كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور
مندد
التهذيب مَنْدَدٌ( * قوله « مندد » قال ياقوت بالفتح ثم السكون وفتح الدال وضبط في القاموس وشرحه بضم الميم ) اسم موضع ذكره تميم بن أَبي مقبل
( * قوله « تميم بن أَبي مقبل » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس وكذا في معجم ياقوت ابن أَبيّ بن مقبل )
فقال عَفَا الدّارَ مِنْ دَهْماءَ بَعْدَ إِقامةٍ عَجاجٌ بِخَلْفَيْ مَنْدَدٍ مُتناوِحُ خَلْفاها ناحيتاها من قولهم فأْس لها خَلْفان ومَنْدَدٌ موضع
مهد
مَهَدَ لنفسه يَمْهَدُ مَهْداً كسَبَ وعَمِلَ والمِهادُ الفِراش وقد مَهَدْتُ الفِراشَ مَهْداً بَسَطْتُه ووَطَّأْتُه يقال للفِراشِ مِهاد لِوِثارَتِه وفي التنزيل لهم من جَهَنَّم مِهادٌ ومِن فَوْقِهِمْ غَواشٍ والجمع أَمْهِدةٌ ومُهُدٌ الأَزهري المِهادُ أَجمع من المَهْد كالأَرض جعلها الله مِهاداً للعباد وأَصل المَهْد التَّوْثِيرُ يقال مَهَدْتُ لنَفْسي ومَهَّدت أَي جعلت لها مكاناً وَطيئاً سهلاً ومَهَدَ لنفسه خيراً وامْتَهَدَه هَيّأَه وتَوَطَّأَه ومنه قوله تعالى فلأَنفسهم يَمْهَدُون أَي يُوَطِّئُون قال أَبو النجم وامْتَهَدَ الغارِب فِعْلُ الدُّمَّلِ والمَهْد مَهْدُ الصبيّ ومَهْدُ الصبي موضعه الذي يُهَيّأُ له ويُوَطَّأُ لينام فيه وفي التنزيل من كان في المَهْد صبيّاً والجمع مُهُود وسَهْدٌ مَهْدٌ حسَن إِتباع وتَمْهِيدُ الأُمُورِ تسويتها وإِصلاحها وتَمْهِيدُ العُذْر قَبُوله وبَسْطُه وامْتِهاد السَّنامِ انبساطه وارتفاعه والتمَهُّدُ التَّمَكُّن أَبو زيد يقال ما امْتَهَدَ فلان عندي يَداً إِذا لم يُولِكَ نِعْمة ولا معروفاً وروى ابن هانئ عنه يقال ما امْتَهَدَ فلان عندي مَهْد ذاك بفتح الميم وسكون الهاء يقولها يطلب إِليه المَعْروف بلا يَدٍ سَلَفَتْ منه إِليه ويقولها أَيضاً للمسِيءِ إِليه حين يطلب معروفه أَو يطلب له إِليه والمَهِيدُ الزُّبْدُ الخالص وقيل هي أَزْكاه عند الإِذابة وأَقله لبناً والمُهْدُ النَّشْزُ من الأَرض عن ابن الأَعرابي وأَنشد إِنَّ أَباكَ مُطْلَقٌ مِنْ جَهْدِ إِنْ أَنْتَ كَثَّرْتَ قُتورَ المُهْدِ النضر المُهْدةُ من الأَرض ما انخفض في سُهُولةٍ واسْتِواء ومَهْدَد اسم امرأَة قال ابن سيده وإِنما قضيت على ميم مَهْدد أَنها أَصل لأَنها لو كانت زائدة لم تكن الكلمة مفكوكة وكانت مدغمة كمَسَدٍّ ومَرَدٍّ وهو فَعْلَلٌ قال سيبويه الميم من نفس الكلمة ولو كانت زائدة لأُدغم الحرف مثل مَفَرّ ومَرَدّ فثبت أَن الدال ملحقة والملحق لا يدغم
ميد
ماد الشيء يَميد زاغ وزكا ومِدْتُه وأَمَدْتُه أَعْطَيْتُه وامْتَادَه طلب أَن يَمِيدَه ومادَ أَهْلَه إذا غارَهم ومارَهم ومادَ إِذا تَجِرَ ومادَ أَفْضَلَ والمائِدةُ الطعام نَفْسُه وإِن لم يكن هناك خِوانٌ مشتق من ذلك وقيل هي نفس الخِوان قال الفارسي لا تسمى مائدة حتى يكون عليها طعام وإِلا فهي خِوان قال أَبو عبيدة وفي التنزيل العزيز أَنْزِلْ علينا مائِدةً من السماء المائِدةُ في المعنى مفعولة ولفظها فاعلة وهي مثل عِيشةٍ راضيةٍ بمعنى مَرْضِيّةٍ وقيل إِن المائدةَ من العطاء والمُمْتادُ المطلوب منه العطاء مُفْتَعَلٌ وأَنشد لرؤبة تُهْدَى رُؤُوس المُتْرَفِينَ الأَنْداد إِلى أَمير المؤمنينَ المُمْتاد أَي المتفضل على الناس وهو المُسْتَعْطَى المسؤولُ ومنه المائدة وهي خوان عليه طعام ومادَ زيد عَمراً إِذا أَعطاه وقال أَبو إِسحق الأَصل عندي في مائدة أَنها فاعلة من مادَ يَمِيدُ إِذا تحرّك فكأَنها تَمِيدُ بما عليها أَي تتحرك وقال أَبو عبيدة سميت المائدة لأَنها مِيدَ بها صاحِبُها أَي أُعْطِيها وتُفُضِّل عليه بها والعرب تقول مادَني فلان يَمِيدُني إِذا أَحسن إِليّ وقال الجرمي يقال مائدةٌ ومَيْدةٌ وأَنشد ومَيْدة كَثِيرة الأَلْوانِ تُصْنَعُ للإِخْوانِ والجِيرانِ وما دهُمْ يَمِيدُهُم إِذا زادَهم( * قوله « إذا زادهم » في القاموس زارهم ) وإِنما سميت المائدةُ مائدة لأَنه يزاد عليها والمائدةُ الدائرةُ من الأَرض ومادَ الشيءُ يَمِيدُ مَيْداً تحرّك ومال وفي الحديث لما خلق اللَّهُ الأَرضَ جعلتْ تمِيدُ فَأَرْساها بالجبال وفي حديث ابن عباس فدَحَا اللَّهُ الأَرضَ من تحتها فمادَتْ وفي حديث علي فَسَكَنَتْ من المَيَدانِ بِرُسُوبِ الجبال وهو بفتح الياء مصدر مادَ يَميدُ وفي حديثه أَيضاً يَذُمُّ الدنيا فهي الحَيُودُ المَيُودُ قَعُولٌ منه ومادَ السَّرابُ اضطَرَبَ ومادَ مَيْداً تمايل ومادَ يَمِيدُ إِذا تَثَنَّى وتَبَخْتَرَ ومادت الأَغْصانُ تمايلت وغصن مائدةٌ وميَّاد مائل والمَيْدُ ما يُصِيبُ من الحَيْرةِ عن السُّكْر أَو الغَثَيانِ أَو ركوب البحر وقد ماد فهو مائد من قوم مَيْدى كرائب ورَوْبى أَبو الهيثم المائد الذي يركب البحر فَتَغْثي نَفسُه من نَتْن ماء البحر حتى يُدارَ بِهِ ويَكاد يُغْشَى عليه فيقال مادَ به البحرُ يَمِيدُ به مَيْداً وقال أَبو العباس في قوله أَن تَميدَ بكم فقال تَحَرَّكَ بكم وتَزَلْزَلَ قال الفراء سمعت العرب تقول المَيْدى الذين أَصابهم المَيْدُ من الدُّوارِ وفي حديث أُمّ حَرامٍ المائدُ في البحر له أَجْرُ شهيد هو الذي يُدارُ برأْسه من ريح البحر واضطراب السفينة بالأَمواج الأَزهري ومن المقلوب الموائِدُ والمآوِدُ الدَّواهي ومادَتِ الحنظلةُ تَمِيدُ أَصابها نَدًى أَو بَلَل فتغيرت وكذلك التمر وفَعَلْتُه مَيْدَ ذاك أَي من أَجله ولم يسمع من مَيْدى ذلك ومَيْدٌ بمعنى غَيْرٍ أَيضاً وقيل هي بمعنى على كما تقدم في بَيْد قال ابن سيده وعسى ميمه أَن تكون بدلاً من باء بَيْد لأَنها أَشهر وفي ترجمة مَأَدَ يقال للجارية التارَّة إِنها لمأْدةُ الشباب وأَنشد أَبو عبيد مادُ الشَّبابِ عَيْشَها المُخَرْفَجا غير مهموز ومِيداءُ الطريق سَنَنُه وبَنَوْا بيوتهم على مِيداءٍ واحد أَي على طريقة واحدة قال رؤبة إِذا ارْتَمى لم يَدْرِ ما مِيداؤُه ويقال لم أَدر ما مِيداءُ ذلك أَي لم أَدر ما مَبْلَغُه وقِياسُه وكذلك مِيتاؤُه أَي لم أَدر ما قَدْرُ جانبيه وبُعْده وأَنشد إِذا اضْطَمَّ مِيداءُ الطَّريقِ عليهما مَضَتْ قُدُماً مَوْجُ الجِبالِ زَهوقُ ويروى مِيتاءُ الطريقِ والزَّهُوقُ المُتَقَدِّمة من النُّوق قال ابن سيده وإِنما حملنا مِيداء وقضينا بأَنها ياء على ظاهر اللفظ مع عدم « م و د » وداري بِمَيْدى دارِه مفتوح الميم مقصور أَي بحذائها عن يعقوب ومَيّادةُ اسم امرأَة وابنُ مَيّادةَ شاعر وزعموا أَنه كان يضرب خَصْرَي أُمّه ويقول اعْرَنْزِمي مَيّادَ لِلْقَوافي والمَيْدانُ واحد المَيادينِ وقول ابن أَحمر وصادَفَتْ نَعِيماً ومَيْداناً مِنَ العَيْشِ أَخْضَرَا يعني به ناعماً ومادَهُم يَمِيدُهُم لغة في مارَهُم من الميرة والمُمْتادُ مُفْتَعَِلٌ منه ومائِدٌ في شعر أَبي ذؤَيب يَمانِية أَحْيا لَها مَظَّ مائِدٍ وآلِ قَراسٍ صَوْبُ أَرْمِيةٍ كُحْلِ
( * قوله « مائد » هو بهمزة بعد الألف وقراس بضم القاف وفتحها كما في معجم ياقوت واقتصر المجد على الفتح ) اسم جبل والمَظُّ رُمَّان البَرّ وقُراسٌ جبل بارِدٌ مأْخوذ من القَرْسِ وهو الَردُ وآلُه ما حوله وهي أَجْبُلٌ بارِدَة وأَرْمِيةٌ جمع رَمِيٍّ وهي السحابة العظيمة القَطْر ويروى صَوْبُ أَسْقِيةٍ جمع سَقِيٍّ وهي بمعنى أَرْمِية قال ابن بري صواب إِنشاده مَأْبِد بالباء المعجمة بواحدة وقد ذكر في مبد ومَيْد لغة في بَيْدَ بمعنى غير وقيل معناهما على أَنّ وفي الحديث أَنا أَفْصَحُ العَرَبِ مَيْدَ أَنِّي مِنْ قُرَيْشٍ ونشَأْتُ في بني سعدِ بنِ بَكْر وفسّره بعضهم من أَجْلِ أَني وفي الحديث نحن الآخِرون السابِقون مَيْدَ أَنَّا أُوتينا الكِتابَ من بَعْدِهِم
نأد
النَّآدُ والنَّآدى الدّاهِيةُ وداهِيةٌ نَآدٌ ونَو ودٌ ونآدى على فَعالى قال الكميت فَإِيَّاكُمْ وداهِيةً نآدَى أَظَلَّتْكُمِ بعارِضِها المُخيل نعت به الداهية وقد يكون بدلاً وهي النّآدَى عن كراع وقد نَأَدَتْهُم الدَّواهي نَأْداً وأَنشد أَتاني أَنّ داهِيةً نَآداً أَتاكَ بها على شَحَطٍ مَيونُ قال أَبو منصور ورواها غير الليث أَنّ داهية نَآدَى على فَعالى كما رواه أَبو عبيد وفي حديث عُمَرَ والمرأَة العَجوز أَجاءَتْني النّآئِدُ إِلى استِثْناء الأَباعد النّآئِدُ الدّواهي جمع نآدَى والنّآدُ والنُّو ود الداهية يريد أَنها اضْطَرَّتْها الدّواهي إِلى مَسْأَلةِ الأَباعِد
نبد
النهاية لابن الأَثير في حديث عمر جاءته جارية بِسَويق فجعل إِذا حَرَّكَتْه ثارَ له قُشار وإِذا تَرَكَتْه نَبَدَ أَي سكَنَ وركَدَ قاله الزمخشري
نثد
النهاية وفي حديث عمر جاءته جارية بسويق فجعل إِذا حركته ثار له قشار وإِذا تركته نَثَد قال الخطابي لا أَدري ما هو وأُراه رَثَِدَ بالراء أَي اجتمع في قَعْرِ القَدَح ويجوز أَن يكون نثط بإِبدالِ الطاءِ دالاً للمَخْرج وقال الزمخشري نثد أَي سكن ورَكَدَ ويروى بالباء الموحدة وقد تقدم ذكره
نجد
النَّجْدُ من الأَرض قِفافُها وصَلاَبَتُها( * قوله « قفافها وصلابتها » كذا في الأصل ومعجم ياقوت أَيضاً والذي لأبي الفداء في تقويم البلدان قفافها وصلابها ) وما غَلُظَ منها وأَشرَفَ وارتَفَعَ واستَوى والجمع أَنْجُدٌ وأَنجادٌ ونِجاد ونُجُودٌ ونُجُدٌ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد لَمَّا رَأَيْتُ فِجاجَ البِيدِ قَدْ وَضَحَتْ ولاحَ مِنْ نُجُدٍ عادِيةً حُصُرُ ولا يكون النِّجادُ إِلا قُفّاً أَو صَلابة من الأَرض في ارْتِفاعٍ مثل الجبل معترضاً بين يديك يردُّ طرفك عما وراءه ويقال اعْملُ هاتيك النِّجاد وهذاك النِّجاد يوحد وأَنشد رَمَيْنَ بالطَّرْفِ النِّجادَ الأَبْعَدا قال وليس بالشديد الارتفاع وفي حديث أَبي هريرة في زكاةِ الإِبل وعلى أَكتافها أَمْثالُ النّواجِدِ شَحْماً هي طرائقُ الشحْمِ واحِدتُها ناجِدةٌ سميت بذلك لارتفاعها وقول أَبي ذؤَيب في عانةٍ بِجَنُوبِ السِّيِّ مَشْرَبُها غَوْرٌ ومَصْدَرُها عن مائِها نُجُد قال الأَخفش نُجُدٌ لغة هذيل خاصّة يريدون نَجْداً ويروى النُّجُدُ جَمَع نَجْداً على نُجُدٍ جعل كل جزء منه نَجْداً قال هذا إِذا عنى نَجْداً العَلَمي وإن عنى نَجْداً من الأَنجاد فغَوْرُ نَجْد أَيضاً والغور هو تِهامة وما ارتفع عن تِهامة إِلى أَرض العراق فهو نجد فهي تَرْعى بنجد وتشرب بِتِهامة وهو مذكر وأَنشد ثعلب ذَرانيَ مِنْ نَجْدٍ فإنَّ سِنِينَه لَعِبْنَ بِنا شِيباً وشَيَّبْنَنا مُرْدا ومنه قولهم طَلاَّع أَنْجُد أَي ضابطٌ للأُمور غالب لها قال حميد بن أَبي شِحاذٍ الضَّبِّي وقيل هو لخالدِ بن عَلْقَمةَ الدَّارمي فقد يَقْصُرُ القُلُّ الفَتى دونَ هَمِّه وقد كانَ لَوْلا القُلُّ طَلاَّعَ أَنجُدِ يقول قد يَقْصُرُ الفَقْرُ عن سَجِيَّتِه من السخاء فلا يَجِدُ ما يَسْخُو به ولولا فقره لسَما وارتفع وكذلك طَلاَّعُ نجاد وطَلاَّع النَّجاد وطلاَّع أَنجِدةٍ جمع نِجاد الذي هو جمعُ نَجْد قال زياد بن مُنْقِذ في معنى أَنْجِدةٍ بمعنى أَنْجُدٍ يصف أَصحاباً له كان يصحبهم مسروراً كَمْ فِيهِمُ مِنْ فَتًى حُلْوٍ شَمائِلُه جَمِّ الرَّمادِ إِذا ما أَخْمَدَ البَرِمُ غَمْرِ النَّدى لا يَبِيتُ الحَقُّ يَثْمُدُه إِلاّ غَدا وهو سامي الطّرْفِ مُبْتَسِمُ يَغْدُو أَمامَهُمُ في كُلِّ مَرْبأَةٍ طَلاْعِ أَنْجِدةٍ في كَشْحِه هَضَمُ ومعنى يَثْمُدُه يُلِحُّ عليه فَيُبْرِزُه قال ابن بري وأَنجِدةٌ من الجموع الشاذة ومثله نَدًى وأَنْدِيةٌ ورَحًى وأَرْحِيةٌ وقياسها نِداء ورِحاء وكذلك أَنجِدةٌ قياسها نِجادٌ والمَرْبَأَةُ المكان المرتفع يكون فيه الرَّبِيئة قال الجوهري وهو جمعُ نُجُود جَمْعَ الجمْعِ قال ابن بري وهذا وهم من الجوهري وصوابه أَن يقول جمع نِجادٍ لأَن فِعالاً يُجْمَعُ أَفْعِلة قال الجوهري يقال فلان طَلاَّعُ أَنْجُد وطلاَّع الثَّنايا إِذا كان سامِياً لِمَعالي الأُمور وأَنشد بيت حميد بن أَبي شِحاذٍ الضَّبِّيّ وقد كان لَوْلا القُلُّ طَلاَّعَ أَنْجُد والأَنْجُدُ جمعُ النَّجْد وهو الطريق في الجبل والنَّجْدُ ما خالف الغَوْر والجمع نجود ونجدٌ من بلاد العرب ما كان فوق العاليةِ والعاليةُ ما كان فوق نَجْدٍ إِلى أَرض تِهامةَ إِلى ما وراء مكة فما كان دون ذلك إِلى أَرض العراق فهو نجد وقال له أَيضاً النَّجْدُ والنُّجُدُ لأَنه في الأَصل صفة قال المَرّارُ الفَقْعَسِيُّ إِذا تُرِكَتْ وَحْشِيّةُ النَّجْدِ لم يَكُنْ لِعَيْنَيْكَ مِمَّا تَشْكُوانِ طَبيبُ وروي بيت أَبي ذؤَيب في عانة بَجَنُوبِ السِّيِّ مَشْرَبُها غَوْرٌ ومَصْدَرُها عن مائِها النُّجُد وقد تقدم أَن الرواية ومصدرُها عن مائِها نُجُدُ وأَنها هذلية وأَنْجَدَ فلان الدَّعْوة وروى الأَزهري بسنده عن الأَصمعي قال سمعت الأَعراب يقولون إِذا خَلَّفْتَ عَجْلَزاً مُصْعِداً وعَجْلَزٌ فوق القَرْيَتَيْنِ فَقَدْ أَنْجَدْتَ فإِذا أَنجدْتَ عن ثَنايا ذاتِ عِرْق فقد أَتْهَمْتَ فإِذا عَرَضَتْ لك الحِرارُ بنَجْد قيل ذلك الحجاز وروى عن ابن السكيت قال ما ارتفع من بطن الرُّمّةِ والرُّمّةُ واد معلوم فهو نجد إِلى ثنايا ذات عِرْق قال وسمعت الباهلي يقول كلُّ ما وراء الخنْدق الذي خَنْدَقَه كسرى على سواد العراق فهو نجد إِلى أَن تميل إِلى الحَرّةِ فإِذا مِلْت إِليها فأَنت في الحِجاز شمر إِذا جاوزت عُذَيْباً إِلى أَن تجاوز فَيْدَ وما يليها ابن الأَعرابي نجد ما بين العُذَيْب إِلى ذات عِرق وإِلى اليمامة وإِلى اليمن وإِلى جبل طَيّء ومن المِرْبَدِ إِلى وجْرَة وذات عِرْق أَوّلُ تِهامةَ إِلى البحرِ وجُدَّةَ والمدينةُ لا تهاميةٌ ولا نجديةٌ وإِنها حجازٌ فوق الغَوْر ودون نجد وإِنها جَلْسٌ لارتفاعها عن الغَوْر الباهلي كلُّ ما وراءَ الخندقِ على سواد العراق فهو نجد والغَوْرُ كلُّ ما انحدر سيله مغرِبيّاً وما أَسفل منها مشرقيّاً فهو نَجْدٌ وتِهامةُ ما بين ذات عِرْق إِلى مرحلتين من وراء مكة وما وراء ذلك من المغرب فهو غور وما وراء ذلك من مَهَبّ الجَنُوب فهو السَّراةُ إِلى تُخُوم اليمن وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه جاءه رجل وبِكَفِّه وضَحٌ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم انظُرْ بطن واد لا مُنْجِد ولا مُتْهِم فَتَمعَّكْ فيه ففعل فلم يزد شيئاً حتى مات قوله لا مُنْجِد ولا مُتْهِم لم يرد أَنه ليس من نجد ولا من تِهامةَ ولكنه أَراد حدّاً بينهما فليس ذلك الموضعُ من نجد كلُّه ولا من تِهامة كلُّه ولكنه تَهامٍ مُنْجِدٌ قال ابن الأَثير أَراد موضعاً ذا حَدٍّ من نجد وحدّ من تهامة فليس كله من هذه ولا من هذه ونجدٌ اسم خاصٌّ لما دون الحجاز مما يَلي العِراق وقوله أَنشده ابن الأَعرابي إِذا استَنْصَلَ الهَيْفُ السَّفى بَرَّحَتْ به عِراقِيّةُ الأَقْياظِ نَجْدُ المَراتِعِ قال ابن سيده إِنما أَراد جمع نَجْدِيٍّ فحذف ياء النسَب في الجمع كما قالوا زِنْجِيٌّ ثم قالوا في جمعه زِنْج وكذلك رُومِيٌّ ورُومٌ حكاها الفارسي وقال اللحياني فلان من أَهل نجد فإِذا أَدخلوا الأَلف واللام قالوا النُّجُد قال ونرى أَنه جمع نَجْدٍ والإِنجادُ الأَخْذُ في بلاد نجد وأَنجدَ القومُ أَتوا نجداً وأنجدوا من تهامة إِلى نجد ذهبوا قال جرير يا أُمَّ حَزْرةَ ما رأَيْنا مِثْلَكُم في المُنْجِدينَ ولا بِغَوْرِ الغائِر وأنْجَدَ خرج إِلى بلاد نجد رواها ابن سيده عن اللحياني الصحاح وتقول أَنْجَدْنا أَي أَخذنا في بلاد نجد وفي المثل أَنْجَدَ من رأَى حَضَناً وذلك إِذا علا من الغَوْر وحَضَنٌ اسم جبل وأَنْجَد الشيءُ ارتفع قال ابن سيده وعليه وجه الفارسي رواية من روى قول الأَعشى نَبيٌّ يَرى ما لا تَروْنَ وذِكْرُه أَغارَ لَعَمْري في البِلادِ وأَنْجَدا فقال أَغار ذهب في الأَرض وأَنجد ارتفع قال ولا يكون أَنجد إِنما يُعادَلُ بالأَخذ في الغور وذلك لتقابلهما وليست أَغارَ من الغور لأَن ذلك إِنما يقال فيه غارَ أَي أَتى الغَوْر قال وإِنما يكون التقابل في قول جرير في المُنْجدينَ ولا بغَوْر الغائر والنَّجُودُ من الإِبل التي لا تَبْرُك إِلا على مرتفع من الأَرض والنَّجْدُ الطريق المرتفع البَيّنُ الواضح قال امرؤ القيس غَداةَ غَدَوْا فَسالِكٌ بَطْنَ نَخْلةٍ وآخَرُ منهم قاطِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ قال الأَصمعي هي نُجُود عدّة فمنها نَجْد كبكب ونَجْد مَريع ونَجْدُ خال قال ونجد كبكب طريقٌ بِكَبْكَبٍ وهو الجبل الأَحمر الذي تجعله في ظهرك إِذا وقفت بعرفة قال وقول الشماخ أَقُولُ وأَهْلي بالجَنابِ وأَهْلُها بِنَجْدَيْنِ لا تَبْعَدْ نوىً أُمّ حَشْرَجِ قال بنَجْدَيْنِ موضع يقال له نَجْدا مَرِيع وقال فلان من أَهل نجد قال وفي لغة هذيل والحجاز من أَهل النُّجُد وفي التنزيل العزيز وهديناه النَّجْدين أَي طَرِيقَ الخير وطريقَ الشرّ وقيل النجدين الطريقين الواضحين والنَّجد المرتفع من الأَرض فالمعنى أَلم نعرّفه طريق الخير والشر بيِّنَين كبيان الطريقين العاليين ؟ وقيل النجدين الثَّدْيَيْنِ ونَجُدَ الأَمْرُ ينْجُد نُجُوداً وهو نَجْدٌ وناجِدٌ وضَحَ واستبان وقال أُمية تَرَى فيه أَنْباءَ القُرونِ التي مَضَتْ وأَخْبارَ غَيْبٍ في القيامةِ تَنْجُد ونجَدَ الطرِيق ينْجُد نُجُوداً كذلك ودليلٌ نَجْدٌ هادٍ ماهِرٌ وأَعطاه الأَرض بما نَجَدَ منها أَي بما خرج والنَّجْدُ ما يُنَضَّدُ به البيت من البُسُط والوسائِد والفُرُشِ والجمع نُجُود ونِجادٌ وقيل ما يُنَجَّدُ به البيت من المتاع أَي يُزَيَّن وقد نَجَّدَ البيت قال ذو الرمة حتى كأَنَّ رِياضَ القُفِّ أَلبَسَها مِن وَشْيِ عَبْقر تَجْلِيلٌ وتَنْجِيدُ أَبو الهيثم النَّجَّاد الذي يُنَجِّدُ البيوتَ والفُرُشَ والبُسُط وفي الصحاح النجَّاد الذي يعالج الفرش والوِسادَ ويَخِيطُها والنُّجُود هي الثياب التي تُنَجَّدُ بها البيوت فتلبس حيطانها وتُبْسَطُ قال ونَجَّدْتُ البيتَ بسطته بثياب مَوْشِيَّة والتَّنْجِيد التَّزْيِينُ وفي حديث عبد الملك أَنه بعث إِلى أُمّ الدرداء بأَنْجادٍ من عنده الأَنْجادُجمع نَجَدٍ بالتحريك وهو متاع البيت من فُرُش ونَمارِقَ وستُور ابن سيده والنَّجُود الذي يعالج النُّجُود بالنَّفْضِ والبَسْط والحشْوِ والتَّنْضِيدِ وبيت مُنَجَّد إِذا كان مزيناً بالثياب والفُرش ونُجُوده ستوره التي تعلق على حِيطانِه يُزَين بها وفي حديث قُسّ زُخْرِف ونُجِّدَ أَي زُيِّنَ وقال شمر أَغرب ما جاء في النَّجُود ما جاء في حديث الشُّورَى وكانت امرأَةً نَجُوداً يريد ذاتَ رَأْي كأَنها التي تَجْهَدُ رأْيها في الأُمور يقال نجد نجداً أَي جَهَدَ جَهْداً والمَنَاجِدُ حَلْيٌ مُكَلَّلٌ بجواهِرَ بعضه على بعض مُزَيَّن وفي الحديث أَنه رأَى امرأَة تَطُوفُ بالبيت عليها
( * قوله « امرأة تطوف بالبيت عليها » في النهاية امرأة شيرة عليها وشيرة بشد الياء مكسورة أي حسنة الشارة والهيئة ) مَناجِدُ من ذهب فنهاها عن ذلك قال أَبو عبيدة أَراد بالمناجد الحَلْيَ المُكَلَّلَ بالفصوص وأَصله من تنجيد البيت واحدها مِنْجَد وهي قَلائِدُ من لُؤْلُؤ وذهَب أَو قَرَنْفُلٍ ويكون عرضها شبراً تأْخذ ما بين العنق إِلى أَسفل الثديين سميت مَناجِدَ لأَنها تقع على موضع نِجاد السيف من الرجل وهي حَمائِلُه والنَّجُود من الأُتُن والإِبِل الطويلةُ العُنُقِ وقيل هي من الأُتن خاصة التي لا تَحْمِل قال شمر هذا منكر والصواب ما روي في الأَجناس عنه النَّجُودُ الطويلة من الحُمُر وروي عن الأَصمعي أُخِذَتِ النَّجود من النَّجْد أَي هي مرتفعة عظيمة وقيل النجود المتقدمة ويقال للناقة إِذا كانت ماضية نَجُود قال أَبو ذؤيب فَرَمَى فأَنْفَذَ من نَجُودٍ عائِطِ قال شمر وهذا التفسير في النَّجُود صحيح والذي رُوي في باب حمر الوحْشِ وهَم والنَّجُود من الإِبل المِغْزارُ وقيل هي الشديدة النَّفْس وناقة نَجُود وهي تُناجِدُ الإِبلَ فَتَغْزُرُهُنَّ الصحاح والنَّجُود من حُمُر الوحش التي لا تحمل ويقال هي الطويلة المشرفة والجمع نُجُد وناجَدَتِ الإِبِلُ غَزُرَتْ وكَثُر لبنها والإِبلُ حينئذ بِكاءٌ غَوازِرُ وعبر الفارسي عنها فقال هي نحو المُمانِحِ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الزكاة حين ذَكَرَ الإِبل وَوَطْأَها يومَ القيامة صاحِبَها الذي لم يُؤَدِّ زكاتها فقال إِلاَّ مَنْ أَعْطَى في نَجْدَتِها ورِسْلِها قال النَّجْدَةُ الشِّدَّةُ وقيل السِّمَنُ قال أَبو عبيدة نجدتها أَن تكثر شحومها حتى يمنعَ ذلك صاحِبَها أَن ينحرها نفاسة بها فذلك بمنزلة السلاح لها من ربها تمتنع به قال ورِسْلُها أَن لا يكون لها سِمَن فيَهُونَ عليه إِعطاو ها فهو يعطيها على رِسْلِه أَي مُسْتَهيناً بها وكأَنَّ معناه أَن يعطيها على مشقة من النفس وعلى طيب منها ابن الأَعرابي في رِسْلِها أَي بطيب نفس منه ابن الأَعرابي في رِسْلِها أَي بطيب نفس منه قال الأَزهري فكأَنّ قوله في نَجْدتِها معناه أَن لا تطِيبَ نفسُه بإِعطائها ويشتد عليه ذلك وقال المرّار يصف الإِبل وفسره أَبو عمرو لهمْ إِبِلٌ لا مِنْ دياتٍ ولم تَكُنْ مُهُوراً ولا مِن مَكْسَبٍ غيرِ طائِلِ مُخَيَّسَةٌ في كلِّ رِسْلٍ ونَجْدةٍ وقد عُرِفَتْ أَلوانُها في المَعاقِلِ الرِّسْل الخِصْب والنجدة الشدة وقال أَبو سعيد في قوله في نَجْدتها ما ينوب أَهلها مما يشق عليه من المغارم والديات فهذه نجدة على صاحبها والرسل ما دون ذلك من النجدة وهو أَن يعقر هذا ويمنح هذا وما أَشبهه دون النجدة وأَنشد لطرفة يصف جارية تَحْسَبُ الطَّرْفَ عليها نَجْدَةً يا لَقَوْمي للشَّبابِ المُسْبَكِرْ يقول شق عليها النظرُ لنَعْمتها فهي ساجيةُ الطرْف وفي الحديث عن أَبي هريرة أَنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من صاحب إِبِل لا يؤَدِّي حقَّها في نَجْدتها ورِسْلِها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نَجْدتُها ورِسْلُها عُسْرُها ويُسْرُها إِلا بَرَزَ لها بِقاعٍ قَرْقَرٍ تَطَؤه بأَخْفافِها كلما جازت عليه أُخْراها أُعِيدَتْ عليه أُولاها في يوم كان مقدارُه خمسين أَلف سنة حتى يُقْضَى بين الناس فقيل لأَبي هريرة فما حق الإِبِل ؟ فقال تُعْطِي الكرِيمةَ وتَمْنَعُ الغَزيرةَ
( * قوله « وتمنع الغزيرة » كذا بالأصل تمنع بالعين المهملة ولعله تمنح بالحاء المهملة ) وتُفْقِرُ الظهر وتُطْرِقُ الفَحْل قال أَبو منصور هنا وقد رويت هذا الحديث بسنده لتفسير النبي صلى الله عليه وسلم نَجْدَتَها ورِسْلَها قال وهو قريب مما فسره أَبو سعيد قال محمد بن المكرم انظر إِلى ما في هذا الكلام من عدم الاحتفال بالنطق وقلة المبالاة بإِطلاق اللفظ وهو لو قال إِن تفسير أَبي سعيد قريب مما فسره النبي صلى الله عليه وسلم كان فيه ما فيه فلا سيما والقول بالعكس وقول صخر الغيّ لوْ أَنَّ قَوْمي مِن قُرَيْمٍ رَجْلا لَمَنَعُوني نَجْدَةً أَو رِسْلا أَي لمنعوني بأَمر شديد أَو بأَمر هَيِّنٍ ورجلٌ نَجْد في الحاجة إِذا كان ناجياً فيها سريعاً والنَّجْدة الشجاعة تقول منه نَجُد الرجلُ بالضم فهو نَجِدٌ ونَجُدٌ ونَجِيدٌ وجمع نَجَِد أَنجاد مثل يَقَِظٍ وأَيْقاظٍ وجمع نَجِيد نُجُد ونُجَداء ابن سيده ورجُل نَجْدٌ ونَجِدٌ ونَجُد ونَجِيدٌ شجاع ماض فيما يَعْجِزُ عنه غيره وقيل هو الشديد البأْس وقيل هو السريع الإِجابة إِلى ما دُعِيَ إِليه خيراً كان أَو شرًّا والجمع أَنْجاد قال ولا يُتَوَهَّمَنَّ أَنْجاد جمع نجيد كَنَصيرٍ وأَنْصار قياساً على أَن فعْلاً وفِعَالاً
( * قوله « على ان فعلاً وفعالاً » كذا بالأصل بهذا الضبط ولعل المناسب على أن فعلاً وفعلاً كرجل وكتف لا يكسران أَي على أفعال وقوله لقلتهما في الصفة لعل المناسب لقلته أي أَفعال في الصفة لأنه إنما ينقاس في الاسم ) لا يُكَسَّران لقلتهما في الصفة وإِنما قياسهما الواو والنون فلا تحسَبَنّ ذلك لأَن سيبويه قد نص على أَن أَنْجاداً جمع نَجُد ونَجِد وقد نَجُدَ نَجَادة والاسم النَّجْدَة واسْتَنْجَد الرجلُ إِذا قوي بعد ضعف أَو مَرَض ويقال للرجل إِذا ضَرِيَ بالرجل واجترأَ عليه بعد هَيْبَتِه قد اسْتَنْجَدَ عليه والنَّجْدَةُ أَيضاً القِتال والشِّدَّة والمُناجِدُ المقاتل ويقال ناجَدْت فلاناً إِذا بارزتَه لقِتال والمُنَجَّدُ الذي قد جرّب الأُمور وقاسَها فَعَقَلَها لغة في المُنَجَّذِ ونَجَّده الدهر عجَمَه وعَلَّمَه قال والذال المعجمة أَعلى ورجل مُنَجَّد بالدال والذال جميعاً أَي مُجَرَّب قد نَجَّده الدهر إِذا جرّب وعَرَفَ وقد نَجَّدتْه بعدي أُمور ورجل نَجِدٌ بَيِّنُ النَّجَد وهو البأْس والنُّصْرة وكذلك النَّجْدة ورجل نَجْد في الحاجة إِذا كان ناجحاً فيها ناجِياً ورجل ذو نَجْدة أَي ذو بأْس ولاقَى فلان نَجْدة أَي شِدَّة وفي الحديث أَنه ذَكَر قارئَ القرآن وصاحِبَ الصَّدَقة فقال رجل يا رسول الله أَرأَيتَكَ النَّجْدة الشجاعة ورجل نَجُدٌ ونَجِد أَي شديد البأْس وفي حديث عليّ رضوان الله عليه أَما بنو هاشم فأَنْجادٌ أَمْجَاد أَي أَشِداء شُجْعان وقيل أَنْجاد جمع الجمع كأَنه جمع نَجُداً
( * قوله « كأنه جمع نجداً » إِلى قوله قال ابن الأثير كذا في النهاية ) على نِجاد أَو نُجُود ثم نُجُدٍ ثم أَنجادٍ قاله أَبو موسى قال ابن الأَثير ولا حاجة إِلى ذلك لأَن أَفعالاً في فَعُل وفَعِل مُطَّرِد
( * قوله « لأن أَفعالاً في فعل وفعل مطرد » فيه أن اطراده في خصوص الاسم وما هنا من الصفة ) نحو عَضُد وأَعْضاد وكَتِف وأَكْتاف ومنه حديث خَيْفان وأَما هذا الحي من هَمْدان فأَنْجَاد بُسْل وفي حديث عليّ مَحاسِنُ الأُمور التي تَفَاضلَتْ فيها المُجَداء والنُّجَداء جمع مجيد ونجِيد فالمجيد الشريف والنَّجِيد الشجاع فعيل بمعنى فاعل واسَتَنْجَده فأَنْجَدَهُ استغاثه فأَغاثه ورجل مِنْجادٌ نَصُور هذه عن اللحياني والإِنجاد الإِعانة واسْتَنْجَده استعانه وأَنْجَدَه أَعانه وأَنْجَده عليه كذلك أَيضاً وناجَدْتُه مُناجَدةً مثله ورجل مُناجِد أَي مقاتل ورجل مِنْجادٌ مِعْوانٌ وأَنْجَدَ فلان الدَّعْوةَ أَجابها المحكم وأَنْجَدَه الدَّعْوَةَ أَجابها
( * قوله « وأنجده الدعوة أجابها » كذا في الأصل )
واسْتَنْجَد فلان بفلان ضَرِيَ به واجترأَ عليه بعد هَيْبَتِه إِياه والنَّجَدُ العَرَق من عَمَل أَو كَرْب أَو غيره قال النابغة يَظَلُّ مِنْ خَوْفِه المَلاَّحُ مُعْتَصِماً بالخَيْزُرانةِ بَعْدَ الأَيْن والنَّجَد وقد نَجِدَ يَنْجَدُ ويَنْجُدُ نَجْداً الأَخيرة نادرة إِذا عَرِقَ من عَمَل أَو كَرْب وقد نُجِدَ عَرَقاً فهو منْجُود إِذا سال والمنْجُود المكروب وقد نُجِد نَجْداً فهو منْجُودٌ ونَجِيدٌ ورجل نَجِدٌ عَرِقٌ فأَما قوله إِذا نَضَخَتْ بالماءِ وازْدادَ فَوْرُها نَجا وهو مَكْرُوبٌ منَ الغَمِّ ناجِدُ فإِنه أَشبع الفتحة اضطراراً كقوله فأَنتَ منَ الغَوائِلِ حينَ تُرْمَى ومِنْ ذَمِّ الرِّجالِ بِمُنْتزاحِ وقيل هو على فَعِلَ كَعَمِلَ فهو عامِلٌ وفي شعر حميد بن ثور ونَجِدَ الماءُ الذي تَوَرَّدا أَي سالَ العَرَقُ وتَوَرُّدُه تَلَوُّنه ويقال نَجِدَ يَنْجَدُ إِذا بَلُدَ وأَعْيَا فهو ناجد ومنْجُود والنَّجْدة الفَزَعُ والهَوْلُ وقد نَجُد والمنْجُود المَكْرُوبُ قال أَبو زبيد يرثي ابن أُخته وكان مات عطشاً في طريق مكة صادِياً يَسْتَغِيثُ غَيرَ مُغاثٍ ولَقَدْ كانَ عُصْرَةَ المنْجُودِ يريد المَغْلُوب المُعْيا والمَنْجُود الهالك والنَّجْدةُ الثِّقَلُ والشِّدَّةُ لا يُعْنَى به شدةُ النَّفْس إِنما يُعْنى به شدة الأَمر عليه وأَنشد بيت طرفة تَحْسَبُ الطَّرْفَ عَلَيْها نَجْدَةً ونَجَدَ الرجُلَ يَنْجُدُه نَجْداً غَلَبَه والنِّجادُ ما وقع على العاتق من حَمائِلِ السيْفِ وفي الصحاح حمائل السيف ولم يخصص وفي حديث أُمّ زرع زَوْجِي طَوِيلُ النِّجاد النِّجاد حمائِلُ السيف تريد طول قامته فإِنها إِذا طالتْ طالَ نِجادُه وهو من أَحسن الكنايات وقول مهلهل تَنَجَّدَ حِلْفاً آمِناً فأُمِنْتُه وإِنَّ جَدِيراً أَن يَكُونَ ويكذبا تَنَجَّدَ أَي حَلَفَ يَمِيناً غَلِيظَةً وأَنْجَدَ الرجلُ قَرُبَ من أَهله حكاها ابن سيده عن اللحياني والنَّاجُودُ الباطية وقيل هي كل إِناءٍ يجعل فيه الخمر من باطية أَو جَفْنةٍ أَو غيرها وقيل هي الكَأْسُ بعينها أَبو عبيد الناجود كل إِناءٍ يجعل فيه الشراب من جَفْنة أَو غيرها الليث الناجُودُ هو الرّاوُوقُ نَفْسُه وفي حديث الشعبي اجتمع شَرْبٌ من أَهل الأَنبار وبين أَيديهم ناجُودُ خَمْرٍ أَي راوُوقٌ ويقال للخمر ناجود وقال الأَصمعي النَّاجُودُ أَول ما يخرج من الخمر إِذا بُزِلَ عنها الدنُّ واحتج بقول الأَخطل كأَنَّما المِسْكُ نُهْبَى بَيْنَ أَرْحُلِنا مِمَّا تَضَوَّعَ مِنْ ناجُودِها الجاري فاحتج عليه بقول علقمة ظَلَّتْ تَرَقْرَقُ في الناجُودِ يُصْفِقُها وَلِيدُ أَعْجَمَ بالكَتَّانِ مَلْثُومُ يُصْفِقُها يُحَوِّلُها من إِناءٍ إِلى إِناء لِتَصْفُوَ الأَصمعي الناجُودُ الدَّمُ والناجودُ الزعفران والناجودُ الخَمْرُ وقيل الخمر الجَيِّدُ وهو مذكر وأَنشد تَمَشَّى بَيْننا ناجُودُ خَمْر اللحياني لاقَى فُلانٌ نَجْدَةً أَي شِدّة قال وليس من شدة النفس ولكنه من الأَمر الشديد والنَّجْد شجر يشبه الشُّبْرُمَ في لَوْنِه ونَبْتِه وشوكه والنَّجْدُ مكان لا شجر فيه والمِنجَدَةُ عَصاً تُساقُ بها الدواب وتُحَثُّ على السير ويُنْفَشُ بها الصّوفُ وفي الحديث أَنه أَذن في قَطْعِ المِنْجَدةِ يعني من شجر الحَرَمِ هو من ذلك وناجِدٌ ونَجْدٌ ونُجَيْدٌ ومِناجِدٌ ونَجْدَةُ أَسماء والنَّجَداتُ قوم من الخوارج من الحَرُورِيَّة ينسبون إِلى نَجْدة بنِ عامِرٍ الحَرُوريّ الحَنَفِيّ رجل منهم يقال هؤلاء النجَداتُ والنَّجَدِيَّة قوم من الحرورية وعاصِمُ بن أَبي النَّجُودِ من القُرّاء
ندد
: نَدَّ البعير يَنِدُّ نُدوداً إِذا شَردَ . و نَدّتِ الإِبلُ تَنِدُّ نَداً و نَدِيداً و نِداداً و نُدُودا و تَنادَّتْ : نَفَرتْ وذهبت شُرُوداً فمضَتْ على وجوهها . وناقة نَدُودٌ : شرود وقول الشاعر : قَضَى على الناسِ أَمْراً لا نِدادَ لَه عَنْهُمْ وقد أَخَذَ المِيثاقَ واعْتَقَدا معناه : أَنه لا يَنِدُّ عنهم ولا يَذْهَبُ . وفي الحديث : فَنَدَّ بعيرٌ منها أَي شَرَد وذَهَبَ على وَجْهه . ويَوْمُ التَّنادِ : يَوْمُ القِيامةِ لما فيه من الانزعاج إِلى الحشر وفي التنزيل : { يومَ التنادِ يَومَ تُوَلُّون مُدْبِرين } قال الأَزهري : القرّاء على تخفيف الدال من التناد وقرأَ الضحاك وحده يوم التنادِّ بتشديد الدال قال أَبو الهيثم : هو من نَدَّ البعير نِداداً أَي شَرَدَ . قال : ويكون التناد بتخفيف الدال من ندّ فلَيَّنوا تشديد الدال وجعلوا إِحدى الدالين ياء ثم حذفوا الياء كما قالوا دِيوان ودِيباجٌ ودِينارٌ وقِيراط والأَصل دِوَّان ودِبّاجٌ وقرّاطٌ ودِنّارٌ قال : والدليل على ذلك جمعهم إِياها دَواوينَ وقَراريطَ ودَبابيجَ ودَنانِير قال : والدليل على صحة قراءة من قرأَ التنادّ بتشديد الدال قوله : يوم تولّون مدبرين . وقال ابن سيده : وأَما قراءة من قرأَ يوم التناد فيجوز أَن يكون من مُحَوَّلِ هذا الباب فحول للياء لتعتدل رؤوس الآي ويجوز أَن يكون من النداء وحذف الياء أَيضاً لمثل ذلك . وإِبل نَدَدٌ : متفرّقة كَرَفَضٍ اسم للجمع وقد أَنَدَّها و نَدَّدَها . وقال الفارسي : قال بعضهم : نَدَّتِ الكلمة شَذَّت وليست بقوية في الاستعمال أَلا ترى أَن سيبويه يقول : شَذَّ هذا ولا يقول نَدَّ وطير يَنادِيدُ و أَنادِيدُ متفرقةٌ قال : كأَنَّما أَهلُ حُجْرٍ يَنظرون مَتَى يَرَوْنَني خارجاً طَيْرٌ يَنادِيدُ ويقال : ذهب القومُ يَنادِيدُ و أَنادِيدَ إِذا تفرّقوا في كل وجه . و نَدَّدَ بالرجل : أَسْمَعَه القبيح وصرح بعيونه يكون في النظم والنثر . أَبو زيد : نَدَّدْتُ بالرجل تَنْدِيداً وسمَّعت به تسميعاً إِذا أَسمعْتَه القبيح وشتمته وشَهَّرْته وسمَّعْت به و التَّنْدِيدُ : رفع الصوت قال طرفة : لِهَجْسٍ خَفِيٌّ أَو لِصوتِ مُنَدَّدِ والصوتُ المُنَدَّدُ : المُبالَغُ في النِّداء . و النِّدُّ بالكسر : المثل والنظير والجمع أَندادٌ وهو النَّدِيدُ و النَّدِيدَةُ قال لبيد : لكَي لا يكون السَّنْدَرِيُّ نَدِيدَتي وأَجْعَلَ أَقْواماً عُمُوماً عَماعِما وفي كتابه لِأُكَيْدِرَ وخَلْعِ الأَنْدادِ والأَصنامِ : الأَنْدَادُ جمع نِدَ بالكسر وهو مثل الشيء الذي يُضادُّه في أُموره و يُنادُّه أَي يخالفه ويريد بها ما كانوا يَتخذونه آلهة من دون ا تعالى الله . وفي التنزيل العزيز : { واتخذوا من دون الله أَنْداداً } قال الأَخفش : النِّدُّ الضِّدُّ والشِّبْهُ . وقوله : يجعلون أَنْداداً أَي أَضداداً وأَشباهاً . ويقال : نِدُّ فلان و نَدِيدُه و نَدِيدَتُه أَي مِثْلُه وشَبَهُه . وقال أَبو الهيثم : يقال للرجل إِذا خالفك فأَردت وجهاً تذهب به ونازعك في ضِدِّه : فلان نِدِّي و نَدِيدي للذي يريد خلافَ الوجه الذي تريد وهو مستقِلٌّ من ذلك بمثل ما تستَقِلُّ به قال حسان : أَتَهْجُوهُ ولَسْتَ له بِنِدٌّ فَشَرُّكُما لِخَيْرِكُما الفِدَاءُ أَي لست له بمثل في شيء من معانيه . ويقال : نَادَدْتُ فلاناً إِذا خالفته . ابن شميل : يقال فلانة نِدُّ فلانة وخَتَنُها وتِرْبُها . قال : ولا يقال فلانة نِدُّ فلان ولا ختنُ فلان فَتُشَبِّهُها به . و النِّدُّ و النَّدُّ : ضَرْب من الطيب يُدَخَّن به قال ابن دريد : لا أَحسب النَّدَّ عربيّاً صحيحاً . قال الليث : النَّدُّ ضَرْب من الدُّخْنَة . وقال أَبو عمرو بن العلاء يقال لعنبر : النَّدُّ وللبَقَّم : العَنْدمُ وللمِسْك : الفتيق . و النَّدُّ : التَّلُّ المرتفعُ في السماء لغة يمانية . و يَنْدَد : موضع وقيل : هي من أَسماء مدينة النبي . و مَنْدَد : بلد قال ابن سيده : وأُراه جرى في فك التضعيف مجرى مَحْبَب للعلمية . قال : ولم أَجعله من باب مَهْدَدٍ لعدم قال ابن الأَحمر : وللشَّيْخ تَبْكِيه رُسومٌ كأَنَّما تَراوَحها العَصْرَيْنِ أَرواحُ مَنْدَد
نرد
الأَزهري في ترجمة رَنَدَ الرَّنْدُ عند أَهل البحرين شِبْه جُوالِقٍ واسِعِ الأَسفلِ مَخْروطِ الأَعلى يُسَفُّ من خُوصِ النخْلِ ثم يُخَيَّطُ ويُضْرَبُ بالشُّرُط المفتولة من اللِّيف حتى يَتَمَتَّنَ فيقومَ قائماً ويُعَرَّى بِعُرى وثيقة ينقل فيه الرُّطَب أَيام الخِرافِ يُحْمَل منه رَنْدانِ على الجمل القويّ قال ورأَيت هجريّاً يقول له النَّرْد وكأَنه مقلوب ويقال له القَرْنَةُ أَيضاً والنرد معروف شيء يلعب به فارسي معرَّب وليس بِعَربي وهو النَّرْدشير وفي الحديث مَنْ لَعِبَ بالنَّرْدشير فكأَنما غَمَس يَدَه في لَحْمِ الخِنْزير ودَمه النرد اسم أَعجمي مُعَرَّبٌ وشِير بمعنى حُلْو
نشد
