كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور
حوكل
الرباعي من باب الحاء الحَرْكَلة الرَّجَّالة كالحَوْكَلة
حال
أَتى بمُحال ورجل مِحْوال كثيرُ مُحال الكلام وكلام مُسْتَحيل مُحال ويقال أَحَلْت الكلام أُحِيله إِحالة إِذا أَفسدته وروى ابن شميل عن الخليل بن أَحمد أَنه قال المُحال الكلام لغير شيء والمستقيم كلامٌ لشيء والغَلَط كلام لشيء لم تُرِدْه واللَّغْو كلام لشيء ليس من شأْنك والكذب كلام لشيء تَغُرُّ به وأَحالَ الرَّجُلُ أَتَى بالمُحال وتَكَلَّم به وهو حَوْلَهُ وحَوْلَيْه وحَوالَيْه وحَوالَه ولا تقل حَوالِيه بكسر اللام التهذيب والحَوْل اسم يجمع الحَوالى يقال حَوالَي الدار كأَنها في الأَصل حوالى كقولك ذو مال وأُولو مال قال الأَزهري يقال رأَيت الناس حَوالَه وحَوالَيْه وحَوْلَه وحَوْلَيْه فحَوالَه وُحْدانُ حَوالَيْه وأَما حَوْلَيْه فهي تثنية حَوْلَه قال الراجز ماءٌ رواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيَه هذا مَقامٌ لك حَتَّى تِيبِيَه ومِثْلُ قولهم حَوالَيْك دَوالَيْك وحَجازَيْك وحَنانَيْك قال ابن بري وشاهد حَوالَهُ قول الراجز أَهَدَمُوا بَيْتَك ؟ لا أَبا لكا وأَنا أَمْشي الدَّأَلى حَوالَكا وفي حديث الاستسقاء اللهم حَوالَيْنا ولا علينا يريد اللهم أَنْزِل الغيثَ علينا في مواضع النبات لا في مواضع الأَبنية من قولهم رأَيت الناس حَوالَيْه أَي مُطِيفِينَ به من جوانبه وأَما قول امريء القيس أَلَسْتَ ترى السُّمَّار والناس أَحْوالي فعَلى أَنه جَعَل كل جزء من الجِرْم المُحِيط بها حَوْلاً ذَهَب إِلى المُبالغة بذلك أَي أَنه لا مَكان حَوْلَها إِلا وهو مشغول بالسُّمَّار فذلك أَذْهَبُ في تَعَذُّرِها عليه واحْتَوَله القومُ احْتَوَشُوا حَوالَيْه وحاوَل الشيءَ مُحاولة وحِوالاً رامه قال رؤبة حِوالَ حَمْدٍ وائْتِجارَ والمؤتَجِر والاحْتِيالُ والمُحاولَة مطالبتك الشيءَ بالحِيَل وكل من رام أَمراً بالحِيَل فقد حاوَله قال لبيد أَلا تَسْأَلانِ المرءَ ماذا يُحاوِلُ أَنَحْبٌ فَيْقضي أَم ضَلالٌ وباطِلُ ؟ الليث الحِوال المُحاوَلة حاوَلته حِوالاً ومُحاولة أَي طالبته بالحِيلة والحِوال كلُّ شيء حال بين اثنين يقال هذا حِوال بينهما أَي حائل بينهما كالحاجز والحِجاز أَبو زيد حُلْتُ بينه وبين الشَّرِّ أَحُول أَشَدَّ الحول والمَحالة قال الليث يقال حالَ الشيءُ بين الشيئين يَحُول حَوْلاً وتَحْوِيلاً أَي حَجَز ويقال حُلْتَ بينه وبين ما يريد حَوْلاً وحُؤولاً ابن سيده وكل ما حَجَز بين اثنين فقد حال بينهما حَوْلاً واسم ذلك الشيء الحِوال والحَوَل كالحِوال وحَوالُ الدهرِ تَغَيُّرُه وصَرْفُه قال مَعْقِل بن خويلد الهذلي أَلا مِنْ حَوالِ الدهر أَصبحتُ ثاوياً أُسامُ النِّكاحَ في خِزانةِ مَرْثَد التهذيب ويقال إِن هذا لمن حُولة الدهر وحُوَلاء الدهر وحَوَلانِ الدهر وحِوَل الدهر وأَنشد ومن حِوَل الأَيَّام والدهر أَنه حَصِين يُحَيَّا بالسلام ويُحْجَب وروى الأَزهري بإِسناده عن الفرّاء قال سمعت أَعرابيّاً من بني سليم ينشد فإِنَّها حِيَلُ الشيطان يَحْتَئِل قال وغيره من بني سليم يقول يَحْتال بلا همز قال وأَنشدني بعضهم يا دارَ ميّ بِدكادِيكِ البُرَق سَقْياً وإِنْ هَيَّجْتِ شَوْقَ المُشْتَئق قال وغيره يقول المُشْتاق وتَحَوَّل عن الشيء زال عنه إِلى غيره أَبو زيد حالَ الرجلُ يَحُول مثل تَحَوَّل من موضع إِلى موضع الجوهري حال إِلى مكان آخر أَي تَحَوَّل وحال الشيءُ نفسُه يَحُول حَوْلاً بمعنيين يكون تَغَيُّراً ويكون تَحَوُّلاً وقال النابغة ولا يَحُول عَطاءُ اليومِ دُونَ غَد أَي لا يَحُول عَطاءُ اليوم دُونَ عطاء غَد وحالَ فلان عن العَهْد يَحُول حَوْلاً وحُؤولاً أَي زال وقول النابغة الجعدي أَنشده ابن سيده أَكَظَّكَ آبائي فَحَوَّلْتَ عنهم وقلت له با ابْنَ الحيالى تحوَّلا( * « الحيالى » هكذا رسم في الأصل وفي شرح القاموس الحيا و لا )
قال يجوز أَن يستعمل فيه حَوَّلْت مكان تَحَوَّلت ويجوز أَن يريد حَوَّلْت رَحْلَك فحذف المفعول قال وهذا كثير وحَوَّله إِليه أَزاله والاسم الحِوَل والحَوِيل وأَنشد اللحياني أُخِذَت حَمُولُته فأَصْبَح ثاوِياً لا يستطيع عن الدِّيار حَوِيلا التهذيب والحِوَل يَجْري مَجْرى التَّحْويل يقال حوّلُوا عنها تَحْويلاً وحِوَلاً قال الأَزهري والتحويل مصدر حقيقي من حَوَّلْت والحِوَل اسم يقوم مقام المصدر قال الله عز وجل لا يَبْغُون عنها حِوَلاً أَي تَحْوِيلاً وقال الزجاج لا يريدون عنها تَحَوُّلاً يقال قد حال من مكانه حِوَلاً وكما قالوا في المصادر صَغُر صِغْراً وعادَني حُبُّها عِوَداً قال وقد قيل إِن الحِوَل الحِيلة فيكون على هذا المعنى لا يَحْتالون مَنْزِلاً غيرها قال وقرئ قوله عز وجل دِيناً قِيَماً ولم يقل قِوَماً مثل قوله لا يَبْغُون عنها حِوَلاً لأَن قِيَماً من قولك قام قِيَماً كأَنه بني على قَوَم أَو قَوُم فلما اعْتَلَّ فصار قام اعتل قِيَم وأَما حِوَل فكأَنه هو على أَنه جارٍ على غير فعل وحالَ الشيءُ حَوْلاً وحُؤولاً وأَحال الأَخيرة عن ابن الأَعرابي كلاهما تَحَوَّل وفي الحديث من أَحالَ دخل الجنة يريد من أَسلم لأَنه تَحَوَّل من الكفر عما كان يعبد إِلى الإِسلام الأَزهري حالَ الشخصُ يَحُول إِذا تَحَوَّل وكذلك كل مُتَحَوِّل عن حاله وفي حديث خيبر فَحالوا إِلى الحِصْن أَي تَحَوَّلوا ويروى أَحالوا أَي أَقبلوا عليه هاربين وهو من التَّحَوُّل وفي الحديث إِذا ثُوِّب بالصلاة أَحال الشيطانُ له ضُراط أَي تَحَوَّل من موضعه وقيل هو بمعنى طَفِق وأَخَذَ وتَهَيَّأَ لفعله وفي الحديث فاحْتالَتْهم الشياطين أَي نَقَلَتْهم من حال إِلى حال قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية والمشهور بالجيم وقد تقدم وفي حديث عمر رضي الله عنه فاسْتَحالَتْ غَرْباً أَي تَحَوَّلَتْ دَلْواً عظيمة والحَوالة تحويل ماء من نهر إِلى نهر والحائل المتغير اللون يقال رماد حائل ونَبات حائل ورَجُل حائل اللون إِذا كان أَسود متغيراً وفي حديث ابن أَبي لَيْلى أُحِيلَت الصلاة ثلاثة أَحْوال أَي غُيِّرت ثلاث تغييرات أَو حُوِّلَت ثلاث تحويلات وفي حديث قَباث بن أَشْيَم رأَيت خَذْق الفِيل أَخضر مُحيِلاً أَي متغيراً ومنه الحديث نهى أَن يُسْتَنْجى بعَظْمٍ حائلٍ أَي متغير قد غَيَّره البِلى وكلُّ متغير حائلٌ فإِذا أَتت عليه السَّنَةُ فهو مُحِيل كأَنه مأْخوذ من الحَوْل السَّنَةِ وتَحوَّل كساءَه جَعَل فيه شيئاً ثم حَمَله على ظهره والاسم الحالُ والحالُ أَيضاً الشيءُ يَحْمِله الرجل على ظهره ما كان وقد تَحَوَّل حالاً حَمَلها والحالُ الكارَةُ التي يَحْمِلها الرجل على ظهره يقال منه تَحَوَّلْت حالاً ويقال تَحَوَّل الرجلُ إِذا حَمَل الكارَة على ظَهْره يقال تَحَوَّلْت حالاً على ظهري إِذا حَمَلْت كارَة من ثياب وغيرها وتحوَّل أَيضاً أَي احْتال من الحيلة وتَحَوَّل تنقل من موضع إِلى موضع آخر والتَّحَوُّل التَّنَقُّل من موضع إِلى موضع والاسم الحِوَل ومنه قوله تعالى خالدين فيها لا يبغون عنها حِوَلاً والحال الدَّرَّاجة التي يُدَرَّج عليها الصَّبيُّ إِذا مشَى وهي العَجَلة التي يَدِبُّ عليها الصبي قال عبد الرحمن بن حَسَّان الأَنصاري ما زال يَنْمِي جَدُّه صاعِداً مُنْذُ لَدُنْ فارَقه الحَالُ يريد ما زال يَعْلو جَدُّه ويَنْمِي مُنْذُ فُطِم والحائل كُلُّ شيء تَحَرَّك في مكانه وقد حالَ يَحُول واسْتحال الشَّخْصَ نظر إِليه هل يَتَحرَّك وكذلك النَّخْل واسْتحال واستحام لَمَّا أَحالَه أَي صار مُحالاً وفي حديث طَهْفَة ونَسْتَحِيل الجَهام أَي ننظر إِليه هل يتحرك أَم لا وهو نَسْتَفْعِل من حالَ يَحُول إِذا تَحَرَّك وقيل معناه نَطْلُب حال مَطَره وقيل بالجيم وقد تقدم الأَزهري سمعت المنذري يقول سمعت أَبا الهيثم يقول عن تفسير قوله لا حَوْل ولا قُوَّة إِلا بالله قال الحَوْل الحَركة تقول حالَ الشخصُ إِذا تحرّك وكذلك كل مُتَحَوِّل عن حاله فكأَنَّ القائل إِذا قال لا حَوْلَ ولا قُوَّة إِلاَّ بالله يقول لا حَركة ولا استطاعة إِلا بمشيئة الله الكسائي يقال لا حَوْل ولا قُوَّة إِلا بالله ولا حَيْلَ ولا قُوَّة إِلا بالله وورد ذلك في الحديث لا حَوْلَ ولا قوة إِلا بالله وفُسِّر بذلك المعنى لا حركة ولا قُوَّة إِلا بمشيئة الله تعالى وقيل الحَوْل الحِيلة قال ابن الأَثير والأَول أَشبه ومنه الحديث اللهم بك أَصُول وبك أَحُول أَي أَتحرك وقيل أَحتال وقيل أَدفع وأَمنع من حالَ بين الشيئين إِذا منع أَحدهما من الآخر وفي حديث آخر بك أُصاوِل وبك أُحاوِل هو من المُفاعلة وقيل المُحاولة طلب الشيء بحِيلة وناقة حائل حُمِل عليها فلم تَلْقَح وقيل هي الناقة التي لم تَحْمِل سنة أَو سنتين أَو سَنَوات وكذلك كل حامل يَنْقَطِع عنها الحَمْل سنة أَو سنوات حتى تَحْمِل والجمع حِيال وحُولٌ وحُوَّلٌ وحُولَلٌ الأَخيرة اسم للجمع وحائلُ حُولٍ وأَحْوال وحُولَلٍ أَي حائل أَعوام وقيل هو على المبالغة كقولك رَجُلُ رِجالٍ وقيل إِذا حُمِل عليها سنة فلم تَلقَح فهي حائل فإِن لم تَحمِل سنتين فهي حائلُ حُولٍ وحُولَلٍ ولَقِحَتْ على حُولٍ وحُولَلٍ وقد حالَتْ حُؤُولاً وحِيالاً وأَحالت وحَوَّلَت وهي مُحَوِّل وقيل المُحَوِّل التي تُنْتَج سنة سَقْباً وسنة قَلوصاً وامرأَة مُحِيل وناقة مُحِيل ومُحْوِل ومُحَوِّل إِذا ولدت غلاماً على أَثر جارية أَو جارية على أَثر غلام قال ويقال لهذه العَكوم أَيضاً إِذا حَمَلت عاماً ذكراً وعاماً أُنثى والحائل الأُنثى من أَولاد الإِبل ساعةَ تُوضَع وشاة حائل ونخْلة حائل وحالت النخلةُ حَمَلَتْ عاماً ولم تَحْمِل آخر الجوهري الحائل الأُنثى من ولد الناقة لأَنه إِذا نُتِج ووقع عليه اسم تذكير وتأْنيث فإِن الذكر سَقْب والأُنثى حائل يقال نُتِجت الناقةُ حائلاً حسنة ويقال لا أَفعل ذلك ما أَرْزَمَت أُمُّ حائل ويقال لولد الناقة ساعةَ تُلْقيه من بطنها إِذا كانت أُنثى حائل وأُمُّها أُمُّ حائل قال فتلك التي لا يبرَحُ القلبَ حُبُّها ولا ذِكْرُها ما أَرْزَمَتْ أُمُّ حائل والجمع حُوَّل وحَوائل وأَحال الرجلُ إِذا حالت إِبلُه فلم تَحْمِل وأَحال فلانٌ إِبلَه العامَ إِذا لم يُصِبْها الفَحْل والناس مُحِيلون إِذا حالت إِبِلُهم قال أَبو عبيدة لكل ذي إِبِل كَفْأَتان أَي قِطْعتان يقطعهما قِطْعَتين فَتُنْتَج قِطْعَةٌ منها عاماً وتَحُول القِطْعَةُ الأُخرى فيُراوح بينهما في النَّتاج فإِذا كان العام المقبل نَتَج القِطْعةَ التي حالت فكُلُّ قطعة نتَجها فهي كَفْأَة لأَنها تَهْلِك إِن نَتَجها كل عام وحالت الناقةُ والفرسُ والنخلةُ والمرأَةُ والشاةُ وغيرُهنَّ إِذا لم تَحْمِل وناقة حائل ونوق حَوائل وحُولٌ وحُولَلٌ وفي الحديث أَعوذ بك من شر كل مُلْقِح ومُحِيل المُحِيل الذي لا يولد له من قولهم حالت الناقةُ وأَحالت إِذا حَمَلْت عليها عاماً ولم تحْمِل عاماً وأَحال الرجلُ إِبِلَه العام إِذا لم يُضْرِبها الفَحْلَ ومنه حديث أُم مَعْبَد والشاء عازب حِيال أَي غير حَواملَ والحُول بالضم الحِيَال قال الشاعر لَقِحْن على حُولٍ وصادَفْنَ سَلْوَةً من العَيْش حتى كلُّهُنَّ مُمَتَّع ويروى مُمَنَّع بالنون الأَصمعي حالت الناقةُ فهي تَحُول حِيالاً إِذا ضَرَبها الفحلُ ولم تَحْمِل وناقة حائلة ونوق حِيال وحُول وقد حالَت حَوالاً وحُؤُولاً
( * قوله « وقد حالت حوالاً » هكذا في الأصل مضبوطاً كسحاب والذي في القاموس حؤولاً كقعود وحيالاً وحيالة بكسرهما )
والحالُ كِينَةُ الإنسان وهو ما كان عليه من خير أَو شر يُذَكَّر ويُؤَنَّث والجمع أَحوال وأَحْوِلة الأَخيرة عن اللحياني قال ابن سيده وهي شاذة لأَن وزن حال فَعَلٌ وفَعَلٌ لا يُكَسَّر على أَفْعِلة اللحياني يقال حالُ فلان حسَنة وحسَنٌ والواحدة حالةٌ يقال هو بحالة سوءٍ فمن ذَكَّر الحال جمعه أَحوالاً ومن أَنَّثَها جَمعَه حالات الجوهري الحالة واحدة حالِ الإِنسان وأَحْوالِه وتحَوَّله بالنصيحة والوَصِيَّة والموعظة توَخَّى الحالَ التي يَنْشَط فيها لقبول ذلك منه وكذلك روى أَبو عمرو الحديث وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَتَحَوَّلُنا بالموعظة بالحاء غير معجمة قال وهو الصواب وفسره بما تقدم وهي الحالة أَيضاً وحالاتُ الدهر وأَحْوالُه صُروفُه والحالُ الوقت الذي أَنت فيه وأَحالَ الغَريمَ زَجَّاه عنه إِلى غريم آخر والاسم الحَوالة اللحياني يقال للرجل إِذا تحَوَّل من مكان إِلى مكان أَو تحَوَّل على رجل بدراهم حالَ وهو يَحُول حَوْلاً ويقال أَحَلْت فلاناً على فلان بدراهم أُحِيلُه إِحالةً وإِحالاً فإِذا ذَكَرْت فِعْلَ الرجل قلت حالَ يَحُول حَوْلاً واحْتال احْتِيالاً إِذا تَحَوَّل هو من ذات نَفْسِه الليث الحَوالة إِحالَتُك غريماً وتحَوُّل ماءٍ من نهر إِلى نهر قال أَبو منصور يقال أَحَلْت فلاناً بما لهُ عليَّ وهو كذا درهماً على رجل آخر لي عليه كذا درهماً أُحِيلُه إِحالةً فاحْتال بها عليه ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم وإِذا أُحِيل أَحدكم على آخر فَلْيَحْتَلْ قال أَبو سعيد يقال للذي يُحال عليه بالحق حَيِّلٌ والذي يَقْبَل الحَوالةَ حَيِّل وهما الحَيِّلانِ كما يقال البَيِّعان وأَحالَ عليه بدَيْنِه والاسم الحَوالة والحال التراب اللَّيِّن الذي يقال له السَّهْلة والحالُ الطينُ الأَسود والحَمْأَةُ وفي الحديث أَن جبريل عليه السلام قال لما قال فرعون آمنت أَنه لا إِله إِلا الذي آمنت به بنو إِسرائيل أَخَذْتُ من حال البحر فضَرَبْتُ به وجهه وفي رواية فحشَوْت به فمه وفي التهذيب أَن جبريل عليه السلام لما قال فرعون آمنت أَنه لا إِله إِلاَّ الذي آمنت به بنو إِسرائيل أَخَذَ من حالِ البحر وطِينِه فأَلْقَمَه فاه وقال الشاعر وكُنَّا إِذا ما الضيفُ حَلَّ بأَرضِنا سَفَكْنا دِماءَ البُدْن في تُرْبَة الحال وفي حديث الكوثر حالُه المِسْكُ أَي طِينُه وخَصَّ بعضهم بالحال الحَمْأَة دون سائر الطين الأَسود والحالُ اللَّبَنُ عن كراع والحال الرَّماد الحارُّ والحالُ ورق السَّمُر يُخْبَط في ثوب ويُنْفَض يقال حالٌ من وَرَقٍ ونُفاض من ورق وحالُ الرجلِ امرأَته قال الأَعلم إِذا أَذكرتَ حالَكَ غير عَصْر وأَفسد صُنْعَها فيك الوَجِيف غَيْرَ عَصْرٍ أَي غير وقت ذكرها وأَنشد الأَزهري يا رُبَّ حالِ حَوْقَلٍ وَقَّاع تَرَكْتها مُدْنِيَةَ القِناع والمَحالَةُ مَنْجَنُونٌ يُسْتَقى عليها والجمع مَحالٌ ومَحاوِل والمَحالة والمَحال واسِطُ الظَّهْر وقيل المَحال الفَقار واحدته مَحالة ويجوز أَن يكون فَعالة والحَوَلُ في العين أَن يظهر البياض في مُؤْخِرها ويكون السواد من قِبَل الماقِ وقيل الحَوَل إِقْبال الحَدَقة على الأَنف وقيل هو ذَهاب حدقتها قِبَلَ مُؤْخِرها وقيل الحَوَل أَن تكون العين كأَنها تنظر إِلى الحِجاج وقيل هو أَن تميل الحدَقة إِلى اللَّحاظ وقد حَوِلَت وحالَت تَحال واحْوَلَّت وقول أَبي خراش إِذا ما كان كُسُّ القَوْمِ رُوقاً وحالَتْ مُقْلَتا الرَّجُلِ البَصِير
( * قوله « إذا ما كان » تقدم في ترجمة كسس إذا ما حال وفسره بتحوّل )
قيل معناه انقلبت وقال محمد بن حبيب صار أَحْوَل قال ابن جني يجب من هذا تصحيح العين وأَن يقال حَوِلت كعَوِرَ وصَيِدَ لأَن هذه الأَفعال في معنى ما لا يخرج إِلا على الصحة وهو احْوَلَّ واعْوَرَّ واصْيدَّ فعلى قول محمد ينبغي أَن يكون حالَت شاذّاً كما شذ اجْتارُوا في معنى اجْتَوَرُوا الليث لغة تميم حالَت عَيْنُه تَحُول
( * قوله « لغة تميم حالت عينه تحول » هكذا في الأصل والذي في القاموس وشرحه وحالت تحال وهذه لغة تميم كما قاله الليث )
حولاً وغيرهم يقول حَوِلَت عَيْنُه تَحْوَل حَوَلاً واحْوَلَّت أَيضاً بتشديد اللام وأَحْوَلْتُها أَنا عن الكسائي وجَمْع الأَحول حُولان ويقال ما أَقْبَحَ حَوْلَتَه وقد حَوِلَ حَوَلاً قبيحاً مصدر الأَحْوَلِ ورجل أَحْوَل بَيِّن الحَوَل وحَوِلٌ جاء على الأَصل لسلامة فعله ولأَنهم شبَّهوا حَرَكة العين التابعة لها بحرف اللين التابع لها فكأَن فَعِلاَ فَعِيل فكما يصح نَحْوُ طَوِيل كذلك يصح حَوِلٌ من حيث شبهت فتحة العين بالأَلف من بعدها وأَحالَ عينَه وأَحْوَلَها صَيَّرها حَوْلاء وإِذا كان الحَوَل يَحْدُث ويذهب قيل احْوَلَّت عينُه احْوِلالاً واحْوالَّت احْوِيلالاً والحُولة العَجَب قال ومن حُولِة الأَيَّام والدهر أَنَّنا لنا غَنَمٌ مقصورةٌ ولنا بَقَر ويوصف به فيقال جاء بأَمرٍ حُولة والحِوَلاءُ والحُوَلاءُ من الناقة كالمَشِيمة للمرأَة وهي جِلْدةٌ ماؤها أَخضر تَخْرج مع الولد وفيها أَغراس وعروق وخطوط خُضْر وحُمْر وقيل تأْتي بعد الولد في السَّلى الأَول وذلك أَول شيء يخرج منه وقد تستعمل للمرأَة وقيل الحِوَلاء الماء الذي يخرج على رأْس الولد إِذا وُلِد وقال الخليل ليس في الكلام فِعَلاء بالكسر ممدوداً إِلا حِوَلاء وعِنَباء وسِيَراء وحكى ابن القُوطِيَّة خِيَلاء لغة في خُيَلاء حكاه ابن بري وقيل الحُوَلاء والحِوَلاء غِلاف أَخضر كأَنه دلو عظيمة مملوءة ماء وتَتَفَقَّأُ حين تقع إِلى الأَرض ثم يخْرُج السَّلى فيه القُرْنتان ثم يخرج بعد ذلك بيوم أَو يومين الصَّآة ولا تَحْمِل حاملةٌ أَبداً ما كان في الرحم شيء من الصَّآة والقَذَر أَو تَخْلُصَ وتُنَقَّى والحُوَلاء الماء الذي في السَّلى وقال ابن السكيت في الحُولاء الجلدة التي تخرج على رأْس الولد قال سميت حُوَلاءَ لأَنها مشتملة على الولد قال الشاعر على حُوَلاءَ يَطْفُو السُّخْدُ فيها فَراها الشَّيْذُمانُ عن الجَنِين ابن شميل الحُوَلاء مُضَمَّنَة لما يخرج من جَوْف الولد وهو فيها وهي أَعْقاؤه الواحد عِقْيٌ وهو شيء يخرج من دُبُره وهو في بطن أُمه بعضه أَسود وبعضه أَصفر وبعضه أَخضر وقد عَقى الحُوارُ يَعْقي إِذا نَتَجَتْه أُمُّه فما خَرَج من دُبُره عِقْيٌ حتى يأْكل الشجر ونَزَلُوا في مثل حُوَلاء الناقة وفي مثل حُوَلاء السَّلى يريدون بذلك الخِصْب والماء لأَن الحُوَلاء مَلأَى ماءً رِيّاً ورأَيت أَرضاً مثل الحُوَلاء إِذا اخضرَّت وأَظلمت خُضْرةً وذلك حين يَتَفَقَّأُ بعضها وبعض لم يتفقأُ قال بأَغَنَّ كالحُوَلاءِ زان جَنابَه نَوْرُ الدَّكادِك سُوقُه تَتَخَضَّد واحْوالَّت الأَرضُ إِذا اخضرَّت واستوى نباتها وفي حديث الأَحنف إِن إِخواننا من أَهل الكوفة نزلوا في مثل حُوَلاء الناقة من ثِمارٍ مُتَهَدِّلة وأَنهار مُتَفَجِّرة أَي نزلوا في الخِصْب تقول العرب تركت أَرض بني فلان كحُوَلاء الناقة إِذا بالغت في وصفها أَنها مُخْصِبة وهي من الجُلَيْدة الرقيقة التي تخرج مع الولد كما تقدم والحِوَل الأُخدود الذي تُغْرَس فيه النخل على صَفٍّ وأَحال عليه اسْتَضْعَفه وأَحال عليه بالسوط يضربه أَي أَقبل وأَحَلْتُ عليه بالكلام أَقبلت عليه وأَحال الذِّئبُ على الدم أَقبل عليه قال الفرزدق فكان كذِئْب السُّوءِ لما رأَى دماً بصاحبه يوماً أَحالَ على الدم أَي أَقبل عليه وقال أَيضاً فَتًى ليس لابن العَمِّ كالذِّئبِ إِن رأَى بصاحبه يَوْماً دَماً فهو آكلُه وفي حديث الحجاج مما أَحال على الوادي أَي ما أَقبل عليه وفي حديث آخر فجعلوا يضحكون ويُحِيل بعضهُم على بعض أَي يُقْبل عليه ويَمِيل إِليه وأَحَلْت الماء في الجَدْوَل صَبَبْته قال لبيد كأَنَّ دُموعَه غَرْبا سُناةٍ يُحِيلون السِّجال على السِّجال وأَحالَ عليه الماء أُفْرَغَه قال يُحِيل في جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه حَبْوَ الجَواري تَرى في مائه نُطُقا أَبو الهيثم فيما أَكْتَبَ ابْنَه يقال للقوم إِذا أَمْحَلوا فَقَلَّ لبنُهم حالَ صَبُوحهُم على غَبُوقِهم أَي صار صَبُوحهم وغَبُوقُهم واحداً وحال بمعنى انْصَبَّ وحال الماءُ على الأَرض يَحُول عليها حوْلاً وأَحَلْتُه أَنا عليها أُحِيله إِحالة أَي صَبَبْتُه وأَحال الماءَ من الدلو أَي صَبَّه وقَلَبها وأَنشد ابن بري لزهير يُحِيل في جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه وأَحال الليلُ انْصَبَّ على الأَرض وأَقبل أَنشد ابن الأَعرابي في صفة نخل لا تَرْهَبُ الذِّئبَ على أَطْلائها وإِن أَحالَ الليلُ مِنْ وَرائها يعني أَن النَّخل إِنما أَولادها الفُسْلان والذئاب لا تأْكل الفَسِيل فهي لا تَرْهَبها عليها وإِن انْصَبَّ الليل من ورائها وأَقبل والحالُ موضع اللِّبْد من ظَهْر الفرس وقيل هي طَرِيقة المَتْن قال كأَنَّ غلامي إِذ عَلا حالَ مَتْنِه على ظَهْرِ بازٍ في السماء مُحَلِّق وقال امرؤ القيس كُمَيْت يَزِلُّ اللِّبْدُ عن حالِ مَتْنِه ابن الأَعرابي الحالُ لَحْمُ المَتْنَيْن والحَمْأَةُ والكارَةُ التي يَحْمِلها الحَمَّال واللِّواء الذي يُعْقَد للأُمراء وفيه ثلاث لغات الخال بالخاء المعجمة وهو أَعْرَقُها والحال والجَالُ والحَالُ لحم باطن فخذ حمار الوحش والحال حال الإِنسان والحال الثقل والحال مَرْأَة الرَّجُل والحال العَجَلة التي يُعَلَّم عليها الصبي المشي قال ابن بري وهذه أَبيات تجمع معاني الحال يا لَيْتَ شِعْرِيَ هل أُكْسَى شِعارَ تُقًى والشَّعْرُ يَبْيَضُّ حالاً بَعْدَما حال أَي شيئاً بعد شيء فكلما ابْيَضَّ شَعْرِي فالسَّوادُ إِلى نفسي تميل فَنَفْسِي بالهوى حالي حالٍ من الحَلْيِ حَلِيتُ فأَنا حالٍ ليست تَسُودُ غَداً سُودُ النفوس فكَمْ أَغْدُو مُضَيّع نورٍ عامِرَ الحال الحال هنا التراب تَدُورُ دارُ الدُّنى بالنفس تَنْقُلُها عن حالها كصَبيٍّ راكبِ الحال الحالُ هنا العَجَلة فالمرءُ يُبْعَث يوم الحَشْرِ من جَدَثٍ بما جَنى وعلى ما فات من حال الحال هنا مَذْهَب خير أَو شر لو كنتُ أَعْقِلُ حالي عَقْلَ ذي نَظَر لكنت مشتغلاً بالوقت والحال الحال هنا الساعة التي أَنت فيها لكِنَّني بلذيذ العيش مُغْتَبِطٌ كأَنما هو شَهْدٌ شِيب بالحال الحال هنا اللَّبَن حكاه كراع فيما حكاه ابن سيده ماذا المُحالُ الذي ما زِلْتُ أَعْشَقُه ضَيَّعْت عَقْلي فلم أُصْلِح به حالي حال الرجل امرأَته وهي عبارة عن النفس هنا رَكِبْت للذَّنْب طِرْفاً ما له طَرَفٌ فيا لِراكبِ طِرْفٍ سَيِّء الحال حالُ الفَرَس طرائق ظَهْره وقيل مَتْنُه يا رَبِّ غَفْراً يَهُدُّ الذنب أَجْمَعَه حَتَّى يَجِزَّ من الآراب كالحال الحال هنا وَرَق الشجر يَسْقُط الأَصمعي يقال ما أَحْسَنَ حالَ مَتْنِ الفَرَس وهو موضع اللِّبْد والحال لَحْمة المَتْن الأَصمعي حُلْت في مَتْن الفرس أَحُول حُؤُولاً إِذا رَكِبْتَه وفي الصحاح حال في مَتْنِ فرسه حُؤولاً إِذا وَثَبَ ورَكِب وحال عن ظَهْر دابته يَحُول حَوْلاً وحُؤولاً أَي زال ومال ابن سيده وغيره حال في ظهر دابته حَوْلاً وأَحالَ وَثَب واستوى على ظَهْرها وكلام العرب حالَ على ظهره وأَحال في ظهره ويقال حالُ مَتْنِه وحاذُ مَتْنِه وهو الظَّهْر بعينه الجوهري أَحال في مَتْن فرسه مثل حال أَي وَثَب وفي المثل تَجَنَّب رَوْضَةً وأَحال يَعْدُو أَي تَرَكَ الخِصْبَ واختار عليه الشَّقاء ويقال إِنه لَيَحُول أَي يجيء ويذهب وهو الجَوَلان وحَوَّلَتِ المَجَرَّةُ صارت شدّة الحَرّ في وسط السماء قال ذو الرمة وشُعْثٍ يَشُجُّون الفلا في رؤوسه إِذا حَوَّلَتْ أُمُّ النجوم الشَّوابك قال أَبو منصور وحَوَّلت بمعنى تَحَوَّلت ومثله وَلَّى بمعنى تَولَّى وأَرض مُحْتالة إِذا لم يصبها المطر وما أَحْسَن حَوِيلَه قال الأَصمعي أَي ما أَحسن مذهبه الذي يريد ويقال ما أَضعف حَوْلَه وحَوِيلَه وحِيلته والحِيال خيط يُشدُّ من بِطان البعير إِلى حَقَبه لئلا يقع الحَقَب على ثِيلِه وهذا حِيالَ كلمتك أَي مقابلَةَ كلمتك عن ابن الأَعرابي ينصبه على الظرف ولو رفعه على المبتدإِ والخبر لجاز ولكن كذا رواه عن العرب حكاه ابن سيده وقعد حِيالَه وبحِياله أَي بإِزائه وأَصله الواو والحَوِيل الشاهد والحَوِيل الكفِيل والاسم الحَوَالة واحْتال عليه بالدَّين من الحَوَالة وحَاوَلْت الشيء أَي أَردته والاسم الحَوِيل قال الكميت وذاتِ اسْمَيْن والأَلوانُ شَتَّى تُحَمَّق وهي كَيِّسة الحَوِيل قال يعني الرَّخَمَة وحَوَّله فَتَحَوَّل وحَوَّل أَيضاً بنفسه يتعدّى ولا يتعدّى قال ذو الرمة يصف الحرباء يَظَلُّ بها الحِرْباء للشمس مائلاً على الجِذْل إِلا أَنه لا يُكَبِّر إِذا حَوَّل الظِّلُّ العَشِيَّ رأَيته حَنِيفاً وفي قَرْن الضُّحى يَتَنَصَّر يعني تَحَوَّل هذا إِذا رفعت الظل على أَنه الفاعل وفتحت العشي على الظرف ويروى الظِّلَّ العَشِيُّ على أَن يكون العَشِيّ هو الفاعل والظل مفعول به قال ابن بري يقول إِذا حَوَّل الظل العشيّ وذلك عند ميل الشمس إِلى جهة المغرب صار الحرباء متوجهاً للقبلة فهو حَنِيف فإِذا كان في أَوَّل النهار فهو متوجه للشرق لأَن الشمس تكون في جهة المشرق فيصير مُتَنَصِّراً لأَن النصارى تتوجه في صلاتها جهة المشرق واحْتال المنزلُ مَرَّت عليه أَحوال قال ذو الرمة فَيَا لَكِ من دار تَحَمَّل أَهلُها أَيادي سَبَا بَعْدِي وطال احْتِيالُها واحتال أَيضاً تغير قال النمر مَيْثاء جاد عليها وابلٌ هَطِلٌ فأَمْرَعَتْ لاحتيالٍ فَرْطَ أَعوام وحاوَلْت له بصري إِذا حَدَّدته نحوه ورميته به عن اللحياني وحالَ لونُه أَي تغير واسْوَدَّ وأَحالت الدارُ وأَحْوَلت أَتى عليها حَوْلٌ وكذلك الطعام وغيره فهو مُحِيل قال الكميت أَلَم تُلْمِم على الطَّلَل المُحِيل بفَيْدَ وما بُكاؤك بالطُّلول ؟ والمُحِيل الذي أَتت عليه أَحوال وغَيَّرته وَبَّخَ نفسه على الوقوف والبكاء في دار قد ارتحل عنها أَهلها متذكراً أَيَّامهم مع كونه أَشْيَبَ غير شابٍّ وذلك في البيت بعده وهو أَأَشْيَبُ كالوُلَيِّد رَسْمَ دار تُسائل ما أَصَمَّ عن السَّؤُول ؟ أَي أَتسأَل أَشْيَبُ أَي وأَنت أَشيب وتُسائل ما أَصَمَّ أَي تُسائل ما لا يجيب فكأَنه أَصَمّ وأَنشد أَبو زيد لأَبي النجم يا صاحِبَيَّ عَرِّجا قليلا حتى نُحَيِّي الطَّلَل المُحِيلا وأَنشد ابن بري لعمر بن لَجَإٍ أَلم تُلْمِمْ على الطَّلَل المُحِيل بغَرْبِيِّ الأَبارق من حَقِيل ؟ قال ابن بري وشاهد المُحْوِل قول عمر بن أَبي ربيعة قِفا نُحَيِّي الطَّلَل المُحْوِلا والرَّسْمَ من أَسماءَ والمَنْزِلا بجانب البَوْباةِ لم يَعْفُه تَقادُمُ العَهْدِ بأَن يُؤْهَلا قال تقديره قِفا نُحَيِّي الطَّلَل المُحْوِل بأَن يُؤْهَل من أَهَله الله وقال الأَخوص أَلْمِمْ على طَلَلٍ تَقادَمَ مُحْوِلِ وقال امرؤ القيس من القاصرات الطَّرْف لو دَبَّ مُحْوِلٌ من الذَّرِّ فوق الإِتْبِ منها لأَثّرا أَبو زيد فلان على حَوْل فلان إِذا كان مثله في السِّن أَو وُلِد على أَثره وحالت القوسُ واستحالت بمعنى أَي انقلبت عن حالها التي غُمِزَت عليها وحَصَل في قابِها اعوجاج وحَوَال اسم موضع قال خِراش بن زهير فإِني دليل غير مُعْط إِتاوَةً على نَعَمٍ تَرْعى حَوالاً وأَجْرَبا الأَزهري في الخماسي الحَوَلْولة الكَيِّسة وهو ثلاثي الأَصل أُلحق بالخماسي لتكرير بعض حروفها وبنو حَوالة بطن وبنو مُحَوَّلة هم بنو عبدالله بن غَطَفان وكان اسمه عبد العُزَّى فسماه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالله فسُمُّوا بني مُحَوَّلة لذلك وحَوِيل اسم موضع قال النابغة الجعدي تَحُلُّ بأَطراف الوِحاف ودُونها حَوِيل فريطات فرَعْم فأَخْرَب
خبل
الخَبْلُ بالتسكين الفسادُ ابن سيده الخَبْل فساد الأَعضاء حتى لا يَدْري كيف يمشي فهو مُتَخَبِّل خَبِل مُخْتَبَل وبَنُو فلان يُطالبون بني فلان بدماء وخَبْلٍ أَي بقطع أَيد وأَرجل والجمع خُبُول عن ابن جني ويقال لنا في بني فلان دِماء وخُبُول فالخُبُول قَطْعُ الأَيدي والأَرجل وقال رجل من العرب إِن لنا في بني فلان خَبْلاً في الجاهلية أَي قطع أَيد وأَرجل وجراحات وروي عنه صلى الله عليه وسلم أَنه قال من أُصيب بدَمٍ أَو خَبْل الخَبْل الجِرَاح أَي من أُصيب بقتل نفس أَو قطع عضو فهو بالخيار بين إِحدى ثلاث فإِن أَراد الرابعة فخذوا على يديه بين أَن يَقْتَصَّ أَو يأْخذ العَقْل أَو يعفو فمن قَبِل من ذلك شيئاً ثم عدا بعد ذلك فقَتَل فله النار خالداً فيها مخلداً ويقال خَبَل الحُبُّ قلبَه إِذا أَفسده بخُبْلة ابن الأَعرابي الخُبْلة الفساد من جراحة أَو كلمة ورجل مُخَبَّل كأَنه قد قطعت أَطرافه والخَبْل بالجزم قَطْعُ اليد أَو الرجل ابن الأَعرابي الخَبَل بالتحريك الجنُّ والخَبَل الإِنْس والخَبَل الجراحة والخَبَل المَزَادة والخَبَل جَوْدة الحُمْق بلا جنون والخَبَل القِرْبة المَلأَى وخَبِلَت يدُه إِذا شَلَّت والخَبْل في عَروض البسيط والرجز ذهاب السين والتاء( * قوله « والتاء » هكذا في الأصل قال شارح القاموس وكذا في المحكم وكأنه غلط والصواب والفاء كما في القاموس ) من مستفعلن مشتق من الخَبْل الذي هو قطع اليد قال أَبو إِسحق لأَن الساكن كأَنه يد السبب فإِذا حذف الساكنان صار الجزء كأَنه قطعت يداه فبقي مضطرباً وقد خَبَل الجزءَ وخَبَّله وأَصابه خَبْل أَي فالج وفساد أَعضاء وعقل والخَبَل بالتحريك الجنُّ وهم الخابِل وقيل الخابل الجِنُّ والخَبَل اسم الجمع كالقَعَد والرَّوَح اسمان لجمع قاعد ورائح وقيل هو جمع قال ابن بري ومنه قول حاتم الطائي ولا تَقُولي لشيءٍ كنتُ مُهْلِكَهُ مَهْلاً ولو كنتُ أُعطي الجِنَّ والخَبَلا قال الخَبَل ضرب من الجن يقال لهم الخابل أَي لا تَعْذُلِيني في مالي ولو كنت أُعطيه الجن ومن لا يُثْني عَليَّ قال وأَما قول مُهَلْهِل لو كنت أَقتل جِنّ الخابِلَينِ كما أَقتُل بَكْراً لأَضْحَى الجنُّ قد نَفِدوا نَفِد يَنْفَد فَنِيَ قال الله تعالى لنَفِد البحرُ قبل أَن تَنْفَد كلمات ربي ونَفَذَ يَنْفُذ خَرَج قال الله تعالى فانْفُذوا لا تَنْفُذون إِلاَّ بسلطان والخابِلانِ الليلُ والنهارُ لأَنهما لا يأْتيان على أَحد إِلاَّ خَبَلاه بهَرَمٍ والخابل الشيطان والخابل المُفْسِد والخَبَال الفساد وفي حديث ابن مسعود أَن قوماً بَنَوْا مسجداً بظَهْر الكوفة فأَتاهم وقال جئت لأَكْسِرَ مسجد الخَبَال فكسره ثم رجع قال شمر الخَبَال والخَبْل الفساد والحبس والمنع وفي الحديث وبِطانة لا تَأْلوه خَبَالاً أَي لا تُقَصِّر في إِفساد أَمره وقالوا خَبْلٌ خابل يذهبون إِلى المبالغة قال مَعْقِل بن خويلد نُدَافِع قوماً مُغْضَبِينَ عليكُم فَعَلْتم بهم خَبْلاً من الشَّرِّ خابِلا والخَبْل والخُبْل والخَبَل والخَبَال الجنون ويقال به خَبَال أَي مَسٌّ وبه خَبَل أَي شيء من أَهل الأَرض وقال الليث الخَبَل جنون أَو شبهه في القلب ورجل مَخْبُول وبه خَبَل وهو مُخَبَّل لا فؤَاد معه ابن الأَعرابي المُخَبَّل المجنون وبه سمي المُخَبَّل الشاعر وهو المُخْتَبَل قال الشاعر وأَراني طَرِباً في إِثْرِهِم طَرَبَ الوالهِ أَو كالمُخْتَبَل المُخْتَبَل الذي اخْتُبِل عقلُه أَي جُنَّ وقد خَبَله الحزنُ واخْتَبَله وخَبِل خَبَالاً فهو أَخْبَل وخَبِلٌ ودهر خَبِل مُلْتَوٍ على أَهله لا يرون فيه سروراً التهذيب وقد خَبَله الدهرُ والحزنُ والشيطانُ والحُبُّ والداءُ خَبْلاً وأَنشد يَكُرُّ عليه الدَّهْرُ حتى يَرُدَّهُ دَوىً شَنَّجَتْه جِنُّ دهر وخابِلُه ومن أَمثالهم عاد غَيْثٌ على ما خَبَل أَي أَفْسَد وقد خَبَله وخَبَّله واخْتَبَلَه إِذا أَفْسَد عقلَه وعضوَه والخَبَال النقصان وهو الأَصل ثم سُمِّي الهلاك خَبَالاً واستعاره بعض الشعراء للدَّلْو فقال يصفها أَخُذِمَتْ أَم وُذِمَتْ أَم مالَها ؟ أَم صادَفَتْ في قَعْرها خَبَالَها ؟ وقد تقدمت جِبَالَها بالجيم يعني ما أَفسدها وخَرَّقها الفراء الخَبَال أَن تكون البئر مُتَلَجِّفة فربما دَخَلَت الدلوُ في تَلجيفها فتتخرَّق والخَبَال عُصَارة أَهل النار ابن الأَعرابي الخَبَال السَّمُّ القاتل وفي الحديث من شَرِبَ الخَمر سَقاه الله من طينة الخَبَال يوم القيامة جاء في تفسيره أَن الخَبَال عُصارة أَهل النار والخَبَال في الأَصل الفساد ويكون في الأَفعال والأَبدان والعقول وطينة الخَبَال ما سالَ من جلود أَهل النار وفي الحديث من أَكل الرِّبا أَطعمه الله من طِينة الخَبَال يوم القيامة وأَما الذي في الحديث مَنْ قَفَا مُؤْمناً بما ليس فيه وقَفَه اللهُ تعالى في رَدْغَة الخَبَال حتى يجيء بالمَخْرَج منه فيقال هو صديد أَهل النار قوله قَفَا أَي قَذَف والرَّدْغة الطِّينة وفلان خَبَال على أَهله أَي عَناء وقوله في التنزيل العزيز لا يَأْلُونكم خَبَالاً قال الزجاج الخَبَال الفساد وذهاب الشيء وأَنشد بيت أَوس أَبَني لُبَيْنَى لَسْتُم بِيَدٍ إِلاَّ يَداً مَخْبُولة العَضُد وقال ابن الأَعرابي أَي لا يُقَصِّرون في فسادكم وفي الحديث بين يَدَي الساعة خَبْل أَي فساد الفتنة والهَرْج والقتل والخَبْل الفساد في الثمر وفي الحديث أَن الأَنصار شَكَوْا إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أَن رجلاً صاحب خَبْل يأْتي إِلى نخلهم فيُفْسدُ أَي صاحب فساد والخَبَل فساد في القوائم واخْتَبَلَت الدابةُ لم تَثْبُت في مَوْطِئها والإِخْبال أَن يُعْطَى الرجلُ البعيرَ أَو الناقةَ ليركبها ويَجْتَزَّ وبرها وينتفع بها ثم يردّها يقال منه أَخْبَلْت الرجلَ أُخْبِله إِخبالاً واسْتَخْبَل الرجلَ إِبلاً وغنماً فأَخْبَلَه استعار منه ناقة لينتفع بأَلبانها وأَوبارها أَو فرساً يغزو عليه فأَعاره وهو مثل الإِكْفاء قال زهير هُنالك إِن يُسْتَخْبَلوا المالَ يُخْبِلوا وإِن يُسْأَلوا يُعْطُوا وإِن يَيْسِروا يَغْلوا والإِكْفاء أَن يعطيه الناقة لينتفع بلبنها ووَبَرها وما تَلِده في عامها والإِخْبال مثل الإِكْفاء في اللبَّن والوبر دون الولد ذكره ابن بري وروى بيت لبيد في صفة الفرس غير طويل المُخْتَبَل بالخاء المعجمة من هذا أَي غير طويل مدة العارِيّة ومن قال غير طويل المُحْتَبَل بالحاء المهملة أَراد أَنه غير طويل الرُّسغ وهو موضع الحَبل من يده وقال الليث مُخْتَبَله قوائمه واختبالها أَن لا تثبت في مواطئها والخَبْل في كل شيء القَرْض والاستعارةُ والخَبْل ما زدته على شرطك الذي يشترطه لك الجَمّال وخَبَل الرجلَ عن كذا وكذا يَخْبُله خَبْلاً عَقَله وحَبَسه ومَنَعه وما خَبَلك عنا خَبْلاً أَي ما حَبَسك قال الشاعر فيرى كذلك أَن يُفَرِّدَ راكِبٌ أَبداً وما خَبَلَ الرياحَ الخابِلُ واللهُ سبحانه وتعالى خابِلُ الرِّياح أَي حابسُها فإِذا شاء عز وجل أَرْسَلَها والمُخَبَّل من الوَجَع الذي يمنعه وَجَعُه من الانبساط في المشي والخَبَل طائر يَصِيح الليل كُلَّه صوتاً واحداً يَحْكي ماتت خَبْلَ والمُخَبَّل شاعر من بني سَعْد ومُخَبِّل بكسر الباء اسم الدَّهْر قال الحرث بن حِلِّزَة فَضَعي قِناعَك إِنَّ رَيْ بَ مُخَبِّلٍ أَفْنى مَعَدَّا والخَبَال الذي في شعر لبيد اسمُ فرَس قال ابن بري يعني قول لبيد تَكاثَرَ قُرْزُلٌ والجَوْنُ فيها وتَحْجُل والنَّعامةُ والخَبَال
خبتل
رجل خُبْتُلٌ فيه شبه الهَوَج والبَلَه والإِقدام على مَكْروه الناس وهي الخُبْتُلة
خبرجل
الخَبَرْجَل الكُرْكِيُّ
ختل
الخَتْل تَخادُعٌ عن غَفْلَةٍ خَتَله يَخْتُله ويَخْتِله خَتْلاً وخَتَلاناً وخاتَله خَدَعه عن غَفْلة قال رويس دَهَاني بِسِتٍّ كُلُّهنَّ حَبِيبةٌ إِليَّ وكان الموتُ ذا خَتَلانِ والتَّخاتُلُ التَّخادُع أَبو منصور يقال للصائد إِذا استتر بشيء ليَرْمِيَ الصيد دَرَى وخَتَل الصيد والمُخاتَلة مَشْيُ الصيّاد قليلاً قليلاً في خُفْية لئلا يسمع الصيدُ حِسَّه ثم جُعل مثلاً لكل شيء وُرِّي بغيره وسُتِر على صاحبه وأَنشد الفراء حَنَتْني حانياتُ الدَّهْرِ حتى كأَني خاتِل يَدْنو لصَيْد قريب الخَطوِ يَحسَبُ مَن رآني ولَسْتُ مُقَيَّداً أَني بقَيْد أَي كَبِرت وضَعُفَتْ مِشْيتي وفي الحديث من أَشراط الساعة أَن تُعَطَّل السيوف من الجهاد وأَن تُخْتَلَ الدنيا بالدين أَي تطلب الدنيا بعمل الآخرة من خَتَله إِذا خَدَعه وفي حديث الحسن في طُلاَّب العلم وصِنْف تَعَلَّموه للاستطالة والخَتْل أَي الخِدَاع وفي الحديث كأَني أَنظر إِليه يَخْتِل الرجل ليَطْعنه أَي يُدَاوِرُه ويَطْلُبه من حيث لا يَشْعُر وخَتَل الذِّئبُ الصَّيدَ تَخَفَّى له وكلُّ خادع خاتلٌ وخَتُول وقول تأَبَّط شرّاً ولا حَوْقَل خَطَّارة حَوْلَ بيته إِذا العِرْسُ آوى بَيْتُها كلَّ خَوْتَل قيل في تفسيره الخَوْتَل الظَّرِيف ويجوز عندي أَن يكون من الخَتْل الذي هو الخَدِيعة بَنى منه فَوْعَلاً ويقال للرجل إِذا تَسَمَّع لِسِرِّ قوم قد اخْتَتَل ومنه قول الأَعشى ولا تَرَاها لسِرِّ الجار تَخْتَتِل وفي نوادر الأَعراب هو يَمْشي الخَوْتَلَى إِذا مَشَى في شِقَّة يقال هو يَخْلِجُني بعينه ويَمْشي بي الخَوْتَلَى
