كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور
جبرل
جِبْرِيلُ وجِبرِينُ وجَبْرَئِيلُ كُلُّه اسم رُوح القُدُس عليه الصلاة والسلام قال ابن جني وزن جَبْرَئِيل فَعْلَئيل والهمزة فيه زائدة لقولهم جِبْريل
جبهل
رجل جَبَهْلٌ إِذا كان جافياً وأَنشد لعبدالله بن الحجاج التغلَبي إِيّاكِ لا تَسْتَبْدِلي قَرِدَ القَفا حَزَابِيَةً وهَيَّبَاناً جَبَاجِبا أَلَفَّ كأَنَّ الغازِلاتِ مَنَحْنَه من الصُّوفِ نِكْثاً أَو لئِيماً دُبادِبا جَبَهْلاً تَرَى منه الجَبِينَ يَسُوءُها إِذا نَظَرت منه الجَمال وحاجبا الجَبَاجِب والدُّبادِب الكثير الشَّرِّ والجَلَبة
جثل
الجَثْل والجَثِيل من الشجر والثِّيابِ والشَّعَر الكثيرُ الملتف وقيل هو من الشعر ما غَلُظ وقَصُر وقيل ما كَثُف واسْوَدَّ وقيل هو الضَّخْم الكَثِيف من كل شيء جَثُل جَثَالة وجُثولة وجَثِل واجْثَأَلَّ النَّبْتُ طال وغَلُظَ والتفَّ وقيل اجْثَأَلَّ النبتُ اهتز وأَمكن أَن يُقْبَض عليه واجْثَأَلَّ الشَّعَرُ والريشُ انتفش وناصية جَثْلة وتُسْتَحبُّ في نواصي الخيل الجَثْلَةُ وهي المعتدلة في الكثرة والطول والاسم الجُثُولة والجَثَالة وشجرة جَثْلة إِذا كانت كثيرة الورق ضَخْمة وشَعَر مُجْثَئِلٌّ أَي منتفش قال الراجز مُعْتَدِلُ القامة مُحْزَئِلُّها مُوَفَّرُ اللِّمَّةِ مُجْثَئِلُّها واجْثَأَلَّ الطائر بالهمز تنفش للنَّدَى والبرد واجْثَأَلَّ الرجلُ إِذا غضب وتهيَّأَ للشَّرِّ والقتال والمُجْثَئِلُّ العَرِيض والهمزة على هذا زائدة في كل ذلك والجُثَال القُبَّرُ واجْثَأَلَّ انتفشت قُنْزُعَته قال جَنْدَل بن المثنى جاء الشِّتَاءُ واجْثَأَلَّ القُبَّرُ وطَلَعَتْ شَمْسٌ عليها مِغْفَرُ وجَعَلَتْ عَينُ الحَرُورِ تَسكَرُ تَسْكَرُ أَي يذهب حَرُّها واجْثَأَلَّ النبتُ إِذا اهتزَّ وأَمكن لأَن يُقبض عليه والمُجْثَئِلُّ من الرجال المنتصب القائم والجَثْلة النَّملة السوداء وفي المحكم النملة العظيمة والجمع جَثْلٌ قال وتَرَى الذَّمِيم على مَرَاسِنِهم غِبَّ الهِيَاجِ كَمَازِنِ الجَثْل وعَمَّ بعضُهم به النَّمل وثَكِلَتْكَ الجَثَل قيل الجَثَل هنا الأُم عن أَبي عبيد وقيل قَيِّمات البيوت عن ابن الأَعرابي وجَثْلة الرجل امرأَتُه قال ابن سيده وأُرَى الجَثَل في قولهم ثَكِلَتْكَ الجَثَل إِنما يُعْنى به الزوجات فيكون موافقاً لقول ابن الأَعرابي إِن الجَثَل من قولهم ثَكِلَتْكَ الجَثَل إِنما يُعْنى به قَيِّمات البيوت لأَن امرأَة الرجل قَيِّمة بيته قال ابن بري ثَكِلَتْكَ الجَثَل قال هي الأُمُّ الرَّعْناء وكذلك ثَكِلَتْك الرَّعْبَل وجَثَلَتْه الريحُ كجَفَلَتْه سواءً والجُثَالة ما تناثر من ورق الشجر في بعض اللغات
جثعل
ابن الأَثير في ترجمة جعثل في حديث ابن عباس ستة لا يدخلون الجنة منهم الجَعْثَل فقيل ما الجَعْثَل ؟ فقال هو الفظُّ الغليظ قال وقيل هو مقلوب الجَثْعَل وهو العظيم البطن قال الخطابي إِنما هو العَثْجَل وهو العظيم البطن قال وكذلك قال الجوهري
جحل
الجَحْل الحِرْباء وقيل هو ضَرْب من الحِرْباء قال الجوهري وهو ذَكَر أُمِّ حُبَيْن ومنه قول ذي الرمة فَلما تَقَضَّتْ حاجةٌ مِنْ تَحَمُّلٍ وقَلَّصَ واقْلَوْلى على عُودِهِ الجَحْلُ ويروى وأَظهرن مكان وقَلَّصَ وقيل هو الضَّبُّ المُسِنُّ الكبير وقيل الضخم من الضِّبَاب والجَحْلُ يَعْسُوب النحل والجَحْل الجُعَل وقيل هو العظيم من اليعاسيب والجِعْلان قال عنترة كأَنَّ مُؤَشَّرَ العَضُدَيْنِ جَحْلاً هَدُوجاً بين أَقْلِبَةٍ مِلاحِ يعني الجُعَل والجمع جُحُول وجِحْلان وقال الأَزهري الجَحْل ضرب من اليَعاسيب من صِغارها وقيل الجَحْل اليَعْسوب العظيم وهو في خَلْق الجَرادة إِذا سقط لم يَضُمَّ جناحيه والجَحْلاءُ من النُّوق العظيمةُ الخَلْق والجَحْل السَّيِّدُ من الرجال والجَحْل ولد الضَّب والجَحْل الزِّق وخص بعضهم به العظيم منها وسِقَاء جَحْل ضَخْم عظيم وجمعه جُحُول والجَحْل العظيم الجَنْبَين عن ابن الأَعرابي ورجل جَحْل غليظ الوجه واسع الجبين كَزُّه في غِلَظ وعظم أَسنان وقال الجرمي الجَحْل العظيم من كل شيء ويقال جاء مُقَدِّحَةً عَيْنُه وجاحلةً عَيْنُه إِذا غارت قال ثعلب بن عمرو العبدي وأَهْلَكَ مُهْرَ أَبيك الدَّوَا ءُ ليس له من طعامٍ نَصِيبُ فَتُصْبحُ جاحِلَةً عَيْنُه لحِنْوِ اسْتِه وصَلاه غُيوبُ قال والقصيدة في الجزء الأَول من الأَصمَعِيَّات وهذا البيت فتصبح جاحلة عينه ذكره ابن سيده والجوهري في ترجمة حجل وأَنشده شاهداً على حجَلَت عينه إِذا غارت ويحتاج إِلى نظر وضَرَبه فجَحَله جَحْلاً أَي صَرَعَه وجَحَّله شُدِّد للمبالغة والجَحْل صَرْعُ الرجلِ صاحبَه قال الكميت ومالَ أَبو الشَّعْثاءِ أَشْعَثَ دامِياً وإِنَّ أَبا جَحْلٍ قَتِيلٌ مُجَحَّل وربما قالوا جَحْلَمَه إِذا صَرَعه والميم زائدة ابن سيده والجُحَال بالضم السَّمُّ القاتل قال الجوهري وأَنشد الأَحمر جَرَّعَه الذَّيْفَانَ والجُحَالا قال وأَما الجُخَال بالخاء فلم يعرفه أَبو زيد( * قوله « أَبو زيد » في نسخ الصحاح أَبو سعيد ) قال ابن بري الشعر لشريك بن حيان العنبري وصوابه جَرَّعْتُه وقبله لاقَى أَبو نَخْلَةَ مِنِّي ما لا يَرُدُّهُ أَو يَنْقُلَ الجبالا جَرَّعْتُه الذَّيْفَان والجُحَالا وسَلَعاً أَوْرَثَه سُلالا وهذا البيت بعينه أَعني جَرَّعْتُه ذكره ابن بري في أَماليه في ترجمة حجل بالحاء قبل الجيم وقال ما صورته ومن هذا الفصل الحُجَال السم قال الراجز جرعته الذيفان والحجالا وذكره بعينه في هذه الترجمة بتقديم الجيم على الحاء ولا أَدري هل هما بيتان بهاتين اللغتين أَو هما بيت واحد دَاخَلَ الشيخَ الوَهْمُ فيه وافيفي أَعلم وجَحْلة وجَحْل اسم رجل وامرأَة جَيْحَل غليظة الخَلْق ضَخْمة والجيحل العظيم من كل شيء والجَيْجَل الصخرة العَظيمةُ المَلْساءُ قال أَبو النجم منه بعَجْزٍ كالصَّفاة الجَيْحَل والجَيْحَل الجبل
جحدل
جَحْدَله صَرَعَه وَقَذَهُ أَو لم يَقِذْه وجحْدَلتْه صَرَعته قال الشاعر نحْنُ جَحْدَلْنا عيَاذاً وابنَه بِبَلاطٍ بَينَ قَتْلَى لم تُجَن وفي الحديث رأَت في المنام أَن رأْسي قد قُطِعَ فهو يَتَجَحْدَل وأَنا أَتْبَعه قال ابن الأَثير هكذا في مسند أَحمد والمعروف في الرواية يتدحرج قال فإِن صحت الرواية به فالذي جاء في اللغة أَن جَحْدَلتْه بمعنى صَرَعتْه والجَحْدَلة الجَمْع وجَحْدَلَ الأَموالَ جَمَعَها وجَحْدَل إِبِلَه ضَمَّها وجَحْدَلَها أَكْرَاها قال ابن أَحمر عَجِيج المُذَكَّى شدَّه بعدَ هَدْأَةٍ مُجَحْدَل آفاق بعيد المَذَاهب الأَزهري ابن حبيب تَجَحْدَلَتِ الأَتَانُ إِذا تَقَبَّض حَيَاؤها للوِدَاق وأَنشد بيت جرير وكَشَفْتُ عن أَيْرِي لها فَتَجَحْدَلتْ وكذاك صاحبهُ الوِدَاقُ تَجَحْدَلُ قال تَجَحْدُلُها تَقَبضُها واجْتِماعُها وقال الوالبي ونسبه ابن بري للأَسدي تَعَالَوْا نجْمَعِ الأَمْوالَ حتى نُجَحْدِلَ من عَشِيرتِنا المِئِينا وفي نسخة مِئِينا والمُجَحْدِل الذي يُكْرِي من قَرْية إِلى قرية أُخرى قال وهو الضَّفَّاطُ أَيضاً وحكى ابن بري المُجَحْدِل الذي يُكْرِي من ماء إِلى ماء قال الشاعر إِلى أَيِّ شيءٍ يُثْقِلُ السَّيفُ عاتِقِي إِذا قادَني وَسْطَ الرِّفاقِ المُجَحْدِلُ ؟ والجَحْدَل الحادر السَّمِين ابن الأَعرابي جَحْدَل إِذا استغنى بعد فقر وجَحْدَل إِذا صار جَمّالاً وجَحْدَل إِناءَه ملأَه وجحدل قربته ملأَها ابن بري والجَحْدَلة من الحُدَاء الحَسَنُ المُوَلَّدُ قال الراجز أَوْرَدَها المُجَحْدِلون فَيْدا وزَجَرُوها فَمَشَتْ رُويدا
جحشل
الجَحْشَل والجُحَاشِل السَّرِيع الخفيف قال الراجز لاقَيْتُ منه مُشْمَعِلاً جَحْشَلا إِذا خَبَبْتُ في اللِّقاءِ هَرْوَلا
جحفل
الجَحْفَل الجيش الكثير ولا يكون ذلك حتى يكون فيه خَيْل وأَنشد الليث وأَرْعَنَ مَجْرٍ عليه الأَدا ةُ ذي تُدْرَإِ لَجِبٍ جَحْفَلِ والجَحْفَل السَّيِّد الكريم ورجل جَحْفَل سيد عظيم القَدْر قال أَوس بن حجر بَني أُمِّ ذي المال الكثير يَرَوْنَه وإِن كان عبداً سَيِّدَ القَوْم جَحْفَلا وتَجَحْفَل القومُ تَجَمَّعوا وهو من ذلك وجَحافل الخَيْل أَفْواهُها وجَحْفَلة الدّابة ما تَنَاوَلُ به العَلَفَ وقيل الجَحْفَلة من الخَيْل والحُمُر والبغالِ والحافر بمنزلة الشفة من الإِنسان والمِشْفَر للبعير واستعاره بعضهم لذوات الخُفِّ قال جاب لها لُقْمانُ في قِلاتِها ماءً نَقُوعاً لَصَدى هاماتِها تَلْهَمُه لَهْماً بجَحْفَلاتها وأَنشد ابن بري لراجز يصف إِبلاً تَسْمَعُ للماء كصَوْتِ المَسْحَلِ بَينَ وَرِيدَيْها وبَينَ الجَحْفَلِ ابن الأَعرابي الجَحْفَل العريضُ الجنبين وجَحْفَله أَي صَرَع ورماه وربما قالوا جَعْفَله والجَحَنْفَل بزيادة النون الغليظ وهو أَيضاً الغليظ الشفتين ونونه مُلْحِقة له ببناء سَفَرْجَلٍ
جخدل
غلام جَخْدَل وجُخْدُل كلاهما حادِرٌ سمين
جدل
الجَدْل شِدَّة الفَتْل وجَدَلْتُ الحَبْلَ أَجْدِلُه جَدْلاً إِذا شددت فَتْله وفَتَلْتَه فَتْلاً مُحْكَماً ومنه قيل لزمام الناقة الجَدِيل ابن سيده جدل الشيءَ يَجْدُله ويَجْدِله جَدْلاً أَحكم فَتْله ومنه جارية مَجْدُولة الخَلْق حَسَنة الجَدْل والجَدِيل الزمام المجدول من أَدم ومنه قول امرئ القيس وكَشْحٍ لطيفٍ كالجَدِيل مُخَصَّرٍ وسَاقٍ كأُنْبُوب السَّقِيِّ المُذلَّل قال وربما سُمِّي الوِشاح جَدِيلاً قال عبد افيفي بن عجلان النهدي جَديدة سِرْبالِ الشَّبابِ كأَنَّها سَقِيّة بَرْدَيٍّ نَمَتْها غُيُولها كأَنَّ دِمَقْساً أَو فُروعَ غَمامةٍ على مَتْنِها حيث اسْتَقَرَّ جَديلُها وأَنشد ابن بري لآخر أَذكَرْت مَيَّةَ إِذ لها إِتْبُ وجَدَائلٌ وأَنامِلٌ خُطْبُ والجَدِيل حَبْل مفتول من أَدم أَو شعر يكون في عُنق البعير أَو الناقة والجمع جُدُلٌ وهو من ذلك التهذيب وإِنه لَحَسن الأَدَم وحَسَن الجَدْل إِذا كان حسن أَسْرِ الخَلْق وجُدُول الإِنسان قَصَبُ اليدين والرجلين والجَدْل والجِدْل كل عَظْم مُوَفَّر كما هو لا يكسَر ولا يُخْلَط به غيرُه والجِدْل العضو وكل عضو جِدْل والجمع أَجْدال وجُدُول وقيل كل عظم لم يكسر جَدْل وجِدْل وفي حديث عائشة رضي افيفي عنها العَقِيقة تُقْطَع جُدُولاً لا يُكْسَر لها عَظْم الجدُول جمع جَدْل وجِدْل بالفتح والكسر وهو العضو ورجل مَجْدول وفي التهذيب مَجْدول الخَلْق لَطيف القَصَب مُحْكَم الفَتْل والمجدول القَضِيف لا من هُزَال وغلام جادل مُشْتَدّ وساقٌ مَجْدولة وجدْلاء حَسنَة الطَّيِّ وساعد أَجْدَل كذلك قال الجعدي فأَخْرَجَهم أَجْدَلُ السَّاعِدَيْ نِ أَصْهَبُ كالأَسَدِ الأَغْلَب وجَدَل وَلَدُ الناقة والظبية يَجْدُل جُدُولاً قَوِي وتَبِع أُمه والجَادِل من الإِبل فَوْقَ الرَّاشِح وكذلك من أَولاد الشَّاءٍ وهو الذي قد قَوِي ومَشى مع أُمه وجَدَل الغلام يَجْدُل جُدُولاً واجْتَدل كذلك والأَجدَل الصَّقْر صفة غالبة وأَصله من الجَدْل الذي هو الشِّدَّة وهي الأَجادِل كَسَّروه تكسير الأَسماءِ لغلبة الصفة ولذلك جعله سيبوبه مما يكون صفة في بعض الكلام واسماً في بعض اللغات وقد يقال للأَجدل أَجْدَليٌّ ونظيره عَجَمِيٌّ وأَعْجَمِيٌّ وأَنشد ابن بري لشاعر كأَنَّ بَني الدعماءِ إِذ لَحِقُوا بِنا فِراخُ القَطَا لاقَيْنَ أَجْدَلَ بازِيَا الليث إِذا جَعَلْت الأَجْدل نعتاً قلت صَقْر أَجْدَل وصُقُور جُدْل وإِذا تركته اسماً للصَّقْر قلت هذا الأَجْدَل وهي الأَجادل لأَن الأَسماء التي على أَفْعَل تجمع على فُعْل إِذا نُعِت بها فإِذا جعلتها أَسماء مَحْضة جمعت على أَفَاعل وأَنشد أَبو عبيد يَخُوتُونَ أُخْرى القَوْم خَوْتَ الأَجَادل أَبو عبيد الأَجادل الصُّقُور فإِذا ارتفع عنه فهو جادل وفي حديث مطرف يَهْوِي هُوِيَّ الأَجادل هي الصقور واحدها أَجدل والهمزة فيه زائدة والأَجدل اسم فرس أَبي ذَرٍّ الغِفاري رحمه افيفي على التشبيه بما تقدم وجَدَالة الخَلْق عَصْبُه وطَيُّه ورَجل مَجْدول وامرأَة مجدولة والجَدَالة الأَرض لشِدَّتها وقيل هي أَرض ذات رمل دقيق قال الراجز قد أَرْكَب الآلَةَ بعد الآله وأَتْرُك العَاجِزَ بالجَدَاله والجَدْل الصَّرْع وجَدَله جَدْلاً وجَدَّله فانْجدل وتَجَدَّل صَرَعه على الجَدَالة وهو مجدول وقد جَدَلْتُه جَدْلاً وأَكثر ما يقال جَدَّلْته تَجْديلاً وقيل للصَّرِيع مُجَدَّل لأَنه يُضْرَع على الجَدَالة الأَزهري الكلام المعتمد طَعَنَه فَجَدَّله وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال أَنا خاتم النبيين في أُم الكتاب وإِن آدم لَمُنْجَدِل في طينته شمر المنجدل الساقط والمُجَدَّل المُلْقى بالجَدَالة وهي الأَرض ومنه حديث ابن صياد وهو مُنْجَدِل في الشمس وحديث علي حين وقف على طلحة وهو قتيل فقال أَعْزِزْ عَلَيَّ أَبا محمد أَن أَراك مُجَدَّلاً تحت نُجوم السماء أَي مُلْقىً على الأَرض قَتيلاً وفي حديث معاوية أَنه قال لصعصعة ما مرَّ عليك جَدَّلتْه أَي رميته وصرعته وقال الهذلي مُجَدَّل يَتَكَسَّى جِلْدُه دَمَه كما تَقَطَّرَ جِذْعُ الدَّوْمة القُطُلُ يقال طعنه فجدَله أَي رماه بالأَرض فانجدل سَقَط يقال جَدَلتْه بالتخفيف وجَدَّلته بالتشديد وهو أَعم وعَنَاق جَدْلاء في أُذُنها قِصَر والجَدَالة البَلْحة إِذا اخْضَرَّت واستدارت والجمع جَدَالٌ قال بعض أَهل البادية ونسبه ابن بري للمخبل السعدي وسارت إِلى يَبْرِينَ خَمْساً فأَصْبَحَتْ يَخِرُّ على أَيدي السُّقَاة جَدَالُها قال أَبو الحسن قال لي أَبو الوفاء الأَعرابي جَدَالها ههنا أَولادُها وإِنما هو للبلح فاستعاره قال ابن الأَعرابي الجَدَالة فوق البَلَحة وذلك إِذا جَدَلَتْ نَوَاتُها أَي اشتدَّت واشتُقَّ جُدول ولد الظبية من ذلك قال ولا أَدري كيف قال إِذا جَدَلَت نواتها لأَن الجَدَالة لا نواة لها وقال مرَّة سمِّيت البُسْرَة جَدَالة لأَنها تشتد نواتها وتستتم قبل أَن تُزْهِي شبهت بالجَدَالة وهي الأَرض الأَصمعي إِذا اخضرَّ حَبُّ طَلْع النخيل واستدار قبل أَن يشتد فإِن أَهل نجد يسمونه الجَدَال وجَدَل الحَبُّ في السنبل يَجْدُل وقع فيه عن أَبي حنيفة وقيل قَوِي والمِجْدَل القَصْر المُشْرِف لوَثَاقَة بنائه وجمعه مَجَادل ومنه قول الكميت كَسَوْتُ العِلافِيَّاتِ هُوجاً كأَنَّها مَجَادِلُ شدَّ الراصفون اجْتِدَالَها والاجتدال البنيان وأَصل الجَدْل الفَتْل وقال ابن بري ومثله لأَبي كبير في رأُس مُشْرِفة القَذال كأَنما أَطْرُ السحابِ بها بَياضُ المِجْدَل وقال الأَعشى في مِجْدَلٍ شُدِّدَ بنيانُه يَزِلُّ عنه ظُفُرُ الطائر( * في الصحاح شيّد )
ودِرْع جَدْلاءُ ومَجْدولة مُحْكَمة النسج قال أَبو عبيد الجَدْلاء والمجدولة من الدروع نحوُ المَوْضونة وهي المنسوجة وفي الصحاح وهي المحكمة وقال الحطيئة فيه الجِيَادُ وفيه كل سابغة جَدْلاءُ مُحْكمة من نَسْج سَلاَّم الليث جمع الجَدْلاء جُدْل وقد جُدِلَت الدروعُ جُدْلاً إِذا أُحكمت شمر سمِّيت الدُّروع جَدْلاً ومجدولة لإِحكام حَلَقِها كما يقال حَبْل مجدول مفتول وقول أَبي ذؤَيب فهن كعِقْبان الشَّرِيج جَوَانِحٌ وهم فوقها مُسْتَلْئِمو حَلَق الجَدْل أَراد حَلَق الدرع المجدولة فوضع المصدر موضع الصفة الموضوعة موضع المَوصوف والجَدْل أَن يُضْرب عُرْضُ الحَديد حتى يُدَمْلَج وهو أَن تضرب حروفه حتى تستدير وأُذُن جَدْلاء طويلة ليست بمنكسرة وقيل هي كالصَّمْعاءِ إِلاَّ أَنها أَطول وقيل هي الوَسَط من الآذان والجِدْل والجَدْل ذَكَر الرجل وقد جَدَل جُدولاً فهو جَدِل وجَدْل عَرْدٌ قال ابن سيده وأُرى جَدِلاً على النسب ورأَيت جَدِيلَةَ رَأْيه أَي عزيمتَه والجَدَل اللَّدَدُ في الخُصومة والقدرةُ عليها وقد جادله مجادلة وجِدالاً ورجل جَدِل ومِجْدَل ومِجْدال شديد الجَدَل ويقال جادَلْت الرجل فجَدَلته جَدْلاً أَي غلبته ورجل جَدِل إِذا كان أَقوى في الخِصام وجادَله أَي خاصمه مُجادلة وجِدالاً والاسم الجَدَل وهو شدَّة الخصومة وفي الحديث ما أُوتَي الجَدَل قومٌ إِلاَّ ضَلُّوا الجَدَل مقابلة الحجة بالحجة والمجادلة المناظرة والمخاصمة والمراد به في الحديث الجَدَلُ على الباطل وطَلَبُ المغالبة به لا إَظهار الحق فإِن ذلك محمود لقوله عز وجل وجادلهم بالتي هي أَحسن ويقال إِنه لَجَدِل إِذا كان شديد الخِصام وإِنه لمجدول وقد جادل وسورة المُجادَلة سورة قد سمع الله لقوله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إِلى الله وهما يَتَجادلان في ذلك الأَمر وقوله تعالى ولا جِدال في الحج قال أَبو إِسحق قالوا معناه لا ينبغي للرجل أَن يجادل أَخاه فيخرجه إِلى ما لا ينبغي والمَجْدَل الجماعة من الناس قال ابن سيده أُراه لأَن الغالب عليهم إِذا اجتمعوا أَن يتجادلوا قال العجاج فانْقَضَّ بالسَّيْر ولا تَعَلَّلِ بِمَجْدَل ونِعْم رأْسُ المَجْدَلِ والجَدِيلة شَرِيجة الحمام ونحوها ويقال لصاحب الجَدِيلة جَدَّال ويقال رجل جَدَّال بَدَّال منسوب إِلى الجَدِيلة التي فيها الحَمام والجَدَّال الذي يَحْصُر الحَمام في الجَدِيلة وحَمام جَدَليٌّ صغير ثقيل الطيران لصغره ويقال للرجل الذي يأْتي بالرأْي السَّخِيف هذا رأْي الجَدّالين والبَدّالين والبَدَّال الذي ليس له مال إِلاَّ بقدر ما يشتري به شيئاً فإِذا باعه اشترى به بَدَلاً منه فمسي بَدَّالاً والجَدِيلة القَبِيلة والناحية وجَدِيلة الرجل وجَدْلاؤُه ناحيته والقوم على جَدِيلة أَمرهم أَي على حالهم الأَول وما زال على جَدِيلة واحدة أَي على حال واحدة وطريقة واحدة وفي التنزيل العزيز قل كُلٌّ يعمَلُ على شاكِلَتِه قال الفراء الشاكلة الناحية والطريقة والجَدِيلة معناه على جَدِيلته أَي طريقته وناحيته قال وسمعت بعض العرب يقول وعَبْدُ الملك إِذ ذاك على جَدِيلته وابن الزبير على جَدِيلته يريد ناحيته ويقال فلان على جَدِيلته وجَدْلائه كقولك على ناحيته قال شمر ما رأَيت تصحيفاً أَشبه بالصواب مما قرأَ مالك بن سليمان عن مجاهد في تفسير قوله تعالى قل كلٌّ يعمل على شاكِلَته فصحَّف فقال على حَدٍّ يَلِيه وإِنما هو على جَدِيلته أَي ناحيته وهو قريب بعضه من بعض والجَدِيلة الشاكلة وفي حديث عمر رضي الله عنه كَتَب في العبد إِذا غزا على جَدِيلته لا ينتفع مولاه بشيء من خدمته فأَسْهِم له الجَدِيلة الحالة الأُولى وركب جَدِيلة رأْيه أَي عَزيمَته أَراد أَنه إِذا غَزا منفرداً عن مولاه غير مشغول بخدمته عن الغزو والجَدِيلة الرَّهْط وهي من أَدَم كانت تُصنع في الجاهلية يأْتَزِر بها الصبيان والنساء الحُيَّض ورجل أَجْدَل المَنْكِب فيه تَطَأْطؤ وهو خلاف الأَشْرَف من المناكب قال الأَزهري هذا خطأْ والصواب بالحاء وهو مذكور في موضعه قال وكذلك الطائر قال بعضهم به سُمِّي الأَجْدَل والصحيح ما تقدم من كلام سيبويه ابن سيده الجَدِيلة الناحية والقبيلة وجَدِيلة بطن من قيس منهم فَهْم وعَدْوان وقيل جَدِيلة حيٌّ من طيِّء وهو اسم أُمهم وهي جَدِيلة بنت سُبَيْع ابن عمرو بن حِمَيْر إِليها ينسبون والنسبة إِليهم جَدَليٌّ مثل ثَقَفيٍّ وجَدِيل فَحْل لمَهْرة بن حَيْدان فأَما قولهم في الإِبل جَدَلية فقيل هي منسوبة إِلى هذا الفحل وقيل إِلى جَديلة طيِّء وهو القياس وينسب إِليهم فيقال جَدَلِيٌّ الليث وجَدِيلة أَسَدٍ قبيلة أُخرى وجَدِيل وشَدْقَم فَحْلان من الإِبل كانا للنعمان ابن المنذر والجَدْوَل النهر الصغير وحكى ابن جني جِدْوَل بكسر الجيم على مثال خِرْوَع الليث الجَدْوَل نهر الحوض ونحو ذلك من الأَنهار الصغار يقال لها الجَداوِل وفي حديث البراء في قوله عز وجل قد جعل ربك تحتك سَرِيًّا قال جَدْوَلاً وهو النهر الصغير والجَدْوَل أَيضاً نهر معروف
جذل
الجِذْل أَصل الشيء الباقي من شجرة وغيرها بعد ذهاب الفرع والجمع أَجذال وجِذال وجُذُول وجُذُولة والجِذْل ما عَظُم من أُصول الشجر المُقَطَّع وقيل هو من العيدان ما كان على مثال شماريخ النخل والجمع كالجمع الليث الجِذْل أَصل كل شجرة حين يذهب رأْسها يقال صار الشيء إِلى جِذْلِه أَي أَصله ويقال لأَصل الشيء جِذْل وكذلك أَصل الشجر يقطع وربما جُعِل العُود جِذْلاً في عينك الجوهري الجِذْل واحد الأَجْذال وهي أُصول الحَطَب العظام وفي الحديث يبصر أَحدكم القَذى في عين أَخيه ولا يبصر الجِذْل في عينه ومنه حديث التوبة ثم مَرَّت بجِذْل شجرة فَتَعَلَّق به زِمامُها ومنه حديث سفينة أَنه أَشاط دَمَ جَزُور بِجِذْل أَي بعود والجِذْل عود ينصب للإِبل الجَرْبى ومنه قول سعيد بن عُطارد وقيل بل هو الحُباب بن المنذر أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك قال يعقوب عَنى بالجُذَيْل ههنا الأَصل من الشجرة تحتكُّ به الإِبل فتشتفي به أَي قد جَرَّبتني الأُمور ولي رأْي وعلم يشتفى بهما كما تشتفي هذه الإِبل الجَرْبى بهذا الجِذْل وصَغَّره على جهة المدح وقيل الجِذْل هنا العُود الذي ينصب للإِبل الجَرْبى وكذلك قال أَبو ذئَيب أَو ابنه شهاب رِجالٌ بَرَتْنا الحَرْبُ حتى كأَنَّنا جِذَال حِكاكٍ لَوَّحَتْها الدَّواجِنُ والمعنيان متقاربان وفي حديث السقيفة أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وجِذْلا النَّعْلِ جانباها الليث الجذلُ انتصاب( * قوله « الجذل انتصاب إلخ » كذا بالأصل من غير ضبط للجذل ولعله محرف عن الجذول ) الحمار الوحشي ونحوه عُنُقه والفعل جَذَل يَجْذُل جُذُولاً قال وجَذِل يَجْذَل جَذَلاً فهو جَذِل وجَذْلانُ وامرأَة جَذْلى مثل فَرِحٍ وفَرْحان قال الأَزهري وقد أَجاز لبيد جاذل بمعنى جَذِلٍ في قوله وَعانٍ فَكَكْناه بِغَيْرِ سُوامِه فأَصْبَحَ يَمْشي في المَحَلَّة جاذلا أَي فَرِحاً والجاذِلُ والجاذِي المُنْتَصب وقد جَذَا يَجْذُو وجَذَلَ يَجْذُل الجوهري الجاذِل المنتصب مكانه لا يَبْرَح شُبِّه بالجِذْل الذي يُنْصَب في المعاطنِ لتَحْتَكَّ به الإِبل الجَِرْبى وجَذَل الشيءُ يَجْذُل جُذُولاً انتصب وثبت لا يَبْرَح قال أَبو محمد الفقعسي لاقَتْ على الماء جُذَيْلاً واتِدا ولم يَكُنْ يُخْلِفُها المَواعِدا ويروى جُذَيْلاً واطِداً والواطِدُ والواتِدُ الثابت وجُذَيْلاً يريد راعِياً شَبَّهَه بالجِذْل وإِنه لجِذْلُ رِهان أَي صاحب رِهان عن ابن الأَعرابي وأَنشد هَلْ لك في أَجْوَدِ ما قادَ العَرَب ؟ هَلْ لك في الخالِص غير المُؤْتَشَب ؟ جِذْل رِهانٍ في ذِراعَيْه حَدَب أَزَلَّ إِن قِيدَ وإِن قام نَصَب يقول إِذا قام رأَيته مُشْرِف العُنُق والرأْس ويقال فلان جِذْل مال إِذا كان رَفِيقاً بسِياسَته حَسَنَ الرَّعْية والأَجْذال ما بَرَزَ وظهر من رؤوس الجبال واخدها جِذْل والجَذَل بالتحريك الفَرَحُ وجَذِل بالكسر بالشيء يَجْذَل جَذَلاً فهو جَذِلٌ وجَذْلانُ فَرِح والجمع جَذالى والأُنثى جَذْلانَةٌ وقد يجوز في الشعر جاذِلٌ قال ذو الرمة وقد أَصْهَرَتْ ذا أَسْهُمٍ بات جاذِلاً له فَوْق زُجَّيْ مِرفَقَيْه وحاوحُ وأَجْذَلَه غيرُه أَي أَفْرَحَه واجْتَذَل أَي ابْتَهَج وسِقاءٌ جاذِل قد مَرَنَ وغَيَّر طَعْم اللَّبَن
جرل
الجَرَلُ بالتحريك الحِجارة وكذلك الجَرْوَلُ وقيل الحِجارة مع الشَّجَر وأَنشد ابن بري لراجز كُلّ وَآةٍ وَوَأًى ضافي الخُصَل مُعْتَدلات في الرِّقاق والجَرَل والجَرَل المَكان الصُّلْب الغَلِيظ الشَّدِيد من ذلك ومَكانٌ جَرِلٌ والجمع أَجْرال قال جرير مِنْ كُلِّ مُشْتَرِفٍ وإِن بَعُدَ المَدى ضَرِمِ الرِّقاقِ مُناقِلِ الأَجْرالِ وأَرْضٌ جَرِلة ذات جَراوِلَ وغِلَظٍ وحجارة قال الجوهري وقد يكون جمع جَرَل مثل جَبَل وأَجْبال قال ابن سيده فأَما قول أَبي عبيد أَرض جَرِلَةٌ وجمعها أَجْرال فخطأٌ إِلا أَن يكون هذا الجمع على حذف الزائد والصواب البَيِّن أَن يقول مكان جَرِلٌ لأَن فَعِلاً مما يُكَسَّر على أَفعال اسماً وصفة وقد جَرِلَ المَكانُ جَرَلاً والجَرْوَل الحِجارة والواو للإِلحاق بجَعْفر واحدتها جَرْوَلة وقيل هي من الحجارة مِلْءُ كَفِّ الرجل إِلى ما أَطاق أَن يَحْمِل وقيل الجَراولُ الحجارة واحدتها جَرْوَلة والجَرْوَل والجُرْوَل موضع من الجبل كثيرُ الحجارةُ التهذيب الجَرَل الخَشِن من الأَرض الكثيرُ الحجارة ومكان جَرِلٌ قال ومنه الجَرْوَل وهو من الحَجَر ما يُقِلُّه الرجل ودونه وفيه صلابة وأَنشد هُمْ هَبَطُوه جَرِلاً شَراساً لِيَتْرُكُوه دَمِناً دَهاسا قال ابن شميل أَما الجَرْوَل فزعم أَبو وَجْزَة أَنه ما سال به الماء من الحجارة حتى تراه مُدَلَّكاً من سيل الماء به في بَطْن الوادي وأَنشد مُتَكَفِّت ضَرِم السِّبا قِ إِذا تَعَرَّضَتِ الجَراوِل الكلابي وَادٍ جَرِلٌ إِذا كان كَثِير الجِرفَة والعَتَب والشجر قال وقال حِتْرِشٌ مَكان جَرِلٌ فيه تَعادٍ واختلافٌ وقال غيره من أَعراب قيس أَرْضٌ جَرِفَة مُخْتَلِفة وقَدَحٌ جَرِفٌ ورجل جَرِفٌ كذلك الليث والجَرْوَل اسم لبَعض السِّباع قال الأَزهري لا أَعرف شيئاً من السِّباع يُدْعَى جَرْوَلاً ابن سيده الجَرْوَل من أَسماء السِّباعِ وجَرْوَل بنُ مُجاشِع رجل من العرب وهو القائل مُكْرَهٌ أَخْوكَ( * قوله « مكره أَخوك » كذا في الأصل بالواو وكذا أورده الميداني والمشهور في كتب النحو أخاك ) لا بَطَل وجَرْوَلٌ الحُطَيْئَة العَبْسِيُّ سمِّي الحجر قال الكميت وما ضَرَّها أَنَّ كَعباً نَوى وفَوَّزَ من بَعْدِه جَرْوَلُ والجِرْيال والجِرْيالة الخَمْرُ الشديدة الحُمْرة وقيل هي الحُمْرة قال الأَعْشَى وسَبِيئَةٍ مِمَّا تُعَتِّقُ بابلٌ كَدَمِ الذَّبِيح سَلَبْتُها جِرْيالَها وقيل جِرْيال الخَمْر لَوْنُها وسئل الأَعشى عن قوله سلبتها جريالها فقال أَي شربتها حمراء فَبُلْتُها بيضاء وقال أَبو حنيفة يعني أَن حُمْرتها ظهرت في وجهه وخَرَجَت عنه بيضاءَ وقد كَسَّرَها سيبويه يريد بها الخَمْر لا الحُمْرة لأَن هذا الضَّرْب من العَرَض لا يُكَسَّرُ وإِنما هو جنس كالبياض والسواد وقال ثعلب الجِرْيال صَفْوَة الخَمْر وأَنشد كأَنَّ الرِّيقَ مِنْ فِيها سَحِيقٌ بَيْنَ جِرْيال أَي مِسْك سَحِيق بين قِطَع جِرْيال أَو أَجزاء جِرْيال وزعم الأَصمعي أَن الجِرْيال اسم أَعجمي رُوميٌّ عُرِّب كأَن أَصله كِرْيال قال شمر العرب تجعل الجِرْيالَ لونَ الخَمْر نَفْسِها وهي الجِريالة قال ذو الرمَّة كأَنَّني أَخُو جِرْيَالةً بَابِلِيَّةٍ كُمَيْتٍ تَمَشَّتْ في العِظامِ شَمُولُها فجعل الجِرْيالة الخَمْر بعينها وقيل هو لونها الأَصفر والأَحمر الجوهري الجِرْيال الخَمْر وهو دون السُّلاف في الجَوْدة ابن سيده والجِرْيال أَيضاً سُلافة العُصْفُر ابن الأَعرابي الجِرْيال ما خَلَص من لَوْن أَحمر وغيره والجِرْيَال البَقَّم وقال أَبو عبيدة هو النَّشَاسْتَج والجِرْيال صِبْغ أَحمر وجِرْيَال الذهب حُمْرته قال الأَعْشَى إِذا جُرِّدَتْ يَوْماً حَسِبْتَ خَمِيصَة عَلَيْها وجِرْيَالَ النَّضِيرِ الدُّلامِصا شَبَّه شعرها بالخَمِيصة في سواده وسُلُوسَته وجَسَدَها بالنَّضِير وهو الذهب والجِرْيال لَوْنُه والجِرْيَال فَرَس قَيْس بن زهير
جرثل
جَرْثَل التُّرَابَ سَفَاه بيده
جردحل
الجِرْدَحْل من الإِبل الضَّخْم ناقة جِرْدَحْل ضَخْمة غليظة وذكر عن المازني أَن الجِرْدَحْل الوادي قال ابن سيده ولَسْتُ منه على ثِقَة الأَزهري شمر رَجُل جِرْدَحْل وهو الغليظ الضَّخْم وامرأة جِرْدَحْلة كذلك وأَنشد تَقْتَسِرُ الهَامَ ومَرًّا تُخْلي أَطباق صَرِّ العُنُق الجِرْدَحْل
جزل
الجَزْل الحَطَب اليابس وقيل الغَلِيظ وقيل ما عَظُم من الحَطَب ويَبِس ثم كَثُر استعماله حتى صار كُلُّ ما كَثُر جَزْلاً وأَنشد أَحمد بن يحيى فَوَيْهاً لِقِدْرِكَ وَيْهاً لَها إِذا اخْتِيرَ في المَحْل جَزْلُ الحَطَب وفي الحديث اجمعوا لي حَطَباً جَزْلاً أَي غَليظاً قَويًّا ورجل جَزْل الرأْي وامرأَة جَزْلة بَيِّنة الجَزَالة جَيّدة الرأْي وما أَبْيَنَ الجَزالَة فيه أَي جَوْدَةَ الرأْي وفي حديث مَوْعِظة النساء قالت امرأَة منهن جَزْلة أَي تامَّة الخَلْق قال ويجوز أَن تكون ذاتَ كلام جَزْل أَي قَويّ شديد واللفظ الجَزْل خلاف الرَّكِيك ورَجُل جَزْل ثَقِفٌ عاقل أَصيل الرَّأْي والأُنثى جَزْلة وجَزْلاء قال ابن سيده وليست الأَخيرة بِثَبَت والجَزْلة من النساء العَظيمةُ العَجِيزة والاسم من ذلك كلِّه الجَزَالة وامرأَة جَزْلة ذات أَرداف وَثِيرةٍ والجَزِيل العَظِيم وأَجْزَلْت له من العطاء أَي أَكثرت وعطاء جَزْلٌ وجَزيل إِذا كان كثيراً وقد أَجْزَلَ له العطاء إِذا عَظُم والجمع جِزَالٌ والجَزْلة البَقِيَّة من الرَّغيف والوَطْب والإِناء والجُلَّة وقيل هو نِصْفُ الجُلَّة ابن الأَعرابي بَقِي في الإِناء جَزْلة وفي الجُلَّة جَزْلة ومن الرغيف جَزْلة أَي قِطْعَة ابن سيده الجِزْلة بالكسر القِطْعَة العظيمة من التَّمْر وجَزَلَه بالسيف قَطَعه جِزْلَتَيْن أَي نِصْفين والجَزْل القَطْع وجَزَلْت الصَّيْدَ جَزْلاً قطعته باثنتين ويقال ضَرَب الصيد فَجَزله جِزْلتين أَي قَطَعه قِطْعتين وجَزَل يَجْزِل إِذا قَطَع وفي حديث الدجال يَضْرِبُ رجلاً بالسيف فيقطعه جِزْلتين الجِزْلة بالكسر القِطْعة وبالفتح المصدر وفي حديث خالد لما انتهى إِلى العُزَّى ليقطعها فَجَزَلَها باثنتين وجاء زَمَنُ الجَزالِ والجِزَال أَي زمن الصِّرَام للنَّخْل قال حتى إِذا ما حانَ من جَِزَالِها وحَطَّتِ الجُرَّامُ من جِلالها والجَزَل أَن يَقْطَع القَتَبُ غارِبَ البَعِير وقد جَزَله يَجْزِله جَزْلاً وأَجْزَله وقيل الجَزَل أَن يصيب الغاربَ دَبَرَةٌ فيخرجَ منه عَظْمٌ ويُشَدّ فيطمئن مَوْضِعُه جَزِل البَعِيرُ يَجْزَل جَزَلاً وهو أَجْزَل قال أَبو النجم يأْتِي لها مِنْ أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ وهْيَ حِيالَ الفَرْقَدَيْن تَعْتَلي تُغَادِرُ الصَّمْدَ كظَهْرِ الأَجْزَل وقيل الأَجْزَل الذي تَبْرأُ دَبَرَته ولا يَنْبُت في موضعها وَبَر وقيل هو الذي هَجَمَت دَبَرته على جَوْفه وجَزَله القَتَبُ يَجْزِله جَزْلاً وأَجزله فعل به ذلك ويقال جُزِل غاربُ البَعير فهو مَجْزول مثل جَزِل قال جرير مَنَعَ الأَخَيْطِلَ أَنْ يُسَامِيَ عِزَّنا شَرَفٌ أَجَبُّ وغَارِبٌ مَجْزولُ والجَزْل في زِحاف الكامل إِسكانُ الثاني من مُتَفَاعِلُن وإِسقاطُ الرابع فيبقى مُتْفَعِلُنْ وهو بناء غير منقول فينقل إِلى بناء مَقُول مَنْقُول وهو مُفْتَعلُن وبيتُه مَنْزِلة صَمَّ صَدَاها وعَفَتْ أَرْسُمُها إِن سُئِلَتْ لم تُجِبِ وقد جَزَله يَجْزِله جَزْلاً قال أَبو إِسحق سُمِّي مَجْزولاً لأَن رابعه وَسَطُه فشُبِّه بالسَّنَام المَجْزول والجَزْل نَبَات عن كراع وبَنُو جَزِيلة بَطنٌ وجَزَالى مَقْصور مَوْضع والجَوْزَل فَرْخُ الحَمَام وعَمَّ به أَبو عبيد جميعَ نوع الفِرَاخ قال الراجز يَتْبَعْنَ وَرْقَاء كَلَوْنِ الجَوْزَلِ وجَمْعُه الجوازل قال ذو الرمة سِوَى ما أَصاب الذّئبُ منه وسُرْبَةٌ أَطافت به من أُمَّهاتِ الجَوَازل وبما سُمِّي الشَّابُّ جَوْزَلاً والجَوْزَل السَّمُّ قال ابن مقبل يَصِف ناقة إِذا المُلْوِيات بالمُسُوح لَقِينَها سَقَتْهُنَّ كأْساً من ذُغَاقٍ وجَوْزَلا قال الأَزهري قال شمر لم أَسمعه لغير أَبي عمرو وحكاه ابن سيده أَيضاً وقال ابن بري في شرح بيت ابن مقبل هي النوق التي تطير مسوحها من نشاطها والجَوْزَل الرَّبْو والبُهْر والجَوْزَل من النُّوق التي إِذا أَرادت المَشْي وَقَعَت من الهُزَال
جعل
جَعَلَ الشيءَ يَجْعَله جَعْلاً ومَجْعَلاً واجتعله وَضَعه قال أَبو زبيد وما مُغِبٌّ بِثَنْي الحِنْوِ مُجْتَعِلٌ في الغِيلِ في ناعِمِ البَرْدِيِّ مِحْرَابا وقال يرثي اللَّجلاج ابن أُخته ناطَ أَمْرَ الضِّعافِ واجْتَعَلَ اللّيْ لَ كحَبْلِ العَادِيَّةِ المَمْدُود أَي جَعَلَ يَسِيرُ الليلَ كلَّه مستقيماً كاستقامة حَبْل البئر إِلى الماء والعادِيَّة البئر القديمة وجَعَلَه يَجْعَلُه جَعْلاً صَنَعه وجَعَله صَيَّرَه قال سيبويه جَعَلْت مَتاعَكَ بَعْضُه فَوْقَ بَعْضٍ أَلقيته وقال مرة عَمِلْته والرفع على إِقامة الجملة مُقام الحال وجَعَل الطينَ خَزَفاً والقَبِيحَ حَسَناً صيَّرَه إِياه وجَعَل البَصْرةَ بَغْداد ظَنَّها إِياها وجَعَلَ يفعل كذا أَقْبَل وأَخذ أَنشد سيبويه وقد جَعَلَتْ نَفْسي تَطِيبُ لضَغْمَةٍ لضَغْمِهِماها يَقْرَع العَظْمَ نابُها وقال الزجاج جَعَلْت زيداً أَخاك نَسَبْته إِليك وجَعَل عَمِلَ وهَيَّأَ وجَعَلَ خَلَق وجَعَلَ قال ومنه قوله تعالى إِنا جعلناه قرآناً عربيّاً معناه إِنا بَيَّنَّاه قرآناً عربيّاً حكاه الزجاج وقيل قُلْناه وقيل صَيَّرناه ومن هذا قوله وجعلني نبيّاً وقوله عز وجل وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إِناثاً قال الزجاج الجَعْل ههنا بمعنى القول والحكم على الشيء كا تقول قد جعلت زيداً أَعلم الناس أَي قد وصفته بذلك وحكمت به ويقال جَعَلَ فلان يصنع كذا وكذا كقولك طَفِقَ وعَلِقَ يفعل كذا وكذا ويقال جَعَلْته أَحذق الناس بعمله أَي صَيَّرته وقوله تعالى وجَعَلْنا من الماء كل شيء حيٍّ أَي خَلَقْنا وإِذا قال المخلوق جَعَلْتُ هذا الباب من شجرة كذا فمعناه صَنَعْتَه وقوله عز وجل فجعلهم كعصف مأْكول أَي صَيَّرهم وقوله تعالى وجَعَلوا فيفي شركاء أَي هل رأَوا غير افيفي خَلَق شيئاً فاشتبه عليهم خَلْقُ افيفي من خلق غيره ؟ وقوله وجَعَلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إِناثاً أَي سمَّوْهم وتَجاعلوا الشيءَ جعلوه بينهم وجَعَل له كذا( * قوله « وجعل له كذا إلخ » هكذا في الأصل ) شارطه به عليه وكذلك جَعَل للعامل كذا والجُعْل والجِعال والجَعِيلة والجُعالة والجِعالة والجَعالة الكسر والضم عن اللحياني كل ذلك ما جعله له على عمله والجَعالة بالفتح الرَّشْوة عن اللحياني أَيضاً وخَصَّ مرَّة بالجُعالة ما يُجْعَل للغازي وذلك إِذا وجب على الإِنسان غَزْوٌ فجعل مكانه رجلاً آخر بِجُعْلٍ يشترطه وبيت الأَسدي فأَعْطَيْتُ الجُِعالة مُسْتَمِيتاً خَفِيفَ الحادِ من فِتْيانِ جَرْم يروى بكسر الجيم وضمها ورواه ابن بري سيكفيك الجِعالة مُسْتَميتٌ شاهداً على الجِعالة بالكسر وأَجْعَله جُعْلاً وأَجْعَله له أَعطاه إِياه والجَعالة بالفتح من الشيء تَجْعله للإِنسان والجِعالة والجعالات ما يَتَجاعلونه عند البُعُوث أَو الأَمْر يَحزُبهم من السلطان وفي حديث ابن سيرين أَن ابن عمر ذكروا عنده الجَعائل فقال لا أَغْزُو على أَجْرٍ ولا أَبيع أَجْري من الجهاد قال ابن الأَثير هو جمْع جَعيلة أَو جَعَالة بالفتح والجُعْل الاسم بالضم والمصدر بالفتح يقال جَعَل لك جَعْلاً وجُعْلاً وهو الأَجر على الشيء فعلاً أَو قولاً قال والمراد في الحديث أَن يكتب الغزو على الرجل فيعطي رجلاً آخر شيئاً ليخرج مكانه أَو يدفع المقيم إِلى الغازي شيئاً فيقيم الغازي ويخرج هو وقيل الجُعْل والجَعالة أَن يُكتب البعث على الغُزاة فيخرج من الأَربعة والخمسة رجل واحد ويُجْعَل له جُعْل وقال ابن عباس إِن جَعَله عبداً أَو أَمة فهو غير طائل وإِن جَعَله في كُراع أَو سلاح فلا بأْس أَي أَن الجُعْل الذي يعطيه للخارج إِن كان عبداً أَو أَمة يختص به فلا عبرة به وإِن كان يعينه في غزوه بما يحتاج إِليه من سلاح أَو كُراع فلا بأْس والجاعِل المُعْطِي والمجتعل الآخذ وفي الحديث أَن ابن عمر سئل عن الجَعالات فقال إِذا أَنت أَجمعت الغَزْوَ فعَوَّضك افيفي رزْقاً فلا بأْس به وأَما إِن أُعْطِيت دراهم غَزَوْت وإِن مُنِعْت أَقَمْت فلا خير فيه وفي الحديث جَعِيلة الغَرَق سُحْت هو أَن يَجْعل له جُعْلاً ليُخْرِج ما غَرِق من متاعه جَعَله سُحْتاً لأَنه عقد فاسد بالجهالة التي فيه ويقال جَعَلوا لنا جَعيلَةً في بَعِيرهم فأَبَيْنا أَن نَجْتَعِل منهم أَي نأْخذ وقد جَعَلت له جُعْلاً على أَن يفعل كذا وكذا والجِعال والجُعالة والجِعالة ما تُنْزل به القِدْر من خِرْقة أَو غيرها والجمع جُعُل مثل كِتاب وكُتُب قال طفيل فَذُبَّ عن العَشِيرَةِ حيثُ كانت وكُنْ مِنْ دون بَيْضَتها جِعالا وأَنشد ابن بري ولا تُبادِرُ في الشِّتاءِ وَلِيدَتي أَلْقِدْرَ تُنْزِلُها بِغَيْرِ جِعال قال وأَما الذي توضع فيه القِدْر فهو الجِئَاوة وأَجْعَل القِدْر إِجْعالاً أَنزلها بالجِعال وجَعَلْتُها أَيضاً كذلك وأَجْعَلَتِ الكلبةُ والذِّئبةُ والأَسَدَةُ وكُلُّ ذاتِ مِخْلَب وهي مُجْعِل واسْتَجْعَلَت أَحَبَّت السِّفاد واشتهت الفَحْل والجَعْلة الفَسِيلة أَو الوَدِيَّة وقيل النَّخْلة القصيرة وقيل هي الفائتة لليد والجمع جَعْلٌ قال أَقْسَمْتُ لا يَذْهَبُ عَني بَعْلُها أَو يستوي جَثِيثُها وجَعْلُها البَعْل المُسْتبعل والجَثِيثة الفَسِيلة والجَعْل أَيضاً من النَّخْل كالبَعْل الأَصمعي الجَعْل قِصار النخل قال لبيد جَعْلٌ قِصارٌ وعَيْدانٌ يَنُوء به من الكَوافِر مهضُومٌ ومُهتَصَرُ
