كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور
جزف
الجَزْفُ الأَخذُ بالكثرة وجَزَفَ له في الكيْل أَكثر الجوهري الجَزْفُ أَخْذ الشيء مُجازفةً وجِزافاً فارسي مُعَرَّب وفي الحديث ابْتاعُوا الطعامَ جِزافاً الجِزافُ والجَزْفُ المَجْهولُ القَدْر مَكِيلاً كان أَو مَوْزوناً والجُزاف( * قوله « والجزاف إلخ » في القاموس والجزاف والجزافة مثلثتين )
والجِزاف والجُزافةُ والجِزافةُ بيعك الشيء واشْتِراؤكَه بلا وزن ولا كيل وهو يرجع إلى المُساهلةِ وهو دخيل تقول بِعْتُه بالجُزافِ والجُزافةِ والقياس جِزافٌ وقولُ صخْر الغَيّ فأقْبَلَ منه طِوالُ الذُّرى كأَنَّ عليهنَّ بَيْعاً جَزِيفا أَراد طعاماً بِيعَ جِزافاً بغير كَيْل يَصِفُ سَحاباً أَبو عمرو اجْتَزَفْتُ الشيءَ اجْتِزافاً إذا شَرَيْتَه جِزافاً واللّه أَعلم
جعف
جَعَفَه جَعْفاً فانْجَعَفَ صرَعه وضرَب به الأَرضَ فانْصَرَعَ ومنه الحديث أَنه مرَّ بمُصْعب ابن عُمَيْر وهو مُنْجَعِفٌ أَي مَصْروعٌ وفي رواية بمصعب بن الزبير يقال ضرَبه فَجَعَبه وجَعَفَه وجَأَبَه وجَعْفَلَه وجَفَلَه إذا صَرَعَه والجَعْفُ شِدَّةُ الصَّرْعِ وجَعَفَ الشيء جَعْفاً قَلَبَه وجَعَفَ الشيء والشجرة يَجْعَفُها جَعْفاً فانْجَعَفَت قَلَعَها وفي الحديث مَثَلُ الكافر( * قوله « مثل الكافر » الذي في النهاية هنا وفي مادة جذي مثل المنافق ) كمثلِ الأَرزةِ المُجْذِية على الأَرض حتى يكون انْجِعافُها مَرَّةً واحدةً أَي انْقِلاعُها وسيْلٌ جُعافٌ يَجْعَفُ كل شيء أَي يَقْلِبه وما عنده من المَتاع إلا جَعْفٌ أَي قليل والجُعْفةُ موضع وجُعْفٌ حَيٌّ من اليمن وجُعْفِيٌّ من هَمدانَ قال الجوهري جُعْفِيٌّ أَبو قبيلة من اليمن وهو جُعْفِيُّ بن سعد العشيرة من مَذْحِج والنسبة إليه كذلك ومنهم عبيد اللّه بن الحُرّ الجُعْفِيُّ وجابر الجُعْفيُّ قال لبيد قَبائِلُ جُعْفِيّ بنِ سَعْدٍ كأَنَّما سَقى جَمْعَهم ماءُ الزُّعافِ مُنِيم قوله مُنِيم أَي مُهْلِك جعل الموت نوماً ويقال هذا كقولهم ثَأْرٌ مُنيمٌ قال ابن بري جُعْفِيُّ مثل كُرسِيّ في لزوم الياء المشدَّدة في آخره فإذا نسبت إليه قَدَّرْتَ حذفَ الياء المشددة وإلحاقَ ياء النسبِ مكانها وقد جُمِع جَمْعَ رُومِيّ فقيل جُعْفٌ قال الشاعر جُعْفٌ بنَجْرانَ تَجُرُّ القَنا ليس بها جُعْفِيُّ بالمُشْرِعِ ولم يصرف جُعْفِيّ لأنه أَراد بها القبيلة
جفف
جَفَّ الشيءُِ يَجِفُّ ويَجَفُّ بالفتح جُفوفاً وجَفافاً يَبِسَ وتَجَفْجَفَ جَفَّ وفيه بعضُ النَّداوةِ وجَفَّفْتُه أَنا تَجْفِيفاً وأَنشد أَبو الوفاء الأَعرابي لمَلَّ بُكَيْرَةً لَقِحَتْ عِراضاً لِقَرْعِ هَجَنَّعٍ ناجٍ نَجِيبِ فَكَبَّرَ راعِياها حين سَلَّى طَوِيلَ السَّمْكِ صَحَّ من العُيُوبِ فقامَ على قَوائِمَ لَيِّناتٍ قُبَيْلَ تَجَفْجُفِ الوَبَرِ الرَّطِيبِ والجَفافُ ما جَفَّ من الشيء الذي تُجَفِّفُه تقول اعْزِل جَفافَه عن رَطْبِه التهذيب جَفِفْتَ تجَفُّ وجَفَفْتَ تَجِفُّ وكلهم يختار تَجِفُّ على تَجَفّ والجَفِيفُ ما يَبِسَ من أَحرار البقول وقيل هو ما ضَمَّت منه الريح وقد جَفَّ الثوبُ وغيره يَجِفُّ بالكسرِ ويجَفُّ بالفتح لغة فيه حكاها ابن دريد( * قوله « ابن دريد » بهامش الأصل صوابه أبو زيد ) وردَّها الكسائي وفي الحديث جَفَّتِ الأَقلامُ وطُوِيَتِ الصُّحُف يريد ما كتب في اللَّوْحِ المحفوظ من المَقادير والكائنات والفَراغِ منها تشبيهاً بفَراغ الكاتب من كتابته ويُبْسِ قَلَمِه وتَجَفْجَفَ الثوبُ إذا ابْتَلَّ ثم جَفَّ وفيه ندًى فإن يَبِسَ كلَّ اليُبْسِ قيل قد قَفَّ وأَصلها تجفَّفَ فأَبدلوا مكان الفاء الوُسْطى فاء الفعل كما قالوا تَبَشْبَشَ الجوهري الجَفِيفُ ما يَبِس من النبت قال الأَصمعي يقال الإبل فيما شاءت من جَفِيفٍ وقَفِيفٍ وأنشد ابن بري لراجز يُثْري به القَرْمَلَ والجَفِيفا وعَنْكَثاً مُلْتَبِساً مَصْيُوفا والجُفافةُ ما يَنْتَثِر من القَتِّ والحَشِيشِ ونحوه والجُفّ غشاء الطَّلْع إذا جَفَّ وعمَّ به بعضهم فقال هو وِعاء الطَّلع وقيل الجُفُّ قِيقاءة الطّلع وهو الغِشاء الذي على الوَلِيعِ وأَنشد الليث في صفة ثَغْر امرأَة وتَبْسِمُ عن نَيِّرٍ كالوَلِي عِ شَقَّقَ عنه الرُّقاةُ الجُفُوفا الوَلِيعُ الطَّلْعُ والرُّقاةُ الذين يَرْقَوْنَ على النخل أَبو عمرو جُفٌّ وجُبٌّ لوِعاء الطلع وفي حديث سِحْر النبي صلى اللّه عليه وسلم طُبَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم فجعل سِحْره في جُفِّ طَلْعَةِ ذكرٍ ودُفِنَ تحتَ راعُوفةِ البئر رواه ابن دريد بإضافة طلعة إلى ذكر أَو نحوه قال أَبو عبيد جُفُّ الطلعةِ وِعاؤها الذي تكون فيه والجمع الجُفوفُ ويروى في جُّبّ بالباء قال ابن دريد الجُفُّ نِصْفُ قِرْبة تُقطع من أَسْفلِها فتجعل دَلْواً قال رُّبَّ عَجُوزٍ رأْسُها كالقُفَّهْ تَحْمِلُ جُفّاً معها هِرْشَفّهْ الهِرْشَفَّةُ خِرْقةٌ ينشَّف بها الماء من الأَرض والجُفُّ شيء من جُلود الإبل كالإناء أَو كالدَّلْو يؤخذ فيه ماء السماء يسَعُ نِصْفَ قِرْبة أَو نحوه الليث الجُفَّةُ ضرب من الدِّلاء يقال هو الذي يكون مع السَّقَّائِينَ يملؤون به المزايدَ القُتَيْبي الجُفُّ قِرْبة تُقْطع عند يديها ويُنْبَذ فيها والجُفُّ الشنُّ البالي يقطع من نصفه فيجعل كالدلو قال وربما كان الجُفّ من أَصل نخل يُنْقَر قال أَبو عبيد الجفّ شيء ينقر من جذوع النخَل وفي حديث أَبي سعيد قيل له النَّبيذُ في الجُفّ فقال أَخْبَثُ وأَخْبَثُ الجُفّ وعاء من جلود لا يُوكأُ أَي لا يُشَدّ وقيل هو نصف قربة تقطع من أَسفلها وتتخذ دلواً والجُفُّ الوطْبُ الخَلَقُ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي إبْلُ أَبي الحَبْحابِ إبْلٌ تُعْرَفُ يَزِينُها مُجَفَّفٌ مُوَقَّفُ إنما عنى بالمُجفَّفِ الضَّرْعَ الذي كالجُفِّ وهو الوطْبُ الخَلَقُ والمُوَقَّفُ الذي به آثار الصِّرار والجُفُّ الشيخ الكبير على التشبيه بها عن الهجري وجُفُّ الشيء شَخْصُه والجُفُّ والجُفَّةُ والجَفَّة بالفتح جماعة الناس وفي الحديث عن ابن عباس لا نَفَلَ في غنِيمةٍ حتى تُقْسَمَ جُفَّةً أَي كلّها ويروى حتى تقسم على جُفَّتِه أَي على جماعة الجيش أَولاً ويقال دُعِيتُ في جَفَّة الناس وجاء القوم جَفّةً واحدة الكسائي الجَفَّةُ والضّفَّة والقِمَّةُ جماعة القوم وأَنشد الجوهري على الجُفّ بالضم الجماعة قول النابغة يُخاطِبُ عَمْرو بن هندٍ الملك مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرو بنَ هِنْدٍ آيةً ومِنَ النَّصيحةٍ كَثْرَةُ الإنْذارِ لا أَعْرِفَنَّكَ عارِضاً لِرِماحِنا في جُفِّ تَغْلِبَ وارِدِي الأَمْرارِ يعني جَماعَتَهم قال وكان أَبو عبيدة يرويه في جُفِّ ثَعْلَبَ قال يريد ثَعْلَبَةَ بنَ عَوف بن سعد ابن ذُبْيانَ وقال ابن سيده الجفّ الجمع الكثير من الناس واستشهد بقوله في جفّ ثَعْلَب قال ورواه الكوفيون في جوف تغلب قال وقال ابن دريد هذا خطأ وفي الحديث الجَفاء في هذين الجُفَّيْن رَبيعةَ ومُضَر هو العدد الكثير والجماعة من الناس ومنه قيل لبكر وتميم الجُفّانِ قال حميد بن ثور الهلالي ما فَتِئَتْ مُرَّاقُ أَهلِ المِصْرَيْنْ سَقْطَ عُمانَ ولُصُوصَ الجُفَّيْنْ وقال ابن بري الرَّجز لحُميد الأَرْقط وقال أَبو ميمون العجلي قُدْنا إلى الشامِ جِيادَ المِصْرَيْنْ مِنْ قَيْس عَيْلانَ وخَيْلِ الجُفَّيْنْ وفي حديث عمر رضي اللّه عنه كيف يَصْلُح أَمرُ بلد جُلُّ أَهلِه هذانِ الجُفّان ؟ وفي حديث عثمان رضي اللّه عنه ما كنتُ لأَدَعَ المسلمين بين جُفَّيْن يضرب بعضُهم رِقابَ بعضٍ وجُفافُ الطير موضع قال جرير فما أَبصَرَ النارَ التي وضَحَتْ له وراءَ جُفافِ الطَّيْرِ إلاّ تَمارِيا وجَفّةُ المَوْكِبِ وجَفْجَفَتُه هَزِيزُه والتِّجْفافُ والتَّجْفافُ الذي يُوضَعُ على الخيل من حديدٍ أَو غيره في الحرب ذهَبُوا فيه إلى معنى الصلابة والجُفُوفِ قال ابن سيده ولولا ذلك لوجب القضاء على تائها بأَنها أَصلُ لأَنها بإزاءِ قاف قِرطاس قال ابن جني سأَلت أَبا عليّ عن تِجْفافِ أَتاؤُه للإلحاق بباب قرطاس ؟ فقال نعم واحتج في ذلك بما انضاف إليها من زيادة الأَلف معها وجمعه التَّجافِيفُ والتَّجفاف بفتح التاء مثل التَّجْفِيف جَفَّفْتُه تَجْفِيفاً وفي الحديث أَعِدَّ للفَقْرِ تِجْفافاً التِّجْفافُ ما جُلِّلَ به الفرس من سِلاحٍ وآلة تقيه الجِراحَ وفرس مُجَفَّفٌ عليه تجفاف والتاء زائدة وتجفيف الفرس أَن تُلبسه التجفاف وفي حديث الحديبية فجاء يقوده إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على فرس مُجَفَّفٍ أَي عليه تِجفافٌ قال وقد يلبَسُه الإنسان أَيضاً وفي حديث أَبي موسى أَنه كان على تجافِيفه الديباجُ وقول الشاعر كبَيْضَةِ أُدْحِيٍّ تَجَفَّفَ فَوقَها هِجَفٌّ حَداه القَطْرُ والليلُ كانِعُ أَي تحرَّك فوقها وأَلبسها جناحيه والجَفْجَفَةُ صوت الثوب الجديد وحركة القرطاس وكذلك الخَفْخَفَةُ قال ولا تكون الخفخفةُ إلا بعد الجَفْجَفةِ والجَفَفُ الغَلِيظُ اليابِسُ من الأَرض والجَفْجَفُ الغَلِيظُ من الأَرض وقال ابن دريد هو الغِلَظُ من الأَرض فجعله اسماً للعَرَضِ إلا أَن يعني بالغِلَظِ الغلِيظَ وهو أَيضاً القاعُ المستوي الواسِعُ والجَفْجَفُ القاعُ المستدير وأَنشد يَطْوِي الفِيافي جَفْجَفاً فَجَفْجَفا الأَصمعي الجُفُّ الأَرض المرتفعة وليست بالغَليظة ولا الليِّنة وهو في الصحاح الجَفْجَفُ وأَنشد ابن بري لمُتَمِّمِ بن نُوَيْرَة وحَلّوا جَفْجَفاً غيرَ طائِل التهذيب في ترجمة جعع قال إسحق بن الفرج سمعت أَبا الربيع البكري يقول الجَعْجَعُ والجَفْجَفُ من الأَرض المُتَطامِنُ وذلك أَن الماء يَتَجَفْجَفُ فيه فيقوم أَي يدوم قال وأَرَدْتُه على يَتَجَعْجَع فلم يقلها في الماء وجَعْجَعَ بالماشِيةِ وجَفْجَفَها إذا حبسها ابن الأَعرابي الضَّفَفُ القِلَّةُ والجَفَفُ الحاجةُ الأَصمعي أَصابهم من العيش ضَفَفٌ وجَفَفٌ وشَظَفٌ كل هذا من شِدَّةِ العيش وما رُؤيَ عليه ضَفَفٌ ولا جَفَفٌ أَي أَثر حاجة ووُلِدَ للإنسان على جَفَفٍ أَي على حاجة إليه والجَفْجَفَةُ جمع الأَباعِر بعضِها إلى بعض وجُفافٌ اسم وادٍ معروفٍ
جلف
الجَلْفُ القَشْر جَلَفَ الشيءَ يَجْلُفُه جَلْفاً قَشَرَه وقيل هو قَشْرُ الجلد مع شيء من اللحم والجُلْفَةُ ما جَلَفْت منه والجَلْفُ أَجْفَى من الجَرْفِ وأَشدُّ اسْتِئصالاً والجَلْفُ مصدر جَلَفْت أَي قشَرْتُ وجَلَفَ ظُفُرَه عن إصْبَعِه كَشَطَه ورِجْل جَلِيفَةٌ وطَعْنَةٌ جالِفةٌ تَقْشُر الجِلْدَ ولا تخالط الجَوفَ ولم تدخله والجالِفةُ الشجّة التي تَقْشِرُ الجلد مع اللحم وهي خلافُ الجائفة وجَلَفْتُ الشيء قَطَعْتُه واسْتَأْصَلْتُه وجَلَف الطِينَ عن رأْس الدَّنِّ يَجْلُفه بالضم جَلْفاً نَزَعه ويقال أَصابتهم جَلِيفةٌ عظيمةٌ إذا اجْتَلَفَتْ أَموالَهم وهم مُجْتَلَفُون قال ابن بري وجمع الجَلِيفةِ جَلائِف وأَنشد للعُجَيْر وإذا تَعَرَّقَتِ الجَلائِفُ مالَه قَرِنَتْ صَحِيحَتُنا إلى جَرْبائِه ابن الأَعرابي أَجْلَفَ الرجلُ إذا نَحَّى الجُلافَ عن رأْس الخُنْبُجةِ والجُلافُ الطِّينُ وجُلِّفَ النباتُ أُكِلَ عن آخِره والمُجَلَّفُ الذي أَتى عليه الدهرُ فأَذْهَبَ مالَه وقد جَلَّفَه واجْتَلَفَه والجَلِيفةُ السنةُ التي تَجْلُفُ المالَ أَبو الهيثم يقال للسنة الشديدة التي تَضُرُّ بالأَموال جالفةٌ وقد جَلَفَتْهُم وفي بعض روايات حديث من تَحِلُّ له المسأَلة ورجل أَصابت ماله جالفة هي السنةُ التي تَذْهَبُ بأَمْوالِ الناسِ وهو عامٌّ في كل آفةٍ من الآفات المُذْهِبةِ للمالِ والجَلائفُ السِّنُونَ أَبو عبيد المُجَلَّفُ الذي ذهَبَ مالُه ورجل مُجَلَّفٌ قد جَلَّفَه الدهرُ وهو أَيضاً مُجَرَّف والجالِفةُ السنةُ التي تَذْهَبُ بأَموالِ الناسِ والمُجَلَّفُ الذي أُخِذ من جَوانِبه قال الفرزدق وعَضُّ زَمانٍ يا ابنَ مَرْوانَ لمْ يَدَعْ من المالِ إلا مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ وقال أَبو الغَوْثِ المُسْحَتُ المُهْلَكُ والمُجَلَّف الذي بقيت منه بقية يريد إلا مُسْحَتاً أَو هو مُجَلَّفٌ والمُجَلَّفُ أَيضاً الرجل الذي جَلَّفَتْه السِّنُونَ أَي أَذْهَبَتْ أَموالَه يقال جَلَّفَتْ كَحْلٌ وزمانٌ جالِفٌ وجارِفٌ ويقال أَصابَتْهم جَلِيفةٌ عظيمة إذا اجْتَلَفَتْ أَموالَهم وهم قوم مُجْتَلَفُون وخبز مَجْلُوفٌ أَحْرَقَه التَّنُّور فَلزِقَ به قُشوره والجِلْفُ الخبز اليابِسُ الغَلِيظُ بلا أُدْمٍ ولا لَبن كالخَشِبِ ونحوه وأَنشد القَفْرُ خَيْرٌ من مَبيتٍ بِتُّه بِجُنُوبِ زَخَّةَ عندَ آلِ مُعارِكِ جاؤُوا بِجِلْفٍ من شَعِيرٍ يابِسٍ بَيْني وبَيْنَ غُلامِهِمْ ذي الحارِكِ وفي حديث عثمان أَنَّ كل شيء سِوى جِلْفِ الطعام وظِلِّ ثَوْبٍ وبيتٍ يَسْتُر فَضْلٌ الجِلْفُ الخُبْزُ وحده لا أُدْمَ مَعه ويروى بفتح اللام جمع جِلْفةٍ وهي الكِسْرةُ من الخبز وقال الهروي الجِلْف ههنا الظَّرْفُ مثل الخُرْجِ والجُوالِق يريد ما يُتْرك فيه الخبز والجَلائِفُ السُّيولُ وجَلَفَه بالسيف ضرَبه وجُلِفَ في مالِه جَلْفةً ذهَب منه شيء والجِلْفُ بدن الشاةِ المَسْلُوخة بلا رأْس ولا بطن ولا قَوائِمَ وقيل الجِلْفُ البدن الذي لا رأْس عليه من أَي نَوْع كان والجمع من كل ذلك أَجْلافٌ وشاةٌ مَجْلُوفةٌ مَسْلوخةٌ والمصدر الجَلافةٌ والجِلْفُ الأَعرابي الجافي وفي المحكم الجِلْفُ الجافي في خَلْقِه وخُلُقِه شُبِّه بِجِلْفِ الشاةِ أَي أَنَّ جَوْفَه هَواء لا عَقْلَ فيه قال سيبويه الجمع أَجْلافٌ هذا هو الأَكثر لأَن باب فِعْل يكسَّر على أَفعال وقد قالوا أَجْلُفٌ شبَّهُوه بأَذْؤُبٍ على ذلك لاعْتِقاب أَفْعُلٍ وأَفْعالٍ على الاسم الواحد كثيراً وما كان جِلْفاً ولقد جَلِفَ عن ابن الأَعرابي ويقال للرجل إذا جَفا فلان جِلْفٌ جافٍ وأَنشد ابن الأَعرابي للمَرّار ولم أَجْلَفْ ولم يُقْصِرْنَ عَنِّي ولكِنْ قَدْ أَنَى لي أَنْ أَريعا أَي لم أَصِرْ جِلفاً جافِياً الجوهري قولهم أَعرابي جِلْفٌ أَي جافٍ وأَصله من أَجْلافِ الشاةِ وهي المسلوخة بلا رأْس ولا قَوائِمَ ولا بطن قال أَبو عبيدة أَصل الجِلْفِ الدَّنُّ الفارِغُ قال والمسلوخ إذا أُخْرِجَ جَوْفُه جِلْفٌ أَيضاً وفي الحديث فجاءه رجل جِلْفٌ جافٍ الجِلْفُ الأَحمق أَصله من الشاة المسلوخة والدَّنِّ شُبِّه الأَحمقُ بهما لضعف عقله وإذا كان المال لا سِمَنَ له ولا ظَهْر ولا بَطْنَ يَحْمِلُ قيل هو كالجِلْفِ ابن سيده الجِلْفُ في كلام العرب الدنُّ ولم يُحَدَّ على أَي حال هو وجمعه جُلُوف قال عدي بن زيد بَيْتُ جُلُوفٍ بارِدٌ ظِلُّه فيه ظِباءٌ ودواخِيلُ خُوصْ وقيل الجِلْفُ أَسْفَل الدَّنِّ إذا انكسر والجِلْفُ كلُّ ظَرفٍ ووِعاءٍ والظِّباءُ جمع الظِّبْيَةِ وهي الجُرَيِّبُ الصغِير يكون وِعاء المِسْك والطِّيبِ والجُلافى من الدِّلاء العظيمةُ وأَنشد مِنْ سابغِ الأَجْلافِ ذي سَجْلٍ رَوي وُكِّرَ تَوْكِيرَ جُلافى الدُّلي ابن الأَعرابي الجِلْفة القِرْفةُ والجِلْفُ الزِّقُّ بلا رأْس ولا قوائم وأَما قول قَيْس بن الخَطِيمِ يصف امرأَة كأَنَّ لَبّاتِها تَبَدَّدَها هَزْلى جَرادٍ أَجْوافُه جُلُف( * قوله هزلى جراد اجوافه جلف تقدم في بدد هزلى جواد أجوافه جلف بفتح الجيم واللام والصواب ما هنا )
ابن السكيت كأَنه شبَّه الحلي الذي على لَبَّتها بجراد لا رؤوس لها ولا قوائم وقيل الجُلُفُ جمع الجَلِيفِ وهو الذي قُشِر أَبو عمرو الجِلْفُ كلُّ ظْرفٍ ووِعاءٍ وجمعه جُلوف والجِلْفُ الفُحّالُ من النخل الذي يُلْقَحُ بطَلْعِه أَنشد أَبو حنيفة بَهازِراً لم تَتَّخِذْ مَآزِرا فهْي تُسامِي حَوْلَ جِلْفٍ جازِرا يعني بالبَهازِرِ النخلَ التي تَتَناوَلُ منها بيدك والجازِرُ هنا المُقَشِّرُ للنخلة عند التلْقِيح والجمع من كل ذلك جُلُوفٌ والجَلِيفُ نبت شبيه بالزرع فيه غُبْرةٌ وله في رؤوسه سِنَفةٌ كالبَلُّوطِ مملوءَةٌ حبّاً كحبّ الأَرْزَنِ وهو مَسْمَنةٌ للمال ونَباتُه السُّهُول هذه عن أَبي حنيفة واللّه أَعلم
جلنف
التهذيب في الرباعي الليث طعام جَلَنْفاةٌ وهو القفار الذي لا أُدم فيه
جنف
الجَنَفُ في الزَّوْرِ دُخُولُ أَحد شِقَّيْهِ وانْهِضامُه مع اعْتدالِ الآخر جَنِفَ بالكسر يَجْنَفُ جَنَفاً فهو جَنِفٌ وأَجْنَفُ والأَنثى جَنْفاء ورجل أَجْنَفُ في أَحدِ شِقَّيْه ميل عن الآخر والجَنَفُ المَيْلُ والجَوْرُ جَنِفَ جَنَفاً قال الأَغْلب العِجْلِيُّ غِرٍّ جُنافيٍّ جَمِيلِ الزِّيِّ الجُنافيّ الذي يَتَجانَفُ في مِشْيَتِه فيَخْتالُ فيها وقال شمر يقال رجل جُنافيٌّ بضم الجيم مُخْتال فيه ميْل قال ولم أَسمع جُنافِيّاً إلاّ في بيت الأَغلب وقيده شمر بخطه بضم الجيم وجَنِفَ عليه جَنَفاً وأَجْنَفَ مالَ عليه في الحكم والخُصومةِ والقول وغيرها وهو من ذلك وفي التنزيل العزيز فمَنْ خافَ من مُوصٍ جَنَفاً أَو إِثماً قال الليث الجَنَفُ المَيْلُ في الكلام وفي الأُمور كلها تقول جَنِفَ فلان علينا بالكسر وأَجْنَفَ في حكمه وهو شبيه بالحَيْفِ إلا أَن الحَيفَ من الحاكم خاصّة والجنَف عامّ قال الأَزهري أَما قوله الحَيْفُ من الحاكم خاصة فخطأٌ الحيف يكون من كل مَنْ حافَ أَي جارَ ومنه قول بعض التابعين يُرَدُّ من حَيْف النَّاحِل ما يُرَدُّ من جَنَف المُوصِي والناحِلُ إذا نَحَل بعضَ ولدِه دون بعض فقد حافَ وليس بحاكم وفي حديث عروة يُرَدُّ من صدَقةِ الجانِف في مرضه ما يردّ من وصِيَّةِ المُجْنِف عند موته يقال جَنَفَ وأَجْنَفَ إذا مالَ وجارَ فجمع بين اللغتين وقيل الجانِفُ يختصّ بالوصية والمُجْنِفُ المائل عن الحق قال الزجاج فمن خاف من مُوص جَنَفاً أَي ميْلاً أَو إثماً أَي قَصْداً لإثْم وقول أَبي العيال أَلاَّ دَرَأْتَ الخَصْمَ حِينَ رَأَيْتَهُم جَنَفاً عليَّ بأَلْسُنٍ وعُيُونِ يجوز أَن يكون جَنَفاً هنا جمعَ جانِفٍ كرائحٍ ورَوَحٍ وأَن يكون على حذف المضاف كأَنه قال ذوي جَنَف وجَنِفَ عن طريقه وجَنَفَ وتجانَفَ عَدَلَ وتجانف إلى الشيء كذلك وفي التنزيل فمن اضْطُرّ في مَخْمصةٍ غيرَ مُتَجَانِفٍ لإِثم أَي مُتَمايل مُتَعَمّد وقال الأَعشى تَجَانَفُ عن جوِّ اليَمامَةِ ناقَتي وما عَدَلَتْ من أَهلِها لِسَوائِكا وتجانَفَ لإِثمٍ أَي مال وفي حديث عمر وقد أَفْطَر الناسُ في رَمضانَ ثم ظهرت الشمسُ فقال نَقْضيه( * قوله « نقضيه » كذا بالأصل والذي في النهاية لا نقضيه باثبات لا بين السطور بمداد أحمر وبهامشها ما نصه وفيه لا تقضيه لا رد لما توهمه السائل كأنه قال أثمنا فقال له لاثم قال نقضيه ا ه ) ما تَجانَفْنا لإِثم أَي لم نَمِل فيه لارتكاب إثم وقال أَبو سعيد يقال لَجَّ في جِنافٍ قبيحٍ وجِناب قبيح إذا لَجَّ في مُجانبةِ أَهله وقول عامر الخَصَفيّ هَمُ المَوْلى وإنْ جَنَفُوا عَلَيْنا وإنَّا مِنْ لِقائِهِمُ لَزُورُ قال أَبو عبيدة المَوْلَى ههنا في موضع المَوالي أَي بني العَمّ كقوله تعالى ثم يُخْرِجُكم طِفْلاً قال ابن بري وقال لبيد إني امْرُؤٌ مَنَعَتْ أَرُومة عامِرٍ ضَيْمِي وقد جَنَفَتْ عليّ خُصومي ويقال أَجْنَفَ الرجل أَي جاء بالجَنَف كما يقال أَتى أَي أَتى بما يُلامُ عليه وأَخَسَّ أَتى بخَسِيس قال أَبو كبير ولقد نُقِيمُ إذا الخُصُومُ تَناقَدُوا أَحْلامَهُم صَعَر الخَصِيمِ المُجْنِفِ ويروى تَناقَدُوا ورجل أَجْنَفُ أَي مُنْحَني الظهر وذَكَرٌ أَجْنَفُ وهو كالسَّدَلِ وقَدَح أَجْنَفُ ضَخْمٌ قال عدِيّ بن الرِّقاعِ ويكرُّ العَبْدانِ بالمِحْلَبِ الأَجْنَفِ فيها حتى يَمُجَّ السِّقاء وجُنَفَى مقصور على فُعَلَى بضم الجيم وفتح النون اسم موضع حكاه يعقوب وجَنَفاءُ موضع أَيضاً حكاه سيبويه وأَنشد لزياد بن سَيَّار الفَزاري رَحَلْتُ إليكَ مِنْ جَنَفاء حَتَّى أَنَخْتُ حِيالَ بَيْتِك بالمَطالِ وفي حديث غَزْوَةِ خيبر ذكر جَنْفاء هي بفتح الجيم وسكون النون والمد ماء من مياه بني فزارة
جندف
الجُنْدُفُ القَصِيرُ المُلَزَّزُ والجُنادِفُ الجافي الجَسِيمُ من الناس والإبل وناقة جُنادِفةٌ وأَمَة جُنادِفةٌ كذلك ولا تُوصف به الحُرَّةُ والجُنادِفُ القَصير المُلَزَّزُ الخَلق وقيل الذي إذا مشى حرَّك كتفيه وهو مشي القِصار ورجل جُنادِفٌ غَلِيظٌ قصير الرَّقبة قال جندل بن الراعي يهجو جرير بن الخَطَفَى وقال الجوهري يهجو ابن الرِّقاعِ جُنادفٌ لاحِقٌ بالرأْس مَنْكِبُه كأَنه كَوْدنٌ يُوشَى بكُلاَّبِ مِنْ مَعْشَرٍ كُحِلَتْ باللؤْم أَعْيُنُهمْ وُقْصِ الرِّقابِ مَوالٍ غَيرِ صُيّابِ( * قوله « وقص إلخ » في مادة صوب من الصحاح قفد الاكف لئام غير صياب وكذا في شرح القاموس في مادة صيب بل في اللسان في غير هذه المادة )
الجوهري الجُنادِفُ بالضم القصير الغليظ الخلقة
جوف
الجَوْفُ المطمئن من الأَرض وجَوْفُ الإنسان بطنه معروف ابن سيده الجَوْفُ باطِنُ البَطْنِ والجَوْفُ ما انْطَبَقَتْ عليه الكَتِفان والعَضُدان والأَضْلاعُ والصُّقْلانِ وجمعها أَجوافٌ وجافَه جَوْفاً أَصابَ جَوْفَه وجافَ الصَّيْدَ أَدخل السهم في جَوْفِه ولم يظهر من الجانب الآخر والجائفةُ الطعْنةُ التي تبلغ الجوف وطعْنَةٌ جائفة تُخالِط الجوْف وقيل هي التي تَنْفُذُه وجافَه بها وأَجافَه بها أَصابَ جوفه الجوهري أَجَفْتُه الطعْنةَ وجُفْتُه بها حكاه عن الكسائي في باب أَفْعَلْتُ الشيء وفَعَلْتُ به ويقال طَعَنْتُه فجُفْتُه وجافَه الدَّواءُ فهو مَجُوفُ إذا دخل جَوْفَه ووِعاء مُسْتَجافٌ واسِعٌ واسْتَجافَ الشيءُ واسْتَجْوَفَ اتَّسَعَ قال أَبو دواد فَهْيَ شَوْهاءُ كالجُوالِقِ فُوها مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فيه الشَّكِيمُ واسْتَجَفْتُ المكانَ وجدته أَجْوَفَ والجَوَفُ بالتحريك مصدر قولك شيء أَجْوَفُ وفي حديث خلق آدم عليه السلام فلما رآه أَجْوَفَ عَرَفَ أَنه خَلْقٌ لا يَتَمالَكُ الأَجْوَفُ الذي له جَوْفٌ ولا يتمالَك أَي لا يَتَماسَكُ وفي حديث عِمْران كان عمر أَجْوَفَ جليداً أَي كبير الجوْفِ عظيمه وفي حديث خُبَيْب فَجافَتْني هو من الأَوّل أَي وصلت إلى جَوْفي وفي حديث مسروق في البعير المُتَرَدِّي في البئر جُوفُوه أَي اطْعَنُوه في جوفه وفي الحديث في الجائفة ثُلُثُ الدِّيةِ هي الطعنة التي تَنْفُذُ إلى الجوف يقال جُفْتُه إذا أَصَبْتَ جَوْفَه وأَجَفْتُه الطَّعْنَة وجُفْتُهُ بها قال ابن الأَثير والمراد بالجوف ههنا كلُّ ما له قوة مُحِيلةٌ كالبَطْن والدِّماغ وفي حديث حُذيْفَة ما مِنَّا أَحَدٌ لو فُتِّشَ إلا فُتِّش عن جائفةٍ أَو مُنَقِّلةٍ المُنَقِّلَةُ من الجراح ما ينقل العظم عن موضعه أَراد ليس أَحدٌ إلا وفيه عَيْب عظيم فاستعار الجائفةَ والمنقِّلةَ لذلك والأَجْوَفانِ البَطْنُ والفَرْجُ لاتِّساعِ أَجْوافِهما أَبو عبيد في قوله في الحديث لا تَنْسَوُا الجوْفَ وما وَعَى أَي ما يدخل فيه من الطعام والشراب وقيل فيه قولان قيل أَراد بالجوف البطن والفرج معاً كما قال إن أَخْوَفَ ما أَخافُ عليكم الأَجْوفان وقيل أَراد بالجوْفِ القلب وما وَعى وحَفِظَ من مَعْرِفةِ اللّه تعالى وفرس أَجْوَفُ ومَجُوف ومُجَوَّفٌ أَبيضُ الجوْفِ إلى منتهى الجنبين وسائرُ لونِه ما كان ورجل أَجْوَفُ واسع الجوْفِ قال حارِ بْنَ كَعْبٍ أَلا الأَحْلامُ تَزْجُرُكم عَنّا وأَنْتُمْ من الجُوفِ الجَماخِيرِ ؟( * قوله « ألا الاحلام » في الاساس ألا أحلام )
وقول صخر الغَيّ أَسالَ منَ الليلِ أَشْجانَه كأَنَّ ظَواهِرَه كُنَّ جُوفا يعني أَن الماء صادَفَ أَرضاً خَوَّارةً فاسْتَوْعَبَتْه فكأَنها جوفاء غير مُصْمَتةٍ ورجل مَجوفٌ ومُجَوَّف جَبانٌ لا قَلْبَ له كأَنه خالي الجوْفِ من الفُؤَادِ ومنه قول حَسّان أَلا أَبْلِغْ أَبا سُفْيانَ عَنِّي فأَنت مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواء أَي خالي الجوف من القلب قال أَبو عبيدة المَجُوف الرَّجُل الضخم
( * قوله « الرجل الضخم » كذا في الأصل وشرح القاموس وبعض نسخ الصحاح وفي بعض آخر الرحل بالحاء وعليه يجيء الشاهد ) الجوف قال الأَعشى يصف ناقته هِيَ الصَّاحِبُ الأَدْنى وبَيْني وبَيْنَها مَجُوفٌ عِلافيٌّ وقِطْعٌ ونُمْرُقُ يعني هي الصاحِب الذي يَصْحَبُني وأَجَفْتُ البابَ رددْتُه وأَنشد ابن بري فَجِئنا من البابِ المُجافِ تَواتُراً وإنْ تَقعُدا بالخَلْفِ فالخَلْفُ واسِعُ وفي حديث الحج أَنه دخل البيت وأَجافَ البابَ أَي ردّه عليه وفي الحديث أَجِيفُوا أَبوابَكم أَي رُدُّوها وجَوْفُ كل شيء داخِلُه قال سيبويه الجَوفُ من الأَلفاظ التي لا تستعمل ظرفاً إلا بالحروف لأَنه صار مختصاً كاليد والرجل والجَوْفُ من الأَرض ما اتَّسع واطْمَأَنَّ فصار كالجوف وقال ذو الرمة مُوَلَّعةً خَنْساء ليسَتْ بنَعْجةٍ يُدَمِّنُ أَجْوافَ المِياهِ وَقِيرُها وقول الشاعر يَجْتابُ أَصْلاً قالِصاً مُتَنَبِّذاً بِعُجُوبِ أَنْقاءٍ يَمِيلُ هَيامُها من رواه يجتاف بالفاء فمعناه يدخل يصف مطراً والقالص المُرْتفع والمُتَنَبِّذ المُتَنَحّي ناحيةً والجوف من الأَرض أَوسع من الشِّعْب تَسِيلُ فيه التِّلاعُ والأَودية وله جِرَفةُ وربما كان أَوْسَعَ من الوادي وأَقْعَر وربما كان سهلاً يُمْسك الماء وربما كان قاعاً مستديراً فأَمسك الماء ابن الأَعرابي الجَوْف الوادي يقال جوْفٌ لاخٌ إذا كان عَميقاً وجوف جِلواح واسِعٌ وجَوْفٌ زَقَبٌ ضَيِّقٌ أَبو عمرو إذا ارتفع بَلَقُ الفرس إلى جنبيه فهو مُجَوَّفٌ بَلَقاً وأَنشد ومُجَوَّف بَلَقاً مَلَكْتُ عِنانَه يَعْدُو على خَمْسٍ قَوائِمُه زَكا أَراد أَنه يعدو على خمس من الوحْش فيصيدها وقوائمه زكا أَي ليست خَساً ولكنها أَزواج ملكْتُ عِنانَه أَي اشترؤيته ولم أَسْتَعِرْه أَبو عبيدة أَجْوَفُ أَبْيَضُ البطنِ إلى منتهى الجَنْبَيْنِ ولون سائره ما كان وهو المُجَوَّفُ بالبلَق ومُجَوَّفٌ بلَقاً الجوهري المجوّف من الدوابّ الذي يَصْعَدُ البلق حتى يَبْلُغَ البطنَ عن الأَصمعي وأَنشد لطفيل شَميط الذنابى جُوِّفَتْ وهي جَوْنةٌ بِنُقْبة دِيباجٍ ورَيْطٍ مُقَطَّعِ واجتافَه وتَجَوَّفَه بمعنى أَي دخل في جوْفِه وشيء جُوفيٌّ أَي واسِعُ الجَوْفِ ودِلاءٌ جُوفٌ أَي واسِعة وشجرة جَوْفاء أَي ذات جَوْفٍ وشيء مُجَوَّفٌ أَي أَجْوَفُ وفيه تَجْوِيفٌ وتَلْعة جائفةٌ قَعِيرةٌ وتِلاعٌ جَوائِفُ وجَوائِفُ النَّفْسِ ما تَقَعَّرَ من الجوْفِ ومَقارّ الرُّوحِ قال الفرزدق أَلم يَكْفِني مَرْوانُ لَمّا أَتَيْتُهُ زِياداً وردَّ النَّفْسَ بَيْنَ الجَوائِفِ ؟ وتَجَوَّفَتِ الخُوصةُ العَرْفَجَ وذلك قبل أَن تخرج وهي في جَوْفِه والجَوَفُ خَلاء الجوْفٍ كالقَصبةِ الجَوْفاء والجُوفانُ جمع الأَجْوَفِ واجتافَ الثَّوْرُ الكِناسَ وتَجَوَّفَه كلاهما دخل في جوْفه قال العجاج يصف الثورَ والكِناسَ فهْو إذا ما اجْتافَه جُوفيُّ كالخُصِّ إذْ جَلَّلَه الباريُّ وقال ذو الرمة تَجَوَّفَ كلِّ أَرْطاةٍ رَبُوضٍ من الدَّهْنا تَفَرَّعَتِ الحِبالا والجَوْفُ موضع باليمن والجَوْفُ اليمامة وباليمن وادٍ يقال له الجوف ومنه قوله الجَوْفُ خَيْرٌ لَكَ من أَغْواطِ ومِنْ أَلاءَاتٍ ومِنْ أُراطِ
( * قوله « أراط » في معجم ياقوت أراط بالضم من مياه بني نمير ثم قال وأراط باليمامة وفي اللسان في مادة أرط فأما قوله الجوف إلخ فقد يجوز أن يكون أراط جمع أرطاة وهو الوجه وقد يكون جمع أرطى ا ه وفيه أيضاً ان الغوط والغائط المتسع من الأرض مع طمأنينة وجمعه اغواط ا ه وألاءات بوزن علامات وفعالات كما في المعجم وغيره موضع )
وجَوْفُ حِمارٍ وجوْفُ الحِمار وادٍ منسوب إلى حِمارِ بن مُوَيْلِعٍ رجل من بقايا عاد فأَشرك باللّه فأَرسل اللّه عليه صاعقةً أَحْرَقَتْه والجَوْفَ فصار مَلْعباً للجن لا يُتَجَرَّأُ على سلوكه وبه فسر بعضهم قوله وخَرْقٍ كَجَوْف العَيْرِ قَفْرٍ مَضَلّة أَراد كجوف الحِمار فلم يستقم له الوزن فوضع العيرَ موضعه لأَنه في معناه وفي التهذيب قال امروء القيس ووادٍ كَجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُه قال أَراد بجوف العير وادياً بعينه أُضيف إلى العير وعرف بذلك الجوهري وقولهم أَخلى من جوف حمار هو اسم وادٍ في أَرض عادٍ فيه ماء وشجر حماها رجل يقال له حِمار وكان له بنون فأَصابتهم صاعقة فماتوا فكفر كفراً عظيماً وقتل كل من مرَّ به من الناس فأَقبلت نار من أَسفل الجوف فأَحرقته ومن فيه وغاضَ ماؤه فضربت العرب به المثل فقالوا أَكْفَرُ من حِمار ووادٍ كجوف الحمار وكجوف العَير وأَخْرَبُ من جوف حمار وفي الحديث فَتَوقَّلَتْ بنا القِلاصُ من أَعالي الجَوْف الجَوْفُ أَرْض لمُرادٍ وقيل هو بطن الوادِي وقوله في الحديث قيل له أَيُّ الليلِ أَسمَعُ ؟ قال جَوْفُ الليلِ الآخِرُ أَي ثلثه الآخِرُ وهو الجزء الخامس من أَسْداس الليل وأَهل اليمن والغَوْر يسمون فَساطِيطَ العُمّال الأَجْوافَ والجُوفانُ ذكر الرجل قال لأَحْناء العِضاه أَقَلُّ عاراً من الجُوفانِ يَلْفَحُه السَّعِيرُ وقال المؤرجُ أَيْرُ الحِمار يقال له الجُوفان وكانت بنو فزارةَ تُعَيَّرُ بأَكل الجُوفانِ فقال سالم بن دارةَ يهجو بني فَزارةَ لا تَأْمَنَنَّ فَزارِيّاً خَلَوْتَ به على قَلُوصِكَ واكْتُبْها بأَسْيَارِ لا تأْمَنَنْه ولا تأْمَنْ بَوائقَه بَعْدَ الذي امْتَلَّ أَيْرَ العَيْرِ في النارِ منها أَطْعَمْتُمُ الضَّيْفَ جُوفاناً مُخاتَلةً فلا سَقاكم إلهِي الخالِقُ البارِي والجائفُ عِرْق يجري على العَضُد إلى نُغْض الكتف وهو الفلِيقُ والجُوفيُّ والجُوافُ بالضم ضرب من السمك واحدته جُوافَةٌ وأَنشد أَبو الغَوْث إذا تَعَشَّوْا بَصَلاً وخلاًّ وكَنْعَداً وجُوفِياً قد صلاَّ باتُوا يَسُلُّونَ الفُساء سَلاَّ سَلَّ النَّبِيطِ القَصَبَ المُبْتَلاَّ قال الجوهري خففه للضرورة وفي حديث مالك ابن دينار أَكلتُ رغيفاً ورأْسَ جُوافةٍ فعلى الدنيا العَفاء الجُوافةُ بالضم والتخفيف ضرب من السمك وليس من جَيِّدِه والجَوفاء موضع أَو ماء قال جرير وقد كان في بَقْعاء رِيٌّ لشائكُم وتَلْعَةَ والجَوفاء يَجْري غَدِيرُها
( * قوله « لشائكم » في معجم ياقوت في عدة مواضع لشأنكم )
وقوله في صفة نهر الجنة حافتاه الياقوتُ المُجَيَّب قال ابن الأَثير الذي جاء في كتاب البخاري اللُّؤلؤ المُجَوَّفُ قال وهو معروف قال والذي جاء في سنن أَبي داودَ المجيَّب أَو المجوف بالشك قال والذي جاء في مَعالِمِ السُّنن المجيَّب أَو المجوَّب بالباء فيهما على الشك قال ومعناه الأَجوف
جيف
الجِيفةُ معروفة جُثَّةُ الميت وقيل جثة الميت إذا أَنْتَنَتْ ومنه الحديث فارْتَفَعَت ريحُ جِيفةٍ وفي حديث ابن مسعود لا أَعرِفَنَّ أَحدَكم جِيفةَ لَيْلٍ قُطْرُبَ نهارٍ أَي يَسْعَى طُول نهارِه لدنياه ويَنام طُولَ ليلِه كالجِيفة التي لا تتحرك وقد جافت الجِيفةُ واجْتافَتْ وانْجافَتْ أَنتنت وأَرْوَحَتْ وجَيِّفَتِ الجِيفةُ تَجْيِيفاً إذا أَصَلَّتْ وفي حديث بدر أَتُكَلِّمُ أُناساً جَيَّفُوا ؟ أَي أَنتَنوا وجمع الجيفة وهي الجُثَّة الميتة المنتنة جِيَفٌ ثم أَجْيافٌ وفي الحديث لا يدخل الجنة دَيُّوثٌ ولا جَيَّافٌ وهو النَّبّاشُ في الجَدَثِ قال وسمي النّبَّاش جَيّافاً لأَنه يكْشِفُ الثياب عن جِيَفِ الموتى ويأْخذها وقيل سمي به لِنَتْنِ فِعْله
حتف
الحَتْفُ الموت وجمعه حُتُوفٌ قال حنش بن مالك فَنَفْسَك أَحْرِزْ فإنَّ الحُتُو فَ يَنْبَأْنَ بالمَرْءِ في كلِّ واد ولا يُبْنى منه فِعْل وقول العرب مات فلان حتف أَنفه أَي بلا ضرب ولا قتل وقيل إذا مات فَجْأَةً نصب على المصدر كأَنهم توهَّموا حَتَفَ وإن لم يكن له فِعْلٌ قال الأَزهري عن الليث ولم أَسمع للحَتْفِ فِعْلاً وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه قال مَنْ مات حَتْف أَنفه في سبيل اللّه فقد وقع أَجره على اللّه قال أَبو عبيد هو أَن يموت موتاً على فراشه من غير قتل ولا غَرَق ولا سَبُع ولا غيره وفي رواية فهو شهيد قال ابن الأَثير هو أَن يموت على فراشه كأَنه سَقَطَ لأَنفه فمات والحَتْفُ الهلاك قال كانوا يتخَيَّلُون أَن رُوحَ المريض تخرج من أَنفه فإن جُرِحَ خرجت من جِراحتِه الأَزهري وروي عن عبيد اللّه بن عمير( * قوله « عبيد اللّه بن عمير » كذا بالأصل والذي في النهاية عبيد ابن عمير )
أَنه قال في السمك ما مات حتف أَنفه فلا تأْكله يعني الذي يموت منه في الماء وهو الطافي قال وقال غيره إنما قيل للذي يموت على فراشه مات حتف أَنفه ويقال مات حَتْفَ أَنْفَيْهِ لأَنَّ نَفْسه تخرج بتنفسه من فيه وأَنفه قال ويقال أَيضاً مات حَتْفَ فِيه كما يقال مات حَتْف أَنفه والأَنفُ والفمُ مخرجا النفَس قال ومن قال حتف أَنفيه احتمل أَن يكون أَراد سَمَّيْ أَنفه وهما مَنْخَراه ويحتمل أَن يراد به أَنفه وفمه فَغَلَّب أَحدَ الاسمين على الآخر لتجاورهما وفي حديث عامر بن فُهَيْرَةَ والمَرْءُ يأْتي حَتْفُه مِن فَوْقهِ يريد أَن حَذَره وجُبْنَه غيرُ دافع عنه المَنِيّة إذا حلت به وأَوّل من قال ذلك عمرو بن مامة في شعره يريد أَن الموت يأْتيه من السماء وفي حديث قَيْلَة أَنَّ صاحبها قال لها كنتُ أَنا وأَنتِ كما قيل حَتْفَها تَحْمِلُ ضَأْنٌ بأَظْلافِها قال أَصله أَن رجلاً كان جائعاً بالفَلاة القَفْر فوجد شاة ولم يكن معه ما يذبحها به فبحثت الشاةُ الأَرض فظهر فيها مُدْية فذبحها بها فصار مثلاً لكل من أَعان على نفسه بسُوء تدبيره ووصف أُميةُ الحيّةَ بالحتفة فقال والحَيّةُ الحَتْفةُ الرَّقْشاء أَخْرَجَها منْ بَيْتِها أَمَناتُ اللّهِ والكَلِمُ وحُتافةُ الخِوانِ كَحُتامَتِه وهو ما يَنْتَثِر فيؤكل ويُرْجى فيه الثَّواب
حترف
ابن الأَعرابي الحُتْرُفُ الكادُّ على عِياله
حثرف
الحَثْرفةُ الخُشونةُ والحُمْرةُ تكون في العين وتَحَثْرَفَ الشيءُ من يدي تَبَدَّدَ وحَثْرَفَه من موضعه زَعْزَعَه قال ابن دريد ليس بثبت
حجف
