كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور
صنبع
الأَزهري تقول رأَيتُه يُصَنْبِعُ لُؤْماً وصُنَيْبِعاتٌ مَوْضِعٌ سمي بهذه الجماعة أَبو عمرو الصُّنْبُعةُ الناقةُ الصُّلْبة
صنتع
الصُّنْتُع الشابُّ الشديد وحِمار صُنْتُعٌ صُلْبُ الرأْس ناتِئُ الحاجِبَيْنِ عَرِيضُ الجبهة وظَلِيمٌ صُنْتُعٌ صُلْب الرأْس قال الطرماح بن حكيم صُنْتُعُ لحاجِبَيْنِ خَرَّطَه البَقْ لُ بَدِيًّا قَبْلَ اسْتِكاكِ الرِّياضِ قل وهو فُنْعُلٌ من الصَّتَعِ وقال ابن بري الصُّنْتُعُ في البيت من صفة عَيْرٍ تَقَدَّم ذكره في بيت قبله وهو مِثْل عَيْرِ الفَلاة شاخَس فاهُ طُولُ شِرْسِ اللّطَى وطُولُ العَضاضِ ويقال للحمار الوَحْشِيّ صُنْتُعٌ وفرس صُنْتُعٌ قَويّ شديد الخَلْقِ نَشِيطٌ عن الحامض وأَنشد ابن الأَعرابي ناهَبْتُها القَوْمَ على صُنْتُعٍ أَجْرَدَ كالقِدْحِ منَ السَّاسَمِ وقال أَبو دوادٍ فَلَقَدْ أَغْتَدي يُدافِعُ رَأْي صُنْتُعُ الخَلْقِ أَيِّدُ القَصَراتِ والصُّنْتُعُ عند أَهل اليمن الذِّئْبُ عن كراع
صوع
صاعَ الشُّجاعُ أَقْرانَه والراعي ماشيته يَصُوعُ جاءهم من نَواحِيهِمْ وفي بعض العبارة حازَهُم من نَواحيهم حكى ذلك الأَزهري عن الليث وقال غَلِط الليث فيما فسّر ومعْنَى الكَمِيُّ يَصُوعُ أَقْرانَه أَي يَحْمِلُ عليهم فَيُفَرِّق جمعهم قال وكذلك الرّاعي يَصُوعُ إِبله إِذا فَرَّقَها في المَرْعَى قال والتيْسُ إِذا أُرْسِلَ في الشاءِ صاعَها إِذا أَراد سفادها أَي فَرَّقَها والرجلُ يَصُوعُ الإِبل والتيْسُ يصوعُ المَعَزَ وصاعَ الغَنَمَ يَصُوعُها صَوْعاً فرّقها قال أَوْسُ بن حَجَر يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمُ له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَرِيمُ قال ابن بري البيت للمعلى بن جمال العبدي وصَوَّعَها فَتَصَوَّعَتْ كذلك وعمّ به بعضهم فقال صاعَ الشيءَ يَصُوعُه صَوْعاً فانْصاعَ وصَوَّعَه فَرَّقه والتَّصَوُّعُ التفرّق قال ذو الرمة عَسَفْتُ اعْتِسافاً دُونَها كُلّ مَجْهَل تَظَلُّ بِها الآجالُ عَنِّي تَصَوَّعُ وتَصَوَّعَ القومُ تَصَوُّعاً تَفَرَّقُوا وتَصَوَّعَ الشعر تَفَرَّقَ وصاعَ القومُ حَمَل بعضُهم على بعض كلاهما عن اللحياني وصاعَ الشيءَ صَوْعاً ثَناه ولواه وانْصاعَ القومُ ذَهَبُوا سِراعاً وانْصاعَ أَي انْفَتَلَ راجعاً ومَرَّ مُسْرِعاً والمُنْصاعُ المُعَرّدُ والناكِصُ قال ذو الرمة فانْصاعَ جامِبهُ الوَحْشِيُّ وانْكَدَرَتْ يَلْحَبْنَ لا يَأْتَلي المَطْلُوبُ والطَّلَبُ وفي حديث الأَعرابي فانْصاعَ مُدْبراً أَي ذَهَبَ سَرِيعاً وقول رؤبة فَظَلَّ يَكْسوها النَّجاءَ الأَصيْعا( * قوله « النجاء » كذا بالأصل وسيأتي في صنع يكسوها الغبار )
عاقَبَ بالياء والأَصل الواو ويروى الأَصْوعا قال الأَزهري لو ردّ إِلى الواو لقال الأَصْوعا وصَوَّعَ موضِعاً للقُطن هَيّأَه لنَدْفِه والصاعةُ اسم موضع ذلك قال ابن شميل ربما اتُّخِذَت صاعةٌ من أَدِيمٍ كالنِّطع لنَدْف القطن أَو الصوف عليه وقال الليث إِذا هَيَّأَتِ المرأَةُ لندف القطن موضعاً يقال صَوَّعَتْ موضعاً والصاعةُ البقعة الجَرْداءُ ليس فيها شيء قال والصاحةُ يَكْسَحُها الغلامُ ويُنَحِّي حجارتها ويَكْرُو فيها بكُرَته فتلك البقعة هي الصاعةُ وبعضهم يقول الصاعُ والصاعُ المطمئنُّ من الأَرض كالحُفْرة وقيل مطمئنّ مُنْهَبِط من حروفه المُطِيفةِ به قال المسيِّب بن علس مَرِحَتْ يَداها للنَّجاءِ كأَنَّما تَكْرُو بِكَفَّيْ لاعِبٍ في صاعِ والصاعُ مِكيالٌ لأَهل المدينة يأُخذ أَربعة أَمدادٍ يذكر ويؤنث فمن أَنت قال ثلاث أَصْوُعٍ مثل ثلاث أَدْوُرٍ ومن ذكَّره قال أَصْواع مثل أَثواب وقيل جمعه أَصْوُعٌ وإِن شئت أَبْدلتَ من الواو المضمومة همزة وأَصْواعٌ وصِيعانٌ والصُّواعُ كالصاع وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بالصاعِ ويتوضَّأُ بالمُدّ وصاعُ النبيّ صلى الله عليه وسلم الذي بالمدينة أَربعةُ أَمدادٍ بمُدِّهم المعروفِ عندهم قال وهو يأْخذ من الحَبّ قَدْرَ ثُلُثَيْ مَنّ بَلدنا وأَهلُ الكوفة يقولون عِيارُ الصاعِ عندهم أَربعة أَمْناءٍ والمُدُّ رُبْعُه وصاعُهم هذا هو القَفِيزُ الحجازي ولا يعرفه أَهل المدينة قال ابن الأَثير والمُدُّ مُخْتَلَف فيه فقيل هو رِطْل وثلث بالعِراقيّ وبه يقول الشافعي وفقهاء الحجاز فيكون الصاع خمسة أَرْطال وثلثاً على رأْيهم وقيل هو رطلان وبه أَخذ أَبو حنيفة وفقهاء العراق فيكون الصاع ثمانية أَرطال على رأْيهم وفي أَمالي ابن بري أَوْدَى ابن عِمْرانَ يَزِيد بالوَرِقْ فاكْتَلْ أُصَيّاعَكَ منه وانطَلقْ وفي الحديث أَنه أَعْطى عَطِيّةَ بن مالك صاعاً من سحَرّةِ الوادي أَي موضعاً يُبْذَرُ فيه صاعٌ كما يقال أَعطاه جَرِيباً من الأَرض أَي مَبْذَرَ جَرِيبٍ وقيل الصاع المطمئن من الأَرض والصُّواعُ والصِّواعُ والصَّوْعُ والصُّوعُ كله إِناء يشرب فيه مذكر وفي التنزيل قالوا نَفْقِدُ صُواعَ الملِك قال هو الإِناء الذي كان الملك يشرب منه وقال سعيد بن جبير في قوله صُواعَ الملك قال هو المَكُّوكُ الفارسي الذي يلتقي طرَفاه وقال الحسن الصُّواعُ والسِّقايةُ شيء واحد وقد قيل إِنه كان من وَرِق فكان يُكالُ به وربما شربوا به وأَما قوله تعالى ثم استخرجها من وِعاء أَخيه فإِنّ الضمير رجع إِلى السِّقاية من قوله جعل السقاية في رَحْل أَخيه وقال الزجاج هو يذكر ويؤنث وقرأَ بعضهم صَوْعَ الملِك ويقرأُ صوْغَ الملِك كأَنه مصدر وُضِع مَوضِع مفعول أَي مَصُوغَه وقرأَ أَبو هريرة صاع الملِك قال الزجاج جاء في التفسير أَنه كان إِناءً مستطيلاً يشبه المكُّوكَ كان يشرَب الملِك به وهو السقاية قال وقيل إِنه كان مصوغاً من فضة مُمَوَّهاً بالذهب وقيل إِنه كان يشبه الطاسَ وقيل إِنه كان مِنْ مِسْ
( * قوله « من مس » في شرح القاموس والمس بالكسر النحاس قال ابن دريد لا أدري أعربي هو أم لا قلت هي فارسية والسين مخففة )
وصَوَّعَ الطائرُ رأْسه حركه وصَوَّعَ الفرسُ جَمَحَ برأْسه وفي حديث سلمان كان إِذا أَصابَ الشاةَ من المَغْنَمِ في دار الحرب عَمَدَ إِلى جلدها فجعَل منه جِراباً وإِلى شعرها فجعل منه حبْلاً فينظر رجلاً صَوَّعَ به فرسُه فيُعْطِيه أَي جَمَحَ برأْسه وامتنع على صاحبه وتَصَوَّعَ الشعرُ تَقَبَّضَ وتشقّق وتصوّع البقلُ تَصَوُّعاً وتَصَيَّعَ تَصَيُّعاً هاجَ كتَصَوَّحَ وصَوَّعَتْه الريحُ صَيَّرَتْه هَيْجاً كصَوَّحَتْه قال ذو الرمة وصَوَّعَ البَقْلَ نَأْآجٌ نَجِيءُ به هَيْفٌ يَمانِيةٌ في مَرِّها نَكَبُ ويروى وصَوَّحَ بالحاء
صيع
صِعْتُ الغنم وأَصَعْتُها أَصُوعُها وأَصِيعُها فرَّقْتُها وصُعْتُ القومَ حملت على بعض وكذلك صِعْتُهم وتَصَيَّعَ البقلُ تَصَيُّعاً وتَصَوَّعَ تَصَوُّعاً هاجَ وتَصَيَّعَ الماءُ اضطَرَبَ على وجه الأَرض والسين أَعلى قال رؤبة فانصاعَ يَكْسُوها الغُبارَ الأَصْيَعا
ضبع
الضَّبْعُ بسكون الباء وسَطُ العَضُدِ بلحمه يكون للإِنسان وغيره والجمع أَضْباعٌ مثلُ فَرْخٍ وأَفْراخٍ وقيل العَضُدُ كلُّها وقيل الإِبْطُ وقال الجوهري يقال للإِبْط( * قوله « يقال للابط إلخ » قال شارح القاموس لم أجده للجوهري في الصحاح اه والامر كما قال وإنما هي عبارة ابن الاثير في نهايته حرفاً حرفاً ) الضَّبْعُ لمُجاوَرةِ وقيل ما بين الإِبط إِلى نصف العضد من أَعلاه تقول أَخَذ بضَبْعَيْه أَي بعَضُدَيْه وفي الحديث أَنه مَرَّ في حَجِّه على امرأَة معها ابن صغير فأَخَذَتْ بضَبْعَيْه وقالت أَلِهذا حَجٌّ ؟ فقال نعم ولك أَجر والمَضْبَعةُ اللحمة التي تحتَ الإِبط من قُدُمٍ واضْطَبَعَ الشيءَ أَدخَله تحت ضَبْعَيْه ولاضطِباعُ الذي يُؤْمَر به الطائفُ بالبيت أَن تُدْخِلَ الرِّداءَ من تحت إِبْطِك الأَيمَنِ وتُغَطِّيَ به الأَيسر كالرجل يريد أَن يُعالِجَ أَمْراً فيتهيأَ له يقال قد اضْطَبَعْتُ بثوبي وهو مأْخوذ من الضَّبْع وهو العَضُدُ ومنه الحديث إِنه طافَ مُضْطَبِعاً وعليه بُرْد أَخضر قال ابن الأَثير هو أَن يأْخذ الإِزارَ أَو البرد فيجعل وسطه تحت إِبطه الأَيمن ويُلْقِيَ طَرَفَيْهِ على كتفه اليسرى من جهتي صدره وظهره وسمي بذلك لإِبْداءِ الضبْعَيْنِ وهو التأَبط أَيضاً عن الأَصمعي وضَبَعَ البعيرُ البعيرَ إِذا أَخذ بضبْعيه فصَرَعَه وضَبَعَ الفرسُ يَضْبَعُ ضَبْعاً لَوى حافِرَه إِلى ضَبْعِه قال الأَصمعي إِذا لَوى الفرسُ حافِرَه إِلى عضُده فذلك الضبْعُ فإِذا هَوى بحافره إِلى وَحْشِيَّة فذلك الخِنافُ قال لأَصمعي مرت النّجائِبُ ضَوابِعَ وضَبْعُها أَن تَهْوِي بِأَخْفافِها إِلى العَضُدِ إِذا سارَتْ والضَّبْعُ والضِّباعُ رفعُ اليدين في الدعاء وضَبَعَ يَضْبَعُ على فلان ضَبْعاً إِذا مدَّ ضَبْعَيْه فَدَعا وضَبَعَ يده إِليه بالسيف يَضْبَعُها مدّها به قال رؤْبة وما تَني أَيْدٍ عَلَيْنا تَضْبَعُ بما أَصَبْناها وأُخْرَى تَطْمَعُ معناه تَمُدُّ أَضْباعَها بالدعاء علينا وضضبَعَتِ الخيلُ والإِبل تَضْبَعُ ضَبْعاً إِذا مدّت أَضْباعَها في سيرها وهي أَعْضادُها والناقةُ ضابِعٌ وضَبَعتِ الناقةُ تَضْبَعُ ضَبْعاً وضُبُوعاً وضَبَعاناً وضَبَّعَتْ تَضْبيعاً مدّتْ ضَبْعَيها في سيرها واهتزت وضَبَعَتْ أَيضاً أَسْرَعَتْ وفرس ضابِعٌ شديدُ الجَرْيِ وجمعه ضَوابِعُ وضَبَعَتِ الخيلُ كََضَبَحَتْ وضَبَعْتُ الرجلَ مَدَدْتُ إِليه ضَبْعِي للضَّرْبِ وضَبَعَ القومُ للصُّلْحِ ضَبْعاً مالُوا إِليه وأَرادوه يقال ضابَعْناهم بالسُّيوفِ أَي مَدَدْنا أَيْدِيَنا إِليهم بالسُّيوفِ ومَدُّوها إِلينا وهذا القول من نوادر أَبي عمرو قل عمرو بن شاس نَذُودُ المُلُوكَ عَنْكُمُ وتَذُودُنا ولا صُلْحَ حَتَّى تَضْبَعُونا ونَضْبَعا نَذُودُ المُلُوكَ عَنْكُمُ وتَذُودُنا إِلى المَوْتِ حتى تَضْبَعُوا ثُمَّ نَضْبَعا أَي تمدّون أَضباعكم إِلينا بالسيوف ونَمُدّ أَضْباعنا إِليكم وقال أَبو عمرو أَي تَضْبَعُون للصلح والمُصافَحة وضَبَعُوا لنا من الشيء ومن الطريق وغيره يَضْبَعُونَ ضَبْعاً أَسْهَموا لنا فيه وجعلوا لنا قسماً كما تقول ذَرَعُوا لنا طريقاً والضَّبْعُ الجَوْرُ وفلان يَضْبَعُ أَي يجور والضَّبَعُ بالتحريك والضَّبَعةُ شِدّة شَهْوة الفحلِ الناقةَ وضَبِعَتِ الناقةُ بالكسر تَضْبَعُ ضَبْعاً وضَبَعةً وضَبَعَتْ وأَضْبَعَتْ بالأَلف واسْتَضْبَعَتْ وهي مُضْبِعةٌ اشْتَهَتِ الفَحْلَ والجمع ضِباعَى وضَباعى وقد اسْتُعْمِلَت الضَّبَعةُ في النِّساءِ قال ابن الأَعرابي قيل لأَعرابي أَبامْرأَتِك حَمْلٌ ؟ قال ما يُدْرِيني والله ما لَها ذَنَب فَتَشُول به ولا آتيها إِلاَّ على ضَبَعَةٍ والضَّبُعُ والضَّبْعُ ضَرْبٌ من السِّباعِ إُنثى والجمع أَضْبُعٌ وضِباعٌ وضُبُعٌ وضُبْعٌ وضَبُعاتٌ ومَضْبَعةٌ قال جرير مِثْل الوِجَار أَوَتْ إِلَيْهِ الأَضْبُعُ والضِّبْعانةُ الضَّبُع والذكر ضِبْعانٌ وفي قصة إِبراهيم عليه السلام وشفاعته في أَبيه فَيَمْسَخُه الله ضِبْعاناً أَمْدَر الضِّبْعانُ ذكر الضِّباع لا يكون بالنون والأَلف إِلا للمذكر قال ابن بري وأَما ضِبْعانةٌ فليس بمعروف والجمع ضِبْعاناتٌ وضَباعِينُ وضِباعٌ وهذا الجمع للذكر والأُنثى مثل سَبُعٍ وسِباعٍ وقال وبُهْلُولٌ وشِيعَتُه تَرَكْنا لِضِبْعاناتِ مَعْقُلةٍ مَنابا جمع بالتاء كما يقال فلان من رِجالاتِ العَرَب وقالوا جِمالاتٌ صُفْرٌ ويقال للذكر والأُنثى ضَبْعَانث يُغلِّبون التأْنيث لخفته هنا ولا تَقُلْ ضَبُعةً وقوله يا ضَبُعاً أَكَلَتْ آيارَ أَحْمِرةٍ فَفي البُطُونِ وقَدْ راحَتْ قَراقِيرُ هَلْ غَيْرُ هَمْزٍ ولَمْزٍ للصَّدِيقِ ولا يُنْكِي عَدُوَّكُمُ مِنْكُمْ أَظافِيرُ ؟ حمله على الجنس فأَفْرَدَه ويروى يا أَضْبُعاً ورواه أَبو زيد يا ضُبُعاً أَكَلَتْ الفارسي كأَنه جمع ضَبْعاً على ضِباعٍ ثم جمع ضِباعاً على ضُبُعٍ قال الأَزهري الضَّبُعُ الأُنثى من الضِّباع ويقال للذكر وجارُّ الضَّبُعِ المطَرُ الشديد لأَن سَيْلَه يُخْرِج الضِّباعَ من وُجُرِها وقولهم ما يخفى ذلك على الضَّبُع يذهبون إِلى اسْتِحْماقِها والضَّبُعُ السَّنةُ الشديدة المُهْلِكة المُجْدبة مؤنث قال عباس بن مرداس أَبا خُراشةَ أَمَّا أَنْتَ ذا نَفَرٍ فإِنَّ قَوْمِي لَمْ تَأْكُلْهُمُ الضَّبُعُ قال الأَزهري الكلام الفصيح في إِمّا وأَما أَنه بكسر الأَلف من إِمّا إِذا كان ما بعده فعلاً كقولك إِما أَن تمشي وإِما أَن تركب وإِن كان ما بعده اسماً فإِنك تفتح الأَلف من أَما كقولك أَما زيد فَحَصيفٌ وأَما عمرو فأَحْمَقُ ورواه سيبويه بفتح الهمزة ومعناه أَن قَوْمِي ليسوا بِأَذلاَّءَ فتأْكلهم الضَّبُع ويَعْدُو عليهم السبُع وقد روي هذا البيت لمالك ابن ربيعة العامري ورُوِيَ أَبا خُباشةَ يقوله لأَبي خُباشة عامر بن كعب بن عبد الله بن أَبي بكر ابن كلاب قال ثعلب جاء أَعرابي إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أَكلتنا الضبع فدعا لهم قال ابن الأَثير هو في الأَصل الحيوان المعروف والعرب تكني به عن سَنة الجَدْب ومنه حديث عمر رضي الله عنه خَشِيتُ أَن تأْكلهم الضَّبُعُ والضبع الشرّ قال ابن الأَعرابي قالت العُقَيْلِيّة كان الرجل إِذا خفنا شره فتحوّل عنا أَوْقَدْنا ناراً خلفه قال فقيل لها ولم ذلك ؟ قالت لتَتَحَوَّلَ ضَبُعُه معه أَي ليذهب شره معه وضَبُعٌ اسم رجل وهو والد الربيع بن ضبع الفَزاريّ وضَبُعٌ اسم مكان أَنشد أَبو حنيفة حَوَّزَها مِنْ عَقبٍ إِلى ضَبُعْ في ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْ وضُباعة اسم امرأَة قال القطامي قِفي قَبْلَ التَّفَرُّق يا ضُباعا ولا يَكُ مَوْقِفٌ مِنْكِ الوَداعا وضُبَيْعةُ قبيلة وهو أَبو حيّ من بكر وهو ضُبَيْعةُ بن قيس بن ثعلبة بن عُكابةَ بن صَعْب بن بكر بن وائل وهم رهط الأَعشى ميمون بن قيس قال الأَزهري وضُبَيْعةُ قبيلة في ربيعة والضَّبْعانِ موضع وقوله أَنشده ثعلب كساقِطةٍ إِحْدَى يَدَيْهِ فَجانِبٌ يُعاشُ به مِنْه وآخَرُ أَضْبَعُ إِنما أَراد أَعْضَب فقلب وبهذا فسره والضُّبْعُ فِناءُ الإِنسان وكُنّا في ضُبْعِ فلان بالضم أَي في كَنَفِه وناحيته وفِنائهِ وضِبْعانٌ أَمْدَرُ أَي منتفخ الجنبين عظيم البطن ويقال هو الذي تَتَرَّبَ جنباه كأَنه من المدَارِ والتراب ابن الأَعرابي الضَّبْعُ من الأَرض أَكَمَةٌ سَوداءُ مستطيلة قليلاً وفي نوادر الأَعراب حِمارٌ مَضْبُوعٌ ومَخْنُوقٌ ومَذْؤُوبٌ أَي بها خناقة
( * قوله « أي بها خناقة » كذا بالأصل بلا ضبط وبضمير المؤنث وفي القاموس في ماة خنق وكغراب داء يمتنع معه نفوذ النفس إلى الرئة والقلب ثم قال والخناقية داء في حلوق الطير والفرس وضبطت الخناقية فيه ضبط القلم بضم الخاء وكسر القاف وتشد الياء مخففة النون ) وذِئْبةٌ وهما داءَانِ ومعنى المَضْبوعِ دعاءٌ عليه أَن تأْكلَه الضَّبُع قال ابن بري وأَما قوله الشاعر وهو مما يُسْأَلُ عنه تَفَرَّقَتْ غَنَمِي يَوْماً فَقُلْتُ لَها يا رَبِّ سَلِّطْ عَلَيْها الذِّئْبَ والضَّبُعا فقيل في معناه وجهان أَحدهما أَنه دعا عليها بأَن يقتل الذئب أَحياءها وتأْكل الضبع موتاها وقيل بل دعا لها بالسلامة لأَنهما إِذا وقعا في الغنم اشتغل كل واحد منهما بصاحبه فتسلم الغنم وعلى هذا قولهم اللهم ضَبْعاً وذِئْباً فدعا بأَن يكونا مجتمعين لتسلم الغنم ووجه الدعاء لها بعيد عندي لأَنها أَغضبته وأَحْرَجَتْه بتفرقها وأَتعبته فدعا عليها وفي قوله أَيضاً سلط عليها إِشعار بالدعاء عليها لأَن من طلب السلامة بشيء لا يدعو بالتسليط عليه وليس هذا من جنس قوله اللهم ضَبُعاً وذئباً فإِن ذلك يؤذن بالسلامة لاشتغال أَحدهما بالآخر وأَما هذا فإِن الضَّبُع والذئب مُسَلَّطانِ على الغنم والله اعلم
ضتع
الضَّتْع دُوَيْبّةٌ والضَّوْتَعُ دويبة أَو طائر وقيل الضَّوْتَعُ الأَحمق وقيل هو الضَّوْكَعةُ قال وهذا أَقرب للصواب
ضجع
أَصل بناء الفعل من الاضْطِجاعِ ضَجَعَ يَضْجَعُ ضَجْعاً وضُجُوعاً فهو ضاجِعٌ وقلما يُسْتَعْمَلُ والافتعال منه اضْطَجَع يَضْطجِعُ اضْطِجاعاً فهو مُضْطَجِعٌ قال ابن المظفر كانت هذه الطاء تاء في الأَصل ولكنه قبح عندهم أَن يقولوا اضتجع فأَبدلوا التاء طاء وله نظائر هي مذكورة في مواضعها واضْطَجَع نام وقيل اسْتَلْقَى ووضع جنبه بالأَرض وأَضْجَعْتُ فلاناً إِذا وضعت جنبه بالأَرض وضَجَعَ وهو يَضْجَعُ نَفْسُه فأَما قول الراجز لَمَّا رَأَى أَنْ لا دَعَهْ ولا شِبَعْ مالَ إِلى أَرْطاةِ حِقْفٍ فالْطَجَعْ فإِنه أَراد قاضْطَجَعَ فأَبْدَلَ الضاد لاماً وهو شاذ وقد روي فاضْطَجَع ويروى فاطَّجَعَ على إِبدال الضاد طاء ثم إِدْغامِها في الطاء ويروى أَيضاً فاضّجع بتشديد الضاد أَدغم الضاد في التاء فجعلهما ضاداً شديدة على لغة من قال مُصَّبِر في مُصْطَبِر وقيل لا يقال اطّجَعَ لأَنهم لا يدغمون الضاد في الطاء وقال المازني إِن بعض العرب يكره الجمع بين حرفين مطبقين فيقول الْطجع ويبدل مكان الضاد أَقرب الحروف إِليها وهو اللام وهو نادر قال الأَزهري وربَّما أَبدلوا اللامَ ضاداً كما أَبدلوا الضادَ لاماً قال بعضهم الْطِرادٌ واضْطِرادٌ لِطِرادِ الخيل وفي الحديث عن مجاهد أَنه قال إِذا كان عند اضْطِراد الخيلِ وعند سَلِّ السيوفِ أَجْزَأَ الرجلَ أَن تكون صلاتُه تكبيراً فسره ابن إِسحق الْطِراد بإِظهار اللام وهو افْتِعالٌ من طِرادِ الخيل وهو عَدْوُها وتتابعها فقلبت تاء الافتعال طاء ثم قلبت الطاء الأَصلية ضاداً وهذا الحرف ذكره ابن الأَثير في حرف الضاد مع الطاء واعتذر عنه بأَن موضعه حرف الطاء وإِنما ذكره هنا لأَجل لفظه وإِنه لحَسنُ الضِّجْعةِ مثل الجِلْسةِ والرِّكْبة ورجل ضُجَعةٌ مثال هُمَزةٍ يُكثر الاضْطِجاعَ كَسْلانُ وقد أَضْجَعَه وضاجَعَه مُضاجَعَة اضْطَجَعَ معه وخصّص الأَزهري هنا فقال ضاجَعَ الرجلُ جاريته إِذا نام معها في شِعار واحد وهو ضَجِيعُها وهي ضَجِيعَتُه والضَّجِيعُ المُضاجِعُ والأُنثى مُضاجِع وضَجِيعة قال قيس بن ذَزيح لَعَمْرِي لَمَنْ أَمْسَى وأَنْتِ ضَجِيعُه من الناسِ ما اخْتِيرَتْ عليه المَضاجِعُ وأَنشد ثعلب كُلُّ النِّساءِ على الفراش ضَجِيعةٌ فانْظُرْ لنفسك بالنّهار ضَجِيعا وضاجَعَه الهَمُّ على المثل يَعْنون بذلك مُلازمَته إِياه قال فلم أَرَ مِثْلَ الهَمِّ ضاجَعَه الفَتى ولا كَسَوادِ اللَّيْلِ أَخْفَقَ صَاحِبُهْ ويروى مِثْلَ الفقر أَي مثل هَمّ الفقر والضِّجْعَةُ هيئةُ الاضْطِجاعِ والمَضاجِعُ جمع المَضْجَعِ قال الله عز وجل تَتَجافى جُنُوبهم عن المَضاجِعِ أَي تَتَجافى عن مضاجِعِها التي اضْطَجَعَتْ فيها والاضْطِجاعُ في السجود أَن يَتَضامَّ ويُلْصِق صدره بالأَرض وإِذا قالوا صَلَّى مُضْطَجعاً فمعناه أَن يَضْطَجع على شِقِّه الأَيمن مستقبلاً للقبيلة وقول الأَعشى يخاطب ابنته فَإِنَّ لِجَنْبِ المَرْءِ مُضْطَجَعا أَي مَوْضِعاً يَضْطَجِعُ عليه إِذا قُبِرَ مُضْجَعاً على يمينه وفي الحديث كانت ضِجْعةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أَدَماً حَشْوُها ليفٌ الضِّجْعةُ بالكسر مِنَ الاضْطِجاعِ وهو النوم كالجِلْسةِ من الجلوس وبفتحها المرّة الواحدة والمراد ما كان يَضْطَجِعُ عليه فيكون في الكلام مضاف محذوف تقديره كانت ذاتُ ضِجْعته أَو ذاتُ اضْطِجاعِه فِراشَ أَدَمٍ حَشْوُها لِيفٌ وفي حديث عمر جَمَعَ كُومةً من رَمْل وانْضَجَع عليها هو مُطاوِعُ أَضْجَعه فانْضَجَعَ نحو أَزْعَجْتُه فانْزَعَجَ وأَطْلَقْتُه فانْطَلَقَ والضَّجْعَةُ الخَفْضُ والدَّعةُ قال الأَسدي وقارَعْتُ البُعُوثَ وقارَعُوني فَفاز بِضَجْعةٍ في الحَيِّ سَهْمِي وكل شيء تَخْفِضُه فقد أَضْجَعْتَه والتَّضْجِيعُ في الأَمر التَّقْصِيرُ فيه وضَجَعَ في أَمره واضَّجَعَ وأَضْجَعَ وَهَنَ والضَّجُوعُ الضَّعِيفُ الرأْي ورجل ضُجَعةٌ وضاجِعٌ وضِجْعِيٌّ وضُجْعِيٌّ وقِعْدِيٌّ وقُعْدِيٌّ عاجز مقيم وقيل الضُّجْعةُ والضُّجْعِيّ الذي يلزم البيت ولا يكاد يَبْرَحُ منزله ولا يَنْهَضُ لِمَكْرُمةٍ وسحابةٌ ضَجُوعٌ بَطِيئة من كثرة مائها وتَضَجَّعَ السَّحابُ أَرَبَّ بالمكان ومَضاجِعُ الغَيْث مَساقِطُه ويقال تَضاجَعَ فلان عن أَمر كذا وكذا إِذا تَغافَلَ عنه وتَضَجَّعَ في الأَمر إِذا تَقَعَّدَ ولم يَقُمْ به والضَّاجِعُ الأَحْمقُ لعجزه ولُزُومِه مكانَه وهو من الدوابِّ الذي لا خير فيه وإِبل ضاجِعةٌ وضَواجِعُ لازمة للحَمْضِ مُقِيمة فيه قال أَلاكَ قَبائِلٌ كَبَناتِ نَعْشٍ ضَواجِعَ لا يَغُرْنَ مَعَ النُّجومِ قال ابن برِّيّ ويقال لمن رَضِيَ بِفَقْره وصار إِلى بيته الضَّاجِعُ والضِّجْعِيّ لأَن الضَّجْعةَ خَفْضُ العيش وإِلى هذا المعنى أَشار القائل بقوله أَلاكَ قَبائلُ كَبَناتِ نَعْشٍ ضَواجِعَ لا يَغُرْنَ مع النُّجُومِ أَي مقيمة لأَنَّ بنات نَعْشٍ ثوابِتُ فهنّ لا يَزُلْنَ ولا ينتقلن وضَجَعَت الشمسُ وضَجَّعَتْ وخَفَقَتْ وضَرَّعَتْ مالت للمَغِيب وكذلك ضَجَعَ النجم فهو ضاجِعٌ ونُجُومٌ ضَواجِعٌ قال على حِينَ ضَمَّ الليْلُ منْ كُلِّ جانِبٍ جَناحَيْهِ وانْصَبَّ لنُّجُومُ الضَّواجِعُ ويقال أَراك ضاجعاً إِلى فلان أَي مائلاً إِايه ويقال ضِجْعُ فلان إِلى فلان كقولك صِغْوُه إِليه ورجلٌ أَضْجَعُ الثنايا مائِلُها والجمع الضُّجْع والضَّجُوعُ من الإِبل التي تَرْعى ناحية والضَّجْعاءُ والضَّاجِعةُ الغنم الكثيرة وغنم ضاجِعةٌ كثيرة ودَلْوٌ ضاجِعةٌ مُمْتَلِئةٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد ضاجِعةً تَعْدِلُ مِيْلَ الدَّفِّ وقيل هي الملأَى التي تَمِيلُ في ارْتِفاعِها من البئْرِ لثقلها وأَنشد لبعض الرُّجَّاز إِنْ لمْ تَجئْ كالأَجْدَلِ المُسِفِّ ضاجِعةً تَعْدِلُ مَيِلَ الدَّفِّ إِذاً فَلا آبَتْ إِليَّ كَفِّي أَوْ يُقْطَع العِرْقُ مِنَ الأَلَفِّ الأَلَفُّ عِرْقٌ في العَضُد وأَضْجَعَ فلانُ جُوالقه إِذا كان ممتلئاً فَفَرَّغَه ومنه قول الراجز تُعْجِل إِضْجاعَ الجَشِير القاعِدِ والجَشِيرُ الجُوالِقُ والقاعِدُ المُمْتَلئُ والضَّجْعُ صَمْغُ نبت تُغْسَلُ به الثيابُ والضَّجْع أَيضاً مثل الضَّغابِيسِ وهو في خِلْقة الهِلْيَوْنِ وهو مُرَبّع القُضْبان وفيه حُموضةٌ ومَزازةٌ يؤخذ فَيُشْدخُ ويعصر ماؤه في اللبن الذي قد رابَ فيَطِيبُ ويُحْدِث فيه لذْعَ اللسانِ قليلاً ومَرارةً ويجعل ورقة في اللبن الحازِر كما يفعل بورق الخَرْدَل وهو جَيِّدٌ كل ذلك عن أَبي حنيفة وأَنشد ولا تأْكلُ الخرشانَ خَوْدٌ كَرِيمةٌ ولا الضَّجْعَ إِلاَّ مَن أَضَرَّ به الهَزْلُ( * قوله « الخرشان » كذا بالأصل ولعله الحرشاء بوزن حمراء ففي القاموس والحرشاء نبت أو خردل البر )
والإِضْجاعُ في القَوافي الإِقْواءُ قال رؤبة يصف الشِّعْر والأَعْوَج الضاجِع من إِقْوائها ويروى من إِكْفائِها وخَصَّصَ به الأَزهريّ الإِكْفاء خاصة ولم يذكر الإِقْواء وقال وهو أَن يَخْتَلِف إِعرابُ القَوافي يقال أَكْفأَ وأَضجَعَ بمعنى واحدٍ والإِضْجاعُ في باب الحركات مثلُ الإِمالة والخفض وبنو ضِجْعانَ قبيلة والضَّواجِعُ موضعٌ وفي التهذب الضَّواجِعُ مَصابُّ الأَودية واحدتها ضاجعةٌ كأَنَّ الضاجعةَ رحبَة ثم تَسْتَقِيمُ بَعْدُ فتصيرُ وادِياً والضَّجُوعُ رملةٌ بعينها معروفة والضَّجُوعُ موضع قال أَمِنْ آل لَيْلى بالضَّجُوعِ وأَهلُنا بِنَعْفِ اللِّوى أَو بالصُّفَيَّةِ عِيرُ والمَضاجِعُ
( * قوله « والمضاجع » قال ياقوت ويروى أيضا بضم اليم فيكون بزنة اسم الفاعل ) اسم موضع وأَما قول عامر بن الطفيل لا تَسْقِني بيَدَيْكَ إِنْ لم أَغْتَرِفْ نِعْمَ الضَّجُوعُ بِغارةٍ أَسْرابِ فهو اسم موضع أَيضاً وقال الأَصمعي هو رحبة لبني أَبي بكر بن كلاب والضَّواجِعُ الهِضابُ قال النابغة وعِيدُ أَبي قابُوسَ في غيرِ كُنْهِه أتاني ودُوني راكِسٌ فالضَّواجِعُ يقال لا واحد لها والضُّجُوعُ بضم الضاد حيّ في بني عامر
ضرع
ضَرَعَ إِليه يَضْرَعُ ضَرَعاً وضَراعةً خضع وذلَّ فهو ضارِعٌ من قوم ضَرَعةٍ وضُرُوعٍ وتضرَّع تذلَّل وتخشَّع وقوله عز وجل فلولا إِذْ جاءهم بأْسُنا تضَرَّعوا فمعناه تذلَّلوا وخضَعوا ويقال ضرَع فلان لفلان وضَرِعَ له إِذا ما تخشَّع له وسأَله أَن يُعْطِيَه قال الأعشى سائِلْ تَميماً به أَيّامَ صَفْقَتِهمْ لَمّا أَتَوْه أَسارى كلُّهُم ضَرَعا أَي ضرَع كلُّ واحدٍ منهم له وخضَع ويقال ضرَع له واستَضْرَعَ والضارِعُ المتذلِّلُ للغَنِيّ وتضرَّع إِلى الله أَي ابْتَهَلَ قال الفواء جاء فلان يَتَضَرَّعُ ويَتَعَرَّضُ ويَتَأَرَّضُ ويَتصَدَّى ويَتَأَتَّى بمعنًى إِذا جاء يَطْلُبُ إِليك الحاجةَ وأَضرَعَتْه إِليه الحاجةُ وأَضرَعَه غيره وفي المثل الحُمَّى أَضرَعَتْني لَكَ وخَدٌّ ضارِعٌ وجَنْبٌ ضارعٌ مُتَخَشِّعٌ على المثل والتضرُّعُ التَّلَوِّي والاستغاثةُ وأَضرَعْتُ له مالي أَي بَذَلْتُه له قال الأَسود وإِذا أَخِلاَّئي تَنَكَّبَ ودُّهُمْ فأَبُو الكُدادةِ مالُه لي مُضْرَعُ أَي مبذولٌ والضَّرَعُ بالتحريك والضارِعُ الصغير من كل شيء وقيل الصغير السنّ الضعيف الضاوي النحيفُ وإِنَّ فلاناً لضارِعُ الجسمِ أَي نحيف ضعيف وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم رأَى ولَدَيْ جَعْفَرٍ الطَّيَّار فقال ما لي أَراهُما ضارِعَيْن ؟ فقالوا إِنَّ العَيْنَ تُسْرِعُ إِليهما الضَّارِعُ النَّحِيفُ الضَّاوي الجسم يقال ضَرِعَ يَضْرَعُ فهو ضارِعٌ وضَرَعٌ بالتحريك ومنه حديث قيس بن عاصم إِني لأُفْقِرُ البَكْرَ الضَّرَعَ والنَّابَ المُدْبِرَ أَي أُعِيرُهُما للرّكوب يعني الجمل الضعيف والناقة الهَرِمةَ التي هَرِمَتْ فأَدْبَرَ خيرُها ومنه حديث المِقْداد وإِذا فيهما فرس آدَمُ ومُهْرٌ ضَرَعٌ وحديث عمرو بن العاصِ لَسْتُ بالضَّرَعِ ويقال هو الغُمْرُ الضَّعِيفُ من الرجال وقال الشاعر أَناةً وحِلْماً وانْتِظاراً بِهِمْ غَداً فَما أَنا بالواني ولا الضَّرَعِ الغُمْرِ ويقال جَسَدُك ضارِعٌ وجَنْبُكَ ضارِعٌ وأَنشد مِنَ الحُسْنِ إِنْعاماً وجَنْبُكَ ضارِعُ ويقال قوم ضَرَعٌ ورجل ضَرَعٌ وأَنشد وأَنْتُمُ لا أُشاباتٌ ولا ضَرَعُ وقد ضَرُعَ ضَراعةً وأَضْرَعَه الحُبُّ وغيره قال صخر ولَما بَقِيتُ لَيَبْقَيَنَّ جَوًى بَيْنَ الجَوانِحِ مُضْرِعٌ جِسْمِي ورجل ضارعٌ بيِّنُ الضُّرُوعِ والضَّراعةِ ناحِل ضعيفٌ والضَّرَعُ الجمل الضَّعِيفُ والضَّرَعُ الجَبانُ والضَّرَعُ المُتهالِكُ مِنَ الحاجةِ للغنى وقول أَبي زبيد مُسْتَضْرِعٌ ما دَنا مِنْهُنَّ مُكْتَنِتٌ من الضَّرَعِ وهو الخاضِعُ والضَّارِعُ مثله وقوله عزَّ وجل تدعونه تضرُّعاً وخفية المعنى تدعونه مظهرين الضراعة وهي شدة القر والحاجة إِلى الله عز وجل وانتصابهما على الحال وإِن كانا مصدرين وفي حديث الاستسقاء خرج مُتَبَدِّلاً مُتَضَرِّعاً التضَرُّعُ الذلُّلُ والمبالغة في السؤَال والرغْبة يقال ضَرِعَ يَضْرَعُ بالكسر والفتح وتَضَرَّعَ إِذا خَضَعَ وذلَّ وفي حديث عمر فقد ضَرَعَ الكبيرُ ورقَّ الصغير ومنه حديث علي أَضْرَعَ اللهُ خُدُودَكم أَي أَذلَّها ويقال لفلان فَرَسٌ قدْ ضَرِعَ به أَي غَلَبَه وقد ورد في حديث سلمان قد ضَرِع به وضَرَعَتِ الشمسُ وضَرَّعَتْ غابَتْ أَو دَنَتْ من المَغِيبِ وتَضْريعُها دُنُوُّها للمغيب وضَرَّعَتِ القِدْرُ تَضْرِيعاً حان أَنْ تُدْرِكَ والضَّرْعُ لكل ذات ظِلْف أَو خُفّ وضَرْعُ الشاةِ والناقةِ مَدَرُّ لبنها والجمع ضُرُوعٌ وأَضْرَعَتِ الشاةُ والناقة وهي مُضْرِعٌ نَبَتَ ضَرْعُها أَو عَظُم والضَّرِيعةُ والضَّرْعاءُ جميعاً العظيمة الضَّرْعِ من الشاءِ والإِبل وشاة ضَرِيعٌ حَسَنة الضَّرْعِ وأَضْرَعَتِ الشاةُ أَي نزل لبنها قبيل لنِّتاجِ وأَضْرَعَتِ الناقةُ وهي مُضْرِعٌ نزل لبنها من ضَرْعها قُرْب النتاج وقيل هو إِذا قرب نتاجها وما له زرع ولا ضَرْعٌ يعني بالضرع الشاة والناقة وقول لبيد وخَصْمٍ كبادِي الجِنِّ أَسْقَطْتُ شَأْوَهُم بِمُسْتَحْوِذٍ ذِي مِرَّة وضُرُوعِ فسره ابن الأَعرابي فقال معناه واسع له مَخارِجُ كمخارج اللبن ورواه أَبو عبيد وصُرُوع بالصاد المهملة وهي الضُّروبُ من الشيء يغني ذي أَفانِينَ قال أَبو زيد الضَّرْعُ جِماع وفيه الأَطْباءُ وهي الأَخْلافُ واحدها طُبْيٌ وخِلْفٌ وفي الأَطْباءِ الأَحالِيلُ وهي خُروقُ اللبن والضُّروعُ عِنَبٌ أَبيض كبير الحب قليل الماء عظيم العناقيد والمُصارِعُ المُشْبِهُ والمُضارَعةُ المشابهة والمُضارعة للشيء أَن يُضارِعه كأَنه مثله أَو شبْهه وفي حديث عدِيّ رضي الله عنه قال له لا يَخْتَلِجَنَّ في صدرك شيء ضارَعْتَ فيه النصرانية المُضارَعةُ المُشابَهةُ والمُقارَبةُ وذلك أَنه سأَله عن طعام النصارى فكأَنه أَراد لا يتحرَّكنَّ في قلبك شكّ أَنَّ ما شابَهْتَ فيه النصارى حرام أَو خبيث أَو مكروه وذكره الهروي لا يَتَحَلَّجنَّ ثم قال يعني أَنه نظيف قال ابن الأَثير وسياقُ الحديث لا يناسب هذا التفسير ومنه حديث معمر بن عبد الله إِني أَخافُ أَن تُضارِعَ أَي أَخاف أَن يُشْبِه فعلُك الرِّياء وفي حديث معاوية لستُ بنُكَحةٍ طُلَقةٍ ولا بسُبَبةٍ ضُرَعةٍ أَي لست بشَتَّام للرجال المُشابِه لهم والمُساوِي ويقال هذا ضِرْعُ هذا وصِرْعُه بالضاد والصاد أَي مِثْله قال الأَزهري والنحويون يقولون للفعل المستَقْبَلِ مُضارِعٌ لمشاكلته الأَسماء فيما يلحقه من الإِعراب والمُضارِعُ من الأَفعال ما أَشبه الأَسماء وهو الفعل الآتي والحاضر والمُضارِعُ في العَرُوضِ مفاعيل فاع لاتن مفاعيل فاع لاتن كقوله دَعاني إِلى سُعاد دَواعِي هَوَى سُعاد سمِّي بذلك لأَنه ضارَعَ المُجْتَثَّ والضُّروعُ والصُّروعُ قُوَى الحبْل واحدها ضِرْعٌ وصِرْعٌ والضَّرِيعُ نبات أَخضَر مُنْتِنٌ خفيف يَرْمي به البحرُ وله جوْفٌ وقيل هو يَبِيسُ العَرْفَجِ والخُلَّةِ وقيل ما دام رطباً فهو ضرِيعٌ فإِذا يَبِسَ فهو ضرِيعٌ فإِذا يَبِسَ فهو الشَّبْرِقُ وهو مَرْعَى سَوءٍ لا تَعْقِدُ عليه السائمةُ شَحْماً ولا لحماً وإِن لم تفارقه إِلى غيره ساءَت حالها وفي التنزيل ليس لهم طعام إِلاَّ من ضريع لا يُسْمِنُ ولا يُغني من جوع قال الفراء الضرِيعُ نبت يقال له الشَّبْرِقُ وأَهل الحجاز يسمونه الضريع إِذا يبس وقال ابن الأَعرابي الضريع العوْسَجُ الرطْب فإِذا جَفَّ فهو عَوْسَجٌ فإِذا زاد جُفوفاً فهو الخَزِيزُ وجاءَ في التفسير أَن الكفار قالوا إِنَّ الضريعَ لتَسْمَنُ عليه إِبلنا فقال الله عز وجل لا يُسْمِنُ ولا يُغْني من جوع وجاء في حديث أَهل النار فيُغاثون بطعام من ضريع قال ابن الأَثير هو نبت بالحجاز له شوْكٌ كبار يقال له الشبرق وقال قَيْسُ بن عَيْزارةَ الهذليّ يذكر إِبلاً وسُوءَ مَرْعاها وحُبِسْنَ في هَزْمِ الضَّرِيعِ فكُلُّها حَدْباءُ دامِيةُ اليَدَيْنِ حَرُودُ هَزْمُ الضرِيعِ ما تَكَسَّر منه والحَرُودُ التي لا تكاد تَدِرُّ وصف الإِبل بشدَّة الهُزال وقيل الضرِيعُ طعام أَهل النار وهذا لا يعرفه العرب والضَّرِيعُ القِشْرُ الذي على العظم تحت اللحم وقيل هو جلد على الضِّلَعِ وتَضْرُوعُ بلدة قال عامر ابن الطفيل وقد عُقِرَ فرسُه ونِعْمَ أَخُو الضُّعْلُوكِ أَمسِ تَرَكْتُه بِتَضْرُوعَ يَمْرِي باليَدَيْنِ ويَعْسِفُ قال ابن برِّي أَخو الصُّعْلوك يعني به فرسه ويَمْرِي بيديه يحرّكهما كالعابث ويَعْسِف ترجُف حَنْجَرتُه من النَّفَسِ وهذا المكان وهذا البيت أَورده الجوهري بتَضْرُع بغير واو قال ابن بري ورواه ابن دريد بتَضْرُوعَ مثل تَذْنُوب وتُضارُعٌ بضم التاء والراء موضع أَو جبل بنجد وفي التهذيب بالعَقِيق وفي الحديث إِذا سال تُضارُعٌ فهو عامُ ربِيعٍ وفيه إِذا أَخصبت تُضارُعٌ أَخصبت البلاد قال أَبو ذؤيب كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ بَيْنَ تُضارُعٍ وشابةَ بَرْكٌ من جُذامَ لَبِيجُ قال ابن بري صوابه تُضارِع بكسر الراء قال وكذا هو في بيت أَبي ذؤيب فأَمّا بضم التاء والراء فهو غلط لأَنه ليس في الكلام تُفاعُل ولا فُعالُلٌ قال ابن جني ينبغي أَن يكون تُضارِعٌ فُعالِلاً بمنزلة عُذافِرٍ ولا نحكم على التاء بالزيادة إِلا بدليل وأَضرُعٌ موضع وأَما قول الراعي فأَبصَرْتُهُمْ حتى تَواراتْ حُمُولُهُم بأَنْقاءٍ يَحْمُومٍ ووَرَّكْنَ أَضْرُعا فإِنَّ أَضْرُعاً ههنا جبال أَو قاراتٌ صِغار قال خالد ابن جبلة هي أُكَيْمات صغار ولم يذكر لها واحداً
ضرجع
الضَّرْجَعُ النَّمِرُ
ضعع
الضَّعْضَعةُ الخُضُوعُ والتذلُّلُ وقد ضَعْضَعه الأَمر فَتَضَعْضَعَ قال أَبو ذؤيب وتَجَلُّدِي للشامِتِينَ أُرِيهِمُ أنّي لِرَيْبِ الدَّهْرِ لا أَتَضَعْضَعُ وفي الحديث ما تَضَعْضَعَ امرؤٌ لآخَرَ يريد به عَرَضَ الدنيا إِلاَّ ذهَب ثُلثَا دينِه يعني خضَع وذَلَّ وضَعْضَعَه الدهرُ وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه في إِحدى الروايتين قد تَضَعْضَعَ بهم الدهرَ فأَصْبَحُوا في ظُلُماتِ القُبُور أَي أَذلّهم والضَّعْضاعُ الضعِيفُ من كل شيء يقال رجل ضَعْضاعٌ أَي لا رأْيَ له ولا حزم وكذلك الضَّعْضَعُ وهو مقصور منه وتَضَعْضَعَ الرجل ضَعُفَ وخفّ جسمه من مرض أَو حزن وتَضَعْضَعَ ماله قلّ وتضعضع أَي افتقر وكأَنَّ أَصل هذا من ضَعَّ وضَعْضَعَه أَي هدَمه حتى الأَرض وتَضَعْضَعَت أَركانُه أَي اتَّضَعَت والعرب تسمي الفقير مُتَضَعْضِعاً قال ابن الأَعرابي الضَّعُّ راياضةُ البعير والناقةِ وتأْديبهُما إِذا كانا قضيبين وقال ثعلب هو أَن يقال له ضَعْ ليتأَدّب
ضفع
ضَفَعَ الرجلُ يَضْفَعُ ضَفْعاً جَعَسَ وأَحْدَثَ وقيل أَبْدَى وفَضَعَ لغة فيه ويقال ضَفَعَ وقَعَ بِبَوْلِه وسَلَحَ وقال ابن الأَعرابي نَجْوُ الفيل الضَّفْعُ وجِلْدُه الحَوْرانُ وباطِنُ جِلْده الحِرْصِيانُ قال الأَزهري والضَّفْعانةُ ثَمرَةُ السَّعْدانة ذاتُ الشوْكِ وهي مستديرة كأَنها فَلْكةٌ لا تراها إِذا هاج السَّعْدانُ وانْتَثَرَ ثَمَرُها إِلا مستلقية قد كَشَرَتْ عن شَوْكِها وانْتَصَّتْ لِقَدَمِ من يَطَؤُها ولإِبل تَسْمَنُ على السعدان وتَطِيبُ عليها أَلبانها
ضفدع
الضِّفْدِعُ مثال الخِنْصِر والضَّفْدَع معروف لغتان فصيحتان والأُنثى ضِفْدِعةٌ وضَفْدَعةٌ قال الجوهري وناس يقولون ضِفْدَعٌ قال الخليل ليس في الكلام فِعْلَلٌ إِلا أَربعةَ أَحرف دِرْهَمٌ وهِجْرَعٌ وهِبْلَعٌ وقِلْعَمٌ وهو اسم الأَزهري الضفدع جمعه ضَفادِعُ وربما قالوا ضَفَادِي وأَنشد بعضهم ولِضَفادِي جَمّه نَقانِقُ أَي لضفادِع فجعل العين ياء كما قالوا أَراني وأَرانِبَ ويقال نَقَّتْ ضَفادِعُ بطنِه إِذا جاع كما يقال نَقَّت عَصافِيرُ بَطْنِه والضِّفْدِعُ بكسر الدال فقط عظم يكون في باطن حافر الفَرَس وضَفْدَعَ الرجلُ تَقَبَّضَ وقيل سَلَح وقيل ضَرطَ قال( * هذا البيت لجرير وفي ديوانه خُورٌ مكان خوراً )
بِئْسَ الفَوارِسُ يا نَوارُ مُجاشِعٌ خُوراً إِذا أَكَلُوا خَزِيراً ضَفْدَعُوا وقول لبيد يَمَّمْنَ أَعْداداً بِلُبْنَى أَو أَجَا مُضَفْدِعاتٍ كُلُّها مُطَحْلِبَهْ يريد مياهاً كثيرة الضَّفادع
ضكع
رجل ضَوْكَعةٌ أَحْمَقُ كَثير اللحم مع ثِقَل وقيل الضَّوْكَعُ المُسْتَرْخِي القَوائِم في ثِقَل
ضلع