( * قوله « مهضوم » كذا في الأصل هنا وأورده في ترجمة كفر بلفظ مكموم بدل مهضوم ولعلهما روايتان )
ابن الأَعرابي الجَعَل القِصَرُ مع السِّمَن واللَّجاجُ ابن دريد الجَعْوَل الرَّأْلُ وَلَدُ النَّعام والجُعَل دابة سوداء من دوابّ الأَرض قيل هو أَبو جَعْران بفتح الجيم وجمعه جِعْلانٌ وقد جَعِلَ الماءُ بالكسر جَعَلاً أَي كثر فيه الجِعْلانُ وماء جَعِلٌ ومُجْعِلٌ ماتت فيه الجِعْلان والخَنافس وتَهافتت فيه وأَرض مُجْعِلة كثيرة الجِعْلان وفي الحديث كما يُدَهْدِهُ الجُعَلُ بأَنفه هو حيوان معروف كالخُنْفُساء قال ابن بري قال أَبو حاتم أَبو سَلْمان أَعظمُ الجِعْلان ذو رأْس عريض ويداه ورأْسه كالمآشِيرِ قال وقال الهَجَري أَبو سَلْمان دُوَيْبَّة مثل الجُعَل له جَناحان قال كراع ويقال للجُعَل أَبو وَجْزة بلغة طيِّء ورَجُل جُعَل أَسود دميم مُشَبَّه بالجُعَل وقيل هو اللَّجُوج لأَن الجُعَل يوصف باللَّجاجة يقال رجل جُعَلٌ وجُعَل الإِنسان رَقِيبُه وفي المثل سَدِك بامرِئ
( * قوله « بامرئ » كذا بالأصل وأورده الميداني بلفظ امرئ بالهمز في آخره ثم قال في شرحه وقال أبو الندى سدك بأمري واحد الأمور ومن قال بامرئ فقد صحف ) جُعَلُه يضرب للرجل يريد الخَلاء لطلب الحاجة فيلزمه آخر يمنعه من ذكرها أَو عملها قال أَبو زيد إِنما يُضْرَب هذا مثلاً للنَّذْل يَصْحَبه مِثْلُه وقيل يقال ذلك عند التنغيص والإِفساد وأَنشد أَبو زيد إِذا أَتَيْتُ سُلَيْمى شَبَّ لي جُعَلٌ إِنَّ الشَّقِيَّ الذي يَصْلى به الجُعَل قاله رجل كان يتحدَّث إِلى امرأَة فكلما أَتاها وقعد عندها صَبَّ افيفي عليه من يقطع حديثهما وقال ابن بزرج قالت الأَعراب لنا لعبة يلعب بها الصبيان نُسَمِّيها جَبَّى جُعَلُ يضع الصبي رأْسه على الأَرض ثم ينقلب على الظهر قال ولا يُجْرُون جَبَّى جُعَلُ إِذا أَرادوا به اسم رجل فإِذا قالوا هذا جُعَلٌ بغير جَبَّى أَجْرَوْه والجَعْوَل وَلَدُ النَّعام يمانية وجُعَيْل اسم رجل وبَنُو جِعال حَيٌّ ورأَيت حاشية بخط بعض الفضلاء قال ذكر أَبو القاسم علي ابن حمزة البصري في التنبيهات على المبرد في كتابه الكامل وجمع جَعْل على أَجْعال وهو رَوْث الفيل قال جرير قَبَحَ الإِلهُ بَني خَضَافِ ونِسْوَةً بات الخَرِيرُ لَهُنَّ كالأَجْعال
جعثل
في حديث ابن عباس ستة لا يدخلون الجنة منهم الجَعثَل فقيل ما الجَعْثَل ؟ فقال هو الفَظُّ الغليظ وقيل هو مقلوب العَثْجَل وهو العظيم البطن
جعدل
الجَعْدَل البعير الضَّخْم وفي الأَزهري الجَنَعْدَل البعير القويُّ الضخم والجَنَعْدَل التَّارُّ الغليظ من الرجال زاد الأَزهري الرَّبْعة ورجل جَنْعَدَلٌ إِذا كان غليظاً شديداً قال الراجز قَدْ مُنِيَتْ بناشِئٍ جَنَعْدَل ابن بري الجَنَعْدَل من الجِمال الشديدُ القويُّ
جعفل
جَعْفَله صَرَعَه وقال طفيل وَراكِضَةٍ ما تَسْتَجِنُّ بجُنَّةٍ بَعِيرَ حِلالٍ غادَرَتْه مُجَعْفَلِ وقال المُجَعْفَل المقلوب قال ابن بري ومُجَعْفَل نعتٌ لِحلال وهو مَرْكَب من مَراكب النساء وبَعِيرَ مفعول براكِضَةٍ ابن الأَعرابي الجَعْفَلِيل القَتِيل المنتفخ وطَعَنَه فَجَعْفَله إِذا قلبه عن السِّرْج فصَرَعه
جفل
جَفَل اللحمَ عن العظم والشَّحْمَ عن الجِلْد والطَّيْرَ عن الأَرض يَجْفِلُه جَفْلاً وجَفَّله كِلاهما قَشَرَه قال الأَزهري والمعروف بهذا المعنى جَلَفت وكأَنَّ الجَفْل مقلوب وجَفَل الطيرَ عن المكان طَرَدَها الليث الجَفْل السَّفينة والجفُول السُّفُن قال الأَزهري لم أَسمعه لغيره وجَفَلَت الريحُ السحابَ تَجْفِله جَفْلاً اسْتَخَفَّتْه وهو الجَفْل وقيل الجَفْل من السحاب الذي قد هَراقَ ماءَه فخفَّ رُواقه ثم انْجَفَل ومَضى وأَجْفَلَت الريحُ الترابَ أَي أَذهبته وطَيَّرَته وأَنشد الأَصمعي لمزاحم العقيلي وَهابٍ كجُثْمان الحَمامَة أَجْفَلَتْ به ريحُ تَرْج والصَّبا كلَّ مُجْفَل الليث الريحُ تَجْفِل السحاب أَي تَسْتَخِفُّه فَتَمْضي فيه واسم ذلك السحاب الجَفْل وريحٌ جَفُول تَجْفِل السحابَ وريح مُجْفِل وجافلة سريعة وقد جَفَلَت وأَجْفَلَت الليث جَفَل الظَّليمُ وأَجْفَل إِذا شَرَد فذهب وما أَدري ما الذي جَفَّلَها أَي نَفَّرها وجَفَل الظَّليمُ يَجْفُل ويَجْفِلُ جُفُولاً وأَجْفَل ذهب في الأَرض وأَسرع وأَجفله هو والجافل المنزعج قال أَبو الرُّبَيْس التَّغْلَبي( * قوله « التغلبي » كذا في الأصل بالمثناة والمعجمة وسبق مثله في ترجمة ربس وأنه من شعراء تغلب وفي القاموس الثعلبي قال شارحه من بني ثعلبة بن سعد كذا قاله الصاغاني وذكره ابن الكلبي وغيره وهو الصواب وما في اللسان تصحيف ) واسمه عبَّاد بن طَهْفه بن مازِن وثَعْلَبة هو ابن مازن مُراجِعُ نَجْدٍ بَعْدَ فَرْكٍ وبِغْضَةٍ مُطَلِّقُ بُصْرَى أَصْمَعُ القَلْبِ جافِلُه قال ابن سيده وأَما ابن جني فقال أَجفل الظَّليمُ وجَفَلَته الريحُ جاءت هذه القضية معكوسة مخالفة للعادة وذلك أَنك تجد فيها فَعَلَ متعدياً وأَفْعَل غير متعدٍّ قال وعلة ذلك عندي أَنه جعل تَعَدِّي فَعَلْت وجمود أَفعلت كالعوض لفَعَلْت من غلبة أَفْعَلْت لها على التعدي نحو جلس وأَجلسته ونهض وأَنهضته كما جعل قلب الياء واواً في التَّقْوى والدَّعْوى والثّنْوى والفَتْوى عوضاً للواو من كثرة دخول الياء عليها وكما جعل لزوم الضرب الأَول من المنسرح لمفتعلن وحظر مجيئه تامّاً أَو مخبوناً بل توبعت فيه الحركات الثلاث البتة تعويضاً للضرب من كثرة السواكن فيه نحو مفعولن ومفعولان ومستفعلان ونحو ذلك مما التقى في آخره من الضرب ساكنان وفي الحديث ما يلي رجل شيئاً من أُمور المسلمين إِلا جيء به فيُجْفَل على شَفير جهنم والجُفُول سرعة الذهاب والنُّدود في الأَرض يقال جَفَلَت الإِبل جُفُولاً إِذا شَرَدَت نادَّة وجَفَلَت النَّعامةُ والإِجْفِيل الجَبان وظليمٌ إِجْفِيل يَهْرُب من كل شيء قال ابن بري شاهده ثول ابن مقبل في صفة الظَّليم بالمَنْكِبَيْن سُخام الرِّيش إِجْفِيل قال ومثله للراعي يَراعَةً إِجْفِيلا وأَجْفَل القومُ أَي هربوا مسرعين ورجل إِجْفِيل نَفُورٌ جَبان يَهْرُب من كل شيء فَرَقاً وقيل هو الجَبان من كل شيء وأَجْفَل القومُ انقلعوا كُلُّهم فَمَضوْا قال أَبو كبير لا يُجْفِلون عن المُضافِ ولو رَأَوْا أُولَى الوَعاوِعِ كالغُطاط المُقْبل وانْجَفَل القوم انْجِفالاً إِذا هربوا بسرعة وانقلعوا كُلُّهم ومَضَوْا وفي الحديث لما قدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينة انْجَفَل الناسُ قِبَله أَي ذهبوا مسرعين نحوه وانْجَفَلَتِ الشجرةُ إِذا هَبّت بها ريح شديدة فقَعَرَتْها وانجفل الظلُّ ذهب والجُفالة الجماعة من الناس ذهبوا أَو جاؤوا ودَعاهم الجَفَلَى والأَجْفَلَى أَي بجماعتهم والأَصمعي لم يعرف الأَجْفَلَى وهو أَن تدعو الناس إِلى طعامك عامَّة قال طرفة نحن في المَشْتاةِ نَدْعُو الجَفَلَى لا تَرَى الآدِبَ فينا يَنْتَقِر قال الأَخفش دعي فلان في النَّقَرَى لا في الجَفَلَى والأَجْفَلَى أَي دُعي في الخاصة لا في العامة وقال الفراء جاء القوم أَجْفَلة وأَزْفَلة أَي جماعة وجاؤوا بأَجْفَلَتهم وأَزْفَلَتهم أَي بجماعتهم وقال بعضهم الأَجْفَلَى والأَزْفَلَى الجماعة من كل شيء وجَفَل الشعرُ يَجْفِلُ جُفولاً شَعِثَ وجُمَّة جَفُول عظيمة وشَعَر جُفال كثير والجُفال بالضم الصُّوف الكثير وأَخذت جُفْلة من صوف أَي جُزَّة وهو اسم مفعول مثل قوله تعالى إِلا من اغترف غُرْفة والجُفال من الشعر المجتمع الكثير وقال ذو الرمة يصف شعر امرأَة وأَسْوَد كالأَساوِدِ مُسْبَكِرّاً على المَتْنَيْنِ مُنسَدِلاً جُفَالا قال ابن بري قوله وأَسود معطوف على منصوب قبل البيت وهو تُريكَ بياض لَبَّتها ووَجْهاً كقَرْن الشمس أَفْتَق ثم زالا ولا يوصف بالجُفَال إِلا في كثرة وفي صفة الدجال أَنه جُفال الشعر أَي كثيره وشَعَر جُفال أَي منتفش ويقال إِنه لَجافِل الشَّعَر إِذا شَعِثَ وتَنَصَّب شَعَره تَنَصُّباً وقد جَفَل شعره يَجْفِل جُفُولاً وفي الحديث أَن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين رأَيت قوماً جافلة جِبَاهُهم يقتلون الناس الجافل القائمُ الشَّعَر المُنْتَفِشُه وقيل الجافل المنزعج أَي منزعجةً جِباهُهم كما يَعْرض للصبيان وجَزَّ جَفِيلَ الغنم وجُفالها أَي صوفَها عن اللحياني ومنه قول العرب فيما تضعه على لسان الضائنة أُوَلَّد رُخالاً وأُحْلَب كُثَباً ثِقالاً وأُجَزُّ جُفالاً ولم تَرَ مِثْلي مالاً قوله جُفالاً أَي أُجَزّ بِمَرَّة واحدة وذلك أَن الضائنة إِذا جُزَّت فليس يسقط من صوفها إِلى الأَرض شيء حتى يُجَزّ كله ويسقط أَجمع والجُفال من الزَّبَد كالجُفاء وكان رؤبة يقرأُ فأَما الزَّبَد فيذهب جُفالاً لأَنه لم يكن من لغته جَفأَتِ القِدْرُ ولا جَفَأَ السَّيل والجُفالة الزَّبَد الذي يعلو اللبن إِذا حُلِب وقال اللحياني هي رَغْوة اللبن ولم يَخُصَّ وقت الحَلْب ويقال لرَغْوة القِدْر جُفال والجُفال ما نفاه السيل وجُفالة القِدْر ما أَخذته من رأْسها بالمِغْرَفة وضَرَبَة ضَرْبَةً فَجَفَله أَي صَرَعَه وأَلقاه إِلى الأَرض وفي حديث أَبي قتادة كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فَنَعَس رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته حتى كاد يَنْجَفِل عنها أَي ينقلب ويسقط عنها قال أَبو النجم يصف إِبلاً يَجْفلُها كُلُّ سَنامٍ مُجْفِل لأَياً بِلأْيٍ في المَراغِ المُسْهِل يريد يَقْلِبها سَنامها من ثِقَله إِذا تمرَّغت ثم أَرادت الاستواء قَلَبها ثِقَلُ أَسْنِمتها وقال في المحكم معناه أَن يصرعها سَنامُها لعِظَمه كأَنه أَراد سنام منها مجفل وبالَغَ بِكُلّ كما تقول أَنت عالم كُلُّ عالم وفي حديث الحسن أَنه ذكر النار فأَجْفَل مَغْشيّاً عليه أَي خرَّ إِلى الأَرض وفي حديث عمر أَن رجلاً يهوديّاً حَمَل امرأَة مسلمة على حِمار فلما خرج من المدينة جَفَلَها ثم تَجَثَّمها لينكحها فأُتِيَ به عمر فقتله أَي أَلقاها إِلى الأَرض وعلاها وفي حديث ابن عباس سأَله رجل فقال آتِي البحر فأَجدُه قد جَفل سَمَكاً كثيراً فقال كُلْ ما لم تَرَ شيئاً طافياً أَي أَلقاه وَرَمى به إِلى البَرِّ والساحل والجَفُول المرأَة الكبيرة العجوز قال سَتَلْقى جَفُولاً أَو فَتاةً كأَنَّها إِذا نُضِيَت عنها الثِّيابُ غَرِير أَي ظَبْيٌ غَرِير والجَفْل لُغَة في الجَثْل وهو ضَرب من النمل سُودٌ كِبار والجَفْل والجِفْل خِثْيُ الفيل وجمعه أَجْفَال عن ابن الأَعرابي وأَنشد ابن بري لجرير قَبَح الإِله بَني خَضافِ ونِسْوَةً بات الخَزِيرُ لَهُنَّ كالأَجْفال والجَفْل تَصْلِيع الفيل وهو سَلْحُه وقد جَفَل الفِيلُ إِذا بات يَجْفِل وجَيْفَل من أَسماء ذي القِعدة قال ابن سيده أُراها عادِيَّة والجُفُول اسم موضع قال الراعي تَرَوَّحْنَ من حَزْمِ الجُفُول فأَصْبَحَتْ هِضابُ شَرَوْرَى دُونَها والمُضَيَّحُ
جلل
اللهُ الجَليلُ سبحانه ذو الجَلال والإِكرام جَلَّ جَلال الله وجَلالُ الله عظمتُه ولا يقال الجَلال إِلا لله والجَلِيل من صفات الله تقدس وتعالى وقد يوصف به الأَمر العظيم والرجل ذو القدر الخَطِير وفي الحديث أَلِظُّوا بيا ذا الجَلال والإِكرام قيل أَراد عَظِّمُوه وجاء تفسيره في بعض اللغات أَسْلِمُو قال ابن الأَثير ويروى بالحاء المهملة وهو من كلام أَبي الدرداء في الأَكثر وهو سبحانه وتعالى الجَلِيلُ الموصوف بنعوت الجَلال والحاوي جميعَها هو الجَلِيلُ المُطْلَق وهو راجع إِلى كمال الصفات كما أَن الكبير راجع إِلى كمال الذات والعظيم راجع إِلى كمال الذات والصفات وجَلَّ الشيءُ يَجِلُّ جَلالاً وجَلالةً وهو جَلٌّ وجَلِيلٌ وجُلال عَظُم والأُنثى جَلِيلة وجُلالة وأَجَلَّه عَظَّمه يقال جَلَّ فلان في عَيني أَي عَظُم وأَجْلَلته رأَيته جَلِيلاً نَبيلاً وأَجْلَلته في المرتبة وأَجْللته أَي عَظَّمته وجَلَّ فلان يَجِلُّ بالكسرِ جَلالة أَي عَظُم قَدْرُه فهو جَلِيل وقول لبيد غَيْرَ أَن لا تَكْذِبَنْها في التقَى واجْزِها بالبِرِّ لله الأَجَلّ يعني الأَعظم وقول أَبي النجم الحمدُ الله العَلِيِّ الأَجْلل أَعْطى فلم يَبْخَل ولم يُبَخَّل يريد الأَجَلَّ فأَظهر التضعيف ضرورة والتَّجِلَّة الجَلالة اسم كالتَّدْوِرَة والتَّنِهيَة قال بعض الأَغْفال ومَعْشَرٍ غِيدٍ ذَوي تَجِلَّه تَرى عليهم للندى أَدِلَّه وأَنشد ابن بري لليلى الأَخْيَلية يُشَبَّهون مُلوكاً في تَجِلَّتِهم وطُولِ أَنْضِيَةِ الأَعْناقِ واللِّمَم وجُلُّ الشيءِ وجُلاله معظمه وتَجَلَّل الشيءَ أَخَذ جُلَّه وجُلاله ويقال تَجَلَّلِ الدراهمَ أَي خُذْ جُلالها وتَجَالَلْت الشيء تَجَالاً وتَجَلَّلت إِذا أَخذت جُلاله وتداققته إِذا أَخذت دُقاقه وقول ابن أَحمر يا جَلَّ ما بَعُدَتْ عليك بِلادُنا وطِلابُنا فابْرُقْ بأَرضك وارْعُدِ يعني ما أَجَلَّ ما بَعُدت والتَّجالُّ التعاظم يقال فلان يَتَجالُّ عن ذلك أَي يترفع عنه وفي حديث جابر تزوّجت امرأَة قد تَجالَّتْ تجالَّت أَي أَسَنَّت وكَبِرَتْ وفي حديث أُم صِبْيَة كنا نكون في المسجد نِسْوةً قد تَجالَلن أَي كَبِرْنَ يقال جَلَّتْ فهي جَلِيلة وتَجالَّتْ فهي مُتَجالَّة وتَجالَّ عن ذلك تَعاظم والجُلَّى الأَمر العظيم قال طَرَفة وإِنْ أُدْعَ للجُلَّى أَكُنْ من حُماتِها وإِن تَأْتِك الأَعداء بالجَهْد أَجْهَد ومنه قول بَشامة بن حَزْن النَّهْشَلي وإِنْ دَعَوْتُ إِلى جُلَّى ومَكْرُمَة يوماً كِراماً من الأَقْوامِ فادْعِينا قال ابن الأَنباري من ضَمَّ الجُلَّى قَصَرَه ومن فتح الجيم مدّه فقال الجَلاَّء الخصلة العظيمة وأَنشد كَمِيش الإِزارِ خارج نِصْفُ ساقِه صَبُور على الجَلاّءِ طَلاَّع أَنْجُد وقوم جِلَّة ذوو أَخطار عن ابن دريد ومِشْيَخة جِلَّة أَي مَسانٌّ والواحد منهم جَلِيل وجَلَّ الرجل جَلالاً فهو جَلِيل أَسَنَّ واحْتُنِك وأنشد ابن بري يا مَنْ لِقَلْبٍ عند جُمْلٍ مُخْتَبَلْ عُلِّق جُمْلاً بعدما جَلَّت وجَلٌّ وفي الحديث فجاء إِبليس في صورة شيخ جَلِيل أَي مُسنٍّ والجمع جِلَّة والأُنثى جَلِيلة وجِلَّة الإِبل مَسَانُّها وهو جمع جَلِيل مثل صَبيٍّ وصِبْية قال النمر أَزْمانَ لم تأْخذ إِليَّ سِلاحَها إِبِلي بجِلَّتِها ولا أَبْكارِها وجَلَّت الناقةُ إِذا أَسَنَّت وجَلَّتِ الهاجِنُ عن الولد أَي صغرت وفي حديث الضحاك بن سفيان أَخذت جِلَّة أَموالهم أَي العِظام الكِبار من الإِبل وقيل المَسانُّ منها وقيل هو ما بين الثَّنِيِّ إِلى البازل وجُلُّ كل شيء بالضم مُعْظَمه فيجوز أَن يكون أَراد أَخذت معظم أَموالهم قال ابن الأَعرابي الجِلَّة المَسانُّ من الإِبل يكون واحداً وجمعاً ويقع على الذكر والأُنثى بعيرٌ جِلَّةٌ وناقة جِلَّة وقيل الجِلَّة الناقة الثَّنِيَّة إِلى أَن تَبْزُل وقيل الجِلَّة الجَمل إِذا أَثْنى وهذه ناقة قد جَلَّت أَي أَسَنَّت وناقة جُلالة ضَخْمة وبَعِير جُلال مخرج من جليل وما له دقيقة ولا جَلِيلة أَي ما له شاة ولا ناقة وجُلُّ كل شيء عُظْمه ويقال ما له دِقٌّ ولا جِلٌّ أَي لا دقيق ولا جَلِيل وأَتيته فما أَجَلَّني ولا أَحْشاني أَي لم يعطني جَلِيلة ولا حاشية وهي الصغيرة من الإِبل وفي المثل غَلَبَتْ جِلَّتَها حواشيها قال الجوهري الجَلِيلة التي نُتِجَتْ بطناً واحداً والحَواشي صغار الإِبل ويقال ما أَجَلَّني ولا أَدَقَّني أَي ما أَعطاني كثيراً ولا قليلاً وقول الشاعر بَكَتْ فأَدَقَّتْ في البُكا وأَجَلَّت أي أَتت بقليل البكاء وكثيره وفي حديث الدعاء اللهم اغفر لي ذنبي كُلَّه دِقَّه وجِلَّه أَي صغيره وكبيره والجَلَل الشيء العظيم والصغير الهَيِّن وهو من الأَضداد في كلام العرب ويقال للكبير والصغير جَلَل وقال امرؤ القيس لما قُتل أَبوه بِقَتْلِ بَنِي أَسَدٍ رَبَّهُم أَلا كُلُّ شيء سواه جَلَل أَي يسيرٌ هين ومثله للبيد كُلُّ شيءٍ ما خلا افيفي َ جَلَل والفتى يَسْعى ويُلْهِيه الأَمَل وقال المثقب العبدي كُلُّ يومٍ كان عَنَّا جَلَلاً غيرَ يومِ الحِنْو من يقطع قَطَر وأَنشد ابن دريد إِن يُسْرِ عَنْكَ افيفي رُونَتَها فعَظِيمُ كلِّ مُصِيبةٍ جَلَلُ والرُّونة الشدّة قال وقال زويهر بن الحرث الضبي وكان عَمِيَدنا وبَيْضَةَ بَيتِنا فكلُّ الذي لاقَيْت من بعدِه جَلَل وفي حديث العباس قال يوم بدر القَتْلى جَلَلٌ ما عدا محمداً أَي هَيِّنٌ يسير والجَلَل من الأَضداد يكون للحقير وللعظيم وأَنشد أَبو زيد لأَبي الأَخوض الرياحي لو أَدْرَكَتْه الخَيْلُ والخَيْلُ تَدَّعي بِذِي نَجَبٍ وما أَقْرَبَتْ وأَجَلَّتِ أَي دَخَلت في الجَلَل وهو الأَمر الصغير قال الأَصمعي يقال هذا الأَمر جَلَل في جَنْب هذا الأَمر أَي صغير يسير والجَلَل الأَمر العظيم قال الحرث ابن وعلة( * قوله « قال الحرث بن وعلة » هكذا في الأصل والذي في الصحاح وعلة بن الحرث ) بن المجالد بن يثربي بن الرباب بن الحرث بن مالك بن سنان بن ذهل بن ثعلبة قَوْمي هُمُ قَتَلوا أُمَيْمَ أَخِي فإِذا رَمَيْتُ يُصِيبُني سَهْمي فلئن عَفَوْتُ لأَعْفُوَنْ جَلَلاً ولئن سَطَوْتُ لأُوهِنَنْ عَظْمي وأَما الجَليل فلا يكون إِلا للعظيم والجُلَّى الأَمر العظيم وجمعها جُلَل مثل كُبْرى وكُبَر وفي الحديث يَسْتُر المصلّيَ مِثْلُ مُؤَخِرة الرَّحْل في مِثْلِ جُلَّة السَّوْط أَي في مثل غِلْظِه وفي حديث أُبيّ بن خَلَف إِن عندي فرساً أُجِلُّها كل يوم فَرَقاً من ذرة أَقْتُلك عليها فقال عليه السلام بل أَنا أَقْتُلك عليها إِن شاء افيفي قال ابن الأَثير أَي أَعلفها إِياه فوضع الإِجْلال موضع الإِعطاء وأَصله من الشيء الجَلِيل وقول أَوس يَرْثي فضالة وعَزَّ الجَلُّ والغالي فسره ابن الأَعرابي بأَن الجلَّ الأَمر الجَلِيل وقوله والغالي أَي أَن موته غالٍ علينا من قولك غَلا الأَمر زاد وعَظُم قال ابن سيده ولم نسمع الجَلَّ في معنى الجَلِيل إِلاَّ في هذا البيت والجُلْجُل الأَمر العظيم كالجَلَل والجِلُّ نقيض الدِّقِّ والجُلال نقيض الدُّقاق والجُلال بالضم العظيم والجُلالة الناقة العظيمة وكل شيء يَدِقُّ فجُلاله خلاف دُقاقه ويقال جِلَّة جَريمة للعِظام الأَجْرام وجَلَّل الشيءُ تجليلاً أَي عَمَّ والمُجَلِّل السحاب الذي يُجَلِّل الأَرض بالمطر أَي يعم وفي حديث الاستسقاء وابِلاً مُجَلِّلاً أَي يُجَلِّل الأَرض بمائه أَو بنباته ويروى بفتح اللام على المفعول والجِلُّ من المتاع القُطُف والأَكسية والبُسُط ونحوه عن أَبي علي والجَلُّ والجِلُّ بالكسر قَصَب الزرع وسُوقه إِذا حُصِد عنه السُّنبل والجُلَّة وعاء يتخذ من الخوص يوضع فيه التمر يكنز فيها عربية معروفة قال الراجز إِذا ضَرَبْتَ مُوقَراً فابطُنْ له فوق قُصَيراه وتَحْتَ الجُلَّه يعني جَمَلاً عليه جُلَّة فهو بها مُوقَر والجمع جِلال وجُلَل قال باتوا يُعَشُّون القُطَيْعاء جارهم وعندهُمُ البَرْنيُّ في جُلَل دُسْم وقال يَنْضَح بالبول والغُبار على فَخْذَيه نَضْحَ العِيديَّة الجُلَلا وجُلُّ الدابة وجَلُّها الذي تُلْبَسه لتُصان به الفتح عن ابن دريد قال وهي لغة تميمية معروفة والجمع جِلال وأَجلال قال كثيِّر وترى البرق عارضاً مُسْتَطِيراً مَرَحَ البُلْق جُلْنَ في الأَجْلال وجمع الجِلال أَجِلَّة وجِلال كل شيء غِطاؤه نحو الحَجَلة وما أَشبهها وتجليل الفرس أَن تُلْبِسه الجُلَّ وتَجَلَّله أَي عَلاه وفي الحديث أَنه جَلَّل فرساً له سَبَق بُرْداً عَدَنِيّاً أَي جعل البُرْد له جُلاًّ وفي حديث ابن عمر أَنه كان يُجَلِّل بُدْنه القَباطِيَّ وفي حديث علي اللهم جَلِّل قَتلة عثمان خِزْياً أَي غَطِّهم به وأَلْبِسْهم إِياه كما يتجلل الرجل بالثوب وتجَلَّل الفحل الناقة والفرس الحِجْر علاها وتجَلَّل فلان بعيره إِذا علا ظهره والجَلَّة والجِلَّة البَعَر وقيل هو البعر الذي لم ينكسر وقال ابن دريد الجِلَّة البَعَرة فأَوقع الجِلة على الواحدة وإِبِل جلاَّلة تأْكل العَذِرة وقد نهي عن لحومها وأَلبانها والجَلاَّلة البقرة التي تتبع النجاسات ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أَكل الجلاَّلة وركوبها وفي حديث آخر نهي عن لبن الجلاَّلة والجلاَّلة من الحيوان التي تأْكل الجِلَّة والعَذِرة والجِلَّة البعر فاستعير ووضع موضع العَذِرة يقال إِن بني فلان وَقودهم الجِلَّة ووقودهم الوَأْلة وهم يَجْتَلُّون الجِلَّة أَي يلقطون البعر ويقال جَلَّت الدابة الجِلَّة واجْتَلَّتها فهي جالَّة وجَلاَّلة إِذا التقطتها وفي الحديث فإِنما قَذِرَتْ عليكم جالَّة القُرى وفي الحديث الآخر فإِنما حَرَّمتها من أَجل جَوَالِّ القَرْية الجَوَالُّ بتشديد اللام جمع جالَّة كسامَّة وسَوامّ وفي حديث ابن عمر قال له رجل إِني أُريد أَن أَصحبك قال لا تصحبني على جَلاَّل وقد تكرر ذكرها في الحديث فأَما أَكل الجلاَّلة فحلال إِن لم يظهر النتن في لحمها وأَما ركوبها فلعله لما يكثر من أَكلها العَذِرة والبعر وتكثر النجاسة على أَجسامها وأَفواهها وتلمس راكبها بفمها وثوبه بِعَرَقها وفيه أَثر العَذِرة أَو البعر فيتنجس وجَلَّ البَعَر يَجُلُّه جَلاًّ جَمعه والتقطعه بيده واجتلَّ اجتلالاً التقط الجِلَّة للوقود ومنه سميت الدابة التي تأْكل العذرة الجَلاَّلة واجتللت البعر الأَصمعي جَلَّ يَجُلُّ جَلاًّ إِذا التقط البعر واجْتَلَّه مثله قال ابن لجَإٍ يصف إِبلاً يَكْفي بعرُها من وَقود يُسْتَوقد به من أَغصان الضَّمْران يحسب مُجْتَلّ الإِماءِ الحرم من هَدَب الضَّمْران لم يُحَطَّم
( * قوله « يحسب إلخ » كذا في الأصل هنا وتقدم في ضمر بحسب بموحدة وفتح الحاء وسكون السين والخرم بضم المعجمة وتشديد الراء وقوله لم يحطم سبق ايضاً في المادة المذكورة لم يحزم )
ويقال خرجت الإِماء يَجْتَلِلْن أي يلتقطن البعر ويقال جَلَّ الرجلُ عن وطنه يَجُلُّ ويجِلُّ جُلُولاً
( * قوله « يجل جلولاً » قال شارح القاموس من حد ضرب واقتصر الصاغاني على يجل من حد نصر وجمع بينهما ابن مالك وغيره وهو الصواب ) وجلا يَجْلو جَلاء وأَجْلى يُجْلي إِجلاء إِذا أَخْلى موطنِه وجَلَّ القومُ من البلد يَجُلُّون بالضم جُلولاً أَي جَلَوا وخرجوا إِلى بلد آخر فهم جالَّة ابن سيده وجَلَّ القومُ عن منازلهم يَجُلُّون جُلولاً جَلَوا وأَنشد ابن الأَعرابي للعجاج كأَنَّما نجومها إِذ وَلَّتِ عُفْرٌ وصِيرانُ الصَّريم جَلَّتِ ومنه يقال اسْتُعْمِل فلان على الجالِيَة والجالَّة وهم أَهل الذمة وإِنما لزمهم هذا الاسم لأَن النبي صلى الله عليه وسلم أَجْلى بعض اليهود من المدينة وأَمر بإِجلاء من بقي منهم بجزيرة العرب فأَجْلاهم عمر بن الخطاب فسُمُّوا جالِية للزوم الاسم لهم وإِن كانوا مقيمين بالبلاد التي أَوْطَنوها وهذه ناقة تَجِلُّ عن الكلال معناه هي أَجَلُّ من أَن تَكِلّ لصلابتها وفعلت ذلك من جَرَّاك ومن جُلِّك ابن سيده فعله من جُلّك وجَلَلك وجلالك وتَجِلَّتك وإِجلالك ومن أَجْل إِجْلالك أَي من أَجلك قال جميل رَسمِ دارٍ وَقَفْتُ في طَلَله كِدْتُ أَقْضي الغَداة من جَلَله أَي من أَجله ويقال من عِظَمه في عيني قال ابن بري وأَنشده ابن السكيت كدت أَقضي الحياة من جَلَله قال ابن سيده أَراد ربَّ رسم دار فأَضمر رب وأَعملها فيما بعدها مضمرة وقيل من جَلَلك أَي من عَظَمتك التهذيب يقال فعلت ذلك من جَلل كذا وكذا أَي من عِظَمه في صدري وأَنشد الكسائي على قولهم فعلته من جَلالك أَي من أَجلك قول الشاعر حَيائيَ من أَسْماءَ والخَرْقُ بيننا وإِكْرامِيَ القومَ العِدى من جَلالها وأَنت جَلَلْت هذا على نفسك تجُلُّه أَي جَرَرْته يعني جَنَيته هذه عن اللحياني والمَجَلَّة صحيفة يكتب فيها ابن سيده والمَجَلَّة الصحيفة فيها الحكمة كذلك روي بيت النابغة بالجيم مَجَلَّتُهم ذاتُ الإِله ودِيُنهم قَوِيم فما يَرْجُون غير العواقب يريد الصحيفة لأَنهم كانوا نصارى فَعَنى الإِنْجيل ومن روى مَحَلَّتهم أَراد الأَرض المقدّسة وناحية الشام والبيت المقدَّس وهناك كان بنو جَفْنة وقال الجوهري معناه أَنهم يحُجُّون فَيَحِلُّون مواضع مقدسة قال أَبو عبيد كل كتاب عند العرب مَجَلَّة وفي حديث سويد بن الصامت قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الذي معك مثل الذي معي فقال وما الذي معك ؟ قال مَجَلَّة لقمان كل كتاب عند العرب مَجَلَّة يريد كتاباً فيه حكمة لقمان ومنه حديث أَنس أُلقي إِلينا مَجالٌ هي جمع مَجَلَّة يعني صُحُفاً قيل إِنها معرَّبة من العبرانية وقيل هي عربية وقيل مَفْعَلة من الجلال كالمذلة من الذل والجَلِيل الثُّمام حِجازيَّة وهو نبت ضعيف يحشى به خَصاص البيوت واحدته جَلِيلة أَنشد أَبو حنيفة لبلال أَلا ليت شعري هل أَبيتَنَّ ليلة بفَجٍّ وحَوْلي إِذْخِر وجَلِيل ؟ وهل أَرِدَنْ يوماً مِياه مَجَنَّةٍ ؟ وهل يَبْدُوَنْ لي شامَةٌ وطَفِيل ؟ وقيل هو الثُّمام إِذا عظم وجَلَّ والجمع جَلائل قال الشاعر يلوذ بجَنْبَيْ مَرْخَة وجَلائل وذو الجَلِيل واد لبني تميم يُنبت الجَلِيل وهو الثمام والجَلُّ بالفتح شراع السفينة وجمعه جُلول قال القطامي في ذي جُلول يُقَضِّي الموتَ صاحبُه إِذا الصَّرارِيُّ من أَهواله ارتَسما قال ابن بري وقد جمع على أَجْلال قال جرير رَفَعَ المَطِيّ بها وشِمْت مجاشعاً والزَّنْبَرِيّ يَعُوم ذو الأَجْلال
( * قوله « والزنبري إلخ » هكذا في الأصل هنا وتقدم مثل هذا الشطر في ترجمة زنبر بلفظ كالزنبري يقاد بالاجلال )
وقال شمر في قول العجاج ومَدَّه إِذ عَدَل الجَليُّ جَلٌّ وأَشْطانٌ وصَرَّاريُّ يعني مَدَّ هذا القُرْقورَ أَي زاد في جَرْيه جَلٌّ وهو الشِّراع يقول مَدَّ في جريه والصُّرَّاء جمع صارٍ وهو مَلاَّح مثل غازٍ وغُزَّاء وقال شمر رواه أَبو عدنان الملاح جُلُّ وهو الكساء يُلْبَس السفينة قال ورواه الأَصمعي جَلُّ وهو لغة بني سعد بفتح الجيم والجُلُّ الياسمين وقيل هو الورد أَبيضه وأَحمره وأَصفره فمنه جَبَليّ ومنه قَرَويّ واحدته جُلَّة حكاه أَبو حنيفة قال وهو كلام فارسي وقد دخل في العربية والجُلُّ الذي في شعر الأَعشى في قوله وشاهِدُنا الجُلُّ والياسمي ن والمُسْمِعاتُ بقُصَّابها هو الورد فارسي معرّب وقُصَّابها جمع قاصب وهو الزامر ويروى بأَقصابها جمع قُصْب وجَلُولاء بالمد قرية بناحية فارس والنسبة إِليها جَلُوليٌّ على غير قياس مثل حَرُورِي في السنة إِلى حَرُوراء وجَلٌّ وجَلاَّن حَيَّان من العرب وأَنشد ابن بري إِنا وجدنا بني جَلاَّن كُلَّهمُ كساعد الضب لا طُول ولا قِصَر أَي لا كذي طول ولا قِصَر على البدل من ساعد قال كذلك أَنشده أَبو علي بالخفض وجَلٌّ اسم قال لقد أَهْدَت حُبابَة بنتُ جَلٍّ لأَهل حُباحبٍ حَبْلاً طويلا وجَلُّ بن عَدِيّ رجل من العرب رَهْط ذي الرمة العَدَوي وقوله في الحديث قال له رجل التقطت شبكة على ظَهْر جَلاَّل قال هو اسم لطريق نجد إِلى مكة شرفها الله تعالى والتَّجَلْجُل السُّؤُوخ في الأَرض أَو الحركة والجوَلان وتَجَلْجَل في الأَرض أَي ساخ فيها ودخل يقال تَجَلْجَلَت قواعدُ البيت أَي تضعضعت وفي الحديث أَن قارون خرج على قومه يتبختر في حُلَّة له فأَمر الله الأَرض فأَخذته فهو يتجلجل فيها إِلى يوم القيامة وفي حديث آخر بينا رجل يَجُرُّ إزاره من الخُيَلاء خُسِفَ به فهو يتَجَلْجل إلى يوم القيامة قال ابن شميل يتجلجل يتحرك فيها أَي يغوص في الأَرض حين يُخسف به والجَلْجَلة الحركة مع الصوت أَي يَسُوخ فيها حين يُخْسف به وقد تَجَلْجَل الريحُ تَجَلْجُلاً والجَلجلة شدة الصوت وحِدَّته وقد جَلْجَله قال يَجُرُّ ويَسْتأْبي نَشَاصاً كأَنه بغَيْفَة لَمّا جَلْجَل الصوتَ جالب والجَلْجَلة صوت الرعد وما أَشبهه والمُجَلْجِل من السحاب الذي فيه صوت الرعد وسحابٌ مُجَلْجِل لرعده صوت وغيث جِلْجال شديد الصوت وقد جَلْجَلَ وجَلْجَلَه حرّكه ابن شميل جَلْجَلْت الشيء جَلْجَلَة إِذا حركته بيدك حتى يكون لحركته صوت وكل شيء تحرَّك فقد تَجَلْجَلَ وسمعنا جَلْجَلة السَّبُع وهي حركته وتَجَلْجَل القومُ للسفر إِذا تحرَّكوا له وخَمِيسٌ جَلْجال شديد شمر المُجَلْجَل المنخول المغربل قال أَبو النجم حتى أَجالته حَصىً مُجَلْجَلا أَي لم تترك فيه إِلا الحصى المُجَلْجَل وجَلْجَل الفرسُ صفا صَهِيله ولم يَرِقَّ وهو أَحسن ما يكون وقيل صفا صوته ورَقَّ وهو أَحسن له وحمار جُلاجِل بالضم صافي النَّهيق ورجل مُجَلْجَل لا يَعْدِله أَحد في الظَّرْف التهذيب المُجَلْجِل السيد القوي وإِن لم يكن له حسب ولا شرف وهو الجريء الشديد الدافع
( * ترك هنا بياض بأصله وعبارة القاموس والجريء الدفاع المنطيق ) واللسان وقال شمز هو السيد البعيد الصوت وأَنشد ابن شميل جلجل سِنَّك خير الأَسنان لا ضَرَع السنّ ولا قَحْمٌ فان قال أَبو الهيثم ومن أَمثالهم في الرجل الجريء إِنه ليُعَلِّق الجُلْجُل قال أَبو النجم إِلا امْرأً يَعْقِد خَيْط الجُلْجُل يريد الجريء يخاطر بنفسه التهذيب وقوله يُرْعد إِن يُرْعد فؤادُ الأَعزل إِلاَّ امرأً يَعْقِدُ خيط الجُلْجُل يعني راعيه الذي قام عليه ورباه وهو صغير يعرفه فلا يؤذيه قال الأَصمعي هذا مثل يقول فلا يتقدم عليه إِلاَّ شجاع لا يباليه وهو صعب مشهور كما يقال من يُعَلِّق الجُلْجُل في عنقه ابن الأَعرابي جَلْجَل الرجلُ إِذا ذهب وجاء وغلام جُلْجُل وجُلاجِل خفيف الروح نَشِيط في عمله والمُجَلجَل الخالص النسب والجُلْجُل الجَرَس الصغير وصوته الجَلْجَلة وفي حديث السفر لا تصحب الملائكةُ رفقة فيها جُلْجُل هو الجرس الصغير الذي يعلق في أَعناق الدواب وغيرها والجَلْجَلة تحريك الجُلْجُل وإِبل مُجَلْجَلة تعلق عليها الأَجراس قال خالد بن قيس التميمي أَيا ضَيَاع المائة المُجَلْجَله والجُلْجُل الأَمر الصغير والعظيم مثل الجَلَل قال وكنت إِذا ما جُلْجُل القوم لم يَقُم به أَحد أَسْمو له وأَسُور والجُلْجُلان ثمرة الكُزْبُرة وقيل حَبُّ السِّمسم وقال أَبو الغوث الجُلْجُلان هو السمسم في قشره قبل أَن يحصد وفي حديث ابن جريج وذكر الصدقة في الجُلْجُلان هو السمسم وقيل حب كالكُزْبُرة وفي حديث ابن عمر أَنه كان يَدَّهِن عند إِحرامه بدُهْن جُلْجُلان ابن الأَعرابي يقال لما في جوف التين من الحب الجُلْجُلان وأَنشد غيره لوَضّاح ضحِك الناس وقالوا شِعْر وضّاح الكباني إِنما شِعْرِيَ مِلْح قد خُلِطْ بجُلْجُلانِ وجُلْجُلان القلب حَبَّته ومُنَّته وعَلِمَ ذلك جُلْجُلان قلبه أَي عِلْمَ ذلك قلبه ويقال أَصبت حبَّة قلبه وجُلْجُلان قلبه وحَمَاطة قلبه وجَلْجَل الشيءَ خلطه وجَلاجِل وجُلاجِل ودارة جُلْجُل كلها مواضع وجَلاجل بالفتح موضع وقيل جبل من جبال الدَّهناء ومنه قول ذي الرمة أَيا ظبية الوَعْساء بين جَلاجِل وبين النَّقَا آأَنتِ أَمْ أُمُّ سالم ؟ ويروى بالحاء المضمومة قال ابن بري روت الرواة هذا البيت في كتاب سيبويه جُلاجل بضم الجيم لا غير والله أَعلم
جمل