الحَجَفُ ضَرْب من التِّرَسَةِ واحدتها حَجَفةٌ وقيل هي من الجُلودِ خاصَّة وقيل هي من جلود الإبل مُقَوَّرةً وقال ابن سيده هي من جلودِ الإبل يُطارَقُ بعضُها ببعض قال الأَعشى لَسْنا بِعِيرٍ وبَيْتِ اللّه مائرةٍ لَكِنْ عَلَيْنا دُروعُ القَوْمِ والحَجَفُ ويقال للتُّرْس إذا كان من جلود ليس فيه خشَب ولا عَقَبٌ حَجَفةٌ ودَرَقةٌ والجمع حَجَفٌ قال سُؤْرُ الذِّئْب ما بالُ عَيْنٍ عن كَراها قد جَفَتْ وشَفَّها مِن حُزْنِها ما كَلِفَتْ ؟ كأَنَّ عُوَّاراً بها أَو طُرِفَتْ مسْبَلةً تَسْتَنُّ لَمَّا عَرَفَتْ داراً لِلَيْلى بَعْدَ حَوْلٍ قد عَفَتْ كأَنَّها مَهارِقٌ قد زُخْرِفَتْ تَسْمَعُ لِلحَلْيِ إذا ما انْصَرَفَتْ كَزَجَلِ الرِّيح إذا ما زَفْزَفَتْ ما ضَرَّها أَم ما علَيْها لوْ شَفَتْ مُتَيَّماً بنَظْرةٍ وأَسْعَفَتْ ؟ قد تَبَلَتْ فُؤَادَه وشَغَفَتْ بل جَوْزِ تَيْهاءَ كَظَهْرِ الحَجَفَتْ قَطَعْتُها إذا المَها تَجَوَّفَتْ مَآرِناً إلى ذَراها أَهْدَفَتْ يريد رُبَّ جَوْزِ تَيْهاء ومن العرب من إذا سكت على الهاء جعلها تاء فقال هذا طلحتْ وخُبز الذُّرتْ وفي حديث بناء الكعبة فَتَطَوَّقَتْ بالبيت كالحَجَفةِ هي التُّرْس والمُحاجِفُ المُقاتِلُ صاحِبُ الحَجَفةِ وحاجَفْتُ فلاناً إذا عارَضْته ودافَعْته واحتَجَفْتُ نفسي عن كذا واحْتَجَنْتها( * قوله « واحتجنتها » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس واجتحفتها ) أَي ظَلَفْتُها والحُجافُ ما يَعْتَري من كثرة الأَكل أَو من أَكل شيء لا يلائم فيأْخذُه البطنُ اسْتِطْلاقاً وقيل هو أَن يقع عليه المَشْيُ والقَيء من التُّخَمةِ ورجل مَحْجُوفٌ قال رؤبةُ يا أَيُّها الدَّارِئُ كالمَنْكُوفِ والمُتَشكِّي مَغْلَة المَحْجُوفِ الدَّارِئُ الذي دَرَأَت غُدّتُه أَي خرجت والمَنْكُوفُ الذي يَتَشَكَّى نَكَفَته وهما الغُدّتانِ اللَّتانِ في رَأْدي اللَّحْيَيْنِ وقال الأَزهري هي أَصل اللِّهْزِمةِ وقال المَحْجُوفُ والمَجْحُوفُ واحد قال وهو الحُجاف والجُحاف مَغَسٌ في البطن شديد وحَجَفةُ أَبو ذَرْوة بن حَجَفةَ قال ثعلب هو من شعرائهم
حجرف
الحُجْرُوفُ دُوَيْبّةٌ طويلة القوائم أَعظم من النملة قال أَبو حاتم هي العُجْرُوفُ وهي مذكورة في العين
حذف
حذَفَ الشيءَ يَحْذِفُه حَذْفاً قَطَعَه من طَرَفه والحَجَّامُ يَحْذِفُ الشعْر من ذلك والحُذافةُ ما حُذِفَ من شيء فَطُرِح وخص اللحياني به حُذافةَ الأَديم الأَزهري تَحْذِيفُ الشَّعر تَطْريرُه وتَسْويَتُه وإذا أَخذت من نواحيه ما تُسَوِّيه به فقد حَذَّفْتَه وقال امرؤ القيس لها جَبْهةٌ كسَراةِ المِجَنِّ حَذَّفَه الصّانِعُ المُقْتَدِرْ وهذا البيت أَنشده الجوهري على قوله حَذَّفَه تَحْذيفاً أَي هَيَّأَه وصَنَعه قال وقال الشاعر يصف فرساً وقال النضر التَّحْذِيفُ في الطُّرّة أَن تُجْعل سُكَيْنِيَّةً كما تفعل النصارى وأُذن حَذْفاء كأَنها حُذِفَتْ أَي قُطِعَتْ والحِذْفةُ القِطْعة من الثوب وقد احْتَذَفَه وحَذَف رأْسَه وفي الصحاح حذَف رأْسه بالسيف حَذْفاً ضربه فقطَع منه قِطْعة والحَذْفُ الرَّمْيُ عن جانِبٍ والضرْبُ عن جانب تقول حَذَفَ يَحْذِفُ حَذْفاً وحَذَفَه حذْفاً ضربه عن جانب أَو رَماه عنه وحَذَفَه بالعَصا وبالسيف يَحْذِفُه حَذْفاً وتَحَذَّفه ضربه أَو رماه بها قال الأَزهري وقد رأَيتُ رُعْيانَ العرب يَحْذِفُون الأَرانِبَ بِعِصِيَّهم إذا عَدَتْ ودَرَمَتْ بين أَيديهم فربما أَصابت العصا قوائمها فيَصِيدونها ويذبحونها قال وأَما الخَذْفُ بالخاء فإنه الرمي بالحَصى الصّغار بأَطراف الأَصابع وسنذكره في موضعه وفي حديث عَرْفجةَ فتناوَلَ السيف فحَذَفَه به أَي ضربه به عن جانب والحَذْفُ يستعمل في الرمْي والضرب مَعاً ويقال هم بين حاذِفٍ وقاذِفٍ الحاذِفُ بالعصا والقاذِفُ بالحجر وفي المثل إياي وأَن يَحْذِفَ أَحَدُكم الأَرْنَبَ حكاه سيبويه عن العرب أَي وأَن يرمِيَها أَحد وذلك لأَنها مَشْؤُومةٌ يتطير بالتعرّض لها وحَذَفَني بجائزة وصلني والحَذَفُ بالتحريك ضَأْنٌ سُود جُرْدٌ صِغار تكون باليمن وقيل هي غنم سود صغار تكون بالحجاز واحدتها حَذَفةٌ ويقال لها النَّقَدُ أَيضاً وفي الحديث سوّوا الصُّفُوف وفي رواية تَراصُّوا بينكم في الصلاة لا تَتَخَلَّلُكم الشياطين كأَنها بَناتُ حَذَف وفي رواية كأَولاد الحذف يزعمون أَنها على صورة هذه الغنم قال فأَضْحَتِ الدّارُ قَفْراً لا أَنِيسَ بها إلا القِهادُ مع القَهْبيِّ والحَذَف اسْتَعاره للظِّباء وقيل الحَذَفُ أَوْلادُ الغنم عامّةً قال أَبو عبيد وتفسير الحديث بالغنم السُّود الجُرْد التي تكون باليمن أَحَبُّ التفسيرين إليّ لأَنها في الحديث وقال ابن الأَثير في تفسير الحذف هي الغنم الصغار الحجازية وقيل هي صغار جُرْدٌ ليس لها آذان ولا أَذناب يُجاء بها من جُرَشِ اليَمنِ الأَزهري عن ابن شميل الأَبقعُ الغراب الأَبيض الجناح قال والحَذَفُ للصغار السود والواحد حَذَفة وهي الزِّيغان التي تؤكل والحذَف الصغار من النِّعاج الجوهري حَذْفُ الشيء إسْقاطُه ومنه حَذَفتُ من شَعري ومن ذَنَب الدابّة أَي أَخذت وفي الحديث حَذْفُ السلام في الصلاة سُنّةٌ هو تخفيفه وترك الإطالة فيه ويدل عليه حديث النَّخَعِيّ التكبير جَزْمٌ والسلام جَزْمٌ فإنه إذا جَزَمَ السلام وقطعَه فقد خفَّفه وحَذفه الأَزهري عن ابن المُظفَّر الحَذْفُ قَطْفُ الشيء من الطرَف كما يُحْذَفُ ذَنَب الدابة قال والمَحْذُوفُ الزِّقُّ وأَنشد قاعِداً حَوْلَه النَّدامَى فما يَنْ فَكُّ يُؤتَى بِمُوكَرٍ مَحْذوفِ قال ورواه شمر عن ابن الأَعرابي مَجْدوف ومَجْذُوف بالجيم وبالدال أَو بالذال قال ومعناهما المقطوع ورواه أَبو عبيد مَنْدُوف وأَما محذوف فما رواه غير الليث وقد تقدّم ذكره في الجيم والحَذفُ ضرب من البَطّ صِغار على التشبيه بذلك وحذَفُ الزرع ورَقُه وما في رَحْله حُذافةٌ أَي شيء من طعام قال ابن السكيت يقال أَكلَ الطعام فما ترك منه حُذافةً واحتمل رَحْله فما ترك منه حُذافةً أَي شيئاً قال الأَزهري وأَصحاب أَبي عبيد رَوَوا هذا الحرف في باب النفي حُذاقة بالقاف وأَنكر شمر والصواب ما قال ابن السكيت ونحو ذلك قاله اللحياني بالفاء في نوادره وقال حُذافةُ الأَدِيمِ ما رُمِيَ منه وحُذَيْفَةُ اسم رجل وحَذْفةُ اسم فرس خالد ابن جعفر بن كِلاب قال فَمَنْ يَكُ سائلاً عَني فإني وحَذْفةَ كالشَّجَا تحتَ الوَرِيدِ
حرف
الحَرْفُ من حُروف الهِجاء معروف واحد حروف التهجي والحَرْفُ الأَداة التي تسمى الرابِطةَ لأَنها تَرْبُطُ الاسمَ بالاسم والفعلَ بالفعل كعن وعلى ونحوهما قال الأَزهري كلُّ كلمة بُنِيَتْ أَداةً عارية في الكلام لِتَفْرِقَة المعاني واسمُها حَرْفٌ وإن كان بناؤها بحرف أَو فوق ذلك مثل حتى وهل وبَلْ ولعلّ وكلُّ كلمة تقرأُ على الوجوه من القرآن تسمى حَرْفاً تقول هذا في حَرْف ابن مسعود أَي في قراءة ابن مسعود ابن سيده والحَرْفُ القِراءة التي تقرأُ على أَوجُه وما جاء في الحديث من قوله عليه السلام نزل القرآن على سبعة أَحْرُف كلُّها شافٍ كافٍ أَراد بالحرْفِ اللُّغَةَ قال أَبو عبيد وأَبو العباس نزل على سبع لُغات من لغات العرب قال وليس معناه أَن يكون في الحرف الواحد سبعة أَوجُه هذا لم يسمع به قال ولكن يقول هذه اللغات متفرّقة في القرآن فبعضه بلغة قُرَيْشٍ وبعضه بلغة أَهل اليمن وبعضه بلغة هوازِنَ وبعضه بلغة هُذَيْل وكذلك سائر اللغات ومعانيها في هذا كله واحد وقال غيره وليس معناه أَن يكون في الحرف الواحد سبعةُ أَوجه على أَنه قد جاء في القرآن ما قد قُرِئ بسبعة وعشرة نحو ملك يوم الدين وعبد الطاغوت ومما يبين ذلك قول ابن مسعود إني قد سمعت القراءة فوجدتهم متقاربين فاقرأُوا كما عُلِّمْتمْ إنما هو كقول أَحدكم هَلمّ وتعالَ وأَقْبِلْ قال ابن الأَثير وفيه أَقوال غير ذلك هذا أَحسنها والحَرْفُ في الأَصل الطَّرَفُ والجانِبُ وبه سمي الحَرْفُ من حروف الهِجاء وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَنه سئل عن قوله نزل القرآن على سبعة أَحرف فقال ما هي إلا لغات قال الأَزهري فأَبو العباس النحْويّ وهو واحد عصْره قد ارتضى ما ذهب إليه أَبو عبيد واستصوَبه قال وهذه السبعة أَحرف التي معناها اللغات غير خارجة من الذي كتب في مصاحف المسلمين التي اجتمع عليها السلَف المرضيُّون والخَلَف المتبعون فمن قرأَ بحرف ولا يُخالِفُ المصحف بزيادة أَو نقصان أَو تقديم مؤخّرٍ أَو تأْخير مقدم وقد قرأَ به إمام من أَئمة القُرّاء المشتهرين في الأَمصار فقد قرأَ بحرف من الحروف السبعة التي نزل القرآن بها ومن قرأَ بحرف شاذّ يخالف المصحف وخالف في ذلك جمهور القرّاء المعروفين فهو غير مصيب وهذا مذهب أَهل العلم الذين هم القُدوة ومذهب الراسخين في علم القرآن قديماً وحديثاً وإلى هذا أَوْمأَ أَبو العباس النحوي وأَبو بكر بن الأَنباري في كتاب له أَلفه في اتباع ما في المصحف الإمام ووافقه على ذلك أَبو بكر بن مجاهد مُقْرِئ أَهل العراق وغيره من الأَثبات المتْقِنِين قال ولا يجوز عندي غير ما قالوا واللّه تعالى يوفقنا للاتباع ويجنبنا الابتداع وحَرْفا الرأْس شِقاه وحرف السفينة والجبل جانبهما والجمع أَحْرُفٌ وحُرُوفٌ وحِرَفةٌ شمر الحَرْفُ من الجبل ما نَتَأَ في جَنْبِه منه كهَيْئة الدُّكانِ الصغير أَو نحوه قال والحَرْفُ أَيضاً في أَعْلاه تَرى له حَرْفاً دقيقاً مُشفِياً على سَواء ظهره الجوهري حرْفُ كل شيء طَرفُه وشفِيرُه وحَدُّه ومنه حَرْفُ الجبل وهو أَعْلاه المُحدَّدُ وفي حديث ابن عباس أَهلُ الكتاب لا يأْتون النِّساء إلا على حَرْفٍ أَي على جانب والحَرْفُ من الإبل النَّجِيبة الماضِيةُ التي أَنْضَتها الأَسفار شبهت بحرف السيف في مضائها ونجائها ودِقَّتها وقيل هي الضّامِرةُ الصُّلْبَةُ شبهت بحرف الجبل في شِدَّتها وصَلابتها قال ذو الرمة جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ يَشُلُّها وظِيفٌ أَزَجُّ الخَطْوِ رَيّانُ سَهْوَقُ فلو كان الحَرْفُ مهزولاً لم يصفها بأَنها جُمالية سِناد ولا أَنَّ وظِيفَها رَيّانُ وهذا البيت يَنْقُضُ تفسير من قال ناقة حرف أَي مهزولة شبهت بحرف كتابة لدقّتها وهُزالها وروي عن ابن عمر أَنه قال الحرْف الناقة الضامرة وقال الأَصمعي الحرْفُ الناقة المهزولة قال الأَزهري قال أَبو العباس في تفسير قول كعب بن زهير حَرْفٌ أَخُوها أَبوها من مُهَجَّنةٍ وعَمُّها خالُها قَوْداء شِمْلِيلُ قال يصف الناقة بالحرف لأَنها ضامِرٌ وتُشَبَّهُ بالحرْف من حروف المعجم وهو الأَلف لدِقَّتِها وتشبّه بحرف الجبل إذا وصفت بالعِظَمِ وأَحْرَفْتُ ناقتي إذا هَزَلْتَها قال ابن الأَعرابي ولا يقال جملٌ حَرْف إنما تُخَصّ به الناقةُ وقال خالد بن زهير مَتَى ما تَشأْ أَحْمِلْكَ والرَّأْسُ مائِلٌ على صَعْبةٍ حَرْفٍ وشِيكٍ طُمُورُها كَنَى بالصعبةِ الحرْفِ عن الدَّاهِيةِ الشديدة وإن لم يكن هنالك مركوب وحرْفُ الشيء ناحِيَتُه وفلان على حَرْف من أَمْره أَي ناحيةٍ منه كأَنه ينتظر ويتوقَّعُ فإن رأَى من ناحية ما يُحِبُّ وإلا مال إلى غيرها وقال ابن سيده فلان على حَرْف من أَمره أَي ناحية منه إذا رأَى شيئاً لا يعجبه عدل عنه وفي التنزيل العزيز ومن الناس من يَعْبُدُ اللّه على حَرْف أَي إذا لم يرَ ما يحب انقلب على وجهه قيل هو أَن يعبده على السرَّاء دون الضرَّاء وقال الزجاج على حَرْف أَي على شَكّ قال وحقيقته أَنه يعبد اللّه على حرف أَي على طريقة في الدين لا يدخُل فيه دُخُولَ متمكّن فإن أَصابه خير اطمأَنّ به أَي إن أَصابه خِصْبٌ وكثُرَ مالُه وماشِيَتُه اطْمَأَنَّ بما أَصابه ورضِيَ بدينه وإن أَصابته فِتْنَةٌ اخْتِبارٌ بِجَدْبٍ وقِلَّة مالٍ انقلب على وجهه أَي رجع عن دينه إلى الكفر وعِبادة الأَوْثان وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم قال أَما تسميتهم الحرْف حرْفاً فحرف كل شيء ناحيته كحرف الجبل والنهر والسيف وغيره قال الأَزهري كأَن الخير والخِصْب ناحية والضرّ والشرّ والمكروه ناحية أُخرى فهما حرفان وعلى العبد أَن يعبد خالقه على حالتي السرّاء والضرَّاء ومن عبد اللّه على السرَّاء وحدها دون أَن يعبده على الضرَّاء يَبْتَلِيه اللّه بها فقد عبده على حرف ومن عبده كيفما تَصَرَّفَتْ به الحالُ فقد عبده عبادة عَبْدٍ مُقِرّ بأَنَّ له خالقاً يُصَرِّفُه كيف يَشاء وأَنه إن امْتَحَنَه بالَّلأْواء أَو أَنْعَم عليه بالسرَّاء فهو في ذلك عادل أَو متفضل غير ظالم ولا متعدّ له الخير وبيده الخير ولا خِيرةَ للعبد عليه وقال ابن عرفة من يعبد اللّه على حرف أَي على غير طمأْنينة على أَمر أَي لا يدخل في الدين دخول متمكن وحَرَفَ عن الشيء يَحْرِفُ حَرْفاً وانْحَرَفَ وتَحَرَّفَ واحْرَوْرَفَ عَدَلَ الأَزهري وإذا مالَ الإنسانُ عن شيء يقال تَحَرَّف وانحرف واحرورف وأَنشد العجاج في صفة ثور حَفَرَ كِناساً فقال وإنْ أَصابَ عُدَواء احْرَوْرَفا عنها وولاَّها ظُلُوفاً ظُلَّفا أَي إِن أَصابَ مَوانِع وعُدَواءُ الشي مَوانِعُه وتَحْرِيفُ القلم قَطُّه مُحَرَّفاً وقَلمٌ مُحَرَّفٌ عُدِلَ بأَحد حَرفَيْه عن الآخر قال تَخالُ أُذْنَيْهِ إذا تَشَوَّفا خافِيةً أَو قَلَماً مُحَرَّفا وتَحْرِيفُ الكَلِم عن مواضِعِه تغييره والتحريف في القرآن والكلمة تغيير الحرفِ عن معناه والكلمة عن معناها وهي قريبة الشبه كما كانت اليهود تُغَيِّرُ مَعانَي التوراة بالأَشباه فوصَفَهم اللّه بفعلهم فقال تعالى يُحَرِّفُون الكَلِمَ عن مواضعه وقوله في حديث أَبي هريرة آمَنْتُ بمُحَرِّفِ القلوب هو المُزِيلُ أَي مُمِيلُها ومُزيغُها وهو اللّه تعالى وقال بعضهم المُحَرِّكَ وفي حديث ابن مسعود لا يأْتون النساء إلا على حرف أَي على جَنْب والمُحَرَّفُ الذي ذَهَب مالُه والمُحارَفُ الذي لا يُصيبُ خيراً من وجْهٍ تَوَجَّه له والمصدر الحِرافُ والحُرْفُ الحِرْمان الأَزهري ويقال للمحزوم الذي قُتِّرَ عليه رزقُه مُحارَفٌ وجاء في تفسير قوله والذين في أَموالهم حَقٌّ مَعْلوم للسائل والمَحْرُوم أَن السائل هو الذي يسأَل الناس والمحروم هو المُحارَفُ الذي ليس له في الإسلام سَهْم وهو مُحارَفٌ وروى الأَزهري عن الشافعي أَنه قال كلُّ من اسْتَغنَى بِكَسْبه فليس له أَن يسأَل الصدقةَ وإذا كان لا يبلُغُ كسبُه ما يُقِيمُه وعيالَه فهو الذي ذكره المفسِّرون أَنه المحروم المُحارَف الذي يَحْتَرِفُ بيدَيه قد حُرِم سَهْمَه من الغنيمة لا يَغْزُو مع المسلمين فَبَقِيَ محْروماً يُعْطى من الصدقة ما يَسُدُّ حِرْمانَه والاسم منه الحُرْفة بالضم وأَما الحِرفةُ فهو اسم من الاحتِرافِ وهو الاكْتِسابُ يقال هو يَحْرِفُ لعِيالِه ويحترف ويَقْرِشُ ويَقْتَرِشُ بمعنى يكتسب من ههنا وههنا وقيل المُحارفُ بفتح الراء هو المحروم المحدود الذي إذا طَلَب فلا يُرْزَق أَو يكون لا يَسْعَى في الكسب وفي الصحاح رجل مُحارَف بفتح الراء أَي محدود محروم وهو خلاف قولك مُبارَكٌ قال الراجز مُحارَفٌ بالشاء والأَباعِرِ مُبارَكٌ بالقَلَعِيِّ الباتِرِ وقد حُورِفَ كَسْبُ فلان إذا شُدِّد عليه في مُعاملَته وضُيِّقَ في مَعاشِه كأَنه مِيلَ بِرِزْقه عنه من الانْحِرافِ عن الشيء وهو الميل عنه وفي حديث ابن مسعود موتُ المؤمن بعَرَقِ الجبين تَبْقَى عليه البقِيّةُ من الذُّنوبِ فَيُحارَفُ بها عند الموت أَي يُشَدَّد عليه لتُمَحَّصَ ذنوبه وُضِعَ وَضْعَ المُجازاةِ والمُكافأَة والمعنى أَن الشدَّة التي تَعْرِض له حتى يَعْرَقَ لها جَِبينُه عند السِّياقِ تكون جزاء وكفارةً لما بقي عليه من الذنوب أَو هو من المُحارَفةِ وهو التشْديدُ في المَعاش وفي التهذيب فيُحارَفُ بها عند الموت أَي يُقايَسُ بها فتكون كفارة لذنوبه ومعنى عَرَقِ الجبين شدَّةُ السّياق والحُرْفُ الاسم من قولك رجل مُحارَفٌ أَي مَنْقُوصُ الحَظِّ لا ينمو له مال وكذلك الحِرْفةُ بالكسر وفي حديث عمر رضي اللّه عنه لَحِرْفةُ أَحدِهم أَشَدُّ عليَّ من عَيْلَتِه أَي إغْناءُ الفَقِير وكفايةُ أَمْرِه أَيْسَرُ عليَّ من إصْلاحِ الفاسدِ وقيل أَراد لَعَدم حِرْفةِ أَحدِهم والاغْتِمامُ لذلك أَشَدُّ عليَّ من فَقْرِه والمُحْتَرِفُ الصانِعُ وفلان حَريفي أَي مُعامِلي اللحياني وحُرِفَ في ماله حَرْفةً ذهَب منه شيء وحَرَفْتُ الشيء عن وجْهه حَرْفاً ويقال ما لي عن هذا الأَمْرِ مَحْرِفٌ وما لي عنه مَصْرِفٌ بمعنى واحد أَي مُتَنَحًّى ومنه قول أَبي كبير الهذلي أَزُهَيْرُ هَلْ عن شَيْبةٍ من مَحْرِفِ أَمْ لا خُلُودَ لِباذِلٍ مُتَكَلِّفِ ؟ والمُحْرِفُ الذي نَما مالُه وصَلَحَ والاسم الحِرْفةُ وأَحْرَفَ الرجلُ إحرافاً فهو مُحْرِفٌ إذا نَما مالُه وصَلَحَ يقال جاء فلان بالحِلْقِ والإحْراف إذا جاء بالمال الكثير والحِرْفةُ الصِّناعةُ وحِرفةُ الرجلِ ضَيْعَتُه أَو صَنْعَتُه وحَرَفَ لأَهْلِه واحْتَرَف كسَب وطلَب واحْتالَ وقيل الاحْتِرافُ الاكْتِسابُ أَيّاً كان الأَزهري وأَحْرَفَ إذا اسْتَغْنى بعد فقر وأَحْرَفَ الرجلُ إذا كَدَّ على عِياله وفي حديث عائشة لما اسْتُخْلِفَ أَبو بكر رضي اللّه عنهما قال لقد عَلِم قومي أَن حِرْفَتي لم تكن تَعْجِز عن مؤونة أَهلي وشُغِلْتُ بأَمر المسلمين فسيأْكل آلُ أَبي بكر من هذا ويَحْتَرِفُ للمسلمين فيه الحِرْفةُ الصِّناعةُ وجِهةُ الكَسْب وحَرِيفُ الرجل مُعامِلُه في حِرْفَتِه وأَراد باحترافِه للمسلمين نَظَره في أُمورهم وتَثْميرَ مَكاسِبهمْ وأَرْزاقِهم ومنه الحديث إني لأَرى الرجل يُعْجِبُني فأَقول هل له حِرْفة ؟ فإن قالوا لا سَقَطَ من عيني وقيل معنى الحديث الأَوَّل هو أَن يكون من الحُرْفة والحِرْفة بالضم والكسر ومنه قولهم حِرْفة الأَدَبِ بالكسر ويقال لا تُحارِفْ أَخاكَ بالسوء أَي تُجازِه بسوء صنِيعِه تُقايِسْه وأَحْسِنْ إذا أَساء واصْفَحْ عنه ابن الأَعرابي أَحْرَفَ الرجلُ إذا جازى على خَيْر أَو شرّ قال ومنه الخَبرُ إن العبد لَيُحارَفُ عن عمله الخير أَو الشرّ أَي يُجازى وقولهم في الحديث سَلِّطْ عليهم مَوْتَ طاعُونٍ دَفِيفٍ يُحَرِّفُ القُلوبَ أَي يُمِيلها ويَجْعَلُها على حرْفٍ أَي جانب وطَرَفٍ ويروى يَحُوفُ بالواو وسنذكره ومنه الحديث ووصف سُفيانُ بكفه فَحَرَفَها أَي أَمالَها والحديث الآخر وقال بيده فحرّفها كأَنه يريد القتل ووصف بها قطْع السيفِ بحَدِّه وحَرَفَ عَيْنَه كَحَلها أَنشد ابن الأَعرابي بِزَرْقاوَيْنِ لم تُحْرَفْ ولَمَّا يُصِبْها عائِرٌ بشَفير ماقِ أَراد لم تُحْرَفا فأَقام الواحد مُقام الاثْنين كما قال أَبو ذُؤَيب نامَ الخَلِيُّ وبتُّ الليلَ مُشْتَجِراً كأَنَّ عيْنَيَّ فيها الصَّابُ مَذْبوحُ والمِحْرَفُ والمِحْرافُ المِيلُ الذي تقاسُ به الجِراحات والمِحْرَفُ والمِحْرافُ أَيضاً المِسْبارُ الذي يُقاسُ به الجُرح قال القطامي يذكر جِراحةً إذا الطَّبيبُ بمِحْرافَيْه عالَجَها زادَتْ على النَّقْرِ أَو تَحْريكها ضَجَما ويروى على النَّفْرِ والنَّفْرُ الوَرَمُ ويقال خروج الدّم وقال الهذلي فإنْ يَكُ عَتَّابٌ أَصابَ بسَهْمِه حَشاه فَعَنَّاه الجَوى والمَحارِفُ والمُحارَفةُ مُقايَسَةُ الجُرْحِ بالمِحْرافِ وهو المِيل الذي تُسْبَرُ به الجِراحاتُ وأَنشد كما زَلَّ عن رأْسِ الشَّجِيجِ المحارفُ وجمعه مَحارِفُ ومَحاريفُ قال الجَعْدي ودَعَوْتَ لَهْفَك بعد فاقِرةٍ تُبْدي مَحارِفُها عن العَظْمِ وحارَفَه فاخَرَه قال ساعِدةُ بن جُؤَيَّة فإنْ تَكُ قَسْرٌ أَعْقَبَتْ من جُنَيْدِبٍ فقد عَلِمُوا في الغَزْوِ كيْفَ نُحارِفُ والحُرْفُ حَبُّ الرَّشادِ واحدته حُرْفةٌ الأَزهري الحُرْفُ جَبٌّ كالخَرْدَلِ وقال أَبو حنيفة الحُرف بالضم هو الذي تسميه العامّة حبَّ الرَّشاد والحُرْفُ والحُرافُ حَيّةٌ مُظْلِمُ اللَّوْنِ يَضْرِبُ إلى السَّواد إذا أَخذ الإنسانَ لم يبق فيه دم إلا خرج والحَرافةُ طَعْم يُحْرِقُ اللِّسانَ والفَمَ وبصل حِرِّيفٌ يُحْرِقُ الفم وله حَرارةٌ وقيل كل طعام يُحْرِقُ فم آكله بحَرارة مَذاقِه حِرِّيف بالتشديد للذي يَلْذَعُ اللسانَ بحَرافَتِه وكذلك بصل حِرّيف قال ولا يقال حَرِّيف
حرجف
الحَرْجَفُ الرِّيحُ الباردةُ وريحٌ حَرْجَفٌ بارِدةٌ قال الفرزدق إذا اغْبَرَّ آفاقُ السماء وهَتَّكَتْ سُتُورَ بُيُوتِ الحَّيِّ نَكْباءُ حَرْجَفُ قال أَبو حنيفة إذا اشْتدَّت الرِّيحُ مع بَرْد ويُبْس فهي حَرْجَفٌ وليلة حَرْجَف باردَةُ الرِّيح عن أَبي عليّ في التَّذْكِرة
حرشف
الحَرْشَفُ صِغار كل شيء والحَرْشفُ الجراد ما لم تَنْبُتْ أَجْنِحَتُه قال امرؤ القيس كأَنَّهُمْ حَرْشَفٌ مَبْثُوثُ بالجَوِّ إذْ تَبْرُقُ النِّعالُ شبَّه الخيل بالجراد وفي التهذيب يريد الرجَّالة وقيل هم الرجَّالة في هذا البيت والحَرْشَفُ جَراد كثير قال الراجز يا أَيُّها الحَرْشَفُ ذا الأَكلِ الكُدَم الكُدَمُ الشَّديدُ الأَكل من كل شيء وفي حديث غَزْوةِ حُنَيْنٍ أَرى كَتِيبَةَ حَرْشَفٍ الحرشَف الرَّجّالةُ شبهوا بالحَرْشَفِ من الجَرادِ وهو أَشدُّه أَكْلاً يقال ما ثَمَّ غيرُ حَرْشَفِ رجالٍ أَي ضعفاءَ وشُيُوخٍ وصِغارُ كل شيء حَرْشَفُه والحَرْشفُ ضرب من السَّمك والحَرْشَف فُلُوسُ السمك والحَرْشَفُ نَبْت وقيل نبت عَرِيضُ الورق قال الأَزهري رأَيته في البادية وقيل نبت يقال له بالفارسية كَنْكَرْ ابن شميل الحَرْشَف الكُدْسُ بلغة أَهل اليمن يقال دُسْنا الحَرْشفَ وحَرْشفُ السِّلاحِ ما زُيِّنَ به وقيل حرشفُ السلاحِ فُلوس من فِضة يُزَيَّنُ بها التهذيب وحَرْشَفُ الدِّرْع حُبُكُه شبه بحرشف السمك التي على ظهرها وهي فُلوسها ويقال للحجارة التي تَنْبُت على شَطِّ البحر الحَرْشف أَبو عمرو الحَرْشَفةُ الأَرض الغلِيظة منقول من كتاب الاعْتقابِ غير مَسْمُوع ذكره الجوهري كذلك
حرقف
الحَرْقَفَتانِ رؤوس أَعالي الوَرِكَينِ بمنزلة الحَجَبَةِ قال هُدْبةُ رأَتْ ساعِدَيْ غُولٍ وتحتَ قَمِيصِه جَناجِنُ يَدْمَى حَدُّها والحَراقِفُ والحَرقَفَتانِ مُجْتَمَعُ رأْسِ الفَخِذ ورأْسِ الورِك حيث يَلْتقيانِ من ظاهر الجوهري الحَرْقَفَةُ عظم الحَجَبَةِ وهي رأْس الوَرِكِ يقال للمريض إذا طالَتْ ضَجْعَتُه دَبِرَتْ حَراقِفُه وفي حديث سويد تراني إذا دَبِرَتْ حَرْقَفَتي وما لي ضَجْعةٌ إلا على وجْهي ما يَسُرُّني أَنِّي نَقَصْتُ منه قُلامة ظُفُرٍ والجمع الحَراقِفُ وأَنشد ابن الأَعرابي لَيْسُوا بِهَدِّينَ في الحُرُوبِ إذا تُعْقَدُ فَوْقَ الحَراقِفِ النُّطُقُ وحَرْقَفَ الرجلُ وضع رأْسه على حَراقِفِه وفي الحديث أَنه عليه السلام ركب فرساً فَنَفَرَتْ فَنَدَرَ منها على أَرض غليظة فإذا هو جالس وعُرْضُ رُكْبَتَيْهِ وحَرْقَفَتَيْهِ ومَنْكِبَيْهِ وعُرْضُ وَجْهه مُنْشَجٌّ الحرْقفةُ عظم رأْس الوَرِك والحُرْقُوفُ الدابة المَهْزُولُ ودابةٌ حُرْقوفٌ شديد الهُزال وقد بدا حراقِيفُه وحرقُوفٌ دُوَيبَّةٌ من أَحْناش الأَرض قال الأَزهري هذا الحرف في الجمهرة لابن دريد مع حروف غيره لم أَجد ذكرها لأَحد من الثقات قال وينبغي للناظر أَن يفحص عنها فما وجده لإِمام يوثق به أَلحقه بالرباعي وما لم يجده منها لثقة كان منه على ريبة وحذر
حرنقف
الأَزهري في الخماسي امرأَة حُرَنْقِفةٌ قصيرة
حسف
الحُسافُ بَقِيّةُ كلِّ شيء أُكل فلم يبق منه إلا قليل وحُسافةُ التمرِ بقية قُشُوره وأَقْماعُه وكِسَرُه هذه عن اللحياني قال الليث الحُسافة حُسافة التمر وهي قُشوره ورَدِيئه وحُسافُ المائدةِ ما يَنْتَثِرُ فيؤكل فيُرْجى فيه الثوابُ وحُسافُ الصِّلِّيانِ ونحوه يَبِيسُه والجمع أَحْسافٌ والحُسافةُ ما سَقَطَ من التمر وقيل الحسافة في التمر خاصّة ما سقط من أَقماعه وقشوره وكِسَره الجوهري الحسافة ما تناثر من التمر الفاسد وحَسَفَ التمرَ يَحْسِفُه حَسْفاً وحَسَّفَه نَقَّاه من الحُسافةِ ابن الأَعرابي الحُسوفُ اسْتِقْصاء الشيء وتَنْقِيَتُه وفي الحديث أَنَّ أَسْلَم كان يأَْتي عمر بالصاعِ من التمر فيقول يا أَسْلَمُ حُتَّ عنه قِشْره قال فأَحْسِفُه ثم يأْكله الحَسْفُ كالحتّ وهو إزالة القِشْر ومنه حديث سعد بن أَبي وقاص قال عن مصعب بن عمير لقد رأَيت جِلْدَه يَتَحَسَّفُ تَحَسُّفَ جِلدِ الحَيّةِ أَي يَتَقَشر وهو من حُسافتهم أَي من خُشارَتِهمْ وحُسافةُ الناسِ رُذالُهم وانْحَسَفَ الشيءُ في يَدِي انفَتَّ وحَسَفَ القَرْحة قَشَرَها وتَحَسَّفَ الجِلْدُ تقشّر عن ابن الأَعرابي وتَحَسَّفَتْ أَوْبارُ الإبلِ وتوَسَّفَتْ إذا تَمَعَّطَتْ وتَطايَرَتْ والحَسِيفةُ الضَّغِينةُ قال الأَعشى فَماتَ ولم تَذْهَبْ حَسِيفةُ صَدْرِه يُخَبِّرُ عنه ذاك أَهْلُ المَقابِرِ وفي صدره عليَّ حَسِيفةٌ وحُسافةٌ أَي غَيْظٌ وعداوةٌ أَبو عبيد في قلبه عليه كَتِيفةٌ وحَسِيفةٌ وحَسيكةٌ وسخِيمةٌ بمعنًى واحد ورجع فلان بحَسيفة نَفْسِه إذا رجَعَ ولم يَقْضِ حاجةُ نفسِه وأَنشد إذا سُئِلُوا المَعْرُوفَ لم يَبْخَلُوا به ولم يَرْجِعُوا طُلاَّبَه بالحَسائِفِ قال الفراء حُسِفَ فلان أَي رُذلَ وأُسْقِطَ وحكى الأَزهري عن بعض الأَعراب قال يقال لجَرْسِ الحَيّاتِ حَسْفٌ وحَسِيفٌ وحفيفٌ وأَنشد أَباتوني بِشَرِّ مَبيتِ ضَيْفٍ به حَسْفُ الأَفاعي والبُرُوصِ شمر الحُسافةُ الماء القليل قال وأَنشدني ابن الأَعرابي لكثيِّر إذا النَّبْلُ في نَحْرِ الكُمَيْتِ كأَنها شَوارِعُ دَبْرٍ في حُسافةِ مُدْهُنِ شمر وهو الحُشافةُ بالشين أَيضاً المُدْهُن صخْرة يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ
حشف
الحَشَفُ من التمر ما لم يُنْوِ فإذا يَبِس صَلُب وفسد لا طعْم له ولا لِحاء ولا حلاوة وتمر حَشِفٌ كثير الحَشَف على النِّسبة وقد أَحْشَفَتِ النخلةُ أَي صار تَمْرُها حَشَفاً الجوهري الحَشَفُ أَردَأُ التمر وفي المثل أَحَشَفاً وسُوءَ كِيلة ؟ وفي الحديث أَنه رأَى رجلاً عَلَّقَ قِنْوَ حَشَفٍ تَصَدَّق به الحَشَفُ اليابِسُ الفاسِدُ من التمر وقيل الضعيف الذي لا نَوَى له كالشِّيصِ والحَشَفُ الضَّرْعُ البالي وقد أَحْشَفَ ضَرْعُ الناقةِ إذا تَقَبَّضَ واسْتَشَنَّ أَي صار كالشَّنّ وحَشَفَ ارْتَفَع منه اللبَنُ والحَشَفَةُ الكَمَرةُ وفي التهذيب ما فَوْقَ الخِتان وفي حديث عليّ في الحَشَفةِ الدِّيةُ هي رأْس الذكَر إذا قطعها إنسان وجبت عليه الديةُ كاملة والحَشِيفُ الثوب البالي الخَلَقُ قال صَخْر الغَيّ أُتِيحَ لها أُقَيْدِرُ ذُو حَشِيفٍ إذا سامَتْ على المَلَقاتِ ساما ورجل مُتَحَشِّفٌ أَي عليه أَطْمارٌ ويقال لأُذُن الإنسان إذا يَبَسَتْ فَتَقَبَّضَتْ قد اسْتَحْشَفَتْ وكذلك ضَرْعُ الأُنثى إذا قَلَصَ وتَقَبّضَ قد اسْتَحْشَفَ ويقال حَشِفٌ وقال طَرفةُ على حَشِفٍ كالشَّنِّ ذاوٍ مُجَدَّد وتَحَشَّفَتْ أَوبارُ الإبلِ طارَتْ عنها وتَفَرَّقَت ويقال رأَيت فلاناً مُتَحَشِّفاً أَي رأَيته سَيِّءَ الحالِ مُتَقَهِّلاً رَثَّ الهيئة وفي حديث عثمان قال له أَبانُ ابن سعيد ما لي أَراكَ مُتَحَشِّفاً ؟ أَسْبِلْ فقال هكذا كانت إزْرَةُ صاحبنا صلى اللّه عليه وسلم المُتَحَشِّفُ اللاَّبِسُ الحشيفِ وهو الخلَقُ وقيل المُتَحَشِّفُ المُبْتَئِسُ المُتَقَبِّضُ والإزْرَة بالكسر حالةُ المُتَأَزِّرِ والحَشَفَةُ صَخْرةٌ رِخْوةٌ في سَهْل من الأَرض الأَزهري ويقال للجزيرة في البحر لا يَعْلُوها الماءُ حَشَفَةٌ وجَمْعها حِشَافٌ إذا كانت صغيرة مُستديرة وجاء في الحديث أَنَّ موضعَ بيتِ اللّه كان حَشَفةً فدحَا اللّهُ الأَرض عنها وقال شمر الحُشافةُ والحُسافةُ بالشين والسين الماء القليل
حصف
الحَصافةُ ثَخانةُ العَقْل حَصُفَ بالضم حَصافةً إذا كان جَيِّدَ الرأْيِ مُحْكَم العقل وهو حَصِفٌ وحَصِيفٌ بَيِّنُ الحَصافةِ والحَصِيفُ الرجل المُحْكَمُ العقل قال حَدِيثُك في الشِّتاءِ حدِيثُ صَيْفٍ وشَتْوِيُّ الحَدِيثِ إذا تَصِيفُ فَتَخْلِطُ فيه مِن هذا بهذا فَما أَدْرِي أَأَحْمَقُ أَمْ حَصِيفُ ؟ فأَمّا حَصِفٌ فعلى النسَبِ وأَما حَصِيفٌ فعلى الفِعْل وفي كتاب عُمر إلى أَبي عُبيدة رضي اللّه عنهما أَن لا يُمْضِيَ أَمْرَ اللّهِ إلا بَعِيدَ الغِرَّةِ حَصِيفَ العُقدة الحَصِيفُ المُحكمُ العقل وإحْصافُ الأَمْرِ إحْكامُه ويريد بالعُقْدة ههنا الرأْيَ والتدْبير وكل مُحْكَم لا خَلَلَ فيه حَصِيفٌ ومُحْصَفٌ كثِيفٌ قويٌّ وثوب حَصِيفٌ إذا كان محكم النسج صَفِيقَه وأَحْصَفَ الناسِج نسْجَه ورأْيٌ مُسْتَحْصِفٌ وقد اسْتَحْصَفَ رأْيهُ إذا اسْتَحْكَم وكذلك المُسْتَحْصِدُ واسْتَحْصَفَ الشيءُ اسْتَحكَمَ ويقال اسْتَحْصَفَ القومُ واسْتَحْصَدُوا إذا اجتمعوا قال الأَعشى تأْوِي طَوائِفُها إلى مَحْصُوفةٍ مَكْروهةٍ يَخشَى الكُماةُ نِزالَها قال الأَزهري أَراد بالمَحْصُوفة كَتِيبَةً مجْمُوعة وجعلها مَحْصُوفةً من حُصِفتْ فهي مَحْصُوفةٌ قال الأَزهري وفي النوادر حَصَبْتُه عن كذا وأَحْصَبْتُه وحَصَفْتُه وأَحْصَفْتُه وحَصَيته وأَحْصَيتُه إذا أَقْصَيْتَه وإحْصافُ الأَمْرِ إحْكامُه وإحْصاف الحبلِ إحكامُ فَتْلِه والمُحْصَفُ من الحِبالِ الشَّدِيدُ الفَتْلِ وقد اسْتَحْصَفَ والمُسْتَحْصِفةُ المرأَة الضَّيِّقةُ اليابسةُ قيل وهي التي تَيْبَسُ عند الغِشْيانِ وذلك مما يُسْتَحَبُّ وفَرْجٌ مُسْتَحْصِفٌ أَي ضَيِّق واسْتَحَْصَفَ علينا الزمانُ اشتدّ واسْتَحْصَفَ القومُ اجتمعوا والإحْصافُ أَن يَعْدُوَ الرجلُ عَدْواً فيه تَقارُبٌ وأَحْصَفَ الفرسُ والرجلُ إذا عَدَا عَدْواً شديداً وقال اللحياني يكون ذلك في الفرس وغيره مما يعدو وقيل الإحْصافُ أَقْصَى الحُضْر قال العجاج ذارٍ إذا لاقَى العَزازَ أَحْصَفَا وإن تَلَقَّى غَدَراً تَخَطْرَفا والذَّرْوُ المَرُّ الخَفِيفُ والغَدَرُ ما ارْتَفَعَ من الأَرض وانْخَفَض ويقال الكثيرُ الحجارة وفرس مِحْصَفٌ وناقة مِحْصافٌ شاهِدُه قول عبد اللّه بن سمعان التَّغْلَبيّ وسَرَيْتُ لا جَزِعاً ولا مُتَهَلِّعاً يَعْدُو برَحْلي جَسْرةٌ مِحْصافُ والحَصَفُ بَثْرٌ صِغار يقِيحُ ولا يَعْظُم وربما خرج في مَراقِّ البَطْنِ أَيام الحرّ وقد حَصِفَ جِلده بالكسر يَحْصَفُ حَصَفاً وقال أَبو عبيد حَصِفَ يَحْصَفُ حَصَفاً وبَثِرَ وجهُه يَبْثَرُ بَثَراً وقال الجوهري الحَصَفُ الجَرَبُ اليابس والحصيفة الحيَّةُ طائيّة
حطف
الأَزهري الحَنْطَفْ الضخْم البطن والنون زائدة فيه
حفف
