كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور
عدم
العَدَمُ والعُدْمُ والعُدُمُ فِقدان الشيءِ وذهابه وغلبَ على فَقْد المال وقِلَّته عَدِمَه يَعْدَمُه عُدْماً وعَدَماً فهو عَدِمٌ وأَعدَم إذا افتقرَ وأَعدَمَه غيرُه والعَدَمُ الفقرُ وكذلك العُدْم إذا ضَمَمْتَ أَوَّله خَفَّفت فقلت العُدْم وإن فتحتَ أَوَّله ثَقَّلْت فقُلت العَدَم وكذلك الجُحْد والجَحَد والصُّلْب والصَّلَب والرُّشْد والرَّشَد والحُزْن والحَزَن ورجلٌ عَديمٌ لا عقلَ له وأَعدَمَني الشيءُ لم أَجِدْه قال لبيد ولقَدْ أَغْدُو وما يَعْدِمُني صاحِبٌ غيرُ طَويلِ المُحْتَبَل يعني فرساً أَي ما يَفْقِدُني فرسي يقول ليس معي أَحدٌ غيرُ نَفْسي وفرَسي والمُحتَبلُ موضع الحبل فوق العُرْقوب وطولُ ذلك الموضع عيْبٌ وما يُعْدِمُني أَي لا أَعدَمُه وما يَعْدَمُني هذا الأَمرُ أَي ما يَعْدُوني وأَعْدَمَ إعْداماً وعُدْماً افتقر وصار ذا عُدْمٍ عن كراع فهو عَديمٌ ومُعدِمٌ لا مالَ له قال ونظيره أَخضَر الرجلُ إحضاراً وحُضْراً وأَيسَرَ إيساراً ويُسْراً وأَعسَرَ إعساراً وعُسْراً وأَنذَرَ إنذاراً ونُذْراً وأَقبَلَ إقبالاً وقُبْلاً وأَدْبرَ إدْباراً ودُبْراً وأَفحَشَ إفحاشاً وفُحْشاً وأَهجَرَ إهجاراً وهُجْراً وأَنْكَرَ إنكاراً ونُكْراً قال وقيل بل الفُعْلُ من ذلك كلِّه الاسمُ والإفعالُ المصدر قال ابن سيده وهو الصحيح لأَن فُعْلاً ليس مصدر أَفعَل والعَديمُ الفقير الذي لا مالَ له وجمعه عُدَماء وفي الحديث مَنْ يُقْرِضُ غيرَ عديمٍ ولا ظَلومٍ العَديمُ الذي لا شيء عنده فعِيلٌ بمعنى فاعل وأَعدَمَه مَنَعه ويقول الرجل لحبيبه عَدِمْتُ فَقْدَك ولا عَدِمتُ فضلَك ولا أَعدَمني الله فضلَك أَي لا أَذهبَ عني فضلَك ويقال عَدِمتُ فلاناً وأَعدَمنِيه اللهُ وقال أَبو الهيثم في معنى قول الشاعر وليسَ مانِعَ ذي قُرْبى ولا رَحِمٍ يَوْماً ولا مُعْدِماً من خابِطٍ وَرَقا قال معناه أَنه لا يفتقر من سائلٍ يسأله ماله فيكون كخابطٍ وَرَقاً قال الأَزهري ويجوز أَن يكون معناه ولا مانعاً من خابطٍ وَرَقاً أَعْدَمْتُه أَي مَنعتُه طَلِبتَه ويقال إنه لعَدِيمُ المعروفِ وإنه لعديمةُ المعروف وأَنشد إني وَجدْتُ سُبَيْعَة ابْنَة خالدٍ عند الجَزورِ عَدِيمةَ المَعْروفِ ويقال فلانٌ يَكسِبُ المَعْدومَ إذا كان مَجْدوداً يكسِبُ ما يُحْرَمُه غيرُه ويقال هو آكَلُكُم للمَأْدُومِ وأَكْسَبُكم للمعدوم وأَعْطاكم للمحروم قال الشاعر يصف ذئباً كَسُوب له المَعْدومَ مِن كَسْبِ واحِدٍ مُحالِفُه الإقْتارُ ما يتمَوَّلُ أَي يَكسِبُ المعدومَ وحدَه ولا يتموَّلُ وفي حديث المَبْعث قالت له خديجةُ كلا إنك تَكْسِبُ المعدومَ وتَحْمِلُ الكَلَّ هو من المَجْدُودِ الذي يَكْسِبُ ما يُحْرَمُه غيرُه وقيل أَرادت تَكسِبُ الناسَ الشيءَ المعدومَ الذي لا يَجِدونَه مما يحتاجون إليه وقيل أَرادات بالمعدوم الفقيرَ الذي صارَ من شدَّة حاجته كالمعدوم نفْسِه فيكون تَكْسِبُ على التأْويل الأَولِ متعدِّياً إلى مفعول واحد هو المعدومُ كقولك كَسَبْتُ مالاً وعلى التأْويل الثاني والثالث يكون متعدِّياً إلى مفعولين تقول كَسَبْتُ زيداً مالاً أَي أَعطيتُه فمعنى الثاني تُعْطي الناسَ الشيءَ المعدومَ عندهم فحذف المفعول الأَول ومعنى الثالث تعطي الفقراءَ المالَ فيكون المحذوفُ المفعولَ الثاني وعَدُمَ يَعْدُمُ عَدامةً إذا حَمُقَ فهو عَدِيمٌ أَحْمقُ وأَرض عَدْماءُ بيضاءُ وشاةٌ عَدْماءُ بيضاء الرأْسِ وسائرُها مُخالِفٌ لذلك والعَدائمُ نوع من الرُّطَب يكون بالمدينة يجيءُ آخرَ الرُّطَب وعَدْمٌ وادٍ بحَضْرَمَوْتَ كانوا يزرعون عليه فغاضَ ماؤه قُبَيْلَ الإسلامِ فهو كذلك إلى اليوم وعُدامةُ ماءٌ لبني جُشَم قال ابن بري وهي طَلُوبٌ أَبْعدُ ماءٍ للعرب قال الراجز لما رأَيْتُ أَنه لا قامَهْ وأَنه يَوْمُك من عُدامَهْ( * زاد في التكملة ويقولون قد عدّموه أي بتشديد الدال أي قالوا إنه مجنون وقول العامة من المتكلمين وجد فانعدم خطأ والصواب وجد فعدم أي مبنيين للمجهول )
عذم
عَذَمَ يَعْذِمُ عَذْماً عَضَّ وفرسٌ عَذِمٌ وعَذُومٌ عَضُوضٌ والعَذْمُ العَضُّ والأَكْلُ بجَفاء يقال فرسٌ عَذومٌ للذي يَعْذِمُ بأَسْنانِه أَي يَكْدِمُ قال ابن بري العَذْمُ بالشَّفةِ والعضُّ بالأَسنان وعذَمَه بلسانه يَعْذِمُه عَذْماً لامَه وعنَّفَه والعَذْمُ الأَخذُ باللِّسان واللَّوْمُ والعُذُمُ اللَّوَّامُون والمُعاتِبون قال أَبو خِراش يعُودُ على ذي الجَهْلِ بالحِلْمِ والنُّهَى ولم يكُ فَحّاشاً على الجارِ ذا عَذْمِ والعَذِيمةُ المَلامةُ والجمعُ العذائمُ قال يَظَلُّ مَنْ جاراه في عَذَائِمِ مِن عُنْفُوانِ جَرْيه العُفاهِمِ يقال كانَ هذا في عُفاهِمِ شَبابهِ أَي في أَوَّله وفي الحديث أَن رجلاً كان يُرائي فلا يَمُرُّ بقومٍ إلا عَذَمُوه أَي أَخذوُه بأَلسنتِهم وأَصلُ العَذْمِ العضُّ ومنه حديث عليّ رضي الله عنه كالنابِ الضَّرُوسِ تَعْذِم بفِيها وتَخْبِطُ بيدِها وفي حديث عبد الله ابن عمرو بن العاص فأَقْبلَ عليَّ أَبي فعَذَمَني وعضَّني بلِسانه قال الأَزهري العُذَّامُ شجرٌ من الحَمْض يَنْتمي وانْتِماؤه انْشِداخُ وَرقِه إذا مَسَسْتَه وله ورقٌ نحوُ ورقِ القاقُلِّ والعَذَمُ نبتٌ قال القطامي في عَثْعَثٍ يُنْبِتُ الحَوْذانَ والعَذَما وحكاه أَبو عبيدة بالغين المعجمة وهو تصحيف والعَذائمُ شجرٌ من الحمْض الواحدة عُذامةٌ وعَذَّامٌ اسم رجل والعُذَامُ مكانٌ وموتٌ عَذَمْذَمٌ لا يُبْقي شيئاً وعَذَمَه عن نفْسِه دَفَعه وكذلك أَعْذَمه والعَذُْ المَنْعُ يقال لأَعْذِمَنَّكَ عن ذلك قال والمرأَة تَعْذِمُ الرجلَ إذا أَرْبَع لها بالكلامِ أَي تَشْتِمه إذا سأَلها المكروهَ وهو الإرباعُ والعُذُمُ البراغيثُ واحدها عَذومٌ( * قوله « واحدها عذوم » ويقال في واحدها عذام كشداد كما في التكملة والقاموس )
عرم
عُرامُ الجيشِ حَدُّهم وشِدَّتُهم وكَثرَتُهم قال سلامة بن جندل وإنا كالحَصى عَدداً وإنا بَنُو الحَرْبِ التي فيها عُرامُ وقال آخر وليلةِ هَوْلٍ قد سَرَيْتُ وفِتْيَةٍ هَدَيْتُ وجَمْعٍ ذي عُرامٍ مُلادِسِ والعَرَمة جمعُ عارمٍ يقال غِلمانٌ عَقَقةٌ عَرَمةٌ وليلٌ عارمٌ شديدُ البردِ نهايةٌ في البرْدِ نَهارُه وليلُه والجمع عُرَّمٌ قال وليلةٍ من اللَّيالي العُرَّمِ بينَ الذِّراعينِ وبين المِرْزَمِ تَهُمُّ فيها العَنْزُ بالتَّكَلُّمِ يعني من شدة بردها وعَرَمَ الإنسانُ يَعْرُمُ ويَعْرِمُ وعَرِمَ وعَرُمَ عَرامةً بالفتح وعُراماً اشتدَّ قال وعْلةُ الجَرْميُّ وقيل هو لابن الدِّنَّبة الثَّقَفي أَلم تعْلَمُوا أَني تُخافُ عَرَامَتي وأَنَّ قَناتي لا تَلِينُ على الكَسْرِ ؟ وهو عارمٌ وعَرِمٌ اشتَدَّ وأَنشد إني امْرُؤٌ يَذُبُّ عن مَحارمي بَسْطةُ كَفٍّ ولِسانٍ عارِمِ وفي حديث عليّ عليه السلام على حين فتْرَةٍ من الرُّسُل واعْتِرامٍ من الفِتَنِ أَي اشتدادٍ وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه أَن رجلاً قال له عارَمْتُ غُلاماً بمكَّةَ فعَضَّ أُذُني فقطعَ منها أَي خاصَمْتُ وفاتَنْتُ وصبيٌّ عارمٌ بيِّنُ العُرامِ بالضم أَي شَرِسٌ قال شَبِيب بنُ البَرْصاء كأَنَّها مِنْ بُدُنٍ وإيفارْ دَبَّتْ عليها عارماتُ الأَنْبارْ أَي خَبيثاتُها ويروى ذَرِبات وفي حديث عاقر الناقة فانبَعثَ لها رجلٌ عارِمٌ أَي خبيثٌ شِرِّيرٌ والعُرَامُ الشِّدَّةُ والقُوَّةُ والشَّراسةُ وعَرَمنا الصبيُّ وعَرَمَ علينا وعَرُمَ يَعْرِمُ ويَعْرُمُ عَرامةً وعُراماً أَشِرَ وقيل مَرِحَ وبَطِرَ وقيل فسَدَ ابن الأَعرابي العَرِمُ الجاهلُ وقد عَرَمَ يَعْرُمُ وعَرُمَ وعَرِمَ وقال الفراء العُرامِيُّ من العُرامِ وهو الجَهْلُ والعُرامُ الأَذى قال حُمَيْدُ ابنُ ثور الهِلاليُّ حَمَى ظِلَّها شَكْسُ الخَلِيقَةِ حائطٌ عَلَيْها عُرامُ الطائِفينَ شَفِيقُ والعَرَمُ اللَّحْم قاله الفراء إنَّ جزُورَكم لَطَيِّبُ العَرَمةِ أَي طَيّبُ اللَّحْم وعُرامُ العظم بالضم عُراقُهُ وعَرَمَهُ يَعْرِمُه ويَعْرُمه عَرْماً تَعَرَّقه وتَعَرَّمَه تَعَرَّقَه ونَزَع ما عليه من اللحم والعُرامُ والعُراقُ واحد ويقال أَعْرَمُ من كَلْبٍ على عُرامٍ وفي الصحاح العُرامُ بالضم العُراقُ من العَظْمِ والشجر وعَرَمَتِ الإبلُ الشَّجَرَ نالَتْ منه وعَرِمَ العَظْمُ عَرَماً قَتِرَ وعُرَامُ الشجرة قِشْرُها قال وتَقَنَّعي بالعَرْفَجِ المُشَجَّجِ وبالثُّمامِ وعُرامِ العَوْسَجِ وخص الأَزهري به العَوْسَجَ فقال يقال لقُشور العَوْسَج العُرامُ وأَنشد الرجزَ وعَرَمَ الصبيُّ أُمَّه عَرْماً رَضَعها واعْتَرم ثَدْيَها مَصَّه واعْتَرَمَتْ هِيَ تَبَغَّتْ من يَعْرُمُها قال ولا تُلْفَيَنَّ كأمِّ الغُلا مِ إِن لم تَجِدْ عارِماً تَعْتَرِمْ يقول إن لم تَجِدْ من تُرْضِعُه دَرَّتْ هي فحلبت ثَدْيَها وربما رَضَعَتْهُ ثم مَجَّتْه مِنْ فيها وقال ابن الأَعرابي إنما يقال هذا للمتكلف ما ليس من شأْنه أَراد بذاتِ الغُلام( * قوله « أراد بذات الغلام إلخ » هذه عبارة الأَزهري لإنشاده له كذات الغلام وأنشده في المحكم كأم الغلام ) الأُمَّ المُرْضِعَ إن لم تَجِدْ من يَمُصُّ ثَدْيَها مَصَّتْه هي قال الأَزهري ومعناه لا تكن كمن يَهْجُو نَفْسَه إذا لم يَجِدْ من يَهْجُوه والعَرَمُ والعُرْمَةُ لونٌ مختلطٌ بسوادٍ وبياضٍ في أَيِّ شيء كان وقيل تَنْقِيطٌ بهما من غير أَن يَتَّسِعَ كُلُّ نُقطةٍ عُرْمةٌ عن السيرافي الذكرُ أَعْرَمُ والأُنثى عَرْماءُ وقد غَلَبَتِ العَرْماءُ على الحية الرَّقْشاءِ قال مَعْقِلٌ الهُذَليُّ أَبا مَعْقِلٍ لا تُوطِئَنْكَ بَغاضَتي رُؤُوسَ الأَفاعي في مَراصِدِها العُرْمِ الأَصمعي الحَيَّةُ العَرْماءُ التي فيها نُقَطٌ سودٌ وبيضٌ ويروى عن معاذ بن جبل أَنه ضَحَّى بكبشٍ أَعْرَمَ وهو الأَبيض الذي فيه نُقَطٌ سُود قال ثعلب العَرِمُ من كل شيء ذُو لَوْنَيْنِ قال والنَّمِرُ ذو عَرَمٍ وبَيْضُ القَطا عُرْمٌ وقول أَبي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ ما زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْناً كُلَّ صادِقةٍ باتَتْ تُباشِرُ عُرْماً غَيْرَ أَزْواجِ عنى بَيْضَ القَطا لأَنها كذلك والعَرَمُ والعُرْمةُ بَياضٌ بِمَرَمَّةِ الشاةِ الضَّائِنةِ والمِعْزَى والصفةُ كالصفة وكذلك إذا كان في أُذُنها نُقَطٌ سُود والاسمُ العَرَمُ وقطيعٌ أَعْرَمُ بَيِّنُ العَرَمِ إذا كان ضَأْناً ومِعْزًى وقال يصف امرأَة راعية حَيَّاكة وَسْطَ القَطِيعِ الأَعْرَمِ والأَعْرَمُ الأَبْرَشُ والأُنثى عَرْماءُ ودَهْرٌ أَعْرَمُ مُتَلَوِّنٌ ويقال للأَبْرَصِ الأَعْرَمُ والأَبْقَعُ والعَرَمَةُ الأَنْبارُ من الحِنْطة والشعير والعَرَمُ والعَرَمَةُ الكُدْسُ المَدُوسُ الذي لم يُذَرَّ يجعل كهيئة الأَزَجِ ثم يُذَرَّى وحَصَرَه ابنُ برِّي فقال الكُدْسُ من الحنطة في الجَرِينِ والبَيْدَرِ قال ابن بري ذهب بعضُهم إلى أَنه لا يقال عَرْمَةٌ والصحيح عَرَمة بدليل جمعهم له على عَرَمٍ فأَما حَلْقَةٌ وحَلَقٌ فشاذ ولا يقاس عليه قال الراجز تَدُقُّ مَعْزَاءَ الطَّريقِ الفازِرِ دَقَّ الدِّياسِ عَرَمَ الأَنادِرِ والعَرَمَةُ والعَرِمَةُ المُسَنَّاةُ الأُولى عن كراع وفي الصحاح العَرِمُ المُسَنَّاة لا واحد لها من لفظها ويقال واحدها عَرِمَةٌ أَنشد ابن بري للجَعْدِيِّ مِنْ سَبإِ الحاضِرين مَأْرِبَ إذْ شَرَّدَ مِنْ دُون سَيْلهِ العَرِما قال وهي العَرم بفتح الراء وكسرها وكذلك واحدها وهو العَرَِمَةُ قال والعَرِمَةُ من أَرض الرَّبابِ والعَرِمَةُ سُدٌّ يُعْتَرَضُ به الوادي والجمع عَرِمٌ وقيل العَرِمُ جمعٌ لا واحد له وقال أَبو حنيفة العَرِمُ الأَحْباسُ تُبْنى في أَوْساط الأَوْدِيَةِ والعَرِمُ أَيضاً الجُرَذُ الذَّكَرُ قال الأَزهري ومن أَسماء الفأْر البِرُّ والثُّعْبَةُ والعَرِمُ والعَرِمُ السَّيْلُ الذي لا يُطاق ومنه قوله تعالى فأَرسلنا عليهم سَيْلَ العَرِمِ قيل أَضافه إلى المُسَنَّاة أَو السُّدِّ وقيل إلى الفأرِ الذي بَثَق السِّكْرَ عليهم قال الأَزهري وهو الذي يقال له الخُلْد وله حَدِيثٌ وقيل العَرِمُ اسم وادٍ وقيل العَرِمُ المطر الشديد وكان قومُ سَبأََ في نِعْمةٍ ونَعْمَةٍ وجِنانٍ كثيرة وكانت المرأَة منهم تَخْرُجُ وعلى رأسها الزَّبيلُ فتَعْتَمِلُ بيديها وتسير بين ظَهْرانَي الشَّجَر المُثْمِر فيَسْقُط في زَبيلِها ما تحتاج إِليه من ثمار الشجر فمل يَشْكُروا نِعْمَة الله فبَعَثَ اللهُ عليهم جُرَذاً وكان لهم سِكْرٌ فيه أَبوابٌ يَفْتَحون ما يَحْتاجُونَ إِليه من الماء فثَقَبه ذلك الجُرَذُ حتى بَثََقَ عليهم السِّكر فغَرَّقَ جِنانَهم والعُرامُ وسَخُ القِدْرِ والعَرَمُ وَسَخُ القِدْرِ ورجل أَعْرامُ أَقْلَفُ لم يُخْتَنْ فكأَنَّ وَسَخَ القُلْفَةِ باقٍ هنالك أَبو عمرو العَرَامِينُ القُلْفانُ من الرجال والعَرْمَةُ بَيْضَة السِّلاح والعُرْمانُ المَزارِعُ واحدها عَرِيمٌ وأَعْرَمُ والأَولُ أَسْوَغُ في القياس لأَن فُعْلاناً لا يجمع عليه أَفْعَلُ إِلا صِفةً وجَيْشٌ عَرَمْرَمٌ كثير وقيل هو الكثير من كل شيء والعَرَمْرَمُ الشديدُ قال أَدَاراً بأَجْمادِ النَّعامِ عَهِدْتُها بها نَعَماً حَوْماً وعِزّاً عَرَمْرَما وعُرامُ الجَيْشِ كَثْرَتُه ورجل عَرَمْرَمٌ شديدُ العُجْمةِ عن كراع والعَرِيمُ الدَّاهِيَةُ الأَزهري العُرْمانُ الأَكَرَةُ واحدُهم أَعْرَمُ وفي كتابِ أَقوالِ شَنُوأَةَ ما كان لهم من مُلْكٍ وعُرْمانٍ العُرْمانُ المَزارِعُ وقيل الأَكَرَةُ الواحدُ أَعْرَمُ وقيل عَرِيمٌ قال الأَزهري ونُونُ العُرْمانِ والعَرامينِ ليست بأَصلية يقال رجل أَعْرَمُ ورجال عُرْمانٌ ثم عَرامينُ جمعُ الجمع قال وسمعت العرب تقول لجمع القِعْدانِ من الإِبل القَعادِينُ والقِعْدانُ جمعُ القَعودِ والقَعادينُ نظيرُ العَرامِينِ والعَرِمُ والمِعْذار ما يُرْفَعُ حَوْلَ الدَّبَرَةِ ابن الأَعرابي العَرَمةُ أَرضٌ صُلْبة إِلى جَنْبِ الصَّمَّانِ قال رؤبة وعارِض العِرْض وأَعْناق العَرَمْ قال الأَزهري العَرَمَة تُتاخِمُ الدَّهناءَ وعارِضُ اليمامة يقابلها قال وقد نزلتُ بها وعارِمةُ اسم موضع قال الأَزهري عارِمةُ أَرضٌ معروفة قال الراعي أَلم تَسْأَلْ بعارِمَة الدِّيارا عن الحَيِّ المُفارِقِ أَيْنَ سارا ؟ والعُرَيْمَةُ مُصَغَّرَةً رملةٌ لبني فَزارةَ وأَنشد الجوهري لبِشْر بن أَبي خازم إِنَّ العُرَيْمَةَ مانِعٌ أَرْماحَنا ما كان من سَحَمٍ بها وصَفارِ قال ابن بري هو للنابغة الذُّبْياني وليس لبِشْرٍ كما ذكر الجوهري ويروى إِنَّ الدُّمَيْنَةَ وهي ماءٌ لبني فَزارة والعَرَمةُ بالتحريك مُجْتَمَعُ رملٍ أَنشد ابن بري حاذَرْنَ رَمْلَ أَيْلةَ الدَّهاسا وبَطْنَ لُبْنى بَلَداً حِرْماسا والعَرَماتِ دُسْتُها دِياسا ابن الأَعرابي عَرْمى واللهِ لأَفْعَلَنَّ ذلك وغَرْمى وحَرْمى ثلاث لغات بمعنى أَمَا واللهِ وأَنشد عَرْمى وجَدِّكَ لو وَجَدْتَ لَهم كعَداوةٍ يَجِدونَها تَغلي وقال بعض النَّمِريِّين يُجْعَلُ في كل سُلْفةٍ منْ حَبٍّ عَرَمةٌ منْ دَمالٍ فقيل له ما العَرَمةُ ؟ فقال جُثْوَةٌ منه تكون مِزْبَلَين حِمْلَ بقرتين قال ابن بري وعارِمٌ سِجْنٌ قال كثيِّر تُحَدِّثُ مَنْ لاقَيْت أَنَّكَ عائذٌ بل العائذُ المَظْلومُ في سِجْنِ عارِمِ وأَبو عُرامٍ كُنْيةُ كَثيبٍ بالجِفار وقد سَمَّوْا عارِماً وعَرَّاماً وعَرْمان أَبو قبيلة
عرتم
العَرْتَمةُ مُقَدَّمُ الأَنْفِ قال يعقوب يقال كانَ ذلك على رَغْم عَرْتَمتِه أَي على رَغْم أَنْفِه وهي العَرْتَبةُ بالباء والميمُ أَكثرُ قال وربما جاء بالثاء وليس بالعالي وقيل العَرْتمةُ طرَفُ الأَنف الليث العَرْتَمةُ ما بين وَتَرةِ الأَنف والشَّفةِ أَبو عمرو يقال للدائرة التي عند الأَنف وَسَطَ الشفةِ العُلْيا العَرْتَمةُ والعَرْتَبَةُ لغة فيها الأَزهري عن ابن الأَعرابي هي الخُنْعبة والنُّونةُ والثُّومةُ والهَزْمةُ والوَهْدَةُ والقَلْدةُ والهَرْتَمةُ والعَرْتَمةُ والحِثْرِمَةُ
عرجم
في حديث عمر رضي الله عنه أَنه قضى في الظُّفُرِ إِذا اعْرَنْجَمَ بِقَلُوصٍ جاء تفسيره في الحديث إِذا فَسَد قال الزمخشري ولا نعرف حقيقته ولم يثبت عند أَهل اللغة سماعاً والذي يُؤدي إِليه الاجتهادُ أن يكون معناه جَسا وغَلُظَ وذكر له أَوجُهاً واشتقاقاتٍ بعيدةً وقيل إِنه احْرَنْجَمَ بالحاء أَي تقَبَّضَ فحرَّفَه الرُّواة الأَزهري العُرْجومُ والعُلْجومُ الناقةُ الشديدة
عردم
العِرْدامُ والعَرْدَمُ العِذْقُ الذي فيه الشماريخُ وأَصلُه في النخلة والعُرْدُمانُ الغليظُ الشديدُ الرقبة قال رؤبة ويَعْتَلي الرأْسَ القُمُدَّ عَرْدَمُهْ( * قوله « ويعتلي إلخ » صدره كما في التكملة وعندنا ضرب يمر معصمه )
عَرْدَمُه عُنُقُه الشديد والعَرْدَمُ الضخْمُ التارُّ الغليظُ القليلُ اللحمِ والعَرْدُ مثلُه والعَرْدَمُ الغُرْمُولُ الطويلُ الثخينُ المُتْمَهِلُّ والعَرْدمةُ الشدّةُ والصلابةُ يقال إِنه لَعَرْدَمُ القَصَرةِ قال العجاج نَحْمي حُمَيَّاها بعَرْدٍ عَرْدَمِ قال إِذا قلت للعَرْدِ عَرْدَم فهو أَشدُّ من العَرْد كما يقال للبَلِيد بَلْدَم فهو أَبلدُ وأَشَدُّ
عرزم
العَرْزَمُ والعِرْزامُ القوِيُّ الشديدُ المجتمعُ من كلِّ شيء واعْرَنْزَمَ واقْرَنْبَعَ واحْرَنْجَمَ تَجَمَّعَ وتقَبَّض قال العجاج رُكِّبَ منه الرأْسُ في مُعْرَنْزِمِ وأَنفٌ مُعْرَنْزِمٌ غليظ مجتمع وكذلك اللِّهْزِمةُ وحَيَّةٌ عِرْزِمٌ قديمةٌ وأَنشد الأَزهري وذاتَ قَرْنَيْنِ زَحُوفاً عِرْزِما الأَزهري إِذا غَلُظت الأَرنبة قيل اعْرَنْزَمَتْ واعْرنْزمَ الرجلُ عَظُمَت أَرْنَبتُه أَو لِهْزِمتُه والاعْرِنْزامُ الاجتماعُ قال نَهارُ بن تَوْسِعةَ ومِنْ مُتَرِبٍ دَعْدَعْتُ بالسَّيفِ مالَه فَذَلَّ وقِدْماً وكانَ مُعْرَنْزِمَ الكَرْدِ واعْرَنْزَمَ الشيءُ اشتدَّ وصَلُبَ وفي حديث النخعي لا تَجْعَلُوا في قَبْري لَبِناً عَرْزَمِيّاً عَرْزمُ جَبّانةٌ بالكوفة نُسِبَ اللبِنُ إِليها وإِنما كَرِهَه لأَنها موضعُ أَحْداثِ الناسِ ويختلط لَبِنُه بالنَّجاسات
عرصم
العِرْصَمُّ والعِرْصامُ القويُّ الشديدُ البَضْعةِ وقيل هو الضَّئِيلُ الجِسْم ضِدٌّ وقيل هو اللئيمُ والعَرْصَمُ النشِيطُ والعَرْصَمُ الأَكولُ والعُرْصومُ البخيل
عركم
عَرْكُم اسم
عرهم
العُراهِمُ الغليظُ من الإِبل قال فَقَرَّبُوا كلَّ وَأًى عُراهِمِ مِنَ الجِمالِ الجِلَّةِ العَياهِمِ أَنشد ابن بري لأَبي وجزة وفارَقَتْ ذا لِبَدٍ عُراهِما وجَمْعُه عَراهِمُ قال ذو الرمة الهِيم العَراهيم والعُرْهومُ الشيخُ العظيم قال أَبو وجزة ويَرْجِعُونَ المُرْدَ والعَراهِما الفراء جَملٌ عُراهِمٌ مثل جُراهِمٍ وناقة عُراهِمةٌ أَي ضَخْمة الجوهري العُراهِمُ والعُراهِمةُ نعتٌ للمذكر والمؤنث وأَنشد الرجز الذي أَوردناه أَوّلاً الأَزهري العُراهِمُ التارُّ الناعِمُ من كل شيء وأَنشد وقَصَباً عُفاهِماً عُرْهوما والعُرْهومُ الشديدُ وكذلك العُلْكوم الفراء بعيرٌ عُراهِنٌ وعُراهِمٌ وجُرَاهِمٌ عظيمٌ وناقةٌ عُرْهومٌ حسَنةُ اللونِ والجسمِ قال أَبو النجم أَتْلَعَ في بَهْجَتِه عُرْهوما ابن سيده العُرْهومُ من الإِبل الحسنةُ في لَوْنِها وجِسْمِها والعُرْهومُ من الخيل الحسنةُ العظيمةُ وقيل العُراهِمةُ والعُراهِمُ نعتٌ للمذكر دون المؤنث
عزم
العَزْمُ الجِدُّ عَزَمَ على الأَمر يَعْزِمُ عَزْماً ومَعْزَماً ومَعْزِماً وعُزْماً وعَزِيماً وعَزِيمةً وعَزْمَةً واعْتَزَمَه واعْتَزمَ عليه أَراد فِعْلَه وقال الليث العَزْمُ ما عَقَد عليه قَلْبُك من أَمْرٍ أَنَّكَ فاعِلُه وقول الكميت يَرْمي بها فَيُصِيبُ النَّبْلُ حاجَته طَوْراً ويُخْطِئُ أَحْياناً فيَعْتَزِمُ قال يَعودُ في الرَّمْي فَيَعْتَزِمُ على الصواب فيَحْتَشِدُ فيه وإِن شئت قلت يَعْتزِمُ على الخطإِ فَيَلِجُ فيه إن كان هَجاهُ وتَعَزَّم كعَزَم قال أَبو صخر الهذلي فأَعْرَضنَ لَمَّا شِبْتُ عَني تَعَزُّماً وهَلْ لِيَ ذَنْبٌ في اللَّيالي الذُّواهِبِ ؟ قال ابن بري ويقال عَزَمْتُ على الأَمر وعَزَمْتُه قال الأَسْود بن عُمارة النَّوْفَليُّ خَلِيلَيَّ منْ سُعْدَى أَلِمّاً فسَلِّمَا على مَرْيَمٍ لا يُبْعِدُ اللهُ مَرْيَمَا وقُولا لها هذا الفراقُ عَزَمْتِه فهلْ مَوْعِدٌ قَبْل الفِراقِ فيُعْلَما ؟ وفي الحديث قال لأَبي بَكْرٍ مَتى تُوتِرُ ؟ فقال أَوَّلَ الليلِ وقال لِعُمَر متى تُوتِرُ ؟ قال مِن آخرِ الليلِ فقال لأَبي بَكرٍ أَخَذْتَ بالحَزْم وقال لِعُمَر أَخَذْتَ بالعَزْمِ أَراد أَن أَبا بكرٍ حَذِرَ فَوات الوِتْرِ بالنَّوْم فاحْتاطَ وقدَّمَه وأَن عُمَر وَثِقَ بالقوّةِ على قيام الليل فأَخَّرَه ولا خَيرَ في عَزْمٍ بغير حَزْمٍ فإِن القُوَّة إِذا لم يكن معها حَذَرٌ أَوْرَطَتْ صاحبَها وعَزَمَ الأَمرُ عُزِمَ عليه وفي التنزيل فإِذا عَزَمَ الأَمرُ وقد يكون أَراد عَزَمَ أَرْبابُ الأَمْرِ قال الأَزهري هو فاعل معناه المفعول وإنما يُعْزَمُ الأَمرُ ولا يَعْزِم والعَزْمُ للإنسان لا لِلأمرَِ وهذا كقولهم هَلكَ الرجلُ وإنما أُهْلِك وقال الزجاج في قوله فإذا عَزَمَ الأَمرُ فإذا جَدَّ الأَمرُ ولَزِمَ فَرْضُ القتال قال هذا معناه والعرب تقول عَزَمْتُ الأمرَ وعَزَمْتُ عليه قال الله تعالى وإن عَزَموا الطَّلاقَ فإن الله سميع عليم وتقول ما لِفلان عَزِيمةٌ أي لا يَثْبُت على أمرٍ يَعْزِم عليه وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال خَيرُ الأُمُورِ عَوازِمُها أي فَرائِضُها التي عَزَمَ اللهُ عليك بِفِعْلِها والمعنى ذواتُ عَزْمِها التي فيه عَزْمٌ وقيل معناه خيرُ الأُمورِ ما وَكَّدْتَ رَأْيَك وعَزْمَك ونِيَّتَك عليه وَوَفَيْتَ بعهد الله فيه وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال إن الله يُحِبُّ أن تُؤتَى رُخَصُه كما يُحِبُّ أن تُؤتَى عَزائِمُه قال أبو منصور عَزائِمُه فَرائِضُه التي أَوْجَبَها الله وأَمَرنا بها والعَزْمِيُّ من الرجال المُوفي بالعهد وفي حديث الزكاة عَزْمةٌ مِنْ عَزَماتِ اللهِ أي حَقٌّ مِنْ حُقوقِ الله وواجبٌ مِنْ واجباته قال ابن شميل في قوله تعالى كُونوا قِرَدَةً هذا أَمرٌ عَزْمٌ وفي قوله تعالى كُونوا رَبَّانِيِّينَ هذا فرْضٌ وحُكْمٌ وفي حديث أُمّ سَلَمة فَعزَمَ اللهُ لي أي خَلَقَ لي قُوَّةٌ وصبْراً وعَزَم عليه ليَفْعَلنَّ أَقسَمَ وعَزَمْتُ عليكَ أي أَمَرْتُك أمراً جِدّاً وهي العَزْمَةُ وفي حديث عُمر اشْتدَّتِ العزائمُ يريد عَزَماتِ الأُمراء على الناس في الغَزْو إلى الأقطار البعيدة وأَخْذَهُم بها والعزائمُ الرُّقَى وعَزَمَ الرَّاقي كأَنه أَقْسَمَ على الدَّاء وعَزَمَ الحَوَّاءُ إذا اسْتَخْرَجَ الحيّة كأَنه يُقْسِم عليها وعزائمُ السُّجودِ ما عُزِمَ على قارئ آيات السجود أن يَسْجُدَ لله فيها وفي حديث سجود القرآن ليستْ سَجْدَةُ صادٍ من عزائِمِ السُّجودِ وعزائمُ القُرآنِ الآياتُ التي تُقْرأُ على ذوي الآفاتِ لما يُرْجى من البُرْءِ بها والعَزِيمةُ مِنَ الرُّقَى التي يُعزَمُ بها على الجِنّ والأَرواحِ وأُولُو العَزْمِ من الرُّسُلِ الذينَ عَزَمُوا على أَمرِ الله فيما عَهِدَ إليهم وجاء في التفسير أن أُولي العَزْمِ نُوحٌ( * قوله « نوح إلخ » قد اسقط المؤلف من عددهم على هذا القول سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام كما في شرح القاموس ) وإبراهيمُ وموسى عليهم السلام ومحمّدٌ صلى الله عليه وسلم مِنْ أُولي العَزْم أَيضاً وفي التنزيل فاصْبِرْ كما صَبَرَ أُولو العَزْمِ وفي الحديث ليَعْزِم المَسأَلة أي يَجِدَّ فيها ويَقْطَعها والعَزْمُ الصَّبْرُ وقوله تعالى في قصة آدمَ فنَسِيَ ولم نَجدْ له عَزْماً قيل العَزْمُ والعَزِيمةُ هنا الصَّبرُ أي لم نَجِدْ له صَبْراً وقيل لم نَجِدْ له صَرِيمةً ولا حَزْماً فيما فَعَلَ والصَّرِيمةُ والعَزِيمةُ واحدةٌ وهي الحاجة التي قد عَزَمْتَ على فِعْلِها يقال طَوَى فلانٌ فُؤادَه على عَزِيمةِ أمرٍ إذا أَسرَّها في فُؤادِه والعربُ تقولُ ما لَه مَعْزِمٌ ولا مَعْزَمٌ ولا عَزِيمةٌ ولا عَزْمٌ ولا عُزْمانٌ وقيل في قوله لم نَجِدْ له عَزْماً أي رَأْياً مَعْزوماً عليه والعَزِيمُ والعزيمةُ واحدٌ يقال إنَّ رأْيَه لَذُو عَزِيمٍ والعَزْمُ الصَّبْرُ في لغة هذيل يقولون ما لي عنك عَزْمٌ أي صَبْرٌ وفي حديث سَعْدٍ فلما أصابَنا البَلاءُ اعْتَزَمْنا لذلك أي احْتَمَلْناه وصبَرْنا عليه وهو افْتَعَلْنا من العَزْم والعَزِيمُ العَدْوُ الشديد قال ربيعة بن مَقْرُومٍ الضَّبّيُّ لولا أُكَفْكِفُه لكادَ إذا جَرى منه العَزِيمُ يَدُّقُّ فَأْسَ المِسْحَلِ والاعْتِزامُ لزُومُ القَصدِ في الحُضْر والمَشْي وغيرهما قال رؤبة إذا اعْتَزَمْنَ الرَّهْوَ في انْتِهاضِ والفَرسُ إذا وُصِفَ بالاعْتِزامِ فمعناه تَجْلِيحُه في حُضْرِه غير مُجِيبٍ لراكبِه إذا كَبَحَه ومنه قول رؤبة مُعْتَزِم التَّجْلِيحِ مَلاَّخ المَلَق واعْتَزَمَ الفَرَسُ في الجَرْيِ مَرَّ فيه جامِحاً واعْتَزَمَ الرجلُ الطريقَ يَعْتَزِمُه مَضَى فيه ولم يَنْثَنِ قال حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ مُعْتَزِماً للطُّرُقِ النَّواشِطِ والنَّظَرِ الباسِطِ بَعْدَ الباسِطِ وأُمُّ العِزْم وأُمُّ عِزْمَةَ وعِزْمةُ الاسْتُ وقال الأَشْعَث لعَمْرو بن مَعْديكربَ أمَا واللهِ لئِن دَنَوْتَ لأُضْرِطَنَّكَ قال كلاَّ والله إنها لَعَزُومٌ مُفَزَّعَةٌ أراد بالعَزُومِ اسْته أي صَبُورٌ مُجِدّةٌ صحيحةُ العَقْدِ يريد أَنها ذاتُ عَزْمٍ وصرامةٍ وحَزْمٍ وقُوَّةٍ ولَيْسَتْ بِواهِيةٍ فتَضْرطَ وإنما أراد نَفْسَه وقوله مُفَزَّعَةٌ بها تَنْزِل الأَفزاعُ فتجْلِيها ويقال كَذَبَتْه أُمُّ عِزْمَة والعَزُومُ والعَوْزَمُ والعَوْزَمَةُ الناقةُ المُسِنَّةُ وفيها بَقِيَّةُ شَبابٍ أَنشد ابن الأعرابي للمَرَّارِ الأَسَدِيِّ فأَمَّا كلُّ عَوْزَمةٍ وبَكرٍ فمِمَّا يََسْتَعِينُ به السَّبِيلُ وقيل ناقة عَوْزَمٌ أَكِلَتْ أَسْنانُها من الكِبَر وقيل هي الهَرِمَةُ الدِّلْقِمُ وفي حديث أَنجَشةَ قال له رُوَيْدَكَ سَوْقاً بالعَوازِمِ العَوازِمُ جمعُ عَوْزَمٍ وهي الناقةُ المُسِنَّة وفيها بَقِيَّةٌ كَنَى بها عن النِّساء كما كَنَى عنهنّ بالقوارير ويجوز أن يكون أَرادَ النُّوق نفسَها لضَعفها والعَوْزَم العجوز وأَنشد الفراء لقدْ غَدَوْتُ خَلَقَ الأثوابِ أحمِلُ عِدْلَينِ من التُّرابِ لعَوْزَمٍ وصِبْيةٍ سِغابِ فآكِلٌ ولاحِسٌ وآبِي والعُزُمُ العجائز واحدتهنّ عَزُومٌ والعَزْمِيُّ بَيّاع الثَّجير والعُزُمُ ثَجِير الزَّبيب واحدها عَزْمٌ وعُزْمةُ الرجل أُسرَتُه وقبيلته وجماعتها العُزَمُ والعَزَمة المصحِّحون للموَدَّة
عزهم
هذه ترجمة تحتاج إلى نظر هل هي بالزاي أو بالراء فإنني لم أر فيها إلا بعض ما رأَيته في عرهم والله أعلم
عسم
العَسَمُ يُبْسٌ في المِرْفق والرُّسغ تَعوَجُّ منه اليدُ والقدَمُ وفي الحديث في العبد الأَعْسَمِ إذا أُعتِقَ قال امرؤ القيس به عَسَمٌ يَبْتغِي أَرْنَبا( * صدر البيت مُرسَّعةٌ بين أرساغِه )
عَسِمَ عَسَماً وهو أَعسمُ والأُنثى عَسماء والعسَم انتشار رُسغ اليد من الإنسان وقيل العَسَمُ يُبسُ الرُّسغِ والعَسْمُ الخُبز اليابسُ والجمع عُسُومٌ قال أُميّة بن أبي الصلت في صفة أهل الجنة ولا يَتنازَعُونَ عِنانَ شِرْكٍ ولا أَقواتُ أهلِهِمُ العُسُومُ وقيل العُسومُ كِسَر الخُبز اليابس القاحِل وقيل العُسومُ القِلَّة وما ذاقَ من الطعام إلا عَسْمةً أي أَكلةً وعَسَمَ يَعْسِمُ عَسْماً وعُسوماً كَسَب والعَسْمُ الاكتِساب والاعتِسام الاكتِساب والعَسْمِيُّ الكَسوبُ على عياله والعَسَمِيُّ المُصِلح
( * قوله « والعسمي المصلح إلخ » ضبط في الأصل بفتح السين لكن ضبط في التكملة باسكانها وهي أوثق ومثل ما فيها في التهذيب وقوله « وهو المعوج أيضاً » بفتح الواو ومخففة في الأصل والتكملة وفي القاموس وهو المعوج ضد بكسر الواو مشددة ) لأُموره وهو المُعوَجُّ أَيضاً والعَسْمِيُّ المُخاتِل وأَعسَم غيره أعطاه والعَسْمُ الطمَع وعَسَمَ يَعْسِمُ عَسْماً طَمِعَ ويقال هذا الأمر لا يُعْسَمُ فيه قال العجاج استَسْلَموا كَرْهاً ولم يُسالِموا وهالَهُمْ مِنكَ إيادٌ داهِمُ كالبَحْرِ لا يَعسِمُ فيه عاسِمُ أي لا يَطمع فيه طامِع أن يُغالِبه ويَقْهَره وقال شمر في قول الراجز بئرٌ عَضُوضٌ ليس فيها مَعْسَمُ أي ليس فيها مَطمعٌ وما لك في فلان مَعْسَمٌ أي مَطمعٌ وقال ابن بري في قول ساعدة الهذلي أَمْ في الخُلودِ ولا باللهِ مِن عَسَمِ أي من مَطمع ويروي عَشَمِ بالشين المعجمة وقيل العَسْمُ المصدر والعِسْم الاسم وما في قِدْحِكَ مَعسَمٌ أي مَغْمَزٌ ويقال ما عَسَمْتُ بمثله أي ما بَلِلْتُ بمثله وعسَمَ الرجل يَعسِمُ عَسْماً رَكِبَ رَأْسَه في الحرْب واقتحم ورَمى نفسه وَسْطها غير مُكترثٍ زاد الجوهري رمى نفسه وسْط القوم في حرب كان أو غير حرب والعُسُم الكادُّون على العِيال واحدهم عَسُوم وعاسِم وعسَمتْ عينه تَعسِمُ ذرَفَتْ وقيل انطبقت أجفانُها بعضُها على بعض قال ذو الرمة ونِقْضٍ كرِئْمِ الرَّمْلِ ناجٍ زَجَرْتُه إذا العَينُ كادَتْ من كَرى الليلِ تَعسِمُ أي تُغَمِّضُ وقيل تَذْرِفُ وقال الآخر كِلْنا عليها بالقَفِيزِ الأَعْظَمِ تِسعينَ كُرّاً كلُّه لم يُعْسَمِ أي لم يُطفَّفْ ولم يُنْقَص قال المُفضَّل ويقال للإبل والغنم والناس إذا جُهِدوا عَسَمتْهُم شدَّة الزمان قال والعَسْمُ الانتِقاصُ وحمارٌ أَعسَمُ دقيقُ القوائم وفلانٌ يَعْسِمُ أي يَجتهد في الأمر ويُعْمِلُ نفسَه فيه ويقال ما عَسَمْتُ هذا الثوبَ أي لم أجهَدْه ولم أَنهَكْه واعتَسَمْتُه إذا أَعْطيتَه ما يَطمع منك والاعتِسامُ أن تَضَعَ الشاءُ ويأْتي الراعي فيُلقي إلى كُلِّ واحدةٍ ولدَها والعَسُومُ الناقة الكثيرة الأولاد وبنو عَسامة
( * قوله « وبنو عسامة » ضبط بفتح العين في الأصل والمحكم وبضمها في القاموس ) قبيلةٌ وعاسمٌ موضع وعُسامة اسم
عسجم
العَسْجَمة الخِفَّة والسُّرْعة
عسطم
عَسْطَمَ الشيءَ خَلَطَه
عشم
العَشْمُ والعَشَمُ الطمَعُ قال ساعدة بن جُؤيّة الهذلي أمْ هلْ ترَى أَصَلاتِ العَيْشِ نافِعةً أَمْ في الخُلودِ ولا باللهِ مِنْ عَشَمِ ؟ وعَشِمَ عَشَماً وتَعشَّم يَبِس ورجلٌ عَشَمةٌ يابس من الهُزال وزعم يعقوب أن مِيمها بدل من باء عَشَبة وشيخٌ عَشَمةٌ وعجوز عَشَمةٌ كبيرٌ هرِمٌ يابس وقيل هو الذي تَقارَبَ خَطْوهُ وانحنى ظهرهُ كعَشَبةٍ والعَشَمُ الشُّيوخ وفي حديث المغيرة أن امرأَةً شَكتْ إليه بعلها فقالت فَرِّق بيني وبينه فوالله ما هو إلا عَشَمةٌ من العَشَم وفي حديث عمر أَنه وقَفَتْ عليه امرأَةٌ عَشَمةٌ بأَهدامٍ لها أي عجوزٌ قَحِلة يابسة والعَشَمةُ بالتحريك النابُ الكبيرةُ والعَشَم الخبز اليابس القطعة منه عَشَمةٌ وعَشِمَ الخبزُ يَعْشَمُ عَشَماً وعُشوماً يَبس وخَنِزَ وخُبزٌ عَيْشَمٌ وعاشِمٌ يابس خَنِزٌ وقال الأزهري لا أعرف العاشِمَ في باب الخُبز والعُسوم بالسين المهملة كِسَر الخُبز اليابسة وقد مضى وفي الحديث إنَّ بلدَتنا باردة عَشَمةٌ أي يابسة وهو من عشِمَ الخُبزُ إذا يَبس وتكرَّج وقيل العَيْشَمُ الخُبز الفاسد اسم لا صفة والعُشُمُ ضرب من الشجر واحدة عاشِم وعَشِم وشجر أَعشَمُ أَصابته الهَبْوةُ فيبس وأَرضَ عَشماء بها شُجَيرٌ أَعشَم ونبتٌ أَعشم بالغٌ قال كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها إذا خَما صَوْتُ أَفاعٍ في خَشِيٍّ أَعشَما ورواه ابن الأعرابي أَغشَما وسيأْتي ذكره والعَيشُوم ما هاجَ من النبت أي يبس والعَيشوم ما يَبس من الحُمَّاض الواحدة عَيْشومة وقال الأزهري هو نبتٌ غير الحُمّاض وهو من الخُلَّة يُشبه الثُّدَّاء والثُّدَّاءُ والمُصاصُ والمُصّاخُ الذي يقال له بالفارسية غورناس والعَيشومُ أيضاً نبت دُقاق طُوال يُشبه الأسَل تُتَّخذ منه الحُصُرُ المُصبَّغة الدِّقاقُ وقيل إن مَنبِته الرمل والعَيْشوم شجر له صوت مع الريح قال ذو الرمة للجِنِّ بالليل في حافاتِها زَجَلٌ كما تَناوَحَ يومَ الريحِ عَيْشومُ وفي الحديث أنه صلى في مسجدٍ بمنىً فيه عَيشومةٌ قال هي نبت ذقيق طويلٌ مُحدَّدُ الأَطراف كأَنه الأَسَل تُتَّخذ منه الحُصُر الدِّقاقُ ويقال إن ذلك المسجد يقال له مسجدُ العَيْشومة فيه عَيْشومة خَضْراء أبداً في الجَدْب والخِصب والياء زائدة وفي الحديث لو ضَرَبكَ فلانٌ بأُمْصوخةِ عَيْشومةٍ لقتَلك ويقال العَيْشومةُ بالهاء شجرة ضخمةُ الأصلِ تَنْبُتُ نِبْتةَ السَّخْبَرِ فيها عيدانٌ طِوالٌ كأَنه السَّعفُ الصِّغارُ يُطِيف بأَصْلها ولها حُبْلةٌ أي ثمرةٌ في أَطراف عُودها تُشْبه ثمرَ السَّخْبر ليس فيها حَبٌّ وقال أبو حنيفة العَيْشومُ من الرَّبْل ومما يُسْتَخْلف وهو شبيه بالثُّدَّاء إلا أنه أضخم وعاشم نَقاً بِعالِجعشرم
عشرم : الأَزهري : العَشَرَّبُ و العَشَرَّمُ : الشَّهْمُ الماضي . ابن سيده : أَسدٌ عَشَرَّمٌ كَعَشَرَّب ورجل عُشارِمٌ كعُشارب
عصم