ختعل
خَتْعَل الرجلُ أَبطأَ في مشيه
خثل
خَثْلة البطنِ وخَثَلَتُه ما بين السُّرَّة والعانة والتخفيف أَكثر وأَنشد ابن بري شَرِبْتُ مُرًّا من دَواءِ المَشْيِ من وَجَعٍ بِخَثْلَتي وحَقْوِي وفي حديث الزِّبْرِقان أَحَبُّ صبياننا إِلينا العَرِيضُ الخَثْلة هي الحَوْصلة وقيل ما بين السُّرَّة والعانة وقد تفتح الثاء وقال الشاعر وعِلْكِدٍ خَثْلَتُها كالجُفِّ العِلْكِدُ العجوز الصُّلْبة المُسِنَّة عَرَّام حَوِيّة الإِنسان مَعِدَتُه وهي الخَثْلة وهي مُسْتَقَرُّ الطعام تكون للإِنسان كالكَرِش للشاة قال والفِحْث يكون للإِنسان ولما يَجْتَرُّ من البهائم والمريء الذي يدخل منه الطعام فيصل إِلى الكَرِش ثم يُصَبُّ إِلى الفِحْث وهو أَصل القِبَة والجمع خَثْلات بسكون الثاء عن ابن دريد قال وليس بقياس والله أَعلم
خجل
الفراء الخَجَل الاسترخاء من الحياء ويكون من الذُّلِّ رجل خَجِل وبه خَجْلة أَي حياء والخَجَل التحيُّر والدِّهَش من الاستحياء وخَجِْل الرَّجلُ خَجَلاً فَعَل فعلاً فاستحى منه ودَهِشَ وتَحَيَّر وأَخْجَلَه ذلك الأَمر وخَجَّله وخَجِلَ البعيرُ خَجَلاً سار في الطين فبقي كالمُتَحَيِّر والبعيرُ إِذا ارْتَطَم في الوَحَل فقد خَجِل الليث الخَجَل أَن يفعل الإِنسان فعلاً يَتَشَوَّر منه فيَسْتَحي وأَخْجَله غيره وقد خَجَّلْته وأَخجلته ابن شميل خَجِلَ الرجلُ إِذا الْتَبَسَ عليه أَمرُه ابن سيده الخَجَل أَن يلتبس الأَمر على الرجل فلا يَدْري كيف المَخْرج منه يقال خَجِلَ فما يَدْري كيف يصنع وخَجِل بأَمره عَيَّ وخَجِل البعيرُ بالحِمْل ثَقُل عليه واضطرب ورجل خَجِلٌ يضطرب على الفرس من سَعَته وثوب خَجِلٌ فَضْفَاض ويقال جَلَّلْت البعيرَ جُلاًّ خَجِلاً أَي واسعاً يضطرب عليه والخَجِلُ الثوب الواسع الطويل والخَجَل كثرة تَشَقُّق الدَّنادِن وأَنشد عَلَيَّ ثوبٌ خَجِلٌ خَبِيث مِدْرَعةٌ كِسَاؤُها مَثْلوث والخَجَل البَطَر ابن سيده الخَجَل سُوء احتمال الغنى كأَن يَأْشَرَ ويَبْطَر عند الغِنى وقيل هو التَّخَرُّق في الغِنى وقد خَجِل خَجَلاً وفي الحديث أَنه قال للنساء إِنَّكُنَّ إِذا جُعْتُنَّ دَقِعْتُنَّ وإِذا شَبِعْتُنَّ خَجِلْتُنَّ أَي أَشِرْتُنَّ وبَطِرْتُنَّ وقال أَبو عمرو الخَجَلُ الكَسَل والتواني عن طلب الرزق قال وهو مأْخوذ من الإِنسان الخَجِل يبقى ساكناً لا يتحرك ولا يتكلم ومنه قيل للإِنسان قد خَجِل إِذا بقي كذلك والدَّقَع سوء احتمال الفقر قال الكميت ولم يَدْفَعُوا عندما نابَهم لِوَقْعِ الحُروب ولم يَخْجَلوا يقول لم يَخْضَعُوا للحرب ولم يَستَكِينوا ولم يَخْجَلوا أَي لم يَبْقَوْا فيها باهتين كالإِنسان المُتَحَيِّر الدَّهِشِ ولكنهم جَدُّوا فيها وقال غيره لم يَخْجَلوا لم يَبْطَروا ولم يَأْشَروا قال أَبو عبيد وهذا أَشبه الوجهين بالصواب قال وأَما حديث أَبي هريرة أَن رجلاً ضَلَّت له أَيْنُقٌ فأَتى على واد خَجِل مُغِنٍّ مُعْشِب فوَجَد أَيْنُقَه فيه الخَجِل في الأَصل الكثير النَّبات المُلْتَفّ المتكاثِف وخَجِلَ الوادي والنباتُ كثر صوت ذبابه لكثرة عُشْبه والخَجَل البَرَمُ خَجِل خَجَلاً وأَخْجَله والخَجَل التواني عن طلب الرزق والكسلُ وخَجِل خَجَلاً بقي ساكتاً لا يتكلم ولا يتحرك والخَجَل الفَساد وخَجِل النَّبتُ خَجَلاً طال والْتَفَّ وواد خَجِلٌ مُلْتَفُّ النبات وقيل مُفْرِط النبات والجمع خجل( * قوله « خجل » هكذا في الأصل غير مضبوط بالتحريك ) وواد مُخْجِلٌ قال أَبو النجم تَظَلُّ حِفْرَاهُ من التِّهَدُّل في رَوْض ذَفْراء ورُغْلٍ مُخْجِل أَي حابس للإِبل من كثرته والحِفْراة شجرة مَلْحاء مثل القُنْفُذة قال والذَّفْراء والرُّغْل شجرتان والخَجَل الْتِفاف النبات وحُسْنُه والخَجِل المكان الكثير العُشْب وحَمْضٌ مُخْجِلٌ أَشِبٌ طويل قال أَبو حنيفة كَلأٌ مَخْجِل واسع كثيرٌ نامٍ حابسٌ يُقام فيه ولا يُجاوَز وقيل الخَجِل العُشْب إِذا طال وبَلَغ غايته وأَخْجَلَ الحَمْضُ إِذا طال والْتفَّ فهو مُخْجِل وقال أَبو حنيفة ثوب خَجِلٌ يَعْتَقل لابسَه فيَتَلبَّد فيه والخَجِل الثوب الخَلَق قال شمر والخَجِل المَرِح وأَنشد قد يَهْتَدي لصَوْتيَ الحادي الخَجِل أَي المَرِح وفلان يَمْشِي الخَوْجَلى وهو مشي للنساء بتَكَسُّر
خدل
الخَدْل العَظيمُ الممتلئ ومنه قول ابن أَبي عَتيق رواه ثعلب قال والله إِني لأَسير في أَرض عُذْرَة إِذا أَنا بامرأَة تحمِل غلاماً خَدْلاً ليس مثْلُهُ يُتَوَرَّك والخَدْلة من النساء الغليظةُ الساق المُسْتَدِيرَتُها وجمعها خِدَال وامرأَة خَدْلة الساق وخَدْلاءُ بيِّنة الخَدَل والخَدَالة ممتلئةُ الساقين والذراعين ويقال مُخَلْخَلُها خَدْل أَي ضَخْمٌ وفي حديث اللعان والذي رُمِيَتْ به خَدْلٌ جَعْدٌ الخَدْل الغليظ الممتلئ الساق وساق خَدْلة بيِّنة الخَدَل والخَدَالة والخُدُولة وقد خَدِلَتْ خَدالةً وخَدَالتُها استدارتُها كأَنما طُوِيَتْ طَيًّا وقال ذو الرمة يصف نساء جَواعل في البُرَى قَصَباً خِدالا يعني عِظام أَسْوُقها أَنها غليظة وامرأَة خِدْلِمٌ كخَدْلة قال الأَغلب يا رُبَّ شيخٍ من لُكَيْزٍ كَهْكَم قَلَّصَ عن ذات شباب خِدْلِم الكَهْكَم الذي يُكَهْكِه في يده الصحاح وكذلك الخِدْلِمُ بالكسر والميم زائدة قال الراجز ليست بكَرْواء ولكن خِدْلِمِ ولا بزَلاّء ولكن سُتْهُمِ والخَدْلة الحَبَّة من العِنَب إِذا كانت صغيرة قَمِيئة من آفة أَو عَطَش والخَدْلة والخُدْلة الأَخيرة عن كراع السَّاق من الصَّابَة والصَّابُ ضَرْب من الشجر المُرِّ
خدفل
التهذيب أَبو عمرو بن العلاء الخَدافِل المَعاوِزُ ومن أَمثالهم غَرَّني بُرْداكَ من خَدافِلي وأَصله أَن امرأَة رأَت على رجل بُرْدَيْنِ فتزوَّجته طَمَعاً في يَساره فأَلْفَتْه مُعْسِراً ابن الأَعرابي خَدْفَل الرجلُ إِذا لَبِس قميصاً خَلَقاً
خذل
الخاذِلُ ضد الناصر خَذَله وخَذَل عنه يَخْذُله خَذْلاً وخِذْلاناً تَرَكَ نُصْرته وعَوْنه والتَّخْذيل حَمْلُ الرجل على خِذْلان صاحبه وتَثْبِيطُه عن نصْرته الأَصمعي إِذا تَخَلَّف الظبيُ عن القَطِيع قيل خَذَل قال عدي بن زيد يصف فرساً فهو كالدَّلْو بكَفِّ المُسْتَقِي خَذَلَت عنه العَرَاقي فانْجَذَم أَي بايَنَتْه العَراقي وخِذْلانُ الله العبدَ أَن لا يَعْصِمَه من الشُّبَه فيقع فيها نعوذ بلطف الله من ذلك وخَذَّل عنه أَصحابَه تخذيلاً أَي حَمَلَهم على خِذْلانه وتَخَاذَلوا أَي خَذَل بعضُهم بعضاً وفي الحديث المؤمن أَخو المؤمن لا يَخْذُله الخَذْل ترك الإِعانة والنصرة ورجل خُذَلة مثال هُمَزة أَي خاذل لا يزال يَخْذُل ابن الأَعرابي الخَاذِل المنهزم وتَخَاذَل القومُ تَدَابَروا وخَذَلَت الظَّبيةُ والبقرةُ وغيرُهما من الدواب وهي خاذل وخَذُول تَخَلَّفَت عن صواحبها وانفردت وقيل تَخَلَّفت فلم تَلْحَق وخَذَلَت الظَّبيةُ وأَخْذَلَتْ وهي خاذل ومُخْذِل أَقامت على ولدها ويقال هو مقلوب لأَنها هي المتروكة وتَخَاذَلَتْ مثلُه التهذيب الخاذل والخَذُول من الظباء والبقر التي تَخْذُل صَوَاحِباتها وتَنْفُر مع ولدها وقد أَخْذَلَها ولَدُها قال أَبو منصور هكذا رأَيته في النسخة وتَنْفُر والصواب وتتخلف مع ولدها وتَنْفَرِد مع ولدها قال هكذا روى أَبو عبيد عن الأَصمعي والخَذُول التي تتخلف عن القَطِيع وقد خَذَلَتْ وخَدَرَتْ وأَنشد غيره خَذُول تُرَاعِي رَبْرباً بخَمِيلة والخَذُول من الخَيْل التي إِذا ضَرَبَها المَخاض لم تَبْرَح من مكانها وتَخَاذَلَت رِجْلا الشيخ ضَعُفَتا ورَجُل خَذُول الرِّجْل تَخْذُله رِجْلُه من ضَعْف أَو عاهة أَو سُكْر قال الأَعشى فتَرَى القومَ نَشَاوَى كُلَّهم مثل ما مُدَّت نِصَاحَاتُ الرَّبَح كُلّ وَضَّاحٍ كريمٍ جَدُّه وخَذُولِ الرِّجْل من غير كَسَح قال ابن بري صدر البيت بين مغلوب نَبِيل جَدُّه ويروى كريمٍ جَدُّه
خذعل
الخَزْعَلة ضَرْب من المشْي كالخَذْعَلة وخَذْعَلَهُ بالسيف قَطَّعه والخِذْعل بالكسر والخِرْمِل المرأَةُ الحَمْقاء وقول المتنخل تَنْتَخِبُ اللُّبَّ له ضَرْبَةٌ خَدْباءُ كالعَطِّ من الخِذْعِل قيل الخِذْعِل المرأَة الحَمْقاء وقيل الخِذْعِل ثياب من أَدَم يلبسها الرُّعْن قال الأَزهري هذا قاله المتنخل يصف سيفاً أَي هذا السيف كأَنه أَهْوَج لا عقل له والخَدَبُ تَهَاوِي الشيء لا يتَمالك وإِنما هذا مَثَل أَي هذا السيف لا يبالي ما أَصاب وقال كالعَطِّ من الخِذْعِل أَراد كالشَّقِّ من ثوب الخِذْعِل كقوله تعالى ولكنَّ البرَّ من اتَّقَى وخَذْعَلَ البِطِّيخَ إِذا قَطَّعه قِطَعاً صِغاراً
خردل
الخُرْدُولة العضو الوافر من اللحم وخَرْدَل اللحمَ قَطَّع أَعضاءَه وافرة وقيل خَرْدَل اللحمَ قَطَّعه صغاراً قيل خَرْدل اللحم قَطَّعه وفَرَّقه والذال فيه لغة ولحم خَرادِيلُ ومُخَرْدَلٌ إِذا كان مُقَطَّعاً ومنه قول كعب بن زهير يَغْدُو فيَلْحَم ضِرْغَامَيْنِ عَيْشُهما لَحْمٌ من القَوم مَعْفُورٌ خَرَادِيل أَي مُقَطَّع قِطَعاً والمُخَرْدَل المصروع والخَرْدَل ضرب من الحُرْف معروف الواحدة خَرْدَلة وفي التنزيل العزيز وإِن كان مثقال حَبَّة من خَرْدَل أَتينا بها أَي زِنَة خَرْدَل وخَرْدَلَتِ النَّخْلةُ وهي مُخَرْدِلة وهي مُخَرْدِلٌ كثر نَفَضُها وعظم ما بقي من يُسْرِها وخَرْدَل الطعامَ خَرْدَلة أَكل خِيَاره وأَطايِبَه ومنه الحديث فمنهم المُوبَقُ بعمله ومنهم المُخَرْدَل قال المُخَرْدَل المصروع المَرْمِيُّ وقيل المخردَل المُقَطَّع تُقَطِّعه كلاليب الصراط حتى يَهْوِيَ في النار
خرذل
خَرْذَل اللحمَ قَطَّعه وفَرَّقه بالدال والذال وقد تقدم في الدال وفَصَّل أَعضاءَه( * قوله « وفصل أَعضاءه » هكذا في الأصل )
خرقل
ابن الأَعرابي خَرْقَل فلان في رَمْيِه إِذا تَنَوَّق فيه قال والخَرْقَلة امِّراق السهم من الرَّمِيَّة وأَنشد تَحادَل فيها ثم أَرْسَل قَدْرَها فَخَرْقَل منها جُفْرَة المُتَنَكِّس يقول تحادل الرامي على القوس أَي مال عليها فامَّرَق السهمُ من جُفْرَة الرَّميَّة وهي وسَطُها والله أَعلم
خرمل
الخِرْمِل بالكسر المرأَة الرَّعْناء وقيل العجوز المُتَهَدِّمة الحَمْقاء مثل الخِزْعِل وأَنشد ابن بري عَبْلَةُ لا دَلُّ الخَرامِل دَلُّها ولا زِيُّها زِيُّ القِباح القَرازِح( * قوله « لا دل الخرامل » تقدم في ترجمة قرزح الخوامل في البيت بالواو والصواب كما هنا )
القَرازِح القِصَار الواحدة قُرْزُحة وناقة خِرْمِل مُسِنَّة
خزل
الخَزَل من الانْخِزَال في المَشْي كأَن الشَّوْكَ شاك قَدَمه قال الأَعشى إِذا تَقُوم يكاد الخَصْر يَنْخَزِل ابن سيده الخَزَل والتَّخَزُّل والانْخِزال مِشْية فيها تَثَاقُل وتَراجُعٌ زاد غيره وتَفَكك وهي الخَيْزَل والخَيْزَلَى والخَوْزَلَى مثل الخَيْزَرَى والخَوْزَرَى إِذا تَبَخْتر وفي حديث الشَّعْبي قُصَل الذي مَشَى فَخَزِل أَي تَفَكَّك في مشيه ومنه مِشْية الخَيزَلَى وتَخَزَّل السحابُ إِذا تَثَاقَلَ ورأَيته كأَنه يَتَراجَع والخُزْلة والخَزَل الكَسْرة في الظَّهْر خَزِل يَخْزَل خَزَلاً فهو أَخزلُ ومَخْزول والأَخزل الذي في وسَط ظهره كَسْرَة وهو مخزول الظَّهر وفي وسط ظهره خُزْلة أَي هُوَ مثل سَرْج( * قوله « أي هو مثل سرج » هكذا في الأصل ولعله أو هوّة مثل سرج والهوّة بالضم وتشديد الواو المكان المنهبط كما في القاموس ) والأَخزل من الإِبل الذي ذَهَب سَنامُه كله والفعل كالفعل وأَما الأَجزل بالجيم فهو الذي أَصابت غاربه دَبَرَة فاطمأَنَّ موضعُه قال أَبو منصور أُراه أَراد الأَجزل بالجيم فصحفه وجعله خاء وقد مضى الحديث على جزل وأَما الخَزْل بالخاء فهو القطع يقال خَزَلْته فانخزل أَي قطعته فانقطع وقول الشاعر يَكاد الخَصْرُ يَنْخَزِل معناه ينقطع لضُمْرِه كما قال الآخر يكاد يَنْغَرِف أَي ينقطع على أَن الجَزْل بالجيم يكون قَطْعاً يقال جازل من الجُزَّال ولعل الخاء والجيم يتعاقبان في هذا وانْخَزَل الشيءُ انقطع والاختزال الاقتطاع يقال اخْتَزَله عن القوم مثل اخْتَزَعه واخْتَزَل فلان المالَ بالخاء إِذا اقتطعه لا يقال إِلاَّ بالخاء وفي حديث الأَنصار وقد دَفَّت دافَّةٌ منكم يريدون أَن يَخْتَزِلونا من أَصلنا أَي يريدون أَن يَقْتَطِعونا ويذهبوا بنا منفردين ومنه الحديث الآخر أَرادوا أَن يختزلوه دوننا أَي ينفردوا به وفي حديث أُحُد انْخَزَل عبدُاللهبنُ أُبيٍّ من ذلك المكان أَي انفرد والمَخْزُول من الشِّعْر ابن سيده الخَزْل والخُزْلة في الشِّعْر ضَرْب من زِحاف الكامل سقوط الأَلف وسكون التاء من متفاعلن فيبقى متفعلن وهذا البناء غير مَقُول فيصرف إِلى بناءٍ مَقول وهو مفتعلن وبيته مَنْزِلة صَمَّ صَدَاها وعَفَت أَرْسُمُها إِن سُئِلَتْ لم تُجِبِ الليث الخُزْلة سقوط تاء متفاعلن ومفاعلتن وبعضهم يقول خزلة
( * قوله « خزلة » هكذا الخاء غير مقيَّدة بالحركة ولعلها مفتوحة ) كقوله وأَعطى قَوْمه الأَنصار فَضْلاً وإِخوتَهُم من المُهاجِرِينا وتمامه من المُتَهاجِرينا قال ولا يكون هذا إِلا في الوافر والكامل ومثله لقد بَحِحْتُ من النِّدا ء بِجَمْعِكم هَلْ من مُبارِز ؟ تمامه ولقد بالواو ويسمى هذا أَخزل ومخزولاً ورجل خُزَلة وخُزَرة أَي يحبسك عما تريد ويَعُوقك عنه ابن سيده والاختزال الحذف استعمله سيبويه كثيراً قال ولا أَعلم ذلك عن غيره وانْخَزَل عن جوابي لم يَعْبَأ به وانْخَزَل في كلامه انقطع ويقول القائل إِذا أَنشد بيتاً فلم يحفظه كله قد كان عندي خُزْلة هذا البيت أَي الذي يُقيمه إِذا انْخَزل فذَهَب ما يُقيمه واخْتَزَل برأْيه انفرد وخَزَله عن حاجته يَخْزِله خوّفه
( * قوله « خوفه » قال شارح القاموس كذا هو في بعض نسخ المحكم والصواب عوقه كما في القاموس )
وخَوْزَل اسم امرأَة
خزعل
الخَزْعَلة خَمَعان الضِّبْعان وخَزْعَل الماشي نَفَضَ رِجْلَه قال ورِجْلِ سوءٍ من ضِعاف الأَرجُل متى أُرِدْ شَدَّتها تُخَزْعِل خَزْعلة الضِّبْعان بين الأَرْمُل وناقة بها خَزْعال أَي ظَلْع وخَزْعَل في مِشْيته أَي عَرِج قال الفراء وليس في الكلام فَعْلال مفتوح الفاء من غير ذوات التضعيف إِلاَّ حرف واحد يقال ناقة بها خَزْعال إِذا كان بها ظَلْع وزاد ثعلب قَهْقَار وخالفه الناس وقالوا قَهْقَرٌّ وزاد أَبو مالك قَسْطال وهو الغُبار وأَما في المضاعف فَفَعْلال فيها كثير نحو الزَّلْزال والقَلْقال وخَزْعَل خَزْعَلةً طَلَع والخُزْعالة اللَّعِب والمزَاح
خزعبل
الخُزَعْبِل والخُزَعْبِيل الباطل وفي الصحاح الأَباطيل قال الجرمي الخُزَعْبِيلة ما أَضْحَكْتَ به القوم يقال هات بعض خُزَعْبيلاتك خُزَعْبيلاتُ الكلام هَزْله ومِزَاحه والخُزَعْبِلة الفُكاهة والمُِزاح ومن أَسماء العَجَب الخُزَعْبِلة والحَدَنْبَدَى وقال ابن دريد خَزَعْبَل وخُزَعْبِيل هي الأَحاديث المستَظْرَفة
خزنبل
الليث الخَزَنْبَل هي الحَمْقاء ويقال هي العجوز المُتَهَدِّمة والجمع الخَزَابِل
خسل
الخَسِيل الرَّذْل من كل شيء والجمع خَسائل وخِسال الأُولى نادرة وهو من خَسِيلتهم أَي من خُشارتهم وقد تقدم ذلك في حرف الحاء والخُسالة والحُسالة الرَّدِيء من كل شيء والمَخْسول والمَحْسُول المَرْذول بالخاء والحاء جميعاً والمُخَسَّل والمُحَسَّل مثله قال العجاج ذي رَأْيهم والعاجِزِ المُخَسَّل ورَجُل مُخَسَّل ومَخْسُول مَرْذول والخُسَّل والخُسَّال الأَرذال والضُّعَفاء وقال ونَحْن الثُّرَيَّا وجَوْزَاؤُها ونحن الذِّرَاعان والمِرْزَمُ وأَنتم كواكبُ مَخْسولة تُرى في السماء ولا نُعْلَمُ ويروى مَسْخُولة وخَسَلهم نفاهم والله أَعلم
خشل
الخَشْل البَيْضة إِذا أَخْرَجْتَ جوفها عن أَبي حنيفة والخَشْل والخَشَل مُحَرَّك الشين المُقْلُ نفسه قيل هو اليابس وقيل هو رَطْبُه وصغاره الذي لا يؤكل وقيل هو نواه واحدته خَشْلة وخَشَلة قال الكميت يَسْتَخْرِج الحَشَراتِ الخُشْنَ رَيِّقُها كأَن أَرؤسَها في مَوْجه الخَشَلُ قال ابن بري قال علي بن حمزة إِنما هو الخَشْل بسكون الشين لا غير وأَما الخَشَل في بيت الكميت فإِنما حرَّكه ضرورة قال ذو الرمة وساقت حَصَادَ القُلْقُلان كأَنما هو الخَشْل أَعرافُ الرِّياح الزَّعازِع ويروى كأَنه نَوَى الخَشْل أَي نوى المُقْل والخَشْل الرديء من كل شيء وقد تَخَشَّل وأَصله من ذلك الليث الخَشْل من المُقْل كالحَشَف من التَّمْر ورجل مُخَشَّل ومخشول مرذول وقد خَشَله والخَشْل رؤوس الحُلِيِّ من الخلاخيل والأَسْوِرة وقيل الخَشْل ما تَكَسَّر من رؤوس الحُلِيِّ وأَطرافِه والخَشَل كذلك قال الشماخ تَرَى قِطَعاً من الأَحناش فيه جَماجِمُهن كالخَشَل النَّزِيع ومما حكاه ابن بري عن علي بن حمزة قال والخَشْل الأَسْوِرة والخلاخيل بالإِسكان لا غير وهو ما كان منها أَجْوَف غير مُصْمَت وكل أَجوف غير مُصْمَت فهو خَشْلٌ بالإِسكان قال وأَما رؤوس الأَسْوِرة والخلاخيل فلا تكون إِلا مُصْمَتة وليست خَشْلاً قال ومنه قول رؤبة كثَمَر الحُمَّاض غَيْرِ الخَشْل أَي غير الرديء وحكى ابن بري عن أَبي عمر الزاهد وابن خالويه وابن فارس وغيرهم في الخَشْل للمُقْل كقول ابن حمزة إِنه بالإِسكان لا غير وان ما ورد منه محرّكاً فهو على جهة الضرورة كبيت الكميت وكبيت الشماخ قال ابن بري هكذا رواه الخليل بتحريك الشين قال وقد قيل إِنهما لغتان والأَعرف فيهما سكون الشين قال وقد روي بالتحريك أَيضاً عن ابن خالويه قال الخَشَل المُقْل والحُلِيُّ وقال ابن خالويه الخَشْل المُقْل اليابس ويقال لرَطْبه البَهْشُ ويقال لنواه المُلْجُ ولسويقه الحَتِيُّ والعَكِيُّ والثَّتى الثاء قبل التاء ورجل مُخَشَّل مُحَلَّى من ذلك والخَشْل ضرب من النبات أَصفر وأَحمر وأَخضر قال الشاعر حتى اكْتَسَتْ من ضَرْب كل شَكْل كَثَمر الحُمَّاض غَيْرِ الخَشْل والخَشْل رديء المُقْل والخَشْل ما تَكَسَّر من الحُلِيِّ وقيل إِن الخَشْل في بيت ذي الرمة رؤوس الحُليِّ ويقال الحَتِيُّ قِشْرة المُقْلة التي تؤكل والمُقْلة نفسُها بلا قشر خَشْلة وهي النَّواة قال فعلى هذا للفظة الخَشْل أَحد عشر معنى المُقْل ونواه ويابسه ورديئه والرديء من كل شيء والحُلِيُّ ورؤُوسه وما تكَسَّر منه وما تَجَوَّف منه والمُجَوَّف من كل شيء وضرب من النَّبْت والخَنْشَلِيلُ نذكره في ترجمة خنشل فإِن سيبويه جعله مرة ثلاثيّاً وأُخرى رباعيّاً والله أَعلم
خصل
الخَصْلة الفَضِيلة والرَّذيلة تكون في الإِنسان وقد غلب على الفضيلة وجمعها خِصَال والخَصْلة الخَلَّة الليث الخَصْلة حالات الأُمور تقول في فلان خَصْلة حَسَنة وخَصْلة قبيحة وخِصال وخَصَلات كريمة وفي الحديث من كانت فيه خَصْلة من النفاق أَي شُعْبة من شُعَب النفاق وجزء منه أَو حالة من حالاته والخَصْلة والخَصْل في النِّضال أَن يقع السَّهم بِلزْق القِرْطاس وإِذا تناضلوا على سَبْق حَسَبوا خَصْلتين بمُقَرْطَسَة ويقال رَمى فأَخْصَل قال ومن قال الخَصْل الإِصابة فقد أَخطأَ قال الطرماح تلك أَحْسابُنا إِذا احْتَتَنَ الخَصْ لُ ومدّ المَدَى مَدَى الأَغراض وقد أَخُصَلَ الرَّامي وتَخاصَل القومُ تَراهنوا على النِّضال ويُجْمَع على خِصَال وأَصاب خَصْلَه وأَحْرز خَصْلَه غَلَب على الرِّهان والخَصِيل المَقْمور والخَصل في النضال الخَطَر الذي يخاطر عليه وأَنشد بيت الطرماح وأَنشد لآخر ولي إِذا ناضلتُ سَهْمُ الخَصْل وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه أَنه كان يَرْمي فإِذا أَصاب خَصْلة قال أَنا بِها الخَصْلة الإِصابة في الرمي وهي المَرَّة من الخَصْل وهي الغلبة في النِّضال والقَرْطسة في الرَّمْي قال وأَصل الخَصْل القَطْع لأَن المتراهنين يقطعون أَمرهم على شيء معلوم وخَصَل القومَ خَصْلاً وخِصَالاً نَضَلَهم قال الكميت يصف رجلاً سَبَقْتَ إِلى الخيرات كلَّ مُناضِل وأَحْرَزْتَ بالعشر الولاء خِصالَها ابن شميل إِذا أَصاب القِرْطاسَ فقد خَصَله أَبو عمرو الخَصْل القَمْر في النِّضال وقد خَصَله إِذا قَمَره وتَخاصَلوا إِذا اسْتَبَقوا وقال بعضهم الخَصْلة الإِصابة في الرمي وقال بعضهم الخَصْلة القَمْرة يقال لي عنده خَصْلة وَخَصْلتان أَي قَمْرة وقَمْرتان وهي الخِصَال والخَصِيلة كل قِطْعة من لحم عَظُمَت أَو صَغُرت وقيل هي لحم الفخذين والساقين والعَضُدين والذراعين وأَنشد عاري القَرَا مُضْطَرِب الخَصائل وقيل هي كل عَصَبة فيها لحم غليظ وقال القَطِران السَّعدي وجَوْنٍ أَعانته الضُّلوع بزَفْرَة إِلى مُلُط بانَتْ وبانَ خَصِيلُها إِلى مُلُطٍ أَي مع مُلُط والمُلُط جمع مِلاط العضد والكتف وقيل الخَصِيلة كل لَحْمةٍ على حَيِّزها من لحم الفخذين والعضدين وقال جرير يَرْهَزُ رَهْزاً يُرْعِد الخَصائلا وقال ضابئ إِذا هَمَّ لم تُرْعَد عليه خَصائِلُه وقال ابن مقبل حتى استخلَّت خَصائله وفي كتاب عبد الملك إِلى الحجاج كَمِيشَ الإِزار مُنْطَوِيَ الخَصِيلة قال هو من ذلك وكل لحم من عَصَبة خَصِيلة وجمعه خَصَائل قال الطرماح حتى ارْعَوَيْنَ إِلى حَدِي ثي بعد إِرْعاد الخَصائل وقيل الخَصِيلة كلُّ انْمَاز من لحم الفخذين والجمع خَصِيل وخَصائل وقال بعض العرب يصف فرساً إِنه سَبْط الخَصِيل وَهْواه الصَّهِيل وقال زُهير في صفة فرس ونَضْرِبه حتى اطْمَأَنَّ قَذَالُه ولم تَطْمَئِنَّ نَفْسُه وخَصائلُه قال وربما استعمل في الإِنسان أَنشد ابن الأَعرابي يَبيتُ أَبو لَيْلَى دَفِيئاً وضَيْفُه من القَرِّ يُضْحي مُسْتَخَفّاً خصائلُه والخَصِيلة الطَّفْطفَة والخَصِيلة القليلة من الشعر وهي الخُصْلة وقيل الخُصْلة الشعر المجتمع الليث الخُصْلة بالضم لَفِيفَة من الشعر وجمعها خُصَل ومنه قول لبيد تَتَّقِيني بتَلِيلٍ ذي خُصَل التهذيب والخَصِيل الذَّنَب واحتج بقول ذي الرمة وفَرْدٍ يطيرُ البَقُّ عند خَصِيله يَدِبُّ كنَفْضِ الرِّيح آلَ السُّرادق أَراد بالفَرْد ثوراً منفرداً قال وكل غصن من أَغصان الشجر خُصْلة وخَصَّلْت الشجر تَخْصيلاً إِذا قَطَّعت أَغصانَه وشَذَّبته وقال مزاحم العقيلي يصف صُرَدَيْن كما صاح جَوْنا ضالتَيْنِ تَلاقَيَا كَحِيلان في أَعلى ذُرىً لم تُخَصَّل أَراد بالجَوْنَين صُرَدَين أَخضرين جعلهما كَحِيلَينِ بخَطٍّ من مُؤْخِر العين إِلى ناحية الصُّدْغ من الإِنسان والخَصْلة والخُصْلة العُنْقود والخَصْلة والخُصْلة والخَصَلة كل ذلك عودٌ فيه شوك وقيل هو طرف القضيب الرَّطب اللَّين وقيل هو ما رخُص من قُضْبان العُرْفُط والخُصَل أَطراف الشجر المُتَدَلِّيةُ وخَصَله يَخْصُله خَصْلاً قَطَعه وخَصَّل البعيرَ قَطَع له ذلك والمِخْصال المِنْجَل والمِخْصَل القَطَّاع من السيوف وغيرها لغة في المِقْصَل وكذلك المِخْذَم ابن الأَعرابي المِخْصَل والمِخْضَل بالصاد والضاد والمِقْصَل السيف وخَصَّل الشيءَ جعله قِطَعاً أَنشد ابن الأَعرابي وإِن يُرِدْ ذلك لا يُخَصِّل وبنو خُصَيلة بطن
خضل
الخَضِل والخاضِل كلُّ شيءٍ نَدٍ يَتَرَشَّش من نَدَاه فهو خَضِلٌ قال دُكَيْن أُسْقَى براووق الشَّبابِ الخاضِل وقد خَضِلَ خَضَلاً واخْضَلَّ واخْضالَّ وأَخْضَلَ الثوبَ دمعُه بَلَّه وكذلك أَخْضَلَتْه السماءُ حتى خَضِل خَضَلاً وأَخْضَلَتْنا السماءُ بَلَّتْنا بَلاًّ شديداً ونبات خَضِلٌ بالنَّدَى وأَخْضَلْت الشيءَ فهو مُخْضَل إِذا بَلَلْته وشيء خَضِل أَي رَطْب والخَضِل النبات الناعم واخْضأَلَّت الشجرة اخْضِئْلالاً لغة في اخْضَالَّت إِذا كثر أَغصانها وأَوراقها وأَخْضَلَ واخْضَلَّ واخْضَوْضَل اخْضِيضالاً ابْتَلَّ قال الراجز وليلةٍ ذاتِ نَدىً مُخْضَلِّ وفي الحديث خطب الأَنصار فبَكَوْا حتى أَخْضَلوا لِحاهم أَي بَلُّوها بالدموع يقال خَضِل وأَخْضَل إِذا نَدِي وأَخْضَلْته أَنا وفي حديث عمر لما أَنشده الأَعرابي يا عُمَر الخَيْر جُزِيتَ الجَنَّه بَكَى حتى اخْضَلَّت لِحْيتُه وحديث النجاشي بكى حتى أَخْضَل لحيتَه وفي حديث أُم سليم قال خَضِّلي قَنَازِعَك أَي نَدِّي شَعَرَك بالماء والدُّهْن ليذهب شَعَثُه والقَنازِعُ خُصَل الشعر وفي حديث قُسٍّ مُخْضَوْضِلة أَغصانُها هي مُفْعَوْعِلة منه للمبالغة وشِواءٌ خَضِلٌ رَشْرَاش أَي رطب جَيِّد النُّضْج والخَضِيلة الروضة وقيل الرَّوضة القَمِعة والخُضُلَّة النَّعْمَة والرَّي وهم في خُضُلَّةٍ من العيش أَي نَعْمَة ورَفاهِية قال مرداس الدبيري أُداوِرُها كَيْما تَلِين وإِنني لأَلْقَى على العِلاّت منها التَّماسِيا إِذا قلتُ إِنَّ اليوم يوم خُضُلَّةٍ ولا شَرْزَ لا قَيتُ الأُمور البَجارِيا يعني الخِصْب ونَضَارة العيش والشَّرْز الغِلْظ والتَّماسِيا الدواهي ويقال أَخْضَلَتْ دموعُ فلان لحيتَه ولم يُسْمَعوا يقولون خَضِل الشيءُ واخْضَلَّ الثوب اخْضِلالاً ابْتَلَّ وعيش مُخْضَلٌ ومُخْضَلٌّ ناعم وخُضُلَّة الرجل امرأَتُه وقال بعض سَجَعة فتيان العرب تَمَنَّيْتُ خُضُلَّه ونَعْلَين وحُلَّه ويقال لليل إِذا أَقبل طِيبُ بَرْده قد اخْضَلَّ اخْضِلالاً قال ابن مقبل من أَهل قَرْنٍ فما اخْضَلَّ العِشاءُ له حتى تَنَوَّرَ بالزَّوْراءِ من خِيَم وقال الهذلي جاءت كخاصي العَيْر لم تُكْسَ خَضْلةً ولا عاجةً منها تلوحُ على وَشْم يقال جاء كخاصي العَير أَي جاء عرياناً ليس معه شيء ابن السكيت الخَضْلة خَرَزة معروفة وخُضُلَّة من أَسماء النساء والخَضْل اللؤلؤ بسكون الضاد يَثْرِبِيّة واحدته خَضْلة ولؤلؤة خَضْلة صافية وجاءت امرأَة إِلى الحجّاج برجل فقالت تَزَوَّجَني هذا على أَن يعطيني خَضْلاً نَبيلاً يعني لؤلؤاً صافياً جَيِّداً ودُرَّة خَضْلة صافية والنَّبيل الكثير والعرب تقول نزلنا في خُضُلَّة من العُشْب إِذا كان أَخضر ناعماً رطباً ويقال دعني من خُضُلاّتك أَي من أَباطيلك
خطل
الخَطَل خفة وسرعة خَطِلَ خَطَلاً فهو خَطِلٌ وأَخْطَل والخاطل الأَحمق العَجِل وهو أَيضاً السَّريع الطَّعنِ العَجِلُهُ قال أَحْوَس في الهَيْجاء بالرُّمْح خَطِل وفي التهذيب يقال للأَحمق العَجِل خَطِلٌ وللمقاتل السريع الطعن خَطِل وأَنشد أَحْوَس في الظَّلْماء بالرُّمح الخَطِل فأَتى بالخَطِل بالأَلف واللام وسهم خَطِلٌ يَعْجَل فيذهب يميناً وشمالاً لا يَقْصِد قَصْد الهَدَف قال هذا لذاك وقَوْلُ المرءِ أَسْهُمُه منها المُصيبُ ومنها الطائش الخَطِل والفعل من كل ذلك خَطِل خَطَلاً وهو أَخْطَلُ وقوله لما رأَيت الدهرَ جَمًّا خَبَلُه أَخْطَلَ والدَّهْرُ كثيرٌ خَطَلُه إِنما عنى أَنه لا يقصد في أَعماله ولا يعتدل في أَفعاله ورجل خَطِلُ اليدين وخَطِلٌ في المعروف عَجِلٌ عند أَعْطاء النَّفَل ويقال للجَوَاد من الرجال خَطِلُ اليدين بالمعروف أَي عَجِلٌ عند الإِعطاء الجوهري رجل جَواد خَطِلٌ أَي سريع الإِعطاء والخَطَل الكلام الفاسد الكثير المضطرب خَطِلَ خَطَلاً فهو أَخطل وخَطِل أَبو عبيد الهُراء المَنْطِق الفاسد ويقال الكثير والخَطَل مثله وقال ابن الأَعرابي في قوله رؤْبة ودَغْية من خَطِل مُغْدَوْدِن الدَّغْية الخُلُق الرديء إِنه لذو دَغَوات( * قوله « لذو دغوات » عبارة الجوهري إنه لذو دغوات ودغيات أي أخلاق رديئة ) أَي أَخلاق رديئة قال والخَطِل المضطرب أَبو عمرو خَطِلَ الرجلُ في كلامه بالكسر خَطَلاً وأَخْطَل في كلامه بمعنى واحد أَي أَفْحَش وفي حديث عليّ رضي الله عنه فركب بهم الزَّلَل وزَيَّن لهم الخَطَل الخَطَل المَنْطِقُ الفاسد وخَطَلُ المرأَةِ فُحْشُها وريبتها وامرأَة خَطَّالة فَحَّاشة أَو ذات ريبة والخَطَلُ الطول والاضطراب يكون ذلك في الإِنسان والفرس والرمح ونحو ذلك رمح خَطِلٌ وأَخْطل مضطرب ولسان خَطِل ورجل أَخطل اللسان إِذا كان مضطرب اللسان مُفَوَّهاً ورجل خَطِل القوائم طويلُها وأُذُن خَطْلاءُ بَيِّنة الخَطَل طويلة مضطربة مسترخية وشاة خَطْلاء أَذْناءُ الليث الخَطْلاء من الشاء العريضة الأُذنين جدًّا أُذُناه خَطْلاوَانِ كأَنهما نَعْلان ويقال للمرأَة الجافية الخَلْق الطويلة اليدين امرأَة خَطْلاء ونِسْوة خُطْل وكلاب الصيد خُطْلٌ لاسترخاء آذانها والفعل من كل ذلك خَطِلَ خَطَلاً وثَلَّة خُطْل وهي الغنم المسترخية الآذان ومنه سمي الأَخْطَل الشاعر وقيل إِنما سمي بذلك لطول لسانه وقيل هو من الخَطَل في القول وذلك أَنه قال لكعب بن جُعَيل لعَمْرُك إِنَّني وابْنَيْ جُعَيْل وأُمَّهُما لإِسْتارٌ لئيمُ فقال له كعب إِنك لأَخْطَل من الخَطَل في القول وهو الفُحْش فسمي الأَخْطل قال ابن سيده وليس ذلك بشيء والخَطَل التَّلَوِّي والتبختر وقد خَطِل في مِشْيته والخَطِل من الثياب ما خَشُن وغَلُظَ وجَفَا وأَنشد أَعَدَّ أَخْطالاً له وترمقا يعني الصَّيّاد والخَطِل طَرَف الفُسْطاط وجمعه أَخطال وثوب خَطِلٌ يَنْجَرُّ على الأَرض من طوله والخَيْطَل السِّنَّوْر قال يُداري النَّهار بسَهْم له كما عالج الغُفَّةَ الخَيْطَلُ
( * قوله « يداري النهار إلخ » تقدم هذا البيت في ترجمة غفف يدير النهار بجشء له إلخ والجشء بالفتح هو السهم )
ابن الأَعرابي هي الهرُّ
( * قوله « هي الهرّ » هكذا في الأصل والهرّ يقع على الذكر والانثى )
والخَيْطَل الخازِبَازُ والخَيْطَل الكلب والخَيْطَل من أَسماء الداهية والخَيْطَل جماعة الجراد مثل الخَيْط قال ابن سيده وإِنما لم أَحكم على لامها بالزيادة لأَن اللام قليلاً ما تزاد إِنما زيدت في عَبْدَل ولذلك قضينا أَن لام طَيسَل أَصل وإِن كانوا قد قالوا طَيْس والخَيْطَل العَطَّار
خعل
الخَيْعَل الفَرْوُ وقيل ثوب غير مَخيط الفَرْجَيْن يكون من الجلود ومن الثياب وقيل هو درع يُخاط أَحد شِقَّيه تَلْبَسه المرأَة كالقميص قال المتنخل الهذلي السالك الثُّغْرة اليَقْظان كالِئُها مَشْيَ الهَلُوك عليها الخَيْعَل الفُضُلُ وقيل الخَيْعَل قميص لا كُمَّيْ له قال الأَزهري وقد تقلب فيقال خَيْلَع قال وربما كان غير مَنْصوح الفَرْجَيْن وأَورد نصف هذا البيت الذي نسبه ابن سيده للجوهري ونسبه لتأَبط شرًّا وقد نسب الشيخ ابن بري البيت بكماله أَيضاً للمتنخل فإِما أَن يكون أَبو منصور وهم فيه أَو يكون لتأَبط شرّاً عجُز بيت على هذا النص وأَنشد الشيخ ابن بري أَيضاً لحاجز السروي وأَدْهَمَ قد جُبْتُ ظلماءه كما اجْتابَت الكاعِبُ الخَيْعَلا وتقول خَيْعَلته فَتَخَيْعَل أَي أَلبسته الخَيْعل فَلبِسه وقال الفراء الخَوْعَلة الاختباء من ريبة والخَيْعَل الخَيْلَع والخَيْعَل من أَسماء الذِّئب وخَياعِل اسم موضع قال رؤبة يَجُوز مَهْواةً إِلى خَياعلا( * قوله « يجوز مهواة إلخ » عجز بيت وصدره كما في شرح القاموس وعقد الارباق والحبائلا )
قال الجوهري الخَيْعَل قميص لا كُمَّيْ له وإِنما أُسقطت النون من كمين للإِضافة لأَن اللام كالمُقْحَمة لا يعتدّ بها في مثل هذا الموضع كقولك لا أَبا لَكَ وأَصله لا أَباك أَلا ترى إِلى قول أَبي حَيَّة النُّميري أَبالمَوْتِ الذي لا بُدَّ أَنِّي مُلاقٍ لا أَباكِ تُخَوِّفِيني ؟ وقولهم لا عَبْدَيْ لك لأَنه بمنزلة قولك لا عَبْدَيْك ولا تحذف النون في مثل هذا إِلا عند اللام دون سائر حروف الخفض لأَنها لا تأْتي بمعنى الإِضافة
خفل
ابن الأَعرابي الخافِلُ الهارِبُ وكذلك الماخلُ والمالِخ
خفثل
رَجُل خَفْثَلٌ وخُفاثِل ضعيف العقل والبدن
خفجل
الخَفَنْجَل والخُفاجِل الثقيل الوَخِم وقد خَفْجَله الكَسَلُ الأَزهري في الخماسي الخَفَنْجَل الرجل الذي فيه سَماجة وفَحَجٌ وأَنشد الليث خَفَنْجَل يَغْزِل بالدَّرَّارة
خفشل
الخَفَنْشَل الوَخِمُ الثقيل
خلل