حَفَّ القومُ بالشيء وحَوالَيْه يَحُفُّونَ حَفّاً وحَفُّوه وحَفَّفوه أَحْدَقُوا به وأَطافُوا به وعَكفوا واسْتَداروا وفي التهذيب حَفَّ القوم بسيدهم وفي التنزيل وترى الملائكة حافّين من حول العرش قال الزجاج جاء في التفسير معنى حافِّين مُحدِقِين وأَنشد ابن الأَعرابي كَبَيْضَةِ أُدْحِيٍّ بمَيْتِ خَمِيلةٍ يُحَفِّفُها جَوْنٌ بِجُؤْجِئِه صَعْلُ وقوله إبْلُ أَبي الحَبْحابِ إبْلٌ تُعْرَفُ يَزِينُها مُحَفَّفٌ مُوَقَّفُ المُحَّفَّفُ الضَّرْعُ الممْتَلئُ الذي له جوانب كأَنَّ جوانبه حَفَّفَتْه أَي حَفَّتْ به ورواه ابن الأَعرابي مُجَفَّفٌ يريد ضَرْعاً كأَنه جُفٌّ وهو الوَطْبُ الخَلَقُ وحَفَّه بالشي يَحُفُّه كما يُحَفُّ الهَوْدَجُ بالثياب وكذلك التَّحْفِيفُ وفي حديث أَهْلِ الذكر فَيَحُفُّونَهم بأَجْنِحَتِهم أَي يطوفون بهم ويدُورُون حَوْلَهم وفي حديث آخر إلاَّ حَفَّتهم الملائكةُ وفي الحديث ظَلَّلَ اللّه مكانَ البيتِ غَمامةً فكانت حِفافَ البيتِ أَي مُحْدِقةً به والمِحَفَّةُ رَحْلٌ يُحَفُّ بثوب ثم تركب فيه المرأَة وقيل المِحَفَّةُ مَرْكَب كالهَوْدَجِ إلاَّ أَنَّ الهودج يُقَبَّبُ والمِحَفَّةُ لا تُقَبَّبُ قال ابن دريد سميت بها لأَن الخَشب يَحُفُّ بالقاعد فيها أَي يُحِيطُ به من جميع جوانبه وقيل المِحَفَّة مَركب من مراكب النساء والحَفَفُ الجمعُ وقيل قِلَّة المأْكولِ وكثرة الأَكَلَةِ وقال ثعلب هو أَن تكون العِيالُ مثلَ الزَّادِ وقال ابن دريد هو الضِّيقُ في المعاش وقالت امرأَة خرج زوجي ويَتِمَ وَلَدي فما أَصابهم حَفَفٌ ولا ضَفَفُّ قال فالحَفَفُ الضِّيق والضَّفَف أَن يَقِلَّ الطعامُ ويَكْثُرَ آكلوه وقيل هو مِقدار العيال وقال اللحياني الحفف الكَفافُ من المَعيشةِ وأَصابهم حَفَفٌ من العيش أَي شدَّة وما رُؤِيَ عليهم حَفَفٌ ولا ضَفَفٌ أَي أَثرُ عَوَزٍ قال الأَصمعي الحفَف عَيْشُ سُوء وقِلَّة مال وأُولئك قوم مَحْفُوفُون وفي الحديث أَنه عليه السلام لم يشْبَعْ من طعام إلا على حفَف الحفَف الضيق وقلة المعيشة أَي لم يشبع إلاّ والحالُ عنده خلافُ الرِّخاء والخِصْبِ وطعام حَفَف قليل ومعيشة حَفَفٌ ضَنْكٌ وفي حديث عمر قال له وفد العراق إنَّ أَمير المؤمنين بلغ سِنّاً وهو حافُّ المَطعَم أَي يابِسُه وقَحِلُه ومنه حديثه الآخر أَنه سأَل رجلاً فقال كيف وجدت أَبا عُبيْدَة ؟ فقال رأَيت حُفُوفاً أَي ضِيقَ عيش ومنه الحديث أَبْلِغْ معاويةَ أَنَّ عبد اللّهِ بن جعفر حَفَّفَ( * قوله « حفّف » بهامش النهاية حفف مبالغة في حف أي جهد وقل ماله من حفت الارض ونحوه ) وجُهِدَ أَي قلَّ ماله الأَصمعي أَصابهم من العَيْشِ ضَفَفٌ وحَفَفٌ وقَشَفٌ كل هذا من شدَّة العَيْشِ ابن الأَعرابي الضَّفَفُ القِلَّة والحَفَفُ الحاجةُ ويقال الضفَف والحفَف واحد وأَنشد هَدِيّة كانَتْ كَفافاً حَفَفا لا تَبْلُغُ الجار ومن تَلَطَّفا قال أَبو العباس الضفَفُ أَن تكون الأَكَلَةُ أَكثرَ من مِقدار المالِ والحفَفُ أَن تكون الأَكَلة بمقدار المال قال وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا أَكلَ كان من يأْكل معه أَكثر عدداً من قدر مبلغ المأَكول وكفافِه قال ومعنى قوله ومن تَلَطَّفا أَي من بَرَّنا لم يكن عندنا ما نَبَرُّه وما عند فلان إلا حَفَفٌ من المَتاعِ وهو القوتُ القليل وحَفَّتْهم الحاجةُ تَحُفُّهم حَفّاً شديداً إذا كانوا مَحاوِيجَ وعنده حَفَّة من مَتاعٍ أَو مالٍ أَي قُوتٌ قليل ليس فيه فضل عن أَهله وكان الطعام حِفافَ ما أَكلوا أَي قَدْرَه ووُلِدَ له على حفَفٍ أَي على حاجة إليه هذه عن ابن الأَعرابي الفراء يقال ما يَحُفُّهم إلى ذلك إلا الحاجةُ يريد ما يدْعوهم وما يُحْوِجُهم والاحْتِفافُ أَكلُ جميع ما في القِدْر والاشتِفافُ شربُ جميع ما في الإناء والخُفُوفُ اليُبْسُ من غير دَسَمٍ قال رؤبة قالَتْ سُلَيْمى أَن رأَتْ حُفُوفي مع اضْطِرابِ اللَّحْمِ والشُّفُوفِ قال الأَصمعي حَفَّ رأْسُهُ يَحِفُّ حُفُوفاً وأَحْفَفْته أَنا وسَوِيقٌ حافٌّ يابِسٌ غير ملتوت وقيل هو ما لم يُلَتَّ بسمْن ولا زيت وحَفَّتْ أَرضُنا تَحِفُّ حُفُوفاً يَبِسَ بَقْلُها وحفَّ بطن الرجل لم يأْكل دسَماً ولا لحماً فيبس ويقال حَفَّتِ الثَّريدة إذا يبِسَ أَعْلاها فَتَشَقَّقَتْ وفرس قَفِرٌ حافٌّ لا يَسْمَنُ على الضبعة وحَفَّ رأْسَه وشارِبه يَحُفُّ حَفّاً أَي أَحْفاه قال ابن سيده وحَفَّ اللِّحية يَحُفُّها حَفّاً أَخذ منها وحَفَّه يَحُفُّه حَفّاً قَشَره والمرأَة تَحُفُّ وَجْهها حَفّاً وحِفافاً تزيل عنه الشعر بالمُوسَى وتَقْشِرُهُ مشتق من ذلك واحْتَفَّتِ المرأَةُ وأَحَفّتْ وهي تحْتَفُّ تأْمر من يَحُفّ شعر وجهها نَتْفاً بخيطين وهو من القَشْر واسم ذلك الشعر الحُفافةُ وقيل الحُفافةُ ما سَقَط من الشعَر المَحْفُوفِ وغيره وحَفَّتِ اللحيةُ تَحِفُّ حُفُوفاً شَعِثَتْ وحَفّ رأْسُ الإنسان وغيره يَحِفّ حُفوفاً شَعِثَ وبَعُدَ عَهْدُه بالدُّهن قال الكميت يصف وَتِداً وأَشْعَثَ في الدَّارِ ذي لِمَّةٍ يُطِيلُ الحُفُوفَ ولا يَقْمَلُ يعني وتداً حفّه صاحبُه تَرَك تَعَهُّدَه والحِفافان ناحِيتا الرأْسِ والإناء وغيرهما وقيل هما جانباه والجمع أَحِفَّةٌ وحِفافا الجبلِ جانباه وحفافا كل شيء جانباه وقال طرفة يصف ناحيتي عسيب ذنب الناقة كأَنَّ جَناحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفا حِفافَيْهِ شُكّا في العَسِيبِ بِمسْرَدِ وإناء حَفَّان بلغ الماء وغيرُه حِفافَيْهِ والأحِفّةُ أَيضاً ما بقي حول الصَّلَعةِ من الشعر الواحد حِفافٌ الأَصمعي يقال بقي من شعره حِفافٌ وذلك إذا صَلِعَ فبقيت طُرَّة من شعَره حول رأْسه قال وجمع الحِفافِ أَحِفّة قال ذو الرمة يصفُ الجِفانَ التي تُطعم فيها الضِّيفانُ لَهُنَّ إذا أَصْبَحْنَ منهم أَحِفَّةٌ وحينَ يَرَوْنَ الليلَ أَقْبَلَ جائيا أَراد بقوله لهن أَي للجِفانِ أَحِفّة أَي قوم استداروا بها يأْكلون من الثريد الذي لُبِّقَ فيها واللُّحْمانِ التي كُلِّلَتْ بها أَي قوم استداروا حولها والجِفان تقدّم ذكرها في بيت قبله وهو فما مَرْتَعُ الجِيرانِ إلا جِفانُكُمْ تَبارَوْن أَنتم والرِّياحُ تَبارِيا وفي حديث عمر كان أَصلَعَ له حِفافٌ هو أَن يَنْكَشِف الشعر عن وسط رأْسه ويَبْقى ما حولَه والحَفَّافُ اللحم الذي في أَسفَل الحنك إلى اللَّهاة الأَزهري يقال يَبِس حَفَّافُه وهو اللحم اللين أَسفل اللَّهاة والحَافَّانِ من اللسان عِرْقان أَخْضَران يَكْتَنِفانه من باطن وقيل حافُّ اللسانِ طَرَفُه ورجل حافُّ العين بَيِّنُ الحُفُوفِ أَي شديد الإصابة بها عن اللحياني معناه أَنه يصيب الناس بالعين وحَفُّ الحائكِ خَشَبته العريضة يُنَسِّقُ بها اللُّحْمةَ بين السَّدَى والحَفُّ بغير هاء المِنْسَجُ الجوهري الحَفّةُ المِنْوالُ وهو الخشَبة التي يَلُفُّ عليها الحائِكُ الثوبَ والحَفّةُ القَصَباتُ الثلاث وقيل الحِفّةُ بالكسر وقيل هي التي يَضرب بها الحائكُ كالسيف والحَفُّ القَصبة التي تجيء وتذهب قال الأَزهري كذا هو عند الأَعراب وجمعها حُفُوفٌ ويقال ما أَنت بحَفّةٍ ولا نِيرةٍ الحفة ما تقدَّم والنّيرة الخَشَبةُ المُعْتَرِضةُ يُضْرب هذا لمن لا يَنْفَع ولا يَضُرّ معناه ما يَصْلُحُ لشيء والحَفيفُ صوت الشيء تسْمَعُه كالرَّنَّةِ أَو طيَرانِ الطائر أَو الرَّمْيةِ أَو التهاب النار ونحو ذلك حَفَّ يَحِفُّ حَفِيفاً وحَفْحَفَ وحَفَّ الجُعَلُ يَحِفُّ طار والحَفِيفُ صوت جناحَيْه والأُنثى من الأَساود تَحِفُّ حَفِيفاً وهو صوت جلدها إذا دَلَكَتْ بعضَه ببعض وحَفِيفُ الرِّيح صوتها في كل ما مرَّت به وقوله أَنشده ابن الأَعرابي أَبْلِغْ أَبا قَيْسٍ حَفِيفَ الأَثْأَبَهْ فسره فقال إنه ضعيف العقل كأَنه حَفيفُ أَثْأَبةٍ تحركها الريح وقيل معناه أُوعِدُه وأُحَرِّكه كما تحرِّك الريحُ هذه الشجرة قال ابن سيده وهذا ليس بشيء وحَفَّ الفرسُ يَحِفّ حفيفاً وأَحْفَفْتُه أَنا إذا حملته على أَن يكون له حَفِيفٌ وهو دَويّ جَرْيه وكذلك حَفِيفُ جناح الطائر والحَفِيفُ صوت أَخفاف الإبل إذا اشتد قال يقول والعِيسُ لها حَفِيفُ أَكلُّ مَنْ ساقَ بكُم عَنِيفُ ؟ الأَصمعي حَفَّ الغيْثُ إذا اشتَدَّت غَيْثَتُه حتى تسمع له حَفيفاً ويقال أَجْرى الفرسَ حتى أَحَفَّه إذا حَمَلَه على الحُضْر الشديد حتى يكون له حَفِيفٌ وحَفَّ سمعُه ذهب كله فلم يبق منه شيء وحَفَّانُ النعام رِيشُه والحَفّانُ وَلَدُ النعام وأَنشد لأُسامةَ الهُذَليّ وإلا النَّعامَ وحَفّانَه وطُغْيا مع اللَّهِقِ النَّاشِطِ الطُّغْيا الصغير من بقر الوحش وأَحمد بن يحيى يقول الطَّغيا بالفتح قال ابن بري واستعاره أَبو النجم لصغار الإبل في قوله والحَشْوُ من حَفّانِها كالحَنْظَلِ فشبهها لما رَوِيت من الماء بالحَنظل في بَريقه ونَضارته وقيل الحَفّانُ صِغارُ النعامِ والإبل والحَفَّانُ من الإبل أَيضاً ما دون الحِقاق وقيل أَصل الحَفّان صغار النعام ثم استعمل في صغار كل جنس والواحدة من كل ذلك حَفّانةٌ الذكر والأُنثى فيه سواء وأَنشد وزَفَّتِ الشَّوْلُ من بَرْدِ العَشِيّ كما زَفَّ النَّعام إلى حَفّانِه الرُّوحُ والحَفّانُ الخَدَمُ وفلان حَفٌّ بنفسِه أَي مَعْنيٌّ والحَفَّةُ الكرامةُ التامّةُ وهو يَحُفُّنا ويَرُفُّنا أَي يُعْطِينا ويَمِيرُنا وفي المثل من حَفَّنا أَو رَفَّنا فَلْيَقْتَصِدْ يقول مَن مَدَحَنا فلا يَغْلُوَنَّ في ذلك ولكنْ لِيَتَكَلَّمْ بالحقّ منه وقال الجوهري أَي مَن خَدَمَنا أَو تَعَطَّفَ علينا وحاطَنا الأَصمعي هو يَحِفُّ ويَرِفُّ أَي يَقُومُ ويَقْعُدُ ويَنْصَحُ ويُشْفِقُ قال ومعنى يَحِفُّ تَسْمَع له حَفِيفاً ويقال شجر يَرِفُّ إذا كان له اهْتِزازٌ من النَّضارةِ ويقال ما لِفلان حافٌّ ولا رافٌّ وذهَب من كان يَحُفُّه ويَرُفُّه وحُفُّ العين شَفْرُها وجاء على حَفِّ ذلك وحَفَفِه وحِفافِه أَي حِينِه وإبّانِه وهو على حَفَفِ أَمْرٍ أَي ناحيةٍ منه وشَرَفٍ واحْتَفَّتِ الإبلُ الكَلأَ أَكلتْه أَو نالَتْ منه والحَفّةُ ما احْتَفَّتْ منه وحِفافُ الرمل مُنْقَطَعُه وجمعه أَحِفَّةٌ
حقف
الحِقْفُ من الرمل المُعْوَجُّ وجمعه أَحْقافٌ وحُقوفٌ وحِقافٌ وحِقَفةٌ ومنه قيل لما اعْوَجَّ مُحْقَوْقِفٌ وفي حديث قُسٍّ في تَنائِفَ حِقافٍ وفي رواية أُخرى حَقائِفَ الحِقافُ جمع حِقْفٍ وهو ما اعْوَجَّ من الرمل واستطال ويجمع على أَحْقافٍ فأَما حَقائِفُ فجمع الجمع أَما جمع حِقافٍ أَو أَحقافٍ وأَما قوله تعالى إذ أَنذر قومَه بالأَحْقافِ فقيل هي من الرِّمال أَي أَنْذَرَهم هنالك قال الجوهري الأَحْقافُ ديار عاد قال تعالى واذكر أَخا عادٍ إذ أَنذر قومَه بالأَحْقافِ قال الفراء واحدها حِقْفٌ وهو المستطيل المشرف وفي بعض التفسير في قوله بالأَحقاف فقال بالأَرض قال والمعروف من كلام العرب الأَول وقال الليث الأَحقافُ في القرآن جبل محيط بالدنيا من زَبَرْجَدةٍ خضراء تَلْتَهِبُ يوم القيامة فتَحْشُرُ الناس من كل أُفُق قال الأَزهري هذا الجبل الذي وصفه يقال له قافٌ وأَما الأَحْقافُ فهي رمال بظاهر بلاد اليمن كانت عاد تنزل بها والحِقْفُ أَصْلُ الرَّمْلِ وأَصل الجبل وأَصل الحائط وقد احْقَوْقَفَ الرملُ إذا طالَ واعْوَجَّ واحْقَوْقَفَ الهِلالُ اعْوجَّ وكلُّ ما طالَ واعْوَجَّ فقد احْقَوْقَفَ كظهر البعير وشَخْص القَمَرِ قال العجاج ناجٍ طَواهُ الأَيْنُ ممّا وجَفا طَيَّ اللَّيالي زُلَفاً فزلفا سَماوةَ الهِلالِ حتى احْقَوْقَفا وظبي حاقِفٌ فيه قولان أَحدهما أَنَّ معناه صار في حِقْفٍ والآخر أَنه رَبَضَ واحْقَوْقَفَ ظهرُه الأزهري الظبي الحاقِفُ يكون رابِضاً في حِقْفٍ من الرمل أَو منطوياً كالحِقْف وقال ابن شميل جمل أَحْقَفُ خَمِيصٌ قال ابن سيده وكل موضع دخل فيه فهو حِقْفٌ ورجل حاقِفٌ إذا دخل في الموضع كلُّ ذلك عن ثعلب وفي الحديث أَنه صلى اللّه عليه وسلم مرَّ هو وأَصحابه وهم مُحْرمُون بظبي حاقِفٍ في ظلّ شجرة هو الذي نام وانحَنى وتَثَنّى في نومه ولهذا قيل للرمل إذا كان مُنْحَنِياً حِقْفٌ وكانت مَنازِلُ قوم عادٍ بالرِّمال
حكف
الأَزهري خاصّة ابن الأَعرابي الحُكُوفُ الاسْتِرْخاء في العَمَل
حلف
الحِلْفُ والحَلِفُ القَسَمُ لغتان حَلَفَ أَي أَقْسَم يَحْلِفُ حَلْفاً وحِلْفاً وحَلِفاً ومَحْلُوفاً وهو أَحد ما جاء من المصادر على مَفْعُولٍ مثل المَجْلُودِ والمَعْقُولِ والمَعْسُور والمَيْسُورِ والواحدة حَلْفةٌ قال امْرؤُ القيس حَلَفْتُ لَها باللّهِ حَلْفةَ فاجِرٍ لَنامُوا فما إنْ مِنْ حَدِيثٍ ولا صالي ويقولون مَحْلُوفةً باللّه ما قال ذلك ينصبون على إضمار يَحْلِفُ باللّه مَحْلُوفةً أَي قَسَماً والمحلوفةُ هو القَسَمُ الأَزهري عن الأَحمر حَلَفْتُ محلوفاً مصدر ابن بُزُرج لا ومَحْلُوفائه لا أَفْعَلُ يريد ومَحْلُوفِه فمَدَّها وحَلَفَ أُحْلُوفة هذه عن اللحياني ورجل حالِفٌ وحَلاَّفٌ وحَلاَّفةٌ كثير الحَلِفِ وأَحْلَفْتُ الرجُلَ وحَلَّفْتُه واسْتَحْلفته بمعنًى واحد ومثله أَرْهَبْتُه واسْتَرْهَبْتُه وقد اسْتَحْلَفَه باللّه ما فَعَلَ ذلك وحَلَّفَه وأَحْلَفَه قال النمر بن تَوْلَبٍ قامَتْ إليَّ فأَحْلَفْتُها بِهَدْيٍ قَلائِدُه تَخْتَنِقْ وفي الحديث مَن حَلَفَ على يمين فرأَى غيرها خيراً منها الحَلِفُ اليمين وأَصلُها العَقْدُ بالعَزْمِ والنية فخالف بين اللفظين تأْكيداً لعَقْدِه وإعْلاماً أَنَّ لَغْو اليمينِ لا ينعقد تحته وفي حديث حذيفة قال له جُنْدَبٌ تسْمَعُني أُحالِفُكَ منذ اليوم وقد سَمِعْته من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلا تَنهاني أُحالِفُكَ أُفاعِلُكَ من الحلف اليمين والحِلْفُ بالكسر العَهْد يكون بين القوم وقد حالَفَه أَي عاهَدَه وتحالفُوا أَي تعاهَدُوا وفي حديث أَنس حالَفَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بين المهاجرين والأَنصار في دارنا مرَّتين أَي آخَى بينهم وفي رواية حالَفَ بين قريش والأَنصار أَي آخَى بينهم لأَنه لا حِلْف في الإسْلام وفي حديث آخر لا حِلْف في الإسلام قال ابن الأَثير أَصل الحِلْف المُعاقدةُ والمُعاهَدَةُ على التَّعاضُدِ والتساعُدِ والاتِّفاقِ فما كان منه في الجاهلية على الفِتَنِ والقِتالِ بين القبائل والغاراتِ فذلك الذي ورَدَ النَّهْيُ عنه في الإسلام بقوله صلى اللّه عليه وسلم لا حِلْف في الإسلام وما كان منه في الجاهلية على نَصْرِ المَظْلُومِ وصلةِ الأَرْحامِ كحِلْفِ المُطَيِّبِينَ وما جَرى مَجْراه فذلك الذي قال فيه رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأَيُّمَا حِلْفٍ كان في الجاهلية لم يَزِدْه الإسلامُ إلا شِدَّةً يريد من المُعاقدة على الخير ونُصْرةِ الحقّ وبذلك يجتمع الحديثان وهذا هو الحِلْفُ الذي يَقْتَضِيه الإسلامُ والمَمْنُوعُ منه ما خالَفَ حُكْمَ الإسلام وقيل المُحالفة كانت قبل الفتح وقوله لا حِلْفَ في الإسلام قاله زمن الفتح فكان ناسخاً وكان عليه السلام وأَبو بكر من المُطَيَّبينَ وكان عمر من الأَحْلافِ والأَحْلافُ سِتُّ قَبائِلَ عبدُ الدَّارِ وجُمَحُ ومَخْزُومٌ وبنو عَدِيٍّ وكعْبٌ وسَهْمٌ والحَلِيفُ المُحالِفُ الليث يقال حالَف فلان فلاناً فهو حَليفه وبينهما حِلْف لأَنهما تَحالَفا بالإيْمانِ أَن يكون أَمرُهما واحداً بالوَفاء فلما لزم ذلك عندهم في الأَحْلافِ التي في العشائر والقبائل صار كلّ شيء لزم شيئاً فلم يُفارِقْه فهو حَلِيفُه حتى يقال فلان حَلِيفُ الجُودِ وفلان حَلِيفُ الإكْثارِ وفلان حلِيفُ الإقْلالِ وأَنشد قول الأَعشى وشَرِيكَيْنِ في كثِيرٍ من الما لِ وكانا مُحالِفَيْ إقْلالِ وحالَفَ فلان بَثَّه وحُزْنَه أَي لازَمَه ابن الأَعرابي الأَحْلافُ في قريش خمس قبائل عبدُ الدَّارِ وجُمَح وسَهْم ومَخْزوم وعديّ بن كعب سُمُّوا بذلك لمّا أَرادَتْ بنو عبدِ مناف أَخذ ما في يَدَيْ عبدِ الدَّار من الحجابة والرِّفادةِ واللِّواءِ والسِّقايةِ وأَبَتْ بَنُو عبد الدار عَقَدَ كلّ قوم على أَمْرِهِم حِلْفاً مؤكّداً على أَن لا يتخاذلوا فأَخرجت عبد مناف جَفْنة مملوءة طيباً فوضعوها لأَحْلافهم في المسجد عند الكعبة وهم أَسَدٌ وزُهْرةُ وتَيْمٌ ثم غَمَسَ القوم أَيديهم فيها وتَعاقَدُوا ثم مسحوا الكعبة بأَيديهم توكيداً فسموا المطيَّبين وتَعاقَدت بنو عبد الدار وحُلفاؤها حلفاً آخر مؤكداً على أَن لا يتخاذلوا فسمو الأَحْلافَ وقال الكميت يذكرهم نَسَباً في المُطَيَّبينَ وفي الأَحْ لافِ حَلَّ الذُّؤابةَ الجُمْهُورا قال وروى ابن عيينة عن ابن جُرَيْجٍ عن أَبي مُلَيْكَةَ قال كنت عند ابن عباس فأَتاه ابن صَفْوان فقال نِعْمَ الإمارةُ إمارةُ الأَحْلافِ كانت لكم قال الذي كان قبلها خير منها كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من المطيَّبين وكان أَبو بكر من المطيبين وكان عمر من الأَحْلافِ يعني إمارة عمر وسمع ابن عباس نادِبة عمر رضي اللّه عنه وهي تقول يا سيِّدَ الأَحْلافِ فقال ابن عباس نعم والمُحْتَلَفِ عليهم يعني المُطيبين قال الأَزهري وإنما ذكرت ما اقْتَصَّه ابن الأَعرابي لأَن القُتَيْبي ذكر المُطيبين والأَحْلافَ فَخَلَط فيما فسَّرَ ولم يؤدِّ القِصَّة على وجهها قال وأَرجو أَن يكون ما رواه شمر عن ابن الأَعرابي صحيحاً وفي حديث ابن عباس وجدنا وِلايةَ المطيَّبيّ خيراً من وِلاية الأَحْلافيِّ يريد أَبا بكر وعمر يريد أَنَّ أَبا بكر كان من المطيبين وعمر من الأَحْلاف قال ابن الأَثير وهذا أَحد ما جاء من النسب لا يُجْمَعُ لأَن الأَحْلاف صار اسماً لهم كما صار الأَنصار اسماً للأَوْس والخَزْرج والأَحْلافُ الذين في شعر زهير هم أَسَدٌ وغَطَفانُ لأَنهم تحالَفُوا على التَّناصُرِ قال ابن بري والذي أَشار إليه من شعر زهير هو قوله تَدارَكْتُما الأَحْلافَ قد ثُلَّ عَرْشُها وُذُِبْيانَ قد زَلَّتْ بأْقْدامها النَّعْلُ قال وفي قوله أَيضاً أَلا أَبْلِغِ الأَحْلافَ عَنِّي رِسالةً وذِبْيان هل أَقْسَمْتُمُ كلَّ مَقْسَمِ ؟ قال ابن سيده والحَلِيفانِ أَسَدٌ وغَطَفانُ صفة لازِمةٌ لهما لُزُومَ الاسم ابن سيده الحِلْفُ العَهْدُ لأَنه لا يُعْقَدُ إلا بالحَلِفِ والجمع أَحلاف وقد حالَفَه مُحالَفَة وحِلافاً وهو حِلْفُه وحَليفه وقول أَبي ذؤيب فَسَوْفَ تَقُولُ إنْ هِيَ لم تَجِدْني أَخانَ العَهْدَ أَم أَثِيمَ الحَلِيفُ ؟ الحَلِيف الحالِفُ فيما كان بينه وبينها ليَفِيَنَّ والجمع أَحْلافٌ وحُلَفاء وهو من ذلك لأَنهما تحالفا أَن يكون أَمرهما واحداً بالوفاء الجوهري والأَحْلافُ أَيضاً قوم من ثَقِيفٍ لأَنَّ ثقيفاً فرقتان بنو مالك والأَحْلافُ ويقال لبني أَسَدٍ وطَيِّءٍ الحَلِيفان ويقال أَيضاً لفَزارةَ ولأَسَدٍ حَلِيفانِ لأَن خُزاعةَ لما أَجْلَتْ بني أَسد عن الحَرَم خرجت فحالفت طيّئاً ثم حالفت بني فزارة ابن سيده كل شيء مُخْتَلَف فيه فهو مُحْلِفٌ لأَنه داعٍ إلى الحَلِفِ ولذلك قيل حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفانِ وذلك أَنهما نَجْمانِ يَطْلُعانِ قبل سُهَيْل من مَطْلَعِه فيظنّ الناس بكل واحد منهما أَنه سُهيل فيحلف الواحد أَنه سهيل ويحلف الآخر أَنه ليس به وناقة مُحْلِفةٌ إذا شُكَّ في سِمَنِها حتى يَدْعُوَ ذلك إلى الحلف الأَزهري ناقة مُحْلِفةُ السَّنام لا يُدْرى أَفي سَنامِها شحم أَم لا قال الكميت أَطْلال مُحْلِفةِ الرُّسُو مِ بأَلْوَتَي بَرٍّ وفاجِرْ أَي يَحْلِفُ اثْنان أَحدهما على الدُّرُوسِ والآخر على أَنه ليس بدارِسٍ فيبر أَحدهما في يمينه ويحنث الآخر وهو الفاجر ويقال كُمَيْتٌ مُحْلِفٌ إذا كان بين الأَحْوى والأَحَمّ حتى يختلف في كُمْتته وكُمَيْتٌ غير مُحلف إذا كان أَحْوَى خالِصَ الحُوَّة أَو أَحَمّ بَيِّنَ الحُمّةِ وفي الصحاح كُمَيْتٌ مُحْلِفةٌ وفرس مُحْلِفٌ ومُحْلِفةٌ وهو الكُمَيْت الأَحَمُّ والأَحْوى لأَنهما مُتَدانِيانِ حتى يشكّ فيهما البَصِيرانِ فيحلف هذا أَنه كُمَيْتٌ أَحْوى ويحلف هذا أَنه كميت أَحَمُّ قال ابن كَلْحبة اليَرْبُوعي واسمه هُبَيْرةُ بن عبد مَناف وكَلْحَبةُ أُمه تُسائِلُني بَنُو جُشَمِ بن بَكْرٍ أَغَرَّاءُ العَرادةُ أَمْ بَهِيمُ ؟ كَمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ ولكِنْ كَلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ به الأَديمُ يعني أَنها خالصة اللون لا يُحْلَفُ عليها أَنها ليست كذلك والصِّرْفُ شيء أَحْمر يُدْبَغُ به الجِلْدُ وقال ابن الأَعرابي معنى مُحلفة هنا أَنها فرس لا تُحْوِجُ صاحبَها إلى أَن يحلف أَنه رأَى مِثْلَها كرَماً والصحيح هو الأَول والمُحْلِفُ من الغِلمان المشكوك في احتلامه لأَن ذلك ربما دعا إلى الحلف الليث أَحْلَفَ الغلامُ إذا جاوَز رِهاق الحُلُم قال وقال بعضهم قد أَحْلَفَ قال أَبو منصور أَحْلَفَ الغُلام بهذا المعنى خطأ إنما يقال أَحْلَفَ الغلامُ إذا راهَقَ الحُلُم فاختلف الناظرون إليه فقائل يقول قد احْتَلَمَ وأَدْرَك ويحلف على ذلك وقائل يقول غير مُدْرِكٍ ويحلف على قوله وكل شيء يختلف فيه الناس ولا يقِفُون منه على أَمر صحيح فهو مُحْلِفٌ والعرب تقول للشيء المُخْتَلَفِ فيه مُحْلِفٌ ومُحْنِثٌ والحَلِيفُ الحَديدُ من كل شيء وفيه حَلافةٌ وإنه لَحَلِيفُ اللسانِ على المثل بذلك أَي حديدُ اللسان فصيحٌ وسِنانٌ حَلِيفٌ أَي حَديد قال الأَزهري أَراه جُعِلَ حليفاً لأَنه شُبِّه حِدَّةُ طرَفِه بَحِدَّةِ أَطْرافِ الحَلْفاء وفي حديث الحجاج أَنه قال ليزيد بن المُهَلَّب ما أَمْضى جَنانَه وأَحْلَفَ لِسانَه أَي ما أَمْضاه وأَذْرَبَه من قولهم سِنانٌ حَلِيفٌ أَي حديد ماض والحَلَفُ والحَلْفاء من نَباتِ الأَغْلاثِ واحدتها حَلِفةٌ وحَلَفةٌ وحَلْفاء وحَلْفاة قال سيبويه حَلْفاء واحدة وحَلْفاء للجميع لما كان يقع للجميع ولم يكن اسماً كُسِّرَ عليه الواحد أَرادوا أَن يكون الواحدُ من بناء فيه علامة التأْنيث كما كان ذلك في الأَكثر الذي ليست فيه علامة التأْنيث ويقع مذكراً نحو التمر والبر والشعير وأَشباه ذلك ولم يُجاوِزُوا البناء الذي يقع للجميع حيث أَرادوا واحداً فيه علامة التأْنيث لأَنه فيه علامة التأْنيث فاكتفَوْا بذلك وبَيَّنُوا الواحدة بأَن وصفوها بواحدة ولم يَجِيئُوا بعلامة سِوى العلامة التي في الجمع لتَفْرُقَ بين هذا وبين الاسم الذي يقع للجميع وليس فيه علامة التأْنيث نحو التمر والبُسْر وأَرض حَلِفةٌ ومُحْلِفةٌ كثيرة الحَلْفاء وقال أَبو حنيفة أَرض حَلِفةٌ تُنْبِتُ الحلفاء الليث الحلفاء نبات حَمْلُه قصَبُ النُّشَّابِ قال الأَزهري الحلفاء نبت أَطْرافُه مُحَدَّدةٌ كأَنها أَطْرافُ سَعَفِ النخل والخوص ينبت في مغايِضِ الماء والنُزُوزِ الواحدة حَلَفةٌ مثل قَصَبةٍ وقَصْباءَ وطَرَفَةٍ وطَرْفاءَ وقال سيبويه الحلفاء واحد وجمع وكذلك طرْفاء وبُهْمَى وشُكاعى واحدة وجمع ابن الأَعرابي الحَلْفاء الأَمَةُ الصَّخَّابة الجوهري الحَلْفاء نبت في الماء وقال الأَصمعي حَلِفة بكسر اللام وفي حديث بدر أَنَّ عُتْبةَ بن رَبيعةَ بَرَزَ لعُبيدةَ فقال مَن أَنت ؟ قال أَنا الذي في الحَلْفاء أَراد أَنا الأَسد لأَنَّ مَأْوى الأَسَد الآجامُ ومَنابتُ الحلفاء وهو نبت معروف وقيل هو قصب لم يُدْرِكْ والحلفاء واحد يراد به الجمع كالقصْباء والطرْفاء وقيل واحدته حَلْفاةٌ وحُلَيْفٌ وحَلِيفٌ اسْمان وذو الحُلَيْفةِ موضعٌ وقال ابن هَرْمةَ لمْ يُنْسَ رَكْبُك يومَ زالَ مَطِيُّهُمْ مِنْ ذي الحُلَيْفِ فصَبَّحُوا المَسْلُوقا يجوز أَن يكون ذو الحُلَيْفِ عنده لُغةً في ذي الحُلَيْفةِ ويجوز أَن يكون حذف الهاء من ذي الحليفة في الشعر كما حذفها الآخر من العُذَيْبةِ في قوله وهو كثير عَزَّةَ لَعَمْري لَئِنْ أُمُّ الحكيم تَرَحَّلَتْ وأَخْلَتْ بَخَيْماتِ العُذَيْبِ ظِلالَها وإنما اسْمُ الماءِ العُذَيْبةُ واللّه أَعلم
حلقف
احْلَنْقَفَ الشيءُ أَفْرَطَ اعْوِجاجُه عن كراع قال هِمْيانُ بن قُحافَة وانْعاجَتِ الأَحْناء حتى احْلَنْقَفَتْ
حنف
الحَنَفُ في القَدَمَينِ إقْبالُ كل واحدة منهما على الأُخرى بإبْهامها وكذلك هو في الحافر في اليد والرجل وقيل هو ميل كل واحدة من الإبهامين على صاحبتها حتى يُرى شَخْصُ أَصلِها خارجاً وقيل هو انقلاب القدم حتى يصير بَطنُها ظهرَها وقيل ميل في صدْر القَدَم وقد حَنِفَ حَنَفاً ورجُل أَحْنَفُ وامرأَة حَنْفاء وبه سمي الأَحْنَفُ بن قَيْس واسمه صخر لِحَنَفٍ كان في رجله ورِجلٌ حَنْفاء الجوهري الأَحْنَفُ هو الذي يمشي على ظهر قدمه من شِقِّها الذي يَلي خِنْصِرَها يقال ضرَبْتُ فلاناً على رِجْلِه فَحَنَّفْتُها وقدَم حَنْفاء والحَنَفُ الاعْوِجاجُ في الرِّجْل وهو أَن تُقْبِل إحْدَى إبْهامَيْ رِجْلَيْه على الأُخرى وفي الحديث أَنه قال لرجل ارْفَعْ إزارَك قال إني أَحْنَفُ الحَنَفُ إقْبالُ القدَم بأَصابعها على القدم الأُخرى الأَصمعي الحَنَفُ أَن تُقْبلَ إبهامُ الرِّجْل اليمنى على أُختها من اليسرى وأَن تقبل الأُخرى إليها إقْبالاً شديداً وأَنشد لدايةِ الأَحْنف وكانت تُرَقِّصُه وهو طِفْل واللّهِ لَوْلا حَنَفٌ برِجْلِهِ ما كانَ في فِتْيانِكُم مِن مِثلِهِ ومن صلة ههنا أَبو عمرو الحَنِيفُ المائِلُ من خير إلى شرّ أَو من شرّ إلى خير قال ثعلب ومنه أُخذ الحَنَفُ واللّه أَعلم وحَنَفَ عن الشيء وتَحَنَّفَ مال والحَنِيفُ المُسْلِمُ الذي يَتَحَنَّفُ عن الأَدْيانِ أَي يَمِيلُ إلى الحقّ وقيل هو الذي يَسْتَقْبِلُ قِبْلةَ البيتِ الحرام على مِلَّةِ إبراهيمَ على نبينا وعليه الصلاة والسلام وقيل هو المُخْلِصُ وقيل هو من أَسلم في أَمر اللّه فلم يَلْتَوِ في شيء وقيل كلُّ من أَسلم لأَمر اللّه تعالى ولم يَلْتَوِ فهو حنيفٌ أَبو زيد الحَنيفُ المُسْتَقِيمُ وأَنشد تَعَلَّمْ أَنْ سَيَهْدِيكُمْ إليْنا طريقٌ لا يُجُورُ بِكُمْ حَنِيفُ وقال أَبو عبيدة في قوله عز وجل قل بَلْ مِلَّةَ إبراهيمَ حَنِيفاً قال من كان على دين إبراهيم فهو حنيف عند العرب وكان عَبَدَةُ الأَوْثانِ في الجاهلية يقولون نحن حُنَفاء على دين إبراهيم فلما جاء الإسلام سَمَّوُا المسلم حنيفاً وقال الأَخفش الحنيف المسلم وكان في الجاهلية يقال مَن اخْتَتَنَ وحج البيت حَنِيفٌ لأَن العرب لم تتمسّك في الجاهلية بشيء من دِينِ إبراهيم غيرِ الخِتان وحَجِّ البيتِ فكلُّ من اختتن وحج قيل له حنيف فلما جاء الإسلام تمادَتِ الحَنِيفِيّةُ فالحَنِيفُ المسلم وقال الزجاج نصب حَنِيفاً في هذه الآية على الحال المعنى بل نتبع ملة إبارهيم في حال حنيفيته ومعنى الحنيفية في اللغة المَيْلُ والمعنَى أَنَّ إبراهيم حَنَفَ إلى دينِ اللّه ودين الإسلامِ وإنما أُخذَ الحَنَفُ من قولهم رَجُل أَحْنَفُ ورِجْلٌ حَنْفاء وهو الذي تَمِيلُّ قدَماه كلُ واحدة إلى أُختها بأَصابعها الفراء الحنيف مَن سُنَّته الاختِتان وروى الأَزهري عن الضحاك في قوله عز وجل حُنفاء للّه غيرَ مشركين به قال حُجَّاجاً وكذلك قال السدي ويقال تَحَنَّفَ فلان إلى الشيء تَحَنُّفاً إذا مال إليه وقال ابن عرفة في قوله عز وجل بل ملة إبراهيم حنيفاً قد قيل إن الحَنَفَ الاستقامةُ وإنما قيل للمائل الرِّجْلِ أَحنف تفاؤلاً بالاستقامة قال أَبو منصور معنى الحنيفية في الإسلام المَيْلُ إليه والإقامةُ على عَقْدِه والحَنيف الصحيح المَيْل إلى الإسلام والثابتُ عليه الجوهري الجنيف المسلم وقد سمّي المستقيم بذلك كما سمِّي الغُراب أَعْوَرَ وتَحَنَّفَ الرجلُ أَي عَمِلَ عَمَلَ الحَنيفيّة ويقال اخْتتن ويقال اعتزل الأَصنام وتَعبَّد قال جِرانُ العَوْدِ ولمَّا رأَين الصُّبْحَ بادَرْنَ ضَوْءَه رَسِيمَ قَطَا البطْحاء أَوْ هُنَّ أَقطفُ وأَدْرَكْنَ أَعْجازاً مِن الليلِ بَعْدَما أَقامَ الصلاةَ العابِدُ المُتَحَنِّفُ وقول أَبي ذؤيب أَقامَتْ به كَمُقامِ الحَني ف شَهْريْ جُمادَى وشهرَيْ صَفَرْ إنما أَراد أَنها أَقامت بهذا المُتَرَبَّع إقامةَ المُتَحَنِّفِ على هَيْكَلِه مَسْرُوراً بعَمله وتديُّنِه لما يرجوه على ذلك من الثواب وجُمْعُه حُنَفاء وقد حَنَفَ وتَحَنَّفَ والدينُ الحنيف الإسلام والحَنيفِيَّة مِلة الإسلام وفي الحديث أَحَبُّ الأَديان إلى اللّه الحنيفية السمْحةُ ويوصف به فيقال مِلَّةٌ حنيفية وقال ثعلب الحنيفية الميلُ إلى الشيء قال ابن سيده وليس هذا بشيء الزجاجي الحنيف في الجاهلية من كان يَحُج البيت ويغتسل من الجنابة ويخْتَتنُ فلما جاء الإسلام كان الحنيفُ المُسْلِمَ وقيل له حَنِيف لعُدوله عن الشرك قال وأَنشد أَبو عبيد في باب نعوت الليَّالي في شدَّة الظلمة في الجزء الثاني فما شِبْهُ كَعْبٍ غيرَ أَعتَمَ فاجِرٍ أَبى مُذْ دَجا الإسْلامُ لا يَتَحَنَّفُ وفي الحديث خَلَقْتُ عِبادِي حُنَفاء أَي طاهِرِي الأَعضاء من المَعاصِي لا أَنهم خَلَقَهم مسلمين كلهم لقوله تعالى هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن وقيل أَراد أَنه خلقهم حُنفاء مؤمنين لما أَخذ عليهم الميثاقَ أَلستُ بربكم فلا يوجد أَحد إلا وهو مُقرّ بأَنَّ له رَبّاً وإن أَشرك به واختلفوا فيه والحُنَفاءُ جَمْع حَنيفٍ وهو المائل إلى الإسلام الثابتُ عليه وفي الحديث بُعثْتُ بالحنيفية السَّمْحة السَّهْلةِ وبنو حَنيفةَ حَيٌّ وهم قوم مُسَيْلِمة الكذَّابِ وقيل بنو حنيفة حيّ من رَبيعة وحنيفةُ أَبو حي من العرب وهو حنيفة بن لُجَيم بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل كذا ذكره الجوهري وحَسَبٌ حَنِيفٌ أَي حديثٌ إسْلاميُّ لا قَدِيمَ له وقال ابن حَبْناء التميمي وماذا غير أَنَّك ذُو سِبالٍ تُمِسِّحُها وذو حَسَبٍ حَنِيفِ ؟ ابن الأَعرابي الحَنْفاء شجرة والحَنْفاء القَوْسُ والحَنْفاء الموسى والحَنْفاء السُّلَحْفاةُ والحَنْفاء الحِرْباءَة والحَنْفاءُ الأَمَةُ المُتَلَوِّنةُ تَكْسَلُ مَرَّة وتَنْشَطُ أُخْرى والحَنِيفِيّةُ ضَرْبٌ من السُّيوفِ منسوبة إلى أَحْنَفَ لأَنه أَوّل من عَمِلها وهو من المَعْدُولِ الذي على غير قياس قال الأَزهري السيوفُ الحنيفيةُ تُنْسَبُ إلى الأَحنف بن قيس لأَنه أَول من أَمر باتخاذها قال والقياسُ الأَحْنَفِيُّ الجوهري والحَنْفاء اسم ماء لبني مُعاوية بن عامر ابن ربيعةَ والحَنْفاء فرس حُجْرِ بن مُعاويةَ وهو أَيضاً فرس حُذَيْفةَ بن بدر الفَزاريّ قال ابن بري هي أُخْتُ داحِسٍ لأَبيه من ولد العُقّالِ والغَبْراء خالةُ داحِس وأُخته لأَبيه واللّه أَعلم
حنتف
حَنْتَفٌ اسم الجوهري الحَنْتَفانِ الحَنْتَفُ وأَخوه سِيفٌ ابنا أَوْسِ بن حِمْيَريّ بن رِياح بن يَرْبوعٍ والحَنْتَفُ الجَراد المُنَتَّفُ المُنَقَّى من الطَّبخ وبه سمِّي الرجل حَنْتفاً والحُنْتُوفُ الذي يَنْتِف لِحْيَتَه من هَيَجانِ المِرارِ به
حنجف
الحُنْجُفُ والحُنْجُفةُ رأْسُ الوَرِكِ إلى الحَجبة ويقال له حَنْجَفٌ ويقال له حِنْجِفٌ والحُنْجُوفُ طَرَفُ حَرْقَفةِ الوَرِكِ والحَناجِفُ رؤوس الأَوْراكِ والحُنْجُوفُ رأْس الضِّلَعِ مما يَلي الصُّلْبَ قال الأَزهري والحَناجِفُ رؤوس الأَضْلاع ولم نَسْمَعْ لها بواحد قال والقياس حنجفة قال ذو الرمة جُمالِيَّةٌ لم يَبْقَ إلاّ سَراتُها وأَلواحُ سُمْرٌ مُشْرِفاتُ الحَناجِفِ وحُنْجُوفُ دُوَيْبّةٌ
حوف
الحافةُ والحَوْفُ الناحِيةُ والجانِبُ وسنذكر ذلك في حيف لأَن هذه الكلمة يائية وواوِية وتَحَوَّفَ الشيءَ أَخذ حافتَه وأَخذه من حافَتِه وتَخَوَّفَه بالخاء بمعناه الجوهري تَحَوَّفَه أَي تَنَقَّصَه غيره وحافتا الوادي جانِباه وحافَ الشيءَ حَوْفاً كان في حافَتِه وحافَه رارَه قال ابن الزِّبَعْرى ونعْمان قد غادَرْنَ تَحْتَ لِوائِه... طير يَحُفْنَ وُقُوعُ
( * كذا بياض بسائر النسخ )
وحَوْفُ الوادي حَرْفُه وناحِيَتُه قال ضَمْرةُ ابن ضمرةَ
ولو كُنْتَ حَرْباً ما طَلَعْتَ طُوَيْلِعاً ولا حَوْفَه إلا خَمِيساً عَرَمْرَما ويروى جَوْفَه وجَوَّه وفي الحديث سَلِّطْ
( * قوله « سلط إلخ » ضبط في النهاية هنا وفي مادة حرف بالبناء للفاعل وضبط في مادة ذفف منها بالبناء للمفعول وكذا ضبطه المجد هنا ) عليهم مَوْتَ طاعُونٍ يَحُوفُ القُلوبَ أَي يُغَيِّرُها عن التوكل ويَدْعُوها إلى الانتقال والهَرَب منه وهو من الحافةِ ناحيةِ الموضع وجانِبِه ويروى يُحَوِّفُ بضم الياء وتشديد الواو وكسرها وقال أَبو عبيد إنما هو بفتح الياء وسكون الواو وفي حديث حذيفة لما قُتِلَ عمرُ رضي اللّه عنه تركَ الناسُ حافةَ الإسلامِ أَي جانِبَه وطَرَفَه وفي الحديث كان عُمارةُ بنُ الوَلِيدِ وعَمرو بن العاص في البحر فجلس عمرٌو على مِيحافِ السفينة فدفعه عُمارةُ أَراد بالمِيحافِ أَحَدَ جانبي السفينة ويروى بالنون والجيم والحافةُ الثَّوْرُ الذي في وسَطِ الكُدْسِ وهو أَشْقى العَوامِلِ والحَوْفُ بلغة أَهلِ الحوْفِ وأَهل الشَّحْرِ كالهَوْدَجِ وليس به تركب به المرأَةُ البعيرَ وقيل الحَوْفُ مَرْكَب للنساء ليس بهودج ولا رَحْل والحَوْفُ الثوب والحَوف جلد يُشَقَّقُ كهيئة الإزارِ تلْبَسُه الحائضُ والصِّبيانُ وجمعه أَحْوافٌ وقال ابن الأَعرابي هو جِلْد يُقَدُّ سُيُوراً عَرْضُ السير أَربع أَصابعَ أَو شِبْرٌ تَلْبَسُه الجاريةُ صغيرة قبل أَن تُدْرِكَ وتلبسُه أَيضاً وهي حائض حجازية وهي الرَّهْطُ نَجْدية وقال مُرَّةُ هي كالنُّقْبةِ إلا أَنها تُقَدَّدُ قِدَداً عَرْضُ القِدَّةِ أَربع أَصابع إن كانت من أَدَم أَو خِرَقٍ قال الشاعر جارية ذات هنٍ كالنَّوْفِ مُلَمْلَمٍ تَسْتُرُه بحَوْفِ يا لَيْتَني أَشِيمُ فيه عَوْفي وأَنشد ابن بري لشاعر جَوارٍ يُحَلَّيْنَ اللِّطاطَ تَزِينُها شَرائِحُ أَحْوافٍ من الأَدَمِ الصِّرْف وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها تزوَّجَني رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعليَّ حَوْفٌ الحَوْف البَقِيرةُ تَلْبَسُه الصَّبيةُ وهو ثوب لا كُمَّيْنِ له وقيل هي سُيُور تَشُدُّها الصبيان عليهم وقيل هو شِدَّةُ العَيْشِ والحوْفُ القَرْيةُ في بعض اللغات وجمعه الأَحْوافُ والحَوْفُ موضِع
حيف
الحَيْفُ المَيْلُ في الحُكم والجَوْرُ والظُّلم حافَ عليه في حُكْمِه يَحِيفُ حَيعفاً مالَ وجارَ ورجل حائِفٌ من قوم حافةٍ وحُيَّفٍ وحُيُفٍ الأَزهري قال بعض الفقهاء يُرَدُّ من حَيفِ النّاحِل ما يُرَدُّ من جَنَفِ المُوصِي وحَيْفُ الناحِلِ أَن يكون للرجل أَولاد فيُعْطي بعضاً دون بعض وقد أُمر بأَن يسوِّي بينهم فإذا فضَّلَ بعضهم على بعض فقد حاف وجاء بَشيرٌ الأَنصاريُّ بابنه النُّعمان إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم وقد نَحَلَه نَحْلاً وأَراد أَن يُشْهِدَه عليه فقال له أَكُلَّ ولَدِكَ قد نَحَلْتَ مِثْلَه ؟ قال لا فقال إني لا أَشْهَد على حَيْفٍ وكما تُحِبّ أَن يكون أَولادُك في بِرِّك سواءً فسَوِّ بينهم في العَطاء وفي التنزيل العزيز أَن يَحِيفَ اللّهُ عليهم ورسولُه أَي يَجُورَ وفي حديث عمر رضي اللّه عنه حتى لا يَطْمَعَ شَريفٌ في حَيْفِك أَي في مَيْلِك معه لشرَفِه الحَيْفُ الجَوْرُ والظلم وحافةُ كل شيء ناحِيَتُه والجمع حيَفٌ على القِياسِ وحِيف على غير قياس ومنه حافَتا الوادي وتصغيره حُوَيْفةٌ وقيل حِيفةُ الشيء ناحيته وحكى ابن الأَعرابي عن أَبي الجَرَّاح جاءنا بضَيْحةٍ سَجاجةٍ تَرى سوادَ الماء في حِيفِها وحافتا اللسانِ جانِباه وتَحَيَّفَ الشيءَ أَخذ من جوانِبه ونواحِيه وقول الطِّرِمّاح تَجَنَّبها الكُماةُ بكلِّ يَوْمٍ مَرِيضِ الشَّمْسِ مُحْمَرِّ الحَوافي فُسِّر بأَنه جمع حافةٍ قال ولا أَدري وَجهَ هذا إلا أَن تُجمع حافةٌ على حَوائِفَ كما جَمَعوا حاجة على حَوائجَ وهو نادر عَزيز ثم تُقلب وتَحَيَّفَ مالَه نَقَصَه وأَخَذَ من أَطْرافه وتَحَيَّفْتُ الشيء مثل تَحَوَّفْتُه إذا تَنَقَّصْته من حافاته والحِيفةُ الطَّريدَةُ لأَنها تَحَيَّفُ ما يَزيدُ فتَنْقُصه حكاه أَبو حنيفة والحافان عِرْقانِ أَخضران تحت اللسان الواحد حافٌ خفيف والحَيْفُ الهامُ والذكر عن كراع وذاتُ الحِيفةِ من مساجِد النبي صلى اللّه عليه وسلم بين المدينة وتَبُوك
ختف
الخُتْفُ السَّذابُ يمانية
خجف
الخَجيفُ لغة في الجَخيف وهو الطَّيْشُ والخِفَّةُ والتكبر وغلام خُجافٌ صاحب تكبر وفخر حكاه يعقوب الليث الخَجِيفَةُ المرأَة القَضيفةُ وهُنَّ الخِجافُ ورجل خَجِيفٌ قَضِيفٌ قال أَبو منصور لم أَسمع الخجيف الخاء قبل الجيم في شيء من كلام العرب لغير الليث
خدف
الخَدْفُ مَشْيٌ فيه سُرعةٌ وتَقارُبُ خُطىً والخَدْفُ الاخْتِلاسُ عن ابن الأَعرابي واخْتَدَفَ الشيءَ اخْتَطَفَه واجْتذبه أَبو عمرو يقال لخِرَقِ القميص قبل أَن تُؤَلَّفَ الكِسَفُ والخِدَفُ واحدتها كِسْفَةٌ وخُدْفةٌ والخَدْفُ السُّكانُ الذي للسفينة ابن الأَعرابي امْتَعَدَه وامْتَشَقَه واخْتَدَفه واخْتواه واخْتَاتَه وتَخَوَّته وامْتَشَنَه إذا اخْتَطفَه وخَدَفْتُ الشيء وخَذَفتُه قَطَعْتُه
خذف
الخَذْفُ رَمْيُكَ بحَصاة أَو نواة تأْخُذها بين سَبّابَتَيْك أَو تَجْعَلُ مِخْذَفةً من خشب ترمي بها بين الإبهام والسبابة خَذَفَ بالشيء يَخْذِفُ خَذْفاً رَمى وخَصَّ بعضهم به الحَصى الأَزهري في ترجمة حَذَفَ قال وأَما الخَذْف بالخاء فإنه الرَّمْيُ بالحصى الصغار بأَطْراف الأَصابع يقال خَذَفَه بالحصى خذفاً وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه نَهَى عن الخَذْفِ بالحصى وقال إنه يفقأُ العينَ ولا يَنْكِي العَدُوّ ولا يُحْرِزُ صَيداً ورمْيُ الجِمارِ يكون بمثْلِ حَصى الخَذْفِ وهي صغار وفي حديث رَمْيِ الجِمار عليكم بمثل حصى الخذْف أَي صغاراً الجوري الخَذْفُ بالحصى الرَّمْيُ به بالأَصابع ومنه قول امرئ القيس كأَنّ الحصى من خَلْفِها وأَمامِها إذا نَجَلَتْهُ رِجْلُها خَذْفُ أَعْسَرا وفي الحديث نَهَى عن الخَذْفِ وهو رَمْيُكَ حَصاةً أَو نواةً تأْخذها بين سبابتيك فترمي بها أَو تَتَّخِذُ مِخْذَفةً من خشب فترمي بها الحصاة بين إبْهامك والسبابة والمِخْذَفةُ المِقْلاعُ وشيء يُرْمَى به ابن سيده والمِخْذفة التي يوضع فيها الحجر ويُرْمى بها الطير وغيرها مثل المِقلاع وغيره وفي الحديث لم يترك عيسى بن مريم عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام إلا مِدْرَعةَ صُوفٍ ومِخْذَفةً أَراد بالمخذفة المقلاع وخَذْفُه النُّطْفَةَ إلقاؤها في وسَط الرَّحِم وخَذَفَ بها يَخْذِفُ خَذْفاً ضَرطَ والخَذَّافة والمِخْذفةُ الاسْتُ وخذفَ ببوله رَمى به فَقَطَّعَه والخَذْفُ القَطعُ كالخَدْبِ عن كراع والخَذْفُ والخَذَفانُ سُرْعةُ سير الإبل والخَذُوفُ من الدَّوابّ السَّريعةُ والسَّمِينَةُ قال عَديّ لا تَنْسَيَا ذِكْرِي على لذَّةِ ال كأْسِ وطَوْفٍ بالخَذُوفِ النَّحُوصْ يقول لا تَنْسَيا ذِكْرِي عند الشُّرْبِ والصَّيْدِ الجوهري والخَذُوفُ الأَتان تَخْذِفُ من سرعتها الحَصى أَي تَرْميه قال النابغة كأَنَّ الرَّحْلَ شُدَّ به خَذُوفٌ من الجَوْناتِ هادِيةٌ عَنُونُ وقيل الخَذُوفُ التي تَدْنو من الأَرض سِمَناً وقيل الخَذُوف التي ترفع رجليها إلى شِقِّ بَطْنِها قال الأَصمعي أَتانٌ خَذُوفٌ وهي التي تدنو من الأَرض من السِّمَنِ قال الراعي يصف عَيْراً وأُتُنَه نَفَى بالعِرَاكِ حَوالِيَّها فَخَفَّتْ له خُذُفٌ ضُمَّرُ والخَذُوفُ من الإبل التي لا يَثْبُت صِرارُها التهذيب الخَذَفانُ ضَرْبٌ من سير الإبل خذرف خذْرَفَ زَجَّ بقوائمِه وقيل الخَذْرَفةُ اسْتِدارةُ القوائِمِ والخُذْرُوفُ السريعُ المشي وقيل السَّريعُ في جَرْيِه والخُذْرُوفُ عُوَيْدٌ مَشْقُوقٌ في وسطه يُشَدُّ بخيط ويُمَدّ فَيُسْمع له حَنِينٌ وهو الذي يسمى الخَرَّارة وقيل الخُذْروف شيءٌ يُدوِّرُه الصبي بخيط في يده فيُسْمَع له دَويّ قال امرؤ القيس يصف فرساً دَرِيرٍ كخُذْرُوفِ الوَلِيدِ أَمَرَّه تَتابُعُ كَفَّيْه بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ والجمع الخَذاريف وفي ترجمة رمع اليَرْمَعُ الخَرَّارةُ التي يَلْعَبُ بها الصّبيان وهي الخُذْروف التهذيب والخُذْرُوف عُودٌ أَو قصَبَة مَشْقوقة يُفْرَض في وسَطه ثم يُشَدُّ بخيط فإذا أُمِرَّ دارَ وسمعت له حفيفاً يلعب به الصبيان ويُوصَفُ به الفرس لسُرْعَتِه تقول هو يُخَذْرِفُ بقوائمه وقول ذي الرمة وإنْ سَحَّ سَحّاً خَذْرَفَتْ بالأَكارِع قال بعضهم الخَذْرَفَةُ ما تَرْمِي الإبلُ بأَخْفافِها من الحصى إذا أَسرعت وكلُّ شيء منتشر من شيء فهو خُذْروفٌ وأَنشد خَذارِيفُ مِن قَيْضِ النَّعامِ التَّرائكِ وقال مُدْرِكٌ القَيْسِيُّ تَخَذْرَفَتِ النَّوى فُلاناً وتَخَذْرَمَتْه إذا قَذَفَتْه ورحَلَتْ به والخُذروف العُود الذي يوضع في خَرْقِ الرَّحى العُليا وقد خَذْرَف الرَّحى والخُذْرُوفُ طِين شَبِيهٌ بالسُّكَّرِ يُلْعَبُ به والخِذْرافُ ضَرْبٌ من الحَمْضِ الواحدةُ خِذْرافةٌ وقيل هو نَبْت رَبيعيّ إذا أَحَسَّ الصَّيْفَ يَبِسَ وقال أَبو حنيفة الخِذْرافُ من الحَمْض له وُرَيقة صَغيرةٌ تَرْتَفِعُ قدر الذِّراعِ فإذا جَفَّ شاكَهَ البَياضَ قال الشاعر تَوائِمُ أَشْباهٌ بأَرْضٍ مَريضةٍ يَلُذْنَ بِخِذْرافِ المِتانِ وبالغَرْبِ قال أَبو منصور الصحيح أَن الخِذْرافَ من الحَمْض وليس من بُقول الرّبيع وأَنشد ابن الأَعرابي فَتَذَكَّرَتْ نَجْداً وبَرْدَ مِياهِها ومَنابتَ الحَمَصِيض والخِذْرافِ ورجُل مُتَخَذْرِفٌ طَيِّبُ الخُلُقِ وخَذْرَفَ الإناءَ مَلأَه والخَذْرَفَةُ القِطْعة من الثوب وتَخَذْرَفَ الثوب تَخَرَّقَ واللّه أَعلم