الضِّلَعُ والضِّلْعُ لغتان مَحْنِيّة الجنب مؤنثة والجمع أَضْلُعٌ وأَضالِعُ وأَضْلاعٌ وضُلوعٌ قال الشاعر وأَقْبَلَ ماءُ العَيْنِ من كُلِّ زَفْرةٍ إِذا وَرَدَتْ لم تَسْتَطِعْها الأَضالِعُ وتَضَلَّعَ الرجلُ امْتَلأَ ما بين أَضْلاعِه شِبَعاً وريّاً قال ابن عَنّابٍ الطائي دَفَعْتُ إِليه رِسْلَ كَوْماءَ جَلْدةٍ وأَغْضَيْتُ عنه الطَّرْفَ حتَّى تَضَلَّعا ودابّةٌ مُضْلِعٌ لا تَقْوَى أَضْلاعُها على الحَمْلِ وحِمْلٌ مُضْلِعٌ مُثْقِلٌ للأَضْلاعِ والإِضْلاعُ الإِمالةُ يقال حِمْلٌ مُضْلِعٌ أَي مُثقِلٌ قال الأَعشى عِنْدَه البِرُّ والتُّقَى وأَسَى الشَّقْ قِ وحَمْلٌ لِمُضْلِعِ الأَثقال وداهِيةٌ مُضْلِعةٌ تُثْقِلُ الأَضْلاع وتَكْسرها والأَضْلَعُ الشَّدِيدُ القَوِيُّ الأَضْلاعِ واضْطَلَعَ بالحِمْل والأَمْرِ احْتَمَلَتْه أَضلاعُه والضَّلَعُ أَيضاً في قول سُوَيْد جَعَلَ الرَّحْمنُ والحَمْدُ له سَعَةَ الأَخْلاقِ فينا والضَّلَعْ القُوَّةُ واحتمالُ الثَّقِيلِ قاله الأَصمعي والضَّلاعةُ القوَّةُ وشِدَّة الأَضْلاعِ تقول منه ضَلُعَ الرجل بالضم فهو ضليعٌ وفرس ضلِيعٌ تامّ الخَلْق مُجْفَرُ الأَضْلاع غَلِيظُ الأَلْواحِ كثير العصب والضَّلِيع الطَّوِيلُ الأَضْلاعِ الواسِعُ الجنبين العظيم الصدر وفي حديث مَقْتَل أَبي جهل فَتَمَنَّيْتُ أَن أَكون بين أَضْلَعَ منهما أَي بين رجلين أَقوى من الرجلين اللذين كنت بينهما وأَشدّ وقيل الضَّلِيعُ الطوِيلُ الأَضْلاعِ الضَّخْم من أَيِّ الحيوان كان حتى من الجنّ وفي الحديث أَنَّ عمر رضي الله عنه صارَعَ جِنِّيّاً فَصَرَعَه عمرُ ثم قال له ما لِذِراعَيْكَ كأَنهما ذِراعا كلب ؟ يَسْتَضْعِفُه بذلك فقال له الجِنِّيّ أَما إِني منهم لَضَلِيعٌ أَي إِني منهم لعَظيم الخَلْقِ والضَّلِيعُ العظيم الخلق الشديد يقال ضَلِيعٌ بَيِّنُ الضَّلاعةِ والأَضْلَعُ يوصف به الشديد الغليظ ورجل ضَلِيعُ الفمِ واسِعُه عظِيمُ أَسْنانِه على التشبيه بالضِّلْع وفي صفته صلى الله عليه وسلم ضَلِيعُ الفَمِ أَي عَظِيمُه وقيل واسِعُه حكاه الهرويُّ في الغريبين والعرب تَحْمَدُ عِظَمَ الفَم وسَعَته وتَذُمُّ صِغَره ومنه قولهم في صفة مَنْطِقِه صلى الله عليه وسلم أَنه كان يفتتح الكلام ويختتمه بأَشْداقِه وذلك لِرَحْبِ شِدْقَيْهِ قال الأَصمعي قلت لأَعرابي ما الجَمالُ ؟ فقال غُؤُورُ العينين وإِشرافُ الحاجِبَينِ ورَحْبُ الشِّدْقينِ وقال شمر في قوله ضَلِيعُ الفم أَراد عِظَمَ الأَسنان وتَراصُفَها ويقال رجل ضَليع الثنايا غليظها ورجل أَضْلَعُ سِنُّه شبيهة بالضَّلع وكذلك امرأَة ضَلْعاءُ وقوم ضُلْعٌ وضُلُوعُ كلِّ إِنسان أَربع وعشرون ضِلعاً وللصدر منها اثنتا عشرة ضلعاً تلتقي أَطرافها في الصدر وتتصل أَطراف بعضها ببعض وتسمى الجَوانِحَ وخَلْفها من الظهر الكَتِفانِ والكَتفانِ بجِذاء الصدر واثنتا عشرة ضلعاً أَْفَلَ منها في الجنبين البطن بينهما لا تلتقي أَطْرافُها على طَرَف كل ضِلْع منها شُرْسُوف وبين الصدر والجنبين غُضْرُوفٌ يقال له الرَّهابةُ ويقال له لِسانُ الصدر وكل ضِلْع من أَضْلاعِ الجنبين أَقْصَرُ من التي تليها إِلى أَن تنتهي إِلى آخرتها وهي التي في أَسفل الجنب يقال لها الضِّلَعُ الخَلْفُ وفي حديث غَسْلِ دَمِ الحَيْضِ حُتِّيه بضِلَع بكسر الضاد وفتح اللام أَي بعود والأَصل فيه الضِّلْع ضلع الجَنْبِ وقيل للعود الذي فيه انْحِناء وعِرَضٌ ضِلَع تشبيهاً بالضِّلْع الذي هو واحد الأَضْلاعِ وهذه ضلع وثلاث أَضْلُع قال ابن بري شاهد الضِّلَعِ بالفتح قول حاجب بن ذُبْيان بَني الضِّلَعِ العَوْجاءِ أَنْتَ تُقِيمُها أَلا إِنّ تَقْوِيمَ الضُّلُوع انْكِسارُها وشاهد الضِّلْع بالتسكين قول ابن مفرِّغ ورَمَقْتُها فَوَجَدْتُها كالضِّلْعِ لَيْسَ لَها اسْتِقامهْ ويقال شَرِبَ فلان حتى تَضَلَّعَ أَي انْتَفَخَتْ أَضْلاعُه من كثرة الشرب ومثله شرب حتى أَوَّنَ أَي صار له أَوْنانِ في جنبيه من كثرة الشرب وفي حديث زمزم فأَخَذ بِعَراقِيها فشرب حتى تَضَلَّع أَي أَكثر من الشرب حتى تمدَّد جنبه وأَضلاعه وفي حديث ابن عباس أَنه كان يَتَضَلَّعُ من زمزم والضِّلَعُ خَطٌّ يُخَطُّ في الأَرض ثم يُخَطُّ آخر ثم يبذر ما بينهما وثياب مُضَلَّعةٌ مُخَطَّطة على شكل الضِّلع قال اللحياني هو المُوَشَّى وقيل المُضَلَّعُ من الثياب المُسَيَّر وقيل هو المُخْتَلِفُ النَّسْجِ الرقيق وقال ابن شميل المضلَّع الثوب الذي قد نُسِجَ بعضه وترك بعضه وقيل بُرد مُضَلَّع إِذا كانت خطوطه عَريضة كالأَضْلاع وتَضْلِيعُ الثوب جعلُ وشْيِه على هيئة الأَضلاع وفي الحديث أَنه أُهْدِيَ له صلى الله عليه وسلم ثَوْبٌ سِيَراءُ مُضَلَّعةٌ بقَزٍّ المضلع الذي فيه سيُور وخُطوط من الإِبْرَيْسَمِ أَو غيره شِبْهُ الأَضْلاع وفي حديث علي وقيل له ما القَسِّيّةُ ؟ قال ثياب مُضَلَّةٌ فيها حرير أَي فيها خطوط عريضة كالأَضْلاعْ ابن الأَعرابي الضَّوْلَعُ المائِلُ بالهَوَى والضِّلَعُ من الجبل شيءٌ مُسْتَدِقٌّ مُنْقادٌ وقيل هو الجُبَيْلُ الصغير الذي ليس بالطويل وقيل هو الجبيل المنفرد وقيل هو جبل ذلِيلٌ مُسْتَدِقٌّ طويل يقال انزل بتلك الضِّلع وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم لما نظر إِلى المشركين يوم بدر قال كأَني بكم يا أَعداءَ اللهِ مُقَتَّلِين بهذه الضِّلَعِ الحمْراءِ قال الأَصمعي الضِّلَع جبيل مستطيل في الأَرض ليس بمرتفع في السماء وفي حديث آخر إِنَّ ضَلْعَ قُرَيْشٍ عند هذه الضِّلَع الحمْراءِ أَي مَيْلَهم والضِّلَعُ الحَرَّةُ الرَّجِيلةُ والضَّلَعُ الجَزيرةُ في البحر والجمع أَضلاع وقيل هو جزيرة بعينها والضَّلْعُ المَيْلُ وضَلَعَ عن الشيء بالفتح يَضْلَعُ ضَلْعاً بالتسكين مالَ وجَنَفَ على المثل وضَلَعَ عليه ضَلْعاً حافَ والضالِعُ الجائِرُ والضالِعُ المائِلُ ومنه قيل ضَلْعُك مع فلان أَي مَيْلُكَ معه وهَواك ويقال هُمْ عليَّ ضِلَعٌ جائرةٌ وتسكين اللام فيهما جائز وفي حديث ابن الزبير فرَأى ضَلْعَ معاويةَ مع مَرْوانَ أَي مَيْلَه وفي المثل لا تَنْقُشِ الشوْكَةَ بالشوْكةِ فإِنَّ ضَلْعَها معها أَي مَيْلَها وهو حديث أَيضاً يضرب للرجل يخاصم آخرَ فيقول أَجْعَلُ بيتي وبيتك فلاناً لرجل يَهْوَى هَواه ويقال خاصَمْتُ فلاناً فكان ضَلْعُك عليَّ أَي مَيْلُكَ أَبو زيد يقال هم عليَّ أَلْبٌ واحد وصَدْعٌ واحد وضَلْعٌ واحد يعني اجتماعَهم عليه بالعَداوة وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال اللهم إِني أَعوذ بك من الهَمِّ والحَزَن والعَجْز والكَسَل والبُخْلِ والجُبْنِ وضَلَعِ الدَّيْنِ وغَلَبةِ الرجال قال ابن الأَثير أَي ثِقَلِ الدَّيْنِ قال والضَّلَعُ الاعْوِجاجُ أَي يُثْقِلُه حتى يميل صاحبُه عن الاستواءِ والاعتدالِ لثقله وفي حديث علي كرم الله وجهه وارْدُدْ إِلى الله ورسوله ما يُضْلِعُكَ من الخُطوبِ أَي يُثْقِلُك والضَّلَعُ بالتحريك الاعْوِجاجُ خِلْقةً يكون في المشي من المَيْلِ قال محمد بن عبد الله الأَزديّ وقد يَحْمِلُ السَّيْفَ المُجَرَّبَ رَبُّه على ضَلَعٍ في مَتْنِه وهْوَ قاطِعُ فإِن لم يكن خلقة فهو الضَّلْعُ بسكون اللام تقول منه ضَلعَ بالكسر يَضْلَعُ ضَلَعاً وهو ضَلِعٌ ورُمْحٌ ضَلِعٌ مُعَوَّجٌ لم يُقَوَّمْ وأَنشد ابن شميل بكلِّ شَعْشاعٍ كجِذْعِ المُزْدَرِعْ فَلِيقُه أَجْرَدُ كالرُّمْحِ الضَّلِعْ يصف إِبلاً تَناوَلُ الماءَ من الحوض بكلِّ عُنُقٍ كجِذْعِ الزُّرْنُوق والفَلِيقُ المطمئِنُّ في عنق البعير الذي فيه الحُلْقُوم وضَلِعَ السيفُ والرمْحُ وغيرهما ضَلَعاً فهو ضَلِيعٌ اعْوَجَّ ولأُقِيمَنَّ ضَلَعَكَ وصَلَعَك أَي عِوَجَك وقَوْسٌ ضَلِيعٌ ومَضْلُوعة في عُودها عَطَفٌ وتقيومٌ وقد شاكَلَ سائرُها كَبِدَها حكاه أَبو حنيفة وأَنشد للمتنخل الهذلي واسْلُ عن الحِبِّ بمضْلُوعةٍ نَوَّقَها الباري ولم يَعْجَلِ وضَلِيعٌ( * قوله « وضليع القوس » كذا بالأصل ولعله والضليعة )
القَوْسُ ويقال فلان مَضْطَلِعٌ بهذا الأَمر أَي قويٌّ عليه وهو مُفْتَعِلٌ من الضَّلاعةِ قال ولا يقال مُطَّلِعٌ بالإِدغام وقال أَبو نصر أَحمد بن حاتم يقال هو مُضْطلِعٌ بهذا الأَمر ومُطَّلِعٌ له فالاضْطلاعُ من الضَّلاعةِ وهي القوَّة والاطِّلاعُ من الفُلُوِّ من قولهم اطَّلَعْتُ الثَّنِيَةَ أَي عَلَوْتُها أَي هو عالٍ لذلك الأَمرِ مالِكٌ له قال الليث يقال إنِّي بهذا الأَمر مُضْطَلِعٌ ومُطَّلِعٌ الضاد تدغم في التاء فتصير طاء مشددة كما تقول اظنَّنَّي أَي اتّهَمَني واظَّلَمَ إِذا احتَمَلَ الظُّلْمَ واضْطَلَعَ الحِمْلَ أَي احْتَمَلَه أَضلاعُه وقال ابن السكية يقال هو مُضْطَلِعٌ بحَمْلِه أَي قويٌّ على حَمْلِه وهو مُفْتَعِلٌ من الضَّلاعة قال ولا يقال هو مُطَّلِع بحَمْله وروى أَب الهيثم قول أَبي زبيد أَخُو المَواطِنِ عَيّافُ الخَنى أُنُفٌ للنَّئباتِ ولو أُضْلِعْنَ مُطَّلِعٌُ
( * قوله « انف » كذا ضبط بالأصل )
أُضْلِعْنَ أُثْقِلْنَ وأُعْظِمْنَ مُطَّلِعٌ وهو القويُّ على الأَمرِ المُحْتَمِلُ أَراد مُضْطَلِعٌ فأَدْغَم هكذا رواه بخطه قال ويروى مُضْطَلِعٌ وفي حديث عليّ عليه السلام في صفة النبي صلى الله عليه وسلم كما حُمِّلَ فاضْطَلَع بأَمركَ لطاعتك اضْطَلَعَ افتَعَلَ من الضَّلاعةِ وهي القوةُ يقال اضطَلَعَ بحمله أَي قَوِيَ عليه ونَهَضَ به وفي الحديث الحِمْلُ المُضْلِعُ والشَّرُّ الذي لا ينقطع إِظهارُ البدع المُضْلِعُ المُثْقِلُ كأَنه يَتَّكِئُ على الأَضْلاعِ ولو روي بالظاء من الظَّلَعِ والغَمْزِ لكان وجهاً
ضلفع
الضَّلْفَع والضَّلْفَعَةُ من النساء الواسعةُ الهَنِ وقال ابن بري الضلفع المرأَة السمينة مثل الللُّباخِيّةِ قال الأَزهري قال ابن السكيت في الأَلفاظ إن صح له الضَّلْفَعُ والضَّلْفَعةُ من النساء الواسعةُ وأَنشد أَقْبَلْنَ تَقْرِيباً وقامَت ضَلْفَعا فأَقْبَلَتْهُنَّ هِبَبلً أَبْقَعا عندَ اسْتِها مِثْلَ اسْتِها وأَوْسَعا وضَلْفَعٌ موضع أَنشد الأَزهري بِعَمايَتَينِ إلى جوانِبِ ضَلْفَعِ وأَنشد ابن بري لطفيل عَرَفْت لسلمى بَيْنَ وَقْطٍ فضَلْفَعِ مَنازِلَ أَقْوَتْ من مَصِيفٍ ومَرْبَعِ وأَنشد لابن جِذْل الطَّعان أَتَنْسَى قُشَيراً والشَّريدَ ومالِكاً وتَذكُرُ مَن أَمْسَى سَلِيماً بَضَلْفَعا ؟ الأَزهري ضَلْفَعَه وصَلْفَعه وصَلْمَعه إِذا حَلَقَه
ضوع
ضاعَه يَضُوعُه ضَوْعاً وضَوَّعَه كلاهما حَرَّكه وراعَه وقيل حَرَّكَه وهَيَّجَه قال بشر سَمعْتُ بِدارةِ القَلْتَينِ صَوْتاً لِحَنْتَمةَ الفُؤادُ بهِ مَضُوعُ وأَنشد ابن السكيت لبشر بن أَبي خازم وصاحَبها غَضِيضُ الطَّرْفِ أَحْوَى يَضُوعُ فُؤادَها مِنْهُ بُغامُ وتَضَوَّعَتِ الرِّيحُ أَي تَحَرَّكَتْ ويقال ضاعَني أَمرُ كذا وكذا يَضُوعُني إِذا أَفْزَعَني ورجل مَضُوعٌ أَي مَذْعُورٌ قال الكميت رِئابُ الصُّدُوعِ غِياثُ المَضُو عِ لأْمَتُه الصَّدَرُ المُبْجِلُ ويقال لايَضُوعَنْكَ ما تَسْمَعُ منها أَي لا تَكْتَرِثْ له وقال أَبو عمرو ضاعَه أَفْزَعَه وأَنشد لأَبي الأَسود العِجْلِيّ فما ضاعَني تَعْرِيضُه وانْدِراؤُه عليَّ وإِنِّي بالعُلى لَجَدِيرُ وقال ابن هَرْمةَ أَذَكَرْتَ عَصْرَكَ أَمْ شَجَتْكَ رُبُوعُ ؟ أَمْ أَنْتَ مُتَّبِلُ الفُؤادِ مَضُوعُ ؟ وقَدِ انْضاعَ الفرخُ أَي تَضَوَّرَ وتَضَوَّعَ وقال الأَزهري انْضاعَ وتَضَوَّعَ إِذا بسط جناحيه إِلى أُمه لِتَزُقَّه أَو فَزِعَ من شيء فَتَضَوّرَ منه قال أَبو ذؤَيب الهذلي فُرَيْخانِ يَنْضاعانِ في الفَجْرِ كُلَّما أَحَسَّا دَوِيَّ الرِّيحِ أَو صَوْتَ ناعِب وضاعت الريحُ الغُصْنَ أَمالَتْه وضاعتني الريحُ أثْقَلَتني وأَقْلَقَتني والضَّوْعُ تَضَوُّعُ الريحِ الطيبةِ أَي نَفْحَتُها وضاعتِ الرائحةُ ضَوْعاً وتَضَوَّعَت كلاهما نَفَحَتْ وفي الحديث جاء العباسُ فجلس على الباب وهو يَتَضَوَّعُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم رائحةً لم يَجِدْ مِثْلَها تَضَوُّعُ الريحِ تَفَرُّقُها وانْتِشارُها وسُطُوعُها وقال الشاعر إِذا الْتَفَتَتْ نَحْوِي تَضَوَّعَ ريحُها نَسِيمَ الصِّبا جاءَتْ بِرَيّا القَرَنْفُلِ وضاعَ المِسْكُ وتَضَوَّعَ وتَضَيَّعَ أَي تحرّك فانتشرت رائحته قال عبد الله بن نمير الثقفي تَضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَعْمانَ أَنْ مَشَتْ به زَيْنَبٌ في نِسْوةٍ عَطِرات ويروى خَفِرات ومن العرب من يستعمل التضَوُّعَ في الرائحة المُصِنَّةِ وحكى ابن الأَعرابي تضَوَّعَ النهَتْنُ وأَنشد يَتَضَوَّعْنَ لو تَضَمَّخْنَ بالمِسْ كِ ضِماخاً كأَنَّه رِيحُ مَرْقِ والضِّماخُ الريحُ لمُنْتِنُ المَرْقُ صُوفُ العِجاف والمَرْضَى وقال الأَزهري هو الإِهابُ الذي عُطِّنَ فأَنْتَنَ وضاعَ يَضُوعُ وتَضَوَّعَ تَضَوَّرَ في البُكاء وقد غَلب على بكاء الصبيّ قال الليث هو تَضَوُّرُ الصبيّ في البكاء في شدّة ورَفع صوت قال والصبيّ بكاؤه تَضوُّعٌ قال امرؤ القيس يصف امرأَة يَعِزُّ عليها رُقْبَتِي ويَسُوءُها بُكاه فَتَثني الجِيدَ أَنْ يَتَضَوَّعا يقول تَثني الجِيد إِلى صبيِّها حِذارَ أَنْ يَتَضَوَّعَ والضُّوعُ والضِّوَعُ كلاهما طائرٌ من طير الليل كالهامة إِذا أَحَسَّ بالصَّباح صَدَحَ قال الأَعشى يصف فلاة لا يَسْمَعُ المَرْءُ فيها ما يُؤَنِّسُه بالليلِ إِلا نَئِيمَ البُومِ والضِّوَعا بكسر الضاد وجمعه ضِيعانٌ وهما لغتان ضِوَعٌ وضُوَعٌ وأَنشد الأَصمعي فهو يَزْقُو مِثْلَ ما يَزْقُو الضُّوَعْ قال ونَصَبَ الضَّوَعَ بنيَّةِ النَّئِيم كأَنه قال إِلا نئيمَ البُوم وصياحَ الضِّوَع وقيل هو الكَرَوانُ وجمعه أَضْواعٌ وضِيعانٌ وقال المفضل هو ذكر البوم وقال ثعلب الضُّوَعُ أَصغر من العُصْفُور وأَنشد مَنْ لا يَدُلُّ على خَيْرٍ عَشِيرَتَه حتى يَدُلَّ على بَيْضاتِه الضُّوَعُ قال لأَنه يضَع بيضه في موضع لا يُدْرَى أَين هو والضَّواعُ صوتُه وقد تَضَوَّعَ وضاعَ الطائرُ فرْخَه يضُوعه إِذا زَقَّه ويقال منه ضَعْ ضَعْ إِذا أَمرتَه بزقه وأَضْوعٌ موضع ونظيره أَقْرُنٌ وأَخْرُبٌ وأَسقُفٌ وهذه كلها مواضع وأَذْرُحٌ اسم مدينة الشَّراةِ فأَما أَعصُرٌ اسم رجل فإِنما سمي بجمع عَصْرٍ وكذلك أَسْلُمٌ اسم رجل إِنما هو جمع سَلْمٍ
ضيع
: ضَيْعةُ الرجل : حِرْفَتُه وصِناعتُه ومعاشُه وكسبه . يقال : ما ضَيْعَتُك أَي ما حِرْفَتُك . وإِذا انتشرت على الرجل أَسبابه قيل : فشَت ضَيْعَتُه حتى لا يدري بأَيِّها يبدأُ ومعنى فشت أَي كثرت . قال شمر : كانت ضَيْعةُ العرب سِياسةَ الإِبل والغنم قال : ويدخل في الضَّيْعَة الحِرْفة والتجارة . يقال للرجل : قم إِلى ضَيْعَتِك . قال الأَزهري : الضَّيْعَةُ و الضِّياعُ عند الحاضرة مال الرجل من النخل والكرْم والأَرضِ والعرب لا تعرف الضيْعة إِلا الحرفةَ والصِّناعةَ قال : وسمعتهم ويقولونَ ضَيْعةُ فلان الجِزارةُ و ضيعة الآخَرِ الفَتْلُ وسَفُّ الخوص وعَمَلُ النخل ورَعْيُ الإِبل وما أَشبه ذلك كالصَّنْعةِ والزِّراعة وغير ذلك . وفي حديث ابن مسعود : لا تَتخِذُوا الضَّيْعةَ فَتَرْغَبوا في الدنيا . وفي حديث حنظلة : عافَسْنا الأَزْواجَ و الضَّيْعات أَي المَعايِشَ . و الضَّيْعةُ : العَقارُ . و الضَّيْعةُ : الأَرض المُغِلَّةُ والجمع ضِيَعٌ مثل بَدْرة وبِدَرٍ و ضِياعٌ فأَمَّا ضِيَعٌ فكأَنه إِنما جاء على أَن واحدته ضيعةٌ وذلك لأَن الياء مما سبيله أَن يأْتي تابعاً للكسرة وأَما ضِياعٌ فعلى القياس . و أَضاعَ الرجلُ : كثُرَتْ ضَيْعتُه وفَشَتْ فهو مُضِيعٌ قال ابن بري : شاهِدُهُ ما أَنشده أَبو العباس : إِنْ كُنْت ذَا زَرْعٍ ونَخْلٍ وهَجْمة فإِنِّي أَنا المُثْرِي المُضِيعُ المُسَوَّدُوفلان أَضْيَعُ من فلان أَي أَكثر ضِياعاً منه وتَصَعِيرُ الضيَّعة ضُيَيْعَةٌ ولا تقل ضُوَيْعَةٌ . وقال الليث : الضِّيَاعُ المنازل سميعت ضياعاً لأَنها إِذا ترك تعهّدها وعمارتها تَضِيعُ . وفَشَتْ عليه ضَيْعَته : كثر ماله عليه فلم يطق جِبايته وفي الحديث : أَفشى الله ضيعته أَي أَكثر عليه مَعاشه . وفشت عليه الضيعة : أَخذ فيما لا يَعْنِيه من الأُمورِ . ومن أَمثالهم : إِني لأَرى ضَيْعة لا يُصْلِحُها إِلا ضَجْعة قالها راع وفَضَتْ عليه إِبله فيالمَرْعَى فأَراد جمعها فتبدّدت عليه فاستغاث حين عجز بالنوم وقال جرير : وقُلْنَ ترَوَّحْ لا يَكُنْ لَك ضَيْعَة ٌوقَلْبُكَ مَشْغُولٌ وهُنَّ شواغِلُه وقد تكون الضَّيعةُ من الضَّياع وفي الحديث : أَنه نهى عن إِضاعةِ المال يعني إِنْفاقَه في غير طاعة الله والتَّبذير والإِسراف وأَنشد ابن بري للعرجي : أَضاعُوني وأَيَّ فَتَىً أَضاعُوا لِيَوْمِ كَرِيهةٍ وسِدادِ ثَغْرِ وفي حديث سعد : إِني أَخافُ على الأَعناب الضَّيْعةَ أَي أَنها تضيع وتتلَف . و الضَّيْعةُ في الأَصل : المرَّة من الضَّياعِ و الصَّيْعَةُ و الضَّياعُ : الإِهْمالُ ضاعَ الشيءُ يَضِيعُ ضَيْعةً و ضَياعاً بالفتح : هلك ومنه قولهم : فلان بدار مَضِيعة مثال مَعِيشة . وفي حديث عُمر رضي الله عنه : ولا تَدَعِ الكَسِيرَ بدار مَضِيعةٍ وفي حديث كعب بن مالك : ولم يَجْعَلْك اللَّهُ بدار هَوانٍ ولا مَضِيعة المضيعة بكسر الضاد مَفْعِلةٌ من الضَّياعِ الاطِّراحِ والهَوانِ كأَنه فيه ضائعٌ فلما كان عين الكلمة ياء وهي مكسورة نقلت حركتها إِلى العين فسكنت الياء فصارت بوزن معيشة والتقدير فيهما سواء . وتركَهم بِضَيْعَةٍ و مَضِيعةٍ و مَضْيَعةٍ . ومات ضِيعةً و ضِيَعاً و ضَياعاً أَي غير مُفْتَقَد و أَضاعَه و ضَيّعه . وفي التنزيل : { وما كان الله لِيُضيعُ إِيمانَكم } وفيه : { أَضاعُوا الصلاة } جاء في التفسير : أَنهم صَلَّوْها في غير وقتها وقيل : تركوها البتة وهو أَشبه لأَنه عَنَى به الكفار ودليله قوله عز وجل بعد ذلك : { إِلا مَنْ تاب وآمن } . و الضيَّاعُ : العِيالُ نَفْسُه . وفي الحديث : فمن تَرَك ضيَاعاً فإِليَّ التفسير للنضر : العِيالُ حكاه الهروي في الغريبين قال ابن الأَثير : وأَصله مصدر ضاعَ يَضِيعُ ضَياعاً فسمي العِيالُ بالمصدر كما تقول : من مات فترك فَقْراً أَي فُقَراء وإِن كَسَرْتَ الضاد كان جمع ضائعٍ كجائعٍ وجِياع ومنه الحديث : تُعِينُ ضائعاً أَي ذَا ضياعٍ من فَقْرٍ أَو عِيال أَو حال قَصَّرَ عن القيام بها ورَواه بعضهم بالصاد المهملة والنون وقيل : إِنه الصواب وقيل هو في حديث بالمهملة وفي آخر بالمعجمة وكلاهما صواب في المعنى . و أَضاعَ الرجلُ عِيالَه ومالَه و ضَيَّعَهُم إِضاعةً و تَضْيِيعاً فهو مُضِيعٌ و مُضَيِّعٌ و الإِضاعةِ و التَّضْيِيعُ بمعنى وقول الشماخ : أَعائِشَ ما لأَهْلِك لا أَراهُم ْيُضِيعُون السَّوامَ مع المُضِيعِ وكيفَ يُضِيعُ صاحِبُ مُدْفآتٍ على أَثباجِهنَّ من الصَّقِيعِ قال الباهلي : كان الشماخ صاحب إِبل يلزمها ويكون فيها فقالت له هذه المرأَة : إِنك قد أَفْنَيْتَ شبابك في رَعْي الإِبل ما لَك لا تُنْفِقُ مالَك ولا تَتَفَتَّى فقال لها الشماخ : ما لأَهلِك لا يفعلون ذلك وأَنت تأْمرينني أَن أَفعله ثم قال لها : وكيف أُضِيعُ إِبلاً هذه الصفة صفتها ودل على هذا قوله على أَثر هذا البيت : لَمالُ المَرْءِ يُصْلِحُه فيُغْني مَفاقِره أَعفُّ من القُنُوعِ يقول : لأَن يصلح المرءِ مالَه ويَقُومَ عليه ولا يضيعه خير من القُنوع وهو المسأَلة . ورجل مِضياعٌ للمال أَي مُضِيعٌ . وفي المثل : الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللبن هكذا يقال إِذا خوطب به المذكر والمؤنث والإثنان والجمع بكسر التاء لأَن أَصل المثل إِنما خوطب به امرأَة وكانت تحت رجل موسر فكرهته لكبره فطلقها فتزوّجها رجل مُمْلِقٌ فَبَعَثَت إِلى زوجها الأَول تَسْتَمِيحُه فقال لها هذا فأَجابته : هذا ومُذْقُه خَيْرٌ فجرى المثل على الأَصل والصيْفَ منصوب على الظرف . و ضاعَ عِيالُه من بعده : خَلَوا من عائل فاخْتَلُّوا و تَضَيَّعَتِ الرائحة : فاحَتْ وانتشرت كَتَضَوَّعَت . وقولهم : فلان يأْكل في مِعىً ضائعٍ أَي جائع . وقيل لابنة الخَسِّ : ما أَحَدُّ شيء قالت : نابٌ جائعٌ يُلْقِي مِعىً ضائع
طبع
الطبْعُ والطَّبِيعةُ الخَلِيقةُ والسَّجيّةُ التي جُبِلَ عليها الإِنسان والطِّباعُ كالطَّبِيعةِ مُؤَنثة وقال أَبو القاسم الزجاجي الطِّباعُ واحدٌ مذكر كالنِّحاسِ والنِّجارِ قال الأَزهري ويجمع طَبْعُ الإِنسان طِباعاً وهو ما طُبِعَ عليه من طِباعِ الإِنسان في مأْكَلِه ومَشْرَبِه وسُهولةِ أَخلاقِه وحُزونَتِها وعُسْرِها ويُسْرِها وشدّتِه ورَخاوَتِه وبُخْلِه وسَخائه والطِّباعُ واحد طِباعِ الإِنسان على فِعال مثل مِثالٍ اسم للقالَبِ وغِرارٌ مِثْلُه قال ابن الأَعرابي الطَّبْعُ المِثالُ يقال اضْرِبْه على طَبْعِ هذا وعلى غِرارِه وصيغَتِه وهَِدْيَتِه أَي على قَدرِه وحكى اللحياني له طابِعٌ حسن بكسر الباء أَي طَبِيعةٌ وأَنشد له طابِعٌ يَجْرِي عليه وإِنَّما تُفاضِلُ ما بَيْنَ الرّجالِ الطَّبائِعُ وطَبَعَه اللهُ على الأَمرِ يَطْبَعُه طبْعاً فَطَرَه وطبَع اللهُ الخَلْقَ على الطبائعِ التي خلقها فأَنشأَهم عليها وهي خَلائِقُهم يَطْبَعُهم طبْعاً خَلَقَهم وهي طَبِيعَتُه التي طُبِعَ عليها وطُبِعَها والتي طُبِعَ عن اللحياني لم يزد على ذلك أَراد التي طُبِعَ صاحبها عليها وفي الحديث كل الخِلال يُطْبَعُ عليها المُؤْمِنُ إِلا الخِيانةَ والكذب أَي يخلق عليها والطِّباعُ ما رُكِّبَ في الإِنسان من جميع الأَخْلاق التي لا يكادُ يُزاوِلُها من الخير والشر والطَّبْع ابتداءَ صنْعةِ الشيء تقول طبعت اللَّبِنَ طبْعاً وطَبعَ الدرهم والسيف وغيرهما يطْبَعُه طبْعاً صاغَه والطَّبّاعُ الذي يأْخذ الحديدةَ المستطيلة فَيَطْبَعُ منها سيفاً أَو سِكِّيناً أَو سِناناً أَو نحو ذلك وصنعتُه الطِّباعةُ وطَبَعْتُ من الطين جَرَّةً عَمِلْت والطَّبّاعُ الذي يعمَلها والطبْعُ الخَتْم وهو التأْثير في الطين ونحوه وفي نوادر الأَعراب يقال قَذَذْتُ قَفا الغُلامِ إِذا ضربته بأَطراف الأَصابع فإِذا مَكَّنْتَ اليد من القفا قلت طَبَعْتُ قفاه وطَبع الشيءَ وعليه يَطْبَعُ طبْعاً ختم والطابَعُ والطابِعُ بالفتح والكسر الخاتم الذي يختم به الأَخيرة عن اللحياني وأَبي حنيفة والطابِعُ والطابَعُ مِيسَم الفرائض يقال طبَع الشاةَ وطبَع الله على قلبه ختم على المثل ويقال طبَع الله على قلوب الكافرين نعوذ بالله منه أَي خَتَمَ فلا يَعِي وغطّى ولا يُوَفَّقُ لخير وقال أَبو إِسحق النحوي معنى طبع في اللغة وختم واحد وهو التغْطِيةُ على الشيء والاسْتِيثاقُ من أَن يدخله شيء كما قال ا تعالى أَم على قلوب أَقْفالُها وقال عز وجل كلاَّ بلْ رانَ على قلوبهم معناه غَطَّى على قلوبهم وكذلك طبع الله على قلوبهم قال ابن الأَثير كانوا يرون أَن الطَّبْعَ هو الرَّيْنُ قال مجاهد الرَّيْنُ أَيسر من الطبع والطبع أَيسر من الإِقْفالِ والإِقْفالُ أَشدّ من ذلك كله هذا تفسير الطبع بإِسكان الباء وأَما طَبَعُ القلب بتحريك الباء فهو تلطيخه بالأَدْناس وأَصل الطبَع الصَّدَأُ يكثر على السيف وغيره وفي الحديث من تَرَكَ ثلاث جُمَعٍ من غير عذر طبع الله على قلبه أَي ختم عليه وغشّاه ومنعه أَلطافه الطَّبْع بالسكون الختم وبالتحريك الدَّنَسُ وأَصله من الوَسَخ والدَّنَس يَغْشَيانِ السيف ثم استعير فيما يشبه ذلك من الأَوْزار والآثامِ وغيرهما من المَقابِحِ وفي حديث الدُّعاء اخْتِمْه بآمينَ فإِنّ آمينَ مِثْلُ الطابَعِ على الصحيفة الطابع بالفتح الخاتم يريد أَنه يَخْتِمُ عليها وتُرْفَعُ كما يفعل الإِنسان بما يَعِزُّ عليه وطبَع الإناءَ والسِّقاء يَطْبَعُه طبْعاً وطبَّعه تَطْبِيعاً فتطَبَّع مَلأَه وطِبْعُه مِلْؤُه والطَّبْعُ مَلْؤُكَ السِّقاءَ حتى لا مَزِيدَ فيه من شدّة مَلْئِه قال ولا يقال للمصدر طَبْعٌ لأَنّ فعله لا يُخَفَّفُ كما يخفف فِعْلُ مَلأْت وتَطَبَّعَ النهرُ بالماء فاض به من جوانبه وتَدَفَّق والطِّبْعُ بالكسر النهر وجمعه أَطباع وقيل هو اسم نهر بعينه قال لبيد فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ كَرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ وقيل الطِّبْعُ هنا المِلءُ وقيل الطِّبْعُ هنا الماء الذي طُبِّعَتْ به الرّاوِيةُ أَي مُلِئَتْ قال الأَزهري ولم يعرف الليث الطِّبْعَ في بيت لبيد فتحَيَّر فيه فمرّة جعله المِلْءَ وهو ما أَخذ الإِناءُ من الماءِ ومرة جعله الماء قال وهو في المعنيين غير مصيب والطِّبْعُ في بيت لبيد النهر وهو ما قاله الأَصمعي وسمي النهر طِبْعاً لأَن الناس ابْتَدَؤُوا حفره وهو بمعنى المفعول كالقِطْف بمعنى المَقْطوف والنِّكْث بمعنى المَنْكوث من الصوف وأَما الأَنهار التي شقّها الله تعالى في الأَرض شَقًّا مثل دَجْلةَ والفُرات والنيل وما أَشبهها فإِنها لا تسمى طُبوعاً إِنما الطُّبُوعُ الأَنهار التي أَحْدَثها بنو آدم واحتفروها لمَرافِقِهم قال وقول لبيد هَمَّتْ بالوَحل يدل على ما قاله الأَصمعي لأَن الرَّوايا إِذا وُقِرَتِ المَزايِدَ مملوءة ماء ثم خاضت أَنهاراً فيها وحَلٌ عَسُر عليها المشي فيها والخُروج منها وربما ارْتَطَمَتْ فيها ارْتِطاماً إِذا كثر فيها الوحل فشبه لبيد القوم الذين حاجُّوه عند النعمان بن المنذر فأَدْحَضَ حُجَّتهم حتى زَلِقُوا فلم يتكلموا بروايا مُثْقَلة خاضت أَنهاراً ذات وحل فتساقطت فيها والله أَعلم قال الأَزهري ويجمع الطِّبْعُ بمعنى النهر على الطُّبوعِ سمعته من العرب وفي الحديث أَلقى الشَّبكةَ فطَبَّعها سَمَكاً أَي مَلأَها والطِّبْعُ أَيضاً مَغِيضُ الماءِ وكأَنه ضِدّ وجمع ذلك كله أَطباعٌ وطِباعٌ وناقة مُطْبَعةٌ ومُطَبَّعةٌ مُثْقَلةٌ بحِمْلِها على المثل كالماء قال عُوَيفُ القَوافي عَمْداً تَسَدَّيْناكَ وانشَجَرَتْ بِنا طِوالُ الهَوادي مُطْبَعاتٍ من الوِقْرِ( * قوله « تسديناك » تقدم في مادة شجر تعديناك )
قال الأَزهري والمُطَبَّعُ المَلآن عن أَبي عبيدة قال وأَنشد غيره أَين الشِّظاظانِ وأَيْنَ المِرْبَعهْ ؟ وأَيْنَ وَسْقُ الناقةِ المُطَبَّعهْ ؟ ويروى الجَلنْفَعهْ وقال المطبَّعة المُثْقَلةُ قال الأَزهري وتكون المطبَّعة الناقة التي مُلِئت لحماً وشحماً فتَوَثَّقَ خلقها وقِربة مُطبَّعة طعاماً مملوءة قال أَبو ذؤيب فقيلَ تَحَمَّلْ فَوْقَ طَوْقِكَ إِنَّها مُطبَّعةٌ مَن يأْتِها لا يَضيرُها وطَبِعَ السْيفُ وغيره طَبَعاً فهو طَبِعٌ صدئ قال جرير وإِذا هُزِزْتَ قَطَعْتَ كلَّ ضَرِيبةٍ وخَرَجْتَ لا طَبِعاً ولا مَبْهُورا قال ابن بري هذا البيت شاهد الطَّبِعِ الكَسِلِ وطَبِعَ الثوبُ طَبَعاً اتَّسَخَ ورجل طَبِعٌ طَمِعٌ مُتَدَنِّسُ العِرْضِ ذو خُلُقٍ دَنيء لا يستَحْيي من سَوأَة وفي حديث عمر بن عبد العزيز لا يتزوج من الموالي في العرب إِلا الأَشِرُ البَطِرُ ولا من العرب في المَوالي إِلا الطَّمِعُ الطَّبِعُ وقد طَبِعَ طَبَعاً قال ثابت بن قُطْنةَ لا خَيْرَ في طَمَعٍ يُدْني إِلى طَبَعٍ وعُفّةٌ من قَوامِ العَيْشِ تَكْفِيني قال شمر طَبِعَ إِذا دَنِسَ وطُبِّعَ وطُبِعَ إِذا دُنِّسَ وعِيبَ قال وأَنشدتنا أُم سالم الكلابية ويَحْمَدُها الجِيرانُ والأَهْلُ كلُّهُمْ وتُبْغِضُ أَيضاً عن تُسَبَّ فَتُطْبَعا قال ضَمَّت التاء وفتحت الباء وقالت الطِّبْعُ الشِّيْنُ فهي تُبْغِضُ أَن تُطْبَعَ أَي تُشانَ وقال ابن الطثَريّة وعن تَخْلِطي في طَيِّبِ الشِّرْبِ بَيْنَنا منَ الكَدِرِ المأْبيّ شِرْباً مُطَبَّعا أَراد أَن تَخْلِطي وهي لغة تميم والمُطَبَّع الذي نُجِّسَ والمَأْبيُّ الماء الذي تأْبى الإِبل شربه وما أَدري من أَين طبَع أَي طلَع وطَبِعَ بمعنى كَسِلَ وذكر عمرو بن بَحْرٍ الطَّبُّوعَ في ذواتِ السُّمُومِ من الدوابّ سمعت رجلاً من أَهل مصر يقول هو من جنس القِرْدانِ إِلاَّ أَنَّ لِعَضَّتِه أَلماً شديداً وربما وَرِمَ مَعْضُوضه ويعلّل بالأَشياء الحُلْوة قال الأَزهري هو النِّبْرُ عند العرب وأَنشد الأَصمعي وغيره أُرْجوزة نسبها ابن بري للفَقْعَسي قال ويقال إِنها لحكيم بن مُعَيّة الرَّبَعِيّ إِنّا إِذا قَلَّتْ طَخارِيرُ القَزَعْ وصَدَرَ الشارِبُ منها عن جُرَعْ نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ من كلِّ عَرّاضٍ إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ مِثْلِ قُدامى النَّسْر ما مَسَّ بَضَعْ يَؤُولُها تَرْعِيةٌ غيرُ وَرَعْ لَيْسَ بِفانٍ كِبَراً ولا ضَرَعْ تَرى بِرِجْلَيْهِ شُقُوقاً في كَلَعْ من بارِئٍ حِيصَ ودامٍ مُنْسَلِعْ وفي الحديث نعوذ بالله من طَمَعٍ يَهْدِي إِلى طَبَعٍ أَي يؤدي إِلى شَيْنٍ وعَيْبٍ قال أَبو عبيد الطبَعُ الدنس والعيب بالتحريك وكل شَينٍ في دِين أَو دُنيا فهو طبَع وأما الذي في حديث الحسن وسئل عن قوله تعالى لها طلع نضيد فقال هو الطِّبِّيعُ في كُفُرّاه الطِّبِّيعُ بوزن القِنْدِيل لُبُّ الطلْعِ وكُفُرّاه وكافورُه وِعاؤُه
طرسع
سَرْطَعَ وطَرْسَع كلاهما عَدا عَدْواً شديداً من فَزَع
طزع
رجُل طَزِعٌ وطَزيع وطَسِعٌ وطَسِيعٌ لا غَيْرةَ له والطَّزَعُ النكاح وطَزِعَ طَزَعاً وطَسِعَ طَسَعاً لم يَغَرْ وقيل طَزِعَ طَزَعاً لم يكن عنده غَناءٌ
طسع
الطَّسِعُ والطَّزِعُ الذي لا غيرة عنده طَسِعَ طَسَعاً وطَزِعَ طَزَعاً والطَّسِيعُ والطَّزِيعُ الذي يرى مع أَهله رجلاً فلا يَغارُ عليه والطَّسْعُ كلمة يُكَنَّى بها عن النكاح ومكان طَيْسَعٌ واسع والطَّيْسَعُ الحَريصُ
طعع
ابن الأَعرابي الطَّعُّ اللَّحْسُ والطَّعْطَعةُ حكاية صوت اللاطِعِ والنَّاطِعِ والمُتَمَطِّق إِذا لَصِقَ لسانه بالغار الأَعلى عند اللَّطْعِ أَو التَّمَطُّق ثم لَطَعَ من طيب شيء يأْكله والطَّعْطَعُ من الأَرض المطمئن
طلع
طَلَعَتِ الشمس والقمر والفجر والنجوم تَطْلُعُ طُلُوعاً ومَطْلَعاً ومَطْلِعاً فهي طالِعةٌ وهو أَحَد ما جاء من مَصادرِ فَعَلَ يَفْعُلُ على مَفْعِلٍ ومَطْلَعاً بالفتح لغة وهو القياس والكسر الأَشهر والمَطْلِعُ الموضع الذي تَطْلُعُ عليه الشمس وهو قوله حتى إِذا بلغ مَطْلِعَ الشمس وجدها تَطْلُع على قوم وأَما قوله عز وجل هي حتى مَطْلِعِ الفجر فإِن الكسائي قرأَها بكسر اللام وكذلك روى عبيد عن أَبي عمرو بكسر اللام وعبيد أَحد الرواة عن أَبي عمرو وقال ابن كثير ونافع وابن عامر واليزيدي عن أَبي عمرو وعاصم وحمزة هي حتى مَطْلَع الفجر بفتح اللام قال الفراء وأَكثر القراء على مطلَع قال وهو أَقوى في قياس العربية لأَن المطلَع بالفتح هو الطلوع والمطلِع بالكسر هو الموضع الذي تطلع منه إِلا أَن العرب تقول طلعت الشمس مطلِعاً فيكسرون وهم يريدون المصدر وقال إِذا كان الحرف من باب فعَل يفعُل مثل دخل يدخل وخرج يخرج وما أَشبهها آثرت العرب في الاسم منه والمصدر فتح العين إِلا أَحرفاً من الأَسماء أَلزموها كسر العين في مفعل من ذلك المسجِدُ والمَطْلِعُ والمَغْرِبُ والمَشْرِقُ والمَسْقِطُ والمَرْفِقُ والمَفْرِقُ والمَجْزِرُ والمسْكِنُ والمَنْسِكُ والمَنْبِتُ فجعلوا الكسر علامة للاسم والفتح علامة للمصدر قال الأَزهري والعرب تضع الأَسماء مواضع المصادر ولذلك قرأَ من قرأَ هي حتى مطلِع الفجر لأَنه ذَهَب بالمطلِع وإِن كان اسماً إِلى الطلوع مثل المَطْلَعِ وهذا قول الكسائي والفراء وقال بعض البصريين من قرأَ مطلِع الفجر بكسر اللام فهو اسم لوقت الطلوع قال ذلك الزجاج قال الأَزهري وأَحسبه قول سيبويه والمَطْلِعُ والمَطْلَعُ أَيضاً موضع طلوعها ويقال اطَّلَعْتُ الفجر اطِّلاعاً أَي نظرت إِليه حين طلَع وقال نَسِيمُ الصَّبا من حيثُ يُطَّلَعُ الفَجْرُ( * قوله « نسيم الصبا إلخ » صدره كما في الاساس إذا قلت هذا حين أسلو يهيجني )
وآتِيكَ كل يوم طَلَعَتْه الشمسُ أَي طلَعت فيه وفي الدعاء طلعت الشمس ولا تَطْلُع بِنَفْسِ أَحد منا عن اللحياني أَي لا مات واحد منا مع طُلُوعها أَراد ولا طَلَعَتْ فوضع الآتي منها موضع الماضي وأَطْلَعَ لغة في ذلك قال رؤبة كأَنه كَوْكَبُ غَيْمٍ أَطْلَعا وطِلاعُ الأَرضِ ما طَلعت عليه الشمسُ وطِلاعُ الشيء مِلْؤُه ومنه حديث عمر رحمه الله أَنه قال عند موته لو أَنَّ لي طِلاعَ الأَرضِ ذهباً قيل طِلاعُ الأَرض مِلْؤُها حتى يُطالِعَ أَعلاه أَعْلاها فَيُساوِيَه وفي الحديث جاءه رجل به بَذاذةٌ تعلو عنه العين فقال هذا خير من طِلاعِ الأَرض ذهباً أَي ما يَمْلَؤُها حتى يَطْلُع عنها ويسيل ومنه قول أَوْسِ بن حَجَرٍ يصف قوساً وغَلَظَ مَعْجِسها وأَنه يملأُ الكف كَتُومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دُونَ مِلْئِها ولا عَجْسُها عن مَوْضِعِ الكَفِّ أَفْضَلا الكَتُوم القَوْسُ التي لا صَدْعَ فيها ولا عَيْبَ وقال الليث طِلاعُ الأَرضِ في قول عمر ما طَلَعَتْ عليه الشمسُ من الأَرض والقول الأَوَّل وهو قول أَبي عبيد وطَلَعَ فلان علينا من بعيد وطَلْعَتُه رُؤْيَتُه يقال حَيَّا الله طَلْعتك وطلَع الرجلُ على القوم يَطْلُع وتَطَلَع طُلُوعاً وأَطْلَع هجم الأَخيرة عن سيبويه وطلَع عليهم أَتاهم وطلَع عليهم غاب وهو من الأَضْداد وطَلعَ عنهم غاب أَيضاً عنهم وطَلْعةُ الرجلِ شخْصُه وما طلَع منه وتَطَلَّعه نظر إِلى طَلْعَتِه نظر حُبٍّ أَو بِغْضةٍ أَو غيرهما وفي الخبر عن بعضهم أَنه كانت تَطَلَّعُه العين صورةً وطَلِعَ الجبلَ بالكسر وطلَعَه يَطْلَعُه طُلُوعاً رَقِيَه وعَلاه وفي حديث السُّحور لا يَهِيدَنَّكُمُ الطالِعُ يعني الفجر الكاذِب وطَلَعَتْ سِنُّ الصبي بَدَتْ شَباتُها وكلُّ بادٍ من عُلْوٍ طالِعٌ وفي الحديث هذا بُسْرٌ قد طَلَعَ اليَمَن أَي قَصَدَها من نجْد وأطْلَعَ رأْسه إِذا أَشرَف على شيء وكذلك اطَّلَعَ وأَطْلَعَ غيرَه واطَّلَعَه والاسم الطَّلاعُ واطَّلَعْتُ على باطِنِ أَمره وهو افْتَعَلْتُ وأَطْلَعَه على الأَمر أَعْلَمَه به والاسم الطِّلْعُ وفي حديث ابن ذي بزَن قال لعبد المطلب أَطْلَعْتُك طِلْعَه أَي أَعْلَمْتُكَه الطِّلع بالكسر اسم من اطَّلَعَ على الشيء إِذا عَلِمَه وطَلعَ على الأَمر يَطْلُع طُلُوعاً واطَّلَعَ عليهم اطِّلاعاً واطَّلَعَه وتَطَلَّعَه عَلِمَه وطالَعَه إِياه فنظر ما عنده قال قيس بم ذريح كأَنَّكَ بِدْعٌ لمْ تَرَ الناسَ قَبْلَهُمْ ولَمْ يَطَّلِعْكَ الدَّهْرُ فِيمَنْ يُطالِعُ وقوله تعالى هل أَنتم مُطَّلِعُون فاطَّلَع القرَّاء كلهم على هذه القراءة إِلا ما رواه حسين الجُعْفِيّ عن أَبي عمرو أَنه قرأَ هل أَنتم مُطْلِعونِ ساكنة الطاء مكسورة النون فأُطْلِعَ بضم الأَلف وكسر اللام على فأُفْعِلَ قال الأَزهري وكسر النون في مُطْلِعونِ شاذّ عند النحويين أَجمعين ووجهه ضعيف ووجه الكلام على هذا المعنى هل أَنتم مُطْلِعِيّ وهل أَنتم مُطْلِعوه بلا نون كقولك هل أَنتم آمِرُوهُ وآمِرِيَّ وأَما قول الشاعر هُمُ القائِلونَ الخَيْرَ والآمِرُونَه إِذا ما خَشُوا من مُحْدَثِ الأَمْرِ مُعْظَما فوجه الكلام والآمرون به وهذا من شواذ اللغات والقراء الجيدة الفصيحة هل أَنتم مُطَّلِعون فاطَّلَعَ ومعناها هل تحبون أَن تطّلعوا فتعلموا أَين منزلتكم من منزلة أَهل النار فاطَّلَعَ المُسْلِمُ فرأَى قَرِينَه في سواء الجحيم أَي في وسط الجحيم وقرأَ قارئ هل أَنتم مُطْلِعُونَ بفتح النون فأُطْلِعَ فهي جائزة في العربية وهي بمعنى هل أَنتم طالِعُونَ ومُطْلِعُونَ يقال طَلَعْتُ عليهم واطَّلَعْتُ وأَطْلَعْتُ بمعنًى واحد واسْتَطْلَعَ رأْيَه نظر ما هو وطالَعْتُ الشيء أَي اطَّلَعْتُ عليه وطالَعه بِكُتُبه وتَطَلَّعْتُ إِلى وُرُودِ كتابِكَ والطَّلْعةُ الرؤيةُ وأَطْلَعْتُك على سِرِّي وقد أَطْلَعْتُ من فوق الجبل واطَّلَعْتُ بمعنى واحد وطَلَعْتُ في الجبل أَطْلُعُ طُلُوعاً إِذا أَدْبَرْتَ فيه حتى لا يراك صاحبُكَ وطَلَعْتُ عن صاحبي طُلُوعاً إِذا أَدْبَرْتَ عنه وطَلَعْتُ عن صاحبي إِذا أَقْبَلْتَ عليه قال الأَزهري هذا كلام العرب وقال أَبو زيد في باب الأَضداد طَلَعْتُ على القوم أَطلُع طُلُوعاً إِذا غِبْتَ عنهم حتى لا يَرَوْكَ وطلَعت عليهم إِذا أَقبلت عليهم حتى يروك قال ابن السكيت طلعت على القوم إِذا غبت عنهم صحيح جعل على فيه بمعنى عن كما قال الله عز وجل ويل لمطففين الذين إِذا اكتالوا على الناس معناه عن الناس ومن الناس قال وكذلك قال أَهل اللغة أَجمعون وأَطْلَعَ الرامي أي جازَ سَهْمُه من فوق الغَرَض وفي حديث كسرى أَنه كان يسجُد للطالِعِ هو من السِّهام الذي يُجاوِزُ الهَدَفَ ويَعْلُوه قال الأَزهري الطالِع من السهام الذي يقَعُ وراءَ الهَدَفِ ويُعْدَلُ بالمُقَرْطِسِ قال المَرَّارُ لَها أَسْهُمٌ لا قاصِراتٌ عن الحَشَى ولا شاخِصاتٌ عن فُؤادي طَوالِعُ أَخبر أَنَّ سِهامَها تُصِيبُ فُؤادَه وليست بالتي تقصُر دونه أَو تجاوزه فتُخْطِئُه ومعنى قوله أَنه كان يسجد للطالع أَي أَنه كان يخفض رأْسه إِذا شخَص سهمُه فارتفع عن الرَّمِيّةِ وكان يطأْطئ رأْسه ليقوم السهم فيصيب الهدف والطَّلِيعةُ القوم يُبعثون لمُطالَعةِ خبر العدوّ والواحد والجمع فيه سواء وطَلِيعةُ الجيش الذي يَطْلُع من الجيش يُبعث لِيَطَّلِعَ طِلْعَ العدوّ فهو الطِّلْعُ بالكسر الاسم من الاطّلاعِ تقول منه اطَّلِعْ طِلْعَ العدوّ وفي الحديث أَنه كان إِذا غَزا بعث بين يديه طَلائِعَ هم القوم الذين يبعثون ليَطَّلِعُوا طِلْع العدوّ كالجَواسِيسِ واحدهم طَلِيعةٌ وقد تطلق على الجماعة والطلائِعُ الجماعات قال الأَزهري وكذلك الرَّبِيئةُ والشَّيِّفةُ والبَغِيَّةُ بمعنى الطَّلِيعةِ كل لفظة منها تصلح للواحد والجماعة وامرأَة طُلَعةٌ تكثر التَّطَلُّعَ ويقال امرأَة طُلَعةٌ قُبَعةٌ تَطْلُع تنظر ساعة ثم تَخْتَبئُ وقول الزِّبْرِقانِ بن بَدْرٍ إِن أَبْغَضَ كنائِني إِليَّ الطُّلَعةُ الخُبَأَةُ أَي التي تَطْلُعُ كثيراً ثم تَخْتَبِئُ ونفس طُلَعةٌ شَهِيّةٌ مُتَطَلِّعةٌ على المثل وكذلك الجمع وحكى المبرد أَن الأَصمعي أَنشد في الإِفراد وما تَمَنَّيْتُ من مالٍ ولا عُمُرٍ إِلاَّ بما سَرَّ نَفْسَ الحاسِدِ الطُّلَعَهْ وفي كلام الحسن إِنَّ هذه النفوسَ طُلَعةٌ فاقْدَعوها بالمواعِظِ وإِلا نَزَعَتْ بكم إِلى شَرِّ غايةٍ الطُّلَعةُ بضم الطاء وفتح اللام الكثيرة التطلّع إِلى الشيء أَي أَنها كثيرة الميْل إِلى هواها تشتهيه حتى تهلك صاحبها وبعضهم يرويه بفتح الطاء وكسر اللام وهو بمعناه والمعروف الأَوَّل ورجل طَلاَّعُ أَنْجُدٍ غالِبٌ للأُمور قال وقد يَقْصُرُ القُلُّ الفَتَى دونَ هَمِّه وقد كانَ لولا القُلُّ طَلاَّعَ أَنْجُدِ وفلان طَلاَّعُ الثَّنايا وطَلاَّعُ أَنْجُدٍ إِذا كان يَعْلُو الأُمور فيَقْهَرُها بمعرفته وتَجارِبِه وجَوْدةِ رأْيِه والأَنْجُد جمع النَّجْدِ وهو الطريق في الجبل وكذلك الثَّنِيَّةُ ومن أَمثال العرب هذه يَمِينٌ قد طَلَعَتْ في المَخارِمِ وهي اليمين التي تَجْعل لصاحبها مَخْرَجاً ومنه قول جرير ولا خَيْرَ في مالٍ عليه أَلِيّةٌ ولا في يَمِينٍ غَيْرِ ذاتِ مَخارِمِ والمَخارِمُ الطُّرُقُ في الجبال واحدها مَخْرِمٌ وتَطَلَّعَ الرجلَ غَلَبَه وأَدْرَكَه أَنشد ثعلب وأَحْفَظُ جارِي أَنْ أُخالِطَ عِرسَه ومَوْلايَ بالنَّكْراءِ لا أَتَطَلَّعُ قال ابن بري ويقال تَطالَعْتَه إِذا طَرَقْتَه ووافَيْتَه وقال تَطالَعُني خَيالاتٌ لِسَلْمَى كما يَتَطالَعُ الدَّيْنَ الغَرِيمُ وقال كذا أنشده أَبو علي وقال غيره إِنما هو يَتَطَلَّعُ لأَن تَفاعَلَ لا يتعدّى في الأكثر فعلى قول أَبي عليّ يكون مثل تَخاطأَتِ النَّبْلُ أَحشاءَه ومِثْلَ تَفاوَضْنا الحديث وتَعاطَيْنا الكأْسَ وتَباثَثْنا الأَسْرارَ وتَناسَيْنا الأَمر وتَناشَدْنا الأَشْعار قال ويقال أَطْلَعَتِ الثُّرَيَّا بمعنى طَلَعَتْ قال الكميت كأَنَّ الثُّرَيَّا أَطْلَعَتْ في عِشائِها بوَجْهِ فَتاةِ الحَيِّ ذاتِ المَجاسِدِ والطِّلْعُ من الأَرَضِينَ كلُّ مطمئِنٍّ في كلِّ رَبْوٍ إِذا طَلَعْتَ رأَيتَ ما فيه ومن ثم يقال أَطْلِعْني طِلْعَ أَمْرِكَ وطِلْعُ الأَكَمَةِ ما إِذا عَلَوْتَه منها رأَيت ما حولها ونخلة مُطَّلِعةٌ مُشْرِفةٌ على ما حولها طالتِ النخيلَ وكانت أَطول من سائرها والطَّلْعُ نَوْرُ النخلة ما دامِ في الكافُور الواحدة طَلْعةٌ وطَلَعَ النخلُ طُلوعاً وأَطْلَعَ وطَلَّعَ أَخرَج طَلْعَه وأَطْلَعَ النخلُ الطَّلْعَ إِطْلاعاً وطَلَعَ الطَّلْعُ يَطْلُعُ طُلُوعاً وطَلْعُه كُفُرّاه قبل أَن ينشقّ عن الغَرِيضِ والغَرِيضُ يسمى طَلْعاً أَيضاً وحكى ابن الأَعرابي عن المفضل الضبّيّ أَنه قال ثلاثة تُؤْكَلُ فلا تُسْمِنُ وذلك الجُمَّارُ والطَّلْعُ والكَمْأَةُ أَراد بالطَّلْع الغَرِيض الذي ينشقّ عنه الكافور وهو أَوَّلُ ما يُرَى من عِذْقِ النخلة وأَطْلَعَ الشجرُ أَوْرَقَ وأَطْلَعَ الزرعُ بدا وفي التهذيب طَلَعَ الزرعُ إِذا بدأَ يَطْلُع وظهَر نباتُه والطُّلَعاءُ مِثالُ الغُلَواء القَيْءُ وقال ابن الأَعرابي الطَّوْلَعُ الطُّلَعاءُ وهو القيْءُ وأَطْلَعَ الرجلُ إِطْلاعاً قاءَ وقَوْسٌ طِلاعُ الكَفِّ يملأُ عَجْسُها الكفّ وقد تقدم بيت أَوس بن حجر كَتُومٌ طِلاعُ الكفِّ وهذا طِلاعُ هذا أَي قَدْرُه وما يَسُرُّني به طِلاعُ الأَرض ذهباً ومنه قول الحسن لأَنْ أَعْلم أَنِّي بَرِيءٌ من النِّفاقِ أَحَبُّ إِليَّ من طِلاعِ الأَرض ذهباً وهو بِطَلْعِ الوادِي وطِلْعِ الوادي بالفتح والكسر أَي ناحيته أُجري مجرى وزْنِ الجبل قال الأَزهري نَظَرْتُ طَلْعَ الوادي وطِلْعَ الوادي بغير الباء وكذا الاطِّلاعُ النَّجاةُ عن كراع وأَطْلَعَتِ السماءُ بمعنى أَقْلَعَتْ والمُطَّلَعُ المَأْتى ويقال ما لهذا الأَمر مُطَّلَعٌ ولا مُطْلَعٌ أَي ما له وجه ولا مَأْتًى يُؤْتى إِليه ويقال أَين مُطَّلَعُ هذا الأَمر أَي مَأْتاه وهو موضع الاطِّلاعِ من إِشْرافٍ إِلى انْحِدارٍ وفي حديث عمر أَنه قال عند موته لو أَنَّ لي ما في الأَرض جميعاً لافْتَدَيْتُ به من هَوْلِ المُطَّلَعِ يريد به الموقف يوم القيامة أَو ما يُشْرِفُ عليه من أَمر الآخرة عَقِيبَ الموت فشبه بالمُطَّلَعِ الذي يُشْرَفُ عليه من موضع عالٍ قال الأَصمعي وقد يكون المُطَّلَعُ المَصْعَدَ من أَسفل إِلى المكان المشرف قال وهو من الأَضداد وفي الحديث في ذكر القرآن لكل حرْف حَدٌّ ولكل حدٍّ مُطَّلَعٌ أَي لكل حدٍّ مَصْعَدٌ يصعد إِليه من معرفة علمه والمُطَّلَعُ مكان الاطِّلاعِ من موضع عال يقال مُطَّلَعُ هذا الجبل من مكان كذا أَي مأْتاه ومَصْعَدُه وأَنشد أَبو زيد
