كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

جيد
الجِيدُ العنق وقيل مُقَلَّده وقيل مقدَّمه وقد غلب على عنق المرأَة قال سيبويه يجوز أَن يكون فِعلاً وفُعْلاً كسرت فيه الجيم كراهية الياءِ بعد الضمة فأَما الأَحفش فهو عنده فِعْل لا غير والجمع أَجياد وجُيود وحكى اللحياني أَنها للينة الأَجْياد جعلوا كل جزءٍ منه جيداً ثم جمع على ذلك وقد يكون في الرجل قال ولقد أَرُوحُ إِلى التِّجار مُرَجِّلاً مَذِلاً بمالي لعيِّناً أَجْيادي قال والجَيَد بالتحريك طول العنق وحسنه وقيل دقتها مع طول جَيِدَ جَيَداً وهو أَجْيَدُ وحكى اللحياني ما كان أَجيَد ولقد جَيِدَ جَيَداً يذهب إِلى النقلة قال قد يوصف العنق نفسه بالجَيَد فيقال عُنُق أَجْيد كما يقال عنق أَوْ قَصُ التهذيب امرأَة جَيْداءُ إِذا كانت طويلة العنق حسنة لا ينعت به الرجل وقال العجاج تَسْمَعُ للَحْليِ إِذا ما وَسْوَسا وارْتَجَّ في أَجْيادها وأَجْرسا جمع الجِيدَ بما حوله والجمع جُود وامرأَة جَيْدانَة حسنة الجيد وفي صفته صلى الله عليه وسلم كأَن عُنُقَه جِيدُ دُمْيَةٍ في صفاءِ الفضة الجيد العنق وأَجيادُ أَرض بمكة أَنشد ابن الأَعرابي أَيامَ أَبْدَتْ لنا عيناً وسالِفَةً فقلتُ أَنَّى لها جِيدُ ابنِ أَجيادِ ؟ أَي كيف أُعطيت جيدَ هذا الظبي الذي بالحرم وقال الأَعشى ولا جعَلَ الرحمنُ بيتَك في الذُّرى بأَجْيادَ غَرْبيَّ الصفَّا والمُحَطَّمِ التهذيب وأَجيادٌ جبل بمكة أَو مكان وقد تكرر ذكره في الحديث وهو بفتح الهمزة وسكون الجيم وبالياء نقطتان جبل بمكة قال ابن الأَثير وأَكثر الناس يقولونه جِياد بكسر الجيم وحذف الهمزة قال جِياد موضع بأَسفل مكة معروف من شعابها أَبو عبيدة في قول الأَعشي وبَيْداءَ تَحْسَبُ آرامَها رِجالَ إِيادٍ بأَجْيادِها قال أَراد الجودياء وهو الكساءُ بالفارسية وأَنشد شمر لأَبي زبيد الطائي في صفة الأَسد حتى إِذا ما رأَى الأَنْصارَ قد غَفَلَتْ واجتاب من ظِلِّهِ جُودِيَّ سَمُورِ قال جُوديّ بالنبطية أَراد جودياء أَراد جبة سَمُّور وأَجياد اسم شاة

حتد
حَتَد بالمكان يَحْتِدُ حَتْداً أَقام به وثبت مُماتة وعين حُتُد كجُشُد لا ينقطع ماؤُها من عيون الأَرض وفي التهذيب لا ينقطع ماؤُها قال الأَزهري لم يرد عين الماءِ ولكنه أَراد عين الرأْس وروي عن ابن الأَعرابي الحُتُد العيونُ المُنْسَلِقَة واحدها حَتَد وحَتُود والمَحْتِدُ الأَصل والطبع ورجع إِلى مَحْتِدِه إِذا فعل شيئاً من المعروف ثم رجع عنه وقول الشاعر وشَقُّوا بِمِنْحوض القِطاع فُؤَادَه له قُتُراتٌ قد بُنِينَ مَحاتِدُ قال إِنّها قديمة ورثها عن آبائه فهي له أَصل ويقال فلان من مَحْتِدِ صِدق قال ابن الأَعرابي المحتد والمَحْفِد والمَحقِد والمَحْكِد الأَصل يقال إِنه لكريم المحتد قال الأَصمعي في قول الراعي حتى أُنيخت لدى خَيْرِ الأَنام معاً من آلِ حَرْب نماه مَنْصِبٌ حَتِد الحَتِد الخالص من كل شيء وقد حَتِدَ يَحْتَدُ حَتَداً فهو حَتِدٌ وحَتَّدْتُه تَحْتِيداً أَي اخترته لخلوصه وفضله

حدد
الحَدُّ الفصل بين الشيئين لئلا يختلط أَحدهما بالآخر أَو لئلا يتعدى أَحدهما على الآخر وجمعه حُدود وفصل ما بين كل شيئين حَدٌّ بينهما ومنتهى كل شيء حَدُّه ومنه أَحد حُدود الأَرضين وحُدود الحرم وفي الحديث في صفة القرآن لكل حرف حَدّ ولكل حَدّ مطلع قيل أَراد لكل منتهى نهاية ومنتهى كل شيءٍ حَدّه وفلان حديدُ فلان إِذا كان داره إِلى جانب داره أَو أَرضه إِلى جنب أَرضه وداري حَديدَةُ دارك ومُحادَّتُها إِذا كان حدُّها كحدها وحَدَدْت الدار أَحُدُّها حدّاً والتحديد مثله وحدَّ الشيءَ من غيره يَحُدُّه حدّاً وحدَّدَه ميزه وحَدُّ كل شيءٍ منتهاه لأَنه يردّه ويمنعه عن التمادي والجمع كالجمع وحَدُّ السارق وغيره ما يمنعه عن المعاودة ويمنع أَيضاً غيره عن إِتيان الجنايات وجمعه حُدُود وحَدَدْت الرجل أَقمت عليه الحدّ والمُحادَّة المخالفة ومنعُ ما يجب عليك وكذلك التَّحادُّ وفي حديث عبدالله بن سلام إِن قوماً حادّونا لما صدقنا الله ورسوله المُحادَّة المعاداة والمخالفة والمنازعة وهو مُفاعلة من الحدّ كأَنّ كل واحد منهما يجاوز حدّه إِلى الآخر وحُدُود الله تعالى الأَشياء التي بيَّن تحريمها وتحليلها وأَمر أَن لا يُتعدى شيء منها فيتجاوز إِلى غير ما أَمر فيها أَو نهى عنه منها ومنع من مخالفتها واحِدُها حَدّ وحَدَّ القاذفَ ونحوَه يَحُدُّه حدّاً أَقام عليه ذلك الأَزهري والحدّ حدّ الزاني وحدّ القاذف ونحوه مما يقام على من أَتى الزنا أَو القذف أَو تعاطى السرقة قال الأَزهري فَحُدود الله عز وجل ضربان ضرب منها حُدود حَدَّها للناس في مطاعمهم ومشاربهم ومناكحهم وغيرها مما أَحل وحرم وأَمر بالانتهاء عما نهى عنه منها ونهى عن تعدّيها والضرب الثاني عقوبات جعلت لمن ركب ما نهى عنه كحد السارق وهو قطع يمينه في ربع ديناءِ فصاعداً وكحد الزاني البكر وهو جلد مائة وتغريب عام وكحدّ المحصن إِذا زنى وهو الرجم وكحد القاذف وهو ثمانون جلدة سميت حدوداً لأَنها تَحُدّ أَي تمنع من إِتيان ما جعلت عقوبات فيها وسميت الأُولى حدوداً لأَنها نهايات نهى الله عن تعدّيها قال ابن الأَثير وفي الحديث ذكر الحَدِّ والحدُود في غير موضع وهي محارم الله وعقوباته التي قرنها بالذنوب وأَصل الحَدِّ المنع والفصل بين الشيئين فكأَنَّ حُدودَ الشرع فَصَلَت بين الحلال والحرام فمنها ما لا يقرب كالفواحش المحرمة ومنه قوله تعالى تلك حدود الله فلا تقربوها ومنه ما لا يتعدى كالمواريث المعينة وتزويج الأَربع ومنه قوله تعالى تلك حدود الله فلا تعتدوها ومنها الحديث إِني أَصبحت حدّاً فأَقمه عليّ أَي أَصبت ذنباً أَوجب عليّ حدّاً أَي عقوبة وفي حديث أَبي العالية إِن اللَّمَمَ ما بين الحَدَّيْن حَدِّ الدنيا وحَدِّ الآخرة يريد بِحِدِّ الدنيا ما تجب فيه الحُدود المكتوبة كالسرقة والزنا والقذف ويريد بِحَدِّ الآخرة ما أَوعد الله تعالى عليه العذاب كالقتل وعقوق الوالدين وأَكل الربا فأَراد أَن اللمم من الذنوب ما كان بين هذين مما لم يُوجِبْ عليه حدّاً في الدنيا ولا تعذيباً في الآخرة وما لي عن هذا الأَمر حَدَدٌ أَي بُدٌّ والحديد هذا الجوهر المعروف لأَنه منيع القطعة منه حديدة والجمع حدائد وحَدائدات جمع الجمع قال الأَحمر في نعت الخيل وهن يَعْلُكْن حَدائِداتها ويقال ضربه بحديدة في يده والحدّاد معالج الحديد وقوله إِنِّي وإِيَّاكمُ حتى نُبِيءَ بهِ مِنْكُمُ ثمانَيةً في ثَوْبِ حَدَّادِ أَي نغزوكم في ثياب الحَديد أَي في الدروع فإِما أَن يكون جعل الحدّاد هنا صانع الحديد لأَن الزرّاد حَدّادٌ وإِما أَن يكون كَنَى بالحَدَّادِ عن الجوهر الذي هو الحديد من حيث كان صانعاً له والاسِتحْداد الاحتلاق بالحديد وحَدُّ السكين وغيرها معروف وجمعه حُدودٌ وحَدَّ السيفَ والسِّكِّينَ وكلَّ كليلٍ يَحُدُّها حدّاً وأَحَدَّها إِحْداداً وحَدَّدها شَحَذَها ومَسَحها بحجر أَو مِبْرَدٍ وحَدَّده فهو مُحدَّد مثله قال اللحياني الكلام أَحدَّها بالأَلف وقد حَدَّثْ تَحِدُّ حِدَّةً واحتَدَّتْ وسكين حديدة وحُدادٌ وحَديدٌ بغير هاء من سكاكين حَديداتٍ وحَدائدَ وحِدادٍ وقوله يا لَكَ من تَمْرٍ ومن شِيشاءِ يَنْشَبُ في المَسْعَلِ واللَّهاءِ أَنْشَبَ من مآشِرٍ حِداءِ فإِنه أَراد حِداد فأَبدل الحرف الثاني وبينهما الأَلف حاجزة ولم يكن ذلك واجباً وإِنما غير استحساناً فساغ ذلك فيه وإِنها لَبَيِّنَةُ الحَدِّ وحَدَّ نابُهُ يَحِدُّ حِدَّة ونابٌ حديدٌ وحديدةٌ كما تقدّم في السكين ولم يسمع فيها حُدادٌ وحَدّ السيفُ يَحِدُّ حِدَّة واحتدّ فهو حادّ حديدٌ وأَحددته وسيوفٌ حِدادٌ وأَلْسِنَةٌ حِدادٌ وحكى أَبو عمرو سيفٌ حُدّادٌ بالضم والتشديد مثل أَمر كُبَّار وتحديدُ الشَّفْرة وإِحْدادُها واسِتحْدادُها بمعنى ورجل حَديدٌ وحُدادٌ من قوم أَحِدَّاءَ وَأَحِدَّةٍ وحِدادٍ يكون في اللَّسَنِ والفَهم والغضب والفعل من ذلك كله حَدَّ يَحِدُّ حِدّةً وإِنه لَبَيِّنُ الحَدِّ أَيضاً كالسكين وحَدَّ عليه يَحدُّ حَدَداً واحْتَدَّ فهو مُحْتَدٌّ واستَحَدَّ غَضِبَ وحاددته أَي عاصيته وحادَّه غاصبه مثل شاقَّه وكأَن اشتقاقه من الحدِّ الذي هو الحَيّزُ والناحية كأَنه صار في الحدّ الذي فيه عدوّه كما أَن قولهم شاقَّه صار في الشّق الذي فيه عدوّه وفي التهذيب استحَدَّ الرجلُ واحْتَدَّ حِدَّةً فهو حديد قال الأَزهري والمسموع في حِدَّةِ الرَّجلِ وطَيْشِهِ احْتَدَّ قال ولم أَسمع فيه استَحَدَّ إِنما يقال استحدّ واستعان إِذا حلق عانته قال الجوهري والحِدَّةُ ما يعتري الإِنسان من النَّزقِ والغضب تقول حَدَدْتُ على الرجل أَحِدُّ حِدَّةً وحَدّاً عن الكسائي يقال في فلان حِدَّةٌ وفي الحديث الحِدَّةُ تعتري خيار أُمتي الحِدَّةُ كالنشاط والسُّرعة في الأُمور والمَضاءة فيها مأْخوذ من حَدِّ السيف والمراد بالحِدَّةِ ههنا المَضاءُ في الدين والصَّلابة والمَقْصِدُ إِلى الخير ومنه حديث عمر كنت أُداري من أَبي بكر بعضَ الحَدِّ الحَدُّ والحِدَّةُ سواء من الغضب وبعضهم يرويه بالجيم من الجِدِّ ضِدِّ الهزل ويجوز أَن يكون بالفتح من الحظ والاستحدادُ حلقُ شعر العانة وفي حديث خُبيبٍ أَنه استعار موسى استحدّ بها لأَنه كان أَسيراً عندهم وأَرادوا قتله فاستَحَدَّ لئلا يظهر شعر عانته عند قتله وفي الحديث الذي جاء في عَشْرٍ من السُّنَّةِ الاستحدادُ من العشر وهو حلق العانة بالحديد ومنه الحديث حين قدم من سفر فأَراد الناس أَن يطرقوا النساء ليلاً فقال أَمْهِلوا كي تَمْتَشِذَ الشَّعِثَةُ وتَسْتَحِدَّ المُغِيبَةُ أَي تحلق عانتها قال أَبو عبيد وهو استفعال من الحديدة يعني الاستحلاف بها استعمله على طريق الكناية والتورية الأَصمعي استحدَّ الرجلُ إِذا أَحَدَّ شَفْرته بحديدة وغيرها ورائحة حادَّةٌ ذَكِيَّةً على المثل وناقة حديدةُ الجِرَّةِ توجد لِجِرَّتها ريح حادّة وذلك مما يُحْمَدُ وَحَدُّ كل شيء طَرَفُ شَبَاتِهِ كَحَدِّ السكين والسيف والسّنان والسهم وقيل الحَدُّ من كل ذلك ما رق من شَفْرَتِهِ والجمع حُدُودٌ وحَدُّ الخمر والشراب صَلابَتُها قال الأَعشى وكأْسٍ كعين الديك باكَرْت حَدَّها بِفتْيانِ صِدْقٍ والنواقيسُ تُضْرَبُ وحَدُّ الرجُل بأْسُه ونفاذُهُ في نَجْدَتِهِ يقال إِنه لذو حَدٍّ وقال العجاج أَم كيف حدّ مطر الفطيم وحَدَّ بَصَرَه إِليه يَحُدُّه وأَحَدَّه الأُولى عن اللحياني كلاهما حَدَّقَهُ إِليه ورماه به ورجل حديد الناظر على المثل لا يهتم بريبة فيكون عليه غَضاضَةٌ فيها فيكون كما قال تعالى ينظرون من طرف خفيّ وكما قال جرير فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنك من نُمَيْرٍ قال ابن سيده هذا قول الفارسي وحَدَّدَ الزرعُ تأَخر خروجه لتأَخر المطر ثم خرج ولم يَشْعَبْ والحَدُّ المَنْعُ وحدَّ الرجلَ عن الأَمر يَحُدُّه حَدّاً منعه وحبسه تقول حَدَدْتُ فلاناً عن الشر أَي منعته ومنه قول النابغة إِلاَّ سُلَيْمانَ إِذْ قال الإِلهُ لَهُ قُمْ في البرية فاحْدُدْها عن الفَنَدِ والْحَدَّادُ البَوَّابُ والسَّجَّانُ لأَنهما يمنعان من فيه أَن يخرج قال الشاعر يقول ليَ الحَدَّادُ وهو يقودني إِلى السجن لا تَفْزَعْ فما بك من باس قال ابن سيده كذا الرواية بغير همز باس على أَن بعده ويترك عُذْري وهو أَضحى من الشمس وكان الحكم على هذا أَن يهمز بأْساً لكنه خفف تخفيفاً في قوّة فما بك من بأْس ولو قلبه قلباً حتى يكون كرجل ماش لم يجز مع قوله وهو أَضحى من الشمس لأَنه كان يكون أَحد البيتين بردف وهو أَلف باس والثاني بغير ردف وهذا غير معروف ويقال للسجان حَدَّادٌ لأَنه يمنع من الخروج أَو لأَنه يعالج الحديد من القيود وفي حديث أَبي جهل لما قال في خزَنة النار وهم تسعة عشر ما قال قال له الصحابة تقيس الملايكة بالْحَدَّادين يعني السجانين لأَنهم يمنعون المُحْبَسينَ من الخروج ويجوز أَن يكون أَراد به صُنَّاع الحديد لأَنهم من أَوسخ الصُّنَّاع ثوباً وبدناً وأَما قول الأَعشى يصف الخمر والخَمَّار فَقُمْنَا ولمَّا يَصِحْ ديكُنا إِلى جُونَةٍ عند حَدَّادِها فإِنه سمى الخَمَّار حَدَّاداً وذلك لمنعه إِياها وحفظه لها وإِمساكه لها حتى يُبْدَلَ له ثمنها الذي يرضيه والجونة الخابية وهذا أَمر حَدَدٌ أَي منيع حرام لا يحل ارتكابه وحُدَّ الإِنسانُ مُنِعَ من الظفَر وكلُّ محروم محدودٌ ودون ما سأَلت عنه حَدَدٌ أَي مَنْعٌ ولا حَدَدَ عنه أَي لا مَنْعَ ولا دَفْعَ قال زيد بن عمرو بن نفيل لا تَعْبُدُنّ إِلهاً غيرَ خالقكم وإِن دُعِيتُمْ فقولوا دونَهُ حَدَدُ أَي مَنْعٌ وأَما قوله تعالى فبصرك اليوم حديد قال أَي لسان الميزان ويقال فبصرك اليوم حديد أَي فرأْيك اليوم نافذ وقال شمر يقال للمرأَة الحَدَّادَةُ وحَدَّ الله عنا شر فلان حَدّاً كفه وصرفه قال حِدَادِ دون شرها حِدادِ حداد في معنى حَدَّه وقول معقل بن خويلد الهذلي عُصَيْمٌ وعبدُ الله والمرءُ جابرٌ وحُدِّي حَدادِ شَرَّ أَجنحةِ الرَّخَم أَراد اصرفي عنا شر أَجنحة الرخم يصفه بالضعف واستدفاع شر أَجنحة الرخم على ما هي عليه من الضعف وقيل معناه أَبطئي شيئاً يهزأُ منه وسماه بالجملة والحَدُّ الصرف عن الشيء من الخير والشر والمحدود الممنوع من الخير وغيره وكل مصروف عن خير أَو شر محدود وما لك عن ذلك حَدَدٌ ومَحْتَدٌ أَي مَصْرَفٌ ومَعْدَلٌ أَبو زيد يقال ما لي منه بُدُّ ولا محتد ولا مُلْتَدٌّ أَي ما لي منه بُدٌّ وما أَجد منه مَحتداً ولا مُلْتَدّاً أَي بُدٌّاً الليث والحُدُّ الرجلُ المحدودُ عن الخير ورجل محدود عن الخير مصروف قال الأَزهري المحدود المحروم قال لم أَسمع فيه رجل حُدٌّ لغير الليث وهو مثل قولهم رجل جُدٌّ إِذا كان مجدوداً ويدعى على الرجل فيقال اللهم احْدُدْهُ أَي لا توقفه لإِصابة وفي الأَزهري تقول للرامي اللهم احْدُدْهُ أَي لا توقفه للإِصابة وأَمر حَدَدٌ ممتنع باطل وكذلك دعوة حَدَدٌ وأَمر حَدَدٌ لا يحل أَن يُرْتَكَبَ أَبو عمرو الحُدَّةُ العُصبةُ وقال أَبو زيد تَحَدَّدَ بهم أَي تَحَرَّشَ ودعوةٌ حَدَدٌ أَي باطلة والحِدادُ ثياب المآتم السُّود والحادُّ والمُحِدُّ من النساء التي تترك الزينة والطيب وقال ابن دريد هي المرأَة التي تترك الزينة والطيب بعد زوجها للعدة حَدَّتْ تَحِدُّ وتَحُدُّ حدّاً وحِداداً وهو تَسَلُّبُها على زوجها وأَحَدَّتْ وأَبى الأَصمعي إِلا أَحَدَّتْ تُحِدُّ وهي مُحِدٌّ ولم يَعْرِفْ حَدَّتْ والحِدادُ تركُها ذلك وفي الحديث لا تُحِدُّ المرأَةُ فوق ثلاث ولا تُحِدُّ إِلاَّ على زوج وفي الحديث لا يحل لأَحد أَن يُحِدَّ على ميت أَكثر من ثلاثة أَيام إِلا المرأَة على زوجها فإِنها تُحِدُّ أَربعة أَشهر وعشراً قال أَبو عبيد وإِحدادُ المرأَة على زوجها ترك الزينة وقيل هو إِذا حزنت عليه ولبست ثياب الحزن وتركت الزينة والخضاب قال أَبو عبيد ونرى أَنه مأْخوذ من المنع لأَنها قد منعت من ذلك ومنه قيل للبوّاب حدّادٌ لأَنه يمنع الناس من الدخول قال الأَصمعي حَدَّ الرجلُ يَحُدُّه إِذا صرفه عن أَمر أَراده ومعنى حَدَّ يَحدُّ أَنه أَخذته عجلة وطَيْشٌ وروي عنه عليه السلام أَنه قال خيار أُمتي أَحِدّاؤها هو جمع حديد كشديد وأَشداء ويقال حَدَّد فلان بلداً أَي قصد حُدودَه قال القطامي مُحدِّدينَ لِبَرْقٍ صابَ مِن خَلَلٍ وبالقُرَيَّةِ رَادُوه بِرَدَّادِ أَي قاصدين ويقال حدداً أَن يكون كذا كقوله معاذ الله قال الكميت حَدَداً أَن يكون سَيْبُك فينا وتَحاً أَو مُجَبَّناً مَمْصُورَا أَي حراماً كما تقول معاذ اللهُ قد حَدَّدَ اللهَ ذلك عنا والحَدَّادُ البحر وقيل نهر بعينه قال إِياس بن الأَرَتِّ ولم يكونُ على الحَدَّادِ يملكه لو يَسْقِ ذا غُلَّةٍ من مائه الجاري وأَبو الحَديدِ رجل من الحرورية قتل امرأَة من الإِجْماعِيين كانت الخوارج قد سبتها فغالوا بها لحسنها فلما رأَى أَبو الحَديد مغالاتهم بها خاف أَن يتفاقم الأَمر بينهم فوثب عليها فقتلها ففي ذلك يقول بعض الحرورية يذكرها أَهابَ المسلمون بها وقالوا على فَرْطِ الهوى هل من مزيد ؟ فزاد أَبو الحَدِيدِ بِنَصْل سيف صقيل الحَدّ فِعْلَ فَتىً رشيد وأُم الحَديدِ امرأَةُ كَهْدَلٍ الراجز وإِياها عنى بقوله قد طَرَدَتْ أُمُّ الحَديدِ كَهْدَلا وابتدر البابَ فكان الأَوّلا شَلَّ السَّعالي الأَبلقَ المُحَجَّلا يا رب لا ترجع إِليها طِفْيَلا وابعث له يا رب عنا شُغَّلا وَسْوَاسَ جِنٍّ أَو سُلالاً مَدْخَلا وجَرَباً قشراً وجوعاً أَطْحَلا طِفْيَلٌ صغير صغره وجعله كالطفل في صورته وضعفه وأَراد طُفَيْلاً فلم يستقم له الشعر فعدل إِلى بناء حِثْيَلٍ وهو يريد ما ذكرنا من التصغير والأَطْحَلُ الذي يأْخذه منه الطحل وهو وجع الطحال وحُدٌّ موضع حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد فلو أَنها كانت لِقَاحِي كَثِيرةً لقد نَهِلَتْ من ماء حُدٍّ وَعَلَّت وَحُدَّانُ حَيٌّ من الأَزد وقال ابن دريد الحُدَّانُ حي من الأَزد فَأُدْخِلَ عليه اللامُ الأَزهري حُدَّانُ قبيلة في اليمن وبنو حُدَّان بالضم
( * قوله « وبنو حدان بالضم إلخ » كذا بالأصل والذي في القاموس ككتان وقوله وبنو حداد بطن إلخ كذا به أيضاً والذي في الصحاح وبنو احداد بطن إلخ ) من بني سعد وينو حُدَّاد بطن من طيّ والحُدَّاء قبيلة قال الحرث بن حِلِّزة ليس منا المُضَرّبُون ولا قَي س ولا جَنْدَلٌ ولا الحُدَّاءُ وقيل الحُدَّاء هنا اسم رجل ويحتمل الحُدَّاء أَن يكون فُعَّالاً من حَدَأَ فإِذا كان ذلك فبابه غير هذا ورجل حَدْحَدٌ قصير غليظ

حدبد
لَبَنٌ حُدَبِدٌ خاثر كهُدَبِدٍ عن كُراع

حدرد
حَدْرَدٌ اسم رجل ولم يجئ على فعلع بتكرير العين غيره ولو كان فَعْلَلاً لكان من المضاعف لأَن العين واللام من جنس واحد وليس هو منه

حرد
الحَرْدُ الجِد والقصد حَرَدَ يَحْرِد بالكسر حَرْداً قصد وفي التنزيل وغدوا على حرد قادرين والحَرْدُ المنع وقد فسرت الآية على هذا وحَرَّد الشيءَ منعه قال كأَن فِداءها إِذا حَرَّدوُه أَطافوا حولَه سلَكٌ يتيم ويروى جَرَّدوه أَي نقوه من التبن ابن الأَعرابي الحَرْدُ القصد والحَرْدُ المنع والحَرْدُ الغيظ والغضب قال ويجوز أَن يكون هذا كله معنى قوله وغدوا على حرد قادرين قال وروي في بعض التفسير أَن قريتهم كان اسمها حَرْدَ وقال الفراء وغدوا على حرد يريد على حَدٍّ وقُدْرة في أَنفسهم وتقول للرجل قد أَقبلتُ قِبَلَكَ وقصدت قصدك وحَرَدْتُ حَرْدَكَ قال وأَنشدت وجاء سيْل كان من أَمر آللهْ يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ يريد يقصد قصدها قال وقال غيره وغدوا على حرد قادرين قال منعوا وهم قادرون أَي واجدون نصب قادرين على الحال وقال الأَزهري في كتاب الليث وغدوا على حرد قال على جدّ من أَمرهم قال وهكذا وجدته مقيداً والصواب على حَدٍّ أَي على منع قال هكذا قاله الفراء ورجل حَرْدانُ متنحٍّ معتزل وحَرِدٌ من قوم حِرادٍ وحَريدٌ من قوم حُرَداءَ وامرأَة حَريدَةٌ ولم يقولوا حَرْدَى وحيّ حَريد منفرد معتزل من جماعة القبيلة ولا يخالطهم في ارتحاله وحلوله إِما من عزتهم وإِما من ذلتهم وقلتهم وقالوا كل قليل في كثير حَريدٌ قال جرير نَبني على سَنَنِ العَدُوِّ بيوتنا لا نستجير ولا نَحُلُّ حَريدٍا يعني إِنَّا لا ننزل في قوم من ضعف وذلة لما نحن عليه من القوة والكثرة وقد حَرَدَ يَحْرِدُ حُروداً الصحاح حَرَدَ يَحْرِدُ حُروداً أَي تنحى وتحوّل عن قومه ونزل منفرداً لم يخالطهم قال الأَعشى يصف رجلاً شديد الغيرة على امرأَته فهو يبعد بها إِذا تزل الحيُّ قريباً من ناحيته إِذا نزل الحيُّ حَلَّ الجَحِيشُ حَرِيدَ المَحَلِّ غَويّاً غَيُورا والجَحِيش المتنحي عن الناس أَيضاً وقد حَرَدَ يَحْرِدُ حُروداً إِذا ترك قومه وتحوّل عنهم وفي حديث صعصعة فرفع لي بيت حَريدٌ أَي منتبذ متنح عن الناس من قولهم تحرّد الجمل إِذا تنحى عن الإِبل فلم يبرك وهو حريد فريد وكَوْكَبٌ حريدٌ طلع منفرداً وفي الصحاح معتزل عن الكواكب والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر قال ذو الرمة يعتسفان الليلَ ذا السُّدودِ أَمّاً بكل كوكب حَرِيدِ ورجل حَريد فَريد وحيدٌ والمُنحَرِد المنفرد في لغة هذيل قال أَبو ذؤيب كأَنه كوكب في الجوّ منحرد ورواه أَبو عمرو بالجيم وفسره منفرد وقال هو سهيل ومنه التحريد في الشعر ولذلك عُدَّ عيباً لأَنه بُعْدٌ وخلاف للنظير وحَمرِدَ عليه حَرْداً كلاهما غضب قال ابن سيده فأَما سيبويه فقال حَرِدَ حَرْداً ورجل حَرِدٌ وحارد غضبان الأَزهري الحِرْدُ جَزْمٌ والحَرَدُ لغتان يقال حَرِدَ الرجل فهو حَرِدٌ إِذا اغتاظ فتحرش بالذي غاظه وهَمَّ به فهو حارد وأَنشد أُسودُ شَرًى لاقتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ تَساقَيْن سُمّاً كلُّهُنَّ حَوارِدُ قال أَبو العباس وقال أَبو زيد والأَصمعي وأَبو عبيدة الذي سمعنا من العرب الفصحاء في الغضب حَرِدَ يَحْرَدُ حَرَداً بتحريك الراء قال أَبو العباس وسأَلت ابن الأَعرابي عنها فقال صحيحة إِلا أَن المفضَّل أَخبر أَن من العرب من يقول حَرِدَ حَرَداً وحَرْداً والتسكين أَكثر والأُخرى فصيحة قال وقلما يلحن الناس في اللغة الجوهري الحَرَدُ الغضب وقال أَبو نصر أَحمد بن حاتم صاحب الأَصمعي هو مخفف وأَنشد للأَعرج المغني إِذا جياد الخيل جاءت تَرْدِي مملوءةً من غَضَبٍ وحَرْدِ وقال الآخر يَلُوكُ من حَرْدٍ عليَّ الأُرَّمَا قال ابن السكيت وقد يحرك فيقال منه حَرِدَ بالكسر فهو حارد وحَرْدَانُ ومنه قيل أَسد حارد وليوث حوارد قال ابن بري الذي ذكره سيبويه حَرِدَ يَحْرَدُ حَرْداً بسكون الراء إِذا غضب قال وكذلك ذكره الأَصمعي وابن دريد وعلي بن حمزة قال وشاهده قول الأَشهب بن رميلة أُسُودُ شرًى لاقتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ تَسَاقَوْا على حَرْدٍ دِماءَ الأَساوِدِ وحارَدَتِ الإِبل حِراداً أَي انقطعت أَلبانها أَو قلَّت أَنشد ثعلب سَيَرْوِي عقيلاً رجْلُ ظَبْيٍ وعُلْبةٌ تَمَطَّتْ به مَصْلُوبَةٌ لم تُحارِدِ مصلوبة موسومة وناقة مُحارِدٌ ومُحارِدَة بَيِّنَةُ الحِرادِ واستعاره بعضهم للنساء فقال وبِتْنَ على الأَعْضادِ مُرْتَفِقاتِها وحارَدْنَ إِلاَّ مَا شَرِبْنَ الحَمائما يقول انقطعت أَلبانهنّ إِلا أَن يشربن الحميم وهو الماء يُسَخِّنَّه فيشربنه وإِنما يُسَخِّنَّه لأَنهنّ إِذا شربنه بارداً على غير مأْكول عَقَر أَجوافهن وناقة مُحارِدٌ بغير هاء شديدة الحِراد وقال الكميت وحَارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ ولم يكن لعُقْبَةِ قِدرِ المُسْتَعيرينَ مُعْقِبُ النكد التي ماتت أَولادها والجلاد الغلاظ الجلود القصار الشعور الشداد الفصوص وهي أَقوى وأَصبر وأَقل لبناً من الخُورِ والخُورُ أَغزر وأَضعف والحارد القليلة اللَّبن من النُّوق والحَرُودُ من النوق القليلة الدرِّ وحاردت السنة قلّ ماؤها ومطرها وقد استعير في الآنية إِذا نَفِدَ شرابها قال ولنا باطيةٌ مملوءةٌ جَونَةٌ يتعها بِرْزِينُها فإِذا ما حارَدَتْ أَو بَكَأَتْ فُتّ عن حاجِبِ أُخرى طهينُها البرزي إِناء يتخذ من قشر طَلْعِ الفُحَّالِ يشرب به والحَرَدُ داء في القوائم إِذا مشى البعيرُ نفَض قوائمه فضرب بهن الأَرض كثيراً وقيل هو داء يأْخذ الإِبل من العِقالِ في اليدين دون الرجلين بعير أَحْرَدُ وقد حَرِدَ حَرَداً بالتحريك لا غير وبعير أَحْرَدُ يخبط بيديه إِذا مِشى خلفه وقيل الحَرَدُ أَن ييبس عَصَبُ احدى اليدين من العِقال وهو فصيل فإِذا مَشى ضرب بهما صدرَه وقيل الأَحْرَدُ الذي إِذا مشى رفع قوائمه رفعاً شديداً ووضعها مكانها من شدة قَطافَتِه يكون في الدواب وغيرها والحَرَدُ مصدره الأَزهري الحَرَدُ في البعير حادث ليس بخلقة وقال ابن شميل الحَرَدُ أَن تنقطع عَصَبَةُ ذراع البعير فَتَسترخي يده فلا يزال يخفق بها أَبداً وإِنما تنقطع العصبة من ظاهر الذراع فتراها إِذا مشى البعير كأَنها تَمُدُّ مَدّاً من شدة ارتفاعها من الأَرض ورخاوتها والحَرَدُ ابنما يكون في اليد والأَحْرَدُ يُلَقِّفُ قال وتلقيقه شدّة رفعه يده كأَنما يَمُدّ مدّاً كما يَمُدُّ دَقَّاقُ الأَرز خشبته التي يدُق بها فذلك التلقيف يقال جمل أَحْرَدُ وناقة حَرْداءُ وأَنشد إِذا ما دُعيتمْ لِلطِّعانِ أَجَبْتُمُ كما لَقَّفَتْ زُبٌّ شآمِيَةٌ حُرْدُ الجوهري بعير أَحرد وناقة حرداء وذلك أَن يسترخي عصب إِحدى يديه من عِقال أَو يكون خلقة حتى كأَنه ينفضها إِذا مشى قال الأَعشى وأَذْرَتْ برجليها النَّفيَّ وراجَعَتْ يَداها خِنافاً لَيِّناً غيرَ أَحْردِ ورجل أَحرد إِذا ثقلت عليه الدرع فلم يستطع الانبساطَ في المشي وقد حَرِدَ حَرَداً وأَنشد الأَزهري إِذا ما مشى في درعه غيرَ أَحْرَدِ والمُحَرَّدُ من كل شيء المُعَوَّجُ وتَحْرِيد الشيء تعويجه كهيئة الطاق وحَبْلٌ مُحَرَّد إِذا ضُفِرَ فصارت له حروف لاعوجاجه وحَرَّدَ حبله أَدرج فَتْلَه فجاء مستديراً حكاه أَبو حنيفة وقال مرة حبل حَرِدٌ من الحَرَدِ غير مُستوي القُوَى قال الأَزهري سمعت العرب تقول للحبل إِذا اشتدت غارةُ قُواه حتى تتعقد وتتراكب جاء بحبل فيه حُرُودٌ وقد حرّد حبله والحُرْدِيُّ والحُرْدِيَّةُ حياصة الحظيرة التي تُشَدُّ على حائط القصب عَرْضاً قال ابن دريد هي نبطية وقد حَرَّده تحريداً والجمع الحَراديُّ الأَزهري حَرَّدَ الرجُلُ إِذا أَوى إِلى كوخ ابن الأَعرابي يقال لخشب السقف الرَّوافِدُ ويقال لما يلقى عليها من أَطيان القصب حَرادِيُّ وغُرْفَةٌ مُحَرَّدَةٌ فيها حراديّ القصب عَرْضاً وبيت مُحَزّد مسنَّم وهو الذي يقال له بالفارسية كُوخ والحُرْدِيُّ من القصب نَبَطِيٌّ معرَّب ولا يقال الهُرْدِيُّ وحَرِدَ الوَتَرُ حَرَداً فهو حَرِدٌ إِذا كان بعضُ قُواه أَطولَ من بعض والمُحَرَّدُ من الأَوتار الحَصَدُ الذي يظهر بعض قواه على بعض وهو المُعَجَّرُ والحِرْدُ قطعة من السَّنام قال الأَزهري لم أَسمع بهذا لغير الليث وهو خطأٌ إِنما الحِرْدُ المعى حكى الزهري أَن بَريداً من بعض الملوك جاء يسأَله عن رجل معه ما مع المرأَة كيف يُوَرَّثُ ؟ قال من حيث يخرج الماء الدافق فقال في ذلك قائلهم ومُهِمَّةٍ أَعيا القضاةَ قضاؤها تَذَرُ الفقيهَ يَشُكُّ مِثلَ الجاهل عَجَّلْتَ قبل حنيذها بِشِوائها وقطعتَ مُحْرَدَها بِحُكْمٍ فاصل المحرَدُ المُقَطَّعُ يقال حردت من سَنام البعير حَرْداً إِذا قطعت منه قطعة أَراد أَنك عجلت الفتوى فيها ولم تستأْن في الجواب فشبهه برجل نزل به ضيف فعجل قراه بما قطع له من كَبِد الذبيحة ولحمها ولم يحبسه على الحنيذ والشواء وتعجيل القرى عندهم محمود وصاحبه ممدوح والحِرْدُ بالكسر مَبْعَرُ البعير والناقة والجمع حُرود وأَحرادُ الإِبل أَمعاؤها وخليق أَن يكون واحدها حِرْداً لواحد الحُرود التي هي مباعرها لأَن المباعر والأَمعاء متقاربة وأَنشد ابن الأَعرابي ثم غَدَتْ تَنْبِضُ أَحرادُها إِنْ مُتَغَنَّاةً وإِنْ حادِيَهْ تنبض تضطرب متغناة متغنية وهذا كقولهم الناصاة في الناصية والقاراة في القارية الأَصمعي الحُرود مباعر الإِبل واحدها حِرْدٌ وحِرْدَة بكسر الحاء قال شمر وقال ابن الأَعرابي الحُرود الأَمعاء قال وأَقرأَنا لابن الرِّقَاع بُنِيَتْ على كَرِشٍ كأَنَّ حُرودَها مُقُطٌ مُطَوَّاةٌ أُمِرَّ قُواها ورجل حُرْدِيٌّ واسع الأَمعاء وقال يونس سمعت أَعرابيّاً يسأَل يقول مَن يتصدّق على المسكين الحَرِد ؟ أَي المحتاج وتحرّد الأَديمُ أَلقى ما عليه من الشعر وقَطاً حُرْدٌ سِراعٌ قال الأَزهري هذا خطأٌ والقطا الحُرْدُ القصارُ الأَرجل وهي موصوفة بذلك قال ومن هذا قيل للبخيل أَحْرَدُ اليدين أَي فيهما انقباض عن العطاء قال ومن هذا قول من قال في قوله تعالى وغدوا على حَرْدٍ قادرين أَي على منع وبخل والحَريد السمك المُقَدَّد عن كراع وأَحراد بفتح الهمزة وسكون الحاء ودال مهملة بئر قديمة بمكة لها ذكر في الحديث أَبو عبيدة حرداء على فعلاء ممدودة بنو نهشل بن الحرث لقب لقبوا به ومنه قول الفرزدق لَعَمْرُ أَبيك الخيْرِ ما زَعْمُ نَهْشَل وأَحْرادها أَن قد مُنُوا بِعَسِير
( * قوله « لعمر أبيك إلخ » كذا بالأصل
والذي في شرح القاموس
لعمر أبيك الخير ما زعم نهشل ... عليّ ولا حردانها بكبير
وقد علمت يوم القبيبات نهشل ... وأحرادها أن قد منوا
بعسير )
فجمعهم على الأَحراد كما ترى

حرفد
الحَرافِدُ كِرامُ الإِبل

حرقد
الحَرْقَدَةُ عُقْدة الحُنْجُور والجمع الحَراقِدُ والحراقد النُّوقُ النجيبة ابن الأَعرابي الحَرْقَدَةُ أَصل اللسان
( * قوله « الحرقدة أصل إلخ » كذا في الأصل والذي في القاموس مع شرحه والحرقد كزبرج كالحرقدة أصل اللسان قاله ابن الأَعرابي )

حرمد
الحِرمِدُ بالكسر الحَمْأَةُ وقيل هو الطين الأَسود وقيل الطين الأَسود الشديد السواد وقيل الحِرمِدُ الأَسود من الحَمْأَةِ وغيرها وقيل الحَرْمَدُ المتغير الريح واللون قال أُمية فرأَى مغيبَ الشمس عند مَسائها في عين ذي خُلُبٍ وثَأْطٍ حَرْمَدِ ابن الأَعرابي يقال لطين البحر الحَرْمدُ أَبو عبيد الحَرْمَدَةُ الحَمْأَةُ قال تبَّع في عين ذي خُلُب وثَأْطٍ حَرْمَدِ وعين مُحَرْمِدَةٌ كثر فيها الحمأَة والحِرْمِدَةُ الغَرِينُ وهو التَّفْنُ في أَسفل الحوض الأَزهري والحَرْمَدَةُ في الأَمر اللَّجَاجُ والمَحْكُ فيه