الجَمَل الذَّكَر من الإِبل قيل إِنما يكون جَمَلاً إِذا أَرْبَعَ وقيل إِذا أَجذع وقيل إِذا بزَل وقيل إِذا أَثْنَى قال نحن بنو ضَبَّة أَصحابُ الجَمَل الموت أَحلى عندنا من العسل الليث الجَمَل يستحق هذا الاسم إِذا بَزَل وقال شمر البَكْر والبَكْرة بمنزلة الغلام والجارية والجَمَل والناقة بمنزلة الرجل والمرأَة وفي التنزيل العزيز حتى يَلِج الجَمَل في سَمِّ الخِياط قال الفراء الجَمَل هو زوج الناقة وقد ذكر عن ابن عباس أَنه قرأَ الجُمَّل بتشديد الميم يعني الحِبَال المجموعة وروي عن أَبي طالب أَنه قال رواه القراء الجُمَّل بتشديد الميم قال ونحن نظن أَنه أَراد التخفيف قال أَبو طالب وهذا لأَن الأَسماء إِنما تأْتي على فَعَل مخفف والجماعة تجيء على فُعَّل مثل صُوَّم وقُوَّم وقال أَبو الهيثم قرأَ أَبو عمرو والحسن وهي قراءة ابن مسعود حتى يلج الجُمَل مثل النُّغَر في التقدير وحكي عن ابن عباس الجُمَّل بالتثقيل والتخفيف أَيضاً فأَما الجُمَل بالتخفيف فهو الحَبْل الغليظ وكذلك الجُمَّل مشدد قال ابن جني هو الجُمَل على مثال نُغَر والجُمْل على مثال قُفْل والجُمُل على مثال طُنُب والجَمَل على مثال مَثَل قال ابن بري وعليه فسر قوله حتى يلج الجَمَل في سَمِّ الخياط فأَما الجُمْل فجمع جَمَل كأَسَد وأُسْد والجُمُل الجماعة من الناس وحكي عن عبد الله وأُبَيٍّ حتى يلج الجُمَّل الأَزهري وأَما قوله تعالى جِمَالات صُفْر فإِن الفراء قال قرأَ عبد الله وأَصحابه جِمَالة وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أَنه قرأَ جِمَالات قال وهو أَحَبُّ إِليَّ لأَن الجِمَال أَكثر من الجِمَالة في كلام العرب وهو يجوز كما يقال حَجَر وحِجَارة وذَكَر وذِكَارة إِلاّ أَن الأَول أَكثر فإِذا قلت جِمالات فواحدها جِمَال مثل ما قالوا رِجَال ورِجَالات وبُيُوت وبُيُوتات وقد يجوز أَن يكون واحد الجِمَالات جِمَالة وقد حكي عن بعض القراء جُمَالات برفع الجيم فقد يكون من الشيء المجمل ويكون الجُمَالات جمعاً من جمع الجِمال كما قالوا الرَّخْل والرُّخال قال الأَزهري وروي عن ابن عباس أَنه قال الجِمَالات حِبَال السُّفن يجمع بعضها إِلى بعض حتى تكون كأَوساط الرجال وقال مجاهد جِمَالات حِبال الجُسور وقال الزجاج من قَرأَ جِمَالات فهو جمع جِمالة وهو القَلْس من قُلوس سُفُن البحر أَو كالقَلْس من قُلوس الجُسور وقرئت جِمالة صُفْر على هذا المعنى وفي حديث مجاهد أَنه قرأَ حتى يلج الجُمَّل بضم الجيم وتشديد الميم قَلْس السفينة قال الأَزهري كأَن الحَبْل الغليظ سمي جِمَالة لأَنها قُوىً كثيرة جُمِعت فأُجْمِلَت جُمْلة ولعل الجُمْلة اشتقت من جُمْلة الحَبْل ابن الأَعرابي الجامِل الجِمَال غيره الجامِل قَطِيع من الإِبل معها رُعْيانها وأَربابها كالبَقَر والباقِر قال الحطيئة فإِن تكُ ذا مالٍ كثيرٍ فإِنَّهم لهم جامِل ما يَهْدأُ الليلَ سامِرُه الجامل جماعة من الإِبل تقع على الذكور والإِناث فإِذا قلت الجِمَال والجِمَالة ففي الذكور خاصة وأَراد بقوله سامره الرِّعاء لا ينامون لكثرتهم وفي المثل اتَّخَذَ الليلَ جَمَلاً يضرب لمن يعمل بالليل عمله من قراءة أَو صلاة أَو غير ذلك وفي حديث ابن الزبير كان يسير بنا الأَبْرَدَيْن ويتخذ الليل جَمَلاً يقال للرجل إِذا سَرَى ليلته جَمْعاء أَو أَحياها بصلاة أَو غيرها من العبادات اتَّخَذَ الليل جَمَلاً كأَنه رَكِبه ولم ينم فيه وفي حديث عاصم لقد أَدركت أَقواماً يتخذون هذا الليل جَمَلاً يشربون النَّبِيذَ ويلبسون المُعَصْفَر منهم زِرُّ بن حُبَيْش وأَبو وائل قال أَبو الهيثم قال أَعرابي الجامِل الحَيّ العظيم وأَنكر أَن يكون الجامل الجِمَال وأَنشد وجامل حَوْم يَرُوح عَكَرهُ إِذا دنا من جُنْحِ ليل مَقْصِرهُ يُقَرْقِر الهَدْرَ ولا يُجَرْجِرُه قال ولم يصنع الأَعرابي شيئاً في إِنكاره أَن الجامل الجِمَال قال الأَزهري وأَما قول طرفة وجاملٍ خَوَّعَ مِن نِيبِه زَجْرُ المُعَلَّى أُصُلاً والسَّفيح فإِنه دل على أَن الجامل يجمع الجِمَال والنُّوق لأَن النِّيب إِناث واحدتها ناب ومن أَمثال العرب اتَّخَذَ الليل جَمَلاً إِذا سَرَى الليل كله واتخذ الليل جَمَلاً إِذا ركبه في حاجته وهو على المثل وقوله إِني لِمَنْ أَنْكَرَني ابنْ اليَثْرِبي قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَمَلِي إِنما أَراد رجلاً كان من أَصحاب عائشة واَّصل ذلك أَن عائشة غَزَت عَلِيّاً على جَمَل فلما هزم أَصحابها ثبت منهم قوم يَحْمُون الجَمَل الذي كانت عليه وجَمَل أَبو حَيٍّ من مَذْحِجٍ وهو جَمَل بن سعد العشيرة منهم هند بن عمرو الجَمَليُّ وكان مع علي عليه السلام فَقُتِل وقال قاتله قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَمَلِي قال ابن بري هو لعمرو بن يثربي الضَّبِّي وكان فارس بني ضَبَّة يوم الجَمَل قتله عمار بن ياسر في ذلك اليوم وتمام رجزه قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَمَلِي وابْناً لصُوحانَ على دين علي وحكى ابن بري والجُمَالة الخيل وأَنشد والأُدْم فيه يَعْتَرِكْ نَ بجَوِّه عَرْكَ الجُمَاله ابن سيده وقد أَوقعوا الجَمَل على الناقة فقالوا شربت لبن جَمَلي وهذا نادر قال ولا أُحِقُّه والجَمْع أَجْمال وجِمَال وجُمْل وجِمَالات وجِمالة وجَمَائل قال ذو الرمة وقَرَّبْنَ بالزُّرْق الجَمَائل بعدما تَقَوَّبَ عن غِرْبانِ أَوْراكها الخَطْرُ وفي الحديث هَمَّ الناس بنَحْر بعض جَمَائلهم هي جمع جَمَل وقيل جمع جِمَالة وجِمَالة جمع جَمَل كرِسالة ورَسائل ابن سيده وقيل الجَمَالة الطائفة من الجِمَال وقيل هي القطعة من النوق لا جَمَل فيها وكذلك الجَمَالة والجُمَالة عن ابن الأَعرابي قال ابن السكيت يقال للإِبل إِذا كانت ذُكورة ولم يكن فيها أُنثى هذه جِمالة بني فلان وقرئ كأَنه جِمَالة صُفْر والجامِلُ اسم للجمع كالباقر والكالِب وقالوا الجَمّال والجَمّالة كما قالوا الحَمّار والحَمّارة والخَيَّالة ورَجُل جامِل ذو جَمَل وأَجْمَل القومُ إِذا كثُرت جِمالهم والجَمَّالة أَصحاب الجِمال مثل الخَيّالة والحَمّارة قال عبد مناف بن رِبْع الهذلي حتى إِذا أَسْلكوهم في قُتَائدة شَلاًّ كما تَطْرُد الجَمّالةُ الشُّرُدا واسْتَجْمَل البَعِيرُ أَي صار جَمَلاً واسْتَقْرَم بَكْر فلان أَي صار قَرْماً وفي الحديث لكل أُناس في جَمَلهم خُبْر ويروى جُمَيْلهم على التصغير يريد صاحبهم قال ابن الأَثير هو مثل يُضْرب في معرفة كل قوم بصاحبهم يعني أَن المُسَوَّد يُسَوَّد لمعنى وأَن قومه لم يُسَوِّدوه إِلا لمعرفتهم بشأْنه ويروى لكل أُناس في بَعِيرهم خُبْر فاستعار البعير والجَمَل للصاحب وفي حديث عائشة وسأَلتها امرأَة أَأُوَخِّذ جَمَلي ؟ تريد زوجها أَي أَحبسه عن إِتيان النساء غيري فكَنَتْ بالجَمَل عن الزَّوج لأَنه زوج الناقة وجَمَّلَ الجَمَلَ عَزَله عن الطَّرُوقة وناقة جُمَالية وَثيقة تشبه الجَمَل في خِلْقتها وشدَّتها وعِظَمها قال الأَعشى جُمَالِيَّة تَغْتَلي بالرِّدَاف إِذا كَذَّبَ الآثِماتُ الهَجِيرا وقول هميان وقَرَّبُوا كلَّ جُمَالِيٍّ عَضِه قَرِيبَة نُدْوَتُه من مَحْمَضِه كأَنما يُزْهَم عِرْقا أَبْيَضِه( * قوله « كأنما يزهم » تقدم في ترجمة بيض ييجع بدل يزهم )
يُزْهَم يُجْعل فيهما الزَّهَم أَراد كل جُمَاليَّة فحَمَل على لفظ كُلّ وذكَّر وقيل الأَصل في هذا تشبيه الناقة بالجمل فلما شاع ذلك واطَّرد صار كأَنه أَصل في بابه حتى عادوا فشَبَّهوا الجَمَل بالناقة في ذلك وهذا كقول ذي الرمة ورَمْلٍ كأَوْراك النِّساءِ قَطَعْتُه إِذا أَظلمته المُظْلِمات الحَنادِسُ وهذا من حملهم الأَصل على الفرع فيما كان الفرع أَفاده من الأَصل ونظائره كثيرة والعرب تفعل هذا كثيراً أَعني أَنها إِذا شبهت شيئاً بشيء مكَّنَتْ ذلك الشبه لهما وعَمَّت به وجه الحال بينهما أَلا تراهم لما شبهوا الفعل المضارع بالاسم فأَعربوه تمموا ذلك المعنى بينهما بأَن شبهوا اسم الفاعل بالفعل فأَعملوه ؟ ورجل جُمَاليٌّ بالضم والياء مشددة ضَخْم الأَعضاء تامُّ الخَلْق على التشبيه بالجَمَل لعظمه وفي حديث فضالة كيف أَنتم إِذا قَعَد الجُمَلاءُ على المَنابر يَقْضون بالهَوَى ويَقْتلون بالغَضَب الجُمَلاءُ الضِّخَام الخَلْق كأَنه جمع جَمِيل وفي حديث الملاعنة فإِن جاءَت به أَوْرَق جَعْداً جُمَالِيّاً فهو لفلان الجُمَاليّ بالتشديد الضَّخم الأَعضاء التامُّ الأَوصال وقوله أَنشده أَبو حنيفة عن ابن الأَعرابي إِنَّ لنا من مالنا جِمَالا من خير ما تَحْوِي الرجالُ مالا يُنْتَجْن كل شَتْوَة أَجْمالا إِنما عَنى بالجَمَل هنا النَّخل شبهها بالجَمَل في طولِها وضِخَمها وإِتَائها ابن الأَعرابي الجَمَل الكُبَع قال الأَزهري أَراد بالجَمَل والكُبَع سمكة بَحريَّة تدعى الجَمَل قال رؤْبة واعْتَلَجتْ جِماله ولُخْمُه قال أَبو عمرو الجَمَل سمكة تكون في البحر ولا تكون في العَذْب قال واللُّخْمُ الكَوْسَجُ يقال إِنه يأْكل الناس ابن سيده وجَمَل البحر سمكة من سمكه قيل طوله ثلاثون ذراعاً قال العجاج كجَمَل البحر إِذا خاض حَسَر وفي حديث أَبي عبيدة أَنه أَذن في جَمَل البحر قيل هو سمكة ضخمة شبيهة بالجَمَل يقال لها جَمَل البحر والجُمَيل والجُمْلانة والجُمَيلانة طائر من الدخاخيل قال سيبويه الجُمَيل البُلْبل لا يتكلم به إِلاَّ مصغَّراً فإِذا جمعوا قالوا جِمْلان الجوهري جُمَيل طائر جاءَ مصغراً والجمع جِمْلان مثل كُعَيْت وكِعْتان والجَمَال مصدر الجَمِيل والفعل جَمُل وقوله عز وجل ولكم فيها جَمَال حين تُريحون وحين تسرحون أَي بهاء وحسن ابن سيده الجَمَال الحسن يكون في الفعل والخَلْق وقد جَمُل الرجُل بالضم جَمَالاً فهو جَمِيل وجُمَال بالتخفيف هذه عن اللحياني وجُمَّال الأَخيرة لا تُكَسَّر والجُمَّال بالضم والتشديد أَجمل من الجَمِيل وجَمَّله أَي زَيَّنه والتَّجَمُّل تَكَلُّف الجَمِيل أَبو زيد جَمَّل افيفي ُ عليك تَجْميلاً إِذا دعوت له أَن يجعله افيفي جَمِيلاً حَسَناً وامرأَة جَمْلاء وجَميلة وهو أَحد ما جاءَ من فَعْلاء لا أَفْعَل لها قال وَهَبْتُه من أَمَةٍ سوداء ليست بِحَسْناء ولا جَمْلاء وقال الشاعر فهي جَمْلاء كَبدْرٍ طالع بَذَّتِ الخَلْق جميعاً بالجَمَال وفي حديث الإِسراءِ ثم عَرَضَتْ له امرأَة حَسْناء جَمْلاء أَي جَمِيلة مليحة ولا أَفعل لها من لفظها كدِيمة هَطْلاء وفي الحديث جاءَ بناقة حَسْناء جَمْلاء قال ابن الأَثير والجَمَال يقع على الصُّوَر والمعاني ومنه الحديث إِن الله جَمِيل يحب الجَمَال أَي حَسَن الأَفعال كامل الأَوصاف وقوله أَنشده ثعلب لعبيد الله بن عتبة وما الحَقُّ أَن تَهْوَى فتُشْعَفَ بالذي هَوِيتَ إِذا ما كان ليس بأَجْمَل قال ابن سيده يجوز أَن يكون أَجمل فيه بمعنى جَمِيل وقد يجوز أَن يكون أَراد ليس بأَجمل من غيره كما قالوا الله أَكبر يريدون من كل شيء والمُجاملة المُعاملة بالجَمِيل الفراء المُجَامِل الذي يقدر على جوابك فيتركه إِبقاءً على مَوَدَّتك والمُجَامِل الذي لا يقدر على جوابك فيتركه ويَحْقد عليك إِلى وقت مّا وقول أَبي ذؤَيب جَمَالَك أَيُّها القلبُ القَرِيحُ سَتَلْقَى مَنْ تُحبُّ فتَسْتَريحُ يريد الزم تَجَمُّلَك وحياءَك ولا تَجْزَع جَزَعاً قبيحاً وجامَل الرجلَ مُجامَلة لم يُصْفِه الإِخاءَ وماسَحَه بالجَمِيل وقال اللحياني اجْمُل إِن كنت جامِلاً فإِذا ذهبوا إِلى الحال قالوا إِنه لجَمِيل وجَمَالَك أَن لا تفعل كذا وكذا أَي لا تفعله والزم الأَمر الأَجْمَل وقول الهذلي أَنشده ابن الأَعرابي أَخُو الحَرْب أَمّا صادِراً فَوَسِيقُه جَمِيل وأَمَّا واراداً فمُغَامِس قال ابن سيده معنى قول جَمِيل هنا أَنه إِذا اطَّرد وسيقة لم يُسْرع بها ولكن يَتَّئد ثِقَةً منه ببأْسه وقيل أَيضاً وَسِيقُه جَمِيل أَي أَنه لا يطلب الإِبل فتكون له وَسِيقة إِنما وسيقته الرجال يطلبهم ليَسْبِيَهم فيجلُبهم وَسَائق وأَجْمَلْت الصَّنِيعة عند فلان وأَجْمَل في صنيعه وأَجْمَل في طلب الشيء اتَّأَد واعتدل فلم يُفْرِط قال الرِّزق مقسوم فأَجْمِلْ في الطَّلَب وقد أَجْمَلْت في الطلب وجَمَّلْت الشيءَ تجميلاً وجَمَّرْته تجميراً إِذا أَطلت حبسه ويقال للشحم المُذَاب جَمِيل قال أَبو خراش نُقابِلُ جُوعَهم بمُكَلَّلاتٍ من الفُرْنيِّ يَرْعَبُها الجَمِيل وجَمَل الشيءَ جَمَعَه والجَمِيل الشَّحم يُذَاب ثم يُجْمَل أَي يُجْمَّع وقيل الجَمِيل الشحم يذاب فكُلما قَطَر وُكِّفَ على الخُبْزِ ثم أُعِيد وقد جَمَله يَجْمُله جَمْلاً وأَجمله أَذابه واستخرج دُهْنه وجَمَل أَفصح من أَجْمَلَ وفي الحديث لعن الله اليهود حُرِّمت عليهم الشحوم فَجَملوها وباعوها وأَكلوا أَثمانها وفي الحديث يأْتوننا بالسِّقَاء يَجْمُلون فيه الوَدَك قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية ويروى بالحاء المهملة وعند الأَكثر يجعلون فيه الودك واجْتَمَل كاشْتَوَى وتَجَمَّل أَكل الجَمِيل وهو الشحم المُذاب وقالت امرأَة من العرب لابنتها تَجَمَّلي وتَعَفَّفِي أَي كُلي الجَمِيل واشربي العُفَافَةَ وهو باقي اللبن في الضَّرْع على تحويل التضعيف والجَمُول المرأَة التي تُذيب الشحم وقالت امرأَة لرجل تدعو عليه جَمَلك الله أَي أَذابك كما يُذاب الشحم فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قول الشاعر إِذ قالت النَثُّول للجَمُولِ يا ابْنة شَحْمٍ في المَرِيءِ بُولي فإِنه فسر الجَمُول بأَنه الشحمة المُذابة أَي قالت هذه المرأَة لأُختها أَبشري بهذه الشَّحمة المَجْمولة التي تذوب في حَلْقك قال ابن سيده وهذا التفسير ليس بقويّ وإِذا تُؤُمِّل كان مستحيلاً وقال مرَّة الجَمُول المرأَة السمينة والنَّثُول المرأَة المهزولة والجَمِيل الإِهالة المُذابة واسم ذلك الذائب الجُمَالة والاجْتِمال الادِّهَان به والاجْتِمال أَيضاً أَن تشوي لحماً فكلما وَكَفَتْ إِهَالته اسْتَوْدَقْتَه على خُبْز ثم أَعدته الفراء جَمَلْت الشحم أَجْمُله جَمْلاً واجْتَملته إِذا أَذَبْته ويقال أَجْمَلته وجَمَلْت أَجود واجْتمل الرجُل قال لبيد فاشْتَوَى لَيْلة رِيحٍ واجْتَمَل والجُمْلة واحدة الجُمَل والجُمْلة جماعي الشيء وأَجْمَل الشيءَ جَمَعه عن تفرقة وأَجْمَل له الحساب كذلك والجُمْلة جماعة كل شيء بكماله من الحساب وغيره يقال أَجْمَلت له الحساب والكلام قال الله تعالى لولا أُنزل عليه القرآن جُمْلة واحدة وقد أَجْمَلت الحساب إِذا رددته إِلى الجُمْلة وفي حديث القَدَر كتاب فيه أَسماء أَهل الجنة والنار أُجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص وأَجْمَلت الحساب إِذا جمعت آحاده وكملت أَفراده أَي أُحْصوا وجُمِعوا فلا يزاد فيهم ولا ينقص وحساب الجُمَّل بتشديد الميم الحروفُ المقطعة على أَبجد قال ابن دريد لا أَحسبه عربيّاً وقال بعضهم هو حساب الجُمَل بالتخفيف قال ابن سيده ولست منه على ثِقَة وجُمْل وجَوْمَل اسم امرأَة وجَمَال اسم بنت أَبي مُسافر وجَمِيل وجُمَيْل اسمان والجَمَّالان من شعراء العرب حكاه ابن الأَعرابي وقال أَحدهما إِسْلامي وهو الجَمَّال بن سَلَمة العبدي والآخر جاهلي لم ينسبه إِلى أَب وجَمَّال اسم موضع قال النابغة الجعدي حَتَّى عَلِمْنا ولولا نحن قد عَلِمُوا حَلَّت شَلِيلاً عَذَاراهم وجَمَّالا
جمحل
الجُمَّحْلُ اللحم الذي يكون في الأَصداف عن كراع وقد ذكره الأَغلب في أُرجوزة له وقال في موضع آخر الجُمَّحْلُ اللحم الذي يكون في الصَّدَقة إِذا شُقِّقَت
جمعل
ابن سيده الجُمَعْلِيلة الضَّبُع وقال الأَزهري الجُمَعْليلة الناقة الهَرِمة
جنبل
الجُنْبُل العُسُّ الضَّخْم الخَشِبُ النَّحْت الذي لم يَسْتَو وأَنشد مَلْمومة لَمًّا كظَهْرِ الجُنْبُل الجُنْبُل والمِجْوَل القَدَح الضَّخم والجُنْبُل قَدَح غليظ من خشب وأَنشد أَبو عمرو لأَبي الغريب النصري وكُلْ هَنِيئاً ثم لا تُزَمِّل وادْعُ هُدِيتَ بعَتَادٍ جُنْبُل وقال آخر في مثله إِذا انبَطَحتْ جافَى عن الأَرض بَطنُها وخَوَّأَها رَابٍ كهامَةِ جُنْبُل
جنثل
جَنْثَل اسم
جنجل
الجُنْجُل بَقْلة بالشام نحو الهِلْيَوْنِ تؤكل مَسْلوقة
جنحدل
هذه كلمة ذكرها الأَزهري في الخماسي فقال وأَنشد أَبو الهيثم لمالك بن الرَّيب عَلامَ تَقولُ السيف يُثْقِل عاتقي إِذا قادني بين الرجال الجَنَحْدَل ؟ قال والجَنَحْدَل القَصِير
جندل
الجَنْدَل الحِجَارة ومنه سمي الرجل ابن سيده الجَنْدَل ما يُقِلُّ الرجلُ من الحِجَارة وقيل هو الحَجَر كُلُّه الواحدة جَنْدَلة قال أُمية الهذلي تَمُرُّ كجَنْدَلة المَنْجَنِي قِ يُرْمَى بها السُّور يوم القِتَال والجَنَدِل الجَنَادِل قال سيبويه وقالوا جَنَدِلٌ يَعْنُون الجَنَادِل وصرفوه لنقصان البناء عما لا ينصرف وأَرض جَنَدِلة ذات جَنَدِل وقيل الجَنَدِل بفتح الجيم والنون وكسر الدال المكان الغليظ فيه حجارة ومكان جَنَدِل كثير الجَنْدَل قال ابن سيده وحكاه كراع بضم الجيم قال ولا أُحِقُّه التهذيب الجَنْدَل صخرة مثل رأْس الإِنسان وجمعه جَنَادِل والجُنَادِل الشديد من كل شيء وجَنْدَل اسم رجل ودُومة الجَنْدَل موضع وجَنْدَل غير مصروف بُقْعة معروفة قال يَلُحْن من جَنْدَل ذي مَعَارك كأَن الموضع يسمى بجَنْدَل وبذي مَعَارك فأَبدل ذي معارك من جندل وأَحسن الروايتين من جَندلِ ذي معارك أَي من حجارة هذا الموضع والجُنادِل العظيم القَوِيُّ قال رؤبة كأَن تَحْتي صَخِباً جُنَادِلا
جهل
الجَهْل نقيض العِلْم وقد جَهِله فلان جَهْلاً وجَهَالة وجهِلَ عليه وتَجَاهل أَظهر الجَهْل عن سيبويه الجوهري تَجَاهَل أَرَى من نفسه الجَهْل وليس به واسْتَجْهَله عَدَّه جاهِلاً واسْتَخَفَّه أَيضاً والتجهيل أَن تنسبه إِلى الجَهْل وجَهِل فلان حَقَّ فلان وجَهِلَ فلان عَلَيَّ وجَهِل بهذا الأَمر والجَهَالة أَن تفعل فعلاً بغير العِلْم ابن شميل إِن فلاناً لَجَاهِل من فلان أَي جاهِلٌ به ورجل جاهِلٌ والجمع جُهْلٌ وجُهُلٌ وجُهَّل وجُهَّال وجُهَلاء عن سيبويه قال شَبَّهوه بِفَعيل كما شبهوا فاعلاً بفَعُول قال ابن جني قالوا جُهَلاء كما قالوا عُلَماء حَمْلاً له على ضدّه ورجل جَهُول كجاهِل والجمع جُهُل وجُهْل أَنشد ابن الأَعرابي جُهْل العَشِيِّ رُجَّحاً لقَسْرِه قوله جُهْل العَشِيِّ يقول في أَول النهار تَسْتَنُّ وبالعَشِيِّ يدعوها لينضمَّ إِليه ما كان منها شاذّاً فيأْمن عليها السِّباع والليل فيَحُوطها فإِذا فعل ذلك رَجَعْن إِليه مخافة قَسْرِه لهيبتها إِياه والمَجْهَلة ما يحملك على الجَهْل ومنه الحديث الولد مَبْخَلة مَجْبَنة مَجْهَلة وفي الحديث إِنكم لتُجَهِّلون وتُبَخِّلون وتُجَبِّنون أَي يَحْمِلون الآباء على الجَهْل بملاعبتهم إِياهم حفظاً لقلوبهم وكل من هذه الأَلفاظ مذكور في موضعه وقول مُضَرِّس بن رِبْعِيٍّ الفَقْعَسِي إِنا لَنَصْفَح عن مَجاهِل قومنا ونُقِيم سالِفَةَ العدوّ الأَصْيَد قال ابن سيده مَجاهِل فيه جمع ليس له واحد مُكَسَّر عليه إِلا قولهم جَهْل وفَعْل لا يُكَسَّر على مَفاعِل فَمَجاهِل ههنا من باب مَلامِح ومَحاسِن وفي حديث ابن عباس أَنه قال من اسْتَجْهَل مؤْمناً فعليه إِثْمه قال ابن المبارك يريد بقوله من اسْتَجْهَل مؤمناً أَي حَمَله على شيء ليس من خُلُقه فيُغْضِبه فإِنما إِثمه على من أَحوجه إِلى ذلك قال وجَهْله أَرجو أَن يكون موضوعاً عنه ويكون على من اسْتَجْهَله قال شمر والمعروف في كلام العرب جَهِلْت الشيء إِذا لم تعرفه تقول مِثْلي لا يَجْهَل مثلك وفي حديث الإِفْك ولكن اجْتَهَلَتْه الحَمِيَّة أَي حَمَلَتْه الأَنَفَة والغَضَب على الجَهْل قال وجَهَّلْته نَسَبته إِلى الجَهْل واسْتَجْهَلْته وجدته جاهِلاً وأَجْهَلْته جَعَلْته جاهِلاً قال وأَما الاسْتِجْهال بمعنى الحمل على الجَهْل فمنه مَثَل للعرب نَزْوَ الفُرارِ اسْتَجْهَل الفُرارَ ومثله اسْتَجْعَلْته حَمَلْته على العَجَلة قال فاسْتَعْجَلونا وكانوا من صَحابتنا يقول تَقدَّمونا فحَمَلونا على العَجَلة واسْتَزَلَّهم الشيطان حَمَلَهم على الزَّلَّة وقوله تعالى يحسبهم الجاهِلُ أَغنياء يعني الجاهِل بحالهم ولم يُرِدِ الجاهِلَ الذي هو ضد العاقل إِنما أَراد الجَهْل الذي هو ضد الخِبْرة يقال هو يَجْهَل ذلك أَي لا يعرفه وقوله عز وجل إِني أَعِظُك أَن تكون من الجاهلين من قولك جَهِل فلان رأْيه وفي الحديث إِن من العِلْم جَهْلاً قيل وهو أَن يتعلم ما لا يحتاج إِليه كالنجوم وعلوم الأَوائل ويَدَعَ ما يحتاج إِليه في دينه من علم القرآن والسنَّة وقيل هو أَن يتكلف العالم إِلى علم ما لا يعلمه فيُجَهِّله ذلك والجاهِلِيَّة زمن الفَتْرة ولا إِسلامَ وقالوا الجاهِلِيَّة الجَهْلاء فبالَغوا والمَجْهَل المَفازة لا أَعْلام فيها يقال رَكِبْتُها على مَجْهولها قال سويد بن أَبي كاهل فَرَكِبْناها على مَجْهُولِها بِصِلابِ الأَرْضِ فيهِنَّ شَجَع وقولهم كان ذلك في الجاهِلِيَّة الجَهْلاء هو توكيد للأَول يشتق له من اسمه ما يؤكد به كما يقال وَتِدٌ واتِدٌ وهَمَجٌ هامِجٌ ولَيْلة لَيْلاء ويَوْمٌ أَيْوَم وفي الحديث إِنك امرؤ فيك جاهِلِيَّة هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإِسلام من الجَهْل بالله سبحانه ورسوله وشرائع الدين والمُفاخَرَة بالأَنساب والكِبْر والتَّجَبُّر وغير ذلك وأَرض مَجْهَل لا يُهْتَدَى فيها وأَرضانِ مَجْهَل أَنشد سيبويه فلم يَبْقَ إِلاَّ كُلُّ صَفْواءَ صَفْوَةٍ بِصَحْراء تِيهٍ بَيْنَ أَرْضَيْنِ مَجْهَلِ وأَرَضُونَ مَجْهَلٌ كذلك وربما ثَنَّوا وجَمَعوا وأَرض مَجْهولة لا أَعلام بها ولا جِبال وإِذا كان بها معارف أَعلام فليست بمجهولة يقال عَلَوْنا أَرضاً مَجْهولة ومَجْهَلاً سَواءً وأَنشدنا قُلْتُ لصَحْراءَ خَلاءٍ مَجْهَلِ تَغَوَّلي ما شِئْتِ أَن تَغَوَّلي قال ويقال مجهولة ومجهولات ومَجاهِيل وناقة مجهولة لم تُحْلَب قَطُّ وناقة مجهولة إِذا كانت غُفْلة لا سِمَةَ عليها وكل ما اسْتَخفَّكَ فقد استجهلك قال النابغة دَعاك الهَوى واسْتَجْهَلَتْك المَنَازِلُ وكَيْفَ تَصابي المَرءِ والشَّيْبُ شامِلُ ؟ واسْتَجْهَلَتِ الريحُ الغُصْنَ حَرَّكته فاضطرب والمِجْهَل والمِجْهَلة والجَيْهَل والجَيْهَلة الخَشَبة التي يُحَرَّك بها الجَمْر والتَّنُّور في بعض اللغات وصَفاة جَيْهَل عظيمة قال ابن الأَعرابي جَيْهَلُ اسم امرأَة وأَنشد تقول ذاتُ الرَّبَلاتِ جَيهَلُ
جهبل
الجَهْبَلة المرأَة القبيحة الدَّمِيمة والجَهْبَل المُسِنُّ من الوُعُول وقيل العظيم منها قال يَحْطِم قَرْنَيْ جَبَليٍّ جَهْبَل
جول
جالَ في الحَرْب جَوْلة وجالَ في التَّطْواف يَجُول جَوْلاً وجَوَلاناً وجُؤُولاً قال أَبو حية النميري وجالَ جُؤُولَ الأَخْدَرِيِّ بوافد مُغِذٍّ قَلِيلاً ما يُنِيخُ ليَهْجُدا وتَجاوَلوا في الحرب أَي جال بعضهُم على بعض وكانت بينهم مُجاوَلات وجالَ واجْتال وانْجال بمعنًى قال الفرزدق وأَبي الذي وَرَدَ الكُلابَ مُسَوَّماً بالخَيْل تَحْتَ عَجاجِها المُنْجال والتَّجْوال التَّطْواف وفي الحديث فاجْتالَتْهم الشياطين أَي اسْتَخَفَّتْهم فَجالوا معهم في الضلال وجالَ واجْتال إِذا ذهب وجاء ومنه الجَوَلان في الحرب واجْتال الشيءَ إِذا ذهب به وساقه والجائل الزائل عن مكانه وروي بالحاء المهملة وسيأْتي ذكره ومنه الحديث لما جالَت الخيلُ أَهْوَى إِلى عنقي يقال جال يَجُول جَوْلة إِذا دار ومنه الحديث للباطل جَوْلةٌ ثم يَضْمَحِلُّ هو من جَوَّل في البلاد إِذا طاف يعني أَن أَهله لا يستقرّون على أَمر يعرفونه ويطمئنون إِليه قال ابن الأَثير وأَما حديث الصدِّيق إِن للباطل نَزْوة ولأَهل الحقِّ جَوْلة فإِنه يريد غَلَبة من جالَ في الحرب على قِرْنه قال ويجوز أَن يكون من الأَول لأَنه قال بعده يَعْفُو لها الأَثَرُ وتموت السُّنن وجَوَّلْتُ البلادَ تجويلاً أَي جُلْت فيها كثيراً وجَوَّل في البلاد أَي طَوَّف ابن سيده وجَوَّل تَجْوَالاً عن سيبويه قال والتَّفْعال بناء موضوع للكثرة كفَعَّلْت في فَعَلْت وجَوَّل الأَرضَ جالَ فيها وجال القومُ جَوْلة إِذا انكشفوا ثم كَرُّوا والمِجْوَل ثوب صغير تَجُول فيه الجارية غيره والمِجْوَل ثوب يُثْنَى ويُخَاط من أَحد شقيه ويجعل له جيب تَجُول فيه المرأَة وقيل المِجْوَل للصَّبيِّة والدِّرْع للمرأَة قال امرؤ القيس إِلى مِثْلِها يَرْنُو الحَلِيمُ صَبَابَةً إِذا ما اسْبَكَرَّتْ بين دِرْعٍ ومِجْوَل أَي هي بين الصبِيّة والمرأَة وفي حديث عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم إِذا دخل علينا لَبِس مِجْوَلاً قال ابن الأَعرابي المِجْوَل الصُّدْرة والصِّدَار وروي الخطابي عن عائشة أَيضاً قالت كان له صلى الله عليه وسلم مِجْوَل قال تريد صُدْرة من حَدِيد يعني الزَّرَدِيَّة قال الجوهري وربما سمي التُّرْس مِجْوَلاً وجال الترابُ جَوْلاً وانْجَال ذَهَب وسَطَع والجَوْل والجُول والجَوْلان والجَيْلان الأَخيرة عن اللحياني التراب والحصى الذي تجول به الريح على وجه الأَرض ويوم جَوْلانيٌّ وجَيْلانيٌّ كثير التراب والريح ويومٌ جَوْلان وجَيْلان كثير التراب والغبار هذه عن اللحياني وانْجَال الترابُ وجالَ وانْجِيالُه انكِشاطُه ويقال للقوم إِذا تركوا القَصْد والهُدَى اجْتَالَهُم الشيطان أَي جالوا معه في الضلالة وقول حميد مُطَوَّقة خَطْباء تَسْجَع كُلَّما دَنَا الصّيفُ وانْجال الرَّبيعُ فأَنْجَما انْجال أَي تَنَحَّى وذهب أَبو حنيفة الجائل والجَوِيل ما سَفَرَتْه الريحُ من حُطَام النَّبْت سواقط ورق الشجر فَجالَت به واجْتالَهم الشيطان حوَّلهم عن القَصْد وفي الحديث أَن الله تعالى قال إِني خلقت عبادي حُنَفاء فاجْتالهم الشيطان أَي اسْتَخَفَّهم فجَالُوا معه قال شمر يقال اجْتال الرجلُ الشيءَ إِذا ذهب به وطرده وساقه واجْتال أَموالَهم أَي ذهب بها واسْتَجالها مثله وفي حديث طَهْفة وتَسْتَجِيل الجَهامَ أَي تراه جائلاً تذهب به الريح ههنا وههنا ويروى بالخاء والحاء وهو الأَشهر وسيأْتي ذكرهما والإِجالة الإِدَارة يقال في المَيْسِر أَجِلِ السِّهام وأَجالَ السهام بين القوم حَرَّكها وأَفْضَى بها في القِسْمة ويقال أَجالوا الرأْي فيما بينهم وقول أَبي ذؤَيب وَهَى خَرْجُه واسْتُجِيلَ الرَّبا بُ منه وغُرِّم ماءً صَرِيحا( * قوله « وغرم » هكذا في الأصل هنا بالمعجمة المضمومة وتقدم في ترجمة صرح وكرم بالكاف وقال هناك وأراد بالتكريم التكثير وفي الصحاح وكرّم السحاب إذا جاد بالغيث )
معنى اسْتُجيل كُرْكِرَ ومُخِض والخَرْجُ الوَدْق وأَورد الأَزهري بيت أَبي ذؤَيب على غير هذا اللفظ فقال ثَلاثاً فَلمّا اسْتُجِيلَ الجَهَا مُ عَنْه وغُرِّم ماءً صَرِيحا وقال اسْتُجِيل ذهبت به الريح ههنا وههنا وتَقَطَّع وأَجِلْ جائِلَتك أَي اقْضِ الأَمر الذي أَنت فيه والجُول والجالُ والجِيلُ الأَخيرة عن كراع ناحيةُ البئرِ والقبرِ والبحر وجانبُها والجُول بالضم جدار البئر قال أَبو عبيد وهو كل ناحية من نواحي البئر إِلى أَعلاها من أَسفلها وأَنشد رَمَاني بأَمرٍ كنتُ منه وَوَالِدِي بَرِيًّا ومن جُولِ الطَّوِيِّ رَماني قال ابن بري البيت لابن أَحمر قال وقيل هو للأَزرق بن طرفة بن العَمَرَّد الفَراصِيّ أَي رماني بأَمر عاد عليه قبحه لأَن الذي يَرْمي من جُول البئر يعود ما رَمَى به عليه ويروى ومن أَجْل الطَّوِيّ قال وهو الصحيح لأَن الشاعر كان بينه وبين خصمه حُكُومة في بئر فقال خصمه إِنه لِصٌّ ابن لِصٍّ فقال هذه القصيدة وبعد البيت دَعَانِيَ لِصًّا في لُصُوص وما دَعا بها وَالِدِي فيما مَضَى رَجُلان والجالُ مثل الجُول قال الجعدي رُدَّتْ مَعَاولُه خُثْماً مُفَلَّلةً وصادَفَتْ أَخْضَرَ الجالَينِ صَلاَّلا
( * قوله « وصادفت » أي الناقة كما نص عليه الجوهري في ترجمة صلل حيث قال أي صادفت ناقتي الحوض يابساً )
وقيل جُولُ القبر ما حَوْله وبه فسر قول أَبي ذؤَيب حَدَرْناه بالأَثواب في قَعْرِ هُوَّةٍ شَدِيدٍ على ما ضُمَّ في اللَّحْدِ جُولُها والجمع أَجْوال وجُوَالٌ وجُوَالة
( * قوله « وجوال وجوالة » قال شارح القاموس هما في النسخ عندنا بالضم وفي المحكم بالكسر ) والجول العزيمة ويقال العقل وليس له جُول أَي عقل وعَزِيمة تمنعه مثل جُول البئر لأَنها إِذا طُوِيَت كان أَشدَّ لها ورجل ليس له جالٌ أَي ليس له عَزِيمة تمنعه مثل جُول البئر وأَنشد وليس له عند العزائم جُولُ والجُول لُبُّ القلب ومَعْقُولة أَبو الهيثم يقال للرجل الذي له رَأْيٌ ومُسُكة له زَبْر وجُول أَي يَتَماسَك جُولُه وهو مَزْبور ما فوق الجُول منه وصُلْب ما تحت الزَّبْر من الجُول ويقال للرجل الذي لا تَماسُك له ولا حَزْم ليس لفلان جُول أَي ينهدم جُولُه فلا يُؤْمَن أَن يكون الزَّبْر يَسْقُط أَيضاً قال الراعي يصف عبد الملك فأَبُوك أَحْزَمُهم وأَنت أَمِيرُهم وأَشَدَّهم عند العزائم جُولا ويقال في مَثَل ليس لفلان جُولٌ ولا جالٌ أَي حَزْم ابن الأَعرابي الجُول الصَّخْرة التي في الماء يكون عليها الطَّيُّ فإِن زالت تلك الصخرة تَهَوَّر البئر فهذا أَصل الجُول وأَنشد أَوْفَى على رُكْنَين فوق مَثَابة عن جُولِ رازِحَة الرِّشاءِ شَطُون وفي حديث الأَحنف ليس لك جُولٌ أَي عقل مأْخوذ من جُول البئر بالضم وهو جِدَارها الليث جالا الوادي جانِبا مائه وجالا البحر شَطَّاه والجمع الأَجوال وأَنشد إِذا تَنَازَعَ جالا مَجْهَلٍ قُذُف والأَجْوَلِيُّ من الخيل الجَوَّال السريع ومنه قوله أَجْوَلِيٌّ ذو مَيْعةِ إِضْريجُ الأَصمعي هو الجُول والجال لجانب القبر والبئر وجَوَلان المال بالتحريك صِغاره ورَدِيئُه والجَوْل الجماعة من الخيل والجماعةُ من الإِبل حكى ابن بري الجُول والجَوْل بالضم والفتح من الإِبل ثلاثون أَو أَربعون قال الراجز قد قَرَّبوا للبَيْنِ والتَّمَضِّي جَوْل مَخاضٍ كالرَّدى المُنْقَضِّ قال وكذلك هو من النعام والغنم واجْتال منهم جَوْلاً اختار قال عمرو ذو الكلب يصف الذئب فاجْتال منها لَجْبَةً ذاتَ هَزَم واجْتال من ماله جَوْلاً وجَوالة اختار الفراء اجْتَلْت منهم جَوْلة وانْتَضَلْت نَضْلة ومعناهما الاختيار وجُلْتُ هذا من هذا أَي اخترته منه واجْتَلْت منهم جَوْلاً أَي اخترت قال الكميت يمدح رجلاً وكائِنْ وكَم مِنْ ذي أَواصِرَ حَوْله أَفادَ رَغِيباتِ اللُّهى وجِزالَها لآخَرَ مُجْتالٍ بغير قَرابة هُنيْدَة لم يَمْنُن عليه اجْتِيالَها والجَوْل الحَبْل ورُبَّما سمي العِنان جَوْلاً الليث وِشاحٌ جائل وبِطان جائل وهو السَّلِس ويقال وِشاح جالٌٍ كما يقال كَبْش صافٌٍ وصائف والجَوْل الوَعِل المُسِنُّ عن ابن الأَعرابي والجمع أَجْوال والجَوْل شجر معروف وجَوْلى مقصور موضع وجَوْلانُ والجَوْلانُ بالتسكين جبل بالشام وفي التهذيب قرية بالشام وقال ابن سيده الجَوْلان جبل بالشام قال ويقال للجبل حارث الجَوْلان قال النابغة الذبياني بَكى حارِثُ الجَوْلان من فَقْدِ رَبِّه وحَوْرانُ نه مُوحِشٌ مُتَضائل وحارِث قُلَّةٌ من قِلاله والجَوْلان أَرض وقيل حارثٌ وحَوْران جَبَلان والأَجْوَل جبل عن ابن الأَعرابي وأَنشد كأَنَّ قَلُوصي تَحْمِلُ الأَجْوَلَ الذي بشَرْقيِّ سَلْمى يومَ جَنْب قُشام وقال زهير فشَرْقيِّ سَلْمى حَوْضه فأَجاوِله جَمَع الجَبَل بما حَوْله أَو جعل كل جزء منه أَجْوَل والمِجْوَل الفِضَّة عن ثعلب والمِجْوَل ثوب أَبيض يُجْعَل على يد الرجل الذي يَدْفع إِليه الأَيْسار القِداح إِذا تَجَمَّعوا التهذيب المِجْوَل الصُّدْرة والصِّدار والمِجْوَل الدِّرْهَم الصحيح والمِجْوَل العُوذة والمِجْوَل الحِمار الوحشيّ والمِجْوَل هِلال من فِضَّة يكون في وَسَط القِلادَة والجال لغة في الخالِ الذي هو اللِّواء ذكره ابن بري
جيل
الجِيل كل صِنْف من الناس التُّرْك جِيل والصِّين جِيل والعرب جِيل والروم جِيل والجمع أَجْيال وفي حديث سعد بن معاذ ما أَعْلَمُ من جِيل كان أَخبث منكم الجِيل الصنف من الناس وقيل الأُمَّة وقيل كل قوم يختصون بِلُغَة جيل وجِيلان وجَيْلان قوم رَتَّبهم كِسْرى بالبحرين شِبْه الأَكَرة لخَرْص النَّخْل أَو لمِهْنَةٍ مّا وقال عمرو بن بحر جَيْلان وجِيلان فَعَلة المُلوك وكانوا من أَهل الجَبَل وأَنشد أُتِيحَ له جَِيْلانُ عند جَذاذِه ورَدَّد فيه الطَّرْفَ حتى تَحَيَّرا وأَنشد الأَصمعي أَرْسَل جَيْلان يَنْحِتُون له ساتِيذَما بالحَديدِ فانْصَدَعا( * قوله ساتيذَما هكذا في الأصل وهو في معجم البلدان ساتيدما بالدال قيل إنه جبل وقيل إنه نهر )
المُؤَرِّج في قوله تعالى هو وقَبِيله أَي جِيلُه ومعناه جِنْسه وجِيل جِيلان قوم خلف الدَّيْلم التهذيب جِيلٌ من المشركين خلف الدَّيلم يقال جِيل جَيلان وجَيْلان بفتح الجيم حَيٌّ من عبد القيس الجوهري وجَيْلان الحَصى ما أَجالَته الريح منه يقال منه ريح ذات جَيْلان
حبل
الحَبْل الرِّباط بفتح الحاء والجمع أَحْبُل وأَحبال وحِبال وحُبُول وأَنشد الجوهري لأَبي طالب أَمِنْ أَجْلِ حَبْلٍ لا أَباكَ ضَرَبْتَه بمِنْسَأَة ؟ قد جَرَّ حَبْلُك أَحْبُلا قال ابن بري صوابه قد جَرَّ حَبْلَك أَحْبُلُ قال وبعده هَلُمَّ إِلى حُكْمِ ابن صَخْرة إِنَّه سَيَحكُم فيما بَيْننا ثم يَعْدِلُ والحبْل الرَّسَن وجمعه حُبُول وحِبال وحَبَل الشيءَ حَبْلاً شَدَّه بالحَبْل قال في الرأْس منها حبُّه مَحْبُولُ ومن أَمثالهم يا حابِلُ اذْكُرْ حَلاًّ أَي يا من يَشُدُّ الحَبْلَ اذكر وقت حَلِّه قال ابن سيده ورواه اللحياني يا حامل بالميم وهو تصحيف قال ابن جني وذاكرت بنوادر اللحياني شيخنا أَبا علي فرأَيته غير راض بها قال وكان يكاد يُصَلِّي بنوادر أَبي زيد إِعْظاماً لها قال وقال لي وقت قراءتي إِياها عليه ليس فيها حرف إِلاَّ ولأَبي زيد تحته غرض مّا قال ابن جني وهو كذلك لأَنها مَحْشُوَّة بالنُّكَت والأَسرار الليث المُحَبَّل الحَبْل في قول رؤبة كل جُلال يَمْلأ المُحَبَّلا وفي حديث قيس بن عاصم يَغْدو الناس بِحبالهم فلا يُوزَع رجل عن جَمَل يَخْطِمُه يريد الحِبال التي تُشَدُّ فيها الإِبل أَي يأْخذ كل إِنسان جَمَلاً يَخْطِمُه بحَبْله ويتملكه قال الخطابي رواه ابن الأَعرابي يغدو الناس بجمالهم والصحيح بحِبالهم والحابُول الكَرُّ الذي يُصْعد به على النخل والحَبْل العَهْد والذِّمَّة والأَمان وهو مثل الجِوار وأَنشد الأَزهري ما زلْتُ مُعْتَصِماً بحَبْلٍ منكُم مَنْ حَلِّ ساحَتَكم بأَسْبابٍ نَجا بعَهْدٍ وذِمَّةٍ والحَبْل التَّواصُل ابن السكيت الحَبْل الوِصال وقال الله عز وجل واعتصموا بحَبْل الله جميعاً قال أَبو عبيد الاعتصام بحَبْل الله هو ترك الفُرْقة واتباعُ القرآن وإِيَّاه أَراد عبد الله بن مسعود بقوله عليكم بحَبْل الله فإِنه كتاب الله وفي حديث الدعاء يا ذا الحَبْل الشديد قال ابن الأَثير هكذا يرويه المحدثون بالباء قال والمراد به القرآن أَو الدين أَو السبب ومنه قوله تعالى واعتصموا بحَبْل الله جميعاً ولا تَفَرَّقوا ووصفه بالشدَّة لأَنها من صِفات الحِبال والشدَّةُ في الدين الثَّباتُ والاستقامة قال الأَزهري والصواب الحَيْل بالياء وهو القُوَّة يقال حَيْل وحَوْل بمعنى وفي حديث الأَقرع والأَبرص والأَعمى أَنا رجل مسكين قد انقطعت بي الحِبال في سَفَري أَي انقطعت بي الأَسباب من الحَبْل السَّبَبِ قال أَبو عبيد وأَصل الحَبْل في كلام العرب ينصرف على وجوه منها العهد وهو الأَمان وفي حديث الجنازة اللهم إِن فلانَ بْنَ فلانٍ في ذمتك وحَبْل جِوارك كان من عادة العرب أَن يُخِيف بعضها بعضاً في الجاهلية فكان الرجل إِذا أَراد سفراً أَخذ عهداً من سيد كل قبيلة فيأْمن به ما دام في تلك القبيلة حتى ينتهي إِلى الأُخرى فيأْخذ مثل ذلك أَيضاً يريد به الأَمان فهذا حَبْل الجِوار أَي ما دام مجاوراً أَرضه أَو هو من الإِجارة الأَمان والنصرة قال فمعنى قول ابن مسعود عليكم بحبل الله أَي عليكم بكتاب الله وترك الفُرْقة فإِنه أَمان لكم وعهد من عذاب الله وعقابه وقال الأَعشى يذكر مسيراً له وإِذا تُجَوِّزها حِبالُ قَبِيلة أَخَذَتْ من الأُخرى إِليك حِبالَها وفي الحديث بيننا وبين القوم حِبال أَي عهود ومواثيق وفي حديث ذي المِشْعار أَتَوْك على قُلُصٍ نَواجٍ متصلة بحَبائل الإِسلام أَي عهوده وأَسبابه على أَنها جمع الجمع قال والحَبْل في غير هذا المُواصَلة قال امرؤ القيس إِني بحَبْلك واصِلٌ حَبْلي وبِرِيش نَبْلِك رائش نَبْلي والحَبْل حَبْل العاتق قال ابن سيده حَبْل العاتق عَصَب وقيل عَصَبة بين العُنُق والمَنْكِب قال ذو الرمة والقُرْطُ في حُرَّة الذِّفْرى مُعَلَّقُهُ تَباعَدَ الحَبْلُ منها فهو يضطرب وقيل حَبْل العاتق الطَّرِيقة التي بين العُنُق ورأْس الكتف الأَزهري حَبْلُ العاتق وُصْلة ما بين العاتق والمَنْكِب وفي حديث أَبي قتادة فضربته على حَبْل عاتقه قال هو موضع الرداء من العنق وقيل هو عِرْق أَو عَصَب هناك وحَبْل الوَرِيد عِرْق يَدِرُّ في الحَلْق والوَرِيدُ عِرْق يَنْبِض من الحيوان لا دَم فيه الفراء في قوله عز وجل ونحن أَقرب إِليه من حَبْل الوريد قال الحَبْل هو الوَرِيد فأُضيف إِلى نفسه لاختلاف لفظ الاسمين قال والوَرِيد عِرْق بين الحُلْقوم والعِلْباوَيْن الجوهري حَبْل الوَرِيد عِرْق في العنق وحَبْلُ الذراع في اليد وفي المثل هو على حَبْل ذراعك أَي في القُرب منك ابن سيده حَبْل الذراع عِرْق ينقاد من الرُّسْغ حتى ينغمس في المَنْكِب قال خِطَامُها حَبْلُ الذراع أَجْمَع وحَبْل الفَقار عِرق ينقاد من أَول الظهر إِلى آخره عن ثعلب وأَنشد البيت أَيضاً خِطامها حبل الفَقار أَجْمَع مكان قوله حَبْل الذراع والجمع كالجمع وهذا على حَبْل ذراعك أَي مُمْكِن لك لا يُحال بينكما وهو على المثل وقيل حِبال الذراعين العَصَب الظاهر عليهما وكذلك هي من الفَرَس الأَصمعي من أَمثالهم في تسهيل الحاجة وتقريبها هو على حَبْل ذراعك أَي لا يخالفك قال وحَبْل الذراع عِرْق في اليد وحِبال الفَرَس عروق قوائمه ومنه قول امرئ القيس كأَنَّ نُجوماً عُلِّقَتْ في مَصامِه بأَمراس كَتَّانٍ إِلى صُمِّ جَنْدَل والأَمراس الحِبال الواحدة مَرَسة شَبَّه عروق قوائمه بحِبال الكَتَّان وشبه صلابة حوافره بصُمِّ الجَنْدَل وشبه تحجيل قوائمه ببياض نجوم السماء وحِبال الساقين عَصَبُهما وحَبائِل الذكر عروقه والحِبالة التي يصاد بها وجمعها حَبائل قال ويكنى بها عن الموت قال لبيد حَبائلُه مبثوثة بَسبِيلهِ ويَفْنى إِذا ما أَخطأَتْه الحَبائل وفي الحديث النِّساء حَبائل الشيطان أَي مَصايِدُه واحدتها حِبالة بالكسر وهي ما يصاد بها من أَيّ شيء كان وفي حديث ابن ذي يَزَن ويَنْصِبون له الحَبائل والحَابِل الذي يَنْصِب الحِبالة للصيد والمَحْبُول الوَحْشيُّ الذي نَشِب في الحِبالة والحِبالة المِصْيَدة مما كانت وحَبَل الصيدَ حَبْلاً واحْتَبَله أَخذه وصاده بالحِبالة أَو نصبها له وحَبَلَته الحِبالةُ عَلِقَتْه وجمعها حبائل واستعاره الراعي للعين وأَنها عَلِقَت القَذَى كما عَلِقَت الحِبالةُ الصيدَ فقال وبات بثَدْيَيْها الرَّضِيعُ كأَنه قَذًى حَبَلَتْه عَيْنُها لا يُنيمُها وقيل المَحْبُول الذي نصبت له الحِبالة وإِن لم يقع فيها والمُحْتَبَل الذي أُخِذ فيها ومنه قول الأَعشى ومَحْبُول ومُحْتَبَل الأَزهري الحَبْل مصدر حَبَلْت الصيد واحتبلته إِذا نصبت له حِبالة فنَشِب فيها وأَخذته والحِبالة جمع الحَبَل يقال حَبَل وحِبال وحِبالة مثل جَمَل وجِمال وجِمالة وذَكَر وذِكار وذِكارة وفي حديث عبد الله السعدي سأَلت ابن المسيَّب عن أَكل الضَّبُع فقال أَوَيأْكلها أَحد ؟ فقلت إِن ناساً من قومي يَتَحَبَّلُونها فيأْكلونها أَي يصطادونها بالحِبالة ومُحْتَبَل الفَرَس أَرْساغه ومنه قول لبيد ولقد أَغدو وما يَعْدِمُني صاحبٌ غير طَوِيل المُحْتَبَل أَي غير طويل الأَرساغ وإِذا قَصُرت أَرساغه كان أَشدّ والمُحْتَبَل من الدابة رُسْغُها لأَنه موضع الحَبْل الذي يشدّ فيه والأُحْبُول الحِبالة وحبائل الموت أَسبابُه وقد احْتَبَلهم الموتُ وشَعرٌ مُحَبَّل مَضْفور وفي حديث قتادة في صفة الدجال لعنه الله إِنه مُحبَّل الشعر أَي كأَن كل قَرْن من قرون رأْسه حَبْل لأَنه جعله تَقاصيب لجُعُودة شعره وطوله ويروى بالكاف مُحَبَّك الشَّعر والحُبال الشَّعر الكثير والحَبْلانِ الليلُ والنهار قال معروف بن ظالم أَلم تر أَنَّ الدهر يوم وليلة وأَنَّ الفتى يُمْسِي بحَبْلَيْه عانِيا ؟ وفي التنزيل العزيز في قصة اليهود وذُلِّهم إِلى آخر الدنيا وانقضائها ضُرِبَت عليهم الذِّلَّة أَينما ثُقِفُوا إِلاَّ بحَبْل من الله وحَبْل من الناس قال الأَزهري تكلم علماء اللغة في تفسير هذه الآية واختلفت مذاهبهم فيها لإِشكالها فقال الفراء معناه ضربت عليهم الذلة إِلا أَن يعتصموا بحَبْل من الله فأَضمر ذلك قال ومثله قوله رَأَتْني بحَبْلَيْها فَصَدَّت مَخافةً وفي الحَبْل رَوْعاءُ الفؤاد فَرُوق أَراد رأَتني أَقْبَلْتُ بحَبْلَيْها فأَضمر أَقْبَلْت كما أَضمر الاعتصام في الآية وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَحمد بن يحيى أَنه قال الذي قاله الفراء بعيد أَن تُحْذف أَن وتبقى صِلَتُها ولكن المعنى إِن شاء الله ضُرِبَت عليهم الذلة أَينما ثُقِفوا بكل مكان إِلا بموضع حَبْل من الله وهو استثناء متصل كما تقول ضربت عليهم الذلة في الأَمكنة إِلا في هذا المكان قال وقول الشاعر رأَتني بحَبْلَيْها فاكتفى بالرؤية من التمسك قال وقال الأَخفش إِلا بحَبْل من الله إِنه استثناء خارج من أَول الكلام في معنى لكن قال الأَزهري والقول ما قال أَبو العباس وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أُوصيكم بكتاب الله وعِتْرَتي أَحدهما أَعظم من الآخر وهو كتاب الله حَبْل ممدود من السماء إِلى الأَرض أَي نور ممدود قال أَبو منصور وفي هذا الحديث اتصال كتاب الله( * قوله « اتصال كتاب الله » أي بالسماء ) عز وجل وإِن كان يُتْلى في الأَرض ويُنسَخ ويُكتَب ومعنى الحَبْل الممدود نور هُدَاه والعرب تُشَبِّه النور الممتدّ بالحَبْل والخَيْط قال الله تعالى حتى يتبين لكم الخيط الأَبيض من الخيط الأَسود من الفجر يعني نور الصبح من ظلمة الليل فالخيط الأَبيض هو نور الصبح إِذا تبين للأَبصار وانفلق والخيط الأَسود دونه في الإِنارة لغلبة سواد الليل عليه ولذلك نُعِتَ بالأَسود ونُعِت الآخر بالأَبيض والخَيْطُ والحَبْل قريبان من السَّواء وفي حديث آخر وهو حَبْل الله المَتِين أَي نور هداه وقيل عَهْدُه وأَمانُه الذي يُؤمِن من العذاب والحَبْل العهد والميثاق الجوهري ويقال للرَّمْل يستطيل حَبْل والحَبْل الرَّمْل المستطيل شُبِّه بالحَبل والحَبْل من الرمل المجتمِعُ الكثير العالي والحَبْل رَمْل يستطيل ويمتدّ وفي حديث عروة بن مُضَرِّس أَتيتك من جَبَلَيْ طَيِّء ما تركت من حبل إِلا وقفت عليه الحَبْل المستطيل من الرَّمْل وقيل الضخم منه وجمعه حِبال وقيل الحِبال في الرمل كالجِبال في غير الرمل ومنه حديث بدر صَعِدْنا على حَبْل أَي قطعة من الرمل ضَخْمة ممتدَّة وفي الحديث وجَعَل حَبْلَ المُشاة بين يديه أَي طريقَهم الذي يسلكونه في الرَّمْل وقيل أَراد صَفَّهم ومُجْتَمعهم في مشيهم تشبيهاً بحَبْل الرمل وفي صفة الجنة فإِذا فيها حَبائل اللؤلؤ قال ابن الأَثير هكذا جاء في كتاب البخاري والمعروف جَنابِذُ اللؤلؤ وقد تقدم قال فإِن صحت الرواية فيكون أَراد به مواضع مرتفعة كحِبال الرمل كأَنه جمع حِبالة وحِبالة جمع حَبْل أَو هو جمع على غير قياس ابن الأَعرابي يقال للموت حَبِيلَ بَراح ابن سيده فلان حَبِيل بَراح أَي شُجاعٌ ومنه قيل للأَسد حَبِيل بَراح يقال ذلك للواقف مكانه كالأَسد لا يَفِرُّ والحبْل والحِبْل الداهية وجَمْعها حُبُول قال كثيِّر فلا تَعْجَلي يا عَزّ أَن تَتَفَهَّمِي بنُصْحٍ أَتى الواشُونَ أَم بحُبُول وقال الأَخطل وكنتُ سَلِيمَ القلب حتى أَصابَني من اللاَّمِعات المُبْرِقاتِ حُبولُ قال ابن سيده فأَما ما رواه الشيباني خُبُول بالخاء المعجمة فزعم الفارسي أَنه تصحيف ويقال للداهية من الرجال إِنه لحِبْل من أَحْبالها وكذلك يقال في القائم على المال ابن الأَعرابي الحِبْل الرجل العالم الفَطِن الداهي قال وأَنشدني المفضل فيا عَجَبا لِلْخَوْدِ تُبْدِي قِناعَها تُرَأْرِئُ بالعَيْنَيْنِ لِلرَّجُل الحِبْل يقال رَأْرَأَتْ بعينيها وغَيَّقَتْ وهَجَلَتْ إِذا أَدارتهما تَغْمِز الرَّجُل وثار حابِلُهم على نابِلِهم إِذا أَوقدوا الشرَّ بينهم ومن أَمثال العرب في الشدة تصيب الناس قد ثار حابِلُهم ونابِلُهم والحابل الذي يَنْصِب الحِبالة والنابلُ الرامي عن قوسه بالنَّبْل وقد يُضرب هذا مثلاً للقوم تتقلب أَحوالهم ويَثُور بعضهم على بعض بعد السكون والرَّخاء أَبو زيد من أَمثالهم إِنه لواسع الحَبْل وإِنه لضَيِّق الحَبْل كقولك هو ضَيِّق الخُلُق وواسع الخُلُق أَبو العباس في مثله إِنه لواسع العَطَن وضَيِّق العَطَن والْتَبَس الحابل بالنابِل الحابِلُ سَدَى الثوب والنابِلُ اللُّحْمة يقال ذلك في الاختلاط وحَوَّل حابِلَه على نابِلِه أَي أَعلاه على أَسفله واجْعَل حابِلَه نابِلَه وحابله على نابله كذلك والحَبَلَةُ والحُبَلَةُ الكَرْم وقيل الأَصل من أُصول الكَرْم والحَبَلة طاق من قُضْبان الكَرْم والحَبَلُ شجر العِنَب واحدته حَبَلة وحَبَلة عَمْرو ضَرْب من العنب بالطائف بيضاء مُحَدَّدة الأَطراف متداحضة
( * قوله متداحضة هكذا في الأصل ) العناقيد وفي الحديث لا تقولوا للعِنَب الكَرْم ولكن قولوا العنب والحَبَلة بفتح الحاء والباء وربما سكنت هي القَضيب من شجر الأَعناب أَو الأَصل وفي الحديث لما خرج نوح من السفينة غَرَس الحَبَلة وفي حديث ابن سِيرِين لما خرج نوح من السفينة فَقَدَ حَبَلَتَيْن كانتا معه فقال له المَلَك ذَهَب بهما الشيطان يريد ما كان فيهما من الخَمْر والسُّكْر الأَصمعي الجَفْنة الأَصل من أُصول الكَرْم وجمعها الجَفْن وهي الحَبَلة بفتح الباء ويجوز الحَبْلة بالجزم وروي عن أَنس بن مالك أَنه كانت له حَبَلة تَحْمِل كُرًّا وكان يسميها أُمَّ العِيال وهي الأَصل من الكَرْم انْتَشَرَت قُضْبانُها عن غِرَاسِها وامتدّت وكثرت قضبانها حتى بلغ حَمْلُها كُرًّا والحَبَل الامتلاء وحَبِل من الشراب امتلأَ ورجل حَبْلانُ وامرأَة حَبْلى ممتلئان من الشراب والحُبال انتفاخ البطن من الشراب والنبيذ والماء وغيره قال أَبو حنيفة إِنما هو رجل حُبْلانُ وامرأَة حُبْلى ومنه حَبَلُ المرأَة وهو امتلاء رَحِمها والحَبْلان أَيضاً الممتلئ غضباً وحَبِل الرجلُ إِذا امتلأَ من شرب اللبن فهو حَبْلانُ والمرأَة حَبْلى وفلان حَبْلان على فلان أَي غضبان وبه حَبَلٌ أَي غَضَب قال وأَصله من حَبَل المرأَة قال ابن سيده والحَبَل الحَمْل وهو من ذلك لأَنه امتلاء الرَّحِم وقد حَبِلت المرأَةُ تَحْبَل حَبَلاً والحَبَل يكون مصدراً واسماً والجمع أَحْبال قال ساعدة فجعله اسماً ذا جُرْأَةٍ تُسْقِط الأَحْبالَ رَهْبَتُه مَهْما يكن من مَسام مَكْرَهٍ يَسُم ولو جعله مصدراً وأَراد ذوات الأَحبال لكان حَسَناً وامرأَة حابلة من نسوة حَبَلة نادر وحُبْلى من نسوة حُبْلَيات وحَبالى وكان في الأَصل حَبالٍ كدَعاوٍ تكسير دَعْوَى الجوهري في جمعه نِسْوة حَبالى وحَبالَيات قال لأَنها ليس لها أَفْعَل ففارق جمع الصُّغْرى والأَصل حَبالي بكسر اللام قال لأَن كل جمع ثالثه أَلف انكسر الحرف الذي بعدها نحو مَساجِد وجَعافِر ثم أَبدلوا من الياء المنقلبة من أَلف التأْنيث أَلفاً فقالوا حَبالى بفتح اللام ليفْرِقوا بين الأَلفين كما قلنا في الصَّحارِي وليكون الحَبالى كحُبْلى في ترك صرفها لأَنهم لو لم يُبْدِلوا لسقطت الياء لدخول التنوين كما تسقط في جَوَارٍ وقد ردّ ابن بري على الجوهري قوله في جمع حُبْلى حَبَالَيَات قال وصوابه جُبْلَيَات قال ابن سيده وقد قيل امرأَة حَبْلانة ومنه قول بعض نساء الأَعراب أَجِدُ عَيْني هَجَّانة وشَفَتي ذَبَّانَة وأَراني حَبْلانة واختلف في هذه الصفة أَعَامَّة للإِناث أَم خاصة لبعضها فقيل لا يقال لشيء من غير الحيوان حُبْلى إِلا في حديث واحد نهي عن بيع حَبَل الحَبَلة وهو أَن يباع ما يكون في بطن الناقة وقيل معنى حَبَل الحَبَلة حَمْل الكَرْمة قبل أَن تبلغ وجعل حَمْلها قبل أَن تبلغ حَبَلاً وهذا كما نهي عن بيع ثمر النخل قبل أَن يُزْهِي وقيل حَبَل الحَبَلة ولدُ الولد الذي في البطن وكانت العرب في الجاهلية تتبايع على حَبَل الحَبَلة في أَولاد أَولادها في بطون الغنم الحوامل وفي التهذيب كانوا يتبايعون أَولاد ما في بطون الحوامل فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال أَبو عبيد حَبَل الحَبَلة نِتَاج النِّتاج وولد الجَنين الذي في بطن الناقة وهو قول الشافعي وقيل كل ذات ظُفُر حُبْلى قال أَو ذِيخَة حُبْلى مُجِحّ مُقْرِب الأَزهري يزيد بن مُرَّة نهي عن حَبَل الحَبَلة جعل في الحَبَلة هاء قال وهي الأُنثى التي هي حَبَل في بطن أُمها فينتظر أَن تُنْتَج من بطن أُمها ثم ينتظر بها حتى تَشِبَّ ثم يرسل عليها الفَحْل فتَلْقَح فله ما في بطنها ويقال حَبَل الحَبَلة للإِبل وغيرها قال أَبو منصور جعل الأَول حَبَلة بالهاء لأَنها أُنثى فإِذا نُتِجت الحَبَلة فولدها حَبَل قال وحَبَل الحَبَلة المنتظرة أَن تَلْقِحَ الحَبَلة المستشعرة هذي التي في الرحم لأَن المُضْمَرة من بعد ما تُنْتَج إِمَّرة وقال ابن خالويه الحَبَل ولد المَجْر وهو وَلَد الولد ابن الأَثير في قوله نهي عن حَبَل الحَبَلة قال الحَبَل بالتحريك مصدر سمي به المحمول كما سمي به الحَمْل وإِنما دخلت عليه التاء للإِشعار بمعنى الأُنوثة فيه والحَبَل الأَول يراد به ما في بطون النُّوق من الحَمْل والثاني حَبَل الذي في بطون النوق وإِنما نهي عنه لمعنيين أَحدهما أَنه غَرَر وبيع شيء لم يخلق بعد وهو أَن يبيع ما سوف يحمله الجَنِين الذي في بطن أُمه على تقدير أَن يكون أُنثى فهو بيع نِتَاج النِّتَاج وقيل أَراد بحبَل الحَبَلة أَن يبيعه إِلى أَجل يُنْتَج فيه الحَمْل الذي في بطن الناقة فهو أَجل مجهول ولا يصح ومنه حديث عمر لما فُتِحت مصر أَرادوا قَسْمها فكتبوا إِليه فقال لا حتى يَغْزُوَ حَبَلُ الحَبَلة يريد حتى يَغْزُوَ منها أَولاد الأَولاد ويكون عامّاً في الناس والدواب أَي يكثر المسلمون فيها بالتوالد فإِذا قسمت لم يكن قد انفرد بها الآباء دون الأَولاد أَو يكون أَراد المنع من القسمة حيث علقه على أَمر مجهول وسِنَّوْرَة حُبْلى وشاة حُبْلى والمَحْبَل أَوان الحَبَل والمَحْبِل موضع الحَبَل من الرَّحِم وروي بيت المتنخل الهذلي إِن يُمْسِ نَشْوانَ بمَصْروفة منها بِرِيٍّ وعلى مِرْجَل لا تَقِهِ الموتَ وَقِيَّاتُه خُطَّ له ذلك في المَحْبِل والأَعْرف في المَهْبِل ونَشْوان أَي سكران بمَصْروفة أَي بخَمْر صِرْف على مِرْجَل أَي على لحم في قِدْر وإِن كان هذا دائماً فليس يَقِيه الموت خُطَّ له ذلك في المَحْبِل أَي كُتِب له الموت حين حَبِلَتْ به أُمُّه قال أَبو منصور أَراد معنى حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم إِن النطفة تكون في الرَّحمِ أَربعين يوماً نُطْفة ثم عَلَقة كذلك ثم مُضْغة كذلك ثم يبعث الله المَلَك فيقول له اكتب رزقَه وَعَملَه وأَجَلَه وشَقِيٌّ أَو سعيد فيُخْتَم له على ذلك فما من أَحد إِلا وقد كُتِب له الموت عند انقضاء الأَجَل المؤَجَّل له ويقال كان ذلك في مَحْبَل فلان أَي في وقت حَبَل أُمه به وحَبَّل الزَّرعُ قَذَف بعضُه على بعض والحَبَلة بَقْلة لها ثمرة كأَنها فِقَر العقرب تسمى شجرة العقرب يأْخذها النساء يتداوين بها تنبت بنَجْد في السُّهولة والحُبْلة ثمر السَّلَم والسَّيَال والسَّمُر وهي هَنَة مُعَقَّفة فيها حَبٌّ صُغَار أَسود كأَنه العَدَس وقيل الحُبْلة ثَمَرُ عامَّةِ العِضاه وقيل هو وِعَاءُ حَبِّ السَّلَم والسَّمُر وأَما جميع العِضَاه بَعْدُ فإِن لها مكان الحُبْلة السِّنَفة وقد أَحْبَل العِضَاهُ والحُبْلة ضَرْب من الحُلِيِّ يصاغ على شكل هذه الثمرة يوضع في القلائد وفي التهذيب كان يجعل في القلائد في الجاهلية قال عبدالله بن سليم من بني ثعلبة بن الدُّول ولقد لَهَوْتُ وكُلُّ شيءٍ هالِكٌ بنَقَاة جَيْبِ الدَّرْع غَير عَبُوس ويَزِينُها في النَّحْر حَلْيٌ واضح وقَلائدٌ من حُبْلة وسُلُوس والسَّلْس خَيْط يُنْظَم فيه الخَرَز وجمعه سُلوس والحُبْلة شجرة يأْكلها الضِّبَاب وضَبٌّ حابِل يَرْعَى الحُبْلة والحُبْلة بَقْلة طَيِّبة من ذكور البقل والحَبَالَّة الانطلاق
( * قوله « والحبالة الانطلاق » وفي القاموس من معانيها الثقل قال شارحه يقال ألقى عليه حبالته وعبالته أي ثقله ) وحكى اللحياني أَتيته على حَبَالَّة انطلاق وأَتيته على حَبَالَّة ذلك أَي على حين ذلك وإِبَّانه وهي على حَبَالَّة الطَّلاق أَي مُشْرِفة عليه وكل ما كان على فَعَالَّة مشددة اللام فالتخفيف فيها جائز كحَمَارَّة القَيْظ وحَمَارَته وصَبَارَّة البَرْد وصَبَارتَه إِلاَّ حَبَالَّة ذلك فإِنه ليس في لامها إِلاَّ التشديد رواه اللحياني والمَحْبَل الكتاب الأَوَّل وبنو الحُبْلى بطن النسب إِليه حُبْلِيّ على القياس وحُبَليُّ على غيره والحُبَل موضع الليث فلان الحُبَليّ منسوب إِلى حَيٍّ من اليمن قال أَبو حاتم ينسب من بني الحُبْلى وهم رهط عبد اٍّلله ابن أُبيٍّ المنافق حُبَليُّ قال وقال أَبو زيد ينسب إِلى الحُبْلى حُبْلَويٌّ وحُبْليٌّ وحُبْلاوِيٌّ وبنو الحُبْلى من الأَنصار قال ابن بري والنسبة إِليه حُبَليٌّ يفتح الباء والحَبْل موضع بالبصرة وقول أَبي ذؤَيب وَرَاحَ بها من ذي المَجَاز عَشِيَّةً يُبَادر أُولى السابقين إِلى الحَبْل قال السكري يعني حَبْلَ عَرفة والحابل أَرض عن ثعلب وأَنشد ابن الأَعرابي أَبنيَّ إِنَّ العَنْزَ تمنع ربَّها من أَن يَبِيت وأَهْله بالحابِل والحُبَليل دُويَّبة يموت فإِذا أَصابه المطر عاش وهو من الأَمثلة التي لم يحكها سيبويه ابن الأَعرابي الأَحْبَل والإِحْبَل والحُنْبُل اللُّوبِيَاء والحَبْل الثِّقَل ابن سيده الحُبْلة بالضم ثمر العِضاه وفي حديث سعد بن أَبي وَقَّاص لقد رأَيتُنا مع رسول اٍّلله صلى اٍّلله عليه وسلم وما لَنا طعام إِلاَّ الحُبْلة وورق السَّمُر أَبو عبيد الحُبْلة والسَّمُر ضَرْبان من الشجر شمر السَّمُر شبه اللُّوبِيَاء وهو الغُلَّف من الطَّلْح والسِّنْف من المَرْخ وقال غيره الحُبْلة بضم الحاء وسكون الباء ثمر للسَّمُر يشبه اللُّوبِيَاء وقيل هو ثمر العِضَاه ومنه حديث عثمان رضي اٍّلله عنه أَلَسْتَ تَرْعَى مَعْوتَها وحُبْلتها ؟ الجوهري ضَبُّ حابِل يَرْعَى الحُبْلة وقال ابن السكيت ضَبٌّ حابِلٌ ساحٍ يَرْعَى الحُبْلة والسِّحَاء وأَحْبَله أَي أَلقحه وحِبَال اسم رجل من أَصحاب طُلَيْحة بن خويلد الأَسدي أَصابه المسلمون في الرِّدَّة فقال فيه فإِن تَكُ أَذْوادٌ أُصْبِنَ ونِسْوة فلن تَذْهَبوا فَرْغاً بقتل حِبَال وفي الحديث أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أَقْطَع مُجَّاعة بن مَرَارة الحُبَل بضم الحاء وفتح الباء موضع باليمامة والله أَعلم
حبتل
الحَبْتَل والحُبَاتل القليل الجسم
حبجل
الحُبَاجِل القَصيرُ المجتمِعُ الخَلْق
حبركل
الحَبَرْكَل كالحَزَنْبَل وهما الغليظا الشَّفَة
حتل
الحَتْمل الرديءُ من كل شيء وحَتِلَتْ عينُه حَتَلاً خرج فيها حَبٌّ أَحمر عن كراع ابن الأَعرابي قال الحاتِل المِثْل من كل شيء قال الأَزهري الأَصل فيه الحاتنُ فقلبت النون لاماً وهو حَتْنه وحِتْنه وحَتْله وحِتْله أَي مثله والله أَعلم
حتفل
الحُتْفُل بقِيَّة المَرَق وحُتَاتُ اللحم في أَسفل القِدر وأَحسبه يقال بالثاء كذا قال ابن سيده
حثل
الحَثْل سُوءُ الرِّضَاع والحَالِ وقد أَحْثَلته أُمُّه والمُحْثَل السَّيِّءُ الغِذَاءِ قال مُتَمَّم وأَرْمَلةٍ تَسْعَى بأَشعثَ مُحْثَل كفَرْخ الحُبَارَى رِيشُه قد تَصَوَّعا والحِثْل الضَّاوِي الدقيقُ كالمُحْثَل وفي حديث الاستسقاء وارْحَم الأَطفالَ المُحْثَلة يعني السَّيِّئِي الغِذاء من الحَثْل وهو سُوء الرضاع وسوء الحال ويقال أَحْثَلْت الصبيَّ إِذا أَسأْت غِذاءَه وأَحْثله الدهر أَساءَ حاله الأَزْهري وقد يُحْثِله الدهرُ بسوءٍ الحال وأَنشد وأَشْعَثَ يَزْهاه النُّبُوحُ مُدَفَّعٍ عن الزاد ممن حَرَّف الدَّهْرُ مُحْثَلِ وحُثَالة الطعام ما يُخْرَج منه من زُؤَان ونحوه مما لا خير فيه فيُرْمَى به قال اللحياني هو أَجَلُّ من التراب والدُّقَاق قَليلاً والحُثَالة والحُثال الرديء من كل شيء وقيل هو القُشَارة من التمر والشعير والأَرُزِّ وما أَشبهها وكُلِّ ذي قُشَارة إِذا نُقِّي وحُثَالة القَرَظِ نُفَايته ومنه قول معاوية في خُطْبته فأَنا في مثل حُثالة القَرَظ يعني الزمان وأَهله وخص اللحياني بالحُثالة رَدِيءَ الحنطة ونُفْيَتَها وحُثَالةُ الدَّهْر وغيره من الطِّيب والدُّهْن ثُفْلُه فكأَنَّه الرديءُ من كل شيء وحُثَالة الناس رُذَالتهم وفي الحديث لا تقوم الساعة إِلا على حُثَالة الناس هي الرديءُ من كل شيء وجاء في الحديث الذي يرويه عبد اٍّلله بن عمرو أَنه ذكر آخر الزمان فيبقى حُثَالة من الناي لا خير فيهم أَراد بحُثَالة الناس رُذَالَهم وشِرَارَهم وأَصله من حُثَالة التمر وحُفَالته وهو أَردؤه وما لا خير فيه مما يبقى في أَسفل الجُلَّة ابن الأَعرابي الحُثَال السِّفَل الأَزهري وقد جاء في موضع أَعوذ بك من أَن أَبْقى في حَثْل من الناس بدل حُثَالة وهما سواء وفي رواية أَنه قال لعبد اٍّلله بن عمر كيف أَنت إِذا بَقِيتَ في حُثَالة من الناس يريد أَراذلهم أَبو زيد أَحْثَلَ فلان غَنَمه فهي مُحْثَلة إِذا هَزَلها ورجل حِثْيَل قصير والحِثْيَل مثل الهِمْيَع ضرب من أَشجار الجبال قال أَبو حنيفة زعم أَبو نصر أَنه شجر يشبه الشَّوْحَط ينبت مع النَّبْع قال أَوس بن حجر تعلمها في غِيلها وهي حَظْوةٌ بِوَادٍ به نَبْعٌ طِوالٌ وحِثْيَل الأَزهري عن الأَصمعي الحِثْيَل من أَسماء الشجر معروف الجوهري وأَحْثَلت الصَّبيَّ إِذا أَسأْت غذاءه قال ذو الرمة بها الذِّئْبُ مَحْزوناً كأَن عُوَاءه عُوَاء فَصِيل آخِرَ الليل مُحْثَل وقال أَبو النجم خَوْصاء تَرْمِي باليَتيم المُحْثَل وقال امرؤ القيس تُطْعِم فَرْخاً لها سَاغِباً أَزْرَى به الجوعُ والإِحْثال
حثفل
الحُثْفُل ما بقي في أَسفل القِدْر وقد ذكرت بالتاء وقيل الحُثْفُل سِفْلة الناس عن ابن الأَعرابي الأَزهري الحُثْفُل ثُرْتُم المَرَق ابن الأَعرابي يقال لثُفْل الدُّهْن وغيره في القارورة حُثْفُل قال ورَدِيء المال حُثْفُله وقيل الحُثْفُل يكون في أَسفل المرق من بَقِيَّة الثريد قاله ابن السكيت ابن بري الحُتْفُل والحُثْفُل ما يبقى في أَسفل القارورة من عَكَرِ الزيت
حثكل
حَثْكَل اسم
حجل
الحَجَل القَبَج وقال ابن سيده الحَجَل الذكور من القَبَج الواحدة حَجَلة وحِجْلانٌ والحِجْلى اسم للجمع ولم يجيء الجمع على فِعْلى إلا حرفان هذا والظِّرْبي جمع ظَرِبَان وهي دُوَيَّبة منتنة الريح قال عبد الله بن الحجاج الثعلبي من بني ثعلبة بن سعد بن ذُبْيان يخاطب عبد الملك بن مروان ويعتذر إِليه لأَنه كان مع عبد الله بن الزبير فارحم أُصَيْبِيَتي الذين كأَنهم حِجْلى تَدَرَّجُ بالشَّرَبَّة وُقَّعُ أَدْنُو لِتَرْحَمَني وتَقَبَل تَوْبتي وأَراك تَدْفَعُني فأَيْنَ المَدْفَع ؟ فقال عبد الملك إِلى النار الأَزهري سمعت بعض العرب يقول قالت القَطَا للحَجَل حَجَلْ حَجَلْ تَفِرُّ في الجَبَل من خَشْية الوَجَل فقالت الحَجَل للقَطا قَطا قَطا بَيْضُك ثِنْتا وبَيْضِي مائتا الأَزهري الحَجَل إِناث اليَعَاقِيب واليَعَاقِيب ذكورُها وروى ابن شميل حديثاً أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم إِني أَدعو قريشاً وقد جعلوا طَعَامي كطَعام الحَجَل قال النضر الحَجَل يأْكل الحَبَّة بعد الحبة لا يُجِدُّ في الأَكل قال الأَزهري أَراد أَنهم لا يُجِدُّون في إِجابتي ولا يدخل منهم في اللّه دين إِلا الخَطِيئة بعد الخَطِيئة يعني النادر القليل وفي الحديث فاصطادوا حَجَلاً هو القَبَج الأَزهري حَجَل الإِبل صغَار أَولادها ابن سيده الحَجَل صِغارُ الإِبل وأَوْلادُها قال لبيد يصف الإِبل بكثرة اللبن وأَن رؤوس أَولادها صارت قُرْعاً أَي صُلْعاً لكثرة ما يسيل عليها من لبنها وتَتَحلَّب أُمهاتُها عليها لها حَجَلٌ قد قَرَّعَتْ من رُؤوسها لها فوقها مما تولف واشل( * قوله « تولف » كذا في الأصل هنا وسبق في ترجمة قرع تحلب بدل تولف ولعل ما هنا محرف عن تو كف بالكاف أَي سال وقطر )
قال ابن السكيت استعار الحَجَل فجعلها صغَار الإِبل قال ابن بري وجدت هذا البيت بخط الآمدي قَرَّعت أَي تَقَرَّعت كما يقال قَدَّم بمعنى تَقَدَّم وخَيَّل بمعنى تَخَيَّل ويَدُلُّكَ على صحته أَن قولهم قُرِّع الفَصِيلُ إِنما معناه أُزِيل قَرَعُه بَجَرِّه على السَّبَخَة مثل مَرَّضْته فيكون عكس المعنى ومثله للجعدي لها حَجَل قُرْعُ الرؤوس تَحَلَّبت على هامِه بالصَّيْف حتى تَمَوّرا قال ابن سيده وربما أَوقعوا ذلك على فَتَايا المَعَزِ قال لقمان العاديُّ يَخْدَع ابْنَيْ تِقْن بغنمه عن إِبلهما اشْتَرِياها يا ابْنَي تِقْن إِنها لَمِعزى حَجَل بأَحْقِيها عِجَل يقول إنها فَتِيَّة كالحَجَل من الإِبل وقوله بأَحقِيها عِجَل أَي أَن ضُروعها تضرب إِلى أَحْقِيها فهي كالقِرَب المملوءة كل ذلك عن ابن الأَعرابي قال ورواه بعضهم أَنها لمِعْزَى حِجَل بكسر الحاء ولم يفسره ابن الأَعرابي ولا ثعلب قال ابن سيده وعندي أَنهم إِنما قالوا حِجَل فيمن رواه بالكسر إِتباعاً لعِجَل والحَجَلة مثل القُبَّة وحَجَلة العروس معروفة وهي بيت يُزَيَّن بالثياب والأَسِرَّة والستور قال أَدهم بن الزَّعراء وبالحَجَل المقصور خَلْف ظُهورنا نَوَاشِيءُ كالغِزْلان نُجْلٌ عيونُها وفي الحديث كان خاتَم النبوة مثل زِرِّ الحَجَلة بالتحريك هو بيت كالقُبَّة يستر بالثياب ويكون له أَزرار كبار ومنه حديث الاستئذان ليس لبيوتهم سُتور ولا حِجال ومنه أعْرُوا النساء يَلْزَمْن الحِجَال والجمع حَجَل وحِجَال قال الفرزدق رَقَدْن عليهن الحِجَال المُسَجَّف قال الحِجال وهم جماعة ثم قال المُسَجَّف فَذَكَّر لأَن لفظ الحِجَال لفظ الواحد مثل الجِرَاب والجِدَاد ومثله قوله تعالى قال مَنْ يُحْيي العِظَام وهي رَمِيم ولم يقل رَمِيمة وحَجَّل العَروسَ اتَّخَذ لها حَجَلة وقوله أَنشده ثعلب ورابغة أَلا أُحَجِّل قِدْرَنا على لَحْمِها حِين الشتاء لنَشْبَعَا فسره فقال نسترها ونجعلها في حَجَلة أَي إِنا نطعمها الضيفان الليث الحَجْل والحِجْل القَيْد يفتح ويكسر والحَجْل مشي المُقَيَّد وحَجَل يَحْجُلُ حَجْلاً إِذا مشى في القيد قال ابن سيده وحَجَلَ المُقَيَّد يَحْجُل ويَحْجِل حَجْلاً وحَجَلاناً وحَجَّل نَزا في مشيه وكذلك البعير العَقِير الأَزهري الإِنسان إِذا رفع رِجْلاً وتَرَيَّث في مشيه على رِجْل فقد حَجَل ونَزَوانُ الغُراب حَجْلُه وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لزيد أَنت مَوْلانا فَحَجَل الحَجْل أَن يرفع رِجْلاً ويَقْفِز على الأُخرى من الفَرَح قال ويكون بالرجلين جميعاً إِلا أَنه قَفْزٌ وليس بمشي قال الأَزهري والحَجَلان مِشية المُقَيَّد يقال حَجَل الطائرُ يَحْجُل ويَحْجِل حَجَلاناً كما يَحْجُل البعير العَقِير على ثلاث والغُلامُ على رِجْل واحدة وعلى رجلين قال الشاعر فقد بَهأَتْ بالحاجِلاتِ إِفالُها وسَيْف كَرِيمٍ لا يزال يَصُوعُها يقول قد أَنِسَتْ صِغارُ الإِبل بالحاجلات وهي التي ضرِبت سُوقُها فمشت على بعض قوائمها وبسيف كريم لكثرة ما شاهدت ذلك لأَنه يُعَرْقِبُها وفي حديث كعب أَجِدُ في التوراة أَن رجلاً من قريش أَوْبَشَ الثَّنايا يَحْجُل في الفتنة قيل أَراد يتبختر في الفتنة وفي الحديث في صفة الخيل الأَقْرَح المُحَجَّل قال ابن الأَثير هو الذي يرتفع البياض في قوائمه في موضع القيد ويجاوز الأَرساغ ولا يجاوز الركبتين لأَنها مواضع الأَحجال وهي الخلاخيل والقيود ومنه الحديث أُمتي الغُرُّ المُحَجَّلون أَي بِيض مواضع الوضوء من الأَيدي والوجه والأَقدام استعار أَثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للإِنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس ويديه ورجليه قال ابن سيده وأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قول الشاعر وإِني امْرُؤٌ لا تَقْشَعِرُّ ذؤابَتي من الذِّئْب يَعْوِي والغُرابِ والمُحَجَّل فإِنه رواه بفتح الجيم كأَنه من التحجيل في القوائم قال وهذا بعيد لأَن ذلك ليس بموجود في الغِرْبان قال والصواب عندي بكسر الجيم على أَنه اسم الفاعل من حَجَّل وفي الحديث إِن المرأَة الصالحة كالغُرَاب الأَعْصَم وهو الأَبيض الرجلين أَو الجناحين فإِن كان ذهب إِلى أَن هذا موجود في النادر فرواية ابن الأَعرابي صحيحة والحَجْل والحِجْل جميعاً الخَلْخَال لغتان والجمع أَحْجال وحُجُول الأَزهري روى أَبو عبيد عن أَصحابه حِجْل بكسر الحاء قال وما علمت أَحداً أَجاز الحِجل
( * قوله « أجاز الحجل » كذا في الأصل مضبوطاً بكسر الحاء وعبارة القاموس والحجل بالكسر ويفتح وكابل وطمرّ الخلخال ) غير ما قاله الليث قال وهو غلط وفي حديث عليٍّ قال له رجل إِن اللصوص أَخذوا حِجْلَي امرأَتي أَي خَلْخالَيْها وحِجْلا القيد حَلْقَتاه قال عَدِيُّ بن زيد العَبَادي أَعاذِل قد لاقَيْتُ ما يَزِعُ الفَتَى وطابقت في الحِجْلَينْ مَشْيِ المقيَّد والحِجْل البياض نفسه والجمع أَحْجال ثعلب عن ابن الأَعرابي أَن المفضل أَنشده إِذا حُجِّل المِقْرَى يكون وَفَاؤه تَمام الذي تَهْوي إِليه المَوَارِد قال المِقْرَى القَدَح الذي يُقْرى فيه وتَحْجِيلُه أَن تُصَبَّ فيه لُبَيْنة قليلة قَدْر تحجيل الفَرَس ثم يُوَفَّى المَقْرَى بالماء وذلك في الجُدُوبة وعَوَزِ اللَّبَن الأَصمعي إِذا حُجِّل المِقْرَى أَي سُتِر بالحَجَلة ضَنًّا به ليشربوه هم والتحجيل بياض يكون في قوائم الفرس كلها قال ذو مَيْعَةٍ مُحَجَّلُ القوائم وقيل هو أَن يكون البياض في ثلاث منهن دون الأُخرى في رِجْل ويَدَيْن قال تَعَادَى من قَوائمها ثَلاثٌ بتحجيل وَقَائمةٌ بَهِيمُ ولهذا يقال مُحَجَّل الثلاث مطلق يد أَو رجل وهو أَن يكون أَيضاً في رجلين وفي يد واحدة وقال مُحَجَّل الرِّجْلين منه واليَدِ أَو يكون البياض في الرجلين دون اليدين قال ذو غُرَّة مُحَجَّلُ الرِّجْلين إِلى وَظِيفٍ مُمْسَكُ اليَدَين أَو أَن يكون البياض في إِحدى رجليه دون الأُخرى ودون اليدين ولا يكون التحجيل في اليدين خاصة إِلا مع الرجلين ولا في يد واحدة دون الأُخرى إِلا مع الرجلين وقيل التحجيل بياض قَلَّ أَو كثر حتى يبلغ نصف الوَظِيفِ ولونٌ سائره ما كان فإِذا كان بياض التحجيل في قوائمه كلها قالوا مُحَجَّل الأَربع الأَزهري تقول فرس مُحَجَّل وفرس بادٍ جُحُولُه قال الأَعشى تَعَالَوْا فإِنَّ العِلْم عند ذوي النُّهَى من الناس كالبَلْقاء بادٍ جُحُولُها قال أَبو عبيدة المُحَجَّل من الخيل أَن تكون قوائمه الأَربع بِيضاً يبلغ البياضُ منها ثُلُثَ الوَظِيف أَو نصفَه أَو ثلثيه بعد أَن يتجاوز الأَرساغ ولا يبلغ الركبتين والعُرْقُوبَيْن فيقال مُحَجَّل القوائم فإِذا بلغ البياضُ من التحجيل ركبةَ اليد وعُرْقوب الرِّجل فهو فرس مُجَبَّب فإِن كان البياض برجليه دون اليد فهو مُحَجَّل إِن جاوز الأَرساغ وإِن كان البياض بيديه دون رجليه فهو أَعْصَم فإِن كان في ثلاث قوائم دون رجل أَو دون يد فهو مُحَجَّل الثلاث مُطْلَق اليد أو الرجل ولا يكون التحجيل واقعاً بيد ولا يدين إِلا أَن يكون معها أَو معهما رِجْل أَو رِجلان قال الجوهري التحجيل بياض في قوائم الفرس أَو في ثلاث منها أَو في رجليه قَلَّ أَو كَثُر بعد أَن يجاوز الأَرساغ ولا يجاوز الركبتين والعرقوبين لأَنها مواضع الأَحجال وهي الخَلاخِيل والقُيُود يقال فرس مُحَجَّل وقد حُجِّلَت قوائمُه تَحْجِيلاً وإِنَّها لَذَات أَحْجال فإِن كان في الرجلين فهو مُحَجَّل الرجلين وإِن كان بإِحدى رجليه وجاوز الأَرساغ فهو مُحَجَّل الرِّجل اليمنى أَو اليسرى فإِن كان مُحَجَّل يد ورجل من شِقٍّ فهو مُمْسَك الأَيامِن مُطْلَق الأَياسر أَو مُمْسَك الأَياسر مُطْلَق الأَيامن وإِن كان من خِلاف قلّ أَو كثر فهو مَشْكُول قال الأَزهري وأُخِذَ تحجيل الخيل من الحِجْل وهو حَلْقة القَيْد جُعِل ذلك البياض في قوائمها بمنزلة القيود ويقال أَحْجَل الرجُلُ بعيرَه إِحْجالاً إِذا أَطْلق قيده من يده اليمنى وشَدَّه في الأُخرى وحَجَّل فلانٌ أَمْرَه تحجيلاً إِذا شَهْرَه ومنه قول الجعدي يهجو لَيْلى الأَخْيَلِيَّة أَلا حَيِّيا هِنْداً وقُولاً لها هَلا فقد رَكِبَتْ أَمْراً أَغَرَّ مُحَجَّلا والتَّحْجِيل والصَّلِيب سِمَتان من سِمات الإِبل قال ذو الرمة يصف إِبلاً يَلُوح بها تحجيلُها وصَلِيبُها وقول الشاعر أَلَم تَعْلَمِي أَنَّا إِذا القِدْرُ حُجِّلَت وأُلْقِيَ عن وَجْه الفَتاة سُتُورُها حُجِّلَت القِدْر أَي سُتِرَت كما تُسْتَر العروس فلا تَبْرُز والتحجيل بياض في أَخلاف الناقة من آثار الصِّرار وضَرْع مُحَجَّل به تحجيل من أَثر الصِّرار وقال أَبو النجم عن ذي قَرامِيصَ لها مُحَجَّلِ والحَجْلاء من الضأْن التي ابْيَضَّت أَوْظِفَتُها وسائرها أَسود تقول منه نَعْجة حَجْلاء وحَجَلَت عَيْنُه تَحْجُل حُجُولاً وحَجَّلَت كلاهما غارت يكون ذلك في الإِنسان والبعير والفرس قال ثعلبة بن عمرو فَتُصْبِح حاجِلةً عينُه لِحِنْو اسْتِه وصَلاه عُيُوب وأَنشد أَبو عبيدة حَواجِل العُيون كالقِداح وقال آخر في الإِفراد دون الإِضافة حَواجِل غائرة العُيون وحَجَّلَت المرأَة بَنانَها إِذا لَوَّنَت خِضابَها والحُجَيْلاء الماء الذي لا تصيبه الشمس والحَوْجَلَة القارورة الغليظة الأَسفل وقيل الحَوْجَلة ما كان من القَوارِير شِبْه قَوارير الذَّرِيرة وما كان واسع الرأْس من صِغارها شِبْه السُّكُرَّجات ونحوها الجوهري الحَوْجَلة قَارُورة صغيرة واسعة الرأْس وأَنشد العَجَّاج كأَنَّ عينيه من الغُؤُور قَلْتانِ أَو حَوْجَلَتا قارُور قال ابن بري الذي في رجز العجاج قَلْتانِ في لَحْدَيْ صَفاً مَنْقُور صِفْرانِ أَو حَوْجَلَتا قارُور وقيل الحَوْجَلَة والحَوْجَلَّة القارورة فقط عن كراع قال ونظيره حَوْصَلَة وحَوْصَلَّة وهي للطائر كالمَعِدَة للإِنسان ودَوْخَلَة ودَوْخَلَّة وهي وعاء التمر وسَوْجَلَة وسَوْجَلَّة وهي غِلاف القارورة وقَوْصَرَة وقَوْصَرَّة وهي غلاف القارورةِ أَيضاً وقوله
( * قوله « وقوصرة وهي غلاف القارورة أَيضاً » كذا في الأصل والذي في القاموس والصحاح واللسان في ترجمة قصر أنها وعاء التمر وكناية عن المرأة ) وقوله كأَنَّ أَعينها فيها الحَواجِيلُ يجوز أَن يكون أَلحق الياءَ للضرورة ويجوز أَن يكون جمع حَوْجَلَّة بتشديد اللام فعوّض الياء من إِحدى اللاَّمين والحَواجِل القَوارير والسَّواجل غُلُفُها وأَنشد ابن الأَنباري نَهْج ترى حَوْله بَيْضَ القَطا قَبَصاً كأَنَّه بالأَفاحِيص الحَواجِيل حَواجِل مُلِئَت زَيْتاً مُجَرَّدة ليست عَلَيْهِنَّ من خُوصٍ سَواجِيل القَبَص الجَماعات والقِطَع والسَّواجِيل الغُلُف واحِدُها ساجُول وسَوْجَل وتَحْجُل اسم فَرَس وهو في شعر لبيد تَكاتَر قُرْزُلٌ والجَوْنُ فيها وتَحْجُل والنَّعامةُ والخَبال والحُجَيْلاء اسم موضع قال الشاعر فأَشْرَب من ماء الحُجَيْلاء شَرْبَةً يُداوى بها قبل الممات عَلِيلُ قال ابن بري ومن هذا الفصل الحُجال السَّمُّ قال الراجز جَرَّعْته الذَّيفان والحُجالا
حدل
الأَزهري حَدَل عليّ فلان يَحْدِل ويَحْدَلُ حَدْلاً أَي ظَلَمَني الجوهري ومالَ عليَّ بالظلم يقال رجل حَدْل غير عَدْل ابن سيده وحَدَل عليَّ يَحْدِل حُدُولاً وحَدْلاً جارَ وإِنه لقضاء حَدْل غير عَدْل ومنه الحديث القضاة ثلاثة رجلٌ عَلِمَ فَحَدَلَ أَي جارَ الأَزهري حادَلني فلان مُحادَلة إِذا راوغك وحادَلَتِ الأُتُنُ مِسْحَلَها راوغَتْه قال ذو الرمة من العَضِّ بالأَفخاذ أَو حَجَباتِها إِذا رابَه اسْتِعْصاؤها وحِدالُها والأَحْدَل ذو الخِصْية الواحدة من كل شيء قال ويقال في بعض التفسير إِذا كان مائل أَحد الشِّقَّيْن فهو أَحدل أَيضاً وقال الفراء الأَحدل المائل وقد حَدِل حَدَلاً قال وقال أَبو زيد الأَحْدَل الذي يمشي في شقّ وقال أَبو عمرو الأَحْدَل الذي في مَنْكِبيه ورقبته انكباب أَو إِقبال على صدره وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي في عنقه حَدَل أَو مَيَل وفي منكبيه دَفَأٌ وقال الليث قَوْس مُحْدَلة وذلك لاعوجاج سِيَتها قال والتَّحادُل الانحناء على القوس ويقال للقَوْس حُدال إذا طُومِن من طائفها قال الهذلي يصف قوساً لها مَحِصٌ غير جافي القُوى من الثَّوْر حَنَّ بوِرْكٍ حُدال المَحِص الوَتَر وقوله بِورْك أَي بقوس عُمِلَت من وَرِك شجرة أَي أَصل شجرة من الثور أَي من علب الثَّور من عَقَب الثَّوْر ابن سيده الحَدَل إِشْراف أَحد العاتِقَيْن على الآخر وهو أَحْدَل قال وقيل هو المائل العنق من خِلْقَة أَو وَجَع لا يملك أَن يُقِيمه وقوس مُحْدَلة وحَدْلاء بَيِّنة الحَدَل والحُدُولة حُدِرَت إِحدى سِيَتَيْها ورُفِعَت الأُخرى قال حتى أُتِيح لها رَامٍ بمُحْدَلةٍ ذُو مِرَّةٍ بدوَارِ الصَّيْد شَمَّاسُ والحَوْدَل الذَّكَر من القِرَدَة الأَزهري سمعت أَعرابيّاً يقول لآخر أَلا وانْزِل بهاتِيكَ الحَوْدَلة وأَشار إِلى أَكَمة بِحذَائه أَمره بالنزول عليها والحَدَال شجر في البادية ذكره بعض الهذليين فقال إِذا دُعِيَتْ لما في البيت قالت تَجَنَّ مِن الحَدَال وما جُنِيت أَي وما جُنِي لي منه ابن سيده وحِدْل الرَّجُل حُجْزته والحَدَالى موضع وبنو حُدَال حَيٌّ نسبوا إِلى مَحَلَّة كانوا ينزلونها وحَدَال اسم أَرض لكلب بالشأْم قال الراعي في إِثْر مَنْ قُرِنَتْ منِّي قَرِينَتُه يوْمَ الحَدَاك بتَسْبِيبٍ من القَدَر ويروى الحَدَال باللام وقال شمر الحُضَض هو الحُدُل وفي الحديث ذكر حُدَيْلة بضم الحاء وفتح الدال هي مَحَلَّة بالمدينة نسبت إِلى بني حُدَيْلة بطن من الأَنصار
