كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور
عمل
قال الله عز وجل في آية الصَّدَقات والعامِلِين عليها هم السُّعاة الذين يأْخذون الصَّدَقات من أَربابها واحدهم عامِلٌ وساعٍ وفي الحديث ما ترَكْتُ بعد نَفقة عيالي ومَؤُونة عامِلي صَدَقةٌ أَراد بعياله زَوْجاتِه وبعامِله الخَلِيفة بعده وإِنما خَصَّ أَزواجَه لأَنه لا يجوز نكاحُهُن فجَرَت لهنَّ النفقةُ فإِنهن كالمُعْتَدَّات والعامِلُ هو الذي يتوَلَّى أُمور الرجل في ماله ومِلْكِه وعمَلِه ومنه قيل للذي يَسْتَخْرج الزكاة عامِل والعَمَل المِهْنة والفِعْل والجمع أَعمال عَمِلَ عَمَلاً وأَعْمَلَه غَيرهُ واسْتَعْمَله واعْتَمَل الرجلُ عَمِلَ بنفسه أَنشد سيبويه إِنَّ الكَرِيمَ وأَبِيك يَعْتَمِل إِنْ لم يَجِدْ يوماً على مَنْ يتَّكِل فيَكْتَسِي مِنْ بَعْدِها ويكتحِل أَراد مَنْ يَتَّكِلُ عليه فحذف عليه هذه وزاد عَلى متقدِّمةً أَلا ترى أَنه يَعْتَمُِل إِنْ لم يَجِدْ من يَتَّكِل عليه ؟ وقيل العَمَلُ لغيره والاعْتِمالُ لنفسه قال الأَزهري هذا كما يقال اخْتَدَم إِذا خَدَم نَفْسَه واقْتَرَأَ إِذا قَرَأَ السلامَ على نفسه واسْتَعْمَلَ فلان غيرَه إِذا سَأَله أَن يَعْمَل له واسْتَعْمَلَه طَلَب إِليه العَمَل واعْتَمَل اضطرب في العَمَل واسْتُعْمِل فلان إِذا وَليَ عَمَلاً من أَعْمالِ السلطان وفي حديث خيبر دَفَع إِليهم أَرْضَهُم على أَن يَعْتَمِلوها من أَموالهم الاعْتمال افتعال من العَمَل أَي أَنهم يَقُومون بما يُحْتاج إِليه من عِمارة وزراعة وتَلقيح وحِرَاسة ونحو ذلك وأَعْمَلَ فلان ذِهْنَه في كذا وكذا إِذا دَبَّره بفهمه وأَعْمَل رَأْيَه وآلَتَه ولِسانَه واسْتَعْمَله عَمِل به قال الأَزهري عَمِلَ فلان العَمَلَ يَعْمَلُه عَمَلاً فهو عامِلٌ قال ولم يجيء فَعِلْتُ أَفْعَلُ فَعَلاً متعدِّياً إِلا في هذا الحرف وفي قولهم هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلاً وإِلاَّ فسائر الكلام يجيء على فَعْلٍ ساكن العين كقولك سَرِطْتُ اللُّقْمَة سَرْطاً وبَلِعْته بَلْعاً وما أَشبهه ورجلٌ عَمُولٌ إِذا كان كَسُوباً ورجل عَمِلٌ ذو عَمَلٍ حكاه سيبويه وأَنشد لساعدة بن جُؤَبَّة حَتى شَآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ باتت طِراباً وبات اللَّيْلَ لم يَنَمِ نَصَب سيبويه مَوْهِناً بعَمِل( * قوله « نصب سيبويه موهناً بعمل » هي عبارة المحكم وفي المغني وردّ على سيبويه في استدلاله على إِعمال فعيل بقوله حتى شآها كليل ) ودَفَعَه غيرُه من النحويين فقال إِنما هو ظرف وهذا حَسَنٌ منه لأَنه إِنما يُحْمَل الشيء على إِعْمال فَعِلٍ إِذا لم يوجد من إِعْماله بُدٌّ ورجل عَمُولٌ بمعنى رجل عَمِلٌ أَي مطبوع على العَمَل وتَعَمَّل فلان لكذا والتعميل تولية العَمَل يقال عَمَّلْت فلاناً على البصرة قال ابن الأَثير قد يكون عَمَّلْته بمعنى وَلَّيته وجعلته عامِلاً وأَما ما أَنشده الفراء للبيد أَو مِسْحَل عَمِل عِضادَة سَمْحَجٍ بَسَراتِها نَدَبٌ له وكُلوم فقال أَوقع عَمِل على عِضادَة سَمْحَج قال ولو كانت عامِل لكان أَبْيَنَ في العربية قال الأَزهري العِضَادة في بيت لبيد جمع العَضُد وإِنما وَصَفَ عَيْراً وأَتانه فجعل عَمِل بمعنى مُعْمِل
( * قوله « فجعل عمل بمعنى معمل إلخ » عبارة التهذيب في ترجمة عضد ويقال فلان عضد فلان وعضادته ومعاضده إِذا كان يعاونه ويرافقه وقال لبيد أَو مسحل سنق عضادة إلخ ثم قال في تفسيره يقول هو يعضدها يكون مرة عن يمينها ومرة عن يسارها لا يفارقها ) أَو عامِل ثم جعله عَمِلاً والله أَعلم واسْتَعْمَل فلان اللَّبِنَ إِذا ما بَنى به بِناءً والعَمِلةُ العَمَلُ إِذا أَدخلوا الهاء كسروا الميم والعَمِلَة والعِمْلة ما عُمِلَ والعِمْلة حالَةُ العَمَل ورَجُلٌ خبيثُ العِمْلة إِذا كان خبيث الكسب وعِمْلةُ الرجل باطِنَته في الشرِّ خاصة وكلُّه من العَمَل وقالت امرأَة من العرب ما كان لي عَمِلَةٌ إِلا فسادُكم أَي ما كان لي عَمَلٌ والعِمْلَة والعُمْلَةُ والعَمالة والعُمالة والعمالة الأَخيرة عن اللحياني كله أَجْرُ ما عُمِل ويقال عَمَّلْت القومَ عُمالَتَهم إِذا أَعطيتهم إياها وفي حديث عمر رضي الله عنه قال لابن السَّعْدي خُذْ ما أُعْطِيتَ فإِنِّي عَمِلْتُ على عَهْد رسول الله صلى الله عليه وسلم فَعَمَّلَني أَي أَعطاني عُمالتي وأُجْرَةَ عَمَلي يقال منه أَعْملته وعَمَّلْته قال الأَزهري العُمالة بالضم رِزْقُ العامِلِ الذي جُعِل له على ما قُلِّد من العَمَل وعامَلْتُ الرجلَ أُعامِلُه مُعامَلةً والمُعامَلة في كلام أَهل العراق هي المُساقاة في كلام الحِجازيين والعَمَلة القومُ يَعْمَلون بأَيديهم ضروباً من العَمَل في طين أَو حَفْرٍ أَو غيره وعامَلَه سامَه بعَمَلٍ والعامِلُ في العربية ما عَمِلَ عَمَلاً مَّا فرفَعَ أَو نَصَب أَو جَرَّ كالفِعْل والناصب والجازم وكالأَسماء التي من شأْنها أَن تَعْمَلَ أَيضاً وكأَسْماء الفِعْل وقد عَمِلَ الشيءُ في الشيء أَحْدَثَ فيه نوعاً من الإِعراب وعَمِلَ به العِمِلِّين بالَغ في أَذاه وعَمِلَه به وحكى ابن الأَعرابي عَمِلَ به العِمْلِين بكسر العين وسكون الميم وقال ثعلب إِنما هو العِمَلِين بكسر العين وفتح الميم وتخفيفها ويقال لا تَتَعَمَّلْ في أَمْر كذا كقولك لا تَتَعَنَّ وقد تَعَمَّلْت لك أَي تَعَنَّيْت من أَجلك قال مُزَاحم العُقَيلي تَكادُ مَغانِيها تَقُولُ من البِلى لِسائِلها عن أَهْلِها لا تَعَمَّل أَي لا تَتَعَنَّ فليس لَكَ فَرَجٌ في سؤالك وقال أَبو سعيد سَوْفَ أَتَعَمَّل في حاجتك أَي أَتَعَنَّى وقول الجعدي يصف فرساً وتَرْقبُهُ بعامِلَةٍ قَذُوفٍ سَرِيعٍ طَرْفُها قَلِقٍ قَذَاها أَي تَرْقُبه بعين بعيدة النَّظَر واليَعْمَلَة من الإِبل النَّجِيبة المُعْتَمَلة المطبوعة على العَمَل ولا يقال ذلك إِلا للأُنثى هذا قول أَهل اللغة وقد حكى أَبو علي يَعْمَلٌ ويَعْمَلة واليَعْمَلُ عند سيبويه اسم لأَنه لا يقال جَمَلٌ يَعْمَلُ عند سيبويه اسم لأَنه لا يقال جَمَلٌ يَعْمَلٌ ولا ناقة يَعْمَلَةٌ إِنما يقال يَعْمَلٌ ويَعْمَلة فيُعْلَم أَنه يُعْنى بهما البعير والناقة ولذلك قال لا نَعلَم يَفْعَلاً جاء وصفاً وقال في باب ما لا ينصرف إِن سميته بيَعْمَلٍ جمع يَعْمَلة فَحَجِّرْ بلفظ الجمع أَن يكون صفة للواحد المذكر وبعضهم يَرُدُّ هذا ويَجْعَلَ اليَعْمَلَ وصفاً وقال كراع اليَعْمَلَة الناقة السريعة اشتق لها اسم من العَمَل والجمع يَعْمَلات وأَنشد ابن بري للراجز يا زَيْدُ زَيْدَ اليَعْمَلاتِ الذُّبَّل تَطاوَلَ اللَّيْلُ عليكَ فانْزِل قال وذكر النحاس في الطبقات أَن هذين البيتين لعبد الله بن رَوَاحة وناقة عَمِلَةٌ بَيِّنة العَمالة فارهة مثل اليَعْمَلة وقد عَمِلَتْ قال القَطامِيّ نِعْمَ الفَتى عَمِلَتْ إِليه مَطِيَّتي لا نَشْتَكي جَهْدَ السِّفار كلانا وحَبْلٌ مُسْتَعْمَلٌ قد عُمِل به ومُهِن ويقال أَعْمَلْت الناقةَ فَعَمِلَت وفي الحديث لا تُعْمَلُ المَطِيُّ إِلا إِلى ثلاثة مساجد أَي لا تُحَثُّ ولا تُساق ومنه حديث الإِسْراء والبُراق فعَمِلَتْ بأُذُنَيْها أَي أَسرعت لأَنها إِذا أَسْرَعَتْ حَرَّكت أُذُنيها لشدَّة السير وفي حديث لقمان يُعْمِل الناقةَ والسَّاقَ أَخبر أَنه قَوِيٌّ على السير راكباً وماشياً فهو يجمع بين الأَمرين وأَنه حاذِقٌ بالرُّكُوب والمَشْي وعَمِلَ البَرْقُ عَمَلاً فهو عَمِلٌ دامَ قال ساعدة بن جُؤَيَّة وأَنشد حَتى شآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ وعُمِّلَ فلان على القوم أُمِّرَ والعَوامِلُ الأَرجل قال الأَزهري عَوامِلُ الدابة قوائمه واحدتها عامِلة والعَوامِل بَقَر الحَرْث والدِّياسة وفي حديث الزكاة ليس في العَوامِل شيء العَوامِل من البقر جمع عاملة وهي التي يُسْتَقى عليها ويُحْرَث وتستعمل في الأَشغال وهذا الحكم مطَّرد في الإِبل وعامِلُ الرُّمح وعامِلته صَدْرُه دون السِّنان ويجمع عَوامِل وقيل عامِلُ الرُّمْح ما يَلي السِّنان وهو دون الثَّعْلب وطريق مُعْمَلٌ أَي لحْبٌ مسلوك وحكى اللحياني لم أَرَ النَّفَقة تَعْمَل كما تَعْمَل بمكة ولم يُفَسِّره إِلاَّ أَنه أَتبعه بقوله وكما تُنْفَق بمكة فعسى أَن يكون الأَول في هذا المعنى وعَمَلٌ اسم رجل قالت امرأَة تُرَقِّص ولدها أَشْبِهْ أَبا أُمِّك أَو أَشبِهْ عَمَل وارْقَ إِلى الخَيرات زَنْأً في الجَبَل قال ابن بري قال أَبوه زيد الذي رَقَّصه هو أَبو وهو قيس بن عاصم واسم الولد حكيم واسم أُمه منفوسة بنت زَيْد الخَيْل وأَما الذي قالته أُمه فيه فهو أَشْبِهْ أَخي أَو أَشبِهَنْ أَباكا أَمَّا أَبي فَلَنْ تَنالَ ذاكا تَقْصُرُ أَن تَنالَهُ يَداكا قال الأَزهري والمسافرون إِذا مَشَوْا على أَرجلهم يُسَمَّوْن بني العَمَل وأَنشد الأَصمعي فذَكَرَ اللهَ وسَمَّى ونَزَل
( * قوله « ونزل » قال في التهذيب أي أقام بمنى )
بِمَنْزِل يَنْزِله بَنُو عَمَل لا ضَفَفٌ يَشْغَلُه ولا ثَقَل وبنو عامِلة وبنو عُمَيْلة حَيَّان من العرب قال الأَزهري عاملة قبيلة إِليها يُنْسَب عَدِيُّ بن الرِّقاع العامِليُّ وعامِلة حيٌّ من اليمن وهو عاملة بن سَبإٍ وتزعم نُسَّاب مُضَر أَنهم من ولد قاسط قال الأَعشى أَعامِلَ حَتَّى مَتى تَذْهَبِين إِلى غَيْرِ والدِكِ الأَكْرم ؟ ووالِدُكُم قاسِطٌ فارْجِعوا إِلى النسب الأَتْلَد الأَقْدَم وعَمَلى موضع وفي الحديث سئل عن أَولاد المشركين فقال الله أَعلم بما كانوا عاملين روى ابن الأَثير عن الخطابي قال ظاهر هذا الكلام يوهم أَنه لم يُفْتِ السائل عنهم وأَنه رد الأَمر في ذلك إِلى علم الله عز وجل وإِنما معناه أَنهم مُلْحَقون في الكفر بآبائهم لأَن الله تعالى قد علم أَنهم لو بَقُوا أَحياءً حتى يَكْبَروا لعَمِلوا عَمَلَ الكفَّار ويدل عليه حديث عائشة رضي الله عنها قلت فذراريّ المشركين ؟ قال هم من آبائهم قلت بِلا عَملٍ قال الله أَعلم بما كانوا عاملين وقال ابن المبارك فيه إِن كل مولود إِنما يُولَد على فِطرته التي وُلد عليها من السعادة والشقاوة وعلى ما قُدِّر له من كفر وإِيمان فكلٌّ منهم عامِلٌ في الدنيا بالعمل المشاكل لفِطْرته وصائر في العاقبة إِلى ما فُطِر عليه فمن علامات الشقاوة للطفل أَن يُولَد بين مُشْرِكَين فيحْمِلانه على اعتقاد دينهما ويُعَلِّمانه إِياه أَو يموت قبل أَن يَعْقِل ويَصِف الدين فيُحْكَم له بحُكم والديه إِذ هو في حكم الشريعة تَبَعٌ لهما وهذا فيه نظر لأَنا رأَينا وعلمنا أَن ثَمَّ مَن ولد بين مُشْركَين وحملاه على اعتقاد دينهما وعَلَّماه ثم جاءت له خاتمة من إِسلامه ودينه تَعُدُّه من جملة المسلمين الصالحين وأَما الذي في حديث الشَّعْبي أَنه أُتي بشراب مَعْمول فقيل هو الذي فيه اللَّبن والعَسل والثَّلج
عمثل
العَمَيْثَل من كل شيء البطيء لعِظَمه أَو ترَهُّله والأُنثى بالهاء والعَمَيْثَلة من الإِبل الجسيمة والعَمَيْثَل الذي يُطِيل ثيابه وقال الخليل العَمَيْثَل البطيء الذي يُسْبِل ثيابه كالوادِع الذي يُكْفَى العَمَل ولا يحتاج إِلى التشمير وقيل هو الضَّخْم الثقيل كأَن فيه بُطْأً من عِظَمه وجمعه العَمائِل والعَمَيْثَل الطويل الذَّنَب من الظباء والوُعول وقال الأَصمعي العَمَيْثَل من الوُعول الذَّيَّال بذنبه والعَمَيْثَل القصير المسترخي قال أَبو النجم يَهْدي بها كلّ نِيافٍ عَنْدَل رُكِّب في ضَخْم الذَّفارى قَنْدَل( * قوله « يهدي بها » هكذا في الأصل وسيأتي في ترجمة قندل تهدي بنا وكذا في الصحاح )
ليس بمُلْتاثٍ ولا عَمَيْثَل وليس بالفَيَّادة المُقَصْمِل قال وقد يكون العَمَيْثَل هنا الذي يطيل ثيابه والعَمَيْثَل الجَلد النَّشيط عن السيرافي وقيل العَمَيْثَل الضخم الشديد العريض وهو من صفة الأَسد والجمل والفرس والرجل وحكى ابن بري عن ابن خالويه قال ليس أَحد فَسَّر العَميْثَل أَنه الفرسُ والأَسدُ والرجلُ الضَّخْم والكبشُ الكبيرُ القرن الكثيرُ الصوف والطويلُ الذَّيل غير محمد بن زياد
عنبل
العُنْبُل والعُنْبُلة البَظْر وامرأَة عُنْبُلة طويلة العُنْبُل وعَنْبَلتُها طُول بَظْرِها قال جرير إِذا تَرَمَّزَ بعد الطَّلْق عُنْبُلُها قال القَوابِلُ هذا مِشْفَرُ الفِيل والعُنْبُلة الخشبة التي يُدَقُّ عليها بالمِهْراس( * قوله « يدق عليها بالمهراس » هذه عبارة ابن سيده وتبعه المجد وعبارة الازهري يدق بها في المهراس الشيء اه والمهراس الهاون كما في كتب اللغة ) والعُنابِل الوتر الغليظ وقيل العُنابِل الغليظ وقال عاصم بن ثابت ما عِلَّتي وأَنا طَبٌّ خاتِلُ
( * قوله « طب خاتل » تقدم في مادة علل جلد نابل )
والقَوْسُ فيها وَتَرٌ عُنابِلُ تَزِلُّ عن صَفْحَتِه المَعابِلُ ويقال لبُظارة المرأَة العُنْبُل والعُنْتُل مثل نَبَع الماءُ ونتَع والعُنابِل بالضم الصُّلْب المَتِين وجمعه عَنابِل بالفتح مثل جُوالِق وجَوالِق ابن بري ابن خالويه العُنْبُليُّ الزِّنْجي والعُنْبُل البُظارة وأَنشد يا رِيَّها وقد بدا مَسِيحي وابْتَلَّ ثوْبايَ من النَّضِيحِ وصار رِيحُ العُنْبُليّ رِيحي والعَبَنْبَل الجسيم العظيم وأَنشد أَبو عمرو للبَولاني لمَّا رأَتْ أَن زُوِّجَت حَزَنْبَلا ذا شَيْبةٍ يَمْشِي الهُوَيْنى حَوقلا إِذا تُناغِيه الفَتاةُ انْجَفَلا وقام يَدْعو رَبَّه تَبَتُّلا قالت له مُتَّ وَشِيكاً عَجِلا كُنْتُ أُريدُ ناشِئاً عَبَنْبَلا يَهْوَى النِّساءَ ويُحِبُّ الغَزَلا
عنتل
العُنْتُل الصُّلْب الشديد ويقال لبُظارة المرأَة العُنْبُل والعُنْتُل مثل نَبَع الماءُ ونَتَع قال أَبو صفوان الأَسدي يهجو ابن مَيَّادة أَلَهْفي عليْك يا ابن مَيَّادةَ التي يكون ذِياراً لا يُحَتُّ خِضَابُها إِذا زَبَنَتْ عنها الفَصِيلَ برِجْلِها بدا من فُروج الشَّمْلَتَين عُنَابُها بدا عُنْتُلٌ لو تُوضَع الفَأْسُ فَوقه مُذَكَّرةً لانْفَلَّ عنها غُرابُها وقد روي بدا عُنْبُلٌ بالباء أَيضاً والذِّيار البَعَر الذي يُضَمَّد به الإِحْلِيل لئلا يؤثِّر فيه الضِّراب والعَنْتَل فَرْجُ المرأَة بالفتح وقال أَبو عمرو هو العُنْتُل بضم العين والتاء
عنثل
أُمُّ عَنْثَل الضِّبُع حكاه سيبويه
عنجل
العُنْجُل الشيخُ إِذا انْحَسَرَ لحمُه وبَدَت عِظامُه والعُنْجُول دُوَيْبَّة قال ابن دريد لا أَقف على حقيقة صفتها الأَزهري العُنْجُف والعُنْجُوف جميعاً اليابس هُزالاً وكذلك العُنْجُل وحكى ابن بري عن ابن خالويه قال لم يَفْرُق أَحدٌ لنا بين العُنْجُل والغُنْجُل إِلا الزاهد قال العُنْجُل الشيخُ المُدْرَهِمُّ إِذا بدت عِظامُه وبالغين التُّفَّة وهو عَنَاق الأَرض
عندل
عَنْدَل البعيرُ اشتدَّ عَصَبه وقيل عَنْدَل اشتدَّ وصَنْدَلَ ضَخُم رأْسُه والعَنْدَل الناقة العظيمة الرأْس الضَّخْمة وقيل هي الشديدة وقيل الطويلة والعَنْدَل الطويل والأُنثى عَنْدَلة وقيل هو العظيم الرأْس مثل القَنْدَل والعَنْدَل البعير الضخم الرأْس يستوي فيه المذكر والمؤَنث ذكر الأَزهري في ترجمة عدل عن الليث قال المُعْتَدِلة من النوق المُثَقَّفَة الأَعضاء بعضها ببعض قال وروى شَمِر عن محارب قال المُعَنْدِلة من النوق وجعله رباعيّاً من باب عَنْدَل قال الأَزهري والصواب المُعْتَدِلة بالتاء وروى شمر عن أَبي عدنان أَن الكناني أَنشده وعَدَلَ الفَحْلُ وإِن لم يُعْدَل واعْتَدَلتْ ذاتُ السَّنامِ الأَمْيَل قال اعتدالُ ذات السَّنام الأَميل استقامةُ سَنامها من السِّمَن بعدما كان مائلاً قال الأَزهري وهذ يدل على أَن الحرف الذي رواه شمر عن محارب في المُعَنْدِلة غير صحيح وأَن الصواب المُعْتَدِلة لأَن الناقة إِذا سَمِنت اعتدلت أَعضاؤها كلها من السنام وغيره ومُعَنْدِلة من العَنْدل وهو الصُّلْب الرأْس والعَنْدَل السريع والعَنْدَلِيل طائر يصوّت أَلواناً والبُلْبُل يُعَنْدِل أَي يُصوِّت وعَنْدَل الهُدْهُد إِذا صوَّت عَنْدَلة الجوهري قال سيبويه إِذا كانت النون ثانية فلا تجعل زائدة إِلاَّ بثَبَتٍ الأَزهري العَنْدَلِيب طائر أَصغر من العصفور قال ابن الأَعرابي هو البُلْبُل وقال الجوهري هو الهَزَار وروي عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه قال عليكم بشِعْر الأَعشى فإِنه بمنزلة البازي يَصِيد ما بين الكُرْكِيِّ والعَنْدَلِيب قال وهو طائر أَصغر من العصفور وقال الليث هو طائر يُصوِّت أَلواناً قال الأَزهري وجعَلْتُه رُباعيًّا لأَن أَصله العَنْدَل ثم مُدَّ بياء وكُسِعت بلام مكررة ثم قُلِبت باء وأَنشد لبعض شعراء غَنِيّ والعَنْدَلِيلُ إِذا زَقَا في جَنَّةٍ خيْرٌ وأَحْسَنُ من زُقاءِ الدُّخَّل والجمع العَنَادِل قال الجوهري وهو محذوف منه لأَن كل اسم جاوز أَربعة أَحرف ولم يكن الرابع من حروف المد واللين فإِنه يُرَدُّ إِلى الرُّباعي ثم يبنى منه الجمع والتصغير فإِن كان الحرف الرابع من حروف المدّ واللين فإِنها لا ترد إِلى الرباعي وتبنى منه وأَنشد ابن بري كيف تَرعى فِعْل طَلاحِيَّاتِها عَنادِلِ الهاماتِ صَنْدَلاتِها ؟ وامرأَة عَنْدَلةٌ ضَخْمة الثديين قال الشاعر ليسَتْ بعَصْلاءَ يَذْمِي الكَلبَ نَكْهَتُها ولا بعَنْدَلةٍ يَصْطَكُّ ثَدْياها
عنسل
الأَزهري الليث العَنْسَل الناقة القوية السريعة وقال غيره النون زائدة أُخذ من عَسَلان الذئب أَنشد الجوهري للأَعشى وقدْ أَقْطَعُ الجَوْزَ جَوْزَ الفَلا ة بالحُرَّة البازِلِ العَنْسَل
عنصل
الأَزهري يقال عُنْصُل وعُنْصَل للبَصَل البَرِّي وقال في موضع آخر العُنْصُل والعُنْصَل كُرَّاث بَرِّي يُعْمَل منه خَلٌّ يقال له خَلُّ العُنْصُلانيّ وهو أَشدُّ الخَلِّ حُموضةً قال الأَصمعي ورأَيته فلم أَقدر على أَكله وقال أَبو بكر العُنْصُلاء نبت قال الأَزهري العُنْصُل نبات أَصله شبه البَصَل ووَرَقه كورق الكُرَّاث وأَعْرَضُ منه ونَوْره أَصفر تتخذه صبيان الأَعراب أَكالِيل وأَنشد والضَّرْبُ في جَأْواءَ مَلْمومةٍ كأَنَّما هامَتُها عُنْصُل الجوهري العُنْصُلُ والعُنْصَل البَصَل البرِّي والعُنْصُلاءُ والعُنْصَلاء مثله والجمع العَنَاصِل وهو الذي تسميه الأَطباء الإِسْقال ويكون منه خَلٌّ قال والعُنْصُل موضع ويقال للرجل إِذا ضَلَّ أَخذ في طريق العُنْصُلَيْن وطريق العُنْصُل هو طريق من اليمامة إِلى البصرة وروى الأَزهري أَن الفرزدق قَدِم من اليمامة ودَلِيلُه عاصمٌ رجلٌ من بَلْعَنْبَر فضَلَّ به الطريقَ فقال وما نحْنُ إِن جارت صُدورُ رِكابنا بأَوَّلِ مَنْ غَوَّتْ دَلالةُ عاصم أَرادَ طَريقَ العُنْصُلَيْن فياسَرَتْ به العِيسُ في وادي الصُّوَى المُتَشائم وكيْفَ يَضِلُّ العَنْبَريُّ ببَلْدةٍ بها قُطِعَتْ عنه سُيورُ التَّمائِم ؟ قال أَبو حاتم سأَلت الأَصمعي عن طريق العُنْصُلين ففتح الصاد قال ولا يقل بضم الصاد قال وتقول العامة إِذا أَخطأَ إِنسان الطريق وذلك أَن الفرزدق ذكر في شعره إِنساناً ضَلَّ في هذا الطريق فقال أَراد طريق العُنْصَلَينِ فيَاسَرَتْ فظنت العامة أَن كل من ضَلَّ ينبغي أَن يقال له هذا قال وطريق العُنْصَلين هو طريق مستقيم والفرزدق وَصَفَه على الصواب فظن الناس أَنه وَصَفَه على الخطإِ
عنظل
العَنْظَل بيت العنكبوت عن كراع والعَنظَلة والنَّعْظَلة كلاهما العَدْو البطيء
عنكل
العَنْكَل الصُّلْب
عهل
العَيْهَل والعَيْهَلة والعَيْهُول والعَيْهال الناقة السريعة وأَنشد في العَيْهَل وبَلْدَةٍ تَجَهَّمُ الجَهُوما زَجَرْتُ فيها عَيْهَلاً رَسُوما وقال في العَيْهَلة ناشُوا الرِّجالَ فَسالَتْ كلُّ عَيْهَلة عُبْر السِّفار مَلُوسِ اللَّيْل بالكُور( * قوله « ناشوا الرجال إلخ » هكذا في الأصل وهذا البيت قد انفرد به الجوهري في هذه الترجمة فقط وفي نسخه اختلاف )
وقيل العَيْهَل والعَيْهلة النجيبة الشديدة وقيل العَيْهَل الذكر من الإِبل والأُنثى عَيْهَلة وقيل العَيْهل الطويلة وقيل الشديدة قال الجوهري وربما قالوا عَيْهَلٌّ مشدداً في ضرورة الشعر قال منظور بن مَرْثَد الأَسدي إِنْ تَبْخَلي يا جُمْل أَو تَعْتَلِّي أَو تُصْبحي في الظَّاعِنِ المُوَلِّي نُسَلِّ وَجْد الهائم المُعْتَلِّ ببازِلٍ وَجْناءَ أَو عَيْهَلِّ قال ابن سيده شدد اللام لتمام البناء إِذ لو قال أَو عَيْهَل بالتخفيف لكان من كامل السريع والأَول كما تراه من مشطور السريع وإِنما هذا الشدّ في الوقف فأَجراه الشاعر للضرورة حين وَصَل مُجْراه إِذا وَقَف وامرأَة عَيْهَلٌ وعَيْهلة لا تَسْتَقِرُّ نَزَقاً تَرَدَّدُ إِقبالاً وإِدباراً ويقال للمرأَة عَيْهَلٌ وعَيْهَلةٌ ولا يقال للناقة إِلاَّ عَيْهَلة
( * قوله « إلا عيهلة » هكذا في الأصل وفي نسخة من التهذيب إلا عيهل بغير تاء ) وأَنشد لِيَبْكِ أَبا الجَدْعاء ضَيْفٌ مُعَيَّلُ وأَرْمَلةٌ تَغْشَى الدَّواخِنَ عَيْهَلُ وأَنشد غيره فَنِعْمَ مُناخُ ضِيفانٍ وتَجْرٍ ومُلْقَى زِفْرِ عَيْهَلة بَجَال وناقة عَيْهَلة ضَخْمة عظيمة قال ولا يقال جَمَل عَيْهَل وناقة عَيْهلة وعَيْهَلٌ قال ابن الزُّبَير الأَسدي جُمَالِيَّة أَو عَيْهَل شَدْقَمِيَّة بها من نُدوبِ النِّسْعِ والكُورِ عاذرُ ورِيحٌ عَيْهَلٌ شديدة والعاهِلُ المَلِك الأَعظم كالخليفة أَبو عبيدة يقال للمرأَة التي لا زوج لها عاهلٌ قال ابن بري قال أَبو عبيد عَيْهَلْتُ الإِبل أَهملتها وأَنشد لأَبي وجزة عَيَاهلٌ عَيْهَلَها الذُّوَّاد
( * قوله « الذواد » تقدم في عبهل الرواد بالراء )
عول
العَوْل المَيْل في الحُكْم إِلى الجَوْر عالَ يَعُولُ عَوْلاً جار ومالَ عن الحق وفي التنزيل العزيز ذلك أَدْنَى أَن لا تَعُولوا وقال إِنَّا تَبِعْنا رَسُولَ الله واطَّرَحوا قَوْلَ الرَّسول وعالُوا في المَوازِين والعَوْل النُّقْصان وعال المِيزانَ عَوْلاً فهو عائل مالَ هذه عن اللحياني وفي حديث عثمان رضي الله عنه كتَب إِلى أَهل الكوفة إِني لسْتُ بميزانٍ لا أَعُول( * قوله « لا أعول » كتب هنا بهامش النهاية ما نصه لما كان خبر ليس هو اسمه في المعنى قال لا أعول ولم يقل لا يعول وهو يريد صفة الميزان بالعدل ونفي العول عنه ونظيره في الصلة قولهم أنا الذي فعلت كذا في الفائق ) أَي لا أَمِيل عن الاستواء والاعتدال يقال عالَ الميزانُ إِذا ارتفع أَحدُ طَرَفيه عن الآخر وقال أَكثر أَهل التفسير معنى قوله ذلك أَدنى أَن لا تَعُولوا أَي ذلك أَقرب أَن لا تَجُوروا وتَمِيلوا وقيل ذلك أَدْنى أَن لا يَكْثُر عِيَالكم قال الأَزهري وإِلى هذا القول ذهب الشافعي قال والمعروف عند العرب عالَ الرجلُ يَعُول إِذا جار وأَعالَ يُعِيلُ إِذا كَثُر عِيالُه الكسائي عالَ الرجلُ يَعُول إِذا افْتقر قال ومن العرب الفصحاء مَنْ يقول عالَ يَعُولُ إِذا كَثُر عِيالُه قال الأَزهري وهذا يؤيد ما ذهب إِليه الشافعي في تفسير الآية لأَن الكسائي لا يحكي عن العرب إِلا ما حَفِظه وضَبَطه قال وقول الشافعي نفسه حُجَّة لأَنه رضي الله عنه عربيُّ اللسان فصيح اللَّهْجة قال وقد اعترض عليه بعض المُتَحَذْلِقين فخَطَّأَه وقد عَجِل ولم يتثبت فيما قال ولا يجوز للحضَريِّ أَن يَعْجَل إِلى إِنكار ما لا يعرفه من لغات العرب وعال أَمرُ القوم عَوْلاً اشتدَّ وتَفاقَم ويقال أَمر عالٍ وعائلٌ أَي مُتفاقِمٌ على القلب وقول أَبي ذؤَيب فذلِك أَعْلى مِنك فَقْداً لأَنه كَريمٌ وبَطْني للكِرام بَعِيجُ إِنما أَراد أَعْوَل أَي أَشَدّ فقَلَب فوزنه على هذا أَفْلَع وأَعْوَلَ الرجلُ والمرأَةُ وعَوَّلا رَفَعا صوتهما بالبكاء والصياح فأَما قوله تَسْمَعُ من شُذَّانِها عَوَاوِلا فإِنه جَمَع عِوّالاً مصدر عوّل وحذف الياء ضرورة والاسم العَوْل والعَوِيل والعَوْلة وقد تكون العَوْلة حرارة وَجْدِ الحزين والمحبِّ من غير نداء ولا بكاء قال مُلَيح الهذلي فكيف تَسْلُبنا لَيْلى وتَكْنُدُنا وقد تُمَنَّح منك العَوْلة الكُنُدُ ؟ قال الجوهري العَوْل والعَوْلة رفع الصوت بالبكاء وكذلك العَوِيل أَنشد ابن بري للكميت ولن يَستَخِيرَ رُسومَ الدِّيار بِعَوْلته ذو الصِّبا المُعْوِلُ وأَعْوَل عليه بَكَى وأَنشد ثعلب لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة زَعَمْتَ فإِن تَلْحَقْ فَضِنٌّ مُبَرِّزٌ جَوَادٌ وإِن تُسْبَقْ فَنَفْسَكَ أَعْوِل أَراد فعَلى نفسك أَعْوِلْ فَحَذف وأَوصَلَ ويقال العَوِيل يكون صوتاً من غير بكاء ومنه قول أَبي زُبَيْد للصَّدْرِ منه عَوِيلٌ فيه حَشْرَجةٌ أَي زَئِيرٌ كأَنه يشتكي صَدْرَه وأَعْوَلَتِ القَوْسُ صَوَّتَتْ قال سيبويه وقالوا وَيْلَه وعَوْلَه لا يتكلم به إِلا مع ويْلَه قال الأَزهري وأَما قولهم وَيْلَه وعَوْلَه فإِن العَوْل والعَوِيل البكاء وأَنشد أَبْلِغْ أَمير المؤمنين رِسالةً شَكْوَى إِلَيْك مُظِلَّةً وعَوِيلا والعَوْلُ والعَوِيل الاستغاثة ومنه قولهم مُعَوَّلي على فلان أَي اتِّكالي عليه واستغاثتي به وقال أَبو طالب النصب في قولهم وَيْلَه وعَوْلَه على الدعاء والذم كما يقال وَيْلاً له وتُرَاباً له قال شمر العَوِيل الصياح والبكاء قال وأَعْوَلَ إِعْوالاً وعَوَّلَ تعويلاً إِذا صاح وبكى وعَوْل كلمة مثل وَيْب يقال عَوْلَك وعَوْلَ زيدٍ وعَوْلٌ لزيد وعالَ عَوْلُه وعِيلَ عَوْلُه ثَكِلَتْه أُمُّه الفراء عالَ الرجلُ يَعُولُ إِذا شَقَّ عليه الأَمر قال وبه قرأَ عبد الله في سورة يوسف ولا يَعُلْ أَن يَأْتِيَني بهم جميعاً ومعناه لا يَشُقّ عليه أَن يأَتيني بهم جميعاً وعالَني الشيء يَعُولُني عَوْلاً غَلَبني وثَقُلَ عليّ قالت الخنساء ويَكْفِي العَشِيرةَ ما عالَها وإِن كان أَصْغَرَهُمْ مَوْلِداً وعِيلَ صَبْرِي فهو مَعُولٌ غُلِب وقول كُثَيِّر وبالأَمْسِ ما رَدُّوا لبَيْنٍ جِمالَهم لَعَمْري فَعِيلَ الصَّبْرَ مَنْ يَتَجَلَّد يحتمل أَن يكون أَراد عِيلَ على الصبر فحَذف وعدّى ويحتمل أَن يجوز على قوله عِيلَ الرَّجلُ صَبْرَه قال ابن سيده ولم أَره لغيره قال اللحياني وقال أَبو الجَرَّاح عالَ صبري فجاء به على فعل الفاعل وعِيلَ ما هو عائله أَي غُلِب ما هو غالبه يضرب للرجل الذي يُعْجَب من كلامه أَو غير ذلك وهو على مذهب الدعاء قال النمر بن تَوْلَب وأَحْبِبْ حَبِيبَك حُبًّا رُوَيْداً فلَيْسَ يَعُولُك أَن تَصْرِما
( * قوله « أن تصرما » كذا ضبط في الأصل بالبناء للفاعل وكذا في التهذيب وضبط في نسخة من الصحاح بالبناء للمفعول )
وقال ابن مُقْبِل يصف فرساً خَدَى مِثْلَ الفالِجِيِّ يَنُوشُني بسَدْوِ يَدَيْه عِيلَ ما هو عائلُه وهو كقولك للشيء يُعْجِبك قاتله الله وأَخزاه الله قال أَبو طالب يكون عِيلَ صَبْرُه أَي غُلِب ويكون رُفِع وغُيِّر عما كان عليه من قولهم عالَتِ الفريضةُ إِذا ارتفعت وفي حديث سَطِيح فلما عِيلَ صبرُه أَي غُلِب وأَما قول الكميت وما أَنا في ائْتِلافِ ابْنَيْ نِزَارٍ بمَلْبوسٍ عَلَيَّ ولا مَعُول فمعناه أَني لست بمغلوب الرأْي مِنْ عِيل أَي غُلِبَ وفي الحديث المُعْوَلُ عليه يُعَذَّب أَي الذي يُبْكي عليه من المَوْتى قيل أَراد به مَنْ يُوصي بذلك وقيل أَراد الكافر وقيل أَراد شخصاً بعينه عَلِم بالوحي حالَه ولهذا جاء به معرَّفاً ويروى بفتح العين وتشديد الواو من عوّل للمبالغة ومنه رَجَز عامر وبالصِّياح عَوَّلوا علينا أَي أَجْلَبوا واستغاثو والعَوِيل صوت الصدر بالبكاء ومنه حديث شعبة كان إِذا سمع الحديث أَخَذَه العَوِيلُ والزَّوِيل حتى يحفظه وقيل كل ما كان من هذا الباب فهو مُعْوِل بالتخفيف فأَما بالتشديد فهو من الاستعانة يقال عَوَّلْت به وعليه أَي استعنت وأَعْوَلَت القوسُ صوّتت أَبو زيد أَعْوَلْت عليه أَدْلَلْت عليه دالَّة وحَمَلْت عليه يقال عَوِّل عليَّ بما شئت أَي استعن بي كأَنه يقول احْملْ عَليَّ ما أَحببت والعَوْلُ كل أَمر عَالَك كأَنه سمي بالمصدر وعالَه الأَمرُ يَعوله أَهَمَّه ويقال لا تَعُلْني أَي لا تغلبني قال وأَنشد الأَصمعي قول النمر بن تَوْلَب وأَحْبِب حَبِيبَك حُبًّا رُوَيْداً وقولُ أُمية بن أَبي عائذ هو المُسْتَعانُ على ما أَتى من النائباتِ بِعافٍ وعالِ يجوز أَن يكو فاعِلاً ذَهَبت عينُه وأَن يكون فَعِلاً كما ذهب إِليه الخليل في خافٍ والمالِ وعافٍ أَي يأْخذ بالعفو وعالَتِ الفَريضةُ تَعُول عَوْلاً زادت قال الليث العَوْل ارتفاع الحساب في الفرائض ويقال للفارض أَعِل الفريضةَ وقال اللحياني عالَت الفريضةُ ارتفعت في الحساب وأَعَلْتها أَنا الجوهري والعَوْلُ عَوْلُ الفريضة وهو أَن تزيد سِهامُها فيدخل النقصان على أَهل الفرائض قال أَبو عبيد أَظنه مأْخوذاً من المَيْل وذلك أَن الفريضة إِذا عالَت فهي تَمِيل على أَهل الفريضة جميعاً فتَنْقُصُهم وعالَ زيدٌ الفرائض وأَعالَها بمعنًى يتعدى ولا يتعدى وروى الأَزهري عن المفضل أَنه قال عالَت الفريضةُ أَي ارتفعت وزادت وفي حديث علي أَنه أُتي في ابنتين وأَبوين وامرأَة فقال صار ثُمُنها تُسْعاً قال أَبو عبيد أَراد أَن السهام عالَت حتى صار للمرأَة التُّسع ولها في الأَصل الثُّمن وذلك أَن الفريضة لو لم تَعُلْ كانت من أَربعة وعشرين فلما عالت صارت من سبعة وعشرين فللابنتين الثلثان ستة عشر سهماً وللأَبوين السدسان ثمانية أَسهم وللمرأَة ثلاثة من سبعة وعشرين وهو التُّسْع وكان لها قبل العَوْل ثلاثة من أَربعة وعشرين وهو الثُّمن وفي حديث الفرائض والميراث ذكر العَوْل وهذه المسأَلة التي ذكرناها تسمى المِنْبَريَّة لأَن عليًّا كرم الله وجهه سئل عنها وهو على المنبر فقال من غير رَوِيَّة صار ثُمُنها تُسْعاً لأَن مجموع سهامِها واحدٌ وثُمُنُ واحد فأَصلُها ثَمانيةٌ
( * قوله « فأصلها ثمانية إلخ » ليس كذلك فان فيها ثلثين وسدسين وثمناً فيكون اصلها من أربعة وعشرين وقد عالت الى سبعة وعشرين اه من هامش النهاية ) والسِّهامُ تسعةٌ ومنه حديث مريم وعالَ قلم زكريا أَي ارتفع على الماء والعَوْل المُستعان به وقد عَوِّلَ به وعليه وأَعْوَل عليه وعَوَّل كلاهما أَدَلَّ وحَمَلَ ويقال عَوَّلْ عليه أَي اسْتَعِنْ به وعَوَّل عليه اتَّكَلَ واعْتَمد عن ثعلب قال اللحياني ومنه قولهم إِلى الله منه المُشْتَكى والمُعَوَّلُ ويقال عَوَّلْنا إِلى فلان في حاجتنا فوجَدْناه نِعْم المُعَوَّلُ أَي فَزِعْنا إِليه حين أَعْوَزَنا كلُّ شيء أَبو زيد أَعالَ الرجلُ وأَعْوَلَ إِذا حَرَصَ وعَوَّلْت عليه أَي أَدْلَلْت عليه ويقال فلان عِوَلي من الناس أَي عُمْدَتي ومَحْمِلي قال تأَبَّط شرّاً لكِنَّما عِوَلي إِن كنتُ ذَا عِوَلٍ على بَصير بكَسْب المَجْدِ سَبَّاق حَمَّالِ أَلْوِيةٍ شَهَّادِ أَنْدِيةٍ قَوَّالِ مُحْكَمةٍ جَوَّابِ آفاق حكى ابن بري عن المُفَضَّل الضَّبِّيّ عِوَل في البيت بمعنى العويل والحُزْن وقال الأَصمعي هو جمع عَوْلة مثل بَدْرة وبِدَر وظاهر تفسيره كتفسير المفضَّل وقال الأَصمعي في قول أَبي كبير الهُذَلي فأَتَيْتُ بيتاً غير بيتِ سَنَاخةٍ وازْدَرْتُ مُزْدار الكَريم المُعْوِلِ قال هو من أَعالَ وأَعْوَلَ إِذا حَرَص وهذا البيت أَورده ابن بري مستشهداً به على المُعْوِلِ الذي يُعْوِل بدَلالٍ أَو منزلة ورجُل مُعْوِلٌ أَي حريص أَبو زيد أَعْيَلَ الرجلُ فهو مُعْيِلٌ وأَعْوَلَ فهو مُعْوِل إِذا حَرَص والمُعَوِّل الذي يَحْمِل عليك بدالَّةٍ يونس لا يَعُولُ على القصد أَحدٌ أَي لا يحتاج ولا يَعيل مثله وقول امرئ القيس وإِنَّ شِفائي عَبْرةٌ مُهَراقةٌ فهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دارسٍ مِن مُعَوَّل ؟ أَي من مَبْكىً وقيل من مُسْتَغاث وقيل من مَحْمِلٍ ومُعْتَمَدٍ وأَنشد عَوِّلْ على خالَيْكَ نِعْمَ المُعَوَّلُ
( * قوله « عوّل على خاليك إلخ » هكذا في الأصل كالتهذيب ولعله شطر من الطويل دخله الخرم )
وقيل في قوله فهلْ عند رَسْمٍ دارِسٍ من مُعَوَّلِ مذهبان أَحدهما أَنه مصدر عَوَّلْت عليه أَي اتَّكَلْت فلما قال إِنَّ شِفائي عَبْرةٌ مُهْراقةٌ صار كأَنه قال إِنما راحتي في البكاء فما معنى اتكالي في شفاء غَلِيلي على رَسْمٍ دارسٍ لا غَناء عنده عنِّي ؟ فسَبيلي أَن أُقْبِلَ على بُكائي ولا أُعَوِّلَ في بَرْد غَلِيلي على ما لا غَناء عنده وأَدخل الفاء في قوله فهل لتربط آخر الكلام بأَوّله فكأَنه قال إِذا كان شِفائي إِنما هو في فَيْض دمعي فسَبِيلي أَن لا أُعَوِّل على رَسمٍ دارسٍ في دَفْع حُزْني وينبغي أَن آخذ في البكاء الذي هو سبب الشّفاء والمذهب الآخر أَن يكون مُعَوَّل مصدر عَوَّلت بمعنى أَعْوَلْت أَي بكَيْت فيكون معناه فهل عند رَسْم دارس من إِعْوالٍ وبكاء وعلى أَي الأَمرين حمَلْتَ المُعوَّلَ فدخولُ الفاء على هل حَسَنٌ جميل أَما إِذا جَعَلْت المُعَوَّل بمعنى العويل والإِعوال أَي البكاء فكأَنه قال إِن شفائي أَن أَسْفَحَ ثم خاطب نفسه أَو صاحبَيْه فقال إِذا كان الأَمر على ما قدّمته من أَن في البكاء شِفاءَ وَجْدِي فهل من بكاءٍ أَشْفي به غَليلي ؟ فهذا ظاهره استفهام لنفسه ومعناه التحضيض لها على البكاء كما تقول أَحْسَنْتَ إِليَّ فهل أَشْكُرُك أَي فلأَشْكُرَنَّك وقد زُرْتَني فهل أُكافئك أَي فلأُكافِئَنَّك وإِذا خاطب صاحبيه فكأَنه قال قد عَرَّفْتُكما ما سببُ شِفائي وهو البكاء والإِعْوال فهل تُعْوِلان وتَبْكيان معي لأُشْفَى ببكائكما ؟ وهذا التفسير على قول من قال إِن مُعَوَّل بمنزلة إِعْوال والفاء عقدت آخر الكلام بأَوله فكأَنه قال إِذا كنتما قد عَرَفتما ما أُوثِرُه من البكاء فابكيا وأَعْوِلا معي وإِذا استَفْهم نفسه فكأَنه قال إِذا كنتُ قد علمتُ أَن في الإِعْوال راحةً لي فلا عُذْرَ لي في ترك البكاء وعِيَالُ الرَّجُلِ وعَيِّلُه الذين يَتَكفَّلُ بهم وقد يكون العَيِّلُ واحداً والجمع عالةٌ عن كراع وعندي أَنه جمع عائل على ما يكثر في هذا انحو وأَما فَيْعِل فلا يُكَسَّر على فَعَلةٍ البتَّةَ وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه ما وِعاءُ العَشَرة ؟ قال رجُلٌ يُدْخِل على عَشَرةِ عَيِّلٍ وِعاءً من طعام يُريد على عَشَرةِ أَنفسٍ يَعُولُهم العَيِّلُ واحد العِيَال والجمع عَيَائل كَجَيِّد وجِياد وجَيائد وأَصله عَيْوِلٌ فأَدغم وقد يقع على الجماعة ولذلك أَضاف إِليه العشرة فقال عشرةِ عَيِّلٍ ولم يقل عَيَائل والياء فيه منقلبة عن الواو وفي حديث حَنْظَلة الكاتب فإِذا رَجَعْتُ إِلى أَهلي دَنَتْ مني المرأَةُ وعَيِّلٌ أَو عَيِّلانِ وحديث ذي الرُّمَّةِ ورُؤبةَ في القَدَر أَتُرَى اللهَ عز وجل قَدَّر على الذئب أَن يأْْكل حَلُوبةَ عَيائلَ عالةٍ ضَرَائكَ ؟ وقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النفقة وابْدأْ بمن تَعُول أَي بمن تَمُون وتلزمك نفقته من عِيَالك فإِن فَضَلَ شيءٌ فليكن للأَجانب قال الأَصمعي عالَ عِيالَه يَعُولُهم إِذا كَفَاهم مَعاشَهم وقال غيره إِذا قاتهم وقيل قام بما يحتاجون إِليه من قُوت وكسوة وغيرهما وفي الحديث أَيضاً كانت له جاريةٌ فَعَالَها وعَلَّمها أَي أَنفق عليها قال ابن بري العِيَال ياؤه منقلبة عن واو لأَنه من عالَهُم يَعُولهم وكأَنه في الأَصل مصدر وضع على المفعول وفي حديث القاسم