الخَلُّ معروف قال ابن سيده الخَلُّ ما حَمُض من عَصير العنب وغيره قال ابن دريد هو عربي صحيح وفي الحديث نِعْمَ الإِدامُ الخَلُّ واحدته خَلَّة يُذهب بذلك إِلى الطائفة منه قال اللحياني قال أَبو زياد جاؤوا بِخَلَّة لهم قال فلا أَدري أَعَنَى الطائفة من الخَلِّ أَم هي لغة فيه كخَمْر وخَمْرة ويقال للخَمْر أُمُّ الخَلّ قال رَمَيْت بأُمِّ الخَلِّ حَبَّةَ قلبه فلم يَنْتَعِشْ منها ثَلاثَ ليال والخَلَّة الخَمْرُ عامَّةً وقيل الخَلُّ الخمرة الحامضة وهو القياس قال أَبو ذؤيب عُقارٌ كماء النِّيءِ ليست بِخَمْطَة ولا خَلَّة يَكوي الشَّرُوبَ شِهابُها ويروى فجاء بها صفراء ليست يقول هي في لون ماء اللحم النِّيءِ وليست كالخَمْطَة التي لم تُدْرِك بعد ولا كالخَلَّة التي جاوَزَت القَدْر حتى كادت تصير خَلاًّ اللحياني يقال إِن الخَمْر ليست بخَمْطَة ولا خَلَّة أَي ليست بحامضة والخَمْطَة التي قد أَخَذَت شيئاً من ريح كريح النَّبِقِ والتُّفَّاح وجاءنا بلبن خامطٍ منه وقيل الخَلَّة الخَمْرة القَارِصة وقيل الخَلَّة الخَمْرة المتغيرة الطعم من غير حموضة وجمعها خَلٌّ قال المتنخل الهذلي مُشَعْشَعة كعَيْنِ الدِّيك ليست إِذا دِيفَتْ من الخَلِّ الخِماط وخَلَّلَتِ الخَمْرُ وغيرُها من الأَشربة فَسَدت وحَمُضَت وخَلَّلَ الخمرَ جعلها خَلاًّ وخَلَّل البُسْرَ جعله في الشمس ثم نَضَحه بالخَلِّ ثم جعله في جَرَّة والخَلُّ الذي يؤتدم به سمي خَلاًّ لأَنه اخْتَلَّ منه طَعْمُ الحَلاوة والتَّخْليل اتخاذ الخَلِّ أَبو عبيد والخَلُّ والخَمْر الخير والشر وفي المثل ما فلان بخَلٍّ ولا خَمْرٍ أَي لا خير فيه ولا شر عنده قال النمر بن تولب يخاطب زوجته هلاَّ سأَلتِ بعادِياء وبيْتِه والخَلِّ والخمرِ الذي لم يُمْنَع ويروى التي لم تُمْنَع أَي التي قد أُحِلَّت وبعد هذا البيت بأَبيات لا تَجْزَعي إِن مُنْفِساً أَهلكتُه وإِذا هَلَكْتُ فعندَ ذلك فاجزَعي وسئل الأَصمعي عن الخَلِّ والخَمْر في هذا الشعر فقال الخَمْرُ الخير والخَلُّ الشر وقال أَبو عبيدة وغيره الخَلُّ الخير والخمر الشر وحكى ثعلب ما له خَلٌّ ولا خمر أَي ما له خير ولا شر والاختلال اتخاذ الخَلِّ الليث الاخْتِلال من الخَلِّ من عصير العنب والتمر قال أَبو منصور لم أَسمع لغيره أَنه يقال اخْتَلَّ العصيرُ إِذا صار خَلاًّ وكلامهم الجيِّد خَلَّلَ شرابُ فلان إِذا فَسَد وصار خَلاًّ اللحياني يقال شَرابُ فلان قد خَلَّل يُخَلِّل تَخْليلاً قال وكذلك كل ما حَمُض من الأَشربة يقال له قد خَلَّل والخَلاَّل بائع الخَلِّ وصانِعُه وحكى ابن الأَعرابي الخَلَّة الخُمْرة الحامضة يعني بالخُمْرة الخمير فرُدَّ ذلك عليه وقيل إِنما هي الخَمْرة بفتح الخاء يعني بذلك الخَمْر بعينها والخَلُّ أَيضاً الحَمْض عن كراع وأَنشد ليست من الخَلِّ ولا الخِمَاط والخُلَّة كل نَبْت حُلْو قال ابن سيده الخُلَّة من النبات ما كانت فيه حلاوة من المَرْعى وقيل المرعى كله حَمْض وخُلَّة فالحَمْض ما كانت فيه ملوحة والخُلَّة ما سوى ذلك قال أَبو عبيد ليس شيء من الشجر العظام بحَمْض ولا خُلَّة وقال اللحياني الخُلَّة تكون من الشجر وغيره وقال ابن الأَعرابي هو من الشجر خاصة قال أَبو حنيفة والعرب تسمي الأَرض إِذا لم يكن بها حَمْض خُلَّةً وإِن لم يكن بها من النبات شيء يقولون عَلَوْنا أَرضاً خُلَّة وأَرضين خُلَلاً وقال ابن شميل الخُلَّة إِنما هي الأَرض يقال أَرْضٌ خُلَّة وخُلَلُ الأَرضِ التي لا حَمْض بها قال ولا يقال للشجر خُلَّة ولا يذكر وهي الأَرض التي لا حَمْضَ بها وربما كان بها عِضاهٌ وربما لم يكن ولو أَتيت أَرضاً ليس بها شيء من الشجر وهي جُرُز من الأَرض قلت إِنها لَخُلَّة وقال أَبو عمرو الخُلَّة ما لم يكن فيه مِلْح ولا حُموضة والحَمْض ما كان فيه حَمَضٌ ومُلوحة وقال الكميت صادَفْنَ وَادِيَهُ المغبوطَ نازلُه لا مَرْتَعاً بَعُدَتْ من حَمْضه الخُلَل والعرب تقول الخُلَّة خُبْز الإِبل والحَمْض لحمها أَو فاكهتها أَو خَبِيصها وإنما تُحَوَّل إِلى الحَمْض إِذا مَلَّتِ الخُلَّة وقوم مُخِلُّون إِذا كانوا يَرْعَوْن الخُلَّة وبَعيرٌ خُلِّيٌّ وإِبِل خُلِّيَّة ومُخِلَّة ومُخْتَلَّة تَرْعى الخُلَّة وفي المثل إِنك مُخْتَلٌّ فتَحَمَّضْ أَي انْتَقِل من حال إِلى حال قال ابن دريد هو مَثَل يقال للمُتَوَعِّد المتهدِّد وقال أَبو عمرو في قول الطرماح لا يَني يُحْمِضُ العَدُوَّ وذو الخُلْ لَة يُشْفى صَداه بالإِحْماضِ يقول إِن لم يَرْضَوا بالخُلَّة أَطْعَموهم الحَمْض ويقول من جاء مشتهياً قتالَنا شَفَيْنا شهوته بإِيقاعنا به كما تُشْفى الإِبل المُخْتَلَّة بالحَمْض والعرب تضرب الخُلَّة مثلاً للدَّعة والسَّعة وتضرب الحَمْضَ مثلاً للشَّر والحَرْب وقال اللحياني جاءت الإِبل مُخْتَلَّة أَي أَكلت الخُلَّة واشتهت الحَمْضَ وأَرض مُخِلَّة كثيرة الخُلَّة ليس بها حَمْض وأَخَلَّ القومُ رعت إِبلُهم الخُلَّة وقالت بعض نساء الأَعراب وهي تتمنى بَعْلاً إِن ضَمَّ قَضْقَض وإِن دَسَر أَغْمَض وإِن أَخَلَّ أَحْمَض قالت لها أُمها لقد فَرَرْتِ لي شِرَّة الشَّباب جَذَعة تقول إِن أَخذ من قُبُل أَتبَع ذلك بأَن يأْخذ من دُبُر وقول العجاج جاؤوا مُخِلِّين فلاقَوْا حَمْضا ورَهِبوا النَّقْض فلاقَوْا نَقْضا أَي كان في قلوبهم حُبُّ القتال والشر فَلَقُوا مَنْ شَفاهم وقال ابن سيده معناه أَنهم لاقَوْا أَشدَّ مما كانوا فيه يُضْرب ذلك للرجل يَتَوَعَّد ويَتَهَدَّد فيلقى من هو أَشد منه ويقال إبل حامضة وقد حَمَضَتْ هي وأَحْمَضتها أَنا ولا يقال إِبل خالَّة وخَلَّ الإِبلَ يخُلُّها خَلاًّ وأَخَلَّها حَوَّلها إِلى الخُلَّة وأَخْلَلتها أَي رَعَيْتها في الخُلَّة واخْتَلَّت الإِبلُ احْتَبَسَتْ في الخُلَّة قال أَبو منصور من أَطيب الخُلَّة عند العرب الحَلِيُّ والصِّلِّيان ولا تكون الحُلَّة إِلا من العُرْوة وهو كل نَبْت له أَصل في الأَرض يبقى عِصْمةً للنَّعْم إِذا أَجْدَبْت السنةُ وهي العُلْقة عند العرب والعَرْفَج والحِلَّة من الخُلَّة أَيضاً ابن سيده الخُلَّة شجرة شاكة وهي الخُلة التي ذكرتها إِحدى المتخاصمتين إِلى ابنة الخُسِّ حين قالت مَرْعى إِبل أَبي الخُلَّة فقالت لها ابنة الخُسِّ سريعة الدِّرَّة والجِرَّة وخُلَّة العَرْفَج مَنْبِتُه ومُجْتَمَعُه والخَلَل مُنْفَرَج ما بين كل شيئين وخَلَّل بينهما فَرَّج والجمع الخِلال مثل جَبَل وجبال وقرئ بهما قوله عز وجل فترى الوَدْق يخرج من خِلاله وخَلَله وخَلَلُ السحاب وخِلالُه مخارج الماء منه وفي التهذيب ثُقَبه وهي مخارج مَصَبّ القَطْر قال ابن سيده في قوله فترى الودق يخرج من خِلاله قال قال اللحياني هذا هو المُجْتَمع عليه قال وقد روي عن الضحاك أَنه قرأَ فترى الوَدْق يخرج من خَلَلِه وهي فُرَجٌ في السحاب يخرج منها التهذيب الخَلَّة الخَصَاصةُ في الوَشِيع وهي الفُرْجة في الخُصِّ وفي رأْي فلان خَلَل أَي فُرْجة والخَلَل الفُرْجة بين الشيئين والخَلَّة الثُّقْبة الصغيرة وقيل هي الثُّقْبة ما كانت وقوله يصف فرساً أَحال عليه بالقَناةِ غُلامُنا فأَذْرِعْ به لِخَلَّة الشاة راقِعا معناه أَن الفرس يعدو وبينه وبين الشاة خَلَّة فيُدْركها فكأَنه رَقَع تلك الخَلَّة بشخصه وقيل يعدو وبين الشاتين خَلَّة فَيرْقَع ما بينهما بنفسه وهو خَلَلَهم وخِلالَهم أَي بينهم وخِلالُ الدار ما حوالَيْ جُدُرها وما بين بيوتها وتَخَلَّلْتُ ديارهم مَشَيت خِلالها وتُخَلَّلتُ الرملَ أَي مَضَيت فيه وفي التنزيل العزيز فجاسُوا خِلالَ الدِّيار وقال اللحياني جَلَسْنا خِلالَ الحيِّ وخِلال دُور القوم أَي جلسنا بين البيوت ووسط الدور قال وكذلك يقال سِرْنا خِلَلَ العدُوّ وخِلالهم أَي بينهم وفي التنزيل العزيز ولأَوْضَعوا خِلالَكم يَبْغونكم الفتنةَ قال الزجاج أَوْضَعْت في السير إِذا أَسرعت فيه المعنى ولأَسرعوا فيما يُخِلُّ بكم وقال أَبو الهيثم أَراد ولأَوْضَعوا مَراكِبهم خِلالَكم يَبْغونكم الفتنة وجعل خِلالكم بمعنى وَسَطَكم وقال ابن الأَعرابي ولأَوْضَعوا خِلالكم أَي لأَسرعوا في الهَرب خلالكم أَي ما تَفرق من الجماعات لِطَلب الخَلَوة والفِرار وتَخَلَّل القومَ دخل بين خَلَلهم وخِلالهم ومنه تَخَلُّل الأَسنان وتَخَلَّلَ الرُّطَبَ طلبه خِلال السَّعَف بعد انقضاء الصِّرام واسم ذلك الرُّطَب الخُلالة وقال أَبو حنيفة هي ما يبقى في أُصول السَّعَف من التمر الذي ينتثر وتخليل اللحية والأَصابع في الوضوء فإِذا فعل ذلك قال تَخَلَّلت وخَلَّل فلان أَصابعَه بالماء أَسال الماء بينها في الوضوء وكذلك خَلَّل لحيته إِذا توضأَ فأَدخل الماء بين شعرها وأَوصل الماء إِلى بشرته بأَصابعه وفي الحديث خَلِّلُوا أَصابعَكم لا تُخَلِّلها نار قليل بُقْياها وفي رواية خَلِّلوا بين الأَصابع لا يُخَلِّل اللهُ بينها بالنار وفي الحديث رَحِم الله المتخلِّلين من أُمتي في الوضوء والطعام التخليل تفريق شعر اللحية وأَصابع اليدين والرجلين في الوضوء وأَصله من إِدخال الشيء في خِلال الشيء وهو وسَطُه وخَلَّ الشيءَ يَخُلُّه خَلاًّ فهو مَخْلول وخَلِيل وتَخَلَّله ثَقَبه ونَفَذَه والخِلال ما خَلَّه به والجمع أَخِلَّة والخِلال العود الذي يُتَخَلَّل به وما خُلَّ به الثوب أَيضاً والجمع الأَخِلَّة وفي الحديث إِذا الخِلال نُبَايِع والأَخِلَّة أَيضاً الخَشَبات الصغار اللواتي يُخَلُّ بها ما بين شِقَاق البيت والخِلال عود يجعل في لسان الفَصِيل لئلا يَرْضَع ولا يقدر على المَصِّ قال امرؤ القيس فَكَرَّ إِليه بمِبْراتِه كما خَلَّ ظَهْرَ اللسان المُجِرّ وقد خَلَّه يَخُلُّه خَلاًّ وقيل خَلَّه شقَّ لسانه ثم جَعل فيه ذلك العود وفَصيل مخلول إِذا غُرز خِلال على أَنفه لئلا يَرْضَع أُمه وذلك أَنها تزجيه إِذا أَوجع ضَرْعَها الخِلال وخَلَلْت لسانَه أَخُلُّه ويقال خَلَّ ثوبَه بخِلال يَخُلُّه خلاًّ فهو مخلول إِذا شَكَّه بالخِلال وخَلَّ الكِساءَ وغيرَه يَخُلُّه خَلاًّ جَمَع أَطرافه بخِلال وقوله يصف بقراً سَمِعْن بموته فَظَهَرْنَ نَوْحاً قِيَاماً ما يُخَلُّ لهنَّ عُود( * قوله « سمعن بموته إلخ » أورده في ترجمة نوح شاهداً على أَن النوح اسم للنساء يجتمعن للنياحة وأَن الشاعر استعاره للبقر )
إنما أَراد لا يُخَلُّ لهن ثوب بعود فأَوقع الخَلَّ على العود اضطراراً وقبل هذا البيت أَلا هلك امرؤ قامت عليه بجنب عُنَيْزَةَ البَقَرُ الهُجودُ قال ابن دريد ويروى لا يُحَلُّ لهنَّ عود قال وهو خلاف المعنى الذي أَراده الشاعر وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه كان له كساءٌ فَدَكِيٌّ فإِذا ركب خَلَّه عليه أَي جمع بين طَرَفيه بخِلال من عود أَو حديد ومنه خَلَلْته بالرمح إِذا طعنته به والخَلُّ خَلُّك الكِساء على نفسك بالخِلال وقال سأَلتك إِذ خِبَاؤُك فوق تَلٍّ وأَنت تَخُلُّه بالخَلِّ خَلاًّ قال ابن بري قوله بالخَلّ يريد الطريق في الرمل وخَلاًّ الأَخير الذي يُصْطَبَع به يريد سأَلتك خَلاًّ أَصْطَبِغ به وأَنت تُخُلُّ خِباءَك في هذا الموضع من الرمل الجوهري الخَلُّ طريق في الرمل يذكر ويؤنث يقال حَيَّةُ خَلٍّ كما يقال أَفْعَى صَرِيمة ابن سيده الخَلُّ الطريق النافذ بين الرمال المتراكمة قال أَقْبَلْتُها الخَلَّ من شَوْرانَ مُصْعِدةً إِنِّي لأُزْرِي عليها وهي تَنْطَلِقُ قال سمي خَلاًّ لأَنه يَتَخَلَّل أَي يَنْفُذ وتَخَلَّل الشيءُ أَي نَفَذ وقيل الخَلُّ الطريق بين الرملتين وقيل هو طريق في الرمل أَيّاً كان قال من خَلِّ ضَمْرٍ حين هابا ودجا والجمع أَخُلٌّ وخِلال والخَلَّة الرملة اليتيمة المنفردة من الرمل وفي الحديث يخرج الدجال خَلَّة بين الشام والعراق أَي في سبيل وطريق بينهما قيل للطريق والسبيل خَلَّة لأَن السبيل خَلَّ ما بين البلدين أَي أَخَذَ مخيط ما بينهما خِطْتُ اليوم خَيْطَة أَي سِرْت سَيْرة ورواه بعضهم بالحاء المهملة من الحُلول أَي سَمْتَ ذلك وقُبَالَته واخْتَلَّه بسهم انْتَظَمه واخْتَلَّه بالرمح نَفَذه يقال طَعَنته فاخْتَلَلْت فؤَداه بالرُّمح أَي انتظمته قال الشاعر نَبَذَ الجُؤَارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِهِ لمَّا اخْتَلَلْتُ فُؤَادَه بالمِطْرَدِ وتَخَلَّله به طعنه طعنة إِثر أُخرى وفي حديث بدر وقتِل أُمَيَّة بن خَلَف فَتَخَلَّلوه بالسيوف من تحتي أَي قتلوه بها طعناً حيث لم يقدروا أَن يضربوه بها ضرباً وعسكر خالٌّ ومُتَخَلْخِل غير مُتَضامّ كأَن فيه منافذ والخَلَل الفساد والوَهْن في الأَمر وهو من ذلك كأَنه تُرك منه موضع لم يُبْرَم ولا أُحْكِم وفي رأَيه خَلَل أَي انتشار وتَفَرُّق وفي حديث المقدام ما هذا بأَول ما أَخْلَلْتم بي أَي أَوهنتموني ولم تعينوني والخَلَل في الأَمرِ والحَرْبِ كالوَهْن والفساد وأَمر مُخْتَلٌّ واهن وأَخَلَّ بالشيء أَجْحَف وأَخَلَّ بالمكان وبمَرْكَزه وغيره غاب عنه وتركه وأَخَلَّ الوالي بالثغور قَلَّل الجُنْدَ بها وأَخَلَّ به لم يَفِ له والخَلَل الرِّقَّة في الناس والخَلَّة الحاجة والفقر وقال اللحياني به خَلَّة شديدة أَي خَصَاصة وحكي عن العرب اللهم اسْدُدْ خَلَّتَه ويقال في الدعاء للميت اللهم اسْدُدْ خَلَّته أَي الثُّلْمة التي ترك وأَصله من التخلل بين الشيئين قال ابن بري ومنه قول سلمى بنت ربيعة زَعَمَتْ تُماضِرُ أَنني إِمَّا أَمُتْ يَسْدُدْ بُنَيُّوها الأَصاغرُ خَلَّتي الأَصمعي يقال للرجل إِذا مات له ميت اللهم اخْلُفْ على أَهله بخير واسْدُدْ خَلَّته يريد الفُرْجة التي ترك بعده من الخَلَل الذي أَبقاه في أُموره وقال أَوس لِهُلْكِ فَضَالة لا يستوي ال فُقُودُ ولا خَلَّةُ الذاهب أَراد الثُّلْمة التي ترك يقول كان سَيِّداً فلما مات بَقِيَتْ خَلَّته وفي حديث عامر بن ربيعة فوالله ما عدا أَن فَقَدْناها اخْتَلَلْناها أَي احتجنا إِليها
( * قوله « أَي احتجنا إِليها » أَي فاصل الكلام اختللنا إِليها فحذف الجار وأوصل الفعل كما في النهاية ) وطلبناها وفي المثل الخَلَّة تدعو إِلى السَّلَّة السَّلَّة السرقة وخَلَّ الرجلُ افتقر وذهب مالُه وكذلك أُخِلَّ به وخَلَّ الرجلُ إِذا احتاج ويقال اقْسِمْ هذا المال في الأَخَلِّ أَي في الأَفقر فالأَفقر ويقال فلان ذو خَلَّة أَي محتاج وفلان ذو خَلَّة أَي مُشْتَهٍ لأَمر من الأُمور قاله ابن الأَعرابي وفي الحديث اللهم سادّ الخَلَّة الخَلَّة بالفتح الحاجة والفقر أَي جابرها ورجل مُخَلٌّ ومُخْتَلٌّ وخَلِيل وأَخَلُّ مُعْدِم فقير محتاج قال زهير وإِن أَتاه خَلِيلٌ يومَ مَسْغَبةٍ يقول لا غائبٌ مالي ولا حَرِمُ قال يعني بالخَلِيل المحتاج الفقير المُخْتَلَّ الحال والحَرِم الممنوع ويقال الحَرَام فيكون حَرِم وحِرْم مثل كَبِد وكِبْد ومثله قول أُمية ودَفْع الضعيف وأَكل اليتيم ونَهْك الحُدود فكلٌّ حَرِم قال ابن دريد وفي بعض صَدَقات السلف الأَخَلُّ الأَقرب أَي الأَحوج وحكى اللحياني ما أَخَلَّك الله إِلى هذا أَي ما أَحوجك إِليه وقال الْزَقْ بالأَخَلِّ فالأَخَلِّ أَي بالأَفقر فالأَفقر واخْتَلَّ إِلى كذا احتاج إِليه وفي حديث ابن مسعود تَعَلَّموا العلم فإِن أَحدكم لا يَدْري متى يُخْتَلُّ إِليه أَي متى يحتاج الناس إِلى ما عنده وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وما ضَمَّ زيدٌ من مُقيم بأَرضه أَخَلَّ إِليه من أَبيه وأَفقرا أَخَلُّ ههنا أَفْعَل من قولك خَلَّ الرجلُ إِلى كذا احتاج لا من أُخِلَّ لأَن التعجب إِنما هو من صيغة الفاعل لا من صيغة المفعول أَي أَشد خَلَّة إِليه وأَفقر من أَبيه والخَلَّة كالخَصْلة وقال كراع الخَلَّة الخصلة تكون في الرجل وقال ابن دريد الخَلَّة الخصلة يقال في فلان خَلَّة حسنة فكأَنه إِنما ذهب بالخَلَّة إِلى الخصلة الحسنة خاصة وقد يجوز أَن يكون مَثَّل بالحسنة لمكان فضلها على السَّمِجة وفي التهذيب يقال فيه خَلَّة صالحة وخَلَّة سيئة والجمعِ خلال ويقال فلان كريم الخِلال ولئيم الخِلال وهي الخِصال وخَلَّ في دعائه وخَلَّل كلاهما خَصَّص قال قد عَمَّ في دعائه وخَلاًّ وخَطَّ كاتِباه واسْتَمَلاًّ وقال كأَنَّك لم تَسمع ولم تكُ شاهداً غداةَ دعا الداعي فعمَّ وخَلَّلا وقال أُفْنون التَّغْلَبي أَبلغْ كِلاباً وخَلِّلْ في سَراتهم أَنَّ الفؤاد انطوى منهم على دَخَن قال ابن بري والذي في شعره أَبلغ حبيباً وقال لَقِيط بن يَعْمَر الإِيادي أَبلغ إِياداً وخَلِّلْ في سَراتم أَني أَرى الرأْيَ إِن لم أُعْصَ قد نَصَعا وقال أَوس فقَرَّبتُ حُرْجُوجاً ومَجَّدتُ مَعْشَراً تَخَيَّرتهم فيما أَطوفُ وأَسأَلُ بَني مالك أَعْني بسَعد بن مالك أَعُمُّ بخير صالحٍ وأُخَلِّل قال ابن بري صواب إِنشاده بني مالك أَعْني فسعدَ ابن مالك بالفاء ونصب الدال وخلَّل بالتشديد أَي خَصَّص وأَنشد عَهِدْتُ بها الحَيَّ الجميع فَأَصبحوا أَتَوْا داعياً لله عَمَّ وخَلَّلا وتَخَلَّل المطرُ إِذا خَصَّ ولم يكن عامّاً والخُلَّة الصداقة المختصة التي ليس فيها خَلَل تكون في عَفاف الحُبِّ ودَعارته وجمعها خِلال وهي الخَلالة والخِلالة والخُلولة والخُلالة وقال النابغة الجعدي أَدُوم على العهد ما دام لي إِذا كَذَبَتْ خُلَّة المِخْلَب وبَعْضُ الأَخِلاَّء عند البَلا ءِ والرُّزْء أَرْوَغُ من ثَعْلَب وكيف تَواصُلُ من أَصبحت خِلالته كأَبي مَرْحَب ؟ أَراد من أَصبحت خَلالته كخَلالة أَبي مَرْحَب وأَبو مَرْحَب كنية الظِّل ويقال هو كنية عُرْقُوب الذي قيل عنه مواعيد عُرْقُوب والخِلال والمُخالَّة المُصادَقة وقد خالَّ الرجلَ والمرأَةَ مُخالَّة وخلالاً قال امرؤ القيس صَرَفْتُ الهَوى عنهنَّ من خَشْيَة الرَّدى ولستُ بِمَقْليِّ الخِلال ولا قالي وقوله عز وجل لا بيعٌ فيه ولا خُلَّة ولا شفاعة قال الزجاج يعني يوم القيامة والخُلَّة الصَّداقة يقال خالَلْت الرجلَ خِلالاً وقوله تعالى مِن قَبْلِ أَن يأْتي يوم لا بَيْع فيه ولا خِلال قيل هو مصدر خالَلْت وقيل هو جمع خُلَّة كجُلَّة وجِلال والخِلُّ الوُدُّ والصَّدِيق وقال اللحياني إِنه لكريم الخِلِّ والخِلَّة كلاهما بالكسر أَي كريم المُصادَقة والمُوادَّة والإِخاءِ وأَما قول الهذلي إنَّ سَلْمى هي المُنى لو تَراني حَبَّذا هي من خُلَّة لو تُخالي إِنما أَراد لو تُخالِل فلم يستقم له ذلك فأَبدل من اللام الثانية ياء وفي الحديث إِني أَبرأُ إِلى كل ذي خُلَّة من خُلَّته الخُلَّة بالضم الصداقة والمحبة التي تخلَّلت القلب فصارت خِلالَه أَي في باطنه والخَلِيل الصَّدِيق فَعِيل بمعنى مُفَاعِل وقد يكون بمعنى مفعول قال وإِنما قال ذلك لأَن خُلَّتَه كانت مقصورة على حب الله تعالى فليس فيها لغيره مُتَّسَع ولا شَرِكة من مَحابِّ الدنيا والآخرة وهذه حال شريفة لا ينالها أَحد بكسب ولا اجتهاد فإِن الطباع غالبة وإِنما يخص الله بها من يشاء من عباده مثل سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أَجمعين ومن جعل الخَلِيل مشتقّاً من الخَلَّة وهي الحاجة والفقر أَراد إِنني أَبرأُ من الاعتماد والافتقار إِلى أَحد غير الله عز وجل وفي رواية أَبرأُ إِلى كل خلّ من خلَّته بفتح الخاء
( * قوله « بفتح الخاء إلخ » هكذا في الأصل والنهاية وكتب بهامشها على قوله بفتح الخاء يعني من خلته )
وكسرها وهما بمعنى الخُلَّة والخَليل ومنه الحديث لو كنتُ متخذاً خَلِيلاً لاتَّخَذت أَبا بكر خَلِيلاً والحديث الآخر المرء بخَلِيله أَو قال على دين خَليله فليَنْظُر امرؤٌ مَنْ يُخالِل ومنه قول كعب بن زهير يا وَيْحَها خُلَّة لو أَنها صَدَقَتْ موعودَها أَو لو آنَّ النصح مقبول والخُلَّة الصديق الذكر والأُنثى والواحد والجمع في ذلك سواء لأَنه في الأَصل مصدر قولك خَليل بَيِّن الخُلَّة والخُلولة وقال أَوْفى بن مَطَر المازني أَلا أَبلغا خُلَّتي جابراً بأَنَّ خَلِيلكَ لم يُقْتَل تَخاطَأَتِ النَّبلُ أَحشاءه وأَخَّر يَوْمِي فلم يَعْجَل قال ومثله أَلا أَبلغا خُلَّتي راشداً وصِنْوِي قديما إِذا ما تَصِل وفي حديث حسن العهد فيُهْديها في خُلَّتها أَي في أَهل ودِّها وفي الحديث الآخر فيُفَرِّقها في خلائلها جمع خَليلة وقد جمع على خِلال مثل قُلَّة وقِلال وأَنشد ابن بري لامرئ القيس لعَمْرُك ما سَعْدٌ بخُلَّة آثم أَي ما سَعْد مُخالٌّ رجلاً آثماً قال ويجوز أَن تكون الخُلَّة الصَّداقة ويكون تقديره ما خُلَّة سعد بخُلَّة رجل آثم وقد ثَنَّى بعضهم الخُلَّة والخُلَّة الزوجة قال جِران العَوْد خُذا حَذَراً يا خُلَّتَيَّ فإِنني رأَيت جِران العَوْد قد كاد يَصْلُح فَثَنَّى وأَوقعه على الزوجتين لأَن التزوج خُلَّة أَيضاً التهذيب فلان خُلَّتي وفلانة خُلَّتي وخِلِّي سواء في المذكر والمؤنث والخِلُّ الودّ والصديق ابن سيده الخِلُّ الصَّديق المختص والجمع أَخلال عن ابن الأَعرابي وأَنشد أُولئك أَخْداني وأَخلالُ شِيمتي وأَخْدانُك اللائي تَزَيَّنَّ بالكَتَمْ ويروى يُزَيَّنَّ ويقال كان لي وِدًّا وخِلاًّ ووُدًّا وخُلاًّ قال اللحياني كسر الخاء أَكثر والأُنثى خِلٌّ أَيضاً وروى بعضهم هذا البيت هكذا تعرَّضَتْ لي بمكان خِلِّي فخِلِّي هنا مرفوعة الموضع بتعرَّضَتْ كأَنه قال تَعَرَّضَتْ لي خِلِّي بمكان خلْوٍ أَيو غير ذلك ومن رواه بمكان حِلٍّ فحِلّ ههنا من نعت المكان كأَنه قال بمكان حلال والخَلِيل كالخِلِّ وقولهم في إِبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام خَلِيل الله قال ابن دريد الذي سمعت فيه أَن معنى الخَلِيل الذي أَصْفى المودّة وأَصَحَّها قال ولا أَزيد فيها شيئاً لأَنها في القرآن يعني قوله واتخذ الله إِبراهيم خَلِيلاً والجمع أَخِلاّء وخُلاّن والأُنثى خَلِيلة والجمع خَلِيلات الزجاج الخَلِيل المُحِبُّ الذي ليس في محبته خَلَل وقوله عز وجل واتخذ الله إِبراهيم خَلِيلاً أَي أَحبه محبة تامَّة لا خَلَل فيها قال وجائز أَن يكون معناه الفقير أَي اتخذه محتاجاً فقيراً إِلى ربه قال وقيل للصداقة خُلَّة لأَن كل واحد منهما يَسُدُّ خَلَل صاحبه في المودّة والحاجة إِليه الجوهري الخَلِيل الصديق والأُنثى خَلِيلة وقول ساعدة بن جُؤَيَّة بأَصدَقَ بأْساً من خَلِيل ثَمِينةٍ وأَمْضى إِذا ما أَفْلَط القائمَ اليَدُ إِنما جعله خَلِيلها لأَنه قُتِل فيها كما قال الآخر لما ذَكَرْت أَخا العِمْقى تَأَوَّبَني هَمِّي وأَفرد ظهري الأَغلَبُ الشِّيحُ وخَلِيل الرجل قلبُه عن أَبي العَمَيْثَل وأَنشد ولقد رأَى عَمْرو سَوادَ خَلِيله من بين قائم سيفه والمِعْصَم قال الأَزهري في خطبة كتابه أُثبت لنا عن إِسحق ابن إِبراهيم الحنظلي الفقيه أَنه قال كان الليث بن المظفَّر رجلاً صالحاً ومات الخليل ولم يَفْرُغ من كتابه فأَحب الليث أَن يُنَفِّق الكتاب كُلَّه باسمه فسَمَّى لسانه الخليل قال فإِذا رأَيت في الكلمات سأَلت الخليل بن أَحمد وأَخبرني الخليل بن أَحمد فإِنه يعني الخَلِيلَ نفسَه وإِذا قال قال الخليل فإِنما يَعْني لسانَ نَفْسِه قال وإِنما وقع الاضطراب في الكتاب من قِبَل خَلِيل الليث ابن الأَعرابي الخَلِيل الحبيب والخليل الصادق والخَلِيل الناصح والخَلِيل الرفيق والخَلِيل الأَنْفُ والخَلِيل السيف والخَلِيل الرُّمْح والخَلِيل الفقير والخَليل الضعيف الجسم وهو المخلول والخَلُّ أَيضاً قال لبيد لما رأَى صُبْحٌ سَوادَ خَلِيله من بين قائم سيفه والمِحْمَل صُبْح كان من ملوك الحبشة وخَلِيلُه كَبِدُه ضُرِب ضَرْبة فرأَى كَبِدَ نفسه ظَهِر وقول الشاعر أَنشده أَبو العَمَيْثَل لأَعرابي إِذا رَيْدةٌ من حَيثُما نَفَحَت له أَتاه بِرَيَّاها خَلِيلٌ يُواصِلُه فسَّره ثعلب فقال الخَلِيل هنا الأَنف التهذيب الخَلُّ الرجل القليل اللحم وفي المحكم الخَلُّ المهزول والسمين ضدّ يكون في الناس والإِبل وقال ابن دريد الخَلُّ الخفيف الجسم وأَنشد هذا البيت المنسوب إِلى الشَّنْفَرى ابن أُخت تأَبَّطَ شَرًّا فاسْقِنيها يا سَواد بنَ عمرو إِنَّ جِسْمِي بعد خالِيَ خَلُّ الصحاح بعد خالي لَخَلُّ والأُنثى خَلَّة خَلَّ لحمُه يَخِلُّ خَلاًّ وخُلُولاً واخْتَلَّ أَي قَلَّ ونَحِف وذلك في الهُزال خاصة وفلان مُخْتَلُّ الجسم أَي نحيف الجسم والخَلُّ الرجل النحيف المخْتَلُّ الجسم واخْتَلَّ جسمُه أَي هُزِل وأَما ما جاء في الحديث أَنه عليه الصلاة والسلام أُتِي بفَصِيل مَخْلول أَو مَحْلول فقيل هو الهزيل الذي قد خَلَّ جسمُه ويقال أَصله أَنهم كانوا يَخُلُّون الفصيلَ لئلا يرتضع فيُهْزَل لذلك وفي التهذيب وقيل هو الفَصِيل الذي خُلَّ أَنفُه لئلا يرضع أُمه فتُهْزَل قال وأَما المهزول فلا يقال له مَخْلول لأَن المخلول هو السمين ضدّ المهزول والمهزول هو الخَلُّ والمُخْتَلُّ والأَصح في الحديث أَنه المشقوق اللسان لئلا يرضع ذكره ابن سيده ويقال لابن المخاض خَلٌّ لأَنه دقيق الجسم ابن الأَعرابي الخَلَّة ابنة مَخاض وقيل الخَلَّة ابن المخاض الذكر والأُنثى خَلَّة
( قوله « وقيل الخلة ابن المخاض الذكر والانثى خلة » هكذا في النسخ وفي القاموس والخل ابن المخاض كالخلة وهي بهاء أَيضاً ) ويقال أَتى بقُرْصة كأَنه فِرْسِن خَلَّة يعني السمينة وقال ابن الأَعرابي اللحم المخلول هو المهزول والخَلِيل والمُخْتَل كالخَلِّ كلاهما عن اللحياني والخَلُّ الثوب البالي إِذا رأَيت فيه طُرُقاً وثوب خَلٌّ بالٍ فيه طرائق ويقال ثوب خَلْخال وهَلْهال إِذا كانت فيه رِقَّة ابن سيده الخَلُّ ابن المخاض والأُنثى خَلَّة وقال اللحياني الخَلَّة الأُنثى من الإِبل والخَلُّ عِرْق في العنق متصل بالرأْس أَنشد ابن دريد ثمَّ إِلى هادٍ شديد الخَلِّ وعُنُق في الجِذْع مُتْمَهِلِّ والخِلَل بقية الطعام بين الأَسنان واحدته خِلَّة وقيل خِلَلة الأَخيرة عن كراع ويقال له أَيضاً الخِلال والخُلالة وقد تَخَلَّله ويقال فلان يأْكل خُلالته وخِلَله وخِلَلته أَي ما يخرجه من بين أَسنانه إِذا تَخَلَّل وهو مثل ويقال وجدت في فمي خِلَّة فَتَخَلَّلت وقال ابن بزرج الخِلَل ما دخل بين الأَسنان من الطعام والخِلال ما أَخرجته به وأَنشد شاحِيَ فيه عن لسان كالوَرَل على ثَناياه من اللحم خِلَل والخُلالة بالضم ما يقع من التخلل وتَخَلَّل بالخِلال بعد الأَكل وفي الحديث التَّخَلُّل من السُّنَّة هو استعمال الخِلال لإِخراج ما بين الأَسنان من الطعام والمُخْتَلُّ الشديد العطش والخَلال بالفتح البَلَح واحدته خَلالة بالفتح قال شمر وهي بِلُغة أَهل البصرة واخْتَلَّت النخلةُ أَطلعت الخَلال وأَخَلَّت أَيضاً أَساءت الحَمْل حكاه أَبو عبيد قال الجوهري وأَنا أَظنه من الخَلال كما يقال أَبْلَح النخلُ وأَرْطَب وفي حديث سنان بن سلمة إِنا نلتقط الخَلال يعني البُسْر أَوَّل إِدراكه والخِلَّة جفن السيف المُغَشَّى بالأَدَم قال ابن دريد الخِلَّة بِطانة يُغَشَّى بها جَفْن السيف تنقش بالذهب وغيره والجمع خِلَل وخِلال قال ذو الرمة كأَنها خِلَلٌ مَوْشِيَّة قُشُب وقال آخر لِمَيَّةَ موحِشاً طَلَل يلوحُ كأَنه خِلَل وقال عَبِيد بن الأَبرص الأَزدي دار حَيٍّ مَضَى بهم سالفُ الده ر فأَضْحَت ديارُهم كالخِلال التهذيب والخِلَل جفون السيوف واحدتها خِلَّة وقال النضر الخِلَلُ من داخل سَيْر الجَفْن تُرى من خارج واحدتها خِلَّة وهي نقش وزينة والعرب تسمي من يعمل جفون السيوف خَلاَّلاً وفي كتاب الوزراء لابن قتيبة في ترجمة أَبي سلمة حفص بن سليمان الخَلاَّل في الاختلاف في نسبه فروى عن ابن الأَعرابي أَنه منسوب إِلى خِلَل السيوف من ذلك وأَما قوله إِن بَني سَلْمَى شيوخٌ جِلَّة بِيضُ الوجوه خُرُق الأَخِلَّه قال ابن سيده زعم ابن الأَعرابي أَن الأَخلة جمع خِلَّة أَعني جفن السيف قال ولا أَدري كيف يكون الأَخِلَّة جمع خِلَّة لأَن فِعْلة لا تُكَسَّر على أَفْعِلة هذا خطأٌ قال فأَما الذي أُوَجِّه أَنا عليه الأَخِلَّة فأَن تُكَسَّر خِلَّة على خِلال كطِبَّة وطِباب وهي الطريقة من الرمل والسحاب ثم تُكَسَّر خِلال على أَخِلَّة فيكون حينئذ أَخله جمع جمع قال وعسى أَن يكون الخِلال لغة في خِلَّة السيف فيكون أَخِلَّة جمعها المأْلوف وقياسها المعروف إِلا أَني لا أَعرف الخِلال لغة في الخِلَّة وكل جلدة منقوشة خِلَّة ويقال هي سيور تُلْبَس ظَهْر سِيَتَي القوس ابن سيده الخِلَّة السير الذي يكون في ظهر سِيَة القوس وقوله في الحديث إِن الله يُبْغِض البليغ من الرجال الذي يَتَخَلَّل الكلام بلسانه كما تَتَخَلَّل الباقرةُ الكلأَ بلسانها قال ابن الأَثير هو الذي يتشدَّق في الكلام ويُفَخِّم به لسانه ويَلُفُّه كما تَلُفُّ البقرة الكلأَ بلسانها لَفًّا والخَلْخَل والخُلْخُل من الحُلِيِّ معروف قال الشاعر بَرَّاقة الجِيد صَمُوت الخَلْخَل وقال ملأى البَرِيم متُأَق الخَلْخَلِّ أَراد متْأَق الخَلْخَل فشَدَّدَ للضرورة والخَلْخالُ كالخَلْخَل والخَلْخَل لغة في الخَلْخال أَو مقصور منه واحد خَلاخِيل النساء والمُخَلْخَل موضع الخَلْخال من الساق والخَلْخال الذي تلبسه المرأَة وتَخَلْخَلَت المرأَةُ لبست الخَلْخال ورمل خَلْخال فيه خشونة والخَلْخال الرمْل الجَرِيش قال من سالكات دُقَق الخَلْخال
( * قوله « من سالكات إلخ » سبق في ترجمة دقق وسهك بساهكات دقق وجلجال )
وخَلْخَل العظمَ أَخذ ما عليه من اللحم وخَلِيلانُ اسمٌ رواه أَبو الحسن قال أَبو العباس هو اسم مُغَنٍّ
خمل
الخامِل الخَفِيُّ الساقط الذي لا نَباهة له يقال هو خامل الذِّكْرِ والصوتِ خَمَل يَخْمُل خُمولاً وأَخْمَله الله وحكى يعقوب إِنَّه لَخامِل الذِّكر وخامِنُ الذِّكْرِ على البدل بمعنى واحد لا يُعْرَف ولا يُذْكَر وقول المتنخل الهذلي هل تَعْرِف المنزل بالأَهْيَل كالوَشْم في المِعْصَم لم يَخْمُل ؟ أَراد لم يَدْرُس فيخفى ويروى يجمل والقول الخامل الخَفِيض وفي الحديث اذكروا الله ذكراً خاملاً أَي خَفِّضوا الصوت بذكره توقيراً لجلاله وهيبة لعظمته ويقال خَمَل صوتَه إِذا وضعه وأَخفاه ولم يرفعه والخَمِيلة المُنْهَبَط الغامض من الرّمْل وقيل الخَمِيلة مَفْرَج بين هَبْطة وصلابة وهي مَكْرَمة للنبات وقيل الخَمِيلة رمل ينبت الشجر وقيل هي مُسْتَرَقُّ الرَّمْلة حيث يذهب مُعْظَمها ويبقى شيء من لَيِّنها والخَمِيلة الشجر الكثير المجتمع الملتفُّ الذي لا يرى فيه الشيء إِذا وقع في وَسَطه وقيل الخَمِيلة كل موضع كثر فيه الشجر حيثما كان قال زهير يصف بقرة وتَنْفُض عنها غَيْبَ كل خَمِيلة وتَخْشَى رُماةَ الغوث من كل مَرْصَد والخَمِيلة الأَرض السَّهْلة التي تُنْبِت شُبِّه نَبْتها بخَمْل القَطِيفة ويقال الخَمِيلة مَنْقَعة ماء ومَنْبِت شجر ولا تكون الخَمِيلة إِلا في وَطِيءٍ من الأَرض والخَمْل والخَمَالة والخَمِيلة ريش النَّعام والجمع الخَمِيل والخَمْلة والخِمْلة والخَمِيلة القَطِيفة وقول أَبي خراش وظَلَّت تُرَاعِي الشمسَ حتى كأَنها فُوَيْقَ البَضِيع في الشُّعاع خَمِيل ويقال لريش النَّعام خَمْل وقال السكري الخَمِيل القَطِيفة ذات الخَمْل شبه الأَتان في شعاع الشمس بها ويروى جَمِيل شَبَّه الشمس بالإِهَالةِ في بياضها والخَمْل مجزوم هُدْب القطيفة ونحوها مما ينسج وتَفْضُل له فضول كخَمْل الطِّنْفِسة وقد أَخمله والخَمْلة ثوب مُخْمَل من صوف كالكساء ونحوه له خَمْل والخَمْل الطِّنْفِسة ومنه قول عمرو ابن شاس ومن ظُعُن كالدَّوْم أَشرف فوقها ظِباءُ السُّلَيِّ واكناتٍ على الخَمْل أَي جالسات على الطنافس والخَمْلة العَباءُ القَطَوانيَّة وهي البِيض القصيرةُ الخَمْل والخَمِيل الثِّياب المُخْمَلة وأَنشد وإِنَّ لنا دُرْنَى فكُلَّ عَشيَّة يُحَطُّ إِلينا خَمْرُها وخَمِيلُها خَمِيلها ثيابُها والخَمْلة شبه الشَّمْلة وفي الحديث أَنه جَهَّز فاطمة رضي الله عنها في خَمِيل وقِرْبة ووِسادة أَدَم الخَمِيل والخَمِيلة القَطِيفة وهي كل ثوب له خَمْل من أَيّ شيء كان وقيل الخمِيل الأَسود من الثياب ومنه حديث أُم سلمة أَدخلني معه في الخَمِيلة وفي حديث فَضالة أَنه مَرَّ ومعه جارية على خَمْلة بين أَشجار فأَصاب منها قال ابن الأَثير أَراد بالخَمْلة الثوب الذي له خَمْل قال وقيل الصحيح على خَمِيل وهي الأَرض السهلة اللينة وخِمْلةُ الرجل بِطانتُه يقال هو خَبِيث الخِمْلة أَي خبيث البطانة والسريرة ولم يُسمع حَسَن الخِمْلة واسأَلْ عن خِمْلاته أَي أَسراره ومَخازيه قال الفراء الخِمْلة باطن أَمر الرجل يقال فلان كريم الخِمْلة ولئيم الخِمْلة والخَمَلة السَّفِلة من الناس واحدهم خامل وخَمَلَ البُسْرَ وضعه في الجِرَار ونحوها ليَلِين والخَمِيل بغير هاء ما لان من الطعام يعني الثريد والخُمَال داء يأْخذ في مفاصل الإِنسان وقوائم الخيل والشاء والإِبل تَظْلَع منه ويُداوَى بقطع العِرْق ولا يَبْرَح حتى يُقْطع منه عِرْق أَو يَهْلِك قال الأَعشى لم تُعَطَّفْ على حُوارٍ ولم يَقْ طَعْ عُبَيْدٌ عُرُوقها من خُمَال أَي لم يكن لها لبن فَتُعَطَّفَ على حُوارٍ لتُرْضِعه وعُبَيْدٌ بَيْطار وقد خُمِل على صيغة ما لم يسم فاعله وقيل هو العَرَج قال الكميت إِذا نَسِيَتْ عُرْجُ الضِّباع خُمَالَها والخُمَال داء يأْخذ في قائمة الشاة ثم يتحول في قوائمها يدور بينهن يقال خُمِلت الشَّاةُ فهي مخمولة والخَمْل ضَرْب من السمك مثل اللُّخْم قال أَبو منصور لا أَعرف الخَمْل بالخاء في باب السمك وأَعرف الجَمَل فإِن صح لِثقة وإِلا فلا يُعْبَأ به
خنبل
خَنْبَل اسم
خنثل
ابن الأَعرابي الخنثالة العذرة رجل خَنْثَل ضعيف والحاء فيه لغة وقد تقدم ورجل خَنْثَل إِذا كان مُسْتَرْخي البطن وامرأَة خَنْثَل ضَخْمة البطن مسترخية وروي عن أَبي عبيدة أَنه يقال للضَّبُع أُم خَنْثَل لاسترخاء بطنها وخَنْثَل واد يقال إِنه في بلاد قُرَيْط من بني أَبي بكر سمي بذلك لسَعَته وخَنْثَل موضع قال مربع فإِنك لو أَوعدتني غَضَبَ الحَصَى وأَنت بذات الرِّمْثِ من بَطْن خَنْثَل وحكى ابن بري عن ابن خالويه الخَنْثَل والخَفْثَل الضعيف عقلاً والخَنْثَل العظيمة البطن قال طفيل ديار لسُعْدَى إِذ سُعَاد جَدَايةٌ من الأُدْم خَمْصان الحشا غير خَنْثَل ويروى غير حِثْيَل ويروى غير حنْبَل والحنبل القصير
خنجل
الخِنْجِل من النساء الجسيمة الصَّخَّابة البَذِيَّة وقيل هي المرأَة الحمقاء وقد خَنْجَلَ إِذا تزوّج خِنْجِلاً
خنشل
خَنْشَلَ الرجلُ اضطرب من الكِبَر ورجل خَنْشَلِيل أَي ماض الليث رجل خَنْشَلٌ وخَنْشَلِيل وهو المُسِنُّ القَوِيّ وأَنشد قد علمت جاريَةٌ عُطْبُول أَنِّي بنَصْل السيف خَنْشَلِيل أَي عَمُول به والخَنْشَل السريع الماضي وكذلك الخَنْشَلِيل والخَنْشَلِيل أَيضاً الجَيِّد الضرب بالسيف يقال إِنه لخَنْشَلِيل بالسيف وقالت الخنساء قد راعَني الدهرُ فبُؤساً له بفارس الفُرْسان والخَنْشَلِيل والخَنْشَل والخَنْشَلِيل المُسِنُّ من الناس والإِبل وعجوز خَنْشَليل مُسِنَّة وفيها بَقِيَّةٌ وقد خَنْشَلَت ابن الأَعرابي الخَنْشَلِيل من الإِبل المُسِنُّ البازل وسمعت أَعرابية قد طَعَنَت في السِّن وهي تقول قد خَنْشَلْتُ وضَعُفْت أَرادت أَنها قد أَسَنَّتْ وناقة خَنْشَليل بازل وناقة خَنْشَليل طويلة جعل سيبويه الخَنْشَلِيل مرة ثلاثيّاً وأُخرى رباعيّاً فإِن كان ثلاثيّاً فخَنْشَلٌ مثله وإِن كان رباعيّاً فهو كذلك
خنطل
الخِنْطِيلة القِطْعة من الإِبل والبقر والسحاب قال ذو الرمة خَنَاطِيل يستقرِين كل قَرَارة مِرَبٍّ نَفَتْ عنها الغُثاءَ الروائس( * قوله « مرب » كذا في الأصل هنا وسبق في ترجمة رأس ومرت )
الروائس أَعالي الوادي والخُنْطُولة الطائفة من الدواب والإِبل ونحوها وإِبِلٌ خَناطِيل متفرقة والخُنْطُولة واحدة الخناطيل وهي قُطْعانٌ من البَقَر قال ذو الرمة دَعَتْ مَيَّةُ الأَعدادَ واسْتَبْدَلتْ بها خَناطِيلَ آجالٍ من العِينِ خُذَّل اسْتَبْدَلتْ بها يعني منازلها التي تركتها والأَعداد المياه التي لا تنقطع وكذلك الخَناطيل من الإِبل وقال سعد بن زيدِ مَنَاة يخاطب أَخاه مالك بن زيد مَنَاة تَظَلُّ يومَ وِرْدِها مُزَعْفَرا وهي خَنَاطِيل تجوس الخُضَرا قال ابن بري عَنى بالمزعفَر أَخاه مالكاً وكان قد أَعْرَس بالنَّوَار فقالت لمالك أَلا تسمع ما يقول أَخوك ؟ قال بلى قالت فأَجِبْه قال وما أَقول ؟ قالت قُلْ أَورَدَها سَعْدٌ وسَعْدٌ مُشْتَمِل ما هكذا يا سعد تُورَدُ الإِبل وأُم سعد ومالك يقال لها مُفَدَّاة بنت ثعلبة من دُودَان قال جرير يخاطب عُمَر بن لَجَإٍ فلم تَلِدُوا النَّوَار ولم تَلِدْكم مُفَدَّاةُ المبارَكة الوَلُودُ وخَناطِيل لا واحد لها من جنسها وهي جماعات من الوحش والطير في تَفْرِقة ولُعَابٌ خَنَاطِيل مُتَلَزِّج مُعْتَرِض قال ابن مقبل يصف بقرة وحش كاد اللُّعَاع من الحَوْذانِ يَسْحَطُها ورِجْرِجٌ بين لَحْيَيْها خَناطِيل وقال يعقوب الخَنَاطيل هنا القِطَع المتفرقة والخُنْطُول الذَّكَرُ الطويل والقَرْن الطويل
خول