حدقل
الحَدْقَلة إِدَارة العين في النظر قال الأَزهري هذا الحرف في كتاب الجمهرة لابن دريد في حروف لم أَجد ذكرها لأَحد من الثقات ومن وجدها لإِمام موثوق به أَلحقه بالرباعي ومن لم يجدها لثقة فليكن منها على رِيبة وحَذَر
حذل
الحَذَل مُثَقَّل في العين حُمْرةٌ وانْسِلاقٌ وسَيَلانُ دمع وانسلاقُها حُمْرةٌ تعتريها حَذِلت عينه حَذَلاً فهي حَذْلاء وأَحْذَلها البكاء او الحَرُّ قال العُجَير السَّلُولي ولم يُجْذِل العَيْن مثْلُ الفرَاقِ ولم يُرْمَ قلب بمثل الهوى وعَيْن حاذِلة لا تَبْكي البَتَّة فإِذا عَشِقَتْ بَكَتْ قال رؤبة ونسبه ابن بري للعجاج والشَّوْق شَاجٍ للعُيون الحُذَّل وقيل وَصَفها بما تؤول إِليه بعد البكاء فهي على هذا مما تقدم الأَزهري وصفها كأَن تلك الحمرة اعْتَرَتْها من شدة النظر إِلى ما أُعْجِبَتْ به والحَذَل باللام طول البكاء وأَن لا تجف عين الإِنسان والحَذَال والحُذَال شيء شبه الدم يخرج من السَّمُرة قال الشاعر إِذا دعِيتْ لما في البيت قالت تَجَنَّ من الحذَال وما جُنِيت( * روي هذا البيت في مادة حدل وفيه الحدال بدل الحذال )
أَي قالت اذهب إِلى هذا الشجر فاقْلَع الحَذَال فكُلْه ولم تَقْرِه والحُذَالة صَمْغة حمراء فيها الأَزهري الحَذْل بفتح الحاء صَمْغ الطَّلْح إِذا خرج فأَكل العود فانْحَتَّ واختلط بالصمغ وإِذا كان كذلك لم يؤكل ولم ينتفع به والحُذَال حَيْض السَّمُر وقال تُسَمِّيه الدُّوَدِم وأَنشد كأَن نَبِيذَك هذا الحُذَال والحَذَل ضَرْب من حَبِّ الشجر يُخْتَبَر ويؤكل في الجَدْب قال الراجز إِنَّ بَوَاء زادِكُم لَمّا أُكل أَن تُحْذِلُوا فتُكْثِروا من الحَذَل ويقال الحَذَال شيء يَخْرُج من أُصول السَّلَمِ يُنْقَع في اللبن فيؤكل قال أَبو عبيد الدُّوَدِم الذي يخرج من السَّمُر هو الحَذال قال ابن بري قال عليّ بن حمزة الحَذَال يشبه الدُّوَدِم وليس إِيَّاه وهو جَنًى يأْكله من يعرفه ومن لا يعرفه يظنه دُوَدِماً والحَذَل والحُذَال والحُذَالة مستدر ذيل القميص الجوهري الحُذْل حاشية الإِزار والقميص وفي الحديث من دخل حائطاً فليأْكل منه غير آخذ في حَذْله شيئاً الحَذْل بالفتح والضم حُجْزة الإِزار والقميص وطَرَفُه وفي حديث عمر هَلُمِّي حَذْلَكِ أَي ذَيْلَكِ فَصَبَّ فيه المال والحِذْل والحُذْل بكسر الحاء وضمها وسكون الذال فيهما حُجْزة السراويل عن ابن الأَعرابي وهي الحُذَل بضم الحاء وفتح الذال عن ثعلب الأَزهري الحُذْل الحُجْزة قال ثعلب يقال حُجْزته وحُذْلته وحُزَّته وحُبْكته واحد والحُذْل الأَصْل عن كراع وحُذَيْلاء موضع الجوهري حَذِلت عينُه بالكسر تَحْذَل حَذْلاً أَي سقط هُدْبُها من بَثْرة تكون في أَشفارها ومنه قول مُعَقِّر بن حِمَار البارقي فأَخْلَفْنا مَوَدَّتها فقاظت ومَأْقِي عَيْنِها حَذِلٌ نَطُوف أَي أَقامت في القَيْظ تبكي عليهم رأَيت حاشية بخط بعض الأَفاضل قال نقلت من شعر دُرَيْد ابن الصِّمَّة بخط جعفر بن محمد بن مَكِّي قال كان عمرو بن ناعِصَة السُّلَمي جاراً لدريد فَقَتَل عمرو بن ناعصة رجلاً من بني غاضِرة بن صَعْصَعَة يقال له قيس بن رَوَاحة فخرج ابن قيس يطلب بدمه فَلقِي عمرو بن ناعِصَة فقتله فقالت امرأَة ابن ناعصة أَبْكِي بعين حَذِلَتْ مُضَاعَه تَبْكي على جار بَني جُدَاعه أَيْنَ دُرَيْدٌ وهو ذو بَرَاعه ؟ حتى تَرَوْه كاشفاً قِنَاعه تَغْدو به سَلْهَبَةٌ سُرَاعه
حرجل
الحُرْجُل والحُرَاجِل الطويل وحَرْجَل إِذا طال والحُرْجُل الطويل الرِّجْلَين ذكره أَبو عبيد والحَرْجَل والحَرْجَلَة الجماعة من الخيل تميمِية وأََنشد الأَزهري في ترجمة عرضن تَعْدُو العِرَضْنَى خَيْلُهم حَرَاجِلا وقال حَرَاجِل وَعرَاجِل جماعات وفي التهذيب الحَرْجَل قَطِيع من الخيل وجاء القوم حَرَاجِلَة على خيلهم وعَرَاجِلَة أَي مُشَاة والحَرْجَلَة العَرَج والحَرْجَلة الجماعة من الناس كالعَرْجَلَة ولا يكونون إِلا مُشَاة ويقال حَرْجَل الرجلُ إِذا تَمَّم صَفًّا في صلاة وغيرها ويقال له حَرْجِلْ أَي تَمِّمْ والحَرْجَلَة القطعة من الجراد والحَرْجَلَة الحَرَّة من الأَرض حكاها أَبو حنيفة في كتاب النبات ولم يحكها غيره وحَرْجَل اسم
حركل
ابن سيده الحَرْكَلَة ضَرْب من المشي والحَرْكَلَة الرَّجَّالة كالحَوْكَلَة قال الأَزهري هذا الحرف في كتاب الجمهرة لابن دريد مع غيره وما وجدت أَكثرها لأَحد من الثقات فمن وجدها لإِمام يوثق به أَلحقه بالرباعي ومن لم يجدها فليكن منها على رِيبة وحَذَر
حرمل
الحَرْمَل حَبٌّ كالسِّمْسم واحدته حَرْمَلة وقال أَبو حنيفة الحَرْمَل نوعان نوع ورقه كورق الخِلاف ونَوْره كنَوْر الياسمين يُطَيَّب به السمسم وحَبُّه في سِنَفة كسِنَفة العِشْرِق ونوع سِنَفته طِوال مُدَوَّرة قال والحَرْمَل لا يأْكله شيء إِلا المِعْزى قال وقد تطبخ عروقه فيُسْقاها المحموم إِذا ماطلته الحُمَّى وفي امتناع الحَرْمَل عن الأَكَلة قال طَرَفة وذَمَّ قوماً هُمُ حَرْمَلٌ أَعْيا على كلِّ آكل مَبِيتاً ولو أَمْسَى سَوامهُم دَثْرا وحَرمَلة اسم رجل من ذلك قال أَحْيا أَباه هاشمُ بن حَرْمَله والحُرَيْمِلة شجرة مثل الرُّمَّانة الصغيرة ورقها أَدق من ورق الرمان خضراء تحمل جِراء دون جِراء العُشَر فإِذا جَفَّت انْشَقَّت عن أَلين قطن فتُحْشَى به المَخادُّ فتكون ناعمة جدّاً خفيفة وتُهْدَى إِلى الأَشراف وحَرْمَلاء موضع الجوهري الحَرْمَل هذا الحبُّ الذي يُدَخَّن به
حزل
الليث الحزل من قولك احْزأَلَّ يَحْزِئِلُّ احْزِئْلالاً يراد به ارتفاع في السير والأَرض قال والسحابُ إِذا ارتفع نَحْوَ بطن السماء قيل احْزَأَلَّ والمُحْزَئِلُّ المرتفع قال فَمَرَّتْ وأَطراف الصُّوَى مُحْزَئِلَّة تَئِجُّ كما أَجَّ الظَّلِيم المُفْزَّع واحْزَأَلَّ أَي ارتفع واجتمع قال أَبو دُواد يصف ناقة أَعددت للحاجة القُصْوَى يَمانِيَة بين المَهَارَى وبين الأَرْحَبِيَّات ذات انتباذ من الحادي إِذا برَكتْ خَوَّت على ثَفِناتٍ مُحْزَئِلاَّت وأَنشده الجوهري ذات بالرفع قال ابن بري صواب إِنشاده ذات انتباذ بالنصب معطوفاً على ما قبله واحْزَأَلَّ القومُ اجتمعوا قال الطِّرمَّاح ولو خَرَجَ الدَّجَّالُ ينشر دِينَه لوافَت تمِيمٌ حَوْلَه واحزَأَلَّتِ أَي اجتمعت إِليه وقال المَرَّار الفَقْعَسي يصف إِبلاً وحادِيَها تَغَنَّى ثم هَزَّج فاحْزَأَلَّتْ تَميل بها النَّحائزُ والسُّدُول قال ابن بري ويقال احْزَلَّت أَيضاً بغير همز قال الراجز تَرْمي الفَيافيَ إِذا ما احْزَلَّتِ بمثل عَيْنَيْ فارِكٍ قد مَلَّتِ ويقال أَيضاً من المهموز صَدْر مُحْزَئِلُّ أَي مرتفع قال الراجز رابي القصير مُحْزَئِلّ الصَّدْر( * قوله « رابي القصير » كذا في الأصل ولعله محرف عن القصيري بضم ففتح وهي كما في القاموس الضلع وأصل العنق )
واحْزَأَلَّت الإِبلُ اجتمعت ثم ارتفعت عن مَتن من الأَرض في ذهابها واحْزَأَلَّ الجبل ارتفع فوق السَّراب وفي حديث زيد بن ثابت قال دعاني أَبو بكر إِلى جمع القرآن فدخلت عليه وعُمَر مُحْزَئِلٌّ في المجلس أَي مُنْضَمٌّ بعضُه إِلى بعض وقيل مُسْتَوفِز ومنه احْزَأَلَّت الإِبل في السير إِذا ارتفعت فيه الليث الاحْتِزال هو الاحْتِزام بالثوب قال الأَزهري هذا تصحيف والصواب الاحْتِزاك بالكاف قال هكذا رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي في باب ضروب اللُّبْس وأَصله من الحَزْك والحَزْق وهو شدَّة المَدِّ وأَنشد وهو مذكور في موضعه ويقال للبعير إِذا بَرَك ثم تَجافى عن الأَرض قد احْزَأَلَّ واحْزَأَلَّت إِذا اجتمعت واحْزَأَلَّ فؤادُه إِذا انضمَّ من الخوف ويقال احْزَأَلَّ إِذا شخص
حزبل
الحَزَنْبَل الحَمْقاء وقيل العجوز المُتَهِدِّمة والحَزَنْبَل من الرجال القصير الموَثَّق الخَلْق وقيل هو القصير فقط وأَنشد ابن بري للبَوْلاني لَمَّا رأَت أَن زُوِّجَتْ حَزَنْبَلا ذا شَيْبة يمشي الهُوَيْنا حَوْقَلا وأَنشد لآخر حَزَنْبَل الحِضْنَين فَدْم زَأْبَل وحَزَنْبَل نبْتٌ عن السيرافي قال ابن سيده وإِنما قضيت على النون بالزيادة وإِن لم يشتق ما يذهب فيه لكثرة زيادته ثالثة فيما يظهره الاشتقاق وقال غيره الحَبَرْكَل كالحَزَنْبَل وهما الغليظا الشَّفَة الأَزْهري في الخماسي الحَزَنْبَل المُشْرِف من كلِّ شيء وقيل هو المجتَمِع وهَنٌ حَزَنْبَل مُشْرِف الرَّكَب قالت مَجِعة من نساء الأَعراب إنَّ هَني حَزَنْبَل حَزَابِيَه إِذا قَعَدْت فوقَه نَبا بيَه
حزجل
حَزْجَلٌ بَلد قال أُمية أَداحَيْتَ بالرِّجْلَيْن رِجْلاً تُغِيرها لتَجْنى وأَمْطٌ دون الاخرى وحَزْجل( * قوله « لتجنى إلخ » تجنى بفتح اوله كما في القاموس بلد وقوله أَمط كذا في الأصل )
أَراد الأُخْرى فحذف الهمزة وأَلقى حركتها على ما قبلها
حزقل
الحَزاقِل خُشارة الناس قال بحمد أَمير المؤمنين أَقرّهم شباباً وأَغزاكم حَزاقِلة الجُنْد وحِزْقِل اسم رجل قال الأَصمعي ولا أَدري ما أَصله من كلام العرب
حزكل
حَزَوْكَل قَصِير
حسل
الحِسْل ولد الضَّبِّ وقيل ولد الضب حين يخرج من بَيْضته فإِذا كَبِر فهو غَيْداق والجمع أَحْسال وحِسْلان الكسرة في حِسْل غَيْرُ الكسرة في حِسْلان تلك وضْعِيَّة وهذه مُجْتَلَبَة للجمع وحِسَلة وحُسُول هذه في الأَزهري والضب يكنى أَبا حِسْل وأَبا الحِسْل وأَبا الحُسَيل وقال أَبو الدُّقيش تقول العرب للضَّبِّ إِنه لَقاضي الدواب والطير قال الأَزهري ومما يحقق قوله الدواب والطير قال الأَزهري ومما يحقق قوله ما رويناه عن عامر الشعبي قال سمعت النعمان ابن بشير على المنبر يقول يا أَيها الناس إِني ما وجدت لي ولكم مَثَلاً إِلا الضَّبُع والثعلب أَتَيا الضبَّ في جُحْره فقالا أَبا الحِسْل قال أَجئتما ؟ قالا جئناك نَحْتَكِم قال في بيته يُؤتى الحَكَم في حديث فيه طول وقولهم في المثل لا آتيك سِنَّ الحِسْل أَي أَبداً لأَن سِنَّها لا تسقط أَبداً حتى تموت وأَنشد ابن بري ثُمَّتَ لا أُرْسِلها سِنَّ الحِسِل والحُسالة الرَّذْل من كل شيء وقال بعض العَبْسِيِّين قَتَلْتُ سَراتَكم وحَسَلَتْ منكم حَسِيلاً مِثْلَ ما حُسِل الوِبار قال ابن الأَعرابي حَسَلْت أَبْقَيت منكم بَقِيَّة رُذالاً والحُسالة مثل الحُثالة والمَحْسول مثل المَخْسول وهو المَرْذُول وقد حَسَله وخَسَله أَي رَذَله وحُسِل به أَي أُخِسَّ حَظُّه وفلان يُحَسِّل بنفسه أَي يُقَصِّر ويركب الدناءة وهو من حَسِيلتهم عن ابن الأَعرابي أَي من خُشارتهم والحَسِيل الرُّذال من كل شيء والحُسالة كالحَسِيلة قال ابن سيده وأُرى اللحياني قال الحُسالة من الفِضَّة كالسُّحالة وهو ما سقط منها ولست منها على ثِقَة وقال أَبو حنيفة الحُسالة ما تَكَسَّر من قشر الشعير وغيره والمَحْسول الخَسِيس والخاء أَعلى والحَسْل السَّوْق الشديد يقال حَسَلها حَسْلاً إِذا ضبطها سَوْقاً والحَسِيلة حَشَف النخل الذي لم يَحْلُ بُسْره يُيَبِّسونه حتى يَيْبَس فإِذا ضُرِب انْفَتَّ عن نَواه وَودَنُوه باللبن ومَرَدُوا له تمراً حتى يُحَلَّيه فيأْكلونه لَقِيماً يقال بُلُّوا لنا من تلك الحَسِيلة ورُبَّما وُدِن بالماء والحَسِيل ولد البقرة الأَهلية وعَمَّ به بعضهم فقال هو ولد البقرة والأُنثى بالهاء وجمعها حَسِيل على لفظ الواحد المذكر وقيل الحَسِيلْ البقر الأَهلي لا واحد له من لفظه ومنه قول الشَّنْفَرَى الأَزدي يصف السيوف وهُنَّ كأَذناب الحَسِيل صَوادر وقد نِهِلَتْ من الدِّماءِ وعَلَّتِ قال ابن بري قال الجوهري والحَسِيل ولد البقرة لا واحد له من لفظه قال صوابه والحَسِيل أَولاد البقر وقال قال الأَصْمعي واحدها حَسِيلة فقد ثبت أَن له واحداً من لفظه وشبه السيوف بأَذناب الحَسيل إِذا رأَت أُمهاتها فحرَّكتها وقيل لولد البقرة حَسِيل وحَسِيلة لأَن أُمه تُزْجِيه معها ابن الأَعرابي يقال للبقرة الحَسِيلة والحائرة والعَجوز والبعبة( * قوله « والحارة » وقوله « البعبة » هكذا في الأصل من غير نقط للكلمتين ولعل الاولى الجائرة أو الخائرة من الجؤار أو الخوار ) وأَنشد غيره عَليَّ الحَشِيش ورِيٌّ لها ويوم العُوار لحسْل بن ضَب يقولها المستأْثر مَرْزِئة على الذي يفعله قال أَبو حاتم يقال لولد البقرة إِذا قَرَم أَي أَكل من نبات الأَرض حَسِيل قال والحَسِيل إِذا هَلَكت أُمُّه أَو ذَأْرتْه أَي نَفَرت منه فأُوجِر لبناً أَو دَقِيقاً فهو مَحْسول أَنشد لا تَفْخَرَنَّ بِلحيَةٍ كثُرَتْ مَنابِتُها طوِيله تَهْوى تَفَرُّقَها الرِّيا حُ كأَنَّها ذَنَبُ الحَسِيله
حسفل
الحِسْفِل الرَّدِيء من كل شيء ابن الأَعرابي إذا جاء الرجل ومعه صبيانه قلنا جاء بحِسْكِله وحِسْفِله وحَمَكه ودَهْدائه والحَساكِل والحَسافِل صِغار الصبيان قال النضر أَنشدنا أَبو الذؤيب حِسْفِل البَطْن فما يَمْلاه شيْ ءٌ ولو أَوْرَدْتَه حَفْرَ الرِّباب قال حِسْفِل واسع البطن لا يَشْبَع
حسقل
الحَساقِل الصِّغار كالحَساكِل حكاه يعقوب عن ابن الأَعرابي
حسكل
الحَسْكَل بالفتح الرَّديء من كل شيء والحِسْكِل بالكسر الصِّغار من ولد كل شيء وخَصَّ بعضهم بالحِسْكِل ولد النَّعام أَوَّلَ ما يولد وعليه زغَبُهُ الواحدة حِسْكِلة قال علقمة تَأْوِي إِلى حِسْكِل زُغْبٍ حَواصِلُها كأَنَّهُن إِذا بَرَّكْن جُرْثُوم ويقال للصبيان حِسْكِل وتَرَك عِيالاً يتامى حِسْكِلاً أَي صِغاراً ابن الأَعرابي إِذا جاء الرجل ومعه صبيانه قلنا جاء بحِسْكِله وحِسْقِله ابن الفَرَج الحَساكِل والحَساقِل صِغار الصبيان يقال مات فلان وخَلَّفَ يتامى حَساكِل واحِدُهم حِسْكِل وكذلك صِغار كل شيء حَساكِل وحَساكِلة الجُنْد صِغارُهم قال ابن سيده أُراهم زادوا الهاء لتأْنيث الجماعة قال بفَضْل أَمير المؤمنين أَقَرَّهم شَباباً وأَغزاكم حَساكِلة الجُنْد( * روي هذا البيت في مادة حزقل وفيه حزاقلة بدل حساكلة )
الجوهري الجمع حَساكِل وحِسْكِلة وأَنشد الأَصْمعي أَنت سَقَيْت الصِّبْية العِياما الدَّرْدَقَ الحِسْكِلَة الهِياما خَنَاجِراً تَحْسَبُها خِياما وأَنشد ابن بري لراجز وبَرَزَتْ حِسْكِلةُ الوُلْدان كأَنَّهم قَطارِبُ الجِنان
حشل
رَجُل حَشْل رَذْل وقد حَشَلَهُ خفيفة حكاه يعقوب
حشبل
حَشْبَلة الرَّجُل مَتاعُه والحَشْبَلة كثرة العِيال عن الليث وابن شميل وإِن فلاناً لَذُو حَشْبَلة أَي ذو عِيال كثير
حصل
الحاصِل من كل شيء ما بَقِي وثَبَتَ وذَهَب ما سواه يكون من الحِساب والأَعمال ونحوها حَصَل الشيءُ يَحْصُل حُصُولاً والتحصيل تمييز ما يَحْصُل والاسم الحَصِيلة قال لبيد وكُلُّ امرئ يوماً سَيُعْلَم سعيُه إِذا حُصِّلت عند الإِله الحَصائِل والحَصائل البَقايا الواحدة حَصِيلة وقد حَصَّلْتُ الشيء تحصيلاً وحاصِلُ الشيءِ ومَحْصُوله بَقِيَّتُه وقال الفراء في قوله تعالى وحُصِّل ما في الصدور أَي بُيِّن وقال غيره مُيِّز وقال بعضهم جُمِع وتَحَصَّل الشيءُ تَجَمَّع وثبت والمحصول الحاصل وهو أَحد المصادر التي جاءت على مفعول كالمَعْقُول والمَيْسُور والمَعْسور وتحصيل الكلام رَدُّه إِلى محصوله ومن أَدْواء الخَيْل الحَصَل والقَصَل فالحَصَل سفُّ الفرس الترابَ من البَقْل فيجتمع منه تراب في بطنه فيقتله فإِن قتله الحَصَل قيل إِنه لَحَصِلٌ قال ابن سيده وحَصِلَت الدابةُ حَصَلاً أَكلت التراب فبقي في جوفها ثابتاً وإِذا وقع في الكَرِش لم يضرها وإِذا وقع في القِبَة قتَلَها قال الجوهري والحَصِيل نَبْتٌ وقد حَصِل الفَرَسُ حَصَلاً إِذا اشتكى بطنه من أَكل تراب النَّبْت وقيل الحَصَل أَن يثبت الحَصَى في لاقِطَة الحصى وهي ذوات الأَطباق من قِطْنة البعير فلا تخرج في الجِرَّة حين يَجْتَرُّ فربما قُتِل إِذا تَوَكَّأْت على جُرْدانه وقال الأَزهري الحَصَل في أَولاد الإِبل أَن تأْكل التراب ولا تخرج الجِرَّة وربما قتلها ذلك وحَصَّل النخلُ استدار بَلَحُه قال ابن سيده والحَصَل ما تناثر من حَمْل النخلة وهو أَخضر غَضٌّ مثل الخَرَز الخُصْر الصِّغار والحَصَل البَلَح قبل أَن يشتد وتظهر تَفَاريقه واحدته حَصَلة قال مُكَمَّمٌ جَبّارُها والجَعْلُ يَنْحَتُّ منهن السَّدَى والحَصْلُ سكن للضرورة وقيل هو الطَّلْع إِذا اصفرَّ وقد أَحْصَل النخلُ وقيل التحصيل استدارة البلح وقد أَحْصَل البَلَحُ إِذا خَرَجَ من تفاريقه صغاراً وأَحْصَل القومُ فهم مُحْصِلون إِذا حَصَّل نَخْلُهم وذلك إِذا استبان البُسْر وتَدَحْرَج والحَصَل من الطعام ما يُخْرَج منه فيُرْمى به من دَنْقة وزؤَان ونحوهما وقال أَبو حنيفة الحَصَل والحُصالة ما يبقى من الشعير والبرّ في البَيْدَر إِذا نُقِّي وعُزِل رديئه وقال اللحياني الحُصالة ما يُخْرَج منه فيُرْمى به إِذا كان أَجَلَّ من التراب والدُّقاق قليلاً ابن الأَعرابي وفي الطعام مُرَيْراؤه وحَصَلُه وغَفَاه وفَغَاه وحُثَالته وحُفَالَته بمعنى واحد قال الجوهري والحُصَالة بالضم ما يبقى في الأَنْدَر من الحَبّ بعدما يُرْفَع الحَبُّ وهو الكُنَاسة والحَصِيل ضَرْب من النبات حكاه ابن دريد عن الحِرْمازي قال ولا أَدري ما صحته والحَوْصَل والحَوْصَلة والحَوْصَلَّة والحَوْصَلاء ممدود من الطائر والظَّلِيم بمنزلة المَعِدة من الإِنسان وهي المَصارين لذي الظِّلْف والخُفِّ قال والقانِصَة من الطير تُدْعَى الجِرِّيئة مهموز على فِعِّيلة وقد حَوْصَل أَي مَلأَ حَوْصَلته ويقال حَوْصِلي وطِيري واحْوَنْصَل الطائر ثَنَى عنقه وأَخرج حَوْصلته وحَوْصَلة الإِنسان وكلِّ شيء مُجْتَمَع الثُّفْل أَسفلَ من السُّرَّة وقيل الحَوْصَلة المُرَيْطاء وهو أَسفل البطن إِلى العانة وقيل هو ما بين السرة إِلى العانة وناقة ضَخْمة الحَوْصَلة أَي البطن والمُحَوْصِل والمُحَوْصَل الذي يَخْرج أَسفله من قِبَل سُرَّته مثل بطن الحُبْلى والحَوْصَلة الشاة التي عَظُم من بطنها ما فوق سُرَّتها وأَنشد أَو ذَات أَوْنَينِ لها حَوْصَل وحَوْصَلة الحوض مُسْتَقَرُّ الماء في أَقصاه قال أَبو النجم وأَصبح الروضُ لَوِيّاً حَوْصَلُه وحَوْصَلُ الروضِ قَرارُه وهو أَبطؤُها هَيْجاً وبه سميت حَوْصَلة الطائر لأَنها قرار ما يأْكله ابن الأَعرابي زَاوِرَةُ القَطَاة ما تَحْمِل فيه الماءَ لفِراخها وهي حَوْصَلتها قال والغَراغِر الحَواَصِل ابن الأَعرابي الحاصِل ما خَلَص من الفِضَّة من حجارة المَعْدِن ويقال للذي يُخَلِّصه مُحَصِّل الجوهري والمُحَصِّلة المرأَة التي تُحصِّل تراب المَعْدِن قال الشاعر أَلا رَجُلٌ جَزَاه افيفي خيراً يَدُلُّ على مُحَصِّلة تُبِيتُ قال الأَزهري أَي تُبِيتُني عندها لأُجامِعَها وقال الجوهري أَي تَبيتُ تفعل كذا والبيت مُضَمَّن قال ابن بري رجل فاعل بإِضمار فعل يفسره يدل تقديره هَلاّ يَدُلُّ رجل على مُحَصِّلة وأَنشده سيبويه أَلا رَجُلاً بالنصب وقال تقديره أَلا تُرُوني رجلاً وقيل بمعنى هات لي رَجُلاً قال الجوهري ويروى أَلا رجلٍ بمعنى أَما من رَجُلٍ قال ابن بري وقيل المُحَصِّلة التي تُمَيِّز الذهب من الفضة وبعد البيت تُرَجِّل جُمَّتي وتَقُمُّ بَيْتي وأُعْطِيها الإِتاوَة إِنْ رَضِيتُ وفي الحديث بذَهَب( * قوله « بذهب » هكذا في الأصل والذي في نسخة النهاية التي بأَيدينا بذهبة بالهاء ) لم تُحَصَّل من ترابها أَي لم تُخَلَّص والذهب يُذَكَّر ويؤَنث وحَصَّلْت الأَمر حَقَّقْتُه وأَبَنْته وحَوْصَلاءُ والحَوْصَلاء موضع
حضل
حَضِلَت النخلةُ حَضَلاً فَسَدَتْ أُصُولُ سَعَفِها وصلاحُها أَن تُشْعَل النار في كَرَبَها حتى يحترق ما فسد من لِيفِها وسَعَفِها ثم تَجُود بعد ذلك قال الأَزهري يقال حَضِلَتْ وحَظِلَت بالضاد والظاء وافيفي أَعلم
حطل
الأَزهري عن ابن الأَعرابي الحِطْل الذِّئْب والجمع أَحْطال
حظل
الحَظْل المَنْع من التصرّف والحركةِ حَظَل يَحْظِل ويَحْظُل حَظْلاً وحِظْلاناً وحَظَلاناً وأَنشد أَبو عمرو لمنظور الدُّبَيري تُعَيِّرُني الحِظْلانَ أُمُّ مُغَلِّس فقلت لها لَمْ تَقْذِفِينِي بِدَائياً فإِني رأَيت الباخِلينَ متاعهم يُذَمُّ ويَفْنى فارْضَخي من وِعائياً فلن تَجِدِيني في المعيشة عاجزاً ولا حِصْرِماً خِبًّا شديداً وِكائياً ويروى تُعَيِّرُني الحِظْلانَ أُمُّ مُحَلِّم والحَظْل غَيْرة الرجل على المرأَة ومَنْعُه إِياها من التصرف ومنه قول البَخْتَري الجَعْدي يصف رجلاً بشدَّة الغَيْرة والطَّبانة لكل من ينظر إِلى حَلِيلته فما يُخْطِئْك لا يُخْطِئْك منه طَبَانِيةٌ فَيَحُْظُل أَو يَغَار وحَظَل عليه حِظْلاناً حَجَر شمر حَظَلْتُ على الرجل وحَظَرْت وعَجَرْت وعَجَزْت وحَجَرْت بمعنى واحد قال سمعت ابن الأَعرابي يقوله وأَنشد بيت البَخْتري الجَعْدي وأَنشده الجوهري فما يُعْدِمْكَ لا يُعْدِمْكَ قال ابن بري صوابه فما يُعْدِمْكِ لا يُعْدِمْكِ بكسر الكاف لأَنه يخاطب مؤَنثاً والذي في شعره فما يُخْطِئْك لا يُخْطِئْك كما أَوْردناه أَولاً وقبله أَلا يا لَيْل إِنْ خُيِّرْتِ فينا بنفسي فانْظُري أَيْنَ الخِيار ولا تَسْتَبْدِلي مني دَنِيئاً ولا بَرَماً إِذا خَبَّ القُتَار فما يُخْطِئْكِ لا يُخْطِئْكِ منه طَبَانِيَةٌ فَيَحْظِلُ أَو يَغار ويروى بعَيْشِكِ فانْظُري أَين الخِيَار والطَّبَانة والطَّبَانِيَة أَن يَنْظُر الرجل إِلى حَلِيلته فإِما أَن يَحْظِلُ أَي يَكُفَّها عن الظهور وإِما أَن يغضب ويَغار ويَحْظِلُ يُضَيِّق ويَحْجُر والحَظِل المُقَتِّر وأَنشد يَحْظُل أَو يَغارا قال الأَزهري وأَما البيت الذي احتجَّ به في المُقَتِّر فَيَحْظُلَ أَو يَغَارا فإِن الرواة رَوَوْه مرفوعاً فَيَحْظُلُ أَو يَغارُ ورفعه على الاستئناف ورجل حَظُول مُضَيِّق على أَهله الجوهري رجل حَظِلٌ وحَظَّال للمُقَتِّر الذي يحاسب أَهله بما يُنْفِق عليهم والاسم الحِظْلان بكسر الحاء والحَظَلان بالتحريك مشي الغَضْبان وقد حَظَل قال فَظَلَّ كأَنَّه شاةٌ رَمِيٌّ خَفيفَ المَشْيِ يَحْظُلُ مُسْتَكِينا أَي يَكُفُّ بعض مِشْيَتِه ويمشي غَضْبان وحَظَل يَحْظُل مَشَى في شِقّ من شَكَاةٍ وهو الحاظِل يقال مَرَّ بنا فلان يَحْظُل ظالعاً وقد حَظَل المَشْي يَحْظُل حَظَلاناً إِذا كَفَّ بعض مشيه وأَنشد ابن السكيت للمَرّار العَدَويّ وحَشَوْت الغَيْظَ في أَضْلاعه فهو يَمْشي حَظَلاناً كالنَّقِر قال والكَبْشُ النَّقِر الذي قد التوى عِرْق في عُرْقوبَيْه فهو يَكُفُّ بعض مشيه قال وهو الحَظَلان قال ابن السكيت حَظِلَت النِّقِرةُ من الشاء تَحْظَل حَظَلاً أَي كَفَّت بعض مِشْيَتها والحَظَلان عَرَج الرَّجْل وحَظِلت الشاةُ حَظَلاً وهي حظُول ظَلَعَتْ وتغير لونها لِوَرَم في ضَرْعها وحَظِلَت النخلةُ وحَضِلَت بالضاد والظاء فَسَدَت أُصول سَعَفِها وقد ذكرناه في حضل وحَظِل البعيرُ بالكسر إِذا أَكثر من أَكل الحَنْظَل يذكر في ترجمة حنظل إِن شاء الله
حعل
ابن بري حَيْعَل الرجلُ إِذا قال حَيَّ على الصلاة قال الشاعر أَلا رُبَّ طَيْفٍ منكِ باتَ مُعانِقي إِلى أَن دعا داعي الصَّبَاح فحَيْعَلا قال وقال آخر أَقول لها ودَمْعُ العَينِ جارٍ أَلم تَحْزُنْكِ حَيْعَلةُ المُنَادي ؟ هذه الترجمة ذكرها ابن بري هنا قال وأَهمل الجوهري هذه الترجمة وعَجِبْتُ منه فإِنه لم يَكْفِه أَن تَرْجَم عليها هنا حتى قال أَهملها الجوهري والجوهري لم يُهْمِلها لكنه ذكرها في حرف اللام هي وحَيَّهَلاً واستشهد بهذين البيتين أَيضاً عليها ولم يُفْرِد لها ترجمة بذكرها ولو أَفرد لها ترجمة لزمه أَن يترجم على بَسْمَل وحَمْدَل وحَوْقَل وسَبْحَل وما أَشبه ذلك
حفل
الحَفْل اجتماع الماء في مَحْفِلِه تقول حَفَل الماءُ يَحْفِل حَفْلاً وحُفُولاً وحَفِيلاً وحَفَل الوادي بالسَّيْل واحْتَفَل جاء بِملءِ جَنْبَيْه وقول صخْر الغَيِّ أَنا المثَلَّم أَقْصِرْ قبل فاقِرَة إِذا تُصِيبُ سَوَاءَ الأَنف تَحْتَفِل معناه تأْخذ مُعْظَمَه ومَحْفِل الماء مُجْتَمَعُه وفي الحديث في صفة عمر ودفقت في مَحافِلِها جمع مَحْفِل أَو مُحْتَفَل حيث يَحْتفل الماء أَي يجتمع وحَفَلَ اللَّبنُ في الضَّرْع يَحْفِل حَفْلاً وحُفُولاً وتَحَفَّل واحْتَفَل اجتمع وحَفَلَه هو وحَفَّلَه وضَرْع حافِل أَي ممتلئ لبناً وشُعْبة حافل ووَادٍ حافِل إِذا كَثُر سَيْلُهما والجمع حُفَّل ويقال احْتَفَل الوادي بالسيل أَي امتلأَ والتَّحْفيل مثل التَّصْرِية وهو أَن لا تُحْلَب الشاة أَياماً ليجتمع اللبن في ضَرْعها للبيع ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التصرية والتحفيل وناقة حافِلَة وحَفُول وشاة حافل وقد حَفَلَتْ حُفُولاً وحَفْلاً إِذا احْتَفَل لَبَنُها في ضَرْعها وهُنَّ حُفَّل وحوافل وفي الحديث من اشترى شاة مُحَفَّلة( * قوله « من اشترى شاة محفلة » كذا في الأصل والذي في نسخة النهاية التي بأيدينا من اشترى محفلة بدون لفظ شاة ) فلم يَرْضَها رَدَّها ورَدَّ معها صاعاً من تَمْر قال المُحَفَّلة الناقة أَو البقرة أَو الشاة لا يحْلُبها صاحبها أَياماً حتى يجتمع لبنها في ضَرْعها فإِذا احتلبها المشتري وَجَدها غَزِيرة فزاد في ثمنها فإِذا حلبها بعد ذلك وجدها ناقصة اللبن عما حلبه أَيام تَحْفِيلها فجعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بَدَل لبن التحفيل صاعاً من تمر قال وهذا مذهب الشافعي وأَهل السنَّة الذين يقولون بسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والمُحَفَّلة والمُصَرَّاة واحدة وسميت مُحَفَّلة لأَن اللبن حُفِّل في ضَرْعها أَي جُمع والتحفيل مثل التصرية وهو أَن لا تحلب الشاة أَياماً ليجتمع اللبن في ضرعها للبيع والشاة مُحَفَّلة ومُصَرَّاة وأَنشد الأَزهري للقطَامي يذكر إِبلاً اشتدَّ عليها حَفْلُ اللبن في ضروعها حتى آذاها ذَوَارِف عَيْنَيها من الحَفْل بالضُّحَى سُجُومٌ كَنَضَّاح الشِّنَانِ المُشَرَّب وروي عن ابن الأَعرابي قال الحُفَال الجَمْع العظيم والحُفَال اللبن المجتمِع وهذا ضَرْع حَفِيل أَي مملوء لبناً قال ربيعة بن هَمّام بن عامر البكري أَآخُذُ بالعُلا ناباً ضَرُوساً مُدَمَّمة لها ضَرْع حَفِيل ؟ وفي حديث عائشة تصف عمر رضي الله عنهما لله أُمٌّ حَفَلَتْ له ودَرَّتْ عليه أَي جَمَعت اللبن له في ثديها وفي حديث حليمة فإِذا هي حافل أَي كثيرة اللبن وفي حديث موسى وشعيب فاستنكر أَبوهما سرعة مجيئهما بغنمهما حُفَّلاً بِطاناً جمع حافل أَي ممتلئة الضروع وحَفَلَت السماءُ حَفْلاً جَدَّ وَقْعُها واشتدَّ مطرُها وقيل حَفَلَت السماءُ إِذا جَدَّ وَقْعُها يَعْنُون بالسماء حينئذ المطر لأَن السماء لا تَقَع وحَفَل الدمعُ كثُر قال كثيِّر إِذا قلت أَسْلُو غارَتِ العينُ بالبُكا غِرَاءً ومَدَّتْها مَدامعُ حُفَّلُ وحَفَل القومُ يَحْفِلونَ حَفْلاً واحْتَفَلوا اجتمعوا واحْتَشَدوا وعنده حَفْل من الناس أَي جَمْع وهو في الأَصل مصدر والحَفْل الجَمْع والمَحْفِل المَجْلِس والمُجْتَمَع في غير مجلس أَيضاً ومَحْفِلُ القوم ومُحْتَفَلُهم مُجْتَمَعُهم وفي الحديث ذكر المَحْفِل وهو مُجْتَمَع الناس ويجمع على المَحافِل وتَحَفَّل المجلسُ كثر أَهلهُ ودَعاهم الحَفَلى والأَحْفَلى أَي بجماعتهم والجيم أَكثر وجَمْعٌ حَفْلٌ وحَفِيلٌ كثير وجاؤوا بحَفيلتهم وحَفْلَتهم أَي بأَجمعهم قال أَبو تراب قال بعض بني سليم فلان محافظ على حَسَبه ومُحَافِل عليه إِذا صانه وأَنشد شمر يا وَرْسُ ذاتَ الجِدِّ والحَفِيل ما بَرِحَتْ وَرْسَةُ أَو نَشِيل وَرْسَةُ اسمُ عَنْزٍ كانت غَزِيرة يقال ذو حَفِيل في أَمره أَي ذو اجتهاد والحَفِيل الوضوء عن كراع
( * قوله « والحفيل الوضوء عن كراع » هكذا في الأصل وعبارة القاموس وشرحه والاحتفال الوضوح عن كراع ) وقال هو من الجمع قال ابن سيده ولا أَدري كيف ذلك والحَفِيل والاحْتِفال المبالغة ورجل ذو حَفْل وحَفْلة مُبالغ فيما أَخذ فيه من الأُمور وكانَ حَفِيلَةُ ما أَعطى دِرْهَماً أَي مَبْلَغُ ما أَعطى الأَزهري ومُحْتَفَل الأَمر مُعْظَمُه ومُحْتَفَِل لحم الفَخِذ والساق أَكثرُه لحماً ومنه قول الهذلي يصف سيفاً أَبْيضُ كالرَّجْع رَسُوبٌ إِذا ما تاخَ في مُحْتَفِل يَخْتَلي قال ويجوز في مُحْتَفَل أَبو عبيدة الاحْتِفالُ من عَدْوِ الخيل أَن يَرَى الفارسُ أَن فرسه قد بلغ أَقصى حُضْره وفيه بقِيَّة يقال فَرَس مُحْتَفِل والحُفَال بَقِيَّةُ التفاريق والأَقماع من الزبيب والحَشَف وحُفَالةُ الطعام ما يُخْرَج منه فيُرْمى به والحُفَالة والحُثالة الرديءُ من كل شيء والحُفَالة أَيضاً بَقِيَّة الأَقماع والقُشور في التمر والحَبِّ وقيل الحُفالة قُشَارة التمر والشعير وما أَشبهها وقال اللحياني هو ما يُلْقَى منه إِذا كان أَجَلَّ من التراب والدُّقاق وفي الحديث وتبقى حُفَالة كحُفَالة التمر أَي رُذالة من الناس كرَدِيء التمر ونُقَايَتِه وهو مِثْل الحُثَالة بالثاء وقد تقدم والحُفَالة مِثْل الحُثالة قال الأَصمعي هو من حُفَالتهم وحُثَالتهم أَي ممن لا خير فيه منهم قال وهو الرَّذْل من كل شيء ورجل ذو حَفْلة إِذا كان مبالِغاً فيما أَخَذ فيه وأَخَذَ للأَمر حَفْلَته إِذا جَدَّ فيه والحُفَالة ما رَقَّ من عَكَر الدُّهن والطيب وحُفَالة اللبن رَغْوَته كجُفَالته حكاهما يعقوب وحَفَلَ الشيءَ يَحْفِله حَفْلاً جَلاه قال بشر بن أَبي خازم يصف جارية رأَى دُرَّةً بيضاءَ يَحْفِل لَوْنَها سُخَامٌ كغِرْبان البَرِير مُقَصَّبُ يَحْفِل لَوْنَها يَجْلُوه يريد أَن شَعَرَها يَشُبُّ بَيَاضَ لَوْنِها فيَزِيده بياضاً بشدَّة سواده قال ابن بري أَراد بالسُّخَام شَعَرَها وكل لَيِّنٍ من شعر أَو صُوف فهو سُخَام والمُقَصَّبُ الجَعْد والتَّحَفُّل التزيُّنُ والتحفيل التزيين قال وجاءَ في حديث رُقْيَة النَّمْلة العَرُوس تَقْتَال وتَحْتَفِل وكُلَّ شيءٍ تَفْتَعِل غير أَنَّها لا تَعْصِي الرَّجُل معنى تَقْتَال تَحْتَكم على زوجها وتَحْتَفِل تتزين وتحتشد للزينة ويقال للمرأَة تَحَفَّلي لزوجك أَي تَزَيَّني لتَحْظَيْ عنده وحَفَّلْت الشيءَ أَي جَلوته فَتَحَفَّل واحْتَفَل وطريق مُحْتَفِل أَي ظاهر مُسْتَبِين وقد احْتَفَل أَي استبان واحْتَفَل الطريقُ وَضَح قال لبيد يصف طريقاً تَرْزُم الشارِفُ من عِرْفانِه كُلَّما لاح بنَجْدٍ واحْتَفَل وقال الراعي يصف طريقاً في لاحِبٍ برِقاق الأَرض مُحْتَفِل هادٍ إِذا غَرَّه الحُدْبُ الحَدَابِيرُ أَراد بالحُدْب الحَدَابير صلابة الأَرض أَي هذا الطريق واضح مستبين في الصَّلابة أَيضاً وما حَفَله وما حَفل به يَحْفِل حَفْلاً وما احْتَفَل به أَي ما بالى والحَفْل المُبَالاة يقال ما أَحْفِل بفلان أَي ما أُبالي به قال لبيد فَمَتى أَهْلِك فلا أَحْفِلُه بَجَلي الآنَ من العَيْش بَجَل وحَفَلْت كذا وكذا أَي باليت به يقال لا يَحْفِل به قال الكميت أَهْذِي بظَبْيَةَ لو تُساعِفُ دَارُها كَلَفاً وأَحْفِل صُرْمَها وأُبالي وقول مُلَيح وإِني لأَقْرِي الهَمَّ حين يَنُوبُني بُعَيْدَ الكَرَى منه ضَرِيرٌ مُحَافِل أَراد مُكاثِر مُطَاوِل والحِفْوَل شجر مثل شجر الرمان في القَدْر وله ورق مُدَوَّر مُفَلْطَح رقيق كأَنها في تَحَبُّب ظاهرها تُوثَة وليست لها رطوبتها تكون بقدر الإِجَّاصة والناس يأْكلونه وفيه مرارة وله عَجَمَة غير شديدة تسمى الحَفَص كل هذا عن أَبي حنيفة الأَزهري سلمة عن الفراء الحَوْفَلَة القَنْفاء ابن الأَعرابي حَوْفَل الشيءُ إِذا انتفخت حَوْفَلته وفي ترجمة حقل الحَوْقَلة بالقاف الغُرْمُول اللَّيِّن قال الأَزهري هذا غَلَطٌ غَلِطَ فيه الليث في لفظه وتفسيره والصواب الحَوْفَلة بالفاء وهي الكَمَرَة الضَّخْمة مأْخوذة من الحَفْل وهو الاجتماع والامتلاء وقال أَبو عمرو قال ابن الأَعرابي والحَوْقَلة بالقاف بهذا المعنى خطأٌ وقال الجوهري الحَوْقَلة الغُرْمُول اللَّيِّن وفي المتأَخرين من يقوله بالفاء ويزعم أَنه الكَمَرَة الضخمة ويجعله مأْخوذاً من الحَفْل قال وما أَظنه مسموعاً وحَفَائل وحَفَايل وحُفَائل موضع قال أَبو ذؤيب تَأَبَّط نَعْلَيْه وشقَّ بَرِيرَة وقال أَلَيْسَ الناس دون حَفَائل ؟
( * قوله « بريرة » هكذا في الأصل بالباء والذي في معجم ياقوت مريرة بالميم )
قال ابن جني من ضم الحاء همز الياء البَتَّة كبرائل وليس في الكلام فُعَايل غير مهموز الياء ومن فتح الياء احتمل الهمزة والياء جميعاً أَما الهمز فكقولك سَفَائن ورَسَائل وأَما الياء فكقولك في جمع غِرْيَن وحِثْيَل غَرَايِن وحَثَايِل وقوله أَلا لَيت جَيْشَ العِير لاقَوْا كَتيبةً ثلاثين منا شِرْعَ ذات الحَفائل فإِنه زاد اللام على حدّ زيادتها في قوله ولقد نَهَيْتك عن بنات الأَوبَر والحَفَيْلَل شجر مَثَّل به سيبويه وفسره السَّيرافي
حفأل
ابن سيده حُفَائل موضع وقد ذكر في حفل لأَن همزته تحتمل أَن تكون زائدة وأَصلاً فمثال ما هي فيه زائدة حُطائط وجُرَائض ومثال ما هي فيه أَصل عتائل وبُرَائل قال وهذا كله قول سيبويه وقد تقدم ذكره في حفل
حقل