حزد
ابن سيده الحَزْدُ لغة في الحَصْدِ مضارعة

حسد
الحسد معروف حَسَدَه يَحْسِدُه ويَحْسُدُه حَسَداً وحَسَّدَه إِذا تمنى أَن تتحول إِليه نعمته وفضيلته أَو يسلبهما هو قال وترى اللبيبَ مُحَسَّداً لم يَجْتَرِمْ شَتْمَ الرجال وعِرْضُه مَشْتوم الجوهري الحسد أَن تتمنى زوال نعمة المحسود إِليك يقال حَسَدَه يَحْسُدُه حُسوداً قال الأَخفش وبعضهم يقول يحسِده بالكسر والمصدر حسَداً بالتحريك وحَسادَةً وتحاسد القوم ورجل حاسد من قوم حُسَّدٍ وحُسَّادٍ وحَسَدة مثل حامل وحَمَلَة وحَسودٌ من قوم حُسُدٍ والأُنثى بغير هاء وهم يتحاسدون وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي الحَسْدَلُ القُراد ومنه أُخذ الحسد يقشر القلب كما تقشر القراد الجلد فتمتص دمه وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لا حسد إِلاَّ في اثنتين رجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار ورجل آتاه الله قرآناً فهو يتلوه الحسد أَن يرى الرجل لأَخيه نعمة فيتمنى أَن تزول عنه وتكون له دونه والغَبْطُ أَن يتمنى أَن يكون له مثلها ولا يتمنى زوالها عنه وسئل أَحمد بن يحيى عن معنى هذا الحديث فقال معناه لا حسد لا يضر إِلاَّ في اثنتين قال الأَزهري الغبط ضرب من الحسد وهو أَخف منه أَلا ترى أَن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل هل يضر الغَبْط ؟ فقال نعم كما يضر الخَبْطُ فأَخبر أَنه ضار وليس كضرر الحسد الذي يتمنى صاحبه زوال النعمة عن أَخيه والخبط ضرب ورق الشجر حتى يتحاتَّ عنه ثم يستخلف من غير أَن يضر ذلك بأَصل الشجرة وأَغصانها وقوله صلى الله عليه وسلم لا حسد إِلاَّ في اثنتين هو أَن يتمنى الرجل أَن يرزقه الله مالاً ينفق منه في سبيل الخير أَو يتمنى أَن يكون حافظاً لكتاب الله فيتلوه آناء الليل وأَطراف النهار ولا يتمنى أَن يُرزأَ صاحب المال في ماله أَو تالي القرآن في حفظه وأَصل الحسد القشر كما قال ابن الأَعرابي وحَسَده على الشيء وحسده إِياه قال يصف الجن مستشهداً على حَسَدْتُك الشيءَ بإِسقاط على أَتَوْا ناري فقلتُ مَنُونَ أَنتم فقالوا الجِنُّ قلتُ عِمُوا ظَلاماً فقلتُ إِلى الطعام فقال منهم زَعِيمٌ نَحْسِدُ الإِنس الطعاما وقد يجوز أَن يكون أَراد على الطعام فحذف وأَوصل قال ابن بري الشعر لشمر بن الحرث الضبي وربما روي لتأَبط شرّجاً وأَنكر أَبو القاسم الزجاجي رواية من روى عِموا صباحاً واستدل على ذلك بأَن هذا البيت من قطعة كلها على رويّ الميم قال وكذلك قرأْتها على ابن دريد وأَولها ونارٍ قد حَضَأْتُ بُعَيْدَ وَهْنٍ بدارٍ ما أُريدُ بها مُقاما قال ابن بري قد وهم أَبو القاسم في هذا أَو لم تبلغه هذه الرواية لأَن الذي يرويه عِموا صباحاً يذكره مع أَبيات كلها على روي الحاء وهي لِخَرِع بن سنان الغساني ذكر ذلك في كتاب خبر سَدّ مَأْرِبَ ومن جملة الأَبيات نزلتُ بِشعْبِ وادي الجنِّ لَمَّا رأَيتُ الليلَ قد نَشَرَ الجناحا أَتاني قاشِرٌ وبَنُو أَبيه وقد جَنَّ الدُّجى والنجمُ لاحا وحدَّثني أُموراً سوف تأْتي أَهُزُّ لها الصَّوارمَ والرِّماحا قال وهذا كله من أَكاذيب العرب قال ابن سيده وحكى اللحياني عن العرب حسدني الله إِن كنت أَحسدك وهذا غريب وقال هذا كما يقولون نَفِسَها الله عليَّ إِن كنت أَنْفَسُها عليك وهو كلام شنيع لأَن الله عز وجل يجل عن ذلك والذي يتجه هذا عليه أَنه أَراد عاقبني الله على الحسد أَو جازاني عليه كما قال ومكروا ومكر الله

حشد
حَشَدَ القومَ يَحْشِدُهم ويَحْشُدُهم جمعهم وحَشَدوا وتحاشدوا خفوا في التعاون أَو دُعُوا فأَجابوا مسرعين هذا فعل يستعمل في الجمع وقلما يقولون للواحد حَشَد إِلاَّ أَنهم يقولون للإِبل لها حالب حاشد وهو الذي لا يَفْتُرُ عن حَلْبها والقيام بذلك وحَشَدوا يَحْشِدون بالكسر حَشْداً أَي اجتمعوا وكذلك احتشدوا وتحشدوا وحَشَدَ القوم وأَحْشَدوا اجتمعوا لأَمر واحد وكذلك حَشَدوا عليه واحْتَشَدوا وتحاشدوا والحَشْدُ والحَشَدُ اسمان للجمع وفي حديث سورة الإِخلاص احشِدوا فإِني سأَقرأُ عليكم ثلث القرآن أَي اجتمعوا والحشْد الجماعة وحديث عمر قال في عثمان رضي الله عنهما إِني أَخاف حَشْدَه وحديث وَفْدِ مَذْحِج حُشَّدٌ وُفَّدٌ الحُشَّد بالضم والتشديد جمع حاشد وحديث الحجاج أَمنَ أَهلُ المَحاشد والمَخاطب أَي مواضع الحَشْدِ والخَطْب وقيل هما جمع الحشد والخطب على غير قياس كالمَشابه والمَلامح أَي الذين يجمعون الجموع للخروج وقيل المَخْطَبَةُ الخُطْبَةُ والمخاطبة مفاعلة من الخطاب والمشاورة ويقال جاء فلان حافلاً حاشداً ومحتفلاً محتشداً أَي مستعداً متأَهباً وعند فلان حَشْدٌ من الناس أَي جماعة قد احتشدوا له قال الجوهري وهو في الأَصل مصدر ورجل محشود عنده حَشَدٌ من الناس أَي جماعة ورجل محشود إِذا كان الناس يَحُفُّون بخدمته لأَنه مطاع فيهم وفي حديث أُم معبد محفود محشود أَي أَن أَصحابه يخدمونه ويجتمعون إِليه والحَشِدُ والمحتَشِدُ الذي لا يدع عند نفسه شيئاً من الجَهْدِ والنُّصْرَة والمال وكذلك الحاشد وجمعه حُشُدٌ قال أَبو كبير الهذلي سَجْراء نفسي غيرَ جَمْعِ أُشابَةٍ حُشُداً ولا هُلْك المفارش عُزَّل قال ابن جني روي حُشُداً بالنصب والرفع والجر أَما النصب فعلى البدل من غير وأَما الرفع فعلى أَنه خبر متبدإِ محذوف وأَما الجر فعلى جوار أُشابة وليس في الحقيقة وصفاً لها ولكنه للجوار نحو قول العرب هذا جُحْرُ ضَبٍّ خربٍ ويقال للرجل إِذا نزل بقوم فأَكرموه وأَحسنوا ضيافته قد حَشَدوا وقال الفراء حَشَدوا له وحَفَلوا له إِذا اختلطوا له وبالغوا في إِلطافه وإِكرامه والحاشدُ الذي لا يُفَتِّرُ حَلْبَ الناقة والقيامَ بذلك الأَزهري المعروف في حلب الإِبل حاشك بالكاف لا حاشد بالدال وسيأْتي ذكره في موضعه إِلا أَن أَبا عبيد قال حَشَدَ القومُ وحَشَكوا وتحرّشوا بمعنى واحد فجمع بين الدال والكاف في هذا المعنى وفي حديث صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يروى عن أُم معبد الخزاعية محفود محشود أَي أَن أَصحابه يخدمونه ويجتمعون عليه ويقال احتشد القوم لفلان إِذا أَردت أَنهم تجمعوا له وتأَهبوا وحَشَدَت الناقةُ في ضرعها لبناً تَحْشُده حُشوداً حَفَّلته وناقة حَشود سريعة جمع اللبن في الضرع وأَرض حَشاد تسيل من أَدنى مطر وواد حَشِدٌ يُسيله القليل الهَيِّن من الماء وعين حُشُدٌ لا ينقطع ماؤها قال ابن سيده وقيل إِنما هي حُتُدٌ قال وهو الصحيح قال ابن السكيت أَرض نَزْلةٌ
( * قوله « أرض نزلة » كذا في الأصل بهذا الضبط والذي في القاموس بهذا الضبط أيضاً وأرض نزلة زاكية الزرع وككتف المكان الصلب السريع السيل ) تسيل من أَدنى مطر وكذلك أَرض حَشاد وزَهادٌ وسَحَاح وقال النضر الحَشادُ من المسايل إِذا كانت أَرض صُلْبة سريعة السيل وكثرت شعابها في الرَّحَبة وحَشَدَ بعضها بعضاً قال الجوهري أَرض حَشاد لا تسيل إِلا عن مطر كثير وهذا يخالف ما ذكره ابن سيده وغيره فإِنه قال حَشاد تسيل من أَدنى مطر وحاشِدٌ حيّ من هَمْدان

حصد
الحَصْدُ جزك البر ونحوه من النبات حَصَدَ الزرع وغيره من النبات يَحْصِدُه ويَحْصُدُه حَصْداً وحَصاداً وحِصاداً عن اللحياني قطعه بالمِنْجَلِ وحَصَده واحتصده بمعنى واحد والزرع محصود وحَصِيدٌ وحَصِيدَةٌ وحَصَدٌ بالتحريك ورجل حاصد من قوم حَصَدةٍ وحُصَّاد والحَصَاد والحِصاد أَوانُ الحَصْد والحَِصَادُ والحَصِيدُ والحَصَد الزرع والبر المحصود بعدما يحصد وأَنشد إِلى مُقْعَدات تَطْرَحُ الريحُ بالضحى عليهنَّ رَفْضاً من حَصَادِ القُلاقل وحَصاد كل شجرة ثمرتها وحَصاد البقول البرية ما تناثر من حبتها عند هَيْجها والقلاقل بقلة برية يشبه حبها حب السمسم ولها أَكمام كأَكمامها وأَراد بحصاد القلاقل ما تناثر منه بعد هيجه وفي حديث ظبيانَ يأْكلون حَصِيدَها الحصيد المحصود فعيل بمعنى مفعول وأَحْصَدَ البر والزرع حان له أَن يُحصد واسْتَحْصَد دعا إِلى ذلك من نفسه وقال ابن الأَعرابي أَحصد الزرع واستحصد سواء والحَصِيد أَسافل الزرع التي تبقى لا يتمكن منها المِنْجل والحَصِيد المَزْرَعَة لأَنها تُحْصَد الأَزهري الحصيدة المزرعة إِذا حصدت كلها والجمع الحصائد والحصيدُ الذي حَصَدَتْه الأَيدي قاله أَبو حنيفة وقيل هو الذي انتزعته الرياح فطارت به والمُحْصدُ الذي قد جف وهو قائم والحَصَدُ ما أَحصَدَ من النبات وجف قال النابغة يَمُدُّهُ كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ لَجِبٍ فيه رُكام من اليَنْبوتِ والحَصَدِ
( * في ديوان النابغة والخَضَد )
وقوله عز وجل وآتوا حقه يوم حَصاده يريد والله أَعلم يوم حَصْده وجزازه يقال حِصاد وحَصاد وجِزاز وجَزاز وجِداد وجَداد وقِطاف وقَطاف وهذان من الحِصاد والحَصاد وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم نهى عن حَِصاد الليل وعن جداده الحَِصاد بالفتح والكسر قَطْعُ الزرع قال أَبو عبيد إِنما نهى عن ذلك ليلاً من أَجل المساكين لأَنهم كانوا يحضرونه فيتصدق عليهم ومنه قوله تعالى وآتوا حقه يوم حصاده وإِذا فعل ذلك ليلاً فهو فرار من الصدقة ويقال بل نهى عن ذلك لأَجل الهوام أَن تصيب الناس إِذا حَصَدوا ليلاً قال أَبو عبيد والقول الأَول أَحبُّ إِليّ وقول الله تعالى وحَبَّ الحصيد قال الفراء هذا مما أُضيف إِلى نفسه وهو مثل قوله تعالى إِن هذا لهو حق اليقين ومثله قوله تعالى ونحن أَقرب إِليه من حبل الوريد والحبل هو الوريد فأُضيف إِلى نفسه لاختلاف لفظ الاسمين وقال الزجاج نصب قوله وحبَّ الحصيد أَي وأَنبتنا فيها حب الحصيد فجمع بذلك جميع ما يقتات من حب الحنطة والشعير وكل ما حصد كأَنه قال وحب النبت الحصيد وقال الليث أَراد حب البر المحصود قال الأَزهري وقول الزجاج أَصح لأَنه أَعم والمِحْصَدُ بالكسر المنجل وحَصَدَهم يَحْصَِدُهم حَصْداً قتلهم قال الأَعشى قالوا البَقِيَّةَ والهنْدِيُّ يَحْصُدُهم ولا بَقِيَّةَ إِلاَّ الثَّارُ وانكَشَفوا وقيل للناس حَصَدٌ وقوله تعالى حتى جعلناهم حصيداً خامدين مِن هذا هؤلاء قوم قتلوا نبيّاً بعث إِليهم فعاقبهم الله وقتلهم ملك من ملوك الأَعاجم فقال الله تعالى حتى جعلناهم حصيداً خامدين أَي كالزرع المحصود وفي حديث الفتح فإِذا لقيتموهم غداً أَن تحْصُدوهم حَصْداً أَي تقتلوهم وتبالغوا في قتلهم واستئصالهم مأْخوذ من حَصْدِ الزرع وكذلك قوله يزرعها اللَّهُ من جَنْبٍ ويَحْصُدُها فلا تقوم لما يأْتي به الصُّرَمُ كأَنه يخلقها ويميتها وحَصَدَ الرجلُ حَصْداً حكاه اللحياني عن أَبي طيبة وقال هي لغتنا قال وإِنما قال هذا لأَن لغة الأَكثر إِنما هو عَصَدَ والحَصَدُ اشتداد الفتل واستحكام الصناعة في الأَوتار والحبال والدروع حبل أَحْصَدُ وحَصِدٌ ومُحْصَدٌ ومُسْتَحْصِدٌ وقال الليث الحَصَدُ مصدرُ الشيء الأَحْصَدِ وهو المحكم فتله وصنعته من الحبال والأَوتار والدروع وحبل مُحْصَدٌ أَي محكم مفتول وحَصِد بكسر الصاد وأَحصدت الحبل فتلته ورجل مُحْصَدُ الرأْي محكمه سديده على التشبيه بذلك ورأْي مُسْتَحْصَدٌ محكم قال لبيد وخَصْمٍ كنادي الجنِّ أَسقطت شَأْوَهم بمُسْتَحْصَدٍ ذي مِرَّة وضُروع أَي برأْي محكم وثيق والصُّروع والضُّروع الضُّروب والقُوَى واستحصد أَمر القوم واستحصف إِذا استحكم واستَحْصَل الحبل أَي استحكم ويقال للخَلْقِ الشديد أَحْصَدُ مُحْصَدٌ حَصِدٌ مُسْتَحْصِد وكذلك وتَرٌ أَحصد شديد الفتل قال الجعدي مِنْ نَزِعٍ أَحْصَدَ مُسْتأْرِب أَي شديد محكم وقال آخر خُلِقْتَ مشروراً مُمَرّاً مُحْصَدا واسْتَحْصَدَ حَبْله اشتدّ غضبه ودرع حَصداء صلبة شديدة محكمة واستحصد القوم أَي اجتمعوا وتضافروا والحَصَادُ نبات ينبت في البَرَّاق على نِبْتَة الخافورِ يُخْبَطُ للغَنَم وقال أَبو حنيفة الحَصادُ يشبه السَّبَطَ قال ذو الرمة في وصف ثور وحشي قاظَ الحَصادَ والنَّصِيَّ الأَغْيَدا والحَصَدُ نبات أَو شجر قال الأَخطل تَظَلُّ فيه بناتُ الماءِ أَنْجِيَةً وفي جَوانبه اليَنْبوتُ والحَصَدُ الأَزهري وحَصاد البَرْوَق حبة سوداء ومنه قول ابن فَسْوَة كأَنَّ حَصادَ البَرْوَق الجَعْدِ حائلٌ بِذِفْرَى عِفِرْناةٍ خلافَ المُعَذَّرِ شبه ما يقطر من ذفراها إِذا عرقت بحب البروَق الذي جعله حصاده لأَن ذلك العرق يتحبب فيقطر أَسود وروي عن الأَصمعي الحصاد نبت له قصب ينبسط في الأَرض وُرَيْقُه على طَرَف قَصَبه وأَنشد بيت ذي الرمة في وصف ثور الوحش وقال شمر الحَصَدُ شجر وأَنشد فيه حُطام من اليَنْبُوت والحَصَد ويروى والخَضَد وهو ما تثنى وتكسر وخُضِدَ الجوهري الحَصادُ والحَصَدُ نبتان فالحصاد كالنَّصِيِّ والحصد شجر واحدته حَصَدَةٌ وحصائد الأَلسنة التي في الحديث هو ما قيل في الناس باللسان وقطع به عليهم قال الأَزهري وفي الحديث وهل يكبّ الناس على مناخرهم في النار إِلاَّ حصائد أَلسنتهم ؟ أَي ما قالته الأَلسنة وهو ما يقتطعونه من الكلام الذي لا خير فيه واحدتها حَصيدَةٌ تشبيهاً بما يُحْصَدُ من الزرع إِذا جذ وتشبيهاً للسان وما يقتطعه من القول بحد المنجل الذي يحصد به وحكى ابن جني عن أَحمد بن يحيى حاصود وحواصيد ولم يفسره قال ابن سيده ولا أَدري ما هو

حفد
حَفَدَ يَحْفِدُ حَفْداً وحَفَداناً واحتفد خفَّ في العمل وأَسرع وحَفَدَ يَحْفِدُ حَفْداً خَدَم الأَزهري الحَفْدُ في الخدمة والعمل الخفة وأَنشد حَفَدَ الولائدُ حولهن وأَسلمتْ بأَكُفِّهِنَّ أَزمَّةَ الأَجْمالِ وروي عن عمر أَنه قرأَ في قنوت الفجر وإِليك نسعى ونَحْفِدُ أَي نسرع في العمل والخدمة قال أَبو عبيد أَصل الحَفْد الخدمة والعمل وقيل معنى وإِليك نسعى ونحفد نعمل لله بطاعته الليث الاحتفاد السرعة في كل شيء قال الأَعشى يصف السيف ومُحْتَفِدُ الوقعِ ذو هَبَّةٍ أَجاد جِلاه يَدُ الصَّيْقَل قال الأَزهري رواه غيره ومحتفل الوقع باللام قال وهو الصواب وفي حديث عمر رضي الله عنه وذكر له عثمان للخلافة قال أَخشى حفْدَه أَي إِسراعه في مرضاة أَقاربه والحَفْدُ السرعة يقال حَفَدَ البعيرُ والظليم حَفْداً وحَفَداناً وهو تدارك السير وبعير حَفَّادٌ قال أَبو عبيد وفي الحفد لغة أُخرى أَحْفَدَ إِحْفاداً وأَحفدته حملته على الحَفْدِ والإِسراع قال الراعي مَزايدُ خَرْقاءِ اليَدَينِ مُسِيفَةٍ أَخَبَّ بهن المُخْلِفانِ وأَحْفَدا أَي أَحفدا بعيريهما وقال بعضهم أَي أَسرعا وجعل حَفَدَ وأَحفد بمعنى وفي التهذيب أَحفدا خدما قال وقد يكون أَحفدا غيرهما والحَفَدُ والحَفَدَة الأَعوان والخدَمة واحدهم حافد وحفَدة الرجل بناته وقيل أَولاد أَولاده وقيل الأَصهار والحفيد ولد الولد والجمع حُفَداءُ وروي عن مجاهد في قوله بنين وحفدة أَنهم الخدم وروي عن عبد الله أَنهم الأَصهار وقال الفرّاء الحَفَدة الأَختان ويقال الأَعوان ولو قيل الحَفَدُ كان صواباً لأَن الواحد حافد مثل القاعد والقَعَد وقال الحسن البنون بنوك وبنو بينك وأَما الحفدة فما حفدك من شيء وعمل لك وأَعانك وروى أَبو حمزة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى بنين وحفدة قال من أَعانك فقد حفدك أَما سمعت قوله حَفَدَ الولائدُ حولهنَّ وأَسلمت وقال الضحاك الحفدة بنو المرأَة من زوجها الأَوَّل وقال عكرمة الحفدة من خدمك من ولدك وولد ولدك وقال الليث الحفدة ولد الولد وقيل الحفدة البنات وهنَّ خدم الأَبوين في البيت وقال ابن عرفة الحفَدُ عند العرب الأَعوان فكل من عمل عملاً أَطاع فيه وسارع فهو حافد قال ومنه قوله وإِليك نسعى ونحفد قال والحَفَدانُ السرعة وروى عاصم عن زرّ قال قال عبدالله يا زرّ هل تدري ما الحفدة ؟ قال نعم حُفَّادُ الرجل من ولده وولد ولده قال لا ولكنهم الأَصهار قال عاصم وزعم الكلبي أَن زرّاً قد أَصاب قال سفيان قالوا وكذب الكلبي وقال ابن شميل قال الحفدة الأَعوان فهو أَتبع لكلام العرب ممن قال الأَصهار قال فلو أَن نفسي طاوعتني لأَصبحت لها حَفَدٌ مما يُعَدُّ كثير أَي خَدَم حافد وحَفَدٌ وحَفَدَةٌ جميعاً ورجل محفود أَي مخدوم وفي حديث أُم معبد محفود محشود المحفود الذي يخدمه أَصحابه ويعظمونه ويسرعون في طاعته يقال حَفَدْتُ وأَحْفَدْتُ وأَنا حافد ومحفود وحَفَدٌ وحَفَدة جمع حافد ومنه حديث أُمية بالنعم محفود وقال الحَفْدُ والحَفدان والإِحفاد في المشي دون الخَبَبِ وقيل الحَفَدان فوق المشي كالخبب وقيل هو إِبطاء الرَّكَكِ والفعل كالفعل والمَحْفِدُ والمِحْفَدُ شيء تعلف فيه الإِبل كالمِكْتَلِ قال الأَعشى يصف ناقته بناها الغَوادي الرضِيخُ مع الخَلا وسَقِْي وإِطعامي الشعيرَ بِمَحْفِدِ
( * قوله « الغوادي الرضيخ إلخ » كذا بالأصل الذي بأيدينا وكذا في شرح القاموس )
الغوادي النَّوَى والرضيخ المرضوخ وهو النوى يبل بالماء ثم يرضخ وقيل هو مكيال يكال به وقد روي بيت الأَعشى بالوجهين معاً بناها السواديّ الرضيخُ مع النوى وقَتٍّ وإِعطاء الشعيرِ بِمِحْفَدِ ويروى بِمَحْفِد فمن كسر الميم عده مما يعتمل به ومن فتحها فعلى توهم المكان أَو الزمان ابن الأَعرابي أَبو قيس مكيال واسمه المِحْفَدُ وهو القَنْقَلُ ومَحافِدُ الثوب وشْيُهُ واحدها مَحْفِدٌ ابن الأَعرابي الحَفَدَةُ صُناع الوشي والحفد الوَشْيُ ابن شميل يقال لطرف الثوب مِحفد بكسر الميم والمَحْفِد الأَصل عامّة عن ابن الأَعرابي وهو المَحْتِدُ والمَحفِد والمَحْكِد والمَحْقِدُ الأَصل ومَحْفِدُ الرجل مَحْتِدُه وأَصله والمحفد السنام وفي المحكم أَصل السنام عن يعقوب وأَنشد لزهير جُمالِيَّة لم يُبْقِ سيري ورِحْلَتي على ظهرها من نَيَّها غيرَ مَحْفِد وسيف مُحتفِدٌ سريع القطع

حفرد
الحِفْرِدُ حب الجوهر عن كراع والحِفْرِدُ نبت

حفلد
ابن الأَعرابي الحَفَلَّدُ البخيل وهو الذي لا تراه إِلا وهو يُشارُّ الناس ويفحش عليهم وأَنشد لزهير تقيّ نقيّ لم يُكَثِّر غنيمةً بِنَكْهَةِ ذي قُرْبَى ولا بِحَفَلَّدِ ذكره الأَزهري في ترجمة حقلَد بالقاف قال ورواه بالفاء

حقد
الحِقْدُ إِمساك العداوة في القلب والتربص لِفُرْصَتِها والحِقْدُ الضِّغْنُ والجمع أَحقاد وحُقود وهو الحقِيدَةُ والجمع حقائد قال أَبو صخر الهذلي وعَدِّ إِلى قوم تَجِيشُ صُدورُهم بِغِشِّيَ لا يُخْفُونَ حَمْلَ الحَقائِدِ وحَقَدَ عليَّ يَحْقِدُ حَقْداً وحَقِد بالكسر حَقَداً وحِقْداً فيهما فهو حاقد فالحَقْدُ الفعل والحِقْدُ الاسم وتَحَقَّدَ كَحَقَدَ قال جرير يا عَدْنَ إِنَّ وِصالهنَّ خِلابَة ولقد جَمَعْنَ مع البِعادِ تَحَقُّدَا ورجل حقود كثير الحقد على ما يوجب هذا الضرب من الأَمثلة وأَحقَدَه الأَمرُ صَيَّرَه حاقداً وأَحقده غيره وحَقِدَ المطرُ حَقَداً وأَحقد احتبس وكذلك المعدن إِذا انقطع فلم يُخرج شيئاً قال ابن الأَعرابي حَقِدَ المعدنُ وأَحقَدَ إِذا لم يخرج منه شيء وذهبت مَنالته ومعدن حاقد إِذا لم يُنل شيئاً الجوهري وأَحقد القومُ إِذا طلبوا من المعدن شيئاً فلم يجدوا قال وهذا الحرف نقلته من كلام ولم أَسمعه والمَحْقِدُ الأَصل عن ابن الأَعرابي

حقلد
الحَقَلَّدُ عَمَلٌ فيه إِثم وقيل هو الآثم بعينه قال زهير تقيّ نقيّ لم يُكَثِّر غنيمةً بنَكْهَةِ ذي قُرْبَى ولا بِحَقَلَّدِ والحقلَّد البخيل السيّء الخلق وقيل السيّء الخلق من غير أَن يقيد بالبخل الجوهري هو الضيق الخُلُق البخيل غيره هو الضيق الخلق ويقال للصغير قال الأَصمعي الحَقَلَّد الحِقْدُ والعداوة في قول زهير والقول من قال إِنه الآثم وقول الأَصمعي ضعيف ورواه ابن الأَعرابي ولا بِحَفَلَّد بالفاء وفسره أَنه البخيل وهو الذي لا تراه إِلا وهو يُشارُّ الناس ويفحش عليهم

حكد
المَحْكِدُ الأَصل وفي المثل حُبَّبَ إِلى عبد سَوْء مَحْكِدُه يضرب له ذلك عند حرصه على ما يهينه ويسوءه ورجع إِلى مَحكِدِه إِذا فعل شيئاً من المعروف ثم رجع عنه والمَحْكِدُ الملجأُ حكاه ثعلب وأَنشد ليس الإِمامُ بالشحيح المُلْحِدِ ولا بِوَبْرٍ بالحجازِ مُقْرِدِ إِنْ يُرَ يوماً بالفضاء يُصْطَدِ أَو يَنْجَحِرْ فالجُحْرُ شَرُّ مَحْكِدِ ابن الأَعرابي هو في محكِد صِدْق ومَحتِد صِدْقٍ

حلقد
الأَزهري الحِلْقِدُ السيّء الخُلُق الثقيل الروح

حمد
الحمد نقيض الذم ويقال حَمدْتُه على فعله ومنه المَحْمَدة خلاف المذمّة وفي التنزيل العزيز الحمد لله رب العالمين وأَما قول العرب بدأْت بالحمدُ لله فإِنما هو على الحكاية أَي بدأْت بقول الحمدُ لله رب العالمين وقد قرئ الحمدَ لله على المصدر والحمدِ لله على الإِتباع والحمدُ لله على الإِتباع قال الفراء اجتمع القراء على رفع الحمدُ لله فأَما أَهل البدو فمنهم من يقول الحمدَ لله بنصب الدال ومنهم من يقول الحمدِ لله بخفض الدال ومنهم من يقول الحمدُ لُلَّه فيرفع الدال واللام وروي عن ابن العباس أَنه قال الرفع هو القراءَة لأَنه المأْثور وهو الاختيار في العربية وقال النحويون من نصب من الأَعراب الحمد لله فعلى المصدر أَحْمَدُ الحمدَ لله وأَما من قرأَ الحمدِ لله فإِن الفراء قال هذه كلمة كثرت على الأَلسن حتى صارت كالاسم الواحد فثقل عليهم ضمة بعدها كسرة فأَتبعوا الكسرةَ للكسرة قال وقال الزجاج لا يلتفت إِلى هذه اللغة ولا يعبأُ بها وكذلك من قرأَ الحمدُ لُلَّه في غير القرآن فهي لغة رديئة قال ثعلب الحمد يكون عن يد وعن غير يد والشكر لا يكون إِلا عن يد وسيأْتي ذكره وقال اللحياني الحمد الشكر فلم يفرق بينهما الأَخفش الحمد لله الشكر لله قال والحمد لله الثناء قال الأَزهري الشكر لا يكون إِلا ثناء ليد أَوليتها والحمد قد يكون شكراً للصنيعة ويكون ابتداء للثناء على الرجل فحمدُ الله الثناءُ عليه ويكون شكراً لنعمه التي شملت الكل والحمد أَعم من الشكر وقد حَمِدَه حَمْداً ومَحْمَداً ومَحْمَدة ومَحْمِداً ومَحْمِدَةً نادرٌ فهو محمود وحميد والأُنثى حميدة أَدخلوا فيها الهاء وإِن كان في المعنى مفعولاً تشبيهاً لها برشيدة شبهوا ما هو في معنى مفعول بما هو بمعنى فاعل لتقارب المعنيين والحميد من صفات الله تعالى وتقدس بمعنى المحمود على كل حال وهو من الأَسماء الحسنى فعيل بمعنى محمود قال محمد بن المكرم هذه اللفظة في الأُصول فعيل بمعنى مفعول ولفظة مفعول في هذا المكان ينبو عنها طبع الإِيمان فعدلت عنها وقلت حميد بمعنى محمود وإِن كان المعنى واحداً لكن التفاصح في التفعيل هنا لا يطابق محض التنزيه والتقديس لله عز وجل والحمد والشكر متقاربان والحمد أَعمهما لأَنك تحمد الإِنسان على صفاته الذاتية وعلى عطائه ولا تشكره على صفاته ومنه الحديث الحمد رأْس الشكر ما شكر الله عبد لا يحمده كما أَن كلمة الإِخلاص رأْس الإِيمان وإِنما كان رأْس الشكر لأَن فيه إِظهار النعمة والإِشادة بها ولأَنه أَعم منه فهو شكر وزيادة وفي حديث الدعاء سبحانك اللهم وبحمدك أَي وبحمدك أَبتدئ وقيل وبحمدك سبحت وقد تحذف الواو وتكون الواو للتسبب أَو للملابسة أَي التسبيح مسبب بالحمد أَو ملابس له ورجل حُمَدَةٌ كثير الحمد ورجل حَمَّادٌ مثله ويقال فلان يتحمد الناس بجوده أَي يريهم أَنه محمود ومن أَمثالهم من أَنفق ماله على نفسه فلا يَتَحَمَّد به إِلى الناس المعنى أَنه لا يُحْمَدُ على إِحسانه إِلى نفسه إِنما يحمد على إِحسانه إِلى الناس وحَمَدَه وحَمِدَهُ وأَحمده وجده محموداً يقال أَتينا فلاناً فأَحمدناه وأَذممناه أَي وجدناه محموداً أَو مذموماً ويقال أَتيت موضع كذا فأَحمدته أَي صادفته محموداً موافقاً وذلك إِذا رضيت سكناه أَو مرعاه وأَحْمَدَ الأَرضَ صادفها حميدة فهذه اللغة الفصيحة وقد يقال حمدها وقال بعضهم أَحْمَدَ الرجلَ إِذا رضي فعله ومذهبه ولم ينشره سيبويه حَمِدَه جزاه وقضى حقه وأَحْمَدَه استبان أَنه مستحق للحمد ابن الأَعرابي رجل حَمْد وامرأَة حَمْدْ وحَمْدة محمودان ومنزل حَمْد وأَنشد وكانت من الزوجات يُؤْمَنُ غَيْبُها وتَرْتادُ فيها العين مُنْتَجَعاً حَمْدا ومنزلة حَمْد عن اللحياني وأَحْمَد الرجلُ صار أَمره إِلى الحمد وأَحمدته وجدته محموداً قال الأَعشى وأَحْمَدْتَ إِذ نَجَّيْتَ بالأَمس صِرْمَة لها غُدَاداتٌ واللَّواحِقُ تَلْحَق وأَحْمَد أَمرَه صار عنده محموداً وطعام لَيْسَت مَحْمِدة
( * قوله « وطعام ليست محمدة إلخ » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس وطعام ليست عنده محمدة أي لا يحمده آكله وهو بكسر الميم الثانية ) أَي لا يحمد والتحميد حمدك الله عز وجل مرة بعد مرة الأَزهري التحميد كثرة حمد الله سبحانه بالمحامد الحسنة والتحميد أَبلغ من الحمد وإِنه لَحَمَّاد لله ومحمد هذا الاسم منه كأَنه حُمدَ مرة بعد أُخرى وأَحْمَد إِليك الله أَشكره عندك وقوله طافت به فَتَحامَدَتْ رُكْبانه أَي حُمد بعضهم عند بعض الأَزهري وقول العرب أَحْمَد إِليك اللَّهَ أَي أَحمد معك اللَّهَ وقال غيره أَشكر إِليك أَياديَه ونعمه وقال بعضهم أَشكر إِليك نعمه وأُحدثك بها هل تَحْمد لهذا الأَمر أَي ترضاه ؟ قال الخليل معنى قولهم في الكتب احمد إِليك الله أَي احمد معك الله كقول الشاعر ولَوْحَيْ ذراعين في بِرْكَة إِلى جُؤجُؤٍ رَهِل المنكب يريد مع بركة إِلى جؤجؤ أَي مع جؤجؤ وفي كتابه عليه السلام أَما بعد فإِني أَحمد إِليك الله أَي أَحمده معك فأَقام إِلى مُقام مع وقيل معناه أَحمد إِليك نعمة الله عز وجل بتحديثك إِياها وفي الحديث لواء الحمد بيدي يوم القيامة يريد انفراده بالحمد يوم القيامة وشهرته به على رؤوس الخلق والعرب تضع اللواء في موضع الشهرة ومنه الحديث وابعثه المقام المحمود الذي يحمده فيه جميع الخلق لتعجيل الحساب والإِراحة من طول الوقوف وقيل هو الشفاعة وفلان يَتَحَمَّد عليّ أَي يمتن ورجل حُمَدة مثل هُمَزة يكثر حمد الأَشياء ويقول فيها أَكثر مما فيها ابن شميل في حديث ابن عباس أَحْمد إِليكم غَسْل الإِحْليل أَي أَرضاه لكم وأتقدم فيه إِليكم أَقام إِلى مقام اللام الزائدة كقوله تعالى بأَن ربك أَوحى لها أَي إِليها وفي النوادر حَمِدت على فلان حَمْداً وضَمِدت له ضَمَداً إِذا غضبت وكذلك أَرِمْت أَرَماً وقول المصلي سبحانك اللهم وبحمدك المعنى وبحمدك أَبتدئ وكذلك الجالب للباء في بسم الله الابتداء كأَنك قلت بدأْت بسم الله ولم تحتج إِلى ذكر بدأْت لأَن الحال أَنبأَت أَنك مبتدئ وقولهم حَمادِ لفلان أَي حمداً له وشكراً وإِنما بني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر وحُماداك أَن تفعل كذا وكذا أَي غايتك وقصاراك وقال اللحياني حُماداكَ أَن تفعل ذلك وحَمْدُك أَي مبلغ جهدك وقيل معناه قُصاراك وحُماداك أَن تَنْجُو منه رأْساً برأْس أَي قَصْرُك وغايتك وحُمادي أَن أَفعل ذاك أَي غايتي وقُصارايَ عن ابن الأَعرابي الأَصمعي حنانك أَن تفعل ذلك ومثله حُماداك وقالت أُم سلمة حُمادَياتُ النساء غَضُّ الطرف وقَصْر الوهادة معناه غاية ما يحمد منهن هذا وقيل غُناماك بمعنى حُماداك وعُناناك مثله ومحمد وأَحمد من أَسماء سيدنا المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سمت محمداً وأَحمد وحامداً وحَمَّاداً وحَمِيداً وحَمْداً وحُمَيْداً والمحمَّد الذي كثرت خصاله المحمودة قال الأَعشى إِليك أَبَيتَ اللعنَ كان كَلالُها إِلى الماجِد القَرْم الجَواد المُحَمَّد قال ابن بري ومن سمي في الجاهلية بمحمد سبعة الأَول محمد بن سفيان بن مجاشع التميمي وهو الجد الذي يرجع إِليه الفرزدق همام بن غالب والأَقرع بن حابس وبنو عقال والثاني محمد بن عتوارة الليثي الكناني والثالث محمد بن أُحَيْحة بن الجُلاح الأَوسي أَحد بني جَحْجَبَى والرابع محمد بن حُمران بن مالك الجعفي المعروف بالشُّوَيْعِر لقب بذلك لقول امرئ القيس فيه وقد كان طلب منه أَن يبيعه فرساً فأَبى فقال بَلِّغَا عَنِّي الشُّوَيْعِرَ أَني عَمْدَ عَيْن بَكَّيْتُهنّ حَريما وحريم هذا اسم رجل وقال الشويعر مخاطباً لامرئ القيس أَتتني أُمور فكذبْتها وقد نُمِيَتْ ليَ عاماً فعاما بأَنّ امرأَ القيسِ أَمسى كئيبا على أَلَهٍ ما يذوقُ الطَّعاما لعمرُ أَبيكَ الذي لا يُهانُ لقد كان عِرْضُك مني حراما وقالوا هَجَوْتَ ولم أَهْجُه وهِلْ يَجِدَنْ فيكَ هاجٍ مراما ؟ وليس هذا هو الشويعر الحنفي وأَما الشويعر الحنفي فاسمه هانئ بن توبة الشيباني وسمي الشويعر لقوله هذا البيت وإِنّ الذي يُمْسِي ودنياهُ هَمُّه لَمُسْتَمسِكٌ منها بِحَبْلِ غُرور وأَنشد له أَبو العباس ثعلب يُحيّي الناسُ كلَّ غنيّ قوم ويُبْخَلُ بالسلام على الفقير ويوسَع للغنّي إِذا رأَوه ويُحْبَى بالتحية كالأَمير والخامس محمد بن مسلمة الأَنصاري أَخو بني حارثة والسادس محمد بن خزاعي بن علقمة والسابع محمد بن حرماز بن مالك التميمي العمري وقولهم في المثل العَود أَحمد أَي أَكثر حمداً قال الشاعر فلم تَجْرِ إِلا جئت في الخير سابقاً ولا عدت إِلا أَنت في العود أَحمد وحَمَدَة النار بالتحريك صوت التهابها كَحَدمتها الفراء للنار حَمَدة ويوم مُحْتَمِد ومُحْتَدِم شديد الحرّ واحْتَمَد الحرُّ قَلْب احتَدَم ومحمود اسم الفيل المذكور في القرآن ويَحْمَد أَبو بطن من الأَزد واليَحامِدُ جَمْعٌ قبيلة يقال لها يَحْمد وقبيلة يقال لها اليُحْمِد هذه عبارة عن السيرافي قال ابن سيده والذي عندي أَن اليحامد في معنى اليَحْمَديين واليُحْمِديين فكان يجب أَن تلحقه الهاء عوضاً من ياءَي النسب كالمهالبة ولكنه شذ أَو جعل كل واحد منهم يَحمد أَو يُحمد وركبوا هذا الاسم فقالوا حَمْدَوَيْه وتعليل ذلك مذكور في عمرويه

حمرد
الحِمْرِدُ
( * قوله « الحمرد » كذا بالأصل وفي القاموس كسلسلة )
الحمأَة وقيل الحِمْرِد بقية الماء الكدر يبقى في الحوض

حند
الأَزهري روى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي قال الحُنُد الأَحساء واحدها حَنود قال وهو حرف غريب قال وأَحسبها الحُتُدَ من قولهم عين حُتُد لا ينقطع ماؤها

حنجد
الحُنْجُود وعاء كالسَّفَط الصغير وقيل دُوَيْبَّة وليس بثبت وحُنْجُودٌ اسم أَنشد سيبويه أَليس أَكرمَ خلقِ الله قد علموا عند الحِفاظِ بَنُو عَمْرو بن حُنْجود أَبو عمرو الحُنْجُد الحَبْل من الرمل الطويل

حود
الحُمَّى تُحاوِدُه أَي تَعَهَّدُه وهو يحاودنا بالزيارة أَي يزورنا بين الأَيام وحاوِدٌ اسم

