كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور
طحف
الأَزهري الليث الطَّحْفُ حَبٌّ يكون باليمن يُطْبخ قال الأَزهري هو الطَّهْفُ بالهاء ولعل الحاء تبدل من الهاء
طخف
الطَّخْفُ والطَّخافُ السَّحابُ المُرْتَفِع الرقيقُ قال صخر الغي أَعَيْنَيَّ لا يَبْقى على الدَّهْر قادِرٌ بِتَيْهُورةٍ تحت الطَّخافِ العصائبِ وروي الطِّخاف على أَنه جمع طَخْفٍ والطَّخْفُ شيء من الهمّ يَغْشى القلب ووجَدَ على قلبه طَخْفاً وطَخَفاً أَي غَمّاً والطَّخْفُ وطِخْفةُ بالكسر( * قوله « طخفة بالكسر » اقتصر عليه تبعاً للجوهري والذي في القاموس وسبقه ياقوت زيادة الفتح ) موضعان قال خُدارِيّة صَقْعاء أَلْصَقَ رِيشَها بِطِخْفةَ يومٌ ذو أَهاضِيبَ ماطِرُ قال ابن بري البيت للحَرِث بن وَعْلَة الجَرْمِيّ والذي في شعره خُدارِيّة صَقْعاء لَبَّدَ رِيشَها من الطَّلِّ يومٌ ذو أَهاضِيبَ ماطر وقال جرير بطِخْفةَ جالَدْنا المُلُوكَ وخَيْلُنا عَشِيَّةَ بِسْطامٍ جَرَيْنَ على نَحْبِ وقال الحذْلَمي كأَنَّ فوقَ المَتن من سَنامِها عَنْقاء من طِخْفةَ أَو رِجامِها ومنه يوم طِخْفةَ لبني يَرْبُوعٍ على قابُوسَ بن المنذر ابن ماء السماء وضرْب طِلَخْفٌ بزيادة اللام مثل حِبَجْرٍ أَي شَديد قال حسان أَقَمْنا لكم ضَرْباً طِلَخْفاً مُنَكِّلاً وحُزناكُمُ بالطَّعْنِ منْ كلِّ جانِب وقال آخر ضَرْباً طِلَخْفاً في الطُّلى سَخِينا والطَّخْفُ اللبن الحامِضُ وقال الطرماح لم تُعالِجْ دَمْحقاً بائتاً شُجَّ بالطَّخْفِ للَدْمِ الدَّعاعِ اللَّدْمُ اللَّعْقُ والدَّعاعُ عِيالُ الرَّجل وقال بعض الأعراب الطَّخيفَة واللَّخيفةُ الخَزيرةُ رواه أبو تراب وقيل الطخْفُ اللبَن الحامِض
طرف
الطَّرْفُ طرْفُ العين والطرْفُ إطْباقُ الجَفْنِ على الجفْن ابن سيده طَرَفَ يَطْرِفُ طَرْفاً لَحَظَ وقيل حَرَّكَ شُفْره ونَظَرَ والطرْفُ تحريك الجُفُون في النظر يقال شَخَصَ بصرُه فما يَطْرِفُ وطرفَ البصرُ نفسُه يَطْرِفُ وطَرَفَه يَطرِفُه وطَرَّفه كلاهما إذا أَصاب طرْفَه والاسم الطُّرْفةُ وعين طَريفٌ مَطْروفة التهذيب وغيره الطَّرْفُ اسم جامع للبصر لا يثنى ولا يُجمع لأَنه في الأَصل مصدر فيكون واحداً ويكون جماعة وقال تعالى لا يَرْتدّ إليهم طَرْفُهُم والطرْفُ إصابَتُك عَيناً بثوب أَو غيره يقال طُرِفَتْ عينُه وأَصابَتْها طُرْفةٌ وطَرَفَها الحزنُ بالبكاء وقال الأَصمعي طُرِفَتْ عينُه فهي تُطْرَفُ طَرْفاً إذا حُرِّكَتْ جُفونُها بالنظر ويقال هو بمكان لا تراه الطَّوارِفُ يعني العيون وطَرَف بصَره يَطْرِفُ طرْفاً إذا أطْبَقَ أَحدَ جَفْنيهِ على الآخر الواحدة من ذلك طَرْفَةٌ يقال أَسْرَعُ من طرْفةِ عين وفي حديث أُم سَلَمة قالت لعائشة رضي اللّه عنهما حُمادَياتُ النساء غَضُّ الأَطْرافِ أَرادتْ بغَضِّ الأَطْرافِ قَبْضَ اليدِ والرِّجْلِ عن الحَركةِ والسيْر تعني تسكين الأَطْرافِ وهي الأَعْضاء وقال القُتيبي هي جمع طرْف العين أَرادت غضّ البصر وقال الزمخشري الطرف لا يثنى ولا يجمع لأَنه مصدر ولو جمع لم يسمع في جمعه أَطْرافٌ قال ولا أَكاد أَشُكُّ في أَنه تصحيف والصواب غَضُّ الإطْراق أَي يَغْضُضْن من أَبْصارِهن مُطْرِقاتٍ رامِياتٍ بأَبصارهن إلى الأَرض وجاء من المال بطارِفةِ عين كما يقال بعائرةِ عين الجوهري وقولهم جاء فلان بطارفة عين أَي جاء بمال كثير والطِّرْف بالكسر من الخيل الكريمُ العَتِيقُ وقيل هو الطويل القوائم والعُنُق المُطَرَّفُ الأُذنينِ وقيل هو الذي ليس من نِتاجكو والجمع أَطرافٌ وطُرُوفٌ والأَُنثى بالهاء يقال فرس طِرْفٌ من خيل طُرُوفٍ قال أَبو زيد وهو نعت للذكور خاصّة وقال الكسائي فرس طِرْفةٌ بالهاء للأُنثى وصارمةٌ وهي الشديدة وقال الليث الطِّرْفُ الفَرَسُ الكريمُ الأَطرافِ يعني الآباء والأُمّهات ويقال هو المُسْتَطْرِفُ ليس من نتاج صاحِبه والأَنثى طِرْفةٌ وأَنشد وطِرفة شَدَّتْ دِخالاً مُدْمَجا والطِّرْفُ والطَّرْفُ الخِرْقُ الكريم من الفِتْيان والرّجال وجمعهما أَطْراف وأَنشد ابن الأَعرابي لابن أَحمر عليهنَّ أَطرافٌ من القوْمِ لم يكن طَعامُهُمُ حَبّاً بِزُغْمَةَ أَسْمَرا يعني العَدَس لأَن لونه السُّمْرَةُ وزُغْمَةُ موضع وهو مذكور في موضعه وقال الشاعر أَبْيَض من غَسّانَ في الأَطْرافِ الأَزهري جعل أَبو ذؤيب الطِّرْفَ الكريم من الناس فقال وإنَّ غلاماً نِيلَ في عَهْدِ كاهلٍ لَطِرْفٌ كنَصْلِ السَّمهَرِيِّ صريحُ( * قوله « صريح » هو بالصاد المهملة هنا وأَنشده في مادة قرح بالقاف وفسره هناك والقريح والصريح واحد )
وأَطْرَفَ الرجلَ أَعْطاه ما لم يُعْطِه أَحداً قبله وأَطْرفت فلاناً شيئاً أَي أَعطيته شيئاً لم يَمْلِك مثله فأَعجبه والاسم الطُّرفةُ قال بعض اللُّصوص بعد أَن تابَ قُلْ للُّصُوص بَني اللَّخْناء يَحْتَسِبُوا بُرَّ العِراق ويَنْسَوْا طُرْفةَ اليَمنِ وشيء طَريفٌ طَيِّب غريب يكون عن ابن الأَعرابي قال وقال خالد بن صفوان خيرُ الكلامِ ما طَرُفَتْ معانيه وشَرُفَت مَبانِيه والتَذّه آذانُ سامعِيه وأَطْرَفَ فلان إذا جاء بطُرْفةٍ واسْتَطرَف الشيءَ أَي عَدَّه طَريفاً واسْتَطْرَفْت الشيءَ استحدثته وقولهم فعلت ذلك في مُسْتطرَفِ الأَيام أَي في مُسْتَأْنَف الأَيام واسْتَطْرَفَ الشيءَ وتَطَرَّفه واطَّرَفَه اسْتفادَه والطَّرِيفُ والطارِفُ من المال المُسْتَحْدثُ وهو خِلافُ التَّالِد والتَّلِيدِ والاسم الطُّرْفةُ وقد طَرُفَ بالضم وفي المحكم والطِّرْفُ والطَّرِيفُ والطارفُ المال المُسْتَفاد وقول الطرماح فِدًى لِفَوارِسِ الحَيَّيْنِ غَوْثٍ وزِمَّانَ التِّلادُ مع الطِّرافِ يجوز أَن يكون جمع طَريف كظَريفٍ وظِرافٍ أَو جمع طارِفٍ كصاحِبٍ وصِحابٍ ويجوز أَن يكون لغة في الطَّريف وهو أَقيس لاقترانه بالتلاد والعرب تقول ما له طارِفٌ ولا تالدٌ ولا طرِيفٌ ولا تليدٌ فالطارفُ والطريفُ ما اسْتَحْدَثْت من المالِ واسْتَطْرفته والتِّلادُ والتلِيدُ ما ورِئْتَه عن الآباء قديماً وقد طَرُفَ طَرافةً وأَطْرَفَه أَفاده ذلك أَنشد ابن الأعرابي تَئِطُّ وتَأْدُوها الإفال مُرِبَّةً بأَوْطانِها من مُطرَفاتِ الحَمائِل
( * قوله « تئط » هو في الأصل هنا بهمز ثانيه مضارع أط وسيأتي تفسيره في أدي )
مُطْرَفاتٌ أَطْرِفُوها غنيمةً من غيرهم ورجل طِرْفٌ ومُتَطَرِّفٌ ومُسْتَطْرِفٌ لا يثبت على أَمْرٍ وامرأَة مَطْرُوفةٌ بالرجال إذا كانت لا خير فيها تَطْمَحُ عَيْنُها إلى الرجال وتَصْرف بَصَرَها عن بعلها إلى سواه وفي حديث زياد في خُطبته إنَّ الدنيا قد طَرَفَتْ أَعْيُنكم أَي طَمَحتْ بأَبصاركم إليها وإلى زُخْرُفِها وزينتها وامرأَة مَطْروفَةٌ تَطْرِفُ الرجالَ أَي لا تَثْبُت على واحد وُضِع المفعول فيه موضع الفاعل قال الحُطيئة وما كنتُ مِثْلَ الهالِكِيِّ وعِرْسِه بَغَى الودَّ من مَطْرُوفةِ العينِ طامِح وفي الصحاح من مطروفة الودّ طامح قال أَبو منصور وهذا التفسير مخالف لأَصل الكلمة والمطروفة من النساء التي قد طَرفها حبُّ الرِّجال أَي أَصاب طَرْفَها فهي تَطْمَحُ وتُشْرِفُ لكل من أَشْرَفَ لها ولا تَغُضُّ طَرْفَها كأَنما أَصابَ طرْفَها طُرفةٌ أَو عُود ولذلك سميت مطروفة الجوهري ورجل طَرْفٌ
( * قوله « ورجل طرف » أورده في القاموس فيما هو بالكسر وفي الأصل ونسخ الصحاح ككتف قال في شرح القاموس وهو القياس ) لا يَثبتُ على امرأَة ولا صاحب وأَنشد الأَصمعي ومَطْروفةِ العَيْنَينِ خَفَّاقةِ الحَشَى مُنَعَّمةٍ كالرِّيمِ طابتْ فَطُلَّتِ وقال طَرَفة يذكر جارية مُغَنِّية إذا نحنُ قلنا أَسْمِعِينا انْبَرَتْ لنا على رِسْلِها مَطْروفةً لم تَشَدَّدِ
( * قوله « مطروفة » تقدم انشاده في مادة شدد مطروقة بالقاف تبعاً للاصل )
قال ابن الأَعرابي المَطروفةُ التي أَصابتها طُرفة فهي مطروفة فأَراد كأَنَّ في عينيها قَذًى من اسْتِرْخائها وقال ابن الأعرابي مَطْروفة منكسرة العين كأَنها طُرِفَتْ عن كل شيء تنظر إليه وطَرَفْتُ عينه إذا أَصَبْتها بشيء فَدَمِعَتْ وقد طُرِفَتْ عينه فهي مطروفة والطَّرْفةُ أَيضاً نقطة حمراء من الدم تحدُث في العين من ضربة وغيرها وفي حديث فُضَيْلٍ كان محمد بن عبد الرحمن أَصْلع فَطُرِفَ له طرْفة أَصل الطَّرْفِ الضرب على طرَف العين ثم نقل إلى الضرب على الرأْس ابن السكيت يقال طَرَفْتُ فلاناً أَطرِفه إذا صَرَفْتَه عن شيء وطَرفه عنه أَي صَرفه وردّه وأَنشد لعمر ابن أَبي ربيعة إنك واللّهِ لَذُو مَلَّةٍ يَطْرِفُك الأَدنى عن الأَبْعَدِ أَي يَصْرِفك الجوهري يقول يَصْرِفُ بصرَك عنه أَي تَسْتَطرِفُ الجَديد وتَنْسى القديم قال ابن بري وصواب إنشاده يَطْرِفك الأَدنى عن الأَقْدَمِ قال وبعده قلتُ لها بل أَنت مُعْتَلّةٌ في الوَصْلِ يا هِند لكي تَصْرِمي وفي حديث نظر الفجأَة وقال اطْرِفْ بصرك أَي اصْرِفْه عما وقع عليه وامْتَدَّ إليه ويروى بالقاف وسيأْتي ذكره ورجل طَرِفٌ وامرأَة طَرِفةٌ إذا كانا لا يثبتان على عهد وكلُّ واحد منهما يُحِبُّ أَن يَسْتَطْرِفَ آخر غير صاحبه ويَطَّرِفَ غير ما في يده أَي يَسْتَحْدِثَ واطَّرَفْت الشيء أَي اشتريته حديثاً وهو افْتَعَلْت وبعير مُطَّرَفٌ قد اشترى حديثاً قال ذو الرّمّة كأَنَّني من هَوى خَرْقاء مُطَّرَفٌ دامي الأَظلِّ بعِيدُ السَّأْوِ مَهْيُومُ أَراد أَنه من هَواها كالبعير الذي اشتُري حديثاً فلا يزال يَحِنُّ إلى أُلاَّفِه قال ابن بري المُطَّرف الذي اشتري من بلد آخر فهو يَنْزِعُ إلى وطنه والسَّأْوُ الهِمّة ومَهْيُومٌ به هُيامٌ ويقال هائم القلب وطَرَفه عنا شُغل حبسه وصَرَفه ورجل مَطْروف لا يثبت على واحدة كالمَطْروفةِ من النساء حكاه ابن الأعرابي وفي الحَيِّ مَطْروفٌ يُلاحظُ ظِلّه خَبُوطٌ لأَيْدي اللاَّمِساتِ رَكُوضُ والطِّرْفُ من الرجال الرَّغِيبُ العين الذي لا يرى شيئاً إلا أَحَبَّ أَن يكون له أَبو عمرو فلان مَطْروف العين بفلان إذا كان لا ينظر إلا إليه واسْتَطْرَفَتِ الإبلُ المَرْتَع اختارتْه وقيل اسْتأْنَفَتْه وناقة طَرِفةٌ ومِطْرافٌ لا تَكاد تَرْعى حتى تَسْتَطْرِفَ الأَصمعي المِطْرافُ التي لا تَرْعى مَرْعًى حتى تَسْتَطْرِفَ غيرَه الأَصمعي ناقة طَرِفةٌ إذا كانت تُطْرِفُ الرِّياضَ رَوْضةً بعد رَوْضةٍ وأَنشد إذا طَرِفَتْ في مَرْتَعٍ بَكَراتُها أَو اسْتَأْخَرَتْ عنها الثِّقالُ القَناعِسُ ويروى إذا أَطْرَفَتْ والطرَفُ مصدر قولك طَرِفَتِ الناقة بالكسر إذا تَطَرَّفت أَي رَعَتْ أَطرافَ المرعى ولم تَخْتَلِطْ بالنوق وناقة طَرِفة لا تثبت على مرعى واحد وسِباعٌ طوارِفُ سوالِبُ والطريفُ في النسب الكثير الآباء إلى الجدّ الأَكبر ابن سيده رجل طَرِفٌ وطَريف كثير الآباء إلى الجدّ الأَكبر ليس بذي قُعْدُدٍ وفي الصحاح نَقِيضُ القُعدد وقيل هو الكثير الآباء في الشرف والجمع طُرُفٌ وطُرَفٌ وطُرّافٌ الأَخيران شاذان وأَنشد ابن الأعرابي في الكثير الآباء في الشرَف للأَعشى أَمِرُونَ ولاَّدُونَ كلَّ مُبارَكٍ طَرِفُونَ لا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ وقد طَرُفَ بالضم طَرافةً قال الجوهري وقد يُمْدَحُ به والإطْرافُ كثرة الآباء وقال اللحياني هو أَطْرَفُهم أَي أَبْعَدُهم من الجد الأَكبر قال ابن بري والطُّرْفى في النسب مأْخوذ من الطرف وهو البُعْدُ والقُعْدى أَقرب نسباً إلى الجد من الطُّرفى قال وصحَّفه ابن ولاَّد فقال الطُّرْقى بالقاف والطرَفُ بالتحريك الناحية من النواحي والطائفة من الشي والجمع أَطراف وفي حديث عذاب القبر كان لا يَتَطَرَّفُ من البَوْلِ أَي لا يَتباعَدُ من الطرَف الناحية وقوله عز وجل أَقِمِ الصلاةَ طَرَفي النهارِ وزُلَفاً من الليل يعني الصلوات الخمس فأَحدُ طَرَفي النهار صلاة الصبح والطرَفُ الآخر فيه صلاتا العَشِيِّ وهما الظهر والعصر وقوله وزُلَفاً من الليل يعني صلاة المغرب والعشاء وقوله عز وجل ومن الليل فسَبِّحْ وأَطْراف النهارِ أَراد وسبح أَطراف النهار قال الزجاج أَطْرافُ النهار الظهر والعصر وقال ابن الكلبي أَطراف النهار ساعاته وقال أَبو العباس أَراد طرفيه فجمع ويقال طَرَّفَ الرجل حول العسكر وحول القوم يقال طرَّف فلان إذا قاتل حول العسكر لأنه يحمل على طَرَف منهم فيردُّهم إلى الجُمْهور ابن سيده وطرَّف حول القوم قاتَل على أَقصاهم وناحيتهم وبه سمي الرجل مُطَرِّفاً وتطرَّفَ عليهم أَغار وقيل المُطَرِّف الذي يأْتي أَوائل الخيل فيردُّها على آخرها ويقال هو الذي يُقاتِل أَطراف الناس وقال ساعِدةُ الهذلي مُطَرِّف وَسْطَ أُولى الخَيْلِ مُعْتَكِر كالفَحْلِ قَرْقَرَ وَسْطَ الهَجْمةِ القَطِم وقال المفضَّل التطريفُ أَن يردّ الرجل عن أُخْريات أَصحابه ويقال طرَّفَ عنا هذا الفارسُ وقال متمم وقد عَلِمَتْ أُولى المغِيرة أَنَّنا نُطَرِّفُ خَلْفَ المُوقصاتِ السَّوابقا وقال شمر أَعْرِفُ طَرَفَه إذا طَرَدَه ابن سيده وطَرَفُ كل شي مُنتهاه والجمع كالجمع والطائفة منه طَرَفٌ أَيضاً وفي الحديث أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال عليكم بالتَّلْبِينةِ وكان إذا اشْتكى أَحدُهم لم تُنْزَلِ البُرمة حتى يأْتي على أَحد طَرَفَيْه أَي حتى يُفِيق من عِلَّتِه أَو يموت وإنما جَعَل هذين طرفيه لأَنهما منتهى أَمر العليل في علته فهما طرَفاه أَي جانباه وفي حديث أَسماء بنت أَبي بكر قالت لابنها عبداللّه ما بي عَجَلة إلى الموت حتى آخُذَ على أحد طَرَفَيْكَ إما أَن تُسْتَخْلَفَ فتَقَرَّ عيني وإمَّا أَن تُقْتَل فأَحْتَسِبَك وتَطَرَّف الشيءُ صار طرَفاً وشاةٌ مُطرَّفةٌ بيضاء أَطرافِ الأُذنين وسائرها أَسود أَو سَوْداؤها وسائرها أَبيض وفرس مُطرَّف خالَفَ لونُ رأْسِه وذنبه سائر لَونه وقال أَبو عبيدة من الخيل أَبْلَقُ مُطرَّف وهو الذي رأْسه أَبيض وكذلك إن كان ذنبه ورأْسه أَبيضين فهو أَبلق مطرَّف وقيل تَطْريفُ الأُذنين تأْلِيلُهما وهي دِقّة أَطْرافهما الجوهري المُطَرَّف من الخيل بفتح الراء هو الأَبيض الرأْس والذنب وسائره يخالف ذلك قال وكذلك إذا كان أَسود الرأْس والذنب قال ويقال للشاة إذا اسْوَدَّ طرفُ ذَنبها وسائرها أَبيض مُطرَّفة والطَّرَفُ الشَّواةُ والجمع أَطْراف والأَطْرافُ الأَصابع وفي التهذيب اسم الأَصابع وكلاهما من ذلك قال ولا تفرد الأَطْرافُ إلا بالإضافة كقولك أَشارت بَطرَفِ إصبَعِها وأَنشد الفراء يُبْدِينَ أَطْرافاً لِطافاً عَنَمَهْ قال الأزهري جعل الأَطراف بمعنى الطرَف الواحد ولذلك قال عَنَمَه ويقال طَرَّفَت الجارية بَنانَها إذا خضَبت أَطْراف أَصابعها بالحِنَّاء وهي مُطَرَّفة وفي الحديث أَنَّ إبراهيم الخليل عليه السلام جُعل في سَرَبٍ وهو طِفْل وجُعِل رِزْقه في أَطْرافه أَي كان يَمَصُّ أَصابعه فيجد فيها ما يُغَذِّيه وأَطرافُ العَذارَى عِنب أَسود طوال كأَنه البَلُّوط يشبَّه بأَصابع العذارى المُخَضَّبة لطوله وعُنقودُه نحو الذراع وقيل هو ضرب من عنب الطائف أَبيض طوال دقاق وطَرَّفَ الشيءَ وتَطَرَّفه اخْتاره قال سويد بن كراع العُكلِيُّ أُطَرِّفُ أَبكاراً كأَنَّ وُجوهَها وجُوهُ عَذارى حُسِّرَتْ أَن تُقَنَّعا وطرَفُ القومِ رئيسهم والجمعُ كالجمع وقوله عز وجل أَوَلم يَرَوْا أَنَّا نأْتي الأَرضَ نَنْقُصها من أَطرافها قال معناه موتُ علمائها وقيل موت أَهلها ونقصُ ثمارها وقيل معناه أَوَلم يروا أَنَّا فتحنا على المسلمين من الأَرض ما قد تبيَّن لهم كما قال أَوَلم يروا أَنَّا نأْتي الأَرض ننقصها من أَطرافها أَفَهُم الغالبون الأَزهري أَطرافُ الأَرض نواحِيها الواحد طَرَف وننقصها من أَطرافها أَي من نواحِيها ناحيةً ناحيةً وعلى هذا من فسّر نقْصَها من أَطرافها فُتوح الأَرضين وأَما من جعل نقصها من أَطرافها موت علمائها فهو من غير هذا قال والتفسير على القول الأَوَّل وأَطراف الرجال أَشرافُهم وإلى هذا ذهب بالتفسير الآخر قال ابن أَحمر عليهنَّ أَطرافٌ من القومِ لم يكنْ طَعامهُمُ حَبّاً بِزغْبةَ أَغْبَرَا وقال الفرزدق واسْأَلْ بنا وبكم إذا ورَدَتْ مِنًى أَطرافَ كلِّ قَبِيلةٍ مَنْ يُمْنَعُ يريد أَشْراف كل قبيلة قال الأَزهري الأَطراف بمعنى الأَشراف جمع الطرَفِ أَيضاً ومنه قول الأَعشى هم الطُّرُفُ البادُو العدوِّ وأَنتُمُ بقُصْوَى ثلاثٍ تأْكلون الرَّقائِصا قال ابن الأَعرابي الطُّرُفُ في هذا البيت بيت الأَعشى جمع طَرِيفٍ وهو المُنْحَدِر في النسب قال وهو عندهم أَشرف من القُعْدُد وقال الأَصمعي يقال فلان طَريفُ النسب والطَّرافة فيه بَيِّنة وذلك إذا كان كثير الآباء إلى الجدّ الأَكبر وفي الحديث فمال طَرَفٌ من المشركين على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أَي قِطعة منهم وجانب ومنه قوله تعالى ليقطع طَرَفاً من الذين كفروا وكلُّ مختار طَرَف والجمع أَطراف قال ولمَّا قَضَيْنا مِنْ مِنًى كلَّ حاجةٍ ومَسَّحَ بالأَرْكانِ منْ هو ماسِحُ أَخَذْنا بأَطْرافِ الأَحاديثِ بَينَنا وسالتْ بأَعْناقِ المَطِيِّ الأباطِحُ قال ابن سيده عنَى بأَطراف الأَحاديث مُختارها وهو ما يتعاطاه المحبون ويتَفاوَضُه ذوو الصبابة المُتَيَّمون من التعريض والتَّلْوِيحِ والإيماء دون التصريح وذلك أَحْلى وأَخفُّ وأَغْزَل وأَنسبُ من أَن يكونَ مشافَهة وكشْفاً ومُصارَحة وجهراً وطَرائفُ الحديث مُختاره أَيضاً كأَطرافه قال أَذْكُرُ مِن جارَتي ومَجْلِسِها طَرائفاً من حديثها الحَسَنِ ومن حديثٍ يَزِيدُني مِقَةً ما لِحَدِيثِ المَوْموقِ من ثَمَنِ أَراد يَزِيدُني مِقة لها والطَّرَفُ اللحمُ والطرَفُ الطائفةُ من الناس تقول أَصَبْتُ طَرَفاً من الشيء ومنه قوله تعالى ليَقْطَعَ طرَفاً من الذين كفروا أي طائفة وأَطرافُ الرجلِ أَخوالُه وأَعمامه وكلُّ قَرِيبٍ له مَحْرَمٍ والعرب تقول لا يُدْرَى أَيُّ طَرَفَيْه أَطولُ ومعناه لا يُدْرى أَيُّ والدَيْه أَشرف قال هكذا قاله الفراء ويقال لا يُدرى أَنَسَبُ أَبيه أَفضل أَم نسَبُ أُمّه وقال أَبو الهيثم يقال للرجل ما يَدرِي فلان أَيُّ طَرَفَيْه أَطولُ أَي أَيُّ نصفَيه أَطول أَلطَّرَفُ الأَسفل من الطَّرَف الأَعلى فالنصف الأَسفلُ طَرَف والأَعْلى طرَف والخَصْرُ ما بين مُنْقَطع الضُّلُوع إلى أَطراف الوَرِكَيْنِ وذلك نصف البدن والسّوْءةُ بينهما كأَنه جاهل لا يَدْرِي أَيُّ طَرَفَيْ نفسِه أَطولُ ابن سيده ما يَدْرِي أَي طرفيه أَطول يعني بذلك نسَبه من قِبَل أَبيه وأُمه وقيل طرَفاه لِسانُه وفَرجُه وقيل اسْتُه وفمُه لا يَدرِي أَيُّهما أَعفُّ ويُقَوِّيه قول الراجز لو لم يُهَوْذِلْ طَرَفاهُ لَنَجَمْ في صَدْرِه مَثْلُ قَفا الكَبْشُ الأَجَمّ يقول لولا أَنه سَلَحَ وقاء لقامَ في صَدْرِه من الطعام الذي أَكل ما هو أَغْلظُ وأَضْخَمُ من قَفا الكَبْشِ الأَجَمِّ وفي حديث طاووسٍ أَنَّ رجلاً واقَعَ الشرابَ الشدِيد فَسُقِي فَضَريَ فلقد رأْيتُه في النِّطَع وما أَدْرِي أَيُّ طَرَفَيْه أَسْرَعُ أَراد حَلْقَه ودُبرَه أَي أَصابه القَيْء والإسْهال فلم أَدرِ أَيهما أَسرع خروجاً من كثرته وفي حديث قَبِيصةَ ابن جابر ما رأَيتُ أَقْطَعَ طرَفاً من عمرو بن العاص يريد أَمْضَى لساناً منه وطرَفا الإنسان لسانه وذَكرُه ومنه قولهم لا يُدرى أَيُّ طرفيه أَطول وفلان كريم الطرَفين إذا كان كريم الأَبوَيْن يراد به نسَبُ أَبيه ونسب أُّمه وأَنشد أَبو زيد لعَوْن ابن عبداللّه بن عُتْبة بن مسعود فكيفَ بأَطرافي إذا ما شَتَمْتَني وما بعدَ شَتْمِ الوالِدِينَ صُلُوحُ
( * قوله « فكيف بأطرافي إلخ » تقدم في صلح كتابته باطراقي بالقاف والصواب ما هنا )
جمعهما أَطرافاً لأَنه أَراد أَبويه ومن اتصل بهما من ذويهما وقال أَبو زيد في قوله بأَطرافي قال أَطْرافُه أَبواه وإخوته وأَعمامه وكل قريب له محرم الأَزهري ويقال في غير هذا فلان فاسد الطرَفين إذا كان خَبيثَ اللسان والفرج وقد يكون طرَفا الدابة مُقدّمَها ومؤخّرها قال حُمَيد بن ثور يصف ذئباً وسُرعته تَرى طَرَفَيْه يَعْسِلانِ كِلاهُما كما اهْتَزَّ عُودُ الساسَمِ المتتايِعُ أَبو عبيد ويقال فلان لا يَملِك طرَفيه يعنون اسْته وفمه إذا شَرِب دواءً أَو خمراً فقاء وسَكِر وسَلَحَ والأَسودُ ذو الطَّرَفين حَيّة له إبرتان إحداهما في أَنفه والأُخرى في ذنبه يقال إنه يضرب بهما فلا يُطْني الأَرض ابن سيده والطرَفانِ في المَديد حذف أَلف فاعلاتن ونونِها هذا قول الخليل وإنما حكمه أَن يقول التَّطْريفُ حذف أَلف فاعلاتن ونونها أَو يقول الطرَفانِ الأَلف والنون المحذوفتان من فاعلاتن وتَطَرَّفَتِ الشمسُ دَنَت للغروب قال دَنا وقَرْنُ الشمس قد تَطَرَّفا والطِّرافُ بَيْت من أَدَم ليس له كِفاء وهو من بيوت الأَعراب ومنه الحديث كان عَمرو لمعاوية كالطِّراف المَمدود والطوارفُ من الخِباء ما رَفَعْت من نواحيه لتنظر إلى خارج وقيل هي حِلَقٌ مركبة في الرُّفوف وفيها حِبال تُشدُّ بها إلى الأَوتاد والمِطْرَفُ والمُطْرَفُ واحد المَطارِفِ وهي أَرْدِية من خز مُرَبَّعة لها أَعْلام وقيل ثوب مربع من خزّ له أَعلام الفراء المِطْرَفُ من الثياب ما جعل في طَرَفَيْه عَلمانِ والأَصل مُطرَف بالضم فكسروا الميم ليكون أَخف كما قالوا مِغْزَل وأَصله مُغْزَل من أُغْزِلَ أَي أُدير وكذلك المِصْحَفُ والمِجْسَد وقال الفراء أَصله الضم لأَنه في المعنى مأْخوذ من أُطرِفَ أَي جُعل في طرَفه العَلَمان ولكنهم اسْتَثْقَلوا الضمة فكسروه وفي الحديث رأَيت على أبي هريرة رضي اللّه عنه مِطْرَفَ خزٍّ هو بكسر الميم وفتحها وضمها الثوب الذي في طرفيه علمان والميم زائدة الأَزهري سمعت أَعرابيّاً يقول لآخر قَدِمَ من سفَر هل وراءك طَريفةُ خَبَرٍ تُطْرِفُناه ؟ يعني خبراً جديداً ومُغَرِبَّةُ خبَرٍ مثله والطُّرْفةُ كل شيء استحدَثْته فأَعجبك وهو الطريفُ وما كان طَريفاً ولقد طَرُفَ يَطْرُفُ والطَّريفةُ ضَرب من الكلإِ وقيل هو النَّصِيُّ إذا يَبِسَ وابْيَضَّ وقيل الطَّريفةُ الصِّلِّيانُ وجميع أَنواعهما إذا اعْتَمَّا وتَمَّا وقيل الطريفة من النبات أَوَّل شيء يَسْتَطرِفه المالُ فيرعاه كائناً ما كان وسميت طريفة لأَن المالَ يَطَّرِفُه إذا لم يجد بقلاً وقيل سميت بذلك لكرمها وطَرافَتِها واسْتطراف المال إياها وأُطْرِفَتِ الأَرضُ كثرت طريفتها وأَرض مطروفة كثيرة الطريفة وإبل طَرِفَةٌ تَحاتَّتْ مَقادِمُ أَفواهِها من الكِبَر ورجل طريفٌ بَيِّنُ الطَّرافة ماضٍ هَشٌّ والطَّرَفُ اسم يُجْمع الطَّرْفاء وقلما يستعمل في الكلام إلا في الشعر والواحدة طَرَفةٌ وقياسه قَصَبة وقصَب وقَصْباء وشجرة وشجر وشَجْراء ابن سيده والطرَفةُ شجرة وهي الطَّرَفُ والطرفاء جماعةُ الطرَفةِ شجرٌ وبها سمي طَرَفَةُ بن العَبْد وقال سيبويه الطرْفاء واحد وجمع والطرفاء اسم للجمع وقيل واحدتها طرفاءة وقال ابن جني من قال طرفاء فالهمزة عنده للتأنيث ومن قال طرفاءة فالتاء عنده للتأْنيث وأَما الهمزة على قوله فزائدة لغير التأْنيث قال وأَقوى القولين فيها أَن تكون همزة مُرْتَجَلَةً غير منقلبة لأنها إذا كانت منقلبة في هذا المثال فإنها تنقلب عن أَلف التأْنيث لا غير نحو صَحْراء وصَلْفاء وخَبْراء والخِرْشاء وقد يجوز أَن تكون عن حرف علة لغير الإلحاق فتكون في الألف لا في الإلحاق كأَلف عِلباء وحِرْباء قال وهذا مما يؤكِّد عندك حالَ الهاء أَلا ترى أَنها إذا أَلحَقت اعتَقَدت فيما قبلها حُكماً ما فإذا لم تُلْحِقْ جاز الحكم إلى غيره ؟ والطَّرْفاء أَيضاً مَنْبِتُها وقال أَبو حنيفة الطرْفاء من العضاه وهُدْبُه مثل هدب الأَثْلِ وليس له خشب وإنما يُخرج عِصِيّاً سَمْحة في السماء وقد تتحمض بها الإبل إذا لم تجد حَمْضاً غيره قال وقال أَبو عمرو الطرفاء من الحَمْض قال وبها سمي الرجل طَرَفة والطَّرْفُ من مَنازِل القمر كوكبان يَقْدُمانِ الجَبهةَ وهما عَينا الأَسد ينزلهما القمر وبنو طَرَفٍ قوم من اليمن وطارِفٌ وطَريفٌ وطُرَيْفٌ وطَرَفةُ ومُطَرِّفٌ أَسماء وطُرَيْف موضع وكذلك الطُّرَيْفاتُ قال رَعَتْ سُميراء إلى إرْمامِها إلى الطُّرَيْفات إلى أَهْضامِها وكان يقال لبني عَدِيّ بن حاتم الطَّرَفاتُ قُتِلوا بِصِفِّينَ أَسماؤهم طَريفٌ وطَرَفةُ ومُطَرِّفٌ
طرخف
الطِّرْخِفُ ما رَقَّ من الزُّبْد وسال وهو الرَّخْفُ أَيضاً وزاد أَبو حاتم هو شَرّ الزبد والرَّخْفُ كأَنه سَلْح طائر
طرهف
المُطْرَهِفُّ الحسَن التامُّ قال الراجز تُحِبُّ مِنا مُطْرَهِفّاً فَوْهَدا عِجْزة شَيْخَينِ غُلاماً أَمْرَدا
طعسف
طَعْسَفَ ذهب في الأَرض وقيل الطَّعْسَفة الخَبْطُ بالقدم الأزهري الطعسفة لغة مرغوب عنها يقال مَرَّ يُطَعْسِفُ في الأَرض أَي مَرَّ يَخْبِطُها
طفف
طَفَّ الشيءُ يَطِفُّ طَفّاً وأَطَفَّ واسْتَطَفَّ دَنا وتَهيَّأً وأَمكن وقيل أَشرف وبدا ليؤخذ والمَعْنيانِ مُتجاوران تقول العرب خذ ما طفَّ لك وأَطفَّ واستَطَفَّ أَي ما أَشرف لك وقيل ما ارتفع لك وأَمكن وقيل ما دنا وقرُب ومثله خذ ما دقّ لك واسْتَدقَّ أَي ما تهيَّأَ قال الكسائي في باب قناعة الرجل ببعض حاجته يحكى عنهم خذ ما طف لك ودَعْ ما استطفَّ لك أَي ارْضَ بما أَمكنك منه الليث أَطفَّ فلان لفلان إذا طَبَنَ له وأَراد خَتْله وأَنشد أَطَفَّ لها شَثْنُ البَنان جُنادِف قال واسْتطَفَّ لنا شيء أَي بدا لنا لنأخذه قال علقمة يصف ظليماً يَظَلُّ في الحَنْظَلِ الخُطْبانِ يَنْقُفُه وما اسْتَطَفَّ مِن التَّنُّومِ مَحْذُومُ وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه أَنشد بيت علقمة قال الظَّلِيمُ يَنْقُف رأْس الحنظلة ليستخرج هَبيدَه ويَهْتَبِده وهبيدُه شَحمُه ثم قال والهبيد شحم الحنظل يستخرج ثم يجعل في الماء ويترك فيه أَياماً ثم يُضرب ضَرْباً شديداً ثم يخرج وقد نقَصَت مرارته ثم يُشَرَّر في الشمس ثم يطحن ويستخرج دُهنه فيُتداوى به وأَنشد خذي جَجَرَيْك فادَّقي هَبيدا كِلا كلْبَيْكِ أَعْيَا أَن يَصِيدا وأَطَفَّه هو مَكَّنه ويقال أَطَفَّ لأَنفِه المُوسَى فصبر أَي أَدناه منه فقطعه والطَّفُّ ما أَشْرَفَ من أَرض العرب على رِيف العراق مشتق من ذلك وطفُّ الفرات شَطُّه سمي بذلك لدُنُوِّه قال شُبْرمة بن الطُّفَيْل كأَنَّ أَبارِيقَ المُدامِ عليهِمُ إوَزٌّ بأَعْلى الطَّفِّ عُوجُ الحَناجِرِ وقيل الطفُّ ساحل البحر وفِناء الدار والطفُّ اسم موضع بناحية الكوفة وفي حديث مَقْتل الحسين عليه السلام أَنه يُقتل بالطفِّ سمي به لأَنه طرَفُ البرّ مما يلي الفُرات وكانت تجري يومئذ قريباً منه والطَّفُّ سَفْحُ الجبَل أَيضاً وفي حديث عَرْضِ نفسه على القبائل أَما أَحدهما فطُفُوفُ البرّ وأَرض العرب الطفُوف جمع طَفٍّ وهو ساحل البحر وجانب البرّ وأَطَفَّ له بحجر رَفَعَه ليرميَه وطَفَّ له بحجر أَهوى إليه ليرميه الجوهري الطُّفافُ والطُّفافة بالضم ما فوق المكيال وطَفُّ المَكُّوكِ وطفَفُه وطَفافُه وطِفافُه مثل جَمامِ المَكُّوكِ وجِمامِه بالفتح والكسر ما مَلأَ أَصْباره وفي المحكم ما بقي فيه بعد المسح على رأْسه في باب فَعالٍ وفِعال وقيل هو مِلْؤه وكذلك كلُّ إناء وقيل طفافُ الإناء أَعْلاه والتطفيفُ أَن يؤخذ أَعلاه ولا يُتَمَّ كيلُه فهو طَفَّانُ وفي حديث حُذيفة أَنه اسْتسقى دِهْقاناً فأَتاه بِقدَحِ فِضّة فحذفه به فنَكَّس الدِّهْقانُ وطفَّفَه القدَحُ أَي عَلا رأْسه وتعدّاه وتقول منه طَفَّفْتُه وإناء طَفَّان بلغ المِلءُ طِفافَه وقيل طَفَّان مَلآن عن ابن الأَعرابي وأَطَفَّه وطَفَّفَه أَخذ ما عليه وقد أَطْفَفْتُه ويقال هذا طَفُّ المِكيال وطَفافه وطِفافه إذا قارَب مِلأَه ولمَّا يُمْلأ ولهذا قيل للذي يُسيء الكيل ولا يُوَفِّيه مُطَفِّف يعني أَنه إنما يبلغ به الطَّفاف والطُّفافةُ ما قَصُرَ عن ملء الإِناء من شَراب وغيره وفي الحديث كلُّكم بنو آدم طَفُّ الصاعِ لم تَمْلَؤُوه وهو أَن يَقْرُبَ أَن يَمْتَلِئ فلا يفعلَ قال ابن الأَثير المعنى كلُّكم في الانتِساب إلى أَبٍ واحد بمنزلة واحدة في النقْص والتقاصُر عن غايةِ التَّمامِ وشَبَّههم في نُقْصانهم بالكيل الذي لم يبلُغ أَن يملأَ المِكيالَ ثم أَعلمهم أَن التفاضُل ليس بالنسب ولكن بالتقْوى وفي حديث آخر كلُّكم بنو آدم طفُّ الصاعِ بالصاع أَي كلكم قريبٌ بعضُكم من بعض فليس لأَحد فضْلٌ على أَحد إلا بالتقوى لأَنَّ طَفَّ الصاع قريب من ملئه فليس لأَحد أَن يقرُب الإناء من الامتلاء ويصدق هذا قوله المسلمون تتكافأُ دماؤهم والتطفيفُ في المِكيال أَن يقرب الإناء من الامتلاء يقال هذا طَفُّ المِكيال وطَفافُه وطِفافه وفي حديث في صفة إسرافيلَ حتى كأَنه طِفافُ الأَرض أَي قُرْبَها وطِفافُ الليلِ وطَفافُهُ سوادُه عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي والطفاف سواد الليل وأَنشد عِقْبان دَجْنٍ بادَرَتْ طَفافا صَيداً وقد عايَنَتِ الأَسْدافا فهي تَضُمُّ الرِّيشَ والأَكْتافا وطَفَّفَ على الرجل إذا أَعطاه أَقلَّ مما أَخذ منه والتطفيفُ البَخْسُ في الكيل والوزن ونقصُ المِكيال وهو أَن لا تملأَه إلى أَصْبارِه وفي حديث ابن عمر حين ذكر أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم سَبَّقَ بين الخيلِ كنتُ فارساً يومئذ فسبَقْت الناس حتى طَفَّفَ بي الفرسُ مسجدَ بني زُرَيْقٍ حتى كاد يُساوي المسجدَ قال أَبو عبيد يعني أَن الفرس وثَبَ بي حتى كاد يُساوي المسجد يقال طفَّفْتُ بفلان موضعَ كذا أَي دفعته إليه وحاذيته به ومنه قيل إناءٌ طَفَّانُ وهو الذي قَرُب أَن يَمْتَلئَ ويساوي أَعْلى المِكيال ومنه التطفيفُ في الكيل فأَما قوله تعالى ويلٌ للمُطَفِّفِين فقيل التطفيفُ نَقْصٌ يخون به صاحبه في كيل أَو وزن وقد يكون النقصُ ليرجع إلى مقدار الحق فلا يسمى تطفيفاً ولا يسمى بالشيء اليسير مُطَفِّفاً على إطلاق الصفة حتى يصيرَ إلى حال تتفاحش قال أَبو إسحق المُطفِّفون الذين يَنْقُصون المِكيالَ والميزان قال وإنما قيل للفاعل مُطَفِّفٌ لأَنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء الخفِيفَ الطفيف وإنما أُخذ من طَفِّ الشيء وهو جانبه وقد فسره عز وجل بقوله وإذا كالُوهم أَو وزَنوهم يُخسِرون أَي يَنْقُصون والطِّفافُ والطَّفاف الجِمام وفي حديث عمر رضي اللّه عنه قال لرجل ما حَبَسك عن صلاة العصر ؟ فذكر له عُذْراً فقال عمر طَفَّفْتَ أَي نَقَصْتَ والتطفيفُ يكون بمعنى الوفاء والنقص والطفَفُ التقتير وقد طَفَّفَ عليه والطَّفِيفُ القليل والطَّفِيفُ الخسيس الدونُ الحقيرُ وطَفَّ الحائطَ طَفّاً علاه والطَّفْطَفةُ والطِّفْطِفَةُ كل لحم أَو جلد وقيل هي الخاصرةُ وقيل هي ما رَقَّ من طرف الكبد قال ذو الرمة وسوداء مِثل التُّرْسِ نازَعْتُ صُحْبَتي طَفاطِفَها لم نَسْتَطِعْ دونَها صَبْرا التهذيب الطَّفْطَفةُ والطِّفْطفَةُ معروفة وجمعها طَفاطِفُ وأَنشد وتارةً يَنْتَهِسُ الطَّفاطِفا قال وبعض العرب يجعل كلَّ لحم مضطرب طَفْطَفة وطِفطِفة قال أَبو ذؤيب قَلِيلٌ لحمُها إلا بقايا طَفاطِفِ لَحْمِ مَنْحُوضٍ مَشِيقِ أَبو عمرو هو الطَّفْطَفَةُ والطِّفْطِفةُ والخَوْشُ والصُّقْلُ والسولاّ( * قوله « والسولا » كذا بالأصل ورُسم في شرح القاموس بألف ممدودة )
والأَفَقةُ كله الخاصرة أَبو زيد أَطَلَّ على ما له وأَطفَّ عليه معناه أَنه اشتمل عليه فذهب به والطَّفطافُ الناعم الرَّطْبُ من النبات قال الكميت يصف رِئالاً أَوَيْنَ إلى مُلاطِفةٍ خَضُودٍ مآكلُهُنَّ طَفْطافُ الرُّبولِ يعني فِراخَ النَّعام وأَنهنَّ يَأْوِين إلى أُم مُلاطِفة تُكسِّر لهن أَطْرافَ الرُّبُول وهي شجر المفضَّل الطَّفْطافُ ورق الغُصون وأَنشد تَحْدُمُ طَفْطافاً من الرُّبُولِ
( * قوله « نحدم » كذا بالأصل )
وقيل الطَّفطاف أَطراف الشجر
طلف
ذَهَب مالُه ودمُه طَلْفاً وطَلَفاً وطَلِيفاً أَي هَدَراً باطلاً قال الأَفْوَهُ الأَوْدِيُّ حَكمَ الدَّهْرُ علينا أَنه طَلَفٌ ما نال منّا وجُبار قال الأَزهري سمعته بالطاء والظاء وقد أُطْلِفَ وذهَبت سِلْعتي طلَفاً أَي بغير ثمن والطَّليفُ والطَّلَفُ المَجَّان الأَصمعي لا تَذْهَب بما صَنَعْت طَلَفاً ولا ظَلَفاً أي باطلاً والطَّلِيفُ الهَيِّنُ وقيل هو ضِدّ الثمين وطَلَّف على الخمسين زاد والظاء في كل ذلك لغة والطَّلَنْفى والمُطْلَنْفي اللازق بالأَرض وقد يهمزان قال غَيْلانُ الرَّبَعي مُطْلَنْفِئينَ عندها كالأَطْلا وفي نوادر الأَعراب أَسْلَفْتُه كذا أَي أَقْرَضْته وأَطْلَفْتُه كذا أَي وهبته والطَّلَفُ العطاء والهبة يقال أَطْلَفَني وأَسْلفني والسلَفُ ما يُقْتَضى وأَطْلَفه أَي أَهْدَرَه
طلحف
ضرَبه ضَرْباً طَلَحْفاً وطِلَحْفاً وطِلَّحْفاً وطِلْحافاً وطِلْحِيفاً أَي شديداً شمر جوع طِلَحْفٌ وطِلَّحْفٌ شديد
طلخف
الطِّلَخْفُ والطِّلَّخْفُ والطَّلَخْفُ والطِّلْخافُ الشديد من الضرب والطعْن وضرب طِلَخْف وجوع طِلَخْف شديد وقد ذكر في الحاء أَيضاً قال الشاعر إذا اجْتَمَعَ الجُوعُ الطِّلَخْفُ وحُبُّها على الرجل المَضْعوف كاد يَمُوتُ
طنف
الطنَفُ التُّهَمةُ ورجل مُطَنَّفٌ أَي مُتَّهَم وطَنَّفه اتَّهَمَه وطَنَّفَ للأَمر قارفه وطنَّف فلان للظِّنَّة إذا قارَفَ لها يقال طنَّف فلان للأَمر فاسلوه( * قوله « فاسلوه » كذا بالأصل )
والطَّنِفُ المُتَّهَم بالأَمر كأَنه على النَّسَب وفلان يُطَنَّفُ بهذه السرقة وإنه لَطَنِفٌ بهذا الأَمر أَي متهم وفي حديث جريج كانت سُنّتُهم إذا تَرَهَّب الرجلُ منهم ثم طُنِّفَ بالفُجُور لم يَقبلوا منه إلا القتلَ أَي اتُّهم يقال طَنَّفْتُه فهو مُطَنَّفٌ أَي اتَّهَمْتُه فهو مُتَّهم والطَّنِفُ الفاسدُ الدِّخْلةِ طَنِفَ طَنَفاً وطَنافةً وطُنُوفةً والطَّنَفُ والطَّنْفُ والطُّنُفُ والطُّنْفُ ما نَتأَ من الجبل وهو نحو من الحَيْد وقيل هو شاخص يخرج من الجبل فيتقدَّم كأَنه جَناح قال أَبو منصور ومن هذا يقال طَنَّفَ فلان جِدارَ داره إذا جعل فوقه شجراً أَو شَوْكاً يَصْعُبُ تَسَلُّقُه لمُجاورة أَطراف العيدان المُشَوِّكةِ رأْسَه وقيل هو بالتحريك الحَيْد من الجبل ورأْس من رؤوسه والمُطْنِفُ الذي يعلوه قال الشنفَري كأَنَّ حَفيفَ النَّبْلِ منْ فَوْقِ عَجْسها عَوازِبُ نَحْلٍ أَخْطأَ الغارَ مُطْنِفِ والطَّنَفُ إفْريزُ الحائط والطَّنَف والطُّنُفُ السقيفة تُشْرَعُ فوق باب الدار وهي الكُنَّةُ وجمعها الكِنانُ وقيل هو ما أَشْرَفَ خارجاً عن البناء وطَنَّفَ حائطَه جعل له بِرْزيناً وهو الإفريز ابن الأَعرابي ويقال للجَناح يُشْرَعُ فوق باب الدار طُنُفٌ أَيضاً شبه بطنف الجبل قال أَبو ذؤيب يصف خَلِيّة عسَل في طنف الجبل فما ضَرَبٌ بَيْضاء يأْوي مَليكُها إلى طُنُفٍ أَعْيا بِراقٍ ونازِلِ الطُّنُف حَيْد يَنْدُر من الجبل قد أَعْيا بمن يَرْقى ومَن ينزل والطُّنُفُ السُّيُور قال الأَفْوَه الأَوْدِيّ سُود غَدائِرُها بُلْج مَحاجِرُها كأَنَّ أَطْرافَها لمَّا اجْتَلى الطُّنُفُ والطَّنَفُ أَيضاً قال ابن سيده هذه رواية أَبي عُبيد ويروى كأَنَّ أَطرافها في الجلوة وقيل الطنف الجلود الحُمْر التي تكون على الأَسفاط وقيل الطنف شجر أَحمر يشبه العَنَمَ