نَشَدْتُ الضَّالَّةَ إِذا ناديتَ وسَأَلتَ عنها ابن سيده نَشَدَ الضَّالَّةَ يَنْشُدُها نِشْدَةً ونِشْداناً طَلَبَها وعرَّفَها وأَنْشَدَها عَرَّفَها ويقال أَيضاً نَشَدْتُها إِذا عَرَّفْتها قال أَبو دواد ويُصِيخُ أَحْياناً كما اسْ تَمَعَ المُضِلُّ لِصَوتِ ناشِدْ أَضَلَّ أَي ضَلَّ له شيء فهو يَنْشُدُه قال ويقال في الناشد إِنه المُعَرِّفُ قال شمر وروي عن المفضل الضبِّي أَنه قال زعموا أَن امرأَة قالت لابنتها احفظي بنتك ممن لا تَنْشُدِين أَي لا تَعْرِفين قال الأَصمعي كان أَبو عمرو بن العلاء يَعْجَبُ من قول أَبي دُواد كما اسْتَمَعَ المُضِلُّ لِصَوْتِ ناشِد قال أَحسبه قال هذا وغيره أَراد بالناشد أَيضاً رجلاً قد ضَلَّتْ دابَّتُه فهو يَنْشُدُها أَي يَطلبها لِيَتَعَزَّى بذلك وأَما ابن المُظفر فإِنه جعل الناشد المعرِّف في هذا البيت قال وهذا من عجيب كلامهم أَن يكون الناشِدُ الطالِبَ والمُعَرِّفَ جميعاً وقيل أَنْشَدَ الضَّالة اسْترشَدَ عنها وأَنشد بيت أَبي دواد أَيضاً قال ابن سيده الناشِدُ هنا المُعَرِّفُ قال وقيل الطالب لأَن المُضِلَّ يشتهي أَن يجد مُضِلاً مثله ليتعزى به وهذا كقولهم الثَّكْلَى تُحِبُّ الثَّكْلَى والناشدون الذين يَنْشُدُون الإِبل ويطلبون الضوالَّ فيأْخذونها ويحْبِسونها على أَربابها قال ابن عرس عِشْرُونَ أَلفاً هَلَكُوا ضَيْعَةً وأَنْتَ مِنْهُمْ دَعْوَةُ الناشِدِ يعني قوله أَين ذَهَبَ أَهلُ الدارِ أَن انْتَوَوْا كما يقول صاحب الضَّالّ مَنْ أَصابَ ؟ مَنْ أَصابَ ؟ فالناشِدُ الطالب يقال منه نَشَدْتُ الضَّالَّة أَنشُدُها وأَنْشِدُها نَشْداً ونِشْداناً إِذا طَلَبْتها فأَنا ناشِدٌ وأَنْشَدْتُها فأَنا مُنْشِدٌ إِذا عَرَّفْتَها وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم وذِكْرِه حَرَمَ مَكَّةَ فقال لا يُخْتلى خَلاها ولا تَحِلُّ لُقَطَتُها إِلا لمُنْشِد قال أَبو عبيد المُنْشِدُ المُعَرِّفُ قال والطالب هو الناشد قال ومما يُبَيِّنُ لك أَن الناشدَ هو الطالبُ حديثُ النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع رجلاً يَنْشُد ضالَّة في المَسْجِد فقال يا أَيها الناشِدُ غيرك الواجِد معناه لا وجَدْت وقال ذلك تأْديباً له حيث طلب ضالته في المسجد وهو من النَّشِيدِ رفْع الصَّوْتِ قال أَبو منصور وإِنما قيل للطالب ناشد لرفع صوته بالطلب والنَّشِيدُ رَفْعُ الصَّوْت وكذلك المعَرِّفُ يرفع صوته بالتعريف فسمي مُنْشِداً ومن هذا إِنشاد الشعر إِنما هو رفع الصوت وقولهم نَشَدْتُك بالله وبالرَّحِم معناه طلبت إِليك بالله وبحق الرَّحِم برفع نشيدي أَي صوتي وقال أَبو العباس في قولهم نشدتك الله قال النشيد الصوت أَي سأَلتك بالله برفع نشيدي أَي صوتي قال وقولهم نشدت الضالة أَي رفعت نشيدي أَي صوتي بطلبها قال ومنه نَشَدَ الشِّعْر وأَنشده فنَشده أَشاد بذكره وأَنشده إِذا رفعه وقيل في معنى قوله صلى الله عليه وسلم ولا تحل لقطتها إِلا لمنشد قال إِنه فَرَقَ بقوله هذا بين لُقَطةِ الحرم ولقطة سائر البُلْدانِ لأَنه جعل الحُكْم في لقطة سائر البلاد أَنَّ ملتقطها إِذا عرّفها سنة حلَّ له الانتفاع بها وجَعَلَ لُقَطَةَ حَرمِ الله محظوراً على مُلْتَقِطِها الانتفاعُ بها وإِن طال تعريفه لها وحَكَمَ أَنه لا يحل لأَحد التقاطها إِلا بنيَّة تعريفها ما عاشَ فأَما أَن يأْخذها من مكانها وهو ينوي تعريفها سنة ثم ينتفع بها كما ينتفع بلقطة سائر الأَرض فلا قال الأَزهري وهذا معنى ما فسره عبد الرحمن بن مهديّ وأَبو عبيد وهو الأَثر غيره ونَشَدْتُ فلاناً أَنْشُدُه نَشْداً إِذا قلت له نَشَدْتُك اللَّهَ أَي سأَلتك بالله كأَنك ذكَّرْتَه إِياه فَنَشَدَ أَي تَذَكَّرَ وقول الأَعشى رَبِّي كَرِيمٌ لا يُكَدِّرُ نِعْمَةً وإِذا تُنُوشِدَ في المَهارِقِ أَنْشَدَا قال أَبو عبيد يعني النعمان بن المنذر إِذا سئل بكَتْبِ الجَوائِز أَعْطى وقوله تُنُوشِدَ هو في موضع نُشِدَ أَي سُئِلَ التهذيب الليث يقال نشد ينشد فلان فلاناً إِذا قال نَشَدْتُكَ باللهِ والرَّحِم وتقول ناشَدْتُكَ اللَّهَ وفي المحكم نَشَدْتُكَ الله نَشْدَةً ونِشْدَةً ونِشْداناً اسْتَحْلَفْتُكَ بالله وأَنشدُك بالله إِلا فَعَلْتَ أَستَحْلِفُكَ بالله ونَشْدَكَ الله أَي أَنْشُدُكَ بالله وقد ناشَدَه مُناشَدةً ونِشاداً وفي الحديث نَشَدْتك الله والرَّحِم أَي سأَلتُكَ بالله والرَّحِمِ يقال نَشَدْتُكَ الله وأَنْشُدُك الله وبالله وناشَدتُك اللَّهَ وبالله أَي سأَلتُك وأَقْسَمْتُ عليك ونَشَدْتُه نِشْدَةً ونِشْداناً ومِناشَدَةً وتَعْدِيَتُه إِلى مفعولين إِما لأَنه بمنزلة دعوت حيث قالوا نشدتك الله وبالله كما قالوا دَعَوْتُه زيداً وبزيد إِلا أَنهم ضمَّنوه معنى ذكَّرْت قال فأَما أَنشدتك بالله فخطأٌ ومنه حديث قَيْلَة فنشدت عليه( * قوله « فنشدت عليه إلخ » كذا بالأصل والذي في نسخة من النهاية يوثق بها فنشدت عنه أي سألت عنه ) فسأَلتُه الصُّحْبَة أَي طَلَبْتُ منه وفي حديث أَبي سعيد أَنَّ الأَعضاء كلَّها تُكَفِّرُ اللسانَ تقول نِشْدَكَ الله فينا قال ابن الأَثير النِّشْدَةُ مصدر وأَما نِشْدَك فقيل إِنه حَذَفَ منها التاء وأَقامها مُقامَ الفِعْل وقيل هو بناء مرتجل كقِعْدَك اللَّهَ وعَمْرَكَ الله قال سيبويه قولهم عَمْرَكَ الله وقِعدَك اللَّهَ بمنزلة نِشْدَك الله وإِن لم يُتَكلم بِنِشْدَك ولكن زعم الخليل أَن هذا تمثيل تُمُثِّل به
( * قوله « تمثل به » في نسخة النهاية التي بأيدينا يمثل به ) قال ولعل الراوي قد حرف الرواية عن نَنْشُدُكَ الله أَو أَراد سيبويه والخليل قلة مجيئه في الكلام لا عدمه أَولم يبلغْهما مَجِيئُه في الحديث فحُذِفَ الفِعْلُ الذي هو أَنشدك الله وَوُضِعَ المصْدَرُ موضعه مضافاً إِلى الكاف الذي كان مفعولاً أَول وفي حديث عثمان فأَنْشَدَ له رِجالٌ أَي أَجابوه يقال نَشَدْتُه فأَنْشَدَني وأَنْشَدَ لي أَي سأَلْتُه فأَجابني وهذه الأَلِف تسمى أَلِفَ الإِزالة يقال قَسَطَ الرجل إِذا جارَ وأَقْسَطَ إِذا عَدَلَ كأَنه أَزال جَوْرَه وأَزال نَشِيدَه وقد تكرّرت هذه اللفظة في الأَحاديث على اختلاف تصرُّفها وناشَدَه الأَمرَ وناشَدَه فيه وفي الخبر أَن أُمّ قيس بن ذريح أَبْغَضَتْ لُبْنَى فناشَدَتْه في طَلاقِها وقد يجوز أَن تكون عَدَّتْ بفي لأَنَّ في ناشَدَتْ مَعْنى طَلَبَتْ ورَغِبَتْ وتَكَلَّمَتْ وأَنشد الشعر وتناشدوا أَنشد بعضهم بعضاً والنَّشِيدُ فَعِيلٌ بمعنى مُفْعَل والنشيدُ الشعر المتناشد بين القوم ينشد بعضهم بعضاً قال الأُقيشر الأَسدي ومُسَوّف نَشَدَ الصَّبُوحَ صَبَحْتُه قَبْلَ الصَّباح وقَبْلَ كلِّ نِداءِ قال المسوّف الجائع ينظر يَمْنَةً ويَسْرَةً نَشَدَه طلبه قال الجعدي أَنْشُدُ الناسَ ولا أُنْشِدُهم إِنَّما يَنْشُدُ مَنْ كانَ أَضَلْ قال لا أُنْشِدُهم أَي لا أَدُلُّ عليهم ويَنْشُدُ يَطْلُبُ والنَّشِيدُ من الأَشعار ما يُتناشَدُ وأَنْشَدَ بِهِمْ هَجَاهُمْ وفي الخبر أَن السَّليطِيِّينَ قالوا لِغَسَّانَ هذا جرير يُنْشِدُ بنا أَي يَهْجُونا واسْتَنْشَدْتُ فلاناً شعره فأَنشدنيه ومِنْشِدٌ اسم موضع قال الراعي إِذا ما انْجَلَتْ عنهُ غَدَاةً ضَبابةٌ غَدا وهو في بَلْدٍ خَرانِقِ مُنْشِدِ
نضد
نَضَدْتُ المَتاعَ أَنْضِدُه بالكسر نَضْداً ونَضَّدْتُه جَعَلْتُ بعضَه على بعض وفي التهذيب ضَمَمْتُ بَعْضَه إِلى بعض والتَّنْضِيدُ مثله شُدِّد للمبالغة في وضعه مُتراصِفاً والنَّضَدُ بالتحريك ما نُضِّدَ من مَتاعِ البيت وفي الصحاح متاعُ البيتِ المَنْضُودُ بعْضُه فوق بعض وقيل عامَّتُه وقيل هو خِيارُه وحُرُّه والأَوَّل أَولى والنَّضَدُ ما نُضِّدَ من متاع البيت مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي والجمع من كل ذلك أَنْضادٌ قال النابغة خَلَّتْ سَبِيلَ أَتِيٍّ كان يَحْبِسُه ورفَّعَتْه إِلى السَّجْفَيْنِ فالنَّضَدِ وفي الحديث أَنّ الوحي وقيل جبريل احْتَبَسَ أَياماً فلما نزل استبطأَه النبي صلى الله عليه وسلم فَذَكر أن احتباسَه كان لِكَلْبٍ كان تحت نَضَدٍ لهم والنَّضَدُ السريرُ يُنَضَّدُ عليه المتاعُ والثيابُ قال الليث النَّضَدُ السريرُ في بيت النابغة قال الأَزهري وهو غلط إِنما النَّضَدُ ما فسره ابن السكيت وهو بمعنى المَنْضُود والنَّضَدُ السَّحابُ المتراكم أَنشد ابن الأَعرابي أَلا تَسْأَل الأَطْلالَ بالجَرَعِ العُفْرِ ؟ سَقاهُنَّ رَبِّي صَوْبَ ذي نَضَدٍ صُمْرِ والجمع أَنضادٌ ونَضَدَ الشيءَ جَعَلَ بعضَه على بعض مُتَّسِقاً أَو بعضه على بعض والنَّضَدُ الاسم وهو من حُرِّ المتاعِ يُنَضَّدُ بعضه فوق بعض وذلك الموضع يسمى نَضَداً وأَنضادُ الجِبالِ جَنادِلُ بعضُها فوق بعض وكذلك أَنضادُ السحاب ما تراكبَ منه وأَما قول رؤبة يصف جيشاً إِذا تَدانَى لم يُفَرَّجْ أَجَمُهْ يُرْجِفُ أَنْضادَ الجِبالِ هَزَمُه فإِنّ أَنضادَ الجِبالِ ما تراصَفَ مِن حِجارتها بعضها فوق بعض وطَلْعٌ نَضِيدٌ قد رَكِبَ بعضُه بعضاً وفي التنزيل لها طَلْعٌ نَضِيدٌ أَي منضود وفيه أَيضاً وطَلْحٍ مَنْضُود قال الفراء طلع نضيد يعني الكُفُرّى ما دام في أَكمامه فهو نَضِيدٌ وقيل النَّضِيدُ شِبْهُ مِشْجَبٍ نُضِّدَتْ عليه الثيابُ ومعنى منضود بعضُه فوق بعض فإِذا خرج من أَكمامِه فليس بِنَضِيدٍ وقال غيره في قوله وطَلْحٍ مَنْضُودٍ هو الذي نُضِّدَ بالحمل من أَوله إِلى آخره أَو بالورق ليس دونه سُوق بارزة وقيل في قوله في الحديث إِن الكلب كان تحت نَضَدٍ لهم أَي كان تحت مِشْجَبٍ نُضِّدَتْ عليه الثيابُ والآثاثُ وسمي السرير نَضَداً لأَن النَّضَدَ عليه وفي حديث أَبي بكر لَتَتَّخِذُنَّ نَضائِدَ الدِّيباجِ وسُتورَ الحَريرِ ولَتَأْلَمُنَّ النَّوْمَ على الصُّوفِ الأَذَرِيّ( * قوله « الأذري » كذا بالأصل وفي شرح القاموس الأذربي ) كما يَأْلَمُ أَحدُكُمُ النَّوْمَ على حَسَكِ السَّعْدانِ قال المبرد قوله نَضائِدَ الدِّيباجِ أَي الوَسائدَ واحدها نَضِيدةٌ وهي الوسادةُ وما حُشِي من المتاع وأَنشد وقَرَّبَتْ خُدّامُها الوَسائِدا حتى إِذا ما عَلَّوُا النَّضائِدا قال والعرب تقول لجماعة ذلك النضَدُ وأَنشد ورَفَّعَتْه إِلى السَّجْفَيْنِ فالنَّضَدِ وفي حديث مسروق شجرُ الجنة نَضِيدٌ من أَصلها إِلى فرعها أَي ليس لها سُوق بارِزَةٌ ولكنها مَنْضُودةٌ بالورق والثمارِ من أَسفلها إِلى أَعلاها وهو فَعِيل بمعنى مفعول وأَنضادُ القوم جماعتُهم وعددُهم والنضَدُ الأَعْمام والأَخوال المتقدّمون في الشرف والجمع أَنضادٌ قال الأَعشى وقَوْمُك إِنْ يَضْمَنُوا جارةً يَكُونوا بِمَوضِعِ أَنْضادِها أَراد أَنهم كانوا بموضع ذوي شرفها وأَحسابها وقال رؤبة لا تُوعِدَنِّي حَيَّةٌ بالنَّكْزِ أَنا ابنُ أَنْضادٍ إِليها أَرْزي ونَضَدْتُ اللَّبِنَ على الميت والنضَدُ الشريف من الرجال والجمع أَنْضادٌ ونَضادِ جبَلٌ بالحجاز قال كثير عَزَّة كأَنّ المَطايا تَتَّقِي من زُبانةٍ مَناكِبَ رُكْنٍ من نَضادٍ مُلَمْلَمِ
( * قوله « مناكب » في ياقوت مناكد )
نفد
نَفِدَ الشيءُ نَفَداً ونَفاداً فَنِيَ وذهَب وفي التنزيل العزيز ما نَفِدَت كلماتُ الله قال الزجاج معناه ما انقَطَعَتْ ولا فَنِيَتْ ويروى أَن المشركين قالوا في القرآن هذا كلامٌ سَيَنْفَدُ وينقطع فأَعلم الله تعالى أَنّ كلامه وحِكْمَتَه لا تَنْفَدُ وأَنْفَدَه هو واسْتَنْفَدَه وأَنْفَدَ القومُ إِذا نَفِدَ زادُهم أَو نَفِدَتْ أَموالُهم قال ابن هرمة أَغَرّ كَمِثْلِ البَدْرِ يَسْتَمْطِرُ النَّدَى ويَهْتَزُّ مُرْتاحاً إِذا هو أَنْفَدَا واسْتَنْفَدَ القومُ ما عندهم وأَنْفَدُوه واسْتَنْفَدَ وُسْعَه أَي اسْتَفْرَغَه وأَنْفَدَتِ الرَّكِيَّةُ ذهب ماؤها والمُنافِدُ الذي يُحاجُّ صاحبَه حتى يَقْطَع حُجَّتَه وتَنْفَدَ ونافَدْتُ الخَصْمَ مُنافَدةً إِذا حاجَجْتَه حتى تقطع حُجَّتَه وخَصْم مُنافِدٌ يستفرغ جُهْدَه في الخصومة قال بعض الدَّبِيرِيِّينَ وهو إِذا ما قيل هَلْ مِنْ وافِدِ ؟ أَو رجُلٍ عن حقِّكُم مُنافِدِ ؟ يكونُ للغائِبِ مِثْلَ الشاهِدِ ورجل مُنافِدٌ جَيِّدُ الاستفراغ لِحُجَجِ خَصْمِه حتى يُنْفِدَها فَيَغْلِبَه وفي الحديث إِنْ نافَدْتَهم نافَدُوك قال ويروى بالقاف وقيل نافذوك بالذال المعجمة ابن الأَثير وفي حديث أَبي الدرداء إِنْ نافَدْتَهم نافَدُوك نافَدْتُ الرجلَ إِذا حاكَمْتَه أَي إِن قلتَ لهم قالوا لك قال ويروى بالقاف والدال المهملة وفي فلان مُنْتَفَدٌ عن غيره كقولك مندوحة قال الأَخطل لقدْ نَزَلْت بِعبْدِ اللهِ مَنْزِلةً فيها عن العَقْب مَنْجاةٌ ومُنْتَفَدُ ويقال إِنَّ في ماله لَمُنْتَفَداً أَي لَسَعَةً وانتَفَدَ من عَدْوِه استوْفاهُ قال أَبو خراش يصف فرساً فأَلْجَمَها فأَرْسَلَها عليه وولَّى وهو مُنْتَفِدٌ بَعِيدُ وقعد مُنْتَفِداً أَي مُتَنَحِّياً هذه عن ابن الأَعرابي وفي حديث ابن مسعود إِنكم مجموعون في صَعيدٍ واحد يَنْفُدُكُم البَصَرُ يقال نَفَدَني بَصَرُه إِذا بَلَغَني وجاوَزَني وأَنفَدْتُ القومَ إِذا خَرَقْتَهم ومَشَيْتَ في وَسَطِهم فإِن جُزْتَهم حتى تُخَلِّفَهم قلت نَفَدْتُهم بلا أَلف وقيل يقال فيها بالأَلف قيل المراد به يَنْفُدُهم بصرُ الرحمنِ حتى يأْتِيَ عليهم كلِّهم وقيل أَراد يَنْفُدُهم بصر الناظر لاستواء الصعيدِ قال أَبو حاتم أَصحاب الحديث يروونه بالذال المعجمة وإِنما هو بالمهملة أَي يَبْلُغُ أَوَّلَهم وآخِرَهم حتى يراهم كلَّهم ويَسْتَوْعِبَهم من نَفَدَ الشيءُ وأَنفَدْتُه وحملُ الحديث على بصر المُبْصِر أَولى من حمله على بصر الرحمن لأَن الله عز وجل يجمع الناس يوم القيامة في أَرضٍ يَشْهَدُ جميعُ الخلائق فيها مُحاسَبةَ العبدِ الواحدِ على انفراده ويَرَوْنَ ما يَصِيرُ إِليه
نقد
النقْدُ خلافُ النَّسيئة والنقْدُ والتَّنْقادُ تمييزُ الدراهِم وإِخراجُ الزَّيْفِ منها أَنشد سيبويه تَنْفِي يَداها الحَصَى في كلِّ هاجِرةٍ نَفْيَ الدَّنانِيرِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ ورواية سيبويه نَفْيَ الدراهِيمِ وهو جمع دِرْهم على غير قياس أَو دِرْهام على القياس فيمن قاله وقد نَقَدَها يَنْقُدُها نَقْداً وانتَقَدَها وتَنَقَّدَها ونَقَدَه إِياها نَقْداً أَعطاه فانتَقَدَها أَي قَبَضَها الليث النقْدُ تمييز الدراهِم وإِعطاؤكَها إِنساناً وأَخْذُها الانتقادُ والنقْدُ مصدر نَقَدْتُه دراهِمَه ونَقَدْتُه الدراهِمَ ونقَدْتُ له الدراهم أَي أَعطيته فانتَقَدَها أَي قَبَضَها ونقَدْتُ الدراهم وانتَقَدْتُها إِذا أَخْرَجْتَ منها الزَّيْفَ وفي حديث جابِرٍ وجَمَلِه قال فَنَقَدَني ثمنَه أَي أَعطانيه نَقْداً مُعَجَّلاً والدِّرْهَمُ نَقْدٌ أَي وازِنٌ جَيِّدٌ وناقدْتُ فلاناً إِذا ناقشته في الأَمر قال سيبويه وقالوا هذه مائة نَقْدٌ الناسُ على إِرادة حذف اللام والصفة في ذلك أَكثرُ وقوله أَنشده ثعلب لَتُنْتَجَنَّ وَلَداً أَو نَقْدا فسره فقال لَتُنْتَجَنَّ ناقةً فتقتنى أَو ذكَراً فيباع لأَنهم قلما يمسكون الذكور ونَقَدَ الشيءَ يَنْقُدُه نَقْداً إِذا نَقَرَه بإِصبعه كما تُنْقَر الجوزة والمِنْقَدَةُ حُرَيْرَةٌ يُنْقَدُ عليها الجَوْزُ والنقْدةُ ضربةُ الصبيِّ جَوْزةً بإِصبعه إِذا ضرب ونقَدَ أَرنبَتَه بإِصبعه إِذا ضربها قال خلف وأَرْنَبَةٌ لك مُحْمَرَّة يَكادُ يُقَطِّرُها نَقْدَة أَي يشقُّها عن دَمها ونَقَدَ الطائرُ الفَخَّ يَنْقُدُه بِمِنْقاره أَي يَنْقُرُه والمِنْقادُ مِنْقارُه وفي حديث أَبي ذر كان في سَفَر فقرَّبَ أَصحابُه السُّفْرةَ ودعَوْه إِليها فقال إِني صائم فلما فَرَغُوا جعل يَنْقُدُ شيئاً من طعامهم أَي يأْكل شيئاً يسيراً وهو من نقَدْتُ الشيءَ بإِصْبَعِي أَنقُدُه واحداً واحداً نَقْدَ الدراهِمِ ونَقَدَ الطائرُ الحَبَّ ينقُده إِذا كان يلْقُطُه واحداً واحداً وهو مثل النَّقْر ويروى بالراء ومنه حديث أَبي هريرة وقد أَصْبَحْتُم تَهْذِرون الدنيا( * قوله « تهذرون الدنيا » قال ابن الاثير وروي تهذرون يعني بضم الذال قال وهو أَشبه بالصواب يعني تتوسعون في الدنيا ) ونقَدَ بِإِصْبَعِه أَي نقَرَ ونقَد الرجلُ الشيءَ بنظره يَنْقُدُه نقْداً ونقَدَ إِليه اختلَسَ النظر نحوه وما زال فلان يَنْقُدُ بصَرَه إِلى الشيء إِذا لم يزل ينظر إِليه والإِنسانُ يَنْقُدُ الشيءَ بعينه وهو مخالَسةُ النظر لئلا يُفْطَنَ له وفي حديث أَبي الدرداء أَنه قال إِنْ نقَدْتَ الناسَ نَقَدُوكَ وإِن تَرَكْتَهُمْ تركوك معنى نقدتهم أَي عِبْتهم واغتَبْتَهم قابلوك بمثله وهو من قولهم نقَدْتُ رأْسه بإِصبعي أَي ضربته ونقَدْتُ الجَوْزَةَ أَنقُدها إِذا ضربتها ويروى بالفاء والذال المعجمة وهو مذكور في موضعه ونقَدَتْه الحيَّةُ لدغَتْه والنَّقَدُ تَقَشُّرٌ في الحافِرِ وتَأَكُّلٌ في الأَسنان تقول منه نَقِدَ الحافر بالكسر ونَقِدَتْ أَسنانُه ونَقِدَ الضِّرْسُ والقَرْنُ نَقَداً فهو نَقِدٌ ائتُكِلَ وتَكَسَّر الأَزهري والنقَدُ أَكل الضِّرْس ويكون في القَرْن أَيضاً قال الهذلي عاضَها اللَّهُ غُلاماً بَعْدَما شابتِ الأَصْداغُ والضِّرْسُ نَقَد ويروى بالكسر أَيضاً وقال صخر الغيّ تَيْسُ تُيُوسٍ إِذا يُناطِحُها يَأْلَمُ قَرْناً أَرُومُه نَقَدُ أَي أَصْلُه مُؤْتَكَلٌ وقَرْناً منصوب على التمييز ويروى قَرْنٌ أَي يأْلَم قَرْنٌ منه ونَقِدَ الجِذْعُ نَقَداً أَرِضَ وانْتَقَدَتْه الأَرَضَةُ أَكلتْه فتَرَكَتْه أَجْوَفَ والنَّقَدةُ الصغيرة من الغَنَم الذكَرُ والأُنثى في ذلك سواء والجمع نَقَدٌ ونِقادٌ ونِقادةٌ قال علقمة والمالُ صُوفُ قَرارٍ يَلْعَبُونَ به على نِقادَتهِ وافٍ ومَجْلُومُ والنَّقَدُ السُّفَّلُ من الناس وقيل النقَدُ بالتحريك جِنْس من الغَنَم قِصار الأَرْجُل قِباح الوُجوه تكون بالبَحْرَيْنِ يقال هو أَذَلُّ من النقَد وأَنشد رُبَّ عَديمٍ أَعَزُّ مِنْ أَسَدِ ورُبَّ مُثْرٍ أَذَلُّ مِنْ نَقَدِ وقيل النقَد غنم صِغارٌ حِجازِيّة والنقَّادُ راعِيها وفي حديث علي أَنّ مُكاتِباً لِبَني أَسَدٍ قال جِئْتُ بِنَقَد أَجْلٍّ بُه إِلى المدينة النقَد صغار الغنم واحدتها نقَدة وجمعها نِقاد ومنه حديث خزيمة وعاد النِّقادُ مُجْرَنْثِماً وقول أَبي زبيد يصف الأَسد كأَنَّ أَثْوابَ نَقّادٍ قُدِرْنَ لَه يَعْلُو بِخَمْلَتِها كَهْباءَ هُدّابَا فسره ثعلب فقال النقّادُ صاحِبُ مُسُوكِ النقَد كأَنه جعل عليه خَمْلَه أَي أَنه وَرْدٌ ونصَب كَهْباء بِيَعْلُو وقال الأَصمعي أَجْوَدُ الصُّوفِ صوفُ النقَد والنِّقْدُ البَطِيءُ الشّبابِ القَلِيلُ الجْسمِ وربما قيل للقَمِيءِ من الصبيان الذي لا يكاد يَشِبُّ نَقَدٌ وأَنْقَدَ الشجرُ أَوْرَقَ والأَنْقَدُ والأَنْقَذُ بالدال والذال القُنْفُذُ والسُّلَحْفاءُ قال فباتَ يُقاسِي لَيْلَ أَنْقَدَ دائِباً ويَحْدُرُ بِالقُفِّ اخْتِلافَ العُجاهِنِ وهو معرفة كما قيل للأَسد أُسامة ومن أَمثالهم باتَ فُلان بِلَيْلَةِ أَنقَدَ إِذا بات ساهِراً ومع ذلك أَن القُنْفُذ يَسْرِي ليلَه أَجمع لا ينامُ الليلَ كُلّه ويقال أَسْرى من أَنْقَدَ الليث الإِنْقدانُ السُّلَحْفاةُ الذكَر والنُّقْدُ والتُّعَضُ شجر واحدته نُقدةٌ ونُعْضةٌ والنُّقُدُ والنَّقَدُ ضربان من الشجر واحدته نُقدةٌ بالضم قال اللحياني وبعضهم يقول نَقَدةٌ فيحرك وقال أَبو حنيفة النُّقْدةُ فيما ذكر أَبو عمرو من الخوصة ونَوْرُها يشبه البَهْرَمانَ وهو العُصْفُر وأَنشد للخضري في وصف القطاة وفَرْخَيْها يَمُدّانِ أَشْداقاً إليها كأَنما تَفَرَّق عن نُوّارِ نُقْدٍ مُثَقَّبِ اللحياني نُقْدةٌ ونُقْدٌ وهي شجرة وبعضهم يقول نَقدةٌ ونَقَدٌ قال الأَزهري وأَكثر ما سمعت من العرب نَقَدٌ محرك القاف وله نَور أَصفر ينبت في القيعان والنُّقْدُ ثمر نبت يشبه البهرمان والنِّقْدةُ الكَرَوْيا ابن الأَعرابي التِّقْدةُ الكُزْبَرةُ والنِّقْدةُ بالنون الكَرَوْيا ونَقْدةُ موضع
( * قوله « ونقدة موضع » وقوله ونقدة بالضم اسم موضع ظاهره أنهما موضعان والذي في معجم ياقوت نقدة بالفتح ثم السكون ودال مهملة وقد تضم النون عن الدريدي اسم موضع في ديار بني عامر وقرأت بخط ابن نباتة السعدي نقدة بضم النون في قول لبيد ) قال لبيد فَقَدْ نَرْتَعي سَبْتاً وأَهْلُكِ حِيرةً مَحَلَّ المُلوكِ نَقْدلاً فالمَغاسِلا ونُقْدَةُ بالضم اسم موضع ويقال النُّقْدةُ بالتعريف
نكد
النَّكَدُ الشؤْمُ واللؤْمُ نَكِدَ نَكَداً فهو نَكِدٌ ونِكَدٌ ونَكْدٌ وأَنَكَدُ وكل شيء جرّ على صاحبه شَرّاً فهو نَكَدٌ وصاحبه أَنكَدُ نَكِدٌ ونَكِدَ عيشُهم بالكسر يَنْكَدُ نَكَداً اشتدّ ونَكِدِ الرجلُ نَكَداً قَلَّلَ العَطاء أَو لم يُعْط البَتَّة أَنشد ثعلب نَكِدْتَ أَبا زُبَيْبةَ إِذْ سأَلْنا ولم يَنْكَدْ بِحاجَتِنا ضَبابُ عدّاه بالباء لأَنه في معنى بَخِلَ حتى كأَنه قال بخلت بحاجتنا وأَرَضُونَ نِكادٌ قليلة الخير والنُّكْدُ والنَّكْد قِلْةُ العَطاء وأَن لا يَهْنَأَه مَن يُعْطاه وأَنشد وأَعْطِ ما أَعْطَيْتَه طَيِّباً لا خَيْرَ في المَنْكودِ والنَّاكدِ وفي الدعاء نَكْداً له وجَحْداً ونُكْداً وجُحْداً وسأَله فأَنَكَدَهُ أَي وجده عَسِراً مُقَلِّلاً وقيل لم يجد عنده إِلاَّ نَزْراً قليلاً ونكَدَه ما سأَله يَنْكُدُه نَكْداً لم يعظه منه إِلا أَقَلَّه أَنشد ابن الأَعرابي مِنَ البِيضِ تُرْغِيمنا سُقاطَ حَديِثها وتَنْكُدُنا لَهْوَ الحديثِ المُمَنَّعِ تُرْغِينا تُعْطِينا منه ما ليس بصريح ونكَدَه حاجتَه منَعَه إِياها والنُّكْدُ من الإِبل النّوقُ الغَزيراتُ من اللَّبَنِ وقيل هي التي لا يبقى لها ولد قال الكميت ووَحْوَحَ في حِضْنِ الفَتاةِ ضَجِيعُها ولم يَكُ في النُّكْدِ المَقالِيتِ مَشْخَبُ وحارَدَتِ النُّكْدِ الجِلادُ ولم يكن لِعُقْبَةِ قِدْرِ المُسْتَعِيرينَ مُعْقِبُ ويروى ولم يَكُ في المُكْد وهما بمعنى وقال بعضهم النُّكْدُ النوقُ التي ماتت أَولادُها فَغَزُرَتْ وقال ولم تَبضِضِ النُّكْدُ للحاشِرِين وأَنْفَدَتِ النَّمْلُ ملتَنْقُلُ وأَنشد غيره ولم أَرْأَم الضَّيْمَ اخْتِتاءً وذِلَّةً كما شَمَّتِ النَّكْداءُ بَوًّا مُجْلَّدا النَّكْداءُ تأْنيث أَنكَدَ ونَكِدٍ ويقال للناقة التي مات ولدها نَكْداءُ وإِياها عنى الشاعر وناقةٌ نَكْداءُ مِقْلاتٌ لا يعيشُ لها ولد فتكثر أَلبانها لأَنها لا تُرْضِعُ وفي حديث هوازن ولا درها بماكِدٍ ولا ناكِدٍ قال ابن الأَثير قال القتيبي إِن كان المحفوظ ناكد فإِنه أَراد القليل لأَن الناكِدَ الناقة الكثيرة اللبن فقال ما درُّها بغزير والناكِدُ أَيضاً القليلة اللبن وفي قصيد كعب قامَتْ تُجاوِبُها نُكْدٌ مَثاكِيلُ النُّكْد جمع ناكد وهي التي لا يعيش لها ولد وقوله تعالى والذي خَبُتَ لا يخرُجُ إِلاَّ نَكِداً قرأَ أَهل المدينة نَكَداً بفتح الكاف وقرأَت العامة نَكِداً قال الزجاج وفيه وجهان آخران لم يُقرأْ بهما إِلاَّ نَكْدا ونُكْداً وقال الفراء معناه لا يخرج إِلا في نَكَدٍ وشِدّةٍ ويقال عطاء مَنْكُود أَي نَزِر قليل ويقال نُكِدَ الرجلُ فهو مَنْكُود إِذا كَثُرَ سؤَاله وقَلَّ خَيْرُه ورجل نَكِدٌ أَي عَسِرٌ وقومٌ أَنْكادٌ ومَناكِيدُ وناكَده فلانٌ وهما يتَناكدان إِذا تَعاسَرا وناقة نَكْداءُ قليلة اللَّبن ورجل مَنْكُود ومَعْروُك ومَشْفُوه ومَعْجُوزٌ أُلِحَّ عليه في المسأَلة عن ابن الأَعرابي وجاءَه مُنْكِداً أَي غير مَحْمُودِ المَجيء وقال مرة أَي فارغاً وقال ثعلب إِنما هو مُتْكِزاً من نَكِزَتِ البئرُ إِذا قَلَّ ماؤُها وهو أَحسن وإِن لم يسمع أَنْكَزَ الرجلُ ذا نَكَزَتْ مياه آباره وماء نُكْدٌ أَي قليل ونَكِدَتِ الرَّكِيَّةُ قلَّ ماو ها والأَنْكَدان مازنُ بن مالك بن عَمْرو بن تَميم ويَرْبُوعُ بن حنظلة قال بُحَيْر بن عبد الله بن سلمة القشيري الأَنْكَدانِ مازِنٌ ويَرْبُوعْ ها إِنَّ ذا اليَوْمَ لَشَرٌّ مَجْمُوعْ وكان بجير هذا قد التقى هو وقَعْنَب بن الحرث اليَرْبُوعي فقال بجير يا قعنب ما فَعَلَتِ البيضاءُ فَرسُكَ ؟ قال هي عندي قال فكيف شُكْرُك لها ؟ قال وما عسيت أَن أَشكرها قال وكيف لا تشكرها وقد نَجَّتك مني ؟ قال قَعْنَبٌ ومتى ذلك ؟ قال حيث أَقول تَمَطَّتْ به البَيْضاءُ بَعْدَ اخْتِلاسِه على دَهَشٍ وخِلْتُني لم أُكَذَّبِ فأَنكر قَعْنَب ذلك وتلاعنا وتداعيا أَن يقتل الصادِقُ منهما الكاذِب ثم إِن بجيراً أَغار على بني العَنْبر فغنم ومضى واتبعته قبائل من تميم ولحق به بنو مازن وبنو يربوع فلما نظر إِليهن قال هذا الرجز ثم إِنهم احْتَرَبوا قليلاً فحمل قعنب بن عِصْمة بن عاصم اليربوعي على بجير فطعنه فأَدَاره عن فرسه فوثب عليه كَدّامُ بن بَجِيلةَ المازنّي فأَسره فجاءه قعنب اليربوعي ليقتله فمنع منه كَدّامٌ المازني فقال له قعنب مازِ رأْسَك والسَّيْفَ فَخَلَّى عنه كَدّام فضربه قَعْنبٌ فأَطار رأْسَه ومازِ ترخيم مازن ولم يكن اسمه مازناً وإِنما كان اسمه كَدّاماً وإِنما سماه مازناً لأَنه من بني مازن وقد تفعل العرب مثل هذا في بعض المواضع قال ابن بري وهذا المثل ذكرَ سيبويه في باب ما جرى على الأَمر والتحذير فذكره مع قولهم رأْسَك والجِداءَ وكذلك تقدر في المثل أَبْقِ يا مازِنُ رأْسَك والسيف فحذف الفعل لدلالة الحال عليه
نمرد
ابن سيده نُمْرُود اسم مَلِك معروف وكأَنّ ثعلباً ذهب إِلى اشتقاقه من التَّمَرُّد فهو على هذا ثلاثي
نهد
نَهَدَ الثدْيُ يَنْهُد بالضم نُهُوداً إِذا كَعَبَ وانتَبَرَ وأَشْرَفَ ونهدتِ المرأَةُ تَنْهُدُ وتَنْهَدُ وهي ناهِدٌ وناهِدةٌ ونَهَّدَتْ وهي مُنَهِّدٌ كلاهما نَهَدَ ثَدْيُها قال أَبو عبيد إِذا نَهَدَ ثَدْيُ الجارية قيل هي ناهِد والثُّدِيُّ الفَوالِكُ دون النَّواهِدِ وفي حديث هِوازِنَ ولا ثَدْيُها بناهد أَي مرتفع يقال نَهَدَ الثديُ إذا ارتفع عن الصدر وصار له حَجْم وفرس نَهْد جَسِيمٌ مُشْرِفٌ تقول منه نَهُدَ الفرس بالضم نُهُودة وقيل كثير اللحم حسَن الجسم مع ارتفاع وكذلك مَنْكِبٌ نَهْدٌ وقيل كل مرتفع نَهْد الليث النهد في نعت الخيل الجسيم المشرف يقال فرس نَهْدُ القَذالِ نَهْدُ القُصَيرَى وفي حديث ابن الأَعرابي يا خَيرَ من يَمْشِي بِنَعْلٍ فَرْدِ وَهَبَهُ لِنَهْدَةٍ ونَهْدِ النهْدُ الفرس الضخْمُ القويُّ والأُنثى نَهْدةٌ وأَنهَدَ الحوضَ والإِناءَ مَلأَه حتى يَفِيضَ أَو قارَبَ مِلأَه وهو حَوْضٌ نَهْدانُ وإِناءٌ نَهْدانُ وقَصْعَةٌ نَهْدَى ونَهْدانةٌ الذي قد عَلا وأَشرَف وحَفَّان قد بلغ حِفافَيْهِ أَبو عبيد قال إِذا قارَبَتِ الدَّلْوُ المَلْءَ فهو نَهْدُها يقال نَهَدَتِ المَلْءَ قال فإِذا كانت دون مَلْئها قيل غَرَّضْتُ في الدَّلو وأَنشد لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وغَرِّضْ فيها فإِنَّ دون مَلْئها يَكْفِيها وكذلك عَرَّقْتُ وقال وضَخْتُ وأَوضَخْتُ إِذا جَعَلْتَ في أَسفَلِها مُوَيْهةً الصحاح أَنْهَدْتُ الحوضَ ملأْتُه وهو حَوْضٌ نَهْدانُ وقدم نَهْدانُ إِذا امتلأَ ولم يَفِضْ بعد وحكى ابن الأَعرابي ناقة تَنْهَدُ الإِناءَ أَي تملؤُه ونَهَدَ وأَنْهَدْتُه أَنا ونَهَدَ إِليه قامَ عن ثعلب والمُناهَدَةُ في الحرب المُناهِضةُ وفي المحكم المُناهَدةُ في الحرب أَنْ يَنْهَدَ بعض إِلى بعض وهو في معنى نَهَضَ إِلا أَنّ النُّهُوضَ قيامٌ غَيْرُ قُعُود( * قوله « قيام غير قعود » كذا بالأصل ولعلها عن قعود )
والنُّهُودُ نُهوضٌ على كل حال ونَهَدَ إِلى العدوّ يَنْهعد بالفتح نَهَض أَبو عبيد نَهَد القومُ لعدوّهم إِذا صَمَدوا له وشرعوا في قتاله وفي الحديث أَنه كان يَنْهَدُ إلى عَدُوّه حين تزول الشمس أَي يَنْهَضُ وفي حديث ابن عمر أَنه دخل المسجد الحرام فَنَهَد له النساء يسأَلونه أَي نَهَضُوا والنّهْد العَوْنُ وطَرَحَ نَهْدَه مع القوم أَعانهم وخارجهم وقد تَناهَدوا أَي تَخارَجُوا يكون ذلك في الطعام والشراب وقيل النَّهْدُ إِخراج القوم نفقاتهم على قدر عدد الرُّفقة والتناهُدُ إخراجُ كل واحد من الرفقة نفقة على قدر نفقة صاحبه يقال تَناهَدوا وناهَدوا وناهد بعضُهم بعضاً والمُخْرَجُ يقال له النِّهْدُ بالكسر قال والعرب تقول هات نِهدَكَ مكسورة النون قال وحكى عمرو بن عبيد عن الحسن أَنه قال أَخْرِجوا نِهْدَكم فإِنه أَعظم للبركة وأَحسن لأَخلاقِكم وأَطْيَبُ لنفوسكم قال ابن الأَثير النِّهد بالكسر ما يُخْرِجُه الرفقة عند المناهدة إِلى العدوِّ وهو أَن يقسموا نفقتهم بينهم بالسوية حتى لا يتغابنوا ولا يكون لأَحدهم على الآخر فضل ومنّة وتَناهَدَ القومُ الشيء تناولوه بينهم والنَّهْداء من الرمل ممدود وهي كالرَّابية المُتَلَبِّدة كريمة تنبت الشجر ولا ينعت الذكر على أَنْهَد والنهْداء الرملة المشرفة والنَّهْدُ والنَّهِيدُ والنَّهِيدةُ كله الزُّبْدةُ العظيمة وبعضهم يسميها إِذا كانت ضخمة نَهْدةً فإِذا كانت صغيرة فهدة وقيل النَّهِيدةُ أَن يُغْلى لُبابُ الهَبيد وهو حب الحنظل فإِذا بَلَغ إِناه من النضْج والكثافة ذُرّ عليه قُمَيِّحة من دقيق ثم أُكل وقيل النهيد بغير هاء الزُّبْدُ الذي لم يتم رَوْب لبِنِه ثم أُكل قال أَبو حاتم النَّهيدة من الزبْد زُبْدُ اللبن الذي لم يَرُبْ ولم يُدْرِكْ فيُمْخَضُ اللبن فتكون زبدته قليلة حُلوة ورجل نَهْدٌ كريم يَنْهَضُ إِلى مَعالي الأُمور والمناهَدةُ المُساهَمة بالأَصابع وزبْد نَهِيد إِذا لم يكن رقيقاً قال جرير يَهْجُو عَمْرَو بن لَجإِ التيمي أَرَخْفٌ زُبْدٌ أَيْسَرَ أَم نَهِيدُ وأَول القصيدة يَذُمُّ النازِلُون رفادَ تَيْمٍ إِذا ما الماءُ أَيْبَسَه الجَلِيدُ وكَعْثَبٌ نَهْدٌ إِذا كان ناتِئاً مرتفعاً وإِن كان لاصقاً فهو هَيْدَبٌ وأَنشد الفراء أَرَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ نَهداً كعْثَبا أَذاكَ أَم أُعْطِيتَ هَيداً هَيْدَبا ؟ وفي الحديث حديث دار النَّدْوة وإِبليس فأَخذ من كل قبيلة شابّاً نَهْداً أَي قَوِيّاً ضَخْماً ونَهْدٌ قبيلة من قَبائل اليمن ونَهدانُ ونُهَيدٌ ومُناهِدٌ أَسماء
نود
نادَ الرجلُ نُواداً تَمايَلَ من النعاس التهذيب نادَ الإِنسانَ يَنُودُ نَوْداً ونَودَاناً مثل ناسَ يَنُوس وناع يَنوعُ وقد تَنَوّد الغُصْن وتَنَوّع إِذا تَحرَّكَ وَنَودَانُ اليهود في مدارسهم مأْخوذ من هذا وفي الحديث لا تكونوا مثل اليهود إِذا نَشَروا التَّوراة نادوا يقال ناد يَنُودُ إِذا حَرَّك رأْسه وكَتِفَيْهِ وناد من النُّعاس يَنُودُ نَوْداً إِذا تمايل
هبد
الهَبْدُ والهَبِيدُ الحَنْظَلُ وقيل حبه واحدته هَبِيدة ومنه قول بعض الأَعراب فخرجت لا أَتلفع بِوَصِيدة ولا أَتَقَوَّتُ بِهَبيدة وقال أَبو الهيثم هَبِيدُ الحنظل شَحْمه واهْتَبَدَ الرجلُ إِذا عالج الهَبيدَ وهَبَدْتُه أَهْبِدُه أَطعَمْتُه الهَبيدَ وهَبَدَ الهَبيدَ طبخه أَو جناه الليث الهَبْد كسْر الهَبِيد وهو الحنظل ومنه يقال تَهَبَّدَ الرَّجُل والظَّلِيمُ إِذا أَخذا الهبيدَ من شجرة وقال خُذِي حَجَرَيْكِ فادَّقِّي هَبِيدا كِلا كَلْبَيْكِ أَعْيا أَن يَصِيدا كان قائلُ هذا الشعر صياداً أَخْفَق فلم يَصِدْ فقال لامرأَته عالجي الهَبيدَ فقد أَخْفَقْنا وتَهَبَّدَ الرجلُ والظَّليمُ واْهتَبَدا أَخذاه من شجرته أَو استخرجاه للأَكل الأَزهري اهْتَبَدَ الظليم إِذا نقر الحنظل فأَكل هَبِيدَه ويقال للظليم هو يَتَهَبَّدُ إِذا استخرج ذلك ليأْكله وفي حديث عمر وأُمّه فَرَوَّدَتْنا من الهبيد الهَبيد الحنظل يكسر ويستخرجُ حبّه ويُنْقَع لتذهب مَرارته ويُتّخذ منه طبيخ يؤكل عند الضرورة الجوهري الاهْتِبادُ أَن تَأْخُذَ حبّ الحنظل وهو يابس وتجعله في موضع وتَصُبَّ عليه الماءَ وتَدْلُكه ثم تصب عنه الماءَ وتفعل ذلك أَياماً حتى تذهب مرارته ثم يدق ويطبخ غيره والتَّهَبُّدُ اجتناء الحنظل ونقعه وقيل التَّهَبّدُ أَخْذُه وكسْرُه غيره وهَبيدُ الحنظل حبّ حَدَجِه يستخرج ويُنْقَع ثم يُسخَّن الماءُ الذي أُنْقِع فيه حتى تذهب مرارته ثم يصبّ عليه شيء من الوَدَك ويذرُّ عليه قُمَيِّحَةٌ من الدقيق ويُتحسَّى وقال أَبو عمرو الهَبيد هو أَن يُنقع الحنظل أَياماً ثم يغسل ويطرح قشره الأَعلى فيطبخ ويجعل فيه دقيق وربما جعل منه عَصِيدة يقال منه رأَيت قوماً يتَهَبَّدُون وهَبُّود جبل أَنشد ابن الأَعرابي شَرثانُ هذاكَ ورا هَبّودِ التهذيب أَنشد ابو الهيثم شَرِبْنَ بعُكَّاش الهَبابيد شَرْبةً وكان لها الأَحْفى خَلِيطاً تُزايِلُهْ قال عُكّاشُ الهَبابيد ماء يقال له هبّود فجمع بما حوله وأَحْفى اسم موضع وهبّود بتشديد الباء اسم موضع ببلاد بني نمير وهَبُّودٌ فرس عَلْقَمة بن سُياج الأَزهري هَبُّود اسم فرس سابق لبني قريع قال وفارسُ هَبُّود أَشابَ النّواصيا
هبرد
تَريدةٌ هِبْردانةٌ بادرة تقول العرب ثريدة هبرادانةٌ مُصَعْنَبَةٌ مُسَوَّاةٌ
هجد
هَجَدَ يَهْجُدُ هُجوداً وأَهْجَدَ نام وهَجَد القوم هُجُوداً نامُوا والهاجِدِ النائِمُ والهاجِد والهَجُود المُصَلي بالليل والجمع هُجودٌ وهُجّد قال مرة بن شيبان أَلا هَلَكَ امْرُؤٌ قامَتْ عليه بِجَنْبِ عُنَيْزَةَ البَقَرُ الهُجُودُ وقال الحطيئة فَحَيَّاكِ وُدٌّ ما هداكِ لِفِتْيَةٍ وخُوصٍ بأَعلى ذِي طُوالة هُجَّدِ وكذلك المُتَهَجِّدِ يكون مُصَلِّباً وتَهَجَّدَ القوم استيقظوا للصلاة أَو غيرها وفي التنزيل العزيز ومن الليل فَتَهَجَّدْ به نافلةً لك الجوهري هَجَدَ وتهَجَّدَ أَي نام ليلاً وهَجَدَ وتَهَجَّدَ أَي سَهِرَ وهو من الأَضدادِ ومنه قيل لصلاة الليل التَّهَجُّدُّ والتهْجِيدُ التَّنْويمُ قال لبيد يصف رفيقاً له في السفر غلبه النعاس ومَجُودٍ من صبُاباتِ الكَرَى عاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ قلتُ هَجِّدْنا فقد طالَ السُّرَى وقَدَرْنا إِن خَنا الدَّهْر غَفَلْ كأَنه قال نَوِّمْنا فإِنَّ السُّرَى طالَ حتى غَلَبنا النومُ والمَجُودُ الذي أَصابه الجَوْدُ من النعاس مِثْلُ المَجُودِ الذي أَصابَه الجَوْدُ من المَطر يقول هو مُنَعَّمٌ مُتْرَفٌ فإِذا صار في السفر تَبَذَّلَ وتَبَذُّلُه صَبْرُهُ على غير فراش ولا وِطاء ابن بُزرُج أَهْجَدْتُ الرجل أَنَمْتُه وهَجَّدْتُه أَيْقَطْتُه وقال غيره هَجَّدْتُ الرجل أَنمتُه وأَهْجَدْتُه وجدته نائماً ابن الأَعرابي هَجَّدَ الرجل إِذا صلَّى بالليل وهَجَدَ إِذا نام بالليل وقال غيره وهَجَدَ إِذا نام وذلك كله في آخر الليل قال الأَزهري والمعروف في كلام العرب أَن الهاجد هو النائم وهَجَدَ هُجوداً إِذا نام وأَما المُتَهَجِّدُ فهو القائم إِلى الصلاة من النوم وكأَنه قيل له مُتَهَجِّد لإِلقائه الهُجُود عن نفسه كما يقال للعابد مُتَحَنِّثٌ لإِلقائه الحِنْثَ عن نفسه وفي حديث يحيى بن زكريا عليهما السلام فنظر إِلى مُتَهَجِّدي بيت المقدس أَي المصلِّين بالليل يقال تهجَّدت إِذا سَهِرْت وإِذا نِمْت وهو من الأَضداد وأَهْجَدَ البعيرُ وضع جرانَه على الأَرض
هدد