( * قوله « وأنشد أبو زيد إلخ » لعل الأنسب جعل هذا الشاهد موضع الذي بعده وهو ما أنشده ابن بري وجعل ما أنشده ابن بري موضعه )
ما سُدَّ من مَطْلَعٍ ضاقَت ثَنِيَّتُه إِلاَّ وَجَدْت سَواءَ الضِّيقِ مُطَّلَعا وقيل معناه أَنَّ لكل حدٍّ مُنْتَهكاً يَنْتَهِكُه مُرْتَكِبُه أَي أَنَّ الله لم يحرِّم حُرْمةً إِلاَّ علم أَنْ سَيَطْلُعُها مُسْتَطْلِعٌ قال ويجوز أَن يكون لكل حدٍّ مَطْلَعٌ بوزن مَصْعَدٍ ومعناه وأَنشد ابن بري لجرير إني إِذا مُضَرٌ عليَّ تحَدَّبَتْ لاقَيْتُ مُطَّلَعَ الجبالِ وُعُورا قال الليث والطِّلاعُ هو الاطِّلاعُ نفسُه في قول حميد بن ثور فكانَ طِلاعاً مِنْ خَصاصٍ ورُقْبةً بأَعْيُنِ أَعْداءٍ وطَرْفاً مُقَسَّما قال الأَزهري وكان طِلاعاً أَي مُطالَعةً يقال طالَعْتُه طِلاعاً ومُطالَعةً قال وهو أَحسن من أَن تجعله اطِّلاعاً لأَنه القياس في العربية وقول الله عز وجل نارُ اللهِ المُوقَدةُ التي تَطَّلِع على الأَفْئِدةِ قال الفراءُ يَبْلُغُ أَلَمُها الأَفئدة قال والاطِّلاعُ والبُلوغُ قد يكونان بمعنى واحد والعرب تقول متى طَلَعْتَ أَرْضنا أَي متى بَلَغْت أَرضنا وقوله تطَّلع على الأَفئدة تُوفي عليها فَتُحْرِقُها من اطَّلعت إِذا أَشرفت قال الأَزهري وقول الفراء أَحب إِليَّ قال وإِليه ذهب الزجاج ويقال عافى الله رجلاً لم يَتَطَلَّعْ في فِيكَ أَي لم يتعقَّب كلامك أَبو عمرو من أَسماء الحية الطِّلْعُ والطِّلُّ وأَطْلَعْتُ إِليه مَعْروفاً مثل أَزْلَلْتُ ويقال أَطْلَعَني فُلان وأَرْهَقَني وأَذْلَقَني وأَقْحَمَني أَي أَعْجَلَني وطُوَيْلِعٌ ماء لبني تميم بالشَّاجِنةِ ناحِيةَ الصَّمَّانِ قال الأَزهري طُوَيْلِعٌ رَكِيَّةٌ عادِيَّةٌ بناحية الشَّواجِنِ عَذْبةُ الماءِ قريبة الرِّشاءِ قال ضمرة ابن ضمرة وأَيَّ فَتًى وَدَّعْتُ يومَ طُوَيْلِعٍ عَشِيَّةَ سَلَّمْنا عليه وسَلَّما
( * قوله « وأي فتى إلخ » أنشد ياقوت في معجمه بين هذين البيتين بيتاً وهو رمى بصدور العيس منحرف الفلا فلم يدر خلق بعدها أين يمما )
فَيا جازيَ الفِتْيانِ بالنِّعَمِ اجْزِه بِنُعْماه نُعْمَى واعْفُ إن كان مُجْرِما
طمع
الطَّمَعُ ضِدُّ اليَأْسِ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه تعلمن أَنَّ الطَّمَعَ فَقْرٌ وأَنَّ اليَأْسَ غِنًى طَمِعَ فيه وبه طَمَعاً وطَماعةً وطَماعِيةً مخفَّف وطَماعِيَّةً فهو طَمِعٌ وطَمُعٌ حَرَص عليه ورَجاه وأَنكر بعضهم التشديد ورجاٌ طامِعٌ وطَمِعٌ وطَمُعٌ من قوم طَمِعِينَ وطَماعَى وأَطْماعٍ وطُمَعاءَ وأَطْمَعَه غيره والمَطْمعُ ما طُمِعَ فيه والمَطْمَعةُ ما طُمِعَ من أَجْله وفي صفة النساء ابنةُ عشر مَطْمَعةٌ للناظِرين وامرأَة مِطْماعٌ تُطْمِعُ ولا تُمَكِّنُ من نفْسها ويقال إِنَّ قَوْلَ الخاضِعةِ من المرأَة لَمَطْمَعةٌ في الفَساد أَي مما يُطْمِعُ ذا الرِّيبةِ فيها وتَطْمِيعُ القَطْر حين يَبْدأُ فيَجِيء منه شيءٌ قليل سمي بذلك لأَنه يُطْمِعُ بما هو أَكثر منه أَنشد ابن الأَعرابي كأَنَّ حَدِيثَها تَطْمِيعُ قَطْرٍ يُجادُ به لأَصْداءٍ شِحاحِ الأَصْداءُ ههنا الأَبْدانُ يقول أَصْداؤُنا شِحاحٌ على حديثها والطَّمَعُ رِزْق الجُنْد وأَطْماع الجُند أَرزاقُهم يقال أَمَرَ لهم الأَميرُ بأَطماعِهم أَي بأَرزاقِهم وقيل أَوْقاتُ قَبْضِها واحدها طَمَعٌ قال ابن بري يقال طَمَعٌ وأَطْماعٌ ومَطْمَعٌ ومَطامِعُ ويقال ما أَطْمَعَ فلاناً على التعجُّب من طَمَعِه ويقال في التعجب طَمُعَ الرجلُ فلان بضم الميم أَي صار كثير الطَّمَعِ كقولك إِنه لَحَسُنَ الرجلُ وكذلك التعجب في كل شيء مضموم كقولك خَرُجَتِ المرأَةُ فلانة إِذا كانت كثيرة الخُروج وقَضُوَ القاضِي فلان وكذلك التعجب في كل شيء إِلاَّ ما قالوا في نِعْمَ وبِئْس رواية تروى عنهم غير لازمة لقياس التعجب جاءَت الرواية فيهما بالكسر لأَنَّ صور التعجب ثلاث ما أَحْسَنَ زيداً أَسْمِعْ به كَبُرَتْ كَلِمةً وقد شَذَّ عنها نِعْم وبِئْسَ
طوع
الطَّوْعُ نَقِيضُ الكَرْهِ طاعَه يَطُوعُه وطاوَعَه والاسم الطَّواعةُ والطَّواعِيةُ ورجل طَيِّعٌ أَي طائِعٌ ورجل طائِعٌ وطاعٍ مقلوب كلاهما مُطِيعٌ كقولهم عاقَني عائِقٌ وعاقٍ ولا فِعْل لطاعٍ قال حَلَفْتُ بالبَيْتِ وما حَوْلَه من عائِذٍ بالبَيْتِ أَوْ طاعِ وكذلك مِطْواعٌ ومِطْواعةٌ قال المتنخل الهذلي إِذا سُدْتَه سُدْت مِطْواعةً ومَهْما وكَلْتَ إِليه كَفاه الليحاني أَطَعْتُه وأَطَعْتُ له ويقال أَيضاً طِعْتُ له وأَنا أَطِيعُ طاعةً ولَتَفْعَلَنَّه طَوْعاً أَو كَرْهاً وطائِعاً أَو كارِهاً وجاء فلان طائعاً غير مُكْرَهٍ والجمع طُوَّعٌ قال الأَزهري من العرب من يقول طاعَ له يَطُوعُ طَوْعاً فهو طائعٌ بمعنى أَطاعَ وطاعَ يَطاعُ لغة جيدة قال ابن سيده وطاعَ يَطاعُ وأَطاعَ لانَ وانْقادَ وأَطاعَه إِطاعةً وانْطاعَ له كذلك وفي التهذيب وقد طاع له يَطُوعُ إِذا انقاد له بغير أَلِف فإِذا مضَى لأَمره فقد أَطاعَه فإِذا وافقه فقد طاوعه وأَنشد ابن بري للرَّقّاصِ الكلبي سِنانُ مَعَدٍّ في الحُرُوبِ أَداتُها وقد طاعَ مِنْهُمْ سادةٌ ودَعائِمُ وأَنشد للأَحوص وقد قادَتْ فُؤادي في هَواها وطاعَ لها الفُؤادُ وما عَصاها وفي الحديث فإِنْ هُمْ طاعُوا لك بذلك ورجل طَيِّعٌ أَي طائِعٌ قال والطاعةُ اسم من أَطاعَه طاعةً والطَّواعِيةُ اسم لما يكون مصدراً لطاوَعَه وطاوَعَتِ المرأَةُ زوجها طَواعِيةً قال ابن السكيت يقال طاعَ له وأَطاعَ سواء فمن قال طاع يقال يطاع ومن قال أَطاعَ قال يُطِيعُ فإِذا جئت إِلى الأَمر فليس إِلاَّ أَطاعَه يقال أَمَرَه فأَطاعَه بالأَلف طاعة لا غير وفي الحديث هَوًى مُتَّبَعٌ وشُحٌّ مُطاعٌ هو أَن يُطِيعَه صاحبُه في منع الحقوق التي أَوجبها الله عليه في ماله وفي الحديث لا طاعةَ في مَعْصِيةِ الله يريد طاعةَ وُلاةِ الأَمر إِذا أَمرُوا بما فيه معصية كالقتل والقطع أَو نحوه وقيل معناه أَن الطاعة لا تسلم لصاحبها ولا تخلُص إِذا كانت مشوبة بالمعصية وإِنما تصح الطاعة وتخلص مع اجتناب المعاصي قال والأَول أَشبه بمعنى الحديث لأَنه قد جاء مقيّداً في غيره كقوله لا طاعةَ لمخلوق في معصية الله وفي رواية في معصية الخالق والمُطاوَعةُ الموافقة والنحويون ربما سموا الفعل اللازم مُطاوِعاً ورجل مِطْواعٌ أَي مُطِيعٌ وفلان حسن الطَّواعِيةِ لك مثل الثمانية أَي حسن الطاعة لك ولسانه لا يَطُوعُ بكذا أَي لا يُتابِعُه وأَطاع النَّبْتُ وغيره لم يمتنع على آكله وأَطاعَ له المَرْتَعُ إِذا اتَّسَعَ له المرتع وأَمْكَنَه الرَّعْيُ قال الأَزهري وقد يقال في هذا الموضع طاعَ قال أَوس بن حجر كأَنَّ جِيادَهُنَّ بِرَعْنِ زُمٍّ جَرادٌ قد أَطاعَ له الوَراقُ أَنشده أَبو عبيد وقال الوَراقُ خُضْرَةُ الأَرض من الحشيش والنبات وليس من الورق وأَطاعَ له المَرْعَى اتَّسَعَ وأَمكن الرعْيُ منه قال الجوهري وقد يقال في هذا المعنى طاعَ له المَرْتَعُ وأَطاعَ التمرُ( * قوله « وأطاع التمر إلخ » كذا بالأصل ) حانَ صِرامُه وأَدْرَك ثمره وأَمكن أَن يجتنى وأَطاع النخلُ والشجرُ إِذا أَدرك وأَنا طَوْعُ يَدِكَ أَي مُنْقادٌ لك وامرأَة طَوْعُ الضَّجِيعِ مُنْقادةٌ له قال النابغة فارْتاعَ مِنْ صَوْتِ كَلاَّبٍ فَباتَ له طَوْع الشَّوامِتِ مِنْ خَوْفٍ ومن صَرَدِ يعني بالشَّوامِتِ الكِلابَ وقيل أَراد بها القوائم وفي التهذيب يقال فلان طَوْعُ المكارِه إِذا كان معتاداً لها مُلَقًّى إِيّاها وأَنشد بيت النابغة وقال طوع الشوامت بنصب العين ورفعها فمن رفع أَراد بات له ما أَطاعَ شامِتُه من البرْدِ والخَوْف أَي بات له ما اشتَهى شامِتُه وهو طَوْعُه ومن ذلك تقول اللهم لا تُطِيعَنَّ بنا شامِتاً أَي لا تفعلْ بي ما يَشْتَهِيه ويُحِبُّه ومن نصب أَراد بالشَّوامِتِ قوائمه واحدتها شامِتةٌ تقول فبات الثوْرُ طَوْعَ قَوائِمِه أَي بات قائماً وفرس طَوْعُ العِنانِ سَلِسُه وناقة طَوْعةُ القِيادِ وطَوْعُ القِيادِ وطَيِّعةُ القِيادِ ليِّنة لا تُنازِعُ قائِدَها وتَطَوَّعَ للشيءِ وتَطَوَّعه كلاهما حاوَله والعرب تقول عَليَّ أَمْرةٌ مُطاعةٌ وطَوَّعَتْ له نفسُه قَتْلَ أَخِيه قال الأَخفش مثل طَوَّقَتْ له ومعناه رخّصت وسهّلت حكى الأَزهري عن الفراء معناه فَتابَعَتْ نفسُه وقال المبرد فطوَّعت له نفسه فَعَّلَتْ من الطوْع وروي عن مجاهد قال فطوَّعت له نفسه شَجَّعَتْه قال أَبو عبيد عنى مجاهد أَنها أَعانته على ذلك وأَجابته إِليه قال ولا أَدْرِي أَصله إِلاَّ من الطَّواعِيةِ قال الأَزهري والأَشبه عندي أَن يكون معنى طَوَّعَتْ سَمَحَتّْ وسهَّلت له نفسه قتل أَخيه أَي جعلت نفسُه بهواها المُرْدي قَتلَ أَخيه سهلاً وهَوِيَتْه قال وأَما على قول الفراء والمبرد فانتصاب قوله قتلَ أَخيه على إِفضاء الفعل إِليه كأَنه قال فطوَّعت له نفسه أَي انقادت في قتل أَخيه ولقتل أَخيه فحذف الخافض وأَفْضَى الفعلُ إِليه فنصبه قال الجوهري والاسْتِطاعةُ الطَّاقةُ قال ابن بري هو كما ذكر إِلاَّ أَنّ الاستطاعة للإِنسان خاصّة والإِطاقة عامة تقول الجمل مطيق لحِمْله ولا تقل مستطيع فهذا الفرق ما بينهما قال ويقال الفَرسُ صَبور على الحُضْر والاستطاعةُ القدرة على الشيء وقيل هي استفعال من الطاعة قال الأَزهري والعرب تحذف التاء فتقول اسْطاعَ يَسْطِيعُ قال وأَما قوله تعالى فما اسْطاعُوا أَن يظهروه فإِن أَصله استطاعوا بالتاء ولكن التاء والطاء من مخرج واحد فحذفت التاء ليخف اللفظ ومن العرب من يقول اسْتاعوا بغير طاء قال ولا يجوز في القراءة ومنهم من يقول أَسْطاعُوا بأَلف مقطوعة المعنى فما أَطاعُوا فزادوا السين قال قال ذلك الخليل وسيبويه عوضاً من ذهاب حركة الواو لأَن الأَصل في أَطاعَ أَطْوَعَ ومن كانت هذه لغته قال في المستقبل يُسْطِيعُ بضم الياء وحكي عن ابن السكيت قال يقال ما أَسطِيعُ وما أُسْطِيعُ وما أَسْتِيعُ وكان حمزة الزيات يقرأُ فما اسْطّاعوا بإِدغام الطاء والجمع بين ساكنين وقال أَبو إِسحق الزجاج من قرأَ بهذه القراءة فهو لاحن مخطئ زعم ذلك الخليل ويونس وسيبويه وجميع من يقول بقولهم وحجتهم في ذلك أَن السين ساكنة وإِذا أُدغمت التاء في الطاء صارت طاء ساكنة ولا يجمع بين ساكنين قال ومن قال أَطْرَحُ حركة التاء على السين فأَقرأُ فما أَسَطاعوا فخطأ أَيضاً لأَن سين استفعل لم تحرك قط قال ابن سيده واسْتَطاعَه واسْطاعَه وأَسْطاعَه واسْتاعَه وأَسْتاعَه أَطاقَه فاسْتَطاعَ على قياس التصريف وأَما اسْطاعَ موصولةً فعلى حذف التاء لمقارنتها الطاء في المخرج فاسْتُخِفَّ بِحذفها كما استخف بحذف أَحد اللامين في ظَلْتُ وأَما أَسْطاعَ مقطوعة فعلى أَنهم أَنابُوا السين منَابَ حركة العين في أَطاعَ التي أَصلها أَطْوَعَ وهي مع ذلك زائدة فإِن قال قائل إِنّ السين عوض ليست بزائدة قيل إِنها وإِن كانت عوضاً من حركة الواو فهي زائدة لأَنها لم تكن عوضاً من حرف قد ذهب كما تكون الهمزة في عَطاءٍ ونحوه قال ابن جني وتعقب أَبو العباس على سيبويه هذا القول فقال إِنما يُعَوَّضُ من الشيء إِذا فُقِدَ وذهب فأَما إِذا كان موجوداً في اللفظ فلا وجه للتعويض منه وحركة العين التي كانت في الواو قد نقلت إِلى الطاء التي هي الفاء ولم تعدم وإِنما نقلت فلا وجه للتعويض من شيء موجود غير مفقود قال وذهب عن أَبي العباس ما في قول سيبويه هذا من الصحة فإِمّا غالَطَ وهي من عادته معه وإِمّا زلّ في رأْيه هذا والذي يدل على صحة قول سيبويه في هذا وأَن السين عوض من حركة عين الفعل أَن الحركة التي هي الفتحة وإِن كانت كما قال أَبو العباس موجودة منقولة إِلى الفاء إِما فقدتها العين فسكنت بعدما كانت متحركة فوهنت بسكونها ولما دخلها من التَّهيُّؤ للحذف عند سكون اللام وذلك لم يُطِعْ وأَطِعْ ففي كل هذا قد حذف العين لالتقاء الساكنين ولو كانت العين متحركة لما حذفت لأَنه لم يك هناك التقاء ساكنين أَلا ترى أَنك لو قلت أَطْوَعَ يُطْوِعُ ولم يُطْوِعْ وأَطْوِعْ زيداً لصحت العين ولم تحذف ؟ فلما نقلت عنها الحركة وسكنت سقطت لاجتماع الساكنين فكان هذا توهيناً وضعفاً لحق العين فجعلت السين عوضاً من سكون العين الموهن لها المسبب لقلبها وحذفها وحركةُ الفاء بعد سكونها لا تدفع عن العين ما لحقها من الضعف بالسكون والتَّهيُّؤ للحذف عند سكون اللام ويؤكد ما قال سيبويه من أَن السين عوض من ذهاب حركة العين أَنهم قد عوضوا من ذهاب حركة هذه العين حرفاً آخر غير السين وهو الهاء في قول من قال أَهْرَقْتُ فسكن الهاء وجمع بينها وبين الهمزة فالهاء هنا عوض من ذهاب فتحة العين لأَن الأَصل أَرْوَقْتُ أَو أَرْيَقْتُ والواو عندي أَقيس لأَمرين أَحدهما أَن كون عين الفعل واواً أَكثر من كونها ياء فيما اعتلت عينه والآخر أَن الماء إِذا هريق ظهر جوهره وصفا فَراق رائيه فهذا أَيضاً يقوّي كون العين منه واواً على أَن الكسائي قد حكى راقَ الماءُ يَرِيقُ إِذا انْصَبّ وهذا قاطع بكون العين ياء ثم إِنهم جعلوا الهاء عوضاً من نقل فتحة العين عنها إِلى الفاء كما فعلوا ذلك في أَسطاع فكما لا يكون أَصل أَهرقت استفعلت كذلك ينبغي أَن لا يكون أَصل أَسْطَعْتُ اسْتَفْعَلْتُ وأَما من قال اسْتَعْتُ فإِنه قلب الطاء تاء ليشاكل بها السين لأَنها أُختها في الهمس وأَما ما حكاه سيبويه من قولهم يستيع فإِما أَن يكونوا أَرادوا يستطيع فحذفوا الطاء كما حذفوا لام ظَلْتُ وتركوا الزيادة كما تركوها في يبقى وإِما أَن يكونوا أَبدلوا التاء مكان الطاء ليكون ما بعد السين مهموساً مثلها وحكى سيبويه ما أَستتيع بتاءين وما أَسْتِيعُ وعدّ ذلك في البدل وحكى ابن جني استاع يستيع فالتاء بدل من الطاء لا محالة قال سيبويه زادوا السين عوضاً من ذهاب حركة العين من أَفْعَلَ وتَطاوَعَ للأَمر وتَطَوَّعَ به وتَطَوَّعَه تَكَلَّفَ اسْتِطاعَتَه وفي التنزيل فمن تَطَوَّعَ خيراً فهو خير له قال الأَزهري ومن يَطَّوَّعْ خيراً الأَصل فيه يتطوع فأُدغمت التاء في الطاء وكل حرف أَدغمته في حرف نقلته إِلى لفظ المدغم فيه ومن قرأَ ومن تطوّع خيراً على لفظ الماضي فمعناه للاستقبال قال وهذا قول حذاق النحويين ويقال تَطاوَعْ لهذا الأَمر حتى نَسْتَطِيعَه والتَّطَوُّعُ ما تَبَرَّعَ به من ذات نفسه مما لا يلزمه فرضه كأَنهم جعلوا التَّفَعُّلَ هنا اسماً كالتَّنَوُّطِ والمُطَّوِّعةُ الذين يَتَطَوَّعُون بالجهاد أُدغمت التاء في الطاء كما قلناه في قوله ومن يَطَّوَّعْ خيراً ومنه قوله تعالى والذين يلمزون المطَّوّعين من المؤمنين وأَصله المتطوعين فأُدغم وحكى أَحمد بن يحيى المطوِّعة بتخفيف الطاء وشد الواو وردّ عليه أَبو إِسحق ذلك وفي حديث أَبي مسعود البدري في ذكر المُطَّوِّعِينَ من المؤمنين قال ابن الأَثير أَصل المُطَّوِّعُ المُتَطَوِّعُ فأُدغمت التاء في الطاء وهو الذي يفعل الشيء تبرعاً من نفسه وهو تَفَعُّلٌ من الطّاعةِ وطَوْعةُ اسم
طيع
الطَّيْعُ لغة في الطوْع مُعاقِبةٌ
ظلع
الظَّلْعُ كالغَمْزِ ظَلَعَ الرجلُ والدابةُ في مَشْيِه يَظْلَعُ ظَلْعاً عَرَجَ وغمزَ في مَشْيِه قال مُدْرِكُ بن محصن( * قوله « محصن » كذا في الأصل وفي شرح القاموس حصن )
رَغا صاحِبي بعد البُكاءِ كما رَغَتْ مُوَشَّمَةُ الأَطْرافِ رَخْصٌ عَرِينُها مِنَ الملْحِ لا تَدْرِي أَرِجْلٌ شِمالُها بها الظَّلْعُ لَمَّا هَرْوَلَتْ أَمْ يَمِينُها وقال كثيِّر وكنتُ كَذاتِ الظَّلْعِ لَمَّا تحامَلَتْ على ظَلْعِها يومَ العِثارِ اسْتَقَلَّتِ وقال أَبو ذؤَيب يذكر فرساً يَعْدُو به نَهِشُ المُشاشِ كأَنَّه صَدْعٌ سَلِيمٌ رَجْعُه لا يَظْلَعُ النَّهِيشُ المُشاشِ الخَفِيفُ القَوائِمِ ورَجْعُه عطْفُ يديه ودابّة ظالِعٌ وبِرْذَوْنٌ ظالِعٌ بغير هاء فيهما إِن كان مذكراً فعلى الفعل وإِن كان مؤنثاً فعلى النسب وقال الجوهريّ هو ظالِعٌ والأُنثى ظالعة وفي مَثَل ارْقَ على ظَلْعِكَ أَن يُهاضَا أَي ارْبَعْ على نفسك وافْعَلْ بقدر ما تُطِيقُ ولا تَحْمِلْ عليها أَكثر مما تطيق ابن الأَعرابي يقال ارْقَ على ظلْعِك فتقول رَقِيتُ رُقِيًّا ويقال ارْقَأْ على ظلعك بالهمز فتقول رَقَأْتُ ومعناه أَصْلِحْ أَمرَك أَوَّلاً ويقال قِ على ظَلْعِك فتجيبه وَقَيْتُ أَقي وَقْياً وروى ابن هانئ عن أَبي زيد تقول العرب ارْقَأْ على ظَلْعِكَ أَي كُفَّ فإِني عالم بمَساوِيكَ وفي النوادر فلان يَرْقَأُ على ظَلْعِه أَي يَسكُتُ على دائِه وعَيْبِه وقيل معنى قوله ارْقَ على ظَلْعِكَ أَي تَصَعَّدْ في الجبل وأَنت تعلم أَنك ظالِعٌ لا تُجْهِدُ نفسَك ويقال فرس مِظْلاعٌ قال الأَجْدَعُ الهَمْدانِيّ والخَيْلُ تَعْلَمُ أَنَّني جارَيْتُها بأَجَشَّ لا ثَلِبٍ ولا مِظْلاعِ وقيل أَصل قوله ارْبَعْ على ظَلْعِكَ من رَبَعْتُ الحجَر إِذا رَفَعْتَه أَي ارْفعْه بمقدار طاقتك هذا أَصله ثم صار المعنى ارْفُقْ على نفسك فيما تحاوله وفي الحديث فإِنه لا يَرْبَع على ظَلْعِكَ من ليس يَحْزُنه أَمرك الظلْع بالسكون العَرَجُ المعنى لا يقيم عليك في حال ضعفك وعرَجِك إِلا مَنْ يهتم لأَمرك وشأْنك ويُحْزِنُه أَمرُك وفي حديث الأَضاحِي ولا العَرْجاءُ البَيِّنُ ظَلَعُها وفي حديث عليّ يصف أَبا بكر رضي الله عنهما عَلَوْتَ إِذْ ظَلَعُوا أَي انْقَطَعُوا وتأَخَّروا لتَقْصِيرهِم وفي حديثه الآخر ولْيَسْتَأْنِ بِذاتِ النَّقْب
( * قوله « النقب » ضبط في نسخة من النهاية بالضم وفي القاموس هو بالفتح ويضم ) والظَّالِعِ أَي بذات الجَرَب والعَرْجاءِ قال ابن بري وقول بَعْثَر بنِ لقيط لا ظَلْعَ لي أَرْقِي عليه وإِنَّما يَرْقِي على رَثَياتِه المَنْكُوبُ أَي أَنا صحيح لا عِلَّة بي والظُّلاعُ يأْخذ في قوائِم الدّوابِّ والإِبل من غير سير ولا تعَب فَتظْلَعُ منه وفي الحديث أُعْطِي قوماً أَخافُ ظَلَعَهم هو بفتح اللام أَي مَيْلَهم عن الحق وضَعْفَ إِيمانهم وقيل ذَنْبَهم وأَصله داء في قوائم الدابة تَغْمِزُ منه ورجل ظالِعٌ أَي مائل مُذْنِبٌ وقيل المائل بالضاد وقد تقدم وظلَع الكلْبُ أَراد السِّفادَ وقد سَفِدَ وروى أَبو عبيد عن الأَصمعي في باب تأَخّر الحاجة ثم قضائها في آخر وقتها من أَمثالهم في هذا إِذا نام ظالِعُ الكلابِ قال وذلك أَن الظالِعَ منها لا يَقْدِرُ أَن يُعاطِلَ مع صِحاحِها لضعفه فهو يؤخر ذلك وينتظر فراغ آخرها فلا ينام حتى إِذا لم يبق منها شيء سَفِدَ حينئذ ثم ينام وقيل من أَمثال العرب لا أَفعل ذلك حتى ينام ظالِعُ الكلاب قال والظالع من الكلاب الصَّارِفُ يقال صَرَفَتِ الكلبةُ وظَلَعَتْ وأَجْعَلَتْ واسْتَجْعَلَتْ واسْتَطارَت إِذا اشتهت الفحل قال والظالع من الكلاب لا ينام فيضرب مثلاً للمُهْتَمِّ بأَمره الذي لا ينام عنه ولا يُهْمِلُه وأَنشد خالد بن زيد قول الحطيئة يُخاطِبُ خَيالَ امرأَةٍ طَرَقَه تَسَدَّيْتَنا من بعدِ ما نامَ ظالِعُ ال كِلابِ وأخْبى نارَه كلُّ مُوقِدِ ويروى وأَخْفى وقال بعضهم ظالع الكلاب الكلبة الصارِفُ يقال ظَلَعَت الكلبةُ وصَرَفَت لأَن الذكور يَتْبَعْنها ولا يَدَعْنَها تنام والظَّالِعُ المُتَّهَمُ ومنه قوله ظالِمُ الرَّبِّ ظالِعُ هذا بالظاء لا غير وقوله وما ذاكَ مِنْ جُرْمٍ أَتَيْتُهُمُ به ولا حَسَدٍ مِنِّي لَهُمْ يتَظَلَّعُ قال ابن سيده عندي أَن معناه يقوم في أَوْهامِهم ويَسْبِقُ إِلى أَفهامهم وظَلَعَ يَظْلَعُ ظَلْعاً مال قال النابغة أَتُوعِدُ عَبْداً لم يَخُنْكَ أَمانةً وتَتْرُكُ عَبْداً ظالِماً وهو ظالِعُ ؟ وظَلَعَتِ المرأَةُ عينَها كسَرَتْها وأَمالَتْها وقول رؤبة فإِنْ تَخالَجْنَ العُيُونَ الظُّلَّعا إِنما أَراد المَظْلُوعة فأَخرجه على النسب وظَلَعَتِ الأَرضُ بأَهلها تَظْلَعُ أَي ضاقتْ بهم من كثرتهم والظُّلَعُ جبل لِسُلَيْم وفي الحديث الحِمْلُ المُضْلِعُ والشَّرُّ الذي لا يَنْقَطِعُ إِظْهارُ البِدَعِ المُضْلِعُ المُثْقِلُ وقد تقدم في موضعه قال ابن الأَثير ولو روي بالظاء من الظُّلْع العَرَجِ والغَمْزِ
( * قوله « من الظلع العرج والغمز » تقدم في مادة ضلع ضبط الظلع بتحريك اللام تبعاً لضبط نسخة النهاية )
لكان وجهاً
عفرجع
الأَزهري رجل عَفَرْجَعٌ سَيِّءُ الخُلُق
عكنكع
الأَزهري العَكَنْكَعُ الذكر من الغِيلانِ وقال غيره ويقال له الكَعَنْكَعُ الفراء الشيطان هو الكَعَنْكَعُ والعَكَنْكَعُ والقانُ قال الأَزهري العَكَنْكَعُ الخَبِيثُ من السَّعالي
عوع
الأَزهريّ قال الأَصمعي سمعت عَوْعاةَ القوم وغَوْغاتَهم إِذا سمعت لهم لجَبَةً وصوتاً
عيع
الأَزهري يقال عَيَّعَ القومُ تَعْييعاً إِذا عَيُوا عن أمرٍ قَصَدُوه وأَنشد حَطَطْتُ على شِقِّ الشِّمالِ وعَيَّعُوا حُطُوطَ رَباعٍ مُحْصِفِ الشَّدِّ قارِب وقال الحَطّ الاعتمادُ على السَّيْرِ
فجع
الفجيعة الرَّزِيّةُ المُوجِعةُ بما يَكْرُمُ فَجَعَه يَفْجَعُه فَجْعاً فهو مَفْجُوعٌ وفَجِيعٌ وفَجَّعَه وهي الفَجِيعةُ وكذلك التفْجِيعُ وفَجَعَتْه المُصِيبةُ أَي أَوْجَعَتْه والفَواجِعُ المَصائِبُ المُؤْلِمَةُ التي تَفْجَعُ الإِنسان بما يَعِزُّ عليه من مال أَو حَمِيم الواحدة فاجِعةٌ وفي التهذيب ودَهْرٌ فاجعٌ له حَمِيمٌ( * كذا بالأصل ) قال لبيد فَجَّعَني الرَّعْدُ والصَّواعِقُ بال فارِسِ يَوْمَ الكَريهةِ النُّجُدِ ونزلت بفلان فاجِعةٌ والتَّفَجُّعُ التَّوَجُّعُ والتَّضَوُّر للرزيّةِ وتَفَجَّعَتْ له أَي تَوَجَّعَت والفاجِعُ الغُرابُ صفة غالبة لأَنه يَفْجَعُ لنَعْيِه بالبين ورجل فاجِعٌ ومُتَفَجِّعٌ لَهْفانُ مُتَأَسِّفٌ وميّت فاجِعٌ ومُفْجِعٌ جاء على أَفْجَع ولم يتكلم به
فدع
الفَدَعُ عَوَجٌ ومَيْلٌ في المَفاصِل كلِّها خِلْقةً أو داءٌ كأَنَّ المفاصل قد زالت عن مواضعها لا يُسْتطاعُ بَسْطُها معه وأَكثر ما يكون في الرُّسْغِ من اليد والقَدَمِ فَدِع فَدَعاً وهو أَفْدَعُ بَيِّنُ الفَدَعِ وهو المُعْوَجُّ الرُّسْغِ من اليد أَو الرجل فيكون منقلب الكفّ أَو القدم إِلى إِنْسِيِّهِما وأَنشد شمر لأَبي زبيد مقابِل الخَطْوِ في أَرْساغِه فَدَعُ ولا يكون الفَدَعُ إِلا في الرسغ جُسْأَةً فيه وأَصل الفَدَعِ الميل والعَوَجُ فكيفما مالَتِ الرجْلُ فقد فَدِعَتْ والأَفْدَعُ الذي يمشي على ظهر قدمه وقيل هو الذي ارْتَفَعَ أَخْمَصُ رجلِه ارتفاعاً لو وطئ صاحبها على عُصْفور ما آذاه وفي رجله قَسَطٌ وهو أن تكون الرجل مَلْساءَ الأَسْفَلِ كأَنها مالَج وأَنشد أَبو عَدْنانَ يومٌ مِن النَّثْرةِ أَو فَدْعائِها يُخْرِجُ نَفسَ العَنْز مِنْ وَجْعائِها قال يعني بفَدْعائِها الذراع يُخْرِجُ نفْس العنز من شدّة القُرِّ وقال ابن شميل الفَدَعُ في اليَدَيْنِ تَراه يَطَأُ على أُمِّ قِرْدانِه فَيَشْخَصُ صَدْرُ خُفِّه جمَل أَفْدَعُ وناقة فَدْعاءُ وقيل الفَدَع أَن تَصْطَكَّ كعباه وتَتَباعَدَ قدماه يميناً وشِمالاً وفي حديث ابن عمر أَنه مضى إِلى خَيْبَر فَفَدَعَه أَهلها الفَدَعُ بالتحريك زيغ بين القدم وبين عظم الساق وكذلك في اليد وهو أَن تزول المفاصل عن أَماكِنها وفي صفة ذي السُّوَيْقَتَيْنِ الذي يَهْدِمُ الكعبة كأَني به أُفَيْدِعَ أُصَيْلِعَ أُفَيْدِعُ تصغير أَفْدَعَ والفَدَعةُ موضع الفَدَعِ والأَفْدَعُ الظليم لانحراف أَصابعه صفة غالبة وكلُّ ظَلِيمٍ أَفْدَعُ لأَنَّ في أَصابعه اعوجاجاً وسَمْكٌ أَفْدَعُ مائِلٌ على المثل قال رؤبة عن ضَعْفِ أَطْنابٍ وسَمْكٍ أَفْدَعا فجعل السمْكَ المائِلَ أَفْدَعَ وفي الحديث أَنه دعا على عُتَيْبةَ بن أَبي لهَب فَضَغَمَه الأَسد ضَغْمةً فَدَعَته الفَدْعُ الشدْخُ والشَّقُّ اليَسِيرُ وفي الحديث في الذبْح بالحَجَر إِنْ لم يَفْدَعِ الحُلْقُومَ فكلْ لأَن الذبح بالحجر يَشْدَخُ الجلد وربما لا يَقْطَعُ الأَوْداجَ فيكون كالموْقُوذ وفي حديث ابن سيرين سئل عن الذبيحة بالعُود فقال كلْ ما لم يَفْدَعْ يريد ما قَدّ بحدّه فكله وما قدّ بِثِقَله فلا تأْكُلْه ومنه الحديث إِذاً تَفْدَعُ قُرَيْشٌ الرأْسَ
فرع
فَرْعُ كلّ شيء أَعْلاه والجمع فُرُوعٌ لا يُكَسَّر على غير ذلك وفي حديث افْتِتاحِ الصلاة كان يَرْفَعُ يديه إِلى فُرُوعِ أُذُنَيْهِ أَي أَعالِيها وفَرْعُ كل شيء أَعلاه وفي حديث قيام رمضان فما كنا نَنْصَرِفُ إِلا في فُرُوعِ الفجْر ومنه حديث ابن ذي المِشْعارِ على أَن لهم فِراعَها الفِراعُ ما عَلا من الأَرض وارْتَفَعَ ومنه حديث عطاء وسئل ومن أَين أَرْمِي الجمرتين ؟ فقال تَفْرَعُهما أَي تَقِفُ على أَعْلاهما وتَرْمِيهما وفي الحديث أيُّ الشجَرِ أَبْعَدُ من الخارِفِ ؟ قالوا فَرْعُها قال وكذلك الصفُّ الأَوَّلُ وقوله أَنشده ثعلب مِنَ المُنْطِياتِ المَوْكب المَعْج بَعْدَما يُرَى في فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ نُضُوبُ إِنما يريد أَعالِيَهما وقَوْسٌ فَرْعٌ عُمِلَتْ من رأْس القَضِيبِ وطرَفه الأَصمعي من القِسِيّ القَضِيبُ والفَرْعُ فالقضيب التي عملت من غُصْنٍ واحد غير مشقوق والفَرْعُ التي عملت من طرف القضيب وقال أَبو حنيفة الفَرْعُ من خير القِسِيِّ يقال قَوْسٌ فَرْعٌ وفَرْعةٌ قال أَوس على ضالةٍ فَرْعٍ كأَنَّ نَذِيرها ِذا لَمْ تُخَفِّضْه عن الوَحْشِ أَفْكَلُ يقال قوس فرْع أَي غيرُ مَشْقوقٍ وقوسٌ فِلْقٌ أَي مشقوق وقال أَرْمي عليها وهْيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ وهْيَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ وإِصْبَعُ وفَرَعْتُ رأْسَه بالعَصا أَي عَلَوْته وبالقاف أَيضاً وفَرَعَ الشيءَ يَفْرَعُه فَرْعاً وفُرُوعاً وتَفَرَّعَه عَلاه وقيل تَفَرَّعَ فلانٌ القومَ عَلاهم قال الشاعر وتَفَرَّعْنا مِنَ ابْنَيْ وائِلٍ هامةَ العِزِّ وجُرْثُومَ الكَرَمْ وفَرَعَ فلان فلاناً عَلاه وفَرع القومَ وتَفَرَّعهم فاقَهم قال تُعَيِّرُني سَلْمَى وليسَ بِقَضْأَةٍ ولَوْ كنتُ مِنْ سَلْمَى تَفَرَّعْتُ دارما والفَرْعةُ رأْسُ الجبل وأَعْلاه خاصّة وجمعها فِراعٌ ومنه قيل جبل فارِعٌ ونَقاً فارِعٌ عالٍ أَطْوَلُ مما يَلِيهِ ويقال ائْتِ فَرْعةً من فِراعِ الجبل فانْزِلْها وهي أَماكنُ مرتفعة وفارعةُ الجبل أَعلاه يقال انزل بفارِعة الوادي واحذر أَسفَله وتِلاعٌ فَوارِعُ مُشْرِفاتُ المَسايِلِ وبذلك سميت المرأَة فارِعةً ويقال فلان فارِعٌ ونَقاً فارِعٌ مُرْتَفِعٌ طويل والمُفْرِعُ الطويلُ من كل شيء وفي حديث شريح أَنه كان يجعل المُدَبَّر من الثلث وكان مسروق يجعله الفارِعَ من المال والفارِعُ المُرْتَفِعُ العالي الهَيِّءُ الحَسَنُ والفارِعُ العالي والفارِعُ المُسْتَفِلُ وفي الحديث أَعْطى يومَ حُنَيْنٍ( * قوله « أعطى يوم حنين إلخ » كذا بالأصل وفي نسخة من النهاية اعطى العطايا إلخ )
فارِعةً من الغَنائِمِ أَي مُرْتَفِعة صاعِدة من أَصلها قبل أَن تُخَمَّسَ وفَرَعةُ الجُلّة أَعلاها من التمر وكَتِفٌ مُفْرِعةٌ عالية مُشْرِفة عريضة ورجل مُفْرِعُ الكتِف أَي عَرِيضُها وقيل مرتفعها وكل عالٍ طويلٍ مُفْرِعٌ وفي حديث ابن زِمْلٍ يَكادُ يَفْرَعُ الناسَ طُولاً أَي يَطُولُهم ويَعْلُوهم ومنه حديث سودةَ كانت تَفْرَعُ الناسَ
( * قوله « تفرع الناس » كذا بالأصل وفي نسخة من النهاية النساء ) طُولاً وفَرْعةُ الطريقِ وفَرَعَتُه وفَرْعاؤُه وفارِعَتُه كله أَعلاه ومُنْقَطَعُه وقيل ما ظهر منه وارتفع وقيل فارِعتُه حواشِيه والفُرُوعُ الصُّعُود وفَرَعْتُ رأْسَ الجبَلِ عَلَوْتُه وفَرَعَ رأْسَه بالعَصا والسيف فَرْعاً عَلاه ويقال هو فَرْعُ قَوْمِه للشريف منهم وفَرَعْتُ قوْمي أَي عَلَوْتُهم بالشرَف أَو بالجَمالِ وأَفْرَعَ فلانٌ طالَ وعَلا وأَفْرَعَ في قومِه وفَرَّعَ طال قال لبيد فأَفْرَعَ بالرِّبابِ يَقُودُ بُلْقاً مُجَنَّبَةً تَذُبُّ عن السِّخالِ شبَّه البَرْقَ بالخيل البُلْقِ في أَوّلِ الناسِ وتَفَرَّعَ القومَ رَكِبَهم بالشتْمِ ونحوه وتَفَرَّعهم تزوَّجَ سيِّدةَ نِسائِهم وعُلْياهُنَّ يقال تَفَرَّعْتُ ببني فلان تزوَّجْتُ في الذُّرْوةِ منهم والسَّنامِ وكذلك تَذَرَّيْتُهم وتنَصَّيْتُهم وفَرَّعَ وأَفْرَعَ صَعَّدَ وانْحَدَرَ قال رجل من العرب لَقِيتُ فلاناً فارِعاً مُفْرِعاً يقول أَحدُنا مُصَعِّدُ والآخَرُ مُنْحَدِرٌ قال الشماخ في الإِفْراعِ بمعنى الانْحِدارِ فإِنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنِبْ سَخَطي لا يُدْرِكَنَّكَ إِفْراعِي وتَصْعِيدي إِفْراعي انْحِداري ومثله لبشر إِذا أَفْرَعَتْ في تَلْعَةٍ أَصْعَدَتْ بها ومَن يَطْلُبِ الحاجاتِ يُفْرِعْ ويُصْعِد وفَرَّعْتُ في الجبل تَفْرِيعاً أَي انْحَدَرْتُ وفَرَّعْتُ في الجبل صَعَّدْتُ وهو من الأَضداد وروى الأَزهري عن أَبي عمرو فَرَّعَ الرجُلُ في الجبل إِذا صَعَّدَ فيه وفَرَّعَ إِذا انْحَدَرَ وحكى ابن بري عن أَبي عبيد أَفْرَعَ في الجبل صَعَّدَ وأَفْرَعَ منه نزل قال معن بن أَوس في التفريع بمعنى الانحدار فسارُوا فأَمّا جُلُّ حَيِّي فَفَرَّعُوا جَمِيعاً وأَمّا حَيُّ دَعْدٍ فَصَعَّدُوا قال شمر وأَفْرَعَ أَيضاً بالمعنيين ورواه فأَفْرَعوا أَي انحدروا قال ابن بري وصواب إِنشاد هذا البيت فَصَعَّدا لأَنّ القافيةَ منصوبة وبعده فَهَيْهاتَ مِمَّن بالخَوَرْنَقِ دارُه مُقِيمٌ وحَيٌّ سائِرٌ قد تَنَجَّدا وأَنشد ابن بري بيتاً آخر في الإِصْعاد إِنِّي امْرُؤٌ من يَمانٍ حين تَنْسُبُني وفي أُمَيَّةَ إِفْراعِي وتَصْوِيبي قال والإِفْراعُ هنا الإِصعادُ لأَنه ضَمَّه إِلى التصويبِ وهو الانْحِدارُ وفَرَّعْتَ إِذا صَعَّدْتَ وفَرَّعْتَ إِذا نزلت قال ابن الأَعرابي فَرَّعَ وأَفْرعَ صَعَّدَ وانْحَدَرَ من الأَضْداد قال عبد الله بن همّام السّلُولي فإِمّا تَرَيْني اليَوْمَ مُزْجِي ظَعينَتي أُصَعِّدُ سِرًّا في البِلادِ وأُفْرِعُ
( * قوله « سراً » تقدم انشاده في صعد سيراً وأنشده الصحاح هناك طوراً )