حيد
الحَيْد ما شخص من نواحي الشيء وجمعه أحياد وحُيود وحَيْد الرأْس ما شخص من نواحيه وقال الليث الحَيْد كل حرف من الرأْس وكل نُتوء في القَرْن والجبل وغيرهما حَيْد والجمع حُيود قال العجاج يصف جملاً في شَعْشَعانٍ عُنُق يَمْخُور حابي الحُيُود فارِضِ الحنْجُور وحِيَد أَيضاً مثل بَدْرة وبِدَرٍ قال مالك بن خالد الخُناعي الهذلي تاللَّهِ يَبْقَى على الأَيام ذو حِيَد بِمُشْمَخِرٍّ به الظَّيَّانُ والآسُ أَي لا يبقى وحُيود القرن ما تلوى منه والحَيْد بالتسكين حرف شاخص يخرج من الجبل ابن سيده حَيْدُ الجبل شاخصٌ يخرج منه فيتقدم كأَنه جَناح وفي التهذيب الحَيْد ما شخَص من الجبل واعوجَّ يقال جبل ذو حُيود وأَحياد إِذا كانت له حروف ناتئة في أَعراضه لا في أَعاليه وحُيود القرن ما تلوى منه وقرن ذو حِيَد أَي ذو أَنابيب ملتوية ويقال هذا نِدُّه ونَدِيدُه وبِدُّه وبَدِيدُه وحَيْدُه وحِيدُه أَي مثله وحايدَه مُحايدة جانبه وكل ضلع شديدة الاعوجاج حَيْد وكذلك من العظم وجمعه حُيود والحِيَد والحُيُود حروف قرن الوعل وأَنشد بيت مالك بن خالد الخُناعي وحاد عن الشيءِ يَحِيد حَيْداً وحَيَداناً ومَحِيداً وحَيْدُودة مال عنه وعدل الأَخيرة عن اللحياني قال يَحِيدُ حذارَ الموت من كل رَوْعة ولا بُدَّ من موت إِذا كان أَو قَتْلِ وفي الحديث أَنه ركب فرساً فمرَّ بشجرة فطار منها طائر فحادت فَنَدَرَ عنها حاد عن الطريق والشيء يَحِيدُ إِذا عدل أَراد أَنها نفرت وتركت الجادَّة وفي كلام علي كرّم الله وجهه يذم الدنيا هي الجَحُود الكَنود الحَيود المَيُود وهذا البناء من أَبنية المبالغة الأَزهري والرجل يحيد عن الشيء إِذا صدَّ عنه خوفاً وأَنفة ومصدره حُيودة وحَيَدانٌ وحَيْدٌ وما لَك مَحِيد عن ذلك وحُيود البعير مثل الوركين والساقين قال أَبو النجم يصف فحلاً يَقودُها صافي الحُيودِ هَجْرَعُ مُعْتدِلٌ في ضَبْرِه هَجَنَّعُ أَي يقود الإِبل فحل هذه صفته ويقال اشتكت الشاة حَيَداً إِذا نَشِبَ ولدها فلم يسهل مخرجه ويقال في هذا العود حُيود وحُرود أَي عُجَرٌ ويقال قدّ فلان السير فحرَّده وحَيَّده إِذا جعل فيه حُيوداً الجوهري في قوله حاد عن الشيءِ حَيْدُودة قال أَصل حَيْدُودة حَيَدودة بتحريك الياء فسكنت لأَنه ليس في الكلام فَعْلُول غيرُ صَعْفوق وقولهم حِيدِي حَيادِ هو كقولهم فِيحِي فَيَاحِ وفي خطبة عليّ كرَّم الله وجهه فإِذا جاء القتال قلتم حِيدِي حَيادِ حِيدي أَي ميلي وحَياد بوزن قَطَامِ هو من ذلك مثل فيحِي فَياح أَي اتسعي وفياح اسم للغارة والحَيْدَة العقدة في قَرْن الوعِيل والجمع حُيود والحَيْدان ما حاد من الحصى عن قوائم الدابة في السير وأَورده الأَزهري في حدر وقال الحيدار واستشهد عليه ببيت لابن مقبل وسنذكره والحَيَدى الذي يَحيد وحمار حَيَدى أَي يحيد عن ظله لنشاطه ويقال كثير الحيود عن الشيء ولم يجئ في نعوت المذكر شيء على فَعَلى غيره قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي أَو آصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه حَزابِيَةٍ حَيَدى بالدِّحال المعنى أَنه يحمي نفسه من الرماة قال ابن جني جاء بِحَيَدى للمذكر قال وقد حكى غيره رجل دَلَظَى للشديد الدفع إِلا أَنه قد روى موضع حيدى حَيِّد فيجوز أَن يكون هكذا رواه الأَصمعي لا حَيَدى وكذلك أَتان حَيَدى عن ابن الأَعرابي سيبويه حادانُ فَعلانُ منه ذهب به إِلى الصفة اعتلت ياؤه لأَنهم جعلوا الزيادة في آخره بمنزلة ما في آخره الهاء وجعلوه معتلاً كاعتلاله ولا زيادة فيه وإِلا فقد كان حكمه أَن يصح كما صح الجَوَلان قال الأَصمعي لا أَسمع فَعَلى إِلا في المؤنث إِلا في قول الهذلي وأَنشد كأَنِّي ورَحْلِي إِذا رُعْتُها على جَمَزى جازئ بالرمال وقال أَنشدَناه أَبو شعيب عن يعقوب زُعْتُها وسمي جدّ جرير الخَطَفَى ببيت قاله وعَنَقاً بعد الكَلالِ خَطَفَى ويروى خَيْطَفَى والحَياد الطعام
( * قوله « والحياد الطعام » كذا بالأصل بوزن سحاب وفي القاموس الحيد محركة الطعام فهما مترادفان ) قال الشاعر وإِذا الركابُ تَرَوَّحَتْ ثم اغْتَدَتْ بَعْدَ الرَّواح فلم تَعُجْ لحَيَاد وحَيْدَةُ اسم قال حَيْدَةُ خالي ولَقيطٌ وعَلي وحاتِمُ الطَّائِيُّ وهَّابُ المِئِي أَراد حاتمٌ الطائيّ فحذف التنوين وحيدة أَرض قال كثير ومرَّ فَأَرْوى يَنْبُعاً فَجُنُوبَه وقد حِيدَ مِنه حَيْدَةٌ فعَباثِرُ وبنو حَيْدانَ بطن قال ابن الكلبي هو ابو مَهْرة بن حَيْدان

خبند
الخَبَنْداة من النساء التَّارَّة الممتلئة كالبَخَنداة وقيل التامة القَصب وقيل التامة الخَلْق كله وقيل الثقيلة الوركين قال العجاج فقد سَبَتْني غيرَ ما تَعْذِير تَمْشِي كمشْيِ الوَحِلِ المَبْهُور على خَبَنْدى قَصَب مَمْكور خَبَنْدَى فعنلل وهو واحد والفعل اخْبَنْدَى واخْبَنْدَد إِذا تمَّ قصبه واخْبَدَّتِ الجارية واخْبَنْدَت وساق خَبَنْداة مستديرة ممتلئة وقصب خَبندى ممتلئ ريان وبعير مُخْبَنْدٍ عظيم وقيل صلب شديد

خدد
الخَدُّ في الوجه والخدان جانبا الوجه وهما ما جاوز مؤخر العين إِلى منتهى الشدق وقيل الخد من الوجه من لدن المحْجِر إِلى اللَّحْي من الجانبين جميعاً ومنه اشتق اسم المِخَدَّة بالكسر وهي المِصْدَغة لأَن الخد يوضع عليها وقيل الخدان اللذان يكتنفان الأَنف عن يمين وشمال قال اللحياني هو مذكر لا غير والجمع خدود لا يكسر على غير ذلك واستعار بعض الشعراء الخدّ لليل فقال بَناتُ وَطَّاءٍ على خَدِّ اللَّيْلِ لاِ مِّ مَنْ لم يَتَّخِذْهُنَّ الْوَيْل يعني أَنهنّ يذللن الليل ويملكنه ويتحكمن عليه حتى كأَنهنَّ يصرعنه فيذللن خدّه ويفللن حدّه الأَصمعي الخدود في الغُبُط والهوادج جوانب الدَّفتين عن يمين وشمال وهي صفائح خشبها الواحد خَدّ والخَدّ والخُدَّة والأُخْدود الحفرة تحفرها في الأَرض مستطيلة والخُدَّة بالضم الحفرة قال الفرزدق وبِهِنَّ نَدْفَع كَرْب كلِّ مُثَوِّب وترى لها خُدَداً بكُلِّ مَجَال المثوِّب الذي يدعو مستغيثاً مرة بعد مرة التهذيب الخَدّ جَعْلُكَ أُخْدُوداً في الأَرض تَحْفِره مستطيلاً يقال خَدَّ خَدّاً والجمع أَخاديد وأَنشد رَكِبْنَ مِن فَلْجٍ طَريقاً ذا قُحَمْ ضاحِي الأَخاديدِ إِذا الليلُ ادْلَهَمْ أَراد بالأَخاديد شَرَك الطريق وكذلك أَخاديد السياط في الظهر ما شقت منه والخَدُّ والأُخْدود شقان في الأَرض غامضان مستطيلان قال ابن دريد وبه فسر أَبو عبيد قوله تعالى قُتل أَصحاب الأُخدود وكانوا قوماً يعبدون صنماً وكان معهم قوم يعبدون الله عز وجل ويوحدونه ويكتمون إِيمانهم فعلموا بهم فَخَدُّوا لهم أُخْدوداً وملأُوه ناراً وقذفوا بهم في تلك النار فتقحموها ولم يرتدُّوا عن دينهم ثبوتاً على الإِسلام ويقيناً أَنهم يصيرون إِلى الجنة فجاء في التفسير أَن آخر من أُلقي في النار منهم امرأَة معها صبي رضيع فلما رأَت النار صدّت بوجهها وأَعرضت فقال لها يا أُمَّتاه قِفي ولا تُنافقي وقيل إِنه قال لها ما هي إِلا غُمَيْضَة فصبرت فأُلقيت في النار فكان النبي صلى الله عليه وسلم إِذا ذكر أَصحاب الأُخدود تعوّذ بالله من جَهْد البلاء وقيل كان أَصحاب الأُخدود خَدُّوا في الأَرض أَخاديدَ وأَوقدوا عليها النيران حتى حميت ثم عرضوا الكفر على الناس فمن امتنع أَلقَوْه فيها حتى يحترق والأُخدود شق في الأَرض مستطيل قال ابن سيده والخَدُّ والخُدة الأُخدود وقد خدَّها يَخُدُّها خَدّاً وأَخاديدُ الأَرْشية في البئر تأْثير جرّها فيه وخَدَّ السيل في الأَرض إِذا شقها بجريه وفي حديث مسروق أَنهار الجنة تجري في غير أُخْدود أَي في غير شق في الأَرض والخد الجدول والجمع أَخدّة على غير قياس والكثير خِداد وخِدَّان والمِخَدَّة حديدة تُخَدُّ بها الأَرض أَي تُشق وخَدَّ الدمع في خده أَثَّر وخَدَّ الفرس الأَرضَ بحوافره أَثر فيها وأَخاديد السياط آثارها وضربة أُخدودٌ أَي خَدَّت في الجِلد وخَدَّدَ لحمُه وتَخَدَّدَ هُزل ونقص وقيل التَّخَدُّد أَن يضطرب اللحم من الهزال والتخديدُ من تخديد اللحم إِذا ضُمِّرَتِ الدواب قال جرير يصف خيلاً هزلت أَجْرى قَلائِدَها وخَدَّدَ لحمَها أَن لا يَذُقنَ مع الشكائم عُودا والمُتَخَدِّدُ المهزول رجل مُتَخَدِّد وامرأَة مُتَخَدِّدة مهزول قليل اللحم وقد خَدَّد لحمُه وتَخَدَّد أَي تَشَنَّج وامرأَة مُتَخَدِّدة إِذا نقص جسمها وهي سمينة والخَدُّ الجمع من الناس ومضى خَدٌّ من الناس أَي قَرْن ورأَيت خدّاً من الناس أَي طبقاً وطائفة وقتلهم خَدّاً فخدّاً أَي طبقة بعد طبقة قال الجعدي شَراحِيلُ إِذ لا يَمنعون نساءَهم وأَفناهُمُ خَدّاً فخدّاً تَنَقُّلا ويقال تخدد القوم إِذا صاروا فرقاً وخَدَدُ الطريق شَرَكُه قاله أَبو زيد والمِخَدَّان النابان قال بَيْنَ مِخَدَّيْ قَطِمٍ تَقَطَّما وإِذا شق الجمل بنابه شيئاً قيل خدَّه وأَنشد قَدّاً بِخَدَّادٍ وهذّاً شَرْعَبا ابن الأَعرابي أَخَدَّه فَخَدَّه إِذا قطعه وأَنشد وعَضُّ مَضَّاغٍ مُخِدٍّ مَعْذِمُه أَي قاطع وقال ضربةٌ أُخْدُودٌ شديدة قد خَدَّتْ فيه والخِدادُ مِيسَم في الخد والبعير مَخْدود والخُدْخُود دوَيْبَّة ابن الأَعرابي الخد الطريق والدَّخ الدخان جاء به بفتح الدال

خرد
الخَرِيدَة والخَرِيد والخَرُود من النساء البكر التي لم تُمْسَسْ قط وقيل هي الحيية الطويلة السكوت الخافضة الصوت الخَفِرة المتسترة قد جاوزت الإِعْصار ولم تَعنَس والجمع خرائد وخُرُد وخُرَّد الأَخيرة نادرة لأَن فعيلة لا تجمع على فُعَّل وقد خَرِدَت خَرَداً وتَخَرَّدت قال أَوس يذكر بنت فضالة التي وكلها أَبوها بإِكرامه حين وقع من راحلته فانكسر ولم تُلْهِها تلك التكالِيفُ إِنها كما شئتَ من أُكْرُومَةٍ وتَخَرُّد وصوت خَريدٌ لين عليه أَثر الحياء أَنشد ابن الأَعرابي من البيض أَما الدَّلُّ منها فكامل مَليح وأَما صَوْتُها فَخريدُ والخَرَد طول السكوت والمُخْرِد الساكت وأَخْرَد أَطال السكوت أَبو عمرو الخارد الساكت من حياء لا ذل والمُخْرِد الساكت من ذُلٍّ لا حياء ابن الأَعرابي خَرِدَ إِذا ذَلَّ وخَرِدَ إِذا استحيا وأَخْرَدَ إِلى اللهو مال عن ابن الأَعرابي وكل عذراء خَريدة والخَريدة اللؤْلؤَة قبل ثقبها قال الليث سمعت أَعرابيّاً من كلب يقول الخريدة التي لم تثقب وهي من النساء البكر وقد أَخْرَدتْ إِخراداً ابن الأَعرابي لؤلؤَة خريد لم تثقب

خرمد
المُخَرْمِدُ المقيم في منزله عن كراع

خضد
الخَضْد الكسر في الرطب واليابس ما لم يَبِن خَضَدَ الغُصْنَ وغيره يَخْضِدُهُ خَضْداً فهو مخضود وخَضِيد وقد انْخَضَد وتَخَضَّد وإِذا كسرت العود فلم تبنه قلت خَضَدْته وخَضَدت العود فانْخَضد أَي ثنيته فانثنى من غير كسر أَبو زيد انخضدَّ العود انخضاداً وانعَطَّ انعِطاطاً إِذا تثنى من غير كسر يبين والخَضَدُ ما تكسر وتراكم من البَرْدِيِّ وسائر العيدان الرطبة قال النابغة فيه رُكام من اليَنْبوتِ والخَضَد ويقال انخَضَدتِ الثمار الرطبة إِذا حُملت من موضع إِلى موضع فتشدَّخت ومنه قول الأَحنف بن قيس حين ذكر الكوفة وثمار أَهلها فقال تأْتيهم ثمارهم لم تُخْضَد أَراد أَنها تأْتيهم بطراءتها لم يصبها ذبول ولا انعصار لأَنها تحمل في الأَنهار الجارية فتؤَديها إِليهم وقيل صوابه لم تَخْضَد بفتح التاء على أَن الفعل لها يقال خَضِدَتِ الثمرةُ تَخْضَد إِذا غبَّت أَياماً فضمرت وانزوت والخَضَد وجع يصيب الإِنسان في أَعضائه لا يبلغ أَن يكون كسراً قال الكميت حتى غدا ورُضابُ الماءِ يتبعه طَيَّانَ لا سَأَمٌ فيه ولا خَضَد وخَضَدُ البَدَنِ تَكَسُّرُه وتوجعه مع كسل وخَضَدَ البعيرُ عنق صاحبه يَخْضِدُها كسرها قال الليث الفحل يَخْضِدُ عنق البعير إِذا قاتله قال رؤبة ولَفْت كَسَّارٍ لهنَّ خَضَّاد وخَضَد الإِنسانُ يَخْضِد خَضْداً إِذا أَكل شيئاً رطباً نحو القثاء والجزر وما أَشبههما وخَضَدَ الشيءَ يَخْضِدُهُ خَضْداً أَكله رطباً والخَضْد الأَكل الشديد وقيل لأَعرابي وكان معجباً بالقثاء ما يعجبك منه ؟ قال خَضْدُه ورجل مِخْضَد وفي الخبر أَن معاوية رأَى رجلاً يُجيد الأَكل فقال إِنه لَمِخْضَد الخَضْد شدَّة الأَكل ومِخْضَد مِفْعل منه كأَنه آلة للأَكل ومنه حديث مسلمة بن مخلد أَنه قال لعمرو بن العاص إِن ابن عمك هذا لَمِخْضَد أَي يأْكل بجفاء وسرعة وقال امرؤ القيس ويَخْضِدُ في الآريّ حتى كأَنما به عَرَّة أَو طائِف غيرُ مُعْقِب وخَضَدَ الفرسُ يَخْضِدُ خَضْداً مثل خَضَِمَ وقيل خَضَدَ خَضْداً أَكل قال أَوَيْنَ إِلى مُلاطِفَةٍ خَضودٍ لِمَأْكَلِهِنَّ طَفْطافَ الرُّبول
( * قوله « قال أوين إلخ » أورد المصنف كما ترى شاهداً على الخضد بمعنى الخضم الذي هو الأكل بملء الفم أو نحوه ولم يذكره الصحاح ولا شرح القاموس ولا غيرهما شاهد الخضد بهذا المعنى بل الشاعر يصف قطاة تكسر لأولادها أطراف الشجر كما نبه عليه الصحاح في غير موضع فالمناسب أن يكون شاهد الخضد بمعنى كسر )
واخْتَضَد البعيرَ أَخذه من الإِبل وهو صعب لم يذلل فخطمه ليذل وركبه حكاها اللحياني وقال الفارسي إِنما هو اختضر والخَضاد من شجر الجَنْبَة وهو مثل النَّصِيِّ ولورقه حروف كحروف الحلفاء تجرّ باليد كما تجرُّ الحلفاء والخَضَد شجر رخو بلا شوك والخَضْد القطع وكل رطب قضبته فقد خَضَدْته وكذلك التَّخْضِيد قال طرفة كأَن البُرِينَ والدَّماليجَ عُلِّقَتْ على عُشَر أَو خِرْوَعٍ لم يُخَضَّد وخَضَدت الشجر قطعت شوكه فهو خَضيد ومخضود والخَضْد نزع الشوك عن الشجر قال الله عز وجل في سدر مخضود هو الذي خُضِدَ شوكه فلا شوك فيه الزجاج والفراء قد نزع شوكه وفي حديث ظبْيان يُرَشِّحونَ خَضِيدَها أَي يصلحونه ويقومون بأَمره والخَضِيدُ فعيل بمعنى مفعول والخَضَد ما خُضِدَ من الشجر ونحي عنه والخَضَد بفتح الخاءِ والضاد كل ما قطع من عود رطب قال الشاعر أَوجَرْتُ حُفْرته حرصاً فمال به كما انثَنى خَضَدٌ من ناعِمِ الضَّال والخَضاد شجر رخو بلا شوك وفي إِسلام عروة بن مسعود ثم قالوا السفر وخَضَده أَي تعبه وما أَصابه من الإِعياء وأَصل الخَضْد كسر الشيء اللين من غير إِبانة له وقد يكون بمعنى القطع ومنه حديث الدعاء يُقْطَعُ به دابرُهم ويُخضَد به شَوْكَتُهم وفي حديث عليّ حرامها عند أَقوام بمنزلة السدر المخضود الذي قطع شوكه وفي حديث أُمية بن أَبي الصلت بالنعم مَحْفود وبالذنب مَخْضود يريد به ههنا أَنه منقطع الحجة كأَنه منكسر

خفد
خَفِدَ خَفَداً وخَفَدَ يَخْفِدُ خَفْداً وخَفَداناً كلاهما أَسرع في مشيه والخَفَيْفَدُ والخَفَيْدَدُ السريع مثل بهما سيبويه صفتين وفسرهما السيرافي والخَفَيْدَدُ الظليم الخفيف والجمع خَفاددُ وخَفَيْدَدات قال الليث إِذا جاء اسم على بناء فَعالل مما آخره حرفان مثلان فإِنهم يمدونه نحو قَرْدَد وقَراديدَ وخَفَيْدَد وخَفاديد وقيل هو الظليم الطويل الساقين قيل للظليم خَفَيْدَد لسرعته وفيه لغة أُخرى خَفَيْفَد وهو ثلاثي من خفد أُلحق بالرباعي ابن الأَعرابي إِذا أَلقت المرأَة ولدها بزَحْرَةٍ قيل زَكَبَتْ به وأَزْلَخَتْ به وأَمصَعَت به وأَخْفَدت به وأَسهدت به وأَمهدت به والخَفَيْدد فرس الأَسود بن حُمْران والخُفْدُدُ الخُفَّاش والخُفْدود ضرب من الطير وأَخْفَدت الناقة فهي مُخْفِد إِذا أَظهرت أَنها حملت ولم يكن بها حمل وأَخْفَدت الناقة فهي خَفود أَلقت ولدها لغير تمام قبل أَن يستبين خلقه ونظيره أُنْتِجَت فهي نَتُوج إِذا حملت وأَعَقَّت الفرس فهي عَقوق إِذا لم تحمل وأَشَصَّت الناقة فهي شَصوص إِذا قل لبنها وقد قيل شَصَّت فإِن كان شَصوص عليه فليس بشاذ وخَفَدان موضع

خلد
الخُلْد دوام البقاء في دار لا يخرج منها خَلَدَ يَخْلُدُ خُلْداً وخُلوداً بقي وأَقام ودار الخُلْد الآخرة لبقاءِ أَهلها فيها وخَلَّده الله وأَخْلَده تخليداً وقد أَخْلَد الله أَهلَ دار الخُلْد فيها وخَلَّدهم وأَهل الجنة خالدون مُخَلَّدون آخر الأَبد وأَخلد الله أَهل الجنة إِخلاداً وقوله تعالى أَيحسب أَنَّ ماله أَخلده أَي يعمل عمل من لا يظن مع يساره أَنه يموت والخُلْد اسم من أَسماءِ الجنة وفي التهذيب من أَسماءِ الجنان وخَلَد بالمكان يَخْلُد خُلوداً وأَخْلَد أَقام وهو من ذلك قال زهير لِمَن الديارُ غَشِيتَها بالغَرْقَد كالوَحْيِ في حَجَر المسِيل المُخْلِد ؟ والمُخلِد من الرجال الذي أَسن ولم يَشِب كأَنه مُخَلَّد لذلك وخَلَد يَخْلِد ويخْلُدُ خَلْداً وخُلوداً أَبطأَ عنه الشيب كأَنما خلق لِيَخْلُد التهذيب ويقال للرجل إِذا بقي سواد رأْسه ولحيته على الكبر إِنه لمخلِد ويقال للرجل إِذا لم تسقط أَسنانه من الهرم إِنه لمخلِد والخوالد الأَثافي في مواضعها والخوالد الجبال والحجارة والصخور لطول بقائها بعد دروس الأَطلال وقال إِلاَّ رَماداً هامداً دَفَعَتْ عنه الرياحَ خَوالِدٌ سُحْمُ الجوهري قيل لأَثافي الصخور خوالد لطول بقائها بعد دروس الأَطلال وقوله فتأْتيك حَذَّاءَ محمولةً يَفُضُّ خَوالِدُها الجَنْدلا الخوالد هنا الحجارة والمعنى القوافي وخَلَدَ إِلى الأَرض وأَخْلَد أَقام فيها وفي التنزيل العزيز ولكنه أَخلد إِلى الأَرض واتبع هواه أَي ركن إِليها وسكن وأَخْلَد إِلى الأَرض وإِلى فلان أَي ركن إِليه ومال إِليه ورضي به ويقال خَلَدَ إِلى الأَرض بغير أَلف وهي قليلة الكسائي خَلَدَ وأَخْلَد بهِ إِخلاداً وأَعْصَمَ به إِعصاماً إِذا لزمه وفي حديث علي كرّم الله وجهه يَذُمُّ الدنيا من دان لها وأَخلد إِليها أَي ركن إِليها ولزمها ابن سيده أَخلد الرجل بصاحبه لزمه والخِلَدة جماعة الحلى وقوله تعالى يطوف عليهم ولدان مخلَّدون قال الزجاجي محلَّون وقال أَبو عبيد مسوّرون يمانية وأَنشد ومُخَلَّدات باللُّجَين كأَنما أَعجازهن أَقاوِزُ الكُثْبان وقيل مقرَّطون بالخِلَدَة وقيل معناه يخدمهم وصفاء لا يجوز واحد منهم حد الوِصافة وقال الفراء في قوله مخلدون يقول إِنهم على سن واحد لا يتغيرون أَبو عمرو خَلَّد جاريته إِذا حلاها بالخَلَدة وهي القِرَطة
( * قوله « وهي القرطة » كذا بالأصل والمناسب وهي القرط بالإفراد أو تأخيرها عن قوله وجمعها خلد اه ) وجمعها خلَد والخَلَد بالتحريك البال والقلب والنفس وجمعه أَخلاد يقال وقع ذلك في خَلَدي أَي في رُوعي وقلبي أَبو زيد من أَسماء النفس الروع والخَلَد وقال البال النفس فإِذاً التفسير متقارب والخُلْد والخَلْد ضرب من الفِئَرة وقيل الخَلد الفأْرة العمياء وجمعها مَناجذ على غير لفظ الواحد كما أَنَّ واحدة المخاض من الإِبل خَلِفة ابن الأَعرابي من أَسماءِ الفأْر الثُّعْبة والخَلد والزَّبابة وقال الليث الخُلد ضرب من الجُرْذان عُمْي لم يخلق لها عيون واحدها خِلْد بكسر الخاء والجمع خِلدان وفي التهذيب واحدتها خِلدة بكسر الخاء والجمع خِلدان وهذا غريب جدّاً وقد سمَّت خالداً وخُويلِداً ومَخْلداً وخُلَيداً ويَخْلُد وخَلاَّداً وخَلْدة وخالِدة وخُلَيدة والخالديّ ضرب من المكاييل عن ابن الأَعرابي وأَنشد عليَّ إِن لم تَنْهَضِي بِوِقْري بأَربعين قُدِّرَتْ بِقَدْر بالخالِدِيِّ لا تُضاع حَجري والخُوَيلِدية من الإِبل نسبة إِلى خويلد من بني عقيل غيره وبنو خُويلِد بطن من عقيل والخالدان من بني أَسد خالد بن نَضْلة بن الأَشتر بن جَحْوان ابن فقعس وخالد بن قيس بن المُضَلَّل بن مالك بن الأَصغر بن منقذ بن طريف بن عمرو بن قعين قال الأَسود بن يعفر وقَبْليَ مات الخالدان كلاهما عَميدُ بني جَحْوان وابن المُضَلَّل قال ابن بري صواب إِنشاده فقبلي بالفاء لأَنها جواب الشرط في البيت الذي قبله وهو فإِن يكُ يومي قد دنا وإِخاله كوارِدَة يوماً إِلى ظِمْءِ مَنْهَل

خمد
خَمَدَت النار تَخْمُد خُموداً سكن لهبها ولم يُطْفأْ جمرها وهمَدت هموداً إِذا أُطفئَ جمرها البتة وأَخْمد فلان نارَه وقوم خامدون لا تسمع لهم حساً من ذلك وفي التنزيل العزيز إِن كانت إِلاَّ صيحة واحدة فإِذا هم خامدون قال الزجاج فإِذا هم ساكتون قد ماتوا وصاروا بمنزلة الرماد الخامد الهامد قال لبيد وجَدْتُ أَبي ربيعاً لليتامى وللضيفان إِذ خَمدَ الفَئيد الفَئيد النار أَي سكن لهبها بالليل لئلا يَضْوِيَ إِليها ضيف أَو طارق وفيه حتى جعلناهم حصيداً خامدين والخَمُّود على وزن التَّنُور موضع تدفن فيه النار حتى تَخْمُد وخَمَدَت الحُمَّى سكن فورانها وخَمِدَ المريض أُغمي عليه أَو مات وفي نوادر الأَعراب تقول رأَيته مُخْمِداً ومُخْبِتاً ومُخْلِداً ومُخْبِطاً ومُسْبِطاً ومُهْدِياً إِذا رأَيته ساكناً لا يتحرك والمُخْمِد الساكن الساكت قال لبيد مِثْل الذي بالغِيل يَقْرُو مُخْمِدا قال مخمد ساكن قد وطن نفسه على الأَمر

خود
الخَوْدُ الفتاة الحسنة الخَلق الشابة ما لم تصر نَصَفاً وقيل الجارية الناعمة والجمع خَوْدات وخُود بضم الخاء مثل رمح لَدْن ورِماح لُدْن ولا فعل له والتَّخْويد سرعة السير وقيل سرعة سير البعير وخَوَّدَ البعيرُ أَسرع وزج بقوائمه وقيل هو أَن يهتز كأَنه يضطرب وكذلك الظليم وقد يستعمل في الإِنسان وفي الحديث طاف عمر رضي الله عنه بين الصفا والمروة فَخَوَّد أَي أَسرع وخَوَّد الفحلَ في الشوك تَخْويداً أَرسله وأَنشد الليث وخَوِّدْ فحلَها من غير شَلٍّ بدار الريح تَخْويدَ الظَّلِيم قال أَبو منصور غلط الليث في تفسير التخويد وفي تفسير هذا البيت والبيت للبيد إِنما يقال خَوَّدَ البعيرُ تَخْويداً إِذا أَسرع والرواية وخَوَّدَ فحلُها من غير شل يصف برد الزمان وانتزاع الفحل إِلى مراحه مبادراً هبوب الريح الباردة بالعشي كما يُخَوِّد الظليم إِذا راح إِلى بيضه وأُدْحِيِّه وفي ترجمة بقَّم تَوَّجُ موضع وكذلك خَوَّدُ قال ذو الرمة وأَعيُن العِين بأَعلى خَوَّدا حكاه ابن بري عن ابن الجواليقي

خيد
قال الليث الخِيد فارسية حوّلوا الذال دالاً قال أَبو منصور يعني به الرطبة

دد
: هذه ترجمة ذكرها الجوهري هنا وقال ابن بري : صوابها أَن تذكر في فصل ددن أَو في فصل دَدا من المعتل وسنذكره نحن في ترجمة دَدا في المعتل إِن شاء الله تعالى

درد
الدَّرَد ذهاب الأَسنان دَرِدَ دَرَداً ورجل أَدْرَدُ ليس في فمه سن بيّن الدَّرَد والأُنثى دَرْداء وفي الحديث أمرت بالسواك حتى خفت لأدْرَدَنَّ أَراد بالخوف الظن والعرب تذهب بالظن مذهب اليقين فتجاب بجوابها فتقول ظننت لعبدالله خير منك وفي رواية لزمت السواك حتى خشيت أَن يُدْرِدَني أَي يذهب بأَسناني والدِّرْدِمُ كالإِدْرِدِ ميمه زائدة والدَّرْداءُ من الإِبل التي لحقت أَسنانُها بدُرْدُرها من الكبَر والدِّرْدِم بالكسر الناقة المسنة وهي الدَّرداءُ والميم زائدة كما قالوا للدَّلْقاءِ دِلْقِم وللدَّقْعاءِ دِقْعِم على فِعْلِم وقول النابغة الجعدي ونحن رَهَنَّا بالافاقة عامراً بما كان في الدَّرداءِ رَهْناً فَأُبْسِلا قال أَبو عبيدة الدَّرداءُ كتيبة كانت لهم والدَّرَدُ الحَرَدُ ورجل دَرِدٌ حَرِدٌ ودُرَيْدٌ اسم وذُرَيْدٌ تصغير أَدرد مرخماً ودُرْدِيُّ الزيت وغيره ما يبقى في أَسفله وفي حديث الباقر أَتجعلون في النبيذ الدُّرْدِيَّ ؟ قيل وما الدردي ؟ قال الرَّوْبَةُ أَراد بالدردي الخميرة التي تترك على العصير والنبيذ ليتخمر وأَصله ما يركد في أَسفل كل مائع كالأَشربة والأَدهان

دعد
دَعْدُ اسم امرأَة معروف والجمع دَعداتُ وأَدْعُدٌ ودُعودٌ يصرف ولا يصرف قال جرير يا دارُ أَقْوَتْ بجانب اللَّبَبِ بين تلاع العقيق فالكُثُبِ حيث استقرَّت نَواهمُ فسُقوا صَوْبَ غمام مُجَلْجِلٍ لَجِبِ لم تَتَلَفَّعْ بِفَضْلِ مِئزَرِها دَعْدٌ ولم تُغْذَ دَعْدُ بالعُلَب التلفع الاشتمال بالثوب كلبسة نساءِ الأَعراب والعلب أَقداح من جلود الواحد عُلْبَةٌ يحلب فيه اللبن ويشرب أَي ليست دعد هذه ممن تشتمل بثوبها وتشرب اللبن بالعلبة كنساءِ الأَعراب الشقيات ولكنها ممن نشأَ في نعمة وكَسي أَحسنَ كسوة وحكي عن بعض الأَعراب يقال لأُمِّ خُبَينٍ دَعْدٌ قال أَبو منصور ولا أَعرفه

دود
الدُّودُ : واحدته دُودَة التهذيب : دودة واحدة ودُود كثير ثم دُودَان جمع وجمع الدود دِيدان والتصغير دُويد وقياسه دُويدة قال ابن بري : قاله الجوهري وهو وهم منه وقياسه دُويد كما صغرته العرب لأَنه جنس بمنزلة تمر وقمحة فكما تقول في تصغيرهما تمير وقميح كذلك تقول في تصغير دود دويد وقد دَادَ الطعام يدادُ دَوْداً و أَداد يُدِيدُ و دَوَّد يُدَوِّدُ و دِيدَ : صار فيه الدود فهو مَدُودٌ كله بمعنى إِذا وقع فيه السوس وفي الحديث : إِنَّ المؤذنين لا يدادُون أَي لا يأْكلهم الدود وقال زُرارَةُ بن صَعب بن دهر يخاطب العامرية وكانت خرجت من اليمامة في سفر تمتار طعاماً فخرج معها زرارة بن صعب فأَخذه بطنه فكاد يتخلف خلف القوم فقالت العامرية : لقد رأَيتُ رجلاً دَهْرِيَّا يمشي وراءَ القوم سَيْتَهِيَّا كأَنه مُضْطَعِنٌ صَبِيَّا فقال زرارة يعنيها : قد أَطعَمَتْنِي دَقَلاً حَوْلِيَّا مُسَوَّساً مُدَوَّداً حَجْرِيَّا السيتهيّ : الذي يجيء خلف القوم فينظر أَستاههم واضطغنت الشيءَ إِذا حملته تحت حِضْنِك والدقل : أَردأُ التمر والحَجريُّ : المنسوب إِلى حَجْر قَصَبَة باليمامة . ابن الأَعرابي : الدُّوَادِيُّ مأْخوذ من الدُّوَاد وهو الخَضْفُ الذي يخرج من الإِنسان وبه كني أَبو دُوادٍ الإِيادي . و دُودانُ : قبيلة من بني أَسد وهو دُودانُ بن أَسد بن خزيمة الأَصمعي : الدَّوَادي آثار أَراجيح الصبيان واحدتها دَوْدَاة قال : كأَنني فوق دَوْداةٍ تقلبني و أَبو دواد : شاعر من إِياد . و داود : اسم أَعجمي لا يهمز . وفي حديث سفيان الثوري : منعتهم أَن يبيعوا الدَّادِيَّ هو حب يطرح في النبيذ فيشتد حتى يسكر

ذرود
ذِرْوَدٌ اسم جبل

ذود
الذَّوْد السَّوق والطرد والدفع تقول ذُدْتُه عن كذا وذاده عن الشيءِ ذَوْداً وذِياداً ورجل ذائد أَي حامي الحقيقة دفاع من قوم ذُوَّذٍ وذُوَّادٍ وزَادَه وأَذاده أَعانه على الذَّيادِ وفي حديث الحوض إِني لَبِعُقْرِ حوضي أَذُودُ الناس عنه لأَهل اليمن أَي أَطردهم وأَدفعهم وفي الحديث لَيُذادَنَّ رجال عن حوضي أَي ليُطْرَدَنَّ ويروى فلا تُذادُنَّ أَي لا تفعلوا فعلاً يوجب طردكم عنه قال ابن أَثير والأَول أَشبه وفي الحديث وأَما إِخواننا بنو أُمية فقادة ذادَةٌ الذادة جمع ذائد وهو الحامي الدافع قيل أَراد أَنهم يذودون عن الحرم والمِذْوَدُ اللسانُ لأَنه يذاد به عن العِرض قال عنترة سيأْتيكمُ مني وإِن كنت نائياً دخانُ العَلَنْدى دون بيتي ومِذودي قال الأَصمعي أَراد بمذوده لسانه وببيته شَرَفَه وقال حسان بن ثابت لساني وسيفي صارمان كلاهما ويبلغ ما لا يبلغ السيفُ مِذْوَدِي ومِذْوَدُ الثور قرنه وقال زهير يذكر بقرة ويَذُبُّها عنها بأَسْحَمَ مِذْوَدِ ويقال ذِدت فلاناً عن كذا أَذُودُه أَي طردته فأَنا ذائد وهو مَذُود ومَعْلَفُ الدابة مِذْوَدُه قال ابن الأَعرابي المَذادُ والمَرادخ المَرْتَع وأَنشد لا تَحْبِسا الحَوْساءَ في المَذادِ وذُدت الإِبل أَذودها ذَوْذاً إِذا طردتها وسقتها والتذويد مثله والمُذِيدُ المُعِين لك على ما تَذُودُ وهذا كقولك أَطلبت الرجل إِذا أَعنته على ما طلبته وأَحلبته أَعنته على حلب ناقته قال الشاعر ناديتُ في القوم أَلا مُذِيدا ؟ والذَّوْدُ للقطيع من الإِبل الثلاث إِلى التسع وقيل ما بين الثلاث إِلى العشر قال أَبو منصور ونحو ذلك حفظته عن العرب وقيل من ثلاث إِلى خمس عشرة وقيل إِلى عشرين وفُوَيقَ ذلك وقيل ما بين الثلاث إِلى الثلاثين وقيل ما بين الثنتين والتسع ولا يكون إِلاّ من الإِناث دون الذكور وقال النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيما دون خمس ذَوْدٍ من الإِبل صدقة فأَنثها في قوله خمس ذود قال ابن سيده الذَّود مؤَنث وتصغيره بغير هاء على غير قياس توهموا به المصدر قال الشاعر ذَوْدُ صَفايا بينها وبيني ما بين تسع وإِلى اثنتين يُغْنِينَنا من عَيْلة ودَين وقولهم الذَّوْدُ إِلى الذَّود إِبل يدل على أَنها في موضع اثنتين لأَن الثنتين إِلى الثنتين جمع قال والأَذوادُ جمع ذَوْدٍ وهي أَكثر من الذود ثلاث مرات وقال أَبو عبيدة قد جعل النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ليس في أَقل من خمس ذود صدقة جعل الناقة الواحدة ذوداً ثم قال والذود لا يكون أَقل من ناقتين قال وكان حدّ خمس ذود عشراً من النوق ولكن هذا مثل ثلاثة فئة يعنون به ثلاثة وكان حدّ ثلاثة فئة أَن يكون جمعاً لأَن الفئة جمع قال أَبو منصور وهو مثل قولهم رأَيت ثلاثة نفر وتسعة رهط وما أَشبهه قال أَبو عبيد والحديث عام لأَن من ملك خمسة من الإِبل وجبت عليه فيها الزكاة ذكوراً كانت أَو إِناثاً وقد تكرر ذكر الذود في الحديث والجمع أَذواد أَنشد ابن الأَعرابي وما أَبْقَت الأَيامُ مِ المالِ عِنْدَنا سوى حِذْم أَذواد مُحَذَّفَة النَّسل معنى محذفة النسل لا نسل لها يبقى لأَنهم يعقرونها وينحرونها وقالوا ثلاث أَذواد وثلاث ذَوْد فأَضافوا إِليه جميع أَلفاظ أَدنى العدد جعلوه بدلاً من أَذواد قال الحطيئة ثلاثةُ أَنُفسٍ وثلاثُ ذَوْدٍ لقد جار الزمانُ على عيالي ونظيره ثلاثة رَحْلَة جعلوه بدلاً من أَرحال قال ابن سيده هذا كله قول سيبويه وله نظائر وقد قالوا ثلاث ذود يعنون ثلاث أَينق قال اللغويون الذود جمع لا واحد له من لفظه كالنعم وقال بعضهم الذود واحد وجمع وفي المثل الذود إِلى الذود إلى وقولهم ابلى بمعنى مع أَي القليل يضم إِلى القليل فيصير كثيراً وذَيَّاد وذوّاد اسمان والمَذَاد موضع بالمدينة والذائد اسم فرس نجيب جدّاً من نَسْلِ الحَرُون قال الأَصمعي هو الذائد بن بُطَينِ بن بطان بن الحَرُون