خذرف
خذْرَفَ زَجَّ بقوائمِه وقيل الخَذْرَفةُ اسْتِدارةُ القوائِمِ والخُذْرُوفُ السريعُ المشي وقيل السَّريعُ في جَرْيِه والخُذْرُوفُ عُوَيْدٌ مَشْقُوقٌ في وسطه يُشَدُّ بخيط ويُمَدّ فَيُسْمع له حَنِينٌ وهو الذي يسمى الخَرَّارة وقيل الخُذْروف شيءٌ يُدوِّرُه الصبي بخيط في يده فيُسْمَع له دَويّ قال امرؤ القيس يصف فرساً دَرِيرٍ كخُذْرُوفِ الوَلِيدِ أَمَرَّه تَتابُعُ كَفَّيْه بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ والجمع الخَذاريف وفي ترجمة رمع اليَرْمَعُ الخَرَّارةُ التي يَلْعَبُ بها الصّبيان وهي الخُذْروف التهذيب والخُذْرُوف عُودٌ أَو قصَبَة مَشْقوقة يُفْرَض في وسَطه ثم يُشَدُّ بخيط فإذا أُمِرَّ دارَ وسمعت له حفيفاً يلعب به الصبيان ويُوصَفُ به الفرس لسُرْعَتِه تقول هو يُخَذْرِفُ بقوائمه وقول ذي الرمة وإنْ سَحَّ سَحّاً خَذْرَفَتْ بالأَكارِع قال بعضهم الخَذْرَفَةُ ما تَرْمِي الإبلُ بأَخْفافِها من الحصى إذا أَسرعت وكلُّ شيء منتشر من شيء فهو خُذْروفٌ وأَنشد خَذارِيفُ مِن قَيْضِ النَّعامِ التَّرائكِ وقال مُدْرِكٌ القَيْسِيُّ تَخَذْرَفَتِ النَّوى فُلاناً وتَخَذْرَمَتْه إذا قَذَفَتْه ورحَلَتْ به والخُذروف العُود الذي يوضع في خَرْقِ الرَّحى العُليا وقد خَذْرَف الرَّحى والخُذْرُوفُ طِين شَبِيهٌ بالسُّكَّرِ يُلْعَبُ به والخِذْرافُ ضَرْبٌ من الحَمْضِ الواحدةُ خِذْرافةٌ وقيل هو نَبْت رَبيعيّ إذا أَحَسَّ الصَّيْفَ يَبِسَ وقال أَبو حنيفة الخِذْرافُ من الحَمْض له وُرَيقة صَغيرةٌ تَرْتَفِعُ قدر الذِّراعِ فإذا جَفَّ شاكَهَ البَياضَ قال الشاعر تَوائِمُ أَشْباهٌ بأَرْضٍ مَريضةٍ يَلُذْنَ بِخِذْرافِ المِتانِ وبالغَرْبِ قال أَبو منصور الصحيح أَن الخِذْرافَ من الحَمْض وليس من بُقول الرّبيع وأَنشد ابن الأَعرابي فَتَذَكَّرَتْ نَجْداً وبَرْدَ مِياهِها ومَنابتَ الحَمَصِيض والخِذْرافِ ورجُل مُتَخَذْرِفٌ طَيِّبُ الخُلُقِ وخَذْرَفَ الإناءَ مَلأَه والخَذْرَفَةُ القِطْعة من الثوب وتَخَذْرَفَ الثوب تَخَرَّقَ واللّه أَعلم
خرف
الخَرَفُ بالتحريك فَسادُ العَقْلِ من الكِبَرِ وقد خَرِفَ الرجُل بالكسر يَخْرَفُ خَرَفاً فهو خَرِفٌ فَسَدَ عَقْلُه من الكِبَرِ والأُنثى خَرِفةٌ وأَخْرَفَه الهَرَمُ قال أَبو النَّجْم العِجْليّ أَقْبَلْتُ من عِنْدِ زِيادٍ كالخَرِفْ تَخُطُّ رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتَلِفْ وتَكْتُبانِ في الطَّريقِ لام الِف( * قوله « وتكتبان » رواه في الصحاح بدون واو من التكتيب )
نَقَلَ حركةَ الهمزة من الأَلف على الميم الساكنة من لام فانفتحت ومثله قولهم في العدد ثلاثةَ اربعة والخَريفُ أَحَدُ فُصُولِ السنةِ وهي ثلاثة أَشْهر من آخر القَيْظِ وأَوَّل الشتاء وسمي خَريفاً لأَنه تُخْرَفُ فيه الثِّمار أَي تُجْتَنى والخَريفُ أَوَّلُ ما يَبدأُ من المطر في إقْبالِ الشتاء وقال أَبو حنيفة ليس الخريفُ في الأَصل باسم الفصل وإنما هو اسم مطر القيظ ثم سمي الزمن به والنَّسَبُ إليه خَرْفيٌّ وخَرَفيٌّ بالتحريك كلاهما على غير قياس وأَخْرَفَ القومُ دخلوا في الخريف وإذا مُطِرَ القومُ في الخريف قيل قد خُرِفُوا ومَطَرُ الخريف خَرْفيٌّ وخُرِفَتِ الأَرضُ خَرْفاً أَصابها مطرُ الخريف فهي مَخْروفةٌ وكذلك خُرِفَ الناسُ الأَصمعي أَرضٌ مخْروفةٌ أَصابها خَريفُ المطر ومَرْبُوعةٌ أَصابها الربيعُ وهو المطر ومَصِيفةٌ أَصابها الصيفُ والخَريفُ المطر في الخريف وخُرِفَتِ البهائم أَصابها الخريفُ أَو أَنْبَتَ لها ما تَرْعاه قال الطِّرمَّاح مِثْلَ ما كافَحْتَ مَخْرُوفةً نَصَّها ذاعِرُ رَوْعٍ مُؤام يعني الظبْيةَ التي أَصابها الخَريفُ الأَصمعي أَوّل ماء المطر في إقْبالِ الشتاء اسمه الخرِيفُ وهو الذي يأْتي عند صِرامِ النخْل ثم الذي يَلِيه الوَسْميّ وهو أَوَّلُ الرَّبيعِ وهذا عند دخول الشتاء ثم يليه الرَّبيع ثم الصيفُ ثم الحَمِيمُ لأَن العرب تجعل السنة ستة أَزْمِنة أَبو زيد الغَنَوِيُّ الخَريفُ ما بين طُلُوعِ الشِّعْرى إلى غُرُوبِ العَرْقُوَتَيْنِ والغَوْرُ ورُكْبةُ والحِجازُ كله يُمْطَرُ بالخريف ونَجْدٌ لا تُمْطَرُ في الخَريف أَبو زيد أَوّلُ المطر الوسْمِيّ ثم الشَّتْوِيُّ ثم الدَّفَئِيُّ ثم الصيفُ ثم الحَمِيمُ ثم الخَريفُ ولذلك جُعِلت السنةُ ستةَ أَزْمِنةٍ وأَخْرَفوا أَقامُوا بالمكان خَرِيفَهم والمَخْرَفُ موضع إقامَتِهم ذلك الزَّمَنَ كأَنه على طَرْحِ الزائد قال قَيْسُ بن ذُرَيْح فَغَيْقةُ فالأَخْيافُ أَخْيافُ ظَبْيةٍ بها من لُبَيْنى مَخْرَفٌ ومَرابِعُ وفي حديث عمر رضي اللّه عنه إذا رأَيت قوماً خَرَفُوا في حائطِهم أَي أَقامُوا فيه وقْتَ اخْتِرافِ الثِّمارِ وهو الخريف كقولك صافُوا وشَتَوْا إذا أَقاموا في الصيْف والشتاء وأَما أَخْرَفَ وأَصافَ وأَشْتَى فمعناه أَنه دخل في هذه الأَوقات وفي حديث الجارود قلت يا رسول اللّه ذَوْدٌ نأْتي عليهنّ في خُرُف فَنَسْتَمْتِعُ من ظُهورِهنَّ وقد عَلِمْتَ ما يَكْفِينا من الظَّهْر قال ضالَّةُ المؤْمِن حَرَقُ النارِ قيل معنى قوله في خُرُف أَي في وقت خُروجهنَّ إلى الخريف وعامَلَه مُخارَفةً وخِرافاً من الخَريفِ الأَخيرة عن اللحياني كالمُشاهَرَةِ من الشهر واسْتَأْجَره مُخارَفةً وخِرافاً عنه أَيضاً وفي الحديث فُقَراءُ أُمتي يدخلون الجنة قبل أَغنيائهم بأَربعين خريفاً قال ابن الأَثير وهو الزمان المعروف من فصول السنة ما بين الصيْف والشتار ويريد به أَربعين سنة لأَن الخريف لا يكون في السنة إلا مرَّة واحدة فإذا انقضى أَربعون خريفاً فقد مضت أَربعون سنة ومنه الحديث إن أَهل النار يَدْعون مالكاً أَربعين خريفاً وفي حديث سَلَمَة بن الأَكوع ورجزه لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصِيفُ ولا تُمَيْراتٌ ولا رَغِيفُ لكِنْ غَذاها لَبَنُ الخَريفِ
( * في هذا الشطر إقواء )
قال الأَزهري اللبن يكون في الخَريفِ أَدْسَمَ وقال الهروي الرّواية اللبنُ الخَريفُ قال فيُشْبِه أَنه أَجْرى اللبن مُجْرى الثِّمار التي تُخْتَرَفُ على الاستعارة يريد الطَّريَّ الحَديثَ العَهْدِ بالحَلَبِ والخَريفُ الساقِيةُ والخريفُ الرُّطَبُ المَجْنيّ والخَريف السنةُ والعامُ وفي الحديث ما بين مَنْكِبَي الخازِنِ من خَزَنة جهنم خَريفٌ أَراد مسافةً تُقْطَعُ من الخريف إلى الخريف وهو السنة والمُخْرِفُ الناقة التي تُنْتَجُ في الخريف وقيل هي التي نُتِجَتْ في مثل الوقت الذي حَمَلَتْ فيه من قابل والأَوّل أَصحّ لأَن الاشْتِقاق يَمُدُّه وكذلك الشاة قال الكميت يمدح محمد بن سليمان الهاشميّ تَلْقى الأَمانَ على حِياضِ مُحمدٍ ثَوْلاءُ مُخْرِفةٌ وذِئْبٌ أَطْلَسُ لا ذِي تَخافُ ولا لذلِك جُرْأَةٌ تُهْدى الرَّعِيّةُ ما اسْتَقامَ الرَّيِّسُ وقد أَخْرَفَتِ الشاةُ وَلَدَتْ في الخَريف فهي مُخْرِفٌ وقال شمر لا أَعرف أَخرفت بهذا المعنى إلا من الخريف تَحْمِلُ الناقةُ فيه وتَضَعُ فيه وخَرَفَ النخلَ يَخْرُفُه خَرْفاً وخَرافاً وخِرافاً واخْتَرَفَه صَرَمَه واجْتَناه والخَرُوفَةُ النخلة يُخْرَفُ ثمَرُها أَي يُصْرَمُ فَعُولةٌ بمعنى مَفْعولة والخرائفُ النخل اللاَّئي تُخْرَصُ وخَرَفْتُ فلاناً أَخرفُه إذا لَقَطْتَ له الثَّمرَ أَبو عمرو اخْرُفْ لنا ثمَرَ النخلِ وخَرَفْتُ الثِّمار أَخْرُفُها بالضم أَي اجْتَنَيْتُها الثمر مَخْرُوفٌ وخَريف والمِخْرَف النخلة نَفْسُها والاخْتِرافُ لَقْطُ النخل بُسْراً كان أَو رُطَباً عن أَبي حنيفة وأَخْرَفَ النخلُ حانَ خِرافُه والخارِفُ الحافِظُ في النخلِ والجمع خُرّافٌ وأَرسلوا خُرَّافَهم أَي نُظَّارَهم وخَرَفَ الرجلُ يَخْرُفُ أَخَذَ من طُرَفِ الفَواكِهِ والاسم الخُرْفةُ يقال التمْرُ خُرْفة الصائم وفي الحديث إن الشجَرَ أَبْعَدُ من الخارِف وهو الذي يَخْرُفُ الثَّمَر أَي يَجْتَنِيه والخُرْفةُ بالضم ما يُجْتَنى من الفَواكِه وفي حديث أَبي عَمْرةَ النخلة خُرْفةُ الصائم أَي ثَمَرتُه التي يأْكلها ونَسَبَها إلى الصائم لأَنه يُسْتَحَبُّ الإفْطارُ عليه وأَخْرَفَه نَخلةً جعلَها له خُرْفةً يَخْتَرِفُها والخَرُوفةُ النخلةُ والخَريفةُ النخلة التي تُعْزَلُ للخُرْفةِ والخُرافةُ ما خُرِفَ من النخل والمَخْرَفُ القِطْعة الصغيرة من النخل سِتّ أَو سبْعٌ يشتريها الرجل للخُرْفةِ وقيل هي جماعة النخل ما بَلَغَتْ التهذيب روى ثوْبانُ عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه قال عائدُ المَريضِ في مَخْرَفَةِ الجنة حتى يَرْجِعَ قال شمر المَخْرَفةُ سِكّةٌ بين صَفَّيْن من نخل يَخْتَرِفُ من أَيِّهِما شاء أَي يجتني وجمعها المَخارِفُ قال ابن الأَثير المَخارِفُ جمع مَخْرَفٍ بالفتح وهو الحائطُ من النخل أَي أَنّ العائدَ فيما يَحُوزُه من الثواب كأَنَّه على نخل الجنة يَخْتَرِفُ ثِمارَها والمِخْرَفُ بالكسر ما يُجْتَنى فيه الثِّمارُ وهي المَخارِفُ وإنما سمِّي مِخْرَفاً لأَنه يُخْتَرَفُ فيه أَي يُجْتَنَى ابن سيده المِخْرَفُ زَبيلٌ صغير يُخْتَرَفُ فيه من أَطايِبِ الرُّطَب وفي الحديث أَنه أَخذ مِخْرَفاً فأَتَى عِذْقاً المِخْرَفُ بالكسر ما يجتنى فيه الثمر والمَخْرَفُ جَنَى النخلِ وقال ابن قُتيبة فيما ردَّ على أَبي عبيد لا يكون المَخْرفُ جَنى النخل وإنما المَخْرُوفُ جنَى النخل قال ومعنى الحديث عائدُ المريض في بساتين
( * قوله « في بساتين إلخ » هذا يناسب رواية النهاية عائد المريض على مخارف الجنة بصيغة الجمع لا الرواية هنا في مخرفة الجنة بالافراد ) الجنة قال ابن الأَنباري بل هو المُخْطئُ لأَن المَخْرَفَ يقع على النخل وعلى المَخْرُوفِ من النخل كما يقع المشْرَب على الشُرْبِ والموضعِ والمَشْرُوبِ وكذلك المَطْعَمُ يقع على الطعام المأْكول والمَرْكَبُ يقعُ على المركوب فإذا جاز ذلك جاز أَن تقع المَخارِفُ على الرطب المَخْرُوف قال ولا يجهل هذا إلا قليل التفتيش لكلام العرب قال نُصَيْبٌ وقد عادَ عَذْبُ الماءِ بَحْراً فزادَني إلى ظَمَئي أَنْ أَبْحَرَ المَشْرَبُ العَذْبُ وقال آخر وأُعْرِضُ عن مَطاعِمَ قَدْ أَراها تُعَرَّضُ لي وفي البَطْنِ انْطواء قال وقوله عائد المريض على بساتين الجنة لأَن على لا تكون بمعنى في لا يجوز أَن يقال الكِيسُ على كُمِّي يريد في كُمِّي والصِّفاتُ لا تُحْمَلُ على أَخواتها إلا بأَثر وما روى لُغَوِيّ قطُّ أَنهم يَضَعُون على موضع في وفي حديث آخر على خُرْفةِ الجنة والخُرفة بالضم ما يُخْتَرَفُ من النخل حين يُدْرِكُ ثمره ولما نزلت مَن ذا الذي يُقْرِضُ اللّه قرضاً حسناً الآية قال أَبو طلحة إنَّ لي مَخْرَفاً وإني قد جعلته صَدَقَةً أَي بُسْتاناً من نخل والمخرف بالفتح يقع على النخل والرطب وفي حديث أَبي قَتَادة فابْتَعْتُ به مَخْرَفاً أَي حائطاً يُخْرَفُ منه الرطب ويقال للنخلة التي يأْخذها الرجل للخُرْفَة يَلقُطُ ما عليها من الرُّطَب الخَرُوفَةُ وقد اشْتَمَلَ فلان خَرائفَه إذا لَقَطَ ما عليها من الرطب إلا قلِيلاً وقيل معنى الحديث عائد المريض على طريق الجنة أَي يؤدِّيه ذلك إلى طرقها وقال أَبو كبير الهذلي يصف رجلاً ضربه ضربة ولقد تُحِينُ الخِرْقَ يَرْكُدُ عِلْجُه فَوْقَ الإِكامِ إدامَةَ المُسْتَرْعِفِ فأجَزْتُه بأَفَلَّ تَحْسَبُ أَثْرَه نَهْجاً أَبانَ بِذِي فَريغٍ مَخْرَفِ فَريغ طريق واسع وروي أَيضاً عن عليّ عليه السلام قال سمعت النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول مَن عادَ مَريضاً إيماناً باللّه ورسوله وتصديقاً لكِتابه كان ما كان قاعِداً في خِرافِ الجنةِ وفي رواية أُخرى عائدُ المريضِ في خِرافة الجنة أَي في اجْتِناء ثمرها من خَرَفْت النخلةَ أَخْرُفُها وفي رواية أُخرى عائد المريض له خَرِيفٌ في الجنة أَي مَخْرُوفٌ من ثمرها فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُولٍ والمَخْرَفةُ البستان والمَخْرَفُ والمَخْرَفَةُ الطريق الواضحُ وفي حديث عمر رضي اللّه عنه تركتكم على مَخْرَفةِ
( * قوله « تركتكم على مخرفة » الذي في النهاية تركتم على مثل مخرفة ) النَّعَمِ أَي على مِثْلِ طريقِها التي تُمَهِّدُها بأَخْفافِها ثعلب المَخارِفُ الطُّرُقُ ولم يعين أَية الطُّرُق هي والخُرافةُ الحديثُ المُسْتَمْلَحُ من الكذِبِ وقالوا حديث خُرافةَ ذكر ابن الكلبي في قولهم حديثُ خُرافة أَنَّ خُرافةَ من بني عُذْرَةَ أَو من جُهَيْنةَ اخْتَطَفَتْه الجِنُّ ثم رجع إلى قومه فكان يُحَدِّثُ بأَحاديثَ مما رأى يَعْجَبُ منها الناسُ فكذَّبوه فجرى على أَلْسُنِ الناس وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه قال وخُرافَةُ حَقٌّ وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها قال لها حَدِّثِيني قالت ما أُحَدِّثُكَ حَدِيثَ خُرافةَ والراء فيه مخففة ولا تدخله الأَلف واللام لأَنه معرفة إلا أَن يريد به الخُرافاتِ الموضوعةَ من حديث الليل أَجْرَوْه على كل ما يُكَذِّبُونَه من الأَحاديث وعلى كل ما يُسْتَمْلَحُ ويُتَعَجَّبُ منه والخَرُوفُ ولد الحَمَلِ وقيل هو دونَ الجَذَعِ من الضأْنِ خاصّة والجمع أَخْرفةٌ وخِرفان والأَنثى خَرُوفَةٌ واشْتِقاقُه أَنه يَخْرُفُ من ههنا وههنا أَي يَرْتَعُ وفي حديث المسيح إنما أَبْعَثُكُم كالكِباشِ تَلْتَقِطون خِرْفان بني إسرائيل أَراد بالكِباش الكِبارَ العُلَماء وبالخِرْفان الصِّغارَ الجُهّالَ والخَرُوفُ من الخيل ما نُتِجَ في الخَريفِ وقال خالد بن جَبَلَة ما رَعى الخَريفَ وقيل الخَرُوفُ ولَدُ الفرس إذا بلغ ستة أَشْهر أَو سبعة حكاه الأَصمعي في كتاب الفَرس وأَنشد لرجل من بني الحرث ومُسْتَنّةٍ كاسْتِنانِ الخَرُو فِ قد قَطَعَ الحَبْلَ بالمِرْوَدِ دَفُوعِ الأَصابعِ ضَرْحَ الشَّمُو سِ نَجْلاء مُؤيسة العُوَّدِ أَرادَ مع المِرْودِ وقوله ومُسْتَنَّةٍ يعني طَعْنة فار دَمُها باسْتِنانٍ والاسْتِنانُ والسَّنُّ المَرُّ على وجهه يريد أَن دَمَها مرَّ على وجهه كما يمضي المُهْرُ الأَرِنُ قال الجوهري ولم يعرفه أَبو الغوث وقوله دَفُوع الأَصابع أَي إذا وضَعْتَ أَصابعكَ على الدَّم دَفَعها الدم كضَرْحِ الشَّمُوسِ برِجْلِه يقول يَئِسَ العُوّادُ من صَلاحِ هذه الطَّعْنة والمِرْوَدُ حديدة تُوتَدُ في الأَرض يُشَدُّ فيها حبلُ الدابةِ فأَما قول امرئ القيس جَوادَ المَحَثّةِ والمَرْوَدِ
( * قوله « جواد إلخ » صدره كما في رود من الصحاح وأعددت للحرب وثابة )
والمَرْوِد أَيضاً فإنه يريد جَواداً في حالتَيْها إذا اسْتَحْثَثْتَها وإذا رفَقْتَ بها والمُرْوَدُ مُفْعَلٌ من الرَّوْدِ وهو الرِّفْقُ والمَرْوَدُ مَفْعَلٌ منه وجمعه خُرُفٌ قال كأَنَّها خُرُفٌ وافٍ سَنابِكُها فَطأْطَأَتْ بُؤَراً في صَهْوَةٍ جَدَدِ ابن السكيت إذا نُتِجَت الفرَسُ يقال لولدها مُهْر وخَروف فلا يزال كذلك حتى يحول عليه الحول والخَرْفى مَقْصُورٌ الجُلْبانُ والخُلَّرُ قال أَبو حنيفة هو فارسي وبنو خارِفٍ بَطْنان وخارِفٌ ويامٌ قَبيلَتان من اليمن واللّه أَعلم
خرشف
أَبو عمرو الكَرْشَفةُ الأَرضُ الغَليظةُ وهي الخَرْشَفةُ ويقال كِرْشِفةٌ وخِرْشِفةٌ وكِرْشافٌ وخِرْشافٌ قال أَبو منصور وبالبيضاء من بلاد بني جَذِيمةَ بِسِيفِ البحرين موضع يقال له خَرْشافٌ في رِمالٍ وَعْثَةٍ تحتها أَحْساء عَذْبةُ الماء عليها نَخْلٌ بَعْلٌ
خرقف
الخُرَنْقِفَةُ القَصِيرُ
خرنف
ناقةٌ خِرْنِفٌ غَزيرةٌ ونوق خَرانِفُ غَزيرةٌ الأَلْبانِ وفي النوادر خَرْنَفْتُه بالسيف وكَرْنَفْتُه إذا ضَرَبْتَه وخَرانِفُ العِضاه ثمرتها واحدتها خِرْنِفةٌ والخِرْنِفُ السمينة الغَزيرةُ من النوق قال زياد المِلْقَطِيُّ يَلُفُّ منها بالخَرانِيفِ الغُرَرْ لَفّاً بأَخْلافِ الرَّخِيّاتِ المَصَرّْ
خزف
الخَزَفُ ما عُمِلَ من الطين وشُويَ بالنار فصار فَخّاراً واحدته خَزَفةٌ الجوهري الخَزَفُ بالتحريك الجَرُّ والذي يَبيعُه الخَزَّاف وخَزَفَ بيده يَخْزِفُ خَزْفاً خَطَرَ وخَزَفَ الشيءَ خَزْفاً خَرَقَه وخَزَفَ الثوبَ خَزْفاً شَقَّه والخَزْفُ الخَطْرُ باليدِ عند المَشْي
خزرف
رجل خِزْرافةٌ ضَعِيفٌ خَوّارٌ خَفيفٌ وقيل هو الذي يَضْطَرِبُ في جُلُوسِه قال امرؤ القيس ولَسْتُ بِخِزْرافةٍ في القُعُود ولَسْتُ بطَيّاخَةٍ أَخْدَبا( * قوله « ولست إلخ » تقدم في مادة طيخ
ولست بطياخة في الرجال ... ولست بخزرافة أحدبا
بفتح التاء من لست وبالحاء المهملة في أَحدبا )
الأَخْدَب الذي لا يَتَمالَكُ حُمْقاً وقيل الأَخْدَبُ الأَهْوَجُ ابن الأَعرابي الخِزْرافةُ الذي لا يحسن القُعود في المجلس وقال ابن السكيت الخِزْرافةُ الكثير الكلام الخفيفُ وقيل الرَّخْوُ
خسف
الخسف سُؤُوخُ الأَرض بما عليها خَسَفَتْ تَخْسِفُ خَسْفاً وخُسوفاً وانْخَسَفَتْ وخَسَفَها اللّه وخَسَف اللّه به الأَرضَ خَسْفاً أَي غابَ به فيها ومنه قوله تعالى فَخَسَفْنا به وبدارِه الأَرضَ وخَسَفَ هو في الأَرض وخُسِفَ به وقرئ لخُسِف بنا على ما لم يسمَّ فاعله وفي حرف عبد اللّه لا نْخُسِفَ بنا كما يقال انْطُلِقَ بنا وانْخَسَفَ به الأَرضُ وخَسَفَ اللّه به الأَرضَ وخَسَفَ المكانُ يَخْسِفُ خُسوفاً ذهَب في الأَرض وخَسَفَه اللّه تعالى الأَزهري وخُسِفَ بالرجل وبالقومِ إذا أَخذته الأَرضُ ودخل فيها والخَسْفُ إلْحاقُ الأَرض الأُولى بالثانية والخَسْفُ غُؤُورُ العينِ وخُسوفُ العينِ ذَهابُها في الرأْس ابن سيده خَسَفَتْ عينُه ساخَتْ وخسَفَها يَخْسِفُها خَسْفاً وهي خَسِيفةٌ فَقَأَها وعين خاسِفةٌ وهي التي فُقِئَتْ حتى غابت حَدَقَتاها في الرأْس وعينٌ خاسِفٌ إذا غارَتْ وقد خَسَفَتِ العينُ تَخْسِفُ خُسُوفاً وأَنشد الفراء مِن كلِّ ملْقى ذَقَنٍ جَحُوفِ يَلِحُّ عِنْدَ عَيْنِها الخَسِيفِ وبعضهم يقول عينٌ خَسِيفٌ والبئر خَسِيفٌ لا غير وخَسَفَتِ الشمسُ وكسَفَتْ بمعنًى واحد ابن سيده خَسَفَتِ الشمسُ تَخْسِفُ خُسوفاً ذهب ضَوْؤُها وخسَفَها اللّه وكذلك القمر قال ثعلب كسَفتِ الشمسُ وخسَف القمر هذا أَجودُ الكلام والشمسُ تَخْسِفُ يوم القيامةِ خُسوفاً وهو دخولها في السماء كأَنها تَكَوَّرَتْ في جُحْر الجوهري وخُسوفُ القمرِ كُسوفُه وفي الحديث إن الشمسَ والقمرَ لا يَخْسِفانِ( * قوله « لا يخسفان » في النهاية لا ينخسفان ) لموْتِ أَحَدٍ ولا لِحَياتِه يقال خَسَفَ القمرُ بوزن ضرَب إذا كان الفعل له وخُسِفَ على ما لم يسمّ فاعله قال ابن الأَثير وقد ورد الخُسوفُ في الحديث كثيراً للشمس والمعروف لها في اللغة الكسوفُ لا الخُسوفُ فأَما إطلاقُه في مثل هذا فتغليباً للقمر لتذكيره على تأْنيث الشمس فجمع بينهما فيما يَخُصّ القمر وللمعاوضة أَيضاً فإنه قد جاء في رواية أُخرى إن الشمس والقمر لا يَنْكَسِفانِ وأَما إطلاقُ الخُسوفِ على الشمس منفردة فلاشتراك الخسوف والكسوف في معنى ذهاب نورهما وإظلامهما والانْخِسافُ مُطاوِعُ خَسَفْتُه فانْخَسَفَ وخَسَفَ الشيءَ يَخْسِفُه خَسْفاً خَرَقَه وخَسَفَ السقْف نفْسُه وانْخَسَفَ انْخَرَقَ وبئر خَسُوفٌ وخَسِيفٌ حُفِرَتْ في حجارة فلم ينقطع لها مادّة لكثرة مائها والجمع أَخْسِفةٌ وخُسُفٌ وقد خَسَفَها خَسْفاً وخَسْفُ الرَّكِيَّةِ مَخْرَجُ مائها وبئرٌ خَسِيفٌ إذا نُقِبَ جَبَلُها عن عَيْلَمِ الماء فلا يَنْزَحُ أَبداً والخَسْفُ أَن يَبْلُغَ الحافِرُ إلى ماء عِدٍّ أَبو عمرو الخَسِيفُ البئر التي تُحْفَرُ في الحجارة فلا ينقطع ماؤها كثرةً وأَنشد غيره قد نَزَحَتْ إنْ لم تَكُنْ خَسِيفا أَو يَكُنِ البَحرُ لها حليفا وقال آخر من العَيالِمِ الخُسْفُ وما كانت البئر خَسِيفاً ولقد خُسِفَتْ والجمع خُسُفٌ وفي حديث عمر أَن العباس رضي اللّه عنهما سأَله عن الشعراء فقال امرؤ القيس سابِقُهم خَسَفَ لهم عَيْن الشعر فافْتَقَرَ
( * قوله « فافتقر إلخ » فسره ابن الأثير في مادة فقر فقال أَي فتح عن معان غامضة ) عن معانٍ عُورٍ أَصَحَّ بَصَرٍ أَي أَنْبَطَها وأَغْزَرها لهم من قولهم خَسَفَ البئرَ إذا حَفَرَها في حجارة فنبعت بماء كثير يريد أَنه ذَلَّلَ لهم الطريق إليه وبَصَّرَهُم بمَعاني الشِّعْر وفَنَّن أَنواعه وقَصَّدَه فاحْتَذَى الشعراء على مثاله فاستعار العين لذلك ومنه حديث الحجاج قال لرجل بعثه يَحفِرُ بئراً أَخَسَفْتَ أَم أَوشَلْتَ ؟ أَي أَطْلَعْتَ ماء كثيراً أَم قلِيلاً والخَسِيفُ من السَّحابِ ما نَشَأَ من قِبَلِ العَيْنِ حامِلَ ماء كثير والعينُ عن يمين القبلة والخَسْفُ الهُزالُ والذُّلُّ ويقال في الذُّلِّ خُسْفٌ أَيضاً والخَسْفُ والخُسْفُ الإذْلالُ وتَحْمِيلُ الإنسان ما يَكْرَه قال الأَعشى إذْ سامَه خُطَّتَيْ خَسْفٍ فقال له اعْرِضْ عليَّ كذا أَسْمَعْهما حارِ
( * في قصيدة الأعشى قلْ ما تشاء فاني سامعٌ حارِ )
والخَسْفُ الظلم قال قَيس بن الخطيم ولم أَرَ كامْرئٍ يَدْنُو لِخَسْفٍ له في الأَرض سَيْرٌ وانْتِواء وقال ساعِدةُ بن جُؤيّةَ أَلا يا فَتًى ما عَبْدُ شَمْسٍ بِمِثْلِه يُبَلُّ عل العادِي وتُؤْبَى المَخاسِفُ المَخاسِفُ جمع خَسْفٍ خَرَجَ مَخْرَجَ مَشابهَ ومَلامِحَ ويقال سامَه الخَسْفَ وسامَه خَسْفاً وخُسْفاً أَيضاً بالضم أَي أَوْلاه ذُلاًّ ويقال كلَّفه المَشَقَّةَ والذُّلَّ وفي حديث عليّ مَنْ تَرَكَ الجِهادَ أَلْبَسَه اللّهُ الذِّلَّةَ وسيمَ الخَسْفَ الخَسْفُ النُّقْصانُ والهَوانُ وأَصله أَن تُحْبَسِ الدابةُ على غير عَلَفٍ ثم استعير فوضع موضع الهَوان وسِيمَ كُلِّفَ وأُلزِمَ والخَسْفُ الجُوعُ قال بِشْر بن أَبي خازم بضَيْفٍ قد أَلَّم بِهِمْ عِشاءً على الخَسْفِ المُبَيَّنِ والجُدُوبِ أَبو الهيثم الخاسفُ الجائعُ وأَنشد قول أَوس أَخُو قُتُراتٍ قد تَبَيَّنَ أَنه إذا لم يُصِبْ لَحْماً من الوَحْشِ خاسِفُ أَبو بكر في قولهم شربنا على الخَسْفِ أَي شربنا على غير أَكل ويقال بات القوم على الخَسْف إذا باتوا جياعاً ليس لهم شيء يتقوَّتونه وباتت الدابةُ على خَسْف إذا لم يكن لها عَلَف وأَنشد بِتْنا على الخَسْفِ لا رِسْلٌ نُقاتُ به حتى جَعَلْنا حِبالَ الرَّحْلِ فُصْلانا أَي لا قُوتَ لنا حتى شَدَدْنا النُّوقَ بالحِبالِ لِتَدِرَّ علينا فَنَتَقَوَّتَ لبَنها الجوهري بات فلان الخَسْفَ أَي جائعاً والخَسْفُ في الدَّوابّ أَن تُحْبَسَ على غير عَلَف والخَسْفُ النُّقْصانُ يقال رَضِيَ فلان بالخَسْفِ أَي بالنَّقِيصة قال ابن بري ويقال الخَسِيفَةُ أَيضاً وأَنشد ومَوْتُ الفَتى لم يُعْطَ يَوْماً خَسِيفَةً أَعَفُّ وأَغْنَى في الأَنامِ وأَكْرَمُ والخاسِف المَهْزولُ وناقة خَسِيفٌ غَزيرَةٌ سرِيعةُ القَطْعِ في الشّتاء وقد خَسَفَتْ خَسْفاً والخُسُفُ النُّقَّهُ من الرِّجال ابن الأَعرابي ويقال للغلام الخَفِيف النَّشِيطِ خاسِفٌ وخاشِفٌ ومَرّاقٌ ومُنْهَمِكٌ والخَسْفُ الجَوْزُ الذي يؤكل واحدته خَسْفةٌ شِحْرِيّةٌ وقال أَبو حنيفة هو الخُسْفُ بضم الخاء وسكون السين قال ابن سيده وهو الصحيح والخَسِيفانُ رَدِيءُ التمْرِ عن أَبي عمرو الشيباني حكاه أَبو عليّ في التذكرة وزعم أَن النون نون التثنية وأَنّ الضم فيها لغة وحكى عنه أَيضاً هما خليلانُ بضم النون والأَخاسِيفُ الأَرضُ اللَّيِّنَةُ يقال وقَعُوا في أَخاسِيفَ من الأَرض وهي اللينة
خشف
الخَشْفُ المَرُّ السريعُ والخَشُوفُ من الرجال السريعُ وخَشَفَ في الأَرض يَخْشُفُ ويَخْشِفُ خُشوفاً وخَشَفاناً فهو خَاشِفٌ وخَشوفٌ وخَشِيفٌ ذَهَب أَبو عمرو رجل مِخَشٌّ مُخْشَفٌ وهو الجَريءُ على هَوْلِ الليل ورجل خَشُوفٌ ومِخْشَفٌ جريء على الليل طُرَقَةٌ وحكى ابن بري عن أَبي عمرو الخَشُوفُ الذاهبُ في الليل أَو غيره بجُرْأَةٍ وأَنشد لأَبي المُساوِرِ العَبْسِيّ سرينا وفِينا صارِمٌ مُتَغَطْرِسٌ سَرَنْدَى خَشُوفٌ في الدُّجى مُؤْلِفُ القفرِ وأَنشد لأَبي ذؤيب أُتِيحَ له من الفِتْيانِ خِرْقٌ أَخُو ثِقةٍ وخِرّيقٌ خَشُوفُ ودليلٌ مِخْشَفٌ ماضٍ وقد خَشَفَ بهم يَخشِفُ خَشافةً وخَشَّفَ وخَشَفَ في الشيء وانْخَشَفَ كلاهما دَخَل فيه قال وأَقْطَعُ الليلَ إذا ما أَسْدَفا وقَنَّعَ الأَرضَ قِناعاً مُغْدَفا وانْغَضَفَتْ لِمُرْجَحِنٍّ أَغْضَفا جَوْنٍ تَرى فيه الجِبالَ خُشَّفا والخُشّافُ طائر صغيرُ العَيْنَينِ الجوهري الخُشّافُ الخُفّاشُ وقيل الخُطَّافُ الليث الخَشَفانُ الجَوَلانُ بالليل وسُمّي الخُشّافُ به لخَشَفانِه وهو أَحْسَنُ من الخُفّاشِ قال ومن قال خُفّاشٌ فاشْتِقاقُ اسمه من صِغَر عَينيه والخَشْفُ والخِشْفُ ذُبابٌ أَخْضر وقال أَبو حنيفة الخُشْفُ الذبابُ الأَخضر وجمعه أَخْشافٌ والخِشْفُ الظَّبْيُ بعد أَن يكون جَِدايةً وقيل هو خِشْفٌ أَوَّلَ ما يولد وقيل هو خشف أَوَّل مَشْيِه والجمع خِشَفةٌ والأَنثى بالهاء الأَصمعي أَوَّلَ ما يولد الظبيُ فهو طَلاً وقال غير واحد من الأَعراب هو طَلاً ثم خشْفٌ والأَخْشَفُ من الإبل الذي عَمَّه الجَرَبُ الأَصمعي إذا جَرِبَ البعيرُ أَجْمَعُ فيقال أَجْرَبُ أَخْشَفُ وقال الليث هو الذي يَبِسَ عليه جَرَبَهُ وقال الفرزدق على الناسِ مَطْلِيُّ المَساعِرِ أَخْشَفُ والخُشَّفُ من الإبل التي تسير في الليل الواحد خَشُوفٌ وخاشِفٌ وخاشِفةٌ وأَنشد باتَ يُباري وَرِشاتٍ كالقطا عَجَمْجَماتٍ خُشَّفاً تحْتَ السُّرى قال ابن بري الواحد من الخُشَّفِ خاشِفٌ لا غير فأَمّا خَشُوفٌ فجمعه خشُفٌ والوَرِشاتُ الخِفافُ من النوقِ والخَشْفُ مِثْلُ الخَسْفِ وهو الذُّلُّ والأَخاشِفُ بالشين العَزازُ الصُّلْبُ من الأَرض وأَما الأَخاسِفُ فهي الأَرض اللَّيِّنةُ وفي النوادر يقال خَشَفَ به وخَفَشَ به وحَفَشَ به ولَهَطَ به إذا رَمَى به وخَشَفَ البرْدُ يَخْشُفُ خَشْفاً اشْتَدَّ والخَشَفُ اليُبْسُ والخَشَفُ والخَشِيفُ الثلْجُ وقيل الثلج الخَشِنُ وكذلك الجَمْدُ الرِّخْو وقد خَشَفَ يَخْشِفُ ويَخْشُفُ خُشُوفاً وقال الجوهري خَشَفَ الثلْجُ وذلك في شدَّةِ البَرْدِ تَسْمَعُ له خَشْفة عند المَشْيِ قال إذا كَبَّدَ النَّجْمُ السماءَ بشَتْوةٍ على حِينَ هَرَّ الكلبُ والثلْجُ خاشِفُ قال إنما نَصَبَ حين لأَنه جَعَلَ على فَضْلاً في الكلام وأَضافَه إلى جملة فتُركت الجملة على إعرابها كما قال الآخر على حِينَ أَلْهى الناسَ جُلُّ أُمُورِهم فَنَدْلاً زُرَيْقُ المالَ نَدْلَ الثْعالِبِ ولأَنه أُضِيفَ إلى ما لا يضاف إلى مثله وهو الفعل فلم يوفَّرْ حظُّه من الإعرابِ قال ابن بري البيت للقطامي والذي في شعره إذا كبَّدَ النجمُ السماء بسُحْرةٍ قال وبنى حين على الفتح لأَنه أَضافه إلى هرَّ وهو فعل مبني فبُني لإضافته إلى مبني ومثله قول النابغة على حينَ عاتَبْتُ المَشِيبَ على الصِّبا وماءٌ خاشِفٌ وخَشْفٌ جامِدٌ والخَشِيفُ من الماء ما جرى في البَطْحاء تحتَ الحَصى يومين أَو ثلاثةً ثم ذهب قال وليس للخشيف فعل يقال أَصبح الماءُ خَشِيفاً وأَنشد أَنْتَ إذا ما انْحَدَرَ الخَشِيفُ ثَلْجٌ وشَفَّانٌ له شَفِيفُ والخَشَفُ اليُبْسُ قال عمرو بن الأَهتم وشَنَّ مائِحةً في جِسْمِها خَشَفٌ كأَنَّه بِقِباصِ الكَشْحِ مُحْتَرِقُ والخَشْفُ والخَشْفةُ والخَشَفةُ الحركة والحِسُّ وقيل الحِسُّ الخَفِيُّ وخَشَفَ يَخْشِفُ خَشْفاً إِذا سُمع له صَوت أَو حَركة وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه قال ما دَخَلْتُ مَكاناً إلا سمعت خشفة فالتَفَتُّ فإذا بلال ورواه الأَزهري أَنه صلى اللّه عليه وسلم قال لِبلالٍ ما عَمَلُك ؟ فإني لا أَراني أَدخلُ الجنة فأَسْمَعُ الخَشْفَةَ فأَنظُرُ إلا رأَيتُكَ قال أَبو عبيد الخَشْفةُ الصوت ليس بالشديد وقيل الصوتُ ويقال خَشْفةٌ وخَشَفَةٌ للصوت وروى الأَزهري عن الفراء أَنه قال الخَشْفةُ بالسكون الصوتُ الواحدُ وقال غيره الخشَفة بالتحريك الحِسُّ والحركة وقيل الحِسُّ إذا وقَع السيفُ على اللحم قلتَ سمعت له خَشْفاً وإذا وقَع السيفُ على السِّلاح قال لا أَسمع إلا خَشْفاً وفي حديث أَبي هريرة فسَمِعَتْ أُمّي خَشْفَ قَدَمَيَّ والخَشْفُ صوت ليس بالشديد وخَشْفَةُ الضَبُعِ صَوْتُها والخَشْفةُ قُفٌّ قد غَلَبَتْ عليه السُّهُولةُ وجِبالٌ خُشَّفٌ مُتواضِعةٌ عن ثعلب وأَنشد جَوْنٍ تَرى فيه الجِبالَ الخُشَّفا كما رأَيتَ الشَّارِفَ المُوَحَّفا وأُمُّ خَشَّافٍ الدّاهِيةُ قال يَحْمِلْنَ عَنْقاء وعَنْقَفِيرا وأُمّ خَشّافٍ وخَنْشَفِيرا ويقال لها أَيضاً خَشّاف بغير أُم ويقال خاشَفَ فلان في ذِمَّته إذا سارَعَ في إخْفارِها قال وخاشَفَ إلى كذا وكذا مِثْلُه وفي حديث معاوية كان سَهْم بن غالِبٍ من رُؤوس الخَوارِج خرج بالبصرة فآمَنَه عبدُ اللّه بن عامر فكتب إليه معاويةُ لو كنتَ قَتَلْتَه كانت ذِمّةً خاشَفْتَ فيها أَي سارَعْتَ إلى إخْفارها يقال خاشَفَ إلى الشرِّ إذا بادَرَ إليه يريد لم يكن في قَتْلِكَ له إلا أَن يقالَ قد أَخْفَرَ ذِمَّتَه والمَخْشَفُ النَّجْرانُ( * قوله « والمخشف النجران » كذا بالأصل وفي القاموس مع شرحه والمخشف كمقعد اليخدان عن الليث قال الصاغاني ومعناه موضع الجمد قلت واليخ بالفارسية الجمد ودان موضعه هذا هو الصواب وقد غلط صاحب اللسان فقال هو النجران ) الذي يَجْري فيه البابُ وليس له فعل وسيف خاشِفٌ وخَشِيفٌ وخَشُوفٌ ماضٍ وخَشَفَ رأْسَه بالحجر شَدَخَه وقيل كل ما شُدِخَ فقد خُشِفَ والخَشَفُ الخَزَفُ
( * قوله « والخشف الخزف » في شرح القاموس الصواب الخسف بالسين المهملة ) يمانية قال ابن دريد أَحْسَبُهم يَخُصُّون به ما غَلُظَ منه وفي حديث الكعبة إنها كانت خَشَفةً على الماء فدُحِيَتْ عنها الأَرضُ قال ابن الأَثير قال الخطابي الخَشَفةُ واحدة الخَشَف وهي حجارة تنبت في الأَرض نباتاً قال وتروى بالحاء المهملة وبالعين بدل الفاء وهي مذكورة في موضعها
خصف