الحَقْل قَرَاح طَيّب وقيل قَرَاح طيب يُزْرَع فيه وحكى بعضهم فيه الحَقْلة أَبو عمرو الحَقْل الموضع الجادِس وهو الموضع البِكْرُ الذي لم يُزْرَع فيه قط وقال أَبو عبيد الحَقْل القَرَاح من الأَرض ومن أَمثالهم لا يُنْبِت البَقْلة إِلا الحَقْلة وليست الحَقْلة بمعروفة قال ابن سيده وأُراهم أَنَّثُوا الحَقْلة في هذا المثل لتأْنيث البَقْلة أَو عَنَوا بها الطائفة منه وهو يضرب مثلاً للكلمة الخسيسة تخرج من الرجل الخسيس والحَقْل الزرع إِذا اسْتَجْمَع خروجُ نباته وقيل هو إِذا ظهر ورقه واخْضَرَّ وقيل هو إِذا كثر ورقه وقيل هو الزرع ما دام أَخضر وقد أَحْقَل الزرعُ وقيل الحَقْل الزَّرع إِذا تَشَعَّب ورقُه من قبل أَن تَغْلُظ سوقه ويقال منها كُلِّها أَحْقَل الزرعُ وأَحْقَلَت الأَرضُ قال ابن بري شاهده قول الأَخطل يَخْطُر بالمِنْجَل وَسْطَ الحَقْلِ يَوْم الحَصَاد خَطَرَانَ الفَحْلِ وفي الحديث ما تصنعون بمحَاقِلِكم أَي مَزَارعكم واحدتها مَحْقَلة من الحَقْل الزرعِ كالمَبْقَلة من البَقْل قال ابن الأَثير ومنه الحديث كانت فينا امرأَة تَحْقِل على أَرْبعاءَ لها سِلْقاً وقال هكذا رواه بعض المتأخرين وصوّبه أَي تَزْرع قال والرواية تَزْرَع وتَحْقِل وقال شمر قال خالد بن جَنْبَة الحَقْل المَزْرَعة التي يُزْرَع فيها البُرُّ وأَنشد لَمُنْداحٌ من الدَّهْنَا خَصِيبٌ لِتَنْفَاح الجَنوبِ به نَسيم أَحَبُّ إِليَّ من قُرْيان حِسْمَى ومن حَقْلَيْن بينهما تُخُوم وقال شمر الحَقْلُ الروضة وقالوا موضع الزرْع والحاقِلُ الأَكَّار والمَحاقِل المَزَارع والمُحاقَلة بيع الزرع قبل بدوّ صلاحه وقيل بيع الزرع في سُنْبُله بالحِنْطة وقيل المزارعة على نصيب معلوم بالثلث والربع أَو أَقل من ذلك أَو أَكثر وهو مثل المُخابَرة وقيل المُحاقلة اكتراء الأَرض بالحِنْطة وهو الذي يسميه الزَّرّاعون المُجارَبة ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المُحاقَلة وهو بيع الزرع في سنبله بالبُرّ مأْخوذ من الحقل القَراحِ وروي عن ابن جريج قال قلت لعطاء ما المُحاقَلة ؟ قال المُحاقَلة بيع الزرع بالقَمْح قال الأَزهري فإِن كان مأْخوذاً من إِحْقال الزرع إِذا تَشَعَّب فهو بيع الزرع قبل صلاحه وهو غَرَر وإِن كان مأْخوذاً من الحَقْل وهو القَرَاح وباع زرعاً في سنبله نابتاً في قَراح بالبُرّ فهو بيع بُرٍّ مجهول بِبُرٍّ معلوم ويدخله الربا لأَنه لا يؤمن التفاضل ويدخله الغَرَر لأَنه مُغَيَّب في أَكمامه وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي قال الحَقْل بالحَقْل أَن يبيع زرعاً في قَرَاح بزرع في قَراح قال ابن الأَثير وإِنما نهى عن المُحَاقَلة لأَنهما من المَكِيل ولا يجوز فيه إِذا كانا من جنس واحد إِلا مِثْلاً بمثل ويداً بيد وهذا مجهول لا يدري أَيهما أَكثر وفيه النسيئة والمُحَاقَلة مُفَاعلة من الحَقْل وهو الزرع الذي يزرع إِذا تَشَعَّب قبل أَن تَغْلُظ سُوقُه وقيل هو من الحَقْل وهي الأَرض التي تُزْرَع وتسميه أَهل العراق القَرَاح والحَقْلة والحِقْلة الكسر عن اللحياني ما يبقى من الماء الصافي في الحوض ولا ترى أَرضه من ورائه والحَقْلة من أَدواء الإِبل قال ابن سيده ولا أَدري أَيّ داء هو وقد حَقِلَت تَحْقَل حَقْلة وحَقَلاً قال رؤبة يمدح بلالاً ونسبه الجوهري للعجاج يَبْرُق بَرْق العارِضِ النَّغَّاص ذَاكَ وتَشْفي حَقْلة الأَمْراض وقال رؤبة في بطنه أَحْقاله وبَشَمُه وهو أَن يشرب الماء مع التراب فيَبْشمَ وقال أَبو عبيد مِنْ أَكلِ التراب مع البَقْل وقد حَقِلَت الإِبِلُ حَقْلة مثل رَحِمَ رَحْمة والجمع أَحْقال قال ابن بري يقال الحَقْلة والحُقال قال ودواؤه أَن يوضع على الدابة عدة أَكسية حتى تَعْرَق وحَقِل الفرسُ حَقَلاً أَصابه وَجَع في بطنه من أَكل التراب وهي الحَقْلة والحِقْل داء يكون في البطن والحِقْل والحُقال والحَقِيلة ماء الرُّطْب في الأَمعاء والجمع حقائل قال إِذا العَرُوض اضْطَمَّت الحَقائلا وربما صيره الشاعر حقلاً قال الأَزهري أَراد بالرُّطْب البقول الرَّطْبة من العُشْب الأَخضر قبل هَيْج الأَرض ويَجْزَأُ المالُ حينئذ بالرُّطْب عن الماء وذلك الماء الذي تَجْزَأُ به النَّعَم من البُقول يقال له الحَقْل والحَقِيلة وهذا يدل على أَن الحَقْل من الزرع ما كان رَطْباً غَضًّا والحَقِيلة حُشافة التَّمْر وما بَقِيَ من نُفاياته قال الأَزهري لا أَعرف هذا الحرف وهو مُريب والحَقِيل نبْتٌ حكاه ابن دريد وقال لا أَعرف صحته وحَقِيل موضع بالبادية أَنشد سيبويه لها بحَقِيلٍ فالنُّمَيْرةِ مَنْزِلٌ تَرَى الوَحْشَ عُوذاتٍ به ومَتالِيا وحَقْل واد بالحجاز والحَقْل بالأَلف واللام موضع قال ابن سيده ولا أَدري أَين هو والحَوْقَلة سرعة المَشْي ومقارَبةُ الخَطْو وقال اللحياني هو الإِعْياء والضعف وفي الصحاح حَوْقَلَ حَوْقَلة وحِيقالاً إِذا كَبِر وفَتَر عن الجماع وحَوْقَل الرجلُ إِذا مشى فأَعْيا وضَعُف وقال أَبو زيد رَجُل حَوْقَل مُعْيٍ وحَوْقَل إِذا أَعْيا وأَنشد مُحَوْقِلٌ وما به من باس إِلاَّ بَقايا غَيْطَل النُّعَاس وفي النوادر أَحْقَل الرجلُ في الركوب إِذا لزِم ظهر الراحلة وحَوْقَل الرجلُ أَدْبَر وحَوْقَل نام وحَوْقَل الرجلُ عَجَز عن امرأَته عند العُرْس والحَوْقَل الشيخ إِذا فَتَر عن النكاح وقيل هو الشيخ المُسِنُّ من غير أَن يُخَصَّ به الفاتر عن النكاح وقال أَبو الهيثم الحَوْقَل الذي لا يقدر على مجامعة النساء من الكِبَر والضعف وأَنشد أَقولُ قَطْباً ونِعِمًّا إِنْ سَلَق لِحَوْقَلٍ ذِراعُه قد امَّلَق( * قوله « اقول قطباً إلخ » أورده الجوهري
وحوقل ذراعه قد املق ... يقول قطباً ونعماً ان سلق )
والحَوْقَل ذَكَر الرَّجُل الليث الحَوْقَلة الغُرْمول اللَّيِّن
وهو الدَّوْقَلة أَيضاً قال الأَزهري هذا غَلَطٌ غَلِطَ فيه الليث في لفظه وتفسيره والصواب الحَوْفَلة بالفاء وهي الكَمَرة الضَّخْمة مأْخوذة من الحَقْل وهو الاجتماع والامتلاء وقال قال أَبو عمرو وابن الأَعرابي قال والحَوْقَلة بالقاف بهذا المعنى خطأٌ الجوهري الحَوْقَلة الغُرْمول اللَّيِّن وفي المتأَخرين من يقوله بالفاء ويزعم أَنه الكَمَرة الضَّخْمة ويجعله مأْخوذاً من الحَفْل وما أَظنه مسموعاً قال وقلت لأَبي الغوث ما الحَوْقَلة ؟ قال هَنُ الشيخ المُحَوْقِل وحَوْقَل الشيخُ اعتمد بيديه على خَصْرَيْه قال يا قومِ قد حَوْقَلْتُ أَو دَنَوْتُ وبَعْدَ حِيقالِ الرِّجالِ المَوْتُ ويروى وبَعْدَ حَوْقال وأَراد المصدر فلما استوحش من أَن تصير الواو ياء فَتَحه وحَوْقَله دَفَعَه والحَوْقَلة القارورة الطويلة العُنُق تكون مع السَّقَّاء والحَيْقَل الذي لا خير فيه وقيل هو اسم وأَما قول الراعي وأَفَضْنَ بعد كُظومِهِنَّ بحَرّة من ذي الأَبارق إِذ رَعَيْن حَقِيلا فهو اسم موضع قال ابن بري كُظومهن إِمساكهن عن الحَرَّة وقيل حَقِيلاً نَبْتٌ وقيل إِنه جَبَل من ذي الأَبارق كما تقول خرج من بغداد فتزوّد من المُخَرِّم والمُخَرِّم من بغداد ومثله ما أَنشده سيبويه في باب جمع الجمع لها بحَقِيل فالنُّمَيرة منزِلٌ ترى الوَحْشَ عُوذاتٍ به ومتاليا وقد تقدم ويقال احْقلْ لي من الشراب وذلك من الحِقْلة والحُقْلة وهو ما دون مِلْءِ القَدَح وقال أَبو عبيد الحِقْلة الماء القليل وقال أَبو زيد الحِقْلة البَقِيَّة من اللبن وليست بالقَلِيلة
حكل
الحُكْلة كالعُجْمة لا يُبين صاحبُها الكلام والحُكْلة والحَكِيلة اللُّثْغة ابن الأَعرابي في لسانه حُكْلة أَي عُجْمة لا يُبين الكلام والحُكْلُ العُجْم من الطيور والبهائم قال رؤبة لو أَنَّني أُعْطِيتُ عِلْم الحُكْل عِلْمَ سليمان كلامَ النَّمْل هكذا أَورده الجوهري والأَزهري ونسبه الأَزهري لرؤبة قال ابن بري الرجز للعجاج وصوابه أَو كنت وقبله فقُلْتُ لو عُمِّرْتُ عُمْرَ الحِسْل وقد أَتاه زَمَنُ الفِطَحْل والصَّخْرُ مُبْتَلٌّ كطِين الوَحْل أَو كنت قد أُوتِيتُ علْمَ الحُكْل كنتُ رَهِينَ هَرَمٍ أَو قَتْل قال ابن سيده والحُكْل من الحيوان ما لا يُسْمع له صوت كالذَّرّ والنَّمْل قال ويَفْهَم قول الحُكْل لو أَنَّ ذَرَّةً تُساوِدُ أُخْرَى لم يَفُتْه سِوادُها وكلامُ الحُكْل كلامٌ لا يُفْهَم حكاه ثعلب وحَكَل عليه الأَمرُ وأَحْكَل واحْتَكَل التَبَس واشتبه كعَكَل وأَحْكَل على القوم إِذا أَبَرَّ عليهم شرًّا وأَنشد أَبَوْا على الناس أَبَوْا فأَحكلوا تأْبى لهم أُرُومة وأَوَّلُ يَبْلى الحَدِيدُ قبلها والجَنْدَل الفراء أَشْكَلَتْ عليّ الأَخبار وأَحْكَلَت وأَعلكت واحْتَكَلت أَي أَشكلت وقال ابن الأَعرابي حَكَل وأَحْكَل وأَعْكَل واعْتَكَل بمعنى واحد والحَكَل في الفرس امِّساحُ نَساه ورَخاوة كعبه والحَوْكل القَصير وقيل البخيل قال ابن دريد ولا أُحِقُّه والحاكِل المُخَمِّن
حلل
حَلَّ بالمكان يَحُلُّ حُلولاً ومَحَلاًّ وحَلاًّ وحَلَلاً بفك التضعيف نادر وذلك نزول القوم بمَحَلَّة وهو نقيض الارتحال قال الأَسود بن يعفر كَمْ فاتَني من كَريمٍ كان ذا ثِقَة يُذْكي الوَقُود بجُمْدٍ لَيْلة الحَلَل وحَلَّه واحْتَلَّ به واحْتَلَّه نزل به الليث الحَلُّ الحُلول والنزول قال الأَزهري حَلَّ يَحُلُّ حَلاًّ قال المُثَقَّب العَبْدي أَكُلَّ الدهر حَلٌّ وارتحال أَما تُبْقِي عليّ ولا تَقِيني ؟ ويقال للرجل إِذا لم يكن عنده غَنَاء لا حُلِّي ولا سِيرِي قال ابن سيده كأَن هذا إِنما قيل أَوَّل وَهْلَة لمؤنث فخوطب بعلامة التأْنيث ثم قيل ذلك للمذكر والاثنين والاثنتين والجماعة مَحْكِيًّا بلفظ المؤنث وكذلك حَلَّ بالقوم وحَلَّهُم واحْتَلَّ بهم واحْتَلَّهم فإِما أَن تكونا لغتين كلتاهما وُضِع وإِمَّا أَن يكون الأَصل حَلَّ بهم ثم حذفت الباء وأُوصل الفعل إِلى ما بعده فقيل حَلَّه ورَجُل حَالٌّ من قوم حُلُول وحُلاَّلٍ وحُلَّل وأَحَلَّه المكانَ وأَحَلَّه به وحَلَّله به وحَلَّ به جَعَله يَحُلُّ عاقَبَت الباء الهمزة قال قيس بن الخَطِيم دِيَار التي كانت ونحن على مِنًى تَحُلُّ بنا لولا نَجَاءُ الرَّكائب أَي تَجْعلُنا نَحُلُّ وحَالَّه حَلَّ معه والمَحَلُّ نقيض المُرْتَحَل وأَنشد إِنَّ مَحَلاًّ وإِن مُرْتَحَلا وإِنَّ في السَّفْر ما مَضَى مَهَلا قال الليث قلت للخليل أَلست تزعم أَن العرب العاربة لا تقول إِن رجلاً في الدار لا تبدأْ بالنكرة ولكنها تقول إِن في الدار رجلاً ؟ قال ليس هذا على قياس ما تقول هذا حكاية سمعها رجل من رجل إِنَّ مَحَلاًّ وإِنَّ مُرْتَحَلا ويصف بعد حيث يقول هل تَذْكُرُ العَهْد في تقمّص إِذ تَضْرِب لي قاعداً بها مَثَلا إِنَّ مَحَلاًّ وإِنَّ مُرْتَحَلا المَحَلُّ الآخرة والمُرْتَحَل( * هكذا ترك بياض في الأصل )
وأَراد بالسَّفْر الذين ماتوا فصاروا في البَرْزَخ والمَهَل البقاء والانتظار قال الأَزهري وهذا صحيح من قول الخليل فإِذا قال الليث قلت للخليل أَو قال سمعت الخليل فهو الخليل بن أَحمد لأَنه ليس فيه شك وإِذا قال قال الخليل ففيه نظر وقد قَدَّم الأَزهري في خطبة كتابه التهذيب أَنه في قول الليث قال الخليل إِنما يَعْني نَفْسَه أَو أَنه سَمَّى لِسانَه الخَليل قال ويكون المَحَلُّ الموضع الذي يُحَلُّ فيه ويكون مصدراً وكلاهما بفتح الحاء لأَنهما من حَلِّ يَحُلُّ أَي نزل وإِذا قلت المَحِلّ بكسر الحاء فهو من حَلَّ يَحِلُّ أَي وَجَب يَجِب قال الله عز وجل حتى يبلغ الهَدْيُ مَحِلَّه أَي الموضع الذي يَحِلُّ فيه نَحْرُه والمصدر من هذا بالفتح أَيضاً والمكان بالكسر وجمع المَحَلِّ مَحَالُّ ويقال مَحَلٌّ ومَحَلَّة بالهاء كما يقال مَنْزِل ومنزِلة وفي حديث الهَدْي لا يُنْحَر حتى يبلغ مَحِلَّه أَي الموضع أَو الوقت اللذين يَحِلُّ فيهما نَحْرُه قال ابن الأَثير وهو بكسر الحاء يقع على الموضع والزمان ومنه حديث عائشة قال لها هل عندكم شيء ؟ قالت لا إِلا شيء بَعَثَتْ به إِلينا نُسَيْبَة من الشاة التي بَعَثْتَ إِليها من الصدقة فقال هاتي فقد بَلَغَتْ مَحِلَّها أَي وصلت إِلى الموضع الذي تَحِلُّ فيه وقُضِيَ الواجبُ فيها من التَّصَدّق بها وصارت مِلْكاً لن تُصُدِّق بها عليه يصح له التصرف فيها ويصح قبول ما أُهدي منها وأَكله وإِنما قال ذلك لأَنه كان يحرم عليه أَكل الصدقة وفي الحديث أَنه كره التَّبَرُّج بالزينة لغير مَحِلِّها يجوز أَن تكون الحاء مكسورة من الحِلِّ ومفتوحة من الحُلُول أَراد به الذين ذكرهم الله في كتابه ولا يبدين زينتهن إِلا لبُعُولتهن الآية والتَّبَرُّج إِظهار الزينة أَبو زيد حَلَلْت بالرجل وحَلَلْته ونَزَلْت به ونَزَلْته وحَلَلْت القومَ وحَلَلْت بهم بمعنًى ويقال أَحَلَّ فلان أَهله بمكان كذا وكذا إِذا أَنزلهم ويقال هو في حِلَّة صِدْق أَي بمَحَلَّة صِدْق والمَحَلَّة مَنْزِل القوم وحَلِيلة الرجل امرأَته وهو حَلِيلُها لأَن كل واحد منهما يُحَالُّ صاحبه وهو أَمثل من قول من قال إِنما هو من الحَلال أَي أَنه يَحِلُّ لها وتَحِلُّ له وذلك لأَنه ليس باسم شرعي وإِنما هو من قديم الأَسماء والحَلِيل والحَلِيلة الزَّوْجان قال عنترة وحَلِيل غانيةٍ تَرَكْتُ مُجَدَّلاً تَمْكُو فَرِيصَتُه كشِدْقِ الأَعْلَم وقيل حَلِيلَته جارَتُه وهو من ذلك لأَنهما يَحُلاَّن بموضع واحد والجمع الحَلائل وقال أَبو عبيد سُمِّيا بذلك لأَن كل واحد منهما يُحَالُّ صاحبَه وفي الحديث أَن تُزَاني حَلِيلة جارك قال وكل من نَازَلَكَ وجَاوَرَك فهو حَليلك أَيضاً يقال هذا حَليله وهذه حَليلته لمن تُحَالُّه في دار واحدة وأَنشد ولَستُ بأَطْلَسِ الثَّوْبَيْن يُصْبي حَلِيلَته إِذا هَدَأَ النِّيَامُ قال لم يرد بالحَلِيلة هنا امرأَته إِنما أَراد جارته لأَنها تُحَالُّه في المنزل ويقال إِنما سميت الزوجة حَلِيلة لأَن كل واحد منهما مَحَلُّ إِزار صاحبه وحكي عن أَبي زيد أَن الحَلِيل يكون للمؤنث بغير هاء والحِلَّة القوم النزول اسم للجمع وفي التهذيب قوم نزول وقال الأَعشى لقد كان في شَيْبان لو كُنْتَ عالماً قِبَابٌ وحَيٌّ حِلَّة وقَبائل وحَيٌّ حِلَّة أَي نُزُول وفيهم كثرة هذا البيت استشهد به الجوهري وقال فيه وحَوْلي حِلَّة ودَراهم
( * قوله « وحولي » هكذا في الأصل والذي في نسخة الصحاح التي بايدينا وحيّ )
قال ابن بري وصوابه وقبائل لأَن القصيدة لاميَّة وأَولها أَقَيْس بنَ مَسْعود بنِ قيس بن خالدٍ وأَنتَ امْرُؤ يرجو شَبَابَك وائل قال وللأَعشى قصيدة أُخرى ميمية أَولها هُرَيْرَةَ ودِّعْها وإِن لام لائم يقول فيها طَعَام العراق المُسْتفيضُ الذي ترى وفي كل عام حُلَّة وَدَارهِم قال وحُلَّة هنا مضمومة الحاء وكذلك حَيٌّ حِلال قال زهير لِحَيٍّ حِلالٍ يَعْصِمُ الناسَ أَمْرُهُم إِذا طَرَقَت إِحْدى اللَّيَالي بمُعْظَم والحِلَّة هَيئة الحُلُول والحِلَّة جماعة بيوت الناس لأَنها تُحَلُّ قال كراع هي مائة بيت والجمع حِلال قال الأَزهري الحِلال جمع بيوت الناس واحدتها حِلَّة قال وحَيٌّ حِلال أَي كثير وأَنشد شمر حَيٌّ حِلالٌ يَزْرَعون القُنْبُلا قال ابن بري وأَنشد الأَصمعي أَقَوْمٌ يبعثون العِيرَ نَجْداً أَحَبُّ إِليك أَم حَيٌّ حِلال ؟ وفي حديث عبد المطلب لا هُمَّ إِنَّ المَرْءَ يَمْ نَعُ رَحْلَه فامْنَعْ حِلالَك الحِلال بالكسر القومُ المقيمون المتجاورون يريد بهم سُكَّان الحَرَم وفي الحديث أَنهم وَجَدوا ناساً أَحِلَّة كأَنه جمع حِلال كعِماد وأَعْمِدَة وإِنما هو جمع فَعال بالفتح قال ابن الأَثير هكذا قال بعضهم وليس أَفْعِلة في جمع فِعال بالكسر أَولى منها في جمع فَعال بالفتح كفَدَان وأَفْدِنة والحِلَّة مجلس القوم لأَنهم يَحُلُّونه والحِلَّة مُجْتَمَع القوم هذه عن اللحياني والمَحَلَّة منزل القوم ورَوْضة مِحْلال إِذا أَكثر الناسُ الحُلول بها قال ابن سيده وعندي أَنها تُحِلُّ الناس كثيراً لأَن مِفْعالاً إِنما هي في معنى فاعل لا في معنى مفعول وكذلك أَرض مِحْلال ابن شميل أَرض مِحْلال وهي السَّهْلة اللَّيِّنة ورَحَبة مِحْلال أَي جَيِّدة لمحَلّ الناس وقال ابن الأَعرابي في قول الأَخطل وشَرِبْتها بأَرِيضَة مِحْلال قال الأَرِيضَة المُخْصِبة قال والمِحْلال المُخْتارة للحِلَّة والنُّزول وهي العَذاة الطَّيِّبة قال الأَزهري لا يقال لها مِحْلال حتى تُمْرِع وتُخْصِب ويكون نباتها ناجعاً للمال وقال ذو الرمة بأَجْرَعَ مِحْلالٍ مِرَبٍّ مُحَلَّل والمُحِلَّتانِ القِدْر والرَّحى فإِذا قلت المُحِلاَّت فهي القِدْر والرَّحى والدَّلْو والقِرْبة والجَفْنَة والسِّكِّين والفَأْس والزَّنْد لأَن من كانت هذه معه حَلَّ حيث شاء وإِلا فلا بُدَّ له من أَن يجاور الناس يستعير منهم بعض هذه الأَشياء قال لا يَعْدِلَنَّ أَتاوِيُّون تَضْرِبُهم نَكْباءُ صِرٌّ بأَصحاب المُحِلاَّت الأَتاويُّون الغُرَباء أَي لا يَعْدِلَنَّ أَتاوِيُّون أَحداً بأَصحاب المُحِلاَّت قال أَبو علي الفارسي هذا على حذف المفعول كما قال تعالى يوم تُبَدَّل الأَرضُ غيرَ الأَرض والسمواتُ أَي والسمواتُ غيرَ السمواتِ ويروى لا يُعْدَلَنَّ على ما لم يسمَّ فاعله أَي لا ينبغي أَن يُعْدل فعلى هذا لا حذف فيه وتَلْعة مُحِلَّة تَضُمُّ بيتاً أَو بيتين قال أَعرابي أَصابنا مُطَيْر كسَيْل شعاب السَّخْبَرِ رَوَّى التَّلْعة المُحِلَّة ويروى سَيَّل شِعابَ السَّخْبَر وإِنما شَبَّه بشِعاب السَّخْبَر وهي مَنابِته لأَن عَرْضَها ضَيِّق وطولها قدر رَمْية حَجَر وحَلَّ المُحْرِمُ من إِحرامه يَحِلُّ حِلاًّ وحَلالاً إِذا خَرج من حِرْمه وأَحَلَّ خَرَج وهو حَلال ولا يقال حالٌّ على أَنه القياس قال ابن الأَثير وأَحَلَّ يُحِلُّ إِحْلالاً إِذا حَلَّ له ما حَرُم عليه من مَحْظورات الحَجِّ قال الأَزهري وأَحَلَّ لغة وكَرِهها الأَصمَعي وقال أَحَلَّ إِذا خَرج من الشُّهُور الحُرُم أَو من عَهْد كان عليه ويقال للمرأَة تَخْرُج من عِدَّتها حَلَّتْ ورجل حِلٌّ من الإِحرام أَي حَلال والحَلال ضد الحرام رَجُل حَلال أَي غير مُحْرِم ولا متلبس بأَسباب الحج وأَحَلَّ الرجلُ إِذا خرج إِلى الحِلِّ عن الحَرَم وأَحَلَّ إِذا دخل في شهور الحِلِّ وأَحْرَمْنا أَي دخلنا في الشهور الحُرُم الأَزهري ويقال رجل حِلٌّ وحَلال ورجل حِرْم وحَرام أَي مُحْرِم وأَما قول زهير جَعَلْن القَنانَ عن يَمينٍ وحَزْنَه وكم بالقَنان من مُحِلّ ومُحْرِم فإِن بعضهم فسره وقال أَراد كَمْ بالقَنان من عَدُوٍّ يرمي دَماً حَلالاً ومن مُحْرم أَي يراه حَراماً ويقال المُحِلُّ الذي يَحِلُّ لنا قِتالُه والمُحْرِم الذي يَحْرُم علينا قتاله ويقال المُحِلُّ الذي لا عَهْد له ولا حُرْمة وقال الجوهري من له ذمة ومن لا ذمة له والمُحْرِم الذي له حُرْمة ويقال للذي هو في الأَشهر الحُرُم مُحْرِم وللذي خرج منها مُحِلٌّ ويقال للنازل في الحَرَم مُحْرِم والخارج منه مُحِلّ وذلك أَنه ما دام في الحَرَم يحرم عليه الصيد والقتال وإِذا خرج منه حَلَّ له ذلك وفي حديث النخعي أَحِلَّ بمن أَحَلَّ بك قال الليث معناه من ترك الإِحرام وأَحَلَّ بك فقاتَلَك فأَحْلِل أَنت أَيضاً به فقائِلُه وإِن كنت مُحْرماً وفيه قول آخر وهو أَن المؤمنين حَرُم عليهم أَن يقتل بعضهم بعضاً ويأْخذ بعضهم مال بعضهم فكل واحد منهم مُحْرِم عن صاحبه يقول فإِذا أَحَلَّ رجل ما حَرُم عليه منك فادفعه عن نفسك بما تَهَيَّأَ لك دفعُه به من سلاح وغيره وإِن أَتى الدفع بالسلاح عليه وإَحْلال البادئ ظُلْم وإِحْلال الدافع مباح قال الأَزهري هذا تفسير الفقهاء وهو غير مخالف لظاهر الخبر وفي حديث آخر من حَلَّ بك فاحْلِلْ به أَي من صار بسببك حَلالاً فَصِرْ أَنت به أَيضاً حَلالاً هكذا ذكره الهروي وغيره والذي جاء في كتاب أَبي عبيد عن النخعي في المُحْرِم يَعْدو عليه السَّبُع أَو اللِّصُّ أَحِلَّ بمن أَحَلَّ بك وفي حديث دُرَيد بن الصِّمَّة قال لمالك بن عوف أَنت مُحِلٌّ بقومك أَي أَنك قد أَبَحْت حَرِيمهم وعَرَّضتهم للهلاك شَبَّههم بالمُحْرِم إِذا أَحَلَّ كأَنهم كانوا ممنوعين بالمُقام في بيوتهم فحَلُّوا بالخروج منها وفعل ذلك في حُلِّه وحُرْمه وحِلِّه وحِرْمه أَي في وقت إحْلاله وإِحرامه والحِلُّ الرجل الحَلال الذي خرج من إِحرامه أَو لم يُحْرِم أَو كان أَحرم فحَلَّ من إِحرامه وفي حديث عائشة قالت طَيَّبْت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحِلِّه وحِرْمه وفي حديث آخر لحِرْمِه حين أَحْرَم ولحِلِّه حين حَلَّ من إِحرامه وفي النهاية لابن الأَثير لإِحْلاله حين أَحَلَّ والحِلَّة مصدر قولك حَلَّ الهَدْيُ وقوله تعالى حتى يَبْلغ الهَدْيُ مَحِلَّه قيل مَحِلُّ من كان حاجّاً يوم النَّحر ومَحِلُّ من كان معتمراً يوم يدخل مكة الأَزهري مَحِلُّ الهدي يوم النحر بمِنًى وقال مَحِلُّ هَدْي المُتَمَتِّع بالعُمْرة إِلى الحج بمكة إِذا قَدِمها وطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة ومَحِلُّ هَدْيِ القارن يوم النحر بمنًى ومَحِلُّ الدَّيْن أَجَلُه وكانت العرب إِذا نظرت إِلى الهلال قالت لا مَرْحَباً بمُحِلِّ الدَّيْن مُقَرِّب الأَجَل وفي حديث مكة وإِنما أُحِلَّت لي ساعة من نهار يعني مَكَّة يوم الفتح حيث دخلها عَنْوَة غير مُحْرِم وفي حديث العُمْرة حَلَّت العُمْرة لمن اعْتَمَرَ أَي صارت لكم حَلالاً جائزة وذلك أَنهم كانوا لا يعتمرون في الأَشهر الحُرُم فذلك معنى قولهم إِذا دَخَل صَفَر حَلَّت العُمْرَةُ لمن اعْتَمَر والحِلُّ والحَلال والحِلال والحَلِيل نَقِيض الحرام حَلَّ يَحِلُّ حِلاًّ وأَحَلَّه الله وحَلَّله وقوله تعالى يُحِلُّونه عاماً ويُحَرِّمونه عاماً فسره ثعلب فقال هذا هو النسِيء كانوا في الجاهلية يجمعون أَياماً حتى تصير شهراً فلما حَجَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال الآنَ اسْتَدارَ الزمانُ كهيئته وهذا لك حِلٌّ أَي حَلال يقال هو حِلٌّ وبِلٌّ أَي طَلْق وكذلك الأُنثى ومن كلام عبد المطلب لا أُحِلُّها لمغتسل وهي لشارب حِلٌّ وبِلٌّ أَي حَلال بِلٌّ إِتباع وقيل البِلُّ مباح حِمْيَرِيَّة الأَزهري روى سفيان عن عمرو بن دينار قال سمعت ابن عباس يقول هي حِلٌّ وبِلٌّ يعني زمزم فسُئِل سفيان ما حِلٌّ وبِلٌّ ؟ فقال حِلٌّ مُحَلَّل ويقال هذا لك حِلٌّ وحَلال كما يقال لضدّه حِرْم وحَرام أَي مُحَرَّم وأَحْلَلت له الشيءَ جعلته له حَلالاً واسْتَحَلَّ الشيءَ عَدَّه حَلالاً ويقال أَحْلَلت المرأَةَ لزوجها وفي الحديث لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المُحَلِّل والمُحَلَّل له وفي رواية المُحِلَّ والمُحَلَّ له وهو أَن يطلق الرجل امرأَته ثلاثاً فيتزوجها رجل آخر بشرط أَن يطلقها بعد مُوَاقَعته إِياها لتَحِلَّ للزوج الأَول وكل شيء أَباحه الله فهو حَلال وما حَرَّمه فهو حَرَام وفي حديث بعض الصحابة ولا أُوتي بحَالٍّ ولا مُحَلَّل إِلا رَجَمْتُهما جعل الزمخشري هذا القول حديثاً لا أَثراً قال ابن الأَثير وفي هذه اللفظة ثلاث لغات حَلَّلْت وأَحْلَلت وحَلَلْت فعلى الأَول جاء الحديث الأَول يقال حَلَّل فهو مُحَلِّل ومُحَلَّل وعلى الثانية جاء الثاني تقول أَحَلَّ فهو مُحِلٌّ ومُحَلٌّ له وعلى الثالثة جاء الثالث تقول حَلَلْت فأَنا حَالٌّ وهو مَحْلول له وقيل أَراد بقوله لا أُوتَى بحالٍّ أَي بذي إِحْلال مثل قولهم رِيحٌ لاقِح أَي ذات إِلْقاح وقيل سُمِّي مُحَلِّلاً بقصده إِلى التحليل كما يسمى مشترياً إِذا قصد الشراء وفي حديث مسروق في الرجل تكون تحته الأَمة فيُطَلِّقها طلقتين ثم يشتريها قال لا تَحِلُّ له إِلا من حيث حَرُمت عليه أَي أَنها لا تَحِلُّ له وإِن اشتراها حتى تنكح زوجاً غيره يعني أَنها حَرُمت عليه بالتطليقتين فلا تَحِلُّ له حتى يطلقها الزوج الثاني تطليقتين فتَحِلّ له بهما كما حَرُمت عليه بهما واسْتَحَلَّ الشيءَ اتخذه حَلالاً أَو سأَله أَن يُحِلَّه له والحُلْو الحَلال الكلام الذي لا رِيبة فيه أَنشد ثعلب تَصَيَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ ولا تُرَى على مَكْرَهٍ يَبْدو بها فيَعِيب وحَلَّلَ اليمينَ تحليلاً وتَحِلَّة وتَحِلاًّ الأَخيرة شاذة كَفَّرَها والتَّحِلَّة ما كُفِّر به وفي التنزيل قد فرض الله لكم تَحِلَّة أَيمانكم والاسم من كل ذلك الحِلُّ أَنشد ابن الأَعرابي ولا أَجْعَلُ المعروف حِلَّ أَلِيَّةٍ ولا عِدَةً في الناظر المُتَغَيَّب قال ابن سيده هكذا وجدته المُتَغَيَّب مفتوحة الياء بخَطِّ الحامِض والصحيح المُتَغَيِّب بالكسر وحكى اللحياني أَعْطِ الحالف حُلاَّنَ يَمينه أَي ما يُحَلِّل يمينه وحكى سيبويه لأَفعلن كذا إِلاَّ حِلُّ ذلك أَن أَفعل كذا أَي ولكن حِلُّ ذلك فحِلُّ مبتدأ وما بعدها مبنيّ عليها قال أَبو الحسن معناه تَحِلَّةُ قَسَمِي أَو تحليلُه أَن أَفعل كذا وقولهم فعلته تَحِلَّة القَسَم أَي لم أَفعل إِلا بمقدار ما حَلَّلت به قَسَمي ولم أُبالِغ الأَزهري وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا يموت لمؤمن ثلاثة أَولاد فتَمَسّه النار إِلا تَحِلَّة القَسَم قال أَبو عبيد معنى قوله تَحِلَّة القَسَم قول الله عز وجل وإِنْ منكم إِلا واردُها قال فإِذا مَرَّ بها وجازها فقدأَبَرَّ الله قَسَمَه وقال غير أَبي عبيد لا قَسَم في قوله تعالى وإِن منكم إِلا واردها فكيف تكون له تَحِلَّة وإِنما التَّحِلَّة للأَيْمان ؟ قال ومعنى قوله إِلا تَحِلَّة القَسَم إِلا التعذير الذي لا يَبْدَؤُه منه مكروه ومنه قول العَرَب ضَرَبْته تحليلاً ووَعَظْته تَعْذيراً أَي لم أُبالِغ في ضربه ووَعْظِه قال ابن الأَثير هذا مَثَل في القَلِيل المُفْرِط القِلَّة وهو أَن يُباشِر من الفعل الذي يُقْسِم عليه المقدارَ الذي يُبِرُّ به قَسَمَه ويُحَلِّلُه مثل أَن يحلف على النزول بمكان فلو وَقَع به وَقْعة خفيفة أَجزأَته فتلك تَحِلَّة قَسَمِه والمعنى لا تَمَسُّه النار إِلا مَسَّة يسيرة مثل تَحِلَّة قَسَم الحالف ويريد بتَحِلَّتِه الوُرودَ على النار والاجْتيازَ بها قال والتاء في التَّحِلَّة زائدة وفي الحديث الآخر من حَرَس ليلة من وراء المسلمين مُتَطَوِّعاً لم يأْخذه الشيطان ولم ير النار تَمَسُّه إِلا تَحِلَّة القَسَم قال الله تعالى وإِن منكم إِلا واردها قال الأَزهري وأَصل هذا كله من تحليل اليمين وهو أَن يحلف الرجل ثم يستثني استثناء متصلاً باليمين غير منفصل عنها يقال آلى فلان أَلِيَّة لم يَتَحَلَّل فيها أَي لم يَسْتثْنِ ثم جعل ذلك مثلاً للتقليل ومنه قول كعب بن زهير تَخْدِي على يَسَراتٍ وهي لاحقة بأَرْبَعٍ وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَحْلِيل
( * قوله « لاحقة » في نسخة النهاية التي بأيدينا لاهية )
وفي حواشي ابن بري تَخْدِي على يَسَرات وهي لاحقة ذَوَابِل وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَحْلِيل أَي قليل
( * قوله « أي قليل » هذا تفسير لتحليل في البيت ) كما يحلف الإِنسان على الشيء أَن يفعله فيفعل منه اليسير يُحَلِّل به يَمِينه وقال الجوهري يريد وَقْعَ مَناسِم الناقة على الأَرض من غير مبالغة وقال الآخر أَرَى إِبلي عافت جَدُودَ فلم تَذُقْ بها قَطْرَةً إِلا تَحِلَّة مُقْسِم قال ابن بري ومثله لعَبْدَةَ بن الطبيب تُحْفِي الترابَ بأَظْلافٍ ثَمانية في أَرْبَع مَسُّهنَّ الأَرضَ تَحْلِيلُ أَي قليل هَيِّن يسير ويقال للرجل إِذا أَمْعَن في وَعِيد أَو أَفرط في فَخْر أَو كلام حِلاًّ أَبا فلان أَي تَحَلَّلْ في يمينك جعله في وعيده إِياه كاليمين فأَمره بالاستثناء أَي اسْتَثْن يا حالف واذْكُر حِلاًّ وفي حديث أَبي بكر أَنه قال لامرأَة حَلَفت أَن لا تُعْتِق مَوْلاة لها فقال لها حِلاًّ أُمَّ فلان واشتراها وأَعتقها أَي تَحَلَّلِي من يمينك وهو منصوب على المصدر ومنه حديث عمرو بن معد يكرب قال لعمر حِلاًّ يا أَمير المؤمنين فيما تقول أَي تَحَلَّلْ من قولك وفي حديث أَنس قيل له حَدِّثْنا ببعض ما سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأَتَحلَّل أَي أَستثني ويقال تَحَلَّل فلان من يمينه إِذا خرج منها بكفارة أَو حِنْث يوجب الكفارة قال امرؤ القيس وآلَتْ حِلْفةً لم تَحَلَّل وتَحَلَّل في يمينه أَي استثنى والمُحَلِّل من الخيل الفَرَسُ الثالث من خيل الرِّهان وذلك أَن يضع الرَّجُلانِ رَهْنَين بينهما ثم يأْتي رجل سواهما فيرسل معهما فرسه ولا يضع رَهْناً فإِن سَبَق أَحدُ الأَوَّليْن أَخَذَ رهنَه ورهنَ صاحبه وكان حَلالاً له من أَجل الثالث وهو المُحَلِّل وإِن سبَقَ المُحَلِّلُ ولم يَسْبق واحد منهما أَخَذَ الرهنين جميعاً وإِن سُبِقَ هو لم يكن عليه شيء وهذا لا يكون إِلاَّ في الذي لا يُؤْمَن أَن يَسْبق وأَما إِذا كان بليداً بطيئاً قد أُمِن أَن يَسْبِقهما فذلك القِمَار المنهيّ عنه ويُسَمَّى أَيضاً الدَّخِيل وضَرَبه ضَرْباً تَحْلِيلاً أَي شبه التعزير وإِنما اشتق ذلك من تَحْلِيل اليمين ثم أُجْري في سائر الكلام حتى قيل في وصف الإِبل إِذا بَرَكَتْ ومنه قول كعب بن زهير نَجَائِب وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَحْليل أَي هَيِّن وحَلَّ العُقْدة يَحُلُّها حَلاًّ فتَحَها ونَقَضَها فانْحَلَّتْ والحَلُّ حَلُّ العُقْدة وفي المثل السائر يا عاقِدُ اذْكُرْ حَلاًّ هذا المثل ذكره الأَزهري والجوهري قال ابن بري هذا قول الأَصمعي وأَما ابن الأَعرابي فخالفه وقال يا حابِلُ اذْكُرْ حَلاًّ وقال كذا سمعته من أَكثر من أَلف أَعرابي فما رواه أَحد منهم يا عاقِدُ قال ومعناه إِذا تحَمَّلْتَ فلا نُؤَرِّب ما عَقَدْت وذكره ابن سيده على هذه الصورة في ترجمة حبل يا حابِلُ اذْكُرْ حَلاًّ وكل جامد أُذِيب فقد حُلَّ والمُحَلَّل الشيء اليسير كقول امرئ القيس يصف جارية كبِكْرِ المُقاناةِ البَيَاض بصُفْرة غَذَاها نَمِير الماءِ غَيْر المُحَلَّل وهذا يحتمل معنيين أَحدهما أَن يُعْنَى به أَنه غَذَاها غِذَاء ليس بمُحَلَّل أَي ليس بيسير ولكنه مُبالَغ فيه وفي التهذيب مَرِيءٌ ناجِعٌ والآخر أَن يُعْنى به غير محلول عليه فيَكْدُر ويَفْسُد وقال أَبو الهيثم غير مُحَلَّل يقال إِنه أَراد ماء البحر أَي أَن البحر لا يُنْزَل عليه لأَن ماءه زُعَاق لا يُذَاق فهو غير مُحَلَّل أَي غير مَنْزولٍ عليه قال ومن قال غير مُحَلَّل أَي غير قليل فليس بشيء لأَن ماء البحر لا يوصف بالقلة ولا بالكثرة لمجاوزة حدِّه الوصفَ وأَورد الجوهري هذا البيت مستشهداً به على قوله ومكان مُحَلَّل إِذا أَكثر الناسُ به الحُلُولَ وفسره بأَنه إِذا أَكثروا به الحُلول كدَّروه وكلُّ ماء حَلَّتْه الإِبل فكَدَّرَتْه مُحَلَّل وعَنى امرُؤ القيس بقوله بِكْر المُقَاناة دُرَّة غير مثقوبة وحَلَّ عليه أَمرُ الله يَحِلُّ حُلولاً وجَبَ وفي التنزيل أَن يَحِلَّ عليكم غَضَبٌ من ربكم ومن قرأَ أَن يَحُلَّ فمعناه أَن يَنْزِل وأَحَلَّه اللهُ عليه أَوجبه وحَلَّ عليه حَقِّي يَحِلُّ مَحِلاًّ وهو أَحد ما جاء من المصادر على مثال مَفْعِل بالكسر كالمَرْجِعِ والمَحِيص وليس ذلك بمطَّرد إِنما يقتصر على ما سمع منه هذا مذهب سيبويه وقوله تعالى ومن يَحْلُِلْ عليه غَضَبي فقد هَوَى قرئَ ومن يَحْلُل ويَحْلِل بضم اللام وكسرها وكذلك قرئَ فيَحُِلُّ عليكم غضبي بكسر الحاء وضمها قال الفراء والكسر فيه أَحَبُّ إِليَّ من الضم لأَن الحُلول ما وقع من يَحُلُّ ويَحِلُّ يجب وجاء بالتفسير بالوجوب لا بالوقوع قال وكلٌّ صواب قال وأَما قوله تعالى أَم أَردتم أَن يَحِلَّ عليكم فهذه مكسورة وإِذا قلت حَلَّ بهم العذابُ كانت تَحُلُّ لا غير وإِذا قلت عَليَّ أَو قلت يَحِلُّ لك كذا وكذا فهو بالكسر وقال الزجاج ومن قال يَحِلُّ لك كذا وكذا فهو بالكسر قال ومن قرأَ فيَحِلُّ عليكم فمعناه فيَجِب عليكم ومن قرأَ فيَحُلُّ فمعناه فيَنْزِل قال والقراءة ومن يَحْلِل بكسر اللام أَكثر وحَلَّ المَهْرُ يَحِلُّ أَي وجب وحَلَّ العذاب يَحِلُّ بالكسر أَي وَجَب ويَحُلُّ بالضم أَي نزل وأَما قوله أَو تَحُلُّ قريباً من دارهم فبالضم أَي تَنْزل وفي الحديث فلا يَحِلُّ لكافر يَجِد ريح نَفَسه إِلاَّ مات أَي هو حَقٌّ واجب واقع كقوله تعالى وحَرَام على قَرْية أَي حَقٌّ واجب عليها ومنه الحديث حَلَّت له شفاعتي وقيل هي بمعنى غَشِيَتْه ونَزَلَتْ به فأَما قوله لا يَحُلُّ المُمْرِض على المُصِحّ فبضم الحاء من الحُلول النزولِ وكذلك فَلْيَحْلُل بضم اللام وأَما قوله تعالى حتى يبلغ الهَدْيُ مَحِلَّه فقد يكون المصدرَ ويكون الموضعَ وأَحَلَّت الشاةُ والناقةُ وهي مُحِلٌّ دَرَّ لبَنُها وقيل يَبِسَ لبنُها ثم أَكَلَت الرَّبيعَ فدَرَّت وعبر عنه بعضهم بأَنه نزول اللبن من غير نَتاج والمعنيان متقاربان وكذلك الناقة أَنشد ابن الأَعرابي ولكنها كانت ثلاثاً مَيَاسِراً وحائلَ حُول أَنْهَزَتْ فأَحَلَّتِ
( * قوله « أَنهزت » أورده في ترجمة نهز بلفظ أنهلت باللام وقال بعده ورواه ابن الاعرابي أنهزت بالزاي ولا وجه له )
يصف إِبلاً وليست بغنم لأَن قبل هذا فَلو أَنَّها كانت لِقَاحِي كَثيرةً لقد نَهِلَتْ من ماء جُدٍّ وعَلَّت
( * قوله « من ماء جد » روي بالجيم والحاء كما أورده في المحلين )
وأَنشد الجوهري لأُمية بن أَبي الصلت الثقفي غُيوث تَلتَقي الأَرحامُ فيها تُحِلُّ بها الطَّروقةُ واللِّجاب وأَحَلَّت الناقةُ على ولدها دَرَّ لبنُها عُدِّي بعَلى لأَنه في معنى دَرَّت وأَحَلَّ المالُ فهو يُحِلُّ إِحْلالاً إِذا نزل دَرُّه حين يأْكل الربيع الأَزهري عن الليث وغيره المَحالُّ الغنم التي ينزل اللبن في ضروعها من غير نَتاج ولا وِلاد وتَحَلَّل السَّفَرُ بالرجل اعْتَلَّ بعد قدومه والإِحْلِيل والتِّحْلِيل مَخْرَج البول من الإِنسان ومَخْرج اللبن من الثدي والضَّرْع الأَزهري الإِحْلِيل مَخْرج اللبن من طُبْي الناقة وغيرها وإِحْلِيل الذَّكَرِ ثَقْبه الذي يخرج منه البول وجمعه الأَحالِيل وفي قصيد كعب بن زهير تُمِرُّ مثلَ عَسِيب النخل ذا خُصَلٍ بغارب لم تُخَوِّنْه الأَحالِيل هو جمع إِحْلِيل وهو مَخْرَج اللبن من الضَّرْع وتُخَوِّنه تَنْقُصه يعني أَنه قد نَشَفَ لبنُها فهي سمينة لم تضعف بخروج اللبن منها والإِحْلِليل يقع على ذَكَرِ الرجل وفَرْج المرأَة ومنه حديث ابن عباس أَحْمَد إِليكم غَسْل الإِحْلِيل أَي غَسْل الذكر وأَحَلَّ الرجلُ بنفسه إِذا استوجب العقوبة ابن الأَعرابي حُلَّ إِذا سُكِن وحلَّ إِذا عَدا وامرأَة حَلاَّء رَسْحاء وذِئْب أَحَلُّ بَيِّن الحَلَل كذلك ابن الأَعرابي ذئب أَحَلُّ وبه حَلَل وليس بالذئب عَرَج وإِنما يوصف به لخَمَع يُؤنَس منه إِذا عَدا وقال الطِّرِمَّاح يُحِيلُ به الذِّئْبُ الأَحَلُّ وَقُوتُه ذَوات المَرادِي من مَناقٍ ورُزّح
( * قوله « المرادي » هكذا في الأصل وفي الصحاح الهوادي وهي الأعناق وفي ترجمة مرد أن المراد كسحاب العنق )
وقال أَبو عمرو الأَحَلُّ أَن يكون مَنْهوس المُؤْخِر أَرْوَح الرِّجلين والحَلَل استرخاء عَصَب الدابة فَرَسٌ أَحَلُّ وقال الفراء الحَلَل في البعير ضعف في عُرْقوبه فهو أَحَلُّ بَيِّن الحَلَل فإِن كان في الرُّكْبة فهو الطَّرَق والأَحَلُّ الذي في رجله استرخاء وهو مذموم في كل شيء إِلا في الذئب وأَنشد الجوهري بيت الطرماح يُحِيلُ به الذِّئبُ الأَحَلُّ ونسبه إِلى الشماخ وقال يُحِيلُ أَي يُقِيم به حَوْلاً وقال أَبو عبيدة فَرَس أَحَلُّ وحَلَلُه ضعف نَساه ورَخاوة كَعْبه وخَصّ أَبو عبيدة به الإِبل والحَلَل رخاوة في الكعب وقد حَلِلْت حَلَلاً وفيه حَلَّة وحِلَّة أَي تَكَسُّر وضعف الفتح عن ثعلب والكسر عن ابن الأَعرابي وفي حديث أَبي قتادة ثم تَرَك فتَحَلَّل أَي لما انْحَلَّت قُواه ترك ضَمَّه إِليه وهو تَفَعُّل من الحَلِّ نقيض الشَّدّ وأَنشد ابن بري لشاعر إِذا اصْطَكَّ الأَضاميمُ اعْتَلاها بصَدْرٍ لا أَحَلَّ ولا عَموج وفي الحديث أَنه بَعَث رجلاً على الصدقة فجاء بفَصِيل مَحْلُول أَو مَخْلول بالشك المحلول بالحاء المهملة الهَزِيل الذي حُلَّ اللحم عن أَوصاله فعَرِيَ منه والمَخْلُول يجيء في بابه وفي الحديث الصلاة تحريمها التكبير وتَحْلِيلها التسليم أَي صار المُصَلِّي بالتسليم يَحِلُّ له ما حرم فيها بالتكبير من الكلام والأَفعال الخارجة عن كلام الصلاة وأَفعالها كما يَحِلُّ للمُحْرِم بالحج عند الفراغ منه ما كان حَراماً عليه وفي الحديث أَحِلُّوا الله يغفر لكم أَي أَسلموا هكذا فسر في الحديث قال الخطابي معناه الخروج من حَظْر الشِّرك إِلى حِلِّ الإِسلام وسَعَته من قولهم حَلَّ الرجلُ إِذا خرج من الحَرَم إِلى الحِلِّ ويروى بالجيم وقد تقدم قال ابن الأَثير وهذا الحديث هو عند الأَكثر من كلام أَبي الدرداء ومنهم من جعله حديثاً وفي الحديث من كانت عنده مَظْلِمة من أَخيه فَلْيسْتَحِلَّه وفي حديث عائشة أَنها قالت لامرأَة مَرَّتْ بها ما أَطول ذَيْلَها فقال اغْتَبْتِها قُومي إِليها فَتَحلَّليها يقال تَحَلَّلته واسْتَحْلَلْته إِذا سأَلته أَن يجعلك في حِلٍّ من قِبَله وفي الحديث أَنه سئل أَيّ الأَعمال أَفضل فقال الحالُّ المُرْتَحِل قيل وما ذاك ؟ قال الخاتِم المفتَتِح هو الذي يَخْتم القرآن بتلاوته ثم يَفْتَتح التلاوة من أَوّله شبَّهه بالمُسافر يبلغ المنزل فيَحُلُّ فيه ثم يفتتح سيره أَي يبتدئه وكذلك قُرَّاء أَهل مكة إِذا ختموا القرآن بالتلاوة ابتدأُوا وقرأُوا الفاتحة وخمس آيات من أَول سورة البقرة إِلى قوله أُولئك هم المفلحون ثم يقطعون القراءة ويُسَمُّون ذلك الحالَّ المُرْتَحِل أَي أَنه ختم القرآن وابتدأَ بأَوَّله ولم يَفْصِل بينهما زمان وقيل أَراد بالحالِّ المرتحل الغازِيَ الذي لا يَقْفُل عن غَزْوٍ إِلا عَقَّبه بآخر والحِلال مَرْكَبٌ من مراكب النساء قال طُفَيْل وراكضةٍ ما تَسْتَجِنُّ بجُنَّة بَعِيرَ حِلالٍ غادَرَتْه مُجَعْفَلِ مُجَعْفَل مصروع وأَنشد ابن بري لابن أَحمر ولا يَعْدِلْنَ من ميل حِلالا قال وقد يجوز أَن يكون متاعَ رَحْل البعير والحِلُّ الغَرَض الذي يُرْمى إِليه والحِلال مَتاع الرَّحْل قال الأَعشى وكأَنَّها لم تَلْقَ سِتَّة أَشهر ضُرّاً إِذا وَضَعَتْ إِليك حِلالَها قال أَبو عبيد بلغتني هذه الرواية عن القاسم بن مَعْن قال وبعضهم يرويه جِلالَها بالجيم وقوله أَنشده ابن الأَعرابي ومُلْوِيَةٍ تَرى شَماطِيطَ غارة على عَجَلٍ ذَكَّرْتُها بِحِلالِها فسره فقال حِلالُها ثِيابُ بدنها وما على بعيرها والمعروف أَن الحِلال المَرْكَب أَو متاع الرَّحْل لا أَن ثياب المرأَة مَعْدودة في الحِلال ومعنى البيت عنده قلت لها ضُمِّي إِليك ثِيابَك وقد كانت رَفَعَتْها من الفَزَع وفي حديث عيسى عليه السلام عند نزوله أَنه يزيد في الحِلال قيل أَراد أَنه إِذا نَزَل تَزَوَّجَ فزاد فيما أَحَلَّ اللهُ له أَي ازداد منه لأَنه لم يَنْكِح إِلى أَن رُفِع وفي الحديث أَنه كسا عليّاً كرّم الله وجهه حُلَّة سِيَراء قال خالد بن جَنْبة الحُلَّة رِداء وقميص وتمامها العِمامة قال ولا يزال الثوب الجَيِّد يقال له في الثياب حُلَّة فإِذا وقع على الإِنسان ذهبت حُلَّته حتى يجتمعن له إِمَّا اثنان وإِما ثلاثة وأَنكر أَن تكون الحُلَّة إِزاراً ورِداء وَحْدَه قال والحُلَل الوَشْي والحِبرَة والخَزُّ والقَزُّ والقُوهِيُّ والمَرْوِيُّ والحَرِير وقال اليَمامي الحُلَّة كل ثوب جَيِّد جديد تَلْبسه غليظٍ أَو دقيق ولا يكون إِلا ذا ثوبَين وقال ابن شميل الحُلَّة القميص والإِزار والرداء لا تكون أَقل من هذه الثلاثة وقال شمر الحُلَّة عند الأَعراب ثلاثة أَثواب وقال ابن الأَعرابي يقال للإِزار والرداء حُلَّة ولكل واحد منهما على انفراده حُلَّة قال الأَزهري وأَما أَبو عبيد فإِنه جعل الحُلَّة ثوبين وفي الحديث خَيْرُ الكَفَن الحُلَّة وخير الضَّحِيَّة الكبش الأَقْرَن والحُلَل بُرود اليمن ولا تسمى حُلَّة حتى تكون ثوبين وقيل ثوبين من جنس واحد قال ومما يبين ذلك حديث عمر أَنه رأَى رجلاً عليه حُلَّة قد ائتزرَ بأَحدهما وارْتَدى بالآخر فهذان ثوبان وبَعَث عمر إِلى مُعاذ بن عَفْراء بحُلَّة فباعها واشترى بها خمسة أَرؤس من الرقيق فأَعتقهم ثم قال إِن رجلاً آثر قِشْرَتَيْن يَلْبَسُهما على عِتْق هؤلاء لَغَبينُ الرأْي أَراد بالقِشْرَتَين الثوبين قال والحُلَّة إِزار ورداء بُرْد أَو غيره ولا يقال لها حُلَّة حتى تكون من ثوبين والجمع حُلَل وحِلال أَنشد ابن الأَعرابي ليس الفَتى بالمُسْمِن المُخْتال ولا الذي يَرْفُل في الحِلال وحَلَّله الحُلَّة أَلبسه إِياها أَنشد ابن الأَعرابي لَبِسْتَ عليك عِطاف الحَياء وحَلَّلَك المَجْدَ بَنْيُ العُلى أَي أَلْبَسك حُلَّته وروى غيره وجَلَّلَك وفي حديث أَبي اليَسَر لو أَنك أَخَذْت بُرْدة غُلامك وأَعْطَيْتَه مُعافِرِيَّك أَو أَخَذْت مُعافِريَّه وأَعطيته بُرْدتك فكانت عليك حُلَّة وعليه حُلَّة وفي حديث عَليّ أَنه بعث ابنته أُم كلثوم إِلى عمر رضي الله عنهم لمَّا خَطَبَها فقال لها قُولي له أَبي يقول هل رَضِيت الحُلَّة ؟ كَنى عنها بالحُلَّة لأَن الحُلَّة من اللباس ويكنى به عن النساء ومنه قوله تعالى هُنَّ لِباس لكم وأَنتم لباس لهن الأَزهري لَبِس فلان حُلَّته أَي سِلاحه الأَزهري أَبو عَمْرو الحُلَّة القُنْبُلانِيَّة وهي الكَراخَة وفي حديث أَبي اليَسَر