وفَرعَ بالتخفيف صَعَّدَ وعَلا عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَقولُ وقد جاوَزْنَ مِنْ صَحْنِ رابِغٍ صَحاصِحَ غُبْراً يَفْرَعُ الأُكْمَ آلُها وأَصْعَدَ في لُؤْمِه وأَفْرَعَ أَي انحَدَرَ وبئس ما أَفْرَعَ به أَي ابتدأَ ابن الأَعرابي أَفْرَعَ هَبَطَ وفَرَّعَ صَعَّدَ والفَرَعُ والفَرَعَةُ بفتح الراء أَوَلُ نتاج الإِبل والغنم وكان أَهل الجاهلية يذبحونه لآلِهتهم يَتَبَرَّعُون بذلك فنُهِيَ عنه المسلمون وجمع الفَرَعِ فُرُعٌ أَنشد ثعلب كَغَرِيّ أَجْسَدَتْ رأْسه فُرُعٌ بَيْنَ رئاسٍ وحَامِ رئاس وحام فحلانِ وفي الحديث لا فَرَعَ ولا عَتِيرةَ تقول أَفْرَعَ القومُ إِذا ذبحوا أَوَّلَ ولدٍ تُنْتَجُه الناقة لآلِهتهم وأَفْرَعُوا نُتِجُوا والفرَعُ والفَرَعةُ ذِبْح كان يُذْبَحُ إِذا بلت الإِبل ما يتمناه صاحبها وجمعهما فِراعٌ والفَرَعُ بعير كان يذبح في الجاهلية إِذا كان للإِنسان مائة بعير نحر منها بعيراً كل عام فأَطْعَمَ الناسَ ولا يَذُوقُه هو ولا أَهلُه وقيل إِنه كان إِذا تمت له إِبله مائة قدَّم بكراً فنحره لصنمه وهو الفَرَع قال الشاعر إِذْ لا يَزالُ قَتِيلٌ تَحْتَ رايَتِنا كما تَشَحَّطَ سَقْبُ الناسِكِ الفَرَعُ وقد كان المسلمون يفعلونه في صدر الإِسلام ثم نسخ ومنه الحديث فَرِّعُوا إِن شئتم ولكن لا تَذْبَحوه غَراةً حتى يَكْبَرَ أَي صغيراً لحمه كالغَراة وهي القِطْعة من الغِراء ومنه الحديث الآخر أَنه سئل عن الفَرَعِ فقال حق وأَن تتركه حتى يكون ابن مخاضٍ أَو ابن لَبُونٍ خير من أَن تَذْبَحَه يَلْصَقُ لحمه بِوَبَرِه وقيل الفَرَعُ طعام يصنع لنَتاجِ الإِبل كالخُرْسِ لولادِ المرأَة والفَرَعُ أَن يسلخ جلد الفَصِيلِ فيُلْبَسَه آخَرُ وتَعْطِفَ عليه سِوَى أُمه فَتَدِرَّ عليه قال أَوس بن حجر يذكر أَزْمةً في شدَّة برد وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبامُ مِنَ ال أَقوام سَقْباً مُجَلَّلاً فَرَعا أَراد مُجَلَّلاً جِلْدَ فَرَعٍ فاختصر الكلام كقوله واسأَلِ القرية أَي أَهل القرية ويقال قد أَفْرَعَ القومُ إِذا فعلت إِبلهم ذلك والهَيْدَبُ الجافي الخِلْقة الكثيرُ الشعر من الرجال والعَبامُ الثَّقِيلُ والفَرَعُ المال الطائلُ المُعَدّ قال فَمَنَّ واسْتَبْقَى ولم يَعْتَصِرْ مِنْ فَرْعِه مالاً ولا المَكْسِرِ أَراد من فَرَعِه فسكن للضرورة والمَكْسرُ ما تَكَسَّرَ من أَصل ماله وقيل إِنما الفَرْعُ ههنا الغُصْنُ فكنى بالفَرْعِ عن حديث ماله وبالمَكْسِرِ عن قديمه وهو الصحيح وأَفْرَعَ الوادي أَهلَه كَفاهُم وفارَعَ الرجلَ كفاه وحَمَلَ عنه قال حسان بن ثابت وأُنشِدُكُمْ والبَغْيُ مُهْلِكُ أَهْلِه إِذا الضَّيْفُ لم يُوجَدْ له مَنْ يُفارِعُهْ والفَرْعُ الشعر التام والفَرَعُ مصدر الأَفْرَعِ وهو التامُّ الشعَر وفَرِعَ الرجلُ يَفْرَعُ فَرَعاً وهو أَفْرَعُ كثر شعَره والأَفْرَعُ ضِدُّ الأَصْلَعِ وجمعهما فُرْعٌ وفُرْعانٌ وفَرْعُ المرأَة شعَرُها وجعه فُرُوعٌ وامرأَة فارِعةٌ وفَرْعاءُ طويلة الشعر ولا يقال للرجل إِذا كان عظيم اللحية والجُمَّة أَفْرَعُ وإِنما يقال رجل أَفْرَعُ لضدّ الأَصْلَع وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أَفْرَعَ ذا جُمَّة وفي حديث عمر قيل الفُرْعانُ أَفضَلُ أَمِ الصُّلْعانُففقال الفُرعان قيل فأَنت أَصْلَعُ الأَفْرَعُ الوافي الشعر وقيل الذي له جُمَّةٌ وتَفَرَّعَتْ أَغصانُ الشجرة أَي كثرت والفَرَعَةُ جِلدةٌ تزاد في القِرْبة إِذا لم تكن وفْراء تامة وأَفرَعَ به نزل وأَفرَعْنا بفلان فما أَحْمَدناه أَي نَزَلْنا به وأَفْرَعَ بنو فلان أَي انتجعوا في أَوّل الناس وفَرَعَ الأَرض وأَفْرَعَها وفرَّع فيها جوَّل فيها وعَلِمَ عِلْمَها وعَرَفَ خَبَرَها وفَرعَ بين القوم يَفْرَعُ فَرْعاً حَجَزَ وأَصلَح وفي الحديث أَن جاريتين جاءتا تَشْتَدّانِ إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فأَخذتا بركبتيه فَفَرَعَ بينهما أَي حَجَزَ وفرَّق ويقال منه فرَّع يُفَرِّعُ أَيضاً وفَرَّع بين القوم وفرَّقَ بمعنى واحد وفي الحديث عن أَبي الطفيل قال كنت عند ابن عباس فجاءه بنو أَبي لهب يختصمون في شيء بينهم فاقْتَتَلُوا عنده في البيت فقام يُفَرِّعُ بينهم أَي يَحْجُزُ بينهم وفي حديث علقمة كان يُفَرِّعُ بيْن الغنم أَي يُفَرِّقُ قال ابن الأَثير وذكره الهرويّ في القاف وقال قال أَبو موسى وهو من هَفَواته والفارِعُ عَوْنُ السلطانِ وجمعه فَرَعةٌ وهو مثل الوازِعِ وأَفْرَعَ سفَره وحاجَته أَخذ فيهما وأَفْرَعُوا من سفَره قدموا وليس ذلك أَوانَ قدومهم وفرَعَ فرسَه يَفْرَعُه فَرْعاً كبَحَه وكَفَّه وقَدَعَه قال أَبو النجم بِمُفْرَعِ الكِتْفَيْنِ حُرٍّ عَطَلُهْ نفْرَعُه فَرْعاً ولسْنا نَعْتِلُهْ
( * قوله « بمفرع إلخ » سيأتي إِنشاده في مادة عتل )
من مفرع الكتفين حر عطله شمر استفْرَعَ القومُ الحديثَ وافْتَرَعُوه إِذا ابتَدَؤوه قال الشاعر يرثي عبيد بن أَيوب ودلَّهْتَنِي بالحُزْنِ حتى تَرَكْتَنِي إِذا اسْتَفْرَعَ القومُ الأَحاديثَ ساهِيا وأَفرَعَتِ المرأَةُ حاضَتْ وأفْرَعَها الحَيْضُ أَدْماها وأَفْرَعَتْ إِذا رأَت دماً قَبْلَ الولادة والإِفْراعُ أَوّلُ ما تَرَى الماخِضُ من النساء أَو الدوابّ دماً وأَفْرَعَ لها الدمُ بدا لها وأَفْرَعَ اللِّجامُ الفرسَ أَدْماه قال الأَعشى صَدَدْت عن الأَعْداءِ يومَ عُباعِبٍ صُدُودَ المَذاكي أَفْرَعَتْها المَساحِلُ المَساحِلُ اللُّجُمُ واحدها مِسْحَلٌ يعني أَنَّ المَساحِل أَدْمَتْها كما أَفْرَعَ الحيضُ المرأَةَ بالدم وافْتَرَعَ البِكْرَ اقْتَضَّها والفُرْعةُ دمها وقيل له افْتِراعٌ لأَنه أَوّلُ جِماعِها وهذا أَول صَيْدٍ فَرَعَه أَي أَراقَ دمه قال يزيد بن مرة من أَمثالهم أَوّلُ الصيْدِ فَرَعٌ قال وهو مُشَبَّه بأَوَّلِ النِّتاجِ والفَرَعُ القِسْمُ وخَصَّ به بعضهم الماء وأُفْرِعَ بسيد بني فلان أُخِذَ فقتل وأَفْرَعَتِ الضَّبُعُ في الغنم قتلتها وأَفْسَدَتْها أَنشد ثعلب أَفْرَعْتِ في فُرارِي كأَنَّما ضِرارِي أرَدْتِ يا جَعارِ وهي أَفْسَدُ شيء رُؤيَ والفُرارُ الضأْن وأَما ما ورد في الحديث لا يَؤُمَّنَّكُمْ أنْصَرُ ولا أَزَنّ ولا أَفْرَعُ الأَفْرَعُ ههنا المُوَسْوِسُ والفَرَعةُ القَمْلةُ العظيمة وقيل الصغيرةُ تسكن وتحرك وبتصغيرها سميت فُرَيْعةُ وجمعها فِراعٌ وفَرْعٌ وفَرَعٌ والفِراعُ الأَوْدِيةُ والفَوارِعُ موضعٌ وفارِعٌ وفُرَيْعٌ وفُرَيْعةُ وفارِعةُ كلها أَسماء رجال وفارِعة اسم امرأَة وفُرْعانُ اسم رجل ومَنازِلُ بن فُرْعانَ من رهط الأَحْنَف بن قَيْسٍ والأَفْرَعُ بطن من حِمْيَرٍ وفَرْوَعٌ موضع قال البريق الهذلي وقَدْ هاجَنِي مِنْها بِوَعْساءِ فَرْوَعٍ وأَجْزاعِ ذي اللَّهْباءِ مَنْزِلةٌ قَفْرُ وفارِعٌ حِصْنٌ بالمدينة يقال إِنه حصن حسّان بن ثابت قال مِقْيَسُ بن صُبابةَ حين قَتَلَ رجلاً من فِهْرٍ بأَخيه قَتَلْتُ به فِهْراً وحَمَّلْتُ عَقْلَه سَراةَ بَني النّجّارِ أَرْبابَ فارِعِ وأَدْرَكْتُ ثَأْرِي واضْطَجَعْتُ مُوَسشَّداً وكُنْتُ إِلى الأَوْثانِ أَوّلَ راجِعِ والفارِعانِ اسم أَرض قال الطِّرِمّاحُ ونَحْنُ أَجارَتْ بِالأُقَيْصِرِ هَهُنا طُهَيَّةُ يَوْمَ الفارِعَيْنِ بِلا عَقْدِ والفُرْعُ موضع وهو أَيضاً ماء بِعَيْنِه عن ابن الأَعرابي وأَنشد تَرَبَّعَ الفُرْع بِمَرْعًى مَحْمُود وفي الحديث ذكر الفُرْع بضم الفاء وسكون الراء وهو موضع بين مكة والمدينة وفُرُوعُ الجَوْزاءِ أَشدّ ما يكون من الحَرّ قال أَبو خِراشٍ وظَلَّ لَنا يَوْمٌ كأَنَّ أُوارَه ذَكا النّارِ من نَجْمِ الفُرُوعِ طَوِيلُ قال وقرأْته على أَبي سعيد بالعين غير معجمة قال أَبو سعيد في قول الهذلي وذَكَّرَها فَيْحُ نَجْمِ الفُرو عِ مِنْ صَيْهَبِ الحَرِّ بَرْدَ الشَّمال قال هي فُروعُ الجَوْزاءِ بالعين وهو أَشدّ ما يكون من الحر فإِذا جاءت الفروغُ بالغين وهي من نُجُوم الدّلْو كان الزمان حينئذ بارداً ولا فَيْحَ يومئذ
فرذع
الفَرْذَعُ المرأَة البَلْهاء
فرقع
الفَرْقَعَةُ تَنْقِيضُ الأَصابع وقد فَرْقَعَها فَتَفَرْقَعَتْ وفي حديث مجاهد كَرِهَ أَن يُفَرْقِعَ الرجل أَصابعه في الصلاة فَرْقَعهُ الأَصابِعِ غَمْزُها حتى يُسْمَعَ لمفاصلها صوت والمصدر الافْرِنْقاعُ والفَرْقَعةُ في الأَصابع والتَّفْقِيعُ واحد والفَرْقَعةُ الصوت بين شيئين يُضْرَبان والفُرْقُعةُ الاست كالقُرْفُعةِ والفِرْقاعُ الضَّرِطُ وفي الأَزهري يقال سمعت لرجله صَرْقَعةً وفَرْقَعةً بمعنى واحد وقال تَقَرْعَفَ وتَفَرْقَعَ إِذا انْقَبَضَ وفي كلام عيسى بن عمر افْرَنْقِعُوا عني أَي انْكَشِفُوا وتَنَحَّوْا عني قال ابن الأَثير أَي تحوَّلوا وتَفَرَّقُوا قال والنون زائدة
فزع
الفَزَعُ الفَرَقُ والذُّعْرُ من الشيء وهو في الأَصل مصدرٌ فَزِعَ منه وفَزَعَ فَزَعاً وفَزْعاً وفِزْعاً وأَفْزَعه وفَزَّعَه أَخافَه ورَوَّعَه فهو فَزِعٌ قال سلامة كُنَّا إِذا ما أَتانا صارِخٌ فَزِعٌ كانَ الصُّراخُ له قَرْعَ الظّنابِيبِ والمَفْزَعةُ بالهاء ما يُفْزَعُ منه وفُزِّعَ عنه أَي كُشِفَ عنه الخوف وقوله تعالى حتى إِذا فُزِّعَ عن قلوبهم عدّاه بعن لأَنه في معنى كُشِفَ الفَزَعُ ويُقرأُ فَزَّعَ أَي فزَّع الله وتفسير ذلك أَن ملائكة السماء كان عهدهم قد طال بنزول الوحي من السموات العلا فلما نزل جبريل إِلى النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي أَوّلَ ما بُعث ظنت الملائكة الذين في السماء أَنه نزل لقيام الساعة فَفَزِعَت لذلك فلما تقرّر عندهم أَنه نزل لغير ذلك كُشِفَ الفَزَعُ عن قلوبهم فأَقبلوا على جبريل ومن معه من الملائكة فقال كل فريق منهم لهم ماذا قال ربكم فسأَلَتْ لأَيّ شيء نزل جبريل عليه السلام قالوا الحقّ أَي قالوا قال الحَقَّ وقرأَ الحسن فُزِعَ أَي فَزِعَتْ من الفَزَعِ وفي حديث عمرو بن معديكرب قال له الأَشعث لأُضْرِطَنَّكَ فقال كلا إِنها لَعَزُومٌ مُفَزَّعةٌ أَي صحيحة تَنْزِلُ بها( * قوله « تنزل بها » هذا تعبير ابن الاثير ) الأَفْزاعُ والمُفَزَّعُ الذي كُشِفَ عنه الفَزَعُ وأُزِيلَ ورجل فَزِعٌ ولا يكسر لقلة فَعِلٍ في الصفة وإِنما جمعه بالواو والنون وفازِعٌ والجمع فَزَعةٌ وفَزَّاعةٌ كثير الفَزَعِ وفَزَّاعةُ أَيضاً يُفَزِّعُ الناسَ كثيراً وفازَعَه فَفَزَعَه يَفْزَعُه صار أَشدَّ فَزَعاً منه وفَزِعَ إِلى القوم استغاثهم وفَزِعَ القومَ وفَزَعَهم فَزْعاً وأَفْزعَهم أَغاثَهم قال زهير إِذا فَزِعُوا طارُوا إِلى مُسْتَغِيثِهمْ طِوالَ الرِّماحِ لا ضِعافٌ ولا عُزْلُ وقال الكَلْحَبةُ اليَرْبُوعيُّ واسمه هبيرة بن عبد مناف والكَلْحَبةُ أُمُّه فقُلْتُ لكَأْسٍ أَلْجِمِيها فإِنَّما حَلَلْتُ الكَثِيبَ من زَرُودٍ لأَفْزَعا
( * قوله « حللت إلخ » في شرح القاموس نزلنا ولنفزعا وهو المناسب لما بعده من الحل )
أَي لِنُغِيثَ ونُصْرِخَ مَنِ اسْتَغاثَ بنا مثله للراعي إِذا ما فَزِعْنا أَو دُعِينا لِنَجْدةٍ لَبِسْنا عليهنّ الحَدِيدَ المُسَرَّدا فقوله فَزِعْنا أَي أَغَثنا وقول الشاعر هو الشَّمّاخُ إِذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرّاتُها فَزِعَتْ أَعْقابُ نَيٍّ على الأَثْباجِ مَنْضُودِ يقول إِذا قل لبن ضَرّاتها نَصَرَتْها الشُّحومُ التي على ظهورها وأَغاثَتْها فأَمدّتْها باللبن ويقال فلان مَفْزَعةٌ بالهاء يستوي فيه التذكير والتأْنيث إِذا كان يُفْزَعُ منه وفَزِعَ إِليه لَجَأَ فهو مَفْزَعٌ لمن فَزِعَ إِليه أَي مَلْجَأٌ لمن التَجَأَ إِليه وفي حديث الكسوف فافْزَعُوا إِلى الصلاة أي الجَؤُوا إِليها واستَعِينُوا بها على دَفْعِ الأَمرِ الحادِثِ وتقول فَزِعْتُ إِليك وفَزِعْتُ مِنْكَ ولا تقل فَزِعْتُكَ والمَفْزَعُ والمَفْزَعةُ الملجأ وقيل المفزع المستغاث به والمفزعة الذي يُفزع من أَجله فرقوا بينهما قال الفراء المُفَزَّعُ يكون جَباناً ويكون شُجاعاً فمن جعله شجاعاً مفعولاً به قال بمثله تُنْزَلُ الأَفزاع ومن جعله جباناً جعله يَفْزَعُ من كل شيء قال وهذا مثل قولهم للرجل إِنه لَمُغَلَّبٌ وهو غالبٌ ومُغَلَّبٌ وهو مغلوبٌ وفلان مَفْزَعُ الناسِ وامرأَة مَفْزَعٌ وهم مَفْزَعٌ معناه إِذا دَهَمَنا أَمر فَزِعْنا إِليه أَي لَجَأْنا إِليه واستغثنا به والفَزَعُ أََيضاً الإِغاثةُ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأَنصار إِنكم لتكثرون عند الفَزَعِ وتَقِلُّونَ عند الطمَعِ أَي تكثرون عند الإِغاثة وقد يكون التقدير أيضاً عند فَزَعِ الناس إِليكم لتُغِيثُوهم قال ابن بري وقالوا فَزَعْتُه فَزْعاً بمعنى أَفْزَعْتُه أَي أَغَثْتُه وهي لغة ففيه ثلاث لغات فَزِعتُ القومَ وفَزَعْتُهم وأَفزَعْتُهم كل ذلك بمعنى أَغَثْتُهم قال ابن بري ومما يُسأَل عنه يقال كيف يصح أَن يقال فَزِعْتُه بمعنى أَغَثْتُه متعدياً واسم الفاعل منه فَعِلٌ وهذا إِنما جاء في نحو قولهم حَذِرْتُه فأَنا حَذِرُه واستشهد سيبويه عليه بقوله حَذِرٌ أُمُوراً وردوا عليه وقالوا البيت مصنوع وقال الجرمي أَصله حَذِرْتُ منه فعدّى بإِسقاط منه قال وهذا لا يصح في فَزِعْتُه بمعنى أَغثته أَن يكون على تقدير من وقد يجوز أَن يكون فَزِعٌ معدولاً عن فازِعٍ كما كانَ حَذِرٌ معدولاً عن حاذِر فيكون مثل سَمِعٍ عدولاً عن سامِعٍ فيتعدّى بما تعدى سامع قال والصواب في هذا أَن فَزِعْتُه بمعنى أَغثته بمعنى فزعت له ثم أُسقطت اللام لأَنه يقال فَزِعْتُه وفَزِعْتُ له قال وهذا هو الصحيح المعول عليه والإِفْزاعُ الإِغاثةُ والإِفْزاعُ الإِخافةُ يقال فَزِعْتُ إِليه فأَفْزَعَنِي أَي لَجَأْتُ إِليه من الفَزَعِ فأَغاثني وكذلك التفْزِيعُ وهو من الأَضداد أَفْزَعْتُه إِذا أَغَثْتَه وأَفْزَعْتُه إِذا خَوَّفْتَه وهذه الأَلفاظ كلها صحيحة ومعانيها عن العرب محفوظة يقال أَفْزَعْتُه لَمَّا فَزِعَ أَي أَغَثْتُه لَمَّا استغاثَ وفي حديث المخزومية فَفَزِعُوا إِلى أٌُسامةَ أَي استغاثوا به قال ابن بري ويقال فَزِعْتُ الرجلَ أغَثْتُهُ أَفْزَعْتُه فيكون على هذا الفَزِعُ المُغِيثَ والمُسْتَغِيثَ وهو من الأَضداد قال الأَزهري والعرب تجعل الفَزَعَ فَرَقاً وتجعله إِغاثة للمفزوعِ المُرَوَّعِ وتجعله استِغاثة فأَما الفزَعُ بمعنى الاستغاثة ففي الحديث أَنه فَزِعَ أَهلُ المدينة ليلاً فركب النبي صلى الله عليه وسلم فرساً لأَبي طلحة عُرْياً فلما رجع قال لن تراعُوا إِني وجدته بحراً معنى قوله فَزِعَ أَهل المدينة أَي اسْتَصْرَخوا وظنوا أَن عدوّاً أَحاط بهم فلما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم لن تراعوا سكن ما بهم من الفَزَع يقال فزِعْتُ إِليه فأَفْزَعَني أَي استغثت إِليه فأَغاثني وفي صفة عليّ عليه السلام فإِذا فُزِعَ فُزِعَ إلى ضِرْسٍ حديدٍ أَي إِذا استُغِيثَ به التُجِئَ إِلى ضرس والتقدير فإِذا فُزِعَ إِليه فُزِعَ إِلى ضرس فحذف الجار واستتر الضمير وفَزِعَ الرجلُ انتصر وأَفْزَعَه هو وفي الحديث أَنه فَزِعَ من نومه مُحْمَرّاً وجهه وفي رواية أَنه نام فَفَزِعَ وهو يضحك أي هَبَّ وانتبه يقال فَزِع من نومه وأَفْزَعْتُه أَنا وكأَنه من الفَزَعِ الخوْفِ لأَنَّ الذي يُنَبَّه لا يخلو من فَزَعٍ مّا وفي الحديث أَلا أَفْزَعْتُموني أَي أَنْبَهْتُموني وفي حديث فضل عثمان قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم ما لي لم أَركَ فَزِعْتَ لأَبي بكر وعمر كما فَزِعْتَ لعثمان ؟ فقال عثمانُ رجل حَييٌّ يقال فَزِعْتُ لِمَجيءِ فلان إِذا تأَهَّبْتَ له متحوِّلاً من حال إِلى حال كما ينتقل النائم من النوم إِلى اليقظة ورواه بعضهم بالراء والغين المعجمة من الفراغ والاهتمام والأَول الأَكثر وفَزْعٌ وفَزَّاعٌ وفُزَيْعٌ أَسماءٌ وبنو فَزَعٍ حَيٌّ
فصع
فَصَعَ الرُّطَبةَ يَفْصَعُها فَصْعاً وفَصَّعَها إِذا أَخذها بإِصْبَعِه فَعَصَرَها حتى تنقشر وكذلك كلّ ما دلكته بإِصْبَعَيْكَ لِيَلِينَ فينفتح عما فيه وفي الحديث أَنه نهى عن فَصْعِ الرطبة قال أَبو عبيد فَصْعُها أَن تخرجها من قشرها لتَنْضَبِحَ عاجلاً وفَصَعْتُ الشيءَ من الشيءِ إِذا أَخرجته وخَلَعْتَه وفَصَّعَ الرجلُ يُفَصِّعُ تَفْصِيعاً بَدَتْ منه رِيحُ سَوْءٍ وفَسْوٍ والفُصْعةُ في بعض اللغات غُلُفةُ الصبي إذا اتسعت حتى تخرج حشفته قبل أَن يُخْتَنَ وغلام أَفْصَعُ أَجْلَعُ بادِي القُلْفَةِ من كَمَرته وفي حديث الزبرقان أَبْغَضُ صبياننا إِلينا الأُفَيْصِعُ الكَمَرةِ الأُفَيْطِسُ النُّخَرِة الذي كأَنه يَطَّلِعُ في جِحَرة أَي هو غائر العينين يقال فَصَعَ الغلامُ وافْتَصَعَ إِذا كَشَرَ قُلْفَتَه وفَصَعَها الصبي إِذا نحَّاها عن الحشفة وفَصَعَ العمامة عن رأْسه فَصْعاً حسَرَها أَنشد ابن الأَعرابي رأَيْتُكَ هَرَّيْتَ العِمامَةَ وبعدما أَراكَ زَماناً فاصِعاً لا تَعَصَّبُ والفَصْعان المكشوفُ الرأْس أَبداً حَرارةً والتِهاباً والفَصْعاءُ الفأْرةُ وفَصَّعتُه من كذا تَفْصِيعاً أَي أَخرجته منه فانْفَصَع وافْتَصَعْتُ حَقِّي من فلان أَي أَخذته كله بقهر فلم أَترك منه شيئاً ولا يُلْتَفَتُ إلى القاف
فضع
فَضَعَ فَضْعاً كضَفَعَ أَي جَعَسَ وأَحْدَثَ
فظع
فَظُعَ الأَمرُ بالضم يَفْظُعُ فَظاعةً بالضم فهو فَظىِيعٌ وفَظِعٌ الأَخيرة على النسب وأَفْظَعَ الأَمرُ اشتَدَّ وشَنُعَ وجاوز المِقدارَ وبَرَّحَ فهو مُفْظِعٌ وفي الحديث لا تحل المسأَلة إلاَّ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ المُفْظِعُ الشديدُ الشنِيعُ وفي الحديث لم أَرَ مَنْظَراً كاليوم أَفْظَعَ أَي لم أَر منظراً فَظِيعاً كاليوم وقيل أَراد لم أَرَ مَنْظَراً أَفظَعَ منه فحذفها وهو في كلام العرب كثير وفي حديث سهل بن حُنَيْفٍ ما وَضَعْنا سيوفنا على عواتقنا إلى أَمر يُفْظِعُنا إلاَّ أَسهلَ بنا يُفْظِعُنا أَي يُوقِعُنا في أَمر فَظِيعٍ شديد وأُفْظِعُ الرجلُ على ما لم يسمَّ فاعلُه أَي نزَل به أَمْرٌ عظيم ومنه قول لبيد وهُمُ السُّعاةُ إذا العَشِيرةُ أُفْظِعَتْ وهُمُ فَوارِسُها وهم حُكَّامُها وأَفْظَعَه الأَمرُ وفَظِعَ به فَظاعةً وفَظَعاً واسْتَفْظَعَه وأَفْظَعَه رآه فَظِيعاً وقوله أَنشده المبرد قد عِشْتُ في الناسِ أَطْواراً على خُلُقٍ شَتّىً وقاسَيْتُ فيه اللِّين والفَظَعا يكون الفَظَعُ مصدر فَظِعَ به وقد يكون مصدر فَظُعَ كَكَرُمَ كَرَماً إِلاَّ أَني لم أَسمع الفَظَعَ إلاَّ هنا قال أَبو زيد فَظِعْتُ بالأَمر أَفْظَعُ فَظاعةً إِذا هالَك وغلَبك فلم تَثِق بأَن تُطِيقَه وفي الحديث لما أُسري بي وأَصبحت بمكة فَظِعْتُ بأُمري أَي اشتدَّ عليَّ وهِبْته ومنه الحديث أُرِيتُ أَنه وُضِعَ في يَدَيَّ سِوارانِ من ذهب فَفَظِعْتُهُما هكذا روي متعدياً حملاً على المعنى لأَنه بمعنى أَكْبَرْتهما وخِفْتهما والمعروف فَظِعْتُ به أَو منه وقول أَبي وجزة تَرَى العِلافيَّ مِنْها مُوافِداً فَظِعاً إِذا احْزَأَلَّ به من ظَهْرِها فِقَرُ قال فَظِعاً أَي مَلآنَ وقد فَظِعَ فَظَعاً أَي امْتَلأَ والفَظِيعُ الماءُ العذبُ والماءُ الفَظِيعُ هو الماءُ الزُّلالُ الصَّافي وضده المُضاضُ وهو الشديد المُلُوحةِ قال الشاعر يَردْنَ بُحُوزاً ما يَمِدُّ جِمامَها أَتيُّ عُيُونٍ ماؤُهُنَّ فَظِيعُ
فعفع
الفَعْفَعةُ والفَعْفَعُ حكاية بعض الأَصوات والفَعْفَعانيُّ الجازِرُ هُذَلِيَّة قال صخر الغيّ فَنادَى أَخاه ثم قَامَ بِشَفْرةٍ إِليه فَعَالَ الفَعْفَعِيِّ المُناهِبِ يقال للجَزَّارِ فَعْفَعانيٌّ وهَبْهَبيٌّ وسَطَّارٌ والفَعْفَعُ والفَعْفَعانيُّ الحُلْو الكلامِ الرطْبُ اللسان وفَعْفَعَ الرَّاعي بالغنم زجَرَها فقال لها فَعْ فَعْ وقيل الفَعْفَعةُ زجر المعز خاصَّة ورجل فَعْفاعٌ يفعل ذلك وراعٍ فَعفَاعٌ كقولك جَرجَرَ البعيرُ فهو جَرْجارٌ وثَرْثَرَ الرجلُ فهو ثَرْثَارٌ وفَعْفَعِيٌّ أَيضاً إِذا كان خفيفاً في ذلك ورجل فَعْفَعٌ وفَعْفاعٌ إِذا كان خفيفاً وأَنشد بيت صخر الغي فَعالَ الفَعْفَعِيُّ المُناهِبِ والفَعْفَعُ والفَعْفَعِيُّ السريع ووقع في فَعْفَعةٍ أَي اختلاطٍ ورجل فَعْفاعٌ وعْواعٌ لَعْلاعٌ رَعْراعٌ أَي جبان
فقع
الفَقْعُ والفِقْعُ بالفتح والكسر الأَبيض الرَّخْو من الكَمْأََ ة وهو أَرْدَؤُها قال الراعي بِلادٌ يَبُزُّ الفَقْعُ فيها قِناعَه كما ابْيَضَّ شَيْخٌ من رِفاعةَ أَجْلَحُ وجمع الفَقْعِ بالفتحِ فِقَعةٌ مثل جَبْءٍ وجِبَأَةٍ وجمع الفِقْعِ بالكسر فِقَعَةٌ أَيضاً مثل قِرْدٍ وقِرَدةٍ وفي حديث عاتكة قالت لابن جُرْموزٍ يا ابن فَقْعِ القَرْدَدِ قال ابن الأَثير الفَقْعُ ضرْب من أَردَإِ الكَمْأَةِ والقَرْدَدُ أَرض مرتفعة إلى جنب وَهْدةٍ وقال أَبو حنيفة الفَقْعُ يَطْلُعُ من الأَرض فيظهر أَبيض وهو رديء والجيِّد ما حُفِرَ عنه واستخرج والجمع أَفْقُعٌ وفُقُوعٌ وفِقَعةٌ قال ومِنْ جَنى الأَرضِ ما تأْتي الرِّعاءُ به مِنَ ابنِ أَوْبَرَ والمُغْرُود والفِقَعهْ ويُشَبَّه به الرجل الذليل فيقال هو فَقْعُ قَرْقَرٍ ويقال أَيضاً أَذَلُّ من فَقْعٍ بِقَرقَرٍ لأَنَّ الدَّواب تَنْجُلُه بأَرجلها قال النابغة يهجو النعمان بن المنذر حَدِّثوني بَني الشَّقِيقةِ ما يَمْ نَعُ فَقْعاً بِقَرْقَرٍ أَن يَزُولا الليث الفقْع كَمْءٌ يخرج من أَصل الإِجْردِّ وهو نَبْتٌ قال وهو من أَرادإِ الكَمْأَةِ وأَسْرَعِها فَساداً والفِقِّيعُ( * قوله « والفقيع » هو كسكيت كما في القاموس وقال شارحه نقله الصاغاني عن الجاحظ وهو غلط من الصاغاني في الضبط والصواب فيع الفقيع كأمير ) جنس من الحَمام أَبيض على التشبيه بهذا الجنس من الكمأَة واحدته فِقِّيعةٌ والفَقَعُ شِدَّةُ البياض وأَبيضُ فُقاعِيٌّ خالص منه والفاقِعُ الخالِصُ الصفرةِ الناصِعُها وقد فَقَعَ يَفْقَعُ ويَفْقُعُ فُقُوعاً إذا خَلَصَت صفرته وفي التنزيل صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها وأَصْفَرُ فاقِعٌ وفُقاعِيٌّ شديد الصُّفرة عن اللحياني وأَحمرُ فاقِعٌ وفُقاعيٌّ يخلِط حُمْرَتَه بياض وقيل هو الخالص الحُمُرة ويقال للرجل الأَحمر فُقاعِيّ وهو الشديد الحمرة في حُمرته شَرَقٌ من إغْرابٍ وأَنشد فُقاعِيّ يَكادُ دَمُ الوَجْنَتَيْن يُبادِرُ من وجْهِه الجِلدَهْ قال الأَزهريّ وجعله الجاحظ فَقِيعاً وهو في نوادر أَبي زيد فُسِّرَ مِثلَ ذلك فَقاعٌ وقيل الفاقِعُ الخالصُ الصّافي من الأَلْوانِ أَيَّ لَوْنٍ كان عن اللحياني ويقال أَصْفَرُ فاقِعٌ وأَبيضُ ناصِعٌ وأَحمر ناصِعٌ أَيضاً وأَحمر قانئٌ قال لبيد في الأَصفر الفاقع سُدُمٌ قَدِيمٌ عَهْدُه بأَنِيسِه مِنْ بَيْنِ أَصفَرَ فاقِعٍ ودِفانِ
( * قوله « سدم قديم » كذا بالأصل والذي في الصحاح في غير موضع سدماً قليلاً )
وقال بُرْجُ بن مُسْهِرٍ الطائي في الأَحمر الفاقع تَراها في الإِناءِ لَها حُمَيَّا كُمَيْتٌ مِثْلَ ما فَقِعَ الأَدِيم والفَقْعُ الضُّراطُ وقد فَقَّعَ به وهو يُفَقِّعُ بِمِفْقَعٍ إِذا كان شديد الضُّراطِ وفقع الحمارُ إِذا ضَرطَ وإِنه لَفَقَّاعٌ أَي ضَرَّاطٌ والتفْقِيعُ التشَدُّقُ يقال قد فَقَّعَ إِذا تَشدَّقَ وجاء بكلام لا معنى له والتفْقِيعُ صوْتُ الأَصابع إِذا ضرَب بعضها ببعض أَو فَرْقَعَها وفي حديث ابن عباس أَنه نَهى عن التفْقِيعِ في الصلاة يقال فَقَّعَ أَصابِعَه تَفْقِيعاً إِذا غَمَزَ مفاصِلَها فأَنْقَضَتْ وهي الفَرْقَعةُ أَيضاً والتفْقِيعُ أَيضاً أَن تأْخذ ورَقةً من الورد فتديرها ثم تغمزها بإِصبعك فتصوت إِذا انشقت وتَفْقِيعُ الوَردةِ أَن تُضْرَبَ بالكف فَتُفَقِّعَ وتَسْمَعَ لها صوتاً والفَقاقِيعُ هَناتٌ كأَمثالِ القَوارِيرِ الصغار مستديرة تَتَفَقَّعُ على الماء والشرابِ عند المَزْجِ بالماء واحدتها فُقَّاعةٌ قال عدي بن زيد يصف فَقاقِيعَ الخمر إِذا مُزِجَتْ وطَفا فَوْقَها فَقاقِيعُ كاليا قُوتِ حُمْرٌ يُثِيرُها التصْفِيقُ وفي حديث أُم سلمة وإِنْ تَفاقَعَتْ عيناكَ أَي رَمِصَتا وقيل ابيضَّتا وقيل انشقَّتا والفُقَّاعُ شَراب يتخذ من الشعير سمي به لما يعلوه من الزَّبَدِ والفَقَّاعُ الخبيثُ والفاقِعُ الغلامُ الذي قد تحَرَّكَ وقد تَفَقَّعَ قال جرير بَني مالِكٍ إِنَّ الفَرَزْدَقَ لَمْ يَزَلْ يَجُرُّ المَخازِي مِنْ لَدُنْ أَنْ تَفَقَّعا والإِفْقاعُ سوءُ الحالِ وأَفْقَعَ افْتَقَرَ وفَقِيرٌ مُفْقِعٌ مُدْقِعٌ فقير مجهود وهو أَسْوأُ ما يكون من الحال وأَصابته فاقِعةٌ أَي داهِيةٌ وفَواقِعُ الدهر بَوائِقُه وفي حديث شريح وعليهم خِفافٌ لها فُقْعٌ أَي خَراطِيمُ وهو خفٌّ مُفَقَّعٌ أَي مُخَرْطَمٌ
فكع
الفَكْعُ كالعَفْكِ سواءٌ وسنذكره في مكانه
فلع
فَلَعَ الشيءَ شَقَّه وفَلَعَ رأْسَه بالسيف والحجر يَفْلَعُه فَلْعاً فانْفَلَعَ وتَفَلَّع شَقَّه وشَدَخَه وقيل كلّ ما تشقق فقد انْفَلَعَ وتَفَلَّعَ وفَلَّعْتُه تَفْلىعاً قال طفيل الغنوي نَشُقُّ العِهادَ الحُوَّ لَمْ تُرْعَ قَبْلَنا كما شُقَّ بالمُوسى السَّنامُ المُفَلَّعُ والفِلْعةُ القِطْعةُ من السّنامِ وجمعها فِلَعٌ وفَلَعَ السَّنامَ بالسِّكِّينِ إِذا شقَّه وتَفَلَّعَتِ البِطِّيخةُ إِذا انشقت وتَفَلَّعَ العَقِبُ إِذا انشقَّ وهي الفُلوعُ الواحد فَلْعٌ وفِلْعٌ قال شمر يقال فَلَخْتُه وقَفَخْتُه وسَلَعْتُه وفَلَعْتُه كل ذلك إِذا أَوضَحْته وسيفٌ فَلُوعٌ ومِفْلَعٌ قاطِعٌ والفِلْعةُ القِطْعةُ وفي السَّبِّ والفُحْشِ يقال للأَمة إِذا سُبَّتْ قَبَّحَ اللهُ فِلْعَتَها قال الأزهري يعنون مَشَقَّ جهازِها أَو ما تَشَقَّقَ من عَقِبها ويقال رماه الله بفالِعةٍ أَي بداهِية وجمعها الفَوالِعُ وقال كراع الفَلَعةُ الفَرْجُ وقبح الله فَلَعَتها كأَنه اسم ذلك المكان منها
فلدع
الفَلَنْدَعُ المُلْتَوِي الرِّجْلِ حكاه ابن جني
فنع
الفَنَعُ طِيبُ الرائحةِ والفَنَعُ نَفْحةُ المِسْكِ ومِسْكٌ ذو فَنَعٍ ذَكِيُّ الرائحة قال سويد بن أَبي كاهل وفُرُوع سابِغ أَطرافُها عَلَّلَتْها رِيحُ مِسْكٍ ذِي فَنَعْ والفَنَعُ نَشْرُ الثناءِ الحسَن والفَنَع زيادةُ المالِ وكَثْرَتُه ومالٌ ذو فَنَع وذو فَنَاءٍ على البدل أَي كثير والفَنَعُ أَعْرَفُ وأَكثر في كلامهم وفي حديث معاوية أَنه قال لابن أَبي مِحْجَنٍ الثَّقَفِيِّ أبوك الذي يقول إِذا مُتُّ فادْفِنِّي إِلى جَنْبِ كَرْمةٍ تُرَوِّي عِظامي في التُّرابِ عُرُوقُها ولا تَدْفِنَنِّي في الفَلاةِ فإِنَّني أَخافُ إِذا ما متُّ أَن لا أَذوقها فقال أَبي الذي يقول وقد أَجُودُ وما مالي بِِي فَنَعٍ وأَكْتُمُ السِّرَّ فيه ضَرْبةُ العُنُقِ الفنَعُ المالُ الكثير وروى ابن برّي عجز هذا البيت وقد أَكُرُّ وراءَ المُجْحِرِ الفَرِقِ وقال وقد روي عجزه على ما قدَّمناه والفَنَعُ الكَرَمُ والعَطاء والجُود الواسع والفضل الكثير قال الأَعشى وجَرَّبُوه فما زادَتْ تَجارِبُهُمْ أَبا قُدامَة إِلاَّ الحَزْمَ والفَنَعا وسَنِيعٌ فَنِيعٌ أَي كثير عن ابن الأَعرابي والفَنَعُ الكثير من كل شيء عنه أَيضاً وكذلك الفَنِيعُ والفَنِعُ ويقال له فَنَعٌ في الجود فأَما الاستشهاد على ذلك بقول الزبرقان البَهْدَليّ أَظِلَّ بَيْتِيَ أَمْ حَسْناءَ ناعمةً عَيَّرْتنِي أَمْ عَطاءَ اللهِ ذا الفَنَعِف فإِنه لم يضع الشاهد موضعه لأَن هذا الذي أَنشده لا يدل على الكثير إِنما يدل على الكثرة وهو إِنما استشهد به على الكثير ويقال من ذلك فَنِعَ بالكسر يَفْنَعُ وفرس ذو فَنَعٍ في سيره أَي زيادةٍ
فنقع
الأَزهري من أَسماء الفأْر الفُنْقُعُ الفاء قبل القاف قال والفِرْنِبُ مثله والفُنْقُعةُ والقُنْفُعةُ جمعياً الاسْتُ كلتاهما عن كراع
فوع
فَوْعةُ النهارِ وغيره أَوّلُه ويقال ارتفاعه ويقال أَتانا فلان عند فَوْعةِ العشاء يعني أَوّل الظلمة وفي الحديث احْبِسُوا صِبيانكم حتى تَذْهَب فوْعةُ العشاء أَي أَوّلُه كَفَوْرَتِه وفَوْعةُ الطيب ما مَلأَ أَنفك منه وقيل هو أَوّلُ ما يفوح منه ويقال وجدْتُ فَوْعةَ الطيب وفَوْغَتَه بالعين والغين وهو طيبٌ رائحتُه تطير إِلى خياشيمك وفَوْعةُ السمّ حِدَّته وحَرارته قال ابن سيده وقد قيل الأُفْعُوانُ منه فوزنه على هذا أُفْلُعانُ
قبع
قَبَعَ يَقْبَعُ قَبْعاً وقُبُوعاً نَخَرَ وقَبَعَ الخِنزيرُ يَقْبَعُ قَبْعاً وقِباعاً كذلك وقِبِّيعةُ الخنزير مكسورة الأَوّل مشدّدة الثاني قِنْطِيسَتُه وفي الصحاح قِبِّيعةُ الخنزير وقِنْبِيعَتُه نُخْرةُ أَنفه والقَبْعُ صوت يَرُدُّه الفرَسُ من مَنْخَرَيْه إِلى حَلْقِه ولا يكاد يكون إِلا من نفار أَو شيء يتقيه ويكرهه فال عنترة العبسي إِذا وقَعَ الرِّماحُ بِمَنْكِبَيْه تَوَلَّى قابِعاً فيه صُدُودُ ويقال لصوت الفيل القَبْعُ والنَّخْفةُ والقَبْعُ الصِّياحُ والقُبوعُ أَن يُدْخِلَ الإِنسانُ رأْسه في قميصه أَو ثوبه يقال قَبَعَ يَقْبَعُ قُبوعاً وانْقَبَعَ أَدخل رأْسه في ثوبه وقَبَعَ رأْسَه يَقْبَعُه أَدخله هناك وجاريةٌ قُبَعةٌ طُلَعةٌ تَطَلَّعُ ثم تَقْبَعُ رأْسها أَي تدخله وقيل تَطْلُعُ مرة وتَقْبَعُ أُخرى وروي عن الزبرقان بن بدر السعْدِيّ أَنه قال أَبْغَضُ كَنائِنِي إِليّ الطُّلَعةُ القُبَعةُ وهي التي تُطْلِعُ رأْسها ثم تَخْبَؤُه كأَنها قُنْفُذةٌ تقبع رأْسها والقُبَعُ القُنْفُذُ لأَنه يَخْنِسُ رأْسه وقيل لأَنه يَقْبَعُ رأْسَه بين شَوْكِه أَي يخبؤه وقيل لأَنه يقبع رأْسه أَي يردّه إِلى داخل وقول ابن مقبل ولا أَطْرُقُ الجارات بالليلِ قابِعاً قُبُوعَ القَرَنْبَى أَخْطَأَتْه مَحاجِرُه هو من ذلك أَي يدخل رأْسه في ثوبه كما يدخل القرنبى رأْسه في جسمه ويقال للقنفذ أَيضاً قُباعٌ وفي حديث ابن الزبير قاتَل الله فلاناً ضَبَحَ ضَبْحةَ الثعلب وقَبَعَ قَبْعةَ القنفذِ قَبَعَ أَي أَدخَل رأْسه واستخفى كما يفعل القنفذ والقَبْعُ أَن يُطَأْطِئَ الرجلُ رأْسه في الركوع شديداً والقَبْعُ تغطيةُ الرأْس بالليل لِرِيبة وقَنْبَعَتِ الشجرةُ إِذا صارت زهرتها في قُنْبُعةٍ أَي غِطاءٍ وقَبَعَ النجمُ ظهر ثم خفي وامرأَة قَبْعاءُ تَنْقَبِعُ إِسْكَتاها في فرجها إِذا نُكِحَتْ وهو عيب ويقال للمرأَة الواسعة الجَهازِ إِنَّها لقُباعٌ والقُبَعةُ طُوَيْئِرٌ صغير أَبْقَعُ مثل العُصفورِ يكون عند حِجَرةِ الجِرْذان فإِذا فَزِعَ أَو رُمِيَ بحجر قَبَعَ فيها أَي دخَلَها وقَبَعَ فلان رأْس القِرْبةِ والمَزادة وذلك إِذا أَراد أَن يَسْقِيَ فيها فيدخل رأْسها في جوفها ليكون أَمكن للسقي فيها فإِذا قَلَبَ رأْسها على ظاهرها قيل قمعه بالميم قال الأَزهري هكذا حفظت الحرفين عن العرب وقَبَعَ السِّقاءَ يَقْبَعُه قَبْعاً ثَنَى فمه فجعل بشرته هي الداخلة ثم صَبّ فيه لبناً أَو غيره وخَنَثَ سِقاءَه ثَنَى فمه فأَخرج أَدَمَته وهي الداخلة واقْتَبَعْتُ السِّقاءَ إِذا أَدخلت خُرْبَتَه في فمك فشربت منه قال ابن الأَثير( * قوله « قال ابن الاثير قبعت الجوالق إلى قوله وقبع في الارض » اورده ابن الاثير عقب قوله الآتي فلقب به واشتهر فقوله يريد أي الحرث بن عبد الله والي البصرة الآتي ذكره ) قَبَعْتُ الجُوالِق إِذا ثَنَيْتَ أَطرافَه إِلى داخل أَو خارج يريد أَنه لَذُو قَعْرٍ وقَبَعَ في الأَرض يَقْبَعُ قُبُوعاً ذهب فيها وقَبَعَ أَعْيا وانْبَهَرَ والقابِعُ المُنْبَهِرُ يقال عدا حتى قَبَعَ وقَبَعَ عن أَصحابه يَقْبَعُ قَبْعاً وقُبوعاً تخلَّف وخَيْلٌ قَوابِعُ مَسْبوقة قال يُثابِرُ حتى يَتْرُكَ الخَيْلَ خَلْفَه قَوابِعَ في غَمَّي عَجاجٍ وعِثْيَرِ والقُباعُ الأَحْمَقُ وقُباعُ بن ضَبّة رجل كان في الجاهلية أَحْمَقَ أَهلِ زمانه يضرب به المثل لكل أَحمق وفي حديث قتيبة لما وَليَ خُراسانَ قال لهم إِنْ ولِيَكُم والٍ رَؤوفٌ بكم قلتم قُباعُ بن ضَبَّةَ من ذلك ويقال للرجل يا ابن قابعاءَ ويا ابنَ قُبعةَ إِذا وُصِفَ بالحُمْقِ والقُباعُ بالضم مكيال ضخم والقُباعيُّ من الرجال العظيمُ الرأْسِ مأْخوذ من القُباع وهو المِكيالُ الكبير ومِكيالٌ قُباعٌ واسع والقُباع والٍ أَحدَثَ ذلك المِكيالَ فسمي به والقُباعُ لقب الحرث بن عبد الله والي البصرة قال الشاعر أَميرَ المُؤْمِنينَ جُزِيتَ خَيْراً أَرِحْنا من قُباعِ بَني المُغِيرِ قال ابن الأَثير قيل له ذلك لأَنه ولي البصرة فَعَيَّرَ مَكايِيلَهُم فنظر إِلى مكيال صغير في مَرآةِ العين أَحاط بدقيق كثير فقال إِنّ مِكْيالَكُم هذا لقُباعٌ فَلُقِّبَ به واشتهر قال الأَزهري وكان بالبصرة مِكيالٌ واسع لأَهلها فمرّ واليها به فرآه واسعاً فقال إِنه لَقُباعٌ فَلُقِّبَ ذلك الوالي قُباعاً والقُبَعةُ خِرقةٌ تخاط كالبُرْنُسِ يلبسها الصبيان والقابُوعةُ المِحْرَضةُ والقَبِيعةُ التي على رأْس قائم السيف وهي التي يُدْخَلُ القائم فيها وربما اتخذت من فضة على رأْس السكين وفي الحديث كانت قَبِيعةُ سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضّةٍ هي التي تكون على رأْس قَائمِ السيفِ وقيل هي ما تحت شاربي السيفِ مما يكون فوق الغِمْدِ فيجيء مع قائم السيف والشارِبانِ أَنْفانِ طويلان أَسفل القائم أَحدهما من هذا الجانب والآخر من هذا الجانب وقيل قبيعة السيف رأْسه الذي فيه منتهى اليد إِليه وقيل قبيعته ما كان على طَرَف مَقْبِضِه من فضة أَو حديد الأَصمعي القَوْبَعُ قَبِيعة السيف وأَنشد لمُزاحِمٍ العُقَيْلي فصاحُوا صِياحَ الطَّيْرِ مِن مُحْزَئلَّةٍ عَبُورٍ لهادِيها سِنانٌ وقَوْبَعُ والقَوْبَعة دُويْبّةٌ صغيرة وقُبَعٌ دويبة من دوابّ البحر وقوله أَنشده ثعلب يَقُودُ بها دَلِيلُ القَوْمِ نَجْمٌ كَعَينِ الكلْبِ في هُبًّى قِباعِ لم يفسره الرواية قِباعٌ جمع قابِعٍ يصف نجوماً قد قَبَعَتْ في الهَبْوة وهُبًّى جمع هابٍ أَي الداخل في الهَبْوةِ وفي حديث الأَذان أَنه اهْتَمَّ للصلاة كيفْ يَجْمَعُ لها الناسَ فَذُكِرَ له القُبْعُ فلم يعجبه ذلك يعني البُوقَ رويت هذه اللفظة بالباء والتاء والثاء والنون وأَشهرها وأَكثرها النون قال الخطابي أَما القُبَعُ بالباء المفتوحة فلا أَحسبه سمي به إِلاّ لأَنه يَقْبَعُ فم صاحبه أَي يستره أَو من قَبَعْتُ الجُوالِقُ والجِرابَ إِذا ثنيت أَطرافه إِلى داخل قال الهروي حكاه بعض أَهل العلم عن أَبي عمر الزاهد القبع بالباءِ الموحدة قال وهو البُوقُ فَعَرَضْتُه على الأَزهري فقال هذا باطل
قتع
قَتَعَ يَقْتَعُ قُتُوعاً انْقَمَعَ وذَلَّ والقَتَعُ دُودٌ حُمْرٌ تأْكل الخشب قال غَداةَ غادَرْتهُمْ قَتْلى كأَنَّهُمُ خُشْبٌ تَقَصَّفَ في أَجْوافِها القَتَعُ الواحدة قَتَعةٌ وقيل القَتَعُ الأَرَضةُ وقيل الدُّودُ مطلقاً ابن الأَعرابي هي السُّرْفةُ والقَتَعَةُ والهِرْنِصانةُ والحُطَيِّطةُ والبُطَيِّطةُ واليَسْرُوعُ والعَوانةُ والطُّحْنةُ وقاتَعه اللهُ قاتَله وقبل هو على البدل وليس بشيء ويقال قتَعه اللهُ وكاتَعهُ إِذا قاتله وهي المُقاتَعةُ وفي حديث الأَذان أَنه اهْتَمَّ للصلاة كيف يَجْمَعُ لها الناس فذكِر له القُتْعُ فلم يعجبه ذلك فسر في الحديث أَنه الشَّبُّورُ وهو البُوقُ رويت هذه اللفظة بالباء والتاء والنون وأَشهرها وأَكثرها النون قال ابن الأَثير قال الخطابي القَتَع بتاء بنقطتين من فوق هو دود يكون في الخشب الواحدة قَتَعةٌ قال ومدار هذا الحرف على هُشَيْمٍ وكان كثيرَ اللحن والتحريف على جَلالةِ محله في الحديث
قثع
لم يترجم عليها أَحد في الأُصول الخمسة غير أَنّا ذكرناها لما ورد في حديث الأَذان أَنه اهتمّ للصلاةِ كيف يجمع لها الناس فذكر له القُثْعُ فلم يعجبه فسر في الحديث أَنه الشَّبُّور وهو البوق وهذه اللفظة رويت بالباء والتاء والثاء والنون وأَشهرها وأَكثرها النون قال الخطابي سمعت أَبا عمر الزاهد يقول بالثاء المثلثة ولم أَسمعه من غيره ويجوز أَن يكون من قَثَعَ في الأَرض قُثُوعاً إِذا ذهب فسمي به لذهاب الصوت منه وقد ذكر كل لفظة من هذه الأَلفاظ المختلف فيها في بابه
قدع