العِصْمة في كلام العرب المَنْعُ وعِصْمةُ الله عَبْدَه أن يَعْصِمَه مما يُوبِقُه عَصَمه يَعْصِمُه عَصْماً منَعَه ووَقَاه وفي التنزيل لا عاصِمَ اليومَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إلا مَنْ رَحِمَ أي لا مَعْصومَ إلا المَرْحومُ وقيل هو على النَسب أي ذا عِصْمةٍ وذو العِصْمةِ يكون مفعولاً كما يكون فاعلاً فمِن هنا قيل إن معناه لا مَعْصومَ وإذا كان ذلك فليس المُستثنى هنا من غير نوع الأَوَّل بل هو من نوعِه وقيل إلا مَنْ رَحِمَ مُستثنىً ليس من نوع الأَوَّل وهو مذهب سيبويه والاسمُ العِصْمةُ قال الفراء مَنْ في موضع نصبٍ لأن المعصومَ خلافُ العاصِم والمَرْحومُ مَعصومٌ فكان نصْبُه بمنزلة قوله تعالى ما لَهُمْ بهِ مِنْ علمٍ إلا اتِّباعَ الظنِّ قال ولو جعلتَ عاصِماً في تأْويل المَعْصوم أي لا مَعْصومَ اليومَ من أَمْرِ الله جازَ رفْعُ مَنْ قال ولا تُنْكِرَنَّ أن يُخَرَّجَ المفعولُ( * قوله « يخرج المفعول إلخ » كذا بالأصل والتهذيب والمناسب العكس كما يدل عليه سابق الكلام ولاحقه ) على الفاعِل أَلا ترى قولَه عز وجل خُلِقَ من ماءٍ دافِقٍ ؟ معناه مَدْفوق وقال الأخفش لا عاصِمَ اليوم يجوز أَن يكون لا ذا عِصمةٍ أي لا مَعْصومَ ويكون إلا مَنْ رحِمَ رفْعاً بدلاً مِنْ لا عاصم قال أبو العباس وهذا خَلْفٌ من الكلام لا يكون الفاعلُ في تأْويل المفعول إلا شاذّاً في كلامهم والمرحومُ معصومٌ والأوَّل عاصمٌ ومَنْ نَصْبٌ بالاستثناء المنقطع قال وهذا الذي قاله الأخفش يجوز في الشذوذ وقال الزجاج في قوله تعالى سآوِي إلى جبلٍ يَعْصِمُني مِنَ الماء أي يمنعُني من الماء والمعنى مِنْ تَغْرِيقِ الماء قال لا عاصِمَ اليومَ من أمر الله إلا مَنْ رَحِم هذا استثناء ليس من الأَول وموضعُ مَنْ نصبٌ المعنى لكنْ مَنْ رَحِمَ اللهُ فإنه معصوم قال وقالوا وقالوا يجوز أن يكون عاصِم في معنى مَعْصُوم ويكون معنى لا عاصِمَ لا ذا عِصْمةٍ ويكون مَنْ في موضع رفعٍ ويكون المعنى لا مَعْصومَ إلا المرحوم قال الأزهري والحُذَّاقُ من النحويين اتفقوا على أن قولَه لا عاصِمَ بمعنى لا مانِعَ وأنه فاعلٌ لا مفعول وأنَّ مَنْ نَصْبٌ على الانقطاع واعْتَصَمَ فلانٌ بالله إذا امتنع به والعَصْمة الحِفْطُ يقال عَصَمْتُه فانْعَصَمَ واعْتَصَمْتُ بالله إذا امتنعْتَ بلُطْفِه من المَعْصِية وعَصَمه الطعامُ منَعه من الجوع وهذا طعامٌ يَعْصِمُ أي يمنع من الجوع واعْتَصَمَ به واسْتَعْصَمَ امتنعَ وأبَى قال الله عز وجل حكايةً عن امرأَة العزيز حين راودَتْه عن نفْسِه فاسْتَعْصَمَ أي تَأَبَّى عليها ولم يُجِبها إلى ما طلبَتْ قال الأزهري العرب تقول أَعْصَمْتُ بمعنى اعْتَصَمْت ومنه قولُ أوس بن حجر فأَشْرَط فيها نفْسَه وهْو مُعْصِمٌ وأَلْقى بأَسْبابٍ له وتَوَكَّلا أي وهو مُعْتَصِمٌ بالحبْل الذي دَلاَّه وفي الحديث مَنْ كانت عِصْمتُه شَهادةَ أن لا إلهَ إلا اللهُ أي ما يَعْصِمُه من المَهالِك يوم القيامة العصْمَةُ المَنَعةُ والعاصمُ المانعُ الحامي والاعْتِصامُ الامْتِساكُ بالشيء افْتِعالٌ منه ومنه شِعْرُ أَبي طالب ثِمالُ اليتامَى عِصْمةٌ للأَرامِل أي يَمْنعُهم من الضَّياعِ والحاجةِ وفي الحديث فقد عَصَمُوا مِنِّي دِماءَهم وأَمْوالَهم وفي حديث الإفْكِ فعَصَمها الله بالوَرَعِ وفي حديث عُمَر وعِصْمة أَبْنائِنا إذا شَتَوْنا أي يمتنعون به من شِدَّة السَّنة والجَدْب وعَصَمَ إليه اعتصم به وأَعْصَمَه هَيَّأ له شيئاً يعْتَصِمُ به وأَعْصمَ بالفرَسِ امْتَسكَ بعُرْفِه وكذلك البعيرُ إذا امْتَسَكَ بحَبْلٍ مِنْ حِبالهِ قال طُفيل إذا ما غَزَا لم يُسْقِط الرَّوْعُ رُمْحَه ولم يَشْهَدِ الهَيْجا بأَلْوَثَ مُعْصِمِ ألْوَث ضعيف ويروى كذا ما غَدَا وأَعصمَ الرجلُ لم يَثْبُت على الخيل وأَعْصَمْتُ فلاناً إذا هَيَّأْتَ له في الرَّحْلِ أو السَّرْج ما يَعْتَصِمُ به لئلا يَسقُط وأَعصم إذا تشدَّد واسْتَمْسَكَ بشيءٍ من أَن يَصْرَعَه فرَسُه أو راحلته قال الجَحّاف بن حكيم والتَّغْلَبيّ على الجَوادِ غَنِيمة كِفْل الفُروسةِ دائِم الإعْصامِ والعِصْمةُ القِلادةُ والجمعُ عِصَمٌ وجمعُ الجمعِ أَعْصام وهي العُصْمةُ
( * قوله « وهي العصمة » هذا الضبط تبع لما في بعض نسخ الصحاح وصرح به المجد ولكن ضبط في الأصل ونسختي المحكم والتهذيب العصمة بالتحريك وكذا قوله الواحدة عصمة ) أيضاً وجمعُها أَعْصام عن كراع وأُراه على حذف الزائد والجمعُ الأَعْصِمةُ قال الليث أَعْصامُ الكِلابِ عَذَباتُها التي في أَعناقِها الواحدة عُصْمةٌ ويقال عِصامٌ قال لبيد حتى إذا يَئِسَ الرُّماةُ وأَرْسَلُوا غُضْفاً دَواجِنَ قافِلاً أَعْصامُها قال ابن شميل الذَّنَبُ بهُلْبِه وعَسِيبه يُسمَّى العِصامَ بالصاد قال ابن بري قال الجوهري في جمع العُصْمةِ القِلادةِ أَعْصام وقوله ذلك لا يَصحُّ لأنه لا يُجْمَعُ فُعْلةٌ على أَفْعال والصواب قول من قال إنَّ واحدَته عِصْمة ثم جُمِعَت على عِصَمٍ ثم جُمِع عِصَمٌ على أَعْصام فتكون بمنزلة شِيعة وشِيَع وأَشْياع قال وقد قيل إن واحدَ الأَعْصام عِصْمٌ مثلُ عِدْلٍ وأَعْدالٍ قال وهذا الأَشْبهُ فيه وقيل بل هي جمعُ عُصُمٍ وعُصُمٌ جمعُ عِصامٍ فيكون جمعَ الجمع والصحيح هو الأول وأَعْصَمَ الرجلُ بصاحبِه إعْصاماً إذا لَزِمَه وكذلك أَخْلَدَ به إخْلاداً وفي التنزيل ولا تُمَسِّكُوا بِعِصَمِ الكَوافِر وجاء ذلك في حديث الحُدَيْبية جمع عِصْمة والكَوافِر النساءُ الكَفَرَةُ قال ابن عرفة أي بِعَقْدِ نِكاحِهنَّ يقال بيدهِ عِصْمةُ النِّكاح أي عُقْدةُ النِّكاح قال عروة بن الورد إذاً لمَلَكْتُ عِصْمةَ أُمِّ وَهْبٍ على ما كان مِنْ حَسَكِ الصُّدُورِ قال الزجاج أصلُ العِصْمةِ الحبْلُ وكلُّ ما أَمْسَك شيئاً فقد عَصَمَه تقول إذا كفَرْتَ فقد زالتِ العِصْمةُ ويقال للراكب إذا تقَحَّمَ به بَعِيرٌ صعْبٌ أو دابَّةٌ فامْتَسك بواسِط رَحْله أو بقَرَبوسِ سَرْجِه لئلا يُصْرعَ قد أَعْصَمَ فهو مُعْصِمٌ وقال ابن المظفَّر أَعْصَمَ إذا لجأَ إلى الشيء وأَعْصَم به وقوله واعْتَصِمُوا بحَبْلِ الله أي تمَسَّكوا بعهدِ الله وكذلك في قوله ومنْ يَعْتَصِمْ بالله أي مَنْ يَتمسَّكْ بحَبْلهِ وعَهْدِه والأَعْصَمُ الوَعِلُ وعُصْمتُه بَياضٌ شِبْهُ زَمَعةِ الشاةِ في رِجْل الوَعِلِ في موضع الزَّمَعةِ من الشَّاء قال ويقال للغُراب أَعْصَمُ إذا كان ذلك منه أبيض قال الأزهري والذي قاله الليث في نعت الوَعِل إنه شِبْه الزَّمَعة تكون في الشاءِ مُحالٌ وإنما عُصْمةُ الأَوْعالِ بَياضٌ في أَذْرُعِها لا في أوْظِفَتِها والزَّمَعةُ إنما تكون في الأَوْظِفة قال والذي يُغيِّرُه الليثُ من تفسير الحروف أَكثرُ مما يُغيِّره من صُوَرِها فكُنْ على حذَرٍ من تفسيره كما تكون على حذرٍ من تصحيفه قال ابن سيده والأَعْصمُ من الظِّباءِ والوُعولِ الذي في ذِراعِه بياضٌ وفي التهذيب في ذِراعَيْه بياض وقال أبو عبيدة الذي بإحْدى يديه بياضٌ والوُعولُ عُصْمٌ وفي حديث أبي سفيان فتَناوَلْتُ القَوْسَ والنَّبْلَ لأَرْميَ ظَبْيةً عَصْماءَ نَرُدُّ بها قرَمَنا وقد عَصِمَ عَصَماً والاسم العُصْمةُ والعَصْماءُ من المعَز البيضاءُ اليدين أو اليدِ وسائرُها أَسودُ أَو أَحْمرُ وغرابٌ أَعْصَمُ وفي أحد جَناحَيْه رِيشةٌ بيضاء وقيل هو الذي إِحْدى رِجْلَيْه بيضاءُ وقيل هو الأَبيضُ والغرابُ الأَعْصَمُ الذي في جَناحِه ريشةٌ بيضاءُ لأن جَناح الطائر بمنزلة اليدِ له ويقال هذا كقولهم الأبَْلَق العقوق وبَيْض الأَنُوق لكل شيء يَعِزُّ وُجودُه وفي الحديث المرأَة الصالحةُ كالغُرابِ الأَعْصَم قيل يا رسولَ الله وما الغُرابُ الأَعْصَمُ ؟ قال الذي إحْدى رِجْلَيْه بَيْضاء يقول إنها عزيزةٌ لا تُوجَد كما لا يُوجَد الغُراب الأَعْصَم وفي الحديث أنه ذَكَر النِّساءَ المُخْتالاتِ المُتبرِّجاتِ فقال لا يدخلُ الجنَّةَ منهنَّ إلا مِثْلُ الغُرابِ الأعْصم قال ابن الأَثير هو الأَبْيضُ الجَناحين وقيل الأبيض الرِّجْلين أراد قِلَّةَ مَنْ يدخل الجنةَ من النساء وقال الأزهري قال أبو عبيد الغراب الأَعْصمُ هو الأبيضُ اليدين ومنه قيل للوُعول عُصْم والأُنثى منهن عَصْماء والذكر أَعْصَمُ لبياض في أيديها قال وهذا الوصف في الغِرْبانِ عزيزٌ لا يكاد يُوجد وإنما أَرْجُلُها حُمْرٌ قال وأما هذا الأَبْيضُ البطنِ والظَّهْرِ فهو الأبْقعُ وذلك كثير وفي الحديث عائِشةُ في النِّساء كالغُرابِ الأَعْصَمِ في الغربْان قال ابن الأثير وأصل العُصْمة البَياضُ يكونُ في يَدَي الفَرسِ والظَّبْي والوَعِل قال الأزهري وقد ذكر ابن قتيبة حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخلُ الجنةَ منهنَّ إِلاَّ مِثْلُ الغرابِ الأَعْصم فيما رَدَّ على أبي عبيد وقال اضطرب قول أبي عبيد لأنه زعم أن الأَعْصمَ هو الأبيضُ اليدين ثم قال بعدُ وهذا الوصف في الغِرْبان عزيزٌ لا يكاد يوجد وإنما أَرْجلُها حمرٌ فذكر مَرَّةً اليدين ومرّة الأَرْجُلَ قال الأزهري وقد جاء هذا الحرف مفسَّراً في خبر آخرَ رواه عن خزيمة قال بَيْنا نحنُ مع عَمْرِو بن العاص فعَدَلَ وعَدَلْنا معَه حتى دخلْنا شِعْباً فإذا نحنُ بِغرْبانٍ وفيها غُرابٌ أعْصمُ أحمرُ المِنْقارِ والرِّجْلَين فقال عَمْروٌ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخلُ الجنةَ منَ النساءِ إلاَّ قَدْرُ هذا الغُرابِ في هؤلاء الغِربْان قال الأزهري فقد بان في هذا الحديث أن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم إلاّ مِثْلُ الغُراب الأَعْصم أنه أراد أحمرَ الرِّجْلَين لقِلَّتِه في الغِربانِ لأن أكثرَ الغِرْبان السُّودُ والبُقْعُ وروي عن ابن شميل أنه قال الغُرابُ الأَعْصمُ الأبيضُ الجناحين والصواب ما جاء في الحديث المُفسِّر قال والعرب تجعل البياضَ حُمْرةً فيقولون للمرأَة البيضاء اللَّوْنِ حَمْراء ولذلك قيل للأعاجم حُمْر لغلبة البياض على أَلوانهم وأما العُصْمةُ فهي البياضُ بِذِراعِ الغَزالِ والوَعِلِ يقال أَعْصَمُ بَيِّن العَصَمِ والاسم العُصْمةُ قال ابن الأعرابي العُصْمةُ مِنْ ذوات الظِّلْفِ في اليدين ومن الغُرابِ في السَّاقَيْن وقد تكون العُصْمة في الخيل قال غَيْلان الرَّبَعيّ قَدْ لَحِقَتُ عُصْمَتُها بالأطْباء مِنْ شِدّةِ الرَّكْضِ وخَلْج الأَنْساء أراد موضعَ عُصْمتِها قال أبو عبيدة في العُصْمةِ في الخيل قال إذا كان البياضُ بيديه دونَ رِجْلَيْه فهو أَعْصمُ فإذا كان بإحْدى يديه دون الأُخرى قَلَّ أو كثُرَ قيل أَعْصمُ اليُمنى أو اليسرى وقال ابن شميل الأَعْصمُ الذي يُصِيبُ البياض إحْدى يديه فوق الرُّسْغ وقال الأصمعي إذا ابْيضَّت اليدُ فهو أَعْصمُ وقال ابن المظفر العُصْمةُ بَياضٌ في الرُّسْغ وإذا كان بإحْدى يَدَي الفرَس بَياضٌ قلَّ أو كثُرَ فهو أَعْصمُ اليُمْنى أو اليُسْرى وإن كان بيديه جميعاً فهو أعْصمُ اليدين إلاَّ أن يكون بوجهِه وضَحٌ فهو مُحجَّلٌ ذهبَ عنه العَصَمُ وإن كان بوجهه وَضَحٌ وبإِحْدى يديه بياضٌ فهو أَعصم لا يُوقِعُ عليه وَضَحُ الوجْهِ اسمَ التحجيلِ إذا كان البياض بيدٍ واحدةٍ والعصِيمُ العَرَقُ قال الأزهري قال ابن المُظفر العَصِيمُ الصَّدَأُ من العَرَقِ والهِناءِ والدَّرَنِ والوسَخِ والبول إذا يَبِسَ على فَخذِ الناقة حتى يبقى كالطَّرِيق خُثورةً وأنشد وأَضْحى عَنْ مَواسِمِهِمْ قَتِيلاً بِلَبَّتِه سرائحُ كالعَصِيمِ والعَصِيمُ الوَبَرُ قال رَعَتْ بين ذِي سَقْفٍ إلى حَشِّ حِقْفَةٍ مِنَ الرَّمْلِ حتى طارَ عنها عَصِيمُها والعَصِيمُ والعُصْمُ والعُصُمُ بقيَّةُ كلِّ شيء وأثَرُه من القَطِران والخِضابِ وغيرهما قال ابن بري شاهده قول الشاعر كَساهُنَّ الهَواجِرُ كلَّ يَوْمٍ رَجيعاً بالمَغابِنِ كالعَصِيمِ والرَّجِيعُ العرَق وقال لبيد بِخَطيرةٍ تُوفي لجَدِيلَ سَريحةٍ مِثْل المَشُوف هَنأْتَهُ بَعَصِيمِ وقال ابن بري العَصِيمُ أيضاً وَرقُ الشجر قال الفرزدق تَعَلَّقْت مِنْ شَهْباءَ شُهْبٍ عَصِيمُها بِعُوجِ الشَّبا مُسْتَفْلِكاتِ المَجامع شَهْباء شجرةٌ بيضاء من الجَدْب والشَّبَا الشَّوْكُ ومُسْتَفْلِكاتٌ مُسْتَديراتٌ والمَجامعُ أُصولُ الشَّوْكِ وقال امرأَة من العرب لجارتِها أَعْطِيني عُصْمَ حِنَائِكِ أي ما سَلَتِّ منه بعدما اخْتَضَبْتِ به وأنشد الأَصمعي يَصْفَرُّ لِلْيُبْسِ اصْفِرَارَ الوَرْسِ مِنْ عَرَقِ النَّضْح عَصِيمُ الدَّرْسِ أَثَرُ الخِضاب في أثر الجَرَب
( * قوله أثر الخضاب إلخ هو تفسير لعصيم الدرس في البيت السابق ) والعُصْمُ أثرُ كلِّ شيء من وَرْسٍ أو زَعْفَرانٍ أو نحوه وعَصَمَ يَعْصِمُ عَصْماً اكْتَسَبَ وعِصامُ المَحْمِل شِكالُه قال الليث عصاما المَحْمِلِ شِكالُه وقَيْدُه الذي يُشَدُّ في طرف العارِضَيْن في أَعلاهما وقال الأزهري عِصاما المَحْمِلِ كعِصامَي المَزَادَتيْن والعِصامُ رِباطُ القِرْبةِ وسَيْرُها الذي تُحْمَل به قال الشاعر قيل هو لامرئ القيس وقيل لِتأَبَّط شرّاً وهو الصحيح وقِرْبة أَقْوامٍ جَعَلْتُ عِصامها على كاهلٍ مِنِّي ذَلولٍ مُرَحَّلِ وعصامُ القِرْبةِ والدَّلْوِ والإداوة حَبْلٌ تُشدُّ به وعَصمَ القِرْبةَ وأَعْصَمَها جعلَ لها عِصاماً وأَعْصَمَها شَدَّها بالعِصام وكلُّ شيءٍ عُصِمَ به شيءٌ عِصامٌ والجمعُ أَعْصِمةٌ وعُصُمٌ وحكى أبو زيد في جمع العِصامِ عِصام فهو على هذا من باب دِلاصٍ وهِجانٍ قال الأزهري والمحفوظُ من العرب في عُصُمِ المَزادِ أنها الحبالُ التي تُنْشَبُ في خُرَبِ الرَّوايَا وتُشَدُّ بها إذا عُكِمَتْ على ظَهْر البعير ثم يُرْوَى عليها بالرِّواء الواحدُ عِصامٌ وأما الوِكاءُ فهو الشريطُ الدقيقُ أو السَّيْرُ الوثيقُ يُوكَى به فَمُ القِرْبة والمَزادةِ وهذا كُلُّه صحيحٌ لا ارْتِيابَ فيه وقال الليث كُلُّ حَبْلٍ يُعْصَمُ به شيءٌ فهو عِصامُه وفي الحديث فإذا جَدُّ بني عامرٍ جَمَلٌ آدَمُ مُقيَّدٌ بِعُصُم العُصُمُ جمعُ عِصامٍ وهو رباطُ كلِّ شيء أراد أن خِصْبَ بلادِه قد حَبَسه بفِنائه فهو لا يُبْعِدُ في طلب المَرْعَى فصار بمنزلة المُقَيَّد الذي لا يَبْرحُ مَكانَه ومثله قول قَيلةَ في الدَّهْناءِ إنها مُقَيَّدُ الجمَل أي يكونُ فيها كالمُقيَّدِ لا يَنْزِعُ إلى غيرِها من البلاد وعِصامُ الوعاءِ عُرْوتُه التي يُعلَّقُ بها وعِصامُ المَزادةِ طريقةُ طَرَفِها قال الليث العُصُمُ طرائقُ طَرَفِ المَزادة عند الكُلْية والواحد عِصامٌ قال الأزهري وهذا من أَغاليطِ الليث وغُدَدِه والعِضامُ بالضاد المعجمة عَسِيبُ البعير وهو ذَنَبُه العَظْمُ لا الهُلْبُ وسيذكر وهو لُغَتانِ بالصاد والضاد وقال ابن سيده عِصامُ الذَّنَبِ مُسْتدَقُّ طرفِه والمِعْصَمُ مَوْضِعُ السِّوارِ من اليَدِ قال فاليَوْمَ عِنْدَكَ دَلُّها وحَدِيثُها وغَداً لِغَيْرِكَ كَفُّها والمِعْصَمُ وربما جعلوا المِعْصَم اليَد وهما مَعْصَمانِ ومنه أيضاً قول الأعشى فأَرَتْكَ كَفّاً في الخِضا بِ ومِعْصَماً مِلْءَ الجِبارَهْ والعَيْصومُ الكثيرُ الأَكلِ الذَّكرُ والأُنثى فيه سواء قال أُرْجِدَ رَأْسُ شَيْخةٍ عَيْصُومِ ويروى عَيْضُوم بالضاد المعجمة قال الأزهريّ العَيْصومُ من النِّساء الكثيرةُ الأَكْلِ الطَّويلةُ النَّوْم المُدَمْدِمةُ إذا انْتَبهتْ ورجلٌ عَيْصُومٌ وعَيْصامٌ إذا كان أَكُولاً والعَصُومُ بالصادِ الناقةُ الكثيرةُ الأَكْلِ وروي عن المؤرِّج أنه قال العِصامُ الكُحْلُ في بعض اللغات وقد اعْتَصَمتِ الجاريةُ إذا اكْتَحَلتْ قال الأزهري ولا أعرف راويَه فإن صحت الروايةُ عنه فهو ثقةٌ مأْمونٌ وقولهم ما وَراءََك يا عِصامُ هو اسم حاجِب النُّعمان بن المُنْذِر وهو عِصامُ بن شَهْبَر الجَرْمِيّ وفي المثل كُنْ عِصامِيّاً ولا تَكُنْ عِظاميّاً يُرِيدون به قوله نَفْسُ عِصامٍ سَوَّدَتْ عِصاما وصَيَّرَتْه مَلِكاً هُماما وَعَلَّمَتْه الكَرَّ والإقْدامَا وفي ترجمة عصب رَوَى بعضُ المُحَدِّثين أن جبريلَ جاء يومَ بَدْرٍ على فرسٍ أُنثى وقد عَصَمَ ثَنِيَّتَه الغُبارُ أي لَزِقَ به قال الأزهري فإن لم يكن غَلطاً من المُحدِّث فهي لغة في عصب والباءُ والميمُ يَتعاقبانِ في حروف كثيرة لقرب مَخرجَيْهما يقال ضرْبة لازِبٍ ولازِمٍ وسَبَدَ رأْسه وسَمَدَه والعواصِمُ بِلادٌ وقَصَبتُها أَنْطاكِيةُ وقد سَمَّوْا عِصْمةَ وعُصَيْمةَ وعاصِماً وعُصَيْماً ومَعْصوماً وعِصاماً وعِصْمةُ اسمُ امرأَة أنشد ثعلب أَلَمْ تَعْلَمِي يا عِصْمَ كَيْفَ حَفِيظَتي إذا الشَّرُّ خاضَتْ جانِبَيْه المَجادِحُ ؟ وأَبو عاصمٍ كُنْىة السَّويقِ
عضم
العَضْمُ في القَوْسِ المَعْجِس وهو مَقْبِضُ القَوْسِ والعَضْمُ والعَجْسُ والمَقْبِضُ كُلُّه بمعنىً واحدٍ والجمعِ عِضامٌ أنشد أبو حنيفة زاد صَبِيَّاها على التَّمامِ وعَضْمُها زاد على العِضَامِ والعَضْمُ خَشبةٌ ذاتُ أَصابع تُذَرَّى بها الحِنْطةُ قال الأزهري والعَضْمُ الحِفْراة التي يُذَرَّى بها قال ابن بري العَضْمُ أصابعُ المِذْرَى وعَضْمُ الفدّانِ لَوْحُه العريضُ الذي في رأْسِه الحديدةُ التي تَشُقُّ الأرض والجمعُ أَعْضِمةٌ وعُضُمٌ كلاهما نادرٌ وعندي أَنهم كَسَّرُوا العَضْمَ الذي هو الخشبةُ وعَضْمَ الغَدّانِ على عِضامٍ كما كَسَّرُوا عليه عَضْمَ القَوْسِ ثم كَسَّرُوا عِضاماً على أعْضِمة وعُضُمٍ كما كَسَّروا مِثالاً على أَمْثِلَةٍ ومُثُلٍ والظاءُ في كل ذلك لغةٌ حكاه أبو حنيفة بعد أن قَدَّمَ الضَّاد وقال ثعلب العَضْمُ شيءٌ من الفخ ولم يُبَيِّنْ أَيٌّ شيءٍ هو منه قال ولم أَسمعه عن ابن الأعرابي قال وقد جاء في شعر الطِّرمَّاح ولم ينشد البيت والعَضْمُ عَسِيبُ الفَرس أصْلُ ذنَبهِ وهي العُكْوةُ والعِضَامُ عَسِيبُ البعيرِ وهو ذَنَبُه العظم لا الهُلْبُ والجمع القليلُ أَعْضِمةٌ والجمع عُضُمٌ قال الجوهري والعَضْمُ عَسِيبُ البعيرِ والعَضْمُ خَطٌّ في الجَبَل يُخالفُ سائِرَ لَونه وقول الشاعر رُبَّ عَضْمٍ في وَسْطِ ضَهْرٍ قال الضَّهْرُ البُقْعةُ من الجبل يُخالِفُ لونُها سائرَ لونه قال وقوله رُبَّ عَضْمٍ أراد أنه رأَى عُوداً في ذلك الموضع فقَطَعه وعَمِلَ به قَوْساً والعَضُومُ الناقةُ الصُّلْبَةُ في بدنِها القَوِيَّةُ على السَّفَر والعَصُومُ بالصاد المُهْمَلة الكثيرةُ الأَكلِ وامرأَةٌ عَيْضُومٌ كثيرةُ الأكلِ عن كراع قال أُرْجِدَ رأْسُ شَيْخةٍ عَيْضُومِ والصاد أَعْلى قال أبو منصور هذا تصحيف قبيح والصوابُ العَيْصُومُ بالصاد كذلك رواه أبو العباس أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي وقال في موضع آخر هي العَصُومُ للمرأَة إذا كَثُرَ أَكْلُها وإِنما عَصُومٌ وعَيْصُومٌ لأَن كثرةَ أَكْلِها تَعْصِمها من الهُزالِ وتُقَوِّيها والله أَعلم
عطم
ابن الأعرابي العُطْمُ الصُّوفُ المنفوشُ والعُطُمُ الهَلْكَى واحدُهم عَطِيمٌ وعاطِمٌ
عظم
مِنْ صِفاتِ الله عزَّ وجلَّ العلِيُّ العَظِيمُ ويُسبِّح العبدُ رَبَّه فيقول سبحان رَبِّي العظيم العَظِيمُ الذي جاوَزَ قدْرُهُ وجلَّ عن حدودِ العُقول حتى لا تُتَصَوَّر الإحاطةُ بِكُنْهِه وحَقِيقتهِ والعِظَمُ في صِفاتِ الأَجْسام كِبَرُ الطُّولِ والعرضِ والعمْق والله تعالى جلَّ عن ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم أمَّا الرُّكوعُ فعظِّمُوا فيه الربَّ أي اجْعلُوه في أنْفُسِكم ذا عَظمةٍ وعَظمةُ اللهِ سبحانه لا تُكَيَّفُ ولا تُحدُّ ولا تُمثَّل بشيء ويجبُ على العبادِ أن يَعْلَمُوا أنه عظيمٌ كما وصَفَ نفْسه وفَوْقَ ذلك بلا كَيفِيَّةٍ ولا تَحْديدٍ قال الليث العَظمةُ التَّعَظُّمُ والنَّخْوةُ والزَّهْوُ قال الأزهري ولا تُوصَفُ عظمةُ الله بما وصَفَها به الليثُ وإذا وُصِفَ العبدُ بالعَظمة فهو ذَمٌّ لأن العظمة في الحقيقة لله عز وجل وأما عَظَمَةُ العبدِ فكِبْرُه المذمومُ وتَجَبُّره وفي الحديث مَنْ تَعَظَّمَ في نفسه لَقِيَ الله تَبارَك وتعالى غَضْبانَ التَّعَطُّمُ في النفس هو الكبرُ والزَّهْوُ والنّخْوةُ والعَظَمَةُ والعَظَمُوتُ الكبرُ وعَظَمَةُ اللسان ما عَظُمَ منه وغَلُطَ فوقَ العَكَدَةِ وعَكَدَتُه أصْلُه والعِظَمُ خلافُ الصِّغَر عَظُمَ يَعْظُم عِظَماً وعَظامةً كَبُرَ وهو عظيمٌ وعُظامٌ وعَظَّمَ الأمرَ كَبَّره وأَعْظَمَه واسْتَعْظَمَه رآه عَظيماً وتَعاظَمَه عَظُمَ عليه وأَمرٌ لا يَتَعاظَمُه شيءٌ لا يَعْظُم بالإضافة إليه وسَيْلٌ لا يَتَعاظَمُه شيءٌ كذلك وأَصابنا مطرٌ لا يَتعاظَمُه شيءٌ أي لا يَعْظُمُ عِنده شيء وفي الحديث قال الله تعالى لا يَتَعاظَمُني ذَنْبٌ أَن أَغْفِرهَ أي لا يَعْظُمُ عليَّ وعِندِي وأَعْظَمَني ما قُلْتَ لي أي هالَني وعَظُمَ عليَّ ويقال ما يُعْظِمُني أن أفْعلَ ذلك أي ما يَهُولُني وأَعْظَمَ الأمرُ فهو مُعْظِمٌ صارَ عَظِيماً ورَماه بمُعْظَمٍ أي بعظيم واسْتَعْظمتُ الأَمْرَ إذا أَنْكرتْه ويقال لا يتَعاظَمُني ما أتيتُ إليك من عَظِيم النَّيْل والعَطِيَّةِ وسمعتُ خبراً فأَعْظَمْتُه وَوَصَفَ الله عذابَ النَّارِ فقال عَذاب عَظِيم وكذلك العَذاب في الدُّنْيا ووَصَف كَيْدَ النِّساء فقال إنَّ كيدَكُنَّ عَظيمٌ ورجلٌ عَظِيمٌ في المَجْدِ والرَّأْي على المَثلِ وقد تَعظَّمَ واسْتَعظَمَ ولِفلان عَظَمةٌ عندَ النَّاسِ أي حُرْمةٌ يُعظَّمُ لهَا وله مَعاظِمُ مِثْلُه وقال مُرقِّش والخالُ له مَعاظِمٌ وحُرَمْ( * تمام البيت كما في التكملة فنحن أخوالك عمرك ولنخال له معاظم وحرم )
وإنَّه لَعَظِيمُ المَعاظِم أي عظيمُ الحُرْمة ويقال تَعاظَمَني الأَمرُ وتَعاظَمْتُه إذا اسْتَعْظَمْتَه وهذا كما يقال تَهَيَّبَني الشيءُ وتهَيَّبْتُه واسْتَعْظَمَ تَعَظَّمَ وتكبَّرَ والاسم العُظْمُ وعُظْمُ الشيء وَسَطُه وقال اللحياني عُظْمُ الأمرِ وعَظْمُه مُعْظَمُه وجاء في عُظْمِ النَّاسِ وعَظْمِهم أي في مُعْظَمِهم وفي حديث ابن سيرين جَلَسْتُ إلى مَجْلِسٍ فيه عُظْمٌ من الأنْصارِ أي جماعةٌ كبيرةٌ منهم واسْتَعظَم الشيءَ أخذ مُعظَمَه وعَظَمَةُ الذِّراعِ مُسْتَغْلَظُها وقال اللحياني العظَمةُ من الساعد ما يَلي المِرْفقَ الذي فيه العَضَلةُ قال والساعد نِصفْان فنِصْفٌ عَظَمةٌ ونِصفٌ أَسَلةٌ فالعَظَمةُ ما يَلي المِرْفقَ من مُسْتَغْلَظ الذِّراعِ وفيه العَضَلةُ والأَسَلةُ ما يَلي الكفَّ والعُظمةُ والعِظامةُ والعُظَّامةُ بالتشديد والإعْظامةُ والعظيمةُ ثَوْبٌ تُعظِّمُ به المرأَةُ عجيزتَها وقال الفراء العُظْمةُ شيءٌ تُعَظِّمُ بعه المرأة رِدْفَها من مِرْفَقةٍ وغيرِها وهذا في كلامِ بني أَسَدٍ وغيرُهم يقول العِظامَةُ بكسر العين وقوله وإنْ تَنْجُ مِنها تَنْجُ مِنْ ذي عَظِيمةٍ وإلاَّ فإنِّي لا إخالُكَ ناجِيا أَراد من أَمرٍ ذي داهيةٍ عَظِيمةٍ والعَظْمُ الذي عليه اللحمُ من قَصَبِ الحيوانِ والجمع أَعْظُمٌ وعِظامٌ وعِظامةٌ الهاء لتأْنيث الجمع كالفِحالةِ قال وَيْلٌ لِبُعْرانِ أبي نَعامهْ منْكَ ومنْ شَفْرَتِك الهُدامهْ إذا ابْتَرَكْتَ فحفَرْتَ قامهْ ثم نَثرْتَ الفَرْثَ والعِظامهْ وقيل العِظامةُ واحدةُ العِظام ومنه الفِحالةُ والذِّكارةُ والحِجارةُ والنِّقادةُ جمعُ النَّقَد والجِمالةُ جمعُ الجمل قال الله عز وجل جِمالاتٌ صُفْرٌ هي جمعُ جِمالةٍ وجِمالٍ وعَظَّمَ الشاةَ قَطَّعها عَظْماً عَظْماً وعَظَمَه عظْماً ضَرَبَ عِظامَه وعَظمَ الكلْبَ عَظْماً وأَعْظَمه إيَّاه أطْعمَه وفي التنزيل فَخَلَقْنا المُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَونا العِظامَ لحماً ويُقرَأُ فكسَوْنا العَظْمَ لَحْماً قال الأزهري التوحيد والجمعُ هنا جائزانِ لأنه يُعْلَم أن الإنسانَ ذو عِظامٍ فإذا وُحِّدَ فلأنه يَدُلُّ على الجمع ولأن معه اللحمَ ولَفظُه لَفظُ الواحد وقد يجوز من التوحيد إذا كان في الكلام دليلٌ على الجمع ما هو أَشدُّ من هذا قال الراجز في حَلْقِكم عَظْمٌ وقد شَجينا يريد في حُلوقكم عِظامٌ وقال عز وجل قال مَنْ يُحْيي العِظامَ وهي رَمِيمٌ قال العِظام وهي جمعٌ ثم قال رميمٌ فَوحَّدَ وفيه قولان أَحدُهما أن العِظامَ وإن كانت جمعاً فبناؤها بناء الواحد لأنها على بناء جدارٍ وكِتاب وجِراب وما أشبهها فوَحَّدَ النَّعْت للفظ قال الشاعر يا عَمْروُ جِيرانُكمُ باكِرُ فالقَلْبُ لا لاهٍ ولا صابِرُ والجِيرانُ جمعٌ والباكِرُ نعتٌ للواحد وجاز ذلك لأَن الجيرانَ لم يُبْنَ بناءَ الجمع وهو على بناءِ عِرْفانٍ وسِرْحانٍ وما أَشْبهه والقول الثاني أن الرَّمِيمَ فعيلٌ بمعنى مَرْمومٍ وذلك أن الإبلَ تَرُمُّ العِظامَ أي تَقْضَمُها وتأْكُلها فهي رَمَّةٌ ومَرْمومةٌ ورَمِيمٌ ويجوز أن يكون رَمِيمٌ من رَمَّ العَظْمُ إذا بَلِيَ يَرِمُّ فهو رَامٌّ ورَمِيمٌ أي بالٍ وعَظْمُ وَضَّاحٍ لُعْبةٌ لهم يَطْرَحُون بالليل قِطْعةَ عَظْمٍ فمن أصابَه فقد غلبَ أصحابَه فيقولون عُظَيْمَ وَضَّاحٍ ضِحَنَّ اللَّيْلَهْ لا تَضِحَنَّ بَعْدَها مِنْ لَيْلَهْ وفي حديث بَيْنا هو يَلْعَبُ مع الصِّبْيانِ وهو صَغيرٌ بِعَظْمِ وَضَّاحٍ مَرَّ عليه يَهُودِيٌّ فقال له لَتَقْتُلَنَّ صَنادِيدَ هذه القَرْيةِ هي اللُّعْبةُ المذكورةُ وكانوا إذا أَصابَه واحدٌ منهم غلَبَ أَصْحابَه وكانوا إذا غَلَبَ واحدٌ من الفَرِيقين ركِبَ أصْحابُه الفريقَ الآخَرَ من المَوْضِعِ الذي يَجِدُونه فيه إلى المَوْضِعِ الذي رَمَوْا به منه وعَظْمُ الفَدّانِ لَوْحُه العَريضُ الذي في رأْسِه الحديدةُ التي تُشَقُّ بها الأرضُ والضاد لغة والعَظْم خَشَبُ الرَّحْلِ بلا أَنْساعٍ ولا أَداةٍ وهو عَظْمُ الرَّحْلِ وقولهم في التعجب عَظُمَ البَطْنُ بَطْنُك وعَظْمَ البَطْنُ بَطْنُك بتخفيف الظاء وعُظْمَ البطنُ بطنُك بسكون الظاء ويَنْقُلون ضَمَّتها إلى العَيْن بمعنى عَظُمَ وإنما يكون النَّقْلُ فيما يكون مَدْحاً أو ذَمّاً وكلُّ ما حَسُنَ أن يكون على مذهب نِعْمَ وبِئْسَ صحَّ تخفيفُه ونَقْلُ حركة وَسَطِه إلى أوّله وما لم يَحْسُنْ لم يُنْقَل وإن جاز تخفيفه تقول حَسُنَ الوجْهُ وَجْهُك وحَسْنَ الوَجْهُ وَجْهُك وحُسْنَ الوَجْهُ وَجْهُكَ ولا يجوز أن تقول قد حُسْنَ وجْهُك لأنه لا يصلح فيه نِعْمَ ويجوز أن تُخَفِّفَه فتقولَ قد حَسْنَ وَجْهُك فقِس عليه وأَعْظَمَ الأمْرَ وعَظَّمَه فَخَّمه والتَّعْظيمُ التَّبْجيلُ والعَظيمةُ والمُعْظَمةُ النازلةُ الشديدةُ والمُلِمَّةُ إذا أَعْضَلَتْ والعَظَمَةُ الكِبْرياءُ وذو عُظْمٍ عُرْضٌ من أَعْراضِ خَيْبَر فيه عيونٌ جارية ونخيلٌ عامرة وعَظَماتُ القَوْمِ سادتُهم وذو شَرَفِهم وعُظْمُ الشيء ومُعْظَمُه جُلُّه وأكْثَرهُ وعُظْمُ الشيء أكْبَرُه وفي الحديث أنه كان يُحَدِّثُ لَيْلةً عن بَني إسرائيلَ لا يَقُومُ فيها إلا إلى عُظْمِ صلاةٍ كأَنه أراد لا يقومُ إلا إلى الفَريضةِ ومنه الحديث فأَسْنَدُوا عُظْمَ ذلك إلى ابنِ الدُّخْشُمِ أي مُعْظَمَه وفي حديث رُقَيْقَةَ انْظُرُوا رَجُلاً طُوالاً عُظاماً أي عَظِيماً بالغاً والفُعالُ من أَبنية المبالغة وأَبلغ منه فُعَّال بالتشديد
عظلم
العِظْلِمُ عُصارةُ بعضِ الشجرِ قال الأزهري عُصارةُ شجر لونُه كالنِّيلِ أَخْضر إلى الكُدْرة والعِظْلِمُ صِبْغٌ أَحمرُ وقيل هو الوَسْمَةُ قال أبو حنيفة العِظْلِمُ شُجَيْرَةٌ من الرِّبَّة تَنْبُتُ أخيراً وتَدُومُ خُضْرتُها قال وأخبرني بعضُ الأعراب أن العِظْلِمَ هُو الوَسْمةُ الذكَرُ قال وبَلَغني هذا في خبَرٍ عن الزهري أنه ذُكِرَ عنده الخِضابُ الأَسْودُ فقال وما بأْسٌ به هأَنذا أَخْضِبُ بالعِظْلِم وقال مرة أخبرني أعرابيٌّ مِنْ أَهل السَّراة قال العِظْلِمةُ شجرة ترتفع على ساقٍ نحو الذراع ولها فُروعٌ في أطرافها كنَوْرِ الكُزْبَرةِ وهي شجرةٌ غَبْراءُ ولَيْلٌ عِظْلِمٌ مُظْلِمٌ على التشبيهِ قال ابن بري ومنه قول الشاعر ولَيْل عِظْلِم عَرَّضْتُ نَفْسِي وكُنْتُ مُشَيَّعاً رَحْبَ الذِّراعِ
عفهم
العُفاهِمُ القَوِيّةُ الجَلْدةُ من النوق وعَدْوٌ عفاهِمٌ شديدٌ قال غيلان يَصِفُ أوّل شبابه وقُوَّتَه يَظَلُّ مَنْ جاراه في عَذائِم مِنْ عُنْفُوانِ جَرْيهِ العُفاهِم وعُفاهِمُ الشَّبابِ أَوَّلُه قال والعُفاهِمُ مَنْ جَعل الجماعةَ عَفاهيمَ فإنه جعلَ المَدَّةَ في آخرِها مكانَ الألف التي ألقاها وَسَطِها وقال شمر عُنْفُوان كُلِّ شيءٍ أَوَّلُه وكذلك عُفاهِمُه وسَيْلٌ عُفاهِمٌ أي كثيرُ الماء الفراء عَيْشٌ عُفاهِمٌ أي مُخْصِبٌ أبو زيد عيشٌ عُفاهِمٌ أي واسعٌ وكذلك الدَّغْفَلِيُّ الأزهري في ترجمة عرهم العُرْهُومُ والعُراهِمُ التارُّ الناعِمُ من كلِّ شيءٍ وأنشد وقَصَباً عُفاهِماً عُرْهُوما
عقم
العَقْمُ والعُقْمُ بالفتح والضم هَزْمةٌ تقعُ في الرَّحِم فلا تَقْبَلُ الولدَ عَقِمَتِ الرَّحِمُ عَقْماً وعُقِمَتْ عُقْماً وعَقْماً وعَقَماً وعَقَمَها اللهُ يَعْقِمُها عَقْماً ورَحِمٌ عَقِيمٌ وعَقِيمةٌ مَعْقومةٌ والجمعُ عَقائمُ وعُقُمٌ وما كانت عَقِيماً ولقد عُقِمَت فهي مَعْقومةٌ وعَقُمَت إذا لم تَحْمِلْ فهي عَقِيمٌ وعَقُرَتْ بفتح العين وضَمِّ القاف وحكى ابن الأعرابي امرأَةٌ عقيمٌ بغير هاءٍ لا تَلِدُ من نِسْوةٍ عَقائم وزاد اللحياني من نسوةٍ عُقْمٍ قال أبو دَهْبلٍ يمدح عبدَ الله بنَ الأَزْرق المخزوميّ وقيل هو للحزين الليثي نَزْر الكلامِ منَ الحَياءِ تَخالُه ضَمِناً وليس بِجِسْمِه سُقْمُ مُتَهَلِّل بِنَعَمْ بلا مُتباعِد سِيّانِ منه الوَفْرُ والعُدْمُ عُقِمَ النِّساءُ فلن يَلِدْنَ شَبيهَه إن النِّساءَ بمثْلِه عُقْمُ قال ابن بري الفصيح عَقَمَ اللهُ رحِمَها وعُقِمَت المرأَة ومن قال عَقُمَتْ أو عَقِمَتْ قال أَعْقَمَها اللهُ وعَقَمَها مثل أَحْزَنْتُه وحَزَنْتُه وأنشد في العُقْمِ المَصْدر للمُخَبَّل السَّعْديّ عُقِمَتْ فَناعَمَ نَبْتَه العُقْمُ وفي الحديث سَوْداءُ وَلُودٌ خيرٌ من حَسناءَ عَقيم قال ابن الأثير والمرأَةُ عَقيمٌ ومَعْقومةٌ والرجلُ عَقِيمٌ ومَعْقومٌ وفي كلام الحاضرة الرجالُ عندَهُ بُكْم والنِّساءُ بمثلِه عُقْم ويقال للمرأة مَعْقومةُ الرَّحِم كأَنها مَسْدودتُها ويقال عُقِمَت المرأَة تُعْقَم عَقْماً وعَقِمَتْ تَعْقَمُ عَقَماً وعَقُمتْ تَعْقُم عُقْماً وأَعقمَ اللهُ رَحِمَها فعُقِمتْ على ما لم يسمّ فاعله ورَحِمٌ معقومةٌ أي مسدودة لا تلد ومصدره العَقْم وأَنشد ابن بري للأَعشى تَلوِي بعِذْقِ خِصابٍ كلما خَطَرَتْ عن فَرْج مَعْقومةٍ لم تَتَّبِعْ رُبَعا ورجلٌ عَقيمٌ وعَقامٌ لا يُولَد له والجمع عُقَماء وعِقامٌ وعَقْمى وامرأة عَقامٌ ورجل عَقامٌ إذا كانا سيِّئَي الخُلُق وما كان عَقاماً ولقد عَقُم تَخَلَّقه وأنشد أبو عمرو وأنتَ عَقامٌ لا يُصابُ له هَوىً وذو هِمَّةٍ في المال وهو مُضَيّعُ ويقال للمرأة العَقِيم من سُوءِ الخُلُق عَقُمَتْ والدنيا عَقيمٌ أي لا ترُدُّ على صاحبها خيراً وبومُ القيامة يومٌ عقِيم لأنه لا يومَ بعدهَ فأما قول النبي صلى الله عليه وسلم العقلُ عَقْلان فأَما عقل صاحب الدنيا فعَقيمٌ وأما عقلُ صاحب الآخرة فمُثْمِرٌ فالعقيمُ ههنا الذي لا يَنفعُ ولا يرُدُّ خيراً على المثَل والريحُ العقيمُ في كتاب الله هي الدَّبورُ قال الله تعالى وفي عادٍ إذ أَرسلنا عليهم الريحَ العقيم قال أبو إسحق الريحُ العقيمُ التي لا يكون معها لَقَحٌ أي لا تأْتي بمطر إنما هي ريحُ الإهلاك وقيل هي لا تُلقِحُ الشجر ولا تُنشِئُ سَحاباً ولا تَحْمِل مَطراً عادَلوا بها ضدَّها وهو قولهم رِيحٌ لاقِحٌ أي أنها تُلْقِح الشجرَ وتُنشِئُ السَّحاب وجاؤوا بها على حذف الزائد وله نظائر كثيرة ويقال المُلْكُ عَقيمٌ لا ينفع فيه نسَبٌ لأَن الأَبَ يقتُلُ ابنَه على المُلْك وقال ثعلب معناه أنه يقتل أباه وأَخاه وعَمَّه في ذلك والعَقْمُ القَطْعُ ومنه قيل المُلك عَقيمٌ لأنه تُقطعُ فيه الأَرحام بالقتل والعُقوق وفي الحديث اليمينُ الفاجرة التي يُقْتَطعُ بها مالُ المُسلمِ تَعْقِمُ الرَّحِم يريد أنها تَقْطع الصِّلة والمعروفَ بين الناس قال ابن الأثير ويجوز أن يحمل على ظاهره وحرب عَقامٌ وعُقام وعَقيم شديدة لا يَلوِي فيها أَحدٌ على أحد يَكْثُر فيها القتلُ وتَبقى النساء أَيامى ويومٌ عَقيمٌ وعُقام وعَقام كذلك وداءٌ عَقام وعُقام لا يَبرأُ والضمُّ أَفْصحُ قالت ليلى شَفاها منَ الداءِ العُقامِ الذي بها غُلامٌ إذا هَزَّ القَناةَ سَقاها قال الجوهري العَقامُ الداءُ الذي لا يُبرَأُ منه وقياسه الضم إلا أن المسموع هو الفتح ابن الأَعرابي يقال فلان ذو عُقْمِيَّاتٍ إذا كان يُلَوِّي بخَصْمِه والعَقامُ اسمُ حيةٍ تسكن البحْر ويقال إن الأسودَ من الحيّات يأْتي شطَّ البحر فيَصْفِر فتخرج إليه العقامُ فيتَلاوَيان ثم يَفْترِقان فيذهبُ هذا في البرِّ وترجع العَقامُ إلى البحر وناقةٌ عَقامٌ بازلٌ شديدة وأنشد ابن الأَعرابي وإن أَجْدَى أَظَلاَّها ومَرَّتْ لِمَنْهَلِها عَقامٌ خَنْشَلِيلُ( * قوله « لمنهلها » كذا في الأصل تبعاً للمحكم والذي في مادة جدي منه لمنهبها بالباء )
أجدَى منْ جَدِيّة الدَّمِ والمَعاقِمُ فِقَرٌ بين الفَريدة والعَجْب في مُؤخَّر الصُّلب قال خُفافٌ وخَيْلٍ تَنادَى لا هَوادَةَ بَيْنها شَهِدْتُ بمَدْلوك المَعاقِمِ مُحْنِقِ أي ليس برَهِلٍ والاعْتقامُ الدُّخول في الأمر وفي حديث ابن مسعود حين ذكر القيامة وأَنّ اللهَ يَظهر للخَلْق قال فيَخِرُّ المسلمون سُجوداً لربِّ العالمين وتُعْقَمُ أصلابُ المنافقين وقيل المشركين فلا يَسجدون أي تَيْبَس مَفاصِلُهم وتصير مَشدودةً فتبقى أصلابُهم طَبَقاً واحداً أي تُعْقَد ويدخلُ بعضها في بعض فلا يستطيعون السجود ويقال عُقِمَتْ مَفاصِلُ يَدَيه ورجليْه إذا يَبِستْ والمَعاقِمُ المفاصل والمَعاقِمُ من الخيل المفاصل واحدُها مَعْقِمٌ فالرُّسْغ عند الحافر مَعْقِمٌ والرُّكْبة مَعْقِم والعُرْقوب مَعْقِم وسُمِّيت المفاصل مَعاقِمَ لأن بعضها مُنْطبقٌ على بعض والاعتِقام أن يَحْفِروا البئر حتى إذا دَنَوْا من الماء حَفَروا بئراً صغيرة في وَسَطها حتي يَصِلوا إلى الماء فيَذُوقوه فإن كان عَذْباً وَسَّعوها وحفَروا بقيَّتَها وإن لم يكن عَذْباً تركوها قال العجاج يصف ثوراً بسَلْهَبَيْنِ فوْقَ أنْفٍ أذلَفا إذا انتَحى مُعْتَقِماً أو لجَّفا أي بقَرْنَين طويلين أي عَوَّجَ جِرابَ البئر يَمْنةً ويَسْرة والاعتِقامُ المُضِيُّ في الحفر سُفْلاً قال ابن بري ويأْتي يَعْتَقِمُ بمعنى يَقهَر قال رؤبة بن العجاج يَعْتَقِمُ الأجدالَ والخُصوما وقول الشاعر ربيعة بن مقروم الضَّبِّيِّ وماءٍ آجِنِ الجَمَّاتِ قَفْرٍ تَعَقَّمُ في جَوانِبه السِّباعُ أي تحْتَفِر ويقال ترَدَّدُ وعاقَمْت فلاناً إذا خاصمْته والعَقْمُ المِرْطُ الأحمر وقيل هو كلُّ ثوب أحمر والعَقْمُ ضرْب من الوَشْي الواحدة عَقْمةٌ ويقال عِقْمة وأنشد ابن بري لعلقمة بن عبَدة عَقْماً ورَقْماً يَكادُ الطيرُ يَتْبَعُه كأَنه من دَمِ الأَجوافِ مَدمُومُ وقال اللحياني العقْمةُ ضرْبٌ من ثياب الهوادج مُوَشّىً قال وبعضهم يقول هي ضُروب من اللبن بيضٌ وحُمْر وقيل العِقْمة جمع عَقْمٍ كشَيخٍ وشِيخةٍ وإنما قيل للوَشْي عِقْمة لأن الصانع كان يعمَلُ فإذا أَراد أن يَشِيَ بغير ذلك اللون لَواه فأَغمَضه وأَظهر ما يُريد عمله وكلام عُقْمِيٌّ قديمٌ قد دَرَسَ عن ثعلب والعُقِمِيُّ من الكلام غريبُ الغريب والعُقْمِيُّ كلام عَقيم لا يُشتقُّ منه فِعْل ويقال إنه لَعالِمٌ بعُقْمِيِّ الكلام وعُقْبيّ الكلام وهو غامض الكلام الذي لا يعرفه الناس وهو مثل النوادر وقال أَبو عمرو سأَلت رجلاً من هُذَيل عن حرف غريب فقال هذا كلام عُقْمِيٌّ يعني أنه من كلام الجاهليّة لا يُعرَفُ اليومَ وقيل عُقْمِيُّ الكلام أي قديمُ الكلام وكلامٌ عُقْمِيٌّ وعِقْمِيٌّ أَي غامضٌ والعُقْميُّ الرجلُ القديمُ
( * قوله « والعقميّ الرجل القديم إلخ » ضبط في الأصل بالضم وبه صرح في القاموس وضبط في التهذيب والتكملة بالفتح ) الكرمِ والشرفِ والتَّعاقُمُ الوِرْدُ مرةً بعدَ مرةٍ وقيل الميم فيه بدل من باء التعاقُبِ والمَعْقِمُ أَيضاً عُقْدَةٌ في التِّبْن
عكم