( * قوله « وفي حديث أَبي اليسر » الذي في نسخة النهاية التي بأيدينا أنه حديث عمر ) والحُلاَّن الجَدْيُ وسنذكره في حلن والحِلَّة شجرة شاكَة أَصغر من القَتادة يسميها أَهل البادية الشِّبْرِق وقال ابن الأَعرابي هي شجرة إِذا أَكَلَتْها الإِبل سَهُل خروج أَلبانها وقيل هي شجرة تنبت بالحجاز تظهر من الأَرض غَبْراء ذات شَوْك تأْكلها الدواب وهو سريع النبات ينبت بالجَدَد والآكام والحَصباء ولا ينبت في سَهْل ولا جَبَل وقال أَبو حنيفة الحِلَّة شجرة شاكَة تنبت في غَلْظ الأَرض أَصغر من العَوْسَجة ووَرَقُها صغار ولا ثمر لها وهي مَرْعى صِدْقٍ قال تأْكل من خِصْبٍ سَيالٍ وسَلَم وحِلَّة لَمَّا تُوَطَّأْها قَدَم والحِلَّة موضع حَزْن وصُخور في بلاد بني ضَبَّة متصل برَمْل وإحْلِيل اسم واد حكاه ابن جني وأَنشد فلو سَأَلَتْ عَنَّا لأُنْبِئَتَ آنَّنا بإِحْلِيل لا نُزْوى ولا نتَخَشَّع وإِحْلِيلاء موضع وحَلْحَل القومَ أَزالهم عن مواضعهم والتَّحَلْحُل التحرُّك والذهاب وحَلْحَلْتهم حَرَّكْتهم وتَحَلْحَلْت عن المكان كتَزَحْزَحْت عن يعقوب وفلان ما يَتَحَلْحل عن مكانه أَي ما يتحرك وأَنشد للفرزدق ثَهْلانُ ذو الهَضَبات ما يَتَحَلْحَل قال ابن بري صوابه ثَهْلانَ ذا الهَضَبات بالنصب لأَن صدره فارفع بكفك إِن أَردت بناءنا قال ومثله لليلى الأَخيلية لنا تامِكٌ دون السماء وأَصْلُه مقيم طُوال الدهر لن يَتَحَلْحلا ويقال تَحَلْحَل إِذا تَحَرَّك وذهب وتَلَحْلَح إِذا أَقام ولم يتحرَّك والحَلُّ الشَّيْرَج قال الجوهري والحَلُّ دُهْن السمسم وأَما الحَلال في قول الراعي وعَيَّرني الإِبْلَ الحَلالُ ولم يكن ليَجْعَلَها لابن الخَبِيثة خالِقُه فهو لقب رجل من بني نُمَيْر وأَما قول الفرزدق فما حِلَّ من جَهْلٍ حُبَا حُلَمائنا ولا قائلُ المعروف فينا يُعَنَّف أَراد حُلَّ على ما لم يسم فاعله فطرح كسرة اللام على الحاء قال الأَخفش سمعنا من ينشده كذا قال وبعضهم لا يكسر الحاء ولكن يُشِمُّها الكسر كما يروم في قيل الضم وكذلك لغَتُهم في المُضعَّف مثل رُدَّ وشُدَّ والحُلاحِل السَّيِّد في عشيرته الشجاع الرَّكين في مجلسه وقيل هو الضَّخْم المروءة وقيل هو الرَّزِين مع ثَخانة ولا يقال ذلك للنساء وليس له فعل وحكى ابن جني رجل مُحَلْحَل ومُلَحْلَح في ذلك المعنى والجمع الحَلاحِل قال امرؤ القيس يا لَهْفَ نفسي إِن خَطِئْن كاهِلا القاتِلِينَ المَلِكَ الحُلاحِلا قال ابن بري والحُلاحِل أَيضاً التامّ يقال حَوْلٌ حُلاحِل أَي تام قال بُجَير بن لأْي بن حُجْر تُبِين رُسوماً بالرُّوَيْتِج قد عَفَتْ لعَنْزة قد عُرِّين حَوْلاً حُلاحِلا وحَلْحَل اسم موضع وحَلْحَلة اسم رجل وحُلاحِل موضع والجيم أَعلى وحَلْحَل بالإِبل قال لها حَلْ حَلْ بالتخفيف وأَنشد قد جَعَلَتْ نابُ دُكَيْنٍ تَزْحَلُ أُخْراً وإِن صاحوا به وحَلْحَلوا الأَصمعي يقال للناقة إِذا زَجَرَتْها حَلْ جَزْم وحَلٍ مُنَوَّن وحَلى جزم لا حَليت قال رؤبة ما زال سُوءُ الرَّعْي والتَّنَاجِي وطُولُ زَجْرٍ بحَلٍ وعاجِ قال ابن سيده ومن خفيف هذا الاسم حَلْ وحَلٍ لإِناث الإِبل خاصة ويقال حَلا وحَلِيَ لا حَليت وقد اشتق منه اسم فقيل الحَلْحال قال كُثَيِّر عَزَّة نَاجٍ إِذا زُجِر الركائبُ خَلْفَه فَلَحِقْنه وثُنِينَ بالحَلْحال قال الجوهري حَلْحَلْت بالناقة إِذا قلت لها حَلْ قال وهو زَجْر للناقة وحَوْبٌ زَجْر للبعير قال أَبو النجم وقد حَدَوْناها بحَوْبٍ وحَلِ وفي حديث ابن عباس إِن حَلْ لَتُوطِيءُ الناس وتُؤْذِي وتَشْغَل عن ذكر الله عز وجل قال حَلْ زَجْر للناقة إِذا حَثَثْتَها على السير أَي إِن زجرك إِياها عند الإِفاضة من عرفات يُؤَدِّي إِلى ذلك من الإِيذاء والشَّغْل عن ذكر الله فَسِرْ على هِينَتِك
حمل
حَمَل الشيءَ يَحْمِله حَمْلاً وحُمْلاناً فهو مَحْمول وحَمِيل واحْتَمَله وقول النابغة فَحَمَلْتُ بَرَّة واحْتَمَلْتَ فَجَارِ عَبَّر عن البَرَّة بالحَمْل وعن الفَجْرة بالاحتمال لأَن حَمْل البَرَّة بالإِضافة إِلى احتمال الفَجْرَة أَمر يسير ومُسْتَصْغَر ومثله قول الله عز اسمه لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت وهو مذكور في موضعه وقول أَبي ذؤيب ما حُمِّل البُخْتِيُّ عام غِيَاره عليه الوسوقُ بُرُّها وشَعِيرُها قال ابن سيده إِنما حُمِّل في معنى ثُقِّل ولذلك عَدَّاه بالباء أَلا تراه قال بعد هذا بأَثْقَل مما كُنْت حَمَّلت خالدا وفي الحديث من حَمَل علينا السِّلاح فليس مِنَّا أَي من حَمَل السلاح على المسلمين لكونهم مسلمين فليس بمسلم فإِن لم يحمله عليهم لإِجل كونهم مسلمين فقد اخْتُلِف فيه فقيل معناه ليس منا أَي ليس مثلنا وقيل ليس مُتَخَلِّقاً بأَخلاقنا ولا عاملاً بِسُنَّتِنا وقوله عز وجل وكأَيِّن من دابة لا تَحْمِل رزقَها قال معناه وكم من دابة لا تَدَّخِر رزقها إِنما تُصْبح فيرزقها الله والحِمْل ما حُمِل والجمع أَحمال وحَمَله على الدابة يَحْمِله حَمْلاً والحُمْلان ما يُحْمَل عليه من الدَّواب في الهِبَة خاصة الأَزهري ويكون الحُمْلان أَجْراً لما يُحْمَل وحَمَلْت الشيء على ظهري أَحْمِله حَمْلاً وفي التنزيل العزيز فإِنه يَحْمِل يوم القيامة وِزْراً خالدين فيه وساءلهم يوم القيامة حِمْلاً أَي وِزْراً وحَمَله على الأَمر يَحْمِله حَمْلاً فانْحمل أَغْراه به وحَمَّله على الأَمر تَحْمِيلاً وحِمَّالاً فَتَحَمَّله تَحَمُّلاً وتِحِمَّالاً قال سيبويه أَرادوا في الفِعَّال أَن يَجِيئُوا به على الإِفْعال فكسروا أَوله وأَلحقوا الأَلف قبل آخر حرف فيه ولم يريدوا أَن يُبْدِلوا حرفاً مكان حرف كما كان ذلك في أَفْعَل واسْتَفْعَل وفي حديث عبد الملك في هَدْم الكعبة وما بنى ابنُ الزُّبَيْر منها وَدِدت أَني تَرَكْتُه وما تَحَمَّل من الإِثم في هَدْم الكعبة وبنائها وقوله عز وجل إِنا عَرَضْنا الأَمانة على السموات والأَرض والجبال فأَبَيْن أَن يَحْمِلْنها وأَشْفَقْن منها وحَمَلها الإِنسان قال الزجاج معنى يَحْمِلْنها يَخُنَّها والأَمانة هنا الفرائض التي افترضها الله على آدم والطاعة والمعصية وكذا جاء في التفسير والإِنسان هنا الكافر والمنافق وقال أَبو إِسحق في الآية إِن حقيقتها والله أَعلم أَن الله تعالى ائْتَمَن بني آدم على ما افترضه عليهم من طاعته وأْتَمَنَ السموات والأَرض والجبال بقوله ائْتِيا طَوْعاً أَو كَرْهاً قالتا أَتَيْنا طائعين فَعَرَّفنا الله تعالى أَن السموات والأَرض لمَ تَحْمِ الأَمانة أَي أَدَّتْها وكل من خان الأَمانة فقد حَمَلها وكذلك كل من أَثم فقد حَمَل الإِثْم ومنه قوله تعالى ولَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهم الآية فأَعْلم اللهُ تعالى أَن من باء بالإِثْم يسمى حَامِلاً للإِثم والسمواتُ والأَرض أَبَيْن أَن يَحْمِلْنها يعني الأَمانة وأَدَّيْنَها وأَداؤها طاعةُ الله فيما أَمرها به والعملُ به وتركُ المعصية وحَمَلها الإِنسان قال الحسن أَراد الكافر والمنافق حَمَلا الأَمانة أَي خانا ولم يُطِيعا قال فهذا المعنى والله أَعلم صحيح ومن أَطاع الله من الأَنبياء والصِّدِّيقين والمؤمنين فلا يقال كان ظَلُوماً جَهُولاً قال وتصديق ذلك ما يتلو هذا من قوله ليعذب الله المنافقين والمنافقات إِلى آخرها قال أَبو منصور وما علمت أَحداً شَرَح من تفسير هذه الآية ماشرحه أَبو إِسحق قال ومما يؤيد قوله في حَمْل الأَمانة إِنه خِيَانَتُها وترك أَدائها قول الشاعر إِذا أَنت لم تَبْرَح تُؤَدِّي أَمانة وتَحْمِل أُخْرَى أَفْرَحَتْك الودائعُ أَراد بقوله وتَحْمل أُخرى أَي تَخُونها ولا تؤَدِّيها يدل على ذلك قوله أَفْرَحَتْك الودائع أَي أَثْقَلَتْك الأَمانات التي تخونها ولا تُؤَدِّيها وقوله تعالى فإِنَّما عليه ما حُمِّل وعليكم ما حُمِّلْتم فسره ثعلب فقال على النبي صلى الله عليه وسلم ما أُحيَ إِليه وكُلِّف أَن يُنَبِّه عليه وعليكم أَنتم الاتِّباع وفي حديث عليّ لا تُنَاظِروهم بالقرآن فإِن القرآن حَمَّال ذو وُجُوه أَي يُحْمَل عليه كُلُّ تأْويل فيحْتَمِله وذو وجوه أَي ذو مَعَانٍ مختلفة الأَزهري وسمى الله عز وجل الإِثْم حِمْلاً فقال وإِنْ تَدْعُ مُثْقَلةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ منه شيء ولو كان ذا قُرْبَى يقول وإِن تَدْعٌ نفس مُثْقَلة بأَوزارها ذا قَرابة لها إِلى أَن يَحْمِل من أَوزارها شيئاً لم يَحْمِل من أَوزارها شيئاً وفي حديث الطهارة إِذا كان الماء قُلَّتَيْن لم يَحْمِل الخَبَث أَي لم يظهره ولم يَغْلب الخَبَثُ عليه من قولهم فلان يَحْمِل غَضَبه( * قوله « فلان يحمل غضبه إلخ » هكذا في الأصل ومثله في النهاية ولعل المناسب لا يحمل أو يظهر باسقاط لا ) أَي لا يُظْهِره قال ابن الأَثير والمعنى أَن الماء لا ينجس بوقوع الخبث فيه إِذا كان قُلَّتَين وقيل معنى لم يَحْمل خبثاً أَنه يدفعه عن نفسه كما يقال فلان لا يَحْمِل الضَّيْم إِذا كان يأْباه ويدفعه عن نفسه وقيل معناه أَنه إِذا كان قُلَّتَين لم يَحْتَمِل أَن يقع فيه نجاسة لأَنه ينجس بوقوع الخبث فيه فيكون على الأَول قد قصد أَوَّل مقادير المياه التي لا تنجس بوقوع النجاسة فيها وهو ما بلغ القُلَّتين فصاعداً وعلى الثاني قصد آخر المياه التي تنجس بوقوع النجاسة فيها وهو ما انتهى في القلَّة إِلى القُلَّتَين قال والأَول هو القول وبه قال من ذهب إِلى تحديد الماء بالقُلَّتَيْن فأَما الثاني فلا واحْتَمل الصنيعة تَقَلَّدها وَشَكَرها وكُلُّه من الحَمْل وحَمَلَ فلاناً وتَحَمَّل به وعليه
( * قوله « وتحمل به وعليه » عبارة الأساس وتحملت بفلان على فلان أي استشفعت به إِليه ) في الشفاعة والحاجة اعْتَمد والمَحْمِل بفتح الميم المُعْتَمَد يقال ما عليه مَحْمِل مثل مَجْلِس أَي مُعْتَمَد وفي حديث قيس تَحَمَّلْت بعَليّ على عُثْمان في أَمر أَي استشفعت به إِليه وتَحامل في الأَمر وبه تَكَلَّفه على مشقة وإِعْياءٍ وتَحامل عليه كَلَّفَه ما لا يُطِيق واسْتَحْمَله نَفْسَه حَمَّله حوائجه وأُموره قال زهير ومن لا يَزَلْ يَسْتَحْمِلُ الناسَ نَفْسَه ولا يُغْنِها يَوْماً من الدَّهْرِ يُسْأَم وفي الحديث كان إِذا أَمَرَنا بالصدقة انطلق أَحَدُنا إِلى السوق فَتَحامل أَي تَكَلَّف الحَمْل بالأُجْرة ليَكْسِب ما يتصدَّق به وتَحامَلْت الشيءَ تَكَلَّفته على مَشَقَّة وتَحامَلْت على نفسي إِذا تَكَلَّفت الشيءَ على مشقة وفي الحديث الآخر كُنَّا نُحامِل على ظهورنا أَي نَحْمِل لمن يَحْمِل لنا من المُفاعَلَة أَو هو من التَّحامُل وفي حديث الفَرَع والعَتِيرة إِذا اسْتَحْمَل ذَبَحْته فَتَصَدَّقت به أَي قَوِيَ على الحَمْل وأَطاقه وهو اسْتَفْعل من الحَمْل وقول يزيد بن الأَعور الشَّنِّي مُسْتَحْمِلاً أَعْرَفَ قد تَبَنَّى يريد مُسْتَحْمِلاً سَناماً أَعْرَف عَظِيماً وشهر مُسْتَحْمِل يَحْمِل أَهْلَه في مشقة لا يكون كما ينبغي أَن يكون عن ابن الأَ عرابي قال والعرب تقول إِذا نَحَر هِلال شَمالاً
( * قوله « نحر هلال شمالاً » عبارة الأساس نحر هلالاً شمال ) كان شهراً مُسْتَحْمِلاً وما عليه مَحْمِل أَي موضع لتحميل الحوائج وما على البعير مَحْمِل من ثِقَل الحِمْل وحَمَل عنه حَلُم ورَجُل حَمُول صاحِب حِلْم والحَمْل بالفتح ما يُحْمَل في البطن من الأَولاد في جميع الحيوان والجمع حِمال وأَحمال وفي التنزيل العزيز وأُولات الأَحمال أَجَلُهن وحَمَلت المرْأَةُ والشجرةُ تَحْمِل حَمْلاً عَلِقَت وفي التنزيل حَمَلَت حَمْلاً خَفيفاً قال ابن جني حَمَلَتْه ولا يقال حَمَلَتْ به إِلاَّ أَنه كثر حَمَلَتِ المرأَة بولدها وأَنشد لأَبي كبير الهذلي حَمَلَتْ به في ليلة مَزْؤُودةً كَرْهاً وعَقْدُ نِطاقِها لم يُحْلَل وفي التنزيل العزيز حَمَلَته أُمُّه كَرْهاً وكأَنه إِنما جاز حَمَلَتْ به لما كان في معنى عَلِقَت به ونظيره قوله تعالى أُحِلَّ لكم ليلَة الصيام الرَّفَثُ إِلى نسائكم لما كان في معنى الإِفضاء عُدِّي بإِلى وامرأَة حامِل وحاملة على النسب وعلى الفعل الأَزهري امرأَة حامِل وحامِلة إِذا كانت حُبْلى وفي التهذيب إِذا كان في بطنها ولد وأَنشد لعمرو بن حسان ويروى لخالد بن حقّ تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بيوم أَنى ولِكُلِّ حاملة تَمام فمن قال حامل بغير هاء قال هذا نعت لا يكون إِلا للمؤنث ومن قال حاملة بناه على حَمَلَت فهي حاملة فإِذا حَمَلَت المرأَةُ شيئاً على ظهرها أَو على رأْسها فهي حاملة لا غير لأَن الهاء إِنما تلحق للفرق فأَما ما لا يكون للمذكر فقد اسْتُغني فيه عن علامة التأْنيث فإِن أُتي بها فإِنما هو على الأَصل قال هذا قول أَهل الكوفة وأَما أَهل البصرة فإِنهم يقولون هذا غير مستمرّ لأَن العرب قالت رَجُل أَيِّمٌ وامرأَة أَيّم ورجل عانس وامرأَة عانس على الاشتراك وقالوا امرأَة مُصْبِيَة وكَلْبة مُجْرِية مع غير الاشتراك قالوا والصواب أَن يقال قولهم حامل وطالق وحائض وأَشباه ذلك من الصفات التي لا علامة فيها للتأْنيث فإِنما هي أَوْصاف مُذَكَّرة وصف بها الإِناث كما أَن الرَّبْعَة والرَّاوِية والخُجَأَة أَوصاف مؤنثة وصف بها الذُّكْران وقالوا حَمَلت الشاةُ والسَّبُعة وذلك في أَول حَمْلِها عن ابن الأَعرابي وحده والحَمْل ثمر الشجرة والكسر فيه لغة وشَجَر حامِلٌ وقال بعضهم ما ظَهضر من ثمر الشجرة فهو حِمْل وما بَطَن فهو حَمْل وفي التهذيب ما ظهر ولم يُقَيِّده بقوله من حَمْل الشجرة ولا غيره ابن سيده وقيل الحَمْل ما كان في بَطْنٍ أَو على رأْس شجرة وجمعه أَحمال والحِمْل بالكسر ما حُمِل على ظهر أَو رأْس قال وهذا هو المعروف في اللغة وكذلك قال بعض اللغويين ما كان لازماً للشيء فهو حَمْل وما كان بائناً فهو حِمْل قال وجمع الحِمْل أَحمال وحُمُول عن سيبويه وجمع الحَمْلِ حِمال وفي حديث بناء مسجد المدينة هذا الحِمال لا حِمال خَيْبَر يعني ثمر الجنة أَنه لا يَنْفَد ابن الأَثير الحِمال بالكسر من الحَمْل والذي يُحْمَل من خيبر هو التمر أَي أَن هذا في الآخرة أَفضل من ذاك وأَحمد عاقبة كأَنه جمع حِمْل أَو حَمْل ويجوز أَن يكون مصدر حَمَل أَو حامَلَ ومنه حديث عمر فأَيْنَ الحِمال ؟ يريد منفعة الحَمْل وكِفايته وفسره بعضهم بالحَمْل الذي هو الضمان وشجرة حامِلَة ذات حَمْل التهذيب حَمْل الشجر وحِمْله وذكر ابن دريد أَن حَمْل الشجر فيه لغتان الفتح والكسر قال ابن بري أَما حَمْل البَطْن فلا خلاف فيه أَنه بفتح الحاء وأَما حَمْل الشجر ففيه خلاف منهم من يفتحه تشبيهاً بحَمْل البطن ومنهم من يكسره يشبهه بما يُحْمل على الرأْس فكلُّ متصل حَمْل وكلُّ منفصل حِمْل فحَمْل الشجرة مُشَبَّه بحَمْل المرأَة لاتصاله فلهذا فُتِح وهو يُشْبه حَمْل الشيء على الرأْس لبُروزه وليس مستبِطناً كَحَمْل المرأَة قال وجمع الحَمْل أَحْمال وذكر ابن الأَعرابي أَنه يجمع أَيضاً على حِمال مثل كلب وكلاب والحَمَّال حامِل الأَحْمال وحِرْفته الحِمالة وأَحْمَلتْه أَي أَعَنْته على الحَمل والحَمَلة جمع الحامِل يقال هم حَمَلة العرش وحَمَلة القرآن وحَمِيل السَّيْل ما يَحْمِل من الغُثاء والطين وفي حديث القيامة في وصف قوم يخرجون من النار فَيُلْقَون في نَهَرٍ في الجنة فَيَنْبُتُون كما تَنْبُت الحِبَّة في حَمِيل السَّيْل قال ابن الأَثير هو ما يجيء به السيل فَعيل بمعنى مفعول فإِذا اتفقت فيه حِبَّة واستقرَّت على شَطِّ مجرَى السيل فإِنها تنبت في يوم وليلة فشُبِّه بها سرعة عَوْد أَبدانهم وأَجسامهم إِليهم بعد إِحراق النار لها وفي حديث آخر كما تنبت الحِبَّة في حَمائل السيل وهو جمع حَمِيل والحَوْمل السَّيْل الصافي عن الهَجَري وأَنشد مُسَلْسَلة المَتْنَيْن ليست بَشَيْنَة كأَنَّ حَباب الحَوْمَل الجَوْن ريقُها وحَميلُ الضَّعَة والثُّمام والوَشِيج والطَّريفة والسَّبَط الدَّوِيل الأَسود منه قال أَبو حنيفة الحَمِيل بَطْن السيل وهو لا يُنْبِت وكل مَحْمول فهو حَمِيل والحَمِيل الذي يُحْمَل من بلده صَغِيراً ولم يُولَد في الإِسلام ومنه قول عمر رضي الله عنه في كتابه إِلى شُرَيْح الحَمِيل لا يُوَرَّث إِلا بِبَيِّنة سُمِّي حَميلاً لأَنه يُحْمَل صغيراً من بلاد العدوّ ولم يولد في الإِسلام ويقال بل سُمِّي حَمِيلاً لأَنه محمول النسب وذلك أَن يقول الرجل لإِنسان هذا أَخي أَو ابني لِيَزْوِي ميراثَه عن مَوالِيه فلا يُصَدَّق إِلاَّ ببيِّنة قال ابن سيده والحَمِيل الولد في بطن أُمه إِذا أُخِذَت من أَرض الشرك إِلى بلاد الإِسلام فلا يُوَرَّث إِلا بِبيِّنة والحَمِيل المنبوذ يحْمِله قوم فيُرَبُّونه والحَمِيل الدَّعِيُّ قال الكُميت يعاتب قُضاعة في تَحوُّلهم إِلى اليمين بنسبهم عَلامَ نَزَلْتُمُ من غير فَقْر ولا ضَرَّاءَ مَنْزِلَة الحَمِيل ؟ والحَمِيل الغَريب والحِمالة بكسر الحاء والحَمِيلة عِلاقة السَّيف وهو المِحْمَل مثل المِرْجَل قال على النحر حتى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلي وهو السَّيْر الذي يُقَلَّده المُتَقَلِّد وقد سماه
( * قوله سمَّاه هكذا في الأصل ولعله اراد سمى به عرقَ الشجر ) ذو الرمة عِرْق الشَّجَر فقال تَوَخَّاه بالأَظلاف حتى كأَنَّما يُثِرْنَ الكُبَاب الجَعْدَ عن متن مِحْمَل والجمع الحَمائِل وقال الأَصمعي حَمائل السيف لا واحد لها من لفظها وإِنما واحدها مِحْمَل التهذيب جمع الحِمالة حَمائل وجمع المِحْمَل مَحامل قال الشاعر دَرَّتْ دُموعُك فوق ظَهْرِ المِحْمَل وقال أَبو حنيفة الحِمالة للقوس بمنزلتها للسيف يُلْقيها المُتَنَكِّب في مَنْكبِه الأَيمن ويخرج يده اليسرى منها فيكون القوس في ظهره والمَحْمِل واحد مَحامل الحَجَّاج
( * قوله « والمحمل واحد محامل الحجاج » ضبطه في القاموس كمجلس وقال شارحه ضبط في نسخ المحكم كمنبر وعليه علامة الصحة وعبارة المصباح والمحمل وزان مجلس الهودج ويجوز محمل وزان مقود وقوله « الحجاج » قال شارح القاموس ابن يوسف الثقفي اول من اتخذها وتمام البيت أخزاه ربي عاجلاً وآجلا )
قال الراجز أَوَّل عَبْد عَمِل المَحامِلا والمِحْمَل الذي يركب عليه بكسر الميم قال ابن سيده المِحْمَل شِقَّانِ على البعير يُحْمَل فيهما العَدِيلانِ والمِحْمَل والحاملة الزَّبِيل الذي يُحْمَل فيه العِنَب إِلى الجَرين واحْتَمَل القومُ وتَحَمَّلوا ذهبوا وارتحلوا والحَمُولة بالفتح الإِبل التي تَحْمِل ابن سيده الحَمُولة كل ما احْتَمَل عليه الحَيُّ من بعير أَو حمار أَو غير ذلك سواء كانت عليها أَثقال أَو لم تكن وفَعُول تدخله الهاء إِذا كان بمعنى مفعول به وفي حديث تحريم الحمر الأَهلية قيل لأَنها حَمولة الناس الحَمُولة بالفتح ما يَحْتَمِل عليه الناسُ من الدواب سواء كانت عليها الأَحمال أَو لم تكن كالرَّكُوبة وفي حديث قَطَن والحَمُولة المائرة لهم لاغِية أَي الإِبل التي تَحْمِل المِيرَة وفي التنزيل العزيز ومن الأَنعام حَمُولة وفَرْشاً يكون ذلك للواحد فما فوقه والحُمُول والحُمُولة بالضم الأَجمال التي عليها الأَثقال خاصة والحُمُولة الأَحمال
( * قوله « والحمولة الاحمال » قال شارح القاموس ضبطه الصاغاني والجوهري بالضم ومثله في المحكم ومقتضى صنيع القاموس انه بالفتح )
بأَعيانها الأَزهري الحُمُولة الأَثقال والحَمُولة ما أَطاق العَمل والحَمْل والفَرْشُ الصِّغار أَبو الهيثم الحَمُولة من الإِبل التي تَحْمِل الأَحمال على ظهورها بفتح الحاء والحُمُولة بضم الحاء الأَحمال التي تُحْمَل عليها واحدها حِمْل وأَحمال وحُمول وحُمُولة قال فأَما الحُمُر والبِغال فلا تدخل في الحَمُولة والحُمُول الإِبل وما عليها وفي الحديث من كانت له حُمولة يأْوي إِلى شِبَع فليَصُمْ رمضان حيث أَدركه الحُمولة بالضم الأَحمال يعني أَنه يكون صاحب أَحمال يسافر بها والحُمُول بالضم بلا هاء الهَوادِج كان فيها النساء أَو لم يكن واحدها حِمْل ولا يقال حُمُول من الإِبل إِلاّ لما عليه الهَوادِج والحُمُولة والحُمُول واحد وأَنشد أَحَرْقاءُ للبَيْنِ اسْتَقَلَّت حُمُولُها والحُمول أَيضاً ما يكون على البعير الليث الحَمُولة الإِبل التي تُحْمَل عليها الأَثقال والحُمول الإِبل بأَثقالها وأَنشد للنابغة أَصاح تَرَى وأَنتَ إِذاً بَصِيرٌ حُمُولَ الحَيِّ يَرْفَعُها الوَجِينُ وقال أَيضاً تَخالُ به راعي الحَمُولة طائرا قال ابن بري في الحُمُول التي عليها الهوادج كان فيها نساء أَو لم يكن الأَصل فيها الأَحمال ثم يُتَّسَع فيها فتُوقَع على الإِبل التي عليها الهوادج وعليه قول أَبي ذؤيب يا هَلْ أُرِيكَ حُمُول الحَيِّ غادِيَةً كالنَّخْل زَيَّنَها يَنْعٌ وإِفْضاخُ شَبَّه الإِبل بما عليها من الهوادج بالنخل الذي أَزهى وقال ذو الرمة في الأَحمال وجعلها كالحُمُول ما اهْتَجْتُ حَتَّى زُلْنَ بالأَحمال مِثْلَ صَوادِي النَّخْل والسَّيَال وقال المتنخل ذلك ما دِينُك إِذ جُنِّبَتْ أَحمالُها كالبُكُر المُبْتِل عِيرٌ عليهن كِنانِيَّةٌ جارِية كالرَّشَإِ الأَكْحَل فأَبدل عِيراً من أَحمالها وقال امرؤ القيس في الحُمُول أَيضاً وحَدِّثْ بأَن زالت بَلَيْلٍ حُمُولُهم كنَخْل من الأَعْراض غَيْرِ مُنَبَّق قال وتنطلق الحُمُول أَيضاً على النساء المُتَحَمِّلات كقول مُعَقِّر أَمِنْ آل شَعْثاءَ الحُمُولُ البواكِرُ مع الصبح قد زالت بِهِنَّ الأَباعِرُ ؟ وقال آخر أَنَّى تُرَدُّ ليَ الحُمُول أَراهُم ما أَقْرَبَ المَلْسُوع منه الداء وقول أَوس وكان له العَيْنُ المُتاحُ حُمُولة فسره ابن الأَعرابي فقال كأَنَّ إِبله مُوقَرَةٌ من ذلك وأَحْمَله الحِمْل أَعانه عليه وحَمَّله فَعَل ذلك به ويجيء الرجلُ إِلى الرجل إِذا انْقُطِع به في سفر فيقول له احْمِلْني فقد أُبْدِع بي أَي أَعْطِني ظَهْراً أَركبه وإِذا قال الرجل أَحْمِلْني بقطع الأَلف فمعناه أَعنَّي على حَمْل ما أَحْمِله وناقة مُحَمَّلة مُثْقَلة والحَمَالة بالفتح الدِّيَة والغَرامة التي يَحْمِلها قوم عن قوم وقد تطرح منها الهاء وتَحَمَّل الحَمالة أَي حَمَلَها الأصمعي الحَمَالة الغُرْم تَحْمِله عن القوم ونَحْو ذلك قال الليث ويقال أَيضاً حَمَال قال الأَعشَى فَرْع نَبْعٍ يَهْتَزُّ في غُصُنِ المَجْ دِ عظيم النَّدَى كَثِير الحَمَال ورجل حَمَّال يَحْمِل الكَلَّ عن الناس الأَزهري الحَمِيل الكَفِيل وفي الحديث الحَمِيل غارِمٌ هو الكفيل أَي الكَفِيل ضامن وفي حديث ابن عمر كان لا يَرى بأْساً في السَّلَم بالحَمِيل أَي الكفيل الكسائي حَمَلْت به حَمَالة كَفَلْت به وفي الحديث لا تَحِلُّ المسأَلة إِلا لثلاثة ذكر منهم رجل تَحَمَّل حَمالة عن قوم هي بالفتح ما يَتَحَمَّله الإِنسان عن غيره من دِيَة أَو غَرامة مثل أَن تقع حَرْب بين فَرِيقين تُسْفَك فيها الدماء فيدخل بينهم رجل يَتَحَمَّل دِياتِ القَتْلى ليُصْلِح ذاتَ البَيْن والتَّحَمُّل أَن يَحْمِلها عنهم على نفسه ويسأَل الناس فيها وقَتَادَةُ صاحبُ الحَمالة سُمِّي بذلك لأَنه تَحَمَّل بحَمالات كثيرة فسأَل فيها وأَدَّاها والحَوامِل الأَرجُل وحَوامِل القَدَم والذراع عَصَبُها واحدتها حاملة ومَحامِل الذكر وحَمائله العروقُ التي في أَصله وجِلْدُه وبه فعسَّر الهَرَوي قوله في حديث عذاب القبر يُضْغَط المؤمن في هذا يريد القبر ضَغْطَة تَزُول منها حَمائِلُه وقيل هي عروق أُنْثَييه قال ويحتمل أَن يراد موضع حَمَائِل السيف أَي عواتقه وأَضلاعه وصدره وحَمَل به حمالة كَفَل يقال حَمَل فلان الحِقْدَ على نفسه إِذا أَكنه في نفسه واضْطَغَنَه ويقال للرجل إِذا اسْتَخَفَّه الغضبُ قد احتُمِل وأُقِلَّ قال الأَصمَعي في الغضب غَضِب فلان حتى احتُمِل ويقال للذي يَحْلُم عمن يَسُبُّه قد احْتُمِل فهو مُحْتَمَل وقال الأَزهري في قول الجَعْدي كلبابى حس ما مسه وأَفانِين فؤاد مُحْتَمَل
( * قوله « كلبابى إلخ » هكذا في الأصل من غير نقط ولا ضبط )
أَي مُسْتَخَفٍّ من النشاط وقيل غضبان وأَفانِينُ فؤاد ضُروبُ نشاطه واحْتُمِل الرجل غَضِب الأَزهري عن الفراء احْتُمِل إِذا غضب ويكون بمعنى حَلُم وحَمَلْت به حَمَالة أَي كَفَلْت وحَمَلْت إِدْلاله واحْتَمَلْت بمعنىً قال الشاعر أَدَلَّتْ فلم أَحْمِل وقالت فلم أُجِبْ لَعَمْرُ أَبيها إِنَّني لَظَلُوم والمُحامِل الذي يَقْدِر على جوابك فَيَدَعُه إِبقاء على مَوَدَّتِك والمُجامِل الذي لا يقدر على جوابك فيتركه ويَحْقِد عليك إِلى وقت مّا ويقال فلان لا يَحْمِل أَي يظهر غضبه والمُحْمِل من النساء والإِبل التي يَنْزِل لبُنها من غير حَبَل وقد أَحْمَلَت والحَمَل الخَرُوف وقيل هو من ولد الضأْن الجَذَع فما دونه والجمع حُمْلان وأَحمال وبه سُمِّيت الأَحمال وهي بطون من بني تميم والحَمَل السحاب الكثير الماء والحَمَل بُرْج من بُروج السماء هو أَوَّل البروج أَوَّلُه الشَّرْطانِ وهما قَرْنا الحَمَل ثم البُطَين ثلاثة كواكب ثم الثُّرَيَّا وهي أَلْيَة الحَمَل هذه النجوم على هذه الصفة تُسَمَّى حَمَلاً قلت وهذه المنازل والبروج قد انتقلت والحَمَل في عصرنا هذا أَوَّله من أَثناء الفَرْغ المُؤَخَّر وليس هذا موضع تحرير دَرَجه ودقائقه المحكم قال ابن سيده قال ابن الأَعرابي يقال هذا حَمَلُ طالعاً تَحْذِف منه الأَلف واللام وأَنت تريدها وتُبْقِي الاسم على تعريفه وكذلك جميع أَسماء البروج لك أَن تُثْبِت فيها الأَلف واللام ولك أَن تحذفها وأَنت تَنْويها فتُبْقِي الأَسماء على تعريفها الذي كانت عليه والحَمَل النَّوْءُ قال وهو الطَّلِيُّ يقال مُطِرْنا بنَوْء الحَمَل وبِنَوْء الطَّلِيِّ وقول المتنخِّل الهذلي كالسُّحُل البِيضِ جَلا لَوْنَها سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأَسْوَل فُسَّر بالسحاب الكثير الماء وفُسِّر بالبروج وقيل في تفسير النِّجاء السحاب الذي نَشَأَ في نَوْءِ الحَمَل قال وقيل في الحَمَل إِنه المطر الذي يكون بنَوْءٍ الحَمَل وقيل النِّجاء السحاب الذي هَرَاق ماءه واحده نَجْوٌ شَبَّه البقر في بياضها بالسُّحّل وهي الثياب البيض واحدها سَحْل والأَسْوَل المُسْتَرْخِي أَسفل البطن شَبَّه السحاب المسترخي به وقال الأَصمعي الحَمَل ههنا السحاب الأَسود ويقوّي قوله كونه وصفه بالأَسول وهو المسترخي ولا يوصف النَّجْو بذلك وإِنما أَضاف النِّجَاء إِلى الحَمَل والنِّجاءُ السحابُ لأَنه نوع منه كما تقول حَشَف التمر لأَن الحَشَف نوع منه وحَمَل عليه في الحَرْب حَمْلة وحَمَل عليه حَمْلة مُنْكَرة وشَدَّ شَدَّة مُنكَرة وحَمَلْت على بني فلان إِذا أَرَّشْتَ بينهم وحَمَل على نفسه في السَّيْر أَي جَهَدَها فيه وحَمَّلْته الرسالة أَي كلَّفته حَمْلَها واسْتَحْمَلته سأَلته أَن يَحْمِلني وفي حديث تبوك قال أَبو موسى أَرسلني أَصحابي إِلى النبي صلى الله عليه وسلم أَسْأَله الحُمْلان هو مصدر حَمَل يَحْمِل حُمْلاناً وذلك أَنهم أَنفذوه يطلبون شيئاً يركبون عليه ومنه تمام الحديث قال صلى الله عليه وسلم ما أَنا حَمَلْتُكم ولكن الله حَمَلكم أَراد إِفْرادَ الله بالمَنِّ عليهم وقيل أَراد لَمَّا ساق الله إِليه هذه الإِبل وقت حاجتهم كان هو الحامل لهم عليها وقيل كان ناسياً ليمينه أَنه لا يَحْمِلْهم فلما أَمَر لهم بالإِبل قال ما أَنا حَمَلْتكم ولكن الله حَمَلَكم كما قال للصائم الذي أَفطر ناسياً الله أَطْعَمَك وسَقاك وتَحَامَل عليه أَي مال والمُتَحامَلُ قد يكون موضعاً ومصدراً تقول في المكان هذا مُتَحَامَلُنا وتقول في المصدر ما في فلان مُتَحامَل أَي تَحامُل والأَحمالُ في قول جرير أَبَنِي قُفَيْرَة من يُوَرِّعُ وِرْدَنا أَم من يَقوم لشَدَّة الأَحْمال ؟ قومٌ من بني يَرْبُوع هم ثعلبة وعمرو والحرث يقال وَرَّعْت الإِبلَ عن الماء رَدَدْتها وقُفَيْرة جَدَّة الفَرَزْدَق
( * قوله « وقفيرة جدّة الفرزدق » تقدم في ترجمة قفر أنها أُمه ) أُمّ صَعْصَعة بن ناجِية بن عِقَال وحَمَلٌ موضع بالشأْم الأَزهري حَمَل اسم جَبَل بعينه ومنه قول الراجز أَشْبِه أَبا أُمِّك أَو أَشْبِه حَمَل قال حَمل اسم جبل فيه جَبَلان يقال لهما طِمِرَّان وقال كأَنَّها وقَدْ تَدَلَّى النَّسْرَان ضَمَّهُمَا من حَمَلٍ طِمِرَّان صَعْبان عن شَمائلٍ وأَيمان قال الأَزهري ورأَيت بالبادية حَمَلاً ذَلُولاً اسمه حَمال وحَوْمَل موضع قال أُمَيَّة بن أَبي عائذ الهذلي من الطَّاويات خِلال الغَضَا بأَجْماد حَوْمَلَ أَو بالمَطَالي وقول امريء القيس بين الدَّخُول فَحَوْمَلِ إِنما صَرَفه ضرورة وحَوْمَل اسم امرأَة يُضْرب بكَلْبتها المَثَل يقال أَجْوَع من كَلْبة حَوْمَل والمَحْمولة حِنْطة غَبْراء كأَنها حَبُّ القُطْن ليس في الحِنْطة أَكبر منها حَبًّا ولا أَضخم سُنْبُلاً وهي كثيرة الرَّيْع غير أَنها لا تُحْمَد في اللون ولا في الطَّعْم هذه عن أَبي حنيفة وقد سَمَّتْ حَمَلاً وحُمَيلاً وبنو حُمَيْل بَطْن وقولهم ضَحِّ قَلِيلاً يُدْرِكِ الهَيْجَا حَمَل إِنما يعني به حَمَل بن بَدْر والحِمَالة فَرَس طُلَيْحَة ابن خُوَيلِد الأَسدي وقال يذكرها عَوَيْتُ لهم صَدْرَ الحِمَالة إِنَّها مُعاوِدَةٌ قِيلَ الكُمَاةِ نَزَالِ فَيوْماً تَراها في الجِلال مَصُونَةً ويَوْماً تراها غيرَ ذاتِ جِلال قال ابن بري يقال لها الحِمالة الصُّغْرَى وأَما الحِمَالة الكبرى فهي لبني سُلَيْم وفيها يقول عباس بن مِرْدَاس أَما الحِمَالَة والقُرَيْظُ فقد أَنْجَبْنَ مِنْ أُمٍّ ومن فَحْل
حمظل
الحَمْظَل الحَنْظَل ميمه مبدلة من نون حَنْظَل وحَمْظَل الرَّجلُ إِذا جَنَى الحَنْظَل وهو الحمظل ذكره ابن الأَعرابي
حنبل
الحَنْبَل القصير الضَّخْم البطن وهو أَيضاً الخُفُّ الخَلَق وقيل الفرْوُ الخَلَق وأَطلقه بعضهم فقال هو الفَرْو والحَنْبَل والحِنْبَالة البحر والحَنْبَل والحِنْبَال والحِنْبَالة القصير الكثير اللحم والحُنْبُل طَلْعُ أُمّ غَيْلان عن كراع قال أَبو حنيفة أَخبرني أَعرابي من ربيعة قال الحُنْبُل ثَمَر الغاف وهي حُبْلة كقرون الباقِلَّى وفيه حَبٌّ فإِذا جَفَّ كُسِر ورُمِيَ بحَبِّه الظاهر وصُنِع مما تحته سَوِيق مثل سَوِيق النَّبِق إِلا أَنه دونه في الحلاوة والحَنْبَل اسم رجل والحِنْبَال والحِنْبَالة الكثير الكلام وحَنْبَل الرجلُ إِذا أَكثر من أَكل الحُنْبُل وهو اللُّوبِيَاء ابن بري والحَنْبَل موضع بين البصرة ولَيِنَةَ قال الفرزدق فأَصبحت والمَلْقَى وَرَائِي وحَنْبَل وما فَتَرَتْ حتى حَدَا النَّجْمَ غارِبُه
حنتل
ما لي عنه حُنْتَأْلٌ بهمزة مسكنة أَي ما لي منه بُدٌّ قال ابن سيده كذا وجدت هذه الكلمة في كتاب العين في باب الخماسي وهي عند سيبويه رباعية لأَنه ليس في الكلام مثل جُرْدَحْل قال وهذا من أَصح ما تحرّر به أَنواع التصاريف الجوهري يقال ما أَجد منه حُنْتَالاً أَي بُدًّا بلا همز وأَبو زيد بالهمز الأَزهري ما له حُنْتَأْل ولا حِنْأْلة عن هذا أَي مَحِيص إِذا كسرت الحاء أَدخلت الهاء وروى الأَزهري عن ثعلب عن ابن الأَعرابي الحِنْتأْلة البُدَّة وهي المُفَارَقة أَبو مَالِكٍ ما لَكَ عن هذا الأَمر عُنْدَدٌ ولا حُنْتَأْل ولا حُنْتَأْنٌ أَي ما لك عنه بُدٌّ والحُنْتُل شِبْه المِخْلَب المُعَقَّف الضَّخْم قال ولا أَدري ما صَحَّتُه
حنجل
الحِنْجِل من النساء الضَّخْمةُ الصَّخَّابة البَذِيَّة عن كراع والحُنْجُل ضَرْب من السِّبَاع
حندل
الحَنْدَل القصير زاد الأَزهري من الرجال قال الأَزهري هذا الحرف في كتاب الجمهرة لابن دريد مع غيره وما وجدته لأَحد من الثقات فليحَقَّق فإِن وُجِد لإِمام موثوق به أُلْحِق بالرباعي وما لم يوجد لثقة كان منه على ريبة وحَذَر
حنضل
الحَنْضَلة الماء في الصَّخْرة قال أَبو القادح حَنْضَلَةُ القادحِ فوق الصَّفا أَبْرَزَها المائحُ والصادِرُ وقال آخر حَنْضَلة فوق صَفا ضاهِرٍ ما أَشْبَه الضَّاهِرَ بالنَّاضِر الضَّاهِرُ والضَّهْرُ أَعلى الجَبَل وقد تقدم والناضر الطُّحْلُب والحَنْضَلة أَيضاً القَلْتُ في صَخْرة قال الأَزهري هذا حرف غريب وروى عن ابن الأَعرابي قال الحَنْضَل غَدِير الماء
حنظل