الهَدُّ الهَدْمُ الشديد والكسر كحائِط يُهَدُّ بمرَّة فَيَنْهَدِم هَدَّه يَهُدُّه هَدًّا وهُدُودا قال كثير عزة فَلَوْ كان ما بي بالجِبال لَهَدَّها وإِن كان في الدُّنيا شَدِيداً هدُوُدُها الأَصمعي هَدَّ البِناءَ يَهُدُّه هَدًّا إِذا كسره وضَعْضَعَه قال وسمعت هادًّا أَي سمعت صوت هَدِّهِ وانهدَّ الحبَلُ أَي انكسر وهَدَّني الأَمرُ وهدَّ رُكْني إِذا بلغ منه وكسَره وقول أَبي ذؤيب يَقولوا قَدْ رأَيْنا خَيْرَ طِرْفٍ بِزَقْيَةَ لا يُهَدُّ ولا يَخِيبُ قال ابن سيده هو من هذا وروي عن بعضهم أَنه قال ما هَدَّني موتُ أَحد ما هدَّني موتُ الأَقْران وقولهم ما هدَّه كذا أَي ما كَسَره كذا وهدَّته المصيبةُ أَي أَوهَنَت رُكْنه والهَدّة صوت شديد تسمعه من سقوط ركن أَو حائط أَو ناحية جبل تقول منه هَدَّ يَهِدُّ بالكسر هديداً وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان يقول اللهم إني أَعوذ بك من الهَدِّ والهِدَّة قال أَحمد بن غياث المروزي الهَدُّ الهَدْمُ والهَدءة الخُسوف وفي حديث الاستسقاء ثم هَدّتْ ودَرَّتْ الهَدَّةُ صوت ما يقع من السماء ويروى هَدَأَتْ أَي سكنت وهَدُّ البعير هَدِيرُه عن اللحياني والهَدُّ والهَدَدُ الصوت الغليظ والهادُّ صوت يسمعه أَهل السواحل يأْتيهم من قِبَلِ البحر له دَوِيٌّ في الأَرض وربما كانت منه الزَّلْزَلةُ وهَدِيدُه دَوِيُّه وفي التهذيب ودَوِيُّه هَدِيدُه وأَنشد داعٍ شَدِيدُ الصَّوْتُ ذُو هَدِيدِ وقد هَدَّ يَهِدُّ وما سمعنا العامَ هادّةً أَي رَعْداً والهَدُّ من الرجال الضعيف البدن والجمع هَدُّونَ ولا يُكْسَرُ قال العباس بن عبد المطلب ليسوا بِهَدِّينَ في الحُروبِ إِذا تُعْقَدُ فَوْقَ الْحراقِفِ النُّطُقُ وقد هدَّ يَهَدُّ ويَهِدُّ هَدًّا والأَهَدُّ الجبان ويقول الرجل للرجل إِذا أَوعده إِني لغيرُ هَدٍّ أَي غيرُ ضعيف وقال ابن الأَعرابي الهَدُّ من الرجال الجَوادُ الكريم وأَما الجبان الضعيف فهو الهِدّ بالكسر ابن الأَعرابي الهَدّ بفتح الهاء الرجل القَويّ قال وإِذا أَردت الذم يالضعف قلت الهِدُّب بالكسر وقال الأَصمعي الهَدُّ من الرجال الضعيف وأَباها ابن الأَعرابي بالفتح شمر يقال رجل هدٌّ وهَدادةٌ وقوم هَدادٌ أَي جُبناء وأَنشد قول أُمية فأَدْخَلَهُم على رَبِذٍ يداهُ بِفعْلِ الخَيْرِ لَيْسَ من الهَدادِ والهَدِيدُ والفَدِيدُ الصوتُ واسْتَهْدَدْتُ فلاناً أَي اسْتَضْعَفْتُه وقال عدي بن زيد لم أَطْلُبِ الخُطَّةَ النَّبِيلَة بالْ قُوَّةِ إن يُسْتَهَدَّ طالِبُها وقال الأَصمعي يقال للوعيدِ من ورَاءُ ورَاءُ الفَدِيدُ والهَدِيدُ وأَكَمَةٌ هَدُودٌ صَعْبَةُ المُنْحَدَر والهَدُودُ العَقَبةُ الشاقَّةُ والهَدِيدُ الرجل الطويلُ ومررت برجل هَدَّكَ من رجل أَي حَسْبُك وهو مدح وقيل معناه أَثْقَلَكَ وصْف محاسنِه وفيه لغتان منهم مَنْ يُجْرِيه مُجْرى المصدر فلا يؤنثه ولا يثنيه ولا يجمعه ومنهم من يجعله فِعْلاً فيثنى ويجمع فيقال مررت برجل هَدّكَ من رجل وبامرأَة هَدَّتْكَ من امرأَة كقولك كفَاكَ وكفَتْك وبرجلين هدّاك وبرجال هَدُّوك وبامرأَتين هَدَّتاك وبِنسوةٍ هَدَّتَاك وأَنشد ابن الأَعرابي ولي صاحبٌ في الغارِ هَدَّكَ صاحِباً قال هَدّك صاحباً أَي ما أَجَلَّه ما أَنْبَلَهُ ما أَعلمه يَصِفُ ذِئْباً وفي الحديث أَن أَبا لهب قال لَهَدَّ ما يَحَرَكم صاحِبُكُم قال لَهَدَّ كلمة يتعجب بها يقال لَهَدَّ الرجلُ أَي ما أَجْلَدَه غيره وفلان يُهَدُّ على ما لم يُسمّ فاعله إِذا أُثْنِيَ عَلَيْه بالجَلَد والقُوّة ويقال إِنه لهَدّ الرَّجلُ أَي لَنِعْمَ الرجلُ وذلك إِذا أُثني عليه بِجَلَدٍ وشدّة واللام للتأْكيد ابن سيده هَدَّ الرجلُ كما تقول نِعمَ الرجل ومَهْلاً هَدادَيْك أَي تَمَهَّلْ يَكْفِكَ والتَّهَدُّدُ والتهْديدُ والتَّهْدادُ من الوعيد والتخوف وهُدَدُ اسم لملك من ملوكِ حِمْيَر وهو هُدَدُ بن هَمَّال( * قوله « هدد بن همال » الذي اقتصر عليه البخاري في التفسير من صحيحه وصاحب القاموس هدد بن بدد راجع القسطلاني تقف على الخلاف في ضبط هدد وبدد )
ويروى أَن سليمان بن داود عليهما السلام زَوَّجَه بَلْقَه وهي بلقيس بنت بَلْبَشْرَح
( * قوله « بنت بلبشرح » كذا في الأصل مضبوطاً والذي في البيضاوي والخطيب بنت شراحيل ولعل في اسمه خلافاً أو أحدهما لقب ) وقول العجاج سَيْباً ونُعْمى من إِلهٍ في دِرَرْ لا عَصْفَ جارٍ هَدَّ جارُ المُعْتَصَرْ قوله لا عَصْف جارٍ أَي ليسَ من كسْب جارٍ إنما الله تعالى ثم قال هَدَّ جارُ المعتَصرْ كقولك هَدَّ الرجلُ جَلُدَ الرجل جارُ المُعْتَصَرِ أَي نِعْم جارُ الملتَجَإِ وفي النوادر يُهَدْهَدُ إِليَّ كذا ويُهَدَّى إِليَّ كذا ويُسَوَّلُ إِليَّ كذا ويُهَدى لي كذا ويُهَوَّلُ إِليَّ كذا ولي ويُوَسْوَسُ إِليَّ كذا ويُخَيَّلُ إِليَّ ولي ويُخالُ لي كذا تفسيره إِذا شَبَّه الإِنسان في نفسه بالظن ما لم يُثْبِتْه ولم يَعْقِد عليه إِلا التشبيه وهَدْهَدَ الطائرُ قَرْقَر وكلُّ ما قَرْقَرَ من الطير هُدْهُدٌ وهُداهِدٌ قالل الأَزهري والهُداهِدُ طائر يشبه الخَمان قال الراعي كَهُداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جَناحَه يَدْعُو بقارِعةِ الطَّريقِ هَدِيلا والجمع هَداهِدُ بالفتح وهَداهِيدُ الأَخيرة عن كراع قال ابن سيده ولا أَعرف لها وجهاً إِلا أَن يكون الواحد هَدْهاداً وقال الأَصمعي الهُداهِد يعْني به الفاخِتَةُ أَو الدُّبْسِيُّ أَو الوَرَشانُ أَو الهُدْهُدُ أَو الدُّخَّلُ أَو الأَيْكُ وقال اللحياني قال الكسائي إِنما أَراد الراعي في شعره بِهُداهِدٍ تصغير هُدْهُد فأَنكر الأَصمعي ذلك قال ولا أَعرفه تصغيراً قال وإِنما يقال ذلك في كل ما هَدَلَ وهَدَرَ قال ابن سيده وهو الصحيح لأَنه ليس فيه ياء تصغير إِلا أَنَّ من العرب من يقول دُوابَّة وشُوابَّة في دُوَيْبّة وشُوَيْبّة قال فعلى هذا إِنما هو هُدَيْهِدٌ ثم أَبدل الأَلف مكان الياء على ذلك الحدّ غير أَن الذين يقولون دُوابَّة لا يجاوزون بناء المدغم وقال أَبو حنيفة الهُدهُدُ والهُداهِد الكثيرُ الهَديرِ من الحمام وفَحْلٌ هُداهدٌ كثير الهَدْهَدَةِ يَهْدِرُ في الإِبل ولا يَقْرَعُها قال فَحَسْبُكَ مِنْ هُداهِدَةٍ وزَغْدِ جعله اسماً للمصدر وقد يكون على الحذف أَي من هَدِيد هُداهِد أَوْ هَدْهَدَةِ هُداهِدٍ الجوهري وهَدْهَدَةُ الحَمامِ إِذا سمعت دَوِيَّ هَدِيرِه والفحل يُهَدْهِدُ في هَدِيرِه هَدْهَدة وجمع الهَدْهَدَةِ هَداهِدُ قال الشاعر يَتْبَعْنَ ذا هَداهِدٍ عَجَنَّسا مُواصِلا قُفّاً ورَمْلا أَدْهَسَا والهُدْهُدُ طائر معروف وهو مما يُقَرْقِرُ وهَدْهَدَتُه صوته والهُداهِدُ مثله وأَنشد بيت الراعي أَيضاً كَهُداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جنَاحَه يَدْعُو بقارعةِ الطَّرِيقِ هَدِيلا قال ابن بري الهَدِيل صوته وانتصابه على المصدر على تقدير يَهْدِلِ هَديلاً لأَنَّ يَدْعو يدل عليه والمُشَيَّهُ بالهدهد الذي كُسِرَ جَناحُه هو رجل أَخذ المُصَدِّقُ إِبله بدليل قوله في البيت قبله أَخَذوا حَمُولَته فأَصبَحَ قاعِداً لا يَسْتَطِيعُ عن الدِّيارِ حَوِيلا يَدْعُو أَميرَ المؤمِنِينَ ودونَه خَرْقٌ تَجُرُّ به الرِّياحُ ذُيُولا قال ابن سيده وبيت ابن أَحمر ثم اقْتَحَمْتُ مُناجِداً ولَزِمْتُه وفؤَادُه زَجِل كعَزْفِ الهُدْهُدِ يروى كعَزْفِ الهُدْهُد وكعَزْف الهَدْهَد فالهُدهُدُ ما تقدم والهَدْهَدُ قيل في تفسيره أَصواتُ الجنِّ ولا واحد له وهَدْهَدَ الشيءَ مِنْ عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ حَدَرَه وهَدْهَدَهُ حرَّكه كما يُهِدْهَدُ الصبيُّ في المَهْدِ وهَدْهَدَت المرأَةُ ابنها أَي حرَّكَتْه لِينام وهي الهَدْهَدَةُ وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال جاء شيطان فَحَمَلَ بلالاً فجعل يُهَدْهِدُه كما يُهَدْهَدُ الصبيُّ وذلك حين نام عن إَِيقاظه القَوْمَ للصلاة والهَدْهَدَةُ تحريك الأُم ولدها لينام وهُداهِد حي من اليمن وهَدْهادٌ اسم وهَداد حَيٌّ من اليمن
هدبد
الهُدَبِدُ والهُدابِدُ اللبن الخاثر جداً ولَبَنٌ هُدَبِدٌ وفُدَفِدٌ وهو الحامض الخاثر وهو أَيضاً عَمَشٌ يكون في العينين وقيل الهُدَبِدُ الخَفَشُ وقيل هو ضعف البصر ورجل هُدَبِدٌ ضعيف البصر وبِعَيْنِه هُدَبِدٌ أَي عَمَشٌ قال إِنه لا يُبْرِئُ داءَ الهُدَبِدْ مِثْلُ القَلايا مِنْ سَنَامٍ وكَبِدْ قوله إِنه بضمة مُخْتَلسَة مثل قول العُجَيْرِ السَّلولي فَبَيْناهُ يَشْري رَحْلَه قال قائلٌ لِمَنْ جَمَلٌ رِخْوُ المِلاطِ نجِيبُ ؟ قال ابن بري هذه الرواية هي المشهورة عند النحويين قال والصواب في إِنشاده على ما هو في شعر العجير رَِخو المِلاط طَوِيلُ لأَن القصيدة لامية وبعده مُحلًّى بِأَطْواقٍ عِتاقٍ كأَنها بَقايا لُجَيْنٍ جَرْسُهُنَّ صَلِيل المفضل الهُدَبِدُ الشْبكَرةُ وهو العَشاء يكون في العين يقال بعينه هُدَبِدٌ والهدَبِدُ الصمغ الذي يسيل من الشجَر أَسْوَدَ
هرد
هَرَدَ الثوبَ يَهْرِدُه هَرْداً مَزَّقَه وهَرَّدَه شَقَّقَه وهَرَدَ القَصَّار الثوب وهَرَتَه هَرْداً فهو مَهْرِودٌ وهَرِيدٌ مَزّقه وخَرَّقه وضَرَبَه وهَرْدُ العِرْضِ الطعن فيه هَرَدَ عِرْضَه وهَرَته يَهْرِدُه هَرْداً الأَصمعي هَرَتَ فلان الشيء وهَرَدَه أَنضجه إِنضاجاً شديداً وقال ابن سيده أَنْعَمَ إِنْضاجَه وهَرَدْتُ اللحمَ أَهْرِدُه بالكسر هَرْداً طبخته حتى تَهَرّأَ وتَفَسَّخَ فهو مُهَرَّد قال الأَزهري والذي حَفِطناه عن أَئمتنا الحِرْدى بالحاء ولم يقله بالهاء غير الليث( * قوله « قال الأزهري والذي حفظناه إلى قوله غير الليث » كذا بالأصل ولا مناسبه له هنا وإنما يناسب قوله الآتي الهردى على فعلى بكسر الهاء نبت ) وقال أَبو زيد فإِن أَدخلت اللحمَ النارَ وأَنضجته فهو مُهَرَّد وقد هَرَّدْتُه فَهَرِدَ هو قال والمُهَرَّأُ مِثْلُه والتهْريد مِثْلُه شدّد للمبالغة وقد هَرِدَ اللحمُ والهَرْدُ الاختلاطُ كالهَرْجَ وتركتهم يَهْرِدُون أَي يَمُوجون كيَهْرِجون والهُرْدُ العُروق التي يصبغ بها وقيل هو الكُرْكُم وثوب مَهْرُودٌ ومُهَرَّدٌ مصبوغ أَصفر بالهُرْد وفي الحديث ينزل عيسى بن مريم عليه السلام في ثوبين مَهْرُودَيْن وفي التهذيب ينزل عيسى عليه السلام وعليه ثوبان مَهْرُودان قال الفراء الهَرْدُ الشقُّ وفي رواية أُخرى ينزل عيسى في مَهْروُدَتَيْن أَي في شُقّتين أَو حُلَّتين قال الأَزهري قرأْت بخط شمر لأَبي عدنان أَخبرني العالم من أَعراب باهلة أَن الثوب المهرود الذي يصبغ بالورس ثم بالزعفران فيجيء لونه مثل لون زَهْرة الحَوْذانةِ فذلك الثوب المَهْرُودُ ويروى في مُمَصَّرَتَيْن ومعنى المُمَصَّرتين والمهرودتين واحد وهي المصبوغة بالصُّفْرة من زَعْفران أَو غيره وقال القتيبي هو عندي خطأٌ من النَّقَلة وأُراه مَهْرُوَّتَيْن أَي صَفْراوَيْن يقال هَرَّيْتُ العمامة إِذا لَبِسْتهَا صفراء وفَعَلْتُ منه هَرَوْتُ قال فإِن كان محفوظاً بالدال فهو من الهَرْدِ الشق وخطئ ابن قتيبة في استدراكه واشتقاقه قال ابن الأَنباري القول عندنا في الحديث ينزل بين مهرودتين يروى بالدال والذال أَي بين ممصرتين على ما جاء في الحديث قال ولم نسمعه إِلا فيه والممصرة من الثياب التي فيها صفرة خفيفة وقيل المهرود الثوب الذي يصبغ بالعروق والعروق يقال لها الهُرْد قال أَبو بكر لا تقول العرب هَرَوْتُ الثوب ولكنهم يقولون هَرَّيْتُ فلو بني على هذا لقيل مُهَرّاة في كُرْكُمٍ على ما لم يُسَمّ فاعله وبعد فإِن العرب لا تقول هَرَّيْتُ إِلا في العِمامة خاصة فليس له أَن يقيس الشقة على العمامة لأَن اللغة رواية وقوله بين مَهْرودتين أَي بين شقتين أُخذتا من الهَرْد وهو الشق خطأٌ لأَن العرب لا تسمي الشق للاصلاح هَرْداً بل يسمون الإِخْراقٍ والإِفساد هَرْداً وهَرَد القَصَّارُ الثوب وهَرَدَ فلان عِرْض فلان فهذا يدل على الإِفساد قال والقول في الحديث عندنا مهرودتين بين الدال والذال أَي بين مُمَصَّرتين على ما جاء في الحديث قال ولم نسمعه إِلا في الحديث كما لم نَسْمَعِ الصِّيرَ الصِّحْناءَةَ
( * قوله « الصحناءة » في القاموس والصحنا والصحناة ويمدان ويقصران أدام يتخذ من السمك الصغار مشه مصلح للمعدة ) إِلا في الحديث وكذلك الثُّفّاءَ الحُرْفَ ونحوَه قال والدال والذال أُختان تبدل إِحداهما من الأُخرى يقال رجُل مِدْلٌ ومِذْلٌ إِذا كان قليل الجسم خَفِيَّ الشخص وكذلك الدال والذال في قوله مَعْرودَتَين والهُرْدِيّة قَصَباتٌ تُضَمُّ مَلْوِيّة بطاقات الكرم تُحْمَلُ عليها قُضْبانُه أَبو زيد هَرَدَ ثَوْبَه وهَرَتَه إِذا شقه فهو هَريدٌ وهَريتٌ وقول ساعدة الهذلي غَداةَ شُواحِطٍ فَنَجوْتَ شَدًّا وثَوْبُكَ في عَباقِيةٍ هَريدُ أَي مَشْقُوقٌ وهرْدانُ وهَيْرُدان اسمان والهُردانُ والهِرْداء نبت وقال أَبو حنيفة الهِرْدى مقصور عُشْبةٌ لم يبلغني لها صفة قال ولا أَدري أَمُذكرة أَم مؤنثة ؟ والهَبْرُدانُ نبت كالهِرْدى الأَصمعي الهِرْدَى على فِعْلى بكسر الهاء نبت قاله ابن الأَنباري وهو أُنثى والهَيْرُدانُ اللِّصّ قال وليس بثبا وهُرْدانُ موضع
هرشد
الهِرْشَدّةُ العجوز
هسد
الأَزهري روي عن المُؤرِّج أَنه قال يقال للأَسد هَسَدٌ وأَنشد فلا تَعْيا مُعاوِيَ عن جَوابي ودَعْ عَنْكَ التّعَزُّزَ للهِسادِ قال ولم أَسمع هذا لغيره
هكد
ابن الأَعرابي يقال هَكَّدَ الرجل إِذا شَدَّدَ على غريمه
همد
الهَمْدَةُ السَّكْتةُ هَمَدَتْ أَصواتُهم أَي سكَنَتْ ابن سيده هَمَدَ يَهْمُدُ هُمُوداً فهو هامِدٌ وهَمِدٌ وعَمِيدٌ مات وأَهْمَدَ سَكَتَ على ما يَكْرَه قال الراعي وإِني لأَحْمي الأَنْفَ مِن دونِ ذِمَّتي إِذا الدَّنِسُ الواهِي الأَمانةِ أَهْمَدا الليث الهُمُودُ الموتُ كما هَمَدَتْ ثمودُ وفي حديث مصعب بن عمير حتى كاد يَهْمُدُ من الجوعِ أَي يَهْلِكُ وهَمَدَتِ النارُ تَهْمُدُ هُمُوداً طُفِئَتْ طُفُوءاً وذهبت البتة فلم يَبِنْ لها أَثَر وقيل هُمُودُها ذَهابُ حرارتِها ورَمادٌ هامِدٌ قد تغيَّر وتَلَبَّدَ والرّماد الهامِدُ البالي المُتَلَبِّدُ بعضه على بعض الأَصمعي خَمَدَتِ النارُ إِذا سكَن لَهَبُها وهَمَدَتْ هُمُوداً إِذا طُفِئَت البتة فإِذا صارت رَماداً قيل هَبا يَهْبُو وهو هابٍ ونباتٌ هامِدٌ يابس وهَمَدَ شجرُ الأَرض أَي بَلِيَ وذهَب وشجرة هامدةٌ قد اسودّت وبَلِيَتْ وثَمَرَةٌ هامدةٌ إِذا اسودّت وعَفِنَتْ وترى الأَرض هامدةً أَي جافَّة ذات تُراب وأَرضٌ هامدة مُقْشَعِرّة لا نبات فيها إِلا اليابس المُتَحَطِّم وقد أَهْمَدَها القَحْطُ وفي حديث عليّ أَخرَجَ من( * قوله « أخرج من » كذا بالأصل والذي في النهاية أخرج به من ولعل المعنى أخرج به أي بالماء )
هَوامِدِ الأَرض النباتَ الهامِدةُ الأَرضُ المُسْتَنّة وهُمُودُها أَن لا يكون فيها حياةٌ ولا نَبْت ولا عُود ولم يصبها مطر والهامد من الشجر اليابس وهَمَدَ الثوبُ يَهْمُدُ هُمُوداً تَقَطَّع وبليَ وهو من طول الطسّ تنظر إِليه فتحسَبه صحيحاً فإِذا مَسِسْتَه تَناثَر من البِلى وقيل الهامِدُ البالي من كل شيء ورُطبةٌ هامِدةٌ إِذا صارت قَشِرةً وصَقِرةً وأَهْمَدَ في المكان أَقام والإِهمادُ الإِقامةُ قال رؤبةُ بن العجاج لَمَّا رَأَتْني راضِياً بالإِهمادْ كالكُرَّزِ المَرْبوطِ بعيْنَ الأَوْتادْ يقول لما رأَتني راضياً بالجلوس لا أَخرج ولا أَطلب كالبازي الذي كُرِّزَ أُسْقِطَ ريشُه وأَهْمَدَ في السير أَسرع قال وهذا الحرف من الأَضْدادِ ابن سيده والإِهمادُ السُّرْعةُ وقال غيره السرعة في السير قال فهو من الأَضداد قال رؤَبة بن العجاج ما كانَ إِلاَّ طَلَقُ الإِهْماد وكَرُّنا بالأَغْرُبِ الجِياد حتى تَحاجَزْنَ عنِ الرُّوّاد تَحاجُزَ الرِّيِّ ولم تَكاد والطَّلَق الشَّوْطُ يقال عَدا الفرس طَلَقاً أَو طلَقين كما تقول شَوْطاً أَو شَوْطين والأَغْرُبُ جمع غَرْب وهي الدول الكبيرة أَي تابَعُوا الاستقاءَ بالدِّلاءِ حتى رَوِيَتْ وأَهْمَدَ الكلبُ أَي أَحضَرَ ويقال للهامد هَمِيدٌ يقال أَخذَنا المُصَدِّقُ بالهَمِيدِ أَي بما مات من الغنم ابن شميل الهَمِيدُ المال المكتوب على الرجل في الدِّيوان فيقال هاتوا صدَقَتَه وقد ذهب المالُ يقال أَخَذَنا الساعِي بالهَمِيد ابن بُزُرج أَهْمَدوا في الطّعامِ أَي اندفعوا فيه وهَمْدانُ قَبِيلةٌ من اليمن
هند
هِنْدٌ وهُنَيدةٌ اسم للمائة من الإِبل خاصة قال جرير أَعْطَوْا هُنَيْدةَ يَحْدُوها ثَمانِيةٌ ما في عَطائِهِمُ مَنٌّ ولا سَرَفُ وقال أَبو عبيدة وغيره هي اسم لكل مائة من الإِبل وأَنشد لسلمة بن الخُرْشُبِ الأَنمارِيِّ ونَصْرُ بنُ دَهْمانَ الهُنَيْدةَ عاشَها وتسعينَ عاماً ثم قُوِّمَ فانْصاتَا( * قوله « وتسعين » هذا ما في الأصل والصحاح في غير موضع والذي في الاساس وخمسين )
ابن سيده وقيل هي اسم للمائة ولِما دُوَيْنَها ولما فُوَيْقَها وقيل هي المائتان حكاه ابن جني عن الزيادي قال ولم أَسمعه من غيره قال والهُنَيْدَةُ مائةُ سنة والهِنْدُ مائتان حكي عن ثعلب التهذيب هُنَيْدةُ مائة من الإِبل معرفة لا تنصرف ولا يدخلها الأَلف واللام ولا تجمع ولا واحد لها من جنسها قال أَبو وجزة فِيهِمْ جِيادٌ وأَخْطارٌ مُؤثَّلةٌ مِنْ هِنْد هِنْد وإِرباءٌ على الهِنْدِ ابن سيده ولَقِيَ هِنْدَ الأَحامِسِ إِذا مات ابن الأَعرابي هَنَّدَ إِذا قَصَّرَ وهَنَدَ وهَنَّدَ إِذا صاحَ صِياحَ البُومةِ أَبو عمرو هَنَّدَ إِذا شُتِمَ فاحتَمَله وأَمسَك وحمَلَ عليه فما هَنَّدَ أَي ما كَذَّب وما هنَّد عن شَتْمِي أَي ما كذَّب وما هنَّد عن شَتْمِي أَي ما كذَّب ولا تأَخَّرَ وهَنَّدَتْه المرأَةُ أَورثَتْه عِشْقاً بالملاطَفةِ والمُغازَلةِ قال يَعِدْنَ مَنْ هَنَّدْنَ والمُتَيَّما وهَنَّدَتْني فلانةُ أَي تَيَّمَتْني بالمُغازلة وقال أَعرابي غَرَّكَ مِنْ هَنّادةَ التَّهْنِيدُ مَوْعُودُها والباطِلُ المَوْعُودُ ابن دريد هَنَّدْتُ الرجلَ تَنْهِيداً إِذا لايَنْته ولاطفْته ابن المستنير هَنَّدَتْ فلانة بقَلْبه إِذا ذهَبَت به وهَنَّد السيفَ شَحَذَه والتهنِيدُ شَحْذُ السيفِ قال كلَّ حُسامٍ مُحْكَمِ التَّهْنِيدِ يَقْضِبُ عِنْدَ الهَزِّ والتَّجْرِيدِ سالِفةَ الهَامةِ واللَّدِيدِ قال الأَزهري والأَصل في التهنيد عمل الهند يقال سَيْفٌ مُهَنَّدٌ وهِنْدِيٌّ وهُنْدُوانيٌّ إِذا عُمِلَ ببلاد الهند وأُحْكِمَ عملُه والمُهَنَّدُ السيفُ المطبوعُ من حديدِ الهِنْد وهِنْد اسم بلاد والنسبة هِنْدِيٌّ والجمع هُنُودٌ كقولك زِنْجِيٌّ وزُنوجٌ وسيف هِنْدُوانيٌّ بكسر الهاء وإِن شئت ضممتها إِتباعاً للدال ابن سيده والهِنْدُ جِيلٌ معروف وقول عَدِيّ بن الرَّقّاع رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقُها تَقْضُِمُ الهِنْدِيَّ والغارَا إِنما عَنى العُود الطيّب الذي من بلاد الهند وأَما قول كثير ومُقْرَبة دُهْم وكُمْت كأَنَّها طَماطِمُ يُوفُونَ الوُفُورَ هَنادِكا فقال محمد بن حبيب أَراد بالهَنادِك رجالَ الهِنْد قال ابن جني وظاهر هذا القول منه يقتضي أَن تكون الكاف زائدة قال ويقال رجل هِنْدِيٌّ وهِنْدِكيٌّ قال ولو قيل إِن الكاف أَصل وإِن هِنْدِيٌّ وهِنْدِكيٌّ أَصلان بمنزلة سَبْطٍ وسِبَطْرٍ لكان قولاً قويّاً والسيفُ الهُِنْدُوانيُّ والمُهَنَّدُ منسوب إِليهم وهِنْد اسم امرأَة يصرف ولا يصرف إِن شئت جَمَعْتَه جمعَ التكسير فقلت هُنودٌ وإِن شئت جمعته جَمْعَ السلامةِ فقلت هِنْدات قال ابن سيده والجمع أَهنُدٌ وَأَهْناد وهُنود أَنشد سيبويه لجرير أَخالِدَ قد عَلِقْتُك بعد هِنْدٍ فَشَيَّبَني الخَوالِدُ والهُنودُ وهند اسم رجل قال إِني لِمَنْ أَنكَرَني ابنُ اليَثْرِبي قَتَلْتُ عِلْباءَ وهِنْدَ الجَمَلِي أَراد وهِنْداً الجَمَليَّ فَحذفَ إِحدى ياءي النسب للقافية وحذف التنوين من هِنْداً لسكونه وسكون اللام من الجملي ومثله قوله لَتَجِدَنِّي بالأَمِيرِ بَرّا وبالقَناةِ مِدْعَساً مِكَرّا إِذا غُطَيْفُ السُّلَميُّ فَرّا فحذف التنوين لالتقاء الساكنين قال ابن سيده وهو كثير حتى إِن بعضهم قرأَ قل هو اللَّهُ أَحدُ اللَّهُ فحذف التنوين من أَحد التهذيب وهِنْد من أَسماء الرجال والنساء قال ومن أَسمائهم هِنْدِيٌّ وهَنَّادٌ ومُهَنَّدٌ ابن سيده وبنو هِنْدٍ في بكر بن وائل وبنو هَنّادٍ بطن وقول الراجز وبَلْدةٍ يَدْعُو صَداها هِنْدا أَراد حكايةَ صوتِ الصَّدى
هود
الهَوْدُ التَّوْبَةُ هادَ يَهُودُ هوْداً وتَهَوَّد تابَ ورجع إِلى الحق فهو هائدٌ وقومٌ هُودٌ مِثْلُ حائِكٍ وحُوكٍ وبازِلٍ وبُزْلٍ قال أَعرابي إِنِّي امرُؤٌ مِنْ مَدْحِهِ هائِد وفي التنزيل العزيز إِنَّا هُدْنا إِليك أَي تُبْنا إِليك وهو قول مجاهد وسعيد بن جبير وإِبراهيم قال ابن سيده عدّاه بإِلى لأَن فيه معنى رجعنا وقيل معناه تبنا إِليك ورجعنا وقَرُبْنا من المغفرة وكذلك قوله تعالى فتُوبوا إِلى بارِئِكم وقال تعالى إِن الذين آمنوا والذين هادوا وقال زهير سِوَى رُبَعٍ لم يَأْتِ فيها مَخافةً ولا رَهَقاً مِنْ عابِدٍ مُتَهَوِّد قال المُتَهَوِّد المُتَقَرِّبُ شمر المُتَهَوِّدُ المُتَوَصِّلُ بِهَوادةٍ إِليه قال قاله ابن الأَعرابي والتَّهَوُّدُ التوبةُ والعمل الصالح والهَوادَةُ الحُرْمَةُ والسبب ابن الأَعرابي هادَ إِذا رجَع من خير إِلى شرّ أَو من شرّ إِلى خير وهادَ إِذا عقل ويَهُودُ اسم للقبيلة قال أُولئِكَ أَوْلى مِنْ يَهُودَ بِمِدْحةٍ إِذا أَنتَ يَوْماً قُلْتَها لم تُؤنَّب وقيل إِنما اسم هذه القبيلة يَهُوذ فعرب بقلب الذال دالاً قال ابن سيده وليس هذا بقويّ وقالوا اليهود فأَدخلوا الأَلف واللام فيها على إِرادة النسب يريدون اليهوديين وقوله تعالى وعلى الذين هادُوا حَرَّمْنا كلَّ ذي ظُفُر معناه دخلوا في اليهودية وقال الفراء في قوله تعالى وقالوا لَنْ يَدْخُلَ الجنةَ إِلا من كان هُوداً أَو نصارى قال يريد يَهُوداً فحذف الياء الزائدة ورجع إِلى الفعل من اليهودية وفي قراءة أُبيّ إِلا من كان يهوديّاً أَو نصرانيّاً قال وقد يجوز أَن يجعل هُوداً جمعاً واحده هائِدٌ مثل حائل وعائط من النُّوق والجمع حُول وعُوط وجمع اليهوديّ يَهُود كما يقال في المجوسيّ مَجُوس وفي العجمي والعربيّ عجم وعرب والهُودُ اليَهُود هادُوا يَهُودُون هَوْداً وسميت اليهود اشتقاقاً من هادُوا أَي تابوا وأَرادوا باليَهُودِ اليَهُودِيِّينَ ولكنهم حذفوا ياء الإِضافة كما قالوا زِنْجِيٌّ وزنْج وإِنما عُرِّف على هذا الحد فجُمِع على قياس شعيرة وشعير ثم عُرّف الجمع بالأَلِف واللام ولولا ذلك لم يجز دخول الأَلِف واللام عليه لأَنه معرفة مؤنث فجرى في كلامهم مجرى القبيلة ولم يجعل كالحيّ وأَنشد علي بن سليمان النحوي فَرَّتْ يَهُودُ وأَسْلَمَتْ جِيرانَها صَمِّي لِما فَعَلَتْ يَهُودُ صَمامِ قال ابن برِّيّ البيت للأَسود بن يعفر قال يعقوب معنى صَمِّي اخْرسي يا داهيةُ وصَمامِ اسم الداهيةِ علم مثل قَطامِ وحَذامِ أَي صَمِّي يا صَمامِ ومنهم من يقول الضمير في صمي يعود على الأُذن أَي صَمِّي يا أُذُن لما فعلتْ يَهُود وصَمامِ اسم للفعل مثل نَزالِ وليس بنداء وهَوَّدَ الرجلَ حَوّلَه إِلى ملة يَهُودَ قال سيبويه وفي الحديث كلُّ مَوْلُود يُولَدُ على الفِطْرَةِ حتى يكون أَبواه يُهَوِّدانِه أَو يُنَصِّرانِه معناه أَنهما يعلمانه دين اليهودية والنصارى ويُدْخِلانه فيه والتَّهْوِيدُ أَن يُصَيَّرَ الإِنسانُ يَهُوديًّا وهادَ وتَهَوَّد إِذا صار يهوديّاً والهَوادةُ اللِّينُ وما يُرْجَى به الصلاحُ بين القوم وفي الحديث لا تأْخُذُه في الله هَوادةٌ أَي لا يَسْكُنُ عند حد الله ولا يُحابي فيه أَحداً والهَوادةُ السُّكونُ والرُّخْصة والمحاباة وفي حديث عمر رضي الله عنه أُتِيَ بِشاربٍ فقال لأَبْعَثَنَّكَ إِلى رجل لا تأْخُذُه فيك هَوادةٌ والتَّهْوِيدُ والتَّهْوادُ والتَّهَوُّدُ الإِبْطاءُ في السَّيْر واللِّينُ والتَّرَفُّقُ والتَّهْوِيدُ المشيُ الرُّوَيْدُ مثل الدَّبيب ونحوه وأَصله من الهَوادةِ والتَّهْوِيدُ السَّيْرُ الرَّفِيقُ وفي حديث عِمْران بن حُصين أَنه أَوْصَى عند موتِه إِذا مُتُّ فَخَرَجْتُمْ بي فأَسْرِعُوا المَشْيَ ولا تُهَوِّدُوا كما تُهَوِّدُ اليهودُ والنصارى وفي حديث ابن مسعود إِذا كنتَ في الجَدْبِ فأَسْرِعِ السَّيْرَ ولا تُهَوِّد أَي لا تَفْتُرْ قال وكذلك التَّهْوِيدُ في المَنْطِقِ وهو الساكِنُ يقال غِناءٌ مُهَوِّد وقال الراعي يصف ناقة وخُود منَ اللاَّئي تَسَمَّعْنَ بالضُّحى قَرِيضَ الرُّدافَى بالغِناءِ المُهَوِّدِ قال وخُود الواو أَصلية ليست بواو العطف وهو من وَخَدَ يخد إِذا أَسرعَ أَبو مالك وهَوّدَ الرجلُ إِذا سكَن وهَوَّدَ إِذا غَنَّى وهَوَّدَ إِذا اعتَمد على السير وأَنشد سَيْراً يُراخِي مُنَّةَ الجَلِيدِ ذا قُحَمٍ وليس بالتَّهْوِيدِ أَي ليس بالسَّيْر اللَّيِّن والتهوِيدُ أَيضاً النومُ وتَهْوِيدُ الشراب إِسكارُه وهَوَّدَه الشرابُ إِذا فَتَّرَه فأَنامَه وقال الأَخطل ودافَعَ عَني يومَ جِلَّقَ غَمْزُه وصَمَّاءُ تُنْسِيني الشرابَ المُهَوِّدا والهَوادَةُ الصُّلْحُ والمَيْلُ والتهوِيدُ والتَّهْوادُ الصوتُ الضعيفُ اللَّيِّنُ الفاتِرُ والتهوِيدُ هَدْهَدةُ الريحِ في الرمل ولِينُ صوتها فيه والتَّهْوِيدُ تَجاوُبُ الجنِّ لِلِينِ أَصواتِها وضَعْفِها قال الراعي يُجاوِبُ البومَ تَهْوِيدُ العَزِيفِ به كما يَحِنُّ لِغَيْثٍ جِلَّةٌ خُورُ وقال ابن جَبَلَةَ التهوِيدُ الترجيعُ بالصوت في لِين والهَوادةُ الرُّخْصة وهو من ذلك لأَن الأَخذ بها أَلْيَنُ من الأَخذ بالشدّة والمُهاوَدةُ المُوادَعَةُ والمُهاوَدةُ المُصالَحَةُ والمُمايَلةُ والمُهَوِّدُ المُطْرِبُ المُلْهِي عن ابن الأَعرابي والهَوَدَةُ بالتحريك أَصل السنامِ شمر الهَوَدةُ مجتَمَعُ السَّنامِ وقَحَدَتُه والجمع هَوَدٌ وقال كُومٌ عليها هَوَدٌ أَنضادُ وتسكن الواو فيقال هَوْدةٌ وهُودٌ اسم النبي صلى الله على نبينا محمد وعليه وسلم ينصرف تقول هذه هُودٌ إِذا أَردْتَ سورة هُودٍ وإِن جعلت هُوداً اسم السورة لم تصرفه وكذلك نُوحٌ ونُونٌ والله أَعلم
هيد
هادَه الشيءُ هَيْداً وهاداً أَفزَعَه وكرَبَه وما يَهِيدُه ذلك أَي ما يكْتَرِثُ له ولا يُزْعِجُه تقول ما يَهِيدُني ذلك أَي ما يُزْعِجُني وما أَكتَرِثُ له ولا أُبالِيه قال يعقوب لا يُنطق بِيَهِيدُ إِلا بحرف جَحْدٍ وفي الحديث كلوا واشربوا ولا يَهِيدَنَّكم الطالِعُ المُصَعِدُ أَي لا تَنْزَعِجوا للفجر المستطيلِ فتمتنِعوا به عن السَّحورِ فإِنه الصُّبْحُ الكذَّابُ قال وأَصل الهَيْدِ الحركَةُ وفي حديث الحسن ما من أَحَدٍ عَمِلَ لله عملاً إِلا سارَ في قلبِه سَوْرتان فإذا كانت الأُولى منهما لله فلا تَهِيدَنَّه الآخرةُ أَي لا يَمْنَعَنَّه ذلك الذي تقدَّمت فيه نيته لله ولا يُحَرِّكَنَّه ولا يُزِيلَنَّه عنها والمعنى إِذا أَراد فعلاً وصحت نيته فيه فوَسوس له الشيطانُ فقال إِنك تريد بهذا الرِّياءَ فلا يمنعه هَيْداً وهَيَّدَه حَرَّكَه وأَصلَحَه وفي الحديث أَنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم في مسجده يا رسول الله هِدْه فقال بل عَرْشٌ كَعَرْشِ موسى قوله هِدْه كان ابن عيينة يقول معناه أَصْلِحْه قال وتأْويله كما قال وأَصله أَن يُرادَ به الإِصلاحُ بعدَ الهَدْم أَي هُدَّه ثم أَصْلِحْه وكلُّ شيءٍ حَرَّكْتَه فقد هِدْتَه تَهِيدُه هَيْداً فكأَنّ المعنى أَنه يُهْدَمُ ويُسْتأْنَفُ بناو ه ويُصْلَح وفي الحديث يا نارُ لا تَهيدِيه أَي لاتَزْعِجيه وفي حديث ابن عمر لو لَقِيتُ قاتِلَ أَبي في الحرم ما هِدْتُه يريد ما حَرَّكْتُه ولا أَزعَجْتُه وما هادَه كذا وكذا أَي ما حَرَّكَه وما هَيَّدَ عن شَتْمِي أَي ما تأَخَّرَ ولا كذَّب وقد ذُكِرَ ذلك في النون لأَنهما لغتان هَنَّدَ وهَيَّدَ وقال بعضهم في قوله ما هَيَّدَ عن شَتْمِي قال لا يُنْطَقُ بِيَهِيدُ في المستقبل منه إِلا مع حرف الجحد ولا يَهِيدَنَّكَ هذا عن رَأْيِكَ أَي لا يُزِيلَنَّكَ وما لَهُ هَيْدٌ ولا هادٌ أَي حركة قال ابن هرمة ثم اسْتَقامَتْ له الأَعْناقُ طائعةً فما يُقالُ له هَيْدٌ ولا هادُ قال ابن بري صواب إِنشاده فما يقال له هَيْدٌ ولا هادِ فيكون هَيْدِ مبنيّاً على الكسر وكذلك هادِ وأَول القصيدة إِني إِذا الجارُ لم تُحْفَظْ مَحارِمُه ولم يُقَلْ دُونَه هَيْدِ ولا هادِ لا أَخْذُل الجارَ بل أَحْمِي مَباءَتَه وليس جاري كَعُسٍّ بينَ أَعْوادِ وقيل معنى ما يقال له هَيْد ولا هاد أَي لا يحرك ولا يُمْنَع من شيء ولا يُزْجَرُ عنه تقول هِدْتُ الرجل وهَيَّدْتُه عن يعقوب وهِدْتُ الرجل أَهِيدُه هَيْداً إِذا زَجَرْتَه عن الشيء وصرفته عنه يقال هِدْه يا رجل أَي أَزِلْه عن موضعه وأَنشد بيت ابن هرمة فَما يُقالُ له هَيْدٌ ولا هادُ قال ابن بري صواب إِنشاده فما يقال له هَيْدٌ ولا هادِ فيكون هَيْدِ مبنيّاً على الكسر وكذلك هادِ وأَول القصيدة إِني إِذا الجارُ لم تُحْفَظْ مَحارِمُه ولم يُقَلْ دُونَه هَيْدِ ولا هادِ لا أَخْذُل الجارَ بل أَحْمِي مَباءَتَه وليس جاري كَعُسٍّ بينَ أَعْوادِ وقيل معنى ما يقال له هَيْد ولا هاد أَي لا يحرك ولا يُمْنَع من شيء ولا يُزْجَرُ عنه تقول هِدْتُ الرجل وهَيَّدْتُه عن يعقوب وهِدْتُ الرجل أَهِيدُه هَيْداً إِذا زَجَرْتَه عن الشيء وصرفته عنه يقال هِدْه يا رجل أَي أَزِلْه عن موضعه وأَنشد بيت ابن هرمة فَما يُقالُ له هَيْدٌ ولا هادُ أَي لا يحرَّك ولا يمنع من شيء ولا يزجر عنه ويجوز ما يقال له هَيْدِ بالخفض في موضع رفع حكاية مثل صهْ وغاقِ ونحوه والهَيْدُ من قولك هادَني هَيْدٌ أَي كربني وقولُهم ما له هَيْد ولا هاد أَي ما يقال له هَيْد ولا هاد ويقال أَتى فلان القوم فما قالوا له هَيد ما لَك أَي ما سأَلوه عن حاله وأَنشد يا هَيْدَ مالَكَ مِنْ شَوْقٍ وإِيراقِ ومَرِّ طَيْفٍ على الأَهْوالِ طَرّاقِ ويروى يا عِيدُ مالَكَ وقال اللحياني يقال لَقِيَه فقال له هَيْدَ مالَك ولقِيتُه فما قال لي هَيْدَ ما لك وقال شمر هِيَد وهَيْدَ جائزان قال الكسائي يقال يا هَيْدَ ما لِصحابِك ويا هَيْدَ ما لأَصْحابِك قال وقال الأَصمعي حكى لي عيسى بن عمر هَيْدَ مالك أَي ما أَمْرُكَ ويقال لو شَتَمَني ما قلتُ هَيْدَ مالَك التهذيب والعرب تقول هَيْدَ مالك إِذا استفهموا الرجل عن شأْنه كما تقول يا هذا مالك أَبو زيد قالوا تقول ما قال له هَيْدَ مالك فنصبوا وذلك أَن يَمُرَّ بالرجل البعيرُ الضالُّ فلا يعُوجه ولا يتلفت إِليه ومرَّ بَعِيرٌ فما قال له هَيْدِ مالَك فَجَرُّ الدال حِكايةٌ عن أَعرابي وأَنشد لكعب بن زهير لوْ أَنَّها آذَنَتْ بِكْراً لَقُلْتُ لها يا هَيْدِ مالَكِ أَو لو آذَنَتْ نَصَفَا ورجل هَيْدان ثقِيلٌ جَبانٌ كَهِدانٍ والهَيْدانُ الجَبانُ والهَيْدُ الشيءُ المُضْطَرِبُ والهَيْدُ الكَبِيرُ عن ثعلب وأَنشد أَذاكَ أَمْ أُعْطِيتَ هَيْداً هَيْدَبَا وهادَ الرجلَ هَيْداً وهاداً زَجَرَه وهَيْدٌ وهِيدٌ وهِيدِ وهادِ( * قوله « وهيد وهاد » في شرح القاموس كلاهما مبني على الكسر ) من زَجْر الإِبل واسْتِحْثاثِها وأَنشد أَبو عمرو وقد حَدَوْناها بِهَيدٍ وهَلا حتى تَرَى أَسْفَلَها صارَ عَلا والهِيد في الحُداءِ كقول الكميت مُعاتَبة لَهُنَّ حَلا وحَوْبا وجُلُّ غِنائِهِنَّ هَنا وهِيدِ وذلك أَن الحادِي إِذا أَراد الحُداءَ قال هيد هيد ثم زَجِلَ بصوته والعرب تقول هِيدْ بسكون الدال مالك إِذا سأَلوه عن شأْنه وأَيامُ هَيْدٍ أَيامُ مُوتانٍ كانت في العرب في الدهر القديم يقال مات فيها اثنا عشر أَلْف قتيل وفلان يعطي الهَيْدانَ والزَّيْدانَ أَي يُعْطِي مَنْ عَرَفَ ومَنْ لم يَعْرِفْ وهَيُودٌ جبل أَو موضع وفي حديث زينب ما لي لا أَزالُ أَسْمَعُ الليل أَجمع هِيدْ قيل هذه عير لعبد الرحمن بن عوف هِيدْ بالسكون زجر للإِبل وضرب من الحُداءِ
وأد
الوَأْدُ والوَئِيدُ الصوتُ العالي الشديدُ كصوت الحائط إِذا سقط ونحوه قال المَعْلُوط أَعاذِل ما يُدْرِيك أَنْ رُبَّ هَجْمَةٍ لأَخْفافِها فَوْقَ المِتانِ وئِيدُ ؟ قال ابن سيده كذا أَنشده اللحياني ورواه يعقوب فَديدُ وفي حديث عائشة خرجت أَقْفُو آثار الناسِ يومَ الخندق فسمعتُ وئيدَ الأَرض خَلْفِي الوئيدُ شِدَّةُ الوطءِ على الأَرض يسمع كالدَّوِيّ من بُعد ويقال سمعت وَأْدَ قوائمِ الإِبلِ ووئيدَها وفي حديث سواد بن مطرف وأْدَ الذِّعْلِبِ الوجناء أَي صوتَ وَطْئِها على الأَرض ووَأْدُ البعير هَدِيرُه عن اللحياني ووأَدَ المَؤُودةَ وفي الصحاح وأَدَ ابنتَهُ يَئِدُها وأْداً دَفَنها في القبر وهي حية أَنشد ابن الأَعرابي ما لَقِيَ المَوْءُودُ من ظُلْمِ أُمّه كما لَقِيَتْ ذُهْلٌ جميعاً وعامِرُ أَراد من ظُلْمِ أُمِّهِ إِياه بالوأْدِ وامرأَة وئيدٌ ووئيدةٌ مَوْءُودةٌ وهي المذكورة في القرآن العزيز وإِذا المَوءُودةُ سُئِلَتْ قال المفسرون كان الرجل من الجاهلية إِذا ولدت له بنت دفنها حين تضعها والدتها حية مخافة العار والحاجة فأَنزل الله تعالى َولا تقتلوا أَولادكم خشية إِملاق نحن نرزقهم وإِياكمْ ( الآية ) وقال في موضع آخر َإِذا بُشِّر أَحدهم بالأُنثى ظل وجهه مسودّاً وهو كظيم يتوارى من القوم من سُوء ما بُشِّر به أَيُمْسِكه على هُونٍ أَم يَدُسُّه في التراب ويقال وأَدَها الوائدُ يَئِدُها وأْداً فهو وائدٌ وهي موءُودةٌ ووئيدٌ وفي الحديث الوئيدُ في الجنة أَي الموءُودُ فَعِيلٌ بمعنى مفعول ومنهم من كان يَئِدُ البَنِين عن المَجاعةِ وكانت كِنْدَةُ تَئِدُ البناتِ وقال الفرزدق يعني جدّه صعصعة بن ناجية وجَدّي الذي مَنَعَ الوائداتِ وأَحْيا الوئيدَ فلم يُوأَدِ وفي الحديث أَنه نهى عن وَأْدِ البناتِ أَي قَتلِهِنَّ وفي حديث العزل ذلك الوَأْدُ الخَفِيُّ وفي حديث آخر تلك المَوْءُودةُ الصغرى جعل العَزْلَ عن المرأَة بمنزلة الوأْد إِلا أَنه خفي لأَنَّ من يَعْزِلُ عن امرأَته إِنما يعزل هرَباً من الولد ولذلك سماها الموءُودة الصغرى لأَن وأْدَ البناتِ الأَحياء الموءُودةُ الكبرى قال أَبو العباس من خفف همزة الموءُودة قال مَوْدةٌ كما ترى لئلا يجمع بين ساكنين ويقال تَوَدّأَتْ عليه الأَرضُ وتَكَمَّأَت وتَلَمَّعتْ إِذا غَيَّبَته وذهبَت به قال أَبو منصور هما لغتان تَوَدَّأَتْ عليه وتَوَأْدَتْ على القلب والتؤْدةُ ساكنة وتفتح التَّأَنِّي والتَّمَهُّلُ والرَّازنةُ قالت الخنساء فَتًى كان ذا حِلْمٍ رَزِينٍ وتؤْدةٍ إِذا ما الحُبى مِن طائِفِ الجَهْلِ حُلَّتِ وقد اتَّأَدَ وتَوَأَّدَ والتَّوْآدُ منه وحكى أَبو علي تَيْدَكَ بمعنى اتَّئدْ اسم للفعل لا فعلاً فالتاء بدل من الواو كما كانت في التُّؤدة والياء بدل من الهمزة قلبت معاً قلباً لغير علة قال الأَزهري وأَما التُّؤدةُ بمعنى التأَنِّي في الأَمر فأَصلها وُأَدَةٌ مثل التُّكَأَةِ أَصلها وُكَأَةٌ فقلبت الواو تاء ومنه يقال اتَّئدْ يا فتى وقد اتَّأَدَ يَتَّئِدُ اتَّئاداً إِذا تَأَنَّى في الأَمر قال وثلاثيه غير مستعمل لا يقولون وَأَدَ يَئِدُ بمعنى اتَّأَدَ وقال الليث يقال إِيتَأَدَ وتَوَأَّدَ فإِيتَأَد على افتَعَلَ وتَوَأَّدَ على تَفَعَّل والأَصل فيهما الوأْد إِلا أَن يكون مقلوباً من الأَوْدِ وهو الإِثقالُ فيقال آدَني يَؤودني أَي أَثقلني والتَّأَوُّد منه ويقال تَأَوَّدَتِ المرأَة في قيامها إِذا تَثَنَّتْ لتثاقلها ثم قالوا تَوَأَّدَ واتَّأَدَ إِذا تَرَزَّنَ وتمَهَّلَ والمقلوبات في كلام العرب كثيرة ومَشى مَشْياً وئيداً أَي على تُؤْدَةٍ قالت الزَّبَّاءُ ما للجِمالِ مَشْيُها وئِيدا ؟ أَجَنَدَلاً يَحْمِلْنَ أَم حَدِيدَا ؟ واتَّأَدَ في مشيه وتَوَأَّدَ في مشيه وهو افتَعَلَ وتَفَعَّل من التُّؤدة وأَصل التاء في اتَّأَدَ واو يقال اتَّئدْ في أَمرك أَي تَثَبَّت