عَكَمَ المتاعَ يَعْكِمُه عَكْماً شدَّه بثوب وهو أَن يبسُطَه ويجعلَ فيه المتاعَ ويَشُدَّه ويُسَمَّى حينئذ عِكْماً والعِكامُ ما عُكِمَ به وهو الحَبْلُ الذي يُعْكَمُ عليه والعِكْمُ عِكْمُ الثِّيابِ( * قوله « والعكم عكم الثياب إلخ » هي عبارة التهذيب والتكملة وبقيتها والعكمتان بالحريك تشدان من جاني الهودج بثوب ) الذي تُشَدُّ به العَكَمةُ والجمع عُكُمٌ والعِكْمُ كالعِكام وفي حديث أبي رَيْحانَة أنه نَهى عن المُعاكَمةِ وفَسَّرها الطحاويّ بضم الشيء إلى الشيء يقال عَكَمْتُ الثِّيابَ إذا شددْت بعضَها إلى بعض يريدُ بها أن يجتمعَ الرجُلانِ أو المرأَتانِ عاريَيْنِ لا حاجزَ بين بَدَنَيْهِما ومنه الحديث الآخر لا يُفْضي الرجلُ إلى الرجلِ ولا المرأَةُ إِلى المرأَةِ والعِكْمُ العِدْلُ ما دامَ فيه المتاعُ والعِكْمانِ عِدْلانِ يُشَدّانِ على جانبي الهَوْدَجِ بثوبٍ وجمعُ كلِّ ذلك أَعْكامٌ لا يُكَسَّرُ إلاَّ عليه ومن أمثالهم قولهم هُما كعِكْمَي العَيْرِ يقال للرجلين يَتَساوَيانِ في الشَّرَف ويروى هذا المثل عن هَرِم بن سِنانٍ أنه قاله لعلقمةَ وعامر حين تَنافَرا إليه فلم يُنَفِّر واحداً منهما على صاحِبه وفي حديث أُمِّ زرعٍ عُكُومُها رَداحٌ وبَيتُها فَيَّاحٌ أبو عبيد العُكومُ الأَحْمالُ والأَعْدالُ التي فيها الأَوْعِية من صُنوفِ الأَطْعِمة والمتاع واحدُها عِكْمٌ بالكسر وفي حديث عليٍّ رضي الله عنه نُفاضةٌ كنُفاضةِ العِكْم قال وسمعت العرب تقول لخَدَمِهم يوم الظَّعْن اعْتَكِموا وقد اعْتَكَمُوا إذا سَوَّوُا الأَعْدالَ ليشُدُّوها على الحَمُولةِ وقال الأزهري كلُّ عِدْلٍ عِكْمٌ وجمعهُ أَعْكامٌ وعُكومٌ وقال الفراء يقول الرجلُ لصاحبه اعْكُمْني وأَعْكِمْني فمعنى اعْكِمْني أَي اعْكُمْ لي ويجوز بكسر الكاف وأَما أَعْكِمْني بقطْع الأَلف فمعناه أَعِنِّي على العَكْم ومثله احْلُبْني أَي احْلُبْ لي وأَحْلِبْني أي أَعِنِّي على الحَلْب وعَكَمْتُ الرجلَ العِكْمَ إذا عَكَمْتَه له مثل قولك حَلَبْتُه الناقةَ أي حلَبتُها له والعِكْمُ الكارةُ والجمعُ عُكومٌ ووقعَ المُصْطَرِعانِ عِكْمَيْ عَيْرٍ وكعِكْمَيْ عَيْرٍ وَقَعا مَعاً لم يَصْرعْ أحدُهما صاحِبَه وأَعْكَمَه العِكْمَ أَعانَه عليه وعَكَمَ البعيرَ يَعْكِمهُ عَكْماً شدَّ عليه العِكْمَ ورجلٌ مُعَكَّمٌ صُلْبُ اللحمِ كثيرُ المَفاصِلِ شُبِّهَ بالعِكْم وعَكَمَ البعيرَ يَعْكِمُه عَكْماً شَدَّ فاهُ والعِكامُ ما شُدَّ به والجمع عُكُمٌ والعِكْمُ النَّمَطُ تجعله المرأَةُ كالوِعاء تَدَّخِرُ فيه مَتاعَها قال مُزَرِّد ولَمَّا غَدَتْ أُمَي تُحَيِّي بَناتِها أَغَرْتُ على العِكْمِ الذي كان يُمْنَعُ خَلَطْتُ بِصاعِ الأَقْطِ صاعَيْنِ عَجْوَةً إلى صاعِ سَمْنٍ وَسْطَهُ يَتَرَيَّعُ وفي حديث أبي هريرة وسَيَجِدُ أَحدُكم امرأَتَه قد مَللأَت عِكْمَها مِنْ وَبَرِ الإبِلِ والعِكْمُ داخلُ الجَنْبِ على المَثَل بالعِكْمِ النَّمَطِ قال الحُطَيْئة نَدِمْتُ على لِسانٍ كان مِنِّي وَدِدْتُ بِأَنَّه في جَوْفِ عِكْمِ ويروي فَلَيْتَ بأَنَّه وفَلَيْتَ بَيانَه وعَكْمة البَطْنِ زاويتُه كالهَزْمةِ وخصَّ بعضُهم به الجَحْدَ فقالوا ما بَقِيَ في بَطْن الدابَّة هَزْمةٌ ولا عَكْمةٌ إلاَّ امْتلأَت وأَنشد حتى إذا ما بَلَّتِ العُكُوما مِن قَصَبِ الأَجْوافِ والهُزُوما والجمعُ عُكُومٌ كصَخْرةٍ وصُخُور وعَكَمَه عن زِيارته يَعْكِمهُ صَرَفَه عن زِيارتهِ والعَكُوم المُنْصَرَفُ وما عِنْدَه عَكُومٌ أي مَصْرِفٌ وعُكِمَ عن زِيارتِنا يُعْكَمُ أَيضاً رُدَّ قال الشاعر ولاحَتْه من بَعْدِ الجُزوءِ ظَماءةٌ ولم يكُ عنْ وِرْدِ المِياهِ عَكُومُ وعكَمَ عليه يَعْكِمُ كَرَّ قال لبيد فجالَ ولم يَعْكِمْ لوِرْدٍ مُقَلِّصٍ أي هَرَب ولم يَكُرَّ وقال شمر يكونُ عَكَم في هذا البيت بمعنى انْتَظَر كأَنه قال فجالَ ولم يَنْتظِرْ وأَنشد بيت أبي كبير الهُذَليّ أَزُهَيْرَ هل عَنْ شَيْبةٍ مِنْ مَعْكِمِ أم لا خُلودَ لِبازلٍ مُتَكَرِّمِ ؟ أراد زُهَيْرَة ابنتَه واستشهد به الجوهري فقال هل عن شَيْبةٍ من مَعْكِم أي مَعْدِل ومَصْرف وعَكَمَ يَعْكِمُ انْتَظَر وما عَكَمَ عن شَتْمي أي ما تأَخَّرَ والعَكْمُ الانْتظارُ قال أَوس فَجالَ ولم يَعْكِمْ وشَيَّعَ أَمْرَه بمُنْقَطَعِ الغَضْراءِ شدٌّ مُؤالِف أي لم ينتظر يقول هرَب ولم يَكُرّ وفي الحديث ما عَكَمَ يعني أبا بكر رضي الله عنه حين عُرِضَ عليه الإسْلامُ أي ما تَحبَّسَ وما انْتظرَ ولا عدَلَ والعِكْمُ بَكَرَةُ البئر وأنشد وعُنُقٍ مِثْل عَمُود السَّيْسَبِ رُكِّبَ في زَوْرٍ وَثِيقِ المَشْعَبِ كالعِكْمِ بَيْنَ القامتَيْنِ المُنْشَبِ وعَكَّمَتِ الإبلُ تَعْكِيماً سَمِنتْ وحَمَلتْ شَحْماً على شَحْمٍ ورجل مِعْكَمٌ بالكسره مُكْتنِزُ اللَّحْمِ ابن الأعرابي يقال للغلام الشابِلِ والشابِنِ المُنَعَّمِ مُعَكَّمٌ ومُكَنَّلٌ ومُصَدَّرٌ وكُلْثُومٌ وحِضَجْرٌ
عكرم
عِكْرِمةُ معرفة الأُنْثى من الطير الذي يقال له ساقُ حُرٍّ وقيل العِكْرِمةُ الحَمامةُ الأُنثى وعِكْرِمةُ اسمُ رجل وهو منه فأَما قوله خذوا حِذْرَكُمْ يا آلَ عِكرِمَ واذكُروا أَواصِرَنا والرِّحْمُ بالغَيْبِ تُذْكَرُ فإنه رَخَّم وحَذَف الهاء في غير النداء اضطراراً الجوهري عِكْرِمةُ أبو قَبيلةٍ وهو عِكْرمة بن حَصَفَة بن قيس عَيْلان
عكسم
العُكْسومُ الحِمارُ حِمْيَرِيَّة
علم
من صفات الله عز وجل العَلِيم والعالِمُ والعَلاَّمُ قال الله عز وجل وهو الخَلاَّقُ العَلِيمُ وقال عالِمُ الغَيْبِ والشَّهادةِ وقال عَلاَّم الغُيوب فهو اللهُ العالمُ بما كان وما يكونُ قَبْلَ كَوْنِه وبِمَا يكونُ ولَمَّا يكُنْ بعْدُ قَبْل أن يكون لم يَزَل عالِماً ولا يَزالُ عالماً بما كان وما يكون ولا يخفى عليه خافيةٌ في الأرض ولا في السماء سبحانه وتعالى أحاطَ عِلْمُه بجميع الأشياء باطِنِها وظاهرِها دقيقِها وجليلِها على أتمّ الإمْكان وعَليمٌ فَعِيلٌ من أبنية المبالغة ويجوز أن يقال للإنسان الذي عَلَّمه اللهُ عِلْماً من العُلوم عَلِيم كما قال يوسف للمَلِك إني حفيظٌ عَلِيم وقال الله عز وجل إنَّما يَخْشَى اللهَ من عبادِه العُلَماءُ فأَخبر عز وجل أن مِنْ عبادِه مَنْ يخشاه وأنهمَ هم العُلمَاء وكذلك صفة يوسف عليه السلام كان عليماً بأَمْرِ رَبِّهِ وأَنه واحد ليس كمثله شيء إلى ما عَلَّمه الله من تأْويل الأَحاديث الذي كان يَقْضِي به على الغيب فكان عليماً بما عَلَّمه اللهُ وروى الأزهري عن سعد بن زيد عن أبي عبد الرحمن المُقْري في قوله تعالى وإنه لذُو عِلْمٍ لما عَلَّمْناه قال لَذُو عَمَلٍ بما عَلَّمْناه فقلت يا أبا عبد الرحمن مِمَّن سمعت هذا ؟ قال من ابن عُيَيْنةَ قلتُ حَسْبي وروي عن ابن مسعود أنه قال ليس العلم بكثرة الحديث ولكن العِلْم بالخَشْية قال الأزهري ويؤيد ما قاله قولُ الله عز وجل إنما يخشى اللهَ من عباده العُلَماءُ وقال بعضهم العالمُ الذي يَعْملُ بما يَعْلَم قال وهذا يؤيد قول ابن عيينة والعِلْمُ نقيضُ الجهل عَلِم عِلْماً وعَلُمَ هو نَفْسُه ورجل عالمٌ وعَلِيمٌ من قومٍ عُلماءَ فيهما جميعاً قال سيبويه يقول عُلَماء من لا يقول إلاّ عالِماً قال ابن جني لمَّا كان العِلْم قد يكون الوصف به بعدَ المُزاوَلة له وطُولِ المُلابسةِ صار كأنه غريزةٌ ولم يكن على أول دخوله فيه ولو كان كذلك لكان مُتعلِّماً لا عالِماً فلما خرج بالغريزة إلى باب فَعُل صار عالمٌ في المعنى كعَليمٍ فكُسِّرَ تَكْسيرَه ثم حملُوا عليه ضدَّه فقالوا جُهَلاء كعُلَماء وصار عُلَماء كَحُلَماء لأن العِلمَ محْلَمةٌ لصاحبه وعلى ذلك جاء عنهم فاحشٌ وفُحشاء لَمَّا كان الفُحْشُ من ضروب الجهل ونقيضاً للحِلْم قال ابن بري وجمعُ عالمٍ عُلماءُ ويقال عُلاّم أيضاً قال يزيد بن الحَكَم ومُسْتَرِقُ القَصائدِ والمُضاهِي سَواءٌ عند عُلاّم الرِّجالِ وعَلاّمٌ وعَلاّمةٌ إذا بالغت في وصفه بالعِلْم أي عالم جِداً والهاء للمبالغة كأنهم يريدون داهيةً من قوم عَلاّمِين وعُلاّم من قوم عُلاّمين هذه عن اللحياني وعَلِمْتُ الشيءَ أَعْلَمُه عِلْماً عَرَفْتُه قال ابن بري وتقول عَلِمَ وفَقِهَ أَي تَعَلَّم وتَفَقَّه وعَلُم وفَقُه أي سادَ العلماءَ والفُقَهاءَ والعَلاّمُ والعَلاّمةُ النَّسَّابةُ وهو من العِلْم قال ابن جني رجل عَلاّمةٌ وامرأة عَلاّمة لم تلحق الهاء لتأْنيث الموصوفِ بما هي فيه وإنما لَحِقَتْ لإعْلام السامع أن هذا الموصوفَ بما هي فيه قد بلَغ الغايةَ والنهايةَ فجعل تأْنيث الصفة أَمارةً لما أُريدَ من تأْنيث الغاية والمُبالغَةِ وسواءٌ كان الموصوفُ بتلك الصفةُ مُذَكَّراً أو مؤنثاً يدل على ذلك أن الهاء لو كانت في نحو امرأة عَلاّمة وفَرُوقة ونحوه إنما لَحِقت لأن المرأة مؤنثة لَوَجَبَ أن تُحْذَفَ في المُذكَّر فيقال رجل فَروقٌ كما أن الهاء في قائمة وظَريفة لَمَّا لَحِقَتْ لتأْنيث الموصوف حُذِفت مع تذكيره في نحو رجل قائم وظريف وكريم وهذا واضح وقوله تعالى إلى يَوْمِ الوَقْتِ المَعْلومِ الذي لا يَعْلَمُه إلا الله وهو يوم القيامة وعَلَّمه العِلْم وأَعْلَمه إياه فتعلَّمه وفرق سيبويه بينهما فقال عَلِمْتُ كأَذِنْت وأَعْلَمْت كآذَنْت وعَلَّمْته الشيءَ فتَعلَّم وليس التشديدُ هنا للتكثير وفي حديث ابن مسعود إنك غُلَيِّمٌ مُعَلَّم أي مُلْهَمٌ للصوابِ والخيرِ كقوله تعالى مُعلَّم مَجنون أي له مَنْ يُعَلِّمُه ويقالُ تَعلَّمْ في موضع اعْلَمْ وفي حديث الدجال تَعَلَّمُوا أن رَبَّكم ليس بأَعور بمعنى اعْلَمُوا وكذلك الحديث الآخر تَعَلَّمُوا أنه ليس يَرَى أحدٌ منكم رَبَّه حتى يموت كل هذا بمعنى اعْلَمُوا وقال عمرو بن معد يكرب تَعَلَّمْ أنَّ خيْرَ الناسِ طُرّاً قَتِيلٌ بَيْنَ أحْجارِ الكُلاب قال ابن بري البيت لمعد يكرِب بن الحرث بن عمرو ابن حُجْر آكل المُرار الكِنْدي المعروف بغَلْفاء يَرْثي أخاه شُرَحْبِيل وليس هو لعمرو بن معد يكرب الزُّبَيدي وبعده تَداعَتْ حَوْلَهُ جُشَمُ بنُ بَكْرٍ وأسْلَمَهُ جَعاسِيسُ الرِّباب قال ولا يستعمل تَعَلَّمْ بمعنى اعْلَمْ إلا في الأمر قال ومنه قول قيس بن زهير تَعَلَّمْ أنَّ خَيْرَ الناسِ مَيْتاً وقول الحرث بن وَعْلة فَتَعَلَّمِي أنْ قَدْ كَلِفْتُ بِكُمْ قال واسْتُغْني عن تَعَلَّمْتُ قال ابن السكيت تَعَلَّمْتُ أن فلاناً خارج بمنزلة عَلِمْتُ وتعالَمَهُ الجميعُ أي عَلِمُوه وعالَمَهُ فَعَلَمَه يَعْلُمُه بالضم غلبه بالعِلْم أي كان أعْلَم منه وحكى اللحياني ما كنت أُراني أَن أَعْلُمَه قال الأزهري وكذلك كل ما كان من هذا الباب بالكسر في يَفْعلُ فإنه في باب المغالبة يرجع إلى الرفع مثل ضارَبْتُه فضربته أضْرُبُه وعَلِمَ بالشيء شَعَرَ يقال ما عَلِمْتُ بخبر قدومه أي ما شَعَرْت ويقال اسْتَعْلِمْ لي خَبَر فلان وأَعْلِمْنِيه حتى أَعْلَمَه واسْتَعْلَمَني الخبرَ فأعْلَمْتُه إياه وعَلِمَ الأمرَ وتَعَلَّمَه أَتقنه وقال يعقوب إذا قيل لك اعْلَمْ كذا قُلْتَ قد عَلِمْتُ وإذا قيل لك تَعَلَّمْ لم تقل قد تَعَلَّمْتُ وأنشد تَعَلَّمْ أنَّهُ لا طَيْرَ إلاّ عَلى مُتَطَيِّرٍ وهي الثُّبُور وعَلِمْتُ يتعدى إلى مفعولين ولذلك أَجازوا عَلِمْتُني كما قالوا ظَنَنْتُني ورأَيْتُني وحسِبْتُني تقول عَلِمْتُ عَبْدَ الله عاقلاً ويجوز أن تقول عَلِمْتُ الشيء بمعنى عَرَفْته وخَبَرْته وعَلِمَ الرَّجُلَ خَبَرَه وأَحبّ أن يَعْلَمَه أي يَخْبُرَه وفي التنزيل وآخَرِين مِنْ دونهم لا تَعْلَمُونَهم الله يَعْلَمُهم وأحب أن يَعْلَمه أي أن يَعْلَمَ ما هو وأما قوله عز وجل وما يُعَلِّمانِ مِنْ أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة تَكْفُرْ قال الأزهري تكلم أهل التفسير في هذه الآية قديماً وحديثاً قال وأبْيَنُ الوجوه التي تأوَّلوا أن الملَكين كانا يُعَلِّمانِ الناسَ وغيرهم ما يُسْأَلانِ عنه ويأْمران باجتناب ما حرم عليهم وطاعةِ الله فيما أُمِروا به ونُهُوا عنه وفي ذلك حِكْمةٌ لأن سائلاً لو سأل ما الزنا وما اللواط ؟ لوجب أن يُوقَف عليه ويعلم أنه حرام فكذلك مجازُ إعلام المَلَكين الناسَ السحرَ وأمْرِهِما السائلَ باجتنابه بعد الإعلام وذكر عن ابن الأعرابي أنه قال تَعَلَّمْ بمعنى اعْلَمْ قال ومنه وقوله تعالى وما يُعَلِّمان من أحد قال ومعناه أن الساحر يأتي الملكين فيقول أخْبراني عما نَهَى اللهُ عنه حتى أنتهي فيقولان نَهَى عن الزنا فَيَسْتَوْصِفُهما الزنا فيَصِفانِه فيقول وعمَّاذا ؟ فيقولان وعن اللواط ثم يقول وعَمَّاذا ؟ فيقولان وعن السحر فيقول وما السحر ؟ فيقولان هو كذا فيحفظه وينصرف فيخالف فيكفر فهذا معنى يُعلِّمان إنما هو يُعْلِمان ولا يكون تعليم السحر إذا كان إعْلاماً كفراً ولا تَعَلُّمُه إذا كان على معنى الوقوف عليه ليجتنبه كفراً كما أن من عرف الزنا لم يأْثم بأنه عَرَفه إنما يأْثم بالعمل وقوله تعالى الرحمن عَلَّم القرآن قيل في تفسيره إنه جلَّ ذكرُه يَسَّرَه لأن يُذْكَر وأما قوله عَلَّمَهُ البيانَ فمعناه أنه عَلَّمَه القرآن الذي فيه بَيانُ كل شيء ويكون معنى قوله عَلَّمَهُ البيانَ جعله مميَّزاً يعني الإنسان حتى انفصل من جميع الحيوان والأَيَّامُ المَعْلُوماتُ عَشْرُ ذي الحِجَّة آخِرُها يومُ النَّحْر وقد تقدم تعليلها في ذكر الأَيام المعدودات وأورده الجوهري منكراً فقال والأيام المعلوماتُ عَشْرُ من ذي الحجة ولا يُعْجِبني ولقِيَه أَدْنَى عِلْمٍ أي قبلَ كل شيء والعَلَمُ والعَلَمة والعُلْمة الشَّقُّ في الشَّفة العُلْيا وقيل في أحد جانبيها وقيل هو أَن تنشقَّ فتَبينَ عَلِمَ عَلَماً فهو أَعْلَمُ وعَلَمْتُه أَعْلِمُه عَلْماً مثل كَسَرْته أكْسِرهُ كَسْراً شَقَقْتُ شَفَتَه العُليا وهو الأَعْلمُ ويقال للبعير أَعْلَمُ لِعَلَمٍ في مِشْفَرِه الأعلى وإن كان الشق في الشفة السفلى فهو أَفْلَحُ وفي الأنف أَخْرَمُ وفي الأُذُن أَخْرَبُ وفي الجَفْن أَشْتَرُ ويقال فيه كلِّه أَشْرَم وفي حديث سهيل بن عمرو أنه كان أَعْلمَ الشَّفَةِ قال ابن السكيت العَلْمُ مصدر عَلَمْتُ شَفَتَه أَعْلِمُها عَلْماً والشفة عَلْماء والعَلَمُ الشَّقُّ في الشفة العُلْيا والمرأَة عَلْماء وعَلَمَه يَعْلُمُه ويَعْلِمُه عَلْماً وَسَمَهُ وعَلَّمَ نَفسَه وأَعْلَمَها وَسَمَها بِسِيما الحَرْبِ ورجل مُعْلِمٌ إذا عُلِم مكانهُ في الحرب بعَلامةٍ أَعْلَمَها وأَعْلَمَ حمزةُ يومَ بدر ومنه قوله فَتَعَرَّفوني إنَّني أنا ذاكُمُ شاكٍ سِلاحِي في الحوادِثِ مُعلِمُ وأَعْلَمَ الفارِسُ جعل لنفسه عَلامةَ الشُّجعان فهو مُعْلِمٌ قال الأخطل ما زالَ فينا رِباطُ الخَيْلِ مُعْلِمَةً وفي كُلَيْبٍ رِباطُ اللُّؤمِ والعارِ مُعْلِمَةً بكسر اللام وأَعْلَم الفَرَسَ عَلَّقَ عليه صُوفاً أحمر أو أبيض في الحرب ويقال عَلَمْتُ عِمَّتي أَعْلِمُها عَلْماً وذلك إذا لُثْتَها على رأْسك بعَلامةٍ تُعْرَفُ بها عِمَّتُك قال الشاعر ولُثْنَ السُّبُوبَ خِمْرَةً قُرَشيَّةً دُبَيْرِيَّةً يَعْلِمْنَ في لوْثها عَلْما وقَدَحٌ مُعْلَمٌ فيه عَلامةٌ ومنه قول عنترة رَكَدَ الهَواجِرُ بالمَشُوفِ المُعْلَمِ والعَلامةُ السِّمَةُ والجمع عَلامٌ وهو من الجمع الذي لا يفارق واحده إلاَّ بإلقاء الهاء قال عامر بن الطفيل عَرَفْت بِجَوِّ عارِمَةَ المُقاما بِسَلْمَى أو عَرَفْت بها عَلاما والمَعْلَمُ مكانُها وفي التنزيل في صفة عيسى صلوات الله على نبينا وعليه وإنَّهُ لَعِلْمٌ للساعة وهي قراءة أكثر القرّاء وقرأَ بعضهم وإنه لَعَلَمٌ للساعة المعنى أن ظهور عيسى ونزوله إلى الأرض عَلامةٌ تدل على اقتراب الساعة ويقال لِما يُبْنَى في جَوادِّ الطريق من المنازل يستدل بها على الطريق أَعْلامٌ واحدها عَلَمٌ والمَعْلَمُ ما جُعِلَ عَلامةً وعَلَماً للطُّرُق والحدود مثل أَعلام الحَرَم ومعالِمِه المضروبة عليه وفي الحديث تكون الأرض يوم القيامة كقْرْصَة النَّقيِّ ليس فيها مَعْلَمٌ لأحد هو من ذلك وقيل المَعْلَمُ الأثر والعَلَمُ المَنارُ قال ابن سيده والعَلامةُ والعَلَم الفصلُ يكون بين الأرْضَيْنِ والعَلامة والعَلَمُ شيء يُنْصَب في الفَلَوات تهتدي به الضالَّةُ وبين القوم أُعْلُومةٌ كعَلامةٍ عن أبي العَمَيْثَل الأَعرابي وقوله تعالى وله الجَوارِ المُنْشآتُ في البحر كالأَعلامِ قالوا الأَعْلامُ الجِبال والعَلَمُ العَلامةُ والعَلَمُ الجبل الطويل وقال اللحياني العَلَمُ الجبل فلم يَخُصَّ الطويلَ قال جرير إذا قَطَعْنَ عَلَماً بَدا عَلَم حَتَّى تناهَيْنَ بنا إلى الحَكَم خَلِيفةِ الحجَّاجِ غَيْرِ المُتَّهَم في ضِئْضِئِ المَجْدِ وبُؤْبُؤِ الكَرَم وفي الحديث لَيَنْزِلَنَّ إلى جَنْبِ عَلَم والجمع أَعْلامٌ وعِلامٌ قال قد جُبْتُ عَرْضَ فَلاتِها بطِمِرَّةٍ واللَّيْلُ فَوْقَ عِلامِه مُتَقَوَِّضُ قال كراع نظيره جَبَلٌ وأَجْبالٌ وجِبالٌ وجَمَلٌ وأَجْمال وجِمال وقَلَمٌ وأَقلام وقِلام واعْتَلَمَ البَرْقُ لَمَعَ في العَلَمِ قال بَلْ بُرَيْقاً بِتُّ أَرْقُبُه بَلْ لا يُرى إلاَّ إذا اعْتَلَمَا خَزَمَ في أَوَّل النصف الثاني وحكمه لا يُرَى إلا إذا اعْتَلَما والعَلَمُ رَسْمُ الثوبِ وعَلَمهُ رَقْمُه في أطرافه وقد أَعْلَمَه جَعَلَ فيه عَلامةً وجعَلَ له عَلَماً وأَعلَمَ القَصَّارُ الثوبَ فهو مُعْلِمٌ والثوبُ مُعْلَمٌ والعَلَمُ الراية التي تجتمع إليها الجُنْدُ وقيل هو الذي يُعْقَد على الرمح فأَما قول أَبي صخر الهذلي يَشُجُّ بها عَرْضَ الفَلاةِ تَعَسُّفاً وأَمَّا إذا يَخْفى مِنَ ارْضٍ عَلامُها فإن ابن جني قال فيه ينبغي أن يحمل على أَنه أَراد عَلَمُها فأَشبع الفتحة فنشأَت بعدها ألف كقوله ومِنْ ذَمِّ الرِّجال بمُنْتزاحِ يريد بمُنْتزَح وأَعلامُ القومِ ساداتهم على المثل الوحدُ كالواحد ومَعْلَمُ الطريق دَلالتُه وكذلك مَعْلَم الدِّين على المثل ومَعْلَم كلِّ شيء مظِنَّتُه وفلان مَعلَمٌ للخير كذلك وكله راجع إلى الوَسْم والعِلْم وأَعلَمْتُ على موضع كذا من الكتاب عَلامةً والمَعْلَمُ الأثرُ يُستَدَلُّ به على الطريق وجمعه المَعالِمُ والعالَمُون أصناف الخَلْق والعالَمُ الخَلْق كلُّه وقيل هو ما احتواه بطنُ الفَلك قال العجاج فخِنْدِفٌ هامةَ هذا العالَمِ جاء به مع قوله يا دارَ سَلْمى يا اسْلَمي ثمَّ اسْلَمي فأَسَّسَ هذا البيت وسائر أبيات القصيدة غير مؤسَّس فعابَ رؤبةُ على أبيه ذلك فقيل له قد ذهب عنك أَبا الجَحَّاف ما في هذه إن أَباك كان يهمز العالمَ والخاتمَ يذهب إلى أَن الهمز ههنا يخرجه من التأْسيس إذ لا يكون التأْسيس إلا بالألف الهوائية وحكى اللحياني عنهم بَأْزٌ بالهمز وهذا أَيضاً من ذلك وقد حكى بعضهم قَوْقَأَتِ الدجاجةُ وحََّلأْتُ السَّويقَ ورَثَأَتِ المرأَةُ زوجَها ولَبَّأَ الرجلُ بالحج وهو كله شاذ لأنه لا أصل له في الهمز ولا واحد للعالَم من لفظه لأن عالَماً جمع أَشياء مختلفة فإن جُعل عالَمٌ اسماً منها صار جمعاً لأشياء متفقة والجمع عالَمُون ولا يجمع شيء على فاعَلٍ بالواو والنون إلا هذا وقيل جمع العالَم الخَلقِ العَوالِم وفي التنزيل الحمد لله ربِّ العالمين قال ابن عباس رَبِّ الجن والإنس وقال قتادة رب الخلق كلهم قال الأزهري الدليل على صحة قول ابن عباس قوله عز وجل تبارك الذي نَزَّلَ الفُرْقانَ على عبده ليكون للعالمينَ نذيراً وليس النبي صلى الله عليه وسلم نذيراً للبهائم ولا للملائكة وهم كلهم خَلق الله وإنما بُعث محمد صلى الله عليه وسلم نذيراً للجن والإنس وروي عن وهب بن منبه أنه قال لله تعالى ثمانية عشر ألفَ عالَم الدنيا منها عالَمٌ واحد وما العُمران في الخراب إلا كفُسْطاطٍ في صحراء وقال الزجاج معنى العالمِينَ كل ما خَلق الله كما قال وهو ربُّ كل شيء وهو جمع عالَمٍ قال ولا واحد لعالَمٍ من لفظه لأن عالَماً جمع أشياء مختلفة فإن جُعل عالَمٌ لواحد منها صار جمعاً لأَشياء متفقة قال الأزهري فهذه جملة ما قيل في تفسير العالَم وهو اسم بني على مثال فاعَلٍ كما قالوا خاتَمٌ وطابَعٌ ودانَقٌ والعُلامُ الباشِق قال الأزهري وهو ضرب من الجوارح قال وأما العُلاَّمُ بالتشديد فقد روي عن ابن الأعرابي أَنه الحِنَّاءُ وهو الصحيح وحكاهما جميعاً كراع بالتخفيف وأما قول زهير فيمن رواه كذا حتى إذا ما هَوَتْ كَفُّ العُلامِ لها طارَتْ وفي كَفِّه من ريشِها بِتَكُ فإن ابن جني روى عن أبي بكر محمد بن الحسن عن أبي الحسين أحمد بن سليمان المعبدي عن ابن أُخت أَبي الوزير عن ابن الأَعرابي قال العُلام هنا الصَّقْر قال وهذا من طَريف الرواية وغريب اللغة قال ابن بري ليس أَحد يقول إن العُلاَّمَ لُبُّ عَجَم النَّبِق إلاَّ الطائي قاليَشْغَلُها ... عن حاجةِ الحَيِّ عُلاَّمٌ وتَحجِيلُ
وأَورد ابن بري هذا البيت
( * قوله « وأورد ابن بري هذا البيت » أي قول زهير حتى إذا ما هوت إلخ ) مستشهداً به على الباشق بالتخفيف والعُلامِيُّ الرجل الخفيف الذكيُّ مأْخوذ من العُلام والعَيْلَمُ البئر الكثيرة الماء قال الشاعر من العَيالِمِ الخُسُف وفي حديث الحجاج قال لحافر البئر أَخَسَفْتَ أَم أَعْلَمْتَ يقال أعلَمَ الحافرُ إذا وجد البئر عَيْلَماً أي كثيرة الماء وهو دون الخَسْفِ وقيل العَيْلَم المِلْحة من الرَّكايا وقيل هي الواسعة وربما سُبَّ الرجلُ فقيل يا ابن العَيْلَمِ يذهبون إلى سَعَتِها والعَيْلَم البحر والعَيْلَم الماء الذي عليه الأرض وقيل العَيْلَمُ الماء الذي عَلَتْه الأرضُ يعني المُنْدَفِن حكاه كراع والعَيْلَمُ التَّارُّ الناعِمْ والعَيْلَمُ الضِّفدَع عن الفارسي والعَيْلامُ الضِّبْعانُ وهو ذكر الضِّباع والياء والألف زائدتان وفي خبر إبراهيم على نبينا وعليه السلام أنه يَحْمِلُ أَباه ليَجوزَ به الصراطَ فينظر إليه فإذا هو عَيْلامٌ أَمْدَرُ وهو ذكر الضِّباع وعُلَيْمٌ اسم رجل وهو أبو بطن وقيل هو عُلَيم بن جَناب الكلبي وعَلاَّمٌ وأَعلَمُ وعبد الأَعلم أسماء قال ابن دريد ولا أَدري إلى أي شيء نسب عبد الأعلم وقولهم عَلْماءِ بنو فلان يريدون على الماء فيحذفون اللام تخفيفاً وقال شمر في كتاب السلاح العَلْماءُ من أَسماء الدُّروع قال ولم أَسمعه إلا في بيت زهير بن جناب جَلَّحَ الدَّهرُ فانتَحى لي وقِدْماً كانَ يُنْحِي القُوَى على أَمْثالي وتَصَدَّى لِيَصْرَعَ البَطَلَ الأَرْ وَعَ بَيْنَ العَلْماءِ والسِّرْبالِ يُدْرِكُ التِّمْسَحَ المُوَلَّعَ في اللُّجْ جَةِ والعُصْمَ في رُؤُوسِ الجِبالِ وقد ذكر ذلك في ترجمة عله
علجم
العَلْجَمُ الغدير الكثير الماء والعُلْجومُ الماء الغَمْر الكثير قال ابن مقبل وأَظهَرَ في غُلاَّنِ رَقْدٍ وسَيْلُهُ عَلاجِيمُ لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِح والعُلْجُومُ الضِّفدَع عامَّة وقيل هو الذَّكَرُ منها وأَنشد ابن بري لذي الرمة فما انجَلى الصُّبْحُ حتى بَيَّنَتْ غَلَلاً بَيْنَ الأَشاءِ جَرَتْ فيه العَلاجِيمُ وقيل العُلْجُوم البَطُّ الذَّكَر وعمَّ به بعضهم ذكَرَ البطّ وأُنثاه أَنشد الأزهري حتى إذا بَلَغَ الحَوْماتُ أَكْرُعَها وخالَطَتْ مُسْتَنِيماتِ العَلاجِيمِ والعُلْجُم والعُلْجوم جميعاً الشديد السواد والعُلْجُوم الظُّلْمة المتراكمة وخصصها الجوهري فقال ظلمة الليل أنشد ابن بري لذي الرمة أو مُزْنَة فارِق يَجْلُو غَوَارِبَها تَبَوُّجُ البَرْقِ والظَّلْماءُ عُلْجومُ والعُلْجُوم التَّامُّ المُسِنُّ من الوحش ومنه قيل للناقة المسنة عُلْجُوم والعُلْجُومُ موج البحر والعُلْجُومُ الأَجَمَةُ والعُلْجُومُ البستان الكثير النخل وهو الظُّلْمة الشديدة والعُلْجُومُ الظَّبْيُ الآدَمُ والعُلْجُومُ من الإبل الشديدةُ وقال الأزهري العُرْجُوم والعُلْجُومُ الناقة الشديدة وقال الكلابي العَلاجِيمُ شِدادُ الإبل وخِيارُها والعُلْجومُ الأَتانُ الكثيرة اللحم والعَلاجِيمُ من الظِّباء الوادِقَةُ المُرِيدة للسِّفاد واحدها عُلْجومٌ والعَلاجِيمُ الطِّوال قال أَبو ذؤيب إذا ما العَلاجِيمُ الخَلاجِيمُ نَكَّلوا وطالَ عَليهِمْ ضَرْسُها وسُعارُها وأَراد الخَلاجِمَ فأَشبع الكسرة فنشأَت بعدها ياء أَبو عمرو العَلاجِيمُ طِوالُ الإبل والحُمُرِ قال الراعي فَعُجْنَ عَلَيْنا مِن عَلاجيِمَ جلَّةٍ لِحَاجَتِنا مِنْها رَتُوكٌ وفاسِجُ يعني إبِلاً ضِخاماً والعُلْجُومُ الجماعة من الناس ورَمْلٌ مُعْلَنْجِمٌ متراكبٌ قال أَبو نُخَيلة كأَنَّ رَمْلاً غيرَ ذِي تَهَيُّمِ مِنْ عالِجٍ ورَمْلِها المُعْلَنْجِمِ بِمُلْتَقَى عَثاعِثٍ ومَأْكِمِ
علذم
العَلْذَمِيُّ من الرجال الحريصُ الذي يأْكل ما قَدَر عليه
علقم
العَلْقَمُ شجر الحَنْظَل والقطعة منه عَلْقَمَةٌ وكُلُّ مُرٍّ عَلْقَمٌ وقيل هو الحنظل بعينه أَعني ثمرته الواحدة منها عَلْقَمَةٌ وقال الأزهري هو شَحْمُ الحنظل ولذلك يقال لكل شيء فيه مرارة شديدة كأَنه العَلْقَم ابن الأَعرابي العَلْقَمَة النَّبِقة المُرَّةُ وهي الحَزْرة والعَلْقَمة المَرارة وعَلْقَمَ طعامَه أَمَرَّه كأَنه جعل فيه العَلْقَم وطعام فيه عَلْقَمَةٌ أي مرارة والْعَلْقَمُ أشدُّ الماء مرارة وقال ابن دريد العَلْقَمةُ اختلاط الماء وخُثُورَتُه الجوهري العَلْقَمُ شجر مر وعَلْقَمَةُ ابن عَبَدَة الشاعر وهو الفَحْلُ وعَلْقَمَةُ الخَصِيُّ وهما جميعاً من رَبيعةِ الجُوعِ وأَما عَلْقَمةُ بن عُلاثَة فهو من بني جعفر
علكم
العُلْكُمُ والعُلْكُوم والعُلاكِمُ والمُعَلْكَمُ الشديدُ الصُّلْبُ من الإبل وغيرها والأنثى عُلْكُومٌ قال لبيد بَكَرَتْ بها جُرَشِيَّةٌ مَقْطُورَةٌ تُرْوِي المَحاجِرَ بازِلٌ عُلْكُومُ قال ابن بري المَحاجرِ الحَدِيقة وأنشد ابن بري لمالك العُلَيْمي حَتَّى تَرى الْبُوَيْزِلَ الْعُلْكُوما مِنْها تُوَلِّي العِرَكَ الحَيْزُوما وقال العِرَك يريد العِرَاك ويقال ناقة عُلاكِمَةٌ قال أَبو الأَسود العجلي عُلاكِمَة مِثْل الفَنيقِ شِمِلَّة وحافِزَة في ذلك المِحْلَبِ الجَبْلِ والجَبْلُ الضَّخْمُ وفي قصيد كعب يصف الناقة غَلْباءُ وَجَنْاءُ عُلْكُومٌ مُذَكَّرَةٌ في دَفِّها سَعَةٌ قُدَّامَها مِيلُ العُلْكُومُ القويَّة الصُّلبة والعَلْكَمُ الرَّجُل الضَّخْم وقيل ناقة عُلْكُومٌ غليظة الخَلْقِ مُوَثَّفةِ وقيل الجسيمة السمينة وعَلْكَمَتُها عِظَمُ سَنامها أبو عبيد العَلاكِمُ العِظام من الإبل والعَلْكَمةُ عِظَمُ السَّنام ورجل مُعَلْكَمٌ كثير اللحم وعَلْكَمٌ اسم رجل عن ابن الأعرابي وأنشد عن ابن قَنان يُمْسِي بَنُو عَلْكَمٍ هَزْلى ونِسْوَتُه وعَلْكَمٌ مِثْل فَحْلِ الضأْن فُرْفُورُ( * قوله « يمسي إلخ » كذا في الأصل وتقدم في مادة فرر يمشي بالشين المعجمة وعليكم بدل قوله وعلكم والصواب ما هنا )
وعَلْكَمٌ اسم ناقة قال الشاعر أَقُولُ والنَّاقَةُ بي تَقَحَّمُ وَيْحَكِ ما اسْمُ أُمِّها يا عَلْكَمُ الجوهري العُلْكُومُ الشديد من الإبل مثل العُلْجُوم الذكرُ والأُنثى فيه سواء
علهم
الأزهري الْعِلْهَمُّ الضَّخْم العظيم من الإبل وغيرها وأنشد لَقَدْ غَدَوْتُ طَارِداً وقانِصاً أَقُودُ عِلْهَمّاً أَشَقَّ شاخِصا أُمْرِجَ في مَرْجٍ وفي فَصافِصا ونَهَرٍ تَرى لَهُ بَصابِصا حَتَّى نَشا مُصامِصاً دُلامِصا قال ويجوز عِلَّهْمٌ بتشديد اللام
عمم
العَمُّ أَخو الأَب والجمع أَعْمام وعُمُوم وعُمُومة مثل بُعُولة قال سيبويه أَدخلوا فيه الهاء لتحقيق التأْنيث ونظيره الفُحُولة والبُعُولة وحكى ابن الأعرابي في أَدنى العدد أعمٌّ وأَعْمُمُونَ بإظهار التضعيف جمع الجمع وكان الحكم أَعُمُّونَ لكن هكذا حكاه وأَنشد تَرَوَّح بالعَشِيِّ بِكُلِّ خِرْقٍ كَرِيم الأَعْمُمِينَ وكُلِّ خالِ وقول أَبي ذؤيب وقُلْتُ تَجَنَّبَنْ سُخْطَ ابنِ عَمٍّ ومَطْلَبَ شُلَّةٍ وهي الطَّرُوحُ أراد ابن عمك يريد ابن عمه خالد بن زهير ونَكَّره لأَن خَبَرهما قد عُرِف ورواه الأَخفش ابن عمرو وقال يعني ابن عويمر الذي يقول فيه خالد ألم تَتَنَقَّذْها مِنِ ابنِ عُوَيْمِرٍ وأنْتَ صَفِيُّ نَفْسِهِ وسَجِيرُها والأُنثى عَمَّةٌ والمصدر العُمُومة وما كُنْتَ عَمّاً ولقد عَمَمْتَ عُمُومةً ورجل مُعِمٌّ ومُعَمٌّ كريم الأَعْمام واسْتَعَمَّ الرجلَ عَمّاً اتَّخذه عَمّاً وتَعَمَّمَه دَعاه عَمّاً ومثله تَخَوَّلَ خالاً والعرب تقول رَجُلٌ مُعَمٌّ مُخْوَلٌ( * قوله « رجل معم مخول » كذا ضبط في الأصول بفتح العين والواو منهما وفي القاموس انهما كمحسن ومكرم أي بكسر السين وفتح الراء ) إذا كان كريم الأعْمام والأخْوال كثيرَهم قال امرؤ القيس بِجِيدٍ مُعَمٍّ في العَشِيرةِ مُخْوَلِ قال الليث ويقال فيه مِعَمٌّ مِخْوَلٌ قال الأَزهري ولم أسمعه لغير الليث ولكن يقال مِعَمٌّ مِلَمٌّ إذا كان يَعُمُّ الناسَ ببرِّه وفضله ويَلُمُّهم أي يصلح أمرهم ويجمعهم وتَعَمَّمَتْه النساءُ دَعَوْنَه عَمّاً كما تقول تَأَخَّاه وتَأَبَّاه وتَبَنَّاه أنشد ابن الأَعرابي عَلامَ بَنَتْ أُخْتُ اليَرابِيعِ بَيْتَها عَلَيَّ وقالَتْ لي بِلَيْلٍ تَعَمَّمِ ؟ معناه أنها لما رأَت الشيبَ قالت لا تَأْتِنا خِلْماً ولكن ائتنا عَمّاً وهما ابنا عَمٍّ تُفْرِدُ العَمَّ ولا تُثَنِّيه لأنك إنما تريد أن كل واحد منهما مضاف إلى هذه القرابة كما تقول في حد الكنية أبوَا زيد إنما تريد أَن كل واحد منهما مضاف إلى هذه الكنية هذا كلام سيبويه ويقال هما ابْنا عَمٍّ ولا يقال هما ابْنا خالٍ ويقال هما ابْنا خالة ولا يقال ابْنا عَمَّةٍ ويقال هما ابْنا عَمٍّ لَحٍّ وهما ابْنا خالة لَحّاً ولا يقال هما ابْنا عَمَّةٍ لَحّاً ولا ابْنا خالٍ لَحّاً لأَنهما مفترقان قال لأَنهما رجل وامرأَة وأَنشد فإنَّكُما ابْنا خالةٍ فاذْهَبا مَعاً وإنيَ مِنْ نَزْعٍ سِوى ذاك طَيِّب قال ابن بري يقال ابْنا عَمٍّ لأَن كل واحد منهما يقول لصاحبه يا ابنَ عَمِّي وكذلك ابْنا خالةٍ لأَن كل واحد منهما يقول لصاحبه يا ابْنَ خالتي ولا يصح أَن يقال هما ابْنا خالٍ لأَن أَحدهما يقول لصاحبه يا ابْنَ خالي والآخر يقول له يا ابْن عَمَّتي فاختلفا ولا يصح أَن يقال هما ابنا عَمَّةٍ لأَن أحدهما يقول لصاحبه يا ابن عَمَّتي والآخر يقول له يا اينَ خالي وبيني وبين فلان عُمُومة كما يقال أُبُوَّةٌ وخُؤُولةٌ وتقول يا ابْنَ عَمِّي ويا ابنَ عَمِّ ويا ابنَ عَمَّ ثلاث لغات ويا ابنَ عَمِ بالتخفيف وقول أَبي النجم يا ابْنَةَ عَمَّا لا تَلُومي واهْجَعِي لا تُسْمِعِيني مِنْكِ لَوْماً واسْمَعِي أَراد عَمّاهُ بهاء النُّدْبة وهكذا قال الجوهري عَمّاهُ قال ابن بري صوابه عَمَّاهُ بتسكين الهاء وأَما الذي ورد في حديث عائشة رضي الله عنها استأْذَنتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في دخول أبي القُعَيْس عليها فقال ائْذَني له فإنَّه عَمُّجِ فإنه يريد عَمُّك من الرضاعة فأَبدل كاف الخطاب جيماً وهي لغة قوم من اليمن قال الخطابي إنما جاء هذا من بعض النَّقَلة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يتكلم إلاَّ باللغة العالية قال ابن الأثير وليس كذلك فإنه قد تكلم بكثير من لغات العرب منها قوله لَيْسَ مِنَ امْبِرّ امْصِيامُ في امْسَفَرِ وغير ذلك والعِمامةُ من لباس الرأْس معروفة وربما كُنِيَ بها عن البَيْضة أَو المِغْفَر والجمع عَمائِمُ وعِمامٌ الأخيرة عن اللحياني قال والعرب تقول لَمّا وَضَعوا عِمامَهم عَرَفْناهم فإما أن يكون جَمْع عِمامَة جمع التكسير وإما أن يكون من باب طَلْحةٍ وطَلْحٍ وقد اعْتَمَّ بها وتَعَمَّمَ بمعنى وقوله أَنشده ثعلب إذا كَشَفَ اليَوْمُ العَماسُ عَنِ اسْتِهِ فلا يَرْتَدِي مِثْلي ولا يَتَعَمَّمُ قيل معناه أَلْبَسُ ثِيابَ الحرب ولا أَتجمل وقيل معناه ليس يَرْتَدي أَحد بالسيف كارتدائي ولا يَعْتَمُّ بالبيضة كاعْتِمامي وعَمَّمْتُه أَلبسته العِمامةَ وهو حَسَنُ العِمَّةِ أي التَّعَمُّمِ قال ذو الرمة واعْتَمَّ بالزَّبَدِ الجَعْدِ الخَراطِيمُ وأَرْخَى عِمامتَه أَمِنَ وتَرَفَّهَ لأن الرجل إنما يُرْخي عِمامَتَه عند الرخاء وأَنشد ثعلب أَلْقى عَصاهُ وأَرْخى من عِمامَته وقال ضَيْفٌ فَقُلْتُ الشَّيْبُ ؟ قال أَجَلْ قال أَراد وقلت الشيب هذا الذي حَلَّ وعُمِّمَ الرجلُ سُوِّدَ لأَن تيجان العرب العَمائم فكلما قيل في العجم تُوِّجَ من التاج قيل في العرب عُمِّمَ قال العجاج وَفيهمُ إذْ عُمِّمَ المُعَمَّمُ والعرب تقول للرجل إذا سُوِّد قد عُمِّمَ وكانوا إذا سَوَّدُوا رجلاً عَمَّمُوه عِمامةً حمراء ومنه قول الشاعر رَأَيْتُكَ هَرَّيْتَ العِمامةَ بَعْدَما رَأَيْتُكَ دَهْراً فاصِعاً لا تَعَصَّب
( * قوله « رأيتك » البيت قبله كما في الأساس أيا قوم هل أخبرتم أو سمعتم بما احتال مذ ضمّ المواريث مصعب )