( * قوله « وفي حديث القاسم » في نسخة من النهاية ابن مخيمرة وفي أُخرى ابن محمد وصدر الحديث سئل هل تنكح المرأَة على عمتها أو خالتها فقال لا فقيل له انه دخل بها وأعولت أفنفرق بينهما ؟ قال لا ادري ) أَنه دَخل بها وأَعْوَلَتْ أَي ولدت أَولاداً قال ابن الأَثير الأَصل فيه أَعْيَلَتْ أَي صارت ذاتَ عِيال وعزا هذا القول إِلى الهروي وقال قال الزمخشري الأَصل فيه الواو يقال أَعالَ وأَعْوَلَ إِذا كَثُر عِيالُه فأَما أَعْيَلَتْ فإِنه في بنائه منظور فيه إِلى لفظ عِيال لا إِلى أَصله كقولهم أَقيال وأَعياد وقد يستعار العِيَال للطير والسباع وغيرهما من البهائم قال الأَعشى وكأَنَّما تَبِع الصُّوارَ بشَخْصِها فَتْخاءُ تَرْزُق بالسُّلَيِّ عِيالَها ويروى عَجْزاء وأَنشد ثعلب في صفة ذئب وناقة عَقَرها له فَتَرَكْتُها لِعِيالِه جَزَراً عَمْداً وعَلَّق رَحْلَها صَحْبي وعالَ وأَعْوَلَ وأَعْيَلَ على المعاقبة عُؤولاً وعِيالةً كَثُر عِيالُه قال الكسائي عالَ الرجلُ يَعُول إِذا كثُر عِيالُه واللغة الجيدة أَعالَ يُعِيل ورجل مُعَيَّل ذو عِيال قلبت فيه الواو ياء طَلَبَ الخفة والعرب تقول ما لَه عالَ ومالَ فَعالَ كثُر عِيالُه ومالَ جارَ في حُكْمِه وعالَ عِيالَه عَوْلاً وعُؤولاً وعِيالةً وأَعالَهم وعَيَّلَهُم كلُّه كفاهم ومانَهم وقاتَهم وأَنفَق عليهم ويقال عُلْتُهُ شهراً إِذا كفيته مَعاشه والعَوْل قَوْتُ العِيال وقول الكميت كما خامَرَتْ في حِضْنِها أُمُّ عامرٍ لَدى الحَبْل حتى عالَ أَوْسٌ عِيالَها أُمُّ عامر الضَّبُعُ أَي بَقي جِراؤُها لا كاسِبَ لهنَّ ولا مُطْعِم فهن يتتَبَّعْنَ ما يبقى للذئب وغيره من السِّباع فيأْكُلْنه والحَبْل على هذه الرواية حَبْل الرَّمْل كل هذا قول ابن الأَعرابي ورواه أَبو عبيد لِذِي الحَبْل أَي لصاحب الحَبْل وفسر البيت بأَن الذئب غَلَب جِراءها فأَكَلَهُنَّ فَعَال على هذا غَلَب وقال أَبو عمرو الضَّبُعُ إِذا هَلَكَت قام الذئب بشأْن جِرائها وأَنشد هذا البيت والذئبُ يَغْذُو بَناتِ الذِّيخِ نافلةً بل يَحْسَبُ الذئبُ أَن النَّجْل للذِّيب يقول لكثرة ما بين الضباع والذئاب من السِّفاد يَظُنُّ الذئب أَن أَولاد الضَّبُع أَولاده قال الجوهري لأَن الضَّبُع إِذا صِيدَت ولها ولَدٌ من الذئب لم يزل الذئب يُطْعِم ولدها إِلى أَن يَكْبَر قال ويروى غال بالغين المعجمة أَي أَخَذ جِراءها وقوله لِذِي الحَبْل أَي للصائد الذي يُعَلِّق الحبل في عُرْقوبها والمِعْوَلُ حَديدة يُنْقَر بها الجِبالُ قال الجوهري المِعْوَل الفأْسُ العظيمة التي يُنْقَر بها الصَّخْر وجمعها مَعاوِل وفي حديث حَفْر الخَنْدق فأَخَذ المِعْوَل يضرب به الصخرة والمِعْوَل بالكسر الفأْس والميم زائدة وهي ميم الآلة وفي حديث أُمّ سَلَمة قالت لعائشة لو أَراد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَن يَعْهَدَ إِليكِ عُلْتِ أَي عَدَلْتِ عن الطريق ومِلْتِ قال القتيبي وسمعت من يرويه عِلْتِ بكسر العين فإِن كان محفوظاً فهو مِنْ عالَ في البلاد يَعيل إِذا ذهب ويجوز أَن يكون من عالَه يَعُولُه إِذا غَلَبَه أَي غُلِبْتِ على رأْيك ومنه قولهم عِيلَ صَبْرُك وقيل جواب لو محذوف أَي لو أَراد فَعَلَ فتَرَكَتْه لدلالة الكلام عليه ويكون قولها عُلْتِ كلاماً مستأْنفاً والعالَةُ شبه الظُّلَّة يُسَوِّيها الرجلُ من الشجر يستتر بها من المطر مخففة اللام وقد عَوَّلَ اتخذ عالةً قال عبد مناف بن رِبْعٍ الهُذْلي الطَّعْنُ شَغْشَغةٌ والضَّرْبُ هَيْقَعةٌ ضَرْبَ المُعَوِّل تحتَ الدِّيمة العَضَدا قال ابن بري الصحيح أَن البيت لساعدة بن جُؤيَّة الهذلي والعالَة النعامةُ عن كراع فإِمَّا أَن يَعْنيَ به هذا النوع من الحيوان وإِمَّا أَن يَعْنيَ به الظُّلَّة لأَن النَّعامة أَيضاً الظُّلَّة وهو الصحيح وما له عالٌ ولا مالٌ أَي شيء ويقال للعاثِر عاً لَكَ عالياً كقولك لعاً لك عالياً يدعى له بالإِقالة أَنشد ابن الأَعرابي أَخاكَ الذي إِنْ زَلَّتِ النَّعْلُ لم يَقُلْ تَعِسْتَ ولكن قال عاً لَكَ عالِيا وقول الشاعر أُمية بن أَبي الصلت سَنَةٌ أَزْمةٌ تَخَيَّلُ بالنا سِ تَرى للعِضاه فِيها صَرِيرا لا على كَوْكَبٍ يَنُوءُ ولا رِي حِ جَنُوبٍ ولا تَرى طُخْرورا ويَسُوقون باقِرَ السَّهْلِ للطَّوْ دِ مَهازِيلَ خَشْيةً أَن تَبُورا عاقِدِينَ النِّيرانَ في ثُكَنِ الأَذْ نابِ منها لِكَيْ تَهيجَ النُّحورا سَلَعٌ مَّا ومِثْلُه عُشَرٌ مَّا عائلٌ مَّا وعالَتِ البَيْقورا
( * قوله « فيها » الرواية منها وقوله « طخرورا » الرواية طمرورا بالميم مكان الخاء وهو العود اليابس او الرحل الذي لا شيء له وقوله « سلع ما إلخ » الرواية سلعاً ما إلخ بالنصب )
أَي أَن السنة الجَدْبة أَثْقَلَت البقرَ بما حُمِّلَت من السَّلَع والعُشَر وإِنما كانوا يفعلون ذلك في السنة الجَدْبة فيَعْمِدون إِلى البقر فيَعْقِدون في أَذْنابها السَّلَع والعُشَر ثم يُضْرمون فيها النارَ وهم يُصَعِّدونها في الجبل فيُمْطَرون لوقتهم فقال أُمية هذا الشعر يذكُر ذلك والمَعاوِلُ والمَعاوِلةُ قبائل من الأَزْد النَّسَب إِليهم مِعْوَليٌّ قال الجوهري وأَما قول الشاعر في صفة الحَمام فإِذا دخَلْت سَمِعْت فيها رَنَّةً لَغَطَ المَعاوِل في بُيوت هَداد فإِن مَعاوِل وهَداداً حَيَّانِ من الأَزْد وسَبْرة بن العَوَّال رجل معروف وعُوالٌ بالضم حيٌّ من العرب من بني عبد الله بنغَطَفان وقال أَتَتْني تَميمٌ قَضُّها بقَضِيضِها وجَمْعُ عُوالٍ ما أَدَقَّ وأَلأَما
عيل
عالَ يَعِيلُ عَيْلاً وعَيْلة وعُيولاً وعِيُولاً ومَعِيلاً افتقر والعَيِّلُ الفقير وكذلك العائل قال الله تعالى وَوَجَدَك عائلاً فأَغْنى وفي الحديث إِن الله يُبْغِضُ العائلَ المُخْتال العائل الفقير ومنه حديث صِلة أَمَّا أَنا فلا أَعِيلُ فيها أَي لا أَفْتقر وفي حديث الإِيمان وترى العالَة رؤوسَ الناس العالة الفقراء جمع عائل وقالوا في الدعاء على الإِنسان ما لَه مالَ وعالَ فمالَ عَدَلَ عن الحق وعالَ افتقر وقال مرَّة( * قوله « وقال مرة إلخ » هي عبارة المحكم ولعل فاعل القول ابن جني المتقدم في عبارته كما يعلم بالوقوف عليها ) مالَ وعالَ بمعنى واحد افتقر واحتاج ورجل عائلٌ من قوم عالةٍ وعُيَّلٍ قال فَتَرَكْنَ نَهْداً عُيَّلاً أَبناؤُهم وبَنُو كِنانة كاللُّصُوت المُرَّد والاسم العَيْلة والعَيْلة والعالةُ الفاقة يقال عالَ يَعِيل عَيْلةً وعُيولاً إِذا افتقر وفي التنزيل وإِن خِفْتُمْ عَيْلةً وقال أُحَيْحة فهَلْ من كاهِنٍ أَو ذي إِلَهٍ إِذا ما كان من ريِّي قُفُول
( * قوله « ربي » هكذا في الأصل )
أُراهِنُه فيَرْهَنُني بَنِيه وأَرْهَنُه بَنِيَّ بما أَقول وما يَدْري الفقيرُ مَتى غِناه وما يَدْري الغَنِيُّ مَتى يَعِيل وما تَدْري إِذا أَزْمَعْتَ أَمْراً بأَيِّ الأَرض يُدْرِكُك المَقِيل وهو عائلٌ وقوم عَيْلة وفي الحديث ما عالَ مُقْتَصِدٌ ولا يَعِيل أَي ما افتقر والعالةُ جمع عائل تقول قوم عالةٌ مثل حائكٍ وحاكةٍ قال ابن بري ومنه الحديث أَن تَدَعَ وَرَثَتَك أَغنياء خَيرٌ من أَن تتركهم عالة يتَكَفَّفُون الناس أَي فقراء وعِيالُ الرجل وعَيِّله الذين يَتَكَفَّل بهم ويَعولهم قال سَلامٌ على يَحْيى ولا يُرْجَ عِنْدَه وَلاءٌ وإِن أَزْرى بعَيِّلِه الفَقْرُ وقد يكون العَيِّلُ واحداً ونسوة عَيائل فخصَّص النسوة ورجل مُعَيَّلٌ ذو عِيال ويقال عنده كذا وكذا عَيِّلاً أَي كذا وكذا نفساً من العيال ويقال ترَك يَتامى عَيْلى أَي فقراء وواحد العِيال عَيِّلٌ ويجمع عَيائل فعمَّ ولم يُخَصّص وعَيَّلَ عِيالَه أَهملهم قال لقد عَيَّلَ الأَيتامَ طعْنةُ ناشرَه وقيل عَيَّلهم صَيَّرَهم عِيالاً وعَيَّل فلان دابَّته إِذا أَهملها وسيَّبَها وأَنشد وإِذا يَقومُ به الحَسِيرُ يُعَيَّل أَي يُسَيَّب قال ابن سيده وعالَ الرجلُ وأَعالَ وأَعْيَلَ وعَيَّلَ كله كَثُر عِيالُه فهو مُعِيلٌ والمرأَة مُعِيلة وقال الأَخفش صار ذا عِيال ابن الكلبي ما زِلْت مُعِيلاً من العَيْلة أَي محتاجاً ابن الأَعرابي العِيَلُ
( * قوله « ابن الاعرابي العيل إلخ » كذا ضبط في الأصل بالكسر وكذا ضبط شارح القاموس بالعبارة نقلاً عن ابن الاعرابي والذي في نسخة من التهذيب العيل مضبوطاً بضمتين ) العَيْلة والعِيلُ جمع العائل وهو الفقير والعِيلُ جمع العائل وهو المُتَكَبِّر والمتبختر وقال يونس يقال طالت عَيْلتي إِياك بالياء أَي طالما عُلْتُك وأَعال الذئبُ والأَسد والنِّمِر يُعِيل إِعالةً إِذا التَمس شيئاً والعَيِّل منهن الملتمس الباحث والجمع عَياييل على غير قياس أَنشد سيبويه فيها عَياييلُ أُسودٌ ونُمُر وعالَ في مشْيه يَعِيل عَيْلاً وهو عَيَّال وتعَيَّل تبختر وتمايل واختال وتَعَيَّلَ يَتَعَيَّل إِذا فعل ذلك وفلان عَيَّالٌ متعيِّل أَي متبختر وعالَ في الأَرض يَعِيل عَيْلاً وعُيولاً وعِيُولاً ضرَب فيها وهو عَيَّال
( * قوله « ضرب فيها وهو عيال إلخ » هكذا في الأصل وعبارة المحكم وعال في الارض عيلاً وعيولاً وعيولاً وهو عيال ذهب إلخ ) ذهَب ودار كعارَ قال أَوس في صفة فرس لَيْثٌ عليه من البَرْدِيِّ هِبْرِيةٌ كالمَرْزُبانِيِّ عَيَّالٌ بأَوصال أَي متبختر ويروى عَيَّار وقد تقدم ذكره والعَيَّال المتبختر في مشيه قال ابن بري والمشهور في رواية من رواه عَيَّال أَن يكون تمام البيت بآصال أَي يخرج العَيَّال المتبختر بالعَشِيَّات وهي الأَصائل متبختراً والذي ذكره الجوهري عَيَّال بأَوصال في ترجمة رزب وليس كذلك في شعره إِنما هو على ما ذكرناه وجمع عَيَّال المتبختر عَيايِيلُ قال حكيم ابن مُعَيَّة الرَّبَعي من تميم يصف قَناةً نبتت في موضع محفوف بالجبال والشجر حُفَّتْ بأَطْواد جِبالٍ وحُظُر في أَشَبِ الغِيظان مُلْتَفِّ السَّمُر فيه عَيايِيلُ أُسودٌ ونُمُر الحُظُر الموضع الذي حوله شجر كالحَظِيرة قال ابن بري ومن العَيْل التبختُر قول حميد لم تَجِدْ لها تَكالِيفَ إِلاَّ أَن تَعِيلَ وتَسْأَما وامرأَة عَيَّالةٌ متبخترة وعالَ الفرسُ يَعِيل عَيْلاً إِذا ما تَكفَّأَ في مِشْيته وتمايل فهو فرس عَيَّالٌ وذلك لكرمه وكذلك الرجل إِذا تبختر في مِشْيته وتمايل وأَعالَ الرجلُ وأَعْوَل إِعْوالاً أَي حَرَص وترَك أَولاده يَتامى عَيْلى أَي فقراء وعالَني الشيءُ يَعِيلني عَيْلاً ومَعِيلاً أَعْوَزني وأَعْجَزَني وعالَ الميزانُ يَعِيل جار وقيل زاد قال أَبو طالب ابن عبد المطلب جَزَى اللهُ عَنَّا عَبْد شَمْسٍ ونَوْفَلاً عُقوبةَ شَرٍّ عاجلٍ غيرِ آجِل بميزانِ صِدْقٍ لا يُغِلُّ شَعِيرةً له شاهِدٌ من نَفْسِه غيرُ عائِل ومكيال عائلٌ زائد على غيره هذه عن ابن الأَعرابي وعالَ للضَّالَّةِ
( * قوله « وعال للضالة » كذا في الأصل باللام وهو الذي في نسختي النهاية والمحكم والتهذيب وفي القاموس ونسختين من الصحاح وعال الضالة من غير لام ) يَعِيل عَيْلاً وعَيَلاناً إِذا لم يَدْرِ أَين يَبْغِيها روى صخر بن عبد الله بن بُرَيدة عن أَبيه عن جده قال بَيْنا هو جالس بالكوفة في مجلس مع أَصحابه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إِنَّ من البَيانِ لسِحْراً وإِنَّ من العِلم جَهْلاً وإِنَّ من الشِّعر حِكَماً وإِن من القول عَيْلاً قيل قوله عَيْلاً عَرْضُك كلامَك على من لا يريده وليس من شأْنه كأَنه لم يَهْتَدِ لمن يطلب كلامَه فَعَرَضه على من لا يريد يونس لا يَعُول أَحد على القَصْد أَي لا يحتاج ولا يَعِيل مثله والتعييل سُوءُ الغِذاء وعَيَّلَ الرجلُ فرسَه إِذا سَيَّبه في المفازة قال ابن بري شاهده قول الباهلي نَسْقي قَلائصَنا بماء آجِنٍ وإِذا يَقُوم به الحَسِيرُ يُعَيَّل أَي إِذا حَسِر البعير أُخِذَتْ عنه أَداته وتُركَ مُهمَلاً بالفلاة والعَيْلان الذَّكَر من الضِّباع وعَيْلان اسم أَبي قَيْس بن عَيْلان وقيل كان اسم فرس فأُضيف إِليه قال الجوهري ويقال للناس بن مُضَر بن نِزار قَيْسُ عَيْلان وليس في العرب عَيْلانُ غيره وهو في الأَصل اسم فرسه ويقال هو لقب مُضَر لأَنه يقال قَيْسُ بن عَيْلانَ وقال زُفَر بن الحرث أَلا إِنَّما قَيْسُ بنُ عَيْلانَ بَقَّةٌ إِذا وَجَدَتْ رِيحَ العُصَيْر تَغَنَّتِ
غتل
غَتلَ المكانُ غَتَلاً فهو غَتِلٌ كثر فيه الشجر قال ابن دريد ولا أَدري ما صحته ونخل غتِلٌ ملتفٌّ يمانية
غدفل
رجل غِدَفْلٌ طويل وبعير غِدَفْلٌ سابغُ شعر الذنب وأَنشد الأَزهري في ترجمة عزهل يَتْبَعْنَ زَيّافَ الضُّحَى عُزاهِلا يَنْفُجُ ذا خَصائلٍ غُدافِلا وقال غُدافِل كثير سبيب الذَنَب أَبو عمرو كبش غُدافل كثير سبيب الذنب وغَدافِلُ الثياب خُلْقانُها وفي المثل غَرَّني بُرْداكِ من غَدافِلِي وذلك أَن رجلاً سأَل رجلاً أَن يكسوه فوعده فأَلقى خُلْقانَه ثم لم يكسه وعيش غَدْفَلٌ وغِدَفْلٌ وغِدْفِل ودَغْفَلِيٌ ودَغْفِلِيٌّ واسع قال الشاعر رَعَثات عُنْبُلِها الغِدَفْلِ الأَرْعَل ورحمة غِدَفْلةٌ واسعة ومُلاءة غِدَفْلة واسعة
غرل
العُرْلة القُلْفة وفي حديث أَبي بكر لأَنْ أَحْمِل عليه غُلاماً ركب الخيل على غُرْلَتِه أَحِبُّ إِليَّ من أَن أَحْمِلك عليه يريد ركبها في صغره واعتادها قبل أَن يُخْتَن وفي حديث طلحة كان يَشُورُ نَفْسَه على غُرْلَتِه أَي يسعى ويَخِفُّ وهو صبيّ وفي حديث الزِّبْرِقان أَحَبُّ صِبْيانِنا إِلينا الطويلُ الغُرْلة إِنما أَعجبه طولها لتمام خلقه والغُرْلُ القُلْفُ والأَغْزَلُ الأَقْلف الأَحمر رجل أَرْغَلُ وأَغْزَلُ وهو الأَقلف وفي الحديث يُحْشَرُ الناس يوم القيامةُ عُراةً حُفاة غُرْلاً بُهْماً أَي قُلْفاً والغُرْلُ جمع الأَغْرَل وعامٌ أَغْرَلُ خَصِيب وعيش أَغْرَلُ أَي واسع ورجل غَرِلٌ مسترخي الخَلْقِ قال العجاج لا غَرِل الخَلْقِ ولا قصير ورمح غَرِلٌ سيّء الطول مُفْرِطه وأَنشد بيت العجاج أَيضاً وقال ثعلب الغِرْيَلُ والغِرْيَنُ ما يبقى من الماء في الحوض والغديرُ الذي تبقى فيه الدَّعامِيصُ لا يقدر على شربه وكذلك ما يبقى في أَسفل القارورة من الثُّفْل وقيل هو ثُفْل ما صبغ به وقال الأَصمعي الغِرْيَلُ أَن يجيء السيل فيثبت على الأَرض ثم يَنْضُبَ فإِذا جفّ رأَيت الطين رقيقاً قد جفّ على وجه الأَرض قد تشقّق وقال أَبو زيد في كتاب المطر هو الطين يحمله السيل فيبقى على وجه الأَرض رطباً كان أَو يابساً وقيل الغِرْيَلُ الطين الذي يبقى في الحوض
غربل
غَرْبَلَ الشيء نَخَله والغِرْبالُ ما غُرْبِلَ به معروف غَرْبَلْت الدقيق وغيره ويقال غَرْبَلَه إِذا قطعه وقوله فلولا اللهُ والمُهْرُ المُفَدَّى لَرُحْتَ وأَنت غِرْبالُ الإِهاب فإِنه وضع الغِرْبالَ مكان مُخَرَّق ولولا ذلك لما جاز أَن يجعل الغِرْبال في موضع المُغَرْبَل والمُغَرْبَلُ المُنْتقى كأَنه نُقِّيَ بالغِرْبال وفي الحديث كيف بكم إِذا كنتم في زمان يُغَرْبَلُ الناسُ فيه غَرْبَلةً أَي يذهب خيارهُم ويبقى أَرْذالُهم والمُغَرْبَلُ من الرجال الدُّونُ كأَنه خرج من الغِربال وقيل في تفسير الحديث يذهب خيارهم بالموت والقتل وتبقى أَرذالُهم الجعدي غَرْبَلَ فلانٌ في الأَرض إِذا ذهب فيها وفي الحديث أَعْلِنُوا النكاح واضربوا عليه بالغِرْبال عنى بالغِرْبال الدُّفَّ شبّه الغربال به في استدارته وغَرْبَلَهم قَتَلَهم وطحَنَهم والمُغَرْبَل المقتول المنتفخ قال أَحْيا أَباه هاشم بن حَرْمَله يومَ الهَباءَاتِ ويوم اليَعْمَله ترى الملوكَ حَوْلَه مُغَرْبَله ورُمْحَه للوالدات مَثْكَله يقتل ذا الذنبِ ومن لا ذنب له وقيل عنى بالمُغَرْبَلة أَنه يَنْتَقي السادة فيقتلهم فهو على هذا من الأَول وقال شمر المُغَرْبَلُ المُفَرَّق غَرْبَلَه أَي فرّقه وفي حديث مكحول ثم أَتَيْتُ الشأْم فغَرْبَلْتُها أَي كشفت حالَ مَنْ بها وخَبَرْتُهم كأَنه جعلهم في غِرْبالٍ ففرق بين الجيِّد والرديء وفي حديث ابن الزبير أَتَيْتُموني فاتِحي أَفواهِكم كأَنكم الغِرْبِيلُ قيل هو العصفور
غرزحل
أَبو زيد الغِرْزَحْلة( * قوله « الغرزحلة إلخ » هذا هو الصواب وتقدم في مادة قسبر القزرحلة والقحربة ) بالغين العصا قال وهي القَحْزَنَة
غرقل
غَرْقَلَت البيضةُ مَذِرَت والبِطِّيخة فسد ما في جوفها قال الأَزهري الغِرْقِلُ بياض البيض بالغين ابن الأَعرابي غَرْقَلَ إِذا صبَّ على رأْسه الماء بمرة واحدة
غرمل
الغُرْمولُ الذكر الضخم الرخو وقد قيل الذكر مطلقاً ويقال له الغرمول قبل أَن تقطع غُرْلتُه هذا قول أَبي زيد وقد جاء في الحديث عن ابن عمر أَنه نظر إِلى غرامِيل الرجال في الحمّام فقال أَخْرجوني وكانوا مُخْتَتِنِين من غير شكٍّ وقيل الغُرْمول لِذَواتِ الحافر قال بشر وخِنْذِيذٍ ترى الغُرْمولَ منه كَطَيِّ الزِّقِّ عَلّقَه التِّجارُ
غزل
غَزَلَت المرأَة القطن والكتان وغيرهما تَغْزله غَزْلاً وكذلك اغْتَزَلَتْه وهي تَغْزِل بالمِغْزل ونسوةٌ غُزَّلٌ غَوازُِلُ قال جندل بن المثنى الحارثي كأَنه بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ على أَن الغُزَّلَ قد يكون هنا الرجالَ لأَن فُعَّلاً في جمع فاعلٍ من المذكر أَكثر منه في جمع فاعِلة والغَزْلُ أَيضاً المغزول والغَزْلُ ما تغْزِلُه مذكر والجمع غُزول قال ابن سيده وسمى سيبويه ما تنسجه العنكبوت غَزْلاً فقال في قول العجاج كأَنّ نَسْجَ العنكبوت المُرْمَل الغَزْلُ مذكر والعنكبوت أُنثى كذا قال الغَزْل مذكر وأَضرب عن ذكر النسج الذي في شعر العجاج واستعمال أَبو النجم الغزل في الجبل( * قوله « في الجبل » هكذا في الأصل ) فقال يَنْفِشُ منه الموت ما لا تَغْزِلُه واسم ما تَغْزلُ به المرأَة المِغْزَلُ والمُغْزَلُ والمَغْزَلُ تميم تكسر الميم وقيس تضمها والأَخيرة أَقلها والأَصل الضم وإِنما هو مِنْ أُغْزِلَ أَي أُدِيرَ وفُتِل وأَغْزَلَت المرأَة أَدارت المِغْزَلَ قال الشاعر من السَّيْلِ والغُثَّاءِ فَلْكة مِغْزَل قال الفراء وقد استثقلت العرب الضمة في حروف وكسرت ميمها وأَصلها الضم من ذلك مِصْحَف ومِخْدَع ومِجْسَد ومِطْرَف ومِغْزَل لأَنها في المعنى أُخذت من أُصْحِف أَي جُمعت فيه الصحف وكذلك المِغْزَل إِنما هو من أُغْزِل أَي فُتِل وأُدير فهو مُغْزَل وفي كتاب لقوم من اليهود عليكم كذا وكذا ورُبع المغْزل أَي ربع ما غَزَلَ نساؤكم قال ابن الأَثير هو بالكسر الآلة وبالفتح موضع الغَزْل وبالضم ما يجعل فيه الغَزْل وقيل هو حُكْم خص به هؤلاء والمُغَيْزِل حبل دقيق قال ابن سيده أَراه شُبّه بالمِغْزل لدقته قال حكى ذلك الحِرْمازي وأَنشد وقال اللَّواتي كنّ فيها يَلُمْنَني لعل الهوى يوم المُغَيزِل قاتِلُهْ والغَزَلُ حديثُ الفِتْيان والفَتَيات ابن سيده الغَزَلُ اللهو مع النساء وكذلك المَغْزَلُ قال تقول لِيَ العَبْرَى المُصابُ حَلِيلُها أَيا مالكٌ هل في الظَّعائِن مَغْزَلُ ؟ ومُغازَلَتُهنّ مُحادثتُهن ومُراوَدتُهنَّ وقد غازَلَها والتَّغَزُّلُ التكلّف لذلك وأَنشد صُلْب العَصا جافٍ عن التَّغَزُّل تقول غازَلْتُها وغازَلَتْني وتَغَزَّلَ أَي تكلف الغَزَلَ وقد غَزِلَ غَزلاً وقد تَغَزَّلَ بها وغازَلَها وغازَلَتْه مُغازَلة ورجل غَزِلٌ مُتَغَزِّلٌ بالنساء على النسب أَي ذو غَزَلٍ وفي المثل هو أَغْزَلُ من امرئ القيس والعرب تقول أَغْزَلُ من الحُمَّى يريدون أَنها معتادة للعليل متكررة عليه فكأَنها عاشقة له مُتَغَزلة به ورجل غَزِلٌ ضعيف عن الأَشياء فاترٌ فيها عن ابن الأَعرابي وغازَلَ الأَرْبَعين دَنا منها عن ثعلب والغَزالُ من الظِّباء الشادِنُ قَبْل الإِثْناءِ حين يتحرك ويمشي وتشبه به الجارية في التشبيب فيذكّر النعت والفعل على تذكير التشبيه وقيل هو بَعْد الطَّلا وقيل هو غَزالٌ من حين تَلِدُهُ أُمُّه إِلى أَن يبلغ أَشَدَّ الإِحْضار وذلك حين يَقْرُن قوائمه فيضعها معاً ويرفعها معاً والجمع غِزْلة وغِزْلانٌ مثل غِلْمة وغِلْمان والأُنثى بالهاء وقد أَغْزَلَت الظبيةُ وظبية مُغْزِلٌ ذات غَزال وغَزِلَ الكلبُ بالكسر غَزَلاً إِذا طلب الغَزَالَ حتى إِذا أَدركه وثَغا من فَرَقِه انصرف منه ولهِيَ عنه ابن الأَعرابي الغَزَلُ مِنْ غَزِلَ الكلبُ بالكسر أَي فَتَر وهو أَن يطلب الغَزال فإِذا أَحسَّ بالكلب خَرِقَ أَي لَصِقَ بالأَرض ولَهِيَ عنه الكلبُ وانصرف فيقال غَزِلَ واللهِ كلبُك وهو كلب غَزِلٌ ويقال للضعيف الفاتر عن الشيء غَزِلٌ ومنه رجل غَزِلٌ لصاحب النساء لضعفه عن غير ذلك والغَزالةُ الشمس وقيل هي الشمس عند طلوعها يقال طلعت الغَزالةُ ولا يقل غابت الغَزالةُ ويقال غرَبت الجَوْنةُ وإِنما سميت جَوْنةً لأَنها تَسْودّ عند الغُروب ويقال الغَزالةُ الشمس إِذا ارتفع النهار وقيل الغَزالةُ عين الشمس وغَزالةُ الضحى وغَزالاتُه بعدما تنبسط الشمس وتُضْحي وقيل هو أَول الضحى إِلى مَدِّ النهار الأَكْبَرِ حتى يمضي من النهار نحوٌ من خُمُسِه يقال أَتيتُه غَزالاتِ الضُّحى قال يا حَبَّذا أَيامَ غَيْلانَ السُّرى ودَعْوةُ القوم أَلا هل مِنْ فتًى يَسُوق بالقوم غَزالاتِ الضحى ؟ وأَنشد أَبو عبيد لعُتَيبة بن الحرث اليربوعي تَرَوَّحْنا من اللَّعْباءِ عَصْراً فأَعْجَلْنا الغَزالةَ أَن تَؤُوبا ويقال فأَعجلنا الإِلاهةَ وهي المَهاة ويقال جاءنا فُلان في غَزالةِ الضحى قال ذو الرمة فأَشرفْتُ الغزالةَ رأْسَ حُزْوى أَراقِبُهم وما أغنى قِبالا يعني الأَظْعانَ ونصب الغزالة على الظرف وقال ابن خالويه الغزالة في بيت ذي الرمة الشمس وتقديرُه عنده فأَشرفتُ طلوعَ الغَزالةِ ورأْس حُزْوى مفعول أَشْرَفْت على معنى علَوْت أَي علوت رأْس حزوى طلوع الشمس وجمعُ غَزالةِ الضحى غَزالاتٌ قال دَعَتْ سُلَيْمى دَعْوَةً هل مِنْ فَتًى يَسُوقُ بالقوم غَزالاتِ الضُّحى ؟ وغَزالةُ والغَزالةُ المرأَة الحَرُوريّة معروفة سميت بأَحد هذه الأَشياء قال أَيْمُنُ بن خُرَيم أَقامَت غَزالةُ سُوقَ الضِّراب لأَهْلِ العِراقَيْن حَوْلاً قَمِيطا وقال آخر هلاَّ كَرَرْتَ على غَزالَة في الوَغى ؟ بل كان قَلْبُك في جَناحَيْ طائر
( * هذا البيت لعمران بن حِطّان يتهكم فيه الحجَّاج وفي رواية أخرى هلاّ برزت الى غزالة في الوغى )
وغَزالُ شَعْبانَ ضربٌ من الجنادب وغَزالٌ موضع قال سويد بن عمير الهذلي أَقْرَرْت لمَّا أَن رأَيت عَدِيَّنا ونَسِيت ما قدّمْت يومَ غَزالِ وفَيْفاء غَزالٍ وقَرْنُ غزال موضعان والغَزالةُ عُشْبة من السُّطَّاح ينفرش على الأَرض يخرج من وسطه قضيب طويل يُقْشَر ويؤكل حلواً ودمُ الغَزال نبات شبيه بنبات البقلة التي تسمى الطَّرْخُون يؤكل وله حُروفة وهو أَخضر وله عِرق أَحمر مثل عرق الأَرْطاة تخطِّط بمائه مَسَكاً حُمْراً في أَيديهن وغَزال وغُزَيّل اسمان
غسل
غَسَلَ الشيء يَغْسِلُه غَسْلاً وغُسْلاً وقيل الغَسْلُ المصدر من غَسَلْت والغُسْل بالضم الاسم من الاغتسال يقال غُسْل وغُسُل قال الكميت يصف حمار وحش تحت الأَلاءة في نوعين من غُسُلٍ باتا عليه بِتَسْحالٍ وتَقْطارِ يقول يسيل عليه ما على الشجرة من الماء ومرة من المطر والغُسْل تمام غَسل الجسد كله وشيء مَغْسول وغَسِيل والجمع غَسْلى وغُسَلاء كما قالوا قَتْلى وقُتَلاء والأُنثى بغير هاء والجمع غَسالى الجوهري مِلْحَفة غَسِيل وربما قالوا غَسِيلة يذهب بها إِلى مذهب النعوت نحو النَّطِيحة قال ابن بري صوابه أَن يقول يذهب بها مذهب الأَسماء مثل النَّطِيحة والذَّبِيحة والعَصِيدة وقال اللحياني ميت غَسِيل في أَموات غَسْلى وغُسَلاء وميتة غَسيل وغَسِيلة الجوهري والمَغْسِل والمَغْسَل بكسر السين وفتحها مغسِل الموتى المحكم مَغْسِلُ الموتى ومَغْسَلُهم موضع غَسْلهم والجمع المَغاسل وقد اغْتَسَلَ بالماء والغَسُول الماء الذي يُغْتَسل به وكذلك المُغتَسَل وفي التنزيل العزيز هذا مُغْتَسَل باردٌ وشراب والمُغْتَسل الموضع الذي يُغْتَسل فيه وتصغيره مُغَيْسِل والجمع المَغاسِلُ والمَغاسيل وفي الحديث وضعت له غُسْلَه من الجنابة قال ابن الأَثير الغُسْلُ بالضم الماء القليل الذي يُغْتَسل به كالأُكْل لما يؤكل وهو الاسم أَيضاً من غَسَلْته والغَسْل بالفتح المصدر وبالكسر ما يُغْسل به من خِطْميّ وغيره والغِسل والغِسْلة ما يُغْسَل به الرأْس من خطميّ وطين وأُشْنان ونحوه ويقال غَسُّول وأَنشد شمر فالرَّحْبَتانِ فأَكنافُ الجَنابِ إِلى أَرضٍ يكون بها الغَسُّول والرَّتَمُ وقال تَرْعى الرَّوائِمُ أَحْرارَ البقول ولا تَرْعى كَرَعْيكمُ طَلْحاً وغَسُّولا أَراد بالغَسُّول الأُشنان وما أَشبهه من الحمض ورواه غيره لا مثل رعيكمُ مِلْحاً وغَسُّولا وأَنشد ابن الأَعرابي لعبد الرحمن بن دارة في الغِسْل فيا لَيْلَ إِن الغِسْلَ ما دُمْتِ أَيِّماً عليّ حَرامٌ لا يَمَسُّنيَ الغِسْلُ أَي لا أُجامع غيرها فأَحتاج إِلى الغِسل طمعاً في تزوّجها والغِسْلة أَيضاً ما تجعله المرأَة في شعرها عند الامتشاط والغِسْلة الطيب يقال غِسْلةٌ مُطَرّاة ولا تقل غَسْلة وقيل هو آسٌ يُطَرَّى بأَفاوِيهَ من الطيب يُمْتَشط به واغْتَسَل بالطِّيب كقولك تضَمَّخ عن اللحياني والغَسُول كل شيء غَسَلْت به رأْساً أَو ثوباً أَو نحوه والمَغْسِل ما غُسِل فيه الشيء وغُسالة الثوب ما خرج منه بالغَسْل وغُسالةُ كل شيء ماؤُه الذي يُغْسَل به والغُسالة ما غَسَلْت به الشيء والغِسْلِينُ ما يُغْسَلُ من الثوب ونحوه كالغُسالة والغِسْلِينُ في القرآن العزيز ما يَسِيل من جلود أَهل النار كالقيح وغيره كأَنه يُغْسل عنهم التمثيل لسيبويه والتفسير للسيرافي وقيل الغِسْلِينُ ما انْغَسل من لحوم أَهل النار ودمائهم زيد فيه الياء والنون كما زيد في عِفِرِّين قال ابن بري عند ابن قتيبة أَن عِفِرِّين مثل قِنَّسْرِين والأَصمعي يرى أَن عِفِرِّين معرب بالحركات فيقول عفرينٌ بمنزلة سِنينٍ وفي التنزيل العزيز إِلاَّ مِنْ غِسْلينٍ لا يأْكله إِلاَّ الخاطئون قال الليث غِسْلِينٌ شديد الحر قال مجاهد طعام من طعام أَهل النار وقال الكلبي هو ما أَنْضَجَت النار من لحومهم وسَقَط أَكَلوه وقال الضحاك الغِسْلِينُ والضَّرِيعُ شجر في النار وكل جُرْح غَسَلْتَه فخرج منه شيء فهو غِسْلِينٌ فِعْلِينٌ من الغَسْل من الجرح والدبَر وقال الفراء إِنه ما يَسِيل من صديد أَهل النار وقال الزجاج اشتقاقه مما يَنْغَسِل من أَبدانهم وفي حديث علي وفاطمة عليهما السلام شَرابُه الحميمُ والغِسْلِينُ قال هو ما يُغْسَل من لحوم أَهل النار وصَدِيدهم وغَسِيلُ الملائكة حنظلة بن أَبي عامر الأَنصاري ويقال له حنظلة بن الراهب استشهد يوم أُحُد وغسَّلَتْه الملائكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأَيت الملائكة يُغَسِّلونه وآخرين يَسْتُرونه فسُمِّي غَسِيل الملائكة وأَولاده يُنْسَبون إِليه الغَسيلِيِّين وذلك أَنه كان أَلمَّ بأَهله فأَعجلَه النَّدْبُ عن الاغتِسال فلما استُشْهِد رأَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الملائكةَ يُغَسِّلونه فأَخبر به أَهله فذَكَرَتْ أَنه كان أَلمَّ بها وغَسَلَ اللهُ حَوْبَتَك أَي إِثْمَك يعني طهَّرك منه وهو على المثل وفي حديث الدعاء واغْسِلْني بماء الثلج والبرد أَي طَهِّرْني من الذنوب وذِكْرُ هذه الأَشياء مبالغة في التطهير وغَسَلَ الرجلُ المرأَة يَغْسِلُها غَسْلاً أَكثر نكاحها وقيل هو نكاحُه إِيّاها أَكْثَرَ أَو أَقَلَّ والعين المهملة فيه لغة ورجل غُسَلٌ كثير الضِّراب لامرأَته قال الهذلي وَقْع الوَبِيل نَحاه الأَهْوَجُ الغُسَلُ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال من غَسَّلَ يوم الجمعة واغْتَسَل وبَكَّرَ وابتكر فيها ونِعْمَت قال القتيبي أَكثر الناس يذهبون إِلى أَن معنى غَسَّل أَي جامع أَهله قبل خروجه للصلاة لأَن ذلك يجمع غضَّ الطَّرْف في الطريق لأَنه لا يُؤْمَن عليه أَن يرى في طريقه ما يَشْغل قلْبَه قال ويذهب آخرون إِلى أَن معنى قوله غَسَّلَ توضأَ للصلاة فغَسَلَ جوارح الوضوء وثُقِّل لأَنه أَراد غَسْلاً بعد غَسْل لأَنه إِذا أَسبغ الوضوء غسَلَ كل عضو ثلاث مرات ثم اغتسل بعد ذلك غُسْلَ الجمعة قال الأَزهري ورواه بعضهم مخففاً مِنْ غَسَل بالتخفيف وكأَنه الصواب من قولك غَسَلَ الرجلُ امرأَته وغَسَّلَها إِذا جامعها ومثله فحل غُسَلةٌ إِذا أَكثر طَرْقَها وهي لا تَحْمِل قال ابن الأَثير يقال غَسل الرجلُ امرأَته بالتشديد والتخفيف إِذا جامعها وقيل أَراد غَسَّل غيرَه واغْتَسَل هو لأَنه إِذا جامع زوجته أَحْوَجَها إِلى الغُسْل وفي الحديث مَنْ غَسل الميِّتَ فلْيَغْتَسِلْ قال ابن الأَثير قال الخطابي لا أَعلم أَحداً من الفقهاء يوجب الاغتسال من غُسْل الميت ولا الوضوء من حَمْلِه ويشبه أَن يكون الأَمر فيه على الاستحباب قال ابن الأَثير الغُسْل من غسْل الميت مسنون وبه يقول الفقهاء قال الشافعي رضي الله عنه وأُحِبُّ الغُسْل من غسْلِ الميِّت ولو صح الحديث قلت به وفي الحديث أَنه قال فيما يحكي عن ربه وأُنْزِلُ عليك كتاباً لا يَغْسِلُه الماء تقرؤُه نائماً ويَقْظانَ أَراد أَنه لا يُمْحَى أَبداً بل هو محفوظ في صدور الذين أُوتوا العلم لا يأْتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكانت الكتب المنزلة لا تُجْمَع حِفْظاً وإِنما يعتمد في حفظها على الصحف بخلاف القرآن العزيز فإِن حُفَّاظَه أَضعاف مضاعفة لصُحُفِه وقوله تقرؤُه نائماً ويقظان أَي تجمعه حفظاً في حالتي النوم واليقظة وقيل أَراد تقرؤُه في يسر وسهولة وغَسَل الفحلُ الناقةَ يَغْسِلُها غَسْلاً أَكثر ضِرابها وفحل غِسْلٌ وغُسَلٌ وغَسِيل وغُسَلة مثال هُمَزة ومِغْسَلٌ يكثر الضراب ولا يلقح وكذلك الرجل ويقال للفرس إِذا عَرِق قد غُسِلَ وقد اغْتَسَلَ وأَنشد ولم يُنْضَحْ بماءٍ فيُغْسَل وقال آخر وكلُّ طَمُوحٍ في العِنانِ كأَنها إِذا اغْتَسَلَتْ بالماء فَتْخاءُ كاسِرُ وقال الفرزدق لا تَذْكُروا حُلَلَ المُلوك فإِنكم بَعْدَ الزُّبَيْر كحائضٍ لم تُغْسَل أَي تغتَسِل وفي حديث العين العَيْنُ حَقٌّ فإِذا اسْتُغْسِلْتُم فاغْسِلوا أَي إِذا طلب مَن أَصابته( * قوله « أي إذا طلب من أصابته » هكذا في الأصل بدون ذكر جواب إذا وعبارة النهاية أي إذا طلب من أصابته العين أن يغتسل من أصابه بعينه فليجبه كان من عادتهم أن الانسان إذا أصابته عين من أحد جاء إلى العائن بقدح إلى آخر ما هنا ) العينُ من أَحد جاء إِلى العائن بقدَح فيه ماء فيُدْخل كفه فيه فيتمضمض ثم يمجُّه في القدح ثم يغسل وجهه فيه ثم يدخل يده اليسرى فيصب على يده اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب على يده اليسرى ثم يدخلْ يدَه اليسرى فيصبّ على مرفقه الأَيمن ثم يدخل يده اليمنى فيصب على مرفقه الأَيسر ثم يدخل يده اليسرى فيصب على قدمه اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب على قدمه اليسرى ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ثم يغسل داخلة الإِزارِ ولا يوضَع القدحُ على الأَرض ثم يُصَبُّ ذلك الماء المستعمَل على رأْس المصاب بالعين من خلفِه صبَّة واحدة فيبرأُ بإِذن الله تعالى وغسَلَه بالسَّوط غَسْلاً ضرَبه فأَوجعه والمَغاسلُ مواضع معروفة وقيل هي أَوْدِية قِبَل اليمامة قال لبيد فقد نَرْتَعِي سَبْتاً وأَهلُك حِيرةً مَحَلَّ الملوكِ نُقْدة فالمَغاسِلا وذاتُ غِسْل موضع دون أَرض بني نُمَير قال الراعي أَنَخْنَ جِمالَهنَّ بذات غِسْلٍ سَراةُ اليوم يَمْهَدْن الكُدونا ابن بري والغاسول جبل بالشام قال الفرزدق تَظَلُّ إِلى الغاسول تَرعى حَزينَةً ثَنايا بِراقٍ ناقتِي بالحَمالِق وغاسلٌ وغَسْوِيل ضرب من الشجر قال الربيع ابن زياد تَرْعَى الرَّوائمُ أَحْرارَ البُقول بها لا مِثْلَ رَعْيِكُمُ مِلْحاً وغَسْوِيلا والغَسْوِيل وغَسْوِيل نبت ينبت في السباخ وعلى وزنه سَمْوِيل وهو طائر
غسبل
غَسْبَلَ الماءَ ثَوَّرَه
غضل
اغْضَأَلَّت الشجرة لغة في اخضأَلَّت واغْضأَلَّ الشجر كثرت أَغصانه واشتدَّ التفافها قال كأَنَّ زِمامها أَيْمٌ شُجاعٌ تَرَأَّدَ في غُصُونٍ مُغْضَئِلَّه همَز الأَلف على قولهم احْمأَرَّ ونحوه
غطل