وبد
الوَبْدُ الحاجةُ إِلى الناسِ والوَبَدُ بالتحريك شِدَّةُ العَيْشِ وهو مصدر يوصف به فيقال رجل وَبَدٌ أَي سَيِّءُ الحال يستوي فيه الواحد والجمع كقولك رجل عدل ثم يجمع فيقال أَوبادٌ كما يقال عُدول على توهم النعت الصحيح والوَبَدُ الفقرُ والبُؤْسُ والوبَدُ سُوء الحال من كثرة العيال وقلة المال ورجل وبَدٌ أَي فقير وقوم أَوْبادٌ وقد وَبِدَتْ حالُه تَوْبَدُ وَبَداً قال الشاعر ولَوْ عالَجْنَ مِنْ وَبَدٍ كِبالا وأَما ما أَنشده أَبو زيد من قول عمرو بن العداء الكلبي سَعَى عِقالاً فلَمْ يَتْرُكْ لَنا سَبَداً فكيف لو قَد سَعَى عَمْرٌو عِقالَيْن ؟ لأَصْبَحَ الحَيُّ أَوباداً ولم يَجِدُوا عندَ التَّفرُّقِ في الهَيْجا جِمالَيْن فعلى حذف المضاف أَي ذَوِي أَوباد وجَمَع المصدر على التنوّع والعِقالُ هنا صدقةُ عام وقوله جِمالين يريد قَطِيعَين من الجِمال وأَراد جمالاً ههنا وجِمالاً ههنا وذلك أَن أَصحاب الإِبل يعزلون الإِناث عن الذكور وأَنشد الأَصمعي عَهِدْتُ بها سَراةَ بَنِي كلابٍ وَرِثْتُهُمُ الحياةَ فأَوْبَدُوني( * قوله « ورثتهم » كذا بالأصل ولعله ورشتهم )
والمُسْتَوْبِدُ مثل الوَبَدِ ووَبِدَ الثَّوبُ وَبَداً أَخْلَقَ والوَبَدُ العَيْب ووَبِدَ عليه وبَداً غَضِبَ مثل وَمِدَ والوَبَدُ الحرُّ مع سكون الريح كالوَمَدِ والوَبِدُ الشديدُ العَيْنِ وإِنه لَوَبَدٌ أَي شديدُ الإِصابةِ بالعين عنه أَيضاً وإِنه لَيَتَوَبَّدُ أَموالَ الناس أَي يصيبها بعينه فيسقطها والوَبْد بسكون الباء النُّقْرة في الصَّفاة يستنقع فيها الماء وهي أَظهر من الوَقْر والوَقْرُ أَظهر من الوَقْبِ
وتد
الوتِدُ بالكسر والوَتْدُ والوَدُّ ما رُزَّ في الحائِط أَو الأَرض من الخشب والجمع أَوتادٌ قال الله تعالى والجِبالَ أَوتاداً وقوله عز وجل وفرعون ذي الأَوتاد جاء في التفسير أَنه كانت له حبالٌ وأَوتاد يُلْعب له بها ووَتَدَ الوَتِدُ وَتْداً وتِدَةً وَوَتَّدَ كلاهما ثَبَتَ ووَتَدْتُه أَنا أَتِدُه وَتْداً وتِدَةً وَوَتَدْتُه أَثْبَتُّه قال ساعدة بن جؤية يصف أَسداً يُقَصِّمُ أَعْناقَ المَخاضِ كأَنَّما بِمَفْرَجِ لَحْيَيْهِ الرِّتاجُ المُوَتَّدُ ويقال تِدِ الوَتِدَ يا واتِدُ والوَتِدُ مَوْتُود ويقال للوتِد وَدٌّ كأَنهم أَرادوا أَن يقولوا ودِدٌ فقلبوا إِحدى الدالين تاء لقرب مخرجِهما وقوله وعَز ودٌّ خاذل وَدَّيْنِ الوَدُّ الوتِدُ إِلا أَنه أَدغم التاء في الدال فقال وَدّ والمِيتَدُ والمِيتَدةُ المِرْزَبَّةُ التي يُضْرَبُ بها الوتِدُ ووَتِدٌ واتِدٌ ثابت رأْس منتصب ذهب أَبو عبيد إِلى أَنه من باب شِعْرٌ شاعِرٌ على النسب قال ابن سيده وعندي أَنه على وَتِدَ كما تقدم قال وإِنما يحمل الشيء على النسب إِذا عُدِمَ الفعل وإِذا أَمرت قلت تِدْ وَتَدَك بالميتَدةِ وهي المُدُقُّ الأَصمعي يقال وَتِدٌ واتِد كما يقال شُغْلٌ شاغِلٌ وقول أَبي محمد الفقعسي لاقَتْ على الماءِ جُذَيلاً واتِدا ولم يَكُنْ يُحُلِفُها المَواعِدَا إِنما شبه الرجل بالجِذْل لثباته وجُذَيْل تصغير جِذْل وهو الراعي المُصْلِحُ الحَسَنُ الرِّعْية يقال هو جذْلُ مالٍ كما يقال صَدَى مالٍ وبِلْو مالٍ وقد قيل إِن جُذَيلاً اسم رجل والواتِد الثابتُ والضمير في لاقت ضمير الإِبل وإِن لم يتقدم لها ذكر لأَن البيت أَول القصيدة وإِنما أَضمرها لفهم المعنى ويقال وَتَّدَ فلان رِجلَه في الأَرض إِذا ثَبَّتَها وقال بشار ولَقَد قُلْتُ حِينَ وَتَّدَ في الأَرْ ضِ ثَبِيرٌ أَرْبي على ثَهلانِ وَوَتَّدَ الرجلُ أَنعَظَ والأَوتادُ في الشعر على ضربين أَحدهما حرفان متحركان والثالث ساكن نحو « فعو و علن » وهذا الذي يسميه العروضِيون المقرون لأَن الحركة قد قرنت الحرفين والآخر ثلاثة أَحرف متحرك ثم ساكن ثم متحرك وذلك « لات » من مفعولات وهو الذي يسميه العروضيون المفروق لأَن الحرف قد فرق بين المتحركين ولا يقع في الأَوتاد زحاف لأَنَّ اعتماد الجزء إِنما هو عليها إِنما يقع في الأَسْباب لأَن الجزء غير معتمد عليها وأَوتادُ الأَرض الجبال لأَنها تثبتها وأَوتاد البلاد رُؤساؤها وأَوتادُ الفَمِ أَسنانه على التشبيه قال والفَرّ حتى نَقِدَتْ أَوتادُها( * قوله « والفر » كذا بالأصل )
استعار النَّقَدَ للموت وإِنما هو للأَسنان وَوَتَّدَ في بيته أَقام وثبت وَوَتَّدَ الزّرْعُ طَلَع نباته فثبت وقَوِيَ والوَتِدُ والوَتِدَةُ من الأُذن الهُنَيَّةُ الناشزة في مُقدّمها مثل الثُّؤْلُول تَلي أَعْلى العارِض من اللحية وقيل هو المُنْتبر مما يلي الصُّدْغ الصحاح والوَتِدانِ في الأُذنين اللذان في باطنهما كأَنهما وتد وهما العَيْران أَيضاً ووَتِدُ النَّعل النَّاتئُ من أُذُنها والوَتِدُ موضع بنجد وليلَة الوَتِدَةِ لبني تميم على بني عامر بن صعصعة
وجد
وجَد مطلوبه والشيء يَجِدُه وُجُوداً ويَجُده أَيضاً بالضم لغة عامرية لا نظير لها في باب المثال قال لبيد وهو عامريّ لو شِئْت قد نَقَعَ الفُؤادُ بِشَرْبةٍ تَدَعُ الصَّوادِيَ لا يَجُدْنَ غَلِيلا بالعَذبِ في رَضَفِ القِلاتِ مَقِيلةً قَِضَّ الأَباطِحِ لا يَزالُ ظَلِيلا قال ابن بريّ الشعر لجرير وليس للبيد كما زعم وقوله نَقَعَ الفؤادُ أَي روِيَ يقال نَقَعَ الماءُ العطشَ أَذْهبه نَقْعاً ونُقوعاً فيهما والماء الناقعُ العَذْبُ المُرْوي والصَّادِي العطشان والغليل حَرُّ العطش والرَّضَفُ الحجارة المرضوفةُ والقِلاتُ جمع قَلْت وهو نقرة في الجبل يُستَنْقَعُ فيها ماء السماء وقوله قَِضّ الأَباطِحِ يريد أَنها أَرض حَصِبةٌ وذلك أَعذب للماء وأَصفى قال سيبويه وقد قال ناس من العرب وجَدَ يَجُدُ كأَنهم حذفوها من يَوْجُد قال وهذا لا يكادُ يوجَدُ في الكلام والمصدر وَجْداً وجِدَةً ووُجْداً ووجُوداً ووِجْداناً وإِجْداناً الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد وآخَر مُلْتاث تَجُرُّ كِساءَه نَفَى عنه إِجْدانُ الرِّقِين المَلاوِيا قال وهذا يدل على بَدَل الهمزة من الواو المكسورة كما قالوا إِلْدةٌ في وِلْدَة وأَوجَده إِياه جَعَلَه يَجِدُه عن اللحياني ووَجَدْتَني فَعَلْتُ كذا وكذا ووَجَدَ المالَ وغيرَه يَجِدُه وَجْداً ووُجْداً وجِدةً التهذيب يقال وجَدْتُ في المالِ وُجْداً ووَجْداً ووِجْداً ووِجْداناً وجِدَةً أَي صِرْتُ ذا مال ووَجَدْت الضَّالَّة وِجْداناً قال وقد يستعمل الوِجْدانُ في الوُجْد ومنه قول العرب وِجْدانُ الرِّقِين يُغَطِّي أَفَنَ الأَفِين وفي حديث اللقطة أَيها الناشدُ غيرُك الواجِدُ مِن وَجَدَ الضَّالّة يَجِدُها وأَوجده الله مطلوبَه أَي أَظفره به والوُجْدُ والوَجْدُ والوِجْدُ اليسار والسَّعةُ وفي التنزيل العزيز أَسكِنُوهُنَّ من حيثُ سكَنْتم من وَجْدِكم وقد قرئ بالثلاث أَي من سَعَتكم وما ملكتم وقال بعضهم من مساكنكم والواجِدُ الغنِيُّ قال الشاعر الحمدُ للَّه الغَنِيِّ الواجِد وأَوجَده الله أَي أَغناه وفي أَسماء الله عز وجل الواجدُ هو الغني الذي لا يفتقر وقد وجَدَ تَجِدُ جِدة أَي استغنى غنًى لا فقر بعده وفي الحديث لَيُّ الواجِدِ يُحِلّ عُقُوبَتَه وعِرْضَه أَي القادرِ على قضاء دينه وقال الحمد لله الذي أَوْجَدَني بعد فقر أَي أَغناني وآجَدَني بعد ضعف أَي قوّاني وهذا من وَجْدِي أَي قُدْرتي وتقول وجَدْت في الغِنى واليسار وجْداً ووِجْداناً( * قوله « وجداً ووجداناً » واو وجداً مثلثة أفاده القاموس ) وقال أَبو عبيد الواجدُ الذي يَجِدُ ما يقضي به دينه ووُجِدَ الشيءُ عن عدَم فهو موجود مثل حُمّ فهو محموم وأَوجَدَه الله ولا يقال وجَدَه كما لا يقال حَمّه ووَجَد عليه في الغَضب يَجُدُ ويَجِدُ وَجْداً وجِدَةً وموجَدةً ووِجْداناً غضب وفي حديث الإِيمان إِني سائلك فلا تَجِدْ عليّ أَي لا تَغْضَبْ من سؤالي ومنه الحديث لم يَجِدِ الصائمُ على المُفْطر وقد تكرَّرَ ذكره في الحديث اسماً وفعلاً ومصدراً وأَنشد اللحياني قول صخر الغيّ كِلانا رَدَّ صاحِبَه بِيَأْسٍ وتَأْنِيبٍ ووِجْدانٍ شَديدِ فهذا في الغضب لأَن صَخْرَ الغيّ أَيأَسَ الحَمامَة من ولدها فَغَضِبَتْ عليه ولأَن الحمامة أَيْأَسته من ولده فغَضِبَ عليها ووَجَدَ به وَجْداً في الحُبِّ لا غير وإِنه ليَجِدُ بفلانة وَجْداً شديداً إِذا كان يَهْواها ويُحِبُّها حُبّاً شديداً وفي الحديث حديث ابن عُمر وعُيينة بن حِصْن والله ما بطنها بوالد ولا زوجها بواجد أَي أَنه لا يحبها وقالت شاعرة من العرب وكان تزوجها رجل من غير بلدها فَعُنِّنَ عنها مَنْ يُهْدِ لي مِن ماءٍ بَقْعاءَ شَرْبةً فإِنَّ له مِنْ ماءِ لِينةَ أَرْبعَا لقد زادَني وَجْداً بِبَقْعاءَ أَنَّني وَجَدْتُ مَطايانا بِلِينةَ ظُلَّعا فَمَنْ مُبْلِغٌ تِرْبَيَّ بالرَّمْلِ أَنني بَكَيْتُ فلم أَترُكْ لِعَيْنَيَّ مَدْمَعا ؟ تقول من أَهدى لي شربة من ماءِ بَقْعاءَ على ما هو من مَرارة الطعم فإِن له من ماءِ لِينةَ على ما هو به من العُذوبةِ أَربعَ شربات لأَن بقعاء حبيبة إِليَّ إِذ هي بلدي ومَوْلِدِي ولِينةُ بَغِيضَةٌ إِليّ لأَن الذي تزوجني من أَهلها غير مأْمون عليّ وإِنما تلك كناية عن تشكيها لهذا الرجل حين عُنِّنَ عنها وقولها لقد زادني حبّاً لبلدتي بقعاء هذه أَن هذا الرجل الذي تزوجني من أَهل لينة عنن عني فكان كالمطية الظالعة لا تحمل صاحبها وقولها فمن مبلغ تربيّ
( البيت ) تقول هل من رجل يبلغ صاحِبَتَيَّ بالرمل أَن بعلي ضعف عني وعنن فأَوحشني ذلك إِلى أَن بكيت حتى قَرِحَتْ أَجفاني فزالت المدامع ولم يزل ذلك الجفن الدامع قال ابن سيده وهذه الأَبيات قرأْتها على أَبي العلاء صاعد بن الحسن في الكتاب الموسوم بالفصوص ووجَد الرجلُ في الحزْن وَجْداً بالفتح ووَجِد كلاهما عن اللحياني حَزِنَ وقد وَجَدْتُ فلاناً فأَنا أَجِدُ وَجْداً وذلك في الحزن وتَوَجَّدْتُ لفلان أَي حَزِنْتُ له أَبو سعيد تَوَجَّد فلان أَمر كذا إِذا شكاه وهم لا يَتَوَجَّدُون سهر ليلهم ولا يَشْكون ما مسهم من مشقته
وحد
الواحدُ أَول عدد الحساب وقد ثُنِّيَ أَنشد ابن الأَعرابي فلما التَقَيْنا واحِدَيْنِ عَلَوْتُه بِذي الكَفِّ إِني للكُماةِ ضَرُوبُ وجمع بالواو والنون قال الكميت فَقَدْ رَجَعُوا كَحَيٍّ واحدِدِينا التهذيب تقول واحد واثنان وثلاثة إِلى عشرة فإِن زاد قلت أَحد عشر يجري أَحد في العدد مجرى واحد وإِن شئت قلت في الابتداء واحد اثنان ثلاثة ولا يقال في أَحد عشر غير أَحد وللتأْنيث واحدة وإِحدى في ابتداء العدد تجري مجرى واحد في قولك أَحد وعشرون كما يقال واحد وعشرون فأَما إِحدى عشرة فلا يقال غيرها فإِذا حملوا الأَحد على الفاعل أُجري مجرى الثاني والثالث وقالوا هو حادي عِشْريهم وهو ثاني عشريهم والليلة الحاديةَ عشْرَةَ واليوم الحادي عشَر قال وهذا مقلوب كما قالوا جذب وجبذ قال ابن سيده وحادي عشر مقلوبٌ موضِع الفاء إِلى اللام لا يستعمل إِلا كذلك وهو فاعِل نقل إِلى عالف فانقلبت الواو التي هي الأَصل ياءً لانكسار ما قبلها وحكى يعقوب معي عشرة فأَحِّدْهُنَّ لِيَهْ أَي صَيِّرْهُنَّ لي أَحد عشر قال أَبو منصور جعل قوله فأَحِّدْهُنَّ ليه من الحادي لا من أَحد قال ابن سيده وظاهر ذلك يؤنس بأَن الحادي فاعل قال والوجه إِن كان هذا المروي صحيحاً أَن يكون الفعل مقلوباً من وحَدْت إِلى حَدَوْت وذلك أَنهم لما رأَوا الحادي في ظاهر الأَمر على صورة فاعل صار كأَنه جارٍ على حدوث جَرَيانَ غازٍ على غزوت وإِحدى صيغة مضروبة للتأْنيث على غير بناء الواحد كبنت من ابن وأُخت من أَخ التهذيب والوُحْدانُ جمع الواحِدِ ويقال الأُحْدانُ في موضع الوُحْدانِ وفي حديث العيد فصلينا وُحداناً أَي منفردين جمع واحد كراكب ورُكْبان وفي حديث حذيفة أَوْ لَتُصَلُّنّ وُحْداناً وتقول هو أَحدهم وهي إِحداهنّ فإِن كانت امرأَة مع رجال لم يستقم أَن تقول هي إِحداهم ولا أَحدهم ولا إِحداهنّ إِلاّ أَن تقول هي كأَحدهم أَو هي واحدة منهم وتقول الجُلوس والقُعود واحد وأَصحابي وأَصحابك واحد قال والمُوَحِّدُ كالمُثَنِّي والمُثَلِّث قال ابن السكيت تقول هذا الحاديَ عَشَرَ وهذا الثانيَ عَشَرَ وهذا الثالثَ عَشَرَ مفتوح كله إِلى العشرين وفي المؤَنث هذه الحاديةَ عَشْرة والثانيةَ عشرة إِلى العشرين تدخل الهاء فيها جميعاً قال الأَزهري وما ذكرت في هذا الباب من الأَلفاظ النادرة في الأَحد والواحد والإِحدى والحادي فإِنه يجري على ما جاء عن العرب ولا يعدّى ما حكي عنهم لقياس متوهّم اطراده فإِن في كلام العرب النوادر التي لا تنقاس وإِنما يحفظها أَهل المعرفة المعتنون بها ولا يقيسون عليها قال وما ذكرته فإِنه كله مسموع صحيح ورجل واحد مُتَقَدِّم في بَأْس أَو علم أَو غير ذلك كأَنه لا مثل له فهو وحده لذلك قال أَبو خراش أَقْبَلْتُ لا يَشْتَدُّ شَدِّيَ واحِدٌ عِلْجٌ أَقَبُّ مُسَيَّرُ الأَقْرابِ والجمع أُحْدانٌ ووُحْدانٌ مثل شابٍّ وشُبّانٍ وراع ورُعْيان الأَزهري يقال في جمع الواحد أُحْدانٌ والأَصل وُحْدان فقلبت الواو همزة لانضمامها قال الهذلي يَحْمِي الصَّريمةَ أُحْدانُ الرجالِ له صَيْدٌ ومُجْتَرِئٌ بالليلِ هَمّاسُ قال ابن سيده فأَما قوله طارُوا إِليه زَرافاتٍ وأُحْدانا فقد يجوز أَن يُعْنى أَفراداً وهو أَجود لقوله زرافات وقد يجوز أَن يعنى به الشجعان الذين لا نظير لهم في البأْس وأَما قوله لِيَهْنِئ تُراثي لامْرئٍ غيرِ ذِلّةٍ صَنابِرُ أُحْدانٌ لَهُنَّ حَفِيفُ سَريعاتُ مَوتٍ رَيِّثاتُ إِفاقةٍ إِذا ما حُمِلْنَ حَمْلُهُنَّ خَفِيفُ فإِنه عنى بالأُحْدانِ السهام الأَفْراد التي لا نظائر لها وأَراد لامْرئٍ غير ذي ذِلّةٍ أَو غير ذليل والصَّنابِرُ السِّهامُ الرِّقاقُ والحَفِيف الصوتُ والرَّيِّثاتُ البِطاءُ وقوله سَرِيعاتُ موت رَيِّثاتُ إِفاقة يقول يُمِتْنَ مَن رُميَ بهن لا يُفيق منهن سريعاً وحملهن خفيف على من يَحْمِلُهُنَّ وحكى اللحياني عددت الدراهم أَفْراداً ووِحاداً قال وقال بعضهم أَعددت الدراهم أَفراداً ووِحاداً ثم قال لا أَدري أَعْدَدْتُ أَمن العَدَد أَم من العُدّة والوَحَدُ والأَحَدُ كالواحد همزته أَيضاً بدل من واو والأَحَدُ أَصله الواو وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَنه سئل عن الآحاد أَهي جمع الأَحَدِ ؟ فقال معاذ الله ليس للأَحد جمع ولكن إِن جُعلت جمعَ الواحد فهو محتمل مثل شاهِد وأَشْهاد قال وليس للواحد تثنية ولا لللاثنين واحد من جنسه وقال أَبو إِسحق النحوي الأَحَد أَن الأَحد شيء بني لنفي ما يذكر معه من العدد والواحد اسم لمفتتح العدد وأَحد يصلح في الكلام في موضع الجحود وواحد في موضع الإِثبات يقال ما أَتاني منهم أَحد فمعناه لا واحد أَتاني ولا اثنان وإِذا قلت جاءني منهم واحد فمعناه أَنه لم يأْتني منهم اثنان فهذا حدُّ الأَحَد ما لم يضف فإِذا أُضيف قرب من معنى الواحد وذلك أَنك تقول قال أَحد الثلاثة كذا وكذا وأَنت تريد واحداً من الثلاثة والواحدُ بني على انقطاع النظير وعَوَزِ المثل والوحِيدُ بني على الوَحْدة والانفراد عن الأَصحاب من طريق بَيْنُونته عنهم وقولهم لست في هذا الأَمر بأَوْحَد أَي لست بعادم فيه مثلاً أَو عِدْلاً الأَصمعي تقول العرب ما جاءَني من أَحد ولا تقول قد جاءَني من أَحد ولا يقال إِذا قيل لك ما يقول ذلك أَحد بَلى يقول ذلك أَحد قال ويقال ما في الدّار عَريبٌ ولا يقال بلى فيها عريب الفراء قال أَحد يكون للجمع والواحد في النفي ومنه قول الله عز وجل فما منكم من أَحد عنه حاجزين جُعِل أَحد في موضع جمع وكذلك قوله لا نفرّق بين أَحد من رسله فهذا جمع لأَن بين لا تقع إِلا على اثنين فما زاد قال والعرب تقول أَنتم حَيّ واحد وحي واحِدون قال ومعنى واحدين واحد الجوهري العرب تقول أَنتم حيّ واحد وحيّ واحدون كما يقال شِرْذِمةٌ قليلون وأَنشد للكميت فَضَمَّ قَواصِيَ الأَحْياءِ منهم فَقَدْ رَجَعوا كَحَيٍّ واحِدينا ويقال وحَّدَه وأَحَّدَه كما يقال ثَنَّاه وثَلَّثه ابن سيده ورجل أَحَدٌ ووَحَدٌ ووَحِدٌ ووَحْدٌ ووَحِيدٌ ومُتَوَحِّد أَي مُنْفَرِدٌ والأُنثى وَحِدةٌ حكاه أَبو علي في التذكرة وأَنشد كالبَيْدانةِ الوَحِدهْ الأَزهري وكذلك فَريدٌ وفَرَدٌ وفَرِدٌ ورجل وحِيدٌ لا أَحَدَ معه يُؤنِسُه وقد وَحِدَ يَوْحَدُ وَحادةً ووَحْدةً وَوَحْداً وتقول بقيت وَحيداً فَريداً حَريداً بمعنى واحد ولا يقال بقيت أَوْحَدَ وأَنت تريد فَرْداً وكلام العرب يجيء على ما بني عليه وأُخذ عنهم ولا يُعَدّى به موضعُه ولا يجوز أَن يتكلم فيه غير أَهل المعرفة الراسخين فيه الذين أَخذوه عن العرب أَو عمن أَخذ عنهم من ذوي التمييز والثقة وواحدٌ ووَحَد وأَحَد بمعنى وقال فلَمَّا التَقَيْنا واحدَيْن عَلَوْتُهُ اللحياني يقال وَحِدَ فلان يَوْحَدُ أَي بقي وحده ويقال وَحِدَ وَوَحُدَ وفَرِدَ وفَرُدَ وفَقِهَ وفَقُهَ وسَفِهَ وسَفُهَ وسَقِمَ وسَقُمَ وفَرِعَ وفَرُعَ وحَرِضَ وحَرُضَ ابن سيده وحِدَ ووحُدَ وحادةً وحِدةً ووَحْداً وتَوَحَّدَ بقي وحده يَطَّرد إِلى العشرة عن الشيباني وفي حديث ابن الحنظلية وكان رجلا مُتوحّداً أَي مُنْفرداً لا يُخالِط الناس ولا يُجالِسهم وأَوحد الله جانبه أَي بُقِّي وَحْدَه وأَوْحَدَه للأَعْداء تركه وحكى سيبويه الوَحْدة في معنى التوَحُّد وتَوَحَّدَ برأْيه تفرّد به ودخل القوم مَوْحَدَ مَوْحَدَ وأُحادَ أُحادَ أَي فُرادى واحداً واحداً معدول عن ذلك قال سيبويه فتحوا مَوْحَد إِذ كان اسماً موضوعاً ليس بمصدر ولا مكان ويقال جاؤوا مَثْنَى مَثنى ومَوْحَدَ مَوْحد وكذلك جاؤوا ثُلاثَ وثُناءَ وأُحادَ الجوهري وقولهم أُحادَ وَوُحادَ ومَوْحَد غير مصروفات للتعليل المذكور في ثُلاثَ ابن سيده مررت به وحْدَه مصدر لا يثنى ولا يجمع ولا يُغَيّر عن المصدر وهو بمنزلة قولك إِفْراداً وإِن لم يتكلم به وأَصله أَوْحَدْتُه بِمُروري إِيحاداً ثم حُذِفت زياداته فجاءَ على الفعل ومثله قولهم عَمْرَكَ اللَّهَ إِلاَّ فعلت أَي عَمَّرتُك الله تعميراً وقالوا هو نسيجُ وحْدِه وعُيَبْرُ وحْدِه وجْحَيْشُ وحْدِه فأَضافوا إِليه في هذه الثلاثة وهو شاذّ وأَما ابن الأَعرابي فجعل وحْدَه اسماً ومكنه فقال جلس وحْدَه وعلا وحْدَه وجلَسا على وحْدَيْهِما وعلى وحْدِهما وجلسوا على وَحْدِهم وقال الليث الوَحْد في كل شيء منصوب جرى مجرى المصدر خارجاً من الوصف ليس بنعت فيتبع الاسم ولا بخبر فيقصد إِليه فكان النصب أَولى به إِلا أَن العرب أَضافت إِليه فقالت هو نَسيجُ وحْدِه وهما نَسِيجا وحْدِهما وهم نُسَجاءُ وحدِهم وهي نَسِيجةُ وحدِها وهنَّ نسائج وحْدِهنَّ وهو الرجل المصيب الرأْي قال وكذلك قَريعُ وحْدِه وكذلك صَرْفُه وهو الذي لا يقارعه في الفضل أَحد قال أَبو بكر وحده منصوب في جميع كلام العرب إِلا في ثلاثة مواضع تقول لا إِله إِلا الله وحده لا شريك له ومررت بزيد وحده وبالقوم وحدي قال وفي نصب وحده ثلاثة أَقوال قال جماعة من البصريين هو منصوب على الحال وقال يونس وحده هو بمنزلة عنده وقال هشام وحده منصوب على المصدر وحكى وَحَدَ يَحِدُ صَدَر وَحْدَه على هذا الفعل وقال هشام والفراء نَسِيجُ وحدِه وعُيَيْرُ وحدِه وواحدُ أُمّه نكرات الدليل على هذا أَن العرب تقول رُبَّ نَسِيجِ وحدِه قد رأَيت وربّ واحد أُمّه قد أَسَرْتُ وقال حاتم أَماوِيّ إِني رُبَّ واحِدِ أُمِّه أَخَذْتُ فلا قَتْلٌ عليه ولا أَسْرُ وقال أَبو عبيد في قول عائشة رضي الله عنها ووصْفِها عمر رحمه الله كان واللهِ أَحْوذِيّاً نَسِيجَ وحدِه تعني أَنه ليس له شبيه في رأْيه وجميع أُموره وقال جاءَتْ به مُعْتَجِراً بِبُرْدِه سَفْواءُ تَرْدي بِنَسيجِ وحدِه قال والعرب تنصب وحده في الكلام كله لا ترفعه ولا تخفضه إِلا في ثلاثة أَحرف نسيج وحده وعُيَيْر وحده وجُحَيْش وحده قال وقال البصريون إِنما نصبوا وحده على مذهب المصدر أَي تَوَحَّد وحدَه قال وقال أَصحابنا إِنما النصْبُ على مذهب الصفة قال أَبو عبيد وقد يدخل الأَمران فيه جميعاً وقال شمر أَما نسيج وحده فمدح وأَما جحيش وحده وعيير وحده فموضوعان موضع الذمّ وهما اللذان لا يُشاوِرانِ أَحداً ولا يُخالِطانِ وفيهما مع ذلك مَهانةٌ وضَعْفٌ وقال غيره معنى قوله نسيج وحده أَنه لا ثاني له وأَصله الثوب الذي لا يُسْدى على سَداه لِرِقّة غيره من الثياب ابن الأَعرابي يقال نسيجُ وحده وعيير وحده ورجلُ وحده ابن السكيت تقول هذا رجل لا واحد له كما تقول هو نسيج وحده وفي حديث عمر من يَدُلُّني على نسيج وحده ؟ الجوهري الوَحْدةُ الانفراد يقال رأَيته وحده وجلس وحده أَي منفرداً وهو منصوب عند أَهل الكوفة على الظرف وعند أَهل البصرة على المصدر في كل حال كأَنك قلت أَوحدته برؤْيتي إِيحاداً أَي لم أَرَ غيره ثم وضَعْت وحده هذا الموضع قال أَبو العباس ويحتمل وجهاً آخر وهو أَن يكون الرجل بنفسه منفرداً كأَنك قلت رأَيت رجلاً منفرداً انفراداً ثم وضعت وحده موضعه قال ولا يضاف إِلا في ثلاثة مواضع هو نسيج وحده وهو مدح وعيير وحده وجحيش وحده وهما ذم كأَنك قلت نسيج إِفراد فلما وضعت وحده موضع مصدر مجرور جررته وربما قالوا رجيل وحده قال ابن بري عند قول الجوهري رأَيته وحده منصوب على الظرف عند أَهل الكوفة وعند أَهل البصرة على المصدر قال أَما أَهل البصرة فينصبونه على الحال وهو عندهم اسم واقع موقع المصدر المنتصب على الحال مثل جاء زيد رَكْضاً أَي راكضاً قال ومن البصريين من ينصبه على الظرف قال وهو مذهب يونس قال وليس ذلك مختصاً بالكوفيين كما زعم الجوهري قال وهذا الفصل له باب في كتب النحويين مُسْتَوْفًى فيه بيان ذلك التهذيب والوحْد خفِيفٌ حِدةُ كلِّ شيء يقال وَحَدَ الشيءُ فهو يَحِدُ حِدةً وكلُّ شيء على حِدةٍ فهو ثاني آخَرَ يقال ذلك على حِدَتِه وهما على حِدَتِهما وهم على حِدَتِهم وفي حديث جابر ودَفْنِ أَبيه فجعله في قبر على حِدةٍ أَي منفرداً وحدَه وأَصلها من الواو فحذفت من أَولها وعوّضت منها الهاء في آخرها كعِدة وزِنةٍ من الوعْد والوَزْن والحديث الآخر اجعل كلَّ نوع من تمرك على حِدةٍ قال ابن سيده وحِدةُ الشيء تَوَحُّدُه وهذا الأَمر على حِدته وعلى وحْدِه وحكى أَبو زيد قلنا هذا الأَمر وحْدينا وقالتاه وحْدَيْهِما قال وهذا خلاف لما ذكرنا وأَوحده الناس تركوه وحده وقول أَبي ذؤَيب مُطَأْطَأَة لم يُنْبِطُوها وإِنَّها لَيَرْضَى بها فُرِّاطُها أُمَّ واحِدِ أَي أَنهم تَقَدَّمُوا يَحْفِرونها يَرْضَوْن بها أَن تصير أُمّاً لواحد أَي أَن تَضُمَّ واحداً وهي لا تضم أَكثر من واحد قال ابن سيده هذا قول السكري والوحَدُ من الوَحْش المُتَوَحِّد ومن الرجال الذي لا يعرف نسبه ولا أَصله الليث الوحَدُ المنفرد رجل وحَدٌ وثَوْر وحَد وتفسير الرجل الوَحَدِ أَن لا يُعرف له أَصل قال النابغة بِذي الجَلِيلِ على مُسْتَأْنِسٍ وحَدِ والتوحيد الإِيمان بالله وحده لا شريك له والله الواحِدُ الأَحَدُ ذو الوحدانية والتوحُّدِ ابن سيده والله الأَوحدُ والمُتَوَحِّدُ وذُو الوحْدانية ومن صفاته الواحد الأَحد قال أَبو منصور وغيره الفرق بينهما أَن الأَحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد تقول ما جاءَني أَحد والواحد اسم بني لِمُفْتَتَح العدد تقول جاءني واحد من الناس ولا تقول جاءني أَحد فالواحد منفرد بالذات في عدم المثل والنظير والأَحد منفرد بالمعنى وقيل الواحد هو الذي لا يتجزأُ ولا يثنى ولا يقبل الانقسام ولا نظير له ولا مثل ولا يجمع هذين الوصفين إِلا الله عز وجل وقال ابن الأَثير في أَسماء الله تعالى الواحد قال هو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر قال الأَزهري وأَما اسم الله عز وجل أَحد فإِنه لا يوصف شيء بالأَحدية غيره لا يقال رجل أَحَد ولا درهم أَحَد كما يقال رجل وحَدٌ أَي فرد لأَن أَحداً صفة من صفات الله عز وجل التي استخلصها لنفسه ولا يشركه فيها شيء وليس كقولك الله واحد وهذا شيء واحد ولا يقال شيء أَحد وإِن كان بعض اللغويين قال إِن الأَصل في الأَحَد وحَد قال اللحياني قال الكسائي ما أَنت من الأَحد أَي من الناس وأَنشد وليس يَطْلُبُني في أَمرِ غانِيَةٍ إِلا كَعَمرٍو وما عَمرٌو من الأَحَدِ قال ولو قلت ما هو من الإِنسان تريد ما هو من الناس أَصبت وأَما قول الله عز وجل قل هو الله أَحد الله الصمَد فإِن أَكثر القراء على تنوين أَحد وقد قرأَه بعضهم بترك التنوين وقرئَ بإِسكان الدال قل هو الله أَحَدْ وأَجودها الرفع بإِثبات التنوين في المرور وإِنما كسر التنوين لسكونه وسكون اللام من الله ومن حذف التنوين فلالتقاء الساكنين أَيضاً وأَما قول الله تعالى هو الله فهو كناية عن ذكر الله المعلوم قبل نزول القرآن المعنى الذي سأَلتم تبيين نسبه هو الله وأَحد مرفوع على معنى هو الله أَحد وروي في التفسير أَن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم انْسُبْ لنا ربَّك فأَنزل الله عز وجل قل هو الله أَحد الله الصمد قال الأَزهري وليس معناه أَنّ لله نَسَباً انْتَسَبَ إِليه ولكن معناه نفي النسب عن اللهِ تعالى الواحدِ لأَن الأَنْسابَ إِنما تكون للمخلوقين والله تعالى صفته أَنه لم يلد ولداً ينسب إِليه ولم يولد فينتسب إِلى ولد ولم يكن له مثل ولا يكون فيشبه به تعالى الله عن افتراء المفترين وتقدَّس عن إِلحادِ المشركين وسبحانه عما يقول الظالمون والجاحدون علوًّا كبيراً قال الأَزهري والواحد من صفات الله تعالى معناه أَنه لا ثاني له ويجوز أَن ينعت الشيء بأَنه واحد فأَما أَحَد فلا ينعت به غير الله تعالى لخلوص هذا الاسم الشريف له جل ثناؤه وتقول أَحَّدْتُ الله تعالى ووحَّدْته وهو الواحدُ الأَحَد وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لرجل ذَكَرَ اللَّهَ وأَومَأَ بإِصْبَعَيْهِ فقال له أَحِّدْ أَحِّدْ أَي أَشِرْ بِإِصْبَعٍ واحدة قال وأَما قول الناس تَوَحَّدَ الله بالأَمر وتفرّد فإِنه وإِن كان صحيحاً فإِني لا أُحِبُّ أَن أَلْفِظَ به في صفة الله تعالى في المعنى إِلا بما وصف به نفسه في التنزيل أَو في السُّنَّة ولم أَجد المُتَوَحِّدَ في صفاته ولا المُتَفَرِّدَ وإِنما نَنْتَهِي في صفاته إِلى ما وصف به نفسه ولا نُجاوِزُه إِلى غيره لمَجَازه في العربية وفي الحديث أَن الله تعالى لم يرض بالوَحْدانيَّةِ لأَحَدٍ غيره شَرُّ أُمَّتي الوَحْدانيُّ المُعْجِبُ بدينه المُرائي بعَمَلِه يريد بالوحْدانيِّ المُفارِقَ للجماعة المُنْفَرِدَ بنفسه وهو منسوب إِلى الوَحْدةِ والانفرادِ بزيادة الأَلف والنون للمبالغة والمِيحادُ من الواحدِ كالمِعْشارِ وهو جزء واحد كما أَن المِعْشارَ عُشْرٌ والمَواحِيدُ جماعة المِيحادِ لو رأَيت أَكَماتٍ مُنْفَرِداتٍ كل واحدة بائنة من الأُخرى كانت مِيحاداً ومواحِيدَ والمِيحادُ الأَكمة المُفْرَدةُ وذلك أَمر لَسْتُ فيه بأَوْحَد أَي لا أُخَصُّ به وفي التهذيب أَي لست على حِدةٍ وفلانٌ واحِدُ دَهْرِه أَي لا نَظِيرَ له وأَوحَدَه اللَّهُ جعله واحد زمانه وفلانٌ أَوْحَدُ أَهل زمانه وفي حديث عائشة تصف عمر رضي الله تعالى عنهما للهِ أُمٌّ( * قوله « لله أم إلخ » هذا نص النهاية في وحد ونصها في حفل لله أم حفلت له ودرت عليه أي جمعت اللبن في ثديها له ) حَفَلَتْ عليه ودَرَّتْ لقد أَوْحَدَت به أَي ولَدَتْه وحِيداً فَرِيداً لا نظير له والجمع أُحْدان مثل أَسْوَدَ وسُودان قال الكميت فباكَرَه والشمسُ لم يَبْدُ قَرْنُها بِأُحْدانِه المُسْتَوْلِغاتِ المُكَلِّبُ يعني كلابَه التي لا مثلها كلاب أَي هي واحدة الكلاب الجوهري ويقال لست في هذا الأَمر بأَوْحَد ولا يقال للأُنثى وَحْداء ويقال أَعْطِ كل واحد منهم على حِدَة أَي على حِيالِه والهاء عِوَضٌ من الواو كما قلنا أَبو زيد يقال اقتضيت كل درهم على وَحْدِه وعلى حِدته تقول فعل ذلك من ذاتِ حدته ومن ذي حدته بمعنى واحد وتَوَحَّده الله بعِصْمته أَي عَصَمه ولم يَكِلْه إِلى غيره وأَوْحَدَتِ الشاةُ فهي مُوحِدٌ أَي وَضَعَتْ واحِداً مثل أَفَذَّتْ ويقال أَحَدْتُ إِليه أَي عَهِدْتُ إِليه وأَنشد الفراء سارَ الأَحِبَّةُ بالأَحْدِ الذي أَحَدُوا يريد بالعَهْدِ الذي عَهِدُوا وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال في قوله لقدْ بَهَرْتَ فما تَخْفَى على أَحَدٍ قال أَقام أَحداً مقام ما أَو شيءٍ وليس أَحد من الإِنس ولا من الجن ولا يتكَلَّمُ بأَحَد إِلا في قولك ما رأَيت أَحداً قال ذلك أَو تكلم بذلك من الجن والإِنس والملائكة وإِن كان النفي في غيرهم قلت ما رأَيت شيئاً يَعْدِلُ هذا وما رأَيت ما يعدل هذا ثم العَربُ تدخل شيئاً على أَحد وأَحداً على شيء قال الله تعالى وإِن فاتكم شيء من أَزواجكم ( الآية )
وقرأَ ابن مسعود وإن فاتكم أَحد من أَزواجكم وقال الشاعر وقالتْ فلَوْ شَيءٌ أَتانا رَسُوله سِواكَ ولكنْ لم نَجِدْ لكَ مَدْفَعا أَقام شيئاً مقام أَحَدٍ أَي ليس أَحَدٌ مَعْدُولاً بك ابن سيده وفلان لا واحد له أَي لا نظير له ولا يقوم بهذا الأَمرِ إِلا ابن إِحداها أَي كريم الآباءِ والأُمهاتِ من الرجال والإِبل وقال أَبو زيد لا يقوم بهذا الأَمرِ إِلا ابن إِحداها أَي الكريم من الرجال وفي النوادر لا يستطيعها إِلا ابن إِحْداتها يعني إِلا ابن واحدة منها قال ابن سيده وقوله حتى اسْتثارُوا بيَ إِحْدَى الإِحَدِ لَيْثاً هِزَبْراً ذا سِلاحٍ مُعْتَدِي فسره ابن الأَعرابي بأَنه واحد لا مثل له يقال هذا إِحْدَى الإِحَدِ وأَحَدُ الأَحَدِين وواحِدُ الآحادِ وسئل سفيان الثوري عن سفيان بن عيينة قال ذلك أَحَدُ الأَحَدِين قال أَبو الهيثم هذا أَبلغ المدح قال وأَلف الأَحَد مقطوعة وكذلك إِحدى وتصغير أَحَد أُحَيْدٌ وتصغير إِحْدَى أُحَيدَى وثبوت الأَلِف في أَحَد وإِحْدى دليل على أَنها مقطوعة وأَما أَلِف اثْنا واثْنَتا فأَلِف وصل وتصغير اثْنا ثُنَيَّا وتصغير اثْنَتا ثُنَيَّتا وإِحْدَى بناتِ طَبَقٍ الدّاهِيةُ وقيل الحَيَّةُ سميت بذلك لِتَلَوِّيها حتى تصير كالطَّبَق وبَنُو الوَحَدِ قوم من بني تَغْلِب حكاه ابن الأَعرابي قال وقوله فَلَوْ كُنتُمُ مِنَّا أَخَذْنا بأَخْذِكم ولكِنَّها الأَوْحادُ أَسْفَلُ سافِلِ أَراد بني الوَحَد من بني تَغْلِبَ جعل كل واحد منهم أَحَداً وقوله أَخَذْنا بأَخْذِكم أَي أَدْرَكْنا إِبلكم فرددناها عليكم قال الجوهري وبَنُو الوَحِيدِ بطْنٌ من العرب من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صَعْصَعةَ والوَحِيدُ موضع بعينه عن كراع والوحيد نَقاً من أَنْقاء الدَّهْناءِ قال الراعي مَهارِيسُ لاقَتْ بالوَحِيدِ سَحابةً إِلى أُمُلِ الغَرّافِ ذاتِ السَّلاسِلِ والوُحْدانُ رِمال منقطعة قال الراعي حتى إِذا هَبَطَ الوُحْدانُ وانْكَشَفَتْ مِنْه سَلاسِلُ رَمْلٍ بَيْنَها رُبَدُ وقيل الوُحْدانُ اسم أَرض والوَحِيدانِ ماءانِ في بلاد قَيْس معروفان قال وآلُ الوَحِيدِ حيٌّ من بني عامر وفي حديث بلال أَنه رَأَى أُبَيَّ بنَ خَلَفٍ يقول يوم بدر يا حَدْراها قال أَبو عبيد يقول هل أَحد رأَى مثل هذا ؟ وقوله عز وجل إِنما أَعظُكم بواحدة هي هذه أَنْ تقوموا لله مَثْنَى وفُرادَى وقيل أَعظُكم أَنْ تُوَحِّدُوا الله تعالى وقوله ذَرْني ومَن خَلَقْتُ وحِيداً أَي لم يَشْرَكْني في خلقه أَحَدٌ ويكون وحيداً من صفة المخلوق أَي ومَنْ خَلَقْتُ وحْدَه لا مال له ولا وَلد ثم جَعَلْت له مالاً وبنين وقوله لَسْتُنَّ كأَحَد من النساءِ لم يقل كَواحِدة لأَن أَحداً نفي عام للمذكر والمؤنث والواحد والجماعة
وخد
الوَخْدُ ضرب من سير الإِبل وهو سعة الخَطْو في المشي ومثله الخَدْيُ لغتان يقال وخَدَتِ الناقةُ تَخِدُ وخْداً قال النابغة فَما وَخَدَتْ بِمِثْلِكِ ذاتُ غَرْبٍ حَطُوطٌ في الزِّمامِ ولا لَحُونُ وأَنشد أَبو عبيدة في الناقة وَخُود من اللاَّئي تَسَمَّعْنَ بالضُّحَى قَرِيضَ الرُّدافَى بالغِناءِ المُهَوِّدِ ووخَدَ البعير يَخِدُ وَخْداً وَوَخَداناً أَسْرَعَ ووَسَّع الخَطْو وقيل رمى بقوائمه كمشي النعام وبعير واخِدٌ ووخّاد وظليم وَخّاد ووَخْدُ الفرسِ ضرْبٌ من سيره حكاه كراع ولم يَحُدَّه وفي حديث وفاة أَبي ذر رأَى قوماً تَخِدُ بهم رَواحِلُهم الوَخْدُ ضرب من سير الإِبل سريع وفي حديث خيبر ذكر وخْدةَ هو بفتح الواو وسكون الخاء قرية من قرى خَيْبَر الحَصِينة بها نخل
ودد