طهف
الطَّهْفُ نبت يُشْبِه الدُّخْنَ إلا أَنه أَرَقّ منه وأَلطف والطهف طعام يُخْتبز من الذرة ونحو ذلك وقيل هو شجر له طَعْم يُجْنى ويختبز في المَحْل واحدته طهفة ابن الأَعرابي الطهف الذرة وهي شجرة كأَنها الطَّريفةُ لا تَنْبُت إلا في السهل وشِعاب الجبال والطهف بسكون الهاء عُشبة حجازية ذات غِصَنة وورق كأَنه ورق القصَب ومَنْبِتُها الصحْراء ومتون الأَرض وثمرتها حَبّ في أَكمام حَمْراء تُخْتَبز وتُؤكل نحو القَتِّ وفي الأَرض طِهْفة من كلإٍ للشيء الرقيق منه والطَّهْفة أَعالي الصِّلِّيان وقال أَبو حنيفة إذا حَسُن أَعالي النبت ولم يكن بأَثِّ الأَسافِل فتلك الطَّهْفة وأَطْهَفَ الصِّلِّيانُ نَبت نَباناً حسَناً ابن بري الطَّهْفةُ التِّبْنةُ قال الشاعر لَعَمْرُ أَبيكَ ما مالي بنَخْلٍ ولا طَهْفٍ يَطِيرُ به الغُبارُ والطهَف بفتح الهاء الحِرْز والطَّهافُ السحاب المرتفع والطُّهافة بالضم الذُّؤابة والطَّهْفُ وطَهَفٌ وطِهِفٌ أَسماء
طوف
طافَ به الخَيالُ طَوْفاً أَلَمَّ به في النوم وسنذكره في طيف أَيضاً لأَن الأَصمعي يقول طاف الخيال يَطيف طَيْفاً وغيره يَطوف وطاف بالقوم وعليهم طَوْفاً وطَوَفاناً ومَطافاً وأَطافَ اسْتدار وجاء من نواحِيه وأَطاف فلان بالأَمر إذا أَحاط به وفي التنزيل العزيز يطاف عليهم بآنية من فِضَّة وقيل طافَ به حامَ حَوْله وأَطاف به وعليه طَرَقَه لَيْلاً وفي التنزيل العزيز فطافَ عليها طائفٌ من ربك وهم نائمون ويقال أَيضاً طافَ وقال الفرّاء في قوله فطاف عليها طائف قال لا يكون الطائف إلا ليلاً ولا يكون نهاراً وقد تتكلم به العرب فيقولون أَطَفتُ به نهاراً وليس موضعُه بالنهار ولكنه بمنزلة قولك لو تُرِك القَطَا ليلاً لنام لأَنَّ القَطا لا يَسْري ليلاً وأَنشد أَبو الجَرّاح أَطَفْتُ بها نهاراً غَيْرَ لَيْلٍ وأَلْهَى رَبَّها طَلبُ الرِّجالِ وطافَ بالنساء لا غير وطافَ حَوْلَ الشيء يَطوف طَوْفاً وطَوَفاناً وتَطَوَّفَ واسْتطاف كلُّه بمعنى ورجل طافٌ كثير الطَّواف وتَطَوَّفَ الرجلُ أَي طافَ وطوَّف أَي أَكثر الطَّوافَ وطاف بالبيت وأَطافَ عليه دارَ حَوْله قال أَبو خراش تُطِيفُ عليه الطَّيرُ وهو مُلَحَّبٌ خِلافَ البُيوتِ عند مُحْتَملِ الصُّرْم وقوله عز وجل ولْيَطَّوَّفُوا بالبيت العتيق هو دليل على أَن الطَّوافَ بالبيت يوم النحْر فَرْض واسْتَطافَه طافَ به ويقال طافَ بالبيت طَوافاً واطَّوَّفَ اطّوَّافاً والأَصل تَطَوَّفَ تَطَوُّفاً وطافَ طَوْفاً وطَوَفاناً والمَطافُ موضِعُ المَطافِ حول الكعبة وفي الحديث ذكر الطَّواف بالبيت وهو الدَّوران حوله تقول طُفْتُ أَطوف طوْفاً وطَوافاً والجمع الأَطواف وفي الحديث كانت المرأَةُ تَطُوف بالبيت وهي عُرْيانةٌ تقول من يُعِيرُني تَطْوافاً ؟ تجعله على فَرجها قال هذا على حذف المضاف أَي ذا تَطْوافٍ ورواه بعضهم بكسر التاء قال وهو الثوب الذي يُطافُ به قال ويجوز أَن يكون مصدراً والطائفُ مدينة بالغَوْرِ يقال إنما سميت طائفاً للحائط الذي كانوا بنَوْا حَوْلها في الجاهلية المُحْدِق بها الذي حَصَّنُوها به والطائفُ بلاد ثَقِيفَ والطائِفيّ زبيب عَناقِيدُه مُتراصِفةُ الحبّ كأَنه منسوب إلى الطائف وأَصابه طَوْفٌ من الشيطان وطائفٌ وطَيِّف وطَيْفٌ الأَخيرة على التخفيف أَي مَسٌّ وفي التنزيل العزيز إذا مسَّهم طائفٌ من الشيطان وطَيْفٌ وقال الأَعشى وتُصْبِحُ عن غِبِّ السُّرى وكأَنما أَطافَ بها من طائِفِ الجِنّ أَوْلَقُ قال الفراء الطائفُ والطيْف سواء وهو ما كان كالخَيال والشيء يُلِمّ بك قال أَبو العيال الهُذلي ومَنَحْتَني جَدَّاء حينَ مَنَحْتَني فإذا بها وأَبيكَ طَيْفُ جُنُونِ وأَطافَ به أَي أَلمّ به وقارَبه قال بِشْر أَبُو صِبْيةٍ شُعْثٍ يُطِيفُ بشَخْصه كَوالِحُ أَمْثال اليعاسِيب ضُمَّرُ وروي عن مجاهد في قوله تعالى إذا مسهم طائفٌ قال الغَضَبُ وروي ذلك أَيضاً عن ابن عباس قال أَبو منصور الطيْفُ في كلام العرب الجُنُون رواه أَبو عبيد عن الأحمر قال وقيل للغضب طيفٌ لأَن عقل من اسْتَفزَّه الغضبُ يَعْزُب حتى يصير في صورة المَجْنون الذي زال عقله قال وينبغي للعاقل إذا أَحسَّ من نفسه إفراطاً في الغضب أَن يذكر غضَب اللّه على المُسْرِفين فلا يَقْدَم على ما يُوبِقُه ويَسأَل اللّه تَوْفِيقَه للقصد في جميع الأَحوال إنه المُوَفِّق له وقال الليث شيء كل الشيء يَغْشَى البصر من وَسْواس الشيطان فهو طَيْفٌ وسنذكر عامة ذلك في طيف لأَن الكلمة يائية وواوية وطاف في البلاد طوْفاً وتَطْوافاً وطَوَّف سار فيها والطَّائفُ العاسُّ بالليل الطائفُ العَسَسُ والطَّوَّافون الخَدَم والمَمالِيك وقال الفراء في قوله عز وجل طَوَّافون عليكم بعضُكم على بعض قال هذا كقولك في الكلام إنما هم خَدَمُكم وطَوَّافون عليكم قال فلو كان نصباً كان صواباً مخْرَجُه من عليهم وقال أَبو الهيثم الطائفُ هو الخادمُ الذي يخدُمك برفْق وعناية وجمعه الطوّافون وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم في الهِرَّةِ إنما هي من الطوّافاتِ في البيت أَي من خَدَمِ البيت وفي طريق آخر إنما هي من الطَّوّافينَ عليكم والطوَّافاتِ والطوَّاف فَعَّال شبهها بالخادم الذي يَطُوف على مَوْلاه ويدور حولَه أَخذاً من قوله ليس عليكم ولا عليهم جُناح بعدَهنَّ طوَّافون عليكم ولما كان فيهم ذكور وإناث قال الطوَّافين والطوَّافاتِ قال ومنه الحديث لقد طَوّفْتُما بي الليلة يقال طوَّفَ تَطْوِيفاً وتَطْوافاً والطائفةُ من الشيء جزء منه وفي التنزيل العزيز وليَشْهَد عَذابَهما طائفةٌ من المؤمنين قال مجاهد الطائفةُ الرجل الواحد إلى الأَلف وقيل الرجل الواحد فما فوقه وروي عنه أَيضاً أَنه قال أَقَلُّه رجل وقال عطاء أَقله رجلان يقال طائفة من الناس وطائفة من الليل وفي الحديث لا تزالُ طائفةٌ من أُمتي على الحقّ الطائفةُ الجماعة من الناس وتقع على الواحد كأَنه أَراد نفساً طائفة وسئل إسحق بن راهويه عنه فقال الطائفةُ دون الأَلف وسَيبْلُغ هذا الأَمرُ إلى أَن يكون عدد المتمسكين بما كان عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأَصحابه أَلفاً يُسَلِّي بذلك أَن لا يُعْجِبهم كثرةُ أَهل الباطل وفي حديث عمران بن حُصَيْن وغُلامه الآبِقِ لأَقْطَعَنَّ منه طائفاً هكذا جاء في رواية أَي بعض أَطرافه ويروى بالباء والقاف والطائفةُ القِطعةُ من الشيء وقول أَبي كبير الهذلي تَقَعُ السُّيوفُ على طَوائفَ مِنهمُ فيُقامُ مِنهمْ مَيْلُ مَن لم يُعْدَلِ قيل عنى بالطوائف النواحِيَ الأَيدِيَ والأَرجلَ والطوائفُ من القَوْسِ ما دون السية يعني بالسِّية ما اعْوَجَّ من رأْسها وفيها طائفان وقال أَبو حنيفة طائفُ القوس ما جاوَزَ كُلْيَتَها من فوق وأَسفل إلى مُنحنَى تَعْطيف القوسِ من طرَفها قال ابن سيده وقضَيْنا على هاتين الكلمتين بالواو لكونها عيناً مع أَن ط و ف أَكثر من ط ي ف وطائفُ القوس ما بين السِّيةِ والأَبْهر وجمعه طَوائفُ وأَنشد ابن بري ومَصُونَةٍ دُفِعَتْ فلما أَدْبَرَتْ دَفَعَتْ طَوائِفُها على الأَقْيالِ وطافَ يَطُوفُ طَوْفاً واطّافَ اطِّيافاً تَغَوَّط وذهب إلى البَراز والطَّوْفُ النَّجْوُ وفي الحديث لا يَتناجى اثنان على طَوْفِهما ومنه نُهِيَ عن مُتَحَدِّثَيْن على طَوْفِهما أَي عند الغائط وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما لا يُصَلِّيَنَّ أَحدُكم وهو يُدافع الطَّوْف ما كان من ذلك بعد الرضاع الأَحمر يقال لأَول ما يخرج من بطن الصَّبي عِقْيٌ فإذا رَضِع فما كان بعد ذلك قيل طاف يَطُوف طَوْفاً وزاد ابن الأَعرابي فقال اطّاف يَطَّافُ اطِّيافاً إذا أَلقى ما في جَوْفه وأَنشد عَشَّيْتُ جابان حتى اسْتَدّ مَغْرِضُه وكادَ يَنْقَدُّ إلا أَنه اطَّافا( * استدّ أي انسد )
جابان اسم جمل
( * قوله « اسم جمل » عبارة القاموس اسم رجل ) وفي حديث لقيط ما يبسط أَحدُكم يدَه إلا وَقَع عليها قَدَحٌ مُطهِّرَةٌ من الطَّوف والأَذى الطَّوْفُ الحدث من الطعام المعنى من شرب تلك الشربة طهُر من الحدث والأَذى وأَنت القَدَح لأَنه ذهب بها إلى الشرْبة والطَّوْفُ قِرَبٌ يُنْفَخُ فيها ويُشَدُّ بعضُها ببعْض فتُجْعل كهيئة سطح فوق الماء يُحمل عليها المِيرةُ والناسُ ويُعْبَر عليها ويُرْكَب عليها في الماء ويحمل عليها وهو الرَّمَث قال وربما كان من خَشب والطوْفُ خشب يشدُّ ويركب عليه في البحر والجمع أَطْواف وصاحبه طَوَّافٌ قال أَبو منصور الطَّوْفُ التي يُعْبَرُ عليها في الأَنهار الكبار تُسَوَّى من القَصَبِ والعِيدانِ يُشدُّ بعضُها فوق بعض ثم تُقَمَّطُ بالقُمُط حتى يُؤْمنَ انْحِلالُها ثم تركب ويُعبر عليها وربما حُمل عليها الجَملُ على قدر قُوَّته وثخانته وتسمَّى العامَةَ بتخفيف الميم ويقال أَخذه بِطُوفِ رقبته وبطاف رقبته مثل صُوف رقبته والطَّوْفُ القِلْدُ وطَوْفُ القصَب قدرُ ما يُسقاه والطَّوف والطائفُ الثَّوْرُ الذي يَدُور حَوْلَه البَقَرُ في الدِّياسة والطُّوفانُ الماء الذي يَغْشى كل مكان وقيل المطر الغالب الذي يُغْرِقُ من كثرته وقيل الطوفان الموت العظيم وفي الحديث عن عائشة رضي اللّه عنها قالت قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الطوفان الموت وقيل الطوفان من كل شيء ما كان كثيراً مُحِيطاً مُطيفاً بالجماعة كلها كالغَرَق الذي يشتمل على المدن الكثيرة والقتلُ الذريع والموتُ الجارفُ يقال له طُوفان وبذلك كله فسر قوله تعالى فأَخذهم الطُّوفان وهم ظالمون وقال غَيَّر الجِدّةَ من آياتها خُرُقُ الريح وطوفانُ المَطر وفي حديث عمرو بن العاص وذُكر الطاعونُ فقال لا أَراه إلا رِجْزاً أَو طوفاناً أَراد بالطوفان البَلاء وقيل الموت قال ابن سيده وقال الأَخفش الطُّوفان جمع طُوفانةٍ والأَخفش ثِقة قال وإذا حكى الثقة شيئاً لزم قبوله قال أَبو العباس وهو من طاف يطوف قال والطُّوفان مصدر مثل الرُّجْحان والنقْصان ولا حاجة به إلى أَن يطلب له واحداً ويقال لشدَّة سواد الليل طُوفان والطُّوفانُ ظَلام الليل قال العجاج حتى إذا ما يَوْمُها تَصَبْصَبا وعَمَّ طُوفانُ الظلام الأَثْأَبا عم أَلبس والأَثأَب شجر شبه الطرفاء إلا أَنه أَكبر منه وطَوَّفَ الناسُ والجرادُ إذا ملؤوا الأَرض كالطُّوفان قال الفرزدق على مَن وَراء الرَّدْمِ لو دُكَّ عنهمُ لَماجُوا كما ماجَ الجرادُ وطَوَّفُوا التهذيب في قوله تعالى فأَرسلنا عليهم الطوفان والجراد قال الفراء أَرسل اللّه عليهم السماءَ سَبْتاً فلم تُقْلِع ليلاً ولا نهاراً فضاقت بهم الأَرض فسأَلوا موسى أَن يُرْفع عنهم فَرُفِع فلم يتوبوا
طيف
طَيْفُ الخيال مجيئه في النوم قال أُمية بن أَبي عائذ أَلا يا لقومي لِطَيْفِ الخيا لِ أَرَّقَ من نازِحٍ ذي دَلال وطافَ الخَيالُ يَطِيفُ طَيْفاً ومطَافاً أَلَمَّ في النوم قال كعب بن زهير أَنَّى أَلمَّ بك الخَيالُ يَطيفُ ومطافُه لك ذكْرةٌ وشُعُوفُ وأَطافَ لغة والطَّيْفُ والطِّيفُ الخَيالُ نفسُه الأَخيرة عن كراع والطَّيْفُ المَسّ من الشيطان وقرئ إذا مسهم طيف من الشيطان وطائف من الشيطان وهما بمعنى وقد أَطاف وتَطَيَّف وقولهم طَيفٌ من الشيطان كقولهم لَمَم من الشيطان وأَنشد بيت أَبي العِيال الهذلي فإذا بها وأَبيك طَيْفُ جُنونِ وفي حديث المبعث فقال بعض القوم قد أَصاب هذ الغلامَ لَممٌ أَو طَيْفٌ من الجنّ أَي عَرضَ له عارِضٌ منهم وأَصل الطيف الجنون ثم استعْمل في الغضب ومَسِّ الشيطان يقال طاف يَطيف ويَطُوفُ طَيْفاً وطَوْفاً فهو طائف ثم سمي بالمصدر ومنه طيف الخيال الذي يراه النائم وفي الحديث فطاف بي رجل وأَنا نائم والطِّيافُ سَوادُ الليل وأَنشد الليث عِقْبان دَجْنٍ بادَرَت طِيافا
ظأف
ظَأَفَه ظَأْفاً طَرَدَه طَرْداً مُرْهِقاً له
ظرف
الظَّرف البَراعةُ وذكاء القلب يُوصَف به الفِتْيانُ الأَزْوالُ والفَتَياتُ الزَّوْلاتُ ولا يوصف به الشيخ ولا السيد وقيل الظرفُ حسنُ العِبارة وقيل حسن الهيئة وقيل الحِذْقُ بالشيء وقد ظَرُفَ ظَرْفاً ويجوز في الشعر ظَرافة والظَّرْفُ مصدر الظريف وقد ظَرُف يَظْرُف وهم الظُّرَفاء ورجل ظَريفٌ من قوم ظِراف وظُروف وظُراف على التخفيف من قوم ظُرفاء هذه عن اللحياني وظُرَّافٌ من قوم ظُرَّافِين وتقول فِتْية ظُروف أَي ظُرَفاء وهذا في الشعْر يَحسن قال الجوهري كأَنهم جمعوا ظَرْفاً بعد حذف الزيادة قال وزعم الخليل أَنه بمنزلة مَذاكِير لم يكسْر على ذكر وذكر ابن بري أَنَّ الجوهري قال وقوم ظُرفاء وظِراف وقد قالوا ظُرُفٌ قال والذي ذكره سيبويه ظُرُوف قال كأَنه جمع ظَرْف وتَظَرَّف فلان أَي تكلَّف الظَّرْف وامرأَة ظَريفة من نِسوة ظَرائِفَ وظِرافٍ قال سيبويه وافق مُذكَّره في التكسير يعني في ظِراف وحكى اللحياني اظْرُفْ إن كنت ظارِفاً وقالوا في الحال إنه لظَرِيف الأَصمعي وابن الأَعرابي الظَّرِيف البَلِيغ الجَيِّد الكلام وقالا الظَّرْف في اللسان واحتجا بقول عمر في الحديث إذا كان اللِّصُّ ظَريفاً لم يُقْطع معناه إذا كان بَلِيغاً جيِّد الكلام احتج عن نفسه بما يُسقط عنه الحَدَّ وقال غيرهما الظَّريف الحسَنُ الوجه واللسان يقال لسان ظَرِيف ووجه ظريف وأَجاز ما أَظْرَفُ زيدٍ في الاستفهام أَلسانه أَظْرَفُ أَم وجهه ؟ والظَّرفُ في اللسان البلاغةُ وفي الوجه الحُسْنُ وفي القلب الذَّكاء ابن الأعرابي الظرْفُِ في اللسانِ والحَلاوةُ في العينين والملاحةُ في الفم والجمالُ في الأَنف وقال محمد بن يزيد الظَّرِيفُ مشتقّ من الظرْف وهو الوِعاء كأَنه جعل الظَّرِيفَ وعاء للأَدَب ومَكارِم الأَخلاق ويقال فلان يَتَظَرَّفُ وليس بظَرِيف والظرف الكِياسة وقد ظَرُف الرجلُ بالضم ظَرافةً فهو ظَرِيف وفي حديث مَعاوية قال كيف ابنُ زياد ؟ قالوا ظَريف على أَنه يَلْحَن قال أَوليس ذلك أَظرَفَ له ؟ وفي حديث ابن سِيرين الكلامُ أَكثرُ من أَن يكذب ظَريف أَي أَنَّ الظَّرِيف لا تَضِيق عليه مَعاني الكلام فهو يَكْني ويُعَرِّض ولا يكذب وأَظْرَفَ بالرجل ذكره بظَرْف وأَظْرَفَ الرجُلُ وُلد له أَولاد ظُرَفاء وظَرْفُ الشيء وِعاؤه والجمع ظُروف ومنه ظُروف الأَزمنة والأَمكنة الليث الظَّرْف وعاء كل شيء حتى إنّ الإبْريق ظرف لما فيه الليث والصفات في الكلام التي تكون مواضع لغيرها تسمى ظروفاً من نحو أَمام وقدَّام وأَشباه ذلك تقول خَلْفَك زيد إنما انتصب لأَنه ظرف لما فيه وهو موضع لغيره وقال غيره الخليل يسميها ظروفاً والكسائي يسميها المَحالّ والفرّاء يسميها الصّفات والمعنى واحد وقالوا إنك لَغَضِيضُ الطَّرْف نَقِيُّ الظَّرْف يعني بالظرف وعاءه يقال إنك لست بخائن قال أَبو حنيفة أَكِنَّة النبات كلّ ظَرْف فيه حبة فجعل الظرفَ للحبة
ظلف
الظَّلْف والظِّلف ظفُرُ كل ما اجترّ وهو ظِلْف البَقرة والشاة والظبْي وما أَشبهها والجمع أَظلاف ابن السكيت يقال رِجل الإنسان وقدمه وحافر الفرس وخُفّ البعير والنعامة وظِلْف البقرة والشاة واستعاره الأَخطل في الإنسان فقال إلى مَلِكٍ أَظْلافه لم تُشَقَّق قال ابن بري استعير للإنسان قال عُقْفانُ بن قيس ابن عاصم سأَمْنَعُها أَو سَوْفَ أَجْعَلُ أَمْرَها إلى مَلِكٍ أَظْلافُه لم تُشَقَّق سَواء عليكم شُؤْمُها وهِجانُها وإن كان فيها واضِحُ اللَّوْنِ يَبْرُق الشُّؤْمُ السود من الإبل والهجانُ بيضها واستعاره عمرو بن معد يكرب للأَفراس فقال وخَيْلٍ تَطأْكُمْ بأَظْلافِها ويقال ظُلُوف ظُلَّفٌ أَي شِداد وهو توكيد لها قال العجاج وإن أَصابَ عَدَواء احْرَوْرَفا عنها وَوَلاّها ظُلُوفاً ظُلَّفا وفي حديث الزكاة فتَطؤه بأَظْلافِها الظِّلْف للبقر والغنم كالحافر للفرس والبغل والخُفّ للبعير وقد يطلقُ الظِّلْف على ذات الظِّلف أَنفسها مجازاً ومنه حديث رُقَيْقة تتابعت على قريش سِنُو جَدْب أَقْحَلَت الظِّلْف أَي ذات الظِّلف ورميت الصيد فظَلَفْته أَي أَصبت ظِلْفه فهو مَظْلوف وظلَف الصيدَ يَظْلِفُه ظَلْفاً ويقال أَصاب فلان ظِلفه أَي ما يوافقه ويريده الفراء تقول العرب وجدَت الدابةُ ظِلْفَها يُضرب مثلاً للذي يجد ما يوافقه ويكون أَراد به من الناس والدوابّ قال وقد يقال ذلك لكل دابة وافقت هَواها وبَلدٌ من ظِلف الغنم أَي مما يوافقها وغنم فلان على ظِلْف واحد وظَلَف واحد أَي قد ولَدت كلها الفراء الظَّلَفُ من الأَرض الذي تَسْتَحِبّ الخيلُ العَدْوَ فيه وأَرض ظَلِفةٌ بيّنة الظلَف أَي غليظة لا تؤدّي أَثراً ولا يستبين عليها المَشي من لِينها ابن الأَعرابي الظَّلَفُ ما غلُظ من الأَرض واشتدّ وأَنشد لعَوْف بن الأَحْوص أَلم أَظْلِفْ عن الشُّعَراء عِرْضِي كما ظُلِفَ الوَسِيقَةُ بالكُراع ؟ قال هذا رجل سَلَّ إبلاً فأَخَذ بها في كُراع من الأَرض لئلا تَستبين آثارها فتُتَّبع يقول أَلم أَمنعهم أَن يؤثّروا فيها ؟ والوَسِيقَةُ الطَّريدة وقوله ظُلف أَي أُخذ بها في ظَلَف من الأَرض كي لا يُقْتَصَّ أَثرها وسار والإبلَ يَحملها على أَرض صُلبة لئلا يُرى أَثرها والكُراع من الحَرَّة ما استطال قال أَبو منصور جعل الفراء الظَّلَفَ ما لان من الأَرض وجعله ابن الأَعرابي ما غلُظ من الأَرض والقول قول ابن الأَعرابي الظلفُ من الأَرض ما صَلُب فلم يُؤدّ أَثراً ولا وُعُوثة فيها فيشتد على الماشي المشي فيها ولا رمل فَترْمَض فيها النعم ولاحجارة فَتَحْتفِي فيها ولكنها صُلْبة التربة لا تؤدّي أَثراً وقال ابن شميل الظَّلِفة الأَرض التي لا يتبين فيها أَثر وهي قُفّ غليظ وهي الظلف وقال يزيد بن الحكَم يصف جارية تَشْكو إذا ما مَشَتْ بالدِّعْصِ أَخْمَصَها كأَنّ ظَهْر النَّقا قُفٌّ لها ظَلَفُ الفراء أَرض ظَلِفٌ وظَلِفة إذا كانت لا تؤدي أَثراً كأَنها تمنع من ذلك والأَُظْلُوفة من الأَرض القِطْعة الحَزْنة الخَشِنة وهي الأَظالِيف ومكان ظَلِيف حَزْن خَشن والظَّلْفاء صَفاة قد استوت في الأَرض ممدودة وفي حديث عمر رضي اللّه عنه مر على راع فقال له عليك الظَّلف من الأَرض لا تُرَمِّضْها هو بفتح الظاء واللام الغليظ الصلب من الأَرض مما لا يبين فيه أَثر وقيل اللَّيِّن منها مما لا رمل فيه ولا حجارة أَمره أَن يرعاها في الأَرض التي هذه صفتها لئلا تَرْمَض بحرِّ الرمل وخُشُونة الحجارة فتتلف أَظلافها لأَن الشاء إِذا رُعِيَت في الدِّهاس وحَميت الشمس عليه أَرْمَضَتها والصّياد في البادية يَلبَس مِسْماتَيْه وهما جَوْرَباه في الهاجِرة الحارّة فيُثير الوحْش عن كُنُسها فإذا مشت في الرّمْضاء تساقطت أَظْلافُها ابن سيده الظَّلَفُ والظَّلِفُ من الأَرض الغَليظ الذي لا يؤدي أَثراً وقد ظَلِفَ ظَلَفاً وظَلَفَ أَثره يَظْلُفُه ويَظْلِفُه ظَلْفاً وأَظْلفه إذا مشى في الحُزونة حتى لا يُرى أَثره فيها وأَنشد بيت عوف بن الأَحوص والظَّلَف الشدّة والغِلَظُ في المَعيشة من ذلك وفي حديث سعد كان يُصِيبنا ظَلَفُ العيش بمكة أَي بؤسُه وشدَّته وخُشونته من ظلَف الأَرضِ وفي حديث مصعب ابن عُمير لما هاجر أَصابه ظلَف شديد وأَرض ظَلِفة بيِّنة الظلَف ناتئة لا تُبين أَثراً وظلَفهم يَظْلِفُهم ظلْفاً اتَّبع أَثرهم ومكان ظَلِيف خشن فيه رمل كثير والأُظْلوفة أَرض صُلْبة حديدة الحجارة على خِلقة الجبل والجمع أَظالِيف أَنشد ابن بري لَمَح الصُّقُورِ عَلَتْ فوق الأَظالِيفِ( * قوله « لمح الصقور » كذا في الأصل بتقديم اللام وتقدم للمؤلف في مادة ملح ما نصه ملح الصقور تحت دجن مغين قال أبو حاتم قلت للاصمعي أتراه مقلوباً من اللمح ؟ قال لا انما يقال لمح الكوكب ولا يقال ملح فلو كان مقلوباً لجاز أن يقال ملح )
وأَظلفَ القومُ وقعوا في الظلَف أَو الأُظلوفةِ وهو الموضع الصلب وشرٌّ ظَلِيف أَي شديد وظَلَفه عن الأَمر يَظْلِفُه ظَلْفاً منعه وأَنشد بيت عوف بن الأَحوص أَلم أظْلِفْ عن الشُّعَراءِ عِرْضي كما ظُلف الوسيقةُ بالكراع ؟ وظلَفه ظلْفاً منعه عما لا خير فيه وظلَف نفسَه عن الشي منعها عن هواها ورجل ظَلِفُ النفْس وظَلِيفُها من ذلك الجوهري ظلَف نفسَه عن الشيء يَظلِفُها ظَلفاً أَي منعها من أَن تفعله أَو تأْتيه قال الشاعر لقد أَظْلِفُ النفْسَ عن مَطْعَمٍ إذا ما تهافَتَ ذِبَّانُه وظَلِفت نفسي عن كذا بالكسر تَظْلَف ظلَفاً أَي كَفّت وفي حديث علي كرم اللّه وجهه ظلَف الزُّهْدُ شَهَواتِه أَي كفَّها ومنعها وامرأَة ظَلِفة النفْس أَي عزيزة عند نفسها وفي النوادر أَظْلَفتُ فلاناً عن كذا وكذا وظَلَّفْته وشَذَّيْته وأَشْذَيْتُه إذا أَبْعَدْته عنه وكلُّ ما عَسُر عليك مطلَبُه ظَلِيف ويقال أَقامَه اللّه على الظَّلَفات أَي على الشدّة والضِّيق وقال طُفَيل هُنالِكَ يَرْويها ضَعِيفي ولم أُقِمْ على الظَّلَفات مُقْفَعِلَّ الأَنامِل والظَلِيفُ الذَّليل السيِّء الحال في مَعِيشته ويقال ذهَب به مَجّاناً وظَلِيفاً إذا أَخذه بغير ثمن وقيل ذهب به ظليفاً أَي باطلاً بغير حق قال الشاعر أَيأْكُلُها ابنُ وعْلةَ في ظَلِيفٍ ويأْمَنُ هَيْثَمٌ وابْنا سِنانِ ؟ أَي يأْكلها بغير ثمن قال ابن بري ومثله قول الآخر فقلتُ كلُوها في ظَلِيفٍ فَعَمُّكمْ هو اليومَ أَوْلى منكمُ بالتَّكَسُّبِ وذهَب دمُه ظَلْفاً وظَلَفاً وظَلِيفاً بالظاء والطاء جميعاً أَي هدَراً لم يُثأَر به وقيل كلُّ هَيِّن ظَلَفٌ وأَخَذ الشيء بظَلِيفته
( * قوله « بظليفته إلخ » كذا في الأصل مضبوطاً وعبارة القاموس وأخذه بظليفه وظلفه محركة ) وظَلِفَته أَي بأَصله وجميعه ولم يدع منه شيئاً والظِّلْفُ الحاجةُ والظِّلْف المُتابَعةُ في الشيء الليث الظَّلِفةُ طرَفُ حِنْوِ القتَب وحِنو الإكاف وأَشباه ذلك مما يلي الأَرض من جَوانبها ابن سيده والظَّلِفتان ما سفل من حنْوي الرَّحْل وهو من حَنْوِ القتَب ما سَفَل عن العضد قال وفي الرحل الظّلِفاتُ وهي الخشبات الأَربع اللواتي يكنَّ على جنبي البعير تصيب أَطْرافُها السُّفْلى الأَرض إذا وُضِعت عليها وفي الواسط ظَلِفَتان وكذلك في المؤْخِرةِ وهما ما سفل من الجنْوين لأَن ما علاهما مما يلي العَراقَي هما العضُدان وأما الخشبات المطوّلة على جنبي البعير فهي الأَحناء وواحدتها ظَلِفةٌ وشاهده كأَنَّ مَواقعَ الظَّلِفاتِ منه مَواقعُ مَضْرَحِيَّاتٍ بِقارِ يريد أَن مواقع الظَّلِفاتِ من هذا البعير قد ابيضت كمواقع ذَرْقِ النَّسر وفي حديث بلال كان يؤذّن على ظَلِفات أَقتاب مُغَرَّزةِ في الجدار هو من ذلك أَبو زيد يقال لأَعلى الظَّلِفتين مما يلي العَراقيَ العضُدان وأَسفلهما الظَّلِفتان وهما ما سفل من الحِنْوين الواسط والمؤْخِرة ابن الأَعرابي ذَرَّفْتُ على الستين وظَلَّفْتُ ورمَّدْتُ
( * قوله « ورمدت » كذا بالأصل ولم نجده بهذا المعنى في مادة رمد نعم في القاموس في مادة زند وما يزدنك أحد عليه وما يزندك أي ما يزيدك ) وطلَّثْتُ ورمَّثْتُ كل هذا إذا زدت عليها
ظفف
الكسائي ظَفَفْتُ قوائَم البعير وغيرِه أَظُفُّها ظَفّاً إذا شَدَدْتَها كلَّها وجمعتها وفي ترجمة ضفف ماءٌ مَضْفوف إذا كثر عليه الناس قال الشاعر لا يَستقي في النَّزَحِ المَضْفوفِ قال ابن بري رواه أَبو عمرو الشيباني المظفوف بالظاء وقال العرب تقول ماءً مَظْفوفاً أَي مشغولاً وأَنشد لا يَستقي في النَّزَحِ المظفوفِ وقال أَيضاً المظفوف المقارَبُ بين اليدين في القَيْد وأَنشد زَحْفَ الكَسِير وقد تَهَيَّضَ عَظْمُه أَو زَحْف مَظْفُوفِ اليدين مُقيَّدِ وابن فارس ذكره بالضاد لا غير وكذلك حكاه الليث
ظوف
أَخذ بظُوفِ رقبته وبظافِ رقبته لغة في صُوف رقبته أَي بجميعها أَو بشعرها السابل في نُقرتها
عتف
ابن الأعرابي العُتوفُ النَّتْفُ( * قوله « العتوف النتف » كذا بالأصل والذي في القاموس العتف ) ويقال مَضَى عِتفٌ من الليل وعِدْفٌ من الليل أَي قطعة
عترف
العِتْرِيف الخبيث الفاجر الذي لا يبالي ما صنع وجمعه عَتارِيف وفي الحديث أَنه ذكر الخلفاء بعده فقال أَوَّهْ لفِراخِ محمد من خَلِيفةٍ يُسْتَخلَف عِتْرِيفٍ مُتْرَف يقتل خَلَفِي وخَلَفَ الخَلَف العِتْرِيفُ الغاشم الظالم وقيل الدّاهي الخبيث وقيل هو قلب العِفريت الشيطان الخبيث قال الخطابي قوله خلفي يُتأَوَّل على ما كان من يزيد ابن معاوية إلى الحسين بن علي بن أَبي طالب وأَولاده عليهم السلام الذين قتلوا معه وخَلَفُ الخَلفِ ما تم( * قوله « ما تم » عبارة النهاية ما كان منه ) يوم الحَرَّةِ على أَولاد المهاجرين والأَنصار وجَمَل عِترِيفٌ وناقة عِتْريفة شديدة قال ابن مقبل من كل عِتْريفةٍ لم تَعْدُ أن بَزَلَتْ لم يَبْغِ دِرَّتَها داعٍ ولا رُبَعُ الجوهري رجل عِتْريف وعُتروف أَي خبيث فاجر جَرِيءٌ ماضٍ والعُتْرُفانُ بالضم الديك وأَنشد ابن بري لعدي ابن زيد ثلاثةَ أَحْوال وشهراً مُحَرَّماً تُضِيءُ كعَينِ العُتْرُفان المُحارب ويقال للديك العُتْرُفانُ والعُتْرُفُ والعُتْرُسان والعَتْرَس وأَنشد الأَزهري لأَبي دواد في العُترُفان الديك وكأَنَّ أَسآدَ الجِيادِ شَقائق أَو عُتْرُفانٌ قد تَحَشْحَشَ للبِلى يريد ديكاً قد يَبِسَ ومات والعُتْرُفانُ نبت عَريضٌ من نبات الربيع
عجف
عَجَفَ نَفسَه عن الطعام يَعْجِفُها عَجْفاً وعُجوفاً وعَجَّفَها حبَسها عنه وهو له مُشْتَهٍ ليؤثِرَ به غيرَه ولا يكون إلا على الجوع والشهوة وهو التعجيف أيضاً قال سلمة بن الأَكوع لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصِيفُ ولا تُمَيْراتٌ ولا تَعْجيفُ قال ابن الأَعرابي التعجيف أَن يَنْقُلَ قُوتَه إلى غيره قبل أَن يَشْبَعَ من الجُدوبة والعُجوفُ تركُ الطعام والتعجيفُ الأَكلُ دونَ الشِّبَعِ والعُجوفُ منعُ النفس عن المقابح وعَجَفَ نفسَه على المريض يَعْجِفُها عَجْفاً صَبَّرها على تَمْريضه وأَقام على ذلك وعَجَفْتُ نفسي على أَذى الخليلِ إذا لم تَخْذُلْه وعَجَفَ نفسَه على فلان بالفتح إذا آثره بالطعام على نفسه قال الشاعر إني وإن عَيَّرتِني نُحولي أَو ازْدَرَيْتِ عِظَمِي وطُولي لأَعْجِفُ النفسَ على الخليلِ أَعْرِضُ بالوُدِّ وبالتَّنْويلِ أَراد أَعرض الودّ والتنويل كقوله تعالى تنبُت بالدهن وعَجَفْتُ نفسي عنه عَجْفاً إذا احْتملتَ غيَّه ولم تؤاخذه وعَجَفَ نفسه يَعْجِفها حلَّمها والتعجيف سُوء الغذاء والهزالُ والعَجَفُ ذهاب السِّمَنِ والهُزالُ وقد عَجِفَ بالكسر وعَجُف بالضم فهو أَعْجفُ وعَجِفٌ والأُنثى عجفاء وعجِفٌ بغير هاء والجمع منهما عِجافٌ حملوه على لفظ سِمانٍ وقيل هو كما قالوا أبطح وبِطاح وأَجرب وجِراب ولا نظير لعَجفاء وعِجاف إلا قولُهم حَسْناء وحِسان كذا قول كراع وليس بقويّ لأَنهم قد كسَّروا بطْحاء على بِطاحٍ وبَرْقاء على بِراقٍ ومُنْعَجِفٌ كعَجِفٍ قال ساعدة بن جُؤَيَّة صِفْرُ المَباءة ذو هِرْسَينِ مُنْعجِفٌ إذا نَظَرْتَ إليه قلتَ قد فَرَجا( * قوله « ذو » هو في الأصل هنا بالواو وفي مادتي فرج وهرس بالياء )
قال الأَزهري وليس في كلام العرب أَفعل وفَعْلاء جمعاً على فِعالٍ غير أَعْجَفَ وعَجْفاء وهي شاذة حملوها على لفظ سِمان فقالوا سِمان وعِجاف وجاء أَفْعلُ وفَعْلاء على فَعُل يَفْعُل في أَحرف معدودة منها عَجُف يَعْجُف فهو أَعْجف وأَدُم يأْدُمُ فهو آدمُ وسَمُرَ يَسْمُر فهو أَسمرُ وحَمُق يَحْمُق فهو أَحْمَقُ وخَرُق يَخْرُق فهو أَخرق وقال الفراء عَجُفَ وعَجِفَ وحَمُق وحَمِقَ ورَعُن ورَعِن وخَرُق وخَرِق قال الجوهري جمع أَعجَف وعَجْفاء من الهُزال عِجاف على غير قياس لأَن أَفعلَ وفَعْلاء لا يجمع على فعال ولكنهم بنوه على سِمانٍ والعرب قد تبني الشيء على ضدّه كما قالوا عَدُوّةٌ بناء على صديقة وفعول إذا كان بمعنى فاعل لا تدخله الهاء قال مِرْداسُ بن أَذَنَةَ وإنْ يَعْرَيْنَ إنْ كُسِيَ الجَواري فَتَنْبُو العَيْنُ عن كَرَمٍ عِجافِ وأَعْجَفه أَي هَزَله وقوله تعالى يأْكلُهنّ سَبْع عِجافٌ هي الهَزْلَى التي لا لحم عليها ولا شحم ضُرِبت مثلاً لسبع سِنين لا قَطْر فيها ولا خِصْبَ وفي حديث أُم مَعْبَد يَسُوق أَعْنُزاً عجافاً جمع عجفاء وهي المَهْزولةُ من الغنم وغيرها وفي الحديث حتى إذا أَعْجَفَها ردَّها فيه أَي أهْزَلها وسيف مَعْجُوف إذا كان داثراً لم يُصْقَلْ قال كعب بن زهير وكأَنَّ مَوْضِعَ رَحْلِها من صُلْبِها سَيْفٌ تَقَادَمَ عَهْدُه مَعْجُوفُ ونَصْلٌ أَعْجَفُ أَي رقِيق والتعجُّفُ الجهْد وشِدَّة الحال قال مَعْقِلُ بن خُوَيْلِد إذا ما ظَعَنَّا فانْزِلوا في دِيارِنا بَقِيَّةَ من أَبقَى التعجُّفُ من رُهْمِ وربما سَمَّوا الأَرض المُجْدبةَ عِجافاً قال الشاعر يصف سحاباً لَقِحَ العِجافُ له لِسابعِ سَبْعةٍ فَشَرِبْن بَعْد تَحلِّئٍ فَرَوِينا هكذا أَنشده ثعلب والصواب بعد تَحَلُّؤٍ يقال أَنْبَتَتْ هذه الأَرضون المُجدبة لسبعة أَيام بعد المطر والعَجَفُ غِلظُ العِظام وعَراؤُها من اللحم وتقول العرب أَشدّ الرّجال الأَعْجفُ الضخْم ووجهٌ عَجِف وأَعْجَفُ كالظمْآن ولثةٌ عَجْفاء ظَمْأَى قال تَنْكَلُّ عن أَظْمى اللِّثاتِ صافِ أَبْيَضَ ذي مَناصِبٍ عِجافِ وأَعْجَفَ القومُ حبَسُوا أَموالهم من شِدّة وتَضْييق وأَرض عَجْفاء مَهزولة ومنه قول الرائد وجدْت أَرضاً عَجْفاء وشجراً أَعْشَمَ أَي قد شارَفَ اليُبْس والبُيود والعُجافُ التمْر وبنو العُجَيْفِ بَطْن من العرب
عجرف
العَجْرَفَةُ والعَجْرَفِيَّة الجَفْوة في الكلام والخُرْق في العمَل والسرعة في المشي وقيل العجْرفيّة أَن تأْخذ الإبل في السير بخُرق إذا كلَّت قال أُميَّة بن أَبي عائذ ومن سَيْرها العَنَق المُسْبَطِرْ ر والعَجْرَفِيَّة بَعْد الكَلال الأَزهري العجرفيّةُ التي لا تَقصِد في سَيرها من نَشاطها قال ابن سيده وعَجْرَفِيّةُ ضَبّةَ أَراها تقعُّرَهم في الكلام وجمل عَجْرَفي لا يَقصد في مَشيْه من نَشاطه والأُنثى بالهاء وقد عَجْرَفَ وتعَجْرَف الأَزهري يكون الجمل عَجْرَفيَّ المشي لسرعته ورجل فيه عَجَرْفيَّة وبعير ذُو عَجاريفَ الجوهري جمل فيه تَعَجْرُف وعَجْرَفةُ وعَجْرفيّة كأَنّ فيه خُرْقاً وقِلّة مُبالاة لسرعته الأَزهري العجرفية من سير الإبل اعْتِراضٌ في نَشاط وأَنشد بيت أُمية بن أَبي عائذ والعَجْرفةُ ركُوبكَ الأَمْرَ لا تُرَوِّي فيه وقد تعَجْرَفَه وفلان يَتَعَجْرَفُ على فلان إذا كان يركبه بما يكره ولا يَهابُ شيئاً وعَجارِفُ الدهر وعَجارِيفه حَوادِثُه واحدها عُجْرُوف قال الشاعر لم تُنْسِني أُمَّ عَمَّارٍ نَوًى قَذَفٌ ولا عَجاريفُ دَهْرٍ لا تُعَرِّيني وتعَجْرَفَ فلان علينا إذا تكبَّر ورجل فيه تعَجْرُفٌ والعُجروف دويبَّةٌ ذات قوائم طِوالٍ وقيل هي النمل ذُو القوائم وقال ابن سيده في موضع آخر أَعظم من النملة الأَزهري يقال أَيضاً لهذا النمل الذي رفعَته عن الأَرض قوائمه عُجْروف
عدف
العَدْفُ الأَكل عَدَفَ يعْدِفُ عدْفاً أَكل والعَدُوفُ الذَّواقُ أَعني ما يُذاق قال وحَيْفٌ بالقَنِيِّ فهُنَّ خُوصٌ وقِلَّةُ ما يَذُقْن من العَدُوفِ عَدُوفٍ من قَضامٍ غير لَوْنٍ رَجِيعِ الفَرْتِ أَو لَوْكِ الصَّريفِ أَراد غير ذي لون أَي غير متلَوّن ورَجِيع الفرث بدل من قَضام بدَل بيان ولَوْك في معنى مَلُوك وما ذاقَ عَدْفاً ولا عَدُوفاً ولا عُدافاً أَي شيئاً والذال المعجمة في كل ذلك لغة ولا عَلُوساً ولا أَلُوساً قال أَبو حسّان سمعت أَبا عمرو الشيباني يقول ما ذُقْت عَدُوفاً ولا عَدُوفة قال وكنت عند يزيدَ بن مِزْيد الشيْباني فأَنشدته بيت قَيْس بن زهير ومُجَنَّباتٍ ما يَذُقْن عَدُوفةً يَقْذِفْن بالمُهَراتِ والأَمْهارِ بالدال فقال لي يزيد صَحَّفت أَبا عمرو إنما هي عَذُوفة بالذال قال فقلت له لم أُصحف أَنا ولا أَنت تقول رَبيعة هذا الحرف بالذال وسائر العرب بالدال وهذا البيت في التهذيب منسوب إلى قيس بن زهير كما أَوردته وقد استشهد به ابن بري في أَماليه ونسبه إلى الربيع بن زياد والعَدْفُ نَوْلٌ قليل من إصابة والعَدْفُ اليسير من العلَف وباتت الدابّةُ على غير عَدُوف أَي على غير علَف هذه لغة مُضر وفي الحديث ما ذُقْت عدُوفاً أَي ذَواقاً وما عَدَفْنا عندهم عَدُوفاً أَي ما أَكلنا والعِدْفةُ والعِدَفَةُ كالصَّنِفة من الثوب واعتَدَف الثوبَ أَخذ منه عِدَفةً واعتدَف العِدْفَة أَخذها وما عليه عِدْفةٌ أَي خِرْقة لغة مرغوب عنها وعِدْفُ كل شيء وعِدْفتُه أَصله الذاهبُ في الأَرض قال الطرمّاح حَمّال أَثقالِ دِياتِ الثَّأَى عن عِدَفِ الأَصْلِ وكُرّامِها وفي التهذيب عِدْفةُ كل شجرة أَصلُها وجمعها عِدَفٌ قال ويقال بل هو عن عَدَفِ الأَصل اشتِقاقه من العدّفة أَي يَلُمُّ ما تفرّق منه ابن الأَعرابي العَدَفُ والعائرُ والغِضابُ قَذى العينِ والعِدْفةُ ما بين العشرة إلى الخمسين وخصصه الأَزهري فقال العِدْفةُ من الرجال ما بين العَشرة إلى الخمسين قال ابن سيده وحكاه كراع في الماشية ولا أَحقُّها والعِدْفة التجمُّع والجمع عِدْفٌ بالكسر وعِدَفٌ قال وعندي أَن المعنيّ ههنا بالتجمع الجماعة لأَن التجمِيع عرَض وإنما يكون مثل هذا في الجواهر المخلوقة كسِدْرة وسِدَر وربما كان في المصنوع وهو قليل والعِدْف القِطْعة من الليل يقال مَرَّ عِدْفٌ من الليل وعِتْفٌ أَي قطعة والعَدَفُ بالتحريك القَذى قال ابن بري شاهده قول الراجز يصف حِماراً وأُتُنَه أَوْرَدَها أَمِيرُها مع السَّدَفْ أَزْرَقَ كالمِرآة طَحَّارَ العَدَفْ أَي يَطْحَر القَذى ويَدْفَعُه ويقال عدَف له عِدْفةً من مال أَي قطَع له قَطْعة منه وأَعطاه عدْفةً من مال أَي قِطعة
عذف
عَذف من الطعام والشراب يَعْذِف عذْفاً أَصاب منه شيئاً والعَذُوفُ والعُذافُ ما أصابه وعذَف نفسَه كعَزَفها وسم عُذاف مقلوب عن ذُعاف حكاه يعقوب واللحياني والعُذُوف السكوت والعُذوف المَراراتُ والعَذْفُ الأَكل وقد عذف بالذال المعجمة هذه لغة ربيعة يقال ما ذقت عَذْفاً ولا عَذُوفاً ولا عُذافاً أَي شيئاً وكذلك يقال ولا عَدُوفاً بالدال وقد تقدم بالدال المهملة وباتت الدابةُ على غير عَذُوف