خَصَفَ النعلَ يخْصِفُها خَصْفاً ظاهَرَ بعضها على بعض وخَرَزَها وهي نَعْلٌ خَصِيفٌ وكلُّ ما طُورِقَ بعضُه على بعض فقد خُصِفَ وفي الحديث أَنه كان يَخْصِفُ نَعْلَه وفي آخر وهو قاعد يَخْصِفُ نعله أَي كان يَخْرُزها من الخَصْفِ الضم والجمع وفي الحديث في ذكر عليّ خاصِفِ النعل ومنه قول العباس يمدح النبي صلى اللّه عليه وسلم مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلالِ وفي مُسْتَوْدَعٍ حيثُ يخْصَفُ الوَرَقُ أَي في الجنة حيث خَصَفَ آدمُ وحوَّاء عليهما السلام عليهما من ورَق الجنة والخصَفُ والخَصَفةُ قِطْعَةٌ مما تُخصَفُ به النعلُ والمِخْصَفُ المِثقَبُ والإشْفُى قال أَبو كبير يصف عُقاباً حتى انْتَهَيْتُ إلى فِراشِ عَزِيزَةٍ فَتْخاء رَوْثَةُ أَنْفِها كالمِخْصَفِ وقوله فما زالوا يَخْصِفون أَخْفافَ المَطِيّ بحوافِر الخيل حتى لَحِقُوهم يعني أَنهم جعلوا آثار حَوافِرِ الخيل على آثار أَخْفاف الإبل فكأَنهم طارَقُوها بها أَي خصَفُوها بها كما تخْصَفُ النعلُ وخَصَفَ العُرْيانُ على نفسِه الشيءَ يخْصِفُه وصلَه وأَلزَقَه وفي التنزيل العزيز وطفِقا يَخْصِفانِ عليهما من ورق الجنة يقول يُلْزِقانِ بعضَه على بعض ليَسْتُرا به عورَتَهما أَي يُطابقان بعضَ الورق على بعض وكذلك الاخْتِصافُ وفي قراءة الحسن وطفقا يَخِصِّفانِ أَدغم التاء في الصاد وحرك الخاء بالكسر لاجتماع الساكنين وبعضهم حول حركة التاء ففتحها حكاه الأَخفش الليث الاخْتِصافُ أَن يأْخذ العريان ورقاً عِراضاً فيَخْصِفَ بعضها على بعض ويستتر بها يقال خَصَفَ واخْتَصَفَ يَخْصِفُ ويَخْتَصِفُ إذا فعل ذلك وفي الحديث إذا دخلَ أَحدُكم الحَمَّام فعليه بالنَّشيرِ ولا يَخْصِفْ النَّشِيرُ المِئْزَرُ ولا يَخْصِفْ أَي لا يَضَعْ يده على فرجه وتخَصَّفَه كذلك ورجل مِخْصَفٌ وخَصّافٌ صانِعٌ لذلك عن السيرافي والخَصْفُ النعلُ ذاتُ الطِّراقِ وكلُّ طِراقٍ منها خَصْفةٌ والخَصَفَةُ بالتحريك جُلَّةُ التمر التي تعمل من الخوص وقيل هي البَحْرانِيةُ من الجلال خاصّة وجمعها خَصَفٌ وخِصافٌ قال الأَخطل يذكر قبيلة فطارُوا شقافَ الأُنْثَيَيْنِ فعامِرٌ تَبيعُ بَنِيها بالخِصافِ وبالتمر أَي صاروا فرقتين بمنزلة الأُنثيين وهما البيضتانِ وكتيبةٌ خَصِيفٌ وهو لونُ الحديدِ ويقال خُصِفَتْ من ورائها بخيل أَي أُرْدِفَتْ فلهذا لم تدخلها الهاء لأَنها بمعنى مفعولة فلو كانت للون الحديد لقالوا خَصِيفَةٌ لأَنها بمعنى فاعلة وكلُّ لونين اجتمعا فهو خَصِيفٌ ابن بري يقال خَصَفَتِ الإبلُ الخيل تَبِعَتْها قال مَقّاسٌ العائذي أَوْلى فأَوْلى يا امْرَأً القَيْسِ بَعْدَما خَصَفْنَ بآثارِ المَطِيِّ الحَوافِرا والخَصِيفُ اللبن الحليب يُصَبُّ عليه الرائبُ فإن جعل فيه التمر والسمن فهو العَوْبَثانيُّ وقال ناشرةُ ابن مالك يرد على المُخَبّل إذا ما الخَصِيفُ العَوْبَثانيُّ ساءنا ترَكْناه واخْتَرْنا السَّديفَ المُسَرْهَدا والخَصَفُ ثياب غِلاظٌ جِدًّا قال الليث بلغنا في الحديث أَنَّ تُبَّعاً كسَا البيت المَنسوج فانتفضَ البيتُ منه ومَزَّقَه عن نفسه ثم كساه الخَصَفَ فلم يقبلها ثم كساه الأَنْطاعَ فَقَبِلَها قيل أَراد بالخَصَف ههنا الثيابَ الغِلاظَ جِدًّا تشبيهاً بالخَصَفِ المَنْسوج من الخُوص قال الأَزهري الخصف الذي كسَا تُبَّعٌ البيت لم يكن ثِياباً غِلاظاً كما قال الليث إنما الخصف سَفائِفُ تُسَفُّ من سَعَف النخل فَيُسَوَّى منها شُقَقٌ تُلَبَّسُ بُيوتَ الأَعراب وربما سُوّيت جِلالاً للتمر ومنه الحديث أَنه كان يصلي فأَقبل رجل في بَصره سُوءٌ فمر ببئر عليها خَصَفَةٌ فوطِئها فوقع فيها الخَصَفَةُ بالتحريك واحدة الخَصَف وهي الجُلَّةُ التي يُكْنَزُ فيها التمر وكأَنها فَعَلٌ بمعنى مَفْعُول من الخَصْفِ وهو ضمُّ الشيء إلى الشي لأَنه شيء منسوج من الخوص وفي الحديث كانت له خَصَفَةٌ يَحْجُرُها ويصلي فيها ومنه الحديث الآخر أَنه كان مُضْطَجِعاً على خصَفة وأَهل البحرين يسمون جِلالَ التمر خصَفاً والخَصَفُ الخزَفُ وخَصَّفه الشيبُ إذا استَوى البياضُ والسوادُ ابن الأَعرابي خَصَّفه الشيبُ تَخْصيفاً وخَوَّصه تخويصاً ونَقَّبَ فيه تَنقِيباً بمعنى واحد وحَبْلٌ أَخْصَفٌ وخَصيفٌ فيه لوْنان من سوادٍ وبياض وقيل الأَخْصَفُ والخصيف لوم كلون الرْماد ورَمادٌ خَصيفٌ فيه سواد وبياض وربما سمي الرَّمادُ بذلك التهذيب الخَصِيفُ من الحِبال ما كان أَبْرَقَ بقوّةٍ سوداء وأُخرى بيضاء فهو خَصيفٌ وأَخْصَفُ وقال العجّاج حتى إذا ما لَيْلُه تَكَشَّفا أَبْدَى الصَّباحُ عن بَرِيمٍ أَخْصَفا وقال الطِّرِمّاح وخَصِيفٍ لذِي مَناتِجِ ظِئْرَيْ نِ مِنَ المَرْخِ أَتْأَمَتْ ربده شبَّه الرَّمادَ بالبَوِّ وظِئْراه أُثْفِيتان أُوقِدَتِ النارُ بينهما والأَخْصَفُ من الخيل والغنم الأَبيضُ الخاصِرَتَيْن والجنبينِ وسائر لونه ما كان وقد يكون أَخْصَفَ بجنب واحد وقيل هو الذي ارتفع البَلَقُ من بطنه إلى جنبيه والأَخْصَفُ الظَّلِيمُ لسوادٍ فيه وبياض والنعامةُ خَصْفاء والخَصْفاء من الضأْنِ التي ابْيَضَّتْ خاصِرَتاها وكَتيبةٌ خَصِيفةٌ لما فيها من صَدَإِ الحديد وبياضِه والخَصُوفُ من النساء التي تَلِدُ في التاسع ولا تدخل في العاشر وهي من مَرابِيعِ الإبل التي تُنْتَج إذا أَتت على مَضْرِبها تَماماً لا يَنْقُصُ وقال ابن الأَعرابي هي التي تُنْتَجُ عند تَمامِ السنةِ والفعل من كل ذلك خَصَفَتْ تَخْصِفُ خِصافاً قال أَبو زيد يقال للناقة إذا بلغت الشهر التاسع من يوم لَقِحتْ ثم أَلقَتْه قد خَصَفَتْ تَخْصِفُ خِصافاً وهي خَصوف الجوهري وخَصَفَتِ الناقة تَخْصِف خَصْفاً( * قوله « تخصف خصفاً » كذا بالأصل والذي فيما بأيدينا من نسخ الجوهري خصافاً لا خصفاً )
إذا أَلْقَتْ ولدها وقد بلغ الشهر التاسع فهي خصوف ويقال الخَصُوفُ هي التي تُنْتَجُ بعد الحول من مَضْرِبها بشهر والجَرُورُ بشهرين وخَصَفةُ قَبِيلةٌ من مُحارِب وخَصَفةُ بن قَيس عَيْلانَ أَبو قبائل من العرب وخِصافٌ فرس سُمَيْر بن رَبيعةَ وخِصافٌ أَيضاً فرَسُ حَمَلِ ابن بَدْرٍ روى ابن الكلبي عن أَبيه قال كان مالكُ ابن عَمْرٍو الغَسَّاني يقال له فارسُ خِصافٍ وكان من أَجْبَنِ الناسِ قال فغَزَا يوماً فأَقبل سَهْمٌ حتى وقَع عند حافِر فرَسِه فتحرّك ساعةً فقال إن لهذا السهْمِ سبباً يَنْجُثُه فاحْتَفَرَ عنه فإذا هو قد وقَع على نَفَقِ يربوع فأَصاب رأْسَه فتحرّك اليَرْبُوعُ ساعةً ثم مات فقال هذا في جَوْفِ جُحْر جاءه سَهْمٌ فقتَله وأَنا ظاهِرٌ على فرسي ما المرء في شيء ولا اليربوعُ ثم شدَّ عليهم فكان بعد ذلك من أَشجَعِ الناس قوله يَنجثه أَي يحرّكه قال وخِصافٌ فرسه ويُضربُ المَثلُ فيقال أَجْرَأُ من فارِس خِصافٍ وروى ابن الأعرابي أَنَّ صاحِب خِصاف كان يلاقي جند كسرى فلا يَجْتَرئ عليهم ويظُنُّ أَنهم لا يَمُوتون كما تموت الناس فرَمى رجلاً منهم يوماً بسهم فصرعه فمات فقال إنّ هؤلاء يموتون كما نموتُ نحن فاجترأَ عليهم فكان من أَشجع الناس الجوهري وخَصافِ مثل قَطامِ اسم فرس وأَنشد ابن بري تاللّهِ لَوْ أَلْقى خَصافِ عَشِيّةً لكُنْتُ على الأَمْلاكِ فارِسَ أَسْأَما وفي المثل هو أَجرأُ من خاصي خَصاف
( * قوله « أجرأ من خاصي خصاف » تبع في ذلك الجوهري وفي شرح القاموس فأما ما ذكره الجوهري على مثال قطام فهي كانت أنثى فكيف تخصى ؟ وصحة ايراد المثل أجرأ من فارس خصاف ا ه يعني كقطام وأما اجرأ من خاصي خصاف فهو ككتاب ) وذلك أَن بعضَ المُلوكِ طلبه من صاحبه ليَسْتَفْحِلَه فمَنَعه إياه وخَصاه التهذيب الليث الإخْصافُ شدَّة العَدْوِ وأَخْصَفَ يُخْصِفُ إذا أَسرَعَ في عَدْوِه قال أَبو منصور صَحَّفَ الليثُ والصواب أَحْصَفَ بالحاء إحْصافاً إذا أَسْرَعَ في عَدْوِه
خصلف
قال ابن برّيّ رحمه اللّه نخل مُخَصْلَفٌ قليل الحَمْلِ قال ابن مقبل كقِنْوانِ النخيل المُخَصْلَفِ
خضف
خَضَف بها يَخْضِفُ خَضْفاً وخَضَفاً وخُضافاً وغَضَف بها إذا ضَرطَ وأَنشد إنّا وَجَدْنا خَلَفاً بِئْسَ الخَلَفْ عَبْداً إذا ما ناءَ بالحِمْلِ خَضَفْ أَغْلَقَ عَنّا بابَه ثم حَلَفْ لايُدْخِلُ البَوّابُ إلا مَنْ عَرَفْ وفي بعض النسخ إنَّ عُبَيْداً خَلَفٌ بئسَ الخَلَفْ وامرأَة خَضُوفٌ أَي رَدُومٌ قال خُلَيْدٌ اليَشْكُريّ فَتِلْك لا تُشْبِهُ أُخْرى صِلْقِما أَعْني خَضُوفاً بالفِناء دِلْقِما والخَيْضَفُ الضَّرُوطُ من الرجال والنساء قال ابن بري الخيضَفُ فَيْعَلٌ من الخَضْف وهو الرُّدامُ قال جرير فأَنْتُمْ بَنُو الخَوَّارِ يُعْرَفُ ضَرْبُكُمْ وأُمّاتُكُمْ فُتْخُ القُدامِ وخَيْضَفُ ويقال للأَمةِ يا خَضافِ وللمَسْبُوبِ يا ابنَ خَضافِ مَبْنِيّةً كَحَذام وقال رجل لجعفر بن عبد الرحمن بن مِخْنَفٍ وكانت الخَوارِجُ قَتَلَتْه تَرَكْتَ أَصْحابَنا تَدْمى نُحُورُهُمُ وجئتَ تَسْعى إلينا خَضْفةَ الجَملِ أَراد يا خَضْفةَ الجمل والخَضَفُ البِطِّيخُ وقال أَبو حنيفة يكون قَعْسَرِيّاً رَطْباً ما دام صغيراً ثم خَضَفاً أَكبرَ من ذلك ثم قُحّاً ثم يكون بِطِّيخاً وقول الشاعر نازَعْتُهُمْ أُمَّ لَيْلى وهْي مُخْضِفةٌ لها حُمَيّا بها يُسْتَأْصَلُ العَرَبُ أُمّ لَيلى هي الخَمر والمُخْضِفة الخاثِرةُ والعَرَبُ وجَعُ المَعِدةِ الأَزهري أَظنها سميت مُخضفة لأَنها تزيل العقل فيَضْرطُ شارِبُها وهو لا يَعْقِلُ
خضرف
الخَضْرَفةُ العَجوز وفي المحكم الخَضْرفةُ هرَمُ العَجُوزِ وفُضُولُ جِلْدها وامرأَة خَنْضَرِفٌ نَصَفٌ وهي مع ذلك تَشَبَّبُ وقيل هي الضَّخْمةُ الكثيرةُ اللحم الكبيرة الثديين وحكى ابن برّي عن ابن خالويه امرأَة خَنْضَرِفٌ وخَنْضَفير إذا كانت ضخمة لها خَواصِرُ وبُطونٌ وغُضُونٌ وأَنشد خَنْضَرِفٌ مثْلُ جُماء القُنَّهْ لَيْسَتْ من البِيضِ ولا في الجَنّهْ
خضلف
الأَزهري الخِضْلافُ شجر المُقْلِ وقال أَبو عمرو الخَضْلَفةُ خِفّة حَمْل النخيل وأَنشد إذا زُجِرَتْ أَلْوَتْ بِضافٍ سَبيبُه أَثِيثٍ كقِنْوانِ النخيلِ المُخَضْلَفِ قال أَبو منصور جَعل قِلَّةَ حَمْل النخِيلِ خَضْلَفةً لأَنه شبه بالمُقل في قِلة حَمله وقال أُسامة الهذلي تُتِرُّ برجْلَيْها المُدِرَّ كأَنَّه بِمشرفةِ الخِضْلافِ بادٍ وُقُولُها تُتِرُّه تَدْفَعُه والوُقُول جمع وَقْلٍ وهو نوى المُقْل
خطف
الخَطْفُ الاسْتِلابُ وقيل الخَطْفُ الأَخْذُ في سُرْعةٍ واسْتِلابٍ خَطِفَه بالكسر يَخْطَفُه خَطْفاً بالفتح وهي اللغة الجيّدة وفيه لغة أُخرى حكاها الأَخفش خَطَفَ بالفتح يَخْطِفُ بالكسر وهي قليلة رَديئة لا تكاد تعرف اجْتَذَبَه بسُرْعة وقرأَ بها يونس في قوله تعالى يَخْطِفُ أَبصارَهم وأَكثر القُرّاء قرأُوا يَخْطَف من خَطِف يَخْطَف قال الأَزهري وهي القراءة الجيّدة ورُوي عن الحسن أَنه قرأَ يِخِطِّفُ أَبصارَهم بكسر الخاء وتشديد الطاء مع الكسر وقرأَها يَخَطِّف بفتح الخاء وكسر الطاء وتشديدها فمن قرأَ يَخَطِّف فالأَصل يَخْتَطِفُ فأُدْغِمت التاءُ في الطاء وأُلقيت فتحة التاء على الخاء ومن قرأَ يِخِطِّفُ كسَر الخاء لسكونها وسكون الطاء قال وهذا قول البصريين وقال الفراء الكسرُ لالتقاء الساكنين ههنا خطأ وإنه يلزم من قال هذا أَن يقول في يَعَضُّ يَعِضُّ وفي يَمُدُّ يَمِدُّ وقال الزجاج هذه العلة غير لازمة لأَنه لو كسَر يَعِض ويَمِدّ لالْتَبَسَ ما أَصله يَفْعَل ويَفْعُل بما أَصله يَفْعِل قال ويختطف ليس أَصله غيرَها ولا يكون مرة على يَفْتَعِل ومرة على يَفْتَعَل فكسر لالتقاء الساكنين في موضع غير مُلْتَبِسٍ التهذيب قال خَطِفَ يَخْطَفُ وخَطَفَ يَخْطِف لغتان شمر الخَطْف سرعة أَخذ الشيء ومرَّ يَخْطَفُ خَطْفاً منكراً أَي مرَّ مرًّا سريعاً واخْتَطَفَه وتَخَطَّفَه بمعنى وفي التنزيل العزيز فَتَخْطَفُه الطير وفيه ويُتَخَطَّف الناسُ من حولهم وفي التنزيل العزيز إلا مَن خَطِفَ الخَطْفَةَ فأَتبعه شهاب ثاقبٌ وأَما قراءة من قرأَ إلا مَن خَطَّفَ الخَطْفةَ بالتشديد وهي قراءة الحسن فإن أَصله اخْتَطفَ فأُدغمت التاء في الطاء وأُلقِيَتْ حَركتُها على الخاء فسقطت الأَلف وقرئ خِطِّفَ بكسر الخاء والطاء على إتباع كسرة الخاء كسرةَ الطاء وهو ضعيف جدًّا قال سيبويه خَطَفَه واخْتَطَفَه كما قالوا نَزَعَه وانْتَزَعَه ورجُل خَيْطَفٌ خاطِفٌ وبازٌ مخْطَفٌ يَخْطَفُ الصيدَ وفي الحديث أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم نهَى عن المُجَثَّمةِ والخَطْفةِ وهي ما اختطف الذئبُ من أَعضاء الشاة وهي حَيّةٌ من يد ورِجل أو اختطفه الكلب من أَعضاء حَيَوانِ الصَّيدِ من لحم أَو غيره والصيد حَيّ لأَن كلّ ما أُبينَ من حَيٍّ فهو مَيّتٌ والمراد ما يُقْطَع من أَعضاء الشاة قال وكلُّ ما أُبينَ من الحيوان وهو حيّ من لحم أَو شحم فهو مَيت لا يحل أَكله وذلك أَنه لما قَدِمَ المدينةَ رأَى الناس يَجُبُّون أَسْنِمَةَ الإبلِ وأَلَياتِ الغنم ويأْكلونها والخَطْفة المرَّةُ الواحدةُ فسمي بها العُضْوُ المُخْتَطَفُ وفي حديث الرضاعة لا تُحَرِّمُ الخَطْفةُ والخَطْفتان أَي الرضعةُ القليلة يأْخذُها الصبي من الثدْي بسرعة وسيفٌ مِخْطَف يَخطَفُ البصر بلَمْعِه قال وناطَ بالدَّفِّ حُساماً مِخْطَفا والخاطِفُ الذئبُ وذئبٌ خاطِفٌ يَخْتَطِفُ الفَريسةَ وبَرْقٌ خاطِفٌ لنور الأَبصار وخَطِفَ البرقُ البَصرَ وخَطَفَه يَخْطِفُه ذهب به وفي التنزيل العزيز يَكادُ البرقُ يخطَف أَبصارهم وقد قرئ بالكسر وكذلك الشُّعاعُ والسيفُ وكل جِرْمٍ صَقِيل قال والهُنْدُوانِيّاتُ يَخْطَفْنَ البَصَرْ روى المخزومي عن سفيان عن عمرو قال لم أَسمع أَحداً ذهَب ببصره البرقُ لقول اللّه عز وجل يَكادُ البرقُ يخطَف أَبصارَهم ولم يقل يُذْهِبُ قال والصَّواعِقُ تُحْرِقُ لقوله عز وجل فيُصيبُ بها من يشاء وفي الحديث ليَنْتَهِيَنَّ أَقْوامٌ عن رفْع أَبصارِهم إلى السماء في الصلاة أَو لتُخْطَفَنَّ أَبصارُهم هو من الخَطْف استِلابِ الشيء وأَخْذِه بسُرعَة ومنه حديث أُحد إن رأَيتمونا تَخْتَطِفُنا الطيرُ فلا تَبْرَحُوا أَي تَسْتَلِبُنا وتطير بنا وهو مُبالغة في الهلاك وخَطِفَ الشيطانُ السمْعَ واخْتَطَفَه اسْتَرَقَه وفي التنزيل العزيز إلا مَن خَطِفَ الخَطْفةَ والخَطَّافُ بالفتح الذي في الحديث هو الشيطان يَخطَفُ السمعَ يَسْتَرِقُه وهو ما ورد في حديث عليّ نَفَقَتُكَ رِياءً وسُمْعةً للخَطَّاف هو بالفتح والتشديد الشيطانُ لأَنه يَخْطَفُ السمع وقيل هو بضم الخاء على أَنه جمع خاطِفٍ أَو تشبيهاً بالخُطَّاف وهو الحديدة المُعْوَجَّةُ كالكلُّوبِ يُخْتَطَفُ بها الشيءُ ويجمع على خطاطِيفَ وفي حديث الجن يَختَطِفُون السمع أَي يَسْتَرِقُونَه ويَسْتَلِبونه والخَيْطَفُ والخَيْطَفَى سُرعة انجذاب السير كأَنه يُخْتَطِفُ في مَشْيِه عُنُقَه أَي يجْتَذِبه وجمل خَيْطَفٌ أَي سريع المرّ ويقال عَنَقٌ خَيْطَفٌ وخَطَفَى قال جدّ جرير وعَنَقاً بَعْدَ الرَّسِيمِ خَيْطَفا والخَطَفَى سَيْرَتُه ويروى خَطَفَى وبهذا سُمِّي الخَطَفَى وهو لقَبُ عَوْفٍ جَدّ جرير بن عطِيّةَ بن عوف الشاعر وحكى ابن بري عن أَبي عبيدة قال الخَطَفَى جد جرير واسمه حُذيفَةُ بن بَدْر ولُقِّب بذلك لقوله يَرْفَعْنَ بالليلِ إذا ما أَسْدَفا أَعْناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا وعَنَقاً بَعْدَ الكَلالِ خَيْطَفا والجِنَّانُ جِنْسٌ من الحيّات إذا مشَت رَفعت رؤوسها قال ابن بري ومن مليح شعر الخَطَفَى عَجِبْتُ لإزْراءِ العَييِّ بنَفْسِه وصَمْتِ الذي قد كان بالقَوْلِ أَعلما وفي الصَّمْتِ سَتْرٌ للعَييِّ وإنما صَفِيحةُ لُبِّ المَرْء أَن يَتَكلَّما وقيل هو مأْخوذ من الخَطْفِ وهو الخَلْسُ وجمل خَيْطَفٌ سَيْرُه كذلك أَي سريعُ المَرّ وقد خَطِفَ وخَطَفَ يَخْطِفُ ويَخْطَفُ خَطْفاً والخاطُوفُ شبيه بالمِنْجَل يُشَدُّ في حِبالةِ الصائِد يَخْتَطِفُ الظبْيَ والخُطّافُ حديدة تكون في الرَّحْل تُعَلَّقُ منها الأَداةُ والعِجْلةُ والخُطَّافُ حديدة حَجْناءُ تُعْقَلُ بها البَكْرةُ من جانِبَيْها فيها المِحْوَر قال النابغة خَطاطِيفُ حُجْنٌ في حِبالٍ مَتِينَةٍ تُمَدُّ بها أَيْدٍ إليكَ نوازِعُ وكلُّ حديدةٍ حَجْناء خُطَّافٌ الأَصمعي الخُطَّاف هو الذي يَجْري في البكرة إذا كان من حديد فإذا كان من خشب فهو القَعْوُ وإنما قيل لخُطَّافِ البَكرة خُطَّافٌ لحَجَنه فيها ومَخالِيبُ السِّباعِ خَطاطِيفُها وفي حديث القيامة( * قوله « حديث القيامة » هو لفظ النهاية أيضاً وبهامشها صوابه حديث الصراط ) فيه خَطاطِيفُ وكلالِيبُ وخَطاطِيفُ الأَسَد براثِنُه شبهت بالحديدة لحُجْنَتِها قال أَبو زُبَيْدٍ الطائي يصف الأَسد إذا عَلِقَتْ قِرْناً خَطاطِيفُ كَفِّه رأَى الموتَ رَأْيَ العَيْنِ أَسْوَدَ أَحْمَرا إنما قال رَأْيَ العين أَو بالعَيْنَيْنِ
( * قوله « أو بالعينين » يشير إلى انه يروى أيضاً رأى الموت بالعينين إلخ وهو كذلك في الصحاح )
توكيداً لأَنَّ الموت لا يُرى بالعين لما قال أَسْوَدَ أَحْمرا وكان السوادُ والحُمْرةُ لَوْنَيْن وكان اللَّوْن مما يُحسّ بالعين جُعِلَ الموتُ كأَنه مَرْئيٌّ بالعين فتَفَهَّمْه والخُطَّافُ سِمةٌ على شَكْل خُطَّافِ البَكْرة قال يقال لِسِمة يُوسَم بها البَعِير كأَنها خُطَّافُ البَكْرَة خُطَّافٌ أَيضاً وبَعِير مَخْطُوفٌ إذا كان به هذه السِّمةُ والخُطّافُ طائر ابن سيده والخُطَّافُ العُصْفور الأَسودُ وهو الذي تَدْعُوه العامّةُ عُصْفُورَ الجنةِ وجمعه خَطاطِيفُ وفي حديث ابن مسعود لأَنْ أَكونَ نَفَضْتُ يَدَيَّ من قبور بَنِيَّ أَحَبُّ إليَّ من أَن يَقَعَ من بَيْضِ الخُطَّافِ فيَنْكَسِر قال ابن الأَثير الخُطَّاف الطائر المعروف قال ذلك شفقةً ورحْمةً والخُطَّافُ الرجُل اللِّصُّ الفاسِقُ قال أَبو النجم واسْتَصْحَبُوا كل عَمٍ أُمِّيِّ من كلِّ خُطّافٍ وأَعْرابيِّ وأَما قول تلك المرأَة لجرير يا ابن خُطَّافٍ فإنما قالته له هازِئةً به وهي الخَطاطِيفُ والخُطْفُ والخُطُفُ الضُّمْرُ وخِفّةُ لحم الجَنْبِ وإخْطافُ الحَشى انْطِواؤُه وفَرس مُخْطَفُ الحَشى بضم الميم وفتح الطاء إذا كان لاحِقَ ما خَلْفَ المَحْزِمِ من بَطْنه ورجل مُخْطَفٌ ومَخْطُوفٌ وأَخْطَفَ الرجلُ مَرِضَ يَسِيراً ثم بَرأَ سريعاً أَبو صَفْوانَ يقال أَخْطَفَتْه الحُمّى أَي أَقْلَعَتْ عنه وما من مَرَضٍ إلا وله خُطْفٌ أَي يُبْرَأُ منه قال وما الدَّهْرُ إلا صَرْفُ يَوْمٍ ولَيْلةٍ فَمُخْطِفةٌ تُنْمِي ومُقْعِصةٌ تُصْمِي والعرب تقول للذئب خاطِفٌ وهي الخَواطِفُ وخَطافِ وكَسابِ من أَسماء كلاب الصيد ويقال للصِّ الذي يَدْغَرُ نفسَه على الشيء فيَخْتَلِسُه خُطَّافٌ أَبو الخَطَّاب خَطِفَتِ السفينةُ وخَطَفَت أَي سارَتْ يقال خَطِفَت اليومَ من عُمان أَي سارت ويقال أَخْطَفَ لي من حَدِيثه شيئاً ثم سكت وهو الرجل يأْخذ في الحديث ثم يَبْدُو له فيقطع حديثه وهو الإخْطافُ والخياطِفُ المَهاوي واحدها خَيْطَفٌ قال الفرزدق وقد رُمْتَ أَمْراً يا مُعاوِيَ دُونَه خَياطِفُ عِلَّوْزٍ صِعابٌ مَراتِبُهْ والخُطُف والخُطَّفُ جميعاً مثل الجُنون قال أُسامةُ الهُذَلي فجاء وقد أَوجَتْ من المَوْتِ نَفْسُه به خُطُفٌ قد حَذَّرَتْه المقاعِدُ ويروى خُطَّفٌ فإِما أَن يكون جَمعاً كضُرَّب وإما أَن يكون واحداً والإخْطافُ أَن تَرْمِيَ الرَّمِيّةَ فتُخْطئ قريباً يقال منه رَمى الرَّمِيَّةَ فأَخْطَفَها أَي أَخْطأَها وأَنشد أَيضاً فَمُخْطِفةُ تُنْمي ومُقْعِصةٌ تُصْمي وقال العُمانيُّ فانْقَضَّ قد فاتَ العُيُونَ الطُّرَّفا إذا أَصابَ صَيْدَه أَو أَخْطَفا ابن بزرج خَطِفْتُ الشيء أَخذْته وأَخْطَفْتُه أَخْطَأْتُه وأَنشد الهذلي تَناوَلُ أَطْرافَ القِرانِ وعَيْنُها كعَيْنِ الحُبارى أَخْطَفَتْها الأَجادِلُ والإخْطافُ في الخيل ضِدُّ الانْتِفاخ وهو عَيب في الخيل وقال أَبو الهيثم الإخْطاف سر الخيل وهو صغر الجوف
( * قوله « سر الخيل وهو إلخ » كذا بالأصل ونقل شارح القاموس ما قبله حرفاً فحرفاً وتصرف في هذا فقال والاخطاف في الخيل صغر الجوف إلخ ) وأَنشد لا دَنَنٌ فيه ولا إخْطافُ والدَّنَنُ قِصَرُ العنق وتطامُنُ المُقَدَّم وقوله تَعَرَّضْنَ مَرْمى الصَّيْدِ ثم رَمَيْنَنا من النَّبْلِ لا بالطَّائِشاتِ الخَواطِفِ إنما هو على إرادة المُخْطِفات ولكنه على حذف الزائد والخَطِيفةُ دَقِيقٌ يُذَرُّ على لبن ثم يُطْبَخُ فيُلْعَق قال ابن الأَعرابي هو الحَبُولاء وفي حديث علي فإذا به بين يديه صَحْفة فيها خَطِيفةٌ ومِلْبَنةٌ الخَطِيفةُ لبن يُطبخ بدقيق ويُخْتَطَفُ بالمَلاعِق بسُرعة وفي حديث أَنس أَنه كان عند أُم سُليم شعير فَجَشَّتْه وعَمِلت للنبي صلى اللّه عليه وسلم خَطِيفة فأَرْسَلتني أَدْعوه قال أَبو منصور الخطيفة عند العرب أَن تؤخذ لُبَيْنةٌ فتسخَّنَ ثم يُذرَّ عليها دقيقة ثم تُطبخَ فَيَلْعَقَها الناسُ ويختطفوها في سرعة ودخل قوم على عليّ بن أَبي طالب عليه السلام يوم عيد وعنده الكَبُولاء فقالوا يا أَمير المؤمنين أَيَوْمُ عِيد وخَطِيفةٌ ؟ فقال كُلوا ما حَضَر واشكُروا الرزَّاق وخاطِفُ ظِلِّه طائر قال الكميت بن زيد ورَيْطةِ فِتْيانٍ كخاطِفِ ظلِّه جَعَلْتُ لَهم منها خِباءً مُمَدَّدا قال ابن سَلَمَة هو طائر يقال له الرَّفْرافُ إذا رأَى ظلَّه في الماء أَقبل إليه ليَخْطَفَه بحسَبُه صَيْداً واللّه أَعلم
خطرف
الخُطْرُوفُ المُسْتَديرُ وعَنَقٌ خِطْريفٌ واسع وخَطْرَفَ في مَشْيِه وتَخَطْرَفَ تَوَسَّعَ وخَطْرَفَه بالسيف ضربه بالطاء غير المعجمة لا غير قال العجاج وإن تَلَقَّى غَدَراً تَخَطْرَفا وجمَل خُطْرُوفٌ يُخَطْرِفُ خَطْوَه ويَتَخَطْرَفُ في مشيه يجعل خَطْوَتَيْن خَطْوةً من وَساعَتِه وفي حديث موسى والخضر عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام وإنَّ الانْدلاثَ والتَّخَطْرُفَ من الانْقِحام والتَكَلُّف تَخَطْرَف الشيءَ إذا جاوَزَه وتَعَدّاه واللّه أَعلم
خظرف
خَظْرَفَ البعيرُ في مشيه أَسرع ووسّع الخَطْو لُغة في خَذْرَفَ بالظاء المعجمة( * قوله « بالظاء » متعلق بخظرف ) وأَنشد وإن تَلَقّاه الدَّهاس خَظْرَفا وخَظْرَفَ جلد العَجوز اسْتَرْخى وحكاه بعضهم بالضاد وقد تقدم والظاء أَكثر وأَحسن وعجوز خَنْظَرِفٌ مُسْتَرْخِيةُ اللحم الليث الخَنظرِف العجوز الفانية وجمل خُظْرُوفٌ واسع الخَطوة ورجل مُتَخَظْرِفٌ واسِع الخَلْق رَحْبُ الذراع ابن بري يقال خَظْرَفَ في مشيه بالظاء والطاء أَيضاً وخَطْرَفَه بالسيق ضربه بالطاء غير المعجمة لا غير
خفف
الخَفَّةُ والخِفّةُ ضِدُّ الثِّقَلِ والرُّجُوحِ يكون في الجسم والعقلِ والعملِ خفَّ يَخِفُّ خَفّاً وخِفَّةً صار خَفِيفاً فهو خَفِيفٌ وخُفافٌ بالضم وقيل الخَفِيفُ في الجسم والخُفاف في التَّوَقُّد والذكاء وجمعها خِفافٌ وقوله عز وجل انفروا خِفافاً وثقالاً قال الزجاج أَي مُوسرين أَو مُعْسِرين وقيل خَفَّتْ عليكم الحركة أَو ثَقُلَت وقيل رُكباناً ومُشاة وقيل شُبَّاناً وشيوخاً والخِفُّ كل شيء خَفَّ مَحْمَلُه والخِفُّ بالكسر الخفِيف وشيءٌ خِفٌّ خَفِيفٌ قال امرؤ القيس يَزِلُّ الغُلامُ الخِفُّ عن صَهَواتِه ويُلْوِي بأَثْوابِ العَنِيفِ المُثَقَّلِ( * وفي رواية يطير الغلامُ الخفُّ وفي رواية أُخرى يُزل الغلامَ الخِفَّ )
ويقال خرج فلان في خِفٍّ من أَصحابه أَي في جماعة قليلة وخِفُّ المَتاعِ خَفِيفُه وخَفَّ المطر نَقَص قال الجعدي فَتَمَطَّى زَمْخَريٌّ وارِمٌ مِنْ رَبيعٍ كلَّما خَفَّ هَطَلْ
( * قوله « فتمطى إلخ » في مادة زمخر قال الجعدي فتعالى زمخري وارم مالت الاعراق منه واكتهل )
واسْتَخَفَّ فلان بحقي إذا اسْتَهانَ به واسْتَخَفَّه الفرحُ إذا ارتاح لأَمر ابن سيده استخفه الجَزَعُ والطَربُ خَفَّ لهما فاسْتَطار ولم يثبُت التهذيب اسْتَخَفَّه الطَّرَب وأَخَفَّه إذا حمله على الخِفّة وأَزال حِلْمَه ومنه قول عبد الملك لبعض جُلسائه لا تَغْتابَنَّ عندي الرَّعِيّة فإنه لا يُخِفُّني يقال أَخَفَّني الشيءُ إذا أَغْضَبَك حتى حملك على الطَّيْش واسْتَخَفَّه طَلَب خِفَّتَه التهذيب اسْتَخَفَّه فلان إذا اسْتَجْهَله فحمله على اتِّباعه في غَيِّه ومنه قوله تعالى ولا يَسْتَخفَّنَّكَ الذين لا يوقِنون قال ابن سيده وقوله تعالى ولا يَسْتَخِفَّنَّك قال الزجاج معناه لا يَسْتَفِزَّنَّك عن دينك أَي لا يُخْرِجَنَّك الذين لا يُوقِنون لأَنهم ضُلاَّل شاكّون التهذيب ولا يستخفنك لا يستفزنَّك ولا يَسْتَجْهِلَنَّك ومنه فاستخَفَّ قومَه فأَطاعوه أَي حملهم على الخِفّة والجهل يقال استخفه عن رأْيه واستفزَّه عن رأْيه إذا حمله على الجهل وأَزاله عما كان عليه من الصواب واستخف به أَهانه وفي حديث عليّ كرم اللّه وجهه لمَّا استخلفه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في غزوة تَبُوكَ قال يا رسول اللّه يَزْعم المنافقون أَنك اسْتَثْقَلْتَني وتخَفَّفْتَ مني قالها لما استخلفه في أَهله ولم يمضِ به إلى تلك الغَزاةِ معنى تخففت مني أَي طلبت الخفة بتخليفِك إياي وترك اسْتصْحابي معك وخَفَّ فلان لفلان إذا أَطاعه وانقاد له وخَفَّتِ الأُتُنُ لعَيرها إذا أَطاعَتْه وقال الراعي يصف العَير وأُتُنه نَفَى بالعِراكِ حَوالِيَّها فَخَفَّتْ له خُذُفٌ ضُمَّرُ والخَذُوفُ ولد الأتان إذا سَمِنَ واسْتَخَفَّه رآه خَفيفاً ومنه قول بعض النحويين استخف الهمزة الأُولى فخففها أَي لم تثقل عليه فخفَّفها لذلك وقوله تعالى تَسْتَخِفُّونها يوم ظَعْنِكم أَي يَخِفُّ عليكم حملها والنون الخفِيفة خلاف الثقيلة ويكنى بذلك عن التنوين أَيضاً ويقال الخَفِيّة وأَخَفَّ الرجلُ إذا كانت دوابُّه خفافاً والمُخِفُّ القليلُ المالِ الخفيف الحال وفي حديث ابن مسعود أَنه كان خَفِيفَ ذات اليد أَي فقيراً قليل المال والحظِّ من الدنيا ويجمع الخَفِيفُ على أَخفافٍ ومنه الحديث خرج شُبّانُ أَصحابه وأَخْفافُهم حُسَّراً وهم الذين لا مَتاع لهم ولا سِلاح ويروى خِفافُهم وأَخِفّاؤهم وهما جمع خَفِيف أَيضاً الليث الخِفّةُ خِفَّةُ الوَزْنِ وخِفّةُ الحالِ وخفة الرَّجل طَيْشُه وخِفَّتُه في عمله والفعل من ذلك كلِّه خَفَّ يَخِفُّ خِفَّة فهو خفيف فإذا كان خَفيفَ القلب مُتَوَقِّداً فهو خُفافٌ وأَنشد جَوْزٌ خُفافٌ قَلْبُه مُثَقَّلُ وخَفَّ القومُ خُفُوفاً أَي قَلُّوا وقد خَفَّت زَحْمَتُهم وخَفَّ له في الخِدمةِ يَخِفُّ خَدَمه وأَخفَّ الرَّجل فهو مُخِفٌ وخَفيف وخِفٌّ أَي خَفَّت حالُه ورَقَّت وإذا كان قليل الثَّقَلِ وفي الحديث إنَّ بين أَيدِينا عَقَبَةً كَؤُوداً لا يجوزها إلا المُخِفّ يريد المخفَّ من الذنوب وأَسبابِ الدنيا وعُلَقِها ومنه الحديث أَيضاً نَجا المُخِفُّون وأَخفَّ الرجلُ إذا كان قليل الثَّقَلِ في سفَره أَو حَضَره والتخفيفُ ضدُّ التثقيل واستخفَّه خلاف اسْتَثْقَلَه وفي الحديث كان إذا بعث الخُرَّاصَ قال خَفِّفُوا الخَرْصَ فإنَّ في المال العرِيّة والوصيّة أَي لا تَسْتَقْصُوا عليهم فيه فإنهم يُطعِمون منها ويُوصون وفي حديث عَطاء خَفِّفُوا على الأَرض وفي رواية خِفُّوا أَي لا تُرْسِلوا أَنفسكم في السجود إرْسالاً ثقيلاً فتؤثِّرُوا في جِباهِكم أَراد خِفُّوا في السجود ومنه حديث مجاهد إذا سجدتَ فتَخافَّ أَي ضَعْ جبهتك على الأَرض وَضْعاً خفِيفاً ويروى بالجيم وهو مذكور في موضعه والخَفِيفُ ضَرْبٌ من العروض سمي بذلك لخِفَّته وخَفَّ القوم عن منزلهم خُفُوفاً ارْتحَلُوا مسرعين وقيل ارتحلُوا عنه فلم يَخُصُّوا السرعة قال الأَخطل خَفَّ القَطِينُ فَراحُوا مِنْكَ أَو بَكَرُوا والخُفُوفُ سُرعةُ السير من المنزل يقال حان الخُفُوفُ وفي حديث خطبته في مرضه أَيها الناس إنه قد دَنا مني خُفوفٌ من بين أَظْهُرِكُمْ أَي حركةٌ وقُرْبُ ارْتِحالٍ يريد الإنذار بموته صلى اللّه عليه وسلم وفي حديث ابن عمر قد كان مني خفوفٌ أَي عَجَلَةٌ وسُرعة سير وفي الحديث لما ذكر له قتلُ أَبي جهل استخفَّه الفَرَحُ أَي تحرك لذلك وخَفَّ وأَصله السرعةُ ونَعامة خَفّانةٌ سريعة والخُفُّ خُفُّ البعير وهو مَجْمَعُ فِرْسِن البعير والناقة تقول العرب هذا خُفّ البعير وهذه فِرْسِنُه وفي الحديث لا سَبَق إلا في خُفٍّ أَو نَصْلٍ أَو حافر فالخُفُّ الإبل ههنا والحافِرُ الخيلُ والنصلُ السهمُ الذي يُرمى به ولا بدّ من حذف مضاف أَي لا سَبَقَ إلا في ذي خفّ أَو ذي حافِرٍ أَو ذي نَصْلٍ الجوهري الخُف واحد أَخْفافِ البعير وهو للبعير كالحافر للفرس ابن سيده وقد يكون الخف للنعام سَوَّوْا بينهما للتَّشابُهِ وخُفُّ الإنسانِ ما أَصابَ الأَرضَ من باطن قَدَمِه وقيل لا يكون الخف من الحيوان إلا للبعير والنعامة وفي حديث المغيرة غَلِيظة الخفّ استعار خف البعير لقدم الإنسان مجازاً والخُفّ في الأَرض أَغلظ من النَّعْل وأَما قول الراجز يَحْمِلُ في سَحْقٍ من الخِفافِ تَوادِياً سُوِّينَ من خِلافِ فإنما يريد به كِنْفاً اتُّخِذَ من ساقِ خُفٍّ والخُفُّ الذي يُلْبَس والجمع من كل ذلك أَخْفافٌ وخِفافٌ وتخَفَّفَ خُفّاً لَبِسه وجاءت الإبلُ على خُفّ واحد إذا تبع بعضها بعضاً كأَنها قِطارٌ كلُّ بعير رأْسُه على ذنب صاحبه مقطورةً كانت أَو غير مقطورة وأَخَفَّ الرجلَ ذكر قبيحه وعابَه وخَفّانُ موضع أَشِبُ الغِياضِ كثير الأُسد قال الأَعشى وما مُخْدِرٌ وَرْدٌ عليه مَهابةٌ أَبو أَشْبُلٍ أَضْحى بخَفّانَ حارِدا وقال الجوهري هو مأْسَدة ومنه قول الشاعر شَرَنْبَث أَطْرافِ البَناننِ ضُبارِمٌ هَصُورٌ له في غِيلِ خَفّانَ أَشْبُلُ والخُفّ الجمَل المُسِنّ وقيل الضخْم قال الراجز سأَلْتُ عَمْراً بَعْدَ بَكْرٍ خُفّا والدَّلْوُ قد تُسْمَعُ كيْ تَخِفّا وفي الحديث نهى عن حَمْيِ الأَراك إلا ما لم تَنَلْه أَخْفافُ الإبل أََي ما لم تَبْلُغْه أَفواهُها بمشيها إليه وقال الأَصمعي الخُف الجمل المُسِنُّ وجمعه أَخفاف أَي ما قَرُب من المَرْعى لا يُحْمى بل يترك لمَسانِّ الإبل وما في معناها من الضّعافِ التي لا تَقْوى على الإمعان في طلَبِ المَرْعَى وخُفافٌ اسم رجل وهو خُفافُ بن نُدْبةَ السُّلمي أَحد غِرْبانِ العرب والخَفْخَفةُ صوتُ الحُبارى والضَّبُعِ والخِنْزيرِ وقد خَفْخَفَ قال جرير لَعَنَ الإلهُ سِبالَ تَغْلِبَ إنَّهم ضُرِبوا بكلِّ مُخَفْخِفٍ حَنّان وهو الخُفاخِفُ والخَفْخَفةُ أَيضاً صوتُ الثوب الجديد أَو الفَرْو الجديد إذا لُبِس وحرَّكْتَه ابن الأَعرابي خَفْخَفَ إذا حرَّك قميصَه الجديد فسمعت له خَفْخَفةً أَي صوتاً قال الجوهري ولا تكون الخَفْخَفةُ إلا بعد الجَفْجَفةِ والخَفْخَفة أَيضاً صوت القرطاس إذا حرَّكْتَه وقلَبته وإنها لخَفْخافةُ الصوت أَي كأَن صوتها يخرج من أَنفها والخُفْخُوفُ طائر قال ابن دريد ذكر ذلك عن أَبي الخَطاب الأَخفش قال ابن سيده ولا أَدري ما صحته قال ولا ذكره أَحد من أَصحابنا المفضل الخُفْخُوفُ الطائر الذي يقال له المِيساقُ وهو الذي يصفق بجناحيه إذا طار
خلف
الليث الخَلْفُ ضدّ قُدّام قال ابن سيده خَلْفٌ نَقِيضُ قُدَّام مؤنثة وهي تكون اسماً وظَرفاً فإذا كانت اسماً جَرت بوجوه الإعراب وإذا كانت ظرفاً لم تزل نصباً على حالها وقوله تعالى يعلم ما بينَ أَيديهم وما خَلْفَهم قال الزجاج خلفهم ما قد وقع من أَعمالهم وما بين أَيديهم من أَمرِ القيامة وجميع ما يكون وقوله تعالى وإذا قيل لهم اتَّقُوا ما بين أَيديكم وما خَلْفكم ما بين أَيديكم ما أَسْلَفْتُم من ذُنوبكم وما خلفكم ما تستعملونه فيما تستقبلون وقيل ما بين أَيديكم ما نزل بالأُمم قبلكم من العذاب وما خَلْفكم عذابُ الآخرة وخَلَفَه يَخْلُفه صار خَلْفَه واخْتَلَفَه أَخذَه من خَلْفِه واخْتَلَفَه وخَلَّفَه وأَخْلَفه جعله خَلْفَه قال النابغة حتى إذا عَزَلَ التَّوائمَ مُقْصِراً ذاتَ العِشاء وأَخْلَفَ الأَرْكاحا وجَلَسْتُ خَلْفَ فلان أَي بعدَه والخَلْفُ الظَهْر وفي حديث عبد اللّه بن عتبة قال جئتُ في الهاجرة فوجدْتُ عمرَ بن الخطاب رضي اللّه عنه يصلي فقمت عن يساره فأَخْلَفَني فجعلني عن يمينه فجاء يَرْفَأُ فتأَخَّرْتُ فصيلتُ خَلْفُه قال أَبو منصور قوله فأَخلفني أَي رَدَّني إلى خَلْفِه فجعلني عن يمينه بعد ذلك أَو جعلني خَلْفَه بحِذاء يمينه يقال أَخْلَفَ الرجلُ يدَه أَي رَدَّها إلى خَلْفِه ابن السكيت أَلْحَحْتُ على فلان في الاتِّباع حتى اخْتَلَفْتُه أَي جعلته خَلْفي قال اللحياني هو يَخْتَلِفُني النصيحةَ أَي يخْلُفني وفي حديث سعد أَتَخَلَّفُ عن هِجْرتي يريد خَوْفَ الموت بمكة لأَنها دار تركوها للّه تعالى وهاجَرُوا إلى المدينة فلم يُحِبُّوا أَن يكون موتهم بها وكان يومئذ مريضاً والتخلُّفُ التأَخُّرُ وفي حديث سعد فخَلَّفَنا فكُنّا آخِر الأَربع أَي أَخَّرَنا ولم يُقَدِّمْنا والحديث الآخر حتى إنّ الطائر ليَمُرُّ بجَنَباتهم فما يُخَلِّفُهم أَي يتقدَّم عليهم ويتركهم وراءه ومنه الحديث سَوُّوا صُفوفَكم ولا تَخْتَلِفوا فتَخْتَلِفَ قلوبُكم أَي إذا تقدَّم بعضُهم على بعض في الصُّفوف تأَثَّرَت قُلوبهم ونشأَ بينهم الخُلْفُ وفي الحديث لَتُسَوُّنَّ صُفوفَكم أَو لَيُخالِفَنَّ اللّهُ بين وُجُوهِكم يريد أَنَّ كلاًّ منهم يَصْرِفُ وجهَه عن الآخر ويُوقَعُ بينهم التباغُضُ فإنَّ إقْبالَ الوجْهِ على الوجهِ من أَثَرِ المَوَدَّةٍ والأُلْفةِ وقيل أَراد بها تحويلَها إلى الأَدْبارِ وقيل تغيير صُوَرِها إلى صُوَرٍ أُخرى وفي حديث الصلاة ثم أُخالِفَ إلى رجال فأُحَرِّقَ عليهم بيوتَهم أَي آتِيَهم من خلفهم أَو أُخالف ما أَظْهَرْتُ من إقامةِ الصلاةِ وأَرجع إليهم فآخُذهم على غَفْلةٍ ويكون بمعنى أَتَخَلَّفُ عن الصلاة بمُعاقبتهم وفي حديث السَّقِيفةِ وخالَف عَنّا عليٌّ والزُّبَيْرُ أَي تَخَلَّفا والخَلْفُ المِرْبَدُ يكون خَلْفَ البيت يقال وراء بيتك خَلْفُ جيّد وهو المِرْبَدُ وهو مَحْبِسُ الإبل قال الشاعر وجِيئا مِنَ البابِ المُجافِ تَواتُراً ولا تَقْعُدا بالخَلْفِ فالخَلْفُ واسِعُ( * قوله « وجيئا إلخ » تقدم انشاده للمؤلف وشارح القاموس في مادّة جوف
وجئنا من الباب المجاف تواتراً ... وان تقعدا بالخلف
فالخلف واسع )
وأَخْلَفَ يدَه إلى السيفِ إذا كان مُعَلَّقاً خَلْفَه فهوى إليه وجاء خِلافَه أَي بعده وقرئ وإذاً لا يَلْبَثُون خَلفَكَ إلا قليلاً وخِلافك والخِلْفةُ ما عُلِّقَ خَلْفَ الرَّاكِبِ وقال كما عُلِّقَتْ خِلْفَةُ المَحْمِلِ وأَخْلَف الرجلُ أهْوَى بيدِه إلى خَلْفِه ليأْخُذَ من رَحْلِه سيفاً أَو غيرَه وأَخْلَفَ بيدِه وأَخْلفَ يدَه كذلك والإخْلافُ أَن يَضْرِبَ الرجُل يده إلى قِرابِ سيفِه ليأْخُذَ سيفَه إذا رأَى عدوًّا الجوهري أَخْلَفَ الرجلُ إذا أَهْوَى بيده إلى سيفه ليَسُلَّه وفي حديث عبد الرحمن بن عوف أَن رجلاً أَخْلَفَ السيف يوم بدر