غَطَلَت السماء وأَغْطَلَت أَطبق دَجْنُها وغَطِلَ الليلُ غَطَلاً الْتَبَستْ ظلمتُه والغَيْطَلةُ والغَيْطُولُ الظلمة المتراكمة وغَيْطَلة الليلِ الْتِجاجُ سوادِه والغَيْطلةُ الْتِباسُ الظلام وتراكُمُه وأَنشد وقد كَسانا لَيْلُه غَياطِلا وأَنشد ابن بري للفرزدق في الغَيْطَلة الظلمة والليلُ مُخْتَلِطُ الغَياطِل أَلْيَلُ أَبو عبيد المُغْطَئِلُّ الراكبُ بعضه بعضاً وحكى ابن بري الغَيطَلةُ الْتِفافُ الناس ويقال الغَيْضةُ المحكم والغَيْطلُ والغَيْطلةُ الشجرُ الكثير الملْتَفّ وكذلك العشب وقيل هو اجتماع الشجر والتفافه قال امرؤ القيس فظَلَّ يُرَنَّحُ في غَيْطَلٍ كما يَسْتَدِيرُ الحِمارُ النَّعِر تَرَنَّحَ تمايَل من سُكْرٍ أَو غيره والغَيْطَلُ جمع غَيْطَلة والغَيْطَلةُ الأَجَمة وقال أَبو حنيفة الغَيْطَلةُ جماعة الشجر والعشب قال وكل ملتف مُخْتلِط غَيْطلة وخص أَبو حنيفة مرة بالغَيْطلة جماعةَ الظرفاء وأَما قول زهير كما استَغاثَ بِسَيءٍ فَزُّ غَيْطلةٍ خافَ العُيونَ فلم يُنْظَرْ به الحَشَكُ فيقال هي الشجر الملتف أَي ولدته أُمُّه في غَيْطلة وقال أَبو عبيدة الغَيْطَلةُ البقرة الوحشية وقال ثعلب هي البقرة فلم يخُصَّ الوحشيةَ من غيرها والغَيْطَلةُ واحدةُ الغَياطِل وهي ذوات اللبن من الظباء والبقر والغَيْطَلةُ ازدحامُ الناس يقال أَتانا في غَيْطَلةٍ أَي في زحمة قال الراعي بِغَيْطَلةٍ إِذا الْتَفَّتْ علينا نَشَدْناها المَواعِدَ والدُّيُونا أَراد مُزْدَحَم الظعائنِ يوم الظَّعْن والغَيْطَلةُ الأَكل والشرب والفَرَح بالأَمْنِ والغَيْطَلةُ المالُ المُطْغي والغَيْطَلةُ الصوتُ والجلَبةُ تقول سمعت غَيْطَلَتهم وغَيْطَلاتِهم وغَيْطَلة الحرب كثرةُ أَصواتها وغُبارِها وغَيْطَلوا في الحديث أَفاضوا فيه وارتفعت أَصواتهم به عن الهَجَرِيّ والغَيْطَلةُ اجتماعُ الناس والتفافهم عن ابن الأَعرابي والغَيْطَلةُ الجماعة عن ثعلب ابن الأَعرابي الغُوطالةُ الرَّوْضةُ والغَيْطَلةُ غلبة النعاس والغَيْطَلُ السِّنَّوْرُ كالخَيْطَل عن كراع
غفل
غَفَلَ عنه يَغْفُلُ غُفولاً وغَفْلةً وأَغْفَلَه عنه غيرُه وأَغْفَلَه تركَه وسها عنه وأَنشد ابن بري في الغُفول فابك هلاًّ واللَّيالي بِغِرَّةٍ تَدُورُ وفي الأَيام عنك غُفولُ( * قوله « فابك هلا إلخ » كذا في الأصل )
وأَغْفَلْتُ الرجل أَصبْتُه غافلاً وعلى ذلك فسر بعضهم قوله عز وجل ولا تُطِعْ من أَغْفَلْنا قلْبَه عن ذِكْرِنا قال ولو كان على الظاهر لوجب أَن يكون قوله واتَّبَع هَواه بالفاء دون الواو وسئل أَبو العباس عن هذه الآية فقال مَنْ جَعَلْناه غافلاً وكلام العرب أَكثرُه أَغْفَلْته سمّيته غافِلاً وأَحْلَمْتُه سمّيته حَليماً قال وفعلَ هو وأَفْعَلته أَنا أَكثرُ اللغة ذهَب وأَذْهَبْته هذا أَكثر الكلام وفَعَّلْت أَكْثَرْتُ ذلك فيه مثل غَلَّقْت الأَبواب وأَغْلَقْتها وأَفْعَلْتُ يَجيءُ مكانَ فَعَّلْت مثل مَهَّلْتُه وأَمْهَلْته ووَصَّيْتُ وأَوْصَيْتُ وسَقَّيْتُ وأَسْقَيْتُ وفي حديث أَبي موسى لعَلَّنا أَغْفَلْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَمينَه أَي جَعَلْناه غافلاً عن يمينه بسبب سُؤَالِنا وقيل سأَلْناه وقت شُغْله ولم ننتظر فراغه يقال تغَفَّلْته واسْتَغْفَلْته أَي تحيَّنْتُ غَفْلَته ويقال هو في غَفَلٍ من عَيشِه أَي في سعة أَبو العباس الغَفَلُ الكثيرُ الرفيعُ ونَعَمٌ أَغْفالٌ لا لِقْحةَ فيها ولا نَجِيب وقال بعض العرب لنا نَعَمٌ أَغْفالٌ ما تَبِضُّ يصفُ سَنةً أَصابتهم فأَهلكت جيادَ مالهم وقال شمر إِبل أَغْفالٌ لا سِماتِ عليها وقِداحٌ أَغْفالٌ سيبويه غَفَلْتُ صرت غافلاً وأَغْفَلْتُه وغفَلْت عنه وصَّلْت غَفَلي إِليه أَو تركته على ذُكْرٍ قال الليث أَغْفَلْت الشيء تركته غَفَلاً وأَنت له ذاكر قال ابن سيده وقوله تعالى وكانوا عنها غافِلينَ يصلح أَن يكون والله أَعلم كانوا في تركهم الإِيمانَ بالله والنظرَ فيه والتدبُّرَ له بمنزلة الغافِلين قال ويجوز أَن يكون وكانوا عما يراد بهم من الإِثابة عليه غافِلين والاسم الغَفْلة والغَفَل قال إِذْ نحْنُ في غَفَلٍ وأَكْبَرُ هَمِّنا صِرْفُ النَّوَى وفِراقُنا الجِيرانا وفي الحديث من اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ أَي يَشْتَغِلُ به قلبه ويستولي عليه حتى تصير فيه غَفْلة والتَّغافُلُ تَعمُّدُ الغَفْلة على حدِّ ما يجيء عليه هذا النحو وتَغَافَلْت عنه وتغفَّلْتُه إِذا اهْتَبَلْتَ غَفْلَتَه ابن السكيت يقال قد غَفَلْت فيه وأَغْفَلْتُه والتَّغْفِيل أَن يكفيك صاحبُك وأَنت غافِلٌ لا تَعْنَى بشيء والتَّغَفُّل خَتْلٌ في غَفْلة والمُغَفَّلُ الذي لا فِطْنة له والغَفُول من الإِبل البَلْهاء التي لا تمنع من فَصِيل يرضعها ولا تبالي منْ حَلبها والغُفْل المُقيّد الذي أُغْفِل فلا يرجى خيرُه ولا يخشى شرّه والجمع أَغْفال والأَغْفالُ المَواتُ والغُفْلُ سَبْسَبٌ مَيّتة لا علامةَ فيها وأَنشد يتْركْنَ بالمَهامِهِ الأَغْفالِ وكلُّ ما لا علامة فيه ولا أَثر عمارة من الأَرضين والطُّرقِ ونحوها غُفْلٌ والجمع كالجمع وفي كتابه لأُكَيْدِرَ إِنّ لنا الضاحيةَ والمَعامِيَ وأَغْفالَ الأَرض أَي المجهولة التي ليس فيها أَثر يعرف وحكى اللحياني أَرض أَغْفالٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منها غُفْلاً وبلادٌ أَغْفالٌ لا أَعلام فيها يُهتدى بها وكذلك كل ما لا سمة عليه من الإِبل والدواب ودابّة غُفْل لا سمة عليها وناقة غُفْل لا تُوسَم لئلا تَجِب عليها صدقة وبه فسر ثعلب قول الراجز لا عيشَ إِلاَّ كلُّ صَهْباءَ غُفُلْ تَناوَلُ الحوضَ إِذا الحوض شُغِلْ وقد أَغْفَلْتُها إِذا لم تَسِمْها وفي الحديث أَن نَفاذة الأَسْلَمي قال يا رسول الله إِنِّي رجل مُغْفِلٌ فأَين أَسِمُ إِبلي ؟ أَي صاحبُ إِبلٍ أَغْفالٍ لا سمات عليها ومنه حديث طهفة ولنا نَعَمٌ هَمَلٌ أَغْفالٌ لا سمات عليها وقيل الأَغْفال ههنا التي لا أَلبانَ لها واحدها غُفْل وقيل الغُفْل الذي لا يُرجى خيره ولا يخشى شره وقِدْحٌ غُفْل لا خير فيه ولا نصيب له ولا غُرْم عليه والجمع كالجمع وقال اللحياني قِداحٌ غُفْلٌ على لفظ الواحد ليست فيها فُروضٌ ولا لها غُنْم ولا عليها غُرْم وكانت تُثَقَّل بها القِداحُ كراهية التُّهَمَة يعني بتثقّل تكثّر قال وهي أَربعة أَولها المُصَدَّرُ ثم المُضَعَّف ثم المَنِيح ثم السَّفيح ورجل غُفْل لا حسَب له وقيل هو الذي لا يعرف ما عنده وقيل هو الذي لم يجرِّب الأُمور وشاعر غُفْل غير مسمى ولا معروف والجمع أَغْفال وشِعْر غُفْل لا يعرف قائله وأَرض غُفْل لم تُمْطَر وغفَل الشيءَ ستَره وغُفْل الإِبل بسكون الفاء أَوبارُها عن أَبي حنيفة والمَغْفَلة العَنْفَقة عن الزجاجي ووردت في الحديث وهي جانبا العَنْفَقة روي عن بعض التابعين عليك بالمَغْفَلة والمَنْشَلة المَنْشَلةُ موضع حلقة الحاتم وفي حديث أَبي بكر رأَى رجلاً يتوضأ فقال عليك بالمَغْفَلةِ هي العَنْفقة يريد الاحتياط في غسلها في الوضوء سميت مَغْفَلة لأَن كثيراً من الناس يُغْفلُ عنها وغافلٌ وغَفْلة اسمان وبنو غُفَيْلة وبنو المُغَفَّل بُطون والله أَعلم
غلل
الغُلُّ والغُلّة والغَلَلُ والغَلِيلُ كله شدّة العطش وحرارته قلَّ أَو كثر رجل مَغْلول وغَلِيل ومُغْتَلّ بيّن الغُلّة وبعير غالٌّ وغَلاَّنُ بالفتح عطشان شديد العطش غُلَّ يُغَلٌّ غَلَلاً فهو مَغْلول على ما لم يسم فاعله ابن سيده غَلَّ يَغَلّ غُلّة واغْتَلّ وربما سميت حرارة الحزن والحبّ غَلِيلاً وأَغَلّ إِبلَه أَساءَ سَقْيَها فصدَرَت ولم تَرْوَ وغَلَّ البعيرُ أَيضاً يَغَلُّ غُلّة إِذا لم يَقْضِ رِيَّه أَبو عبيد عن أَبي زيد أَعْلَلْتُ الإِبلَ إِذا أَصْدَرْتها ولم تروها فهي عالَّة بالعين غير معجمة قال أَبو منصور هذا تصحيف والصواب أَغْلَلْت الإِبل إِذا أَصدرتها ولم تروها بالغين من الغُلَّة وهي حرارة العطش وهي إِبل غالَّة وقال نصر الرازي إِذا صدَرَت الإِبلُ عِطاشاً قلت صدرت غالَّة وغَوالَّ وقد أَغْلَلْتَها أَنت إِغْلالاً إِذا أَسَأْتَ سَقْيَها فأَصدرتها ولم تروها وصدرت غَوالَّ الواحدة غالَّة وكأَن الراوي عن أَبي عبيد غلط في روايته والغَلِيلُ حَرُّ الجوف لَوْحاً وامْتِعاضاً والغِلُّ بالكسر والغَلِيلُ الغِشُّ والعَداوة والضِّغْنُ والحقْد والحسد وفي التنزيل العزيز ونزعنا ما في صدورهم من غِلٍّ قال الزجاج حقيقته والله أَعلم أَنه لا يَحْسُدُ بعض أَهل الجنة بعضاً في عُلُوِّ المرتبة لأَن الحسد غِلٌّ وهو أَيضاً كَدر والجنة مبرّأَة من ذلك غَلَّ صدرُه يَغِلُّ بالكسر غِلاًّ إِذا كان ذا غِشٍّ أَو ضِغْن وحقد ورجل مُغِلٌّ مُضِبٌّ على حقد وغِلٍّ وغَلَّ يَغُلُّ غُلولاً وأَغَلَّ خانَ قال النمر جزَى اللهُ عنَّا حَمْزة ابنة نَوْفَلٍ جزاءَ مُغِلٍّ بالأَمانةِ كاذبِ وخص بعضهم به الخون في الفَيء والمَغْنم وأَغَلَّه خَوّنه وفي التنزيل العزيز وما كان لنبي أَنْ يَغُلَّ قال ابن السكيت لم نسمع في المَغْنم إِلا غَلَّ غُلُولاً وقرئ وما كان لنبي أَن يُغَلَّ فمن قرأَ يَغُلّ فمعناه يَخُون ومن قرأَ يُغَلّ فهو يحتمل معنيين أَحدهما يُخان يعني أَن يؤخذ من غنيمته والآخر يخوَّن أَي ينسب إِلى الغُلول وهي قراءة أَصحاب عبد الله يريدون يسرَّق قال أَبو العباس جعل يُغَل بمعنى يُغَلَّل قال وكلام العرب على غير ذلك في فَعَّلْت وأَفْعَلْت وأَفْعَلْت أَدخلت ذلك فيه وفَعَّلْت كثَّرت ذلك فيه وقال الفراء جائز أَن يكون يُغَلّ من أَغْلَلْت بمعنى يُغَلَّل أَي يُخوَّن كقوله فإِنهم لا يكذِّبونك وقال الزجاج قُرِئا جميعاً أَن يَغُلّ وأَن يُغَلّ فمن قال أَن يَغُل فالمعنى ما كان لنبيّ أَن يَخُون أُمّته وتفسير ذلك أَن الغَنائم جمعها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غَزَاة فجاءه جماعة من المسلمين فقالوا لا تقسم غنائمنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو أَفاء الله عليّ مثل أُحُد ذهباً ما منعتكم درهماً أَترَوْنني أَغُلُّكم مَغْنَمكم ؟ قال ومن قرأَ أَن يُغَل فهو جائز على ضرْبين أَحدهما ما كان لنبي أَن يَغُله أَصحابه أَي يخونوه وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لأَعْرِفَنّ أَحدكم يجيء يوم القيامة ومعه شاة قد غَلَّها لها ثُغاءٌ ثم قال أَدّوا الخِياطَ والمِخْيَط والوجه الثاني أَن يكون يُغَل يخوَّن وكان أَبو عمرو بن العَلاء ويونس يختاران وما كان لنبي أَن يَغُل قال يونس كيف لا يُغَل ؟ بلى ويقتل وقال أَبو عبيد الغُلول من المَغْنَم خاصة ولا نراه من الخيانة ولا من الحِقْد ومما يبين ذلك أَنه يقال من الخيانة أَغَلّ يُغِلّ ومن الحِقْد غَلّ يَغِلّ بالكسر ومن الغُلول غَلّ يَغُلّ بالضم قال ابن بري قلّ أَن نجد في كلام العرب ما كان لفلان أَن يُضْرَب على أَن يكون الفعل مبنيّاً للمفعول وإِنما نجده مبنيّاً للفاعل كقولك ما كان لمؤمن أَن يَكْذِب وما كان لنبي أَن يَخُون وما كان لمُحرِم أَن يلبَس قال وبهذا تعلم صحة قراءة من قرأَ وما كان لنبي أَن يَغُل على إِسناد الفعل للفاعل دون المفعول قال والشاهد على قوله يُقال من الخيانة أَغَلَّ يُغِل قول الشاعر حَدَّثْتَ نَفسَكَ بالوَفاء ولم تكن للغَدْر خائنة مُعِلّ الإِصبع وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم أَمْلى في صُلْح الحُدَيْبية أَن لا إِغْلال ولا إِسْلال قال أَبو عبيد الإِغْلال الخِيانة والإِسْلال السَّرِقة وقيل الإِغلال السرقة أَي لا خيانة ولا سرقة ويقال لا رِشْوة قال ابن الأَثير وقد تكرر ذكر الغُلول في الحديث وهو الخيانة في المَغْنم والسرقة من الغَنيمة وكلُّ من خان في شيء خُفْية فقد غل وسميت غُلولاً لأَن الأَيدي فيها مَغْلولة أَي ممنوعة مجعول فيها غُلّ وهو الحديدة التي تجمع يد الأَسير إِلى عُنقه ويقال لها جامِعَة أَيضاً وأَحاديث الغُلول في الغنيمة كثيرة أَبو عبيدة رجل مُغِلّ مُسِلّ أَي صاحب خيانة وسَلَّةٍ ومنه قول شريح ليس على المُستعير غير المُغِلّ ولا على المُستودَع غير المُغِلّ ضَمان إِذا لم يَخُن في العارِيَّة والوَدِيعة فلا ضمان عليه من الإِغْلال الخِيانةِ يعني الخائن وقيل المُغِل ههنا المُسْتَغِلّ وأَراد به القابض لأَنه بالقَبْض يكون مُسْتَغِلاًّ قال ابن الأَثير والأَوَّل الوَجْه وقيل الإِغْلال الخيانة والسرقة الخفيّة والإِسْلال من سَلّ البعيرَ وغيرَه في جوف الليل إِذا انتزعه من الإِبل وهي السَّلَّة وقيل هو الغارة الظاهرة يقال غَلّ يَغُلّ وسَلّ يَسُلّ فأَما أَغَلَّ وأَسَلَّ فمعناه صار ذا غُلول وسَلَّة ويكون أَيضاً أَن يُعِينَ غيره عليهما وقيل الإِغْلال لُبْس الدُّروع والإِسْلال سَلّ السيوف وقال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث لا يُغِل عليهنّ قلبُ مؤمن إِخْلاصُ العمل لله ومُناصَحة ذوي الأَمْر ولزوم جماعة المسلمين فإِنَّ دعوتهم تُحيط من ورائهم قيل معنى قوله لا يُغِل عليهنّ قلب مؤمن أَي لا يكون معها في قلبه غَشّ ودَغَل ونِفاق ولكن يكون معها الإِخلاص في ذات الله عز وجل وروي لا يَغِلّ ولا يُغِلّ فمن قال يَغِلّ بالفتح للياء وكسر الغين فإِنه يجعل ذلك من الضَّغْن والغِلّ وهو الضِّغْن والشَّحْناء أَي لا يدخله حِقْد يُزيله عن الحق ومن قال يُغِل بضم الياء جعله من الخيانة وأَما غَلَّ يَغُلّ غُلولاً فإِنه الخيانة في المَغْنَم خاصة والإِغْلال الخيانة في المَغانم وغيرها ويقال من الغِلّ غَلّ يَغِلّ ومن الغُلول غَلّ يَغُلّ وقال الزجاج غَلّ الرجلُ يَغُلّ إِذا خان لأَنه أَخْذ شيء في خَفاء وكل من خان في شيء في خفاء فقد غَلّ يَغُلّ غُلولاً وكل ما كان في هذا الباب راجع إِلى هذا من ذلك الغالّ وهو الوادي المطمئن الكثير الشجر وجمعه غُلاَّن ومن ذلك الغِلّ وهو الحِقْد الكامِن وقال ابن الأَثير في تفسير لا يُغِلّ عليهنّ قلب مؤمن قال ويروى يَغِلُ بالتخفيف من الوُغول الدخول في الشيء قال والمعنى أَن هذه الخِلال الثلاث تُستصلَح بها القلوب فمن تمسك بها طهُر قلبه من الدَّغَل والخيانة والشرّ قال وعليهنّ في موضع الحال تقديره لا يَغِلُ كائناً عليهن وفي حديث أَبي ذر غَلَلْتم والله أَي خُنْتم في القول والعمل ولم تَصْدُقوه ابن الأَعرابي في النوادر غُلّ بصرُ فلان حاد عن الصواب من غَلَّ يَغِلُّ وهو معنى قوله ثلاث لا يَغِلّ عليهن قلبُ امرئ أَي لا يحيد عن الصواب غاشًّا وأَغَلَّ الخطيب إِذا لم يصب في كلامه قال أَبو وجزة خُطباء لا خُرْق ولا غُلل إِذا خطباء غيرهمُ أَغَلَّ شِرارُها وأَغَلَّ في الجِلْد أَخذ بعض اللحم والإِهابَ يقال أَغْلَلْت الجلد إِذا سلخته وأَبقيت فيه شيئاً من الشَّحم وأَغْلَلْت في الإِهاب سلخته فتركت على الجلد اللحم والغَلَل اللحم الذي ترك على الإِهاب حين سلخ وأَغَلَّ الجازر في الإِهاب إِذا سلَخ فترك من اللحم ملتزِقاً بالإِهاب والغَلَل داء في الإِحليل مثل الرَّفَقِ وذلك أَن لا يَنْفُض الحالب الضَّرْع فيترك فيه شيئاً من اللبن فيعود دماً أَو خَرَطاً وغَلّ في الشيء يَغُلّ غُلولاً وانْغَلَّ وتَغَلَّل وتَغَلْغَلَ دخل فيه يكون ذلك في الجواهر والأَعراض قال ذو الرمة يصف الثور والكِناس يُحَفِّرُه عن كلِّ ساقٍ دَقِيقةٍ وعن كل عِرْقٍ في الثَّرى مُتَغَلْغِل( * قوله « يحفره » هكذا في الأصل » )
وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود في العَرَض رواه ثعلب عن شيوخه تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمةَ في فُؤادي فَبادِيه مع الخافي يَسِيرُ وغَلَّه يَغُلّه غَلاًّ أَدخله قال ذو الرمة غَلَلْت المَهَارى بينها كلّ ليلة وبين الدُّجَى حتى أَراها تمزَّق وغَلَّه فانغَلّ أَي أَدخله فدخل قال بعض العرب ومنها ما يُغِلّ يعني من الكِباش أَي يُدْخِل قضيبه من غير أَن يرفع الأَلْية وغَلّ أَيضاً دخل يتعدّى ولا يتعدّى ويقال غَلّ فلان المَفاوِز أَي دخلها وتوسّطها وغَلْغَله كغَلَّه والغُلَّة ما تواريت فيه عن ابن الأَعرابي والغَلْغَلة كالغَرْغَرة في معنى الكسر والغَلَلُ الماء الذي يَتَغَلَّل بين الشجر والجمع الأَغْلال قال دُكين يُنْجِيه مِنْ مِثْل حَمام الأَغْلال وَقْعُ يَدٍ عَجْلى ورِجْلٍ شِمْلال ظَمْأَى النَّسا من تَحت رَيَّا مِن عال يقول يُنْجي هذا الفرسَ من سِراع
( * قوله « من سراع » عبارة الصحاح من خيل سراع ) في الغارة كالحَمام الواردة وفي التهذيب قال أَراد يُنْجي هذا الفرسَ من خيل مثل حمام يرد غَلَلاً من الماء وهو ما يجري في أُصول الشجر وقيل الغَلَل الماء الظاهر الجاري وقيل هو الظاهر على وجه الأَرض ظُهوراً قليلاً وليس له جِرْية فيخفى مرّة ويظهر مرة وقيل الغَلَل الماء الذي يجري بين الشجر قال الحُوَيْدِرة لَعِب السُّيُول به فأَصبح ماؤه غَلَلاً يُقَطِّع في أُصول الخِرْوَع وقال أَبو حنيفة الغَلَل السيل الضعيف يَسِيل من بطن الوادي أَو التِّلَع في الشجرَ وهو في بطن الوادي وقيل أَن يأْتي الشجر غَلَلٌ من قَبْل ضِعْفِه واتّباعِه كلَّ ما تَواطأَ من بطن الوادي فلا يكاد يرى ولا يتبع إِلاَّ الوَطاء وغَلَّ الماءُ بين الأَشجار إِذا جرى فيها يَغُلُّ بالضم في جميع ذلك وتَغَلْغَل الماء في الشجر تخلَّلها وقال أَبو سعيد لا يذهب كلامُنا غَلَلاً أَي لا ينبغي أَن يَنْطوي عن الناس بل يجب أَن يظهر ويقال لعرق الشجر إِذا أَمعن في الأَرض غَلْغَلٌ وجمعه غَلاغَلُ قال كعب وتَفْتَرّ عن غُرِّ الثَّنايا كأَنها أَقاحيّ تُرْوى عن عُرُوق غُلاغِل والغِلالة شِعار يلبَس تحت الثوب لأَنه يُتَغَلَّل فيها أَي يُدْخَل وفي التهذيب الغِلالة الثوب الذي يلبس تحت الثياب أَو تحت دِرْع الحديد واغْتَلَلْت الثوبَ لَبِسته تحت الثياب ومنه الغَلَل الماء الذي يجري في أُصول الشجر وغَلَّلَ الغِلالة لبسها تحت ثيابه هذه عن ابن الأَعرابي والغُلَّة الغِلالة وقيل هي كالغِلالة تُغَلّ تحت الدِّرْع أَي تدخَل والغَلائل الدرُوع وقيل بَطائن تلبَس تحت الدُّروع وقيل هي مَسامير الدُّروع التي تَجمع بين رؤوس الحَلَق لأَنها تُغَلّ فيها أَي تدخَل واحدتها غَلِيلَة وقول النابغة عُلِينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنّ كُرَّةً فهنّ وِضاءٌ صافياتُ الغَلائِل
( * في ديوان النابغة القلائل بدل الغلائل ولعل الصواب ما هنا )
خَصّ الغَلائل بالصَّفاء لأَنها آخر ما يَصْدَأُ من الدُّروع ومن جعلها البَطائن جعل الدُّروع نقيّة لم يُصْدِئن الغَلائل وغَلائل الدُّروع مساميرها المُدخَلة فيها الواحد غَلِيل قال لبيد وأَحْكَم أَضْغان القَتِير الغَلائِل وقال ابن السكيت في قوله فهنّ وِضاء صافيات الغَلائل قال الغِلالة المِسمار الذي يَجمع بين رأْسَي الحَلَقَة وإِنما وَصف الغَلائل بالصَّفاء لأَنها أَسرع شيء صَدأَ من الدُّروع ابن الأَعرابي العُظْمَة والغِلالة والرُّفاعة والأُضْخُومَة والحَشِيّة الثوب الذي تشدّه المرأَة على عَجيزتها تحت إِزارها تضخّم به عجيزتها وأَنشد تَغْتال عَرْض النُّقْبة المُذالة ولم تَنَطّقْها على غِلاله إِلاَّ لحسْن الخَلْق والنَّباله قال ابن بري وكذلك الغُلَّة وجمعها غُلَل قال الشاعر كَفاها الشَّبابُ وتَقْوِيمُه وحُسْن الرُّواءِ ولُبْسُ الغُلَلْ وغَلَّ الدهنَ في رأْسه أَدخله في أُصول الشعر وغَلَّ شعرَه بالطيب أَدخَله فيه وتَغَلَّل بالغالِية شدد للكثرة واغْتَلَّ وتَغَلْغَل تَغَلَّف أَبو صخر سِراج الدُّجى تَغْتَلّ بالمِسْك طِفْلَة فلا هي مِتْفال ولا اللَّوْن أَكْهَب وغَلَّله بها وحكى اللحياني تَغَلَّى بالغالِية فإِما أَن يكون من لفظ الغالِية وإِما أَن يكون أَراد تَغَلَّل فأَبدل من اللام الأَخيرة ياء كما قالوا تظنَّيْت في تَظَنَّنْت قال والأَول أَقيس غيره ويقال تَغَلَّيْتٍّ من الغالية وقال الفراء يقال تَغَلَّلْت بالغالية قال وكل شيء أَلْصقته بجِلدك وأُصول شعرك فقد تَغَلَّلْته قال وتَغَلَّيْت مولّدة وقال أَبو نصر سأَلت الأَصمعي هل يجوز تَغَلَّلْت من الغالِية ؟ فقال إِن أَردت أَنك أَدخلته في لحيتك أَو شارِبك فجائز الليث ويقال من الغالِية غَلَّلْت وغَلَّفْت وغَلَّيْت وفي حديث عائشة رضي الله عنها كنت أُغَلِّل لحيةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغالِية أَي أُلطّخها وأُلبِسها بها قال ابن الأَثير قال الفراء يقال تَغَلَّلْت بالغالِية ولا يقال تَغَلَّيْت قال وأَجازه الجوهري وفي حديث المخنَّث هِيتِ قال إِذا قامت تَثَنَّتْ وإِذا تَكَلَّمَتْ تَغَنَّتْ فقال له قد تَغَلْغَلْت يا عدوّ الله الغَلْغَلَة إِدخال الشيء في الشيء حتى يلتبِس به ويصير من جملته أَي يلغْت بنظرك من محاسن هذه المرأَة حيث لا يبلغ ناظر ولا يَصِل واصِل ولا يَصِف واصِف وغَلَّ المرأَةَ حَشاها ولا يكون إِلاَّ من ضخم حكاه ابن الأَعرابي السلمي غَشَّ له الخَنْجَر والسِّنَانَ وغَلَّه له أَي دَسَّه له وهو لا يشعر به والغُلاَّن بالضم مَنابت الطَّلْح وهي أَودية غامضة في الأَرض ذات شجر واحدها غالّ وغلِيلٌ وأَغَلَّ الوادي إِذا أَنبت الغُلاّن قال أَبو حنيفة هو بطن غامض في الأَرض وقد انْغَلَّ والغالُّ أَرض مطمئنة ذات شجر ومنابت السَّلَم والطَّلْح يقال لها غالّ من سَلَم كما يقال عِيصٌ من سِدْر وقَصِيمة من غَضاً والغالّ نبت والجمع غُلاَّن بالضم وأَنشد ابن بري لذي الرمة وأَظْهَرَ في غُلاَّن رَقْدٍ وسَيْلُهُ عَلاجِيمُ لا ضُحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ
( * قوله « وأظهر في غلان رقد إلخ » تقدم هذا البيت في مادة ضحح ورقد وظهر على غير هذه الصورة والصواب ما هنا )
أَظْهَرَ صار في وقت الظهيرة وقيل إِنه بمعنى ظهر مثل تَبِع وأَتْبَع وقال مضرِّس الأَسدي تَعَرُّضَ حَوْراء المَدافِع تَرْتَعي تِلاعاً وغُلاَّناً سَوائل من رَمَمْ
( * قوله « تعرض إلخ » قبله كما في ياقوت
ولم أنس من ربا غداة تعرضت ... لنا دون أبواب الطراف من
الادم )
الغُلاَّن بطون الأَودية ورَمَم موضع والغالَّة ما ينقطع من ساحل البحر فيجتمع في موضع والغُلّ جامِعة توضع في العُنق أَو اليد والجمع أَغْلال لا يكسَّر على غير ذلك ويقال في رقبته غُلّ من حديد وقد غُلّ بالغُلّ الجامِعة يُغَلّ بها فهو مَغْلول وقوله عز وجل في صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويَضَعُ عنهم إِصْرَهم والأَغْلال التي كانت عليهم قال الزجاج كان عليهم أَنه من قَتَل قُتِل لا يقبَل في ذلك دِيَة وكان عليهم إِذا أَصاب جُلودهم شيء من البول أَن يقرِضوه وكان عليهم أَن لا يَعلموا في السَّبْت هذه الأَغلال التي كانت عليهم وهذا على المَثل كما تقول جعلت هذا طَوْقاً في عُنقك وليس هناك طوق وتأْويله ولَّيْتُك هذا وأَلزمتك القيام به فجعلت لزومه لك كالطَّوْق في عنُقك وقوله تعالى إِذ الأَغْلال في أَعناقهم أَراد بالأَغْلال الأَعمال التي هي كالأَغْلال وهي أَيضاً مؤدِّية إِلى كون الأَغْلال في أَعناقهم يوم القيامة لأَن قولك للرجل هذا غُلّ في عُنقك للشيء يعمله إِنما معناه أَنه لازم لك وأَنك مجازى عليه بالعذاب وقد غَلَّه يَغُلّه وقوله تعالى وتقدَّس إِنا جعلنا في أَعناقهم أَغْلالاً هي الجَوامِع تجمَع أَيديهم إِلى أَعناقهم وغُلَّتْ يدُه إِلى عنُقه وقد غُلّ فهو مَغْلول وفي حديث الإِمارة فكَّه عَدْله وغَلَّه جَوْره
( * قوله « وغله جوره » هكذا في الأصل والذي في النهاية أو غله جوره ) أَي جعل في يده وعنقه الغُلّ وهو القيد المختص بهما وقوله تعالى وقالت اليهود يَدُ الله مَغْلولة غُلَّت أَيديهم قيل ممنوعة عن الإِنفاق وقيل أَرادوا نعمتُه مقبوضة عنَّا وقيل معناه يَدُه مقبوضة عن عذابنا وقيل يدُ الله ممسكة عن الاتساع علينا وقوله تعالى ولا تجعلْ يدَك مغْلولة إِلى عنُقك تأْويله لا تُمْسِكها عن الإِنفاق وقد غَلَّه يَغُلُّه وقولهم في المرأَة السَّيِّئة الخُلُق غُلٌّ قَمِلٌ أَصله أَن العرب كانوا إِذا أَسَروا أَسيراً غَلُّوه بغُلّ من قِدّ وعليه شعر فربما قَمِلَ في عُنقه إِذا قَبّ ويبس فتجتمع عليه مِحْنَتان الغُلّ والقَمْل ضربه مثلاً للمرأَة السيئة الخُلق الكثيرة المَهْر لا يجد بَعْلها منها مخلصاً والعرب تكني عن المرأَة بالغُلّ وفي الحديث وإِن من النساء غُلاًّ قَمِلاً يقذِفه الله في عُنق من يشاء ثم لا يخرجه إِلا هو ابن السكيت به غُلّ من العطش وفي رقبته غُلّ من حديد وفي صدره غِلّ وقولها ما له أُلَّ وغُلَّ أُلَّ دُفِع في قضاء وغُلّ جُنّ فوضع في عُنقه الغُلّ والغَلّة الدَّخْل من كِراءِ دار وأَجْر غلام وفائدة أَرض والغَلَّة واحدة الغَلاَّت واستَغَلّ عبدَه أَي كلَّفه أَن يُغِلّ عليه واسْتِغْلال المُسْتَغَلاَّت أَخْذُ غَلّتها وأَغَلَّت الضَّيْعة أَعطت الغَلَّة فهي مُغِلَّة إِذا أَتت بشيء وأَصلها باقٍ قال زهير فتُغْلِلْ لكم ما لا تُغِلّ لأَهْلِها قُرىً بالعراق من قَفِيزٍ ودِرْهَم وأَغَلَّت الضِّياع أَيضاً من الغَلَّة قال الراجز أَقْبَل سَيْلٌ جاء من عِند الله يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ وأَغَلَّ القومُ إِذا بلغت غَلّتهم وفي الحديث الغَلَّة بالضَّمان قال ابن الأَثير هو كحديثه الآخر الخَراجُ بالضَّمان والغَلَّة الدَّخْل الذي يحصل من الزرع والثمر واللبن والإِجارة والنِّتاج ونحو ذلك وفلان يُغِلّ على عِياله أَي يأْتيهم بالغَلَّة ويقال نِعْم الغَلول شَراب شَرِبْتُه أَو طعام إِذا وافقني ويقال اغْتَلَلْت الشرابَ شربتُه وأَنا مُغْتَلّ إِليه أَي مشتاق إِليه ونِعْم غَلول الشيخ هذا الطعام يعني التَّغْذِية التي تَغَذَّاها أَو الطعام الذي يُدخله جوفه على فَعُول بفتح الفاء وغَلّ بصَرُه حاد عن الصواب وأَغَلَّ بصرَه إِذا شدَّد نظره والغُلَّة خِرْقة تشدّ على رأْس الإِبريق عن ابن الأَعرابي والجمع غُلَل والغَلَلُ المِصْفاة وقول لبيد لها غَلَلٌ من رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ بأَيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفونَ المَقاوِلا يعني الفِدام الذي على رأْس الأَباريق وبعضهم يرويه غُلَل بالضم جمع غُلَّة والغَلِيل القَتّ والنوى والعجيم تعلفه الدوابّ والغَلِيل النوى يخلَط بالقَتِّ تعلفه الناقة قال علقمة سُلاَّءَة كعَصا النَّهْدِيِّ غُلّ لها ذو فَيْئة من نَوى قُرّانَ مَعْجُوم ويروى سُلاَّءة كعصا النهديِّ غُلّ لها مُنَظَّم من نوى قرّان معجوم قوله ذو فَيئة أَي ذو رَجعة يريد أَن النوى عُلِفته الإِبل ثم بَعَرته فهو أَصلب شبّه نسورَها وامّلاسها بالنوَى الذي بَعَرته الإِبل والنَّهْدِيّ الشيخ المُسِنّ فعصاه ملساء ومَعْجُوم مَعْضُوض أَي عضَّته الناقة فرمته لصلابته والغَلْغَلة سرعة السير وقد تغَلْغَل ويقال تغَلْغَلوا فمضوا والمُغَلْغَلة الرِّسالة ورِسالة مُغَلْغَلة محمولة من بلدٍ إِلى بلد وأَنشد ابن بري أَبْلِغْ أَبا مالكٍ عنِّي مُغَلْغَلةٍ وفي العِتاب حَياةٌ بين أَقوام وفي حديث ابن ذي يَزَن مُغَلْغَلة مَغالِقُها تُغَالي إِلى صَنْعاء من فَجٍّ عَمِيق المُغَلْغَلة بفتح الغينين الرِّسالة المحمولة من بلدٍ إِلى بلد وبكسر الغين الثانية المسرِعة من الغَلْغَلةِ سرعة السير وغَلْغَلَة موضع قال هنالِك لا أَخْشى تنالُ مَقادَتي إِذا حَلَّ بيتي بين شُوطٍ وغَلْغَله
غمل
غَمَلَ الأَدِيمَ يَغْمُله غَمْلاً فانْغَمَل أَفسده وهو غَمِيل وقيل جعله في غُمَّة لينفسخ عنه صوفه وقيل هو أَن يُلفَّ الأَديمُ ويدفَن في الرمل بعد البَلِّ حتى يُنْتِن ويسْتَرْخِي ويسْمَح إِذا جذب صوفه فينتَف شعره وقيل إِنه إِذا غفل عنه ساعة فهو غَمِيل وغَمِين وقال أَبو حنيفة هو أَن يطوى على بَلَلِه فيُطال طيّة فوق حقِّه فيفسد وقيل الغَمَل أَن يلفّ الإِهاب بعدما يسلَخ ثم يغمّ يوماً وليلة حتى يسترخي شعره أَو صوفه ثم يمرط فإِن ترك أَكثر من يوم وليلة فسد وأَغْمَلَ فلان إِهابه إِذا تركه حتى يفسد قال الكميت كَحالِئَةٍ عن كوعها وهي تبتغي صَلاحَ أَديمٍ ضَيَّعَته وتُغْمِل وغَمَل البُسْرَ غَمَّه ليُدرك وكذلك الرجل تلقى عليه الثياب ليَعرق فهو مَغْمول وإِذا غُمّ البسر ليدرك فهو مَغْمُول ومَغْمُون ورجل مَغْمول إِذا كان خاملاً وقول أَبي وجزة وبِجَلْهَتَيْ عَمَّان يوماً لم يكن لكمُ إِذا عُدّ العُلى مَغْمُولا أَي مغطّى ولكنه كان مشهوداً وكل شيء كُبِس وغطّي فقد غُمِل ونخل مَغْمول متقارب لم ينفسخ والغَمْل أَن ينحت عنب الكَرْم فيخفِّفوا من ورقه فيلقُطوه وغَمَل العنبَ في الزَّبيل يَغْمُله غَمْلاً نضّد بعضه على بعض وغَمِل الجُرح غَمَلاً أَفسده العِصاب وغَمِل النبتُ غَمَلاً فسد والغَمِيل من النَّصِيّ ما ركب بعضه بعضاً فبلي والجمع غَمْلى قال الراعي وغَمْلى نَصِيّ بالمِتانِ كأَنها ثَعالِب مَوْتى جلدُها قد تَزَلَّعا وتَغَمَّل النبات ركب بعضه بعضاً ويقال غَمِل النبت يَغْمَل غَمَلاً إِذا التف وغمّ بعضه بعضاً فعَفِن ولحم مَغْمول ومَغْمُون إِذا غطي شواء أَو طبيخاً وإِهاب مَغْمول إِذا لفّ ففسد قال الراجز وغَمَل الثعلبَ غَمْلاً شِبْرِقُهْ يريد طال الشِّبْرق وهن الضَّرِيع حتى غَمَل الثعلبَ وأَصلحه فسمن وتناثر شعره كما يُغْمَل الأَديم إِذا ذرّ فيه الغَلْفَة والقي بعضه على بعض حتى يسترخي الشعر والغَلْفَة نبت يدبغ به الأَديم والغَمَل الدأْب والغُمْلُول بطن غامض من الأَرض ذو شجر وقيل هو الوادي الضيّق الكثير الشجر والنبت الملتفّ وقيل هو الوادي الطويل القليل العَرْض الملتفّ وأَنشد يا أَيها الضَّاغِبُ بالغُمْلول إِنَّكَ غُولٌ ولَدَتْكَ غُول الضَّاغِب الذي يَخْتبئ في الخَمَرِ فيفزِّع الإِنسان بمثل صوت السبُع والوحش وقيل هو كل مجتمع نحو الشجر والظلمة والغَمام إِذا أَظلم وتَراكم حتى تسمى الزَّاوِية غُمْلُولاً وقال ابن شميل الغُمْلول كهيئة السِّكة في الأَرض ضيِّق له سَنَدان طول السَّنَدِ ذراعان يَقود الغَلْوة ينبت شيئاً كثيراً وهو أَضيق من الفاتِحة والمليع قال الطرماح ومَخارِيجَ من شَعارٍ وغِينٍ وغَمالِيل مُدْحِيات الغِياضِ( * قوله « مدجيات » هكذا في الأصل ولعلها مدحيات )
ويقال له الغُمْلول وفي الحديث إِن بني قريظة نزلوا أَرضاً غَمِلة وَبِلَة الغَمِلة الكثيرة النبات التي يُوارِي النبات وجهها وغَمَلْتَ الأَمر إِذا سترته وواريته والغُمْلُول الرَّابية والغُمْلول حشيشة تؤكل مطبوخة تسميه الفُرْس بَرْغَسْت قال كأَنه بالوَهْد ذي الهُجُول والمَتْن والغائِط والغُمْلول فَذّ أَديم الغَرْف بالإِزْمِيل
( * قوله « فذ أديم » هكذا في الأصل )
والغَمالِيل الرَّوابي قال أَبو حنيفة الغُمْلول بقلة دَسْتِيَّة تبكِّر في أَول الربيع ويأْكلها الناس والغَمْل موضع وقال كيفَ تراها والحُداة تَقْبِضُ بالغَمْل ليلاً والرِّجال تُنْغِضُ ؟ والقَبْضُ السير السريع
غنبل
الغُنْبُول والنُّغْبُول طائر قال ابن دريد ليس بثبت
غنتل
رجل غَنْتَل وغُنْتُل خامل
غنجل
الغُنْجُل ضرب من السباع كالدُّلْدُل الأَزهري ابن الأَعرابي قال التُّفَّة عَناق الأَرض وهي التُّمَيْلة ويقال لذكره الغُنْجُل قال الأَزهري وهو مثل الكلب الصيني يعلَّم فتصاد به الأَرانب والظباء ولا يأْكل إِلا اللحم وجمعه الغَناجِل قال ابن خالويه لم يفرق أَحد لنا بين العُنْجُل والغُنجُل إِلا الزاهد قال العُنْجُل الشيخ المُدْرَهِمّ إِذا بدت عظامه وبالغين التُّفَّة وهو عَناق الأَرض
غول
غاله الشيءُ غَوْلاً واغْتاله أَهلكه وأَخذه من حيث لم يَدْر والغُول المنيّة واغْتاله قَتَله غِيلة والأَصل الواو الأَصمعي وغيره قَتل فلان فلاناً غِيلة أَي في اغْتيال وخُفْية وقيل هو أَن يخدَع الإِنسان حتى يصير إِلى مكان قد استخفى له فيه مَن يقتله قال ذلك أَبو عبيد وقال ابن السكيت يقال غاله يَغُوله إِذا اغْتاله وكل ما أَهلك الإِنسان فهو غُول وقالوا الغضب غُول الحلم أَي أَنه يُهْلكه ويَغْتاله ويذهب به ويقال أَيَّةُ غُول أَغْوَل من الغضب وغالتْ فلاناً غُول أَي هَلَكَةٌ وقيل لم يُدْر أَين صَقَع ابن الأَعرابي وغال الشيءُ زيداً إِذا ذهب به يَغُوله والغُول كل شيء ذهب بالعقل الليث غاله الموت أَي أَهلكه وقول الشاعر أَنشده أَبو زيد غَنِينَا وأَغْنانا غنانا وغالَنا مآكل عَمَّا عندكم ومَشاربُ يقال غالنا حَبَسنا يقال ما غالك عنا أَي ما حبَسك عنا الأَزهري أَبو عبيد الدواهي وهي الدَّغاوِل والغُول الداهية وأَتَى غُوْلاً غائلة أَي أَمراً منكَراً داهياً والغَوائل الدواهي وغائِلة الحوض ما انخرق منه وانثقب فذهب بالماء قال الفرزدق يا قيسُ إِنكمُ وجدْتم حَوْضَكم غالَ القِرَى بمُثَلَّمٍ مَفْجور ذهبتْ غَوائِلُه بما أَفْرَغْتُمُ بِرِشاء ضَيِّقة الفُروع قَصِير وتَغَوَّل الأَمرُ تناكر وتَشابه والغُول بالضم السِّعْلاة والجمع أَغْوال وغِيلان والتَّغَوُّل التَّلَوُّن يقال تَغَوَّلت المرأَة إِذا تلوّنت قال ذو الرمة إِذا ذاتُ أَهْوال ثَكُولٌ تَغَوَّلت بها الرُّبْدُ فَوْضى والنَّعام السَّوارِحُ وتَغَوَّلت الغُول تخيلت وتلوّنت قال جرير فَيَوْماً يُوافِيني الهَوى غير ماضِيٍ ويوماً ترى منهنّ غُولاً تَغَوَّلُ( * قوله « غير ماضيٍ » هكذا في الأصل وفي ديوان جرير فيوماً بجارين الهوى غير ماصِباً وربما كان في الروايتين تحريف )