رأد
غُصن رَؤودٌ وهو أَرطب ما يكون وأَرخصه وقد رَؤُدَ وتَرَأَّدَ وقيل تَرَؤُّدُه تَفَيُّؤه وتذبُّله وتراؤده كقولك تَواعُدُه تميُّلُه وتميُّحه يميناً وشمالاً والرَّأْدَةُ بالهمز والرُّؤْدَة والرؤْدَةُ على وزن فَعُولة كله الشابة السريعة الشباب مع حسن غذاء وهي الرؤْدُ أَيضاً والجمع أَرآد وتَرَأَّدَت الجارية تَرَؤُّداً وهو تثنيها من النعمة والمرأَة الرَّؤُود الشابة الحسنة الشباب وامرأَة رَادة في معنى رُؤْد والجارية الممشوقة قد تَرَأَدُ في مشيها ويقال للغصن الذي نبت من سنته أَرطب ما يكون وأَرخصه رُؤْدٌ والواحدة رُؤْدَةٌ وسميت الجارية الشابة رُؤْداً تشبيهاً به الجوهري الرأْدُ والرُّؤْدُ من النساء الشابة الحسنة قال أَبو زيد هما مهموزان ويقال أَيضاً رَأْدَة ورُؤْدَةٌ والتَّرؤُّد الاهتزاز من النعمة تقول منه تَرَأَدَ وارْتَأَدَ بمعنى والرِّئْدُ التِّرْبُ يقال هو رِئْدُها أَي تِرْبُها والجمع أَرْآد وقال كثير فلم يهمز وقد دَرَّعُوها وهي ذاتُ مؤَصَّدٍ مَجُوبٍ ولمَّا يَلْبَسِ الدِّرْعَ رِيدُها والرِّئْدُ فَرْخُ الشجرة وقيل هو ما لان في أَغصانها والجمع رِئْدانٌ ورِئْدُ الرجل تِرْبُه وكذلك الأُنثى وأَكثر ما يكون في الإِناث قال قالت سُلَيمى قَوْلةً لِرِيدِها أَراد الهمزه فخفف وأَبدل طلباً للرِّدف والجمع أَرْآدٌ والرَّأْدُ رونق الضحى وقيل هو بعد انبساط الشمس وارتفاع النهار وقد تَراءَدَ وتَرَأْدَ وقيل رَأْدُ الضحى ارتفاعه حين يعلو النهار أَو الأَكثر أَن يمضي من النهار خُمسه وفَوْعَةُ النهار بعد الرَّأْدِ وأَتيته غُدْوَةَ غير مُجْرًى ما بين صلاة الغداة إِلى طلوع الشمس وبكرةَ نحوها وجاءَنا حَدَّ الظهيرة وقتها وعندها أَي عند حضورها ونحْرُ الظهيرة أَوَّلها وقال الليث الرَّأْدُ رأْدُ الضحى وهو ارتفاعها يقال تَرَجَّلَ رَأْدَ الضحى وترَأَّدَ كذلك والرَّأْدُ والرُّؤْدُ أَيضاً رَأْدُ اللَّحْيِ وهو أَصل اللَّحْيِ الناتئ تحت الأُذن وقيل أَصل الأَضراس في اللَّحْيِ وقيل الرَّأْدانِ طَرَفا اللَّحْيَينِ الدقيقان اللذان في أَعلاهما وهما المحدَّدانِ الأَحْجَنانِ المعلقان في خُرْتَينِ دون الأُذنين وقيل طرفُ كل غضن رُؤْدٌ والجمع أَرآد وأَرَائد نادر وليس بجمع جمع إِذ لو كان ذلك لقيل أَرائيد أَنشد ثعلب ترى شؤُونَ رأْسه العَوارِدا الخَطْمَ واللَّحيين والأَرائدا والرُّؤْدُ التُّؤَدَةُ قال كأَنه ثَمِلٌ يمشي على رُودِ احتاج إِلى الردف فخفف همزة الرؤْد ومن جعله تكبير رُوَيْد لم يجعل أَصله الهمز ورواه أَبو عبيد كأَنها مِثلُ من يمشي على رُود فقلب ثمل وغير بناءَه قال ابن سيده وهو خطأٌ وترَأْدَ الرجل في قيامه تَرَؤُّداً قام فأَخذته رِعْدَةٌ في قيامه حتى يقوم وترأَّدت الحية اهتزت في انسيابها وأَنشد كأَنَّ زمامها أَيمٌ شُجاع تَرَأَّدَ في غُصونٍ مُغْطَئِلَّه وتَرَأَّدَ الشيءُ التوى فذهب وجاءَ وقد تَرَأَّدَ إِذا تفيأَ وتثنى وتَرَأَّدَ وتَمايحَ إِذا تميَّل يميناً وشمالاً والرِّئْدُ التِّرب وربما لم يهمز وسنذكره في ريد

ربد
الرُّبْدَةُ الغُبرة وقيل لون إِلى الغبرة وقيل الرُّبْدَةُ والرُّبْدُ في النعام سواد مختلط وقيل هو أَن يكون لونها كله سواداً عن اللحياني ظليم أَرْبَدُ ونعامة ربداءُ ورَمْداءُ لونها كلون الرماد والجمع رُبْدٌ وقال اللحياني الرَّبداءُ السوداء وقال مرة هي التي في سوادها نقط بيض أَو حمر وقد ارْبَدَّ ارْبِداداً ورَبَّدَتِ الشاة ورَمَّدَت وذلك إِذا أَضرعت فترى في ضرعها لُمَعَ سوادٍ وبياض وترَبَّدَ ضرعها إِذا رأَيت فيه لُمَعاً من سواد ببياض خفي والرَّبْداءُ من المعزى السوادءُ المنقطة بحمرة وهي المنقطة الموسومة موضعَ النِّطاق منها بحمرة وهي من شِيَاتِ المعز خاصة وشاة ربداء منقطة بحمرة وبياض أَو سواد وارْبَدَّ وجهه وتَرَبَّدَ احمرَّ حمرة فيها سواد عند الغضب والرُّبْدَةُ غُبرة في الشفة يقال امرأَة رَبْداءُ ورجل أَرْبَدُ ويقال للظليم الأَرْيَدُ للونه والرُّبْدَةُ والرُّمْدَة شبه الورقة تضرب إِلى السواد وفي حديث حذيفة حين ذكر الفتنة أَيُّ قلب أُشرِبَها صار مُرْبَدّاً وفي رواية مُرْبادّاً هما من ارْبَدَّ وارْبادَّ وتَرَبَّد ارْبِدادُ القلب من حيث المعنى لا الصورة فإِن لون القلب إِلى السواد ما هو قال أَبو عبيدة الرُّبْدَةُ لَون بين السواد والغبرة ومنه قيل للنعام رِبْدٌ جمع رَبْداءَ وقال أَبو عدنان المُرَبَّد المُوَلَّع بسواد وبياض وقال ابن شميل لما رآني تَرَبَّد لونه وتربُّده تلونه تراه أَحمر مرة ومرة أَخضر ومرة أَصفر ويَترَبَّد لونه من الغضب أَي يتلوّن والضرع يتربد لونه إِذا صار فيه لُمَعٌ وأَنشد الليث في تَرَبَّدَ الضرع إِذا والد منها تَرَبَّد ضَرعُها جعلتُ لها السكينَ إِحدى القلائد وتَرَبَّد وجهه أَي تغير من الغضب وقيل صار كلون الرماد ويقال ارْبَدَّ لونه كما يقال احمرَّ واحمارّ وإِذا غضب الإِنسان تَرَبَّد وجهه كأَنه يسودّ منه مواضع وارْبَدَّ وجهه وارْمَدَّ إِذا تغير وداهية رَبْداءُ أَي منكرة وتَرَبَّد الرجل تَعَبَّس وفي الحديث كان إِذا نزل عليه الوحي ارْبَدَّ وجهه أَي تغير إِلى الغُبرة وقيل الرُّبْدة لون من السواد والغبرة وفي حديث عمرو بن العاص أَنه قام من عند عمر مُرْبَدَّ الوجه في كلام أُسمعه وترَبَّدت السماءُ تغيمت والأَرْبَدُ ضرب من الحيات خبيث وقيل ضرب من الحيات يَعَضُّ الإِبل وَرَبدَ الإِبل يَرْبُدُها رَبْداً حبسها والمِرْبَدُ مَحْبِسُها وقيل هي خشبة أَو عصا تعترض صدور الإِبل فتمنعها عن الخروج قال عواصِيَ إِلاَّ ما جعلْتُ وراءَها عَصَا مِرْبَدٍ تَغْشَى نُحوراً وأَذْرُعا قيل يعني بالمريد ههنا عصا جعلها معترضة على الباب تمنع الإِبل من الخروج سماها مربداً لهذا قال أَبو منصور وقد أَنكر غيره ما قال وقال أَراد عصا معترضة على باب المربد فأَضاف العصا المعترضة إِلى المربد ليس أَن العصا مربد وقال غيره الرَّبْد الحبس والرابد الخازن والرابدة الخازنة والمِربد الموضع الذي تحبس فيه الإِبل وغيرها وفي حديث صالح بن عبد الله بن الزبير أَنه كان يعمل رَبَداً بمكة الربد بفتح الباء الطين والرَّبَّادُ الطيَّان أَي بناءٌ من طين كالسِّكْر قال ويجوز أَن يكون من الرَّبْد الحبس لأَنه يحبس الماءَ ويروى بالزاي والنون وسيأْتي ذكره ومِرْبَد البصرة مِن ذلك سمي لأَنهم كانوا يحبسون فيه الإِبل وقول الفرزدق عَشِيَّةَ سال المِرْبَدان كلاهما عَجاجَة مَوْتٍ بالسيوفِ الصوارم فإِنما سماه مجازاً لما يتصل به من مجاوره ثم إِنه مع ذلك أَكده وإِن كان مجازاً وقد يجوز أَن يكون سمي كل واحد من جانبيه مربداً وقال الجوهري في بيت الفرزدق إِنه عنى به سكة المربد بالبصرة والسكة التي تليها من ناحية بني تميم جعلهما المربدين كما يقال الأَحْوصان وهما الأَحْوص وعوف بن الأَحوص وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَن مسجده كان مِرْبَداً ليتيمين في حَجْر معاذ بن عَفْراء فجعله للمسلمين فبناه رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجداً قال الأَصمعي المِرْبد كل شيء حبست به الإِبل والغنم ولهذا قيل مِرْبد النعم الذي بالمدينة وبه سمي مِرْبَد البصرة إِنما كان موضع سوف الإِبل وكذلك كل ما كان من غير هذه المواضع أَيضاً إِذا حُبست به الإِبل وهو بكسر الميم وفتح الباء من رَبَد بالمكان إِذا أَقام فيه وفي الحديث أَنه تَيَمَّمَ بِمِرْبد الغنم ورَبَدَ بالمكان يَرْبُدُ ربوداً إِذا أَقام به وقال ابن الأَعرابي ربده حبسه والمِرْبد فضاء وراء البيوت يرتفق به والمِرْبد كالحُجرة في الدار ومِرْبد التمر جَرِينه الذي يوضع فيه بعد الجداد لييبس قال سيببويه هو اسم كالمَطْبَخ وإِنما مثله به لأَن الطبخ تيبيس قال أَبو عبيد والمربد أَيضاً موضع التمر مثل الجرين فالمربد بلغة أَهل الحجاز والجرين لهم أَيضاً والأَنْدَر لأَهل الشام والبَيْدَر لأَهل العراق قال الجوهري وأَهل المدينة يسمون الموضع الذي يجفف فيه التمر لينشف مربداً وهو المِسْطَح والجرين في لغة أَهل نجد والمربد للتمر كالبيدَر للحنطة وفي الحديث حتى يقوم أَبو لبابة يسد ثعلب مِربده بإِزاره يعني موضع تمره ورَبد الرجلُ إِذا كنز التمر في الربائد وهو الكراحات
( * قوله « الكراحات إلخ » كذا بالأصل ولم نجده فيما بأيدينا من كتب اللغة ) وتمر رَبِيد نُضِّدَ في الجرار أَو في الحُب ثم نضح بالماء والرُّبَد فِرِنحد السيف ورُبْد السيف فرنده هذلية قال صخر الغي وصارِمٍ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه أَبيضَ مَهْوٍ في مَتْنِهِ رُبَد وسيف ذو رُبَد بفتح الباء إِذا كنت ترى فيه شبه غبار أَو مَدَبّ نمل يكون في جوهره وأَنشد بيت صخر الغي الهذلي وقال الخشيبة الطبيعة أَخلصتها المداوس والصقل ومهو رقيق وأَربَدَ الرجل أَفسد ماله ومتاعه وأَرْبَد اسم رجل وأَربد بن ربيعة أَخو لبيد الشاعر والرُّبيدان نبت

رثد
الرَّثْد مصدر رَثَد المتاع يَرْثُدُه رَثْداً فهو مَرْثود ورَثيد نَضَّده ووضع بعضه فوق بعض أَو إِلى جنب بعض وتركه مُرْتَثِداً ما تَحَمَّل بعد أَي ناضداً متاعه يقال تركت بني فلان مُرْتَثِدين ما تحملوا بعد أَي ناضدين متاعهم الكسائي أَرثَدَ القوم أَي أَقاموا واحتفر القوم حتى أَرثدوا أَي بلغوا الثرى قال ابن السكيت ومنه اشتق مَرْثَد وهو اسم رجل والمَرْثَد اسم من أَسماءِ الأَسد والرَّثَد ما رُثِدَ من المتاع وطعام مَرْثود ورَثِيد وقال ثعلبة بن صُعَير المازني وذكر الظليم والنعامة وأَنهما تذكرا بيضهما في أُدْحِيِّهما فأَسرعا إِليه فَتَذكَّرا ثَقَلاً رَثِيداً بَعدما أَلْقَتْ ذِكاءُ يَمِينَها في كافِر والرثَد بالتحريك متاع البيت المنضود بعضه فوق بعض والمتاع رَثيد ومَرْثود وفي حديث عمر أَن رجلاً ناداه فقال هل لك في رجل رَثَدْت حاجته وطال انتظاره ؟ أَي دافعْتَ بحوائجه ومَطَلْتَه من قولك رَثَدْتُ المتاع إِذا وضعت بعضه فوق بعض وأَراد بحاجته حوائجه فأَوقع المفرد موقع الجمع كقوله تعالى فاعترفوا بذنبهم أَي بذنوبهم ورَثَدُ البيت سَقَطُه ورُثِدَتِ القصعة بالثَّريد جمع بعضه إِلى بعض وسُوّي ورَثَدَت الدجاجة بيضها جمعته عن ابن الأَعرابي والرِّئْدَة واللثدة بالكسر الجماعة الكثيرة من الناس وهم المقيمون ولا يطعنون والرَّثَدُ ضَعَفَة الناس يقال تركنا على الماء رَثَداً ما يظيقون تحملاً وأَما الذين ليس عندهم ما يتحملون عليه فهم مرتثدون وليسوا بِرَثَدٍ ومَرْثَدٌ اسم وأَرْثَدُ موضع قال أَلا نَسْأَلُ الخَيْماتِ من بَطْنِ أَرْثَدٍ إِلى النخلِ من وَدَّانَ ما فَعَلَتْ نُعْمُ ؟

رجد
الإِرجادُ الإِرعادُ وقد أُرِجدَ إِرجاداً إِذا أُرعِدَ وأُرجِدَ وأُرعِدَ بمعنى قال أُرجدَ رأْسُ شيخه عَيْصوم ويروى عيضوم وسيأْتي ذكره ابن الأَعرابي رُجِدَ رأْسُه وأُرجِدَ ورُجِّدَ بمعنى والرَّجْدُ الارتعاش

رخد
الرِّخْوَدُّ من الرجال اللَّيِّنُ العظام الرِّخْوُها الكثير اللحم يقال رجل رِخْوَدُّ الشباب ناعمه وامرأَة رِخوَدَّةٌ ناعمة وجمعُها رَخاوِيدُ قال أَبو صخر الهذلي عَرَفْتُ من هِنْدَ أَطلالاً بذي البِيدِ قَفْراً وجاراتها البيضِ الرَّخاوِيدِ قال أَبو الهثيم الرِّخْوَدُّ الرِّخْوُ زيدت فيه دال وشددت كما يقال فَعْمٌ وفَعْمَدّ

ردد
الرد صرف الشيء ورَجْعُه والرَّدُّ مصدر رددت الشيء ورَدَّهُ عن وجهه يَرُدُّه رَدّاً ومَرَدّاً وتَرْداداً صرفه وهو بناء للتكثير قال ابن سيده قال سيبويه هذا باب ما يكثر فيه المصدر من فَعَلْتُ فتلحق الزائد وتبنيه بناء آخر كما أَنك قلت في فَعَلْتُ فَعَّلْتُ حين كثرت الفعل ثم ذكر المصادر التي جاءت على التَّفْعال كالترداد والتلعاب والتهذار والتصفاق والتقتال والتسيار وأَخوانها قال وليس شيء من هذا مصدر أَفعلت ولكن لما أَردتَ التكثير بنيت المصدر على هذا كما بنيت فَعَلْتُ على فَعَّلْتُ والمَرَدُّ كالردّ وارْتَدَّه كَرَدَّه قال مليح بَعَزْمٍ كوَقْعِ السيف لا يستقله ضعيفٌ ولا يَرْتَدُّه الدهرَ عاذِلُ وردَّه عن الأَمر ولَدَّه أَي صرفه عنه برفق وأَمر الله لا مردَّ له وفي التنزيل العزيز فلا مردَّ له وفيه يوم لا مردَّ له قال ثعلب يعني يوم القيامة لأَنه شيءٌ لا يُرَدُّ وفي حديث عائشة من عمل عملاً ليس عليه أَمرنا فهو رَدٌّ أَي مردودٌ عليه يقال أَمْدٌ رَدٌّ إذا كان مخالفاً لما عليه السنَّة وهو مصدر وصف به وشيءٌ رَدِيدٌ مَرْدودٌ قال فَتىً لم تَلِدْهُ بِنتُ عَمٍّ قريبةٌ فَيَضْوَى وقد يَضْوَى رَدَيِدُ الغَرائب وقد ارتدَّ وارتدَّ عنه تحوّل وفي التنزيل من يرتدد منكم عن دينه والاسم الرِّدّة ومنه الردَّة عن الإِسلام أَي الرجوع عنه وارتدَّ فلان عن دينه إِذا كفر بعد إِسلامه وردَّ عليه الشيء إِذا لم يقبله وكذلك إِذا خَطَّأَه وتقول رَدَّه إِلى منزله ورَدَّ إِليه جواباً أَي رجع والرِّدّة بالكسر مصدر قولك ردَّه يَرُدُّه رَدّاً ورِدَّة والرِّدَّةُ الاسم من الارتداد وفي حديث القيامة والحوض فيقال إِنهم لم يزالوا مُرْتَدِّين على أَعقابهم أَي متخلفين عن بعض الواجبات قال ولم يُرِدْ رِدَّةَ الكفر ولهذا قيده بأَعقابهم لأَنه لم يَرْتَدَّ أَحد من الصحابة بعده إِنما ارتد قوم من جُفاة الأَعراب واسَتَردَّ الشيءَ وارْتَدَّه طلب رَدَّه عليه قال كثير عزة وما صُحْبَتي عبدَ العزيز ومِدْحتي بِعارِيَّةٍ يَرتدُّها مَن يُعِيرُها والاسم الرَّداد والرِّداد قال الأَخطل وما كلُّ مَغْبونٍ ولو سَلْفَ صَفْقَةٍ يُراجِعُ ما قد فاته بِرَدادِ ويروى بالوجهين جميعاً ورُدُود الدارهم ما رُدَّ واحدها رِدُّ وهو ما زِيفَ فَرُدَّ على ناقده بعدما أُخذ منه وكل ما رُدَّ بغير أَخذ رَدٌّ والرِّدُّ ما كان عماداً للشيء يدفعه ويَرُدُّه قال يا رب أَدعوك إِلهاً فَرْداً فكن له من البلايا رِدَّا أَي مَعْقِلاً يُردُّ عنه البلاء والرِّدُّ الكهف عن كراع وقوله تعالى فأَرسله معي رِدّاً يصدّقني فيمن قرأَ به يجوز أَن يكون من الاعتماد ومن الكهف وأَن يكون على اعتقاد التثقيل في الوقف بعد تحفيف الهمز ويقال وهب هبة ثم ارتدَّها أَي استردَّها وفي الحديث أَسأَلك إِيماناً لا يَرْتَدُّ أَي لا يرجع والمردودة المطلقة وكله من الرَّدّ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لسراقة بن جُعْشُمٍ أَلا أَدلك على أَفضل الصدقة ؟ ابنتك مردودة عليك ليس لها كاسب غيرك أَراد أَنها مطلقة من زوجها فترد إِلى بيت أَبيها فأَنفق عليها وأَراد أَلا أَدلك على أَفضل أَهل الصدقة ؟ فحذف المضاف وفي حديث الزبير في دارٍ له وقفها فكتب وللمردودة من بناتي أَن تسكنها لأَن المطلقة لا مسكن لها على زوجها وقال أَبو عمرو الرُّدَّى المرأَة المردودة المطلقة والمردودة المُوسَى لأَنها ترد في نصابها والمردود الردّ وهو مصدر مثل المحلوف والمعقول قال الشاعر لا يَعْدَمُ السائلون الخيرَ أَفْعَلُه إِمَّا نَوالاً وإِمَّا حُسْنَ مَرْدودِ وقوله في الحديث رُدُّوا السائل ولو بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ أَي أَعطوه ولو ظلفاً محرقاً ولم يُرِدْ رَدَّ الحِرْمان والمنع كقولك سَلَّم فردَّ عليه أَي أَجابه وفي حديث آخر لا تردوا السائل ولو بِظِلفٍ أَي لا تردّوه ردَّ حرمات بلا شيء ولو أَنه ظلف وقول عروة بن الورد وزَوَّد خيراً مالكاً إِنَّ مالكاً له رَدَّةٌ فينا إِذا القوم زُهَّدُ قال شمر الرَّدَّةُ العَطْفَة عليهم والرغبة فيهم وردَّده ترديداً وتَرْداداً فتردد ورجل مُردِّدٌ حائر بائر وفي حديث الفتن ويكون عند ذلكم القتال رَدَّةٌ شديدة وهو بالفتح أَي عطفة قوية وبحر مُرِدٌّ أَي كثير الموج ورجل مُرِدٌّ أَي شَبِق والارتداد الرجوع ومنه المُرْتَدّ واستردَّه الشيء سأَله أَن يَرُدَّه عليه والرِّدِّيدَى الرد وتَرَدَّدَ وتَرادَّ تراجع وما فيه رِدِّيدَى أَي احتباس ولا تَرْداد وروي عن عمر بن عبدالعزيز أَنه قال لا رِدِّيدَى في الصدقة يقول لا تردّ المعنى أَن الصدقة لا تؤْخذ في السنة مرتين لقوله عليه السلام لا ثِنى في الصدقة أَبو عبيد الرِّدِّيدَى من الردِّ في الشيء ورِدِّيدَى بالكسر والتشديد والقصر مصدر من رد يرد كالقَتِّيت والخِصِّيصى والرِّدُّ الظهر والحَمُولة من الإِبل قال أَبو منصور سميت رِدّاً لأَنها تُردُّ من مرتعها إِلى الدار يوم الظعن قال زهير رَدَّ القِيانُ جِمالَ الحيِّ فاحتُمِلوا إِلى الظَّهيرَةِ أَمرٌ بينهم لَبِكُ ورادَّه الشيءَ أَي رده عليه وهما يتَرادَّان البيعَ من الرد والفسخ وهذا الأَمر أَرَدُّ عليه أَي أَنفع له وهذا الأَمر لا رادَّة له أَي لا فائدة له ولا رجوع وفي حديث أَبي إِدريسَ الخولاني قال لمعاوية إِن كان دَاوَى مَرْضاها ورَدَّ أُولادها على أُخْراها أَي إِذا تقدمت أَوائلها وتباعدت عن الأَواخر لم يَدَعْها تتفرق ولكن يحبس المتقدمة حتى تصل إِليها المتأَخرة ورجلٌ مُتردِّد مجتمع قصير ليس بِسَبْطِ الخَلْقِ وفي صفته صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا القصير المتردِّد أَي المتناهي في القصر كأَنه تردد بعض خْلَقه على بعض وتداخلت أَجزاؤُه وعُضْو رِدِّيدٌ مكتز مجتمع قال أبو خراش مكتنز الحُتُوفُ فَهُوَّ جَوْنٌ كِنازُ اللحْمِ فائلُهُ رَدِيدُ والرَّدَد والرِّدَّة أَن تشرب الإِبل الماء عَلَلاً فترتد الأَلبان في ضروعها وكل حامل دنت ولادتها فعظم بطنها وضرعها مُرِدّ والرِّدَّة أَن يُشْرِقَ ضرع الناقة ويقع فيه اللبن وقد أَردّتْ الكسائي ناقة مُرْمِدٌ على مثال مُكرِم ومُرِدٌّ مثال مُقِل إِذا أَشْرَقَ ضرعها ووقع فيه اللبن وأَردّت الناقة بركت على نَدًى فَورِم ضرعها وحياؤها وقيل هو ورم الحياء من الضَّبَعَة وقيل أَرَدَّتِ الناقة وهي مُردّ وَرمت أَرفاغها وحياؤها من شرب الماء والرَّدَدُ والرَّدَّة ورم يصيبها في أَخلافها وقيل ورمها من الحَفْل الجوهري الرِّدَّة امتلاء الضرع من اللبن قبل النتاج عن الأَصمعي وأَنشد لأَبي النجم تَمْشِي من الرِّدَّة مَشْيَ الحِفَّل مَشْيَ الرَّوايا بالمَزادِ المُثْقِل ويروى بالمزاد الأَثقل وتقول منه أَردَّتِ الشاة وغيرها فهي مُرِدّ إِذا أَضرعت وناقة مُرِدٌّ إِذا شربت الماء فورم ضرعها وحياؤها من كثرة الشرب يقال نوق مَرادُّ وكذلك الجمال إِذا أَكثرت من الماء فثقلت ورجل مُرِدٌّ إِذا طالت عُزْبَتُه فترادّ الماء في ظهره ويقال بحر مُرِدٌّ أَي كثير الماء قال الشاعر ركِبَ البحر إِلى البحرِ إِلى غَمَراتِ الموتِ ذي المَوْجِ المُرِدّ وأَردّ البحر كثرت أَمواجه وهاج وجاء فلان مُرِدَّ الوجه أَي غضبانَ وأَرَدَّ الرجلُ انتفخ غضباً حكاه صاحب الأَلفاظ قال أَبو الحسن وفي بعض النسخ اربَدَّ والرِّدَّة البقية قال أَبو صخر الهذلي إِذا لم يكن بين الحَبِيبَيْنِ رِدَّةٌ سِوىِ ذكر شيء قد مَضى دَرَسَ الذِّكر والرَّدَّة تَقاعُس في الذقن إِذا كان في الوجه بعض القباحة ويعتريه شيء من جمال وقال ابن دريد في وجهه قبح وفيه رَدَّة أَي عيب وشيء رَدٌّ أَي رديء ابن الأَعرابي يقال للإِنسان إِذا كان فيه عيب فيه نَظْرة ورَدَّة وخَبْلَة وقال أَبو ليلى في فلان رَدَّة أَي يرتد البصر عنه من قبحه قال وفيه نَظْرَة أَي قبح الليث يقال للمرأَة إِذا اعتراها شيء من خبال وفي وجهها شيء من قباحة هي جميلة ولكن في وجهها بعض الرَّدَّة وفي لسانه رَدٌّ أَي حُبسة وفي وجهه رَدَّة أَي قبح مع شيء من الجمال ابن الأَعرابي الرُّدُدُ القباح من الناس يقال في وجهه ردَّة وهو رادّ ورَدَّادٌ اسم رجل وقيل اسم رجل كان مُجَبِّراً نسب إِليهَ المُجَبِّرون فكل مُجَبِّر يقال له ردَّاد ورُؤيَ رجل يوم الكُلاب يَشُدُّ على قوم ويقول أَنا أَبو شدَّاد ثم يردّ عليهم ويقول أَنا أَبو رَدَّاد ورجل مِرَدٌّ كثير الردّ والكرّ قال أَبو ذؤَيب مِرَدٌّ قد نَرى ما كان منه ولكن إِنما يُدْعى النجيب

رشد
في أَسماء الله تعالى الرشيدُ هو الذي أَرْشَد الخلق إِلى مصالحهم أَي هداهم ودلهم عليها فَعِيل بمعنى مُفْعل وقيل هو الذي تنساق تدبيراته إِلى غاياتها على سبيل السداد من غير إِشارة مشير ولا تَسْديد مُسَدِّد الرُّشْد والرَّشَد والرَّشاد نقيض الغيّ رَشَد الإِنسان بالفتح يَرْشُد رُشْداً بالضم ورَشِد بالكسر يَرْشَد رَشَداً ورَشاداً فهو راشِد ورَشيد وهو نقيض الضلال إِذا أَصاب وجه الأَمر والطريق وفي الحديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي الراشدُ اسم فاعل من رَشَد يَرُشُد رُشْداً وأَرْشَدته أَنا يريد بالراشدين أَبا بكر وعمر وعثمان وعليّاً رحمة الله عليهم ورضوانه وإِن كان عامّاً في كل من سار سِيرَتَهم من الأَئمة ورَشِدَ أَمرَه وإِن لم يستعمل هكذا ونظيره غَبِنْتَ رأْيَك وأَلِمْتَ بطنَك ووفِقْتَ أَمرَك وبَطِرْتَ عيشك وسَفِهْتَ نفسَك وأَرشَدَه الله وأَرشَدَه إِلى الأَمر ورشَّده هداه واستَرْشَده طلب منه الرشد ويقال استَرْشَد فلان لأَمره إِذا اهتدى له وأَرشَدْتُه فلم يَسْتَرْشِد وفي الحديث وإِرشاد الضال أَي هدايته الطريقَ وتعريفه والرَّشَدى اسم للرشاد إِذا أَرشدك إِنسان الطريق فقل لا يَعْمَ
( * قوله « لا يعم إلخ » في بعض الأصول لا يعمى قاله في الاساس ) عليك الرُّشْد قال أَبو منصور ومنهم من جعل رَشَدَ يَرْشُدُ ورَشِدَ يَرْشَد بمعنى واحد في الغيّ والضلال والابرشاد الهداية والدلالة والرَّشَدى من الرشد وأَنشد الأَحمر لا نَزَلْ كذا أَبدا ناعِمين في الرَّشَدى ومثله امرأَة غَيَرى من الغَيْرَة وحَيَرى من التحير وقوله تعالى يا قوم اتبعون أَهدكم سبيل الرشاد أَي أَهدكم سبيلَ القصدِ سبيلَ الله وأُخْرِجْكم عن سبيل فرعون والمَراشِدُ المقاصد قال أُسامة بن حبيب الهذلي تَوَقَّ أَبا سَهْمٍ ومن لم يكن له من الله واقٍ لم تُصِبْه المَراشِد وليس له واحد إِنما هو من باب محاسِنَ وملامِحَ والمراشِدُ مقاصِدُ الطرق والطريقُ الأَرْشَد نحو الأَقصد وهو لِرِشْدَة وقد يفتح وهو نقيض زِنْيَة وفي الحديث من ادعى ولداً لغير رِشْدَة فلا يرِث ولا يورث يقال هذا وعلى رِشْدَة إِذا كان لنكاح صحيح كما يقال في ضده وَلد زِنْية بالكسر فيهما ويقال بالفتح وهو أَفصح اللغتين الفراء في كتاب المصادر ولد فلان لغير رَشْدَةٍ وولد لِغَيَّةٍ ولِزَنْيةٍ كلها بالفتح وقال الكسائي يجوز لِرِشْدَة ولِزَنْيةٍ قال وهو اختيار ثعلب في كتاب الفصيح فأَما غَيَّة فهو بالفتح قال أَبو زيد قالوا هو لِرَشْدة ولِزِنْية بفتح الراء والزاي منهما ونحو ذلك قال الليث وأَنشد لِذِي غَيَّة من أُمَّهِ ولِرَشْدة فَيَغْلِبها فَحْلٌ على النَّسْلِ مُنْجِبُ ويقال يا رَِشْدينُ بمعنى يا راشد وقال ذو الرمة وكائنْ تَرى من رَشْدة في كريهة ومن غَيَّةٍ يُلْقَى عليه الشراشرُ يقول كم رُشد لقيته فيما تكرهه وكم غَيّ فيما تحبه وتهواه وبنو رَشدان بطن من العرب كانوا يسمَّوْن بني غَيَّان فأَسماهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني رَشْدان ورواه قوم بنو رِشْدان بكسر الراء وقال لرجل ما اسمك ؟ فقال غَيَّان فقال بل رَشدان وإِنما قال النبي صلى الله عليه وسلم رَشْدان على هذه الصيغة ليحاكي به غَيَّان قال ابن سيده وهذا واسع كثير في كلام العرب يحافظون عليه ويدَعون غيره إِليه أَعني أَنهم قد يؤثرون المحاكاة والمناسبة بين الأَلفاط تاركين لطريق القياس كقوله صلى الله عليه وسلم ارجِعْنَ مأْزورات غير مأْجورات وكقولهم عَيْناء حَوراء من الحير العين وإِنما هو الحُور فآثَروا قلب الواو ياء في الحور إِتباعاً للعين وكذلك قولهم إِني لآتيه بالغدايا والعشايا جمعوا الغداة على غدايا إِتباعاً للعشايا ولولا ذلك لم يجز تكسير فُعْلة على فَعائل ولا تلتفتنّ إِلى ما حكاه ابن الأَعرابي من أَن الغدايا جمع غَدِيَّة فإِنه لم يقله أَحد غيره إِنما الغدايا إِتباع كما حكاه جميع أَهل اللغة فإِذا كانوا قد يفعلون مثل ذلك محتشمين من كسر القياس فأَن يفعلوه فيما لا يكسر القياس أَسوغ أَلا تراهم يقولون رأَيت زيداً فيقال من زيداً ؟ ومررت بزيد فيقال من زيد ؟ ولا عذر في ذلك إِلا محاكاة اللفظ ونظير مقابلة غَيَّان بِرَشْدان ليوفق بني الصيغتين استجازتهم تعليق فِعْل على فاعِل لا يليق به ذلك الفعل لتقدم تعليق فِعْل على فاعل يليق به ذلك الفِعْل وكل ذلك على سبيل المحاكاة كقوله تعالى إِنما نحن مستهزئُون الله يستهزئ بهم والاستهزاء من الكفار حقيقة وتعليقه بالله عز وجل مجاز جل ربنا وتقدس عن الاستهزاء بل هو الحق ومنه الحق وكذلك قوله تعالى يخادعون الله وهو خادعهم والمُخادَعة من هؤلاء فيما يخيل إِليهم حقيقة وهي من الله سبحانه مجاز إِنما الاستهزاء والخَدع من الله عز وجل مكافأَة لهم ومنه قول عمرو بن كلثوم أَلا لا يَجْهَلَنْ أَحدٌ علينا فنَجْهَلَ فوقَ جَهْلِ الجاهِلينا أَي إِنما نكافئهُم على جَهْلهم كقوله تعالى فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم وهو باب واسع كبير وكان قوم من العرب يسمَّوْن بني زِنْية فسماهم النبي صلى الله عليه وسلم ببني رِشْدة والرَّشاد وحب الرشاد نبت يقال له الثُّفَّاء قال أَبو منصور أَهل العراق يقولون للحُرْف حب الرشاد يتطيرون من لفظ الحُرْف لأَنه حِرْمان فيقولون حب الرشاد قال وسمعت غير واحد من العرب يقول للحجر الذي يملأُ الكف الرَّشادة وجمعها الرَّشاد قال وهو صحيح وراشِدٌ ومُرْشِد ورُشَيْد ورُشْد ورَشاد أَسماء

رصد
الراصِدُ بالشيء الراقب له رَصَدَه بالخير وغيره يَرْصُدُه رَصْداً ورَصَداً يرقبه ورصَدَه بالمكافأَة كذلك والتَّرَصُّدُ الترقب قال الليث يقال أَنا لك مُرْصِدٌ بإِحسانك حتى أُكافئك به قال والإِرصاد في المكافأَة بالخير وقد جعله بعضهم في الشر أَيضاً وأَنشد لاهُمَّ رَبَّ الراكب المسافر احْفَظْه لي من أَعيُنِ السواحر وحَيَّةٍ تُرْصِدُ بالهواجر فالحية لا تُرْصِدُ إِلا بالشر ويقال للحية التي تَرْصُد المارة على الطريق لتلسع رصيد والرَّصِيدُ السبع الذي يَرْصُد لِيَثِب والرَّصُود من الإِبل التي تَرْصُد شرب الإِبل ثم تشرب هي والرَّصَدُ القوم يَرْصُدون كالحَرَس يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث وربما قالوا أَرصاد والرُّصْدَة بالضم الزُّبْية وقال بعضهم أَرصَدَ له بالخير والشر لا يقال إِلا بالأَلف وقيل تَرَصَّدَه ترقبه وأَرصَدَ له الأَمر أَعدّه والارتصاد الرَّصْد والرَّصَد المرتَصِدُون وهو اسم للجمع وقال الله عز وجل والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإِرصاداً لمن حارب الله ورسوله قال الزجاج كان رجل يقال له أَبو عامر الراهب حارَب النبيَّ صلى الله عليه وسلم ومضى إِلى هِرَقْلَ وكان أَحد المنافقين فقال المنافقون الذين بنوا مسجد الضرار نبني هذا المسجد وننتظر أَبا عامر حتى يجيء ويصلي فيه والإِرصاد الانتظار وقال غيره الإِرصاد الإِعداد وكانوا قد قالوا نَقْضي فيه حاجتنا ولا يعاب علينا إِذا خلونا ونَرْصُده لأَبي عامر حتى مجيئه من الشام أَي نعدّه قال الأَزهري وهذا صحيح من جهة اللغة روى أَبو عبيد عن الأَصمعي والكسائي رصَدْت فلاناً أَرصُدُه إِذا ترقبته وأَرْصَدْت له شيئاً أُرْصِدُه أَعددت له وفي حديث أَبي ذر قال له النبي صلى الله عليه وسلم ما أُحِبُّ عِندي
( * قوله « ما أحب عندي » كذا بالأصل ولعله ما أحب ان عندي والحديث جاء بروايات كثيرة ) مِثلَ أُحُدٍ ذهباً فَأُنفِقَه في سبيل الله وتمُسي ثالثةٌ وعندي منه دينارٌ إِلاَّ دينار أُرْصِدُه أَي أُعِدُّه لدين يقال أَرصدته إِذا قعدت له على طريقه ترقبه وأَرْصَدْتُ له العقوبة إِذا أَعددتها له وحقيقتُه جعلتها له على طريقه كالمترقبة له ومنه الحديث فأَرْصَدَ الله على مَدْرجته ملَكاً أَي وكله بحفظ المدرجة وهي الطريق وجعله رَصَداً أَي حافظاً مُعَدّاً وفي حديث الحسن بن علي وذكر أَباه فقال ما خَلَّف من دنياكم إِلا ثلثمائة درهم كان أَرصَدَها لشراء خادم وروي عن ابن سيرين أَنه قال كانوا لا يَرْصُدون الثمار في الدَّيْن وينبغي أَن يُرْصَد العينُ في الدَّيْن قال وفسره ابن المبارك فقال إِذا كان على الرجل دين وعنده من العين مثله لم تجب الزكاة عليه وإِن كان عليه دين وأَخرجت أَرضه ثمرة يجب فيها العشر لم يسقط العشر عنه من أَجل ما عليه من الدين لاختلاف حكمهما وفيه خلاف قال أَبو بكر قولهم فلان يَرْصُد فلاناً معناه يقعد له على طريقه قال والمَرْصَدُ والمِرْصادُ عند العرب الطريق قال الله عز وجل واقعدوا لهم كل مَرصد قال الفراء معناه واقعدوا لهم على طريقهم إِلى البيت الحرام وقيل معناه أَي كونوا لهم رَصَداً لتأْخذوهم في أَيّ وجه توجهوا قال أَبو منصور على كل طريق وقال عز وجل إِنَّ ربك لبالمرصاد معناه لبالطريق أَي بالطريق الذي ممرّك عليه وقال عديّ وإِنَّ المنايا للرجالِ بِمَرْصَد وقال الزجاج أَي يرصد من كفر به وصدّ عنه بالعذاب وقال ابن عرفة أَي يَرْصُد كل إِنسان حتى يجازِيَه بفعله ابن الأَنباري المِرصاد الموضع الذي ترصد الناس فيه كالمضمار الموضع الذي تُضَمَّر فيه الخيل من ميدان السباق ونحوه والمَرْصَدُ مثل المِرصاد وجمعه المراصد وقيل المرصاد المكان الذي يُرْصَدُ فيه العدوّ وقال الأَعمش في قوله إِنَّ ربك لبالمرصاد قال المرصاد ثلاثة جسور خلف الصراط جسر عليه الأَمانة وجسر عليه الرحم وجسر عليه الربّ وقال تعالى إِن جهنم كانت مرصاداً أَي تَرْصُد الكفار وفي التنزيل العزيز فإِنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً أَي إِذا نزل الملَك بالوحي أَرسل الله معه رصداً يحفظون الملك من أَن يأْتي أَحد من الجنّ فيستمع الوحي فيخبر به الكهنة ويخبروا به الناس فيساووا الأَنبياء والمَرْصَد كالرصَد والمرصاد والمَرْصَد موضع الرصد ومراصد الحيات مكامنها قال الهذلي أَبا مَعْقَلٍ لا يُوطِئَنْكَ بغاضَتي رُؤوسَ الأَفاعي في مَراصِدِها العُرْم وليث رصيد يَرْصُدُ ليثب قال أَسليم لم تعد أَم رصِيدٌ أَكلَكْ ؟ والرَّصْد والرَّصَد المطر يأْتي بعد المطر وقيل هو المطر يقع أَوّلاً لما يأْتي بعده وقيل هو أَوّل المطر الأَصمعي من أَسماء المطر الرصْد ابن الأَعرابي الرصَد العهاد تَرْصُد مطراً بعدها قال فإِن أَصابها مطر فهو العشب واحدتها عِهْدَة أَراد نَبَت العُشْب أَو كان العشب قال وينبت البقل حينئذ مقترحاً صُلْباً واحدته رَصَدَة ورَصْدة الأَخيرة عن ثعلب قال أَبو عبيد يقال قد كان قبل هذا المطر له رَصْدَة والرَّصْدة بالفتح الدُّفعة من المطر والجمع رصاد وتقول منه رُصِدَت الأَرض فهي مرصودة وقال أَبو حنيفة أَرض مُرصِدة مطرت وهي ترجى لأَن تنبت والرصد حينئذ الرجاء لأَنها ترجى كما ترجى الحائل
( * قوله « ترجى الحائل » مرة قالها بالهمز ومرة بالميم وكلاهما صحيح ) وجمع الرصد أَرصاد وأَرض مرصودة ومُرْصَدة أَصابتها الرَّصْدة وقال بعض أَهل اللغة لا يقال مرصودة ولا مُرْصَدَة إِنما يقال أَصابها رَصْد ورَصَد وأَرض مُرصِدة إِذا كان بها شيء من رصَد ابن شميل إِذا مُطرت الأَرض في أَوّل الشتاء فلا يقال لها مَرْت لأَنّ بها حينئذ رصداً والرصد حينئذ الرجاء لها كما ترجى الحامل ابن الأَعرابي الرَّصْدة ترصد وَلْياً من المطر الجوهري الرصَد بالتحريك القليل من الكلإِ والمطر ابن سيده الرصد القليل من الكلإِ في أَرض يرجى لها حَيَا الربيع وأَرض مُرْصِدة فيها رَصَدٌ من الكلإِ ويقال بها رصد من حيا وقال عرّام الرصائد والوصائد مصايدُ تُعدّ للسباع