وكانت الفُرْسُ تُتَوِّجُ ملوكها فيقال له مُتَوَّج وشاةٌ مُعَمَّمةٌ بيضاء الرأْس وفرَسٌ مُعَمَّمٌ أَبيض الهامَةِ دون العنق وقيل هو من الخيل الذي ابيضَّتْ ناصيتُه كلها ثم انحدر البياض إلى مَنْبِت الناصية وما حولها من القَوْنَس ومن شِياتِ الخيل أَدْرَعُ مُعَمَّم وهو الذي يكون بياضه في هامته دون عنقه والمُعَمَّمُ من الخيل وغيرها الذي ابيضَّ أُذناه ومنيت ناصيته وما حولها دون سائر جسده وكذلك شاةٌ مُعَمَّمة في هامَتِها بياض والعامَّةُ عِيدانٌ مشدودة تُرْكَبُ في البحر ويُعْبَرُ عليها وخَفَّفَ ابن الأعرابي الميم من هذا الحرف فقال عامَةٌ مثل هامَة الرأْس وقامةَ العَلَق وهو الصحيح والعَمِيمُ الطويل من الرجال والنبات ومنه حديث الرؤيا فأَتينا على رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ أي وافية النبات طويلته وكلُّ ما اجتمع وكَثُرَ عَمِيمٌ والجمع عُمُمٌ قال الجعدي يصف سفينة نوح على نبينا وعليه الصلاة والسلام يَرْفَعُ بالقارِ والحَديدِ مِنَ الْ جَوْزِ طِوالاً جُذُوعُها عُمُما والاسم من كل ذلك العَمَمُ والعَمِيمُ يَبِيسُ البُهْمى ويقال اعْتَمَّ النبتُ اعْتِماماً إذا التفَّ وطال ونبت عَمِيمٌ قال الأعشى مُؤَزَّرٌ بِعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ واعْتَمَّ النبتُ اكْتَهَلَ ويقال للنبات إذا طال قد اعْتَمَّ وشيء عَمِيمٌ أي تام والجمع عُمُمٌ مثل سَرير وسُرُر وجارية عَمِيمَةٌ وعَمَّاءُ طويلة تامةُ القَوامِ والخَلْقِ والذكر أَعَمُّ ونخلة عَمِيمةٌ طويلة والجمع عُمٌّ قال سيبويه أَلزموه التخفيف إذ كانوا يخففون غير المعتل ونظيرهُ بونٌ وكان يجب عُمُم كَسُرُر لأنه لا يشبه الفعل ونخلةٌ عُمٌّ عن اللحياني إما أَن يكون فُعْلاً وهي أَقل وإما أَن يكون فُعُلاً أصلها عُمُمٌ فسكنت الميم وأُدغمت ونظيرها على هذا ناقة عُلُطٌ وقوس فُرُجٌ وهو باب إلى السَّعَة ويقال نخلة عَمِيمٌ ونخل عُمٌّ إذا كانت طِوالاً قال عُمٌّ كَوارِعُ في خَلِيج مُحَلِّم وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه اختَصم إليه رجلان في نخل غَرَسَه أحدهما في غير حقه من الأَرض قال الراوي فلقد رأَيت النخل يُضرب في أُصولها بالفُؤُوس وإنَّها لَنَخْلٌ عُمٌّ قال أَبو عبيد العُمُّ التامة في طولها والتفافها وأَنشد للبيد يصف نخلاً سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا وسَرِيُّهُ عُمٌّ نَواعِمُ بَيْنهنّ كُرُومُ وفي الحديث أَكْرِموا عَمَّتكَم النخلة سماها عَمَّة للمشاكلة في أنها إذا قطع رأْسها يَبِستْ كما إذا قطع رأْس الإنسان مات وقيل لأَن النخل خلق من فَضْلةِ طينة آدم عليه السلام ابن الأَعرابي عُمَّ إذا طُوِّلَ وعَمَّ إذا طال ونبْتٌ يَعْمومٌ طويل قال ولقَدْ رَعَيْتُ رِياضَهُنَّ يُوَيْفِعاً وعُصَيْرُ طَرَّ شُوَيرِبي يَعْمومُ والعَمَمُ عِظَم الخَلْق في الناس وغيرهم والعَمَم الجسم التامُّ يقال إن جِسمه لعَمَمٌ وإنه لعَممُ الجسم وجِسم عَمَم تامٌّ وأَمر عَمَم تامٌّ عامٌّ وهو من ذلك قال عمرو ذو الكلب الهذلي يا ليتَ شِعْري عَنْك والأمرُ عَمَمْ ما فَعَل اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ ؟ ومَنْكِب عَمَمٌ طويل قال عمرو بن شاس فإنَّ عِراراً إنْ يَكُنْ غَيرَ واضِحٍ فإني أُحِبُّ الجَوْنَ ذا المَنْكِب العَمَمْ ويقال اسْتَوى فلان على عَمَمِه وعُمُمِه يريدون به تمام جسمه وشبابه وماله ومنه حديث عروة بن الزبير حين ذكر أُحَيحة بن الجُلاح وقول أَخواله فيه كُنَّا أَهلَ ثُمِّه ورُمِّه حتى إذا استوى على عُمُمِّه شدّد للازدواج أَراد على طوله واعتدال شبابه يقال للنبت إذا طال قد اعتَمَّ ويجوز عُمُمِه بالتخفيف وعَمَمِه بالفتح والتخفيف فأَما بالضم فهو صفة بمعنى العَمِيم أو جمع عَمِيم كسَرير وسُرُر والمعنى حتى إذا استوى على قَدّه التامّ أَو على عظامه وأَعضائه التامة وأما التشديدة فيه عند من شدّده فإنها التي تزاد في الوقف نحو قولهم هذا عمرّْ وفرجّْ فأُجري الوصل مجرى الوقف قال ابن الأَثير وفيه نظر وأما من رواه بالفتح والتخفيف فهو مصدر وصف به ومنه قولهم مَنْكِب عَمَمٌ ومنه حديث لقمان يَهَبُ البقرة العَمِيمة أي التامة الخَلق وعَمَّهُم الأَمرُ يَعُمُّهم عُموماً شَمِلهم يقال عَمَّهُمْ بالعطيَّة والعامّةُ خلاف الخاصَّة قال ثعلب سميت بذلك لأَنها تَعُمُّ بالشر والعَمَمُ العامَّةُ اسم للجمع قال رؤبة أنتَ رَبِيعُ الأَقرَبِينَ والعَمَمْ ويقال رجلٌ عُمِّيٌّ ورجل قُصْرِيٌّ فالعُمِّيٌّ العامُّ والقُصْرِيٌّ الخاصُّ وفي الحديث كان إذا أَوى إلى منزله جَزَّأَ دخوله ثلاثة أَجزاء جزءاً لله وجزءاً لأَهله وجزءاً لنفسه ثم جزءاً جزَّأَه بينه وبين الناس فيردّ ذلك على العامة بالخاصّة أَراد أَن العامة كانت لا تصل إليه في هذا الوقت فكانت الخاصَّة تخبر العامَّة بما سمعت منه فكأَنه أوصل الفوائد إلى العامّة بالخاصّة وقيل إن الباء بمعنى مِنْ أَي يجعل وقت العامّة بعد وقت الخاصّة وبدلاً منهم كقول الأَعشى على أَنها إذْ رَأَتْني أُقا دُ قالتْ بما قد أَراهُ بَصِيرا أَي هذا العَشا مكان ذاك الإبصار وبدل منه وفي حديث عطاء إذا توَضَّأْت ولم تَعْمُمْ فتَيَمَّمْ أَي إذا لم يكن في الماء وضوء تامٌّ فتَيمَّمْ وأَصله من العُموم ورجل مِعَمٌّ يَعُمُّ القوم بخيره وقال كراع رجل مُعِمٌّ يَعُمُّ الناس بمعروفه أَي يجمعهم وكذلك مُلِمٌّ يَلُمُّهم أَي يجمعهم ولا يكاد يوجد فَعَلَ فهو مُفْعِل غيرهما ويقال قد عَمَّمْناك أَمْرَنا أَي أَلزمناك قال والمُعَمَّم السيد الذي يُقلِّده القومُ أُمُورَهم ويلجأُ إليه العَوامُّ قال أَبو ذؤيب ومِنْ خَيرِ ما جَمَعَ النَّاشِئُ الْ مُعَمِّمُ خِيرٌ وزَنْدٌ وَرِي والعَمَمُ من الرجال الكافي الذي يَعُمُّهم بالخير قال الكميت بَحْرٌ جَريرُ بنُ شِقٍّ من أُرومَتهِ وخالدٌ من بَنِيهِ المِدْرَهُ العَمَمُ ابن الأَعرابي خَلْقٌ عَمَمٌ أَي تامٌّ والعَمَمُ في الطول والتمام قال أَبو النجم وقَصَب رُؤْد الشَّبابِ عَمَمه الأَصمعي في سِنِّ البقر إذا استَجْمَعَتْ أَسنانُه قيل قد اعتَمََّ عَمَمٌ فإذا أَسَنَّ فهو فارِضٌ قال وهو أَرْخٌ والجمع آراخ ثم جَذَعٌ ثم ثَنِيٌّ ثم رَباعٌ ثم سدَسٌ ثم التَّمَمُ والتَّمَمةُ وإذا أَحالَ وفُصِلَ فهو دَبَبٌ والأُنثى دَبَبةٌ ثم شَبَبٌ والأُنثى شَبَبةٌ وعَمْعَمَ الرجلُ إذا كَثُرَ جيشُه بعد قِلَّة ومن أَمثالهم عَمَّ ثُوَباءُ النَّاعِس يضرب مثلاً للحَدَث يَحْدُث ببلدة ثم يتعداها إلى سائر البلدان وفي الحديث سألت ربي أَن لا يُهْلِكَ أُمتي بسَنةٍ بِعامَّةٍ أَي بقحط عامٍّ يَعُمُّ جميعَهم والباء في بِعامَّةٍ زائدة في قوله تعالى ومن يُرِدْ فيه بإلحادٍ بظُلْمٍ ويجوز أَن لا تكون زائدة وقد أَبدل عامَّة من سنَةٍ بإعادة الجارِّ ومنه قوله تعالى قال الذين استكبروا للذين استضعفوا لمن آمن منهم وفي الحديث بادِرُوا بالأَعمال سِتّاً كذا وكذا وخُوَيْصَّة أَحدِكم وأَمرَ العامَّةِ أَراد بالعامّة القيامة لأَنها تَعُمُّ الناسَ بالموت أَي بادروا بالأَعمال مَوْتَ أَحدكم والقيامةَ والعَمُّ الجماعة وقيل الجماعة من الحَيّ قال مُرَقِّش لا يُبْعِدِ اللهُ التَّلَبُّبَ وال غاراتِ إذْ قال الخَميسُ نَعَمْ والعَدْوَ بَينَ المجْلِسَيْنِ إذا آدَ العَشِيُّ وتَنادَى العَمْ تَنادَوْا تَجالَسوا في النادي وهو المجلس أَنشد ابن الأَعرابي يُرِيغُ إليه العَمُّ حاجةَ واحِدٍ فَأُبْنا بحاجاتٍ ولَيْسَ بِذي مالِ قال العَمُ هنا الخَلق الكثير أَراد الحجرَ الأَسود في ركن البيت يقول الخلق إنما حاجتهم أَن يَحُجُّوا ثم إنهم آبوا مع ذلك بحاجات وذلك معنى قوله فأُبْنا بحاجات أَي بالحج هذا قول ابن الأعرابي والجمع العَماعِم قال الفارسي ليس بجمع له ولكنه من باب سِبَطْرٍ ولأآلٍ والأَعَمُّ الجماعة أَيضاً حكاه الفارسي عن أَبي زيد قال وليس في الكلام أَفْعَلُ يدل على الجمع غير هذا إلا أَن يكون اسم جنس كالأَرْوَى والأَمَرِّ الذي هو الأَمعاء وأَنشد ثُمَّ رَماني لا أَكُونَنْ ذَبِيحةً وَقَدْ كَثُرَتْ بَيْنَ الأَعَمّ المَضائِضُ قال أَبو الفتح لم يأْت في الجمع المُكَسَّر شيء على أَفْعلَ معتلاًّ ولا صحيحاً إلا الأَعَمّ فيما أَنشده أَبو زيد من قول الشاعر ثم رآني لا أكونن ذبيحة البيت بخط الأَرزني رآني قال ابن جني ورواه الفراء بَيْنَ الأَعُمِّ جمع عَمٍّ بمنزلة صَكٍّ وأصُكٍّ وضَبٍّ وأَضُبٍّ والعَمُّ العُشُبُ كُلُّهُ عن ثعلب وأَنشد يَرُوحُ في العَمِّ ويَجْني الأُبْلُما والعُمِّيَّةُ مثال العُبِّيَّةِ الكِبْرُ وهو من عَمِيمهم أي صَمِيمِهم والعَماعِمُ الجَماعات المتفرقون قال لبيد لِكَيْلا يَكُونَ السَّنْدَرِيُّ نَدِيدَتي وأََجْعَلَ أَقْواماً عُمُوماً عماعِما السَّندَرِيُّ شاعر كان مع عَلْقمة بن عُلاثة وكان لبيد مع عامر بن الطفيل فَدُعِي لبيد إلى مهاجاته فأَبى ومعنى قوله أي أََجعل أَقواماً مجتمعين فرقاً وهذا كما قال أَبو قيس بن الأَسلت ثُمَّ تَجَلَّتْ ولَنا غايةٌ مِنْ بَيْنِ جَمْعٍ غَيْرِ جُمَّاعِ وعَمَّمَ اللَّبنُ أَرْغَى كأَن رَغْوَتَه شُبِّهت بالعِمامة ويقال للبن إذا أَرْغَى حين يُحْلَب مُعَمِّمٌ ومُعْتَمٌّ وجاء بقَدَحٍ مُعَمِّمٍ ومُعْتَمٌّ اسم رجل قال عروة أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ ولَمْ أُقِمْ عَلى نَدَبٍ يَوْماً ولي نَفْسُ مُخْطِرِ ؟ قال ابن بري مُعْتَمٌّ وزيد قبيلتان والمُخْطِرُ المُعَرِّضُ نفسه للهلاك يقول أَتهلك هاتان القبيلتان ولم أُخاطر بنفسي للحرب وأَنا أَصلح لذلك ؟ وقوله تعالى عَمَّ يتساءلون أَصله عَنْ ما يتساءلون فأُدغمت النون في الميم لقرب مخرجيهما وشددت وحذفت الأَلف فرقاً بين الاستفهام والخبر في هذا الباب والخبرُ كقولك عما أَمرتك به المعنى عن الذي أمرتك به وفي حديث جابر فَعَمَّ ذلك أَي لِمَ فَعَلْتَه وعن أَيِّ شيء كان وأَصله عَنْ ما فسقطت أَلف ما وأُدغمت النون في الميم كقوله تعالى عَمَّ يتساءلون وأَما قول ذي الرمة بَرَاهُنَّ عمَّا هُنَّ إِمَّا بَوَادِئٌ لِحاجٍ وإمَّا راجِعاتٌ عَوَائِدُ قال الفراء ما صِلَةٌ والعين مبدلة من أَلف أَنْ المعنى بَرَاهُنَّ أَنْ هُنَّ إمَّا بوادئ وهي لغة تميم يقولون عَنْ هُنَّ وأَما قول الآخر يخاطب امرأة اسمها عَمَّى فَقِعْدَكِ عَمَّى اللهَ هَلاَّ نَعَيْتِهِ إلى أَهْلِ حَيٍّ بالقَنافِذِ أَوْرَدُوا ؟ عَمَّى اسم امرأة وأَراد يا عَمَّى وقِعْدَكِ واللهَ يمينان وقال المسيَّب بن عَلَس يصف ناقة وَلَها إذا لَحِقَتْ ثَمائِلُها جَوْزٌ أعَمُّ ومِشْفَرٌ خَفِقُ مِشْفَرٌ خفِقٌ أَهْدَلُ يضطرب والجَوْزُ الأَعَمُّ الغليظ التام والجَوْزُ الوَسَطُ والعَمُّ موضع عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَقْسَمْتُ أُشْكِيك مِنْ أَيْنٍ وَمِنْ وَصَبٍ حَتَّى تَرَى مَعْشَراً بالعَمِّ أَزْوَالا
( * قوله « بالعم » كذا في الأصل تبعاً للمحكم وأورده ياقوت قرية في عين حلب وأنطاكية وضبطها بكسر العين وكذا في التكملة )
وكذلك عَمَّان قال مُلَيْح وَمِنْ دُونِ ذِكْرَاها الَّتي خَطَرَتْ لَنا بِشَرْقِيِّ عَمَّانَ الثَّرى فالمُعَرَّفُ وكذلك عُمَان بالتخفيف والعَمُّ مُرَّة بن مالك ابن حَنْظَلة وهم العَمِّيُّون وعَمٌّ اسم بلد يقال رجل عَمِّيٌّ قال رَبْعان إذا كُنْتَ عَمِّيّاً فَكُنْ فَقْعَ قَرْقَرٍ وإلاَّ فَكُنْ إنْ شِئْتَ أَيْرَ حِمارِ والنسبة إلى عَمٍّ عَمَوِيٌّ كأَنه منسوب إلى عَمىً قاله الأخفش
عنم
العَنَمُ شجر لَيِّنُ الأَغصانُ لَطِيفُها يُشَبَّهُ به البَنان كأَنه بَنان العَذارى واحدتها عَنَمةٌ وهو مما يستاك به وقيل العَنَمُ أَغصان تنبت في سُوق العِضاه رطبة لا تشبه سائر أَغصانها حُمْرُ اللون وقيل هو ضرب من الشجر له نَوْرٌ أَحمر تشبَّه به الأصابع المخضوبة قال النابغة بِمُخَضَّبٍ رَخْصٍ كأَنَّ بَنانَهُ عَنَمٌ على أَغصانه لم يَعْقِدِ قال الجوهري هذا يدل على أَنه نَبْتٌ لا دُودٌ وبَنَان مُعَنَّمٌ أَي مخضوب قال ابن بري وقيل العَنَم ثمر العَوْسَج يكون أََحمر ثم يسودّ إذا نَضِجَ وعَقَد ولهذا قال النابغة لم يَعْقِدْ يريد لم يُدْرِك بعد وقال أَبو عمرو العَنَم الزُّعْرُور وقد ورد في حديث خزيمة وأَخلَفَ الخُزَامَى وأَيْنَعَتِ العَنَمَةُ وقيل هو أَطراف الخَرُّوب الشامي قال فَلَمْ أَسْمَعْ بِمُرْضِعَةٍ أَمالَتْ لَهاةَ الطِّفْلِ بالعَنَمِ المَسُوكِ قال ابن الأَعرابي العَنَم شجرة حجازية لها ثمرة حمْراء يُشَبَّه بها البَنان المخضوب والعَنَم أَيضاً شَوْك الطَّلْح وقال أَبو حنيفة العَتَمُ شجرة صغيرة تنبت في جوف السَّمُرة لها ثمر أَحمر وعن الأَعْراب القُدُم العَنَمُ شجرة صغيرة خضراء لها زَهْر شديد الحمرة وقال مرَّة العَنَمُ الخيوط التي يتعلق بها الكَرْم في تَعارِيشه والواحدة من كل ذلك عَنَمةٌ وبَنانٌ مُعْنَمٌ مشبَّه بالعَنَم قال رؤبة وَهْيَ تُرِيكَ مِعْضَداً ومِعْصَما عَبْلاً وأَطرافَ بَنانٍ مُعْنَما وَضَعَ الجمعَ موضع الواحد أَراد وطَرَف بَنان مُعْنَمَا وبَنَانٌ مُعَنَّم مخضوب حكاه ابن جني وقال رؤبة يُبْدِينَ أَطْرافاً لِطافاً عَنَمُه والعَنَمُ والعَنَمةُ ضرب من الوَزَغ وقيل العَنَم كالعَظَايَةِ إلا أَنها أَشد بياضاً منها وأحسن قال الأَزهري الذي قيل في تفسير العَنَم إنه الوَزَغُ وشوك الطَّلْح غير صحيح ونَسَبَ ذلك إلى الليث وأَنه هو الذي فسر ذلك على هذه الصورة وقال ابن الأَعرابي في موضِع العَنَمُ يشبه العُنَّاب الواحدة عَنَمَة قال والعَنَم الشَّجَر الحُمْر وقال أَبو عمرو أَعْنَم إذا رعى العَنَم وهو شجر يحمل ثمراً أَحمر مثل العُنَّاب والعَنْمَةُ الشَّقَّة في شفة الإنسان والعَنْمِيُّ الحَسَنُ الوجه المُشْرَبُ حُمْرَةً وقال ابن دريد في كتاب النوادر العَنَمُ واحدتها عَنَمَة وهي أَغصان تنبت في سُوق العِضاه رطبة لا تشبه سائر أَغصانه أَحمر اللون يتفرق أَعالي نوره بأَربَعِ فرق كأَنه فَنَنٌ من أَراكة يخرجن في الشتاء والقيظ وعَيْنَمٌ موضع والعَيْنُوم الضِّفْدَعُ الذكر
عندم
العَنْدَمُ دَمُ الأَخَوَيْنِ وقيل هو الأَيْدَعُ وقال محارب العَنْدَم صِبْغ الداربرنيان( * قوله « الداربرنيان » هو هكذا في التهذيب )
وقال أَبو عمرو العَنْدَمُ شجر أَحمر وقال بعضهم العَنْدَمُ دمُ الغَزال بِلِحاء الأَرْطى يطبخان جميعاً حتى ينعقدا فتختضب به الجواري وقال الأَصمعي في قول الأَعشى سُخامِيَّة حمراء تُحْسَبُ عَنْدَما قال هو صِبْغٌ زعم أَهل البحرين أَن جواريهم يختضبن به الجوهري العَنْدَمُ البَقَّمُ وقيل دم الأَخوين قال الشاعر أَما وَدِماءٍ مائراتٍ تَخالُها على قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ عَنْدَما
عهم
العَهَمانُ التحيُّر والتردّد عن كراع والعَيْهَمُ السُّرْعة قوله « والعيهم السرعة » كذا في الأصل والمحكم وناقة عَيْهَمٌ سريعة قال الأَعشى وكَوْرٍ عِلافيٍّ وقِطْعٍ ونُمْرُقٍ ووَجْناءَ مِرْقالِ الهَواجِرِ عَيْهَمِ وناقةٌ عَيْهامَةٌ ماضية وجَمَلٌ عَيْهَمٌ وعَيْهامٌ وعُياهِم ماض سريع وهو مثال لم يذكره سيبويه قال ابن جني أَما عُياهِم فحاكيه صاحب العين وهو مجهول قال وذاكرت أَبا علي رحمه الله يوماً بهذا الكتاب فأَساء ثناءه فقلت له إن تصنيفه أَصح وأَمثل من تصنيف الجمهرة فقال أَرأَيت الساعة لو صَنَّف إنسان لغة بالتركية تصنيفاً جيداً أَكانت تُعدُّ عربية ؟ وقال كراع ولا نظير لعُياهِم والأُنثى عَيْهَمٌَ وعَيْهَمَة وعَيْهَمة وعَيْهومٌ وعَيْهامةٌ وقد عَيْهَمَتْ وعَيْهَمَتُها سُرعَتُها وجمعها عَياهِيمُ قال ذو الرمة هَيْهاتَ خَرْقاءُ إلاَّ أَن يُقَرِّبَها ذو العَرْشِ والشَّعْشعاناتُ العَياهِيمُ وقيل العَيْهامةُ والعَيْهَمةُ الطويلةُ العنق الضَّخْمةُ الرأْس والعَياهِم نجائب الإبل والعَياهِمُ الشِّدادُ من الإبل الوحد عَيْهَمٌ وعَيْهُومٌ والعَيْهَمُ الشديد وجَمَلٌ عَيْهامٌ كذلك والعَيْهَمُ مِنَ النوق الشديدة والعَيْهَمِيُّ الضخم الطويل ويقال للفيل الذكر عَيْهَمٌ وعَيْهَمانُ اسم وعَيْهَمٌ اسم موضع وقيل عَيْهَمٌ اسم موضع بالغَوْرِ من تهامة قالت امرأَة من العرب ضربها أَهلها في هَوىً لها أَلا لَيْتَ يَحيى يَوْمَ عَيْهَمَ زارَنا وإنْ نَهِلَتْ مِنَّا السِّياطُ وعَلَّتِ وقال البُغَيْتُ الجُهَنِيُّ والبغيت بباء موحدة مضمومة وغين معجمة وتاء مثناة وَنَحْنُ وقَعْنا في مُزَيْنَةَ وَقْعَةً غَداةَ التَقَيْنا بَيْنَ غَيْقٍ فَعَيْهَما وقال العجاج وللشآمِينَ طَريقُ المُشْئِمِ وللْعِرافيِّ ثَنايا عَيْهَمِ كأنَّ عَيْهَماً اسم جبل بعينه والعَيْهَمانُ الرجل الذي لا يُدْلِجُ ينام على ظَهْرِ الطريق وقال وقد أُثيرُ العَيْهَمانَ الراقِدا والعَيْهُومُ الأَديمُ الأَملس وأَنشد لأَبي دُواد فَتَعَفَّتْ بَعْدَ الرَّبابِ زَماناً فَهْيَ قَفْرٌ كأَنها عَيْهُومُ وقيل شَبَّه الدار في دُرُوسها بالعَيْهَم من الإبل وهو الذي أَنضاه السير حتى بَلاَّه كما قال حميد بن ثور عَفَتْ مِثْلَ ما يَعْفُو الطَّلِيحُ وأَصْبَحَتْ بها كِبْرِياءُ الصَّعْبِ وهي رَكُوب ويقال للعين العَذْبة عَيْن عَيْهَم وللعين المالحة عَيْن زَيْغَم( * قوله « زيغم » هكذا في الأصل والتهذيب )
عوم
العامُ الحَوْلُ يأْتي على شَتْوَة وصَيْفَة والجمع أَعْوامٌ لا يكسَّرُ على غير ذلك وعامٌ أَعْوَمُ على المبالغة قال ابن سيده وأُراه في الجدب كأَنه طال عليهم لجَدْبه وامتناع خِصْبه وكذلك أَعْوامٌعُوَّمٌ وكان قياسه عُومٌ لأَن جمع أَفْعَل فُعْل لا فُعَّل ولكن كذا يلفظون به كأن الواحد عامٌ عائمٌ وقيل أَعوامٌ عُوَّمٌ من باب شِعْر شاعر وشُغْل شاغل وشَيْبٌ شائبٌ وموْتٌ مائتٌ يذهبون في كل ذلك إلى المبالغة فواحدها على هذا عائمٌ قال العجاج من مَرِّ أَعوام السِّنينَ العُوَّم من الجوهري وهو في التقدير جمع عائم إلا أَنه لا يفرد بالذكر لأَنه ليس بإسم وإنما هو توكيد قال ابن بري صواب إنشاد هذا الشعر ومَرّ أََعوام وقبله كأَنَّها بَعْدَ رِياحِ الأَنجُمِ وبعده تُراجِعُ النَّفْسَ بِوَحْيٍ مُعْجَمِ وعامٌ مُعِيمٌ كأعْوَم عن اللحياني وقالوا ناقة بازِلُ عامٍ وبازِلُ عامِها قال أَبو محمد الحَذْلمي قامَ إلى حَمْراءَ مِنْ كِرامِها بازِلِ عامٍ أَو سَديسِ عامِها ابن السكيت يقال لقيته عاماً أَوّلَ ولا تقل عام الأَوّل وعاوَمَهُ مُعاوَمَةً وعِواماً استأْجره للعامِ عن اللحياني وعامله مُعاوَمَةً أَي للعام وقال اللحياني المُعَاوَمَةُ أن تبيع زرع عامِك بما يخرج من قابل قال اللحياني والمُعاومة أَن يَحِلَّ دَيْنُك على رجل فتزيده في الأَجل ويزيدك في الدَّين قال ويقال هو أَن تبيع زرعك بما يخرج من قابل في أعرض المشتري وحكى الأَزهري عن أَبي عبيد قال أَجَرْتُ فلاناً مُعاوَمَةً ومُسانَهَةً وعاملته مُعاوَمَةً كما تقول مشاهرةً ومُساناةً أَيضاً والمُعاوَمَةُ المنهيُّ عنها أَن تبيع زرع عامك أَو ثمر نخلك أَو شجرك لعامين أَو ثلاثة وفي الحديث نهى عن بيع النخل مُعاومةً وهو أَن تبيع ثمر النخل أَو الكرم أَو الشجر سنتين أَو ثلاثاً فما فوق ذلك ويقال عاوَمَتِ النخلةُ إذا حَمَلتْ سنة ولم تحْمِلْ أُخرى وهي مُفاعَلة من العام السَّنةِ وكذلك سانََهَتْ حَمَلتْ عاماً وعاماً لا ورَسَمٌ عامِيٌّ أَتى عليه عام قال مِنْ أَنْ شجاك طَلَلٌ عامِيُّ ولقِيتُه ذاتَ العُوَيمِ أَي لدُنْ ثلاث سنِين مضت أو أَربع قال الأَزهري قال أَبو زيد يقال جاورت بني فلان ذاتَ العُوَيمِ ومعناه العامَ الثالثَ مما مضى فصاعداً إلى ما بلغ العشر ثعلب عن ابن الأَعرابي أَتيته ذاتَ الزُّمَينِ وذاتَ العُوَيم أَي منذ ثلاثة أَزمان وأَعوام وقال في موضع آخر هو كقولك لَقِيتُه مُذْ سُنَيَّاتٍ وإنما أُنِّث فقيل ذات العُوَيم وذات الزُّمَين لأنهم ذهبوا به إلى المرّة والأَتْيَةِ الواحدة قال الجوهري وقولهم لقِيتُه ذات العُوَيم وذلك إذا لقيته بين الأَعوام كما يقال لقيته ذات الزُّمَين وذات مَرَّةٍ وعَوَّمَ الكَرْمُ تَعويماً كثر حَمْله عاماً وقَلَّ آخر وعاوَمتِ النخلةُ حَمَلتْ عاماً ولم تحْمِل آخر وحكى الأَزهري عن النضر عِنَبٌ مُعَوِّم إذا حَمَل عاماً ولم يحمل عاماً وشَحْمٌ مُعَوِّم أَي شحم عامٍ بعد عام قال الأَزهري وشَحْمٌ مُعَوِّم شحمُ عام بعد عام قال أَبو وجزة السعدي تَنادَوْا بِأَغباشِ السَّواد فقُرِّبَتْ عَلافِيفُ قد ظاهَرْنَ نَيّاً مُعَوِّما أَي شَحْماً مُعَوِّماً وقول العُجير السَّلولي رَأَتني تَحادبتُ الغَداةَ ومَنْ يَكُن فَتىً عامَ عامَ الماءِ فَهْوَ كَبِيرُ فسره ثعلب فقال العرب تكرّر الأَوقات فيقولون أَتيتك يومَ يومَ قُمْت ويومَ يومَ تقوم والعَوْمُ السِّباحة يقال العَوْمُ لا يُنْسى وفي الحديث عَلِّموا صِبْيانكم العَوْم هو السِّباحة وعامَ في الماء عَوْماً سَبَح ورجل عَوَّام ماهر بالسِّباحة وسَيرُ الإبل والسفينة عَوْمٌ أَيضاً قال الراجز وهُنَّ بالدَّو يَعُمْنَ عَوْما قال ابن سيده وعامَتِ الإبلُ في سيرها على المثل وفرَس عَوَّامٌ جَواد كما قيل سابح وسَفِينٌ عُوَّمٌ عائمة قال إذا اعْوَجَجْنَ قلتُ صاحِبْ قَوِّمِ بالدَّوِّ أَمثالَ السَّفِينِ العُوَّمِ( * قوله صاحبْ قوم هكذا في الأَصل ولعلها صاحِ مرخم صاحب )
وعامَتِ النجومْ عَوْماً جرَتْ وأَصل ذلك في الماء والعُومةُ بالضم دُوَيبّة تَسبَح في الماء كأَنها فَصٌّ أَسود مُدَمْلكةٌ والجمع عُوَمٌ قال الراجز يصف ناقة قد تَرِدُ النِّهْيَ تَنَزَّى عُوَمُه فتَسْتَبِيحُ ماءَهُ فتَلْهَمُه حَتى يَعُودَ دَحَضاً تَشَمَّمُه والعَوّام بالتشديد الفرس السابح في جَرْيه قال الليث يسمى الفرس السابح عَوّاماً يعوم في جريه ويَسْبَح وحكى الأَزهري عن أَبي عمرو العامَةُ المِعْبَر الصغير يكون في الأَنهار وجمعه عاماتٌ قال ابن سيده والعامَةُ هَنَةٌ تتخذ من أَغصان الشجر ونحوه يَعْبَر عليها النهر وهي تموج فوق الماء والجمع عامٌ وعُومٌ الجوهري العامَةُ الطَّوْف الذي يُرْكَب في الماء والعامَةُ والعُوَّام هامةُ الراكب إذا بدا لك رأْسه في الصحراء وهو يسير وقيل لا يسمى رأْسه عامَةً حتى يكون عليه عِمامة ونبْتٌ عامِيٌّ أَي يابس أَتى عليه عام وفي حديث الاستسقاء سِوَى الحَنْظَلِ العامِيِّ والعِلهِزِ الفَسْلِ وهو منسوب إلى العام لأَنه يتخذ في عام الجَدْب كما قالوا للجدب السَّنَة والعامَةُ كَوْرُ العمامة وقال وعامةٍ عَوَّمَها في الهامه والتَّعْوِيمُ وضع الحَصَد قُبْضةً قُبضة فإذا اجتمع فهي عامةٌ والجمع عامٌ والعُومَةُ ضرب من الحيَّات بعُمان قال أُمية المُسْبِح الخُشْبَ فوقَ الماء سَخَّرَها في اليَمِّ جِرْيَتُها كأَنَّها عُوَمُ والعَوَّامُ بالتشديد رجلٌ وعُوَامٌ موضع وعائم صَنَم كان لهم
عيم
العَيْمةُ شَهُوة اللبَن عامَ الرجلُ إلى اللَّبَن يَعامُ ويَعِيمُ عَيْماً وعَيْمةً اشتهاه قال الليث يقال عِمْتُ عَيْمة وعَيَماً شديداً قال وكل شيء من نحو هذا مما يكون مصدراً لِفَعْلان وفَعْلى فإذا أَنَّثْتَ المصدر فخَفِّفْ وإذا حَذَفت الهاء فثَقِّل نحو الحَيْرة والحَيَر والرَّغْبة والرَّغَب والرَّهبة والرَّهَب وكذلك ما أَشبهه من ذواته وفي الدعاء على الإنسان ما له آمَ وعامَ فمعنى آمَ هَلَكَت امرأَتُه وعامَ هَلَكتْ ماشيتُه فاشتاق إلى اللبن وعامَ القومُ إذا قَلَّ لَبَنُهم وقال اللحياني عامَ فقَدَ اللبنَ فلم يزد على ذلك ورجل عَيمانُ أَيمانُ ذهبت إبلُه وماتت امرأته قال ابن بري وحكى أَبو زيد عن الطفيل بن يزيد امرأةٌ عَيْمى أَيْمَى وهذا يَقْضِي بأَن المرأة التي مات زوجها ولا مال لها عَيْمَى أَيمى وامرأَة عَيْمى وجمعها وعَيامٌ كعطشان وعطاش وأَنشد ابن بري للجعدي كذلك يُضرَبُ الثَّوْرُ المُعَنَّى ليَشْرَبَ وارِدُ البَقَر العِيام وأَعامَ القومُ هَلَكتْ إبلُهم فلم يجدوا لَبناً وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان يتعوَّذ من العَيْمة والغَيْمة والأَيمة العَيْمةُ شدّة الشَّهوة لِلَّبن حتى لا يُصْبَر عنه والأَيمة طول العُزْبة والعَيْمُ والغَيْمُ العَطش وقال أَبو المثلم الهذلي تَقول أَرى أُبَيْنِيك اشْرَهَفُّوا فَهُم شُعْثٌ رُؤُوسُهُم عِيامُ قال الأَزهري أَراد أَنهم عِيامٌ إلى شرب اللبن شديدة شهوتُهم له والعَيْمةُ أَيضاً شدّة العطش قال أَبو محمد الحَذْلَمي تُشْفى بها العَيْمةُ مِنْ سَقامِها والعِيمةُ من المَتاع خِيرَتُه قال الأَزهري عِيمةُ كلِّ شيء بالكسر خِيارُه وجمعها عِيَمٌ وقد اعْتامَ يَعْتامُ اعْتِياماً واعْتانَ يَعْتانُ اعْتِياناً إذا اختار وقال الطرماح يمدح رجلاً وصفه بالجود مَبْسوطة يَسْتَنُّ أَوراقُها عَلى مواليها ومُعْتامِها واعْتَامَ الرَّجلُ أَخَذَ العِيمةَ وفي حديث عمر إذا وقَفَ الرجلُ عَلَيك غَنَمَهُ فلا تَعْتَمْه أَي لا تَخْتَر غنمه ولا تأْخذ منه خِيارَها وفي الحديث في صدقة الغنم يَعْتَامُها صاحِبُها شاةً شاةً أَي يختارها ومنه حديث عليّ بَلَغني أَنك تُنْفِق مالَ الله فيمن تَعْتَامُ من عشيرتك وحديثه الآخر رسوله المُجْتَبَى من خلائقه والمُعْتَامُ لِشَرْع حقائقه والتاء في هذه الأَحاديث كلها تاء الافتعال واعْتَامَ الشيءَ اختاره قال طرفة أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرامَ ويَصْطَفِي عَقِيلَةَ مالِ الفاحشِ المُتَشَدِّدِ قال الجوهري أَعامَهُ اللهُ تَرَكَه بغير لبن وأَعامنا بَنُو فلان أَي أَخذوا حَلائِبَنا حتى بقينا عَيَامَى نشتهي اللبن وأَصابتنا سَنةٌ أَعامَتْنَا ومنه قالوا عامٌ مُعِيمٌ شديد العَيْمةِ وقال الكميت بِعامٍ يَقُولُ لَهُ المُؤْلِفُو ن هَذا المُعِيمُ لَنَا المُرْجِلُ وإذا اشتهى الرجل اللبن قيل قد اشتهى فلان اللبن فإذا أَفْرَطَتْ شهوتُه جدّاً قيل قد عَامَ إلى اللبن وكذلك القَرَمُ إلى اللَّحْم والوَحَمُ قال الأَزهري وروي عن المؤرج أَنه قد طاب العَيَامُ أَي طاب النهارُ وطاب الشَّرْق أَي الشمس وطاب الهَوِيمُ أَي الليل
عيثم
عَيْثَمٌ اسم
غتم
الغُتْمةُ عُجْمة في المنطق ورَجلٌ أَغْتَمُ وغَتْمِيٌّ لا يُفْصِح شيئاً وامرأَة غَتْماء وقومٌ غُتْمٌ وأََغْتام ولبنٌ غُتْمِيُّ ثخين لا يسمع له صوت إذا صُبَّ عن ابن الأَعرابي الغُتْمُ قِطَعُ اللَّبَنِ الثِّخانُ ومنه قيل للثقيل الروح غُتْمِيٌّ والغَتْمُ شدة الحَرِّ والأَخذِ بالنَّفس قال الراجز حَرَّقَها حَمْضُ بِلادٍ فِلِّ وغَتْمُ نَجْمٍِ غَيْرِ مُسْتَقَلِّ أَي غير مرتفع لِثَبات الحَرِّ المنسوب إليه وإنما يشتد الحر عند طلوع الشِّعْرَى التي في الجَوْزاء ويقال للذي يجد الحَرَّ وهو جائع مَغْتُومٌ وأَغْتَمَ فلان الزيارة أَكْثَرَها حتى يُمَلَّ وقالوا كان العَجَّاجُ يُغْتِمُ الشِّعْر أَي يُكْثر إغْبابَه وغَتَمَ الطعامُ تَجَمَّع عن الهَجَري ووقع فلان في أَحواض غُتَيْم أَي وقع في الموت لغة في غُثَيْمٍ عن ابن الأَعرابي وحكى اللحياني وَرَدَ حَوْضَ غُتَيمٍ أَي مات قال والغُتَيْمُ الموت فأَدخل عليه الأَلف واللام قال ابن سيده ولا أَعرفها عن غيره والله أَعلم
غثم
الغَثَمُ والغُثْمة شبيه بالوُرْقة والأَغْثَمُ الأَوْرَقُ والغُثْمة أَن يَغْلِب بياضُ الشَّعَر سوادَه غَثِمَ غَثَماً وهو أَغْثمُ قال رجل من فزارة إِمَّا تَرَيْ شَيْباً عَلاني أَغْثَمُه لَهْزَمَ خَدَّيَّ به مُلَهْزِمُه وغَثَمَ له من المال غَثْمةً إذا دفَع له دُفْعة ومثله قَثَمَ وغَذَمَ وغَثَمَ له من العَطِيَّة أََعطاه من المال قطعة جَيِّدة وزعم قوم أَن ثاءه بدل من ذال غَذَم الفراء هي الغَثِمَةُ والْقِبَةُ والفَحِثُ ابن الأعرابي الغُثْمُ القِبَاتُ التي تؤكل أَبو مالك إنَّه لَنَبْتٌ مَغْثُومٌ ومُغَثْمَرٌ أَي مُخَلَّطٌ ليس بجَيِّد وقد غَثَمْتُه وغَثْمَرْتُه إذاخلطت كل شيء والغَثِيمةُ طعام يطبخ ويُجْعل فيه جرادٌ وهي الغَبِيثَةُ وَوَقع في أَحواض غُثَيْمٍ أَي في الموت لغة في غُتَيْم وقد تقدم قال أَبو عمر الزاهد يقال للرجل إذا مات وَرَدَ حيَاضَ غُثَيْمٍ وقال ابن دريد غُتَيْم وقال ابن الأَعرابي قُتَيْم وغَثِيمٌ وغُثَيْمٌ إسمان
غذم
الغَذْمُ أَكل الرَّطْب اللَّيِّن والغَذْمُ أَيضاً الأَكل السَّهْلُ والغَذْمُ الأَكل بِجَفَاءِ وشدّة نَهَمٍ وقد غَذِمَه بالكسر وغَذِمَ وغَذَمَ يَغْذُمُ غَذْماً واغْتَذم أَكَلَ بنَهْمةٍ وقيل أَكل بِجفاء وفي حديث أَبي ذر أَنه قال عليكم معاشر قريش بِدُنْياكُمْ فاغْذَمُوها هو شدة الأَكل بِجَفاء وشدّة نَهَمٍ ورجل غُذَمٌ كثير الأَكل وبِئْرٌ غُذَمةٌ كثيرة الماء وذاتُ غَذِيمةً مثله وتَغَذَّمَ الشيءَ مَضَغَه قال أَبو ذؤيب يصف السحاب تَغَذَّمْنَ في جانِبَيْهِ الخَبي رَ لَمَّا وَهَى مُزْنُهُ واسْتُبيحا وهو يَتَغَذَّمُ كُلَّ شيء إذا كان كثير الأَكل واغْتَذَمَ الفصيلُ ما في ضَرْع أُمه أَي شَرِبَ جميعَ ما فيه ويقال للحُوَارِ إذا امْتَكَّ ما في الضَّرْع قد غَذمه واغْتَذَمَه وفي الحديث كان رجل يرائي فلا يمر بقوم إلا غَذَموه أَي أَخذوه بأَلسنتهم هكذا ذكره بعض المتأَخرين بالغين المعجمة والصحيح أَنه بالعين المهملة وأَصله العَضُّ وقد تقدم واتفق عليه أَرباب اللغة والغريب ولا شك أَنه وَهَمٌ منه وأَصابوا من معروفه غُذَماً وهو شيء بعد شيء والغُذْمَةُ الجُرْعة حكاه أَبو حنيفة وغَذَم له من ماله شيئاً أَعطاه منه شيئاً كثيراً مثل غَثَمَ قال شُقْران مولى سَلامان من قُضَاعة ثِقَال الجِفَانِ والحُلُوم رَحَاهُمُ رَحَى الماء يكْتالُونَ كَيلاً غَذَمْذما يعني جُزَافاً وتكريره يدل على التكثير الأَصمعي إذا أَكْثَرَ من العطية قيل غَذَمَ له وغَثَمَ له وقَذَمَ له والغُذَم الكثير من اللبن واحدته غُذْمةٌ وأَنشد أَبو عمرو الفقعسي قَدْ تَرَكَتْ فَصِيلَها مُكَرَّما ممَّا غَذَتْهُ غُذَماً فَغُذَما الجوهري والغُذَامةُ بالضم شيء من اللبن ووقعوا في غُذْمةٍ من الأَرض وغَذِيمَةٍ أي في واقعة مُنْكَرَة من البقل والعُشْب وغَذَموا بها غُذْمةً وغَذيمةً أَصابوها وكُلُّ ما أَمْكَن من المَرْتَع فهو غَذِيمةٌ وأَنشد وَجَعَلَتْ لا تَجِدُ الْغَذَائما إلا لَوِيّاً وَدَوِيلاً قاشِمَا قال النضر هو سَيِّدٌ مُتَغَذِّمٌ لا يُمْنَع من كل ما أَراد ولا يتعاظمه شيء والغَذائمُ البحور الواحدة غَذِيمةٌ والغذِيمة أَوَّل سِمَنِ الإِبل في المَرْعَى وأَلْقِ في غَذِيمةِ فلان ما شئت أَي في رُحْب صدره وما سَمِعَ له غَذْمةً أي كلمة وتَغَذَّم البعيرُ بزَبَده تَلَمَّظَ به وأَلقاه من فيه والغَذِيمةُ كُلُّ كَلإٍ وكل شيء يَرْكَبُ بعضُه بعضاً ويقال هي بَقْلة تنبت بعد سير الناس من الدار قال أَبو مالك الغَذَائم كل متراكِبٍ بعضُه على بعض والغَذَمُ بالتحريك نَبْت واحدته غَذَمةٌ قال القطامي كأَنَّها بَيْضَةٌ غَرَّاءُ خُدَّ لَها في عَثعَثٍ يُنْبتُ الحَوْذانَ والغَذَما والغَذِيمةُ الأَرض تُنْبِتُ الغَذَمَ يقال حَلُّوا في غَذيمةٍ مُنْكَرَة والغُذَّامُ ضرب من الحَمْض واحدته غُذَّامة ابن بري الغُذَّامُ لغة في الغَذَمِ قال رؤبة مِنْ زَغَف الغُذَّامِ والهَشِيما والغُذَّامُ أَشهر من الغَذَم
غذرم
تَغَذْرَم الشيءَ أَكله وتَغَذْرَمها حلف بها يعني اليمين فأَضمرها لمكان العلم بها ويقال تَغَذْرَمَ فلانٌ يَمِيناً إذا حلف بها ولم يَتَتَعْتَعْ وأَنشد تَغَذْرَمَها في ثَأْوَةٍ مِنْ شِياهِهِ فَلا بُورِكَتْ تِلْكَ الشِّياهُ القلائِلُ والثَّأْوَةُ المهزولة من الغنم وغَذْرَمْتُ الشيءَ وغَذْمَرْتُه إذا بعته جِزافاً وماءٌ غُذارِمٌ كثير والغَذْرَمَةُ كيلٌ فيه زيادة على الوفاء وكيل غُذارِمٌ أَي جُزافٌ قال أَبو جندب الهذلي فَلَهْفَ ابْنَةِ المَجْنُونِ أَنْ لا تُصِيبَهُ فَتُوفِيَهُ بالصَّاعِ كَيْلاً غُذارِما والغُذارِمُ الكثير من الماء قال ابن بري أَراد فيا لَهْفَ والهاء في تصيبه وتوفيه تعود على مذكور قبل البيت وهو فَرَّ زُهَيْرٌ خِيفَةً مِنْ عِقابِنا فَلَيْتَكَ لم تَغْدِرْ فَتُصْبِحَ نادِما والغُذارِمُ الكثير من الماء مثل الغُذامِر وفي الحديث أَن عليّاً رضي الله عنه لما طلب إليه أَهل الطائف أَن يكتب لهم الأَمان على تحليل الربا والخمر فامتنع قاموا ولَهُمْ تَغَذْمُرٌ وبَرْبَرَةٌ( * التغذمر الغضب وسوء اللفظ والتخليط بالكلام وكذلك البربرة ( النهاية ) ) وقال الراعي تَبصَّرْتُهُمْ حَتَّى إذا حالَ بَيْنَهُمْ رُكامٌ وَحادٍ ذو غَذامِيرَ صَيْدَحُ وأَجاز بعض العرب غَمْذَرَ غَمْذَرَةً بمعنى غَذْرَمَ إذا كال فأَكثر أَبو زيد إنه لَنَبْتٌ مُغَثْمَرٌ ومُغَذْرَمٌ ومَغْثُومٌ أَي مُخَلَّط ليس بجيد
غرم
غَرِمَ يَغرَمُ غُرْماً وغَرامةً وأغرَمَه وغَرَّمَه والغُرْمُ الدَّيْنُ ورَجُلٌ غارمٌ عليه دَيْنٌ وفي الحديث لا تَحِلُّ المسأَلة إلاَّ لِذِي غُرمٍ مُفْظِعٍ أَي ذي حاجة لازمة من غَرامة مُثْقِلة وفي الحديث أعوذ بك من المَأْثَم والمَغْرَمِ وهو مصدر وضع موضع الاسم ويريد به مَغْرَمَ الذنوب والمعاصي وقيل المَغْرَم كالغُرْم وهو الدَّيْن ويريد به ما اسْتُدِين فيما يكرهه الله أَو فيما يجوز ثم عجز عن أَدائه فأَما دين إحتاج إليه وهو قادر على أَدائه فلا يستعاذ منه وقوله عز وجل والغارِمِين وفي سبيل الله قال الزجاج الغارمون هم الذين لَزِمَهم الدَّيْنُ في الحَمالة وقيل هم الذين لزمهم الدين في غير معصية والغَرامةُ ما يلزم أَداؤه وكذلك المَغْرَمُ والغُرْمُ وقد غَرِمَ الدِّيةَ وأَنشد ابن بري في الغَرامة للشاعر دار ابْنِ عَمِّكَ بِعْتَها تَقْضي بها عَنْكَ الغَرامه والغَرِيم الذي له الدِّيْن والذي عليه الدين جميعاً والجمع غُرَماء قال كثير قَضى كلُّ ذِي دَيْنٍ فَوَفَّى غَرِيمَه وعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنّىً غرِيمُها والغَرِيمان سَواءٌ المُغْرِمُ والغارِمُ ويقال خُذْ مِنْ غَرِيمِ السُّوء ما سَنَحَ وفي الحديث الدَّيْنُ مَقْضيٌّ والزَّعِيمُ غارِمٌ لأَنه لازم لما زَعَم أَي كَفَل أَو الكفيل لازم لأَداء ما كَفَّله مُغْرِمُه وفي حديث آخر الزَّعِيم غارِمٌ الزَّعِيم الكفيل والغارِم الذي يلتزم ما ضَمِنه وتكَفَّل به وفي الحديث في الثَّمر المُعَلَّق فمن خرج بشيء منه فعليه غَرامةُ مِثْلَيْه والعقوبة قال ابن الأثير قيل كان هذا في صدر الإسلام ثم نُسخ فإنه لا واجب على مُتْلِف الشيء أَكثر من مثله وقيل هو على سبيل الوعيد لينتهي عنه ومنه الحديث الآخر في ضالَّةِ الإبل المكتومة غَرامَتُها ومِثْلُها معها وفي حديث أشراط الساعة والزكاة مَغْرَماً أي يَرَى رَبُّ المال أن إخراج زكاته غَرامةٌ يَغرَمُها وأَما ما حكاه ثعلب في خبر من أَنه لما قعد بعض قريش لقضاء دينه أَتاه الغُرَّامُ فقضاهم دَيْنَه قال ابن سيده فالظاهر أَنه جمع غَرِيمٍ وهذا عزيز إن فَعِيلاً لا يجمع على فُعَّال إنما فُعَّال جمع فاعل قال وعندي أن غُرَّاماً جمع مُغَرِّم على طرح الزائد كأَنه جمع فاعل من قولك غَرَمَه أَي غَرَّمَه وإن لم يكن ذلك مقولاً قال وقد يجوز أن يكون غارمٌ على النسب أي ذو إغرام أو تَغْريم فيكون غُرَّامٌ جمعاً له قال ولم يقل ثعلب في ذلك شيئاً وفي حديث جابر فاشْتَدَّ عليه بَعْضُ غُرَّامِه في التَّقاضي قال ابن الأثير جمع غَرِيم كالغُرَماء وهم أصحاب الدين قال وهو جمع غريب وقد تكرر ذلك في الحديث مفرداً ومجموعاً وتصريفاً وغُرِّمَ السحابُ أَمطَرَ قال أَبو ذؤيب يصف سحاباً وَهَى خَرْجُهُ واسْتُجِيلَ الرَّبا بُ مِنْهُ وغُرِّمَ ماءً صَرِيحا والغَرامُ اللازم من العذاب والشرُّ الدائم والبَلاءُ والحُبُّ والعشق وما لا يستطاع أَن يُتَفَصَّى منه وقال الزجاج هو أَشدُّ العذاب في اللغة قال الله عز وجل إن عذابها كان غراماً وقال الطرماح وَيَوْمُ النِّسارِ وَيَوْمُ الجِفا رِ كانا عَذاباً وكانا غَراما وقوله عز وجل إن عذابها كان غراماً أي مُلِحّاً دائماً ملازماً وقال أبو عبيدة أي هلاكاً ولِزاماً لهم قال ومنه رَجُلٌ مُعْرَمٌ من الغُرْم أَو الدَّيْن والغَرام الوَلُوعُ وقد أُغْرِم بالشيء أي أُولِع به وقال الأَعشى إنْ يُعاقِبْ يَكُنْ غَراماً وإن يُعْ طِ جَزِيلاً فإنَّه لا يُبالي وفي حديث معاذ ضَرَبَهُمُ الله بِذُلٍّ مُغْرَمٍ أي لازم دائم يقال فلان مُغْرَمٌ بكذا أي لازم له مُولَعٌ به الليث الغُرْمُ أَداء شيء يلزم مثل كفالة يَغْرَمها والغَرِيمُ المُلْزَم ذلك وأَغْرَمْتُه وغَرَّمْته بمعنى ورجل مُغْرَمٌ مُولَعٌ بعشق النساء وغيرهن وفلان مُغْرَمٌ بكذا أي مُبتَلىً به وفي حديث عليّ رضي الله عنه فَمَنِ اللَّهِجُ باللذَّة السَّلِسُ القِياد للشهوة أَو المُغْرَمُ بالجَمْع والادِّخار ؟ والعرب تقول إن فلاناً لمُغْرَمٌ بالنساء إذا كان مُولَعاً بهنَّ وإني بك لَمُغْرَمٌ إذا لم يصبر عنه قال ونُرَى أن الغَرِيم إنما سمي غَرِيماً لأَنه يطلب حَقَّه ويُلِحُّ حتى يقبضه ويقال للذي له المال يطلبه ممن له عليه المال غَرِيمٌ وللذي عليه المال غَرِيمٌ وفي الحديث الرَّهْنُ لمن رَهَنَه له غُنْمُه وعليه غُرْمُه أي عليه أَداء ما رهن به وفَكاكُه ابن الأَعرابي الغَرْمى المرأَة المُغاضِبة وقال أَبو عمرو غَرْمى كلمة تقولها العرب في معنى اليمين يقال غَرْمى وجَدِّك كما يقال أَما وجَدّك وأَنشد غَرْمى وجَدِّكَ لَوْ وَجَدْتَ بِهِمْ كَعَداوَةٍ يَجِدُونها بَعْدِي
غرطم
الغُرْطُمانيُّ الفتيُّ الحَسَنُ وأَصله في الخيل
غرقم
أبو عمرو الغَرْقَمُ الحَشَفَةُ وأَنشد بِعَيْنَيْكَ وَغْفٌ إذ رَأَيتَ ابنَ مَرْثَدٍ يُقَسْبِرُها بِغَرْقَمٍ تَتَزَبَّدُ إذا انْتَشَرَتْ حَسِبتَها ذاتَ هَضْبَةٍ تَرَمَّزُ في أَلْغادِها وتَرَدَّدُ
غسم
الغَسَمُ السواد كالغَسفَ عن كراع وقال النضر الغَسَمُ اختلاط الظُّلْمة وأَنشد لساعدة ابن جؤية فظَلَّ يَرْقُبُه حَتَّى إذا دَمَسَتْ ذَاتُ العِشاء بأَسْدَافٍ مِنَ الغَسَمِ وقال رؤبة مُخْتَلِطاً غُبارُه وغَسَمُه وأَنشد ابن سيده بيت الهذلي( * قوله « وأنشد ابن سيده » كذا في الأصل وليس في المحكم شيء من هذا البيت بل الذي أنشده كذلك هو الأزهري وانشاده الأول للجوهري )