قال ابن سيده هكذا أَنشده سيبويه ويروى فيوماً يُجارِيني الهَوى ويروى يوافِيني الهوى دون ماضي وكلّ ما اغتال الإِنسانَ فأَهلكه فهو غُول وتَغَوَّلتهم الغُول تُوِّهوا وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بالدُّلْجة فإِن الأَرض تطوى بالليل وإِذا تَغَوَّلت لكم الغِيلان فبادروا بالأَذان ولا تنزلوا على جوادِّ الطريق ولا تصلّوا عليها فإِنها مأْوى الحيات والسباع أَي ادفعوا شرّها بذكر الله وهذا يدل على أَنه لم يرد بنفيها عدمَها وفي الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عَدْوى ولا هامَة ولا صَفَر ولا غُولَ كانت العرب تقول إِن الغِيلان في الفَلَوات تَراءَى للناس فتَغَوَّلُ تَغَوّلاً أَي تلوّن تلوّناً فتضلهم عن الطريق وتُهلكهم وقال هي من مَردة الجن والشياطين وذكرها في أَشعارهم فاشٍ فأَبطل النبي صلى الله عليه وسلم ما قالوا قال الأَزهري والعرب تسمي الحيّات أَغْوالاً قال ابن الأَثير قوله لا غُولَ ولا صَفَر قال الغُول أَحد الغِيلان وهي جنس من الشياطين والجن كانت العرب تزعم أَن الغُول في الفَلاة تتراءَى للناس فتَتَغَوّل تغوّلاً أَي تتلوَّن تلوّناً في صُوَر شتَّى وتَغُولهم أَي تضلهم عن الطريق وتهلكهم فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأَبطله وقيل قوله لا غُولَ ليس نفياً لعين الغُول ووُجوده وإِنما فيه إِبطال زعم العرب في تلوّنه بالصُّوَر المختلفة واغْتياله فيكون المعنيّ بقوله لا غُولَ أَنها لا تستطيع أَن تُضل أَحداً ويشهد له الحديث الآخر لا غُولَ ولكن السَّعالي السَّعالي سحرة الجن أَي ولكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل وفي حديث أَبي أَيوب كان لي تمرٌ في سَهْوَةٍ فكانت الغُول تجيء فتأْخذ والغُول الحيَّة والجمع أَغْوال قال امرؤ القيس ومَسْنونةٍ زُرقٍ كأَنْياب أَغْوال قال أَبو حاتم يريد أَن يكبر بذلك ويعظُم ومنه قوله تعالى كأَنه رؤوس الشياطين وقريش لم تَرَ رأْس شيطان قط إِنما أَراد تعظيم ذلك في صدورهم وقيل أَراد امرؤ القيس بالأَغْوال الشياطين وقيل أَراد الحيّات والذي هو أَصح في تفسير قوله لا غُول ما قال عمر رضي الله عنه إِن أَحداً لا يستطيع أَن يتحوّل عن صورته التي خلق عليها ولكن لهم سحرَة كسحرتكم فإِذا أَنتم رأَيتم ذلك فأَذِّنوا أَراد أَنها تخيّل وذلك سحر منها ابن شميل الغُول شيطان يأْكل الناس وقال غيره كل ما اغْتالك من جنّ أَو شيطان أَو سُبع فهو غُول وفي الصحاح كل ما اغْتال الإِنسان فأَهلكه فهو غُول وذكرت الغِيلان عند عمر رضي الله عنه فقال إِذا رآها أَحدكن فليؤذِّن فإِنه لا يتحوّل عن خلقه الذي خلق له ويقال غالَتْه غُول إِذا وقع في مهلكه والغَوْل بُعْد المَفازة لأَنه يَغْتال من يمرّ به وقال به تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مِيلَه بِنا حَراجِيجُ المَهارى النُّفَّهِ المِيلَهُ أَرض تُوَلّه الإِنسان أَي تحيِّره وقيل لأَنها تَغْتال سير القوم وقال اللحياني غَوْل الأَرض أَن يسير فيها فلا تنقطع وأَرض غَيِلة بعيدة الغَوْل عنه أَيضاً وفلاة تَغَوَّل أَي ليست بيِّنة الطرق فهي تُضَلِّل أَهلَها وتَغَوُّلها اشتِباهُها وتلوُّنها والغَوْل بُعْد الأَرض وأَغْوالها أَطرافُها وإِنما سمي غَوْلاً لأَنها تَغُول السَّابِلَة أَي تقذِف بهم وتُسقطهم وتبعِدهم ابن شميل يقال ما أَبعد غَوْل هذه الأَرض أَي ما أَبعد ذَرْعها وإِنها لبعيدة الغَوْل وقد تَغَوَّلت الأَرض بفلان أَي أَهلكته وضلّلته وقد غالَتْهم تلك الأَرض إِذا هلكوا فيها قال ذو الرمة ورُبّ مَفازةٍ قُذُف جَمُوحٍ تَغُول مُنَحِّبَ القَرَبِ اغْتِيالا وهذه أَرض تَغْتال المَشْيَ أَي لا يَسْتَبين فيها المشي من بُعْدها وسعتها قال العجاج وبَلْدَةٍ بعيدةِ النِّياطِ مَجْهولةٍ تَغْتالُ خَطْوَ الخاطي ابن خالويه أَرض ذات غَوْل بعيدة وإِن كانت في مَرْأَى العين قريبة وامرأَة ذات غَوْل أَي طويلة تَغُول الثياب فتقصُر عنها والغَوْل ما انهبط من الأَرض وبه فسر قول لبيد عَفَتِ الديارُ مَحَلّها فمُقامُها بِمِنًى تأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجامُها وقيل إِن غَوْلها ورِجامها في هذا البيت موضعان والغَوْل التُّراب الكثير ومنه قول لبيد يصف ثوراً يَحْفِر رملاً في أَصل أَرْطاةٍ ويَبْري عِصِيّاً دونها مُتْلَئِبَّةً يَرى دُونَها غَوْلاً من الرَّمْلِ غائِلا ويقال للصَّقْر وغيره لا يغتاله الشبع قال زهير يصف صَقْراً من مَرْقَبٍ في ذُرى خَلقاء راسِيةٍ حُجْن المَخالِبِ لا يَغْتاله الشِّبَعُ أَي لا يذهب بقُوّته الشبع أَراد صقراً حُجْناً مخالبُه ثم أَدخل عليه الأَلف واللام والغَوْل الصُّداع وقيل السُّكر وبه فسر قوله تعالى لا فيها غَوْل ولا هم عنها يُنْزَفون أَي ليس فيها غائلة الصُّداع لأَنه تعالى قال في موضع آخر لا يصدَّعون عنها ولا يُنْزِفون وقال أَبو عبيدة الغَوْل أَن تَغْتال عقولَهم وأَنشد وما زالت الخمر تَغْتالُنا وتذهَبُ بالأَوَّلِ الأَوَّلِ أَي توصِّل إِلينا شرًّا وتُعْدمنا عقولَنا التهذيب معنى الغَوْل يقول ليس فيها غيلة وغائلة وغَوْل سواء وقال محمد بن سلام لا تَغُول عقولهم ولا يسكَرون وقال أَبو الهيثم غالَتِ الخمر فلاناً إِذا شربها فذهبت بعقله أَو بصحة بدنه وسميت الغُول التي تَغُول في الفَلوات غُولاً بما توصِّله من الشرِّ إِلى الناس ويقال سميت غُولاً لتلوُّنها والله أَعلم وقوله في حديث عهدة المَماليك لا داء ولا خِبْثَةَ ولا غائِلة الغائلة فيه أَن يكون مسروقاً فإِذا ظهر واستحقه مالكه غال مال مشتريه الذي أَدَّاه في ثمنه أَي أَتلفه وأَهلكه يقال غاله يَغُوله واغْتاله أَي أَذهبه وأَهلكه ويروى بالراء وهو مذكور في موضعه وفي حديث بن ذي يَزَن ويَبْغُون له الغَوائل أَي المهالك جمع غائلة والغَوْل المشقَّة والغَوْل الخيانة ويروى حديث عهدة المماليك ولا تَغْيِيب قال ابن شميل يكتب الرجل العُهود فيقول أَبيعُك على أَنه ليس لك تَغْيِيب ولا داء ولا غائلة ولا خِبْثة قال والتَّغْيِيب أَن لا يَبِيعه ضالَّة ولا لُقَطة ولا مُزَعْزَعاً قال وباعني مُغَيَّباً من المال أَي ما زال يَخْبَؤُه ويغيِّبه حتى رَماني به أَي باعَنِيه قال والخِبْثة الضالَّة أَو السَّرقة والغائلة المغيَّبة أَو المسروقة وقال غيره الداء العَيْب الباطن الذي لم يُطْلِع البائعُ المشتري عليه والخِبْثة في الرَّقيق أَن لا يكون طيِّب الأَصل كأَنه حرُّ الأَصل لا يحل ملكه لأَمانٍ سبق له أَو حرِّية وجبت له والغائلة أَن يكون مسروقاً فإِذا استُحِق غال مال مشتريه الذي أَدَّاه في ثمنه قال محمد بن المكرم قوله الخِبْثة في الرَّقيق أَن لا يكون طيب الأَصل كأَنه حرّ الأَصل فيه تسمُّح في اللفظ وهو إِذا كان حرّ الأَصل كان طيِّب الأَصل وكان له في الكلام متَّسع لو عدَل عن هذا والمُغاوَلة المُبادرة في الشيء والمُغاوَلة المُبادَأَة قال جرير يذكر رجلاً أَغارت عليه الخيل عايَنْتُ مُشْعِلةَ الرِّعالِ كأَنها طيرٌ تُغاوِلُ في شَمَامَ وُكُورَا قال ابن بري البيت للأَخطل لا لجرير ويقال كنت أُغاوِل حاجة لي أَي أُبادِرُها وفي حديث عَمّار أَنه أَوْجَز في الصلاة وقال إِني كنت أُغاوِلُ حاجةً لي وقال أَبو عمرو المُغاوَلة المُبادَرة في السير وغيره قال وأَصل هذا من الغَوْل بالفتح وهو البعد يقال هوَّن الله عليك غَوْل هذا الطريق والغَوْل أَيضاً من الشيء يَغُولك يذهب بك وفي حديث الإِفْك بعدما نزلوا مُغاوِلين أَي مُبْعِدين في السَّير وفي حديث قيس بن عاصم كنت أُغاوِلُهم في الجاهلية أَي أُبادِرهم بالغارة والشرّ من غاله إِذا أَهلكه ويروى بالراء وقد تقدم وفي حديث طهفة بأَرض غائِلة النَّطاة أَي تَغُول ساكنها ببعدها وقول أُمية بن أَبي عائذ يصف حماراً وأُتُناً إِذا غَرْبَة عَمَّهنَّ ارْتَفَعْ نَ أَرضاً ويَغْتالُها باغْتِيال قال السكري يَغْتال جريَها بِجَريٍ من عنده والمِغْوَل حديدة تجعل في السوط فيكون لها غِلافاً وقيل هو سيف دقيق له قَفاً يكون غمده كالسَّوْط ومنه قول أَبي كبير أَخرجت منها سِلْعَة مهزولة عَجْفاء يَبْرُق نابُها كالمِغْوَل أَبو عبيد المِغْول سوط في جوفه سيف وقال غيره سمي مِغْوَلاً لأَن صاحبه يَغْتال به عدوَّه أَي يهلكه من حيث لا يحتسبه وجمعه مَغاوِل وفي حديث أُم سليم رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيدها مِغْوَل فقال ما هذا ؟ قالت أَبْعَج به بطون الكفَّار المِغوَل بالكسر شبه سيف قصير يشتمل به الرجل تحت ثيابه وقيل هو حديدة دقيقة لها حدٌّ ماضٍ وقَفاً وقيل هو سوط في جوفه سيف دقيق يشدُّه الفاتِك على وسَطه ليَغْتال به الناس وفي حديث خَوَّات انتزعت مِغْولاً فوَجَأْت به كبده وفي حديث الفيل حين أَتى مكة فضربوه بالمِغْوَل على رأْسه والمِغْوَل كالمِشْمَل إِلا أَنه أَطول منه وأَدقّ وقال أَبو حنيفة المِغْوَل نَصْل طويل قليل العَرْض غليظ المَتْن فوصف العرض الذي هو كمِّية بالقلة التي لا يوصف بها إِلا الكيفية والغَوْل جماعة الطَّلْح لا يشاركه شيء والغُولُ ساحرة الجن والجمع غِيلان وقال أَبو الوفاء الأَعرابيُّ الغُول الذكَر من الجن فسئل عن الأُنثى فقال هي السِّعْلاة والغَوْلان بالفتح ضرب من الحَمْض قال أَبو حنيفة الغَوْلان حَمْض كالأُشنان شبيه بالعُنْظُوان إِلا أَنه أَدقُّ منه وهو مرعى قال ذو الرمة حَنِينُ اللِّقاح الخُور حرَّق ناره بغَوْلان حَوْضَى فوق أَكْبادها العِشْر والغُولُ وغُوَيْلٌ والغَوْلان كلها مواضع ومِغْوَل اسم رجل
غيل
الغَيْلُ اللبن الذي ترضِعه المرأَة ولدَها وهي تؤْتَى عن ثعلب قالت أُم تأَبَّط شرًّا تُؤَبِّنُه بعد موته ولا أَرضعْته غَيْلا وقيل الغَيْل أَن تُرضِع المرأَة ولدَها على حَبَل واسم ذلك اللبن الغَيْل أَيضاً وإِذا شربه الولد ضَوِيَ واعْتَلَّ عنه وأَغالَتِ المرأَة ولدَها فهي مُغِيلٌ وأَغْيَلَتْه فهي مُغْيِل سقَتْه الغَيْل الذي هو لبن المأْتِيَّة أَو لبن الحبلى وهي مُغيل ومُغْيِل والولد مُغالٌ ومُغْيَل قال امرؤ القيس ومِثْلك حُبْلى قد طَرَقتُ ومُرْضِعاً فأَلْهَيْتُها عن ذي تَمائم مُغْيَلِ( * في المعلّقة محوِلِ بدل مُغيِلِ )
وأَنشد سيبويه ومثلك بكراً قد طرقت وثيِّبا وأَنشد ابن بري للمتنخل الهذلي كالأَيْمِ ذي الطُّرَّة أَو ناشِئِ ال بَرْدِيِّ تحت الحَفَإِ المُغْيِل وأَغال فلان ولده إِذا غشيَ أُمّه وهي ترضعه واسْتَغْيَلتْ هي نفسها والاسم الغِيلة يقال أَضرَّت الغيلة بولد فلان إِذا أُتيت أُمّه وهي ترضعه وكذلك إِذا حَمَلت أُمّه وهي ترضعه وفي الحديث لقد هَمَمْت أَن أَنْهَى عن الغِيلة ثم أُخبرت أَن فارس والرُّومَ تفعل ذلك فلا يَضِيرهم ويقال أَغْيَلَت الغَنم إِذا نُتِجت في السنة مرتين قال وعليه قول الأَعشى وسِيقَ إِليه الباقِر الغُيُلُ وقال ابن الأَثير في شرح النَّهْي عن الغِيلة قال هو أَن يجامع الرجل زوجته إِذا حملت وهي مرضع ويقال فيه الغِيلَة والغَيْلة بمعنى وقيل الكسر للاسم والفتح للمرّة وقيل لا يصح الفتح إِلاَّ مع حذف الهاء والغِيلَة هو الغَيْل وذلك أَن يجامع الرجل المرأَة وهي مرضع وقد أَغال الرجل وأَغْيَل والغَيْل والمُغْتال الساعد الريّان الممتلئ قال لَكاعبٌ مائلة في العِطْفَيْن بيضاء ذاتُ ساعِدَين غَيْلَيْن أَهْوَنُ من ليلي وليلِ الزَّيْدَين وعُقَب العِيسِ إِذا تمطَّيْن وقال المتنخل الهذلي كوَشْمِ المِعْصَم المُغْتالِ غُلَّت نَواشِزُه بِوَسْمٍ مُسْتَشاطِ وقال ابن جني قال الفراء إِنما سمي المِعصم الممتلئ مُغْتالاً لأَنه من الغَوْل وليس بقويّ لوجُودِنا ساعد غَيْل في معناه وغلام غَيْل ومُغْتال عظيم سمين والأُنثى غَيْلة والغَيْلة بالفتح المرأَة السمينة أَبو عبيدة امرأَة غَيْلة عظيمة وقال لبيد ويَبْرِي عِصِيًّا دونها مُتْلَئِبَّةً يرى دونها غَوْلاً من التُّرْب غائِلا أَي تُرْباً كثيراً يَنْهال عليه يعني ثوراً وحشيّاً يتَّخِذ كِناساً في أَصل أَرْطاة والتراب والرمل غَلَبه لكثرته وقال آخر يتبعْنَ هَيْقاً جافِلاَ مُضَلّلا قعُود حنٍّ مستقرّاً أَغْيَلا
( * قوله « قعود حن » هكذا في الأصل )
أَراد بالأَغْيل الممتلئ العظيم واغْتال الغلامُ أَي غلُظ وسمن والغَيْل الماء الجاري على وجه الأَرض وفي الحديث ما سقي بالغَيْل فيه العُشر وما سقي بالدَّلْو ففيه نصف العُشر وقيل الغَيْل بالفتح ما جرى من المياه في الأَنهار والسَّواقي وهو الفَتْحُ وأَما الغَلَلُ فهو الماء الذي يجري بين الشجر وقال الليث الغَيْل مكان من الغَيْضة فيه ماء مَعِين وأَنشد حِجارةُ غَيْلٍ وارِشات بطُحْلُب والغَيْل كل موضع فيه ماء من واد ونحوه والغَيْل العلَم في الثوب والجمع أَغْيال عن أَبي عمرو وبه فسر قول كثيِّر وحَشاً تَعاوَرُها الرِّياح كأَنها تَوْشِيح عَصْبِ مُسَهَّم الأَغْيالِ وقال غيره الغَيْل الواسع من الثياب وزعم أَنه يقال ثوب غَيْل قل ابن سيده وكلا القولين في الغَيْل ضعيف لم أَسمعه إِلا في هذا التفسير والغِيلُ الشجر الكثير الملتفّ يقال منه تَغَيَّل الشجر وقيل الغِيلُ الشجر الكثير الملتف الذي ليس بشَوك وأَنشد ابن بري لشاعر أَسَدٌ أَضْبَط يمشي بين طَرْفاءٍ وغِيلِ وقال أَبو حنيفة الغِيل جماعة القصَب والحَلْفاء قال رؤبة في غِيل قَصْباءٍ وخِيس مُخْتَلَق والجمع أَغْيال والغِيل بالكسر الأَجَمة وموضع الأَسد غِيل مثل خِيسٍ ولا تدخلها الهاء والجمع غُيول قال عبد الله بن عجلان النهدي وحُقَّة مسك من نِساءٍ لبستها شبابي وكأْس باكَرَتْني شَمُولُها جَدِيدةُ سِرْبالِ الشَّبابِ كأَنها سَقِيَّةُ بَرْدِيٍّ نَمَتْها غُيُولُها قال ابن بري والغُيول ههنا جمع غَيْل وهو الماء يجري بين الشجر لأَن الماء يسقي والأَجَمة لا تسقي وفي حديث قس أَسدُ غِيِلِ الغِيل بالكسر شجر ملتفّ يستتر فيه كالأَجَمة وفي قصيد كعب بِبَطْن عَثَّر غِيلٌ دونهُ غِيلُ وقول الشاعر كَذَوائب الحَفَإِ الرَّطيب عَطابه غِيلٌ ومَدَّ بجانِبَيْه الطُّحْلُبُ غِيلٌ الماء الجاري على وجه الأَرض والمُغَيِّل النَّابت في الغِيل قال المتنخل الهذلي يصف جارية كالأَيْمِ ذي الطُّرَّة أَو ناشِئ ال بَرْدِيِّ تحت الحَفَإِ المُغْيِلِ والمُغَيِّل كالمُغْيِل وقيل كل شجرة كثرت أَفْنانها وتَمَّت والتفَّت فهي مُتَغَيِّلة والمِغْيال الشجرة المُلْتَفَّة الأَفْنان الكثيرة الورق الوافِرَة الظِّلّ وأَغْيَل الشجر وتَغَيَّل واسْتَغْيَل عظُم والتفَّ ابن الأَعرابي الغَوائِل خُروق في الحوض واحدتها غائِلة وأَنشد وإِذا الذَّنوب أُحِيل في مُتَثَلِّمٍ شُرِبت غَوائل مائِهِ وهُزُوم والغائلة الحِقْد الباطن اسم كالوابِلَة وفلان قليل الغائلة والمَغالة أَي الشرّ الكسائي الغَوائل الدواهي والغِيلة بالكسر الخَدِيعة والاغْتِيال وقُتِل فلان غِيلة أَي خُدْعة وهو أَن يخدعه فيذهب به إِلى موضع فإِذا صار إِليه قتله وقد اغْتِيل قال أَبو بكر الغِيلة في كلام العرب إِيصال الشرّ والقتل إِليه من حيث لا يعلم ولا يشعُر قال أَبو العباس قتله غِيلة إِذا قتله من حيث لا يعلم وفَتَك به إِذا قتله من حيث يراه وهو غارٌّ غافِل غير مستعدٍّ وغال فلاناً كذا وكذا إِذا وصل إِليه منه شرّ وأَنشد وغالَ امْرَأً ما كان يخشى غوائِلَه أَي أَوصل إِليه الشرَّ من حيث لا يعلم فيستعدّ ويقال قد اغْتاله إِذا فعل به ذلك وفي حديث عمر أَنّ صبيّاً قُتل بصَنْعاء غِيلة فقَتل به عمر سبعة أَي في خُفْية واغْتيال وهو أَن يُخدَع ويُقتَل في موضع لا يراه فيه أَحد والغِيلة فِعْلة من الاغتيال وفي حديث الدعاء وأَعوذ بك أَن أُغْتال من تحتي أَي أُدْهَى من حيث لا أَشعرُ يريد به الخَسْف والغِيلة الشِّقْشِقَة أَنشد ابن الأَعرابي أَصْهَبُ هَدّار لكل أَرْكَبِ بغِيلةٍ تنسلُّ نحو الأَنْيبِ وإِبل غُيُل كثيرة وكذلك البقر وأَنشد بيت الأَعشى إِنِّي لعَمْر الذي خَطَتْ مَنَاشِبُها تَخْدِي وسِيق إِليه الباقِرُ الغُيُلُ ويروى خَطَتْ مَناسِمُها الواحد غَيُول حكى ذلك ابن جني عن أَبي عمرو الشيباني عن جده وقال أَبو عمرو الغَيُول المنفرد من كل شيء وجمعه غُيُل ويروى العُيُل في البيت بعين غير معجمة يريد الجماعة أَي سِيق إِليه الباقر الكثير وقال أَبو منصور والغُيُل السِّمان أَيضاً وغَيْلان اسم رجل وغَيْلان بن حُرَيث من شعرائهم وكذا وقع في كتاب سيبويه وقيل غَيْلان حرب قال ولست منه على ثقة واسم ذي الرمة غَيْلان بن عُقْبة قال ابن بري من اسمه غَيْلان جماعة منهم غَيْلان ذو الرمة وغَيْلان بن حريث الراجز وغَيْلان بن خَرَشة الضَّبي وغيلان ابن سلمَة الثقفيّ وأُمّ غَيْلان شجر السَّمُر
فأل
الفأْل ضد الطِّيَرَة والجمع فُؤول وقال الجوهري الجمع أَفْؤُل وأَنشد للكميت ولا أَسْأَلُ الطَّيرَ عما تقول ولا تَتَخالَجُني الأَفْؤُل وتَفاءلْت به وتفأْل به قال ابن الأَثير يقال تَفاءلْت بكذا وتفأْلت على التخفيف والقلْب قال وقد أُولع الناس بترك همزه تخفيفاً والفَأْل أَن يكون الرجل مريضاً فيسمع آخر يقول يا سالِمُ أَو يكون طالِبَ ضالَّة فيسمع آخر يقول يا واجِد فيقول تَفاءلْت بكذا ويتوجه له في ظنِّه كما سمع أَنه يبرأُ من مرضه أَو يجد ضالَّته وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم كان يحبُّ الفَأْل ويكره الطِّيَرَة والطِّيَرَة ضد الفَأْل وهي فيما يكره كالفَأْل فيما يستحَب والطِّيرَة لا تكون إِلا فيما يسوء والفَأْل يكون فيما يحسُن وفيما يسوء قال أَبو منصور من العرب من يجعل الفَأْل فيما يكرَه أَيضاً قال أَبو زيد تَفاءَلْت تَفاؤُلاً وذلك أَن تسمع الإِنسان وأَنت تريد الحاجة يدعو يا سعيد يا أَفْلَح أَو يدعو باسم قبيح والاسم الفَأْل مهموز وفي نوادر الأَعراب يقال لا فَأْل عليك بمعنى لا ضَيْر عليك ولا طَيْر عليك ولا شر عليك وفي الحديث عن أَنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا عَدْوى ولا طِيَرَة ويعجبُني الفَأْل الصالِح والفأْل الصالح الكلمة الحسنة قال وهذا يدل على أَن من الفَأْل ما يكون صالحاً ومنه ما يكون غير صالح وإِنما أَحبَّ النبي صلى الله عليه وسلم الفَأْل لأَن الناس إِذا أَمَّلوا فائدةَ الله ورجَوْا عائدَته عند كل سبب ضعيف أَو قويٍّ فهم على خير ولو غلِطوا في جهة الرجاء فإِن الرجاء لهم خير أَلا ترى أَنهم إِذا قطعوا أَملَهم ورجاءهم من الله كان ذلك من الشرّ ؟ وإِنما خَبَّر النبي صلى الله عليه وسلم عن الفِطْرة كيف هي وإِلى أَيِّ شيء تنقلب فأَما الطِّيرَة فإِن فيها سوء الظنِّ بالله وتوقُّع البلاء ويُحَب للإِنسان أَن يكون لله تعالى راجياً وأَن يكون حسن الظن بربِّه قال والكَوادِس ما يُتطيَّر منه مثل الفَأْل والعُطاس ونحوه وفي الحديث أَيضاً أَنه كان يتَفاءل ولا يتطيَّر وفي الحديث قيل يا رسول الله ما الفَأْل ؟ قال الكلمة الصالحة قال وقد جاءت الطِّيرَة بمعنى الجِنْس والفَأْل بمعنى النوع قال ومنه الحديث أَصدَقُ الطِّيرَة الفَأْل والافْتِئال افْتِعال من الفَأْل قال الكميت يصف خيلاً إِذا ما بَدَتْ تحت الخَوافِقِ صَدَّقَتْ بأَيمَنِ فَأْل الزاجِرين افْتِئالَها التهذيب تَفَيَّل إِذا سمِن كأَنه فِيل ورجل فَيِّل اللحم كثيره قال وبعضهم يهمزه فيقول فَيْئِل على فَيْعِل والفِئال بالهمزة لعبة للأَعراب وسيذكر في فيل
فتل
الفَتْل لَيُّ الشيء كَلَيِّك الحبل وكفَتْل الفَتِيلة يقال انْفَتَل فلان عن صَلاته أَي انصرف ولَفَت فلاناً عن رأْيه وفَتَله أَي صرَفه ولَوَاه وفَتَله عن وجهه فانْفَتل أَي صرفه فانصرف وهو قلب لَفَت وفَتَل وجهه عن القوم صرَفه كلَفته وفَتَلْت الحبل وغيره وفَتَل الشيء يَفْتِله فَتْلاً فهو مفْتول وفَتِيل وفَتَله لَواه أَنشد أَبو حنيفة لونُها أَحمر صافٍ وهي كالمسك الفَتِيل قال أَبو حنيفة ويروى كالمسك الفَتِيت قال وهو كالفَتِيل قال أَبو الحسن وهذا يدل على أَنه شعر غير معروف إِذ لو كان معروفاً لما اختلف في قافيته فتفهَّمه جدّاً وقد انْفَتل وتَفَتَّل والفَتِيل حبل دقيق من خَزَم أَو لِيف أَو عِرْق أَو قِدٍّ يشدُّ على العنان وهي الحلقة التي عند ملتقَى الدُّجْزَيْن وهو مذكور في موضعه والفَتِيل والفَتِيلة ما فتلْته بين أَصابعك وقيل الفَتِيل ما يخرج من بين الإِصبعين إِذا فتلْتهما والفَتِيل السَّحَاة في شَقِّ النَّواة وما أَغنى عنه فَتِيلاً ولا فَتْلة ولا فَتَلة الإِسكان عن ثعلب والفتح عن ابن الأَعرابي أَي ما أَغنى عنه مقدار تلك السَّحَاة التي في شَق النواة وفي التنزيل العزيز ولا يُظلَمون فَتِيلاً قال ابن السكيت القِطْمير القشرة الرقيقة على النواة والفَتِيل ما كان في شَق النواة وبه سميت فَتِيلة وقيل هو ما يفتَل بين الإِصبعين من الوسخ والنَّقير النُّكْتة في ظهر النَّواة قال أَبو منصور وهذه الأَشياء تضرَب كلّها أَمثالاً للشيء التافِه الحقير القليل أَي لا يُظْلمون قدرَها والفتِيلة الذُّبَالة وذُبَال مفتَّل شدد للكثرة وما زال فلان يَفْتِل من فلان في الذِّرْوة والغارِب أَي يَدُور من وراءِ خديعته وفي حديث الزبير وعائشة فلم يزل يَفْتِل في الذِّرْوة والغارب وهو مثل في المُخادَعة وورد في حديث حُيَي بن أَخْطب أَيضاً لم يزل يَقتِل في الذِّرْوة والغارِب والفَتْلة وِعاء حَبِّ السَّلَم والسَّمُر خاصة وهو الذي يشبه قُرون الباقِلاَّ وذلك أَول ما يطلع وقد أَفْتَلت السَّلَمة والسَّمُرة وفي حديث عثمان أَلسْت ترعَى مَعْوَتَها وفَتْلَتَها ؟ الفَتْلة واحدة الفَتْل وهو ما يكون مَفْتولاً من ورق الشجر كورَق الطَّرْقاء والأَثْل ونحوهما وقيل الفَتْلة حمل السمرُ والعُرْفُط وقيل نَوْر العِضاه إِذا تَعقّد وقد أَفْتَلت إِفْتالاً إِذا أَخرجت الفَتْلة والفَتْلَة شدّة عصَب الذراع والفَتَل أَيضاً اندِماج في مِرْفق الناقة وبُيُون عن الجنب وهو في الوَظيف والفِرْسِن عيب ومرفق أَفْتَل بيِّن الفتل الجوهري الفَتَل بالتحريك ما بين المِرْفقين عن جنبي البعير وقوم فُتْل الأَيدي قال طرفة لَها مِرْفَقان أَفْتَلان كأَنما أُمِرَّا بسَلْمَى دالِجٍ متَشدِّد وفي الصحاح كأَنما تمرّ بسَلْمَى( * هذه الرواية هي كذلك رواية ديوان طرفة ) وناقة فَتْلاء ثقيلة وناقة فَتْلاء إِذا كان في ذراعها فَتَل وبُيُون عن الجنب قال لبيد حَرَجٌ من مِرْفقيْها كالفَتَل وفَتِلَت الناقة فَتَلاً إِذا امَّلَس جلد إِبْطها فلم يكن فيه عَرَك ولا حازّ ولا خالِعٌ وهذا إِذا استرخى جلد إِبْطها وتَبَخْبَخَ والفَتْلة نَوْرُ السَّمُرة وقال أَبو حنيفة الفَتَل ما ليس بورق إِلا أَنه يقوم مقام الورق وقيل الفَتَل ما لم ينبسط من النبات ولكن تَفَتَّل فكان كالهَدَب وذلك كهَدَب الطَّرْفاء والأَثْل والأَرْطى ابن الأَعرابي الفَتَّال البُلْبُل ويقال لِصياحه الفَتْل فهو مصدر
فثل
ابن بري رجل فِتْوَلّ أَي عييّ فَدْم قال الراجز لا تَجْعَلِيني كفتًى فِئْوَلّ خالٍ كعُود النَّبْعة المُبْتَلّ قال ولم يذكره الأَصمعي إِلا بالقاف ولم أَره أَنا لغير الشيخ أَبي محمد بن بري رحمه الله
فجل
فَجَّل الشيءَ عرّضه ورجل أَفْجَل متباعد ما بين الساقين وفَجِلَ الشيء وفَجَلَ يَفْجُل فَجْلا وفَجَلاً استرخى وغلُظ والفُجْل والفُجُل جميعاً عن أَبي حنيفة أُرومة نبات خبيثة الجُشاء معروف واحدته فُجْلة وفُجُلة وهو من ذلك وإِياه عنى بقوله وهو مجهز السفينة يهجو رجلاً أَشْبَه شيء بِجُشاء الفُجْلِ ثِقْلاً على ثِقْل وأَيّ ثِقْلِ والفَنْجلة والفَنْجَلى مِشْية فيها استرخاء يسحَب رجله على الأَرض قال ابن سيده وإِنما قضيت على نونها بالزيادة لقولهم فَجِل إِذا استرخى الصحاح الفَنْجَلة مِشْية فيها استرخاء كمِشية الشيخ وقال صخر بن عمير فإِنْ تَريني في المَشيب والعِلَهْ فصِرْتُ أَمشي القَعْوَلى والفَنْجَلَهْ وتارةً أَنْبُثُ نَبْثاً نَقْثَلَهْ النَّقْثَلة مِشْية الشيخ يُثِير التراب إِذا مشى والفَنْجَل الذي يمشي الفَنْجَلة قال الراجز لا هِجْرَعاً رِخْواً ولا مُثَجَّلا ولا أَصَكَّ أَو أَفَجَّ فَنْجَلا والفاجِلُ القامِرُ
فحل
الفَحْل معروف الذكَر من كل حيوان وجمعه أَفْحُل وفُحول وفُحولة وفِحالُ وفِحالة مثل الجِمالة قال الشاعر فِحالةٌ تُطْرَدُ عَن أَشْوالِها قال سيبويه أَلحقوا الهاء فيهما لتأْنيث الجمع ورجل فَحِيل فَحْل وإِنه لبيِّن الفُحُولة والفِحالة والفِحْلة وفَحَل إِبلَه فَحْلاً كريماً اختار لها وافْتَحل لدوابِّه فَحْلاً كذلك الجوهري فَحَلْت إِبلي إِذا أَرسلت فيها فَحْلاً قال أَبو محمد الفقعسيّ نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ من كلِّ عرَّاص إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ أَي نُعَرْقِبُها بالسيوف وهو مَثَل الأَزهري والفِحْلة افْتحال الإِنسان فَحَلاً لدوابّه وأَنشد نحن افْتَحَلْنا فَحْلَنا لم نَأْثله( * قوله « نأثله » هكذا في الأصل )
قال ومن قال اسْتَفْحَلْنا فحلاً لدوابِّنا فقد أَخطأَ وإِنما الاستفحال ما يفعله عُلوج أَهل كابُل وجُهَّالهم وسيأْتي والفَحِيل فَحْل الإِبل إِذا كان كريماً مُنْجِباً وأَفْحَل اتخذ فَحْلاً قال الأَعشى وكلُّ أُناسٍ وإِن أَفْحَلوا إِذا عايَنُوا فَحْلَكمْ بَصْبَصُوا وبعير ذو فِحْلة يصلح للافْتِحال وفَحْل فَحِيل كريم منجِب في ضِرابه قال الراعي كانت نَجائبُ منذرٍ ومُحَرِّق أُمَّاتِهنّ وطَرْقُهنّ فَحِيلا قال الأَزهري أَي وكان طَرْقهنّ فَحْلاً منجِباً والطَّرْق الفحل ههنا قال ابن بري صواب إِنشاد البيت نجائبَ منذرٍ بالنصب والتقدير كانت أُمَّاتُهُنَّ نجائبَ منذر وكان طَرْقهنّ فحلاً وقيل الفَحِيل كالفَحْل عن كراع وأَفْحَلَه فَحْلاً أَعاره إِيَّاه يضرب في إِبله وقال اللحياني فَحَل فلاناً بعيراً وأَفْحَله إِيّاه وافْتَحَلَه أَي أَعطاه والاسْتِفْحال شيء يفعله أَعلاج كابُل إِذا رأَوا رجلاً جسيماً من العرب خَلَّوْا بينه وبين نسائهم رجاء أَن يولد فيهم مثله وهو من ذلك وكَبْش فَحِيل يشبه الفحل من الإِبل في عظمه ونُبْله وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أَنه بعث رجلاً يشتري له أُضحية فقال اشتره فَحْلاً فَحِيلاً أَراد بالفحل غير خصيّ وبالفحيل ما ذكرناه وروي عن الأَصمعي في قوله فحيلاً هو الذي يشبه الفُحولة في عظم خلقه ونبله وقيل هو المُنْجِب في ضِرابه وأَنشد بيت الراعي قال وقال أَبو عبيد والذي يراد من الحديث أَنه اختار الفحل على الخصيّ والنعجةِ وطلب جَماله ونُبْله وفي الحديث لِمَ يضرِبُ أَحدُكُم امرأَتَه ضرْبَ الفَحْل قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية يريد فَحْل الإِبل إِذا علا ناقة دونه أَو فوقه في الكرم والنَّجابة فإِنهم يضربونه على ذلك ويمنعونه منه وفي حديث عمر لما قدِم الشام تفحَّل له أُمَراء الشام أَي أَنهم تلقَّوه متبذِّلين غير متزيِّنين مأْخوذ من الفحل ضد الأُنثى لأَن التزيُّن والتصنُّع في الِّزيِّ من شأْن الإِناث والمُتَأَنِّثين والفُحول لا يتزيَّنون وفي الحديث إِن لبن الفَحْل حِرْم يريد بالفَحْل الرجُل تكون له امرأَة ولدت منه ولداً ولها لبن فكلُّ من أَرضعته من الأَطفال بهذا فهو محرم على الزوج وإِخوتِه وأَولاده منها ومن غيرها لأَن اللَبن للزوج حيث هو سببه وهذا مذهب الجماعة وقال ابن المسيّب والنخعي لا يحرم وسنذكره في حرف النون الأَزهري استفحَل أَمر العدوّ إِذا قوِي واشتدّ فهو مستفحِل والعرب تسمي سُهَيْلاً الفَحْل تشبيهاً له بفحْل الإِبل وذلك لاعتزاله عن النجوم وعِظَمه وقال غيره وذلك لأَن الفحل إِذا قَرَع الإِبل اعتزلها ولذلك قال ذو الرمة وقد لاحَ للسارِي سُهَيْل كأَنه قَرِيعُ هِجانٍ دُسّ منه المَساعِر الليث يقال للنَّخل الذكَر الذي يُلْقَح به حَوائل النخل فُحَّال الواحدة فُحَّالة قال ابن سيده الفَحْل والفُحَّال ذكر النخل وهو ما كان من ذكوره فَحْلاً لإِناثِه وقال يُطِفْنَ بفُحَّالٍ كأَنَّ ضِبابَهُ بُطونُ المَوالي يوم عيدٍ تَغَدَّت قال ولا يقال لغير الذكر من النخل فُحَّال وقال أَبو حنيفة عن أَبي عمرو لا يقال فَحْل إِلا في ذي الرُّوح وكذلك قال أَبو نصر قال أَبو حنيفة والناس على خلاف هذا واستَفْحَلَت النخل صارت فُحَّالاً ونخلة مُسْتَفْحِلة لا تحمِل عن اللحياني الأَزهري عن أَبي زيد ويجمع فُحَّال النخل فَحاحِيل ويقال للفُحَّال فَحْل وجمعه فُحول قال أُحَيْحة ابن الجُلاح تَأَبَّرِي يا خَيْرَةَ الفَسِيل تَأَبَّرِي من حَنَذٍ فَشُول إِذ ضَنَّ أَهلُ النخْل بالفُحول الجوهري ولا يقال فُحَّال إِلا في النخل والفَحْل حَصِير تُنسَج من فُحَّال النخل والجمع فُحول وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من الأَنصار وفي ناحية البيت فَحْل من تلك الفُحول فأَمر بناحية منه فكُنِس ورشّ ثم صلى عليه قال الأَزهري قال شمر قيل للحصير فَحْل لأَنه يسوَّى من سعف الفَحْل من النخيل فتكلم به على التجوز كما قالوا فلان يلبس القُطْن والصوف وإِنما هي ثياب تغزَل وتتَّخذ منهما قال المرار والوَحْش سارِية كأَنَّ مُتونَها قُطْن تُباع شديدة الصَّقْلِ أَراد كأَن متونها ثياب قطن لشدَّة بياضها وسمي الحصير فَحْلاً مجازاً وفي حديث عثمان أَنه قال لا شُفْعة في بئر ولا فَحْل والأُرَف تَقْطع كلّ شفعة فإِنه أَراد بالفَحْل فَحْل النخل وذلك أَنه ربما يكون بين جماعة منهم فَحْل نخل يأْخذ كل واحد من الشركاء فيه زمَن تَأْبِير النخل ما يحتاج إِليه من الحِرْقِ لتَأْبير النخل فإِذا باع واحد من الشركاء نصيبه من الفحل بعضَ الشركاء فيه لم يكن للباقين من الشركاء شفعة في المبيع والذي اشتراه أَحق به لأَنه لا ينقسم والشُّفْعة إِنما تجب فيما ينقسم وهذا مذهب أَهل المدينة وإِليه يذهب الشافعي ومالك وهو موافق لحديث جابر إِنما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الشُّفعة فيما لم يقسم فإِذا حُدت الحُدود فلا شُفعة لأَن قوله عليه السلام فيما لم يقسم دليل على أَنه جعل الشُّفعة فيما ينقسم فأَما ما لا ينقسم مثل البئر وفَحْل النخل يباع منهما الشِّقْص بأَصله من الأَرض فلا شُفعة فيه لأَنه لا ينقسِم قال وكان أَبو عبيد فسر حديث عثمان تفسيراً لم يرتضه أَهل المعرفة فلذلك تركته ولم أَحكه بعينه قال وتفسيره على ما بينته ولا يقال له إِلا فُحَّال وفُحول الشعراء هم الذين غلبوا بالهِجاء من هاجاهم مثل جرير والفرزدق وأَشباههما وكذلك كل من عارَض شاعراً فغلب عليه مثل علقمة بن عبدة وكان يسمى فَحْلاً لأَنه عارض امرأَ القيس في قصيدته التي يقول في أَولها خليليَّ مُرّا بي على أُمِّ جُنْدَبِ بقوله في قصيدته ذَهَبْت من الهجران في غير مذهَب وكل واحد منهما يعارض صاحبه في نعت فرسه ففُضِّل علقمةُ عليه ولقّب الفَحْل وقيل سمي علقمة الشاعر الفَحْل لأَنه تزوَّج بأُمِّ جُنْدَب حين طلقها امرؤ القيس لما غَلَّبَتْه عليه في الشعر والفُحول الرُّواة الواحد فَحْل وتفحَّل أَي تشبَّه بالفَحْل واستَفْحَل الأَمر أَي تَفاقَم وامرأَة فَحْلة سَلِيطة وفَحْل والفَحْلاء موضعان وفَحْلان جبلان صغيران قال الراعي هل تُونِسونَ بأَعْلى عاسِمٍ ظُعُناً وَرَّكْن فَحلَين واستَقبَلْن ذا بَقَرِ ؟ وفي الحديث ذكر فِحْل بكسر الفاء وسكون الحاء موضع بالشام كانت به وقعة المسلمين مع الروم ومنه يوم فِحْل وفيه ذكر فَحْلين على التثنية موضع في جبل أُحُد
فحطل
فَحْطَل اسم قال تباعَد مِنِّي فَحْطَل إِذ سأَلته أَمِينَ فَزاد الله ما بيننا بُعْدا وهذه ترجمة وجدتها في المحكم على هذه الصورة ورأَيت هذا البيت في الصحاح تباعد مني فَطْحَل والله أَعلم
فخل
تَفَخَّل الرجلُ أَظهر الوَقار والحلم وتَفَخَّل أَيضاً تهيَّأَ ولبس أَحسن ثيابه والله أَعلم
فرجل
الفَرْجَلة التَّفَحُّج قال الراجز تَقَحُّمَ الفيل إِذا ما فَرْجَلا تَمُرّ أَحْفافاً تَهُضُّ الجَنْدَلا وفَرْجَل الرجلُ فَرْجَلة وهو أَن يتفحَّج ويسرع ويقال هو الذي يُدَرْبِجُ في مشيه وهي مِشْية سهلة
فرزل
الفَرْزَلة التقييد عن كراع ورجل فُرْزُل ضخْم حكاه ابن دريد قال ابن سيده وليس بثبت
فرعل
الفُرْعُل ولد الضَّبُع وفي التهذيب ولد الضبع من الضبع قال ابن بري ومنه قول أَبي النجم تَنْزُو بعُثْنُون كظهر الفُرْعُل قال وقال أَبو مهراس كأَنَّ ندَاءَهُنَّ قُشَاعُ ضَبْع تَفَقَّدَ من فَرَاغِلِه أَكِيلا وفي حديث أَبي هريرة سئل عن الضبُع فقال الفُرْعُل تلك نعجة من الغنم الفُرْعُل ولد الضبع فسمّاها به أَراد أَنها حلال كالشاة ابن سيده وقيل هو ولد الوَبْر من ابن آوى والجمع فَرَاعِل وفَراعِلة زادوا الهاء لتأْنيث الجمع قال ذو الرمة يُناط بأَلْحِيها فَراعِلة غُثْرُ والأُنثى فُرْعُلة وفي المثل أَغْزَلُ من فُرْعُل وهو من الغَزَل والمُراودة
فزل
الفَزْل الصَّلابة وأَرض فَيْزَلةٌ سريعةُ السيل إِذا أَصابها الغيث
فسل