الودُّ مصدر المودَّة ابن سيده الودُّ الحُبُّ يكون في جميع مَداخِل الخَيْر عن أَبي زيد ووَدِدْتُ الشيءَ أَوَدُّ وهو من الأُمْنِيَّة قال الفراء هذا أَفضل الكلام وقال بعضهم وَدَدْتُ ويَفْعَلُ منه يَوَدُّ لا غير ذكر هذا في قوله تعالى يَوَدُّ أَحدُهم لو يُعَمّر أَي يتمنى الليث يقال وِدُّكَ وَوَدِيدُكَ كما تقول حِبُّكَ وحَبِيبُك الجوهري الوِدُّ الوَدِيدُ والجمع أَوُدٌّ مثل قِدْحٍ وأَقْدُحٍ وذِئْبٍ وأَذْؤُبٍ وهما يَتَوادّانِ وهم أَوِدّاء ابن سيده وَدَّ الشيءَ وُدًّا وَوِدًّا وَوَدّاً وَوَدادةً وَوِداداً وَوَداداً ومَوَدَّةً ومَوْدِدةً أَحَبَّه قال إِنَّ بَنِيَّ لَلئامٌ زَهَدَهْ ما ليَ في صُدُورِهْم مِنْ مَوْدِدَِهْ أَراد من مَوَدّة قال سيبويه جاء المصدر في مَوَدّة على مَفْعَلة ولم يشاكل باب يَوْجَلُ فيمن كسر الجيم لأَن واو يَوْجَلُ قد تعتل بقلبها أَلفاً فأَشبهت واو يَعِدُ فكسروها كما كسروا المَوْعِد وإِن اختلف المعنيان فكان تغيير ياجَل قلباً وتغيير يَعِدُ حذفاً لكن التغيير يجمعهما وحكى الزجاجي عن الكسائي ودَدْتُ الرجل بالفتح الجوهري تقول وَدِدْتُ لو تَفْعَل ذلك ووَدِدْتُ لو أَنك تفعل ذلك أَوَدُّ وُدًّا وَوَدًّا وَوَدادةً وَوِداداً أَي تمنيت قال الشاعر وَدِدْتُ وَِدادةً لو أَنَّ حَظِّي من الخُلاَّنِ أَنْ لا يَصْرِمُوني ووَدِدْتُ الرجل أَوَدُّه ودًّا إِذا أَحببته والوُدُّ والوَدُّ والوِدُّ المَوَدَّة تقول بودِّي أَن يكون كذا وأَما قول الشاعر أَيُّها العائِدُ المُسائِلُ عَنّا وبِودِّيكَ لَوْ تَرَى أَكْفاني فإِنما أَشبع كسرة الدال ليستقيم له البيت فصارت ياء وقوله عز وجل قل لا أَسأَلكم عليه أَجراً إِلا المودَّةَ في القُربى معناه لا أَسأَلكم أَجراً على تبليغ الرسالة ولكني أُذكركم المودّة في القربى والمودّةَ منتصبة على استثناء ليس من الأَوّل لأَن المودّة في القربى ليست بأَجر وأَنشد الفراء في التمني وددتُ ودادة لو أَن حظي قال وأَختارُ في معنى التمني وَدِدْت قال وسمعت وَدَدْتُ بالفتح وهي قليلة قال وسواء قلت وَدِدْتُ أَو وَدَدْتُ المستقبل منهما أَوَدُّ ويَوَدُّ وتَوَدُّ لا غير قال أَبو منصور وأَنكر البصريون ودَدْتُ قال وهو لحن عندهم وقال الزجاج قد علمنا أَن الكسائي لم يحك ودَدْت إِلا وقد سمعه ولكنه سمعه ممن لا يكون حجة وقرئ سيجعل لهم الرحمنُ وُدّاً ووَدّاً قال الفراء وُدًّا في صدور المؤمنين قال قاله بعض المفسرين ابن الأَنباري الوَدُودُ في أَسماءِ الله عز وجل المحبُّ لعباده من قولك وَدِدْت الرجل أَوَدّه ودّاً ووِداداً وَوَداداً قال ابن الأَثير الودود في أَسماءِ الله تعالى فَعُولٌ بمعنى مَفْعُول من الودّ المحبة يقال وددت الرجل إِذا أَحببته فالله تعالى مَوْدُود أَي مَحْبوب في قلوب أَوليائه قال أَو هو فَعُول بمعنى فاعل أَي يُحبّ عباده الصالحين بمعنى يَرْضى عنهم وفي حديث ابن عمر أَنّ أَبا هذا كان وُدًّا لعمر هو على حذف المضاف تقديره كان ذا وُدّ لعمر أَي صديقاً وإِن كانت الواو مكسورة فلا يحتاج إِلى حذف فإِن الوِدّ بالكسر الصديق وفي حديث الحسن فإِنْ وافَق قول عملاً فآخِه وأَوْدِدْه أَي أَحْبِبْه وصادِقْه فأَظهر الإِدغام للأَمر على لغة الحجاز وفي الحديث عليكم بتعلم العربية فإِنها تدل على المُروءةِ وتزيد في الموَدّةِ يريد مَوَدَّةَ المشاكلة ورجل وُدٌّ ومِوَدّ وَوَدُودٌ والأُنثى وَدُودٌ أَيضاً والوَدُودُ المُحِبُّ ابن الأَعرابي الموَدَّةُ الكتاب قال الله تعالى تُلْقُون إِليهم بالموَدَّةِ أَي بالكُتُب وأَما قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي وأَعْدَدْتُ للحَرْبِ خَيْفانةً جَمُومَ الجِراءِ وَقاحاً وَدُوداً قال ابن سيده معنى قوله وَدُوداً أَنها باذلةٌ ما عندها من الجَرْي لا يصح قوله ودُوداً إِلا على ذلك لأَن الخيل بهائمُ والبهائم لا ودَّ لها في غير نوعها وتوَدَّدَ إِليه تحبب وتوَدَّده اجْتَلَبَ ودَّه عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَقولُ توَدَّدْني إِذا ما لَقِيتَني بِرِفْقٍ ومَعْروفٍ مِن القَوْلِ ناصِعِ وفلان وُدُّكَ ووِدُّكَ وَوَدُّكَ بالفتح الأَخيرة عن ابن جني ووَديدُك وقوم وُدٌّ ووِدادٌ وأَوِدَّاءُ وأَوْدادٌ وأَودٌّ بفتح الهمزة وكسر الواو وَأَوُدٌّ قال النابغة إِني كأَني أَرَى النُّعْمانَ خَبَّرَه بعضُ الأَوُدّ حَديثاً غيرَ مَكْذوبِ قال وذهب أَبو عثمان إِلى أَن أَوُدّاً جمع دَلَّ على واحده أَي أَنه لا واحد له قال ورواه بعضهم بعضُ الأَوَدّ بفتح الواو قال يريد الذي هو أَشدُّ وُدًّا قال أَبو علي أَراد الأَوَدِّين الجماعة الجوهري ورجال وُدَداءُ يستوي فيه المذكر والمؤنث لكونه وصفاً داخلاً على وصف للمبالغة التهذيب والوَدُّ صَنَم كان لقوم نوح ثم صار لِكلب وكان بِدُومةِ الجندل وكان لقريش صنم يدعونه وُدّاً ومنهم من يهمز فيقول أُدٌّ ومنه سمي عَبدُ وُدٍّ ومنه سمي أُدُّ بنُ طابخة وأُدَد جد مَعَدِّ بن عدنانَ وقال الفراء قرأَ أَهل المدينة ولا تَذَرُنَّ وُدًّا بضم الواو قال أَبو منصور أَكثر القرَّاء قرؤوا وَدًّا منهم أَبو عمرو وابن كثير وابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم ويعقوب الحضرمي وقرأَ نافع وُدًّا بضم الواو ابن سيده وَوَدٌّ وَوُدٌّ صنم وحكاه ابن دريد مفتوحاً لا غير وقالوا عبد وُدّ يعنونه به وَوُدٌّ لغة في أُدّ وهو وُدُّ بن طابخة التهذيب الوَدّ بالفتح الصنَمُ وأَنشد بِوَدِّكِ ما قَوْمي على ما تَرَكْتِهِمْ سُلَيْمَى إِذا هَبَّتْ شَمالٌ وَريحُها أَراد بِوَدّكِ( * قوله « أراد بودّك إلخ » كذا بالأصل ) فمن رواه بِوَدّكِ أَراد بحق صنمكِ عليكِ ومن ضم أَراد بالمَوَدّة بيني وبينكِ ومعنى البيت أَيّ شيء وجَدْتِ قومي يا سليمى على تركِكِ إِياهم أَي قد رَضِيتُ بقولك وإِن كنت تاركة لهم فاصدُقي وقولي الحق قال ويجوز أَن يكون المعنى أَيّ شيء قومي فاصدقي فقد رضيت قولك وإِن كنت تاركة لقومي ووَدّانُ وادٍ معروف قال نصيب قِفُوا خَبِّرُوني عن سُلَيْمَانَ إِنَّني لِمَعْرُوفِه من أَهلِ وَدّانَ طالِبُ وَوَدٌّ جبل معروف الجوهري والوَد في قول امرئ القيس تُظْهِرُ الوَدَّ إِذا ما أَشْجَذَتْ وتُوارِيهِ إِذا ما تَعْتَكِرْ
( * قوله « تعتكر » يروى أيضاً تشتكر )
قال ابن دريد هو اسم جبل ابن سيده وغيره والوَدُّ الوَتِدُ بلغة تميم فإِذا زادوا الياء قالوا وتيدٌ قال ابن سيده زعم ابن دريد أَنها لغة تميمية قال لا أَدري هل أَراد أَنه لا يغيرها هذا التغيير إِلا بنو تميم أَم هي لغة لتميم غير مغيرة عن وتد الجوهري الوَدُّ بالفتح الوَتِدُ في لغة أَهل نجد كأَنهم سكَّنوا التاء فأَدغموها في الدال ومَوَدّةُ اسم امرأَة عن ابن الأَعرابي وأَنشد مَوَدّةُ تَهْوى عُمْرَ شَيْخٍ يَسُرُّه لها الموتُ قَبْلَ اللَّيْلِ لو أَنَّها تَدْري يَخافُ عليها جَفْوةَ الناسِ بَعْدَه ولا خَتَنٌ يُرْجَى أَوَدُّ مِنَ القَبْرِ وقيل إِنها سميت بالموَدّة التي هي المَحبة
ورد
وَرْدُ كلّ شجرة نَوْرُها وقد غلبت على نوع الحَوْجَم قال أَبو حنيفة الوَرْدُ نَوْرُ كل شجرة وزَهْرُ كل نَبْتَة واحدته وَرْدة قال والورد ببلاد العرب كثير رِيفِيَّةً وبَرِّيةً وجَبَليّةً ووَرَّدَ الشجرُ نوّر وَوَرَّدت الشجرة إذا خرج نَوْرُها الجوهري الوَرد بالفتح الذي يُشمّ الواحدة وردة وبلونه قيل للأَسد وَرْدٌ وللفرس ورْد وهو بين الكُمَيْت والأَشْقَر ابن سيده الوَرْد لون أَحمر يَضْرِبُ الى صُفرة حَسَنة في كل شيء فَرَس وَرْدٌ والجمع وُرْد ووِرادٌ والأُنثى ورْدة وقد وَرُد الفرسُ يَوْرُدُ وُرُودةً أَي صار وَرْداً وفي المحكم وقد وَرُدَ وُرْدةً واوْرادّ قال الأَزهري ويقال إِيرادَّ يَوْرادُّ على قياس ادْهامَّ واكْماتَّ وأَصله إِوْرادَّ صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها وقال الزجاج في قوله تعالى فكانت وَرْدةً كالدِّهان أَي صارت كلون الوَرْد وقيل فكانت وَرْدة كلونِ فرسٍ وَرْدةٍ والورد يتلون فيكون في الشتاء خلاف لونه في الصيف وأَراد أَنها تتلون من الفزع الأَكبر كما تتلون الدهان المختلفة واللون وُرْدةٌ مثل غُبْسة وشُقْرة وقوله تَنازَعَها لَوْنانِ وَرْدٌ وجُؤوةٌ تَرَى لأَياءِ الشَّمْسِ فيها تَحَدُّرا إِنما أَراد وُرْدةً وجُؤوةً أَو وَرْداً وجَأًى قال ابن سيده وإِنما قلنا ذلك لأَن ورداً صفة وجؤوة مصدر والحكم أَن تقابل الصفة بالصفة والمصدر بالمصدر ووَرَّدَ الثوبَ جعله وَرْداً ويقال وَرَّدَتِ المرأَةُ خدَّها إِذا عالجته بصبغ القطنة المصبوغة وعَشِيّةٌ وَرْدةٌ إِذا احمَرَّ أُفُقها عند غُروب الشمس وكذلك عند طُلوع الشمس وذلك علامة الجَدْب وقميص مُوَرَّد صُبِغَ على لون الورد وهو دون المضَرَّجِ والوِرْدُ من أَسماءِ الحُمَّى وقيل هو يَوْمُها الأَصمعي الوِرْدُ يوم الحُمَّى إِذا أَخذت صاحبها لوقت وقد وَرَدَتْه الحُمَّى فهو مَوْرُودٌ قال أَعرابي لآخر ما أَمارُ إِفْراقِ المَوْرُودِ( * قوله « إفراق المورود » في الصحاح قال الأَصمعي أفرق المريض من مرضه والمحموم من حماه أي أَقبل وحكى قول الأعرابي هذا ثم قال يقول ما علامة برء المحموم ؟ فقال العرق ) فقال الرُّحضاءُ وقد وُرِدَ على صيغة ما لم يُسَمّ فاعله ويقال أَكْلُ الرُّطَبه مَوْرِدةٌ أَي مَحَمَّةٌ عن ثعلب والوِرْدُ وُوردُ القوم الماء والوِرْدُ الماء الذي يُورَدُ والوِرْدُ الابل الوارِدة قال رؤبة لو دَقَّ وِرْدي حَوْضَه لم يَنْدَهِ وقال الآخر يا عَمْرُو عَمْرَ الماء وِرْدٌ يَدْهَمُهْ وأَنشد قول جرير في الماء لا وِرْدَ للقَوْمِ إِن لم يَعْرِفُوا بَرَدى إِذا تكَشَّفَ عن أَعْناقِها السَّدَفُ بَرَدى نهر دِمَشْقَ حرسها الله تعالى والوِرْدُ العَطَشُ والمَوارِدُ المَناهِلُ واحِدُها مَوْرِدٌ وَوَرَدَ مَوْرِداً أَي وُرُوداً والمَوْرِدةُ الطريق إِلى الماء والوِرْدُ وقتُ يومِ الوِرْدِ بين الظِّمْأَيْنِ والمَصْدَرُ الوُرُودُ والوِرْدُ اسم من وِرْدِ يومِ الوِرْدِ وما وَرَدَ من جماعة الطير والإِبل وما كان فهو وِرْدٌ تقول وَرَدَتِ الإِبل والطير هذا الماءَ وِرْداً وَوَرَدَتْهُ أَوْراداً وأَنشد فأَوْراد القَطا سَهْلَ البِطاحِ وإِنما سُمِّيَ النصيبُ من قراءَة القرآن وِرْداً من هذا ابن سيده ووَرَدَ الماءَ وغيره وَرْداً ووُرُوداً وَوَرَدَ عليه أَشرَفَ عليه دخله أَو لم يدخله قال زهير فَلَمَّا وَرَدْنَ الماءَ زُرْقاً جِمامُه وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيّمِ معناه لما بلغن الماء أَقَمْنَ عليه ورجل وارِدٌ من قوم وُرّادٌ وورَّادٌ من قومٍ وَرّادين وكل من أَتى مكاناً منهلاً أَو غيره فقد وَرَدَه وقوله تعالى وإِنْ منكم إِلاَّ واردُها فسره ثعلب فقال يردونها مع الكفار فيدخلها الكفار ولا يَدْخلُها المسلمون والدليل على ذلك قول الله عز وجل إِنَّ الذين سَبَقَتْ لهم منا الحُسْنى أُولئك عنها مُبْعَدون وقال الزجاج هذه آية كثر اختلاف المفسرين فيها وحكى كثير من الناس أَن الخلق جميعاً يردون النار فينجو المتقي ويُتْرَك الظالم وكلهم يدخلها والوِرْد خلاف الصَدَر وقال بعضهم قد علمنا الوُرُودَ ولم نعلم الصُّدور ودليل مَن قال هذا قوله تعالى ثم نُنَجِّي الذين اتَّقَوْا ونَذَرُ الظالمين فيها جُثِيّاً وقال قوم الخلق يَرِدُونها فتكون على المؤمن بَرْداً وسلاماً وقال ابن مسعود والحسن وقتادة إِنّ وُروُدَها ليس دُخولها وحجتهم في ذلك قوية جدّاً لأَن العرب تقول ورَدْنا ماء كذا ولم يَدْخُلوه قال الله عز وجل ولمَّا ورَدَ ماءَ مَدْيَنَ ويقال إِذا بَلَغْتَ إِلى البلد ولم تَدْخله قد وَرَدْتَ بلد كذا وكذا قال أَبو إِسحق والحجة قاطعة عندي في هذا ما قال الله تعالى إِنَّ الذين سبقت لهم منا الحسنى أُولئك عنها مبعدون لا يَسْمَعون حَسيسَها قال فهذا والله أَعلم دليل أَن أَهل الحسنى لا يدخلون النار وفي اللغة ورد بلد كذا وماء كذا إِذا أَشرف عليه دخله أَو لم يدخله قال فالوُرودُ بالإِجماع ليس بدخول الجوهري ورَدَ فلان وُروُداً حَضَر وأَورده غيره واسْتَوْرَده أَي أَحْضَره ابن سيده توَرَّدَه واسْتَوْرَدَه كَوَرَّده كما قالوا علا قِرْنَه واسْتَعْلاه ووارَدَه ورد معَهَ وأَنشد ومُتَّ مِنِّي هَلَلاً إِنَّما مَوْتُكَ لو وارَدْتُ وُرَّادِيَهْ والوارِدةُ وُرّادُ الماءِ والوِرْدُ الوارِدة وفي التنزيل العزيز ونسوق المجرمين إِلى جهنم وِرْداً وقال الزجاج أَي مُشاةً عِطاشاً والجمع أَوْرادٌ والوِرْدُ الوُرّادُ وهم الذين يَرِدُون الماء قال يصف قليباً صَبَّحْنَ مِنْ وَشْحَا قَلِبياً سُكّا يَطْمُو إِذا الوِرْدُ عليه الْتَكّا وكذكل الإِبل وصُبِّحَ الماءُ بِوِرْدٍ عَكْنان والوِرْدُ النصيبُ من الماء وأَوْرَدَه الماءَ جَعَله يَرِدُه والموْرِدةُ مَأْتاهُ الماءِ وقيل الجادّةُ قال طرفة كأَنَّ عُلوبَ النِّسْعِ في دَأَياتِها مَوارِدُ من خَقاءَ في ظَهْرِ قَرْدَدِ ويقال ما لك توَرَّدُني أَي تقدَّم عليّ وقال في قول طرفة كَسِيدِ الغَضَا نَبَّهْتَه المُتَوَرِّدِ هو المتقدِّم على قِرْنِه الذي لا يدفعه شيء وفي الحديث اتَّقُوا البَرازَ في المَوارِدِ أَي المجارِي والطُّرُق إِلى الماء واحدها مَوْرِدٌ وهو مَفْعِلٌ من الوُرُودِ يقال ورَدْتُ الماءَ أَرِدُه وُرُوداً إذا حضرته لتشرب والوِرد الماء الذي ترد عليه وفي حديث أَبي بكر أَخذ بلسانه وقال هذا الذي أَورَدَني المَوارِدَ أَراد الموارد المُهْلِكةَ واحدها مَوْرِدة وقول أَبي ذؤيب يصف القبر يَقُولونَ لمَّا جُشَّتِ البِئْرُ أَوْرِدُوا وليسَ بها أَدْنَى ذِفافٍ لِوارِدِ استعار الإِيرادٍ لإِتْيان القبر يقول ليس فيها ماء وكلُّ ما أَتَيْتَه فقد وَرَدْتَه وقوله كأَنَّه بِذِي القِفافِ سِيدُ وبالرِّشاءِ مُسْبِلٌ وَرُودُ وَرُود هنا يريد أَن يخرج إِذا ضُرِب به وأَوْرَدَ عليه الخَبر قصَّه والوِرْدُ القطيعُ من الطَّيْرِ والوِرْدُ الجَيْشُ على التشبيه به قال رؤبة كم دَقَّ مِن أَعتاقِ وِرْدٍ مكْمَهِ وقول جرير أَنشده ابن حبيب سَأَحْمَدُ يَرْبُوعاً على أَنَّ وِرْدَها إِذا ذِيدَ لم يُحْبَسْ وإِن ذادَ حُكِّما قال الوِرْدُ ههنا الجيش شبهه بالوِرْدِ من الإِبل بعينها والوِرْدُ الإِبل بعينها والوِرْدُ النصيب من القرآن يقول قرأْتُ وِرْدِي وفي الحديث أَن الحسن وابن سيرين كانا يقرآنِ القرآنَ من أَوَّله إِلى آخره ويَكْرهانِ الأَورادَ الأَورادُ جمع وِرْدٍ بالكسر وهو الجزء يقال قرأْت وِرْدِي قال أَبو عبيد تأْويل الأَوراد أَنهم كانوا أَحْدثوا أَنْ جعلوا القرآن أَجزاء كل جزء منها فيه سُوَر مختلفة من القرآن على غير التأْليف جعلوا السورة الطويلة مع أُخرى دونها في الطول ثم يَزيدُون كذلك حتى يُعَدِّلوا بين الأَجزاءِ ويُتِمُّوا الجزء ولا يكون فيه سُورة منقطعة ولكن تكون كلها سُوَراً تامة وكانوا يسمونها الأَوراد ويقال لفلان كلَّ ليلةٍ وِرْد من القرآن يقرؤه أَي مقدارٌ معلوم إِما سُبْعٌ أَو نصف السبع أَو ما أَشبه ذلك يقال قرأَ وِرْده وحِزْبه بمعنى واحد والوِرْد الجزء من الليل يكون على الرجل يصليه وأَرْنَبَةٌ واردةٌ إِذا كانت مقبلة على السبَلة وفلان وارد الأَرنبة إِذا كان طويل الأَنف وكل طويل وارد وتَوَرَّدَتِ الخيل البلدة إِذا دخلتها قليلاً قليلاً قطعة قطعة وشَعَر وارد مسترسل طويل قال طرفة وعلى المَتْنَيْنِ منها وارِدٌ حَسَنُ النَّبْتِ أَثِيثٌ مُسْبَكِرْ وكذلك الشَّفَةُ واللثةُ والأَصل في ذلك أَن الأَنف إِذا طال يصل إِلى الماء إِذا شرب بفيه لطوله والشعر من المرأَة يَرِدُ كَفَلَها وشجرة واردةُ الأَغصان إِذا تدلت أَغصانُها وقال الراعي يصف نخلاً أَو كرماً يُلْقَى نَواطِيرُه في كل مَرْقَبَةٍ يَرْمُونَ عن وارِدِ الأَفنانِ مُنْهَصِر
( * قوله « يلقى » في الأساس تلقى )
أَي يرمون الطير عنه وقوله تعالى فأَرْسَلوا وارِدَهم أَي سابِقَهم وقوله تعالى ونحن أَقرب إِليه من حبل الوريد قال أَهل اللغة الوَرِيدُ عِرْق تحت اللسان وهو في العَضُد فَلِيقٌ وفي الذراع الأَكْحَل وهما فيما تفرق من ظهر الكَفِّ الأَشاجِعُ وفي بطن الذراع الرَّواهِشُ ويقال إِنها أَربعة عروق في الرأْس فمنها اثنان يَنْحَدِران قُدّامَ الأُذنين ومنها الوَرِيدان في العُنق وقال أَبو الهيثم الورِيدان تحت الوَدَجَيْنِ والوَدَجانِ عِرْقانِ غليظان عن يمين ثُغْرَةِ النَّحْرِ ويَسارِها قال والوَرِيدانِ يَنْبِضان أَبداً منَ الإِنسان وكل عِرْق يَنْبِضُ فهو من الأَوْرِدةِ التي فيها مجرى الحياة والوَرِيدُ من العُرُوق ما جَرَى فيه النَّفَسُ ولم يجرِ فيه الدّمُ والجَداوِلُ التي فيها الدِّماءُ كالأَكْحَلِ والصَّافِن وهي العُروقُ التي تُفْصَدُ أَبو زيد في العُنُق الوَرِيدان وهما عِرْقان بين الأَوداج وبين اللَّبَّتَيْنِ وهما من البعير الودجان وفيه الأَوداج وهي ما أَحاطَ بالحُلْقُوم من العروق قال الأَزهري والقول في الوريدين ما قال أَبو الهيثم غيره والوَرِيدانِ عِرْقان في العُنُق والجمع أَوْرِدَةٌ ووُرودٌ ويقال للغَضْبَانِ قد انتفخ وريده الجوهري حَبْل الوَرِيدِ عِرْق تزعم العرب أَنه من الوَتِين قال وهما وريدان مكتنفا صَفْقَي العُنُق مما يَلي مُقَدَّمه غَلِيظان وفي حديث المغيرة مُنْتَفِخة الوَرِيدِ هو العرقُ الذي في صَفْحة العُنق يَنْتَفِخُ عند الغضَب وهما وريدانِ يَصِفُها بسوء الخَلُق وكثرة الغضب والوارِدُ الطريق قال لبيد ثم أَصْدَرْناهُما في وارِدٍ صادِرٍ وهَمٍ صُواهُ قد مَثَلْ يقول أَصْدَرْنا بَعِيرَيْنا في طريق صادِرٍ وكذلك المَوْرِدُ قال جرير أَمِيرُ المؤمِنينَ على صِراطٍ إِذا اعْوَجَّ المَوارِدُ مُسْتَقِيمُ وأَلقاهُ في وَرْدةٍ أَي في هَلَكَةٍ كَوَرْطَةٍ والطاء أَعلى والزُّماوَرْدُ معرَّب والعامة تقول بَزْماوَرْد ووَرْد بطن من جَعْدَة ووَرْدَةُ اسم امرأَة قال طرفة ما يَنْظُرون بِحَقِّ وَرْدةَ فِيكُمُ صَغُرَ البَنُونَ وَرَهطُ وَرْدَةَ غُيَّبُ والأَورادُ موضعٌ عند حُنَيْن قال عباس بن
( * قوله « ابن » كتب بهامش الأصل كذا يعني بالأصل ويحتمل أن يكون ابن مرداس أو غيره )
رَكَضْنَ الخَيْلَ فيها بين بُسٍّ إِلى الأَوْرادِ تَنْحِطُ بالنِّهابِ وَوَرْدٌ وَوَرَّادٌ اسمان وكذلك وَرْدانُ وبناتُ وَرْدانَ دَوابُّ معروفة وَوَرْدٌ اسم فَرَس حَمْزة بن عبد المطلب رضي الله عنه
وسد
الوِساد والوِسادَةُ المِخَدَّةُ والجمع وسائِدُ وَوُسُدٌ ابن سيده وغيره الوِسادُ المِتَّكَأُ وقد تَوَسَّد ووَسَّدَه إِياه فَتَوسَّد إِذا جعَله تحت رأْسه قال أَبو ذؤيب فكُنْتُ ذَنُوبَ البِئْرِ لَمَّا تَوَشَّلَتْ وسُرْبِلْت أَكْفاني ووُسِّدْتُ ساعدي وفي الحديث قال لعدِيّ بن حاتم إِنَّ وِسادَكَ إِذَنْ لَعَرِيضٌ كَنى بالوِسادِ عن النوم لأَنه مَظِنَّته أَراد أَن نومك إِذَنْ كثير وكَنى بذلك عن عِرَضِ قفاه وعِظَمِ رأْسه وذلك دليل الغَباوَةِ ويشهد له الرواية الأُخرى إِنك لَعَريضُ القَفا وقيل أَراد أَنَّ من تَوَسَّدَ الخيطين المكنى بهما عن الليل والنهار لَعَرِيضُ الوساد وفي حديث أَبي الدرْداء قال له رجل إِني أُريد أَن أَطلب العلم وأَخشَى أَن أُضَيَّعَه فقال لأَنْ تَتَوَسَّدَ العلم خير لك من أَن تَتَوسَّدَ الجهل وفي الحديث أَن شُرَيحاً الحضرمي ذُكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذاك رجل لا يَتَوَسَّدُ القرآن قال ابن الأَعرابي لقوله لا يتوسد القرآن وجهان أَحدهما مدح والآخر ذم فالذي هو مدح أَنه لاينام عن القرآن ولكن يَتَهَجَّد به ولا يكون القرآنُ مُتَوَسَّداً معه بل هو يُداوِمُ قِراءتَه ويُحافِظُ عليها وفي الحديث لا تَوَسَّدوا القرآن واتْلُوه حق تُلاوته والذي هو ذمّ أَنه لا يقرأُ القرآن ولا يحفظه ولا يُديمُ قراءته وإِذا نام لم يكن معه من القرآن شيء فإِن كان حَمِدَه فالمعنى هو الأَوّل وإِن كان ذمَّه فالمعنى هو الآخر قال أَبو منصور وأَشبههما أَنه أَثْنَى عليه وحَمِدَه وقد روي في حديث آخر من قرأَ ثلاث آيات في ليلة لم يكن مُتَوسَّداً للقرآن يقال تَوَسَّدَ فلان ذِراعه إِذا نام عليه وجعله كالوِسادة له قال الليث يقال وسَّدَ فلانٌ فلاناً وِسادة وتَوَسَّد وِسادة إِذا وضَع رأْسه عليها وجمع الوِسادِة وسَائِدُ والوِسادُ كل ما يوضع تحت الرأْس وإِن كان مِن تراب أَو حجارة وقال عبد بني الحسحاس فَبِتْنا وِسادانا إِلى عَلَجانةٍ وحِقْفٍ تهاداه الرِّياحُ تَهادِيا ويقال للوسادة إِسادة كما قالوا للوِشاحِ إِشاح وفي الحديث إِذا وُسِّدَ الأَمرُ إِلى غير أَهله فانتظر الساعة أَي أَُسْنِدَ وجُعِلَ في غير أَهله يعني إِذا سُوِّدَ وشُرِّفَ غيرُ المستحق للسيادة والشرف وقيل هو من السيادة أَي إِذا وُضعت وِسادةُ المُلْك والأَمر والنهي لغير مستحقهما وتكون إِلى بمعنى اللام والتوسِيد أَن تمدّ الثلام( * قوله « الثلام » كذا بالأصل ) طولاً حيث تبلغه البقر وأَوْسَدَ في السير أَغَذَّ وأَوْسَدَ الكلبَ أَغْراه بالصَّيْدِ مثل آسَدَه
وصد
الوَصِيدُ فِناءُ الدار والبيت قال الله عز وجل وكلبهم باسط ذِراعَيْهِ بالوَصِيدِ قال الفراء الوَصِيدُ والأَصيدُ لغتان مثل الوِكافِ والإِكافِ وهما الفِناءُ قال قال ذلك يونس والأَخفش والوَصِيدةُ بيتٌ يُتخذ من الحجارة للمال في الجبال والوِصادُ المُطْبَقُ وأَوْصَدَ البابَ وآصَدَه أَغْلَقَه فهو مُوصَدٌ مثل أَوجَعَه فهو موجَع وفي حديث أَصحاب الغار فوقع الجبل على باب الكَف فأَوْصَدَه أَي سَدَّه من أَوْصَدْت الباب إِذا أَغلَقْتَه ويروى فأَوْطَدَه بالطاء وسيأْتي ذكره وأَوصَد القِدْرَ أَطْبَقَها والاسم منهما جميعاً الوِصادُ حكاه اللحياني وقوله عز وجل إِنها عليهم مُؤْصَدةٌ وقرئ مُوصَدة بغير همز قال أَبو عبيدة آصَدْتُ مُوصَدة بغير همز قال أَبو عبيدة آصَدْتُ وأَوْصَدْتُ إِذا أَطْبَقْتَ ومعنى مُؤْصَدةٌ أَي مُطْبَقَةٌ عليهم وقال الليث الإِصادُ والأَصِيدُ هما بمنزلة المُطْبَق يقال أَطْبَقَ عليهم الإِصادَ والوِصادَ والأَصِيدةُ والوَصِيدة كالحظيرةِ تُتَّخَذُ للمال إِلا أَنها من الحجارة والحَظِيرةُ من الغِصنَة تقول منه اسْتَوْصَدْتُ في الجبل إِذا اتخذت الوَصيدة والمُوَصَّدُ الخِدْرُ أَنشد ثعلب وعُلِّقْتُ لَيْلَى وهْيَ ذاتُ مُوَصَّدٍ ولم يَبْدُ لِلأَتْرابِ مِن ثَدْيِها حَجْمُ وَوَصَدَ النَّسَّاجُ بعضَ الخَيْطِ في بعض وَصْداً وَوَصَّدَه أَدْخَلَ اللُّحْمَةَ في السَّدَى الوصَّادُ الحائِكُ وفي النوادر وَصَدْتُ بالمكان أَصِدُ ووَتَدْتُ أَتِدُ إِذا ثَبَتَّ ويقال وَصَدَ الشيءُ ووَصَبَ أَي ثَبَتَ فهو واصِدٌ ووَاصِبٌ ومثله الصَّهْيَدُ والصَّيْهَبُ الحرُّ الشديدُ والوصيدُ النباتُ المتقاربُ الأُصولِ ووَصَّدَه أَغراه وأَوصَدَ الكلب بالصَّيْدِ كذلك والتوصِيدُ التحذيرُ وقوله أَنشده يعقوب ومُرْهَقٍ سالَ إِمْتاعاً بِوَصْدِته لم يَسْتَعِنْ وحَوامِي المَوْتِ تَغْشاه قال ابن سيده لم يفسره قال وعندي أَنه إِنما عنى به خُبْتَه سَراوِيله أَو غير ذلك منها وقوله لم يَسْتَعِنْ أَي لم يَحْلِق عانتَه
وطد
وَطَدَ الشيءَ يَطِدُه وَطْداً وطِدةً فهو مَوْطودٌ ووطَيدٌ أَثْبَتَه وثَقَّلَه والتوطِيدُ مثله وتال يصف قوماً بكثرة العدد وهُمْ يَطِدُونَ الأَرضَ لَولاهُمُ ارْتَمَتْ بِمَنْ فَوْقَها مِنْ ذِي بَيانٍ وأَعْجَما وتَوَطَّدَ أَي تَثَبَّتَ والواطِدُ الثابتُ والطادِي مقلوب منه المحكم وأَنشد ابن دريد قال وأَحسبه لَكذَّاب بني الحِرْمازِ وأُسُّ مَجْدٍ ثابِتٌ وطِيدُ نالَ السمَاءَ دِرْعُها المَدِيدُ وقد اتَّطَدَ ووَطَّدَ له عنده منزلة مَهَّدَها وله عنده وطِيدَةٌ أَي منزلة ثابتة عن يعقوب ووَطَّدَ الأَرضَ رَدَمَها لِتَصْلُبَ والمِيطَدَةُ خَشَبَةٌ يُوَطَّدُ بها المكان من أَساسِ بناءٍ أَو غيره لِيَصْلُب وقيل المِيطَدةُ خَشَبَةٌ يُمْسَكُ بها المِثْقَب والوطائدُ قواعدُ البُنْيانِ وَوطَدَ الشيءُ وَطْداً دامَ ورَسا وفي حديث ابن مسعود أَن زيادَ بن عديّ أَتاه فَوَطَده إِلى الأَرض وكان رجلاً مَجْبُولاً فقال عبدُ الله اعْلُ عني فقال لا حتى تُخْبِرَني من يَهْلِكُ الرجل وهو يعلم قال إِذا كان عليه إِمام إِنْ أَطاعَه أَكفَرَه وإِن عَصاه قتَله قال أَبو عمرو الوَطْدُ غمْزُك الشيءَ إِلى الشيء وإِثباتُك إِياه يقال منه وطَدْتُه أَطِدُه وَطْداً إِذا وَطِئتَه وغَمَزْتَه وأَثبتَّه فهو مَوْطُود قال الشماخ فالْحَقْ بِبَجْلَةَ ناسِبْهُمْ وكُنْ مَعَهُمْ حتى يُعِيرُوك مَجْداً غيرَ مَوطُودِ قال ابن الأَثير قوله في الحديث فَوَطدَه إِلى الأَرض أَي غَمَزَه فيها وأَثْبَتَه عليها ومنعه من الحركة ويقال وَطَدْتُ الأَرضَ أَطِدُها إِذا دُستَها لتتَثلَّب ومنه حديث البراء بن مالك قال يوم اليمامة لخالد بن الوليد طِدْني إِليك أَي ضُمَّني إِليك واغْمِزْني ووَطَدَه إِلى الأَرض مثل رَهَصَه وغَمَزَه إِلى الأَرض والطادي الثابتُ من وَطَد يَطِدُ فقلب من فاعِل إِلى عالِف قال القطامي ما اعْتادَ حُبُّ سُلَيْمى حَيْنَ مُعْتادِ ولا تَقَضَّى بَواقي دِيْنِها الطادِي قال أَبو عبيد يُرادِ به الواطِدُ فأَخر الواو وقَلَبَها أَلفاً ويقال وطَّدَ اللهُ للسلطانِ مُلْكَه وأَطَّدَه إِذا ثَبَّتَه الفراء طادَ إِذا ثَبَت وداطَ إِذا حَمُق ووَطَدَ إِذا حَمُق ووَطَدَ إِذا سارَ وقد وطَدْتُ على باب الغار الصخر إِذا سددته به ونَضَّدْته عليه وفي حديث أَصحاب الغار فوقع الجبل على باب الكهف فَأَوْطَدَه أَي سَدَّه بالهدم قال ابن الأَثير هكذا روي وإِنما يقال وطَدَه قال ولعله لغة وقد روي فَأَوْصَدَه بالصاد وقد تقدم
وعد
وعَدَه الأَمر وبه عِدةً ووَعْداً ومَوْعداً ومَوْعِدةٍ ومَوْعوداً ومَوْعودةً وهو من المَصادِرِ التي جاءَت على مَفْعولٍ ومَفْعولةٍ كالمحلوفِ والمرجوعِ والمصدوقةِ والمكذوبة قال ابن جني ومما جاء من المصادر مجموعاً مُعْمَلاً قوله مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ أَخاه بِيَثْرِبِ والوَعْدُ من المصادر المجموعة قالوا الوُعودُ حكاه ابن جني وقوله تعالى ويقولون متى هذا الوَعْدُ إِن كنتم صادقين أَي إِنجازُ هذا الوَعْد أَرُونا ذلك قال الأَزهري الوَعْدُ والعِدةُ يكونان مصدراً واسماً فأَما العِدةُ فتجمع عِدات والوَعْدُ لا يُجْمَعُ وقال الفرء وعَدْتُ عِدةً ويحذفون الهاء إِذا أَضافوا وأَنشد إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّو البَيْنَ فانجَرَدُوا وأَخْلَفُوكَ عِدى الأَمرِ الذي وَعَدُوا وقال ابن الأَنباري وغيره الفراء يقول عِدةً وعِدًى وأَنشد وأَخْلَفُوكَ عِدَى الأَمرِ وقال أَراد عدة الأَمر فحذف الهاء عند الإِضافة قال ويكتب بالياء قال الجوهري والعِدةُ الوَعْدُ والهاء عوض من الواو ويجمع على عِداتٍ ولا يجمع الوَعْدُ والنسبة إلى عِدَةٍ عَدِيّ وإِلى زِنةٍ زنيٌّ فلا تردَّ الواو كما تردُّها في شية والفراء يقول عِدَوِيٌّ وزِنَوِيٌّ كما يقال شِيَوِيٌّ قال أَبو بكر العامة تخطئ وتقول أَوعَدَني فلان مَوْعِداً أَقِفُ عليه وقوله تعالى وإِذْ واعدنا موسى أَربعين ليلة ويقرأُ وَعَدْنا قرأَ أَبو عمرو وعدنا بغير أَلف وقرأَ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي واعدنا باللأَلف قال أَبو إِسحق اختار جماعة من أَهل اللغة وإِذا وعدنا بغير أَلف وقالوا إِنما اخترنا هذا لأَن المواعدة إِنما تكون من الآدميين فاختاروا وعدنا وقالوا دليلنا قول الله عز وجل إِن الله وعدكم وعد الحق وما أَشبهه قال وهذا الذي ذكروه ليس مثل هذا وأَما واعدنا فجيد لأَن الطاعة في القبول بمنزلة المواعدة فهو من الله وعد ومن موسى قَبُول واتّباعٌ فجرى مجرى المواعدة قال الأَزهري من قرأَ وعدنا فالفعل لله تعالى ومن قرأَ واعدنا فالفعل من الله تعالى ومن موسى قال ابن سيده وفي التنزيل وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وقرئ ووعدنا قال ثعلب فواعدنا من اثنين ووعدنا من واحد وقال فَواعِديهِ سَرْحَتَيْ مالِكٍ أَو الرُّبى بينهما أَسْهَلا قال أَبو معاذ واعدت زيداً إِذا وعَدَك ووَعَدْته ووعدت زيداً إِذا كان الوعد منك خاصة والمَوْعِدُ موضع التواعُدِ وهو المِيعادُ ويكون المَوْعِدُ مصدر وعَدْتُه ويكون المَوْعِدُ وقتاً للعِدةِ والمَوْعِدةُ أَيضاً اسم للعِدةِ والميعادُ لا يكون إِلا وَقْتاً أَو موضعاً والوَعْدُ مصدر حقيقي والعدة اسم يوضع موضع المصدر وكذلك المَوْعِدةُ قال الله عز وجل إِلا عن مَوْعِدةٍ وعدها إِياه والميعادُ والمُواعَدةُ وقت الوعد وموضعه قال الجوهري وكذلك الموعِدُ لأَن ما كان فاء الفعل منه واواً أَو ياء سقطتا في المستقبل نحو يَعِدُ ويَزِنُ ويَهَبُ ويَضَعُ ويَئِلُ فإِن المَفْعِل منه مكسور في الاسم والمصدر جميعاً ولا تُبالِ أَمنصوباً كان يَفْعَلُ منه أَو مكسوراً بعد أَن تكون الواو منه ذاهبة إِلا أَحْرُفاً جاءَت نوادر قالوا دخلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ وفلان ابن مَوْرَقٍ ومَوْكلٌ اسم رجل أَو موضع ومَوْهَبٌ اسم رجل ومَوزنٌ موضع هذا سماع والقياس فيه الكسر فإِن كانت الواو من يَفْعَلُ منه ثانية نحو يَوْجَلُ ويَوْجَعُ ويَوْسَنُ ففيه الوجهان فإِن أَردت به المكان والاسم كسرته وإِن أَردت به المصدر نصبت قلت مَوْجَلٌ ومَوْجِلٌ مَوْجِعٌ فإِن كان مع ذلك معتل الآخر فالفعل منه منصوب ذهبت الواو في يفعل أَو ثبتت كقولك المَوْلى والمَوْفى والمَوْعَى من يلي ويَفِي ويَعِي قال ابن بري قوله في استثنائه إِلا أَحرفاً جاءَت نوادر قالوا دخلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ قال موحد ليس من هذا الباب وإِنما هو معدول عن واحد فيمتنع من الصرف للعدل والصفة كأُحادَ ومثله مَثْنى وثُناءَ ومَثْلَثَ وثُلاثَ ومَرْبَعَ ورباع قال وقال سيبويه مَوْحَدَ فنحوه لأَنه ليس بمصدر ولا مكان وإِنما هو معدول عن واحد كما أَن عُمَرَ معدول عن عامر وقد تَواعَدَ القوم واتَّعَدُوا والاتِّعادُ قبول الوعد وأَصله الاوْتِعادُ قلبوا الواو تاء ثم أَدغموا وناس يقولون ائْتَعَدَ يأْتَعِدُ فهو مُؤْتَعِدٌ بالهمز كما قالوا يأْتَسِرُ في ائْتِسار الجَزُور قال ابن بري ثوابه إِيتَعَد ياتَعِدُ فهو مُوتَعِدٌ من غير همز وكذلك إِيتَسَر ياتَسِرُ فهو موتَسِرٌ بغير همز وكذلك ذكره سيبويه وأَصحابه يُعِلُّونه على حركة ما قبل الحرف المعتل فيجعلونه ياء إِن انكسر ما قبلها وأَلفاً إِن انفتح ما قبلها وواواً إِذا انضم ما قبلها قال ولا يجوز بالهمز لأَنه أَصل له في باب الوعد واليَسْر وعلى ذلك نص سيبويه وجميعُ النحويين البصريين وواعَدَه الوقتَ والموضِعَ وواعَدَه فوعَده كان أَكبر وعْداً منه وقال مجاهد في قوله تعالى ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا قال المَوْعِدُ العَهْد وكذلك قوله تعالى وأَخلفتم مَوْعِدي قال عَهْدي وقوله عز وجل وفي السماءِ رِزْقُكم وما تُوعَدون قال رزقكم المطر وما توعدون الجنةُ قال قتادة في قوله تعالى واليَوْمِ المَوْعُودِ إِنه يوم القيامة وفرس واعِدٌ يَعِدُك جرياً بعد جري وأَرض واعِدةٌ كأَنها تَعِدُ بالنبات وسَحاب واعِدٌ كأَنه يَعِدُ بالمطر ويوم واعِدٌ يَعِدُ بالحَرِّ قال الأَصمعي مررت بأَرض بني فلان غِبَّ مطر وقع بها فرأَيتها واعِدةً إِذا رجي خيرها وتمام نبتها في أَول ما يظهر النبت قال سويد بن كراع رَعَى غيرَ مَذْعُورٍ بِهنَّ وَراقَه لُعاعٌ تَهاداهُ الدَّكادِكُ واعِدُ ويقال للدابّة والماشية إِذا رُجِيَ خيرها وإِقبالها واعد وقال الراجز كيفَ تَراها واعِداً صِغارُها يَسُوءُ شنَّاءَ العِدى كِبارُها ؟ ويقال يَوْمُنا يَعِدِ بَرْداً ويَوْمٌ واعِدٌ إِذا وَعَدَ أَوَّلُه بَحَرٍّ أَو بَرْدٍ وهذا غلام تَعِدُ مَخايِلُه كَرَماً وشِيَمُه تَهِدُ جَلْداً وصَرامةً والوَعِيدُ والتَّوَعُّدُ التَّهَدُّدُ وقد أَوْعدَه وتَوَعَّدَه قال الجوهري الوَعْدُ يستعمل في الخير والشرّ قال ابن سيده وفي الخير الوَعْدُ والعِدةُ وفي الشر الإِيعادُ والوَعِيدُ فإِذا قالوا أَوْعَدْتُه بالشر أَثبتوا الأَلف مع الباء وأَنشد لبعض الرُّجاز أَوعَدَني بالسِّجْنِ والأَداهِمِ رِجْلي ورِجْلي شثْنةُ المَناسِمِ قال الجوهري تقديرهُ أَوعدني بالسجن وأَوعَدَ رجلي بالأَداهم ورجلي شَثْنة أَي قويّة على القَيْد قال الأَزهري كلام العرب وعدْتُ الرجلَ خَيراً ووعدته شرّاً وأَوْعَدْتُه خيراً وأَوعَدْتُه شرّاً فإِذا لم يذكروا الشر قالوا وعدته ولم يدخلوا أَلفاً وإِذا لم يذكروا الشر قالوا أَوعدته ولم يسقطوا الأَلف وأَنشد لعامر بن الطفيل وإِنّي إِنْ أَوعَدْتُه أَو وَعَدْتُه لأُخْلِفُ إِيعادِي وأُنْجِزُ مَوْعِدِي وإِذا أَدخلوا الباء لم يكن إِلا في الشر كقولك أَوعَدُتُه بالضرب وقال ابن الأَعرابي أَوعَدْتُه خيراً وهو نادر وأَنشد يَبْسُطُني مَرَّةً ويُوعِدُني فَضْلاً طَرِيفاً إِلى أَيادِيهِ قال الأَزهري هو الوَعْدُ والعِدةُ في الخَيْر والشرّ قال القطامي أَلا عَلِّلاني كُلُّ حَيٍّ مُعَلَّلُ ولا تَعِداني الخَيْرَ والشرُّ مُقْبِلُ وهذا البيت ذكره الجوهري ولا تعداني الشرّ والخير مُقبل ويقال اتَّعَدْتُ الرجلَ إِذا أَوْعَدْتَه قال الأَعشى فإِنْ تَتَّعِدْني أَتَّعِدْك بِمِثْلها وقال بعضهم فلان يَتَّعِدُ إِذا وثقِ بِعِدَتكَ وقال إِني ائْتَمَمْتُ أَبا الصَّبّاحِ فاتَّعِدي واسْتَبْشِرِي بِنوالٍ غير مَنْزُورِ أَبو الهيثم أَوْعَدْتُ الرجل أَتَوَعَّدُه إِيعاداً وتَوَعَّدْتُه تَوَعُّداً واتَّعَدْتُ اتِّعاداً ووَعِيدُ الفحْل هَديرهُ إِذا هَمَّ أَنْ يَصُولَ وفي الحديث دخَلَ حائِطاً من حيطان المدينة فإِذا فيه جَمَلان يَصْرِفان ويُوعِدانِ وعِيدُ فَحْلِ الإِبل هَديرُه إِذا أَراد أَنْ يصول وقد أَوْعَد يُوعدُ إِيعاداً
وغد
الوَغْدُ الخفِيف الأَحمقُ الضعيفُ العقْلِ الرذلُ الدنيءُ وقيل الضعيف في بدنه وقَدْ وَغُدَ وغادةً ويقال فلان من أَوْغادِ القوم ومن وغْدانِ القوم وَوِغْدانِ القوم أَي من أَذِلاَّئِهِمْ وضعُفائِهِمْ والوَغْدُ الصبيّ والوَغْدُ خادِمُ القومِ وقيل الذي يَخْدمُ بطعام بطنه تقول منه وغُد الرجلُ بالضم والجمع أَوْغادٌ ووُغْدانٌ ووِغْدانٌ ووَغَدَهُم يَغِدُهمَ وغْداً خدَمهم قال أَبو حاتم قلت لأُمّ الهيثم أَويَقال للعبد وَغْدٌ ؟ قالت ومن أَوْغَدُ منه ؟ والوَغْدُ ثَمَر الباذِنجانِ والوَغْد قِدْحٌ من سهام المَيْسِرِ لا نصيب له وَواغَدَ الرجلَ فَعَلَ كما يَفْعَلُ وخَصّ بعضهم به السير وذلك أَن تَسِيرَ مِثْلَ سير صاحبك والمُواغَدةُ والمُواضخَة أَنْ تَسِيرَ مِثْلَ سَيْر صاحِبِكَ وتكون المواغدة للناقة الواحدة لأَن إِحدى يديها ورجليها تُواغِدُ الأُخرى وواغَدَت الناقة الأُخرى سارَتْ مثل سيرها أَنشد ثعلب مُواغِد جاءَ له ظَناظِبُ يعنى جَلَبَةً ويروى مُواظِباً جاءَ لها ظَباظِبُ
وفد
قال الله تعالى يوم نحشر المتقين إِلى الرحمن وفْداً قيل الوَفْدُ الرُّكبان المُكَرَّمُون الأَصمعي وفَدَ فلان يَفِدُ وِفادةً إِذا خرج إِلى ملك أَو أَمير ابن سيده وفَدَ عليه وإِليه يَفِدُ وَفْداً وَوُفُوداً ووَفادةً وإِفادةً على البدل قَدِمَ فهو وافِدٌ قال سيبويه وسمعناهم ينشدون بيت ابن مقبل إِلاَّ الإِفادةَ فاسْتَوْلَتْ رَكائِبُنا عِنْدَ الجَبابِيرِ بِالبَأْساءِ والنِّعَم وأَوْفَدَه عليه وهُمُ الوَفْدُ والوُفُودُ فأَما الوَفْدُ فاسم للجميع وقيل جميع وأَما الوُفُودُ فجمع وافِدٍ وقد أَوْفَدَه إِليه ويقال وفَّدَه الأَميرُ إِلى الأَمير الذي فوقَه وأَوْفَدَ فلان إِيفاداً إِذا أَشْرَف الجوهري وَفَدَ فلان على الأَمير أَي وَرَدَ رسولاً فهو وافِدٌ وجمع الوَفْدِ أَوْفادٌ ووُفُودٌ وأَوفَدتُه أَنا إِلى الأَمير أَرْسَلْتُه والوافِدُ من الإِبل ما سبقَ سائِرَها وقد تكرر الوَفْدُ في الحديث وهم القوم يجتمعون فَيرِدُونَ البلاد واحدهم وافِدٌ والذين يقصدون الأُمراء لزيارة واسْتِرْفَادٍ وانْتجاعٍ وغير ذلك وفي الحديث وفْدُ اللهِ ثلاثةٌ وفي حديث الشهيد فإِذا قُتل فهو وافِدٌ لسَبْعِينَ يشْهَدُ لهم وقوله أَجِيزُوا الوَفْدَ بنحو ما كنت أُجِيزُهمْ وتَوَفَّدَتِ الإِبلُ والطير تسابَقَتْ وأَوْفَدَ الشيءَ رَفَعَه وأَوْفَدَ هو ارْتَفَع وأَوْفَدَ الرِّيمُ رفع رأْسَه ونصَب أُذنيه قال تميم ابن مقبل تَراءَتْ لنا يَوْمَ السِّيارِ بِفاحِمٍ وسُنَّة رِيمٍ خافَ سَمْعاً فَأَوْفَدَا( * قوله « السيار » كذا بالأصل )
وَرَكَبٌ مُوفِدٌ مُرْتَفِعٌ وفلان مُسْتَوْفِدٌ في قِعْدَتِه أَي منتصب غير مطمئن كَمُسْتَوْفِزٍ وأَمْسَيْنا على أَوْفادٍ أَي على سفر قد أَشْخَصَنا أَي أَقْلَقَنا والإِيفادُ على الشيء الإِشرافُ عليه والإِيقادُ أَيضاً الإِسْراعُ وهو في شعر ابن أَحمر والوَفْدُ ذُِروْة الحَبْلِ من الرَّمْل المشرف والوَافِدان اللذان في شعر الأَعشى هما النَّاشِزانِ من الخَدَّينِ عند المضْغ فإِذا هَرِمَ الإِنسانُ غابَ وافِداهُ ويقال للفرس ما أَحْسَنَ ما أَوْفَدَ حارِكُه أَي أَشْرَفَ وأَنشد تَرَى العِلافيَّ عَلْيها مُوِفدَا كأَنَّ بُرْجاً فَوْقَها مُشَيَّدَا أَي مُشْرِفاً والأَوْفادُ قوم من العرب وقال فَلوْ كُنْتمُ منَّا أَخَذتمْ بِأَخْذنا ولكِنَّما الأَوْفادُ أَسفَلَ سافِلِ
( * قوله « فلو إلخ » تقدم في وحد بلفظ « فلو كنتم منا أخذنا بأخذكم ولكنها الأوحاد إلخ » وفسره هناك فقال وقوله أخذنا بأخذكم أى أدركنا إبلكم فرددناها عليكم ) ووافِدٌ اسم وبنو وَفْدانَ حَيٌّ من العرب أَنشد ابن الأَعرابي إِنَّ بَني وَفْدانَ قَوْمٌ سُكُّ مِثْلُ النَّعامِ والنَّعامُ صُكُّ