عرف
العِرفانُ العلم قال ابن سيده ويَنْفَصِلانِ بتَحْديد لا يَليق بهذا المكان عَرَفه يَعْرِفُه عِرْفة وعِرْفاناً وعِرِفَّاناً ومَعْرِفةً واعْتَرَفَه قال أَبو ذؤيب يصف سَحاباً مَرَتْه النُّعامَى فلم يَعْتَرِفْ خِلافَ النُّعامَى من الشامِ رِيحا ورجل عَرُوفٌ وعَرُوفة عارِفٌ يَعْرِفُ الأَُمور ولا يُنكِر أَحداً رآه مرة والهاء في عَرُوفة للمبالغة والعَريف والعارِفُ بمعنًى مثل عَلِيم وعالم قال طَرِيف بن مالك العَنْبري وقيل طريف بن عمرو أَوَكُلّما ورَدَت عُكاظَ قَبيلةٌ بَعَثُوا إليَّ عَرِيفَهُمْ يَتَوَسَّمُ ؟ أَي عارِفَهم قال سيبويه هو فَعِيل بمعنى فاعل كقولهم ضَرِيبُ قِداح والجمع عُرَفاء وأَمر عَرِيفٌ وعارِف مَعروف فاعل بمعنى مفعول قال الأَزهري لم أَسمع أَمْرٌ عارف أَي معروف لغير الليث والذي حصَّلناه للأَئمة رجل عارِف أَي صَبور قاله أَبو عبيدة وغيره والعِرْف بالكسر من قولهم ما عَرَفَ عِرْفي إلا بأَخَرةٍ أَي ما عَرَفَني إلا أَخيراً ويقال أَعْرَفَ فلان فلاناً وعرَّفه إذا وقَّفَه على ذنبه ثم عفا عنه وعرَّفه الأَمرَ أَعلمه إياه وعرَّفه بيتَه أَعلمه بمكانه وعرَّفه به وسَمه قال سيبويه عَرَّفْتُه زيداً فذهَب إلى تعدية عرّفت بالتثقيل إلى مفعولين يعني أَنك تقول عرَفت زيداً فيتعدَّى إلى واحد ثم تثقل العين فيتعدَّى إلى مفعولين قال وأَما عرَّفته بزيد فإنما تريد عرَّفته بهذه العلامة وأَوضَحته بها فهو سِوى المعنى الأَوَّل وإنما عرَّفته بزيد كقولك سمَّيته بزيد وقوله أَيضاً إذا أَراد أَن يُفضِّل شيئاً من النحْو أَو اللغة على شيء والأَول أَعْرَف قال ابن سيده عندي أَنه على توهم عَرُفَ لأَن الشيء إنما هو مَعْروف لا عارف وصيغة التعجب إنما هي من الفاعل دون المفعول وقد حكى سيبويه ما أَبْغَضه إليَّ أَي أَنه مُبْغَض فتعَجَّب من المفعول كما يُتعجّب من الفاعل حتى قال ما أَبْغضَني له فعلى هذا يصْلُح أَن يكون أَعرف هنا مُفاضلة وتعَجُّباً من المفعول الذي هو المعروف والتعريفُ الإعْلامُ والتَّعريف أَيضاً إنشاد الضالة وعرَّفَ الضالَّة نَشَدها واعترَفَ القومَ سأَلهم وقيل سأَلهم عن خَبر ليعرفه قال بشر بن أَبي خازِم أَسائِلةٌ عُمَيرَةُ عن أَبيها خِلالَ الجَيْش تَعْترِفُ الرِّكابا ؟ قال ابن بري ويأْتي تَعرَّف بمعنى اعْترَف قال طَرِيفٌ العَنْبريُّ تَعَرَّفوني أَنَّني أَنا ذاكُمُ شاكٍ سِلاحي في الفوارِس مُعْلَمُ وربما وضعوا اعتَرَفَ موضع عرَف كما وضعوا عرَف موضع اعترف وأَنشد بيت أَبي ذؤيب يصف السحاب وقد تقدَّم في أَوَّل الترجمة أَي لم يعرف غير الجَنُوب لأَنها أَبَلُّ الرِّياح وأَرْطَبُها وتعرَّفت ما عند فلان أَي تَطلَّبْت حتى عرَفت وتقول ائْتِ فلاناً فاسْتَعْرِفْ إليه حتى يَعْرِفَكَ وقد تَعارَفَ القومُ أَي عرف بعضهُم بعضاً وأَما الذي جاء في حديث اللُّقَطةِ فإن جاء من يَعْتَرِفُها فمعناه معرفتُه إياها بصفتها وإن لم يرَها في يدك يقال عرَّف فلان الضالَّة أَي ذكرَها وطلبَ من يَعْرِفها فجاء رجل يعترفها أَي يصفها بصفة يُعْلِم أَنه صاحبها وفي حديث ابن مسعود فيقال لهم هل تَعْرِفون ربَّكم ؟ فيقولون إذا اعْترَف لنا عرَفناه أَي إذا وصَف نفسه بصفة نُحَقِّقُه بها عرفناه واستَعرَف إليه انتسب له ليَعْرِفَه وتَعرَّفه المكانَ وفيه تأَمَّله به أَنشد سيبويه وقالوا تَعَرَّفْها المَنازِلَ مِن مِنًى وما كلُّ مَنْ وافَى مِنًى أَنا عارِفُ وقوله عز وجل وإذ أَسَرَّ النبيُّ إلى بعض أَزواجه حديثاً فلما نبَّأَتْ به وأَظهره اللّه عليه عرَّف بعضَه وأَعرض عن بعض وقرئ عرَفَ بعضه بالتخفيف قال الفراء من قرأَ عرَّف بالتشديد فمعناه أَنه عرّف حَفْصةَ بعْضَ الحديث وترَك بعضاً قال وكأَنَّ من قرأَ بالتخفيف أَراد غَضِبَ من ذلك وجازى عليه كما تقول للرجل يُسيء إليك واللّه لأَعْرِفنَّ لك ذلك قال وقد لعَمْري جازَى حفصةَ بطلاقِها وقال الفرَّاء وهو وجه حسن قرأَ بذلك أَبو عبد الرحمن السُّلَمِيّ قال الأَزهري وقرأَ الكسائي والأَعمش عن أَبي بكر عن عاصم عرَف بعضَه خفيفة وقرأَ حمزة ونافع وابن كثير وأَبو عمرو وابن عامر اليَحْصُبي عرَّف بعضه بالتشديد وفي حديث عَوْف بن مالك لتَرُدَّنّه أَو لأُعَرِّفَنَّكَها عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أَي لأُجازِينَّك بها حتى تَعرِف سوء صنيعك وهي كلمة تقال عند التهديد والوعيد ويقال للحازِي عَرَّافٌ وللقُناقِن عَرَّاف وللطَبيب عَرَّاف لمعرفة كل منهم بعلْمِه والعرّافُ الكاهن قال عُرْوة بن حِزام فقلت لعَرّافِ اليَمامة داوِني فإنَّكَ إن أَبرأْتَني لَطبِيبُ وفي الحديث من أَتى عَرَّافاً أَو كاهِناً فقد كفَر بما أُنزل على محمد صلى اللّه عليه وسلم أَراد بالعَرَّاف المُنَجِّم أَو الحازِيَ الذي يدَّعي علم الغيب الذي استأْثر اللّه بعلمه والمَعارِفُ الوجُوه والمَعْروف الوجه لأَن الإنسان يُعرف به قال أَبو كبير الهذلي مُتَكَوِّرِين على المَعارِفِ بَيْنَهم ضَرْبٌ كَتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجَلِ والمِعْراف واحد والمَعارِف محاسن الوجه وهو من ذلك وامرأَة حَسَنةُ المعارِف أَي الوجه وما يظهر منها واحدها مَعْرَف قال الراعي مُتَلفِّمِين على مَعارِفِنا نَثْني لَهُنَّ حَواشِيَ العَصْبِ ومعارفُ الأَرض أَوجُهها وما عُرِفَ منها وعَرِيفُ القوم سيّدهم والعَريفُ القيّم والسيد لمعرفته بسياسة القوم وبه فسر بعضهم بيت طَرِيف العَنْبري وقد تقدَّم وقد عَرَفَ عليهم يَعْرُف عِرافة والعَريفُ النَّقِيب وهو دون الرئيس والجمع عُرَفاء تقول منه عَرُف فلان بالضم عَرافة مثل خَطُب خَطابة أَي صار عريفاً وإذا أَردت أَنه عَمِلَ ذلك قلت عَرف فلان علينا سِنين يعرُف عِرافة مثال كتَب يكتُب كِتابة وفي الحديث العِرافةُ حَقٌّ والعُرفاء في النار قال ابن الأَثير العُرفاء جمع عريف وهو القَيِّم بأُمور القبيلة أَو الجماعة من الناس يَلي أُمورهم ويتعرَّف الأَميرُ منه أَحوالَهُم فَعِيل بمعنى فاعل والعِرافةُ عَملُه وقوله العِرافة حقّ أَي فيها مَصلحة للناس ورِفْق في أُمورهم وأَحوالهم وقوله العرفاء في النار تحذير من التعرُّض للرِّياسة لما ذلك من الفتنة فإنه إذا لم يقم بحقه أَثمَ واستحق العقوبة ومنه حديث طاووس أنه سأَل ابن عباس رضي اللّه عنهما ما معنى قول الناس أَهْلُ القرآن عُرفاء أَهل الجنة ؟ فقال رُؤساء أَهل الجنة وقال علقمة بن عَبْدَة بل كلُّ حيّ وإن عَزُّوا وإن كَرُموا عَرِيفُهم بأَثافي الشَّرِّ مَرْجُومُ والعُرْف بالضم والعِرْف بالكسر الصبْرُ قال أَبو دَهْبَل الجُمَحِيُّ قل لابْن قَيْسٍ أَخي الرُّقَيَّاتِ ما أَحْسَنَ العُِرْفَ في المُصِيباتِ وعرَفَ للأَمر واعْتَرَفَ صَبَر قال قيس بن ذَرِيح فيا قَلْبُ صَبْراً واعْتِرافاً لِما تَرى ويا حُبَّها قَعْ بالذي أَنْتَ واقِعُ والعارِفُ والعَرُوف والعَرُوفةُ الصابر ونَفْس عَروف حامِلة صَبُور إِذا حُمِلَتْ على أَمر احتَمَلَتْه وأَنشد ابن الأَعرابي فآبُوا بالنِّساء مُرَدَّفاتٍ عَوارِفَ بَعْدَ كِنٍّ وابْتِجاحِ أَراد أَنَّهن أَقْرَرْن بالذلّ بعد النعْمةِ ويروى وابْتِحاح من البُحبُوحةِ وهذا رواه ابن الأَعرابي ويقال نزلت به مُصِيبة فوُجِد صَبوراً عَروفاً قال الأَزهري ونفسه عارِفة بالهاء مثله قال عَنْترة وعَلِمْتُ أَن مَنِيَّتي إنْ تَأْتِني لا يُنْجِني منها الفِرارُ الأَسْرَعُ فصَبَرْتُ عارِفةً لذلك حُرَّةً تَرْسُو إذا نَفْسُ الجَبانِ تَطَلَّعُ تَرْسو تَثْبُتُ ولا تَطلَّع إلى الخَلْق كنفْس الجبان يقول حَبَسْتُ نَفْساً عارِفةً أَي صابرة ومنه قوله تعالى وبَلَغَتِ القُلوبُ الحَناجِر وأَنشد ابن بري لمُزاحِم العُقَيْلي وقفْتُ بها حتى تَعالَتْ بيَ الضُّحى ومَلَّ الوقوفَ المُبْرَياتُ العَوارِفُ المُّبرياتُ التي في أُنوفِها البُرة والعَوارِفُ الصُّبُر ويقال اعْترف فلان إذا ذَلَّ وانْقاد وأَنشد الفراء أَتَضْجَرينَ والمَطِيُّ مُعْتَرِفْ أَي تَعْرِف وتصْبر وذكَّر معترف لأَن لفظ المطيّ مذكر وعرَف بذَنْبه عُرْفاً واعْتَرَف أَقَرَّ وعرَف له أَقر أَنشد ثعلب عَرَفَ الحِسانُ لها غُلَيِّمةً تَسْعى مع الأَتْرابِ في إتْبِ وقال أعرابي ما أَعْرِفُ لأَحد يَصْرَعُني أَي لا أُقِرُّ به وفي حديث عمر أَطْرَدْنا المعترِفين هم الذين يُقِرُّون على أَنفسهم بما يجب عليهم فيه الحدّ والتعْزيز يقال أَطْرَدَه السلطان وطَرَّده إذا أَخرجه عن بلده وطرَدَه إذا أَبْعَده ويروى اطْرُدُوا المعترفين كأَنه كره لهم ذلك وأَحبّ أَن يستروه على أَنفسهم والعُرْفُ الاسم من الاعْتِرافِ ومنه قولهم له عليّ أَلْفٌ عُرْفاً أَي اعتِرافاً وهو توكيد ويقال أَتَيْتُ مُتنكِّراً ثم اسْتَعْرَفْتُ أَي عرَّفْته من أَنا قال مُزاحِمٌ العُقَيْلي فاسْتَعْرِفا ثم قُولا إنَّ ذا رَحِمٍ هَيْمان كَلَّفَنا من شأْنِكُم عَسِرا فإنْ بَغَتْ آيةً تَسْتَعْرِفانِ بها يوماً فقُولا لها العُودُ الذي اخْتُضِرا والمَعْرُوف ضدُّ المُنْكَر والعُرْفُ ضدّ النُّكْر يقال أَوْلاه عُرفاً أَي مَعْروفاً والمَعْروف والعارفةُ خلاف النُّكر والعُرْفُ والمعروف الجُود وقيل هو اسم ما تبْذُلُه وتُسْديه وحرَّك الشاعر ثانيه فقال إنّ ابنَ زَيْدٍ لا زالَ مُسْتَعْمِلاً للخَيْرِ يُفْشِي في مِصْرِه العُرُفا والمَعْروف كالعُرْف وقوله تعالى وصاحِبْهما في الدنيا معروفاً أَي مصاحباً معروفاً قال الزجاج المعروف هنا ما يُستحسن من الأَفعال وقوله تعالى وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف قيل في التفسير المعروف الكسْوة والدِّثار وأَن لا يقصّر الرجل في نفقة المرأَة التي تُرْضع ولده إذا كانت والدته لأَن الوالدة أَرْأَفُ بولدها من غيرها وحقُّ كل واحد منهما أَن يأْتمر في الولد بمعروف وقوله عز وجل والمُرْسَلات عُرْفاً قال بعض المفسرين فيها إنها أُرْسِلَت بالعُرف والإحسان وقيل يعني الملائكة أُرسلوا للمعروف والإحسان والعُرْفُ والعارِفة والمَعروفُ واحد ضد النكر وهو كلُّ ما تَعْرِفه النفس من الخيْر وتَبْسَأُ به وتَطمئنّ إليه وقيل هي الملائكة أُرسلت مُتتابعة يقال هو مُستعار من عُرْف الفرس أَي يتتابَعون كعُرْف الفرس وفي حديث كعْب بن عُجْرةَ جاؤوا كأَنَّهم عُرْف أَي يتْبَع بعضهم بعضاً وقرئت عُرْفاً وعُرُفاً والمعنى واحد وقيل المرسلات هي الرسل وقد تكرَّر ذكر المعروف في الحديث وهو اسم جامع لكل ما عُرف ما طاعة اللّه والتقرّب إليه والإحسان إلى الناس وكل ما ندَب إليه الشرعُ ونهى عنه من المُحَسَّنات والمُقَبَّحات وهو من الصفات الغالبة أَي أَمْر مَعْروف بين الناس إذا رأَوْه لا يُنكرونه والمعروف النَّصَفةُ وحُسْن الصُّحْبةِ مع الأَهل وغيرهم من الناس والمُنكَر ضدّ ذلك جميعه وفي الحديث أَهل المعروف في الدنيا هم أَهل المعروف في الآخرة أَي مَن بذل معروفه للناس في الدنيا آتاه اللّه جزاء مَعروفه في الآخرة وقيل أَراد مَن بذل جاهَه لأَصحاب الجَرائم التي لا تبلُغ الحُدود فيَشفع فيهم شفَّعه اللّه في أَهل التوحيد في الآخرة وروي عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في معناه قال يأْتي أَصحاب المعروف في الدنيا يوم القيامة فيُغْفر لهم بمعروفهم وتَبْقى حسناتُهم جامّة فيُعطونها لمن زادت سيئاته على حسناته فيغفر له ويدخل الجنة فيجتمع لهم الإحسان إلى الناس في الدنيا والآخرة وقوله أَنشده ثعلب وما خَيْرُ مَعْرُوفِ الفَتَى في شَبابِه إذا لم يَزِدْه الشَّيْبُ حِينَ يَشِيبُ قال ابن سيده قد يكون من المعروف الذي هو ضِد المنكر ومن المعروف الذي هو الجود ويقال للرجل إذا ولَّى عنك بِوده قد هاجت مَعارِفُ فلان ومَعارِفُه ما كنت تَعْرِفُه من ضَنِّه بك ومعنى هاجت أَي يبِست كما يَهيج النبات إذا يبس والعَرْفُ الرّيح طيّبة كانت أَو خبيثة يقال ما أَطْيَبَ عَرْفَه وفي المثل لا يعْجِز مَسْكُ السَّوْء عن عَرْفِ السَّوْء قال ابن سيده العَرف الرائحة الطيبة والمُنْتِنة قال ثَناء كعَرْفِ الطِّيبِ يُهْدَى لأَهْلِه وليس له إلا بني خالِدٍ أَهْلُ وقال البُرَيق الهُذلي في النَّتن فَلَعَمْرُ عَرْفِك ذي الصُّماحِ كما عَصَبَ السِّفارُ بغَضْبَةِ اللِّهْمِ وعَرَّفَه طَيَّبَه وزَيَّنَه والتعْرِيفُ التطْييبُ من العَرْف وقوله تعالى ويُدخِلهم الجنة عرَّفها لهم أَي طَيَّبها قال الشاعر يمدح رجلاً عَرُفْتَ كإتْبٍ عَرَّفَتْه اللطائمُ يقول كما عَرُفَ الإتْبُ وهو البقِيرُ قال الفراء يعرفون مَنازِلهم إذا دخلوها حتى يكون أَحدهم أَعْرَف بمنزله إذا رجع من الجمعة إلى أَهله قال الأَزهري هذا قول جماعة من المفسرين وقد قال بعض اللغويين عرَّفها لهم أَي طيَّبها يقال طعام معرَّف أَي مُطيَّب قال الأَصمعي في قول الأَسود ابن يَعْفُرَ يَهْجُوَ عقال بن محمد بن سُفين فتُدْخلُ أَيْدٍ في حَناجِرَ أُقْنِعَتْ لِعادَتِها من الخَزِيرِ المُعَرَّفِ قال أُقْنِعَتْ أَي مُدَّت ورُفِعَت للفم قال وقال بعضهم في قوله عَرَّفها لهم قال هو وضعك الطعام بعضَه على بعض ابن الأَعرابي عَرُف الرجلُ إذا أَكثر من الطِّيب وعَرِفَ إذا ترَكَ الطِّيب وفي الحديث من فعل كذا وكذا لم يجد عَرْف الجنة أَي ريحَها الطيِّبة وفي حديث عليّ رضي اللّه عنه حبَّذا أَرض الكوفة أَرضٌ سَواء سَهلة معروفة أَي طيّبة العَرْفِ فأَما الذي ورد في الحديث تَعَرَّفْ إلى اللّه في الرَّخاء يَعْرِفْك في الشدَّة فإنَّ معناه أَي اجعله يَعْرِفُكَ بطاعتِه والعَمَلِ فيما أَوْلاك من نِعمته فإنه يُجازِيك عند الشدَّة والحاجة إليه في الدنيا والآخرة وعرَّف طَعامه أَكثر أُدْمَه وعرَّف رأْسه بالدُّهْن رَوَّاه وطارَ القَطا عُرْفاً عُرْفاً بعضُها خلْف بعض وعُرْف الدِّيك والفَرَس والدابة وغيرها مَنْبِتُ الشعر والرِّيش من العُنق واستعمله الأَصمعي في الإنسان فقال جاء فلان مُبْرَئلاً للشَّرِّ أَي نافِشاً عُرفه والجمع أَعْراف وعُروف والمَعْرَفة بالفتح مَنْبِت عُرْف الفرس من الناصية إلى المِنْسَج وقيل هو اللحم الذي ينبت عليه العُرْف وأَعْرَفَ الفَرسُ طال عُرفه واعْرَورَفَ صار ذا عُرف وعَرَفْتُ الفرس جزَزْتُ عُرْفَه وفي حديث ابن جُبَير ما أَكلت لحماً أَطيَبَ من مَعْرَفة البِرْذَوْن أَي مَنْبت عُرْفه من رَقَبته وسَنام أَعْرَفُ طويل ذو عُرْف قال يزيد بن الأَعور الشني مُسْتَحْملاً أَعْرَفَ قد تَبَنَّى وناقة عَرْفاء مُشْرِفةُ السَّنام وناقة عرفاء إذا كانت مذكَّرة تُشبه الجمال وقيل لها عَرْفاء لطُول عُرْفها والضَّبُع يقال لها عَرْفاء لطول عُرفها وكثرة شعرها وأَنشد ابن بري للشنْفَرَى ولي دُونكم أَهْلون سِيدٌ عَمَلَّسٌ وأَرْقَطُ زُهْلُولٌ وعَرْفاء جَيأَلُ وقال الكميت لها راعِيا سُوءٍ مُضِيعانِ منهما أَبو جَعْدةَ العادِي وعَرْفاء جَيْأَلُ وضَبُع عَرفاء ذات عُرْف وقيل كثيرة شعر العرف وشيء أَعْرَفُ له عُرْف واعْرَوْرَفَ البحرُ والسيْلُ تراكَم مَوْجُه وارْتَفع فصار له كالعُرف واعْرَوْرَفَ الدَّمُ إذا صار له من الزبَد شبه العرف قال الهذلي يصف طَعْنَة فارتْ بدم غالب مُسْتَنَّة سَنَنَ الفُلُوّ مرِشّة تَنْفِي التُّرابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ( * قوله « الفلوّ » بالفاء المهر ووقع في مادتي قحز ورشّ بالغين )
واعْرَوْرَفَ فلان للشرّ كقولك اجْثَأَلَّ وتَشَذَّرَ أَي تهيَّاَ وعُرْف الرمْل والجبَل وكلّ عالٍ ظهره وأَعاليه والجمع أَعْراف وعِرَفَة
( * قوله « وعرفة » كذا ضبط في الأصل بكسر ففتح ) وقوله تعالى وعلى الأَعْراف رِجال الأَعراف في اللغة جمع عُرْف وهو كل عال مرتفع قال الزجاج الأَعْرافُ أَعالي السُّور قال بعض المفسرين الأعراف أَعالي سُور بين أَهل الجنة وأَهل النار واختلف في أَصحاب الأَعراف فقيل هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فلم يستحقوا الجنة بالحسنات ولا النار بالسيئات فكانوا على الحِجاب الذي بين الجنة والنار قال ويجوز أَن يكون معناه واللّه أَعلم على الأَعراف على معرفة أَهل الجنة وأَهل النار هؤلاء الرجال فقال قوم ما ذكرنا أَن اللّه تعالى يدخلهم الجنة وقيل أَصحاب الأعراف أَنبياء وقيل ملائكة ومعرفتهم كلاً بسيماهم أَنهم يعرفون أَصحاب الجنة بأَن سيماهم إسفار الوجُوه والضحك والاستبشار كما قال تعالى وجوه يومئذ مُسْفرة ضاحكة مُستبشرة ويعرِفون أَصحاب النار بسيماهم وسيماهم سواد الوجوه وغُبرتها كما قال تعالى يوم تبيضُّ وجوه وتسودّ وجوه ووجوه يومئذ عليها غَبَرة ترهَقها قترة قال أَبو إسحق ويجوز أَن يكون جمعه على الأَعراف على أَهل الجنة وأَهل النار وجبَل أَعْرَفُ له كالعُرْف وعُرْفُ الأَرض ما ارتفع منها والجمع أَعراف وأَعراف الرِّياح والسحاب أَوائلها وأَعاليها واحدها عُرْفٌ وحَزْنٌ أَعْرَفُ مرتفع والأَعرافُ الحَرْث الذي يكون على الفُلْجانِ والقَوائدِ والعَرْفةُ قُرحة تخرج في بياض الكف وقد عُرِف وهو مَعْروف أَصابته العَرْفةُ والعُرْفُ شجر الأُتْرُجّ والعُرف النخل إذا بلغ الإطْعام وقيل النخلة أَوَّل ما تطعم والعُرْفُ والعُرَفُ ضرب من النخل بالبحرَيْن والأعراف ضرب من النخل أَيضاً وهو البُرْشُوم وأَنشد بعضهم نَغْرِسُ فيها الزَّادَ والأَعْرافا والنائحي مسْدفاً اسُدافا
( * قوله « والنائحي إلخ » كذا بالأصل )
وقال أَبو عمرو إذا كانت النخلة باكوراً فهي عُرْف والعَرْفُ نَبْت ليس بحمض ولا عِضاه وهو الثُّمام والعُرُفَّانُ والعِرِفَّانُ دُوَيْبّةٌ صغيرة تكون في الرَّمْل رمْلِ عالِج أَو رمال الدَّهْناء وقال أَبو حنيفة العُرُفَّان جُنْدَب ضخم مثل الجَرادة له عُرف ولا يكون إلا في رِمْثةٍ أَو عُنْظُوانةٍ وعُرُفَّانُ جبل وعِرِفَّان والعِرِفَّانُ اسم وعَرَفةُ وعَرَفاتٌ موضع بمكة معرفة كأَنهم جعلوا كل موضع منها عرفةَ ويومُ عرفةَ غير منوّن ولا يقال العَرفةُ ولا تدخله الأَلف واللام قال سيبويه عَرفاتٌ مصروفة في كتاب اللّه تعالى وهي معرفة والدليل على ذلك قول العرب هذه عَرفاتٌ مُبارَكاً فيها وهذه عرفات حسَنةً قال ويدلك على معرفتها أَنك لا تُدخل فيها أَلفاً ولاماً وإنما عرفات بمنزلة أَبانَيْنِ وبمنزلة جمع ولو كانت عرفاتٌ نكرة لكانت إذاً عرفاتٌ في غير موضع قيل سمي عَرفةَ لأَن الناس يتعارفون به وقيل سمي عَرفةَ لأَن جبريل عليه السلام طاف بإبراهيم عليه السلام فكان يريه المَشاهِد فيقول له أَعرفْتَ أَعرفت ؟ فيقول إبراهيم عرفت عرفت وقيل لأَنّ آدم صلى اللّه على نبينا وعليه السلام لما هبط من الجنة وكان من فراقه حوَّاء ما كان فلقيها في ذلك الموضع عَرَفها وعرَفَتْه والتعْريفُ الوقوف بعرفات ومنه قول ابن دُرَيْد ثم أَتى التعْريفَ يَقْرُو مُخْبِتاً تقديره ثم أَتى موضع التعريف فحذف المضاف وأَقام المضاف إليه مقامه وعَرَّف القومُ وقفوا بعرفة قال أَوْسُ بن مَغْراء ولا يَريمون للتعْرِيفِ مَوْقِفَهم حتى يُقال أَجيزُوا آلَ صَفْوانا
( * قوله « صفوانا » هو هكذا في الأصل واستصوبه المجد في مادة صوف راداً على الجوهري )
وهو المُعَرَّفُ للمَوْقِف بعَرَفات وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما ثم مَحِلُّها إلى البيت العتيق وذلك بعد المُعَرَّفِ يريد بعد الوُقوف بعرفةَ والمُعَرَّفُ في الأَصل موضع التعْريف ويكون بمعنى المفعول قال الجوهري وعَرَفات موضع بِمنًى وهو اسم في لفظ الجمع فلا يُجْمع قال الفراء ولا واحد له بصحة وقول الناس نزلنا بعَرفة شَبيه بمولَّد وليس بعربي مَحْض وهي مَعْرِفة وإن كان جمعاً لأَن الأَماكن لا تزول فصار كالشيء الواحد وخالف الزيدِين تقول هؤلاء عرفاتٌ حسَنةً تَنْصِب النعتَ لأَنه نكِرة وهي مصروفة قال اللّه تعالى فإذا أَفَضْتُم من عَرفاتٍ قال الأَخفش إنما صرفت لأَن التاء صارت بمنزلة الياء والواو في مُسلِمين ومسلمون لأنه تذكيره وصار التنوين بمنزلة النون فلما سمي به تُرِك على حاله كما تُرِك مسلمون إذا سمي به على حاله وكذلك القول في أَذْرِعاتٍ وعاناتٍ وعُرَيْتِنات والعُرَفُ مَواضِع منها عُرفةُ ساقٍ وعُرْفةُ الأَملَحِ وعُرْفةُ صارةَ والعُرُفُ موضع وقيل جبل قال الكميت أَهاجَكَ بالعُرُفِ المَنْزِلُ وما أَنْتَ والطَّلَلُ المُحْوِلُ ؟
( * قوله « أهاجك » في الصحاح ومعجم ياقوت أأبكاك )
واستشهد الجوهري بهذا البيت على قوله العُرْف والعُرُفُ الرمل المرتفع قال وهو مثل عُسْر وعُسُر وكذلك العُرفةُ والجمع عُرَف وأَعْراف والعُرْفَتانِ ببلاد بني أَسد وأَما قوله أَنشده يعقوب في البدل وما كنْت ممّنْ عَرَّفَ الشَّرَّ بينهم ولا حين جَدّ الجِدُّ ممّن تَغَيَّبا فليس عرَّف فيه من هذا الباب إنما أَراد أَرَّث فأَبدل الأَلف لمكان الهمزة عيْناً وأَبدل الثاء فاء ومَعْروف اسم فرس الزُّبَيْر بن العوّام شهد عليه حُنَيْناً ومعروف أَيضاً اسم فرس سلمةَ بن هِند الغاضِريّ من بني أَسد وفيه يقول أُكَفِّئُ مَعْرُوفاً عليهم كأَنه إذا ازْوَرَّ من وَقْعِ الأَسِنَّةِ أَحْرَدُ ومَعْرُوف وادٍ لهم أَنشد أَبو حنيفة وحتى سَرَتْ بَعْدَ الكَرى في لَوِيِّهِ أَساريعُ مَعْروفٍ وصَرَّتْ جَنادِبُهْ وذكر في ترجمة عزف أَن جاريتين كانتا تُغَنِّيان بما تَعازَفَت الأَنصار يوم بُعاث قال وتروى بالراء المهملة أَي تَفاخَرَتْ
عرصف
العِرْصافُ العَقَبُ المُسْتَطِيل وأَكثر ما يعني به عقَبُ المتْنين والجَنْبَيْن وكل خُصْلة من سَرَعان المتْنَيْن عِرْصاف وعِرْفاص قال الأَزهري سمعته من العرب وعَرْصَف الشيءَ جَذَبه والعَراصِيفُ في الرَّحْل كالعَصافِير والواحد عُرْصُوف قال يعقوب ومنه يقال اقْطَعْ عَراصيفه ولم يفسره وعِرْصافُ الإكاف وعُرْصُوفُه وعُصْفُوره قطعة خشب مشدودةٌ بين الحِنْوَين المُقَدَّمين والعِرْصافُ الخصْلةُ من العَقَب التي يُشَدُّ بها على قُبة الهودج والعِرْصاف والعِرفاص السَّوط من العقَب والعَراصِيفُ ما على السَّناسِن كالعَصافير قال ابن سيده وأَرى العرافِيص فيه لغة الأَزهري العراصِيفُ أَربعة أَوتاد يجمعن بين رؤوس أَحناء الرَّحل في رأْس كل حِنْو من ذلك وتدان مَشْدودان بعَقب أَو بجلود الإبل وفيه الظَّلِفات يَعْدِلون الحنْو بالعُرصُوفِ وعَرَاصيفُ القتب عَصافِيرُه والعَراصيف الخشب الذي تشدّ به رؤوس الأَحْناء وتضم به قال الأَصمعي في الرحل العراصيفُ وهي الخَشبتانِ اللتان تُشدَّان بين واسط الرحْل وأَخَرَته يميناً وشمالاً
عزف
عَزَفَ يَعْزفُ عَزْفاً لها والمَعازِفُ المَلاهي واحدها مِعْزَف ومِعْزَفة وعزف الرجل يَعزِفُ إذا أَقام في الأَكل والشرب وقيل واحد المعازِف عَزْفٌ على غير قياس ونظيره ملامحُ ومَشابِهُ في جمع شَبه ولمْحَة والمَلاعبُ التي يُضْرب بها يقولون للواحد عَزْف والجمع معازِفُ رواية عن العرب فإذا أُفرد المِعْزَفُ فهو ضَرْب من الطَّنابير ويتخذه أَهل اليمن وغيرُهم يجعل العُود مِعْزفاً وعَزْفُ الدُّفِّ صوتُه وفي حديث عمر أَنه مرَّ بعَزْف دُفٍّ فقال ما هذا ؟ قالوا خِتان فسكت العَزْفُ اللَّعِبُ بالمَعازِف وهي الدُّفُوف وغيرها مما يُضرب قال الراجز للخَوْتَعِ الأَزرَقِ فيها صاهْل عَزْفٌ كعَزْفِ الدُّفِّ والجلاجِلْ وكل لَعِب عَزْفٌ وفي حديث أُم زَرْع إذا سَمِعْنَ صوتَ المعازِف أَيْقَنَّ أَنهنَّ هَوالِكُ والعازِفُ اللاعِبُ بها والمُغَني وقد عَزَفَ عَزْفاً وفي الحديث أَنَّ جارِيَتَين كانتا تُغَنِّيان بما تعازفت الأَنصار يوم بُعاثَ أَي بما تناشدت من الأَراجيز فيه وهو من العَزيف الصوْت وروي بالراء أَي تَفاخرَتْ ويروى تَقاذفَت وتَقارَفَت وعَزَفتِ الجنُّ تَعزِفُ عَزْفاً وعَزيفاً صوَتت ولَعِبَت قال ذو الرمة عَزِيف كتَضْرابِ المُغَنِّين بالطَّبْل ورجل عَزُوفٌ عن اللَّهْو إذا لم يَشْتَهه وعَزُوف عن النساء إذا لم يَصْبُ إليهنَّ قال الفرزدق يُخاطب نفسه عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ وما كِدْتَ تَعْزِفُ وأَنْكَرْتَ مِن حَدْراء ما كنتَ تعرِفُ وقول مليح هِرْكَوْلة ليسَتْ من العَشانِقِ ولا العَزِيفاتِ ولا المَعانِقِ وعزَفَتِ القوْسِ عَزْفاً وعزيفاً صوَّتت عن أَبي حنيفة والعَزِيفُ صوت الرِّمال إذا هَبَّت بها الرِّياح وعَزْفُ الرِّياح أَصواتها وأَعزَفَ سمع عَزيفَ الرِّياح والرِّمال وعَزِيفُ الرياحِ ما يسمع من دوِيِّها والعَزْفُ والعَزِيفُ صوت في الرمل لا يُدْرَى ما هو وقيل هو وُقوعُ بعضِه على بعض ورمل عازِف وعَزّاف مُصوِّت والعرب تجعل العَزيف أَصوات الجِنّ وفي ذلك يقول قائلهم وإني لأَجْتابُ الفَلاةَ وبَينها عَوازِفُ جِنّانٍ وهامٌ صَواخِدُ وهو العزفُ أَيضاً وقد عَزَفت الجنّ تَعْزِفُ بالكسر عزيفاً وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما كانت الجنُّ تَعزِف الليلَ كلّه بين الصَّفا والمروة عَزيفُ الجنّ جَرْسُ أَصواتها وقيل هو صوت يسمع بالليل كالطبل وقيل هو صوت الرِّياح في الجوِّ فتَوهَّمَه أَهل البادية صوتَ الجنّ والعزَّاف رمل لبني سعد صفة غالبة مشتق من ذلك ويسمى أَبْرَقَ العَزَّاف وسَحاب عَزَّاف يُسمع منه عَزِيفُ الرَّعْد وهو دَوِيُّه وأَنشد الأَصمعي لجَندل بن المُثَنَّى يا رَبُّ رَبَّ المُسلِمِين بالسُّوَرْ لا تَسْقِه صَيِّبَ عزَّافٍ جُؤَرْ قال ومطَر عزَّاف مُجَلْجِل وروى الفارسي هذا البيت عَزَّاف بالزاي ورواية ابن السكيت غَرّاف وعَزَفَت نفسي عن الشيء تَعْزِفُ وتَعْزُف عَزْفاً وعُزُوفاً تركَتْه بعد إعْجابها وزَهِدَتْ فيه وانْصرفت عنه وعزَفت نفْسُه أَي سَلَتْ وفي حديث حارثةَ عزَفتْ نفسِي عن الدُّنيا أَي عافتْها وكَرِهَتها ويروى عَزَفْتُ بضم التاء أَي منعتُها وصَرَفْتها وقولُ أَمية بن أَبي عائذ الهذلي وقِدْماً تَعَلَّقْتُ أُمَّ الصَّبِيْ يِ مِنِّي على عُزُفٍ واكْتِهال أَراد عُزوف فحذف والعَزُوف الذي لا يكاد يَثْبُت على خُلَّة قال أَلم تَعْلَمِي أَني عَزُوفٌ على الهَوى إذا صاحبي في غير شيء تَعَصَّبا ؟ واعْزَوْزَفَ للشرِّ تهيّأَ عن اللحياني والعزَّافُ جبَل من جِبال الدَّهْناء والعُزف الحمام الطُّورانِيَّة في قول الشماخ حتى استَغاثَ بأَحْوَى فَوْقَه حُبُكٌ يَدْعُو هَديلاً به العُزْفُ العَزاهِيلُ وهي المُهْمَلةُ والعُزْف التي لها صوت وهَدير
عسف
العَسْفُ السَّير بغير هداية والأخْذُ على غير الطريق وكذلك التَّعَسُّفُ والاعْتِسافُ والعَسْف رُكوب المَفازَةِ وقطْعُها بغير قَصْد ولا هِداية ولا تَوَخِّي صَوْب ولا طَريق مَسْلوك يقال اعْتسف الطريقَ اعتِسافاً إذا قَطَعَه دون صوْب تَوَخّاه فأَصابه والتعسِيفُ السَّيْرُ على غير عَلَم ولا أَثرٍ وعَسَفَ المَفازةَ قَطَعَها كذلك ومنه قيل رجل عَسوفٌ إذا لم يَقْصِد الحقِّ وقول كثيِّر عَسُوق بأَجْواز الفَلا حِمْيَريّة العَسُوف التي تمرّ على غير هداية فتركب رأْسها في السير ولا يَثْنيها شيء والعَسْفُ ركوب الأَمر بلا تدبير ولا رَويّة عسَفَه يَعْسِفُه عَسْفاً وتَعَسَّفَه واعْتَسَفه قال ذو الرمة قد أَعْسِفُ النَّازِحَ المَجْهُولَ مَعْسِفُه في ظِلِّ أَغْضَفَ يَدْعُو هامَه البُومُ ويروى في ظل أَخْضَر وأَنشد ابن الأَعرابي وعَسَفَتْ مَعاطِناً لم تَدْثُر مدح إبلاً فقال إذا ثبتت ثَفناتُها في الأَرض بَقِيَت آثارُها فيها ظاهرة لم تدْثُر قال وقيل ترد الظِّمء الثاني وأَثَرُ ثفناتها الأَوَّل في الأَرض ومَعاطِنُها لم تدْثُر وقال ذو الرمة ورَدْتُ اعْتِسافاً والثُّرَيّا كأَنها على هامةِ الرأْس ابن ماءٍ مُحَلِّقُ وقال أَيضاً يَعْتَسِفانِ الليلَ ذا الحُيودِ أَمّاً بكلِّ كوْكَبٍ حَريدِ( * قوله « الحيود » كذا في الأصل هنا وتقدم للمؤلف في مادة حرد السدود )
وعسَف فلان فلاناً عَسْفاً ظلَمه وعسَف السلطانُ يَعْسِفُ واعْتَسَف وتعَسَّفَ ظلَم وهو من ذلك وفي الحديث لا تبلُغ شفاعتي إماماً عَسُوفاً أَي جائراً ظلُوماً والعَسْف في الأَصل أَن يأْخذ المسافر على غير طريق ولا جادّة ولا عَلَم فنقل إلى الظُّلم والجَوْر وتعسَّف فلام فلاناً إذا ركبه بالظلم ولم يُنْصِفه ورجل عَسُوف إذا كان ظلوماً والعَسِيفُ الأَجيرُ المُسْتهانُ به وفي حديث أَبي هريرة رضي اللّه عنه أَن رجلاً جاء إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال إنَّ ابْني كان عَسِيفاً على رجل كان معه وإنه زنى بامرأَته أَي كان أَجيراً والعُسَفاء الأُجَراء وقيل العَسِيفُ الممْلوك المُسْتهان به قال نبيه بن الحجّاج أَطَعْتُ النفْسَ في الشَّهَواتِ حتى أَعادَتْني عَسِيفاً عَبدَ عَبْدِ ويروى أَطعت العِرْس وهو فَعِيل بمعنى مفعول كأَسير أَو بمعنى فاعل كعليم من العَسْف الجَوْر والكفاية يقال هو يَعْسِفُهم أَي يَكْفِيهم وكم أَعْسِفُ عليك أَي كم أَعْمَل لك وقيل كل خادم عَسِيف وفي الحديث لا تقتلوا عَسِيفاً ولا أَسيفاً والأَسِيفُ العَبْدُ وقيل الشيخ الفاني وقيل هو الذي تشتريه بمالِه والجمع عُسَفاء على القياس وعِسَفةٌ على غير القياس وفي الحديث أَنه بَعث سَرِيّة فنَهى عن قتل العُسَفاء والوُصَفاء ويروى الأُسَفاء واعْتَسَفَه اتّخَذه عَسِيفاً وعسَف البعيرُ يَعْسِفُ عَسْفاً وعُسوفاً أَشرف على الموت من الغُدّة فهو عاسِف وقيل العَسْف أَن يَتَنَفّس حتى تَقْمُصَ حَنْجَرتُه أَي تَنْتفخ وأَما قول أَبي وجْزة السعْديّ واسْتَيْقَنَت أَنّ الصَّلِيفَ مُنْعَسِفْ فهو من عَسْفِ الحَنْجرة إذا قَمَصَت للموت وأَعْسَف الرجلُ إذا أَخذ بعيرَه العَسْفُ وهو نفَسُ الموت وناقة عاسِفٌ بغير هاء أَصابها ذلك والعُساف للإبل كالنِّزاع للإنسان قال الأَصمعي قلت لرجل من أهل البادية ما العُساف ؟ قال حين تَقمُص حَنجرتُه أَي ترجف من النفَس قال عامر بن الطفيل في قُرْزُل يوم الرَّقَم ونِعْم أَخُو الصُّعْلُوكِ أَمْسِ تَرَكْتُه بتَضْرُعَ يَمْري باليدينِ ويَعْسِف وأَعسَف الرجلُ إذا أَخذ غلامَه بعمَل شديد وأَعْسفَ إذا سار بالليل خَبطَ عَشْواء والعَسْفُ القَدَحُ الضخْم والعُسوفُ الأقْداح الكِبار وعُسْفانُ موضع وقد ذكر في الحديث قال ابن الأَثير هي قَرْية جامعة بين مكة والمدينة وقيل هي مَنْهلة من مَناهِل الطريق بين الجُحفة ومكة قال الشاعر يا خَلِيلَيَّ ارْبَعا واسْ تَخْبِرا رَسْماً بعُسفانْ والعَسّاف اسم رجل
عسقف
العَسْقَفةُ نَقِيضُ البكاء وقيل هو جُمود العين عن البكاء إذ أَراده أو هَمَّ به فلم يقدر عليه وقيل بكى فلان وعَسْقَف فلان إذا جَمَدَت عينُه فلم يَقدِر على البكاء
عشف
ابن الأَعرابي العُشوف الشجرة اليابسة ويقال للبعير إذا جيء به أَوَّل ما يُجاء به لا يأْكل القَتَّ ولا النَّوى إنه لمُعْشِف والمُعْشِف الذي عرِض عليه ما لم يكن يأْكل فلم يأْكله وأَكلْت طَعاماً فأَعْشَفْت عنه ولم يَهْنَأْني وإني لأَعْشِفُ هذا الطعام أَي أَقْذَرُه وأَكرهه وواللّه ما يُعْشَفُ لي الأَمْر القَبيح أَي ما يُعْرَفُ لي وقد رَكِبْتَ أَمراً ما كان يُعْشَفُ لك أَي ما كان يُعْرَفُ لك
عصف
العَصْفُ والعَصْفة والعَصِيفة والعُصافة عن اللحياني ما كان على ساق الزرع من الورق الذي يَيْبَسُ فَيَتَفَتَّتُ وقيل هو ورقه من غير أَن يُعَيَّن بيُبْس ولا غيره وقيل ورقه وما لا يؤكل وفي التنزيل والحبُّ ذو العَصْف والرَّيْحانُ يعني بالعصف ورق الزرع وما لا يؤكل منه وأَمّا الريحان فالرزق وما أُكل منه وقيل العَصف والعَصِيفةُ والعُصافة التّبْن وقيل هو ما على حبّ الحِنطة ونحوها من قُشور التبن وقال النضر العَصْف القَصِيل وقيل العصف بقل الزرع لأَن العرب تقول خرجنا نَعْصِفُ الزرع إذا قطعوا منه شيئاً قبل إدْراكه فذلك العَصْفُ والعَصْفُ والعَصِيفةُ ورق السُّنْبُل وقال بعضهم ذو العَصف يريد المأْكول من الحبّ والريحان الصحيح الذي يؤكل والعصْفُ والعَصِيف ما قُطِع منه وقيل هما ورق الزرع الذي يميل في أَسفله فتَجُزّه ليكون أَخفّ له وقيل العصْفُ ما جُزَّ من ورق الزرع وهو رَطْب فأُكل والعَصِيفةُ الورق المُجْتَمِع الذي يكون فيه السنبل والعَصف السُّنْبل وجمعه عُصوف وأَعْصَفَ الزرعُ طال عَصْفُه والعَصِيفةُ رؤوس سنبل الحِنْطة والعصف والعَصِيفة الورق الذي يَنْفَتح عن الثمرة والعُصافة ما سقط من السنبل كالتبن ونحوه أَبو العباس العَصْفانِ التِّبْنانِ والعُصوفُ الأَتْبانُ قال أَبو عبيدة العصف الذي يُعصف من الزرع فيؤكل وهو العصيفة وأَنشد لعَلْقَمة بن عَبْدَة تَسقِي مذانِبَ قد مالَتْ عَصِيفَتُها ويروى زالت عصيفتها أَي جُزَّ ثم يسقى ليعود ورقه ويقال أَعْصَف الزرع حان أَن يجزَّ وعَصَفْنا الزرع نَعْصِفُه أَي جززنا ورقه الذي يميل في أَسفله ليكون أخف للزرع وقيل جَزَزْنا ورقه قبل أَن يُدْرِك وإن لم يُفعل مالَ بالزرع وذكر اللّه تعالى في أَول هذه السورة ما دلَّ على وحدانيته من خَلْقِه الإنسان وتَعْلِيمه البيانَ ومن خلق الشمس والقمر والسماء والأَرض وما أَنبت فيها من رزقِ من خلق فيها من إنسيّ وبهيمة تبارك اللّه أَحسن الخالقين واسْتعْصفَ الزرعُ قَصَّب وعَصَفَه يَعْصِفُه عَصْفاً صرمَه من أَقْصابه وقوله تعالى كعَصْف مأَْكول له معنيان أَحدهما أَنه جعل أَصحاب الفيل كورق أُخذ ما فيه من الحبّ وبقي هو لا حب فيه والآخر أَنه أَراد أَنه جعلهم كعصف قد أَكله البهائم وروي عن سعيد بن جبير أَنه قال في قوله تعالى كعصف مأَكول قال هو الهَبُّور وهو الشعير النابت بالنبطية وقال أَبو العباس في قوله كعصف قال يقال فلان يَعْتَصِفُ إذا طلب الرزق وروي عن الحسن أَنه الزرع الذي أُكل حبه وبقي تِبْنه وأَنشد أَبو العباس محمد بن يزيد فصُيِّروا مِثْلَ كعَصْفٍ مأَْكولْ أَراد مثل عصف مأْكول فزاد الكاف لتأْكيد الشبه كما أَكده بزيادة الكاف في قوله تعالى ليس كمثله شيء إلا أنه في الآية أَدخل الحرف على الاسم وهو سائغ وفي البيت أَدخل الاسم وهو مثل على الحرف وهو الكاف فإن قال قائل بماذا جُرَّ عَصْف أَبالكاف التي تُجاوِرُه أَم بإضافة مثل إليه على أَنه فصل بين المضاف والمضاف إليه ؟ فالجواب أَن العصف في البيت لا يجوز أَن يكون مجروراً بغير الكاف وإن كانت زائدة يدُلّك على ذلك أَن الكاف في كل موضع تقع فيه زائدة لا تكون إلا جارَّة كما أَنَّ من وجميع حروف الجرّ في أَي موضع وقَعْن زوائد فلا بد من أَن يجررن ما بعدهن كقولك ما جاءني من أَحد ولست بقائم فكذلك الكاف في كعصف مأْكول هي الجارَّة للعصف وإن كانت زائدة على ما تقدَّم فإن قال قائل فمن أَيْنَ جاز للاسم أَن يدخل على الحرف في قوله مثل كعصف مأْكول ؟ فالجواب أَنه إنما جاز ذلك لما بين الكاف ومثل من المُضارَعة في المعنى فكما جاز لهم أَن يُدخلوا الكاف على الكاف في قوله وصالِياتٍ كَكما يُؤَثْفَينْ لمشابهته لمثل حتى كأَنه قال كمثل ما يؤثفين كذلك أَدخلوا أَيضاً مثلاً على الكاف في قوله مثل كعصف وجعلوا ذلك تنبيهاً على قوَّة الشبه بين الكاف ومثل ومَكان مُعْصِفٌ كثير الزرع وقيل كثير التبن عن اللحياني وأَنشد إذا جُمادَى مَنَعَت قَطْرها زانَ جَنابي عَطَنٌ مُعْصِفُ( * قوله « جنابي » بالجيم مفتوحة وبالباء هو الفناء وعطن بالنون وتقدم البيت في مادة جمد بلفظ زان جناني جمع الجنة ولعلّ الصواب ما هنا )