رضد
الأَزهري قرأْت في نوادر الأَعرابي رضَدْت المتاح فارتَضَد ورَضَمْتُه فارتَضَم إِذا نَضَدْته

رعد
الرِّعْدَة النافض يكون من الفزع وغيره وقد أُرْعِدَ فارتَعَدَ وتَرَعْدَد أَخَذته الرعدة والارتعاد الاضطراب تقول أَرعده فارتعد وأُرْعِدَت فرائصه عند الفزع وفي حديث زيد بن الأَسود فجيء بهما تُرْعَد فرائصهما أَي ترجف وتضطرب من الخوف ورجل تِرْعِيد ورِعْديد ورِعْديدَة جبان يُرْعَدُ عند القتال جبناً قال أَبو العيال ولا زُمَّيْلَةٌ رِعْدي دَةٌ رَعِشٌ إِذا ركبوا ورجل رِعْشيش مثل رَعْديد والجمع رعاديد ورعاشِيشُ وهو يَرْتَعِدُ ويَرْتَعِشُ ونبات رعديد ناعم أَنشد ابن الأَعرابي والخازِبازِ السَّنِمَ الرِّعديدا وقد تَرَعَّد وامرأَة رِعديدة يترجرج لحمها من نَعْمتها وكذلك كلُّ شيءٍ مترجرج كالقَريس والفالوذ والكثيب ونحوه فهو يَتَرَعدَد كما تترعدد الأَليَة قال العجاج فهو كَرِعْديدِ الكَثيب الأَيْهم والرِّعديد المرأَة الرَّخْصة وقيل لأَعرابي أَتعرف الفالوذ ؟ قال نعم أَصفر رِعْديد وجارية رِعْديدة تارّة ناعِمة وجَوارٍ رعاديدُ ابن الأَعرابي وكثيب مُرْعِد أَي مُنْهال وقد أُرْعِدَ إِرْعاداً وأَنشد وكفَلٌ يَرْتَجُّ تَحتَ المِجْسَدِ كالغُصْن بين المُهَدات المُرْعَد أَي ما تمهد من الرمل والرعد الصوت الذي يسمع من السحاب وأَرْعَد القوم وأَبرَقوا أَصابهم رعد وبرق ورعَدت السماء تَرْعُد وترعَد رعْداً ورُعوداً وأَرْعَدت صوّتت للإِمطار وفي المثل رب صَلَفٍ تحتَ الراعدَة يضرب للذي يكثر الكلام ولا خير عنده وسحابة رعَّادة كثيرة الرعد وقال اللحياني قال الكسائي لم نسمعهم قالوا رعادة وأَرْعَدنا سمعنا الرَّعْدَ ورُعِدْنا أَصابنا الرعد وقال اللحياني لقد أَرْعَدنا أَي أَصابنا رَعد وقوله تعالى يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته قال الزجاج جاء في التفسير أَنه ملك يزجر السحاب قال وجائز أَن يكون صوت الرعد تسبيحه لأَن صوت الرعد من عظيم الأَشياء وقال ابن عباس الرعد ملك يسوق السحاب كما يسوق الحادي الإِبل بحُدائه وسئل وهب بن منبه عن الرعد فقال الله أَعلم وقيل الرعد صوت السحاب والبرق ضوءٌ ونور يكونان مع السحاب قالوا وذكر الملائكة بعد الرعد في قوله عز وجل ويسبح الرعد بحمده والملائكة يدل على أَن الرعد ليس بملك وقال الذين قالوا الرعد ملك ذكر الملائكة بعد الرعد وهو من الملائكة كما يذكر الجنس بعد النوع وسئل عليّ رضي الله عنه عن الرعد فقال مَلَك وعن البرق فقال مَخاريقُ بأَيدي الملائكة من حديد وقال الليث الرعد ملك اسمه الرعد يسوق السحاب بالتسبيح قال ومن صوته اشتق فعل رَعَدَ يَرْعُد ومنه الرِّعْدَة والارتعاد وقال الأَخفش أَهل البادية يزعمون أَن الرعد هو صوت السحاب والفقهاء يزعمون أَنه ملك ورَعَدت المرأَة وأَرْعدَت تحسنت وتعرّضت ورَعَدَ لي بالقول يَرْعُد رَعْداً وأَرْعَد تهدَّدَ وأَوعد وإِذا أَوْعد الرجل قيل أَرْعَدَ وأَبرَقَ ورَعَدَ وبرَقَ قال ابن أَحمر يا جَلَّ ما بَعُدَت عليك بِلادُنا وطِلابُنا فابرُقْ بأَرضك وارْعُد الأَصمعي يقال رَعَدت السماء وبَرَقت ورعَدَ له وبرق له إِذا أَوعده ولا يجيز أَرعَدَ ولا أَبرَقَ في الوعيد ولا السماء وكان أَبو عبيدة يقول رَعَدَ وأَرعَدَ وبرق وأَبرَقَ بمعنى واحد ويحتج بقول الكميت أَرْعِدْ وأَبرِقْ يا يزي دُ فما وعِيدُك لي بضائر ولم يكن الأَصمعي يحتج بشعر الكميت وقال الفراء رعَدَت السماءُ وبَرَقَت رعْداً ورُعوداً وبَرْقاً وبُروقاً بغير أَلف وفي حديث أَبي مليكة إِن أُمَّنا ماتت حين رعَد الإِسلامُ وبَرَق أَي حين جاء بوعيده وتَهَدُّده ويقال للسماء المنتظَرَة إِذا كثر الرعد والبرق قبل المطر قد أَرعدت وأَبرقت ويقال في ذلك كله رعَدَت وبَرَقَت ويقال هو يُرَعْدِدُ أَي يُلحف في السؤال ورجل رَعَّادة ورَعَّاد كثير الكلام والرُّعَيْداءُ ما يرمى من الطعام إِذا نُقِّي كالزؤانِ ونحوه وهي في بعض نسخ المصنف رُغَيْداء والغين أَصح
( * قوله « والغين أصح » كذا بالأصل بإعجام الغين وفي شرح القاموس والعين أصح باهمالها ونسبها للفراء )
والرَّعَّاد ضرب من سمك البحر إِذا مسه الإِنسان خَدِرَتْ يده وعضده حتى يَرْتَعِدَ ما دام السمك حيّاً وقولهم جاء بذاتِ الرَّعْدِ والصَّلِيلِ يعني بها الحرب وذاتُ الرَّواعِدِ الداهية وبنو راعِد بطن وفي الصحاح بنو راعِدة

رغد
عيش رغْد كثير وعيش رَغَد ورَغِدٌ ورغِيد وراغِد وأَرغدُ الأَخيرة عن اللحياني مُخْصِبٌ رفِيهٌ غزير قال أَبو بكر في الرَّغْد لغتان رَغْد ورَغَد وأَنشد فيا ظَبْيُ كُلْ رَغْداً هنيئاً ولا تَخَف فإِنِّي لكم جارٌ وإِن خِفْتُمُ الدَّهرا وقوم رَغَد ونسوة رَغَد مُخْصبون مغزرون تقول رَغِدَ عيشُهم ورَغُد بكسر الغين وضمها وأَرغَد فلان أَصاب عيشاً واسعاً وأَرغد القوم أَخْصَبوا وأَرغَد القوم صاروا في عيش رغد وأَرغد ماشيته تركها وسَوْمَها وعيشَة رَغْد ورَغَد أَي واسعة طيبة والرغْدُ الكثير الواسع الذي لا يُعييك من مال أَو ماء أَو عيش أَو كلإٍ والمَرْغَدة الروضة والرَّغِيدة اللبن الحليب يُغْلى ثم يذر عليه الدقيق حتى يختلط ويُساط فيلعق لعقاً وارْغادَّ اللبن ارْغيداداً أَي اختلط بعضه ببعض ولم تتم خُثورتُه بعدُ والمُرْغادُّ اللبن الذي لم تتم خُثورته ورجل مُرْغادٌّ استيقظ ولم يقض كراه ففيه ثَقلة والمُرْغادُّ الشاك في رأْيه لا يدري كيف يُصْدِرُه وكذلك الإِرغِيداد في كل مختلط والمُرْغادُّ الغضبان المتغير اللون غضباً وقيل هو الذي لا يجيبك من الغيظ والمُرْغادُّ الذي أَجهده المرض وقيل هو إِذا رأَيت فيه خَمْصاً وفتوراً في طَرْفه وذلك في بَدْءِ مرضه وتقول ارغادَّ المريض إِذا عرفت فيه ضعضعة من هزال وقال النضر ارغادَّ الرجل ارغِيداداً فهو مُرغادٌّ وهو الذي بدأَ به الوجع فأَنت ترى فيه خَمصاً ويُبْساً وفَتْرة وقيل ارغادَّ ارغيداداً وهو المريض الذي لم يُجْهد والنائم الذي لم يَقْضِ كراه فاستيقظ وفيه ثقلة

رفد
الرِّفْد بالكسر العطاء والصلة والرَّفْد بالفتح المصدر رَفَدَه يَرْفِدُه رَفْداً أَعطاه ورَفَدَه وأَرْفَده أَعانه والاسم منهما الرِّفْد وترافدوا أَعان بعضهم بعضاً والمَرْفَدُ والمُرْفَدُ المعونة وفي الحواشي لابن برّي قال دُكين خير امرئٍ قد جاء مِن مَعَدِّهْ مِن قَبْلِهِ أَو رافِدٍ من بعدِهْ الرافد هو الذي يلي المَلِك ويقوم مقامه إِذا غاب والرِّفادة شيء كانت قُرَيش تترافد به في الجاهلية فيُخْرج كل إِنسان مالاً بقدر طاقته فيجمعون من ذلك مالاً عظيماً أَيام الموسم فيشترون به للحاج الجُزر والطعام والزبيب للنبيذ فلا يزالون يُطْعِمون الناس حتى تنقضي أَيام موسم الحج وكانت الرِّفادَة والسِّقاية لبني هاشم والسِّدانة واللِّواء لبني عبد الدار وكان أَوّلَ من قام بالرِّفادة هاشمُ بن عبد مناف وسمي هاشماً لهَشْمِه الثريد وفي الحديث من اقتراب الساعة أَن يكون الفيءُ رِفْداً أَي صلة وعطية يريد أَن الخراج والفَيء الذي يحْصُل وهو لجماعة المسلمين أَهلِ الفَيء يصير صلات وعطايا ويُخَص به قوم دون قوم على قدر الهوى لا بالاستحقاق ولا يوضع مواضعه والرِّفْدُ الصلة يقال رَفَدْتُه رَفْداً والاسم الرِّفْد والإِرْفاد الإِعطاء والإِعانة والمرافَدة المُعاونة والتَّرافد التعاون والاستِرفاد الاستعانة والارتفاد الكسب والتَّرفيدُ التَّسويدُ يقال رُفِّدَ فلان أَي سُوِّدَ وعظم ورَفَّد القومُ فلاناً سَوَّدوه ومَلَّكوه أَمرهم والرِّفادة دِعامة السرج والرحل وغيرهما وقد رَفَده وعليه يَرْفِده رَفْداً وكلُّ ما أَمسك شيئاً فقد رَفده أَبو زيد رَفَدتُ على البعير أَرْفِدُ رَِفْداً إِذا جعلت له رِفادة قال الأَزهري هي مثل رفادة السرج والرَّوافِدُ خشب السقف وأَنشد الأَحمر رَوافِدُه أَكرَمُ الرافِداتِ بَخٍ لكَ بَخٍّ لِبَحْرٍ خِضَم وارتَفَد المالَ اكتسبه قال الطرماح عَجَباً ما عَجِبْتُ من واهِبِ الما لِ يُباهي به ويَرْتَفِدُه ويُضِيعُ الذي قد آوْجَبَه اللَّ هُ عليه فليس يَعْتَمِدُه
( * قوله « فليس يعتمده » الذي في الأساس يعتهده أي يتعهده وكل صحيح )
والرَّفْد والرِّفْد والمِرْفَد والمَرْفِدُ العُسُّ الضخم وقيل القدح العظيم الضخم والعُسُّ القَدَح الضخم يروي الثلاثة والأَربعة والعِدَّة وهو أَكبر من الغُمَر والرَّفْدُ أَكبر منه وعمَّ بعضهم به القدَح أَي قَدْرٍ كان والرَّفودُ من الإِبل التي تملَو ه في حلبة واحدة وقيل هي الدائمة على مِحْلَبها عن ابن الأَعرابي وقال مرة هي التي تُتابِعُ الحَلَب وناقة رَفُود تَمْلأُ مِرْفَدها وفي حديث حفر زمزم أَلم نَسْقِ الحَجِيجَ ونَنْ حَرِ المِذْلاقَةَ الرُّفُدَا الرُّفُدُ بالضم جمع رَفُود وهي التي تملأُ الرَّفْد في حلبة واحدة الصحاح والمِرْفَدُ الرَّفْد وهو القدح الضخم الذي يقرى فيه الضيف وجاء في الحديث نعم المِنْحة اللِّقْحَةُ تَرُوحُ بِرِفْدٍ وتَغْدُو بِرِفْدٍ قال ابن المبارك الرِّفْد القَدح تُحتلَب الناقة في قدح قال وليس من المعونة وقال شمر قال المُؤَرِّجُ هو الرِّفد للإِناء الذي يحتلب فيه وقال الأَصمعي الرَّفد بالفتح وقال شمر رَفْد ورِفْد القدح قال والكسر أَعرب ابن الأَعرابي الرَّفْد أَكبر من العُسِّ ويقال ناقة رَفُود تَدُوم على إِنائها في شتائها لأَنها تُجالِحُ الشجر وقال الكسائي الرَّفْد والمِرْفَد الذي تُحْلَبُ فيه وقال الليث الرَّفد المعونة بالعطاء وسقْي اللبن والقَوْل وكلِّ شيءٍ وفي حديث الزكاة أَعْطَى زكاةَ ماله طَيِّبَةً بها نفسُه رافِدَةً عليه الرَّافدة فاعلة من الرِّفْد وهو الإِعانة يقال رَفَدْته أَي أَعَنْتُه معناه إِن تُعِينَه نَفْسُه على أَدائها ومنه حديث عُبادة أَلا ترون أَن لا أَقُوم إِلاَّ رِفْداً أَي إِلا أَن أُعان على القيام ويروى رَفْداً بفتح الراء وهو المصدر وفي حديث ابن عباس والذين عاقدت أَيمانُكم من النصرة والرِّفادة أَي الإِعانة وفي حديث وَفْد مَذْحِج حَيّ حُشَّد رُفَّد جمع حاشد ورافد والرَّفْد النصيب وقال أَبو عبيدة في قوله تعالى بِئْسَ الرِّفْدُ المرفود قال مجازُه مجازُ العون المجاز يقال رَفَدْتُه عند الأَمير أَي أَعنته قال وهو مكسور الأَول فإِذا فتحتَ أَوَّله فهو الرَّفد وقال الزجاج كل شيء جعلته عوناً لشيء أَو استمددت به شيئاً فقد رَفَدْته يقال عَمَدْت الحائط وأَسْنَدْته ورَفَدْته بمعنى واحد وقال الليث رفدت فلاناً مَرْفَداً قال ومن هذا أُخذت رِفادَة السرج من تحته حتى يرتفع والرِّفْدَة العُصبة من الناس قال الراعي مُسَأْل يَبْتَغِي الأَقْوامُ نائلَه من كل قَوْم قَطين حَوْلَه رِفَدُ والمِرْفَد العُظَّامةُ تَتَعَظَّم بها المرأَة الرَّسْحاء والرِّفادة خرقة يُرْفَدُ بها الجُرْح وغيره والتَّرْفِيدُ العجيزة اسم كالتَّمْتِين والتَّنْبيت عن ابن الأَعرابي وأَنشد تقول خَوْدٌ سَلِسٌ عُقُودُها ذاتُ وِشاحٍ حَسَنٌ تَرْفِيدُها مَتى تَرانا قائِمٌ عَمُودُها ؟ أَي نقيم فلا نظعن وإِذا قاموا قامت عمد أَخبيتهم فكأَنّ هذه الخَوْد ملت الرحلة لنعمتها فسأَلت متى تكون الإِقامة والخفض ؟ والترفيد نحو من الهَمْلَجة وقال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي وإِن غُضَّ من غَرْبِها رَفَّدَتْ وشيجاً وأَلْوَتْ بِجَلْسٍ طُوالْ أَراد بالجَلس أَصل ذنبها والمرافيد الشاءُ لا ينقطع لبنها صيفاً ولا شتاء والرَّافدَان دجلة والفرات قال الفرزدق يعاتب يزيد بن عبد الملك في تقديم أَبي المثنى عمر بن هبيرة الفزاري على العراق ويهجوه بَعَثْتَ إِلى العراقِ ورافِدَيْه فَزَاريّاً أَحَذَّ يَدِ القَمِيص أَراد أَنه خفيف نسبه إِلى الخيانة وبنو أَرْفِدَة الذي في الحديث جنس من الحبش يرقصون وفي الحديث أَنه قال للحبشة دونكم يا بني أَرْفِدَة قال ابن الأَثير هو لقب لهم وقيل هو اسم أَبيهم الأَقدم يعرفون به وفاؤه مكسورة وقد تفتح ورُفَيدة أَبو حيّ من العرب يقال لهم الرفيدات كما يقال لآل هُبَيْرة الهُبَيْرات

رقد
الرُّقاد النَّوْم والرَّقْدَة النومة وفي التهذيب عن الليث الرُّقود النوم بالليل والرُّقادُ النوم بالنهار قال الأَزهري الرُّقاد والرُّقُود يكون بالليل والنهار عند العرب ومنه قوله تعالى قالوا يا ويلنا من بعثنا من مَرْقدِنا هذا قول الكفار إِذا بعثوا يوم القيامة وانقطع الكلام عند قوله من مرقدنا ثم قالت لهم الملائكة هذا ما وعَد الرحمنُ ويجوز أَن يكون هذا من صفة المَرْقَد وتقول الملائكة حق ما وعَد الرحمن ويحتمل أَن يكون المَرْقَد مصدراً ويحتمل أَن يكون موضعاً وهو القبر والنوم أَخو الموت ورَقَدَ يَرْقُدُ رَقْداً ورُقُوداً ورُقاداً نام وقوم رُقُود أَي رُقَّد والمَرْقَد بالفتح المضجع وأَرْقَدَهُ أَنامه والرَّقُود والمِرْقِدَّى الدائم الرُّقاد أَنشد ثعلب ولقد رَقَيْتَ كِلابَ أَهلِكَ بالرُّقَى حتى تَرَكْتَ عَقُورَهُنَّ رَقُودا ورجل مِرْقِدَّى مثل مِرْعِزَّى أَي يَرْقَدُّ في أُموره والمُرْقِدُ شيء يُشرب فينوِّم مَن شربه ويُرْقِدُه والرَّقْدَة هَمْدة ما بين الدنيا والآخرة ورَقَدَ الحَرُّ سكن والرَّقْدَة أَن يصيبك الحرّ بعد أَيام ريح وانكسار من الوَهَج ورَقَدَ الثوبُ رَقْداً ورُقاداً أَخلق وحكى الفارسي عن ثعلب رَقَدَتِ السوقُ كَسَدت وهو كقولهم في هذا المعنى نامت وأَرْقَد بالمكان أَقام به ابن الأَعرابي أَرْقَدَ الرجل بأَرض كذا إِرْقاداً إِذا أَقام بها والارقِدادُ والارْمِدادُ السير وكذلك الإِغْذاذُ ابن سيده الارقداد سرعة السير تقول منه ارْقَدَّ ارْقِداداً أَي أَسرع وقيل الارقداد عدو الناقِزِ كأَنه نَفَرَ من شيء فهو يَرْقَدُّ يقال أَتيتك مُرْقَدّاً وقيل هو أَن يذهب على وجهه قال العجاج يصف ثوراً فظلَّ يَرْقَدُّ من النَّشاط كالبَرْبَريّ لَجَّ في انخِراط وقول ذي الرمة يصف ظليماً يَرْقَدُّ في ظِلِّ عَرَّاصٍ ويَتْبَعُه حَفِيفُ نافجَة عُثْنُونها حَصِب يرقدّ يسرع في عدوه قال ابن سيده وروي عن الأَصمعي المُرْقِدُ مخفف قال ولا أَدري كيف هو والراقُودُ دَنٌّ طويل الأَسفل كهيئة الإِرْدَبَّة يُسَيَّع داخله بالقار والجمع الرواقيد معرَّب وقال ابن دريد لا أَحسبه عربيّاً وفي حديث عائشة لا يشرب في راقود ولا جرَّة الراقُود إِناءُ خزف مستطيل مقيَّر والنهي عنه كالنهي عن الشرب في الحناتم والجرار المقيرة ورُقاد والرُّقاد اسم رجل قال أَلا قُلْ للأَمير جُزِيتَ خيراً أَجِرْنا من عُبَيدةَ والرُّقادِ ورَقْد موضع وقيل واد في بلاد قيس وقيل جبل وراء إِمَّرَةَ في بلاد بني أَسد قال ابن مقبل وأَظْهَرَ في عِلانِ رَقْدٍ وسَيْلُه عَلاجِيمُ لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ وقيل هو جبل تنحت منه الأَرْحِية قال ذو الرمة يصف كِرْكِرَة البعير ومَنْسِمَه تَفُضُّ الحَصَى عن مُجْمِرات وَقِيعِه كَأَرْحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المَناقِرُ قال ابن بري إِنما وصف ذو الرمة مناسم الإِبل لا كركرة البعير كما ذكر الجوهري وتَفُضُّ تفرّق أَي تفرق الحصى عن مناسمها والمجمرات المجتمعات الشديدات وزَلَّمَتها المناقر أَخَذت من حافاتها والرُّقادُ بطن من جَعْدة قال مُحافَظَةً على حَسَبي وأَرْعَى مَساعِي آلِ ورْدٍ والرُّقاد

ركد
ركد القوم يَرْكُدون رُكوداً هدأُوا وسكنوا قال الطرماح لها كُلَّما رِيعَتْ صلاةٌ ورَكْدَةٌ بِمُصْدانَ أَعْلى اثْنَيْ شمام البوائن ورَكَدَ الماءُ والريحُ والسفينةُ والحرُّ والشمسُ إِذا قامَ قائمُ الظهيرة وكل ثابت في مكان فهو راكد وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نهى أَن يُبالَ في الماء الراكد ثم يُتوضأَ منه قال أَبو عبيد الراكد هو الدائم الساكن الذي لا يجري يقال رَكَدَ الماءُ رُكُوداً إِذا سكن ومنه حديث الصلاة في ركوعها وسجودها ورُكودها هو السكون الذي يفصل بين حركاتها كالقيام والطمأْنينة بعد الركوع والقَعْدة بين السجدتين وفي التشهد ومنه حديث سعد ابن أَبي وقاص أَركُدُ بهم في الأُولَيَيْن وأَحْذِفُ في الأَخيرَتَيْن أَي أَسكن وأُطيل القيام في الركعتين الأُولَيين من الصلاة الرباعية وأُخفِّف في الأَخيرتين ورَكَدت الريح إِذا سكنت فهي راكدة وركَد الميزان إِذا استوى وأَنشد وقوّم الميزان حين يَرْكُد هذا سميريٌّ وهذا مولد قال هما درهمان ورَكَد العَصير من العنب سَكَن غَلَيانه وكل ما ثبت في شيء فقد رَكَد والرواكِدُ الأَثافي مشتق من ذلك لثباتها ورَكَدت البكرة ثبتت ودارت وهو ضد أَنشد ابن الأَعرابي كما رَكَدَتْ حَوَّاءُ أُعْطِيَ حُكْمَه بها القَيْنُ من عُودٍ تَعَلَّلَ جاذبه ثم فسره فقال ركدت وتكون بمعنى وقفت يعني بَكْرة من عود والقين العامل والمَراكِدُ المواضع التي يَرْكُدُ فيها الإِنسان وغيره والمراكد مَغامِض الأَرض قال أُسامة بن حبيب الهذلي يصف حماراً طردته الخيل فَلَجأَ إِلى الجبال في شعابها وهو يرى السماء طرائق أَرَتْهُ من الجَرْباء في كلِّ موطن طِباباً فَمثْواهُ النهارَ المراكِدُ وجفنة رَكُود ثقيلة مملوءة وأَنشد المُطْعِمِينَ الجَفْنَةَ الرَّكُودا ومَنعُوا الرَّيْعانَة الرَّفودا يعني بالرَّيْعانة الرَّفود ناقة فَتِيَّة تُرِفدُ أَهلها بكثرة لبنها

رمد
الرَّمَدُ وجع العين وانتفاخُها رَمِدَ بالكسر يَرْمَدُ رَمَداً وهو أَرْمَدُ ورَمِدٌ والأُنثى رَمْداء هاجَتْ عَينُه وعين رَمْداء ورَمِدَة ورَمِدَتْ تَرْمَدُ رَمَداً وقد أَرمَدَها الله فهي رَمِدة والرَّمادُ دُقاق الفحم من حُراقَةِ النار وما هَبا من الجَمْر فطار دُقاقاً والطائفة منه رَمادة قال طُريح فغادَرَتْها رَمادَةً حُمَما خاوِيةً كالتِّلال دامِرُها وفي حديث أُم زرع زَوْجي عظِيمُ الرَّماد أَي كثير الأَضياف لأَن الرماد يكثر بالطبخ والجمع أَرْمِدَة وأَرْمِداءُ وإِرْمِداءُ عن كراع الأَخيرة اسم للجمع قال ابن سيده ولا نظير لإِرْمِداءَ البتة وقيل الأَرْمِداءُ مثال الأَربعاء واحد الرَّماد ورَمادٌ أَرمَدُ ورِمْدِدٌ ورِمْدَد ورِمْدِيدٌ كثير دقيق جداً الجوهري رَمادٌ رِمْدِدٌ أَي هالك جعلوه صفة قال الكميت رَماداً أَطارَتْه السَّواهِكُ رِمْدِدا وفي الحديث وافِدَ عادٍ خُذْها رَماداً رِمْدِداً لا تَذَرُ من عادٍ أَحداً الرِّمْدِد بالكسر المتناهي في الاحتراق والدِّقة يقال يَوْم أَيْوَمُ إِذا أَرادوا المبالغة سيبويه إِنما ظهر المثْلان في رِمْدِد لأَنه ملحق بِزهْلِق وصار الرّمادُ رِمْدِداً إِذا هَبا وصار أَدَقَّ ما يكون والرمْدِداءُ مكسور ممدود الرماد ورَمَّد الشَّواءَ أَصابه بالرماد وفي المثل شَوى أَخُوك حتى إِذا أَنضَجَ رَمَّدَ يُضْرب مثلاً للرجل يعود بالفساد على ما كان أَصلحه وقد ورد ذلك في حديث عمر رضي الله عنه قال ابن الأَثير وهو مثل يضرب للذي يصنع المعروف ثم يفسده بالمنة أَو يقطعه والتَّرْمِيدُ جعل الشيءِ في الرماد ورَمَّد الشَّواءَ مَلَّه في الجمر والمُرَمَّدُ من اللحم المشوِيّ الذي يملُّ في الجمر أَبو زيد الأَرْمِداءُ الرَّماد وأَنشد لم يُبْقِ هذا الدَّهْرُ من ثَرْيائه غيرَ أَثافِيه وأَرمِدائِه وثياب رُمْدٌ وهي الغُبْر فيها كدورة مأْخوذ من الرَّماد ومن هذا قيل لضرب من البعوض رُمْدٌ قال أَبو وجزة يصف الصائد تَبِيتُ جارَتَه الأَفعى وسامِرُه رُمْدٌ به عاذِرٌ منهن كالجَرَب والأَرْمَدُ الذي على لون الرَّماد وهو غُبرة فيها كُدرَة ومنه قيل للنعامة رَمداءُ وللبعوض رُمْدٌ والرمدة لون إِلى الغُبْرَة ونعامة رَمْداءُ فيها سواد منكسف كلَون الرّماد وظليم أَرمد كذلك وزعم اللحياني أَن الميم بدل من الباءِ في ربد وقد تقدم وروي عن قتادة أَنه قال يَتَوَضَّأُ الرجل بالماءِ الرَّمِدِ وبالماءِ الطَّرِدِ فالطرد الذي خاضته الدواب والرَّمِدُ الكَدِر الذي صار على لون الرماد وفي حديث المعراج وعليهم ثياب رُمْد أَي غبر فيها كدرة كلون الرماد واحدها أَرمد والرَّماديُّ ضرب من العنب بالطائف أَسود أَغبر والرَّمْد الهلاك والرَّمادة الهلاك ورَمَدَ القوم رَمْداً هلكوا قال أَبو وجزة السعدي صبَبْتُ عليكم حاصِبي فتَرَكْتُكم كأَصْرام عادٍ حين جَلَّلها الرَّمْدُ وأَرمَدوا كَرَمَدُوا ورمَّدَهم الله وأَرمَدَهم أَهلكهم وقد رَمَدَهم يَرْمِدُهم فجعله متعدياً قال ابن السكيت يقال قد رَمَدْنا القوم نَرْمِدُهم ونَرْمُدُهم رَمْداً أَي أَتينا عليهم وأَرمدَ الرجل إِرماداً افتقر وأَرمد القوم إِذا جهدوا والرَّمادة الهلكة وفي الحديث سأَلت ربي أَن لا يسلط على أُمتي سَنة فَتَرْمِدَهم فأَعطانيها أَي تهلكهم يقال رَمَدَه وأَرمَدَه إِذا أَهلكه وصيره كالرماد ورَمِدَ وأَرمَدَ إِذا هلك وعام الرَّمادة معروف سمي بذلك لأَن الناس والأَموال هلكوا فيه كثيراً وقيل هو لجدب تتابع فصير الأَرض والشجر مثل لون الرماد والأَول أَجود وقيل هي اعوام جَدْب تتابعت على الناس في أَيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي حديث عمر أَنه أَخر الصدقة عام الرَّمادة وكانت سنة جَدْب وقَحْط في عهده فلم يأْخذها منهم تخفيفاً عنهم وقيل سمي به لأَنهم لما أَجدبوا صارت أَلوانهم كلون الرماد ويقال رَمِدَ عيشُهم إِذا هلكوا أَبو عبيد رَمِدَ القوم بكسر الميم وارمَدُّوا بتشديد الدال قال والصحيح رَمَدُوا وأَرْمَدوا ابن شميل يقال للشيء الهالك من الثياب خَلوقة قد رَمَدَ وهَمَدَ وبادَ والرامد البالي الذي ليس فيه مَهاهٌ أَي خير وبقية وقد رَمَدَ يَرْمُدُ رُمودة ورمَدت الغنم تَرْمِدُ رَمْداً هلكت من برد أَو صقيع رمَّدت الشاة والناقة وهي مُرَمِّد استبان حملها وعظم بطنها وورم ضَرْعها وحياؤها وقيل هو إِذا أَنزلت شيئاً عند النَّتاج أَو قُبيله وفي التهذيب إِذا أَنزلت شيئاً قليلاً من اللبن عند النتاج والتَّرْميدُ الإِضراع ابن الأَعرابي والعرب تقول رَمَّدتِ الضأْن فَرَبِّقْ رَبِّقْ رَمَّدَتِ المعْزَى فَرنِّقْ رَنِّقْ أَي هَيّءْ للإِرباق لأَنها إِنما تُضْرِعُ على رأْس الولد وأَرمَدتِ الناقةُ أَضرعت وكذلك البقرة والشاة وناقة مُرْمِد ومُرِدٌّ إِذا أَضرعت اللحياني ماء مُرمِدٌ إِذا كان آجناً والارْمِداد سرعة السير وخص بعضهم به النعام والارْمِيداد الجِدُّ والمَضاءُ أَبو عمرو ارقَدَّ البعِيرُ ارقِداداً وارْمَدَّ ارمِداداً وهو شدة العدو قال الأَصمعي ارقَدّ وارمَدّ إِذا مضى على وجهه وأَسرع وبالشَّواجِن ماء يُقال له الرَّمادة قال الأَزهري وشربت من مائها فوجدته عذباً فراتاً وبنو الرَّمْدِ وبنو الرَّمداء بطنان ورَمادانُ اسم موضع قال الراعي فحَلَّتْ نَبِيّاً أَو رَمادانَ دونَها رَعانٌ وقِيعانٌ من البِيدِ سَمْلَق وفي الحديث ذكر رَمْد بفتح الراء وهو ماء أَقطعه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلاً العُذري حين وفد عليه

رند
الرَّنْد الآس وقيل هو العود الذي يُتبخر به وقيل هو شجر من أَشجار البادية وهو طيب الرائحة يستاك به وليس بالكبير وله حب يسمى الغارَ واحدته رَنْدَة وأَنشد الجوهري ورَنْداً ولُبْنَى والكِباءَ المُقَتِّرا قال أَبو عبيد ربما سموا عود الطيب الذي يتبخر به رنداً وأَنكر أَن يكون الرند الآس وروي عن أَبي العباس أَحمد بن يحيى أَنه قال الرند الآس عند جماعة أَهل اللغة إِلا أَبا عمرو الشيباني وابن الأَعرابي فإِنهما قالا الرند الحَنْوَة وهو طيب الرائحة قال الأَزهري والرَّند عند أَهل البحرين شبه جوالَِق واسع الأَسفل مخروط الأَعلى يُسَفُّ من خوص النخل ثم يُخَيَّط ويضرب بالشُّرُط المفتولة من الليف حتى يَتَمَتَّن فيقوم قائماً ويُعَرَّى بعُرىً وثيقة ينقل فيه الرطب أَيام الخِراف يحمل منه رندان على الجمل القَويّ قال ورأَيت هَجَريّاً يقول له النَّرْد وكأَنه مقلوب ويقال له القَرْنة أَيضاً والرِّيْوَندُ
( * قوله « والريوند » في القاموس والروند كسجل يعني بكسر ففتح فسكون والاطباء يزيدونها الفاً فيقولون راوند ) الصيني دواء بارد جيد للكبد وليس بعربي محض

رهد
رَهَّدَ الرجلُ إِذا حَمُقَ حماقةُ محكَمَة ورهَدَ الشيءَ يَرْهَدُه رَهْداً سحقه سحقاً شديداً والكاف أَعرف والرَّهادة الرَّخاصَة والرَّهِيدُ الناعم الرَّخْصُ وفتاة رَهِيدة رَخْصة والرَّهيدة بُرٌّ يدق ويصب عليه لبن