وقد
الوَقُودُ الحطَب يقال ما أَجْوَدَ هذا الوَقُودَ للحطَب قال الله تعالى أُولئك هم وَقُودُ النارِ الوَقَدُ نَفْسُ النَّارِ وَوَقَدَتِ النَّارُ تَقِدُ وَقْداً وقِدةً ووَقَداناً وَوُقُوداً بالضم ووَقُوداً عن سيبويه قال والأَكثر أَن الضم للمصدر والفتح للحطب قال الزجاج المصدر مضموم ويجوز فيه الفتح وقد رَوَوْا وَقَدت النار وقوداً مثل قَبِلْتُ الشيءَ قَبُولاً وقد جاء في المصدر فَعُولٌ والباب الضم الجوهري وقَدَتِ النارُ تَقِدُ وُقُوداً بالضم ووَقَداً وقِدَةً ووَقِيداً ووَقْداً ووَقَداناً أَي تَوَقَّدَتْ والاتِّقادُ مثل التَّوَقُّد والوَقُود بالفتح الحطب وبالضم الاتِّقادُ الأَزهري قوله تعالى النارِ ذات الوَقُود معناه التَّوَقُّدُ فيكون مصدراً أَحسن من أَن يكون الوقود الحطب قال يعقوب وقرئ النار ذاتِ الوُقود وقال تعالى وَقُودُها الناسُ والحِجارة وقيل كأَنَّ الوَقُودَ اسم وُضِعَ موضِعَ المصدر الليث الوَقود ما ترى من لهبها لأَنه اسم والوُقُود المصدر ويقال أَوقَدْتُ النار واستَوْقَدْتُها إِيقاداً واسْتِيقاداً وقد وقَدَتِ النارُ وتَوقَّدَتْ واسَتوْقَدتِ اسْتِيقاداً والموضع مَوْقِد مثل مَجْلِس والنارُ مُوقَدة وتَوَقَّدَتْ واتَّقَدَتْ واسْتَوْقَدَتْ كله هاجَتْ وأَوْقَدَها هو ووَقَّدَها واسْتَوْقَدَها والوَقُود ما تُوقَدُ به النار وكل ما أُوقِدَتْ به فهو وَقُود والمَوْقِدُ موضع النار وهو المُسْتَوقَدُ ووَقَدَتْ بِك زِنادي دعاء مثل وَرِيَتْ وزَنْدٌ مِيقاد سريع الوَرْيِ وقَلْبٌ وَقَّادٌ ومُتَوَقِّدٌ ماضٍ سريع التَّوَقُّدِ في النَّشاطِ والمَضاءِ ورجل وقَّاد ظريف وهو من ذلك وتَوَقَّدَ الشيءُ تَلأْلأَ وهي الوقَدَى قال ما كانَ أَسْقى لِناجُودٍ على ظَمَإِ ماءً بِخَمْرٍ إِذا تاجُودُها بَرَدا مِنَ ابنِ مامةَ كَعْبٍ ثم عَيَّ به زَوُّ المَنِيَّةِ إِلاَّ حَِرَّةً وقَدا وكَوْكَبٌ وقَّادٌ مُضِيءٌ ووَقْدةُ الَحرِّ أَشَدُّه والوَقْدةُ أَشدُّ الحَرِّ وهي عشرة أَيام أَو نصف شهر وكل شيء يَتَلأْلأُ فهو يَقِدُ حتى الحافز إِذا تلأْلأَ بَصِيصه قال تعالى كوكبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ من شجرة مباركة وقرئَ تُوقَدُ وتَوَقَّدُ قال الفراء فمن قرأَ يُوقَد ذهب إِلى المصباح ومن قرأَ تُوقَدُ ذهب إِلى الزُّجاجة وكذلك من قرأَ تَوقَّدُ وقال الليث من قرأَ تَوقَّدُ فمعناه تَتَوَقَّدُ ورده على الزجاجة ومن قرأَ يُوقَدُ أَخرجه على تذكير النور ومن قرأَ تُتوقَدُ فعلى معنى النار أَنها تُوقَدُ من شجرة والعرب تقول أَوقَدْتُ للصِّبا ناراً أَي تَركْتُه وودَّعْتُه قال الشاعر صَحَوْتُ وأَوْقَدْتُ لِلَّهْوِ نارَا ورَدَّ عليّ الصِّبا ما اسْتَعارا قال الأَزهري وسمعت بعض العرب يقول أَبْعَدَ الله دارَ فلان وأَوْقَدَ ناراً إِثْرَه والمعنئ لا رَجَعَه الله ولا ردَّه وروي عن ابن الأَعرابي أَنه قال مَرَدَ عليهم أَبْعَده الله وأَسْحقه وأَوقد ناراً أَثَرَه قال وقالت العقيلية كان الرجل إِذا خِفْنا شَرَّه فتحوَّل عنا أَوقَدْنا خَلْفَه ناراً فقلت لها ولم ذلك ؟ قالت لِتَحوُّل ضَبُعِهم( * قالت « ضبعهم إلخ » كذا بالأصل بصيغة الجمع ) معهم أَي شَرِّهم والوَقِيدِيَّةُ جنس من المَعْزَى ضِخامٌ حُمْر قال جرير ولا شَهِدَتْنا يَوْمَ جَيْشِ مُحَبرِّقٍ طُهَيَّةُ فُرْسانُ الوعقِيدِيَّةِ الشُّقْر والأَعْرَفُ الرُّقَيْدِيَّةُ
( * قوله « الرقيدية » كذا ضبط بالأصل وتابعه شارح القاموس )
وواقد ووَقَّاد ووَقْدانُ أَسْماءٌ
وكد
وَكَّدَ العَقْدَ والعَهْدَ أَوثَقَه والهمز فيه لغة يقال أَوْكَدْتُه وأَكَّدْتُه وآكَدْتُه إِيكاداً وبالواو أَفصح أَي شَدَدْتُه وتَوَكَّدَ الأْمر وتأَكَّدَ بمعنًى ويقال وَكَّدْتُ اليَمِينَ والهمْزُ في العَقْد أَجْوَدُ وتقول إِذا عَقَدْتَ فأَكِّدْ وإِذا حَلَفْتَ فَوَكِّدْ وقال أَبو العباس التوكيدُ دخل في الكلام لإِخراج الشَّكّ وفي الأَعْدادِ لإِحاطةِ الأَجْزاء ومن ذلك ن تقول كلَّمني أَخوك فيجوز أَن يكون كلمك هو أَو أَمَر غلامه بأَن يكلمك فإِذا قلت كلمني أَخوك تَكْليماً لم يجز أَن يكون المكلّم لك الا هو ووَكَّدَ الرَّحْلَ والسَّرْجَ توكيداً شَدَّه والوكائِدُ السُّيورُ التي يُشَدُّ بها واحدها وِكادٌ وإِكادٌ والسُّيُورُ التي يُشَدُّ بها القَرَبُوس تسمى المَياكِيدَ ولا تسمى التَّواكِيدَ ابن دريد الوكائِدُ السُّيور التي يُشدُّ بها القربوس إِلى دَفَّتَيِ السَّرج الواحدِ وكاد وإِكاد وفي شعر حميد بن ثور تَرَى العُلَيْفِيَّ عليه مُوكَدَا أَي مُوثَقاً شدِيدَ الأَسْرِ ويروى مُوفَدا وقد تقدم والوِكادُ حبل يُشَدُّ به البقر عند الحَلْب ووكَدَ بالمكان يَكِدُ وُكُوداً إِذا أَقام به ويقال ظَلَّ مُتَوَكِّداً بأَمر كذا ومُتَوكِّزاً ومتَحَرِّكاً أَي قائِماً مُسْتَعِدًّا ويقال وَكَدَ يَكِدُ وَكْداً أَي أَصابَ وَوَكَدَ وَكْدَه قَصَدَ قَصْدَه وفَعَلَ مثلَ فِعْلِه وما زالَ ذاكَ وَكْدي أَي مُرادي وهَمِّي ويقال وكَدَ فلان أَمراً يَكِدُه وَكْداً إِذا مارَسَه وقَصَده قال الطرمَّاح ونُبِّئْتُ أَنَّ القَيْنَ زَنَّى عَجُوزَةً فَقِيرَةَ أُمّ السُّوءِ أَنْ لم يَكِدْ وَكْدي معناه أَن لم يَعْمَلْ عَمَلي ولم يَقْصِدْ قَصْدي ولم يُغْنِ غَنائي ويقال ما زال ذلك وُكْدي بضم الواو أَي فِعْلي ودَأْبي وقَصْدي فكأَنّ الوُكْدَ اسم والوَكْد المصدرُ وفي حديث الحسن وذكر طالب العلم قد أَوْكَدَتاه يَداه وأَعْمَدَتاه رِجلاهُ أَوْكَدتاه حَمَلتاه ويقال وَكدَ فلان أَمراً يَكِدُه وَكْداً إِذا قصده وطلبه وفي حديث علي الحمد لله الذي لا يَفِرُه المَنْعُ ولا يَكِدُه الإِعْطاءُ أَي لا يَزِيدُه المنع ولا يَنْقُصُه الإِعطاء
ولد
الوَلِيدُ الصبي حين يُولَدُ وقال بعضهم تدعى الصبية أَيضاً وليداً وقال بعضهم بل هو للذكر دون الأُنثى وقال ابن شميل يقال غلامٌ مَوْلُودٌ وجارية مَوْلودةٌ أَي حين ولدته أُمُّه والولد اسم يجمع الواحد والكثير والذكر والأُنثى ابن سيده ولَدَتْهُ أُمُّهُ ولادةً وإِلادةً على البدل فهي والِدةٌ على الفعل ووالِدٌ على النسب حكاه ثعلب في المرأَة وكل حامل تَلِدُ ويقال لأُم الرجل هذه والدة وَوَلَدَتِ المرأَةُ وِلاداً ووِلادة وأَوْلَدَتْ حان وِلادُها والوالدُ الأَب والوالدةُ الأُم وهما الولدان والوَلدُ يكون واحداً وجمعاً ابن سيده الوَلَدُ والوُلْدُ بالضم ما وُلِدَ أَيًّا كان وهو يقع على الواحد والجمع والذكر والأُنثى وقد جمعوا فقالوا أَولادٌ ووِلْدةٌ وإِلْدةٌ وقد يجوز أَن يكون الوُلْدُ جمع وَلَد كَوُثْن ووَثَنٍ فإِن هذا مما يُكَسَّرُ على هذا المثال لاعتِقاب المِثالين على الكلمة والوِلْد بالكسر كالوُلْد لغة وليس بجمع لأَنَّ فَعَلاً ليس مما يُكَسَّر على فِعْل والوَلَد أَيضاً الرَّهْطُ على التشبيه بولد الظهر ووَلَدُ الرجل ولده في معْنًى ووَلَدُه رهطه في معنى وتَوالَدُوا أَي كثروا ووَلَد بعضهم بعضاً ويقال في تفسير قوله تعالى مالُه وولَدُه إِلا خَساراً أَي رهْطُه ويقال وُلْدُه والوِلْدَةُ جمع الأَولاد( * قوله « والولدة جمع الأولاد » عبارة القاموس الولد محركة وبالضم والكسر والفتح واحد وجمع وقد يجمع على أولاد وولدة وألدة بكسرهما وولد بالضم ) قال رؤْبة سَمْطاً يُرَبِّي وِلْدةً زَعابِلا قال الفراء قال إِبراهيم مالُه ووُلْدُه وهو اختيار أَبي عمرو وكذلك قرأَ ابن كثير وحمزة وروى خارجة عن نافع ووُلْدُه أَيضاً وقرأَ ابن إِسحق مالُه وَوِلْدُه وقال هما لغتان وُلْد ووِلْد وقال الزجاج الوَلَدُ والوُلْدُ واحد مثل العَرَب والعُرْب والعَجَم والعُجْم ونحو ذلك قال الفراء وأَنشد ولقد رَأَيْتُ مَعاشِراً قد ثَمَّرُوا مالاً ووُلْدا قال ومن أَمثال العرب وفي الصحاح من أَمثال بني أَسَد وُلْدُكَ مَنْ دَمَّى
( * قوله « ولدك من دمى إلخ » هذا كما في شرح القاموس مع متنه ضبط نسخ الصحاح قال قال شيخنا والتدمية للذكر على المجاز وضبط في نسخ القاموس ولدك محركة وبكسر الكاف خطاباً لأُنثى أَي من نفست به وصير عقبيك ملطخين بالدم فهو ابنك حقيقة لا من اتخذته وتبنيته وهو من غيرك )
عَقِبَيْكَ وأَنشد فَلَيْتَ فلاناً كان في بَطْنِ أُمِّه ولَيْتَ فلاناً وُلْدَ حِمارِ فهذا واحد قال وقَيْس تجعل الوُلدْ جمعاً والوَلَد واحداً ابن السكيت يقال في الوَلَد الوِلْدُ والوُلْدُ قال ويكون الوُلْدُ واحداً وجمعاً قال وقد يكون الوُلْدُ جمع الوَلَد مثل أَسَد وأُسْد ويقال ما أَدْري أَيُ وَلَدِ الرجل هو أَيْ الناسِ هو والوَليدُ المولود حين يُولَدُ والجمع وِلْدانٌ والاسم الوِلادةُ والوُليدِيَّْةُ عن ابن الأَعرابي قال ثعلب الأَصل الوَلِيدِيَّةُ كأَنه بناه على لفظ الوَلِيد وهي من المصادر التي لا أَفعالَ لها والأُنثى وليدة والجمعِ ولْدانٌ وولائِدُ وفي الحديث واقِيةً كَواقِيَةِ الوليد هو الطِّفْل فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُول أَي كَلاءَةً وحِفْظاً كما يُكْلأُ الطِّفْلُ وقيل أَراد بالوليد موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام لقوله تعالى أَلم نُرَبِّك فينا وَلِيداً أَي كما وَقَيْتَ موسى شرّ فرعون وهو في حِجْرِه فقني شرّ قومي وأَنا بين أَظهرهم وفي الحديث الوليدُ في الجنة أَي الذي مات وهو طفل أَو سقْطٌ وفي الحديث لا تقتلوا وليداً يعني في الغَزْو قال وقد تطلق الوليدةُ على الجارية والأَمة وإِن كانت كبيرة وفي الحديث تَصَدَّقَتْ أُمِّي عليّ بِوَليدة يعني جارية ومَوْلِدُ الرجل وقتُ وِلادِه ومَوْلِدُه الموضع الذي يُولَدُ فيه وولَدته الأُم تَلِدُه مَوْلِداً ومِيلادُ الرجل اسم الوقت الذي وُلِدَ فيه وفي حديث الاستعاذة ومن شرِّ والِدٍ وما وَلَد يعني إِبليس والشياطين هكذا فسر وقولهم في المثل هم في أَمرٍ لا يُنادَى وَلِيدُه قال ابن سيده نُرَى أَصله كأَنَّ شدة أَصابتهم حتى كانت الأُمُّ تنسى ولِيدَها فلا تناديه ولا تذْكُره مما هم فيه ثم صار مثلاً لكل شِدّة وقيل هو أَمر عظيم لا ينادى فيه الصِّغار بل الجِلَّةُ وقد يقال في موضع الكثرة والسَّعة أَي متى أَهوى الوليد بيده إِلى شيء لم يُزْجَرْ عنه لكثرة الشيء عندهم وقال ابن السكيت في قول مُزَرِّدٍ الثعلبي تَبَرَّأْتُ مِن شَتْمِ الرِّجالِ بِتَوْبةٍ إِلى اللَّهِ مِنِّي لا يُنادَى ولِيدُها قال هذا مثل ضربه معناه أَي لا أَرْجِعُ ولا أُكَلَّمُ فيها كما لا يُكَلَّمُ الولِيدُ في الشيء الذي يُضْرَبُ له فيه المَثلُ وقال الأَصمعي وأَبو عبيدة في قولهم هو أَمرٌ لا يُنادَى وَلِيدُه قال أَحدهما أَي هو أَمرٌ جليلٌ شديدٌ لا يُنادَى فيه الوَليدُ ولكن تنادى فيه الجِلَّةُ وقال آخر أَصله من الغادة أَي تذهل الأُمُّ عن ابنها أَن تُنادِيَه وتَضُمَّه ولكنها تَهْرُبُ عنه ويقال أَصله من جري الخيل لأَن الفرس إِذا كان جواداً أَعْطَى من غير أَن يُصاحَ به لاستزادته كما قال النابغة الجعدي يصف فرساً وأَخْرَجَ مِنْ تحتِ العَجاجةِ صَدْرَه وهَزَّ اللِّجامَ رأْسُه فَتَصَلْصَلا أَمامَ هَوِيٍّ لا يُنادَى وَلِيدُه وشَدٍّ وأَمرٍ بالعِنانِ لِيُرْسَلا ثم قيل ذلك لكل أَمر عظيم ولكل شيء كثير وقوله أَمامَ يريد قُدّام والهَوِيُّ شدة السرعة ابن السكيت ويقال جاؤوا بطَعامٍ لا يُنادَى وليدُه وفي الأَرض عشبٌ لا يُنادى وليدُه أَي إِن كان الوليد في ماشية لم يضُرَّه أَين صَرَفها لأَنها في عُشْب فلا يقال له اصرفها إِلى موضع كذا لأَن الأَرض كلها مُخْصِبة وإِن كان طعامٌ أَو لبن فمعناه أَنه لا يبالي كيف أَفسَدَ فيه ولا متى أَكَل ولا متى أَكَل ولا متى شرِب وفي أَيِّ نواحيهِ أَهْوَى ورجل فيه وُلُودِيَّةٌ والولوديَّة الجفاء وقلة الرّفْق والعلم بالأُمور وهي الأُمّية وفعل ذلك في وَلِيدِيَّتِه أَي في الحالة التي كان فيها وليداً وشاةٌ والدةٌ ووَلُودٌ بَيِّنةُ الوِلادِ ووالدٌ والجمع وُلْدٌ وقد وَلَّدْتُها وأَوْلَدَتْ هي وهي مُولِدٌ من غَنم مَوالِيدَ ومَوالِدَ ويقال ولَّد الرجل غَنَمه توليداً كما يقال نَتَّجَ إِبله وفي حديث لَقِيطٍ ما وَلَّدْتَ يا راعي ؟ يقال وَلَّدْت الشاةَ تولِيداً إِذا حضَرْت وِلادتها فعالَجْتها حين يبين الولد منها وأَصحاب الحديث يقولون ما ولَدَت ؟ يعنون الشاة والمحفوظ بتشديد اللام على الخطاب للراعي ومنه حديث الأَبْرصِ والأَقْرَعِ فأَنتج هذا ووَلَّد هذا الليث شاة والِدٌ وهي الحامل وإِنها لَبَيِّنَةُ الوِلادِ وفي الحديث فأَعطَى شاة والداً أَي عُرِف منها كثرةُ النِّتاجِ وأَما الوِلادَةُ فهي وضع الوالِدة ولَدها والمُوَلِّدَة القابلةُ وفي حديث مُسافِعٍ حدثتني امرأَة من بني سُلَيْم قالت أَنا وَلَّدْت عامّةَ أَهل دِيارِنا أَي كنت لهم قابلةً وتَوَلَّدَ الشيء من الشيء واللِّدةُ التِّرْبُ والجمع لِداتٌ ولِدُون قال الفرزدق رأَيْنَ شُرُوخَهُنَّ مُؤزَّراتٍ وشَرْخَ لِدِيَّ أَسنانَ الهِرامِ الجوهري وَلِدَةُ الرجل تِرْبُه والهاء عوض من الواو الذاهبة من أَوله لأَنه من الولادة وهما لِدان ابن سيده والولِيدةُ والمُوَلَّدَةُ الجارية المولودةُ بين العرب غيره وعربية مُولَّدَةٌ ورجل مُوَلَّدٌ إِذا كان عربيّاً غير محض ابن شميل المُوَلَّدة التي وُلِدَتْ بأَرض وليس بها إِلا أَبوها أَو أُمها والتَّلِيدَةُ التي أَبوها وأَهلُ بيتِها وجميع من هو بسبيل منها بأَرْض وهي بأَرْض أُخرى قال والقِنّ من العبيد التَّلِيدُ الذي وُلِدَ عندك وجارية مُوَلَّدةٌ تولد بين العرب وتَنْشَأُ مع أَولادِهم ويَغْذونها غذاء الوَلَد ويُعلّمُونها من الأَدب مثل ما يُعَلِّمون أَولادَهم وكذلك المُوَلَّد من العبيد وإِن سمي المُوَلَّد من الكلام مُوَلَّداً إِذا استحدثوه ولم يكن من كلامهم فيما مضى وفي حديث شريح أَن رجلاً اشترى جارية وشرطوا أَنها مولدة فوجدها تَلِيدةً المولدة التي ولدت بين العرب ونشأَت مع أَولادهم وتأَدّبت بآدابهم والتليد التي ولدت ببلاد العجم وحملت فنشأَت ببلاد العرب والتَّليدةُ من الجواري هي التي تُولَدُ في ملك قوم وعندهم أَبواها والوَلِيدةُ المولودة بين العرب وغلام وَلِيدٌ كذلك والوليد الصبي والعبد والوليد الغلام حين يُسْتَوصَف قبل أَن يَحْتَلِمَ الجمعُ ولْدانٌ وَوِلْدَةٌ وجارية وَلِيدةٌ وجاءنا بِبيِّنة مُوَلَّدة ليست بمحققة وجاءنا بكتاب مُوَلَّد أَي مُفْتَعَل والمُوَلَّد المُحْدَثُ من كل شيء ومنه المُوَلَّدُونَ من الشعراء إِنما سموا بذلك لحدوثهم والوَليدةُ الأَمَةُ والصَّبيَّةُ بينةُ الولادةِ والوَلِيدِيَّة والجمع الولائِدُ ويقال للأَمَة وليدة وإِن كانت مُسِنَّة قال أَبو الهيثم الوَلِيدُ الشابُّ والولائِدُ الشوابُّ من الجواري والوَلِيدُ الخادم الشاب يسمى ولِيداً من حين يولد إِلى أَن يبلغ قال الله تعالى أَلم نُرَبِّك فينا وليداً قال والخادم إِذا كان شابّاً وَصيفٌ والوَصِيفةُ وليدة وأَمْلَحُ الخَدمِ والوُصَفاءُ والوَصائِفُ وخادِمُ أَهلِ الجنة وَلِيدٌ أَبداً لا يتغير عن سنه وحكى أَبو عمرو عن ثعلب قال ومما حرفته النصارى أَن في الإِنجيل يقول الله تعالى مخاطباً لعيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام أَنت نَبيِّي وأَنا وَلَدْتُك أَيْ ربَّيْتُك فقال النَّصارَى أَنْتَ بُنَِيِّي وانا وَلَدْتْك وخَفَّفوه وجعلوا له ولداً سبحانه وتعالى عما يقولون علوًّا كبيراً الأُمويُّ إِذا وَلَدَتِ الغَنَمُ بعضها بعد بعض قيل قد وَلَّدْتُها الرُّجَيْلاءَ ممدود ووَلَّدْتُها طَبَقاً وطَبَقَةً وقول الشاعر إِذا ما وَلَّدُوا شاةً تَنَادَوْا أَجَدْيٌ تَحْتَ شاتِك أَمْ غُلامُ ؟ قال ابن الأَعرابي في قوله وَلَّدوا شاة رماهم بأَنهم يأْتون البهائم قال أَبو منصور والعرب تقول نَتَّجَ فلان ناقتَه إِذا ولدَت ولَدَها وهو يلي ذلك منها فهي مَنتُوجَةٌ والناتج للإِبل بمنزلة القابلة للمرأَة إِذا ولدت ويقال في الشاءِ وَلَّدْناها أَي وَلِينا وِلادَتها ويقال لذوات الأَظْلاف والشَّاءِ والبقر وُلِّدتِ الشاةُ والبقَرة مضمومة الواو مكسورة اللام مشددة ويقال أَيضاً وضَعَت في موضع وُلِّدَتْ ومد الوَمَدُ نَدًى يَجِيءُ في صمِيم الحرِّ من قِبلِ البَحْرِ مع سكون رِيح وقيل هو الحَرُّ أَيّاً كان مع سكون الرِّيح قال الكسائي إِذا سكنت الرِّيحُ مع شدّة الحرّ فذلك الوَمَدُ وفي حديث عُتْبَة بن غَزْوان أَنه لَقِيَ المُشْركينَ في يَوْمِ وَمَدَةٍ وعكاكٍ الوَمَدةُ نَدًى من البحر يقع على الناس في شدة الحرّ وسكون الرِّيح الليث الوَمَدَةُ تجيء في صميم الحرّ من قبل البحر حتى تقع على الناس ليلاً قال أَبو منصور وقد يقع الوَمَدُ أَيامَ الخَريف أَيضاً قال والوَمَدُ لَثْقٌ ونَدًى يَجيءُ من جهة البحر إِذا ثارَ بُخاره وهَبَّت به الرِّيحُ الصَّبا فيقع على البلاد المُتاخِمةِ له مثل نَدى السماء وهو يؤذي الناس جِدّاً لنَتْنِ رائحَته قال وكنا بناحية البحرين إِذا حَلَلنا بالأَسْيافِ وهَبَّتِ الصَّبا بَحْريّةً لم ننفك من أَذى الوَمَدِ فإِذا أَصْعَدْنا في بلاد الدَّهْناءِ لم يُصِبْنا الوَمَدُ وقد وَمِدَ اليومُ ومَداً فهو وَمِدٌ وليلةٌ وَمِدةٌ وأَكثر ما يقال في الليل وقد وَمِدَت الليلةُ بالكسر تَوْمَدُ وَمَداً ويقال ليلة ومِدٌ بغير هاء ومنه قول الراعي يصف امرأَة كأَنَّ بَيْضَ نَعامٍ في مَلاحِفِها إِذا اجْتَلاهُنَّ قَيْظاً ليلةٌ وَمِدُ الوَمَدُ والوَمَدةُ بالتحريك شدّة حر الليل ووَمِدَ عليه وَمَداً غَضِبَ وحَمِيَ كَوَبِدَ
ومد
الوَمَدُ نَدًى يَجِيءُ في صمِيم الحرِّ من قِبلِ البَحْرِ مع سكون رِيح وقيل هو الحَرُّ أَيّاً كان مع سكون الرِّيح قال الكسائي إِذا سكنت الرِّيحُ مع شدّة الحرّ فذلك الوَمَدُ وفي حديث عُتْبَة بن غَزْوان أَنه لَقِيَ المُشْركينَ في يَوْمِ وَمَدَةٍ وعكاكٍ الوَمَدةُ نَدًى من البحر يقع على الناس في شدة الحرّ وسكون الرِّيح الليث الوَمَدَةُ تجيء في صميم الحرّ من قبل البحر حتى تقع على الناس ليلاً قال أَبو منصور وقد يقع الوَمَدُ أَيامَ الخَريف أَيضاً قال والوَمَدُ لَثْقٌ ونَدًى يَجيءُ من جهة البحر إِذا ثارَ بُخاره وهَبَّت به الرِّيحُ الصَّبا فيقع على البلاد المُتاخِمةِ له مثل نَدى السماء وهو يؤذي الناس جِدّاً لنَتْنِ رائحَته قال وكنا بناحية البحرين إِذا حَلَلنا بالأَسْيافِ وهَبَّتِ الصَّبا بَحْريّةً لم ننفك من أَذى الوَمَدِ فإِذا أَصْعَدْنا في بلاد الدَّهْناءِ لم يُصِبْنا الوَمَدُ وقد وَمِدَ اليومُ ومَداً فهو وَمِدٌ وليلةٌ وَمِدةٌ وأَكثر ما يقال في الليل وقد وَمِدَت الليلةُ بالكسر تَوْمَدُ وَمَداً ويقال ليلة ومِدٌ بغير هاء ومنه قول الراعي يصف امرأَة كأَنَّ بَيْضَ نَعامٍ في مَلاحِفِها إِذا اجْتَلاهُنَّ قَيْظاً ليلةٌ وَمِدُ الوَمَدُ والوَمَدةُ بالتحريك شدّة حر الليل ووَمِدَ عليه وَمَداً غَضِبَ وحَمِيَ كَوَبِدَ
وهد
الوَهْدُ( * قوله « الوهد » كذا بالأصل وفي شرح القاموس بضم الواو وسكون الهاء وذكر بدله صاحب القاموس وهدان بضم فسكون ) والوَهْدَةُ المطمئنُّ من الأَرض والمكان المنخفض كأَنه حفرة والوَهْدُ يكون اسماً للحفرة والجمع أَوهُدٌ ووَهْدٌ ووِهادٌ والوَهْدةُ الهَوّةُ تكون في الأَرض ومكانٌ وهْدٌ في الأَرض أَشدّ دخولاً في الأَرض من الغائط وليس لها حرف وعَرْضُها رُمْحان وثلاثة لا تُنْبِتُ شيئاً وأَوهَدُ من أَسماءِ يوم الاثنين عادية وعدّه كراع فَوْعَلاَ وقياس قول سيبويه أَن تكون الهمزة فيه زائدة ابن الأَعرابي هي الخُنْعبةُ والنُّونةُ والثُّومةُ والهَزْمةُ والوَهْدةُ والقِلْدةُ والهَرْتَمةُ والعَرْتَمةُ والحِثْرِمةُ وقال الليث الخُنْعُبةُ مَشَقُّ ما بين الشاربين بِحيالِ الوَتَرةِ والله أَعلم
( ذ ) حرف من الحروف المجهورة والحروف اللثوية والثاءُ المثلثة والذال المعجمة والظاء المعجمة في حيز واحد
أخذ
الأَخْذ خلاف العطاء وهو أَيضاً التناول أَخذت الشيء آخُذُه أَخذاً تناولته وأَخَذَه يأْخُذه أَخْذاً والإِخذُ بالكسر الاسم وإِذا أَمرت قلت خذْ وأَصله أُؤْخُذ إِلا أَنهم استثقلوا الهمزتين فحذفوهما تخفيفاً قال ابن سيده فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة الأَصلية فزال الساكن فاستغني عن الهمزة الزائدة وقد جاء على الأَصل فقيل أُوخذ وكذلك القول في الأَمر من أَكل وأَمر وأَشباه ذلك ويقال خُذِ الخِطامَ وخُذْ بالخِطام بمعنى والتأْخاذُ تَفْعال من الأَخذ قال الأَعشى لَيَعُودَنْ لِمَعَدّ عَكْرَةً دَلَجُ الليلِ وتأْخاذُ المِنَحْ قال ابن بري والذي في شعر الأَعشى ليُعيدَنْ لمعدٍّ عَكْرَها دَلَجَ الليلِ وتأْخاذَ المنح أَي عَطْفَها يقال رجع فلان إِلى عَكْرِه أَي إِلى ما كان عليه وفسر العكْرَ بقوله دلجَ الليلِ وتأْخاذَ المنح والمنَحُ جمع مِنْحَة وهي الناقة يعيرها صاحبها لمن يحلبها وينتفع بها ثم يعيدها وفي النوادر إِخاذةُ الحَجَفَةِ مَقْبِضُها وهي ثقافها وفي الحديث جاءت امرأَة إِلى عائشة رضي الله عنها أُقَيّدُ جملي( * قوله « جاءت امرأة إلخ » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس فقالت أقيد ) وفي حديث آخر أُؤْخِّذ جملي فلم تَفْطُنْ لها حتى فُطِّنَتْ فأَمرتْ بإِخراجها وفي حديث آخر قالت لها أُؤْخِّذُ جملي ؟ قالت نعم التأْخيذُ حَبْسُ السواحر أَزواجَهنَّ عن غيرهنّ من النساء وكَنَتْ بالجمل عن زوجها ولم تعلم عائشة رضي الله عنها فلذلك أَذِنت لها فيه والتأْخِيذُ أَن تحتالَ المرأَةُ بحيَل في منعِ زوجِها من جِماع غيرها وذلك نوع من السحر يقال لفلانة أُخْذَةٌ تُؤْخِّذُ بها الرجال عن النساء وقد أَخَّذَتْه الساحرة تأَخيذاً ومنه قيل للأَسير أَخِيذٌ وقد أُخِذَ فلان إِذا أُسر ومنه قوله تعالى اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم معناه والله أَعلم ائْسِروهم الفراء أَكذَبُ من أَخِيذ الجيش وهو الذي يأْخذُه أَعداؤه فَيَسْتَدِلُّونه على قومه فهو يَكْذِبُهم بِجُهْدِه والأَخيذُ المأْخُوذُ والأَخيذ الأَسير والأَخِيذَةُ المرأَة لِسَبْي وفي الحديث أَنه أَخذ السيفَ وقال مَن يمنعُك مني ؟ فقال كن خير آخِذٍ أَي خيرَ آسر والأَخيذَةُ ما اغْتُصِبَ من شيء فأُخِذَ وآخَذَه بذنبه مُؤاخذة عاقبه وفي التنزيل العزيز فكلاًّ أَخذْنا بذَنْبه وقوله عز وجل وكأَيِّنْ من قرية أَمليتُ لها وهي ظالمة ثم أَخذتُها أَي أَخذتها بالعذاب فاستغنى عنه لتقدّم ذكره في قوله ويستعجلونك بالعذاب وفي الحديث من أَصاب من ذلك شيئاً أُخِذَ به يقال أُخِذَ فلانٌ بذنبه أَي حُبِسَ وجُوزِيَ عليه وعُوقِب به وإِن أَخذوا على أَيديهم نَجَوْا يقال أَخذتُ على يد فلان إِذا منعته عما يريد أَن يفعله كأَنك أَمْسكت على يده وقوله عز وجل وهمَّت كلُّ أُمّة برسولهم ليأْخذوه قال الزجاج ليتمكنوا منه فيقتلوه وآخَذَه كأَخَذَه وفي التنزيل العزيز ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا والعامة تقول واخَذَه وأَتى العِراقَ وما أَخذَ إِخْذَه وذهب الحجازَ وما أَخذ إِخذه ووَلي فلان مكةَ وما أَخذَ إِخذَها أَي ما يليها وما هو في ناحِيتها واسْتُعْمِلَ فلانٌ على الشام وما أَخَذَ إِخْذَه بالكسر أَي لم يأْخذ ما وجب عليه من حسن السيرة ولا تقل أَخْذَه وقال الفراء ما والاه وكان في ناحيته وذهب بنو فلان ومن أَخَذَ إِخْذُهم وأَخْذُهم يكسرون
( * قوله « إخذهم وأخذهم يكسرون إلخ » كذا بالأصل وفي القاموس وذهبوا ومن أخذ اخذهم بكسر الهمزة وفتحها ورفع الذال ونصبها ) الأَلف ويضمون الذال وإِن شئت فتحت الأَلف وضممت الذال أَي ومن سار سيرهم ومن قال ومن أَخَذَ إِخْذُهم أَي ومن أَخَذَه إِخْذُهم وسيرتُهم والعرب تقول لو كنت منا لأَخَذْتَ بإِخذنا بكسر الأَلف أَي بخلائقنا وزِيِّنا وشكلنا وهدينا وقوله أَنشده ابن الأَعرابي فلو كنتمُ منا أَخَذْنا بأَخْذكم ولكنها الأَوجاد أَسفل سافل
( * قوله « ولكنها الأوجاد إلخ » كذا بالأصل وفي شرح القاموس الأجساد )
فسره فقال أَخذنا بأَخْذِكم أَي أَدركنا إِبلَكم فردَدناها عليكم لم يقل ذلك غيره وفي الحديث قد أَخَذُوا أَخَذاتِهم أَي نزلوا منازِلَهم قال ابن الأَثير هو بفتح الهمزة والخاء والأُخْذَة بالضم رقية تأْخُذُ العينَ ونحوها كالسحر أَو خرزة يُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجال من التأْخِيذِ وآخَذَه رَقاه وقالت أُخْتُ صُبْحٍ العاديِّ تبكي أَخاها صبحاً وقد قتله رجل سِيقَ إِليه على سرير لأَنها قد كانت أَخَذَتْ عنه القائمَ والقاعدَ والساعِيَ والماشِيَ والراكِبَ أَخَذْتُ عنك الراكِبَ والساعِيَ والماشِيَ والقاعِدَ والقائِمَ ولم آخُذْ عنك النائمَ وفي صبح هذا يقول لبيد ولقد رأَى صُبْحٌ سوادَ خليلِه ما بين قائمِ سَيْفِهِ والمِحْمَلِ عن بخليله كَبِدَه لأَنه يروى أَن الأَسد بَقَر بطنه وهو حيٌّ فنظر إِلى سوادِ كَبِده ورجل مُؤَخَّذٌ عن النساء محبوس وائْتَخَذْنا في القتال بهمزتين أَخَذَ بعضُنا بعضاً والاتِّخاذ افتعال أَيضاً من الأَخذ إِلا أَنه أُدغم بعد تليين الهمزة وإِبدال التاء ثم لما كثر استعماله على لفظ الافتعال توهموا أَن التاء أَصلية فبنوا منه فَعِلَ يَفْعَلُ قالوا تَخِذَ يَتْخَذ وقرئ لتَخِذْت عليه أَجراً وحكى المبرد أَن بعض العرب يقول اسْتَخَذَ فلان أَرضاً يريد اتَّخَذَ أَرضاً فتُبْدِلُ من إِحدى التاءين سيناً كما أَبدلوا التاءَ مكان السين في قولهم ستُّ ويجوز أَن يكون أَراد استفعل من تَخِذَ يَتْخَذ فحذف إِحدى التاءَين تخفيفاً كما قالوا ظَلْتُ من ظَلِلْتُ قال ابن شميل اسْتَخَذْتُ عليهم يداً وعندهم سواءٌ أَي اتَّخَذْتُ والإِخاذةُ الضَّيْعَة يتخذها الإِنسان لنفسه وكذلك الإِخاذُ وهي أَيضاً أَرض يحوزها الإِنسان لنفسه أَو السلطان والأَخْذُ ما حَفَرْتَ كهيئةِ الحوض لنفسك والجمع الأُخْذانُ تُمْسِكُ الماءَ أَياماً والإِخْذُ والإِخْذَةُ ما حفرته كهيئةِ الحوض والجمع أُخْذٌ وإِخاذ والإِخاذُ الغُدُرُ وقيل الإِخاذُ واحد والجمع آخاذ نادر وقيل الإِخاذُ والإِخاذةُ بمعنى والإِخاذةُ شيء كالغدير والجمع إِخاذ وجمع الإِخاذِ أُخُذٌ مثل كتاب وكُتُبٍ وقد يخفف قال الشاعر وغادَرَ الأُخْذَ والأَوجاذَ مُتْرَعَة تَطْفُو وأَسْجَل أَنْهاءً وغُدْرانا وفي حديث مَسْروقِ بنِ الأَجْدَع قال ما شَبَّهْتُ بأَصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إِلا الإِخاذ تكفي الإِخاذةُ الراكب وتكفي الإِخاذَةُ الراكبَين وتكفي الإِخاذَةُ الفِئامَ من الناسِ وقال أَبو عبيد هو الإِخاذُ بغير هاء وهو مجتَمَع الماءِ شبيهٌ بالغدير قال عدِيّ بنُ زيد يصف مطراً فاضَ فيه مِثلُ العُهونِ من الرَّوْ ضِ وما ضنَّ بالإِخاذِ غُدُرْ وجمع الإِخاذِ أُخُذٌ وقال الأَخطل فظَلَّ مُرْتَثِئاً والأُخْذُ قد حُمِيَتْ وظَنَّ أَنَّ سَبِيلَ الأُخْذِ مَيْمُونُ وقاله أَيضاً أَبو عمرو وزاد فيه وأَما الإِخاذةُ بالهاء فإِنها الأَرض يأْخذها الرجل فيحوزها لنفسه ويتخذها ويحييها وقيل الإِخاذُ جمع الإِخاذةِ وهو مَصنعٌ للماءِ يجتمع فيه والأَولى أَن يكون جنساً للإِخاذة لا جمعاً ووجه التشبيه مذكور في سياق الحديث في قوله تكفي الإِخاذةُ الراكِبَ وباقي الحديث يعني أَنَّ فيهم الصغيرَ والكبيرَ والعالم والأَعلم ومنه حديث الحجاج في صفة الغيث وامتلأَت الإِخاذُ أَبو عدنان إِخاذٌ جَمْع إِخاذة وأُخذٌ جمع إِخاذ وقال أَبو عبيدة الإِخاذةُ والإِخاذ بالهاء وغير الهاء جمع إِخْذٍ والإِخْذُ صَنَعُ الماء يجتمع فيه وفي حديث أَبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إِنَّ مَثَلَ ما بعَثني الله به من الههُدَى والعِلْمِ كمثلِ غيثٍ أَصاب أَرضاً فكانت منها طائفةٌ طيبةٌ قَبِلتِ الماء فأَنبتت الكلأَ والعشب الكثير وكانت فيها إِخاذاتٌ أَمسكتِ الماء فنفع الله بها الناسَ فشرِبوا منها وسَقَوْا ورَعَوْا وأَصابَ طائفةً منها أُخرى إِنما هي قيعان لا تُمسِكُ ماءً ولا تُنبِتُ كلأً وكذلك مَثلُ من فقُه في دين الله ونَفَعه ما بعَثني الله به فعلم وعلَّم ومَثَلُ من لم يَرْفَعْ بذلك رأْساً ولم يَقْبلْ هُدى الله الذي أُرْسِلْتُ به الإِخاذاتُ الغُدرانُ التي تأْخذُ ماءَ السماءِ فَتَحْبِسهُ على الشاربة الواحدةُ إِخاذة والقيعانُ جمع قاع وهي أَرض حَرَّة لا رملَ فيها ولا يَثبتُ عليها الماء لاستوائها ولا غُدُر فيها تُمسِكُ الماءَ فهي لا تنبت الكلأَ ولا تمسك الماء اه وأَخَذَ يَفْعَلُ كذا أَي جعل وهي عند سيبويه من الأَفعال التي لا يوضع اسمُ الفاعل في موضع الفعلِ الذي هو خبرها وأَخذ في كذا أَي بدأَ ونجوم الأَخْذِ منازلُ القمر لأَن القمر يأْخذ كل ليلة في منزل منها قال وأَخْوَتْ نجومُ الأَخْذِ إِلا أَنِضَّةً أَنِضَّةَ مَحْلٍ ليسَ قاطِرُها يُثْري قوله يُثْرِي يَبُلُّ الأَرضَ وهي نجومُ الأَنواءِ وقيل إِنما قيل لها نجومُ الأَخذِ لأَنها تأْخُذُ كل يوم في نَوْءِ ولأَخْذِ القمر في منازلها كل ليلة في منزل منها وقيل نجومُ الأَخْذِ التي يُرمى بها مُسْتَرِقُ السمع والأَول أَصح وائْتَخذَ القومُ يأْتخذون ائْتِخاذاً وذلك إِذا تصارعوا فأَخذ كلٌّ منهم على مُصَارِعِه أُخذَةً يعتقله بها وجمعها أُخَذٌ ومنه قول الراجز وأُخَذٌ وشَغرِبيَّاتٌ أُخَر الليث يقال اتخَذَ فلان مالاً يَتَّخِذه اتِّخاذاً وتَخِذَ يَتْخَذُ تخَذاً وتَخِذْتُ مالاً أَي كسَبْتُه أُلزمَتِ التاءُ الحرفَ كأَنها أَصلية قال الله عز وجل لو شئتَ لَتَخِذْتَ عليه أَجراً قال الفراء قرأَ مجاهد لَتَخِذْتَ قال وأَنشدني العتابي تَخِذَها سَرِيَّةً تُقَعِّدُه قال وأَصلها افتعلت قال أَبو منصور وصحت هذه القراءة عن ابن عباس وبها قرأَ أَبو عمرو بن العلاء وقرأَ أَبو زيد لَتَخَذْتَ عليه أَجراً قال وكذلك مكتوب هو في الإِمام وبه يقرأُ القراء ومن قرأَ لاتَّخَذْت بفتح الخاء وبالأَلف فإِنه يخالف الكتاب وقال الليث من قرأَ لاتَّخَذْت فقد أَدغم التاءَ في الياءَ فاجتمعت همزتان فصيرت إِحداهما باء وأُدْغِمَت كراهةَ التقائهما والأَخِذُ من الإِبل الذي أَخَذَ فيه السِّمنُ والجمع أَواخِذُ وأَخِذَ الفصيل بالكسر يأْخَذُ أَخَذاً فهو أَخِذ أَكثر من اللبن حتى فسَدَ بطنُه وبَشِم واتَّخَم أَبو زيد إِنه لأَكْذَب من الأَخِيذِ الصَّيْحانِ وروي عن الفراء أَنه قال من الأَخِذِ الصَّيْحانِ بلا ياء قال أَبو زيد هو الفصيل الذي اتُّخِذَ من اللبن والأَخَذُ شبه الجنون فصيل أَخِذٌ على فَعِل وأَخِذَ البعيرُ أَخَذاً وهو أَخِذٌ أَخَذَه مثلُ الجنون يعتريه وكذلك الشاة وقياسه أَخِذٌ والأُخُذُ الرَّمَد وقدأَخِذَت عينه أَخَذاً ورجل أَخِذٌ بعينه أُخُذ مثل جُنُب أَي رمد والقياس أَخِذٌ كالأَوّل ورجل مُسْتأْخِذٌ كأَخِذ قال أَبو ذؤيب يرمي الغُيوبَ بِعيْنَيْهِ ومَطْرِفُهُ مُغْضٍ كما كَسَفَ المستأْخِذُ الرمِدُ والمستأْخذُ الذي به أُخُذٌ من الرمد والمستأْخِذُ المُطَأْطِئُ الرأْسِ من رَمَدٍ أَو وجع أَو غيره أَبو عمرو يقال أَصبح فلان مؤتخذاً لمرضه ومستأْخذاً إِذا أَصبحَ مُسْتَكِيناً وقولهم خُذْ عنك أَي خُذْ ما أَقول ودع عنك الشك والمِراء فقال خذ الخطام
( * قوله « فقال خذ الخطام » كذا بالأصل وفيه كشطب كتب موضعه فقال ولا معنى له ) وقولهم أَخَذْتُ كذا يُبدلون الذال تاء فيُدْغمونها في التاء وبعضهم يُظهرُ الذال وهو قليل
أذذ
أَذَّ يَؤُذُّ قطع مثل هذَّ وزعم ابن دريد أَن همزة أَذَّ بدل من هاء هذَّ قال يَؤُذُّ بالشَّفْرة أَيّ أَذِّ مِنْ قَمَعٍ ومَأْنَةٍ وفلْذِ وشَفْرَةٌ أَذُوذٌ قاطعة كَهَذوذٍ وإِذْ كلمة تدل على ما مضى من الزمان وهو اسم مبني على السكون وحقه أَن يكون مضافاً إِلى جملة تقول جئتك إِذ قام زيد وإِذ زيد قائم وإِذ زيد يقوم فإِذا لم تُضَفْ نُوِّنت قال أَبو ذؤيب نَهَيْتُكَ عن طِلابِك أُمَّ عَمْرٍو بِعاقِبةٍ وأَنت إِذٍ صحِيحُ أَراد حينئذ كما تقول يومئذ وليلتئذ وهو من حروف الجزاء إِلا أَنه لا يجازى به إِلا مع ما تقول إِذ ما تأْتني آتك كما تقول إن تأْتني وقتاً آتِك قال العباسُ بن مِرادسٍ يمدحُ النبيّ صلى الله عليه وسلم يا خيرَ مَن رَكِبَ المَطِيَّ ومن مَشى فوق الترابِ إِذا تُعَدُّ الأَنْفُسُ بكل أَسلَم الطاغُوتُ واتُّبِعَ الهُدَى وبك انجلى عنا الظلامُ الحِنْدِسُ إِذ ما أَتيتَ على الرسولِ فقل له حقًّا عليك إِذا اطمأَن المجلِسُ وهذا البيت أَورده الجوهريُّ إِذ ما أَتيتَ على الأَمير قال ابن بري وصواب إِنشاده إِذ ما أَتيتَ على الرسول كما أَوردناه قال وقد تكونُ للشيءِ توافِقُه في حالٍ أَنتَ فيها ولا يليها إِلا الفعلُ الواجبُ تقول بينما أَنا كذا إِذ جاء زيد ابن سيده إِذ ظرف لما مضى يقولون إِذ كان وقوله عز وجل وإِذ قال ربك للملائكة إِني جاعل في الأَرض خليفة قال أَبو عبيدة إِذ هنا زائدة قال أَبو إِسحق هذا إِقدام من أَبي عبيدة لأَن القرآن العزيز ينبغي أَن لا يُتكلم فيه إِلا بغاية تحري الحق وإِذ معناها الوقت فكيف تكون لغواً ومعناه الوقت والحجة في إِذ أَنّ الله تعالى خلق الناس وغيرهم فكأَنه قال ابتداء خلْقكم إِذ قال ربك للملائكة إِني جاعل في الأَرض خليفة أَي في ذلك الوقت قال وأَمّا قول أَبي ذؤيب وأَنت إِذ صحيح فإِنما أَصل هذا أَن تكون إِذ مضافة فيه إِلى جملة إِما من مبتدإِ وخبر نحو قولك جئتك إِذ زيد أَمير وإِما من فعل وفاعل نحو قمت إِذ قام زيد فلما حُذِف المضافُ إِليه إِذ عُوِّضَ منه التنوين فدخل وهو ساكن على الذال وهي ساكنة فكُسِرَت الذالُ لالتقاء الساكنين فقيل يومئذ وليست هذه الكسرةُ في الذال كسرةَ إِعراب وإِن كانت إِذ في موضع جر بإِضافة ما قبلها إِليها وإِنما الكسرة فيها لسكونها وسكون التنوين بعدها كقوله صَهٍ في النكرة وإِن اختلفت جهتا التنوين فكان في إِذٍ عوضاً من المضاف إِليه وفي صَهٍ علماً للتنكير ويدل على أَنَّ الكسرة في ذال إِذٍ إِنما هي حركة التقاء الساكنين هما هي والتنوين قوله « وأَنت إِذٍ صحيح » أَلا ترى أَنَّ إِذٍ ليس قبلها شيء مضاف إِليها ؟ وأَما قول الأَخفش إِنه جُرَّ إِذٍ لأَنه أَراد قبلها حين ثم حذفها وبَقِيَ الجر فيها وتقديره حينئذ فساقط غير لازم أَلا ترى أَن الجماعة قد أَجمعت على أَن إِذْ وكَمْ من الأَسماء المبنية على الوقف ؟ وقول الحُصينِ بن الحُمام ما كنتُ أَحسَبُ أَن أُمِّي عَلَّةٌ حتى رأَيتُ إِذِي نُحازُ ونُقْتَلُ إِنما أَراد إِذ نُحازُ ونُقتل إِلا أَنه لما كان في التذكير إِذي وهو يتذكر إِذ كان كذا وكذا أَجرى الوصلَ مُجرَى الوقف فأَلحقَ الياء في الوصل فقال إِذي وقوله عز وجل َولن ينفعكم اليوم إِذ ظلمتم أَنكم في العذاب مشتركونْ قال ابن جني طاولت أَبا علي رحمه الله تعالى في هذا وراجعته عوداً على بدءٍ فكان أَكثَرَ ما بَرَدَ منه في اليدِ أَنه لما كانت الدارُ الآخرةُ تلي الدارَ الدنيا لا فاصل بينهما إِنما هي هذه فهذه صار ما يقعُ في الآخرةِ كأَنه واقع في الدنيا فلذلك أُجْرِيَ اليومُ وهي للآخرة مُجْرى وقت الظلم وهو قوله إِذ ظلمتم ووقت الظلم إِنما كان في الدنيا فإِن لم تفعل هذا وترتكبه بَقِيَ إِذ ظلمتم غيرَ متعلق بشيء فيصير ما قاله أَبو علي إِلى أَنه كأَنه أَبدل إِذ ظلمتم من اليوم أَو كرره عليه وقول أَبي ذؤيب تَواعَدْنا الرُّبَيْقَ لَنَنْزِلَنْه ولم نَشْعُرْ إِذاً اني خَلِيفُ قال ابن جني قال خالد إِذاً لغة هذيل وغيرهم يقولون إِذٍ قال فينبغي أَن يكون فتحة ذال إِذاً في هذه اللغة لسكونها وسكون التنوين بعدها كما أَن من قال إِذٍ بكسرها فإِنَّما كسرها لسكونها وسكون التنوين بعدها بمن فهرب إِلى الفتحة استنكاراً لتوالي الكسرتين كما كره ذلك في من الرجل ونحوه