القَدْعُ الكَفُّ والمَنْعُ قَدَعَه يَقْدَعُه قَدْعاً وأَقْدَعَه فانْقَدَعَ وقَدِعَ إِذا كَفَّه عنه ومنه حديث الحسن اقْدَعُوا هذه النُّفُوسَ فإِنها طُلَعةٌ وفي حديث الحَجَّاج اقْدَعُوا هذه الأَنْفُسَ فإنها أَسْأَلُ شيءٍ إِذا أُعْطِيَتْ وأَمْنَعُ شيءٍ إِذا سُئِلَتْ أَي كُفُّوها عما تَتَطَلَّعُ إِليه من الشهوات وقَدَعْتُ فَرَسي أَقْدَعُه قَدْعاً كَبَحْتُه وكَفَفْتُه وهو فرس قَدُوعٌ يحتاج إِلى القَدْع ليَكُفَّ بعض جريه وفي حديث أَبي ذر فذهبت أُقبل بين عينيه فَقَدَعَني بعض أَصحابه أَي كفني قال ابن الأَثير يقال قَدَعْتُه وأَقْدَعْتُه قَدْعاً وإِقْداعاً ومنه حديث ابن عباس فجعلت أَجِدُ بي قَدَعاً( * قوله « أجد بي قدعاً » القدع محركة الجبن والانكسار ) من مَسْأَلَتِه أَي جُبْناً وانكِساراً وفي رواية أَجِدُني قَدِعْتُ عن مسأَلته والقَدُوعُ القادِعُ والمَقْدُوعُ جميعاً ضد فَعُولٌ بمعنى مفعول والقَدُوعُ الفَحْل الذي إِذا قرب من الناقةِ ليَقْعُوَ عليها قُدِعَ وضُرِبَ أَنفه بالرمح أَو غيره وحُمِلَ عليها غيره قال الشماخ إِذا ما اسْتافَهُنَّ ضَرَبْنَ منه مكانَ الرُّمْحِ من أَنْفِ القَدُوعِ وفلان لا يَقْدَعُ أَي لا يَرْتَدِعُ وهذا فَحْلٌ لا يُقْدَعُ أَي لا يُضْرَبُ أَنفه وذلك إِذا كان كريماً وفي حديث زواجِه خديجةَ قال ورَقةُ بن نَوْفَلٍ محمد يخطب خديجة هو الفَحْلُ لا يُقْدَعُ أَنفُه قال ابن الأَثير يقال قَدَعْتُ الفحل وهو أَن يكون غير كريم فإِذا أَراد ركوب الناقة الكريمة ضُرِبَ أَنفه بالرمح أَو غيره حتى يرتدع ويَنْكَفَّ ويروى بالراء ومنه الحديث أَيضاً فإِن شاء الله أَن يَقْدَعَه بها قَدَعَه وفرس قَدُوعٌ يَكُفُّ بعض جريه أَبو مالك يقال مَرَّ به فَرَسُه يَقْدَعُ أَي يَعْدُو وفرسٌ قَدِعٌ أَي هَيُوبٌ ويقال اقْدَعْ من هذا الشراب أَي اقْطَع منه أَي اشْرَبْه قِطَعاً قِطَعاً والمِقْدَعةُ عَصاً يَقْدعُ بها ويَدْفَعُ بها الإِنسانُ عن نفسه ورجل قَدِعٌ على النسب يَنْقَدِعُ لكل شيء قال عامر بن الطفيل وإِنِّي سَوْفَ أَحْكُم غيرَ عادٍ ولا قَدِعٍ إِذا التُمِسَ الجَوابُ والقِدْعةُ من الثياب دُرَّاعةٌ قصيرة قال مُلَيْحٌ الهُذَليُّ بِتِلْكَ عَلِقْت الشوْقَ أَيامَ بِكْرُها قَصِيرُ الخُطى في قِدْعةٍ يَتَعَطَّفُ وامرأَة قَدِعةٌ وقَدُوعٌ كثيرةُ الحَياءِ قليلةُ الكلامِ وامرأَة قَدُوعٌ تأْنَفُ كل شيء قال الطرماح وإِلاَّ فَمَدْخُولُ الفِناءِ قَدُوعُ قَدُوعٌ معنى المَقْدُوعِ ههنا وانْقَدَع فلان عن الشيء إِذا استَحْيا منه وتَقَادَعَ الذُّبابُ في المَرَقِ إِذا تَهافَتَ والتَّقادُعُ التَّتابُع والتهافت في الشر وفي الصحاح في الشيء وتَقادَعَ الفَراشُ في النار تَساقَط كأَنّ كل واحد يَدْفَعُ صاحبَه أَن يَسْبِقَه وأقْدَعَ الرجلَ شَتَمه والمَقادِعُ عِوارُ الكلامِ وتَقَادَعَ القومُ بالرّماحِ تَطاعَنُوا وفي الحديث يُحْمَلُ الناسُ على الصراط يوم القيامة فَتَتقادَعُ بهم جَنَبَتا الصراط تَقادُعَ الفَراشِ في النار أَي تُسقِطُهم فيها بعضهم فوق بعض وتَقادَعَ القومُ هلك بعضُهم في إِثْرِ بعض في شهر واحد أَو عام واحد وقيل تَقادَعَ القومُ تَقادُعاً وتَعادَوْا تَعادِياً مات بعضهم في إِثر بعض فلم يُخَصَّ يومٌ ولا شهر والتَّقادُعُ التراجع عن ثعلب ابن الأَعرابي القَدَعُ انْسِلاقُ العين من كثرة البكاء وفي الحديث كان عبد الله بن عمر قَدِعاً وقد قَدِعَ فهو قَدِعٌ وقَدِعَتْ عينُه تَقْدَعُ قَدَعاً ضَعُفَتْ من طول النظر إِلى الشيء قال الشاعر كَمْ فيهمُ مِن هَجِينٍ أُمُّه أَمَةٌ في عَيْنِها قَدَعٌ في رِجْلِها فَدَع وقَدَعَ الخمسين جاوَزها بفتح الدال عن ابن الأَعرابي الأَزهري قَدَعَ الستين جازَها قال فاحتمَلَ أَن تُقْدَعَ فَتَقْدَعَ كما تقول قَدَعْتُ الرجل عن الأَمر فَقَدِعَ أَي كَفَفْتُه فكَفَّ وارْتَدَعَ وقَدِعَتْ له الخمسون دنت قال المَرّارُ الفَقْعَسِيّ ما يسْأَلُ الناسُ عن سِنِّي وقد قَدِعَتْ لي الأَرْبَعُونَ وطالَ الوِرْدُ والصَّدَرُ قل ابن بري قال الجرمي رواه ثعلب قُدِعَتْ عن ابن الأَعرابي بضم القاف وقال أَبو الطيب الأَكثر في الرواية قَدِعَتْ قال ابن الأَعرابي قُدِعَتْ لي أَربعون أَي أُمْضِيَتْ يقال قَدَعَها أَي أَمضاها كما يَقْدَعُ الرجلُ الشيء قال ابن الأَعرابي وقِدْعةُ اسم عَنْزٍ وأَنشد فَتَنازَعا شَطْراً لِقِدْعةَ واحِداً فَتَدارآ فيه فكانَ لِطامُ قال أَبو العباس المِجْوَلُ الصُّدْرةُ وهي الصِّدارُ والقِدْعةُ والعِدْقةُ
قذع
القَذَعُ الخَنى والفُحْشُ قَذَعَه يَقْذَعُه قَذْعاً وأَقْذَعَه وأَقْذَعَ له إِقْذاعاً رماه بالفُحْشِ وأَساء القولَ فيه قال الأَزهري لم أَسمع قَذَعْتُ بغير أَلف لغير الليث وأَقْذَعَ القولَ أَساءه وفي الحديث من قال في الإِسلام شعراً مُقْذِعاً فلسانه هَدَرٌ والقَذَعُ الفُحْشُ من الكلام الذي يَقْبُحُ ذِكْرُه وفي الحديث من روى هِجاءً مُقْذِعاً فهو أَحد الشاتِمَيْنِ الهِجاءُ المُقْذِعُ الذي فيه فُحْش وقَذْفٌ وسَبّ يَقْبُحُ نَشْرُه أَي أَنَّ إِثمه كإِثم قائله الأَول وأَقْذَعَ له أَفْحَشَ في شَتْمِه والقَناذِعُ الكلام القبيح قال أَدهم بن أَبي الزعراء بَني خَيْبَرِيٍّ نهْنِهُوا مِنْ قَناذِعٍ أَتَتْ مِنْ لَدَيْكُمْ وانْظُرُوا ما شُؤُونُها ومَنْطِقٌ قَذَعٌ وقَذِيعٌ وقَذِعٌ وأَقْذَعُ فاحِشٌ قال زهير لَيَأْتِيَنَّكَ مِنِّي مَنْطِقٌ قَذَعٌ باقٍ كما دَنَّسَ القُبْطِيَّةَ الوَدَكُ وقال العجاج يا أَيُّها القائِلُ قَوْلاً أَقْذَعا قيل أَقْذَعَ نعت للقول كأَنه قال قولاً ذا قَذَع وقيل إِنه أَراد أَنه أَقْذَعَ في القول وأَقْذَعَه بلسانه إِقْذاعاً قهره بلسانه وقَذَعَه بالعصا يَقْذَعُه قَذْعاً ضرَبه وقيل هو بالدال غير معجمة وكذلك قال الأَزهري وقال صوابهما بالدال المهملة قال أَبو عمرو قَذَعْته عن الأَمر إِذا كففته وأَقْذَعْته إِذا شتمته قال وهذا هو الصحيح قال الأَزهري وقرأَت في نوادر الأَعراب تَقَذَّعَ له بالشرّ وتقدّع بالذال والدال وتقذَّع وتقدَّع إِذا استعدّ له بالشر وفي حديث الحسن أَنه سئل عن الرجل يعطي غيره الزكاة أَيُخْبِرُه بها ؟ فقال يريد أَن يُقْذِعَه به أَي يُسْمِعَه ما يَشُقّ عليه فسماه قَذعاً وأَجْراه مُجْرى يَشْتُمُه ويؤذيه ولذلك عدَّاه بغير لام وما عليه قِذاعٌ أَي شيء عن ابن الأَعرابي والأَعرف قِزاعٌ بالزاي
قرع
القَرَعُ قَرَعُ الرأْس وهو أَن يَصْلَعَ فلا يبقى على رأْسه شعر وقيل هو ذَهابُ الشعر من داءٍ قَرِعَ قَرَعاً وهو أَقْرَعُ وامرأَة قَرْعاءُ والقَرَعةُ موضع القَرَعِ من الرأْسِ والقوم قُرْعٌ وقُرْعانٌ وقَرِعَتِ النَّعامةُ قَرَعاً سقَط ريشُ رأْسها من الكِبَرِ والصِّفةُ كالصِّفةِ والحَيّةُ الأَقرع إِنما يَتَمَعَّطُ شعر رأْسه زعموا لجمعه السمّ فيه يقال شُجاعٌ أَقْرَعُ وفي الحديث يَجِيءُ كَنْزُ أَحدِكم يومَ القيامةِ شُجاعاً أَقْرَعَ له زَبِيبَتانِ الأَقْرَعُ الذي لا شعر له على رأْسه يريد حية قد تمعَّط جلد رأْسه لكثرة سمه وطُولِ عُمُره وقيل سمي أَقرع لأَنه يَقْرِي السم ويجمعه في رأْسه حتى تتمعط منه فَرْوةُ رأْسه قال ذو الرمة يصف حية قَرَى السَّمَّ حتى انْمازَ فَرْوةُ رأْسِه عن العَظْمِ صِلٌّ فاتِكُ اللَّسْعِ مارِدُهْ والتَّقْرِيعُ قَصُّ الشعَر عن كراع والقَرَعُ بَثْرٌ أَبيض يخرج بالفُصْلانِ وحَشْوِ الإِبل يُسْقِطُ وَبَرها وفي التهذيب يخرج في أَعْناق الفُصْلان وقوائمها وفي المثلِ أَحَرُّ من القَرَعِ وقد قَرِع الفَصِيلُ فهو قَرِعٌ والجمع قَرْعى وفي المثل اسْتَنَّتِ الفِصالُ حتى القَرْعَى أَي سَمِنَتْ يضرب مثلاً لمن تعدّى طَوْرَه وادّعى ما ليس له ودواءُ القَرَع المِلْح وجُبابُ أَلبانِ الإِبل فإِذا لم يجدوا مِلْحاً نَتَفُوا أَوباره ونَضَحُوا جلده بالماء ثم جرّوه على السَّبَخةِ وتَقَرَّعَ جلده تَقَوَّبَ عن القَرَعِ وقُرِّعَ الفَصِيلُ تقريعاً فُعِلَ به ما يُفْعَلُ به إِذا لم يوجد الملح قال أَوس بن حجر يذكر الخيل لَدَى كلِّ أُخْدُودٍ يُغادِرْنَ دارِعاً يُجَرُّ كما جُرَّ الفَصِيلُ المُقَرَّعُ وهذا على السلب لأَنه يُنْزَعُ قَرَعُه بذلك كما يقال قَذَّيْتُ العينَ نزعت قذاها وقَرَّدْت البعير ومنه المثل هو أَحرّ من القَرَع وربما قالوا هو أَحرّ من القرْع بالتسكين يعنون به قَرْعَ المِيسَمِ وهو المِكْواةُ قال الشاعر كأَنَّ على كَبِدِي قَرْعةً حِذاراً مِنَ البَيْنِ ما تَبْرُدُ والعامة تقوله كذلك بتسكين الراء تريد به القَرْعَ الذي يؤكل وإِنما هو بتحريكها والفَصِيلُ قَرِيعٌ والجمع قَرْعى مثل مَرِيضٍ ومَرْضَى والقَرَعُ الجَرَبُ عن ابن الأَعرابي أَراه يعني جرب الإِبل وقَرَّعَتِ الحَلُوبةُ رأْسَ فَصِيلها إِذا كانت كثيرة اللبن فإِذا رَضِعَ الفصيلُ خِلْفاً قَطَرَ اللبَنُ من الخِلفِ الآخرِ على رأْسه فَقَرَعَ رأْسَه قال لبيد لها حَجَلٌ قد قَرَّعَتْ مِنْ رُؤُوسِه لها فَوْقَه مِمَّا تَحَلَّبَ واشِلُ سَمَّى الإِفالَ حَجلاً تشبيهاً بها لصغرها وقال الجعدي لها حَجَلٌ قُرْعُ الرُؤُوسِ تَحَلَّبَتْ على هامِها بالصَّيْفِ حتى تَمَوَّرا وقَرِعَتْ كُرُوشُ الإِبل إِذا انْجَرَدَتْ في الحرّ حتى لا تَسْقِ( * قوله « لا تسق » كذا بالأصل على هذه الصورة ولعله لا تستبقي الماء أو ما في معناه ) الماءَ فيكثر عَرَقُها وتَضْعُفَ بذلك والقَرَعُ قَرَعُ الكَرِش وهو أَن يذهب زئبره ويَرِِقَّ من شدَّة الحر واسْتَقْرَعَ الكَرِش إِذا استَوْكَعَ والأَكْراشُ يقال لها القُرْعُ إِذا ذهب خَمَلُها وفي الحديث أَنه لما أَتى على محسِّرٍ قَرَعَ راحلته أَي ضرَبها بِسوْطِه وقَرَعَ الشيءَ يَقْرَعُهُ قَرْعاً ضربه الأَصمعي يقال العَصا قُرِعَتْ لِذِي الحِلْمِ أَي إِذا نُبِّه انْتَبَه ومعنى قول الحرث بن وعْلةَ الذُّهْليّ وزَعَمْتُمُ أَنْ لاحُلُومَ لنا إِنَّ العَصا قُرِعَتْ لِذِي الحِلْمِ قال ثعلب المعنى أَنكم زعمتم أَنَّا قد أَخطأْنا فقد أَخطأَ العلماءُ قبلنا وقيل معنى ذلك أَي أَنَّ الحليم إِذا نبه انتبه وأَصله أَنَّ حَكَماً من حُكَّام العرب عاش حتى أُهْتِرَ فقال لابنته إِذا أَنكَرْتِ من فَهْمِي شيئاً عند الحُكْمِ فاقْرَعِي لي المِجَنَّ بالعصا لأَرتدع وهذا الحكم هو عَمْرو بن حُمَمةَ الدَّوْسِيّ قضَى بين العرب ثلثمائة سنة فلما كَبِرَ أَلزموه السابع من ولده يقرع العصا إِذا غَلِطَ في حكومته قال المتلمس لِذِي الحِلْمِ قَبْلَ اليَوْمِ ما تُقْرَعُ العَصا وما عُلِّمَ الإِنسانُ إِلاَّ ليَعْلَما ابن الأَعرابي وقول الشاعر قَرَعْت ظَنابِيبَ الهَوَى يومَ عاقِلٍ ويومَ اللِّوَى حتى قَشَرْت الهَوَى قَشْرا أَي أَذَلَلْته كما تقرَع ظُنْبُوبَ بعيرك لِيَتَنَوَّخَ لك فتركبه وفي حديث عمار قال قال عمر بن أَسَدِ بن عبد العُزَّى حين قيل له محمد يخطب خديجة قال نِعْمَ البُضْعُ
( * قوله « البضع » هو الكفء كما في النهاية وبهامشها هو عقد النكاح على تقدير مضاف أي صاحب البضع ) لا يُقْرَعُ أَنفه وفي حديث آخر قال ورقة بن نوفل هو الفحل لا يُقْرَعُ أَنفه أَي أَنه كفءٌ كريم لا يُرَدُّ وقد ذكر في ترجمة قدع أَيضاً وقوله لا يقرع أَنفه كان الرجل يأْتي بناقة كريمة إِلى رجل له فحل يسأَله أَن يُطْرِقَها فحلَه فإِن أَخرج إِليه فحلاً ليس بكريم قَرَعَ أَنفه وقال لا أُريده والمُقْرَعُ الفحْلُ يُعْقَلُ فلا يُتْرَكُ أَن يضرب الإِبل رغبة عنه وقَرَعْتُ البابَ أَقْرَعُه قَرْعاً وقَرَعَ الدابَّةَ وأَقرَع الدابة بلجامها يَقْرَعُ كفَّها به وكبَحَها قال سُحَيْمُ بن وَثِيلٍ الرِّياحِي إِذا البَغْلُ لم يُقْرَعْ له بلِجامِه عَدا طَوْرَه في كلِّ ما يَتَعَوَّدُ وقال رؤْبة أَقْرَعَه عَنِّي لِجامٌ يُلْجِمُه وقَرَعْت رأْسه بالعَصا قَرْعاً مثل فَرَعْتُ وقَرَعَ فلان سنَّه نَدَماً وأَنشد أَبو نصر ولو أَني أَطَعْتُكَ في أُمُورٍ قَرَعْتُ نَدامةً مِنْ ذاكَ سِنِّي وأَنشد بعضهم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه مَتَى أَلْقَ زِنْباعَ بنَ رَوْحٍ ببَلْدةٍ ليَ النِّصْفُ منها يَقْرَعِ السِّنَّ مِنْ نَدَمْ وكان زِنْباعُ بن رَوْحٍ في الجاهلية ينزل مَشارفَ الشام وكان يَعْشُرُ من مَرَّ به فخرج عمر في تجارة إِلى الشام ومعه ذَهَبةٌ جعلها في دَبِيلٍ وأَلقَمَها شارِفاً له فنظر إِليها زِنْباعٌ تَذْرِفُ عيناها فقال إِن لها لَشَأْناً فنحرها ووجَد الذهبَةَ فَعَشَرَها فحينئذ قال عمر رضي الله عنه هذا البيت وقَرَعَ الشاربُ بالإِناء جبهتَه إِذا اشتفَّ ما فيه يعني أَنه شرب جميع ما فيه وأَنشد كأَنَّ الشُّهْبَ في الآذانِ منها إِذا قَرَعُوا بِحافَتِها الجَبِينا وفي حديث عمر أَنه أَخذ قَدَحَ سويق فشربه حتى قَرَعَ القَدَحُ جبينَه أَي ضرَبه يعني شرب جميع ما فيه وقال ابن مقبل يصف الخمر تَمَزَّزْتُها صِرفاً وقارَعْتُ دَنَّها بعُودِ أَراكٍ هَدَّه فَتَرَنَّما قارَعْتُ دَنَّها أي نزَفْتُ ما فيه حتى قَرِعَ فإِذا ضُرِبَ الدَّنُ بعد فَراغِه بعود تَرَنَّمَ والمِقْرعةُ خشبة تُضْرَبُ بها البغالُ والحمير وقيل كلُّ ما قُرِعَ به فهو مِقْرعةٌ الأَزهريُّ المِقْرعةُ التي تضرب بها الدابة والمِقْراعُ كالفأْس يكسر بها الحجارة قال يصف ذئباً يَسْتَمْخِرُ الرِّيحَ إِذالم يَسْمَعِ بِمِثْلِ مِقْراعِ الصَّفا المُوَقَّعِ
( * قوله « يستمخر إلخ » أنشده في مادة مخر لم أسمع بدل لم يسمع )
والقِراعُ والمُقارَعةُ المُضاربةُ بالسيوف وقيل مضاربة القوم في الحرب وقد تَقارعُوا وقَرِيعُك الذي يُقارِعُك وفي حديث عبد الملك وذكر سيف الزبير بِهِنَّ فُلُولٌ من قِراعِ الكَتائِبِ أَي قتال الجيوش ومحاربتها والإِقْراعُ صَكُّ الحَمِيرِ بعضُها بعضاً بحَوافِرِها قال رؤبة حَرًّا منَ الخَرْدلِ مَكْرُوهِ النَّشَقْ أَو مُقْرَعِ مِن رَكْضِها دامِي الزَّنَقْ والمِقْراعُ الساقُورُ والأَقارِعُ الشِّدادُ عن أَبي نصر والقارِعةُ من شدائدِ الدهْرِ وهي الداهِيةُ قال رؤبة وخافَ صَدْعَ القارعاتِ الكُدَّهِ قال يعقوب القارِعةُ هنا كل هَنةٍ شديدةِ القَرْعِ وهي القيامة أَيضاً قال الفراء وفي التنزيل وما أَدراك ما القارعةُ وقوله ولا رَمَيْتُ على خَصْمٍ بقارِعةٍ إِلاَّ مُنِيتُ بِخَصْمٍ فُرَّ لي جَذَعا يعني حُجّة وكله من القَرْع الذي هو الضرْبُ وقوله تعالى ولا يزال كفروا تصيبهم بما صنعوا قارِعةٌ قيل في التفسير سَرِيّةٌ من سَرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنى القارعة في اللغة النازلةُ الشديدة تنزل عليهم بأَمر عظيم ولذلك قيل ليوم القيامة القارعة ويقال قَرَعَتْهم قَوارعُ الدهْرِ أَي أَصابتهم ونعوذ بالله من قَوارِعِ فلان ولواذِعِه وقَوارِصِ لسانه وفي حديث أَبي أُمامة من لم يَغْز أَو يُجَهِّزْ غازِياً أَصابه الله بقارعةٍ أَي بداهيةٍ تُهْلِكُه يقال قَرَعَه أَمرٌ إِذا أَتاه فَجْأَةً وجمعها قَوارِعُ الأَصمعي يقال أَصابته قارعة يعني أَمراً عظيماً يَقْرَعُه ويقال أَنزل الله به قَرْعاءَ وقارعةً ومُقْرِعةً وأَنزل الله به بَيْضاء ومُبَيِّضةً هي المصيبة التي لا تدَعُ مالاً ولا غيره وفي الحديث أُقسم لَتَقْرَعَنّ بها أَبا هريرة أَي لَتَفْجَأنَّه بذكرها كالصّكّ له والضربْ وقَرِعَ ماءُ البئرِ نَفِدَ فَقَرَعَ قَعْرَها الدَّلْوُ وبئر قَرُوعٌ قليلة الماء يَقْرَعُ قَعْرَها الدَّلْوُ لفَناءِ مائِها والقَرُوعُ من الرَّكايا التي تحفر في الجبل من أَعلاها إِلى أَسفلها وأَقْرَعَ الغائصُ والمائِحُ إِذا انتهى إِلى الأَرض والقَرَّاعُ طائر له مِنْقارٌ غليظ أَعْقَفُ يأْتي العُود اليابس فلا يزال يَقْرَعُه حتى يدخل فيه والجمع قَرّاعاتٌ ولم يكسّر والقَرّاعُ الصُّلْبُ الشديد وتُرْسٌ أَقْرَعُ وقَرّاعٌ صُلْبٌ شديد قال الفارسي سمي به لصبره على القَرْعِ قال أَبو قَيْسِ بن الأَسْلتِ صَدْقٍ حُسامٍ وادِقٍ حَدُّه ومُجْناءٍ أَسْمَرَ قَرَّاعِ وقال الآخر فلما فَنى ما في الكَنائِنِ ضارَبُوا إِلى القُرعِ من جِلْدِ الهِجانِ المُجَوَّبِ أَي ضربوا بأَيديهم إِلى التِّرَسةِ لَمّا فَنِيَتْ سِهامُهم وفَنى بمعنى فَنِيَ في لغات طيِّءٍ والقَرّاعُ التُّرْسُ والقَرَّاعانِ السيفُ والحَجَفةُ هذه من أَمالي ابن بري والقَرّاعُ من كل شيء الصُّلْبُ الأَسفلِ الضَّيِّقُ الفم واسْتَقْرَعَ حافِرُ الدابّة إِذا اشتد والقِراعُ الضِّرابُ وقَرَعَ الفحلُ الناقةَ والثورُ يَقْرَعُها قَرْعاً وقِراعاً ضربها وناقة قَرِيعةٌ يُكْثر الفحلُ ضِرابها ويُبْطِئ لَقاحُها ويقال إِنَّ ناقتك لقَرِيعةٌ أَي مُؤَخَّرةُ الضَّبَعةِ واسْتَقْرَعَت الناقةُ اشتهت الضِّرابَ الأَصمعي إِذا أَسْرَعَتِ الناقةُ اللَّقَحَ فهي مِقْراعٌ وأَنشد تَرى كلَّ مِقْراعٍ سَرِيعٍ لَقاحُها تُسِرُّ لَقاحَ الفحْلِ ساعةَ تُقْرَعُ وفي حديث هشام يصف ناقة إِنها لَمِقْراعٌ هي التي تَلْقَحُ في أَوَّل قَرْعةٍ يَقْرَعُها الفحلُ وفي حديث علقمة أَنه كان يُقَرِّعُ غَنَمه ويَحْلُِبُ ويَعْلِفُ أَي يُنْزِي الفُحولَ عليها هكذا ذكره الزمخشري والهروي وقال أَبو موسى هو بالفاء وقال هو من هفوات الهروي واسْتَقْرَعَتِ البقرُ أَرادت الفحل الأُمَوِيُّ يقال للضأْن اسْتَوْبَلَتْ وللمِعْزى اسْتَدَرَّتْ وللبقرة استقرعت وللكلبة اسْتَحْرَمَتْ وقَرَعَ التيْسُ العَنْزَ إِذا قَفَطها وقرَّعَ القومَ أَقْلَقَهم قال أَوس بن حجر أَنشده الفراء يُقَرِّعُ للرّجالِ إِذا أَتَوْه وللنِّسْوانِ إِنْ جِئْنَ السَّلامُ أَراد يُقَرِّعُ الرجالَ فزادَ اللام كقوله تعالى قل عسَى أَن يكون رَدِفَ لكم وقد يجوزأَن يريد بيُقَرِّع يَتَقَرَّعُ والتقْرِيعُ التأْنِيبُ والتعْنِيف وقيل هو الإِيجاعُ باللَّوْمِ وقَرَّعْتُ الرجلَ إِذا وَبَّخْتَه وعَذلْتَه ومرجعه إِلى ما أَنشده الفراء لأَوس بن حجر ويقال قَرَّعَني فلان بلَوْمِه فما ارْتَقَعْتُ به أَي لم أَكْتَرِثْ به وبات بَتَقَرَّعُ ويُقَرِّعُ يَتَقَلَّبُ وبِتُّ أَتَقَرَّعُ والقُرْعةُ السُّهْمةُ والمُقارَعةُ المُساهَمةُ وقد اقْتَرَعَ القومُ وتقارَعوا وقارَع بينهم وأَقْرَعَ أَعْلى وأَقْرَعْتُ بين الشركاء في شيء يقتسمونه ويقال كانت له القُرْعةُ إِذا قرَع أَصحابه وقارَعه فقرَعَه يَقْرَعُه أَي أَصابته القُرْعةُ دونه وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه رُفِعَ إِليه أَنَّ رجلاً أَعتق ستة مَمالِيكَ له عند مَوته لا مال له غيرُهم فأَقْرَعَ بينهم وأَعْتَق اثنين وأَرَقَّ أَربعة وقول خِداشِ بن زُهَيْر أَنشده ابن الأَعرابي إِذا اصْطادُوا بُغاثاً شَيَّطُوه فكانَ وفاءَ شاتِهِم القُرُوعُ فسره فقال القُرُوعُ المُقارعَةُ وإِنما وصف لُؤْمَهم يقول إِنما يتَقارَعُون على البغاثِ لا على الجُزُرِ كقوله فما يَذْبَحُونَ الشاةَ إِلاّ بمَيْسِرٍ طويلاً تَناجِيها صِغاراً قُدُورُها قال ابن سيده ولا أَدري ما هذا الذي قاله ابن الأَعرابي في هذا البيت وكذلك لا أَعرف كيف يكون القُرُوعُ المُقارَعةَ إِلا أَن يكون على حذف الزائد قال ويروى شاتِهم القَرُوعِ وفسره فقال معناه كان البُغاثُ وفاءً من شاتهم التي يتَقارَعون عليها لأَنه لا قدرة لهم أَن يتقارعوا على جُزُرٍ فيكون أَيضاً كقوله فما يذبحون الشاة إِلا بميسر قال والذي عندي أَن هذا أَصح لقوَّة المعنى بذلك قال وأَيضاً فإِنه يسلم بذلك من الإِقْواءِ لأَن القافية مجرورة وقبل هذا البيت لَعَمْرُ أَبيك لَلْخَيْلُ المُوَطّى أُمامَ القَوْمِ للرَّخَمِ الوُقوعِ أَحَقُّ بكم وأَجْدَرُ أَن تَصِيدُوا مِنَ الفُرْسانِ تَرْفُلُ في الدُّروعِ ابن الأَعرابي القَرَعُ والسَّبَقُ والخَطَرُ الذي يُسْبَقُ عليه والاقْتِراعُ الاختيارُ يقال اقتُرِعَ فلان أَي اخْتِيرَ والقَرِيعُ الخيارُ عن كراع واقتَرَعَ الشيءَ اختارَه وأَقْرَعوه خِيارَ مالهِم ونَهْبِهم أَعْطَوه إِياه وذكر في الصحاح أَقْرَعَه أَعْطاه خيرَ مالِه والقَريعةُ والقُرْعةُ خيارُ المالِ وقَرِيعةُ الإِبل كريمتها وقُرْعةُ كل شيء خياره أَبو عمرو يقال قَرَعْناكَ واقْتَرَعْناكَ وقْرَحْناكَ واقْتَرَحْناكَ ومَخَرْناكَ وامْتَخَرْناك وانتَضَلْناك أَي اخترناك وفي الحديث أَنه ركب حِمارَ سعدِ ابن عُبادةَ وكان قَطوفاً فردّه وهو هِمْلاجٌ قَرِيعٌ ما يُسايَرُ أَي فارِهٌ مختارٌ قال ابن الأَثير قال الزمخشري ولو روي فريغٌ بالفاء الموحدة والغين المعجمة لكان مُطابقاً لفراغٍ وهو الواسع المشي قال ولا آمَنُ أَن يكون تصحيفاً والقَرِيعُ الفحل سمي بذلك لأَنه مُقْتَرَعٌ من الإِبل أَي مختارٌ قال الأَزهري والقريع الفحل الذي تَصَوَّى للضِّراب والقَرِيعُ من لإِبل الذي يأْخذ بِذِراعِ الناقة فيُنيخُها وقيل سمي قَريعاً لأَنه يَقْرَعُ الناقة قال الفرزدق وجاءَ قَرِيعُ الشوْلِ قَبْلَ إِفالِها يَزِفُّ وجاءتْ خَلْفَه وهْي زُفَّفُ وقال ذو الرمة وقد لاحَ للسّارِي سُهَيْلٌ كأَنّه قَرِيعُ هِجانٍ عارَضَ الشوْلَ جافِرُ ويروى وقد عارَضَ الشِّعْرَى سُهَيْلٌ وجمعه أَقْرِعة والمَقْروعُ كالقَريع الذي هو المختار للفِحْلةِ أَنشد يعقوب ولَمَّا يَزَلْ يَسْتَسْمِعُ العامَ حوْلَه نَدى صَوْتِ مَقْروعٍ عن العَدْوِ عازِبِ قال ابن سيده إِلاَّ أَني لا أَعرف للمقروع فِعْلاً ثانياً بغير زيادة أَعني لا أَعرف قَرَعَه إِذا اختارَه والقِراعُ أَن يأُخُذَ الرجلُ الناقةَ الصعْبة فيُرَيِّضَها للفحل فيَبْسُرها ويقال قَرَّعْ لجملك
( * قوله « فيريضها » هو في الأصل بياء تحتية بعد الراء وفي القاموس بموحدة وقوله « قرع لجملك » قال شارح القاموس نقله الصاغاني هكذا )
والمَقْروعُ السيِّدُ والقَريعُ السيدُ يقال فلان قريعُ دَهْرِه وفلان قريعُ الكَتِيبةِ وقِرِّيعُها أَي رئيسها وفي حديث مسروق إِنكَ قَرِيعُ القُرّاء أَي رئيسهم والقريعُ المختارُ والقريع المَغْلوب والقَريعُ الغالب واسْتَقْرَعَه جملاً وأَقْرعَه إِياه أَي أَعطاه إِياه ليضرب أَيْنُقَه وقولهم أَلْفٌ أَقْرَعُ أَي تامّ يقال سُقْتُ إِليك أَلفاً أَقرَعَ من الخيل وغيرها أَي تامّاً وهو نعت لكل أَلفٍ كما أَنَّ هُنَيْدة اسم لكل مائة قال الشاعر قَتَلْنا لَوَ نَّ القَتْل يشْفي صُدورَنا بِتَدْمُرَ أَلْفاً مِنْ قُضاعةَ أَقْرَعا وقال الشاعر ولو طَلَبُوني بالعَقوقِ أَتيتُهم بأَلفٍ أُؤَدِّيه إِلى القَوْمِ أَقْرَعا وقِدْحٌ أَقْرَعُ وهو الذي حُكَّ بالحصى حتى بدت سَفاسِقُه أَي طرائِقُه وعُود أَقْرَعُ إِذا قُرِعَ من لِحائِه وقَرِعَ قَرَعاً فهو قَرِعٌ ارتدع عن الشيء والقَرَعُ مصدر قولك قَرِعَ الرجلُ فهو قَرِعٌ إِذا كان يقبل المَشورةَ ويَرْتَدِعُ إِذا رُدِعَ وفلان لا يُقْرَعَ إِقْراعاً إِذا كان لا يقْبَل المَشْوَرةَ والنصيحة وفلان لا يَقْرَعُ أَي لا يرتدع فإِن كان يرتدع قيل رجل قَرِعٌ ويقال أَقْرَعْتُه أَي كففته قال رؤبة دَعْني فقد يُقْرَعُ للأَضَزِّ صَكِّي حِجاجَيْ رأْسِه وبَهْزي أَبو سعيد فلان مُقْرِعٌ ومُقْرِنٌ له أَي مُطيقٌ وأَنشد بيت رؤبة هذا وقد يكون الإِقْراعُ كفّاً ويكون إِطاقة ابن الأَعرابي أَقْرَعْتُه وأَقْرَعتُ له وأَقدَعْتُه وقدَعْتُه وأَوزَعْتُه ووزَعْتُه وزُعْتُه إِذا كففتَه وأَقرَعَ الرجلُ على صاحبه وانقَرَعَ إِذا كَفَّ قال الفارسي قَرَعَ الشيءَ قَرْعاً سَكَّنَه وقَرَعَه صرَفه وقَوارِعُ القرآنِ منه الآياتُ التي يقرؤُها إِذا فَزِعَ من الجن والإِنس فَيَأْمن مثل آية الكرسي وآيات آخر سورة البقرة وياسينَ لأَنها تصرف الفَزعَ عمن قرأَها كأَنها تَقْرَعُ الشيطانَ وأَقرَع الفَرسَ كبَحَه وأَقرَعَ إِلى الحق إِقراعاً رجع إِليه وذَلّ يقال أَقرَعَ لي فلان وأَنشد لرؤبة دَعْني فقد يُقْرَعُ للأَضَزِّ صَكِّي حِجاجَيْ رأْسِه وبَهْزي أَي يُصْرَفُ صَكِّي إِليه ويُراضُ له ويَذِلُّ وقرَعَه بالحق اسْتَبْدَلَه
( * هكذا في الأصل وربما هي محرفة عن استقبله وفي اساس البلاغة رماه ) وقَرِعَ المكانُ خَلا ولم يكن له غاشيةٌ يَغْشَوْنَه وقَرِعَ مَأْوى المال ومُراحُه من المال قَرَعاً فهو قَرِعٌ هلكَت ماشيته فخلا قال ابن أُذينة إِذا آداكَ مالُك فامْتَهِنْه لِجادِيهِ وإِنْ قَرِعَ المُراحُ ويروى صَفِرَ المُراحُ آداكَ أَعانك وقال الهذلي وخَوَّالٍ لِمَوْلاهُ إِذا ما أَتاهُ عائِلاً قَرِعَ المُراحُ ابن السكيت قَرَّعَ الرجلُ مكانَ يدِه من المائدةِ تَقْريعاً إِذا ترَك مكانَ يده من المائدة فارغاً ومن كلامهم نعوذ بالله من قَرَعِ الفِناءِ وصَفَرِ الإِناء أَي خُلُوِّ الديار من سُكانها والآنيةِ من مُسْتَوْدعاتها وقال ثعلب نعوذ بالله من قَرْعِ الفِناء بالتسكين على غير قياس وفي الحديث عن عمر رضي الله عنه قَرِعَ حَجُّكم أَي خلت أَيام الحج وفي الحديث قَرِعَ أَهلُ المسجد حين أُصِيبَ أَصحاب النَّهر
( * قوله « النهر » كذا بالأصل وبالنهاية أيضاً وبهامش الأصل صوابه النهروان ) أَي قَلّ أَهلُه كما يَقْرَعُ الرأْسُ إِذا قل شعره تشبيهاً بالقَرعةِ أَو هو من قولهم قَرِعَ المُراحُ إِذا لم تكن فيه إِبل والقُرْعةُ سِمةٌ على أَيْبَس الساقِ وهي وَكزةٌ بطرَف المِيسَمِ وربما قُرِعَ منه قَرْعةً أَو قرْعَتين وبعير مَقْروعٌ وإِبل مُقَرَّعةٌ وقيل القُرْعةُ سِمةٌ خَفِيَّةٌ على وسط أَنف البعير والشاة وقارِعةُ الدارِ ساحَتُها وقارِعةُ الطريقِ أَعلاه وفي الحديث نَهى عن الصلاةِ على قارعةِ الطريق هي وسطه وقيل أَعلاه والمراد به ههنا نفس الطريق ووجهه وفي الحديث لا تُحْدِثُوا في القَرَعِ فإِنه مُصَلَّى الخافِينَ القَرَعُ بالتحريك هو أَن يكون في الأَرض ذات الكَلإِ مواضع لا نباتَ فيها كالقَرَعِ في الرأْس والخافُون الجنُّ وقَرْعاءُ الدار ساحَتُها وأَرض قَرِعةٌ لا تُنْبِتُ شيئاً وأَصبحت الرِّياضُ قُرْعاً قد جَرَّدَتْها المَواشِي فلم تترك فيها شيئاً من الكلإِ وفي حديث علي أَن أَعرابيّاً سأَل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصُّلَيْعاءِ والقُرَيْعاءِ القُرَيْعاءُ أَرض لعنها الله إِذا أَنْبَتَتْ أو زُرِعَ فيها نَبَتَ في حافَتَيْها ولم ينبت في متنها شيء ومكان أَقْرَعُ شديد صُلْبٌ وجمعه الأَقارِعُ قال ذو الرمة كَسا الأُكْمَ بُهْمَى غَضّةً حَبَشِيّةً قواماً ونقعان الظُّهُورِ الأَقارِعِ وقول الراعي رَعَيْنَ الحَمْضَ حَمْضَ خُناصِراتٍ بما في القُرْعِ من سَبَلِ الغَوادِي قيل أَراد بالقُرْعِ غُدْراناً في صلابة من الأَرض والقَرِيعةُ عَمُودُ البيتِ الذي يُعْمَدُ بالزِّرِّ والزِّرُّ أَسْفَلَ الرُّمّانة وقد قَرَعَه به وقَرِيعةُ البيتِ خيْرُ موضع فيه إِن كان في حَرٍّ فخِيارُ ظِلِّه وإِن كان في قُرٍّ فخِيارُ كِنِّه وقيل قَرِيعَتُه سَقْفُه ومنه قولهم ما دخلت لفلان قَرِيعةَ بيت قَطّ أَي سَقْفَ بيت وأَقْرَعَ في سِقائه جَمَع عن ابن الأَعرابي والمِقْرَعُ السِّقاءُ يُخْبَأُ فيه السمْن والقُرْعةُ الجِرابُ الواسع يلقى فيه الطعام وقال أَبو عمرو القُرْعةُ الجِراب الصغير وجمعها قُرَعٌ والمِقْرَعُ وِعاءٌ يُجْبَى فيه التمرُ أَي يُجْمَعُ وتميم تقول خُفّانِ مُقَرَعانِ أَي مُثْقَلانِ وأَقْرَعتُ نَعْلي وخُفِّي إِذا جعلت عليهما رُقْعةً كَثِيفةً والقَرّاعةُ القَدّاحةُ التي يُقْتَدَحُ بها النارُ والقَرْعُ حمْل اليَقْطِين الواحدة قَرْعةٌ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبّ القَرْعَ وأَكثر ما تسميه العرب الدُّبَّاء وقلّ من يسْتعمل القَرْعَ قال المَعَرِّيُّ القرع الذي يؤكل فيه لغتان الإِسكان والتحريك والأَصل التحريك وأَنشد بِئْسَ إِدامُ العَزَبِ المُعْتَلِّ ثَرِيدةٌ بقَرَعٍ وخَلِّ وقال أَبو حنيفة هو القَرَعُ واحدته قَرَعَةٌ فحرك ثانيها ولم يذكر أَبو حنيفة الإِسكان كذا قال ابن بري والمَقْرَعةُ مَنْنِتُه كالمَبْطَخَةِ والمَقْثَأَةِ يقال أَرض مَقْرَعة والقَرْعُ حَمْلُ القِثّاء من المَرْعَى ويقال جاء فلان بالسَّوْءةِ القَرْعاءِ والسوءةِ الصَّلْعاءِ أَي المتكشفة ويقال أَقرَعَ المسافر إِذا دَنا من منزله وأَقْرَع دارَه آجُرًّا إِذا فرشها بالآجرّ وأَقرَعَ الشرُّ إِذا دامَ ابن الأَعرابي قَرِعَ فلان في مِقْرَعِه وقَلَدَ في مِقْلَدِه وكَرَص في مِكْرَصِه وصرَب في مِصْرَبِه كله السِّقاءُ والزِّقُّ ابن الأَعرابي قَرِعَ الرجلُ إِذا قُمِرَ في النِّضالِ وقَرِعَ إِذا افتقر وقَرِعَ إِذا اتَّعَظَ والقَرْعاء بالمدّ موضع قال الأَزهري والقرعاء مَنْهَلٌ من مَناهِلِ طريق مكة بين القادسية والعَقَبةِ والعُذَيْب والأَقْرعانِ الأَقرع بن حابس وأَخوه مَرْثَدٌ قال الفرزدق فإِنَّكَ واجِدٌ دُوني صَعُوداً جَراثِيمَ الأُقارِعِ والحُتاتِ الحُتاتُ هو بشر بن عامر بن علقمة والأَقارِعةُ والأَقارِعُ آلُهُما على نحو المَهالِبةِ والمَهالِبِ والأَقْرَعُ هو الأَشيم بن معاذ بن سِنان سمي بذلك لبيت قاله يهجو معاوية بن قشير مُعاوِيَ مَنْ يَرْقِيكُمُ إِنْ أَصابَكُمْ شَبا حَيّةٍ مِمّا عَدا القَفْرَ أَقْرَع ؟ ومقْروعٌ لقب عبد شمس بن سعد بن زيد مَناةَ بن تميم وفيه يقول مازِنُ بن مالك بن عمرو بن تميم في هَيْجُمانةَ بنت العَنْبر بن عمرو بن تميم حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ وأَنَّى لَكِ مَقْرُوعٌ ومُقارِعٌ وقُرَيْعٌ اسمان وبنو قُرَيْع بطن من العرب الجوهري قُريع أَبو بطن من تميم رهط بني أَنف الناقة وهو قُرَيْعُ بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم وهو أَبو الأَضبط
قربع
المُقْرَنْبِعُ المجتمع واقْرَنْبَعَ الرجل في مجلسه أَي تَقَبَّضَ من البرد قال ومثله اقْرَعَبَّ أَي انْقَبَضَ
قرثع
القَرْثَعُ هي المرأَة الجَرِيئةُ القليلة الحياء وقيل هي البَذِيّةُ الفاحِشةُ وقيل هي البَلْهاء التي تَلْبَس قميصها أَو دِرْعَها مقلوباً وتَكْحَلُ إِحدى عينيها وتَدَعُ الأُخرى رُعُونةً وقال الأَزهري امرأَة قَرْثَعٌ وقَرْدَعٌ وهي البَلْهاء قال ابن الأَثير في صفة المرأَة الناشز هي كالقَرْثَعِ قال هي البلهاء ومنه حديث الواصِفِ أَو الواصفةِ ومنهن القرثع ضُرّي ولا تنفع قال الأَزهري وجاء عن بعضهم أَنه قال النساء أَربع فمنهن رابعة تَرْبَع وجامِعةٌ تَجْمَع وشيطان سَمَعْمَع ومنهن القَرْثَع والقَرْثَعُ الذي يُدَنِّي ولا يُبالي ما كَسَب والقَرْثَعُ والقَرْثَعةُ وبَر صِغار تكون على الدابة ويوصف به فيقال صُوف قرثع يُشْبه المرأَة لضعفه ورداءته والقَرْثَعُ الظَّليم وقَرْثَعَتُه زَفُّه وما عليه والقِرْثِعةُ الحَسَنُ الخِيالةِ للمال ولكن لا يستعمل إِلا مضافاً يقال هو قِرْثِعةُ مال بالكسر وقِرْثِعُ مالٍ إِذا كان يُحْسِنُ رِعْيةَ المالِ ويصلح على يديه ومثله تِرْعِيةُ مال وقَرْثَعٌ اسم رجل
قردع
القُرْدُعةُ الزاوية في شِعْب جبل أَو جبل قال الشاعر من الثَّياتِلِ مَأْواها القَرادِيعُ الفراء القَرْدَعةُ والقَرْدَحةُ الذلُّ والقِرْدعُ بفتح الدال ويقال بكسرها قَمْلُ الإِبل كالقِرْطَع والقِرْطِع وقيل هو القِرْدَعُ واحدته قِرْدَعةٌ وقِردِعَة الأَزهري في ترجمة هرنع الهُرْنُوعُ القملة الصغيرة قال وكذلك القُرْدُوعُ
قرسع
المُقْرَنْسِع المنتصب عن كراع قال ابن سيده وعندي أَنه المُقْرَنْشِعُ بالشين المعجمة
قرشع
المُقْرَنْشِع المتهيِّء للسِّبابِ والمنْعِ قال إِنَّ الكَبِيرَ إِذا يُشافُ رأَيْتَه مُقْرَنْشِعاً وإِذا يُهانُ اسْتَزْمَرا والمقرنشع بالشين المعجمة لغة في المُقْرَنْسِع وهو المنتصب أَبو عمرو القِرْشِعُ الحائر وهو حَرٌّ يجده الرجل في صدره وحلقه وحكي عن بعض العرب أَنه قال إِذا ظهر بجسد الإِنسان شيء أَبيض كالمِلْح فهو القِرْشِع قال والمُقْرَنْشِعُ المنتصب المستبشر واقْرَنْشَعَ إِذا سُرّ وابْرَنْشَقَ مثله
قرصع
القَرْصعةُ مِشْيةٌ وقيل مشية قبيحة وقيل مشية فيها تقارب وقد قَرْصَعَتِ المرأَةُ قَرْصَعةً وتقَرْصَعَتْ قال إِذا مَشَتْ سالَتْ ولم تُقَرْصِعِ هَزَّ القَناةِ لَدْنةِ التَّهَزُّعِ وقَرْصَعَ الكتابَ قَرْصَعَةً قَرْمَطَه والقَرْصَعةُ أَكل ضعيف والمُقَرْصِعُ المُخْتَفي والقَرْصَعةُ الانقباضُ والاستِخْفاء وقد اقْرَنْصَعَ الرجل الأَزهري يقال رأَيته مُقْرَنْصِعاً أَي مُتَزَمِّلاً في ثيابه وقرصعتُه أَنا في ثيابه أَبو عمرو القَرْصَعُ من الأُيورِ القصير المُعَجَّرُ وأَنشد سَلُوا نِساءَ أَشْجَعْ أَيُّ الأُيورِ أَنْفَعْ ؟ أَأَلطَّوِيلُ النُّعْنُعْ ؟ أَمِ القَصِيرُ القَرْصَعْ ؟ وقال أَعرابي من بني تميم إِذا أَكل الرجل وحده من اللؤْمِ فهو مُقَرْصِعٌ
قرطع
القِرْطَعُ قَمْلُ الإِبل وهنّ حُمْر
قرفع
تَقَرْعَفَ الرجلُ واقْرَعَفَّ وتَقَرْفَعَ تَقَبَّضَ والقُرْفُعةُ الاسْتُ عن كراع ويقال الفُرْقُعةُ بتقديم الفاء ويقال للاست القُنْفُعةُ والفُنْقُعةُ
قزع
القَزَعُ قطع من السحاب رقاق كأَنها ظلّ إِذا مرّت من تحت السحابة الكبيرة وفي حديث الاستسقاء وما في السماء قَزَعةٌ أَي قِطْعةٌ من الغيم وقال الشاعر مَقانِبُ بعضُها يبْري لبعضٍ كأَنَّ زُهاءَها قَزَعُ الظِّلالِ وقيل القَزَعُ السحاب المتفرق واحدتها قَزَعةٌ وما في السماء قَزَعةٌ وقِزاعٌ أَي لَطْخةُ غيم وفي حديث علي كرم الله وجهه حين ذكَر يَعْسُوبَ الدِّينِ فقال يجتمعون إِليه كما يجتمع قَزَعُ الخريف يعني قِطَعَ السحاب لأَنه أَوّل الشتاء والسحابُ يكون فيه متفرّقاً غير متراكِم ولا مُطْبِقٍ ثم يجتمع بعضه إِلى بعض بعد ذلك قال ذو الرمة يصف ماء في فلاة تَرَى عُصَبَ القَطا هَمَلاً عليه كأَنَّ رِعالَه قَزَعُ الجَهامِ والقَزَعُ من الصُّوفِ ما تَناتَفَ في الربيع فسقط وكبشٌ أَقْزَعُ وناقة قَزْعاء سقط بعض صوفها وبقي بعض وقد قَزِعَ قَزَعاً وقَزَعُ الوادِي غُثاؤه وقَزَعُ الجملِ لُغامُه على نُخْرَتِه قال أَبو تراب حكايةً عن العرب أَقْزَعَ له في المَنْطِقِ وأَقْذَعَ وأَزْهَفَ إِذا تعدّى في القول وفي النوادر القَزَعةُ ولَد الزنا وقَزَعُ السهم ما رقَّ من ريشه والقزع أَيضاً أَصغر ما يكون من الريش وسَهْمٌ مُقَزَّعٌ رِيشَ بِرِيشٍ صِغار ابن السكيت ما عليه قِزاعٌ ولا قَزَعَةٌ أَي ما عليه شيء من الثياب والقُزَّعةُ والقُزْعةُ خُصَلٌ من الشعر تترك على رأْس الصبي كالذَّوائبِ متفِّرقةً في نواحي الرأْس والقَزَعُ أَن تَحْلِقَ رأْس الصبي وتترك في مواضعَ منه الشعر متفرقاً وقد نُهِيَ عنه وقَزَّعَ رأْسَه تقزيعاً حلق شعره وبقيت منه بقايا في نواحي رأْسه وفي الحديث أَنه نَهَى عن القَزَعِ هو أَن يُحْلَقَ رأْسُ الصبي ويترك منه مواضعُ متفرِّقةٌ غيرُ محلوقة تشبيهاً بِقَزَعِ السحاب والقَزَعُ بقايا الشعر المُنْتَتِفِ الواحدة قزعة وكذلك كل شيء يكون قِطَعاً متفرقة فهو قَزَعٌ ومنه قيل لقطع السحاب في السماء قَزَعٌ ورجل مُقَزَّعٌ ومُتَقَزِّعٌ رقيق شعرِ الرأْسِ متفرِّقُه لا يُرَى على رأْسه إِلا شعراتٌ متفرّقة تَطايَرُ مع الريح والقَزَعةُ موضع الشعر المُتَقَزِّعِ من الرأْس وقَزَّعْتُه أَنا فهو مُقَزَّعٌ والمُقَزَّعُ من الخيل الذي تُنْتَفُ ناصِيَتُه حتى تَرِقَّ وأَنشد نَزائِعَ للصرِيحِ وأَعْوجِيٍّ من الجُرْدِ المُقَزَّعةِ العِجالِ وقيل المُقَزَّعُ الرقيقُ الناصيةِ خِلْقةً وقيل هو المَهْلُوب الذي جُزَّ عُرُفُه وناصيته وقال أَبو عبيدة هو الفرس الشديد الخَلْقِ والأَسْرِ وقَزَّعَ الشارِبَ قصّه والقَزَعُ أَخذ بعض الشعر وترك بعضه وفي حديث ابن عمر نهى رسول الله عن القَزَعِ يعني أَخذ بعض الشعر وترك بعضه والمُقَزَّعُ السريع الخفيف من كل شيء قال ذو الرمة مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ ليس له إِلا الضِّراءَ وإِلا صَيْدَها نَشَبُ وبَشِيرٌ مُقَزَّع جُرِّد للبشارة قال مُتَمِّمٌ وجِئْتَ به تَعْدُو بَشِيراً مُقَزَّعا وكل إِنسان جَرَّدْته لأَمر ولم تَشْغَلْه بغيره فقد أَقْزَعْتَه وقَزَعَ الفرسُ يَقْزَعُ قَزْعاً وقُزُوعاً مَرّ مَرّاً شديداً أَو مَهْلاً وقيل عَدا عَدْواً شديداً وكذلك البعير والظَّبْي ومنه قولهم قَوْزَعَ الديك إِذا غُلِبَ فهرَب أَو فَرَّ من صاحبه قال يعقوب ولا تقل قَنْزَعَ لأَنه ليس بمأْخوذ من قَنازِعِ الناس وإِنما هو قَزَعَ يَقْزَعُ إِذا خَفَّ في عَدْوِه هارباً الأَصمعي العامة تقول إِذا اقتتل الديكان فهرب أَحدهما قَنْزَعَ الديكُ وإِنما يقال قَوْزَعَ الديكُ إِذا غُلِبَ ولا يقال قنزع قال أَبو منصور والأصل فيه قَزَعَ إِذا عدا هارباً وقَوْزعَ فَوْعَلَ منه قال البُشْتيّ قال يعقوب بن السكيت يقال قوزع الديك ولا يقال قنزع قال البشتي يعني تنفيشه بَرائِلَه وهي قَنازِعُه قال أَبو منصور وقد غَلِطَ في تفسير قَوْزَعَ بمعنى تنفيشِه قَنازِعَه ولو كان كما قال لجاز قنزع وهذا حرف لهج به بعض عوامّ أَهل العراق يقول قنزع الديكُ إِذا فرّ من الديكِ الذي يقاتله فوضعه أَبو حاتم في باب المذال والمفسد وقال صوابه قوزع ووضعه ابن السكيت في باب ما يلحن فيه العامة قال أَبو منصور وظن البشتي بحدسه وقلة معرفته أَنه مأْخوذ من القنزعة فأَخطأَ ظنه الأَصمعي قَزَعَ الفرس يَعْدُو ومَزَعَ يَعْدُو إِذا أَحْضَر والتقْزِيعُ الحُضْرُ الشديد وقزَع قزْعاً ومزَع مَزْعاً وهو مشي متقارب وتقزَّعَ الفرسُ تهيَّأَ للركض وقَزَّعْتُه أَنا فهو مُقَزَّعٌ والقَزَعُ صِغار الإِبل وقال ابن السكيت ما عليه قِزاعٌ أَي قطعة خرقة وقَوْزَعٌ اسم الخِزْي والعار عن ثعلب وقال ابن الأَعرابي قَلَّدْتُه قَلائِدَ قَوْزَعٍ يعني الفضائح وأَنشد للكميت بن معروف وقال ابن الأَعرابي هو للكميت بن ثعلبة الفقعسي أَبَتْ أُمُّ دِينارٍ فأَصْبَحَ فَرْجُها حَصاناً وقُلِّدْتُمْ قَلائِد قَوْزَعا خُذوا العَقلَ إِن أَعطاكُم العَقْلَ قَوْمُكُمْ وكُونوا كَمَنْ سَنَّ الهَوانَ فأَرْبَعا ولا تُكْثِرُوا فيه الضِّجاجَ فإِنَّه مَحا السَّيْفُ ما قال ابْن دارةَ أَجْمَعا فَمَهْما تَشَأْ منه فَزارةُ تُعْطِكُمْ ومَهْما تَشَأْ منه فَزارةُ تَمْنَعا وقال مرة قَلائِدَ بَوْزَعٍ ثم رجع إِلى القاف قال ابن بري والقَوْزَعُ الحِرْباء وأَنشد هذا البيت الذي للكميت وقَزَعةُ وقُزَيْعةُ ومَقْزُوعٌ أَسماء وأَرى ثعلباً قد حكى في الأَسماء قَزْعةَ بسكون الزاي
قشع