الفَسْل الرَّذْل النَّذْل الذي لا مُروءة له ولا جلد والجمع أَفْسُل وفُسول وفِسال وفُسْل قال سيبويه والأَكثر فيه فِعال وأَما فُعول ففرْع داخل عليه أَجروه مجرى الأَسماء لأَن فِعالاً وفُعولاً يعتقبان على فَعْل في الأَسماء كثيراً فحملت الصفة عليه وقالوا فُسُولة فأَثبتوا الجمع كما قالوا فُحُولة وبُعولة حكاه كراع وقالوا فُسَلاء وهذا نادر كأَنهم توهَّموا فيه فَسِيلاً ومثله سَمْح وسُمَحاء كأَنهم توهموا فيه سَميحاً وقد فَسُل بالضم وفَسِيل فسالةَ وفُسولةُ وفُسولاً فهو فَسْل من قوم فُسَلاء وأَفْسالٍ وفِسالٍ وفُسولٍ قال الشاعر إِذا ما عُدَّ أَربعةٌ فِسالٌ فزوجُك خامسٌ وأَبوك سادِي وحكى سيبويه فُسِلَ على صيغة ما لم يسم فاعله قال كأَنه وضع ذلك فيه والمَفْسول كالفَسْل أَبو عمرو الفِسْل الرجل الأَحمق ويقال أَفْسَل فلان على فلان مَتاعَه إِذا أَرْذَله وأَفْسَل عليه دراهمَه إِذا زَيَّفَها وهي دراهم فُسول وقال الفرزدق فلا تقبلوا مِنّي أَباعِرَ تُشْترَى بِوَكْسٍ ولا سُوداً يصحُّ فُسُولها أَراد ولا تقبلوا منهم دراهم سوداً وفي حديث حذيفة اشتَرَى ناقة من رجلين وشرط لهما من النقد رضاهما فأَخرج لهما كيساً فأَفْسلا عليه ثم أَخرج كيساً فأَفْسَلا عليه أَي أَرْذَلا وزيَّفا منها وأَصلها من الفَسَل وهو الرَّديء الرَّذل من كل شيء يقال فَسَّله وأَفْسَلَه وفي حديث الاستسقاء سوى الحَنْظَل العامِيّ والعِلْهِزِ الفَسْل ويروى بالشين المعجمة وسيُذكر والفَسِيلة الصغيرة من النخل والجمع فَسائل وفَسِيلٌ والفُسْلان جمع الجمع عن أَبي عبيد الأَصمعي في صغار النخل قال أَول ما يقلع من صغار النخل الغِرس فهو الفَسِيل والوَدِيّ والجمع فَسائِل وقد يقال للواحدة فَسِيلة وأَفْسَل الفَسِيلة انتزعها من أُمّها واغترسها والفَسْل قضبان الكَرْم للغَرْس وهو ما أُخذ من أُمّهاته ثم غُرِس حكاه أَبو حنيفة وفُسالة الحديد سُحالَته ابن سيده فُسالة الحديد ونحوِه ما تَناثر منه عند الضرب إِذا طُبِع وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه لعَن من النساء المُسَوِّفَة المُفَسِّلة والمفَسِّلة من النساء التي إِذا أَراد زوجها غِشْيانها ونَشِط لوطْئها اعتلَّت وقالت إِنِّي حائض فيَفْسُل الزوج عنها وتفتِّره ولا حيض بها تردُّه بذلك عن غشْيانها وتفتِّر نشاطه من الفُسولة وهي الفُتور في الأَمر والمسوِّفة التي إِذا دعاها الزوج للفراش ماطَلَتْه ولم تجبه إِلى ما يدعو إِليه
فسكل
الفِسْكِل والفُسْكُلُ والفِسْكَوْل والفُسْكُول الذي يجيء في آخر الحلبة آخر الخيل وهو بالفارسية فُشْكل وقيل الفِسْكِل والمُفَسْكل هو المؤخر البطيء وقد فُسْكِلْت أَي أُخِّرْت ومنه قيل رجل فِسْكل إِذا كان رَذْلاً والعامة تقول فُسْكُل بالضم قال أَبو الغوث أَولها المُجَلِّي وهو السابق ثم المصلّي ثم المُسَلِّي ثم التالي ثم العاطِف ثم المُرْتاح ثم المؤمَّل ثم الحَظي ثم اللَّطيم ثم السُّكَيت وهو الفِسْكل والفاشُور قال ابن بري يقال فَسْكَل الفرسُ إِذا جاء آخر الحلْبة وفي الحديث أَن أَسماء بنت عُمَيْس قالت لعليّ عليه السلام إِن ثلاثةً أَنت آخرُهم لأَخْيار فقال عليّ لأَولادها قد فَسْكَلَتْني أُمُّكم أَي أَخَّرتني وجعلتني كالفِسْكل وهو الفرس الذي يجيء في آخر خيل السِّباق وكانت قد تزوّجت قبله بجعفر أَخيه ثم بأَبي بكر بعد جعفر فعدَّاه إِلى المفعول قال والصواب أَن يذكر الحَظِيّ قبل المؤمَّل لا بعده قال وهذا ترتيبها منظّماً أَتانا المُجَلِّي والمُصَلِّي وبعده مُسَلٍّ وتالٍ بعده عاطِفٌ يَجْرِي ومُرْتاحُها ثم الحَظِي ومُؤَمَّل يَحُثّ اللَّطِيم والسُّكَيْت له يَبري ورجل فُسْكُول وفِسْكَوْل متأَخر تابع وقد فَسْكَل وفُسْكِل قال الأَخطل أَجُمَيْع قد فُسْكِلْت عبداً تابِعاً فبَقِيت أَنت المُفْحَم المَكْعوم
فشل
الفَشِل الرجل الضعيف الجبان والجمع أَفشال ابن سيده فَشِل الرجل فَشَلاً فهو فَشِل كَسِلَ وضعُف وتراخَى وجَبُن ورجل خَشِل فَشِل وخَسْل فَسْل وقوم فُشْل قال وقد أَدْرَكَتْني والحوادث جَمَّةٌ أَسِنَّة قومٍ لا ضِعاف ولا فُشْل ويروى ولا فُسْل يعني جمع فَسْل وفي حديث عليّ يصِف أَبا بكر رضوان الله عليهما كنت للدِّين يَعْسُوباً أَولاً حين نفر الناسُ عنه وآخِراً حين فَشِلوا الفَشَل الفزعُ والجُبْن والضَّعْف ومنه حديث جابر فينا نزلتْ إِذ همَّت طائفتان منكم أَن تَفْشَلا وفي حديث الاستسقاء سِوى الحَنْظَل العاميّ والعِلْهِز الفَشْلِ أَي الضعيف يعني الفَشْل مُدَّخِرُه وآكله فصرف الوصف إِلى العِلْهِز وهو في الحقيقة لآكله ويروى الفَسْل بالسين المهملة وقد تقدم الليث رجل فَشِيل وقد فَشِل يَفْشَل عند الحرب والشدة إِذا ضعُف وذهبت قُواه وفي التنزيل العزيز ولا تنازعوا فتَفْشَلوا وتذهب ريحكُم قال الزجاج أَي تَجْبُنوا عن عدوّكم إِذا اختلفتم أَخبر أَن اختلافهم يضعفهم وأَن الأُلْفة تزيد في قوّتهم النضر بن شميل المِفْشَلة الكَبارِجة والمَشافل جماعة( * قوله « والمشافل جماعة » هكذا في الأصل ولعل فيه سقطاً والأصل وجمعها مفاشل كالمشفلة والكشافل جماعة ويدل على ذلك قوله وقال اعرابي إلخ فانه ليس من هذه المادة وعبارة القاموس في مادة شفل المشفلة كمكنسة الكبارجة والكرش الجمع مشافل اه اي فهما مترادفان المفرد كالمفرد في معنييه والجمع كالجمع )
قال والقِرْطالة الكبارجة أَيضاً وقال أَعرابي المِشْفَلة الكَرِش ابن الأَعرابي المِفشَل الذي يتزوّج في الغرائب لئلا يخرج الولد ضاوِياً والمِفْشَل الهَوْدَج وقال ابن شميل هو الفِشْل وهو أَن يعلِّق ثوباً على الهودج ثم يدخله فيه ويشد أَطرافه إِلى القواعد فيكون وِقاية من رؤوس الأَحْناء والأَقْطاب وعُقَد العُصْمِ وهي الحبال وقيل الفِشْل ستر الهودج وفي المحكم الفِشْل شيء من أَداة الهودج تجعله المرأَة تحتها والجمع فُشُول وقد افْتَشَلَت المرأَة فِشْلها وفَشَّلته وتَفَشَّلتْ وتَفَشَّل الماءُ سال وتَفَشَّل امرأَةً تزوّجها ابن السكيت يقال تَفَشَّل فلان منهم امرأَة أَي تزوّجها والفَيْشَلة الحَشَفة طرَف الذكَر والجمع الفَيْشَل والفَياشِل وقيل الفَيْشلة رأْس كل محوَّق وقال بعضهم لامها زائدة كزيادتها في زَيْدَل وعَبْدَل وأُلالِكَ وقد يمكن أَن تكون فَيْشلة من غير لفظ فَيْشَة فتكون الياء في فَيْشلة زائدة ويكون وزنها فَيْعَلة لأَن زيادة الياء ثانية أَكثر من زيادة اللام وتكون الياء في فَيْشَة عيناً فيكون اللفظان مقترنين والأَصْلان مختلفين ونظير هذا قولهم رجل ضَيَّاط وضَيْطار فأَما قول جرير ما كان يُنكَرُ في نَدِيِّ مُجاشِعٍ أَكْلُ الخَزِير ولا ارتِضاعُ الفَيْشَل فقد يكون جمع فَيْشلة وهو على الجمع الذي لا يفارق واحدة إِلا بالهاء والفَياشِل ماء لِبَني حُصَيْن سمي بذلك لإِكامٍ حُمْرٍ عنده حوله يقال لها الفَياشِل قال أَظن ذلك تشبيهاً لها بالفَياشِل التي تقدم ذكرها قال القَتَّال الكلابي فلا يَسْتَرِثْ أَهْلُ الفَياشِل غارَتي أَتَتْكم عِتاق الطيْر يحمِلْن أَنْسُرا والفَياشِل شجر
فصل
الليث الفَصْل بَوْنُ ما بين الشيئين والفَصْل من الجسد موضع المَفْصِل وبين كل فَصْلَيْن وَصْل وأَنشد وَصْلاً وفَصْلاً وتَجْميعاً ومُفْتَرقاً فَتْقاً ورَتْقاً وتأْلِيفاً لإِنسان ابن سيده الفَصْل الحاجِز بين الشيئين فَصَل بينهما يفصِل فَصْلاً فانفصَل وفَصَلْت الشيء فانصَل أَي قطعته فانقطع والمَفْصِل واحد مَفاصِل الأَعضاء والانْفصال مطاوِع فصَل والمَفْصِل كل ملتقى عظمين من الجسد وفي حديث النخعي في كل مَفْصِل من الإِنسان ثلُث دِيَة الإِصبع يريد مَفْصِل الأَصابع وهو ما بين كل أَنْمُلَتين والفاصِلة الخَرزة التي تفصِل بين الخَرزتين في النِّظام وقد فَصَّلَ النَّظْمَ وعِقْد مفصَّل أَي جعل بين كل لؤلؤتين خرزة والفَصْل القضاء بين الحق والباطل واسم ذلك القَضاء الذي يَفْصِل بينهما فَيْصَل وهو قضاء فَيْصَل وفاصِل وذكر الزجاج أَن الفاصِل صفة من صفات الله عز وجل يفصِل القضاء بين الخلق وقوله عز وجل هذا يوم الفَصْل أَي هذا يوم يفصَل فيه بين المحسن والمسيء ويجازي كل بعمله وبما يتفضل الله به على عبده المسلم ويوم الفَصْل هو يوم القيامة قال الله عز وجل وما أَدراك ما يومُ الفَصْل وقَوْل فَصْل حقٌّ ليس بباطل وفي التنزيل العزيز إِنَّه لقَوْل فَصْل وفي صفة كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فَصْل لا نَزْر ولا هَذْر أَي بيِّن ظاهر يفصِل بين الحق والباطل ومنه قوله تعالى إِنه لقول فَصْل أَي فاصِل قاطِع ومنه يقال فَصَل بين الخَصْمين والنَّزْر القليل والهَذْر الكثير وقوله عز وجل وفَصْل الخطاب قيل هو البيّنة على المدَّعى واليمين على المدَّعي عليه وقيل هو أَن يفصِل بين الحق والباطل ومنه قوله إِنه لقول فَصْل أَي يفصِل بين الحق والباطل ولولا كلمة الفَصْل لقضي بينهم وفي حديث وَفْدِ عبد القيس فمُرْنا بأَمر فَصْل أَي لا رجعة فيه ولا مردَّ له وفَصَل من الناحية أَي خرج وفي الحديث من فَصَل في سبيل الله فمات أَو قتِل فهو شهيد أَي خرج من منزله وبلده وفاصَلْت شريكي والتفصيل التبيين وفَصَّل القَصَّاب الشاةَ أَي عَضَّاها والفَيْصَل الحاكم ويقال القضاء بين الحق والباطل وقد فَصَل الحكم وحكم فاصِل وفَيْصَل ماض وحكومة فَيْصَل كذلك وطعنة فَيْصَل تفصِل بين القِرْنَيْن وفي حديث ابن عمر كانت الفَيْصَل بيني وبينه أَي القطيعة التامة والياء زائدة وفي حديث ابن جبير فلو علم بها لكانت الفَيْصَل بيني وبينه والفِصال الفِطام قال الله تعالى وحَملُه وفِصالُه ثلاثون شهراً المعنى ومَدى حَمْلِ المرأَة إِلى منتهى الوقت الذي يُفْصَل فيه الولد عن رَضاعها ثلاثون شهراً وفَصَلت المرأَة ولدها أَي فطمَتْه وفَصَل المولودَ عن الرضاع يَفْصِله فَصْلاً وفِصالاً وافْتَصَلَه فَطَمه والاسم الفِصال وقال اللحياني فَصَلته أُمُّه ولم يخص نوعاً وفي الحديث لا رَضاع بعد فِصال قال ابن الأَثير أَي بعد أَن يُفْصَل الولد عن أُمِّه وبه سمي الفَصِيل من أَولاد الإِبل فَعِيل بمعنى مَفْعول وأَكثر ما يطلق في الإِبل قال وقد يقال في البقر ومنه حديث أَصحاب الغار فاشتريت به فَصِيلاً من البقر وفي رواية فَصِيلةً وهو ما فُصِل عن اللبن من أَولاد البقر والفَصِيل ولد الناقة إِذا فُصِل عن أُمه والجمع فُصْلان وفِصال فمن قال فُصْلان فعلى التسمية كما قالوا حرث وعبَّاس قال سيبويه وقالوا فِصْلان شبهوه بغُراب وغِرْبان يعني أَن حكْم فَعِيل أَن يكسَّر على فُعْلان بالضم وحكم فُعال أَن يكسَّر على فِعْلان لكنهم قد أَدخلوا عليه فَعِيلاً لمساواته في العدَّة وحروف اللين ومنْ قال فِصال فعلى الصفة كقولهم الحرث والعبَّاس والأُنثى فَصِيلة ثعلب الفَصِيلة القطعة من أَعضاء الجسد وهي دون القَبيلة وفَصِيلة الرجل عَشِيرته ورَهْطه الأَدْنَوْن وقيل أَقرب آبائه إِليه عن ثعلب وكان يقال لعباس فَصِيلة النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن الأَثير الفَصِيلة من أَقرب عَشِيرة الإِنسان وأَصل الفَصِيلة قطعة من لحم الفخِذ حكاه عن الهروي وفي التنزيل العزيز وفَصِيلته التي تُؤْوِيِه وقال الليث الفَصِيلة فخذ الرجل من قومه الذين هو منهم يقال جاؤوا بفَصِيلَتهم أَي بأَجمعهم والفَصْل واحد الفُصول والفاصِلة التي في الحديث من أَنفق نفقة فاصلة في سبيل الله فبسبعمائة وفي رواية فله من الأَجْر كذا تفسيرها في الحديث أَنها التي فَصَلَتْ بين إِيمانه وكفره وقيل يقطعها من ماله ويَفْصِل بينها وبين مال نفسه وفَصَلَ عن بلد كذا يَفْصِلُ فُصُولاً قال أَبو ذؤَيب وَشِيكُ الفُصُول بعيدُ الغُفُو ل إِلاَّ مُشاحاً به أَو مُشِيحا ويروى وَشِيك الفُضُول ويقال فَصَل فلان من عندي فُصُولاً إِذا خرج وفَصَل مني إِليه كتاب إِذا نفذ قال الله عز وجل ولما فَصَلَتِ العِيرُ أَي خرجت فَفَصَلَ يكون لازماً وواقعاً وإِذا كان واقعاً فمصدره الفَصْل وإِذا كان لازماً فمصدره الفصُول والفَصِيل حائط دون الحِصْن وفي التهذيب حائط قصير دون سُورِ المدينة والحِصْن وفَصَل الكَرْمُ ظهر حبُّه صغيراً أَمثال البُلْسُنِ والفَصْلة النخلة المَنْقولة المحوَّلة وقد افْتَصَلَها عن موضعها هذه عن أَبي حنيفة وقال هجري خير النخل ما حوِّل فسيله عن منبته والفَسِيلة المحوَّلة تسمى الفَصْلة وهي الفَصْلات وقد افتصلنا فَصْلات كثيرة في هذه السنة أَي حوَّلناها ويقال فَصَّلْت الوِشاح إِذا كان نظمه مفصّلاً بأَن يجعل بين كل لؤلؤتين مَرْجانة أَو شَذْرة أَو جوهرة تفصل بين كل اثنتين من لون واحد وتَفْصيل الجَزور تَعْضِيَتُه وكذلك الشاة تفصَّل أَعضاء والمفاصِل الحجارة الصُّلْبة المُتَراصِفة وقيل المَفاصِل ما بين الجَبلين وقيل هي منفصَل الجبل من الرمْلة يكون بينها رَضْراض وحصى صِغار فيَصْفو ماؤه ويَرِقُّ قال أَبو ذؤيب مَطافِيلَ أَبكار حديثٍ نِتاجُها يُشاب بماء مثل ماء المفاصِل هو جمع المَفْصِل وأَراد صفاء الماء لانحداره من الجبال لا يمرُّ بتراب ولا بطين وقيل ماء المَفاصِل هنا شيء يسيل من بين المَفْصِلين إِذا قطع أَحدهما من الآخر شبيه بالماء الصافي واحدها مَفْصِل التهذيب المَفْصِل كل مكان في الجبل لا تطلع عليه الشمس وأَنشد بيت الهذلي وقال أَبو عمرو المَفْصِل مَفْرق ما بين الجبل والسَّهْل قال وكل موضعٍ مَّا بين جبلين يجري فيه الماء فهو مَفْصِل وقال أَبو العميثل المَفاصِل صُدوع في الجبال يسيل منها الماء وإِنما يقال لما بين الجبلين الشِّعب وفي حديث أَنس كان على بطنه فَصِيل من حجر أَي قطعة منه فَعِيل بمعنى مفعول والمَفْصِل بفتح الميم اللسان قال حسان كِلْتاهما عَرق الزُّجاجة فاسْقِني بزُجاجة أَرْخاهما للمَفْصِل ويروى المِفْصَل وفي الصحاح والمِفْصَل بالكسر اللسان وأَنشد ابن بري بيت حسان كلتاهما حَلَب العَصِير فعاطِني بزُجاجة أَرخاهما للمِفْصَل والفَصْل كلُّ عَرُوض بُنِيت على ما لا يكون في الحَشْو إِمَّا صحة وإِمَّا إِعلال كمَفاعِلن في الطويل فإِنها فَصْل لأَنها قد لزمها ما لا يلزم الحَشْو لأَن أَصلها إِنما هو مَفاعيلن ومفاعيلن في الحَشْو على ثلاثة أَوجه مفاعيلن ومَفاعِلن ومفاعيلُ والعَروض قد لزمها مَفاعِلن فهي فَصْل وكذلك كل ما لزمه جنس واحد لا يلزم الحَشْو وكذلك فَعِلن في البسيط فَصْل أَيضاً قال أَبو إِسحق وما أَقلّ غير الفُصُول في الأَعارِيض وزعم الخليل أَن مُسْتَفْعِلُن في عَروض المُنْسَرِح فَصْل وكذلك زعم الأَخفش قال الزجاج وهو كما قال لأَن مستفعلن هنا لا يجوز فيها فعلتن فهي فَصْل إِذ لزمها ما لا يلزم الحَشْو وإِنما سمي فَصْلاً لأَنه النصف من البيت والفاصِلة الصغرى من أَجزاء البيت هي السببان المقرونان وهو ثلاث متحركات بعدها ساكن نحو مُتَفا من مُتَفاعِلُن وعلتن من مفاعلتن فإِذا كانت أَربع حركات بعدها ساكن مثل فَعَلتن فهي الفاصِلة الكُبْرى قال وإِنما بدأْنا بالصغرى لأَنها أَبسط من الكُبْرى الخليل الفاصِلة في العَروض أَن يجتمع ثلاثة أَحرف متحركة والرابع ساكن مثل فَعَلَت قال فإِن اجتمعت أَربعة أَحرف متحركة فهي الفاضِلة بالضاد المعجمة مثل فعَلتن قال والفَصل عند البصريين بمنزلة العِماد عند الكوفيين كقوله عز وجل إِن كان هذا هو الحقَّ من عندك فقوله هو فَصْل وعِماد ونُصِب الحق لأَنه خبر كان ودخلتْ هو للفَصْل وأَواخر الآيات في كتاب الله فَواصِل بمنزلة قَوافي الشعر جلَّ كتاب الله عز وجل واحدتها فاصِلة وقوله عز وجل كتاب فصَّلناه له معنيان أَحدهما تَفْصِيل آياتِه بالفواصِل والمعنى الثاني في فَصَّلناه بيَّنَّاه وقوله عز وجل آيات مفصَّلات بين كل آيتين فَصْل تمضي هذه وتأْتي هذه بين كل آيتين مهلة وقيل مفصَّلات مبيَّنات والله أَعلم وسمي المُفَصَّل مَفصَّلاً لقِصَر أَعداد سُوَرِه من الآي وفُصَيْلة اسم
فصعل
الفُصْعُل والفِصْعِل اللئيم الأَزهري الفُصْعُل العَقْرَب وأَنشد وما عسى يَبْلُغُ لَسْبُ الفُصْعُل قال ابن سيده وهو الصغير من ولد العَقارب ابن الأَعرابي من أَسماء العقرب الفُصْعُل بضم الفاء والعين والفُرْضُخ والفِرْضِخُ مثله قال ابن بري وقد يوصف به الرجل اللئيم الذي فيه شرٌّ وأَنشد قامة الفُصْعُل الضَّئِيل وكفٌّ خِنْصَرَاها كُذَيْنِقَا قَصَّار فهذا يمكن أَن يريد العقرب وقال آخر سأَلَ الولِيدة هل سَقَتْني بعدَما شَرِب المُرِضَّة فُصْعُل حَدَّ الضُّحَى ؟
فضل
الفَضْل والفَضِيلة معروف ضدُّ النَّقْص والنَّقِيصة والجمع فُضُول وروي بيت أَبي ذؤيب وَشِيكُ الفُضُول بعيد الغُفُول روي وَشِيك الفُضُول مكان الفُصُول وقد تقدم في ترجمة فصل بالصاد المهملة وقد فَضَل يَفْضُل( * قوله « وقد فضل يفضل » عبارة القاموس وقد فضل كنصر وعلم وأما فضل كعلم يفضل كينصر فمركبة منهما ) وهو فاضِل ورجل فَضَّال ومُفَضَّل كثير الفَضْل والفَضِيلة الدَّرَجة الرفيعة في الفَضْل والفاضِلة الاسم من ذلك والفِضَال والتَّفاضُل التَّمازِي في الفَضْل وفَضَّله مَزَّاه والتَّفاضُل بين القوم أَن يكون بعضهم أَفضَل من بعض ورجل فاضِل ذو فَضْل ورجل مَفْضول قد فَضَله غيره ويقال فَضَل فلان على غيره إِذا غلب بالفَضْل عليهم وقوله تعالى وفَضَّلناهم على كثير ممن خلقنا تَفْضِيلاً قيل تأْويله أَن الله فضَّلهم بالتمييز وقال على كثير ممن خلقنا ولم يقل على كل لأَن الله تعالى فَضَّل الملائكة فقال ولا الملائكة المقرَّبون ولكن ابن آدم مُفَضَّل على سائر الحيوان الذي لا يعقل وقيل في التفسير إِن فَضِيلة ابن آدم أَنه يمشي قائماً وأَن الدَّواب والإِبل والحمير وما أَشبهها تمشي منكَبَّة وابن آدم يتناول الطعام بيديه وسائر الحيوان يتناوله بِفِيه وفاضَلَني ففَضَلْته أَفْضُلُه فَضْلاً غلبته بالفَضْل وكنت أَفضَل منه وتَفَضَّل عليه تَمَزَّى وفي التنزيل العزيز يريد أَن يتفضَّل عليكم معناه يريد أَن يكون له الفَضْل عليكم في القَدْر والمنزلة وليس من التفضُّل الذي هو بمعنى الإِفْضال والتطوُّل الجوهري المتفضِّل الذي يدَّعي الفَضْل على أَقرانه ومنه قوله تعالى يريد أَن يتفضَّل عليكم وفَضَّلته على غيره تَفْضِيلاً إِذا حكَمْتَ له بذلك أَو صيَّرته كذلك وأَفْضَل عليه زاد قال ذو الإِصبع لاه ابنُ عَمِّك لا أَفْضَلْتَ في حَسَب عَنِّي ولا انتَ دَيّاني فتَخْزُوني الدَّيَّان هنا الذي يَلي أَمْرَك ويَسُوسُك وأَراد فتخزُوَني فأَسكن للقافية لأَن القصيدة كلها مُرْدَفة وقال أَوس بن حَجَر يصف قوساً كَتومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دون مِلْئِها ولا عَجْسُها عن مَوضِع الكَفِّ أَفْضَلا والفَواضِل الأَيادي الجميلة وأَفْضَل الرجل على فلان وتفَضَّل بمعنى إِذا أَناله من فضله وأَحسن إِليه والإِفْضال الإِحسان وفي حديث ابن أَبي الزناد إِذا عَزَب المالُ قلَّت فَواضِلُه أَي إِذا بعُدت الضَّيْعة قلَّ الرِّفْق منها لصاحبها وكذلك الإِبلُ إِذا عَزبت قلَّ انتفاع ربها بدَرِّها قال الشاعر سأَبْغِيكَ مالاً بالمدينة إِنَّني أَرَى عازِب الأَموال قلَّتْ فواضِله والتَّفَضُّل التَّطوُّل على غيرك وتفضَّلْت عليه وأَفْضَلْتُ تطوَّلت ورجل مِفْضال كثير الفَضْل والخير والمعروف وامرأَة مِفْضالة على قومها إِذا كانت ذات فَضْل سَمْحة ويقال فَضَلَ فلان على فلان إِذا غلب عليه وفَضَلْت الرجل غلبته وأَنشد شِمَالُك تَفْضُل الأَيْمان إِلاَّ يمينَ أَبيك نائلُها الغَزِيرُ وقوله تعالى ويُؤْتِ كلَّ ذي فَضْل فَضْلَه قال الزجاج معناه من كان ذا فَضْل في دينه فضَّله الله في الثواب وفضَّله في المنزلة في الدُّنيا بالدِّين كما فضَّل أَصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والفَضْل والفَضْلة البقيَّة من الشيء وأَفْضَل فلان من الطعام وغيره إِذا ترك منه شيئاً ابن السكيت فَضِل الشيءُ يَفْضَل وفَضَل يَفْضُل قال وقال أَبو عبيدة فَضِل منه شيء قليل فإِذا قالوا يَفْضُل ضموا الضاد فأَعادوها إِلى الأَصل وليس في الكلام حرف من السالم يُشْبه هذا قال وزعم بعض النحويين أَنه يقال حَضِرَ القاضيَ امرأَة ثم يقولون تَحْضُر الجوهري أَفْضَلْت منه الشيء واسْتَفْضَلْته بمعنى وقوله أَنشده ثعلب للحرث بن وعلة فلمَّا أَبَى أَرْسَلْت فَضْلة ثوبِه إِليه فلم يَرْجِع بحِلْم ولا عَزْم معناه أَقلعت عن لَومه وتركتُه كأَنه كان يمسك حينئذ بفَضْلة ثوبه فلما أَبى أَن يقبل منه أَرسل فضلة ثوبه إِليه فخلاَّه وشأْنه وقد أَفْضَل فَضْلَة قال كِلا قادِمَيْها تُفْضِل الكَفُّ نِصْفَه كَجِيدِ الحُبارَى رِيشُهُ قد تَزَلَّعا وفَضَل الشيءُ يَفْضُل مثال دخَل يدخُل وفَضِل يَفْضَل كحذِر يحذَر وفيه لغة ثالثة مركبة منهما فَضِل بالكسر يَفْضُل بالضم وهو شاذ لا نظير له وقال ابن سيده هو نادر جعلها سيبويه كَمِتَّ تموت قال الجوهري قال سيبويه هذا عند أَصحابنا إِنما يجيء على لغتين قال وكذلك نَعِمَ يَنْعُم ومِتَّ تَموت وكِدْت تَكُود وقال اللحياني فَضِل يَفْضَل كحَسِب يَحْسَب نادر كل ذلك بمعنى وقال ابن بري عند قول الجوهري كِدْت تَكُود قال المعروف كِدْت تَكاد والفَضِيلة والفُضَالة ما فَضَل من الشيء وفي الحديث فَضْلُ الإِزار في النار هو ما يجرُّه الإِنسان من إِزاره على الأَرض على معنى الخُيَلاء والكِبْر وفي الحديث إِن لله ملائكةً سَيَّارة فُضْلاً أَي زيادة على الملائكة المرتبين مع الخلائق ويروى بسكون الضاد وضمها قال بعضهم والسكون أَكثر وأَصوب وهما مصدر بمعنى الفَضْلة والزيادة وفي الحديث إِن اسْمَ دِرْعه عليه السلام كان ذات الفُضُول وقيل ذو الفُضُول لفَضْلة كان فيها وسَعة وفَواضِل المال ما يأْتيك من مَرافقه وغَلَّته وفُضُول الغنائم ما فَضَل منها حين تُقْسَم وقال ابن عَثْمة لك المِرْباعُ منها والصَّفَايا وحُكْمُك والنَّشيطَةُ والفُضُول وفَضَلات الماء بقاياه والعرب تقول لبقيَّة الماء في المَزادة فَضْلة ولبَقيَّة الشراب في الإِناء فَضْلة ومنه قول علقمة بن عبدة والفَضْلَتين وفي الحديث لا يمنع فَضْل قال ابن الأَثير هو أَن يسقي الرجل أَرضه ثم تبقى من الماء بقيَّة لا يحتاج إِليها فلا يجوز له أَن يبيعها ولا يمنع منها أَحداً ينتفع بها هذا إِذا لم يكن الماء ملْكه أَو على قول من يرى أَن الماء لا يملَك وفي رواية أُخرى لا يمنع فَضْل الماء ليمنع به الكَلأ هو نَفْع البئر المُباحة أَي ليس لأَحد أَن يغلب عليه ويمنع الناس منه حتى يحوزه في إِناء ويملكه والفَضْلة الثياب التي تبتذل للنوم لأَنها فَضلت عن ثياب التصرُّف والتفضُّل التوشُّح وأَن يخالف اللابس بين أَطراف ثوبه على عاتِقِه وثوب فُضُل ورجل فُضُل متفضِّل في ثوب واحد أَنشد ابن الأَعرابي يَتْبَعها تِرْعِيَّة جافٍ فُضُل إِنْ رَتَعَتْ صَلَّى وإِلاَّ لم يُصَل وكذلك الأُنثى فُضُل قال الأَعشى ومُسْتَجِيبٍ تَخال الصَّنْجَ يَسْمَعُه إِذا تُرَدّدُ فيه القَيْنَةُ الفُضُلُ وإِنها لحسَنة الفِضْلة من التفضُّل في الثوب الواحد وفلان حسَن الفِضْلة من ذلك ورجل فُضُل بالضم مثل جنُب ومُتَفَضِّل وامرأَة فُضُل مثل جُنُب أَيضاً ومُتَفَضِّلة وعليها ثوب فُضُل وهو أَن تخالف بين طرفيه على عاتقها وتتوشَّح به وأَنشد أَبيات الراعي يَسُوقها تِرْعِيَّة جافٍ فُضُل الأَصمعي امرأَة فُضُل في ثوب واحد الليث الفِضَال الثوب الواحد يتفضَّل به لرجل يلبسه في بيته وأَلقِ فِضالَ الوَهْن عنه بوَثْبَةٍ حَواريَّةٍ قد طال هذا التَّفَضُّل وإِنه لحسَن الفِضْلة عن أَبي زيد مثل الجِلْسة والرِّكْبة قال ابن بري ومنه قول الهذلي مَشْيَ الهَلُوكِ عليه الخَيْعَل الفُضُل الجوهري تَفَضَّلَت المرأَة في بيتها إِذا كانت في ثوب واحد كالخَيْعَل ونحوه وفي حديث امرأَة أَبي حذيفة قالت يا رسول الله إِن سالماً مولى أَبي حذيفة يراني فُضُلاً أَي متبذلة في ثياب مَهْنَتي يقال تفضَّلت المرأَة إِذا لبست ثياب مَِهْنَتِها أَو كانت في ثوب واحد فهي فُضُل والرجُلُ فُضُل أَيضاً وفي حديث المغيرة في صِفة امرأَة فُضُل صَبَأَتْ كأَنها بُغاثٌ وقيل أَراد أَنها مُختالة تُفْضِل من ذيلها والمِفْضَل والمِفْضَلة بكسر الميم الثوب الذي تتفضَّل فيه المرأَة والفَضْلة اسم للخمر ذكره أَبو عبيد في باب أَسماء الخمر وقال أَبو حنيفة الفَضْلة ما يلحق من الخَمْر بعد القِدَم قال ابن سيده وإِنما سميت فَضْلة لأَن صَمِيمها هو الذي بقي وفَضَل قال أَبو ذؤيب فما فَضْلة من أَذْرِعات هَوَتْ بها مُذكَّرَة عُنْسٌ كَهادِية الضَّحْل والجمع فَضَلات وفِضَال قال الشاعر في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ عند الفِضَال قديمُهم لم يَدْثُرِ قال الأَزهري والعرب تسمي الخمر فِضَالاً ومنه قوله والشَّارِبُون إِذا الذَّوارِعُ أُغْلِيَتْ صَفْوَ الفِضالِ بِطارِفٍ وتِلادِ وقوله في الحديث شهدت في دار عبد الله بن جُدْعان حِلْفاً لو دُعِيت إِلى مثله في الإِسلام لأَجَبْت يعني حِلْف الفُضُول سمي به تشبيهاً بحلْف كان قديماً بمكة أَيّام جُرْهُم على التناصف والأَخذ للضعيف من القويِّ والغريب من القاطِن وسمي حِلْف الفُضُول لأَنه قام به رجال من جُرْهُم كلهم يسمى الفَضْل الفضل بن الحرث والفضل بن وَدَاعة والفضل بن فَضَالة فقيل حِلْف الفُضُول جمعاً لأَسماء هؤلاء كما يقال سَعْد وسُعود وكان عقَده المُطَيَّبون وهم خَمْس قبائل وقد ذكر مستوفى في ترجمة حلف ابن الأَعرابي يقال للخيَّاط القَرارِيُّ والفُضُولِيُّ والفَضْل وفَضِيلة اسمان وفُضَيْلة اسم امرأَة قال لا تذْكُرا عندي فُضَيْلة إِنها متى ما يراجعْ ذِكْرها القَلْب يَجْهَلِ وفُضَالة موضع قال سلمى بن المقعد الهذلي عليكَ ذَوِي فضالة فاتَّبِعْهم وذَرْني إِن قُرْبي غير مُخْلي
فطحل
الفِطَحْل على وزن الهِزَبْر دهر لم يخلَق الناس فيه بَعْدُ وزمنُ الفِطَحْل زمن نوح النبي على نبينا وعليه الصلاة والسلام وسئل رؤبة عن قوله زمن الفِطَحْل فقال أَيام كانت الحجارة فيه رِطاباً روي أَن رؤبة بن العجاج نزل ماء من المياه فأَراد أَن يتزوَّج امرأَة فقالت له المرأَة ما سِنُّك ما مالُك ما كذا ؟ فأَنشأَ يقول لمَّا ازْدَرتْ نَقْدِي وقلَّت إِبلي تأَلَّقَتْ واتَّصَلتْ بعُكْل تَسْأَلُني عن السِّنِين كَمْ لي ؟ فقلت لو عَمَّرْتُ عمرَ الحِسْل أَو عُمْرَ نوح زمنَ الفِطَحْل والصَّخْر مُبْتَلٌّ كطِين الوَحْل أَو أَنَّني أُوتِيتُ عِلْم الحُكْل علم سليمان كلامَ النَّمْل كنتُ رَهِين هَرَم أَو قَتْل وقال بعضهم زَمَن الفِطَحْل إِذ السَّلام رِطاب وقال أَبو حنيفة يقال أَتيتك عام الفِطَحْل والهِدَمْلة يعني زمَن الخِصْب والرِّيفِ الجوهري فَطْحَل بفتح الفاء اسم رجل وقال تَبَاعَد مني فَطْحَلٌ إِذْ رأَيتُه أَمينَ فزاد الله ما بيننا بُعْدَا( * ورد هذا البيت في كلمة فحطل مختلفة روايته عما هي عليه هنا )
والفِطَحْل السَّيْل وجملٌ فِطَحْل ضخْم مثل السِّبَحْل قاله الفراء
فعل
الفِعل كناية عن كل عمل متعدٍّ أَو غير متعدٍّ فَعَل يَفْعَل فَعْلاً وفِعْلاً فالاسم مكسور والمصدر مفتوح وفَعَله وبه والاسم الفِعْل والجمع الفِعال مثل قِدْح وقِداح وبِئر وبِئار وقيل فَعَله يَفْعَله فِعْلاً مصدر ولا نظير له إِلا سَحَره يَسْحَره سِحْراً وقد جاء خَدَع يَخْدَع خَدْعاً وخِدْعاً وصَرَع صَرْعاً وصِرْعاً والفَعْل بالفتح مصدر فَعَل يَفْعَل وقد قرأَ بعضهم وأَوحينا إِليهم فَعْلَ الخيرات وقوله تعالى في قصة موسى عليه السلام وفَعَلْتَ فَعْلَتَك التي فَعَلْت أَراد المرة الواحدة كأَنه قال قَتَلْت النفس قَتْلَتَك وقرأَ الشعبي فِعْلَتَك بكسر الفاء على معنى وقَتَلْت القِتْلة التي قد عرفتها لأَنه قَتَله بوَكْزة هذا عن الزجاج قال والأَول أَجود والفَعال أَيضاً مصدر مثل ذَهَب ذَهاباً والفَعال بالفتح الكرم قال هدبة ضَرُوب بلَحْيَيْه على عَظْم زَوْرِه إِذا القوم هَشُّوا للفَعال تَقَنَّعا قال الليث والفَعال اسم للفِعْل الحسن من الجود والكرَم ونحوه ابن الأَعرابي والفَعال فِعْل الواحد خاصة في الخير والشر يقال فلان كريم الفَعال وفلان لئيم الفَعال قال والفِعال بكسر الفاء إِذا كان الفعل بين الاثنين قال الأَزهري وهذا هو الصواب ولا أَدري لمَ قَصَر الليثُ الفَعال على الحسَن دون القبيح وقال المبرد الفَعال يكون في المدْح والذمِّ قال وهو مُخَلَّص لفاعل واحد فإِذا كان من فاعِلَين فهو فِعال قال وهذا هو الجيد وكانت منه فَعْلة حسنة أَو قبيحة والفَعَلة صفة غالِبة على عَمَلةِ الطين والحفر ونحوهما لأَنهم يَفْعَلون قال ابن الأَعرابي والنَّجَّار يقال له فاعل قال النحويون المفعولات على وُجوه في باب النحو فمفعول به كقولك أَكرمت زيداً وأَعَنْت عمراً وما أَشبهه ومفعول له كقولك فَعَلْت ذلك حِذارَ غضبك ويسمى هذا مفعولاً من أَجلٍ أَيضاً ومفعول فيه وهو على وجهين أَحدهما الحال والآخر في الظروف فأَما الظَّرْف فكقولك نِمْت البيتَ وفي البيت وأَما الحال فكقولك ضرب فلان راكباً أَي في حال رُكوبه ومفعول عليه كقولك عَلَوْت السطحَ ورَقِيت الدرَجة ومفعول بلا صِلةٍ وهو المصدر ويكون ذلك في الفعل اللازم والواقع كقولك حفِظْت حِفْظاً وفَهِمْت فَهْماً واللازم كقولك انكسر انكساراً والعرب تشتقُّ من الفعْل المُثُلَ للأَبنية التي جاءت عن العرب مثل فُعالة وفَعُولة وأُفْعُول ومِفْعِيل وفِعْليل وفُعْلول وفِعْوَلّ وفِعَّل وفُعُلّ وفُعْلة ومُفْعَنْلِل وفَعِيل وفِعْيَل وكنى ابن جني بالتَّفْعِيل عن تَقْطِيع البيت الشعريِّ لأَنه إِنما يَزِنه بأَجزاء مادَّتها كلها « فعل » كقولك فَعُولن مَفاعِيلن وفاعِلانن فاعِلن ومُسْتَفْعِلن فاعِلن وغير ذلك من ضُروب مقطَّعات الشعر وفاعِليَّان مثال صيغ لبعض ضُروب مربَّعِ الرَّمَل كقوله يا خليليَّ ارْبَعا فاسْ تَنْطِقا رَسْماً بِعُسْفان فقوله مَنْ بِعُسْفانْ فاعِليَّان ويقال شعر مُفْتَعَل إِذا ابتَدعه قائله ولم يَحْذُه على مِثالٍ تَقدَّمه فيه مَنْ قَبْلَه وكان يقال أَعذب الأَغاني ما افتُعِل وأَظرَفُ الشعر ما افتُعِل قال ذو الرمة غَرائِبُ قد عُرِفْن بكلِّ أُفْقٍ من الآفاق تُفْتَعَل افْتِعالا أَي يبتدَع بها غِناء بديع وصوت محدَث ويقال لكل شيء يسوَّى على غير مِثال تقدَّمه مُفْتَعَل ومنه قول لبيد فرَمَيْت القوم رَشْقاً صائِباً ليس بالعُصْل ولا بالمُفْتَعَل وقوله تعالى والذين هم للزكاة فاعِلون قال الزجاج معناه مُؤتون وفِعال الفَأْس والقَدُوم والمِطْرَقة نِصابها قال ابن مقبل وتَهْوِي إِذا العِيسُ العِتاق تَفاضَلَتْ هُوِيَّ قَدُومِ القَيْن حال فِعالها يعني نِصابَها وهو العَمُود الذي يجعل في خُرْتِها يعمَل به وأَنشد ابن الأَعرابي أَتَتْه وهي جانِحة يداها جُنوحَ الهِبْرقِيِّ على الفِعال قال ابن بري الفَعال مفتوح أَبداً إِلاَّ الفِعال لخشبة الفأْس فإِنها مكسورة الفاء يقال يا بابوسُ أَوْلِج الفِعال في خُرْت الحَدَثان والحَدَثان الفَأْس التي لها رأْس واحدة والفِعال أَيضاً مصدر فاعَل والفَعِلة العادة والفَعْل كناية عن حَياء الناقة وغيرها من الإِناث وقال ابن الأَعرابي سئل الدُّبَيْريُّ عن جُرْحه فقال أَرَّقَني وجاء بالمُفْتَعَل أَي جاء بأَمر عظيم قيل له أَتَقولُه في كل شيء ؟ قال نعم أَقول جاء مالُ فلان بالمُفْتَعَل وجاء بالمُفْتَعَل من الخطإِ ويقال عَذَّبني وجَع أَسْهرَني فجاء بالمُفْتَعَل إِذا عانى منه أَلماً لم يعهَد مثله فيما مضى له ابن الأَعرابي افْتَعل فلان حديثاً إِذا اخْتَرقه وأَنشد ذكْر شيءٍ يا سُلَيْمى قد مَضى وَوُشاة ينطِقون المُفْتَعَل وافْتَعل عليه كذباً وزُوراً أَي اختلَق وفَعَلْت الشيء فانْفَعَل كقولك كسَرْته فانكسَر وفَعالِ قد جاء بمعنى افْعَلْ وجاء بمعنى فاعِلة بكسر اللام
فقل
النضر في كتاب الزّرْع الفَقْل التَّذْرِية في لغة أَهل اليمن يقال فَقَلُوا ما دِيسَ من كُدْسِهم وهو رفع الدِّقِّ بالمِفْقَلة وهي الحِفْراة ثم نَثْرُه ويقال كانت أَرضُهم العامَ كثيرة الفَقْل أَي الريْع وقد أَفْقَلَت أَرضُهم إِفْقالاً والدِّقُّ ما قد دِيسَ ولم يُذْرَ قال وهذا الحرف غريب
فقحل
فَقْحَل الرجلُ إِذا أَسرع الغَضبَ في غير موضعه الفراء رجل فُقْحُل سريع الغضب
فكل
الأَفْكَلُ على أَفْعَل الرَّعْدة ولا يبنى منه فِعْل التهذيب عن الليث وغيره الأَفْكَل رِعْدة تعلو الإِنسان ولا فعل له وأَنشد ابن بري بعَيْشكِ هاتي فغَنِّي لنا فإِن نَداماك لم يَنْهَلُوا فَباتَتْ تُغَني بغِرْبالها غِناءً رُويداً له أَفْكَلُ وقال الأَخطل لَها بعد إِسْآدٍ مِراحٌ وأَفْكَل ابن الأَعرابي افْتَكَل فلان في فِعْله افْتِكالاً واحْتَفَل احْتِفالاً بمعنى واحد ويقال أَخذ فلاناً أَفْكَل إِذا أَخذته رِعْدة فارتعد من بَرْد أَو خَوْف وهو ينصرِف فإِن سمَّيت به رجلاً لم تصرفه في المعرفة للتعريف ووزن الفِعْل وصرفته في النكرة وفي الحديث أَوحى الله تعالى إِلى البحر إِنّ موسى يضربك فأَطِعْه فبات وله أَفْكَل أَي رِعْدة وهي تكون من البَرْد أَو الخوف وهمزته زائدة ومنه حديث عائشة رضي الله عنها فأَخذني أَفْكَل وارتعدت من شدة الغَيْرة والأَفْكَل اسم الأَفْوَه الأَوْديّ لرِعْدة كانت فيه والأَفْكَل أَبو بطن من العرب يقال لبنيه الأَفاكِل وأَفْكَل موضع قال الأَفوه تمنَّى الحِماسُ أَن تزورَ بلادَنا وتُدْرِك ثأْراً من رَغانا بِأَفْكَل( * قوله « من رغانا » كذا بالأصل )
فلل