( * قوله « اخلف السيف يوم إلخ » كذا بالأصل والذي في النهاية مع اصلاح فيها وفي حديث عبدالرحمن بن عوف فأحاطوا بنا وأنا أذب عنه فأخلف رجل بالسيف يوم بدر يقال إلخ ) يقال أَخْلَفَ يده إذا أَراد سيفه وأخْلفَ يدَه إلى الكنانةِ ويقال خَلَفَ له بالسيفِ إذا جاء من وَرائه فضرَبه وفي الحديث فأَخْلَفَ بيده وأَخذ يدفع الفَضْلَ واسْتَخْلَفَ فلاناً من فلان جعله مكانه وخَلَفَ فلان فلاناً إذا كان خَلِيفَتَه يقال خَلَفه في قومه خِلافةً وفي التنزيل العزيز وقال موسى لأَخِيه هرون اخْلُفْني في قَوْمي وخَلَفْتُه أَيضاً إذا جئت بعده ويقال خَلَّفْتُ فلاناً أُخَلِّفُه تَخْلِيفاً واسْتَخْلفْتُه أَنا جَعَلتُه خَليفَتي واسْتَخْلفه جعله خليفة والخَلِيفةُ الذي يُسْتخْلَفُ ممن قبله والجمع خلائف جاؤوا به على الأصل مثل كريمةٍ وكرائِمَ وهو الخَلِيفُ والجمع خُلَفاء وأَما سيبويه فقال خَلِيفةٌ وخُلَفاء كَسَّروه تكسير فَعِيلٍ لأَنه لا يكون إلا للمذكر هذا نقل ابن سيده وقال غيره فَعِيلة بالهاء لا تجمع على فُعَلاء قال ابن سيده وأَما خَلائِفُ فعلى لفظ خَلِيفةٍ ولم يعرف خليفاً وقد حكاه أَبو حاتم وأَنشد لأَوْس بن حَجَر إنَّ مِنَ الحيّ موجوداً خَلِيفَتُهُ وما خَلِيفُ أبي وَهْبٍ بمَوْجُودِ والخِلافةٌ الإمارةُ وهي الخِلِّيفَى وإنه لخَلِيفةٌ بَيِّنُ الخِلافةِ والخِلِّيفى وفي حديث عمر رضي الله عنه لولا الخِلِّيفَى لأَذَّنْتُ وفي رواية لو أَطَقْتُ الأَذَان مع الخِلّيفى بالكسر والتشديد والقَصْر الخِلافةِ وهو وأَمثاله من الأَبْنِيَةِ كالرِّمِّيَّا والدِّلِّيلَى مصدر يدل على معنى الكثرة يريد به كثرة اجتِهاده في ضَبْطِ أُمورِ الخِلافَةِ وتَصْرِيفِ أَعِنَّتِها ابن سيده قال الزجاج جاز أن يقال للأَئمة خُلفاء الله في أَرْضِه بقوله عز وجل يا داودُ إنَّا جَعَلْناك خَلِيفةً في الأرض وقال غيره الخَليفةُ السلطانُ الأَعظم وقد يؤنَّثُ وأَنشد الفراء أَبوكَ خَلِيفةٌ وَلَدَتْه أُخْرَى وأَنتَ خَليفةٌ ذاكَ الكَمالُ قال ولدته أُخْرَى لتأْنيث اسم الخليفة والوجه أَن يكون ولده آخَرُ وقال الفراء في قوله تعالى هو الذي جعلكم خلائِفَ في الأرض قال جعل أُمة محمد خَلائفَ كلِّ الأُمم قال وقيل خَلائفَ في الأرض يَخْلُفُ بعضكم بعضاً ابن السكيت فإنه وقَعَ للرجال خاصّة والأجْوَدُ أَن يُحْمَل على معناه فإنه ربما يقع للرجال وإن كانت فيه الهاء أَلا تَرَى أَنهم قد جمعوه خُلفاء ؟ قالوا ثلاثةُ خُلفاء لا غير وقد جُمعَ خَلائفَ فمن قال خلائفَ قال ثلاثَ خلائفَ وثلاثة خلائفَ فمرَّة يَذْهَب به إلى المعنى ومرَة يذهب به إلى اللفظ قال وقالوا خُلفاء من أَجل أَنه لا يقع إلا على مذكر وفيه الهاء جمعوه على إسقاط الهاء فصار مثل ظَرِيفٍ وظُرَفاء لأَن فَعِيلة بالهاء لا تُجمَعُ على فُعلاء ومِخْلافُ البلدِ سُلطانُه ابن سيده والمِخْلافُ الكُورةُ يَقْدَمُ عليها الإنسان وهو عند أَهل اليمن واحِدُ المَخالِيفُ وهي كُوَرُها ولكلِّ مِخْلافٍ منها اسم يعرف به وهي كالرُسْتاقِ قال ابن بري المَخالِيفُ لأَهل اليمن كالأَجْنادِ لأَهل الشامِ والكورِ لأَهل العِراقِ والرَّساتِيقِ لأَهل الجِبالِ والطّساسِيج لأَهْلِ الأهْوازِ والخَلَفُ ما اسْتَخْلَفْتَه من شيء تقول أَعطاك اللّه خَلَفاً مما ذهب لك ولا يقال خَلْفاً وأَنتَ خَلْفُ سُوءٍ من أَبيك وخَلفَه يَخْلُفُه خَلَفاً صار مكانه والخَلَفُ الولد الصالح يَبْقَى بعد الإنسان والخَلْفُ والخالِفةُ الطَّالِحُ وقال الزجاج وقد يسمى خلَفاً بفتح اللام في الطَّلاحِ وخَلْفاً بْسكانها في الصّلاحِ والأوّلُ أَعْرَفُ يقال إنه لخالِفٌ بَيِّنُ الخَلافةِ قال ابن سيده وأَرى اللحياني حكى الكسْر وفي هؤلاء القَوْمِ خَلَفٌ ممن مَضى أَي يقومون مَقامهم وفي فلان خلَفٌ من فلان إذا كان صالحاً أَو طالحاً فهو خَلَفٌ ويقال بئسَ الخَلَفُ هُمْ أَي بئس البَدَلُ والخَلْفُ القَرْن يأْتي بعد القَرْن وقد خلَفوا بعدهم يخلُفون وفي التنزيل العزيز فخَلَفَ من بعدهم خلْفٌ أَضاعوا الصلاةَ بدلاً من ذلك لأَنهم إذا أَضاعوا الصلاةَ فهم خَلْفُ سُوء لا مَحالةَ ولا يكونُ الخَلَفُ إلاَّ من الأَخْيارِ قَرْناً كان أَو ولَداً ولا يكونُ الخَلْفُ إلا من الأَشرارِ وقال الفراء فَخَلَفَ من بعدهم خَلْفٌ ورثُوا الكتاب قال قَرْنٌ ابن شميل الخَلَفُ يكون في الخَير والشرّ وكذلك الخَلْفُ وقيل الخَلْفُ الأَرْدِياء الأَخِسَّاء يقال هؤلاء خَلْفُ سوءٍ لناسٍ لاحِقِينَ بناس أَكثر منهم وهذا خَلْف سَوْء قال لبيد ذَهَبَ الذينَ يُعاشُ في أَكنافِهمْ وبَقِيتُ في خَلْفٍ كجِلْدِ الأَجربِ قال ابن سيده وهذا يحتمل أَن يكون منهما جميعاً والجمع فيهما أَخْلافٌ وخُلُوفٌ وقال اللحياني بقِينا في خَلْفِ سَوْءٍ أَي بقيّة سَوْء وبذلك فُسِّرَ قوله تعالى فَخَلَفَ من بعدهم خَلْفٌ أَي بَقِيّة أَبو الدُّقَيْشِ يقال مضى خَلْفٌ من الناس وجاء خَلْفٌ من الناس وجاء خَلْفٌ لا خيرَ فيه وخلفٌ صالح خفَّفهما جميعاً ابن السكيت قال هذا خَلْف بإِسكان اللام للرَّديء والخَلْفُ الرَّديء من القول يقال هذا خَلْفٌ من القولِ أَي رَديء ويقال في مَثَلٍ سَكَتَ أَلفاً ونَطَقَ خَلْفاً للرجل يُطيل الصَّمْتَ فإذا تكلم تكلم بالخَطإ أَي سكت عن أَلف كلمة ثم تكلم بخطإٍ وحكي عن يعقوب قال إن أَعرابيّاً ضَرطَ فتَشَوَّر فأَشار بإبهامه نحو اسْتِه فقال إنها خَلْفٌ نَطَقَتْ خَلْفاً عنى بالنُّطْق ههنا الضَّرْطَ والخَلَف مَثَقَّل إذا كان خَلفاً من شيء وفي حديث مرفوع يَحْمِلُ هذا العِلْمَ من كلّ خَلَفٍ عُدُولُه يَنْفُون عنه تَحْريفَ الغالِينَ وانْتِحالَ المُبْطِلينَ وتأويلَ الجاهِلينَ قال القعنبي سمعت رجلاً يحدّث مالكَ ابن أَنس بهذا الحديث فأَعجبه قال ابن الأَثير الخَلَفُ بالتحريك والسكون كل من يجيء بعد من مضى إلا أَنه بالتحريك في الخير وبالتسكين في الشر يقال خَلَفُ صِدْقٍ وخَلْفُ سوء ومعناهما جميعاً القَرْن من الناس قال والمراد في هذا الحديث المَفْتُوحُ ومن السكون الحديث سيكُونُ بعد ستّين سنة خَلْفٌ أَضاعُوا الصلاةَ وفي حديث ابن مسعود ثم إنها تَخْلُفُ من بعدهم
( * قوله « تخلف من بعدهم » في النهاية تختلف من بعده ) خُلوفٌ هي جمع خَلْفٍ وفي الحديث فَلْيَنْفُضْ فِراشَه فإنه لا يدري ما خَلَفَه عليه أَي لعل هامَّة دَبَّتْ فصارت فيه بعده وخِلافُ الشيء بعدَه وفي الحديث فدخَل ابنُ الزبير خِلافَه وحديث الدَّجّال قد خَلَفَهم في ذَرارِيِّهم
( * قوله « ذراريهم » في النهاية ذريتهم ) وحديث أَبي اليَسَرِ أَخْلَفْتَ غازِياً في سبيل اللّه في أَهلِه بمثل هذا ؟ يقال خَلَفْتُ الرجلَ في أَهله إذا أَقمتَ بعدَه فيهم وقمت عنه بما كان يفعله والهمزة فيه للاستفهام وفي حديث ماعزٍ كلَّما نَفَرْنا في سبيلِ اللّه خَلَفَ أَحدُهم له نَبيبٌ كنَبِيبِ التَّيْسِ وفي حديث الأَعشى الحِرْمازِي فَخَلَفَتْني بنِزاعٍ وحَرَبْ أَي بَقِيَتْ بعدي قال ابن الأَثير ولو روي بالتشديد لكان بمعنى تَرَكَتْني خَلْفها والحَرَبُ الغضب وأَخْلَفَ فلان خَلَفَ صِدْقٍ في قومه أَي ترَكَ فيهم عَقِباً وأَعْطِه هذا خَلَفاً من هذا أَي بدلاً والخالِفةُ الأُمّةُ الباقيةُ بعد الأُمة السالِفةِ لأَنها بدل ممن قبلها وأَنشد كذلك تَلْقاه القُرون الخَوالِفُ وخلَفَ فلان مكانَ أَبيه يَخْلُف خِلافةً إذا كان في مكانه ولم يَصِرْ فيه غيرُه وخَلَفَه رَبُّه في أَهلِه وولدِه أَحْسَنَ الخِلافةَ وخَلَفَه في أَهله وولدِه ومكانِه يَخْلُفُه خِلافةً حسَنةً كان خَلِيفةً عليهم منه يكون في الخير والشر ولذلك قيل أَوْصى له بالخِلافةِ وقد خَلَّف فلان فلاناً يُخَلِّفُه تَخْلِيفاً وخَلَف بعده يَخْلُفُ خُلوفاً وقد خالَفَه إليهم واخْتَلَفه وهي الخِلْفةُ وأَخْلَفَ النباتُ أَخرج الخِلْفةَ وأخْلَفَتِ الأَرضُ إذا أَصابَها بَرْد آخِر الصيف فيَخْضَرُّ بعضُ شَجرِها والخِلْفة زِراعةُ الحبوب لأَنها تُسْتَخْلَفُ من البر والشعير والخِلْفةُ نَبْتٌ يَنْبُتُ بعد النبات الذي يَتَهَشَّم والخِلْفةُ ما أَنبت الصَّيْفُ من العُشْبِ بعدما يَبِسَ العُشْبُ الرِّيفِيُّ وقد اسْتخلفت الأرض وكذلك ما زُرع من الحُبوب بعد إِدراك الأُولى خِلْفةٌ لأَنها تُسْتَخْلَفُ وفي حديث جرير خيرُ المَرْعى الأَراكُ والسَّلَمُ إِذا أَخْلَفَ كان لَجِيناً أَي إِذا أَخرج الخِلْفة وهو الورق الذي يخرج بعد الورَق الأَوَّل في الصيف وفي حديث خُزيمةَ السُّلمي حتى آلَ السُّلامى وأَخْلَفَ الخُزامى أَي طَلَعَتْ خِلْفَتُه من أُصولِه بالمطر والخِلْفةُ الرّيحةُ وهي ما يَنْفَطِرُ عنه الشجر في أَوَّل البرد وهو من الصَّفَرِيَّةِ والخِلْفةُ نباتُ ورَقٍ دون ورق والخِلْفةُ شيء يَحْمِلُه الكَرْمُ بعدما يَسْوَدُّ العِنَبُ فيُقْطَفُ العنب وهو غَضٌّ أَخْضَرُ ثم يُدْرِك وكذلك هو من سائر الثَّمر والخِلفةُ أَيضاً أَن يأْتيَ الكَرْمُ بحِصْرِمٍ جديدٍ حكاه أَبو حنيفة وخِلْفةُ الثَّمر الشيء بعد الشيء والإخْلافُ أَن يكون في الشجر ثَمَر فيذهب فالذي يعُود فيه خِلْفةٌ ويقال قد أَخْلَفَ الشجرُ فهو يُخْلِفُ إخْلافاً إذا أَخرج ورقاً بعد ورق قد تناثر وخِلْفة الشجر ثمر يخرج بعد الثمر الكثير وأَخْلَفَ الشجرُ خرجت له ثمرة بعد ثمرة وأَخْلَفَ الطائر خرج له ريشٌ بعد ريش وخَلَفَتِ الفاكهةُ بعضُها بعضاً خَلَفاً وخِلْفةً إذا صارت خَلَفاً من الأُولى ورجلان خِلْفةٌ يَخْلُفُ أَحدُهما الآخر والخِلْفةُ اختلاف الليلِ والنهار وفي التنزيل العزيز وهو الذي جعَلَ الليلَ والنهارَ خلِفة أَي هذا خَلَفٌ من هذا يذهَب هذا ويجيء هذا وأَنشد لزهير بها العِينُ والآرامُ يَمْشِينَ خِلْفةً وأَطْلاؤُها يَنْهَضْنَ من كلِّ مَجْثَمِ وقيل معنى قول زهير يمشين خِلْفةً مُخْتَلِفاتٌ في أَنها ضَرْبان في ألوانها وهيئتها وتكون خِلْفة في مِشْيَتِها تذهب كذا وتجيء كذا وقال الفراء يكون قوله تعالى خِلْفةً أَي مَن فاته عمل في الليل استدركه في النهار فجعل هذا خلَفاً من هذا ويقال علينا خِلْفةٌ من نهار أَي بَقِيَّةٌ وبَقِيَ في الحَوْضِ خِلْفةٌ من ماء وكل شيء يجيء بعد شيء فهو خِلْفة ابن الأعرابي الخِلْفة وَقْت بعد وقت والخَوالِفُ الذين لا يَغْزُون واحدهم خالفةٌ كأَنهم يَخْلُفُون من غزا والخَوالِفُ أَيضاً الصِّبْيانُ المُتَخَلِّفُون وقَعَدَ خِلافَ أَصحابه لم يخرج معهم وخَلَفَ عن أَصحابه كذلك والخِلافُ المُخالَفةُ وقال اللحياني سُرِرْتُ بمَقْعَدي خِلافَ أَصحابي أَي مُخالِفَهم وخَلْفَ أَصحابي أَي بعدَهم وقيل معناه سُرِرْتُ بمُقامي بعدَهم وبعدَ ذهابهم ابن الأعرابي الخالِفةُ القاعدِةُ من النساء في الدار وقوله تعالى وإذاً لا يَلْبَثُون خِلافَك إلا قليلاً ويقرأُ خَلْفَك ومعناهما بعدَك وفي التنزيل العزيز فَرِحَ المُخَلَّفون بمَقْعَدِهم خِلافَ رسولِ الله ويقرأُ خَلْفَ رسولِ الله أَي مُخالَفةَ رسولِ الله قال ابن بري خِلافَ في الآية بمعنى بعد وأَنشد للحرِثِ بن خالِدٍ المخزومي عَقَبَ الرَّبيعُ خِلافَهم فكأَنَّما نَشَطَ الشَّواطِبُ بَيْنَهُنَّ حَصِيرا قال ومثله لمُزاحِمٍ العُقَيْلِي وقد يَفْرُطُ الجَهْل الفَتى ثم يَرْعَوِي خِلافَ الصِّبا للجاهلينَ حُلوم قال ومثله للبريق الهذلي وما كنتُ أَخْشى أَن أَعِيشَ خِلافَهم بسِتَّةِ أَبْياتٍ كما نَبَتَ العِتْرُ وأَنشد لأَبي ذؤيب فأَصْبَحْتُ أَمْشِي في دِيارٍ كأَنَّها خِلافَ دِيارِ الكاهِلِيّةِ عُورُ وأَنشد لآخر فقُلْ للذي يَبْقَى خِلافَ الذي مضَى تَهَيّأْ لأُخْرى مِثْلِها فكأَنْ قَدِ
( * قوله « يبقى » في شرح القاموس يبغي )
وأَنشد لأَوْس لَقِحَتْ به لِحَياً خِلافَ حِيالِ أَي بَعدَ حِيالِ وأَنشد لمُتَمِّم وفَقْدَ بَني آمٍ تَداعَوْا فلم أَكُنْ خِلافَهُمُ أَن أَسْتَكِينَ وأَضْرَعا وتقول خَلَّفْتُ فلاناً ورائي فَتَخَلَّفَ عني أَي تأَخَّر والخُلُوفُ الحُضَّرُ والغُيَّبُ ضِدٌّ ويقال الحيُّ خُلوفٌ أَي غُيَّبٌ والخُلوفُ الحُضُورُ المُتَخَلِّفُون قال أَبو زبيد لطائي أَصْبَحَ البَيْتُ بَيْتُ آلِ بَيانٍ مُقْشَعِرًّا والحيُّ حَيٌّ خُلوفُ أَي لم يَبْقَ منهم أَحد قال ابن بري صواب إنشاده أَصْبَحَ البيْتُ بَيْتُ آلِ إياسٍ لأَن أَبا زبيد رَثَى في هذه القصيدة فَرْوَة بن إياسِ ابن قَبيصةَ وكان منزله بالحيرة والخَلِيفُ المتَخَلِّفُ عن المِيعاد قال أَبو ذؤيب تَواعَدْنا الرُّبَيْقَ لنَنْزِلَنْهُ ولم تَشْعُرْ إذاً أَني خَلِيفُ والخَلْفُ والخِلْفةُ الاسْتِقاء وهو اسم من الإخْلافِ والإخْلافُ الاسْتِقاء والخالِفُ المُسْتَقِي والمُسْتَخْلِفُ المُسْتَسْقِي قال ذو الرمة ومُسْتَخْلِفاتٍ من بلادِ تَنُوفةٍ لِمُصْفَرَّةِ الأشْداقِ حُمْرِ الحَواصِلِ وقال الحطيئة لِزُغْبٍ كأَوْلادِ القَطا راثَ خَلْفُها على عاجِزاتِ النَّهْضِ حُمْرٍ حَواصلُهْ يعني راثَ مُخْلِفُها فوضَع المَصْدَرَ موضعه وقوله حواصِلُه قال الكسائي أَراد حواصل ما ذكرنا وقال الفراء الهاء ترجع إلى الزُّغْبِ دُون العاجِزاتِ التي فيه علامة الجمع لأَن كل جمع بُني على صورة الواحد ساغ فيه تَوَهُّم الواحد كقول الشاعر مِثْل الفِراخِ نُتِفَتْ حَواصِلُهْ لأَن الفراخ ليس فيه علامة الجمع وهو على صورة الواحد كالكِتاب والحِجاب ويقال الهاء ترجع إلى النَّهْضِ وهو موضع في كَتِف البعير فاستعاره للقطا وروى أَبو عبيد هذا الحرف بكسر الخاء وقال الخِلْفُ الاسْتِقاءُ قال أَبو منصور والصواب عندي ما قال أَبو عمرو إنه الخَلْف بفتح الخاء قال ولم يَعْزُ أَبو عبيد ما قال في الخِلف إلى أَحد واسْتَخْلَفَ المُسْتَسْقي والخَلْفُ الاسم منه يقال أَخْلَفَ واسْتَخْلَف والخَلْفُ الحَيُّ الذين ذهَبوا يَسْتَقُون وخَلَّفُوا أَثقالهم وفي التهذيب الخَلْفُ القوم الذين ذهبوا من الحيّ يستقون وخلَّفوا أَثقالهم واستخلف الرجلُ اسْتَعْذَب الماء واستخلَف واخْتَلَفَ وأَخْلفَ سقاه قال الحطيئة سَقلها فَروّاها من الماء مُخْلِفُ ويقال من أَين خِلْفَتُكم ؟ أَي من أَين تستقون وأَخلف واستخلف استقى وقال ابن الأعرابي أَخْلَفْتُ القَومَ حَمَلت إليهم الماء العَذْب وهم في ربيع ليس معهم ماء عذب أَو يكونون على ماء ملح ولا يكون الإخْلافُ إلا في الربيع وهو في غيره مستعار منه قال أَبو عبيد الخِلْفُ والخِلْفَةُ من ذلك الاسم والخَلْفُ المصدر لم يَحْكِ ذلك غير أَبي عبيد قال ابن سيده وأَراه منه غلطاً وقال اللحياني ذهب المُسْتَخْلِفُونَ يسْتَقُون أَي المتقدمون والخَلَفُ العِوَضُ والبَدَلُ مما أُخذ أَو ذهَب وأََحْلَفَ فلان لنفسه إذا كان قد ذهب له شيء فجعل مكانه آخر قال ابن مقبل فأَخْلِفْ وأَتْلِفْ إنما المالُ عارةٌ وكُلْه مع الدهْرِ الذي هو آكِلُه يقال اسْتَفِدْ خَلَفَ ما أَتْلَفْتَ ويقال لمن هلك له من لا يُعْتاضُ منه كالأَب والأَمّ والعمّ خلَف الله عليك أَي كان الله عليك خليفةً وخَلف عليك خيراً وبخير وأَخْلَفَ الله عليك خيراً وأَخْلف لك خيراً ولمن هَلَك له ما يُعْتاض منه أَو ذهَب من ولد أَو مال أَخْلَفَ الله لك وخَلَف لك الجوهري يقال لمن ذهب له مال أَو ولد أَو شيء يُسْتَعاضُ أَخلف الله عليك أَي ردَّ عليك مثلَ ما ذهب فإن كان قد هلك له والد أَو عمّ أَو أَخ قلت خلف الله عليك بغير أَلف أَي كان الله خليفةَ والدِك أَو مَنْ فَقَدتَه عليك ويقال خلفَ الله لك خَلَفاً بخَيْرٍ وأَخْلَفَ عليك خيراً أَي أَبْدَلَك بما ذهب منك وعَوّضك عنه وقيل يقال خلَف الله عليك إذا مات لك ميّت أَي كان الله خَليفَتَه عليك وأَخلف الله عليك أَي أَبْدَلك ومنه الحديث تَكَفَّل الله للغازِي أَن يُخْلِفَ نَفَقَتَه وفي حديث أَبي الدرداء في الدعاء للميت اخْلُفْه في عَقِبِه أَي كُنْ لهم بعده وحديث أُم سلمة اللهم اخْلُفْ لي خيراً منه اليزِيدِيُّ خلَف الله عليك بخير خِلافة الأَصمعي خلف الله عليك بخير إذا أَدخلت الباء أَلْقَيْتَ الأَلف وأَخلف الله عليك أَي أَبدل لك ما ذهب وخَلَفَ الله عليك أَي كان الله خَلِيفَةَ والدِك عليك والإخْلافُ أَن يُهْلِكَ الرجلُ شيئاً لنفسه أَو لغيره ثم يُحْدِث مثلَه والخَلْفُ النَّسْلُ والخَلَفُ والخَلْفُ ما جاء من بعدُ يقال هو خَلْفُ سَوء من أَبيه وخَلَفُ صِدْقٍ من أَبيه بالتحريك إذا قام مَقامِه وقال الأخفش هما سواء منهم مَن يُحرّك ومنهم من يسكن فيهما جميعاً إذا أَضاف ومن حرك في خَلَف صدْق وسكن في الآخر فإنما أَراد الفرق بينهما قال الراجز إنَّا وجدْنا خَلَفاً بئسَ الخَلَفْ عَبْداً إذا ما ناءَ بالحِمْلِ خَضَفْ قال ابن بري أَنشدهما الرِّياشِيُّ لأَعرابي يذُمُّ رجلاً اتخذ وليمة قال والصحيح في هذا وهو المختار أَن الخَلَف خَلَفُ الإنسان الذي يَخْلُفُه من بعده يأْتي بمعنى البدل فيكون خلَفاً منه أَي بدلاً ومنه قولهم هذا خَلَفٌ مما أُخذ لك أَي بَدَلٌ منه ولهذا جاء مفتوح الأَوسط ليكون على مِثال البدل وعلى مثال ضِدّه أَيضاً وهو العدم والتَّلَفُ ومنه الحديث اللهم أَعْطِ لِمُنْفِقٍ خَلَفاً ولِمُمْسِكٍ تَلَفاً أَي عِوَضاً يقال في الفعل منه خَلَفَه في قومه وفي أَهله يَخْلُفُه خَلَفاُ وخِلافةً وخَلَفَني فكان نعم الخَلَفُ أَو بئس الخلَفُ ومنه خَلَف الله عليك بخير خلَفاً وخِلافةً والفاعل منه خَلِيفٌ وخَلِيفَةٌ والجمع خُلفاء وخَلائفُ فالخَلَفُ في قولهم نعم الخَلَف وبئس الخلف وخلَفُ صِدْقٍ وخلَفُ سَوء وخلَفٌ صالحٌ وخلَفٌ طالحٌ هو في الأَصل مصدر سمي به من يكون خليفةً والجمع أَخْلافٌ كما تقول بدَلٌ وأَبْدالٌ لأَنه بمعناه قال وحكى أَبو زيد هم أَخْلافُ سَوْء جمع خلَفٍ قال وشاهد الضم في مُسْتَقْبل فِعْلِه قولُ الشمَّاخ تُصِيبُهُمُ وتُخْطِينا المَنايا وأَخْلُفُ في رُبُوعٍ عن رُبُوعِ قال وأَما الخَلْفُ ساكِنَ الأَوسَط فهو الذي يَجيء بعد يقال خَلَفَ قومٌ بعد قوم وسلطانٌ بعد سلطانٍ يَخْلُفُون خَلْفاً فهم خالِفون تقول أَنا خالِفُه وخالِفتُه أَي جئت بعده وفي حديث ابن عباس أَن أَعرابيّاً سأَل أَبا بكر رضي الله عنه فقال له أَنتَ خَلِيفَةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال لا قال فما أَنت ؟ قال أَنا الخالِفةُ بعدَه قال ابن الأَثير الخَلِيفةُ مَن يقوم مَقام الذاهب ويَسُدُّ مَسَدَّه والهاء فيه للمبالغة وجمعه الخُلَفاء على معنى التذكير لا على اللفظ مثل ظَريفٍ وظُرَفاء ويجمع على اللفظ خَلائفَ كظرِيفةٍ وظرائِفَ فأَما الخالِفةُ فهو الذي لا غَناء عنده ولا خير فيه وكذلك الخالف وقيل هو الكثير الخِلافِ وهو بَيِّنُ الخَلافةِ بالفتح وإنما قال ذلك تواضُعاً وهَضماً من نفسه حِين قال له أَنتَ خليفةُ رسولِ الله وسمع الأَزهري بعض العرب وهو صادِرٌ عن ماء وقد سأَله إنسان عن رَفيق له فقال هو خالِفتي أَي وارِدٌ بعدي قال وقد يكون الخالِفُ المُتَخَلِّف عن القوم في الغَزْوِ وغيره كقوله تعالى رَضُوا بأَن يكونوا مع الخَوالِفِ قال فعلى هذا الخَلْفُ الذي يجيء بعد الأَوّل بمنزلة القَرْنِ بعد القَرْن والخَلْفُ المتخلف عن الأَول هالكاً كان أَو حيّاً والخَلْفُ الباقي بعد الهالك والتابع له هو في الأَصل أَيضاً من خَلَفَ يخْلُفُ خَلْفاً سمي به المتخلّف والخالِفُ لا على جهة البدل وجمعه خُلُوفٌ كقَرْنٍ وقرون قال ويكون محْمُودا ومَذْموماً فشاهدُ المحمود قولُ حسانَ بن ثابت الأَنصاري لَنا القَدَمُ الأُولى إليك وخَلْفُنا لأَوَّلِنا في طاعةِ الله تابِعُ فالخَلْف ههنا هو التابعُ لمَن مضَى وليس من معنى الخلَفِ الذي هو البدَلُ قال وقيل الخَلْفُ هنا المتخلِّفُون عن الأَوّلين أَي الباقون وعليه قوله عز وجل فَخَلَفَ من بعدِهم خَلْفٌ فسمي بالمصدر فهذا قول ثعلب قال وهو الصحيح وحكى أَبو الحسن الأَخفش في خلَفِ صِدْق وخلَفِ سَوء التحريكَ والإسكان قال والصحيح قول ثعلب إِن الخلَف يجيء بمعنى البدَل والخِلافةِ والخَلْفُ يجيء بمعنى التخلّف عمن تقدم قال وشاهد المذموم قول لبيد وبَقِيتُ في خَلْفٍ كجِلْدٍ الأَجْرَبِ قال ويستعار الخَلْفُ لما لا خير فيه وكلاهما سمي بالمصدر أَعني المحمود والمذموم فقد صار على هذا للفِعْل معنيان خَلَفْتُه خَلَفاً كنت بعده خَلَفاً منه وبدلاً وخَلَفْتُه خَلْفاً جئت بعده واسم الفاعل من الأَول خَليفة وخَلِيفٌ ومن الثاني خالِفةٌ وخالِفٌ ومنه قوله تعالى فاقعُدوا مع الخالفين قال وقد صح الفَرْقُ بينهما على ما بَيَّنّاه وهو من أَبيه خَلَف أَي بدلٌ والبدلُ من كل شيء خلَفٌ منه والخِلافُ المُضادّةُ وقد خالَفه مُخالَفة وخِلافاً وفي المثل إنما أَنتَ خِلافَ الضَّبُعِ الراكبَ أَي تخالِفُ خِلافَ الضَّبُعِ لأَنَّ الضَّبُعَ إذا رأَت الراكِبَ هَرَبَتْ منه حكاه ابن الأَعرابي وفسّره بذلك وقولهم هو يخالِفُ إلى امرأَة فلان أَي يأَْتيها إذا غاب عنها وخَلَفَ فلان بعَقِبِ فلان إذا خالفَه إلى أَهله ويقال خلَف فلان بعَقبِي إذا فارقه على أَمر فصنع شيئاً آخر قال أَبو منصور وهذا أَصح من قولهم إنه يخالفه إلى أَهله ويقال إن امرأَة فلان تَخْلُفُ زوجَها بالنزاع إلى غيره إذا غاب عنها وقدمَ أَعْشَى مازِنٍ على النبي صلى اللّه عليه وسلم فأَنشده هذا الرجز إليكَ أَشْكُو ذِرْبَةً مِنَ الذِّرَبْ خَرَجْتُ أَبْغِيها الطَّعامَ في رَجَبْ فَخَلَفَتْني بِنزاعٍ وحَرَبْ أَخْلَفَتِ العَهْدَ ولَطَّتْ بالذَّنَبْ وأَخْلَفَ الغُلامُ فهو مُخْلِفٌ إذا راهَقَ الحُلُم ذكره الأَزهري وقول أَبي ذؤيب إذا لَسَعَتْه النَّحْلُ لم يَرْجُ لَسْعَها وخالَفَها في بَيْتِ نُوبٍ عَواسِلِ
( * قوله « في بيت نوب إلخ » تقدّم ضبطه في مادة دبر لا على هذا الوجه ولعل الصواب في الضبط ما هنا )
معناه دخَل عليها وأَخَذ عَسَلها وهي ترعى فكأَنه خالَفَ هَواها بذلك ومن رواه وحالَفَها فمعناه لزِمَها والأَخْلَفُ الأَعْسَرُ ومنه قول أَبي كبير الهُذلي زَقَبٌ يَظَلُّ الذئبُ يَتْبَعُ ظِلَّه من ضِيقِ مَوْرِدِه اسْتِنانَ الأَخْلَفِ قال السكري الأَخْلَفُ المُخالِفُ العَسِرُ الذي كأَنه يَمشي على أَحد شِقَّيْه وقيل الأَخْلَفُ الأَحْوَلُ وخالفه إلى الشي عَصاه إليه أَو قصَده بعدما نهاه عنه وهو من ذلك وفي التنزيل العزيز وما أُريد أَن أُخالِفَكم إلى ما أَنْهاكم عنه الأَصمعي خَلَفَ فلان بعَقِبي وذلك إذا ما فارَقَه على أَمْر ثم جاء من ورائه فجعَل شيئاً آخر بعد فِراقِه وخَلَفَ له بالسيف إذا جاءه من خَلْفِه فضَرب عُنقه والخِلافُ الخُلْفُ وسُمع غير واحد من العرب يقول إذا سُئل وهو مُقبل على ماء أَو بلد أَحَسْتَ فلاناً ؟ فيُجِيبُه خالِفَتي يريد أَنه ورَدَ الماء وأَنا صادِرٌ عنه الليث رجل خالِفٌ وخالِفةٌ أَيّ يُخالِفُ كثيرُ الخِلافِ ويقال بعير أَخْلَفُ بيًّنُ الخَلَفِ إذا كان مائلاً على شِقّ الأَصمعي الخَلَفُ في البعير أَن يكون مائلاً في شق ابن سيده وفي خُلُقِه خالِفٌ وخالِفةٌ وخُلْفةٌ وخِلْفةٌ وخِلَفْنة وخِلَفْناةٌ أَي خِلافٌ ورجل خِلَفْناة مُخالِفٌ وقال اللحياني هذا رجل خِلَفْناة وامرأَة خِلَفْناة قال وكذلك الاثنان والجمع وقال بعضهم الجمع خِلَفْنَياتٌ في الذكور والإناث ويقال في خُلُق فلان خلَفْنةٌ مثل دِرَفْسةٍ أَي الخِلافُ والنون زائدة وذلك إِذا كان مُخالِفاً وتَخالَفَ الأَمْران واخْتَلَفا لم يَتَّفِقا وكلُّ ما لم يَتَساوَ فقد تَخالف واخْتَلَفَ وقوله عز وجل والنخلَ والزرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُه أَي في حال اخْتِلافِ أُكُلِه إِن قال قائل كيف يكون أَنْشأَه في حال اخْتِلافِ أُُكُلُه وهو قد نَشأَ من قبل وقُوع أُكُلِه ؟ فالجواب في ذلك أَنه قد ذكر انشاء بقوله خالِقُ كلِّ شيء فأَعلم جل ثناؤه أَن المُنْشئ له في حال اخْتِلافِ أُكُلِه هو ويجوز أَن يكون أَنشأَه ولا أُكُلَ فيه مختلفاً أُكُله لأَن المعنى مُقَدَّراً ذلك فيه كما تقول لتَدْخُلَنَّ منزل زيد آكلاً شارباً أَي مُقَدِّراً ذلك كما حكى سسيبويه في قوله مررتُ برجل معه صَقْر صائداً به غداً أَي مُقَدِّراً به الصيدَ والاسم الخِلْفةُ ويقال القوم خِلْفةٌ أَي مُخْتَلِفون وهما خِلْفان أَي مختلفان وكذلك الأُنثى قال دَلْوايَ خِلْفانِ وساقِياهُما أَي إحداهما مُصْعِدةٌ مَلأَى والأُخرى مُنْحَدِرةٌ فارِغةٌ أَو إِحداهما جديدة والأُخرى خَلَقٌ قال الحياني يقال لكل شيئين اختلفا هما خِلْفان قال وقال الكسائي هما خِلْفَتانِ وحكي لها ولَدانِ خِلْفانِ وخِلْفتانِ وله عَبدان خِلْفان إذا كان أَحدهما طويلاً والآخر قصيراً أَو كان أَحدهما أَبيضَ والآخر أَسود وله أَمتان خِلْفان والجمع من كل ذلك أَخْلافٌ وخِلْفةٌ ونِتاجُ فلان خِلْفة أَي عاماً ذكراً وعاماً أُنثى وولدت الناقة خِلْفَيْنِ أَي عاماً ذكراً وعاما أَنثى ويقال بنو فلان خِلْفةٌ أَي شِطْرةٌ نِصف ذكور ونصف إِناث والتَّخاليف الأَلوان المختلفةُ والخِلْفةُ الهَيْضةُ يقال أَخَذَتْه خِلْفةٌ إذا اخْتَلَفَ إلى المُتَوَضَّإِ ويقال به خِلفة أَي بَطنٌ وهو الاختلاف وقد اخْتَلَف الرجلُ وأَخْلَفَه الدَّواء والمَخْلُوفُ الذي أَصابته خِلفة ورِقَّةُ بَطْنٍ وأَصبح خالفاً أَي ضعيفاً لا يشتهي الطعام وخَلَفَ عن الطعام يَخْلُف خُلوفاً ولا يكون إلا عن مرَض الليث يقال اخْتَلَفْتُ إليه اخْتِلافةً واحدة والخَلْفُ والخالِف والخالِفةُ الفاسِدُ من الناس الهاء للمبالغة والخَوالِفُ النساء المُتَخَلِّفاتُ في البيوت ابن الأَعرابي الخُلوفُ الحيّ إذا خرج الرجالُ وبقي النساء والخُلُوفُ إذا كان الرجال والنساء مجتمعين في الحيّ وهو من الأَضداد وقوله عز وجل رضوا بأن يكونوا مع الخَوالِف قيل مع النساء وقيل مع الفاسد من الناس وجُمِع على فَواعِلَ كفوارِسَ هذا عن الزجاج وقال عَبد خالِفٌ وصاحِب خالِفٌ إذا كان مُخالفاً ورَجل خالِفٌ وامرأة خالِفةٌ إذا كانت فاسِدةً ومتخلِّفة في منزلها وقال بعض النحويين لم يجئْ فاعل مجموعاً على فَواعِلَ إلا قولهم إنه لخالِفٌ من الخَوالِف وهالِكٌ من الهَوالِكِ وفارِسٌ من الفَوارِس ويقال خَلَفَ فلان عن أَصحابه إذا لم يخرج معهم وفي الحديث أَن اليهود قالت لقد علمنا أَن محمداً لم يترك أَهلَه خُلوفاً أَي لم يتركهن سُدًى لا راعِيَ لهنَّ ولا حامِيَ يقال حيٌّ خُلوفٌ إذا غاب الرجال وأَقام النساء ويطلق على المقيمين والظَّاعِنين ومنه حديث المرأَة والمَزادَتَيْنِ ونَفَرُنا خُلُوفٌ أَي رجالنا غُيَّبٌ وفي حديث الخُدْريِّ فأَتينا القوم خُلوفاً والخَلْفُ حَدُّ الفَأْسِ ابن سيده الخَلْفُ الفَأْس العظيمة وقيل هي الفأْس برأْس واحد وقيل هو رأْس الفأْس والمُوسى والجمع خُلوفٌ وفأْسٌ ذاتُ خِلْفَيْنِ
( * قوله « ذات خلفين » قال في القاموس ويفتح ) أَي لها رأْسان وفأَسٌ ذاتُ خِلْفٍ والخَلْفُ المِنْقارُ الذي يُنْقَرُ به الخشب والخَلِيفان القُصْرَيانِ والخِلْفُ القُصَيْرى من الأَضْلاعِ بكسر الخاء
( * قوله « بكسر الخاء » أَي وتفتح وعلى الفتح اقتصر المجد ) وضِلَعُ الخِلْفِ أَقصى الأَضْلاعِ وأَرَقُّها والخِلْفُ بالكسر واحد أَخْلافِ الضَّرْع وهو طرَفُه الجوهري الخِلْفُ أَقصر أَضلاع الجنب والجمع خلوف ومنه قول طرفةَ بن العبد وطَيُّ مَحالٍ كالحَنِيِّ خُلوفُه وأَجْرِنةٌ لُزَّتْ بدَأْيٍ مُنَضَّدِ والخلْفُ الطُّبْيُ المؤَخَّرُ وقيل هو الضَّرْعُ نفْسُه وخص بعضهم به ضرع الناقة وقال الخِلف بالكسر حلَمةُ ضَرْعِ الناقة القادِمان والآخِران وقال اللحياني الخِلْفُ في الخُفِّ والظِّلْفِ والطُّبْيُ في الحافِر والظُّفُر وجمع الخِلْف أَخْلافٌ وخُلوفٌ قال وأَحْتَمِلُ الأَوْقَ الثَّقِيلَ وأَمْتَري خُلوفَ المَنايا حِينَ فَرَّ المُغامِسُ وتقول خَلَّفَ بناقته تَخْلِيفاً أَي صَرَّ خِلْفاً واحداً من أَخْلافِها عن يعقوب وأَنشد لطرفة وطَيُّ مَحالٍ كالحنيّ خُلُوفُه قال الليث الخُلوفُ جمع الخِلْفِ هو الضَّرْعُ نفْسُه وقال الراجز كأَنَّ خِلْفَيها إذا ما دَرَّا يريد طُبْيَيْ ضَرْعِها وفي الحديث دَعْ داعِيَ اللَّبَنِ قال فتركت أَخْلافَها قائمة الأَخْلافُ جمع خِلف بالكسر وهو الضرع لكل ذات خُفّ وظِلْفٍ وقيل هو مَقْبِضُ يد الحالب من الضرع أَبو عبيد الخَلِيفُ من الجسد ما تحت الإبط والخَلِيفانِ من الإبل كالإبْطين من الإنسان وخَليفا الناقةِ إبْطاها قال كثير كأَنَّ خَلِيفَيْ زَوْرها ورَحاهُما بُنَى مَكَوَيْنِ ثُلِّما بعدَ صَيْدنِ المكا جُحْرُ الثَّعْلَبِ والأَرْنبِ ونحوه والرَّحى الكِرْكِرةُ وبُنَى جمع بُنْيةٍ والصَّيْدن هنا الثعلب وقيل دُوَيْبَّةٌ تعمل لها بيتاً في الأَرض وتُخْفيه وحلَبَ الناقة خَلِيفَ لِبَئِها يعني الحلْبة التي بعد ذَهاب اللِّبا وخلَفَ اللبنُ وغيره وخلُفَ يَخْلُفُ خُلوفاً فيهما تغَيَّر طَعْمُه وريحه وخلَفَ اللبنُ يَخْلُفُ خُلوفاً إذا أُطيل إنْقاعُه حتى يَفْسُدَ وخَلَفَ النبيذُ إذا فسَد وبعضهم يقول أَخْلَفَ إذا حَمُضَ وإنه لطَيِّبُ الخُلْفةِ أَي طيِّبُ آخِر الطعْم الليث الخالِفُ اللحم الذي تَجِدُ منه رُوَيحةً ولا بأْسَ بمَضْغِه وخَلَفَ فُوه يَخْلُفُ خُلوفاً وخُلوفة وأَخْلَفَ تغَيَّر لغة في خَلَفَ ومنه ونَوْم الضُّحى مَخْلَفةٌ للفم أَي يُغَيِّرُه وقال اللحياني خَلَف الطعامُ والفم وما أَشبههما يَخْلُفُ خُلوفاً إذا تغيَّر وأَكل طعاماً فَبَقِيَتْ في فيه خِلْفةٌ فتغير فُوه وهو الذي يَبْقى بين الأسنان وخلَفَ فَمُ الصائم خُلوفاً أَي تغيرت رائحتُه وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ولَخُلُوفُ فم الصائم وفي رواية خِلْفةُ فمِ الصائم أَطيبُ عندَ اللّه مِن رِيحِ المِسْكِ الخِلْفةُ بالكسر تغَيُّرُ ريحِ الفم قال وأَصلها في النبات أَن ينبت الشيء بعد الشيء لأَنها رائحةٌ حديثةٌ بعد الرائحة الأُولى وخلَف فمُه يخلُفُ خِلْفةً وخُلوفاً قال أَبو عبيد الخُلوف تغير طعم الفم لتأَخُّرِ الطعام ومنه حديث عليّ عليه السلام حين سُئل عن القُبْلة للصائم فقال وما أَرَبُك إلى خُلوف فيها ويقال خَلَفَتْ نفْسه عن الطعام فهي تَخْلُفُ خُلوفاً إذا أَضرَبَت عن الطعام من مرض ويقال خلَفَ الرجل عن خُلُق أَبيه يَخْلُف خُلوفاً إذا تغَيَّر عنه ويقال أَبيعُكَ هذا العَبْدَ وأَبْرَأُ إليك من خُلْفَتِه أَي فَسادِه ورجُل ذو خُلْفةٍ وقال ابن بُزرج خُلْفَةُ العبدِ أَن يكون أَحْمَقَ مَعْتُوهاً اللحياني هذا رجل خَلَفٌ إذا اعتزل أَهلَه وعبد خالِفٌ قد اعتزل أَهلَ بيته وفلان خالِفُ أَهلِ بيته وخالِفَتُهم أَي أَحمقهم أَو لا خَيْرَ فيه وقد خَلَفَ يَخْلُفُ خَلافة وخُلوفاً والخالفةُ الأَحْمَقُ القليلُ العقْلِ ورجل أَخْلَفُ وخُلْفُفٌ مَخْرَجَ قُعْدُدٍ وامرأة خالفةٌ وخَلْفاء وخُلْفُفة وخُلْفُفٌ بغير هاء وهي الحَمْقاء وخلَفَ فلان أَي فسَد وخلَفَ فلان عن كلّ خير أَي لم يُفْلِح فهو خالِفٌ وهي خالِفة وقال اللحياني الخالِفةُ العَمودُ الذي يكون قُدَّامَ البيتِ وخلَفَ بيتَه يَخْلُفُه خَلْفاً جعل له خالِفةً وقيل الخالِفةُ عَمُودٌ من أَعْمِدة الخِباء والخَوالِفُ العُمُد التي في مُؤَخَّر البيت واحدتها خالِفةٌ وخالِفٌ وهي الخَلِيفُ اللحياني تكون الخالِفةُ آخِرَ البيت يقال بيت ذو خالِفَتَيْن والخَوالِفُ زَوايا البيت وهو من ذلك واحدتها خالِفةٌ أَبو زيد خالِفةُ البيتِ تحتَ الأَطناب في الكِسْر وهي الخَصاصةُ أَيضاً وهي الفَرْجة وجمع الخالفة خَوالِفُ وهي الزَّوايا وأَنشد فأَخفت حتى هتكوا الخَوالِفا وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها في بِناء الكعبة قال لها لَوْلا حِدْثان قَوْمِك بالكفر بَنَيْتُها على أَساس إبراهيمَ وجعلت لها خَلْفَيْن فإن قُريشاً اسْتَقْصَرَتْ من بِنائها الخَلْفُ الظَّهرُ كأَنه أَراد أَن يجعل لها بابين والجِهةُ التي تُقابِل البابَ من البيت ظهرُه فإذا كان لها بابان فقد صار لها ظَهْرانِ ويروى بكسر الخاء أَي زِيادَتَيْن كالثَّدْيَيْنِ والأَول الوجه أَبو مالك الخالِفةُ الشُّقّةُ المؤخَّرةُ التي تكون تحت الكِفاء تحتَها طرَفُها مما يلي الأَرض من كِلا الشِّقَّين والإخْلافُ أَن يُحَوَّلَ الحَقَبُ فيجعل مما يَلي خُصْيَيِ البعير لئلا يُصيبَ ثِيله فيَحْتَبِسَ بولُه وقد أَخْلَفَه وأَخْلَفَ عنه وقال اللحياني إنما يقال أَخْلِفِ الحَقَبَ أَي نَحِّه عن الثِّيلِ وحاذِ به الحَقَبَ لأَنه يقال حَقِبَ بولُ الجملِ أَي احْتَبَسَ يعني أَن الحَقَب وقَع على مَبالِه ولا يقال ذلك في الناقة لأَن بولها من حَيائها ولا يبلغ الحقَبُ الحَياء وبعير مَخْلوفٌ قد شُقَّ عن ثِيله من خَلْفِه إذا حَقِبَ والإخْلافُ أَن يُصَيَّرَ الحَقَبُ وراء الثِّيلِ لئلا يَقْطَعَه يقال أَخْلِفْ عن بعيرك فيصير الحقب وراء الثيل والأَخْلَفُ من الإبل المشقوقُ الثيل الذي لا يستقرّ وجَعاً الأَصمعي أَخْلَفْتَ عن البعير إذا أَصابَ حَقَبُه ثِيلَه فيَحْقَبُ أَي يَحْتَبِسُ بولُه فتحَوِّلُ الحَقَبَ فتجعلُه مما يلي خُصْيَي البعير والخُلْفُ والخُلُفُ نقِيضُ الوَفاء بالوعْد وقيل أَصله التَّثْقِيلُ ثم يُخَفَّفُ والخُلْفُ بالضم الاسم من الإخلاف وهو في المستقبل كالكذب في الماضي ويقال أَخْلَفه ما وَعَده وهو أَن يقول شيئاً ولا يفْعَله على الاستقبال والخُلُوفُ كالخُلْفِ قال شُبْرمةُ بن الطُّفَيْل أَقِيمُوا صُدُورَ الخَيْلِ إنَّ نُفُوسَكُمْ لَمِيقاتُ يَومٍ ما لَهُنَّ خُلُوفُ وقد أَخْلَفَه ووعَده فأَخْلفَه وجَده قد أَخْلَفَه وأَخْلَفَه وجدَ مَوْعِدَه خُلْفاً قال الأَعشى أَثْوى وقَصَّرَ لَيْلَةً ليُزَوَّدا فمَضَتْ وأَخْلَفَ مِنْ قُتَيلة مَوْعِدا أَي مضت الليلة قال ابن بري ويروى فمضى قال وقوله فمضى الضمير يعود على العاشق وقال اللحياني الإخْلافُ أَن لا يَفي بالعهد وأَن يَعِدَ الرجلُ الرجلَ العِدةَ فلا يُنجزها ورجل مُخْلِفٌ أَي كثير الإخْلافِ لوَعْدِه والإخْلافُ أَن يطلب الرجلُ الحاجة أَو الماء فلا يجد ما طلب اللحياني رُجِيَ فلان فأَخْلَفَ والخُلْفُ اسم وضِعَ موضِع الإخْلافِ ويقال للذي لا يكاد يَفِي إذا وعد إنه لمِخْلافٌ وفي الحديث إذا وعَدَ أَخْلف أَي لم يفِ بعهده ولم يَصْدُقْ والاسم منه الخُلْفُ بالضم ورجل مُخالِفٌ لا يكاد يُوفي والخِلافُ المُضادَّة وفي الحديث لمَّا أَسْلمَ سعيد بن زيد قال له بعض أَهله إني لأُحْسَبُكَ خالِفةَ بني عَدِيٍّ أَي الكثيرَ الخِلافِ لهم وقال الزمخشري إنَّ الخطَّاب أَبا عُمر قاله لزَيْد بن عَمْرو أَبي سعيد بن زيد لمَّا خالَفَ دِينَ قومه ويجوز أَن يُرِيدَ به الذي لا خير عنده ومنه الحديث أَيُّما مُسلمٍ خَلَفَ غازِياً في خالِفَتِه أَي فيمن أَقامَ بعدَه من أَهله وتخلَّف عنه وأَخْلَفَتِ النجومُ أَمْحَلَتْ ولم تُمْطِرْ ولم يكن لِنَوْئِها مطر وأَخْلَفَتْ عن أَنْوائها كذلك قال الأَسودُ بن يَعْفُرَ بِيض مَساميح في الشّتاء وإن أَخْلَفَ نَجْمٌ عن نَوئِه وبَلُوا والخالِفةُ اللَّجوجُ من الرجال والإخْلاف في النخلة إذا لم تحمل سنة والخَلِفَةُ الناقةُ الحامِلُ وجمعها خَلِفٌ بكسر اللام وقيل جمعها مَخاضٌ على غير قياس كما قالوا لواحدة النساء امرأة قال ابن بري شاهده قول الراجز ما لَكِ تَرْغِينَ ولا تَرْغُو الخَلِفْ وقيل هي التي اسْتَكْمَلت سنة بعد النِّتاج ثم حُمِل عليها فلَقِحَتْ وقال ابن الأَعرابي إذا استبان حَمْلُها فهي خَلِفةٌ حتى تُعْشِرَ وخَلَفَت العامَ الناقةُ إذا ردَّها إلى خَلِفة وخَلِفَت الناقةُ تَخْلَفُ خَلَفاً حَمَلتْ هذه عن اللحياني والإخْلافُ أَن تُعِيد عليها فلا تَحْمِل وهي المُخْلِفةُ من النوق وهي الرَّاجع التي توهَّموا أَنَّ بها حمَلاً ثم لم تَلْقَحْ وفي الصحاح التي ظهر لهم أَنها لَقِحَتْ ثم لم تكن كذلك والإخلافُ أَن يُحْمَلَ على الدابّة فلا تَلْقَحَ والإخْلافُ أَن يأْتيَ على البعير البازل سنةٌ بعد بُزُوله يقال بَعِير مُخْلِفٌ والمُخْلِف من الإبل الذي جاز البازِلَ وفي المحكم بعد البازِل وليس بعده سِنّ ولكن يقال مُخْلِفُ عامٍ أَو عامين وكذلك ما زاد والأَنثى بالهاء وقيل الذكر والأُنثى فيه سواء قال الجعدي أَيِّدِ الكاهلِ جَلْدٍ بازِلٍ أَخْلَفَ البازِلَ عاماً أَو بَزَلْ وكان أَبو زيد يقول لا تكون الناقة بازلاً ولكن إذا أَتى عليها حول بعد البزُول فهي بَزُول إلى أَن تُنيِّبَ فتُدْعَى ناباً وقيل الإخْلافُ آخِرُ الأَسنان من جميع الدوابّ وفي حديث الدِّيةِ كذا وكذا خَلِفةً الخَلِفةُ بفتح الخاء وكسر اللام الحامل من النوق وتجمع على خَلِفاتٍ وخلائِفَ وقد خلِفَت إذا حَمَلَتْ وأَخْلَفَتْ إذا حالَتْ وفي الحديث ثلاثُ آَياتٍ يَقْرؤهنَّ أَحدُكم خير له من ثلاثِ خَلِفاتٍ سِمانٍ عظامٍ وفي حديث هدم الكعبة لما هدموها ظهر فيها مِثْلُ خَلائفِ الإبل أَراد بها صُخوراً عِظاماً في أَساسها بقدْر النوق الحوامل والخَلِيفُ من السِّهام الحديدُ كالطَّرِيرِ عن أَبي حنيفة وأَنشد لساعِدةَ بن جُؤيَّةَ
( * قوله « جؤية » صوابه العجلان كما هو هكذا في الديوان كتبه محمد مرتضى ا ه من هامش الأصل بتصرف )
