والمَلاقِحُ أَيضاً الإِناث التي في بطونها أَولادها الواحدة مُلْقَحة بفتح القاف وفي الحديث أَنه نهى عن بيع الملاقيح والمضامين قال ابن الأَثير الملاقيح جمع مَلْقوح وهو جنين الناقة يقال لَقِحَت الناقةُ وولدها مَلْقُوحٌ به إِلاَّ أَنهم استعملوه بحذف الجار والناقة ملقوحة وإِنما نهى عنه لأَنه من بيع الغَرَر وسيأْتي ذكره في المضامين مستوفى واللِّقْحَةُ الناقة من حين يَسْمَنُ سَنامُ ولدها لا يزال ذلك اسمها حتى يمضي لها سبعة أَشهر ويُفْصَلَ ولدها وذلك عند طلوع سُهَيْل والجمع لِقَحٌ ولِقاحٌ فأَما لِقَحٌ فهو القياس وأَما لِقاحٌ فقال سيبويه كَسَّروا فِعْلَة على فِعالٍ كما كسَّروا فَعْلَة عليه حتى قالوا جَفْرَةٌ وجِفارٌ قال وقالوا لِقاحانِ أَسْودانِ جعلوها بمنزلة قولهم إِبلانِ أَلا تَرَى أَنهم يقولون لِقاحة واحدة كما يقولون قِطعة واحدة ؟ قال وهو في الإِبل أَقوى لأَنه لا يُكَسَّر عليه شيء وقيل اللِّقْحة واللَّقحة الناقة الحلوب الغزيرة اللبن ولا يوصف به ولكن يقال لَقْحة فلان وجمعه كجمع ما قبله قال الأَزهري فإِذا جعلته نعتاً قلت ناقة لَقُوحٌ قال ولا يقال ناقة لَِقْحة إِلا أَنك تقول هذه لَِقْحة فلان ابن شميل يقال لِقْحةٌ ولِقَحٌ ولَقُوحٌ ولَقائح واللِّقاحُ ذوات الأَلبان من النوق واحدها لَقُوح ولِقْحة قال عَدِيُّ بن زيد من يكنْ ذا لِقَحٍ راخِياتٍ فَلِقاحِي ما تَذُوقُ الشَّعِيرا بل حَوابٍ في ظِلالٍ فَسِيلٍ مُلِئَتْ أَجوافُهُنّ عَصِيرا فَتَهادَرْنَ لِذاك زماناً ثم مُوِّتْنَ فكنَّ قُبُورا وفي الحديث نِعْمَ المِنْحة اللِّقْحة اللقحة بالفتح والكسر الناقة القريبة العهد بالنَّتاج وناقة لاقِحٌ إِذا كانت حاملاً وقوله ولقد تَقَيَّلَ صاحبي من لَِقْحةٍ لَبناً يَحِلُّ ولَحْمُها لا يُطْعَمُ عنى باللِّقْحة فيه المرأَة المُرْضِعَة وجعل المرأَة لَِقْحة لتصح له الأُحْجِيَّة وتَقَيَّلَ شَرِبَ القَيْل وهو شُربُ نصف النهار واستعار بعض الشعراء اللَّقَحَ لإِنْباتِ الأَرضين المُجْدِبة فقال يصف سحاباً لَقِحَ العِجافُ له لسابع سبعةٍ فَشَرِبْنَ بعدَ تَحَلُّؤٍ فَرَوِينا يقول قَبِلَتِ الأَرَضون ماءَ السحاب كما تَقْبَلُ الناقةُ ماءَ الفحل وقد أَسَرَّت الناقة لَقَحاً ولَقاحاً وأَخْفَتْ لَقَحاً ولَقاحاً بقال غَيْلان أَسَرَّتْ لَقَاحاً بعدَما كانَ راضَها فِراسٌ وفيها عِزَّةٌ ومَياسِرُ أَسَرَّتْ كَتَمَتْ ولم تُبَشِّر به وذلك أَن الناقة إِذا لَقِحَتْ شالت بذنبها وزَمَّت بأَنفها واستكبرت فبان لَقَحُها وهذه لم تفعل من هذا شيئاً ومَياسِرُ لِينٌ والمعنى أَنها تضعف مرة وتَدِلُّ أُخرى وقال طَوَتْ لَقَحاً مثلَ السِّرارِ فَبَشَّرتْ بأَسْحَمَ رَيَّان العَشِيَّة مُسْبَلِ قوله مثل السِّرار أَي مثل الهلال في ليلة السِّرار وقيل إِذا نُتِجَتْ بعضُ الإِبل ولم يُنْتَجْ بعضٌ فوضع بعضُها ولم يضع بعضها فهي عِشارٌ فإِذا نُتِجَت كلُّها ووضَعَت فهي لِقاحٌ ويقال للرجل إِذا تكلم