الخالُ أَخو الأُم والخالة أُخْتُها يقال خالٌ بَيِّن الخُؤُولة وبَيْني وبين فلان خُؤُولة والجمع أَخوال وأَخْوِلة هذه عن اللحياني وهي شاذة والكثير خُؤُول وخُؤُولة كلاهما عن اللحياني والأُنثى بالهاء والعُمُومة جمع العَمِّ وهما ابْنا خالةٍ ولا يقال ابْنا عَمَّة وهما ابْنَا عَمٍّ ولا يقال ابْنا خال والمصدر الخُؤُولة ولا فعل له وقد تَخَوَّل خالاً وتَعَمَّم عَمًّا إِذا اتخذَ عَمًّا أَو خالاً وتَخَوَّلَتْني المرأَةُ دَعَتْني خالَها ويقال اسْتَخِلْ خالاً غير خالك واسْتَخْوِل خالاً غير خالك أَي اتَّخِذْ والاسْتِخْوال أَيضاً مثل الاستخبال من أَخْبَلته المال إِذا أَعرته ناقة لينتفع بأَلبانها وأَوبارها أَو فرساً يغزو عليه ومنه قول زهير هنالك إِن يُسْتَخْوَلوا المالَ يُخْوِلوا وإِن يُسْأَلوا يُعْصُوا وإِن يَيْسِروا يَغْلوا وأَخْوَلَ الرجلُ وأُخْوِل إِذا كان ذا أَخوال فهو مُخْوِل ومُخْوَل ورجل مُعِمٌّ مُخْوِلٌ ومُعَمٌّ مُخْوَل كريم الأَعمام والأَخوال لا يكاد يستعمل إِلا مع مُعِمٍّ ومُعَمٍّ الأَصمعي وغيره غلام مُعَمٌّ مُخْوَل ولا يقال مُعِمٌّ ولا مُخْوِل واسْتَخْوَل في بني فلان اتَّخَذهم أَخوالاً وخَوَلُ الرجلِ حَشَمُه الواحد خائل وقد يكوْن الخَوَل واحداً وهو اسم يقع على العبد والأَمة قال الفراء هو جمع خائل وهو الراعي وقال غيره هو مأْخوذ من التخويل وهو التمليك قال ابن سيده والخَوَل ما أَعطى اللهُ سبحانه وتعالى الإِنسانَ من النِّعَم والخَوَل العبيد والإِماءُ وغيرهم من الحاشية الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء وهو مما جاء شاذّاً عن القياس وإِن اطَّرد في الاستعمال ولا يكون مثل هذا في الياء أَعني أَنه لا يجيء مثل البَيَعة والسَّيَرة في جمع بائع وسائر وعلة ذلك قرب الأَلف من الياء وبُعْدُها عن الواو فإِذا صحت نحو الخَوَل والحَوَكة والخَوَنة كان أَسهل من تصحيح نحو البَيَعة وذلك أَن الأَلف لما قَرُبت من الياء أَسْرَع انقلابُ الياء إِليها وكان ذلك أَسْوَغ من انقلاب الواو إِليها لبعد الواو عنها أَلا ترى إِلى كثرة قلب الياء أَلفاً استحساناً لا وجوباً في طَيِّءٍ طائِيٌّ وفي الحِيرَة حارِيٌّ وفي قولهم عَيْعَيْت وحَيحَيْت وهَيْهَيْت عاعَيْت وحاحَيْت وهاهَيْت ؟ وقَلَّما يرى في الواو مثل هذا فإِذا كان مثل هذه القُرْبَى بين الأَلف والياء كان تصحيح نحو بَيَعة وسَيَرة أَشقَّ عليهم من تصحيح نحو الخَوَل والحَوَكة والخَوَنة لبعد الواو من الأَلف وبقدر بُعْدها عنها ما يَقِلُّ انقلابها إِليها ولأَجل هذا الذي ذكرنا ما كثر عنهم نحو اجْتَوروا واعْتَوَنوا واحْتَوَشوا ولم يأْت عنهم شيء من هذا التصحيح في الياء لم يقولوا ابْتَيَعوا ولا اشْتَرَيُوا وإِن كان في معنى تبايعوا وتشاريوا على أَنه قد جاء حرف واحد من الياء في هذا فلم يأْت إِلاَّ مُعَلاًّ وهو قولهم اسْتَافوا بمعنى تَسَايفوا ولم يقولوا اسْتَيَفوا لما ذكرناه من جفاء ترك قلب الياء في هذا الموضع الذي قَوِيَت عنه داعيةُ القلب والخَوَل ما أَعْطَى اللهُ تعالى الإِنسانَ من العبيد والخَدَم قال أَبو النجم كُومُ الذُّرى من خَوَل المُخَوَّل ويقال هؤُلاء خَوَل فلان إِذا اتخذهم كالعبيد وقَهَرهم وقال الفراء في قولهم القوم خَوَل فلان معناه أَتباعه وقال خَوَل الرجل الذي يملك أُمورهم وخَوَّلك اللهُ مالاً أَي مَلَّكك وخالَ يَخَالُ خَوْلاً إِذا صار ذا خَوَل بعد انفراد وفي حديث العبيد هم إِخوانكم وخَوَلُكم الخَوَل حَشَمُ الرجل وأَتباعُه ويقع على العبد والأَمة وهو مأْخوذ من التخويل والتمليك وقيل من الرِّعاية ومنه حديث أَبي هريرة إِذا بلغ بَنُو العاص ثلاثين كان عِبَاد الله خَوَلاً أَي خَدَماً وعبيداً يعني أَنهم يستخدمونهم ويستعبدونهم واسْتَخْوَل في بني فلان اتخذهم خَوَلاً وخَوَّله المالَ أَعْطاه إِياه وقيل أَعطاه إِياه تَفَضُّلاً وقول الهذلي وخَوَّال لِمَوْلاه إِذا ما أَتاه عائلاً قَرِع المُراح يدل على أَنهم قد قالوا خالَه ولا يكون على النسب لأَنه قد عدّاه باللام فافْهَمْ وخَوَّله اللهُ نِعْمة مَلَّكه إِياها والخائل الحافظ للشيء يقال فلان يَخُول على أَهله وعياله أَي يَرْعَى عليهم ورَاعِي القوم يَخُول عليهم أَي يَحْلُب ويَسْعَى ويَرْعَى وخال المالَ يَخُوله إِذا ساسه وأَحسن القيام عليه وكذلك خلته أَخوله والخَوْلِيُّ القائم بأَمر الناس السائس له والخائل الراعي للشيء الحافظ له وقد خال يَخُول خَوْلاً وأَنشد فهو لَهُنَّ خائل وفارِط قال أَبو منصور والعرب تقول مَنْ خالُ هذا الفرس أَي مَنْ صاحبُها ومنه قول الشاعر يَصُبُّ لها نِطَافَ القوم سِرًّا ويَشْهَدُ خالُها أَمْرَ الزَّعِيم يقول لفارسها قَدْرٌ فالرئيس يشاوره في تدبيره وأَنشد الأَزهري في مكان آخر أَلا لا تُبالي الإِبْلُ مَنْ كان خالَها إِذا شَبِعَتْ من قَرْمَلٍ وأُثال والخُوال الرِّعاء الحُفَّاظ للمال والخَوَل الرُّعاة والخَوَلِيُّ الراعي الحسن القيام على المال والغنم والجمع خَوَلٌ كَعَرَبِيٍّ وعَرَب وفي حديث ابن عمر أَنه دعا خَوَلِيّه قال ابن الأَثير الخَوَلِيُّ عند أَهل الشام القَيِّم بأَمر الإِبل وإِصلاحها من التَّخَوُّل التعهُّد وحُسْنِ الرِّعاية وإِنه لخالُ مالٍ وخائلُ مالٍ وخَوَلُ مالٍ أَي حَسَنُ القيام على نَعَمه يدبره ويقوم عليه والخَوَل أَيضاً اسم لجمع خائل كرائح ورَوَح وليس بجمع خائل لأَن فاعلاً لا يُكَسَّر على فَعَل وقد خالَ يَخُولُ خَوْلاً وخال على أَهله خَوْلاً وخِيَالاً والتَّخَوُّل التعهد وتَخَوَّل الرجلَ تَعَهَّدَه وفي الحديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَتخوَّلنا بالمَوْعِظة أَي يتعهدنا بها مخافة السآمة علينا وكان الأَصمعي يقول يَتَخَوَّننا بالنون أَي يتعهدنا وربما قالوا تَخَوَّلت الريحُ الأَرضَ إِذا تعَهَّدَتْها والخائل المتعهد للشيء والمصلح له القائم به قال ابن الأَثير قال أَبو عمرو الصواب يَتَحَوَّلنا بالحاء أَي يطلب الحال التي يَنْشَطون فيها للموعظة فيَعِظهم فيها ولا يُكْثر عليهم فَيَملُّوا والخَوَل أَصل فأْس اللِّجام والخالُ لواءُ الجيش وأَنشد ابن بري للأَعشى بأَسيافنا حتى تَوَجَّه خالُها والخالُ نوع من البُرود قال الشماخ وبُرْدَانِ من خال وسَبْعُون دِرْهَماً على ذاك مَقْرُوظٌ من القَدِّ ماعز وقال امرؤ القيس وأَكرعه وَشْي البُرود من الخال والخالُ اللِّواء والبُرُود ذكرهما الجوهري هنا وذكرهما في خيل وسنذكرهما أَيضاً هناك وفي حديث طلحة قال لعمر رضي الله عنهما إِنَّا لا نَنْبُو في يدك ولا نَخُول عليك أَي لا نتكبر يقال خالَ الرجلُ يَخُول خَوْلاً واخْتال إِذا تكبر وهو ذو مَخِيلة وتَطايَرَ الشَّرَرُ أَخْوَلَ أَخْوَلَ أَي متفرقاً وهو الشَّررُ الذي يتطاير من الحديد الحار إِذا ضُرِب وذهب القوم أَخْوَلَ أَخْوَل أَي متفرقين واحداً بعد واحد وكان الغالب إِنما هو إِذا نَجَل الفرسُ الحصى برجله وشرار النار إِذا تتابع قال ضابئ البُرْجُمي يصف الكلاب والثور يُسَاقِط عنه رَوْقُه ضارِيَاتِها سِقَاطَ حديدِ القَيْنِ أَخْوَل أَخْوَلا قال سيبويه يجوز أَن يكون أَخْوَل أَخْوَل كشَغَر بَغَر وأَن يكون كيَوْمَ يَوْمَ الجوهري ذهب القوم أَخْوَلَ أَخْوَلَ إِذا تفرقوا شَتَّى وهما اسمان جُعِلا اسماً واحداً وبُنِيا على الفتح ابن الأَعرابي الخَوْلة الظَّبْية وإِنَّه لمَخِيلٌ للخير أَي خَلِيق له والخال ما تَوَسَّمت فيه من الخير وأَخال فيه خالاً وتَخَوَّل تَفَرَّس وتَخَوَّلْتُ في بني فلان خالاً من الخير أَي اخْتَلْت وتَوَسَّمت وتَخَيَّل يُذكر في الياء التهذيب وخَوَلُ اللِّجامِ أَصلُ فَأْسه قال أَبو منصور لا أَعرف خَوَل اللِّجام ولا أَدري ما هو والخُوَيْلاء موضع وخَوَلِيٌّ اسم وخَوْلانُ قبيلة من اليمن وكُحْل الخَوْلان ضرب من الأَكحال قال لا أَدري لِمَ سمي ذلك وخَوْلة اسم امرأَة من كلب شَبَّب بها طَرَفة وخُوَيْلة اسم امرأَة
خيل
خالَ الشيءَ يَخالُ خَيْلاً وخِيلة وخَيْلة وخالاً وخِيَلاً وخَيَلاناً ومَخالة ومَخِيلة وخَيْلُولة ظَنَّه وفي المثل من يَسْمَعْ يَخَلْ أَي يظن وهو من باب ظننت وأَخواتها التي تدخل على الابتداء والخبر فإِن ابتدأْت بها أَعْمَلْت وإِن وَسَّطتها أَو أَخَّرت فأَنت بالخيار بين الإِعمال والإِلغاء قال جرير في الإِلغاء أَبِالأَراجيز يا ابنَ اللُّؤْم تُوعِدُني وفي الأَراجيز خِلْتُ اللؤْمُ والخَوَرُ قال ابن بري ومثله في الإِلغاء للأَعشى وما خِلْت أَبْقى بيننا من مَوَدَّة عِرَاض المَذَاكي المُسْنِفاتِ القَلائصا وفي الحديث ما إِخالُك سَرَقْت أَي ما أَظنك وتقول في مستقبله إِخالُ بكسر الأَلف وهو الأَفصح وبنو أَسد يقولون أَخال بالفتح وهو القياس والكسر أَكثر استعمالاً التهذيب تقول خِلْتُه زيداً إِخَاله وأَخَاله خيْلاناً وقيل في المثل من يَشْبَعْ يَخَلْ وكلام العرب من يَسْمَعْ يَخَلْ قال أَبو عبيد ومعناه من يسمع أَخبار الناس ومعايبهم يقع في نفسه عليهم المكروه ومعناه أَن المجانبة للناس أَسلم وقال ابن هانئ في قولهم من يسمع يَخَلْ يقال ذلك عند تحقيق الظن ويَخَلْ مشتق من تَخَيَّل إِلى وفي حديث طهفة نسْتَحِيل الجَهَام ونَستَخِيل الرِّهام واستحال الجَهَام أَي نظر إِليه هل يَحُول أَي يتحرك واستخلت الرِّهَام إِذا نظرت إِليها فخِلْتَها ماطرة وخَيَّل فيه الخير وتَخَيَّله ظَنَّه وتفرَّسه وخَيَّل عليه شَبَّه وأَخالَ الشيءُ اشتبه يقال هذا الأَمر لا يُخِيل على أَحد أَي لا يُشْكِل وشيءٌ مُخِيل أَي مُشْكِل وفلان يَمْضي على المُخَيَّل أَي على ما خَيَّلت أَي ما شبهت يعني على غَرَر من غير يقين وقد يأْتي خِلْتُ بمعنى عَلِمت قال ابن أَحمر ولَرُبَّ مِثْلِك قد رَشَدْتُ بغَيِّه وإِخالُ صاحبَ غَيِّه لم يَرْشُد قال ابن حبيب إِخالُ هنا أَعلم وخَيَّل عليه تخييلاً وَجَّه التُّهمَة إِليه والخالُ الغَيْم وأَنشد ابن بري لشاعر باتت تَشِيم بذي هرون من حَضَنٍ خالاً يُضِيء إِذا ما مُزْنه ركَدَا والسحابة المُخَيِّل والمُخَيِّلة والمُخِيلة التي إِذا رأَيتها حَسِبْتها ماطرة وفي التهذيب المَخِيلة بفتح الميم السحابة وجمعها مَخايِل وقد يقال للسحاب الخالُ فإِذا أَرادوا أَن السماء قد تَغَيَّمت قالوا قد أَخالَتْ فهي مُخِيلة بضم الميم وإِذا أَرادوا السحابة نفسها قالوا هذه مَخِيلة بالفتح وقد أَخْيَلْنا وأَخْيَلَتِ السماءُ وخَيَّلَتْ وتَخَيَّلَتْ تهيَّأَت للمطر فرَعَدَتْ وبَرَقَتْ فإِذا وقع المطر ذهب اسم التَّخَيُّل وأَخَلْنا وأَخْيَلْنا شِمْنا سَحابة مُخِيلة وتَخَيَّلَتِ السماءُ أَي تَغَيَّمَت التهذيب يقال خَيَّلَتِ السحابةُ إِذا أَغامتْ ولم تُمْطِر وكلُّ شيء كان خَلِيقاً فهو مَخِيلٌ يقال إِن فلاناً لمَخِيل للخير ابن السكيت خَيَّلَت السماءُ للمطر وما أَحسن مَخِيلتها وخالها أَي خَلاقَتها للمطر وقد أَخالتِ السحابةُ وأَخْيَلَتْ وخايَلَتْ إِذا كانت تُرْجى للمطر وقد أَخَلْتُ السحابة وأَخْيَلْتها إِذا رأَيتها مُخِيلة للمطر والسحابة المُخْتالة كالمُخِيلة قال كُثَيِّر بن مُزَرِّد كاللامعات في الكِفاف المُخْتال والخالُ سحاب لا يُخُلِف مَطَرُه قال مثل سحاب الخال سَحّاً مَطَرُه وقال صَخْر الغَيّ يُرَفِّع للخال رَيْطاً كَثِيفا وقيل الخالُ السحاب الذي إِذا رأَيته حسبته ماطراً ولا مَطَر فيه وقول طَهْفة تَسْتخيل الجَهام هو نستفعل من خِلْت أَي ظننت أَي نظُنُّه خَلِيقاً بالمَطَر وقد أَخَلْتُ السحابة وأَخْيَلْتها التهذيب والخالُ خالُ السحابة إِذا رأَيتها ماطرة وفي حديث عائشة رضي الله عنها كان إِذا رأَى في السماء اخْتِيالاً تغيَّر لونُه الاخْتِيال أَن يُخال فيها المَطَر وفي رواية أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان إِذا رأَى مَخِيلة أَقْبَل وأَدْبَر وتغير قالت عائشة فذكرت ذلك له فقال وما يدرينا ؟ لعله كما ذكر الله فلما رَأَوْه عارضاً مُسْتقبل أَودِيَتهم قالوا هذا عارض مُمْطِرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أَليم قال ابن الأَثير المَخِيلة موضع الخَيْل وهو الظَّنُّ كالمَظِنَّة وهي السحابة الخليقة بالمطر قال ويجوز أَن تكون مُسَمَّاة بالمَخِيلة التي هي مصدر كالمَحْسِبة من الحَسْب والخالُ البَرْقُ حكاه أَبو زياد ورَدَّه عليه أَبو حنيفة وأَخالتِ الناقة إِذا كان في ضَرْعها لَبَن قال ابن سيده وأُراه على التشبيه بالسحابة والخالُ الرَّجل السَّمْح يُشَبَّه بالغَيْم حين يَبْرُق وفي التهذيب تشبيهاً بالخال وهو السحاب الماطر والخالُ والخَيْل والخُيَلاء والخِيَلاء والأَخْيَل والخَيْلة والمَخِيلة كُلُّه الكِبْر وقد اخْتالَ وهو ذو خُيَلاءَ وذو خالٍ وذو مَخِيلة أَي ذو كِبْر وفي حديث ابن عباس كُلْ ما شِئْت والْبَسْ ما شِئْت ما أَخطأَتك خَلَّتانِ سَرَفٌ ومَخِيلة وفي حديث زيد بن عمرو بن نُفَيْل البِرُّ أَبْقى لا الخال يقال هو ذو خالٍ أَي ذو كِبر قال العجاج والخالُ ثوبٌ من ثياب الجُهَّال والدَّهْر فيه غَفْلة للغُفَّال قال أَبو منصور وكأَن الليث جعل الخالَ هنا ثوباً وإِنما هو الكِبْر وفي التنزيل العزيز إِن الله لا يُحِبُّ كل مُخْتالٍ فَخُور فالمُخْتال المتكبر قال أَبو إِسحق المُخْتال الصَّلِف المُتَباهي الجَهُول الذي يَأْنَف من ذوي قَرابته إِذا كانوا فقراء ومن جِيرانه إِذا كانو كذلك ولا يُحْسن عِشْرَتَهم ويقال هو ذو خَيْلة أَيضاً قال الراجز يَمْشي من الخَيْلة يَوْم الوِرْد بَغْياً كما يَمْشي وَليُّ العَهْد وفي الحديث من جَرّ ثوبه خُيَلاءَ لم ينظر الله إِليه الخُيَلاء والخِيَلاء بالضم والكسر الكِبْر والعُجْب وقد اخْتال فهو مُخْتال وفي الحديث من الخُيَلاء ما يُحِبُّه الله في الصَّدقة وفي الحَرْب أَما الصدقة فإِنه تَهُزُّه أَرْيَحِيَّة السخاء فيُعْطِيها طَيِّبةً بها نفسُه ولا يَسْتَكثر كثيراً ولا يُعْطي منها شيئاً إِلا وهو له مُسْتَقِلّ وأَما الحرب فإِنه يتقدم فيها بنَشاط وقُوَّة ونَخْوة وجَنان ومنه الحديث بئس العَبْدُ عَبْدٌ تَخَيَّل واخْتال هو تَفَعَّل وافْتَعَل منه ورَجُلٌ خالٌ أَي مُخْتال ومنه قوله إِذا تَحَرَّدَ لا خالٌ ولا بَخِل قال ابن سيده ورجلٌ خالٌ وخائِلٌ وخالٍ على القَلْب ومُخْتالٌ وأُخائِلٌ ذو خُيَلاء مُعْجب بنفسه ولا نظير له من الصفات إِلا رجل أُدابِرٌ لا يَقْبل قول أَحد ولا يَلْوي على شيء وأُباتِرٌ يَبْتُرُ رَحِمَه يَقْطَعُها وقد تَخَيَّل وتَخايَل وقد خالَ الرجلُ فهو خائل قال الشاعر فإِن كنتَ سَيِّدَنا سُدْتَنا وإِن كُنْتَ للخالِ فاذْهَب فَخَلْ وجمع الخائل خالةٌ مثل بائع وباعةٍ قال ابن بري ومثله سائق وساقة وحائك وحاكة قال وروي البيت فاذهب فخُلْ بضم الخاء لأَن فعله خال يخول قال وكان حقه أَن يُذكر في خول وقد ذكرناه نحن هناك قال ابن بري وإِنما ذكره الجوهري هنا لقولهم الخُيَلاء قال وقياسه الخُوَلاء وإِنما قلبت الواو فيه ياء حملاً على الاخْتِيال كما قالوا مَشِيبٌ حيث قالوا شِيبَ فأَتبعوه مَشِيباً قال والشاعر رجل من عبد القيس قال وقال الجُمَيْح بن الطَّمَّاح الأَسدي في الخال بمعنى الاختيال ولَقِيتُ ما لَقِيَتْ مَعَدٌّ كلُّها وفَقَدْتُ راحِيَ في الشباب وخالي التهذيب ويقال للرجل المختال خائل وجمعه خالة ومنه قول الشاعر أَوْدَى الشَّبَابُ وحُبُّ الخالةِ الخَلَبه وقد بَرِئْتُ فما بالنَّفْسِ من قَلَبه( * قوله « الخلبة » قال شارح القاموس يروى بالتحريك جمع خالب وقد أورده الجوهري في خلب شاهداً على أَن الخلبة كفرحة المرأَة الخداعة )
أَراد بالخالة جمع الخائل وهو المُخْتال الشابُّ والأَخْيَل الخُيَلاء قال له بعد إِدلاجٍ مِراحٌ وأَخْيَل واخْتالَت الأَرضُ بالنبات ازْدانَتْ ووَجَدْت أَرضاً مُتَخَيِّلة ومُتَخايِلة إِذا بلغ نَبْتُها المَدى وخرج زَهرُها قال الشاعر تأَزَّر فيه النَّبْت حتى تَخَيَّلَتْ رُباه وحتى ما تُرى الشاء نُوَّما وقال ابن هَرْمَة سَرا ثَوْبَه عنك الصِّبا المُتخايِلُ ويقال ورَدْنا أَرضاً مُتَخيِّلة وقد تَخَيَّلَتْ إِذا بَلَغ نبْتُها أَن يُرْعى والخالُ الثوب الذي تضعه على الميت تستره به وقد خَيَّلَ عليه والخالُ ضَرْبٌ من بُرود اليَمن المَوْشِيَّة والخالُ الثوب الناعم زاد الأَزهري من ثياب اليمن قال الشماخ وبُرْدانِ من خالٍ وسبعون درهماً على ذاك مقروظٌ من الجلد ماعز والخالُ الذي يكون في الجسد ابن سيده والخالُ سامَة سوداء في البدن وقيل هي نُكْتة سوداء فيه والجمع خِيلانٌ وامرأَة خَيْلاء ورجل أَخُيَل ومَخِيلٌ ومَخْيول ومَخُول مثل مَقُول من الخال أَي كثير الخِيلان ولا فِعْلَ له ويقال لما لا شخص له شامَةٌ وما له شخص فهو الخالُ وتصغير الخالِ خُيَيْلٌ فيمن قال مَخِيل ومَخْيول وخُوَيْلٌ فيمن قال مَخُول وفي صفة خاتم النبوَّة عليه خِيلانٌ هو جمع خال وهي الشامَة في الجسد وفي حديث المسيح على نبينا وعليه الصلاة والسلام كثير خِيلانِ الوجه والأَخْيَل طائر أَخضر وعلى جناحيه لُمْعَة تخالف لونه سُمِّي بذلك للخِيلان قال ولذلك وجَّهه سيبويه على أَن أَصله الصفة ثم استعمل استعمال الأَسماء كالأَبرق ونحوه وقيل الأَخْيَل الشِّقِرَّاق وهو مشؤوم تقول العرب أَسأَم من أَخْيَل قال ثعلب وهو يقع على دَبَر البعير يقال إِنه لا ينقُر دَبَرة بعير إِلا خزل ظَهْره قال وإِنما يتشاءَمون به لذلك قال الفرزدق في الأَخيل إِذا قَطَناً بلَّغْتِنيه ابْنَ مُدْرِكٍ فلُقِّيتِ من طير اليَعاقيبِ أَخْيَلا قال ابن بري الذي في شعره من طير العراقيب أَي ما يُعَرْقِبُك
( * قوله « أَي ما يعرقبك » عبارة الصاغاني في التكملة والعراقيب ارض معروفة ) يخاطب ناقته ويروى إِذا قَطَنٌ أَيضاً بالرفع والنصب والممدوح قَطَن بن مُدْرِك الكلابي ومن رفع ابن جَعَله نعتاً لقَطَن ومن نصبه جَعَله بدلاً من الهاء في بلغتنيه أَو بدلاً من قَطَن إِذا نصبته قال ومثله إِذا ابن موسى بلالاً بلغته برفع ابن وبلال ونصبهما وهو ينصرف في النكرة إِذا سَمِّيْت به ومنهم من لا يصرفه في المعرفة ولا في النكرة ويجعله في الأَصل صفة من التَّخَيُّل ويحتج بقول حسَّان بن ثابت ذَرِيني وعِلْمي بالأُمور وشِيمَتي فما طائري فيها عليكِ بِأَخْيَلا وقال العجاج إِذا النَّهارُ كَفَّ رَكْضَ الأَخْيَل قال شمر الأَخْيَل يَفِيل نصف النهار قال الفراء ويسمى الشاهين الأَخْيَل وجمعه الأَخايل وأَما قوله ولقد غَدَوْتُ بسابِحٍ مَرِحٍ ومَعِي شَبابٌ كلهم أَخْيَل فقد يجوز أَن يعني به هذا الطائر أَي كلهم مثل الأَخيل في خِفَّتِه وطُموره قال ابن سيده وقد يكون المُخْتال قال ولا أَعرفه في اللغة قال وقد يجوز أَن يكون التقدير كُلُّهم أَخْيَل أَي ذو اختيال والخَيال خيال الطائر يرتفع في السماء فينظر إِلى ظِلِّ نفسه فيرى أَنه صَيْدٌ فيَنْقَضُّ عليه ولا يجد شيئاً وهو خاطف ظِلِّه والأَخْيَل أَيضاً عِرْق الأَخْدَع قال الراجز أَشكو إِلى الله انْثِناءَ مِحْمَلي وخَفَقان صُرَدِيَ وأَخْيَلي والصُّرَدان عِرْقان تحت اللسان والخالُ كالظَّلْع والغَمْز يكون بالدابة وقد خالَ يَخال خالاً وهو خائل قال نادَى الصَّريخُ فرَدُّوا الخَيْلَ عانِيَةً تَشْكو الكَلال وتشكو من أَذى الخال وفي رواية من حَفا الخال والخالُ اللِّواءُ يُعْقد للأَمير أَبو منصور والخالُ اللِّواء الذي يُعْقَد لولاية والٍ قال ولا أُراه سُمِّي خالاً إِلاَّ لأَنه كان يُعْقَد من برود الخال قال الأَعشى بأَسيافنا حتى نُوَجِّه خالها والخالُ أَخو الأُم ذكر في خول والخالُ الجَبَل الضَّخْم والبعير الضخم والجمع خِيلانٌ قال ولكِنَّ خِيلاناً عليها العمائم شَبَّههم بالإِبل في أَبدانهم وأَنه لا عقول لهم وإِنه لمَخِيلٌ للخير أَي خَلِيق له وأَخالَ فيه خالاً من الخير وتَخَيَّل عليه تَخَيُّلاً كلاهما اختاره وتفرَّس فيه الخير وتَخَوَّلت فيه خالاً من الخير وأَخَلْتُ فيه خالاً من الخير أَي رأَيت مَخِيلتَه وتَخَيَّل الشيءُ له تَشَبَّه وتَخَيَّل له أَنه كذا أَي تَشَبَّه وتخايَل يقال تُخَيَّلته فَتَخَيَّل لي كما تقول تَصَوَّرْته فَتَصَوَّر وتَبَيَّنته فَتَبَيَّن وتَحَقَّقْته فَتَحَقَّق والخَيَال والخَيَالة ما تَشَبَّه لك في اليَقَظة والحُلُم من صورة قال الشاعر فلَسْتُ بنازِلٍ إِلاَّ أَلَمَّتْ برَحْلي أَو خَيالَتُها الكَذُوب وقيل إِنما أَنَّث على إِرادة المرأَة والخَيال والخَيالة الشخص والطَّيْف ورأَيت خَياله وخَيالته أَي شخصه وطَلعْته من ذلك التهذيب الخَيال لكل شيء تراه كالظِّل وكذلك خَيال الإِنسان في المِرآة وخَياله في المنام صورة تِمْثاله وربما مَرَّ بك الشيء شبه الظل فهو خَيال يقال تَخَيَّل لي خَيالُه الأَصمعي الخَيال خَشَبة توضع فيلقى عليها الثوب للغنم إِذا رآها الذئب ظن أَنه إِنسان وأَنشد أَخٌ لا أَخا لي غيره غير أَنني كَراعِي الخَيال يَسْتطِيف بلا فكر وراعِي الخَيال هو الرَّأْل وفي رواية أَخي لا أَخا لي بَعْده قال ابن بري أَنشده ابن قتيبة بلا فَكْر بفتح الفاء وحكي عن أَبي حاتم أَنه قال حدثني ابن سلام الجُمَحي عن يونس النحوي أَنه قال يقال لي في هذا الأَمر فَكْرٌ بمعنى تَفَكُّر الصحاح الخَيال خَشَبة عليها ثياب سود تُنْصب للطير والبهائم فتظنه إِنساناً وفي حديث عثمان كان الحِمَى سِتَّة أَميال فصار خَيال بكذا وخَيال بكذا وفي رواية خَيال بإِمَّرَةَ وخيَال بأَسْوَدَ العَيْن قال ابن الأَثير وهما جَبَلان قال الأَصمعي كانوا ينصِبون خَشَباً عليها ثياب سُودٌ تكن علاماتٍ لمن يراها ويعلم أَن ما داخلها حِمىً من الأَرض وأَصلها أَنها كانت تنصب للطير والبهائم على المزروعات لتظنه إِنساناً ولا تسقط فيه وقول الراجز تَخالُها طائرةً ولم تَطِرْ كأَنَّها خِيلانُ راع مُحْتَظِر أَراد بالخِيلان ما يَنْصِبه الراعي عند حَظِيرة غنمه وخَيَّل للناقة وأَخُيَل وَضَع لولدها خَيالاً ليَفْزَع منه الذئب فلا يَقْرَبه والخَيال ما نُصِب في الأَرض ليُعْلَم أَنها حِمىً فلا تُقْرَب وقال الليث كل شيء اشتبه عليك فهو مُخيل وقد أَخالَ وأَنشد والصِّدْقُ أَبْلَجُ لا يُخِيل سَبِيلُه والصِّدْق يَعْرِفه ذوو الأَلْباب وقد أَخالتِ الناقةُ فهي مُخِيلة إِذا كانت حَسَنة العَطَل في ضَرْعها لَبن وقوله تعالى يُخَيَّل إِليه من سحرهم أَنها تَسْعَى أَي يُشْبَّه وخُيِّل إِليه أَنه كذا على ما لم يُسَمَّ فاعله من التخييل والوَهْم والخَيال كِساء أَسود يُنْصَب على عود يُخَيَّل به قال ابن أَحمر فلما تَجَلَّى ما تَجَلَّى من الدُّجى وشَمَّر صَعْلٌ كالخَيال المُخَيَّل والخَيْل الفُرْسان وفي المحكم جماعة الأَفراس لا واحد له من لفظه قال أَبو عبيدة واحدها خائل لأَنه يَخْتال في مِشْيَتِه قال ابن سيده وليس هذا بمعروف وفي التنزيل العزيز وأَجْلِبْ عليهم بخَيْلِك ورَجْلِك أَي بفُرْسانك ورَجَّالتك والخَيْل الخُيول وفي التنزيل العزيز والخَيْلَ والبِغال والحمير لتركبوها وفي الحديث يا خَيْلَ الله ارْكَبي قال ابن الأَثير هذا على حذف المضاف أَراد بافُرْسانَ خَيْلِ الله اركبي وهذا من أَحسن المجازات وأَلطفها وقول أَبي ذؤيب فَتنازَلا وتواقَفَت خَيْلاهُما وكِلاهُما بَطَلُ اللِّقاء مُخَدَّعُ ثَنَّاه على قولهم هُما لِقاحان أَسْوَدانِ وجِمالانِ وقوله بطل اللِّقاء أَي عند اللقاء والجمع أَخْيالٌ وخُيول الأَول عن ابن الأَعرابي والأَخير أَشهر وأَعرف وفلان لا تُسايَر خَيْلاه ولا تُواقَفُ خَيْلاه ولا تُسايَر ولا تُواقَف أَي لا يطاق نَمِيمةً وكذباً وقالوا الخَيْل أَعلم من فُرْسانِها يُضْرب للرجل تَظُنُّ أَن عنده غَناء أَو أَنه لا غناء عنده فتجده على ما ظننت والخَيَّالة أَصحاب الخُيول والخَيال نبت والخالُ موضع قال أَتَعْرف أَطلالاً شَجوْنَك بالخال ؟ قال وقد تكون أَلفه منقلبة عن واو والخالُ اسم جَبَل تِلْقاء المدينة قال الشاعر أَهاجَكَ بالخالِ الحُمُول الدَّوافع وأَنْتَ لمَهْواها من الأَرض نازع ؟ والمُخايَلة المُباراة يقال خايَلْت فلاناً بارَيْته وفعلت فعلَه قال الكميت أَقول لهم يَوم أَيْمانُهم تُخايِلُها في الندى الأَشْمُلُ تُخايِلُها أَي تُفاخِرها وتُباريها وقول ابن أَحمر وقالوا أَنَتْ أَرض به وتَخَيَّلَتْ فأَمْسى لما في الرأْسِ والصدر شاكيا قوله تَخَيَّلَت أَي اشْتَبَهَت وخَيَّل فلانٌ عن القوم إِذا كَعَّ عنهم قال سلمة ومثله غَيَّف وخَيَّف الأَحمر افْعَلْ كذا وكذا إِمَّا هَلَكَتْ هُلُكُ أَي على ما خَيَّلْت أَي على كل حال ونحو ذلك وقولهم افْعَلْ ذلك على ما خَيَّلْت أَي على ما شَبَّهت وبنو الأَخْيَل حَيٌّ من عُقَيْل رَهْط لَيْلى الأَخْيَليَّة وقولها نحن الأَخايلُ ما يَزال غُلامُنا حتى يَدِبَّ على العَصا مذكورا فإِنما جَمَعت القَبِيل باسم الأَخْيَل بن معاوية العُقَيْلي ويقال البَيْت لأَبيها والخَيال أَرض لبني تَغْلِب قال لبيد لِمَنْ طَلَلٌ تَضَمَّنه أُثالُ فسَرْحَة فالمَرانَةُ فالخَيالُ ؟ والخِيلُ الحِلْتِيت يَمانِية وخالَ يَخِيلُ خَيْلاً إِذا دام على أَكل الخِيل وهو السَّذَاب قال ابن بري والخالُ الخائِلُ يقال هو خالُ مالٍ وخائل مال أَي حَسَن القيام عليه والخالُ ظَلْع في الرِّجْل والخال نُكْتَة في الجَسَد قال وهذه أَبيات تجمع معاني الخال أَتَعْرِف أَطْلالاً شَجَوْنَك بالخالِ وعَيْشَ زمانٍ كان في العُصُر الخالي ؟ الخالُ الأَوَّل مكان والثاني الماضي لَيالِيَ رَيْعانُ الشَّبابِ مُسَلَّطٌ عليّ بعِصْيان الإِمارةِ والخال الخال اللِّوَاء وإِذْ أَنا خِدْنٌ للغَوِيّ أَخِي الصِّبا وللغَزِل المِرِّيحِ ذي اللَّهْوِ والخال الخال الخُيَلاء وللخَوْد تَصْطاد الرِّجالَ بفاحِمٍ وخَدٍّ أَسِيل كالَوذِيلة ذي الخال الخال الشَّامَة إِذا رَئِمَتْ رَبْعاً رَئِمْتُ رِباعَها كما رَئِم المَيْثاءَ ذو الرَّثْيَة الخالي الخالي العَزَب ويَقْتادُني منها رَخِيم دَلالِها كما اقْتاد مُهْراً حين يأْلفه الخالي الخالي من الخلاء زَمانَ أُفَدَّى من مِراحٍ إِلى الصِّبا بعَمِّيَ من فَرْط الصَّبابة والخَال الخال أَخو الأُم وقد عَلِمَتْ أَنِّي وإِنْ مِلْتُ للصِّبا إِذا القوم كَعُّوا لَسْتُ بالرَّعِش الخال الخالُ المَنْخُوب الضعيف ولا أَرْتَدي إِلاَّ المُروءَةَ حُلَّةً إِذا ضَنَّ بعضُ القوم بالعَصْبِ والخال الخالُ نوع من البُرود وإِن أَنا أَبصرت المُحُولَ ببَلْدة تَنَكَّبتْها واشْتَمْتُ خالاً على خال الخال السحاب فحَالِفْ بحِلْفِي كُلَّ خِرْقٍ مُهَذَّب وإِلاَّ تُحالِفْنِي فخَالِ إِذاً خال من المُخالاة وما زِلْتُ حِلْفاً للسَّماحة والعُلى كما احْتَلَفَتْ عَبْسٌ وذُبْيان بالخال الخالُ الموضع وثالِثُنا في الحِلْفِ كُلُّ مُهَنَّدٍ لما يُرْمَ من صُمِّ العِظامِ به خالي أَي قاطع
دأل
الدَّأْلُ الخَتْل وقد دَأَلَ يَدْأَلُ دأْلاً ودَأَلاناً أَبو زيد في الهمز دأَلْت للشَّيءِ أَدْأَل دأْلاً ودَأَلاناً وهي مِشْيَة شبيهة بالخَتْل ومَشْيِ المُثْقَل وذكر الأَصمعي في صفة مشي الخيل الدَّأَلان مشي يقارب فيه الخطو ويبغي فيه كأَنه مُثْقل من حمل يقال الذئب يَدْأَل للغزال ليأْكله يقول يَخْتِله وقال أَبو عمرو المُداءَلة بوزن المداعلة الخَتْل وقد دَأَلْتُ له ودَأَلْته وقد تكون في سرعة المشي ابن الأَعرابي الدَّأَلانُ عَدْوٌ مُقارِب ابن سيده دَأَل يَدْأَلُ دَأْلاً ودَأَلاً وهي مِشْية فيها ضعف وعَجَلة وقيل هو عَدْوٌ مُقارِب أَنشد سيبويه فيما تضعه العرب على أَلسنة البهائم لضَبٍّ يخاطب ابنه أَهَدَموا بَيْتَك لا أَبا لَكا وأَنا أَمشي الدَّأَلى حَوالَكا ؟ وحكى ابن بري الدَّأَلى مِشْية تُشبه مِشْية الذِّئب والدَّأَلانُ بالدال مَشْيُ الذي كأَنه يَبْغِي في مشيه من النَّشاط ودَأَل له يَدْأَلُ دَأْلاً ودَأَلاناً خَتَله والدَّأَلان بتحريك الهمزة أَيضاً الذئب عن كراع والدُّؤُولُ دُوَيْبَّة صغيرة عنه أَيضاً قال وليس ذلك بمعروف والدُّئِل دُويبَّة كالثعلب وفي الصحاح دويبة شبيهة بابن عِرْس قال كعب ابن مالك جاؤُوا بجَيْشٍ لو قِيسَ مُعْرَسُه ما كان إِلاَّ كمُعْرَس الدُّئِل قال ابن سيده وهذا هو المعروف قال أَحمد بن يحيى لا نعلم اسماً جاءَ على فُعِل غير هذا يعني الدُّئِل قال ابن بري قد جاءَ رُئِم في اسم الاست قال الجوهري قال الأَخفش وإِلى المسمى بهذا الاسم نسب أَبو الأَسود الدُّؤَلي إِلاَّ أَنهم فتحوا الهمزة على مذهبهم في النسبة استثقالاً لتوالي الكسرتين مع ياءَي النسب كما ينسب إِلى نَمِر نَمَرِيّ قال وربما قالوا أَبو الأَسود الدُّوَلي قلبوا الهمزة واواً لأَن الهمزة إِذا انفتحت وكانت قبلها ضمة فتخفيفها أَن تقلبها واواً محضة كما قالوا في جُؤَن جُوِن وفي مُؤَن مُوَن وقال ابن الكلبي هو أَبو الأَسود الدِّيلي فقلب الهمزة ياء حين انكسرت فإِذا انقلبت ياء كسرت الدال لتسلم الياء كما تقول قِيل وبِيع قال واسمه ظالم بن عمرو بن سليمان بن عمرو بن حِلْس بن نُفاثة بن عَديّ بن الدُّئِل بن بكر بن كنانة قال الأَصمعي وأَخبرني عيسى بن عمر قال الدِّيل بن بكر الكناني إِنما هو الدُّئِل فترك أَهل الحجاز هَمْزه قال ابن بري قال أَبو سعيد السيرافي في شرح الكتاب في باب كان عند قول أَبي الأَسود الدُّؤَلي دَعِ الخَمْر يَشْرَبْها الغُواة قال أَهل البصرة يقولون الدُّؤَلي وهو من الدُّئِل بن بكر بن كنانة قال وكان ابن حبيب يقول الدُّئل بن كنانة ويقول الدُّئِل على مثال فُعِل الدُّئل بن مُحَلِّم بن غالب بن مُلَيح بن الهُون بن خُزَيْمة بن مُدْرِكة وروى أَبو سعيد بسنده إِلى محمد بن سلام ابن عبيد الله قال يونس هم ثلاثة الدُّول من حنيفة بسكون الواو والدِّيل من قَيس ساكنة الياء والدُّئل في كنانة رهط أَبي الأَسود مهموز قال هذا قول عيسى بن عمر والبصريين وجماعة من النحويين منهم الكسائي يقولون أَبو الأَسود الدِّيلي قال ابن بري وقال محمد بن حبيب الدُّئل في كنانة بضم الدال وكسر الهمزة قال وكذلك في الهُون بن خزيمة أَيضاً والدِّيل في الأَزْد بكسر الدال وإِسكان الياء الدِّيل بن هداد بن زيد مَنَاة وفي إِيَاد بن نِزَار مثله الدِّيل بن أُميَّة بن حُذَافة وفي عبد القيس كذلك الدِّيل بن عمرو بن وَدِيعة وفي ثَغْلثب كذلك الدِّيل بن زيد ابن غَنْم بن تَغْلِب وفي رِبِيعة بن نِزَار الدُّول بن حَنِيفة بضم الدال وإِسكان الواو وفي عَنَزَة الدُّول ابن سعد بن مَنَاة بن غامد مثله وفي ثعلبة الدُّول بن ثعلبة بن سعد بن ضَبَّة وفي الرِّبَاب الدُّول بن جَلِّ ابن عَدِيِّ بن عبد مَنَاة بن أُدٍّ مثله ابن سيده والدُّئِل حَيٌّ من كنانة وقيل في بني عبد القيس والنسب إِليه دُؤَليٌّ ودُئِليٌّ الأَخيرة نادرة إِذ ليس في الكلام فُعِليٌّ قال ابن السكيت هو أَبو الأَسود الدُّؤَلي مفتوح الواو مهموز منسوب إِلى الدُّئِل من كنانة قال والدُّول في حنيفة ينسب إِليهم الدُّولي والدِّيل في عبد القيس ينسب إِليهم الدِّيلي والدُّئل على وزن الوُعِل دويبَّة شبيهة بابن عِرْس وأَنشد الأَصمعي بيت كعب بن مالك ما كان إِلا كمُعْرَس الدُّئِل وابن دأْلانَ رَجُل النسبة إِليه دَأْلانِيٌّ حكاه سيبويه والدُّؤْلول الداهية والجمع الدّآلِيل ووقع القومُ في دُؤْلُول أَي في اختلاط من أَمرهم أَبو زيد وقعوا من أَمرهم في دُولول أَي في شِدَّة وأَمر عظيم قال الأَزهري جاء به غير مهموز وفي حديث خزيمة إِن الجَنَّة محظور عليها بالدَّآلِيل أَي بالدواهي والشدائد وهذا كقوله حُفَّتْ بالمَكاره
دبل
دعبَل الشيءَ يَدْبِله ويَدْبُله دَبْلاً جَمعَه كما تجمع اللُّقمة بأَصابعك والتَّدبيل تعظيمُ اللُّقمة وازْدِرادُها ودَبَل اللُّقمة يَدْبُلها ويَدْبِلها دَبْلاً ودَبَّلَها جَمَعها بأَصابعه وكَبَّرها قال دَبِّلْ أَبا الجوزاء أَو تَطِيحا والدُّبَل اللُّقَم من الثَّريد الواحدة دُبْلة ابن الأعرابي الدَّبَال والدَّمَال النَّقَّابات والدُّبْلة مثل الكُتْلة من الصَّمْغ وغيره تقول منه دَبَّلْت الشيءَ قال مُزَرِّد ودَبَّلْت أَمثال الأَثافي كأَنها رُؤوس نِقَاد قُطِّعَت يومَ تُجْمَع وفي حديث عمر أَنه مَرَّ في الجاهلية على زِنْباغ بن رَوْحٍ وكان يَعْشُرُ من مَرَّ به ومعه ذَهَبةٌ فجعلها في دَبِيلٍ وأَلْقَمَه شارفاً له الدَّبيل من دَبَل اللُّقْمَةَ ودَبَّلها إِذا جمعها وعَظَّمها يريد أَنه جعل الذهبة في عجين وأَلْقَمه الناقة والدِّبْل الثُّكْلُ عن ابن الأَعرابي قال دكين يا دِبْلُ ما بِتُّ بليل هاجِدا ولا خَرَرْت الرَّكعتين ساجدا( * قوله « يا دبل » عبارة التهذيب والدبل الثكل ومنه سميت المرأة دبلة )
سماها بالثُّكْل وقال غيره إِنما خاطب بذلك ابنته وبالَغُوا به فقالوا دِبْل دابلٌ ودَبِيل وربما نصب على معنى الدعاء يقال دَبَلَتْه دَبُول ويقال دِبْلٌ دَبِيل أَي ثُكْل ثاكل ومنه سميت المرأَة دِبْلة والدُّبْلة والدُّبَيلة داء يجتمع في الجوف وفي حديث عامر بن الطُّفَيل فأَخَذَتْه الدُّبَيلة هي خُرَاج ودُمَّل كبير تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالباً وهي تصغير دُبْلة وكُلُّ شيء جُمع فقد دُبِل والدُّبَيلة الداهية وهي مُصَغَّرة للتكبير يقال دَبَلَتْهم الدُّبيلة أَي أَصابتهم الداهية حكاها الجوهري عن أَبي عبيد والدِّبْل الداهية يقال دِبْلاً دَبِيلاً كما يقال ثُكْلاً ثاكلاً قال الشاعر طِعَانَ الكُمَاة وضَرْبَ الجِيَاد وقول الحَواضِن دِبْلاً دَبِيلا قال ابن بري ذكر الأُموي أَن اسم هذا الشاعر بَشَامة بن الغَدِير النَّهْشَلي وأَول القصيد نَأَتْك أُمامةُ نَأْياً طويلا وحَمَّلك الحُبُّ وِقْراً ثَقِيلا ويقال دَبَلَتهم دُبَيْلة أَي هَلَكوا وصَلَّتْهم صالَّة ودِبْل دابِلٌ وهو الهَوَان والخِزْيُ ويقال ذِبْل ذَابل بالذال والدَّبْل الطاعون عن ثعلب ودَبْلُ الأَرض إِصلاحها بالسِّرجين ونحوه والدَّبَال السِّرْجينُ ونحوه ودَبَل الأَرضَ يَدْبُلها دَبْلاً ودُبولاً أَصلحها بالسِّرجين ونحوه لتَجُود وأَرض مَدْبولة أُصْلِحت بالسرجين وكل شيء أَصلحته فقد دَبَلْته ودَمَلْته ومنه سميت الجَداول الدُّبول لأَنها تُدْبَل أَي تُنَقَّى وتُصْلَح ودَبِل البعيرُ دَبَلاً فهو دَبِلٌ إِذا امتلأَ لحماً وشحماً قال الراعي تَدَارَكَ الغَضُّ منها والعَتِيق فقد لاقى المَرافقَ منها واردٌ دَبِلُ أَراد بالوارد لحماً اسْتَرْخَى على مَرافقها أَي امتلأَت به المَرَافق والدَّبْل الجَدْوَل وهو من ذلك لأَنه يُصْلَح ويُجَهَّز والجمع دُبُول لأَنها تُدْبَل أَي تُصْلَح وتُنَقَّى وتُجَهَّز وفي حديث خيبر دَلَّة اللهُ على دُبول أَي جَداول ماء قال
( * قوله « قال » أي ابن الاثير )
إِن النبي صلى الله عليه وسلم لما غدا إِلى النَّطاة دلَّه اللهُ على دُبول كانوا يَتَرَوَّوْن منها فقَطَعها عنهم حتى أَعْطَوْا بأَيديهم والدَّوْبَل ولد الحمار وفي الصحاح الدَّوْبَل الحِمَار الصغير لا يَكْبَرُ وكتب معاوية إِلى ملك الروم لأَرُدَّنَّك إِرِّيساً من الأَرَارِسة تَرْعَى الدَّوَابل هي جمع دَوْبَل وهو ولد الخنزير والحمار وإِنما خَصَّ الصِّغَار لأَن راعيها أَوضع من راعي الكبار والواو زائدة ودَوْبَل لقب الأَخْطَل ومن ذلك قال جرير بَكَى دَوْبَلٌ لا يُرْقِئُ اللهُ دَمْعَه أَلا إِنَّما يَبْكي من الذُّلِّ دَوْبَل والدَّوْبَل الذِّئب العَرِم والدَّوْبَل ذَكَر الخَنَازِير وهو الرّتُّ الليث الدُّبْلة كُتْلة من ناطِف أَو حَيْس أَو شيء معجون أَو نحو ذلك وقد دَبَّلْت الحَيْس تدبيلاً أَي جعلته دُبَلاً والدَّبِيل الغَضَا يكثر بالمكان والدَّبِيل أَيضاً ما انْتَثَر من وَرَق الأَرْطَى وجَمْعها دُبُل ودَبِيل موضع وهي الدُّبُل قال العجاج جَادَ لها بالدُّبُل الوَسْمِيُّ ودَبِيل ودُبَيْل مدينة من مدائن الشام قال الفارسي دَبِيل بالشام ودَيْبُل مدينة من مدائن السند وأَنشد سيبويه سَيُصْبِح فوقي أَقْتَمُ الرِّيش واقعاً بقَالِيقَلا أَو من وراء دَبِيل قال فلم يَلْبَث هذا الشاعر أَن صُلِب بها ودَبِيل موضع يلي اليمامة عن كراع التهذيب والدَّبِيل موضع يُتَاخِم أَعراض اليمامة وأَنشد لولا رجاؤك ما تَخَطَّتْ ناقتي عَرْضَ الدَّبِيل ولا قُرى نجْران ويجمع دُبُلاً وأَنشد بيت العجاج جاد له بالدُّبُل الوَسْمِيُّ
دبكل
التهذيب في النوادر كَمْهَلْت المالَ كَمْهَلة وحَبْكَرْته حَبْكَرة ودَبْكَلته دَبْكَلة إِذا جمعه ورددت أَطراف ما انتشر منه قال وكذلك حَبْحَبْته حَبْحَبةً وزَمْزَمْته وصَرْصَرْته وكَرْكَرْته كَرْكَرةً
دجل
الدُّجَيْل والدُّجالة القَطِران والدَّجْل شدّة طَلْي الجَرْب بالقَطِران ودَجَل البعيرَ طَلاه به وقيل عَمَّ جسمَه بالهِناء وإِذا هُنِئَ جسد البعير أَجمع فذلك التَّدجيل فإِذا جعلته في المشاعر فذلك الدَّسُّ والبعير المُدَجَّل المَهْنوءُ بالقَطِران وأَنشد ابن بري لذي الرمة وشَوهاء تَعْدو بي إِلى صارخ الوغى بمُسْتَلْئمٍ مثل البعير المُدَجَّل قال والدَّجْلة التي يُعَسِّل( * قوله « والدجلة التي يعسل إلخ » ذكرها صاحب القاموس في ترجمة دخل بالخاء المعجمة )
فيها النَّحْل الوحشي ودَجَل الشيءَ غَطَّاه ودِجْلة اسم نهر من ذلك لأَنها غَطَّت الأَرض بمائها حين فاضت وحكى اللحياني في دِجْلة دَجْلة بالفتح غيره دِجْلة اسمٌ معرفة لنهر العراق وفي الصحاح دِجْلة نهر بغداد قال ثعلب تقول عبرت دِجْلة بغير أَلف ولام ودُجَيل نهر صغير متشعب من دِجْلة ودَجَل الرجلُ وسَرَج وهو دَجَّال كَذَب وهو من ذلك لأَن الكذب تغطية وبينهم دَوْجَلة وهَوْجَلة ودَوْجَرة وسَرْوَجة وهو كلام يُتَناقل وناس مختلفون والدَّاجِل المُمَوِّه الكَذَّاب وبه سمي الدَّجَّال والدَّجَّال هو المسيح الكذاب وإِنما دَجْلُه سِحْره وكَذِبُه ابن سيده المسيح الدَّجَّال رجل من يَهُود يخرج في آخر هذه الأُمة سمي بذلك لأَنه يَدْجُل الحَقَّ بالباطل وقيل بل لأَنه يُغَطِّي الأَرض بكثرة جموعه وقيل لأَنه يُغَطِّي على الناس بكفره وقيل لأَنه يدَّعي الربوبية سمي بذلك لكذبه وكل هذه المعاني متقارِب قال ابن خالويه ليس أَحد فَسَّر الدَّجَّال أَحسن من تفسير أَبي عمرو قال الدَّجَّال المُمَوِّه يقال دَجَلْت السيفَ مَوَّهته وطَلَيته بماء الذهب قال وليس أَحد جَمَعه إِلا مالك بن أَنَس في قوله هؤلاء الدَّجاجِلة ورأَيت هنا حاشية قال صوابه أَن يقول لم يجمعه على دجاجلة إِلا مالك بن أَنس إِذ قد جمعه النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح فقال يكون في آخر الزمان دَجَّالون أَي كَذَّابون مُمَوَّهون وقال إن بين يَدَي الساعة دَجَّالين كَذَّابين فاحذروهم وقد تكرر ذكر الدجال في الحديث وهو الذي يظهر في آخر الزمان يََدَّعي الإِلهيَّة وفَعَّال من أَبنية المبالغة أَي يكثر منه الكذب والتلبيس الأَزهري كل كَذَّاب فهو دَجَّال وجمعه دَجَّالون وقيل سُمِّي بذلك لأَنه يستر الحق بكذبه والدَّجَّال والدَّجَّالة الرُّفقة العظيمة ورُفْقة دَجَّالة عظيمة تُغَطِّي الأَرض بكثرة أَهلها وقيل هي الرُّفْقة تحمل المتاع للتجارة وأَنشد دَجَّالة من أَعظم الرِّفاق وكُلُّ شيء مَوَّهْته بماءٍ ذهبٍ وغيره فقد دَجَّلته والدَّجَّال الذهب وقيل ماء الذهب حكاه كراع وأَنشد ووَقْع صفائح مَخْشوبةٍ عليها يد الدهر دَجَّالها وهو اسم كالقَذَّاف والجَبَّان وقال النابغة الجعدي ثم نَزَلْنا وكَسَّرْنا الرِّماحَ وجَرْ رَدْنا صَفِيحاً كَسَتْه الرُّومُ دَجَّالا ودَجَّل الشيءَ بالذَّهَب التهذيب يقال لماء الذهب دَجَّال وبه شُبِّه الدَّجَّال لأَنه يُظْهِر خلاف ما يُضْمِر قال أَبو العباس سمي الدَّجَّال دَجَّالاً لضربه في الأَرض وقطعه أَكثر نواحيها ويقال قد دَجَل الرجلُ إِذا فعل ذلك قال وقال مرة أُخرى سُمِّي دَجَّالاً لتمويهه على الناس وتلبيسه وتزيينه الباطل يقال قد دَجَل إِذا مَوَّه ولَبَّس وفي الحديث أَن أَبا بكر رضي الله عنه خَطَب فاطمةَ رضي الله عنها إِلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إِني وَعَدْتُها لِعَلِيٍّ ولستُ بدَجَّال أَي بخَدَّاع ولا مُلَبِّس عليك أَمرَك وأَصل الدَّجْلِ الخَلْطُ يقال دَجَل إِذا لَبَّس ومَوَّه ودَجَل الرجلُ المرأَةَ ودَجاها إِذا جامعها وهو الدَّجْلُ والدَّجْوُ والله أَعلم