فَظَلَّ يَرْقُبه حتى إذا دَمَسَتْ ذاتُ الأَصِيلِ بأَثْناءٍ من الغَسَمِ قال يعني ظُلْمة الليل وليل غاسِمٌ مُظْلِم وقال رؤبة أَيضاً عن أَيِّدٍ مِنْ عِزِّكم لا يَغْسِمُه والغَسَم والطَّسَم عند الإمساء وفي السماء غُسَمٌ من سحاب وأَغْسامٌ ومثله أَطْسامٌ من سحاب ودُسَمٌ وأَدْسام وطُلَسٌ من سحاب وقد أَغْسَمْنا في آخر العَشِيِّ
غشم
الْغَشْمُ الظُّلْم والغَصْبُ غَشَمَهُم يَغْشِمُهم غَشْماً ورجل غاشِمٌ وغَشَّامٌ وغَشُومٌ وكذلك الأُنثى قال لَلَوْلا قَاسِمٌ ويَدَا بَسِيلٍ لَقَدْ جَرَّتْ عَلَيْكَ يَدٌ غَشُومُ والحَرْبُ غَشُومٌ لأَنها تَنال غير الجاني والغَشَمْشَمُ الجريء الماضي وقيل الغَشَمْشَمُ والمِغْشَمُ من الرجال الذي يَرْكَبُ رأْسَه لا يَثْنيه شيء عما يريد ويَهْوَى من شجاعته قال أبو كبير وَلَقَدْ سَرَيْتُ على الظَّلام بِمِغْشَمٍ جَلْدٍ من الفِتْيانِ غَيْرِ مُثَقَّل وإنه لذو غَشَمْشَمَة ووِرْدٌ غَشَمْشَمٌ إذا ركِبت رؤُوسَها فلم تُثْنَ عن وجهها وقال ابن أَحمر في ذلك هُبارِيَّةٍ هَوْجاءَ مَوْعِدُها الضُّحى إذا أَرْزَمَتْ جاءت بِوِرْدٍ غَشَمْشَمِ قال موعدها الضحى لأن هبوب الريح يبتدئ من طلوع الشمس والغَشُوم الذي يَخْبِطُ الناس ويأْخذ كل ما قدر عليه والأصل فيه من غشم الحاطب وهو أن يحتطب ليلاً فيقطع كل ما قدر عليه بلا نظر ولا فكر وأَنشد وقُلْتُ تَجَهَّزْ فاغْشِمِ النَّاسَ سائلاً كما يَغْشِمُ الشَّجْراءَ باللَّيْلِ حاطِبُ ويقال ضَرْبٌ غَشَمْشَمٌ قال القُحَيف بن عمير لَقَدْ لَقِيَتْ أَفْتاءُ بَكْرِ بنِ وائِلٍ وَهِزَّانُ بالبَطْحاءِ ضَرْباً غَشَمْشَما إذا ما غَضِبْنا غَضْبَةً مُضَرِيَّةً هَتَكنْا حِجابَ الشَّمْسِ أَوْ مَطَرَتْ دما قال ابن بري هذا البيت الأخير سرقه بَشَّار وكذلك الغَشُوم قال الشاعر قَتَلْنا ناجِياً بِقَتيلِ عَمْرٍو وجَرَّ الطالب التِّرَةَ الغَشُومُ بنصب التِّرَة وكذلك أَنشده ابن جني وناقة غَشَمْشَمَةٌ عَزِيرة النَّفْس قال حُميد بن ثور جَهُول وكان الجَهْلُ مِنْها سَجِيَّةً غَشَمْشَمَة لِلْقائِدِينَ زَهُوق يقول تُزْهِقُ قائدَها أي تَسْبقه من نشاطها فَعُولٌ بمعنى مُفْعِل وهو نادر والأَغْشَمُ اليابس القديم من النَّبْت حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها إذا خَما صَوْتُ أَفَاعٍ في خَشِيٍّ أَغْشَما ويروي أَعشما وهو البالغ وقد ذكر في موضعه وغاشِمٌ وغُشَيْمٌ وغَيْشَمٌ وغَشَّامٌ أَسماء
غشرم
تَغَشْرَمَ البِيدَ رَكِبَها عن ابن الأَعرابي وأَنشد يُصافِحُ البِيدَ على التَّغَشْرُمِ وغِشارِمٌ جرِيٌ ماضٍ كَعُشارِم وقد تقدم في حرف العين المهملة
غضرم
الغِضْرِمُ ما تَشَقَّق من قُلاعِ الطين الأَحمر الحُرِّ ومكانٌ غَضْرَمٌ وغُضارِمٌ كثير النَّبْت والماء والغَضْرَم المكان الكثير التراب اللَّيِّن اللَّزِجُ الغليظُ والغَضْرَمُ المكانُ كالكَذَّانِ الرِّخْوِ والجَصِّ وأَنشد يَقْعَفْنَ قاعاً كَفَرَاشِ الغَضْرَم وقال رؤبة مِنَّا إذا اصْطَكَّ تَشَظَّى غَضْرَمُه قال فإذا يَبِسَ الغَضْرَمُ فهو القِلْفِع
غطم
الغِطَمُّ البحر العظيم الكثير الماء ورَجُلٌ غِطَمٌّ واسع الخُلُق وجَمْعٌ غِطَمٌّ وبَحْر غِطَمٌّ مثال هِجَفٍّ وغَطَمْطَمٌ غُطامِطٌ كثير الماء كثير الالتطام إذا تلاطمت أَمواجه والغَطَمْطَةُ الْتِطامُ الأَمواج وجمعه غَطامِطُ وغَطامِطُه كثيرةٌ أَصواتُ أَمواجه إذا تلاطمت وذلك أَنك تسمع نَغْمَةً شِبْه غَطْ ونَغْمَةً شِبْهَ مَطْ ولم يبلغ أَن يكون بَيّناً فصحياً كذلك غير أنه أَشبه به منه بغيره فلو ضاعَفْتَ واحدةً من النغمتين قلت غطغط أَو قلت مطمط لم يكون في ذلك دليل على حكاية الصوتين فلما أَلَّفْتَ بينهما فقلت غَطْمَط استوعب المعنى فصار بمعنى المضاعف فتمّ وحسن وقال رؤبة سَالَتْ نَواحِيهِ إلى الأَوْساطِ سَيْلاً كَسَيْلِ الزَّبَد الغَطْماطِ وأَنشد الفراء عَنَطْنَطٌ تَعْدُو بهِ عَنَطْنَطَه لِلْماءِ فَوْقَ مَتْنَتَيْهِ غَطْمَطَه ابن شميل غُطَامِطُ البحرِ لُجُّه حين يَزْخَرُ وهو مُعْظَمُه وعَدَدٌ غِطْيَمٌّ كثير قال رؤبة وسط مِنْ حَنْظَلنَةَ الأُسْطُمَّا والعَدَدَ الغُطامِطَ الغِطْيَمَّا( * قوله « وسط » كذا في الأصل هنا كالتهذيب وتقدم في مادة وسط بلفظ وسطت وفي مادة سطم وصلت )
والغَطْمَطِيطُ الصوت وأَنشد بَطِيٌ ضِفَنٌّ إذا ما مَشَى سَمِعْتَ لأَعْفَاجِه غَطْمَطِيطا قال أَبو عبيد الهَزَجُ والتَّغَطْمُطُ الصوت
غلم
الغُلْمةُ بالضم شهوة الضِّرَاب غَلِمَ الرجلُ وغيرهُ بالكسر يَغْلَِمُ غَلْماً واغْتَلَمَ اغْتِلاماً إذا هاجَ وفي المحكم إذا غُلبَ شهوةَ وكذلك الجارية والغِلِّيمُ بالتشديد الشديد الغُلْمة ورجل غَلِيمٌ وغِلِّمٌ ومِغْلِيمٌ والأُنثى غَلِمة ومِغْلِيمةٌ ومِغْلِيمٌ وغِلِّيمةٌ وغِلِّيمٌ قال يا عَمْرُو لو كُنتَ فَتىً كَريما أَو كُنْتَ ممَّنْ يمنع الحَرِيما أو كان رُمْحُ اسْتِكَ مُسْتَقِيما نِكْتَ به جاريةً هَضِيما نَيْكَ أَخيها أُخْتَكَ الغِلِّيما وفي الحديث خَيْرُ النساء الغَلِمةُ على زوجها الغْلْمةُ هَيَجان شهوة النكاح من المرأَة والرجل وغيرهما يقال غَلِمَ غُلْمةً واغْتَلَمَ اغتلاماً وبَعِيرٌ غِلِّيمٌ كذلك التهذيب والمِغْلِيمُ سواء فيه الذكر والأُنثى وقد أَغْلَمهُ الشيءُ وقالوا أَغْلَمُ الأَلبان لَبَنُ الخَلِفةِ يريدون أَغْلم الأَلبان لمن شربه وقالوا شُرْبُ لبن الإيَّل مَغلَمةٌ أي أَنه تشتدُّ عنه الغْلْمة قال جرير أَجِعْثِنُ قَدْ لاقَيْتِ عِمرانَ شارِباً عَلى الحَبَّةِ الخَضْراءِ أَلْبانَ إيَّلِ وفي حديث تميم والجَسَّاسة فصادفنا البحر حين اغْتَلَم أي هاج واضطربت أَمواجه والاغُتِلام مجاوزة الحدّ وفي نسخة المحكم والاغْتِلامُ مجاوزة الإنسان حَدَّ ما أُمر به من خير أَو شر وهو من هذا لأن الاغتلام في الشهوة مجاوزة القدر فيها وفي حديث عليّ رضي الله عنه قال تَجَهِّزوا لقتال المارِقِين المُغْتَلمين وقال الكسائي الاغْتلام أن يتجاوز الإنسان حدّ ما أُمر به من الخير والمباح أي الذين جاوزوا الحد وفي حديث علي تَجَهَّزوا لقتال المارقين المُغْتَلمين أي الذين تجاوزوا حَدَّ ما أُمروا به من الدين وطاعة الإمام وبَغَوْا عليه وطَغَوْا ومنه قول عمر رضي الله عنه إذا اغْتَلَمَتْ عليكم هذه الأَشربة فاكْسِروها بالماء قال أَبو العباس يقول إذا جاوزت حَدَّها الذي لا يُسْكِرُ إلى حدها الذي يسكر وكذلك المغتلمون في حديث علي ابن الأعرابي الغُلُمُ المحبوسون قال ويقال فلان غُلامُ الناس وإن كان كَهْلاً كقولك فلان فَتى العَسْكَر وإن كان شيخاً وأَنشد سَيْراً ترى منه غُلامَ الناس مُقَنَّعاً وما بهِ مِنْ باس إلا بَقايا هَوْجَلِ النُّعاس والغُلامُ معروف ابن سيده الغُلامُ الطَّارُّ الشارب وقيل هو من حين يولد إلى أَن يشيب والجمع أَغْلِمَةٌ وغِلْمَةٌ وغِلْمانٌ ومنهم من استغنى بِغِلْمَةٍ عن أَغْلِمَةٍ وتصغير الغِلْمة أُغَيْلِمَةٌ على غير مُكَبَّره كأنهم صَغَّرُوا أَغْلِمَة وإن لم يقولوه كما قالوا أُصَيْبِيَة في تصغير صِبْيَة وبعضهم يقول غُلَيْمة على القياس قال ابن بري وبعضهم يقول صُبَيَّة أَيضاً قال رؤبة صُبَيَّة على الدُّخانِ رُمْكا وفي حديث ابن عباس بَعثَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أُغَيْلِمَة بني عبد المطلب من جَمْعٍ بلَيْلٍ هو تصغير أَغْلِمة جمع غُلام في القياس قال ابن الأثير ولم يرد في جمعه أَغْلِمة وإنما قالوا غِلْمَة ومثله أُصَيْبِيَة تصغير صِبْيَة ويريد بالأُغَيْلمة الصِّبْيان ولذلك صغرهم والأُنثى غُلامةٌ قال أَوس بن غَلْفاء الهُجَيمي يصف فرساً أَعانَ على مِراس الحَرْب زَغْفٌ مُضاعَفَةٌ لها حَلَقٌ تُؤَامُ ومُطَّرِدُ الكُعوب ومَشْرَفِيٌّ من الأُولى مَضَارِبُه حُسامُ ومُركضَةٌ صَرِيحِيٌّ أَبُوها يُهانُ لها الغُلامةُ والغُلامُ وهو بَيِّنُ الغُلُومة والغُلُوميَّة والغُلامِيَّة وتصغيره غُلَيِّم والعرب يقولون للكهل غُلامٌ نَجيبٌ وهو فاشٍ في كلاهم وقوله أَنشده ثعلب تَنَحَّ يا عَسيفُ عَنْ مَقامِها وطَرِّحِ الدَّلْوَ إلى غُلامِها قال غُلامُها صاحِبُها والغَيْلَمُ المرأَة الحَسْناء وقيل الغَيْلَمُ الجارية المُغْتَلِمةَ قال عياض الهذلي مَعِي صاحِبٌ مِثلُ حَدِّ السِّنان شَدِيدٌ عَلى قِرْنِهِ مِحْطَمُ وقال الشاعر من المُدَّعِينَ إذا نُوكِرُوا تُنِيفُ إلى صوته الغَيلَمُ الليث الغَيلَمُ والغَيْلَمِيُّ الشابُّ العظيم المَفْرِق الكثير الشعر المحكم والغَيْلَمُ والغَيلَمِيُّ الشاب الكثير الشعر العريض مَفْرِقِ الرأْس والغَيْلَمُ السُّلَحْفاة وقيل ذكَرُها والغَيْلَمُ أَيضاً الضِّفْدَع والغَيْلَمُ مَنْبَعُ الماء في البئر والغَيْلَمُ المِدْرى قال يُشَذِّبُ بالسِّيْفِ أَقْرانَهُ كما فَرَّقَ اللِّمَّةَ الغَيْلَمُ قال الأزهري قوله الغَيْلم المِدْرى ليس بصحيح ودل استشهاده بالبيت على تصحيفه قال وأَنشدني غير واحد بيت الهذلي ويَحْمِي المُضافَ إذا ما دَعا إذا فَرَّ ذو اللِّمِّةِ الغَيْلَمُ قال هكذا أنشدنيه الإيادي عن شمر عن أبي عبيد وقال الغَيْلَمُ العظيم قال وأَنشدنيه غيره كما فَرَّقَ اللِّمَّةَ الفَيْلَمُ بالفاء قال وهكذا أَنشده ابن الأَعرابي في رواية أَبي العباس عنه قال والفَيْلَمُ المُشْط والغَيْلَمُ موضعٌ في شعر عَنترة قال كيْفَ المَزارُ وقد تَرَبَّعَ أَهْلُها بعُنَيزَتَيْنِ وأَهْلُنا بالغَيْلَم ؟
غلصم
الغَلْصَمَةُ رأْس الحُلْقوم بشواربه وحَرْقدته وهو الموضع الناتئ في الحَلْق والجمع الغَلاصِمُ وقيل الغَلْصَمةُ اللَّحم الذي بين الرأْس والعُنُق وقيل مُتَّصَلُ الحلقوم بالحلق إذا ازْدَرَدَ الآكلُ لُقْمَته فَزَلَّتْ عن الحلقوم وقيل هي العُجرةُ التي على مُلْتَقَى اللَّهاةِ والمَرِيءِ وغَلْصَمَه أي قَطَع غَلْصَمَتَه ويقال غَلْصَمْتُ فلاناً إذا أخذت بحَلْقِه قال العجاج فالأُسْدُ مِنْ مُغَلْصَمٍ وخُرْسِ واستعار أبو نُخَيْلة الغَلاصِمَ للنَّخْل فقال أَنشده أَبو حنيفة صَفَا بُسْرُها واخْضَرَّتِ العُشْبُ بَعْدَما عَلاها اغْبِرارٌ لانْضِمامِ الغَلاصِمِ أدامَ لهَا العَصْرَيْنِ رِيّاً ولم يَكُنْ كَمَنْ ضَنَّ عَن عُمْرانِها بالدَّراهِمِ والغَلْصَمَةُ الجماعةُ وهم أَيضاً السادةُ قال وهِنْدٌ غادةٌ غَيْدا ءُفي ؟ ؟ غَلْصَمةٍ غُلْبِ يجوز أن يعني به الجماعة وأن يعني به السادة وقول الفرزدق فما أنتَ من قَيْسٍ فَتَنْبَح دُونَها ولا من تَمِيمٍ في اللَّها والغلاصِم عَنَى أَعاليَهم وجِلَّتَهم ابن السكيت إنه لفي غَلْصَمَةٍ من قومه أي في شَرَفٍ وعَدَدٍ قال أَبو النجم أَبي لُجَيْمٌ واسْمُهُ ملءُ الفَمِ في غَلْصَمِ الهامِ وهامِ الغَلْصَمِ وقال الأَصمعي أراد أَنه في مُعْظَم قومه وشرَفِهم والغَلْصَمةُ أَصلُ اللسان أخبر أَنه في قَومٍ عِظام الهامِ وهذا مما يوصف به الرجلُ الشديدُ الشريفُ وذكر المُنذري أَن أَبا الهيثم أَنشده للأغلب كانَتْ تَمِيمُ مَعْشَراً ذَوِي كَرَم غَلْصَمةً مِنَ الغَلاصِمِ العُظَم قال غَلْصَمَةً جماعة لأن الغَلْصمة مجتمعة بما حولها وقال غَداةَ عَهِدْتُهُنَّ مُغَلْصَماتٍ لَهُنَّ بِكُلِّ مَحْنِيَة نَحِيمُ مُغَلْصَماتٍ مشدودات الأعناق
غمم
الغمُّ واحد الغُمُومِ والغَمُّ والغُمَّةُ الكَرْبُ الأخيرة عن اللحياني قال العجاج بَلْ لَوْ شَهِدْتِ النَّاس إذ تُكُمُّوا بغُمَّةٍ لوْ لمْ تُفَرَّجْ غُمُّوا تُكُمُّوا أي غُطُّوا بالغَمِّ وقال الآخر لا تَحْسَبَنْ أن يَدِي في غُمَّه في قَعْرِ نِحْيٍّ أَسْتَثِيرُ حَمَّه والغَمْاءُ كالغَمِّ وقد غَمَّه الأمرُ يَغُمُّه غَمّاً فاغْتَمَّ وانْغَمَّ حكاها سيبويه بعد اغْتَمَّ قال وهي عربية ويقال ما أَغَمَّك إليَّ وما أَغَمَّكَ لي وما أَغَمَّك عليَّ وإنه لَفِي غُمَّةٍ من أمره أي لَبْسٍ ولم يَهْتَدِ له وأَمْرُهُ عليه غُمَّةٌ أي لَبْسٌ وفي التنزيل العزيز ثم لا يكن أمركم عليكم غُمَّةً قال أَبو عبيد مجازها ظُلْمة وضيقٌ وهَمٌّ وقيل أي مُغَطّىً مستوراً والغُمَّى الشديدة من شدائد الدهر قال ابن مقبل خَروج مِنَ الغُمَّى إذا صُكَّ صَكَّةً بَدا والعُيُونُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ وأمْرٌ غُمَّةٌ أي مُبْهَمٌ ملتبس قال طرفة لَعَمْري وما أَمْرِي عليَّ بِغُمَّةٍ نَهارِي وما لَيْلي عليَّ بِسَرْمَدِ ويقال إنهم لفي غُمَّى من أمرهم إذا كانوا في أمر ملتبس قال الشاعر وأَضْرِبُ في الغُمَّى إذا كَثُرَ الوَغَى وأََهْضِمُ إنْ أَضْحى المَراضِيعُ جُوَّعا قال ابن حمزة إذا قَصَرْتَ الغُمَّى ضَمَمْتَ أَولها وإذا فتحْت أَولها مددت قال والأَكثر على أَنه يجوز القصر والمدّ في الأَوَّل( * قوله « في الأول » كذا في الأصل ولعله في الثاني إذ هو الذي يجوز فيه القصر والمد ) قال مغلس حُبِسْتُ بِغَمَّى غَمْرةٍ فَتَركْتُها وقد أَتْرُك الغَمّى إذا ضاق بابُها والغُمَّةُ قَعْرُ النِّحْي وغيره وغُمَّ علي الخَبَرُ على ما لم يسم فاعله أي اسْتَعجم مثال أُغْمِيَ وغُمَّ الهِلال على الناس غَمّاً سَترَه الغَيمُ وغيره فلم يُرَ وليلةُ غَمَّاءَ آخر ليلة من الشهر سميت بذلك لأنه غُمَّ عليهم أمرُها أي سُتِرَ فلم يُدْرَ أَمِن المقبل هي أم من الماضي قال
ليلةُ ُغُمَّى ... طامِسٌ هِلالُها
( * قوله « ليلة غمى إلخ » أورده الجوهري شاهداً على ما بعده وهو المناسب )
أَوْغَلتُها ومُكْرَةٌ إيغالُها
وهي ليلةُ الغُمَّى وصُمْنا للغُمَّى وللغَمَّى بالفتح والضم إذ غُمَّ عليهم الهلال في الليلة التي يرون أن فيها استهلاله وصُمْنا للغَمَّاء بالفتح والمد وصُمْنا للغُمِّيَّة وللغُمَّة كل ذلك إذا صاموا على غير رؤية وفي الحديث أنه قال صوموا لرؤيته وأَفطروا لرؤيته فإن غُمَّ عليكم فأَكملوا العدة قال شمر يقال غُمَّ علينا الهلال غَمّاً فهو مَغْموم إذا حال دون رؤية الهلال غَيْمٌ رَقِيق من غَمَمْت الشيء إذا غَطَّيته وفي غُمَّ ضمير الهلال قال ويجوز أن يكون غُمَّ مسنداً إلى الظرف أي فإن كنتم مَغْموماً عليكم فأَكملوا وترك ذكر الهلال للاستغناء عنه وفي حديث وائل ابن حجر ولا غُمَّةَ في فرائض الله أي لا تُسْتَرُ ولا تُخفَى فرائضه وإنما تُظْهَر وتُعْلن ويُجْهَر بها وقال أَبو دواد ولها قُرْحَةٌ تَلأْلأ كالشِّعْ رَى أَضاءَتْ وغُمَّ عنها النُّجومُ يقول غَطَّى السحابُ غيرَها من النجوم وقال جرير إذا نَجْمٌ تعَقَّبَ لاحَ نَجْمٌ ولَيْسَتْ بالمُحاقِ ولا الغُمومِ قال والغُمُومُ من النجوم صغارها الخفية قال الأَزهري وروي هذا الحديث فإن غُمِّيَ عليكم وأُغْمِيَ عليكم وسنذكرهما في المعتل أَبو عبيد ليلةٌ غَمَّى بالفتح مثال كَسْلى وليلةٌ غَمَّةٌ إذا كان على السماء غَمْيٌ مثال رَمْيٍ وغَمٌّ وهو أن يُغَمَّ عليهم الهلال قال الأزهري فمعنى غُمَّ وأُغْمِيَ وغُمِّيَ واحد والغَمُّ والغَمْيُ بمعنى واحد وفي حديث عائشة لما نُزِلَ برسول الله صلى الله عليه وسلم طَفِقَ يطرح خَمِيصةً على وجهه فإذا اغتَمَّ كشفها أي إذا احتبس نَفَسُه عن الخروج وهو افتعل من الغَمِّ التغطية والستر وغَمَّ القمرُ النجوم بَهَرَها وكاد يستر ضوءَها وغَمَّ يومُنا بالفتح يَغُمُّ غَمّاً وغُموماً من الغَمِّ ويومٌ غامٌ وغَمٌّ ومِغَمٌّ ذو غَمّ قال في أُخْرَياتِ الغَبَشِ المِغَمِّ وقيل هو إذا كان يأْخذ بالنَّفَس من شدة الحر وأَغَمَّ يومُنا مثله وليلة غَمَّة وليل غَمٌّ أي غامَّةٌ وصف بالمصدر كما تقول ماءٌ غَوْرٌ وأَمرٌ غامٌّ ورجل مَغْموم مُغْتَمٌّ من قولهم غُمَّ علينا الهلالُ فهو مَغْموم إذا التبس والغِمامةُ بالكسر خَريطةٌ يجعل فيها فم البعير يُمْنَعُ بها الطعام غَمَّهُ يَغُمُّه غَمّاً والجمع الغَمائم والغِمامة ما تُشَدُّ به عينا الناقة أو خَطْمُها أَبو عبيد الغِمامة ثوب يُشَدُّ به أَنف الناقة إذا ظُئِرَتْ على حُوار غيرها وجمعها غَمائم قال القطامي إذا رَأْسٌ رأَيْتُ به طِماحاً شَدَدْتُ له الغَمائِمَ والصِّقاعا الليث الغِمامةُ شِبْه فِدامٍ أو كِعامٍ ويقال غَمَمْتُ الحمار والدَّابة غَمّاً فهو مَغْمُومٌ إذا أَلقَمْتَ فاه ومنخريه الغِمامة بالكسر وهي كالكِعام وقال غيره إذا أَلقمت فاه مخْلاةً أو ما أشبهها يمنعه من الاعتلاف واسم ما يُغَمُّ به غِمامة التهذيب شمر الغِمَّةُ بكسر الغين اللِّبْسة تقول اللِّباسُ والزِّيُّ والقِشْرة والهَيْئة والغِمَّة واحد والغِمامةُ القُلْفة على التشبيه ورُطَبٌ مَغْمومٌ جعل في الجَرَّة وسُتِر ثم غُطِّي حتى أَرْطَب وغَمَّ الشيءَ يَغُمُّه علاه عن ابن الأعرابي قال النمر بن تولب أُنُفٌ يَغُمٌّ الضَّالَ نَبْتُ بِحارِها وبحرٌ مُغَنَّمٌ كثير الماء وكذلك الرَّكِيَّة قال ابن الأَعرابي هي التي تَمْلأُ كلَّ شيء وتُغَرِّقه وأَنشد قَرِيحةُ حِسيٍ من شُرَيْح مُغَمِّم وغَمَمْتُه غَطَّيته فانغَمَّ قال أَوس يرثي ابنه شريحاً وقدْ رامَ بَحْري قَبْلَ ذلك طامِياً مِنَ الشُّعَراءِ كُلٌّ عَوْدٍ ومُفْحِمِ على حِينَ أَنْ جَدَّ الذَّكاءُ وأَدْرَكتْ قَريحةُ حِسْيٍ مِن شُرَيْحٍ مُغَمَّم يريد رام الشعراء بحري بعدما ذَكِيتُ والذَّكاء انتهاء السنّ واستحكامه وقوله قَريحةُ حِسْيٍ من شريح يريد أَن ابنه شريحاً قد قال الشعر وقَريحةُ الماء أَول خروجه من البئر والذي في شعره مغمم بكسر الميم يريد الغامر المغطي شبه شعر ابنه شريح بماء غامر لا ينقطع ولم يَرْث ابنه في هذه القصة كما ذكر وإنما افتخر بنفسه وبولده ونصرة قومه في يوم السُّوبان وغَيم مُغَمِّم كثير الماء والغَمامة بالفتح السحابة والجمع غَمام وغَمائم وأَنشد ابن بري للحطيئة يمدح سعيد بن العاص إذا غِبْتَ عَنَّا غابَ عَنَّا رَبيعُنا ونُسْقى الغَمامَ الغُرَّ حِينَ تَؤُوبُ فوصف الغمام بالغُرّ وهو جمع غَرّاء وقد أَغَمَّتِ السماءُ أي تغيرت وحَبُّ الغَمام البَرَد وسحاب أَغَمُّ لا فُرْجة فيه وقال ابن عرفة في قوله تعالى وظللنا عليهم الغمام الغَمام الغَيْم الأبيض وإنما سمي غماماً لأنه يَغُمُّ السماء أي يسترها وسمي الغَمّ غَمّاً لاشتماله على القلب وقوله عز وجل فأَثابكم غَمّاً بغَمّ أَراد غمّاً متصلاً فالغم الأول الجِراح والقتل والثاني ما أُلقي إليهم من قبل النبي صلى الله عليه وسلم فأَنساهم الغم الأول وفي حديث عائشة عَتَبُوا على عثمان موضع الغَمامة المُحْماة هي السحابة وجمعها الغَمام وأرادت بها العُشب والكَلأَ الذي حماه فسمته بالغمامة كما يسمى بالسماء أرادت أَنه حَمى الكَلأَ وهو حق جميع الناس والغَمَمُ أَن يَسيل الشَّعر حتى يضيق الوجه والقفا ورجل أَغَمّ وجبهة غَمّاء قال هدبة بن الخشرم فلا تَنْكِحي إنْ فَرَّقَ الدهرُ بيننا أَغَمَّ القَفا والوَجْهِ ليس بأَنْزَعا ويقال رجل أَغَمّ الوجه وأَغَمّ القفا وفي حديث المعراج في رواية ابن مسعود كنا نسير في أَرض غُمَّة
( * قوله « في أرض غمة » ضبطت الغمة بضم الغين وشد الميم كما ترى في غير نسخة من النهاية ) الغُمّةُ الضيقة والغَمّاء من النواصي كالفاشِغة وتكره الغَمّاء من نواصي الخيل وهي المُفرطة في كثرة الشعَر والغَمِيم النبات الأخضر تحت اليابس وفي الصحاح الغَمِيم الغَمِيس وهو الكلأُ تحت اليَبِيس وفي النوادر اعتَمَّ الكلأُ واغْتَمَّ وأَرض مُعِمّة ومُغِمّة ومُعْلَوْلِىة ومُغْلَوْلِيَة وأَرض عَمْياء وكَمْهاءُ كل هذا في كثرة النبات والتفافه والغُمام الزُّكام ورجل مَغْموم مَزْكوم والغَمِيمُ اللبن يسخن حتى يغلظ والغَمِيم موضع بالحجاز ومنه كُراع الغَمِيم وبُرَق الغَميم قال حَوَّزَها مِن بُرَق الغَمِيمِ أَهْدَأُ يَمْشِي مِشْيةَ الظَّلِيمِ والغَمْغَمةُ والتَّغَمْغُم الكلام الذي الذي لا يُبَين وقيل هما أَصوات الثيران عند الذُّعْر وأَصوات الأَبطال في الوَغى عند القتال قال امرؤ القيس وظَلَّ لِثيرانِ الصَّرِيم غَماغِمٌ يُداعِسُها بالسَّمْهَريِّ المُعَلَّب وأورد الأَزهري هنا بيتاً نسبه لعلقمة وهو وظلَّ لثيرانِ الصَّريمِ غماغِمٌ إذا دَعَسُوها بالنَّضِيِّ المُعَلَّب وقال الراعي يَفْلِقْن كلَّ ساعِد وجُمْجُمه ضَرباً فلا تَسمع إلا غَمْغَمَه وفي صفة قريش ليس فيهم غَمْغمةُ قُضاعة الغَمغمة والتَّغَمْغم كلام غير بيِّن قاله رجل من العرب لمعاوية قال من هم ؟ قال قومك من قريش وجعله عبد مناف بن ربع الهذلي للقِسِيّ فقال وللقِسِيِّ أَزامِيلٌ وغَمْغمةٌ حِسَّ الجَنُوبِ تَسوقُ الماء والبَرَدا وقال عنترة في حَوْمةِ المَوْتِ التي لا تَشْتَكي غَمَراتِها الأبْطالُ غيرَ تَغَمْغُمِ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي إذا المُرْضِعاتُ بعد أَوّل هَجْعةٍ سَمِعْتَ على ثُدِيِّهنّ غَماغِما فسره فقال معناه أَن أَلبانهن قليلة فالرَّضيع يُغَمْغِم ويبكي على الثَّدي إذا رَضِعه طلباً للبن فإما أَن تكون الغمغمة في بكاء الأطفال وتَصويتهم أَصلاً وإما أَن تكون استعارة وتَغَمْغَمَ الغريقُ تحت الماء صوَّت وفي التهذيب إذا تداكَأَت فوقه الأمواج وأَنشد من خَرَّ في قَمْقامِنا تَقَمْقَما كما هَوَى فِرعونُ إذْ تَغَمْغَما تحتَ ظِلال المَوْجِ إذْ تَدَأّما أي صار في دَأْماء البحر
غنم
الغَنَم الشاء لا واحد له من لفظه وقد ثَنَّوْه فقالوا غنَمانِ قال الشاعر هُمَا سَيِّدانا يَزْعُمانِ وإنَّما يَسُودانِنا إن يَسَّرَتْ غَنماهُما قال ابن سيده وعندي أَنهم ثنوه على إرادة القَطِيعين أو السِّرْبين تقول العرب تَرُوح على فلان غَنمانِ أي قطيعان لكل قَطِيع راع على حدة ومنه حديث عمر أَعْطُوا من الصَّدقة من أَبْقت له السنة غَنماً ولا تُعطوها من أَبقت له غَنمَيْنِ أي من أَبقت له قِطعةً واحدة لا يُقَطَّعُ مثلها فتكون قِطْعتين لقلتها فلا تُعطوا من له قطعتان منها وأَراد بالسَّنة الجَدْب قال وكذلك تروح على فلان إبلان إبل ههنا وإبل ههنا والجمع أَغْنام وغُنوم وكسَّره أَبو جندب الهذلي أَخو خِراش على أَغانِم فقال من قصيدة يذكر فيها فِرار زُهير بن الأَغرّ اللحياني فَرَّ زُهَيْرٌ رَهْبةً مِن عِقابنا فَلَيْتَكَ لم تَغْدِرْ فتُصْبِح نَادما منها إلى صلح الفَيْفَا فَقُنَّةِ عَاذِبٍ أُجَمِّعُ منهم جامِلاً وأَغانِما قال ابن سيده وعندي أَنه أَراد وأَغانيم فاضطر فحذف كما قال والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا وغَنَم مُغْنَمةٌ ومُغَنَّمَة كثيرة وفي التهذيب عن الكسائي غنم مُغَنِّمة ومُغَنَّمَة أي مُجتمعة وقال أَبو زيد غنم مُغَنَّمة وإبل مُؤبَّلة إذا أُفرد لكل منها راع وهو اسم مؤنث موضوع للجنس يقع على الذكور وعلى الإناث وعليهما جميعاً فإذا صغرتها أَدخلتها الهاء قلت غُنَيْمة لأَن أَسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين فالتأْنيث لها لازم يقال له خمس من الغنم ذكور فيؤنث العدد وإن عنيت الكِباش إذا كان يليه من الغنم لأَن العدد يجري في تذكيره وتأْنيثه على اللفظ لا على المعنى والإبل كالغنم في جميع ما ذكرنا وتقول هذه غنم لفظ الجماعة فإذا أَفردت الواحدة قلت شاة وتَغَنَّم غَنَماً اتخذها وفي الحديث السَّكِينةُ في أَهل الغَنَم قيل أراد بهم أَهل اليمن لأن أَكثرهم أَهل غنم بخلاف مُضر ورَبيعة لأَنهم أَصحاب إبل والعرب تقول لا آتيك غَنَمَ الفِزْرِ أَي حتى يجتمع غنم الفزر فأَقاموا الغنم مقام الدهر ونصبوه هو على الظرف وهذا اتساع والغُنْم الفَوْز بالشي من غير مشقة والاغتِنام انتهاز الغُنم والغُنم والغَنِيمة والمَغْنم الفيء يقال غَنِمَ القَوم غُنْماً بالضم وفي الحديث الرَّهْن لمن رَهَنه له غُنْمه وعليه غُرْمه غُنَّمه زيادته ونَماؤه وفاضل قيمته وقول ساعدة بن جُؤية وأَلزمَهَا من مَعْشَرٍ يُبْغِضُونها نَوافِلُ تأْتيها به وغُنومُ يجوز أَن يكون كسَّر غُنْماً على غُنوم وغَنِم الشيءَ غُنْماً فاز به وتَغَنَّمه واغْتَنَمه عدّه غَنِيمة وفي المحكم انتهز غُنْمه وأَغْنَمه الشيءَ جعله له غَنِيمة وغَنَّمته تَغْنِيماً إذا نفَّلته قال الأَزهري الغَنِيمة ما أَوجَف عليه المسلمون بخيلهم وركابهم من أَموال المشركين ويجب الخمس لمن قَسَمه الله له ويُقسَم أَربعةُ أخماسها بين المُوجِفين للفارس ثلاثة أَسهم وللراجل سهم واحد وأَما الفَيء فهو ما أَفاء الله من أَموال المشركين على المسلمين بلا حرب ولا إيجاف عليه مثل جِزية الرؤوس وما صُولحوا عليه فيجب فيه الخمس أَيضاً لمن قسمه الله والباقي يصرف فيما يَسُد الثغور من خيل وسلاح وعُدّة وفي أَرزاق أَهل الفيء وأَرزاق القضاة ومن غيرهم ومن يجري مَجراهم وقد تكرر في الحديث ذكر الغنيمة والمَغنم والغنائم وهو ما أُصيب من أَموال أهل الحرب وأَوجَف عليه المسلمون الخيل والركاب يقال غَنِمت أَغْنَم غُنماً وغَنيمة والغنائم جمعها والمَغانم جمع مَغْنم والغنم بالضم الاسم وبالفتح المصدر ويقال فلان يتغنم الأمر أي يَحرِص عليه كما يحرص على الغنيمة والغانم آخذ الغنيمة والجمع الغانمون وفي الحديث الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة سماه غنيمة لما فيه من الأَجر والثواب وغُناماك وغُنْمك أن تفعل كذا أي قُصاراك ومَبْلَغ جُهدك والذي تتغنمه كما يقال حُماداك ومعناه كله غايتك وآخر أَمرك وبنو غَنْم قبيلة من تَغْلِب وهو غَنم بن تغلب بن وائل ويَغْنَم أبو بطن وغنّام وغانم وغُنَيم أَسماءٌ وغَنَّمة اسم امرأَة وغَنّام اسم بعير وقال يا صاح ما أَصْبَرَ ظَهْرَ غَنَّام خَشِيتُ أَن تَظْهَرَ فيه أَوْرام مِن عَوْلَكَيْنِ غَلَبا بالإِبْلام
غهم
الغَيْهَمُ كالغَيْهَب عن اللحياني
غيم
الغَيْم السحاب وقيل هو أَن لا ترى شمساً من شدة الدَّجْن وجمعه غُيوم وغِيام قال أَبو حية النميري يَلُوحُ بها المُذَلَّقُ مِذْرَياه خُروجَ النجمِ من صَلَعِ الغِيام وقد غامَت السماء وأَغامَت وأَغْيَمت وتَغَيَّمَت وغَيَّمت كله بمعنى وأَغيَم القومُ إذا أصابهم غَيْم ويوم غَيُوم ذو غَيم حُكي عن ثعلب والغَيم العطش وحرّ الجوف وأَنشد ما زالتِ الدَّلْوُ لها تَعُودُ حتى أَفاقَ غَيْمُها المَجْهُودُ قال ابن بري الهاء في قوله لها تعود على بئر تقدم ذكرها قال ويجوز أَن تعود على الإبل أَي ما زالت تعود في البئر لأَجلها أَبو عبيد والغَيْمة العطش وهو الغَيْم أَبو عمرو الغيم والغَيْن العطش وقد غام يَغِيم وغان يَغِين وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من العَيْمة والغَيْمة والأَيْمة فالعَيْمة شدّة الشهوة للبن والغَيمة شدّة العطش والأَيمة العُزْبة وقد غام إلى الماء يَغِيم غَيْمة وغَيَماناً ومَغِيماً عن ابن الأَعرابي فهو غَيْمان والمرأَة غَيْمَى وقال رَبيعة ابن مقروم الضبي يصف أُتُناً فَظَلَّتْ صَوافِنَ خُزْرَ العُيون إلى الشمس مِن رَهْبةٍ أَن تَغِيما والذي في شعره فظلت صَواديَ أَي عطاشاً وشجر غَيْم أَشِبٌ مُلتفّ كغَين وغَيَّمَ الطائرُ إذا رفرف على رأْسك ولم يُبعد عن ثعلب بالغين والياء عن ابن الأَعرابي والغِيام اسم موضع قال لبيد بَكَتْنا أَرْضُنا لما ظَعَنّا وحَيَّيْنا سُفَيْرَةُ والغِيام وغَيَّمَ الليلُ تغييماً إذا جاء مِثْلَ الغَيم وروى الأزهري عن ابن السكيت قال قال عجرمة الأَسدي ما طَلعت الثريا ولا باءت إلا بعاهة فيُزكَم الناس ويُبْطَنُون ويُصيبهم مرض وأَكثر ما يكون ذلك في الإبل فإنها تُقْلَب ويأْخذها عَتَهٌ والغيم شُعبة من القُلاب يقال بعير مَغْيُوم ولا يكاد المغيوم يموت فأَما المَقْلوب فلا يكاد يُفْرِقُ وذلك يُعرف بمَنْخِره فإذا تنفس منخِره فهو مقلوب وإذا كان ساكن النَفَس فهو مغيوم
فأم
الفِئامُ وِطاء يكون للمَشاجر وقيل هو الهَوْدَج الذي قد وُسِّع أسفله بشيء زيد فيه وقيل هو عِكْم مثل الجُوالِق صغير الفم يُغَطَّى به مَرْكب المرأَة يجعل واحد من هذا الجانب وآخر من هذا الجانب قال لبيد وأَرْيَدُ فارِسُ الهَيْجا إذا ما تَقَعَّرتِ المَشاجِرُ بالفِئام( * قوله « وأربد إلخ » تقدم في مادة شجر محرفاً وما هنا هو الصواب » )
والجمع فُؤُوم وفي التهذيب الجمع فُؤُمٌ على وزن فُعُم مثل خِمار وخُمُر وفَأّمَ الهَوْدجَ وأَفْأَمَه وسَّعَ أسفَلَه قال زهير على كُلِّ قَيْنيٍّ قَشِيبٍ مُفَأّم ويروى ومُفْأَم وهودج مُفَأّم على مُفَعَّل وُطِّئ بالفئِام والتفئيم توسيع الدًلو يقال أَفْأَمْتُ الدلو وأَفْعَمْتُه إذا ملأْته ومزادةٌ مُفَأّمة إذا وُسّعت بجلد ثالث بين الجلدين كالراوية والشَّعِيب وكذلك الدلو المُفَأّمَةُ الجوهري أفْأمت الرحلَ والقتب إذا وسَّعته وزدت فيه وفأّمه تفئيماً مثله ورَحْل مُفْأم ومُفَأّم وأنشد بيت زهير أيضاً ظَهَرْنَ من السُّوبانِ ثم جَزَعْنَه على كل قَينيٍّ قشيب ومُفْأَم وقال رؤبة عَبْلا تَرى في خَلْقه تفئيما ضِخَماً وسَعة أبو عمرو فَأَمْتُ وصَأَمْتُ إذا رَوِيتَ من الماء وقال أَبو عمرو التَّفاؤمُ أن تملأ الماشية أفواهها من العُشب ابن الأعرابي فَأَم البعيرُ إذا ملأ فاه من العشب وأنشد ظَلَّتْ برَمْلِ عالجٍ تَسَنَّمُهْ في صِلِّيانٍ ونَصِيٍّ تَفْأَمُهْ وقال أبو تراب سمعت أبا السَّمَيْدع يقول فَأَمت في الشراب وصَأَمت إذا كرعت فيه نَفَساً قال أبو منصور كأَنه من أَفْأَمْت الإناء إذا أَفْعَمْته وملأته والأفْآم فُروغُ الدلو الأربعة التي بين أطراف العَراقي حكاها ثعلب وأنشد في صفه دلو كأنَّ تَحتَ الكَيْلِ مِنْ أَفآمها شَقْراءَ خَيْلٍ شُدَّ مِن حِزامها وبعير مُفأَم ومُفَأّم سمين واسع الجوف ويقال للبعير إذا امتلأ شحماً قد فُئِم حاركه وهو مُفْأَم والفِئام الجماعة من الناس قال كأنَّ مَجامِعَ الرَّبَلاتِ منها فِئامٌ يَنْهَضُون إلى فِئام وفي التهذيب فئام مجلبون إلى فئام قال الجوهري لا واحد له من لفظه يقال عند فلان فِئام من الناس والعامة تقول فِيام بلا همز وهي الجماعة وفي الحديث يكون الرجل على الفِئام من الناس هو مهموز الجماعة الكثيرة وفي ترجمة فعم سقاء مُفْعَم ومُفْأَم أي مملوء
فجم
الفَجَم غِلَظ في الشدق رجل أفْجم يمانية وفَجْمة الوادي وفُجْمَته مُتَّسَعه وقد انْفَجَم وتَفَجَّم وفُجُومة حيّ من العرب وضُبَيْعةُ أفْجَم قبيلة
فجرم
الفِجْرِِمُ الجَوز الذي يؤكل وقد جاء في بعض كلام ذي الرمة
فحم
الفَحْم والفَحَم معروف مثل نَهْر ونَهَر الجمر الطافئ وفي المثل لو كنت أنْفُخ في فَحَم أي لو كنت أعمل في عائدة قال الأغلب العجلي هل غَيْرُ غارٍ هَدَّ غاراً فانْهَدَمْ ؟ قد قاتَلُوا لو يَنْفُخُون في فَحَمْ وصَبَروا لو صَبَرُوا على أَمَمْ يقول لو كان قتالهم يغني شيئاً ولكنه لا يغني فكان كالذي ينفخ نارً ولا فحم ولا حطب فلا تتقد النار يضرب هذا المثل للرجل يمارس أمراً لا يُجدي عليه واحدته فَحْمة وفَحَمة والفَحِيم كالفَحْم قال امرؤ القيس وإذْ هِيَ سَوْداءُ مثل الفَحِيم تُغَشِّي المَطانِبَ والمَنْكِبا وقد يجوز أن يكون الفَحِيم جمع فَحْم كعبْد وعَبِيد وإن قلّ ذلك في الأجناس ونظير مَعْز ومَعِيز وضَأْن وضَئِين وفَحْمة الليل أوّله وقيل أشدّ سواد في أوّله وقيل أشدّه سواداً وقيل فحمته ما بين غروب الشمس إلى نوم الناس سميت بذلك لحرّها لأن أوّل الليل أَحرّ من آخره ولا تكون الفحمة في الشتاء وجمعها فِحام وفُحوم مثل مَأْنة ومُؤون قال كثيِّر تُنازِعُ أشْرافَ الإكامِ مَطِيَّتي مِن الليل شَيحاناً شَدِيداً فُحومُها ويجوز أن يكون فُحومها سوادها كأنه مصدر فَحُم والفَحْمة الشراب في جميع هذه الأوقات المذكورة الأزهري ولا يقال للشراب فحمة كما يقال لِلجاشِرِيَّةِ والصَّبُوح والغَبُوق والقَيْل وأَفْحِمُوا عنكم من الليل وفَحِّمُوا أي لا تسيروا حتى تذهب فَحمته والتفحيم مثله وانطلقنا فَحْمةَ السَّحَر أي حينه وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ضُموا فَواشِيَكم حتى تذهب فحمة الشتاء والفَواشي ما انتشر من المال والإبل والغنم وغيرها وفَحْمة العِشاء شدة سواد الليل وظلمتِه وإنما يكون ذلك في أوّله حتى إذا سكن فَوْرُه قَلَّت ظُلمته قال ابن بري حكى حمزة بن الحسن الأصبهاني أن أبا المفضل قال أخبرنا أبو معمر عبد الوارث قال كنا بباب بكر بن حبيب فقال عيسى بن عمر في عرض كلام له قَحْمة العِشاء فقلنا لعله فحمة العشاء فقال هي قحمة بالقاف لا يختلف فيها فدخلنا على بكر بن حبيب فحكيناها له فقال هي فحمة العشاء بالفاء لا غير أي فَورته وفي الحديث اكْفِتوا صبيانكم حتى تذهب فحمة العشاء هي إقباله وأول سواده قال ويقال للظُّلمة التي بين صلاتي العشاء الفحمة والتي بين العتمة والغداة العَسْعَسَةُ ويقال فَحِّموا عن العشاء يقول لا تَسِيروا في أوله حين تَفُور الظُّلمة ولكن امْهَلوا حتى تَسْكن وتَعتدل الظلمة ثم سيروا وقال لَبيد واضْبِطِ الليلَ إذا طالَ السُّرى وتَدَجَّى بَعْدَ فَوْرٍ واعْتَدَلْ وجاءنا فَحْمةَ ابن جُمَيْرٍ إذا جاء نصف الليل أَنشد ابن الكلبي عِنْدَ دَيْجورِ فَحْمةِ ابن جُمَيْرٍ طَرَقَتْنا والليلُ داجٍ بَهِيمُ والفاحِمُ من كل شيء الأَسود بَيِّن الفُحومة ويُبالَغ فيه فيقال أَسود فاحم وشَعر فَحِيم أَسود وقد فَحُم فُحوماً وشعر فاحِم وقد فَحُم فُحُومة وهو الأَسود الحسن وأَنشد مُبَتَّلة هَيْفاء رُؤْد شَبابُها لَها مُقْلَتا رِيمٍ وأَسْودُ فاحِمُ وفَحَّم وجهه تفحيماً سوَّده والمُفْحَم العَييُّ والمفْحَم الذي لا يقول الشعر وأفْحَمه الهمُّ أو غيره منعه من قول الشعر وهاجاه فأَفْحَمه صادفه مُفْحَماً وكلَّمه فَفَحَم لم يُطق جواباً وكلمته حتى أَفْحَمْته إذا أَسكتَّه في خصومة أو غيرها وأَفْحَمْته أي وجدته مُفْحَماً لا يقول الشعر يقال هاجَيْناكم فما أَفْحَمْناكم قال ابن بري يقال هاجيته فأَفْحَمْته بمعنى أََسكتُّه قال ويجيء أَفحمته بمعنى صادفته مُفحَماً تقول هَجَوته فأَفحمته أي صادفته مفحماً قال ولا يجوز في هذا هاجيته لأن المهاجاة تكون من اثنين وإذا صادفه مُفْحَماً لم يكن منه هجاء فإذا قلت فما أَفحمناكم بمعنى ما أَسكتناكم جاز كقول عمرو بن معد يكرب وهاجيناكم فما أفحمناكم أي فما أَسكتناكم عن الجواب وفي حديث عائشة مع زينب بنت جحش فلم أَلبث أن أَفْحَمْتها أي أَسكتُّها وشاعر مُفْحَم لا يجيب مُهاجِيه وقول الأخطل وانزِعْ إلَيْكَ فإنَّني لا جاهلٌ بَكِمٌ ولا أنا إنْ نَطَقْتُ فَحُوم قال ابن سيده قيل في تفسيره فَحُوم مُفْحَم قال ولا أدري ما هذا إلاّ أن يكون توهّم حذف الزيادة فجعله كرَكُوب وحَلُوب أو يكون أراد به فاعلاً من فَحَم إذا لم يُطق جواباً قال ويقال للذي لا يتكلم أصلاً فاحِم وفَحَم الصبيُّ بالفتح يَفْحَم وفَحِمَ فَحْماً وفُحاماً وفُحوماً وفُحِمَ وأُفْحِمَ كل ذلك إذا بكى حتى ينقطع نفَسُه وصوته الليث كلمني فلان فأَفْحَمته إذا لم يُطق جوابك قال أبو منصور كأَنه شبه بالذي يبكي حتى ينقطع نفَسه وفَحَم الكبشُ وفَحِمَ فهو فاحِم وفَحِمٌ صاح وثَغا الكبْشُ حتى فَحِمَ أي صار في صوته بحُوحة
فخم