رود
الرَّوْدُ مصدر فعل الرائد والرائد الذي يُرْسَل في التماس النُّجْعَة وطلب الكلإِ والجمع رُوَّاد مثل زائر وزُوَّار وفي حديث عليّ عليه السلام في صفة الصحابة رضوان الله عليهم أَجمعين يدخلون رُوَّاداً ويخرجون أَدلة أَي يدخلون طالبين للعلم ملتمسين للحلم من عنده ويخرجون أَدلة هُداة للناس وأَصل الرائد الذي يتقدّم القوم يُبْصِر لهم الكلأَ ومساقط الغيث ومنه حديث الحجاج في صفة الغيث وسمعت الرُّوَّاد يدعون إِلى ديارتها أَي تطلب الناس إِليها وفي حديث وفد عبد القيس إِنَّا قوم رادَةٌ وهو جمع رائد كحاكة وحائك أَي نرود الخير والدين لأَهلنا وفي شعر هذيل رادَهم رائدهم
( * قوله « والريوند » في القاموس والروند كسجل يعني بكسر ففتح فسكون والاطباء يزيدونها الفاً فيقولون راوند ) ونحو هذا كثير في لغتها فإِما أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه وإِما أَن يكون فَعَلاً إِلا أَنه إِذا كان فَعَلاً فإِنما هو على النسَب لا على الفعل قال أَبو ذؤيب يصف رجلاً حاجّاً طلب عسلاً فباتَ بِجَمْعٍ ثم تمَّ إِلى مِنًى فأَصبح راداً يَبتِغي المزْجَ بالسَّحْل أَي طالباً وقد راد أَهله منزلاً وكلأً وراد لهم رَوْداً وارتاد واستراد وفي حديث معقل بن يسار وأُخته فاستَراد لأَمر الله أَي رجع ولان وانقاد وارتاد لهم يرتاد ورجل رادٌ بمعنى رائد وهو فَعَل بالتحريك بمعنى فاعل كالفَرَط بمعنى الفارط ويقال بعثنا رائداً يرود لنا الكلأَ والمنزل ويرتاد والمعنى واحد أَي ينظر ويطلب ويختار أَفضله قال وجاءَ في الشعر بعثوا رادهم أَي رائدهم ومن أَمثالهم الرائدُ لا يَكْذب أَهَله يضرب مثلاً للذي لا يكذب إِذا حدّث وإِنما قيل له ذلك لأَنه إِن لم يَصْدُقهم فقد غرّر بهم وراد الكلأَ يَرُدوه رَوْداً ورِياداً وارتاده ارتياداً بمعنى أَي طلبه ويقال راد أَهلَه يرودهم مَرْعىً أَو منزلاً رياداً وارتاد لهم ارتياداً ومنه الحديث إِذا أَراد أَحدكم أَن يبول فليَرتَدْ لبوله أَي يرتاد مكاناً دَمِثاً ليناً منحدراً لئلا يرتد عليه بوله ويرجع عليه رَشاشُه والرائد الذي لا منزل له وفي الحديث الحمى رائدُ الموت أَي رسول الموت الذي يتقدّمه كالرائد الذي يبعث ليَرتاد منزلاً ويتقدم قومه ومنه حديث المولد أُعيذُك بالواحد من شر كلِّ حاسد وكلِّ خَلْقٍ رائد أَي يتقدم بمكروه وقولهم فلان مُسترادٌ لمثله وفلانة مستراد لمثلها أَي مِثلُه ومثلها يُطلب ويُشَحُّ به لنفاسته وقيل معناه مُسترادُ مِثلِه أَو مِثلِها واللام زائدة وأَنشد ابن الأَعرابي ولكنَّ دَلاًّ مُستراداً لمِثلِه وضرباً للَيْلى لا يُرى مِثلُه ضربا ورادَ الدارَ يَرُودُها سأَلها قال يصف الدار وقفت فيها رائداً أَرُودُها ورادث الدوابُّ رَوْداً وَرَوَداناً واسترادتْ رَعَتْ قال أَبو ذؤيب وكان مِثلَينِ أَن لا يَسرحَوا نَعَماً حيثُ استرادَتْ مواشيهمْ وتسريحُ ورُدْتُها أَنا وأَردتها والروائدُ المختلفة من الدواب وقيل الروائدُ منها التي ترعى من بينها وسائرها محبوس عن المرتع أَو مربوط التهذيب والروائد من الدواب التي ترتع ومنه قول الشاعر كأَنَّ روائدَ المُهْراتِ منها ورائدُ العين عُوَّارُها الذي يَرُودُ فيها ويقال رادَ وِسادُه إِذا لم يستقرّ والرِّيادُ وذَبُّ الرِّياد الثور الوحشي سمي بالمصدر قال ابن مقبل يُمَشِّي بها ذَبُّ الرِّيادِ كأَنه فتًى فارسيٌّ في سراويلِ رامح وقال أَبو حنيفة رادتِ الإِبلُ ترودُ رِياداً احتلفت في المرعى مقبلة ومدبرة وذلك رِيادُها والموضه مَرادٌ وكذلك مَرادُ الريح وهو المكان الذي يُذهَبُ فيه ويُجاء قال جندل والآلُ في كلِّ مَرادٍ هَوْجَلِ وفي حديث قس ومَراداً لمَحْشرِ الخَلْق طُرّا أَي موضعاً يحشر فيه الخلق وهو مَفْعل من رادَ يَرْودُ وإِن ضُمَّت الميم فهو اليوم الذي يُرادُ أَن يحشر فيه الخلق ويقال رادَ يَرودُ إِذا جاء وذهب ولم يطمئن ورجل رائد الوِسادِ إِذا لم يطمئن عليه لِهَمٍّ أَقلَقَه وبات رائدَ الوساد وأَنشد تقول له لما رأَت جَمْعَ رَحلِه
( * قوله « تقول له لما رأت جمع رحله » كذا بالأصل ومثله في شرح القاموس والذي في الأساس لما رأت خمع رجله بفتح الخاء المعجمة وسكون الميم أي عرج رجله )
أَهذا رئيسُ القومِ رادَ وِسادُها ؟ دعا عليها بأَن لا تنام فيطمئن وسادها وامرأَة رادٌ ورَوادٌ بالتخفيف غير مهموز ورَو ود الأَخيرة عن أَبي علي طوّافة في بيوت جاراتها وقد رادتْ تَرودُ رَوْداً وَروَدَاناً ورُؤوداً فهي رادَة إِذا أَكثرت الاختلاف إِلى بيوت جاراتها الأَصمعي الرادَة من النساء غير مهموز التي تَرودُ وتطوف والرَّأَدة بالهمز السريعة الشباب مذكور في موضعه ورادت الريحُ تَرودُ رَوْداً ورُؤوداً وروَدَاناً جالت وفي التهذيث إِذا تحركت ونَسَمَتْ تَنْسِمِ نَسَماناً إِذا تحركت تحركاً خفيفاً وأَراد الشيءَ شاءَه قال ثعلب الإِرادَة تكون مَحَبَّة وغير محبة فأَما قوله إِذا ما المرءُ كان أَبوه عَبْسٌ فَحَسْبُكَ ما تزيدُ إِلى الكلام فإِنما عدّاه بإِلى لأَن فيه معنى الذي يحوجك أَو يجيئك إِلى الكلام ومثله قول كثير أُريدُ لأَنسى ذِكرَها فكأَنما تَمثَّلُ لي لَيْلى بكلِّ سبيلِ أَي أُريد أَن أَنسى قال ابن سيده وأُرى سيبويه قد حكى إِرادتي بهذا لك أَي قصدي بهذا لك وقوله عز وجل فوجدا فيها جداراً يريد أَن ينقضَّ فأَقامه أَي أَقامه الخَضِرُ وقال يريد والإِرادة إِنما تكون من الحيوان والجدارُ لا يريد إِرادَة حقيقية لأَنَّ تَهَيُّؤه للسقوط قد ظهر كما تظهر أَفعال المريدين فوصف الجدار بالإِرادة إِذ كانت الصورتان واحدة ومثل هذا كثير في اللغة والشعر قال الراعي في مَهْمَةٍ قَلِقَتْ به هاماتُها قَلَقَ الفُؤُوسِ إِذا أَردنَ نُضولا وقال آخر يُريدُ الرمحُ صدرَ أَبي بَراء ويَعدِلُ عن دِماءِ بَني عَقيل وأَرَدْتُه بكلِ ريدَة أَي بكل نوع من أَنواع الإِرادة وأَراده على الشيء كأَداره والرَّودُ والرُّؤْدُ المُهْلَة في الشيء وقالوا رُؤَيْداً أَي مَهلاً قال ابن سيده هذه حكاية أَهل اللغة وأَما سيبويه فهو عنده اسم للفعل وقالوا رُوْيداً أَي أَمهِلْه ولذلك لم يُثن ولم يُجْمع ولم يؤنث وفلان يمشي على رُودٍ أَي على مَهَل قال الجَموحُ الظَّفَرِيُّ تَكادِ لا تَثلِمُ البَطحاءَ وَطْأَتُها كأَنها ثَمِلٌ يَمِشي على رُودِ وتصغيره رُوَيد أَبو عبيد عن أَصحابه تكبير رويدٍ رَوْدٌ وتقول منه أَرْوِدْ في السيرِ إِرْواداً ومُرْوَداً أَي ارفق وقال امرُؤ القيس جَوَادُ المَحَصَّةِ والمُرْوَدِ وبفتح الميم أَيضاً مثل المُخْرَج والمَخرج قال ابن بري صواب إِنشاده جوادَ بالنصب لأَن صدرَه وأَعدَدْتُ للحرب وثَّابَةً والجَواد هنا الفرس السريعة والمَحَثَّة من الحث يقول إِذا استحثثتها في السير أَو رفقت بها أَعطتك ما يرضيك من فعلها وقولهم الدهرُ أَرودُ ذُو غِيَرٍ أَي يَعمل عمله في سكون لا يُشَعر به والإِرواد الإِمهال ولذلك قالوا رُوَيداً بدلاً من قولهم إِرْواداً التي بمعنى أَرْوِدْ فكأَنه تصغير الترخيم بطرح جميع الزوائد وهذا حكم هذا الضرب من التحقير قال ابن سيده وهذا مذهب سيبويه في رويد لأَنه جعله بدلاً من أَرُوِدْ غير أَن رُويداً أَقرب إِلى إِرْوادٍ منها إِلى أَرْوِدْ لأَنها اسم مثل إِرواد وذهب غير سيبوية إِلى أَن رُويداً تصغير رُود وأَنشد بيت الجموح الظفري كأَنها ثَمِلٌ يمشي على رُود قال وهذا خطأٌ لأَن رُوداً لم يوضع موضع الفعل كما وضعت إِرواد بدليل أَرود وقالوا رُويدك زيداً فلم يجعلوا للكاف موضعاً وإِنما هي للخطاب ودليل ذلك قولهم أَرَأَيتك زيداً أَبو من ؟ والكاف لا موضع لها لأَنك لو قلت أَرأَيت زيداً أَبو من هو لا يستغني الكلام قال سيبويه وسمعنا من العرب من يقول والله لو أَردتَ الدراهم لأَعطيتك رُوَيْدَ ما الشِّعرِ يريد أَرْوِدِ الشعر كقول القائل لو أَردت الدارهم لأُعْطِيَنَّك فدع الشعر قال الأَزهري فقد تبين أَن رُويد في موضع الفعل ومُتَصَرَّفِهِ يقول رُويدَ زيداً وإِنما يقول أَرود زيداً وأَنشد رُويدٍ عَلِيًّا جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهم إِلينا ولكن وُدُّهم مُتَماينُ قال رواه ابن كيسان « ولكن بعضهم مُتيامِنُ » وفسره أَنه ذاهب إِلى اليمن قال وهذا أَحب إِليّ من متماين قال ابن سيده ومن العرب من يقول رويد زيد كقوله غَدْرَ الحي وضَرْبَ الرِّقاب قال وعلى هذا أَجازوا رُويدك نفسك زيداً قال سيبويه وقد يكون رويد صفة فيقولون ساروا سيراً رُويداً ويحذفون السير فيقولون ساروا رُويداً يجعلونه حالاً له وصف كلامه واجتزأَ بما في صدر حديثه من قولك سار عن ذكر السير قال الأَزهري ومن ذلك قول العرب ضعه رويداً أَي وضعاً رويداً ومن ذلك قول الرجل يعالج الشيء إِنما يريد أَن يقول علاُجاً رويداً قال فهذا على وجه الحال إِلا أَن يظهر الموصوف به فيكون على الحال وعلى غير الحال قال واعلم أَن رويداً تلحقها الكاف وهي في موضع أَفعِلْ وذلك قولك رويدك زيداً ورويدكم زيداً فهذه الكاف التي أُلحقت لتبيين المخاطب في رويداً ولا موضع لها من الإِعراب لأَنها ليست باسم ورويد غير مضاف إِليها وهو متعد إِلى زيد لأَنه اسم سمي به الفعل يعمل عمل الأَفعال وتفسير رويد مهلاً وتفسير رويدك أَمهِلْ لأَن الكاف إِنما تدخله إِذا كان بمعنى أَفعِل دون غيره وإِنما حركت الدال لالتقاء الساكنين فنُصبَ نَصْبَ المصادر وهو مصغر أَرْوَدَ يُرْوِد وله أَربعة أَوجه اسم للفعل وصفة وحال ومصدر فالاسم نحو قولك رويد عمراً أَي أَروِدْ عمراً بمعنى أَمهِلْه والصفة نحو قولك ساروا سيراً رُويداً والحال نحو قولك سار القومُ رُويداً لما اتصل بالمعرفة صار حالاً لها والمصدر نحو قولك رويد عَمْرٍو بالإِضافة كقوله تعالى فضرب الرقاب وفي حديث أَنْجَشَةَ رُويدَك رِفْقاً بالقوارير أَي أَمهل وتأَنّ وارفُق وقال الأَزهري عند قوله فهذه الكاف التي أُلحقت لتبيين المخاطب في رويداً قال وإِنما أُلحقت المخصوص لأَن رويداً قد يقع للواحد والجمع والذكر والأُنثى فإِنما أَدخل الكاف حيث خِيف التباس من يُعْنى ممن لا يُعْنى وإِنما حذفت في الأَول استغناء بعلم المخاطب لأَنه لا يعنى غيره وقد يقال رويداً لمن لا يخاف أَن يلتبس بمن سواه توكيداً وهذا كقولك النَّجاءَكَ والوَحاك تكون هذه الكاف علماً للمأْمورين والمنهبين قال وقال الليث إِذا أَردت بِرُوَيد الوعيد نصبتها بلا تنوين وأَنشد رُويدَ تَصَاهَلْ بالعِراقِ جِيادَنا كأَنك بالضحَّاك قد قام نادِبُه قال ابن سيده وقال بعض أَهل اللغة وقد يكون رويداً للوعيد كقوله رُويدَ بني شيبانَ بعضَ وَعيدِكم تُلاقوا غداً خَيْلي على سَفَوانِ فأَضاف رويداً إِلى بني شيبان ونصب بعضَ وعيدكم بإِضمار فعل وإِنما قال رويد بني شيبان على أَن بني شيبان في موضع مفعول كقولك رويد زيدٍ وكأَنه أَمر غيرهم بإِمهالهم فيكون بعض وعيدكم على تحويل الغيبة إِلى الخطاب ويجوز أَن يكون بني شيبان منادى أَي أَملهوا بعضَ وعيدكم ومعنى الأَمر ههنا التأْهير والتقليل منه ومن رواه رويدَ بني شيبانَ بعضَ وعيدهم كان البدل لأَن موضع بني شيبان نصب على هذا يتجه إِعراب البيت قال وأَما معنى الوعيد فلا يلزم وإِنما الوعيد فيه بحسب الحال لأَنه يتوعدهم باللقاء ويتوعدونه بمثله قال الأَزهري وإِذا أَردت برُويد المهلة والإِرواد في الشيء فانصب ونوّن تقول امش رويداً قال وتقول العرب أَروِدْ في معنى رويداً المنصوبة قال ابن كيسان في باب رويداً كأَنّ رويداً من الأَضداد تقول رويداً إِذا أَرادوا دَعْه وخَلِّه وإِذا أَرادوا ارفق به وأَمسكه قالوا رويداً زيداً أَيضاً قال وتَيْدَ زيداً بمعناها قال ويجوز إِضافتها إِلى زيد لأَنهما مصدران كقوله تعالى فضرب الرقاب وفي حديث علي إِن لبني أُمية مَرْوَداً يَجرون إِليه هو مَفْعَل من الإِرْوادِ الإِمهال كأَنه شبه المهلة التي هم فيها بالمضمار الذي يجرون إِليه والميم زائدة التهذيب والرِّيدة اسم يوضع موضع الارتياد والإِرادة وأَراد الشيء أَحبه وعُنِيَ به والاسم الرِّيدُ وفي حديث عبد الله إِن الشيطان يريد ابن آدَم بكل ريدة أَي بكل مَطْلَب ومُراد يقال أَراد يريد إِرادة والريدة الاسم من الإِرادة قال ابن سيده فأَما ما حكاه اللحياني من قولهم هَرَدْتُ الشيء أَهَريدُه هِرادةً فإِنما هو على البدل قال سيبويه أُريد لأَن تفعل معناه إِرادتي لذلك كقوله تعالى وأُمِرتُ لأَنْ أَكونَ أَوَّلَ المسلمين الجوهري وغيره والإِرادة المشيئة وأَصله الواو كقولك راوده أَي أَراده على أَن يفعل كذا إِلا أَن الواو سكنت فنقلت حركتها إِلى ما قبلها فانقلبت في الماضي أَلفاً وفي المستقبل ياء وسقطت في المصدر لمجاورتها الأَلف الساكنة وعوّض منها الهاء في آخره قال الليث وتقول راوَدَ فلان جاريته عن نفسها وراوَدَتْه هي عن نفسه إِذا حاول كل واحد من صاحبه الوطء والجماع ومنه قوله تعالى تراود فتاها عن نفسه فجعل الفعل لها وراوَدْتُه على كذا مُراوَدَةً ورِواداً أَي أَردتُه وفي حديث أَبي هريرة حيث يُراوِدُ عمَّه أَبا طالب على الإِسلام أَي يُراجعه ويُرادُّه ومنه حديث الإسراء قال له موسى صلى الله عليهما وسلم قد والله راودْتُ بني إِسرائيل على أَدنى من ذلك فتركوه وراودْته عن الأَمر وعليه داريته والرائد العُود الذي يقبض عليه الطاحن إِذا أَداره قال ابن سيده والرائدُ مَقْبِضُ الطاحن من الرحى ورائدُ الرحى مَقْبِضُها والرائد يد الرحى والمِرْوَدُ الميل وحديدة تدور في اللجام ومِحورُ البكرة إِذا كان من حديد وفي حديث ماعز كما يدخل المِرْوَدِ في المكحُلةِ المِرْوَدُ بكسر الميم الميل الذي يكتحل به والميم زائدة والمِرْوَدُ أَيضاً المَفْصِل والمِرْوَدُ الوَتِدُ قال داوَيْتُه بالمَحْضِ حتى شتا يَجتذِبُ الأَرِيَّ بالمِرْوَد أَراد مع المِروَد ويقال ريح رَوْدٌ لينة الهُبوب ويقال ريح رادة إِذا كانت هَوْجاء تَجيءُ وتذهب وريح رائدة مثل رادة وكذلك رُواد قال جرير أَصَعْصَعَ إِن أُمَّكَ بعد ليلي رُوادُ الليلِ مُطْلَقَةُ الكِمام وكذلك امرأَة رواد ورَادة ورائدة

ريد
الرَّيْد حرف من حروف الجبل ابن سيده الرَّيْدُ الحَيْدُ في الجبل كالحائط وهو الحرف الناتئُ منه قال أَبو ذؤيب وقيل صخر الغيّ يصف عُقاباً فمرّت علىِ رَيْدٍ وأَعْنَتْ ببعضِها فخرّت على الرجلين أَخيَبَ خائبِ والجمع أَرياد قال صخر الغي بِنا إِذا اطَّرَدَت شهراً أَزِمَّتُها ووازنَتْ من ذُرى فَوْدٍ بأَرْيادِ والجمع الكثير رُيود والرِّئْدُ التِّرْبُ بالهمز يقال هو رئِدُها أَي تِرْبُها قال وربما لم يهمز قال كثير فلم يهمز وقد دَرَّعوها وهي ذاتُ مُؤَصَّد مَجُوبٍ ولمَّا يَلْبَسِ الدِّرْعَ رِيدُها والرِّيدُ بلا همز الأَمر الذي تُريدُه وتزاوله والرَّيْدانة الريح اللينة وأَنشد هاجتْ به رَيْدانَةٌ مُعَصْفَرُ والرَّيْدَة الريح اللينة أَيضاً وريح رَيْدة ورادة وريَدانة لَيِّنَة الهبوب قال وهبَّت له ريحُ الجَنُوبِ وأَنشرت له رَيْدَةٌ يُحيي المُماتَ نَسِيمُها وأَنشد الليث إِذا رَيدة من حيثما نَفَحَتْ له أَتاه بريَّاها خَليلٌ يُواصله وأَنشد الجوهري لهميان بن قحافة جرت عليها كلُّ ريحٍ رَيْدَه هَوْجاءَ سَفْواءَ نَو وجِ العَوْدَه قال ابن بري البيت لعلقمة التيمي وليس لهميان بن قحافة وقيل ريح رَيْدة كثيرة الهبوب وريح رادة إِذا كانت هوجاء تجيء وتذهب وريح رائدة مثل رادة وكذلك رُواد والتَّرييدُ في الحرب رفع الأَعضاد بالمِجْنَب التهذيب والرَّيدة اسم يوضع موضع الارتياد والإِرادة وفي الحديث ذِكْرُ رَيدان بفتح الراءِ وسكون الياءِ أُطُم من آطام المدينة لآل حارثة بن سهل

زأد
يزْأَدُه زأَده زَأْداً وزَأَداً وزُؤْداً مخفف عن اللحياني وزُؤُوداً أَي أَفزعه وقيل استخفه الكسائي زُئِدَ الرجلُ زُؤُداً فهو مزْؤُود أَي مذعور إِذا فزع وفي الحديث فَزُئِدَ أَي فزع وسُئِف الرجلُ سبَأْفاً مثله وهو الزُّؤْدُ وأَنشد يضحي إِذا العِبسُ أَدركْنا نكايَتها خرقاءَ يَعْتادُها الطوفانُ والزُّؤُدِ

زبد
الزُّبْدُ زُبْدُ السمنِ قبل أَن يُسْلأَ والقطعة منه زُبْدَة وهو ما خلُص من اللبن إِذا مُخِضَ وزَبَدُ اللبن رغْوتَه ابن سيده الزُّبْدُ بالضم خلاصة اللين واحدته زُبْدَة يذهب بذلك إِلى الطائفة والزُّبْدة أَخص من الزُّبْدِ أَنشد ابن الأَعرابي فيها عجوزٌ لا تُساوي فَلْسا لا تأْكلُ الزُّبْدة إِلا نَهْسا يعني أَنه ليس في فمها سن فهي تَنْهَس الزبدة والزبدة لا تُنهس لأَنها أَلين من ذلك ولكن هذا تهويل وإِفراط كقول الآخر لو تَمْضَغُ البَيْضَ إِذاً لم يَنْفَلِقْ وقد زَبَّدَ اللبنَ وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً أَطعمه الزُّبْدَ وأَزبَدَ القومُ كثُرَ زُبْدُهم قال اللحياني وكذلك كل شيءٍ إِذا أَردت أَطعَمْتهم أَو وهَبْت لهم قلت فعلتهم بغير أَلف وإِذا أَردت أَن ذلك قد كثر عندهم قلت أَفعَلوا وقوم زابدون ذَوُو زُبْد وقال بعضهم قوم زابدون كثر زُبدهم قال ابن سيده وليس بشيء وتَزَبَّدَ الزّبْدَة أَخذها وكل ما أُخِذ خالصه فقد تُزُبَّد وإِذا أَخذ الرجل صَفْوَ الشيءِ قيل تَزَبَّده ومن أَمثالهم قد صرّح المحْضُ عن الزَّبَد يعنون بالزَّبَد رغوة اللبن والصريح اللبن الذي تحته المحْضُ يضرب مثلاً للصدق يحصل بعد الخبر المظنون ويقال ارتَجَنَتِ الزُّبْدَة إِذا اختلطت باللبن فلم تَخْلُصْ منه وإِذا خلصت الزبدة فقد ذهب الارتجان يضرب هذا مثلاً للأَمر المشكل لا يُهتدي لإِصلاحه وزَبَدَت المرأَة سقاءَها أَي مَخَضَته حتى يخرج زُبْدُه وزُبَّاد اللبن بالضم والتشديد ما لا خير فيه والزُّبَّادُ الزُّبْدُ وقالوا في موضع الشدَّة اختَلَط الخاثرُ بالزُّبَّاد أَي اختلط الخير بالشر والجيد بالرديء والصالح بالطالح وذلك إِذا ارتجن يضرب مثلاً لاختلاط الحق بالباطل الليث أَزْبَدَ البحر إِزباداً فهو مُزْبِدٌ وتَزَبَّدَ الإِنسان إِذا غضِب وظهر على صِماغَيْه زَبدَتان وزَبَّدَ شِدْق فلان وتَزَبَّد بمعنى والزَّبَد زَبَد الجمل الهائج وهو لُغامُه الأَبيض الذي تتلطخ به مشافره إِذا هاج وللبحر زَبَد إِذا هاج موجُه الجوهري الزَّبَدُ زَبَد الماءِ والبعير والفضةِ وغيرها والزّبْدة أَخص منه تقول أَزبَد الشرابُ وبَحْرٌ مُزْبِدٌ أَي مائج يقذف بالزَّبَد وزَبَدُ الماءِ والجِرَّةِ واللُّعاب طُفاوتُه وقَذاه والجمع أَزْباد والزَّبْدة الطائفة منه وزَبَد وأَزْبَدَ وتَزَبَّدَ دفع بزَبَدِه وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً أَعطاه ورضخ له من مال والزَّبْدُ بسكون الباءِ الرِّفْد والعطاء وفي الحديث أَن رجلاً من المشركين أَهدى إِلى النبي صلى الله عليه وسلم هدية فردَّها وقال إِنا لا نقبل زَبْد المشركين أَي رَِفْدَهم الأَصمعي يقال زَبَدْتُ فلاناً أَزْبِدُه بالكسر زَبْداً إِذا أَعطيته زُبداً قلت أَزبُدُه زَبْداً بضم الباءِ من أَزْبُده أَي أَطعمته الزُّبْد قال ابن الأَثير يشبه أَن يكون هذا الحديث منسوخاً لأَنه قد قبل هدية غير واحد من المشركين أَهدى له المقوقس مارِيَة والبغلة وأَهدى له أُكَيْدِرُ دومةَ فقبل منهما وقيل إِنما ردَّ هديته لِيَغِيظَه بردها فيحمله ذلك على الإِسلام وقيل ردها لأَن للهدية موضعاً من القلب ولا يجوز عليه أَن يميل إِليه بقلبه فردها قطعاً لسبب الميل قال وليس ذلك مناقضاً لقبول هدية النجاشي وأُكيدر دومة والمقوقس لأَنهم أَهل كتاب والزَّبْدُ العَونُ والرِّفْد أَبو عمرو تَزَبَّدَ فلان يميناً فهو مُتَزَبِّد إِذا حلف بها وأَسرع إِليها وأَنشد تَزَبَّدَها حَذَّاءَ يَعلم أَنه هو الكاذبُ الآتي الأُمور البُجاريا الحذَّاءُ اليمين المنكرة وتَزَبَّدَها ابتلعها ابتلاع الزُّبْدَة وهذا كقولهم جَذَّها جَذَّ العَير الصِّلَّيانة والزُّبَّاد نبت معروف قال ابن سيده والزُّبَّادُ والزُّبَّادى والزُّباد كله نبات سُهْلي له ورق عراض وسِنْفَة وقد ينبت في الجَلَدَ يأْكله الناس وهو طيب وقال أَبو حنيفة له ورق صغير منقبض غُبر مثل ورق المَرْزَنْجُوش تنفرش أَفنانه قال وقال أَبو زيد الزّبَّادُ من الأَحرار وقد زَبَّد القَتادُ وأَزبَد نَدَرت خُوصتُه واشتدّ عُوده واتصلت بَشَرته وأَثمر قال أَعرابي تركت الأَرض مخضرة كأَنها حُوَلاءُ بها فَصِيصَة رَقْطاء وعَرْفَجَة خاصِبة وقَتادة مُزْبِدَة وعوسج كأَنه النعام من سواده وكل ذلك مفسر في مواضعه وأَزْبَدَ السِّدرُ أَي نوَّر وتَزْبيدُ القطن تنفيشه وزَبَّدت المرأَة القطنَ نفشته وجوَّدته حتى يصلح لأَن تغزله والزَّباد مثل السِّنَّوْر
( * قوله « والزباد مثل السنور » صريحه أنه دابة مثل السنور وقال في القاموس وغلط الفقهاء واللغويون في قولهم الزباد دابة يجلب منها الطيب وانما الدابة السنور والزباد الطيب إلى آخر ما قال قال شارحه قال القرافي ولك أن تقول انما سموا الدابة باسم ما يحصل منها ومثل ذلك لا يعد غلطاً وإنما هو مجاز ) الصغير يجلب من نواحي الهند وقد يأْنس فيقتنى ويحتلب شيئاً شبيهاً بالزُّبْد يظهر على حلمته بالعصر مثل ما يظهر على أُنوف الغلمان المراهقين فيجتمع وله رائحة طيبة وهو يقع في الطيب كل ذلك عن أَبي حنيفة وزُبَيْدة لقب امرأَة قيل لها زُبَيْدة لنعمة كانت في بدنها وهي أُم الأَمين محمد بن هرون وقد سمت زُبَيْداً وزابِداً ومُزَبِّداً وزَبْداً التهذيب وزُبَيْدُ قبيلة من قبائل اليمن وزبُيَد بالضم بطن من مَذْحِج رهط عمرو بن معد يكرب الزُّبَيدي وزَبِيدُ بفتح الزاي موضع باليمن وزَبْيَدان موضع

زبرجد
الزَّبَرْجَدُ والزَّبَرْدَجُ الزُّمُرُّذ وأَنشد تأْوي إِلى مِثْلِ الغزال الأَغْيَد خُمْصانَة كالرَّشَإِ المُقَلَّدِ دُرّاً مع الياقوتِ والزَّبَرْجَدِ أَحْصَنَها في يافِع مُمَرَّدِ أَراد باليافع حصناً طويلاً

زرد
الزَّرْد والزَّرَد حِلَقُ المِغْفَر والدرع والزَّرَدةُ حَلْقَة الدرع والسَّرْدُ ثعقْبها والجمع زرود والزَّرَّادُ صانعها وقيل الزاي في ذلك كله بدل من السين في السَّرْد والسَّرَّاد والزَّرْد مثل السَّرْد وهو تداخل حلق الدرع بعضها في بعض والزرَد بالتحريك الدرع المزرودة وزرده أَخذ عنقه وَزَرده بالفتح يَزْرِدُه ويَزْرُده زَرْداً خنقه فهو مَزْرُود والحَلْق مَزْرُود والزِّرادُ خيط يُخْنَق به البعير لئلا يَدْسَع بِجِرَّته فيملأَ راكبه وزَرِدَ الشيءَ واللقمة بالكسر زَرَداً وزَرَده وازدَرَده زَرْداً ابتلعه أَبو عبيد سَرَطْتُ الطعام وزَرَدْتُه وازدَرَدْتُه ازْدِراداً نوادر الأَعراب طعام زَمِطٌ وزَرِدٌ أَي لين سريع الانحدار والازدرادُ الابتلاع والمَزْرَدُ بالفتح الحلق والمَزْرَدُ البُلْْعُوم ويقال لِفَلْهَم المرأَة إِنه لَزَرَدَان لازْدِرادِه الأَيْرَ إِذا ولج فيه وقالت جلفه من نساءِ العرب إِنّ هنَي لَزَرَدَانٌ مُعتدل وقال بعضهم سمي الفَلهم زَرَداناً لأَنه يَزْدَرِدُ الأُيور أَي يحنقها لضيقه ومُزَرِّدُ بن ضرار أَخو الشماخ الشاعر وزَرُودُ موضع وقيل زرود اسم رمل مؤنث قال الكَلْحَبَة اليربوعي فقُلْتُ لِكَأْسٍ أَلْهِميها فإِنما حَلَلتُ الكَثِيبَ من زَرُودَ لأُفْزعا

زعد
الزَّعْدُ الفَدْم العَيِيُّ

زغد
زَغَد سِقاءَه يَزْغَدُه زَغْداً إِذا عصره حتى تخرُجَ الزُّبْدَةُ من فمه وقد تضايق بها وكذلك العُكَّة والزُّبْدُ زَغِيد وزَغَدَه أَي عصر حلقه ويقال للزُّبْدَة الزَّغيدة والنَّهيدة ويقال زَغَدَ الزُّبْدَ إِذا علا فَمَ السّقاءِ فعصره حتى يخرج والزَّغْدُ الهديرُ وهو الزُّغادِبُ والزَّغْدَب وأَنشد الليث بِرَجْسِ بَغْباغِ الهدير الزَّغْدِ وزغَدَ البعيرُ يَزْغَدُ زَغْداً هَدَر هَديراً كأَنه يَعْصِرُهُ أَو يَقْلَعهُ مشتق من ذلك قال يَزْغَدْنَ بَخْباخَ الهَدِير زَغْدا وقيل الزَّغْدُ من الهدير الذي لا يكاد ينقطع وقيل هو الشديد وقيل ما رُدِّد في الغَلصمة قال ابن سيده وقوله بَخٍ وبَخْباخ الهَدير الزَّغْد يتوجه على هذا كله قال أَبو نخيلة قَلْخاً ويَخْباخ الهَديرِ الزَّغْدِ قال ابن بري كذا أَورده الجوهري والذي في شعره جاؤُوا بِوِرْدٍ فَوْق كلِّ وِرْد بعَدَدٍ عاتٍ على المُعْتَدِّ بَخٍ وبَخْباخِ الهَديرِ الزَّغْدِ أَي جاؤُوا بإِبل واردة فوق كل وِرْد والعاتي الذي يعتو على من يعدّه لكثرته وبخ كلمة تقال عند المدح للشيء وتكرر للمبالغة فيه وأَصلها التخفيف وقد تشدد كما قال الشاعر رَوافِدُهُ أَكرَمُ الرافدات بَخٍ لك بَجٍّ لِبَحْرٍ خِضَمْ وبخ في البيت في صفة العدد أَي جاؤُوا بعدد ذي بخ أَي يقول فيه العادّ إِذا عَدّه بخ بخ الأَزهري الزَّغْدُ تَعْصير الفحْل هدِيرَه وهَديرٌ زغَّاد قال رؤُبة داري وقَبْقاب الهَدير الزَّغَّاذ وقال أَيضاً وزَبَداً من هَدْرِه زُغادِبا يُحْسَبُ في أَرآدِه غَنادِبا والغُنْدُبَة لحمة صُلْبة حول الحلقوم الأَصمعي إِذا أَفصح الفحل بالهدير قيل هَدِر يَهْدِرُ هَدْراً قال فإِذا جعل يهدر هديراً كأَنه يَعصِرُه قيل زَغَد يَزْغَد زَغْداً وقول العجاج يَمُدُّ زأْراً وهَدِيراً زَغْدَبا قال ابن سيده ذهب أَحمد بن يحيى إِلى أَن الباءَ فيه زائدة وذلك أَنه لما رآهم يقولون هدير زَغْد وزَغْدَب اعتقد زيادة الباء في زغدب قال ابن جني وهذا تعجرف منه وسوء اعتقاد ويلزم من هذا أَن تكون الراء في سِبَطْدٍ ودِمَثْر زائدة لقولهم سَبِط ودَمِث قال وسبيل من كانت هذه حاله أَن لا يُحْفل به وتَزَغَّدَتِ الشِّقْشِقة في الفم ملأَته وقيل ذهبت وجاءَت والاسم الزَّغد التهذيب والزَّغد تَزَغُّد الشقشسقة وهو الزَّغْدَب ورجل زَغْدٌ فَدْم عَيِيّ ونهر زَغَّاد كثير الماءِ وقد زَغَدَ وزَخَر وزغر بمعنى واحد قال أَبو الصخر كأَنّ من حَلَّ في أَعْياصِ دَوْحَتِه إِذا توالَجَ في أَعْياص آسادِ إِن خاف ثَمْ رَواياهُ على فَلَج من فضْلِه صَخِبِ الآذيِّ زَغَّادِ

زغبد
الزَّغْبَدُ الزُّبْد التهذيب وأَنشد أَبو حاتم صَبَّحُونا بِزَغْبَدٍ وحَتِيٍّ بعد طِرْمٍ وتامِكٍ وثُمالِ الزَّغْبَدُ الزّبْدُ والحَتيُّ قِرْفُ المُقْلِ والتامِك ما تَمَك من السَّنام وارتفع والثمال من الحليب الرغوة ومن الحامض الفُلاقُ الذي يبقى في أَسفل الإِناءِ وأَنشد وقِمَعاً يكْسى ثُمالاً زَغْبَدا

زغرد
الزَّغْرَدَةُ هدير يردده الفحل في حلقه

زفد
التهذيب في نوادر الأَعراب يقال صَمَّمْتُ الفرس
( * قوله « صممت الفرس إلخ » عبارة القاموس صمم الفرس العلف أمكنه منه فاحتقن فيه الشحم اه وبه يظهر مرجع الضمير هنا وهو قوله اياه ) فانْصَمَّ سمناً وحَشَوْتُه إِياه وَزَفَدتُه إِياه وزكَتُّه إِياه وكله معناه الملء

زند
الزَّنْدُ والزَّنْدَةُ خشبتان يستقدح بهما فالسفلى زَنْدَةٌ والأَعلى زَنْدٌ ابن سيده الزَّنْدُ العود الأَعلى الذي يقتدح به النار والجمع أَزْنُدٌ وأَزْنادٌ وزُنودٌ وزِنادٌ وأَزانِدُ جمع الجمع قال أَبو ذؤيب أَقَبَّا الكُشُوح أَبيضانِ كلاهما كَعَالِيَةِ الخَطِّيِّ وارى الأَزانِدِ والزَّنْدَةُ العود الأَسفل الذي فيه الفُرْضَة وهي الأُنثى وإِذا اجتمعا قيل زَندان ولم يقل زندتان والزِّناد كالزَّنْدِ عن كراع وإِنه لواري الزَّنْدِ ووَرِيُّه يكون ذلك في الكرَم وغيره من الخصال المحمودة قال ابن سيده وقول الشاعر يا قاتَلَ اللهُ صبياناً نباتُهُمُ أُمُّ الهُنَيْدِيِّ من زَنْدٍ لها واري عن رحمها وإِنما هو على المثل وتقول لمن أَنجدك وأَعانك ورَتْ بِكَ زِنادي وملأَ سقاءه حتى صار مثل الزَّنْدِ أَي امتلأَ وزَنَدَ السِّقَاءَ والإِناءَ زَنْداً وزَنَّدَهُما ملأَهما وكذلك الحوض وزَنَدَتِ الناقةُ زَنْداً وذلك أَن تخرج رحمها عند الولادة والزَّندُ أَيضاً حجر تلف عليه خرق ويحشى به حياءُ الناقة وفيه خيط فإِذا أَخذها لذلك كرب جروه فأَخرجوه فتظن أَنها ولدت وذلك إِذا أَرادوا أَن يَظْأَرُوها على ولد غيرها فإِذا فعل ذلك بها عطفت أَبو عبيدة يقال للدُّرْجَةِ التي تدس في حياء الناقة الزَّنْدُ والبَداهُ ابن شميل زندت الناقة إِذا كان في حيائها قَرَنٌ فثقبوا حياءها من كل ناحية ثم جعلوا في تلك الثقب سيوراً وعقدوها عقداً شديداً فذلك التزنيد وقال أَوس أَبَني لُبَيْنَى إِنَّ أُمَّكُمُ دَحَقَتْ فَخَرَّقَ ثَفْرَها الزَّنْدُ وثوب مُزَنَّدٌ قليل العَرْضِ وأَصل التزنيد أَن تخلّ أَشاعر الناقة بأَخلة صغار ثم تشد بشعر وذلك إِذا اندحقت رحمها بعد الولادة عن ابن دريد بالنون والباء وثوب مُزَنَّدٌ مضيق ورجل مُزَنَّدٌ إِذا كان بخيلاً ممسكاً ورجل مُزنَّد لئيم وقيل هو الدَّعِيُّ وعطاءٌ مُزَنَّدٌ قليل وزَنَّدَ على أَهله شَدَّ عليهم ابن الأَعرابي زَنَدَ الرجلُ إِذا كذب وزَنَدَ إِذا بخل وزَنَدَ إِذا عاقب فوق ما لَهُ أَبو عمرو ما يُزْنِدُك أَحد على فضل زِند ولا يُزْنِدُك ولا يُزَنِّدُك أَيضاً بالتشديد أَي لا يَزِيدُك ويقال تَزَنَّد فلان إِذا ضاق صدره ورجل مُزَنَّدٌ سريع الغضب والمُزَنَّدُ الضيق البخيل والتَّزَنُّد التَّحَزُّق والتَّغَضُّب قال عدي إِذا أَنتَ فاكَهْتَ الرجال فلا تَلَعْ وقُلْ مِثلَ ما قالوا ولا تَتَزَنَّدِ وقد روي بالياء وسيأْتي ذكره والزَّنْدان طرفا عظمي الساعدين مذكران غيره والزندان عظما الساعد أَحدهما أَدق من الآخر فطرف الزند الذي يلي الإِبهام هو الكوع وطرف الزند الذي يلي الخنصر كرسوع والرسغ مجتمع الزندين ومن عندهما تقطع يد السارق والزند موصل طرف الذراع في الكف وهما زندان الكوع والكرسوع وزِنادٌ اسم وفي حديث صالح بن عبد الله بن الزبير أَنه كان يعمل زَنَداً بمكة الزنَد بفتح النون المُسَنَّاةُ من خشب وحجارة يضم بعضها إِلى بعض قال ابن الأَثير وقد أَثبته الزمخشري بالسكون وشبهها بِزَنْدِ الساعد ويروى بالراء والباء وقد تقدم وفي الحديث ذكر زَنْدَوَرْدَ هو بسكون النون وفتح النون والراء ناحية في أَواخر العراق ولها ذكر كبير في الفتوح

زهد
الزُّهد والزَّهادة في الدنيا ولا يقال الزُّهد إِلاَّ في الدين خاصة والزُّهد ضد الرغبة والحرص على الدنيا والزهادة في الأَشياء كلها ضد الرغبة زَهِدَ وزَهَدَ وهي أَعلى يَزْهَدُ فيهما زُهْداً وزَهَداً بالفتح عن سيبويه وزهادة فهو زاهد من قوم زُهَّاد وما كان زهيداً ولقد زَهَدَ وزَهِدَ يَزْهَدُ منهما جميعاً وزاد ثعلب وزَهُد أَيضاً بالضم والتزهيد في الشيء وعن الشيء خلاف الترغيب فيه وزَهَّدَه في الأَمر رَغَّبَه عنه وفي حديث الزهري وسئل عن الزهد في الدنيا فقال هو أَن لا يغلب الحلال شكره ولا الحرام صبره أَراد أَن لا يعجز ويقصر شكره على ما رزقه الله من الحلال ولا صبره عن ترك الحرام الصحاح يقال زهد في الشيء وعن الشيء وفلان يتزهد أَي يتعبد وقوله عز وجل وكانوا فيه من الزاهدين قال ثعلب اشتروه على زُهْدٍ فيه والزَّهِيد الحقير وعطاءَ زَهِيدٌ قليل وازْدَهَدَ العطاءَ استقلَّه ابن السكيت يقولون فلان يزدهد عطاء من أَعطاه أَي يعدُّه زهيداً قليلاً والمُزْهِدُ القليل المال وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَفضل الناس مؤمن مُزْهِدٌ المُزْهِد القليل الشيء وإِنما سمي مُزْهِداً لأَن ما عنده من قلته يُزْهَدُ فيه وشيء زَهيد قليل قال الأَعشى يمدح قوماً بحسن مجاورتهم جارة لهم فلن يطلبوا سِرَّهَا للغِنَى ولن يتركوها لإِزْهَادِها يقول لن يتركوها لقلة مالها وهو الإِزهاد قال أَبو منصور المعنى أَنهم لا يسلمونها إِلى من يريد هتك حرمتها لقلة مالها وفي الحديث ليس عليه حساب ولا على مؤمن مُزْهِد ومنه حديث ساعة الجمعة فجعل يُزَهِّدُها أَي يقللها وفي حديث عليّ رضي الله عنه إِنك لَزَهِيدٌ وفي حديث خالد كتب إِلى عمر رضي الله عنه أَن الناس قد اندفعوا في الخمر وتزاهدوا الحدّ أَي احتقروه وأَهانوه ورأَوه زهيداً ورجل مُزْهِدٌ يُزْهَدُ في ماله لقلته وأَزْهَدَ الرجلُ إِزْهاداً إِذا كان مُزْهِداً لا يُرْغَبُ في ماله لقلته ورجل زهيد وزاهد لئيم مزهود فيما عنده وأَنشده اللحياني يا دَبْلُ ما بِتُّ بليل هاجدا ولا عَدَوْتُ الركعتين ساجدا مخافةً أَن تُنْفِدي المَزاوِدا وتَغْبِقي بعدي غَبُوقاً باردا وتسأَلي القَرْضَ لئيماً زاهِدا ويقال خذ زَهْدَ ما يكفيك أَي قدر ما يكفيك ومنه يقال زَهَدْتُ النخلَ وزَهَّدْتُه إِذا خَرَصْتَه وأَرض زَهاد لا تسيل إِلا عن مطر كثير أَبو سعيد الزَّهَدُ الزكاة بفتح الهاء حكاه عن مبتكر البدوي قال أَبو سعيد وأَصله من القلة لأَن زكاة المال أَقل شيء فيه الأَزهري رجل زهيد العين إِذا كان يقنعه القليل ورغيب العين إِذا كان لا يقنعه إِلا الكثير قال عديّ بن زيد ولَلْبَخْلَةُ الأُولى لمن كان باخلاً أَعفُّ ومن يَبْخَلْ يُلَمْ ويُزَهَّد يُزَهَّد أَي يُبَخَّل وينسب إِلى أَنه زهيد لئيم ورجل زهيد وامرأَة زهيد قليلا الطُّعْمِ وفي التهذيب رجل زهيد وامرأَة زهيدة وهما القليلا الطُّعْم وفيه في موضع آخر وامرأَة زهيدة قليلة الأَكل ورغيبة كثيرة الأَكل ورجل زهيد الأَكل وزَهَاد التِّلاع والشِّعاب صغارها يقال أَصابنا مطر أَسال زَهَاد الغُرْضانِ الغرضان الشعاب الصغار من الوادي قال ابن سيده ولا أَعرف لها واحداً وواد زهيد قليل الأَخذ من الماء وزهيد الأَرض ضيقها لا يخرج منها كثير ماء وجمعه زُهْدان ابن شميل الزَّهيد من الأَودية القليلُ الأَخذ للماء النَّزِلُ الذي يُسيله الماءُ الهين لو بالت فيه عَناق سال لأَنه قاعٌ صُلْبٌ وهو الحَشَادُ والنَّزِلُ ورجل زَهيد ضيق الخُلُق والأُنثى زهيدة وفي التهذيب اللحياني امرأَة زَهيدٌ ضيقة الخلق ورجل زهيد من هذا والزَّهْدُ الحَزْرُ وزَهَدَ النخلَ يَزْهَدُه زَهْداً خرصه وحزره

زود
الزَّوْد تأْسيس الزاد وهو طعام السفر والحضر جميعاً والجمع أَزواد وفي الحديث قال لوفد عبد القيس أَمعكم من أَزْوِدَتِكم شيء ؟ قالوا نعم الأَزودة جمع زاد على غير القياس ومنه حديث أَبي هريرة ملأْنا أَزْوِدَتَنا يريد مَزاوِدَنا جمع مِزْوَدٍ حملاً له على نظيره كالأَوعية في وعاء مثل ما قالوا الغدايا والعشايا وخزايا ونَدامى وتَزَوَّد اتخذ زاداً وزوَّده بالزاد وأَزاده قال أَبو خراش وقد يأْتيك بالأَخبار من لا تُجَهِّزُ بالحِذاءِ ولا تُزِيدُ والمِزْوَدُ وعاء يجعل فيه الزاد وكلُّ عمل انقلب به من خير أَو شر عمل أَو كسب زادٌ على المثل وفي التنزيل العزيز وتزوَّدوا فإِن خير الزاد التقوى قال جرير تَزَوَّدْ مثلَ زادِ أَبيك فينا فنعم الزادُ زادُ أَبيكَ زادا قال ابن جني زادَ الزادَ في آخر البيت توكيداً لا غير قال ابن سيده وعندي أَن زاداً في آخر البيت بدل من مثل وزوَّدت فلاناً الزاد تزويداً فتزوَّده تَزَوُّداً وفي حديث ابن الأَكوع فأَمرنا نبي الله فجمعنا تَزاوُدَنا أَي ما تَزَوَّدْناه في سفرنا من طعام وأَزْوادُ الركب من قريش أَبو أُمية بن المغيرة والأَسود بن المطلب بن أَسد بن عبد العزى ومسافر بن أَبي عمرو بن أُمية عم عقبة كانوا إِذا سافروا فخرج معهم الناس فلم يتخذوا زاداً معهم ولم يوقدوا يكْفُونهم ويُغْنُونهم وزادُ الركب فرس معروف من خيل سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام التي وصفها الله عز وجل بالصافنات الجياد وإِياه عنى الشاعر بقوله فلما رأَوا ما قد رأَتهُ شُهودُه تنادوا أَلا هذا الجوادُ المؤَمَّل أَبوه ابنُ زاد الركب وهو ابنُ أُخته مُعَمٌّ لَعَمْري في الجياد ومُخْوَل وزُوَيْدَةُ اسم امرأَة من المَهالبة والعرب تلقب العجم برقاب المَزاوِد والمَزادَةُ مَفْعَلَةٌ من الزاد تتزوَّد فيها الماء وسنذكرها في زيد