دحل
الدَّحْل نَقْب ضيِّق فَمُه ثم يتسع أَسفله حتى يُمْشي فيه وربما أَنبت السِّدْر وقيل هو مَدْخَل تحت الجُرُف أَو في عُرْض خَشَب البئر في أَسفلها ونحو ذلك من المَوارد والمَناهل والجمع أَدْحُل وأَدحالٌ ودِحال ودُحُول ودُحْلانٌ وقد دَحَلْت فيه أَدْحَل أَي دَخَلت في الدَّحْل ورُبَّ بيتٍ من بيوت الأَعراب يجعل له دَحْل تدخل فيه المرأَة إِذا دَخَل عليهم داخل قال أَبو عبيد وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه ادْحَلْ في كِسْر البيت أَي ادْخُل من ذلك وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه أَن رجلاً سأَله فقال له إِنِّي رجل مِصْراد أَفأُدْخِل المِبْوَلة معي في البيت ؟ قال نعم وادْحَل في الكِسْر قال أَبو عبيد الدَّحْل هُوَّة تكون في الأَرض وفي أَسافل الأَودية يكون في رأْسها ضيق ثم يتسع أَسفلها وكِسْر الخِباء جانبُه قال أَبو عبيد فشَبَّه أَبو هريرة جوانب الخِباء ومداخله بالدَّحْل قال هو مأْخوذ من الدَّحْل أَي صِرْ في جانب الخِباء كالذي يصير في الدَّحْل ويروى وادْحُ لها في الكسر أَي وَسِّع لها موضعاً في زاوية منه قال الأَزهري وقد رأَيت بالخَلْصاء ونواحي الدَّهْناء دُحْلاناً كثيرة وقد دَخَلْت غير دَحْلٍ منها وهي خلائق خَلَقها الله تعالى تحت الأَرض يذهب الدَّحْل منها سَكًّا في الأَرض قامةً أَو قامتين أَو أَكثر من ذلك ثم يَتَلَجَّف يميناً أَو شمالاً فمَرَّة يضيق ومرة يتسع في صفاة مَلْساء لا تَحِيك فيها المَعاوِلُ المحدَّدة لصلابتها وقد دَخلت منها دَحْلاً فلما انتهيت إِلى الماء إِذا جَوٌّ من الماء الراكد فيه لم أَقف على سَعته وعُمْقه وكثرته لإِظلام الدَّحْل تحت الأَرض فاستقيت أَنا مع أَصحابي من مائه فإِذا هو عَذْب زُلال لأَنه من ماء السماء يسيل إِليه من فوق ويجتمع فيه قال وأَخبرني جماعة من الأَعراب أَن دُحْلانَ الخَلْصاء لا تخلو من الماء ولا يستقى منها إِلاّ للشِّفاء والخَبْل لتعذر الاستقاء منها وبُعْدِ الماء فيها من فَوْهَة الدَّحْل قال وسمعتهم يقولون دَحَل فلانٌ الدَّحْلَ بالحاء إِذا دَخَله ابن سيده فأَما ما يعتاده الشعراء من ذكرهم الدَّحْلَ مع أَسماء المواضع كقول ذي الرمة إِذا شئتُ أَبكاني لجَرْعاء مالكٍ إِلى الدَّحْل مسْتَبْدىً لِمَيٍّ ومَحْضَرُ فقد يكون سمي الموضع باسم الجنس وقد يجوز أَن يكون غلب عليه اسم الجنس كما قالوا الزُّرْق في بِرَك معروفة وإِنما سميت بذلك لبياض مائها وصفائها والدَّحْلة البئر عن ابن الأَعرابي وأَنشد نَهَيْتُ عَمْراً ويَزِيدَ والطَّمَع والحِرْص يَضْطَرُّ الكريم فيَقَع في دَحْلةٍ فلا يَكاد يُنْتَزَع وقوله والطَّمَع أَي نهيتهما فقلت لهما إِيّاكما والطَّمَع فحذف لأَن قوله نهيت عَمْراً ويَزِيدَ في قوة قولك قُلْت لهما إِيّاكما والدَّحُول الرَّكِيَّة التي تُحْفَر فيوجد ماؤُها تحت أَجْوَالها فتحفر حتى يُسْتَنْبَط ماؤها من تحت جالها وبئرٌ دَحُولٌ ذات تَلَجُّف في نواحيها وقيل بئر دَحُول واسعة الجوانب وبئر دَحُول أَي ذات تَلَجُّف إِذا أَكل الماء جَوانبها ودَحَلْت البئر أَدْحَلها إِذا حَفَرت في جوانبها وناقة دَحُولٌ تُعارِض الإِبل مُتَنَحِّيةً عنها والدَّحِل من الرجال المسترخي وقيل العظيم البطن أَبو عمرو الدَّحِل والدَّحِن البَطِين العريض البَطن ورجل دَحِلٌ بَيِّن الدَّحَل أَي سمين قَصِير مُنْدَلِق البطن والدَّحِل الداهية الخَدَّاع للناس الخبيث الأَزهري الدَّحِل والدَّحِن الخَبُّ الخبيث وقد دَحِلَ دَحَلاً وقيل الدَّحَل الدَّهاء في كَيْسٍ وحِذْق قال أَبو حاتم وسأَلت الأَصمعي عن قول الناس فلانٌ دَحْلانِيٌّ نسبوه إِلى قرية بالموصل أَهلُها أَكراد لُصُوص والدَّواحِيل خَشَبات على رؤُوسها خِرَقٌ كأَنها طَرَّادات قِصَارٌ تُرْكَز في الأَرض لصَيْد الحُمُر والظِّباء واحدها داحُول وقيل الدَّاحُول ما ينصبه صائد الظباء من الخَشَب ويقال للذي يصيد الظِّباء بالدَّواحِيل دَحَّال وربما نَصَب الدَّحَّال حِبالَه بالليل للظبِّاء ورَكَز دَواحِيلَه وأَوقد لها السُّرُج قال ذو الرمة يذكر ذلك ويَشْرَبْن أَجْناً والنُّجومُ كأَنها مصابيح دَحَّالٍ يُذَكِّي ذُبَالَها ويقال للصائد دَحَّال ولم يخصَّ صائد الظِّباء دون غيره الأَزهري يقال دَحَل فلان عَنِّي وزَحَل أَي تباعد وروى بعضهم قول ذي الرمة من العَضِّ بالأَفخاذ أَو حَجَباتها إِذا رابه استعصاؤها ودِحَالُها ورواه بعضهم وحِدَالها وهما قريبا المعنى من السواء وقد تقدم في ترجمة حدل قال شمر سمعت عَليَّ بن مُصْعَب يقول لا تَدْحَل بالنَّبَطِيَّة أَي لا تَخَفْ الأَزهري فلان يَدْحَل عني أَي يَفِرُّ وأَنشد ورَجُل يَدْحَلُ عني دَحْلا كدَحَلان البَكْر لاقَى الفَحْلا قال شمر فكأَن معنى لا تَدْحَلْ لا تَهْرُب وفي حديث أَبي وائل قال ورد علينا كتاب عمر ونحن بخانِقِين إِذا قال الرجلُ للرجل لا تَدْحَل فقد أَمَّنه يقال دَحَلَ يَدْحَل إِذا فَرَّ وهَرَب معناه إِذا قال له لا تَفِرَّ ولا تَهْرُبْ فقد أَعطاه بذلك أَماناً ثعلب عن ابن الأَعرابي الدَّاحِل الحَقُود بالدال النضر الدَّحِل من الناس عند البيع من يُدَاحِل الناس ويماكسهم حتى يَسْتمكن من حاجته وإِنَّه ليُدَاحِله أَي يخادعه
دحقل
الأَزهري الدَّحْقلة انتفاخ البطن قال الأَزهري هذا الحرف في كتاب الجمهرة في حروف لم أَجد أَكثرها لأَحد من الثقات وسبيل الناظر فيه أَن يَفْحَص عنه فما وجد منها لإمام موثوق به أَلحقه بالرباعي وما لم يجد لثِقَة كان منه على رِيبة وحَذَر
دحمل
شيخ دَحْمَلٌ مُسْتَرْخي الجلد والأُنثى بالهاء والدُّحامِل الغَلِيظ المكتَنِز الليث الدَّحْمَلة المرأَة الضخمة التارَّة ودَحْمَلْت الشيءَ إِذا دحرجته على وجه الأَرض
دخل
الدُّخُول نقيض الخروج دَخَل يَدْخُل دُخُولاً وتَدَخَّل ودَخَل به وقوله تَرَى مَرَادَ نِسْعه المُدْخَلِّ بين رَحَى الحَيْزُوم والمَرْحَلِّ مثل الزَّحاليف بنَعْفِ التَّلِّ إِنما أَراد المُدْخَلَ والمَرْحَل فشدَّد للوقف ثم احتاج فأَجرى الوصل مُجْرَى الوقف وادَّخَل على افْتَعَل مثل دَخَل وقد جاء في الشعر انْدَخَل وليس بالفصيح قال الكميت لا خَطْوتي تَتَعاطى غَيْرَ موضعها ولا يَدي في حَمِيت السَّكْن تَنْدَخِل وتَدَخَّل الشيءُ أَي دَخَل قليلاً قليلاً وقد تَدَاخَلَني منه شيء ويقال دَخَلْتُ البيت والصحيح فيه أَن تريد دَخَلْت إِلى البيت وحذفت حرف الجر فانتصب انتصاب المفعول به لأَن الأَمكنة على ضربين مبهم ومحدود فالمبهم نحو جهات الجسم السِّتِّ خَلف وقُدَّام ويَمِين وشِمال وفوق وتحت وما جرى مجرى ذلك من أَسماء الجهات نحو أَمام ووراء وأَعلى وأَسفل وعند ولَدُنْ ووَسَط بمعنى بين وقُبَالة فهذا وما أَشبهه من الأَمكنة يكون ظرفاً لأَنه غير محدود أَلا ترى أَن خَلْفك قد يكون قُدَّاماً لغيرك ؟ فأَما المحدود الذي له خِلْقة وشخص وأَقطار تَحُوزه نحو الجَبَل والوادي والسوق والمسجد والدار فلا يكون ظرفاً لأَنك لا تقول قعدت الدار ولا صليت المسجد ولا نِمْت الجبل ولا قمت الوادي وما جاء من ذلك فإِنما هو بحذف حرف الجر نحو دخلت البيت وصَعَّدت الجَبَل ونزلت الوادي والمَدْخَل بالفتح الدُّخول وموضع الدُّخول أَيضاً تقول دَخَلْتُ مَدْخَلاً حسناً ودَخَلْتُ مَدْخَلَ صِدْقٍ والمُدْخَل بضم الميم الإِدْخال والمفعول من أَدْخَله تقول أَدْخَلْته مُدْخَلَ صِدْقٍ والمُدَّخَل شبه الغار يُدْخَل فيه وهو مُفْتَعَل من الدُّخول قال شمر ويقال فلانَ حسَن المَدْخَل والمَخْرَج أَي حَسَن الطريقة محمودُها وكذلك هو حَسَن المَذْهَب وفي حديث الحسن قال كان يقال إِن من النفاق اختلافَ المَدْخَل والمَخْرَج واختلافَ السِّرِّ والعلانية قال أَراد باختلاف المَدْخَل والمَخْرَج سُوءَ الطريقة وسُوءَ السِّيرة ودَاخِلَةُ الإِزار طَرَفُه الداخل الذي يلي جسده ويلي الجانب الأَيمن من الرَّجُل إِذا ائتزر لأَن المُؤْتَزِر إِنما يبدأُ بجانبه الأَيمن فذلك الطَّرَف يباشر جسده وهو الذي يُغْسَل وفي حديث الزهري في العائن ويغسل دَاخِلَة إِزاره قال ابن الأَثير أَراد يغسل الإِزار وقيل أَراد يَغْسِل العائنُ موضعَ داخِلة إِزاره من جَسَده لا إِزارَه وقيل داخِلَةُ الإِزار الوَرِك وقيل أَراد به مذاكيره فكَنَى بالداخلة عنها كما كُنِي عن الفَرْج بالسراويل وفي الحديث إِذا أَراد أَحدكم أَن يضطجع على فراشه فليَنْزِع داخلة إِزاره وليَنْفُض بها فراشه فإِنه لا يدري ما خَلَفه عليه أَراد بها طَرَف إِزاره الذي يلي جَسدَه قال ابن الأَثير داخِلَةُ الإِزار طَرَفُه وحاشيته من داخل وإِنما أَمره بداخِلَتِه دون خارِجَتِه لأَن المُؤْتَزِر يأْخذ إِزارَه بيمينه وشِماله فيُلْزِق ما بشِماله على جَسَده وهي داخِلة إِزاره ثم يضع ما بيمينه فوق داخِلته فمتى عاجَلَه أَمرٌ وخَشِي سقوط إِزاره أَمسكه بشماله ودَفَع عن نفسه بيمينه فإِذا صار إِلى فراشه فحَلَّ إِزاره فإِنما يَحُلُّ بيمينه خارجة الإِزار وتبقى الداخلة مُعَلَّقة وبها يقع النَّقْض لأَنها غير مشغولة باليد وداخِلُ كلِّ شيء باطنُه الداخل قال سيبويه وهو من الظروف التي لا تُسْتَعْمَل إِلاّ بالحرف يعني أَنه لا يكون إِلاّ اسماً لأَنه مختص كاليد والرجل وأَما دَاخِلة الأَرض فخَمَرُها وغامِضُها يقال ما في أَرضهم داخلةٌ من خَمَرٍ وجمعها الدَّواخِل وقال ابن الرِّقَاع فرَمَى به أَدبارَهُنَّ غلامُنا لما اسْتَتَبَّ بها ولم يَتَدَخَّل يقول لم يَدْخُل الخَمَرَ فيَخْتِلَ الصيد ولكنه جاهرها كما قال مَتَى نَرَهُ فإِنَّنا لا نُخاتِلُه وداخِلَةُ الرجلِ باطِنُ أَمره وكذلك الدُّخْلة بالضم ويقال هو عالم بدُخْلَته ابن سيده ودَخْلة الرجل ودِخْلته ودَخِيلته ودَخِيله ودُخْلُله ودُخْلَلُه ودُخَيْلاؤه نيَّتُه ومَذْهَبُه وخَلَدُه وبِطانَتُه لأَن ذلك كلَّه يداخِله وقال اللحياني عرفت داخِلته ودَخْلته ودِخْلته ودُخْلته ودَخيله ودَخِيلته أَي باطنته الدَّاخِلة وقد يضاف كل ذلك إِلى الأَمر كقولك دُخْلة أَمره ودِخْلة أَمره ومعنى كل ذلك عَرَفْت جميع أَمره التهذيب والدُّخْلة بطانة الأَمر تقول إِنه لعَفِيف الدُّخْلة وإِنه لخَبيث الدُّخْلة أَي باطن أَمره ودَخيلُ الرجل الذي يداخله في أُموره كلها فهو له دَخِيل ودُخْلُل ابن السكيت فلان دُخْلُل فلان ودُخْلَلُه إِذا كان بِطانتَه وصاحبَ سِرِّه وفي الصحاح دَخِيلُ الرّجُل ودُخْلُلُه الذي يُدَاخِله في أُموره ويختص به والدوخلة البطنة والدخِيل والدُّخْلُل والدُّخْلَل كله المُداخِل المباطن وقال اللحياني بينهما دُخْلُلٌ ودِخْلَلٌ أَي خاص يُدَاخِلُهم قال ابن سيده ولا أَعرف هذا وداخِلُ الحُبِّ ودُخْلَلُه بفتح اللام صفاء داخله ودُخْلَة أَمره ودَخِيلته وداخِلَته بِطانتُه الداخلة ويقال إِنه عالم بدُخْلة أَمره وبدَخِيل أَمرهم وقال أَبو عبيدة بينهم دُخْلُل ودُخْلَل أَي دَخَلٌ وهو من الأَضداد وقال امرؤ القيس ضَيَّعَه الدُّخْلُلون إِذ غَدَروا قال والدُّخْلُلون الخاصَّة ههنا وإِذا ائْتُكِلَ الطعام سُمِّي مدخولاً ومسروفاً والدَّخَل ما داخَل الإِنسانَ من فساد في عقل أَو جسم وقد دَخِلَ دَخَلاً ودُخِلَ دَخْلاً فهو مَدْخول أَي في عقله دَخَلٌ وفي حديث قتادة بن النعمان وكنت أَرى إِسْلامه مَدْخولاً الدَّخَل بالتحريك العيب والغِشُّ والفَساد يعني أَن إِيمانه كان فيه نِفَاق وفي حديث أَبي هريرة إِذا بَلَغ بنو العاص ثلاثين كان دِينُ الله دَخَلاً قال ابن الأَثير وحقيقته أَن يُدْخِلوا في دين الله أُموراً لم تَجْرِ بها السُّنَّة وداءٌ دَخِيل داخل وكذلك حُبٌّ دَخِيل أَنشد ثعلب فتُشْفَى حزازاتٌ وتَقْنَع أَنْفُسٌ ويُشْفَى هَوًى بين الضلوعِ دَخِيلُ ودَخِلَ أَمرُه دَخَلاً فسَدَ داخلُه وقوله غَيْبِي له وشهادتي أَبداً كالشمس لا دَخِنٌ ولا دَخْل يجوز أَن يريد ولا دَخِل أَي ولا فاسد فخفف لأَن الضرب من هذه القصيدة فَعْلن بسكون العين ويجوز أَن يريد ولا ذُو دَخْل فأَقام المضاف إِليه مُقام المضاف ونَخْلة مَدْخُولة أَي عَفِنة الجَوْف والدَّخْل العيب والرِّيبة ومن كلامهم تَرَى الفِتْيانَ كالنَّخْل وما يُدْريك بالدَّخْل وكذلك الدَّخَل بالتحريك قال ابن بري أَي ترى أَجساماً تامة حَسَنة ولا تدري ما باطنُهم ويقال هذا الأَمر فيه دَخَل ودَغَلٌ بمعنًى وقوله تعالى ولا تتخذوا أَيمانكم دَخَلاً بينكم أَن تكون أُمَّة هي أَرْبَى من أُمَّة قال الفراء يعني دَغَلاً وخَدِيعةً ومَكْراً قال ومعناه لا تَغْدِروا بقوم لقِلَّتهم وكثرتكم أَو كثرتهم وقِلَّتِكم وقد غَرَرْتُموهم بالأَيْمان فسَكَنوا إِليها وقال الزجاج تَتَّخِذون أَيمانكم دَخَلاً بينكم أَي غِشّاً بينكم وغِلاًّ قال ودَخَلاً منصوب لأَنه مفعول له وكل ما دَخَله عيب فهو مدخول وفيه دَخَلٌ وقال القتيبي أَن تكون أُمَّة هي أَرْبى من أُمَّة أَي لأَن تكون أُمَّة هي أَغْنى من قوم وأَشرف من قوم تَقْتَطعون بأَيمانكم حقوقاً لهؤلاء فتجعلونها لهؤلاء والدَّخَل والدَّخْل العيب الداخل في الحَسَب والمَدْخول المهزول والداخل في جوفه الهُزال بعير مدخول وفيه دَخَلٌ بَيِّن من الهُزال ورجل مدخول إِذا كان في عقله دَخَلٌ أَو في حَسَبه ورجل مدخول الحَسَب وفلان دَخِيل في بني فلان إِذا كان من غيرهم فتَدخَّل فيهم والأُنثى دَخِيل وكلمة دَخِيل أُدْخِلت في كلام العرب وليست منه استعملها ابن دريد كثيراً في الجمهرة والدَّخِيل الحرف الذي بين حرف الرَّوِيّ وأَلف التأْسيس كالصاد من قوله كِلِيني لِهَمٍّ يا أُمَيْمة ناصب سُمِّي بذلك لأَنه كأَنه دَخِيل في القافية أَلا تراه يجيء مختلفاً بعد الحرف الذي لا يجوز اختلافه أَعني أَلف التأْسيس ؟ والمُدْخَل الدَّعِيُّ لأَنه أُدْخِل في القوم قال فلئِن كَفرْتَ بلاءهم وجَحَدْتَهم وجَهِلْتَ منهم نِعْمةً لم تُجْهَل لَكذاك يَلْقى مَنْ تكَثَّر ظالماً بالمُدْخَلين من اللئيم المُدْخَل والدَّخْل خلاف الخَرْج وهم في بني فلان دَخَلٌ إِذا انتسبوا معهم في نسبهم وليس أَصله منهم قال ابن سيده وأُرى الدَّخَل ههنا اسماً للجمع كالرَّوَح والخَوَل والدَّخِيل الضيف لدخوله على المَضيف وفي حديث معاذ وذكرِ الحُور العِين لا تُؤذِيه فإِنما هو دَخِيلٌ عندكِ الدَّخِيل الضيف والنَّزيل ومنه حديث عديٍّ وكان لنا جاراً أَو دَخِيلاً والدَّخْل ما دَخَل على الإِنسان من ضَيْعته خلاف الخَرْج ورجل مُتَداخل ودُخَّل كلاهما غليظ دَخَل بعضُه في بعض وناقة متداخلة الخلق إِذا تَلاحكت واكْتَنَزَت واشتدَّ أَسْرُها ودُخَّلُ اللحم ما عاذ بالعظم وهو أَطيب اللحم والدُّخَّل من اللحم ما دَخَل العَصَب من الخصائل والدُّخَّل ما دخل من الكَلإِ في أُصول أَغصان الشجر ومَنَعه التفافُه عن أَن يُرْعى وهو العُوَّذ قال الشاعر تَباشير أَحوى دُخَّل وجَمِيم والدُّخَّل من الريش ما دخل بين الظُّهْران والبُطْنان حكاه أَبو حنيفة قال وهو أَجوده لأَنه لا تصيبه الشمس ولا الأَرض قال الشاعر رُكِّب حَوْلَ فُوقِه المُؤَلَّل جوانحٌ سُوِّين غير مُيَّل من مستطيلات الجناح الدُّخَّل والدُّخَّل طائر صغير أَغبر يسقط على رؤوس الشجر والنخل فيدخل بينها واحدتها دُخَّلة والجمع الدَّخاخِيل ثبتت فيه الياء على غير القياس والدُّخَّل والدُّخلُل والدُّخلَل طائر مُتدخِّل أَصغر من العصفور يكون بالحجاز الأَخيرة عن كراع وفي التهذيب الدُّخَّل صغار الطير أَمثال العصافير يأْوِي الغِيرانَ والشجَر الملتفَّ وقيل للعصفور الصغير دُخَّل لأَنه يعوذ بكل ثَقْب ضَيِّق من الجوارح والجمع الدَّخاخيل وقوله في الحديث دَخَلَت العُمْرةُ في الحج قال ابن الأَثير معناه سقط فرضها بوجوب الحج ودخلت فيه قال هذا تأْويل من لم يرها واجبة فأَما من أَوجبها فقال إِن معناه أَن عمل العمرة قد دَخَل في عمل الحج فلا يرى على القارن أَكثر من إِحرام واحد وطواف وسعي وقيل معناه أَنها دَخَلَت في وقت الحج وشهوره لأَنهم كانوا لا يعتمرون في أَشهر الحج فأَبطل الإِسلام ذلك وأَجازه وقول عمر في حديثه من دُخْلة الرَّحِم يريد الخاصة والقرابة وتضم الدال وتكسر ابن الأَعرابي الداخل والدَّخَّال والدُّخْلُل كله دَخَّال الأُذن وهو الهِرْنِصان والدِّخال في الوِرْد أَن يشرب البعير ثم يردّ من العطن إِلى الحوض ويُدْخَل بين بعيرين عطشانين ليشرب منه ما عساه لم يكن شرب ومنه قول أُمية بن أَبي عائذ وتلقى البَلاعِيم في برده وتوفي الدفوف بشرب دِخال قال الأَصمعي إِذا ورَدَت الإِبل أَرسالاً فشرب منها رَسَل ثم ورَدَ رَسَل آخرُ الحوضَ فأُدْخِل بعيرٌ قد شرب بين بعيرين لم يشربا فذلك الدِّخال وإِنما يُفْعَل ذلك في قلة الماء وأَنشد غيره بيت لبيد فأَوردها العِراك ولم يَذُدْها ولم يُشْفِق على نَغَص الدِّخال وقال الليث الدِّخال في وِرْد الإِبل إِذا سُقِيت قَطِيعاً قَطِيعاً حتى إِذا ما شربت جميعاً حُمِلت على الحوض ثانية لتستوفي شربها فذلك الدِّخال قال أَبو منصور والدِّخال ما وصفه الأَصمعي لا ما قاله الليث ابن سيده الدِّخال أَن تدخل بعيراً قد شرب بين بعيرين لم يشربا قال كعب بن زهير ويَشْرَبْن من بارد قد عَلِمْن بأَن لا دِخال وأَن لا عُطُونا وقيل هو أَن تحملها على الحوض بمَرَّة عِراكاً وتَداخُلُ المفاصل ودِخالُها دخولُ بعضها في بعض الليث الدِّخال مُداخَلة المَفاصل بعضها في بعض وأَنشد وطِرْفة شُدَّت دِخالاً مُدْمَجا وتَداخُلُ الأُمور تَشابُهها والتباسُها ودخولُ بعضها في بعض والدِّخْلة في اللون تخليط أَلوان في لون وقول الراعي كأَنَّ مَناط العِقْد حيث عَقَدْنه لَبانُ دَخِيلِيٍّ أَسِيل المُقَلَّد قال الدَّخِيليُّ الظبْي الرَّبيب يُعَلَّق في عنقه الوَدَع فشَبَّه الوَدَع في الرَّحْل بالودع في عُنُق الظَّبْي يقول جعلن الوَدَع في مقدم الرحل قال والظبي الدَّخِيليُّ والأَهِيليُّ والرَّبيب واحد ذكر ذلك كله عن ابن الأَعرابي وقال أَبو نصر الدَّخِيلِيُّ في بيت الراعي الفَرَسُ يُخَصُّ بالعَلَف قال وأَما قوله هَمَّانِ باتا جَنْبَةً ودَخِيلا فإِن ابن الأَعرابي قال أَراد هَمّاً داخل القلب وآخر قريباً من ذلك كالضيف إِذا حَلَّ بالقوم فأَدخلوه فهو دَخِيل وإِن حَلَّ بِفِنائهم فهو جَنْبة وأَنشد وَلَّوْا ظُهورهم الأَسِنَّة بعدما كان الزبير مُجاوِراً ودَخِيلا والدِّخال والدُّخال ذوائب الفرس لتداخلها والدَّوْخَلَّة مشدّدة اللام سَفِيفة من خوص يوضع فيها التمر والرُّطَب وهي الدَّوْخَلَة بالتخفيف عن كراع وفي حديث صِلَة بن أَشْيَم فإِذا سِبٌّ فيه دَوْخَلَّة رُطَب فأَكلت منها هي سَفِيفة من خُوص كالزِّنْبِيل والقَوْصَرَّة يترك فيها الرُّطَب والواو زائدة والدَّخُول موضع
درل
دَرَوْلِيَّة ودِرَوْلِيَّة اسم بلد في أَرض الروم
دربل
الدَّرْبَلة ضرب من مشي الإِنسان فيه ثِقَل ابن الأَعرابي دَرْبَل الرَّجلُ إِذا ضَرَب الطَّبْل
درخبل
أَبو مالك هو الدُّرَخْبِيل والدُّرَخْبِين الداهية
درخمل
الدُّرَخْمِيل والدُّرَخْمِين من أَسماء الداهية والدُّرَخْمِيل الثقيل من الرجال قال ابن بري الدُّرَخْميل البطيء الثقيل
درقل
ابن سيده الدِّرَقْل ثياب شِبْه الأَرْمِينِيَّة وقيل الدِّرَقْل ثياب ولم تُحَلَّ التهذيب في الرباعي الدِّرَقْل مِثال سِبَحْل ثياب وفي الصحاح ضرب من الثياب قال شمر لم أَسمع الدِّرَقْل إِلاَّ هنا أَبو تراب سمعت الغَنَوي يقول دَرْقَلَ القومُ دَرْقَلة ودَرْقَعوا دَرْقَعة إِذا مَرُّوا مَرّاً سريعاً ودَرْقَل رَقَص قال شمر قال محمد بن إِسحق قدم فِتْيةٌ من الحَبَشة على رسول الله صلى الله عليه وسلم يُدَرْقِلون أَي يرقصون قال والدَّرْقَلة الرَّقْص والدِّرَقْلة لُعْبة للعجم مُعَرَّبة
دركل
الدِّرَكْلة لُعْبة يلعب بها الصبيان وقيل هي لُعْبة للعجم مُعَرَّب قال ابن دريد أَحسبها حَبَشية مُعَرَّبة وقال أَبو عمرو هو ضرب من الرَّقْص الأَزهري قرأْت بخط شمر قال قرئ على أَبي عبيد وأَنا شاهد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه مر على أَصحاب الدِّرَكْلة فقال جِدُّوا يا بني أرْفَدة حتى يَعْلم اليهودُ والنصارى أَن في ديننا فُسْحة قال ابن الأَثير هذا الحرف يروى بكسر الدال وفتح الراء وسكون الكاف بوزن الرِّبَحْلة ويروى بكسر الدال وسكون الراء وكسر الكاف وفتحها ويروى بالقاف عوض الكاف وقد تقدم قال شمر قال أَبو عدنان أَنشدت أَعرابيّاً من بكر ابن وائل أَسْقى الإِلهُ صَدَى لَيْلى ودِرْكِلَها إِن الدَّراكل كالحَلْفاء في الأَجَم فقال إِن الدِّرْكِلة وَحْياً فانظر ما هِيَه قال ثم أَنشدت جابر بن الأَزرق الكلابي كما أَنشدت هذا الأَعرابي فقال الدِّرْقِل لغة قوم لست أَعرفهم وأَزعم أَن دَرَاقِلها أَولادُها قال فقلت كَلاَّ إِنه قد قال لو دَرْقَل الفيلُ ما انْفَكَّتْ فَرِيصتُه تَنْزو ويَحْبِقُ من ذُعْرٍ ومن أَلَم قال فماذا يُشَرِّدُه ؟ لا فَرَّج الله عنه قلت وقال آخر لو دَرْكَل الليثُ لم يَشْعُر به أَحدٌ حتى يَخِرَّ على لَحْيَيه في طَرَق فقال أَبعده الله اللهم لا تسمع لأَصحاب هذا القول هؤلاء لَعَّابون أَجمعون غُواة يركب أَحدهم مِذْرَويْه قد لَهِج بِرَويٍّ يُضْحِك به قلت فما معناه ؟ قال لا أَدري
دعل
ابن الأَعرابي الدَّعَل المُخاتَلة بالعين وهو يُداعله أَي يُخاتله وقال في موضع آخر الدَّاعِل الهارب
دعبل
الدِّعْبِل الناقة الشديدة وقيل الشارف ودِعْبِل اسم رجل وفي الصحاح اسم شاعر من خُزاعة ابن الأَعرابي يقال للناقة إِذا كانت فَتِيَّة شابة هي القِرْطاس والدِّيباج والدِّعْبِلة والدِّعْبِل والعَيْطَمُوس
دغل
الدَّغَل بالتحريك الفساد مثل الدَّخَل والدَّغَل دَخَلٌ في الأَمر مُفْسِدٌ ومنه قول الحسن اتَّخَذوا كتاب الله دَغَلاً أَي أَدغلوا في التفسير وأَدْغَلَ في الأَمر أَدخل فيه ما يُفْسِده ويخالفه ورجل مُدْغِل مُخابٌّ مُفْسد والدَّغَل الشجر الكثير الملتفُّ وقيل هو اشتباك النبت وكثرته قال ابن سيده وأَعرف ذلك في الحَمْض إِذا خالطه الغِرْيَل وقيل الدَّغَل كل موضع يخاف فيه الاغتيال والجمع أَدغال ودِغال قال الشاعر سايَرْتُه ساعةً ما بي مَخافَتُه إِلا التَّلَفُّت حَوْلي هل أَرى دَغَلا ؟ وقد أَدْغَلَتِ الأَرضُ إِدْغالاً ابن شميل أَدْغالُ الأَرض رِقَّتُها وبُطُونها والوَطاء منها وسِتْرُ الشجر دَغَلٌ والقُفُّ المرتفع والأَكمة دَغَلٌ والوادي دَغَلٌ والغائط الوَطيء دَغَلٌ والجبال أَدغال قال الراجز عن عَتَبِ الأَرض وعن أَدغالها وفي الحديث اتَّخذوا دين الله دَغَلاً أَي يَخْدَعون الناسَ وأَصل الدَّغَل الشجر الملتف الذي يَكْمُن أَهلُ الفساد فيه وقيل هو من قولهم أَدْغَلْتُ في هذا الأَمر إِذا أَدخلت فيه ما يخالفه ويفسده ومنه حديث علي رضي الله عنه ليس المؤمن بالمُدْغِل هو اسم فاعل من أَدْغَل ومكان دَغِلٌ ومُدْغِل ذو دَغَلٍ وأَدْغَل غاب في الدَّغَل والمَداغِلُ بطون الأَودية إِذا كَثُر شجرُها وأَدغل بالرجل خانه واغتاله وأَدْغَل به وَشى وهو من الأَول والدَّاغلة القومُ يلتمسون عَيْبَ الرجل وخيانته ابن شميل الداغل الذي يَبْغي أَصْحابَه الشرَّ يُدْغِل لهم الشَّرَّ أَي يَبْغيهم الشَّرَّ ويحسبونه يريد لهم الخير والداغلة الحِقْدُ المُكْتَتَم ودَغَل في الشيء دَخَل فيه دُخول المُرِيب كما يدخل الصائد في القُتْرة ونحوها ليَخْتِل الصَّيْد يقال ذلك للرجل إِذا دَخَل مَدْخَل مُرِيب أَبو عمرو الدَّغَل ما استرت به قال الكميت لا عَيْنُ نارك عن سارٍ مُغَمَّضَةٌ ولا مَحَلَّتُك الطَّأْطاء والدَّغَل ومكان داغِلٌ ودَغِلٌ ومُدْغِلٌ خَفِيٌّ قال رؤبة أَوْطَنَ في الشجْراء بَيْتاً داغِلا والدَّواغل الدَّواهي( * قوله « والدواغل الدواهي إلخ » الذي في المحكم الدغاول ومثله في القاموس قال وغلط الجوهري فيه فقال الدواغل وغلط في نسبته إِلى أَبي عبيد فان أبا عبيد لم يقل إلا الدغاول ) لا واحد لها وأَنشد ابن بري لعَتِيك بن قيس ويَنْقاد ذو البأْس الأَبيُّ لحُكْمِه فيَرْتَدُّ قَسْراً وهو جَمُّ الدواغل وقال يزيد بن الحكم ولا ذا دَغاوِل مَلَذاناً والدَّغاول الغَوائل قال أَبو صَخْر إِن اللئيم ولو تَخَلَّق عائد لِمَلاذَة من غِشِّه ودَغاول
دغفل
الدَّغْفَل خِصْب الزمان والدَّغْفُل الزَّمَن الخَصِيب والدَّغْفَل ذَكَرُ العنكبوت والدَّغْفَل ولد الفيل والدَّغْفَل اسم رجل وهو دَغْفَل بن حنظلة النَّسَّابة أَحد بني شيبان وعيش دَغْفَل ودَغْفَلِيٌّ أَي واسع عن الأَصمعي وعامٌ دَغْفَل أَي مُخْصِب قال العجاج وقد ترى إِذ الجَنَى جَنِيُّ وإِذ زمان الناس دَغْفَلِيُّ بالدار إِذ ثوبُ الصِّبا يَدِيُّ قوله إِذ الجَنى جَنِيٌّ كما تقول إِذ الزمان زمان وجَنىً جمع جَناة مثل خَشَبة وخَشَب ويَدِيٌّ أَي صانع طويل اليد
دفل
الدِّفْلى شجر مُرٌّ أَخضر حَسَن المَنْظَر يكون في الأَودية قال أَبو حنيفة زَنْد الدِّفْلى وَرِيَّة جَيِّدة ولذلك قالت العرب في أَمثالها اقْدَحْ بِدِفْلى أَو مَرْخ ثم شُدَّ بَعْدُ أَو أَرْخ وذلك إِذا حَمَلت رجلاً فاحشاً على رجل فاحش قال يُضْرب مثلاً للرجل الكريم الذي لا تحتاج أَن تَكُدَّه وتُلِحَّ عليه والدِّفْلى كثيرة النار قال ونَوْرُ الدِّفْلى مُشْرَبٌ ولا يأْكل الدِّفْلى شيء ابن الأَعرابي من الشجر الدِّفْلى وهو الآءُ والأَلاءُ والحَبْن وكُلُّه الدِّفْلى قال الأَزهري هي شجرة مُرَّة وهي من السُّموم وفي الصحاح نبت مُرٌّ يكون واحداً وجمعاً يُنَوَّن ولا ينوَّن فمن جعل الأَلف للإِلحاق نَوَّنه في النكرة ومن جعلها للتأْنيث لم ينوِّنه وقال ابن بري الدِّفْل القَطِران
دقل
الدَّقَل من التَّمر معروف قيل هو أَردأُ أَنواعه ومنه قول الراجز لو كُنْتُمُ تَمْراً لكنتم دَقَلا أَو كنتُمُ ماء لكنتم وَشَلا واحدته دَقَلة وقد أَدْقَلَ النخلُ والدَّقَل ما لم يكن من التمر أَجناساً معروفة والدَّقَل أَيضاً ضَرْبٌ من النخل عن كراع والجمع أَدقال وقيل الدَّقَل من النخل يقال لها الأَلوان واحدها لَوْن قال الأَزهري وتَمْر الدَّقَل رديء إِلا أَن الدَّقَل يكون ميقاراً ومن الدَّقَل ما يكون تمره أَحمر ومنه ما تمره أَسود وجِرْمُ تمرِه صغير ونواه كبير وفي حديث ابن مسعود هَذًّا كهَذِّ الشِّعْر ونَثْراً كنَثْر الدَّقَل هو رديء التمر ويابسه وما ليس له اسم خاص فتراه ليُبْسِه ورَداءته لا يجتمع ويكون منثوراً وشاة دَقْلة ودَقِلة ودَقِيلة ضاوِيَةٌ قَمِيئة والجمعِ دقالٌ قال ابن سيده هذا قول أَهل اللغة وعندي أَن جمع دَقِيلة إِنما هو دَقائل إِلا أَن يكون على طرح الزائد وقد أَدْقَلَت وهي مُدْقِل والدَّقَل والدَّوْقَل خشبة طويلة تُشَدُّ في وسط السَّفينة يُمَدُّ عليها الشِّراع وفي الحديث فَصَعِدَ القِرْدُ الدَّقَل هو من ذلك وتسميه البحرية الصَّاري وقيل الدَّقَل سهم السفينة وأَصله من ذلك الأَول الذي هو ضرب من النخل ابن الأَعرابي الدَّقْل ضَعَف جسم الرجل والدَّوْقَل من أَسماء رأْس الذكر والدَّوْقَلة الكَمَرة الضَّخْمة ويقال كَمَرة دَوْقَلة ضَخْمة والدَّوْقَلة الأَكل وأَخذ الشيء اختصاصاً يُدَوْقِله لنفسه ودَوْقَل الشيءَ أَخَذَه وأَكله ويقال دَوْقَل فلان إِذا اختص بشيءٍ من مأْكول ويقال دوقل فلان جاريته دَوْقَلة إِذا أَوْلَجَ فيها كَمَرته وفي النوادر يقال دَوْقَلَتْ خُصْيَتا الرجل إِذا خَرَجتا من خَلْفه فَضَرَبتا أَدبار فخذيه واسْتَرْخَتا ودَوْقَلْت الجَرَّة نَوَّطتها بيدي أَبو تراب سمعت مُبْتَكراً يقول دَقَل فلان لَحْيَ الرجل ودَقَمَه إِذا ضرب أَنفه وفمه والدَّقْل لا يكون إِلا في اللَّحْي والقفا والدَّقْم في الأَنف والفم ودَوْقَل اسم
دكل
الدَّكَلة بالتحريك الطِّينُ الرقيق دَكَلَ الطِّينَ يَدْكِلُه ويَدْكُلُه دَكْلاً جَمَعه بيده ليُطَيِّن به والدَّكَلة القوم الذين لا يُجِيبون السلطان من عِزِّهم يقال هم يَتَدَكَّلون على السلطان أَي يَتَدلَّلون وتَدَكَّلوا عليه اعْتَزُّوا وتَرَفَّعوا في أَنفسهم وقيل كل من تَرَفَّع في نفسه فقد تَدَكَّل وتَدَكَّل عليه تَدَلَّل وانبسط أَبو زيد تَدَكَّلت عليه تَدَكُّلاً أَي تَدَلَّلت وأَنشد يا ناقتي ما لَكِ تَدَأْلِينا عَلَيَّ بالدَّهْنا تَدَكَّلِينا ؟ وقال آخر قَوْم لهم عَزَازةُ التَّدَكُّل وأَنشد أَبو عمرو لأَبي حُيَيَّة الشيباني تَدَكَّلتْ بعدي وأَلْهَتها الطُّبَن ونحن نعْدُو في الخَبار والجَرَن يعني الجَرَل فأَبدل من اللام نوناً وقال ابن أَحمر أَقول لكَنَّاز تَدَكَّل فإِنه أَبىً لا أَظُنُّ الضأْنَ منه نواجِيا ويروى تَرَكَّل ومعناهما واحد وأَنشد أَبو عمرو عَليٌّ له فَضْلانِ فَضْلُ قرابة وفَضْلٌ بنَصْل السيف والسُّمُر الدُّكْل قال الدُّكْل والدُّكْن واحد يريد لون الرماح التي فيها دُكْنة
دلل
أَدَلَّ عليه وتَدَلَّل انبسط وقال ابن دريد أَدل عليه وَثِق بمحبته فأَفْرَط عليه وفي المثل أَدَلَّ فأَمَلَّ والاسم الدَّالَّة وفي الحديث يمشي على الصراط مُدِلاًّ أَي منبسطاً لا خوف عليه وهو من الإِدْلالِ والدَّالَّةِ على من لك عنده منزلة وقوله أَنشده ابن الأَعرابي مُدِلّ لا تخضبي البنانا قال ابن سيده يجوز أَن يكون مُدِلَّة هنا صفة أَراد يا مُدِلَّة فرَخَّم كقول العجاج جارِيَ لا تَسْتَنْكِري عَذِيري أَراد يا جارية ويجوز أن يكون مُدلَّة اسماً فيكون هذا كقول هدبة عُوجِي عَلَيْنا وارْبَعِي يا فاطِما ما دُونَ أَن يُرى البعير قائما والدَّالَّة ما تُدِلُّ به على حَمِيمك ودَلُّ المرأَةِ ودَلالُها تَدَلُّلها على زوجها وذلك أَن تُرِيه جَراءةً عليه في تَغَنُّج وتَشَكُّل كأَنها تخالفه وليس بها خِلاف وقد تَدَلَّلت عليه وامرأَة ذات دَلٍّ أَي شَكْل تَدِلُّ به وروي عن سعد أَنه قال بَيْنا أَنا أَطوف بالبيت إِذ رأَيت امرأَة أَعجبني دَلُّها فأَردت أَن أَسأَل عنها فخِفْت أَن تكون مَشْغُولةً ولا يَضُرُّك جَمالُ امرأَة لا تَعْرِفها قال ابن الأَثير دَلُّها حُسْنُ هيئتها وقيل حُسْنُ حديثها قال شمر الدَّلال للمرأَة والدَّلُّ حسن الحديث وحسن المَزْح والهيئة وأَنشد فإِن كان الدَّلال فلا تَدِلِّي وإِن كان الوداع فبالسلام قال ويقال هي تَدِلُّ عليه أَي تجترئ عليه يقال ما دَلَّك عَلَيَّ أَي ما جَرَّأَك عليَّ وأَنشد فإِن تكُ مَدْلولاً عليَّ فإِنني لِعَهْدك لا غُمْرٌ ولستُ بفاني أَراد فإِن جَرَّأَك عليَّ حِلمي فإِني لا أُقِرُّ بالظلم قال قيس بن زهير أَظُنُّ الحِلْم دَلَّ عليَّ قومي وقد يُسْتَجْهَل الرجلُ الحَليم قال محمد بن حبيب دَلَّ عليّ قومي أَي جَرَّأَهم وفيها يقول ولا يُعْيِيك عُرْقُوبٌ للأْيٍ إِذا لم يُعْطِك النَّصَفَ الخَصِيمُ وقوله عُرْقُوب لِلأْيٍ يقول إِذا لم يُنْصِفك خَصْمُك فأَدْخِل عله عُرْقوباً يفسخ حُجَّته والمُدِلُّ بالشجاعة الجريء ابن الأَعرابي المُدَلِّل الذي يَتَجَنَّى في غير موضع تَجَنٍّ ودَلَّ فلان إِذا هَدى ودَلَّ إِذا افتخر والدَّلّة المِنّة قال ابن الأَعرابي دَلَّ يَدِلُّ إِذا هَدى ودَلَّ يَدِلُّ إِذا مَنَّ بعطائه والأَدَلُّ المَنَّان بعَمَله والدَّالَّة ممن يُدِلُّ على من له عنده منزلة شبه جَراءة منه أَبو الهيثم لفلان عليك دالَّة وتَدَلُّلٌ وإِدْلال وفلان يُدِلُّ عليك بصحبته إِدْلالاً ودَلالاً ودالَّة أَي يجتريء عليك كما تُدِلُّ الشابَّةُ على الشيخ الكبير بجَمالها وحكي ثعلب أَن ابن الأَعرابي أَنشد لجهم بن شبل يصف ناقته تَدَلَّلُ تحت السوط حتى كأَنما تَدَلَّل تحت السوط خَودٌ مُغاضِب قال هذا أَحسن ما وُصِف به الناقة الجوهري والدَّلُّ الغُنْج والشِّكْل وقد دَلَّتِ المرأَة تَدِلُّ بالكسر وتَدَلَّلت وهي حَسَنة الدَّلِّ والدَّلال والدَّلُّ قريب المعنى من الهَدْي وهما من السكينة والوقار في الهيئة والمَنْظر والشمائل وغير ذلك والحديث الذي جاء فقلنا لحذيفة أَخْبِرْنا برجل قريب السَّمْت والهَدْي والدَّلِّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نَلْزَمه فقال ما أَحد أَقرب سَمْتاً ولا هَدْياً ولا دَلاًّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يواريه جِدارُ الأَرض من ابن أُمِّ عَبْدٍ فسَّره الهَرَوي في الغريبين فقال الدَّلُّ والهَدْيُ قريبٌ بعضُه من بعض وهما من السكينة وحُسْن المَنْظَر وفي الحديث أَن أَصحاب ابن مسعود كانوا يَرْحَلون إِلى عمر بن الخطاب فينظرون إِلى سَمْتِه وهَدْيه ودَلِّه فيتشبهون به قال أَبو عبيد أَما السَّمْت فإِنه يكون بمعنيين أَحدهما حُسْن الهيئة والمَنْظَر في الدين وهيئة أَهل الخير والمعنى الثاني أَن السَّمْت الطريق يقال الْزَمْ هذا السَّمْت وكلاهما له معنى إِمَّا أَرادوا هيئة الإِسلام أَو طريقة أَهل الإِسلام وقوله إِلى هَدْيِه ودَلِّه فإِن أَحدهما قريب من الآخر وهما من السكينة والوقار في الهيئة والمَنْظر والشمائل وغير ذلك وقد تكرر ذكر الدَّلِّ في الحديث وهو والهَدْي والسمْت عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإِنسان من السَّكينة والوقار وحسن السيرة والطريقة قال عدي بن زيد يمدح امرأة بحسن الدَّلّ لم تَطَلَّع من خِدْرها تَبْتَغي خِبْ باً ولا ساء دَلُّها في العِناقِ وفلان يُدِلُّ على أَقرانه كالبازي يُدِلُّ على صيده وهو يُدِلُّ بفلان أَي يَثِق به وأَدَلَّ الرجلُ على أَقرانه أَخذهم من فوق وأَدَلَّ البازي على صيده كذلك ودَلَّه على الشيء يَدُلُّه دَلاًّ ودَلالةً فانْدَلَّ سدَّده إِليه ودَلَلْته فانْدَلَّ قال الشاعر ما لَكَ يا أَحمقُ لا تَنْدَلُّ ؟ وكيف يَنْدَلُّ امْرُؤٌ عِثْوَلُّ ؟ قال أَبو منصور سمعت أَعرابيّاً يقول لآخر أَما تَنْدَلُّ على الطريق ؟ والدَّلِيل ما يُسْتَدَلُّ به والدَّلِيل الدَّالُّ وقد دَلَّه على الطريق يَدُلُّه دَلالة ودِلالة ودُلولة والفتح أَعلى وأَنشد أَبو عبيد إِنِّي امْرُءٌ بالطُّرْق ذو دَلالات والدَّلِيل والدِّلِّيلي الذي يَدُلُّك قال شَدُّوا المَطِيَّ على دَلِيلٍ دائبٍ من أَهل كاظِمةٍ بسيفِ الأَبْحُر قال بعضهم معناه بدليل قال ابن جني ويكون على حذف المضاف أَي شَدُّوا المَطِيَّ على دَلالة دَليل فحذف المضاف وقوِي حَذْفُه هنا لأَن لفظ الدليل يَدُلُّ على الدَّلالة وهو كقولك سِرْ على اسم الله وعلى هذه حالٌ من الضمير في سِرْ وشَدُّوا وليست موصولة لهذين الفعلين لكنها متعلقة بفعل محذوف كأَنه قال شَدُّوا المطيَّ مُعْتَمِدِين على دَليل دائب ففي الظرف دَليلٌ لتعلقه بالمحذوف الذي هو مُعْتَمِدِين والجمع أَدِلَّة وأَدِلاَّء والاسم الدِّلالة والدَّلالة بالكسر والفتح والدُّلُولة والدِّلِّيلى قال سيبويه والدِّلِّيلي عِلْمُه بالدلالة ورُسوخُه فيها وفي حديث علي رضي الله عنه في صفة الصحابة رضي الله عنهم ويخرجون من عنده أَدلَّة هو جمع دَلِيل أَي بما قد علموا فيَدُلُّونَ عليه الناس يعني يخرجون من عنده فُقَهَاء فجعلهم أَنفسهم أَدلَّة مبالغة ودَلَلْت بهذا الطريق عرفته ودَلَلْتُ به أَدُلُّ دَلالة وأَدْلَلت بالطريق إِدْلالاً والدَّلِيلة المَحَجَّة البيضاء وهي الدَّلَّى وقوله تعالى ثم جَعَلْنا الشمس عليه دَلِيلاً قيل معناه تَنْقُصه قليلاً قليلاً والدَّلاَّل الذي يجمع بين البَيِّعَيْن والاسم الدَّلالة والدِّلالة والدِّلالة ما جعلته للدَّليل أَو الدَّلاَّل وقال ابن دريد الدَّلالة بالفتح حِرْفة الدَّلاَّل ودَليلٌ بَيِّن الدِّلالة بالكسر لا غير والتَّدَلْدُل كالتَّهَدُّل قال كأَنَّ خُصْيَيه من التَّدَلْدُل وتَدَلْدَل الشيءُ وتَدَرْدَر إِذا تَحَرَّك مُتَدَلِّياً والدَّلْدَلة تحريك الرجل رأْسه وأَعضاءه في المشي والدَّلْدلة تحريك الشيء المَنُوط ودَلْدَله دِلْدَالاً حَرَّكه عن اللحياني والاسم الدَّلْدال الكسائي دَلْدَل في الأَرض وبَلْبَل وقَلْقَل ذَهَب فيها وقال اللحياني دَلْدَلَهم وبَلْبَلَهم حَرَّكهم وقال الأَصمعي تدلدل عَلَيْه فوق طاقته والدَّلال منه والدَّلْدال الاضطراب ابن الأَعرابي من أَسماء القُنْفذ الدُّلْدُل والشَّيْهَم والأَزْيَب الصحاح الدُّلْدُل عظيم القَنافِذ ابن سيده الدُّلْدُل ضرب من القنافذ له شوك طويل وقيل الدُّلْدُل شبه القُنْفذ وهي دابة تَنْتَفض فَتَرْمِي بشوك كالسِّهام وفَرْقُ ما بينهما كفرق ما بين الفِئَرة والجِرْذان والبَقَر والجواميس والعِرَاب والبَخَاتِيِّ الليث الدُّلْدُل شيء عظيم أَعظم من القُنْفُذ ذو شوك طوال وفي حديث ابن أَبي مَرْثَد فقالت عَنَاق البَغِيُّ يا أَهل الخِيَام هذا الدُّلْدُل الذي يَحْمِل أَسراركم الدُّلْدُل القُنفُذ وقيل ذَكَر القَنافذ قال يحتمل أَنها شبهته بالقُنْفُذ لأَنه اكثر ما يظهر بالليل ولأَنه يُخْفِي رأْسه في جسده ما استطاع ودَلْدَل في الأَرض ذَهَب ومَرَّ يُدَلْدِل ويَتَدَلْدَل في مشيه إِذا اضطرب اللحياني وقع القوم في دَلْدَال وبَلْبَال إِذا اضْطَرَب أَمرهم وتَذَبْذَب وقوم دَلْدالٌ إِذا تَدَلْدَلوا بين أَمرين فلم يستقيموا وقال أَوْس أَمَنْ لِحَيٍّ أَضاعُوا بعضَ أَمْرهم بينَ القُسُوطِ وبينَ الدِّينِ دَلْدال ابن السكيت جاء القوم دُلْدُلاً إِذا كانوا مُذَبْذَبين لا إِلى هؤلاء ولا إِلى هؤلاء قال أَبو مَعْدَان الباهلي جاء الحَزَائِمُ والزَّبايِنُ دُلْدُلاً لا سابِقِينَ ولا مَع القُطَّانِ فعَجِبْتُ من عَوْفٍ وماذا كُلِّفَتْ وتجيء عَوْفٌ اخِرَ الرُّكْبانِ قال والحَزِيمتانِ والزَّبِينتان من باهِلَة وهما حَزِيمة وزَبِينة جَمَعهما الشاعرُ أَي يَتَدَلْدلون مع الناس لا إِلى هؤلاء ولا إِلى هؤلاء ودُلْدُل اسم بَغْلة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ودَلَّةُ ومُدِلّةُ بنتا مَنْجِشَانَ الحِمْيَرِيّ ودِلْ بالفارسيّة الفُؤاد وقد تكلمت به العرب وَسَمَّت به المرأَة فقالوا دَلٌّ ففتحوه لأَنهم لما لم يجدوا في كلامهم دِلاًّ أَخرجوه إِلى ما في كلامهم وهو الدَّلُّ الذي هو الدَّلال والشَّكْل والشِّكْل