فَخُم الشيءُ يَفْخُم فَخامة وهو فَخْم عَبُلَ والأُنثى فَخْمة وفَخُم الرجل بالضم فَخامة أي ضَخُم ورجل فَخْم أي عظيم القدر وفَخَّمه وتَفَخَّمه أجَلَّه وعظَّمه قال كثير عزة فأنْتَ إذا عُدَّ المَكارم بَيْنَه وبَينَ ابنِ حَرْبٍ ذِي النُّهى المُتَفَخِّم والتَّفْخِيم التعظيم وفَخَّم الكلام عظَّمه ومنطق فَخْم جَزَل على المثل وكذلك حسَبٌ فَخْم قال دَعْ ذا وبَهِّجْ حَسَباً مُبَهَّجَا فَخْماً وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجا وروي في حديث أبي هالة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان فَخْماً مُفَخَّماً أَي عظيماً مُعَظَّماً في الصدور والعيون ولم تكن خِلْقته في جسمه الضخامة وقيل الفَخامة في وجهه نُبْلُه وامْتِلاؤه مع الجمال والمهابة وأتيْنا فلاناً فَفَخَّمْناه أي عَظَّمْناه ورفعنا من شأْنه قال رؤبة نَحْمَدُ مَوْلانا الأجَلَّ الأفْخَما والفَيْخَمانُ الرئيس المُعظَّم الذي يُصدَر عن رأْيه ولا يُقطع أمرٌ دونه أبو عبيد الفَخامة في الوجه نُبله وامْتِلاؤه ورجل فَخْم كثير لحم الوَجْنَتين والتفخيم في الحروف ضد الإمالة وألف التفخيم هي التي تجدها بين الألف والواو كقولك سلام عليكم وقامَ زيد وعلى هذا كتبوا الصلوة والزكوة والحيوة كل ذلك بالواو لأن الألف مالت نحو الواو وهذا كما كتبوا إحديهما وسويهن بالياء لمكان إمالة الفتحة قبل الألف إلى الكسرة
فدم
الفَدْم من الناس العَيِيُّ عن الحجة والكلام مع ثقل ورخاوة وقلة فهم وهو أيضاً الغليظ السمين الأحمق الجافي والثاء لغة فيه وحكى يعقوب أن الثاءَ بدل من الفاء والجمع فِدام والأُنثى فَدْمَة وثَدْمة وقد فَدُمَ فَدامة وفُدومة قال الليث والجمع فُدْم( * قوله والجمع فدم » كذا ضبط بالأصل ووقع في نسخة التهذيب مضبوطاً بشكل القلم أيضاً ككتب )
والمُفْدَم من الثياب المُشْبَع حمرة وقيل هو الذي ليست حُمرته شديدة وأَحْمر فَدْم مشبع قال شمر والمُفَدَّمة من الثياب المُشْبَعة حمرة قال أبو خراش الهذلي ولا بَطَلاً إذا الكُماةُ تَزَيَّنُوا لَدَى غَمَراتِ المَوْتِ بالحالِكِ الفَدْمِ يقول كأنَّما تزينوا في الحرب بالدّم الحالك والفَدْم الثقيلُ من الدم والمُفَدَّم مأْخوذ منه وثوب فَدْم إذا أُشبع صَبْغُه وثوب فَدْم ساكنة الدال إذا كان مصبوغاً بحمرة مشبعاً وصِبْغ مُفْدَم أي خاثِر مُشْبَع قال ابن بري والفَدم الدم قال الشاعر أَقولُ لكامِلٍ في الحَرْب لَمَّا جَرى بالحالِكِ الفَدْمِ البُحورُ وفي الحديث أنه نهى عن الثوب المُفْدَم هو المشبع حمرة كأنه الذي لا يُقدر على الزيادة عليه لتناهي حمرته فهو كالممتنع من قبول الصبغ ومنه حديث علي نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أَقرأَ وأنا راكع أو أَلبَسَ المُعَصْفَر المُفْدَم وفي حديث عروة أنه كره المُفْدَم للمُحرم ولم يرَ بالمُضَرَّج بأْساً المُضَرَّج دون المُفْدَم وبعده المُوَرَّد وفي حديث أبي ذرّ أن الله ضَرَبَ النصارى بِذلّ مُفْدَم أي شديد مشبع فاستعاره من الذوات للمعاني والفَدْم الدم ومنه قيل للثقيل فَدْم تشبيهاً به والفِدامُ شيء تشدُّه العجم على أفواهها عند السَّقْي الواحدة فِدامَة وأما الفِدام فإنه مِصْفاة الكوز والإبريق ونحوه وسُقاةُ الأَعاجم المجوس إذا سَقَوا الشِّرْبَ فَدَّمُوا أَفواههم فالساقي مُفَدَّم والإبريق الذي يُسقى منه الشِّرْب مُفَدَّم والفَدَّام شيء تمسح به الأعاجم عند السقي واحدته فَدَّامة قال العجاج كأَنَّ ذا فَدَّامةٍ مُنَطَّفا قَطَّفَ مِن أَعْنابه ما قَطَّفا يريد صاحب فَدَّامة تقول منه فَدَّمْت الآنية تَفدِيماً والمُفَدَّمات الأَباريق والدنان والفِدامُ والثِّدامُ المِصْفاة والفِدام ما يوضع في فم الإبريق والفَدَّم بالفتح والتشديد مثله قال وكذلك الخرقة التي يَشدّ بها المجوسي فمه وإبريق مُفْدَم ومَفدُوم ومُفَدَّم عليه فِدام الثاء عند يعقوب بدل من الفاء والفَدامُ لغة في الفِدام وفَدَّم الإبريقَ وضع على فمه الفِدَام قال عنترة بِزُجاجةٍ صَفْراءَ ذاتِ أسِرَّةٍ قُرِنَتْ بأَزْهَر في الشِّمال مُفَدَّمِ وقال أبو الهِندي مُفَدَّمة قَزّاً كأنَّ رِقابَها رِقابُ بَناتِ الماء أفْزَعَها الرَّعْدُ عدَّى مُفَدَّمة إلى مفعولين لأن المعنى ملبسة أو مكسوّة وفَدَم فاه وعلى فيه بالفِدام يَفْدِم فَدْماً وفَدَّم وضعه عليه وغطَّاه ومنه رجل فَدْمٌ أي عَييّ ثقيل بَيِّن الفَدامة والفُدومة وفي الحديث إنكم مَدْعُوُّون يوم القيامة مُفَدَّمة أفواهُكُم بالفِدام هو ما يشد على فم الإبريق والكوز من خرقة لتصفية الشَّراب الذي فيه أي أنهم يُمنعون الكلام بأَفواههم حتى تتكلم جوارحهم وجلودهم فشبه ذلك بالفدام وقيل كان سُقاة الأَعاجم إذا سَقَوْا فَدَّموا أفواههم أي غَطَّْوها وفي التهذيب حتى تكلم أفخاذهم قال أبو عبيد وبعضهم يقول الفَدَّام قال ووجه الكلام الجيد الفِدام وفي الحديث أيضاً يُحشر الناس يوم القيامة عليهم الفِدام والفِدام هنا يكون واحداً وجمعاً فإذا كان واحداً كان اسماً دالاً على الجنس وإذا كان جمعاً كان كَكِرام وظِراف وفي حديث عليّ كرم الله وجهه الحلم فِدام السفيه أي الحلم عنه يُغَطِّي فاه ويُسْكته عن سفهه والفِدام الغِمامة وفَدَّم البعيرَ شدَّد على فيه الفِدامة
فدغم
الفَدْغم بالغين معجمة اللَّحِيم الجسيم الطويل في عِظَم زاد التهذيب من الرجال قال ذو الرمة إلى كلِّ مَشْبوحِ الذِّهراعَيْنِ تُتَّقَى به الحَرْب شَعْشاعٍ وأبْيَضَ فَدْغَمِ قال ابن بري صواب إنشاده لها كلُّ مشبوحِ الذِّراعين أي لهذه الإبل كل عريض الذراعين يحميها ويمنعها من الإغارة عليها والأُنثى بالهاء والجمع فَداغِمة نادر لأنه ليس هنا سبب من الأسباب التي تلحق الهاء لها وخَدٌّ فَدْغَم أي حسن ممتلئ قال الكميت وأَدْنَيْنَ البُرُودَ على خُدودٍ يُزَيِّنّ الفَداغِمَ بالأَسِيلِ
فرم
الفَرْمُ والفِرامُ ما تَتَضَيَّقُ به المرأَة من دواء ومَرَةٌ فَرْماءُ ومُسْتَفْرِمة وهي التي تجعل الدواء في فرجها ليضيق التهذيب التفريب والتفريم بالباء والميم تَضْييق المرأَة فَلْهَمَها بعَجَمِ الزبيب يقال اسْتَفْرَمَت المرأَة إذا احتشَت فهي مستَفرمة وربما تتعالج بحب الزبيب تُضيِّق به متاعها وكتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج لما شكا منه أَنس ابن مالك يا ابن المُسْتَفْرِمة بعجَم الزبيب وهو مما يُسْتَفْرَم به يريد أنها تُعالج به فرجها ليَضيق ويَسْتَحْصِف وقيل إنما كتب إليه بذلك لأن في نساء ثَقِيف سَعةً فهنَّ يفعلن ذلك يَسْتَضِقن به وفي الحديث أن الحسين بن علي عليهما السلام قال لرجل عليك بِفِرام أُمك سئل عنه ثعلب فقال كانت أُمه ثقفية وفي أَحْراح نساء ثقيف سعة ولذلك يُعالِجن بالزبيب وغيره وفي حديث الحسن عليه السلام حتى لا تكونوا أَذَلَّ من فَرَم الأمة وهو بالتحريك ما تعالج به المرأَة فرجها ليَضِيق وقيل هي خرقة الحيض أبو زيد الفِرامة الخِرقة التي تحملها المرأة في فرجها واللجمة الخرقة التي تشدها من أَسفلها إلى سرتها وقيل الفِرام أن تحيض المرأَة وتحتشي بالخرقة وقد افترمت قال الشاعر وجَدْتُكَ فيها كأُمِّ الغُلام مَتى ما تَجِدْ فارِماً تَفْتَرِم الجوهري الفَرْمة بالتسكين والفَرْمُ ما تعالج به المرأَة قُبُلَها ليضيق وقول امرئ القيس يَحْمِلْنَنا والأَسَلَ النَّواهِلا مُسْتَفْرِمات بالحصَى حَوافِلا يقول من شدة جريها يدخل الحصى في فروجها وفي حديث أَنس أَيامُ التشريق أيامُ لَهْو وفِرام قال ابن الأَثير هو كناية عن المجامعة وأَصله من الفَرْم وهو تضييق المرأََة فرجها بالأشياء العَفِصة وقد اسْتَفْرمت أي احتشت بذلك والمَفارِم الخِرق تتخذ للحيض لا واحد لها والمُفْرَم المملوء بالماء وغيره هذلية قال البريق الهذلي وحَيٍّ حِلالٍ لهمْ سامرٌ شَهِدْتُ وشِعْبُهُمُ مُفْرَمُ أي مملوء بالناس أبو عبيد المُفْرَم من الحياض المملوء بالماء في لغة هذيل وأنشد حِياضُها مُفْرَمةٌ مُطَبَّعه يقال أفْرَمْت الحوض وأَفْعمته وأَفأَمْتُه إذا ملأْته الجوهري أَفْرَمْتُ الإناء ملأْته بلغة هذيل والفِرْمَى اسم موضع ليس بعربي صحيح الجوهري وفَرَما بالتحريك موضع قال سليك بن السُّلَكة يرثي فرساً له نَفَق في هذا الموضع كأَنَّ قَوائِمَ النَّحَّام لَمَّا تَحَمَّلَ صُحْبَتي أُصُلاً مَحارُ( * قوله « تحمل » في التكملة تروح )
عَلا فَرَماءَ عَالِيةً شَواه كأَنَّ بَياضَ غُرَّتِهِ خِمارُ يقول عَلَتْ قَوائمُهُ فرَماء قال ابن بري من زعم أن الشاعر رثى فرسه في هذا البيت لم يروه إلا عاليةً شَواه لأنه إذا مات انتفخ وعلت قوائمه ومن زعم أنه لم يمت وإنما وصفه بارتفاع القوائم فإنه يرويه عاليةٌ شواه وعاليةً بالرفع والنصب قال وصواب إنشاده على قَرَماء بالقاف قال وكذلك هو في كتاب سيبويه وهو المعروف عند أهل اللغة قال ثعلب قَرَماء عَقَبة وصف أن فَرسه نَفَق وهو على ظهره قد رفع قوائمه ورواه عاليةً شواه لا غير والنحَّام اسم فرسه وهو من النُّحْمة وهي الصوت قال ابن بري يقال ليس في كلام العرب فَعَلاء إلا ثلاثة أَحرف وهي فَرَماء وجَنَفاء وجَسَداء وهي أَسماء مواضع فشاهد فَرَماء بيت سليك بن السلكة هذا وشاهد جَنَفاء قول الشاعر رَحَلْت إلَيْكَ من جَنَفاء حتَّى أَنَخْتُ فِناء بَيْتك بالمَطالي وشاهد جَسَداء قول لبيد فَبِتْنا حَيْثُ أَمْسَيْنا ثَلاثاً على جَسَداءَ تَنْبَحُنا الكِلابُ قال وزاد الفراء ثَأَداء وسَحَناء لغة في الثَّأْداء والسَّحْناء وزاد ابن القوطية نَفَساء لغة في النَّفْساء قال ومما جاء فيه فَعْلاء وفَعَلاء ثَأداء وثَأْداء وسَحَناء وسَحْناء وامرأَة نَفْساء ونَفَساء لغة في النُّفَساء قال ابن كيسان أما ثَأْداء والسَّحَناء فإنما حركتا لمكان حرف الحلق كما يسوغ التحريك في مثل النهر والشَعَر قال وفَرماء ليست فيه هذه العلة قال وأَحسبها مقصورة مدّها الشاعر ضرورة قال ونظيرها الجَمَزى في باب القصر وحكى علي بن حمزة عن ابن حبيب أنه قال لا أَعلم قَرَماء بالقاف ولا أَعلمه إلا فرَماء بالفاء وهي بمصر وأنشد قول الشاعر سَتُحْبِطُ حائِطَيْ فَرَماء منِّي قَصائدُ لا أُرِيدُ بها عِتابا وقال ابن خالويه الفَرَما بالفاء مقصور لا غير وهي مدينة بقرب مصر سميت بأَخي الإسكندر واسمه فرَما وكان الفرما كافراً وهي قرية إسمعيل ابن إبراهيم عليه السلام
فرجم
افْرَنْجَم الحَمَلُ كافرْنَبْج شُوِْى فَيبِست أَعاليه
فرزم
الفُرْزُم سِنْدان الحدّاد قال والفُرْزُوم خشبة الحذَّاء ومنهم من يقول قُرزوم بالقاف الجوهري الفُرْزُوم خشبة مدوَّرة يَحْذو عليها الحَذَّاء وأَهل المدينة يسمونها الجَبْأَة قال كذا قرأْته على أبي سعيد قال وحكاه أيضاً ابن كيسان عن ثعلب قال وهو في كتاب ابن دريد بالقاف قال وسأَلت عنه في البادية فلم يُعرف وحكى ابن بري قال قال ابن خالويه الفُرزوم بالفاء خشبة الحذَّاء وبالقاف سندان الحدَّاد
فرصم
الفِرْصِمُ من أَسماء الأَسد
فرضم
الفِرْضِم من الإبل الضخمة الثقيلة وفِرْضِم اسم قبيلة وإبل فِرْضِمِيَّة منسوبة إليه
فرطم
الفُرطُومة منقار( * قوله « الفرطومة منقار » تبع في ذلك التهذيب والنهاية والذي في القاموس الفرطوم بلا هاء ) الخف إذا كان طويلاً محدد الرأْس وخف مُفَرْطم الجوهري الفُرْطوم طرَف الخُف كالمِنْقار وخِفاف مُفَرْطمة وفي الحديث إن شيعة الدجال شواربهم طويلة وخفافهم مفرطمة قال ابن الأَثير الفُرطومة حكاها ابن الأَعرابي بالقاف ابن الأَعرابي قال قال أَعرابي جاءنا فلان في نِخافَيْنِ مُقَرْطَمَيْنِ أي لهما مِنقاران والنِّخافُ الخف رواه بالقاف قال وهو أصح مما رواه الليث بالفاء
فرقم
أبو عمرو الفَرْقَمُ حَشَفة الرجل وأَنشد مَشْعُوفةٍ بِرَهْزِ حَكِّ الفَرْقَم( * قوله « مشعوفة إلخ » قبله كما في التكملة وأمه أكالة للقمقم ) قال ورواه بعضهم القِرْقِم قال وأنا لا أعرفها
فسحم
الجوهري الفُسْحُم بالضم الواسع الصدر والميم زائدة
فصم
الفَصْم الكسر من غير بينونة فَصَمه يَفْصِمُه فَصْماً فانْفَصَم كسره من غير أن يبين وتَفَصَّم مثله وفَصَّمه فَتَفَصَّم وخَلْخال أفْصَمُ مُتَفَصِّم عن الهجري وأنشد لعمارة بن راشد وأمَّا الألى يَسْكُنَّ غَوْرَ تِهامةٍ فَكُلُّ كَعابٍ تَتْرُكُ الحِجلَ أَفْصَما وفُصِم جانبُ البيتِ انهدمَ والانفِصامُ الانقطاع وفي التنزيل العزيز لا انْفِصام لها أي لا انقطاع لها وقيل لا انكسار لها وفي الحديث في صفة الجنة دُرَّةٌ بَيْضاءُ ليس فيها فَصْم ولا وَصْم قال أبو عبيد الفَصم بالفاء أن ينصدع الشيء من غير أن يَبِين من فَصَمت الشيء أَفْصِمه فَصْماً إذا فعلت ذلك به فهو مَفصُوم قال ذو الرمة يذكر غزالاً شبهه بدُمْلُج فضة كأنَّه دُمْلُجٌ مِن فِضَّةٍ نَبَهٌ في مَلْعَبٍ مِن جواري الحَيِّ مَفْصُومُ شبه الغزال وهو نائم بدملج فضة قد طُرح ونُسِي وكل شيء سقط من إنسان فنسيه ولم يهتد له فهو نَبَهٌ وهو الخُرت والخُرات( * قوله « وهو الخرت والخرات إلى قوله وإنما جعله إلخ » كذا بالأصل ولينظر ما مناسبته هنا )
والناس كلهم يقولون خُرت وهو خَرق النصاب وإنما جعله مفصوماً لتثنيه وانحنائه إذا نام ولم يقل مقصوم بالقاف فيكون بائناً باثنين قال ابن بري قيل في نبه إنه المشهور وقيل النفيس الضالّ الموجود عن غفلة لا عن طلب وقيل هو المنسي الفراء فأْس فَصيم
( * قوله « فأس فصيم » كذا في الأصل والقاموس والذي في التهذيب والتكملة فيصم أي كصيقل ) وهي الضخمة وفأْس فِنْدَأْيةٌ لها خُرت وهو خرق النصاب قال وأما القصم بالقاف فأَن ينكسر الشيء فيبين وفي حديث أبي بكر إني وجدت في ظهري انْفِصاماً أي انصداعاً ويروى بالقاف وهو قريب منه وفي الحديث استَغْنُوا عن الناس ولو عن فِصْمة السواك أي ما انكسر منه ويروى بالقاف وأَفْصَم الفحلُ إذا جَفر ومنه قيل كل فحل يُفْصِم إلا الإنسان أي ينقطع عن الضراب وانفصم المطر انقطع وأَقْلَع وأَفصم المطرُ وأَفْصى إذا أَقلَع وانكشف وأَفْصَمَت عنه الحُمَّى وفي حديث عائشة رضوان الله عليها أنها قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَنْزِل عليه في اليوم الشديد البرْدِ فَيُفْصِم الوَحْيُ عنه وإِنَّ جَبِينَه ليَتَفصَّد عرَقًا فيُفْصِم أي يُقلِع عنه وفي بعض الحديث فيُفصم عني وقد وَعَيْت يعني الوَحْي أي يُقلع
فطم
فَطَم العُودَ فَطْماً قطعه وفَطَمَ الصبيِّ يَفْطِمه فَطْماً فهو فطيم فصَلَه من الرضاع وغلام فَطِيم ومَفْطُوم وفطَمَتْه أُمه تَفْطِمه فصَلته عن رضاعها الجوهري فِطام الصبي فِصاله عن أُمه فطَمَت الأُم ولدها وفُطِم الصبي وهو فَطِيم وكذلك غير الصبي من المَراضِع والأُنثى فَطِيم وفَطِيمة وفي حديث امرأَة رافع لما أَسلم ولم تُسْلِم فقال ابنتي وهي فَطِيم أي مَفْطُومة وفعيل يقع على الذكر والأُنثى فلهذا لم تلحقه الهاء وجمع الفَطِيم فُطُم مثل سَرِير وسُرُر قال وإن أَغارَ فلم يَحْلو بِطائِلةٍ في لَيْلةٍ من حَمِير ساوَرَ الفُطُما وفي حديث ابن سيرين بلغه أن ابن عبد العزيز أَقْرَعَ بين الفُطُم فقال ما أَرى هذا إلا من الاسْتِقْسام بالأَزْلام جمع فَطِيم من اللبن أي مَفْطُوم قال ابن الأثير وجمع فَعِيل في الصفات على فُعُل قليل في العربية وما جاء منه شُبِّه بالأسماء كنَذِير ونُذُر فأما فعيل بمعنى مفعول فلم يرد إلا قليلاً نحو عَقِيم وعُقُم وفَطِيم وفُطُم وأراد بالحديث الإقْراع بين ذَرارِيِّ المسلمين في العَطاء وإنما أَنكره لأن الإقراع لتفضيل بعضهم على بعض في الفرض والاسم الفِطام وكل دابة تُفْطَم قال اللحياني فَطَمَتْه أُمه تَفْطِمه فلم يَخُص من أي نوع هو وفَطَمْت فلاناً عن عادته وأُصل الفَطْم القطع وفَطَم الصبيَّ فصله عن ثدي أُمه ورَضاعها والفَطِيمة الشاة إذا فُطِمت وأَفْطَمَت السَّخلة حان أن تُفْطَم عن ابن الأعرابي فإذا فُطِمت فهي فاطِمٌ ومَفْطُومة وفَطِيمةً عنه أيضاً قال وذلك لشهرين من يوم ولادها وتَفاطَم الناس إذا لَهِجَ بَهْمُهم بأُمهاته بعد الفِطام فدفع هذا بَهْمَه إلى هذا وهذا بهْمَه إلى هذا وإذا كانت الشاة تُرْضِع كل بَهْمة فهي المُشْفِع ابن الأعرابي قال إذا تناولت أولاد الشياه العيدان قيل رَمَّت وارتَمَّت فإذا أَكلت قيل بَهْمة سامع( * قوله « بهمة سامع » كذا في الأصل على هذه الصورة ) حتى يدنو فطامها فإذا دنا فطامها قيل أَفْطَمَت البَهمة فإذا فُطمت فهي فاطم ومَفْطومة وفطيم وذلك لشهرين من يوم فطامها فلا يزال عليها اسم الفطام حتى تَسْتَجْفِر والفاطم من الإبل التي يُفْطَم ولدها عنها وناقة فاطِم إذا بلَغ حُوارها سنة فَفُطِم قال الشاعر مِنْ كُلِّ كَوْماءِ السَّنام فاطِمِ تَشْحَى بمُسْتَنِّ الذَّنُوب الراذِمِ شِدْقَيْنِ في رأْسٍ لها صُلادِمِ ولأَفطِمَنَّك عن هذا الشيء أي لأَقطَعنَّ عنه طَمَعَكَ وفاطِمةُ من أسماء النساء التهذيب وتسمى المرأَة فاطِمة وفِطاماً وفَطِيمة وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أَعطَى عليّاً حُلّةً سِيَراء وقال شَقِّقها خُمُراً بين الفواطِم قال القتيبي إحداهن سيّدة النساء فاطِمةُ بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها زَوْجُ علي عليه السلام والثانية فاطِمةُ بنت أَسد بن هاشم أُم علي بن أبي طالب عليه السلام وكانت أَسلمت وهي أوّل هاشمية وعلَدت لهاشميّ قال ولا أَعرف الثالثة قال ابن الأَثير هي فاطمة بنت حمزة عمِّه سيد الشهداء رضي الله عنهما وقال الأزهري الثالثة فاطمة بنتُ عُتْبة بن ربيعة وكانت هاجرت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم قال وأَراه أَراد فاطمة بنت حمزة لأنها من أهل البيت قال ابن بري والفواطم اللاتي وَلَدن النبي صلى الله عليه وسلم قُرشية وقَيْسِيَّتان ويَمانِيَتانِ وأَزْدِيَّة وخُزاعِيَّةٌ وقيل للحسن والحسين ابنا الفواطم فاطمةُ أُمهما وفاطمة بنت أَسَد جدّتهما وفاطمةُ بنت عبد الله بن عمرو بن عِمْران بن مَخْزُوم جدَّةُ النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه وفَطَمْتُ الحبل قَطَعْته وفُطَيْمةُ موضع
فعم
: الفَعْمُ و الأَفْعَمُ : الممْتلىء وقيل : الفائض امتلاء . وساعدٌ فَعْمٌ فَعُمَ يَفْعُمُ فَعامة و فُعومة فهو فَعْم : ممتلىء ووَجْه فَعْم وجارية فَعْمة و افْعَوْعَمَ قال كعب يصف نهراً : مُفْعَوْعِمٌ صَخِبُ الآذِيِّ مُنْبَعِقٌ كأَنَّ فيه أَكُفَّ القَوْمِ تَصْطَفِقُ وفي صفته : كان فَعْمَ الأَوصال أَي ممتلىء الأَعْضاء وفي قصيد كعب : ضَخْمٌ مُقَلَّدُها فَعْمٌ مُقَيَّدُها أَي ممتلئة الساق . وفي حديث أُسامة : وانَّهم أَحاطوا ليلاً بحاضِرِ فَعْمٍ أَي حَيّ مُمْتَلِىءٍ بأَهله . و فَعَمَه يَفْعَمُه و أَفْعَمَه : ملأَه وبالغ في مَلْئِه وأَنشد : فَصَبَّحَتْ والطيرُ لم تَكَلَّم جابيةٌ طُمَّتْ بِسَيْلٍ مُفْعَمِ و أَفْعَمْتِ البيت برائحة العُود فافْعَوْعَم و أَفعم المِسْكُ البيتَ : ملأَه بريحه . و أَفعم البيت طِيباً : مَلأَه على المثل . و افْعَوْعَم هو : امتلأَ . وفي الحديث : لو أَنَّ امرأَة من الحُور العِين أَشْرَفَتْ لأَفْعَمَت ما بين السماء والأَرض رِيحَ المِسكِ أَي ملأَت ويروى بالغين . و فَعَمَتْه رائحتهُ الطيب و أَفْعَمَتْه : ملأَت أَنفَه والأَعرف فَغَمتْه بالغين المعجمة فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي لكثير : أَتِيٌّ ومَفْعُومٌ حَثِيثٌ كأَنه غُرُوبُ السَّواني أَتْرَعَتها النَّواضِحُ فإِنه زعم أَنه لم يسمع مَفْعُوم إِلا في هذا البيت قال : وهو من أَفْعَمت ونظيره قول لبيد : الناطِق المَبرُوز والمَخْتُوم وهو من أَبرزت ومثله المَضْعُوف من أَضْعَفْت . الأَزهري : ونَهَر مَفْعُوم أَي ممتلىء . ويقال : سِقاء مُفْعَم ومُفْأَم أَي مملوء وأَنشد أَبو سهل في أَشعار الفصيح في باب المشدّد بيتاً آخر جاء به شاهداً على الضِّحِّ وهو : أَبْيَض أَبرَزَه للضِّحِّ راقبهُ مُقَلَّد قُضُبَ الرَّيْحانِ مَفْعومُ أَي ممتلىء لَحْماً . و فَعُمَت المرأَة فَعامة و فُعُومة وهي فَعْمة اسْتَوى خَلْقها وغَلُظَ ساقها وساعدٌ فَعْمٌ قال : بساعدٍ فَعْمٍ وكَفَ خاضِب ومُخَلْخَل فَعْمٌ قال : فَعْمٌ مُخَلْخَلُها وَعْثٌ مُؤزَّرُها عَذْبٌ مُقَبَّلُها طَعْمُ السَّدَا فُوها السَّدا ههنا : البلح الأَخضر واحدته سَداة وقيل : هو العَسَل من قولهم سَدَتِ النحل تَسْدُو سَداً . الجوهري : أَفْعَمْت الرجلَ مَلأْته غضباً وحكى الأَزهري عن أَبي تراب قال : سمعت واقعاً السَّلمِيَّ يقول أَفْعَمْت الرجل وأَفْغَمْته إِذا ملأْته غضباً أَو فَرحاً
فغم
فَغَم الوَرْدُ يَفْغَم فُغُوماً انفتح وكذلك تَفَغَّم أي تفتح وفَغَمت الرَّائحةُ السُّدَّة فتَحتْها وانْفَغَمَ الزُّكام وافْتَغَم انفرج وفَغَمةُ الطيب رائحتُه فَغمَتْه تَفْغَمُه فَغْماً وفُغُوماً سدَّت خَياشِيمه وفي الحديث لو أنَّ امرأة من الحور العين أشْرَفَتْ لأفْغَمَتْ ما بين السماء والأرض بريح المسك أي لملأَتْ قال الأَزهري الرواية لأَفعمت بالعين قال وهو الصواب يقال فَعَمْت الإناءَ فهو مفعوم إذا ملأته وقد مرَّ تفسيره والريحُ الطَّيبة تَفْغَمُ المزكوم قال الشاعر نَفْحةُ مِسْكٍ تَفْغَم المَفْغُوما ووجدت فَغْمة الطيب وفَغْوَته أي ريحه والفَغَم بفتح الغين الأنف عن كراع كأنه إنما سمي بذلك لأن الريح تَفْغَمه أبو زيد بَهَظْته أَخذت بفُقْمه وبفُغْمِه قال شمر أَراد بفُقْمه فمَه وبفُغْمِه أَنفه والفَغَم بالتحريك الحِرص وفَغِمَ بالشيء فَغَماً فهو فَغِم لَهِجَ به وأُولِعَ به وحَرَص عليه قال الأعشى تَؤُمُّ دِيارَ بني عامِرٍ وأَنْتَ بآلِ عقِيل فَغِم قال ابن حبيب يريد عامر بن صَعْصَعة وعَقِيل بن كعب بن عامر بن صعصعة وكلْبٌ فَغِمٌ حريصٌ على الصيد قال امرؤ القيس فيُدْرِكُنا فَغِمٌ داجِنٌ سَمِيعٌ بَصِيرٌ طَلوبٌ نَكِرْ ابن السكيت يقال ما أشدَّ فَغَمَ هذا الكلب بالصيد وهو ضراوته ودُرْبَته والفُغْمُ الفَم أَجمع ويحرك فيقال فُغُمٌ وفَغَمه أي قَبَّله قال الأَغلب العجلي بَعْدَ شَمِيمِ شاغِفٍ وفَغْمِ وكذا المُفاغَمة قال هُدْبة بن خَشْرَم متى تقولُ القُلُصَ الرَّواسِما يُدْنِينَ أُمَّ قاسِمٍِ وقاسِما ألا تَرَيْنَ الدَّمْعَ مِني ساجما حِذارَ دارٍ مِنْكِ أن تُلائِما ؟ والله لا يَشْفِي الفُؤادَ الهائما تَماحُكُ اللَّبَّاتِ والمآكِما وفي رواية نَفْثُ الرُّقَى وعَقْدُك التَّمائِما ولا اللِّزامُ دُون أن تُفاغِما ولا الفِغامُ دون أن تُفاقِما وتَرْكَبَ القَوائمُ القوائما وفَغِمَ بالمكان فَغَماً أَقام به ولزِمَه وأَخذ بفُغْم الرجل أي بذقنه ولحيته كفُقْمه وفي الحديث كلوا الوَغْم واطرحوا الفَغْم قال ابن الأثير الوَغْم ما تساقط من الطعام والفَغْم ما يَعْلَقُ بين الأسنان أي كلوا فُتات الطعام وارموا ما يخرجه الخِلال قال وقيل هو بالعكس
فقم
الفَقَمُ في الفم أن تدخل الأسنان العليا إلى الفم وقيل الفَقَم اختلافه وهو أن يخرج أسفل اللَّحْي ويدخل أعلاه فَقِمَ يَفْقَم فَقَماً وهو أَفْقَم ثم كثر حتى صار كلُّ مُعْوَجٍّ أَفقم وقيل الفَقَم في الفَم أن تتقدم الثنايا السفلى فلا تقع عليها العليا إذا ضم الرجل فاه وقال أبو عمرو الفَقَمُ أن يطول اللحي الأَسفل ويَقْصُر الأَعلى ويقال للرجل إذا أَخذ بِلِحْية صاحبه وذَقَنه أخذ بفُقْمه وفَقَمْت الرجل فَقْماً وهو مَفْقُوم إذا أخدت بفُقْمه أبو زيد بهظته أَخذت بفُقْمه وبفُغْمه قال شمر أراد بفُقمه فمه وبفُغْمه أنفه قال والفُقْمانِ هما اللَّحْيان وفي الحديث من حفظ ما بين فُقْمَيْهِ دخل الجنة أي ما بين لَحييه والفُقم بالضم اللحي وفي رواية من حفظ ما بين فُقْمَيْه ورجليه دخل الجنة يريد من حفظ لسانه وفرجه الليث الفَقَمُ رَدَّة في الذقن والنعت أفْقَمُ وفي حديث موسى عليه السلام لما صارت عصاه حية وضعت فُقماً لها أَسفل وفُقْماً لها فوق وفي حديث الملاعنة فأَخذت بفُقْمَيْه أي بلحييه وفَقِمَ الرجلُ فَقَماً رجع ذقَنُه إلى فمه وفَقِمَ أَيضاً كثر ماله وفَقِمَ الإناءُ امتلأَ ماء ويقال فَقِمَ الشيء اتسع والفَقَمُ الامتلاء يقال أَصاب من الماء حتى فَقِم عن أبي زيد والأَمر الأفْقَمُ الأعوج المخالف وأمرٌ مُتَفاقِم وتَفاقَمَ الأمر أي عَظُم وفَقُمَ الأمرُ فُقوماً عظم وفَقِمَ أيضاً فَقَماً وفَقِمَ الأمرُ يَفحقَمُ فَقَماً وفُقُوماً وتَفاقَم لم يَجْره على استواء مشتق من ذلك وفَقِمَ الرجلُ فَقَماً بَطِرَ وهو من ذلك لأن البَطَر خروج عن الاستقامة والاستواء قال رؤبة فلَم تَزَلْ تَرْأَمُه وتَحْسِمُهْ من دائِه حتى اسْتَقامَ فَقَمُهْ( * قوله « ترأمه » كذا بالأصل بميم وفي المحكم ترأبه بالباء والمعنى واحد )
التهذيب وإن قيل فَقَم الأَمرُ كان صواباً وأنشد فإنْ تَسْمَعْ بلأْمِهما فإنّ الأَمرَ قد فَقَما أبو تراب سمعت عَرّاماً يقول رجل فَقِمٌ فَهِمٌ إذا كان يعلو الخصوم ورجل لَقِمٌ لَهِمٌ مثله وفي حديث المغيرة يصف امرأَة فَقْماءَ سَلْفَعٍ الفَقْماءُ المائلةُ الحَنَك وقيل هو تقدم الثنايا السُّفلى حتى لا تقع عليها العُليا والفَقْم والفُقْم طَرَف خَطْم الكلب ونحوه وقيل ذقن الإنسان ولَحْييه وقيل هما فمه التهذيب وربما سَمَّوْا ذقن الإنسان فَقْماً وفُقْماً والمُفاقمة البُضْع وفي الصحاح البِضاعُ قال الشاعر ولا الفِغامُ دُونَ أن تُفاقِما وهذا الرجز للأَغلب العجلي وقد تقدم في فَغَم وفَقَم المرأَةَ نكحها وفَقِمَ مالُهُ فَقَماً نَفِدَ ونَفِقَ وفُقَيْم بطن في كنانة النسب إليه فُقَمِيٌّ نادِرٌ حكاه سيبويه وفي الصحاح والنسبة إليهم فُقَمِيٌّ مثل هُذَليٍّ وهم نَسَأَةُ الشهور وفُقَيْمٌ أيضاً في بني دارم النسب إليه فُقَيْمِيّ على القياس وأَفْقَمُ اسم
فلم
الفَيْلَمُ العَظيم الضخْمُ الجُثَّة من الرجال ومنه تَفَيْلَقَ الغلام وتَفَيْلَم بمعنى واحد يقال رأَيت رجلاً فَيْلَماً أي عظيماً ورأَيت فَيْلَماً من الأَمر أي عظيماً والفَيْلم الأَمر العظيم والياء زائدة والفَيْلَماني منسوب إليه بزيادة الألف والنون للمبالغة وفي الحديث عن ابن عباس قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال فقال أَقْمَرُ فَيْلَمٌ هِجان وفي رواية رأَيته فَيْلَمانِيّاً والفَيْلَمُ المُشط الكبير وقيل المشط قال الشاعر كما فَرَّقَ اللِّمَّةَ الفَيْلَمُ والفَيْلم الجُمّة العَظِيمة والفَيْلَمُ الجبان ويقال فَيْلَمانيٌّ كما يقال دُحْسُمانيٌّ والفَيْلم العظيم وقال البريق الهذلي ويَحْمِي المُضافَ إذا ما دَعا إذا فَرَّ ذو اللِّمّةِ الفَيْلَمُ ويقال الفَيلم الرجل العظيم الجُمَّة وقال يُفَرِّقُ بالسيفِ أَقْرانَه كما فَرَّقَ اللِّمّةَ الفيلم قال ابن بري وهذا البيت الذي أنشده لبريق الهذلي يروى على روايتين قال وهو لعياض بن خويلد الهذلي ورواه الأَصمعي يُشَذِّبُ بالسيف أَقرانه إذا فر ذو اللمة الفيلم قال وليس الفيلم في البيت الثاني شاهداً على الرجل العظيم الجمة كما ذكر إنما ذلك على من رواه كما فَرَّ ذو اللمة الفيلم قال وقد قيل إن الفيلم من الرجال الضخم وأما الفيلم في البيت على من رواه كما فرَّق اللمة الفيلم فهو المشط قال ابن خالويه يقال رأيت فَيْلماً يُسرِّح فَيْلَمه بِفَيْلَمٍ أي رأَيت رجلاً ضَخماً يسرح جُمة كبيرة بالمشط قال ابن بري وأَنشد الأَصمعي لسيف بن ذي يزن في صفة الفُرْس الذين جاء بهم معه إلى اليمن قَد صَبَّحَتْهُم مِن فارِسٍ عُصَبٌ هِرْبِذُها مُعْلَمٌ وزِمْزُمها بِيضٌ طِوالُ الأَيْدِي مَرازبةٌ كُلُّ عَظيمِ الرُّؤُوسِ فَيْلَمُها هَزُّوا بناتِ الرِّياحِ نَحْوَهُم أَعْوَجُها طَامِحٌ وأَقْوَمُها بناتُ الرياح النّشاب والفَيْلَم المشط بلغة أهل اليمن وكل هؤلاء يُعَظِّمُ مُشْطَه والفَيْلَمُ المرأَة الواسعة الجَهاز وبِئرٌ فَيْلَمٌ واسِعة عن كراع وقيل واسعة الفم وكل واسع فَيْلم عن ابن الأعرابي
فلقم
الجوهري الفَلْقَم الواسع
فلهم
الفَلْهَم فرج المرأَة الضخْم الطويل الإسْكَتَيْنِ القبيح الأصمعي الفَلهم من جهاز النساء ما كان منفرجاً أبو عمرو الفلهم الفرج وأنشد با ابنَ التي فَلْهَمُها مِثْلُ فَمِه كالحَفْر قام وِرْدُه بأَسْلُمِه الحَفْر هنا البئر التي لم تُطو وأَسْلُم جمع سَلْم الدلو وأراد أن فلهمها أَبخر مثل فمه وفي الحديث أن قوماً افتقدوا سِخابَ فتاتهم فاتَّهموا امرأَة فجاءت عجوز ففتشت فلهمها أي فرجها قال ابن الأثير وذكره بعضهم في القاف وبِئر فَلْهم واسعة الجَوْفِ
فمم
فُمَّ لغة في ثُمَّ وقيل فاء فمّ بدل من ثاء ثمّ يقال رأَيت عَمراً فُمَّ زيداً وثم زيداً بمعنى واحد التهذيب الفراء قبَّلها في فُمّها وثُمِّها الفراء يقال هذا فَمٌ مفتوح الفاء مخفف الميم وكذلك في النصب والخفض رأَيت فَماً ومررتُ بفَمٍ ومنهم من يقول هذا فُمٌ ومررت بفُمٍ ورأَيت فُماً فيضم الفاء في كل حال كما يفتحها في كل حال وأما بتشديد الميم فإنه يجوز في الشعر كما قال محمد بن ذؤيب العُماني الفُقَيْمي يا لَيْتَها قد خَرَجَتْ مِن فُمِّه حتَّى يَعُودَ المُلْكُ في أُسْطُمِّه قال ولو قال من فَمِّه بفتح الفاء لجاز وأما فُو وفي وفا فإنما يقال في الإضافة إلا أن العجاج قال خالَط مِن سَلْمَى خَياشِيمَ وفا قال وربما قالوا ذلك في غير الإضافة وهو قليل قال الليث أما فو وفا وفي فإن أَصل بنائها الفَوْه حذفت الهاء من آخرها وحملت الواو على الرفع والنصب والجر فاجترّت الواو صروف النحو إلى نفسها فصارت كأنها مدة تتبع الفاء وإنما يستحسنون هذا اللفظ في الإضافة فأما إذا لم تُضَف فإن الميم تجعل عماداً للفاء لأن الياء والواو والألف يسقطن مع التنوين فكرهوا أن يكون اسم بحرف مغلق فعمدت الفاء بالميم إلا أن الشاعر قد يضطر إلى إفراد ذلك بلا ميم فيجوز له في القافية كقولك خالط من سلمى خياشيم وفا الجوهري الفم أَصله فَوْه نقصت منه الهاء فلم تحتمل الواو الإعراب لسكونها فعوض منها الميم فإذا صغَّرت أو جمَعْت رددته إلى أَصله وقلت فُوَيْه وأَفْواه ولا تقل أَفماء فإذا نسبت إليه قلت فَمِيٌّ وإن شئت فَمَوِيٌّ يجمع بين العوض وبين الحرف الذي عوّض منه كما قالوا في التثنية فَمَوانِ قال وإنما أَجازوا ذلك لأن هناك حرفاً آخر محذوفاً وهو الهاء كأَنهم جعلوا الميم في هذه الحال عوضاً عنها لا عن الواو وأنشد الأخفش للفرزدق هُما نَفَثا في فيَّ مِن فَمَوَيْهما على النابِحِ العاوي أَشَدَّ رِجامِ قوله أَشد رجام أي أَشدَّ نَفْث قال وحق هذا أن يكون جماعة لأن كل شيئين من شيئين جماعة في كلام العرب كقوله تعالى فقد صغَتْ قلُوبكما إلا أنه يجيء في الشعر ما لا يجيء في الكلام قال وفيه لغات يقال هذا فَمٌ ورأَيت فَماً ومررت بِفَمٍ بفتح الفاء على كل حال ومنهم من يضم الفاء على كل حال ومنهم من يكسر الفاء على كل حال ومنهم من يعربه في مكانين يقول رأَيت فَماً وهذا فُمٌ ومررت بِفِمٍ قال الفراء فُمَّ وثُمَّ من حروف النسق التهذيب الفراء أَلقَيْتُ على الأَديم دَبْغةً والدَّبْغة أن تُلقي عليه فَماً من دباغ خفيفة أي فَماً من دِباغ أي نَفْساً ودَبَغْتُه نَفْساً ويجمع أَنْفُساً كأَنْفُس الناس وهي المرة
فهم
الفَهْمُ معرفتك الشيء بالقلب فَهِمَه فَهْماً وفَهَماً وفَهامة عَلِمَه الأخيرة عن سيبويه وفَهِمْت الشيء عَقَلتُه وعرَفْته وفَهَّمْت فلاناً وأَفْهَمْته وتَفَهَّم الكلام فَهِمه شيئاً بعد شيء ورجل فَهِمٌ سريع الفَهْم ويقال فَهْمٌ وفَهَمٌ وأَفْهَمه الأَمرَ وفَهَّمه إياه جعله يَفْهَمُه واسْتَفْهَمه سأَله أن يُفَهِّمَه وقد اسْتعفْهَمَني الشيءَ فأَفْهَمْته وفَهَّمْته تفهيماً وفَهْم قبيلة أبو حي وهو فَهْم بن عَمرو بن قَيْسِ ابن عَيْلان
فوم
الفُومُ الزَّرع أو الحِنْطة وأََزْدُ الشَّراة يُسمون السُّنْبُل فُوماً الواحدة فُومة قال وقالَ رَبِيئُهم لَمّا أَتانا بِكَفِّه فُومةٌ أوْ فُومَتانِ والهاء في قوله بكفه غير مشبعة وقال بعضهم الفُومُ الحِمَّص لغة شامية وبائِعُه فامِيٌّ مُغَيَّر عن فُومِيّ لأنَهم قد يُغيِّرون في النسب كما قالوا في السَّهْل والدَّهْر سُهْليٌّ ودُهْرِيٌّ والفُوم الخبز أيضاً يقال فَوِّموا لنا أي اخْتَبِزُوا وقال الفراء هي لغة قديمة وقيل الفُوم لغة في الثُّوم قال ابن سيده أُراه على البدل قال ابن جني ذهب بعض أَهل التفسير في قوله عز وجل وفُومِها وعَدَسِها إلى أنه أراد الثُّوم فالفاء على هذا عنده بدل من الثاء قال والصواب عندنا أن الفُوم الحِنطة وما يُخْتَبَز من الحبُوب يقال فَوَّمْت الخبز واختبزته وليست الفاء على هذا بدلاً من الثاء وجمعوا الجمع فقالوا فُومانٌ حكاه ابن جني قال والضمة في فُوم غير الضمة في فُومان كما أن الكسرة التي في دِلاصٍ وهِجانٍ غير الكسرة التي فيها للواحد والألف غير الألف التهذيب قال الفراء في قوله تعالى وفُومِها قال الفُوم مما يذكرون لغة قديمة وهي الحنطة والخبز جميعاً وقال بعضهم سمعنا العرب من أهل هذه اللغة يقولون فَوّمُوا لنا بالتشديد يريدون اختبزوا قال وهي في قراءة عبد الله وثُومها بالثاء قال وكأنه أَشبه المعنيين بالصواب لأنه مع ما يشاكله من العدس والبصل والعرب تبدل الفاء ثاء فيقولونَ جَدَفٌ وجَدَثٌ للقبر ووقع في عافُور شَرٍّ وعاثُورِ شر وقال الزجاج الفوم الحنْطة ويقال الحبوب لا اختلاف بين أهل اللغة أن الفُوم الحِنطة وسائرُ الحبوب التي تختبز يلحقها اسم الفُوم قال ومن قال الفُوم ههنا الثُّوم فإن هذا لا يعرف ومحال أن يطلب القوم طعاماً لا بُرَّ فيه وهو أصل الغذاء وهذا يقطع هذا القول وقال اللحياني هو الثُّوم والفُوم للحنطة قال أبو منصور فإن قرأَها ابن مسعود بالثاء فمعناه الفوم وهو الحنطة الجوهري يقال هو الحنطة وأَنشد الأَخفش لأبي مِحْجَن الثَّقَفي قَدْ كُنْتُ أَحْسِبُني كأَغْنى واحِدٍ نَزَلَ المَدِينةَ عن زِراعةِ فُومِ وقال أُميّة في جمع الفُوم كانت لهم جَنّةٌ إذ ذاك ظاهِرةٌ فيها الفَرادِيسُ والفُومانُ والبَصَلُ ويروى الفَرارِيسُ قال أبو الإصبع الفَرارِيسُ البصل وقال ابن دريد الفُومة السُّنبلة قال والفامِيُّ السُّكري( * قوله « السكري » كذا في شرح القاموس والذي في الأصل السين عليها ضمة وما بعد الكاف غير واضح )
قال أبو منصور ما أُراه عربيّاً محضاً وقَطَّعُوا الشاة فُوماً فُوماً أي قِطَعاً قِطَعاً والفَيُّوم من أَرض مصر قتل بها مروان بن محمد آخر ملوك بني أُمية
فيم
الفَيامُ والفِيامُ الجماعة من الناس وغيرهم قال ولولا الفَيام لقلت إن الفِيام مخفف من الفِئام
قأم
قَئِمَ من الشراب قَأَماً ارْتوى عن أبي حنيفة
قتم
القُتْمة سواد ليس بشديد قَتَمَ يَقْتِم قَتامةً فهو قاتِمٌ وقَتِم قَتَماً وهو أَقتَمُ أنشد سيبويه
قثم
قَثَمَ الشيء يَقْثِمه قَثْماً واقتَثَمه جَمَعه واجترفه ويقال قَثام أي اقْثِم مطرد عند سيبويه وموقوف عند أبي العباس ورجل قَثُومٌ جَمّاع لعياله والقُثَمُ والقَثوم الجَموع للخير ويقال في الشر أَيضاً قَثَم واقْتَثَم ويقال إنه لقَثُوم للطعام وغيره وأنشد لأَصْبَحَ بَطْنُ مَكةَ مُقْشَعِرًّا كأَنَّ الأَرضَ ليس بها هِشامُ يَظَلُّ كأَنه أَثناءَ سَرْطٍ وفَوْقَ جِفانِه شَحْمٌ رُكامُ( * قوله « كأنه أثناء إلخ » كذا بالأصل ولينظر خبر كأنّ )