هكذا رواه وروايتنا مُغْضِف بالضاد المعجمة ونسب الجوهري هذا البيت لأَبي قيس بن الأَسلت الأَنصاري قال ابن بري هو لأُحَيْحةَ بن الجُلاح لا لأَبي قيس وعَصَفَتِ الرِّيحُ تَعْصِف عَصْفاً وعُصوفاً وهي ريح عاصِف وعاصِفةٌ ومُعْصِفَة وعَصوف وأَعْصفت في لغة أَسد وهي مُعصِف من رياح مَعاصِفَ ومَعاصِيفَ إذا اشتدَّت والعُصوف للرِّياح وفي التنزيل والعاصفاتِ عَصْفاً يعني الرياح والرّيحُ تَعْصِفُ ما مَرَّت عليه من جَوَلان التراب تمضي به وقد قيل إن العَصْف الذي هو التِّبْن مشتق منه لأَن الريح تعصف به قال ابن سيده وهذا ليس بقوي وفي الحديث كان إذا عَصَفَتِ الريحُ أَي إذا اشتدَّ هُبوبُها وريح عاصف شديدة الهُبوب والعُصافةُ ما عَصَفَت به الريح على لفظ عُصافة السُّنْبُل وقال الفراء في قوله تعالى أَعمالُهم كَرماد اشتدَّت به الريح في يوم عاصف قال فجعل العُصوف تابعاً لليوم في إعرابه وإنما العُصوف للرياح قال وذلك جائز على جهتين إحداهما أَن العُصوف وإن كان للريح فإن اليوم قد يوصف به لأَن الريح تكون فيه فجاز أَن يقال يوم عاصف كما يقال يوم بارد ويوم حارّ والبرد والحرّ فيهما والوجه الآخر أَن يريد في يوم عاصِف الريحِ فتحذف الريح لأَنها قد ذكرت في أَوَّل كلمة كما قال إذا جاء يومٌ مُظْلِمُ الشمسِ كاسِفُ يريد كاسِف الشمس فحذفه لأَنه قدم ذكره وقال الجوهري يوم عاصف أَي تَعْصِف فيه الريح وهو فاعل بمعنى مفعول فيه مثل قولهم لَيْلٌ نائمٌ وهَمٌّ ناصبٌ وجمع العاصِف عَواصِفُ والمُعْصِفاتُ الرِّياحُ التي تُثير السَّحاب والوَرَق وعَصْفَ الزَّرعِ والعَصْفُ والتعصُّف السُّرعة على التشبيه بذلك وأَعْصَفَتِ الناقةُ في السير أَسْرَعتْ فهي مُعْصفة وأَنشد ومن كلِّ مِسْحاجٍ إذا ابْتَلَّ لِيتُها تَخَلَّبَ منها ثائبٌ مُتَعَصِّفُ يعني العَرَق وأَعْصَفَ الفَرِسُ إذا مرَّ مرّاً سَريعاً لغة في أَحْصَف وحكى أَبو عبيدة أَعْصَف الرجل أَي هَلَك والعَصيفةُ الوَرقُ المجتمع الذي يكون فيه السُّنْبُل والعَصُوف السريعة من الإبل قال شمر ناقة عاصف وعَصُوفٌ سريعة قال الشمَّاخ فأَضْحَت بصَحْراء البَسِيطةِ عاصفاً تُوالي الحَصى سُمْرَ العُجاياتِ مُجْمِرَا وتُجْمَعُ الناقةُ العَصوفُ عُصُفاً قال رؤبة بعُصُفِ المَرِّ خِماصِ الأَقْصابْ يعني الأَمعاء وقال النضر إعْصافُ الإبل اسْتِدارتها حول البِئر حِرْصاً على الماء وهي تطحنُ التراب حوله وتُثِيره ونَعامة عَصُوفٌ سريعة وكذلك الناقة وهي التي تَعْصِفُ براكبها فتَمضي به والإعصاف الإهْلاك وأَعْصَف الرجلُ هلَك والحَرب تَعْصِف بالقوم تَذهَب بهم وتُهْلِكُهم قال الأَعشى في فَيْلَقٍ جَأْواء مَلْمُومةٍ تَعْصِف بالدَّارِعِ والحاسِر أَي تُهْلِكهما وأَعصَف الرجلُ جار عن الطريق قال المُفَضَّل إذا رمى الرجل غَرَضاً فصاف نبلُه قيل إن سهمك لعاصِفٌ قال وكلُّ مائل عاصِفٌ وقال كثِّير فَمَرّت بلَيْلٍ وهي شَدْفاء عاصِفٌ بمُنْخَرَقِ الدَّوداة مَرَّ الخَفَيدَدِ
( * قوله « الدوداة » كذا بالأصل مضبوطاً ومثله شرح القاموس وهي الجلبة والأرجوحة كما في القاموس وغيره وفي معجم ياقوت الدوداء بالمدّ موضع قرب المدينة ا ه وشكلت الدوداء فيه بالضم )
قال اللحياني هو يَعْصِفُ ويَعْتَصِفُ ويَصْرِفُ ويَصْطَرِف أَي يكسب وعَصَفَ يَعْصِفُ عَصْفاً واعتصَف كسَب وطلَب واحْتالَ وقيل هو كَسْبُه لأَهله والعَصْفُ الكسب ومنه قول العجاج قد يَكْسِبُ المالَ الهِدانُ الجافي بغَير ما عَصْفٍ ولا اصْطِرافِ والعُصُوفُ الكَدُّ
( * قوله « والعصوف الكد » عبارة القاموس وشرحه قال ابن الاعرابي العصوف الكدرة هكذا في سائر النسخ وفي العباب الكدر وفي اللسان الكد ) والعُصوفُ الخُمور
عطف
عَطَفَ يَعْطِفُ عَطْفاً انصرفَ ورجل عَطوف وعَطَّاف يَحْمِي المُنْهَزِمين وعطَف عليه يَعْطِفُ عَطفاً رجع عليه بما يكره أَو له بما يريد وتعطَّف عليه وصَلَه وبرَّه وتعطَّف على رَحِمه رَقَّ لها والعاطِفةُ الرَّحِم صفة غالبة ورجل عاطِف وعَطُوف عائد بفضله حَسَنُ الخُلُق قال الليث العطَّاف الرجل الحسَن الخُلُق العطوف على الناس بفضله وقول مُزاحم العُقَيْلي أَنشده ابن الأَعرابي وجْدِي به وجْد المُضِلِّ قَلُوصَه بنَخَلةَ لم تَعْطِفْ عليه العواطِفُ لم يفسر العواطف وعندي أَنه يريد الأَقْدار العَواطِفَ على الإنسان بما يُحِبُّ وعَطَفْت عليه أَشْفَقْت يقال ما يَثْنيني عليك عاطِفةٌ من رَحِم ولا قَرابة وتعطَّف عليه أَشْفَقَ وتعاطَفُوا أَي عطَف بعضهم على بعض واسْتَعطَفَه فعطَف وعَطف الشيءَ يَعْطِفُه عَطْفاً وعُطُوفاً فانعطَفَ وعطَّفه فتعطَّف حَناه وأَمالَه شدِّد للكثرة ويقال عطفْت رأْس الخشَبة فانْعطفَ أَي حَنَيْتُه فانْحنى وعطفْت أَي مِلْت والعَطائف القِسِيُّ واحدتها عَطِيفةٌ كما سَمَّوْها حَنِيّة وجمعها حَنيٌّ وقوس عَطوفٌ ومُعطَّفةٌ مَعْطوفةُ إحدى السِّيَتَين على الأُخرى والعطيفةُ والعِطافةُ القوس قال ذو الرمة في العَطائف وأَشْقَرَ بَلَّى وَشْيَه خَفَقانُه على البِيضِ في أَغمادِها والعَطائِفِ يعني بُرْداً يُظَلَّل به والبيضُ السُّيوف وقد عَطَفَها يَعْطِفُها وقوس عَطْفَى مَعْطوفة قال أُسامةُ الهذلي فَمَدَّ ذِراعَيْه وأَجْنَأَ صُلْبَه وفَرَّجَها عَطْفَى مَرِيرٌ مُلاكِمدُ( * قوله « مرير إلخ » أنشده المؤلف في مادة لكد ممرّ وضبطناه وما بعده هناك بالجر والصواب رفعهما )
وكل ذلك لتَعَطُّفِها وانحِنائها وقِسِيٌّ مُعطَّفة ولفاح مُعطَّفة وربما عَطَفُوا عِدَّة ذود على فصيل واحد فاحْتَلَبُوا أَلْبانهن على ذلك ليَدْرِرْن قال الجوهري والقوس المعْطوفة هي هذه العربية ومُنْعَطَفُ الوادي مُنْعَرَجُه ومُنْحَناه وقول ساعدة بن جؤية من كلِّ مُعْنِقةٍ وكلِّ عِطافةٍ مِنها يُصَدِّقُها ثَوابٌ يَزْعَب يعني بعِطافة هنا مُنْحَنًى يصف صخرة طويلة فيها نحْل وشاة عاطفة بيِّنةُ العُطوف والعَطْف تَثني عُنقها لغير علة وفي حديث الزكاة ليس فيها عَطْفاء أَي مُلْتَوِيةُ القرن وهي نحو العَقْصاء وظَبْية عاطِفٌ تَعْطِفُ عنقها إذا رَبَضَت وكذلك الحاقِفُ من الظِّباء وتعاطَف في مَشْيه تَثنَّى يقال فلان يتَعاطفُ في مِشْيته بمنزلة يتَهادى ويَتمايلُ من الخُيلاء والتبَخْتُر والعَطَفُ انثِناء الأَشْفار عن كراع والغين المعجمة أَعلى وفي حديث أُمّ مَعْبَد وفي أَشفاره عَطَفٌ أَي طول كأَنه طال وانعطَف وروي الحديث أَيضاً بالغين المعجمة وعطَف الناقةَ على الحُوار والبوّ ظأَرَها وناقة عطوفٌ عاطِفةٌ والجمع عُطُفٌ قال الأَزهري ناقة عَطُوف إذا عُطِفَت على بَوٍّ فرَئمَتْه والعَطُوف المُحِبَّة لزوجها وامرأَة عَطِيفٌ هَيِّنة ليّنة ذَلول مِطْواع لا كِبر لها وإذا قلت امرأَة عَطُوف فهي الحانيةُ على ولدها وكذلك رجل عَطوف ويقال عَطَفَ فلان إلى ناحية كذا يَعْطِفُ عَطْفاً إذا مال إليه وانعطف نحوه وعَطف رأْسَ بعيره إليه إذا عاجَه عَطْفاً وعَطفَ اللّه تعالى بقلب السلطان على رَعِيّته إذا جعله عاطفاً رَحِيماً وعطَف الرجل وِساده إذا ثناه ليرْتَفِقَ عليه ويَتّكِئ قال لبيد ومَجُودٍ من صُباباتِ الكَرَى عاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ والعَطُوفُ والعاطُوفُ وبعض يقول العأْطُوف مِصْيَدةٌ فيها خشبة مَعطوفة الرأْس سميت بذلك لانعطاف خشبتها والعَطْفةُ خَرَزَة يُعَطِّفُ بها النساء الرجالَ وأَرى اللحياني حكى العِطْفة بالكسر والعِطْفُ المَنْكِب قال الأَزهري مَنكِب الرجل عِطْفه وإبْطُه عِطْفُه والعُطوف الآباطُ وعِطْفا الرجل والدابة جانباه عن يمين وشمال وشِقَّاه من لَدُنْ رأْسه وَرِكه والجمع أَعْطاف وعِطاف وعُطُوف وعِطْفا كل شيء جانباه وعطَف عليه أَي كَرَّ وأَنشد الجوهري لأَبي وجزة العاطِفُون تَحِينَ ما من عاطِفٍ والمُطْعِمُون زَمان أََيْنَ المُطْعِمُ ؟ قال ابن بري ترتيب إنشاد هذا الشعر العاطفون تَحِينَ ما من عاطِفٍ والمُنْعِمُون يداً إذا ما أَنْعَمُوا واللاَّحِقُون جِفانَهم قَمعَ الذُّرَى والمُطْعِمُون زمان أَينَ المُطعِمُ ؟ وثنَى عِطْفَه أَعْرض ومرَّ ثاني عِطْفِه أَي رَخيَّ البالِ وفي التنزيل ثاني عِطْفِه ليُضِلَّ عن سبيل اللّه قال الأَزهري جاء في التفسير أَن معناه لاوِياً عُنقَه وهذا يوصف به المتكبِّر فالمعنى ومِن الناس من يُجادِل في اللّه بغير علم ثانياً عِطفَه أَي متكبراً ونَصْبُ ثانيَ عطفه على الحال ومعناه التنوين كقوله تعالى هَدْياً بالِغَ الكعْبةِ أَي بالِغاً الكعبةَ وقال أَبو سهم الهذلي يصف حِماراً يُعالِج بالعِطْفَينِ شَأْواً كأَنه حَريقٌ أُّشِيعَتْه الأَباءَةُ حاصِدُ أَراد أُشِيعَ في الأَباءة فحذف الحرف وقلَب وحاصِدٌ أَي يَحْصُِدُ الأَباءة بإِحْراقه إياها ومرَّ ينظُر في عِطفَيْه إذا مرَّ مُعجَباً والعِطافُ الإزار والعِطافُ الرِّداء والجمع عُطُفٌ وأَعْطِفة وكذلك المِعْطَفُ وهو مثل مئْزر وإزار وملِحَف ولِحاف ومِسْرَد وسِرادٍ وكذلك مِعْطف وعِطافٌ وقيل المَعاطِفُ الأَرْدِيةُ لا واحد لها واعْتَطَفَ بها وتعطَّف ارْتدى وسمي الرِّداء عِطافاً لوقُوعه على عِطْفَي الرّجل وهما ناحيتا عنقه وفي الحديث سُبحان مَن تعطَّف بالعِزِّ وقال به ومعناه سبحان من تَرَدَّى بالعز والتعطُّف في حقِّ اللّه مَجازٌ يُراد به الاتّصاف كأَنَّ العز شَمِله شُمولَ الرِّداء هذا قول ابن الأَثير ولا يعجبني قوله كأَنّ العز شَمله شمولَ الرِّداء واللّه تعالى يشمل كل شيء وقال الأَزهري المراد به عز اللّه وجَماله وجَلاله والعرب تضع الرِّداء موضع البَهْجة والحُسن وتَضَعُه موضع النَّعْمة والبهاء والعُطوفُ الأَرْدِيةُ وفي حديث الاستسقاء حَوَّل رِداءه وجعل عِطافَه الأَيمنَ على عاتقه الأَيسر قال ابن الأَثير إنما أَضاف العِطاف إلى الرِّداء لأنه أَراد أَحد شِقّي العِطاف فالهاء ضمير الرداء ويجوز أَن يكون للرجل ويريد بالعِطافِ جانبَ ردائه الأَيمن ومنه حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما خرج مُتَلَفِّعاً بعِطاف وفي حديث عائشة فناولتها عِطافاً كان عليَّ فرأَت فيه تَصْلِيباً فقالت نَحِّيه عنّي والعِطاف السيف لأَن العرب تسميه رداء قال ولا مالَ لي إلا عِطافٌ ومِدْرَعٌ لكم طَرَفٌ منه حَديدٌ ولي طَرَفْ الطَّرَفْ الأَوَّلُ حَدُّه الذي يُضرب به والطرَف الثاني مَقْبِضُه وقال آخر لا مالَ إلا العِطافُ تُؤْزِرهُ أُمُّ ثلاثين وابنةُ الجَبَلِ لا يَرْتَقي النَّزُّ في ذَلاذِلِه ولا يُعَدِّي نَعْلَيْه مِنْ بَلَلِ عُصْرَتُه نُطْفةٌ تَضَمَّنَها لِصْبٌ تَلَقَّى مَواقِعَ السَّبَلِ أَو وَجْبةٌ مِن جَناةِ أَشْكَلةٍ إن لم يُرِعْها بالماء لم تُنَلِ قال ثعلب هذا وصَف صُعْلوكاً فقال لا مالَ له إلا العِطافُ وهو السيف وأُم ثلاثين كنانة فيها ثلاثون سهماً وابنةُ الجبل قَوسُ نَبْعةٍ في جبل وهو أَصْلَبُ لعُودها ولا يناله نزٌّ لأَنه يأْوي الجبال والعُصرة المَلْجأُ والنُّطفة الماء واللِّصْب شَقُّ الجبل والوَجْبة الأَكْلة في اليوم والأَشْكَلة شجرة واعْتَطَفَ الرِّداءَ والسيفَ والقوس الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد ومَن يَعْتَطِفْه على مِئْزرِ فنِعْم الرِّداء على المئْزرِ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي لَبِسْتَ عليكَ عِطافَ الحَياء وجَلَّلَكَ المَجْدُ ثِنْيَ العَلاء إنما عنى به رداء الحَياء أَو حُلَّته استِعارةً ابن شميل العِطاف تَرَدِّيك بالثوب على مَنكِبيك كالذي يفعل الناس في الحرِّ وقد تعطَّف بردائه والعِطافُ الرِّداء والطَّيْلَسان وكل ثوب تعَطَّفَه أَي تَردَّى به فهو عِطاف والعَطْفُ عَطْفُ أَطراف الذَّيْل من الظِّهارة على البطانة والعَطَّاف في صفة قِداح المَيْسِر ويقال العَطوف وهو الذي يَعْطِفُ على القداح فيخرج فائزاً قال الهذلي فَخَضْخَضْتُ صُفْنيَ في جَمِّه خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفا وقال القُتيبي في كتاب المَيْسِر العَطوف القِدْح الذي لا غُرْم فيه ولا غُنْم له وهو واحد الأَغْفال الثلاثة في قِداح الميسر سمي عَطُوفاً لأنه في كل رِبابة يُضرب بها قال وقوله قِدحاً واحد في معنى جميع ومنه قَوله حتى تَخَضْخَض بالصُّفْنِ السَّبيخ كما خاضَ القِداحَ قَمِيرٌ طامِع خَصِلُ السَّبِيخُ ما نَسَل من ريش الطير التي ترد الماء والقَمِيرُ المَقْمُور والطامِعُ الذي يطمع أَن يَعُود إليه ما قُمِر ويقال إنه ليس يكون أَحد أَطمع من مَقْمُور وخَصِلٌ كثر خِصال قَمْرِه وأَما قول ابن مقبل وأَصْفَرَ عطَّافٍ إذا راحَ رَبُّه غدا ابْنا عِيانٍ بالشِّواء المُضَهَّبِ فإنه أَراد بالعَطَّاف قِدْحاً يَعْطِف عن مآخِذِ القِداح وينفرد وروي عن المؤرّج أَنه قال في حَلْبة الخيل إذا سُوبق بينها وفي أَساميها هو السابِقُ والمُصَلِّي والمُسَلِّي والمُجَلِّي والتالي والعاطِفُ والحَظِيُّ والمؤَمَّلُّ واللَّطِيمُ والسِّكِّيتُ قال أَبو عبيد لا يُعرف منها إلا السابق والمصلِّي ثم الثالث والرابع إلى العاشر وآخرها السكِّيت والفُِسْكل قال الأَزهري ولم أَجد الرواية ثابتة عن المؤرّج من جهة من يوثق به قال فإن صحت الرواية عنه فهو ثقة والعِطْفة شجرة يقال لها العَصْبةُ وقد ذكرت قال الشاعر تَلَبَّسَ حُبُّها بدَمي ولَحْمِي تَلَبُّسَ عِطْفة بفُروع ضالِ وقال مرة العَطَف بفتح العين والطاء نبت يَتَلَوَّى على الشجر لا ورق له ولا أَفنان ترعاه البقر خاصة وهو مُضِرّ بها ويزعمون أَن بعض عروقه يؤخذ ويُلْوى ويُرْقى ويُطْرَح على المرأَة الفارك فتُِحب زوجها قال ابن بري العَطَفةُ اللبلاب سمي بذلك لتلويه على الشجر قال الأَزهري العِطْفَةُ والعَطْفَة هي التي تَعَلَّقُ الحَبَلَةُ بها من الشجر وأَنشد البيت المذكور وقال قال النضر إنما هي عَطَفةٌ فخففها ليستقيم له الشعر أَبو عمرو من غريب شجر البر العَطَف واحدتها عَطَفة ابن الأَعرابي يقال تَنَحَّ عن عِطْفِ الطَّريق وعَطْفِه وعَلْبِه ودَعْسِه وقَرْيِه وقارِعَتِه وعَطَّافٌ وعُطَيْفٌ اسمان والأَعرف غُطَيْف بالغين المعجمة عن ابن سيده
عفف
العِفّة الكَفُّ عما لا يَحِلّ ويَجْمُلُ عَفَّ عن المَحارِم والأُطْماع الدَّنِية يَعِفُّ عِفَّةً وعَفّاً وعَفافاً وعَفافة فهو عَفِيفٌ وعَفٌّ أَي كَفَّ وتعفَّفَ واسْتَعْفَفَ وأَعفَّه اللّه وفي التنزيل ولْيَسْتَعْفِف الذين لا يَجِدون نكاحاً فسَّره ثعلب فقال ليَضْبِطْ نفسه بمثل الصوم فإنه وِجاء وفي الحديث من يَسْتَعْفِف يُعِفّه اللّه الاسْتِعْفاف طلَبُ العَفافِ وهو الكَفُّ عن الحرام والسؤال من الناس أَي من طلب العِفّة وتكلَّفها أَعطاه اللّه إياها وقيل الاستعفاف الصبْر والنَّزاهة عن الشيء ومنه الحديث اللهم إني أَسأَلك العِفّة والغِنى والحديث الآخر فإنهم ما علمت أَعِفّةٌ صُبُر جمع عَفِيف ورجل عَفٌّ وعَفِيف والأُنثى بالهاء وجمع العَفِيف أَعِفّة وأَعِفّاء ولم يُكَسِّروا العَفَّ وقيل العَفِيفة من النساء السيدة الخَيْرةُ وامرأَة عَفِيفة عَفّة الفَرج ونسوة عَفائف ورجل عَفِيف وعَفٌّ عن المسأَلة والحَرْصِ والجمع كالجمع قال ووصف قوماً أَعِفّة الفَقْرِ أَي إذا افتقروا لم يغْشَوُا المسأَلة القبيحة وقد عَفَّ يعِفّ عِفَّة واستعَفَّ أَي عَفَّ وفي التنزيل ومن كان غنيّاً فليَستعْفِفْ وكذلك تعَفَّفَ وتعَفَّفَ أَي تكلَّف العِفَّة وعَفَّ واعْتَفَّ من العِفَّة قال عمرو بن الأَهتم إنَّا بَنُو مِنْقَرٍ قومٌ ذَوُو حَسَبٍ فِينا سَراةُ بَني سَعْدٍ وناديها جُرْثُومةٌ أُنُفٌ يَعْتَفُّ مُقْتِرُها عن الخَبِيثِ ويُعْطِي الخَيْرَ مُثْريها وعَفيفٌ اسم رجل منه والعُفّةُ والعُفافةُ بقيَّة الرَّمَثِ في الضَّرْع وقيل العُفافةُ الرَّمَث يَرْضَعُه الفَصِيلُ وتعَفَّف الرجل شرب العُفافة وقيل العُفافة بقية اللبن في الضرع بعدما يُمتَكُّ أَكثره قال وهي العُفّة أَيضاً وفي الحديث حديث المغيرة لا تُحَرِّمُ العُفّةُ هي بقية اللبن في الضَّرْع بعد أَن يُحْلَب أَكثر ما فيه وكذلك العُفافة فاستعارها للمرأَة وهم يقولون العَيْفة قال الأَعشى يصف ظبية وغزالها وتَعادى عنه النهارَ فما تَعْ جُوه إلا عُفافةٌ أَو فُواقُ نصب النهار على الظرف وتَعادى أَي تَباعدُ قال ابن بري وهذا البيت كذا ورد في الصحاح وهو في شعر الأَعشى ما تعادى عنه النهار ولا تع جُوه إلا عُفافةٌ أَو فُواقُ أَي ما تَجاوزُه ولا تُفارِقُه وتَعْجُوه تَغْذُوه والفُواق اجتماع الدّرّة قال ومثله للنّمر بن تَوْلَب بأَغَنَّ طِفْلٍ لا يُصاحِبُ غيره فله عُفافةُ دَرِّها وغِزارُها وقيل العُفافة القليل من اللبن في الضرْع قبل نزول الدِّرّة ويقال تَعافَّ ناقتكَ يا هذا أَي احْلُبْها بعد الحلبة الأُولى وجاء فلان على عِفّانِ ذلك بكسر العين أَي وقْتِه وأَوانه لغة في إفَّانه وقيل العُفافة أَن تُترك الناقةُ على الفصيل بعد أَن يَنْقُص ما في ضرعها فيجتمع له اللبن فُواقاً خفيفاً قال الفراء العفافة أَن تأْخذ الشيء بعد الشيء فأَنت تَعْتَفُّه والعَفْعَفُ ثمر الطلح وقيل ثمر العِضاه كلها ويقال للعجوز عُفّة وعُثّة والعُفّة سمكة جَرْداء بيضاء صغيرة إذا طُبِخت فهي كالأَرُزّ في طعمها
عقف
العَقْفُ العَطْف والتلْوِيةُ عَقَفَه يَعْقِفُه عَقْفاً وعَقَّفَه وانْعَقَف وتَعَقَّف أَي عطَفَه فانْعَطَفَ والأَعْقَفُ المنْحَني المُعْوَجّ وظبْي أَعْقَفُ معطوف القُرون والعَقْفاء من الشياه التي التوى قرْناها على أُذنيها والعُقَّافة خَشَبة في رأْسها حُجْنة يُمَدُّ بها الشيء كالمِحْجَن والعَقْفاء جديدة قد لُوِيَ طَرَفُها وفي حديث القيامةِ وعليه حَسَكةٌ مُفَلْطحةٌ لها شوكة عَقِيفةٌ أَي مَلْوِيَّةٌ كالصِّنَّارة وفي حديث القاسم بن مُخَيْمِرة أَنه سُئل عن العُصْرةِ للمرأَة فقال لا أَعلم رُخِّص فيها إلا للشيخ المَعْقُوفِ أَي الذي انْعَقَفَ من شدَّة الكِبَر فانْحنى واعْوجّ حتى صار كالعُقّافةِ وهي الصَّوْلَجانُ والعُقاف داء يأْخذ الشاة في قوائمها فتعوَجُّ وقد عُقِفَتْ فهي مَعْقُوفة والتعْقِيفُ التَّعْويج وشاة عاقِفٌ مَعْقُوفة الرِّجل وربما اعْتَرى كل الدوابِّ والأَعْقَف الفقير المحتاج قال يا أَيُّها الأَعْقَفُ المُزْجِي مَطِيَّتَه لا نِعْمةً تَبْتَغي عندي ولا نَشَبا والجمع عُقْفان وعُقْفان جنس من النمل ويقال للنمل جَدّان فازِرٌ وعُقْفانُ ففازِرٌ جَدُّ السُّود وعُقفان جد الحُمْر وقيل النمل ثلاثة أَصناف النمل والفازِرُ والعُقَيْفانُ والعُقَيْفانُ الطويلُ القوائم يكون في المَقابِر والخَراباتِ وأَنشد سُلِّطَ الذَّرُّ فازِرٌ أَو عُقَيفا نُ فأجْلاهُمُ لدارٍ شَطُونِ قال والذَّرّ الذي يكون في البيوت يؤذي الناس والفازِرُ المُدوَّر الأَسود يكون في التمر قال ابن بري قال دَغْفَلٌ النسَّابة يُنْسبُ النملُ إلى عُقْفان والفازر فعُقْفان جد السود والفازِر جَدّ الشُّقْر وعُقْفانُ حَيٌّ من خُزاعةَ والعَقْفاء والعَقَفُ ضرب من النبْت حكى الأَزهري عن الليث والعَقْفاء ضرب من البقول معروف قال والذي أَعرفه في البقول القَفْعاء ولا أَعرف العَقْفاء والعَيْقُفانُ نبت كالعَرْفَجِ له سَنِفةٌ كسَنِفةِ الثُّفاء عن أَبي حنيفة وقال مرة العُقَيْفاء نبْتة ورقها مثل ورق السَّذاب لها زهْرة حمراء وثمرة عَقْفاء كأَنها شِصٌّ فيها حَبٌّ وهي تقتل الشاء ولا تضر الإبل قال الجوهري وأَما قول حميد بن ثَوْر الهِلالي كأَنه عَقْفٌ تَوَلَّى يَهْرُبُ من أَكْلُب يَعْقُفُهُنَّ أَكْلُبُ فيقال هو الثعلب قال ابن بري وهذا الرجز لحُميد الأَرقط لا لحميد بن ثَوْر وأَعرابي أَعْقَفُ أي جافٍ
عكف
عَكَف على الشيء يَعْكُفُ ويَعْكِفُ عَكْفاً وعُكوفاً أَقبل عليه مُواظِباً لا يَصْرِفُ عنه وجهه وقيل أقام ومنه قوله تعالى يَعكفون على أَصنام لهم أَي يُقيمون ومنه قوله تعالى ظَلْتَ عليه عاكفاً أَي مُقيماً يقال فلان عاكِفٌ على فرج حَرام قال العجاج يصِفُ ثوراً فهُنَّ يَعْكُفْن به إذا حجا عَكْفَ النَّبيطِ يَلْعَبون الفَنْزَجا أَي يُقْبِلْن عليه وقومٌ عُكَّفٌ وعُكُوفٌ وعَكفَتِ الخيلُ بقائدها إذا أَقبَلَت عليه وعَكَفَتِ الطيرُ بالقَتِيل فهي عُكُوف كذلك أَنشد ثعلب تَذُبُّ عنه كَفٌّ بها رَمَقٌ طيراً عُكوفاً كَزُوّرِ العُرُسِ يعني بالطير هنا الذِّبّان فجعلهنَّ طيراً وشبَّه اجتماعهن للأَكل باجتماع الناس للعُرْس وعَكَفَ يَعْكُف ويَعْكِفُ عَكْفاً وعُكوفاً لزم المكان والعُكُوفُ الإقامةُ في المسجد قال اللّه تعالى وأَنتم عاكِفونَ في المَساجد قال المفسرون وغيرهم من أَهل اللغة عاكِفون مُقيمون في المساجد لا يُخْرُجون منها إلا لحاجة الإنسان يُصلّي فيه ويقرأُ القرآن ويقال لمن لازَمَ المسجد وأَقام على العِبادة فيه عاكف ومُعْتَكِفٌ والاعْتِكافُ والعُكوف الإقامةُ على الشيء وبالمكان ولزُومهما وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه كان يَعْتَكِفُ في المسجد والاعتِكافُ الاحْتِباس وعَكَفُوا حولَ الشيء استداروا وقوم عُكوف مُقِيمون قال أَبو ذؤيب يصف الأَثافيّ فَهُنَّ عُكوفٌ كنَوْحِ الكَرِي مِ قد شَفَّ أَكْبادَهُنَّ الهَوَى وعَكَفَه عن حاجته يَعْكُفه ويَعْكِفُه عَكْفاً صَرَفَه وحَبَسه ويقال إنك لتَعْكِفُني عن حاجتي أَي تَصْرفُني عنها قال الأَزهري يقال عَكَفْته عَكْفاً فعكَفَ يعكف عُكوفاً وهو لازمٌ وواقعٌ كما يقال رَجَعْتُه فرَجَعَ إلاّ أَن مصدر اللازم العُكوف ومصدر الواقع العَكْف وأَما قوله تعالى والهَدْيَ مَعْكوفاً فإنَّ مجاهداً وعطاء قالا مَحْبوساً قال الفراء يقال عكفته أَعكفه عَكْفاً إذا حبسته وقد عَكَّفْت القومَ عن كذا أَي حبستهم ويقال ما عَكَفَكَ عن كذا ؟ وعُكِّفَ النظمُ نُضِّدَ فيه الجوهرُ قال الأَعشى وكأَنَّ السُّموطَ عَكَّفَها السِّلْ كُ بعِطْفَيْ جَيْداء أُمِّ غَزالِ أَي حَبَسها ولم يَدَعْها تتفرق والمُعَكَّف المُعَوَّجُ المُعَطَّفُ وعُكَيْفٌ اسم
علف
العَلَفُ للدّواب والجمع عِلافٌ مثل جبَل وجِبال وفي الحديث وتأْكلون عِلافَها هو جمع علَف وهو ما تأْكله الماشية قال ابن سيده العَلَفُ قَضِيمُ الدَّابةِ عَلَفها يَعْلِفُها عَلْفاً فهي مَعْلُوفة وعَلِيفٌ وأَنشد الفراء عَلَفْتُها تِبْناً وماءً بارِداً حتى شَتَتْ هَمَّالةً عَيْناها أَي وسَقَيْتُها ماء وقوله يَعْلِفُها اللحمَ إذا عزَّ الشجَرْ والخَيْلُ في إطْعامِها اللحمَ ضَرَرْ إنما يعني أَنهم يَسقون الخَيلَ الأَلبان إذا أَجدَبت الأَرض فَيُقِيمُها مُقامَ العلَف والمِعْلَفُ موضع العلَف والدابةُ تَعْتَلِف تأْكل وتَسْتَعْلِفُ تَطلُب العَلَفَ بالحَمْحَمة والعَلُوفَةُ ما يَعْلِفُون وجمعها عُلُفٌ وعَلائفُ قال فأْفأْت أُدْماً كالهِضابِ وجامِلاً قد عُدْنَ مِثْلَ عَلائفِ المِقْضابِ وحكى أَبو زيد كبش عَلِيفٌ في كِباش عَلائفَ قال اللحياني هي ما رُبِط فعُلِف ولم يُسَرَّحْ ولا رُعِيَ قال وإن شئت حذفت الهاء وكذلك كل فَعُولة من هذا الضرب من الأَسماء إن شئت حذَفت منه الهاء نحو الرَّكُوبة والحَلُوبةِ والجَزُوزَةِ وما أَشبه ذلك والعَلُوفَة والعَلِيفةُ والمُعَلَّفةُ جميعاً الناقة أَو الشاة تُعْلَفُ للسِّمَنِ ولا تُرْسَل للرَّعْي قال الأَزهري تُسَمَّن بما يُجْمَع من العَلَف وقال اللحياني العَلِيفَةُ المَعْلوفة وجمعها عَلائِفُ فقط وقد عَلَّفْتها إذا أَكثرت تَعَهُّدها بإلقاء العلف لها والعُلْفُى مقصور ما يجعله الإنسان عند حَصاد شعيره لِخَفير أَو صديق وهو من العلَف عن الهَجَريّ والعُلَّفُ ثمَر الطلْح وقيل أَوْعِيةُ ثمَره وقال أَبو حنيفة العُلَّفَةُ ثمرة الطلح كأَنها هذه الخَرُّوبة العظيمة السامِيةُ إلا أَنها أَعْبَلُ وفيها حَب كالتُّرْمُس أَسْمر تَرْعاه السائمة ولا يأْكله الناس إلا المضْطر الواحدة عُلَّفةٌ وبها سمي الرجل والعُلَّف ثمر الطلح وهو مثل الباقِلاء الغَضِّ يخرج فترعاه الإبل الواحدة عُلَّفة مثال قُبَّر وقُبَّرة ابن الأَعرابي العُلَّف من ثمر الطلح ما أخَلف بعد البَرَمة وهو شبيه اللُّوبياء وهو الحُلْبةُ من السَّمُر وهو السّنْفُ من المَرْخ كالإصبع وأَنشد للعجاج بِجِيدِ أَدْماءَ تَنُوشُ العُلَّفا وأَعْلَفَ الطلْحُ بدا عُلَّفُه وخرج والعِلْف الكثير الأَكل والعَلْفُ الشّرْب الكثير والعِلْفُ شجر يكون بناحية اليمن ورقه مثل ورق العنب يُكبَس في المَجانِب ويُشْوى ويُجَفَّف ويرفع فإذا طبخ اللحم طرح معه فقام مَقام الخلّ وعِلافٌ رجل من الأَزد وهو زَبّانُ أَبو جَرْمٍ من قُضاعة كان يَصْنعُ الرّحال قيل هو أَول من عَمِلها فقيل لها عِلافِيّة لذلك وقيل العِلافيّ أَعظم الرّحال أَخَرَةً وواسطاً وقيل هي أَعظم ما يكون من الرحال وليس بمنسوب إلا لفظاً كعُمَرِيّ قال ذو الرمة أَحَمّ عِلافيّ وأَبيْض صارِم وأَعْيَس مَهْرِيّ وأَرْوَع ماجِد وقال الأَعشى هي الصاحِبُ الأَدْنَى وبَيني وبينها مَجُوفٌ عِلافيٌّ وقِطْعٌ ونُمْرُقُ والجمع عِلافِيَّاتٌ ومنه حديث بني ناجِيةَ أَنهم أَهْدَوْا إلى ابن عوف رِحالاً عِلافِيَّةً ومنه شعر حميد ابن ثور تَرى العُلَيْفِيّ عَلَيْها مُوكَدا( * قوله « ترى العليفي إلخ » صدره فحمل اللهم كنازاً جلعدا الكنازا بالزاي الناقة المكتنزة اللحم الصلبته فما تقدم في جلعد كباراً بالياء والراء خطأ )
العُلَيْفيّ تصغير ترخيم للعِلافيّ وهو الرحل المنسوب إلى عِلاف ورجل عُلْفُوف جافٍ كثير اللحم والشعر وتيس عُلْفوف كثير الشعر وشيخ عُلْفوف كبير السن ومنه قول الشاعر مَأْوى اليَتِيم ومأْوى كلِّ نَهْبَلةٍ تَأْوي إلى نَهْبَلٍ كالنَّسْرِ عُلْفوفِ وقال عمر بن الجعد الخُزاعي يَسَرٍ إذا هَبَ الشِّتاء وأَمْحَلُوا في القَوْمِ غَيْرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ قال ابن بري هذا البيت أَورده الجوهري يسرٌ وصوابه يَسَرٍ بالخفض وكذلك غَيْر وقبله أَأُمَيْمُ هل تَدْرينَ أَنْ رُبَ صاحِبٍ فارَقْتُ يومَ خَشاشَ غيرِ ضَعِيفِ ؟ قال يومُ خَشاشٍ يومٌ كان بينهم وبين هُذَيل قتلتهم فيه هذيل وما سَلِم إلا عُمَير بن الجعد
( * قوله « عمير بن الجعد » كذا هو هنا بالتصغير وقدّمه قريباً مكبراً ) وأُميم ترخيم أُمية وقوله يَسَر أَي ياسِر والعُلْفوف الجافي من الرجال والنساء وقيل هو الذي فيه غِرّة وتَضْيِيع قال الأَعشى حُلْوة النَّشْر والبَديهة والعلْ لات لا جَهْمة ولا عُلْفُوف
علهف
المُعَلْهِفةُ بكسر الهاء الفَسِيلة التي لم تَعْلُ عن كراع
عنف
العُنْف الخُرْقُ بالأَمر وقلّة الرِّفْق به وهو ضد الرفق عَنُفَ به وعليه يَعْنُفُ عُنْفاً وعَنافة وأَعْنَفه وعَنَّفه تَعْنيفاً وهو عَنِيفٌ إذا لم يكن رَفيقاً في أَمره واعْتَنَفَ الأَمرَ أَخذه بعُنف وفي الحديث إن اللّه تعالى يُعْطِي على الرِّفْق ما لا يُعطي على العنف هو بالضم الشدة والمَشَقّة وكلُّ ما في الرفق من الخير ففي العنف من الشرّ مثله والعَنِفُ والعَنِيفُ المُعتَنِف قال شَدَدْت عليه الوَطْء لا مُتظالِعاً ولا عَنِفاً حتى يَتِمَّ جُبُورُها أَي غير رَفِيق بها ولا طَبّ باحتمالها وقال الفرزدق إذا قادَني يومَ القِيامة قائدٌ عَنِيفٌ وسَوَّاقٌ يَسوقُ الفَرَزْدَقا والأَعنفُ كالعَنِيف والعَنِفِ كقولك اللّه أَكبر بمعنى كبير وكقوله لعَمْرُك ما أَدْري وإني لأَوْجَلُ بمعنى وَجِل قال جرير تَرَفَّقْتَ بالكِيرَينِ قَيْنَ مُجاشعٍ وأَنت بهَزِّ المَشْرَفِيّةِ أَعْنَفُ والعَنِيفُ الذي لا يُحسن الركوب وليس له رفق بركوب الخيل وقيل الذي لا عهد له بركوب الخيل والجمع عُنُفٌ قال لم يَرْكَبُوا الخيلَ إلا بعدَما هَرِمُوا فهم ثِقالٌ على أَكْتافِها عُنُف وأَعْنف الشيءَ أَخذه بشدَّة واعتنف الشيءَ كرهه عن ابن الأَعرابي وأَنشد لم يَخْتَرِ البيتَ على التَّعَزُّبِ ولا اعْتِنافَ رُجْلةٍ عن مَرْكَبِ يقول لم يختر كراهةَ الرُّجْلة فيركب ويدَع الرُّجلة ولكنه اشتهى الرجلة واعْتَنَف الأَرضَ كَرِهَها واسْتَوخَمها واعْتَنَفَتْه الأَرضُ نفْسُها نَبَتْ عليها( * قوله « نبت عليها إلخ » كذا في الأصل وعبارة القاموس وشرحه واعتنفتني الأرض نفسها نبت ولم توافقني ) وأَنشد ابن الأَعرابي في معنى الكراهة إذا اعْتَنَفَتْني بَلْدةٌ لم أَكن لها نَسِيّاً ولم تُسْدَدْ عليَّ المَطالِبُ أَبو عبيد اعْتَنَفْتُ الشيء كَرهْتُه ووجدت له عليَّ مشقَّة وعُنْفاً واعْتَنَفْت الأَمر اعْتِنافاً جَهِلْته وأَنشد قول رؤبة بأَرْبعٍ لا يَعْتَنِفْنَ العَفْقا أَي لا يَجْهَلن شدّة العَدْو قال واعتفْتُ الأَمْر اعْتِنافاً أَي أَتَيْتُه ولم يكن لي به علم قال أَبو نُخَيْلةَ نَعَيْتُ امْرَأً زَيْناً إذا تُعْقَدُ الحُبى وإن أُطْلِقَتْ لم تَعْتَنِفْه الوَقائعُ يريد لم تَجِدْه الوقائعُ جاهلاً بها قال الباهلي أَكلت طَعاماً فاعْتَنَفْتُه أَي أَنكرْتُه قال الأَزهري وذلك إذا لم يُوافِقْه ويقال طريق مُعْتَنِفٌ أَي غيرُ قاصِدٍ وقد اعْتَنَفَ اعْتِنافاً إذا جارَ ولم يَقْصِد وأَصله من اعتنفْت الشيءَ إذا أَخذْته أَو أَتيته غير حاذق به ولا عالم وهذه إبل مُعْتَنِفة إذا كانت في بلد لا يُوافِقُها والتعْنِيفُ التَّعْيير واللَّوم وفي الحديث إذا زَنت أَمةُ أَحدكم فليَجْلدْها ولا يُعَنِّفْها التعْنِيفُ التوْبيخُ والتقْريعُ واللَّوم يقال أَعْنَفْته وعَنَّفْته معناه أَي لا يجمَع عليها بين الحَدّ والتوْبيخ قال الخطابي أَراد لا يَقْنَعُ بتَوْبيخها على فِعْلها بل يُقيم عليها الحدّ لأَنهم كانوا لا ينكرون زِنا الإماء ولم يكن عندهم عَيْباً وقوله أَنشده اللحياني فقَذَفَتْ ببيْضةٍ فيها عُنُفْ فسره فقال فيها غِلَظٌ وصَلابة وعُنْفُوانُ كلِّ شيء أَوّله وقد غَلب على الشباب والنبات قال عدي بن زيد العبادي أَنْشَأْتَ تَطَّلِبُ الذي ضَيَّعْتَه في عُنْفُوانِ شَبابِك المُتَرَجْرجِ قال الأَزهري عُنفوان الشباب أَوّلُ بَهْجته وكذلك عُنْفُوان النبات يقال هو في عُنفوان شبابه أَي أَوْله وأَنشد ابن بري رأَتْ غُلاماً قد صَرَى في فِقْرَتِهْ ماءَ الشَّبابِ عُنْفوانَ سَنْبَتِه
( * قوله « رأت غلاماً » كذا بالأصل والذي في الصحاح في مادة صرى رب غلام قد إلخ )
وفي حديث معاوية عُنْفُوانَ المَكْرَعِ أَي أَوَّلَه وعُنْفُوان فُعْلوان من العُنْف ضد الرفق قال ويجوز أَن يكون الأَصل فيه أُنْفُوان من ائتَنَفْت الشيء واسْتَأْنَفْته إذا اقْتَبَلْتَه فأَقبل إذا ابْتَدأْتَه فقلبت الهمزة عيناً فقيل عُنفوان قال وسمعت بعض تميم يقول اعْتنفْت الأَمر بمعنى ائتَنَفْته واعْتَنَفْنا المَراعِيَ أَي رَعَينا أُنُفَها وهذا كقولهم أَعن تَرَسّمْت في موضع أَأَن تَرَسمت وعُنْفُوانُ الخَمر حِدَّتُها والعُنْفوان ما سال من العنب من غير اعْتِصار والعُنْفُوة يبِيس النَّصيّ وهو قطعة من الحَليّ
عنجف
العُنْجُفُ والعُنْجُوفُ جميعاً اليابسُ من هُزال أَو مرض والعُنْجُوف القَصير المتداخِل الخَلْق وربما وُصفت به العجوز
عوف
العَوْفُ الضَّيْفُ والعَوْفُ ذكر الرجل والعَوف البالُ والعَوْف الحالُ وقيل الحال أَيّاً كان وخص بعضهم به الشر قال الأَخطل أَزَبُّ الحاجِبَينِ بعَوْفِ سَوْء من النَّفَر الذين بأَزْقُبانِ والعَوْفُ الكادُّ على عِياله وفي الدعاء نَعِمَ عَوْفُك أَي حالُك وقيل هو الضيْف وقيل الذكر وأَنكره أَبو عمرو وقيل هو طائر قال أَبو عبيد وأَنكر الأَصمعي قول أبي عمرو في نَعِم عَوْفُك ويقال نَعم عوفُك إذا دعا له أَن يصيب الباءة التي تُرْضِي ويقال للرجل إذا تزوَّج هذا وعَوفُه ذكره وينشد جارِيةٌ ذاتُ هَنٍ كالنَّوْفِ مُلَمْلَمٍ تَسْترُه بِحَوْفِ يا لَيْتَني أَشِيمُ فيها عَوْفي أَي أُّولِجُ فيها ذكرى والنَّوْفُ السَّنام قال الأَزهري ويقال لذكر الجراد أَبو عُوَيْف( * قوله « أَبو عويف » كذا في الأصل والذي في القاموس أبو عوف مكبراً ) وفي حديث جُنادَةَ كان الفتى إذا كان يوم سُبُوعه دخل على سِنان بن سَلَمَة قال فدخلت عليه وعليَّ ثوبانِ مُوَرَّدانِ فقال نَعِمَ عَوْفُك يا أَبا سَلمة فقلت وعوفُك فنَعِمَ أَي نعمَ بَخْتُك وجَدُّك وقيل بالُك وشأْنُك والعَوف أَيضاً الذكر قال وكأَنه أَليق بمعنى الحديث لأَنه قال يوم سُبوعه يعني من العُرس والعَوْفُ من أَسماء الأَسد لأَنه يَتَعوَّفُ بالليل فيَطْلب والعَوْف الذئب وتَعَوَّف الأَسدُ التَمَس الفَرِيسةَ بالليل وعُوافَتُه ما يَتعوَّفه بالليل فيأْكله والعُوافُ والعُوافةُ ما ظَفِرْت به ليلاً وعُوافة الطالب ما أَصابه من أَي شيء كان ويقال كل من ظَفِرَ بالليل بشيء فذلك الشيء عُوافته وإنه لحسَنُ العَوْف في إبله أَي الرِّعْيةِ والعَوْف نبتٌ وقيل نبت طيِّب الريح وأُمُّ عَوْف الجَرادةُ وأَنشد أَبو الغوث لأَبي عطاء السِّنْدي وقيل لحمّاد الراوية فما صَفْراءُ تُكْنَى أُمَّ عَوْفٍ كأَنَّ رُجَيْلَتَيها مِنْجلانِ ؟ وقيل هي دُويبّة أُخرى وقال الكميت تُنفِّض بُرْدَيْ أُمِّ عَوْفٍ ولم يَطِرْ لنا بارقٌ بَخْ للوعيدِ وللرَّهَبْ وقال أَبو حاتم أَبو عُوَيف ضرب من الجِعْلان وهي دُويبة غبراء تحفِر بذنبها وبقرنيها لا تظهر أَبداً قال ومن ضروب الجِعْلان الجُعَل والسفن والجلَعْلَع والقَسْوَرِي والعَوْف ضرب من الشجر يقال قد عافَ إذا لزم ذلك الشَّجَر وعَوْف وعُوَيف من أَسماء الرجال والعُوفانِ في سعد عوفُ بنُ سعد وعوفُ بنُ كعبِ بنِ سعدٍ وعوفٌ جبل قال كثيِّر وما هَبَّتِ الأَرْواحُ تَجْري وما ثَوَى مُقِيماً بنَجْدٍ عَوْفُها وتِعارُها وتِعار جبل هناك أَيضاً وقد تقدم وبنو عَوْفٍ وبنو عُوافَة بطن قال الجوهري وكان بعض الناس يتَأَول العَوْفَ الفَرْجَ فذكر ذلك لأَبي عمرو فأَنكره وقال أَبو عبيد من أَمثال العرب في الرجل العزيز المنيع الذي يَعِزُّ به الذليلُ ويَذِلُّ به العزيزُ قولهم لا حُرَّ بوادِي عَوْفٍ أَي كل من صار في ناحيته خضع له وكان المفضل يخبر أَن المَثَل للمنذر ابن ماء السماء قاله في عوف بن مُحَلِّم بن ذُهْل بن شيبان وذلك أَن المنذر كان يَطلُبُ زُهَير بن أُميّة الشَّيْباني بذَحْل فمنعه عوفُ بنُ مُحَلِّمٍ وأَبى أَن يسلمه فعندما قال المنذر لا حُرَّ بوادِي عَوْفٍ أَي أنه يَقْهَر من حلَّ بواديه فكلّ من فيه كالعبد له لطاعتهم إياه وعُوافةُ بالضم اسم رجل