دمل
الدَّمَالُ التمر العَفِن الأَسود الذي قد قَدُم يقال جاء بتمر دَمَال والدَّمَالُ فساد الطلع قبل إِدْراكه حتى يَسْوَدّ والدَّمَال ما رَمَى به البحرُ من الصَّدَف والمناقِيف والنَّبَّاح الليث الدَّمال السِّرْقِينُ ونحوُه وما رَمَى به البحرُ من خُشارة ما فيه من الخَلْق مَيِّتاً نحو الأَصداف والمَناقِيف والنَّبَّاح فهو دَمَال وأَنشد دَمالُ البُحورِ وحيِتانُها وقول أُمية بن أَبي عائذ الهُذَلي خَيال لعَبْدَة قد هاجَ لي خَبالاً من الدَّاء بعدَ انْدِمالِ قال الاندمالُ الذَّهابُ انْدملَ القَوْمُ إِذا ذهبوا والدَّمال ما تَوَطَّأَتْهُ الدابة من البعر والوَأْلةِ وهي البعر مع التراب قال فَصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقال ومُظْلِماً ليس على دَمال وقد فسر هذا البيت في موضعه والدَّمال بالفتح السِّرجين ونحوه ودَمَل الأَرضَ يَدْمُلُها دَمْلاً دَمْلاً ودَمَلاناً وأَدْمَلَها أَصْلَحها بالدَّمال وقيل دَمَلها أَصْلَحها وأَدْمَلَها سَرْقَنَها والدَّمَّال الذي يُدْمِل الأَرض يُسَرْقِنُها وتَدَمَّلَتِ الأَرضُ صَلَحت بالدَّمال أَنشد يعقوب وقد جَعَلَتْ منازِلُ آل لَيْلى وأُخْرَى لم تُدَمَّلْ يَسْتَوِينا وفي حديث سعد بن أَبي وَقَّاص أَنه كان يَدْمُل أَرْضه بالعُرَّة قال الأَحمر يَدْمُل أَرْضَه أَي يُصْلِحُها ويُحْسِن معالجتها بها وهي السِّرْجِين ومنه قيل للجرح قد انْدَمل إِذا تَماثَل وصَلَح ودَمَل بين القوم يَدْمُل دَمْلاً أَصْلح وتَدامَلوا تصالحوا قال الكميت رَأَى إِرَةً منها تُحَشُّ لِفتْنة وإِيقاد راجٍ أَن يكون دَمالَها يقول يرجو أَن يكون سبب هذه الحرب كما أَن الدَّمَالَ يكون سبباً لإِشعال النار والدُّمَّلُ واحد دَماميل القُروح والدُّمَلُ الخُرَاجُ على التَّفاؤل بالصَّلاح والجمع دَمامِيلُ نادر ودَمِل جُرحُه وانْدَمَلَ بَرِيءَ والتَحم وتَماثَل وأَنشد ابن بري لشاعر فكيفَ بِنَفْسٍ كُلَّما قلتُ أَشْرَفَتْ على البُرْءِ من دَهْماء هِيضَ اندِمالُها ؟ ودَمَله الدَّواءُ يَدْمُله عن ابن الأَعرابي وأَنشد وجُرْحُ السيفِ تَدْمُلُه فَيَبْرا ويَبْقَى الدَّهْرَ ما جَرَح اللِّسانُ( * قوله « ويبقى الدهر » كذا في النسخ والذي في المحكم وشرح القاموس وجرح الدهر )
والانْدِمال التَّماثُل من المرض والجُرْحِ وقد دَمَلَه الدَّواءُ فانْدَمَل وفي حديث أَبي سَلمةَ دَمِل جُرْحُه على بَغْيٍ ولا يَدْري به أَي انخَتَم على فساد ولا يعلم به والدُّمَّل مستعمل بالعربية يجمع دَمامِيل وأَنشد وامْتَهَدَ الغارِبُ فِعْلَ الدُّمَّلِ
( * قوله « وامتهد الغارب فعل الدمل » هكذا ضبط في التهذيب هنا وعدة نسخ من الصحاح وتقدم لنا ضبطه في مهد برفع اللام من فعل ووقع في المحكم والتهذيب في مادة مهد بالنصب فيهما )
وقيل لهذه القُرْحَة دُمَّل لأَنها إِلى البُرْء والانْدِمال ما هي وانْدَمَل المريض تماثَل واندمَل من وجَعه كذلك ومن مرَضه إِذا ارتفع من مرضِه ولم يَتِمِّ بُرْؤه والدَّمْل الرِّفْق ودامَلَ الرجلَ داراه ليُصْلح ما بينه وبينه قال أَبو الأَسود شَنِئْتُ من الإِخْوان من لستُ زائِلاً أُدامِلُه دَمْلَ السِّقاء المُخَرَّقِ والمُدامَلةُ كالمُداجاة وأَنشد ابن بري لابن الطَّيْفان الدارِمي والطَّيْفانُ أُمُّه ومَوْلىً كمَوْلى الزِّبْرِقان دَمَلْتُه كما اندَمَلَتْ ساقٌ يُهاضُ بها الكَسْر ويقال ادْمُل القومَ أَي اطْوِهم على ما فيهم ويقال للسِّرْجين الدَّمال لأَن الأَرض تُصْلَح به
دمحل
الدُّمَحِلةُ من النساء الضَّخْمة الغليظة والدُّماحِل المُتداخِل الغليظ قال أَبو خِراش يصف تُرْساً وذا شَرَجٍ من جِلِد ثَوْرٍ دُماحِل ورَمْل دُماحِل متداخل قال عَقْد الرِّياحِ العَقَِدَ الدُّماحِلا الفراء الدِّمْحالُ الرجُل البَتَّرِيُّ
دنل
دانال اسم أَعجمي
دهل
اللحياني مَضى دَهْلٌ من الليل أَي ساعة وقيل أَي صَدْر قال مَضى من الليلِ دَهْلٌ وهي واحِدةٌ كأَنَّها طائِرٌ بالدَّوِّ مَذْعُور هذه رواية يعقوب ورواه اللحياني دَهْل بالذال المعجمة وهي نادرة وقال أَبو عمرو الدَّهْلُ الشيء اليسير ابن الأَعرابي الدّاهِل المُتَحيِّر قال الأَزهري أَصله دالِهٌ ولا دَهْل أَي لا تَخَفْ نَبَطِيَّة معرَّبة قال بَشّار فقلت له لا دَهْل مِن قَمْل بَعْدَما مَلا نَيْفَقَ التُّبَّان منه بعاذِر قال الأَزهري وليس لا دَهْل ولا قَمْل من كلام العرب إِنما هما من كلام النَّبَط يسمون الجَمل قَمْلاً
دهبل
التهذيب ابن الأَعرابي دَهْبَل إِذا كَبَّر اللُّقَم ليسابِق في الأَكل
دهكل
دَهْكَلٌ من شدائد الدهر
دول
الدَّوْلةُ والدُّولةُ العُقْبة في المال والحَرْب سَواء وقيل الدُّولةُ بالضم في المال والدَّوْلةُ بالفتح في الحرب وقيل هما سواء فيهما يضمان ويفتحان وقيل بالضم في الآخرة وبالفتح في الدنيا وقيل هما لغتان فيهما والجمع دُوَلٌ ودِوَلٌ قال ابن جني مجيء فُعْلَة على فُعَلٍ يريك أَنها كأَنها جاءت عندهم من فُعْلة فكأَن دَوْلة دُولة وإنما ذلك لأَن الواو مما سبيله أَن يأْتي تابعاً للضمة وهذا مما يؤكد عندك ضعف حروف اللين الثلاثة وقد أَدالَه الجوهري الدَّوْلة بالفتح في الحرب أَن تُدال إِحدى الفئتين على الأُخرى يقال كانت لنا عليهم الدَّوْلة والجمع الدُّوَلُ والدُّولة بالضم في المال يقال صار الفيء دُولة بينهم يَتَداوَلونه مَرَّة لهذا ومرة لهذا والجمع دُولات ودُوَلٌ وقال أَبو عبيدة الدُّولة بالضم اسم للشيء الذي يُتَداوَل به بعينه والدَّولة بالفتح الفعل وفي حديث أَشراط الساعة إِذا كان المَغْنَم دُوَلاً جمع دُولة بالضم وهو ما يُتداوَل من المال فيكون لقوم دون قوم الأَزهري قال الفراء في قوله تعالى كي لا يكون دُولة بين الأَغْنِياء منكم قرأَها الناس برفع الدال إِلا السُّلَمِيَّ فيما أَعلم فإِنه قرأَها بنصب الدال قال وليس هذا للدَّوْلة بموضع إِنما الدَّولة للجيشين يهزِم هذا هذا ثم يُهْزَم الهازم فتقول قد رَجَعَت الدَّوْلة على هؤلاء كأَنها المرَّة قال والدُّولة برفع الدال في المِلْك والسُّنن التي تغيَّر وتُبدَّل عن الدهر فتلك الدُّولُة والدُّوَلُ وقال الزجاج الدُّولة اسم الشيء الذي يُتداول والدَّوْلةُ الفعل والانتقال من حال إِلى حال فمن قرأَ كي لا يكون دُولة فعلى أَن يكون على مذهب المال كأَنه كي لا يكون الفيء دُولة أَي مُتداوَلاً وقال ابن السكيت قال يونس في هذه الآية قال أَبو عمرو بن العلاء الدُّولة بالضم في المال والدَّولة بالفتح في الحرب قال وقال عيسى ابن عمر كلتاهما في الحرب والمال سواء وقال يونس أَمَّا أَنا فوالله ما أَدري ما بينهما وفي حديث الدعاء حَدِّثْني بحديث سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتداوله بينك وبينه الرِّجال أَي لم يتناقَلْه الرجال وتَرْويه واحداً عن واحد إِنما ترويه أَنتَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الليث الدَّوْلة والدُّولة لغتان ومنه الإِدالةُ الغَلَبة وأَدَالَنا الله من عدوّنا من الدَّوْلة يقال اللهم أَدِلْنِي على فلان وانصرني عليه وفي حديث وفد ثقيف نُدالُ عليهم ويُدالون علينا الإِدالةُ الغَلَبة يقال أُدِيل لنا على أَعدائنا أَي نُصِرْنا عليهم وكانت الدَّوْلة لنا والدَّوْلة الانتقال من حال الشدَّة إِلى الرَّخاء ومنه حديث أَبي سُفْيان وهِرَقْلَ نُدالُ عليه ويُدالُ علينا أَي نَغْلِبه مرة ويَغلبنا أُخرى وقال الحجاج يوشِك أَن تُدال الأَرضُ منا كما أُدِلْنا منها أَي يُجعل لها الكَرَّةُ والدَّوْلة علينا فتأْكل لحومَنا كما أَكلنا ثِمارها وتَشرب دماءنا كما شربنا مياهها وتَداوَلْنا الأَمرَ أَخذناه بالدُّوَل وقالوا دَوالَيْك أَي مُداوَلةً على الأَمر قال سيبويه وإِن شئت حملته على أَنه وقع في هذه الحال ودالَت الأَيامُ أَي دارت والله يُداوِلها بين الناس وتَداولته الأَيدي أَخذته هذه مرَّة وهذه مرَّة ودالَ الثوبُ يَدُول أَي بَلِي وقد جَعَل ودُّه يَدُول أَي يَبْلى ابن الأَعرابي يقال حَجازَيْك ودَوالَيْكَ وهَذاذَيك قال وهذه حروف خِلْقَتُها على هذا لا تُغيَّر قال وحَجازيك أَمَرَه أَن يَحْجُزَ بينهم ويحتمل أَن يكون معناه كُفَّ نَفْسَك وأَمّا هذاذيك فإِنه يأْمره أَن يقطع أَمر القوم ودَوالَيْك مِنْ تَداوَلوا الأَمر بينهم يأْخذ هذا دَولة وهذا دَولة وقولهم دَوالَيْك أَي تَداوُلاً بعد تداول قال عبد بني الحَسْحاس إِذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبُرْدِ مِثْلُه دَوالَيْكَ حتى ليس لِلْبُرْد لابِسُ( * قوله « حتى ليس للبرد لابس » قال في التكملة الرواية إذا شق برد شق بالبرد برقع دواليك حتى كلنا غير لابس )
الفراء جاء بالدُّوَلة والتوَلةِ وهما من الدَّواهي ويقال تَداوَلْنا العملَ والأَمر بيننا بمعنى تعاوَرْناه فعَمِل هذا مَرَّة وهذا مرة وأَنشد ابن الأَعرابي بيت عبد بني الحَسْحاس إِذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بُرْداكِ مِثله دَوالَيْك حتى ما لِذا الثوب لابِسُ قال هذا الرجل شَقَّ ثياب امرأَة لينظر إِلى جسدها فشَقَّت هي أَيضاً عليه ثوبه وقال ابن بُزُرْج ربما أَدخلوا الأَلف واللام على دَوالَيْك فجعل كالاسم مع الكاف وأَنشد في ذلك وصاحبٍ صاحَبْتُه ذي مَأْفَكَهْ يَمْشي الدَّوالَيْكَ ويَعْدُو البُنَّكَهْ قال الدَّوالَيْك أَن يَتَحَفَّزَ في مِشيته إِذا حاك والبُنَّكةُ يعني ثِقْله إِذا عدا قال ابن بري ويقال دوال قال الضباب بن سَبْع بن عوف الحنظلي جَزَوْني بما رَبَّيْتُهم وحَمَلْتهم كذلك ما إِنَّ الخُطوب دوال والدَّوَلُ النَّبْل المُتداوَل عن ابن الأَعرابي وأَنشد يَلُوذُ بالجُودِ من النَّبْلِ الدَّوَلْ وقول أَبي دُواد ولقد أَشْهَدُ الرِّماحَ تُدالي في صُدورِ الكُماةِ طَعْنَ الدَّرِيَّه قال أَبو علي أَراد تُداوِل فقلب العين إِلى موضع اللام وانْدال ما في بطنه من مِعًى أَو صِفاق طُعِن فخرج ذلك واندالَ بطنُه أَيضاً اتسع ودنا من الأَرض وانْدال بطنُه استَرْخى واندال الشيء ناسَ وتَعَلَّق أَنشد ابن دريد فَياشِلٌ كالحَدَجِ المُنْدال بَدَوْنَ مِن مُدَّرِعي أَسْمالِ
( * قوله « مدّرعي » ضبط في مادة حدج بفتح العين على أنه مثنى والصواب كسرها كما ضبط في المحكم هنا )
قال ابن سيده وأَما السيرافي فقال مُنْدال مُنْفَعِل من التَّدَلِّي مقلوب عنه فعلى هذا لا يكون له مصدر لأَن المقلوب لا مصدر له واندالَ القومُ تحوّلوا من مكان إِلى مكان والدُّوَلةُ لغة التُّوَلة يقال جاءنا بدُوَلاتِه أَي بدَواهِيه وجاءنا بالدُّوَلة أَي بالدَّاهية أَبو زيد يقال وقَعوا من أَمرهم في دُولُول أَي في شدّة وأَمر عظيم قال الأَزهري جاء به غير مهموز والدَّوِيلُ النَّبْتُ العامِيُّ اليابس وخص بعضهم به يَبِيسَ النَّصِيِّ والسَّبَط قال الرَّاعي شَهْرَيْ رَبِيعٍ لا تَذُوقُ لَبُونُهم إِلا حُموضاً وخْمَةً ودَوِيلا وهو فَعِيل أَبو زيد الكَلأُ الدَّويل الذي أَتت عليه سَنتانِ فهو لا خير فيه ابن الأَعرابي الدالةُ الشُّهْرة ويجمع الدَّالَ يقال تركناهم دالةً أَي شُهْرة وقد دَالَ يَدُول دالة ودَوْلاً إِذا صار شُهْرة والدَّوالي ضَرْب من العنب بالطائف أَسود يضرب إِلى الحُمْرة وروى الأَزهري بسنده إِلى أُم المنذر العَدَوِيَّة قالتْ دخل علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي بن أَبي طالب رضي الله عنه وهو ناقِةٌ قالت ولنا دَوالٍ مُعلَّقة قالت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأَكل وقام علي رضي الله عنه يأْكل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم مَهْلاً فإِنك ناقِهٌ فجلس علي رضي الله عنه وأَكل منها النبي صلى الله عليه وسلم ثم جعلت لهم سِلْقاً وشعيراً فقال له النبي صلى الله عليه وسلم من هذا أَصِبْ فإِنه أَوْفقُ لك قال الدَّوالي جمع دالية وهي عِذْقُ بُسْرٍ يُعلَّق فإِذا أَرْطَب أُكل والواو فيه منقلبة عن الأَلف والدُّولُ حَيٌّ من حَنِيفة ينسب إِليهم الدُّوليُّ والدِّيلُ في عبدالقيس ودالانُ من هَمْدانَ غير مهموز والدال حرف هجاء وهو حرف مجهور يكون في الكلام أَصلاً وبدلاً قال ابن سيده وإِنما قضينا على أَلفها أَنها منقلبة عن واو لما قدّمت في أَخواتها مما عينه أَلف والله أَعلم
ديل
الدِّيلُ حيٌّ في عبد القَيْس ينسب إِليهم الدِّيليُّ وهما دِيلانِ أَحدهما الدِّيل بن شَنّ بن أَفْصى بن عبد القيس بن أَفْصى والآخر الديل بن عمرو بن وَدِيعةَ بن أَفصى بن عبد القيس منهم أَهلُ عُمان ابن سيده وبنو الدِّيل من بني بكر بن عبد مناةَ بن كِنانَة غيره وأَما الدُّئلُ بهمزة مكسورة فهم حَيٌّ من كنانة وقد تقدم ذكره وينسب إِليهم أَبو الأَسود الدُّؤَلي فتفتح الهمزة استثقالاً لتوالي الكسرات
ذأل
الذَّأَلانُ عَدْو متقارِب ابن سيده الدَّأَلان السُّرعة والذؤول من النشاط والذأَلانُ مشي سريع خفيف في مَيَسٍ وسُرعة وبه سمي الذئب ذُؤالة ذأَلَ يَذْأَلُ ذَأْلاً وذَأَلاناً وكذلك الناقة قال الشاعر مَرَّتْ بِأَعْلى السَّحَرَيْنِ تَذْأَلُ والذَّأَلانُ أَيضاً مَشْي الذئب قال يعقوب والعرب تجمعه على ذَآلِيلَ فيبدلون النون لاماً قال ابن سيده ولا أَعرف كيف هذا الجمع قال ابن بري كان حقه ذآلِين ليكون مثل كَرَوان وكَراوِينَ إِلا أَنه أَبدل من النون لاماً وشاهد الذَّآلِيل قول ابن مقبل بذي مَيْعةٍ كأَنَّ بعض سِقاطِه وتَعْدائه رِسْلاً ذَآلِيلُ ثَعْلَب وقال آخر ذو ذَأَلانٍ كَذآلِيلِ الذِّئِبْ ورجل مِذْأَلٌ منه قال أَبو النجم يأْتي لها مِن أَيْمُنٍ وأَشْمُل ذو خِرَق طُلْسٍ وشَخْص مِذْأَل ورأَيت حاشية بخط بعض الفضلاء قال القالي وقال الفراء العرب تجمع ذَأَلان الذئب ذآلِينَ وذآلِيلَ وذؤَالةُ الذئب اسم له معرفة لا ينصرف سمي به لخِفَّته في عَدْوه والجمع ذِئلانٌ وذُؤْلان قال ابن بري قال أَسماء بن خارجة يصف ذئباً طَمِع في ناقته لي كلَّ يَوْمٍ من ذُؤاله ضِغْثٌ يَزِيدُ على إِباله وقال هو مثل يضرب للأَمر ينبع الأَمر أَي لي كل يوم من ذؤالةَ بَلِيّة على بلية ويقال خَشِّ ذؤالة بالحِبالة قال ابن بري خَشِّ فعل أَمر من خَشَّيْتُه أَي خَوَّفتُه ومعناه قَعْقِع تُرْهِبْ وفي الحديث مَرَّ بجارِية سوداء وهي تُرقِّص صَبيًّا لها وتقول ذُؤال يا ابنَ القومِ يا ذُؤَالَه فقال عليه السلام لا تقولي ذُؤال فإِنه شَرُّ السِّباع ذُؤالَ ترخيم ذُؤالة وهو اسم علم للذئب مثل أُسامة للأَسد والذَّأْلان الذئب أَيضاً قال رؤبة فارَطَني ذَأْلانُه وسَمْسَمُه والذُّؤلانُ ابن آوى التهذيب والذَّأْلان بهمزة واحدة يقال هو ابن آوى وقد سَمَّت العرب عامّة السباع بأَسماء معارِفَ يُجرونها مُجْرى أَسماء الرجال والنساء
ذبل
ذَبَلَ النباتُ والغُصن والإِنسان يَذْبُل ذَبْلاً وذبُولاً دَقَّ بعد الرِّيّ فهو ذابِل أَي ذَوى وكذلك ذَبُلَ بالضم وقَناً ذابل دقيق لاصِق اللِّيطِ والجمع ذُبَّلٌ وذُبُلٌ ويقال ذَبَل فوه يَذْبُل ذُبولاً وذَبَّ ذُبوباً إِذا جَفَّ ويَبسَ رِيقُه وأَذْبَله الحرّ والتَّذَبُّل من مَشْي النساء إِذا مشت المرأَة مِشْية الرجال وكانت دقيقة ويقال ذِبْلُ ذَبِيل أَي ثُكْلُ ثاكل ومنه سميت المرأَة ذِبْلة وما له ذَبَلَ ذَبْلُه أَي أَصلُه وهو من ذُبول الشيء أَي ذَبَل جسمه ولحمه وقيل معناه بَطَل نكاحه قال كثير بن الغَريرةِ طِعان الكُماة ورَكْض الجِيادِ وقَوْل الحواضِنِ ذَبْلاً ذَبِيلا قال ابن بري الذَّبِيل العَجَبُ قال بَشامةُ بن الغَدِير النَّهْشَلي طعان الكماة وضرب الجياد وقول الحواضن ذَبْلاً ذبيلا وفي حديث عمرو بن مسعود قال لمعاوية وقد كَبِر ما تسأَل عمن ذَبَلت بَشرته أَي قلّ ماء جلده وذهبت نَضارته ويقال ذَبَلَتْهم ذُبَيلةٌ أَي هَلكوا ابن الأَعرابي الذُّبال النَّقَّابات وكذلك الدُّبال بالذال والدال قال وذَبَلَته ذُبول ودَبَلَته دُبول قال والذِّبل الثكْل قال أَبو منصور فهما لغتان وذَبُلَ الفرس ضَمُر ومنه قول امرئ القيس على الذَّبْلِ جَيّاشٌ كأَنَّ اهْتِزامَه إِذا جاشَ فيه حَمْيُه غَلْيُ مِرْجَلِ والذَّبْلةُ الرّيح المُذْبِلةُ قال ذو الرمة دِيار مَحَتْها بَعْدَنا كُلُّ ذَبْلةٍ دَروجٍ وأُخرى تُهْذِبُ الماء ساجر والذُّبالةُ الفَتِيلة التي تُسْرَج والجمع ذُبال وأَنشد سيبويه بِتْنا بِتَدْوِرةٍ تُضِيء وجُوهُنا دسَم السَّلِيطِ يُضِيء فَوْقَ ذُبالِ التهذيب يقال للفَتِيلة التي يُصْبَح بها السراج ذُبالة وذبَّالة وجمعها ذُبال وذُبَّال قال امرؤ القيس كمِصْباحِ زَيْتٍ في قَنادِيل ذُبَّالِ قال وهو الذُّبال الذي يوضع في مِشكاة الزُّجاجة التي يُسْتَصْبَح بها والذَّبْل ظهر السُّلَحْفاة وفي المحكم جلد السُّلحْفاة البَرِّيَّة وقيل البحرية يجعل منه الأَمشاط ويُجْعَل منه المَسَك أَيضاً وقيل الذَّبْل عظام ظهر دابة من دواب البحر تتخذ النساء منه أَسْوِرة قال جرير يصف امرأَة راعية ترى العَبَس الحَوْلِيَّ جَوْناً بكوعها لها مَسَكاً من غير عاج ولا ذَبْل ويروى جَوْناً بسوقها وأَنشد ثعلب تقول ذاتُ الذَّبَلات جَيْهَلُ فجمع الذَّبْل بالأَلف والتاء ورواه ابن الأَعرابي ذات الرَّبَلات وقال ابن شميل الذَّبْل القرون يُسَوَّى منه المَسَك الجوهري والذَّبْل شيء كالعاج وهو ظهر السُّلَحْفاة البرية يتخذ منه السِّوار والذَّبْل جَبَل حكاه أَبو حنيفة وأَنشد لشاعر عَقِيلة إِجْل تنتمي طَرِفاتُها إِلى مُؤْنِق من جَنْبة الدَّبْل راهن ويَذْبُل اسم جبل بعينه في بلاد نجد
ذبكل
أَبو ذُباكِل من شعرائهم
ذجل
التهذيب ابن الأَعرابي الذاجل الظالم وقد ذَجَل إِذا ظَلَم
ذحل
الذِّحْل الثأْر وقيل طَلَبُ مكافأَة بجناية جُنِيَت عليك أَو عداوة أُتِيَتْ إِليك وقيل هو العداوة والحِقْد وجمعه أَذحال وذُحُول وهو التِّرة يقال طلب بذَحْله أَي بثأْره وفي حديث عامر بن المُلَوِّح ما كان رجل ليَقْتُل هذا الغلام بذَحْله إِلا قد اسْتَوْفى الذَّحْل الوِتْر وطلب المكافأَة بجناية جُنِيَتْ عليه من قتل أَو جرح ونحو ذلك
ذرمل
التهذيب ذَرْمَل الرجُل إِذا أَخرج خُبْزته مُرَمَّدَةً ليعجلها على الضيف ابن السكيت ذَرْمَل ذَرْمَلةً إِذا سَلَح وأَنشد لَعْواً متى رأَيته تَقَهَّلا وإِن حَطَأْت كَتِفيه ذَرْمَلا
ذعل
ابن الأَعرابي الذَّعَل الإِقرار بعد الجحود قال الأَزهري وهذا حرف غريب ما رأَيت له ذكراً في الكتب
ذفل
الذَّفْل والذِّفْل القَطِران الرقيق الذي قبل الخَضْخاض
ذلل
الذُّلُّ نقيض العِزِّ ذلَّ يذِلُّ ذُلاًّ وذِلَّة وذَلالة ومَذَلَّة فهو ذلِيل بَيِّن الذُّلِّ والمَذَلَّة من قوم أَذِلاّء وأَذِلَّة وذِلال قال عمرو بن قَمِيئة وشاعر قومٍ أُولي بِغْضة قَمَعْتُ فصاروا لثاماً ذِلالا وأَذَلَّه هو وأَذَلَّ الرجلُ صار أَصحابه أَذِلاَّءَ وأَذَلَّه وجده ذَلِيلاً واسْتَذَلُّوه رأَوه ذَلِيلاً ويُجْمَع الذَّلِيل من الناس أَذِلَّة وذُلاَّناً والذُّلُّ الخِسَّة وأَذَلَّه واسْتَذَلَّه كله بمعنى واحد وتَذَلَّل له أَي خَضَعَ وفي أَسماء الله تعالى المُذِلُّ هو الذي يُلْحِق الذُّلَّ بمن يشاء من عباده وينفي عنه أَنواع العز جميعها واسْتَذَلَّ البعيرَ الصَّعْبَ نَزع القُراد عنه ليستلذَّ فيأْنس به ويَذِلّ وإِياه عَنى الحُطَيئة بقوله لَعَمْرُك ما قُراد بني قُرَيْع إِذا نُزِع القُرادُ بمستطاع وقوله أَنشده ابن الأَعرابي ليَهْنِئْ تُرَاثي لامرئٍ غير ذِلَّةٍ صَنَابِرُ أُحْدانٌ لهُنَّ حَفِيف أَراد غير ذَلِيل أَو غير ذي ذِلَّة ورفع صَنَابر على البدل من تُرَاث وفي التنزيل العزيز سَيَنالهم غَضَبٌ من ربهم وذِلَّة في الحياة الدنيا قيل الذِّلَّة ما أُمِروا به من قتل أَنفسهم وقيل الذِّلَّة أَخذ الجزية قال الزجاج الجزية لم تقع في الذين عبدوا العِجْل لأَن الله تعالى تاب عليهم بقتل أَنفسهم وذُلٌّ ذَلِيل إِما أَن يكون على المبالغة وإِما أَن يكون في معنى مُذِلّ أَنشد سيبويه لكعب بن مالك لقد لَقِيَتْ قُرَيْظَةُ ما سآها وحَلَّ بدارهم ذُلٌّ ذَلِيل والذِّلُّ بالكسر اللِّين وهو ضد الصعوبة والذُّلُّ والذِّلُّ ضد الصعوبة ذَلَّ يَذِلُّ ذُلاًّ وذِلاًّ فهو ذَلُولٌ يكون في الإِنسان والدابة وأَنشد ثعلب وما يَكُ من عُسْرى ويُسْرى فإِنَّني ذَلولٌ بحاجِ المُعْتَفِينَ أَرِيبُ عَلَّق ذَلُولاً بالباء لأَنه في معنى رَفِيق ورؤُوف والجمع ذُلُلٌ وأَذِلَّة ودابة ذَلُولٌ الذكر والأُنثى في ذلك سواء وقد ذَلَّله الكسائي فرس ذَلُول بيِّن الذِّلِّ ورجل ذَلِيلٌ بيِّنُ الذِّلَّةِ والذُّلِّ ودابة ذَلولٌ بيِّنة الذُّلِّ من دواب ذُلُل وفي حديث ابن الزبير بعض الذُّلِّ أَبْقَى للأَهل والمال معناه أَن الرجل إِذا أَصابته خُطَّة ضَيْم يناله فيها ذُلٌّ فصبَر عليها كان أَبْقَى له ولأَهله وماله فإِذا لم يصبر ومَرَّ فيها طالباً للعز غَرَّر بنفسه وأَهله وماله وربما كان ذلك سبباً لهلاكه وعَيْرُ المَذَلَّة الوتِدُ لأَنه يُشَجُّ رأْسه وقوله ساقَيْتُهُ كأْسَ الرَّدَى بأَسِنَّة ذُلُلٍ مُؤَلَّلة الشِّفار حِدَاد إِنما أَراد مُذَلّلة بالإِحداد أَي قد أُدِقَّت وأُرِقَّت وقوله أَنشده ثعلب وذَلَّ أَعْلى الحَوْض من لِطَامها أَراد أَن أَعلاه تَثَلَّم وتهدَّم فكأَنه ذَلَّ وقَلَّ وفي الحديث اللهم اسْقِنا ذُلُل السحاب هو الذي لا رعد فيه ولا بَرْق وهو جمع ذَلُول من الذِّلّ بالكسر ضد الصعب ومنه حديث ذي القرنين أَنه خُيِّر في ركوبه بين ذُلُل السحاب وصِعابه فاختار ذُلُله والذُّلُّ والذِّلُّ الرِّفْقُ والرحمة وفي التنزيل العزيز واخْفِضْ لهما جَناحَ الذُّلِّ من الرحمة وفي التنزيل العزيز في صفة المؤمنين أَذِلَّة على المؤْمنين أَعِزَّة على الكافرين قال ابن الأَعرابي فيما روى عنه أَبو العباس معنى قوله أَذِلَّة على المؤمنين رُحَماء رُفَقاء على المؤمنين أَعِزَّة على الكافرين غِلاظ شِداد على الكافرين وقال الزجاج معنى أَذِلَّة على المؤمنين أَي جانبهم لَيِّنٌ على المؤمنين ليس أَنهم أَذِلاَّء مُهانون وقوله أَعِزَّة على الكافرين أَي جانبهم غليظ على الكافرين وقوله عز وجل وذُلِّلَت قُطوفُها تَذْليلاً أَي سُوَّيت عناقيدها وذُلِّيَت وقيل هذا كقوله قطوفها دانية كلما أَرادوا أَن يَقْطِفُوا شيئاً منها ذُلِّل ذلك لهم فدَنا منهم قُعوداً كانوا أَو مضطجعين أَو قياماً قال أَبو منصور وتذليل العُذُوق في الدنيا أَنها إِذا انشقَّت عنها كَوَافيرها التي تُغَطِّيها يَعْمِد الآبِر إِليها فيُسَمِّحُها ويُيَسِّرها حتى يُذلِّلها خارجة من بين ظُهْران الجريد والسُّلاَّء فيسهل قِطافها عند يَنْعها وقال الأَصمعي في قول امرئ القيس وكَشْحٍ لَطِيف كالجَدِيل مُخَصَّرٍ وساقٍ كأُنْبوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّل قال أَراد ساقاً كأُنبوب بَرْديٍّ بين هذا النخل المُذَلَّل قال وإِذا كان أَيام الثمرة أَلَحَّ الناس على النخل بالسَّقْي فهو حينئذ سَقِيٌّ قال وذلك أَنعم للنخيل وأَجْوَد للثمرة وقال أَبو عبيدة السَّقِيُّ الذي يسقيه الماء من غير أَن يُتَكلَّف له السقي قال شمر وسأَلت ابن الأَعرابي عن المُذلَّل فقال ذُلِّلَ طريقُ الماء إِليه قال أَبو منصور وقيل أَراد بالسَّقِيِّ العُنْقُر وهو أَصل البَرْدِيِّ الرَّخْص الأَبيض وهو كأَصل القَصَب وقال العَجّاج على خَبَنْدَى قَصَب ممكور كعُنْقُرات الحائر المسكور وطريق مُذَلَّل إِذا كان مَوْطُوءاً سَهْلاً وذِلُّ الطريق ما وُطْئَ منه وسُهِّل وطريق ذَلِيلٌ من طُرُق ذُلُل وقوله تعالى فاسْلُكي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً فسره ثعلب فقال يكون الطريق ذَليلاً وتكون هي ذَلِيلة وقال الفراء ذُلُلاً نعت السُّبُل يقال سبيل ذَلُولٌ وسُبُل ذُلُلٌ ويقال إِن الذُّلُل من صفات النحل أَي ذُلِّلت ليخرج الشراب من بطونها وذُلِّل الكَرْمُ دُلِّيت عناقيده قال أَبو حنيفة التدْليل تسوية عناقيد الكرْم وتَدْلِيتها والتذْليل أَيضاً أَن يوضع العِذْق على الجريدة لتحمله قال امرؤ القيس وساق كأُنبوب السَّقِيِّ المُذَلَّل وفي الحديث كم من عِذْق مُذَلَّل لأَبي الدَّحْداح تذليل العُذوق تقدم شرحه وإِن كانت العين( * قوله « وإن كانت العين » أي من واحد العذوق وهو عذق ) مفتوحة فهي النخلة وتذليلها تسهيل اجتناء ثمرتها وإِدْناؤها من قاطفها وفي الحديث تتركون المدينة على خير ما كانت عليه مُذَلَّلة لا يغشاها إِلاَّ العوافي أَي ثمارها دانية سهلة التناول مُخَلاَّة غير مَحْمِيَّة ولا ممنوعة على أَحسن أَحوالها وقيل أَراد أَن المدينة تكون مُخَلاَّة أَي خالية من السكان لا يغشاها إِلاَّ الوحوش وأُمور الله جارية على أَذلالها وجارية أَذلالَها أَي مَجاريها وطرقها واحدها ذِلٌّ قالت الخنساء لتَجْرِ المَنِيَّةُ بعد الفتى ال مُغادَر بالمَحْو أَذْلالَها أَي لتَجْر على أَذلالها فلست آسى على شيءٍ بعده قال ابن بري الأَذلال المَسالك ودَعْه على أَذْلاله أَي على حاله لا واحد له ويقال أَجْرِ الأُمور على أَذلالها أَي على أَحوالها التي تَصْلُح عليها وتَسْهُل وتَتَيسر الجوهري وقولهم جاءَ على أَذلاله أَي على وجهه وفي حديث عبدالله ما من شيءٍ من كتاب الله إِلاَّ وقد جاءَ على أَذلاله أَي على وجوهه وطرُقه قال ابن الأَثير هو جمع ذِلٍّ بالكسر يقال ركبوا ذِلَّ الطريق وهو ما مُهِّد منه وذُلِّل وفي خُطبة زياد إِذا رأَيتموني أُنْفِذ فيكم الأَمرَ فأَنْفِذُوه على أَذلالِه ويقال حائط ذَلِيل أَي قصير وبيت ذَلِيلٌ إِذا كان قريب السَّمْك من الأَرض ورمح ذَلِيل أَي قصير وذَلَّت القوافي للشاعر إِذا سَهُلت وذَلاذِلُ القميص ما يَلي الأَرض من أَسافله الواحد ذُلذُلٌ مثل قُمْقُم وقَماقِم قال الزَّفَيانُ يَنْعَت ضِرْغامة إِنَّ لنا ضِرْغامةً جُنادِلا مُشَمِّراً قد رَفَع الذَّلاذِلا وكان يَوْماً قَمْطَرِيراً باسِلا وفي حديث أَبي ذرّ يَخرج من ثَدْيِهِ يَتَذَلْذَل أَي يَضْطرِب مِن ذَلاذِل الثوب وهي أَسافله وأَكثر الروايات يتزلزل بالزاي والذُّلْذُلُ والذِّلْذِل والذِّلْذِلةُ والذُّلَذِلُ والذُّلَذِلةُ كله أَسافل القميص الطويل إِذا ناسَ فأَخْلَق والذَّلَذِلُ مقصور عن الذَّلاذِل الذي هو جمع ذلك كله وهي الذّناذِنُ واحدها ذُنْذُنٌ
ذمل
الذَّمِيلُ ضرب من سير الإِبل وقيل هو السير الليِّن ما كان وقيل هو فوق العَنَقِ قال أَبو عبيد إِذا ارتفع السير عن العَنَق قليلاً فهو التَّزَيُّد فإِذا ارتفع عن ذلك فهو الذَّمِيلُ ثم الرَّسِيم ذَمَل يَذْمُل ويَذْمِل ذَمْلاً وذُمُولاً وذَمِيلاً وذَمَلاناً وهي ناقة ذَمُول من نُوق ذُمُل قال الأَصمعي ولا يَذْمُل بعير يوماً وليلة إِلاَّ مَهْرِيٌّ وفي حديث قُسٍّ يَسِير ذَمِيلاً أَي سَيْراً سريعاً لَيِّناً وأَصله في سير الإِبل ابن الأَعرابي الذَّمِيلةُ المُعْيِيَةُ ويقال للأَبْرَص الأَذْمَل والأَعْرم والأَبْقَع قال وجمع الذَّامِلة من النوق الذَّوامِل قال الشاعر تَخُبُّ إِليه اليَعْمَلاتُ الذَّوامِلُ وذامِلٌ وذُمَيْلٌ اسمان
ذهل
الذَّهْل تَرْكُكَ الشيءَ تَناساه على عَمْد أَو يَشْغَلك عنه شُغْلٌ تقول ذَهَلْت عنه وذَهِلْتُ وأَذْهَلَني كذا وكذا عنه وأَنشد أَذْهَلَ خِلِّي عن فِراشِي مَسْجَدُهْ وفي التنزيل العزيز يوم تَذْهَلُ كلُّ مُرْضِعة عما أَرضعت أَي تَسْلُو عن ولدها ابن سيده ذَهَل الشيءَ وذَهَل عنه وذَهِلَه وذَهِل بالكسر عنه يَذْهَل فيهما ذَهْلاً وذُهُولاً تركه على عَمْد أَو غَفَل عنه أَو نَسِيَه لشُغُل وقيل الذَّهْل السُّلوُّ وطيب النَّفْس عن الإِلْف وقد أَذْهَله الأَمر وأَذْهلَه عنه ومَرَّ ذَهْل من الليل وذُهْل أَي قِطْعة وقيل ساعة منه مثل دَهْل والدال أَعلى وجاءَ بعد ذَهْل من الليل ودَهْل أَي بعد هَدْءٍ وأَنشد ابن بري لأَبي جهمة الذهلي مَضَى من الليل ذَهْلٌ وهي واحدةٌ كأَنَّها طائرٌ بالدَّوِّ مَذْعُور قال وقال أَبو زكريا التبريزي دَهْل بدال غير معجمة قال وكذا أَنشده في الحَماسة والذُّهْلُول من الخيل الجَوادُ الدَّقيق وذُهْل قبيلة وذُهْلٌ حَيٌّ من بكر وهما ذُهْلان كلاهما من ربيعة أَحدهما ذُهْلُ بن شيبان بنِ ثَعْلبةَ بنِ عُكَابة والآخر ذُهْل بنُ ثعلبة بن عُكَابة وقد سَمَّوا ذُهْلاً وذُهْلانَ وذُهَيلاً
ذول
الذال حرف هجاء وهو حرف مجهور يكون أَصلاً لا بدلاً ولا زائداً قال ابن سيده وإِنما حكمت على أَلفها أَنها منقلبة عن واو لأَن عينها أَلف مجهولة الانقلاب وتصغيرها ذُوَيْلة وقد ذَوَّلْت ذالاً والذَّوِيلُ اليابس من النبات وغيره هذه رواية ابن دريد والصحيح الدَّويل بالدال المهملة
ذيل
الذَّيْل آخر كل شيء وذَيْل الثوب والإِزارِ ما جُرَّ منه إِذا أُسْبِل والذَّيْل ذَيْلُ الإِزار من الرِّداء وهو ما أُسْبِل منه فأَصاب الأَرض وذَيْل المرأَة لكل ثوب تَلْبَسه إِذا جرَّته على الأَرض من خلفها الجوهري الذيلُ واحد أَذْيال القميص وذُيولِه وذَيْلُ الرِّيح ما انسحب منها على الأَرض وذيل الرِّيح ما تتركه في الرمال على هيئة الرَّسَن ونحوه كأَنَّ ذلك إِنما هو أَثَرُ ذَيْل جرَّته قال لكل ريح فيه ذَيْلٌ مَسْفور وذَيْلُها أَيضاً ما جرَّته على وجه الأَرض من التراب والقَتام والجمع من كل ذلك أَذْيال وأَذْيُل الأَخيرة عن الهَجَرِيِّ وأَنشد لأَبي البقرات النخعي وثلاثاً مِثلَ القَطا مائِلاتٍ لَحَفَتْهُن أَذْيُلُ الرِّيح تُرْبا والكثير ذُيول قال النابغة كأَنَّ مَجَرَّ الرَّامِساتِ ذُيُولَها عليه قَضِيمٌ نمَّقتْه الصَّوانِعُ( * في ديوان النابغة حصير بدل قضيم )
وقيل أَذْيالُ الرِّيح مآخِيرها التي تُكْسَحُ بها ما خَفَّ لها وذَيْلُ الفرس والبعير ونحوهما ما أَسْبَلَ من ذَنَبه فتَعَلَّق وقيل ذَيْلُه ذنبه وذَالَ يَذِيل وأَذْيَل صار له ذيْلٌ وذالَ به شالَ وكذلك الوعِلُ بذنَبه وفرس ذائلٌ ذو ذَيْلٍ وذَيَّال طويل الذَّيل وفي الصحاح طويل الذنب والأُنثى ذائلة وقال ابن قتيبة ذائل طويل الذَّيل وذَيَّالٌ طويل الذيل وفي التهذيب أَيضاً طويل الذنب وأَنشد ابن بري لعباس بن مِرْداس وإِني حاذِرٌ أَنْمِي سلاحِي إِلى أَوْصالِ ذَيَّالٍ مَنيع فإِن كان الفرس قصيراً وذنبه طويلاً قالوا ذائل والأُنثى ذائلة أَو قالوا ذَيَّالُ الذنب فيذكرون الذنب ويقال لذنب الفرس إِذا طال ذَيل أَيضاً وكذلك الثور الوحشي والذَّيَّال من الخيلِ المُتَبَختِر في مَشْيه واسْتِنانه كأَنه يَسْحَب ذَيْلَ ذنَبه وذالَ الرجل يَذِيل ذَيْلاً تَبَخَترَ فجرَّ ذَيْله قال طرفة يصف ناقة فَذَالَتْ كما ذالَتْ وَليدةُ مَجْلِسٍ تُرِي رَبَّها أَذْيالَ سَحْلٍ مُمَدَّد يعني أَنها جَرَّت ذنبها كما ذالت مملوكة تسقي الخمر في مجلس وفي حديث مصعب بن عمير كان مترفاً في الجاهلية يدَّهن بالعَبِير ويُذِيلُ يُمْنَة اليَمَن أَي يُطيل ذَيْلها واليُمنة ضرب من برود اليمن ويقال ذات الجارية في مَشْيها تَذِيل ذَيْلاً إِذا ماسَت وجَرَّت أَذيالها على الأَرض وتبخترت وذالت الناقةُ بذنبها إِذا نشَرتْه على فخذيها خالد بن جَنْبَة قال ذَيْلُ المرأَة ما وقع على الأَرض من ثوبها من نواحيها كلها قال فلا نَدْعو للرَّجُل ذَيْلاً فإِن كان طويل الثوب فذلك الإِرْفال في القميص والجُبَّة والذَّيْلُ في دِرْع المرأَة أَو قِناعها إِذا أَرْخَتْه وتذيلت الدابةُ حرَّكت ذنَبها من ذلك والتَّذَيُّل التَّبَخْتُر منه ودِرْع ذائلةٌ وذائل ومُذالةٌ طويلة والذّائل الدِّرْع الطويلة الذَّيْل قال النابغة وكلّ صَمُوتٍ نَثْلة تُبَّعِيَّة ونَسْجُ سُلَيْم كلَّ قَضّاءَ ذائِلِ يعني سليمان بن داود على نبينا وعليهما السلام والصَّمُوتُ الدِّرْع التي إِذا صُبَّت لم يسمع لها صوت وذَيَّل فلان ثوبه تَذييلاً إِذا طوّله ومُلاءٌ مُذَيَّلٌ طويلُ الذيل وثوب مُذَيَّل قال الشاعر عَذَارَى دَوارٍ في مُلاء مُذَيَّلِ
( * هذا البيت من معلقة امرئ القيس وصدره فعَنّ لنا سِربٌ كأنّ نِعاجَه )
ويقال أَذالَ فلان ثوبه أَيضاً إِذا أَطالَ ذَيْله قال كثيِّر على ابن أَبي العاصي دلاصٌ حَصِينةٌ أَجادَ المُسَدِّي سَرْدَها فأَذالَها وأَذالَت المرأَةُ قِناعَها أَي أَرْسَلَتْه وحَلْقة ذائلة ومُذالة رَقيقة لطيفة مع طُول والمُذالُ من البسيط والكامل ما زِيدَ على وتِده من آخر البيت حرفان وهو المُسَبّغ في الرَّمَل ولا يكون المُذال في البسيط إِلاَّ من المُسَدّس ولا في الكامل إِلاَّ من المربع مثال الأَول قوله إِنَّا ذَمَمْنا على ما خَيَّلَتْ سَعْدُ بنُ زيدٍ وعَمْراً من تَمِيمْ ومثال الثاني قوله جَدَثٌ يكونُ مُقامُه أَبَداً بمُخْتَلَِفِ الرِّياحْ فقوله رَنْ من تميمْ مستفعلان وقوله تَلَِفِرْ رِياحْ مُتَفاعلان وقال الزجاج إِذا زيد على الجزء حرف واحد وذلك الجزء مما لا يُزاحَف فاسمه المُذال نحو متفاعلان أَصله متفاعلن فزدت حرفاً فصار ذلك الحرف بمنزلة الذَّيْل للقميص وذَال الشيءُ يَذيلُ هانَ وأَذَلْته أَنا أَهَنْته ولم أُحْسِن القِيام عليه وأَذَالَ فلان فرسه وغلامه إِذا أهانَه والإِذالةُ الإِهانة وفي الحديث نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إِذالة الخيل وهو امْتِهانُها بالعمل والحملِ عليها وفي رواية باتَ جبريل عليه السلام يعاتبني في إِذالة الخيل أَي إِهانَتِها والاسْتِخْفاف بها ومنه الحديث الآخر أَذالَ الناسُ الخيلَ وقيل إِنهم وضَعُوا أَدَاة الحرب عنها وأَرسلوها والمُذالُ المُهانُ وقيل للأَمَة المُهانةِ المُذالةُ وفي المثل أَخْيَلُ من مُذالةٍ وهي الأَمَة لأَنها تُهان وهي تَتَبَخْتَر ويقال ذَيْل ذائل وهو الهَوان والخِزْيُ وقولهم جاء أَذْيالٌ من الناس أَي أَواخِرُ منهم قليل وذالَت المرأَةُ والناقةُ تَذِيل هُزِلت وفسدت وأَذَلْتها أَهْزَلْتها وهو من ذلك والمُذَيَّلُ والمُتَذَيّلُ المُتَبَذِّلُ وبنو الذَّيّال بطن من العرب