القَشْعُ والقَشْعةُ بيت من أَدَمٍ وقيل بيت من جِلْد فإِن كان من أَدَمٍ فهو الطِّراف قال متمم بن نويرة يرثي أَخاه ولا برَم تُهْدِي النساءُ لِعِرْسِه إِذا القَشْعُ من بَرْدِ الشتاءِ تَقَعْقَعا وربما اتخذ من جُلُودِ الإِبل صِواناً لما فيه من المتاعِ والجمع قِشْعٌ وقول الراجز فَخَيَّمَتْ في ذَنَبانٍ مُنْقَفِعْ وفي رُفُوضِ كَلإٍ غيرِ قَشِعْ أَي رطْبٍ لم يَقْشَعْ والقَشِعُ اليابسُ والمُنْقَفِعُ المُتَقَبِّضُ والقَشْعُ الرجل الكبير الذي انْقَشَعَ عنه لحمه من الكِبَرِ قال أَبو منصور القَشْع الذي في بيت متمم هو الشيخ الذي انقشع عنه لحمه من الكِبَرِ فالبرد يؤذيه ويَضُرُّ به والقَشْعُ والقَشْعةُ قِطْعة نِطَعٍ خَلَقٍ وقيل هو النطع نفسه والقَشْعُ أَيضاً الفَرْوُ الخلَقُ وجمع كل ذلك قُشُوعٌ والقَشْعةُ والقِشْعةُ القطعة الخلَقُ اليابسةُ من الجلد والجمع قِشَعٌ وقيل إِن واحده قَشْعٌ على غير قياس لأَن قياسه قشعة مثل بَدْرةٍ وبِدَرٍ إِلا أَنه هكذا يقال ابن الأَعرابي القِشَعُ الأَنْطاعُ المُخْلِقةُ وفي حديث سلمة بن الأَكوع في غزاة بني فَزارةَ قال أَغرنا عليهم فإِذا امرأَة عليها قَشْعٌ لها فأَخذتها فقدمت بها المدينة قال ابن الأَثير أَراد بالقَشْع الفَرْوَ الخَلَق وأَخرجه الهروي عن أَبي بكر قال نَفَّلَنِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جارية عليها قَشْعٌ لها وفي الحديث لا أَعْرِفَنَّ أَحدَكم يَحْمِلُ قَشْعاً من أَدَمٍ فينادِي يا محمد فأَقول لا أَملِك لك من الله شيئاً قد بَلَّغْتُ يعني أَدِيماً أَو نِطَعاً قاله في الغُلولِ وقال ابن الأَثير أَراد القِرْبةَ البالية وهو إِشارة إِلى الخيانةِ في الغنيمةِ أَو غيرها من الأَعمال قيل مات رجل بالبادية فأَوصَى أَن ادفنوني في مكاني ولا تنقلوني عنه ثم قال لا تَجْتَوِي القَشْعةُ الخَرْقاءُ مَبْناها الناسُ ناسٌ وأَرضُ اللهِ سَوّاها قوله مبناها حيث تنبُتُ القَشْعةُ( * قوله « حيث تنبت القشعة » لعل المراد بها الكشوثاء ففي القاموس والقشعة الكشوثاء وان كان شارحه استشهد به على القشعة بمعنى المرأَة ) والاجْتِواء أَن لا يوافقك المكان ولا ماؤُه وقَشِعَ الشيءُ قَشَعاً جَفَّ كاللحم الذي يسمى الحُساسَ والقُشاعُ داءٌ يُؤْيِسُ الإِنسانَ والقِشاعُ الرُّقْعةُ التي توضعُ على النِّجاش عند خَرْزِ الأَدِيمِ وانْقَشَعَ عنه الشيءُ وتَقشََّعَ غَشِيَه ثم انجلى عنه كالظَّلام عن الصبح والهَمِّ عن القلبِ والسَّحابِ عن الجوِّ قال شمر يقال للشَّمالِ الجِرْبِياءُ وسَيْهَكٌ وقَشْعة لقَشْعِها السَّحاب والقَشْعُ والقِشْعُ السحابُ الذاهبُ المُتَقَشِّعُ عن وجه السماء والقَشْعةُ والقِشْعةُ قِطْعةٌ منه تبقى في أُفُقِ السماء إِذا تَقَشَّع الغيمُ وقد انْقَشَع الغيمُ وأَقْشَعَ وتَقَشَّعَ وقَشَعَتْه الريحُ أَي كَشَفَتْه فانقشَع قال ابن جني جاءَ هذا معكوساً مخالفاً للمعتاد وذلك أَنك تجد فيها فعَل متعدِّياً وأَفعَل غير متعد ومثله شَنَقَ البعِيرَ وأَشنَقَ هو وأَجفَلَ الظَّلِيمُ وجَفَلَتْه الريحُ وكل ذلك مذكور في موضعه وفي حديث الاستسقاء فَتَقَشَّعَ السحابُ أَي تصدَّع وأَقلع وكذلك أَقْشَعَ وقَشَعَتْه الريحُ وقَشَعْتُ القومَ فأَقْشَعوا وتقشَّعوا وانقشَعوا ذهبوا وافترقوا وأَقشَعَ القومُ تفرَّقوا وأَقْشَعُوا عن الماء أَقْلَعوا وعن مجلسهم ارتفعوا هذه عن ابن الأَعرابي والقَشْعُ والقُشْعُ والقِشْعُ كُناسةُ الحمَّامِ والحجَّامُ والفتح أَعلى والقَشْعةُ العجوز التي انقطع عنها لحمها من الكِبَرِ والقُشاعُ صوت الضَّبُعِ الأُنثى وقال أَبو مهراس كأَنَّ نِداءَهُنَّ قُشاعُ ضَبعٍ تَفَقَّدُ من فَراعِلَةٍ أَكِيلا والقِشْعةُ النُّخامةُ وجمعها قِشَعٌ وبه فسر حديث أَبي هريرة رضي الله عنه لو حدثتكم بكل ما أَعلم لرميتموني بالقِشَع وروي بالقَشْعِ وقال القَشْعُ ههنا البُزاقُ قال المفسر أَي بَصَقْتُم في وجهي تَفْنِيداً لي حكاه الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ وقال ابن الأَثير هي جمع قَشْعٍ على غير قياس وقيل هي جمع قَشْعةٍ وهي ما يُقْشَع عن وجه الأَرض من المدَر والحجر أَي يقلع كبَدْرةٍ وبِدَرٍ وقيل القِشْعةُ النُّخامة التي يَقْتَلِعُها الإِنسان من صدره ويُخْرِجُها بالتنخم أَي لبصقتم في وجهي استخفافاً بي وتكذيباً لقولي ويروى لرميتموني بالقَشْعِ على الإِفراد وهو الجِلْد أَو من القَشْعِ الأَحمق أَي لجعلتموني أَحمَق وقال أَبو منصور عقيب إِيراد هذا الحديث القِشَعُ الجُلود اليابسة وقال قال بعض أَهل اللغة القَشْعةُ ما تَقَلَّفَ من يابِس الطينِ إِذا نَشَّتِ الغُدْرانُ وجفّت وجمعها قِشَعٌ والقَشْعُ أَن تَيْبَسَ أَطرافُ الذّرةِ قبل إِناها يقال قَشَعَت الذُّرةُ تَقْشَعُ قَشْْعاً الحِرْباءُ وأَنشد وبَلْدةٍ مُغْبَرّةِ المَناكِبِ القَشْعُ فيها أَخضَرُ الغَباغِبِ وأَراكةٌ قَشِعةٌ مُلْتَفّةٌ كثيرة الورق والمِقْشَعُ الناوُوس يمانية
قصع
القَصْعةُ الضَّخْمةُ تشْبع العشرة والجمع قِصاعٌ وقِصَعٌ والقَصْعُ ابتلاع جُرَعِ الماء والجِرّة وقَصَعَ الماءَ قَصْعاً ابتلعه جَرْعاً وقَصَعَ الماءُ عطشَه يَقْصَعُه قَصْعاً وقَصَّعَه سكَّنه وقَتَلَه وقَصَعَ العطْشانُ غُلَّتَه بالماء إِذا سكَّنها قال ذو الرمة يصف الوحش فانْصاعَتِ الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرائرَها وقد نَشَحْنَ فلا رِيٌّ ولا هِيمُ وسيفٌ مِقْصَلٌ ومِقْصَعٌ قَطّاعٌ والقَصِيعُ الرَّحَى والقَصْعُ قَتْل الصُّؤابِ والقَمْلةِ بين الظُّفُرَيْنِ وفي الحديث نهى أَن تُقْصَعَ القَمْلةُ بالنَّواةِ أَي تقتل والقَصْعُ الدلْكُ بالظُفر وإِنما خصَّ النواة لأَنهم قد كانوا يأْكلونها عند الضرورة وقَصَعَ الغلامَ قَصْعاً ضربه بِبُسْطِ كفِّه على رأْسه وقَصَعَ هامَتَه كذلك قالوا والذي يُفْعَلُ به ذلك لا يَشِبُّ ولا يَزْدادُ وغلام مقصوعٌ وقَصِيعٌ كادي الشّباب إِذا كان قَمِيئاً لا يَشِبُّ ولا يَزْدادُ وقد قَصُعَ وقَصِعَ قَصاعةً وجاريةٌ قَصِيعةٌ بالهاء عن كراع كذلك وقَصَعَ اللهُ شبابَه أَكْداه ويقال للصبي إِذا كان بطيءَ الشباب قَصِيعٌ يريدون أَنه مُرَدَّدُ الخَلْقِ بعضه إِلى بعض فليس يَطُولُ وقَصْعُ الجِرّةِ شِدَّةُ المَضْغ وضمُّ الأَسنان بعضها على بعض وقَصَعَ البعيرُ بِجِرّته والناقة بِجرّتها يَقْصَعُ قَصْعاً مَضَغَها وقيل هو بعد الدَّسْعِ وقبْلَ المَضْغِ والدَّسْعُ أَن تَنْزِعَ الجِرّة من كَرِشِها ثم القَصْعُ بعد ذلك والمضْغُ والإِفاضةُ وقيل هو أَن يردّها إِلى جوفه وقيل هو أَن يخرجها ويملأَ بها فاه وفي الحديث أَنه خطبهم على راحلته وإِنها لتَقْصَعُ بجرّتها قال أَبو عبيد قَصْعُ الجِرّة شدّة المضْغِ وضمُّ بعض الأَسنان على بعض أَبو سعيد الضرير قَصْعُ الناقة الجِرّةَ استِقامة خُروجِها من الجوف إِلى الشِّدقِ غير متقطِّعة ولا نَزْرةٍ ومتابَعةُ بعضِها بعضاً وإِنما تفعل الناقةُ ذلك إِذا كانت مطمئنة ساكنة لا تسير فإِذا خافت شيئا قطعت الجِرة ولم تخرجها قال وأَصل هذا من تقصيع اليَرْبُوعِ وهو إِخراجه تراب حجره وقاصِعائِه فجعل هذه الجرة إِذا دَسَعَتْ بها الناقة بمنزلة التراب الذي يخرجه اليربوع من قاصعائه قال أَبو عبيد القَصْعُ ضمك الشيء على الشيء حتى تقتله أَو تَهْشِمَه قال ومنه قصعُ القملة ابن الأَنباري دسع البعيرُ( * قوله « دسع البعير إلخ » بهامش الأصل الظاهر أن في العبارة سقطاً ) بِجرّته وقصع بجرته وكَظَمَ بجرته إِذا لم يَجْتَرَّ وفي حديث عائشة رضي الله عنها ما كان لإِحدانا إِلا ثوب واحد تَحِيضُ فيه فإِذا أَصابه شيء من دم قالت بريقها فَقَصَعَتْه قال ابن الأَثير أَي مَصَعَتْه ودلكته بظفرها ويروى مصعته بالميم وقَصَّعَ الجُرْحُ
( * قوله « وقصع الجرح » عبارة القاموس مع شرحه وقصع الجرح بالدم قصعاً شرق به عن ابن دريد ولكنه شدّد قصع ) شَرِقَ بالدّم وتَقَصَّعَ الدُّمَّلُ بالصَّدِيدِ إِذا امتَلأَ منه وقَصَّعَ مثله ويقال قَصَعْتُه قَصْعاً وقَمَعْتُه قَمْعاً بمعنى واحد وقَصَّعَ الرجلُ بيته إِذا لزمه ولم يبرحه قال ابن الرُّقَيّاتِ إِنِّي لأُخْلي لَها الفِراشَ إِذا قَصَّعَ في حِضْن عِرْسِه الفَرِقُ والقُصَعةُ والقُصَعاءُ والقاصِعاءُ جُحْر يَحْفِره اليَرْبُوعُ فإِذا فرغ ودخل فيه سدّ فمه لئلا يدخل عليه حية أَو دابة وقيل هي باب جُحْرِه يَنْقُبُه بعد الدامّاءِ في مواضع أُخر وقيل القاصِعاء والقُصَعةُ فم جحر اليربوع أَوّل ما يبتدئ في حفره ومأْخذه من القَصْع وهو ضم الشيء على الشيء وقيل قاصِعاؤه تراب يسدّ به باب الجحر والجمع قَواصِعُ شبَّهوا فاعِلاءَ بفاعِلةٍ وجعلوا أَلفي التأْنيث بمنزلة الهاء وقَصَّعَ الضبُّ سدّ باب جحره وقيل كل سادٍّ مُقَصِّع وقَصَّعَ الضبُّ أَيضاً دخل في قاصعائه واستعاره بعضهم للشيطان فقال إِذا الشَّيْطانُ قَصَّع في قَفاها تَنَفَّقْناه بالحبْلِ التُّؤامِ قوله تنفقناه أي استخرجناه كاستخراج الضبِّ من نافِقائه ابن الأَعرابي قُصَعةُ اليَرْبُوعِ وقاصِعاؤه أَن يَحْفِرَ حَفِيرةً ثم يسد بابها قال الفرزدق يهجو جريراً وإِذا أَخَذْتُ بقاصِعائِكَ لم تَجِدْ أَحَداً يُعِينُكَ غيرَ مَنْ يَتَقَصَّعُ يقول إِنما أَنت في ضعفك إِذا قَصَدْتُ لكَ كبني يربوع لا يعينك إِلا ضعيف مثلك وإِنما شبههم بهذا لأَنه عنى جريراً وهو من بني يربوع وقَصَّعَ الزرْعُ تَقْصيعاً أَي خرج من الأَرض قال وإِذا صار له شُعَبٌ قيل قد شعَّبَ وقَصَّعَ أَوَّلُ القوم من نَقب الجبل إِذا طلَعوا وقَصَعْتُ الرجلَ قَصْعاً صَغَّرْتُه وحَقَّرْتُه وفي حديث مجاهد كان نَفَسُ آدمَ عليه السلام قد آذى أَهلَ السماء فَقَصَعَه اللهُ قَصْعةً فاطمأَن أَي دفعه وكسره وفي حديث الزبرقان أَبغض صبياننا إِلينا الأُقَيْصِعُ الكَمرَةِ وهو تصغير الأَقْصعِ وهو القصير القُلْفةِ فيكون طرف كمرته بادياً وروى الأُقَيْعِسُ الذكَرِ
قصنصع
الأَزهري القَصَنْصَعُ القصيرُ
قضع
القَضْعُ القهر قَضَعَه قَضْعاً والقَضْعُ والقُضاعُ تقطيع في البطن شديد وفي بطنه تَقْضِيعٌ أَي تقطيع وانْقَضَعَ القومُ وتقضَّعوا تفرّقوا وتَقضَّع عن قومه تباعَدَ وقُضاعةُ اسم كلب الماء وفي التهذيب والصحاح القُضاعةُ اسم كَلْبةِ الماءِ وقُضاعةُ أَبو قبيلة سمي بذلك لانْقِضاعِه مع أُمّه وقيل هو من القهر وقيل هو أَبو حَيّ من اليمن قُضاعةُ بن مالكِ بنِ حِمْيَر بن سَبَإٍ وتزعم نُسّابُ مُضَرَ أَنه قُضاعةُ بن مَعَدِّ بن عَدْنانَ قال وكانوا أَشِدَّاءَ كَلِبِينَ في الحروب ونحو ذلك
قطع
القَطْعُ إِبانةُ بعض أَجزاء الجِرْمِ من بعضٍ فَضْلاً قَطَعَه يَقْطَعُه قَطْعاً وقَطِيعةً وقُطوعاً قال فما بَرِحَتْ حتى اسْتبانَ سقابها قُطُوعاً لِمَحْبُوكٍ من اللِّيفِ حادِرِ والقَطْعُ مصدر قَطَعْتُ الحبْلَ قَطْعاً فانْقَطَع والمِقْطَعُ بالكسر ما يُقْطَعُ به الشيء وقطَعه واقتطَعه فانقطَع وتقطَّع شدد للكثرة وتقطَّعوا أَمرهم بينهم زُبُراً أَي تقَسَّمُوه قال الأَزهري وأَما قوله وتقطَّعوا أَمرهم بينهم زُبراً فإِنه واقع كقولك قَطَّعُوا أَمرهم قال لبيد في الوجه اللازم وتَقَطَّعَتْ أَسْبابُها ورِمامُها أَي انْقَطَعَتْ حِبالُ مَوَدَّتِها ويجوز أَن يكون معنى قوله وتقطَّعوا أَمرهم بينهم أَي تفرقوا في أَمرهم نصب أَمرهم بنزع في منه قال الأَزهري وهذا القول عندي أَصوب وقوله تعالى وقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنّ أَي قَطَعْنَها قَطْعاً بعد قَطْعٍ وخَدَشْنَها خدشاً كثيراً ولذلك شدد وقوله تعالى وقطَّعْناهم في الأَرض أُمَماً أَي فرّقْناهم فِرَقاً وقال وتَقَطَّعَتْ بهم الأَسبابُ أَي انْقَطَعَتْ أَسْبابُهم ووُصَلُهُم قول أَبي ذؤَيب كأَنّ ابْنةَ السَّهْمِيّ دُرَّةُ قامِسٍ لها بعدَ تَقْطِيعِ النُّبُوح وَهِيجُ أَراد بعد انْقِطاعِ النُّبُوحِ والنُّبُوحُ الجماعات أَراد بعد الهُدُوِّ والسكون بالليل قال وأَحْسَبُ الأَصل فيه القِطْع وهو طائفة من الليل وشيءٌ قَطِيعٌ مقطوعٌ والعرب تقول اتَّقُوا القُطَيْعاءَ أَي اتقوا أَن يَتَقَطَّعَ بعضُكم من بعض في الحرب والقُطْعةُ والقُطاعةُ ما قُطِعَ من الحُوّارَى من النُّخالةِ والقُطاعةُ بالضم ما سقَط عن القَطْعِ وقَطَعَ النخالةَ من الحُوّارَى فَصَلَها منه عن اللحياني وتَقاطَعَ الشيءُ بانَ بعضُه من بعض وأَقْطَعَه إِياه أَذن له في قطعه وقَطَعاتُ الشجرِ أُبَنُها التي تَخْرُجُ منها إِذا قُطِعَت الواحدة قَطَعَةٌ وأَقْطَعْتُه قُضْباناً من الكَرْمِ أَي أَذِنْتُ له في قَطْعِها والقَطِيع الغُصْنُ تَقْطَعُه من الشجرة والجمع أَقْطِعةٌ وقُطُعٌ وقُطُعاتٌ وأَقاطِيعُ كحديثٍ وأَحاديثَ والقِطْعُ من الشجر كالقَطِيعِ والجمع أَقطاعٌ قال أَبو ذؤَيب عَفا غيرُ نُؤْيِ الدارِ ما إِنْ تُبِينُه وأَقْطاعُ طُفْيٍ قد عَفَتْ في المَعاقِلِ والقِطْعُ أَيضاً السهم يعمل من القَطِيعِ والقِطْعِ اللذين هما المَقْطُوعُ من الشجر وقيل هو السهم العَرِيضُ وقيل القِطْعُ نصل قَصِيرٌ عَرِيضُ السهم وقيل القِطْعُ النصل القصير والجمع أَقْطُعٌ وأَقْطاعٌ وقُطُوعٌ وقِطاعٌ ومَقاطِيعُ جاء على غير واحده نادراً كأَنه إِنما جمع مِقْطاعاً ولم يسمع كما قالوا مَلامِحَ ومَشابِهَ ولم يقولوا مَلْمَحَةً ولا مَشْبَهةً قال بعض الأَغفالِ يصف دِرْعاً لها عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً وتَهْزَأُ بالمَعابِلِ والقِطاعِ وقال ساعدة بن جُؤَيَّةَ وشَقَّتْ مَقاطِيعُ الرُّماةِ فُؤَادَه إِذا يَسْمَعُ الصوتَ المُغَرِّدَ يَصْلِدُ والمِقْطَعُ والمِقْطاعُ ما قَطَعْتَه به قال الليث القِطْعُ القضيبُ الذي يُقْطَعُ لبَرْيِ السِّهامِ وجمعه قُطْعانٌ وأَقْطُعٌ وأَنشد لأَبي ذؤَيب ونَمِيمَةً من قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ في كَفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطُعُ قال أَراد السِّهامَ قال الأَزهري وهذا غلط قال الأَصمعي القِطْعُ من النِّصالِ القصير العريضُ وكذلك قال غيره سواء كان النصل مركباً في السهم أَو لم يكن مركباً سُمِّيَ قِطْعاً لأَنه مقطوعٌ من الحديث وربما سَمَّوْه مقطوعاً والمَقاطِيعُ جمعه وسيف قاطِعٌ وقَطَّاعٌ ومِقْطَعٌ وحبل أَقْطاعٌ مقطوعٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منه قِطْعاً وإِن لم يتكلم به وكذلك ثوب أَقْطاعٌ وقِطْعٌ عن اللحياني والمَقْطُوعُ من المديد والكامل والرَّجَزِ الذي حذف منه حرفان نحو فاعلاتن ذهب منه تن فصار محذوفاً فبقي فاعلن ثم ذهب من فاعِلن النون ثم أُسكنت اللام فنقل في التقطيع إِلى فعْلن كقوله في المديد إِنما الذَّلْفاءُ ياقُوتةٌ أُخْرِجَتْ من كِيسِ دِهْقانِ فقوله قاني فعْلن وكقوله في الكامل وإِذا دَعَوْنَكَ عَمَّهُنَّ فإِنَّه نَسَبٌ يَزِيدُكَ عِنْدَهُنَّ خَبالا فقوله نَخَبالا فعلاتن وهو مقطوع وكقوله في الرجز دار لِسَلْمَى إِذ سُلَيْمَى جارةٌ قَفْرٌ تُرى آياتها مِثْلَ الزُّبُرْ( * قوله « دار لسلمى إلخ » هو موفور لا مقطوع فلا شاهد فيه كما لا يخفى )
وكقوله في الرجز القَلْبُ منها مُسْتَرِيحٌ سالِمٌ والقلبُ مِنِّي جاهِدٌ مَجْهُودُ فقوله مَجْهُود مَفْعُولُنْ وتَقْطِيعُ الشعر وَزْنه بأَجزاء العَرُوضِ وتَجْزئته بالأَفعالِ وقاطَعَ الرجُلانِ بسيفيهما إِذا نظرا أَيُّهما أَقْطَعُ وقاطَعَ فلان فلاناً بسيفيهما كذلك ورجل لَطّاع قَطّاعٌ يَقْطَعُ نصف اللُّقْمةِ ويردّ الثاني واللَّطّاعُ مذكور في موضعه وكلامٌ قاطِعٌ على المَثَلِ كقولهم نافِذٌ والأَقْطَعُ المقطوعُ اليَدِ والجمع قُطْعٌ وقُطْعانٌ مثل أَسْوَدَ وسُودانٍ ويَدٌ قَطعاءُ مقطوعةٌ وقد قَطَعَ وقطِعَ قَطعاً والقَطَعَةُ والقُطْعةُ بالضم مثل الصَّلَعةِ والصُّلْعةِ موضع القَطْعِ من اليد وقيل بقيّةُ اليدِ المقطوعةِ وضربَه بقَطَعَتِه وفي الحديث أَنَّ سارِقاً سَرَقَ فَقُطِعَ فكان يَسْرِقُ بقَطَعَتِه بفتحتين هي الموضعُ المقطوعُ من اليد قال وقد تضم القاف وتسكن الطاء فيقال بقُطْعَتِه قال الليث يقولون قُطِعَ الرجلُ ولا يقولون قُطِعَ الأَقْطَعُ لأَنَّ الأَقْطَعَ لا يكون أَقْطَعَ حتى يَقْطَعَه غيره ولو لزمه ذلك من قبل نفسه لقيل قَطِعَ أَو قَطُعَ وقَطَعَ الله عُمُرَه على المَثَلِ وفي التنزيل فَقُطِعَ دابِرُ القوم الذين ظَلَموا قال ثعلب معناه استُؤْصِلُوا من آخرهم ومَقْطَعُ كل شيءٍ ومُنْقَطَعُه آخره حيث يَنْقَطِعُ كمَقاطِعِ الرِّمالِ والأَوْدِيةِ والحَرَّةِ وما أَشبهها ومَقاطِيعُ الأَوديةِ مآخيرُها ومُنْقَطَعُ كلِّ شيءٍ حيث يَنْتَهي إِليه طَرَفُه والمُنْقَطِعُ الشيءُ نفسُه وشرابٌ لذيذُ المَقْطَعِ أَي الآخِر والخاتِمَةِ وقَطَعَ الماءَ قَطْعاً شَقَّه وجازَه وقطَعَ به النهرَ وأَقْطَعَه إِياه وأَقطَعَه به جاوَزَه وهو من الفصل بين الأَجزاء وقَطَعْتُ النهر قَطْعاً وقُطُوعاً عَبَرْتُ ومَقاطِعُ الأَنهار حيث يُعْبَرُ فيه والمَقْطَعُ غايةُ ما قُطِعَ يقال مَقْطَعُ الثوبِ ومَقْطَعُ الرمْلِ للذي لا رَمْلَ وراءه والمَقْطَعُ الموضع الذي يُقْطَعُ فيه النهر من المَعابرِ ومَقاطِعُ القرآنِ مواضعُ الوقوفِ ومَبادِئُه مواضعُ الابتداءِ وفي حديث عمر رضي الله عنه حين ذَكَر أَبا بكر رضي الله عنه ليس فيكم مَنْ تَقَطَّعُ عليه
( * قوله « تقطع عليه » كذا بالأصل والذي في النهاية دونه )
الأَعْناقُ مثلَ أَبي بكر أَراد أَن السابِقَ منكم الذي لا يَلْحَقُ شَأْوَه في الفضل أَحدٌ لا يكون مِثْلاً لأَبي بكر لأَنه أَسْبَقُ السابقين وفي النهاية أَي ليس فيكم أَحدٌ سابقٌ إِلى الخيراتِ تَقَطَّعُ أَعْناقُ مُسابقِيه حتى لا يَلْحَقَه أَحدٌ مِثْلَ أَبي بكر رضي الله عنه يقال للفرَس الجَوادِ تَقَطَّعَت أَعناقُ الخيْلِ عليه فلم تَلْحَقْه وأَنشد ابن الأَعرابي للبَعِيثِ طَمِعْتُ بِلَيْلى أَن تَرِيعَ وإِنَّما تُقَطِّعُ أَعناقَ الرِّجالِ المَطامِعُ وبايَعْتُ لَيْلى في الخَلاءِ ولم يَكُنْ شُهُودي على لَيْلى عُدُولٌ مَقانِعُ ومنه حديث أَبي ذر فإِذا هي يُقَطَّعُ دونَها السَّرابُ أَي تُسْرِعُ إِسْراعاً كثيراً تقدمت به وفاتت حتى إن السراب يظهر دونها أَي من ورائها لبعدها في البر ومُقَطَّعاتُ الشيء طرائقُه التي يتحلَّلُ إِليها ويَتَرَكَّبُ عنها كَمُقَطَّعاتِ الكلامِ ومُقَطَّعاتُ الشعْرِ ومَقاطِيعُه ما تَحَلَّل إِليه وترَكَّبَ عنه من أَجْزائِه التي يسميها عَرُوضِيُّو العرب الأَسْبابَ والأَوْتادَ والقِطاعُ والقَطاعُ صِرامُ النخْلِ مِثْلُ الصِّرامِ والصَّرامِ وقَطَعَ النخلَ يَقْطَعُه قَطْعاً وقِطاعاً وقَطاعاً عن اللحياني صرَمه قال سيبويه قَطَعْتُه أَوْصَلْتُ إِليه القَطْعَ واستعملته فيه وأَقْطَعَ النخلُ إِقْطاعاً إِذا أَصرَمَ وحانَ قِطاعُه وأَقْطَعْتُه أَذِنْتُ له في قِطاعه وانْقَطَعَ الشيءُ ذهَب وقْتُه ومنه قولهم انْقَطَعَ البَرْدُ والحرُّ وانْقَطَع الكلامُ وَقَفَ فلم يَمْضِ وقَطَعَ لسانه أَسْكَتَه بإِحسانِه إِليه وانْقَطَعَ لسانه ذهبت سَلاطَتُه وامرأَة قَطِيعُ الكلامِ إِذا لم تكن سَلِيطةً وفي الحديث لما أَنشده العباس ابن مِرْداسٍ أَبياته العينية اقْطَعُوا عني لِسانه أَي أَعْطُوه وأَرْضُوه حتى يسكت فكنى باللسانِ عن الكلامِ ومنه الحديث أَتاه رجل فقال إِني شاعر فقال يا بلال اقْطَعْ لسانه فأَعطاه أَربعين درهماً قال الخطابي يشبه أَن يكون هذا ممن له حق في بيت المال كابن السبيل وغيره فتعرّض له بالشعر فأَعطاه لحقه أَو لحاجته لا لشعره وأَقْطَعَ الرجلُ إِذا انْقَطَعَت حُجَّتُه وبَكَّتُوه بالحق فلم يُجِبْ فهو مُقْطِعٌ وقَطَعَه قَطْعاً أَيضاً بَكَّتَه وهو قَطِيعُ القولِ وأَقْطَعُه وقد قَطَعَ وقَطِعَ قَطاعةً واقْطَعَ الشاعِرُ انْقَطَعَ شِعْرُه وأَقْطََعَت الدجاجةُ مثل أَقَفَّت انْقَطَعَ بيضُها قال الفارسيّ وهذا كما عادلوا بينهما بأَصْفَى وقُطِعَ به وانْقُطِعَ وأُقْطِعَ وأَقْطَعَ ضَعُفَ عن النكاح وأُقْطِعَ به إِقْطاعاً فهو مُقْطَعٌ إِذا لم يُرِدِ النساءَ ولم يَنْهَض عُجارِمُه وانْقُطِعَ بالرجل والبعيرِ كَلاَّ وقفطِعَ بفلان فهو مَقْطُوعٌ به وانْقُطِعَ به فهو مُنْقَطَعٌ به إِذا عجز عن سفره من نَفَقَةٍ ذهبت أَو قامَت عليه راحِلَتُه أَو أَتاه أَمر لا يقدر على أَن يتحرك معه وقيل هو إِذا كان مسافراً فأُبْدِعَ به وعَطِبَت راحلته وذَهَبَ زادُه وماله وقُطِعَ به إِذا انْقَطَعَ رَجاؤُهُ وقُطِعَ به قَطْعاً إِذا قُطِعَ به الطريقُ وفي الحديث فَخَشِينا أَن يُقْتَطَعَ دُونَنا أَي يُؤْخَذَ ويُنْفَرَدَ به وفي الحديث ولو شئنا لاقْتَطَعْناهم وفي الحديث كان إِذا أَراد أَن يَقْطَعَ بَعْثاً أَي يُفْرِدَ قوماً يبعثُهم في الغَزْوِ ويُعَيِّنَهُم من غيرهم ويقال للغريب بالبلد أُقْطِعَ عن أَهله إِقْطاعاً فهو مُقْطَعٌ عنهم ومُنْقَطِعٌ وكذلك الذي يُفْرَضُ لنظرائه ويترك هو وأَقْطَعْتُ الشيء إِذا انْقَطَعَ عنك يقال قد أَقْطَعْتُ الغَيْثَ وعَوْدٌ مُقْطَعٌ إِذا انْقَطَعَ عن الضِّراب والمُقْطَعُ بفتح الطاءِ البعير إِذا جَفَرَ عن الصواب قال النمر بن تَوْلَبٍ يصف امرأَته قامَت تَباكَى أَن سَبَأْتُ لِفِتْيةٍ زِقًّا وخابِيَةً بِعَوْدٍ مُقْطَعِ وقد أُقْطِعَ إِذا جَفَرَ وناقةٌ قَطُوعٌ يَنْقَطِعُ لبنها سريعاً والقَطْعُ والقَطِيعةُ الهِجْرانُ ضِدُّ الوصل والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر وهو على المثل ورجل قَطُوعٌ لإِخْوانه ومِقْطاعٌ لا يثبت على مُؤاخاةٍ وتَقَاطَعَ القومُ تَصارَمُوا وتَقَاطَعَتْ أَرْحامُهُمْ تَحاصَّتْ وقَطَعَ رَحِمَه قَطْعاً وقَطِيعةً وقَطَّعَها عَقَّها ولم يَصِلْها والاسم القَطِيعةُ ورجل قُطَعَةٌ وقُطَعٌ ومِقْطَعٌ وقَطَّاعٌ يَقْطَعُ رَحِمَه وفي الحديث من زَوَّجَ كَرِيمَةً من فاسِقٍ فقد قَطَعَ رَحمها وذلك أَن الفاسِقَ يطلقها ثم لا يبالي أَن يضاجعها وفي حديث صِلَةِ الرَّحِمِ هذا مقام العائذ بك من القَطِيعَةِ القَطِيعَةُ الهِجْرانُ والصَّدُّ وهيَ فَعِيلَةٌ من القَطْعِ ويريد به ترك البر والإِحسان إِلى الأَهل والأَقارب وهي ضِدّ صِلَة الرَّحمِ وقوله تعالى أَن تفسدوا في الأَرض وتُقَطِّعُوا أَرحامَكم أَي تعُودوا إِلى أَمر الجاهلية فتفسدوا في الأَرض وتَئِدُوا البناتِ وقيل تقطعوا أَرحامكم تقتل قريش بني هاشم وبنو هاشم قريشاً ورَحِمٌ قَطعاءُ بيني وبينك إِذا لم توصل ويقال مَدّ فلان إِلى فلان بِثَدْيٍ غير أَقْطَعَ ومَتَّ بالتاء أَي تَوَسَّلَ إِليه بقرابة قريبة وقال دَعاني فلم أُورَأْ بِه فأَجَبْتُه فَمَدّ بِثَدْيٍ بَيْنَنا غَيْرِ أَقْطَعا والأُقْطوعةُ ما تبعثه المرأَة إِلى صاحبتها علامة للمُصارَمةِ والهِجْرانِ وفي التهذيب تبعث به الجارية إِلى صاحبها وأَنشد وقالَتْ لِجارِيَتَيْها اذْهَبا إِليه بأُقْطُوعةٍ إِذْ هَجَرْ والقُطْعُ البُهْرُ لقَطْعِه الأَنفاسَ ورجل قَطِيعٌ مَبْهُورٌ بَيّنُ القَطاعةِ وكذلك الأُنثى بغير هاء ورجل قَطِيعُ القيام إِذا وصف بالضعف أَو السِّمَنِ وامرأَة قَطُوعٌ وقَطِيعٌ فاتِرةُ القِيامِ وقد قَطُعَتِ المرأَةُ إِذا صارت قَطِيعاً والقُطْعُ والقُطُعُ في الفرس وغيره البُهْرُ وانْقِطاعُ بعض عُرُوقِه وأَصابه قُطْعٌ أَو بُهْر وهو النفَس العالي من السمن وغيره وفي حديث ابن عمر أَنه أَصابه قُطْعٌ أَو بهر فكان يُطْبَخُ له الثُّومُ في الحَسا فيأْكله قال الكسائي القُطْعُ الدَّبَرُ
( * قوله « القطع الدبر » كذا بالأصل وقوله « لأبي جندب » بهامش الأصل بخط السيد مرتضى صوابه
وإني إذا ما الصبح آنست ضوءه ... يعاودني قطع علي ثقيل
والبيت لأبي خراش الهذلي ) وأَنشد أَبو عبيد لأَبي جندب الهذلي
وإِنِّي إِذا ما آنسٌ ... مُقْبَلاً
( * كذا بياض بالأصل ولعله
وإني إذا ما آنس شمت مقبلاً )
يُعاوِدُني قُطْعٌ جَواه طَوِيلُ يقول إِذا رأَيت إِنساناً ذكرته وقال ابن الأَثير القُطْعُ انْقِطاعُ النَّفَسِ وضيقُه والقُطْعُ البُهْرُ يأْخذ الفرس وغيره يقال قُطِعَ الرجلُ فهو مقطوعٌ ويقال للفرس إِذا انْقَطَعَ عِرْقٌ في بطنه أَو شَحْمٌ مقطوعٌ وقد قُطِعَ واقْتَطَعْتُ من الشيء قِطْعةً يقال اقتَطَعْتُ قَطِيعاً من غنم فلان والقِطْعةُ من الشيء الطائفةُ منه واقْتَطَعَ طائفة من الشيء أَخذها والقَطِيعةُ ما اقْتَطَعْتَه منه وأَقْطَعَني إِياها أَذِنَ لي في اقْتِطاعِها واسْتَقْطَعَه إِياها سأَلَه أَن يُقْطِعَه إِياها وأَقْطَعْتُه قَطِيعةً أَي طائفة من أَرض الخراج وأَقْطَعَه نهراً أَباحَه له وفي حديث أَبْيَضَ بن حَمّالٍ أَنه اسْتَقْطَعَه المِلْحَ الذي بِمَأْرِبَ فأَقْطَعَه إِياه قال ابن الأَثير سأَله أَن يجعله له إِقطاعاً يتملَّكُه ويسْتَبِدُّ به وينفرد والإِقطاعُ يكون تمليكاً وغير تمليك يقال اسْتَقْطَعَ فلان الإِمامَ قَطيعةً فأَقْطَعَه إِيّاها إِذا سأَلَه أَن يُقْطِعَها له ويبنيها مِلْكاً له فأَعطاه إِياها والقَطائِعُ إِنما تجوز في عَفْوِ البلاد التي لا ملك لأَحد عليها ولا عِمارةَ فيها لأَحد فيُقْطِعُ الإِمامُ المُسْتَقْطِعَ منها قَدْرَ ما يتهيَّأْ له عِمارَتُه بإِجراء الماء إِليه أَو باستخراج عين منه أَو بتحجر عليه للبناء فيه قال الشافعي ومن الإِقْطاعِ إِقْطاعُ إِرْفاقِ لا تمليكٍ كالمُقاعَدةِ بالأسواق التي هي طُرُقُ المسلمين فمن قعد في موضع منها كان له بقدر ما يَصْلُحُ له ما كان مقيماً فيه فإِذا فارقه لم يكن له منع غيره منه كأَبنية العرب وفساطِيطِهمْ فإِذا انْتَجَعُوا لم يَمْلِكُوا بها حيث نزلوا ومنها إِقْطاعُ السكنى وفي الحديث عن أُمّ العلاءِ الأَنصارية قالت لما قَدِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ أَقْطَع الناسَ الدُّورَ فطار سَهْمُ عثمانَ ابن مَظْعُونٍ علَيّ ومعناه أَنزلهم في دُورِ الأَنصارِ يسكنونها معهم ثم يتحوّلون عنها ومنه الحديث أَنه أَقْطَعَ الزبير نخلاً يشبه أَنه إِنما أَعطاه ذلك من الخُمُسِ الذي هو سَهْمُه لأَنَّ النخل مالٌ ظاهِرُ العين حاضِرُ النفْعِ فلا يجوز إِقْطاعُه وكان بعضهم يتأَوّل إِقْطاعَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم المهاجرين الدُّورَ على معنى العارِيّةِ وأَما إِقْطاعُ المَواتِ فهو تمليك وفي الحديث في اليمين أَو يَقْتَطِعَ بها مالَ امرئٍ مُسْلِمٍ أَي يأْخذه لنفسه متملكاً وهو يَفْتَعِلُ من القَطْعِ ورجل مُقْطَعٌ لا دِيوانَ له وفي الحديث كانوا أَهلَ دِيوانٍ أَو مُقْطَعِينَ بفتح الطاء ويروى مُقْتَطِعينَ لأَن الجند لا يَخْلُونَ من هذين الوجهين وقَطَعَ الرجلُ بحبل يَقْطَعُ قَطْعاً اخْتَنَقَ به وفي التنزيل فَلْيَمْدُدْ بسبب إِلى السماء ثم ليَقْطَعْ فلينظر قالوا لِيَقْطَعْ أَي لِيَخْتَنِقْ لأَن المُخْتَنِقَ يَمُدّ السبب إِلى السقف ثم يَقْطَعُ نفسَه من الأَرض حتى يختنق قال الأَزهري وهذا يحتاج إِلى شرح يزيد في إِيضاحه والمعنى والله أَعلم من كان يظن أَن لن ينصر الله محمداً حتى يظهره على الدين كله فليمت غيظاً وهو تفسير قوله فليمدد بسَبَبٍ إِلى السماء والسببُ الحبل يشدّه المختنق إِلى سَقْفِ بيته وسماءُ كل شيء سقفه ثم ليقطع أَي ليمد الحبل مشدُوداً في عنقه مدّاً شديداً يُوَتِّرُه حتى ينقطع فيموت مختنقاً وقال الفراء أَراد ليجعل في سماء بيته حبلاً ثم ليختنق به فذلك قوله ثم ليقطع اختناقاً وفي قراءة عبد الله ثم ليقطعه يعني السبب وهو الحبل وقيل معناه ليمد الحبل المشدود في عنقه حتى ينقطعَ نفَسُه فيموتَ وثوبٌ يَقْطَعُكَ ويُقْطِعُكَ ويُقَطِّعُ لك تَقْطِيعاً يَصْلُح عليك قميصاً ونحوَه وقال الأَزهري إِذا صلح أَن يُقْطَعَ قميصاً قال الأَصمعي لا أَعرف هذا ثوب يَقْطَعُ ولا يُقَطِّعُ ولا يُقَطِّعُني ولا يَقْطَعُني هذا كله من كلام المولّدين قال أَبو حاتم وقد حكاه أَبو عبيدة عن العرب والقُطْعُ وجَعٌ في البطن ومَغَسٌ والتقطِيعُ مَغَسٌ يجده الإِنسان في بطنه وأَمْعائِه يقال قُطِّعَ فلان في بطنه تَقْطِيعاً والقَطِيعُ الطائفة من الغنم والنعم ونحوه والغالب عليه أَنه من عشر إِلى أَربعين وقيل ما بين خمس عشرة إِلى خمس وعشرين والجمع أَقْطاعٌ وأَقْطِعةٌ وقُطْعانٌ وقِطاعٌ وأَقاطِيعُ قال سيبويه وهو مما جمع على غير بناء واحده ونظيره عندهم حديثٌ وأَحاديثُ والقِطْعةُ كالقَطِيع والقَطِيعُ السوط يُقْطَعُ من جلد سير ويعمل منه وقيل هو مشتق من القَطِيعِ الذي هو المَقْطُوعُ من الشجر وقيل هو المُنْقَطِعُ الطرَف وعَمَّ أَبو عبيد بالقَطِيعِ وحكى الفارسي قَطَعْتُه بالقَطِيع أَي ضربته به كما قالوا سُطْتُه بالسوط قال الأَعشى تَرى عَينَها صَغْواءَ في جَنْبِ مُوقِها تُراقِبُ كَفِّي والقَطِيعَ المُحَرَّما قال ابن بري السوط المُحَرَّمُ الذي لم يُليَّن بَعْد الليث القَطِيعُ السوط المُنْقَطِعُ قال الأَزهري سمي السوط قَطِيعاً لأَنهم يأْخذون القِدّ المُحَرَّمَ فيَقْطَعونه أَربعة سُيُور ثم يَفْتِلونه ويَلْوُونه ويتركونه حتى يَيْبَسَ فيقومَ قِياماً كأَنه عَصاً سمي قَطِيعاً لأَنه يُقْطَعُ أَربع طاقات ثم يُلْوى والقُطَّعُ والقُطَّاعُ اللُّصوص يَقْطَعون الأَرض وقُطَّاعُ الطريق الذين يُعارِضون أَبناءَ السبيل فيَقْطَعون بهم السبيلَ ورجل مُقَطَّعٌ مُجَرَّبٌ وإِنه لحسَنُ التقْطِيع أَي القَدِّ وشيء حسن التقْطِيعِ إِذا كان حسن القَدِّ ويقال فلان قَطِيعُ فلان أَي شَبيهُه في قَدِّه وخَلْقِه وجمعه أَقْطِعاءُ ومَقْطَعُ الحقِّ ما يُقْطَعُ به الباطل وهو أَيضاً موضع التِقاءِ الحُكْمِ وقيل هو حيث يُفْصَلُ بين الخُصومِ بنص الحكم قال زهير وإِنَّ الحَقَّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ يَمِينٌ أَو نِفارٌ أَو جَلاءُ ويقال الصوْمُ مَقْطَعةٌ للنكاح والقِطْعُ والقِطْعةُ والقَطِيعُ والقِطَعُ والقِطاعُ طائفة من الليل تكون من أَوّله إِلى ثلثه وقيل للفزاريِّ ما القِطْعُ من الليل ؟ فقال حُزْمةٌ تَهُورُها أَي قِطْعةٌ تَحْزُرُها ولا تَدْرِي كمْ هِيَ والقِطْعُ ظلمة آخر الليل ومنه قوله تعالى فأَسْرِ بأَهلك بقِطْعٍ من الليل قال الأَخفش بسواد من الليل قال الشاعر افْتَحي الباب فانْظُري في النُّجومِ كَمْ عَلَيْنا مِنْ قِطْعِ لَيْلٍ بَهِيمِ وفي التنزيل قِطَعاً من الليل مظلماً وقرئ قِطْعاً والقِطْعُ اسم ما قُطِعَ يقال قَطَعْتُ الشيءَ قَطْعاً واسم ما قُطِعَ فسقط قِطْعٌ قال ثعلب من قرأَ قِطْعاً جعل المظلم من نعته ومن قرأَ قِطَعاً جعل المظلم قِطَعاً من الليل وهو الذي يقول له البصريون الحال وفي الحديث إِنَّ بين يَدَيِ الساعة فِتَناً كقِطْعِ الليل المُظْلِمِ قِطْعُ الليلِ طلئفةٌ منه وقِطْعةٌ وجمع القِطْعةِ قِطَعٌ أَراد فتنة مظلمة سوْداءَ تعظيماً لشأْنها والمُقَطَّعاتُ من الثيابِ شِبْه الجِبابِ ونحوها من الخَزِّ وغيره وفي التنزيل قُطِّعَتْ لهم ثيابٌ من نار أَي خِيطَتْ وسُوِّيَتْ وجُعِلَتْ لبَوساً لهم وفي حديث ابن عباس في صفة نخل الجنة قال نخل الجنة سَعَفُها كِسْوةٌ لأَهل الجنة منها مُقَطَّعاتُهم وحُلَلُهم قال ابن الأَثير لم يكن يَصِفُها بالقِصَر لأَنه عيب وقال ابن الأَعرابي لا يقال للثياب القِصار مُقَطَّعاتٌ قال شمر ومما يقوِّي قوله حديث ابن عباس في وصف سَعَفِ الجنة لأَنه لا يصف ثياب أَهل الجنة بالقَصَرِ لأَنه عيب وقيل المقطَّعات لا واحد لها فلا يقال لجملة للجُبّةِ القصيرة مُقَطَّعةٌ ولا للقَمِيصِ مُقَطَّعٌ وإِنما يقال الثياب القصار مُقَطَّعات وللواحد ثوب وفي الحديث أَن رجلاً أَتى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه مُقَطَّعاتٌ له قال ابن الأَثير أَي ثياب قصار لأَنها قُطِعَتْ عن بلوغ التمام وقيل المُقَطَّع من الثياب كلُّ ما يُفَصَّلُ ويُخاطُ من قميصٍ وجِبابٍ وسَراوِيلاتٍ وغيرها وما لا يقطع منها كالأَردية والأُزُر والمَطارِفِ والرِّياطِ التي لم تقطع وإِنما يُتَعَطَّفُ بها مرَّة ويُتَلَفَّعُ بها أُخرى وأَنشد شمر لرؤبة يصف ثوراً وحشيّاً كأَنَّ نِصْعاً فَوْقَه مُقَطَّعا مُخالِطَ التَّقْلِيصِ إِذْ تَدَرَّعا
( * وقوله « كأن إلخ » سيأتي في نصع تخال بدل كأن )
قال ابن الأَعرابي يقول كأَنَّ عليه نِصْعاً مُقَلَّصاً عنه يقول تخال أَنه أُلْبِسَ ثوباً أَبيض مقلصاً عنه لم يبلغ كُراعَه لأَنها سُود لست على لونه وقول الراعي فَقُودُوا الجِيادَ المُسْنِفاتِ وأَحْقِبوا على الأَرْحَبِيّاتِ الحَديدَ المُقَطَّعا يعني الدروع والحديدُ المُقَطَّعُ هو المتخذ سلاحاً يقال قطعنا الحديد أَي صنعناه دُروعاً وغيره من السِّلاح وقال أَبو عمرو مُقَطَّعاتُ الثياب والشِّعرْ قِصارُها والمقطَّعات الثياب القصار والأَبياتُ القِصارُ وكل قصيرٍ مُقَطَّعٌ ومُتَقَطِّعٌ ومنه حديث ابن عباس وقتُ صلاةِ الضُّحى إِذا تقَطَّعتِ الظِّلالُ يعين قَصُرَتْ لأَنها تكون ممتدة في أَول النهار فكلما ارتفعت الشمسُ تَقَطَّعَتِ الظِّلالُ وقصرت وسميت الأَراجيز مُقَطِّعاتِ لقصرها ويروى أَن جرير بن الخَطَفى كان بينه وبين رؤبة اختلاف في شيء فقال أَما والله لئن سَهِرْتُ له ليلة لأَدَعَنَّه وقلَّما تغني عنه مقطَّعاته يعني أَبيات الرجز ويقال للرجُل القصير إِنه لَمُقَطَّعٌ مُجَذَّرٌ والمِقْطَعُ مثالٌ يُقْطَعُ عليه الأَديم والثوب وغيره والقاطِعُ كالمِقْطَعِ اسم كالكاهل والغارِبِ وقال أَبو الهيثم إِنما هو القِطاعُ لا القاطِعُ قال وهو مثل لِحافٍ ومِلْحَفٍ وقِرامٍ ومِقْرَمٍ وسِرادٍ ومِسْرَدٍ والقِطْعُ ضرب من الثياب المُوَشَّاةِ والجمع قُطوعٌ والمُقَطَّعاتُ بُرود عليها وشْيٌ مُقَطَّعٌ والقِطْعُ النُّمْرُقةُ أَيضاً والقِطْعُ الطِّنْفِسةُ تكون تحت الرَّحْلِ على كَتِفَيِ البعير والجمع كالجمع قال الأَعشى أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ في بُراها تَكَشَّفُ عن مَناكِبها القُطوعُ قال ابن بري الشعر لعبد الرحمن بن الحكم بن أَبي العاص يمدح معاوية ويقال لِزيادٍ الأَعْجَمِ وبعده بأَبيَضَ مِنْ أُمَيَّةَ مَضْرَحِيٍّ كأَنَّ جَبِينَه سَيْفٌ صَنِيعُ وفي حديث ابن الزبير والجِنِّيِّ فجاء وهو على القِطع فنَفَضَه وفُسِّرَ القِطْعُ بالطِّنْفِسةِ تحت الرَّحْلِ على كتفي البعير وقاطَعَه على كذا وكذا من الأَجْرِ والعَمَلِ ونحوه مُقاطعةً قال الليث ومُقَطَّعةُ الشعَر هناتٌ صِغار مثل شعَرِ الأَرانِبِ قال الأَزهري هذا ليس بشيء وأُراه إِنما أَراد ما يقال للأَرْنَبِ السريعة ويقال للأَرنب السريعة مُقَطِّعةُ الأَسْحارِ ومقطِّعةُ النِّياطِ ومقطِّعةُ السحورِ كأَنها تَقْطَعُ عِرْقاً في بطن طالبها من شدّةِ العَدْوِ أَو رِئاتِ من يَعْدُو على أَثرها ليصيدها وهذا كقولهم فيها مُحَشِّئةُ الكِلاب ومن قال النِّياطُ بُعْدُ المَفازةِ فهي تَقْطَعُه أَيضاً أَي تُجاوِزُه قال يصف الأَرنب كأَنِّي إِذْ مَنَنْتُ عليكَ خَيْري مَنَنْتُ على مُقَطِّعةِ النِّياطِ وقال الشاعر مَرَطى مُقَطِّمةٍ سُحُورَ بُغاتِها مِنْ سُوسِها التَّوْتِيرُ مهما تُطْلَبِ ويقال لها أَيضاً مُقَطِّعةُ القلوب أَنشد ابن الأَعرابي كأَنِّي إِذْ مَنَنْتُ عليكَ فَضْلي مَنَنْتُ على مُقَطِّعةِ القُلُوبِ أُرَيْنِبِ خُلّةٍ باتَتْ تَغَشَّى أَبارِقَ كلُّها وَخِمٌ جَدِيب ويقال هذا فرس يُقَطِّعُ الجَرْيَ أَي يجري ضُرُوباً من الجَرْيِ لِمَرحِه ونشاطِه وقَطَّعَ الجَوادُ الخيلَ تَقْطِيعاً خَلَّفَها ومضى قال أَبو الخَشْناءِ ونسبه الأَزهري إِلى الجعدي يُقَطِّعُهُنَّ بِتَقْرِيبه ويَأْوي إِلى حُضُرٍ مُلْهِبِ ويقال جاءت الخيل مُقْطَوْطِعاتٍ أَي سِراعاً بعضها في إِثر بعض وفلان مُنْقَطِعُ القَرِينِ في الكرم والسّخاء إِذا لم يكن له مِثْلٌ وكذلك مُنْقَطِعُ العِقالِ في الشرّ والخُبْثِ قال الشماخ رأَيْتُ عَرابَةَ الأَوْسِيَّ يَسْمُو إِلى الخَيْراتِ مُنْقَطِعَ القَرِينِ أَبو عبيدة في الشِّياتِ ومن الغُرَرِ المُتَقَطِّعةُ وهي التي ارْتَفَعَ بياضُها من المَنْخَرَيْنِ حتى تبلغ الغُرَّةُ عينيه دون جَبْهته وقال غيره المُقَطَّعُ من الحَلْي هو الشيء اليسيرُ منه القليلُ والمُقَطَّعُ من الذَّهَبِ اليسِيرِ كالحَلْقةِ والقُرْطِ والشَّنْفِ والشَّذْرةِ وما أَشبهها ومنه الحديث أَنه نَهى عن لُبْسِ الذهب إِلا مُقَطَّعاً أَراد الشيء اليسير وكره الكثير الذي هو عادة أَهل السَّرَفِ والخُيَلاء والكِبْر واليسيرُ هو ما لا تجب فيه الزكاة قال ابن الأَثير ويشبه أَن يكون إِنما كره استعمال الكثير منه لأَن صاحبه ربما بَخِلَ بإِخراج زكاته فيأْثم بذلك عند منْ أَوْجَب فيه الزكاةَ وقَطَّعَ عليه العذابَ لوَّنَه وجَزَّأَه ولَوَّنَ عليه ضُرُوباً من العذاب والمُقَطَّعاتُ الدِّيارُ والقَطِيعُ شبيه بالنظير وأَرض قَطِيعةٌ لا يُدْرى أَخُضْرَتُها أَكثر أَم بياضُها الذي لا نبات به وقيل التي بها نِقاطٌ من الكَلإِ والقُطْعةُ قِطْعةٌ من الأَرض إِذا كانت مَفْروزةً وحكي عن أَعرابي أَنه قال ورثت من أَبي قُطْعةً قال ابن السكيت ما كان من شيء قُطِعَ من شيء فإِن كان المقطوعُ قد يَبْقى منه الشيء ويُقْطَعُ قلت أَعطِني قِطْعةً ومثله الخِرْقةُ وإِذا أَردت أَن تجمع الشيء بأَسره حتى تسمي به قلت أَعْطِني قُطْعةً وأَما المرة من الفِعْل فبالفتح قَطَعْتُ قَطْعةً وقال الفراء سمعت بعض العرب يقول غَلَبَني فلان على قُطْعةٍ من الأَرض يريد أَرضاً مَفْروزةً مثل القِطْعةِ فإِن أَردت بها قِطْعةً من شيء قُطِعَ منه قلت قِطْعةٍ وكل شيء يُقْطَعُ منه فهو مَقْطَع والمَقْطَعُ موضع القَطْعِ والمَقْطعُ مصدر كالقَطْعِ وقَطَّعْتُ الخمر بالماء إِذا مَزَجْتَه وقد تَقَطَّعَ فيه الماءُ وقال ذو الرمة يُقَطِّعُ مَوْضُوعَ الحَدِيثِ ابْتِسامُها تَقَطُّعَ ماءِ المُزْنِ في نُزَفِ الخَمْر موضوعُ الحديثِ مَحْفُوظُه وهو أَن تخْلِطَه بالابْتِسام كما يُخْلَطُ الماءُ بالخَمْرِ إِذا مُزِجَ وأَقْقَعَ القومُ