عيف
عافَ الشيءَ يَعافه عَيْفاً وعِيافةً وعِيافاً وعَيَفاناً كَرِهه فلم يَشْربه طعاماً أَو شراباً قال ابن سيده قد غلب على كراهية الطعام فهو عائف قال أَنس ابن مُدْرِكة الخثعمي إني وقتلي كُليباً ثم أَعْقِلَه كالثَّور يُضْرَبُ لمَّا عافت البَقَرُ( * قوله « كليباً » كذا في الأصل ورواية الصحاح وشارح القاموس سليكاً وهي المشهورة فلعلها رواية أخرى )
وذلك أَن البقر إذا امتنعت من شروعها في الماء لا تُضْرَب لأنها ذات لبن وإنما يضرب الثور لتَفزع هي فتشرب قال ابن سيده وقيل العياف المصدر والعيافة الاسم أَنشد ابن الأَعرابي كالثَّور يُضْرَبُ أَن تَعافَ نِعاجُه وَجَبَ العِيافُ ضَرَبْتَ أَو لم تَضْرِب ورجل عَيُوفٌ وعَيْفان عائف واستعاره النجاشي للكلاب فقال يهجو ابن مقبل تَعافُ الكِلابُ الضارِياتُ لحُومَهُمْ وتأْكل من كعب بنِ عَوْفٍ ونَهْشَل وقوله فإنْ تَعافُوا العَدْلَ والإيمانا فإنَّ في أَيْمانِنا نِيرانا فإنه يعني بالنيران سيوفاً أَي فإنا نضربكم بسيوفنا فاكتفى بذكر السيوف عن ذكر الضرب بها والعائف الكاره للشيء المُتَقَذِّر له ومنه حديث النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه أُتي بضَبّ مَشْوِي فلم يأْكله وقال إني لأَعافُه لأَنه ليس من طعام قومي أَي أَكرهه وعاف الماءَ تركه وهو عطشانُ والعَيُوف من الإبل الذي يَشَمُّ الماء وقيل الذي يشمه وهو صاف فيدَعُه وهو عطشانُ وأَعاف القومُ إعافةً عافَتْ إبلُهُم الماء فلم تشربه وفي حديث ابن عباس وذكره إبراهيم صلى اللّه على نبينا وعليه وسلم وإسكانه ابنه إسمعيل وأُمه مكة وأَن اللّه عز وجل فجَّر لهما زمزم قال فمرَّتْ رُفقةٌ من جُرْهُمٍ فرأَوا طائراً واقعاً على جبل فقالوا إن هذا الطائر لعائف على ماء قال أَبو عبيدة العائف هنا هو الذي يتردد على الماء ويحُوم ولا يَمْضِي قال ابن الأَثير وفي حديث أُم إسمعيل عليه السلام ورأَوا طيراً عائفاً على الماء أَي حائماً ليَجِد فُرْصة فيشرب وعافت الطير إذا كانت تحوم على الماء وعلى الجيف تَعيف عَيْفاً وتتردد ولا تمضي تريد الوقوع فهي عائفة والاسم العَيْفةُ أَبو عمرو يقال عافت الطيرُ إذا استدارت على شيء تَعُوف أَشدّ العَوْف قال الأَزهري وغيره يقال عافت تَعِيفُ وقال الطرماح ويُصْبِحُ لي مَنْ بَطْنُ نَسْرٍ مَقِيلُهُ دويْنَ السماء في نُسُورٍ عوائف وهي التي تَعِيف على القتلى وتتردد قال ابن سيده وعاف الطائر عَيَفاناً حام في السماء وعاف عَيْفاً حام حول الماء وغيره قال أَبو زُبَيْد كأَن أَوبَ مَساحي القومِ فوقهُمُ طير تَعِيف على جُونٍ مَزاحِيف والاسم العَيْفة شبه اخْتِلاف المَساحي فوق رؤوس الحفّارين بأَجنحة الطير وأَراد بالجُون المزاحيف إبلاً قد أَزْحَفَت فالطير تحوم عليها والعائف المتكهن وفي حديث ابن سيرين أَن شريحاً كان عائفاً أَراد أَنه كان صادق الحَدْس والظن كما يقال للذي يصيب بظنه ما هو إلا كاهن وللبليغ في قوله ما هو إلا ساحر لا أَنه كان يفعل فعل الجاهلية في العيافة وعاف الطائرَ وغيرَه من السَّوانِح يَعيفُه عِيافة زجَره وهو أَن يَعتبر بأَسمائها ومساقطها وأَصواتها قال ابن سيده أَصل عِفْتُ الطيرَ فَعَلْتُ عَيَفْتُ ثم نقل من فَعَلَ إلى فِعَلَ ثم قلبت الياء في فَعِلتُ أَلفاً فصارَ عافْتُ فالتقى ساكنان العينُ المعتلة ولام الفعل فحذفت العينُ لالتقائهما فصار التقدير عَفْتُ ثم نقلت الكسرة إلى الفاء لأَن أَصلها قبل القلب فَعِلْت فصار عِفْت فهذه مراجعة أَصل إلا أَن ذلك الأَصل الأَقربُ لا الأَبعدُ أَلا ترى أَن أَولَ أَحوالِ هذه العين في صيغة المثال إنما هو فتحةُ العين التي أُبدِلت منها الكسرةُ ؟ وكذلك القول في أَشباه هذا من ذوات الياء قال سيبويه حملوه على فِعالة كراهيةَ الفُعول وقد تكون العِيافة بالحدْس وإن لم تر شيئاً قال الأَزهري العيافة زجر الطير وهو أَن يرى طائراً أَو غراباً فيتطير وإن لم ير شيئاً فقال بالحدس كان عيافة أَيضاً وقد عاف الطيرَ يَعيفه قال الأَعشى ما تَعِيف اليومَ في الطَّيْر الرَّوَحْ من غُرابِ البَيْنِ أَو تَيْسٍ بَرَحْ
( * قوله « برح » كتب بهامش الأصل في مادة روح في نسخة سنح )
والعائف الذي يَعيفُ الطير فيَزْجُرُها وهي العِيافة وفي الحديث العِيافة والطَّرْق من الجِبْتِ العِيافة زجْرُ الطير والتفاؤل بأَسمائها وأَصواتها ومَمَرِّها وهو من عادة العرب كثيراً وهو كثير في أَشعارهم يقال عافَ يَعِيف عَيْفاً إذا زجَرَ وحدَس وظن وبنو أَسْد يُذْكَرون بالعيافة ويُوصَفون بها قيل عنهم إن قوماً من الجن تذاكروا عيافتهم فأَتَوْهم فقالوا ضَلَّتْ لنا ناقةٌ فلو أَرسلتم معنا من يَعِيف فقالوا لغُلَيِّم منهم انطَلِقْ معهم فاستردَفَه أَحدُهم ثم ساروا فلقِيَهُم عُقابٌ كاسِرَةٌ أَحد جناحَيْها فاقشَعَرّ الغلام وبكى فقالوا ما لَكَ ؟ فقال كسَرَتْ جَناحاً ورَفَعَتْ جَناحاً وحَلَفَتْ باللّه صُراحاً ما أَنت بإنسي ولا تبغي لِقاحاً وفي الحديث أَن عبدَاللّه ابنَ عبدِ المطلب أَبا النبي صلى اللّه عليه وسلم مرَّ بامرأَة تَنْظُرُ وتَعْتافُ فدعته إلى أَن يَسْتَبْضِعَ منها فأَبى وقال شمر عَيافٌ والطَّريدةُ لُعْبَتان لصِبْيانِ الأَعراب وقد ذكر الطرماح جَواريَ شَبَبْن عن هذه اللُّعَب فقال قَضَتْ من عَيافٍ والطَريدَة حاجَةً فَهُنَّ إلى لَهْو الحديث خُضُوعُ وروى إسمعيل بن قيس قال سمعت المغيرةَ بن شُعْبة يقول لا تُحَرِّمُ
( * قوله « لا تحرم إلخ » هكذا بضم التاء وشد الراء المكسورة في النهاية والأصل وضبط في القاموس بفتح التاء وضم الراء وقوله « المرة والمرتين » هكذا بالراء في الأصل والقاموس وقال شارحه الصواب المزة والمزتين بالزاي كما في النهاية والعباب ) العَيْفَةُ قلنا وما العَيْفة ؟ قال المرأَة تَلِدُ فيُحْصَرُ لبَنُها في ثديها فتَرْضَعُه جارَتُها المرَّة والمرتين قال أَبو عبيد لا نعرف العَيْفَةَ في الرضاع ولكن نُراها العُفَّةَ وهي بقِيَّة اللبن في الضَرْع بعدما يُمْتَكُّ أَكثرُ ما فيه قال الأَزهري والذي هو أَصح عندي أَنه العَيْفةُ لا العُفَّة ومعناه أَن جارتها ترضَعُها المرة والمرتين ليتفتح ما انسدَّ من مخارج اللبن سمي عيفة لأَنها تَعافُه أَي تقذَرُه وتكرَهُه وأَبو العَيُوف رجل قال وكان أَبو العَيُوف أَخاً وجاراً وذا رَحِمٍ فقلتَ له نِقاضا وابن العيِّف العَبْديّ من شعرائهم
غترف
التَّغَتْرُفُ مثل التَّغَطْرُفِ الكبر وأَنشد الأَحمر فإنك إن عادَيْتَني غَضِبَ الحَصى عليك وذو الجَبُّورةِ المُتَغَتْرِفُ ويروى المتغَطْرِفُ قال يعني الرب تبارك وتعالى قال أَبو منصور ولا يجوز أَن يوصَفَ اللّه تعالى بالتَّغَتْرُف وإن كان معناه تكبراً لأَنه عز وجل لا يوصَف إلا بما وصَفَ به لفظاً لا معنى
غدف
الغُداف الغُراب وخص بعضهم به غُراب القيظ الضخْمَ الوافِرَ الجناحين والجمع غُدْفانٌ وربما سُمّي النَّسْرُ الكثيرُ الريشِ غُدافاً وكذلك الشعر الأَسود الطويل والجناح الأَسود وشعرٌ غُداف أَسود وافر أَنشد ابن الأَعرابي تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرجال بفاحِم غُدافٍ وتَصْطادين عُثّاً وجُدْجُدا( * قوله « عثاً » بالثاء المثلثة كما في مادة عثت فما وقع في هذا البيت في مادة جدد عشاً بالشين المعجمة تبعاً للاصل خطأ )
وقال رؤبة رُكِّب في جناحِك الغُدافي من القُدامى ومن الخَوافي وجَناح غُداف أَسود طويل قال الكميت يصف الظَّليمَ وبَيْضَه يَكْسُوه وحْفاً غُدافاً من قَطيفته ذاتِ الفُضُولِ مع الإشفاق والحَدَب ويقال أَسود غُدافيٌّ إذا كان شديد السواد نُسبَ إلى الغُداف وقيل كل أَسْودَ حالِكٍ غُدافٌ واغدَوْدَفَ الليلُ وأَغْدَفَ أَقْبَل وأَرخى سُدُولَه وأَغْدَفَ الليلُ ستوره إذا أَرسل ستور ظُلَمه وأَنشد حتى إذا الليلُ البَهِيمُ أَغْدَفا وأَغْدَفَتِ المرأَة قِناعها أَرسلته وأَغْدَف قِناعَه أَرسله على وجهه قال عنترة إنْ تُغْدِفي دوني القِناعَ فإنني طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِم وأَغْدَفَ عليه سِتْراً أَرْسله وفي الحديث أَنه أَغْدَفَ على عليّ وفاطِمة عليهما السلام سِتراً أَي أَرسله روي أَنه حين قيل له هذا عليّ وفاطمة قائمينِ بالسُّدَّة فأَذِنَ لهما فدخلا فأَغْدَفَ عليهما خَمِيصةً سوداء أَي أَرسلها وأَغدف بالطائر وأَغدف عليه أَرسل عليه الشبكة وفي الحديث إنَّ قلْب المؤمن أَشَدُّ اضْطِراباً من الخَطيئة يُصيبُها من الطائر حين يُغْدَفُ به أَراد حين تُطْبَقُ الشِّباكُ عليه فيضطرب ليُفْلَتَ وأَغدفَ الصيادُ الشبكة على الصيد والغِدْفَةُ لِباسُ المَلِك والغِدفةُ والغَدَفَةُ لباس الفول
( * قوله « والغدفة لباس الفول » كذا ضبط في الأصل ) والدَّجْر ونحوهما وعَيْش مُغْدِف مُلْبس واسع والقومُ في غِدافٍ من عيشتهم أَي في نَعْمة وخصْب وسعَة وأَغْدَفَ في خِتان الصبيّ استأْصَله عن اللحياني قال ابن سيده وعندي أَن أَغْدَف ترك منه وأَسْحَتَ استأْصله وقال اللحياني أَغْدَف في خِتان الصبي إذا لم يُسْحِت وأَسْحَت إذا استأْصل ويقال إذا خَتَنْت فلا تُسحت ومعنى لم يُغْدف أَي لم يُبْق شيئاً كبيراً من الجلد ولم يَطْحر لم يَسْتأْصل وأَغْدَف البحر اعْتَكرَت أَمْواجه والغادِفُ المَلاَّح يمانية والغادِفُ والمِغدَفةُ والغادوف والمِغْدَفُ المِجْدافُ يمانية واغْتَدفَ فلان من فلان اغْتِدافاً إذا أَخذ منه شيئاً كثيراً
غذف
الغَذُوف لغة في العَذُوف حكاها ابن دريد وأَنكرها السيرافي
غذرف
التَّغَذْرُف الحَلِف عن ثعلب
غرف
غَرَفَ الماءَ والمَرَقَ ونحوهما يَغْرُفُه غَرْفاً واغْتَرَفَه واغْتَرَفَ منه وفي الصحاح غَرَفتُ الماء بيدي غَرْفاً والغَرْفةُ والغُرفة ما غُرِف وقيل الغَرْفة المرَّة الواحدة والغُرفة ما اغْتُرِف وفي التنزيل العزيز إلا مَن اغْترَفَ غرْفة وغُرْفة أَبو العباس غُرْفة قراءة عثمان ومعناه الماء الذي يُغْترَفُ نفسه وهو الاسم والغَرْفة المرَّة من المصدر ويقال الغُرفة بالضم مِلء اليد قال وقال الكسائي لو كان موضعُ اغْترَف غَرَف اخترت الفتح لأَنه يخرُج على فَعْلة ولما كان اغترف لم يخرج على فَعْلة وروي عن يونس أَنه قال غَرْفة وغُرْفة عربيتان غَرَفْت غَرفة وفي القدْر غُرْفة وحَسَوْتُ حَسْوةً وفي الإناء حُسْوة الجوهري الغُرفة بالضم اسم المفعول منه لأَنك ما لم تَغْرِفه لا تسميه غُرفة والجمع غِراف مثل نُطْفة ونِطاف والغُرافة كالغُرْفة والجمع غِرافٌ وزعموا أَن ابْنةَ الجُلَنْدَى وضَعَتْ قِلادتها على سُلَحْفاة فانْسابت في البحر قالت يا قوم نَزافِ نزاف لم يبق في البحر غير غِراف والغِرافُ أَيضاً مِكيال ضَخْم مثْل الجِراف وهو القَنْقَل والمِغْرفةُ ما غُرِفَ به وبئر غَروف يُغْرَف ماؤها باليد ودلو غَرِيفٌ وغريفة كثيرة الأَخذ من الماء وقال الليث الغَرْف غَرْفُك الماء باليد أَو بالمِغْرفة قال وغَرْبٌ غَرُوفٌ كثير الأَخذ للماء قال ومَزادةٌ غَرْفِيَّةٌ وغَرَفِيَّةٌ فالغَرْفيَّة رَقيقةٌ من جُلود يُؤتى بها من البحرين وغَرَفية دُبغت بالغَرَف وسقاء غَرْفَى أَي مَدْبوغ بالغَرف ونهر غَرَّافٌ كثير الماء وغيث غرَّاف غزير قال لا تَسْقِه صَيِّبَ غَرَّافٍ جُؤَرْ ويروى عزَّاف وقد تقدم وغَرَفَ الناصِيةَ يَغْرِفُها غَرْفاً جزَّها وحلَقها وغَرَفْتُ ناصيةَ الفَرس قطعتُها وجَزَزْتُها وفي الحديث أَن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نهى عن الغارفة قال الأَزهري هو أَن تُسَوِّي ناصيتها مَقْطُوعة على وسَط جَبينِها ابن الأعرابي غَرَف شعره إذا جَزَّه وملَطه إذا حلَقه وغَرَفْتُ العَوْدَ جَزَزْته والغُرْفةُ الخُصلةُ من الشعر ومنه قول قيس تَكادُ تَنْغَرِفُ أَي تنقطع قال الأَزهري والغارفةُ في الحديث اسم من الغَرْفة جاء على فاعلة كقولهم سمعت راغِيةَ الإبل وكقول اللّه تعالى لا تَسْمَع فيها لاغِيةً أَي لَغْواً ومعنى الغارفةِ غَرْفُ الناصيةِ مُطَرَّزَةً على الجبين والغارفة في غير هذا الناقة السريعة السير سميت غارفة لأَنها ذات قَطْع وقال الخطابي يريد بالغارفة التي تَجُزُّ ناصيتها عند المُصِيبة وغرَف شعَره إذا جَزَّه ومعنى الغارفة فاعلة بمعنى مَفْعولة كعيشة راضية وناقة غارفة سريعة السير وإبلٌ غَوارِفُ وخيل مَغارِف كأَنها تَغْرِفُ الجَرْيَ غَرْفاً وفرس مِغْرَفٌ قال مزاحم بأَيدي اللَّهامِيم الطِّوالِ المغارِف ابن دريد( * قوله « ابن دريد » بهامش الأصل صوابه أَبو زيد ) فرس غَرَّافٌ رَغيبُ
( * قوله « رغيب » هو في الأصل بالغين المعجمة وفي القاموس بالحاء المهلة ) الشَّحْوةِ كثير الأَخذ بقوائمه من الأَرض وغَرَفَ الشيءَ يَغْرِفُه غَرْفاً فانغرَفَ قَطَعَه فانْقَطَعَ ابن الأَعرابي الغَرْفُ التَّثَني والانقصافُ قال قيس بن الخَطِيم تَنامُ عن كِبْر شأْنِها فإذا قامَتْ رُوَيْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ قال يعقوب معناه تتثَنَّى وقيل معناه تَنْقصِف من دِقَّة خَصْرها وانْغَرَف العظم انكسر وقيل انغرف العُود انْفَرَضَ إذا كُسِر ولم يُنْعم كَسْرُه وانْغَرَفَ إذا مات والغُرْفة العِلِّيّةُ والجمع غُرُفات وغُرَفات وغُرْفات وغُرَف والغُرفة السماء السابعة قال لبيد سَوَّى فأَغلَقَ دونَ غُرْفةِ عَرْشِهِ سَبْعاً طباقاً وفوق فَرْع المَنْقَلِ كذا ذكر في الصحاح وفي المحكم فوق فرع المَعْقِل قال ويروى المَنْقل وهو ظهر الجبل قال ابن بري الذي في شعره دون عِزَّة عَرشه والمَنْقلُ الطريق في الجبل والغُرْفةُ حَبْل معْقود بأُنْشوطةٍ يُلقَى في عُنُق البعير وغَرَف البعيرَ يَغرِفُه ويغْرُفه غَرْفاً أَلقى في رأْسه الغُرفة يمانية والغَرِيفةُ النعْلُ بلغة بني أَسَد قال شمر وطيِّء تقول ذلك وقال اللحياني الغَرِيفةُ النعْلُ الخَلَقُ والغريفة جِلْدةٌ مُعَرَّضةٌ فارغة نحو من الشِّبْر من أَدَم مُرَتَّبة في أَسفَلِ قِراب السيف تَتَذَبْذَب وتكون مُفَرَّضة مُزَيَّنة قال الطرماح وذكر مِشْفرَ البعير تُمِرُّ على الوِراكِ إذا المَطايا تَقايَسَتِ النِّجادَ من الوَجينِ خَريعَ النَّعْوِ مُضْطَرِب النَّواحي كأَخْلاقِ الغَريفةِ ذي غُضُونِ
( * قوله « ذي غضون » كذا بالأصل قال الصاغاني الرواية ذا )
وخَريع مَنصوب بتمرّ أَي تمرّ على الوِراكِ مِشْفراً خَريع النَّعْو والنَّعْوُ شَقُّ المِشفر وجعله خَلَقاً لنعُومته وقال اللحياني الغَريفة في هذا البيت النعْل الخلق قال ويقال لنعل السيف إذا كان من أَدَم غَريفة أَيضاً والغَريفةُ والغَريفُ الشجر المُلْتَفُّ وقيل الأَجَمَةُ من البَرْدِيِّ والحَلْفاء والقَصَبِ قال أَبو حنيفة وقد يكون من السَّلَمِ والضَّالِ قال أَبو كبير يأْوي إلى عُظْمِ الغَريف ونَبْلُه كسَوامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّر وقيل هو الماء الذي في الأَجَمة قال الأَعشى كبَرْدِيّة الغِيلِ وَسْطُ الغَري ف قد خالَطَ الماءُ منها السَّريرا السَّريرُ ساق البَرْديّ قال الأَزهري أَما ما قال الليث في الغريف إنه ماء الأَجَمةِ فهو باطل والغَريفُ الأَجمة نفْسُها بما فيها من شجرها والغَريف الجماعةُ من الشجر المُلْتفّ من أَي شجر كان قال الأَعشى كبردية الغِيل وسط الغري ف ساقَ الرِّصافُ إليه غَديرا أَنشده الجوهري قال ابن بري عجز بيت الأَعشى لصدر آخر غير هذا وتقرير البيتين كبردية الغيل وسط الغريف إذا خالط الماء منها السُّرورا والبيت الآخر بعد هذا البيت ببيتين وهو أَوِ اسْفَنْطَ عانَةَ بَعْدَ الرُّقا دِ ساقَ الرِّصافُ إليه غديرا والغَرْفُ والغَرَفُ شجر يدبغ به فإذا يبس فهو الثُّمام وقيل الغَرَف من عِضاه القياس وهو أَرَقُّها وقيل هو الثمام ما دام أَخضر وقيل هو الثمام عامّة قال الهذلي أَمْسَى سُقامٌ خَلاءً لا أَنِيسَ به غَيرُ الذِّئابِ ومَرّ الرِّيح بالغَرَف سقامٌ اسم واد ويروى غير السباع وأَنشد ابن بري لجرير يا حَبّذا الخَرْجُ بين الدَّامِ والأُدَمى فالرِّمْثُ من بُرْقة الرَّوْحانِ فالغَرَفُ الأَزهري الغَرْف ساكن الراء شجرةٌ يدبغ بها قال أَبو عبيد هو الغَرْفُ والغلف وأَمّا الغَرَفُ فهو جنس من الثُّمام لا يُدبغ به والثُّمام أَنواع منه الغَرَف وهو شَبيه بالأَسَل وتُتّخذ منه المَكانس ويظلّل به المزادُ فيُبَرِّد الماء وقال عمرو ابن لَجإٍ في الغَرْف تَهْمِزهُ الكَفُّ على انْطِوائها هَمْز شَعِيب الغَرفِ من عَزْلائها يعني مَزادةً دُبغت بالغَرْف وقال الباهِليُّ في قول عمرو بن لجإ الغَرْف جلود ليست بقَرَظِية تُدْبغ بهَجَر وهو أَن يؤخذ لها هُدْب الأَرْطى فيوضع في مِنْحاز ويُدَقّ ثم يُطرح عليه التمر فتخرج له رائحة خَمْرة ثم يغرف لكل جلد مقدار ثم يدبغ به فذلك الذي يُغرف يقال له الغَرْف وكلُّ مِقدار جلد من ذلك النقيع فهو الغَرْف واحده وجميعه سواء وأَهل الطائف يسمونه النَّفْس وقال ابن الأَعرابي يقال أَعْطِني نَفْساً أَو نَفْسَيْن أَي دِبْغةً من أَخْلاطِ الدِّباع يكون ذلك قدر كف من الغَرْفة وغيره من لِحاء الشجر قال أَبو منصور والغَرْف الذي يُدْبغ به الجلود معروف من شجر البادية قال وقد رأَيته قال والذي عندي أَن الجلود الغَرْفية منسوبة إلى الغَرْف الشَّجر لا إلى ما يُغْرف باليد قال ابن الأَعرابي والغَرَف الثُّمام بعينه لا يُدبغ به قال الأَزهري وهذا الذي قاله ابن الأعرابي صحيح قال أَبو حنيفة إذا جف الغَرَف فمضغْتَه شَبَّهْتَ رائحته برائحة الكافور وقال مرة الغَرْف ساكنة الراء ما دُبغ بغير القَرَظ وقال أَيضاً الغرْف ساكنة الراء ضروب تُجمع فإذا دبغ بها الجلد سمي غَرْفاً وقال الأَصمعي الغرْف بإسكان الراء جلود يؤتى بها من البحرين وقال أَبو خَيْرة الغَرْفية يمانية وبَحْرانية قال والغَرَفية متحركة الراء منسوبة إلى الغَرَف ومزادة غَرْفية مدبوغة بالغَرْف قال ذو الرمة وَفْراء غَرْفيةٍ أَثْأَى خَوارِزُها مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْه بينها الكُتَبُ يعني مزادة دبغت بالغَرْف ومُشَلشَل من نعت السَّرَب في قوله ما بالُ عينك منها الماء يَنْسَكبُ كأَنَّه من كُلَى مَفْرِيَّة سَرَبُ ؟ قال ابن دريد السرَبُ الماء يُصَبُّ في السِّقاء ليدبغ فتغْلُظ سُيوره وأَنشد بيت ذي الرمة وقال من روى سرب بالكسر فقد أَخطأَ وربما جاء الغرف بالتحريك وأَنشد ومَرِّ الرّيح بالغَرَف قال ابن بري قال علي بن حمزة قال ابن الأَعرابي الغَرْف ضروب تجمع فإذا دبغ بها الجلد سمي غَرْفاً أَبو حنيفة والغَرَف شجر تُعمل منه القِسِيّ ولا يدبُغ به أَحد وقال القزاز يجوز أَن يدبغ بورقه وإن كانت القِسِيُّ تُعمل من عيدانه وحكى أَبو محمد عن الأَصمعي أَن الغرْف يدبغ بورقه ولا يدبغ بعيدانه وعليه قوله وفْراء غَرْفية وقيل الغرفية ههنا المَلأَى وقيل هي المدبوغة بالتمر والأَرْطى والملحِ وقال أَبو حنيفة مزادة غرَفية وقرْبة غرفية أَنشد الأَصمعي كأَنَّ خُضْرَ الغَرَفِيّاتِ الوُسُعْ نيطتْ بأَحْقى مُجَرْئشَّاتِ هُمُعْ وغَرَفْت الجلد دَبَغْته بالغرف وغَرِفَت الإبل بالكسر تَغْرَفُ غَرَفاً اشتكت من أَكل الغَرَف التهذيب وأَما الغَريف فإنه الموضع الذي تكثر فيه الحَلْفاء والغَرْف والأَباء وهي القصب والغَضا وسائر الشجر ومنه قول امرئ القيس ويَحُشُّ تَحْتَ القِدْرِ يُوقِدُها بغَضَا الغَرِيفِ فأَجْمَعَتْ تَغْلي وأَما الغِرْيَفُ فهي شجرة أُخرى بعينها والغِرْيَفُ بكسر الغين وتسكين الراء ضرب من الشجر وقيل من نبات الجبل قال أُحَيْحة بن الجُلاحِ في صفة نخل إذا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها زانَ جَنابي عَطَنٌ مُعْصِفُ مَعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جَبَّاره بِحافَتَيْهِ الشُّوعُ والغِرْيَفُ قال أَبو حنيفة قال أَبو نصر الغِرْيَفُ شجر خَوّار مثل الغَرَبِ قال وزعم غيره أَن الغِرْيف البرْدِيّ وأَنشد أَبو حنيفة لحاتم رواء يَسِيل الماءُ تَحْتَ أُصولِهِ يَمِيلُ به غِيلٌ بأَدْناه غِرْيَفُ والغِرْيَفُ رمل لبني سعد وغُرَيْفٌ وغَرّافٌ اسمان والغَرَّافُ فرس خُزَزَ بن لُوذان
غرضف
الغُرضُوف كل عَظم ليّنٍ رَخْص في أَي موضع كان زاد التهذيب يؤكل قال وداخلُ القُوفِ غُرْضوف والغُرْضُوف العظم الذي على طَرف المَحالة والغُضْروف لغة فيهما والغُرْضوفان من الفرس أَطراف الكتفين من أَعاليهما ما دقّ عن صلابة العظمِ وهما عصَبتان في أَطراف العَيْرين من أَسافلهما وغُرْضُوف الأَنف ما صَلُب من مارنه فكان أَشَدَّ من اللحم وأَلينَ من العظم ومارِنُ الأَنف غُرْضُوف ونُغْضُ الكتف غُرْضُوف
غرنف
الغِرْنِفُ بكسر النون عن أَبي حنيفة الياسِمُون وروى بيت حاتم رواء يسيل الماء تحت أُصوله يميل به غِيل بأَدْناه غِرْنِفُ ويروى غِرْيف وقد تقدّم في ترجمة غرف
غسف
الغَسَفُ السَّواد قال الأَفوه حتى إذا ذَرَّ قَرْنُ الشمْسِ أَو كَرَبَتْ وظَنَّ أَنْ سَوْفَ يُولي بَيْضَه الغَسَفُ ابن بري والغَسَفُ الظُّلْمة قال الراجز حتى إذا الليلُ تَجَلَّى وانْكَشَفْ وزال عن ذلك الرُّبى حتى انغَسَفْ وقرأَ بعضهم ومن شرّ غاسِفٍ إذا وَقَب ومنه قول الأَفوه وظَنَّ أَن سوف يولي بيضه الغسف
غضف
غَضَفَ العُودَ والشيءَ يَغْضِفُه غَضْفاً فانغضَفَ وغَضَّفَه فَتَغَضَّفَ كسره فانكسر ولم يُنْعِم كسره وتغضَّف عليه أَي مالَ وتَثنَّى وتكسَّر وتَغَضَّفت الحَيّة تلَوّت وتكسّرت قال أَبو كبير الهُذلي إلا عَوابِسُ كالمِراطِ مُعِيدةٌ باللَّيلِ مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ وكلُّ متثن متكسّر مُسترْخ أَغْضَفُ والأُنثى غَضْفاء وغَضِفت الأُذن غَضَفاً وهي غَضْفاء طالت واسْترخت وتكسّرت وقيل أَقبلت على الوجه وقيل أَدبرت إلى الرأْس وانكسر طرَفُها وقيل هي التي تتثنى أَطرافها على باطنها وهي في الكلاب إقبال الأُذن على القفا وكلبٌ أَغْضَفُ وكلاب غُضْف وقد غَضِفَ بالكسر إذا صار مسترخي الأُذن التهذيب التَّغَضُّفُ والتغَضُّنُ والتغيُّفُ واحد ومن ذلك قيل للكلاب غُضْفٌ إذا استرخت آذانها على المحارة من طولها وسَعتها وقال ابن الأَعرابي الغاضِفُ من الكلاب المتكسّر أَعلى أُذنه إلى مقدَّمه والأَغضفُ إلى خلفه والغُضْفُ كلاب الصيْد من ذلك صفة غالبة وغَضَفَ الكلبُ أُذنه غَضْفاً وغَضَفاناً وغَضْفاناً لَواها وكذلك إذا لوتْها الرِّيح وقيل غَضَفها أَرخاها وكسرها والغَضَفُ بالتحريك اسْتِرْخاء في الأُذن وفي التهذيب الغضف استرخاء أَعلى الأُذن على محارتها من سَعتها وعِظَمها والغَضْفاء من المعز المُنْحَطَّةُ أَطراف الأُذنين من طولهما والمُغْضِفُ كالأَغضف ابن شميل الغَضَفُ في الأُسْد استرخاء أَجفانها العُلا على أَعينها يكون ذلك من الغَضَب والكِبَر قال ومن أَسماء الأَسد الأَغْضَفُ وقال أَبو النجم يصف الأُسد ومُخْدِرات تأْكل الطَّوّافا غُضْف تَدُقُّ الأَجَمَ الحَفَّافا قال ويقال الغَضَفُ في الأُسُد كثرة أَوبارها وتثنِّي جلودها وقال القُطامي غُضْف الجِمامِ تَرَحَّلُوا وقال الليث الأَغْضف من السباع الذي انكسر أَعلى أُذنه واستَرخَى أَصله وأُذنٌ غَضْفاء وأَنا أَغْضِفُها وانْغَضفَت أُذنه إذا انكسرت من غير خِلْقة وغَضِفت إذا كانت خِلْقة والغَضَفُ انكسارها خلقة وقوله لما تآزَيْنا إلى دِفء الكُنُفْ في يَوْمِ ريحٍ وضَبابٍ مُنْغَضِفْ إنما عنى بالمنغضف الضباب الذي بعضه فوق بعض ويقال للسماء أَغْضَفَت إذا أَخالَت للمطر وذلك إذا لَبِسها الغَيم كما يقال ليل أَغضف إذا أُّلبِسَ ظَلامه ويقال في أَشفاره غَضَفٌ وغَطَف بمعنى واحد ونخلة مُغْضِف ومُغْضِفة كثر سَعَفُها وساءَ ثمرها وثمرة مُغْضِفة لم يَبْدُ صَلاحُها وفي حديث عمر رضي اللّه عنه أَنه ذكر أَبواب الرِّبا ثم قال ومنه الثمرة تُباع وهي مُغْضِفة قال شمر ثمَرَة مُغْضفة إذا تقاربت من الإدْراك ولمَّا تُدْرِك وقال أَبو عمرو المُغْضِفَة المُتدَلِّية في شجرها مسترخية وكلُّ مُسترخ أَغضف رواه عنه أَبو عبيد قال وإنما أَراد عمر رضي اللّه عنه أَنها تباع ولم يَبْدُ صَلاحُها فلذلك جعلها مُغْضفة وقال أَبو عدنان قالت لي الحَنظلِيّة أَغْضفَت النخلة إذا أُوقِرَتْ ومنه الحديث أَنه قدم خَيْبر بأَصحابه وهم مُسْعِنُون والثمرةُ مُغضفة ويقال نزل فلان في البئر فانغَضَفَت عليه أَي انهارت عليه وتغضفت البئر إذا تهدَّمت أَجْوالُها وانْغَضَفت عليه البئر انْحَدرت قال العجاج وانْغَضَفَتْ في مُرْجَحِنّ أَغْضَفا شبه ظلمة الليل بالغُبار وانغَضَف القوم في الغبار دخلوا فيه وغَضَف يَغْضِفُ غُضُوفاً نَعِم بالُه فهو غاضِفٌ والغاضِفُ الناعمُ البال وأَنشد كَمِ اليومَ مَغْبُوطٌ بخَيْرِك بائسٌ وآخَرُ لم يُغْبَطْ بخَيْرِك غاضِفُ وعَيْشٌ أَغْضَفُ وغاضف واسع ناعِم رَغَدٌ بَيِّنُ الغَضَف ابن الأَعرابي سنة غَضْفاء إذا كانت مخْصِبة وقال مَعْن بن سَوادةَ عيشٌ أَغضف إذا كان رَخِيّاً خَصِيباً ويقال تَغَضَّفت عليه الدنيا إذا كثر خيرها وأَقبلت عليه وعَطَنٌ مُغْضِفٌ إذا كثُر نَعَمُه ورواه ابن السكيت مُعْصِف وقال هو من العَصْف وهو ورق الزرع وإنما أَراد خُوص سعَف النخل وقال أُحَيحةُ بن الجلاح إذا جُمادى مَنَعَتْ قَطْرَها زانَ جَنابي عَطنٌ مُغْضِفُ أَراد بالعَطَن ههنا نخيلة الرّاسخةَ في الماء الكثيرةَ الحمل وقد تقدّم هذا البيت في ترجمة عصف أَيضاً وذكرنا هناك ما فيه من الاختلاف وغَضَف الفرسُ وغيره يَغْضِفُ غَضْفاً أَخذ من الجَرْي بغير حساب والغَضَفُ شجر بالهند يشبه النخل ويتخذ من خوصِه جِلال وقال الليث هو كهيئة النخل سواء من أَسفله إلى أَعْلاه سعَفٌ أَخضر مغشًّى عليه ونواه مقشَّر بغير لِحاء قال أَبو حنيفة الغَضَفُ خوص جيد تتخذ منه القِفاع التي يُحمل فيها الجهاز كما يحمل في الغرائر تتخذ أعدالاً فلها بقاء ونبات شجره كنبات النخل ولكن لا يطول ويُخرج في رؤوسها بُسْراً بَشِعاً لا يؤكل قال وتتخذ من خوصه حُصْر أَمثال البُسط تسمى السِّمام الواحدة سُمَّةٌ وتُفْتَرش السُّمّة عِشرين سنة الدينوري وأَجود اللِّيف للحبال الكِنْبارُ وهو ليف النّارَجِيل وأَجْود الكنبار الصِّيني وهو أَسود يسمونه القَطِيّا والغُضْفُ القَطا الجُونُ قال ابن بري صوابه والغَضَفُ القَطا الجُوني غيره والغَضَفة ضرب من الطير قيل إنها القَطاة الجونيّة والجمع غَضَفٌ وغُضَيْفٌ موضع وسَهم أَغْضَفُ أَي غَلِيظُ الرِّيش وهو خلاف الأَصْمع وأَغْضَف الليلُ أَي أَظلم واسْودَّ وليل أَغْضَفُ وقد غَضِف غَضَفاً وتَغَضَّف علينا الليل أَلبسنا وأَنشد بأَحْلامِ جُهّال إذا ما تَغَضَّفوا التهذيب والأغضف الليل وأَنشد في ظِلِّ أَغْضَفَ يَدْعُو هامَه البُوم الأَصمعي خَضَفَ بها وغَضَفَ بها إذا ضَرطَ
غضرف
الغُضْرُوف كلُّ عَظم رَخْص ليّن في أَيّ موضع كان والغُضْرُوف العَظم الذي على طرف المَحالةِ والغُرْضُوفُ لغة فيهما وفي حديث صفته صلى اللّه عليه وسلم أَعْرفه بخاتم النُّبوة أَسْفَل من غُضْروف كتِفه غُضْروفُ الكتِف رأْس لَوْحِه وامرأَة غَنْضَرِفٌ وغَنْضفِير إذا كانت ضَخْمة لها خَواصِر وبطون وغُضون مثل خَنْضرف وخَنْضفير
غطف
الغَطَفُ كالوطَفِ وهو كثرة الهُدْبِ وطُولُه وقيل الغَطَفُ قلَّةُ شعر الحاجب وربما استعمل في قلة الهُدْب وقيل الغَطَف انثناء الأَشفار وهو مذكور في العين عن كراع وقد غَطِفَ غَطَفاً فهو أَغْطَفُ وفي حديث أُم معبَد وفي أَشفاره غَطَفٌ هو أَن يطول شعر الأَجفان ثم يَتَعَطَّفَ ورواه الرواة وفي أَشفاره عَطَفٌ بالعين غير معجمة وقال ابن قتيبة سأَلت الرِّياشي فقال لا أَدري ما العَطَف قال وأَحسبه الغَطَف بالغين وبه سمي الرجل غُطَيْفاً وقال شمر الأَوْطَفُ والأغْطف بمعنى واحد في الأَشفار وقال ابن شميل الغَطَف الوطَف والغطَفُ سَعةُ العَيش وعَيْشٌ أَغْطَف مثل أَغْضَف مُخْصب وغُطَيْفٌ اسم رجل قال لتَجدَنِّي بالأَمير بَرّا وبالقَناةِ مِدْعَساً مِكَرَّا إذا غُطَيْفُ السُّلَمِيُّ فَرّا وبنو غُطَيْف حَيّ وغَطَفانُ حيّ من قَيْس عَيْلان وهو غَطفان بن سعد بن قَيْس عَيْلان قال الشاعر لو لم تكُنْ غَطَفانُ لا ذنوب لها إليّ لامَتْ ذَوُو أَحْسابِها عُمرا قال الأَخفش قوله لا زائدة يريد لو لم تكن لها ذنوب
غطرف
الغِطْريف والغُطارِف السيد( * قوله « والغطارف السيد » كذا بالأصل مضبوطاً والذي في القاموس الغطراف بالكسر ) الشريفُ السخِيّ الكثير الخير وأَنشد ومَن يَكُونوا قوْمه تَغَطْرَفا والذي في حديث سَطِيح أَصَمَّ أَم يَسْمَعُ غِطريفُ اليَمن الغِطريف السيِّد وجمعه الغَطاريف وقيل الغِطْريف الفتى الجميل وقيل هو السخِيّ السَّريُّ الشابُّ ومنه يقال بازٌ غِطْريف والغِطْريف والغِطْراف البازي الذي أُخذ من وكْره والغِطريف فَرْخُ البازي وأُمّ الغِطريف امرأَة من بَلْغَنْبَر بن عمرو بن تميم وعنَقٌ غِطْريف وخِطْريف واسع والتَّغَطْرُف التكَبُّر قال فإنْ يَكُ سَعْدٌ من قُرَيْشٍ فإنَّما بَغَيْرِ أَبِيه من قُرَيْشٍ تَغَطْرَفا يقول إنما تَغَطْرَفَ من ولايته ولم يكُ أَبوه شريفاً وقد قيل في ذلك التَّغَتْرُف أَيضاً الجوهري الغَطْرَفةُ والتَّغَطْرُف والتَّغَتْرُف التكبر وأَنشد الأَحمر لمُغلس بن لَقِيط فإنَّك إنْ عادَيْتَني غَضِبَ الحصَى عليْكَ وذو الجَبُّورةِ المُتَغَطْرِفُ ويروى المُتَغَتْرِفُ وأَنشد ابن بري لكعب بن مالك الحمد للّه الذي قد شَرَّفا قوْمي وأَعْطاهْم معاً وغَطْرَفا قال وقال ابن الطَّيْفانِيّة وإني لَمِنْ قَوْمٍ زُرارةُ منهمُ وعَمْرو وقَعْقاعٌ أُلاكَ الغطارِفُ قال وقال جَعْونة العجلي وتَمْنَعُها من أَن تُسَلَّ وإن تُخَفْ تَحُلْ دُونها الشُّمُّ الغَطارِيفُ من عجْلِ وقال ابن الأَعرابي التَّغَطرُف الاخْتيال في المَشي خاصّة
غفف
الغُفَّةُ البُلْغَةُ من العَيْش قال الشاعر لا خَيرَ في طَمَعٍ يُدْني إلى طَبَعٍ وغُفَّةٌ من قَوامِ العَيشِ تَكْفِيني والفَأْرةُ غُفَّة الهِرّ أَي قُوتُه وقيل الغفة الفأْرة فلم يُسَقْ قال يُدِيرُ النَّهارَ بجَشْءٍ له كما عالَجَ الغُفَّةَ الخَيْطَلُ الخَيْطلُ السِّنَّوْر وهذا بيت يُعايا به يصف صبيّاً يدير نَهاراً أَي فَرْخَ حُبارَى بجَشء في يده وهو سَهْم خَفِيف أَو عُصيّةٌ صغيرة ويروى بحَشْر له والغُفَّة والغُبّةُ القليل من العيش والغُفة الشيء القليل من الرَّبيع واغْتَفَّتِ الفرس والخيل وتَغَفَّفَت نالت غُفة من الرَّبيع ولم تُكْثِر وقيل إذا سَمِن بعض السِّمَن والاغْتِفافُ تناوُل العلَف وقيل الغُفة كلأ قديم بالٍ وهو شرُّ الكلإ والفعل كالفعل وغُفة الإناء والضرْع بقيّة ما فيه وتَغَفَّفه أَخذ غُفَّته وقال أَبو زيد اغْتَفَّتِ المالُ اغْتِفافاً قال وهو الكلأ المُقارِبُ والسِّمنُ المُقارِب قال طُفَيْل الغَنَوِيّ وكُنّا إذا ما اغْتَفَّتِ الخيلُ غُفَّةً تَجَرَّدَ طَلاَّبُ التِّراتِ مُطَلَّب يقول تَجَرَّدَ طالِبُ التِّرة وهو مَطلوب مع ذلك فرفَعه بإضمار هو أَي هو مُطَلَّبٌ كما قال الراجز ومَنْهَلٍ فيه الغُرابُ مَيْتُ كأَنه من الأُجُونِ زَيْتُ سَقَيْتُ منه القومَ واستقَيْتُ فيه الغراب ميت أَي هو ميت والغُفَّةُ كالخُلْسةِ أَيضاً وهو ما تَناوَله البعير بفِيه على عجلة منه ويقال لما يَبس من ورق الرُّطْب غَفٌّ وقَفٌّ
غلف
الغِلاف الصِّوان وما اشتمل على الشيء كقَمِيص القَلْب وغِرْقِئِ البيض وكِمام الزَّهْر وساهُور القَمر والجمع غُلُفٌ والغِلافُ غلاف السيف والقارورة وسيف أَغْلَف وقوس غَلْفاء وكذلك كل شيء في غِلاف وغَلَف القارُورة وغيرها وغلَّفها وأَغْلَفها أَدخلها في الغِلاف أَو جعل لها غلافاً وقيل أَغْلَفَها جعل لها غِلافاً وإذا أَدخلها في غلاف قيل غَلَفها غَلْفاً وقلب أَغْلفُ بيِّن الغُلْفة كأَنه غُشِّي بغلاف فهو لا يَعِي شيئاً وفي التنزيل العزيز وقالوا قلوبنا غُلْفٌ وقيل معناه صُمٌّ ومن قرأَ غُلُفٌ أَراد جمع غِلاف أَي أَن قلوبنا أَوْعِية للعِلم كما أَن الغلاف وِعاء لما يُوعَى فيه وإذا سكنت اللام كان جمع أَغلف وهو الذي لا يعي شيئاً وفي صفته صلى اللّه عليه وسلم يَفْتَح قُلوباً غُلْفاً أَي مُغَشَّاة مغطاة واحدها أَغلف وفي حديث حذيفة والخُدريّ القلوب أَربعة فقلب أَغلف أَي عليه غِشاء عن سَماع الحق وقبوله وهو قلب الكافر قال ولا يكون غُلُف جمع أَغلف لأَنَّ فُعُلاً بالضم لا يكون جمع أَفعل عند سيبويه إلا أَن يضطر شاعر كقوله جَرَّدُوا منها وِراداً وشُقُرْ قال الكسائي ما كان جمع فِعال وفَعُول وفَعِيل فهو على فُعُلٍ مثقل وقال خالد بن جنْبة الأَغلف فيما نرى الذي عليه لِبْسة لم يدَّرِعْ منها أَي لم يُخرِج منها وتقول رأَيت أَرْضاً غَلْفاء إذا كانت لم تُرع قبلنا ففيها كلُّ صغير وكبير من الكلإِ كما يقال غلام أَغلف إذا لم تُقطع غُرْلَتُه وغَلَّفْت السرْج والرحْل وأَنشد يَكادُ يرْمي الفاتِرَ المُغَلَّفا ورجل مُغَلَّف عليه غِلاف من هذا الأَدَم ونحوها والغُلْفَتان طَرفا الشاربين مما يلي الصِّماغين وهي الغُلْفة والقُلْفة وغلام أَغلف لم يختتن كأَقْلَف والغَلَفُ الخِصْب الواسع وعامٌ أَغلف مُخْصِب كثير نباته وعيش أَغلَف رَغَدٌ واسع وسنة غَلْفاء مُخْصِبة وغَلَف لِحْيَته بالطيب والحِنَّاء والغالية وغَلَّفها لطخها وكرهها بعضهم وقال إنما هو غَلاَّها وتَغَلَّفَ الرجلُ بالغالية وسائر الطيب واغْتَلَفَ الأَوّل عن ثعلب وقال اللحياني تَغَلَّفَ بالغالية وتَغَلَّلَ وقال بعضهم تَغَلَّفَ بالغالية إذا كان ظاهراً فإذا كان داخلا في أُصول الشعر قيل تَغَلَّلَ وغَلَفَ لِحْيَته بالغالية غَلْفاً وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها كنت أُغَلِّفُ لحيته بالغالية أَي ألطخها وأَكثر ما يُقال غَلَفَ بها لحيته غَلْفاً وغلَّفها تغليفاً والغالية ضَرْبٌ مركَّب من الطِّيب والغَلْفُ شجر يُدْبَغُ به مثل الغَرْف وقيل لا يُدْبغُ به إلا مع الغرف والغَلِفُ بفتح الغين وكسر اللام نبت شبيه بالحَلق ولا يأْكله شيء إلا القُرود حكاه أَبو حنيفة والغُلْفَة وغَلْفانُ موضعان وبنو غَلْفانَ بطن والغَلْفاء لَقَب سَلَمَة عم امرئ القيس ومعديكَرِبَ بن الحرث بن عَمْرو أَخي شَراحِيل( * قوله « أخي شراحيل إلخ » عبارة الصحاح اخي شرحبيل بن الحرث إلخ ) ابن الحرث يُلَقَّب بالغَلْفاء لأَنه أَوَّل من غَلَّفَ بالمِسْك زعموا وابن غَلْفاء من شعرائهم يقول أَلا قالت أُمامةُ يَوْمَ غَوْلٍ تَقَطَّعَ بابن غَلْفاء الحِبالُ