رأل
الرَّأْل ولد النَّعام وخص بعضهم به الحَوْلِيَّ منها قال امرؤ القيس كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ منه على رالِ أَراد على رَأْل فإِما أَن يكون خفف تخفيفاً قياسيّاً وإِما أَن يكون أَبدل إِبدالاً صحيحاً على قول أَبي الحسن لأَن ذلك أَمكن للقافية إِذ المخفف تخفيفاً قياسيّاً في حكم المحقق والجمع أَرْؤُلٌ ورِئْلانٌ ورِئالٌ ورِئالةٌ قال طفيل أَذُودُهمُ عنكمْ وأَنتمْ رِئالةٌ شِلالاً كما ذِيدَ النِّهالُ الخَوامِسُ قال ابن سيده وأُرى الهاء لحقت الرِّئال لتأْنيث الجماعة كما لحقت في الفِحالةِ والأُنثى رَأْلة أَنشد ثعلب أَبْلِغِ الحرثَ عني أَنَّني شَرُّ شَيْخٍ في إِيادٍ ومُضَرْ رَأْلَةٌ مُنْتَتِفٌ بُلْعُومُها تأْكُلُ الفَثَّ وخَمّانَ الشجَرْ ونَعامة مُرْئِلةٌ ذات رَأْلٍ وقولُ بعض الأَغْفال يصف امرأَة رَاودَتْه قامَتْ إِلى جَنْبِي تَمَسُّ أَيْرِي فَزَفَّ رَأْلي واسْتُطِيرت طَيْري إِنما أَراد أَن فيه وحشية كالرَّأْل من الفَزَع وهذا مثل قولهم شالَت نَعامَتُهم أَي فَزِعوا فَهَربوا واسترأَلت الرِّئْلانُ كَبِرَتْ( * قوله « كبرت » الذي في القاموس كبرت أسنانها وضبطت الباء بضمها وقال الشارح ليس في الباب لفظة أسنانها ) واسْتَرْأَلَ النباتُ إِذا طال شبّه بعُنُق الرَّأْل ومَرَّ فلان مُرَائلاً إِذا أَسرع والرُّؤالُ مهموز الزيادة في أَسنان الدابة والرُّؤَال والرّاؤُول لُعاب الدَّوابِّ عن ابن السكيت ورواه أَبو عبيد بغير همز وصرح بذلك وقيل الرُّؤَالُ زَبَدُ الفرس خاصة والمِرْوَلُ الرَّجل الكثير الرُّؤَال وهو اللُّعاب أَبو زيد الرُّؤَال والرُّؤَام اللُّعاب وابن رَأْلانَ رجل من سِنْبِس طَيِّءٍ وهو من الباب الذي يكون فيه الشيء غالباً عليه اسمٌ يكون لكلِّ مَن كان من أُمَّتِه أَو كان في صفته قال سيبويه وكابن الصَّعِق قولهم ابن رَأْلان وابن كُراع ليس كلُّ من كان ابناً لرَأْلانَ وابناً لكُراعٍ غلب عليه الاسم والنسَبُ إِليه رَأْلانِيٌّ كما قالوا في ابن كراع كُراعِيٌّ وذاتُ الرِّئال وجَوُّ رِئال موضعان قال الأَعشى تَرْتَعِي السَّفْحَ فالكَثِيبَ فذا قا رٍ فَرَوْضَ القَطا فذاتَ الرِّئالِ وقال الراعي وأَمْسَتْ بوادي الرَّقْمَتَينِ وأَصبحَتْ بجوِّ رِئالٍ حيثُ بَيِّنَ فالقُهْ الجوهري وذاتُ الرِّئالِ رَوْضَةٌ والرِّئال كواكِبُ
رأبل
الرِّئْبالُ من أَسماء الأَسد والذئب يهمز ولا يهمز مثل حَلأْتُ السَّوِيقَ وحَلَّيْتُ والجمع الرَّآبيل قال ابن بري وليس حرف اللين فيه بدلاً من الهمزة قال ابن سيده وإِنما قضيت على رِئبال المهموز أَنه رباعي على كثرة زيادة الهمزة من جهة قولهم في هذا المعنى رِيبال بغير همز وذلك أَن ريبالاً بغير همز لا يخلو من أَن يكون فِيعالاً أَو فِعْلالاً فلا يكون فِيعالاً لأَنه من أَبنية المصادر ولا فِعْلالاً وياؤُه أَصل لأَن الياء لا تكون أَصلاً في بنات الأَربعة فثبت من ذلك أَن رِئبالاً فِعلال همزته أَصل بدليل قولهم خرجوا يَتَرَأْبَلُون وأَن ريبالاً مخفف عنه تخفيفاً بدليّاً وإِنما قَضَينا على تخفيف همزة ريبال أَنه بدليّ لقول بعض العرب يصف رجلاً هو لَيْثٌ أَبو رَيابِل وإِنما قال ريابل ولم يقل رَيابيل لأَن بعده عَسَّافُ مَجاهِل وحكى أَبو علي ريابيل العرب للُصوصِهم فإِن قلت فإِن رِئبالاً فِئعال لكثرة زيادة الهمزة وقد قالوا تَرَبَّل لحمه قلنا إِن فِئعالاً في الأَسماء عدم ولا يسوغ الحمل على باب إِنْقَحْلٍ ما وُجِد عنه مندوحة وأَمّا تربَّل لحمه مع قولهم رِئبال فمن باب سِبَطْرٍ إِنما هو في معنى سَبْطٍ وليس من لفظه ولأْآل للذي يَبِيع اللُّؤْلُؤ فيه بعض حروفه وليس منه ولا يجب أَن يُحمل قولهم يَتَرأْبلون على باب تَمَسْكَن وتَمَدْرَعَ وخرجوا يَتَمغْفَرُون لقلة ذلك وقال بعضهم همزة رِئبال بدل من ياء وفي حديث ابن أُنَيْس كأَنه الرِّئبال الهَصُور أَي الأَسد والجمع الرَّآبل والرَّيابِيلُ على الهمز وتركه وذئب رِئْبالٌ ولِصٌّ رِئبال وهو من الجُرْأَة وتَرَأْبَلُوا تَلَصَّصُوا وخرجوا يَتَرأْبَلُون إِذا غزَوْا على أَرجلهم وحدهم بلا والٍ عليهم وفَعل ذلك من رَأْبَلَتِه وخُبْثِه وتَرَأْبَلَ تَرَأْبُلاً ورَأْبَلَ رَأْبَلةً وفلان يَتَرأْبَلُ أَي يُغِير على الناس ويَفعل فِعْل الأَسد وقال أَبو سعيد يجوز فيه ترك الهمز وأَنشد لجرير رَيابِيل البلادِ يَخَفْنَ منِّي وحَيّةُ أَرْيَحاء ليَ اسْتَجابا قال ابن بري البيت في شعر جرير شَياطِينُ البلاد يَخَفْن زَأْرِي وأَريحاء بيت المَقْدِس( * قوله « وأريحاء بيت المقدس » اريحاء كزليخاء وكربلاء وتقصر وفي ياقوت بين اريحاء وبيت المقدس يوم للفارس في جبال صعبة المسلك ) قال ومثله للنُّمَيري ويلقى كما كُنّا يداً في قتالنا رَيابِيل ما فينا كَهامٌ ولا نِكْسُ ابن سيده وقيل الرِّئْبال الذي تلده أُمه وحده وفعل ذلك من رَأْبَلته وخُبثه والرَّأْبَلة أَن يمشي الرجل مُتكفِّئاً في جانبيه كأَنه يَتَوَجَّى
ربل
الرَّبْلَةُ والرَّبَلَةُ تسكن وتُحرّك قال الأَصمعي والتحريك أَفصح كل لحمة غليظة وقيل هي ما حول الضَّرْع والحياء من باطن الفخذ وقيل هي باطن الفخذ وجمعها الرَّبَلات وقال ثعلب الرَّبَلات أُصُولُ الأَفخاذ قال كأَنَّ مجَامِعَ الرَّبَلات منها فِئامٌ يَنْهَضُون إِلى فِئامِ وقال المُسْتَوْغِر بن ربيعة يصف فرساً عَرِقت وبهذا البيت سمي المستوغر يَنِشُّ الماءُ في الرَّبَلاتِ منها نَشِيشَ الرَّضْفِ في اللَّبنِ الوَغِيرِ قال وامرأَة رَبِلة ورَبْلاء ضَخْمة الرَّبَلات ولكل إِنسانٍ رَبَلَتانِ وامرأَة رَبْلاء رفْغاء أَي ضيّقة الأَرْفاغِ والرَّبَالُ كثرة اللحم والشحم وفي المحكم الرَّبالَةُ كثرة اللحم ورجل رَبِيل كثير اللحم ورَبِلُ اللحم وأَنشد ابن بري للقطامي عَلى الفِراش الضَّجِيعُ الأَغْيَدُ الرَّبِلُ وأَنشد أَيضاً للأَخطل بحُرَّةٍ كأَتانِ الضَّحْلِ ضَمَّرَها بعد الرَّبالةِ تَرْحالي وتَسْيارِي وامرأَة رَبِلة ومُتَرَبِّلة كثيرة اللحم والشحم والرَّبِيلة السَّمَن والخَفْض والنَّعْمة قال أَبو خِراش ولم يَكُ مَثْلُوجَ الفُؤادِ مُهَبَّجاً أَضاعَ الشَّبابَ في الرَّبِيلة والخَفْضِ ويروى مُهَبَّلاً والرَّبِيلة المرأَة السمينة وتَرَبَّلَت المرأَة كثر لحمها ورَبَلَت أَيضاً كذلك ورَبَل بنو فلان يَرْبُِلُون كثر عَدَدُهم ونَمَوْا وقال ثعلب رَبَل القومُ كَثُرُوا أَو كَثُر أَولادهم وأَموالهم وفي حديث بني إِسرائيل فلما كَثُروا ورَبَلُوا أَي غَلُظوا ومنه تَربَّل جسمُه إِذا انتفخ ورَبا قال هذا قول الهروي والرَّبْل ضروب من الشجر إِذا بَردَ الزمان عليها وأَدبر الصيف تَقطَّرَت بورق أَخضر من غير مطر يقال منه تَرَبَّلت الأَرض ابن سيده والرَّبْل ورق يتفطر في آخر القيظ بعد الهَيْج ببرد الليل من غير مطر والجمع رُبول قال الكميت يصف فِراخ النعام أَوَيْنَ إِلى مُلاطِفةٍ خَضُودٍ لمَأْكَلِهِنّ أَطْرافَ الرُّبُول يقول أَوَيْنَ إِلى أُم مُلاطِفةٍ تُكَسّر لهن أَطراف الشجر ليأْكلن ورَبْلٌ أَرْبَلُ كأَنهم أَرادوا المبالغة والإِجادة قال الرّاجز أُحِبُّ أَنْ أَصْطادَ ضَبًّا سَحْبَلا ووَرَلاً يَرْتادُ رَبْلاً أَرْبَلا( * قوله « احب إلخ » كذا في النسخ هنا والمحكم أيضاً وسيأتي في رمل وسحبل احب أن اصطاد ضباً سحبلا رعى الربيع والشتاء ارملا )
وقد تَرَبَّل الشحرُ قال ذو الرمة مُكُوراً ونَدْراً من رُخامَى وخِطْرةٍ وما اهْتَزَّ مِن ثُدَّائِه المُتَرَبِّل وخرجوا يَتَرَبَّلُون يَرْعَوْن الرَّبْلَ ورَبَلَت الأَرضُ وأَرْبَلت كثر رَبْلُها وقيل لا يزال بها رَبْل وأَرض مِرْبال كثيرة الرَّبْل ورَبَلَت المراعي كثر عُشْبُها وأَنشد الأَصمعي وذُو مُضاضٍ رَبَلَتْ منه الحُجَرْ حيث تَلاقَى واسِطٌ وذُو أَمَرْ قال الحُجَر داراتٌ في الرَّمْل والمُضاض نَبْت الفراء الرِّيبال النبات المُلتفّ الطويل وترَبَّلت الأَرض اخْضَرَّت بعد اليُبس عند إِقبال الخريف والرَّبْل ما تَربَّل من النبات في القيظ وخرج من تحت اليبيس منه نبات أَخضر والرَّبِيل اللِّصُّ الذي يَغْزو القوم وحده وفي حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أَنه قال انظروا لنا رجلاً يَتَجنَّب بنا الطَّريقَ فقالوا ما نعلم إِلا فلاناً فإِنه كان رَبيلاً في الجاهلية التفسير لطارق بن شهاب حكاه الهروي في الغَرِيبين ورآبِلةُ العرب هم الخُبَثاء المُتَلَصِّصُون على أَسْؤُقهم وقال الخطابي هكذا جاء به المحدِّث بالباء الموحدة قبل الياء قال وأُراه الرَّيْبَل الحرف المعتل قبل الحرف الصحيح يقال ذئب رِيبال ولِصٌّ رِيبال وهو من الجُرأَة وارْتِصاد الشَّرّ وقد تقدّم ورَبالٌ اسم وخرجوا يتربَّلون أَي يَتَصيَّدون والرِّيبال بغير همز الأَسد ومشتق منه وقد تقدّم ذكره قال أَبو منصور هكذا سمعته بغير همز قال ومن العرب من يهمزه قال وجمعه رآبلة والرِّيبال بغير همز أَيضاً الشيخ الضعيف وفعل ذلك من رَأْبَلته وخُبْثه
ربحل
الرِّبَحْل التارُّ في طول وقيل التامُّ الليث هو سِبَحْل رِبَحْل إِذا وُصف بالتَّرارة والنَّعْمة وجارية سِبَحْلة رِبَحْلة ضخمة لَحِيمة جيِّدة الخَلْق في طول أَيضاً وبعير رِبَحْل عظيم وقيل لابْنَةِ الخُسِّ أَيُّ الإِبل خير ؟ فقالت السِّبَحْل الرِّبَحْل الراحلةُ الفَحْل ورجل رِبَحْل عظيم الشأْن وفي حديث ابن ذي يَزَن ومَلِكاً رِبَحْلاً الرِّبَحْلُ بكسر الراء وفتح الباء الكثير العطاء
رتل
الرَّتَلُ حُسْن تَناسُق الشيء وثَغْرٌ رَتَلٌ ورَتِلٌ حَسَن التنضيد مُستوي النباتِ وقيل المُفَلَّج وقيل بين أَسنانه فُروج لا يركب بعضها بعضاً والرَّتَلُ بياض الأَسنان وكثرة مائها وربما قالوا رجل رَتِلُ الأَسنان مثل تَعِبٍ بَيِّنُ الرَّتَل إِذا كان مُفَلَّج الأَسنان وكلامٌ رَتَل ورَتِلٌ أَي مُرَتَّلٌ حسَنٌ على تؤدة ورَتَّلَ الكلامَ أَحسن تأْليفه وأَبانَه وتمَهَّلَ فيه والترتيلُ في القراءة التَّرَسُّلُ فيها والتبيين من غير بَغْيٍ وفي التنزيل العزيز ورَتِّل القرآن ترتيلاً قال أَبو العباس ما أَعلم الترتيل إِلاَّ التحقيق والتبيين والتمكين أَراد في قراءة القرآن وقال مجاهد الترتيل الترسل قال ورَتَّلته ترتيلاً بعضه على أَثر بعض قال أَبو منصور ذهب به إِلى قولهم ثغر رَتَلٌ إِذا كان حسن التنضيد وقال ابن عباس في قوله ورتل القرآن ترتيلاً قال بَيِّنْه تبييناً وقال أَبو إسحق والتبيين( * قوله « وقال أبو إسحق والتبيين إلخ » عبارة التهذيب وقال أبو إسحق ورتل القرآن ترتيلاً بينه تبييناً والتبيين إلخ ) لا يتم بأَن يَعْجَل في القراءة وإِنما يتم التبيين بأَن يُبَيِّن جميع الحروف ويُوفِّيها حقها من الإِشباع وقال الضحاك انْبِذْه حرفاً حرفاً وفي صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم كان يُرَتِّل آية آية ترتيلُ القراءة التأَني فيها والتّمهُّلُ وتبيين الحروف والحركات تشبيهاً بالثغر المُرَتَّلِ وهو المُشَبَّه بنَوْر الأُقْحُوان يقال رَتَّلَ القراءة وتَرَتَّل فيها وقوله عز وجل ورَتَّلْناه ترتيلاً أَي أَنزلناه على الترتيل وهو ضد العجلة والتمكُّث فيه هذا قول الزجاج وترتّل في الكلام تَرَسَّل وهو يترتل في كلامه ويترسل والرَّتَلُ والرَّتِلُ الطيِّب من كل شيء وما رَتِل بيِّن الرَّتَل بارد كلاهما عن كراع والرُّتَيْلاء مقصور وممدود عن السيرافي جنس من الهوام والرَّأْتَلَةُ أَن يمشي الرجل مُتَكَفِّئاً في جانبيه كأَنه متكسر العظام والمعروف الرأْبَلةُ
رتبل
الرَّتْبَل القصير
رجل
الرَّجُل معروف الذكرُ من نوع الإِنسان خلاف المرأَة وقيل إِنما يكون رَجلاً فوق الغلام وذلك إِذا احتلم وشَبَّ وقيل هو رَجُل ساعة تَلِدُه أُمُّه إِلى ما بعد ذلك وتصغيره رُجَيْل ورُوَيْجِل على غير قياس حكاه سيبويه التهذيب تصغير الرجل رُجَيْل وعامَّتهم يقولون رُوَيْجِل صِدْق ورُوَيْجِل سُوء على غير قياس يرجعون إِلى الراجل لأَن اشتقاقه منه كما أَن العَجِل من العاجل والحَذِر من الحاذِر والجمع رِجال وفي التنزيل العزيز واسْتَشْهِدوا شَهِيدَين من رِجالكم أَراد من أَهل مِلَّتكم ورِجالاتٌ جمع الجمع قال سيبويه ولم يكسر على بناء من أَبنية أَدْنى العدد يعني أَنهم لم يقولوا أَرْجال قال سيبويه وقالوا ثلاثةُ رَجْلةٍ جعلوه بدلاً من أَرْجال ونظيره ثلاثة أَشياء جعلوا لَفْعاء بدلاً من أَفعال قال وحكى أَبو زيد في جمعه رَجِلة وهو أَيضاً اسم الجمع لأَن فَعِلة ليست من أَبنية الجموع وذهب أَبو العباس إِلى أَن رَجْلة مخفف عنه ابن جني ويقال لهم المَرْجَل والأُنثى رَجُلة قال كلُّ جار ظَلَّ مُغْتَبِطاً غيرَ جيران بني جَبَله خَرَقُوا جَيْبَ فَتاتِهم لم يُبالوا حُرْمَة الرَّجُله عَنى بجَيْبِها هَنَها وحكى ابن الأَعرابي أَن أَبا زياد الكلابي قال في حديث له مع امرأَته فَتَهايَجَ الرَّجُلانِ يعني نفسه وامرأَته كأَنه أَراد فَتَهايَجَ الرَّجُلُ والرَّجُلة فغَلَّب المذكر وتَرَجَّلَتِ المرأَةُ صارت كالرَّجُل وفي الحديث كانت عائشة رضي الله عنها رَجُلة الرأْي قال الجوهري في جمع الرَّجُل أَراجل قال أَبو ذؤيب أَهَمَّ بَنِيهِ صَيْفُهُم وشِتاؤهم وقالوا تَعَدَّ واغْزُ وَسْطَ الأَراجِل يقول أَهَمَّهم نفقةُ صيفهم وشتائهم وقالوا لأَبيهم تعدَّ أَي انصرف عنا قال ابن بري الأَراجل هنا جمع أَرجال وأَرجال جمع راجل مثل صاحب وأَصحاب وأَصاحيب إِلا أَنه حذف الياء من الأَراجيل لضرورة الشعر قال أَبو المُثَلَّم الهذلي يا صَخْرُ ورّاد ماء قد تتابَعَه سَوْمُ الأَراجِيل حَتَّى ماؤه طَحِل وقال آخر كأَن رَحْلي على حَقْباء قارِبة أَحْمى عليها أَبانَيْنِ الأَراجيل أَبانانِ جَبَلانِ وقال أَبو الأَسود الدؤلي كأَنَّ مَصاماتِ الأُسود ببَطْنه مَراغٌ وآثارُ الأَراجِيلِ مَلْعَب وفي قَصِيد كعب بن زهير تَظَلُّ منه سِباعُ الجَوِّ ضامزةً ولا تَمَشَّى بِواديه الأَراجِيلُ وقال كثير في الأَراجل له بجَبُوبِ القادِسِيَّة فالشَّبا مواطنُ لا تَمْشي بهنَّ الأَراجلُ قال ويَدُلُّك على أَن الأَراجل في بيت أَبي ذؤيب جمع أَرجال أَن أَهل اللغة قالوا في بيت أَبي المثلم الأَراجيل هم الرَّجَّالة وسَوْمُهم مَرُّهُم قال وقد يجمع رَجُل أَيضاً على رَجْلة ابن سيده وقد يكون الرَّجُل صفة يعني بذلك الشدّة والكمال قال وعلى ذلك أَجاز سيبويه الجر في قولهم مررت برَجُلٍ رَجُلٍ أَبوه والأَكثر الرفع وقال في موضع آخر إِذا قلت هذا الرَّجُل فقد يجوز أَن تعْني كماله وأَن تريد كل رَجُل تكلَّم ومشى على رِجْلَيْن فهو رَجُل لا تريد غير ذلك المعنى وذهب سيبويه إِلى أَن معنى قولك هذا زيد هذا الرَّجُل الذي من شأْنه كذا ولذلك قال في موضع آخر حين ذكر ابن الصَّعِق وابن كُرَاع وليس هذا بمنزلة زيد وعمرو من قِبَل أَن هذه أَعلام جَمَعَت ما ذكرنا من التطويل فحذفوا ولذلك قال الفارسي إِن التسمية اختصار جُمْلة أَو جُمَل غيره وفي معنى تقول هذا رجل كامل وهذا رجل أَي فوق الغلام وتقول هذا رَجُلٌ أَي راجل وفي هذا المعنى للمرأَة هي رَجُلة أَي راجلة وأَنشد فإِن يك قولُهمُ صادقاً فَسِيقَتْ نسائي إِليكم رِجَالا أَي رواجلَ والرُّجْلة بالضم مصدر الرَّجُل والرَّاجِل والأَرْجَل يقال رَجُل جَيِّد الرُّجلة ورَجُلٌ بيِّن الرُّجولة والرُّجْلة والرُّجْليَّة والرُّجوليَّة الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وهي من المصادر التي لا أَفعال لها وهذا أَرْجَل الرَّجُلين أَي أَشدُّهُما أَو فيه رُجْلِيَّة ليست في الآخر قال ابن سيده وأُراه من باب أَحْنَك الشاتين أَي أَنه لا فعل له وإِنما جاء فعل التعجب من غير فعل وحكى الفارسي امرأَة مُرْجِلٌ تلد الرِّجال وإِنما المشهور مُذْكِر وقالوا ما أَدري أَيُّ ولد الرجل هو يعني آدم على نبينا وعليه الصلاة والسلام وبُرْدٌ مُرَجَّلٌ فيه صُوَر كَصُوَر الرجال وفي الحديث أَنه لعن المُتَرَجِّلات من النساء يعني اللاتي يتشبهن بالرجال في زِيِّهِم وهيآتهم فأَما في العلم والرأْي فمحمود وفي رواية لَعَنَ الله الرَّجُلة من النساء بمعنى المترجِّلة ويقال امرأَة رَجُلة إِذا تشبهت بالرجال في الرأْي والمعرفة والرِّجْل قَدَم الإِنسان وغيره قال أَبو إِسحق والرَّجْل من أَصل الفخذ إِلى القدم أُنْثى وقولهم في المثل لا تَمْشِ برِجْلِ من أَبى كقولهم لا يُرَحِّل رَحْلَك من ليس معك وقوله ولا يُدْرِك الحاجاتِ من حيث تُبْتَغَى من الناس إِلا المُصْبِحون على رِجْل يقول إِنما يَقْضِيها المُشَمِّرون القِيام لا المُتَزَمِّلون النِّيام فأَما قوله أَرَتْنيَ حِجْلاً على ساقها فَهَشَّ الفؤادُ لذاك الحِجِلْ فقلت ولم أُخْفِ عن صاحبي أَلابي أَنا أَصلُ تلك الرِّجِلْ( * قوله « ألابي أنا » هكذا في الأصل وفي المحكم ألائي وعلى الهمزة فتحة )
فإِنه أَراد الرِّجْل والحِجْل فأَلقى حركة اللام على الجيم قال وليس هذا وضعاً لأَن فِعِلاً لم يأْت إِلا في قولهم إِبِل وإِطِل وقد تقدم والجمع أَرْجُل قال سيبويه لا نعلمه كُسِّر على غير ذلك قال ابن جني استغنوا فيه بجمع القلة عن جمع الكثرة وقوله تعالى ولا يَضْرِبْن بأَرْجُلِهن ليُعْلَم ما يُخْفِين من زينتهن قال الزجاج كانت المرأَة ربما اجتازت وفي رجلها الخَلْخال وربما كان فيه الجَلاجِل فإِذا ضَرَبت برِجْلها عُلِم أَنها ذات خَلْخال وزينة فنُهِي عنه لما فيه من تحريك الشهوة كما أُمِرْن أَن لا يُبْدِين ذلك لأَن إِسماع صوته بمنزلة إِبدائه ورجل أَرْجَل عظيم الرِّجْل وقد رَجِل وأَرْكبُ عظيم الرُّكْبة وأَرْأَس عظيم الرأْس ورَجَله يَرْجله رَجْلاً أَصاب رِجْله وحكى الفارسي رَجِل في هذا المعنى أَبو عمرو ارْتَجَلْت الرَّجُلَ إِذا أَخذته برِجْله والرُّجْلة أَن يشكو رِجْله وفي حديث الجلوس في الصلاة إِنه لجَفاء بالرَّجُل أَي بالمصلي نفسه ويروى بكسر الراء وسكون الجيم يريد جلوسه على رِجْله في الصلاة والرَّجَل بالتحريك مصدر قولك رَجِلَ بالكسر أَي بقي راجلاً وأَرْجَله غيره وأَرْجَله أَيضاً بمعنى أَمهله وقد يأْتي رَجُلٌ بمعنى راجل قال الزِّبْرِقان بن بدر آليت لله حَجًّا حافياً رَجُلاً إِن جاوز النَّخْل يمشي وهو مندفع ومثله ليحيى بن وائل وأَدرك قَطَريّ بن الفُجاءة الخارجي أَحد بني مازن حارثي أَمَا أُقاتِل عن دِيني على فرس ولا كذا رَجُلاً إِلا بأَصحاب لقد لَقِيت إِذاً شرّاً وأَدركني ما كنت أَرْغَم في جسمي من العاب قال أَبو حاتم أَما مخفف الميم مفتوح الأَلف وقوله رجلاً أَي راجلاً كما تقول العرب جاءنا فلان حافياً رَجُلاً أَي راجلاً كأَنه قال أَما أُقاتل فارساً ولا راجلاً إِلا ومعي أَصحابي لقد لقيت إِذاً شَرًّا إِن لم أُقاتل وحدي وأَبو زيد مثله وزاد ولا كذا أُقاتل راجلاً فقال إِنه خرج يقاتل السلطان فقيل له أَتخرج راجلاً تقاتل ؟ فقال البيت وقال ابن الأَعرابي قوله ولا كذا أَي ما ترى رجلاً كذا وقال المفضل أَما خفيفة بمنزلة أَلا وأَلا تنبيه يكون بعدها أَمر أَو نهي أَو إِخبار فالذي بعد أَما هنا إِخبار كأَنه قال أَما أُقاتل فارساً وراجلاً وقال أَبو علي في الحجة بعد أَن حكى عن أَبي زيد ما تقدم فَرجُلٌ على ما حكاه أَبو زيد صفة ومثله نَدُسٌ وفَطُنٌ وحَذْرٌ وأَحرف نحوها ومعنى البيت كأَنه يقول اعلموا أَني أُقاتل عن ديني وعن حَسَبي وليس تحتي فرس ولا معي أَصحاب ورَجِلَ الرَّجُلُ رَجَلاً فهو راجل ورَجُل ورَجِلٌ ورَجِيلٌ ورَجْلٌ ورَجْلان الأَخيرة عن ابن الأَعرابي إِذا لم يكن له ظهر في سفر يركبه وأَنشد ابن الأَعرابي عَلَيّ إِذا لاقيت لَيْلى بخلوة أَنَ آزدار بَيْتَ الله رَجْلانَ حافيا والجمع رِجَالٌ ورَجَّالة ورُجَّال ورُجَالى ورُجَّالى ورَجَالى ورُجْلان ورَجْلة ورِجْلة ورِجَلة وأَرْجِلة وأَراجل وأَراجيل وأَنشد لأَبي ذؤيب واغُزُ وَسْط الأَراجل قال ابن جني فيجوز أَن يكون أَراجل جمع أَرْجِلة وأَرْجِلة جمع رِجال ورجال جمع راجل كما تقدم وقد أَجاز أَبو إِسحق في قوله في ليلة من جُمادى ذات أَنديةٍ أَن يكون كَسَّر نَدًى على نِداء كجَمَل وجِمال ثم كَسَّر نِداء على أَندِية كرِداء وأَرْدِية قال فكذلك يكون هذا والرَّجْل اسم للجمع عند سيبويه وجمع عند أَبي الحسن ورجح الفارسي قول سيبويه وقال لو كان جمعاً ثم صُغِّر لرُدَّ إِلى واحده ثم جُمِع ونحن نجده مصغراً على لفظه وأَنشد بَنَيْتُه بعُصْبةٍ من ماليا أَخشى رُكَيْباً ورُجَيْلاً عاديا وأَنشد وأَيْنَ رُكَيْبٌ واضعون رِحالهم إِلى أَهل بيتٍ من مقامة أَهْوَدا ؟ ويروى من بُيُوت بأَسودا وأَنشد الأَزهري وظَهْر تَنُوفةٍ حَدْباء تمشي بها الرُّجَّالُ خائفةً سِراعا قال وقد جاء في الشعر الرَّجْلة وقال تميم بن أَبي
( * قوله « تميم بن أبي » هكذا في الأصل وفي شرح القاموس واأنشده الأزهري لأبي مقبل وفي التكملة قال ابن مقبل )
ورَجْلة يضربون البَيْضَ عن عُرُض قال أَبو عمرو الرَّجْلة الرَّجَّالة في هذا البيت وليس في الكلام فَعْلة جاء جمعاً غير رَجْلة جمع راجل وكَمْأَة جمع كَمْءٍ وفي التهذيب ويجمع رَجاجِيلَ والرَّجْلان أَيْضاً الراجل والجمع رَجْلى ورِجال مثل عَجْلان وعَجْلى وعِجال قال ويقال رَجِلٌ ورَجالى مثل عَجِل وعَجالى وامرأَة رَجْلى مثل عَجْلى ونسوة رِجالٌ مثل عِجال ورَجالى مثل عجالى قال ابن بري قال ابن جني راجل ورُجْلان بضم الراء قال الراجز ومَرْكَبٍ يَخْلِطني بالرُّكْبان يَقي به اللهُ أَذاةَ الرُّجْلان ورُجَّال أَيضاً وقد حكي أَنها قراءة عبد الله في سورة الحج وبالتخفيف أَيضاً وقوله تعالى فإِن خِفْتم فرِجالاً أَو رُكْباناً أَي فَصَلُّوا رُكْباناً ورِجالاً جمع راجل مثل صاحب وصِحاب أَي إِن لم يمكنكم أَن تقوموا قانتين أَي عابدين مُوَفِّين الصَّلاةَ حَقَّها لخوف ينالكم فَصَلُّوا رُكْباناً التهذيب رِجالٌ أَي رَجَّالة وقوم رَجْلة أَي رَجَّالة وفي حديث صلاة الخوف فإِن كان خوف هو أَشدّ من ذلك صَلوا رِجالاً ورُكْباناً الرِّجال جمع راجل أَي ماش والراجل خلاف الفارس أَبو زيد يقال رَجِلْت بالكسر رَجَلاً أَي بقيت راجِلاً والكسائي مثله والعرب تقول في الدعاء على الإِنسان ما له رَجِلَ أَي عَدِمَ المركوبَ فبقي راجلاً قال ابن سيده وحكى اللحياني لا تفعل كذا وكذا أُمُّك راجل ولم يفسره إِلا أَنه قال قبل هذا أُمُّك هابل وثاكل وقال بعد هذا أُمُّك عَقْري وخَمْشى وحَيْرى فَدَلَّنا ذلك بمجموعة أَنه يريد الحزن والثُّكْل والرُّجْلة المشي راجلاً والرَّجْلة والرِّجْلة شِدَّة المشي خكاهما أَبو زيد وفي الحديث العَجْماء جَرْحها جُبَار ويَرْوي بعضم الرِّجْلُ جُبارٌ فسَّره من ذهب إِليه أَن راكب الدابة إِذا أَصابت وهو راكبها إِنساناً أَو وطئت شيئاً بيدها فضمانه على راكبها وإِن أَصابته برِجْلها فهو جُبار وهذا إِذا أَصابته وهي تسير فأَمَّا أَن تصيبه وهي واقفة في الطريق فالراكب ضامن أَصابت ما أَصابت بيد أَو رجل وكان الشافعي رضي الله عنه يرى الضمان واجباً على راكبها على كل حال نَفَحَتْ برِجلها أَو خبطت بيدها سائرة كانت أَو واقفة قال الأَزهري الحدث الذي رواه الكوفيون أَن الرِّجل جُبار غير صحيح عند الحفاظ قال ابن الأَثير في قوله في الحديث الرِّجل جُبار أَي ما أَصابت الدابة برِجْلها فلا قَوَد على صاحبها قال والفقهاء فيه مختلفون في حالة الركوب عليها وقَوْدها وسَوْقها وما أَصابت برِجْلها أَو يدها قال وهذا الحديث ذكره الطبراني مرفوعاً وجعله الخطابي من كلام الشعبي وحَرَّةٌ رَجْلاءُ وهي المستوية بالأَرض الكثيرة الحجارة يَصْعُب المشي فيها وقال أَبو الهيثم حَرَّة رَجْلاء الحَرَّة أَرض حجارتها سُودٌ والرَّجْلاء الصُّلْبة الخَشِنة لا تعمل فيها خيل ولا إِبل ولا يسلكها إِلا راجل ابن سيده وحَرَّة رَجْلاء لا يستطاع المشي فيها لخشونتها وصعوبتها حتى يُتَرَجَّل فيها وفي حديث رِفاعة الجُذامي ذِكْر رِجْلى هي بوزن دِفْلى حَرَّةُ رِجْلى في ديار جُذام وتَرَجَّل الرجلُ ركب رِجْليه والرَّجِيل من الخيل الذي لا يَحْفى ورَجُلٌ رَجِيل أي قَوِيٌّ على المشي قال ابن بري كذلك امرأَة رَجِيلة للقوية على المشي قال الحرب بن حِلِّزة أَنَّى اهتديتِ وكُنْتِ غير رَجِيلةٍ والقومُ قد قَطَعوا مِتان السِّجْسَج التهذيب ارْتَجَل الرجلُ ارتجالاً إِذا ركب رجليه في حاجته ومَضى ويقال ارْتَجِلْ ما ارْتَجَلْتَ أَي اركب ما ركبت من الأُمور وتَرَجَّل الزَّنْدَ وارتجله وضعه تحت رجليه وتَرَجَّل القومُ إِذا نزلوا عن دوابهم في الحرب للقتال ويقال حَمَلك الله على الرُّجْلة والرُّجْلة ههنا فعل الرَّجُل الذي لا دابة له ورَجَلَ الشاةَ وارتجلها عَقَلها برجليها ورَجَلها يَرْجُلها رَجْلاً وارتجلها علَّقها برجلها والمُرَجَّل من الزِّقاق الذي يُسْلَخ من رِجْل واحدة وقيل الذي يُسْلَخ من قِبَل رِجْله الفراء الجِلْد المُرَجَّل الذي يسلخ من رِجْل واحدة والمَنْجُول الذي يُشَقُّ عُرْقوباه جميعاً كما يسلخ الناسُ اليومَ والمُزَقَّق الذي يسلخ من قِبَل رأْسه الأَصمعي وقوله أَيام أَلْحَفُ مِئْزَري عَفَرَ الثَّرى وأَغُضُّ كُلَّ مُرَجَّلٍ رَيَّان
( * قوله « أَيام ألحف إلخ » تقدم في ترجمة غضض أيام أسحب لمتي عفر الملا ولعلهما روايتان )
أَراد بالمُرَجَّل الزِّقَّ الملآن من الخَمْر وغَضُّه شُرْبُه ابن الأَعرابي قال المفضل يَصِف شَعْره وحُسْنه وقوله أَغُضّ أَي أَنْقُص منه بالمِقْراض ليستوي شَعَثُه والمُرَجَّل الشعر المُسَرَّح ويقال للمشط مِرْجَل ومِسْرَح وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم نَهَى عن الترَجُّل إِلا غِبًّا الترجل والترجيل تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه ومعناه أَنه كره كثرة الادِّهان ومَشْطَ الشعر وتسويته كل يوم كأَنه كره كثرة التَّرفُّه والتنعم والرُّجْلة والترجيل بياض في إِحدى رجلي الدابة لا بياضَ به في موضع غير ذلك أَبو زيد نَعْجة رَجْلاء وهي البيضاء إِحدى الرجلين إِلى الخاصرة وسائرها أَسود وقد رَجِلَ رَجَلاً وهو أَرْجَل ونعجة رَجْلاء ابْيَضَّتْ رَِجْلاها مع الخاصرتين وسائرها أَسود الجوهري الأَرجل من الخيل الذي في إِحدى رجليه بياض ويُكْرَه إِلا أَن يكون به وَضَحٌ غيره قال المُرَقِّش الأَصغر أَسِيلٌ نَبِيلٌ ليس فيه مَعابةٌ كُمَيْتٌ كَلَوْن الصِّرف أَرْجَل أَقرَح فمُدِح بالرَّجَل لَمَّا كان أَقرح قال وشاة رَجْلاء كذلك وفرس أَرْجَل بَيِّن الرَّجَل والرُّجْلة ورَجَّلَت المرأَةُ ولدَها
( * قوله « ورجلت المرأة ولدها » ضبط في القاموس مخففاً وضبط في نسخ المحكم بالتشديد )
وضَعَتْه بحيث خَرَجَتْ رِجْلاه قبْل رأْسه عند الولادة وهذا يقال له اليَتْن الأُموي إِذا وَلَدت الغنمُ بعضُها بعد بعض قيل وَلَّدتُها الرُّجَيْلاء مثال الغُمَيْصاء ووَلَّدتها طَبَقة بعد طَبَقة ورِجْلُ الغُراب ضَرْب من صَرِّ الإِبل لا يقدر الفصيل على أَن يَرْضَع معه ولا يَنْحَلُّ قال الكميت صُرَّ رِجْلَ الغُراب مُلْكُكَ في النا س على من أَراد فيه الفجورا رِجْلَ الغراب مصدر لأَنه ضرب من الصَّرِّ فهو من باب رَجَع القَهْقَرى واشتمل الصَّمَّاء وتقديره صَرًّا مثل صَرِّ رِجْل الغُراب ومعناه اسْتَحْكَم مُلكُك فلا يمكن حَلُّه كما لا يمكن الفَصِيلَ حَلُّ رِجْل الغراب وقوله في الحديث الرُّؤيا لأَوَّلِ عابر وهي على رِجْل طائر أَي أَنها على رِجْلِ قَدَرٍ جارٍ وقضاء ماضٍ من خير أَو شَرٍّ وأَن ذلك هو الذي قَسَمه الله لصاحبها من قولهم اقتسموا داراً فطار سهمُ فلان في ناحيتها أَي وَقَعَ سهمُه وخَرج وكلُّ حَركة من كلمة أَو شيء يَجْري لك فهو طائر والمراد أَن الرؤيا هي التي يُعَبِّرها المُعَبِّر الأَول فكأَنها كانت على رِجْل طائر فسقطت فوقعتْ حيث عُبِّرت كما يسقط الذي يكون على رِجْل الطائر بأَدنى حركة ورِجْل الطائر مِيسَمٌ والرُّجْلة القُوَّةُ على المشي رَجِلَ الرَّجُلُ يَرْجَل رَجَلاً ورُجْلة إِذا كان يمشي في السفر وحده ولا دابة له يركبها ورَجُلٌ رُجْليٌّ للذي يغزو على رِجليه منسوب إِلى الرُّجْلة والرَّجيل القَوِيُّ على المشي الصبور عله وأَنشد حَتى أُشِبَّ لها وطال إِيابُها ذو رُجْلة شَثْنُ البَراثِن جَحْنَبُ وامرأَة رَجِيلة صَبُورٌ على المشي وناقة رَجِيلة ورَجُل راجل ورَجِيل قويٌّ على المشي وكذلك البعير والحمار والجمع رَجْلى ورَجالى والرَّجِيل أَيضاً من الرجال الصُّلْبُ الليث الرُّجْلة نجابة الرَّجِيل من الدواب والإِبل وهو الصبور على طول السير قال ولم أَسمع منه فِعْلاً إِلا في النعوت ناقة رَجِيلة وحمار رَجِيل ورَجُل رَجِيل مَشَّاء التهذيب رَجُل بَيِّن الرُّجولِيَّة والرُّجولة وأَنشد أَبو بكر وإِذا خَلِيلُك لم يَدُمْ لك وَصْلُه فاقطع لُبانَته بحَرْفٍ ضامِر وَجْناءَ مُجْفَرةِ الضُّلوع رَجِيلةٍ وَلْقى الهواجر ذاتِ خَلْقٍ حادر أَي سريعة الهواجر الرَّجِيلة القَوية على المشي وحَرْفٌ شبهها بحَرْف السيف في مَضائها الكسائي رَجُلٌ بَيِّن الرُّجولة وراجل بيِّن الرُّجْلة والرَّجِيلُ من الناس المَشّاء الجيِّد المشي والرَّجِيل من الخيل الذي لا يَعْرَق وفلان قائم على رِجْلٍ إِذا حَزْبَه أَمْرٌ فقام له والرِّجْل خلاف اليد ورِجل القوس سِيَتُها السفْلى ويدها سِيَتُها العليا وقيل رِجْل القوس ما سَفَل عن كبدها قال أَبو حنيفة رِجْل القوس أَتمُّ من يدها قال وقال أَبو زياد الكلابي القوّاسون يُسَخِّفون الشِّقَّ الأَسفل من القوس وهو الذي تُسميه يَداً لتَعْنَت القِياسُ فَيَنْفُق ما عندهم ابن الأَعرابي أَرْجُلُ القِسِيِّ إِذا أُوتِرَت أَعاليها وأَيديها أَسافلها قال وأَرجلها أَشد من أَيديها وأَنشد لَيْتَ القِسِيَّ كلَّها من أَرْجُل قال وطَرفا القوس ظُفْراها وحَزَّاها فُرْضتاها وعِطْفاها سِيَتاها وبَعْدَ السِّيَتين الطائفان وبعد الطائفين الأَبهران وما بين الأَبهَرَين كبدُها وهو ما بين عَقْدَي الحِمالة وعَقْداها يسميان الكُليتين وأَوتارُها التي تُشَدُّ في يدها ورجلها تُسَمَّى الوُقوف وهو المضائغ ورِجْلا السَّهم حَرْفاه ورِجْلُ البحر خليجه عن كراع وارْتَجل الفرسُ ارتجالاً راوح بين العَنَق والهَمْلَجة وفي التهذيب إِذا خَلَط العَنق بالهَمْلجة وتَرَجَّل أَي مشى راجلاً وتَرَجَّل البئرَ تَرَجُّلاً وتَرَجَّل فيها كلاهما نزلها من غير أَن يُدَلَّى وارتجالُ الخُطْبة والشِّعْر ابتداؤه من غير تهيئة وارْتَجَل الكلامَ ارْتجالاً إِذا اقتضبه اقتضاباً وتكلم به من غير أَن يهيئه قبل ذلك وارْتَجَل برأْيه انفرد به ولم يشاور أَحداً فيه والعرب تقول أَمْرُك ما ارْتَجَلْتَ معناه ما استبددت برأْيك فيه قال الجعدي وما عَصَيْتُ أَميراً غير مُتَّهَم عندي ولكنَّ أَمْرَ المرء ما ارْتَجلا وتَرَجَّل النهارُ وارتجل أَي ارتفع قال الشاعر وهاج به لما تَرَجَّلَتِ الضُّحَى عصائبُ شَتى من كلابٍ ونابِل وفي حديث العُرَنِيّين فما تَرَجَّل النهارُ حتى أُتيَ بهم أَي ما ارتفع النهار تشبيهاً بارتفاع الرَّجُل عن الصِّبا وشعرٌ رَجَلٌ ورَجِل ورَجْلٌ بَيْنَ السُّبوطة والجعودة وفي صفته صلى الله عليه وسلم كان شعره رَجِلاً أَي لم يكن شديد الجعودة ولا شديد السبوطة بل بينهما وقد رَجِل رَجَلاً ورَجَّله هو ترجيلاً ورَجُلٌ رَجِلُ الشَّعر ورَجَلُه وجَمْعهما أَرجال ورَجالى ابن سيده قال سيبويه أَما رَجْلٌ بالفتح فلا يُكَسَّرُ استغنوا عنه بالواو والنون وذلك في الصفة وأَما رَجِل وبالكسر فإِنه لم ينص عليه وقياسه قياس فَعُل في الصفة ولا يحمل على باب أَنجاد وأَنكاد جمع نَجِد ونَكِد لقلة تكسير هذه الصفة من أَجل قلة بنائها إِنما الأَعرف في جميع ذلك الجمع بالواو والنون لكنه ربما جاء منه الشيء مُكَسَّراً لمطابقة الاسم في البناء فيكون ما حكاه اللغويون من رَجالى وأَرجال جمع رَجَل ورَجِل على هذا ومكان رَجِيلٌ صُلْبٌ ومكان رَجِيل بعيد الطَّرفين موطوء رَكوب قال الراعي قَعَدوا على أَكوارها فَتَردَّفَتْ صَخِبَ الصَّدَى جَذَع الرِّعان رَجِيلاً وطريق رَجِيلٌ إِذا كان غليظاً وَعْراً في الجَبَل والرَّجَل أَن يُترك الفصيلُ والمُهْرُ والبَهْمة مع أُمِّه يَرْضَعها متى شاء قال القطاميّ فصاف غلامُنا رَجَلاً عليها إِرادَة أَن يُفَوِّقها رَضاعا ورَجَلها يَرْجُلها رَجْلاً وأَرجلها أَرسله معها وأَرجلها الراعي مع أُمِّها وأَنشد مُسَرْهَدٌ أُرْجِل حتى فُطِما ورَجَلَ البَهْمُ أُمَّه يَرْجُلها رَجْلاً رَضَعها وبَهْمة رَجَلٌ ورَجِلٌ وبَهِمٌ أَرجال ورَجَل وارْتَجِلْ رَجَلك أَي عليك شأْنَك فالْزَمْه عن ابن الأَعرابي ويقال لي في مالك رِجْل أَي سَهْم والرِّجْل القَدَم والرِّجْل الطائفة من الشيء أُنثى وخص بعضهم به القطعة العظيمة من الجراد والجمع أَرجال وهو جمع على غير لفظ الواحد ومثله كثير في كلامهم كقولهم لجماعة البقر صِوَار ولجماعة النعام خِيط ولجماعة الحَمِير عانة قال أَبو النجم يصف الحُمُر في عَدْوها وتَطايُر الحصى عن حوافرها كأَنما المَعْزاء من نِضالها رِجْلُ جَرادٍ طار عن خُذَّالها وجمع الرِّجْل أَرجال وفي حديث أَيوب عليه السلام أَنه كان يغتسل عُرياناً فَخَرَّ عليه رِجْلٌ من جَراد ذَهَب الرِّجل بالكسر الجراد الكثير ومنه الحديث كأَنَّ نَبْلهم رِجْلُ جَراد ومنه حديث ابن عباس أَنه دَخَل مكَّة رِجْلٌ من جَراد فَجَعل غِلْمانُ مكة يأْخذون منه فقال أَمَا إِنَّهم لو علموا لم يأْخذوه كَرِه ذلك في الحرم لأَنه صيد والمُرْتَجِل الذي يقع بِرِجْلٍ من جَرَاد فيَشْتَوي منها أَو يطبخُ قال الراعي كدُخَان مُرْتَجِلٍ بأَعلى تَلْعة غَرْثانَ ضَرَّم عَرْفَجاً مبْلُولا وقيل المُرْتَجِل الذي اقتدح النار بزَنْدة جعلها بين رِجْليه وفَتل الزَّنْدَ في فَرْضِها بيده حتى يُورِي وقيل المُرْتَجِل الذي نَصَب مِرْجَلاً يطبخ فيه طعاماً وارْتَجَل فلان أَي جَمَع قِطْعَة من الجَرَاد ليَشْوِيها قال لبيد فتنازعا سَبَطاً يطير ظِلالُه كدخان مُرتَجِلٍ يُشَبُّ ضِرَامُها قال ابن بري يقال للقِطْعة من الجراد رِجْل ورِجْلة والرِّجْلة أَيضاً القطعة من الوحش قال الشاعر والعَيْن عَيْن لِياحٍ لَجَلْجَلَتْ وَسَناً لرِجْلة من بَنات الوحش أَطفال وارْتَجَل الرجلُ جاء من أَرض بعيدة فاقتدح ناراً وأَمسك الزَّنْد بيديه ورجليه لأَنه وحده وبه فَسَّر بعضهم كدُخَان مُرْتَجِلٍ بأَعلى تَلْعةٍ والمُرَجَّل من الجَراد الذي ترى آثار أَجنحته في الأَرض وجاءت رِجْلُ دِفاعٍ أَي جيشٌ كثير شُبّه برِجْل الجَراد وفي النوادر الرَّجْل النَّزْوُ يقال بات الحِصَان يَرْجُل الخيلَ وأَرْجَلْت الحِصانَ في الخيل إِذا أَرسلت فيها فحلاً والرِّجْل السراويلُ الطاقُ ومنه الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه اشترى رِجْلَ سَراوِيل ثم قال للوَزَّان زِنْ وأَرْجِحْ قال ابن الأَثير هذا كما يقال اشترى زَوْجَ خُفٍّ وزوْجَ نَعْل وإِنما هما زَوْجان يريد رِجْلَيْ سراويل لأَن السراويل من لباس الرِّجْلين وبعضهم يُسَمِّي السراويل رِجْلاً والرِّجْل الخوف والفزع من فوت الشيء يقال أَنا من أَمري على رِجْلٍ أَي على خوف من فوته والرِّجْل قال أَبو المكارم تجتمع القُطُر فيقول الجَمَّال لي الرِّجْل أَي أَنا أَتقدم والرِّجْل الزمان يقال كان ذلك على رِجْل فلان أَي في حياته وزمانه وعلى عهده وفي حديث ابن المسيب لا أَعلم نَبِيًّا هَلَكَ على رِجْله من الجبابرة ما هَلَك على رِجْل موسى عليه الصلاة والسلام أَي في زمانه والرِّجْل القِرْطاس الخالي والرِّجْل البُؤْس والفقر والرِّجْل القاذورة من الرجال والرِّجْل الرَّجُل النَّؤوم والرِّجْلة المرأَة النؤوم كل هذا بكسر الراء والرَّجُل في كلام أَهل اليمن الكثيرُ المجامعة كان الفرزدق يقول ذلك ويزعم أَن من العرب من يسميه العُصْفُورِيَّ وأَنشد رَجُلاً كنتُ في زمان غُروري وأَنا اليومَ جافرٌ مَلْهودُ والرِّجْلة مَنْبِت العَرْفج الكثير في روضة واحدة والرِّجْلة مَسِيل الماء من الحَرَّة إِلى السَّهلة شمر الرِّجَل مَسايِلُ الماء واحدتها رِجْلة قال لبيد يَلْمُج البارضَ لَمْجاً في النَّدَى من مَرابيع رِياضٍ ورِجَل اللَّمْج الأَكل بأَطراف الفم قال أَبو حنيفة الرِّجَل تكون في الغِلَظ واللِّين وهي أَماكن سهلة تَنْصَبُّ إِليها المياه فتُمْسكها وقال مرة الرِّجْلة كالقَرِيِّ وهي واسعة تُحَلُّ قال وهي مَسِيل سَهْلة مِنْبات أَبو عمرو الراجلة كَبْش الراعي الذي يَحْمِل عليه متاعَه وأَنشد فظَلَّ يَعْمِتُ في قَوْطٍ وراجِلةٍ يُكَفِّتُ الدَّهْرَ إِلاَّ رَيْثَ يَهْتَبِد أَي يَطْبُخ والرِّجْلة ضرب من الحَمْض وقوم يسمون البَقْلة الحَمْقاء الرِّجْلة وإِنما هي الفَرْفَخُ وقال أَبو حنيفة ومن كلامهم هو أَحمق من رِجْلة يَعْنون هذه البَقْلة وذلك لأَنها تنبت على طُرُق الناس فتُدَاس وفي المَسايل فيَقْلَعها ماء السيل والجمع رِجَل والرِّجْل نصف الراوية من الخَمْر والزيت عن أَبي حنيفة وفي حديث عائشة أُهدي لنا رِجْل شاة فقسمتها إِلاّ كَتِفَها تريد نصف شاة طُولاً فسَمَّتْها باسم بعضها وفي حديث الصعب بن جَثَّامة أَنه أَهدى إِلى النبي صلى الله عليه وسلم رِجْل حمار وهو مُحْرِمٌ أَي أَحد شقيه وقيل أَراد فَخِذه والتَّراجِيل الكَرَفْس سواديّة وفي التهذيب بِلُغَة العجم وهو اسم سَواديٌّ من بُقول البساتين والمِرْجَل القِدْر من الحجارة والنحاسِ مُذَكَّر قال حتى إِذا ما مِرْجَلُ القومِ أَفَر وقيل هو قِدْر النحاس خاصة وقيل هي كل ما طبخ فيها من قِدْر وغيرها وارْتَجَل الرجلُ طبخ في المِرْجَل والمَراجِل ضرب من برود اليمن المحكم والمُمَرْجَل ضرب من ثياب الوشي فيه صور المَراجل فمُمَرْجَل على هذا مُمَفْعَل وأَما سيبويه فجعله رباعيّاً لقوله بشِيَةٍ كشِيَةِ المُمَرْجَل وجعل دليله على ذلك ثبات الميم في المُمَرْجَل قال وقد يجوز أَن يكون من باب تَمَدْرَع وتَمَسْكَن فلا يكون له في ذلك دليل وثوب مِرْجَلِيٌّ من المُمَرْجَل وفي المثل حَدِيثاً كان بُرْدُك مِرْجَلِيّا أَي إِنما كُسيت المَراجِلَ حديثاً وكنت تلبس العَبَاء كل ذلك عن ابن الأَعرابي الأَزهري في ترجمة رحل وفي الحديث حتى يَبْنَي الناسُ بيوتاً يُوَشُّونها وَشْيَ المراحِل ويعني تلك الثياب قال ويقال لها المراجل بالجيم أَيضاً ويقال لها الراحُولات والله أعلم