( * قوله « القوم » بهامش الأصل صوابه القرم ) إِذا انْقَطَعَتْ مِياهُ السماء فرجَعوا إِلى أَعدادِ المياهِ قال أَبو وَجْزةَ تَزُورُ بيَ القومَ الحَوارِيّ إِنهم مَناهلُ أَعدادٌ إِذا الناسُ أَقْطَعوا وفي الحديث كانت يهودُ قوماً لهم ثِمارٌ لا تُصِيبها قُطْعةٌ أَي عَطَشٌ بانْقِطاعِ الماءِ عنها ويقال أَصابت الناسَ قُطْعةٌ أَي ذَهَبَتْ مِياهُ رَكاياهُم ويقال للقوم إِذا جَفَّتْ مِياهُهم قُطْعةٌ مُنْكَرةٌ وقد قَطَعَ ماءُ قَلِيبِكُم إِذا ذهَب أَو قلّ ماؤه وقَطَعَ الماءُ قُطُوعاً وأَقْطَعَ عن ابن الأَعرابي قلَّ وذهب فانْقَطَعَ والاسم القُطْعةُ يقال أَصابَ الناسَ قُطْعٌ وقُطْعةٌ إِذا انْقَطَعَ ماءُ بئرهم في القيظ وبئر مِقْطاعٌ يَنْقَطِعُ ماؤها سريعاً ويقال قَطَعْتُ الحوْضَ قَطْعاً إِذا مَلأْتَه إِلى نصْفِه أَو ثُلثه ثم قَطَعْتُ الماء ومنه قول ابن مقبل يذكر الإِبل قَطَعْنا لَهُنَّ الحوْضَ فابْتَلَّ شَطْرُه بِشِرْبٍ غشاشٍ وهْوَ ظَمْآنُ سائِرُهْ أَي باقِيه وأَقْطَعَت السماء بموضع كذا إِذا انْقَطعَ المطر هناك وأَقْلَعَتْ يقال مَطَرَتِ السماءُ ببلد كذا وأَقْطَعَتْ ببلد كذا وقَطَعَتِ الطَّيْرُ قَطاعاً وقِطاعاً وقُطوعاً واقْطوطعَت انْحَدَرَت من بلاد البرد إِلى بلاد الحر والطير تَقْطَعُ قُطُوعاً إِذا جاءت من بلد إِلى بلد في وقت حر أَو برد وهي قَواطِعُ ابن السكيت كان ذلك عند قَطاعِ الطير وقَطاعِ الماءِ وبعضهم يقول قُطُوعِ الطير وقُطوعِ الماء وقَطاعُ الطير أَن يجيء من بلد إِلى بلد وقَطاعُ الماء أَن َينْقَطِعَ أَبو زيد قطَعَتِ الغِرْبانُ إِلينا في الشتاء قُطُوعاً ورجعت في الصيف رُجُوعاً والطير التي تقيم ببلد شِتاءَها وصَيْفها هي الأَوابدُ ويقال جاءَت الطير مُقْطَوْطِعاتٍ وقَواطِعَ بمعنى واحد والقُطَيْعاءُ ممدود مثال الغُبَيْراءِ التمر الشِّهْرِيزُ وقال كراع هو صِنْفٌ من التمر فلم يُحَلِّه قال باتُوا يُعَشُّونَ القُطَيْعاءَ جارَهُمْ وعِنْدَهُمُ البَرْنيُّ في جُلَلٍ دُسْمِ وفي حديث وفد عبد القيس تَقْذِفُونَ فيه من القُطَيْعاءِ قال هو نوع من التمر وقيل هو البُسْرُ قبل أَن يُدْرِكَ ويقال لأَقْطَعَنَّ عُنُقَ دابتي أَي لأَبيعنها وأَنشد لأَعرابي تزوج امرأَة وساق إِليها مَهْرَها إِبلاً أَقُولُ والعَيْساءُ تَمْشي والفُصُلْ في جِلّةٍ منها عَرامِيسٌ عُطُلْ قَطَّعَتِ الأَحْراجُ أَعناقَ الإِبلْ ابن الأَعرابي الأَقْطَعُ الأَصم قال وأَنشدني أَبو المكارم إِنَّ الأُحَيْمِرَ حين أَرْجُو رِفْدَه عُمُراً لأَقْطَعُ سَيِّءُ الإِصْرانِ قال الإِصْرانُ جمع إِصْرٍ وهو الخِنَّابةُ وهو شَمُّ الأَنْفِ والخِنَّابَتانِ مَجْرَيا النفَسِ من المَنْخَرَيْنِ والقُطْعَةُ في طَيِّءٍ كالعَنْعَنة في تَميمٍ وهو أَن يقول يا أَبا الحَكا يريد يا أَبا الحَكَمِ فيَقْطَعُ كلامه ولبن قاطِعٌ أَي حامِضٌ وبنو قُطَيْعةَ قبيلة حيٌّ من العرب والنسبة إِليهم قُطَعِيٌّ وبنو قُطْعةَ بطن أَيضاً قال الأَزهري في آخر هذه الترجمة كلّ ما مر في هذا الباب من هذه الأَلفاظ فالأَصل واحد والمعاني مُتَقارِبةٌ وإِن اختلفت الأَلفاظ وكلام العرب يأْخذ بعضه برقاب بعض وهذا دليل على أَنه أَوسع الأَلسنة
قعع
القُعاعُ ماءٌ مُرّ غليظ ماءٌ قُعٌّ وقُعاعٌ مُرٌّ غليظ وقيل هو الذي لا أَشدّ مُلُوحةً منه تَحْتَرِقُ منه أَجْوافُ الإِبلِ الواحد والجمع فيه سواء قال ابن بري ماءٌ قُعاعٌ وزُعاقٌ وحُراقٌ وليس بعد الحُراقِ شيء وهو الذي يحرق أَوبار الإِبل والأُجاجُ المِلْحُ المُرّ أَيضاً وأَقَعَّ القومُ إِِقْعاعاً إِذا أَنْبَطُوه يقال أَقَعَّ أَي أَنْبَطَ ماءً قُعاعاً وأَقَعَّتِ البئرُ جاءت بهذا الضرب من الماء ومِياهُ الإِمْلاحاتِ كلُّها قُعاعٌ والقَعْقَعةُ حكايةُ أَصوات السِّلاحِ والتِّرَسةِ والجُلُودِ اليابسة والحجارة والرَّعْدِ والبَكْرةِ والحُليِّ ونحوها قال النابغة يُسَهَّدُ من لَيْلِ التَّمامِ سَلِيمُها لحَلْيِ النساءِ في يَدَيهِ قَعاقِعُ وذلك أَن المَلْدُوغَ يوضع في يديه شيء من الحَلْيِ لئلا يَنامَ فيَدِبَّ السمُّ في جسَدِه فيقتله وتَقَعْقَعَ الشيء اضْطَرَبَ وتحرّك وقَعْقَعْتُ القارُورةَ وزَعْزَعْتُها إِذا أَرَغْتَ نَزْعَ صِمامِها من رأْسها وقَعْقَعْتُه وقَعْقَعْتُ به حرَّكْته وفي حديث أُم سلمة قَعْقَعُوا لك بالسِّلاحِ فطارَ سِلاحُك( * قوله « سلاحك » كذا بالأصل والنهاية ايضاً وبهامش الأصل صوابه فؤادك ) وفي المثل فلانٌ لا يُقَعْقَعُ له بالشِّنانِ أَي لا يُخْدَعُ ولا يُرَوَّعُ وأَصله من تحريك الجلد اليابس للبعير ليَفْزَع أَنشد سيبويه للنابغة كأَنَّكَ مِنْ جِمالِ بَني أُقَيْشٍ يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنِّ أَراد كأَنك جَمَلٌ فحذف الموصوف وأَبقى الصفة كما قال لو قُلْتَ ما في قَوْمِها لم تِيثَمِ يَفْضُلُها في حَسَبٍ ومِيسَمِ أَراد من يفضلها فحذف الموضول وأَبقى الصلة والتَّقَعْقُعُ التحرّك وقال بعض الطائيين يقال قَعَّ فلان فلاناً يَقُعُّه قَعّاً إِذا اجْتَرأَ عليه بالكلام وتَقَعْقَعَ الشيءُ صَوَّتَ عند التحريك وقَعْقَعْتُه قَعْقَعةً وقِعْقاعاً حركته والاسم القَعْقاعُ بالفتح قال ابن الأَعرابي القَعْقَعةُ والعَقْعَقةُ والشَّخْشَخةُ والخَشَخَشةُ والخَفْخَفةُ والفَخْفَخةُ والنَّشْنَشةُ والشَّنْشَنةُ كله حركةُ القِرْطاسِ والثوْبِ الجديدِ وفي الحديث أَنّ ابناً لِبِنْتِ النبي صلى الله عليه وسلم حُضِرَ فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فجيءَ بالصبيّ ونفسُه تَقَعْقَعُ أَي تَضْطَرِبُ قال خالد بن جَنْبةَ معنى قوله نفسه تَقَعْقَعُ أَي كلَّما صَدَرَتْ إِلى حال لم تَلْبَثْ أَن تصير إِلى حال أُخرى تقرّبه من لموت لا تثبت على حال واحدة وفي الحديث آخُذُ بِحَلْقةِ الجنةِ فأُقَعْقِعُها أَي أُحَرِّكُها والقَعْقَعةُ حكاية حركة لشيء يُسْمَعُ له صوْتٌ ومنه حديث أَبي الدرداء شَرُّ النساء السَّلْفَعةُ التي تُسْمَعُ لأَسنانِها قَعْقَعةٌ ورجل قَعْقاعٌ وقُعْقُعانيّ تَسْمَعُ لِمَفاصِلِ رجليه تَقَعْقُعاً إِذا مشَى وكذلك العَيْرُ إِذا حَمَلَ على العانةِ وتَقَعْقَعَ لَحْياه يقال له قُعْقُعانيٌّ وحِمارٌ قُعْقُعانيُّ الصوتِ بالضم أَي شديد الصوت في صوته قَعْقَعَةٌ قال رؤبة شاحِيَ لَحْيَيْ قُعْقُعانيّ الصَّلَقْ قَعْقَعةَ المِحْوَرِ خُطَّافَ العَلَقْ والأَسَدُ ذُو قَعاقِعَ أَي إِذا مشَى سمعت لِمَفاصِله قَعْقَعةً والقَعْقَعةُ تَتابُعُ صوت الرَّعْدِ في شدَّةٍ وجمعه القَعاقِعُ ورجل قُعاقِعٌ كثير الصوت حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد وقُمْتُ أَدْعُو خالداً ورافِعا جَلْدَ القُوَى ذا مِرَّةٍ قُعاقِعا وتَقَعْقَعَ بنا الزمانُ تَقَعْقُعاً وذلك من قلة الخير وجَوْرِ السلطانِ وضِيقِ السِّعْرِ والمُقَعْقِعُ الذي يُجِيلُ القِداحَ في الميسر قال كُثيِّر يصف ناقته وتُعْرَفُ إِنْ ضَلَّتْ فَتُهْدَى لِرَبِّها لِمَوْضِعِ آلاتٍ مِنَ الطَّلْحِ أَرْبَعِ وتُؤْبَنُ مِنْ نَصِّ الهَواجِرِ والضُّحَى بِقِدْحَيْنِ فازا مِنْ قِداحِ المُقَعْقِعِ عليها ولَمَّا يَبْلُغا كلَّ جَهْدِها وقد أَشْعَراها في أَظَلَّ ومَدْمَعِ الآلات خَشَبات تبنى عليها الخيمة وتُؤْبَنُ أَي تُتَّهَمُ وتُزَنّ يقول هزلت فكأَنها ضُرِبَ عليها بالقِداحِ فخرج المُعَلَّى والرَّقِيبُ فأَخذا لحمها كله ثم قال ولما يبلغا كل جَهْدِها أَي وفيها بقية وقوله قد أَشْعَراها أَي وهذان القِدْحانِ قد اتصل عملهما بالأَظَلِّ حتى دَمِيَ فَنَقِبَ وبالعين حتى دَمَعَت من الإِعياء والضمير في أَشْعَراها يعود على الهواجِرِ والسُّرَى على ما قاله ابن بري إِن الذي وقع في شعر كثيِّر نَصَّ الهواجِرِ والسُّرَى قال وأَصله من إِشْعارِ البدنة وهو طَعْنُها في أَصل سَنامِها بحديدة قال ابن بري يقول أَثَرُ قوائم هذه الناقة في الأَرض إِذا بركت كأَثَرِ عيدان من الطلْحِ فيستدل عليها بهذه الآثار وقد نسب الأَزهريّ قوله بِقِدْحَيْنِ فازا من قِداحِ المُقَعْقِعِ إِلى ابن مُقْبلٍ ويقال للمهزول صار عظاماً يَتَقَعْقَعُ من هزاله وكل شيء يسمع عند دقه صوت واحد فإِنكَ لا تقول تَقَعْقَعَ وإِذا قلت لمثل الأَدَمِ اليابسة والسِّلاح ولها أَصوات قلت تَتَقَعْقَعُ قال الأَزهري وقول النابغة يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنِّ يخالف هذا القول لأَنّ الشنّ من الأَذَمِ وقد تقدّم وقَعْقَعَ في الأَرض أَي ذهب وتمرٌ قَعْقاعٌ أَي يابس قال الأَزهري سمعت البحرانِيِّينَ يقولون للقَسْب إِذا يبِسَ وتَقَعْقَع تَمْرٌ سَحٌّ وتَمْرُ قَعْقاعٌ والقَعْقاعُ الحُمَّى النافِضُ تُقَعْقِعُ الأَضْراس قال مُزَرِّدٌ أَخو الشمّاخ إِذا ذُكِرَتْ سَلْمَى على النَّأْي عادَني ثُلاجِيّ قعْقاعٍ من الوِرْدِ مُرْدِم ويقال للقوم إِذا كانوا نزولاً ببلد فاحتملوا عنه قد تَقَعْقَعَتْ عُمُدُهم أَي ارتحلوا قال جرير تَقَعْقَعَ نَحْوَ أَرْضِكُمُ عِمادي وفي المثل مَنْ يَجْتَمِعُ تَتَقَعْقَعُ عُمُدُه كما يقال إِذا تَمَّ أَمْرٌ دنَا نَقْصُه ومعنى من يجمع تتقعقع عمده أَي من غُبِطَ بكثرة العَدَدِ واتِّساقِ الأَمر فهو بِعَرضِ الزوال والانتشار وهذا كقول لبيد يصف تغير الزمان بأَهله إِنْ يُغْبَطُوا يَهْبِطُوا وإِنْ أُمِرُوا يَوْماً يَصِيرُوا لِلْهُلْكِ والنَّكَدِ والقُعْقُعُ بالضم طائر أَبْلَقُ فيه سواد وبياض ضخم طويل المِنْقارِ وهو من طير البر والقَعْقَعةُ صوته والقُعْقُعُ بضم القافين العَقْعَقُ وقُعَيْقِعانُ جبل وقيل موضع بمكة كانت فيه حرب بين قبيلتين من قريش وهو اسم معرفة سمي بذلك لقَعْقَعةِ السِّلاح الذي كان به وقيل سمي بذلك لأَنّ جُرْهُماً كانت تجعل قِسيَّها وجِعابَها ودَرَقَها فيه فكانت تُقَعْقِعُ وتصوّت قال ابن بري وسمي بذلك لأَنه موضع سلاح تُبَّعٍ كما سمي الجبل الذي كان موضع خيله أَجْياداً وقُعَيقِعانُ أَيضاً جبل بالأَهواز في حجارته رخاوة تنحت منه الأَساطِينُ ومنه نحتت أَساطين مسجد البَصْرةِ وطريقٌ قَعْقاعٌ ومُتَقَعْقِعٌ لا يُسْلَكُ إِلا بِمَشَقّةٍ وذلك إِذا بَعُدَ واحْتاجَ السابِلُ فيه إِلى الجَدِّ وسمي قَعْقاعاً لأَنه يُقَعْقِعُ الرِّكابَ ويتعبها قال ابن مقبل يصف ناقة عَمِل قَوائِمُها على مُتَقَعْقعٍ عَتِبِ المَراقِبِ خارجٍ مُتَنَشِّرِ وقَرَبٌ قَعْقاعٌ شديدٌ لا اضْطِرابَ فيه ولا فُتُورَ وكذلك خِمْسٌ قَعْقاعٌ وحَثْحاثٌ إِذا كان بعيداً والسيرُ فيه مُتْعِباً لا وَتِيرةَ فيه أَي لا فُتُورَ فيه وسَيْرٌ قَعْقاعٌ والقَعْقاعُ طريق يأْخذ من اليمامة إِلى الكوفة وقيل إِلى مكة معروف وقَعْقاعٌ اسم رجل قال وكُنْتُ جَلِيسَ قَعْقاعِ بنِ شَوْرٍ ولا يَشْقَى بِقَعْقاعٍ جَلِيسُ وبالشُّرَيْفِ من بلادِ قَيْسٍ مواضعُ يقال لها القَعاقِعُ وقال الأَصمعي إِذا طَرَدْتَ الثور قلت له قَعْ قَعْ وإِذا زجرته قلت له وحْ وَحْ
( * قوله « وح وح » هو بهذا الضبط في الأصل وفي القاموس وح قال شارحه بالتشديد مبنياً على « الكسر ) وقد قَعْقَعتُ بالثور قَعْقَعةً
قفع
قَفِعَ قَفَعاً وتَقَفَّعَ وانْقَفَعَ قال حَوْزَها من عَقبٍ إِلى ضَبُعْ في ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْ وفي رُفُوضِ كَلإٍ غيرِ قَشِعْ والقَفَعُ انْزِواء أَعالي الأُذن وأَسافِلِها كأَنما أَصابتها نار فانْزَوَتْ وأُذُنٌ قَفْعاء وكذلك الرِّجْلُ إِذا ارتدَّت أَصابعها إِلى القدم فَتَزَوَّتْ عِلّةً أَو خِلْقةً ورِجْلٌ قَفْعاءُ وقد قَفِعَتْ قَفَعاً يقال رجُل أَقْفَعُ وامرأَة قَفْعاءُ بيِّنةُ القَفَعِ وقَفَّعَ البَرْدُ أَصابِعَه أَيْبَسَها وقَبَّضَها وبذلك سمي المُقَفَّعُ ورجل أَقْفَعُ وامرأَة قَفْعاءُ وقوم قُفْعُ الأصابع ورجل مُقَفَّعُ اليدين ونظر أَعرابي إِلى قُنْفُذةٍ وقد تقبضت فقال أَتُرى البرد قَفَّعَها ؟ أَي قَبَّضَها والقُفاعُ داءٌ تَشَنَّجُ منه الأَصابع وقد تَقَفَّعَت هي والمِقْفَعةُ خشبة تضرب بها الأَصابع وفي حديث القاسم بن مُخَيْمِرةَ أَنّ غُلاماً مرّ به فَعَبَث به فتناوله القاسِمُ بمِقْفَعةٍ قَفْعةً شديدةً أَي ضربه المِقْفَعةُ خشبة يضرب بها الأَصابع قال ابن الأَثير وهو من قَفَعَه عما أَراد إِذا صرفه عنه يقال قَفَعْتُه عما أَراد إِذا مَنَعْتَه فانْقَفَعَ انقِفاعاً والقَفْعُ نبت والقُفّاعُ نبات مُتَقَفِّعٌ كأَنه قُرُونٌ صَلابةً إِذا يَبِسَ قال الأَزهري يقال له كَفُّ الكلْبِ والقَفْعاءُ حَشِيشةٌ ضعيفة خَوّارةٌ وهي من أَحرار البُقُولِ وقيل هي شجرة تنبت فيها حَلَقٌ كحَلَقِ الخَواتِيمِ إِلا أَنها لا تلتقي تكون كذلك ما دامت رَطْبة فإِذا يَبِسَت سقط ذلك عنها قال كعب بن زهير يصف الدُّرُوعَ بِيضٌ سَوابِغُ قد شُكَّتْ لها حَلَقٌ كأَنَّه حَلَقُ القَفْعاء مَجْدُولُ والقَفْعاءُ شجر قال أَبو حنيفة القَفْعاءُ شجرة خضراء ما دامت رَطْبةً وهي قُضْبانٌ قِصارٌ تخرج من أَصل واحد لازمة للأَرض ولها وريق صغير قال زهير جُونيَّة كَحصاةِ القَسْمِ مَرْتَعُها بالسِّيّ ما تُنْبتُ القَفْعاءُ والحَسَكُ قال الأَزهري القَفْعاءُ من أَحْرارِ البُقُولِ رأَيتها في البادية ولها نَوْرٌ أَحمر وذكرها زهير في شعره فقال جُونِيَّة قال الليث القَفْعاءُ حشيشةٌ خَوّارةٌ من نبات الربيع خَشْناء الورَقِ لها نَور أَحمر مثل شَرَرِ النار وورَقُها تَراها مُسْتَعْلِياتٍ من فوق وثمرها مُقَفَّعٌ من تحت وقال بعض الرواة القَفْعاء من أَحرار البقول تنبت مُسْلَنْطِحةً ورقها مثل ورق اليَنْبُوتِ وقد تَفَقَّعَتْ هي والقَيْفُوعُ نحوها وقيل القَيْفُوعُ نِبْتةٌ ذات ثمرة في قرونٍ وهي ذاتُ ورق وغِصنَةٍ تنبُتُ بكل مكان وشاة قَفْعاءُ وهي القصِيرةُ الذنب وقد قَفِعَتْ قَفَعاً وكَبْشٌ أَقْفَعُ وهنّ الكِباشُ القُفْعُ قال الشاعر إِنَّ وَجَدْنا العِيسَ خَيراً بَقِيّةً من القُفْعِ أَذْناباً إِذا ما اقْشَعَرَّتِ قال الأَزهريّ كأَنه أَراد بالقُفْع أَذناباً المِعْزَى لأَنها تَقْشَعِرُّ إِذا صَرِدَتْ وأَما الضأْنُ فإِنها لا تَقْشَعِرُّ من الصَّرَدِ والقَفْعاءُ الفَيْشَلةُ والقَفْعُ جُنَنٌ كالمَكابِّ من خشب يدخل تحتها الرجال إِذا مشوا إِلى الحُصونِ في الحرب قال الأَزهري هي الدّبّاباتُ التي يُقاتَلُ تحتها واحدتها قَفْعةٌ والقَفْعُ ضَبْرٌ تُتَّخَذُ من خشَبٍ يمشي بها الرجالُ إِلى الحُصونِ في الحرب يدخل تحتها الرجال والقُفّاعةُ مِصْيَدةٌ للصيْدِ قال ابن دري ولا أَحسبها عربية والقَفعاتُ الدُّوّاراتُ التي يجعل فيها الدّهّانون السِّمْسِمَ المطحون يضعون بعضه على بعض ثم يَضْغَطُونَه حتى يَسِيل منه الدهن والقَفَعةُ جماعةُ الجرادِ وفي حديث عمر أَنه ذكر عنده الجراد فقال لَيْتَ عندنا منه قَفْعةً أَو قَفْعَتَيْن القَفْعةُ هو هذا الشبيه بالزَّبِيل وقال الأَزهري هو شيء كالقفة يتخذ واسعَ الأَسفل ضَيِّقَ الأَعلى حَشْوُها مكانَ الحلفاءِ عَراجِينُ تُدَقُّ وظاهرها خُوص على عمَلِ سِلالِ الخوص وفي المحكم القَفْعةُ هَنةٌ تُتَّخَذُ من خوص تشبه الزَّبِيلَ ليس بالكبير لا عُرى لها يُجْنى فيها الثمر ونحوه وتسمى بالعِراق القُفّة وقال ابن الأَعرابي القُفْعُ القِفافُ واحدتها قَفْعةٌ وقال محمد بن يحيى القَفْعةُ الجُلّة بلغة اليمن يحمل فيها القطن ويقال أَقْفِعْ هذا أَي أَوْعِه قال ورجل قَفّاع لماله إِذا كان لا يُنْفِقُه ولا يبالي ما وقع في قَفْعَتِه أَي في وِعائِه وحكى الأَزهري عن الليث يقال أَحمر قُفاعِيّ وهو الأَحمر الذي يَتَقَشَّر أَنفه من شدة حُمْرته وقال لم أَسمع أَحمر قُفاعِيّ القاف قبل الفاء لغير الليث والمعْروفُ في باب تأْكيد صفة الألوان أَصفر فاقعٌ وقُفاعِيٌّ وقد ذكر في موضعه
قفزع
امرأَة قَفَنْزَعةٌ قصيرةٌ عن كراع
قلع
القلعُ انْتِزاعُ الشيء من أَصله قَلَعَه يَقْلَعه قَلْعاً وقَلَّعَه واقْتَلَعَه وانْقَلَعَ واقْتَلَعَ وتَقَلَّعَ قال سيبويه قَلَعْتُ الشيءَ حوَّلْتُه من موضعه واقْتَلَعْتُه اسْتَلَبْتُه والقُلاعُ والقُلاعةُ والقُلاَّعة بالتشديد والتخفيف قِشْرُ الأَرض الذي يرتفع عن الكَمْأَةِ فيدل عليها وهي القِلْفَعةُ والقِلْفِعةُ والقُلاعُ أَيضاً الطين الذي يَنْشَقُّ إِذا نَضَبَ عنه الماءُ فكل قِطْعةٍ منه قُلاعةٌ والقُلاعُ أَيضاً الطين اليابس واحدته قُلاعةٌ والقُلاعةُ المَدرةُ المُقْتَلَعةُ أَو الحجر يُقْتَلَعُ من الأَرض ويُرْمَى به ورُمِيَ بقُلاعةٍ أَي بجُجَّةٍ تُسْكِتُه وهو على المَثَلِ والقُلاَّعُ الحِجارةُ والقُلاَّعُ صُخُورٌ عِظامٌ مُتَقَلِّعَةٌ واحدته قُلاَّعَةٌ والحجارة الضَّخْمةُ هي القَلَعُ أَيضاً والقُلاعةُ صخرة عظيمة وسط فضاء سهل والقَلَعَةُ صخرةٌ عظيمة تَنْقَلِعُ عن الجبل صَعْبةُ المُرْتَقَى قال الأَزهري تُهالُ إِذا رأَيتَها ذاهِبةً في السماء وربما كانت كالمسجد الجامع ومثل الدار ومثل البيت منفردة صعبة لا تُرْتَقَى والقَلْعَةُ الحِصْنُ الممتنع في جبل وجمعها قِلاعٌ وقَلَعٌ وقِلَعٌ قال ابن بري غير الجوهري يقول القَلَعَةُ بفتح اللام الحصن في الجبل وجمعه قِلاعٌ وقَلَعٌ وقِلَعٌ وأَقْلَعُوا بهذه البلاد إِقْلاعاً بنوها فَجَعَلُوها كالقَلَعةِ وقيل القَلْعَةُ بسكون اللام حِصْنٌ مُشْرِف وجمعه قُلُوعٌ والقَلْعة بسكون اللام النخلة التي تُجْتَثُّ من أَصلها قَلْعاً أَو قَطعاً عن أَبي حنيفة وقُلِعَ الوالي قَلْعاً وقُلْعةً فانْقَلَعَ عُزِلَ والمَقْلُوعُ الأَميرُ المَعْزُولُ والدنيا دار قُلْعَةٍ أَي انْقِلاعٍ ومنزلنا منزل قُلْعَةٍ بالضم أَي لا نملكه ومجلس قُلْعَةٍ إِذا كان صاحبه يحتاج إِلى أَن يقوم مرة بعد مرة وهذا منزل قُلْعةٍ أَي ليس بِمُسْتَوْطَنٍ ويقال هم على قُلْعةٍ أَي على رِحْلةٍ وفي حديث علي كرم الله وجهه أُحَذِّرُكُم الدنيا فإِنها منزل قُلْعةٍ أَين تَحَوُّلٍ وارْتِحالٍ والقُلْعةُ من المال ما لا يَدُومُ والقُلْعَةُ أَيضاً المالُ العارِيَّةُ وفي الحديث بِئْسَ المالُ القُلْعةُ قال ابن الأَثير هو العارية لأَنه غير ثابت في يد المستعير ومُنْقَلِعٌ إِلى مالكه والقُلْعةُ أَيضاً الرجُلُ الضعيف وقُلِعَ الرجل قَلْعاً وهو قَلِعٌ وقِلْعٌ وقُلْعَةٌ وقَلاَّعٌ لم يثبت في البَطْشِ ولا على السرْج والقِلْعُ الذي لا يثبت على الخيل وفي حديث جرير قال يا رسول الله إِني رجل قِلْعٌ فادْعُ اللهَ لي قال الهروي القِلْعُ الذي لا يثبت على السرج قال ورواه بعضهم بفتح القاف وكسر اللام بمعناه قال وسَماعِي القِلْعُ والقَلَعُ مصدر قولك قَلِعَ القَدَمُ بالكسر إِذا كانت قدمه لا تثبت عند الصِّراعِ فهو قَلِعٌ والقِلْعُ والقَلِعُ الرجل البَلِيدُ الذي لا يفهم وشيخ قَلِعٌ يَتَقَلَّعُ إِذا قام عن ابن الأَعرابي وأَنشد إِنِّي لأَرْجُو مُحْرِزاً أَنْ يَنْفَعا إِيَّايَ لَمَّا صِرْتُ شَيْخاً قَلِعا وتَقَلَّعَ في مَشْيَتِه مشَى كأَنه يَنْحَدِرُ وفي الحديث في صفته صلى الله عليه وسلم أَنه كان إِذا مشى تَقَلَّعَ وفي حديث ابن أَبي هالة إِذا زالَ زالَ قَلْعاً والمعنى واحد قيل أَراد قوّة مشيه وأَنه كان يرفع رجليه من الأَرض إِذا مشى رَفْعاً بائناً بقوّة لا كمن يَمْشِي اخْتِيالاً وتَنَعُّماً ويُقارِبُ خُطاه فإِنّ ذلك من مَشْي النساء ويُوصَفْنَ به وأَما إِذا زال قلعاً فيروى بالفتح والضم فبالفتح هو مصدر بمعنى الفاعل أَي يزول قالعاً لرجله من الأَرض وهو بالضم إِما مصدر أَو اسم وهو بمعنى الفتح وحكى ابن الأَثير عن الهروي قال قرأَت هذا الحرف غريب الحديث لابن الأَنباري قَلِعاً بفتح القاف وكسر اللام قال وكذلك قرأَته بخط الأَزهري وهو كما جاء وقال الأزهريّ يقال هو كقوله كأَنما يَنْحَطُّ في صَبَبٍ وقال ابن الأَثير الانْحِدارُ من الصَّبَبِ والتَّقَلُّعُ من الأَرض قريب بعضه من بعض أَراد أَنه كان يستعمل التَّثَبُّت ولا يَبِينُ منه في هذه الحال اسْتعجال ومُبادرة شديدة والقُلاعُ والخُراعُ واحد وهو أَن يكون البعير صحيحاً فَيَقَعَ ميتاً ويقال انْقَلَعَ وانْخَرَع والقَلْعُ والقِلْعُ الكِنْفُ يكونُ فيه الأَدَواتُ وفي المحكم يكون فيه زادُ الراعِي وتَوادِيه وأَصِرَّتُه وفي حديث سعدٍ قال لَمّا نُودِيَ لِيَخْرُجْ مَنْ في المسجد إِلاَّ آلَ رسولِ الله وآلَ عليّ خرجنا من المسجد نَجُرُّ قِلاعَنا أَي كنفنا( * قوله « أي كنفنا » كذا بالأصل والذي في النهاية أي خرجنا ننقل أمتعتنا )
وأمتعتنا واحدها قَلْعٌ بالفتح وهو الكِنْفُ يكون فيه زادُ الراعي ومتاعُه قال أَبو محمد الفقعسي يا لَيْتَ أَني وقُشاماً نَلْتَقِي وهْو على ظَهْرِ البَعِيرِ الأَوْرَقِ وأَنا فَوْقَ ذاتِ غَرْبٍ خَيْفَقِ ثم اتَّقَى وأَيَّ عَصْرٍ يَتَّقِي بعُلْبَةٍ وقَلْعهِ المُعَلَّقِ ؟ أَي وأَيَّ زمانٍ يَتَّقي وجمعه قِلَعةٌ وقِلاعٌ وفي المثل شَحْمَتي في قَلْعي يضرب مثلاً لمن حَصَّلَ ما يريد وقيل للذئب ما تقول في غنم فيها غُلَيِّمٌ فقال شَعْراء في إِبْطي أَخافُ إِحْدى حُظَيَّاتِه قيل فما تقول في غنم فيها جُوَيْرِيةٌ فقال شَحْمَتي في قَلْعي الشَّعْراءُ ذُبابٌ يَلْسَعُ وحُظَيّاتُه سِهامُه تصغير حَظَواتٍ والقَلَعُ قِطَعٌ من السَّحاب كأَنها الجبالُ واحدتها قَلَعةٌ قال ابن أَحمر تَفَقَّأَ فَوْقَه القَلَعُ السَّواري وجُنَّ الخازِبازُ به جُنُونا وقيل القَلَعةُ من السّحابِ التي تأْخذ جانب السماء وقيل هي السحابة الضَّخْمةُ والجمع من كل ذلك قَلَعٌ والقَلُوعُ الناقةُ الضَّخْمةُ الجافِيةُ ولا يُوصَفُ به الجمل وهي الدَّلُوحُ أَيضاً والقَيْلَعُ المرأَة الضخْمةُ الجافِيةُ قال الأَزهري وهذا كله مأْخوذ من القَلَعةِ وهي السحابة الضخْمةُ وكذلك قَلْعةُ الجبَل والحجارة والقِلْعُ شِراعُ السَّفِينةِ والجمع قِلاعٌ وفي حديث علي كرم الله وجهه كأَنه قِلْعُ دارِيٍّ القِلْعُ بالكسر شِراعُ السفينة والدّارِيُّ البَحَّارُ والمَلاَّحُ وقال الأَعشى يَكُبُّ الخَلِيّةَ ذاتَ القِلاع وقد كادَ جُؤْجُؤُها يَنْحَطِمْ وقد يكون القِلاعُ واحداً وفي التهذيب الجمع القُلُعُ قال ابن سيده وأَرى أَن كراعاً حكى قِلَعَ السفينةِ على مثال قِمَعٍ وأَقْلَعَ السفينةَ عَمِلَ لها قِلاعاً أَو كساها إِيّاه وقيل المُقْلَعةُ من السفن العظيمة تشبه بالقِلَعِ من الجبالِ قال يصف السفن مَواخِرٌ في سماء اليَمِّ مُقْلَعةٌ إِذا علوا ظَهْرَ مَوْجٍ ثُمَّتَ انْحَدَرُوا
( * قوله « سماء إلخ » في شرح القاموس سواء بدل سماء وقف بدل موج )
قال الليث شبهها بالقَلَعةِ أُقْلِعَتْ جعلت كأَنها قَلَعةٌ قال الأَزهري أَخطأَ الليث التفسير ولم يصب ومعنى السُّفُنِ المُقْلَعةِ التي مُدَّتْ عليها القِلاعُ وهي الشِّراعُ والجِلالُ التي تَسُوقُها الريح بها وقال ابن بري ليس في قوله مُقْلَعةٌ ما يدل على السير من جهة اللفظ إِنما يفهم ذلك من فَحْوى الكلامِ لأَنه قد أَحاط العلم بأَن السفينة متى رُفع قِلْعُها فإِنها سائرة فهذا شيء حصل من جهة المعنى لا من جهة أَن اللفظ يقتضي ذلك وكذلك إِذا قلت أَقْلَعَ أَصحابُ السفُنِ وأَنت تريد أَنهم ساوا من موضع متوجهين إِلى آخر وإِنما الأَصل فيه أَقْلَعُوا سفنهم أَي رفعوا قِلاعَها وقد عُلِمَ أَنهم متى رفعوا قِلاعَ سفنهم فإِنهم سائرون من ذلك الموضع متوجهون إِلى غيره وإِلا فليس يوجد في اللغة أَنه يقال أَقْلَعَ الرجل إِذا سار وإِنما يقال أَقلع عن الشيء إِذا كَفَّ عنه وفي حديث مجاهد في قوله تعالى وله الجَواري المُنْشَآتُ في البحر كالأَعْلامِ هو ما رُفِعَ قِلْعُه والجَواري السُّفُنُ والمَراكِبُ وسُفُنٌ مُقْلَعاتٌ قال ابن بري يقال أَقْلَعْتُ السفينةَ إِذا رَفَعْت قِلْعَها عند المسير ولا يقال أَقْلَعَتِ السفينةُ لأَن الفعل ليس لها وإِنما هو لصاحبها وقَوْسٌ قَلُوعٌ تَنْفَلِتُ في النَّزْعِ فَتَنْقَلِبُ أَنشد ابن الأَعرابي لا كَزّةُ السَّهْمِ ولا قَلُوعُ يَدْرُجُ تَحْتَ عَجْسِها اليَرْبُوعُ وفي التهذيب القَلُوعُ القَوْسُ التي إِذا نُزِعَ فيها انْقَلَبَتْ قال أَبو سعيد الأَغراض التي تُرْمى أَوّلُها غَرَضُ المُقالعةِ وهو الذي يَقْرُب من الأَرض فلا يحتاجُ الرَّامي أَنْ يَمُدّ به اليدَ مَدًّا شديداً ثم غَرَضُ الفُقْرةِ والإِقْلاعُ عن الأَمر الكَفُّ عنه يقال أَقْلَعَ فلان عما كان عليه أَي كفَّ عنه وفي حديث المَزادَتَيْن لقد أَقْلَعَ عنها أَي كَفَّ وتَرَكَ وأَقْلَع الشيءُ انْجَلَى وأَقْلَعَ السحابُ كذلك وفي التنزيل ويا سَماءُ أَقْلِعي أَي أَمْسِكي عن المطر وقال خالد بن زهير فأَقْصِرْ ولم تأْخُذْكَ مِنِّي سَحابة يُنَفِّرُ شاءَ المُقْلَعِينَ خَواتُها قيل عنى بالمُقْلَعِينَ الذين لم تُصِبْهُم السحابةُ كذلك فسّره السُّكَّرِيُّ وأَقْلَعَتْ عنه الحُمَّى كذلك والقَلَعُ حِينُ إِقْلاعِها يقال تركت فلاناً في قَلَعٍ وقَلْعٍ من حُمّاه يسكن ويحرك أَي في إِقْلاعٍ من حُمّاه الأَصمعي القَلَعُ الوقتُ الذي تُقْلِعُ فيه الحُمَّى والقُلُوعُ اسم من القُلاع ومنه قول الشاعر كأَنَّ نَطاةَ خَيْبَرَ زَوَّدَتْه بُكُورَ الوِرْدِ رَيِّثَةَ القُلُوعِ والقِلْعةُ الشِّقَّةُ وجَمْعُها قِلَعٌ والقالِعُ دائِرَةٌ بمَنْسَجِ الدابَّة يُتَشاءَمُ بها وهو اسم قال أَبو عبيد دائرة القالِعِ وهي التي تكون تحت اللِّبْدِ وهي تُكره ولا تستحب وفي الحديث لا يدخل الجنةَ قَلاَّعٌ ولا دَيْبوبٌ القَلاَّعُ الساعِي إِلى السلطانِ بالباطلِ في حقِّ الناسِ والقَلاَّعُ القَوَّادُ والقَلاَّعُ النبَّاشُ والقَلاّعُ الكذَّابُ ابن الأَعرابي القَلاَّعُ الذي يقع في الناس عند الأُمَراء سمي قَلاَّعاً لأَنه يأْتي الرجلَ المتمكن عند الأَمير فلا يزال يشِي به حتى يَقْلَعَه ويُزِيلَه عن مرتبته كما يُقْلَعُ النباتُ من الأَرض ونحوُه ومنه حديث الحجاج قال لأَنس رضي الله عنه لأَقْلَعَنَّكَ قَلْعَ الصَّمْغةِ أَي لأَسْتَأْصِلَنَّكَ كما يَسْتَأْصِلُ الصَّمْغَةَ قالِعُها من الشجرة والدَّيْبوبُ النَّمَّامُ القَتَّابُ والقُلاعُ بالتخفيف من أَدْواءِ الفم والحلْقِ معروف وقيل هو داءٌ يصيب الصبيان في أَفْواهِهم وبعير مَقْلُوعٌ إِذا كان بين يديك قائماً فسقط ميتاً وهو القُلاعُ عن ابن الأَعرابي وقد انْقَلَع والقَوْلَعُ طائرٌ أَحمر الرجلين كأَنَّ ريشَه شَيْبٌ مصبوغ ومنها ما يكون أَسودَ الرأْسِ وسائرُ خَلْقِه أغْبَرَ وهو يُوَطْوِطُ حكاه كراع في باب فَوْعَلَ والقَلْعَةُ وقَلَعةُ والقُلَيْعةُ كلها مواضعُ وسيفٌ قَلَعِيّ منسوب إِليه لِعِتْقِه وفي الحديث سيوفُنا قَلَعِيَّةٌ قال ابن الأَثير منسوبةٌ إِلى القَلَعةِ بفتح القاف واللام وهي موضع بالبادية تنسب السيوفُ إِليه قال الراجز مُحارَفٌ بالشَّاءِ والأَباعِرِ مُبارَكٌ بالقَلَعيِّ الباتِرِ والقَلْعيُّ الرَّصاصُ الجَيِّدُ وقيل هو الشديد البياض والقَلْعُ اسم المَعْدِنِ الذي ينسب إِليه الرصاص الجيد والقَلْعانِ من بني نُمَيْرٍ صَلاءَةُ وشُرَيْحٌ ابنا عَمْرو بن خُوَيْلِفةَ بن عبد الله بن الحرث بن نمير وقال رَغِبْنا عن دِماءِ بَني قُرَيْعٍ إِلى القَلْعَيْنِ إِنَّهما اللُّبابُ وقُلْنا للدَّلِيلِ أَقِمْ إِليهم فلا تَلْغَى لغَيْرِهِمُ كِلابُ تَلْغَى تَنْبَحُ وقَلاعٌ اسم رجل عن ابن الأَعرابي وأَنشد لبئْسَ ما مارَسْتَ يا قَلاَّعُ جِئْتَ به في صَدْرِه اخْتِضاعُ ومَرْجُ القَلَعةِ بالتحريك موضع بالبادية وقال الفراءُ مَرْجُ القلعة بالتحريك القرْبةُ التي دون حُلْوان ولا يقال القَلْعةُ ابن الأعرابي القُلاَّع نبت من الجَنْبةِ وهو نعم المَرْتَعُ رطْباً كان أَو يابساً والمِقْلاعُ الذي يُرْمَى به الحَجَرُ والقَلاَّع الشُّرَطِيُّ
قلبع
قَلَوْبَعٌ لُعْبةٌ
قلفع
القِلْفِعُ مثال الخِنْصِرِ الطين الذي إِذا نَضََبَ عنه الماءَ يبس وتشقَّق قال الجوهري واللام زائدة أَنشد أَبو بكر بن دريد عن عبد الرحمن عن عمه قِلْفَعِ رَوْضٍ شَرِبَ الدِّثاثَا مُنْبَثَّةً تَفُزُّه انْبِثاثا ورد هذا البيت في مادة دثث وفيه يفزّها مكان تفزّه ويروى شَرِبَتْ دِثاثا وحكى السيرافي فيه قِلْفَعٌ بفتح الفاء على مثال هِجْرَعٍ وليس من شرح الكتاب وقال الأَزهري القِلْفِع ما تَقَشَّر عن أَسافل مياه السُّيولِ مُتَشَقِّقاً بعد نُضُوبِها والقِلْفِعةُ قشرة الأَرض التي ترتفع عن الكمأَة فتدُلُّ عليها والقِلْفِعةُ الكَمْأَةُ قلمع قَلْمَعَ رأْسَه قَلْمَعةً ضربه فأَنْدَرَه وقَلْمَعَ الشيءَ قَلَعَه من أَصله وقَلْمَعةُ اسم يُسَبُّ به والقَلْمَعةُ السَّفِلةُ من الناس الخَسِيسُ وأَنشد أَقَلْمَعةُ بنَ صَلْفَعةَ بنِ فَقْعٍ لَهِنَّكَ لا أَبا لَكَ تَزْدَرِيني وقَلْمَعَ رأْسَه وصَلْمَعَه إِذا حَلَقَه قمع القَمْعُ مصدر قَمَعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً وأَقْمَعَه فانْقَمَعَ قَهَرَه وذَلَّلَه فذَلَّ والقَمْعُ الذُّلُّ والقَمْعُ الدخُولُ فِراراً وهَرَباً وقمَعَ في بيته وانْقَمَعَ دخله مُسْتَخْفِياً وفي حديث عائشة والجواري اللاّتي كُنَّ يَلْعَبْنَ معها فإِذا رأَين رسولَ الله صلى الله عليه وسلم انْقَمَعْنَ أَي تَغَيَّبْنَ ودَخَلْنَ في بيت أَو مِنْ وراءِ سِتْرٍ قال ابن الأَثير وأَصله من القِمَعِ الذي على رأْس الثمرة أَي يدخلن فيه كما تدخل الثمرة في قمعها وفي حديث الذي نَظَر في شَقِّ البابِ فلما أَن بَصُرَ به انْقَمَعَ أَي رَدَّ بصرَه ورجَع كأَنَّ المَرْدُود أَو الراجعَ قد دخل في قِمَعِه وفي حديث منكر ونكير فَيَنْقَمِعُ العذابُ عند ذلك أَي يرجع ويتداخل وقَمَعةُ بن إِلْياسَ منه كان اسمه عُمَيْراً فأُغِيرَ على إِبل أَبيه فانْقَمعَ في البيت فَرَقاً فسماه أَبوه قَمَعة وخرج أَخوه مُدْرِكةُ( * قوله « وخرج أخوه مدركة إلخ » كذا بالأصل ولعله وخرج أخوه الثاني لبغاء إبل أبيه فأدركها فسمي مدركة ) بن إِلْياسَ لبِغاءِ إِبل أَبيه فأَدركها وقعد الأَخ الثالث يَطْبُخُ القِدْر فسمي طابِخةَ وهذا قول النسَّابين وقَمَعَه قَمْعاً رَدَعه وكَفَّه وحكى شمر عن أَعرابية أَنها قالت القَمْعُ أَن تَقْمَع آخَرَ بالكلام حتى تتصاغرَ إِليه نَفْسُه وأَقْمَعَ الرجلَ بالأَلف إِذا طَلَعَ عليه فَرَدَّه وقَمَعه قَهَره وقَمَعَ البردُ النباتَ رَدَّه وأَحْرَقَه والقَمَعةُ أَعْلى السنامِ من البعيرِ أَو الناقةِ وجمعها قَمَعٌ وكذلك القَنَعةُ بالنون قال الشاعر وهم يُطْعِمونَ الشَّحْمَ من قَمَعِ الذُّرى وأَنشد ابن بري للراجز تَتُوقُ بالليلِ لشَحْمِ القَمَعَهْ تَثاؤُبَ الذِّئْبِ إِلى جَنْب الضَّعَهْ والقِمَعُ والقِمْعُ ما يوضع في فم السقاء والزِّقِّ والوَطْبِ ثم يصب فيه الماء والشراب أَو اللبن سمي بذلك لدخوله في الإِناء مثل نِطَعٍ ونِطْعٍ وناسٌ يقولون قَمْعٌ بفتح القاف وتسكين الميم حكاه يعقوب قال ابن الأَعرابي وقول سيف بن ذي يَزَن حين قاتَلَ الحبشة قد عَلِمَتْ ذاتُ امْنِطَعْ أَنِّي إِذا امْمَوْتُ كَنَعْ أضْرِبُهم بِذا امْقَلَعْ لا أَتَوقَّى بامْجَزَعْ اقْتَرِبُوا قِرْفَ امْقِمَعْ أَراد ذاتُ النِّطَعِ وإِذا الموْتُ كَنَع وبذا القَلَع فأَبدل من لام المعرفة ميمياً وهو من ذلك ونصب قِرْفَ لأَنه أَراد يا قِرْفَ أَي أَنتم كذلك في الوسَخ والذُّلِّ وذلك أَنَّ قِمَعَ الوَطْبِ أَبداً وَسِخٌ مما يَلْزَقُ به من اللبن والقِرْفُ من وَضَرِ اللبن والجمع أَقْماعٌ وقَمَعَ الإِناءَ يَقْمَعُه أَدْخَل فيه القِمَعَ ليصب فيه لبناً أَو ماء وهو القَمْعُ والقَمْعُ أَن يُوضَعَ القِمْعُ في فم السقاء ثم يُمْلأَ وقَمَعْتُ القِرْبةَ إِذا ثنيت فمها إِلى خارجها فهي مقموعةٌ وإِداوةٌ مقموعةٌ ومقنوعةٌ بالميم والنون إِذا خُنِثَ رأْسُها والاقْتماعُ إِدخال رأْس السِّقاء إِلى داخِلٍ مُشْتَقٌّ من ذلك واقْتَمَعْتُ السقاء لغة في اقْتَبَعْتُ والقِمَعُ والقِمْعُ ما التزق بأَسفل العنب والتمر ونحوهما والجمع كالجمع والقِمَعُ والقِمْعُ ما على التمرة والبسرة وقَمَعَ البُسْرة قَلَعَ قِمْعَها وهو ما عليها وعلى التمرة والقَمَعُ مِثْلُ العَجاجةِ تثُورُ في السماء وقَمَّعَتِ المرأَةُ بَنانَها بالحِنَّاء خَضَبَت به أَطرافَها فصار لها كالأَقْماعِ أَنشد ثعلب لَطَمَتْ وَرْدَ خَدِّها بِبنانٍ منْ لُجَيْنٍ قُمِّعْنَ بالعِقْيانِ شبّه حُمْرةَ الحِنَّاء على البنان بحمرة العِقْيانِ وهو الذهب لاغير والقِمْعانِ الأُذنانِ والأَقْماعُ الآذانُ والأَسْماع وفي الحديث وَيْل لأَقْماعِ القَوْلِ ويل للمُصِرِّينَ قوله ويل لأَقْماعِ القولِ يعني الذين يسمعون القول ولا يعملون به جمع قِمَعٍ شبّه آذانَهم وكَثْرةَ ما يدخلها من المواعِظِ وهم مُصِرُّون على ترك العمل بها بالأَقْماعِ التي تُفَرَّغُ فيها الأَشْرِبةُ ولا يَبْقى فيها شيء منها فكأَنه يمر عليها مجازاً كما يمر الشراب في الأَقْماع اجْتِيازاً والقَمَعةُ ذبابٌ أَزرقُ عظيم يدخل في أُنوفِ الدَّوابِّ ويقع على الإِبل والوَحْش إِذا اشتدَّ الحر فَيَلْسَعُها وقيل يركب رؤوسَ الدوابّ فيؤذيها والجمع قَمَعٌ ومقَامِعُ الأَخيرة على غير قياس قال ذو الرمة ويَرْكُلْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ زُرْقِ المَقامِعِ ومثله مَفاقِرُ من الفَقْر ومَحاسِنُ ونحوُهما وقَمِعَتِ الظبيةُ قَمَعاً وتَقَمَّعَتْ لَسَعَتْها القَمَعَةُ ودَخَلت في أَنفِها فحرَّكَتْ رأْسَها من ذلك وتَقَمَّعَ الحِمارُ حَرَّكَ رأْسَه من القَمَعةِ ليَطْرُدَ النُّعَرةَ عن وجهه أَو من أَنفه قال أَوس بن حجر ألم تَرَ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ مُزْنةً وعُفْرُ الظِّباءِ في الكِناسِ تَقَمَّعُ ؟ يعني تحرّك رؤوسها من القَمَعِ والقَمِيعة الناتئةُ بين الأُذنين من الدوابِّ وجمعها قَمائِعُ والقَمَعُ داءٌ وغِلَظٌ في إِحْدى ركبتي الفرس فرسٌ قَمِعٌ وأَقْمَعُ وقَمَعةُ العُرُقُوبِ رأْسُه مِثْلُ قَمَعةِ الذَّنَبِ والقَمَعُ غِلَظُ قَمَعةِ العُرْقُوبِ وهو من عيوبِ الخيلِ ويستحب أَن يكون الفرسُ حَدِيدَ طَرفِ العرقوب وبعضهم يجعل القَمَعَة الرأْسَ وجمعها قَمَعٌ وقال قائل من العرب لأَجُزَّنَّ قَمَعَكم أَي لأَضْرِبَنَّ رؤوسكم وعُرْقُوبٌ أَقْمَعُ غَلُظَ رأْسُه ولم يُحَدَّ ويقال عرقوب أَقْمَعُ إِذا غَلُظَتْ إِبْرته وقَمَعةُ الفرَس ما في جَوْفِ الثُّنَّةِ وفي التهذيب ما في مؤخَّرِ الثنَّةِ من طرَف العُجايةِ مما لا يُنْبِتُ الشعَر والقَمَعةُ قُرْحةٌ في العين وقيل ورَمٌ يكون في موضع العين والقَمَعُ فسادٌ في مُوقِ العين واحْمِرارٌ والقَمَعُ كَمَدُ لَوْنِ لحم الموق وورَمُه وقد قَمِعَتْ عينُه تَقْمَعُ قَمَعاً فهي قَمِعةٌ قال الأَعشى وقَلَّبَتْ مُقْلةً ليست بمُقْرِفةٍ إِنسانَ عَيْنٍ ومُوقاً لم يكن قَمِعا وقيل القَمِعُ الأَرْمَصُ الذي لا تراه إِلا مُبْتلَّ العين والقَمَعُ بَثْرٌ يخرج في أُصول الأَشفارِ تقول منه قَمِعَتْ عينه بالكسر وفي الصحاح والقَمَعُ بَثْرةٌ تخرج في أُصول الأَشفار قال ابن بري صوابه أَن يقول القمع بثر أَو يقول والقَمَعَةُ بثرة والقَمَعُ قلة نظر العين من العَمَشِ وقَمعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً ضرَب أَعلى رأْسه والمقْمَعةُ واحدة المَقامِعِ من حديد كالمِحْجنِ يضرب على رأْس الفيل والمِقْمَعُ والمِقْمَعةُ كلاهما ما قُمِعَ به والمَقامِعُ الجِرَزةُ وأَعْمِدةُ الحديد منه يضرب بها الرأْس قال الله تعالى لهم مَقامِعُ من حديد من ذلك وقَمَعْتُه إِذا ضربته بها وفي حديث ابن عمر ثم لَقِيَني ملَكٌ في يده مِقْمَعةٌ من حديد قال ابن الأَثير المِقْمَعةُ واحدة المَقامِعِ وهي سِياطٌ تعمل من حديد رؤوسها مُعْوَجَّةٌ وقَمَعةُ الشيء خِيارُه وخَصَّ كراع به خيار الإِبل وقد اقْتَمَعَه والاسم القُمْعةُ وإِبل مَقْمُوعةٌ أُخِذَ خِيارُها وقد قَمَعْتُها قَمْعاً وتَقَمَّعْتُها إِذا أَخذْتَ قَمَعَتَها قال الراجز تَقَمَّعوا قُمْعَتَها العَقائِلا وقَمَعةُ الذَّنَبِ طَرَفُه والقَمِيعةُ طَرَفُ الذَّنَبِ وهو من الفرس مُنْقَطَعُ العَسِيبِ وجمعها قَمائِعُ وأَورد الأَزهري هنا بيت ذي الرمة على هذه الصيغة ويَنْفُضْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ وأَذْنابِ حُصِّ الهُلْبِ زُعْرِ القَمائِعِ ومُتَقَمَّعُ الدابةِ رأْسُها وجحافِلُها ويجمع على المَقامِعِ وأَنشد أَيضاً هنا بيت ذي الرمة على هذه الصيغة وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ ضُخْمِ المَقامِعِ قال يريد أَنَّ رؤوسها شهود