أسبذ
النهاية لابن الأَثير في الحديث أَنه كتب لعباد الله الأَسبذِينَ قال هم ملوكُ عُمانَ بالبحرَين قال الكلمة فارسية معناها عَبَدَةُ الفَرَس لأَنهم كانوا يعبدون فرساً فيما قيل واسم الفرس بالفارسية أَسب
اصبهبذ
الأَزهري في الخماسي إِصْبَهْبَذْ اسم أَعجمي
بذذ
بَذِذْتَ تَبَذُّ بَذَذاً( * قوله « بذذاً » كذا بالأصل وفي القاموس بذاذا ) وبَذاذةً وبُذُوذَةً رثَّت هيئتُك وساءت حالتك وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم البَذاذةُ من الإِيمان البذاذة رثاثة الهيئة قال الكسائي هو أَن يكون الرجلُ مَتَقَهِّلاً رثَّ الهيئة يقال منه رجل باذّ الهيئة وفي هيئته بذاذة وقال ابن الأَعرابي البَذّ الرجل المُتَقَهِّل الفقير قال والبذاذة أَن يكون يوماً متزيناً ويوماً شَعِثاً ويقال هو ترك مداومة الزينة وحال بَذَّة أَي سيئة وقد بَذِذتَ بعدي بالكسر فأَنت باذُّ الهيئة أَي ورثُها بَيِّن البذاذة والبُذوذة قال ابن الأَثير أَي رثّ اللِّبْسَة أَراد التواضعَ في اللباس وتركَ التَّبَجُّجِ به وهيئة بَذَّةٌ صفة ورجل بَذُّ البخت سيئُه رديئه عن كراع وبَذَّ القومَ يَبُذُّهم بذّاً سبقهم وغلبهم وكل غالب باذٌّ والعرب تقول بَذَّ فلان فلاناً يَبُذُّه بذاً إِذا ما علاه وفاقه في حسن أَو عمل كائناً ما كان أَبو عمرو البَذْبَذَة التقشُّف وفي الحديث بَذَّ القائلين أَي سبقهم وغلبهم يَبُذُّهم بَذًّا ومنه صفة مشيه صلى الله عليه وسلم يَمْشِي الهُوُيْنا يَبُذُّ القوم إِذا سارع إِلى خير أَو مشى إِليه وتمَربَذٌّ مُتَفَرِّق لا يَلْزَقُ بعضه ببعض كَفَذٍّ عن ابن الأَعرابي والبَذُّ موضع أُراه أَعجميّاً والبَذُّ اسم كُورةٍ من كُوَر بابَكَ الخُرَّمِي
بسذ
قال الأَزهري في تهذيبه أُهملت السين مع التاء والذال والظاء إِلى آخر حروفها على ترتيبه فلم يُستعمل من جميع وجوهها شيء في مُصاصِ كلام العرب فأَما قولهم هذا قضاءُ سَذُومَ بالذال فإِنه أَعجمي وكذلك البُسَّذُ لها الجَوْهَرِ ليس بعربي وكذلك السَّبَذَة فارسي
بغدذ
بَغْدادُ وبَغداذُ وبَغذادُ وبَغْدانُ بالنون ومغَدانُ بالميم معرّب يذكر ويؤنث مدينة السلام
بغذذ
بغذاذ مدينة السلام وفيها اختلاف ذكر في بغدذ
بوذ
التهذيب أَبو عمرو باذ إِذا تواضع التهذيب الفراء باذ الرجل إِذا افتقر ابن الأَعرابي باذَ يبوذُ إِذا تعدى على الناس
تخذ
تَخِذ الشيءَ تَخَذاً وتَخْذاً الأَخيرة عن كراع واتَّخَذَه عمله وقوله عز وجل إِن الذين اتخذوا العجل أَراد اتخذوه إِلهاً فحذف الثاني لأَن الاتخاذ دليل عليه وحكى سيبويه استخذ فلان أَرضاً وهو استفعل منه كأَنه استتخذ فحذفت إِحدى التاءَين كما حذفت التاء الأُولى من قولهم تَقَى يَتْقِي فحذفت التاء التي هي فاء الفعل أَنشد يعقوب زيادَتَنا نُعْمانُ لا تَحْرِمنَّنا تَقِ اللهَ فينا والكتابَ الذي تَتْلو أَي اتقِ الله قال ابن جني وفيه وجه آخر وهو أَنه يجوز أَن يكون أَصله اتْتَخَذ وزنه افتَعَل ثم إِنهم أَبدلوا من التاء الأُولى التي هي فاء افتَعَل سيناً كما أَبدلوا التاء من السين في سِتٍّ فلما كانت السين والتاء مهموستين جاز إِبدال كل واحدة منهما من أُختها وفي حديث موسى والخضر عليهما السلام قال لو شئت لَتَخذْت عليه أَجراً قال ابن الأَثير يقال تَخِذَ يَتْخَذُ يوزن سَمِعَ يَسْمَعُ مثل أَخذَ يأْخُذُ وقرئ لَتَخَذْتَ ولاتَّخَذْتَ وهو افتعل من تَخِذَ فأَدغم إِحدى التاءَين في الأُخرى قال وليس من أَخذ في شيء فإِن الافتعال من أَخذ ائتخذ لأَن فاءها همزة والهمزة لا تدغم في التاءِ قال الجوهري الاتخاذ الافتعال من الأَخذ إِلا أَنه أَدغم بعد تليين الهمزة وإِبدال التاء ثم لما كثر استعماله بلفظ الافتعال توهموا أَن التاء أَصلية فبنوا منه فَعِلَ يفعل قالوا تَخِذَ يَتْخَذُ قال وأَهل العربية على خلاف ما قال الجوهري
ترمذ
تِرمِذُ بكسر التاء والميم البلد المعروف بخراسان
تلمذ
التلاميذُ الخَدَمُ والأَتباع واحدهم تِلْميذٌ
جأذ
الليث وغيره الجائذ العَبَّابُ في الشرب والفعل جأَذَ يَجْأَذُ جَأْذاً شَرِبَ أَنشد أَبو حنيفة مُلاهِسُ القوم على الطعام وجائِذٌ في قَرْقَفِ المُدام شرْبَ الهِجان الْوُلَّهِ الهِيام
جبذ
جَبَذَ جَبْذاً لغة في جَذَبَ وفي الحديث فَجَبَذَني رجل من خلفي وظنه أَبو عبيد مقلوباً عنه قال ابن سيده وليس ذلك بشيء وقال قال ابن جني ليس أَحدهما مقلوباً عن صاحبه وذلك أَنهما جميعاً يتصرفان تصرفاً واحداً تقول جَذَبَ يَجْذِبُ جَذْباً فهو جاذب وجَبَذَ يَجبذُ جَبْذاً فهو جابذ فإِن جعلت مع هذا أَحدهما أَصلاً لصاحبه فسد ذلك لأَنك لو فعلته لم يكن أَحدُهما أَسعَدَ بهذه الحال من الآخر فإِذا وقَفْتَ الحالَ بهما ولم تُؤْثِِرْ بالمزية أَحدَهما عن تصرف صاحبه فلم يُساوه فيه كان أَوسعهُما تَصَرُّفاً أَصلاً لصاحبه وذلك نحو قولهم أَنى الشيءُ يأْني وآنَ يَئِينُ فآنَ مقلوب عن أَنَى والدليل على ذلك وجودك مصدَرَ أَنى يأْنِي أَنًى ولا تجد لآن مصدراً كذا قال الأَصمعي فأَما الأَيْن فليس من هذا في شيء إِنما الأَيْنُ الإِعْياءُ والتعبُ فلما عَدِمَ آن المصدرَ الذي هو أَصل الفعل علم أَنه مقلوب عن أَنَى يأْنى قال الله سبحانه وتعالى إِلا أَن يؤذن لكم إِلى طعام غير ناظرين أَناه أَي بلوغَه وإِداركَهُ غير أَن أَبا زيد قد حكى لآن مصدراً وهو الأَيْنُ فإِن كان الأَمر كذلك فهما إِذاً أَصلان متساويان متساوقان وجَبَذَ العنبُ يَجْبِذُ صَغُر وقَفَّ
جذذ
الجَذُّ كسر الشيء الصُّلْب جَذَذْتُ الشيءَ كسرتُه وقطَعْتُه والجُذاذُ والجِذاذُ ما كسر منه وضمه أَفصح من كسره والجَذُّ القَطْع الوحِيُّ المُستأْصِلُ وقيل هو القطع المستأْصِل فلم يُقَيَّدْ بوحاء جَذَّهُ يَجُذُّهُ جَذًّ فهو مجذوذ وجَذيذ وجَذَّذَه فانْجَذَّ وتَجَذَّذ وفي التنزيل عطاء غير مجذوذ فسره أَبو عبيد غير مقطوع والانْجذاذُ الانقطاع قال الفراء رحِمٌ جَذَّاءُ وحَذَّاءُ بالجيم والحاء ممدودان وذلك إِذا لم توصَل وفي الحديث أَنه قال يوم حنين جُذّوهُم جَذّاً الجَذُّ القطع أَي استأْصلوهم قتلاً والجُذاذ المُقَطَّع( * قوله « والجذاذ المقطع » جيمه مثلثه كما في القاموس ) والجِذاذُ القطع المكسرة منه فجعلهم جُذاذاً أَي حُطاماً وقيل هو جمع جَذيذ وهو من الجمع العزيز وقال الفراء في قوله فجعلهم جُذاذاً فهو مثل الحُطام والرُّفات ومن قرأَها جِذاذاً فهو جمعَ جَذيذ مثل خفيف وخفاف وفي حديث مازن فثُرتُ إِلى الضم فكسرته أَجذاذاً أَي قطعاً وكسراً واحدها جَذ وفي حديث علي كرم الله وجهه أَصولُ بيدٍ جَذَّاءَ أَي مقطوعة كنى به عن قصور أَصحابه وتقاعدهم عن الغزو فإِن الجند للأَمير كاليد ويروى بالحاء المهملة الليث الجُذاذُ قِطَع ما كسر الواحدةُ جُذاذَةٌ قال وقطع الفضة الصغار جُذاذ ويقال لحجارة الذهب جُذاذ لأَنها تُكسر والجُذاذات القراضات وجُذاذات الفضة قِطَعها والجُذاذُ الفِرق وسويق جَذيذ مَجْذوذ والسويق الجَذيذُ الكثير الجُذاذ والجَذيذة السويق والجَذِيذَة جَشيشَةٌ تعمل من السويق الغليظ لأَنها تُجَذّ أَي تقطع قطعاً وتُجش وروي عن أَنس أَنه كان يأْكلُ جَذيذَة قبل أَن يغدو في حاجته أَراد شربة من سويق أَو نحو ذلك سميت جَذيذة لأَنها تُجُذُّ أَي تُكَسَّر وتدق وتطحن وتُجشش إِذا طحنت ومنه حديث علي أَنه أمر نوفاً البكاليّ أَن يأْخذ من مِزْوده جَذيذاً وحديثه الآخر رأَيت عليّاً يشرب جَذيذاً حين أَفطر ويقال للحجارة الذهب جُذاذ لأَنها تكسر وتسحل وأَنشد كما انْصَرفت فوق الجُذاذ المَساحِن وجَذَذْت الحبل جَذّاً أَي قطعته فانجذ وجَذَّ الأَمرَ عني يَجُذُّه جَذّاً قطعه وجَذَّ النخلَ يَجُذُّه جَذّاً وجَذاذاً وجِذاذاً صرمه عن اللحياني وما عليه جُذّة وما عليه قِزاع أَي ما عليه ثوب يستره وفي الصحاح أَي ما عليه شيء من الثياب الأَصمعي الجَذَّان والكذَّان الحجارة الرخوة الواحدة جَذَّانة وكَذَّانة ومن أَمثالهم السائرة في الذي يقدم على اليمين الكاذبة جَذَّها جَذَّ البعير الصِّلِّيانَةَ أَراد أَنه أَسرع إِليها ابن الأَعرابي المِجَذُّ طرق المِرْوَدِ وهو الميل وأَنشد قالت وقد ساف مِجَذَّ المِرْود قال ومعناه أَن الحسناء إِذا اكتحلت مسحت بطرف الميل شفتيها ليذدادَ حُمَّة وقال الجَعدي يذكر نساء تَرَكْن بَطالة وأَخَذْن جذًّا وأَلقين المكاحِلَ للنبِيج قال الجذ والمجذ طرف المرود
جرذ
أَبو عبيد الجَرَذُ بالتحريك كل ما حدث في عرقوب الفرس وفي الصحاح في عرقوب الدابة من تزيُّد وانتفاخ عصب ويكون في عرض الكعب من ظاهر أَو باطن وقال ابن شميل الجَرَذ ورم يأْخذ الفرس في عرض حافزه وفي ثَفِنتَه من رجله حتى يعقره ودم غليظ ينعقر( * قوله « ودم غليظ ينعقر إلى قوله فيكون ردئياً » كذا بالأصل ولعل فيه سقطاً والأصل ينعقر الفرس والبعير ومع ذلك في بقية التركيب قلاقة ونعوذ بالله من سقم النسخ ) والبعير بِأَخْذِه وفي نوادر الأَعراب الجَرَذ داء يأْخذ في مفصل العرقوب ويكوى منه تمشيطاً فيبرأُ عرقوبه آخراً ضخماً غليظاً فيكون رديئاً في حمله ومشيه ابن سيده الجَرَذُ داء يأْخذ في قوائم الدابة وقد تقدّم في الدال المهملة والأَصل الذال العجمة وداية جَرِذ وحكى بعضهم رجل جَرِذ الرجلين والجُرَذ الذكر من الفأْر وقيل الذكر الكبير من الفأْر وقيل هو أَعظم من اليربوع أَكدَر في ذنبه سواد والجمع جُرْذان الصحاح الجُرذُ ضرب من الفأْر وأُمُّ جِرْذانَ آخر نخلة بالحجاز إِدراكاً حكاها أَبو حنيفة وعزاها إِلى الأَصمعي قال ولذلك قال الساجع إِذا طلعت الخَراتان أُكِلَتْ أُمُّ جِرْذان وطلوع الخَراتَيْنِ في أُخْريات القَيْظ بعد طلوع سهيل وفي قُبُل الصفَرِيّ قال وزعموا أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لأُمّ جِرْذان مرتين قال رواه الأَصمعي عن نافع بن أَبي قارئ أَهل المدينة عن ربيعة بن أَبي عبد الرحمن فقيههم قال وهي أُم جِرْذان رطباً فإِذا جفت فهي الكبيس وفي الحديث ذكر أُم جِرْذان وهو نوع من التمر كبار قيل إِن نخله يجتمع تحت الفأْر وهو الذي يسمى بالكوفة المُوشان يعنون الفأْر بالفارسية وأَرض جَرِذَة من الجُرَذ أَي ذات جِرْذان والجُرَذات عَصَبان في ظاهر خَصِيلة الفرس وباطنهما يلي الجنبين ورجل مُجَرَّذٌ داهٍ مُجَرِّبٌ للأُمور ابن الأَعرابي جَرَّذَه الدهر ودلَكه ودَيَّثَه ونَجَّذَهُ وحَنَّكه أَبو عمرو هو المُجَرَّذُ والمُجرَّسُ وأَجْرذَه إِلى الشيء أَلجأَه واضطره أَنشد ابن الأَعرابي وحاد عني عَبْدُهُمْ وأُجْرِذا أَي أُلجئ قال الشاعر كأن أَوْبَ صَنْعَةِ المَلاَّذِ يَسْتَهْيِعُ المُراهِيَ المحاذي عافِيه سَهْواً غيرَ ما إِجْراذِ وعافيه ما جاء من عفوه سهواً سهلاً بلا حث ولا إِكراه عليه ورجل مُجْرَذٌ أَفرده أَصحابه فلجأَ إِلى سواهم وقيل هو الذي ذهب ماله فلجأَ إِلى من ينوّله قال كثير عزة وأَلفَيْتُ عَيَّالاً كأَنّ عُواءَه بُكا مُجْرَذٍ يَبْغي المَبيتَ خَليع
جربذ
الجَرْبَذَة من عدو الفرس فوق القدر بتنكيس الرأْس وشدّة الاختلاط وقال ابن دريد جَرْبَذَتِ الفرسِ جَرْبَذَة وجِرْباذاً وهو عدو ثقيل وهي مُجَرْبِذ أَبو عبيدة الجَرْبَذَة من سير الخيل وفرس مُجَرَبِذ قال وهو القريب القَدْر في تنكيس الرأْس وشدّة الاختلاط مع بطء إِحارة يديه ورجليه قال ويكون المجربذ أَيضاً في قُرب السُّنْبُك من الأَرض وارتفاعه وأَنشد كنت تَجْري بالبُهْر خِلْواً فلما كَلَّفَتْكَ الجِيادُ جَرْيَ الجِيادِ جَرْبَذَتْ دونها يداك وأَرْدَى بك لؤمُ الآباءِ والأَجْدادِ والجَرْبَذَة ثقل الدابة وهو المُجَرْبِذُ والجَرَنْبَذُ( * قوله « والجرنبذ إلخ » كذا بالأصل والذي في القاموس الجرنبذة بالهاء ) الذي تتزوج أُمه ابن الأَنباري البَروُك من النساء التي تتزوّج زوجاً ولها ابن مدرك من زوج آخر ويقال لابنها الجَرَنْبَذَ قال الأَزهري وهو مأْخوذ من الجَرْبَذَة
جلذ
الجَلِذُ( * قوله « الجلذ » هكذا ضبط بالأصل بفتح فكسر وفي القاموس وشرحه بضم الجيم وسكون اللام وبفتح الجيم وككتف أيضاً ) الفأْر الأَعمى والجمع مَناجِذُ على غير واحده كما قالوا خلفة والجمع مخاض والجِلذاء الحجارة وقيل هو ما صلب من الأَرض والجمع جِلْذاء بالكسر ممدود وجَلاذي الأَخيرة مطردة الأَزهري في نوادر الأَعراب جِلْظاء من الأَرض وجلماظ وجلذاء وجِلْذان والجِلْذاءَة الأَرض الغليظة وجمعها جَلاذي وهي الحِزْباءَة ابن شميل الجُلْذِية المكان الخشن الغليظ من القُف المرتفع
( * قوله « من القف المرتفع إلخ » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس ليس بالمرتفع جداً )
جداً يقطع أَخفاف الإِبل وقلما ينقاد لا ينبت شيئاً والجُلْذِية من الفراسن الغليظة الوكيعة وقولهم أَسهل من جِلْذان وهو حمى قريب من الطائف لين مستو كالراحة والجُلْذي الحجر والجلذي بالضم من الإِبل الشديد الغليظ قال الراجز صوّى لها ذا كِدْنةٍ جُلْذِيَّا أَخْيَفَ كانت أُمه صَفِيَّا وناقة جُلْذِيّة قوية شديدة صُلبة والذكر جُلْذِيّ مشتق من ذلك قال علقمة هل تُلْحِقيني بأَولى القَوْمِ إِذْ سَخِطوا جُلْذِيَّةً كأَتان الضَّحْلِ عُلْكُوم ؟ وأَتان الضحل صخرة عظيمة مُلَمْلَمة والضحل الماء الضحضاح والعلكوم الناقة الشديدة قال أَبو زيد ولم يعرفه الكلابيون في ذكور الإِبل ولا في الرجال وسير جُلْذِيٌّ وخمس جُلْذِيٌّ وقَرَبٌ جُلْذِيّ شديد فأَما قول ابن ميادة لَتَقْرُبُنَّ قَرَباً جُلْذِيَّا ما دام فيهنّ فَصِيلٌ حيَّا وقد دجا الليلُ فَهَيَّا هَيَّا القَرَب القُرب من الورود بعد سير إِليه وليلة القَرَب الليلة التي ترد الإِبل في صبيحتها الماء وهيَّا بمعنى الاستحثاث قال ابن سيده وزعم الفارسي أَنه يجوز أَن يكون صفة للقَرَب وأَن يكون اسماً للناقة على أَنه ترخيم جُلْذِيَّة مسمى بها أَو جلِذية صفة ابن الأَعرابي والجَلاذي في شعر ابن مقبل جمع الجُلْذِية وهي الناقة الصلبة وهو صوت النواقيس فيه ما يفرّطه أَيدي الجلاذيّ جون ما يعفينا
( * قوله « ما يفرطه » في شرح القاموس ما يقربه وقوله ما يعفينا فيه ما يغضينا )
والجَلاذي صغار الشجر وخص أَبو حنيفة به صغار الطلح وإِنه لَيُجْلَذ بكل خير أَي يظن به وقد تقدم في الدال أَبو عمرو الجَلاذِيُّ الصُّنَّاعُ واحدهم جُلْذِيٌّ وقال غيره الجَلاذي خدم البيعة وجعلهم جَلاذِيّ لغلظهم وجِلْذان عقبة بالطائف واجْلَوّذ الليل ذهب قال الشاعر أَلا حبذا حبذا حبذا حَبيبٌ تَحَمَّلْتُ منه الأَذى إِذا أَظْلمَ الليلُ واجْلَوّذا والإجْلِوَّذ والاجْليواذُ المَضاء والسرعة في السير قال سيبويه لا يستعمل إِلا مزيداً التهذيب الجُلْذِيُّ الشديد من السير السريعُ قال العجاج يصف فلاة الخِمْسُ والخِمْسُ بها جُلْذِيُّ يقول سير خمس بها شديد الأَصمعي الاجْلِوَّاذ في السير والاجْرِوَّاطُ المضاء في السرعة وقال ابن الأَعرابي هو الإِسراع واجْلَوَّذ واجرهدّ إِذا أَسرع واجْلَوَّذَ بهم السير اجْلِوَّاذاً أَي دام مع السرعة وهو من سير الإِبل ومنه اجْلَوَّذَ المطر وفي حديث رقيقة واجلوّذ المطر أَي امتد وقت تأَخره وانقطاعه
جنبذ
الجُنْبُذَةُ بالضم ما ارتفع من الشيء واستدار كالقبة قال يعقوب والعامة تقول جُنْبَذَة بفتح الباء ابن سيده الجُنْبُذَة المرتفع من كل شيء والجُنْبُذَة ما علا من الأَرض واستدار ومكان مُجَنْبَذ مرتفع حكاه كراع وجُنْبُذَة الكيل منتهى أَصْبارِه وقد جَنْبَذه والجُنْبُذَة القبة عن ابن الأَعرابي وفي الحديث في صفة الجنة وسطها جنَابِذ من ذهب وفضة يسكنها قوم من أَهل الجنة كالأَعراب في البادية وورد في حديث آخر فيها جنَابِذ من لؤلؤ وفسره بذلك أَيضاً جوذ أَبو الجُوذِيّ كنية رجل قال لو قد حَداهُنَّ أَبو الجُوذِيِّ بَرَجَزٍ مُسْحَنْفِر الرَّويِّ مُسْتَويات كنوى البَرْنِّي وقد تقدم أَنه أَبو الجُودي بالدال المهملة
جوذ
أَبو الجُوذِيّ كنية رجل قال لو قد حَداهُنَّ أَبو الجُوذِيِّ بَرَجَزٍ مُسْحَنْفِر الرَّويِّ مُسْتَويات كنوى البَرْنِّي وقد تقدم أَنه أَبو الجُودي بالدال المهملة
حبذ
ذكر الأَزهري هذه الترجمة في الحاء والذال والباء قال وأَما قولهم حَبَّذا كذا وكذا بتشديد الباء فهو حرف معنى أُلِّف من حَبَّ وذا وقال في آخر الفصل وحبذا في الحقيقة فعل واسم حَبّ بمنزلة نِعْم وذا فاعل بمنزلة الرجل وقد ذكرناه نحن في ترجمة حبب فيما تقدّم والله أَعلم
حذذ
الحَذُّ القطع المستأْصل حَذَّهُ يَحُذّه حَذّاً قطعه قطعاً سريعاً مُسْتأْصلاً وقال ابن دريد قطعه قطعاً سريعاً من غير أَن يقول مستأْصلاً والحُذَّة القطعة من اللحم كالخُزَّة والفِلْذة قال الشاعر تُعْيِيه حُذَّة فِلْذٍ إِنْ أَلَمّ بها من الشِّواءِ ويُرْوِي شُرْبَهُ الغُمَرُ( * قوله « تعييه إلخ » كذا بالأصل والذي في الصحاح وشرح القاموس
تكفيه حزة فلذان ألم بها ... من الشواء ويكفي شربه
الغمر )
ويروى حزة فلذ وسنذكره في موضعه والحَذَذ السرعة وقيل السرعة والخفة والحذذ خفة الذنب واللحية والنعت منهما أَحَذُّ ويعبر أَحَذُّ ولحية حَذاء خفيفة قال وشُعثٍ على الأَكْوارِ حُذٍّ لِحاهُمُ تَفادَوْا من الموتِ الذَّريعِ تَفادِيا وفرس أَحَذُّ خفيف شعر الذنب وقطاة حَذاء وصفت بذلك لقصر ذنبها وقلة ريشها وقيل لخفتها وسرعة طيرانها وفي حديث عتبة بن غزوان أَنه خطب الناس فقال في خطبته إِن الدنيا قد آذَنَتْ بِصَرْمٍ ووَلَّتْ حَذَّاء فلم يَبْق منها إِلا صُبابَةٌ كصُبابةِ الإِناء يقول لم يبق منها إِلا مثل ما بقي من الذَّنَبِ الأَحَذّ ومعنى قوله ولت حَذَّاء أَي سريعة الإِدبار قال الأَزهري ولت حذاء هي السريعة الخفيفة التي قد انقطع آخرها ومنه قيل للقطاة حذاء لقصر ذنبها مع خفتها قال النابغة يصف القطا حَذَّاءُ مُقْبِلَةً سَكَّاءُ مُدْبِرَةً للماء في النَّحْرِ منها نَوْطَةً عَجَبُ قال ومن هذا قيل للحمار القصير الذنب أَحذّ والأَحَذُّ السريع في الكلام والفعال وقيل ولت حذاء أَي ماضية لا يتعلق بها شيء وحمار أَحَذُّ قصير الذنب والاسم من ذلك الحَذَذ ولا فعل له الأَزهري الحَذَذ مصدر الأَحذّ من غير فعل ورجل أَحَذُّ سريع اليد خفيفها قال الفرزدق يهجو عُمَرَ بن هبيرة الفزاري تَفَيْهَقَ بالعراقِ أَبو المُثَنَّى وعَلَّم أَهْلَه أَكلَ الخَبِيص أَأَطْعمتَ العراقَ ورافِدَيْهِ فَزارَيّاً أَحَذَّ يَد القَمِيص ؟ يصفه بالغلو وسرعة اليد وقوله أَحَذَّ يد القميص أَراد أَحذَّ اليد فأَضاف إِلى القميص لحاجته وأَراد خفة يده في السرقة قال ابن بري الفزاري المهجوّ في البيت عمر بن هبيرة وقد قيل في الأَحذ غير ما ذكره الجوهري وهو أَن الأَحذ المقطوع يريد أَنه قصير اليد عن نيل المعالي فجعله كالأَحذ الذي لا شعر لذنبه ولا يجبّ لمن هذه صفته أَن يولى العراق وفي حديث عليّ رضوان الله عليه أَصول بِيَدٍ حَذَّاءَ أَي قصيرة لا تمتد إِلى ما أُريد ويروى بالجيم من الجذ القطع كنى بذلك عن قصور أَصحابه وتقاعدهم عن الغزو قال ابن الأَثير وكأَنها بالجيم أَشبه وأَمر أَحَذُّ سريع المَضاء وصريمة حذاء ماضية وحاجة حَذَّاء خفيفة سريعة النفاذ وأَمْرٌ أَحَذُّ أَي شديد منكر وجئتنا بِخُطوبٍ حُذٍّ أَي بأُمور منكرة وقال الطرماح يَقْري الأُمورَ الحُذَّ ذا إِرْبَةٍ في لَيِّها شَزْراً وإِبْرامِها أَي يقريها قلباً ذا إِربة الأَزهري والقلب يسمى أَحَذَّ قال ابن سيده وقلب أَحَذُّ ذَكِيٌّ خفيف وسهم أَحذ خفف غِراء نَصْله ولم يُفتق قال العجاج أَورد حُذًّا تَسْبِقُ الأَبصارا وكلَّ أُنثى حَمَلَتْ أَحجارا يعني بالأُنثى الحاملة الأَحجار المنجنيقَ الأَزهري الأَحَذُّ اسم عروض من أَعاريض الشعر قال ابن سيده هو من الكامل إِلى مُتفا ونقله إِلى فَعِلُنْ أَو مُتْفاعِلُنْ إِلى مُتْفا ونقله إِلى فَعْلُنْ وذلك لخفتها بالحذف وزاده الأَزهري إِيضاحاً فقال يكون صدره ثلاثة أَجزاء متفاعلن وآخره جزآن تامّان والثالث قد حذف منه علن وبقيت القافية متفا فجعلت فَعْلُنْ أَو فَعِلُنْ كقول ضابيء إِلاَّ كُمَيْتاً كالقَناةِ وضابياً بالقَرْحِ بَيْنَ لَبانِهِ ويَدِه
( * قوله « وضابياً » كذا بالأصل بالمثناة التحتية وفي شرح القاموس ضابئاً بالهمز وهو الأصل والياء تخفيف )
وكقوله وحُرِمْتَ مِنَّا صاحِباً ومُؤازِراً وأَخاً على السَّرَّاءِ والضُّرّ والقصيدة حَذَّاءُ قال ابن سيده قال أَبو إِسحق سمي أَحَذَّ لأَنه قَطْعٌ سريعٌ مستأْصلٌ قال ابن جني سمي أَحَذَّ لأَنه لما قطع آخر الجزء قَلَّ وأَسْرَعَ انقضاؤه وفناؤه وجُزء أَحَذُّ إِذا كان كذلك والأَحَذُّ الشيءُ الذي لا يتعلق به شيء وقصيدة حذَّاء سائرة لا عيب فيها ولا يتعلق بها شيء من القصائد لجودتها والحذَّاء اليمين المنكرة الشديدة التي يقتطع بها الحق قال تَزَبَّدَها حذَّاءَ يَعْلَمُ أَنه هو الكاذبُ الآتي الأُمورَ البَجارِيا
( * وردت البجاريا في كلمة « زبد » بضم الباء والصواب فتحها )
الأَمر البُجْرِيُّ العظيم المنكر الدي لم يُرَ مثله الجوهري اليمين الحَذَّاء التي يحلف صاحبها بسرعة ومن قاله بالجيم يذهب إِلى أَنه جَذَّها جَذَّ العَيْر الصِّلِّيانَةَ ورَحِمٌ حَذَّاء وجَذَّاء عن الفراء إِذا لم توصل وامرأَة حُذْحُذٌ وحُذْحُذَة قصيرة وقَرَبٌ حَذْحاذٌ وحُذاحِذ بعيدٌ وقال الأَزهري قَرَبٌ حَذْحاذٌ سريع أُخِذَ من الأَحَذِّ الخفيف مثل حَثْحاثٍ وخِمْسٌ حَذْحاذٌ لا فُتُورَ فيه وزعم يعقوب أَن ذاله بدل من ثاءِ حَثْحاثٍ وقال ابن جني ليس أَحدهما بدلاً من صاحبه لأَن حَذْحاذاً من معنى الشيء الأَحَذّ والحَثْحاتُ السريع وقد تقدّم
حمذ
الحُماذيّ شِدَّةُ الحر كالهَمَاذِيّ
حنذ
حَنَذَ الجَدْيَ وغيره يَحْنِذُه حَنْذاً شواه فقط وقيل سَمَطَهُ ولحمٌ حَنْذٌ مشويّ على هذه الصفة وصف بالمصدر وكذلك مَحْنُوذٌ وحَنِيذٌ وفي التنزيل العزيز فجاء بعجل حنيذ قال محنوذ مشوي وروى في قوله عز وجل فجاء بعجل حنيذ قال هو الذي يقطرُ ماؤه وقد شوي قال وهذا أَحسن ما قيل فيه الفراء الحَنْيذُ ما حَفَرْتَ له في الأَرض ثم غممته قال وهو من فعل أَهل البادية معروف وهو محنوذ في الأَصل وقد حُنِذَ فهو مَحْنُوذٌ كما قيل طبيخ ومطبوخ وقال شمر الحنيذ الماء السُّخْنُ وأَنشد لابن مَيَّادَةَ إِذا باكَرَتْهُ بالحَنِيذَ غَواسلُهْ وقال أَبو زيد الحنيذ من الشِّواءِ النَّضِيجُ وهو أَنْ تَدُسَّه في النار وقال ابن عرفة بعجل حنيذ أَي مشوي بالرِّضافِ حتى يقطر عرقاً وحنذته الشمس والنار إِذا شوتاه والشِّواءُ المحنوذُ الذي قد أُلقيت فوقه الحجارة المرضوفة بالنار حتى ينشوي انشواءً شديداً فيهتري تحتها شمر الحنيذ من الشِّواء الحار الذي يقطر ماؤه وقد شوي وقيل الحنيذ من اللحم الذي يؤخذ فيقطع أَعضاء وينصف له صَفيحُ الحجارة فَيقُابَلُ يكون ارتفاعه ذراعاً وعَرْضُه أكثر من ذراعين في مثلهما ويجعل له بابان ثم يوقد في الصفائح بالحطب ( هكذا بياض بالأصل ولعل الساقط منه فاذا حميت )واشتذّ حرها وذهب كل دخان فيها ولهب أُدخل فيه اللحم وأُغلق البابان بصفحتين قد كانتا قِدِّرَتا للبابين ثم ضربتا بالطين وبفرث الشاة وأُدْفئِتا إِدْفاءً شديداً بالتراب في النار ساعة ثم يخرج كأَنه البُسرُ قد تَبَرَّأَ اللحمُ من العظم من شدة نُضْجِه وقيل الحنبذ أَن يشوي اللحم على الحجارة المُحْماةِ وهو مُحْنَذٌ وقيل الحنيذ أَن يأْخذ الشاة فيقطعها ثم يجعلها في كرشها ويلقي مع كل قطعة من اللحم في الكَرِش رَضْفَةً وربما جعل في الكرش قَدَحاً من لبن حامض أَو ماء ليكون أَسلم للكرش أَن يَنْقَدَّ ثم يخللها بخلال وقد حفر لها بُؤرَة وأَحماها فيلقي الكرش في البؤْرة ويغطيها ساعة ثم يخرجها وقد أَخذت من النُّضْجِ حاجتها وقيل الحنيذ المشويُّ عامة وقيل الحنيذ الشِّواءُ الذي لم يُبالَغْ في نُضْجِه والفِعْلُ كالفعل ويقال هو الشِّواء المَغْمُومُ الذي يُحْنَذُ أَي يُغير وهي أَقلها التهذيب الحَنْذُ اشتواء اللحم بالحجارة المسخنة تقول حَنَذْتُه حَنْذاً وحَنَذَه يَحْنِذُه حَنْذاً وأَحْنَذَ اللحم أَي أَنْضَجَهُ وحَنَذْتُ الشاة أَحْنِذُها حَنْذاً أَي شويتها وجعلت فوقها حجارة محماة لتنضجها وهي حنيذ والشمس تَحْنِذُ أَي تُحْرِقُ والحَنْذُ شدة الحر وّإحراقه قال العجاج يصف حماراً وأَتاناً حَتى إِذا ما الصيفُ كان أَمَجَا ورَهِبَا من حَنْذِه أَنْ يَهْرَجَا ويقال حَنذَتُه الشمسُ أَي أَحرقته وحِناذٌ مِحْنَذٌ على المبالغة أَي حر محرق قال بَخْدَجٌ يهجو أَبا نُخَيْلَةَ لاقى النُّخَيْلاتُ حِناذاً مْحْنَذا مِنَّي وَشَلاًّ لِلأَعادي مِشْقَذَا أَي حرّاً ينضجه ويحرقه وحَنَذَ الفرس يَحْنِذه حَنْذاً وحِناذاً فهو محنوذ وحنيذ أَجراه أَو أَلقى عليه الجِلالَ لِيَعْرَقَ والخيلُ تُحَنَّذُ إِذا أُلقيت عليها الجلالُ بعضها على بعض لِتَعْرَقَ الفراء ويقال إِذا سَقَيْتَ فَاحْنِذْ يعني أَخْفِسْ يقول أَقِلَّ الماءَ وأَكثر النبيذَ وقيل إِذا سَقَيْتَ فَاحْنِذْ أَي عَرِّقْ شرابك أَي صُبَّ فيه قليلَ ماء وفي التهذيب أَحْنَذَ بقطع الأَلف قال وأَعْرَقَ في معنى أَخْفَسَ وذكر المنذري أَنا أَبا الهيثم أَنكر ما قاله الفراء في الإِحْناذ انه بمعنى أَخْفَسَ وأَعْرَقَ وَعَرَفَ الإِخْفاسَ والإِعْراقَ ابن الأَعرابي شراب مُحْنَذٌ ومُخْفَسٌ ومُمْذًى ومُمْهًى إِذا أُكثر مِزاجُه بالماء قال وهذا ضد ما قاله الفراء وقال أَبو الهيثم أَصل الحِناذِ من حِناذِ الخيل إِذا ضُمِّرَتْ قال وحِناذهُا أَن يُظاهَرَ عليها جُلٌّ فَوْقَ جُلٍّ حتى تُجَلَّلَ بأَجْلالٍ خمسةٍ أَو ستة لِتَعْرَقَ الفرسُ تحت تلك الجِلالِ ويُخْرِجَ العرقُ شَحْمَها كي لا يتنفس تنفساً شديداً إِذا جرى وفي بعض الحديث أَنه أَتى بضب مَحْنوذ أَي مشويّ أَبو الهثيم أَصله من حِناذِ الخيل وهو ما ذكرناه وفي حديث الحسن عَجَّلتْ قبلَ حَينذها بِشوائها أَي عجلت القِرى ولم تنتظر المشوي وحَنَذَ الكَرْمُ فُرِغَ مِنْ بعضه وحَنَذَ له يَحْنِذُ أَقَلَّ الماءَ وأَكثر الشرابَ كأَخْفَسَ وحَنَذْتُ الفرسَ أَحْنِذُه حَنْذاً وهو أَن يُحْضِرَهُ شوطاً أَو شوطين ثم يُظاهِرَ عليه الجِلالَ في الشمس ليعرق تحتها فهو محنوذ وحنيذ وإِن لم يعرق قيل كَبَا وحَنَذٌ موضع قريب من مكة بفتح الحاء والنون والذال المعجمة قال الأَزهري وقد رأَيت بوادي السِّتارَيْنِ من ديار بني سعد عينَ ماء عليه نخل زَيْنٌ عامر وقصور من قصور مياه الأَعراب يقال لذلك الماء حنيذ وكان نَشِيلُه حارّاً فإِذا حُقِنَ في السقاء وعلق في الهواء حتى تضربه الريح عَذُبَ وطاب وفي أَعْراضِ مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قرية قريبة من المدينة النبوية فيها نخل كثير يقال لها حَنَذ وأَنشد ابت السكيت لبعض الرُّجَّاز يصف النخل وأَنه بحذاء حَنَذ ويتأَبر منه دون أَن يؤبر فقال تَأَبَّرِي يا خَيْرَةَ الفَسيلِ تَأَبَّري مِنْ حَنَذٍ فَشُولي إِذْ صَنَّ أَهلُ النَّخلِ بالفُحول ومعنى تَأَبَّرِي أَي تلقَّحي وإِن لم تُؤبَّري برائحة حِرْقِ فَحاحِيلِ حَنَذ وذلك أَن النخل إِذا كان بحذاء حائط فيه فُحَّالٌ مما يلي الجنوب فإِنها تؤبر بروائحها وإِن لم تؤبر وقوله فشولي شبهها بالناقة التي تُلْقَحُ فَتَشُول ذنبها أَي ترفعه قال ابن بري الرجز لأُحَيْحَة بن الجُلاحِ قال والمعنى تأَبري من روائح هذا النخل إِذا ضن أَهل النخل بالفحول التي يؤبر بها ومعنى شولي ارفعي من قولهم شالت الناقة بذنبها إِذا رفعته للقاح وحَنّاذٌ اسم
حوذ
حاذَ يَحُوذَ حَوْذاً كحاط حَوْطاً والحَوْذُ الطَّلْقُ والحَوْذُ والإِحْواذُ السيرُ الشديد وحاذ إِبله يحوذها حَوْذاً ساقها سوقاً شديداً كحازها حوزاً وروي هذا البيت يَحُوذُهُنَّ وَلَهُ حُوذيُّ فسره ثعلب بأَن معنى قوله حوذي امتناع في نفسه قال ابن سيده ولا أَعرف هذا إِلا ههنا والمعروف يحوزهنّ وله حوزي وفي حديث الصلاة فمن فرّغ لها قلبه وحاذ عليها فهو مؤمن أَي حافظ عليها من حاذ الإِبل يحوذها إِذا حازها وجمعها ليسوقها وطَرَدٌ أَحْوَذُ سريع قال بَخْدَجٌ لاقى النخيلاتُ حِناذاً مِحْنَذا مني وشلاًّ للأَعادي مِشْقَذا وطَرَداً طَرْدَ النعام أَحْوَذا وأَحْوَذَ السيرَ سار سيراً شديداً والأَحْوَذِيُّ السريع في كل ما أَخَذَ فيه وأَصله في السفر والحَوْذُ السوق السريع يقال حُذْت الإِبل أَحُوذُها حَوْذاً وأَحْوَذْتها مثله والأَحْوَذِيّ الخفيف في الشيء بحذفه عن أَبي عمرو وقال يصف جناحي قطاة على أَحْوَذِيَّينِ اسْتَقَلّتْ عليهما فما هي إِلا لَمْحَة فَتَغيب وقال آخر أَتَتْكَ عَبْسٌ تَحْمِل المَشِيَّا ماءٍ مِنَ الطّثرة أَحْوَذيَّا يعني سريع الإِسهال والأَحْوَذيّ الذي يسير مسيرة عشر في ثلاث ليال وأَنشد لَقَدْ أَكونُ على الحاجاتِ ذا لَبَثِ وأَحْوَذِيّاً إِذا انضمَّ الذّعالِيبُ قال انضمامها انطواء بدنها وهي إِذا انضمت فهي أَسرع لها قال والذعاليب أَيضاً ذيول الثياب ويقال أَحْوَذَ ذاك إِذا جمعه وضمه ومنه يقال استحوذ على كذا إِذا حواه وأَحْوَذ ثوبه ضمه إِليه قال لبيد يصف حماراً وأُتناً إِذا اجْتَمَعَتْ وأَحْوَذَ جانِبَيْها وأَوردَهَا على عُوجٍ طِوال قال يعني ضمها ولم يفته منها شيء وعنى بالعُوج القوائم وأَمر مَحُوذ مضموم محكم كَمَحُوز وجادَ ما أَحْوَذ قصيدتَه أَي أَحكمها ويقال أَحوذ الصانع القِدْح إِذا أَخفه ومن هذا أُخِذَ الأَحْوذيّ المنكمش الحادّ الخفيف في أُموره قال لبيد فهو كَقِدْحِ المَنِيح أَحْوَذَه الصَّا نعُ يَنْفِي عن مَتْنِه القُوَبَا والأَحْوَذِيُّ المشمر في الأُمور القاهر لها الذي لا يشذ عليه منها شيء والحَويذُ من الرجال المشمر قال عمران بن حَطَّان ثَقْفٌ حَويذٌ مُبِينُ الكَفِّ ناصِعُه لا طَائِشُ الكفّ وَقّاف ولا كَفِلُ يريد بالكَفِلِ الكِفْلَ والأَحْوَذِيّ الذي يَغْلِب واستَحْوَذ غلب وفي حديث عائشة تصف عمر رضي الله عنهما كان والله أَحْوَذيّاً نَسِيجَ وحْدِه الأَحْوذِيّ الحادّ المنكمش في أُموره الحسن لسياق الأُمور وحاذه يَحُوذه حوذاً غلبه واستَحْوذ عليه الشيطان واستحاذ أَي غلب جاء بالواو على أَصله كما جاء اسْتَرْوحَ واستوصب وهذا الباب كله يجوز أَن يُتَكَلَّم به على الأَصل تقول العرب اسْتَصاب واسْتَصْوَب واستَجاب واسْتَجْوب وهو قياس مطرد عندهم وقوله تعالى أَلم نستحوذ عليكم أَي أَلم نغلب على أُموركم ونستول على مودّتكم وفي الحديث ما من ثلاثة في قرية ولا بَدْوٍ لا تقام فيهم الصلاة إِلا وقد اسْتَحْوَذ عليهم الشيطان أَي استولى عليهم وحواهم إِليه قال وهذه اللفظة أَحد ما جاء على الأَصل من غير إِعلال خارِجَةً عن أَخواتها نحو استقال واستقام قال ابن جني امتنعوا من استعمال استحوذ معتلاًّ وإِن كان القياس داعياً إِلى ذلك مؤذناً به لكن عارض فيه إِجماعهم على إِخراجه مصححاً ليكون ذلك على أُصول ما غُيّر من نحوه كاستقام واستعان وقد فسر ثعلب قوله تعالى استحوذ عليهم الشيطان فقال غلب على قلوبهم وقال الله عز وجل حكاية عن المنافقين يخاطبون به الكفار أَلم نستَحْوذ عليكم ونَمْنَعْكم من المؤمنين وقال أَبو إِسحق معنى أَلم نستحوذ عليكم أَلم نستول عليكم بالموالاة لكم وحاذَ الحمارُ أُتُنَه إِذا استولى عليها وجمعها وكذلك حازها وأَنشد يَحُوذُهُنَّ وله حُوذِيُّ قال وقال النحويون استحوذ خرج على أَصله فمن قال حاذ يَحُوذ لم يقل إِلا استحاذ ومن قال أَحْوذَ فأَخرجه على الأَصل قال استحوذ والحاذُ الحال ومنه قوله في الحديث أَغبط الناس المؤمنُ الخفيفُ الحاذِ أَي خفيف الظهر والحاذانِ ما وقع عليه الذنَب من أَدبار الفخذين وقيل خفيف الحال من المال وأَصل الحاذِ طريقة المتن من الإِنسان وفي الحديث ليأْتين على الناس زمان يُغْبَط الرجل فيه لخفة الحاذِ كما يُغْبَطُ اليومَ أَبو العَشَرة ضربه مثلاً لقلة المال والعيال شمر يقال كيف حالُك وحاذُك ؟ ابن سيده والحاذُ طريقة المتن واللام أَعلى من الذال يقال حالَ مَتْنُه وحاذَ مَتْنُه وهو موضع اللبد من ظهر الفرس قال والحاذان ما استقبلك من فخذي الدابة إِذا استدبرتها قال وتَلُفُّ حاذَيْها بذي خُصَل رَيّانَ مِثْلَ قَوادِمِ النَّسْر قال والحاذانِ لحمتانِ في ظاهر الفخذين تكونان في الإِنسان وغيره قال خَفِيفُ الحاذِ نَسّالُ الفَيافي وعَبْدٌ لِلصّحابَةِ غَيْرُ عَبْد الرياشي قال الحاذُ الذي يقع عليه الذنَب من الفخذين من ذا الجانب وذا الجانب وأَنشد وتَلُفّ حاذَيْها بذي خُصَل عَقِمَتْ فَنِعْمَ بُنَيّةُ العُقْم أَبو زيد الحاذ ما وقع عليه الذنب من أَدبار الفخذين وجمع الحاذ أَحْواذ والحاذُ والحالُ معاً ما وقع عليه اللبد من ظهر الفرس وضرب النبي صلى الله عليه وسلم في قوله مؤمنٌ خَفِيفُ الحاذِ قلةَ اللحم مثلاً لقلة ماله وقلة عياله كما يقال خفيف الظهر ورجل خفيف الحاذ أَي قليل المال ويكون أَيضاً القليل العيال أَبو زيد العرب تقول أَنفع اللبن ما وَليَ حاذَيِ الناقة أَي ساعة تحلب من غير أَن يكون رضعها حُِوار قبل ذلك والحاذُ نبت وقيل شجر عظام يَنْبُت نِبْتَة الرِّمْثِ لها غِصَنَةٌ كثيرة الشوك وقال أَبو حنيفة الحاذ من شجر الحَمْض يعظم ومنابته السهل والرمل وهو ناجع في الإِبل تُخصِب عليه رطباً ويابساً قال الراعي ووصف إِبله إِذا أَخْلَفَتْ صَوْبَ الربيعِ وَصَالها عَرادٌ وحاذٌ مُلْبِسٌ كُلَّ أَجْرَعا( * قوله « وصالها » كذا بالأصل هنا وفي عرد وقد وردت « أجرعا » في كلمة « عرد » بالحاء المهملة خطأ )
قال ابن سيده وأَلف الحاذ واو لأَن العين واواً أَكثر منها ياء قال أَبو عبيد الحاذ شجر الواحدة حاذة من شجر الجنَبَة وأَنشد ذواتِ أَمْطِيٍّ وذاتِ الحاذِ والأَمطيّ شجرة لها صمغ يمضغه صبيان الأَعراب وقيل الحاذة شجرة يأْلفها بقَرُ الوحش قال ابن مقبل وهُنَّ جُنُوحٌ لِذِي حاذَة ضَوارِبُ غِزْلانِها بالجُرن وقال مزاحم دَعاهُنّ ذِكْرُ الحاذِ من رَمْل خَطْمةٍ فَمارِدُ في جَرْدائِهِنَّ الأَبارِقُ والحَوْذانُ نبت يرتفع قدر الذراع له زهرة حمراء في أَصلها صفرة وورقته مدوّرة والحافر يسمن عليه وهو من نبات السهل حلو طيب الطعم ولذلك قال الشاعر آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسَلْ والحوْذانُ نبات مثل الهِنْدِبا ينبت مسطحاً في جَلَد الأَرض وليانها لازقاً بها وقلما ينبت في السهل ولها زهرة صفراء وفي حديث قس عمير حَوْذان الحوذان نبت له ورق وقصب ونَور أَصفر وقال في ترجمة هوذ والهاذة شجرة لها أَغصان سَبْطَةٌ لا ورق لها وجمعها الهاذ قال الأَزهري روى هذا النضر والمحفوظ في باب الأَشجار الحاذ وحَوْذان وأَبو حَوْذان أَسماء رجال ومنه قول عبد الرحمن بن عبد الله بن الجراح أَتتك قَوافٍ من كريم هَجَوْتَهُ أَبا الحَوْذِ فانظر كيف عنك تَذودُ إِنما أَراد أَبا حوذان فحذف وغير بدخول الأَلف واللام ومثل هذا التغيير كثير في أَشعار العرب كقول الحطيئة جَدْلاء مُحْكَمَة من صُنْع سَلاَّم يريد سليمان فغير مع أَنه غلط فنسب الدروع إِلى سليمان وإِنما هي لداود وكقول النابغة ونَسْج سُلَيْمٍ كُلَّ قَضَّاءَ ذائل يعني سليمان أَيضاً وقد غلط كما غلط الحطيئة ومثله في أَشعار العرب الجفاة كثير واحدتها حَوْذانة وبها سمي الرجل أَنشد يعقوب لرجل من بني الهمّاز لو كان حَوْذانةُ بالبلادِ قام بها بالدّلْو والمِقَاطِ أَيّامَ أَدْعُو يا بني زياد أَزْرَقَ بَوّالاً على البساط مُنْجَحِراً مُنْجَحَرَ الصُّدَّادِ الصُّدَّادُ الوزَغُ ورواه غيره بأَبي زياد وروي أَوْرَقَ بوّالاً على البساط وهذا هو الأَكفأُ