غنف
الغَيْنَف غَيْلَم الماء في مَنْبَع الآبار والأَعْين وبَحْرٌ ذو غَيْنَف أَي مادة قال رُؤبة نَغْرِف من ذي غَيْنَفٍ ونُوزِي والرواية المشهورة نَغْرِف من ذي غَيِّفٍ ونُوزِي قال كذلك روي بغير همز والقياس نؤزي بالهمز لأَن أَوّل هذا الرجز يا أَيها الجاهل ذو التَّنَزِّي قال الأَزهري ولم أَسمع الغَيْنَف بمعنى غَيْلَم الماء لغير الليث والبيت الذي أَنشده لرؤبة رواه شمر عن الإيادِيّ بئر ذات غَيِّثٍ أَي لها ثائِبٌ من ماء وأَنشد نَغْرِفُ من ذي غَيِّثٍ ونُوزي قال ومعنى نُوزِي أَي نُضْعِفُ قال ولا آمَنُ أَن يكون غَيْنَفٌ تصحيفاً وكان غَيّثاً فصُيِّر غَيْنفاً قال فإن رواه ثقةٌ وإلا فهو غَيِّثٌ وهو صواب
غنضف
غنْضَفٌ اسم
غنطف
غَنْطَفٌ اسم
غيف
تَغَيَّفَ تَبَخْتَر وتَغَيَّفَ مشى مِشْية الطِّوال وقيل تَغَيَّف مَرَّ مَرّاً سَهْلاً سريعاً وتَغَيَّفَ الفَرَسُ إذا تَعطَّفَ ومال في أَحد جانبيه الأَصمعي مَرَّ البعيرُ يَتَغيَّفُ ولم يفسره قال شمر معناه يُسْرِع قال وقال أَبو الهيثم التَّغَيُّفُ أَن يَتَثَنَّى ويَتَمايَلَ في شِقَّيْه من سَعَة الخَطْوِ ولِين السَّيْر كما قال العِجاج يكادُ يَرْمي الفاتِرَ المُغَلَّفا منه احارِيّ إذا تَغَيَّفا والغَيْفان مَرَحٌ في السَّيْر وتَغَيَّفَ إذا اختال في مِشْيَته قاله المفضل والمُغَيَّف فرس لأَبي فَيْد بن حَرْمَلٍ صفة غالبة من ذلك والتَّغَيُّفُ التَّمَيُّل في العَدْوِ وغافت الشجرةُ غَيَفاناً وأَغْيَفت وتَغَيَّفَت مالت بأَغصانها يميناً وشِمالاً وأَنشد ابن بري لنُصَيْب فظَلَّ لها لَدْنٌ من الأَثْل مُورِق إذا زَعْزَعَتْه سَكْبَةٌ يتَغَيَّفُ وأَغافَ الشجرةَ أَمالها من النَّعْمة والغُضُوضة وشجرة غَيْفاء وشجر أَغْيَفُ وغَيْفانيٌّ يَمْؤودٌ قال رؤبة وهَدَبٌ أَغْيَفُ غَيْفانيُّ والأَغْيَف كالأَغْيَد إلا أَنه في غير نُعاسٍ والغافُ شجر عظام تَنْبُتُ في الرمل مع الأَراك وتَعْظُم وورقه أَصغر من ورق التُّفّاح وهو في خلقته وله ثَمَر حُلْو جدّاً وثمره غلف يقال له الحُنْبُل قال ابن سيده أَراه من ذلك وإلا فهو من غوف بالواو والتهذيب الغاف يَنْبُوت عظام كالشجر يكون بعُمان الواحدة غافة أَبو زيد الغاف من العِضاه وهي شجرة نحو القَرَظ شاكة حجازية تَنْبُت في القِفاف الجوهري الغاف ضرب من الشجر وأَنشد ابن بري لقيس بن الخطيم أَلفَيْتُهُمْ يَوْمَ الهِياجِ كأَنهُمْ أُسْدٌ بِبِيشَةَ أَو بِغافِ رَوافِ ورَواف موضع قريب من مكة قال الفرزدق إليك نَأَْشْتُ يا ابنَ أَبي عَقِيلٍ ودُوني الغافُ غافُ قُرى عُمانِ وقال ذو الرمة إلى ابنِ أَبي العاصي هشامٍ تَعَسَّفَتْ بِنا العِيسُ من حيثُ الْتقى الغافُ والرملُ ويقال حَمَل فلان في الحرب فَغَيَّفَ أَي كَذَبَ وجَبُنَ وغَيَّفَ إذا فرَّ وعَرَّد وتغيَّف عن الأَمر وغَيَّف نَكَل الأَخيرة عن ثعلب وأَنشد القطامي وحَسِبْتنا نَزَعُ الكَتيبةَ غُدْوَةً فيُغَيِّفونَ ونَرْجِعُ السَّرَعانا قال ابن بري الذي في شعره فيغَيِّفون ونُوزِعُ السَّرَعانا وغَيفان موضع
فلسف
الفَلْسفة الحِكْمة أَعجمي وهو الفَيْلسوف وقد تَفَلْسَفَ
فوف
الفُوفُ البياض الذي يكون في أَظفار الأَحْداث وكذلك الفَوْفُ واحدته فُوفَةٌ يعني بواحده الطائفة منه ومنه قيل بُرْدٌ مُفَوَّفٌ الجوهري الفُوفُ الحَبَّة البيضاء في باطن النواة التي تنْبُت منها النَّخْلة قال ابن بري صوابه الجُبَّة البيضاء والفُوف جمع فُوفَة والفُوفَة والفُوف القشرة التي على حَبَّة القلب والنواةِ دون لَحْمة التَّمْرة وكل قِشْرَة فُوفٌ التهذيب ابن الأَعرابي الفُوفَة القِشْرة الرقيقة تكون على النَّواة قال وهي القِطْمير أَيضاً وسئل ابن الأَعرابي عن الفُوف فلم يعرفه وأَنشد أَمْسى غُلامي كَسِلاً قَطُوفا يَسْقِي مُعِيداتِ العِراق جُوفا باتَتْ تَبَيّا حَوضَها عُكُوفا مثل الصُّفوف لاقَتِ الصفوفا وأَنتِ لا تُغْنِينَ عنِّي فُوفا العِراق عِراق القرْبة ومعناه لا تغني عني شيئاً واحدته فُوفة قال الشاعر فأَرْسَلْتُ إلى سَلْمى بأَنَّ النَّفْسَ مَشْغُوفَهْ فما جادَتْ لنا سَلْمى بزِنْجِيرٍ ولا فُوفَهْ وما أَغْنى عنه فُوفاً أَي قَدْرَ فُوفٍ والفُوفُ ضَرْبٌ من بُرود اليَمَنِ وفي حديث عثمان خَرَج وعليه حُلَّةٌ أَفْوافٌ الأَفْواف جمع فُوفٍ وهو القُطْن وواحدة الفُوف فُوفةٌ وهي في الأَصل القشرة التي على النواة يقال بُرْدُ أَفْوافٍ وحُلَّةُ أَفوافٍ بالإضافة الليث الأَفْواف ضَرْب من عَصْبِ البُرود ابن الأعرابي الفُوفُ ثِياب رِقاقٌ من ثياب اليمن مُوَشَّاة وهو الفُوف بضم الفاء وبُرْدٌ مُفَوَّفٌ أَي رقيق الجوهري الفُوفُ قِطَع القُطْن وبُرْد فُوفيٌّ وثُوثيٌّ على البدل حكاه يعقوب وبُرْدُ أَفْوافٍ ومُفَوَّف بياض وخطوط بيض( * قوله « وبرد أفواف ومفوف إلخ » عبارة القاموس وبرد مفوف كمعظم رقيق أو فيه خطوط بيض وبرد أفواف مضافة رقيق ا ه فلعل في عبارة اللسان سقطاً والأصل وبرد أَفواف وبرد مفوف أي ذو بياض إلخ أو فيه بياض ) وفي حديث كعب تُرْفَع للعبد غُرْفةٌ مُفَوّفة وتفويفها لَبِنةٌ من ذهب وأُخرى من فِضة والفَوْف مصدر الفُوفَة يقال ما فافَ عني بخَيْرٍ ولا زَنْجَرَ فَوْفاً والاسم الفُوفة وهو أَن يسأَل رجلاً فيقولَ بظُفُر إبهامه على سَبّابته ولا مثْلَ ذا وأَما الزَّنْجَرَة فما يأْخُذُ بطْنُ الظفر من بطن الثنية إذا أَخَذْتَها به وقُلْتَ ولا هذا وقيل الزَّنْجَرةُ أَن يقول بظُفُر إبهامه على ظُفُر سبّابته ولا هذا وقول ابن أَحمر والفُوفُ تَنْسِجُه الدَّبورُ وأَتْ لالٌ مُلَمَّعَةُ القَرَا شُقْرُ الفُوف الزَّهر شبّهه بالفُوف من الثياب تنسِجُه الدبور إذا مرت به وأَتلال جمع تلّ والملمعة من النَّوْر والزَّهْر وما ذاق فوفاً أَي ما ذاق شيئاً
فولف
التهذيب في الثُّنائيّ المُضاعَف الفَوْلَفُ كل شيء يُغَطِّي شيئاً فهو فَوْلَفٌ له قال العجاج وصار رَقْراقُ السَّراب فَوْلَفا لِلْبيد واعْرَورَى النِّعافَ النُّعَّفا فولفاً للبيد مُغطِّياً لأَرضها قال ومما جاء على بناء فَوْلَفٍ قَوْقَلٌ للحَجَل وشَوْشَب اسم للعقرب ولولَبٌ لَوْلَبُ الماء وحديقةٌ فَوْلفٌ مُلْتَفَّة والفَوْلفُ بِطانُ الهَودَج وقيل هو ثوب تُغَطَّى به الثياب وقيل ثوب رقيق
فيف
الفَيْفُ والفَيْفاة المَفازة لا ماء فيها الأَخيرة عن ابن جني وبالفَيْفِ استدل سيبويه على أَن أَلف فَيْفاة زائدة وجمع الفَيْف أَفْيافٌ وفُيُوفٌ وجمع الفَيْفَى فَيافٍ الليث الفَيْفُ المفازة التي لا ماء فيها مع الاستواء والسَّعة وإذا أُنِّثَت فهي الفَيْفاة وجمعها الفَيافي والفيفاء الصحراء المَلساء وهنَّ الفيافي والمُبَرّد أَلف فَيْفاء زائدة لأَنهم يقولون فَيفٌ في هذا المعنى المؤرّج الفَيْف من الأَرض مُخْتَلَف الرِّياح وبالدَّهْناء موضع يقال له فَيف الرِّيح وأَنشد لعمرو بن معد يكرب أَخْبَرَ المُخْبِرُ عنكُمْ أَنَّكُم يَوْمَ فَيْفِ الرِّيح أُبْتُمْ بالفَلَجْ أَي رجَعْتُم بالفَلاحِ والظَّفَر وقال ذو الرمة والرَّكْب يَعْلُو بِهِم صُهْبٌ يَمانِيَةٌ فَيْفاً عليه لِذَيْل الرِّيح نِمْنِيمُ ويقال فَيْفُ الرِّيحِ موضع معروف الجوهري فَيْف الريح( * قوله « الجوهري فيف الريح إلخ » عبارة القاموس وشرحه وقول الجوهري وفيف الريح يوم من أيام العرب غلط والصواب ويوم فيف الريح يوم من أيام العرب ) يوم من أَيام العرب وأَنشد بيت عمرو ابن معديكرب وفي الحديث ذِكر فَيْفِ الخَبارِ وهو موضع قريب من المدينة أَنزله سيدُنا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم نَفراً من عُرَيْنة عند لِقاحِهِ والفَيْفُ المكان المُسْتَوِي والخَبارُ بفتح الخاء وتخفيف الباء الموحدة الأَرض الليِّنة وبعضهم يقوله بالحاء المهملة والباء المشددة وفي غزوة زيد بن حارثة ذِكْر فَيْفاء مَدَانٍ أَبو عمرو كل طريق بين جبلين فَيْفٌ وأَنشد لرؤبة مَهِيلُ أَفْيافٍ لَها فُيُوفُ والمَهِيل المَخُوف
( * قوله « والمهيل المخوف إلخ » هذا نص الصحاح وفي التكملة هو تصحيف قبيح وتفسير غير صحيح والرواية مهبل بسكون الهاء وكسر الباء الموحدة وهو مهواة ما بين كل جبلين وزاد فساداً بتفسيره فانه لو كان من الهول لقيل مهول بالواو ا ه شارح القاموس ) وقوله لها أَي من جوانبها صَحارى وقال ذو الرمة ومُغْبَرَّة الأَفْيافِ مَسْحُولة الحصى دَيامِيمُها مَوْصُولةٌ بالصَّفاصِفِ وقال أَبو خَيْرَة الفيفاء البعيدة من الماء قال شمر والقول في الفَيْف والفَيْفاء ما ذكَر المؤرّج من مُخْتَلَف الرِّياح وفي حديث حذيفة يُصَبُّ عليكم الشّرُّ حتى يَبْلُغ الفَيافي هي البراري الواسعة جمع فَيْفاةٍ ابن سيده فَيْف الريح موضع بالبادية وفَيْفان اسم موضع قال تأَبط شرّا فَحَثْحَثْتُ مَشْغُوفَ الفؤادِ فَراعَني أُناسٌ بِفَيْفانٍ فَمِرْتُ الفَرانيا
قحف
القِحْف العظم الذي فوق الدِّماغ من الجُمجمة والجمجمة التي فيها الدماغ وقيل قِحْفُ الرجل ما انفلق من جُمْجُمته فبانَ ولا يُدْعى قِحْفاً حتى يبين ولا يقولون لجميع الجمجمة قِحْفاً إلا أَن يتكسر منه شيء فيقال للمتكسر قِحْفٌ وإن قُطِعَت منه قَطْعة فهو قِحْفٌ أَيضاً والقَحْفُ قَطْعُ القِحْف أَو كَسْره وقَحَفَه قَحْفاً ضَرَبَ قِحْفَه وأَصاب قِحْفه وقيل القِحْف القبيلة من قبائل الرأْس وهي كل قطعة منها وجمع كل ذلك أقحاف وقُحُوفٌ وقِحَفَةٌ والقِحْف ما ضُرِب من الرأْس فَطاحَ وأَنشد لجرير تَهْوَى بذي العَقْرِ أَقْحافاً جَماجِمُهُمْ كأَنها حَنْظَلُ الخُطْبانِ يُنْتَقَفُ( * قوله « تهوى إلخ » أَنشده شارح القاموس هكذا
تهوى بذي العقر أقحافاً جماجمها ... كأنها الحنظل الخطبان
ينتقف )
وضَرَبه فاقْتَحَف قِحْفاً من رأْسه أَي أَبان قطعة من الجمجمة والجمجمة كلها تسمى قِحْفاً وأَقْحافاً أَبو الهيثم المُقاحفة شدة المُشاربةِ بالقِحف وذلك أَن أَحدهم إذا قَتَل ثأْرَه شَرب بقِحْف رأْسه يَتَشَفَّى به وفي حديث سُلافَة بنتِ سَعدٍ كانت نَذَرَت لَتَشرَبَنَّ في قِحف رأْس عاصم بن ثابتٍ الخَمْرَ وكان قد قَتَل ابْنَيْها نافِعاً وخِلاباً وفي حديث يأْجوج ومأْجوج يأْكل العِصابةُ يَوْمئذٍ من الرُّمانة ويَسْتظلُّون بقِحْفِها أَراد قشرها تشبيهاً بقِحف الرأْس وهو الذي فوق الدماغ وقيل هو ما انْطبَق
( * قوله « ما انطبق إلخ » عبارة النهاية ما انفلق إلخ ) من جمجمته وانفصل ومنه حديث أَبي هريرة في يوم اليَرْمُوك فما رُئيَ مَوْطِنٌ أَكثرَ قِحْفاً ساقطاً أَي رأَساً فَكَنى عنه ببعضه أَو أَراد القِحْف نفسه ورماه بأَقحاف رأْسه إذا رماه بالأُمور العظام مَثَلٌ بذلك ومن أَمثالهم في رَمْي الرجل صاحِبَه بالمعضِلاتِ أَو بما يُسْكِتُه رماه بأَقحاف رأْسه قيل إذا أَسْكَتَه بداهية يُوردها عليه وقَحَفَه يَقْحَفُه قَحْفاً قَطع قِحْفه قال يَدَعْنَ هامَ الجُمْجُمِ المَقحُوفِ صُمَّ الصَّدى كالحَنظَلِ المَنْقُوفِ ورجل مَقْحُوفٌ مقطوع القِحْفِ والقِحْفُ القَدَح والقِحف الكِسْرة من القَدَح والجمع كالجمع قال الأَزهري القِحف عند العرب الفِلْقَة من فِلَق القَصْعة أَو القدح إذا انْثَلَمَتْ قال ورأَيت أَهل النَّعَم إذا جَرِبَتْ إبلُهُم يجعلون الخَضْخاض في قِحْفٍ ويَطْلون الأجرب بالهِناء الذي جعلوه فيه قال الأَزهري وأَظنهم شبّهوه بِقِحْف الرأْس فسَمَّوه به الجوهري القِحْف إناء من خشب على مثال القِحْف كأَنه نصف قَدَح يقال ما له قِدٌّ ولا قِحْفٌ فالقِدٌّ قَدَح من جلد والقِحْف من خشب وقَحَفَ ما في الإناء يَقْحَفُه قَحْفاً واقتَحَفَه شربه جميعه ويقال شربت بالقِحْف والاقْتِحافُ الشُّرْب الشديد قال ابن بري قال محمد بن جعفر القزاز في كتابه الجامع القَحْفُ جَرْفك ما في الإناء من ثَريد وغيره ويقال قَحَفْتُه أَقْحَفُه قَحْفاً والقُحافة ما جَرَفْتَه منه وقيل لأبي هريرة رضي اللّه عنه أَتُقَبِّل وأَنت صائم ؟ قال نعم وأَقْحَفُها يعني أَشْرَبُ ريقَها وأَتَرشَّفُه وهو من الاقتِحاف الشرب الشديد والقَحْفُ والقِحافُ شدة الشُّرْب وقال امرؤ القيس على الشراب حين قيل له قتل أَبوك قال اليَوْم قِحافٌ وغَداً نِقافٌ وقحاف الشيء ومُقاحَفَته واقْتِحافُه أَخْذُه والذهاب به والقاحِف من المطر المطر الشديد كالقاعِف إذا جاء مفاجأَة واقْتَحَفَ سَيْلُه كلَّ شيء ومنه قيل سَيْل قُحافٌ وقُعافٌ وجُحاف كَثِيرٌ يَذْهَب بكلّ شيء وكلُّ ما اقْتُحِفَ من شيء واستُخرج قُحافةٌ وبه سُمّي الرجل وعَجاجَة قَحْفاء وهي التي تَقْحَف الشيء وتَذْهَب به والقُحوف المَغارِف قال ابن سيده والمُقْحفَة الخَشَبة التي يُقْحَفُ بها الحَبُّ وقَحَف يَقْحف قُحافاً سَعَل عن ابن الأَعرابي وبنو قُحافة بطن وقُحَيْفٌ العامريّ أَحد الشعراء وقيل هو قُحَيْفٌ العُقَيْليّ كذلك نَسبَه أَبو عبيد في مُصَنَّفه
قحلف
قَحْلَفَ ما في الإناء وقَحْفَله أَكَله أَجْمع قدف القَدْف غَرْف الماء من الحوض أَو من شيءٍ تَصُبُّه بكفك عُمانيّة والقُداف الغُرْفة منه وقالت العُمانية بنت جُلَنْدى حيث أَلْبَسَت السُّلَحْفاةَ حليها فغاصت فأَقبلت تَغْتَرِفُ من البحر بكفها وتَصبّه على الساحل وهي تنادي يا لقومي نَزافِ نَزافِ لم يَبق في البحر غيرُ قُداف أَي غير حَفْنَة ابن دريد وذكر قصة هذه الحمقاء ثم قال والقُداف جَرَّةٌ من فَخّار والقَدْف الكَرَبُ الذي يقال له الرَّفُوج من جريد النخل وهو أَصل العِذْق والقَدْفُ الصبّ والقَدْفُ النَّزْح والقَدْف أَن يَثْبُت للكَرَب أَطراف طِوال بعد أَن تقطع عنه الجريد أَزْدِيّةٌ وذو القداف موضع قال كأَنه بذي القدافِ سِيدُ وبالرِّشاء مُسْبِل وَرودُ( * قوله « وبالرشاء » هو بالكسر والمدّ موضع فضبطه بالفتح في مادة ورد خطأ )
قدف
القَدْف غَرْف الماء من الحوض أَو من شيءٍ تَصُبُّه بكفك عُمانيّة والقُداف الغُرْفة منه وقالت العُمانية بنت جُلَنْدى حيث أَلْبَسَت السُّلَحْفاةَ حليها فغاصت فأَقبلت تَغْتَرِفُ من البحر بكفها وتَصبّه على الساحل وهي تنادي يا لقومي نَزافِ نَزافِ لم يَبق في البحر غيرُ قُداف أَي غير حَفْنَة ابن دريد وذكر قصة هذه الحمقاء ثم قال والقُداف جَرَّةٌ من فَخّار والقَدْف الكَرَبُ الذي يقال له الرَّفُوج من جريد النخل وهو أَصل العِذْق والقَدْفُ الصبّ والقَدْفُ النَّزْح والقَدْف أَن يَثْبُت للكَرَب أَطراف طِوال بعد أَن تقطع عنه الجريد أَزْدِيّةٌ وذو القداف موضع قال كأَنه بذي القدافِ سِيدُ وبالرِّشاء مُسْبِل وَرودُ( * قوله « وبالرشاء » هو بالكسر والمدّ موضع فضبطه بالفتح في مادة ورد خطأ )
قذف
قذَفَ بالشيء يَقْذِف قَذْفاً فانْقَذَف رمى والتَّقاذُفُ الترامي أَنشد اللحياني فقَذَفْتُها فأَبَتْ لا تَنْقذِفْ وقوله تعالى قل إن ربي يَقْذِفُ بالحق علاَّمُ الغُيوب قال الزجاج معناه يأْتي بالحق ويرْمي بالحق كما قال تعالى بل نَقْذِف بالحق على الباطل فيَدْمَغُه وقوله تعالى ويقْذِفون بالغَيْب من مكان بعيد قال الزجاج كانوا يَرْجُمون الظُّنون أَنهم يُبْعَثون وقَذَفَه به أَصابه وقَذَفَه بالكذب كذلك وقَذَفَ الرَّجُل أَي قاء وقَذَفَ المُحْصَنَةَ أَي سَبَّها وفي حديث هلال بن أَميّة أَنه قَذَفَ امرأَته بِشَريكٍ القَذْف ههنا رَمْيُ المرأَة بالزنا أَو ما كان في معناه وأَصله الرّمْيُ ثم استُعْمل في هذا المعنى حتى غَلب عليه وفي حديث عائشة وعندها قَيْنَتان تغَنِّيان بما تَقاذَفَتْ به الأَنْصارُ يوْمَ بُعاثَ أَي تَشاتَمتْ في أَشعارها وأَراجيزها التي قالتْها في تلك الحَرْب والقَذْف السَّبُّ وهي القَذيفة والقَذْفُ بالحجارة الرَّمْيُ بها يقال هم بين حاذِفٍ وقاذِفٍ وحاذٍ وقاذٍ على الترخيم فالحاذفُ بالحصى والقاذف بالحجارة ابن الأعرابي القَذْف بالحجر والحَذْف بالحصى الليث القذْف الرَّمْيُ بالسَّهْم والحَصى والكلام وكلّ شيء ابن شميل القِذافُ ما قَبَضْتَ بيَدك مما يَمْلأُ الكفّ فرَمَيْتَ به قال ويقال نِعْم جُلْمود القِذاف هذا قال ولا يقال للحجر نفسِه نِعْم القِذاف أَبو خَيْرة القِذافُ ما أَطَقْتَ حَمْلَهُ بَيَدك ورمَيْته قال رؤبة وهو لأَعْدائِك ذُو قِرافِ قَذّافة بِحَجَر القِذافِ والقَذَّافة والقَذَّاف جمع هو الذي يُرْمى به الشيءُ فَيَبْعُدُ قال الشاعر لما أَتاني الثَّقَفِيُّ الفَتَّانْ فنَصَبوا قَذَّافةً بلْ ثِنْتانْ والقَذَّاف المَنْجَنِيقُ وهو الميزان عن ثعلب والقَذيفة شيء يُرْمى به قال المُزَرِّد قَذيفةُ شَيْطانٍ رَجيمٍ رَمى بها فصارَتْ ضَواةً في لهَازِمِ ضِرْزم وفي الحديث إني خَشِيتُ أَن يَقْذِفَ في قلوبكما شَرّاً أَي يلقيَ ويُوقعَ والقَذْفُ الرَّمْيُ بقُوَّة وفي حديث الهجرة فتَنْقَذِفُ عليه نِساء المشركين وفي رواية فتَتَقَصَّفُ وسيأْتي ذكره وقول النابغة مَقْذوفةٍ بدَخِيسِ النَّحْض بازلُها له صَريف صَريفَ القَعْو بالمَسَد أَي مَرْميّة باللحم ورجل مُقَذَّفُ أَي كثير اللحم كأَنه قُذِف باللحم قَذْفاً يقال قُذِفَت الناقةُ باللحم قَذْفاً ولُدِسَتْ به لَدْساً كأَنها رُمِيَتْ به رَمْياً فأَكْثَرَتْ منه والمُقَذَّف المُلَعَّن في بيت زهير وهو لَدى أَسَدٍ شاكي السِّلاحِ مُقَذَّفِ له لِبَدٌ أَظْفارُه لم تُقَلَّمِ وقيل المُقَذَّف الذي قد رُمِيَ باللحم رَمْياً فصار أَغْلَبَ ويقال بينهم قِذِّيفى أَي سِبابٌ ورَمْيٌ بالحجارة أَيضاً ومفازة قَذَفٌ وقُذُفٌ وقَذوفٌ بعيدة وبلدة قَذُوفٌ أَي طَروحٌ لبُعْدها وسَبْسَبٌ كذلك ومنزل قَذَفٌ وقَذيفٌ أَي بعيد وأَنشد أَبو عبيد وشَطَّ وَلْيُ النَّوى إنَّ النَّوى قَذَفٌ تَيَّاحةٌ غَرْبَةٌ بالدار أَحْيانا أَبو عمرو المِقْذَفُ والمِقذاف مِجْذاف السفينة والقَذَّاف المَرْكَب والقُذْفُ والقُذْفةُ الناحية والجمع قِذافٌ الليث القُذَف النواحي واحدتها قُذْفَةٌ غيره قَذَفا الوادي والنهر جانباه قال الجعدي طَلِيعَةُ قَومٍ أَو خَميسٌ عَرَمْرَمٌ كَسَيْلِ الأَتيّ ضَمَّه القَذَفانِ الجوهري القُذْفةُ واحدة القُذَف والقُذُفاتِ وهي الشُّرَف قال ابن بري شاهد القُذَف قول ابن مُقْبل عَوْداً أَحَمَّ القَرَا أُزْمُولةً وقِلاً على تُراثِ أَبيه يَتْبَعُ القُذَفا قال ويروى القَذَفا وقد ضعَّفه الأَعلم ابن سيده وغيره وقُذُفاتُ الجبال وقُذَفها ما أَشْرَفَ منها واحدتها قُذْفةٌ وهي الشُّرَف قال امرؤ القيس وكُنْتُ إذا ما خِفْتُ يوماً ظُلامَةً فإنَّ لها شِعْباً بِبُلْطَةِ زَيْمَرَا مُنِيفاً تَزِلُّ الطَّيْرُ عن قُذُفاتِه يَظَلُّ الضَبابُ فَوْقَه قد تَعَصَّرا ويروى نِيافاً تَزِلُّ الطَّيرُ والنِّياف الطويل قال ابن بري ومثله لبِشر بن أَبي خازم وصَعْب تَزِلُّ الطيرُ عن قُذُفاتِه لِحافاتِه بانٌ طوالٌ وعَرْعَر وكلُّ ما أَشرف من رؤوس الجبال فهي القُذُفات وفي الحديث أَنه صلى اللّه عليه وسلم صلى في مسجد فيه قُذُفات والأَقْذاف كالقُذُفات قال أَبو عبيد في الحديث إن عمر رضي اللّه عنه كان لا يصلي في مسجد فيه قُذُفاتٌ هكذا يُحَدِّثونه قال ابن بري قُذُفاتٌ صحيح لأَنه جمع سلامة كغُرْفة وغُرُفات وجمع التكسير قُذَفٌ كغُرَف وكِلاهما قد رُوِي ورُوِي في مسجد فيه قِذاف قال ابن الأَثير وهي جمع قُذْفة وهي الشُّرْفَة كبُرْمَةٍ وبِرام وبُرْقة وبِراقٍ وقال الأَصمعي إنما هي قُذَفٌ وأَصلها قُذْفة وهي الشُّرَف قال والأَول الوجه لصحة الرواية ووجود النظير وناقة قِذافٌ وقَذُوفٌ وقُذُوفٌ وهي التي تَتقدَّم من سُرْعتها وتَرمي بنفسها أَمام الإبل في سيرها قال الكميت جَعَلْتُ القِذافَ لِلَيْلِ التَّمام إلى ابن الوَليد أبانٍ سِبارا( * قوله إلى ابن الوليد أبانٍ سبارا هكذا في الأصل )
قال جعلتُ ناقتي هذه لهذا الليل حشواً وناقة قِذافٌ ومُتَقاذِفةٌ سريعة وكذلك الفرس وفرسٌ مُتَقاذِفٌ سَريع العَدْوِ وسَير مُتَقاذفٌ سريع قال النابغة الجعدي بِحَيَّ هلاً يُزْجونَ كلَّ مَطِيَّةٍ أَمام المَطايا سَيرُها المُتَقاذِفُ والقِذافُ سُرعة السَّير والقَذُوف والقَذَّاف من القِسِيّ كلاهما المبعد السهمَ حكاه أَبو حنيفة قال عمرو بن بَراء ارْمِ سَلاماً وأَبا الغَرَّافِ وعاصِماً عن مَنْعَةٍ قَذَّافِ ونِيَّةٌ قَذَفٌ بالتحريك وفلاة قَذَفٌ وقُذُفٌ أَيضاً مثل صَدَفٍ وصُدُف وطَنَفٍ وطُنُفٍ أَي بعيدة تَقاذَفُ بمَنْ يَسْلُكها قال الجوهري نِيَّة قَذَفٌ بالتحريك ووقع في أُخرى نِيَّةٌ قَذَفٌ بالنون والياء ورَوْضُ القِذافِ موضع ابن بري والقَذاف الماء القليل وفي المثل نَزافِ نزافِ لم يَبْقَ غيرُ قَذاف
( * قوله « لم يبق غير قذاف » كذا في الأصل بدون لفظة في البحر الواقعة في مادتي قدف وغرف ) وذلك لأَن امرأَة كانت تُحمَّق فأَنت على شاطئ نهر فرأَت غَيْلَمةً فأَلْبَسَتها حليّها فانْسابَتِ الغَيْلمة في البحر فقالت لجواريها نزافِ نزافِ أَي انْزِفْنَ البحر لم يَبق غيرُ قَذافٍ أَي قليل
قرف
القِرْف لِحاء الشجر واحدته قِرْفةٌ وجمع القِرْف قُروفٌ والقُرافة كالقِرْف والقِرْف القِشْر والقِرْفة القِشرة والقِرفة الطائفة من القِرْف وكل قشر قِرف بالكسر ومنه قِرْف الرُّمَّانة وقِرف الخُبْز الذي يُقْشَر ويبقى في التَّنُّور وقولهم تَرَكْتُه على مِثل مَقرِف الصَّمْغة وهو موضع القِرْف أَي مَقْشِر الصمغة وهو شبيه بقولهم تَرَكْتُه على مِثل ليلة الصَّدَر ويقال صَبَغ ثوبه بقِرْفِ السِّدْر أَي بقِشره وقِرفُ كل شجرة قِشرها والقِرْفة دواء معروف ابن سيده والقِرْف قِشْر شجرة طيبة الريح يوضع في الدواء والطعام غَلَبَتْ هذه الصفة عليها غَلَبة الأَسماء لشرفها والقِرْف من الخُبْز ما يُقْشر منه وقَرَفَ الشجرة يقرِفُها قَرْفاً نَحَتَ قِرْفَها وكذلك قَرَف القَرْحة فَتَقَرَّفَتْ أَي قَشَرَها وذلك إذا يبِسَتْ قال عنترة عُلالَتُنا في كل يومِ كريهةٍ بأَسْيافِنا والقَرْحُ لم يَتَقَرَّفِ أَي لم يعله ذلك وأَنشد الجوهري عجز هذا البيت والجُرْحُ لم يَتَقَرَّف والصحيح ما أَوردناه وفي حديث الخوارج إذا رأَيتموهم فاقْرِفوهم واقتلوهم هو من قَرَفْتُ الشجرة إذا قَشَرْتَ لحاءها وقَرَفتُ جلد الرجل إذا اقْتَلَعْته أَراد استأْصلوهم وفي حديث عمر رضي اللّه عنه قال له رجل من البادية متى تَحِلُّ لنا المَيْتة ؟ قال إذا وجَدْتَ قِرْف الأَرض فلا تَقْرَبْها أَراد ما تَقْتَرِف من بَقْل الأَرض وعُروقه أَي تَقْتَلِع وأَصلها أَخذ القشر منه وفي حديث ابن الزبير ما على أَحدكم إذا أَتى المسجدَ أَن يُخرج قِرْفَةَ أَنفه أَي قِشْرَته يريد المُخاط اليابس الذي لَزِق به أَي يُنَقّي أَنفه منه وتقرفت القَرْحة أَي تقشَّرَت ابن السكيت القَرْف مصدر قَرَفْتُ القَرْحة أَقرِفُها قَرْفاً إذا نَكَأْتَها ويقال للجُرح إذا تَقَشَّر قد تَقَرَّف واسم الجِلْدة القِرْفة والقَرْف الأَديم الأَحمر كأنه قُرِفَ أَي قُشِرَ فبَدتْ حُمْرَتُه والعرب تقول أَحمر كالقَرْف قال أَحْمر كالقَرْف وأَحْوى أَدْعَج وأَحمر قَرِفٌ شديد الحمرة وفي حديث عبد الملك أَراك أَحمَرَ قَرِفاً القَرِف بكسر الراء الشديد الحمرة كأَنه قُرِف أَي قُشِر وقَرَف السِّدْرَ قَشَرَهُ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي اقْتَرِبوا قِرْفَ القِمَعْ يعني بالقِمَع قِمَع الوَطْب الذي يُصَب فيه اللبن وقِرْفُه ما يَلْزَق به من وسَخ اللبن فأَراد أَنّ هؤلاء المخاطبين أَوساخ ونصبه على النداء أَي يا قِرْفَ القِمَع وقَرف الذَّنْبَ وغيره يَقْرِفُه قَرْفاً واقْتَرَفَه اكتَسبه والاقتراف الاكتساب اقترف أَي اكتَسب واقْتَرَفَ ذنباً أَي أَتاه وفَعَلَه وفي الحديث رجل قَرَف على نفسه ذنُوباً أَي كَسَبَها ويقال قَرَفَ الذنبَ واقْتَرَفه إذا عمله وقارَفَ الذنبَ وغيرَه داناهُ ولاصَقَهُ وقَرفَه بكذا أَي أَضافه إليه واتَّهَمه به وفي التنزيل العزيز وَليَقْتَرِفُوا ما هُم مُقْتَرِفون واقْتَرَفَ المالَ اقْتَناه والقِرْفة الكَسْب وفلان يَقْرِف لعياله أَي يَكْسِب وبَعير مُقْتَرَفٌ وهو الذي اشْتُرِيَ حَديثاً وإبل مُقتَرَفَة ومُقْرَفةٌ مُسْتَجَدَّة وقَرَفْتُ الرجل أَي عِبْتُه ويقال هو يُقْرَفُ بكذا أَي يُرْمى به ويُتَّهم فهو مَقْروفٌ وقَرَفَ الرجلَ بسوء رماه وقَرَفْته بالشيء فاقْتَرَفَ به ابن السكيت قَرْفتُ الرجلَ بالذنب قَرْفاً إذا رَمَيْتَه الأَصمعي قَرَف عليه فهو يَقْرِف قَرْفاً إذا بَغى عليه وقَرَفَ فلانٌ فلاناً إذا وَقَع فيه وأَصل القَرْف القَشْر وقَرَف عليه قَرْفاً كَذَبَ وقَرَفَه بالشيء اتّهمه والقِرْفة التُّهَمَة وفلان قِرْفتي أَي تُهَمَتي أَو هو الذي أَتَّهِمُه وبنو فلان قِرْفَتي أَي الذين عندهم أَظُنّ طَلِبَتي ويقال سَلْ بَني فلان عن ناقتك فإنهم قِرْفةٌ أَي تَجِدُ خَبَرَها عندهم ويقال أَيضاً هو قَرَفٌ من ثَوْبي للذي تَتَّهِمُه وفي الحديث أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان لا يأْخذ بالقَرَف أَي التهمة والجمع القِراف وفي حديث علي كرم اللّه وجهه أَوَلَمْ يَنْهَ أُمَيَّةَ عِلمُها بي عن قِرافي أَي عن تُهَمَتي بالمشاركة في دم عثمان رضي اللّه عنه وهو قَرَفٌ أَن يَفْعل وقَرِفٌ أَي خَلِيق ولا يقال ما أَقْرَفَه ولا أَقْرِفْ به وأَجازهما ابن الأعرابي على مثل هذا ورجل قَرَفٌ من كذا وقَرَفٌ بكذا أَي قَمِن قال والمرءُ ما دامَتْ حُشاشَتُه قَرَفٌ من الحِدْثانِ والأَلَمِ والتثنية والجمع كالواحد قال أَبو الحسن ولا يقال قَرِفٌ ولا قَريفٌ وقَرَفَ الشيءَ خَلَطَهُ والمُقارَفةُ والقِرافُ المخالَطة والاسم القَرَف وقارفَ فلانٌ الخطيئة أَي خالطها وقارف الشيءَ دَاناه ولا تكون المقارفة إلا في الأَشياء الدنيّة قال طرفة وقِرافُ من لا يَسْتَفِيقُ دَعارَةً يُعْدي كما يُعْدي الصحيحَ الأَجْرَبُ وقال النابغة وقارَفَتْ وهْيَ لم تَجْرَبْ وباعَ لها من الفَصافِصِ بالنُّمِّيِّ سِفْسِيرُ أَي قارَبَتْ أَنْ تَجْرَب وفي حديث الإفك إنْ كُنْتِ قارَفْتِ ذنباً فتوبي إلى اللّه وهذا راجع إلى المُقاربة والمُداناة وقارَفَ الجَرَبُ البعيرَ قِرافاً داناه شيء منه والقَرَفُ العَدْوى وأَقْرَفَ الجَرَبُ الصِّحاحَ أَعْداها والقَرَف مُقارَفَة الوَباء أَبو عمرو القَرَف الوَباء يقال احذَر القَرَفَ في غنمك وقد اقْتَرَفَ فلان من مرض آل فلان وقد أَقْرَفُوه إقْرافاً وهو أَن يأْتيهم وهم مَرْضَى فيُصيبَه ذلك وقارف فلان الغنم رعى بالأَرض الوبيئة والقَرَف بالتحريك مداناة المرض يقال أَخْشى عليك القَرَف من ذلك وقد قرِف بالكسر وفي الحديث أَن قوماً شكَوْا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وَباء أَرضهم فقال صلى اللّه عليه وسلم تَحوَّلوا فإن من القَرَف التَّلَفَ قال ابن الأَثير القَرَف ملابسة الداء ومداناة المرض والتَّلَف الهلاك قال وليس هذا من باب العَدْوى وإنما هو من باب الطِّبِّ فإن استصلاح الهواء من أَعون الأَشياء على صحة الأَبدان وفساد الهواء من أَسرع الأَشْياء إلى الأَسقام والقِرْفة الهُجْنة والمُقْرِفُ الذي دانى الهُجْنة من الفرس وغيره الذي أُمه عربية وأَبوه ليس كذلك لأَن الإقْراف إنما هو من قِبَل الفَحْل والهُجْنَة من قِبَل الأُم وفي الحديث أَنه رَكِبَ فرساً لأَبي طلحة مُقْرِفاً المُقْرِفُ من الخيل الهَجين وهو الذي أُمه بِرْذَوْنةٌ وأَبوه عَربي وقيل بالعكْس وقيل هو الذي دانى الهجنة من قِبَل أَبيه وقيل هو الذي دانى الهجنة وقارَبَها ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه كتَبَ إلى أَبي موسى في البَراذين ما قارَفَ العِتاق منها فاجعل له سهماً واحداً أَي قارَبَها وداناها وأَقْرَفَ الرجلُ وغيره دَنا من الهُجْنَة والمُقْرِف أَيضاً النَّذْل وعليه وُجّه قوله فإن يَكُ إقْرافٌ فَمِنْ قِبَلِ الفَحْلِ وقالوا ما أَبْصَرَتْ عَيْني ولا أَقْرَفَتْ يدي أَي ما دنَتْ منه ولا أَقْرَفْتُ لذلك أَي ما دانيتُه ولا خالطت أَهله وأَقْرَفَ له أَي داناه قال ابن بري شاهده قول ذي الرمة نَتوج ولم تُقْرِفْ لِما يُمْتَنى له إذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَليلُها لم تُقْرِفْ لم تُدانِ ماله مُنْية والمُنْية انتِظار لَقْح الناقة من سبعة أَيام إلى خمْسة عَشَر يوماً ويقال ما أَقْرَفَتْ يدي شيئاً مما تَكرَه أَي ما دانَت وما قارَفَتْ ووَجْه مُقْرِفٌ غيرُ حَسَن قال ذو الرمة تُريكَ سُنَّةَ وَجْهٍ غيرَ مُقْرِفةٍ مَلْساءَ ليس بها خالٌ ولا نَدَبُ والمُقارفة والقِراف الجماع وقارَف امرأَته جامعها ومنه حديث عائشة رضي اللّه عنها إنْ كان النبي صلى اللّه عليه وسلم لَيُصْبِح جُنُباً من قِرافٍ غير احتلام ثم يصومُ أَي من جماع وفي الحديث في دَفْن أُم كُلثوم من كان منكم لم يُقارِف أَهله الليلة فليَدْخُل قبرَها وفي حديث عبد اللّه بن حُذافة قالت له أُمه أَمِنْتَ أَن تكون أُمُّك قارَفَتْ بعض ما يقارِف أَهلُ الجاهلية أَرادت الزنا وفي حديث عائشة جاء رجل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال إني رجل مِقْرافٌ للذنوب أَي كثير المباشرة لها ومِفْعالٌ من أَبنية المبالغة والقَرْف وِعاء من أَدَمٍ وقيل يُدبَغُ بالقِرفة أَي بقُشور الرمان ويُتَّخذ فيه الخَلْع وهو لحم يُتَّخذ بتوابِلَ فيُفْرَغُ فيه وجمعه قُرُوف قال مُعقِّر بن حِمار البارِقيّ وذُبْيانيَّة وصَّت بنيها بأَنْ كذَبَ القَراطِفُ والقُرُوفُ أَي عليكم بالقَراطِف والقُروف فاغْنموها وفي التهذيب القَرْف شيء من جُلود يُعمل فيه الخَلْع والخَلع أَن يُؤخذ لحمُ الجَزُور ويُطبَخَ بشحمه ثم تُجعل فيه توابلُ ثم تُفْرغ في هذا الجلد وقال أَبو سعيد في قوله كذَب القراطف والقروف قال القَرْف الأَديم وجمعه قُروفٌ أَبو عمرو القُروف الأَدَم الحُمر الواحد قَرْف قال والقُروف والظُّروف بمعنًى واحد وفي الحديث لكل عَشْر من السرايا ما يَحْمِل القِرافُ من التَّمْر القِراف جمع قَرْف بفتح القاف وهو وِعاء من جلد يُدْبَغ بالقِرْفة وهي قشور الرُّمان وقِرْفةُ اسم رجل قال أَلا أَبْلِغْ لديك بني سُوَيدٍ وقِرْفةً حين مالَ به الولاءُ وقولهم في المثل أَمْنَعُ من أُم قِرْفة هي اسم امرأَة التهذيب وفي الحديث أَن جاريتين كانتا تُغَنِّيان بما تقارَفَتْ به الأَنصارُ يوم بُعاثٍ هكذا رُوي في بعض طرقه
قرصف
ابن الأَثير وفي الحديث أَنه خَرَج على أَتانٍ وعليها قَرْصَفٌ لم يبْقَ منه إلا قَرْقَرُها القَرْصَف القطيفة هكذا ذكره أَبو موسى بالراء ويروى بالواو
قرضف
ابن الأَعرابي القُرْضوف القاطع والقُرضوف الكثير الأَكل
قرطف
القَرْطفة القَطِيفة المُخْمَلة قال الشاعر بأَن كَذَبَ القَراطِفُ والقُروفُ الأَزهري في ترجمة قطف القَراطِف فُرُش مُخْمَلة وفي حديث النَّخَعي في قوله يا أَيها المدثر أَنه كان مُتَدَثّراً في قَرْطف هو القَطِيفة التي لها خَمْل
قرعف
تَقَرعَفَ الرجل واقْرَعَفَّ وتَقَرفَع تَقَبَّض
قرقف
القَرْقَفَة الرِّعْدة وقد قَرْقَفَه البرد مأْخوذ من الإرْقاف كرِّرت القاف في أَولها ويقال إني لأُقَرْقِف من البرد أَي أُرْعَدُ وفي حديث أُم الدرداء كان أَبو الدرداء يغتسل من الجنابة فيجيء وهو يُقَرْقِف فأَضُمّه بين فخِذَيّ أَي يُرْعَدُ من البرد والقَرْقف الماء البارد المُرْعِد والقَرْقَف الخمر وهو اسم لها قيل سميت قَرْقَفاً لأَنها تُقَرْقِفُ شارِبَها أَي تُرْعِده وأَنكر بعضهم أَنها تُقَرْقِفُ الناس قال الليث القَرْقف اسم للخمر ويوصف به الماء البارد ذو الصفاء وقال ولا زاد إلا فَضْلتانِ سُلافةٌ وأَبيضُ من ماء الغمامةِ قَرْقَفُ أَراد به الماء قال الأَزهري قول الليث إنه يوصف بالقَرقف الماء البارد وهَم وأَوهَمه بيت الفرزدق وفي البيت مؤخّر أُريد به التقديم وذلك الذي شَبّه على الليث والمعنى فضْلتانِ سلافةٌ قَرْقَفٌ وأَبيضُ من ماء الغَمامة والقَرْقوف الدِّرهم وحكي عن بعض العرب أَنه قال أَبيضُ قَرْقوف بلا شَعر ولا صوف في البلاد يَطوف يعني الدرهم الأَبيض التهذيب في الرباعي وفي الحديث أَن الرَّجل إذا لم يَغَرْ على أَهله بعَثَ اللّه طائراً يقال له القَرْقَفَنَّةُ فيقع على مِشْريق بابه ولو رأَى الرِّجالَ مع أَهله لم يُبْصِرهم ولم يُغَيِّر أَمرَهم الفراء من نادر كلامهم القَرْقَفَنَّة الكَمَرَة غيره القَرْقَف طير صغار كأَنها الصِّعاء
قشف
القَشَفُ قَذَر الجلد قَشِفَ يَقْشَفُ قشفاً وتَقَشَّفَ لم يَتَعَهَّد الغَسْل والنَّظافة فهو قَشِفٌ ورجل مُتَقَشِّف تارك النظافة والتَّرَفُّه وفي الحديث رأَى رجلاً قَشِفَ الهيئة أَي تاركاً للغسل والتنْظِيف وقَشِفَ قشَفاً لا غير تَغَيَّر من تلويح الشمس أَو الفَقْر والقَشَفُ يُبْس العَيْش ورجل قَشِفٌ وقيل القَشَفُ رَثاثة الهيئة وسُوء الحال وضيق العيش يقال أَصابهم من العيش ضَفَفٌ وحَفَف وقَشَفٌ كل هذا من شدّة العيش والمُتَقَشِّف الذي يَتَبَلَّغ بالقوت وبالمُرَقَّع الفراء عامٌ أَقْشفُ أَقْشر شديد
قصف
القَصْف الكسر وفي التهذيب كسر القَناة ونحوها نِصفين قَصَفَ الشيءَ يَقْصِفه قصْفاً كسره وفي حديث عائشة تَصِف أَباها رضي اللّه عنهما ولا قصَفُوا له قَناة أَي كسروا وقد قَصِف قصَفاً فهو قَصِفٌ وقصِيفٌ وأَقْصَفُ وانقَصَف وتَقَصَّفَ انكسر وقيل قَصِفَ انكسر ولم يَبِن وانقَصَف بان قال الشاعر وأَسْمَرٌ غيرُ مَجْلُوزٍ على قَصَفِ( * قوله « وأسمر إلخ » صدره كما في شرح القاموس سيفي جريء وفرعي غير مؤتشب )