فأَشار بيديه تَلَقَّحتْ يداه يُشَبَّه بالناقة إِذا شالت بذنبها تُرِي أَنها لاقِحٌ لئلا يَدْنُوَ منها الفحلُ فيقال تَلَقَّحتْ وأَنشد تَلَقَّحُ أَيْدِيهم كأَن زَبِيبَهُمْ زَبِيبُ الفُحولِ الصِّيدِ وهي تَلَمَّحُ أَي أَنهم يُشيرون بأَيديهم إِذا خَطَبُوا والزبيبُ شِبْهُ الزَّبَدِ يظهر في صامِغَي الخَطِيب إِذا زَبَّبَ شِدْقاه وتَلَقَّحَت الناقة شالت بذنبها تُرِي أَنها لاقِحٌ وليست كذلك واللَّقَحُ أَيضاً الحَبَلُ يقال امرأَة سَريعة اللَّقَحِ وقد يُستعمل ذلك في كل أُنثى فإِما أَن يكون أَصلاً وإِما أَن يكون مستعاراً وقولهم لِقاحانِ أَسودان كما قالوا قطيعان لأَنهم يقولون لِقاحٌ واحدة كما يقولون قطيع واحد وإِبل واحد قال الجوهري واللِّقْحَةُ اللَّقُوحُ والجمع لِقَحٌ مثل قِرْبَة وقِرَبٍ وروي عن عمر رضي الله عنه أَنه أَوصى عُمَّاله إِذ بعثهم فقال وأَدِرُّوا لِقْحَةَ المسلمين قال شمر قال بعضهم أَراد بِلِقْحة المسلمين عطاءهم قال الأَزهري أَراد بِلِقْحةِ المسلِمين دِرَّةَ الفَيْءِ والخَراج الذي منه عطاؤهم وما فُرض لهم وإِدْرارُه جِبايَتُه وتَحَلُّبه وجمعُه مع العَدْلِ في أَهل الفيء حتى يَحْسُنَ حالُهُم ولا تنقطع مادّة جبايتهم وتلقيح النخل معروف يقال لَقِّحُوا نخلَهم وأَلقحوها واللَّقاحُ ما تُلْقَحُ به النخلة من الفُحَّال يقال أَلْقَح القومُ النخْلَ إِلقاحاً ولَقَّحوها تلقيحاً وأَلْقَحَ النخل بالفُحَّالةِ ولَقَحه وذلك أَن يَدَعَ الكافورَ وهو وِعاءُ طَلْع النخل ليلتين أَو ثلاثاً بعد انفلاقه ثم يأْخذ شِمْراخاً من الفُحَّال قال وأَجودُه ما عَتُقَ وكان من عام أَوَّلَ فيَدُسُّون ذلك الشِّمْراخَ في جَوْفِ الطَّلْعة وذلك بقَدَرٍ قال ولا يفعل ذلك إِلا رجل عالم بما يفعل لأَنه إِن كان جاهلاً فأَكثر منه أَحْرَقَ الكافورَ فأَفسده وإِن أَقلَّ منه صار الكافورُ كثيرَ الصِّيصاء يعني بالصيصاء ما لا نَوَى له وإِن لم يُفعل ذلك بالنخلة لم ينتفع بطلعها ذلك العام واللَّقَحُ اسم ما أُخذَ من الفُحَّال ليُدَسَّ في الآخر وجاءنا زَمَنُ اللَّقَاح أَي التلْقيحِ وقد لُقِّحَتِ النخيلُ ويقال للنخلة الواحدة لُقِحتْ بالتخفيف واسْتَلْقَحَتِ النخلةُ أَي آن لها أَن تُلْقَح وأَلْقَحَتِ الريحُ السحابةَ والشجرة ونحو ذلك في كل شيء يحمل واللَّواقِحُ من الرياح التي تَحْمِلُ النَّدَى ثم تَمُجُّه في السحاب فإِذا اجتمع في السحاب صار مطراً وقيل إِنما هي مَلاقِحُ فأَما قولهم لواقِحُ فعلى حذف الزائد قال الله سبحانه وأَرسلنا الرياح لوَاقِحَ قال ابن جني قياسه مَلاقِح لأَن الريح تُلْقِحُ السحابَ وقد يجوز أَن يكون على لَقِحَت فهي لاقِح فإِذا لَقِحَت فَزَكَتْ أَلْقَحت السحابَ فيكون هذا مما اكتفي فيه بالسبب من المسبب وضِدُّه قول الله تعالى فإِذا قرأْتَ القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم أَي فإِذا أَردت قراءة القرآن فاكتفِ بالمُسَبَّب الذي هو القراءة من السبب الذي هو الإِرادة ونظيره قول الله تعالى يا أَيها الذين آمنوا إِذا قمتم إِلى الصلاة أَي إِذا أَردتم القيام إِلى الصلاة هذا كله كلام ابن سيده وقال الأَزهري قرأَها حمزة وأرسلنا الرياحَ لَواقِحَ فهو بَيِّنٌ ولكن يقال إِنما الريح مُلْقِحَة تُلْقِحُ الشجر فقيل كيف لواقح ؟ ففي ذلك معنيان أَحدهما أَن تجعل الريح هي التي تَلْقَحُ بمرورها على التراب والماء فيكون فيها اللِّقاحُ فيقال ريح لاقِح كما يقال ناقة لاقح ويشهد على ذلك أَنه وصف ريح العذاب بالعقيم فجعلها عقيماً إِذ لم تُلْقِحْ والوجه الآخر وصفها باللَّقْح وإِن كانت تُلْقِح كما قيل ليلٌ نائمٌ والنوم فيه وسِرٌّ كاتم وكما قيل المَبْرُوز والمحتوم فجعله مبروزاً ولم يقل مُبْرِزاً فجاز مفعول لمُفْعِل كما جاز فاعل لمُفْعَل إِذا لم يَزِدِ البناءُ على الفعل كما قال ماء دافق وقال ابن السكيت لواقح حوامل واحدتها لاقح وقال أَبو الهيثم ريح لاقح أَي ذات لقاح كما يقال درهم وازن أَي ذو وَزْن ورجل رامح وسائف ونابل ولا يقال رَمَحَ ولا سافَ ولا نَبَلَ يُرادُ ذو سيف وذو رُمْح وذو نَبْلٍ قال الأَزهري ومعنى قوله أَرسلنا الرياح لواقح أَي حوامل جعل الريح لاقحاً لأَنها تحمل الماء والسحاب وتقلِّبه وتصرِّفه ثم تَسْتَدِرُّه فالرياح لواقح أَي حوامل على هذا المعنى ومنه قول أَبي وَجْزَةَ حتى سَلَكْنَ الشَّوَى منهنّ في مَسَكٍ من نَسْلِ جَوَّابةِ الآفاقِ مِهْداجِ سَلَكْنَ يعني الأُتُنَ أَدخلن شَوَاهُنَّ أَي قوائمهن في مَسَكٍ أَي فيما صار كالمَسَكِ لأَيديهما ثم جعل ذلك الماء من نسل ريح تجوب البلاد فجعل الماء للريح كالولد لأَنها حملته ومما يحقق ذلك قوله تعالى هو الذي يُرْسِلُ الرياحَ نُشْراً بين يَدَيْ رَحْمَتِه حتى إِذا أَقَلّتْ سَحاباً ثِقالاً أَي حَمَلَتْ فعلى هذا المعنى لا يحتاج إِلى أَن يكون لاقِحٌ بمعنى ذي لَقْحٍ ولكنها تَحْمِلُ السحاب في الماء قال الجوهري رياحٌ لَواقِحُ ولا يقال ملاقِحُ وهو من النوادر وقد قيل الأَصل فيه مُلْقِحَة ولكنها لا تُلْقِحُ إِلا وهي في نفسها لاقِحٌ كأَن الرياحَ لَقِحَت بخَيْرٍ فإِذا أَنشأَتِ السحابَ وفيها خيرٌ وصل ذلك إِليه قال ابن سيده وريح لاقحٌ على النسب تَلْقَحُ الشجرُ عنها كما قالوا في ضِدِّهِ عَقِيم وحَرْب لاقحٌ مثل بالأُنثى الحامل وقال الأَعشى إِذا شَمَّرَتْ بالناسِ شَهْبَاءُ لاقحٌ عَوانٌ شديدٌ هَمْزُها وأَظَلَّتِ يقال هَمَزَتْه بناب أَي عضَّتْه وقوله وَيْحَكَ يا عَلْقَمةُ بنَ ماعِزِ هل لك في اللَّواقِحِ الجَوائِزِ ؟ قال عنى باللَّواقح السِّياط لأَنه لصٌّ خاطب لِصَّاً وشَقِيحٌ لَقِيحٌ إِتباع واللِّقْحةُ واللَّقْحةُ الغُراب وقوم لَقَاحٌ وحَيٌّ لَقاحٌ لم يدِينُوا للملوك ولم يُمْلَكُوا ولم يُصِبهم في الجاهلية سِباءٌ أَنشد ابن الأَعرابي لَعَمْرُ أَبيكَ والأَنْبَاءُ تَنْمِي لَنِعْمَ الحَيُّ في الجُلَّى رِياحُ أَبَوْا دِينَ المُلُوكِ فهم لَقاحٌ إِذا هِيجُوا إِلى حَرْبٍ أَشاحوا وقال ثعلب الحيُّ اللَّقاحُ مشتق من لَقاحِ الناقةِ لأَن الناقة إِذا لَقِحتْ لم تُطاوِع الفَحْلَ وليس بقويّ وفي حديث أَبي موسى ومُعاذٍ أَما أَنا فأَتَفَوَّقُه تَفَوُّقَ اللَّقُوحِ أَي أَقرؤه مُتَمَهِّلاً شيئاً بعد شيء بتدبر وتفكر كاللَّقُوحِ تُحْلَبُ فُواقاً بعد فُواقٍ لكثرة لَبَنها فإِذا أَتى عليها ثلاثة أَشهر حُلِبتْ غُدْوَةً وعشيًّا الأَزهري قال شمر وتقول العرب إِن لي لَِقْحَةً تُخْبرني عن لِقاحِ الناس يقول نفسي تخبرني فَتَصدُقني عن نفوسِ الناس إِن أَحببت لهم خيراً أَحَبُّوا لي خيراً وإِن أَحببت لهم شرًّا أَحبوا لي شرًّا وقال يزيد بن كَثْوَة المعنى أَني أَعرف ما يصير إِليه لِقاح الناس بما أَرى من لَِقْحَتي يقال عند التأْكيد للبصير بخاصِّ أُمور الناس وعوامِّها وفي حديث رُقْية العين أَعوذ بك من شر كل مُلْقِحٍ ومُخْبل تفسيره في الحديث أَن المُلْقِح الذي يولَد له والمُخْبِل الذي لا يولَدُ له مِن أَلْقَح الفحلُ الناقةَ إِذا أَولدها وقال الأَزهري في ترجمة صَمْعَر قال الشاعر أَحَيَّةُ وادٍ نَغْرَةٌ صَمْعَرِيَّةٌ أَحَبُّ إِليكم أَم ثَلاثٌ لَوَاقِحُ ؟ قال أَراد باللَّواقِح العقارب
لكح
لَكَحَه يَلْكَحُه لَكْحاً ضربه بيده وهو شبيه بالوَكْزِ قال يَلْهَزُه طَوراً وطوراً يَلكَحُه وأَورد الأَزهري هذا غير مُرْدَفٍ فقال يلهزه طوراً وطوراً يَلْكَحُ حتى تَراه مائلاً يُرَنَّحُ
لمح
لَمَحَ إِليه يَلْمَحُ لَمْحاً وأَلْمَحَ اختلس النظر وقال بعضهم لَمَح نَظر وأَلمحَه هو والأَول أَصح الأَزهري أَلمحتِ المرأَةُ من وجهها إِلماحاً إِذا أَمكنت من أَن تُلْمَحَ تفعل ذلك الحَسْناءُ تُرِي محاسِنها من يَتَصَدَّى لها ثم تُخْفيها قال ذو الرمة وأَلْمَحْنَ لَمْحاً من خُدودٍ أَسِيلةٍ رِواءٍ خَلا ما ان تُشَفَّ المَعَاطِسُ واللَّمْحَةُ النَّظْرَةُ بالعَجَلةِ الفراء في قوله تعالى كَلَمْحٍ بالبصر قال كخَطْفَة بالبصر ولَمَحَ البصَرُ ولَمَحه ببصره والتَّلْماحُ تَفْعالٌ منه ولَمَحَ البرقُ والنجم يَلْمَحُ لَمْحاً ولَمَحاناً كلمَع وبَرْقٌ لامِحٌ ولَمُوحٌ ولَمَّاحٌ قال في عارِضٍ كَمُضِيءِ الصبحِ لَمَّاحِ وقيل لا يكون اللَّمْحُ إِلا من بعيد الأَزهري واللُّمَّاحُ الصُّقُورُ الذكِيَّةُ قاله ابن الأَعرابي الجوهري لَمَحَه وأَلْمَحَه والتَمَحَه إِذا أَبصره بنظر خفيف والاسم اللَّمْحة وفي الحديث أَنه كان يَلْمَحُ في الصلاة ولا يلتفت ومَلامِحُ الإِنسان ما بدا من مَحاسِن وجهه ومَساويه وقيل هو ما يُلْمَحُ منه واحدتها لَمْحةٌ على غير قياس ولم يقولوا مَلْمَحة قال ابن سيده قال ابن جني اسْتَغْنَوْا بِلَمْحَة عن واحد مَلامِح الجوهري تقول رأَيت لَمْحةَ البرق وفي فلان لَمْحة من أَبيه ثم قالوا فيه مَلامِحُ من أَبيه أَي مَشابِهُ فجمعوه على غير لفظه وهو من النوادر وقولهم لأُرِيَنَّك لَمْحاً باصِراً أَي أَمراً واضحاً( * زاد المجد الألمحي مَن يلمح كثيراً )