خذذ
التهذيب أَهمله الليث وفي نوادر الأَعراب خَذَّ الجُرْحُ خَذيذاً إِذا سال منه الصَّديد
خنذ
الخِنْذِيانُ الكثير الشر ورجلِ خِنْذيذُ اللسان بَذِيُّه والخنْذيذُ الفحل قال بشر وخِنْذيذٍ ترى الغُرْمُولَ منه كَطَيِّ الزِّقِّ عَلَّقهُ التِّجارُ والخنذيذ الخصيُّ أَيضاً وهو من الأَضداد ابن سيده الخنذيذ بوزن فِعْلِيلٍ كأَنه بني من خَنَذَ وقد أُمِيتَ فِعْلُه وهو من الخيل الخصي والفحل وقيل الخناذيذ جياد الخيل قال خُفافُ بن عبد قيس من البَراجِمِ وبَراذِينَ كابِيَاتٍ وأُتْنَا وخَناذيذَ خِصْيَةً وفُحُولا وصفها بالجودة أَي منها فحول ومنها خصيان فخرج بذلك من حد الأَضداد قال ابن بري زعم الجوهري أَن البيت لخفاف بن عبد قيس وهو للنابغة الذبياني وقبله جمعوا من نوافل الناس سَيْباً وحميراً مَوْسُومَةً وخُيولا قال وجعل هذا البيت شاهداً على أَن الخنذيذ يكون غير الخصي قال والأَكثر في اللغة أَن الخِنْذيذ هو الخصي وقيل الخنذيذ الطويل من الخيل ابن الأَعرابي كل ضخم من الخيل وغيره خِنْذِيذ خصياً كان أَو غيره وأَنشد بيت بشر وخنذيذ ترى الغرمول منه والخِنْذِيذُ الشاعر المجيد المُنَقِّح المُفْلِقُ والخِنْذِيذُ الشجاع البُهْمَةُ الذي لا يُهْتَدَى لقتاله والخِنْذيذ السخي التام السخاء والخنذيذ الخطيب المُصْقِعُ والخنذيذ السيد الحليم والخنذيذ العالم بأَيام العرب وأَشعار القبائل ورجل خِنْظِيانٌ وخِنْذِيانٌ بالخاء المعجمة أَي فحاش ورجل خِنْذيانٌ كثير الشر التهذيب والخِنذيذ البذيّ اللسان من الناس والجمع الخناذيذ قال أَبو منصور والمسموع من العرب بهذا المعنى الخِنْذِيانُ والخِنْظِيانُ وقد خَنْذَى وخَنْطى وحَنْظى وعَنْظَى إِذا خرج إِلى البذاءة وسَلاطَة اللسان قال ولم أَسمع الخِنْذِيذَ بهذا المعنى قال وكذلك خَنَادِي الجبال واحدتها خِنْذُوَةٌ وقيل خِنْذِيذُ الريح إِعْصاره وقال الشاعر نِسْعيَّة ذات خِنْذِيذٍ يُجاوِبُها نِسْعٌ لها بِعِضاه الأَرض تَهْزِيرُ نِسْعٌ ومِسْعٌ من أَسماء الريح الشمال لدقة مهبّها شبهت بالنسع الذي تعرفه ابن سيده والخِنْذِيذ الجبل الطويل المشرف الضخم وفي الصحاح رأْس الجبل المشرف وخناذيذ الجِبال شُعَب دقاق الأَطراف طوال في أَطرافها خِنْذيذة فأَما قوله تَعْلُو أَواسِيَه خَناذِيذُ خِيَمْ فقد تكون الخناذيذ هنا الجبال الضخام وتَكون المشرفة الطوال والخناذيذ هي الشماريخ الطوال المشرفة واحدتها خِنْذِيذَةٌ وخناذيذ الغيم أَطراف منه مشرفة شاخصة مشبهة بذلك والخُنْذُوَة الشعْبَةُ من الجبل مثل بها سيبويه وفسرها السيرافي قال ووجدت في بعض النسخ حُنْذُوَةً وفي بعضها جُنْذُوَةً وخُنذوة بالخاء معجمة أَقعد بذلك يشتقها من الخِنْذِيذِ وحكيت خِنْذُوَة بكسر الخاء وهو قبيح لأَنه لا يجتمع كسرة وضمة بعدها واو وليس بينهما إِلا ساكن لأَنَّ الساكن غير معتدٍّ به فكأَنه خِذُوَة وحكيت جِنْدِوَة وخِنْذِوَة وحِنْذِوَة لغات في جميع ذلك حكاه بعض أَهل اللغة وكذلك وجد في بعض نسخ كتاب سيبويه وهذا لا يعضده القياس ولا السماع أَما الكسرة فإِنها توجب قلب الواو ياء وإِن كان بعدها ما يقع عليه الإِعراب وهو الهاء وقد نفى سيبويه مثل ذلك وأَما السماع فلم يجئ لها نظير وإِنما ذكرت هذه الكلمة بالحاء والخاء والجيم لأَنَّ نسخ كتاب سيبويه اختلفت فيها
خوذ
المُخاوَذَةُ المخالفة إِلى الشيء خَاوَذَهُ خِوَاذاً ومخاوذة خالفه يقال بنو فلان خاوذونا إِلى الماء أَي خالفونا إِليه الأُمَوِيُّ خاوَذْته مُخَاوَذَة فعلت مثل فعله وأَنكر شمر خاوذت بهذا المعنى وذكر أَن المُخاوَذَة والخِواذ الفِراقُ وأَنشد إِذا النَّوَى تَدْنُو عن الخِوَاذِ وخَاوَذَتْه الحُمَّى خِوَاذاً أَخذته ثم انقطعت عنه ثم عاودته عن ابن الأَعرابي وقيل مخاوذتها إِياه تعهدها له وقيل خِواذُ الحمى أَن تأْتي لوقت غير معلوم الفراء الحمى تُخَاوذه إِذا حم في الأَيام وفلان يُخَاوِذُنا بالزيارة أَي يتعهدنا بالزيارة قال أَبو منصور وسماعي من العرب في الخِواذِ أَن حِلَّتَين نزلتا على ماء عضوض لا يروي نَعَمَهُما في يوم واحد فسمعت بعضهم يقول لبعض خَاوِذُوا وِرْدَكم ترووا نَعَمَكمْ ومعناه أَن يورد فريق نَعَمَه يوماً ونَعَم الآخرين في الرعي فإِذا كان اليوم الثاني أَورد الآخرون نعمهم فإِذا فعلوا ذلك شرب كلُّ مال غِبّاً لأَنَّ المالين إِذا اجتمعا على الماء نزح فلم يرووا وكان صَدَرُهم عن غيرِ رِيّ فهذا معنى الخِوَاذِ عندهم وهو من خُوذَانِهم عن ابن الأَعرابي أَي من خُشارِهم وخَمَّانهم ويقال ذهب فلان في خُوذانِ الخامل إِذا أُخر عن أَهل الفضل قال ابن أَحمر إِذا سَبَّنَا منهم دَعِيٌّ لأُمِّهِ خليلانِ من خُوذَانَ قِنٌّ مُوَلَّدُ وفي النوادر أَمر خائذ لائذ وأَمر مُخَاوِذٌ مُلاوِذٌ إِذا كان مُعْوِزاً وخَاوَذَ عنه إِذا تنحى قال أَبو وجزة وخاوذ عنه فلم يعانها( * كذا بالأصل )
دبذ
الدَّيابُوذُ ثَوْبٌ( * قوله « ثوب » كذا بالأصل والصحاح والمناسب ثياب ينسج واحدها بنيرين جمع ديبوذ ) ينسج بنيرين كأَنه جمع دَيْبُوذ على فَيْعُول قال أَبو عبيد أَصله بالفارسية دوبوذ وأَنشد الأَعشى يصف الثور عليه ديابوذ تسربل تحته أَرَنْدَجَ إِسْكافٍ يخالط عِظْلِمَا قال وربما عربوه بدال غير معجمة
دوذ
الدَّاذِيُّ نبت وقيل هو شيء له عُنْقود مستطيل وحبه على شكل حب الشعير يوضع منه مقدار رطل في الفَرَق فَتَعْبَقُ رائحته ويجود إِسكاره قال شَرِبنا من الدَّاذِيِّ حتى كأَننا مُلوكٌ لنا بَرُّ العِراقَيْنِ والبحرُ جاء على لفظ النسب وليس بنسب قال ابن سيده وإِنما قضينا بأَن أَلفه واو لكونها عيناً
ربذ
الرَّبَذُ خفة القوائم في المشي وخفة الأَصابع في العمل تقول إِنه لَرَبِذٌ ورَبِذَتْ يده بالقداح تَرْبَذُ رَبَذاً أَي خفت والرَّبِذُ الخفيف القوائم في مشيه والرَّبَذُ خفة اليد والرجل في العمل والمشي رَبِذَ رَبَذاً فهو رَبِذٌ والرَّبَذُ العِهْنُ يعلق على الناقة الفراء الرَّبَذُ العُهُون التي تعلق في أَعناق الإِبل واحدتها رَبَذَةٌ قال ابن سيده الرَّبَذَةُ والرِّبْذَةُ العهنة تعلق في أُذن الشاة أَو البعير والناقة الأُولى عن كراع قال وجمعها رَبَذٌ قال وعندي أَنه اسم للجمع كما حكاه سيبوبه من حَلَق في جمع حَلْقَةٍ الجوهري والرِّبْذَة واحدة الرِّبَذ وهي عهون تعلق في أَعناق الإِبل حكاه أَبو عبيد في باب نوادر الفعل والرَّبَذَة الخرقة يُهْنأُ بها تميمية وقيل هي الصوفة يُهْنأُ بها الجرب والرِّبْذَةُ خرقة الحائض وخرقة الصائغ التي يجلو بها الحلى قال النابغة قَبَّحَ اللَّهُ ثم ثَنَّى بِلَعْنٍ رِبْذَةَ الصَّائِغ الجَبانِ الجَهولا وقيل هي الصوفة يطلى بها الجَرْبَى ويهنأُ بها البعير قال الشاعر يا عَقِيدَ اللُّؤمِ لَوْلا نِعْمَتي كنتَ كالرِّبْذَةِ مُلْقًى بالفِناء وفي حديث عمر بن عبد العزيز كتب إِلى عامله عدي بن أَرطاة إِنما أَنت رِبْذَةٌ من الرِّبَذِ قال هو بمعنى إِنما نُصِبت عاملاً لتعالج الأُمور برأْيك وتجلوَها بتدبيرك وقيل هي خرقة الحائض فيكون قد ذمه على هذا القول ونال من عرضه وقيل هي صوفة من العهن تعلق في أَعناق الإِبل وعلى الهوادج ولا طائل لها فشبهه بها أَنه من ذوي الشارة والمنظر مع قلة النفع والجدوى وكلُّ شيء قذِرٍ رِبْذَةٌ وقال اللحياني إِنما أَنت رِبْذَةٌ من الرِّبَذِ أَي منتن لا خير فيك وقال بعضهم رجل رِبْذَة لا خير فيه ولم يذكر النتن والرِّبْذَةُ صِمامة القارورة وجمع ذلك كله رِبَذٌ ورِباذ والرِّبْذَةُ الشدّة والشر الذي يقع بين القوم وبينهم رَباذِية أَي شر قال زياد الطماحي وكانَتْ بين آلِ أَبي أُبَيٍّ رَباذِيَةٌ فَأَطْفَأَها زِيادُ قوله فأَطفأَها زياد يعني نفسه وجاء رَبِذَ العِنانِ أَي مُنْفرداً مُنْهَزماً عن ابن الأَعرابي وقول هشام المزني تَرَدَّدُ في الديار تَسُوقُ ناباً لهَا حَقَبٌ تَلَبَّسَ بالبِطانِ ولم تَرْمِ ابنَ دارَةَ عن تمِيم غَداةَ تَرَكْته رَبِذَ العِنانِ فسره فقال تركته خالياً من الهِجاء يقول إِنما عملك أَن تبكي في الديار ولا تذب عن نفسك أَبو سعيد لِثة رَبِذَة قليلة اللحم وأَنشد قول الأَعشى تَخَلْهُ فِلَسْطِيّاً إِذا ذُقْتَ طَعْمَهُ على رَبَذاتِ النِّيِّ حُمْشٌ لِثاتها قال النِّيُّ اللحم وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال رَبَذاتِ النِّيّ من الرُّبْذَةِ وهي السواد قال ابن الأَنباري النِّيُّ الشحم من نوت الناقة إِذا سَمِنت قال والنِّيءُ بالهمز اللحم الذي لم يُنْضَجْ قال وهذا هو الصحيح وفرس رَبِذٌ سريع وفلان ذو رَبِذاتٍ أَي كثير السَّقَطِ في كلامه والرَّبَذَةُ قرية قرب المدينة وفي المحكم موضع به قبر أَبي ذرّ الغفاري رضي الله تعالى عنه وقال أَبو حنيفة الرَّبَذِيّ الوتر يقال له ذلك ولم يُصنع بالرَّبَذَةِ قال والأَصل ما عمل بها وأَنشد لعبيد بن أَيوب وهو من لصوص العرب أَلم تَرَني حالفتُ صَفْراءَ نَبْعَةً لها رَبَذِيٌّ لم تُفَلَّلْ مَعابِلُه ؟ والرَّبَذِيَّةُ الأَصبحِيَّة من السِّياط وأَرْبَذَ الرجلُ إِذا اتخذ السِّياط الرَّبَذِية وهي معروفة وقال ابن شميل سوط ذو رُبَذٍ وهي سيور عند مقدّم جلد السوط
رذذ
الرَّذاذ المطر وقيل الساكن الدائم الصغار القطر كأَنه غبار وقيل هو بَعْدَ الطَّلِّ قال الأَصمعي أَخف المطر وأَضعفه الطل ثم الرَّذاذُ والرَّذاذُ فوق القِطْقِطِ قال الراجز كأَنَّ هَفْتَ القِطْقِطِ المنثورِ بَعْدَ رَذَاذ الدِّيمَةِ الدَّيْجُورِ على قَرَاهُ فِلَقُ الشُّذُورِ فجعل الرَّذَاذَ للديمة واحدته رذاذة وفي الحديث ما أَصاب أَصحاب محمد يوم بدر إِلا رَذاذٌ لَبَّد لهم الأَرض الرَّذَاذُ أَقل المطر قيل هو كالغبار وأَما قول بخدج يهجو أَبا نخيلة لاقى النخيلاتُ حِناذاً مِحْنَذا مِنِّي وشَلاًّ للأَعادي مِشْقَذَا وقافِياتٍ عارماتٍ شُمَّذَا من هاطِلاتٍ وابلاً ورَذَذَا فإِنه أَراد رذاذاً فحذف للضرورة كقول الآخر منازل الحيّ تعفّي الطِّلَل أَراد الطِّلالَ فحذف وشبه بخدج شعره بالرذاذ في أَنه لا يكاد ينقطع لا أَنه عنى به الضعيف بل يشتد مرة فيكون كالوابل ويسكن مرة فيكون كالرذاذ الذي هو دائم ساكن ويومٌ مُرِذٌّ وقد أَرَذَّت السماء وأَرض مُرَذٌّ عليها ومُرَذَّةٌ ومَرْذوذَةٌ الأَخيرة عن ثعلب وقد أَرَذَّتْ فهي تُرِذُّ إِرْذَاذاً ورَذَاذاً وأَرَذَّتِ العينُ بمائها وأَرَذَّ السّقاءُ إِرْذَاذاً إِذا سال ما فيه وأَرَذَّتِ الشَّجَّةُ إِذا سالت وكل سائل مُرذٌّ قال الأَصمعي لا يقال أَرض مُرَذَّة ولا مرذوذة ولكن يقال أَرض مُرَذٌّ عليها وقال الكسائي أَرض مُرَذَّةٌ ومَطْلُولَةٌ الأُموي يوم مُرِذ وذو رَذاذٍ
روذ
الرَّوْذَةُ الذهاب والمجيء قال أَبو منصور هكذا قيد الحرف في نسخة مقيدة بالذال قال وأَنا فيها واقف ولعلها رَوْدَةٌ من رادَ يَرُودُ وَراذانُ موضع عن ابن الأَعرابي وأَلِفها واو لأَنها عين وانقلاب الأَلف عن الواو عيناً أَكثر من انقلابها عن الياء وأَصل رَاذانَ رَوَذَان ثم اعتلت اعتلال ماهان وداران وكل ذلك مذكور في مواضعه في الصحيح على قول من اعتقد نونها أَصلاً كطاء ساباط وإِنه إِنما ترك صرفه لأَنه اسم للبقعة
زمرذ
الزُّمُرُّذُ بالذال من الجواهر معروف واحدته زُمُرُّذَةٌ الجوهري الزمرذ بالضم الزبرجد والراء مضمومة( * قوله « والراء مضمومة إلخ » وعن الازهري فتح الراء أيضاً نقله شارح القاموس ) مشددة
سبذ
قال الأَزهري في ترتيبه أُهملت السين مع الطاء والدال والثاء إِلى آخر حروفها فلم يستعمل من جميع وجوهها شيء في مُصاص كلام العرب فأَما قولهم هذا قضاء سَذوم بالذال فإِنه أَعجمي وكذلك البُسَّذُ لهذا الجوهر ليس بعربي وكذلك السَّبَذَة فارسي ابن الأَثير في حديث ابن عباس جاء رجل من الأَسْبَذِيِّينَ إِلى النبي صلى الله عليه وسلم قال هم قوم المجوس لهم ذكر في حديث الجزية قيل كانوا مسلحة لحصن المُشَقّرِ من أَرض البحرين الواحد أَسْبَذِيٌّ والجمع الأَسابِذَةُ
شبرذ
ناقة شَبَرْذاةٌ وشمرذاة ناجية سريعة قال مرداس الزبيري لما أَتانا رامعاً قِبِرَّاهْ على أَمونٍ جَسْرَةٍ شَبَرْذاهْ والشَّبَرْذى والشَّمَرْذى السريع فيما أَخذ فيه والشَّبَرْذى اسم رجل قال لقد أُوقِدَتْ نارُ الشَّبَرْذى بأَرْؤسٍ عِظامِ اللِّحى مُعْرَنْزِماتِ اللَّهازِمِ ويروى الشَّمَرْذى والميم في كل ذلك لغة
شجذ
الشَّجْذَة المَطرةُ الضعيفة وهي فوق البَغْشَةِ وأَشجذت السماء سكن مطرها وضعف قال امروء القيس يصف ديمة تُخْرِجُ الوَدَّ إِذا ما أَشْجَذَت وتُوارِيهِ إِذَا ما تَشْتَكِرْ الوَدّ جبل معروف وتشتكر يشتد مطرها وفي التهذيب تعتكر يقول إِذا أَقلعت هذه الديمة طهر الوَتِدُ فإِذا عادت ماطرة وارته الأَصمعي أَشْجَذَ المطرُ منذ حين أَي نأَى وبعد وأَقلع بعد إِثْجامِهِ ويقال أَشجذت الحمى إِذا أَقلعت
شحذ
الليث الشَّحْذُ التحديد شحَذ السكينَ والسيفَ ونحوهما يَشْحَذُه شَحْذاً أَحَدَّه بالمِسَنِّ وغيره مما يُخرج حَدَّه فهو شحيذ ومشحوذ وأَنشد يَشْحَذُ لَحْيَيْهِ بِنابٍ أَعْصَلِ والمِشْحَذُ المِسَنُّ وفي الحديث هلمي المُدْيَةَ واشْحَذيها ورجل شُحْذُوذٌ حديد نَزِقٌ وشَحَذَ الجوعُ مَعِدَتَه ضرّمها وقوّاها على الطعام وأَحَدَّها ابن سيده الشحذان بالتحريك الجائع وهو من ذلك وشَحَذَه بعينه أَحَدَّها إِليه ورماه بها حتى أَصابه بها قال وكذلك ذَرَقْتُه وحَدَجْتُه وشَحَذْتُه أَي سُقْتَهُ سَوْقاً شديداً وسائق مِشْحَذ قال أَبو نُخَيلة قلت لإِبليس وهامان خذا سُوقا بني الجَعْراءِ سَوْقاً مِشْحَذا واكْتَنِفاهُم من كذا ومن كذا تَكَنُّفَ الريح الجَهَامَ الرَّذَذَا ومَرَّ يَشْحَذُهم أَي يطردهم ورجل شَحْذَانُ سَوَّاقٌ وفلان مشحوذ عليه أَي مغضوب عليه قال الأَخطل خيال لأَرْوى والرَّباب ومن يكن له عند أَرْوَى والرَّباب تُبُولُ يَبِتْ وهو مَشْحُوذٌ عليه ولا يَرى إِلى بَيْضَتَيْ وَكْرِ الأَنُوقِ سبيل ابن شميل المِشْحاذُ الأَرض المستوية فيها حصى نحو حصى المسجد ولا جبل فيها قال وأَنكر أَبو الدُّقيش المِشْحاذَ وقال غيره المِشْحاذ الأَكَمَةُ القَرْوَاءُ التي ليست بِضَرِسَة الحجارة ولكنها مستطيلة في الأَرض وليس فيها شجر ولا سهل أَبو زيد شَحَذَتِ السماءُ تَشْحَذُ شَحْذاً وحلبت حلباً وهي فوق البَغْشَة وفي النوادر تَشَحَّذَني فلانٌ وتَرَعَّفَني أَي طردني وعَنَّاني
شخذ
أَشْخَذَ الكلبَ أَغراه يمانية
شذذ
شَذَّ عنه يَشِذُّ ويَشُذُّ شذوذاً انفرد عن الجمهور وندر فهو شاذٌّ وأَشذُّه غيره ابن سيده شَذَّ الشَّيءُ يَشِذُّ شَذّاً وشُذوذاً ندر عن جمهوره وشَذَّه هو يَشُذُّه لا غير وأَشَذَّهُ أَنشد أَبو الفتحبن جني فَأَشَذَّني لمرورهم فَكَأَنني غُصْنٌ لأَوَّل عاضدٍ أَو عاسِفِ قال وأَبى الأَصمعي شذه وسمى أَهلُ النحو ما فارق ما عليه بقية بابه وانفرد عن ذلك إِلى غيره شاذّاً حملاً لهذا الموضع على حكم غيره وجاؤوا شُذَّاذاً أَي قِلالاً وقوم شُذَّاذ إِذا لم يكونوا في منازلهم ولا حيهم وشُذَّانُ الناس ما تفرّق منهم وشُذَّاذُ الناس الذين يكونون في القوم ليسوا في قبائلهم ولا منازلهم وشُذَّاذُ الناس متفرقوهم وفي حديث قتادة وذكر قوم لوط فقال ثم أَتبع شُذَّانَ القوم صَخْراً مَنْضُوداً أَي من شذ منهم وخرج عن جماعته قال وشُذَّان جمع شاذّ مثل شاب وشُبَّان ويروى بفتح الشين وهو المتفرق من الحصى وغيره ويقالُ من قال شُذَّان فهو جمع شاذ ومن قال شَذَّان فهو فَعْلانُ وهو ما شذ من الحصى ويقالُ شُذَّان وإِنما يقال شُذَّان بالضم لا يجمع( * قوله « وانما يقال شذان بالضم لا يجمع إلخ » كذا بالنسخة المعتمد عليها عندنا ولعل فيها سقطاً والأصل والله أعلم وإنما يقال شذان بالضم لأن فاعلاً لا يجمع على فعلان يعني بفتح الفاء ) على فَعلان ابن سيده وشُذَّان الحصى ونحوه ما تطاير منه وحكى ابن جني شَذَّان الحصى قال امروء القيس تُطاير شَذَّانَ الحَصى بِمَناسِم صِلاب العُجى مَلْثومها غَيرُ أَمعرا الجوهري شَذان الحصى بالفتح والنون المتفرق منه وقال يتركن شَذَّانَ الحَصى جَوافِلا وشَذَّانُ الإِبل وشُذَّانُها ما افترق منها أَنشد ابن الأَعرابي شُذَّانُها رائعة لِهَدْرِه رائعة مرتاعة الليث شذ الرجل إِذا انفرد عن أَصحابه وكذلك كل شيء منفرد فهو شاذ وكلمة شاذة ويقال أَشْذَذْتَ يا رجل إِذا جاء بقول شاذٍّ نادٍّ ابن الأَعرابي يقال ما يدع فلان شاذّاً ولا نادّاً إِلا قتله إِذا كان شجاعاً لا يلقاه أَحد إِلا قتله ويقال شاذّ أَي متنحٍّ
شعذ
الشَّعْوَذَةُ خِفَّةٌ في اليد وأُخْذٌ كالسحر يُري الشيءَ بغير ما عليه أَصله في رأْي العين ورجل مُشَعْوِذٌ ومُشَعْوَذٌ وليس من كلام البادية والشَّعْوَذَةُ السُّرْعَةُ وقيل هي الخفة في كل أَمْرٍ والشَّعْوَذِيُّ رسول الأُمراء في مهاتهم على البريد وهو مشتق منه لسرعته وقال الليث الشَّعْوَذَةُ والشَّعْوَذيُّ مستعمل وليس من كلام أَهل البادية
شقذ
الشَّقْذِ والشَّقِيذُ والشَّقَذانُ الذي لا يكاد ينام وفي التهذيب الشَّقِذُ العَيْنِ الذي لا يكاد ينام إِنه لَشَقِذُ العين إِذا كان لا يَقْهَرُه النُّعاسُ زاد الجوهري ولا يكون إِلا عَيُوناً يصيب الناس بالعين قال ابن سيده وهو العَيُونُ الذي يصيب الناس بالعَين وقيل هو الشديد البصر السريع الإِصابة وقد شقِذ بالكسر شَقَذاً وشقِذَ الرجلُ ذهب وبَعُدَ وأَشْقَذَهُ طرده وهو شَقِذٌ وشَقَذان بالتحريك الأَصمعي أَشْقَذْتُ فلاناً إِشقاذاً إِذا طردته وشَقِذَ هو يَشْقَذُ إِذا ذهب وهو الشَّقَذانُ قال عامر بن كثير المحاربي فإِني لستُ من غَطَفانَ أَصْلي ولا بيني وبينهم اعْتِشَارُ إِذا غَضِبُوا عليّ وأَشْقَذُوني فصرتُ كأَنني فَرَأٌ مُتارُ متار يُرْمَى تارة بعد تارة ومعنى متار مفزع يقال أَتَرْتُه أَي أَفزعته وطردته فهو مُتار قال ابن بري أَصله أَتأَرته فنقلت الحركة إِلى ما قبلها وحذفت الهمزة قال وقال ابن حمزة هذا تصحيف وإِنما هو مُنارٌ بالنون يقال أَنرته بمعنى أَفزعته ومنه النَّوارُ وهي النَّفُورُ والاعتشار بمعنى العِشْرَة قال وقد ذكره الجوهري في فصل تور شاهداً على قولهم فلان يُتار على أَن يؤخذ أَي يُدارُ وطَرَدٌ مِشْقَذٌ بعيد قال بخدج لاقى النُّخيلاتُ حناذاً مِحْنَذا مني وشَلاًّ للأَعادي مِشْقَذا أَراد أَبا نخلة فلم يُبَلْ كيف حرّف اسمه لأَنه كان هاجياً له والشَّقْذاءُ العُقاب الشديدة الجوع وعقاب شَقَذى شديدة الجوع والطلب قال يصف فرساً شَقْذاءُ يَحْتَثُّها في جَرْيِها ضَرَم والشِّقْذان الضَّبُّ والوَرَلُ والطُّحَنُ وسامُّ أَبرص والدَّسَّاسَةُ وأَخذته شِقْذَةٌ وجعلت امرأَة من العرب الشّقْذانَ واحِداً فقالت تهجو زوجها وتشبهه بالحرباء إِلى قَصْرِ شِقْذانٍ كَأَنَّ سِبالَهُ ولحيته في خُرْو مَانٍ مُنَوَّر الخرؤُمانة بقلة خبيثة الريح تنبت في الأَعطان والدِّمَنِ وأَورد الأَزهري هذا البيت مستشهداً به على الواحد من الحَرابيِّ والشَّقْذُ والشِّقْذُ والشَّقِذُ والشَّقَذانُ الحِرْباءُ وجمعه شِقْذانٌ مثل كَرَوانٍ وكِرْوانٍ وقيل هو حرباء دقيق مَعْصُوبٌ صَعْلُ الرأْس يلزق بِسُوقِ العِضَاه والشِّقَذُ والشَّقَذُ والشُّقَذُ ولد الحِرْباء عن اللحياني والجمع من كل ذلك الشُّقاذى والشِّقْذانُ قال فَرَعَتْ بها حَتَّى إِذا رَأَتِ الشُّقاذى تَصْطَلي اصطلاؤُها تحرّيها للشمس في شدة الحر وقال بعضهم الشُّقاذى في هذا البيت الفَراش قال وهذا خطأٌ لأَن الفَراشَ لا يصطلي بالنار وإِنما وصف الحمر فذكر أَنها رعت الربيع حتى اشتد الحر واصْطَلَتِ الحَرابي وعَطِشَتْ فاحتاجتِ الوُرُودَ وقال ذو الرمة يصف فلاة قطعها تَقَاذَف والعُصْفُور في الجُحرِ لاجِئٌ مَعَ الضَّبِّ والشِّقْذانُ تَسْمُو صُدورُها أَي تشخص في الشجر وقيل الشِّقْذانُ الحشرات كلها والهوام واحدتها شَقِذَةٌ وشَقِذٌ وشِقْذٌ قال ولا أَدري كيف تكون الشَّقِذَةُ واحدةَ الشِّقْذان إِلا أَن يكون على طرح الزائد والشَّقْذُ والشَّقَذانُ والشِّقْذان الأَخيرة عن ثعلب الذئب والصقر والحرباء والشِّقْذانُ فراخ الحُبارى والقطا ونحوهما والشَّقْذانَةُ الخفيفة الروح عن ثعلب وما له شَقَذٌ ولا نَقَذٌ أَي ما له شيء ومتاع ليس به شَقَذٌ أَي نقص ولا خلل ابن الأَعرابي ما به شَقَذٌ ولا نَقَذٌ أَي ما به حَراكٌ وفلان يشاقذني أَي يعاديني الأَزهري في ترجمة عذق امرأَة عَقْذانة وشَقْذانَةٌ وعَدْوانَةٌ أَي بذية سليطة
شمذ
الليث الشَّمْذُ رفع الذنب شَمَذَتِ الناقة تَشْمِذُ بالكسر شَمْذاً وشِماذاً وشُموذاً وهي شامذ والجمع شوامذ وشُمَّذ أَي لقحت فشالت بذنَبها لِتُري اللقاح بذلك وربما فعلت ذلك مَرَحاً ونَشاطاً قال الشاعر يصف ناقة على كُلِّ صَهْباءِ العَثانِينِ شَامِذٍ جُمَالِيَّةٍ في رأْسها شَطَنَانِ وقيل الشامذ من الإِبل الخَلِفَة وقول أَبي زبيد يصف حرباء شامِذاً تَتَّقي المُبِسَّ عَلى المُرْ يَةِ كَرْهاً بالصِّرْف ذي الطُّلاَّء يقول الناقة إِذا أُبِسَّ بها اتقت المُبِسَّ باللبن وهذه تتقيه بالدم وهذا مثل والعقرب شامذ من حيث قيل لما شَالَ من ذنبها شَوْلَةٌ قال أَبو الجرَّاح من الكِباشِ ما يشتمذ ومنها ما يَغُلُّ فالاشتماذ أَن يضرب الأَلية حتى ترتفع فَيَسْفِذَ والغَلُّ أَن يَسْفِذَ من غير أَن يفعل ذلك والشَّيْمَذانُ الذئب( * قوله « الشميذان الذئب » كذا بالأصل وفي القاموس وشرحه واليشمذان هذا هو الأصل والشيذمان مقلوبه وهو الذئب ) سمي بذلك لشموذه بذنبه وقول بخدج يهجو أَبا نخيلة لاقى النُّخيلاتُ حِناذاً مِحْنَذا مني وشَلاًّ للأَعادِي مِشْقَذَا وقافياتٍ عَارِمَاتٍ شُمَّذا إِنما ذلك مَثَلٌ شَبَّهَ القوافي بالإِبل الشُّمَّذِ وهي ما قدَّمناه من أَنها التي ترفع أَذنابها نشاطاً ومَرَحاً أَو لِتُريَ بذلك اللِّقَاحَ وقد يجوز أَن يكون شبهها بالعقارب لِحِدَّتها وشِدَّةِ أَذنابها ويقال للنخيل إِذا أُبِّرَت قد شَمَذتْ ونَخِيلٌ شَوامِذ وأَنشد غُلْبٌ شَوامِذُ لم يَدْخُلْ لها الحَصْر قال الأَصمعي حصر النبت إِذا كان في موضع غليظ ضيق فلا يسرع نباته شمر يقال اشْمِذْ إِزارك أَي ارفعه ورجل شَمْذانُ يرفع إِزاره إِلى ركبتيه وأَشْمَذانِ موضعان أَو جبلان قال رَزَاحٌ أَخو قصيّ بن كلاب جَمَعْنا من السِّرِّ من أَشْمَذَيْن ومن كلِّ حَيٍّ جَمَعْنا قَبيلا
شمرذ
الشَّمْرَذَةُ السرعة والشَّمَرْذَى لغة في الشَّبَرْذَى وناقة شَمَرْذاةٌ وشَبَرْذاةٌ ناجية سريعة وقد تقدم وقول الشاعر لقد أُوقِدَتْ نارُ الشَّمَرْذَى بِأَرْو س عِظَامِ اللِّحَى مُعْرَنْزِماتِ اللَّهازِمِ قال أَحسبه نبتاً أَو شجراً
شنذ
النهاية لابن الأَثير في حديث سعد بن معاذ لما حكم في بني قريظة حملوه على شَنَذَة من ليف هي بالتحريك شبه إِكاف يجعل لمقدِّمته حِنْوٌ قال الخطابي ولست أَدري بأَيّ لسان هي
شوذ
المِشْوَذُ العِمامة أَنشد ابن الأَعرابي للوليد بن عقبة بن أَبي مُعَيْط وكان قد وليَ صدقات تغلب إِذا ما شَدَدْتُ الرَّأْسَ مني بِمشْوَذٍ فَغَيَّكِ مني تَغْلِبُ ابْنَةَ وائِلِ يريد غيّاً لك ما أَطوله مني وقد شَوَّذَه بها وفي حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم أَنه بعث سرية فأَمرهم أَن يمسحوا على المَشَاوِذِ والتَّسَاخِين وقال أَبو بكر المشاوذ العمائم واحدها مِشْوَذٌ والميم زائدة ابن الأَعرابي يقال للعمامة المشوذ والعِمَادَة ويقال فلان حسن الشِّيذَة أَي حسن العمة وقال أَبو زيد تشوّذ الرجل واشتاذ إِذا تعمم تَشَوْذُناً( * قوله « تشوذناً » كذا بالأصل ولعله تشوذاً ) قال وشَوَّذْتُه تَشْويذاً إِذا عممته قال أَبو منصور أَحسبه أُخذ من قولك شَوَّذَتِ الشمس إِذا مالت للمغيب وذلك أَنها كانت غطيت بهذا الغيم قال الشاعر لَذُنْ غُدْوَة حتى إِذا الشمسُ شَوَّذَت لِذِي سَوْرة مَخْشيَّة وحذار وتشوَّذَ الرجل واشتاذ أَي تعمم وجاء في شعر أُمية شَوَّذَت الشمس قال أَبو حنيفة أَي عممت بالسحاب وبيت أُمية وشَوَّذَتْ شَمْسُهم إِذا طَلَعت بالخُلْبِ هِفّاً كأَنه كَتَمُ الأَزهري أَراد أَنّ الشمس طلعت في قَتَمَةٍ كأَنها عممت بالغُبرَة التي تضرب إِلى الصُّفْرة وذلك في سنة الجدب والقحط أَي صار حولها خُلَّبُ سَحابٍ رقيق لا ماء فيه وفيه صفرة وكذلك تطلع الشمس في الجدب وقلة المطر والكَتَمُ نبات يخلط مع الوَسْمَةِ يُخْتَضَبُ به
طبرزذ
الطَّبَرْزَذُ السُّكَّرُ فارسي معرّب يريد تَبَرْزَدْ بالفارسية كأَنه نحت من نواحيه بالفأْس والتَّبَر الفأْس بالفارسية وحكى الأَصمعي طَبَرْزَل وطَبَرْزَنْ وقال يعقوب طَبَرْزُد وطَبَرْزُل وطَبَرْزُون قال ابن سيده وهو مثال لا أَعرفه قال ابن جني قولهم طَبَرْزُل وطَبَرْزُن لَسْتَ بأَن تجعل أَحدهما أَصلاً لصاحبه بأَولى منك تحمله على ضده لاستوائهما في الاستعمال
طرمذ
رجل فيه طَرْمَذَة أَي أَنه لا يحقق الأُمور وقد طرمذ عليه ورجل طِرماذ مُبَهْلِقٌ صَلِفٌ وهو الذي يسمى الطِّرْمِذار قال سَلامُ مَلاَّذٍ على مَلاَّذِ طَرْمَذَةً مني على الطِّرْماذِ الجوهري الطَّرْمَذةُ ليس من كلام أَهل البادية والمُطَرْمِذُ الذي له كلام وليس له فعل قال ابن بري قال ثعلب في أَماليه الطَّرْمَذَةُ غريبة قال والطِّرْماذُ الفرس الكريم الرائع والطِّرْمِذار المتكثر بما لم يفعل وقيل الطِّرْمِذارُ والطِّرْماذُ هو المُتَنَدِّخُ يقال تَنَدَّخَ أَي تشبَّع بما ليس عنده قال ابن بري ويقوي ذلك قول أَشجع السلمي ليس للحاجات إِلاّ من له وَجْهٌ وقاح ولِسانٌ طِرَّمِذَارٌ وغُدُوٌّ وَرَواح ابن الأَعرابي في فلان طَرْمَذَةٌ وبَهْلَقَةٌ ولَهْوَقةٌ قال أَبو العباس أَي كِبْرٌ أَبو الهيثم المُفَايَشة المفاخرة وهي الطَّرْمَذَةُ بعينها والنَّفْخُ مثله يقال رجل نَفَّاجٌ وفَيَّاشٌ وطِرْماذ وفَيُوشٌ وطِرْمِذانُ بالنون إِذا افتخر بالباطل وتمدّح بما ليس فيه
عقذ
الأَزهري في ترجمة عذق امرأَة عَقْذَانَةٌ وشَقْذانَةٌ وعَذْوَانَة أَي بذية سليطة
عنذ
العَانِذَة أَصل الذَّقَنِ والأُذُنُ قال عَوانذِ مُكْنِفات اللَّها جميعاً وما حولهن اكتنافا
عوذ
عاذ به يَعُوذُ عَوْذاً وعِياذاً ومَعاذاً لاذ فيه ولجأَ إِليه واعتصم ومعاذَ اللهِ أَي عياذاً بالله قال الله عز وجل مَعَاذَ الله أَن نأْخذ إِلا مَن وجدَنا متاعنا عنده أَي نعوذ بالله معذاً أَن نأْخذ غير الجاني بجنايته نصبه على المصدر الذي أُريدَ به الفعل وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه تزوّج امرأَة من العرب فلما أُدْخِلَتْ عليه قالت أَعوذ بالله منك فقال لقد عُذْتِ بمعاذ فالحقي بأَهلك والمَعَاذ في هذا الحديث الذي عَاذبه والمَعَاذ المصدر والمكان والزمان أَي قد لجأْت إِلى ملجإٍ ولُذْتِ بِمَلاذ والله عز وجل معاذ من عاذ به وملجأُ من لجأَ إِليه وقولهم معاذ الله أَي أَعوذ بالله معاذاً بجعله بدلاً من اللفظ بالفعل لأَنه مصدر وإِن كان غير مستعمل مثل سبحان ويقال أَيضاً مَعَاذَة الله ومَعَاذَ وجه الله ومَعَاذَة وجه الله وهو مثل المَعْنَى والمَعْناة والمَأْتى والمَأْتاة وأَعَذْتُ غيري به وعَوَّذْتُه به بمعنى قال سيبويه وقالوا عائذاً بالله من شرها فوضعوا الاسم موضع المصدر قال عبد الله السهمي أَلحقْ عذابَك بالقوم الذين طَغَوْا وعائذاً بك أَن يَغْلُوا فيُطْغُوني قال الأَزهري يقال اللهم عائذاً بك من كل سوء أَي أَعوذ بك عائذاً وفي الحديث عائذ بالله من النار أَي عائذ ومتعوّذ كما يقال مستخجير بالله فجعل الفاعل موضع المفعول كقولهم سِرٌّ كاتِمٌ وماءٌ دافق ومن رواه عائذاً بالنصب جعل الفاعل موضع المصدر وهو العِياذُ وطَيْرٌ عِياذٌ وعُوَّذ عائذة بجبل وغيره مما يمنعها قال بخدج يهجو أَبا نخيلة لاقى النُّخَيْلاتُ حِناذاً مِحْنَذا شَرًّا وشَلاًّ للأَعادِي مِشْقَذَا( * قوله « شرّاً وشلاً إلخ » الذي تقدم مني وشلاً ولعله روي بهما )
وقافِياتٍ عارِماتٍ شُمَّذَا كالطَّيْر يَنْجُونَ عِياذاً عُوَّذا كرر مبالغة فقال عِيذاً عُوَّذاً وقد يكون عياذاً عنا مصدراً وتعوّذ بالله واستعاذ فأَعاذه وعوّذه وعَوْذٌ بالله منك أَي أَعوذ بالله منك قال قالت وفيها حَيْذَة وذُعْرُ عَوْذٌ بربي مِنكُمُ وحَجْرُ قال وتقول العرب للشيء ينكرونه والأَمر يهابونه حُجْراً أَي دفعاً وهو استعاذة من الأَمر وما تركت فلاناً إلا عَوَذاً منه بالتحريك وعَوَاذاً منه أَي كراهة ويقال أُفْلِتَ فلانٌ مِن فُلانٍ عَوَذاً إِذا خوَّفه ولم يضربه أَو ضربه وهو يريد قتله فلم يقتله وقال الليث يقال فلان عَوَذٌ لك أَي ملجأٌ وفي الحديث إِنما قالها تَعَوُّذاً أَي إِنما أَقرَّ بالشهادة لاجئاً إِليها ومعتصماً بها ليدفع عنه القتل وليس بمخلص في إِسلامه وفي حديث حذيفة تُعْرَضُ الفتنُ على القلوب عَرْضَ الحصير عُوداً عُوداً بالدال اليابسة وقد تقدّم قال ابن الأَثير وروي بالذال المعجمة كأَنه استعاذ من الفتن وفي التنزيل فإِذا قرأْت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم معناه إِذا أَردت قراءة القرآن فقل أَعوذ بالله من الشيطان الرجيم ووسوسته والعُوذةُ والمَعَاذَةُ والتَّعْوِيذُ الرُّقية يُرْقى بها الإِنسان من فزع أَو جنون لأَنه يعاذ بها وقد عَوَّذَه يقال عَوَّذْت فلاناً بالله وأَسمائه وبالمُعَوِّذتين إِذا قلت أُعيذك بالله وأَسْمائه من كل ذي شر وكل داء وحاسد وحَيْنٍ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان يعوِّذ نفسه بالمعوِّذتين بعدما طُبَّ وكان يُعَوِّذُ ابني ابنته البَتُول عليهم السلام بهما والمعوِّذتان بكسر الواو سورة الفلق وتاليتها لأَن مبدأَ كل واحدة منهما قل أَعوذ وأَما التعاويذ التي تُكتب وتعلق على الإِنسان من العين فقد نهى عن تعليقها وهي تسمى المَعًّاذات أَيضاً يُعَوَّذ بها من علقت عليه من العين والفزع والجنون وهي العُوذُ واحدتها عُوذَةٌ والعُوَّذُ ما عِيذ به من شجر أَو غيره والعُوَّذُ من الكلإِ ما لم يرتفع إِلى الأَغصان ومنعه الشجر من أَن يرعى من ذلك وقيل هي أَشياء تكون في غلظ لا ينالها المالُ قال الكميت خَلِيلايَ خُلْصَانيَّ لم يُبْق حُبُّها من القلبِ إِلاَّ عُوَّذاً سَيَنالها والعُوَّذ والمُعوَّذُ من الشجر ما نبت في أَصل هدفٍ أَو شجرة أَو حَجَرٍ يستره لأَنه كأَنه يُعَوّذُ بها قال كثير بن عبد الرحمن الخزاعي يصف امرأَة إِذا خَرَجَتْ مَن بيتها راقَ عَيْنَها مُعَوَّذُهُ وأَعْجَبَتْها العَقائِقُ يعني هذه المرأة إِذا خَرَجَت من بيتها راقها مُعَوَّذُ النَّبت حوالي بيتها وقيل المعَوِّذ بالكسر كل نبت في أَصل شجرة أَو حجر أَو شيء يعُوذّ به وقال أَبو حنيفة العَوَذُ السفير من الورق وإِنما قيل له عَوَذٌ لأَنه يعتصم بكل هذف ويلجأُ إِليه ويعوذ به قال الأَزهري والعَوَذُ ما دار به الشيء الذي يضربه الريح فهو يدور بالعَوَذِ من حَجَر أَو أَرومة وتَعَاوَذَ القومُ في الحرب إِذا تواكلوا وعاذ بعضهم ببعض ومُعَوَّذُ الفرس موضع القلادة ودائرة المُعَوَّذِ تستحب قال أَبو عبيد من دوائر الخيل المُعَوَّذُ وهي التي تكون في موضع القلادة يستحبونها وفلان عَوْذٌ لبَني فلان أَي ملجأٌ لهم يعوذون به وقال الله عز وجل وانه كان رجال من الإِنس يعوذون برجال من الجن قيل إن أَهل الجاهلية كانوا إِذا نزلت رفقة منهم في واد قالت نعوذ بعزيز هذا الوادي من مَرَدَة الجن وسفهائهم أَي نلوذُ به وتستجير والعُوَّذُ من اللحم ما عاذ بالعظم ولزمه قال ثعلب قلت لأَعرابي ما طعم الخبز ؟ قال أُدْمُه قال قلت ما أَطيب اللحم ؟ قال عُوَّذُه وناقة عائذ عاذ بها ولدها قال بمعنى مفعول وقيل هو على النسب والعائذ كل أُنثى إِذا وضعت مدة سبعة أيام لأَنّ ولدها يعوذ بها والجمع عُوذٌ بمنزلة النفساء من النساء وهي من الشاء رُبّى وجمعها رِباب وهي من ذوات الحافز فَرِيش وقد عاذت عياذاً وأَعاذت وهي مُعِيذٌ وأَعوذت والعائذ من الإِبل الحديثة النتاج إِلى خمس عشرة أَو نحوها من ذلك أَيضاً وعاذت بولدها أَقامت معه وحَدِبَتْ عليه ما دام صغيراً كأَنه يريد عاذبها ولدها فقلب واستعار الراعي أَحذ هذه الأَشياء للوحش فقال لها بحَقِيلٍ فالنُّمَيرة منزلٌ ترى الوحشَ عُوذاتٍ به ومَتَالِيَا كسَّر عائذاً على عوذ ثم جمعه بالأَلف والتاء وقول مليح الهذلي وعاجَ لها جاراتُها العِيسَ فارْعَوَتْ عليها اعوجاجَ المُعْوِذاتَ المَطَافِل قال السكري المعوذات التي معها أَولادها قال الأَزهري الناقة إِذا وضعت ولدها فهي عائذ أَياماً ووقَّت بعضهم سبعة أَيام وقيل سميت الناقة عائذاً لأَنّ ولدها يعوذ بها فهي فاعل بمعنى مفعول وقال إِنما قيل لها عائذ لأَنها ذات عَوْذٍ أَي عاذ بها ولدها عَوْذاً ومثله قوله تعالى خلق من ماء دافق أَي ذي دفق والعُوذُ الحديثات النتاج من الظباء والإِبل والخيل واحدتها عائذ مثل حائل وحول ويجمع أَيضاً على عُوذان مثل راع ورُعيان وحائر وحُوران ويقال هي عائذ ببَّنةُ العؤُوذ إِذا ولدت عشرة أَيام أَو خمسة عشر ثم هي مُطْفِلٌ بعدُ يقال هي في عياذها أَي بحِدْثان نتاجها وفي حديث الحديبية ومعهم العُوذُ المَطافيل يريد النساء والصبيان والعُوذُ في الأَصل جمع عائذ من هذا الذي تقدم وفي حديث عليّ رضوان الله عليه فأَقبلتم إِليّ إِقبالَ العُوذ المَطافل وعَوَذ الناس رُذالهم عن ابن الأَعرابي وبنو عَيِّذ الله حيّ وقيل حيُّ من اليمن قال الجوهري عيِّذ الله بكسر الياء مشددة اسم قبيلة يقال هو من بني عيذ الله ولا يقال عائذ الله ويقال للجوديّ أَيضاً عَيِّذ وعائذة أَبو حي من ضبة وهو عائذة بن مالك بن ضبة قال الشاعر متى تسأَل الضَّبِّيَّ عن شرّ قومه يَقُلْ لك إِن العائذيَّ لئيم وبنو عَوْذَةَ من الأَسْد وبنو عَوْذَى مقصور بطن قال الشاعر ساقَ الرُّفَيْداتِ من عَوْذى ومن عَمَم والسَّبْيَ مِن رَهْط رِبْعِيٍّ وحَجَّار وعائذ الله حي من اليمن وعُوَيْذَة اسم امرأَة عن ابن الأَعرابي وأَنشد فإِني وهِجْراني عُوَيْذَةَ بعدما تَشَعَّبَ أَهواءُ الفؤادِ الشواعِبُ وعاد قرية معروفة وقيل ماء بنجران قال ابن أَحمر عارضتُهم بسؤال هل لكن خَبَرٌ ؟ مَن حَجَّ من أَهل عاذٍ إِنَّ لي أَرَبا ؟ والعاذ موضع قال أَبو المورّق تركتُ العاذَ مَقْليّاً ذميماً إِلى سَرَفٍ وأَجْدَدْتُ الذهابا