وقَصَفتِ الرِّيحُ السفينة والأَقْصَفُ لغة في الأَقْصَم وهو الذي انكسرت ثَنِيّته من النصف وقصِفت ثنِيّتُه قَصَفاً وهي قَصْفاء انكسرت عَرْضاً قال الأَزهري الذي نعرفه في الذي انكسرت ثنيته من النصف الأَقصم والقَصْفُ مصدر قصَفْتُ العُود أَقْصِفُه قَصْفاً إذا كسرته وقَصِفَ العودُ يَقْصَف قَصَفاً وهو أَقْصَفُ وقَصِفٌ إذا كان خَوّاراً ضَعِيفاً وكذلك الرجل رجل قَصِف سريع الانكسار عن النَّجْدةِ قال ابن بري شاهده قول قَيس بن رِفاعة أُولو أَناةٍ وأَحْلامٍ إذا غَضِبُوا لا قَصِفُونَ ولا سُودٌ رَعابيبُ ويقال للقوم إذا خَلَوْا عن شيء فَترةً وخِذلاناً انْقصَفوا عنه ورجل قصِفُ البَطن عن الجوع ضَعِيف عن احتماله عن ابن الأعرابي وريح قاصِف وقاصِفة شديدة تُكَسِّر ما مرَّت به من الشجر وغيره وروي عن عبيد اللّه بن عمرو الرِّياحُ ثمان أَربعٌ عذاب وأَربع رحمة فأَما الرَّحمة فالناشِراتُ والذَّارِياتُ والمُرْسَلاتُ والمُبَشِّرات وأَما العذاب فالعاصِفُ والقاصِفُ وهما في البحر والصَّرْصَر والعَقيمُ وهما في البرِّ وقوله تعالى أَو يُرسِلَ عليكم قاصفاً من الرِّيح أَي ريحاً تَقْصِف الأَشياء تَكْسِرُها كما تُقْصَف العِيدان وغيرها وثوب قَصِيف لا عَرْض له والقَصْفُ والقَصَفة هدير البعير وهو شدّة رُغائه قَصَف البعيرُ يَقْصِفُ قَصْفاً وقُصوفاً وقَصيفاً صَرَفَ أَنيابه وهَدر في الشٍّقْشِقة ورَعْدٌ قاصِفٌ شديد الصوت قال أَبو حنيفة إذا بلَغ الرَّعد الغاية في الشدَّة فهو القاصف وقد قصَف يقصِف قصْفاً وقَصيفاً وفي حديث موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام وضَرْبه البحر فانتَهى إليه وله قَصِيف مَخافة أَن يَضْرِبه بعَصاه أَي صوت هائل يُشبه صوت الرَّعْد ومنه قولهم رَعْد قاصِف أَي شديد مُهْلك لصوته والقَصْف اللَّهْو واللَّعِب ويقال إنها مُولَّدة والقَصْفُ الجَلَبة والإعْلان باللهو وقَصَفَ علينا بالطَّعام يَقْصِف قَصْفاً تابَعَ ابن الأَعرابي القُصُوف الإقامة في الأَكل والشرب والقَصْفة دَفْعة الخيل عند اللِّقاء والقَصْفةُ دَفْعة الناس وقَضَّتُهم وزَحْمتهم وقد انْقَصَفوا وربما قالوه في الماء وقَصْفة القوم تَدافُعُهم وازدحامهم وفي الحديث يرويه نابغة بني جَعدةَ عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه قال أَنا والنبيون فُرَّاطٌّ لقاصِفينَ وذلك على باب الجنة قال ابن الأَثير هم الذين يزدحمون حتى يَقْصِف بعضهم بعضاً من القَصْف الكسرِ والدَّفْعِ الشديد لفَرْط الزِّحام يريد أَنهم يتقدَّمون الأُممَ إلى الجنة وهم على إثرهم بِداراً مُتدافعين ومُزْدَحِمين وقال غيره الانْقِصافُ الانْدِفاع يقال انْقَصَفوا عنه إذا تركوه ومرُّوا معنى الحديث أَن النبيين يتقدمون أُممهم في الجنة والأُمم على أَثرهم يبادرون دخولها فيَقْصِفُ بعضُهم بعضاً أَي يَزْحَمُ بعضُهم بعضاً بِداراً إليها وقال ابن الأَنباري معناه أَنا والنبيون متقدمون في الشفاعة كثيرين متدافعين مُزْدَحِمين ويقال سمعت قَصْفة الناسِ أَي دَفْعَتهم وزَحْمتَهم قال العجاج كقَصْفةِ الناسِ من المُحْرَنْجِمِ وروي في حديث عن النبي صلى اللّه عليه وسلم لما يَهُمُّني من انْقِصافهم على باب الجنة أَهَمُّ عندي من تمام شفاعَتي قال ابن الأَثير أَي أَنّ اسْتِسْعادَهم بدخول الجنة وأَن يَتِمَّ لهم ذلك أَهمُّ عندي من أَن أَبلغ أَنا منزلة الشافعين المُشَفَّعين لأَن قبول شفاعته كرامة له فوصولهم إلى مبتغاهم آثَرُ عنده من نَيل هذه الكرامة لفَرْط شفَقته صلى اللّه عليه وسلم على أُمته وفي حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه كان يصلي ويَقرأُ القرآن فتَتَقَصَّفُ عليه نساء المشركين وأَبناؤهم أَي يَزْدَحِمون وفي حديث اليهوديّ لما قَدِمَ المدينة قال تركت بني قَيْلة يَتَقاصَفون على رجل يزعم أَنه نبي وفي الحديث شَيَّبَتْني هُود وأَخواتُها قَصَّفْن عليَّ الأُمم أَي ذُكر لي فيها هلاك الأُمم وقُصّ عليَّ فيها أَخبارهم حتى تقاصَف بعضُها على بعض كأَنَّها ازدحمت بِتتابُعها ورجل صَلِفٌ قَصِفٌ كأَنه يُدافع بالشرّ وانْقَصفُوا عليه تتابَعُوا والقَصْفةُ رِقَّةٌ تخرج في الأَرْطى وجمعها قَصْفٌ وقد أَقْصَفَ وقيل القَصْفة قِطعة من رمل تَتَقَصَّف من مِعْظَمِه حكاه ابن دريد والجمع قَصْف وقُصْفانٌ مثل تَمْرة وتَمْر وتُمْران والقَصْفة مِرْقاة الدرجة مثل القَصْمة وتسمى المرأَة الضَّخْمة القِصاف وفي الحديث خرج النبي صلى اللّه عليه وسلم على صَعْدةٍ يتبعها حُذاقيٌّ عليها قوْصَفٌ لم يَبق منه إلا قَرْقَرُها قال والصَّعْدة الأَتانُ الحُذاقيُّ الجَحْش والقَوصَفُ القَطِيفة والقَرْقر ظهرها والقَصِيف هَشيم الشجر والتَّقَصُّف التكسُّر ويقال قَصِف النبْتُ يَقْصَفُ قَصَفاً فهو قَصِفٌ إذا طال حتى انحنى من طُوله قال لبيد حتى تَزَيَّنَتِ الجِواءُ بفاخِرٍ قَصِفٍ كأَلوان الرِّجال عَميم أَي نَبْتٍ فاخِر والبَرْدِيُّ إذا طال يقال له القَصِيفُ وبنو قِصافٍ بطن
قضف
القَضافةُ قِلَّة اللحم والقَضَفُ الدِّقة والقَضِيفُ الدَّقيق العظم القليل اللحم والجمع قُضَفاء وقِضاف وقد قَضُفَ بالضم يَقْضُفُ قَضافة وقَضَفاً فهو قَضِيف أَي نَحِيف وقد جاء القَضَفُ في الشعر قال قيس بن الخَطِيم بينَ شُكولِ النساء خِلْقَتُها قَصْد فلا جَبْلة ولا قَضَفُ وجارية قَضِيفة إذا كانت مَمْشوقة وجمعها قِضاف والقَضَفةُ أَكمة كأَنها حجر واحد والجمع قَضَفٌ وقِضاف وقِضْفان وقُضْفانٌ كل ذلك على توهم طرح الزائد قال والقِضاف لا يخرج سيلها من بينها الأَصمعي القِضْفانُ والقُضْفان أَماكن مرتفعة بين الحجارة والطين واحدتها قَضَفة ابن شميل عن أَبي خَيْرة القَضَفُ آكامٌ صِغار يَسيل الماء بينها وهي في مُطْمئن من الأَرض وعلى جِرَفة الوادي الواحدة قَضَفةٌ قال ذو الرمة وقد خَنَّقَ الآلُ الشِّعافَ وغَرَّقَتْ جَواريه جُذْعانَ القِضافِ البَراتِكِ قال الجُذْعانُ الصّغار والبَراتِك الصغار وقال أَبو خَيرة القَضَفة أَكمة صغيرة بيضاء كأَن حجارتها الجِرْجِسُ وهي هَناة أَصغر من البَعُوض والجِرْجِسُ يقال له الطير الأَبيض كأَنه الجَصُّ بياضاً قال الأَزهري حكى ذلك كله شمر فيما قرأَت بخطه والقِضَفةُ قِطعة من الرمل تنكسر من مُعْظمه والقَضَفة القَطاة في بعض اللغات قال ابن بري قاله أَبو مالك قال ولم يذكر ذلك أَحد سواه
قطف
قطَف الشيءَ يَقْطِفُه قَطْفاً وقَطفاناً وقَطافاً وقِطافاً عن اللحياني قَطعه والقِطْف ما قُطِف من الثمر وهو أَيضاً العُنْقود ساعة يُقْطَف والقِطْف اسم الثمار المقطوفة والجمع قُطوف والقِطف بالكسر العُنْقود وبجمعه جاء في القرآن العزيز قال سبحانه قُطوفُها دانِية أَي ثمارها قريبة التناول يَقْطِفها القاعد والقائم وفي الحديث يجتمع النفَر على القِطف فيُشبِعهم القِطف بالكسر العنقود وهو اسم لكل ما يُقْطَف كالذِّبْح والطِّحْن ويجمع على قِطاف وقُطوف وأَكثر المحدثين يروونه بفتح القاف وإنما هو بالكسر والقَطاف والقِطاف أَوانُ قَطْفِ الثمر التهذيب القِطافُ اسم وقت القَطْف قال الحجاج على المنبر أَرى رؤوساً قد أَينعت وحان قِطافها قال الأَزهري القِطاف اسم وقت القَطف قال والقَطاف بالفتح جائز عند الكسائي أَيضاً وقال ويجوز أَن يكون القِطاف مصدراً وأَقْطَفَ العِنْبُ حان أَن يُقْطَف وأَقطفَ القوم آن قِطافُ كُرومهم وأَجْززوا من الجَزاز في النخل إذا أَصْرَمُوا وأَقْطَفَ الكَرْمُ دَنا قِطافه التهذيب القَطْف قَطعُك العِنب وكلُّ شيء تَقطعه عن شيء فقد قطَفْته حتى الجراد تقطِف رؤوسها والمِقْطَف المِنْجَل الذي يُقْطف به والمِقْطفُ أَصل العُنقود وقُطافة الشجر ما قُطِفَ منه والقُطافة بالضم ما يسقط من العنب إذا قُطِف كالجُرامة من التمر ابن الأَثير وفي الحديث يَقْذِفون فيه من القَطيف وفي رواية يَديفون القَطيف المَقطوف من الثمر فعيل بمعنى مفعول والقَطفُ في الوافر حذف حرفين من آخر الجُزْء وتسكين ما قبلها كحذفك تُن من مفاعلتن وتسكين اللام فيبقى مفاعل فينقل في التقطيع إلى فعولن ولا يكون إلا في عروض أَو ضرب وليس هذا بحادث للزّحاف إنما هو المستعمل في عروض الوافر وضربه وإنما سمي مقطوفاً لأَنك قطفت الحرفين ومعهما حركة قبلهما فصار نحو الثمرة التي تقطعها فيَعْلق بها شيء من الشجرة والقَطِيفةُ القَرْطفةُ وجمعها القطائفُ والقراطِف( * قوله « وجمعها القطائف والقراطف إلى قوله وفي الحديث » كذا بالأصل ) فُرش مُخْمَلَة والقَطيفة دِثار مُخْمل وقيل كساء له خَمْل والجمع القَطائفُ وقُطُف مثل صَحيفة وصُحف كأَنها جمع قَطيف وصَحِيف وفي الحديث تَعِس عبد القَطيفة هي كساء له خَمْل أَي الذي يَعمل لها ويَهْتَمّ بتحصيلها ومنه القَطائف التي تؤكل التهذيب القَطائف طعام يُسَوَّى من الدقيق المُرَقِّ بالماء شبهت بخَمْل القطائف التي تُفْترش والقَطوف من الدَّواب البطيء وقال أَبو زيد هو الضّيِّق المشْي وقَطَفَت الدابة تَقْطِف قَطْفاً وتقطُف قِطافاً وقُطوفاً وقَطُفَتْ وهي قَطوف أَساءَتِ السَّيرَ وأَبطأَت والجمع قُطُفٌ والاسم القِطاف ومنه قول زهير بآرِزَةِ الفَقارةِ لم يَخُنْها قِطافٌ في الرّكاب ولا خِلاء التهذيب والقِطافُ مصدر القَطوف من الدوابّ وهو المتقارِب الخَطو البطِيء وفَرس قَطوف يَقْطِف في عَدْوه وقد يستعمل في الإنسان أَنشد ابن الأَعرابي أَمْسَى غُلامْي كَسِلاً قَطوفا مُوَصَّباً تَحْسَبُه مَجُوفا وأَقْطَفَ الرجل والقوم إذا كانت دابَّته أَو دوابُّهم قُطُفاً قال ذو الرمة يصف جراداً كأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ إذا تَجاوَبَ من بُرْدَيْه تَر نِيمُ برداه جَناحاه يقول تضرب رِجْلاه جناحَيه فيسمع لهما صويت كأَنه تَرْنيم والقَطْفُ ضرب من مشي الخيل وفرس قَطوف وفي حديث جابر فبينا أَنا على جملي أَسِير وكان جملي فيه قِطاف وفي رواية على جمل لي قَطُوفٍ القِطافُ تقارُب الخَطْو في سُرْعة من القَطف وهو القَطع ومنه الحديث رَكِب على فرس لأَبي طَلحَة تَقْطُف وفي رواية قطوف ومنه الحديث أَقْطَفُ القومِ دابةً أَمِيرُهم أَي أَنهم يسيرون بسَيْر دابَّته فيَتَّبعُونه كما يُتَّبع الأَمير والقَطْف الخَدْشُ وجمعه قُطوفٌ قطَفَه يَقْطِفه قَطْفاً وقطَّفه خدَشه قال حاتم سِلاحُك مرقى فما أَنت ضائرٌ عَدُوًّا ولكنْ وَجْه مولاك تَقطِفُ
( * قوله « مرقى » كذا في الأصل براء والذي في شرح القاموس بواو ووقع في بعض نسخ الصحاح همزها )
وأَنشد الأَزهري وهنَّ إذا أَبْصَرْنه مُتَبَذِّلاً خَمَشْنَ وُجُوهاً حُرَّةً لم تُقَطَّفِ أَي لم تُخَدَّش وقطَّفَ الماءَ في الخَمْر قطَّره قال جرانُ العَوْد ونِلنا سُقاطاً مِن حَدِيثٍ كأَنه جَنَى النحلِ في أَبْكارِ عُودٍ تُقَطَّفُ والقِطفةُ بكسر القاف وإسكان الطاء من السُّطَّاح وهي بقلة رِبْعِية تسْلَنْطِح وتَطولُ ولها شوك كالحَسَك وجَوْفُه أَحْمر وورقه أَغْبر والقَطَفُ بقْلة واحدتها قَطَفةٌ والقَطْفُ نبات رَخْص عَرِيض الورَق يطبخ الواحدة قَطفة يقال له بالفارسية سَرْنك كذا ذكر الجوهري القَطْف بالتسكين قال ابن بري وصوابه القَطْف بفتح الطاء الواحدة قَطَفَة وبه سمي الرجل قَطَفَة والقَطَفُ ضَرب من العِضاه وقال أَبو حنيفة القطَف من شجر الجبل وهو مثل شجر الإجّاص في القَدْر ورقته خَضْراء مُعْرَضَّة حمراء الأَطراف خَشْناء وخشبه صُلب متين وقَطِيفٌ والقَطِيف جميعاً قرية بالبحرين وفي الصحاح القَطِيفُ اسم موضع
قعف
القَعْفُ شدة الوَطْء واجْترافُ التراب بالقوائم قَعَفَ يَقْعَفُ قَعْفاً قال يَقْعَفْنَ باعاً كفَراش الغِضْرِمِ مَظْلُومةً وضاحِياً لم يُظْلَمِ الغِضْرم الماء وقَعَفَ ما في الإناء أَخذ جميعه واشْتَفَّه قال الجوهري القَعْفُ لغة في القَحْف وهو اشْتِفافُك ما في الإناء أَجمع والقاعِفُ من المطر الشديدُ مثل القاحِف وسَيْل جُحاف وقُعاف وجُراف وقُحاف بمعنى واحد وقعَف المطرُ الحجارة يَقْعَفُها أَخذها بشدته وجَرفها وسيل قُعاف كثير الماء يذهب بما يمر به وانْقَعَف الشيء انقَلَع من أَصله وقَعَفْتُ النخلة اقْتَلَعْتها من أَصلها أَبو عبيد انْقَعَف الجُرُف إذا انهارَ وانْقَعر وأَنشد واقْتَعَف الجَلْمةَ منها واقْتَثَثْ فإنما تَقدَحُها لِمَنْ يَرِثْ( * قوله « تقدحها » كذا في الأصل بقاف والذي في شرح القاموس تكدحها بكاف )
قوله منها أَي من الدنيا وما فيها اقْتعف الجَلْمة أَي اقتلع اللحم بجُمْلته وقوله اقتَثَثَ أَي اجْتَثَّ يقال اقْتُثَّ واجْتُثَّ إذا قُلِعَ من أَصله وانْقَعَصَ وانْقَعَفَ وانْغَرَفَ إذا مات والقَعْفُ السُّقوط في كل شيء وقيل القَعْف سُقوط الحائط انْقَعَفَ الحائطُ انقلَع من أَصله قال ابن بري ومنه قول الراجز شُدَّا عليَّ سُرَّتي لا تَنْقَعِفْ إذا مَشَيْتُ مِشْيةَ العَوْدِ النَّطِفْ
قفف
القُفَّة الزَّبيل والقُفَّة قَرعة يابسة وفي المحكم كهيْئةِ القَرْعَة تُتَّخذ من خوص ونحوه تجعل فيها المرأَةُ قُطنها وأَنشد ابن بري شاهداً على قول الجوهري القُفّة القَرعة اليابسة للراجز رُبَّ عَجُوزٍ رأْسُها كالقُفّهْ تَمْشي بخُفٍّ معها هِرْشَفَّهْ ويروى كالكُفّه ويروى تحمل خفّاً قال أَبو عبيدة القُفْة مثل القُفّة من الخوص قال الأَزهري ورأَيت الأَعراب يقولون القُفعة القُفّة ويجعلون لها مَعاليق يُعَلّقونها بها من آخرة الرحل يلقي الراكب فيها زاده وتمره وهي مُدوَّرة كالقَرْعة وفي حديث أَبي ذر وضَعي قُفَّتك القُفة شبه زَبيل صغير من خوص يُجْتَنى فيه الرُّطب وتضَع فيه النساء غزلهن ويشبّه به الشيخ والعجوز والقُفَّة الرجل القصير القليل اللحم وقيل القفة الشيخ الكبير القصير القليل اللحم الليث يقال شيخ كالقفة وعجوز كالقفة وأَنشد كلُّ عَجُوزٍ رأْسُها كالقُفّهْ واسْتَقَفّ الشيخ تَقَبَّض وانضم وتشنج ومنه حديث رقيقة فأَصْبَحْتُ مَذْعورة وقد قَفَّ جلدي أَي تَقَبَّض كأَنه يَبس وتَشَنَّج وقيل أَرادت قَفَّ شعري فقام من الفزَع ومنه حديث عائشة رضي اللّه عنها لقد تَكَلَّمْتَ بشيء قفَّ له شعري والقُفَّة الشجرة اليابسة البالية يقال كَبِرَ حتى صار كأَنه قُفّة الأَزهري القفة شجرة مستديرة ترتفع عن الأَرض قدر شبر وتيبس فيشبه بها الشيخ إذا عسا فيقال كأَنه قُفَّة وروي عن أَبي رَجاء العُطارِديّ أَنه قال يأْتونني فيَحْمِلونني كأَنني قُفة حتى يَضَعُوني في مَقام الإمام فأَقرأُ بهم الثلاثين والأَربعين في ركعة قال القتيبي كَبِرَ حتى صار كأَنه قفة أَي شجرة بالية يابسة قال الأَزهري وجائز أَن يشبه الشيخ بقفة الخوص وحكى ابن الأَثير القَفّة الشجرة بالفتح والقُفة الزَّبيل بالضم وقَفّتِ الأَرض تَقِفُّ قَفّاً وقُفوفاً يبس بقلها وكذلك قَفَّ البَقل والقَفُّ والقَفِيفُ ما يبس من البقل وسائر النبت وقيل ما تم يبسه من أَحرار البقول وذكورها قال صافَتْ يَبيساً وقَفِيفاً تَلْهَمُهْ وقيل لا يكون القَفُّ إلا من البقْل والقَفْعاء واختلفوا في القفعاء فبعض يبَقِّلها وبعض يُعَشِّبُها وكلُّ ما يبس فقد قَفَّ وقال الأَصمعي قفَّ العُشب إذا اشتدّ يُبْسه يقال الإبل فيما شاءت من جَفيف وقَفِيف الأَزهري القَفّ بفتح القاف ما يَبس من البُقول وتناثر حبه وورقه فالمال يرعاه ويَسْمَنُ عليه يقال له القَفّ والقَفِيف والقَمِيم ويقال للثوب إذا جفّ بعد الغَسل قد قفّ قُفُوفاً أَبو حنيفة أَقَفَّت السائمة وجدت المراعي يابسة وأَقَفَّت عينُ المريض إقْفافاً والباكي ذهب دمعُها وارتفع سوادها وأَقفَّت الدجاجة إقْفافاً وهي مُقِفٌّ انقطع بيضها وقيل جَمَعت البيض في بطنها وفي التهذيب أَقفَّت الدجاجة إذا أَقطعت وانقطع بيضها والقَفَّة من الرجال بفتح القاف الصغير الجُثَّة القليل والقُفّة الرِّعدة وعليه قُفة أَي رِعدة وقُشَعْريرة وقفَّ يَقِفُّ قُفوفاً أَرْعَدَ واقْشَعَرَّ وقَفَّ شعري أَي قام من الفزَع الفراء قَفَّ جلده يَقِفُّ قُفوفاً يريد اقْشَعَرَّ وأَنشد وإني لَتَعْرُوني لذِكْراكِ قُفَّةٌ كما انْتَفَضَ العُصعفُور من سَبَل القَطْرِ وفي حديث سهل بن حُنَيْف فأَخذته قَفْقَفَة أَي رِعْدة يقال تَقَفْقَفَ من البَرد إذا انضمْ وارتعد وقُفُّ الشيء ظهره والقُفّة والقُفُّ ما ارتفع من مُتون الأَرض وصلُبت حجارته وقيل هو كالغبيط من الأَرض وقيل هو ما بين النَشْزَيْن وهو مَكْرَمة وقيل القف أَغلظ من الجَرْم والحَزْن وقال شمر القُفُّ ما ارتفع من الأَرض وغلظ ولم يبلغ أَن يكون جبلاً والقَفْقَفَة الرِّعدة من حمّى أَو غضب أَو نحوه وقيل هي الرِّعْدة مَغْمُوماً وقد تَقَفْقَفَ وقَفْقَف قال نِعْمَ ضَجِيعُ الفتى إذا بَرَدَ الْ لَيلُ سُحَيْراً فقَفْقَفَ الصُّرَدُ وسُمع له قَفْقفةٌ إذا تَطَهّر فسُمع لأَضراسه تَقَعْقُع من البرد وفي حديث سالم بن عبداللّه فلما خرج من عند هشام أَخذته قَفْقَفَةٌ الليث القَفقفة اضطراب الحنكين واصْطِكاك الأَسْنان من الصرْدِ أَو من نافِضِ الحُمَّى وأَنشد ابن بري قَفْقاف أَلحِي الواعِساتِ العُمَّه( * قوله « الواعسات » كذا في الأصل بالواو ولعله بالراء )
الأَصمعي تَقَفْقَف من البرد وتَرَفْرف بمعنى واحد ابن شميل القُفّة رِعْدة تأْخذ من الحُمَّى وقال ابن شميل القُفُّ حجارة غاصٌّ بعضُها ببعض مُترادِف بعضها إلى بعض حمر لا يخالطها من اللِّين والسهولة شيء وهو جبل غير أَنه ليس بطويل في السماء فيه إشراف على ما حوله وما أَشرف منه على الأَرض حجارة تحت الحجارة أَيضاً حجارة ولا تلقى قُفّاً إلا وفيه حجارة متقلِّعةٌ عِظام مثل الإبل البُروك وأَعْظم وصِغار قال ورُبّ قُفّ حجارته فنادير أَمثال البيوت قال ويكون في القف رِياض وقيعان فالروضة حينئذ من القفّ الذي هي فيه ولو ذهبْت تحفر فيه لغَلبتك كثرة حجارتها وهي إذا رأَيتها رأَيتها طيناً وهي تُنبت وتُعشِب قال وإنما قُفُّ القفِّ حجارته قال رؤبة وقُفّ أَقفافٍ ورَمْلٍ بَحْوَنِ قال أَو منصور وقِفافُ الصَّمَّانِ على هذه الصفة وهي بلاد عريضة واسِعة فيها رِياض وقِيعان وسُلْقان كثيرة وإذا أَخصبت رَبَّعت العرب جميعاً لسعَتها وكثرة عُشب قِيعانها وهي من حُزون نجد وفي حديث أَبي موسى دخلت عليه فإذا هو جالس على رأْس البئر وقد تَوَسَّط قُفّها قُفُّ البئر هو الدَّكَّة التي تُجْعل حولها وأَصل القُفِّ ما غلُظ من الأَرض وارتفع أَو هو من القَفِّ اليابس لأَنَّ ما ارتفع حول البئر يكون يابساً في الغالب والقُفّ أَيضاً وادٍ من أَودية المدينة عليه مال لأَهلها ومنه حديث معاوية أُعيذك باللّه أَن تنزل وادياً فتدَع أَوله يَرِفُّ وآخِرَه يَقِفُّ أَي يَيْبَس وقيل القُف آكام ومَخارِمُ وبِراق وجمعه قِفاف وأَقفاف عن سيبويه وقال في باب معدول النسب الذي يجيء على غير قياس إذا نسبت إلى قِفاف قلت قُفِّيٌّ فإن كان عنى جمع قُفّ فليس من شاذ النسب إلا أَن يكون عنى به اسم موضع أَو رجل فإن ذلك إذا نسبت إليه قلت قِفافي لأَنه ليس بجمع فيرد إلى واحد للنسب والقِفّةُ بالكسر أَوَّل ما يخرج من بطن الصبي حين يولد الليث القُفَّة بُنّة الفأْس قال الأَزهري بُنّة الفأْس أَصلها الذي فيه خُرْتها الذي يجعل فيه فَعَّالها والقفة الأَرنب عن كراع وقَيْسُ قُفّةَ لَقَبٌ قال سيبويه لا يكون في قفةَ التنوين لأَنك أَردت المعرفة التي أَردتها حين قلت قيس فلو نَوَّنْتَ قفة كان الاسم نكرة كأَنك قلت قفّة معرفة ثم لَصقت قيساً إليها بعد تعريفها والقُفّانِ موضع قال البُرْجميّ خَرَجْنا من القُفَّينِ لا حَيّ مِثْلنا بآيتنا نُزْجي اللِّقاح المَطافِلا والقَفَّانُ الجماعة وقَفَّانُ كل شيء جُمّاعُه وفي حديث عمر أَن حذيفة رضي اللّه عنهما قال له إنك تستعين بالرجل الفاجر فقال إني لأَستعين بالرجل لقوته ثم أَكون على قَفّانه قال أَبو عبيد قَفّان كل شيء جُمّاعه واستقصاء معرفته يقول أَكون على تتبع أَمره حتى أَستَقصِيَ علمه وأَعرفه قال أَبو عبيد ولا أَحسب هذه الكلمة عربية إنما أَصلها قَبَّان ومنه قولهم فلان قبّانٌ على فلان إذا كان بمنزلة الأَمين عليه والرئيس الذي يتتَبع أَمره ويحاسبه ولهذا قيل للميزان الذي يقال له القَبّان قَبّان قال ابن الأَثير يقال أَتيته على قَفّان ذلك وقافيته أَي على أَثره وقيل في حديث عمر إنه يقول أَستعين بالرجل الكافي القويّ وإن لم يكن بذلك الثقةِ ثم أَكون من ورائه وعلى إثره أَتتبَّع أَمره وأَبحث عن حاله فكفايته لي تنفعني ومُراقبتي له تمنعه من الخيانة وقَفَّانٌ فَعَّالٌ من قولهم في القَفا القَفَنّ ومن جعل النون زائدة فهو فَعْلان قال وذكره الهروي والأَزهري في قفف على أَن النون زائدة وذكره الجوهري في قفن وقال القفّان القَفا والنون زائدة وقيل هو معرَّب قَبَّان الذي يوزن به وجاء على قَفَّان ذلك أَي على أَثره والقَفَّاف الذي يَسرِق الدراهم بين أَصابعه وقد قفَّ يقُفُّ وأَهل العراق يقولون للسُّوقي الذي يَسرِق بكفيه إذا انتقد الدراهم قَفَّاف وقد قَفَّ منها كذا وكذا درهماً وقال فَقَفَّ بَكَّفِّه سبعين منها من السُّود المُرَوَّقةِ الصِّلابِ وفي الحديث أَن بعضهم ضرب مثلاً فقال إن قَفَّافاً ذهب إلى صَيرَفيّ بدراهم القَفَّافُ الذي يَسْرِق الدراهم بكفه عند الانتقاد يقال قَفَّ فلان دِرْهماً والقَفَّان القرسْطون قال ابن الأَعرابي هو عربي صحيح لا وضع له في العجمية فعلى هذا تكون فيه النون زائدة لأن ما في آخره نون بعد ألف فإن فَعْلاناً فيه أَكثر من فَعَّال وقدِم وفد على النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال من أَنتم ؟ فقالوا بنو غَيّانَ فقال بل بنو رَشْدان فلو تصورت عنده غَيّان فَعَّالاً من الغين وهو النو
( * قوله « النو » كذا بالأصل ) والعطش لقال بنو رَشَّاد فدل قول النبي صلى اللّه عليه وسلم أَن فَعْلاناً مما آخره نون أَكثر من فعّال مما آخره نون وأَما الأَصمعي فقال قَفَّان قبَّان بالباء التي بين الباء والفاء أُعربت بإخلاصها فاء وقد يجوز إخلاصها باء لأَن سيبويه قد أَطلق ذلك في الباء التي بين الفاء والباء وقَفْقفا الظَّلِيم جناحاه وقول ابن أَحمر يصف الظَّلِيم والبيض فَظَلَّ يَحُفُّهنَّ بِقَفْقَفَيْه ويَلْحَفُهنَّ هَفْهافاً ثَخِينا يصف ظليماً حضن بيضه وقَفْقَف عليه بجناحيه عند الحِضان فيريد أَنه يحُفُّ بيضه ويجعل جناحيه له كاللحاف وهو رقيق مع ثخنه وقفقفا الطائر جناحاه والقفقفان الفَكَّان وقفْقَف النَّبْتُ وتَقَفْقفَ وهو قَفْقاف يبس
قلف
القُلْفَة بالضم الغُرلة أَنشد أَبو الغوث كأَنَّما حثْرِمةُ بنِ غابِنِ قُلْفَةُ طِفْلٍ تَحتَ مُوسى خاتنِ ابن سيده القُلْفة والقَلَفة جلدة الذكر التي أُلبِسَتها الحشَفة وهي التي انقطع من ذكر الصبي ورجل أَقلَف بيِّن القلَف لم يُختَن والقلَف مصدر الأَقْلَف وقد قَلِف قَلَفاً والقَلْفُ بالجزم قطع القُلفة واقتلاع الظُّفر من أَصلها وأَنشد يَقْتَلِفُ الأَظْفارَ عن بَنانِه الجوهري وقَلَفها الخاتن قلْفاً قطَعها قال وتزعم العرب أَن الغلام إذا ولد في القمْراء فَسحَت قُلفَته فصار كالمختون قال امرؤ القيس وقد كان دخل مع قيصر الحمّام فرآه أَقلف إني حَلَفْتُ يَميناً غيرَ كاذبة لأَنت أَقْلَفُ إلا ما جَنَى القَمَرُ إذا طَعَنْت به مالَتْ عِمامَتُه كما تجَمَّع تحتَ الفَلْكةِ الوَبَرُ والقَلَفَةُ بالتحريك من الأَقلف كالقَطَعَةِ من الأَقطع وقلَفَ الشجرة نزَع عنها لِحاءها قال ابن بري شاهده قول الفرزدق قلَفْت الحَصَى عنه الذي فوقَ ظَهْره بأَحْلامِ جُهَّالٍ إذا ما تَغَضَّفُوا وقلَف الدَّنَّ يَقْلِفُه قَلفْاً فهو مَقْلوف وقَليف نزع عنه الطين ابن بري القَليف دَنُّ الخمر الذي قُشر عنه طينه وأَنشد ولا يُرى في بيته القَليفُ وقلَفَ الشرابُ أَزْبد وسُمِع أَحمد بن صالح يقول في حديث يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب إنه كان يشرب العصير ما لم يَقْلِفْ قال ما لم يُزْبِدْ قال الأَزهري أَحمد بن صالح صاحب لغة إمام في العربية والقِلْفُ والقُلافة القِشْر والقِلْف قِشر الرُّمان وقلَف الشيءَ قلْفاً كقَلَبه قلْباً عن كراع والقُلْفتانِ طرَفا الشاربين مما يلي الصِّماغين وشفة قلِفة فيها غِلَظ وسيف أَقْلَفُ له حدّ واحد وقد حُزِّزَ طَرف ظُبَتِه وعام أَقْلف مُخْصب كثير الخير وعيش أَقلف ناعم رَغَد وقلَفَ السفينة خرز أَلواحها بالليف وجعل في خَلَلِها القارَ والقَلِيفُ جِلال التمر واحدتها قَليفة عن أَبي حنيفة وقال كراع القَليف الجُلَّةُ العظيمة النضر القِلْف الجِلال المملوءة تمراً كلُّ جلة منها قِلْفة وهي المَقْلوفة أَيضاً وثلاث مَقْلوفات كل جُلَّة مَقْلوفة وهي الجلال البحرانية واقْتَلَفْت من فلان أَربع قِلْفات وأَربع مَقْلوفات وهو أَن تأْتي الجُلَّةَ عند الرجل فتأْخذها بقولها منه ولا تَكِيلها وأَنشد ابن بري لا يأْكلُ البَقْلَ ولا يَرِيفُ ولا يُرَى في بيتِه القليفُ ابن بري والقَلِيف التمر البحري يتَقَلّف عنه قشره قال والقَليف ما يُقْلَف من الخبز أَي يقشر قال والقليف أَيضاً يابس الفاكهة والقَلِيف الذكر الذي قطعت قُلْفته والقِلْفة بالكسر ضرب من النبات أَخضر له ثمرة صغيرة والمال حريص عليها يعني بالمال الإبل والقِلَّف لغة في القِنَّفِ قال أَبو مالك القِلَّف والقِنَّف واحد وهو الغِرْيَنُ واليَفَنُ إذا يبس ويقال له غِرْيَنٌ إذا كان رَطْباً ونحو ذلك قال الفراء ومثله حِمَّص وقِنَّب ورجل خِنَّبٌ طويل قال ابن بري القِلَّف يابس طين الغِرْيَن
قلعف
اقْلَعَفَّ الشيءُ اقْلِعفافاً تَقَبَّض واقلَعفَّت أَنامله تشَنَّجت من بَرْد أَو كِبَر واقْلعَفَّ الشيءَ مَدَّه ثم أَرسله فانضم واقْفَعَلَّت أنامِله كاقْلَعَفَّت وقيل المُقْفَعِلّ المُتَشَنِّج من بَرْد أَو كِبَر فلم يُخص به الأَنامل ويقال للشيء يتمدّد ثم ينضم إلى نفْسه وإلى شيء قد اقْلعَفَّ إليه الأَزهري والبعير إذا ضرب الناقة فانضم إليها يَقْلَعِفُّ فيصير على عُرْقوبيه مُعتمداً عليهما وهو في ضرابه يقال اقْلَعَفَّها قال وهذا لا يُقلب قال الأزهري قال النضر يقال للراكب إذا لم يكن على مركب وطيء مُتَقَلْعِف
قنف
القَنَفُ عِظَمُ الأُذن وإقبالها على الوجه وتباعدها من الرأْس وقيل انثناء طرَفها واستلقاؤها على ظهر الأُخرى وقيل انثناء أَطرافها على ظاهرها وقيل انتشار الأُذنين وإقبالهما على الرأْس وقيل صغرها ولصوقها بالرأْس أُذن قَنْفاء غيره القَنَف صغر الأُذنين وغِلَظُهما وقيل عِظَم الأُذن وانقلابها والرجل أَقنف والمرأَة قَنْفاء ابن سيده والقَنَفُ في الشاة انثناء أُذنها إلى رأْسها حتى يظهر بطنها وقيل القَنَفُ في أُذن الإنسان انثناؤها وفي أُذن المِعْزى غلظها كأَنها رأْس نَعْل مخصوفة وهي أُذن قنفاء ومن الإنسان إذا كانت لا أُطُرَ لها وأَقنَفَ الرجل إذا استرخت أُذنه وأَقنف الرجل واسْتقْنف اجتمع له رأْيه وأَمره في معاشه وكمرَة قَنْفاء على التشبيه أَنشد ابن دريد وأُمّ مَثْوايَ تُدرِّي لِمَّتي وتَغْمِزُ القَنْفاء ذات الفرْوةِ قال ابن بري وهذا الرجز ذكره الجوهري وتمْسَحُ القَنْفاء قال وصوابه وتغمز القنفاء قال وفسره الجوهري بأَنه الذكر قال ابن بري والقنفاء ليست من أَسماء الذكر وإنما هي من أَسماء الكمَرة وهي الحَشَفة والفَيْشة والفَيْشَلة ويقال لها ذاتُ الحُوق والحُوقُ إطارُها المُطِيف بها ومنه قول الراجز غَمْزَكَ بالقَنْفاء ذاتِ الحُوقِ بين سِماطَيْ رَكَبٍ مَحْلوقِ وأَنشد الأَخفش قد وَعَدَتْني أُمُّ عَمْرو أَن تا تَمْسح رأْسي وتُفَلِّيني وا وتَمْسَح القَنْفاء حتى تَنْتا أراد حتى تنتأَ فخفف وأَبدل وهو مذكور في موضعه الليث وذكر قصة لهمَّام بن مُرّة وبناتِه يَفْحُش ذكرها فلم يذكرها الأَزهري والأَقْنَف الأَبيض القفا من الخيل وفرس أَقْنف أَبيض القفا ولون سائره ما كان والمصدر القَنَف والقُنافُ والقِنافُ الكبير الأَنف ورجل قُنافٌ وقِناف ضخم الأَنف وقيل عظيم الرأْس واللحية وقيل هو الطويل الجسم الغليظه والقَنِيبُ والقَنِيفُ الجماعة من الرجال والنساء وفي الصحاح جماعاتُ الناس وجمعه قُنُف وحكى ابن بري عن السيرافي القَنِيف الطَّيْلَسان وأَنشد لقيس بن رِفاعة إنْ تَرَيْنا قُلَيِّلين كما ذي دَ عن المُجْرِبين ذَوْدٌ صِحاحُ فلقد نَنْتَدِي ويَجْلِسُ فينا مَجْلِسٌ كالقنِيفِ فَعْمٌ رَداحُ ويقال اسْتَقْنف المجلس إذا استدار والقَنِيف السحاب ذو الماء الكثير ومرّ قَنِيفٌ من الليل أَي قِطعة منه قال ابن دريد وليس بثبت والقِنَّفُ ما يَبِس من الغَدير فتَقَلَّع طينه عن السيرافي ابن الأعرابي القِنَّفُ والقِلَّفُ ما تطاير من طين السيل عن وجه الأَرض وتشقَّقَ أَبو عمرو القَنَفُ واللَّخْنُ البياض الذي على جُرْدان الحمار وقُنافةُ اسم
قنصف
القِنْصِفُ طُوطُ البَرْديِّ قال أَبو حنيفة هو البرديُّ إذا طال
قوف
قُوفُ الرقبة وقُوفتُها الشعر السائل في نُقْرتها ابن الأعرابي يقال خذ بقُوف قَفاه وبقوفة قفاه وبقافِيةِ قَفاه وبصوف قَفاه وصوفته وبظَليفه وبصَلِيفه وبصَلِيفَتِه كله بمعنى قفاه أَبو عبيد يقال أَخذته بقوف رقبته وصوف رقبته أَي أَخذته كله وقيل أَخذت بقوف رقبته وقاف رقبته وصوف رقبته معناه أَن يأْخذ برقبته جَمْعاء وقيل يأْخذ برقبته فيعْصِرها وأَنشد الجوهري نَجَوْتَ بقُوفِ نَفْسِكَ غَيْر أَني إخالُ بأَنع سَيَيْتَمُ أَو تَئيمُ أَي نجوت بنفسك قال ابن بري أَي سَيَيْتَمُ ابنك وتَئيم زوجتك قال والبيت غُفل لا يعرف قائله وقُوفُ الأُذن أَعْلاها وقيل قوف الأُذن مُسْتدار سَمِّها والقائفُ الذي يَعرف الآثار والجمع القافةُ يقال قُفْت أَثره إذا اتَّبعْته مثل قَفَوْت أَثَره وقال القطامي كذَبْت عليك لا تَزالُ تَقُوفُني كما قافَ آثارَ الوَسِيقةِ قائفُ فأغْراه بنفْسه أَي عليك بي وقال ابن بري البيت للأَسْود بن يَعْفُر وحكى أَبو حاتم عن الأَصمعي أَن قوله لا تزال في موضع رفع على تقدير أَن تقديره أَن لا تزال فلما سقطت أَن ارتفع الفعل وجعله على حد قولهم كذَب عليك الحج وكذب زائدة وكذلك كذبت في البيت زائدة قال ابن بري فهذا قول الأَصمعي قال ولا يصح عند النحويين وقد تقدم ذكره في ترجمة كذب ويقال هو أَقْوف الناس وفي الحديث أَن مُجَزِّزاً كان قائفاً القائف الذي يتَتبع الآثار ويعرفها ويعرف شبَه الرجل بأَخيه وأَبيه ويقال فلان يقُوف الأَثر ويَقْتافه قِيافة مثل قفا الأَثر واقتفاه ابن سيده قاف الأَثر قِيافة واقتافه اقتِيافاً وقافه يقُوفه قَوْفاً وتَقوَّفه تتَبَّعه أَنشد ثعلب مُحَلًّى بأَطواق عِتاق يَبينُها على الضَّزْنِ أَغْبى الضأْن لو يَتَقَوَّفُ الضَّزْنُ هنا سُوء الحال من الجهل يقول كرمُه وجوده يبين لمن لا يفهم الخَبر فكيف من يفهم ؟ منه قيل للذي ينظر إلى شبه الولد بأَبيه قائف والقِيافة المَصْدر وفلان يَتَقَوَّف عليَّ مالي أَي يَحْجُر عليّ فيه وهو يَتَقَوَّفُني في المجلس أَي يأْخذ عليّ في كلامي ويقول قل كذا وكذا والقَفْوُ القَذْف والقَوْف مثل القَفْو وأَنشد أَعوذُ باللّه الجَلِيل الأَعْظمِ من قَوْفيَ الشيء الذي لم أَعلمِ والقاف حرف هجاء وهو حرف مجهور يكون أَصلاً لا بدلاً ولا زائداً وقوله تعالى ق والقرآن المجيد جاء في التفسير أَن مجاز قاف مَجاز الحروف التي تكون في أَوائل السور نحو ن وأَلر وقيل معنى ق قُضِي الأَمر كما قيل حم حُمَّ الأَمر وجاء في بعض التفاسير أَن قافاً جبل محيط بالدنيا من ياقوتة خَضْراء وأَن السماء بيضاء وإنما اخضرَّت من خُضْرته قال ابن سيده قضينا أَنَّ أَلفها من الواو لأَن الأَلف إذا كانت عيناً فإبدالها من الواو أَكثر من إبدالها من الياء واللّه أَعلم
كأف
أَكْأَفَت النخلة انْقَلَعَت من أَصلها قال أَبو حنيفة وأَبدلوا فقالوا أَكْعَفَتْ
كتف
الكَتِفُ والكِتْفُ مثل كَذِبٍ وكِذْبٍ عظم عريض خلف المَنْكِب أُنثى وهي تكون للناس وغيرهم وفي الحديث ائتُوني بكَتِف ودَواة أَكْتُب لكم كتاباً قال الكتف عظم عريض يكون في أَصل كتف الحيوان من الناس والدوابّ كانوا يكتُبون فيه لقِلة القَراطِيس عندهم وفي حديث أَبي هريرة رضي اللّه عنه ما لي أَراكم عنها مُعْرِضين ؟ واللّه لأَرْمِيَنَّها بين أَكتافكم يروى بالتاء والنون فمعنى التاء أَنها كانت على ظهورهم وبين أَكتافهم لا يقدِرون أَن يُعْرِضوا عنها لأَنهم حاملوها فهي معهم لا تُفارِقهم ومعنى النون أَنه يرميها في أَفْنِيتهم ونواحِيهم فكلما مروا فيها رأَوها فلا يَقْدِرون أَن يَنْسَوْها والكَتِفُ من الإبل والخيل والبغال والحمير وغيرها ما فوق العَضُد وقيل الكتفان أَعلى اليدين والجمع أَكتاف سيبويه لم يجاوزوا به هذا البناء وحكى اللحياني في جمعه كِتَفةً والأَكْتف من الرجال الذي يشتكي كتفه ورجل أَكتف بيّنُ الكَتَفِ أَي عريض الكَتِف وفي المحكم عظيم الكتف ورجل أَكتف عظيم الكتف كما يقال أَرْأَسُ وأَعْنَقُ وما كان أَكْتَفَ ولقد كَتِف كَتَفاً عظُمت كَتِفُه وإني لأَعلم من أَين تؤكل الكَتِفُ تضربه كل شيء علمته والكُتاف وجع في الكتِف وقال اللحياني بالدابة كُتافٌ شديد أَي داء في ذلك الموضع والكَتَفُ عَيْب يكون في الكَتِف والكتَف انْفِراجٌ في أَعالي كتف الإنسان وغيره مما يلي الكاهِل وقيل الكَتَفُ في الخيل انفراج أَعالي الكَتِفَين من غَراضِيفها مما يلي الكاهل وهو من العيوب التي تكون خِلْقة أَبو عبيدة فرس أَكتف وهو الذي في فُروع كَتِفيه انفراج في غراضيفها مما يلي الكاهل الجوهري الأَكْتَفُ من الخيل الذي في أَعالي غَراضِيف كتفيه انفراج والكَتَفُ بالتحريك نقصان في الكتف وقيل هو ظَلَع يأْخذ من وجع الكَتِفِ كَتِفَ كَتَفاً وهو أَكْتَف وكَتِفَ البعير كتَفاً وهو أَكتفُ إذا اشتكى كَتِفه وظَلع منها اللحياني بالبعير كتَفٌ شديد إذا اشتكى كَتِفه يقال جمل أَكتَف وناقة كَتْفاء وكَتفه يَكْتِفه كتْفاً أَصاب كَتِفه أَو ضربه عليها والكَتَف مصدر الأَكْتف وهو الذي انضمت كَتِفاه على وسط كاهله خِلْقة قبيحة وكتَفَت الخيلُ تَكْتِف كتْفاً وكَتَّفَت وتكَتَّفَت ارتفعت فُروع أَكتافها في المشي وعُرِضَت على ابن أُقَيْصِرٍ أَحد بني أَسد بن خزيمة خيل فأَوْمأَ إلى بعضها وقال تجيء هذه سابقة فسأَلوه ما الذي رأَيت فيها ؟ فقال رأَيتها مشت فكتَفتْ وخبَّت فوجَفَت وعدَت فنَسَفَت فجاءت سابقة والكَتِفان اسم فرس من ذلك قالت بنت مالك ابن زيد ترثيه إذا سَجَعَتْ بالرَّقْمَتَيْنِ حَمامةٌ أَو الرَّسِّ تَبْكي فارِسَ الكَتِفانِ وكتَفتِ المرأَة تَكتِف مشت فحرَّكت كتفيها قال الأَزهري وقولهم مشت فكتَفَت أَي حركت كتِفيْها يعني الفرس والكِتافُ مصدرُ المِكْتاف من الدوابّ والمِكْتاف من الدوابّ الذي يَعقِر السرجُ كتفَه والاسم الكِتاف والكَتَّافُ الذي ينظر في الأَكتاف فيُكَهِّنُ فيها والكَتْف المشي الرُّوَيْد قال الأَعشى فأَفْحَمْته حتى اسْتَكان كأَنَّه قريحُ سِلاح يَكتِف المشي فاترُ أَنشده ابن بري ابن سيده كتَف يَكْتِف كَتْفاً وكَتِيفاً مشى مَشْياً رُوَيْداً قال لبيد وسُقْت رَبيعاً بالقَناة كأَنه قريح سلاح يكتف المشي فاتر والكُتْفان والكِتْفان الجراد بعد الغَوْغاء وقيل هو كُتْفان وكِتْفان إذا بدا حَجْم أَجنحته ورأَيت موضعَه شاخِصاً وإن مسَسْتَه وجدت حَجْمه واحدته كتفانة وقيل واحده كاتِف والأُنثى كاتفة أَبو عبيدة يكون الجراد بعد الغوفاء كتفاناً قال أَبو منصور سماعي من العرب في الكتفان من الجراد التي ظهرت أَجنحتها ولمّا تَطِرْ بعد فهي تَنْقُزُ في الأَرض نَقَزاناً مثل المَكْتُوف الذي لا يَستعين بيديه إذا مشى ويقال للشيء إذا كثر مثلُ الدَّبى والكُِتفان والغَوْغاء من الجراد ما قد طار ونبتت أَجنحته الأَصمعي إذا استبان حجم أَجنحة الجراد فهو كتفان وإذا احمرّ الجراد فانسلخ من الأَلوان كلها فهي الغَوْغاء الجوهري الكُتفان الجراد أَوّل ما يطير منه ويقال هي الجراد بعد الغوغاء أَولها السِّرْو ثم الدَّبى ثم الغوغاء ثم الكتفان قال ابن بري وقد يثقل في الشعر قال صخر أَخو الخَنْساء وحَيّ حريد قد صَبَحْتُ بِغارةٍ كرِجْل الجَرادِ أَو دَبًى كُتُفانِ والكَتْفُ والكَتَفانُ ضرب من الطيَران كأَنه يردّ جناحيه ويضمهما إلى ما وراءه والكَتْفُ شدّك اليدين من خلف وكتَف الرجلَ يَكْتِفه كتْفاً وكتّفه شدَّ يديه من خلفه بالكِتاف والكِتافُ ما شُدَّ به قالت بعض نساء الأَعراب تصف سحاباً أَناخَ بذي بَقَرٍ بَرْكَه كأَنَّ على عضُدَيْه كِتافا وجاء به في كِتاف أَي في وِثاق والكِتافُ الحَبل الذي يُكتف به الإنسان وفي الحديث الذي يصلّي وقد عقَص شعره كالذي يصلّي وهو مكْتوف هو الذي شدّت يداه من خلفه يشبه به الذي يَعْقِد شعره من خلفه والكِتافُ وثاق في الرحْل والقَتَب وهو إسارُ عُودين أَو حِنْوين يُشدّ أَحدهما إلى الآخر والكتْف أَن يشدَّ حِنْوا الرَّحل أَحدهما على الآخر وكتّف اللحم تَكْتِيفاً قطَّعه صغاراً وكذلك الثوب وكتَّفه بالسيف كذلك الجوهري والكَتِيفةُ ضبَّة الباب وهي حديدة عريضة ابن سيده والكَتِيفُ والكَتيفة حديدة عريضة طويلة وربما كانت كأَنها صحيفة وقيل الكتيف الضبة قال الأَعشى بيْنما المَرْء كالرُّديْني ذي الجُبْ بَةِ سَوَّاه مُصْلِحُ التَّثْقِيفِ أَو كَقِدْحِ النُّضار لاَّمَه القَي ن ودانى صُدوعه بالكتيفِ رَدَّه دَهْرُه المُضَلَّل حتى عادَ من بعدِ مَشْيِه للدَّلِيفِ قوله بالكتِيف يعني كتائفَ رِقاقاً من الشَبه وقيل الكتِيفة الضبَّة وقيل الضبة من الحديد وجمعها كتِيف وكُتُفٌ وكَتف الإناء يكْتِفُه كتْفاً وكتَّفه لأَمَه بالكتِيف قال جرير ويُنْكِرُ كفَّيْه الحُسامُ وحَدُّه ويَعْرِفُ كفَّيْه الإناءُ المُكَتَّفُ شمر ويقال للسيف الصفيح كَتِيف قال أَبو دُواد فَوَدِدْتُ لو أَني لَقِيتُك خالِياً أَمْشِي بكَفِّي صَعْدَةٌ وكَتِيفُ أَراد سيفاً صَفِيحاً فسماه كَتِيفاً قال خالد بن جَنْبَة كَتِيفةُ الرحْل واحدة الكتائف وهي حديدة يُكْتَفُ بها الرحْل وقال ابن الأَعرابي أُخذ المَكْتوف من هذا لأَنه جَمع يديه والكتيفة كلْبَة الحدَّاد والكَتِيفةُ السَّخِيمةُ والحِقْد والعداوة وتجمع على الكتائف قال القطامي أَخُوك الذي لا يَمْلِكُ الحِسَّ نفسُه وتَرْفضُّ عند المُخْطِفاتِ الكتائفُ ويروى المُحْفِظات وكِتافُ القَوْس ما بين الطائف والسِّيةِ والجمع أَكْتِفةٌ وكُتُفٌ