الفَلُّ الثَّلْم في السيف وفي المحكم الثَّلْم في أَيّ شيء كان فَلَّه يفُلُّه فَلاًّ وَفَلَّلَه فتفَلَّل وانفَلَّ وافْتَلَّ قال بعض الأَغْفال لو تنطِح الكُنادِرَ العُضْلاَّ فَضَّت شُؤونَ رأْسِه فافْتَلاَّ وفي حديث أُمّ زَرْع شَجَّكِ أَو فَلَّكِ أَو جَمَع كُلاًّ لَكِ الفلُّ الكسر والضرب تقول إِنها معه بين شجّ رأْس أَو كسر عُضو أَو جمع بينهما وقيل أَرادت بالفَلِّ الخصومة وسيف فَلِيل مَفْلول وأَفَلُّ أَي مُنْفَلٌّ قال عنترة وسَيْفي كالعَقِيقة وهو كِمْعي سِلاحي لا أَفَلَّ ولا فُطارا وفُلولُه ثُلَمُه واحدها فَلٌّ وقد قيل الفُلول مصدر والأَول أَصح والتَّفْلِيل تَفَلُّل في حد السكين وفي غُرُوب الأَسْنان وفي السيف وأَنشد بهِنَّ فُلُولٌ من قِراع الكَتائبِ وسيف أَفَلُّ بيِّنُ الفَلَل ذو فُلول والفَلُّ بالفتح واحد فُلول السيف وهي كُسور في حدِّه وفي حديث سيف الزبير فيه فَلَّة فُلَّها يوم بدر الفَلَّة الثَّلْمة في السيف وجمعه فُلول ومنه حديث ابن عوف ولا تَفُلُّوا المُدى بالاختلاف بينكم المُدى جمع مُدْية وهي السكين كنى بفَلِّها عن النزاع والشقاق وفي حديث عائشة تصف أَباها رضي الله عنهما ولا فَلُّوا له صَفاةً أَي كَسَروا له حجراً كنَتْ به عن قوَّته في الدِّين وفي حديث عليّ رضي الله عنه يَسْتَنزِلّ لُبَّك ويَسْتَفِلّ غَرْبَك هو يستفعل من الفَلِّ الكسْرِ والغرب الحدُّ ونَصِيٌّ مُفَلَّل إِذا أَصاب الحجارة فكسرته وتَفَلَّلَتْ مَضاربه أَي تكسرت والفَلِيل ناب البعير المتكسر وفي الصحاح إِذا انثلَم والفَلُّ المنهزِمون وفَلَّ القومَ يفُلُّهم فلاًّ هزمهم فانفَلُّوا وتَفَلَّلوا وهم قوم فَلٌّ منهزمون والجمع فُلول وفُلاَّل قال أَبو الحسن لا يخلو من أَن يكون اسم جمع أَو مصدراً فإِن كان اسم جمع فقياس واحده أَن يكون فالاًّ كشارِب وشَرْب ويكون فالٌّ فاعلاً بمعنى مفعول لأَنه هو الذي فُلَّ ولا يلزم أَن يكون فُلولٌ جمعَ فَلٍّ بل هو جمع فالٍّ لأَن جمع اسم الجمع نادِر كجمع الجمع وأَمَّا فُلاَّل فجمع فالٍّ لا محالة لأَن فَعْلاً ليس مما يكسر على فُعَّال وإِن كان مصدراً فهو من باب نَسْج اليمين أَي أَنه في معنى مفعول قال ابن سيده هذا تفسير ما أَجمله أَهل اللغة والفَلُّ الجماعة والجمع كالجمع وهو الفَلِيل والفَلُّ القوم المنهزمون وأَصله من الكسر وانْفَلّ سِنُّه وأَنشد عُجَيِّز عارِضُها مُنْفَلُّ طَعامُها اللُّهْنةُ أَو أَقَلُّ وثَغْر مُفَلَّل أَي مؤشَّر والفُلَّى الكتيبة المُنْهزمة وكذلك الفُرَّى يقال جاء فَلُّ القوم أَي منهزموهم يستوي فيه الواحد والجمع قال ابن بري ومنه قول الجعدي وأَراه لم يُغادِر غير فَل أَي المَفْلول ويقال رجل فَلٌّ وقوم فَلٌّ وربما قالوا فَلُول وفِلال وفَلَلْت الجيش هزمته وفَلَّه يفُلُّه بالضم يقال فَلَّه فانفَلَّ أَي كسره فانكسر يقال مَن فَلَّ ذلّ ومن أُمِرَ فَلّ وفي حديث الحجاج بن عِلاط لعلّي أُصِيبُ من فَلِّ محمد وأَصحابه الفَلُّ القوم المنهزمون من الفَلِّ الكسر وهو مصدر سمي به أَراد لعلّي أَشتري مما أُصيب من غنائمهم عند الهزيمة وفي حديث عاتكة فَلّ من القوم هارب وفي قصيد كعب ان يترك القِرْن إِلاَّ وهو مَفْلولُ أَي مهزوم والفَلُّ ما نَدَر من الشيء كسُحالة الذهب وبُرادة الحديد وشَرَر النار والجمع كالجمع وأَرض فَلٌّ وفِلٌّ جَدْبة وقيل هي التي أَخطأَها المطر أَعواماً وقيل هي الأَرض التي لم تمطرَ بين أَرْضَين ممطورتين أَبو عبيدة هي الخَطِيطة فأَما الفِلُّ فالتي تمطَر ولا تُنبِت قال أَبو حنيفة أَفَلَّت الأَرض صارت فَلاًّ وأَنشد وكم عسَفت من مَنْهَل مُتخاطَإٍ أَفَلَّ وأَقْوى فالجِمَام طَوامِي غيره الفِلُّ الأَرض التي لم يصبها مطر وأَرض فلٌّ لا شيء بها وفَلاةٌ منه وقيل الفِلُّ الأَرض القفرة والجمع كالواحد وقد تكسَّر على أَفْلال وأَفْلَلْنا أَي صرنا في فَلٍّ من الأَرض وأَفْلَلْنا وطئنا أَرضاً فِلاًّ وقال عبد الله بن رواحة يصف العُزَّى وهي شجرة كانت تُعبد شَهِدْت ولم أَكذِب بأَنَّ محمداً رسولُ الذي فوق السموات من عَلُ وأَنَّ التي بالجِزْع من بَطْن نخلةٍ ومَنْ دانَها فِلٌّ من الخير مَعزِلُ أَي خالٍ من الخير ويروى ومن دونها أَي الصَّنَم المنصوب حوْل العُزَّى وقال آخر يصف إِبلاً حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فِلِّ وغَتْمُ نَجْم غير مُسْتَقِلِّ فما تكادُ نِيبُها تُوَلِّي الغتْم شدة الحر الذي يأْخذ بالنفَس وقال ابن شميل الفَلالِيُّ واحدته فِلِّيَّة وهي الأَرض التي لم يصبها مطر عامِها حتى يصيبها المطرُ من العام المقبل ويقال أَرض أَفْلال قال الراجز مَرْتُ الصَّحارِي ذُو سُهُوبٍ أَفْلالْ وقال الفراء أَفَلَّ الرجلُ صار بأَرض فَلٍّ لم يصبه مطر قال الشاعر أَفَلَّ وأَقْوَى فهو طاوٍ كأَنما يُجاوِبُ أَعْلى صَوتِه صوتُ مِعْوَل وأَفَلَّ الرجل ذهب ماله مأْخوذ من الأَرض الفَلِّ واسْتَفَلَّ الشيءَ أَخذ منه أَدنى جزء لعُسْره والاسْتِفْلال أَن يُصيب من الموضع العَسِر شيئاً قليلاً من موضع طلَب حقٍّ أَو صِلَة فلا يَسْتَفِلّ إِلا شيئاً يسيراً والفَلِيلة الشعر المجتمع المحكم الفَلِيلة والفَلِيل الشعر المجتمع فإِما أَن يكون من باب سَلَّة وسَلٍّ وإِما أَن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء قال الكميت ومُطَّرِدِ الدِّماء وحيث يُلْقى من الشَّعَر المضَفَّر كالفَلِيل قال ابن بري ومنه قول ابن مقبل تَحَدَّرَ رَشْحاً لِيتُه وفَلائِلُه وقال ساعدة بن جؤية وغُودِرَ ثاوِياً وتَأَوَّبَتْه مُذرَّعةٌ أُمَيْمُ لها فَلِيلُ وفي حديث معاوية أَنه صَعِد المنبر وفي يده فَلِيلة وطَريدة الفَلِيلة الكُبَّة من الشعر والفَلِيل الليفُ هذلية وفَلَّ عنه عقله يَفِلُّ ذهب ثم عاد والفُلْفُل بالضم( * قوله « والفلفل بالضم إلخ » عبارة القاموس والفلفل كهدهد وزبرج حب هندي ) معروف لا ينبُت بأَرض العرب وقد كثر مجيئه في كلامهم وأَصل الكلمة فارسية قال أَبو حنيفة أَخبرني من رأَى شجرَه فقال شجره مثل شجر الرمَّان سواء وبين الورَقتين منه شِمْراخان مَنْظومان والشِّمْراخ في طول الأُصبع وهو أَخضر فيجتنى ثم يُشَرُّ في الظل فيسودّ وينكمِش وله شوك كشوك الرمان وإِذا كان رطْباً رُبِّب بالماء والملح حتى يُدْرِك ثم يؤكل كما تؤكل البُقول المُرَبَّبة على الموائد فيكون هاضُوماً واحدته فُلْفُلة وقد فَلْفل الطعام والشراب قال
( * امرؤ القيس في معلقته )
كأَنَّ مَكاكِيَّ الجِواءِ غُدَيَّةً صُبِحْنَ سُلافاً من رَحيقٍ مُفَلْفَل ذكَّر على إِرادة الشراب والمُفَلْفَل ضرب من الوَشْي عليه كصَعَارِير الفُلْفُل وثوب مُفَلْفَل إِذا كانت داراتُ وَشْية تحكي استِدارة الفُلْفُل وصِغَرَه وخمرٌ مُفَلْفَل أُلقي فيه الفُلْفُل فهو يَحْذِي اللسانَ وشرابٌ مُفَلْفَل أَي يلذَع لذْع الفُلْفُل وتَفَلْفَل قادِمَتا الضَّرْع إِذا اسودَّت حَلَمَتاهما قال ابن مقبل فمرَّتْ على أَطْراف هِر عَشِيَّةً لها تَوْأَبانِيَّانِ لم يَتَفَلْفَلا التَّوْأَبانِيَّان قادِمَتا الضرع والفُلْفُل الخادم الكيِّس وشعَر مُفَلْفَل إِذا اشتدَّت جُعودته المحكم وتَفَلْفَل شعر الأَسود اشتدَّت جُعودته وربما سمي ثمر البَرْوَقِ فُلْفُلاً تشبيهاً بهذا الفُلْفُل المتقدم قال وانْتَفَضَ البَرْوَقُ سُودا فُلْفُلُه ومن روى قِلْقِله فقد أَخطأَ لأَن القِلْقِل ثمر شجر من العِضاه وأَهل اليمن يسمون ثمر الغافِ فُلْفُلاَ وأَدِيم مُفَلْفَل نَهَكه الدِّباغ وفي حديث عليّ قال عَبْد خَيرٍ إِنه خرج وقت السحَر فأَسرعْت إِليه لأَسأَله عن وقت الوِتر فإِذا هو يتَفَلْفَل وفي رواية السُّلمي خرج علينا عليٌّ وهو يتَفَلْفَل قال ابن الأَثير قال الخطابي يقال جاء فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء والمِسواك في فِيه يَشُوصُه ويقال جاءَ فلان يتفلفل إِذا مشى مِشْية المتبختر وقيل هو مُقارَبة الخُطى وكلا التفسيرين محتمل للروايتين وقال القتيبي لا أَعرف يتَفَلْفَل بمعنى يستاك قال ولعله يتَتَفَّل لأَن من استاك تَفَل وقال النضر جاء فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء يشُوص فاه بالسِّواك وفَلْفَل إِذا استاك وفَلْفَل إِذا تبختر قال ومن خفيف هذا الباب فُلُ في قولهم للرجل يا فُلُ قال الكميت وجاءتْ حَوادِث في مِثْلِها يُقال لمثليَ وَيْهاً فُلُ وللمرأَة يا فُلَة قال سيبويه وأَما قول العرب يا فُلْ فإِنهم لم يجعلوه اسماً حذف منه شيء يثبت فيه في غير النداء ولكنهم بنوا الاسم على حرفين وجعلوه بمنزلة دَم قال والدليل على أَنه ترخيم فُلان أَنه ليس أَحد يقول يا فُلْ وهذا اسم اختص به النداء وإِنما بُني على حرفين لأَن النداء موضع حذف ولم يجز في غير النداء لأَنه جعل اسماً لا يكون إِلا كناية لمنادى نحو يا هَنَة ومعناه يا رجل وقد اضطر الشاعر فاستعمله في غير النداء قال أَبو النجم تَدافَعَ الشيبُ ولم تقْتلِ في لَجَّة أَمْسِكْ فُلاناً عن فُلِ فكسر اللام للقافية الجوهري قولهم في النداء يا فُلُ مخففاً إِنما هو محذوف من يا فلان لا على سبيل الترخيم قال ولو كان ترخيماً لقالوا يا فُلا وفي حديث القيامة يقول الله تبارك وتعالى أَي فُلْ أَلم أُكْرِمْك وأُسَوِّدْك معناه يا فُلان قال ابن الأَثير وليس ترخيماً لأَنه لا يقال إِلا بسكون اللام ولو كان ترخيماً لفتحوها أَو ضموها قال سيبويه ليست ترخيماً وإِنما هي صِيغة ارتُجِلت في باب النداء وجاء أَيضاً في غير النداء وقال الجوهري ليس بترخيم فُلان ولكنها كلمة على حِدَة فبنو أَسَد يوقعونها على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد وغيرهم يثني ويجمع ويؤنث وفُلان وفُلانة كناية عن الذكر والأُنثى من الناس فإِن كنيت بهما عن غير الناس قلت الفُلان والفُلانة قال وقال قوم إِنه ترخيم فُلان فحذفت النون للترْخيم والأَلف لسكونها وتفتح اللام وتضم على مذهبي الترخيم وفي حديث أُسامة في الوالي الجائر يُلْقَى في النار فَتَنْدَلِق أَقْتابه فيقال له أَي فُل أَين ما كنت تصف ؟
فنل
التهذيب في الثلاثي ابن الأَعرابي يقال لرقبة الفِيل الفِنْئِل وقال الفراء الفِنْئل بالهمز المرأَة القصيرة
فنجل
الفَنْجَلة والفَنْجَلى مِشْية ضعيفة ابن الأَعرابي الفَنْجَلة أَن يمشي مُفَاجًّا وقد فَنْجَل والفَنْجَلة أَيضاً تباعُد ما بين الساقين والقدَمين والفَنْجَل من الرجال الأَفْحَج ورجل فَنْجَل وهو المتباعد الفخذين الشديد الفَحَج وأَنشد أَللهُ أَعْطانِيك غيرَ أَحْدَلا ولا أَصَكّ أَو أَفَجَّ فَنْجَلا والفُنُْجُل عَناق الأَرض
فهل
أَنت في الضَّلالِ ابنُ فَهْلَلَ وفَهْلَلُ عن يعقوب لا ينصرف وهو الذي لا يُعرَف الجوهري هو الضَّلالُ بنُ فَهْلَلَ غير مصروف من أَسماء الباطل مثل تَهْلَل
فول
الفُول حَبٌّ كالحِمَّص وأَهل الشام يسمون الفُول البَاقِلاًّ الواحدة فُولة حكاه سيبويه وخص بعضهم به اليابِس وفي حديث عمر أَنه سأَل المفقود ما كان طعام الجن ؟ قال الفُول هو الباقِلاًّ والله أَعلم
فوفل
قال أَبو حنيفة الفُوفَل ثمر نخلة وهو صلْب كأَنه عود خشب وقال مرة شجر الفُوفل نخلة مثل نخلة النارَجِيل تحمل كَبَائس فيها الفُوفل أَمثال التمر
فيل
الفِيل معروف والجمع أَفْيال وفُيُول وفِيَلة قال ابن السكيت ولا تقل أَفْيِلة والأُنثى فِيلة وصاحبها فَيَّال( * قوله « وصاحبها فيال » مثله في القاموس وكتب عليه هكذا في النسخ والأصوب وصاحبه كما في الشرح ) قال سيبويه يجوز أَن يكون أَصل فيل فُعْلاً فكسر من أَجل الياء كما قالوا أَبيض وبِيض قال الأَخفش هذا لا يكون في الواحد إِنما يكون في الجمع وقال ابن سيده قال سيبويه يجوز أَن يكون فِيل فِعْلاً وفُعْلاً فيكون أَفْيال إِذا كان فُعْلاً بمنزلة الأَجناد والأَجْحار ويكون الفُيُول بمنزلة الخِرَجَةَ
( * قوله « ويكون الفيول بمنزلة الخرجة » هكذا في الأصل ولعله محرف والأصل ويكون الفيلة بمنزلة الخرجة وأن في الكلام سقطاً )
يعني جمع خُرْج وليلة مثل لون الفِيل أَي سَوْداء لا يهتدي لها وأَلوان الفِيَلة كذلك واسْتَفْيَل الجملُ صار كالفِيل حكاه ابن جني في باب اسْتَحْوذ وأَخواته وأَنشد لأَبي النجم يريد عَينَيْ مُصْعَب مُسْتَفْيِل والتفيُّل زيادة الشباب ومُهْكَته قال الشاعر حتى إِذا ما حانَ من تَفَيُّله وقال العجاج كلّ جُلالٍ يَمْلأُ المُحَبَّلا عجَنَّس قَرْم إِذا تَفَيَّلا قال تفيَّل إِذا سمن كأَنه فِيل ورجل فَيِّل اللحم كثيرة وبعضهم يهمزه فيقول فَيْئِل على فَيْعِل وتفيَّل النبات اكْتَهَل عن ثعلب وفَال رأْيُه يَفِيل فَيْلولة أَخْطأَ وضَعُف ويقال ما كنت أُحب أَن يرى في رأْيك فِيَالة ورجل فِيلُ الرأْي أَي ضعيف الرأْي قال الكميت بني رَبِّ الجَواد فلا تَفِيلوا فما أَنتم فنَعْذِرَكُم لفِيل وقال جرير رأَيتُك يا أُخَيْطِل إِذْ جَرَيْنا وجُرِّبَتِ الفِراسَةُ كنتَ فَالا وتفيَّل كَفال وفَيَّل رأْيَه قبَّحه وخطَّأَه وقال أُمية بن أَبي عائذ فَلَوْ غَيْرَها من وُلْد كَعْب بن كاهِلِ مدحْتَ بقول صادق لم تُفَيَّلِ فإِنه أَراد لم يفيَّل رأْيُك وفي هذا دليل على أَن المضاف إِذا حذف رِفِض حكمه وصارت المعاملة إِلى ما صرت إِليه وحصلت عليه أَلا ترى أَنه ترك حرف المضارعة المؤذن بالغَيْبة وهو الياء وعدل إِلى الخطاب البتة فقال تُفَيَّل بالتاء أَي لم تفيَّل أَنت ؟ ومثله بيت الكتاب أَولئك أَولَى من يَهودَ بِمِدْحَة إِذا أَنتَ يوماً قلتَها لم تُفَنَّد أَي يفنَّد رأْيُك قال أَبو عبيدة الفَائِل من المتفرِّسين الذي يظن ويخطيء قال ولا يعد فائلاً حتى ينظر إِلى الفَرس في حالاته كلها ويتفرَّس فيه فإِن أَخطأَ بعد ذلك فهو فارِس غير فائِل ورجل فِيلُ الرأْي والفِراسة وفالُهُ وفَيِّله وفَيْلُه إِذا كان ضعيفاً والجمع أَفْيال ورجل فالٌ أَي ضعيف الرأْي مخطئ الفِراسة وقد فال الرأْيُ يَفِيلُ فُيُولة وفَيِّل رأْيَه تَفْيِيلاً أَي ضعَّفه فهو فَيِّل الرأْي قال ابن بري يقال فال الرجل يَفِيل فُيُولاً وفَيالة وفِيالة قال أُفْنُون التَّغلَبي فالُوا عليَّ ولم أَملِك فَيالَتهم حتى انتَحَيْت على الأَرْساغ والقُنَنِ وفي حديث علي يصف أَبا بكر رضي الله عنهما كنتَ للدِّين يَعْسوباً أَوَّلاً حين نفَر الناس عنه وآخراً حين فَيَّلوا ويروى فَشِلوا أَي حين فال رأْيُهُم فلم يَسْتبينوا الحق يقال فال الرجل في رأْيه وفَيَّل إِذا لم يصِب فيه ورجل فائل الرأْي وفالُه وفَيَّله وفي حديثه الآخر إِنْ تَمَّموا على فِيَالة هذا الرأْي انقطع نِظام المسلمين المحكم وفي رأْيه فَيالة وفِيالة وفُيُولة والمُفايَلة والفِيَال والفَيال لُعْبة للصبيان وقيل لعبة لفِتيان الأَعراب بالتراب يَخْبَؤُون الشيء في التراب ثم يقسِمونه بقسمين ثم يقول الخابئ لصاحبه في أَي القسمين هو ؟ فإِذا أَخطأَ قال له فال رأْيُك قال طرفة يَشُقُّ حَبَابَ الماءِ حَيْزُومها بها كما قَسَمَ التُّرْبَ المُفايِلُ باليَدِ قال الليث يقال فَيَال وفِيَال فمن فتح الفاء جعله اسماً ومن كسرها جعله مصدراً وقال غيره يقال لهذه اللعبة الطُّبَن والسُّدَّر وأَنشد ابن الأَعرابي يَبِتْنَ يَلْعَبْنَ حَوالَيَّ الطُّبَنْ قال ابن بري والفِئال من الفأْل بالظفر ومن لم يهمز جعله من فالَ رأْيُه إِذا لم يظفَر قال وذكره النحاس فقال الفِيَال من المُفايَلة ولم يقل من المُفاءلة وقوله أَنشده ابن الأَعرابي من الناس أَقوامٌ إِذا صادَفوا الغِنَى تَوَلَّوْا وفَالوا للصديق وفَخَّموا يجوز أَن يكون فالُوا تعظَّمُوا وتَفاخموا فصاروا كالفِيَلة أَو تجهَّموا للصديق لأَن الفِيل جَهْم أَو فالَتْ آراؤهم في إِكرامه وتقريبه ومَعُونته على الدهر فلم يكرموه ولا أَعانوه والفائِل اللحمُ الذي على خُرْب الوَرِك وقيل هو عِرْق قال الجوهري وكان بعضهم يجعل الفائل عِرْقاً في الفخذ قال هميان كأَنما يَيْجَعُ عِرْقا أَبْيَضِهْ ومُلْتَقى فائِله وأُبُضِهْ وقال الأَصمعي في كتاب الفَرس في الورِك الخُرْبة وهي نقرة فيها لحم لا عظم فيها وفي تلك النقرة الفائل قال وليس بين تلك النقرة وبين الجوف عظم إِنما هو جلد ولحم وقيل الفائِلان مُضَيْغَتان من لحم أَسفلهما على الصَّلَوَيْن من لَدُن أَدْنَى الحَجَبَتَيْنِ إلى العَجْب مُكْتَنِفتا العُصْعُص منحدِرتان في جانبي الفخذين واحتجوا بقول الأَعشى قد نَخْضِبُ العيرُ من مَكْنون فائِلِه وقد يَشِيطُ على أَرْماحِنا البَطَل قالوا فلم يجعله مَكْنوناً إِلا وهو عِرْق قال الأَوَّلون بل أَغاب اللسان في أَقْصى اللحم ولو كان عِرْقاً ما قال أَشْرَفَت الحَجَبَتان عليه ويقال المَكْنون هنا الدَّمُ قال الجوهري مَكْنون الفَائِل دَمُه وأَراد إِنَّا حُذاق بالطَّعْن في الفائل وذلك أَن الفارس إِذا حَذَق الطعن قصد الخُرْبةَ لأَنه ليس دون الجَوف عظم ومَكْنون فائِله دمُه الذي قد كُنَّ فيه والفَالُ لغة في الفائِل قال امرؤ القيس ولم أَشْهَدِ الخَيْل المُغِيرة بالضُّحَى على هَيْكَلٍ نَهْدِ الجُزَارة جَوَّالِ سَلِيم الشَّظى عَبْلِ الشَّوى شَنِجِ النَّسا لهُ حَجَباتٌ مُشْرُِفاتٌ على الفالِ أَراد على الفائل فقلَب وهو عِرْق في الفخذين يكون في خُرْبة الوَرِك ينحدِر في الرِّجْل والله أَعلم
قبل
: الجوهري : قَبْلُ نقيض بَعْد . ابن سيده : قَبْل عقيب بَعْد يقال : افعله قَبْل وبَعْد وهو مبني على الضم إِلا أَن يُضاف أَو ينكّر وسمع الكسائي : { الأَمر من قَبْلِ ومن بَعْدِ } فحذف ولم يَبْن وقد تقدم القول عليه في بَعْد وحكى سيبويه : افعله قَبْلاً وبَعداً وجئتك من قَبْلِ ومن بَعْدٍ قال اللحياني : وقال بعضهم ما هو بالذي لا قَبْل له وما هو بالذي لا بَعْد له . وقوله تعالى : { وإن كانوا من قَبْلِ أَن ينزَّل عليهم من قَبْلِه لَمُبلِسِين } مذهب الأَخفش وغيره من البصريين في تَكْرير قبل أَنه على التوكيد والمعنى وإِن كانوا من قَبْل تنزيل المطر لَمُبْلِسين وقال قطرب : إِن قَبْل الأُولى للتنزيل و قَبْلِ الثانية للمطر وقال الزجاج : القول قول الأَخفش لأَن تنزيل المطر بمعنى المطر إِذ لا يكون إِلاّ به كما قال : مَشَيْنَ كما اهتزَّتِ رماحٌ تسفَّهَتْ أَعَالِيَها مَرُّ الرِّياحِ النَّواسِمفالرِّياح لا تُعرف إِلا بمرورها فكأَنه قال : تسفَّهت الرياحُ النَّواسِمُ أَعاليَها . الأزهري عن الليث : قَبْل عَقِيب بَعْد وإِذا أَفردوا قالوا هو من قَبْلُ وهو من بَعْدُ قال : وقال الخليل قبلُ وبعدُ رفعا بلا تنوين لأَنهما غائيان وهما مثل قولك ما رأَيت مثلَه قَطُّ فإِذا أَضَفتَه إِلى شيء نصبت إِذا وقع موقع الصفة كقولك جاءنا قَبْلَ عبدِا وهو قَبْلَ زيد قادِم فإِذا أَوْقَعْتَ عليه من صار في حدِّ الأَسماء كقولك من قبل زيد فصارت من صفةً وخفِض قبلُ لأن مِنْ مِنْ حروف الخفض وإِنما صار قبلُ مُنْقاداً لِمن وتحوَّل من وصْفِيَّتِه إِلى الاسمية لأَنه لا يجتمع صِفتان وغلبه منْ لأَن مِن صار في صدر الكلام فغلب . وفي الحديث : نسأَلك من خير هذا اليوم وخير ما قبلَه وخير ما بعدَه ونعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما قبله وشر ما بعده سؤالُه خيرَ زمان مضَى هو قبول الحسنة التي قدَّمها فيه والاستعاذةُ منه هو طلب العفو عن ذنب قارَفَه فيه والوقتُ وإِن مضى فتَبِعَتُهُ باقية . و القُبْل و القُبُل من كل شيء : نقيض الدُّبْر والدُّبُر وجمعه أَقْبال عن أَبي زيد . و قُبُل المرأَة : فرجُها وفي المحكم : و القُبُل فرج المرأَة . وفي حديث ابن جريج : قلت لعطاءٍ مُحرِمٌ قَبض على قُبُل امرأَته فقال إِذا وَغَل إِلى ما هنالك فعليه دَمٌ القُبُل بضمتين : خلاف الدُّبُر وهو الفرج من الذكر والأُنثى وقيل : هو للأُنثى خاصة ووَغَل إِذا دخل . ولَقِيته من قُبُلٍ ومن دُبُرٍ ومن قُبْلٍ ومن دُبْرٍ ومن قُبُلُ ومن دُبُرُ ومن قُبُلَ ومن دُبُرَ وقد قرىء : { إِن كان قَميصُه قُدَّ من قُبُلٍ } و { من دُبُرٍ } بالتثقيل ومن قُبْلٍ ومن دُبْرٍ . ووقع السهم بقُبْل الهدَف وبدُبْره أَي من مقدَّمه ومن مؤَخَّره . الفراء قال : لَقِيته من ذي قَبَلٍ و قِبَل ومن ذي عَوَض وعِوَض ومن ذي أُنُفٍ أَي فيما يستقبَل . والعرب تقول : ما أَنت لهم في قِبَال ولا دِبَار أَي لا يكترثون لك قال الشاعر : وما أَنتَ إِنْ غَضِبَتْ عامِر لها في قِبَالٍ ولا في دِبَار الجوهري : ويقال ما له قِبْلة ولا دِبْرة إِذا لم يهتد لجهة أَمره . وما لكلامه قِبْلة أَي جهة . ويقال : فلان جلس قُبَالته أَي تُجاهه وهو اسم يكون ظرفاً . و القابلة : الليلة المُقْبلة وقد قَبَل و أَقْبَل بمعنى . يقال : عامٌ قابِل أَي مُقْبِل . و قَبَل الشيءُ و أَقْبَل : ضد دَبَر وأَدْبَرَ قَبْلاً و قُبلاً . و قَبَلْتُ بفلان و قَبِلْتُ به قَبَالة فأَنا به قَبِيل أَي كفيل . وقَبَلَت الريح قُبولاً و قُبِلْنا : أَصابنا ريح القَبُول وَ أَقْبَلْنَا : صِرْنا فيها . و قَبَلَتِ المكانَ : استقبلتْه . و قَبَلْت النعلَ و أَقْبَلْتها : جعلت لها قِبالاً . و قَبِلْت الهدية قَبُولاً وكذلك قَبِلْت الخبرَ : صدَّقته . و قَبِلَت القَابلة الولدَ قِبالة و قَبِل الدَّلْوَ من المُسْتقي و قَبَلَت العينُ و قَبِلَت قَبَلاً وعام قابِل خلاف دابِر وعام قابِل : مُقبل وكذلك ليلة قابِلة ولا فعل لهما . وما له في هذا الأمر قِبْلة ولا دِبْرة أَي وِجْهة عن اللحياني . و القُبْل : الوَجْه . يقال : كيف أَنت إِذا أُقْبِل قُبْلك وهو يكون اسماً وظرفاً فإِذا جعلته اسماً رفعته وإِن جعلته ظرفاً نصبته . التهذيب : و القُبْل إِقبالك على الإِنسان كأَنك لا تريد غيره تقول : كيف أَنت لو أقبلت قُبْلَك وجاء رجل إِلى الخليل فسأَله عن قول العرب : كيف أَنت لو أُقْبل قُبْلُك فقال : أَراه مرفوعاً لأَنه اسم وليس بمصدر كالقَصْد والنَّحْو إِنما هو كيف لو أَنت استُقْبل وَجْهك بما تكره . الجوهري : وقولهم إِذاً أُقْبِلُ قُبْلَك أَي أَقصِد قَصْدك وأَتوجه نحوَك . وكان ذلك في قُبْل الشتاء وفي قُبْل الصَّيْفِ أَي في أَوله . وفي الحديث : طلقوا النساء لقُبْل عدَّتهنَّ وفي رواية : في قُبْل طُهرهنَّ أَيْ في إِقْباله وأَوَّله وحين يمكنها الدخول في العدَّة والشروع فيها فتكون لها محسوبة وذلك في حالة الطُّهر . و أَقْبل عليه بوجهه و الاستقبال : ضدُّ الاستدبار . و استقبَل الشيءَ و قابَله : حاذاه بوجهه . وأَفْعَلُ ذلك من ذي قِبَل أَي فيما أَسْتَقْبِل . وافَعَلْ ذلك من ذي قِبَل أَي فيما تستقبل . ويقال : فلان قُبالَتي أَي مستقبَلي . وقوله : صلى الله عليه وسلم : لا تستقبِلوا الشهرَ استقبالاً يقول : لا تقدَّموا رمضان بصيامٍ قبلَه وهو قوله : ولا تصِلوا رمضان بيوم من شعبان . ورأَيته قَبَلاً و قُبُلاً و قُبَلاً و قِبَلاً و قَبَلِيًّا و قَبِيلاً أَي مُقابَلة وعِيَاناً . وفي حديث آدم على نبينا وعليه الصلاة والسلام : أَن الله خلقه بيده ثم سَوَّاه قِبَلاً وفي رواية : أَن الله كلَّمه قِبَلاً أَي عِياناً و مُقابَلة لا من وراء حجاب ومن غير أَن يولِّيَ أَمرَه أَو كلامه أَحداً من ملائكته ورأَيت الهلال قَبَلاً كذلك وقال اللحياني : القَبَل بالفتح أَن ترى الهلال أَول ما يُرى ولم يُرَ قَبْل ذلك وكذلك كل شيء أَول ما يرى فهو قَبَل . الأَصمعي : الأَقْبال ما استقبلك من مُشرِف الواحد قَبَل قال : و القَبَل أَن يُرى الهلال أَول ما يُرَى ولم يُرَ قبل ذلك . ابن الأَعرابي : قال رجل من بني ربيعة بن مالك : إِن الحق بِقَبَل فمن تعدَّاه ظَلم ومن قصر عنه عجز ومن انتهى إِليه اكتفى قال : بقَبَل أَي يتَّضح لك حيث تراه وهو مثل قولهم : إِن الحق عارِي . وفي حديث أَشراط الساعة : وأَن يُرَى الهلال قَبَلاً أَي يُرَى ساعة ما يطلُع لعظمه ووضُوحه من غير أَن يُتَطلَّب وهو بفتح القاف والباء . الزجاج : كل ما عاينته قلتَ فيه أَتاني قَبَلاً أَي مُعاينة وكل ما استقبلك فهو قَبَل وتقول : لا أُكلمك إِلى عشر من ذي قَبَل و قِبَل فمعنى قِبَل إِلى عشر مما تُشاهده من الأَيام ومعنى قَبَل إِلى عشر يَستقبلنا وقال الجوهري : أَي فيما أَستأْنِف . وقَبَّح الله منه ما قَبَل وما دَبَر وبعضهم لا يقول منه فَعَل . و الإِقْبال : نقيض الإِدْبار قالت الخنساء : تَرْتَعُ ما غَفَلَتْ حتى إِذا ادَّكَرَتْ فإِنما هي إِقْبالٌ وإِدْبارُ قال سيبويه : جعلُها الإِقْبالَ والإِدْبارَ على سعة الكلام قال ابن جني : الأَحسن في هذا أَن يقول كأَنها خلقت من الإِقبال والإِدْبار لا على أَن يكوْن من باب حذف المضاف أَي هي ذاتُ إِقبال وإِدبار وقد ذكر تعليله في قوله عز وجل : { خلق الإِنسان من عَجَل } . وقد أَقبل إِقْبالاً و قَبَلاً عن كراع واللحياني والصحيح أَن القبْل الاسم و الإِقْبال المصدر . و قَبَل على الشيء و أَقْبَل : لزِمه وأَخذ فيه . و أَقْبَلتِ الأَرض بالنبات : جاءت به . ورجل مُقابَل مُدابَر : محض من أَبَوَيْه وقيل : رجل مُقابَل ومُدابَر إِذا كان كريم الطَّرَفين من قِبَل أَبيه وأُمِّه . وقال اللحياني : المُقابَل الكريم من كلا طرَفيه وقيل : مُقابَل كريم النسَب من قِبَل أَبويه وقد قُوبِل وقال : إِن كنت في بكْرٍ تَمُتُّ خُؤُولةً فأَنا المُقابَلُ في ذَوِي الأَعْمامِ ويقال : هذا جاري مُقابِلي ومُدابِري وأَنشد : حَمَتْك نفسِي معَ جاراتي مُقابِلاتي ومُدابِراتيوناقة مُقابَلة مُدابَرة وذات إِقْبالة وإِدْبارة و إِقْبال وإِدْبار عن اللحياني إَذا شُقَّ مقدَّم أُذُنها ومؤخَّرها وفُتِلت كأَنها زَنَمَة وكذلك الشاة وقيل : الإِقْبالة والإِدْبارة أَن تُشقُّ الأُذنُ ثم تُفْتَل فإِذا أُقبل به فهو الإِقْبالة وإِذا أُدْبِر به فهو الإِدْبارة والجلدة المُعلَّقة أَيضاً هي الإِقْبالة والإِدْبارة ويقال لها القِبَال والدِّبارُ وقيل : المُقابَلة الناقة التي تُقرَض قَرْضةٌ من مقدَّم أُذنها مما يلي وجهها حكاه ابن الأَعرابي . وقال اللحياني : شاة مُقابَلة ومُدابَرة وناقة مُقابَلة ومُدابَرة ف التي تُقرَض أُذنها من قِبَل وجهها والمُدابَرة التي تُقرَض أُذنها من قِبَل قَفاها . وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم : أَنه نَهى أَن يُضَحَّى بشَرْقاء أَو خَرْقاء أَو مُقابَلة أَو مُدابَرة قال الأَصمعي : المُقابَلة أَن يقطع من طرف أُذنها شيء ثم يترك معلَّقاً لا يَبِين كأَنه زَنَمَة والمُدابَرة أَن يفعل ذلك بمؤَخَّر الأُذُن من الشاة قال الأَصمعي : وكذلك إِن كان ذلك من الأُذن أَيضاً فهي مُقابَلة ومُدابَرة بعد أَن يكون قد قطع . الجوهري : شاة مُقابَلة قطعتْ من أُذنها قطعة لم تَبِن فتركت معلَّقة من قُدُمٍ فإِن كانت من أُخُر فهي مُدابَرة واسم تلك السِّمَة القُبْلة و الإِقْبالة . أَبو الهيثم : قَبَلْت الشيء ودَبَرْته إِذا استقبلتَه أَو استَدْبرته و قُبْل عام ودُبْر عام فالدابر المُوَلّي الذي لا يرجع و القابل المستقبَل . والدابِرُ من السِّهام . الذي خرج من الرمية . وعام قابل أَي مُقْبِل . و القابلة : الليلة المُقْبِلة وكذلك العام القابل ولا يقولون فَعَل يَفْعُل وقول العجاج يصف قَطاة قطعت فلاة : ومَهْمَهٍ تُمْسِي قَطاهُ نُسَّسا رَوابِعاً وبعد رِبْعٍ خُمَّسا وإِن تَوَنَّى رَكْضَة أَو عَرَّسا أَمسى من القابِلَتَين سُدَّساقوله من القابِلَتين يعني الليلة التي لم تأْت بعد وقال رَوابعاً وبعد رِبْع خمساً فإِن بني على الخِمْس ف السادسة والسابعة وإِن بني على الرِّبْع فالقابلتان الخامسة والسادسة وإِنما القابِلة واحدة فلما كانت الليلة التي هو فيها والتي لم تأْت بعد غلَّب الاسم الأَشنع وقال القابِلَتين كما قال : لنا قَمَراها والنجومُ الطَّوالِعُفغلَّب القمر على الشمس وما يعرف قَبِيلاً من دَبِير : يريد القُبُل والدُّبُر وقيل : القَبِيل طاعة الرب تعالى والدَّبِير معصيته وقيل : معناه لا يعرف الأَمر مُقبِلاً ولا مُدْبِراً وقيل : هو ما أَقبلت به المرأَة من غَزْلها حين تَفْتِله وأَدْبَرت وقيل القَبِيل من الفَتْل ما أُقبِل به على الصدْر والدَّبِير ما أُدْبِرَ به عنه وقيل : القَبِيل باطِن الفَتْل والدَّبِير ظاهره وقيل : القَبِيل والدَّبِير في فَتْل الحبل فالقبِيل الفَتْل الأَوَّل الذي عليه العامة والدَّبِير الفَتْل الآخر وبعضهم يقول : القَبِيل في قُوى الحبل كلُّ قوة على قُوَّة وجهُها الداخل قَبِيل والخارج دَبِير وقيل : القَبِيل ما أَقبل به الفاتِل إِلى حِقْوِه والدَّبِير ما أَدْبَر به الفاتِل إِلى ركبته وقال المفضل : القَبِيل فَوْز القِدْح في القمار والدَّبِير خَيْبة القِدْح وقال جماعة من الأَعراب : القَبِيل أَن يكون رأْس ضِمْن النَّعْل إِلى الإِبهام والدَّبِير أَن يكون رأْس الضِّمنْ إِلى الخِنْصَر المحكم : وقيل القَبِيل أَسفل الأُذُن والدَّبِير أَعلاها وقيل : القَبِيل القُطْن والدَّبير الكَتَّان وقيل : ما يعرف مَن يُقبِل عليه وقيل : ما يعرِف نسَب أُمِّه من نسَب أَبيه والجمع من كل ذلك قُبُل ودُبُر . وما يعرِف ما قَبِيلُ هذا الأمر من دَبِيره وما قِبَالُه من دِبارِه وقال ابن الأعرابي في قول الأَعشى : أَخو الحرب لا ضَرَعٌ واهِن ولم ينتعِل بِقبالٍ خَدِم : القِبَال الزِّمام قال : وهذا كما تقول هو ثابت الغَدَر عند الجَدَل والحُجَج والكَلام والقِتال أَي ليس بضعيف . أقْبَلَ نقيض أدْبَرَ . ويقال : أقْبل مُقْبَلاً مثل : { أدخلني مدخل صِدْق } . وفي حديث الحسن : أَنه سئل عن مُقْبَلِه من العِراق المُقْبَل بضم الميم وفتح الباء : مصدر أَقْبَل يُقْبِل إِذا قدم . وقد أَقْبَل الرجلَ وأَدْبَره . و أَقبل به وأَدبر فما وجَد عنده خيراً . و قَبِل الشيءَ قَبُولاً و قُبُولاً الأَخيرة عن ابن الأَعرابي و تقبَّله كِلاهما : أَخذه . والله عز وجل يَقْبَل الأَعمال من عباده وعنهم و يتقبَّلها . وفي التنزيل العزيز : { أُولئك الذين نَتقبَّل عنهم أَحسن ما عملوا } قال الزجاج : ويروى أَنها نزلت في أَبي بكر رضي الله عنه . وقال اللحياني : قَبِلْت الهدية أَقْبَلُها قَبُولاً و قُبُولاً . ويقال : عليه قَبُول إِذا كانت العين تَقْبَله وعلى قَبولٍ أَي تقْبَله العين . ابن الأَعرابي : يقال قَبِلته قَبُولاً و قُبُولاً وعلى وجهه قَبُول لا غير و قَبِلَه بقَبُول حَسَن وكذلك تقبَّله ب أَيضاً . وفي التنزيل العزيز : { فتقبَّلها ربها بقَبُول حسَن } ولم يقل ب قال الزجاج : الأَصل في العربية تقبَّلها ربها ب حسَن أَي ب حسَن ولكن قَبُولاً محمول على قوله قَبِلَها قَبُولاً حسَناً يقال : قَبِلْت الشيء قَبُولاً إِذا رَضِيته و تقبَّلْت الشيء و قَبِلْته قَبُولاً بفتح القاف وهو مصدر شاذ وحكى اليزيدي عن أَبي عمرو بن العلاء : القَبُول بالفتح مصدر قال : ولم أَسمع غيره . قال ابن بري : وقد جاء الوَضُوء والطَّهُور والوَلُوع والوَقُود وعِدَّتُها مع القَبُول خمسة يقال : على فلان قَبُول إِذا قَبِلَتْه النفس وفي الحديث : ثم يُوضَع له القَبُول في الأَرض وهو بفتح القاف المحبة والرِّضا بالشيء ومَيْلُ النفس إِليه . و تقبَّله النعيم : بدا عليه واستبان فيه قال الأَخطل : لَدْن تقبَّله النَّعيم كأَنما مُسِحَتْ تَرائبُه بماء مُذهَبو أَقْبَله و أَقْبَل به إِذا راوده على الأَمر فلم يَقْبَله . و قَابَل الشيء بالشيء مُقابَلة و قِبالاً : عارضه . الليث : إِذا ضممت شيئاً إِلى شيء قلتَ قابَلْتُه به و مُقابَلة الكتاب بالكتاب و قِبالُه به : مُعارَضته . و تَقابل القومُ : استقبل بعضهم بعضاً . وقوله تعالى في وصف أَهل الجنة : { إِخواناً على سُرُر مُتقابِلين } جاء في التفسير : أَنه لا ينظر بعضهم في أَقْفاء بعض . و أَقبَله الشيء : قابَله به . و أَقبَلْناهم الرِّماح و أَقْبَل إِبلَه أَفواه الوادي و استقبلها إِياه وقد قَبَلَتْه تَقْبُله قُبولاً وكذلك أَقبَلْنا الرِّماحَ نحو القوم . و أَقبَل الإِبلَ الطريقَ : أَسلكها إِياه . أَبو زيد : قَبَلَت الماشية الوادي تَقْبُله و أَقبلتها أَنا إِياه قال : وسمعت العرب تقول انزِل بقابل هذا الجبل أَي بما استبقلك من أَقباله و قَوابِله . و أَقبَلْتُه الشيءَ أَي جعلتُه يَلي قُبالَته . يقال : أَقبَلْنا الرماح نحو القوم . و قَبَلَت الماشية الوادي : استَقْبَلَتْه و أَقبَلْتُها إِيَّاهُ فيتعدَّى إِلى مفعول ومنه قول عامر بن الطفيل : فلأَبْغِيَنَّكمُ قَناً وعَوارِضاً ولأَقْبِلَنَّ الخيلَ لابةَ ضَرْغَدِو المُقابَلة : المُواجهة و التقابُل مثله . وهو قِبالُك و قُبالَتُك أَي تُجاهك ومنه الكلمة : قِبالَ كلامك عن ابن الأعرابي ينصبه على الظرف ولو رَفعه على المبتدإِ والخبر لجاز ولكن كذا رواه عن العرب وقال اللحياني : هذه كلمة قِبالَ كلمتك كقولك حِيالَ كلمتك . و قُبالة الطريق : ما استقبلك منه . وحكى اللحياني : اذهب به فأَقْبِله الطريق أَي دُلَّه عليه واجعله قِباله . و أَقْبَل المِكْواةَ الداءَ : جعلها قُبالَته قال ابن أَحمر : شرِبْتُ الشُّكاعَى والْتَدَدْتُ أَلِدَّةً وأَقْبَلْتُ أَفْواهَ العُروقِ المَكاوِيا وكنا في سفر فأَقبَلْت زيداً وأَدْبَرْته أَي جعلته مرَّة أَمامي ومرة خلفي وفي التهذيب : أَقبَلْت زيداً مرة وأَدبرته أُخرى أَي جعلته مرة أَمامي ومرة خلفي في المشي . و قَبَلْت الجبل مرة ودَبَرْته أُخرى . قبَائل الرأْس : أَطْباقه وقيل : هي أربع قِطَع مَشْعوب بعضها إِلى بعض واحدتها قَبيلة وكذلك قَبائل القدَح والجَفْنة إِذا كانت على قِطعتين أَو ثلاث قِطَع الليث : قَبيلة الرأْس كل فِلْقة قد قُوبلت بالأُخرى وكذلك قَبائل بعض الغروب والكثرة لها قَبائل الجوهري : القَبيلة واحدة قَبائل الرأْس وهي القِطع المَشْعوب بعضها إِلى بعض تصِل بها الشُّؤون وبها سميت قَبائل العرب الواحدة قبيلة . و قَبائل الرحْل : أَحْناؤه المَشْعوب بعضها إِلى بعض . و قَبائل الشجرة : أَغصانها . وكل قطعة من الجلد قبيلة . و القَبِيلة : صخرة تكون على رأْس البئر والعُقابان دِعامَتا القَبيلة من جَنَبَتَيْها يعضِّدانها عن ابن الأَعرابي وهي القَبيلة والمَنْزَعَةَ وعُقاب البئر حيث يَقوم الساقي . و القَبيلة من الناس : بنو أَب واحد . التهذيب : أما القبيلة فمن قَبائِل العرب وسائرهم من الناس . ابن الكلبي : الشَّعْب أَكبر من القبيلة ثم القَبِيلة ثم العِمارة ثم البَطْن ثم الفَخِذ . قال الزجاج : القَبيلة من ولد إِسمعيل عليه السلام كالسِّبْط من ولد إِسحق عليه السلام سموا بذلك ليُفرق بينهما ومعنى القَبِيلة من ولد إِسمعيل معنى الجماعة يقال لكل جماعة من واحد قَبيلة ويقال لكل جمع من شيء واحدٍ قَبِيل قال الله تعالى : { إِنه يَراكم هو و قَبيلهمن حيث لا ترونهم } أَي هو ومن كان من نسله واشتق الزجَّاج القَبائل من قَبائل الشجرة وهي أَغصانها . أَبو العباس : أُخذتْ قَبائل العرب من قَبائل الرأْس لاجتماعها وجَماعتها الشَّعْب و القَبائل دونها . ويقال : رأَيت قَبائل من الطير أَي أَصنافاً وكل صِنْف منها قَبيلة : فالغِرْبان قَبِيلة والحمام قَبيلة قال الراعي : رُدافَى فوقها من قَبيلةمن الطير يدعُوها أَحَمُّ شَحُوجُ يعني الغِرْبان فوق الناقة . وكل جِيلٍ من الجن والناس قَبِيل . و القَبيَلة : اسم فرس سميت بذلك على التفاؤل كأَنها إِنما تحمل قَبيلة أَو كأَن الفارس الذي عليها يقوم مقام قَبيلة قال مرداس بن حصن جاهلي : له القَبيلة إِذ تَجَهْناوما ضاقَتْ بشِدَّته ذِراعِيقصرت : حَبَسْت وأَراد اتَّجَهْنا . القَبيل : الجماعة من الناس يكونون من الثلاثة فصاعداً من قوم شتى كالزِّنْج والرُّوم والعرب وقد يكونون من نحو واحد وربما كان القَبيل من أَب واحد كالقَبِيَلةِ وجمع القَبيل قُبُل واستعمل سيبويه القَبيل في الجمع والتصغير وغيرهما من الأَبواب المتشابهة . القبَل في العين : إِقبال إِحدى الحَدَقَتين على الأُخرى وقيل : إِقبالها على المُوقِ وقيل : إِقبالها على عُرْض الأَنْف وقيل : إِقبالها على المَحْجِر وقال اللحياني : هي التي أَقبلت على الحاجب وقيل : القَبَل مثل الحَوَل قَبَلَتْ عينُه و قَبِلَت قَبَلاً و اقْبَلَّت وهي عين قَبْلاء ورجل أَقْبَل العين وامرأَة قَبْلاء وقد أَقبَل عينَه : صيَّرها قَبْلاء . ويقال : قَبِلَت العينُ قَبَلاً إِذا كان فيها إِقبال النظَر على الأَنْف وقال أَبو نصر : إِذا كان فيها مَيل كالحوَل وقال أَبو زيد : الأَقبَل الذي أَقَبَلت حَدَقتاه على أَنفه والأَحول الذي حَوِلت عيناه جميعاً وقال الليث : القَبَل في العين إِقبال السواد على المَحْجِر ويقال : بل إِذا أَقبل سواده على الأَنف فهو أَقْبَل وإِذا أَقبل على الصُّدْغين فهو أخْزَر وقد قَبِلَت عينه و أَقبَلْتُها أَنا . ورجل أَقبَل بيِّن القبَل : وهو الذي كأَنه ينظر إِلى طَرف أَنفه قالت الخنساء : أَن رأَيتُ الخيلَ قُبْلاً تُبارِي بالخُدود شَبا العَوالي قال ابن بري : البيت لليلى الأَخيَليَّة قالته في فائض بنأبي عقيل وكان قد فرَّ عن تَوْبة يوم قتل والصواب في إِنشاده : ولمَّا أَن رأَيتَ بفتح التاء لأَن بعد البيت : وِصالَه وصَدَدْت عنهكما صَدَّ الأَزَبُّ عن الظِّلال وفي الحديث في صفة هرون : في عينه قَبَل هو من ذلك . وفي حديث أَبي رَيْحانة : إِني لأَجد في بعض ما أُنزِل من الكتب : الأَقْبَلُ القَصيرُ القَصَرةِ صاحبُ العِراقين مبدِّلُ السُّنة يلعنه أَهلُ السماء والأَرض وَيْلٌ له ثم ويل له الأَقْبَلُ من القَبَل الذي كأَنه ينظر إِلى طرَف أَنفه وقيل : هو الأَفْحَج . وشاةٌ قَبْلاء بيِّنة القَبَل : وهي التي أقبل قرناها على وجهها . وعضُد قَبْلاء : فيها مَيل . و القابِل والدابِر : الساقيان . و القابِل : الذي يَقْبَل الدلو قال زهير : وقابِل يتغنَّى كلَّما قَدَرَتْ على العَراقي يداه قائماً دَفَقا والجمع قَبَلَة وقد قَبِلها قَبُولاً عن اللحياني وقيل : القبَلة الرِّشاء والدلو وأَداتها ما دامت على البئر يعمَل بها فإِذا لم تكن على البئر فليست بقَبَلة . و المُقْبِلَتان : الفأْس والمُوسى . و القَبَل : صَدَد الجبر . و القَبَل : المحَجَّة الواضحة . و القَبَل : ما ارتفع من جبل أَو رمل أَو علو من الأَرض . و القَبَل : المرتفع في أصل الجبل كالسَّنَد . ويقال : انزل بقَبَل هذا الجبل أَي بسَفْحه وتقول : قد قَبَلَني هذا الجبل ثم دَبَرَني ولذلك قيل عام قابل . و القَبَل أَيضاً بالتحريك : النَّشْز من الأَرض أَو الجبل يستقبلك . يقال : رأَيت شخصاً بذلك القَبَل وأَنشد للجعدي : الله وإِني رجلأنما ذِكْرِي كَنارٍ بقَبَلْوقبل البيت : الغَدْرَ فلم أَهْمُمْ بهوأَخو الغَدْرِ إِذا هَمَّ فَعَلْقال ابن بري ومثله : أَيُّهَذا النابِحي نَبْحَ القَبَلْيَدْعو عليَّ كلَّما قام يُصَلَّأَي كمَنْ يَنْبَح الجبل قال : و القَبَل والكَبْلُ والحَنْبَل والنِّيمُ الفَرْوُ . القِبَل : الطاقة وما لي به قِبَل أَي طاقة . وفي التنزيل العزيز : { بجُنود لا قِبَل لهم بها } أَي لا طاق لهم بها ولا قدرة لهم على مُقاوَمَتها و قِبَل يكون لِمَا وَلِيَ الشيء تقول : ذهب قِبَلَ السُّوق وقالوا : لي قِبَلَك مال أَو فيما يَلِيك اتُّسع فيه فأُجري مجرى على إِذا قلت لي عليك مال ولي قِبَل فلان حق أَي عنده . ويقال : أَصابني هذا الأَمر من قِبَله أَي من تِلْقائه من لَدُنه ليس من تِلْقاء المُلاقاة لكن على معنى من عنده قاله الليث . وأَخذت الأَمر بقَوابِله أَي بأَوائله وحِدْثانه ولقيته قِبَلاً أَي عِياناً . وفي التنزيل العزيز : { وحشرْنا عليهم كل شيء قِبَلاً } ويُقرأُ قُبُلاً فقِبَلاً عِياناً و قُبُلاً قَبِيلاً قَبِيلاً وقيل : قُبُلاً مستقبَلاً وقرىء أَيضاً : { وحشرنا عليهم كل شيء قَبيلاً } فهذا يقوِّي قِراءة من قرأَ قُبُلاً التهذيب : ويجوز أَن يكون قُبُل جمع قَبِيل ومعناه الكَفِيل ويكون المعنى : لو حشر عليهم كل شيء فكفَل لهم بصحة ما يقول ما كانوا ليؤمنوا ويجوز أَن يكون قُبُلاً في معنى ما يُقابلهم أَي لو حشرنا عليهم كل شيء فقابَلَهم ويجوز قُبْلاً على تخفيف قُبُلاً . وقوله عز وجل : { أَو يأْتيهم العذاب قِبَلاً } قيل : معناه عِياناً الزجاج : أَو يأْتيهم العذاب قُبُلاً و قِبَلاً و قَبَلاً فمن قال قُبُلاً فهو جمع قَبِيل المعنى أَو يأْتيهم العذاب ضُروباً ومن قال قِبَلاً فالمعنى أَو يأْتيهم العذاب مُعاينة ومن قال قَبَلاً فالمعنى أَو يأْتيهم العذاب مُقابَلة . الأَعرابي : في قَدَمَيْه قَبَل ثم حَنَف ثم فَحَج . وفي المحكم : القَبَل كالفَحَج بين الرِّجلين . : القِبال شبه فَحَج وتباعد بين الرِّجلين وأَنشد : حَنْكَلَةٌ فيها قِبالٌ وفَجا الجوهري : القَبَل فَحَج وهو أَن يَتدانى صَدْر القدمين ويتباعد عَقِباهما . و قِبال النعل بالكسر : زمامها وقيل : هو مثل الزِّمام بين الإِصبع الوسطى والتي تليها وقيل : هو الزمام الذي يكون في الإِصبع الوسطى والتي تليها . ويقال : ما رَزَأْته قِبالاً ولا زِبالاً القِبال : ما كان قدام عقد الشِّراك والزِّبال الكُتْبَة التي يُخْزَم بها النعل قبل أَن يُحذى ويقال : الزِّبال ما تحمله النملة بفيها أَنشد ابن الأَعرابي : إِذا انقطعت نَعْلي فلا أُمّ مالك قريب ولا نَعلي شديد قِبالُها يقول : لست بقريب منها فأَستمتع بها ولا أَنا بصبور فأَسْلى عنها . و أَقْبَل النعلَ و قَبَلَها و قابَلَها : جعل لها قِباليْن وقيل : أَقْبَلَها جعل لها قِبالاً و قَبَلَها مخففة شدَّ قِبالَها وقيل : مُقابَلَتها أَن يثني ذُؤَابَة الشِّراك إِلى العُقدة . ويقال : قابِلْ نعلك أَي اجعل لها قِبالَيْن . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم : أَنه كان لنعله قِبالان أَي زِمامان القِبال : زِمام النعل وهو السير الذي يكون بين الإِصبعين . وفي الحديث : قابِلوا النِّعال أَي اعملوا لها قِبالاً . ونعل مُقْبَلة إِذا جعلت لها قِبالاً و مَقْبُولة إِذا شددت قِبالها . ورجل منقطع القِبال : سيِّء الرأْي عن ابن الأَعرابي . و القابلة من النساء : معروفة . و القَبَل : لُطْف القابِلة لإِخراج الولَد و قَبِلَتِ القابِلة المرأَة تَقْبَلها قِبالة وكذلك قَبِل الرجلُ الغَرْبَ من المُستقي مثله وهو القابل . التهذيب : قَبِلت القابِلة المرأَة إِذا قَبِلت الولد أَي تلقَّته عند الوِلادة وكذلك قَبِل الرجل الدلو من المُستقي قَبُولاً فهو قابِل . وفي الحديث : رأَيت عقيلاً يَقْبَل غَرْب زمزم أَي يتلقاها فيأْخذها عند الاسْتقاء . و القَبِيل و القَبُول : القابلة . المحكم : قَبِلت القابِلة الولد قِبالاً أَخذته من الوالدة وهي قابِلة المرأَة و قَبُولها و قَبِيلها قال الأعشى : أُصالحُكم حتى تَبُوؤُوا بمثلِها كصَرْخَةِ حُبْلى أَسْلَمَتْها قَبِيلُها ويروى قَبُولها أَي يئِست منها . وفي الحديث : قَبِلت القابِلة الولد تَقْبَله إِذا تلقته عند ولادته من بطن أُمه . و القَبيل : الكفيل والعَرِيف وقد قَبَل به يَقْبُل و يَقْبَل و يَقْبِل قَبَالة : كَفَله . ونحن في قَبالَته أَي في عِرافَته وأَنشد : إِنَّ كَفِّي لَكِ رَهْنٌ بالرِّضا فاقْبُلي يا هندُ قالت : قد وَجَبْ قال أَبو نصر : اقْبُلي معناه كُوني أَنت قبِيلاً قال اللحياني : ومن ذلك قيل كتبت عليهم القَبالة . ويقال : قَبَّلْت العامِلَ تَقْبيلاً والاسم القَبَالة و تَقَبَّله العامِل تَقَبُّلاً . وفي حديث ابن عباس : إِياكم و القَبالات فإِنها صغار وفضلها رِباً هو أَن يتَقَبَّل بخَراج أَو جِباية أَكثر مما أَعطى فذلك الفضل رِباً فإِن تقبَّل وزرع فلا بأْس . و القَبَالة بالفتح : الكفالة وهي في الأَصل مصدر قَبَل إِذا كَفَل . و قَبُل بالضم إِذا صار قَبِيلاً أَي كفيلاً . و تَقَبَّل به : تكفّل ك . وقال : قَبَّلْت العامِل العمل تَقَبُّلاً وهذا نادر والاسم القَبالة و تَقَبَّله العامل تَقْبِيلاً نادر أَيضاً . وقد روي قَبلْتُ به و قَبَلْتُ : في معنى كفَلْت على مثال فَعِلْت وفَعَلْت . ويقال : تكلم فلان قَبِلاً فأَجاد و القَبَل : أَن يتكلم بكلام لم يكن استعده عن اللحياني . وتكلم قَبَلاً أَي بكلام لم يكن أَعدَّه ورَجزَه قَبَلاً أَنشده رَجزَاً لم يكن أعدَّه . و اقْتَبَل الكلامَ والخُطبة اقْتِبالاً : ارتجَلَهما وتكلم بهما من غير أَن يُعِدَّهما . و اقْتَبَل من قِبَله كلاماً فأَجاد عن اللحياني أَيضاً ولم يفسره إِلا أَن يريد من قِبَلهِ نفسه . وسقَى على إِبله قَبَلاً : صبَّ الماء على أَفواهها . و أَقْبَل على الإِبل : وذلك إِذا شربت ما في الحوض فاستقى على رؤوسها وهي تشرب وقال اللحياني مثل ذلك وزاد فيه : ولم يكن أَعدَّه قَبل ذلك وهو أَشد السقي . الجوهري وغيره : و القَبَل أَن تشرب الإِبل الماء وهو يصبُّ على رؤوسها ولم يكن لها قبل ذلك شيء ومنه قول الراجز : بالرَّيْثِ ما أَرْوَيتُها لا بالعَجَلْ وبالحَيا أَرْوَيتُها لا بالقَبَلْ التهذيب : يقال سقى إِبله قَبَلاً إِذا صب الماء في الحوض وهي تشرب منه فأَصابها الأَصمعي : القَبَل أَن يورد الرجل إِبله فيستقي على أَفواهها ولم يكن هَيَّأَ لها قبل ذلك شيئاً . و القُبْلة : اللَّثمة معروفة والجمع القُبَل وفعله التَّقْبِيل وقد قَبَّل المرأَةَ والصبيَّ . و القِبْلة : ناحية الصلاة . وقال اللحياني : القِبْلة وِجهة المسجد . وليس لفلان قِبْلة أَي جهة . أَين قِبْلَتُك أَي أَين جِهَتك ومن أَين قِبْلتكَ أَي من أَين جهتك . و القِبْلة : التي يصلى نحوها . وفي حديث ابن عمر : ما بين المشرق والمغرب قِبْلة أَراد به المسافر إِذا التبست عليه قِبْلَته فأَما الحاضر فيجب عليه التحرّي والاجتهاد وهذا إِنما يصح لمن كانت القِبْلة في جَنُوبه أَو شَماله ويجوز أَن يكون أَراد به قِبْلة أَهل المدينة ونواحيها فإِن الكعبة جنوبها . و القِبْلة في الأَصل : الجهة . و القَبُول من الرياح : الصَّبا لأَنها تستدْبِر الدَّبُور و تستقبل بابَ الكعبة . التهذيب : القَبُول من الرياح الصَّبا لأَنها تستقبل الدَّبُور . الأَصمعي : الرِّياح معظَمها الأَربع الجَنُوب والشَّمال والدَّبُور والصَّبا فالدَّبور التي تهُبُّ من دُبُر الكعبة و القَبُول من تِلْقائها وهي الصَّبا قال الأَخطل : فإن تَبْخَل سَدُوسُ بدِرْهَمَيها فإنَّ الرِّيحَ طيِّبة قَبُولُ قال ثعلب : القَبُول ما استقبلك بين يديك إِذا وَقَفت في القِبْلة قال : وإِنما سميت قَبُولاً لأَن النفس تَقْبَلُها وهي تكون اسماً وصفة عند سيبويه والجمع قَبائل عن اللحياني . وقد قَبَلَت الرِّيح بالفتح تَقْبُل قَبْلاً و قُبُولاً الأَول عن اللحياني وهي ريح قَبُول والاسم من هذا مفتوح والمصدر مضموم . و أَقْبَل القوم : دخلوا في القَبُول و قَبلوا : أَصابتهم القَبُول . ابن بزرج : قالوا قَبِّلوها الريحَ أَي أَقْبلوها الريحَ قال الأَزهري : و قابِلوها الريحَ بمعناه فإِذا قالوا اسْتَقْبِلوها الريحَ فإِن أَكثر كلامهم استقبلوا بها الريح . و القَبُول : الحُسْن والشَّارة وهو القُبُول بضم القاف أَيضاً لم يحكها إِلا ابن الأَعرابي وإِنما المعروف القَبُول بالفتح وقول أَيوب بن عَيَّابة : ولا مَنْ عليه قَبول يُرَى وآخَر ليس عليه قَبُول معناه لا يستوي مَنْ له رُواءٌ وحيَاءٌ ومُروءة ومن ليس له شيء من ذلك . و القَبُول : أَن تَقْبَل العفو والعافية وغير ذلك وهو اسم للمصدر وأُميت الفعل منه . ويقال : اقْتَبَل أَمرَه إِذا استأْنَفه . وفي حديث الحج : لو اسْتَقْبَلتُ من أَمري ما استدْبَرْت ما سُقتُ الهَدْيَ أَي لو عَنَّ لي هذا الرأْي الذي رأَيته أَخيراً وأَمرتكم به في أَول أَمري لمَا سُقْت الهَدْيَ معي وقلَّدته وأَشْعَرته فإِنه إِذا فعل ذلك لا يُحِلُّ حتى ينحره ولا ينحر إِلا يوم النحر فلا يصح له فَسْخ الحج بعُمْرة ومن لم يكن معه هَدْيٌ لا يلتزم هذا ويجوز له فسخ الحج وإِنما أَراد بهذا القول تَطْييب قلوب أَصحابه لأَنه كان يشقُّ عليهم أَن يُحِلُّوا وهو محرم فقال لهم ذلك لئلا يَجِدوا في أَنفسِهِم وليعلموا أَن الأَفضل لهم قبُول ما دعاهم إِليه وأَنه لولا الهَدْيُ لفعله . ورجل مُقْتَبَل الشَّباب أَي مستقبل الشباب إِذا لم يُرَ عليه أَثر كِبَرٍ وقال أَبو كبير : ولَرُبَّ مَنْ طَأْطأْته بِحَفِيرة كالرُّمْحِ مُقْتَبَل الشَّباب مُحَبَّرُ الفراء : اقْتَبَل الرجلُ إِذا كاسَ بعد حَماقة . ويقال : انزل ب هذا الجبل أَي بسَفْحِه . ووقع السهم بِقُبُل هذا وبدُبُره وكان ذلك في قُبُلٍ من شَبابه وكان ذلك في قُبُل الشِّتاء وفي قُبُل الصيف أَي في أَوله ووجهه . و القَبَلة : حجر أَبيض يجعل في عنق الفرس يقال : قلدَّها ب . و القَبْلة و القَبِيل : خرزة شبيهة بالفَلْكَة تعلَّق في أَعناق الخيل . و القَبَل و القَبَلة : من أَسماء خرز الأَعراب . غيره : و القَّبَلَة خرزة من خرز نساء الأَعراب اللواتي يؤخِّذْن بها الرجال يقُلْن في كلامهنَّ : يا قَبَلة اقْبِليه ويا كَرارِ كُرِّيه وهكذا جاء الكلام وإِن كان ملحوناً لأَن العرب تُجْري الأَمثال على ما جاءت به وقد يجوز أَن يكون عنى بكَرارَ الكَرَّة فأَنَّث لذلك وقال اللحياني : هي القَبَل وأَنشد : جَمَّعْنَ من قَبَلٍ لهنَّ وفَطْسَةٍ والدَّرْدَبِيس مُقابَلاً في المَنْظَمِ و القَبَلة : ما تتخذه الساحرة ليقبِل بوجه الإِنسان على صاحبه . وقال اللحياني : القَبْلة و القَبَل من أَسماء خرز الأَعراب . الجوهري : و القَبَل جمع قَبَلة وهي الفَلْكة وهي أَيضاً ضرْب من الخرز يؤحَّذ بها وربما علقت في عنق الدابة تدفع بها العين . و القَبَلة : حجر أَبيض عريض يعلق في عنق الفرس . وثوبٌ قَبائل أَي أَخْلاق عن اللحياني . يقال : أَتانا في ثوب له قَبائل وهي الرِّقاع . ابن الأَعرابي : إِذا رُقِع الثوب فهو المُقَبَّل و المَقْبُول والمُرَدَّم والمُلَبَّد والمَلْبُود . أَبو عمرو : يقال للخِرْقة التي يرقَع بها قَبُّ القميص القَبِيلة والتي يرقَع بها صدْر القميص اللِّبْدة . و قَبائل اللجام : سُيوره الواحدة قَبِيلة قال ابن مقبل : يرخي العِذارَ وإِن طالت قَائلهِ عن حُزَّةٍ مثل سِنْفِ المَرْخةِ الصَّفِرِشمر : قُصَيْرى قِبالٍ حيَّة سماها أَبو خيرة قُصَيْرى وسمَّاها أَبو الدُّقيش قُصيْرى قِبال وهي من الأَفاعي غير أَنها أَصغر جسماً تقتُل على المكان قال : وأَزَمَتْ بِفرْسِن بعير فمات مكانه . في الرباعي : حيَّا الله قَهْبَلَه أَي حيَّا الله وجهه وحكي عن ابن الأعرابي : حَيَّا الله قَهْبَلَه ومُحَيَّاه وسَمامَتَه وطَلَلَهُ وآلَهُ . وقال : قال أَبو العباس الهاء زائدة فيبقى حيَّا الله قَبَلَه أَي ما أَقبل منه . تَقَبَّل الرجل أَباه إِذا أَشبهه قال الشاعر : من أُمَّةٍ ولَطالَما تُنوزِع في الأَسواق منها خِمارُها والأُمَّة هنا : الأُمُّ : وفي الحديث في صفة الغيث : أَرض مُقْبَلة وأَرض مُدْبَرة أَي وقع المطر فيها خِطَطاً ولم يكن عامًّا . وفي حديث الدجال : ورأَى دابَّة يواريها شعرها أَهدب القُبال يريد كثرة الشعر في قُبالها القُبال : الناصية والعُرْف لأَنهما اللذان يستقبلان الناظر و قُبال كل شيء و قُبْله : أَوله وما استقبلك منه . وفي حديث المزارعة : نستثني ما على الماذِياناتِ و أَقْبالِ الجَداوِل الأَقْبال : الأَوائل والرؤوس جمع قُبْل . و القُبْل أَيضاً : رأْس الجبل والأَكَمة وقد يكون جمع قَبَل بالتحريك وهو الكَلأُ في مواضع من الأَرض . و القَبَل أَيضاً : ما استقبلك من الشيء . و القَبَلة : الخُبَّاز حكاها أَبو حنيفة . و قَبَلٌ : موضع عن كراع . وفي الحديث : أَنه أَقطع بلال بن الحارث مَعادِن القَبَلِيَّة : جَلْسِيَّها وغَوْرِيَّها القَبَلِيَّة : منسوبة إلى قَبَل بفتح القاف والباء وهي ناحية من ساحل البحر بينها وبين المدية خمسة أَيام وقيل : هي من ناحية الفُرْع وهو موضع بين نَخْلة والمدينة قال ابن الأَثير : هذا هو المحفوظ في الحديث قال : وفي كتاب الأَمْكنة مَعادِن القِلَبة بكسر القاف وبعدها لام مفتوحة ثم باء والله أَعلم
قتل
القَتْل معروف قَتَلَه يَقْتُله قَتْلاً وتَقْتالاً وقَتَل به سواء عند ثعلب قال ابن سيده لا أَعرفها عن غيره وهي نادرة غريبة قال وأَظنه رآه في بيت فحسِب ذلك لغة قال وإِنما هو عندي على زيادة الباء كقوله سُودُ المَحاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَر وإِنما هو يقرأْن السُّوَر وكذلك قَتَّله وقَتَل به غيرَه أَي قتله مكانه قال قَتَلتُ بعبد الله خيرَ لِداتِه ذُؤاباً فلم أَفخَرْ بذاك وأَجْزَعا التهذيب قَتَله إِذا أَماته بضرْب أَو حجَر أَو سُمّ أَو علَّة والمنية قاتلة وقول الفرزدق وبلغه موت زياد وكان زياد هذا قد نفاه وآذاه ونذر قتله فلما بلغ موته الفرزدق شَمِت به فقال كيف تراني قالِباً مِجَنِّي أَقْلِب أَمري ظَهْره لِلْبَطْنِ ؟ قد قَتَلَ اللهُ زياداً عَنِّي عَدَّى قَتَل بعنْ لأَنَّ فيه معنى صَرَفَ فكأَنه قال قد صَرَف الله زياداً وقوله قالِباً مِجَنِّي أَي أَفعل ما شئت لا أَتَرَوَّع ولا أَتَوقَّع وحكى قطرب في الأَمر إِقْتُل بكسر الهمزة على الشذوذ جاء به على الأَصل حكى ذلك ابن جني عنه والنحويون ينكرون هذا كراهية ضمة بعد كسرة لا يحجُز بينهما إِلا حرف ضعيف غير حصين ورجل قَتِيل مَقْتول والجمع قُتَلاء حكاه سيبويه وقَتْلى وقَتالى قال منظور بن مَرْثَد فظلَّ لَحْماً تَرِبَ الأَوْصالِ وَسْطَ القَتلى كالهَشِيم البالي ولا يجمع قَتِيل جمعَ السلامة لأَن مؤنثه لا تدخله الهاء وقَتَله قِتْلة سَوء بالكسر ورجل قَتِيل مَقْتول وامرأَة قَتِيل مَقْتولة فإِذا قلت قَتيلة بَني فلان قلت بالهاء وقيل إِن لم تذكر المرأَة قلت هذه قَتِيلة بني فلان وكذلك مررت بقَتِيلة لأَنك تسلك طريق الاسم وقال اللحياني قال الكسائي يجوز في هذا طرْح الهاء وفي الأَوّل إِدخال الهاء يعني أَن تقول هذه امرأَة قَتِيلة ونِسْوة قَتْلى وأَقْتَل الرجلَ عرَّضه للقَتْل وأَصْبَره عليه وقال مالك بن نُوَيْرة لامرأَته يوم قَتَله خالد بن الوليد أَقْتَلْتِني أَي عرَّضْتِني بحُسْن وجهك للقَتْل بوجوب الدفاع عنك والمُحاماة عليك وكانت جميلة فقَتَله خالد وتزوَّجها بعد مَقْتَله فأَنكر ذلك عبد الله بن عمر ومثله أَبَعْتُ الثَّوْب إِذا عَرَّضْته للبيع وفي الحديث أَشدُّ الناس عذاباً يوم القيامة من قتَل نبيّاً أَو قَتَله نبيٌّ أَراد من قَتَله وهو كافر كقَتْله أُبيَّ بن خَلَف يوم بدْر لا كمَن قَتَله تطهيراً له في الحَدِّ كماعِزٍ وفي الحديث لا يُقْتَل قُرَشيٌّ بعد اليوم صبْراً قال ابن الأَثير إِن كانت اللام مرفوعة على الخَبر فهو محمول على ما أَباح من قَتْل القُرَشيّين الأَربعة يوم الفَتْح وهم ابن خَطَل ومَنْ معه أَي أَنهم لا يعودون كفَّاراً يُغْزوْن ويُقْتَلون على الكفر كما قُتِل هؤلاء وهو كقوله الآخر لا تُغْزَى مكة بعد اليوم أَي لا تعودُ دار كفر تُغْزى عليه وإِن كانت اللام مجزومة فيكون نهياً عن قَتْلهم في غير حَدٍّ ولا قِصاص وفي حديث سَمُرة مَنْ قَتَل عَبْده قَتَلْناه ومن جَدَعَ عبده جَدَعْناه قال ابن الأَثير ذكر في رواية الحسن أَنه نَسِيَ هذا الحديث فكان يقول لا يُقْتَل حرٌّ بعبد قال ويحتمل أَن يكون الحسن لم يَنْسَ الحديث ولكنه كان يتأَوَّله على غير معنى الإِيجاب ويراه نوعاً من الزَّجْر ليَرْتَدِعوا ولا يُقْدِموا عليه كما قال في شارب الخمر إِنْ عاد في الرابعة أَو الخامسة فاقتُلوه ثم جيء به فيها فلم يَقْتله قال وتأَوَّله بعضهم أَنه جاء في عَبْد كان يملِكه مرَّة ثم زال مِلْكه عنه فصار كُفؤاً له بالحُرِّية قال ولم يقل بهذا الحديث أَحد إِلاَّ في رواية شاذة عن سفيان والمرويُّ عنه خلافه قال وقد ذهب جماعة إِلى القِصاص بين الحرِّ وعبد الغير وأَجمعوا على أَن القِصاص بينهم في الأَطراف ساقط فلما سقَط الجَدْع بالإِجماع سقط القِصاص لأَنهما ثَبَتا معاً فلما نُسِخا نُسِخا معاً فيكون حديث سَمُرة منسوخاً وكذلك حديث الخمر في الرابعة والخامسة قال وقد يرد الأَمر بالوَعيد رَدْعاً وزَجْراً وتحذيراً ولا يُراد به وقوع الفعل وكذلك حديث جابر في السارق أَنه قُطِع في الأُولى والثانية والثالثة إِلى أَن جيء به في الخامسة فقال اقتُلوه قال جابر فقَتَلْناه وفي إِسناده مَقال قال ولم يذهب أَحد من العلماء إِلى قَتْل السارق وإِن تكررت منه السَّرقة ومن أَمثالهم مَقْتَلُ الرجل بين فَكَّيْه أَي سبب قَتْله بين لَحْيَيْه وهو لِسانه وقوله في حديث زيد بن ثابت أَرسَل إِليَّ أَبو بكر مَقْتَلع أَهل اليمامة المَقْتَل مَفْعَل من القَتْل قال وهو ظرف زمان ههنا أَي عند قَتْلهم في الوَقْعة التي كانت باليمامة مع أَهل الرِّدَّة في زمن أَبي بكر رضي الله عنه وتَقاتَل القوم واقتَتَلوا وتقَتَّلوا وقَتَّلوا وقِتَّلوا قال سيبويه وقد أَدغم بعض العرب فأَسكن لمَّا كان الحرفان في كلمة واحدة ولم يكونا مُنفَصِلين وذلك قولهم يَقِتِّلون وقد قِتَّلوا وكسروا القاف لأَنهما ساكنان التقيا فشبِّهت بقولهم رُدِّ يا فَتى قال وقد قال آخرون قَتَّلوا أَلقَوْا حركة المتحرك على الساكن قال وجاز في قاف اقتَتَلوا الوَجْهان ولم يكن بمنزلة عَصَّ وقِرَّ يلزمه شيء واحد لأَنه لا يجوز في الكلام( * قوله « لأنه لا يجوز في الكلام إلخ » هكذا في الأصل ) فيه الإِظهار والإِخْفاء والإِدغام فكما جاز فيه هذا في الكلام وتصرَّف دَخَله شيئَان يَعْرضان في التقاء الساكنين وتحذف أَلف الوَصْل حيث حرِّكت القاف كما حذفت الأَلف التي في رُدَّ حيث حركت الراء والأَلف التي في قلَّ لأَنهم حرفان في كلمة واحدة لحقها الإِدغام فحذفت الأَلف كما حذفت في رُبَّ لأَنه قد أُدْغِم كما أُدْغم قال وتصديق ذلك قراءة الحسن إِلا مَنْ خَطَّف الخَطْفة قال ومن قال يَقَتِّل قال مُقَتِّل ومن قال يَقِتِّل قال مُقِتِّل وأَهل مكة يقولون مُقُتِّل يُتْبِعون الضمة الضمة قال سيبويه وحدثني الخليل وهرون أَنَّ ناساً يقولون مُرُدِّفين يريدون مُرْتَدِفين أَتبَعُوا الضمةَ الضمة وقول منظور بن مرثد الأَسدي تَعَرَّضَتْ لي بمكان حِلِّ تَعَرُّضَ المُهْرةِ في الطِّوَلِّ تَعَرُّضاً لم تَأْلُ عن قَتْلَلِّي أَراد عن قَتْلي فلما أَدخل عليه لازماً مشدَّدة كما أَدخل نوناً مشدَّدة في قول دَهْلَب بن قريع جارية ليسَتْ من الوَخْشَنِّ أُحِبُّ منكِ مَوْضِع القُرْطنِّ وصار الإِعراب فيه فتَحَ اللامَ الأُولى كما تفتح في قولك مررت بتَمْرٍ وبتَمْرَةٍ وبرجُلٍ وبرَجُلَين قال ابن بري والمشهور في رجز منظور لم تَأْلُ عن قَتْلاً لي على الحِكاية أَي عن قولها قَتْلاً له أَي اقتُلوه ثم يُدغم التنوين في اللام فيصير في السَّمْع على ما رواه الجوهري قال وليس الأَمر على ما تأَوَّله وقاتَله مُقاتَلة وقِتالاً قال سيبويه وَفَّروا الحروف كما وَفَّروها في أَفْعَلْت إِفْعالاً قال والتَّقْتال القَتْل وهو بناء موضوع للتَّكثير كأَنك قلت في فَعَلْت فَعَّلْت وليس هو مصدر فَعَّلْت ولكن لما أَردت التَّكْثير بَنَيْت المصدر على هذا كما بنيت فَعَّلْت على فَعَلْت وقتَّلوا تقْتيلاً شدِّد للكثرة والمُقاتَلة القتال وقد قاتَله قِتالاً وقِيتالاً وهو من كلام العرب وكذلك المُقاتَل قال كعب بن مالك أُقاتِل حتى لا أَرى لي مُقاتَلاً وأَنجو إِذا عُمَّ الجَبانُ من الكَرْب وقال زيد الخيل أُقاتِل حتى لا أَرى لي مُقاتَلاً وأَنجُو إِذا لم يَنْجُ إِلا المُكَيّس والمُقاتِلة الذين يَلُون القِتال بكسر التاء وفي الصحاح القوم الذين يَصْلحون للقتال وقوله تعالى قاتَلهم الله أَنَّى يؤفَكُون أَي لَعَنَهم أَنَّى يُصْرَفون وليس هذا بمعنى القِتال الذي هو من المُقاتلة والمحاربة بين اثنين وقال الفراء في قوله تعالى قُتِل الإِنسان ما أَكْفَره معناه لُعِن الإِنسان وقاتَله الله لعَنه الله وقال أَبو عبيدة معنى قاتَلَ الله فلاناً قَتَله ويقال قاتَل الله فلاناً أَي عاداه وفي الحديث قاتَل الله اليهود أَي قَتَلَهُم الله وقيل لعَنهم الله وقيل عاداهم قال ابن الأَثير وقد تكرر في الحديث ولا يخرج عن أَحد هذه المعاني قال وقد يرد بمعنى التعجب من الشيء كقولهم تَرِبَتْ يداه قال وقد ترد ولا يراد بها وُقوعُ الأَمر وفي حديث عمر رضي الله عنه قاتَل الله سَمُرة وسَبِيلُ فاعَلَ أَن يكون بين اثنين في الغالب وقد يرد من الواحد كسافرْت وطارَقْت النعْل وفي حديث المارّ بين يدي المُصَلِّي قاتِلْه فإِنه شيطان أَي دافِعْه عن قِبْلَتِك وليس كل قِتال بمعنى القَتْل وفي حديث السَّقِيفة قَتَلَ الله سعداً فإِنه صاحب فتنة وشرٍّ أَي دفع الله شرَّه كأَنه إِشارة إِلى ما كان منه في حديث الإِفْك والله أَعلم وفي رواية أَن عمر قال يوم السَّقِيفة اقْتُلوا سعداً قَتَله الله أَي اجعلوه كمن قُتِل واحْسِبُوه في عِدادمَنْ مات وهلك ولا تَعْتَدُّوا بمَشْهَده ولا تُعَرِّجوا على قوله وفي حديث عمر أَيضاً مَنْ دَعا إِلى إِمارة فسِه أَو غيره من المسلمين فاقتلوه أَي اجعلوه كمن قُتِلَ ومات بأَن لا تَقْبَلوا له قولاً ولا تُقِيموا له دعوة وكذلك الحديث الآخر إِذا بُويِع لخَلِيفتين فاقتلوا الأَخير منهما أَي أَبْطِلوا دعوته واجعلوه كمَنْ قد مات وفي الحديث على المُقْتَتِلِين أَن يَنْحَجِزوا الأَوْلى فالأَوْلى وإِن كانت امرأَة قال ابن الأَثير قال الخطابي معناه أَن يَكُفُّوا عن القَتْل مثل أَن يُقْتَل رجل له وَرَثة فأَيهم عفا سقط القَوَدُ والأَوْلى هو الأَقرب والأَدنى من ورثة القتيل ومعنى المُقْتَتِلِين أَن يطلُب أَولياء القَتِيل القَوَد فيمتنع القَتَلة فينشأ بينهم القِتال من أَجله فهو جمع مُقْتَتِل اسم فاعل من اقْتَتَل ويحتمل أَن تكون الرواية بنصب التاءين على المفعول يقال اقْتُتِل فهو مُقْتَتَل غير أَن هذا إِنما يكثر استعماله فيمن قَتَله الحُبُّ قال ابن الأَثير وهذا حديث مشكل اختلف فيه أَقوال العلماء فقيل إِنه في المُقْتَتِلِين من أَهل القِبْلة على التأْويل فإِن البَصائر ربما أَدْرَكت بعضَهم فاحتاج إِلى الانصراف من مَقامه المذموم إِلى المحمود فإِذا لم يجد طريقاً يمرُّ فيه إِليه بقي في مكانه الأَول فعسى أَن يُقْتَل فيه فأُمِرُوا بما في هذا الحديث وقيل إِنه يدخل فيه أَيضاً المُقْتَتِلون من المسلمين في قِتالهم أَهل الحرب إِذ قد يجوز أَن يَطْرأَ عليهم مَنْ معه العذر الذي أُبِيح لهم الانصراف عن قِتاله إِلى فِئة المسلمين التي يَتَقَوَّون بها على عدوِّهم أَو يصيروا إِلى قوم من المسلمين يَقْوَون بهم على قِتال عدوِّهم فيقاتِلونهم معهم ويقال قُتِل الرجل فإِن كان قَتَله العِشْق أَو الجِنُّ قيل اقْتُتِل ابن سيده اقْتُتِل فلان قتله عشق النساء أَو قَتَله الجِنُّ وكذلك اقْتَتَلَتْه النساء لا يقال في هذين إِلا اقْتُتِل أَبو زيد اقْتُتِل جُنَّ واقْتَتَله الجِنُّ خُبِل واقْتُتِل الرجل إِذا عَشِق عِشْقاً مُبَرِّحاً قال ذو الرمة إِذا ما امْرُؤٌ حاوَلْن أَن يَقْتَتِلْنه بِلا إِحْنةٍ بين النُّفوس ولا ذَحْل هذا قول أَبي عبيد وقد قالوا قَتَله الجِنّ وزعموا أَن هذا البيت قَتَلْنا سَيِّد الخَزْرَ ج سعدَ بْنَ عُباده إِنما هو للجنّ والقِتْلة الحالة من ذلك كله وفي الحديث أَعَفُّ الناس قِتْلَةً أَهلُ الإِيمان القِتْلة بالكسر الحالة من القَتْل وبفتحها المرَّة منه وقد تكرر في الحديث ويفهَم المراد بهما من سياق اللفظ ومَقاتِل الإِنسان المواضع التي إِذا أُصيبت منه قَتَلَتْه واحدها مَقْتَل وحكى ابن الأَعرابي عن أَبي المجيب لا والذي أَتَّقِيه إِلا بمَقْتَلِه
( * قوله « والذي أتقيه إلا بمقتله » هكذا في الأصل ) أَي كل موضع مني مَقْتَل بأَيِّ شيءٍ شاء أَن ينزِل قَتْلي أَنزله وأَضاف المَقْتَل إِلى الله لأَن الإِنسان كله مِلْك لله عز وجل فمَقاتِله ملك له وقالوا في المَثل قَتَلَتْ أَرْضٌ جاهلَها وقَتَّلَ أَرضاً عالِمُها قال أَبو عبيدة من أَمثالهم في المعرفة وحمدِهم إِياها قولُهم قَتَّل أَرضاً عالمُها وقَتَلت أَرضٌ جاهلها قال قولهم قتَّل ذلك من قولهم فلان مُقَتَّل مُضَرَّس وقالوا قَتَله عِلْماً على المَثل أَيضاً وقَتَلْت الشيء خُبْراً قال تعالى وما قَتَلوه يَقِيناً بل رفعه الله إِليه أَي لم يُحيطوا به عِلْماً وقال الفراء الهاء ههنا للعلم كما تقول قَتَلْتُه علماً وقَتَلْتَه يقيناً للرأْي والحديث وأَما الهاء في قوله وما قَتَلوه وما صَلَبوه فهو ههنا لعيسى عليه الصلاة والسلام وقال الزجاج المعنى ما قَتَلوا علْمَهم يقيناً كما تقول أَنا أَقْتُل الشيء علماً تأْويله أَي أَعْلم علماً تامًّا ابن السكيت يقال هو قاتِل الشَّتَوات أَي يُطعِم فيها ويُدْفِيءُ الناس والعرب تقول للرجل الذي قد جرَّب الأُمور هو مُعاوِد السَّقْي سقى صَيِّباً وقَتَل غَليلَه سقاه فزال غَليلُه بالرِّيِّ مثل بما تقدم عن ابن الأَعرابي والقِتْل بالكسر العدوُّ قال واغْتِرابي عن عامِر بن لُؤَيٍّ في بلادٍ كثيرة الأَقْتال الأَقتال الأَعداء واحدهم قِتْل وهم الأَقْران قال ابن بري البيت لابن قيس الرُّقَيّات ولُؤَي بالهمز تصغير اللأْيِ وهو الثور الوحشيُّ والقَتالُ والكَتَالُ الكِدْنة والغِلْظ فإِذا قيل ناقة نَقِيَّة القَتال فإِنما يريد أَنها وإِن هُزِلت فإِن عملَها باقٍ قال ابن مقبل ذعرْت بِجَوْس نَهْبَلَةٍ قِذَافٍ من العِيدِيِّ باقِية القَتَال والقِتْل القِرْن في قِتال وغيره وهما قِتْلان أَي مِثْلان وحَِتْنان وقِتْل الرجل نظيرة وابنُ عمه وإِنه لقِتْل شرٍّ أَي عالم به والجمع من ذلك كله أَقْتال ورجل مُقَتَّل مجرِّب للأُمور أَبو عمرو المجرِّبُ والمُجَرَّس والمُقَتَّل كله الذي جرَّب الأُمور وعرفها وقَتَل الخمر قَتْلاً مزجها فأَزال بذلك حِدَّتها قال الأَخطل فقلتُ اقْتُلوها عنكُم بمِزاجِها وحُبَّ بها مَقْتولة حين تُقْتَل وقال حسان إِنَّ التي عاطَيْتَني فَرَدَدْتُها قُتِلَتْ قُتِلْتَ فهاتِها لم تُقْتَل قوله قُتِلْتَ دعاء عليه أَي قَتَلك الله لِمَ مزجتها وقول دكين أُسْقَى بَراوُوقِ الشَّباب الخاضِلِ أُسْقَى من المَقْتولَةِ القَواتِلِ أَي من الخُمور المَقْتولة بالمَزْج القَواتِل بحدَّتها وإِسكارها وتَقَتَّل الرجل للمرأَة خضَع ورجل مُقَتَّل أَي مُذَلَّل قَتَله العشق وقلْب مُقَتَّل قُتِل عشقاً وقيل مذلَّل بالحب وقال أَبو الهيثم في قوله بسَهْمَيْكِ في أَعْشارِ قَلْب مُقَتَّل
( * هذا البيت لامرئ القيس من معلقته وصدره وما ذَرَفَت عيناك إلا لتضربي )
قال المُقَتَّل العَوْد المُضَرَّس بذلك الفعل كالناقة المُقَتَّلة المُذَلَّلة لعمل من الأَعمال وقد رِيضت وذُلِّلَتْ وعُوِّدت قال ومن ذلك قيل للخمر مَقْتولة إِذا مُزِجت بالماء حتى ذهبت شدَّتها فصار رِياضة لها والمُقَتَّل المَكْدود بالعمل المُذَلَّلُ وجمل مُقَتَّل ذَلول قال زهير كأَنَّ عَيْنيَّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلَةٍ من النواضِحِ تَسْقي جَنَّةً سُحُقَا واسْتَقْتَل أَي اسْتَمات التهذيب المُقَتَّل من الدواب الذي ذَلَّ ومَرَن على العمل وناقة مُقَتَّلة مذللة وتَقَتَّلَت المرأَةُ للرجل تزينت وتَقَتَّلت مشت مِشْية حسنة تقلَّبت فيها وتثنَّت وتكسَّرت يوصف به العشق وقال تَقَتّلْتِ لي حتى إِذا ما قَتَلْتِني تنسَّكْتِ ما هذا بفِعْل النَّواسِكِ قال أَبو عبيد يقال للمرأَة هي تَقَتَّل في مِشْيتها قال الأَزهري معناه تَدَلُّلها واخْتيالها واسْتَقْتَل في الأَمر جدَّ فيه وتقتَّل لحاجته تهيَّأ وجدَّ والقَتَال النَّفْس وقيل بقيَّتها قال ذو الرمة أَلم تَعْلَمِي يا مَيُّ أَني وبيننا مَهاوٍ يَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلاً قَتَالُها أُحَدِّثُ عنكِ النَّفْسَ حتى كأَنني أُناجِيكِ من قُرْبٍ فيَنْصاحُ بالُها ؟ ونَحْلاً جمع ناحِل تقول منه قَتْله كما تقول صَدرَه ورأَسَه وفَأَدَه والقَتَال الجسمُ واللحمُ وقيل القَتال بقيَّة الجسم وقال في موضع آخر العُجُوس مَشْيُ العَجَاساء وهي الناقة السمينة تتأَخَّر عن النُّوق لثِقَل قَتالها وقَتالُها شحمُها ولحمُها ودابة ذات قَتال مستوية الخَلْق وَثِيقة وبقي منه قَتَال إِذا بقي منه بعد الهُزال غِلَظ أَلواح وامرأَة قَتُول أَي قاتلة وقال مدرك بن حصين قَتُول بعَيْنَيْها رَمَتْكَ وإِنما سِهامُ الغَواني القاتِلاتُ عُيونُها والقَتُول وقَتْلَة اسمان وإِياها عنى الأَعشى بقوله شاقَتْك مَنْ قَتْلَة أَطْلالُها بالشَّطِّ فالوُِتْر إِلى حاجِرِ والقَتَّال الكِلابي من شُعَرائهم