ولَحَفْته منها خَليفاً نَصْلُه حَدٌّ كَحَدِّ الرُّمْحِ لَيْسَ بِمِنزَعِ والخَلِيفُ مَدْفَعُ الماء وقيل الوادي بين الجبَلين قال خَلِيف بَين قُنّة أَبْرَق والخَليفُ فَرْج بين قُنَّتَيْنِ مُتدانٍ قليل العرض والطُّول والخلِيفُ تَدافُع
( * قوله « والخليف تدافع إلخ » كذا بالأصل وعبارة القاموس وشرحه أو الخليف مدفع الماء بين الجبلين وقيل مدفعه بين الواديين وأنما ينتهي إلى آخر ما هنا وتأمل العبارتين ) الأَوْدية وإنما يَنتهي المَدْفَعُ إلى خَلِيفٍ ليُفْضِيَ إلى سَعَةٍ والخلِيفُ الطَّريقُ بين الجبلين قال صخر الغي فلما جَزَمْتُ بِها قِرْبَتي تَيَمَّمْتُ أَطْرِقةً أَو خَلِيفَا جَزَمتُ ملأْت وأَطْرقة جمع طَريق مثل رغيفٍ وأَرْغِفَةٍ ومنه قولهم ذِيخُ الخَلِيفِ كما يقال ذِئبُ غَضاً قال كثِّير وذِفْرَى ككاهِلِ ذِيخِ الخَلِيف أَصابَ فَرِيقَةَ لَيْلٍ فَعاثَا قال ابن بري صواب إنشاده بِذِفْرَى وقيل هو الطريق في أَصل الجبل وقيل هو الطريق وراء الجبل وقيل وراء الوادي وقيل الخَلِيفُ الطريق في الجبل أَيّاً كان وقيل الطريق فقط والجمع من كل ذلك خُلُفٌ أَنشد ثعلب في خُلُفٍ تَشْبَعُ مِنْ رَمْرامِها والمَخْلَفَةُ الطَّريقُ كالخَلِيفِ قال أَبو ذؤيب تُؤمِّلُ أَن تُلاقيَ أُمَّ وَهْبٍ بمَخْلَفَةٍ إذا اجْتَمَعَتْ ثَقِيفُ ويقال عليك المَخْلَفة الوُسْطَى أَي الطريق الوسطى وفي الحديث ذكْرُ خَلِيفةَ بفتح الخاء وكسر اللام قال ابن الأَثير جبل بمكة يُشْرِفُ على أَجْيادٍ وقول الهُذلي وإِنَّا نَحْنُ أَقْدَمُ مِنْكَ عِزّاً إذا بُنِيَتْ لِمَخْلفةَ البُيوتُ مَخْلَفَةُ مِنًى حيث يَنْزل الناس ومَخْلَفة بني فلان مَنْزِلُهم والمَخْلَفُ بِمنًى أَيضاً طُرُقُهم حيث يَمُرُّون وفي حديث معاذ من تخلّف
( * قوله « تخلف » كذا بالأصل والذي في النهاية تحوّل وقوله « مخلاف عشيرته » كذا به أَيضاً والذي فيها مخلافه ) من مخْلافٍ إلى مِخْلافٍ فَعُشْرُه وصَدَقتُه إلى مِخْلافِ عَشِيرَتِه الأَوّل إذا حالَ عليه الحَوْل أَراد أَنه يؤَدِّي صدَقَته إلى عَشيرته التي كان يؤدي إليها وقال أَبو عمرو يقال اسْتُعْمِلَ فلان على مَخالِيفِ الطَّائفِ وهي الأَطراف والنَّواحُ وقال خالد بن جَنْبَة في كل بلد مِخْلافٌ بمكة والمدينة والبصرة والكوفة وقال كنا نَلْقَى بني نُمَير ونحن في مِخْلافِ المدينة وهم في مِخلاف اليمامة وقال أَبو معاذ المِخْلافُ البَنْكَرْدُ وهو أَن يكون لكل قوم صَدقةٌ على حِدة فذلك بَنْكَرْدُه يُؤدِّي إلى عشيرته التي كان يُؤدِّي إليها وقال الليث يقال فلان من مِخْلافِ كذا وكذا وهو عند اليمن كالرُّستاق والجمع مخالِيفُ اليزيدِيّ يقال إنما أَنتم في خَوالفَ من الأرض أَي في أَرَضِينَ لا تُنْبِت إلا في آخر الأَرضِين نباتاً وفي حديث ذي المِشْعارِ من مِخلافِ خارِفٍ ويامٍ هما قبيلتان من اليمن ابن الأَعرابي امرأة خَلِيفٌ إذا كان عَهْدُها بعد الولادة بيوم أَو يومين ويقال للناقة العائذ أَيضاً خَلِيفٌ ابن الأعرابي والخِلافُ كُمُّ القَمِيص يقال اجعله في متنِ خِلافِك أَي في وَسطِ كُمّكَ والمَخْلُوفُ الثوبُ المَلْفُوقُ وخلَفَ الثوبَ يَخْلُفُهُ خَلْفاً وهو خَلِيفٌ المصدر عن كراع وذلك أَن يَبْلى وسَطُه فيُخْرِجَ البالي منه ثم يَلْفِقَه وقوله يُرْوي النَّديمَ إذا انْتَشى أَصحابُه أُمُّ الصَّبيِّ وثَوْبُه مَخْلُوفُ قال يجوز أَن يكون المَخْلُوفُ هنا المُلَفَّق وهو الصحيح ويجوز أَن يكون المرْهُونَ وقيل يريد إذا تَناشى صحبُه أُمْ ولده من العُسْر فإنه يُرْوي نَديمَه وثوبه مخلُوف من سُوء حاله وأَخْلَفْتُ الثوبَ لغة في خَلَفْتُه إذا أَصْلَحْتَه قال الكميت يصف صائداً يَمْشِي بِهِنَّ خَفِيُّ الصَّوْتِ مُخْتَتِلٌ كالنَّصْلِ أَخْلَفَ أَهْداماً بأَطْمارِ أَي أَخْلَفَ موضعَ الخُلْقانِ خُلْقاناً وما أَدْري أَيُّ الخَوالِفِ هو أَي أَيّ الناسِ هو وحكى كراع في هذا المعنى ما أَدري أَيُّ خالِفةَ هو غير مَصْرُوفٍ أَي أَيُّ الناس هو وهو غير مصروف للتأْنيث والتعريف أَلا ترى أَنك فسرته بالناس ؟ وقال اللحياني الخالفةُ الناس فأَدخل عليه الأَلف واللام غيره ويقال ما أَدري أَيُّ خالِفةَ وأَيُّ خافِيةَ هو فلم يُجْرِهما وقال تُرِكَ صَرْفُه لأَنْ أُرِيدَ به المَعْرِفةُ لأَنه وإن كان واحداً فهو في موضع جماع يريد أَيُّ الناس هو كما يقال أَيُّ تَمِيم هو وأَيُّ أَسَد هو وخِلْفةُ الوِرْدِ أَن تُورِد إبلك بالعشيِّ بَعدما يذهَبُ الناسُ والخِلْفةُ الدوابُّ التي تختلف ويقال هن يمشين خِلْفة أَي تذهب هذه وتَجيء هذه ومنه قول زهير بها العينُ والآرامُ يَمْشِينَ خِلْفةً وأَطْلاؤها يَنْهَضْنَ من كلِّ مَجْثَمِ وخلَفَ فلانٌ على فلانة خِلافةً تزوّجها بعد زوج وقوله أَنشده ابن الأَعرابي فإنْ تَسَلي عَنَّا إذا الشَّوْلُ أَصْبَحَتْ مَخالِيفَ حُدْباً لا يَدِرُّ لَبُونُها مَخالِيفُ إبل رعت البقل ولم تَرْعَ اليَبِيسَ فلم يُغْن عنها رَعْيُها البقلَ شيئاً وفرس ذو شِكالٍ من خِلافٍ إذا كان في يده اليمنى ورجله اليسرى بياض قال وبعضهم يقول له خَدَمتانِ من خِلافٍ أَي إذا كان بيده اليمنى بياض وبيده اليسرى غيره والخِلافُ الصَّفْصافُ وهو بأَرض العرب كثير ويسمى السَّوْجَرَ وهو شجر عِظام وأَصنافُه كثيرة وكلها خَوّارٌ خَفيفٌ ولذلك قال الأَسود كأَنَّكَ صَقْبٌ من خِلافٍ يُرى له رُواءٌ وتأْتِيه الخُؤُورةُ مِنْ عَلُ الصَّقْبُ عَمُودٌ من عمد البيت والواحد خِلافةٌ وزعموا أَنه سمّي خِلافاً لأَن الماء جاء بِبَزره سبيّاً فنبت مُخالِفاً لأَصْلِه فسمّي خِلافاً وهذا ليس بقويّ الصحاح شجر الخِلافِ معروف وموضِعُه المَخْلَفَةُ وأَما قول الراجِز يَحْمِلُ في سَحْقٍ من الخِفافِ تَوادِياً سُوِّينَ من خِلافِ فإنما يريد أَنها من شجر مُخْتَلِفٍ وليس يعني الشجرة التي يقال لها الخِلافُ لأَن ذلك لا يكاد يكون بالبادية وخَلَفٌ وخَلِيفةُ وخُلَيْفٌ أَسماء
خنف
الخِنافُ لِينٌ في أَرساغِ البعير ابن الأَعرابي الخِنافُ سُرْعةُ قَلْب يَدَيِ الفرس تقول خَنَفَ البعير يَخْنِفُ خِنافاً إذا سار فقلَب خُفَّ يده غلى وحْشِيِّه وناقة خَنُوفٌ قال الأَعشى أَجَدَّتْ بِرِجْلَيْها النَّجاء وراجَعَتْ يَداها خِنافاً لَيِّناً غيرَ أَحْرَدا وفي حديث الحجاج إن الإبل ضُمَّزٌ خُنُفٌ هكذا جاء في رواية بالفاء جمع خَنُوفٍ وهي الناقة التي إذا سارت قَلَبَتْ خُفَّ يَدِها إلى وحْشِيِّه من خارجٍ ابن سيده خَنَفَتِ الدابةُ تَخْنِفُ خِنافاً وخُنوفاً وهي خَنُوفٌ والجمع خُنُفٌ مالت بيديها في أَحد شِقَّيها من النَّشاط وقيل هو إذا لَوى الفرسُ حافِره إلى وحْشيِّه وقيل هو إذا أَحْضَر وثَنى رأْسَه ويديه في شِقّ أَبو عبيدة ويكون الخِنافُ في الخيل أَن يَثْنِيَ يَدَه ورأْسه في شق إذا أَحْضَر والخِنافُ داء يأْخذ في الخيل في العَضُد الليث صَدْر أَخْنَفُ وظَهر أَخْنف وخَنَفُه انْهِضامُ أَحد جانبيه يقال خَنَفَتِ الدابة تَخْنِفُ بيدها وأَنْفِها في السير أَي تضرب بهما نَشاطاً وفيه بعضُ المَيْل وناقة خَنُوفٌ مِخْنافٌ والخَنُوفُ من الإبل اللَّيِّنةُ اليدين في السير والخِنافُ في عُنُق الناقة أَن تُمِيلَه إذا مُدَّ بزِمامِها وخَنَفَ الفرسُ يَخْنِفُ خَنْفاً فهو خانِفٌ وخَنُوفٌ أَمالَ أَنفَه إلى فارِسه وخنَف الرجلُ بأَنفه تكبّر فهو خانِف والخانِفُ الذي يشمخ بأَنفه من الكِبْر يقال رأَيته خانِفاً عنِّي بأَنفه وخنَفَ بأَنفه عني لواه وخنَفَ البعيرُ يَخْنِفُ خَنْفاً وخِنافاً لَوى أَنفه من الزِّمام والخانِفُ الذي يُميلُ رأْسه إلى الزمام ويفعل ذلك من نشاطِه ومنه قول أَبي وجزة قد قلتُ والعِيسُ النَّجائبُ تَغْتَلي بالقَوْمِ عاصِفةً خَوانِفَ في البُرى وبعير مخْنَفٌ( * قوله « مخنف » ضبط في الأصل النون بالفتح ) به خَنَفٌ والمِخْنافُ من الإبل كالعَقِيم من الرجال وهو الذي لا يُلْقِحُ إذا ضرَب قال أَبو منصور لم أَسمعِ المِخْنافَ بهذا المعنى لغير الليث وما أَدري ما صحّته والخَنِيفُ أَرْدَأُ الكَتَّان وثوب خَنِيفٌ رَديء ولا يكون إلا من الكتان خاصَّة وقيل الخَنِيف ثوب كَتّان أَبيض غليظ قال أَبو زبيد وأَبارِيق شِبْه أَعْناق طَيْر الماء قد جِيبَ فَوْقَهُنَّ خَنِيف شبَّه الفِدام بالجَيْبِ وجمع كل ذلك خُنُفٌ وفي الحديث أَنَّ قوماً أَتوا النبي صلى اللّه عليه وسلم فقالوا تَخَرَّقَتْ عنا الخُنُف وأَحْرقَ بطوننا التمرُ الخُنُف واحدها خَنِيفٌ وهو جِنْس من الكتّان أَردأُ ما يكون منه كانوا يلبسونها وأَنشد في صفة طريق على كالخَنِيفِ السَّحْقِ تَدْعُو به الصَّدَى له قُلُبٌ عادِيَّةٌ وصحونُ والخَنِيفُ الغَزِيرةُ وفي رجز كعب ومَذْقةٍ كطُرَّةِ الخَنِيفِ المَذْقةُ الشَّرْبةُ من اللبن الممزوج شبَّه لَوْنها بطُرّة الخَنِيفِ والخَنْدَفةُ أَن يَمشِي مُفاجّاً ويَقْلِبَ قدَمَيْه كأَنه يَغْرفُ بهما وهو من التَّبَختُر وقد خَنْدف وخصَّ بعضهم به المرأَة ابن الأَعرابي الخُنْدُوفُ الذي يَتَبَخْتَرُ في مَشْيه كِبْراً وبَطَراً وخَنَفَ الأُتْرُجّةَ وما أَشبهها قطَعَها والقِطْعَةُ منه خَنَفَةٌ والخَنْفُ الحَلْبُ بأَربع أَصابعَ وتَسْتَعِينُ معها بالإبهام ومنه حديث عبد الملك أَنه قال لحالب ناقة كيف تَحْلِبُ هذه الناقة أَخْنْفاً أَم مَصْراً أَم فَطراً ؟ ومِخْنَفٌ اسم معروف وخَيْنَفٌ وادٍ بالحجاز قال الشاعر وأَعْرَضَتِ الجِبالُ السُّودُ دُوني وخَيْنَفُ عن شِمالي والبَهِيمُ أَراد البُقْعَة فترك الصَّرْفَ وأَبو مِخْنَفٍ بالكسر كُنْيةُ لُوط بن يحيى رجل من نَقَلَةِ السِّيَرِ
خندف
الخَنْدَفَةُ مِشْيةٌ كالهَرْوَلةِ ومنه سميت زعموا خِندِفُ امرأَة إلْياسَ بن مُضَرَ بن نِزارٍ واسمها لَيْلى نُسِبَ ولَدُ إلياسَ إليها وهي أُمهم غيره كانت خِنْدِفُ امرأةُ إلياسَ اسمها ليلى بنتُ حُلْوانَ غلبت على نَسَبِ أَولادها منه وذكروا أَن إبل إلياسَ انتشرت ليلاً فخرج مُدْرِكةُ في بِغائها فردَّها فسمي مُدْرِكةَ وخَنْدَفت الأُم في أَثره أَي أَسْرَعَتْ فسميت خِنْدِفَ واسمها ليلى بنت عِمْرانَ بنِ إلحافَ بن قُضاعةَ وقعَد طابِخَةُ يَطْبُخُ القِدْرَ فسمي طابِخَةَ وانْقَمَعَ قَمَعَةُ في البيت فسمي قَمَعَةَ وقالت خندف لزوجها ما زِلْتُ أُخَنْدِفُ في أَثركم فقال لها فأَنت خندف فذهب لها اسماً ولولدها نسباً وسميت بها القبيلة وظُلِمَ رجلٌ أَيام الزبير( * قوله « أَيام الزبير إلخ » في النهاية وفي حديث الزبير وقد سمع رجلاً يقول يا لخندف إلخ ) بن العوّام فنادى يا لخِندِفَ فخرج الزبير ومعه خيف وهو يقول أُخَنْدِفُ إليكَ أَيُّها المُخَنْدِفُ واللّه لئن كنتَ مظلوماً لأَنْصُرَنَّكَ الخَنْدَفَةُ الهَرْوَلةُ والإسراعُ في المَشْي يقول يا مَنْ يَدْعُو خنْدفاً أَنا أُجيبُك وآتِيكَ قال أَبو منصور إن صحَّ هذا من فعل الزبَير فإنه كان قبل نَهْي النبيّ صلى اللّه عليه وسلم عن التَّعَزِّي بعَزاء الجاهلية وخَنْدَف الرجلُ انتسب إلى خِنْدِف قال رؤبة إني إذا ما خَنْدَفَ المُسَمِّي وخَنْدَفَ الرجلُ أَسْرَع وأَما ابن الأَعرابي فقال هو مشتق من الخَدْفِ وهو الاخْتِلاسُ قال ابن سيده فإن صح ذلك فالخَنْدَفةُ ثلاثية
خوف
الخَوْفُ الفَزَعُ خافَه يخافُه خَوْفاً وخِيفةً ومَخافةً قال الليث خافَ يخافُ خَوْفاً وإنما صارت الواو أَلفاً في يَخافُ لأَنه على بناء عمِلَ يَعْمَلُ فاستثقلوا الواو فأَلقَوْها وفيها ثلاثة أَشياء الحَرْفُ والصَّرْفُ والصوتُ وربما أَلقوا الحَرْفَ بصرفها وأَبقوا منها الصوت وقالوا يَخافُ وكان حدّه يَخْوَفُ بالواو منصوبة فأَلقوا الواو واعتمد الصوت على صرف الواو وقالوا خافَ وكان حدّه خوِف بالواو مكسورة فأَلقوا الواو بصرفها وأَبقوا الصوت واعتمد الصوت على فتحة الخاء فصار معها أَلفاً ليِّنة ومنه التَّخْويفُ والإخافةُ والتَّخَوّف والنعت خائفٌ وهو الفَزِعُ وقوله أَتَهْجُرُ بَيْتاً بالحِجازِ تَلَفَّعَتْ به الخَوْفُ والأَعْداءُ أَمْ أَنتَ زائِرُهْ ؟ إنما أَراد بالخوف المخافةَ فأَنَّث لذلك وقوم خُوَّفٌ على الأَصل وخُيَّفٌ على اللفظ وخِيَّفٌ وخَوْفٌ الأَخيرة اسم للجمع كلُّهُم خائفونَ والأَمر منه خَفْ بفتح الخاء الكسائي ما كان من ذوات الثلاثة من بنات الواو فإنه يجمع على فُعَّلٍ وفيه ثلاثة أَوجه يقال خائف وخُيَّفٌ وخِيَّفٌ وخَوْفٌ وتَخَوَّفْتُ عليه الشيء أَي خِفْتُ وتَخَوَّفَه كخافه وأَخافَه إياه إخافة وإخافاً عن اللحياني وخَوَّفَه وقوله أَنشده ثعلب وكانَ ابْن أَجمالٍ إذا ما تَشَذَّرَت صُدُورُ السِّياطِ شَرْعُهُنَّ المُخَوَّفُ فسّره فقال يكفيهن أَن يُضْرَبَ غيرُهنّ وخَوَّف الرجلَ إذا جعل فيه الخوف وخَوَّفْتُه إذا جعلْتَه بحالة يخافُه الناس ابن سيده وخَوَّف الرجلَ جعل الناسَ يَخافونه وفي التنزيل العزيز إنما ذلِكمُ الشيطان يُخَوِّفُ أَولياءه أَي يجعلكم تخافون أَولياءه وقال ثعلب معناه يخوّفكم بأَوليائه قال وأَراه تسهيلاً للمعنى الأَول والعرب تُضِيفُ المَخافةَ إلى المَخُوف فتقول أَنا أَخافُك كخَوْفِ الأَسد أَي كما أُخَوَّفُ بالأَسد حكاه ثعلب قال ومثله وقد خِفْتُ حتى ما تزيدُ مَخافَتي على وَعِلٍ بذي المطارةِ عاقِلِ( * قوله « بذي المطارة » كذا في الأصل والذي في معجم ياقوت بذي مطارة وقوله « حتى ما إلخ » جعله الأصمعي من المقلوب كما في المعجم )
كأَنه أَراد وقد خافَ الناسُ مني حتى ما تزِيدُ مخافَتُهم إياي على مخافةِ وعِلٍ قال ابن سيده والذي عندي في ذلك أَن المصدر يضاف إلى المفعول كما يضاف إلى الفاعل وفي التنزيل لا يَسْأَمُ الإنسان من دُعاء الخير فأَضاف الدعاء وهو مصدر إلى الخير وهو مفعول وعلى هذا قالوا أَعجبني ضرْبُ زيدٍ عمرٌو فأَضافوا المصدر إلى المفعول الذي هو زيد والاسم من ذلك كله الخِيفةُ والخِيفةُ الخَوْفُ وفي التنزيل العزيز واذكُرْ ربك في نفسِك تضرُّعاً وخِيفةً والجمع خِيفٌ وأَصله الواو قال صخر الغي الهذلي فلا تَقْعُدَنَّ على زَخَّةٍ وتُضْمِرَ في القَلْبِ وجْداً وخِيفا وقال اللحياني خافَه خِيفَةً وخيِفاً فجعلهما مصدرين وأَنشد بيت صخر الغي هذا وفسّره بأَنه جمع خيفة قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذا لأَن المصادِرَ لا تجمع إلا قليلاً قال وعسى أَن يكون هذا من المصادر التي قد جمعت فيصح قول اللحياني ورجل خافٌ خائفٌ قال سيبويه سأَلت الخليل عن خافٍ فقال يصلح أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه ويصلح أَن يكون فَعِلاً قال وعلى أَيّ الوجهين وجَّهْتَه فتَحْقِيرُه بالواو ورجل خافٌ أَي شديد الخَوْف جاؤُوا به على فَعِلٍ مثل فَرِقٍ وفَزِعٍ كما قالوا صاتٌ أَي شديدُ الصوْتِ والمَخافُ والمَخِيفُ مَوْضِعُ الخَوْفِ الأَخيرة عن الزجاجي حكاها في الجُمل وفي حديث عمر رضي اللّه عنه نِعْمَ العَبْدُ صُهَيْبٌ لَوْ لَم يَخَفِ اللّه لم يَعْصِه أَراد أَنه إنما يُطِيع اللّهَ حُبّاً له لا خَوْفَ عِقابه فلو لم يكن عِقابٌ يَخافُه ما عصى اللّهَ ففي الكلام محذوف تقديره لو لم يخف اللّه لم يعصه فكيف وقد خافه وفي الحديث أَخِيفُوا الهَوامَّ قبل أَن تُخيفَكم أَي احْتَرِسُوا منها فإذا ظهر منها شيء فاقتلوه المعنى اجعلوها تخافكم واحْمِلُوها على الخَوْفِ منكم لأَنها إذا أرادتكم ورأَتْكم تقتلونها فرت منكم وخاوَفَني فَخُفْتُه أَخُوفُه غَلَبْتُه بما يخوِّفُ وكنت أَشدَّ خَوْفاً منه وطريقٌ مَخُوفٌ ومُخِيفٌ تَخافُه الناسُ ووجع مَخُوفٌ ومُخِيفٌ يُخِيفُ مَنْ رآه وخصَّ يعقوب بالمَخُوفِ الطريق لأَنه لا يُخِيفُ وإنما يُخِيفُ قاطِعُ الطريق وخصَّ بالمُخِيفِ الوجَعَ أَي يُخِيفُ مَن رآه والإخافة التَّخْويفُ وحائط مَخُوفٌ إذا كان يُخْشى أَن يقَع هو عن اللحياني وثَغْرٌ مَتَخَوَّفٌ ومُخِيفٌ يُخافُ منه وقيل إذا كان الخوف يجيء من قِبَلِه وأَخافَ الثَّغْرُ أَفْزَعَ ودخل القومَ الخَوْفُ منه قال الزجاجي وقولُ الطِّرِمَّاحِ أَذا العَرْشِ إنْ حانَتْ وفاتي فلا تَكُنْ على شَرْجَعٍ يُعْلى بِخُضْر المَطارِف ولكِنْ أَحِنْ يَوْمي سَعِيداً بعصْمةٍ يُصابُونَ في فَجٍّ مِنَ الأَرضِ خائِفِ
( * قوله « بعصمة » كذا بالأصل ولعله بعصبة بالباء الموحدة )
هو فاعلٌ في معنى مَفْعُولٍ وحكى اللحياني خَوِّفْنا أَي رَقِّقْ لنا القُرآنَ والحديث حتى نَخافَ والخَوْفُ القَتْلُ والخَوْفُ القِتالُ وبه فسّر اللحياني قوله تعالى ولنبلونَّكم بشيء من الخَوْفِ والجوع وبذلك فسّر قوله أَيضاً وإذا جاءَهم أَمْرٌ من الأَمْنِ أَو الخَوْفِ أَذاعُوا به والخوفُ العِلْم وبه فسر اللحياني قوله تعالى فمَن خافَ من مُوصٍ جَنَفاً أَو إثْماً وإِنِ امرأَة خافَتْ من بَعْلها نُشُوزاً أَو إِعراضاً والخَوْفُ أَديمٌ أَحْمَرُ يُقَدُّ منه أَمثالُ السُّيُورِ ثم يجعل على تلك السُّيُور شَذْرٌ تلبسه الجارِيةُ الثُّلاثِيَّةُ عن كراع والحاء أَوْلى والخَوَّافُ طائر أَسودُ قال ابن سيده لا أَدري لم سمي بذلك والخافةُ خَريطةٌ من أَدَمٍ وأَنشد في ترجمة عنظب غَدا كالعَمَلَّسِ في خافةٍ رُؤُوسُ العَناظِبِ كالعَنْجد
( * قوله « في خافة » يروى بدله في حدلة بالحاء المهملة مضمومة والذال المعجمة حجزة الازار وتقدم لنا في مادة عنجد بلفظ في خدلة بالخاء المعجمة والدال المهملة وهي خطأ )
والخافةُ خَريطةٌ من أَدَمٍ ضَيِّقَةُ الأَعلى واسِعةُ الأَسفل يُشْتارُ فيها العَسلُ والخافةُ جُبَّةٌ يلْبَسها العَسَّالُ وقيل هي فَرْوٌ من أَدَمٍ يلبسها الذي يدخل في بيت النحل لئلا يلسَعَه قال أَبو ذؤيب تأَبَّطَ خافةً فيها مِسابٌ فأَصْبَحَ يَقْتَري مَسَداً بِشِيقِ قال ابن بري رحمه اللّه عَيْن خافةٍ عند أَبي عليٍّ ياء مأْخوذة من قولهم الناس أَخْيافٌ أَي مُخْتَلِفُون لأَن الخافةَ خريطة من أَدَم منقوشة بأَنواع مختلفة من النقش فعلى هذا كان ينبغي أَن تذكر الخافة في فصل خيف وقد ذكرناها هناك أَيضاً والخافةُ العَيْبةُ وقوله في حديث أَبي هريرة مَثَلُ المُؤمِن كمثل خافةِ الزّرع الخافةُ وِعاء الحَبّ سميت بذلك لأَنها وِقايةٌ له والرواية بالميم وسيأْتي ذكره في موضعه والتخَوُّفُ التَّنَقُّصُ وفي التنزيل العزيز أَو يأْخُذَهم على تَخَوُّفٍ قال الفراء جاء في التفسير بأَنه التنقص قال والعرب تقول تَخَوَّفته أَي تنقصته من حافاته قال فهذا الذي سمعته قال وقد أَتى التفسير بالحاء قال الزجاج ويجوز أَن يكون معناه أَو يأْخذهم بعد أَن يُخِيفَهم بأَن يُهْلِك قَريةً فتخاف التي تليها وقال ابن مقبل تَخَوَّفَ السَّيْرُ منها تامِكاً قَرِداً كما تَخَوَّفَ عودَ النَّبْعةِ السَّفَنُ السَّفَنُ الحديدة التي تُبْرَدُ بها القِسِيُّ أَي تَنَقَّصَ كما تأْكلُ هذه الحَديدةُ خشَبَ القِسيّ وكذلك التخْويفُ يقال خَوَّفَه وخوَّفَ منه قال ابن السكيت يقال هو يَتَحَوّفُ المال ويَتَخَوّفُه أَي يَتَنَقَّصُه ويأْخذ من أَطْرافِه ابن الأَعرابي تَحَوَّفْتُه وتَحَيَّفْته وتَخَوَّفْتُه وتَخَيَّفْته إذا تَنَقَّصْته وروى أَبو عبيد بيت طرَفة وجامِلٍ خَوَّفَ من نِيبه زَجْرُ المُعَلَّى أُصُلاً والسَّفِيحْ يعني أَنه نقصها ما يُنْحَر في المَيْسِر منها وروى غيره خَوَّعَ من نِيبه ورواه أَبو إسحق من نَبْتِه وخَوَّفَ غنمه أَرسلها قِطعة قِطعة
خيف
خَيِفَ البعير والإنسانُ والفرسُ وغيره خَيَفاً وهو أَخْيَفُ بَيِّنُ الخَيَفِ والأُنثى خَيْفاء إذا كانت إحدى عينيه سَوْداء كَحْلاء والأَخرى زَرْقاء وفي الحديث في صفة أَبي بكر ورضي اللّه عنه أَخْيَف بني تَيْمٍ الخَيَفُ في الرجل أَن تكون إحدى عينيه زرقاء والأَخرى سوداء والجمع خُوفٌ وكذلك هو من كل شيء والأَخْيافُ الضُّروبُ المختلفة في الأَخْلاق والأَشْكالِ والأَخْيافُ من الناس الذين أُمُّهم واحدة وآباؤهم شَتى يقال الناسُ أَخْيافٌ أَي لا يَسْتَوُون ويقال ذلك في الإخوة يقال إخوةٌ أَخيافٌ والأَخْيافُ اختلاف الآباء وأَمهم واحدة ومنه قيل الناسُ أَخياف أَي مختلفون وخَيَّفَتِ المرأَةُ أَولادَها جاءت بهم مختلفين وتَخَيَّفَت الإبل في المَرْعى وغيره اخْتَلَفَت وجُوهُها عن اللحياني والخافةُ خريطةٌ من أَدم تكون مع مُشْتارِ العَسل وقيل هي سُفْرة كالخَريطة مُصَعَّدةٌ قد رُفعَ رأَسُها للعسل قيل سميت بذلك لتَخَيُّفِ أَلوانِها أَي اخْتِلافها قال الليث تصغيرها خُوَيْفَةٌ واشْتِقاقها من الخَوْفِ وهي جُبة من أَدَم يلبسها العَسَّالُ والسَّقَّاء قال أَبو منصور قوله اشتقاقها من الخَوْف خطأٌ والذي أَراه الحَوْف بالحاء وليس هذا موضعه وخُيِّفَ الأَمر بينهم وُزِّعَ وخُيِّفت عُمُورُ اللِّثةِ بين الأَسنان فُرِّقَتْ والخَيْفانةُ الجَرادةُ إذا صارت فيها خطوط مختلفة بياض وصُفرة والجمع خَيْفانٌ وقال اللحياني جراد خَيْفانٌ اختلفت فيه الأَلوان والجَرادُ حينئذٍ أَطير ما يكون وقيل الخَيْفانُ من الجراد المهازيل الحمر الذي من نِتاج عام أَوّل وقيل هي الجَرادُ قبل أَن تَسْتَوِي أَجْنِحَتُه وناقة خَيْفانةٌ سريعة شبهت بالجراد لسرعتها وكذلك الفرس شبهت بالجرادة لخفتها وضُمورها قال عنترة فغَدَوْتُ تَحْمِلُ شِكَّتي خَيْفانةٌ مُرْطُ الجِراء لها تَميمٌ أَتْلَعُ قال أَبو نصر العرب تشبّه الخيل بالخَيْفانِ قال امرؤ القيس وأَرْكَبُ في الرَّوْعِ خَيْفانةً لها ذَنَبٌ خَلْفَها مُسْبَطِرّْ وهذا البيت في الصحاح وأَركب في الروع خيفانة كَسا وجْهَها سَعَفٌ مُنْتَشِرْ ويقال تَخَيَّفَ فلان أَلواناً إذا تغير أَلواناً قال الكميت وما تَخَيَّف أَلواناً مُفَنَّنَةً عن المحاسِنِ من إخْلاقِهِ الوطْبُ ابن سيده وربما سميت الأَرضُ المختلِفةُ أَلوانِ الحجارة خَيْفاء والخَيْفُ جِلدُ الضَّرْع ومنهم من قال جلد ضرْع الناقة وقيل لا يكون خَيْفاً حتى يخلُوَ من اللبن ويسترخي وناقة خَيْفاءُ بَيِّنةُ الخَيَفِ واسعة جلد الضرع والجمع خَيْفَاواتٌ وخيفٌ الأُولى نادرة لأَن فَعْلاوات إنما هي للاسم أَو الصفة الغالبة غَلبةَ الاسم كقوله صلى اللّه عليه وسلم ليس في الخَضْراوات صَدقة وحكى اللحياني ما كانت الناقة خَيْفاء ولقد خَيِفَتْ خَيَفاً والخَيْفُ وِعاء قَضِيب البعير وبعير أَخْيَفُ واسِعُ جلد الثِّيل قال صَوَّى لها ذا كِدْنةٍ جُلْذِيّا أَخْيَفَ كانت أُمّه صَفِيّا أَي غَزِيرةً وقد خَيِفَ بالكسر والخَيْفُ ما ارتفع عن موضع مَجرى السيلِ ومَسيلِ الماء وانْحَدَرَ عن غِلَظِ الجبل والجمع أَخْيافُ قال قيسُ بن ذريح فَغَيْقَةُ فالأَخْيافُ أَخْيافُ ظَبْيةٍ بها مِنْ لُبَيْنَى مَخْرَفٌ ومَرابعُ( * قوله « فغيقة إلخ » قبله كما في المعجم لياقوت عفا سرف من أهله فسراوع فوادي قديد فالتلاع الدوافع )
ومنه قيل مسجد الخَيْفِ بمنًى لأَنه في خَيْفِ الجبل ابن سيده وخَيْفُ مكةَ موضع فيها عند منًى سمي بذلك لانحداره عن الغِلَظِ وارتفاعه عن السيل وفي الحديث نحن نازلون غَداً بخَيْفِ بني كِنانة يعني المُحَصَّب ومسجدُ منًى يسمى مسجد الخَيْف لأَنه في سَفْح جبلها وفي حديث بدر مضى في مسيره إليها حتى قطع الخُيُوفَ هي جمع خَيف وأَخْيَفَ القومُ وأَخافوا إذا نزلوا الخيفَ خيفَ منًى أَو أَتوه قال هل في مُخِيفَتِكُم مَنْ يَشْتري أَدَما والخِيفُ جمع خِيفَةٍ من الخَوْف أَبو عمرو الخَيفةُ السِّكِّين وهي الرَّميضُ وتَخَيَّفَ ماله تَنَقَّصه وأَخذ من أَطرافه كتحَيَّفه جكاه يعقوب وعدّه في البدل والحاء أَعَلى والخَيْفانُ حشيش ينبت في الجبل وليس له ورق إنما هو حشيش وهو يطول حتى يكون أَطول من ذراع صُعُداً وله سَنَمَةٌ صُبَيْغاء بيضاء السفل جعله كراع فَيْعالاً قال ابن سيده وليس بقوي لكثرة زيادة الأَلف والنون لأَنه ليس في الكلام خ ف ن
دأف
دَأَفَ على الأَسِيرِ أَجْهَزَ ومَوْتٌ دُؤافٌ وحِيٌّ والأُدافُ ذكر الرجل قال ابن الأَعرابي أَصله وُدافٌ من قولهم وَدَفَ الشَّحْم إذا سالَ وإن صحَّ ذلك فهو من غير هذا الباب
درعف
ادْرَعَفَّتِ الإبلُ واذْرَعَفَّتْ مَضَت على وجُوهها وقيل المُدْرَعِفُّ السريعُ فلم يُخَصَّ به شيء
درنف
يقال جمل دُرْنُوفٌ أَي ضَخْمٌ التهذيب قال الشاعر وقد حَدَوْناها بِهَيدٍ وهَلا( * قوله « وقد حدوناها إلخ » تقدم في مادة هيد للمؤلف بعد وهلا حتى ترى أسفلها صار علا وكذا هو في الصحاح )
عَثَمْثَماً ضَخْم الذَّفاري نَهْبَلا أَكْلَفَ دُرْنُوفاً هِجاناً هَيْكَلا قال لا أَعرف الدُّرْنُوفَ وقال هو العظيم من الإبل
دسف
ابن الأَعرابي أَدْسَفَ الرجلُ إذا صار مَعاشه من الدُّسْفَة وهي القيادة وهو الدُّسْفانُ والدُّسفان شبيه الرَّسول كأَنه يَبْغِي شيئاً وقال أُمية فأَرْسَلُوه يَسُوفُ الغَيْثَ دُسفانَا( * قوله « يسوف » كذا في النسخ والذي في شرح القاموس يريد )
ورواه الفارسي دُسْقانا وهو مذكور في موضعه وأَقْبَلُوا في دسفانهم أَي خمرهم عن ثعلب
دعف
مَوْتٌ دُعافٌ كذُعافٍ حكاه يعقوب في البدل قال ابن بري حكى ابن حمزة عن أَبي رِياش أَنه يقال للمُحَمَّقِ أَبو ليلى وأَبو دَعْفاء قال وأَنشدني لابن أَحمر يُدَنِّسُ عِرْضَه ليَنالَ عِرْضِي أَبا دَعْفاء وَلِّدها فَقارا أَي ولِّدْها جَسَداً ليس له رأَس وقيل أَراد أَخْرِجْ ولدها من فَقارها
دغف
الدَّغْفُ الأَخذ الكثير دَغَفَ الشيءَ يَدْغَفُه دَغْفاً أَخذه أَخذاً كثيراً ودَغَفَهم الحَرُّ دَغِمَهُم وأَبو الدَّغْفاء كنْيَةُ الأَحمق قال أَبا الدغفاء ولِّدْها فقارا
دفف
الدَّفُّ والدَّفَّةُ الجَنْبُ من كل شيء بالفتح لا غير وأَنشد الليث في الدفّة ووانِية زَجَرْتُ عل وَجاها قَريح الدَّفَّتَيْنِ مِنَ البِطانِ وقيل الدَّفُّ صَفْحةُ الجنب أَنشد ثعلب في صفة إنسان يَحُكُّ كُدوحَ القَمْلِ تَحْتَ لَبانِه ودَفَّيهِ منها دامِياتٌ وحالِبُ وأَنشد أَيضاً في صفة ناقة تَرى ظِلَّها عند الرَّواحِ كأَنه إلى دَفِّها رَأْلٌ يَخُبُّ خَبِيبُ ورواية ابن العلاء يَحُكُّ جَنِيب يريد أَن ظلها من سرْعتها يضطرب اضطراب الرأْل وذلك عند الرَّواح يقول إنها وقت كلال الإبل نَشِيطَةٌ منْبَسِطةٌ وقول ذي الرمة أَخو تَنائِفَ أَغْفَى عندَ ساهِمةٍ بأَخْلَقِ الدَّفِّ من تَصْديرها جُلَبُ وروى بعضهم أَخا تنائف فهو على هذا( * قوله « فهو على هذا إلخ » كذا بالأصل وعبارة الصحاح في مادة سهم والساهمة الناقة الضامرة قال ذو الرمة أخا تنائف البيت يقول زار الخيال أخا تنائف نام عند ناقة ضامرة مهزولة بجنبها قروح من آثار الحبال والاخلق الأملس ) مضمر لأَن قبله زار الخيال فأَما قول عنترة وكأَنما تَنْأَى بِجانِبِ دَفِّها ال وحْشيِّ من هَزِجِ العَشِيِّ مُؤَوَّمِ فإنما هو من إضافة الشيء إلى نفسه والجمع دُفوف ودفَّتا الرَّحْل والسرج والمُصْحَف جانباه وضمامتاه
( * قوله « وضمامتاه » كذا في الأصل بضاد معجمة وفي القاموس بمهملة وعبارة الاساس ضماماه بالاعجام والتذكير والضمام بالكسر كما في الصحاح ما تضم به شيئاً إلى شيء ) من جانبيه وفي الحديث لعله يكون أَوْقَرَ دَفَّ رَحْلِهِ ذهباً ووَرِقاً دَفُّ الرحْلِ جانِبُ كُورِ البعير وهو سَرْجُه ودفَّتا الطبلِ الذي على رأْسه ودَفّا البعير جَنْباه وسَنامٌ مُدَفِّفٌ إذا سَقَطَ على دَفَّي البعير ودَفَّ الطائرُ يَدُفُّ دَفّاً ودَفِيفاً وأَدَفَّ ضَرَب جَنْبَيْه بجناحيه وقيل هو الذي إذا حرّك جناحيه ورجلاه في الأَرض وفي بعض التَّنْزيه ويسمع حركَةَ الطير صافِّها ودافِّها الصافُّ الباسِطُ جناحيه لا يحركهما ودَفِيفُ الطائِر مَرُّه فُوَيْقَ الأَرض والدَّفِيفُ أَن يَدُفَّ الطائرُ على وجه الأَرض يحرّك جَناحيه ورجلاه بالأَرض وهو يطير ثم يستقل وفي الحديث كلْ ما دَفَّ ولا تأْكلْ ما صَفَّ أَي كلْ ما حرَّك جَناحَيْهِ في الطيران كالحمام ونحوه ولا تأْكل ما صَفَّ جناحيه كالنُّسور والصُّقُور ودَفَّ العُقابُ يَدُفُّ إذا دنا من الأَرض في طيَرانِه وعُقابٌ دَفُوفٌ للذي يَدْنُو من الأَرض في طيرانه إذا انْقَضَّ قال امرؤ القيس يصف فرساً ويشبهها بالعُقاب كأَني بفَتْخاء الجَناحَيْن لَقْوَةٍ دَفُوفٍ من العِقْبانِ طأْطأْتُ شِمْلالي وقوله شِمْلالي أَي شِمالي ويروى شِمْلال دون ياء وهي الناقة الخفيفة وأَنشد ابن سيده لأَبي ذؤيب فَبَيْنا يَمْشِيان جَرَتْ عُقابٌ من العِقْبانِ خائِتة دَفُوفُ وأَما قول الراجز والنَّسْرُ قد يَنْهَضُ وهو دافي فعلى محوّل التضعيف فَخَفَّفَ وإنما أَراد وهو دافِفٌ فقَلب الفاء الأَخيرة ياء كراهيةَ التضعيف وكَسَره على كَسْرة دافِفٍ وحذف إحدى الفاءين ودُفُوفُ الأَرض أَسْنادُها وهي دَفادِفُها الواحدة دَفْدَفَةٌ والدَّفِيفُ العَدْوُ الصحاح الدَّفِيفُ الدَّبيبُ وهو السَّير اللَّيِّن واستعاره ذو الرمة في الدَّبَران فقال يصف الثُرَيَّا يَدِفُّ على آثارِها دَبَرانُها فلا هو مَسْبُوقٌ ولا هو يَلْحَقُ ودَفَّ الماشي خَفَّ على وجهِ الأَرض وقوله إلَيْك أَشْكُو مَشْيَها تَدافِيا مَشْيَ العَجُوزِ تَنْقُلُ الأَثافِيا إنما أراد تَدافُفاً فقلَبَ كما قدَّمْنا والدَّافَّةُ والدفَّافةُ القوم يُجْدِبُون فيُمْطَرُون دَفُّوا يَدِفُّونَ وقال دَفَّتْ دافّةٌ أَي أَتى قَوْمٌ من أَهلِ البادِيةِ قد أُقْحِمُوا وقال ابن دريد هي الجَماعةُ من الناس تُقْبِلُ من بلد إلى بلد ويقال دَفَّتْ علينا من بني فلان دافَّةٌ وفي حديث عمر رضي اللّه عنه أَنه قال لمالك بن أَوْس يا مالِ إنه دَفَّتْ علينا من قومك دافَّةٌ وقد أَمَرْنا لهم برَضْخٍ فاقْسِمْه فيهم قال أَبو عمرو الدافَّةُ القوم يسيرون جماعةً ليس بالشّديد
( * أراد سيراً ليس بالشديد ) وفي حديث لُحُومِ الأَضاحي إنما نَهَيْتُكم عنها من أَجلِ الدَّافَّةِ هم قوم يَسِيرون جماعةً سَيْراً ليس بالشَّديد يقال هم قوم يَدِفُّونَ دَفِيفاً والدافَّةُ قوم من الأَعْراب يريدون المِصْر يريد أَنهم قَدِمُوا المدينة عند الأَضحى فنهاهم عن ادِّخارِ لُحُوم اللأَضاحي ليُفَرِّقُوها ويَتَصَدَّقُوا بها فيَنْتَفعَ أُولئك القادِمون بها وفي حديث سالم أَنه كان يَلي صَدَقةَ عمر رضي اللّه عنه فإذا دَفَتْ دافَّةٌ من الأَعْراب وجَّهَها فيهم وفي حديث الأحنف قال لمعاوِيةَ لولا عَزْمةُ أَمِيرِ المؤمنين لأَخبرته أَن دافّةً دفَّتْ وفي الحديث أَن أَعرابيّاً قال يا رسولَ اللّه هل في الجنة إبل ؟ فقال نعم إنَّ فيها النجائِبَ تَدِفُّ برُكْبانها أَي تسير بهم سَيْراً لَيِّناً وفي الحديث الآخر طَفِقَ القومُ يَدِفُّونَ حَوْلَه والدَّافَّةُ الجيش يَدِفُّون نحو العدوِّ أَي يَدِبُّون وتَدافَّ القومُ إذا ركِبَ بعضهُم بعضاً ودَفَّفَ على الجَريح كَذَفَّفَ أَجْهَزَ عليه وكذلك دافَّه مُدافَّةً ودِفافاً ودافاه الأَخيرة جُهَنِيَّةٌ وفي حديث ابن مسعود أَنه دافَّ أَبا جهل يوم بَدْرٍ أَي أَجْهَزَ عليه وحَرَّرَ قَتْلَه يقال دافَفْتُ عليه ودافَيْتُه ودَفَّفْت عليه تَدْفِيفاً وفي رواية أَقْعَصَ ابنا عفراء أَبا جهل ودفَّف عليه ابن مسعود ويروى بالذال المعجمة بمعناه وفي حديث خالد أَنه أَسَرَ من بني جَذيمة قوماً فلما كان الليلُ نادى مناديه أَلا من كان معه أَسير فليدافِّه معناه ليجهزْ عليه يقال دافَفْتُ الرجل دِفافاً ومُدافَّة وهو إجْهازُك عليه قال رؤْبة لما رآني أُرْعِشَتْ أَطْرافي كان مع الشَّيْبِ منَ الدِّفافِ قال أَبو عبيد وفيه لغة أُخرى فَلْيُدافِه بتخفيف الفاء من دافَيْتُه وهي لغة لجُهَينة ومنه الحديث المرفوع أَنه أُتِيَ بأَسيرٍ فقال أَدْفُوه يريد الدِّفْءَ من البَرْد فقتلوه فَوَداه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال أَبو عبيد وفيه لغة ثالثة فَلْيُذافِّه بالذال المعجمة يقال ذَفَّفْتُ عليه تذْفيفاً إِذا أَجْهَزْتَ عليه وذافَفْتُ الرَّجُلَ مُذافَّةً أَجْهَزْتُ عليه وفي الحديث أَنَّ خُبَيباً قال وهو أَسيرٌ بمكة ابْغُوني حَديدةً أَسْتَطِيبُ بها فأُعْطِيَ مُوسَى فاسْتَدَفَّ بها أَي حلَق عانته واسْتَأْصَلَ حَلْقها وهو من دَفَّفْتُ على الأَسير ودافَفْتُه ودافَيْتُه على التحويل دافَعْتُه ودفَّ الأَمْرُ يَدِفُّ واسْتَدَفَّ تَهَيّأَ وأَمكن يقال خذ ما دفَّ لك واسْتَدَفَّ أَي خذ ما تهيّأَ وأَمكن وتَسَهَّلَ مثل اسْتَطفَّ والدال مبدلة من الطاء واسْتَدَفَّ أَمْرُهم أَي اسْتَتَبّ واستقام وحكى ابن بري عن ابن القطَّاع قال يقال استدف واستذف بالدال والذال المعجمة والدَّفُّ والدُّفُّ بالضم الذي يَضرب به النساء وفي المحكم الذي يُضْرَب به والجمع دُفُوفٌ والدفَّافُ صاحبُها والمُدَفِّفُ صانِعُها والمُدفدِفُ ضارِبُها وفي الحديث فَصْلُ ما بين الحرام والحلال الصوتُ والدفُّ المراد به إعلان النِّكاح والدفْدفةُ استعجال ضربها وفي حديث الحسن وإن دَفْدَفتْ بهم الهَماليجُ أَي أَسْرَعَتْ وهو من الدَّفيف السير اللَّيِّن بتكرار الفاء
دقف
ابن الأَعرابي الدَّقْفُ هَيَجانُ الدُقْفانةِ وهو المُخَنَّثُ وقال الدُّقُوفُ هَيَجانُ الخَيْعامةِ
دلف
الدَّلِيفُ المَشْيُ الرُّوَيْدُ دَلَفَ يَدْلِفُ دَلْفاً ودَلَفاناً ودَلِيفاً ودُلوفاً إذا مشى وقارَب الخَطْو وقال الأَصمعي دَلَف الشيخُ فَحَصَّص وقيل الدَّليفُ فوق الدَّبيب كما تَدْلِفُ الكتيبةُ نحو الكتيبة في الحَرْب وهو الرُّوَيْدُ قال طرفة لا كَبيرٌ دالفٌ من هَرَمٍ أَرْهَبُ الناسَ ولا أَكْبُو لِضُرّ ويقال هو يَدْلِفُ ويَدْلِثُ دَليفاً ودَلِيثاً إذا قارَبَ خَطْوَه مُتقدِّماً وقد أَدْلَفَه الكِبَرُ عن ابن الأَعرابي وأَنشد هَزِئَتْ زُنَيْبَةُ أَنْ رأَتْ ثَرَمِي وأَنِ انْحنَى لِتَقادُمٍ ظَهْرِي من بعْدِ ما عَهِدَتْ فأَدْلَفَني يَوْمٌ يَمُرُّ ولَيْلَةٌ تَسْرِي ودَلَفَتِ الكتِيبةُ إلى الكَتيبةِ في الحرْبِ أَي تقدَّمَتْ وفي المحكم سعتْ رُوَيْداً يقال دلَفْناهم والدَّالِفُ السهم الذي يُصِيب ما دون الغَرَض ثم يَنْبُو عن موضعه والدَّالِفُ الكبير الذي قد اخْتَضَعَتْه السنّ ودَلَفَ الحامِلُ بِحِمْلِه يَدْلِفُ دَلِيفاً أَثْقَلَه والدَّالفُ مثل الدَّالِحِ وهو الذي يمشي بالحِمْل الثقيل ويُقارِبُ الخَطْو مثل( * قوله « ويقارب الخطو مثل » كذا بالأصل وعبارة الصحاح ويقارب الخطو والجمع دلف مثل إلخ ) راكِعٍ ورُكَّعٍ وقال وعلى القياسِرِ في الخُدُورِ كَواعِبٌ رُجُحُ الرَّوادِفِ فالقياسِرْ دُلَّفُ وتَدَلّفَ إليه أَي تَمَشَّى ودنا والدُّلَّفُ التي تَدْلِفُ بِحِملها أَي تَنْهَضُ به ودَلَفَ المالُ يَدْلِفُ دَلِيفاً رَزَمَ من الهُزالِ والدِّلْفُ الشجاعُ والدَّلْفُ التقدُّمُ ودَلَفْنا لهم تقدَّمْنا قال أَبو زُبيد حتى إذا اعْصَوْصَبُوا دُون الرِّكابِ معاً دَنا تَدَلُّفَ ذِي هِدْمَيْنِ مَقْرُورِ ورواه أَبو عبيد تَزَلُّفَ وهو أَكثر وفي حديث الجارودِ دَلَفَ إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم وحَسَرَ لِثامَه أَي قرُبَ منه وأَقبل عليه من الدَّلِيفِ المَشْيِ الرُّوَيْدِ ومنه حديث رُقَيْقةَ وليَدْلِفْ إليه من كل بَطْن رجلٌ وعُقابٌ دَلُوفٌ سريعة عن ابن الأعرابي وأَنشد إذا السُّقاةُ اضْطَجَعُوا لِلأَذْقانْ عَقَّتْ كما عَقَّتْ دَلوفُ العِقْبانْ عَقَّتْ حامتْ وقيل ارْتَفَعَت كارتفاع العُقاب ودُلَفُ من الأَسماء فُعَلُ كأَنه مَصْرُوفٌ من دالِفٍ مثل زُفَرَ وعمر وأَنشد ابن السكِّيت لابن الخطِيم لَنا مَعَ آجامِنَا وحَوْزَتِنا بَينَ ذَراها مَخارِفٌ دُلَفُ أَراد بالمَخارِفِ نَخلاتٍ يُخْتَرَفُ منها وأَبو دُلَفٍ بفتح اللام قال الجوهري أَبو دُلَفٍ بفتح اللام قال ابن بري وصوابه أَبو دُلَفَ غير مصروف لأَنه معدول عن دالِفٍ وقال ذكر ذلك الهروي في كتابه الذَّخائر والدُّلْفِينُ سمكة بحرية وفي الصحاح دابّة في البحر تُنَجِّي الغريق