كثف
الكَثافةُ الكثرة والالتِفافُ والفعل كثُفَ يَكْثُف كَثافة والكثيف اسم كَثْرته يوصف به العسكر والماء والسحاب وأَنشد وتحتَ كَثِيفِ الماء في باطن الثرى ملائكةٌ تَنْحَطُّ فيه وتَصْعَدُ ويقال اسْتكثف الشيءُ اسْتِكثافاً وقد كثَّفْته أَنا تكْثيفاً ابن سيده والكثِيفُ والكُثاف الكثير وهو أَيضاً الكثير المُتراكِبُ المُلْتَفُّ من كل شيء كثُف كَثافة وتكاثَف وكثَّفه كثَّره وغلَّظه وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما أَنه انتهى إلى عليّ عليه السلام يوم صِفِّين وهو في كثْف أَي في حَشْد وجماعة وفي حديث طُليحةَ فاسْتكْثَفَ أَمرُه أَي ارتفع وعلا والكَثافةُ الغِلَظُ وكثُف الشيء فهو كثِيف وتكاثَف الشيء وفي صفة النار لسُرادِق النار أَربعَةُ جُدُرٍ كُثُفٌ الكثُفُ جمع كَثِيف وهو الثخين الغَليظ وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها شَقَقْن أَكثَفَ مُروطِهِنَّ فاخْتَمَرْنَ به قال والرواية فيه بالنون وسيجيء وامرأَة مُكَثَّفة كثيرة اللحم ومنه قول المرأَة المخزومية إني أَنا المُكَثَّفة المؤثَّفة حكاه ابن الأَعرابي ولم يفسر المكثَّفة ولا المؤثَّفة وقال ثعلب إنما هي المكثَّفة المؤنَّفة قال فالمكثَّفة المُحْكمة الفَرْج والمؤَنَّفة التي قد استؤنِفت بالنكاح أَوّلاً والكثيفُ السيف عن كراع قال ابن سيده ولا أَدري ما حقيقته والأَقرب أَن تكون تاءً لأَن الكتِيف من الحديد
كحف
الأَزهري خاصّة ابن الأَعرابي الكُحُوفُ الأَعضاء وهي القُحوف
كدف
في نوادر الأَعراب سمعت كَدَفَتهم وحدفتهم وهَدْفتهم وحَشكتهم وهذأَتهم وويدهم وأويدهم وأَزَّهم وأَزيزَهم وهو الصوت تسمعه من غير معاينة
كرف
كرَف الشيءَ شَمَّه وكرَف الحِمارُ إذا شمَّ بول الأتان ثم رفَع رأْسه وقلَب شفَته وأَنشد ابن بري للأَغلب العِجْلي تَخالُه من كَرْفِهِنَّ كالِحا وافْترَّ صاباً ونَشُوقاً مالحا وكرَف الحِمارُ والبِرْذَوْنُ يَكْرُف ويَكْرِف كَرْفاً وكِرافاً وكَرَّفَ شَمَّ الرَّوْثَ أَو البول أَو غيرهما ثم رفع رأْسه وكذلك الفحلُ إذا شَمَّ طَرُوقته ثم رفع رأْسه نحو السماء وكشَّر حتى تَقْلُص شَفتاه وأَنشد مُشاخِصاً طَوراً وطَوراً كارِفا وحمار مِكراف يَكْرف الأَبوال والكرَّافُ مُجَمِّش القحاب وقال ابن خالويه الكرَّافُ الذي يَسْرِق النظر إلى النساء والكِرْفُ الدَّلْو( * قوله « والكرف الدلو » كذا هو في الأصل ونقله شارح القاموس بدون هاء تأنيث والشاهد مذكور في غير موضع من اللسان بهاء ) من جلد واحد كما هو أَنشد يعقوب أَكلَّ يَوْمٍ لك ضَيْزَنانِ على إزاء الحَوْضِ مِلهزانِ بكِرْفَتَينِ يَتَواهَقانِ ؟ يَتَواهَقانِ يَتَباريانِ والكِرْفِئُ قِطَع من السحاب مُتراكمة صغار واحدتها كِرْفِئَة قال كَكِرْفِئةِ الغَيْثِ ذاتِ الصَّبي ر ترْمِي السَّحابَ ويُرْمَى لها وهي الكِرْثِئ أَيضاً بالثاء وتَكَرْفأَ السحابُ تراكبَ وجعله بعض النحويين رُباعيّاً والكِرْفئ قشرة البيضة العُليا اليابسة التي يقال لها القَيْض
كرسف
الكُرْسُف القُطن وهو الكُرسوف واحدته كُرْسُفة ومنه كُرْسُف الدَّواةِ وفي الحديث أَنه كُفِّن في ثلاثة أَثواب يَمانِيةٍ كُرْسُفٍ الكُرْسُفُ القُطن قال ابن الأَثير جعله وصفاً للثياب وإن لم يكن مشتقاً كقولهم مررت بحَيّة ذراع وإبل مائة وفي حديث المستحاضة أَنْعَتُ لكِ الكُرسفَ وتكَرْسَف الرجل دخل بعضُه في بعض أَبو عمرو المُكَرْسَف الجمل المُعَرْقَب
كرشف
أَبو عمرو الكَرْشَفةُ الأَرض الغليظة وهي الخَرْشَفةُ ويقال كِرْشِفةٌ وخِرْشِفَةٌ وكِرْشافٌ وخِرْشافٌ وأَنشد هَيَّجها من أَحْلب الكِرْشافِ ورُطُبٍ من كلإٍ مُجْتافِ( * قوله « أَحلب » كذا هو في الأصل بالحاء وبالجيم في شرح القاموس )
أَسْمَرَ للوَغْدِ الضَّعيف نافي جَراشِع جَباجِب الأَجوافِ حُمْر الذُّرى مُشْرِفة الأَفْوافِ
كرنف
الكِرْنافُ والكُرْناف أُصول الكَرَب التي تَبْقى في جِذْعِ السعَفِ وما قُطِع من السعف فهو الكرَب الواحدة كُرْنافة وكِرْنافة وجمع الكُرناف والكِرْناف كَرانِيف ابن سيده الكُرْنافة والكِرْنافة والكُرْنوفة أَصل السعفة الغليظ المُلتزِقُ بجِذْعِ النخلة وقيل الكَرانيف أُصول السعَفِ الغِلاظ العِراض التي إذا يبست صارت أَمثال الأَكتاف وفي حديث الواقِميّ وقد ضافه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأَتى بِقربَتِه نَخلةً فعَلّقها بكرْنافة وهي أَصل السعفة الغليظة وفي حديث أَبي هريرة إلا بعث عليه يوم القيامة سعفَها وكَرانيفها أَشاجِع تَنْهَشه وفي حديث الزهري والقرآن في الكرانيف يعني أَنه كان مكتوباً عليها قبل جمعه في الصُّحف وكَرْنفَ النخلة جَرَدَ جِذْعَها من كرانيفه والمُكَرْنِف الذي يَلْقُط التمر من أُصوله الكَرانيف أَنشد أَبو حنيفة قد تَخِذّتْ سَلْمَى بقَرْنٍ حائطا واستأْجَرَت مُكَرْنِفاً ولاقِطا وكَرْنَفه بالعصا ضربه بها قال بشير القريري لما انْتَكَفْت له فوَلَّى مُدْبِراً كَرْنَفْته بِهِراوةٍ عَجراء وانْتَكَفْت مِلْتُ وفي النوادر خَرْنَفْته بالسيف وكَرْنَفْتُه إذا ضربته وقيل كَرْنفه بالسيف إذا قَطعه
كرهف
المُكْرَهِفُّ الذكر المنتشر المُشْرِف واكْرَهَفَّ الذكر انتشر وأَنشد قَنْفاء فَيْش مُكْرَهِفّ حُوقُها إذا تَمَأّتْ وبدا مُفْلُوقُها الاكْرِهفافُ الانْتِشار والمُكْرَهِفّ لغة في المُكْفَهِرّ أَو مقلوب عنه وبيت كثِّير يروى بالوجهين جميعاً وهو قوله نَشِيمُ على أَرْضِ ابنِ لَيْلَى مَخِيلَةً عَرِيضاً سَناها مُكْفَهِرًّا صَبيرُها قال الأَزهري المُكْفَهرُّ من السحاب الذي يغلظ ويركب بعضه بعضاً قال والمكرهفُّ مثله
كسف
كسَف القمرُ يَكْسِفُ كُسوفاً وكذلك الشمس كسَفَتْ تَكْسِف كسوفاً ذهب ضوءُها واسْوَدَّت وبعض يقول انكسف وهو خطأٌ وكسفها اللّه وأَكسفها والأَول أَعلى والقمر في كل ذلك كالشمس وكسف القمر ذهب نوره وتغيَّر إلى السواد وفي الحديث عن جابر رضي اللّه عنه قال انكسفت الشمس على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في حديث طويل وكذلك رواه أَبو عبيد انكسفت وكسَف الرجلُ إذا نكَّس طَرْفه وكسَفَت حالُه ساءت وكَسفَت إذا تغيَّرت وكسفت الشمس وخسَفت بمعنى واحد وقد تكرر في الحديث ذكر الكُسوف والخُسوف للشمس والقمر فرواه جماعة فيهما بالكاف ورواه جماعة فيهما بالخاء ورواه جماعة في الشمس بالكاف وفي القمر بالخاء وكلهم روَوا أَن الشمس والقمر آيتان من آيات اللّه لا يَنْكسفان لموت أَحد ولا لحياته والكثير في اللغة وهو اختيار الفراء أَن يكون الكسوف للشمس والخسوف للقمر يقال كسَفت الشمس وكسفها اللّه وانكسفت وخسف القمر وخسَفه اللّه وانخسف وورد في طريق آخر إنَّ الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أَحد ولا لحياته قال ابن الأَثير خسف القمر بوزن فَعَل إذا كان الفعل له وخُسِف على ما لم يسمَّ فاعله قال وقد ورد الخسوف في الحديث كثيراً للشمس والمعروف لها في اللغة الكسوف لا الخسوف قال فأَما إطلاقه في مثل هذا فتغليباً للقمر لتذكيره على تأَنيث الشمس يجمع بينهما فيما يخص القمر وللمعارضة أَيضاً لما جاء في الرواية الأُولى لا ينكسفان قال وأَما إطلاق الخسوف على الشمس منفردة فلاشتراك الخسوف والكسوف في معنى ذهاب نورهما وإظلامهما والانخِساف مطاوع خسَفْته فانخَسَف وقد تقدم عامة ذلك في خسف أَبو زيد كسفت الشمس إذا اسْودَّت بالنهار وكسفت الشمسُ النجومَ إذا غلب ضوءُها على النجوم فلم يبدُ منها شي فالشمس حينئذ كاسفة النجوم يتعدَّى ولا يتعدى قال جرير فالشمسُ طالعةٌ ليست بكاسفةٍ تَبكي عليك نُجومَ الليلِ والقَمرا قال ومعناه أَنها طالعة تبكي عليك ولم تكسِف ضوء النجوم ولا القمر لأَنها في طلوعها خاشعةً باكيةً لا نور لها قال وكذلك كسف القمرُ إلا أَن الأَجود فيه أَن يقال خسَف القَمرُ والعامة تقول انكسفت الشمس قال وتقول خشَعَت الشمس وكسَفت وخسَفت بمعنى واحد وروى الليث البيت الشمسُ كاسفةٌ ليست بطالعةٍ تبكي عليك نجومَ الليلِ والقَمرا فقال أَراد ما طلع نجم وما طلع قمر ثم صرفه فنصبه وهذا كما تقول لا آتيك مطْرَ السماء أَي ما مَطَرَت السماء وطُلوعَ الشمسِ أَي ما طَلعت الشمسُ ثم صرفته فنصبته وقال شمر سمعت ابن الأَعرابي يقول تبكي عليك نجومَ الليل والقمرا أَي ما دامت النجوم والقمر وحكي عن الكسائي مثله قال وقلت للفراء إنهم يقولون فيه إنه على معنى المغالبة باكيته فبكيته فالشمس تغلب النجوم بكاء فقال إن هذا الوجه حسن فقلت ما هذا بحسن ولا قريب منه وكسَف بالُه يَكْسف إذا حدثته نفسه بالشرّ وأَكْسفه الحزنُ قال أَبو ذؤيب يَرْمِي الغُيُوبَ بعَينَيْه ومَطْرِفُه مُغْضٍ كما كسَف المُسْتأْخذُ الرَّمِدُ وقيل كُسوف باله أَن يَضِيق عليه أَمله ورجل كاسفُ البال أَي سيِّء الحال ورجل كاسفُ الوجه عابسُه من سوء الحال يقال عبَس في وجهي وكسَفَ كُسوفاً والكُسوف في الوجه الصفرة والتغير ورجل كاسف مهموم قد تغير لونه وهُزل من الحزن وفي المثل أَكَسْفاً وإمْساكاَ ؟ أَي أَعبوساً مع بُخل والتكسيف التقطيع وكسَف الشيءَ يكْسِفه كسْفاً وكسَّفه كلاهما قطعه وخص بعضهم به الثوب والأَديم والكِسْف والكِسْفةُ والكَسِيفة القِطْعة مما قطَعْت وفي الحديث أَنه جاء بثريدة كِسْفٍ أَي خبز مكسّر وهي جمع كِسْفة للقطعة من الشيء وفي حديث أَبي الدرداء رضي اللّه عنه قال بعضهم رأَيته وعليه كِسافٌ أَي قطعة ثوب قال ابن الأَثير وكأَنها جمع كِسْفة أَو كِسْف وكِسْف السحاب وكِسَفُه قِطَعُه وقيل إذا كانت عريضة فهي كِسْف وفي التنزيل وإن يروا كِسْفاً من السماء الفراء في قوله تعالى أَو تسقط السماء كما زعمت علينا كِسَفاً قال الكِسْفُ والكِسَفُ وجهان والكِسْفُ الجِماعُ قال وسمعت أَعرابياً يقول أَعطني كِسْفة من ثوبك يريد قِطْعة كقولك خَرْقة وكُسِفَ فعل وقد يكون الكِسْف جماعاً للكِسفة مثل عُشْبة وعُشْب وقال الزجاج قرئ كِسْفاً وكِسَفاً فمن قرأَ كِسَفاً جعلها جمع كِسْفة وهي القِطْعة ومن قرأَ كِسْفاً جعله واحداً قال أَو تسقطها طَبَقاً علينا واشتقاقه من كسَفْت الشيء إذا غطَّيته وسئل أَبو الهيثم عن قولهم كسَفْت الثوبَ أَي قطعته فقال كلُّ شيء قطعتَه فقد كسفته أَبو عمرو يقال لخِرَق القميص قبل أَن تؤلَّف الكِسَفُ والكِيَف والحِذَف واحدتها كِسْفة وكِيفةٌ وحِذْفةٌ ابن السكيت يقال كسَف أَملُه فهو كاسف إذا انقطع رجاؤه مما كان يأْمل ولم ينبسط وكسَف بالُه يكسِف حدَّثته نفسه بالشر والكَسْفُ قَطع العُرْقُوب وهو مصدر كسَفْت البعير إذا قطعت عُرْقوبه وكسَف عرقوبه يكْسِفُه كَسْفاً قطَع عصَبَته دون سائر الرِّجل ويقال استدبَر فرَسَه فكسَف عرقوبيه وفي الحديث أَن صفْوان كسَف عُرقوبَ راحِلَتِه أَي قطَعه بالسيف
كشف
الكشْفُ رفعُك الشيء عما يُواريه ويغطّيه كشَفه يكشِفه كشْفاً وكشَّفه فانكَشَف وتكَشَّفَ ورَيْطٌ كَشِيفٌ مكْشُوف أَو مُنْكَشِف قال صخر الغيّ أَجَشَّ رِبَحْلاً له هَيْدَبٌ يُرَفِّعُ للخالِ رَيْطاً كَشِيفا قال أَبو حنيفة يعني أَن البرق إذ لَمَع أَضاء السحابَ فتراه أَبيض فكأَنه كشَف عن رَيْطٍ يقال تكشَّف البرق إذا ملأَ السماء والمَكشوف في عَروض السريع الجُزء الذي هو مفعولن أَصله مفْعولات حذفت التاء فبقي مفعولاً فنقل في التقطيع إلى مفعولن وكشَف الأَمر يكْشِفه كَشْفاً أظهره وكَشَّفه عن الأَمر أَكرهه على إظهاره وكاشَفه بالعَداوة أَي بادأَه بها وفي الحديث لو تَكاشَفْتم ما تَدافَنْتم أَي لو انكشَفَ عَيبُ بعضكم لبعض وقال ابن الأَثير أَي لو علم يعضُكم سَريرةَ بعض لاستثقل تَشْيِيع جنازَتِه ودَفْنَه والكاشِفةُ مصدر كالعافِية والخاتِمة وفي التنزيل العزيز ليس لها من دون اللّه كاشِفة أَي كَشْف وقيل إنما دخلت الهاء ليساجع قوله أَزِفت الآزفة وقيل الهاء للمبالغة وقال ثعلب معنى قوله ليس لها من دون اللّه كاشفة أَي لا يَكْشِفُ الساعةَ إلا ربُّ العالمين فالهاء على هذا للمبالغة كما قلنا وأَكْشَفَ الرجلُ إكشافاً إذا ضحك فانقلبت شفَته حتى تبدو دَرادِرُه والكَشَفةُ انقِلاب من قُصاص الشعَر اسم كالنَّزَعَةِ كَشِفَ كَشَفاً وهو أَكْشَفُ والكشَفُ في الجَبْهة إدبار ناصيتها من غير نَزَعٍ وقيل الكَشَفُ رجوع شعر القُصّة قِبَلَ اليافوخ والكشَف مصدر الأَكْشَفِ والكشَفَةٌ الاسم وهي دائرة في قُصاص الناصية وربما كانت شعرات تَنْبُت صُعُداً ولم تكن دائرة فهي كشَفَةٌ وهي يُتشاءم بها الجوهري الكشَفُ بالتحريك انقلاب من قُصاص الناصية كأَنها دائرة وهي شُعيرات تنبت صُعُداً والرجل أَكْشَف وذلك الموضع كشَفةٌ وفي حديث أَبي الطُّفَيل أَنه عَرَض له شاب أَحمر أَكْشَفُ قال ابن الأَثير الأَكشف الذي تنبت له شعرات في قُصاص ناصيته ثائرةً لا تكاد تسْترسِل والعرب تتشاءم به وتكشَّفت الأَرض تَصَوَّحت منها أَماكن ويبست والأَكْشَفُ الذي لا تُرْس معه في الحرب وقيل هو الذي لا يثبت في الحرب والكُشُف الذين لا يَصْدُقون القِتال لا يُعْرف له واحد وفي قصيد كعب زالوا فما زالَ أنْكاسٌ ولا كُشُفٌ قال ابن الأَثير الكُشُف جمع أَكْشف وهو الذي لا ترس معه كأَنه مُنْكشِف غير مستور وكشِف القومُ انهزموا عن ابن الأَعرابي وأَنشد فما ذُمَّ حاديهمْ ولا فالَ رأْيُهُم ولا كَشِفُوا إن أَفزَعَ السِّرْبَ صائح ولا كَشِفُوا أَي لم ينهزمزا والكِشافُ أَن تَلْقَح الناقةُ في غير زمان لَقاحها وقيل هو أَن يَضْرِبها الفحل وهي حائل وقيل هو أَن يُحْمَل عليها سنتين متواليتين أو سنين متوالية وقيل هو أَن يُحْمَل عليها سنة ثم تترك اثنتين أَو ثلاثاً كَشَفَت الناقة تَكْشِف كِشافاً وهي كَشوف والجمع كُشُفٌ وأَكْشَفتْ وأَكشَفَ القومُ لَقِحَت إبلُهم كِشافاً التهذيب الليث والكَشُوف من الإبل التي يضربها الفحل وهي حامل ومصدره الكِشافُ قال أَبو منصور هذا التفسير خطأٌ والكِشافُ أَن يُحمل على الناقة بعد نتاجها وهي عائذ قد وضَعت حديثاً وروى أَبو عبيد عن الأَصمعي أَنه قال إذا حُمِلَ على الناقة سنتين متواليتين فذلك الكِشاف وهي ناقة كشُوف وأَكشَفَ القوم أَي كَشفَت إبلُهم قال أَبو منصور وأَجودُ نتاج الإبل أَن يضربها الفحل فإذا نُتِجَت تُركت سنة لا يضربها الفحل فإذا فُصِل عنها فصيلها وذلك عند تمام السنة من يوم نِتاجها أُرسل الفحل في الإبل التي هي فيها فيضربها وإذا لم تَجِمّ سنة بعد نِتاجها كان أَقلَّ للبنها وأَضعفَ لولدها وأَنْهَك لقوَّتها وطَرْقِها ولَقِحت الحربُ كِشافاً على المثل ومنه قول زهير فَتعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحى بثِفالِها وتَلْقَحْ كِشافاً ثم تُنْتَجْ فتُتْئمِ فضرب إلقاحها كِشافاً بحِدْثان نِتاجها وإتْآمها مثلاً لشدّة الحرب وامتداد أَيامها وفي الصحاح ثم تنتج فتَفْطِم وأَكشفَ القومُ إذا صارت إبلهم كُشُفاً الواحدة كَشُوف في الحمل والكشَفُ في الخيل التواء في عَسِيب الذنَب واكتشَف الكبْشُ النعجة نزَا عليها
كعف
أَكْعَفَتِ النخلةُ انْقَلَعَت من أَصلها حكاه أَبو حنيفة وزعم أَن عينها بدل من همزة أَكْأَفَت
كفف
كفّ الشيءَ يكُفُّه كَفّاً جمعه وفي حديث الحسن أَنَّ رجلاً كانت به جِراحة فسأَله كيف يتوضأُ ؟ فقال كُفَّه بخِرْقة أَي اجمَعها حوله والكفُّ اليد أُنثى وفي التهذيب والكف كفّ اليد والعرب تقول هذه كفّ واحدة قال ابن بري وأَنشد الفراء أُوفِّيكما ما بلَّ حَلْقيَ رِيقتي وما حَمَلَت كَفَّايَ أَنْمُليَ العَشْرا قال وقال بشر بن أَبي خازم له كَفَّانِ كَفٌّ كَفُّ ضُرٍّ وكَفُّ فَواضِلٍ خَضِلٌ نَداها وقال زهير حتى إذا ما هَوَتْ كَفُّ الولِيدِ لها طارَتْ وفي يدِه من ريشَِها بِتَك قال وقال الأَعشى يَداكَ يَدا صِدْقٍ فكفٌّ مُفِيدةٌ وأُخرى إذا ما ضُنَّ بالمال تُنْفِق وقال أَيضاً غَرَّاءُ تُبْهِجُ زَوْلَه والكفُّ زَيَّنها خَضابه قال وقال الكميت جَمَعْت نِزاراً وهي شَتَّى شُعوبها كما جَمَعَت كَفٌّ إليها الأَباخِسا وقال ذو الإصبع زَمان به للّهِ كَفٌّ كَريمةٌ علينا ونُعْماه بِهِنَّ تَسِير وقالت الخنساء فما بَلَغَتْ كَفُّ امْرِئٍ مُتَناوِلٍ بها المَجْدَ إلا حيث ما نِلتَ أَطْولُ وما بَلَغَ المُهْدُون نَحْوَكَ مِدْحَةً وإنْ أَطْنَبُوا إلا وما فيكَ أَفضَلُ ويروى وما بلغ المهدون في القول مدحة فأَما قول الأَعشى أَرَى رجُلاً منهم أَسِيفاً كأَنما يضمُّ إلى كَشْحَيْه كَفّاً مُخَضَّبا فإنه أَراد الساعد فذكَّر وقيل إنما أَراد العُضو وقيل هو حال من ضمير يضمّ أَو من هاء كشحيه والجمع أَكُفٌّ قال سيبويه لم يجاوزوا هذا المثال وحكى غيره كُفوف قال أَبو عمارةَ بن أَبي طرفَة الهُذلي يدعو اللّه عز وجل فصِلْ جَناحِي بأَبي لَطِيفِ حتى يَكُفَّ الزَّحْفَ بالزُّحوفِ بكلِّ لَينٍ صارِمٍ رهِيفِ وذابِلٍ يَلَذّ بالكُفُوفِ أَبو لطيف يعني أَخاً له أَصغر منه وأَنشد ابن بري لابن أَحمر يَداً ما قد يَدَيْتُ على سُكَيْنٍ وعبدِ اللّه إذ نُهِشَ الكُفُوفُ وأَنشد لليلى الأَخْيَلِيّة بقَوْلٍ كَتَحْبير اليماني ونائلٍ إذا قُلِبَتْ دون العَطاء كُفوفُ قال ابن بري وقد جاء في جمع كفٍّ أَكْفاف وأَنشد علي بن حمزة يُمسون مما أَضْمَرُوا في بُطُونهم مُقَطَّعَةً أَكْفافُ أَيديهمُ اليُمْن وفي حديث الصدقة كأَنما يَضَعُها في كفِّ الرحمن قال ابن الأَثير هو كناية عن محل القَبول والإثابة وإلا فلا كفّ للرحمن ولا جارِحةَ تعالى اللّه عما يقول المُشَبِّهون عُلُوّاً كبيراً وفي حديث عمر رضي اللّه عنه إن اللّه إن شاء أَدخل خلْقه الجنة بكفّ واحدة فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم صدق عمر وقد تكرر ذكر الكف والحفْنة واليد في الحديث وكلُّها تمثيل من غير تشبيه وللصقر وغيره من جوارح الطير كّفانِ في رِجْليه وللسبع كفّان في يديه لأَنه يَكُفُّ بهما على ما أَخذ والكفُّ الخَضيب نجم وكفُ الكلب عُشْبة من الأَحرار وسيأْتي ذكرها واسْتَكفَّ عينَه وضع كفّه عليها في الشمس ينظر هل يرى شيئاً قال ابن مقبل يصف قِدْحاً له خَرُوجٌ من الغُمَّى إذا صُكَّ صَكّةً بدا والعُيونُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ الكسائي اسْتَكْفَفْت الشيء واسْتَشْرَفْته كلاهما أَن تضع يدك على حاجبك كالذي يَسْتَظِل من الشمس حتى يَستبين الشيء يقال اسْتَكفَّت عينه إذا نظرت تحت الكفّ الجوهري اسْتَكفَفْت الشيء اسْتَوْضَحْته وهو أَن تضع يدك على حاجبك كالذي يَستظل من الشمس تنظر إلى الشيء هل تراه وقال الفراء استكفّ القومُ حول الشيء أَي أَحاطوا به ينظرون إليه ومنه قول ابن مقبل إذا رَمَقَتْه من مَعَدٍّ عِمارةٌ بدا والعُيونُ المستكفَّة تلمح واستكفّ السائل بَسط كفَّه وتكَفَّفَ الشيءَ طلبه بكفِّه وتكَفَّفَه وفي الحديث أَن رجلاً رأَى في المنام كأَن ظُلَّة تَنْطِف عَسلاً وسمناً وكأَنَّ الناس يتَكفَّفُونه التفسير للهروي في الغريبين والاسم منها الكفَف وفي الحديث لأَن تَدَعَ ورَثتَك أَغنياء خير من أَن تَدعهم عالةً يتَكفَّفون الناس معناه يسأَلون الناس بأَكُفِّهم يمدُّونها إليهم ويقال تكفَّف واستكفَّ إذا أَخذ الشي بكفِّه قال الكميت ولا تُطْمِعوا فيها يداً مُسْتَكِفّةً لغيركُمُ لو تَسْتَطِيعُ انْتِشالَها الجوهري واستكفَّ وتكفَّفَ بمعنى وهو أَن يمد كفَّه يسأَل الناس يقال فلان يَتكَفَّف الناس وفي الحديث يتصدَّق بجميع ماله ثم يَقْعُد يستكِفُّ الناسَ ابن الأَثير يقال استكفَّ وتكَفَّفَ إذا أَخذ ببطن كفه أَو سأَل كفّاً من الطعام أَو ما يكُفُّ الجوع وقولهم لقيته كَفَّةَ كَفَّةَ بفتح الكاف أَي كفاحاً وذلك إذا استقْبلته مُواجهة وهما اسمان جُعلا واحداً وبنيا على الفتح مثل خمسة عشر وفي حديث الزبير فتلقّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كفّةَ كَفّةَ أَي مُواجهة كأَنَّ كل واحد منهما قد كفَّ صاحبه عن مجاوزته إلى غيره أَي مَنَعَه والكَفّة المرة من الكفّ ابن سيده ولَقِيتُه كفَّةَ كفَّةَ وكفَّةَ كفَّةٍ على الإضافة أَي فُجاءة مواجهة قال سيبويه والدليل على أَن الآخر مجرور أَنَّ يونس زعم أَن رؤبة كان يقول لقيته كفّةً لِكفّةً أَو كفّةً عن كفّةٍ إنما جعل هذا هكذا في الظرف والحال لأَن أَصل هذا الكلام أَن يكون ظرفاً أَو حالاً وكفَّ الرجلَ عن الأَمر يكُفُّه كَفّاً وكفْكَفَه فكفَّ واكتفَّ وتكفَّف الليث كَفَفْت فلاناً عن السوء فكفّ يكُفّ كَفّاً سواء لفظُ اللازم والمُجاوز ابن الأَعرابي كَفْكَفَ إذا رَفَق بغرِيمه أَو ردَّ عنه من يؤذيه الجوهري كَفَفْت الرجل عن الشيء فكفّ يتعدّى ولا يتعدى والمصدر واحد وكفْكَفْت الرجل مثل كفَفْته ومنه قول أَبي زبيد أَلم تَرَني سَكَّنْتُ لأْياً كِلابَكُم وكَفْكَفْتُ عنكم أَكْلُبي وهي عُقَّر ؟ واستكفَّ الرجلُ الرجلَ من الكفِّ عن الشيء وتكَفَّف دمعُه ارتدّ وكَفْكَفَه هو قال أَبو منصور وأَصله عندي من وكَفَ يَكِفُ وهذا كقولك لا تعِظيني وتَعظْعَظي وقالوا خَضْخضتُ الشيءَ في الماء وأَصله من خُضْت والمكفوف الضَّرير والجمع المكافِيفُ وقد كُفَّ بصرُه وكَفَّ بصرُه كَفّاً ذهَب ورجل مَكْفوف أَي أَعمى وقد كُفَّ وقال ابن الأَعرابي كَفَّ بصرُه وكُفَّ والكَفْكفة كفُّك الشيء أَي ردُّك الشيء عن الشيء وكفْكَفْت دمْع العين وبعير كافٌّ أُكلت أَسنانه وقَصُرَت من الكِبَر حتى تكاد تذهب والأُنثى بغير هاء وقد كُفَّت أَسنانها فإذا ارتفع عن ذلك فهو ماجٌّ وقد كَفَّت الناقة تَكُفُّ كُفوفاً والكَفُّ في العَرُوض حذف السابع من الجزء نحو حذفك النون من مفاعيلن حتى يصير مفاعيلُ ومن فاعلاتن حتى يصير فاعلات وكذلك كلُّ ما حُذف سابعه على التشبيه بكُفّة القميص التي تكون في طرف ذيله قال ابن سيده هذا قول ابن إسحق والمَكفوف في عِلل العروض مفاعيلُ كان أَصله مفاعيلن فلما ذهبت النون قال الخليل هو مكفوف وكِفافُ الثوب نَواحِيه ويُكَفُّ الدِّخْريصُ إذا كُفَّ بعد خِياطة مرة وكَفَفْت الثوبَ أَي خِطْت حاشيته وهي الخِياطةُ الثانية بعد الشَّلِّ وعَيْبةٌ مَكْفوفة أَي مُشْرَجةٌ مَشْدودة وفي كتاب النبي صلى اللّه عليه وسلم بالحديْبِية لأَهل مكة وإنَّ بيننا وبينكم عَيبةً مكفوفةً أَراد بالمكفوفة التي أُشْرِجَت على ما فيها وقُفِلت وضَربها مثلاً للصدور أَنها نَقِيَّة من الغِلِّ والغِشّ فيما كتبوا واتَّفَقُوا عليه من الصُّلْح والهُدْنة والعرب تشبه الصدور التي فيها القلوب بالعِياب التي تُشْرَج على حُرِّ الثياب وفاخِر المتاع فجعل النبي صلى اللّه عليه وسلم العِياب المُشْرجة على ما فيها مثلاً للقلوب طُوِيَت على ما تعاقدوا ومنه قول الشاعر وكادَت عِيابُ الوُدِّ بيني وبينكم وإن قيل أَبْناءُ العُمومةِ تَصْفَرُ فجعل الصُّدور عِياباً للوُدِّ وقال أَبو سعيد في قوله وإنَّ بيننا وبينكم عَيبةً مكفوفة معناه أَن يكون الشر بينهم مكفوفاً كما تُكَفُّ العَيبة إذا أُشْرِجَت على ما فيها من مَتاع كذلك الذُّحُول التي كانت بينهم قد اصطلحوا على أَن لا يَنْشُروها وأَن يَتكافُّوا عنها كأَنهم قد جعلوها في وِعاء وأَشرجوا عليها الجوهري كُفّةُ القَمِيص بالضم ما استدار حول الذَّيل وكان الأَصمعي يقول كلُّ ما استطال فهو كُفة بالضم نحو كفة الثوب وهي حاشيته وكُفَّةِ الرمل وجمعه كِفافٌ وكلُّ ما استدار فهو كِفّة بالكسر نحو كِفَّة الميزان وكِفَّة الصائد وهي حِبالته وكِفَّةِ اللِّثةِ وهو ما انحدرَ منها قال ويقال أَيضاً كَفّة الميزان بالفتح والجمع كِفَفٌ قال ابن بري شاهد كِفَّةِ الحابِل قول الشاعر كأَنَّ فِجاجَ الأَرضِ وهي عَرِيضةٌ على الخائفِ المَطْلوبِ كِفّةُ حابِلِ وفي حديث عطاء الكِفَّةُ والشَّبكةُ أَمرهما واحد الكُفَّة بالكسر حِبالة الصائد والكِفَفُ في الوَشْم داراتٌ تكون فيه وكِفافُ الشيء حِتارُه ابن سيده والكِفة بالكسر كل شيء مستدير كدارة الوشم وعُود الدُّفّ وحبالة الصيْد والجمع كِفَفٌ وكِفافٌ قال وكفة الميزان الكسر فيها أَشهر وقد حكي فيها الفتح وأَباها بعضهم والكُفة كل شيء مستطيل ككُفة الرمل والثوب والشجر وكُفّة اللِّثةِ وهي ما سال منها على الضِّرس وفي التهذيب وكِفَّة اللثة ما انحدر منها على أُصول الثغْر وأَمّا كُفَّةُ الرمْل والقميص فطُرّتهما وما حولهما وكُفة كل شيء بالضم حاشيته وطرَّته وفي حديث عليّ كرَّم اللّه وجهه يصف السحاب والتَمع بَرْقُه في كُفَفِه أَي في حواشيه وفي حديثه الآخر إذا غَشِيكم الليلُ فاجعلوا الرِّماح كُفّة أَي في حواشي العسكر وأَطرافه وفي حديث الحسن قال له رجل إنَّ برِجْلي شُقاقاً فقال اكفُفه بخِرْقة أَي اعْصُبْه بها واجعلها حوله وكُفة الثوب طُرَّته التي لا هُدب فيها وجمع كل ذلك كُفَف وكِفافٌ وقد كَفَّ الثوبَ يكُفه كَفّاً تركه بلا هُدب والكِفافُ من الثوب موضع الكف وفي الحديث لا أَلبس القميص المُكَفَّف بالحرير أَي الذي عُمِل على ذَيْله وأَكمامه وجَيْبه كِفاف من حرير وكلُّ مَضَمِّ شيء كِفافُه ومنه كِفافُ الأُذن والظفُر والدبر وكِفّة الصائد مكسور أَيضاً والكِفَّة حبالة الصائد بالكسر والكِفَّةُ ما يُصاد به الظِّباء يجعل كالطوْق وكُفَفُ السحاب وكِفافُه نواحيه وكُفَّة السحاب ناحيته وكِفافُ السحاب أَسافله والجمع أَكِفَّةٌ والكِفافُ الحوقة والوَتَرَةُ واسْتكَفُّوه صاروا حَواليْه والمستكِفّ المستدير كالكِفّة والكَفَفُ كالكِفَفِ وخصَّ بعضهم به الوَشم واستكفَّت الحيَّة إذا ترَحَّتْ كالكِفَّةِ واستكَفَّ به الناسُ إذا عَصبوا به وفي الحديث المنفِقُ على الخيل كالمسْتَكِفّ بالصدقة أَي الباسطِ يدَه يُعطِيها من قولهم استكفَّ به الناسُ إذا أَحدَقوا به واستكَفُّوا حوله ينظرون إليه وهو من كِفاف الثوب وهي طُرَّته وحَواشِيه وأَطرافُه أَو من الكِفّة بالكسر وهو ما استدار ككفة الميزان وفي حديث رُقَيْقَة فاستكفُّوا جَنابَيْ عبدِ المطلب أَي أَحاطوا به واجتمعوا حوله وقوله في الحديث أُمرتُ أَن لا أَكُفَّ شَعراً ولا ثوباً يعني في الصلاة يحتمل أَن يكون بمعنى المنع قال ابن الأَثير أَي لا أَمنَعهما من الاسترسال حال السجود ليَقَعا على الأَرض قال ويحتمل أَن يكون بمعنى الجمع أَي لا يجمعهما ولا يضمهما وفي الحديث المؤمن أَخو المؤمن يَكُفُّ عليه ضَيْعَته أَي يجمع عليه مَعِيشتَه ويَضُمُّها إليه ومنه الحديث يَكُفُّ ماء وجهه أَي يصُونُه ويجمعه عن بَذْلِ السؤال وأَصله المنع ومنه حديث أُم سلمة كُفِّي رأْسي أَي اجمعِيه وضُمِّي أَطرافه وفي رواية كفِّي عن رأْسي أَي دَعيه واتركي مَشْطَه والكِفَفُ النُّقَر التي فيها العيون وقول حميد ظَلَلْنا إلى كَهْفٍ وظلَّت رِحالُنا إلى مُسْتَكِفَّاتٍ لهنَّ غُروبُ قيل أَراد بالمُسْتَكِفّات الأَعين لأَنها في كِفَفٍ وقيل أَراد الإبل المجتمعة وقيل أَراد شجراً قد استكفَّ بعضُها إلى بعض وقوله لهنَّ غُروب أَي ظِلال والكافَّةُ الجماعة وقيل الجماعة من الناس يقال لَقِيتهم كافَّةً أَي كلَّهم وقال أبو إسحق في قوله تعالى يا أَيها الذين آمنوا ادْخلُوا في السلم كافَّةً قال كافة بمعنى الميع والإحاطة فيجوز أَن يكون معناه ادخلوا في السِّلْمِ كلِّه أَي في جميع شرائعه ومعنى كافةً في اشتقاق اللغة ما يكفّ الشيء في آخره من ذلك كُفَّة القميص وهي حاشيته وكلُّ مستطيل فحرفه كُفة وكل مستدير كِفة نحو كِفة الميزان قال وسميت كُفَّة الثوب لأَنها تمنعه أَن ينتشر وأَصل الكَفّ المنع ومن هذا قيل لطَرف اليد كَفٌّ لأَنها يُكَفُّ بها عن سائر البدن وهي الراحة مع الأَصابع ومن هذا قيل رجل مَكْفوف أَي قد كُفَّ بصرُه من أَن ينظر فمعنى الآية ابْلُغوا في الإسلام إلى حيث تنتهي شرائعه فَتُكَفُّوا من أَن تعدُو شرائعه وادخلوا كلُّكم حتى يُكَفَّ عن عدد واحد لم يدخل فيه وقال في قوله تعالى وقاتلوا المشركين كافة منصوب على الحال وهو مصدر على فاعلة كالعافية والعاقبة وهو في موضع قاتلوا المشركين محيطين قال فلا يجوز أَن يثنى ولا يجمع لا يقال قاتلوهم كافَّات ولا كافّين كما أَنك إذا قلت قاتِلْهم عامّة لم تثنِّ ولم تجمع وكذلك خاصة وهذا مذهب النحويين الجوهري وأَما قول ابن رواحة الأَنصاري فسِرْنا إليهم كافَةً في رِحالِهِمْ جميعاً علينا البَيْضُ لا نَتَخَشَّعُ فإنما خففه ضرورة لأَنه لا يصح الجمع بين ساكِنين في حشو البيت وكذلك قول الآخر جَزى اللّهُ الروابَ جزاء سَوْءٍ وأَلْبَسَهُنّ من بَرَصٍ قَمِيصا
كلف
الكلَف شيء يعلو الوجه كالسِّمسم كَلِفَ وجهُه يَكْلَفُ كلَفاً وهو أَكلف تغيَّر والكلَف والكُلْفَةُ حُمْرة كَدرة تعلو الوجه وقيل لون بين السواد والحمرة وقيل هو سواد يكون في الوجه وقد كَلِفَ وبعير أَكلَف وناقة كلْفاء وبه كُلْفة كلُّ هذا في الوجه خاصة وهو لون يعلو الجلد فيغير بشرته وثور أَكلف وخدّ أَكلَفُ أَسفَع قال العجاج يصف الثور عن حَرْفِ خَيْشومٍ وخَدٍّ أَكْلَفا ويقال للبَهَق الكَلَف والبعير الأَكلف يكون في خديه سواد خَفيّ الأَصمعي إذا كان البعير شديد الحمرة يخلِط حُمرته سواد ليس بخالص فتلك الكلفة ويقال كُمَيْت أَكلف للذي كلِفَت حُمرته فلم تَصْفُ ويرى في أَطراف شعره سواد إلى الاحتراق ما هو والكَلْفاء الخمر التي تشتد حُمرتها حتى تضرب إلى السواد شمر وغيره من أَسماء الخمر الكَلْفاء والعَذْراء وكَلِف بالشيء كلَفاً وكُلْفة فهو كلِفٌ ومُكلَّف لهِج به أَبو زيد كَلِفْت منك أَمْراً كلَفاً وكلِفَ بها أَشْد الكَلَفِ أَي أَحَبَّها ورجل مِكْلاف مُحِبّ للنساء والمُكلَّف والمُتكلِّف الوقّاعُ فيما لا يَعْنيه والمُتكلِّف العِرِّيض لما لا يعنيه الليث يقال كلِفْت هذا الأَمْر وتكلَّفْتُه والكُلْفةُ ما تكلَّفْت من أَمر في نائبة أَو حق ويقال كلِفْتُ بهذا الأَمر أَي أُولِعْتُ به وفي الحديث اكلَفُوا من العمل ما تُطيقون هو من كَلِفْت بالأَمر إذا أُولِعْت به وأَحْبَبْته وفي الحديث عثمان كَلِفٌ بأَقاربه أَي شديدُ الحبّ لهم والكلَف الوُلوع بالشيء مع شغل قلب ومَشقة وكلَّفه تكليفاً أَي أَمره بما يشق عليه وتكلَّفت الشيء تجشَّمْته على مشقَّة وعلى خلاف عادتك وفي الحديث أَراك كلِفْت بعلم القرآن وكلِفْته إذا تحمَّلته ويقال فلان يتكلف لإخوانه الكُلَف والتكاليف ويقال حَمَلْت الشيء تَكْلِفة إذا لم تُطقه إلا تكلُّفاً وهو تَفْعِلةٌ وفي الحديث أَنا وأُمتي بُراءٌ من التكلُّف وفي حديث عمر رضي اللّه عنه نُهِينا عن التكلُّف أَراد كثرة السؤال والبحثَ عن الأَشياء الغامضة التي لا يجب البحث عنها والأَخذَ بظاهر الشريعة وقبولَ ما أَتت به ابن سيده كَلِفَ الأَمرَ وكلفَه تجشَّمه( * قوله « وكلفه تجشمه » كذا بالأصل مخففاً ولعله كلف الأمر وتكلفه تجشمه كما يرشد إليه الشاهد بعد ) على مشقَّة وعُسْرة قال أَبو كبير أَزُهَيْرُ هل عن شَيْبةٍ من مَصْرِفِ أَم لا خُلودَ لِباذِلٍ مُتَكَلِّفِ ؟ وهي الكُلَف والتكالِف واحدتها تَكلِفة وقوله وهُنَّ يَطْوِينَ على التكالِف بالسَّوْمِ أَحياناً وبالتقاذُف قال ابن سيده يجوز أَن يكون من الجمع الذي لا واحد له ويجوز أَن يكون جمع تَكْلفة ورواه ابن جني وهن يطوين على التكالُف جاء به في السناد لأَن قبل هذا إذا احتسى يومَ هَجِيرٍ هائف غُرورَ عِيدِيَّاتِها الخَوانِف قال ابن سيده ولم أَرَ أَحداً رواه التكالُف بضم اللام إلا ابن جني والكُلافيّ ضرب من العنب أَبيض فيه خُضرة وإذا زُبِّب جاء زبيبه أَكلف ولذلك سمي الكُلافي وقيل هو منسوب إلى كُلاف بلد في شق اليمن معروف وذو كُلافٍ وكُلْفى موضعان التهذيب وذو كُلاف اسم واد في شعر ابن مقبل