فللكُبَراء أَكْلٌ حيثُ شاؤوا وللصُّغَراء أَكْلٌ واقْتِثامُ قال ابن بري يعني هشام بن المغيرة قال والاقتِثام التَّزْلِيلُ وقَثَم له من العطاء قَثْماً أكثَر وقيل قَثَم له أعطاه دُفعة من المال جيِّدة مثل قَذَمَ وغَذَمَ وغَثَمَ وقُثَم اسم رجل مشتق منه وهو معدول عن قاثِم وهو المُعطي ويقال للرجل إذا كان كثير العَطاء مائحٌ قُثَمُ وقال ماحَ البِلادَ لنا في أوَّلِيَّتِنا على حَسودِ الأَعادِي مائحٌ قُثَمُ ورجل قُثَم وقُذَم إذا كان مِعطاء وقَثَم مالاً إذا كَسبَه وقُثامِ اسم للغنيمة إذا كانت كثيرة وقد اقْتَثَم مالاً كثيراً إذا أَخذه وفي حديث المبعث أَنت قُثَم أَنت المُقَفَّى أَنت الحاشر هذه أَسماء النبي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الحديث أَتاني ملَك فقال أَنت قُثَم وخَلْقُك قَيِّم القُثَمُ المجتمع الخلق وقيل الجامع الكامل وقيل الجَموع للخير وبه سمي الرجل قُثَم وقيل قُثم معدول عن قاثم وهو الكثير العطاء ويقال للذِّيخ قُثُمُ واسم فِعله القُثْمة وقد قَثَم يَقْثم قَثْماً وقُثْمة والقَثم لَطْخُ الجَعْر ونحوه وقَثامِ من أَسماء الضّبُع سميت به لالتطاخها بالجعر قال سيبويه سميت به لأنها تَقْثِم أي تُقطِّع وقُثَمُ الذكَر من الضِّباع وكلاهما معدول عن فاعل وفاعلة والأُنثى قَثامِ مثل حَذامِ سميت الضَّبُع بذلك لتلطخها بجَعْرها والقُثْمة الغُبرة وقَثُم قَثْماً وقَثامة اغْبَرّ ويقال للأَمة يا قَثامِ كما يقال لها يا ذَفارِ قال ابن بري سمي الذكر من الضِّبْعان قُثَم لبُطئه في مشيه وكذلك الأُنثى يقال هو يَقْثُم في مشيه ويقال هو يَقْثِمُ أي يَكْسِب ولذلك سمي أبا كاسب وهذا هو الصحيح
قحم
القَحْم الكبير المُسنّ وقيل القَحْم فوق المسنّ مثل القَحْر قال رؤبة رأَينَ قَحْماً شابَ واقْلَحَمّا طالَ عليه الدَّهْرُ فاسْلَهَمّا والأُنثى قَحْمة وزعم يعقوب أن ميمها بدل من باء قَحْبٍ والقَحومُ كالقَحْم والقَحْمة المسنة من الغنم وغيرها كالقَحْبة والاسم القَحامة والقُحومة وهي من المصادر التي ليست لها أَفعال قال أبو عمرو القَحْم الكبير من الإبل ولو شبه به الرجل كان جائزاً والقَحْرُ مثله وقال أبو العميثل القَحْمُ الذي قد أَقحَمَتْه السِّنُّ تراه قد هَرِمَ من غير أوان الهَرَم قال الراجز إني وإنْ قالوا كَبيرٌ قَحْمُ عِندي حُداءٌ زَجَلٌ ونَهْمُ والنَّهْم زَجر الإبل الجوهري شيخ قَحْمٌ أي هِمٌّ مثل قَحْل وفي حديث ابن عُمر ابْغِني خادماً لا يكون قَحْماً فانِياً ولا صغيراً ضَرَعاً القَحْم الشيخُ الهِمُّ الكبير وقَحَمَ الرَّجُلُ في الأَمرِ يَقْحُم قُحوماً واقتَحَمَ وانْقَحَم وهما أَفصح رَمَى بنفسه فيه من غير رَوِيَّةٍ وقيل رَمى بنفسه في نهر أو وَهْدةٍ أو في أَمر من غير دُرْبةٍ وقيل إنما جاءت قَحَمَ في الشِّعر وحده وفي الحديث أَقْحِمْ يا ابنَ سيفِ الله قال الأزهري وفي الكلام العام اقْتَحَم وتَقْحِيمُ النفْسِ في الشيء إدخالها فيه من غير رَويَّة وفي حديث عائشة أَقبلت زَيْنبُ تَقَحَّمُ لها أي تَتَعرَّضُ لشتمها وتدخل عليها فيه كأنها أَقبلت تشتُمها من غير رويّة ولا تثَبُّت وفي الحديث أنا آخِذٌ بحُجَزِكم عن النار وأَنتم تقْتَحِمُون فيها أي تقَعُونَ فيها يقال اقْتَحَم الإنسانُ الأمرَ العظيم وتقَحَّمَه ومنه حديث عليّ رضي الله عنه مَنْ سَرَّه أن يتَقَحَّم جرَاثِيمَ جهنم فلْيَقْضِ في الجَدِّ أي يرمي بنفسه في مَعاظِم عذابها وفي حديث ابن مسعود مَنْ لَقِيَ الله لا يُشرك به شيئاً غَفر له المُقْحِماتِ أي الذنوبَ العِظامِ التي تُقْحِمُ أَصحابها في النار أي تُلقيهم فيها وفي التنزيل فلا اقْتَحَم العقبةَ ثم فسر اقْتِحامَها فقال فَكَّ رقَبةً أَو أَطْعَمَ وقرئ فَكُّ رقبةٍ أَو إطْعامٌ ومعنى فلا اقتحمَ العقبة أي فلا هو اقتحم العقبة والعرب إذا نفت بلا فِعْلاً كررتها كقوله فلا صَدَّق ولا صَلَّى ولم يكررها ههنا لأَنه أَضمر لها فعلاً دل عليه سياق الكلام كأَنه قال فلا أَمن ولا اقْتَحَمَ العقبة والدليل عليه قوله ثم كان من الذين آمنوا واقتحمَ النجمُ إذا غاب وسَقط قال ابن أَحمر أُراقِبُ النجمَ كأَني مُولَع بحيْثُ يَجْْري النجمُ حتى يقْتَحِم أي يسقط وقال جرير في التقدم همُ الحامِلونَ الخَيلَ حتى تقَحَّمَت قَرابِيسُها وازدادَ مَوجاً لُبُودها والقُحَمُ الأُمور العِظام التي لا يَركبها كل أَحد وللخصومة قُحَم أَي أَنها تَقْحَمُ بصاحبها على ما لا يريده وفي حديث عليّ كرم الله وجهه أَنه وكَّلَ عبدَالله بن جعفر بالخُصومة وقال إن للخُصومةِ قُحَماً وهي الأُمور العظام الشاقة واحدتها قُحْمةٌ قال أَبو زيد الكلابي القُحَم المَهالك قال أَبو عبيد وأَصله من التَّقَحُّم ومنه قُحْمة الأَعْراب وهو كله مذكور في هذا الفصل وقال ذو الرمة يصف الإبل وشدة ما تلقى من السير حتى تُجْهِض أَولادها يُطَرِّحْنَ بالأَوْلادِ أَو يَلْتَزمْنها على قُحَمٍ بينَ الفَلا والمَناهِل وقال شمر كل شاقّ صَعْب من الأُمور المُعضِلة والحروب والديون فهي قُحَم وأَنشد لرؤْبة مِنْ قُحَمِ الدَّيْنِ وزُهْدِ الأَرْفاد قال قُحَمُ الدين كثرته ومَشقَّته قال ساعدة بن جؤية والشَّيْبُ داءٌ نَحِيسٌ لا دواءَ له للمَرءِ كان صََحيحاً صائِبَ القُحَمِ يقول إذا تقَحَّمَ في أَمر لم يَطِش ولم يُخْطِئ قال وقال ابن الأَعرابي في قوله قومٌ إذا حارَبوا في حَرْبِهم قُحَمُ قال إقدام وجُرأَة وتقَحُّم وقال في قوله مَن سرَّه أَن يتَقَحَّم جَراثِيمَ جهنم قال شمر التَّقحُّم التقدُّم والوُقوعُ في أُهْوِيّة وشدّة بغير روية ولا تثبت وقال العجاج إذا كُلِي واقْتُحِمَ المَكْلِيُّ يقول صُرِعَ الذي أُصِيبت كُلْيَتُه وقُحَمُ الطريق ما صَعُبَ منها واقْتَحَم المنزل هَجَمه واقْتَحم الفَحْلُ الشَّوْلَ اهْتَجَمها من غير أَن يُرْسَلَ فيها الأَزهري المَقاحِيمُ من الإبل التي تَقْتَحِم فتَضْرب الشول من غير إرسال فيها والواحد مِقْحام قال الأزهري هذا من نعت الفُحول والإقْحامُ الإرْسال في عجلة وبعير مُقْحَم يذهب في المفازة من غير مُسِيم ولا سائق قال ذو الرمة أو مُقْحَم أَضْعفَ الإبْطانَ حادِجُه بالأَمْسِ فاسْتَأْخَرَ العِدْلان والقتَبُ قال شبَّه به جَناحَي الظليم وأَعْرابي مُقْحَم نشأَ في البَدْو والفَلوَات لم يُزايِلها وقَحَم المنازل طَواها وقول عائذ بن منقذ العَنْبري أَنشده ابن الأَعرابي تُقَحِّم الرَّاعي إذا الراعي أَكَبُّ فسره فقال تُقَحِّمُ لا تَنزِل المَنازل ولكن تَطوي فتُقَحِّمُه منزلاً منزلاً يصف إبلاً وقوله مُقَحِّم الرَّاعي ظَنُونَ الشِّرْبِ يعني أَنه يقتحم منزلاً بعد منزل يَطْوِيه فلا ينزل فيه وقوله ظَنونَ الشِّرب أي لا يدري أَبه ماء أم لا والقُحْمة الانْقِحام في السير قال لمَّا رأَيتُ العامَ عاماً أَسْحَما كَلَّفْتُ نفْسي وصِحابي قُحَما والمُقْحَم بفتح الحاء البعير الذي يُرْبِعُ ويُثْني في سنة واحدة فيَقتحِم سناً على سن قبل وقتها ولا يكون ذلك إلا لابن الهَرِمَيْن أَو السَّيِّءِ الغذاء الأَزهري البعير إذا أَلقَى سِنَّيْه في عام واحد فهو مُقْحَم قال وذلك لا يكون إلاَّ لابن الهَرِمَين وأَنشد ابن بري لعمرو بن لجإٍ وكنتُ قد أَعْدَدْتُ قَبْلَ مَقْدَمي كَبْداء فَوْهاء كجَوْزِ المُقْحَمِ وعنى بالكَبداء مَحالة عظيمة الوَسَط وأُقْحِمَ البعير قُدِّم إلى سن لم يبلغها كأَن يكون في جِرْم رَباعٍ وهو ثَنِيٌّ فيقال رَباعٌ لعِظَمِه أَو يكون في جرم ثنيّ وهو جَذَعٌ فيقال ثني لذلك أَيضاً وقيل المُقْحَم الحِقُّ وفوق الحِقِّ مما لم يَبْزُل وقُحْمة الأَعراب أن تصيبهم السنة فتُهْلِكَهم فذلك تقَحُّمها عليهم أو تقَحُّمُهم بلاد الريف وقَحَمَتهم سنة جدبة تقْتحِم عليهم وقد أَقْحَموا وأُقْحِموا الأُولى عن ثعلب وقُحِّموا فانْقَحَمُوا أُدْخِلوا بلاد الريف هرباً من الجدب وأَقْحَمَتْهم السنةُ الحَضَرَ وفي الحَضر أَدْخَلَتْهم إياه وكلُّ ما أَدْخلتَه شيئاً فقد أَقْحَمْتَه إياه وأَقْحَمْتَه فيه قال في كلِّ حَمْدٍ أَفادَ الحَمْد يُقْحِمُها ما يُشْتَرَى الحَمْدُ إلا دُونَه قُحَمُ الجوهري القُحْمة السنة الشديدة يقال أَصابت الأَعرابَ القُحْمةُ إذا أَصابهم قَحْط وفي الحديث أَقحَمَتِ السنةُ نابِغةَ بني جَعْدة أي أَخرجَته من البادية وأَدخَلتْه الحضََر والقُحمة ركوب الإثْم عن ثعلب والقُحمة بالضم المهلكة وأَسودُ قاحِمٌ شديد السواد كفاحم والتَّقْحِيمُ رَميُ الفرسِ فارسَه على وجهه قال يُقَحِّمُ الفارِسَ لولا قَبْقَبُهْ ويقال تقَحَّمَتْ بفلان دابته وذلك إذا ندَّت به فلم يَضْبِطْ رأْسَها وربما طَوَّحت به في وَهْدة أَو وَقَصَتْ به قال الراجز أَقولُ والناقةُ بي تقَحَّمُ وأَنا منها مُكْلَئِزُّ مُعْصِمُ ويْحَكِ ما اسْمُ أُمِّها يا عَلْكَمُ ؟ يقال إن الناقة إذا تقَحَّمت براكبها نادَّةً لا يَضْبِطُ رأْسها إنها إذا سَمَّى أُمِّها وقفت وعَلْكَم اسم ناقة وأَقْحَمَ فرسَه النهرَ فانْقَحَم واقْتَحم النهر أَيضاً دخَله وفي حديث عمر أَنه دخلَ عليه وعنده غُلَيِّمٌ أَسْودُ يَغْمِزُ ظَهرَه فقال ما هذا الغلام ؟ قال إنه تقَحَّمَتْ بي الناقةُ الليلةَ أَي أَلَقَتْني والقُحْمةُ الوَرْطةُ والمَهْلكة وقَحَمَ إليه يَقْحَم دَنا والقُحَمُ ثلاث ليال من آخر الشهر لأَن القمر قحَمَ في دُنُوِّه إلى الشمس واقْتَحمَتْه عيني ازْدَرَتْه قال وقد يكون الذي تَقْحَمُه عينُك فترفعه فوق سنِّه لعِظَمه وحُسنه نحو أَن يكون ابن لَبُون فتظنه حِقّاً أو جَذَعاً وفي حديث أُم معبد في صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تَقْتَحِمهُ عَين من قِصَر أي لا تتجاوَزُه إلى غيره احتقاراً له وكل شيء ازْذَرَيْتَه فقد اقتحَمْتَه أَراد الواصفُ أَنه لا تَسْتَصْغِرُه العينُ ولا تَزْدَرِيه لقِصَرِه وفلان مُقْحَمٌ أي ضعيف وكلُّ شيء نُسِبَ إلى الضعف فهو مُقْحَم ومنه قول النابغة الجَعْدي عَلَوْنا وسُدنا سُودَداً غيرَ مُقْحَمِ قال وأَصل هذا وشبهه من المُقحم الذي يتحوَّل من سنّ إلى سنّ في سنة واحدة وقوله أَنشده ابن الأعرابي من الناسِ أَقْوامٌ إذا صادَفوا الغِنى توَلَّوْا وقالوا للصَّديقِ وقَحَّمُوا فسره فقال أَغْلَظُوا عليه وجَفَوه
قحدم
القَحْدَمةُ والقَمَحْدُوةُ والقَحْدُوةُ( * قوله « والقحدوة » كذا بالأصل مضبوطاً وفي شرح القاموس والمقحدوة بزيادة ميم قبل القاف )
الهَنةُ الناشزة فوق القفا وهي بين الذُّؤابة والقفا مُنحدة عن الهامة إذا استلقى الرجل أَصابت الأَرض من رأْسه قال فإن يُقْبِلُوا نَطْعُنْ ثُغُورَ نُحورِهم وإنْي يُدْبِرُوا نَضْرِبْ أَعالي القَماحِدِ
( * قوله « فان يقبلوا إلخ » تقدم في قمحد أتى به هنا شاهداً على التفسير ) الأَزهري أَبو عمرو تقَحْْدَمَ الرجلُ في أَمره تقَحْدُماً إذا تشدد فهو مُتَقَحْدِمٌ وقَحْدَم اسم رجل مأْخوذ منه
قحذم
تقَحْذَم الرجل وقع مُنْصَرِعاً وتقَحْذَم البيتَ دخَله والقَحْذَمةُ والتَّقَحْذُم الهُوِيّ على الرأْس قال كَمْ مِن عدوّ زالَ أو تَدَحْلَما كأَنَّه في هُوَّةٍ تقَحْذَما تَدَحْلَم إذا تَدَهْوَرَ في بئر أَو من جبَلٍ
قحزم
قَحْزَمَ الرجلَ صرَفَه عن الشيء
قخم
القَيْخَمُ الضِّخم العظيم قال العجاج وشَرَفاً ضَخْماً وعِزّاً قَيْخَما والقَيْخمان كبير القَرية ورأْسُها قال العجاج أَو قَيْخَمانِ القَرْيةِ الكبير
قدم
: في أَسماء الله تعالى المُقَدِّم : هو الذي يُقَدِّم الأَشياءَ ويضعها في مواضعها فمن استحق التَّقديم قدَّمه . و القَدِيم على الإِطلاق : الله عزوجل . و القِدَمُ : العِتْقُ مصدر القَدِيم . و القِدَمُ : نَقِيضُ الحُدوث قَدُمَ يَقْدُم قِدَماً و قَدامةً و تَقادَمَ وهو قدِيم والجمع قُدماء و قُدامى . وشيء قُدامٌ : كقَدِيم . وفي حديث ابن مسعود : فسَلَّم عليه وهو يُصلِّي فلم يَرُدَّ عليه قال : فأخذني ما قَدُم وما حَدُثَ أي الحزن والكآبةَ يريد أنه عاوَدَتْه أحْزانه القديمة واتَّصَلَت بالحَدِيثة وقيل : معناه غَلَب عليّ التفَكُّر في أحوالي القديمة والحديثة أيُّها كان سبباً لترك ردِّه السلام عليّ . و القَدَمُ و القُدْمةُ : السبقة في الأمر . يقال : لفلان قَدَمُ صِدْقٍ أَي أَثرَةٌ حَسَنة . قال ابن بري : القَدَمُ التَّقَدُّم قال الشاعر : وإِنْ يَكُ قَوْمٌ قد أُصِيبُوا فإِنهم بَنَوا لكم خَيرَ البَنِيَّة والقَدَمْ وقال أُمية بن أَبي الصلت : عَرَفْتُ أَنْ لا يَفُوتَ الله ذُو قَدَمٍ وأَنَّه من أَمِيرِ السُّوءِ مُنْتَقِمُ وقال عبدا بن هَمّام السَّلُولي : ونسْتَعِينُ إِذا اصْطَكَّتْ حُدُودُهمُ عِندَ اللِّقاءِ بِحَدَ ثابتِ القَدَمِ وقال جرير : أَبَنِي أُسَيْدٍ قَدْ وَجَدْتُ لِمازِنٍ قَدَماً وليس لكمْ قُدَيْمٌ يُعْلَمُ وفي حديث عمر : إِنَّا على مَنازِلنا مِن كتاب الله وقِسمةِ رَسوله والرَّجلُ و قَدَمهُ والرجل وبَلاؤه أَي أَفْعاله و تقَدُّمُه في الإِسلام وسَبْقُه . وفي التنزيل العزيز : { وبَشِّر الذين آمنوا أَنَّ لهم قَدَمَ صِدْق عند ربهم } أَي سابِقَ خير وأَثراً حسناً قال الأَخفش : هو التقديم كأَنه قدم خيراً وكان له فيه تقديم وكذلك القُدْمة بالضم والتسكين قال سيبويه : رجل قدَمٌ وامرأَة قَدَمةٌ يعني أَن لهما قدَم صدق في الخير قيل : وقَدَمُ الصدقِ المنزلة الرفيعةُ والسابقة والمعنى أنه قد سبق لهم عند الله خير قال : وللكافر قَدم شر قال ذو الرمة : وأَنتَ امْرُؤٌ من أَهلِ بَيْتِ ذُؤابةٍ لهمْ قَدَمٌ مَعْرُوفةٌ ومَفاخِرُ قالوا : القَدَمُ والسابقة ما تقَدَّموا فيه غيرهم . وروي عن أحمد بن يحيى . قَدَمَ صدق عند ربهم القدَم كل ما قَدَّمْت من خير . و تقَدَّمَتْ فيه لفلان قَدَمٌ أَي تقدُّمٌ في الخير . ابن قتيبة : { أَن لهم قَدَمَ صدق } يعني عملاً صالحاً قدّموه . أَبو زيد : رجل قَدَمٌ وامرأَة قَدَمٌ من رجال ونساء قَدَمٍ وهم ذوو القَدَم . وجاء في تفسير { قَدَمَ صدق } : شفاعةَ النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة . و قُدّام : نقيض وراء وهما يؤنثان ويصغران بالهاء : قَدَيْدِمةٌ وقُدَيْدِيمة وَوُرَيِّئة وهما شاذان لأَن الهاء لا تلحق الرباعي في الصغير قال القطامي : قُدَيْدِمةُ التَّجرِيبِ والحِلْمِ أَنَّني أُرَى غَفَلاتِ العَيْشِ قبْلَ التَّجارِبِ قال ابن بري : من كسر أَن استأْنف ومن فتح فعلى المفعول له . وتقول : لقيته قُدَيْدِيمةَ ذلك ووُرَيِّئةَ ذلك . قال اللحياني : قال الكسائي قُدّام مؤنثة وإِن ذكرت جاز وقد قيل في تصغيره قُدَيْديم وهذا يقوي ما حكاه الكسائي من تذكيرها وهي أَيضاً القُدّامُ و القَيْدامُ و القَيْدُوم عن كراع . والقُدُم : المُضي أَمَام أَمامَ وهو يمشي القُدُمَ و القُدَمِيَّة واليَقْدُمِيَّة و التَّقْدُمِيَّةَ إِذا مَضى في الحرب . ومضى القومُ التَّقْدُمِيَّةَ إِذا تَقَدّموا قال سيبويه : التاء زائدة وقال : ماذا بِبَدْرٍ فالعَقَنْ مِن مَرازِبةٍ جَحاجِحْ الضَّارِبينَ التَّقْدُمِيْ بالمُهَنَّدةِ الصَّفائِحْ التهذيب : يقال مشى فلان القُدَمِيَّةَ و التَّقْدُمِيّةَ إِذا تقدّم في الشرف والفضل ولم يتأَخر عن غيره في الإِفْضال على الناس . وروي عن ابن عباس أَنه قال : إِن ابن أَبي العاص مشى القُدَمية وإِن الزبير لَوَى ذَنَبه أَراد أَحدهما سَما إِلى مَعالي الأُمور فحازها وأَن الآخر قَصَّر عما سما له منها قال أَبو عبيد في قوله مشى القُدَمِيّة : قال أَبو عمرو معناه التبَخْتر قال أَبو عبيد : إِنما هو مثل ولم يُرد المشي بعينه ولكنه أَراد به ركب معالي الأُمور قال ابن الأَثير : وفي رواية اليقدمية قال : والذي جاء في رواية البخاري القُدَمِيّة ومعناها أَنه تَقدّم في الشرف والفضل على أَصحابه قال : والذي جاء في كتب الغريب اليَقْدُمِيّة و التَّقَدُمِيّة بالياء والتاء وهما زائدتان ومعناهما التقدّم ورواه الأَزهري بالياء المعجمة من تحت والجوهري بالتاء المعجمة من فوق قال : وقيل إِن اليقدمية بالياء من تحت هو التَّقَدُّم بهمته وأَفعاله . و التُّقْدُمُة و التُّقْدُمِيّةُ : أَول تقدم الخيل عن السيرافي . وَقَدَمَهم يَقْدُمُهم قَدْماً و قُدُوماً و قَدِمهم كلاهما : صار أَمامهم . و أَقْدَمَه و قَدَّمه بمعنى قال لبيد : فَمَضَى وقَدَّمَها وكانت عادةً مِنه إِذا هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدامُها أَي يُقدِّمُها قالوا : أَنث الإِقْدام لأَنه في معنى التقْدِمة وقيل : لأَنه في معنى العادة وهي خبر كان وخبر كان هو اسمها في المعنى ومثله قولهم : ما جاءت حاجتُك فأَنث ما حيث كانت في المعنى الحاجة . و تَقَدّم : كَقَدَّم . و قدَّمَ و اسْتَقْدَم : تَقدَّم . التهذيب : ويقال قَدَمَ فلان فلاناً إِذا تَقدَّمه . الجوهري : قَدَم بالفتح يَقْدُم قُدوماً أَي تقدّم ومنه قوله تعالى : { يَقْدُم قومَه يوم القيامة فأَوردَهم النار } أَي يَتقدَّمُهم إِلى النار ومصدره القَدْمُ . يقال : قَدَمَ يَقْدُم و تَقَدَّمَ يَتَقَدَّمُ و أَقدَمَ يُقْدِم و اسْتَقْدَم يَسْتَقدِم بمعنى واحد . وفي التنزيل العزيز : { يا أَيها الذين آمنوا لا تُقدِّمُوا بين يدي الله ورسوله } وقرىء لا تَقَدَّمُوا قال الزجاج : معناه إِذا أُمرتم بأَمر فلا تفعلوه قبل الوقت الذي أُمرتم أَن تفعلوه فيه وجاء في التفسير : أَن رجلاً ذَبح يوم النحر قبل الصلاة فتقدّم قبل الوقت فأَنزل الله الآية وأَعْلَمَ أَن ذلك غير جائز . وقال الزجاج في قوله عز وجل : { ولقد علمنا المُستقدمين منكم } في طاعة ا والمُستأْخرين : فيها . و القَدَمةُ من الغنم : التي تكون أَمام الغنم في الرعي . وقوله تعالى : { ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأْخرين } يعني من يتقدم من الناس على صاحبه في الموت ومن يتأَخر منهم فيه وقيل : علمنا المستقدمين من الأُمم وعلمنا المستأْخرِين وقال ثعلب : معناه من يأْتي منكم أَولاً إِلى المسجد ومن يأْتي متأَخراً . و قَدَّمَ بين يديه أَي تَقدَّم وقوله عز وجل : { لا تُقَدِّموا بين يدي الله ورسوله } ولا تَقَدَّموا فسره ثعلب فقال : من قرأ تُقَدّموا فمعناه لا تُقدّموا كلاماً قبل كلامه ومن قرأَ لا تَقَدَّموا فمعناه لا تَقَدَّموا قبله وقال الزجاج : تُقَدِّموا و تَقَدَّموا بمعنى . و أَقْدِمْ و أَقْدُمْ : زجر للفرس وأَمر له بالتقَدُّم . وفي حديث بدر : إِقْدُمْ حَيْزُوم بالكسر والصواب فتح الهمزة كأَنه يُؤمر بالإِقدام وهو التقدم في الحرب . و الإِقْدام : الشجاعة . قال : وقد تكسر الهمزة من إِقْدم ويكون أَمراً بالتقدُّم لا غير والصحيح الفتح من أَقْدَم . و قَيْدُوم كلِّ شيء و قَيْدامُه : أَوله قال تميم بن مقبل : مُسامِيةٌ خَوْصاء ذاتُ نَثيلةٍ إِذا كان قَيْدامُ المَجَرَّةِ أَقْوَدا و قيْدُومُ الجبلِ و قُدَيْديمَتُه : أَنف يتقدَّم منه قال الشاعر : بمُسْتَهْطِعٍ رَسْلٍ كأَن جَدِيلَه بقَيْدُومِ رَعْنٍ مِن صَوامٍ مُمَنَّع وصَوام : اسم جبل وقول رؤبة بن العجاج : أَحْقَبَ يَحْذُو رَهَقَى قَيْدُوما أَي أَتاناً يمشي قُدُماً . و قَيْدُوم كل شيء : مقدَّمه وصدره . و قيدوم كُل شيءٍ : ما تقدم منه قال أَبو حية : تَحجَّرَ الطيرَ مِن قَيْدُومِها البَرَدُ أَي من قَيْدُوم هذه السحابة . و قيدوم كُل شيء : مقدمه وصدره . و قُدُم : نقيض أُخُر بمنزلة قُبُلُ ودُبُر . ورجل قُدُم : يقتحم الأُمور والأَشياء يتقدم الناس ويمشي في الحروب قُدُماً . ورجل قُدُمٌ و قَدَمٌ : شجاع والأُنثى قَدَمة . ابن شميل : رجل قَدَمٌ وامرأة قَدَمٌ إِذا كانا جريئين . وفي حديث علي رضي الله عنه : غير نَكِلٍ في قَدَم ولا واهِناً في عَزْم أَي في تقدم وقد يكون القَدَم بمعنى التقدم . وفي الحديث : طُوبَى لعبد مُغْبَرَ قُدُمٍ في سبيل الله رجل قُدُم بضمتين أَي شجاع ومعنى قُدُم أَي لم يُعَرِّج . وفي حديث علي : نظر قُدماً أَمامه أَي لم يُعرِّج ولم ينثن وقد تسكن الدال . يقال : قَدَم بالفتح يَقْدَمُ قُدْماً أَي تَقدّم . وفي حديث شيبة بن عثمان : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قُدْماً هَا أَي تقدموا وها تنبيه يحرضهم على القتال . و القَدْمُ : الشرف القديم عى مقال فَعْل . ابن شميل : لفلان عند فلان قَدَمٌ أَي يد ومعروف وصنيعة وقد قَدَم و قَدِمَ و أَقْدَمَ و تَقَدَّم و استقدم بمعنى كما يقال استجاب وأَجاب . ورجل مِقْدام و مِقْدامةٌ : مُقْدِم كثير الإِقْدام على العدوّ جريء في الحرب الأَخيرة عن اللحياني . ورجال مَقادِيمُ والاسم منه القُدْمة أَنشد ابن الأَعرابي : تراه على الخَيلِ ذا قُدْمةٍ إِذا سَرْبَلَ الدمُ أَكْفالَها ورجل قَدِمٌ بكسر الدال أَي مُتقَدِّم أَنشد أَبو عمرو لجرير : أَسُراقَ قد عَلِمَتْ مَعَدٌّ أَنَّني قَدِمٌ إِذا كُرِه الخِياضُ جَسُورُ ويقال : ضُرِب فَركِبَ مَقادِيمَه إِذا وقَع على وجهه واحدها مُقْدِم . وفي المثل : اسْتَقْدَمَتْ رِحالَتُك يعني سَرْجَكَ أَي سبقَ ما كان غيرهُ أَحَقَّ به . ويقال : هو جَريء المُقْدَم بضم الميم وفتح الدال أَي هو جريء عند الإِقدام . و القُدْمُ : المُضِيءُ وهو الإِقْدام . يقال : أَقْدَم فلان على قِرْنه إِقْداماً و قُدْماً و مَقْدَماً إِذا تَقَدَّم عليه بجراءة صدره . و أَقْدَمَ على الأمر إِقْداماً و الإِقْدامُ : ضدّ الإِحجام . و مُقَدِّمة العسكر و قادِمَتُهم و قُداماهُم : مُتَقَدِّموهم . التهذيب : مُقَدِّمة الجيش بكسر الدال أَوله الذين يتقدمون الجيش وأَنشد ابن بري للأَعشى : هُمُ ضَرَبُوا بالحِنْو حِنْوِ قُرَاقِر مُقَدِّمةَ الهامَرْزِ حتَّى تَولَّتِ وقيل : إِنه يجوز مُقدَّمة بفتح الدال . و مُقدِّمة الجيش : هي من قَدَّم بمعنى تَقدَّم ومنه قولهم : المُقدِّمة والنَّتيجة قال البطليوسي : ولو فتحت الدال لم يكن لحناً لأَن غيره قدَّمه وقال لبيد في قَدَّم بمعنى تَقدَّم : قَدَّمُوا إِذْ قيلَ : قَيْسٌ قَدِّمُوا وارْفَعُوا المَجْدَ بأَطرافِ الأَسَلْ أَراد : يا قيس ويروى : قَدَّمُوا إِذ قال قَيْسٌ قَدِّموا وقال آخر : إِن نَطق القوم فأَنت خَيَّاب أَو سَكَتَ القَومُ فأَنتَ قَبْقاب أَو قَدَّموا يَوْماً فأَنتَ وَجَّاب وقال الأَحوص : فَلَوْ ماتَ إِنسانٌ من الحُبِّ مُقْدِما لَمُتُّ . ولكِنّي سَأَمْضِي مُقَدِّما وفي كتاب معاوية إِلي مَلك الروم : لأَكونَن مُقَدِّمتَه إِليك أَي الجماعة التي تتقَدَّمُ الجيش من قدَّم بمعنى تَقَدَّمَ وقد استعير لكل شيء فقيل : مُقَدِّمة الكتاب و مُقدِّمة الكلام بكسر الدال قال : وقد تفتح . و مُقَدِّمةُ الإِبل والخيل و مُقَدَّمتهما الأَخيرة عن ثعلب : أَول ما يُنْتَج منهما ويَلْقَح وقيل : مُقدِّمةُ كل شيء أَوله و مُقَدَّم كل شيء نقيض مؤخره . ويقال : ضَرب مُقدَّم وجهه . و مُقْدِم العين : ما وَلِيَ الأَنف بكسر الدال كمُؤْخِرها ما يلي الصدغ وقال أَبو عبيد : هو مُقدَّم العين وقال بعض المحررين : لم يسمع المُقدَّمُ إِلا في مُقدَّم العين وكذلك لم يسمع في نقيضه المؤخَّر إِلا مؤخَّر العين وهو ما يلي الصدغ . ويقال : ضرب مُقدَّم رأْسه ومؤخَّره . و المُقَدِّمة : ما استقبلك من الجبهة والجبين . و المُقَدِّمة : الناصية والجَبهة . و مقَاديِم وجهه : ما استقبلت منه واحدها مُقْدِم و مُقَدِّم الأَخيرة عن اللحياني . قال ابن سيده : فإِذا كان مَقادِيم جمع مُقْدِم فهو شاذ وإِذا كان جمع مُقَدِّم فالياء عوض وامْتَشَطت المرأَةُ المُقدِمةَ بكسر الدال لا غير : وهو ضرب من الامتشاط قال أَراه من قُدّام رأْسها . و قادِمةُ الرحل و قادِمُه و مُقْدِمُه و مُقْدِمَتُه بكسر الدال مخففة و مُقَدَّمُه و مُقَدَّمَتُه بفتح الدال المشددة : أَمام الواسط وكذلك هذه اللغات كلها في آخرة الرحل وقال : كأَنَّ مِن آخِرها إِلقادِمِ مَخْرِمَ فَخْذٍ فارغِ المَخارِمِأَراد من آخرها إِلى القادم فحذف إِحدى اللامين الأُولى . قال أَبو منصور : العرب تقول آخِرة الرحل وواسِطُه ولا تقول قادِمته . وفي الحديث : إِن ذِفْراها لتكاد تُصيب قادِمةَ الرَّحل هي الخشبة التي في مُقَدِّمة كَوْر البعير بمنزلة قَرَبوس السرج . و قَيْدُوم الرحل : قادِمتُه . و قادِم الإِنسان : رأْسه والجمع القَوادِمُ وهي المَقادِم وأَكثر ما يتكلم به جمعاً وقيل : لا يكاد يتكلم بالواحد منه . و القادِمتانِ و القادِمان : الخِلْفانِ المُتقدِّمان من أَخلاف الناقة . و قادِم الأَطْباء والضُّروع : الخلفان المتقدمان من أُخلاف البقرة والناقة وإِنما يقال قادِمانِ لكل ما كان له آخِران إِلا أَن طرفة استعاره للشاة فقال : مِنَ الزَّمِراتِ أَسْبَلَ قادِماها وضَرَّتُها مُرَكَّنةٌ دَرُورُ وليس لهما آخِران وللناقة قادِمان وآخران الواحد قادم وآخر وكذلك البقرة و قادِماها خِلْفاها اللذان يليان السرة وآخراها الخلفان اللذان يليان مؤخرها . و قَوادِمُ ريش الطائر : ضد خَوافِيها الواحدة قادِمة وخافِية . ابن سيده : و القَوادِمُ أَربع رِيشات في مُقَدَّم الجناح الواحدة قادِمة وهي القُدامَى والمناكب اللواتي بعدهن إِلى أَسفل الجناح والخَوافي ما بعد المناكب والأَباهر من بعد الخوافي وقيل : قَوادِم الطير مَقادِيم ريشه وهي عشر في كل جناح . ابن الأَنباري : قُدامَى الريش المُقَدَّم قال رؤبة : خُلِقْتُ مِنْ جَناحِك الغُدافي مِن القُدامَى لا مِن الخَوافي ومن أَمثالهم : ما جَعل القَوادِم كالخَوافي قال ابن بري : القُدامَى تكون واحداً كشُكاعَى وتكون جمعاً كسُكارَى قال القطامي : وقد عَلمت شُيوخُهمُ القُدامى وهذا البيت أَورده الأَزهري مستشهداً به على القدامى بمعنى القدماء وسيأْتي . و المِقْدام : ضرب من النخل قال أَبو حنيفة : هو أَبكر نخل عُمان سميت بذلك لتقدمها النخل بالبلوغ . و القَدَمُ : الرِّجل أُنثى والجمع أَقدام لم يجاوزوا به هذا البناء . ابن السكيت : القَدَمُ والرِّجل أُنثيان وتصغيرهما قُدَيمة ورُجَيلة ويجمعان أَرْجُلاً و أَقداماً . الليث : القَدَم من لدن الرُّسْغ ما يطأُ عليه الإِنسان قال ابن بري : وقد يجمع قَدَم على قُدام قال جرير : وأُمَّاتُكُمْ فُتْخُ القُدامِ وخَيْضَفُوخيضف : فيعل من الخَضْف وهو الضُّراط . وقوله تعالى : { ربنا أَرِنا اللَّذَيْن أَضلاَّنا من الجن والإِنس نَجْعلْهما تحت أَقْدامِنا } جاء في التفسير : أَنه يعني ابن آدم قابيل الذي قتل أَخاه وإِبليس ومعنى { نجعلهما تحت أَقدامنا } أَي يكونان في الدرك الأَسفل من النار . وقوله صلى الله عليه وسلم : كلُّ دم ومالٍ ومَأْثُرة كانت في الجاهلية فهي تحت قَدَمَيَّ هاتين أَراد أَني قد أَهدرت ذلك كله قال ابن الأَثير : أَراد إُخفاءها وإِعدامها وإِذلال أَمر الجاهلية ونقض سُنَّتها ومنه الحديث : ثلاثة في المَنْسَى تحت قَدَمِ الرحمن أَي أَنهم مَنسيون متروكون غير مذكورين بخير . وفي أَسمائه صلى الله عليه وسلم : أَنا الحاشر الذي يُحشَر الناسُ على قَدَمِي أَي على أَثَرِي . وفي حديث مواقيت الصلاة : كان قَدْرُ صلاته الظهر في الصيف ثلاثة أَقدام إِلى خمسة أَقدام قال ابن الأَثير أَقدامُ الظل التي تُعرف بها أَوقات الصلاة هي قَدَمُ كل إِنسان على قدر قامته وهذا أَمر يختلف باختلاف الأَقاليم والبلاد لأَن سبب طول الظل وقصره هو انحطاط الشمس وارتفاعها إِلى سمت الرؤوس فكلما كانت أَعلى وإِلى محاذاة الرؤوس في مجراها أَقرب كان الظل أَقصر وينعكس الأَمر بالعكس ولذلك ترى ظل الشتاء في البلاد الشمالية أَبداً أَطول من ظل الصيف في كل موضع منها وكانت صلاته صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة وهما من الإِقليم الثاني ويذكر أَن الظل فيهما عند الاعتدال في آذار وأَيلول ثلاثة أَقدام وبعض قدم فيشبه أَن تكون صلاته إِذا اشتد الحر متأَخرة عن الوقت المعهود قبله إِلى أَن يصير الظل خمسة أَقدام أَو خمسة وشيئاً ويكون في الشتاء أَول الوقت خمسة أَقدام وآخره سبعة أَو سبعة وشيئاً فينزل هذا الحديث على هذا التقدير في ذلك الإِقليم دون سائر الأَقاليم . قال ابن سيده : وأَما ما جاء في حديث صفة النار من أَنه صلى الله عليه وسلم قال : لا تسكن جهنم حتى يضع الله فيها قَدَمه فإِنه روي عن الحسن وأَصحابه أَنه قال : حتى يجعل الله فيها الذين قَدَّمهم لها من شرار خلقه فهم قَدَمُ الله للنار كما أَن المسلمين قَدَمُه إِلى الجنة . و القَدَمُ : كل ما قَدَّمت من خير أَو شر و تَقَدَّمتْ لفلان فيه قَدَمٌ أَي تَقَدُّمٌ من خير أَو شر وقيل : وضع القَدَم على الشيء مثل للرَّدْع والقَمْع فكأَنه قال يأْتيها أَمر الله فيكفها عن طلب المزيد وقيل : أَراد به تسكين فَوْرَتها كما يقال للأَمر تريد إِبطاله : وَضَعْتُه تحت قَدَمِي وقيل : حتى يضع الله فيها قدمه إِنه متروك على ظاهره ويُؤمَن به ولا يُفسر ولا يُكيَّف . ابن بري : يقال هو يضع قدماً على قدم إِذا تتبع السهل من الأَرض قال الراجز : قد كان عَهْدِي ببَني قَيْس وهُمْ لا يَضَعُون قَدَماً على قَدَمْ ولا يَحُلُّونَ بِإِلَ في الحَرَمْ يقول : عهدي بهم أَعزاء لا يَتَوَقَّوْن ولا يَطلبون السَّهْل وقيل : لا يكونون تِباعاً لقوم قال : وهذا أَحسن القولين وقوله : ولا يحلون بإِلَ أَي لا ينزلون بجوار أَحد يأْخذون منه إِلاَّ وذمَّة . و القُدوم : الرجوع من السفر قَدِمَ من سفره يَقْدَم قُدوماً و مَقْدَماً بفتح الدال فهو قادم : آب والجمع قُدُمٌ و قُدَّام تقول : وردت مَقْدَم الحاج تجعله ظرفاً وهو مصدر أَي وقت مَقْدَم الحاج . ويقال : قَدِمَ فلان من سفره يقْدَم قُدُوماً . و قَدِم فلان على الأَمر إِذا أَقْدَم عليه ومنه قول الأَعشى : فكَمْ ما تَرَينَ امْرءاً راشِداً تَبَيَّنَ ثم انتهى إِذْ قَدِم و قَدِمَ فلان إِلى أَمر كذا وكذا أَي قصد له ومنه قوله تعالى : { وقَدِمْنا إِلى ما عَمِلوا من عَمَلٍ } قال الزجاج والفراء : معنى قَدمنا عَمَدنا وقصَدنا كما تقول قام فلان يفعل كذا تريد قصد إِلى كذا ولا تريد قام من القيام على الرِّجلين . و القُدائِمُ : القَدِيم من الأَشياء همزته زائدة . ويقال : قِدْماً كان كذا وكذا وهو اسم من القِدَم جعل اسماً من أَسماء الزمان . و القُدامَى : القُدَماء قال القطامي : وقد عَلِمَتْ شُيُوخُهُمُ القُدَامى إِذا قَعَدوا كأَنَّهمُ النِّسارُ جمع النَّسْر . ومضى قُدُماً بضم الدال : لم يُعرّج ولم يَنثن وقال يصف امرأَة فاجرة : تَمضِي إذا زُجِرَتْ عن سَوْأَةٍ قُدُما كأنَّها هَدَمٌ في الجَفْرِ مُنْقاضُ يقول : إِذا زُجِرَت عن قبيح أسرعت إِليه ووقعت فيه كما يقع الهَدَمُ في البئر بإِسراع وهذا البيت أَنشده ابن السيرافي عن ابن دريد مع أَبيات وهي : قد رابَني مِنْكِ يا أَسماء إِعْراضُ فَدامَ مِنَّا لكمْ مَقْتٌ وإِبْغاضُ إِن تُبْغِضيني فما أَحْبَبْتُ غانِيةً يرُوضُها من لِئام الناسِ رَوَّاضُ تمضي إذا زُجِرَت عن سوأَة قُدُماً كأنها هَدَمٌ في الجفر منقاضُ قُل لِلغَواني : أَمَا فِيكُنَّ فاتكةٌ تَعْلُو اللَّئِيمَ بِضَرْبٍ فيه إِمحاضُ و القُدَّام : القادمون من سفر . و القُدَّام : المِلك قال مهلهل : إِنا لنَضْرِبُ بالصَّوارِمِ هامَهُمْ ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعَةَ القُدَّامِ وقيل : القُدَّام ههنا جمع قادم من سفر . وقال ابن القطاع : القِدِّيمُ الملِك وفي حديث الطُّفَيْل بن عمرو : فَفينا الشِّعر والمَلِكُ القُدامُ أَي القَدِيمُ المُتَقَدِّم مثل طويل وطُوالٍ . أَبو عمرو : القُدَّامُ و القِدِّيم الذي يتَقدَّم الناس بشرف . ويقال : القُدَّام رئيس الجيش . و القَدُوم : التي يُنحَت بها مخفف أُنثى قال ابن السكيت : ولا تقل قَدُّوم بالتشديد قال مرقش : يا بِنْتَ عَجْلانَ ما أصْبَرني على خُطوبٍ كنَحْتٍ بالقَدومِ وأَنشد الفراء : فقُلتُ : أَعِيراني القدُومَ لعَلَّني أَخُطُّ بها قَبْراً لأَبيَضَ ماجِدِ والجمع قَدائِمُ و قُدُمٌ قال الأَعشى : أَقامَ به شاهَبُورُ الجُنو دَحَوْلَين تَضرب فيه القُدُم وقيل : قَدائِم جمع القُدُم مثل قُلُصٍ وقَلائِصَ قال ابن بري : من نصب الجنود جعله مفعولاً لأَقام أَي أَقام الجنود بهذا البلد حولين ومن خفضه فعلى الإِضافة على معنى ملكُ الجنودِ وقائد الجنود قال : و قَدائمُ جمع قَدُوم لا قُدُم قال : وكذلك قلائصُ جمع قَلوص لا قُلُص قال : وهذا مذهب سيبويه وجميع النحويين . و قَدُوم : ثنية بالسَّراة وقيل : قَدُوم قرية بالشام قال : وقد يقال بالأَلف واللام . وقوله : اخْتَتن إِبراهيمُ ب أَي هنالك . ابن شميل في قوله صلى الله عليه وسلم : أَوّل من اختتن إبراهيم ب قال : قطعه بها فقيل له : يقولن قَدوم قرية بالشام فلم يعرفه وثبت على قوله ويروى بغير أَلف ولام وقيل : القدوم بالتخفيف والتشديد قدوم النجار . وفي الحديث : أَن زوج فُرَيْعة قتل بطرَف القدوم هو بالتخفيف وبالتشديد موضع على ستة أَميال من المدينة . الصحاح : القدوم اسم موضع . وفي حديث أَبي هريرة : قال له أَبان بن سعيد وَبْرٌ تَدَلى من قَدومِ ضَأْنٍ قيل : هي ثنية أَو جبل بالسَّراة من أَرض دَوْس وقيل : القَدُوم ما تقدَّم من الشاة وهو رأْسُها وإِنما أَراد احتِقاره وصِغَر قَدْره . قال ابن بري : وفي هذا الفصل أَبو قُدامة وهو جبل يُشرف على المُعَرَّف . ابن سيده : و قَدُومى مقصور موضع بالجزيرة أَو ببابل . وبنو قَدَم : حيّ . و قُدَم : حيّ منهم . و قُدَم : موضع باليمن سمي باسم أَبي هذه القبيلة والثياب القُدَمية منسوبة إِليه . شمر عن ابن الأَعرابي : القَدْم بالقاف ضرب من الثياب حُمر قال : وأَقرأَني بيت عنترة : وبِكُلِّ مُرْهَفةٍ لها نَفَثٌ تحْتَ الضُّلوعِ كَطُرَّة القَدْمِ لا يرويه إِلا القَدْم قال : والفَدْم بالفاء هذا على ما جاء وذاك على ما جاء . و قادِم و قُدامة و مُقَدَّم و مِقْدام و مُقْدِم : أَسماء . و قَدَمُ : اسم امرأَة . و قَدامِ : اسم فرس عُروة بن سِنان . و قَدامِ : اسم كلبة وقال : وتَرَمَّلَتْ بِدَمٍ قَدامِ وقدْ أَوْفى اللَّحاقَ وحانَ مَصْرَعُهُ و يقْدُم بالياء : اسم رجل وهو يَقْدُم بن عَنَزَةبن أَسد بن رَبيعة بن نِزار . ابن شميل : ويقال قَدِمة من الحَرّة و قَدِمٌ وصَدِمةٌ وصَدِمٌ ما غَلُظ من الحرّة والله أَعلم
قذم
قَذِمَ من الماء قُذْمةً أَي جَرِعَ جُرْعة قال أَبو النجم يَقْذَمْنَ جَرْعاً يَقْصَعُ الغَلائِلا وقَذَمَ له من العطاء يَقْذِمُ قَذْماً أَكثر مثل قَثَم وغَذَمَ وغَثَمَ إِذا أَكثر ورجل قُذَمٌ مثل قُثَمٍ ومُنْقَذِم كثير العطاء حكاه ابن الأَعرابي ورجل قِذَمٌّ مثل خِضَمٍّ إِذا كان سيِّداً يعطي الكثير من المال ويأْخذ الكثير النضر القِذَمُّ السيد الرغيب الخُلُق الواسع البلدة والقُذُم والقُثُم الأَسخِياءُ والقَذِيمةُ قِطعة من المال يعطيها الرجل وجمعها قَذائم والقِذَمُّ على وزن الهِجَفِّ الرجل الشديد وقيل الشديد السريع وقد انقَذَم أَي أَسرع وبئر قِذَمٌّ عن كراع وقُذامٌ وقَذُوم كثيرة الماء قال قد صَبَّحَتْ قَلَيْذَماً قَذُوما وكذلك فرج المرأَة قال ابن خالويه القُذام هَنُ المرأَة قال جرير إِذا ما الفَعْلُ نادََمَهُنَّ يوماً على الفِعِّيل وانفَتَحَ القُذامُ ويروى وافتخَّ القُذام ويقال القُذام الواسع يقال جَفْر قُذام أَي واسع الفم كثير الماء يَقْذِم بالماء أَي يدفعه وقالوا امرأَة قُذُم فوصفوا به الجملة قال جرير وأَنتُم بنو الخَوَّارِ يُعرفُ ضَربُكم وأُمُّكُمُ فُجٌّ قُذامٌ وخَيْضَفُ ابن الأَعرابي القُذُم الآبار الخُسُف واحدها قَذوم
قذحم