زيد
الزِّيادة النُّموّ وكذلك الزُّوادَةُ الزيادة خلاف النقصان زَاد الشيءُ يزيدُ زَيْداً زِيداً زيادة زياداً مَزيداً مَزاداً أَي ازدَاد الزَّيْدُ الزِّيدُ الزيادة وهم زِيدٌ على مائة زَيْدٌ قال ذو الأُصبع العدواني وأَنْتُمُ مَعْشَرٌ زَيْدٌ على مائة فأَجْمِعُوا أَمرَكم طُرًّا فكيدونِي يروى بالكسر والفتح زدته أَنا أَزيده زيادة جعلت فيه الزيادة واستزدته طلبت منه الزيادة واستزاده أَي استَقْصَرَه واستزاد فلان فلاناً إِذا عَتَب عليه في أَمر لم يرضه وإِذا أَعطى رجلاً شيئاً فطلب زيادة على ما أَعطاه قيل قد استزاده يقال للرحل يُعْطَى شيئاً هل تزدادُ المعنى هل تطلب زيادة على ما أَعطيتك وتزايد أَهل السوق على السلعة إِذا بيعت فيمن يزيد زاده اللَّه خيراً زاد فيما عنده والمزيد الزيادة وتقول افعل ذلك زِيادةً والعامة تقول زائدةً وتَزَيَّدَ السِّعْرُ غلا وفي حديث القيامة عشر أَمثالها وأَزِيدُ هكذا يروى بكسر الزاي على أَنه فعل مستقبل ولو روي بسكون الزاي وفتح الياء على أَنه اسم بمعنى أَكثر لجاز تَزَيَّدَ في كلامه وفِعْله تزايد تكلف الزيادة فيه وإِنسان يَتَزَيَّدُ في حديثه وكلامه إِذا تكلف مجاوزة ما ينبغي وانشد : إِذا أَنتَ فاكهتَ الرجالَ فلا تَلَعْ وقل مثل ما قالوا ولا تَتَزَيَّدِ ويروى ولا تتزند بالنون وقد تقدم التَّزَيُّد في الحديث الكذبُ تَزَيَّدت الإِبلُ في سيرها تكلفت فوق طوقها والناقة تتزيد في سيرها إِذا تكلفت فوق قدرها التَّزَيُّد في السير فوق العَنَقِ التزيد أَن يرتفع الفرسُ أَو البعير عن العَنَقِ قليلاً وهو من ذلك وإِنها لكثيرة الزَّيايد أَي كثيرة الزيادات قال بِهَجْمَةٍ تملأُ عين الحاسدذاتِ سُروحٍ جَمَّة الزَّيايدِومن قال الزوائد فإِنما هي جماعة الزائدة وإِنما قالوا الزوائد في قوائم الدابة والأَسد ذو زوائد يعني به أَظفاره وأَنيابه وزئيره وصولته المَزادة الراوية قال أَبو عبيد لا تكون إِلا من جلدين تُفْأَمُ بجلد ثالث بينمها لتتسع وكذلك السَّطيحة والشَّعيب والجمع المزاد المزايد ابن سيده المزادة التي يحمل فيها الماء وهي ما فُئم بجلد ثالث بين الجلدين ليتسع سميت بذلك لمكان الزيادة وقيل هي المشعوبة من جانب واحد فإِن خرجت من وجهين فهي شَعيبٌ وقالوا البعير يحمل الزادَ المَزادَ أَي الطعام والشراب المزادة بمنزلة راوية لا عزلاء لها قال أَبو منصور المَزادُ بغير هاء هي الفَرْدَةُ التي يحتقبها الراكب برحله ولا عزلاء لها وأَما الراوية فإِنها تجمع المزادتين تعكمان على جنبي البعير ويُرِوَّى عليهما بالرِّواءِ وكل واحدة منهما مزادة والجمع المَزايد وربما حذفوا الهاء فقالوا مزاد قال وأَنشدني أَعرابي تَمِيميٌّ رفِيقٌ بالمَزادِقال ابن شميل السَّطيحة جلدان مقابلان قال المَزادَة تكون من جلدين ونصف وثلاثة جلود سميت مزادة لأَنهاتزيد على السطيحتين وهما المزادتان وقد تكرر ذكر المزادة غير مرة في الحديث وهي الظرف الذي يحمل فيه الماء كالراوية والقربة والسَّطيحة قال والجمع المزاود والميم زائدة والمزادة مَفْعَلَة من الزيادة والجمع المزايد قال أَبو منصور المزادة مَفْعَلَة من الزاد يتزوَّد فيها الماء ابن سيده ويقال للأَسد إِنه ذو زوائد لتزيده في هديره وزئيره وصوته قال أَو ذي زوائد لا يُطافُ بأَرضَه يَغْشَى المُهَجْهِجَ كالذَّنُوب المُرْسَلِ والزوائد الزَّمَعات اللواتي في مؤخر الرحل لزيادتها زيادة الكبد هَنَةٌ متعلقة منها لأَنها تزيد على سطحها وجمعها زيائد وهي الزائدة وجمعها زوائد في التهذيب زائدة الكبد جمعها زيائد غيره وزائدة الكبد هُنَيَّة منها صغيرة إِلى جنبها متنحية عنها زائدة الساق شَظيَّتُها قال الأَزهري وسمعت العرب تقول للرجل يخبر عن أَمر أَو يستفهم فيحقق المخبر خبره واستفهامه قال له وزاد وزاد كأَنه يقول وزاد الأَمر على ما وصفت وأَخبرت وكان سعيد بن عثمان يلقب بالزوائدي لأَنه كان له ثلاث بيضات زعموا وحروف الزوائد عشرة وهي الهمزة والأَلف والياء والواو والميم والنون والسين والياء والتاء واللام والهاء ويجمعها قولك في اللفظ تنساه وإِن شئت السمان وأَخرج أَبو العباس الهاء من حروف الزيادة وقال إِنما تأْتي منفصلة لبيان الحركة والتأْنيث وإِن أَخرجت من هذه الحروف السين واللام وضممت إِليها الطاء والثاء والجيم صارت أَحد عشر حرفاً تسمى حروف البدل زَيْدٌ يَزِيدُ اسمان سموه بالفعل المستقبل مُخَلًّى من الضمير كيشكر ويعصر وأَما قول ابن ميادة وجدنا الوليد بن اليزيد مباركاً شديداً بأَحْناء الخلافة كاهِلُه فإِنه زاد اللام في يزيد بعد خلع التعريف عنه كقوله ولقد نَهَيْتُك عن بنات الأَوبرأَراد عن بنات أَوبر قال ابن سيده ومما يؤكد علمك بجواز خلع التعريف عن الاسم قول الشاعر علا زيدُنا يومَ النَّقا رأْسَ زيدكم بأَبيضَ من ماءِ الحديد يماني فأَضافه للاسم على أَنه قد كان خلع عنه ما كان فيه من تعرّفه وكساه التعريف بإِضافته إِياه إِلى الضمير فجري تعريفه مجرى أَخيك وصاحبك وليس بمنزلة زيد إِذا أَردت العلم فأَما قوله نُبِّئْتُ أَخوالي بني يَزيدُ بَغْياً علينا لهم فَدِيدُقال ابن سيده فعلى أَنه ضمن الفعل الضمير فصار جملة فاستوجبت الحكاية لأَن الجمل إِذا سمي بها فحكمها أَن تحكى فافهم ونظره ثعلب بقوله بنو يَدُرُّ إِذا مشىوبنو يَهِرُّ على العَشا وقوله لا ذَعَرتُ السَّوامَ في فلق الصبح مغيراً ولا دُعِيتُ يعزِيدُأَي لا دُعيتُ الفاضلَ المعنى هذا يزيد وليس يتمدح بأَن اسمه يزيد لأَن يزيد ليس موضوعاً بعد النقل له عن الفعلية إِلا للعلميَّة زَيْدَلٌ اسم كزيد اللام فيه زائدة كزيادتها في عَبْدَلٍ للفعلية قال الفارسي وصححوه لأَن العلم يجوز فيه ما لا يجوز في غيره أَلا ترى أَنهم قالوا مريم ومَكْوَزَةٌ وقالوا في الحكاية من زيداً زيدويه اسم مركب كقولهم عمروية وسيأْتي ذكره الزيادة فرس لأَبي ثعلبة تزيدُ أَبو قبيلة وهو تزيد بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وإِليه تنسب البرود التزيدية قال علقمة رَدَّ القِيانُ جِمال الحَيِّ فاحتَملوا فكلها بالتَّزِيدِيَّات مَعْكُومُ وهي برود فيها خطوط تشبه بها طرائق الدم قال أَبو ذؤيب يعثرن في حد الظبات كأنما كسيت برود بني تزيد الأذرع

سأد
السأْد المشي قال رؤبة من نضْوِ أَورامٍ تَمَشَّتْ سأْدا والإِسْآد سير الليل كله لا تعريس فيه والتأْويب سير النهار لا تعريج فيه وقيل الإِسْآد أَن تسير الإِبل بالليل مع النهار وقول ساعدة بن جؤية الهذلي يصف سحاباً سادٍ تَجَرَّمَ في البَضِيعِ ثمانياً يَلْوي بِعَيْقاتِ البحارِ ويَجْنَبُ قيل هو من الإِسْآد الذي هو سير الليل كله قال ابن سيده وهذا لا يجوز إِلا أَن يكون على قلب موضع العين إِلى موضع اللام كأَنه سائد أَي ذو إِسآد كما قالوا تامر ولابن أَي ذو تمر وذو لبن ثم قلب فقال سادئ فبالغ ثم أَبدل الهمزة إِبدالاً صحيحاً فقال سادي ثم أَعل كما أُعل قاض ورام قال وإِنما قلنا في سادٍ هنا إِنه على النسب لا على الفعل لأَنَّا لا نعرف سأَد البتة وإِنما المعروف أَسأَد وقيل ساد هنا مهمل فإِذا كان ذلك فليس بمقلوب عن شيءٍ وهو مذكور في موضعه قال وقد جاء الساءد [ السائد ؟ ؟ ] إِلا أَني لم أَرَ فعلاً قال الشماخ حَرْفٌ صَمُوتُ السُّرَى إِلاَّ تَلَفُّتَها بالليل في سأَدٍ منها وإِطْراق وأَسْأَد السَّيْرَ أَدْأَبه أَنشد اللحياني لم تَلْقَ خَيْلٌ قبلها ما قد لَقَت من غِبِّ هاجرة وسير مُسْأَدِ أَراد لقِيَتْ وهي لغة طيّء الجوهري الإِسآد الإِغْذاذُ في السير وأَكثر ما يستعمل ذلك في سير الليل وقال لبيد يُسْئِدُ السيرَ عليها راكبٌ رابِطُ الجأْش على كل وَجَلْ الأَحمر المُسْأَدُ من الزِّقاقِ أَصغر من الحَمِيت وقال شمر الذي سمعناه المُسْأَبُ بالباء الزِّقُّ العظيم الجوهري والمِسأَد نِحْيُ السمن أَو العسل يهمز ولا يهمز فيقال مِساد فإِذا همز فهو مِفْعَل وإِذا لم يهمز فهو فِعالٌ أَبو عمرو السَّأْدُ بالهمز انتِقاضُ الجُرْحِ يقال سَئِدَ جُرْحُه يَسْأَدُ سَأَداً فهو سَئيدٌ وأَنشد فَبِتُّ من ذاك ساهراً أَرِقاً أَلقَى لِقاءَ اللاقي من السَّأَدِ ويعتريه سُؤَادٌ وهو داء يأْخذ الناس والإِبل والغنم على الماء الملح وقد سُئِدَ فهو مسؤود ويقال للمرأَة إِن فيها لَسُؤْدة أَي بقية من شباب وقوة وسَأَده سَأْداً وسَأَداً خنقه

سبد
السَّبَدُ ما يطلع من رؤوس النبات قبل أَن ينتشر والجمع أَسباد قال الطرماح أَو كأَسبادِ النَّصِيَّةِ لم تَجْتَدِلْ في حاجر مُسْتَنامْ وقد سَبَّدَ النباتُ يقال بأَرض بني فلان أَسبادٌ أَي بقايا من نبت واحدها سَبَدٌ وقال لبيد سَبَداً من التَّنُّومِ يَخْبِطُه النَّدَى ونَوادراً من حَنْظلٍ خُطْبَانِ وقال غيره أَسبَدَ النَّصِيُّ إِسباداً وتسبد تسبداً إِذا نبت منه شيء حديث فيما قَدُمَ منه وأَنشد بيت الطرماح وفسره فقال قال أَبو سعيد إِسباد النَّصِيَّةِ سَنَمَتها وتسميها العرب الفوران لأَنها تفور قال أَبو عمرو أَسبادُ النَّصِيِّ رؤُوسه أَوّل ما يَطلع جمع سَبَدٍ قال الطرماح يصف قِدحاً فائزاً مُجَرَّبٌ بالرِّهانِ مُستَلِبٌ خَصْلُ الجَوارِي طرائفٌ سَبَدُهْ أَراد أَنه مُسْتَطْرَف فَوْزه وكسبه والسُّبَدُ الشُّؤْم حكاه الليث عن أَبي الدُّقيش في قوله امرُؤُ القيس بن أَرْوَى مولياً إِن رآني لأَبُوأَنْ بِسُبَدْ قلت بحراً قلت قولاً كاذباً إِنما يمنعني سيفي ويَدْ والسَّبَدُ الوَبَر وقيل الشعر والعرب تقول ما له سَبَدٌ ولا لَبَدٌ أَي ما له ذو وبر ولا صوف متلبد يكنى بهما عن الإِبل والغنم وقيل يكنى به عن المعز والضأْن وقيل يكنى به عن الإِبل والمعز فالوبر للإِبل والشعر للمعز وقال الأَصمعي ما له سَبَدٌ ولا لَبَدٌ أَي ما له قليل ولا كثير وقال غير الأَصمعي السبد من الشعر واللبد من الصوف وبهذا الحديث سمي المال سبَداً والسَّبُّود الشعر وسَبَّدَ شعره استأْصله حتى أَلزقه بالجلد وأَعفاه جميعاً فهو ضد وقوله بأَنَّا وقعنا من وليدٍ ورَهْطهِ خِلافَهمُ في أُمِّ فَأْرٍ مُسَبَّدِ عنى بأُم فأْر الداهية ويقال لها أُم أَدراص والدِّرْصُ يقع على ابن الكلبة والذِّئبة والهرة والجُرَذ واليَرْبُوع فلم يستقم له الوزن وهذا كقوله عَرَق السِّقاء على القَعودِ اللاغِبِ أَراد عَرَقَ القِرْبَة فلم يستقم له وقوله مُسَبَّد إِفراط في القول وغلوّ كقول الآخر ونحن كشفنا من معاويةَ التي هي الأُمُّ تغشى كلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِقِ عنى الدماغ لأَن الدماغ يقال لها فرخ وجعله منقنقاً على الغلوِّ والتسبيد أَن ينبت الشعر بعد أَيام وقيل سَبَّدَ الشعرُ إِذا نبت بعد الحلق فبدا سواده والتسبيد التشعيث والتسبيد طلوع الزَّغَب قال الراعي لَظَلَّ قُطاميٌّ وتحتَ لَبانِه نَواهِضُ رُبْدٌ ذاتُ ريشٍ مُسَبَّدِ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه ذكر الخوارج فقال التسبيد فيهم فاشٍ قال أَبو عبيد سأَلت أَبا عبيدة عن التسبيد فقال هو ترك التدهن وغسل الرأْس وقال غيره هو الحلق واستئصال الشعر وقال أَبو عبيد وقد يكون الأَمران جميعاً وفي حديث آخر سيماهم التحليق والتسبيد وسَبَّدَ الفرخُ إِذا بدا ريشه وشوّك وقال النابغة الذبياني في قصر الشعر مُنْهَرِتُ الشِّدْقِ لم تَنْبُتْ قوادِمُه في حاجب العين من تسْبيدِه زَبَبُ يصف فرخ قطاة حَمَّمَ وعنى بتسبيده طلوع زغبه والمنهرت الواسع الشدق وقوادمه أَوائل ريش جناحه والزبب كثرة الزغب قال وقد روي في الحديث ما يثبت قول أَبي عبيدة روي عن ابن عباس أَنه قدم مكة مُسَبِّداً رأْسه فأَتى الحجر فقبله قال أَبو عبيد فالتسبيد ههنا ترك التدهن والغسل وبعضهم يقول التسميد بالميم ومعناهما واحد وقال غيره سَبَّدَ شعرُه وسَمَّدَ إِذا نبت بعد الحلق حتى يظهر وقال أَبو تراب سمعت سليمان بن المغيرة يقول سَبَّدَ الرجل شعره إِذا سَرَّحَه وبله وتركه قال لا يُسَبِّدُ ولكنَّه يُسَبِّدُ
( * قوله « لا يسبد ولكنه يسبد » كذا بالأصل ولعل معناه لا يستأصل شعره بالحلق ولا يترك دهنه ولكنه يسرحه ويغسله ويتركه فيكون بينهما الجناس التام ) وقال أَبو عبيد سَبَّدَ شعرَه وسَمَّدَه إِذا استأْصله حتى أَلحقه بالجلد قال وسَبَّدَ شعرَه إِذا حلقه ثم نبت منه الشيء اليسير وقال أَبو عمرو سَبَدَ شعرَه وسَبَّده وأَسْبَدَه وسَبَتَه وأَسبَتَه وسَبَّتَه إِذا حلقه والسُّبَدُ طائر إِذا قَطَرَ على ظهره قطرةٌ من ماء جَرى وقيل هو طائر لين الريش إِذا قطر الماء على ظهره جرى من فوقه للينه قال الراجز أَكُلَّ يوم عرشُها مَقِيلي حتى ترى المِئْزَرَ ذا الفُضولِ مِثلَ جناح السُّبَدِ الغسيلِ والعرب تسمي الفرس به إِذا عرق وقيل السُّبَدُ طائر مثل العُقاب وقيل هو ذكر العقبان وإِياه عنى ساعدة بقوله كأَنَّ شُؤُونَه لَبَّاتُ بُدْنٍ غَدَاةَ الوَبْلِ أَو سُبَدٌ غَسِيلُ وجمعه سِبْدانٌ وحكى أَبو منجوف عن الأَصمعي قال السُّبَدُ هو الخُطَّاف البَرِّيُّ وقال أَبو نصر هو مثل الخطاف إِذا أَصابه الماء جرى عنه سريعاً يعني الماء وقال طفيل الغنوي تقريبُه المَرَطَى والجَوزُ مُعْتَدِلٌ كأَنه سُبَدٌ بالماءِ مغسولُ المرطى ضرب من العدو والجوز الوسط والسُّبَدُ ثوب يُسَدُّ به الحوضُ المَرْكُوُّ لئلا يتكدر الماء يفرش فيه وتسقى الإِبل عليه وإِياه عنى طفيل وقول الراجز يقوي ما قال الأَصمعي حتى ترى المئزر ذا الفضول مثل جناح السُّبَدِ المغسول والسُّبَدَةُ العانة
( * قوله « والسبدة العانة » وكذلك السبد كصرد كما في القاموس وشرحه )
والسِّبَدَةُ الداهية وإِنه لَسِبْدُ أَسباد أَي داه في اللصوصية والسَّبَنْدَى والسِّبِنْدَى والسَّبَنْتى النمر وقيل الأَسد وأَنشد يعقوب قَرْمٌ جَوادٌ من بني الجُلُنْدى يمشي إِلى الأَقران كالسَّبَنْدَى وقيل السبندى الجريء من كل شيء هذلية قال الزَّفَيَان لمَّا رأَيتُ الظُّعْنَ شالتْ تُحْدَى أَتبعْتُهُنَّ أَرْحَبِيّاً مَعْدَا أَعيَسَ جَوّابَ الضُّحَى سَبَنْدَى يَدَّرِعُ الليلَ إِذا ما اسْوَدَّا وقيل هو الجريء من كل شيء على كل شيء وقيل هي اللَّبْوَةُ الجريئة وقيل هي الناقة الجريئة الصدر وكذلك الجمل قال على سَبَنْدَى طالما اعْتَلى به الأَزهري في الرباعي السَّبَنْدى الجريء وفي لغة هذيل الطويل وكل جريء سَبَنْدى وسَبَنْتى وقال أَبو الهيثم السَّبَنْتاةُ النَّمِرُ ويوصف بها السبع وقول المُعَذَّلِ بن عبد الله من السُّحِّ جَوَّالاً كأَنَّ غُلامَه يُصَرِّفُ سِبْداً في العِيانِ عَمَرَّدا ويروى سِيداً قوله من السح يريد من الخيل التي تسح الجري أَي تصب والعمرَّد الطويل وظن بعضهم أَن هذا البيت لجرير وليس له وبيت جرير هو قوله على سابِحٍ نَهْدٍ يُشَبَّهُ بالضُّحَى إِذا عاد فيه الركضُ سِيداً عَمرَّدا

سبرد
سَبْردَ شعرَه إِذا حلقه والناقةُ إِذا أَلقت ولدها لا شعر عليه فهو المُسَبْرَدُ

سجد
الساجد المنتصب في لغة طيّء قال الأَزهري ولا يحفظ لغير الليث ابن سيده سَجَدَ يَسْجُدُ سجوداً وضع جبهته بالأَرض وقوم سُجَّدٌ وسجود وقوله عز وجل وخروا له سجداً هذا سجود إِعظام لا سجود عبادة لأَن بني يعقوب لم يكونوا يسجدون لغير الله عز وجل قال الزجاج إِنه كان من سنة التعظيم في ذلك الوقت أَن يُسْجَد للمعظم قال وقيل خروا له سجداً أَي خروا لله سجداً قال الأَزهري هذا قول الحسن والأَشبه بظاهر الكتاب أَنهم سجدوا ليوسف دل عليه رؤْياه الأُولى التي رآها حين قال إِني رأَيت أَحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأَيتهم لي ساجدين فظاهر التلاوة أَنهم سجدوا ليوسف تعظيماً له من غير أَن أَشركوا بالله شيئاً وكأَنهم لم يكونوا نهوا عن السجود لغير الله عز وجل فلا يجوز لأَحد أَن يسجد لغير الله وفيه وجه آخر لأَهل العربية وهو أَن يجعل اللام في قوله وخروا له سجداً وفي قوله رأَيتهم لي ساجدين لام من أَجل المعنى وخروا من أَجله سجداً لله شكراً لما أَنعم الله عليهم حيث جمع شملهم وتاب عليهم وغفر ذنبهم وأَعز جانبهم ووسع بيوسف عليه السلام وهذا كقولك فعلت ذلك لعيون الناس أَي من أَجل عيونهم وقال العجاج تَسْمَعُ لِلجَرْعِ إِذا استُحِيرا للماء في أَجوافها خَريرَا أَراد تسمع للماء في أَجوافها خريراً من أَجل الجرع وقوله تعالى وإِذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم قال أَبو إِسحق السجود عبادة لله لا عبادة لآدم لأَن الله عز وجل إِنما خلق ما يعقل لعبادته والمسجَد والمسجِد الذي يسجد فيه وفي الصحاح واحد المساجد وقال الزجاج كل موضع يتعبد فيه فهو مسجَِد أَلا ترى أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال جعلت لي الأَرض مسجداً وطهوراً وقوله عز وجل ومن أَظلم ممن منع مساجد الله المعنى على هذا المذهب أَنه من أَظلم ممن خالف ملة الإِسلام ؟ قال وقد كان حكمه أَن لا يجيء على مَفْعِل ولكنه أَحد الحروف التي شذت فجاءَت على مَفْعِل قال سيبويه وأَما المسجد فإِنهم جعلوه اسماً للبيت ولم يأْت على فَعَلَ يَفْعُلُ كما قال في المُدُقِّ إِنه اسم للجلمود يعني أَنه ليس على الفعل ولو كان على الفعل لقيل مِدَقٌّ لأَنه آلة والآلات تجيء على مِفْعَلٍ كمِخْرَزٍ ومِكنَسٍ ومِكسَحٍ ابن الأَعرابي مسجَد بفتح الجيم محراب البيوت ومصلى الجماعات مسجِد بكسر الجيم والمساجد جمعها والمساجد أَيضاً الآراب التي يسجد عليها والآراب السبعة مساجد ويقال سَجَدَ سَجْدَةً وما أَحسن سِجْدَتَه أَي هيئة سجوده الجوهري قال الفراء كل ما كان على فَعَلَ يَفْعُل مثل دخل يدخل فالمفعل منه بالفتح اسماً كان أَو مصدراً ولا يقع فيه الفرق مثل دخل مَدْخَلاً وهذا مَدْخَلُه إِلا أَحرفاً من الأَسماء أَلزموها كسر العين من ذلك المسجِد والمطلِع والمغرب والمشرق والمَسْقِط والمَفْرِق والمَجْزِر والمَسْكِن والمَرْفِق مِن رَفَقَ يَرْفُقُ والمَنْبِت والمَنْسِك من نَسَك ينَّسُك فجعلوا الكسر علامة الاسم وربما فتحه بعض العرب في الاسم فقد روي مسكَن ومسكِن وسمع المسجِد والمسجَد والمطلِع والمطلَع قال والفتح في كله جائز وإِن لم نسمعه قال وما كان من باب فَعَل يفعِل مثل جلس يجلِسُ فالموضع بالكسر والمصدر بالفتح للفرق بينهما تقول نزل منزَلاً بفتح الزاي تريد نزل نزولاً وهذا منزِله فتكسر لأَنك تعني الدار قال وهو مذهب تفرد به هذا الباب من بين أَخواته وذلك أَن المواضع والمصادر في غير هذا الباب ترد كلها إِلى فتح العين ولا يقع فيها الفرق ولم يكسر شيء فيما سوى المذكور إِلا الأَحرف التي ذكرناها والمسجدان مسجد مكة ومسجد المدينة شرفهما الله عز وجل وقال الكميت يمدح بني أُمية لكم مَسْجِدَا الله المَزُورانِ والحَصَى لكم قِبْصُه من بين أَثرَى وأَقتَرا القِبْصُ العدد وقوله من بين أَثرى وأَقترا يريد من بين رجل أَثرى ورجل أَقتر أَي لكم العدد الكثير من جميع الناس المُثْري منهم والمُقْتِر والمِسْجَدَةُ والسَّجَّادَةُ الخُمْرَةُ المسجود عليها والسَّجَّادةُ أَثر السجود في الوجه أَيضاً والمَسْجَدُ بالفتح جبهة الرجل حيث يصيبه نَدَبُ السجود وقوله تعالى وإِن المساجد لله قيل هي مواضع السجود من الإِنسان الجبهة والأَنف واليدان والركبتان والرجلان وقال الليث في قوله وإِن المساجد لله قال السجود مواضعه من الجسد والأَرض مساجد واحدها مسجَد قال والمسجِد اسم جامع حيث سجد عليه وفيه حديث لا يسجد بعد أَن يكون اتخذ لذلك فأَما المسجد من الأَرض فموضع السجود نفسه وقيل في قوله وإِن المساجد لله أَراد أَن السجود لله وهو جمع مسجد كقولك ضربت في الأَرض أَبو بكر سجد إِذا انحنى وتطامن إِلى الأَرض وأَسجَدَ الرجلُ طأْطأَ رأْسه وانحنى وكذلك البعير قال الأَسدي أَنشده أَبو عبيد وقلنَ له أَسجِدْ لِلَيْلى فأَسجَدَا يعني بعيرها أَنه طأْطأَ رأْسه لتركبه وقال حميد بن ثور يصف نساء فُضولَ أَزِمَّتِها أَسجَدَتْ سجودَ النصارى لأَرْبابِها يقول لما ارتحلن ولوين فضول أَزمَّة جمالهن على معاصمهن أَسْجدت لهن قال ابن بري صواب إِنشاده فلما لَوَيْنَ على مِعْصَمٍ وكَفٍّ خضيبٍ وأَسوارِها فُضولَ أَزِمَّتِها أَسْجدت سجودَ النصارى لأَحْبارِها وسجدَت وأَسجدَتْ إِذا خفضت رأْسها لتُرْكَبَ وفي الحديث كان كسرى يسجد للطالع أَي يتطامن وينحني والطالِعُ هو السهم الذي يجاوز الهَدَفَ من أَعلاه وكانوا يعدونه كالمُقَرْطِسِ والذي يقع عن يمينه وشماله يقال له عاصِدٌ والمعنى أَنه كان يسلم لراميه ويستسلم وقال الأَزهري معناه أَنه كان يخفض رأْسه إِذا شخص سهمه وارتفع عن الرَّمِيَّة ليتَقَوَّم السهم فيصيب الدارَةَ والإِسجادُ فُتورُ الطرفِ وعين ساجدة إِذا كانت فاترة والإِسجادُ إِدامة النظر مع سكون وفي الصحاح إِدامة النظر وإِمراضُ الأَجفان قال كثير أَغَرَّكِ مِنِّي أَنَّ دَلَّكِ عندنا وإِسجادَ عيْنَيكِ الصَّيودَيْنِ رابحُ ابن الأَعرابي الإِسجاد بكسر الهمزة اليهودُ وأَنشد الأَسود وافى بها كدراهم الإِسجاد
( * قوله « وافى بها إلخ » صدره كما في القاموس من خمر ذي نطق أغن منطق )
أَبو عبيدة يقال اعطونا الإِسجاد أَي الجزية وروي بيت الأَسود بالفتح كدراهم الأَسجاد قال ابن الأَنباري دراهم الأَسجاد هي دراهم ضربها الأَكاسرة وكان عليها صُوَرٌ وقيل كان عليها صورة كسرى فمن أَبصرها سجد لها أَي طأْطأَ رأْسه لها وأَظهر الخضوع قاله في تفسير شعر الأَسود بن يعفر رواية المفضل مرقوم فيه علامة أَي
( * قوله « علامة أي » في نسخة الأصل التي بأيدينا بعد أي حروف لا يمكن أَن يهتدي اليها أحد )
ونخلة ساجدة إِذا أَمالها حملها وسجدت النخلة إِذا مالت ونخل سواجد مائلة عن أَبي حنيفة وأَنشد للبيد بين الصَّفا وخَلِيج العينِ ساكنةٌ غُلْبٌ سواجدُ لم يدخل بها الخَصَرُ قال وزعم ابن الأَعرابي أَن السواجد هنا المتأَصلة الثابتة قال وأَنشد في وصف بعير سانية لولا الزِّمامُ اقتَحَم الأَجارِدا بالغَرْبِ أَوْ دَقَّ النَّعامَ الساجدا قال ابن سيده كذا حكاه أَبو حنيفة لم أُغير من حكايته شيئاً وسجد خضع قال الشاعر ترى الأُكْمَ فيها سُجَّداً للحوافِرِ ومنه سجود الصلاة وهو وضع الجبهة على الأَرض ولا خضوع أَعظم منه والاسم السجدة بالكسر وسورة السجدة بالفتح وكل من ذل وخضع لما أُمر به فقد سجد ومنه قوله تعالى تتفيأُ ظلاله عن اليمين والشمائل سجداً لله وهم داخرون أَي خضعاً متسخرة لما سخرت له وقال الفراء في قوله تعالى والنجم والشجر يسجدان معناه يستقبلان الشمس ويميلان معها حتى ينكسر الفيء ويكون السجود على جهة الخضوع والتواضع كقوله عز وجل أَلم ترَ أَن الله يسجد له من في السموات ( الآية ) ويكون السجود بمعنى التحية وأَنشد مَلِكٌ تَدِينُ له الملوكُ وتَسْجُدُ قال ومن قال في قوله عز وجل وخروا له سجداً سجود تحية لا عبادة وقال الأَخفش معنى الخرور في هذه الآية المرور لا السقوط والوقوع ابن عباس وقوله عز وجل وادخلوا الباب سجداً قال باب ضيق وقال سجداً ركعاً وسجود الموات محمله في القرآن طاعته لما سخر له ومنه قوله تعالى أَلم تر أَن الله يسجد له من في السموات ومن في الأَرض إِلى قوله وكثير حق عليه العذاب وليس سجود الموات لله بأَعجب من هبوط الحجارة من خشية الله وعلينا التسليم لله والإِيمان بما أَنزل من غير تطلب كيفية ذلك السجود وفقهه لأَن الله عز وجل لم يفقهناه ونحو ذلك تسبيح الموات من الجبال وغيرها من الطيور والدواب يلزمنا الإِيمان به والاعتراف بقصور أَفهامنا عن فهمه كما قال الله عز وجل وإِن من شيء إِلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم

سخد
السُّخْدُ دم وماء في السَّابِيَاء وهو السَّلى الذي يكون فيه الولد ابن أَحمر السُّخْدُ الماء الذي يكون على رأْس الولد ابن سيده السُّخْدُ ماء أَصفر ثخين يخرج مع الولد وقيل هو ماء يخرج مع المشيمة قيل هو للناس خاصة وقيل هو للإِنسان والماشية ومنه قيل رجل مُسَخَّدٌ ورجل مُسَخِّدٌ مورَّم مصفر ثقيل من مرض أَو غيره لأَن السُّخْدَ ماء ثخين يخرج مع الولد وفي حديث زيد بن ثابت كان يحيي ليلة سبع عشرة من رمضان فيصبح وكأَن السُّخْدَ على وجهه هو الماء الغليظ الأَصفر الذي يخرج مع الولد إِذا نُتخ شبه ما بوجهه من التَّهَيُّج بالسُّخْدِ في غلظه من السهر وأَصبح فلان مُسَخَّداً إِذا أَصبح وهو مصفر مورم وقيل السُّخْدُ هَنَة كالكبد أَو الطحال مجتمعة تكون في السَّلى وربما لعب بها الصبيان وقيل هو نفس السَّلى والسُّخْدُ بول الفصيل في بطن أُمه والسُّخْدُ الرَّهَلُ والصُّفرة في الوجه والصاد في كل ذلك لغة على المضارعة والله أَعلم