رحل
: الرَّحْل : مَرْكَبٌ للبعير والناقة وجمعه أَرْحُلٌ و رحالٌ قال طرفة : جازتِ البيدَ إِلى أَرْحُلنا آخِرَ الليل بيَعْفُورِ خَدِرْ و الرَّحالة : نحوه كل ذلك من مَرَاكب النساء وأَنكر الأَزهري ذلك قال : الرَّحْل في كلام العرب على وجوه . قال شمر : قال أَبو عبيدة الرَّحْل بجميع رَبَضه وحَقَبه . وحِلْسه وجميع أَغْرُضه قال : ويقولون أَيضاً لأَعواد الرَّحْل بغير أَداة رَحْل وأَنشد : كأَنَّ رَحْلي وأَداةَ رَحْلي على حَزَابٍ كأَتان الضَّحْلِ قال الأَزهري : وهو كما قال أَبو عبيدة وهو من مراكب الرجال دون النساء وأَما الرِّحالَة فهي أكبر من السَّرْج وتُغَشَّى بالجلود وتكون للخيل والنجائب من الإبل ومنه قول الطِّرِمَّاح : فَتَرُوا النَّجائِبَ عِنْدَذ لك بالرِّحالِ وبالرَّحائِل وقال عنترة فجعلها سَرْجاً : إِذ لا أَزال على رِحَالة سابح نَهْدٍ مَراكِلُه نبيل المَحْزِمِ قال الأَزهري : فقد صح أَن الرَّحْل و الرِّحالة من مراكب الرجال دون النساء . و الرَّحْل في غير هذا : منزل الرجل ومسكنه وبيته . ويقال : دخلت على الرَّجُل رَحْله أَي منزله وفي حديث يزيد بن شَجَرة : أَنه خَطَبَ الناس في بَعْثٍ كان هو قائدهم فَحَثَّهم على الجهاد وقال : إِنكم تَرَوْن ما أَرى من أَصفر وأَحمر وفي الرِّحال ما فيها فاتَّقُوا الله ولا تُخْزُوا الحُورَ العِين يقول : مَعَكُم من زَهْرةِ الدنيا وزُخْرُفها ما يوجب عليكم ذكر نعمة الله عليكم واتِّقاءَ سَخَطِه وأَن تَصْدُقوا العدوَّ القتالَ وتجاهدوهم حق الجهاد فاتقوا الله ولا تَرْكَنوا إِلى الدنيا وزخرفها ولا تُوَلُّوا عن عَدُوِّكم إِذا التقيتم ولا تُخْزُوا الحور العِين بأن لا تُبْلُوا ولا تجتهدوا وأَن تَفْشَلوا عن العدّو فَيُوَلِّين يعني الحُورَ العِين عنكم بخَزاية واستحياء لكم وتفسير الخَزاية في موضعه . و الرَّاحُولُ : الرَّحْل وإِنه لخَصيب الرَّحْل . وانتهينا إلى رِحَالِنا أَي منازلنا . و الرَّحْل : مسكن الرجل وما يصحبه من الأَثاث . وفي الحديث : إِذا ابْتَلَّت النِّعال فالصلاة في الرِّحال أَي صَلُّوا رُكْباناً والنِّعال هنا : الحِرَار واحدها نَعْل . وقال ابن الأَثير : فالصلاة في الرِّحالِ يعني الدُّور والمساكن والمنازل وهي جمع رَحْل وحكى سيبويه عن العرب : وَضَعا رِحَالَهما يعني رَحْلَي الراحلتين فأَجْروا المنفصل من هذا الباب كالرَّحْل مُجْرَى غير المنفصل كقوله تعالى : { فاقطعوا أَيديهما } وكقوله تعالى : { فقد صَغَتْ قلوبُكما } وهذا في المنفصل قليل ولذلك ختم سيبويه به فصل : ظَهْراهُما مثل ظُهور التُّرْسَيْنِ وقد كان يجب أَن يقولوا وَضَعا أَرْحُلَهما لأَن الاثنين أَقرب إِلى أَدنى العدَّة ولكن كذا حكي عن العرب وأَما فقد صَغَتْ قلوبكما فليس بحجة في هذا المكان لأَن القلب ليس له أَدنى عدد ولو كان له أَدنى عدد لكان القياس أَن يُسْتعمل ههنا وقول خطَام : ظَهْراهُما مثل ظُهور التُّرْسَيْنِ من هذا أَيضاً إِنما حكمه مثل أَظهر الترسين لما قدّمنا وهو الرِّحالة وجمعها رَحائل . قال ابن سيده : و الرِّحالة في أَشْعار العرب السَّرْجُ قال الأَعشى : ورَجْرَاجَةٍ تُعْشِي النَّواظِرَ ضَخْمَةٍ وشُعْثٍ على أَكتافِهنَّ الرَّحائلُ قال : و الرِّحالة سَرْجٌ من جلود ليس فيه خشب كانوا يتخذونه للرَّكْض الشديد والجمع الرَّحائل قال أَبو ذَؤيب : تَعْدُو به خَوْصاءُ يَفْصِمُ جَرْيُها حَلَقَ الرِّحالة وهي رِخْوٌ تَمْزَعُ يقول : تَعْدُو فَتَزْفِر فتَفْصِم حَلَق الحِزام وأَنشد الجوهري لعامر بن الطُّفَيْل : ومُقَطِّعٍ حَلَق الرِّحالة سابح ... بادٍ نواجِذُهُ عن الأَظَرابِ وأَنشد لعنترة : إِذ لا أَزال على رِحالةِ سابحٍ ... نَهْدٍ تَعَاوَرَه الكماةُ مُكَلَّمِ وأَنشد ابن بري لعميرة بن طارق : بِفِتْيَانِ صِدْقٍ فوق جُرْدٍ كأَنها طوالب عِقْبان عليها الرَّحائلُ قال : وهو أَكبر من السَّرْج ويُغَشَّى بالجلود ويكون للخيل والنجائب . وقال الجوهري : و الرَّحْل رَحْل البعير وهو أَصغر من القَتَب وثلاثة أَرْحُل والعرب تكني عن القَذْف للرجل بقولهم : يا بن مُلْقَى أَرْحُل الرُّكْبان . ابن سيده : و رَحَل البعير يَرْحَلُه رَحْلاً فهو مرحول و رَحِيل و ارْتَحَلَه : جعل عليه الرَّحْل و رَحَله رَحَلةً : شدَّ عليه أَداته قال الأَعشى : رَحَلَتْ سُمَيَّةُ غُدوةً أَجمالَها غَضْبى عليك فما تقول بَدَالَها وقال المثقِّب العبدي : إِذا ما قمت أَرْحَلُها بليل تَأَوَّهُ آهَةَ الرَّجُل الحَزِينِوفي الحديث : أَن النبي سجد فرَكِبه الحسن فأَبطأَ في سجوده فلما فرغ سئل عنه فقال : إِن ابني ارْتَحَلني فكرهت أَن أُعْجِله أَي جَعَلني كالراحلة فرَكِب على ظهري . وإِنه لَحَسَن الرِّحْلة أَي الرَّحْل للإِبل أَعني شَدَّة لرِحالها قال : ورَحَلوها رِحْلةً فيها رَعَنْ وفي حديث ابن مسعود : إِنما هو رَحْل أَو سَرْج فَرَحْلٌ إلى بيت ا وسَرْجٌ في سبيل الله يريد أَن الإِبل تُرْكَب في الحج والخَيْل في الجهاد الأَزهري : ويقال رَحَلْت البعير أَرْحَله رَحْلاً إِذا علوته . شمر ارتحلت البعيرَ إِذا ركبته بقَتَب أَو اعْرَوْرَيته قال الجعدي : وما عَصَيْتُ أَميراً غير مُتَّهَم عندي ولكنَّ أَمْرَ المرءِ ما ارْتَحلاَ أَي يَرْتَحل الأَمرَ يَرْكَبه . قال شمر : ولو أَن رجلاً صَرَعَ آخر وقعد على ظهره لقلت رأَيته مُرْتَحِله . و مُرْتَحَلُ البعيرِ : موضع رَحْلِه . و ارتحل فلان فلاناً إِذا علا ظهرَه وركبه . وفي بعض الحديث : لَتَكُفَّنَّ عن شَتْمه أَو لأَرْحَلَنَّكَ بسيفي أَي لأَعْلُوَنَّك . يقال : رَحَلْته بما يكره أَي ركبته . وفي الحديث عند اقتراب الساعة : تخرج نار من قَعْر عَدَن تُرَحِّل الناس رواه شعبة قال : ومعنى تُرَحِّل أَي تَرْحَل معهم إِذا رَحَلوا وتَنْزِل معهم إِذا نزلوا وتَقِيل إِذا قالوا جاء به متصلاً بالحديث قال شمر : وقيل معنى تُرَحِّلهم أَي تُنْزِلهم المَرَاحِل وقيل : تحملهم على الرَّحِيل قال : و الترحيل و الارحال بمعنى الإشخاص والإزعاج . يقال : رَحَل الرجلُ إِذا سار و أَرحلته أَنا . ورجل رَحْول وقوم رُحَّل أَي يرتحلون كثيراً . ورَجُل رَحَّال : عالم بذلك مُجِيدٌ له . وإِبل مُرَحَّلة : عليها رحالُها وهي أَيضاً التي وُضِعت عنها رِحَالُها قال : سوى تَرْحيلِ راحلةٍ وعَينٍ أُكالئُها مخافة أَن تناماو الرَّحُول و الرَّحُولة من الإِبل : التي تصلح أَن تُرْحَل وهي الراحلة تكون للذكر والأُنثى فاعِلة بمعنى مفعولة وقد يكون على النسب و أَرْحَلَها صاحِبُها : رَاضَها حتى صارت راحلة . قال أَبو زيد : أَرْحَلَ الرجلُ البعيرَ وهو رجُلٌ مُرْحِل وذلك إِذا أَخذ بعيراً صَعْباً فجعله راحلة . وروي عن النبي أَنه قال : تجدون الناس بعدي كإِبلٍ مائةٍ ليس فيها راحلة الراحِلةُ من الإِبل : البعيرُ القويُّ على الأسفار والأَحمال وهي التي يختارها الرجل لمَرْكَبه و رَحْله على النَّجابة وتمام الخَلْق وحسن المَنْظَر وإِذا كانت في جماعة الإِبل تَبَيَّنَتْ وعُرِفت يقول : فالناس متساوون ليس لأَحد منهم على أَحد فضل في النسب ولكنهم أَشباه كإِبلٍ مائةً ليست فيها راحلة تتبين فيها وتتميز منها بالتمام وحسن المَنْظَر قال الأَزهري : هذا تفسير ابن قتيبة وقد غلط في شيئين منه : أحدهما أَنه جعل الراحلة الناقة وليس الجَمَل عنده راحلة و الراحلة عند العرب كل بعير نجيب سواءُ كان ذكراً أَو أُنثى وليست الناقة أَولى باسم الراحلة من الجمل تقول العرب للجمل إِذا كان نجيباً راحلة وجمعه رواحل ودخول الهاء في الراحلة للمبالغة في الصفة كما يقال رجل داهية وباقعة وعَلاَّمة وقيل : إِنما سميت راحلة لأَنها تُرْحَل كما قال الله عز وجل : { في عيشة راضية } أَي مَرْضِيَّة و { خُلِق من ماء دافق } أَي مدفوق وقيل : سميت راحلة لأَنها ذات رَحْل وكذلك عيشة راضية ذات رضاً وماءٌ دافق ذو دَفْق وأَما قوله : إِن النبي أَراد أَن الناس متساوون في النسب ليس لأَحد منهم فضل على الآخر ولكنهم أَشباه كإِبل مائة ليس فيها راحلة فليس المعنى ما ذهب إليه قال : والذي عندي فيه أَن الله تعالى ذَمَّ الدنيا ورُكونَ الخلق إِليها وحَذّرَ عباده سُوء مَغَبَّتِها وزَهَّدهم في اقتنائها وزُخْرُفها وضرَب لهم فيها الأَمثال ليَعُوها ويعتبروا بها فقال عز وجل : { اعْلَمُوا أَنما الحياة الدنيا لَعِبٌ ولهوٌ وزينة وتَفاخُر } الآية . وكان النبي يُحَذِّر أَصحابه بما حَذَّرهم اللَّه تعالى من ذميم عواقبها وينهاهم عن التَّبَقُّر فيها ويُزَهِّدهم فيما زَهَّدهم الله فيه منها فرَغِب أَكثرُ أَصحابه بعدَه فيها وتَشَاحُّوا عليها وتنافسوا في اقتنائها حتى كان الزهد في النادر القليل منهم فقال النبي : تجدون الناس بعدي كإِبل مائةٍ ليس فيها راحلة ولم يُرد بهذا تساويهم في الشر ولكنه أَراد أَن الكامل في الخير والزهد في الدنيا مع رغبته في الآخرة والعمل لها قليل كما أن الراحلة النجيبة نادرة في الإبل الكثيرة . قال : وسمعت غير واحد من مشايخنا يقول : إن زُهَّاد أَصحاب سيدنا رسولا لم يَتتامُّوا عشرة مع وُفور عَدَدهم وكثرة خيرهم وسَبْقِهم الأُمة إلى ما يستوجبون به كريم المآب برحمة الله إياهم ورضوانه عنهم فكيف من بعدهم وقد شاهدوا التنزيل وعاينوا الرسول وكانوا مع الرغبة التي ظَهَرَت منهم في الدنيا خيرَ هذه الأُمَّة التي وصفها الله عز وجل فقال : { كنتم خير أُمة أُخرجت للناس } وواجب على من بعدهم الاستغفارُ لهم والتَّرحُّم عليهم وأَن يسأَلوا الله تعالى أَن لا يجعل في قلوبهم غِلاًّ لهم ولا يذكروا أَحداً منهم بما فيه مَنْقَصة لهم وا يرحمنا وإِياهم ويَتَغَمَّد زلَلنا بحلمه إِنه هو الغفور الرحيم وقول دكين : أَصبحتُ قد صالَحَنِي عواذلي ... بعد الشِّقاق ومَشَتْ رواحِلي قيل : تَرَكْتُ جَهْلي وارْعَوَيْت وأَطَعْت عواذلي كما تُطِيع الراحلةُ زاجرَها فتمشي وقول زهير : وعُرِّيَ أَفراسُ الصِّبا ورَواحِلُه استعاره للصِّبا يقول : ذهبت قوّة شبابي التي كانت تَحْمِلني كماتحمل الفرسُ و الراحلةُ صاحبَهما . ويقال للراحلة التي ريضَت وأُدِّبَت : قد أُرْحِلَت إِرحالاً وأُمْهِرَت إِمهاراً إِذا جعلها الرائض مَهْريَّةً و رِاحلة . الجوهري : الراحلة المَرْكَب من الإِبل ذكراً كان أَو أُنثى . و الرِّحَال : الطنافس الحيريَّة ومنه قول الأَعشى : ومَصَابِ غاديةٍ كأَنَّ تِجَارَها نَشَرَتْ عليه بُرودَها ورِحالَها و المُرَحَّل : ضَرْب من برود اليمن سُمِّي مُرَحَّلاً لأَن عليه تصاوير رَحْل . ومِرْطٌ مُرَحَّل : إِزارُ خَزَ فيه عَلَمٌ وقال الأَزهري : سمي مُرَحَّلاً لما عليه من تصاوير رَحْل وما ضاهاه قال الفرزدق : عليهنَّ راحُولاتُ كلِّ قَطِيفة من الخَزِّ أَو من قَيْصَرَانَ عِلامُهاقال الرَّاحولات الرَّحْل المَوْشِيُّ على فاعُولات قال : وقَيْصَران ضرب من الثياب المَوْشِيَّة . ومِرْطٌ مُرَحَّل : عليه تصاوير الرّحال . وفي الحديث : أَن رسولا خرج ذات يوم وعليه مِرْطٌ مُرَحَّل الذي قد نُقِش فيه تصاوير الرِّحال . وفي حديث عائشة وذكرت نساء الأَنصار : فقامت كُلُّ واحدة إلى مِرْطِها المُرَحَّل . ومنه الحديث : كان يصلي وعليه من هذه المُرَحَّلات يعني المُروط المُرَحَّلة وتجمع على المَرَاحِل . وفي الحديث : حتى يبني الناس بيوتاً يُوَشُّونها وَشْيَ المَرَاحِل يعني تلك الثياب ويقال لذلك العمل التَّرْحِيل ويقال لها المَرَاجِل بالجيم أَيضاً ويقال لها الراحُولات . وناقة رَحِيلة و رحَلةٍ أَي شديدة قوية على السير وكذلك جَمَلٌ رَحِيل . وبعير ذو رُحْلة أَي قوَّة على السير الأَزهري : وبعير مِرْحَل و رَحِيل إِذا كان قَويّاً وفي نوادر الأَعراب : ناقة رَحِيلة و رَحِيلٌ و مُرْحِلة و مُسْتَرْحِلة أَي نَجيبة . وبعير مُرْحِل إِذا كان سَمِيناً وإِن لم يكن نَجِيباً . وبعير ذو رُحلة و رِحْلة إِذا كان قوّياً على أَن يَرْحَل . و ارْتَحَل البعيرُ رحْلةً : سار فَمَضَى ثم جَرَى ذلك في المنطق حتى قيل ارْتَحَلَ القومُ عن المكان ارتحالاً . و رَحَلَ عن المكان يَرْحَل وهو رَاحِلٌ من قوم رُحَّل : انتقل قال : رَحَلْت من أَقْصَى بلادِ الرُّحَّلِ من قُلَل الشِّحْر فَجَنْبَيْ مَوْحَلِ ورَحَّلَ غيرَه قال الشاعر : لا يَرْحَل الشيبُ عن دارٍ يَحُلُّ بها حَتَّى يُرَحِّل عنها صاحب الدار ِ ويروى : عامر الدار . و التَّرحُّلو الارتحال : الانتقال وهو الرِّحْلة و الرُّحْلة . و الرِّحْلة : اسم للارتحال للمَسير . يقال : دَنَتْ رِحْلَتُنا . و رَحَلَ فلان و ارتحل و تَرَحَّل بمعنى . وفي الحديث : في نَجَابة ولا رُحْلة الرُّحلة بالضم : القُوَّة والجَوْدة أَيضاً ويروى بالكسر بمعنى الارتحال وحكى اللحياني : إِنه لذو رِحْلة إلى الملوك ورُحْلة . وقال بعضهم : الرِّحْلة الارتحال و الرُّحْلة بالضم الوجه الذي تأْخذ فيه وتريده تقول : أَنتم رُحْلتي أَي الذي أَرتحل إليهم . و أَرْحَلَتِ الإِبلُ سمنت بعد هُزال فأَطاقت الرِّحْلة . و راحَلْت فلاناً إِذا عاونته على رِحْلته و أَرْحَلْته إِذا أَعطيته راحِلة و رَحَّلْته بالتشديد إِذا أَظعنته من مكان وأَرسلته . ورجل مُرْحِل أَي له رواحل كثيرة كما يقال مُعْرِب إِذا كان له خَيْلٌ عِرابٌ عن أَبي عبيد وإِذا عَجِلَ الرَّجُل إِلى صاحبه بالشَّرَّ قيل : اسْتَقْدَمَتْ رِحالَتُكَ وأَما قول امرىء القيس : فإِمَّا تَرَيْني في رِحالةِ جابرٍ على حَرَجٍ كالقَرِّ تَخْفِق أَكفانِي فيقال : إِنما أَراد به الحَرَجَ وليس ثَمَّ رِحالة في الحقيقة هذا كما يقال جاء فلان على ناقة الحَذَّاء يَعْنُون النَّعْل وجابر : اسم رَجُلٍ نَجَّار . ابن سيده : الرُّحْلة السَّفْرَة الواحدة . و الرَّحِيل : اسم ارتحال القوم للمسير قال : أَما الرَّحِيلُ فَدُونَ بعدِ غَدٍ فمتى تَقُولُ الدَّارَ تَجْمَعُنا و الرَّحِيل : القَوِيُّ على الارتحال والسير والأُنثى رَحِيلة . وفي حديث النابغة الجعدي : أَن ابن الزبير أَمَرَ له براحلةٍ رَحِيل قال المبرد : راحِلة رَحِيل أَي قَوِيٌّ على الرِّحْلة كما يقال فَحْل فَحِيل ذو فِحْلة وجَمَل رَحِيل وناقة رَحِيلة بمعنى النجيب والظَّهِير قال : ولم تثبت الهاء في رَحِيل لأَن الراحلة تقع على الذَّكَر . و المُرْتَحَل : نقيض المَحَلِّ وأَنشد قول الأَعشى : إِنَّ مَحَلاًّ وإِنَّ مُرْتَحَلاَ يريد إِنَّ ارتحالاً وإِنَّ حُلولاً قال : وقد يكون المُرْتَحَل اسم الموضع الذي يُحَلُّ فيه . قال : و التَّرَحُّل ارتحال في مُهْلَة ويفسر قول زهير : ومَنْ لا يَزَلْ يَسْتَرْحِل النَّاسَ نفسَه ولا يُعْفِها يوماً من الذُّلِّ يَنْدَم تفسيرين : أَحدهما أَنه يَذِلُّ لهم حتى يَرْكَبوه بالأَذى ويستذلوه والثاني أَنه يسأَلهم أَن يَحْملوا عنه كَلَّه وثِقْله ومؤنته ومن قال هذا القول روى البيت : ولا يُعفها يوماً من الناس يُسْأَم قال ذلك كله ابن السكيت في كتابه في المعاني وغيره . الجوهري : و اسْتَرْحَله أَي سأَله أَن يَرْحَل له . و رَحْلُ الرجلِ : مَنْزِلُه ومسكنُه والجمع أَرْحُل . وفي حديث عمر : قال يا رسولا حَوَّلت رَحْلي البارحة كَنَى بِرَحْله عن زوجته أَراد به غِشْيانَها في قُبُلها من جهة ظهرها لأَن المجامع يعلو المرأَة ويركبها مما يلي وجهها فحيث ركبها من جهة ظهرها كَنَى عنه بتحويل رَحْلِه إِمَّا أَن يريد به المنزل والمأْوى وإِما أَن يريد به الرَّحْل الذي تُرْكَب عليه الإِبلُ وهو الكُور . وشاة رَحْلاء : سوداء بيضاء موضع مَرْكَب الراكب من مآخير كتفيها وإِن ابيضَّت واسودَّ ظهرها فهي أَيضاً رَحْلاء الأَزهري : فإِن ابيضَّت إِحدى رجليها فهي رَجْلاء . وقال أَبو الغوث : الرَّحْلاء من الشِّياه التي ابيض ظهرها واسودَّ سائرها قال : وكذلك إِذا اسودَّ ظهرها وابيض سائرها قال : ومن الخيل التي ابيض ظهرها لا غير . وفرس أَرْحَل : أَبيض الظهر ولم يَصِل البياضُ إلى البطن ولا إِلى العَجُز ولا إِلى العُنُق وإِن كان أَبيض الظهر فهو آزر . و تَرَحَّله : رَكِبَه بمكروه . الأَزهري : يقال إِن فلاناً يَرْحَل فلاناً بما يكره أَي يركبه . ويقال : رَحَلْت له نفسي إِذا صبرت على أَذاه . و الرَّحِيل : منزل بين مكة والبصرة . و راحِيلُ : اسم أُمِّ يوسف على نبينا وعليه الصلاة والسلام . و رِحْلة : هَضْبَة معروفة زعم ذلك يعقوب وأَنشد : تُرادَى على دِمْنِ الحِياض فإِن تَعَفْ فإِنَّ المُنَدَّى رِحْلةٌ فَرَكُوبُ قال : ورَكُوب هَضْبة أَيضاً ورواية سيبويه : رِحْلة فرُكُوب أَي أَن يُشَدّ رَحْلهافتُرْكَب . و المَرْحَلة : واحدة المَراحِل يقال بيني وبين كذا مَرْحَلة أَو مَرْحلتان . و المَرْحَلة : المنزلة يُرْتَحل منها وما بين المنزلين مَرْحلة والله أعلم
رخل
الرِّخْل والرَّخِل الأُنثى من أَولاد الضأْن والذَّكَر حَمَلٌ والجمع أَرْخُل ورِخال ورُخَال بضم الراء مثل ظِئْر وظُؤَار وشاة رُبَّى ورُباب ورِخْلانٌ أَيضاً وفي الحديث أَن ابن عباس سئل عن رجل أَسلم في مائة رِخْل فقال لا خير فيه وإِنما كره السَّلَم فيها لتفاوت صفاتْها وقدر سِنِّها وهي الرِّخْلة والرَّخِلة ويقال للرِّخل رِخْلة وقول الكميت ولو وُليَ الهُوجُ السَّوائحُ بالذي وُلِينا به ما دَعْدَع المُترَخِّل يريد صاحب الرِّخال التي يُرَبِّيها وبنو رُخَيْلة بطن
ردخل
الليث الإِرْدَخْل التارُّ السَّمِين قال أَبو منصور لم أَسمع الإِرْدَخْل لغير الليث
ردعل
الرِّدَعْل صغار الأَولاد قال عجير أَلا هل أَتى النصريُّ مَتْرَكُ صِبْيَتي رِدعْلاً ومَسْبَى القوم غَصْباً نِسائياً ؟ قال الرِّدَعْل الصِّغار
رذل
الرَّذْل والرَّذِيل والأَرذل الدُّون من الناس وقيل الدُّون في مَنْظَره وحالاته وقيل هو الدُّون الخَسيس وقيل هو الرَّديء من كل شيء ورجل رَذْل الثياب والفعل والجمع أَرذال ورُذَلاء ورُذُول ورُذَال الأَخيرة من الجمع العزيز والأَرْذَلون ولا تفارق هذه الأَلف واللام لأَنها عَقِيبة مِن وقوله عز وجل واتَّبَعك الأَرْذَلون قاله قوم نوح له قال الزجاج نسبوهم إِلى الحِياكة والحِجامة قال والصِّناعات لا تَضُرُّ في باب الديانات والأُنثى رَذْلة وقد رَذُل فلان بالضم يَرْذُل رَذالة ورُذُولة فهو رَذْلٌ ورُذال بالضم وأَرْذَله غيره ورَذَله يَرْذُله رَذْلاً جعله كذلك وهم الرَّذْلون والأَرذال وهو مَرْذُول وحكى سيبويه رُذِل قال كأَنه وضع ذلك فيه يعني أَنه لم يَعْرض لرُذِل ولو عَرض له لقال رذَّله وشَدَّد وثوب رَذْل ورَذيل وَسِخٌ رديءٌ والرُّذال والرُّذالة ما انْتُقي جَيِّده وبقي رديئه والرَّذِيلة ضد الفضيلة ورُذالة كل شيء أَردؤُه ويقال أَرْذَلَ فلان دراهمي أَي فَسَّلها وأَرْذَلَ غنمي وأَرْذَلَ من رجاله كذا وكذا رَجُلاً وهم رُذالة الناس ورُذالهم وقوله تعالى ومنكم من يُردُّ إِلى أَرذل العمر قيل هو الذي يَخْرَف من الكِبَر حتى لا يَعْقِل وبَيَّنه بقوله لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً وفي الحديث وأَعوذ بك من أَن أُرَدَّ إِلى أَرذل العمر أَي آخره في حال الكِبَر والعجز والأَرْذَل من كل شيء الرَّديء منه
رسل
الرَّسَل القَطِيع من كل شيء والجمع أَرسال والرَّسَل الإِبل هكذا حكاه أَبو عبيد من غير أَن يصفها بشيء قال الأَعشى يَسْقِي رياضاً لها قد أَصبحت غَرَضاً زَوْراً تَجانف عنها القَوْدُ والرَّسَل والرَّسَل قَطِيع بعد قَطِيع الجوهري الرَّسَل بالتحريك القَطِيع من الإِبل والغنم قال الراجز أَقول للذَّائد خَوِّصْ برَسَل إِني أَخاف النائبات بالأُوَل وقال لبيد وفِتْيةٍ كالرَّسَل القِمَاح والجمع الأَرْسال قال الراجز يا ذائدَيْها خَوِّصا بأَرْسال ولا تَذُوداها ذِيادَ الضُّلاَّل ورَسَلُ الحَوْض الأَدنى ما بين عشر إِلى خمس وعشرين يذكر ويؤَنث والرَّسَل قَطيعٌ من الإِبِل قَدْر عشر يُرْسَل بعد قَطِيع وأَرْسَلو إِبلهم إِلى الماء أَرسالاً أَي قِطَعاً واسْتَرْسَل إِذا قال أَرْسِلْ إِليَّ الإِبل أَرسالاً وجاؤوا رِسْلة رِسْلة أَي جماعة جماعة وإِذا أَورد الرجل إِبله متقطعة قيل أَوردها أَرسالاً فإِذا أَوردها جماعة قيل أَوردها عِراكاً وفي الحديث أَن الناس دخلوا عليه بعد موته أَرسالاً يُصَلُّون عليه أَي أَفواجاً وفِرَقاً متقطعة بعضهم يتلو بعضاً واحدهم رَسَلٌ بفتح الراء والسين وفي حديث فيه ذكر السَّنَة ووَقِير كثير الرَّسَل قليل الرِّسْل كثير الرَّسَل يعني الذي يُرْسَل منها إِلى المرعى كثير أَراد أَنها كثيرة العَدَد قليلة اللَّبن فهي فَعَلٌ بمعنى مُفْعَل أَي أَرسلها فهي مُرْسَلة قال ابن الأَثير كذا فسره ابن قتيبة وقد فسره العُذْري فقال كثير الرَّسَل أَي شديد التفرق في طلب المَرْعى قال وهو أَشبه لأَنه قد قال في أَول الحديث مات الوَدِيُّ وهَلَك الهَدِيُّ يعني الإِبل فإِذا هلكت الإِبل مع صبرها وبقائها على الجَدْب كيف تسلم الغنم وتَنْمي حتى يكثر عددها ؟ قال والوجه ما قاله العُذْري وأَن الغنم تتفرَّق وتنتشر في طلب المرعى لقلته ابن السكيت الرَّسَل من الإِبل والغنم ما بين عشر إِلى خمس وعشرين وفي الحديث إِني لكم فَرَطٌ على الحوض وإِنه سَيُؤتي بكم رَسَلاً رَسَلاً فتُرْهَقون عني أَي فِرَقاً وجاءت الخيل أَرسالاً أَي قَطِيعاً قَطِيعاً وراسَلَه مُراسَلة فهو مُراسِلٌ ورَسِيل والرِّسْل والرِّسْلة الرِّفْق والتُّؤَدة قال صخر الغَيِّ ويئس من أَصحابه أَن يَلْحَقوا به وأَحْدَق به أَعداؤه وأَيقن بالقتل فقال لو أَنَّ حَوْلي من قُرَيْمٍ رَجْلا لمَنَعُوني نَجْدةً أَو رِسْلا أَي لمنعوني بقتال وهي النَّجْدة أَو بغير قتال وهي الرِّسْل والتَّرسُّل كالرِّسْل والتَّرسُّلُ في القراءة والترسيل واحد قال وهو التحقيق بلا عَجَلة وقيل بعضُه على أَثر بعض وتَرَسَّل في قراءته اتَّأَد فيها وفي الحديث كان في كلامه تَرْسِيلٌ أَي ترتيل يقال تَرَسَّلَ الرجلُ في كلامه ومشيه إِذا لم يَعْجَل وهو والترسُّل سواء وفي حديث عمر رضي الله عنه إِذا أَذَّنْتَ فتَرَسَّلْ أَي تَأَنَّ ولا تَعْجَل وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إِن الأَرض إِذا دُفِن( * قوله « ان الأرض إذا دفن إلخ » هكذا في الأصل وليس في هذا الحديث ما يناسب لفظ المادة وقد ذكره ابن الأثير في ترجمة فدد بغير هذا اللفظ )
فيها الإِنسان قالت له رُبَّما مَشَيت عليَّ فَدَّاداً ذا مالٍ وذا خُيَلاء وفي حديث آخر أَيُّما رجلٍ كانت له إِبل لم يُؤَدِّ زكاتها بُطِحَ لها بِقاعٍ قَرْقَرٍ تَطَؤه بأَخفافها إِلاَّ من أَعْطَى في نَجْدتها ورِسْلها يريد الشِّدَّة والرخاء يقول يُعْطي وهي سِمانٌ حِسانٌ يشتدُّ على مالكها إِخراجُها فتلك نَجْدَتها ويُعْطِي في رِسْلِها وهي مَهازِيلُ مُقارِبة قال أَبو عبيد معناه إِلاَّ من أَعْطى في إِبله ما يَشُقُّ عليه إِعطاؤه فيكون نَجْدة عليه أَي شدَّة أَو يُعْطي ما يَهُون عليه إِعطاؤُه منها فيعطي ما يعطي مستهيناً به على رِسْله وقال ابن الأَعرابي في قوله إِلا من أَعْطى في رِسْلها أَي بطِيب نفس منه والرِّسْلُ في غير هذا اللَّبَنُ يقال كثر الرِّسْل العامَ أَي كثر اللبن وقد تقدم تفسيره أَيضاً في نجد قال ابن الأَثير وقيل ليس للهُزال فيه معنى لأَنه ذكر الرِّسْل بعد النَّجْدة على جهة التفخيم للإِبل فجرى مجرى قولهم إِلا من أَعْطى في سِمَنها وحسنها ووفور لبنها قال وهذا كله يرجع إِلى معنى واحد فلا معنى للهُزال لأَن من بَذَل حق الله من المضنون به كان إِلى إِخراجه مما يهون عليه أَسهل فليس لذكر الهُزال بعد السِّمَن معنى قال ابن الأَثير والأَحسن والله أَعلم أَن يكون المراد بالنَّجْدة الشدة والجَدْب وبالرِّسْل الرَّخاء والخِصْب لأَن الرِّسْل اللبن وإِنما يكثر في حال الرخاء والخِصْب فيكون المعنى أَنه يُخْرج حق الله تعالى في حال الضيق والسعة والجَدْب والخِصْب لأَنه إِذا أَخرج حقها في سنة الضيق والجدب كان ذلك شاقّاً عليه فإِنه إَجحاف به وإِذا أَخرج حقها في حال الرخاء كان ذلك سهلاً عليه ولذلك قيل في الحديث يا رسول الله وما نَجْدتها ورِسْلها ؟ قال عُسْرها ويسرها فسمى النَّجْدة عسراً والرِّسْل يسراً لأَن الجَدب عسر والخِصْب يسر فهذا الرجل يعطي حقها في حال الجدب والضيق وهو المراد بالنجدة وفي حال الخِصب والسعة وهو المراد بالرسل وقولهم افعلْ كذا وكذا على رِسْلك بالكسر أَي اتَّئدْ فيه كما يقال على هِينتك وفي حديث صَفِيَّة فقال النبي صلى الله عليه وسلم على رِسْلكما أَي اتَّئِدا ولا تَعْجَلا يقال لمن يتأَنى ويعمل الشيء على هينته الليث الرَّسْل بفتح الراء الذي فيه لين واسترخاء يقال ناقة رَسْلة القوائم أَي سَلِسة لَيِّنة المفاصل وأَنشد برَسْلة وُثّق ملتقاها موضع جُلْب الكُور من مَطاها وسَيْرٌ رَسْلٌ سَهْل واسترسل الشيءُ سَلِس وناقة رَسْلة سهلة السير وجَمَل رَسْلٌ كذلك وقد رَسِل رَسَلاً ورَسالة وشعر رَسْل مُسْترسِل واسْتَرْسَلَ الشعرُ أَي صار سَبْطاً وناقة مِرْسال رَسْلة القوائم كثيرة الشعر في ساقيها طويلته والمِرْسال الناقة السهلة السير وإِبِل مَراسيلُ وفي قصيد كعب بن زهير أَضحت سُعادُ بأَرض لا يُبَلِّغها إِلا العِتاقُ النَّجيبات المَراسِيل المَراسِيل جمع مِرْسال وهي السريعة السير ورجل فيه رَسْلة أَي كَسَل وهم في رَسْلة من العيش أَي لين أَبو زيد الرَّسْل بسكون السين الطويل المسترسِل وقد رَسِل رَسَلاً ورَسالة وقول الأَعشى غُولَيْن فوق عُوَّجٍ رِسال أَي قوائم طِوال الليث الاسترسال إِلى الإِنسان كالاستئناس والطمأْنينة يقال غَبْنُ المسترسِل إِليك رِباً واستَرْسَل إِليه أَي انبسط واستأْنس وفي الحديث أَيُّما مسلمٍ اسْتَرْسَل إِلى مسلم فغَبَنه فهو كذا الاسترسال الاستئناس والطمأْنينة إِلى الإِنسان والثِّقةُ به فيما يُحَدِّثه وأَصله السكون والثبات قال والتَّرسُّل من الرِّسْل في الأُمور والمنطق كالتَّمهُّل والتوقُّر والتَّثَبُّت وجمع الرِّسالة الرَّسائل قال ابن جَنْبة التَّرسُّل في الكلام التَّوقُّر والتفهمُ والترفق من غير أَن يرفع صوته شديداً والترسُّل في الركوب أَن يبسط رجليه على الدابة حتى يُرْخِي ثيابه على رجليه حتى يُغَشِّيَهما قال والترسل في القعود أَن يتربَّع ويُرْخي ثيابه على رجليه حوله والإِرْسال التوجيه وقد أَرْسَل إِليه والاسم الرِّسالة والرَّسالة والرَّسُول والرَّسِيل الأَخيرة عن ثعلب وأَنشد لقد كَذَب الواشُون ما بُحْتُ عندهم بلَيْلى ولا أَرْسَلْتُهم برَسِيل والرَّسول بمعنى الرِّسالة يؤنث ويُذكَّر فمن أَنَّث جمعه أَرْسُلاً قال الشاعر قد أَتَتْها أَرْسُلي ويقال هي رَسُولك وتَراسَل القومُ أَرْسَل بعضُهم إِلى بعض والرَّسول الرِّسالة والمُرْسَل وأَنشد الجوهري في الرسول الرِّسالة للأَسعر الجُعفي أَلا أَبْلِغ أَبا عمرو رَسُولاً بأَني عن فُتاحتكم غَنِيُّ عن فُتاحتكم أَي حُكْمكم ومثله لعباس بن مِرْداس أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عني خُفافاً رَسُولاً بَيْتُ أَهلك مُنْتهاها فأَنت الرَّسول حيث كان بمعنى الرِّسالة ومنه قول كثيِّر لقد كَذَب الواشُون ما بُحتُ عندهم بسِرٍّ ولا أَرْسَلْتهم برَسُول وفي التنزيل العزيز إِنَّا رَسُول رب العالمين ولم يقل رُسُل لأَن فَعُولاً وفَعِيلاً يستوي فيهما المذكر والمؤنث والواحد والجمع مثل عَدُوٍّ وصَدِيق وقول أَبي ذؤيب أَلِكْني إِليها وخَيْرُ الرَّسو ل أَعْلَمهُم بنواحي الخَبَر أَراد بالرَّسول الرُّسُل فوضع الواحد موضع الجمع كقولهم كثر الدينار والدرهم لا يريدون به الدينار بعينه والدرهم بعينه إِنما يريدون كثرة الدنانير والدراهم والجمع أَرْسُل ورُسُل ورُسْل ورُسَلاء الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وقد يكون للواحد والجمع والمؤنث بلفظ واحد وأَنشد ابن بري شاهداً على جمعه على أَرْسُل للهذلي لو كان في قلبي كقَدْرِ قُلامة حُبًّا لغيرك ما أَتاها أَرْسُلي وقال أَبو بكر بن الأَنباري في قول المؤذن أَشهد أَن محمداً رسول الله أَعلم وأُبَيِّن أَن محمداً مُتابِعٌ للإِخبار عن الله عز وجل والرَّسول معناه في اللغة الذي يُتابِع أَخبار الذي بعثه أَخذاً من قولهم جاءت الإِبل رَسَلاً أَي متتابعة وقال أَبو إِسحق النحوي في قوله عز وجل حكاية عن موسى وأَخيه فقُولا إِنَّا رسول رب العالمين معناه إِنا رِسالة رَبّ العالمين أَي ذَوَا رِسالة رب العالمين وأَنشد هو أَو غيره ما فُهْتُ عندهم بسِرٍّ ولا أَرسلتهم برَسول أَراد ولا أَرسلتهم برِسالة قال الأَزهري وهذا قول الأَخفش وسُمِّي الرَّسول رسولاً لأَنه ذو رَسُول أَي ذو رِسالة والرَّسول اسم من أَرسلت وكذلك الرِّسالة ويقال جاءت الإِبل أَرسالاً إِذا جاء منها رَسَلٌ بعد رَسَل والإِبل إِذا وَرَدت الماء وهي كثيرة فإِن القَيِّم بها يوردها الحوض رَسَلاً بعد رَسَل ولا يوردها جملة فتزدحم على الحوض ولا تَرْوَى وأَرسلت فلاناً في رِسالة فهو مُرْسَل ورَسول وقوله عز وجل وقومَ نوح لما كَذَّبوا الرُّسُل أَغرقناهم قال الزجاج يَدُلُّ هذا اللفظ على أَن قوم نوح قد كَذَّبوا غير نوح عليه السلام بقوله الرُّسُل ويجوز أَن يُعْنى به نوح وحده لأَن من كَذَّب بنبيٍّ فقد كَذَّب بجميع الأَنبياء لأَنه مخالف للأَنبياء لأَن الأَنبياء عليهم السلام يؤمنون بالله وبجميع رسله ويجوز أَن يكون يعني به الواحد ويذكر لفظ الجنس كقولك أَنت ممن يُنْفِق الدراهم أَي ممن نَفَقَتُه من هذا الجنس وقول الهذلي حُبًّا لغيرك ما أَتاها أَرْسُلي ذهب ابن جني إِلى أَنه كَسَّر رسولاً على أَرْسُل وإِن كان الرسول هنا إِنما يراد به المرأَة لأَنها في غالب الأَمر مما يُسْتَخْدَم في هذا الباب والرَّسِيل المُوافِق لك في النِّضال ونحوه والرَّسِيل السَّهْل قال جُبَيْهاء الأَسدي وقُمْتُ رَسِيلاً بالذي جاء يَبْتَغِي إِليه بَلِيجَ الوجه لست بِباسِر قال ابن الأَعرابي العرب تسمي المُراسِل في الغِناء والعَمل المُتالي وقوائم البعير رِسالٌ قال الأَزهري سمعت العرب تقول للفحل العربي يُرْسَل في الشَّوْل ليضربها رَسِيل يقال هذا رَسِيل بني فلان أَي فحل إِبلهم وقد أَرْسَل بنو فلان رَسِيلَهم أَي فَحْلهم كأَنه فَعِيل بمعنى مُفْعَل من أَرْسَل قال وهو كقوله عز وجل أَلم تلك آيات الكتاب الحكيم يريد والله أَعلم المُحْكَم دَلَّ على ذلك قوله الر كتاب أُحْكِمَتْ آياته ومما يشاكله قولهم للمُنْذَرِ نَذير وللمُسْمَع سَمِيع وحديثٌ مُرْسَل إِذا كان غير متصل الأَسناد وجمعه مَراسيل والمُراسِل من النساء التي تُراسِل الخُطَّاب وقيل هي التي فارقها زوجها بأَيِّ وجه كان مات أَو طلقها وقيل المُراسِل التي قد أَسَنَّتْ وفيها بَقِيَّة شباب والاسم الرِّسال وفي حديث أَبي هريرة أَن رجلاً من الأَنصار تزوَّج امرأَة مُراسِلاً يعني ثَيِّباً فقال النبي صلى الله عليه وسلم فهَلاَّ بِكْراً تُلاعِبُها وتلاعِبك وقيل امرأَة مُراسِل هي التي يموت زوجها أَو أَحَسَّت منه أَنه يريد تطليقها فهي تَزَيَّنُ لآخر وأَنشد المازني لجرير يَمْشِي هُبَيرةُ بعد مَقْتَل شيخه مَشْيَ المُراسِل أُوذِنَتْ بطلاق يقول ليس يطلب بدم أَبيه قال المُراسِل التي طُلِّقت مرات فقد بَسَأَتْ بالطلاق أَي لا تُباليه يقول فهُبَيرة قد بَسَأَ بأَن يُقْتَل له قتيل ولا يطلب بثأْره مُعَوَّدٌ ذلك مثل هذه المرأَة التي قد بَسَأَتْ بالطلاق أَي أَنِسَتْ به والله أَعلم ويقال جارية رُسُل إِذا كانت صغيرة لا تَخْتَمر قال عديّ بن زيد ولقد أَلْهُو بِبِكْرٍ رُسُلٍ مَسُّها أَليَنُ من مَسِّ الرَّدَن وأَرْسَل الشيءَ أَطلقه وأَهْمَله وقوله عز وجل أَلم تر أَنا أَرسلنا الشياطين على الكافرين تَؤُزُّهم أَزًّا قال الزجاج في قوله أَرْسَلْنا وجهان أَحدهما أَنَّا خَلَّينا الشياطين وإِياهم فلم نَعْصِمهم من القَبول منهم قال والوجه الثاني وهو المختار أَنهم أُرْسِلوا عليهم وقُيِّضوا لهم بكفرهم كما قال تعالى ومن يَعْشُ عن ذكر الرحمن نُقَيِّضْ له شيطاناً ومعنى الإِرسال هنا التسليط قال أَبو العباس الفرق بين إِرسال الله عز وجل أَنبياءه وإِرْساله الشياطين علىأَعدائه في قوله تعالى أَنا أَرسلنا الشياطين على الكافرين أَن إِرساله الأَنبياء إِنما هو وَحْيُه إِليهم أَن أَنذِروا عبادي وإِرساله الشياطينَ على الكافرين تَخْلِيَتُه وإِياهم كما تقول كان لي طائر فأَرْسَلْته أَي خليته وأَطلقته والمُرْسَلات في التنزيل الرياح وقيل الخَيْل وقال ثعلب الملائكة والمُرْسَلة قِلادة تقع على الصدر وقيل المُرْسَلة القِلادة فيها الخَرَزُ وغيرها والرِّسْل اللَّبن ما كان وأَرْسَل القومُ فهم مُرْسلون كَثُر رِسْلُهم وصار لهم اللبن من مواشيهم وأَنشد ابن بري دعانا المُرْسِلون إِلى بِلادٍ بها الحُولُ المَفارِقُ والحِقاق ورَجُلٌ مُرَسِّلٌ كثير الرِّسْل واللبن والشِّرْب قال تأَبَّط شَرًّا ولست براعي ثَلَّةٍ قام وَسْطَها طوِيل العصا غُرْنَيْقِ ضَحْلٍ مُرَسِّل مُرَسِّل كثير اللبن فهو كالغُرْنَيْق وهو شبه الكُرْكِيّ في الماء أَبداً والرَّسَلُ ذوات اللبن وفي حديث أَبي سعيد الخُدْري أَنه قال رأَيت في عام كثر فيه الرِّسْل البياضَ أَكثر من السَّواد ثم رأَيت بعد ذلك في عام كثر فيه التمر السَّوادَ أَكثر من البياض الرِّسْل اللبن وهو البياض إِذا كَثُر قَلَّ التَّمْر وهو السَّواد وأَهل البَدْو يقولون إِذا كثر البياض قَلَّ السواد وإِذا كثر السواد قَلَّ البياض والرِّسْلان من الفرس أَطراف العضدين والراسِلان الكَتِفان وقيل عِرْقان فيهما وقيل الوابِلَتان وأَلقَى الكلامَ على رُسَيْلاته أَي تَهاوَن به والرُّسَيْلي مقصور دُوَيْبَّة وأُمُّ رِسالة الرَّخَمة