الحَنْظَل الشجر المُرُّ وقال أَبو حنيفة هو من الأَغْلاث واحدته حَنْظَلة الجوهري الحَنْظَل الشَّرْيُ وقد حَظِل البعيرُ بالكسر إِذا أَكثر من الحَنْظَل فهو حَظِلٌ وإبل حَظَالى قال ابن سيده الحنظل شجر اختلف في بنائه فقيل ثلاثي وقيل رباعي وبعيرٌ حَظِل يَرْعَى الحَنْظَل قال وليس هذا مما يشهد أَنه ثلاثي أَلا ترى إِلى قول الأَعرابية لصاحبتها وإِن ذكرت الضَّغَابيس فإِنِّي ضَغِبة ولا محالة أَن الضَّغَابِيس رُبَاعيٌّ لكنها وقفت حيث ارْتَدَع البناءُ وحَظِلٌ مثله وإِن اختلفت جهتا الحذف ؟ وقال أَبو حنيفة حَظِلَ البعيرُ فهو حَظِلٌ رَعَى الحَنْظَل فَمَرِض عنه قال الأَزهري بعير حَظِل إِذا أَكل الحَنْظَل وقَلَّما يأْكله وهم يحذفون النون فمنهم من يقول هي زائدة في البناء ومنهم من يقول هي أَصلية والبناء رباعي ولكنها أَحَقُّ بالطرح لأَنها أَخف الحروف قال وهم الذين يقولون قد أَسْبَلَ الزَّرْعُ بطرح النون ولغة أُخرى قد سَنْبَلَ الزَّرْعُ والحَمْظَل الحَنْظَل ميمه مُبْدَلة من نون حَنْظَل وذات الحَنَاظِل موضع وحَنْظَلة اسم رجل وحَنْظَلة قبيلة قال الجوهري حَنْظَلة أَكْرَمُ قبيلة في تميم يقال لهم حَنْظَلة الأَكرمون وأَبوهم حَنْظَلة بن مالك بن عمرو ابن تميم
حنكل
الحَنْكَل والحُنَاكِل القصير والأُنثى حَنْكَلة لا غير والحَنْكَل أَيضاً اللئيم قال الأَخطل فكيف تُسامِيني وأَنتَ مُعَلْهَجٌ هُذَارِمةٌ جَعْدُ الأَنامِلِ حَنْكَل ؟ وأَنشد ابن بري في الحَنْكَلة الأُنثى من كُلِّ حَنْكَلةٍ كأَنَّ جَبينَها كَبِدٌ تُهَنَّأُ للبِرَامِ دِمَاما وحَنْكَلَ الرجلُ أَبطأَ في المشي والحَنْكَلة الدَّمِيمة السوداء من النساء قال حَنْكَلة فيها قِبَال وفَجَا
حهل
الحَيْهَلُ والحَيِّهَلُ والحَيَّهَلُ بفتح الحاء وكسر الياء شَجَر الهَرْم واحدته حَيْهَلة وحَيَّهَلة وحَيِّهَلة وقيل الحَيِّهَلة شجرة قصيرة ليست بمَرِيَّة لا يَصْلُح المال عليها تَنْبُت في القيعان والسَّبَخ ولا ورق لها ليس في الكلام اسم على فَيَّعَل ولا فَيِّعَل غيره وقال أَبو حنيفة الحَيَّهَل نَبْتٌ من دِقِّ الحَمْض وقال أَبو زيد الحَيْهَل ساكن الياء نبت ينبت في السِّبَاخ وإِذا أَخْصَبَ الناسُ هَلَك وإِذا أَسْنَتوا حَيِي وذكر الأَزهري هذه الترجمة في ترجمة حيي عند قوله حَيَّ هَلاً أَيْ عَجِّل وقال سمي به لأَنه إِذا أَصابه المطر نبت سريعاً وإِذا أَكلته الإِبل ولم تَسْلَح سريعاً ماتت يقال رأَيت حَيْهَلاً وهذا حَيْهَل
حول
الحَوْل سَنَةٌ بأَسْرِها والجمع أَحْوالٌ وحُوُولٌ وحُؤُولٌ حكاها سيبويه وحالَ عليه الحَوْلُ حَوْلاً وحُؤُولاً أَتَى وأَحال الشيءُ واحْتالَ أَتَى عليه حَوْلٌ كامل قال رؤبة أَوْرَقَ مُحْتالاً دَبيحاً حِمْحِمُه وأَحالت الدارُ وأَحْوَلَتْ وحالَتْ وحِيلَ بها أَتَى عليها أَحْوَالٌ قال حالَتْ وحِيلَ بها وغَيَّرَ آيَها صَرْفُ البِلى تَجْري به الرِّيحانِ وقال الكميت أَأَبْكاكَ بالعُرُف المَنْزِلُ ؟ وما أَنت والطَّلَلُ المُحْوِلُ ؟ الجوهري حالَتِ الدارُ وحالَ الغلامُ أَتَى عليه حَوْلٌ وأَحالَ عليه الحَوْلُ أَي حالَ ودار مُحيلة غاب عنها أَهلُها مُنْذُ حَوْلٍ وكذلك دار مُحِيلة إِذا أَتت عليها أَحوال وأَحالَ اللهُ عليه الحَوْلَ إِحالة وأَحْوَلْتُ أَنا بالمكان وأَحَلْت أَقمت حَوْلاً وأَحال الرجلُ بالمكان وأَحْوَل أَي أَقام به حَوْلاً وأَحْوَل الصبيُّ فهو مُحوِل أَتَى عليه حَوْلٌ من مَوْلِده قال امرؤ القيس فأَلْهَيْتُها عن ذي تَمائِمَ مُحْوِل وقيل مُحْوِل صغير من غير أَن يُحَدَّ بحَوْل عن ابن كيسان وأَحْوَلَ بالمكان الحَوْل بَلَغه وأَنشد ابن الاعرابي أَزائدَ لا أَحَلْتَ الحَوْل حتى كأَنَّ عَجُوزَكم سُقِيَتْ سِمَاما يُحَلِّئُ ذو الزوائد لِقْحتيه ومنْ يَغْلِب فإِنَّ له طعاما أَي أَماتك الله قبل الحَوْل حتى تصير عجوزكم من الحُزن عليك كأَنها سُقِيَت سِمَاماً وجعل لبنهما طعاماً أَي غَلَبَ على لِقْحَتيه فلم يَسْقِ أَحداً منهما ونَبْتٌ حَوْلِيٌّ أَتى عليه حَوْلٌ كما قالوا فيه عامِيٌّ وجَمَل حَوْلِيٌّ كذلك أَبو زيد سمعت أَعرابيّاً يقول جَمَلٌ حَوْلِيٌّ إِذا أَتى عليه حَوْل وجِمال حَوَالِيُّ بغير تنوين وحَوَالِيَّة ومُهْرٌ حَوْلِيٌّ ومِهارة حَوْلِيّات أَتى عليها حَوْل وكل ذي حافر أَوّلَ سنة حَوْلِيٌّ والأُنثى حَوْلِيّة والجمع حَوْلِيّات وأَرض مُسْتَحالة تُرِكت حَوْلاً وأَحوالاً عن الزراعة وقَوْس مُسْتَحالة في قابِها أَو سِيتَها اعوجاج وقد حالَتْ حَوْلاً أَي انقلبت عن حالها التي غُمِزَت عليها وحصل في قابها اعوجاج قال أَبو ذؤيب وحالَتْ كحَوْل القَوْسُ طُلَّتْ وعُطِّلَت ثَلاثاً فأَعْيا عَجْسُها وظُهَارُها يقول تَغَيَّرت هذه المرأَة كالقوس التي أَصابها الطَّلُّ فندِيَتْ ونُزِعَ عنها الوَتر ثلاث سنين فَزاغَ عَجْسُها واعْوَجَّ وقال أَبو حنيفة حالَ وتَرُ القوس زال عند الرمي وقد حالَتِ القوسُ وَتَرَها هكذا حكاه حالت ورجل مُسْتَحال في طَرَفي ساقه اعوجاج وقيل كل شيء تغير عن الاستواء إِلى العِوَج فقد حالَ واسْتَحال وهو مُسْتَحِيل وفي المثل ذاك أَحْوَل من بَوْلِ الجَمَل وذلك أَن بوله لا يخرج مستقيماً يذهب في إِحدى الناحيتين التهذيب ورِجْلٌ مُسْتَحالة إِذا كان طرفا الساقين منها مُعْوَجَّيْن وفي حديث مجاهد في التَّوَرُّك في الأَرض المُسْتَحيلة أَي المُعْوَجَّة لاستحالتها إِلى العِوَج قال الأَرض المستحيلة هي التي ليست بمستوية لأَنها استحالت عن الاستواء إِلى العِوَج وكذلك القوس والحَوْل الحِيلة والقُوَّة أَيضاً قال ابن سيده الحَوْل والحَيْل والحِوَل والحِيلة والحَوِيل والمَحالة والاحتيال والتَّحَوُّل والتَّحَيُّل كل ذلك الحِذْقُ وجَوْدَةُ النظر والقدرةُ على دِقَّة التصرُّف والحِيَلُ والحِوَل جمع حِيلة ورجل حُوَلٌ وحُوَلة مثل هُمَزَة وحُولة وحُوَّل وحَوَالِيٌّ وحُوَاليٌّ وحوَلْوَل مُحْتال شديد الاحتيال قال يا زيد أَبْشِر بأَخيك قد فَعَل حَوَلْوَلٌ إِذا وَنَى القَومُ نزَل ورجلُ حَوَلْوَل مُنْكَر كَمِيش وهو من ذلك ابن الأَعرابي الحُوَل والحُوَّل الدَّواهي وهي جمع حُولة الأَصمعي يقال جاء بأَمر حُولة من الحُوَل أَي بأَمر مُنْكَر عجيب ويقال للرَّجُل الداهية إِنَّه لَحُوله من الحُوَل أَي داهِية من الدواهي وتسمى الداهية نفسها حُولة وأَنشد ومِنْ حُولة الأَيام يا أُمَّ خالد لنا غَنَم مَرْعِيَّةٌ ولنا بَقَر ورجل حُوَّل ذو حِيَل وامرأَة حُوَّلة ويقال هو أَحْوَل منك أَي أَكثر حِيلة وما أَحْوَله ورجل حُوَّل بتشديد الواو أَي بَصِير بتحويل الأُمور وهو حُوَّلُ قُلَّب وأَنشد ابن بري لشاعر وما غَرَّهم لا بارك اللهُ فيهم به وهو فيه قُلَّبُ الرَّأْي حُوَّل ويقال رجل حَواليٌّ للجَيِّد الرأْي ذي الحِيلة قال ابن أَحمر ويقال للمَرَّار بن مُنْقِذ العَدَوي أَو تَنْسَأَنْ يومي إِلى غيره إِني حَواليٌّ وإِني حَذِر وفي حديث معاوية لما احْتُضِر قال لابنتيه قَلِّباني فإِنكما لتُقَلِّبان حُوَّلاً قُلَّباً إِن وُقِيَ كَبَّة النار الحُوَّل ذو التصرّف والاحتيال في الأُمور ويروى حُوَّلِيّاً قُلَّبِيّاً إِن نجا من عذاب الله بياء النسبة للمبالغة وفي حديث الرجلين اللذيْن ادَّعى أَحدُهما على الآخر فكان حُوَّلاً قُلَّباً واحْتَال من الحِيلة وما أَحْوَله وأَحْيَله من الحِيلة وهو أَحْوَل منك وأَحْيَل معاقبة وإِنه لذو حِيلة والمَحالة الحِيلة نفسها ويقال تَحَوَّل الرجلُ واحْتال إِذا طلب الحِيلة ومن أَمثالهم من كان ذا حِيلة تَحَوَّل ويقال هو أَحْوَل من ذِئْب ومن الحِيلة وهو أَحْوَل من أَبي بَراقش وهو طائر يَتَلَوَّن أَلواناً وأَحْوَل من أَبي قَلَمون ثوب يتلوَّن أَلواناً الكسائي سمعتهم يفولون هو رجل لا حُولة له يريدون لا حِيلة له وأَنشد له حُولَةٌ في كل أَمر أَراغَه يُقَضِّي بها الأَمر الذي كاد صاحبه والمَحالة الحِيلة يقال المرء يَعْجِزُ لا المَحالة وأَنشد ابن بري لأَبي دُواد يعاتب امرأَته في سَماحته بماله حاوَلْت حين صَرَمْتِني والمَرْءُ يَعْجِز لا المَحاله والدَّهْر يَلْعَب بالفتى والدَّهْر أَرْوَغُ من ثُعاله والمَرْءُ يَكْسِب مالَه بالشُّحِّ يُورِثُه الكَلاله وقولهم لا مَحالة من ذلك أَي لا بُدَّ ولا مَحالة أَي لا بُدَّ يقال الموت آت لا مَحالة التهذيب ويقولون في موضع لا بُدَّ لا مَحالة قال النابغة وأَنت بأَمْرٍ لا مَحالة واقع والمُحال من الكلام ما عُدِل به عن وجهه وحَوَّله جَعَله مُحالاً وأَحال أَتى بمُحال ورجل مِحْوال كثيرُ مُحال الكلام وكلام مُسْتَحيل مُحال ويقال أَحَلْت الكلام أُحِيله إِحالة إِذا أَفسدته وروى ابن شميل عن الخليل بن أَحمد أَنه قال المُحال الكلام لغير شيء والمستقيم كلامٌ لشيء والغَلَط كلام لشيء لم تُرِدْه واللَّغْو كلام لشيء ليس من شأْنك والكذب كلام لشيء تَغُرُّ به وأَحالَ الرَّجُلُ أَتَى بالمُحال وتَكَلَّم به وهو حَوْلَهُ وحَوْلَيْه وحَوالَيْه وحَوالَه ولا تقل حَوالِيه بكسر اللام التهذيب والحَوْل اسم يجمع الحَوالى يقال حَوالَي الدار كأَنها في الأَصل حوالى كقولك ذو مال وأُولو مال قال الأَزهري يقال رأَيت الناس حَوالَه وحَوالَيْه وحَوْلَه وحَوْلَيْه فحَوالَه وُحْدانُ حَوالَيْه وأَما حَوْلَيْه فهي تثنية حَوْلَه قال الراجز ماءٌ رواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيَه هذا مَقامٌ لك حَتَّى تِيبِيَه ومِثْلُ قولهم حَوالَيْك دَوالَيْك وحَجازَيْك وحَنانَيْك قال ابن بري وشاهد حَوالَهُ قول الراجز أَهَدَمُوا بَيْتَك ؟ لا أَبا لكا وأَنا أَمْشي الدَّأَلى حَوالَكا وفي حديث الاستسقاء اللهم حَوالَيْنا ولا علينا يريد اللهم أَنْزِل الغيثَ علينا في مواضع النبات لا في مواضع الأَبنية من قولهم رأَيت الناس حَوالَيْه أَي مُطِيفِينَ به من جوانبه وأَما قول امريء القيس أَلَسْتَ ترى السُّمَّار والناس أَحْوالي فعَلى أَنه جَعَل كل جزء من الجِرْم المُحِيط بها حَوْلاً ذَهَب إِلى المُبالغة بذلك أَي أَنه لا مَكان حَوْلَها إِلا وهو مشغول بالسُّمَّار فذلك أَذْهَبُ في تَعَذُّرِها عليه واحْتَوَله القومُ احْتَوَشُوا حَوالَيْه وحاوَل الشيءَ مُحاولة وحِوالاً رامه قال رؤبة حِوالَ حَمْدٍ وائْتِجارَ والمؤتَجِر والاحْتِيالُ والمُحاولَة مطالبتك الشيءَ بالحِيَل وكل من رام أَمراً بالحِيَل فقد حاوَله قال لبيد أَلا تَسْأَلانِ المرءَ ماذا يُحاوِلُ أَنَحْبٌ فَيْقضي أَم ضَلالٌ وباطِلُ ؟ الليث الحِوال المُحاوَلة حاوَلته حِوالاً ومُحاولة أَي طالبته بالحِيلة والحِوال كلُّ شيء حال بين اثنين يقال هذا حِوال بينهما أَي حائل بينهما كالحاجز والحِجاز أَبو زيد حُلْتُ بينه وبين الشَّرِّ أَحُول أَشَدَّ الحول والمَحالة قال الليث يقال حالَ الشيءُ بين الشيئين يَحُول حَوْلاً وتَحْوِيلاً أَي حَجَز ويقال حُلْتَ بينه وبين ما يريد حَوْلاً وحُؤولاً ابن سيده وكل ما حَجَز بين اثنين فقد حال بينهما حَوْلاً واسم ذلك الشيء الحِوال والحَوَل كالحِوال وحَوالُ الدهرِ تَغَيُّرُه وصَرْفُه قال مَعْقِل بن خويلد الهذلي أَلا مِنْ حَوالِ الدهر أَصبحتُ ثاوياً أُسامُ النِّكاحَ في خِزانةِ مَرْثَد التهذيب ويقال إِن هذا لمن حُولة الدهر وحُوَلاء الدهر وحَوَلانِ الدهر وحِوَل الدهر وأَنشد ومن حِوَل الأَيَّام والدهر أَنه حَصِين يُحَيَّا بالسلام ويُحْجَب وروى الأَزهري بإِسناده عن الفرّاء قال سمعت أَعرابيّاً من بني سليم ينشد فإِنَّها حِيَلُ الشيطان يَحْتَئِل قال وغيره من بني سليم يقول يَحْتال بلا همز قال وأَنشدني بعضهم يا دارَ ميّ بِدكادِيكِ البُرَق سَقْياً وإِنْ هَيَّجْتِ شَوْقَ المُشْتَئق قال وغيره يقول المُشْتاق وتَحَوَّل عن الشيء زال عنه إِلى غيره أَبو زيد حالَ الرجلُ يَحُول مثل تَحَوَّل من موضع إِلى موضع الجوهري حال إِلى مكان آخر أَي تَحَوَّل وحال الشيءُ نفسُه يَحُول حَوْلاً بمعنيين يكون تَغَيُّراً ويكون تَحَوُّلاً وقال النابغة ولا يَحُول عَطاءُ اليومِ دُونَ غَد أَي لا يَحُول عَطاءُ اليوم دُونَ عطاء غَد وحالَ فلان عن العَهْد يَحُول حَوْلاً وحُؤولاً أَي زال وقول النابغة الجعدي أَنشده ابن سيده أَكَظَّكَ آبائي فَحَوَّلْتَ عنهم وقلت له با ابْنَ الحيالى تحوَّلا( * « الحيالى » هكذا رسم في الأصل وفي شرح القاموس الحيا و لا )
قال يجوز أَن يستعمل فيه حَوَّلْت مكان تَحَوَّلت ويجوز أَن يريد حَوَّلْت رَحْلَك فحذف المفعول قال وهذا كثير وحَوَّله إِليه أَزاله والاسم الحِوَل والحَوِيل وأَنشد اللحياني أُخِذَت حَمُولُته فأَصْبَح ثاوِياً لا يستطيع عن الدِّيار حَوِيلا التهذيب والحِوَل يَجْري مَجْرى التَّحْويل يقال حوّلُوا عنها تَحْويلاً وحِوَلاً قال الأَزهري والتحويل مصدر حقيقي من حَوَّلْت والحِوَل اسم يقوم مقام المصدر قال الله عز وجل لا يَبْغُون عنها حِوَلاً أَي تَحْوِيلاً وقال الزجاج لا يريدون عنها تَحَوُّلاً يقال قد حال من مكانه حِوَلاً وكما قالوا في المصادر صَغُر صِغْراً وعادَني حُبُّها عِوَداً قال وقد قيل إِن الحِوَل الحِيلة فيكون على هذا المعنى لا يَحْتالون مَنْزِلاً غيرها قال وقرئ قوله عز وجل دِيناً قِيَماً ولم يقل قِوَماً مثل قوله لا يَبْغُون عنها حِوَلاً لأَن قِيَماً من قولك قام قِيَماً كأَنه بني على قَوَم أَو قَوُم فلما اعْتَلَّ فصار قام اعتل قِيَم وأَما حِوَل فكأَنه هو على أَنه جارٍ على غير فعل وحالَ الشيءُ حَوْلاً وحُؤولاً وأَحال الأَخيرة عن ابن الأَعرابي كلاهما تَحَوَّل وفي الحديث من أَحالَ دخل الجنة يريد من أَسلم لأَنه تَحَوَّل من الكفر عما كان يعبد إِلى الإِسلام الأَزهري حالَ الشخصُ يَحُول إِذا تَحَوَّل وكذلك كل مُتَحَوِّل عن حاله وفي حديث خيبر فَحالوا إِلى الحِصْن أَي تَحَوَّلوا ويروى أَحالوا أَي أَقبلوا عليه هاربين وهو من التَّحَوُّل وفي الحديث إِذا ثُوِّب بالصلاة أَحال الشيطانُ له ضُراط أَي تَحَوَّل من موضعه وقيل هو بمعنى طَفِق وأَخَذَ وتَهَيَّأَ لفعله وفي الحديث فاحْتالَتْهم الشياطين أَي نَقَلَتْهم من حال إِلى حال قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية والمشهور بالجيم وقد تقدم وفي حديث عمر رضي الله عنه فاسْتَحالَتْ غَرْباً أَي تَحَوَّلَتْ دَلْواً عظيمة والحَوالة تحويل ماء من نهر إِلى نهر والحائل المتغير اللون يقال رماد حائل ونَبات حائل ورَجُل حائل اللون إِذا كان أَسود متغيراً وفي حديث ابن أَبي لَيْلى أُحِيلَت الصلاة ثلاثة أَحْوال أَي غُيِّرت ثلاث تغييرات أَو حُوِّلَت ثلاث تحويلات وفي حديث قَباث بن أَشْيَم رأَيت خَذْق الفِيل أَخضر مُحيِلاً أَي متغيراً ومنه الحديث نهى أَن يُسْتَنْجى بعَظْمٍ حائلٍ أَي متغير قد غَيَّره البِلى وكلُّ متغير حائلٌ فإِذا أَتت عليه السَّنَةُ فهو مُحِيل كأَنه مأْخوذ من الحَوْل السَّنَةِ وتَحوَّل كساءَه جَعَل فيه شيئاً ثم حَمَله على ظهره والاسم الحالُ والحالُ أَيضاً الشيءُ يَحْمِله الرجل على ظهره ما كان وقد تَحَوَّل حالاً حَمَلها والحالُ الكارَةُ التي يَحْمِلها الرجل على ظهره يقال منه تَحَوَّلْت حالاً ويقال تَحَوَّل الرجلُ إِذا حَمَل الكارَة على ظَهْره يقال تَحَوَّلْت حالاً على ظهري إِذا حَمَلْت كارَة من ثياب وغيرها وتحوَّل أَيضاً أَي احْتال من الحيلة وتَحَوَّل تنقل من موضع إِلى موضع آخر والتَّحَوُّل التَّنَقُّل من موضع إِلى موضع والاسم الحِوَل ومنه قوله تعالى خالدين فيها لا يبغون عنها حِوَلاً والحال الدَّرَّاجة التي يُدَرَّج عليها الصَّبيُّ إِذا مشَى وهي العَجَلة التي يَدِبُّ عليها الصبي قال عبد الرحمن بن حَسَّان الأَنصاري ما زال يَنْمِي جَدُّه صاعِداً مُنْذُ لَدُنْ فارَقه الحَالُ يريد ما زال يَعْلو جَدُّه ويَنْمِي مُنْذُ فُطِم والحائل كُلُّ شيء تَحَرَّك في مكانه وقد حالَ يَحُول واسْتحال الشَّخْصَ نظر إِليه هل يَتَحرَّك وكذلك النَّخْل واسْتحال واستحام لَمَّا أَحالَه أَي صار مُحالاً وفي حديث طَهْفَة ونَسْتَحِيل الجَهام أَي ننظر إِليه هل يتحرك أَم لا وهو نَسْتَفْعِل من حالَ يَحُول إِذا تَحَرَّك وقيل معناه نَطْلُب حال مَطَره وقيل بالجيم وقد تقدم الأَزهري سمعت المنذري يقول سمعت أَبا الهيثم يقول عن تفسير قوله لا حَوْل ولا قُوَّة إِلا بالله قال الحَوْل الحَركة تقول حالَ الشخصُ إِذا تحرّك وكذلك كل مُتَحَوِّل عن حاله فكأَنَّ القائل إِذا قال لا حَوْلَ ولا قُوَّة إِلاَّ بالله يقول لا حَركة ولا استطاعة إِلا بمشيئة الله الكسائي يقال لا حَوْل ولا قُوَّة إِلا بالله ولا حَيْلَ ولا قُوَّة إِلا بالله وورد ذلك في الحديث لا حَوْلَ ولا قوة إِلا بالله وفُسِّر بذلك المعنى لا حركة ولا قُوَّة إِلا بمشيئة الله تعالى وقيل الحَوْل الحِيلة قال ابن الأَثير والأَول أَشبه ومنه الحديث اللهم بك أَصُول وبك أَحُول أَي أَتحرك وقيل أَحتال وقيل أَدفع وأَمنع من حالَ بين الشيئين إِذا منع أَحدهما من الآخر وفي حديث آخر بك أُصاوِل وبك أُحاوِل هو من المُفاعلة وقيل المُحاولة طلب الشيء بحِيلة وناقة حائل حُمِل عليها فلم تَلْقَح وقيل هي الناقة التي لم تَحْمِل سنة أَو سنتين أَو سَنَوات وكذلك كل حامل يَنْقَطِع عنها الحَمْل سنة أَو سنوات حتى تَحْمِل والجمع حِيال وحُولٌ وحُوَّلٌ وحُولَلٌ الأَخيرة اسم للجمع وحائلُ حُولٍ وأَحْوال وحُولَلٍ أَي حائل أَعوام وقيل هو على المبالغة كقولك رَجُلُ رِجالٍ وقيل إِذا حُمِل عليها سنة فلم تَلقَح فهي حائل فإِن لم تَحمِل سنتين فهي حائلُ حُولٍ وحُولَلٍ ولَقِحَتْ على حُولٍ وحُولَلٍ وقد حالَتْ حُؤُولاً وحِيالاً وأَحالت وحَوَّلَت وهي مُحَوِّل وقيل المُحَوِّل التي تُنْتَج سنة سَقْباً وسنة قَلوصاً وامرأَة مُحِيل وناقة مُحِيل ومُحْوِل ومُحَوِّل إِذا ولدت غلاماً على أَثر جارية أَو جارية على أَثر غلام قال ويقال لهذه العَكوم أَيضاً إِذا حَمَلت عاماً ذكراً وعاماً أُنثى والحائل الأُنثى من أَولاد الإِبل ساعةَ تُوضَع وشاة حائل ونخْلة حائل وحالت النخلةُ حَمَلَتْ عاماً ولم تَحْمِل آخر الجوهري الحائل الأُنثى من ولد الناقة لأَنه إِذا نُتِج ووقع عليه اسم تذكير وتأْنيث فإِن الذكر سَقْب والأُنثى حائل يقال نُتِجت الناقةُ حائلاً حسنة ويقال لا أَفعل ذلك ما أَرْزَمَت أُمُّ حائل ويقال لولد الناقة ساعةَ تُلْقيه من بطنها إِذا كانت أُنثى حائل وأُمُّها أُمُّ حائل قال فتلك التي لا يبرَحُ القلبَ حُبُّها ولا ذِكْرُها ما أَرْزَمَتْ أُمُّ حائل والجمع حُوَّل وحَوائل وأَحال الرجلُ إِذا حالت إِبلُه فلم تَحْمِل وأَحال فلانٌ إِبلَه العامَ إِذا لم يُصِبْها الفَحْل والناس مُحِيلون إِذا حالت إِبِلُهم قال أَبو عبيدة لكل ذي إِبِل كَفْأَتان أَي قِطْعتان يقطعهما قِطْعَتين فَتُنْتَج قِطْعَةٌ منها عاماً وتَحُول القِطْعَةُ الأُخرى فيُراوح بينهما في النَّتاج فإِذا كان العام المقبل نَتَج القِطْعةَ التي حالت فكُلُّ قطعة نتَجها فهي كَفْأَة لأَنها تَهْلِك إِن نَتَجها كل عام وحالت الناقةُ والفرسُ والنخلةُ والمرأَةُ والشاةُ وغيرُهنَّ إِذا لم تَحْمِل وناقة حائل ونوق حَوائل وحُولٌ وحُولَلٌ وفي الحديث أَعوذ بك من شر كل مُلْقِح ومُحِيل المُحِيل الذي لا يولد له من قولهم حالت الناقةُ وأَحالت إِذا حَمَلْت عليها عاماً ولم تحْمِل عاماً وأَحال الرجلُ إِبِلَه العام إِذا لم يُضْرِبها الفَحْلَ ومنه حديث أُم مَعْبَد والشاء عازب حِيال أَي غير حَواملَ والحُول بالضم الحِيَال قال الشاعر لَقِحْن على حُولٍ وصادَفْنَ سَلْوَةً من العَيْش حتى كلُّهُنَّ مُمَتَّع ويروى مُمَنَّع بالنون الأَصمعي حالت الناقةُ فهي تَحُول حِيالاً إِذا ضَرَبها الفحلُ ولم تَحْمِل وناقة حائلة ونوق حِيال وحُول وقد حالَت حَوالاً وحُؤُولاً
( * قوله « وقد حالت حوالاً » هكذا في الأصل مضبوطاً كسحاب والذي في القاموس حؤولاً كقعود وحيالاً وحيالة بكسرهما )
والحالُ كِينَةُ الإنسان وهو ما كان عليه من خير أَو شر يُذَكَّر ويُؤَنَّث والجمع أَحوال وأَحْوِلة الأَخيرة عن اللحياني قال ابن سيده وهي شاذة لأَن وزن حال فَعَلٌ وفَعَلٌ لا يُكَسَّر على أَفْعِلة اللحياني يقال حالُ فلان حسَنة وحسَنٌ والواحدة حالةٌ يقال هو بحالة سوءٍ فمن ذَكَّر الحال جمعه أَحوالاً ومن أَنَّثَها جَمعَه حالات الجوهري الحالة واحدة حالِ الإِنسان وأَحْوالِه وتحَوَّله بالنصيحة والوَصِيَّة والموعظة توَخَّى الحالَ التي يَنْشَط فيها لقبول ذلك منه وكذلك روى أَبو عمرو الحديث وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَتَحَوَّلُنا بالموعظة بالحاء غير معجمة قال وهو الصواب وفسره بما تقدم وهي الحالة أَيضاً وحالاتُ الدهر وأَحْوالُه صُروفُه والحالُ الوقت الذي أَنت فيه وأَحالَ الغَريمَ زَجَّاه عنه إِلى غريم آخر والاسم الحَوالة اللحياني يقال للرجل إِذا تحَوَّل من مكان إِلى مكان أَو تحَوَّل على رجل بدراهم حالَ وهو يَحُول حَوْلاً ويقال أَحَلْت فلاناً على فلان بدراهم أُحِيلُه إِحالةً وإِحالاً فإِذا ذَكَرْت فِعْلَ الرجل قلت حالَ يَحُول حَوْلاً واحْتال احْتِيالاً إِذا تَحَوَّل هو من ذات نَفْسِه الليث الحَوالة إِحالَتُك غريماً وتحَوُّل ماءٍ من نهر إِلى نهر قال أَبو منصور يقال أَحَلْت فلاناً بما لهُ عليَّ وهو كذا درهماً على رجل آخر لي عليه كذا درهماً أُحِيلُه إِحالةً فاحْتال بها عليه ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم وإِذا أُحِيل أَحدكم على آخر فَلْيَحْتَلْ قال أَبو سعيد يقال للذي يُحال عليه بالحق حَيِّلٌ والذي يَقْبَل الحَوالةَ حَيِّل وهما الحَيِّلانِ كما يقال البَيِّعان وأَحالَ عليه بدَيْنِه والاسم الحَوالة والحال التراب اللَّيِّن الذي يقال له السَّهْلة والحالُ الطينُ الأَسود والحَمْأَةُ وفي الحديث أَن جبريل عليه السلام قال لما قال فرعون آمنت أَنه لا إِله إِلا الذي آمنت به بنو إِسرائيل أَخَذْتُ من حال البحر فضَرَبْتُ به وجهه وفي رواية فحشَوْت به فمه وفي التهذيب أَن جبريل عليه السلام لما قال فرعون آمنت أَنه لا إِله إِلاَّ الذي آمنت به بنو إِسرائيل أَخَذَ من حالِ البحر وطِينِه فأَلْقَمَه فاه وقال الشاعر وكُنَّا إِذا ما الضيفُ حَلَّ بأَرضِنا سَفَكْنا دِماءَ البُدْن في تُرْبَة الحال وفي حديث الكوثر حالُه المِسْكُ أَي طِينُه وخَصَّ بعضهم بالحال الحَمْأَة دون سائر الطين الأَسود والحالُ اللَّبَنُ عن كراع والحال الرَّماد الحارُّ والحالُ ورق السَّمُر يُخْبَط في ثوب ويُنْفَض يقال حالٌ من وَرَقٍ ونُفاض من ورق وحالُ الرجلِ امرأَته قال الأَعلم إِذا أَذكرتَ حالَكَ غير عَصْر وأَفسد صُنْعَها فيك الوَجِيف غَيْرَ عَصْرٍ أَي غير وقت ذكرها وأَنشد الأَزهري يا رُبَّ حالِ حَوْقَلٍ وَقَّاع تَرَكْتها مُدْنِيَةَ القِناع والمَحالَةُ مَنْجَنُونٌ يُسْتَقى عليها والجمع مَحالٌ ومَحاوِل والمَحالة والمَحال واسِطُ الظَّهْر وقيل المَحال الفَقار واحدته مَحالة ويجوز أَن يكون فَعالة والحَوَلُ في العين أَن يظهر البياض في مُؤْخِرها ويكون السواد من قِبَل الماقِ وقيل الحَوَل إِقْبال الحَدَقة على الأَنف وقيل هو ذَهاب حدقتها قِبَلَ مُؤْخِرها وقيل الحَوَل أَن تكون العين كأَنها تنظر إِلى الحِجاج وقيل هو أَن تميل الحدَقة إِلى اللَّحاظ وقد حَوِلَت وحالَت تَحال واحْوَلَّت وقول أَبي خراش إِذا ما كان كُسُّ القَوْمِ رُوقاً وحالَتْ مُقْلَتا الرَّجُلِ البَصِير
( * قوله « إذا ما كان » تقدم في ترجمة كسس إذا ما حال وفسره بتحوّل )
قيل معناه انقلبت وقال محمد بن حبيب صار أَحْوَل قال ابن جني يجب من هذا تصحيح العين وأَن يقال حَوِلت كعَوِرَ وصَيِدَ لأَن هذه الأَفعال في معنى ما لا يخرج إِلا على الصحة وهو احْوَلَّ واعْوَرَّ واصْيدَّ فعلى قول محمد ينبغي أَن يكون حالَت شاذّاً كما شذ اجْتارُوا في معنى اجْتَوَرُوا الليث لغة تميم حالَت عَيْنُه تَحُول
( * قوله « لغة تميم حالت عينه تحول » هكذا في الأصل والذي في القاموس وشرحه وحالت تحال وهذه لغة تميم كما قاله الليث )
حولاً وغيرهم يقول حَوِلَت عَيْنُه تَحْوَل حَوَلاً واحْوَلَّت أَيضاً بتشديد اللام وأَحْوَلْتُها أَنا عن الكسائي وجَمْع الأَحول حُولان ويقال ما أَقْبَحَ حَوْلَتَه وقد حَوِلَ حَوَلاً قبيحاً مصدر الأَحْوَلِ ورجل أَحْوَل بَيِّن الحَوَل وحَوِلٌ جاء على الأَصل لسلامة فعله ولأَنهم شبَّهوا حَرَكة العين التابعة لها بحرف اللين التابع لها فكأَن فَعِلاَ فَعِيل فكما يصح نَحْوُ طَوِيل كذلك يصح حَوِلٌ من حيث شبهت فتحة العين بالأَلف من بعدها وأَحالَ عينَه وأَحْوَلَها صَيَّرها حَوْلاء وإِذا كان الحَوَل يَحْدُث ويذهب قيل احْوَلَّت عينُه احْوِلالاً واحْوالَّت احْوِيلالاً والحُولة العَجَب قال ومن حُولِة الأَيَّام والدهر أَنَّنا لنا غَنَمٌ مقصورةٌ ولنا بَقَر ويوصف به فيقال جاء بأَمرٍ حُولة والحِوَلاءُ والحُوَلاءُ من الناقة كالمَشِيمة للمرأَة وهي جِلْدةٌ ماؤها أَخضر تَخْرج مع الولد وفيها أَغراس وعروق وخطوط خُضْر وحُمْر وقيل تأْتي بعد الولد في السَّلى الأَول وذلك أَول شيء يخرج منه وقد تستعمل للمرأَة وقيل الحِوَلاء الماء الذي يخرج على رأْس الولد إِذا وُلِد وقال الخليل ليس في الكلام فِعَلاء بالكسر ممدوداً إِلا حِوَلاء وعِنَباء وسِيَراء وحكى ابن القُوطِيَّة خِيَلاء لغة في خُيَلاء حكاه ابن بري وقيل الحُوَلاء والحِوَلاء غِلاف أَخضر كأَنه دلو عظيمة مملوءة ماء وتَتَفَقَّأُ حين تقع إِلى الأَرض ثم يخْرُج السَّلى فيه القُرْنتان ثم يخرج بعد ذلك بيوم أَو يومين الصَّآة ولا تَحْمِل حاملةٌ أَبداً ما كان في الرحم شيء من الصَّآة والقَذَر أَو تَخْلُصَ وتُنَقَّى والحُوَلاء الماء الذي في السَّلى وقال ابن السكيت في الحُولاء الجلدة التي تخرج على رأْس الولد قال سميت حُوَلاءَ لأَنها مشتملة على الولد قال الشاعر على حُوَلاءَ يَطْفُو السُّخْدُ فيها فَراها الشَّيْذُمانُ عن الجَنِين ابن شميل الحُوَلاء مُضَمَّنَة لما يخرج من جَوْف الولد وهو فيها وهي أَعْقاؤه الواحد عِقْيٌ وهو شيء يخرج من دُبُره وهو في بطن أُمه بعضه أَسود وبعضه أَصفر وبعضه أَخضر وقد عَقى الحُوارُ يَعْقي إِذا نَتَجَتْه أُمُّه فما خَرَج من دُبُره عِقْيٌ حتى يأْكل الشجر ونَزَلُوا في مثل حُوَلاء الناقة وفي مثل حُوَلاء السَّلى يريدون بذلك الخِصْب والماء لأَن الحُوَلاء مَلأَى ماءً رِيّاً ورأَيت أَرضاً مثل الحُوَلاء إِذا اخضرَّت وأَظلمت خُضْرةً وذلك حين يَتَفَقَّأُ بعضها وبعض لم يتفقأُ قال بأَغَنَّ كالحُوَلاءِ زان جَنابَه نَوْرُ الدَّكادِك سُوقُه تَتَخَضَّد واحْوالَّت الأَرضُ إِذا اخضرَّت واستوى نباتها وفي حديث الأَحنف إِن إِخواننا من أَهل الكوفة نزلوا في مثل حُوَلاء الناقة من ثِمارٍ مُتَهَدِّلة وأَنهار مُتَفَجِّرة أَي نزلوا في الخِصْب تقول العرب تركت أَرض بني فلان كحُوَلاء الناقة إِذا بالغت في وصفها أَنها مُخْصِبة وهي من الجُلَيْدة الرقيقة التي تخرج مع الولد كما تقدم والحِوَل الأُخدود الذي تُغْرَس فيه النخل على صَفٍّ وأَحال عليه اسْتَضْعَفه وأَحال عليه بالسوط يضربه أَي أَقبل وأَحَلْتُ عليه بالكلام أَقبلت عليه وأَحال الذِّئبُ على الدم أَقبل عليه قال الفرزدق فكان كذِئْب السُّوءِ لما رأَى دماً بصاحبه يوماً أَحالَ على الدم أَي أَقبل عليه وقال أَيضاً فَتًى ليس لابن العَمِّ كالذِّئبِ إِن رأَى بصاحبه يَوْماً دَماً فهو آكلُه وفي حديث الحجاج مما أَحال على الوادي أَي ما أَقبل عليه وفي حديث آخر فجعلوا يضحكون ويُحِيل بعضهُم على بعض أَي يُقْبل عليه ويَمِيل إِليه وأَحَلْت الماء في الجَدْوَل صَبَبْته قال لبيد كأَنَّ دُموعَه غَرْبا سُناةٍ يُحِيلون السِّجال على السِّجال وأَحالَ عليه الماء أُفْرَغَه قال يُحِيل في جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه حَبْوَ الجَواري تَرى في مائه نُطُقا أَبو الهيثم فيما أَكْتَبَ ابْنَه يقال للقوم إِذا أَمْحَلوا فَقَلَّ لبنُهم حالَ صَبُوحهُم على غَبُوقِهم أَي صار صَبُوحهم وغَبُوقُهم واحداً وحال بمعنى انْصَبَّ وحال الماءُ على الأَرض يَحُول عليها حوْلاً وأَحَلْتُه أَنا عليها أُحِيله إِحالة أَي صَبَبْتُه وأَحال الماءَ من الدلو أَي صَبَّه وقَلَبها وأَنشد ابن بري لزهير يُحِيل في جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه وأَحال الليلُ انْصَبَّ على الأَرض وأَقبل أَنشد ابن الأَعرابي في صفة نخل لا تَرْهَبُ الذِّئبَ على أَطْلائها وإِن أَحالَ الليلُ مِنْ وَرائها يعني أَن النَّخل إِنما أَولادها الفُسْلان والذئاب لا تأْكل الفَسِيل فهي لا تَرْهَبها عليها وإِن انْصَبَّ الليل من ورائها وأَقبل والحالُ موضع اللِّبْد من ظَهْر الفرس وقيل هي طَرِيقة المَتْن قال كأَنَّ غلامي إِذ عَلا حالَ مَتْنِه على ظَهْرِ بازٍ في السماء مُحَلِّق وقال امرؤ القيس كُمَيْت يَزِلُّ اللِّبْدُ عن حالِ مَتْنِه ابن الأَعرابي الحالُ لَحْمُ المَتْنَيْن والحَمْأَةُ والكارَةُ التي يَحْمِلها الحَمَّال واللِّواء الذي يُعْقَد للأُمراء وفيه ثلاث لغات الخال بالخاء المعجمة وهو أَعْرَقُها والحال والجَالُ والحَالُ لحم باطن فخذ حمار الوحش والحال حال الإِنسان والحال الثقل والحال مَرْأَة الرَّجُل والحال العَجَلة التي يُعَلَّم عليها الصبي المشي قال ابن بري وهذه أَبيات تجمع معاني الحال يا لَيْتَ شِعْرِيَ هل أُكْسَى شِعارَ تُقًى والشَّعْرُ يَبْيَضُّ حالاً بَعْدَما حال أَي شيئاً بعد شيء فكلما ابْيَضَّ شَعْرِي فالسَّوادُ إِلى نفسي تميل فَنَفْسِي بالهوى حالي حالٍ من الحَلْيِ حَلِيتُ فأَنا حالٍ ليست تَسُودُ غَداً سُودُ النفوس فكَمْ أَغْدُو مُضَيّع نورٍ عامِرَ الحال الحال هنا التراب تَدُورُ دارُ الدُّنى بالنفس تَنْقُلُها عن حالها كصَبيٍّ راكبِ الحال الحالُ هنا العَجَلة فالمرءُ يُبْعَث يوم الحَشْرِ من جَدَثٍ بما جَنى وعلى ما فات من حال الحال هنا مَذْهَب خير أَو شر لو كنتُ أَعْقِلُ حالي عَقْلَ ذي نَظَر لكنت مشتغلاً بالوقت والحال الحال هنا الساعة التي أَنت فيها لكِنَّني بلذيذ العيش مُغْتَبِطٌ كأَنما هو شَهْدٌ شِيب بالحال الحال هنا اللَّبَن حكاه كراع فيما حكاه ابن سيده ماذا المُحالُ الذي ما زِلْتُ أَعْشَقُه ضَيَّعْت عَقْلي فلم أُصْلِح به حالي حال الرجل امرأَته وهي عبارة عن النفس هنا رَكِبْت للذَّنْب طِرْفاً ما له طَرَفٌ فيا لِراكبِ طِرْفٍ سَيِّء الحال حالُ الفَرَس طرائق ظَهْره وقيل مَتْنُه يا رَبِّ غَفْراً يَهُدُّ الذنب أَجْمَعَه حَتَّى يَجِزَّ من الآراب كالحال الحال هنا وَرَق الشجر يَسْقُط الأَصمعي يقال ما أَحْسَنَ حالَ مَتْنِ الفَرَس وهو موضع اللِّبْد والحال لَحْمة المَتْن الأَصمعي حُلْت في مَتْن الفرس أَحُول حُؤُولاً إِذا رَكِبْتَه وفي الصحاح حال في مَتْنِ فرسه حُؤولاً إِذا وَثَبَ ورَكِب وحال عن ظَهْر دابته يَحُول حَوْلاً وحُؤولاً أَي زال ومال ابن سيده وغيره حال في ظهر دابته حَوْلاً وأَحالَ وَثَب واستوى على ظَهْرها وكلام العرب حالَ على ظهره وأَحال في ظهره ويقال حالُ مَتْنِه وحاذُ مَتْنِه وهو الظَّهْر بعينه الجوهري أَحال في مَتْن فرسه مثل حال أَي وَثَب وفي المثل تَجَنَّب رَوْضَةً وأَحال يَعْدُو أَي تَرَكَ الخِصْبَ واختار عليه الشَّقاء ويقال إِنه لَيَحُول أَي يجيء ويذهب وهو الجَوَلان وحَوَّلَتِ المَجَرَّةُ صارت شدّة الحَرّ في وسط السماء قال ذو الرمة وشُعْثٍ يَشُجُّون الفلا في رؤوسه إِذا حَوَّلَتْ أُمُّ النجوم الشَّوابك قال أَبو منصور وحَوَّلت بمعنى تَحَوَّلت ومثله وَلَّى بمعنى تَولَّى وأَرض مُحْتالة إِذا لم يصبها المطر وما أَحْسَن حَوِيلَه قال الأَصمعي أَي ما أَحسن مذهبه الذي يريد ويقال ما أَضعف حَوْلَه وحَوِيلَه وحِيلته والحِيال خيط يُشدُّ من بِطان البعير إِلى حَقَبه لئلا يقع الحَقَب على ثِيلِه وهذا حِيالَ كلمتك أَي مقابلَةَ كلمتك عن ابن الأَعرابي ينصبه على الظرف ولو رفعه على المبتدإِ والخبر لجاز ولكن كذا رواه عن العرب حكاه ابن سيده وقعد حِيالَه وبحِياله أَي بإِزائه وأَصله الواو والحَوِيل الشاهد والحَوِيل الكفِيل والاسم الحَوَالة واحْتال عليه بالدَّين من الحَوَالة وحَاوَلْت الشيء أَي أَردته والاسم الحَوِيل قال الكميت وذاتِ اسْمَيْن والأَلوانُ شَتَّى تُحَمَّق وهي كَيِّسة الحَوِيل قال يعني الرَّخَمَة وحَوَّله فَتَحَوَّل وحَوَّل أَيضاً بنفسه يتعدّى ولا يتعدّى قال ذو الرمة يصف الحرباء يَظَلُّ بها الحِرْباء للشمس مائلاً على الجِذْل إِلا أَنه لا يُكَبِّر إِذا حَوَّل الظِّلُّ العَشِيَّ رأَيته حَنِيفاً وفي قَرْن الضُّحى يَتَنَصَّر يعني تَحَوَّل هذا إِذا رفعت الظل على أَنه الفاعل وفتحت العشي على الظرف ويروى الظِّلَّ العَشِيُّ على أَن يكون العَشِيّ هو الفاعل والظل مفعول به قال ابن بري يقول إِذا حَوَّل الظل العشيّ وذلك عند ميل الشمس إِلى جهة المغرب صار الحرباء متوجهاً للقبلة فهو حَنِيف فإِذا كان في أَوَّل النهار فهو متوجه للشرق لأَن الشمس تكون في جهة المشرق فيصير مُتَنَصِّراً لأَن النصارى تتوجه في صلاتها جهة المشرق واحْتال المنزلُ مَرَّت عليه أَحوال قال ذو الرمة فَيَا لَكِ من دار تَحَمَّل أَهلُها أَيادي سَبَا بَعْدِي وطال احْتِيالُها واحتال أَيضاً تغير قال النمر مَيْثاء جاد عليها وابلٌ هَطِلٌ فأَمْرَعَتْ لاحتيالٍ فَرْطَ أَعوام وحاوَلْت له بصري إِذا حَدَّدته نحوه ورميته به عن اللحياني وحالَ لونُه أَي تغير واسْوَدَّ وأَحالت الدارُ وأَحْوَلت أَتى عليها حَوْلٌ وكذلك الطعام وغيره فهو مُحِيل قال الكميت أَلَم تُلْمِم على الطَّلَل المُحِيل بفَيْدَ وما بُكاؤك بالطُّلول ؟ والمُحِيل الذي أَتت عليه أَحوال وغَيَّرته وَبَّخَ نفسه على الوقوف والبكاء في دار قد ارتحل عنها أَهلها متذكراً أَيَّامهم مع كونه أَشْيَبَ غير شابٍّ وذلك في البيت بعده وهو أَأَشْيَبُ كالوُلَيِّد رَسْمَ دار تُسائل ما أَصَمَّ عن السَّؤُول ؟ أَي أَتسأَل أَشْيَبُ أَي وأَنت أَشيب وتُسائل ما أَصَمَّ أَي تُسائل ما لا يجيب فكأَنه أَصَمّ وأَنشد أَبو زيد لأَبي النجم يا صاحِبَيَّ عَرِّجا قليلا حتى نُحَيِّي الطَّلَل المُحِيلا وأَنشد ابن بري لعمر بن لَجَإٍ أَلم تُلْمِمْ على الطَّلَل المُحِيل بغَرْبِيِّ الأَبارق من حَقِيل ؟ قال ابن بري وشاهد المُحْوِل قول عمر بن أَبي ربيعة قِفا نُحَيِّي الطَّلَل المُحْوِلا والرَّسْمَ من أَسماءَ والمَنْزِلا بجانب البَوْباةِ لم يَعْفُه تَقادُمُ العَهْدِ بأَن يُؤْهَلا قال تقديره قِفا نُحَيِّي الطَّلَل المُحْوِل بأَن يُؤْهَل من أَهَله الله وقال الأَخوص أَلْمِمْ على طَلَلٍ تَقادَمَ مُحْوِلِ وقال امرؤ القيس من القاصرات الطَّرْف لو دَبَّ مُحْوِلٌ من الذَّرِّ فوق الإِتْبِ منها لأَثّرا أَبو زيد فلان على حَوْل فلان إِذا كان مثله في السِّن أَو وُلِد على أَثره وحالت القوسُ واستحالت بمعنى أَي انقلبت عن حالها التي غُمِزَت عليها وحَصَل في قابِها اعوجاج وحَوَال اسم موضع قال خِراش بن زهير فإِني دليل غير مُعْط إِتاوَةً على نَعَمٍ تَرْعى حَوالاً وأَجْرَبا الأَزهري في الخماسي الحَوَلْولة الكَيِّسة وهو ثلاثي الأَصل أُلحق بالخماسي لتكرير بعض حروفها وبنو حَوالة بطن وبنو مُحَوَّلة هم بنو عبدالله بن غَطَفان وكان اسمه عبد العُزَّى فسماه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالله فسُمُّوا بني مُحَوَّلة لذلك وحَوِيل اسم موضع قال النابغة الجعدي تَحُلُّ بأَطراف الوِحاف ودُونها حَوِيل فريطات فرَعْم فأَخْرَب