قثل
القِثْوَلُّ العَيِيُّ الفَدْم المُسْتَرْخِي مثل العِثْوَلّ قال لا تَحْسَبَنِّي كفَتىً قِثْوَلِّ رَثٍّ كحَبْل الثَّلَّة المُبْتَلِّ قال ابن بري وأَنشد أَبو زيد أَيضاً وشَمَّرَ الضِّبْعانُ واشْمَعَلاَّ وكان شيخاً حَمِقاً قِثْوَلاً قال أَبو الهيثم قال أَبو ليلى الأَعرابيُّ لي ولصاحب لي كُنَّا نختلف إِليه أَنت بُلْبُل قُلْقُل وصاحبُك هذا عِثْوَلٌّ قِثْوَلٌّ قال والقُلْقُل والبُلْبُل الخفيف من الرجال والعِثْوَلُّ والقِثْوَلُّ الثقيل الفَدْم ورجل قِثْوَلُّ اللحية كثيرها وعِذْقٌ قِثْوَلٌّ كَثِيف ويقال أَعطيته قِثْوَلاًّ من اللحم أَي بِضْعة كبيرة بِعظامها والله أَعلم
قثعل
الجوهري في ترجمة قعثل المُقْثَعِلُّ من السهام الذي لم يُبْرَ بَرْياً جيِّداً قال لبيد فرَمَيْتُ القومَ رِشْقاً صائباً ليس بالعُصْلِ ولا بالمُقْثَعِلّْ
قحل
القاحِل اليابس من الجلود وسِقاءٌ قاحِل وشيخ قاحِل وشيخ قَحْل بالسكون وقد قَحَل بالفتح يَقْحَل قُحُولاً فهو قاحِل وفي حديث وَقْعة الجمل كيف نردُّ شَيْخَكم وقد قَحَل ؟ أَي مات وجف جلده قال ابن الأَثير أَخرجه الهروي في يومِ صِفِّين والخبر إِنما هو في يوم الجمل والشِّعرُ نحنُ بنو ضَبَّة أَصحاب الجملْ الموتُ أَحْلى عندنا من العَسَلْ رُدُّوا علينا شيخَنا ثم بَجَلْ فأُجيب كيف نردُّ شيخَكم وقد قَحَلْ ؟ ابن سيده قَحَل الشيءُ يَقْحَل قُحولاً وقُحِل قُحُولاً كلاهما يَبِس فهو قاحِل وقال الجوهري قَحِل بالكسر قَحْلاً مثله فهو قَحِلٌ وقَحِل جلده وتَقَحَّل وتَقَهَّل على البدل يَبِسَ من العبادة خاصة عن يعقوب وقال أَبو عبيد قَحِل الرجل وقَفَِل قُحُولاً وقُفُولاً إِذا يَبِس وقَبَّ قُبُوباً وقَفَّ قُفُوفاً وقال الراجز في صفة الذئب صبَّ عليها في الظلام الغَيْطَلِ كلَّ رَحِيب شِدْقُه مُسْتَقْبَلِ يَدُقُّ أَوساطَ العِظام القُحَّلِ لا يَدْخَرُ العامَ لعامٍ مُقْبِلِ ويقال تقحَّل الشيخ تقحُّلاً وتقهَّل تقهُّلاً إِذا يَبس جلده على عظمه من البُؤْس والكِبَر وقال ابن الأَعرابي لا أَقول قَحِل ولكن قَحَل وفي الحديث قَحَل الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَي يَبِسوا من شدة القَحْط وقد قَحِل يَقْحل قَحَلاً إِذا التزق جلده بعظمه من الهزال والبِلَى وأَقْحَلْته أَنا ومنه حديث استسقاء عبدِ المطلب تتابعتْ على قريش سِنُو جدْب قد أَقْحَلَت الظِّلْف أَي أَهزلت الماشية وأَلصقت جلودَها بعِظامها وأَراد ذات الظِّلفِ ومنه حديث أُمِّ ليلى أَمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَن لا نُقْحِل أَيديَنا من خِضاب وفي حديث لأَنْ يَعْصُبه أَحدُكم بقِدٍّ حتى يَقْحَل خيرٌ من أَن يسأَل الناس في نكاح يعني الذكر أَي حتى يَيْبَس والقُحَال داء يصيب الغنم فتجفّ جلودها فتموت ورجل قَحْل وامرأَة قَحْلة مُسِنَّان ورجل إِنْقَحْل وامرأَة إِنْقَحْلة بكسر الهمزة مُخْلَقان من الكِبَر والهَرَم أَنشد الأَصمعي لمَّا رأَتْني خَلَقاً انْقَحْلا وقد يقال الإِنْقَحْل في البعير قال ابن جني ينبغي أَن تكون الهمزة في إِنْقَحْل للإِلحاق بما اقْترن بها من النون من باب جِرْدَحْل ومثله ما روي عنهم من قولهم إِنْزَهْوٌ وامرأَة إِنْزَهْوَة إِذا كانا ذوَي زَهْوٍ ولم يَحْك سيبويه من هذا الوزن إِلاّ إِنْقَحْلاً وحده الجوهري المُتَقَحِّل الرجل اليابس الجِلْد السيّء الحال وأَقْحَلْت الشيء أَيْبَسْته
قحفل
قَحْلَف ما في الإِناءِ وقَحْفَلَه أَكَله أَجمع
قذل
القَذَال جِماع مُؤَخَّر الرأْس من الإِنسان والفرسِ فوق فَأْس القَفا والجمع أَقْذِلة وقُذُل ابن الأَعرابي والقَذال ما دون القَمَحْدُوَة إِلى قُِصاص الشعر الأَزهري القَمَحْدُوة ما أَشرف على القَفا من عظم الرأْس والهامة فوقها والقَذال دونها مما يلي المَقَذَّ والمَقْذولُ المَشْجوج في قَذاله ويقال القَذال مَعْقد العِذار من رأْس الفرس خلْف الناصية ويقال القَذالان ما اكتنف فَأْس القَفا من عن يمين وشمال وقَذال الفرس موضع ملتَقى العذار من فوق القَوْنَسِ قال زهير ومَلْجَمُنا ما إِنْ يُنال قَذالُه ولا قَدَماه الأَرض إِلا أَنامِلُه وقَذَلْت فلاناً أَقْذُله قَذْلاً إِذا تَبِعْته الفراء القَذَل والوَكَف والنَّطَف والوَحَرُ العيبُ يقال قَذَله يَقْذُله قَذْلاً إِذا عابه وقَذَله أَصاب قَذاله وهو مؤخَّر رأْسه والقاذِل الحجَّام لأَنه يَشْرِط ما تحت القَذال وجاء فلان يَقْذُل فلاناً أَي يَتْبعه والقَذْل المَيْل والجَوْر
قذعل
القِذَعْلُ مِثال سِبَحْل اللئيم الخسيس الهيِّن والمُقْذَعِلُّ الذي يتعرَّض للقوم ليدخل في أَمرهم وحديثهم ويتزحف إِليهم ويرمي الكلمة بعد الكلمة وهو كالمُقْذَعِرِّ والمُقْذَعِلُّ من كل شيء السريع وأَنشد إِذا كُفِيت أَكْتفي وإِلاَّ وجَدْتني أَرْمُلُ مُقْذَعِلاَّ واقْذَعَلَّ عسُر الأَزهري في الخماسي رجل قِنْذَعْل إِذا كان أَحمق وقيل هو بالدال وبالذال معاً
قذعمل
القُذَعْمِل والقُذَعْمِلة القصير الضخم من الإِبل مرخَّم بترك الياءين والقُذَعْمِلة الناقة القصيرة وما في السماء قُذَعْمِلة أَي شيء من السحاب وهو الشيء اليسير مما كان وما أَصبت منه قُذَعْمِيلاً أَي ما أَصبت منه شيئاً والقُذَعْمِلة المرأَة القصيرة الخسيسة وتصغيرها قُذَيْعِمٌ الأَزهري ما عنده قُذَعْمِلة ولا قِرْطَعْبة أَي ليس له شيء وشيخ قُذَعْمِيل كبير
قرل
القِرِلَّى طائر وفي الأَمثال أَحزم من قِرِلَّى وأَخطف من قِرِلَّى وأَحذر من قِرِلَّى قال ابن بري القِرِلَّى طائر صغير من طيور الماء يصيد السَمك وقيل إِن قِرِلَّى طير من بنات الماء صغير الجرم سريع الغَوْص حديد الاختطاف لا يُرَى إِلا مُرَفْرِفاً على وجه الماء على جانِبٍ يهوي بإِحدى عينيه إِلى قَعْر الماء طَمَعاً ويرفع الأُخرى في الهواء حَذَراً وأَنشد ابن بري يا مَنْ جَفاني ومَلاَّ نَسِيت أَهْلاً وسَهْلا ومات مَرْحَبُ لَمَّا رأَيتَ مالِيَ قَلاَّ إِنِّي أَظُنُّك تحكي بما فَعَلْتَ القِرِلَّى وروي في أَسْجاع ابنة الخُسّ كُنْ حَذِراً كالقِرِلَّى إِن رأَى خيراً تَدَلَّى وإِن رأَى شرًّا تَوَلَّى قال الأَزهري ما أَرى قِرِلَّى عربيّاً قال ابن بري ويروى كُنْ بَصيراً كالقِرِلَّى يقال إِنه إِذا أَبصر سمكة في قعْر البحر انقضَّ عليها كالسَّهْم وإِن رأَى في السماء جارحاً مَرَّ في الأَرض ويقال قِرِلَّى اسم رجل لا يتخلَّف عن طعام أَحد
قرثل
رجل قَرْثلٌ زَرِيٌّ قصير والأُنثى قَرْثَلة
قرزل
قَرْزَل الشيءَ جَمَعَه والقُرْزُلة كالقُنْزُعة فوق رأْس المرأَة يقال قَرْزَلَتِ المرأَة شعرَها إِذا جمعته وسط رأْسها والقَرْزلة جمعُك الشيءَ والقُرْزُل شيء تتخذه المرأَة فوق رأْسها كالقُنْزُعة والقُرْزُل الدابة الصُّلْبة والقُرْزُل القيد وقُرْزُل بالضم اسم فرس كان في الجاهلية قال ابن الأَعرابي هو فرس عامر بن الطُّفَيل وأَنشد وفَعَلْت فِعْلَ أَبيك فارسِ قُرْزُلٍ إِنَّ النَّدودَ هو ابن كلِّ نَدُودِ وقيل لهذا الفرس قُرْزُل كأَنه قَيْد للوَحْش يلحقها قال أَبو عبيدة وقُرْزُل الفرسُ المجتمع الخلْق اشديد الأَسْر وقال كان فرسَ الطُّفَيل أَبي عامر وأَنشد ابن بري في القُرْزُلِ الفرسِ قولَ أَوس والله لولا قُرْزُلٌ إِذ نجَا لكان مَثْوَى خدِّك الأَخْرَ ما وقال الجوهري قُرْزُل فرس كان لطفيل بن مالك والقُرْزُل اللئيم قال هُدْبة بن الخَشْرَم ولا قُرْزُلاً وسْط الرِّجال جُنادِفاً إِذا ما مَشَى أَو قال قوْلاً تَبَلْتَعا
قرزحل
قالت العامرية القِرْزَحْلة بالقاف من خرَز الصِّبيان تلبسها المرأَة فيرضى بها قَيِّمُها ولا يبتغي غيرها ولا يَلِيق معها أَحد وأَنشد ابن بري لا تنفعُ القِرْزَحْلةُ العَجائزا إِذا قطعْنا دونها المَفاوِزا والقِرْزَحْلة خشبة طولها ذراع أَو شبر نحو العصا وهي أَيضاً المرأَة القصيرة
قرطل
القِرْطَلَّة عِدْلُ حمار عن أَبي حنيفة قال في باب الكرْم ووصَف قرية بعِظَم العَناقيد العُنْقودُ منه يملأ قِرْطَلَّة والقِرْطَلَّة عِدْل حمار الليث القِرْطالة البَرْذَعة وكذلك القُِرْطاطُ والقِرْطِيطُ الجوهري القِرْطالة واحدة القِرْطالِ
قرعبل
القَرَعْبَلانَةُ دوَيْبَّة عريضة مُحْبَنْطِئة عظيمة البطن قال ابن سيده وهو مما فات الكِتاب من الأَبنية إِلا أَن ابن جني قد قال كأَنه قَرَعْبَل ولا اعتِداد بالأَلف والنون بعدها على أَن هذه اللفظة لم تسمع إِلا في كتاب العين قال الجوهري أَصل القَرَعْبَلانَة قَرَعْبَل فَزِيدت فيه ثلاثة حروف لأَن الاسم لا يكون على أَكثر من خمسة أَحرف وتصغيره قُرَيْعِبَة الأَزهري ما زاد على قَرَعْبَل فهو فضل ليس من حروفهم الأَصلية قال ولم يأْت اسم في كلام العرب زائداً على خمسة أَحرف إِلا بزيادات ليست من أَصلها أَو وصل بحكاية كقولهم فتَفْتَحه طَوْراً وطوراً تُجِيفُه فتسمَع في الحالين منه جَلَنْ بَلَقْ حكى صوت بابٍ ضَخْم في حالتي فتحِه وإِسْفاقِه وهما حكايتان مُتباينتان جَلَنْ على حدة وبَلَقْ على حدة إِلاَّ أَنهما التزقا في اللفظ فظنَّ غير المميز أَنهما كلمة واحدة ونحو ذلك قال الشاعر في حكاية أَصوات الدواب جَرَتِ الخَيْلُ فقالت حبَطَقْطقْ وإِنما ذلك أَرداف أُردفت بهذه الكلمة كقولهم عَصَبْصَب وأَصله من قولهم يوم عَصِيب
قرقل
القَرْقَل ضرْب من الثياب وقيل هو ثوب بغير كُمَّين أَبو تراب القَرْقَلُ قميص من قُمُصِ النساء بلا لِبْنة وجمعه قَراقِل وقال الأَزهري في الثلاثي عن الأُموي هو القَرْقَل باللام لقَرْقَل المرأَة قال ونساء أَهل العراق يقولون قَرْقَرٌ قال وهو خطأَ وكلام العرب القَرْقَل باللام قال وكذلك قال الفراء وغيره وقال الأُموي في موضع آخر القَرْقَلُ الذي تسميه الناس والعامة القَرْقَر
قرمل
القَرْمَلُ نبات وقيل شجر صغار ضِعاف لا شوك له واحدته قَرْمَلة قال اللحياني القَرْمَلة شجرة من الحَمْض ضعيفة لا ذُرى لها ولا سُتْرة ولا مَلْجأ قال وفي المثَل ذليلٌ عاذَ بقَرْمَلة وبعضهم يقول ذليلٌ عائذ بقَرْمَلة يقال هذا لمَن يستعين بمَن لا دفع له وبأَذَلَّ منه والعرب تقوله للرجل الذَّليل يَعُوذ بمن هو أَضعف منه قال جرير كأَنِ الفرزدقَ إِذْ يَعوذُ بخاله مثلُ الذليل يَعوذ تحت القَرْمَل يضرَب لمن استعان بضعيف لا نُصْرة له لأَن القَرْمَلة شجرة على ساق لا تُكِنُّ ولا تُظِلُّ والقَرْمَلة من دِقّ الشجر لا أَصل له قال أَبو النجم يَخْبِطْنَ مُلاَّحاً كَذاوي القَرْمَل وقال أَبو حنيفة القَرْمَلة شجرة ترتفع على سُوَيْقة قصيرة لا تستر ولها زَهْرة صغيرة شديدة الصفرة وطعمها طعم القُلاَّم والقِرْمِلة إِبل كلها ذو سَنامَيْن الجوهري القَرامِل الإِبل ذوات السنامين والقُرامِل البُخْتيُّ( * قوله « والقرامل البختي إلخ » هكذا في الأصل ) أَو ولده والقِرْمِل الصغار من الإِبل الجوهري القِرْمِل بالكسر ولد البُخْتيِّ التهذيب والقِرْمِلِيَّة من الإِبل الصغار الكثيرة الأَوبار وهي إِبل التُّرْك وقال أَبو الدقيش أُمُّها البُخْتِيَّة وأَبوها الفالِجُ والفالِجُ الجمل الضخم يحمَل من السند للفِحْلة وفي حديث عليّ رضي الله عنه أَنّ قِرْمِلِيّاً تَرَدَّى في بئر وفي حديث مسروق تَرَدَّى قِرْمَل في بئر فلم يقدروا على نحره فسأَلوه فقال جُوفوه ثم اقطعوه أَعضاء أَي اطعَنوه في جَوْفه ابن الأَعرابي يقال رميت أَرْنَباً فَدَرْبَيْتُها وقَصْمَلْتُها وقَرْمَلْتُها إِذا صرعتَها وقَرْمَل مَلِك من اليمن وقُرْمُل اسم قَيْل من أَقْيال حِمْير وقَرْمَل اسم فرس عُرْوة بن الوَرْد قال كَلَيلة شَيْباء التي لستُ ناسِياً ولَيْلَتنا إِذْ مَنَّ ما مَنَّ قَرْمَلُ والقَرامِيل ما وصلت به الشعر من صوف أَو شعر التهذيب والقَرامِيل من الشعر والصوف ما وصلت به المرأَة شعرها الجوهري القَرامِل ما تشدُّه المرأَة في شعرها قال الراجز تَخالُ فيه القُنَّة القُنُونا أَو قَرْمَلِيّاً مانِعاً دَفُونا
( * قوله « تخال فيه إلخ » هكذا في الأصل هنا واعاده في مادة قنن ضمن ابيات من المشطور في صفة بحر )
وفي الحديث أَنه رخَّص في القَرامِل وهي ضفائر من شعر أَو صوف أَو إِبريسم تصِلُ به المرأَةُ شعرها وحكى ابن الأَثير القَرْمَل بالفتح نبات طويل الفروع ليِّن
قرنفل
القَرَنْفُل والقَرَنْفُول شجر هنديُّ ليس من نبات أَرض العرب وذكره امرؤ القيس في شعره فقال نَسِيم الصَّبا جاءت برَيَّا القَرَنْفُل( * صدرُ هذا البيت إذا قامتا تَضَوَّعَ المِسْكُ منهما )
ومن العرب من يقول قَرَنْفُول ابن بري القَرَنْفُل هذا الطيب الرائحة وقد كثر في كلامهم وأَشعارهم قال وابأَبي ثَغْرك ذاك المَعْسولْ كأَنَّ في أَنْيابه القَرَنْفُولْ وقيل إِنما أَشبع الفاء للضرورة وأَنشد الأَزهري في القَرَنْفول أَيضاً خَوْذٌ أَناةٌ كالمَهاة عُطْبُول كأَنَّ في أَنْيابها القَرَنْفُول وطيبٌ مُقَرْفَل فيه قَرَنْفُل وحكى أَبو حنيفة مُقَرْنَف التهذيب في الرباعي القَرَنْفُل حمل شجرة هندية والله أَعلم
قزل
القَزَل بالتحريك أَسوأ العَرَج وأَشده وفي حديث مجالد بن مسعود فأَتاهم وكان فيه قَزَل فأَوْسَعُوا له هو أَسوأ العرَج وأَشده قَزِل بالكسر قَزَلاً وقَزَل يَقْزِل قَزْلاً وهو أَقْزَل وقيل الأَقْزَل الأَعرج الدقيق الساقَيْن لا يكون أَقْزَل حتى يجمع بين هاتَيْن الصِّفَتَيْن رواه ابن الأَعرابي ويقال ذلك للذئب واستعاره بعضهم للطائر فقال تَدَعُ الفِراخَ الزُّغْبَ في آثارِها مِنْ بين مَكْسور الجَناح وأَقْزَلا وقَزِل قَزَلاً وهو أَقْزَل تبختر وقَزَل يَقْزِل وهو أَقْزَل مَشى مِشْية المقطوع الرجل وقد قَزَل بالفتح قَزَلاناً إِذا مشى مِشْية العُرْجان والقَزَلان العَرَجان وقيل القَزَل دِقَّة الساق وذهابُ لحمها ولم يذكر العرَج مع ذلك والأَقْزَل ضرْب من الحيَّات
قسطل
القَسْطَل والقَسْطال والقُسْطُول والقَسْطَلان كله الغُبار الساطِع والقَصْطَل بالصاد أَيضاً زاد التهذيب وكَسْطَل وكَسْطَن وقَسْطان وكَسْطان قال الأَزهري جعل أَبو عمرو قَسْطان بفتح القاف فَعلاناً لا فَعْلالاً ولم يجز قَسْطالاً ولا كَسْطالاً لأَنه ليس في كلام العرب فَعْلال من غير المضاعف غير حرف واحد جاء نادراً وهو قولهم ناقة بها خَزْعالٌ قال ابن سيده هذا قول الفراء وقال الجوهري القَسْطال لغة فيه كأَنه ممدود منه مع قلة فَعْلال في غير المضاعف وأَنشد أَبو مالك لأَوس بن حَجَر يَرْثي رجلاً ولَنِعْم رِفْدُ القوم ينتظرونه ولنعم حَشْوُ الدِّرْع والسِّرْبال ولنعم مأْوى المُسْتَضيف إِذا دَعا والخيل خارجة من القَسْطال وقال آخر كأَنه قَسْطال ريح ذي رَهَجْ وفي خبر وقعة نَهاوَنْد لما التقى المسلمون والفُرْس غَشِيتهم قَسْطلانية أَي كثرة الغبار بزيادة الأَلف والنون للمبالغة والقَسْطَلانِيَّة قُطُف منسوبة إِلى بلد أَو عامل غيره القَسْطَلانيُّ قُطُف الواحدة قَسْطَلانِيَّة وأَنشد كأَنَّ عليها القَسْطَلانيَّ مُخْمَلاً إِذا ما التقَتْ شُقَّاتُهُ بالمَناكِب والقَسْطَلانِيَّة بَدْأَة الشَّفَق والقَسْطَلانيُّ قوسُ قُزَح الجوهري القَسْطَلانِيَّة قوس قُزَح وحمرة الشفق أَيضاً قال مالك بن الرَّيْب تَرى جَدَثاً قد جَرَّت الريحُ فوقه تُراباً كَلَوْن القَسْطَلانيِّ هابِيَا قال ابن بري والقُسْطالة والقُسْطالة قوسُ قُزَح وقال أَبو حنيفة القَسْطَلانيُّ خُيوط كخُيُوط خَيْط المُزْن( * قوله « كخيوط خيط المزن » هكذا في الأصل هنا وتقدم في مادة قسط كخيوط قوس المزن ) تحِيط بالقمر وهي من علامة المطر قال ابن سيده وإِنما قال أَبو حنيفة خُيوط وإِن لم تكن خُيوطاً على التشبيه وكثيراً ما يأْتي بمثل هذا في كتابه المَوْسوم بالنَّبات
قسطبل
التهذيب في الخماسي في نوادر الأَعراب قُسْطَبِينَتُه وقُسْطَبِيلَتُه يعني الكُمُرَّة والله أَعلم
قسمل
القِسْمِل ولد الأَسد وقِسْمِل بطن من الأَزد وقِسْمِيل أَبو بطن والقَسامِلة والقَسامِيل الأَحياء من العرب التهذيب القَساملة حَيٌّ والنسبة إِليهم قِسْمليّ وقَسْمَلَةُ الأَزديُّ اسمه معاوية بن عمرو بن مالك أَخي هُناءَةَ ونِوَاء وفَراهِيم( * قوله « ونواء وفراهيم » هكذا في الأصل ) وجَذِيمَة الأَبْرَش والله أَعلم
قصل
القَصْل القَطْع وقيل القَصْل قطع الشيء من وسطه أَو أَسفل من ذلك قَطْعاً وَحِيّاً قَصَل الشيء يَقْصِله قَصْلاً واقْتَصَله قطعة وسيف قاصِلٌ ومِقْصَل وقَصَّال قَطَّاع وأَنشد مع اقْتِصالِ القَصَرِ العَرادِمِ ومنه سمي القَصِيل ولسان مِقْصَل ماضٍ وجمل مِقْصَل يَحْطِم كل شيء بأَنيابه والقَصِيلُ ما اقتُصِل من الزرع أَخْضَرَ والجمع قُصلان والقَصْلة الطائفة المُقْتَصَلة منه وقَصَل الدابةَ يَقْصِلُها قَصْلاً وقَصَل عليها علفها القَصِيل والقُصالة من البُرِّ ما عُزِل منه إِذا نُقِّي وقَصَلَها داسَها وقال اللحياني قُصالة الطعام ما يخرج منه فيرمى به ثم يُداس الثانية وذلك إِذا كان أَجَلَّ من التراب والدِّقاق قليلاً والقَصَل ما يخرج من الطعام فيرمى به والقَصْل لغة عن اللحياني غيره والقَصَل في الطعام مثل الزُّؤانِ وقال يَحْمِلْنَ حَمْراءَ رَسوباً بالنَّقَلْ قد غُرْبِلَتْ وكُرْبِلَتْ من القَصَلْ وقال الفراء في الطعام قَصَل وزُؤان وغَفًى منقوص وكل هذا مما يخرج منه فيرمى به والقَصْلة والقِصْلة الجماعة من الإِبل نحو الصِّرْمة وقيل هي من العشرة إِلى الأَربعين فإِذا بلغت السنين فهي الكدحة( * قوله « فهي الكدحة » هكذا في الأصل وعبارته في مادة صدع فاذا بلغت ستين فهي الصدعة أي بالكسر )
والقِصْل بالكسر الفَسْل الضعيف الأَحمق وقيل هو الذي لا يَتَمالك حُمْقاً والأُنثى قِصْلة وأَنشد لمالك بن مرداس ليس بِقِصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ عند البيوت راشِنٍ مِقَمِّ وإِنما سمي القَصِيل الذي تعلف به الدواب قَصِيلاً لسرعة اقْتِصاله من رَخَاصَتِه قال أَبو الطيب القِصْل في الناس والقَصَل في الطعام وقَصَل عنُقَه ضرَبها عن اللحياني وقَصَل اسم رجل وفي حديث الشعبي أُغْمِي على رجل من جهينة فلما أَفاق قال ما فعل القُصَل هو بضم القاف وفتح الصاد اسم رجل
قصعل
القُصْعُل مثل الفُرْزُل اللئيم وأَنشد ابن بري قامة القُصْعُلِ الضعيفِ وكَفٌّ خِنْصَراها كُذَيْنِقا قَصَّار( * ورد هذا البيت في مادة كذلق وفيه الضئيل بدل الضعيف )
والقُصْعُل ولد العقرب والفاء لغة وقيل القِصْعل بكسر القاف ولد العقرب والذئب واقْصَعَلَّت الشمس تكبَّدت السماءَ
قصفل
في نوادر الأَعراب قَصْفَل الطعامَ وقَصْمَله وقَصْبَله إِذا أَكله أَجمع
قصمل
قَصْمَل الشيءَ قطعه وكسره وقَصْمَل عنقَه دَقَّه عن اللحياني قال الأَزهري القَصْمَلة مأْخوذة من القَصْل وهو القطع والميم زائدة والقَصْمَلة شدة العَضِّ والأَكل يقال أَلقاه في فيه فالتقمه القَصْمَلى مقصوراً وأَنشد في وصف الدهر والدهر أَخْنَى يقْتُل المقاتِلا جارحَة أَنيابُه قَصَاملا والمُقَصْمِل الشديد العصا من الرعاء قال أَبو النجم ليس بمُلْتَاثٍ ولا عَمَيْثَلِ وليس بالفَيَّادَةِ المُقَصْمِلِ لأَن الراعي إِنما يوصف بلين العصا وفي نوادر الأَعراب قَصْفَل الطعامَ وقَصْمَله وقَصْبَله إِذا أَكله أَجمع ابن الأَعرابي رميت أَرْنَباً فَدَرْبَيْتها وقَصْمَلْتها وقَرْمَلْتُها إِذا صَرَعْتها وزَحْزَحْته مثلُه ورميته بحجر فَتَدَرْبأَ والقَصْمَلة دُوَيْبَّة تقَع في الأَسنان والأَضراس فلا تلبث أَن تُقَصْمِلها فتَهْتِك الفَمَ والقَصْمَلة من الماء ونحوه مثل الصُّبَابة والقُصَمِل على مثال عُلَبِط من الرجال الشديد وقَصْمَل الرجلُ إِذا قارب الخُطَى في مشيه والقِصْمِل من أَسماء الأَسد
قطل
القَطْل القطع قَطَله يَقْطِله ويَقْطُله قَطَعَه الأَخيرة عن أَبي حنيفة قَطْلاً فهو مَقْطُول وقَطِيل وكان أَبو ذؤيب الهذلي يلقَّب القَطِيل لأَنه القائل يصف قَبْراً إِذا ما زارَ مُجْنَأَةً عليها ثِقالُ الصخر والخشب القَطِيل أَراد بالقَطِيل المَقْطول وهو المقطوع وبهذا البيت سمي القَطِيل قال ابن سيده هذا قول ابن دريد وإِنما هو في رواية السكري لساعدة وقَطَّله كَقَطله عن أَبي حنيفة وقال اللحياني قَطَل عنقه وقَصَلها أَي ضرب عنقه ونخلة قَطِيل قُطِعت من أَصلها فسقطت وجذع قَطِيل وقُطُل بالضم مقطوع وقد تقَطَّل الأَصمعي القُطُل المقطوع من الشجر قال المتنخل الهذلي يصف قتيلاً مُجَدَّلاً يَتَكَسَّى جلْدُه دَمَه كما تقطَّر جِذْعُ الدُّومة القُطُل ويروى يَتسَقَّى والمِقْطَلة حديدة يقطع بها والجمع مَقاطِل وقَطَّله أَلقاه على جنبين كقَطَّره وقيل صرعه ولم يُحَدَّ أَعَلى جنْب واحد أَم على جنين ابن الأَعرابي القَطَل الطُّول والقَطَل القِصَر والقَطَل اللِّين والقَطَل الخَشْنُ والقَطِيلة قطعة كِساء أَو ثوب ينشَّف بها الماء والقاطول موضع على دِجْلة
قطربل
قُطْرُبُّلٌ بالضم والتشديد والباء موضع بالعراق
قعل
القُعال ما تَناثر عن نَوْرِ العنب وفاغِية الحِنَّاء وشبهِه من كِمامه واحدته قُعالة وأَقعَل النَّوْرُ انشقت عنه قُعالته والاقتِعالُ تَنْحِية القُعال واقتَعَله الرجل إِذا اسْتَنْفَضَه في يده عن شجره والقَعْل عود يسمَّى المِشْحَط يجعل تحت سُرُوغ القُطوف لئلا تتَعَفَّر وخصص الجوهري فقال القُعال نَوْرُ العنب أَقعَل الكرمُ انشقَّ قُعاله وتَناثر والقاعِلة الجبل الطويل والقَواعِل رؤوس الجبال قال امرؤ القيس عُقاب تَنُوفَى لا عُقابُ القَواعِل( * صدر هذا البيت كأنّ دِثاراً حلَّقَت بلَبُونِه )
وقيل القَواعِل الجبال الصغار الجوهري القاعِلة واحدة القَواعِل وهي الطِّوال من الجبال قال ابن بري قال أَبو عمرو واحدة القَواعِل قَوْعَلة وشعر الأَفوَه دليل على أَنه قاعِلة قال والدهرُ لا يَبْقى عليه لِقْوَةٌ في رأْس قاعِلة نَمَتْها أَرْبَعُ قوله نَمَتْها أَربع أَي أَربع لِقْوات وعُقاب قَيْعَلة تأْوِي إِلى القَواعِل أَو تَعلوها أَنشد ثعلب لخالد بن قيس بن منقذ لَيْتك إِذ رُهِنْت آلَ مَوْأَلَهْ حَزُّوا بنَصْل السيف عند السَّبَلَهْ وحَلَّقَت بك العُقاب القَيْعَلهْ وقيل عُقاب قَيْعَلةٍ وقَوْعَلةٍ بالإِضافة أَي عُقاب موضع يسمى بهذا والقَيْعَلة المرأَة الجافية العظيمة والمُقْتَعَلُ السهم الذي لم يُبْرَ بَرْياً جيداً قال لبيد فَرمَيْت القوم رِشْقاً صائباً ليس بالعُصْل ولا بالمُقْتَعَلْ والاقعِيلالُ الانتصاب في الركوب وصخرةٌ مُقْعالَّة منتصِبة لا أَصل لها في الأَرض والقَعْلُ الرجل القصير المَشْؤُوم والقَعْوَلة في المشي إِقبال القدَم كلها على الأُخرى وقيل هو تباعد ما بين الكعبين وإِقبال كل واحدة من القدَمين بجماعتها على الأُخرى وقيل هي مشيٌ ضعيف وقد قَعْوَل في مشيه قَعْوَلة وقيل القَعْوَلة أَن يمشي كأَنه يَغْرِف التراب بقدميه يقال قَعْوَل إِذا مَشَى مِشْية قبيحة كأَنه يَغْرف التراب بقدميه وقَعْوَل إِذا مشى مِشْية مَنْ يَحْثي الترابَ بإِحدى قدميه على الأُخرى لقَبَلٍ فيهما وقال صخر بن عمير فإِنْ تَريني في المَشِيب والعَلَهْ فَصِرْت أَمشِي القَعْوَلى والفَنْجَلَهْ وتارةً أَنْبُثُ نَبْثاً نَقْثَلَهْ والفَنْجلة مثل القَعْوَلة يقال مَرَّ يُقَعْوِل ويُفَنْجِل والنَّقْثَلة أَن يُثِير الترابَ إِذا مشى
قعبل
القَعْبَلُ والقُعْبُول نبْت يُنابِت الكَمْأَة في الربيع يُجْنى فيُشْوى ويطبخ ويؤكل والقَعْبَل والقِعْبِل ضرْب من الكمْأَة ينبُت مستطيلاً دقيقاً كأَنه عود وإِذا يبس صار له رأْس أَسود مثل الدُّجُنَّة السوداء يقال له فَسَوات الضِّباع وقال أَبو حنيفة هو ضرْب من الكمْأَة ينبُت مستطيلاً فإِذا يبس تَطاير الأَزهري القَعْبَل الفُطْر وهو العَسْقَل والقُعْبُول القَعْبُ وقَعْبَل اسمٌ
قعثل
تَقَعْثَل في مشيه وتقَلْعَثَ كلاهما إِذا مَرَّ كأَنه يَتَقلَّع من وَحَل وهي القَلْعَثة الجوهري عن الأَصمعي القَعْثَلة مشية مثل القَعْوَلة
قعطل
ضَرَبه فقَعْطَله أَي صرعه وقَعْطَل على غريمه إِذا ضيَّق عليه في التَّقاضي وقَعْطَله قَعْطَلة إِذا صرعه والقَعْطَل السريع وقد سَمَّوْا قَعْطَلاً
قعمل
الأَزهري القَعْمَلة الطَّرْجَهارة قال وهي القَمْعَلة
قفل
القُفُول الرُّجوع من السفر وقيل القُفُول رجوع الجُنْد بعد الغَزْوِ قَفَل القوم يَقْفُلون بالضم قُفولاً وقَفْلاً ورجل قافِل من قوم قُفَّال والقَفَل اسم للجمع التهذيب وهُمُ القَفَل بمنزلة القَعَد اسم يلزمهم والقَفَل أَيضاً القُفول تقول جاءهم القَفَل والقُفول واشتقَّ اسمُ القافِلة من ذلك لأَنهم يَقْفُلون وقد جاء القَفَل بمعنى القُفُول قال الراجز عِلْباء أَبْشِرْ بأَبيكَ والقَفَلْ أَتاكَ إِنْ لم يَنْقَطِعْ باقي الأَجَلْ هَوَلْوَل إِذا وَنى القومُ نَزَلْ قال أَبو منصور سميت القافِلة قافِلة تَفاؤلاً بقُفُولها عن سَفرها الذي ابتدأَته قال وظن ابنُ قتيبة أَن عوامَّ الناس يغلَطون في تسميتهم الناهِضين في سفر أَنشؤوه قافِلة وأَنها لا تسمَّى قافِلة إِلا منصرِفة إِلى وَطنِها وهذا غلَط ما زالت العرب تسمي الناهضين في ابتداء الأَسفار قافِلة تفاؤلاً بأَن يُيَسِّر الله لها القُفول وهو شائع في كلام فُصحائهم إِلى اليوم والقافِلة الرُّفْقة الراجعة من السفر ابن سيده القافِلة القُفَّال إِمَّا أَن يكونوا أَرادو القافِل أَي الفَريق القافِل فأَدخلوا الهاء للمبالغة وإِما أَن يريدوا الرُّفْقة القافِلة فحذفوا الموصوف وغلبت الصفة على الاسم وهو أَجود وقد أَقفَلَهم هو وقَفَلَهم وأَقفَلْتُ الجُنْدَ من مَبْعَثهم وفي حديث جبير بن مُطْعِم بَيْنا هو يَسِير مع النبي صلى الله عليه وسلم مَقْفَلَه من حُنَينٍ أَي عند رُجوعه منها والمَقْفَل مصدر قَفَل يَقْفُل إِذا عاد من سفره قال وقد يقال للسَّفْر قُفُول في الذهاب والمجيء وأَكثر ما يستعمل في الرُّجوع وتكرر في الحديث وجاء في بعض رواياته أَقْفَل الجيشُ وقَلَّما أَقْفَلْنا والمعروف قَفَل وقَفَلْنا وأَقفلَنا غيرُنا وأُقْفِلْنا على ما لم يسم فاعله وفي حديث ابن عمر قَفْلَةٌ كغَزْوة القَفْلة المرَّة من القُفول أَي أَنَّ أَجْرَ المُجاهد في انصرافه إِلى أَهله بعد غزوه كأَجْرِه في إِقباله إِلى الجهاد لأَن في قفوله إِراحةً للنفس واستعداداً بالقوَّة للعَوْد وحفظاً لأَهله برجوعه إِليهم وقيل أَراد بذلك التعقيب وهو رجوعه ثانياً في الوجه الذي جاء منه منصرِفاً وإِن لم يلق عدوّاً ولم يشهد قتالاً وقد يفعل ذلك الجيش إِذا انصرفوا من مَغْزاهم لأَحد أَمرين أَحدهما أَن العدوّ إِذا رآهم قد انصرفوا عنه أَمنوهم وخرجوا من أَمكنتهم فإِذا قَفَل الجيشُ إِلى دار العدوّ نالوا الفُرْصة منهم فأَغاروا عليهم والآخر أَنهم إِذا انصرفوا ظاهرين لم يأْمنوا أَن يَقْفُوَ العدوُّ أَثرهم فيُوقِعُوا بهم وهم غارُّون فربما استظهر الجيشُ أَو بعضهُم بالرجوع على أَدْراجهم فإِن كان من العدوّ طلَب كانوا مستعدِّين للقائهم وإِلا فقد سلموا وأَحرزوا ما معهم من الغنيمة وقيل يحتمل أَن يكون سُئل عن قوم قَفَلوا لخوفهم أَن يَدْهَمَهم من عدوّهم مَن هو أَكثر عدداً منهم فقَفّلوا ليَستَضيفوا لهم عدداً آخر من أَصحابهم ثم يَكُرُّوا على عدوّهم والقُفول اليُبوس وقد قَفَل يَقْفِل بالكسر قال لبيد حتى إِذا يَئِسَ الرُّماة وأَرْسَلُوا غُضْفاً دَواجنَ قافِلاً أَعْصامُها والأَعْصام القَلائد واحدتها عِصْمة ثم جمعت على عِصَم ثم جمع عِصَم على أَعْصام مثل شِيعة وشِيَع وأَشْياع وقَفَل الجلد يَقْفُل قُفُولاً وقَفِل فهو قافِل وقفِيل يَبِس وشيخٌ قافِل يابس ورجل قافِل يابس الجلد وقيل هو اليابس اليد وأَقْفَله الصومُ إِذا أَيبسه وأَقْفَلْتُ الجلد إِذا أَيبسته والقَفْل بالفتح ما يَبِس من الشجر قال أَبو ذؤيب ومُفْرِهة عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِها فَخَرَّت كما تَتَّايَعُ الريحُ بالقَفْل واحدتها قَفْلة وقَفَلة الأَخيرة بالفتح عن ابن الأَعرابي حكاه بفتح الفاء وأَسكنها سائر أَهل اللغة ومنه قول مُعَقِّر بن حِمَار( * قوله « ومنه قول معقر بن حمار » هذا هو الصواب في اسمه وقد تقدم في مادة عقر أنه ابن حباب خطأ ) لابنته بعدما كُفَّ بصرُه وقد سمع صوت راعدة أَي بُنَيَّةُ وائِلي بي إِلى جانب قَفْلة فإِنها لا تنبُت إِلا بمَنْجاة من السَّيْل فإِن كان ذلك صحيحاً فقَفْل اسم الجمع والقَفِيل كالقَفْل وقد قَفَل يَقْفِل وقَفِلَ والقَفِيل أَيضاً نبت والقَفِيل السَّوْط قال ابن سيده أَراه لأَنه يصنع من الجلد اليابس قال أَبو محمد الفقعسي لمَّا أَتاك يابِساً قِرْشَبَّا قمت إِليه بالقَفِيل ضَرْبا ضَرْب بَعِير السوء إِذْ أَحَبَّا أَحَبّ هنا برَك وقيل حَرَن وخيل قَوافِل أَي ضَوامر وأَنشد ابن بري لامرئ القيس نحن جَلَبْنا القُرَّح القَوافِلا وقال خفاف بن ندبة سَلِيل نَجِيبةٍ لنَجِيب صِدْق تَصَنْدَلَ قافِلاً والمُخُّ رَارُ ويقال للفرس إِذا ضَمَر قَفَل يَقْفِل قُفُولاً وهو القافِل والشازِب والشاسِبُ وأَنشد ابن بري في ترجمة خشب قافِل جُرْشع تَراه كتَيْس ال رمْلِ لا مُقْرِف ولا مَخْشُوب قافل ضامر ابن شميل قَفَل القومُ الطعام وهم يَقْفِلون ومَكَرَ القومُ
( * قوله « ومكر القوم إلخ » هكذا في الأصل مضبوطاً ولم يذكره في مادة مكر والذي في القاموس فيها والتمكير احتكار الحبوب في البيوت ) إِذا احْتَكَرُوا يَمْكُرُون رواه المصاحفي عنه وفي نوادر الأَعراب أَقْفَلْت القومَ في الطريق قال وقَفَلْتهم بعيني قَفْلاً أَتْبعتهم بَصَري وكذلك قَذَذْتهم وقالوا في موضع أَقْفَلْتهم على كذا أَي جمعتهم والقُفْل والقُفُلُّ ما يُغلَق به الباب مما ليس بكثيف ونحوه والجمع أَقْفال وأَقْفُل وقرأَ بعضهم أَم على قلوب أَقْفُلُها حكى ذلك ابن سيده عن ابن جني وقُفُول عن الهجري قال وأَنشدت أُم القرمد تَرَى عَيْنُه ما في الكتاب وقلبُه عن الدِّين أَعْمَى واثِق بقُفُول وفِعْلُه الإِقْفال وقد أَقْفَل الباب وأَقْفَل عليه فانْقَفَل واقْتَفَل والنون أَعلى والباب مُقْفَل ولا يقال مَقْفول الجوهري أَقْفَلْت الباب وقَفَّل الأَبواب مثل أَغْلَق وغَلَّق وفي حديث عمر أَنه قال أَربع مُقْفَلات النذرُ والطلاق والعِتاق والنكاحُ أَي لا مَخْرج منهنّ لقائلهنّ كأَن عليهنّ أَقْفالاً فمتى جرى بهنّ اللسان وجب بهنّ الحُكْم ويقال للبخيل هو مُقْفَل اليدين ورجل مُقْفَل اليدين ومُقْتَفِل لئيم كلاهما على المثل والمُقْتَفِل من الناس الذي لا يُخرِج من يديه خيراً وامرأَة مُقْتَفِلة وقَفَل الفَحْل يَقْفِل قُفولاً اهتاج للضِّراب والقَفْلة إِعطاؤك إِنساناً شيئاً بمرّة يقال أَعطاه أَلفاً قَفْلة ابن دريد ودرهم قَفْلة أَي وازِنٌ والهاء أَصلية قال الأَزهري هذا من كلام أَهل اليمن قال ولا أَدري ما أَراد بقوله الهاء أَصلية ورجل قُفَلة حافظ لكل ما يسمع والقُفْل شجر بالحجاز يضخُم ويتخذ النساء من ورَقه غُمْراً يجيء أَحمر واحدته قُفْلة وحكاه كراع بالفتح ووصفها الأَزهري فقال تنبت في نُجُود لأَرض وتَيْبَس في أَوَّل الهَيْج وقال أَبو عبيد القَفْل ما يَبِس من الشجر وأَنشد قول أَبي ذؤيب فَخَرَّت كما تَتَّايَعُ الريحُ بالقَفْل قال أَبو منصور القَفْل جمع قَفْلة وهي شجرة بعينها تَهِيج في وَغْرة الصيف فإِذا هبَّت البوارِح بها قلعتْها وطيَّرتها في الجوِّ والمِقْفَل من النخل التي يَتَحاتُّ ما عليها من الحمل حكاه أَبو حنيفة عن ابن الأَعرابي والقِيفال عِرْق في اليَدِ يُفْصَد وهو معرَّب وقَفِيل والقُفَال موضعان قال لبيد أَلَمْ تُلْمِم على الدِّمَنِ الخَوالي لِسَلْمى بالمَذانِب فالقُفالِ ؟
قفثل
القَفْثَلة جَرْفُ الشيء بسُرْعة
قفخل
القُفاخِليَّة النَّبِيلة العظيمة النَّفِيسة من النساء حكاها ابن جني
قفشل
القَفْشَلِيلة المِغْرَفة فارسيٌّ معرب وحكي عن الأَحمر أَنها أَعجمية أَصلها كِبْجَلار( * قوله « اصلها كبجلار » هكذا في الأصل مضبوطاً وفي القاموس القفشليل المغرفة معرب كفجه لير وضبط فيه بفتح الكاف والجيم وسكون الفاء والهاء وكسر اللام ) مثل به سيبويه صفة ولم يفسره أَحد على ذلك قال السيرافي ليُطْلَب فإِني لا أَعرفه
قفطل
قَفْطَل الشيءَ من يَدَيَّ اختطَفه
قفعل
الاقْفِعْلالُ تَشَنُّجُ الأَصابع والكف من بَرْد أَو داء والجلد قد يَتَقَفْعَل فيَنْزَوِي كالأُذن المُقْفَعِلَّة وفي لغة أُخرى اقْلَعَفَّ اقْلِعْفافاً وذلك كالجَذْب والجَبْذ وفي حديث المِيلاد يدٌ مُقْفَعِلَّة أَي متقبِّضة يقال اقْفَعَلَّت يدُه إِذا تَقَبَّضت وتشنَّجَت وقيل المُقْفَعِلُّ المُتَشَنِّجُ من بَرْد أَو كِبَر فلم يخصَّ به الأَنامِل وقيل المُقْفَعِلُّ اليابس اليَدِ اقْفَعَلَّت يدُه وأَنامله اقْفِعْلالاً تقبَّضت وتشنَّجَت وفي الأَزهري المُقْفَعِلُّ اليابس وأَنشد شمر أَصْبَحْت بعد اللِّين مُقْفَعِلاَّ وبعد طِيب جَسَدٍ مُصِلاَّ ققل القَوْقَل الذكَر من القَطا والحَجَل والقَواقِلُ من الخَزْرَج( * قوله « والقواقل من الخزرج إلخ » عبارة القاموس والقوقل اسم أبي بطن من الانصار لأنه كان إذا اتاه انسان يستجير به او بيثرب قال له قوقل في هذا الجبل وقد أمنت أي ارتق وهم القواقلة )
وكان يقال في الجاهلية للرجل إِذا استجار بيَثْرِب قَوْقِل ثم قد أَمِنْت والقاقُلَّى نَبْت
ققل
القَوْقَل الذكَر من القَطا والحَجَل والقَواقِلُ من الخَزْرَج( * قوله « والقواقل من الخزرج إلخ » عبارة القاموس والقوقل اسم أبي بطن من الانصار لأنه كان إذا اتاه انسان يستجير به او بيثرب قال له قوقل في هذا الجبل وقد أمنت أي ارتق وهم القواقلة )
وكان يقال في الجاهلية للرجل إِذا استجار بيَثْرِب قَوْقِل ثم قد أَمِنْت والقاقُلَّى نَبْت