دلغف
ادْلَغَفَّ جاء للسَّرِقة في خَتْلٍ واسْتِتارٍ قال قَدِ ادْلَغَفَّتْ وهي لا تَرَاني إلى مَتاعِي مِشْيَةَ السَّكْرانِ وبُغْضُها في الصدرِ قد وَراني الليث الادْلِغْفافُ مشي الرجلِ مُتَسَتِّراً لِيَسْرق شيئاً قال الأَزهري ورواه غيره اذْلَغَفَّ بالذال قال وكأَنه أَصح وأَنشد الأَبيات بالذال
دنف
الدَّنَفُ المَرَضُ اللازِمُ المُخامِرُ وقيل هو المرض ما كان ورجل دَنَفٌ ودَنِفٌ ومُدْنِفٌ ومُدْنَفٌ براه المرضُ حتى أَشْفى على الموت فمن قال دَنَفٌ لم يُثَنِّهِ ولم يجمعه ولم يؤنثه كأَنه وصف بالمصدر ومن كسر ثنَّى وجمع وأَنَّث لا مَحالة فقال رجل دنِفٌ بالكسر ورجلان دَنِفان وأَدْنافٌ وامرأَة دَنِفَةٌ ونِسوة دَنِفاتٌ ثَنَّيْتَ وجمعت وأَنَّثتَ الفراء رجل دَنَفٌ وضَنًى وقوم دَنَفٌ قال ويجوز أَن يثنى الدَّنَفُ ويجمع فيقال أَخوانِ دَنَفانِ وإخْوَتُكَ أَدْنافٌ الجوهري رجل دَنَفٌ وامرأَة دنَف وقوم دنَف يستَوِي فيه المذكر والمؤنث والتثنية والجمع وقد دَنِفَ المريض بالكسر أَي ثَقُلَ وأَدْنَفَ مثله وأَدْنَفَه يتعدى ولا يتعدى قال سيبويه لا يقال دَنِفٌ وإن كانوا قد قالوا دَنِفٌ يُذْهَب به إلى النسَب وأَدْنَفَه اللّهُ وقول العجاج والشمسُ قد كادَتْ تكون دَنَفا أَدْفَعُها بالرَّاحِ كي تَزَحْلَفا أَي حين اصْفَرَّتْ أَراد مُداناتها للغُروب فكأَنها دَنَفٌ حينئذ وهو استعارة يقال دَنِفَتِ الشمسُ وأَدْنَفَتْ إذا دَنَتْ للمَغِيب واصفرّت
دهف
دَهَفَ الشيءَ يَدْهَفُه دَهْفاً وأَدْهَفَه أَخذه أَخْذاً كثيراً قال الأَزهري وفي النوادر جاء هادِفةٌ من الناس وداهِفةٌ بمعنًى واحد والدَّاهِفُ المُعْيِي ويقال إبلى داهِفةٌ أَي مُعْيِيةٌ من طُول السير قال أَبو صخر الهذلي فما قَدِمَتْ حتى تَواتَرَ سَيْرُها وحتى أُنِيخَتْ وهي داهِفةٌ دُبْرُ ابن الأَعرابي الدَّاهِفَةُ الغريب قال الأَزهري كأَنه بمعنى الدَّاهِف والهادِف
دوف
دافَ الشيءَ دَوْفاً وأَدافَه خلَطه وأَكثر ذلك في الدواء والطِّيبِ ومسك مَدْوُوفٌ مَدوفٌ جاء على الأَصل وهي تميمية قال والمِسْكُ في عَنْبَرِه مَدْوُوفُ وداف الطيبَ وغيره في الماء يَدوفُه فهو دائفٌ قال الأَصمعي وفاده يَفُودُه مثله ومن العرب من يقول مِسك مَدُوف قال ابن بري شاهده قول لبيد كأَنَّ دِماءهم تَجْري كُمَيْتاً ووَرْداً قانئاً شَعَرٌ مَدُوفُ وفي حديث أُم سُلَيْم قال لها وقد جَمَعَتْ عرَقَه ما تَصْنَعِين ؟ قالت عَرَقُكَ أَدُوفُ به طيبي أَي أَخْلِطُ وفي حديث سَلْمانَ أَنه دعا في مرضه بِمسْكٍ فقال لامرأَته أَدِيفِيهِ في تَوْرٍ ويقال دافَ يَديفُ بالياء والواو فيه أَكثر الجوهري دُفْتُ الدَّواء وغيره أَي بللتُه بماء أَو بغيره فهو مَدُوفٌ ومَدْوُوفٌ وكذلك مسك مَدُوفٌ أَي مَبْلُول ويقال مسْحُوق قال وليس يأْتي مفعول من ذواتِ الثلاثة من بنات الواو بالتمام إلا حَرْفان مسك مَدْوُوف وثوب مَصْوُونٌ فإن هذين حرفين جاءا نادرين والكلام مَدُوفٌ ومصون وذلك لثقل الضمة على الواو والياءُ أَقوى على احتمالها منها فلهذا جاء ما كان من بنات الياء بالتمام والنقصان نحو ثوب مَخِيطٌ ومَخْيُوطٌ ودِيافٌ موضع بالجزيرة وهم نَبَطُ الشام قال وهو من الواو قال الفرزدق يهجو عمرو بن عَفْراء ولكِنْ دِيافيٍّ أَبوه وأُمُّه بِحَوْرانَ يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أَقارِبُهْ قال قوله يعصِرن إنما هو على لغة من يقول أَكلوني البراغِيثُ وأَنشد ابن بري لسُحَيم عبدِ بني الحَسْحاسِ كأَنَّ الوُحوشَ به عَسْقَلانُ صادَفَ في قَرْنِ حَجٍّ دِيافا أَي صادَفَ نَبَطَ الشامِ
ديف
دِيافُ موضع في البحر وهي أَيضاً قَرْية بالشام وقد أَوردوا ذلك في ديف وقالوا وهو من الواو وقال الأَزهري دِيافُ قرية بالشام تُنْسب إليها النجائبُ قال امرؤ القيس إذا سافَهُ العَوْدُ الدِّيافيُّ جَرْجَرا ودافَ الشيءَ يَديفه لغة في دافَه يَدُوفُه إذا خلطه وفي الحديث وتَديفُون( * قوله « وتديفون إلخ » أورده المؤلف في مادة قطع تبعاً للنهاية وتقذفون فيه من القطيعاء ) فيه من القُطَيْعاء أَي تَخْلِطون والواو فيه أَكثر من الياء ويروى بالذال المعجمة وليس بالكثير وجمَل دِيافيٌّ وهو الضخم الجليل
ذأف
الذَّأْفُ سرعةُ المَوْت الأَلف همزة ساكنة ومَوت ذُؤافٌ وَحِيٌّ كذُعافٍ بِسُرْعةٍ وعدَّه يعقوب في البدل والذَّأْفُ والذَّأَفُ الإجْهاز على الجريح وقد ذَأَفَه وذَأَفَ عليه وفي حديث خالد بن الوليد في غَزْوة بني جَذيمةَ من كان معه أَسير فَلْيُذْئِفْ عليه أَي يُجْهِزْ ويُسْرع قتله ويروى بالدال المهملة وقد تقدم الذِّئْفانُ والذِّيفانُ السم الذي يَذْأَف ذَأْفاً يهمز ولا يهمز ومَرَّ يَذْأَفُهم أَي يَطْرُدُهم
ذرف
الذَّرْفُ صَبُّ الدَّمْع وذَرَفَ الدَّمْعُ يَذْرِفُ ذَرْفاً وذَرَفاناً سالَ وذَرَفَتِ العينُ الدمعَ تَذْرِفُه ذَرْفاً وذَرفاناً وذُرُوفاً وذَرِيفاً وتَذْرافاً وذَرَّفَتْه تَذْريفاً وتَذْرِفةً أَسالَتْه وقيل رَمَتْ به قال ابن سيده وأَرى اللحياني حكى ذَرَفَتِ العينُ ذُرافاً قال ولست منه على ثقة وفي حديث العِرْباض فوَعَظَنا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم مَوْعِظةً بليغة ذَرَفَتْ منها العيون أَي جرى دَمْعُها ودمْع ذريف أَي مَذْرُوف قال ما بالُ عَيْني دَمْعُها ذَريفُ وقد يوصف به الدمعُ نَفْسُه فيقال ذرَفَ الدمْعُ يَذْرِفُ ذُرُوفاً وذَرْفاً قال الشاعر عَيْنَيَّ جُودا بالدُّموعِ الذَّوارفِ قال وذَرَّفَتْ دُمُوعي تَذْريفاً وتَذْرافاً وتَذْرِفةً ومَذارِفُ العينِ مَدامِعُها والمَذارِفُ المَدامِعُ واسْتَذْرَفَ الشيءَ اسْتَقْطَرَه واسْتَذْرَفَ الضَّرْعُ دعا إلى أَن يُحْلَبَ ويُسْتَقْطَرَ قال يصف ضرعاً سَمْحٌ إذا هَيَّجْتَه مُسْتَذْرِف أَي مُسْتَقْطِر كأَنه يدعو إلى أَن يُستقطَر وسمح أَي أَن هذا الضَّرْعَ سَمْحٌ باللبن غَزيرُ الدَّرِّ والذَّرْفُ من حُضْرِ الخيل اجتماع القوائم وانبساط اليدين غير أَن سَنابِكَه قريبة من الأَرض وذَرَّفَ على الخمسين وغيرها من العدد زاد عليها وفي حديث علي عليه السلام قد ذَرَّفْتُ على السِّتين وفي رواية على الخَمْسين أَي زِدْتُ عليها يقال ذَرّفَ وزَرَّفَ وذَرَّفْتُه الموتَ أَي أَشْرَفْتُ به عليه وذَرَّفه الشيءَ أَطلعه عليه حكاه ابن الأعرابي وأَنشد لنافع بن لَقيط أُعْطِيكَ ذِمّةَ والِدَيَّ كِليهما لأُذَرِّفَنْكَ المَوْتَ إن لم تَهْرُبِ أَي لأُطْلِعَنَّكَ عليه والذَّرَّافُ السريعُ كالزَّرَّاف والذُّرْفَةُ نِبْتَةٌ والذَّرَفانُ المَشْيُ الضعيف وذَرَّفَ على المائةِ تَذْريفاً أَي زاد
ذرعف
اذْرَعَفَّتِ الإبلُ وادْرَعَفَّتْ بالدال والذال كلاهما مَضَتْ على وجوهها وقيل المُذْرَعِفُّ السريع فعَمَّ به وادْرَعَفَّ الرجل في القتال أَي اسْتَنْتَلَ من الصفِّ
ذعف
الذُّعافُ سُمُّ ساعةٍ سَمٌّ ذُعافٌ قاتِلٌ وَحِيٌّ قالت دُرَّةُ بنت أَبي لهب فيها ذُعافُ المَوْتِ أَبْرَدُه يَغْلي بهمْ وأَحَرُّه يَجْري وقال الشاعر سَقَتْهُنَّ كأْساً من ذُعافٍ وجَوْزَلا وقال الأَزهري في ترجمة عذف العُذوفُ السُّكوتُ والذُّعُوفُ المَراراتُ وطعام مذْعوفٌ جُعِلَ فيه الذُّعافُ وجمع الذُّعافِ السَّمِّ ذُعُفٌ وأَذْعَفَه قَتَله قَتلاً سَرِيعاً وذَعَفْتُ الرجلَ سَقَيْتِه الذُّعافَ وموتٌ ذُعافٌ وذُؤافٌ أَي سريع يُعَجِّلُ القتل وحَيَّةٌ ذَعْفُ اللُّعابِ سريعةُ القتل
ذفف
ذفَّ الأَمرُ يَذِفُّ بالكسر ذفِيفاً واسْتذفَّ أَمْكَنَ وتَهَيّأَ يقال خذ ما ذَفَّ لك واسْتذَفَّ لك أَي خُذْ ما تيسَّرَ لك واسْتَذَفَّ أَمْرُهم واستدفَّ بالدال والذال حكاها ابن بريّ عن ابن القطاعِ وذَفَّ على وجه الأَرض ودَفَّ والذَّفيفُ والذُّفافُ السريعُ الخَفِيف وخصَّ بعضهم به الخَفيف على وجه الأَرض ذَفَّ يَذِفُّ ذَفافةً يقال رجل خفِيفٌ ذَفِيفٌ أَي سريع وخُفافٌ ذُفافٌ وبه سمي الرجل ذُفافة وفي الحديث أَنه قال لِبلالٍ إني سمعت ذَفَّ نَعْلَيْك في الجنة أَي صوتهما عند الوَطْءِ عليهما ويروى بالدال المهملة وقد تقدَّم وكذلك حديث الحسن وإنْ ذَفَّفَتْ بهم الهَمالِيجُ أَي أَسْرعَتْ والذَّفُ الإجْهازُ على الجَرِيحِ وكذلك الذِّفافُ ومنه قول العجاج أَو رؤبة يُعاتِب رجلاً وقال ابن بري هو لرؤبة لما رآني أُرْعِشَتْ أَطْرافي كانَ مع الشَّيْبِ من الذِّفافِ يروى بالدال والذال جميعاً ومنه قيل للسمّ القاتل ذِفافٌ وفي حديث عليّ كرم اللّه وجهه أَنه أَمَرَ يوم الجمَل فَنُودِيَ أَن لايُتْبَعَ مُدْبِرٌ ولا يُقتلَ أَسيرٌ ولا يُذَفَّفَ على جَرِيح تذ فِيفُ الجَرِيح الإجْهازُ عليه وتَحْرِيرُ قتِله وفي حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه فَذَفَّفْتُ على أَبي جهل وحديث ابن سيرين أَقْعَصَ ابنا عَفْراء أَبا جهل وذَفَّف عليه ابن مسعود ويروى بالمهملة وقد تقدَّم والذَّفْذفُ سُرعة القتل وذَفْذَفْتُ على الجريح تذفيفاً( * قوله « والذفذف سرعة القتل وذفذفت على الجريح تذفيفاً » كذا بالأصل ) إذا أَسرعت قتله وأَذْفَفْتُ وذَفَّفْتُ وذَفَّفْتُه أَجْهَزْتُ عليه والاسم الذَّفافُ عن الهَجَريّ وأَنشد وهَلْ أَشْرَبَنْ من ماءِ حَلْبَةَ شَرْبَةً تَكونُ شِفاءً أَو ذَفافاً لما بيَا ؟ وحكاها كراع بالدال وقد تقدم وحكى ابن الأَعرابي ذفَّفه بالسيف وذافَّه وذافّ له وذافَّ عليه بالتشديد كله تَمَّمَ وفي التهذيب أَجْهَز عليه وموتٌ ذَفِيفٌ مُجْهِزٌ وفي الحديث سِلِّطَ عليهم آخِرَ الزَّمانِ مَوْتُ طاعونٍ ذَفِيفٍ هو الخفيف السريع ومنه حديث سهلٍ دخلت على أَنس رضي اللّه عنه وهو يصلي صلاةً خفيفةً ذَفيفةً كأَنها صلاةُ مُسافِرٍ والذِّفافُ السمّ
( * قوله « والذفاف السم » الذفاف ككتاب وغراب وكذلك الذفاف بمعنى البلل ا ه قاموس ) القاتِلُ لأَنه يُجْهِزُ على من شربه وذَفْذَفَ إذا تَبَخْتَرَ والذَّفِيفُ ذكر القنافِذِ وماءٌ ذُفٌّ وذَفَفٌ وذُفافٌ وذِفافٌ قليل والجمع أَذِفَّةٌ وذُفُفٌ والذِّفافُ البَلَلُ وفي الصحاح الماءُ القليل قال أَبو ذؤيب يصف قبراً أَو حُفْرة يقولون لما جُشَّتِ البِئرُ أَوْرِدُوا وليس بها أَدْنى ذُفافٍ لِوارِدِ وما ذُقْتُ ذِفافاً
( * قوله « وما ذقت ذفافاً » هو بالكسر قال في القاموس ويفتح ) وهو الشيء القليل وفي حديث عائشة أَنه نهى عن الذهب والحرير فقالت شيء ذَفِيفٌ يُرْبَطُ به المِسْك أَي قليل يشد به والذَّفُّ الشاء هذه عن كراع وذُفافةُ بالضم اسم رجل
ذلف
الذَّلَفُ بالتحريك قِصَرُ الأَنفِ وصِغَرُه وقيل قصر القصَبة وصغر الأَرْنبة وقيل هو كالخَنَس وقيل هو غِلَظ واسْتِواء في طرَف الأَرنبة وقيل هو كالهامةِ فيه ليس بِحَدٍّ غليظ وهو يعتري الملاحة وقيل هو قصر في الأَرنبة واستِواء في القصبة من غير نتوء والفَطَسُ لُصوق القصبة بالأَنف مع ضِخَم الأَرنبة ذَلِفَ ذَلَفاً وقال أَبو النجم لِلَّثْمِ عِنْدي بَهْجةٌ ومَزِيّةٌ وأُحِبُّ بَعضَ مَلاحَةِ الذَّلْفاء وفي الصحاح هو صغر الأَنف واستواء الأَرنبة تقول رجل أَذْلَفُ بَيِّنُ الذَّلَفِ وقد ذَلَف وامرأَة ذَلْفاء من نِسْوة ذُلْفٍ ومنه سميت المرأة قال الشاعر إنما الذَّلْفاءُ ياقُوتةٌ أُخْرِجَتْ من كِيسِ دِهْقان وفي الحديث لا تَقومُ الساعةُ حتى تُقاتلُوا قوماً صِغارَ الأَعْيُنِ ذُلْفَ الآنُفِ الذَّلَفُ بالتحريك قصر الأَنف وانْبِطاحُه وقيل ارْتِفاعُ طرَفِه مع صغر أَرْنَبَتِه والذُّلْفُ بسكون اللام جمع أَذْلَف كأَحمر وحُمْرٍ والآنُفُ جمع قلة للأَنْف وُضِعَ مَوْضع جمع الكثرة قال ابن الأَثير ويحتمل أَنه قللها لصغرها والذَّلَفُ كالدَّكِّ من الرِّمالِ وهو ما سَهُلَ منه والدَّكُّ عن أَبي حنيفة
ذلغف
الليث الاذْلِغْفافُ مَجِيءُ الرجل مُسْتَتِراً ليَسْرِقَ شيئاً ورواه غيره ادْلَغَفَّ بالدال وهو بالذال المعجمة أَصح وأَنشد أَبو عمرو المِلقطِيُّ قدِ اذْلَغَفَّتْ وهي لا تراني إلى مَتاعِي مِشْيَةَ السَّكْرانِ وبُغْضُها في الصَّدْرِ قد وراني
ذوف
ذافَ يَذُوفُ ذَوْفاً وهي مِشْيَةٌ في تَقاربٍ وتَفَحُّجٍ قال رأَيْتُ رِجالاً حِينَ يَمْشُونَ فَحَّجُوا وذافُوا كما كانُوا يَذُوفون منْ قَبْل وذُفْتُ خلطت لغة في دُفْتُ والذُّوفانُ السَّمُّ المُنْقَعُ وقيل هو القاتل وسنذكره في الياء لأَن الذَّيفانَ لغة فيه
ذيف
الذِّئْفانُ بالهمز والذِّيفانُ بالياء والذَّيفان بكسر الذال وفتحها والذُّوافُ كله السم النَّاقِعُ وقيل القاتل يهمز ولا يهمز والذُّؤفانُ بضم الذال والهمز لغة في الذيفان قال ابن سيده وإنما بينته ههنا مُعاقَبةً قال ابن بري وأَنشد ابن السكيت لأَبي وجزة وإذا قَطَمْتَهُمُ قَطَمْتَ عَلاقِماً وقَواضِيَ الذِّيفانِ مِمَّن تَقْطِمُ( * قوله « ممن تقطم » في الصحاح في مادة قطم فيما تقطم )
قال ابن بري وحكى ابن خالويه أَنه لم يهمز أَحد من أَهل اللغة غير الأَصمعي ابن الأَثير في حديث عبد الرحمن بن عوف يُفَدِّيهمْ ووَدُّوا لو سَقَوْه من الذِّيفان مُتْرَعةً مِلايا الذِّيفانُ السمّ القاتِلُ يهمز ولا يهمز والمِلايا يريد بها المملوءة فقلبت الهمزة ياء وهو قلب شاذّ وحكى اللحياني سقاه اللّه كأْسَ الذَّيفانِ بفتح أَوله وهو الموت وفي الحديث وتَديفُونَ فيه من القُطَيْعاء أَي تَخْلِطُون قال ابن الأَثير والواو فيه أَكثر من الياء ويروى بالذال وهو بالدال أَكثر
رأف
الرأْفة الرحمة وقيل أَشد الرحمة رَأَفَ به يَرْأَفُ ورئِفَ ورَؤُفَ رَأْفَةً ورَآفةً وفي التنزيل العزيز ولا تأْخُذْكُم بهما رأْفةٌ في دِينِ اللّه قال الفراء الرأْفةُ والرآفةُ مثل الكأَْبةِ والكآبة وقال الزجاج أَي لا ترحموهما فَتُسْقِطوا عنهما ما أَمَر اللّه به من الحدّ ومن صفات اللّه عز وجل الرؤوف وهو الرحيمُ لعباده العَطُوفُ عليهم بأَلطافه والرأْفةُ أَخصُّ من الرحمةِ وأَرَقُّ وفيه لغتان قرئ بهما معاً رَؤوفٌ على فَعُولٍ قال كعب بن مالك الأَنصاري نُطِيعُ نَبيَّنا ونُطِيعُ رَبّاً هو الرحمنُ كان بِنا رَؤوفا ورؤُفٌ على فَعُلٍ قال جرير يَرىَ لِلْمُسلِمِينَ عليه حَقّاً كفِعْلِ الوالِدِ الرؤُفِ الرحيمِ وقد رَأَفَ يَرْأَفُ إذا رَحِمَ والرَّأْفَةُ أَرَقُّ من الرحمة ولا تَكاد تقع في الكراهة والرحمةُ قد تقع في الكراهة للمَصْلحةِ أَبو زيد يقال رَؤُفْتُ بالرجل أَرؤُفُ به رَأْفَةً ورآفةً ورأَفْتُ أَرْأَف به ورئِفْتُ به رأَفاً كلٌّ من كلام العرب قال أَبو منصور ومَن لَيَّنَ الهمزةَ وقال رَوُف جعلها واواً ومنهم من يقول رَأْفٌ بسكون الهمزة قال الشاعر فآمِنوا بِنَبِيٍّ لا أَبا لكُمُ ذِي خاتَمٍ صاغهُ الرحمنُ مَخْتُومِ رَأْفٍ رَحِيمٍ بأَهْلِ البِرِّ يَرْحَمُهم مُقَرَّبٍ عند ذِي الكُرْسِيِّ مَرْحُومِ ابن الأَعرابي الرأْفةُ الرحمةُ وقال الفراء يقال رَئِفٌ بكسر الهمزة ورَؤُفٌ ابن سيده ورجل رَؤُفٌ ورؤوفٌ ورَأْفٌ وقوله وكان ذُو العَرْشِ بنا أَرافيْ إنما أَراد أَرأَفِيّاً كأَحْمَرِيّ فأَبدل وسكَّنه على قوله وآخذ منْ كلِّ حَيٍّ عُصُمْ
رجف
الرَّجَفانُ الاضْطِرابُ الشديدُ رجَفَ الشيءُ يرجُف رَجْفاً ورُجوفاً ورجَفاناً ورَجِيفاً وأَرْجَفَ خَفَقَ واضْطَرَبَ اضْطِراباً شَديداً أَنشد ثعلب ظَلَّ لأَعلى رأْسه رجِيفا ورَجْفُ الشيء كرَجَفانِ البعير تحت الرحل وكما تَرْجُفُ الشجرةُ إذا رَجَفَتْها الرِّيحُ وكما تَرْجُف السنّ إذا نَغَضَ أَصْلُها والرجْفةُ الزَّلْزَلَةُ ورجَفَتِ الأَرض تَرْجُفُ رجْفاً اضطَربت وقوله تعالى فلما أَخذتهم الرَّجفةُ قال رَبِّ لو شئتَ أَهلكتهم من قبل وإيَّاي أَي لو شئتَ أَمَتَّهم قبل أَن تقتلهم ويقال إنهم رَجَفَ بهم الجبلُ فماتوا ورجَفَ القلبُ اضْطَربَ من الجَزَعِ والرّاجِفُ الحُمّى المُحَرِّكَةُ مذكَّر قال وأَدْنَيْتَني حتى إذا ما جَعَلْتَني على الخَصْرِ أَو أَدْنى اسْتَقَلَّك راجِفُ ورجَفَ الشجرُ يَرْجُفُ حرّكَتْه الريحُ وكذلك الأَسْنانُ ورجَفَتِ الأَرضُ إذا تَزَلْزَلَتْ ورَجَفَ القومُ إذا تَهَيَّؤُوا للحرب وفي التنزيل العزيز يوم تَرْجُفُ الراجفة تَتْبَعُها الرَّادِفةُ قال الفراء هي النَّفْخةُ الأَُولى والرّادِفةُ النفخةُ الثانية قال أَبو إسحق الرَّاجِفةُ الأَرض تَرْجُفُ تَتحرَّكُ حركة شديدة وقال مجاهد هي الزَّلْزَلَة وفي الحديث أَيها الناسُ اذكُروا اللّه جاءتِ الراجفةُ تتبعها الرّادِفةُ قال الراجفةُ النفخةُ الأَُولى التي تموت لها الخلائق والرادفة الثانية التي يَحْيَوْنَ لها يومَ القيامة وأَصل الرجْف الحركةُ والاضْطِرابُ ومنه حديث المَبْعَثِ فرجع تَرْجُفُ بها بَوادِرُه الليث الرَّجْفةُ في القرآن كلُّ عذاب أَخَذَ قوماً فهي رجْفَةٌ وصَيْحةٌ وصاعِقةٌ والرَّعْدُ يَرْجُفُ رَجْفاً ورَجِيفاً وذلك تَرَدُّدُ هَدْهَدَتِه في السَّحابِ ابن الأَنباري الرجْفةُ معها تَحْريك الأَرضِ يقال رَجَفَ الشيءُ إذا تحرك وأَنشد تحْييِ العِظام الرَّاجفات منَ البِلى وليس لداء الرُّكْبَتَيْنِ طَبيبُ ابن الأعرابي رَجَفَ البلد إذا تزلزل وقد رَجَفَت الأَرضُ وأرْجَفَتْ وأُرْجِفَتْ إذا تَزَلْزَلَتْ الليث أَرْجَفَ القومُ إذا خاضُوا في الأَخبار السيئة وذكر الفتَنِ قال اللّه تعالى والمُرْجِفُونَ في المَدينةِ وهم الذين يُوَلِّدُونَ الأَخبارَ الكاذبةَ التي يكون معها اضطرابٌ في الناس الجوهري والإرْجافُ واحد أَراجِيفِ الأَخْبارِ وقد أَرْجَفوا في الشيء أَي خاضُوا فيه واسْتَرْجَفَ رأْسَه حَرَّكه قال ذو الرمة إذ حَرَّكَ القَرَبُ القَعْقاعُ أَلْحِيَها واسْتَرْجَفَتْ هامَها الهِيمُ الشَّغامِيمُ ويروى إذ قَعْقَعَ القَرَبُ البَصْباصُ أَلْحِيَها والرّجّافُ البحر سُمّي به لاضْطرابه وتحرك أَمْواجِه اسم له كالقَذّاف قال ويُكَلِّلُونَ جِفانَهُم بِسَدِيفِهِمْ حتى تَغِيبَ الشمسُ في الرَّجّافِ وأَنشد الجوهري المُطْعِمُونَ اللحمَ كلَّ عَشِيّةٍ حتى تَغِيبَ الشمسُ في الرَّجّافِ قال ابن بري البيت لمَطْرُود بن كعب الخُزاعِي يَرْثي عبد المطلب جدَّ سيدنا رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم والأَبيات يا أَيُّها الرجُلُ المُحَوِّلُ رَحلَه هَلاَّ نَزَلْتَ بآلِ عَبْدِ مَنافِ ؟ هَبِلَتْكَ أُمُّك لو نَزَلْتَ بدارِهِمْ ضَمِنُوكَ مِن جُرْمٍ ومن إقْرافِ المُنْعِمِينَ إذا النجومُ تَغَيَّرَتْ والظاعِنِينَ لِرِحْلَةِ الإيلافِ والمُطْعِمُونَ إذا الرِّياحُ تَناوَحَتْ حتى تَغِيبَ الشمسُ في الرَّجّافِ وقيل الرَّجّافُ يومُ القِيامةِ ورَجَفَ القومُ تَهَيَّؤُوا للقتال وأَرْجَفُوا خاضُوا في الفِتْنةِ والأَخبار السيّئة والرَّجَفانُ الإسراعُ عن كراع
رحف
الأَزهري خاصّةً ابن الأعرابي أَرْحَفَ الرجلُ إذا حَدَّدَ سِكِّيناً أَو غيره يقال أرْحَفَ شَفْرَتَه حتى قَعَدَتْ كأَنها حَرْبَةٌ ومعنى قَعَدَتْ أَي صارَتْ قال الأَزهري كأَنَّ الحاء مُبدلة من الهاء في أَرْحَفَ والأَصلُ أَرْهَفَ وسيف مُرْهَفٌ ورَهِيفٌ أَي مُحَدَّدٌ
رخف
الرَّخْفُ المُسْترخِي من العَجِينِ الكثير الماء رَخِفَ بالكسر رَخَفاً مثل تَعِبَ تَعَباً ورَخَفَ يَرْخُفُ رَخْفاً ورَخافَةً ورُخُوفةً وأَرْخفه هو كَثَّرَ ماءَه حتى يَسْترخي والاسم الرُّخْفَة واسم ذلك العجين الرَّخْفُ والوَرِيخَةُ وقال الفراء هي الرَّخِيفَةُ والمَرِيخَةُ والوَرِيخَةُ وثَريدَةٌ رَخْفَةٌ مُسْتَرْخِيةٌ وقيل خاثرةٌ وكذلك ثريد رَخْفٌ والرَّخْفُ والرَّخْفَةُ الزُّبْدَةُ المُسْتَرْخِيةُ الرقيقة اسم لها ومنه قول جرير أَرَخْفٌ زُبْدُ أَيْسَرَ أَمْ نَهِيدُ ؟ يقول أَرَقِيقٌ هو أَم غَلِيظٌ وجمعها رِخافٌ قال حفص الأَُمَوِيّ تَضْربُ ضَرّاتها إذا اشْتَكَرَت نافِطُها والرِّخافُ تَسْلَؤُها( * قوله « تضرب إلخ » كذا بالأصل وتقدم له في مادة شكر على غير هذا الوجه )
والرَّخْفَةُ الطِّينُ الرّقِيقُ وصار الماء رَخْفَةً ورَخيفةً الأَخيرة عن اللحياني أَي طِيناً رقيقاً وقد يحرك لأَجل حرف الحلق أَبو حاتم الرَّخْفُ كأَنه سَلْح طائر وثوب رَخْفٌ رقيق عن ابن الأعرابي وأَنشد لأَبي العطاء قَمِيصٌ من القُوهِيِّ رَخْفٌ بَنائقُهْ ويروى رَهْوٌ ومَهْوٌ كل ذلك سواء ورواه سيبويه بِيض بنائِقُه وعَزاه إلى نُصَيْبٍ وأَوّل البيت عند سيبويه سَوِدْتُ فلم أَمْلِكْ سَوادِي وتَحْتَه قال وبعضهم يقول سُدْتُ والرَّخْفُ ضَرْبٌ من الصِّبْغِ
ردف
الرِّدْفُ ما تَبِعَ الشيءَ وكل شيء تَبِع شيئاً فهو رِدْفُه وإذا تَتابع شيء خلف شيء فهو التَّرادُفُ والجمع الرُّدافَى قال لبيد عُذافِرةٌ تَقَمَّصُ بالرُّدافَى تَخَوَّنَها نُزولي وارْتِحالي ويقال جاء القوم رُدافَى أَي بعضهم يتبع بعضاً ويقال للحُداةِ الرُّدافَى وأَنشد أَبو عبيد للراعي وخُود من اللاَّئي تَسَمَّعْنَ بالضُّحى قَرِيضَ الرُّدافَى بالغِناء المُهَوِّدِ وقيل الرُّدافَى الرَّدِيف وهذا أَمْر ليس له رِدْفٌ أَي ليس له تَبِعةٌ وأَرْدَفَه أَمْرٌ لغةٌ في رَدِفَه مثل تَبِعَهُ وأَتْبَعَه بمعنًى قال خُزَيْمةُ بن مالك ابن نَهْدٍ إذا الجَوْزاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَيّا ظَنَنْتُ بآلِ فاطِمَةَ الظُّنُونا يعني فاطمةَ بنتَ يَذْكُرَ بن عَنَزَةَ أَحَدِ القارِظَين قال ابن بري ومثل هذا البيت قول الآخر قَلامِسة ساسُوا الأُمورَ فأَحْسَنوا سِياسَتَها حتى أَقَرَّتْ لِمُرْدِفِ قال ومعنى بيت خزيمة على ما حكاه عن أَبي بكر بن السراج أَن الجوزاء تَرْدَفُ الثريَّا في اشْتِدادِ الحرّ فَتَتَكَبَّدُ السماء في آخر الليل وعند ذلك تَنْقطعُ المياه وتَجِفُّ فتتفرق الناسُ في طلب المياه فَتَغِيبُ عنه مَحْبُوبَتُه فلا يدري أَين مَضَتْ ولا أَين نزلت وفي حديث بَدْر فأَمَدَّ هُمُ اللّه بأَلفٍ من الملائكة مُرْدِفِينَ أَي مُتتابعينَ يَرْدَفُ بعضُهم بعضاً ورَدْفُ كل شيء مؤخَّرُه والرِّدْفُ الكَفَلُ والعجُزُ وخص بعضهم به عَجِيزَةَ المرأَة والجمع من كل ذلك أَرْدافٌ والرَّوادِفُ الأَعْجازُ قال ابن سيده ولا أَدري أَهو جمع رِدفٍ نادر أَم هو جمع رادِفةٍ وكله من الإتباع وفي حديث أَبي هريرة على أَكتافِها أَمثالُ النَّواجِدِ شَحْماً تَدْعونه أَنتم الرَّوادِفَ هي طرائِقُ الشَّحْمِ واحدتها رادِفةٌ وتَرَادَفَ الشيءُ تَبِع بعضُه بعضاً والترادفُ التتابع قال الأَصمعي تَعاوَنُوا عليه وتَرادفوا بمعنى والتَّرادُفُ كِناية عن فعلٍ قبيح مشتق من ذلك والارْتِدافُ الاسْتِدْبارُ يقال أَتينا فلاناً فارْتَدَفْناه أَي أَخذناه من ورائه أَخذاً عن الكسائي والمُتَرادِفُ كل قافية اجتمع في آخرها ساكنان وهي متفاعلان( * قوله « متفاعلان إلخ » كذا بالأصل المعوّل عليه وشرح القاموس ) ومستفعلان ومفاعلان ومفتعلان وفاعلتان وفعلتان وفعليان ومفعولان وفاعلان وفعلان ومفاعيل وفعول سمي بذلك لأَن غالب العادة في أَواخر الأَبيات أَن يكون فيها ساكن واحد رَوِيّاً مقيداً كان أَو وصْلاً أَو خُروجاً فلما اجتمع في هذه القافية ساكنان مترادفان كان أَحدُ الساكنين رِدْفَ الآخَرِ ولاحقاً به وأَرْدَفَ الشيءَ بالشيء وأرْدَفَه عليه أَتْبَعَه عليه قال فأَرْدَفَتْ خَيلاً على خَيْلٍ لي كالثِّقْل إذْ عالى به المُعَلِّي ورَدِفَ الرجلَ وأَرْدَفَه رَكِبَ خَلْفَه وارْتَدَفَه خَلْفَه على الدابة ورَدِيفُكَ الذي يُرادِفُك والجمع رُدَفاء ورُدافَى كالفُرادَى جمع الفريد أَبو الهيثم يقال رَدِفْتُ فلاناً أَي صرت له رِدْفاً الزجاج في قوله تعالى بأَلْفٍ من الملائكةِ مُرْدِفِينَ معناه يأْتون فِرْقَةً بعد فرقة وقال الفراء مردفين متتابعين قال ومُرْدَفِينَ فُعِلَ بهم ورَدِفْتُه وأَرْدَفْتُه بمعنى واحد شمر رَدِفْتُ وأَرْدَفْتُ إذا فَعَلْتَ بنفسك فإذا فعلت بغيرك فأَرْدَفْتُ لا غير قال الزجاج يقال رَدِفْتُ الرجل إذا ركبت خلفه وأَرْدَفْتُه أَركبته خلفي قال ابن بري وأَنكر الزُّبَيْدِي أَرْدَفْتُه بمعنى أَركبته معك قال وصوابه ارْتَدَفْتُه فأَما أَرْدَفْتُه ورَدِفتُه فهو أَن تكون أَنت رِدْفاً له وأَنشد إذا الجوْزاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَيّا لأَن الجَوْزاء خَلْف الثريا كالرِّدْف الجوهري الرِّدْفُ المُرْتَدِفُ وهو الذي يركب خلف الراكب والرَّديفُ المُرْتَدِفُ والجمع رِدافٌ واسْتَرْدَفَه سَأَله أَن يُرْدِفَه والرِّدْفُ الراكب خَلْفَك والرِّدْفُ الحَقيبةُ ونحوها مما يكون وراء الإنسان كالرِّدْف قال الشاعر فبِتُّ على رَحْلي وباتَ مَكانَه أُراقِبُ رِدْفي تارةً وأُباصِرُهْ ومُرادَفَةُ الجَرادِ رُكُوبُ الذكر والأُُنثى والثالث عليهما ودابةٌ لا تُرْدِفُ ولا تُرادِفُ أَي لا تَقْبَلُ رَديفاً الليث يقال هذا البِرْذَوْنُ لا يُرْدِفُ ولا يُرادِفُ أَي لا يَدَعُ رَديفاً يَرْكَبُه قال الأَزهري كلام العرب لا يُرادِفُ وأَما لا يُرْدِفُ فهو مولَّد من كلام أَهْلِ الحَضَرِ والرِّدافُ مَوْضِعُ مَرْكَبِ الرَّدِيفِ قال ليَ التَّصْديرُ فاتْبَعْ في الرِّدافِ وأَرْدافُ النُّجومِ تَوالِيها وتَوابِعُها وأرْدَفَتِ النجومُ أَي تَوالَتْ والرِّدْفُ والرَّديفُ كوْكَبٌ يَقْرُبُ من النَّسْرِ الواقعِ والرَّديفُ في قول أَصحابِ النجوم هوالنَّجْم الناظِرُ إلى النجم الطالع قال رؤبة وراكِبُ المِقْدارِ والرَّديفُ أَفْنى خُلُوفاً قَبْلَها خُلُوفُ وراكبُ المِقْدارِ هو الطالع والرَّديفُ هو الناظر إليه الجوهري الرَّديفُ النجْمُ الذي يَنُوءُ من المَشْرِقِ إذا غاب رَقيبُه في المَغْرِب ورَدِفَه بالكسر أَي تَبِعَه وقال ابن السكيت في قول جرير على علَّةٍ فيهنَّ رَحْلٌ مُرادِفُ أَي قد أَرْدَفَ الرَّحْلُ رَحْلَ بعير وقد خَلَفَ قال أَوس أَمُونٍ ومُلْقًى للزَّمِيلِ مُرادِفِ
( * قوله « أمون إلخ » كذا بالأصل )
الليث الرِّدْفُ الكَفَلُ وأَرْدافُ المُلوك في الجاهلية الذين كانوا يَخْلُفونهم في القِيام بأَمر المَمْلَكة بمنزلة الوُزَراء في الإسلام وهي الرَّدافةُ وفي المحكم هم الذين كانوا يَخْلُفُونَهم نحو أَصحاب الشُّرَطِ في دَهْرِنا هذا والرَّوادِفُ أَتباع القوم المؤخَّرون يقال لهم رَوادِفُ وليسوا بأَرْدافٍ والرِّدْفانِ الليلُ والنهار لأَن كل واحد منهما رِدْفُ صاحبه الجوهري الرِّدافةُ الاسم من أَرْدافِ المُلُوك في الجاهِلِيّة والرِّدافةُ أَن يَجْلِسَ الملِكُ ويَجْلِسَ الرِّدْفُ عن يمينه فإذا شَرِبَ الملكُ شرب الرِّدْفُ قبل الناس وإذا غزا الملِكُ قعد الردفُ في موضعه وكان خَلِيفَتَه على الناس حتى يَنْصَرف وإذا عادتْ كَتِيبةُ الملك أَخذ الرِّدْفُ المِرْباعَ وكانت الرِّدافةُ في الجاهلية لبني يَرْبُوع لأَنه لم يكن في العرب أَحدٌ أَكثرُ إغارة على ملوك الحِيرةِ من بني يَرْبُوع فصالحوهم على أَن جعلوا لهم الرِّدافةَ ويَكُفُّوا عن أَهلِ العِراقِ الغارةَ قال جرير وهو من بني يَرْبُوع رَبَعْنا وأَرْدَفْنا المُلُوكَ فَظَلِّلُوا وِطابَ الأَحالِيبِ الثُّمامَ المُنَزَّعا وِطاب جمع وَطْبِ اللَّبَن قال ابن بري الذي في شعر جرير ورادَفْنا الملوك قال وعليه يصح كلام الجوهري لأَنه ذكره شاهداً على الرِّدافةِ والرِّدافة مصدر رادَف لا أَرْدَفَ قال المبرد وللرِّدافةِ مَوْضِعان أحَدُهما أَن يُرْدِفَ الملوك دَوابَّهم في صَيْدٍ أَو تَرَيُّفٍ والوجه الآخر أَنْ يَخْلُفَ الملِكَ إذا قام عن مَجْلِسِه فيَنْظُرَ في أَمْرِ الناس أَبو عمرو الشّيبانيُّ في بيت لبيد وشَهِدْتُ أَنْجِيةَ الأُفاقةِ عالياً كَعْبي و أَرْدافُ المُلُوكِ شُهودُ قال وكان الملِكُ يُرْدِفُ خَلفه رجلاً شريفاً وكانوا يركبون الإبل ووجَّه النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم مُعاوِيةَ مع وائلِ بن حُجْرٍ رسولاً في حاجةٍ له ووائِلٌ على نَجِيبٍ له فقال له معاوية أَرْدِفْني وسأَله أَن يُرْدِفَه فقال لسْتَ من أَرْدافِ المُلُوك وأَرْدافُ المُلوك هم الذين يَخْلُفُونهم في القِيامِ بأَمْرِ المَمْلَكةِ بمنزلة الوزَراء في الإسلام واحدهم رِدْفٌ والاسم الرِّدافةُ كالوزارةِ قال شمر وأَنشد ابن الأعرابي هُمُ أَهلُ أَلواحِ السَّريرِ ويمْنه قَرابينُ أَردافٌ لهَا وشِمالُها قال الفراء الأرْدافُ ههنا يَتْبَعُ أَوَّلَهُم آخِرُهم في الشرف يقول يتبع البَنُونَ الآباء في الشَّرف وقول لبيد يصف السفينة فالْتامَ طائِقُها القَديمُ فأَصْبَحَتْ ما إنْ يُقَوِّمُ دَرْأَها رِدْفانِ قيل الرِّدْفانِ الملاّحانِ يكونانِ على مُؤَخَّر السفينة وأَما قول جرير منَّا عُتَيْبَةُ والمُحِلُّ ومَعْبَدٌ والحَنْتَفانِ ومنهم الرِّدْفانِ أَحَدُ الرِّدْفَيْن مالكُ بن نُوَيْرَةَ والرِّدْفُ الآخر من بني رَباحِ بن يَرْبُوع والرِّدافُ الذي يجيء
( * قوله « والرداف الذي يجيء » كذا بالأصل وفي القاموس والرديف الذي يجيء بقدحه بعد فوز أحد الأيسار أو الاثنين منهم فيسألهم أن يدخلوا قدحه في قداحهم قال شارحه وقال غيره هو الذي يجيء بقدحه إلى آخر ما هنا ثم قال والجمع رداف ) بِقدْحِه بعدما اقتسموا الجَزُورَ فلا يردُّونَه خائباً ولكن يجعلون له حَظّاً فيما صار لهم من أَنْصِبائِهم الجوهري الرِّدْفُ في الشعر حَرْفٌ ساكن من حروف المَدّ واللِّينِ يَقعُ قبل حرف الرّوِيّ ليس بينهما شيء فإن كان أَلفاً لم يَجُز معها غيرها وإن كان واواً جاز معه الياء ابن سيده والردف الأَلف والياء والواو التي قبل الروي سمي بذلك لأَنه ملحق في التزامه وتَحَمُّلِ مراعاته بالروي فجرى مَجْرى الرِّدْفِ للراكب أَي يَلِيه لأَنه ملحق به وكُلْفَته على الفرس والراحلة أَشَقُّ من الكُلْفة بالمُتَقَدِّم منهما وذلك نحو الأَلف في كتاب وحساب والياء في تَلِيد وبَلِيد والواو في خَتُولٍ وقَتول قال ابن جني أَصل الردف للأَلف لأَن الغَرَض فيه إنما هو المدّ وليس في الأَحرف الثلاثة ما يساوي الأَلف في المدّ لأَن الأَلف لا تفارق المدَّ والياء والواو قد يفارقانه فإذا كان الرِّدْف أَلفاً فهو الأَصل وإذا كان ياء مكسوراً ما قبلها أَو واواً مضموماً ما قبلها فهو الفرع الأَقرب إليه لأَن الأَلف لا تكون إلا ساكنة مفتوحاً ما قبلها وقد جعل بعضهم الواو والياء رِدْفَيْن إذا كان ما قبلهما مَفْتوحاً نحو رَيْبٍ وثَوْبٍ قال فإن قلت الردف يتلو الراكبَ والرِّدْفُ في القافية إنما هو قبل حرف الرَّوِيّ لا بعده فكيف جاز لك أَن تُشَبِّهَه به والأَمر في القضية بضدّ ما قدَّمته ؟ فالجواب أَن الرِّدْفَ وإِن سبق في اللفظ الروِيَّ فإنه لا يخرج مما ذكرته وذلك أَن القافية كما كانت وهي آخر البيت وجهاً له وحِلْيَةً لصنعته فكذلك أَيضاً آخِرُ القافية زينةٌ لها ووجهٌ لِصَنْعَتِها فعلى هذا ما يجب أَن يَقَعَ الاعْتِدادُ بالقافِية والاعتناءُ بآخِرِها أَكثر منه بأَوّلها وإذا كان كذلك فالرّوِيّ أَقْرَبُ إلى آخر القافية من الرّدف فبه وَقَعَ الابتداء في الاعتداد ثم تَلاه الاعتدادُ بالردف فقد صار الردف كما تراه وإن سبق الروي لفظاً تبعاً له تقديراً ومعنًى فلذلك جاز أَن يشبه الردفُ قبل الرَّوِيّ بالردف بعدَ الراكبِ وجمع الرِّدْفِ أَرْدافٌ لا يُكَسَّر على غير ذلك ورَدِفَهُمُ الأَمْرُ وأَرْدَفَهم دَهَمَهُم وقوله عز وجل قل عَسَى أَن يكون رَدِفَ لكم يجوز أَن يكون أَرادَ رَدِفَكُم فزاد اللام ويجوز أَن يكون رَدِفَ مما تَعَدَّى بحرف جرّ وبغير حرف جرّ التهذيب في قوله تعالى رَدِفَ لكم قال قَرُبَ لكم وقال الفراء جاء في التفسير دنا لكم فكأَنَّ اللام دخلت إِذ كان المعنى دنا لكم قال وقد تكون اللام داخلة والمعنى رَدِفَكم كما يقولون نقَدتُ لها مائةً أَي نقدْتها مائة ورَدِفْتُ فلاناً ورَدِفْتُ لفلان أَي صرت له رِدْفاً وتزيد العربُ اللامَ مع الفعل الواقع في الاسم المنصوب فتقول سَمِع له وشكَرَ له ونَصَحَ له أَي سَمِعَه وشكَرَه ونصَحَه ويقال أَرْدَفْت الرجل إذا جئت بعده الجوهري يقال كان نزل بهم أَمْرٌ فَرَدِفَ لهم آخَرُ أَعظمُ منه وقال تعالى تَتْبَعُها الرَّادِفةُ وأَتَيْناه فارْتَدفناه أَي أَخذناه أَخذاً والرَّوادِف رَواكِيبُ النخلةِ قال ابن بري الرَّاكُوبُ ما نَبَتَ في أَصلِ النخلة وليس له في الأَرض عِرْقٌ والرُّدافَى على فُعالى بالضمِّ الحُداةُ والأَعْوانُ لأَنه إذا أَعْيا أَحدهم خَلَفه الآخر قال لبيد عُذافرةٌ تَقَمَّصُ بالرَّدافَى تَخَوَّنَها نُزُولي وارْتِحالي ورَدَفانُ موضع واللّه أَعلم
رذعف
ارْذَعَفَّتِ الإبلُ واذْرَعَفَّتْ كلاهما مضت على وجُوهها
رزف
رَزَفَ إليه يَرْزِفُ رَزيفاً دنا والرَّزْفُ الإسْراعُ عن كراع وأَرْزَفَ الرجلُ أَسرعَ وأَرْزَفَ السَّحابُ صَوّتَ كأَرْزَمَ قال كثير عَزّةَ فَذاك سَقى أُّمَّ الحُوَيْرِثِ ماءَه بحيثُ انْتَوَتْ واهِي الأَسِرَّةِ مُرْزِف ورَزَفَتِ الناقةُ أَسْرَعَتْ وأَرْزَفْتُها أَنا أَحْثَثْتُها في السير ورواه الصرام عن شمر زَرَفَتْ وأَزْرَفْتُها الزاي قبل الراء
رسف
الرَّسْفُ والرَّسِيفُ والرَّسَفانُ مَشْيُ المُقَيَّدِ رَسَفَ في القَيْدِ يَرْسُفُ ويَرْسِفُ رَسْفاً ورَسيفاً ورَسَفاناً مَشَى مَشْيَ المقيَّد وقيل هو المشي في القَيْدِ رُوَيْداً فهو راسِفٌ وأَنشد ابن بري للأَخطل يُنَهنِهُني الحُرَّاسُ عنها ولَيْتَني قَطَعْتُ إليها اللّيْلَ بالرَّسَفانِ وفي حديث الحديبية فجاء أَبو جندل يرْسُفُ في قُيُودِه الرَّسْفُ والرَّسِيفُ مَشْيُ المَقيَّدِ إذا جاء يَتَحَامَلُ برجله مع القَيْد ويقال للبعير إذا قارب بين الخَطْو وأَسْرَعَ الاجارة( * قوله « الاجارة » كذا بالأصل ومثله شرح القاموس ) وهي رَفعُ القَوائِم ووضعها رَسَفَ يَرْسُفُ فإذا زادَ على ذلك فهو الرَّتَكانُ ثم الحَفْدُ بعد ذلك وحكى أَبو زيد أَرْسَفْتُ الإبلَ أَي طَرَدْتُها مُقَيّدة