( * قوله « شهود » كذا بالأصل ) وقَمَعَ ما في الإِناء واقْتَمَعَه شربه كله أَو أَخذه ويقال خذ هذا فاقْمَعْه في فَمِه ثم اكْلِتْه في فيه والقَمْعُ والإِقْماعُ أَن يَمُرّ الشرابُ في الحَلْقِ مَرًّا بغير جَرْعٍ أَنشد ثعلب إِذا غَمَّ خِرْشاءَ الثُّمالةِ أَنْفُه ثَنَى مِشْفَرَيْه للصَّرِيحِ وأَقْمَعا ورواية المصنف فأَقْنَعا وفي الحديث أَولُ مَن يُساقُ إِلى النارِ الأَقْماعُ الذين إِذا أَكلوا لم يَشْبَعُوا وإِذا جَمَعُوا لم يَسْتَغْنُوا أَي كأَنَّ ما يأْكلونه ويَجْمَعُونه يمرُّ بهم مُجْتازاً غير ثابت فيهم ولا باقٍ عندهم وقيل أَراد بهم أَهلَ البَطالاتِ الذين لا همَّ لهم إِلا في تَزْجِيةِ الأَيامِ بالباطل فلا هُمْ في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة والقََمَعُ والقَمَعَةُ طَرَفُ الحُلْقُومِ وفي التهذيب القَمَعُ طَبَقُ الحُلْقُومِ وهو مَجْرَى النَّفَسِ إِلى الرِّئةِ والأَقْماعِيُّ عِنَبٌ أَبيضُ وإِذا انْتَهَى مُنْتَهاهُ اصْفَرَّ فصار كالوَرْسِ وهو مُدَحْرَجٌ مُكْتَنِزُ العَناقِيدِ كثير الماء وليس وراءَ عصيرِه شيءٌ في الجَوْدةِ وعلى زَبِيبِه المُعَوَّلُ كل ذلك عن أَبي حنيفة قال وقيل الأَقْماعِيُّ ضَرْبانِ فارِسيٌّ وعَرَبيّ ولم يزد على ذلك
قلمع
قَلْمَعَ رأْسَه قَلْمَعةً ضربه فأَنْدَرَه وقَلْمَعَ الشيءَ قَلَعَه من أَصله وقَلْمَعةُ اسم يُسَبُّ به والقَلْمَعةُ السَّفِلةُ من الناس الخَسِيسُ وأَنشد أَقَلْمَعةُ بنَ صَلْفَعةَ بنِ فَقْعٍ لَهِنَّكَ لا أَبا لَكَ تَزْدَرِيني وقَلْمَعَ رأْسَه وصَلْمَعَه إِذا حَلَقَه قمع القَمْعُ مصدر قَمَعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً وأَقْمَعَه فانْقَمَعَ قَهَرَه وذَلَّلَه فذَلَّ والقَمْعُ الذُّلُّ والقَمْعُ الدخُولُ فِراراً وهَرَباً وقمَعَ في بيته وانْقَمَعَ دخله مُسْتَخْفِياً وفي حديث عائشة والجواري اللاّتي كُنَّ يَلْعَبْنَ معها فإِذا رأَين رسولَ الله صلى الله عليه وسلم انْقَمَعْنَ أَي تَغَيَّبْنَ ودَخَلْنَ في بيت أَو مِنْ وراءِ سِتْرٍ قال ابن الأَثير وأَصله من القِمَعِ الذي على رأْس الثمرة أَي يدخلن فيه كما تدخل الثمرة في قمعها وفي حديث الذي نَظَر في شَقِّ البابِ فلما أَن بَصُرَ به انْقَمَعَ أَي رَدَّ بصرَه ورجَع كأَنَّ المَرْدُود أَو الراجعَ قد دخل في قِمَعِه وفي حديث منكر ونكير فَيَنْقَمِعُ العذابُ عند ذلك أَي يرجع ويتداخل وقَمَعةُ بن إِلْياسَ منه كان اسمه عُمَيْراً فأُغِيرَ على إِبل أَبيه فانْقَمعَ في البيت فَرَقاً فسماه أَبوه قَمَعة وخرج أَخوه مُدْرِكةُ( * قوله « وخرج أخوه مدركة إلخ » كذا بالأصل ولعله وخرج أخوه الثاني لبغاء إبل أبيه فأدركها فسمي مدركة ) بن إِلْياسَ لبِغاءِ إِبل أَبيه فأَدركها وقعد الأَخ الثالث يَطْبُخُ القِدْر فسمي طابِخةَ وهذا قول النسَّابين وقَمَعَه قَمْعاً رَدَعه وكَفَّه وحكى شمر عن أَعرابية أَنها قالت القَمْعُ أَن تَقْمَع آخَرَ بالكلام حتى تتصاغرَ إِليه نَفْسُه وأَقْمَعَ الرجلَ بالأَلف إِذا طَلَعَ عليه فَرَدَّه وقَمَعه قَهَره وقَمَعَ البردُ النباتَ رَدَّه وأَحْرَقَه والقَمَعةُ أَعْلى السنامِ من البعيرِ أَو الناقةِ وجمعها قَمَعٌ وكذلك القَنَعةُ بالنون قال الشاعر وهم يُطْعِمونَ الشَّحْمَ من قَمَعِ الذُّرى وأَنشد ابن بري للراجز تَتُوقُ بالليلِ لشَحْمِ القَمَعَهْ تَثاؤُبَ الذِّئْبِ إِلى جَنْب الضَّعَهْ والقِمَعُ والقِمْعُ ما يوضع في فم السقاء والزِّقِّ والوَطْبِ ثم يصب فيه الماء والشراب أَو اللبن سمي بذلك لدخوله في الإِناء مثل نِطَعٍ ونِطْعٍ وناسٌ يقولون قَمْعٌ بفتح القاف وتسكين الميم حكاه يعقوب قال ابن الأَعرابي وقول سيف بن ذي يَزَن حين قاتَلَ الحبشة قد عَلِمَتْ ذاتُ امْنِطَعْ أَنِّي إِذا امْمَوْتُ كَنَعْ أضْرِبُهم بِذا امْقَلَعْ لا أَتَوقَّى بامْجَزَعْ اقْتَرِبُوا قِرْفَ امْقِمَعْ أَراد ذاتُ النِّطَعِ وإِذا الموْتُ كَنَع وبذا القَلَع فأَبدل من لام المعرفة ميمياً وهو من ذلك ونصب قِرْفَ لأَنه أَراد يا قِرْفَ أَي أَنتم كذلك في الوسَخ والذُّلِّ وذلك أَنَّ قِمَعَ الوَطْبِ أَبداً وَسِخٌ مما يَلْزَقُ به من اللبن والقِرْفُ من وَضَرِ اللبن والجمع أَقْماعٌ وقَمَعَ الإِناءَ يَقْمَعُه أَدْخَل فيه القِمَعَ ليصب فيه لبناً أَو ماء وهو القَمْعُ والقَمْعُ أَن يُوضَعَ القِمْعُ في فم السقاء ثم يُمْلأَ وقَمَعْتُ القِرْبةَ إِذا ثنيت فمها إِلى خارجها فهي مقموعةٌ وإِداوةٌ مقموعةٌ ومقنوعةٌ بالميم والنون إِذا خُنِثَ رأْسُها والاقْتماعُ إِدخال رأْس السِّقاء إِلى داخِلٍ مُشْتَقٌّ من ذلك واقْتَمَعْتُ السقاء لغة في اقْتَبَعْتُ والقِمَعُ والقِمْعُ ما التزق بأَسفل العنب والتمر ونحوهما والجمع كالجمع والقِمَعُ والقِمْعُ ما على التمرة والبسرة وقَمَعَ البُسْرة قَلَعَ قِمْعَها وهو ما عليها وعلى التمرة والقَمَعُ مِثْلُ العَجاجةِ تثُورُ في السماء وقَمَّعَتِ المرأَةُ بَنانَها بالحِنَّاء خَضَبَت به أَطرافَها فصار لها كالأَقْماعِ أَنشد ثعلب لَطَمَتْ وَرْدَ خَدِّها بِبنانٍ منْ لُجَيْنٍ قُمِّعْنَ بالعِقْيانِ شبّه حُمْرةَ الحِنَّاء على البنان بحمرة العِقْيانِ وهو الذهب لاغير والقِمْعانِ الأُذنانِ والأَقْماعُ الآذانُ والأَسْماع وفي الحديث وَيْل لأَقْماعِ القَوْلِ ويل للمُصِرِّينَ قوله ويل لأَقْماعِ القولِ يعني الذين يسمعون القول ولا يعملون به جمع قِمَعٍ شبّه آذانَهم وكَثْرةَ ما يدخلها من المواعِظِ وهم مُصِرُّون على ترك العمل بها بالأَقْماعِ التي تُفَرَّغُ فيها الأَشْرِبةُ ولا يَبْقى فيها شيء منها فكأَنه يمر عليها مجازاً كما يمر الشراب في الأَقْماع اجْتِيازاً والقَمَعةُ ذبابٌ أَزرقُ عظيم يدخل في أُنوفِ الدَّوابِّ ويقع على الإِبل والوَحْش إِذا اشتدَّ الحر فَيَلْسَعُها وقيل يركب رؤوسَ الدوابّ فيؤذيها والجمع قَمَعٌ ومقَامِعُ الأَخيرة على غير قياس قال ذو الرمة ويَرْكُلْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ زُرْقِ المَقامِعِ ومثله مَفاقِرُ من الفَقْر ومَحاسِنُ ونحوُهما وقَمِعَتِ الظبيةُ قَمَعاً وتَقَمَّعَتْ لَسَعَتْها القَمَعَةُ ودَخَلت في أَنفِها فحرَّكَتْ رأْسَها من ذلك وتَقَمَّعَ الحِمارُ حَرَّكَ رأْسَه من القَمَعةِ ليَطْرُدَ النُّعَرةَ عن وجهه أَو من أَنفه قال أَوس بن حجر ألم تَرَ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ مُزْنةً وعُفْرُ الظِّباءِ في الكِناسِ تَقَمَّعُ ؟ يعني تحرّك رؤوسها من القَمَعِ والقَمِيعة الناتئةُ بين الأُذنين من الدوابِّ وجمعها قَمائِعُ والقَمَعُ داءٌ وغِلَظٌ في إِحْدى ركبتي الفرس فرسٌ قَمِعٌ وأَقْمَعُ وقَمَعةُ العُرُقُوبِ رأْسُه مِثْلُ قَمَعةِ الذَّنَبِ والقَمَعُ غِلَظُ قَمَعةِ العُرْقُوبِ وهو من عيوبِ الخيلِ ويستحب أَن يكون الفرسُ حَدِيدَ طَرفِ العرقوب وبعضهم يجعل القَمَعَة الرأْسَ وجمعها قَمَعٌ وقال قائل من العرب لأَجُزَّنَّ قَمَعَكم أَي لأَضْرِبَنَّ رؤوسكم وعُرْقُوبٌ أَقْمَعُ غَلُظَ رأْسُه ولم يُحَدَّ ويقال عرقوب أَقْمَعُ إِذا غَلُظَتْ إِبْرته وقَمَعةُ الفرَس ما في جَوْفِ الثُّنَّةِ وفي التهذيب ما في مؤخَّرِ الثنَّةِ من طرَف العُجايةِ مما لا يُنْبِتُ الشعَر والقَمَعةُ قُرْحةٌ في العين وقيل ورَمٌ يكون في موضع العين والقَمَعُ فسادٌ في مُوقِ العين واحْمِرارٌ والقَمَعُ كَمَدُ لَوْنِ لحم الموق وورَمُه وقد قَمِعَتْ عينُه تَقْمَعُ قَمَعاً فهي قَمِعةٌ قال الأَعشى وقَلَّبَتْ مُقْلةً ليست بمُقْرِفةٍ إِنسانَ عَيْنٍ ومُوقاً لم يكن قَمِعا وقيل القَمِعُ الأَرْمَصُ الذي لا تراه إِلا مُبْتلَّ العين والقَمَعُ بَثْرٌ يخرج في أُصول الأَشفارِ تقول منه قَمِعَتْ عينه بالكسر وفي الصحاح والقَمَعُ بَثْرةٌ تخرج في أُصول الأَشفار قال ابن بري صوابه أَن يقول القمع بثر أَو يقول والقَمَعَةُ بثرة والقَمَعُ قلة نظر العين من العَمَشِ وقَمعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً ضرَب أَعلى رأْسه والمقْمَعةُ واحدة المَقامِعِ من حديد كالمِحْجنِ يضرب على رأْس الفيل والمِقْمَعُ والمِقْمَعةُ كلاهما ما قُمِعَ به والمَقامِعُ الجِرَزةُ وأَعْمِدةُ الحديد منه يضرب بها الرأْس قال الله تعالى لهم مَقامِعُ من حديد من ذلك وقَمَعْتُه إِذا ضربته بها وفي حديث ابن عمر ثم لَقِيَني ملَكٌ في يده مِقْمَعةٌ من حديد قال ابن الأَثير المِقْمَعةُ واحدة المَقامِعِ وهي سِياطٌ تعمل من حديد رؤوسها مُعْوَجَّةٌ وقَمَعةُ الشيء خِيارُه وخَصَّ كراع به خيار الإِبل وقد اقْتَمَعَه والاسم القُمْعةُ وإِبل مَقْمُوعةٌ أُخِذَ خِيارُها وقد قَمَعْتُها قَمْعاً وتَقَمَّعْتُها إِذا أَخذْتَ قَمَعَتَها قال الراجز تَقَمَّعوا قُمْعَتَها العَقائِلا وقَمَعةُ الذَّنَبِ طَرَفُه والقَمِيعةُ طَرَفُ الذَّنَبِ وهو من الفرس مُنْقَطَعُ العَسِيبِ وجمعها قَمائِعُ وأَورد الأَزهري هنا بيت ذي الرمة على هذه الصيغة ويَنْفُضْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ وأَذْنابِ حُصِّ الهُلْبِ زُعْرِ القَمائِعِ ومُتَقَمَّعُ الدابةِ رأْسُها وجحافِلُها ويجمع على المَقامِعِ وأَنشد أَيضاً هنا بيت ذي الرمة على هذه الصيغة وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ ضُخْمِ المَقامِعِ قال يريد أَنَّ رؤوسها شهود
( * قوله « شهود » كذا بالأصل ) وقَمَعَ ما في الإِناء واقْتَمَعَه شربه كله أَو أَخذه ويقال خذ هذا فاقْمَعْه في فَمِه ثم اكْلِتْه في فيه والقَمْعُ والإِقْماعُ أَن يَمُرّ الشرابُ في الحَلْقِ مَرًّا بغير جَرْعٍ أَنشد ثعلب إِذا غَمَّ خِرْشاءَ الثُّمالةِ أَنْفُه ثَنَى مِشْفَرَيْه للصَّرِيحِ وأَقْمَعا ورواية المصنف فأَقْنَعا وفي الحديث أَولُ مَن يُساقُ إِلى النارِ الأَقْماعُ الذين إِذا أَكلوا لم يَشْبَعُوا وإِذا جَمَعُوا لم يَسْتَغْنُوا أَي كأَنَّ ما يأْكلونه ويَجْمَعُونه يمرُّ بهم مُجْتازاً غير ثابت فيهم ولا باقٍ عندهم وقيل أَراد بهم أَهلَ البَطالاتِ الذين لا همَّ لهم إِلا في تَزْجِيةِ الأَيامِ بالباطل فلا هُمْ في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة والقََمَعُ والقَمَعَةُ طَرَفُ الحُلْقُومِ وفي التهذيب القَمَعُ طَبَقُ الحُلْقُومِ وهو مَجْرَى النَّفَسِ إِلى الرِّئةِ والأَقْماعِيُّ عِنَبٌ أَبيضُ وإِذا انْتَهَى مُنْتَهاهُ اصْفَرَّ فصار كالوَرْسِ وهو مُدَحْرَجٌ مُكْتَنِزُ العَناقِيدِ كثير الماء وليس وراءَ عصيرِه شيءٌ في الجَوْدةِ وعلى زَبِيبِه المُعَوَّلُ كل ذلك عن أَبي حنيفة قال وقيل الأَقْماعِيُّ ضَرْبانِ فارِسيٌّ وعَرَبيّ ولم يزد على ذلك
قمع
القَمْعُ مصدر قَمَعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً وأَقْمَعَه فانْقَمَعَ قَهَرَه وذَلَّلَه فذَلَّ والقَمْعُ الذُّلُّ والقَمْعُ الدخُولُ فِراراً وهَرَباً وقمَعَ في بيته وانْقَمَعَ دخله مُسْتَخْفِياً وفي حديث عائشة والجواري اللاّتي كُنَّ يَلْعَبْنَ معها فإِذا رأَين رسولَ الله صلى الله عليه وسلم انْقَمَعْنَ أَي تَغَيَّبْنَ ودَخَلْنَ في بيت أَو مِنْ وراءِ سِتْرٍ قال ابن الأَثير وأَصله من القِمَعِ الذي على رأْس الثمرة أَي يدخلن فيه كما تدخل الثمرة في قمعها وفي حديث الذي نَظَر في شَقِّ البابِ فلما أَن بَصُرَ به انْقَمَعَ أَي رَدَّ بصرَه ورجَع كأَنَّ المَرْدُود أَو الراجعَ قد دخل في قِمَعِه وفي حديث منكر ونكير فَيَنْقَمِعُ العذابُ عند ذلك أَي يرجع ويتداخل وقَمَعةُ بن إِلْياسَ منه كان اسمه عُمَيْراً فأُغِيرَ على إِبل أَبيه فانْقَمعَ في البيت فَرَقاً فسماه أَبوه قَمَعة وخرج أَخوه مُدْرِكةُ( * قوله « وخرج أخوه مدركة إلخ » كذا بالأصل ولعله وخرج أخوه الثاني لبغاء إبل أبيه فأدركها فسمي مدركة ) بن إِلْياسَ لبِغاءِ إِبل أَبيه فأَدركها وقعد الأَخ الثالث يَطْبُخُ القِدْر فسمي طابِخةَ وهذا قول النسَّابين وقَمَعَه قَمْعاً رَدَعه وكَفَّه وحكى شمر عن أَعرابية أَنها قالت القَمْعُ أَن تَقْمَع آخَرَ بالكلام حتى تتصاغرَ إِليه نَفْسُه وأَقْمَعَ الرجلَ بالأَلف إِذا طَلَعَ عليه فَرَدَّه وقَمَعه قَهَره وقَمَعَ البردُ النباتَ رَدَّه وأَحْرَقَه والقَمَعةُ أَعْلى السنامِ من البعيرِ أَو الناقةِ وجمعها قَمَعٌ وكذلك القَنَعةُ بالنون قال الشاعر وهم يُطْعِمونَ الشَّحْمَ من قَمَعِ الذُّرى وأَنشد ابن بري للراجز تَتُوقُ بالليلِ لشَحْمِ القَمَعَهْ تَثاؤُبَ الذِّئْبِ إِلى جَنْب الضَّعَهْ والقِمَعُ والقِمْعُ ما يوضع في فم السقاء والزِّقِّ والوَطْبِ ثم يصب فيه الماء والشراب أَو اللبن سمي بذلك لدخوله في الإِناء مثل نِطَعٍ ونِطْعٍ وناسٌ يقولون قَمْعٌ بفتح القاف وتسكين الميم حكاه يعقوب قال ابن الأَعرابي وقول سيف بن ذي يَزَن حين قاتَلَ الحبشة قد عَلِمَتْ ذاتُ امْنِطَعْ أَنِّي إِذا امْمَوْتُ كَنَعْ أضْرِبُهم بِذا امْقَلَعْ لا أَتَوقَّى بامْجَزَعْ اقْتَرِبُوا قِرْفَ امْقِمَعْ أَراد ذاتُ النِّطَعِ وإِذا الموْتُ كَنَع وبذا القَلَع فأَبدل من لام المعرفة ميمياً وهو من ذلك ونصب قِرْفَ لأَنه أَراد يا قِرْفَ أَي أَنتم كذلك في الوسَخ والذُّلِّ وذلك أَنَّ قِمَعَ الوَطْبِ أَبداً وَسِخٌ مما يَلْزَقُ به من اللبن والقِرْفُ من وَضَرِ اللبن والجمع أَقْماعٌ وقَمَعَ الإِناءَ يَقْمَعُه أَدْخَل فيه القِمَعَ ليصب فيه لبناً أَو ماء وهو القَمْعُ والقَمْعُ أَن يُوضَعَ القِمْعُ في فم السقاء ثم يُمْلأَ وقَمَعْتُ القِرْبةَ إِذا ثنيت فمها إِلى خارجها فهي مقموعةٌ وإِداوةٌ مقموعةٌ ومقنوعةٌ بالميم والنون إِذا خُنِثَ رأْسُها والاقْتماعُ إِدخال رأْس السِّقاء إِلى داخِلٍ مُشْتَقٌّ من ذلك واقْتَمَعْتُ السقاء لغة في اقْتَبَعْتُ والقِمَعُ والقِمْعُ ما التزق بأَسفل العنب والتمر ونحوهما والجمع كالجمع والقِمَعُ والقِمْعُ ما على التمرة والبسرة وقَمَعَ البُسْرة قَلَعَ قِمْعَها وهو ما عليها وعلى التمرة والقَمَعُ مِثْلُ العَجاجةِ تثُورُ في السماء وقَمَّعَتِ المرأَةُ بَنانَها بالحِنَّاء خَضَبَت به أَطرافَها فصار لها كالأَقْماعِ أَنشد ثعلب لَطَمَتْ وَرْدَ خَدِّها بِبنانٍ منْ لُجَيْنٍ قُمِّعْنَ بالعِقْيانِ شبّه حُمْرةَ الحِنَّاء على البنان بحمرة العِقْيانِ وهو الذهب لاغير والقِمْعانِ الأُذنانِ والأَقْماعُ الآذانُ والأَسْماع وفي الحديث وَيْل لأَقْماعِ القَوْلِ ويل للمُصِرِّينَ قوله ويل لأَقْماعِ القولِ يعني الذين يسمعون القول ولا يعملون به جمع قِمَعٍ شبّه آذانَهم وكَثْرةَ ما يدخلها من المواعِظِ وهم مُصِرُّون على ترك العمل بها بالأَقْماعِ التي تُفَرَّغُ فيها الأَشْرِبةُ ولا يَبْقى فيها شيء منها فكأَنه يمر عليها مجازاً كما يمر الشراب في الأَقْماع اجْتِيازاً والقَمَعةُ ذبابٌ أَزرقُ عظيم يدخل في أُنوفِ الدَّوابِّ ويقع على الإِبل والوَحْش إِذا اشتدَّ الحر فَيَلْسَعُها وقيل يركب رؤوسَ الدوابّ فيؤذيها والجمع قَمَعٌ ومقَامِعُ الأَخيرة على غير قياس قال ذو الرمة ويَرْكُلْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ زُرْقِ المَقامِعِ ومثله مَفاقِرُ من الفَقْر ومَحاسِنُ ونحوُهما وقَمِعَتِ الظبيةُ قَمَعاً وتَقَمَّعَتْ لَسَعَتْها القَمَعَةُ ودَخَلت في أَنفِها فحرَّكَتْ رأْسَها من ذلك وتَقَمَّعَ الحِمارُ حَرَّكَ رأْسَه من القَمَعةِ ليَطْرُدَ النُّعَرةَ عن وجهه أَو من أَنفه قال أَوس بن حجر ألم تَرَ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ مُزْنةً وعُفْرُ الظِّباءِ في الكِناسِ تَقَمَّعُ ؟ يعني تحرّك رؤوسها من القَمَعِ والقَمِيعة الناتئةُ بين الأُذنين من الدوابِّ وجمعها قَمائِعُ والقَمَعُ داءٌ وغِلَظٌ في إِحْدى ركبتي الفرس فرسٌ قَمِعٌ وأَقْمَعُ وقَمَعةُ العُرُقُوبِ رأْسُه مِثْلُ قَمَعةِ الذَّنَبِ والقَمَعُ غِلَظُ قَمَعةِ العُرْقُوبِ وهو من عيوبِ الخيلِ ويستحب أَن يكون الفرسُ حَدِيدَ طَرفِ العرقوب وبعضهم يجعل القَمَعَة الرأْسَ وجمعها قَمَعٌ وقال قائل من العرب لأَجُزَّنَّ قَمَعَكم أَي لأَضْرِبَنَّ رؤوسكم وعُرْقُوبٌ أَقْمَعُ غَلُظَ رأْسُه ولم يُحَدَّ ويقال عرقوب أَقْمَعُ إِذا غَلُظَتْ إِبْرته وقَمَعةُ الفرَس ما في جَوْفِ الثُّنَّةِ وفي التهذيب ما في مؤخَّرِ الثنَّةِ من طرَف العُجايةِ مما لا يُنْبِتُ الشعَر والقَمَعةُ قُرْحةٌ في العين وقيل ورَمٌ يكون في موضع العين والقَمَعُ فسادٌ في مُوقِ العين واحْمِرارٌ والقَمَعُ كَمَدُ لَوْنِ لحم الموق وورَمُه وقد قَمِعَتْ عينُه تَقْمَعُ قَمَعاً فهي قَمِعةٌ قال الأَعشى وقَلَّبَتْ مُقْلةً ليست بمُقْرِفةٍ إِنسانَ عَيْنٍ ومُوقاً لم يكن قَمِعا وقيل القَمِعُ الأَرْمَصُ الذي لا تراه إِلا مُبْتلَّ العين والقَمَعُ بَثْرٌ يخرج في أُصول الأَشفارِ تقول منه قَمِعَتْ عينه بالكسر وفي الصحاح والقَمَعُ بَثْرةٌ تخرج في أُصول الأَشفار قال ابن بري صوابه أَن يقول القمع بثر أَو يقول والقَمَعَةُ بثرة والقَمَعُ قلة نظر العين من العَمَشِ وقَمعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً ضرَب أَعلى رأْسه والمقْمَعةُ واحدة المَقامِعِ من حديد كالمِحْجنِ يضرب على رأْس الفيل والمِقْمَعُ والمِقْمَعةُ كلاهما ما قُمِعَ به والمَقامِعُ الجِرَزةُ وأَعْمِدةُ الحديد منه يضرب بها الرأْس قال الله تعالى لهم مَقامِعُ من حديد من ذلك وقَمَعْتُه إِذا ضربته بها وفي حديث ابن عمر ثم لَقِيَني ملَكٌ في يده مِقْمَعةٌ من حديد قال ابن الأَثير المِقْمَعةُ واحدة المَقامِعِ وهي سِياطٌ تعمل من حديد رؤوسها مُعْوَجَّةٌ وقَمَعةُ الشيء خِيارُه وخَصَّ كراع به خيار الإِبل وقد اقْتَمَعَه والاسم القُمْعةُ وإِبل مَقْمُوعةٌ أُخِذَ خِيارُها وقد قَمَعْتُها قَمْعاً وتَقَمَّعْتُها إِذا أَخذْتَ قَمَعَتَها قال الراجز تَقَمَّعوا قُمْعَتَها العَقائِلا وقَمَعةُ الذَّنَبِ طَرَفُه والقَمِيعةُ طَرَفُ الذَّنَبِ وهو من الفرس مُنْقَطَعُ العَسِيبِ وجمعها قَمائِعُ وأَورد الأَزهري هنا بيت ذي الرمة على هذه الصيغة ويَنْفُضْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ وأَذْنابِ حُصِّ الهُلْبِ زُعْرِ القَمائِعِ ومُتَقَمَّعُ الدابةِ رأْسُها وجحافِلُها ويجمع على المَقامِعِ وأَنشد أَيضاً هنا بيت ذي الرمة على هذه الصيغة وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ ضُخْمِ المَقامِعِ قال يريد أَنَّ رؤوسها شهود
( * قوله « شهود » كذا بالأصل ) وقَمَعَ ما في الإِناء واقْتَمَعَه شربه كله أَو أَخذه ويقال خذ هذا فاقْمَعْه في فَمِه ثم اكْلِتْه في فيه والقَمْعُ والإِقْماعُ أَن يَمُرّ الشرابُ في الحَلْقِ مَرًّا بغير جَرْعٍ أَنشد ثعلب إِذا غَمَّ خِرْشاءَ الثُّمالةِ أَنْفُه ثَنَى مِشْفَرَيْه للصَّرِيحِ وأَقْمَعا ورواية المصنف فأَقْنَعا وفي الحديث أَولُ مَن يُساقُ إِلى النارِ الأَقْماعُ الذين إِذا أَكلوا لم يَشْبَعُوا وإِذا جَمَعُوا لم يَسْتَغْنُوا أَي كأَنَّ ما يأْكلونه ويَجْمَعُونه يمرُّ بهم مُجْتازاً غير ثابت فيهم ولا باقٍ عندهم وقيل أَراد بهم أَهلَ البَطالاتِ الذين لا همَّ لهم إِلا في تَزْجِيةِ الأَيامِ بالباطل فلا هُمْ في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة والقََمَعُ والقَمَعَةُ طَرَفُ الحُلْقُومِ وفي التهذيب القَمَعُ طَبَقُ الحُلْقُومِ وهو مَجْرَى النَّفَسِ إِلى الرِّئةِ والأَقْماعِيُّ عِنَبٌ أَبيضُ وإِذا انْتَهَى مُنْتَهاهُ اصْفَرَّ فصار كالوَرْسِ وهو مُدَحْرَجٌ مُكْتَنِزُ العَناقِيدِ كثير الماء وليس وراءَ عصيرِه شيءٌ في الجَوْدةِ وعلى زَبِيبِه المُعَوَّلُ كل ذلك عن أَبي حنيفة قال وقيل الأَقْماعِيُّ ضَرْبانِ فارِسيٌّ وعَرَبيّ ولم يزد على ذلك
قنع
قَنِعَ بنفسه قَنَعاً وقَناعةً رَضِيَ ورجل قانِعٌ من قوم قُنَّعٍ وقَنِعٌ من قوم قَنِيعِينَ وقَنِيعٌ من قوم قَنِيعينَ وقُنَعاءَ وامرأَة قَنِيعٌ وقَنِيعةٌ من نسوة قَنائِعَ والمَقْنَعُ بفتح الميم العَدْلُ من الشهود يقال فلان شاهدٌ مَقْنَعٌ أَي رِضاً يُقْنَعُ به ورجل قُنْعانِيٌّ وقُنْعانٌ ومَقْنَعٌ وكلاهما لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ ولا يؤنث يُقْنَعُ به ويُرْضَى برأْيه وقضائه وربما ثُنِّيَ وجمع قال البعيث وبايَعْتُ لَيْلى بالخَلاءِ ولم يَكُنْ شُهُودي على لَيْلى عُدُولٌ مَقانِعُ ورجل قُنْعانٌ بالضم وامرأَة قُنْعانٌ اسْتَوى فيه المذكر والمؤنث والتثنية والجمع أَي مَقْنَعٌ رِضاً قال الأَزهري رجالٌ مَقانِعُ وقُنْعانٌ إِذا كانوا مَرْضِيِّينَ وفي الحديث كان المَقانِعُ من أَصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون كذا المَقانِعُ جمع مَقْنَعٍ بوزن جعفر يقال فلان مَقْنَعٌ في العلم وغيره أَي رِضاً قال ابن الأَثير وبعضهم لا يثنيه ولا يجمعه لأَنه مصدر ومن ثَنَّى وجمع نظر إِلى الاسمية وحكى ثعلب رجل قُنْعانٌ مَنْهاةٌ يُقْنَعُ لرأْيه ويُنْتَهَى إِلى أَمره وفلان قُنْعانٌ من فلان لنا أَي بَدَل منه يكون ذلك في الدم وغيره قال فَبُؤْ بامْرِئٍ أُلْفِيتَ لَسْتَ كَمِثْلِه وإِن كُنْتَ قُنْعاناً لمن يَطْلُبُ الدَّما( * قوله « فبؤ إلخ » في هامش الأصل ومثله في الصحاح فقلت له بؤ بامرئ لست مثله )
ورجل قُنْعانٌ يَرْضَى باليسير والقُنُوعُ السؤالُ والتذلُّلُ للمسأَلة وقَنَعَ بالفتح يَقْنَعُ قُنُوعاً ذل للسؤال وقيل سأَل وفي التنزيل أَطْعِمُوا القانِعَ والمُعْتَرَّ فالقانع الذي يَسْأَلُ والمُعْتَرُّ الذي يَتَعَرَّضُ ولا يسأَل قال الشماخ لَمالُ المَرْءِ يُصْلِحُه فَيُغْني مَفاقِرَه أَعَفُّ من القُنُوعِ يعني من مسأَلةِ الناس قال ابن السكيت ومن العرب من يجيز القُنُوعَ بمعنى القَناعةِ وكلام العرب الجيد هو الأَوَّل ويروى من الكُنُوعِ والكُنُوعُ التقَبُّضُ والتصاغُرُ وقيل القانِعُ السائلُ وقيل المُتَعَفِّفُ وكلٌّ يَصْلُحُ والرجلُ قانِعٌ وقَنِيعٌ قال عَدِيّ بن زيد وما خُنْتُ ذا عَهْدٍ وأُبْتُ بعَهْدهِ ولم أَحْرِمِ المُضْطَرَّ إِذ جاءَ قانِعا يعني سائلاً وقال الفراء هو الذي يَسأَلُكَ فما أَعْطَيْتَه قَبِلَه وقيل القُنُوعُ الطمَعُ وقد استعمل القُنُوعُ في الرِّضا وهي قليلة حكاها ابن جني وأَنشد أَيَذْهَبُ مالُ اللهِ في غير حَقِّه ونَعْطَشُ في أَطْلالِكم ونَجُوعُ ؟ أَنَرْضَى بهذا مِنكُمُ ليس غيرَه ويُقْنِعُنا ما ليسَ فيه قُنُوعُ ؟ وأَنشد أَيضاً وقالوا قد زُهِيتَ فقلتُ كَلاَّ ولكِنِّي أَعَزَّنيَ القُنُوعُ والقَناعةُ بالفتح الرِّضا بالقِسْمِ قال لبيد فمنْهُمْ سَعِيدٌ آخِذٌ بنَصِيبِه ومنهمْ شَقِيٌّ بالمَعِيشةِ قانِعُ وقد قَنِعَ بالكسر يَقْنَعُ قَناعةً فهو قَنِعٌ وقَنُوعٌ قال ابن بري يقال قَنِعَ فهو قانِعٌ وقَنِعٌ وقَنِيعٌ وقَنُوعٌ أَي رَضِيَ قال ويقال من القَناعةِ أَيضاً تَقَنَّعَ الرجلُ قال هُدْبةُ إِذا القوْمُ هَشُّوا للفَعالِ تَقَنَّعا وقال بعض أَهل العلم إِن القُنُوعَ يكون بمعنى الرِّضا والقانِعُ بمعنى الراضي قال وهو من الأَضداد قال ابن بري بعض أَهل العلم هنا هو أَبو الفتح عثمان بن جني وفي الحديث فأَكَلَ وأَطْعَمَ القانِعَ والمُعْتَرَّ هو من القُنُوعِ الرضا باليسير من العَطاء وقد قَنِعَ بالكسر يَقْنَعُ قُنُوعاً وقَناعةً إِذا رَضِيَ وقَنَعَ بالفتح يَقْنَعُ قُنُوعاً إِذا سأَل وفي الحديث القَناعةُ كَنْزٌ لا يَنْفَدُ لأَنّ الإِنْفاقَ منها لا يَنْقَطِع كلَّما تعذر عليه شيء من أُمورِ الدنيا قَنِعَ بما دُونَه ورَضِيَ وفي الحديث عَزَّ مَن قَنِعَ وذَلَّ مَن طَمِعَ لأَنَّ القانِعَ لا يُذِلُّه الطَّلَبُ فلا يزال عزيزاً ابن الأَعرابي قَنِعْتُ بما رُزِقْتُ مكسورة وقَنَعْتُ إِلى فلان يريد خَضَعْتُ له والتَزَقْتُ به وانْقَطَعْتُ إِليه وفي المثل خَيرُ الغِنَى القُنُوعُ وشَرُّ الفَقْرِ الخُضُوعُ ويجوز أَن يكون السائل سمي قانعاً لأَنه يَرْضَى بما يُعْطَى قلَّ أَو كَثُرَ ويَقْبَلُه فلا يردّه فيكون معنى الكلمتين راجعاً إِلى الرِّضا وأَقْنَعَني كذا أَي أَرْضاني والقانِعُ خادِمُ القومِ وأَجِيرُهم وفي الحديث لا تجوزُ شهادةُ القانِعِ من أَهل البيتِ لهم القانِعُ الخادِمُ والتابِعُ ترد شهادته للتُّهَمةِ بِجَلْبِ النفْعِ إِلى نفسِه قال ابن الأَثير والقانِعُ في الأَصل السائِلُ وحكى الأَزهريّ عن أَبي عبيد القانِعُ الرجل يكون مع الرجل يَطْلُبُ فضلَه ولا يَسْأَلُه معروفَ وقال قاله في تفسير الحديث لا تجوز شهادة كذا وكذا ولا شهادةُ القانِعِ مع أَهل البيت لهم ويقال قَنَعَ يَقْنَعُ قُنُوعاً بفتح النون إِذا سأَل وقَنِعَ يَقْنَعُ قَناعةً بكسر النون رَضِيَ وأَقْنَعَ الرجلُ بيديه في القُنوتِ مدّهما واسْتَرْحَم رَبَّه مستقبِلاً ببطونهما وجهَه ليدعو وفي الحديث تُقْنِعُ يديك في الدعاء أَي ترفعهُما وأَقْنَعَ يديه في الصلاة إِذا رفعَهما في القنوت قال الأَزهريّ في ترجمة عرف وقال الأَصمعي في قول الأَسود بن يَعْفُرَ يهجو عقال بن محمد بن سُفين فتُدْخَلُ أَيْدٍ في حَناجِرَ أُقْنِعَتْ لِعادَتِها من الخَزِيرِ المُعَرَّفِ قال أُقْنِعَتْ أَي مُدّتْ ورُفِعَتْ للفم وأَقْنَعَ رأْسَه وعنقَه رفعَه وشَخَصَ ببصره نحو الشيء لا يصْرِفُه عنه وفي التنزيل مُقْنِعي رُؤُوسِهم المُقْنِعُ الذي يَرْفَعُ رأْسه ينظر في ذلٍّ والإِقْناعُ رفع الرأْس والنظر في ذُلٍّ وخُشُوعٍ وأَقْنَعَ فلان رأْسَه وهو أَن يرفع بصره ووجهه إِلى ما حِيالَ رأْسِه من السماء والمُقْنِعُ الرافِعُ رأْسَه إِلى السماء وقال رؤْبة يصف ثور وحش أَشْرَفَ رَوْقاه صَلِيفاً مُقْنِعا يعني عنُقَ الثوْرِ لأن فيه كالانْتصابِ أَمامَه والمُقْنِع رأْسَه الذي قد رَفَعه وأَقْبَلَ بطرْفِه إِلى ما بين يديه ويقال أَقْنَعَ فلان الصبيّ فَقَبَّلَه وذلك إِذا وضَعَ إِحْدى يديه على فَأْسِ قَفاه وجعل الأُخرى تحت ذَقَنِه وأَمالَه إِليه فَقَبَّلَه وفي الحديث كان إِذا ركَع لا يُصَوِّبُ رأْسَه ولا يُقْنِعُه أَي لا يَرْفَعُه حتى يكونَ أَعْلى من ظهرِه وقد أَقْنَعَه يُقْنِعُه إِقْناعاً قال والإِقْناعُ في الصلاةِ من تمامها وأَقنع حَلقه وفمه رفعه لاستيفاء ما يشربه من ماء أَو لبن أَو غيرهما قال يُدافِعُ حَيْزُومَيْه سُخْنُ صَرِيحِها وحَلْقاً تَراهُ للثُّمالةِ مُقْنَعا والإِقْناعُ أَن يُقْنِعَ رأْسَه إِلى الحَوْضِ للشرب وهو مَدُّه رأْسَه والمُقْنَعُ من الإِبل الذي يرفع رأْسه خِلْقةً وأَنشد لِمُقْنَعٍ في رأْسِه حُحاشِر والإِقْناعُ أَن تَضَعَ الناقةُ عُثْنُونَها في الماء وتَرْفَع من رأْسِها قليلاً إِلى الماء لتَجْتَذِبَه اجْتِذاباً والمُقْنِعةُ من الشاءِ المرتفِعةُ الضَّرْعِ ليس فيه تَصوُّبٌ وقد قَنَعَتْ بضَرْعِها وأَقْنَعَتْ وهي مُقْنِعٌ وفي الحديث ناقة مُقْنِعةُ الضرْعِ التي أَخْلافُها ترتفع إِلى بطنها وأَقْنَعْتَ الإِناءَ في النهر اسْتَقْبَلْتَ به جَرْيَتَه ليمتلئَ أَو أَمَلْتَه لتصبَّ ما فيه قال يصف الناقة تُقْنِعُ للجَدْولِ منها جَدْولا شبَّه حلقها وفاها بالجدول تستقبل به جدولاً إِذا شربت والرجل يُقْنِعُ الإِناءَ للماء الذي يسيل من شِعْبٍ ويُقْنِعُ رأْسَه نحو الشيء إِذا أَقْبَلَ به إِليه لا يَصْرِفُه عنه وقَنَعةُ الجبلِ والسنامِ أعْلاهما وكذلك قَمَعَتُهما ويقال قَنَعْتُ رأْس الجبل وقَنَّعْتُه إِذا عَلَوْتَه والقَنَعةُ ما نَتَأَ من رأْس الجبل والإِنسان وقَنَّعَه بالسيف والسوْطِ والعَصا عَلاه به وهو منه والقَنُوعُ بمنزلة الحَدُورِ من سَفْحِ الجبل مؤنث والقِنْعُ ما بَقِيَ من الماء في قُرْبِ الجبل والكاف لغة والقِنْعُ مُستَدارُ الرمل وقيل أَسْفَلُه وأَعْلاه وقيل القِنْعُ أَرض سَهْلةٌ بين رمال تُنْبِتُ الشجر وقيل هو خَفْضٌ من الأَرض له حَواجِبُ يَحْتقِنُ فيه الماءُ ويُعْشِبُ قال ذو الرمة ووصف ظُعُناً فَلَمَّا رأَينَ القِنْعَ أَسْفَى وأَخْلَقَتْ من العقْرَبِيّاتِ والهُجيُوجُ الأَواخِرُ والجمع أَقْناعٌ والقِنْعةُ من القِنْعانِ ما جرَى بين القُفِّ والسهْلِ من التراب الكثيرِ فإِذا نضَبَ عنه الماءُ صار فَراشاً يابِساً والجمع قِنْعٌ وقِنَعةٌ والأَقْيَسُ أَن يكون قِنَعةٌ جَمْع قِنْعٍ والقِنْعانُ بالكسر من القِنْعِ وهو المستوى بين أَكَمَتَينِ سَهْلَتَينِ قال ذو الرمة يصف الحُمُرَ وأَبْصرْنَ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطافُه فَراشاً وأنَّ البَقْلَ ذاوٍ ويابِسُ وأَقْنَعَ الرجلُ إِذا صادَف القِنْعَ وهو الرمل المجتمع والقِنْعُ مُتَّسَعُ الحَزْنِ حيث يَسْهُلُ ويجمع القِنْعُ قِنَعَةً وقِنْعاناً والقَنَعَةُ من الرَّمْلِ ما اسْتَوى أَسفلُه من الأَرض إِلى جَنْبِه وهو اللَّبَبُ وما اسْتَرَقَّ من الرمل وفي حديث الأَذان أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم اهْتَمَّ للصلاة كيف يَجْمَعُ لها الناسَ فَذُكِرَ له القُنْعُ فلم يعجبه ذلك ثم ذكر رؤْيا عبد الله بن زيد في الأَذان جاء تفسير القُنْعِ في بعض الرِّوايات أَنه الشَّبُّورُ والشَّبُّورُ البُوقُ قال ابن الأَثير قد اختلف في ضبط لفظة القُنْعِ ههنا فرويت بالباء والتاء والثاء والنون وأَشهرها وأَكثرها النون قال الخطابي سأَلت عنه غير واحد من أَهل اللغة فلم يثبتوه لي على شيء واحد فإِن كانت الرواية بالنون صحيحة فلا أَراه سمي إِلا لإِقْناعِ الصوت به وهو رَفْعُه يقال أَقْنَعَ الرجلُ صوتَه ورأْسَه إِذا رفعهما ومن يريد أَن ينفخ في البوق يرفع رأْسه وصوته قال الزمخشري أَو لأَنَّ أَطرافَه أُقْنِعَتْ إِلى داخله أَي عُطِفَتْ وأَما قول الراعي زَجِلَ الحُداءِ كأَنَّ في حَيْزُومِه قَصَباً ومُقْنِعَةَ الحَنِينِ عَجُولا قال عُمارةُ بن عَقِيلٍ زعم أَنه عَنى بمُقْنَعةِ الحنينِ النَّايَ لأَن الزامِرَ إِذا زَمَرَ أَقْنَعَ رأْسه فقيل له قد ذَكَرَ القَصَبَ مرة فقال هي ضُرُوبٌ وقال غيره أَراد وصَوْتَ مُقْنَعةِ الحنين فحذف الصوت وأَقام مُقْنَعة مُقامَه ومن رواه مُقْنِعةَ الحَنِين أَراد ناقةً رَفَعَتْ حنينها وإِداوةٌ مقموعةٌ ومقنوعةٌ بالميم والنون إِذا خُنِثَ رأْسُها والمِقْنَعُ والمِقْنَعةُ الأُولى عن اللحياني ما تُغَطِّي به المرأَةُ رأْسَها وفي الصحاح ما تُقَنِّعُ به المرأَةُ رأْسَها وكذلك كلُّ ما يستعمل به مَكْسورَ الأَوَّلِ يأْتي على مِفْعَلٍ ومِفعَلة وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه رأَى جاريةً عليها قِناعٌ فضربها بالدِّرّة وقال أَتُشَبَّهِين بالحَرائِر ؟ وقد كان يومئذ من لُبْسِهِنَّ وقولهم الكُشْيَتان من الضبِّ شَحْمتان على خِلْقةَ لسان الكلب صَفراوانِ عليهما مِقْنعة سوْداء إِنما يريدون مثل المِقْنعةِ والقِناعُ أَوْسَعُ من المِقْنعةِ وقد تَقَنَّعَتْ به وقَنَّعَتْ رأْسَها وقَنَّعْتُها أَلبستها القِناعَ فتَقنَّعَتْ به قال عنترة إِنْ تُغْدفي دُوني القِناعَ فإِنَّني طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِمِ والقِناعُ والمِقْنَعةُ ما تتَقَنَّعُ به المرأَةُ من ثوب تُغَطِّي رأْسَها ومحاسِنَها وأَلقى عن وجْهه قِناعَ الحياءِ على المثل وقَنَّعه الشيبُ خِمارَه إِذا علاه الشيبُ وقال الأَعشى وقَنَّعَه الشيبُ منه خِمارا وربما سموا الشيب قِناعاً لكونه موضعَ القِناعِ من الرأْس أَنشد ثعلب حتى اكْتَسى الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا أَمْلَحَ لا آذى ولا مُحَبَّبا ومن كلام الساجع إِذا طَلَعَتِ الذِّراع حَسَرتِ الشمسُ القِناع وأَشْعَلَتْ في الأُفُقِ الشُّعاع وتَرَقْرَقَ السّرابُ بكلِّ قاع الليث المِقْنَعةُ ما تُقَنِّعُ به المرأَةُ رأْسَها قال الأَزهري ولا فرق عند الثقات من أَهل اللغة بين القِناعِ والمِقْنَعةِ وهو مثل اللِّحافِ والمِلْحفةِ وفي حديث بدْرٍ فانْكَشَفَ قِناعُ قلبه فمات قِناعُ القلبِ غِشاؤُه تشبيهاً بقناعِ المرأَةِ وهو أَكْبر من المِقْنعةِ وفي الحديث أَتاه رجل مُقَنَّعٌ بالحديد هو المُتَغَطِّي بالسِّلاحِ وقيل هو الذي على رأْسه بيضة وهي الخوذةُ لأَنَّ الرأْس موضع القِناعِ وفي الحديث أَنه زارَ قبرَ أُمّه في أَلْفِ مُقَنَّعٍ أَي في أَلف فارس مُغطًّى بالسلاحِ ورجل مُقَنَّعٌ بالتشديد أَي عليه بَيضة ومِغْفَرٌ وتَقَنَّعَ في السلاح دخَل والمُقَنَّع المُغَطَّى رأْسُه وقول ليبد في كلِّ يومٍ هامَتي مُقَرَّعَهْ قانِعةٌ ولم تَكُنْ مُقَنَّعَهْ يجوز أَن يكون من هذا ومن الذي قبله وقوله قانعة يجوز أَن يكون على توهم طرح الزائد حتى كأَنه قد قيل قَنَعَتْ ويجوز أَن يكون على النسَبِ أَي ذات قِناعٍ وأُلحق فيها الهاء لتمكن التأْنيث ومنه حديث عمر رضي الله عنه أَنَّ أَحَد وُلاتِه كتب إِليه سوطاً وإِنه لَلَئِيمُ القِنْعِ بكسر القاف إِذا كان لَئِمَ الأَصْل والقِنْعانُ العظيم من الوُعولِ والقِنْعُ والقِناعُ الطَّبَقُ من عُسُبِ النخْلِ يوضع فيه الطعام والجمع أَقْناعٌ وأَقْنِعةٌ وفي حديث الرُّبَيِّعِ بنت المُعَوِّذ قالت أَتيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم بقِناعٍ من رُطَبٍ وأجْرٍ زُغْبٍ قال القِنْعُ والقِناعُ الطبَقُ الذي يؤْكل عليه الطعامُ وقال غيره ويجعل فيه الفاكِهةُ وقال ابن الأَثير يقال له القِنْعُ والقُنْع بالكسر والضم وقيل القِناعُ جمعه وفي حديث عائشة رضي الله عنها إِن كان لَيُهْدَى لنا القِناعُ فيه كَعْبٌ من إِهالةٍ فنَفْرَحُ به قال وقوله وأجْرٍ زُغْبٍ يذكر في موضعه وحكى ابن بري عن ابن خالويه القِناعُ طَبَقُ الرُّطَبِ خاصّةً وقيل القِنْعُ الطبق الذي تؤكل فيه الفاكهة وغيرها وذكر الهروي في الغريبين القُنْع الذي يؤكل عليه وجمعه أَقناعٌ مثل بُرْدٍ وأَبْرادٍ وفي حديث عائشة أَخَذَتْ أَبا بكر رضي الله عنه غَشْيةٌ عند الموت فقالت ومَنْ لا يَزالُ الدَّمْعُ فيه مُقَنَّعاً فلا بُدَّ يَوْماً أَنَّه مُهَراقُ فسروا المُقَنَّعَ بأَنه المحبوسُ في جوْفِه ويجوز أَن يراد من كان دَمْعُه مُغَطًّى في شُؤُونِه كامِناً فيها فلا بدّ أَن يبرزه البكاء والقُنْعةُ الكُوَّةُ في الحائطِ وقَنَعَتِ الإِبلُ والغنمُ بالفتح رجعَتْ إِلى مَرْعاها ومالتْ إِليه وأَقبلت نحو أَهلها وأَقْنَعَتْ لِمَأْواها وأَقْنَعْتُها أَنا فيهما وفي الصحاح وقد قَنِعَتْ هي إِذا مالتْ له وقَنَعَتْ بالفتح مالت لِمأْواها وقَنَعةُ السنامِ أَعْلاه لغة في قَمَعَتِه الأَصمعي المُقْنَعُ الفَمُ الذي يكون عطْفُ أَسنانِه إِلى داخل الفم وذلك القَويّ الذي يُقْطَعُ له كلُّ شيء فإِذا كان انصِبابُها إِلى خارج فهو أَرْفَقُ وذلك ضعيف لا خير فيه وفَمٌ مُقْنَعٌ من ذلك قال الشماخ يصف إِبلاً يُباكِرْنَ العِضاهَ بمُقْنَعاتٍ نَواجِذُهُنَّ كالحَدَإِ الوَقِيعِ وقال ابن مَيّادةَ يصف الإِبل أَيضاً تُباكِرُ العِضاهَ قَبْلَ الإِشْراق بمُقْنَعاتٍ كَقِعابِ الأَوْراق يقول هي أَفتاءٌ وأَسنانُها بِيضُ وقَنَّعَ الدِّيكُ إِذا رَدَّ بُرائِلَه إِلى رأْسه وقال ولا يَزالُ خَرَبٌ مُقَنَّعُ بُرائِلاه والجَناحُ يَلْمَعُ وقُنَيْعٌ اسم رجل