النضر ذهبوا قِذَّحْرةً وقِذَّحْمةً بالراء والميم إِذا ذهبوا في كل وجه
قرم
القَرَمُ بالتحريك شدّة الشهوة إِلى اللحم قَرِمَ إِلى اللحم وفي المحكم قَرِمَ يَقْرَم قَرَماً فهو قَرِمٌ اشتهاه ثم كثر حتى قالوا مثلاً بذلك قَرِمْتُ إِلى لقائك وفي الحديث كان يتعوّذ من القَرَم وهو شدة شهوة اللحم حتى لا يُصبَر عنه يقال قَرِمت إِلى اللحم وحكى بعضهم فيه قَرِمْتُه وفي حديث الضحية هذا يومٌ اللحمُ فيه مَقْروم قال هكذا جاء في رواية وقيل تقديره مَقْرومٌ إِليه فحذف الجارّ وفي حديث جابر قَرِمنا إِلى اللحم فاشتريت بدرهم لحماً والقَرْمُ الفحل الذي يترك من الركوب والعمل ويُودَع للفِحْلة والجمع قُروم قال يا ابْن قُروم لَسْنَ بالأَحْفاضِ وقيل هو الذي لم يمسه الحَبْل والأَقْرَمُ كالقَرْم وأَقْرَمه جَعله قَرْماً وأَكرمه عن المهْنة فهو مُقْرَم ومنه قيل للسيد قَرْمٌ مُقْرَم تشبيهاً بذلك قال الجوهري وأَما الذي في الحديث كالبعير الأَقْرَم فلغة مجهولة واسْتَقرم البَكرُ قبل أَناه وفي المحكم واستقرم البكر صار قَرْماً والقَرْمُ من الرجال السيد المعظم على المثل بذلك وفي حديث علي عليه السلام أَنا أَبو حسن القَرْم أَي المُقْرَم في الرأْي والقَرْم فحل الإِبل أَي أَنا فيهم بمنزلة الفحل في الإِبل قال ابن الأَثير قال الخطابي وأَكثر الروايات القوم بالواو قال ولا معنى له وإِنما هو بالراء أَي المقدَّم في المعرفة وتَجارِب الأُمور ابن السكيت أَقْرَمْتُ الفحل فهو مُقْرَم وهو أَن يُودَع للفحلة من الحمل والركوب وهو القَرْم أَيضاً وفي حديث رواه دُكَين بن سعيد قال أَمر النبي صلى الله عليه وسلم عمر أَن يُزوِّد النُّعمان بن مُقرِّن المُزَني وأَصحابه ففتح غُرفة له فيها تمر كالبعير الأَقْرَمِ قال أَبو عبيد قال أَبو عمرو لا أَعرف الأَقرم ولكني أَعرف المُقْرَم وهو البعير المُكْرَم الذي لا يحمل عليه ولا يذلل ولكن يكون للفحلة والضراب قال وإِنما سمي السيد الرئيس من الرجال المُقْرَم لأَنه شبه بالمُقْرَم من الإِبل لعِظَم شأْنه وكَرَمه عندهم قال أَوس إِذا مُقْرَمٌ مِنَّا ذرا حَدُّ نابِه تَخَمَّطَ فِينا نابُ آخَرَ مُقْرَم أَراد إِذا هلَك منا سيد خلفه آخر قال الزمخشري قَرِمَ البعير فهو قَرِمٌ إِذا اسْتَقْرَمَ أَي صار قَرْماً وقد أَقرَمَه صاحبه فهو مُقْرَم إِذا تركه للفِحْلة وفَعِلَ وأَفْعَلَ يلتقيان كوَجِلَ وأَوْجَلَ وتَبِعَ وأَتْبَع في الفعل وخَشِنٍ وأَخْشَنَ وكَدِرٍ وأَكْدَرَ في الاسم قال وأَما المَقْرُوم من الإِبل فهو الذي به قُرْمةٌ وهي سِمةٌ تكون فوق الأَنف تُسلخ منها جِلدة ثم تُجمع فوق أَنفه فتلك القُرمة يقال منه قَرَمْتُ البعير أَقْرِمُه ويقال للقُرْمة أَيضاً القِرام ومثله في الجسد الجُرْفة الليث هي القُرْمة والقَرْمة لغتان وتلك الجلدة التي قطعْتَها هي القُرامة وربما قَرَمُوا من كِرْكِرَته وأُذنه قُرامات يُتَبَلَّغ بها في القحط المحكم وقَرَمَ البعيرَ يَقْرِمه قَرْماً قطع من أَنفه جلدة لا تبين وجَمعَها عليه للسِّمة واسم ذلك الموضع القِرام والقُرْمة وقيل القُرْمة اسم ذلك الفعل والقَرْمة والقُرامة الجلدة المقطوعة منه فإِن كان مثلُ ذلك الوسْم في الجسم بعد الأُذن والعنق فهي الجُرْفة وناقة قَرْماء بها قَرْم في أَنفها عن ابن الأَعرابي ابن الأَعرابي في السِّمات القَرْمة وهي سِمة على الأَنف ليست بحَزٍّ ولكنها جَرْفة للجلد ثم يترك كالبعرة فإِذا حُزَّ الأَنف حَزّاً فذلك الفَقْر يقال بعير مَفْقُور ومَقْرُوم ومَجْرُوف ومنه ابن مَقْرُومٍ الشاعر وقَرَمَ الشيءَ قَرْماً قَشَره والقُرامة من الخبز ما تقشَّر منه وقيل ما يَلتزِق منه في التنور وكل ما قَشَرْته عن الخبز فهو القُرامة وما في حَسَبِه قُرامة أَي وَصْم وهما العيب وقَرَمَه قَرْماً عابَه والقَرْمُ الأَكل ما كان ابن السكيت قَرَم يَقْرِم قَرْماً إِذا أَكل أَكلاً ضعيفاً ويقال هو يَتَقَرَّمُ تَقَرُّم البَهْمة وقَرَمَتِ البَهمة تَقْرِم قَرْماً وقُروماً وقَرَماناً وتَقرَّمت وذلك في أَول ما تأْكل وهو أدنى التناوُل وكذلك الفَصيل والصبي في أَول أَكله وقَرَّمه هو علَّمه ذلك ومنه قول الأَعرابية ليعقوب تذكر له تَرْبِية البَهْم ونحن في كل ذلك نُقَرِّمه ونعلمه أَبو زيد يقال للصبي أَوّل ما يأْكل قد قَرَم يَقْرِم قَرْماً وقُروماً الفراء السخلة تَقْرِم قَرْماً إِذا تعلمت الأَكل قال عدي فَظِباءُ الرَّوْضِ يَقْرِمْنَ الثَّمَرْ ويقال قرَم الصبيُّ والبَهْمُ قَرْماً وقُروماً وهو أَكل ضعيف في أَول ما يأْكل وتَقَرَّم مثله وقَرَّمَ القِدْحَ عَجَمَه قال خَرَجْنَ حَرِيراتٍ وأَبْدَيْنَ ِمجْلَداً ودارَتْ عليهن المُقَرَّمةُ الصُّفْر يعني أَنهن سُبِين واقْتُسمن بالقِداح التي هي صفتها وأَراد مَجالِد فَوضع الواحد موضع الجمع والقِرامُ ثوب من صوف ملوّن فيه أَلوان من العِهن وهو صفيق يتخذ سِتراً وقيل هو الستر الرقيق والجمع قُرُم وهو المِقْرَمة وقيل المِقْرمةُ مَحْبِس الفِراش وقَرَّمَه بالمِقْرمة حبسَه بها والقِرام ستر فيه رَقْم ونقُوش وكذلك المِقْرَمُ والمِقْرَمة وقال يصف داراً على ظَهْرِ جَرْعاء العَجُوز كأَنهَّا دَوائِرُ رَقْمٍ في سَراةِ قِرامِ وفي حديث عائشة أَن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعلى الباب قِرامٌ فيه تَماثِيلُ وفي رواية وعلى الباب قِرامٌ سِترٍ هو الستر الرقيق فإِذا خيط فصار كالبيت فهو كِلَّةٌ وأَنشد بيت لبيد يصف الهودج مِنْ كلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّه زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وقِرامُها وقيل القِرام ثوب من صوف غليظ جدّاً يُفرش في الهودج ثم يجعل في قواعد الهودج أَو الغَبِيط وقيل هو الصَّفِيق من صوف ذي أَلوان والإِضافة فيه كقولك ثوبُ قميصٍ وقيل القِرام الستر الرقِيقُ وراء الستر الغليظ ولذلك أَضاف وقوله في حديث الأَحنف بلغه أَن رجلاً يغتابه فقال عُثَيْثةٌ تَقْرِمُ جِلْداً أَمْلَسا أَي تَقْرِض وقد ذكرته في موضعه والقَرْمُ ضرب من الشجر حكاه ابن دريد قال ولا أَدري أَعربي هو أَم دخيل وقال أَبو حنيفة القُرْم بالضم شجر ينبت في جَوف ماء البحر وهو يشبه شجر الدُّلْب في غِلَظِ سُوقه وبياض قشره وورقه مثل ورق اللوز والأَراك وثمرُه مثل ثمر الصَّوْمَر وماء البحر عدوّ كل شيء من الشجر إِلاَّ القُرْم والكَنْدَلى فإِنهما ينبتان به وقارِمٌ ومَقْرُومٌ وقُرَيْمٌ أَسماء وبنو قُرَيْمٍ حي وقَرْمانُ موضع وكذلك قَرَماء أَنشد سيبويه علا قَرَماءَ عالِيةً شَواه كأَنَّ بَياضَ غُرَّتِه خِمارُ قيل هي عَقَبة وقد ذكر ذلك في فرم مستوفى وقال ابن الأَعرابي هي قَرْماء بسكون الراء وكذلك أَنشد البيت على قرْماء ساكنة وقال هي أَكَمة معروفة قال وقيل قَرْماء هنا ناقة بها قَرْمٌ في أَنفها أَي وَسْم قال ولا أَدري وجهه ولا يعطيه معنى البيت ابن الأَنباري في كتاب المقصور والممدود جاء على فَعَلاء يقال له سَحَناء أَي هَيئة وله ثَأَداءُ أَي أَمَة وقَرَماء اسم أَرض وأَنشد البيت وقال كتبت عنه بالقاف وكان عندنا فَرَماء لأَرض بمصر قال فلا أَدري قَرَماء أَرض بنجد وفَرَماء بمصر ومَقْرُوم اسم جبل وروي بيت رؤبة ورَعْنِ مَقْرُومٍ تَسامى أَرَمُهْ والقَرَمُ الجِداء الصغار والقَرَمُ صِغار الإِبل والقَزَمُ بالزاي صغار الغنم وهي الحَذَف
قردم
القُرْدُمانيُّ والقُرْدُمانِيّة سِلاح مُعدّ كانت الفُرس والأَكاسرة تدّخره في خزائنها أَصله بالفارسية كَرْدَمانِدْ معناه عُمِلَ وبَقِي قال الأَزهري هكذا حكاه أَبو عبيد عن الأَصمعي وقال ابن الأَعرابي أَراه فارسيّاً وأَنشد للبيد فَخْمةً ذَفْراءَ تُرْتى بالعُرى قُرْدُمانِيّاً وتَرْكاً كالبَصَلْ قال القُرْدُمانِيّة الدُّروع الغليظة مثل الثوب الكُرْدُواني ويقال القُرْدُمانيُّ ضرب من الدروع الجوهري القُرْدُماني مقصور دواء وهو كَرَوْياء رومي قال ابن بري كَرَوْيا مثل زكريا وقال ابن منصور الجَواليقي هو ممدود كروياء بفتح الراء وسكون الواو وتخفيف الياء قال أَبو عبيدة القُرْْدُمانيّ قباء محشوّ يتخذ للحرب فارسي معرب يقال له كَبْر بالرومية أَو بالنبطية وأَنشد بيت لبيد ويقال القُردمانيّ ضرب من الدروع ويقال هو المِغْفَر وقال بعضهم إِذا كان للبيضة مِغفر فهي قُرْدمانية قال وهذا هو الصحيح لأَنه قال بعد البيت أَحْكَمَ الجِنْثِيُّ مِن عَوْراتِها كُلَّ حِرْباءٍ إِذا أُكْرِه صَلّْ قال فدل على أَنها الدرع وقيل القُرْدُمان أَصل للحديد وما يعمل منه بالفارسية وقيل بل هو بلد يعمل فيه الحديد عن السيرافي
قردحم
قِرْدَحْمة موضع الفراء ذهبوا شَعالِيل بِقِرْدَحْمةٍ أَي تفرقوا قال ابن بري وفي الغريب المصنف بِقِرْدَحْمةَ غير مصروف وحكى اللحياني في نوادره ذهب القوم بِقِنْدَحْرةٍ وقِنْدَحْرةٍ وقِدَّحْرة وقِذَّحْرةٍ إِذا تفرقوا
قرزم
القُرْزُومُ سِندان الحدّاد والفاء أَعلى قال ابن بري قال ابن القطاع وهو أَيضاً الإِزْمِيل ويسمي عبدُ القيس المِرْطَ والمِئزر قُرْزُوماً قال ابن دريد وأَحسبه معرباً ورجل مُقَرْزَم قصير مجتمع والمُقَرْزَم القصير النسب قال الطرماح إِلى الأَبطالِ من سَبَإٍ تَنَمَّتْ مَناسِبُ منه غَيْرُ مُقَرْزَمات أَي غير لَئيمات من القُرْزُوم والقِرْزام الشاعر الدُّون يقال هو يُقَرْزِم الشِّعر وأَنشد ابن بري للقطامي إِنَّ رِزاماً عَرَّها قِرْزامُها قُلْفٌ على زِبابِها كِمامُها ابن الأَعرابي القُرْزُوم بالقاف الخشبة التي يحذو عليها الحَذّاء وجمعها القَرازِيم قال ابن السكيت القُرْزُوم والفُرْزُوم كأَنهما لغتان قال الجوهري ذكر ابن دريد أَن القُرْزُوم بالقاف مضمومة لوح الإِسكاف المدوّر وتشبه به كِرْكِرة البعير قال وهو بالفاء أَعلى
قرسم
قَرْسَمَ الرجلُ سكت عن ثعلب قال ولستُ منه على ثقة
قرشم
قَرْشَم الشيءَ جمعه والقُرْشُوم شجرة زعمت العرب أَنها تنبت القِرْدان لأَنها مأْوى القِرْدان وفي المحكم شجرة يأْوي إِِليها القِردان ويقال لها أُم قُراشِماء بالمد وقُراشِمَى مقصور اسم بلد والقِرْشامُ والقُرْشومُ والقُراشِم القُراد العظيم وفي المحكم القُراد الضخم قال الطرماح وقد لوى أَنْفَه بِمِشْفَرِها طِلْحُ قَِراشِيمَ شاحِبٌ جسَدُه والقُراشِم الخَشن المَسِّ والقُرْشوم الصغير الجسم والقِرْشَمُّ الصُّلْب الشديد
قرصم
قَرْصَم الشيءَ كسرَه
قرضم
هو يُقَرْضِم كل شيء أَي يأْخذه ورجل قُراضِمٌ وقِرْضِم يُقَرضمُ كل شيء والقِرْضمُ قشر الرمَّان وهو يدبغ به وقَرْضَمْت الشيء قَطَعْته والأَصل قَرَضْتُه وقِرْضِمٌ أَبو قبيلة من مهرة بن حيدان وقِرْضِمٌ اسم قال ذو الرمة يصف إِبلاً مَهارِيسَ مِثْلَ الهَضْبِ يَنْمي فُحولُها إِلى السِّرِّ من أذْوادِ رَهْطِ بنِ قِرْضِم قال أَبو منصور والميم فيه زائدة قال ابن بري القِرْضِم السمينة من الإِبل
قرطم
القُرْطُمُ والقِرْطِمُ والقُرْطُمُّ والقِرْطِمُّ حب العُصْفُر وفي التهذيب ثَمَر العصفر وفي الحديث فتَلْتَقِطُ المنافقين لَقْطَ الحَمامةِ القِرْطِمَ هو بالكسر والضم حب العصفر وقد جعله ابن جني ثلاثيّاً وجعل الميم زائدة كما ذكرناه في حرف الطاء في ترجمة قرط الأَزهري قُرْمُوطُ الغَضَى زهره الأَحمر يحكي لونُه لونَ نَوْر الرمان أَوَّل ما يخرج والقُِرُطْم شجر يشبه الراء يكون بجبلي جهينة الأَشْعَرِ والأَجْرَدِ وتكون عنه الصَّرَبةُ وكل ما في القرطم عن الهجري والقِرْطِمَتانِ الهُنَيَّتانِ اللتان عن جانبي أَنف الحمامة عن أَبي حاتم قال أُراه على التشبيه وقَرْطَمَ الشيء قطَعه ابن السكيت القُرْطُمانّي الفتى الحسن الوجه من الرجال وأَنشد ابن الأَعرابي قال قال أَعرابي جاءنا فلان في نِخافَيْن مُقَرْطَمَيْنِ أَي لهما مِنقاران والنِّخافُ الخُفّ رواه بالقاف ورواه الليث خُفٌّ مُفَرْطَمٌ بالفاء قال وهو أَصح مما رواه الليث بالفاء
قرعم
قال ابن بري القِرْعِم التمر
قرقم
القَرْقَمةُ ثيابُ كتانٍ بيض والمُقَرْقَم البطيء الشباب الذي لا يَشِبُّ وتسميه الفرس شِيرَزْدَهْ وقيل السيِّء الغِذاء وقد قَرْقَمَه قال الراجز أَشْكُو إِلى اللهِ عِيالاً دَرْدَقا مُقَرْقَمِينَ وعَجُوزاً سَمْلَقا وقُرْقِمَ الصبي إِذا أُسِيء غِذاؤه قال ابن بري قال ابن الأَعرابي هو بالسين غير المعجمة أَحب إِلي من الشين معجمة قال ورواه أَبو عبيد وكراع شملقا بالشين المعجمة قال وردّه علي بن حمزة وقال هو بالسين المهملة وفسره بأَن قال العجوز السَّمْلَق هي التي لا خير عندها مأْخوذ من السَّمْلَق وهي الأَرض التي لا نبات بها قال وأَما أَبوعبيد فإِنه فسره بأَنها السيئة الخُلُق وذلك بالشين المعجمة وحكى عمرو عن أَبيه شَمْلق وسَمْلق بالشين والسين وحكى عنه أَيضاً شَمَلَّق وسَمَلَّق وفي بعض الخبر ما قَرْقَمَني إِلا الكَرَمُ أَي إِنما جئت ضاوِياً لكَرَم آبائي وسَخائهم بطعامهم عن بطونهم وفي المحكم القِرْقِم الحَشَفة قال الأَزهري ولا أَعرفه أَنشد أَبو عمرو لابن سعد المعني بِعَيْنَيْكَ وَغْفٌ إِذْ رَأَيتَ ابن مَرْثَدٍ يُقَسْبِرُها بِفِرْقِمٍ يَتَرَبَّدُ ويروى يَتَزَبَّدُ
قرهم
القَرْهَمُ من الثّيران كالقَرْهَب وهو المسنُّ الضَّخم قال كراع القَرْهَم المسن قال ابن سيده فلا أَدري أَعمّ به أَم أَراد الخصوص وقال مرة القَرْهَمُ أَيضاً من المعَز ذاتُ الشعر وزعم أَن الميم في كل ذلك بدل من الباء والقَرْهَمُ من الإِبل الضخم الشديد والقَرْهم السيد كالقَرْهَب عن اللحياني وزعم أَن الميم بدل من باء قرهب وليس بشيء الأَزهري في أَثناء كلامه على القَهْرَمان أَبو زيد يقال قَهْرَمان وقَرْهَمان مقلوب
قزم
القَزَمُ بالتحريك الدَّناءَة والقَماءةُ وفي الحديث أَنه كان يتعَوَّذ من القَزَم هو اللُّؤم والشحُّ ويروى بالراء وقد تقدم والقَزَمُ اللئيم الدَّنيء الصغير الجُثة الذي لا غناء عنده الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء لأَنه في الأَصل مصدر تقول العرب رجل قَزَمٌ وامرأَة قَزَمٌ وهو ذو قَزَم ولغة أُخرى رجل قَزَم ورجُلان قَزَمان ورجال أَقْزامٌ وامرأَة قَزَمةٌ وامرأَتان قَزَمتانِ ونِساء قَزَمات وقيل الجمع أَقْزام وقَزامَى وقُزُمٌ وفي الحديث عن علي عليه السلام في ذمّ أهل الشام جُفاة طَغامٌ عَبيدٌ أَقْزامٌ هو جمع قَزَمٍ والقِزامُ اللِّئام وقال أَحْصَنُوا أُمَّهُمُ مِن عَبْدِهِمْ تِلْكَ أَفْعالُ القِزامِ الوَكَعَهْ وقد قَزِمَ قَزَماً فهو قَزِمٌ وقُزُمٌ والأُنثى قَزِمة وقُزُمة وشاة قَزَمة رديئة صغيرة وغنم قَزَم أَي رُذال لا خير فيها وإِن شئت غنم أَقْزام وكذلك رُذالُ الإِبل وغيرها والقَزَمُ أَردأُ المال وقَزَمُ المالِ صغاره ورديئه قال بعضهم القَزَمُ في الناس صِغر الأخلاق وفي المال صغر الجسم ورجل قَزَمة قصير وكذلك الأُنثى والاسم القَزَم والقَزَمُ رذال الناس وسَفِلَتُهم قال زياد بن منقذ وهُمْ إِذا الخَيْلُ جالُوا في كَواثِبِها فَوارِسُ الخيلِ لا مِيلٌ ولا قَزَمُ ويقال للرذال من الأَشياء قَزَم والجمع قُزُمٌ وأَنشد لا بَخَلٌ خالَطَه ولا قَزَم والقَزَمُ صِغار الغنم وهي الحَذَف وسُودَدٌ أَقْزَمُ ليس بقديم قال العجاج والسُّودَدُ العاديُّ غَيرُ الأَقْزَم وقَزَمَه قَزْماً عابه كَقَرَمَه والتَّقَزُّمُ اقتحام الأُمور بِشدَّة والقُزامُ الموت عن كراع وقُزْمانُ اسم رجل وقُزْمانُ موضع
قسم
القَسْمُ مصدر قَسَمَ الشيءَ يَقْسِمُه قَسْماً فانْقَسَم والموضع مَقْسِم مثال مجلس وقَسَّمَه جزَّأَه وهي القِسمةُ والقِسْم بالكسر النصيب والحَظُّ والجمع أَقْسام وهو القَسِيم والجمع أَقْسِماء وأَقاسِيمُ الأَخيرة جمع الجمع يقال هذا قِسْمُك وهذا قِسْمِي والأَقاسِيمُ الحُظُوظ المقسومة بين العباد والواحدة أُقْسُومة مثل أُظفُور( * قوله « مقل أظفور » في التكملة مثل أُظفورة بزيادة هاء التأنيث )
وأَظافِير وقيل الأَقاسِيمُ جمع الأَقسام والأَقسام جمع القِسْم الجوهري القِسم بالكسر الحظ والنصيب من الخير مثل طَحَنْت طِحْناً والطِّحْنُ الدَّقيق وقوله عز وجل فالمُقَسِّماتِ أَمراً هي الملائكة تُقَسِّم ما وُكِّلت به والمِقْسَمُ والمَقْسَم كالقِسْم التهذيب كتب عن أَبي الهيثم أَنه أَنشد فَما لكَ إِلاَّ مِقْسَمٌ ليس فائِتاً به أَحدٌ فاسْتَأْخِرَنْ أَو تقَدَّما
( * قوله « فاستأخرن أو تقدما » في الاساس بدله فاعجل به أو تأخرا )
قال القِسْم والمِقْسَم والقَسِيم نصيب الإِنسان من الشيء يقال قَسَمْت الشيء بين الشركاء وأَعطيت كل شريك مِقْسَمه وقِسْمه وقَسِيمه وسمي مِقْسم بهذا وهو اسم رجل وحصاة القَسْم حصاة تلقى في إِناء ثم يصب فيها من الماء قدر ما يَغمر الحصاة ثم يتعاطونها وذلك إِذا كانوا في سفَر ولا ماء معهم إِلا شيء يسير فيقسمونه هكذا الليث كانوا إِذا قَلَّ عليهم الماء في الفلَوات عَمدوا إِلى قَعْب فأَلقوا حصاة في أَسفله ثم صَبُّوا عليه من الماء قدر ما يغمرها وقُسِمَ الماء بينهم على ذلك وتسمى تلك الحصاةُ المَقْلَةَ وتَقَسَّموا الشيء واقْتَسَموه وتَقاسَموه قَسَمُوه بينهم واسْتَقسَمُوا بالقِداح قَسَمُوا الجَزُور على مِقدار حُظوظهم منها الزجاج في قوله تعالى وأَن تَسْتَقْسِمُوا بالأَزلام قال موضع أَن رفع المعنى وحُرّم عليكم الاسْتِقْسام بالأَزلام والأَزْلام سِهام كانت لأَهل الجاهلية مكتوب على بعضها أَمَرَني ربِّي وعلى بعضها نَهاني ربي فإِذا أَراد الرجل سفَراً أَو أَمراً ضرب تلك القِداح فإِن خَرج السهم الذي عليه أَمرني ربي مضى لحاجته وإِن خرج الذي عليه نهاني ربي لم يمض في أَمره فأَعلم الله عز وجل أَن ذلك حَرام قال الأَزهري ومعنى قوله عز وجل وأَن تستقسموا بالأَزلام أَي تطلبوا من جهة الأَزلام ما قُسِم لكم من أَحد الأَمرين ومما يبين ذلك أَنَّ الأَزلام التي كانوا يستقسمون بها غير قداح الميسر ما روي عن عبد الرحمن بن مالك المُدْلجِي وهو ابن أَخي سُراقة بن جُعْشُم أَن أَباه أَخبره أَنه سمع سراقة يقول جاءتنا رُسُل كفار قريش يجعلون لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَبي بكرٍ دية كل واحد منهما لمن قتلهما أَو أَسَرَهما قال فبينا أَنا جالس في مجلس قومي بني مُدْلج أَقبل منهم رجل فقام على رؤوسنا فقال يا سراقة إِني رأَيت آنفاً أَسْوِدةً بالساحل لا أُراها إِلا محمداً وأَصحابه قال فعرفت أَنهم هم فقلت إِنهم ليسوا بهم ولكنك رأَيت فلاناً وفلاناً انطلقوا بُغاة قال ثم لَبِثْت في المجلس ساعة ثم قمتُ فدخلت بيتي وأَمرت جاريتي أَن تخرج لي فرسي وتحبِسها من وراء أَكَمَة قال ثم أَخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت فخفَضْت عالِيةَ الرُّمح وخَطَطْت برمحي في الأَرض حتى أَتيت فرسي فركبتها ورفَعْتها تُقَرِّب بي حتى رأَيت أَسودتهما فلما دنوت منهم حيث أُسْمِعُهم الصوت عَثَرَت بي فرسي فخَرَرت عنها أَهويت بيدي إِلى كِنانتي فأَخرجت منها الأَزْلامَ فاستقسمت بها أَضِيرُهم أَم لا فخرج الذي أَكره أَن لا أَضِيرَهم فعَصَيْت الأَزلام وركبت فرسي فرَفَعتها تُقَرِّب بي حتى إِذا دنوت منهم عَثَرت بي فرسي وخَرَرْت عنها قال ففعلت ذلك ثلاث مرات إِلى أَن ساخت يدا فرسي في الأَرض فلما بلغتا الركبتين خَرَرت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تَكد تَخْرج يداها فلما استوت قائمة إِذا لأَثرِ يَدَيها عُثان ساطع في السماء مثل الدُّخان قال معمر أَحد رواة الحديث قلت لأَبي عمرو بن العلاء ما العُثان ؟ فسكت ساعة ثم قال لي هو الدخان من غيرنا وقال ثم ركبت فرسي حتى أَتيتهم ووقع في نفسي حين لَقِيت ما لقيت من الحبس عنهم أَن سيظهر أَمرُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال فقلت له إِن قومك جعلوا لي الدية وأَخبرتهم بأَخبار سفرهم وما يريد الناس منهم وعَرَضت عليهم الزاد والمتاع فلم يَرْزَؤُوني شيئاً ولم يسأَلوني إِلا قالوا أَخْفِ عنا قال فسأَلت أَن يكتب كتاب مُوادَعة آمَنُ به قال فأَمرَ عامرَ بن فُهَيْرَةَ مولى أَبي بكر فكتبه لي في رُقعة من أَديم ثم مضى قال الأَزهري فهذا الحديث يبين لك أَن الأَزرم قِداحُ الأَمر والنهي لا قِداح المَيْسر قال وقد قال المؤَرّج وجماعة من أَهل اللغة إِن الأَزلام قداح الميسر قال وهو وهَم واسْتَقْسم أَي طلب القَسْم بالأَزلام وفي حديث الفتح دخل البيت فرأَى إِبراهيم وإِسمعيلَ بأَيديهما الأَزلام فقال قاتَلَهم الله والله لقد علِموا أَنهما لم يَسْتَقْسما بها قطُّ الاسْتِقْسام طلب القِسم الذي قُسِم له وقُدِّر مما لم يُقَسم ولم يُقَدَّر وهو استِفعال منه وكانوا إِذا أَراد أَحدهم سفَراً أَو تزويجاً أَو نحو ذلك من المَهامِّ ضرب بالأَزلام وهي القداح وكان على بعضها مكتوب أَمَرَني ربِّي وعلى الآخر نهاني ربي وعلى الآخر غُفْل فإِن خرج أَمرني مَضى لشأْنه وإِن خرج نهاني أَمسك وإِن خرج الغُفْل عادَ فأَجالَها وضرب بها أُخرى إِلى أَن يخرج الأَمر أَو النهي وقد تكرّر في الحديث وقاسَمْتُه المال أَخذت منه قِسْمَك وأَخذ قِسْمه وقَسِيمُك الذي يُقاسِمك أَرضاً أَو داراً أَو مالاً بينك وبينه والجمع أَقسِماء وقُسَماء وهذا قَسِيم هذا أَي شَطْرُه ويقال هذه الأَرض قَسيمة هذه الأرض أَي عُزِلت عنها وفي حديث علي عليه السلام أَنا قَسِيم النار قال القتيبي أَراد أَن الناس فريقان فريق معي وهم على هُدى وفريق عليّ وهم على ضَلال كالخوارج فأنا قسيم النار نصف في الجنة معي ونصف عليّ في النار وقَسِيم فعيل في معنى مُقاسِم مُفاعِل كالسَّمير والجليس والزَّميل قيل أَراد بهم الخوارج وقيل كل من قاتله وتَقاسَما المال واقتَسَماه والاسم القِسْمة مؤَنثة وإِنما قال تعالى فارزقوهم منه بعد قوله تعالى وإِذا حضَر القِسْمة لأَنها في معنى الميراث والمال فذكَّر على ذلك والقَسَّام الذي يَقْسِم الدور والأَرض بين الشركاء فيها وفي المحكم الذي يَقسِم الأَشياء بين الناس قال لبيد فارْضَوْا بما قَسَمَ المَلِيكُ فإِنما قَسَمَ المَعِيشةَ بيننا قَسَّامُها
( * رواية المعلقة فاقنع بما قسم المليكُ فإنما قسم الخلائقَ بيننا عَلامُها )
عنى بالمليك الله عز وجل الليث يقال قَسَمْت الشيء بينهم قَسْماً وقِسْمة والقِسْمة مصدر الاقْتِسام وفي حديث قراءة الفاتحة قَسَمْت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين أَراد بالصلاة ههنا القراءة تسمية للشيء ببعضه وقد جاءت مفسرة في الحديث وهذه القِسْمة في المعنى لا اللفظ لأَن نصف الفاتحة ثناء ونصفها مَسْأَلة ودُعاء وانتهاء الثناء عند قوله إِياك نعبد وكذلك قال في إِياك نستعين هذه الآية بيني وبين عبدي والقُسامة ما يَعْزِله القاسم لنفسه من رأْس المال ليكون أَجْراً له وفي الحديث إِياكم والقُسامة بالضم هي ما يأْخذه القَسَّام من رأْس المال عن أُجرته لنفسه كما يأْخذ السماسرة رَسماً مرسُوماً لا أَجراً معلوماً كتواضُعهم أَن يأْخذوا من كل أَلف شيئاً معيناً وذلك حرام قال الخطابي ليس في هذا تحريم إِذا أَخذ القَسّام أُجرته بإِذن المقسوم لهم وإِنما هو فيمن وَلِيَ أَمر قوم فإِذا قسم بين أَصحابه شيئاً أَمسك منه لنفسه نصيباً يستأْثر به عليهم وقد جاء في رواية أُخرى الرجل يكون على الفِئام من الناس فيأْخذ من حَظّ هذا وحظ هذا وأَما القِسامةُ بالكسر فهي صنعة القَسَّام كالجُزارة والجِزارة والبُشارة والبِشارة والقُسامةُ الصَّدقة لأَنها تُقسم على الضعفاء وفي الحديث عن وابِصة مثَلُ الذي يأْكل القُسامة كمثل جَدْيٍ بَطنُه مملوء رَضْفاً قال ابن الأَثير جاء تفسيرها في الحديث أَنها الصدقة قال والأَصل الأَوَّل ابن سيده وعنده قَسْمٌ يَقْسِمه أَي عَطاء ولا يجمع وهو من القِسْمة وقسَمَهم الدَّهر يَقْسِمهم فتَقَسَّموا أَي فَرَّقهم فتَفَرَّقوا وقَسَّمَهم فرَّقهم قِسْماً هنا وقِسماً هنا ونَوىً قَسُومٌ مُفَرِّقة مُبَعَّدة أَنشد ابن الأَعرابي نَأَتْ عن بَناتِ العَمِّ وانقَلَبَتْ بها نَوىً يَوْم سُلاَّنِ البَتِيلِ قَسوم
( * قوله « وانقلبت » كذا في الأصل والذي في المحكم وانفلتت )
أَي مُقَسِّمة للشَّمْل مُفَرِّقة له والتقْسِيم التفريق وقول الشاعر يذكر قِدْراً تُقَسِّم ما فيها فإِنْ هِي قَسَّمَتْ فَذاكَ وإِن أَكْرَتْ فعن أَهلِها تُكْري قال أَبو عمرو قَسَّمت عَمَّت في القَسْم وأَكْرَتْ نَقَصَتْ ابن الأََعرابي القَسامةُ الهُِدنة بين العدو والمسلِمين وجمعها قَسامات والقَسم الرَّأْي وقيل الشكُّ وقيل القَدَرُ وأَنشد ابن بري في القَسْم الشَّكِّ لعدي بن زيد ظِنّة شُبِّهتْ فأَمْكَنَها القَسْ مُ فأَعدَتْه والخَبِيرُ خبِيرُ وقَسَم أَمرَه قَسْماً قَدَّره ونَظَر فيه كيف يفعل وقيل قَسَمَ أَمرَه لم يدر كيف يَصنع فيه يقال هو يَقْسِم أَمره قَسْماً أَي يُقَدِّره ويُدَبِّره ينظر كيف يعمل فيه قال لبيد فَقُولا له إِن كان يَقْسِمُ أَمْرَه أَلَمَّا يَعِظْكَ الدَّهْرُ ؟ أُمُّكَ هابِلُ ويقال قَسَمَ فلان أَمره إِذا مَيَّل فيه أَن يفعله أَو لا يفعله أَبو سعيد يقال تركت فلاناً يَقْتَسِم أَي يفكر ويُرَوِّي بين أَمرين وفي موضع آخر تركت فلاناً يَسْتَقْسِم بمعناه ويقال فلان جَيِّد القَسْمِ أَي جيِّد الرأْي ورجل مُقَسَّمٌ مُشتَرك الخواطِر بالهُموم والقَسَمُ بالتحريك اليمين وكذلك المُقْسَمُ وهو المصدر مثل المُخْرَج والجمع أَقْسام وقد أَقْسَم بالله واسْتَقْسَمه به وقاسَمَه حلَف له وتَقاسمَ القومُ تحالفوا وفي التنزيل قالوا تَقاسَمُوا بالله وأَقْسَمْت حلفت وأَصله من القَسامة ابن عرفة في قوله تعالى كما أَنزلنا على المُقْتَسِمين هم الذين تَقاسَمُوا وتَحالَفُوا على كَيْدِ الرسول صلى الله عليه وسلم قال ابن عباس هم اليهود والنصارى الذين جعلوا القرآن عِضِينَ آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه وقاسَمَهما أَي حلَفَ لهما والقَسامة الذين يحلفون على حَقِّهم ويأْخذون وفي الحديث نحن نازِلُون بخَيْفِ بني كِنانة حيث تَقاسَمُوا على الكفر تقاسموا من القَسَم اليمين أَي تحالفوا يريد لمَّا تعاهدت قريش على مُقاطعة بني هاشم وترك مُخالطتهم ابن سيده والقَسامة الجماعة يُقْسِمُون على الشيء أَو يُشهدون ويَمِينُ القَسامةِ منسوبة إِليهم وفي حديثٍ الأَيْمانُ تُقْسَمُ على أَوْلياء الدمِ أَبو زيد جاءت قَسامةُ الرجلِ سمي بالمصدر وقَتل فلان فلاناً بالقَسامة أَي باليمين وجاءت قَسامة من بني فلان وأَصله اليمين ثم جُعِل قَوْماً والمُقْسَمُ القَسَمُ والمُقْسَمُ المَوْضِع الذي حلف فيه والمُقْسِم الرجل الحالف أَقْسَم يُقْسِمُ إِقْساماً قال الأَزهري وتفسير القَسامة في الدم أَن يُقْتل رجل فلا تشهد على قتل القاتل إِياه بينة عادلة كاملة فيجيء أَولياء المقتول فيدّعون قِبَل رجل أَنه قتله ويُدْلُون بِلَوْث من البينة غير كاملة وذلك أَن يُوجد المُدَّعى عليه مُتلَطِّخاً بدم القتيل في الحال التي وُجد فيها ولم يشهد رجل عدل أَو امرأَة ثقة أَن فلاناً قتله أَو يوجد القتيل في دار القاتل وقد كان بينهما عداوة ظاهرة قبل ذلك فإِذا قامت دلالة من هذه الدلالات سَبَق إِلى قلب من سمعه أَن دعوى الأَولياء صحيحة فَيُستَحْلَفُ أَولياءُ القتيل خمسين يميناً أَن فلاناً الذي ادعوا قتله انفرد بقتل صاحبهم ما شَرَكه في دمه أَحد فإِذا حلفوا خمسين يميناً استحقوا دية قتيلهم فإِن أَبَوْا أَن يحلفوا مع اللوث الذي أَدلوا به حلف المُدَّعى عليه وبَرِئ وإِن نكل المدّعى عليه عن اليمين خير ورثة القتيل بين قتله أَو أَخذ الدية من مال المدّعى عليه وهذا جميعه قول الشافعي والقَسامةُ اسم من الإِقْسام وُضِع مَوْضِع المصدر ثم يقال للذين يُقْسِمونَ قَسَامة وإِن لم يكن لوث من بينة حلف المدَّعى عليه خمسين يميناً وبرئ وقيل يحلف يميناً واحدة وفي الحديث أَنه اسْتَحْلَف خمسةَ نفَر في قسامة معهم رجل من غيرهم فقال رُدُّوا الأَيمان على أَجالدِهم قال ابن الأَثير القَسامة بالفتح اليمين كالقسَم وحقيقتها أَن يُقْسِم من أَولياء الدم خمسون نفراً على استحقاقِهم دمَ صاحبِهم إِذا وجدوه قتيلاً بين قوم ولم يُعرف قاتله فإِن لم يكونوا خمسين أَقسم الموجودون خمسين يميناً ولا يكون فيهم صبي ولا امرأَة ولا مجنون ولا عبد أَو يُقسم بها المتهمون على نفي القتل عنهم فإِن حلف المدعون استحقوا الدية وإِن حلف المتهَمون لم تلزمهم الدية وقد أَقْسَم يُقْسِم قَسَماً وقَسامة وقد جاءت على بِناء الغَرامة والحَمالة لأَنها تلزم أَهل الموضع الذي يوجد فيه القتيل ومنه حديث عمر رضي الله عنه القَسامة توجب العَقْل أَي تُوجب الدّية لا القَوَد وفي حديث الحسن القَسامةُ جاهِلِيّة أَي كان أَهل الجاهلية يَديِنُون بها وقد قرّرها الإِسلام وفي رواية القَتْلُ بالقسامة جاهِليةٌ أَي أَن أَهل الجاهلية كانوا يقتُلُون بها أَو أَن القتل بها من أَعمال الجاهلية كأَنه إِنكار لذلك واسْتِعْظام والقَسامُ الجَمال والحُسن قال بشر بن أَبي خازم يُسَنُّ على مَراغِمِها القَسامُ وفلان قَسِيمُ الوَجْهِ ومُقَسَّمُ الوجهِ وقال باعث ابن صُرَيْم اليَشْكُري ويقال هو كعب بن أَرْقَمَ اليشكري قاله في امرأَته وهو الصحيح ويَوْمًا تُوافِينا بَوجْهً مُقسَّمٍ كأَنْ ظَبْية تَعْطُو إِلى وارِق السَّلَمْ ويَوْماً تُرِيدُ مالَنا مع مالها فإِنْ لم نُنِلْها لم تُنِمْنا ولم تَنَمْ نَظَلُّ كأَنَّا في خُصومِ غَرامةٍ تُسَمِّعُ جِيراني التَّأَلِّيَ والقَسَمْ فَقُلْتُ لها إِنْ لا تَناهَي فإِنَّني أَخو النُّكْر حتى تَقْرَعي السِّنَّ من نَدَمْ وهذا البيت في التهذيب أَنشده أَبو زيد كأَنْ ظبية تعطو إِلى ناضِرِ السَّلم وقال قال أَبو زيد سمعت بعض العرب ينشده كأَنْ ظبيةٌ يريد كأَنها ظبية فأَضمر الكناية وقول الربيع بن أَبي الحُقَيْق بأَحْسَنَ منها وقامَتْ تري ك وجَهاً كأَنَّ عَلَيْه قَساما أَي حُسْناً وفي حديث أُم معبد قَسِيمٌ وَسِيم القَسامةُ الحسن ورجل مُقَسَّم الوجهِ أَي جميل كله كأَن كل موضع منه أَخذ قِسْماً من الجمال ويقال لحُرِّ الوجه قَسِمة بكسر السين وجمعها قَسِماتٌ ورجل مُقَسَّمٌ وقَسِيم والأُنثى قَسِيمة وقد قَسُم أَبو عبيد القَسام والقَسامة الحُسْن وقال الليث القَسِيمة المرأَة الجميلة وأَما قول الشاعر
( * قوله « الشاعر » هو عنترة )
وكأَنَّ فارةَ تاجِرٍ بِقَسِمةٍ سَبَقَتْ عَوارِضَها إِليكَ مِن الفَمِ فقيل هي طلوع الفجر وقيل هو وقت تَغَير الأَفواه وذلك في وقت السحر قال وسمي السحر قَسِمة لأَنه يَقْسِم بين الليل والنهار وقد قيل في هذا البيت إِنه اليمين وقيل امرأَة حسَنة الوجه وقيل موضع وقيل هو جُؤْنة العَطَّار قال ابن سيده والمعروف عن ابن الأَعرابي في جُؤْنة العطار قَسِمة فإِن كان ذلك فإِن الشاعر إِنما أَُشبع للضرورة قال والقَسِيمة السُّوقُ عن ابن الأَعرابي ولم يُفسِّر به قول عنترة قال ابن سيده وهو عندي مما يجوز أَن يُفسَّر به وقول العجاج الحمدُ للهِ العَلِيّ الأَعْظَمِ باري السَّمواتِ بِغَيْرِ سُلَّمِ ورَبِّ هذا الأَثَرِ المُقَسَّمِ مِن عَهْد إِبراهيمَ لَمَّا يُطْسَمِ أَراد المُحَسَّن يعني مَقام إِبراهيم عليه السلام كأَنه قُسِّم أَي حُسِّن وقال أَبو ميمون يصف فرساً كلِّ طَوِيلِ السّاقِ حُرِّ الخدّيْن مُقَسَّمِ الوجهِ هَرِيتِ الشِّدْقَيْن ووَشْيٌ مُقَسَّمٌ أَي مُحَسَّنٌ وشيء قَسامِيٌّ منسوب إِلى القَسام وخفف القطامي ياء النسبة منه فأَخرجه مُخرج تِهامٍ وشآمٍ فقال إِنَّ الأُبُوَّةَ والدَيْنِ تَراهُما مُتَقابلينِ قَسامِياً وهِجانا أَراد أُبوّة والدين والقَسِمةُ الحُسن والقَسِمةُ الوجهُ وقيل ما أَقبل عليك منه وقيل قَسِمةُ الوجه ما خَرج من الشعر وقيل الأَنفُ وناحِيتاه وقيل وسَطه وقيل أَعلى الوَجْنة وقيل ما بين الوَجْنتين والأَنف تكسر سينها وتفتح وقيل القَسِمة أَعالي الوجه وقيل القَسِمات مَجارِي الدموع والوجوه واحدتها قَسِمةٌ ويقال من هذا رجل قَسِيم ومُقَسَّم إِذا كان جميلاً ابن سيده والمُقْسَم موضع القَسَم قال زهير فتُجْمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُم بمُقْسَمةٍ تَمُورُ بها الدِّماء وقيل القَسِماتُ مجاري الدموع قال مُحْرِز بن مُكَعْبَرٍ الضبي وإِنِّي أُراخيكم على مَطِّ سَعْيِكم كما في بُطونِ الحامِلاتِ رِخاءُ فَهلاَّ سَعَيْتُمْ سَعْيَ عُصْبةِ مازِنٍ وما لعَلائي في الخُطوب سَواءُ كأَنَّ دَنانِيراً على قَسِماتِهِمِ وإِنْ كان قَدْ شَفَّ الوُجُوهَ لِقاءُ لَهُمْ أَذْرُعٌ بادٍ نواشِزُ لَحْمِها وبَعضُ الرِّجالِ في الحُروب غُثاءُ وقيل القَسِمةُ ما بين العينين روي ذلك عن ابن الأَعرابي وبه فسر قوله دنانيراً على قَسِماتهم وقال أَيضاً القَسِمةُ والقَسَمةُ ما فوق الحاجب وفتح السين لغة في ذلك كله أَبو الهيثم القَسامِيُّ الذي يكون بين شيئين والقَسامِيّ الحَسَن من القسامة والقَسامِيُّ الذي يَطوي الثياب أَول طَيّها حتى تتكسر على طيه قال رؤبة طاوِينَ مَجْدُولَ الخُروقِ الأَحداب طَيَّ القَسامِيِّ بُرودَ العَصّاب ورأَيت في حاشية القَسَّامُ المِيزان وقيل الخَيّاطُ وفرس قَسامِيٌّ أَي إِذا قَرَحَ من جانب واحد وهو من آخرَ رَباعٍ وأَنشد الجَعْدي يصف فرساً أَشَقَّ قَسامِيّاً رَباعِيَ جانِبٍ وقارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقْرَحَ أَشْقَرا وفرس قَسامِيٌّ منسوب إِلى قَسام فرس لبني جَعْدة وفيه يقول الجعدي أَغَرّ قَسامِيّ كُمَيْت مُحَجَّل خَلا يده اليُمْنى فتَحْجِيلُه خَسا أَي فَرْدٌ وقال ابن خالويه اسم الفرس قَسامة بالهاء وأَما قول النابغة يصف ظبية تَسَفُّ برِيرَه وتَرُودُ فيه إِلي دُبُر النهارِ من القَسامِ قيل القَسامة شدّة الحرّ وقيل إِن القسام أَول وقت الهاجرة قال الأَزهري ولا أَدري ما صحته وقيل القسام وقت ذُرور الشمس وهي تكون حينئذ أَحسن ما تكون وأَتمّ ما تكون مَرْآةً وأَصل القَسام الحُسن قال الأَزهري وهذا هو الصواب عندي وقول ذي الرمة لا أَحْسَبُ الدَّهْرَ يُبْلي جِدّةً أَبداً ولا تُقَسَّم شَعْباً واحِداً شُعَبُ يقول إِني ظننت أَن لا تنقسم حالاتٌ كثيرة يعني حالاتِ شبابه حالاً واحداً وأَمراً واحداً يعني الكِبَر والشيب قال ابن بري يقول كنت لغِرّتي أَحسب أَن الإِنسان لا يَهرم وأَن الثوبَ الجديد لا يَخْلُق وأَن الشَّعْب الواحد الممتنع لا يَتفرَّق الشُّعَبَ المتفرِّقةَ فيتفرق بعد اجتماع ويحصل متفرقاً في تلك الشُّعَبِ
( * قوله وأن الشعب إلخ هكذا في الأصل )
والقَسُومِيَّات مواضع قال زهير ضَحَّوْا قَليلاً قَفا كُثْبانِ أَسْنِمةٍ ومِنْهُمُ بالقَسُومِيّاتِ مُعْتَرَكُ
( * قوله « ضحوا قليلاً إلخ » أنشده في التكملة ومعجم ياقوت وعرسوا ساعة في كثب اسنمة )
وقاسِمٌ وقَسِيمٌ وقُسَيْمٌ وقَسّام ومِقْسَم ومُقَسِّم أَسماء والقَسْم موضع معروف والمُقْسِم أَرض قال الأَخطل مُنْقَضِبِين انْقِضابَ الخيل سَعْيُهُم بَين الشقيق وعَيْن المُقْسِمِ البَصِر وأَما قول القُلاخ بن حَزْن السعدي القُلاخُ في بُغائي مِقْسَما أَقْسَمْتُ لا أَسْأَمُ حتَّى تَسْأَما فهو اسم غلام له كان قد فرّ منه