سدد
السَّدُّ إِغلاق الخَلَلِ ورَدْمُ الثَّلْمِ سَدَّه يَسُدُّه سَدّاً فانسدّ واستدّ وسدّده أَصلحه وأَوثقه والاسم السُّدُّ وحكى الزجاج ما كان مسدوداً خلقه فهو سُدٌّ وما كان من عمل الناس فهو سَدٌّ وعلى ذلك وُجِّهت قراءَة من قرأَ بين السُّدَّيْنِ والسَّدَّيْن التهذيب السَّدُّ مصدر قولك سَدَدْتُ الشيء سَدّاً والسَّدُّ والسُّدّ الجبل والحاجز وقرئ قوله تعالى حتى إِذا بلغ بين السّدَّين بالفتح والضم وروي عن أَبي عبيدة أَنه قال بين السُّدّين مضموم إِذا جعلوه مخلوقاً من فعل الله وإِن كان من فعل الآدميين فهو سَد بالفتح ونحو ذلك قال الأخفش وقرأَ ابن كثير وأَبو عمرو بين السَّدَّين وبينهم سَدّاً بفتح السين وقرأَ في يس من بين أَيديهم سدّاً ومن خلفهم سُدّاً يضم السين وقرأَ نافع وابن عامر وأَبو بكر عن عاصم ويعقوب بضم السين في الأَربعة المواضع وقرأَ حمزة والكسائي بين السُّدَّين بضم السين غيره ضم السين وفتحها سواء السَّدُّ والسُّدُّ وكذلك قوله وجعلنا من بين أَيديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً فتح السين وضمها والسَّد بالفتح والضم الردم والجبل ومنه سدّ الرَّوْحاء وسد الصهباء وهما موضعان بين مكة والمدينة وقوله عز وجل وجعلنا من بين أَيديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً قال الزجاج هؤلاء جماعة من الكفار أَرادوا بالنبي صلى الله عليه وسلم سوءاً فحال الله بينهم وبين ذلك وسدّ عليهم الطريق الذي سلكوه فجعلوا بمنزلة من غُلَّتْ يدُه وسُدَّ طريقه من بين يديه ومن خلفه وجُعل على بصره غشاوة وقيل في معناه قول آخر إِن الله وصف ضلال الكفار فقال سَددْنا عليهم طريقَ الهدى كما قال ختم الله على قلوبهم والسِّدادُ ما سُذَّ به والجمع أَسِدَّة وقالوا سِدادٌ من عَوَزٍ وسِدادٌ من عَيْشٍ أَي ما تُسَدُّ به الحاجة وهو على المثل وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم في السؤال أَنه قال لا تحل المسأَلة إِلا لثلاثة فذكر منهم رجلاً أَصابته جائحة فاجتاحت ماله فيسأَل حتى يصيب سِداداً من عَيْشٍ أَو قِواماً أَي ما يكفي حاجته قال أَبو عبيدة قوله سِداداً من عيش أَي قواماً هو بكسر السين وكل شيء سَدَدْتَ به خَلَلاً فهو بالكسر ولهذا سمي سِداد القارورة بالكسر وهو صِمامُها لأَنه يَسُدُّ رأْسَها ومنها سِدادُ الثَّغْرِ بالكسر إِذا سُدَّ بالخيل والرجال وأَنشد العرجي أَضاعوني وأَيَّ فتًى أَضاعوا ليومِ كريهةٍ وسِدادِ ثَغْرِ بالكسر لا غير وهو سَدُّه بالخيل والرجال الجوهري وأَما قولهم فيه سِدادٌ من عَوَز وأَصيبت به سِداداً من عَيْش أَي ما تُسَدُّ به الخَلَّةُ فيكسر ويفتح والكسر أَفصح قال وأَما السَّداد بالفتح فإِنما معناه الإِصابة في المنطق أَن يكون الرجل مُسَدَّداً ويقال إِنه لذو سَداً في منطقه وتدبيره وكذلك في الرمي يقال سَدَّ السَّهْمُ يَسِدُّ إِذا استقام وسَدَّدْتُه تسديداً واسْتَدَّ الشيءُ إِذا استقام وقال أُعَلِّمُه الرِّمايَةَ كلَّ يومٍ فلما اشْتَدَّ ساعِدُه رَماني قال الأَصمعي اشتد بالشين المعجمة ليس بشيء قال ابن بري هذا البيت ينسب إِلى مَعْن بن أَوس قاله في ابن أُخت له وقال ابن دريد هو لمالك بن فَهْم الأَزْدِيِّ وكان اسم ابنه سُلَيْمَةَ رماه بسهم فقتله فقال البيت قال ابن بري ورأَيته في شعر عقيل بن عُلَّفَةَ يقوله في ابنه عُميس حين رماه بسهم وبعده فلا ظَفِرَتْ يمينك حين تَرْمي وشَلَّتْ منك حاملةُ البَنانِ وفي الحديث كان له قوس تسمى السَّدادَ سميت به تفاو لاً بإِصابة ما رمى عنها والسَّدُّ الرَّدْمُ لأَنه يُسدُّ به والسُّدُّ والسَّدُّ كل بناء سُدَّ به موضع وقد قرئ تجعل بيننا وبينهم سَدّاً وسُدّاً والجمع أَسِدٌّ وسُدودٌ فأَما سُدودٌ فعلى الغالب وأَما أَسدة فشاذ قال ابن سيده وعندي أَنه جمع سداد وقوله ضَرَبَتْ عليَّ الأَرضُ بالأَسْدادِ يقول سُدَّتْ عليَّ الطريقُ أَي عميت عليَّ مذاهبي وواحد الأَسْدادِ سُدٌّ والسُّدُّ ذهاب البصر وهو منه ابن الأَعرابي السَّدُودُ العُيون المفتوحة ولا تبصر بصراً قوياً يقال منه عين سادَّة وقال أَبو زيد عين سادَّة وقائمة إِذا ابيضت لا يبصر بها صاحبها ولم تنفقئ بعدُ أَبو زيد السُّدُّ من السحاب النَّشءُ الأَسود من أَي أَقطار السماء نشأَ والسُّدُّ واحد السُّدودِ وهر السحائب السُّودُ ابن سيده والسُّدّ السحاب المرتفع السادُّ الأُفُق والجمع سُدودٌ قال قَعَدْتُ له وشَيَّعَني رجالٌ وقد كَثُرَ المَخايلُ والسُّدودُ وقد سَدَّ عليهم وأَسدَّ والسُّدّ القطعة من الجراد تَسُدُّ الأُفُقَ قال الراجز سَيْلُ الجَرادِ السُّدُّ يرتادُ الخُضَرْ فإِما أَن يكون بدلاً من الجراد فيكون اسماً وإِما أَن يكون جمع سَدودٍ وهو الذي يَسُدُّ الأُفُقَ فيكون صفة ويقال جاءَنا سُدٌّ من جراد وجاءَنا جراد سُدَّ الأُفق من كثرته وأَرض بها سَدَدَةٌ والواحدة سُدَّةٌ وهي أَودية فيها حجارة وصخور يبقى فيها الماءُ زماناً وفي الصحاح الواحد سُدٌّ مثل حُجْرٍ وحِحَرَةٍ والسُّدُّ والسَّدُّ الجبل وقيل ما قابلك فسَدَّ ما وراءَه فهو سَدٌّ وسُدٌّ ومنه قولهم في المِعْزَى سَدٌّ يُرَى من ورائه الفقر وسُدٌّ أَيضاً أَي أَن المعنى ليس إِلا منظرها وليس له كبير منفعة ابن الأَعرابي قال رماه في سَدِّ ناقته أَي في شخصها قال والسَّدُّ والدَّرِيئة والدَّرِيعةُ الناقة التي يستتر بها الصائد ويختل ليرمي الصيد وأَنشد لأَوس فما جَبُنوا أَنَّا نَسُدُّ عليهمُ ولكن لَقُوا ناراً تَحُسُّ وتَسْفَعُ قال الأَزهري قرأْت بخط شمر في كتابه يقال سَدَّ عليك الرجلُ يَسِدُّ سَدّاً إِذا أَتى السَّدادَ وما كان هذا الشيء سديداً ولقد سَدَّ يَسدُّ سَداداً وسُدوداً وأَنشد بيت أَوس وفسره فقال لم يجبنوا من الإِنصاف في القتال ولكن حشرنا عليهن فلقونا ونحن كالنار التي لا تبقي شيئاً قال الأَزهري وهذا خلاف ما قال ابن الأَعرابي والسَّدُّ سَلَّة من قضبان والجمع سِدادٌ وسُدُدٌ الليث السُّدودُ السِّلالُ تتخذ من قضبان لها طباق والواحدة سَدَّة وقال غيره السَّلَّة يقال لها السَّدَّة والطبل والسُّدَّة أَمام باب الدار وقيل هي السقيفة التهذيب والسُّدَّة باب الدار والبيت يقال رأَيته قاعداً بَسُدَّةِ بابه وبسُدَّة داره قال أَبو سعيد السُّدَّة في كلام العرب الفِناء يقال بيت الشَّعَر وما أَشبهه والذين تكلموا بالسُّدَّة لم يكونوا أَصحاب أَبنية ولا مَدَرٍ ومن جعل السُّدَّة كالصُّفَّة او كالسقيفة فإِنما فسره على مذهب أَهل الحَضَر وقال أَبو عمرو السُّدَّة كالصُّفَّة تكون بين يدي البيت والظُّلَّة تكون بباب الدار قال أَبو عبيد ومنه حديث أَبي الدرداء أَنه أَتى باب معاوية فلم يأْذن له فقال من يَغْشَ سُدَد السلطان يقم ويقعد وفي الحديث أَيضاً الشُّعْثُ الرؤُوسِ الذين لا تُفتح لهم السُّدَدُ وسُدَّة المسجد الأَعظم ما حوله من الرُّواق وسمي إِسمعيل السُّدِّيُّ بذلك لأَنه كان تاجراً يبيع الخُمُر والمقانع على باب مسجد الكوفه وفي الصحاح في سُدَّة مسجد الكوفة قال أَبو عبيد وبعضهم يجعل السُّدَّة الباب نفسه وقال الليث السديُّ رجل منسوب إِلى قبيلة من اليمن قال الأَزهري إن أَراد إِسمعيل السديّ فقد غلط لا تعرف في قبائل اليمن سدّاً ولا سدّة وفي حديث المغيرة بن شعبة أَنه كان يصلي في سُدَّة المسجد الجامع يوم الجمعة مع الإِمام وفي رواية كان لا يصلي وسُدَّة الجامع يعني الظلال التي حوله وفي الحديث أَنه قيل له هذا عليٌّ وفاطمة قائمين بالسُّدَّة السدة كالظلة على الباب لتقي الباب من المطر وقيل هي الباب نفسه وقيل هي الساحة بين يديه ومنه حديث واردي الحوض هم الذين لا تفتح لهم السُّدَدُ ولا يَنكحِون المُنَعَّات أَي لا تفتح لهم الأَبواب وفي حديث أُم سلمة أَنها قالت لعائشة لما أَرادت الخروج إِلى البصرة إِنك سُدَّة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أُمته أَي باب فمتى أُصيب ذلك الباب بشيء فقد دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حريمه وحَوْنَته واستُبيحَ ما حماه فلا تكوني أَنت سبب ذلك بالخروج الذي لا يجب عليك فتُحْوِجي الناس إِلى أَن يفعلوا مثلك والسُّدَّة والسُّداد مثل العُطاس والصُّداع داء يسدُّ الأَنف يأْخذ بالكَظَم ويمنع نسيم الريح والسَّدُّ العيب والجمع أَسِدَّة نادر على غير قياس وقياسه الغالب عليه أَسُدٌّ أَو سُدود وفي التهذيب القياس أَن يجمع سَدٌّ أَسُدّاً أَو سُدُوداً الفراء الوَدَس والسَّدُّ بالفتح العيب مثل العَمى والصمَم والبَكم وكذلك الأَيه والأَبه
( * قوله « وكذلك الأَيه والأَبه » كذا بالأصل ولعله محرف عن الآهة والماهة أَو نحو ذلك والآهة والماهة الحصبة والجدري ) أَبو سعيد يقال ما بفلان سَدادة يَسُدُّ فاه عن الكلام أَي ما به عيب ومنه قولهم لا تجعلنَّ بِجَنْبِك الأَسِدَّة أَي لا تُضَيِّقَنَ صدرك فتسكت عن الجواب كمن به صمم وبكم قال الكميت وما بِجَنْبَيَ من صَفْح وعائدة عند الأَسِدَّةِ إِنَّ الغِيَّ كالعَضَب يقول ليس بي عِيُّ ولا بَكَم عن جواب الكاشح ولكني أَصفح عنه لأَن العِيَّ عن الجواب كالعَضْب وهو قطع يد أَو ذهاب عضو والعائدة العَطْف وفي حديث الشعبي ما سدَدْتُ على خصم قط أَي ما قطعت عليه فأَسُدَّ كلامه وصببت في القربة ماء فاسْتَدَّت به عُيون الخُرَز وانسدت بمعنى واحد والسَّدَد القصْد في القول والوَفْقُ والإِصابة وقد تَسَدَّد له واستَدَّ والسَّديدُ والسَّداد الصواب من القول يقال إِنه لَيُسِدُّ في القول وهو أَن يُصِيبَ السَّداد يعني القصد وسَدَّ قوله يَسِدُّ بالكسر إِذا صار سديداً وإِنه لَيُسِدُّ في القول فهو مُسِدٌّ إِذا كان يصيب السداد أَي القصد والسَّدَد مقصور من السَّداد يقال قل قولاً سَدَداً وسَداداً وسَديداً أَي صواباً قال الأَعشى ماذا عليها ؟ وماذا كان ينقُصها يومَ الترحُّل لو قالت لنا سَدَدا ؟ وقد قال سَداداً من القول والتَّسديدُ التوفيقُ للسداد وهو الصواب والقصد من القول والعمل ورجل سَديدٌ وأَسَدُّ من السداد وقصد الطريق وسدَّده الله وفقه وأَمر سديد وأَسَدُّ أَي قاصد ابن الأَعرابي يقال للناقة الهَرِمَة سادَّةٌ وسَلِمَةٌ وسَدِرَةٌ وسَدِمَةٌ والسِّدادُ الشيء من اللَّبَن يَيْبَسُ في إِحليل الناقة وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه أَنه سأَل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإِزار فقال سَدِّدْ وقارِبْ قال شمر سَدِّدْ من السداد وهو المُوَفَّقُ الذي لا يعاب أَي اعمل به شيئاً لا تعاب على فعله فلا تُفْرِط في إِرساله ولا تَشْميره جعله الهروي من حديث أَبي بكر والزمخشري من حديث النبي صلى الله عليه وسلم وأَن أَبا بكر رضي الله عنه سأَله والوَفْق المِقْدار اللهم سدِّدْنا للخير أَي وَفِّقْنا له قال وقوله وقارِب القِرابُ في الإِبل أَن يُقارِبَها حتى لا تَتَبَدَّد قال الأَزهري معنى قوله قارِبْ أَي لا تُرْخِ الإِزارَ فَتُفْرِطَ في إِسباله ولا تُقَلِّصه فتفرط في تشميره ولكن بين ذلك قال شمر ويقال سَدِّدْ صاحِبَكَ أَي علمه واهده وسَدِّد مالك أَي أَحسن العمل به والتسديد للإِبل أَن تيسرها لكل مكانِ مَرْعى وكل مكان لَيانٍ وكل مكان رَقَاق ورجل مُسَدَّدٌ مُوَفَّق يعمل بالسَّدادِ والقصْد والمُسَدَّدُ المُقوَّم وسَدَّد رمحه وهو خلاف قولك عرّضه وسهم مُسَدَّد قويم ويقال أَسِدَّ يا رجل وقد أَسدَدْتَ ما شئت أَي طلبت السَّدادَ والقصدَ أَصبته أَو لم تُصِبْه قال الأَسود بن يعفر أَسِدِّي يا مَنِيُّ لِحِمْيَري يُطَوِّفُ حَوْلَنا وله زَئِيرُ يقول اقصدي له يا منية حتى يموت والسَّاد بالفتح الاستقامة والصواب وفي الحديث قاربوا وسَدَّدوا أَي اطلبوا بأَعمالكم السَّداد والاستقامة وهو القصد في الأَمر والعدل فيه ومنه الحديث قال لعليّ كرم الله وجهه سلِ اللهَ السَّداد واذكر بالسَّداد تَسديدَك السهم أَي إِصابةَ القصد به وفي صفة متعلم القرآن يغفر لأَبويه إِذا كانا مُسَدَّدَيْن أَي لازمي الطريقة المستقتمة ويروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول وفي الحديث ما من مؤْمن يؤْمن بالله ثم يُسَدِّدُ أَي يقتصد فلا يغلو ولا يسرف قال أَبو عدنان قال لي جابر البَذِخُ الذي إِذا نازع قوماً سَدَّد عليهم كل شيء قالوه قلت وكيف يُسَدِّدُ عليهم ؟ قال ينقض عليهم على كل شيء قالوه وروى الشعبي أَنه قال ما سَددتُ على خَصْم قط قال شمر زعم العِتْرِيِفيُّ أَن معناه ما قطعت على خصم قط والسُّدُّ الظِّلُّ عن ابن الأَعرابي وأَنشد قعدْتُ له في سُدِّ نِقْضٍ مُعَوَّدٍ لذلك في صَحْراءٍ جِذْمٍ دَرِيُنها أَي جعلته سترة لي من أَن يراني وقوله جِذْم دَرينها أَي قديم لأَن الجذم الأَصل ولا أَقدم من الأَصل وجعله صفة إِذ كان في معنى الصفة والدرين من النبات الذي قد أَتى عليه عام والمُسَدُّ موضع بمكة عند بستان ابن عامر وذلك البستان مأْسَدَة وقيل هو موضع بقرب مكة شرفها الله تعالى قال أَبو ذؤَيب أَلفَيْتُ أَغلَبَ من أُسْدِ المُسَدِّ حدي دَ النَّابِ أَخْذَتُه عَقْرٌ فَتَطْرِيحُ قال الأَصمعي سأَلت ابن أَبي طرفة عن المُسَدّ فقال هو بستان ابن مَعْمَر الذي يقول له الناس بستان ابن عامر وسُدّ قرية باليمن والسُّد بالضم ماءُ سَماء عند جبل لغَطفان أَمر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسدّه

سرد
السَّرْدُ في اللغة تَقْدِمَةُ شيء إِلى شيء تأْتي به متَّسقاً بعضُه في أَثر بعض متتابعاً سَرَد الحديث ونحوه يَسْرُدُه سَرْداً إِذا تابعه وفلان يَسْرُد الحديث سرداً إِذا كان جَيِّد السياق له وفي صفة كلامه صلى الله عليه وسلم لم يكن يَسْرُد الحديث سرداً أَي يتابعه ويستعجل فيه وسَرَد القرآن تابع قراءَته في حَدْر منه والسَّرَد المُتتابع وسرد فلان الصوم إِذا والاه وتابعه ومنه الحديث كان يَسْرُد الصوم سَرْداً وفي الحديث أَن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إِني أَسْرُد الصيام في السفر فقال إِن شئت فصم وإِن شئت فأَفطر وقيل لأَعرابي أَتعرف الأَشهر الحرم ؟ فقال نعم واحد فَرْدٌ وثلاثة سَرْد فالفرد رجَبٌ وصار فرداً لأَنه يأْتي بعده شعبانُ وشهر رمضانَ وشوّالٌ والثلاثة السَّرْد ذو القَعْدة وذو الحجة والمُحرّم وسَرَد الشيء سَرْداً وسرَّده وأَسْرَده ثقبه والسِّراد والمِسْرَد المِثْقَب والمِسْرَدُ اللسان والمِسْرَدُ النعل المخصوفة اللسان والسَّرْدُ الخرزُ في الأَديم والتَّسْريد مثله والسِّراد والمِسْرَد المِخْصَف وما يُخْرز به والخزز مَسْرودٌ ومُسَرَّد وقيل سَرْدُها
( * قوله « والخزز مسرود إلخ » كذا بالأصل وعبارة الصحاح والخرز مسرود ومسرد وكذلك الدرع مسرود ومسردة وقيل سردها إلخ اه ) نَسْجُها وهو تداخل الحَلَق بَعْضِها في بعض وسَرَدَ خُفَّ البعير سَرْداً خصفه بالقِدِّ والسَّرد اسم جامع للدروع وسائر الحَلَق وما أَشبهها من عمل الخلق وسمي سَرْداً لأَنه يُسْرَد فيثقب طرفا كل حلقة بالمسمار فذلك الحَلَق المِسْرَد والمِسْرَد هو المِثْقَب وهو السِّراد وقال لبيد كما خرج السِّرادُ من النِّقال أَراد النِّعال وقال طرفة حِفافَيْه شُكَّا في العَسِيبِ بِمسْرَد والسَّرْد الثَّقْب والمسرودة الدرع المثقوبة وقيل السَّرْد السَّمْر والسَّرْد الحَلَق وقوله عز وجل وقدِّر في السَّرد قيل هو أَن لا يجعل المسمار غليظاً والثقْب دقيقاً فيَفْصِم الحلق ولا يجعل المسمار دقيقاً والثقبَ واسعاً قيتقلقل أَو ينخلع أَو يتقصف اجْعَلْه على القصد وقَدْر الحاجة وقال الزجاج السرْد السمْر وهو غير خارج من اللغة لأَن السَّرْد تقديرك طرَف الحَلْقة إِلى طرفها الآخر والسَّرادة الخَلالة الصُّلْبة والسَّرَّاد الزرَّاد والسَّرادَةُ البُسْرةَ تحْلو قبل أَن تُزْهِيَ وهي بلَحة وقال أَبو حنيفة السَّراد الذي يسقط من البُسْر قيل أَن يدرك وهو أَخضر الواحدة سَرادة والسَّراد من الثمر ما أَضرَّ به العطش فيبس قبل يَنْعِه وقد اأَسرَدَ النخلُ أَبو عمرو السارِدُ الخَرَّاز والإِشْفى يقال له السِّراد والمِسْرَد والمِخْصَف والسَّرْد موضع وسُرْدُد موضع قال ابن سيده هكذا حكاه سيبويه متمثلاً به بضم الدال وعدله بشُرْنُب قال وأَما ابن جني فقال سُرْدَد بفتح الدال قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي تَصَيَّفْتُ نَعمانَ واصَّيَفَتْ جبالَ شَرَوْرَى إِلى سُرْدَد قال ابن جني إِنما ظهر تضعيف سُرْدَد لأَنه ملحق بما لم يجئ وقد علمنا أَن الإِلحاق إِنما هو صنعة لفظية ومع هذا فلم يظهر ذلك الذي قدره هذا ملحقاً فيه فلولا أَن ما يقوم الدليل عليه بما لم يَظهر إِلى النطق بمنزلة الملفوظ به لما أَلحقوا سُرْدَداً وسودَداً بما لم يفوهوا به ولا تجشموا استعماله والسَّرَنْدى الجريء وقيل الشديد والأُنثى سَرَنداة والسَّرَنْدى اسم رجل قال ابن أَحمر فَخَرَّ وجالَ المُهْرُ ذاتَ شِمالِه كَسَيْفِ السَّرَنْدى لاحَ في كَفِّ صاقِل قال سيبويه رجل سَرَنْدى مشتق من السرد ومعناه الذي يمضي قُدُماً قال والسَّرَد الحَلَق وهو الزَّرَد ومنه قيل لصانعها سَرَّاد وزَرَّاد والمُسْرَنْدي الذي يعلوك ويَغْلِبك واسْرَنداه الشيءُ غلبه وعلاه قال قد جَعل النعاسُ يَغْرَنْديني أَدْفعه عنِّي ويَسْرَنْديني والاسْرِنْداء والاغْرِنْداء واحد والياء للإِلحاق بافْعَنْلل

سربد
حاجب مُسَرْبَدٌ لا شعر عليه عن كراع

سرمد
السرْمَدُ دوام الزمان من ليل أَو نهار وليل سرمد طويل وفي التنزيل العزيز قل أَرأَيتم إِن جعل الله عليكم النهار سرمداً ؟ قال الزجاج السرمد الدائم في اللغة وفي حديث لقمان جَوّابُ ليل سَرْمَد السرمد الدائم الذي لا ينقطع

سرند
السرَنْدى الشديد والسرَنْدى الجريء على أَمره لا يَفْرَق من شيء وقد اسْرَنْداه واغرنداه إِذا جهل عليه وسيف سرَنْدَى ماض في الضريبة ولا يَنْبُو قال ابن أَحمر يصف رجلاً صرع فخرّ قتيلاً فخرّ وجال المُهْرُ ذاتَ يميِنه كسيفٍ سَرْنَدى لاح في كف صَيْقلِ ومن جعل سَرَنْدى فَعَنْللاً صرفه ومن جعله فعنلى لم يصرفه وقال أَبو عبيد اسْرَنْداه واغْرَنْداه إِذا علاه وغلبه والسَّرَنْدى القويُّ الجريء من كل شيء والأُنثى بالهاء والمُسْرندي الذي يغلبك ويعلوك قال الشاعر قد جعل النعاس يغرنديني أَدفعه عني ويسرنديني

سرهد
المُسَرْهَد المُنَعَّم المُغَذَّى وامرأَة مُسِرْهَدة سمينة مصنوعة وكذلك الرجل وسنَام مُسَرْهَدٌ مقطع قطعاً وقيل سنام مُسَرهد أَي سمين وماء سَرْهد أَي كثير وسَرهدت الصبيَّ سَرْهَدَة أَحسنت غذاءه والمُسَرْهَدُ الحسنُ الغِذاء وربما قيل لشحم السنام سَرْهَد

سعد
السَّعْد اليُمْن وهو نقيض النَّحْس والسُّعودة خلاف النحوسة والسعادة خلاف الشقاوة يقال يوم سَعْد ويوم نحس وفي المثل في الباطل دُهْدُرَّيْنْ سَعْدُ القَيْنْ ومعناهما عندهم الباطل قال الأَزهري لا أَدري ما أَصله قال ابن سيده كأَنه قال بَطَلَ يعدُ القينُ فَدُهْدُرَّيْن اسم لِبَطَلَ وسعد مرتفع به وجمعه سُعود وفي حديث خلف أَنه سمع أَعرابيّاً يقول دهدرّين ساعد القين يريد سعد القين فغيره وجعله ساعداً وقد سَعِدَ يَسْعَدُ سَعْداً وسَعادَة فهو سعيد نقيض شَقى مثل سَلمِ فهو سَليم وسُعْد بالضم فهو مسعود والجمع سُعداء والأُنثى بالهاء قال الأَزهري وجائز أَن يكون سعيد بمعنى مسعود من سَعَده الله ويجوز أَن يكون من سَعِد يَسْعَد فهو سعيد وقد سعَده الله وأَسعده وسَعِد يَسْعَد فهو سعيد وقد سَعده الله وأَسعده وسَعِد جَدُّه وأَسَعده أَنماه ويومٌ سَعْد وكوكبٌ سعد وُصِفا بالمصدر وحكى ابن جني يومٌ سَعْد وليلةٌ سعدة قال وليسا من باب الأَسْعد والسُّعْدى بل من قبيل أَن سَعْداً وسَعْدَةً صفتان مسوقتان على منهاج واستمرار فسَعْدٌ من سَعْدَة كجَلْد من جَلْدة ونَدْب من نَدْبة أَلا تراك تقول هذا يوم سَعْدٌ وليلة سعدة كما تقول هذا شَعر جَعْد وجُمَّة جعدة ؟ وتقول سَعَدَ يومُنا بالفتح يَسْعَد سُعودا وأَسعده الله فهو مسعود ولا يقال مُسْعَد كأَنهم استَغْنَوا عنه بمسعود والسُّعُد والسُّعود الأَخيرة أَشهر وأَقيس كلاهما سعود النجوم وهي الكواكب التي يقال لها لكل واحد منها سَعْدِ كذا وهي عشرة أَنجم كل واحد منها سعد أَربعة منها منازلُ ينزل بها القمر وهي سعدُ الذابِح وسعدُ بُلَع وسعد السُّعود وسعدُ الأَخْبِيَة وهي في برجي الجدي والدلو وستة لا ينزل بها القمر وهي سعد ناشِرَة وسعد المَلِك وسعْدُ البِهامِ وسعدُ الهُمامِ وسعد البارِع وسعد مَطَر وكل سعد منها كوكبان بين كل كوبين في رأْي العين قدر ذراع وهي متناسقة قال ابن كناسة سعد الذابح كوكبان متقاربان سمي أَحدهما ذابحاً لأَن معه كوكباً صغيراً غامضاً يكاد يَلْزَقُ به فكأَنه مُكِبٌّ عليه يذبحه والذابح أَنور منه قليلاً قال وسعدُ بُلَع نجمان معترِضان خفيان قال أَبو يحيى وزعمت العرب أَنه طلع حين قال الله يا أَرض ابلعي ماءك ويا سماء أَقلعي ويقال إِنما سمي بُلَعاً لأَنه كان لقرب صاحبه منه يكاد أَن يَبْلَعَه قال وسعد السعود كوكبان وهو أَحمد السعود ولذلك أُضيف إِليها وهو يشبه سعد الذابح في مَطْلَعِه وقال الجوهري هو كوكب نَيِّرٌ منفرد وسعد الأَخبية ثلاثة كواكب على غير طريق السعود مائلة عنها وفيها اختلاف وليست بخفية غامضة ولا مضيئة منيرة سميت سعد الأَخبية لأَنها إِذا طلعت خرجت حشَراتُ الأَرض وهوامُّها من جِحَرتها جُعِلَتْ جِحَرتُها لها كالأَخبية وفيها يقول الراجز قد جاء سعدٌ مُقْبِلاً بِجَرِّه واكِدَةً جُنودُه لِشَرِّه فجعل هوامَّ والأَرض جنوداً لسعد الأَخبية وقيل سعد الأَخبية ثلاثة أَنجم كأَنها أَثافٍ ورابع تحت واحد منهن وهي السعود كلها ثمانية وهي من نجوم الصيف ومنازل القمر تطلع في آخر الربيع وقد سكنت رياح الشتاء ولم يأْت سلطان رياح الصيف فأَحسن ما تكون الشمس والقمر والنجوم في أَيامها لأَنك لا ترى فيها غُبْرة وقد ذكرها الذبياني فقال قامت تَراءَى بين سِجْفَيِ كلَّةٍ كالشمسِ يوم طُلوعِها بالأَسعَد والإِسْعاد المعونة والمُساعَدة المُعاونة وساعَدَه مُساعدة وسِعاداً وأَسعده أَعانه واستَسْعد الرجلُ برؤية فلان أَي عدّه سَعْداً وسعْدَيك من قوله لَبَّيك وسعديك أَي إِسعاداً لك بعد إِسعادٍ روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان يقول في افتتاح الصلاة لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إِليك قال الأَزهري وهو خبر صحيح وحاجة أَهل العلم إِلى معرفة تفسيره ماسة فأَما لبَّيْك فهو مأخوذ من لبَِّ بالمكان وأَلبَّ أَي أَقام به لَبّاً وإِلباباً كأَنه يقول أَنا مقيم على طاعتك إِقامةً بعد إِقامةٍ ومُجيب لك إِجابة بعد إِجابة وحكي عن ابن السكيت في قوله لبيك وسعديك تأْويله إِلباباً بك بعد إِلباب أَي لزوماً لطاعتك بعد لزوم وإِسعاداً لأَمرك بعد إِسعاد قال ابن الأَثير أَي ساعدت طاعتك مساعدة بعد مساعدة وإِسعاداً بعد إِسعاد ولهذا ثنى وهو من المصادر المنصوبة بفعل لا يظهر في الاستعمال قال الجَرْميّ ولم نَسْمَع لسعديك مفرداً قال الفراء لا واحد للبيك وسعديك على صحة قال ابن الأَنباري معنى سعديك أَسعدك الله إِسعاداً بعد إِسعاد قال الفراء وحنَانَيْك رحِمَك الله رحمة بعد رحمة وأَصل الإِسعاد والمساعدة متابعةُ العبد أَمرَ ربه ورضاه قال سيبويه كلام العرب على المساعدة والإِسعاد غير أَن هذا الحرف جاء مثنى على سعديك ولا فعل له على سعد قال الأَزهري وقد قرئ قوله تعالى وأَما الذين سُعدوا وهذا لا يكون إِلا من سعَدَه اللهُ وأَسعَدَه
( * قوله « الا من سعده الله وأسعده إلخ » كذا بالأصل ولعل الأولى إلاّ من سعده الله بمعنى أسعده ) أَي أَعانه ووفَّقَه لا من أَسعده الله ومنه سمي الرجل مسعوداً وقال أَبو طالب النحوي معنى قوله لبيك وسعديك أَي أَسعَدَني الله إِسعاداً بعد إِسعاد قال الأَزهري والقول ما قاله ابن السكيت وأَبو العباس لأَن العبد يخاطب ربه ويذكر طاعته ولزومه أَمره فيقول سعديك كما يقول لبيك أَي مساعدة لأَمرك بعد مساعدة وإِذا قيل أَسعَدَ الله العبد وسعَدَه فمعناه وفقه الله لما يرضيه عنه فَيَسْعَد بذلك سعادة وساعِدَةُ الساق شَظِيَّتُها والساعد مُلْتَقى الزَّنْدَين من لدن المِرْفَق إِلى الرُّسْغ والساعِدُ الأَعلى من الزندين في بعض اللغات والذراع الأَسفلُ منهما قال الأَزهري والساعد ساعد الذراع وهو ما بين الزندين والمرفق سمي ساعداً لمساعدته الكف إِذا بَطَشَت شيئاً أَو تناولته وجمع الساعد سَواعد والساعد مَجرى المخ في العظام وقول الأَعلم يصف ظليماً على حَتِّ البُرايَةِ زَمْخَرِيِّ السَّ واعِدِ ظَلَّ في شَريٍ طِوالِ عنى بالسواعد مجرى المخ من العظام وزعموا أَن النعام والكرى لا مخ لهما وقال الأَزهري في شرح هذا البيت سواعد الظليم أَجنحة لأَن جناحيه ليسا كاليدين والزَّمْخَرِيُّ في كل شيء الأَجْوف مثل القصب وعظام النعام جُوف لا مخ فيها والحتُّ السريع والبُرَايَةُ البقِية يقول هو سريع عند ذهاب برايته أَي عند انحسار لحمه وشحمه والسواعد مجاري الماء إِلى النَّهر أَو البَحْر والساعدة خشبة تنصب لِتُمْسِكَ البَكْرَة وجمعها السواعد والساعد إِحْلِيلُ خِلْف الناقة وهو الذي يخرج منه اللبن وقيل السواعد عروق في الضَّرْع يجيء منها اللبن إِلى الإِحليل وقال الأَصمعي السواعد قَصَب الضرع وقال أَبو عمرو هي العروق التي يجيء منها اللبن شبهت بسواعد البحر وهي مجاريه وساعد الدَّرّ عرق ينزل الدَّرُّ منه إِلى الضرع من الناقة وكذلك العرق الذي يؤدي الدَّرَّ إِلى ثدي المرأَة يسمى ساعداً ومنه قوله أَلم تعلمي أَنَّ الأَحاديثَ في غَدٍ وبعد غَدٍ يا لُبن أَلْبُ الطَّرائدِ وكنتم كأُمٍّ لَبَّةٍ ظعَنَ ابُنها إِليها فما دَرَّتْ عليه بساعِدِ رواه المفضل ظعن ابنها بالظاء أَي شخص برأْسه إِلى ثديها كما يقال ظعن هذا الحائط في دار فلان أَي شخص فيها وسَعِيدُ المَزْرَعَة نهرها الذي يسقيها وفي الحديث كنا نُزَارِعُ على السَّعِيدِ والساعِدُ مَسِيلُ الماء لى الوادي والبحر وقيل هو مجرى البحر إِلى الأَنهار وسواعد البئر مخارج مائها ومجاري عيونها والسعيد النهر الذي يسقي الأَرض بظواهرها إِذا كان مفرداً لها وقيل هو النهر وقيل النهر الصغير وجمعه سُعُدٌ قال أَوس بن حجر وكأَنَّ ظُعْنَهُمُ مُقَفِّيَةً نخلٌ مَواقِرُ بينها السُّعُد ويروى حوله أَبو عمرو السواعد مجاري البحر التي تصب إِليه الماء واحدها ساعد بغير هاء وأَنشد شمر تأَبَّدَ لأْيٌ منهمُ فَعُتائِدُه فذو سَلَمٍ أَنشاجُه فسواعِدُهْ والأَنشاجُ أَيضاً مَجَارِي الماء واحدها نَشَجٌ وفي حديث سعد كنا نَكْرِي الأَرض بما على السَّواقي وما سَعِدَ من الماء فيها فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قوله ما سعد من الماء أَي ما جاء من الماء سَيْحاً لا يحتاج إِلى دالية يَجِيئُه الماء سيحاً لأَن معنى ما سعد ما جاء من غير طلب والسَّعيدة اللِّبْنَةُ لِبْنةُ القميص والسعيدة بيت كان يَحُجه ربيعة في الجاهلية والسَّعْدانة الحمامة قال إِذا سَعْدانَةُ الشَّعَفاتِ ناحت والسَّعدانة الثَّنْدُوَة وهو ما استدار من السواد حول الحَلَمةِ وقال بعضهم سعدانة الثدي ما أَطاف به كالفَلْكَة والسَّعْدانة كِرْكِرَةُ البعير سميت سعدانه لاستدارتها والسعدانة مَدْخل الجُرْدان من ظَبْيَةِ الفرس والسَّعْدانة الاست وما تَقبَّضَ من حَتَارِها والسعدانة عُقْدة الشِّسع مما يلي الأَرض والقِبالَ مثلُ الزِّمام بين الإِصبع الوسطى والتي تليها والسعدانة العقدة في أَسفل كفَّة الميزان وهي السعدانات والسَّعْدانُ شوك النخل عن أَبي حنيفة وقيل هو بقلة والسعدان نبت ذو شوك كأَنه فَلْكَةٌ يَسْتَلْقِي فينظر إِلى شوكه كالحاً إِذا يبس ومََنْبتُهُ سُهول الأَرض وهو من أَطيب مراعي الإِبل ما دام رطباً والعرب تقول أَطيب الإِبل لبناً ما أَكلَ السَّعْدانَ والحُرْبُثَ وقال الأَزهري في ترجمة صفع والإِبل تسمن على السعدان وتطيب عليه أَلبانها واحدته سَعْدانَة وقيل هو نبت والنون فيه زائدة لأَنه ليس في الكلام فَعْلال غير خزعال وقَهْقار إِلا من المضاعف ولهذا النبت شوك يقال له حَسَكَةُ السعدان ويشبه به حَلَمَةُ الثدي يقال سعدانة الثُّنْدُوَة وأَسفلَ العُجايَة هنَاتٌ بأَنها الأَظفار تسمى السعدانات قال أَبو حنيفة من الأَحرار السعدان وهي غبراء اللون حلوة يأْكلها كل شيء وليست بكبيرة ولها إِذا يبست شوكة مُفَلطَحَة كأَنها درهم وهو من أَنجع المرعى ولذلك قيل في المثل مَرْعًى ولا كالسَّعدان قال النابغة الواهِب المائَة الأَبكار زَيَّنها سَعدانُ تُوضَح في أَوبارها اللِّبَد قال وقال الأَعرابي لأَعرابي أَما تريد البادية ؟ فقال أَما ما دام السعدان مستلقياً فلا كأَنه قال لا أُريدها أَبداً وسئلت امرأَة تزوّجت عن زوجها الثاني أَين هو من الأَول ؟ فقالت مرعى ولا كالسعدان فذهبت مثلاً والمراد بهذا المثل أَن السعدان من أَفضل مراعيهم وخلط الليث في تفسير السعدان فجعل الحَلَمَة ثمرَ السعدان وجعل له حَسَكاً كالقُطْب وهذا كله غلط والقطب شوك غير السعدان يشبه الحسَك وأَما الحَلَمة فهي شجرة أُخرى وليست من السعدان في شيء وفي الحديث في صفة من يخرج من النار يهتز كأَنه سَعدانة هو نبت ذو شوك وفي حديث القيامة والصراط عليها خَطاطيف وكلاليبُ وحَسَكَةٌ لها شوكة تكون بنجد يقال لها السعدان شَبَّه الخطاطيف بشوك السعدان والسُّعْد بالضم من الطيب والسُّعادى مثله وقال أَبو حنيفة السُّعدة من العروق الطيبة الريح وهي أَرُومَة مُدحرجة سوداء صُلْبَة كأَنها عقدة تقع في العِطر وفي الأَدوية والجمع سُعْد قال ويقال لنباته السُّعَادَى والجمع سُعادَيات قال الأَزهري السُّعد نبت له أَصل تحت الأَرض أَسود طيب الريح والسُّعادى نبت آخر وقال الليث السُّعادَى نبت السُّعد ويقال خرج القوم يَتَسَعَّدون أَي يرتادون مرعى السعدان قال الأَزهري والسّعدان بقل له ثمر مستدير مشوك الوجه إِذا يبس سقط على الأَرض مستلقياً فإِذا وطئه الماشي عقَر رجله شوْكُه وهو من خير مراعيهم أَيام الربيع وأَلبان الإِبل تحلو إِذا رعت السَّعْدانَ لأَنه ما دام رطباً حُلْوٌ يتمصصه الإِنسان رطباً ويأْكله والسُّعُد ضرب من التمر قال وكأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرةً نَخْلٌ بِزارَةَ حَمْله السُّعُدُ وفي خطبة الحجاج انج سَعْدُ فقد قُتِلَ سُعَيْد هذا مثل سائر وأَصله أَنه كان لِضَبَّة بن أُدٍّ ابنان سَعْدٌ وسُعَيْدٌ فخرجا يطلبان إِبلاً لهما فرجع سعد ولم يرجع سعيد فكان ضبةُ إِذا رأَى سواداً تحت الليل قال سَعْد أَم سُعَيْد ؟ هذا أَصل المثل فأُخذ ذلك اللفظ منه وصار مما يتشاءَم به وهو يضرب مثلاً في العناية بذي الرحم ويضرب في الاستخبار عن الأَمرين الخير والشر أَيهما وقع وقال الجوهري في هذا المكان وفي المثل أَسعد أَم سعيد إِذا سئل عن الشيء أَهو مما يُحَبّ أَو يُكْرَه وفي الحديث أَنه قال لا إِسعادَ ولا عُفْرَ في الإِسلام هو إِسعاد النساء في المَناحات تقوم المرأَة فتقوم معها أُخرى من جاراتها إِذا أُصيبت إِحداهنَّ بمصيبة فيمن يَعِزُّ عليها بكت حولاً وأَسْعَدها على ذلك جاراتها وذواتُ قراباتها فيجتمعن معها في عِداد النياحة وأََوقاتها ويُتابِعْنها ويُساعِدْنها ما دامت تنوح عليه وتَبْكيه فإِذا أُصيبت صواحباتها بعد ذلك بمصيبة أَسعدتهن فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الإِسعاد وقد ورد حديث آخر قالت له أُم عطية إِنَّ فلانه أَسْعَدَتْني فأُريد أُسْعِدُها فما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً وفي رواية قال فاذْهَبي فأَسْعِدِيها ثم بايعيني قال الخطابي أَما الإِسعاد فخاص في هذا المعنى وأَما المُساعَدَة فعامَّة في كل معونة يقال إِنما سُمِّيَ المُساعَدَةَ المُعاونَةُ من وضع الرجل يدَه على ساعد صاحبه إِذا تماشيا في حاجة وتعاونا على أَمر ويقال ليس لبني فلان ساعدٌ أَي ليس لهم رئيس يعتمدونه وساعِدُ القوم رئيسهم قال الشاعر وما خَيرُ كفٍّ لا تَنُوءُ بساعد وساعدا الإِنسان عَضْداه وساعدا الطائر جناحاه وساعِدَةُ قبيلة وساعِدَةُ من أَسماء الأَسد معرفة لا ينصرف مثل أُسامَةَ وسَعِيدٌ وسُعَيْد وسَعْد ومَسْعُود وأَسْعَدُ وساعِدَةُ ومَسْعَدَة وسَعْدان أَسماءُ رجال ومن أَسماءِ النساء مَسْعَدَةُ وبنو سَعْد وبنو سَعِيدٍ بطنان وبنو سَعْدٍ قبائل شتى في تميم وقيس وغيرهما قال طرفة بن العبد رأَيتُ سُعوداً من شُعوبٍ كثَيرة فلم ترَ عَيْني مثلَ سَعِد بنِ مالك الجوهري وفي العرب سعود قبائل شتى منها سَعْدُ تَميم وسَعْد هُذيل وسعد قَيْس وسَعد بَكر وأَنشد بيت طرفة قال ابن بري سعود جمع سُعد اسم رجل يقول لم أَرَ فيمن سمي سعداً أَكرم من سعد بن مالك بن ضَبيعة بن قيَس بن ثَعْلبة بن عُكابَة والشُّعوبُ جمع شَعْب وهو أَكبر من القبيلة قال الأَزهري والسعود في قبائل العرب كثير وأَكثرها عدداً سَعْدُ بن زيد مَناةَ بن تَميم بن ضُبَيعة بن قيس بن ثعلبة وسَعْدُ بن قيس عَيْلان وسعدُ بنُ ذُبْيانَ بن بَغِيضٍ وسعدُ بن عَدِيِّ بن فَزارةَ وسعدُ بن بكر بن هَوازِنَ وهم الذين أَرضعوا النبي صلى الله عليه وسلم وسعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة وفي بني أَسد سَعْدُ بن ثعلبة بن دُودان وسَعْد بن الحرث بن سعد بن مالك بن ثعلبة بن دُودان قال ثابت كان بنو سعد بن مالك لا يُرى مثلُهم في بِرِّهم ووفائهم وهؤُلاء أَرِبَّاءُ النبي صلى الله عليه وسلم ومنها بنو سعد بن بكر في قيس عيَلان ومنها بنو سَعْدِ هُذَيم في قُضاعة ومنها سعد العشيرة وفي المثل في كل واد بنو سعد قاله الأَضْبطُ بن قُريع السَّعدي لما تحوَّل عن قومه وانتقل في القبائل فلما لم يُحْمِدهم رجع إِلى قومه وقال في كل زادٍ بنو سعد يعني سعد بن زيد مناة بن تميم وأَما سعد بكر فهم أَظآر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللحياني وجمعُ سَعِيد سَعِيدون وأَساعِدُ قال ابن سيده فلا أَدري أَعَنى له الاسم أَم الصفة غير أَن جمع سعَيدٍ على أَساعد شاذ وبنو أَسعَد بطن من العرب وهو تذكير سُعْدَى وسعُادُ اسم امرأَة وكذلك سُعْدى وأَسعدُ بطن من العرب وليس هو من سُعْدى كالأَكبر من الكبرى والأَصغر من الصغرى وذلك أَن هذا إِنما هو تَقاوُدُ الصفة وأَنت لا تقول مررت بالمرأَة السعدى ولا بالرجل الأَسعد فينبغي على هذا أَن يكون أَسعدُ من سُعْدى كأَسْلَمَ من بُشْرى وذهب بعضهم إِلى أَن أَسعد مذكر سعدى قال ابن جني ولو كان كذلك حَريَ أَن يجيءَ به سماع ولم نسمعهم قط وصفوا بسعدى وإِنما هذا تَلاقٍ وقع بين هذين الحرفين المتفي اللفظ كما يقع هذان المثالان في المُخْتَلِفَيْه نحو أَسلم وبشرى وسَعْدٌ صنم كانت تعبده هذيل في الجاهلية وسُعْدٌ موضع بنجد وقيل وادٍ والصحيح الأَول وجعله أَوْسُ بن حَجَر اسماً للبقعة فقال تَلَقَّيْنَني يوم العُجَيرِ بِمَنْطِقٍ تَرَوَّحَ أَرْطَى سُعْدَ منه وضَالُها والسَّعْدِيَّةُ ماءٌ لعمرو بن سَلَمَة وفي الحديث أَن عمرو بن سَلَمَةَ هذا لما وَفَد على النبي صلى الله عليه وسلم استقطعه ما بين السَّعدية والشَّقْراء والسَّعْدان ماء لبني فزارة قال القتال الكلابي رَفَعْنَ من السَّعدينِ حتى تفَاضَلَت قَنابِلُ من أَولادِ أَعوَجَ قُرَّحُ والسَّعِيدِيَّة من برود اليمن وبنو ساعدَةَ قوم من الخزرج لهم سقيفة بني ساعدة وهي بمنزلة دار لهم وأَما قول الشاعر وهل سَعدُ إِلاَّ صخرةٌ بتَنُوفَةٍ من الأَرضِ لا تَدْعُو لِغَيٍّ ولا رُشْدِ ؟ فهو اسم صنم كان لبني مِلْكانَ بن كنانة وفي حديث البَحِيرة ساعدُ اللهِ أَشَدُّ ومُِوسَاه أَحدُّ أَي لو أَراد الله تحريمها بشقِّ آذانها لخلقها كذلك فإِنه يقول لها كوني فتكون

سغد
السُّغْدُ جيل معروف التهذيب في النوادر فِصالٌ مُمْغَدَةٌ ومَماغِيدُ ومُسْمَغِدَّةٌ ومُسْغَدَةٌ ومُساغَدَةٌ إِذا كانت رِواء من اللبن وقد سَغَدَت أُمَّهاتها ومَغَدَتها إِذا رضعتها والله أَعلم

سفد
السِّفادُ نَزْوُ الذكر على الأُنثى الأَصمعي يقال للسباع كلها سَفَدَ وسَفِدَ أُنْثاه وللتيس والثور والبعير والطير مثلها وتسافدت السباع وقد سَفِدَها بالكسر يَسْفَدُها وسَفَدَها بالفتح يَسْفِدُها سَفْداً وسِفاداً فيهما جميعاً يكون في الماشي والطائر وقد جاء في الشعر في السابح وأَسْفَدَه غيرُه وأَسْفِدْني تَيْسَك عن اللحياني أَي أَعِرْني إِياه ليُسْفِدَ عَنزي واستعاره أُمية بن أَبي الصلت للزند فقال والأَرض صَيَّرها الإِلهُ طَرُوقةً للماء حتى كلُّ زَنْدٍ مُسْفِدُ وفي ترجمة جعرلُعْبة يقال لها سَفْدُ اللِّفاح وذلك انتظام الصبيان بعضهم في إِثر بعض كلُّ واحد آخِذٌ بحُجْزة صاحبه من خلفه الأَصمعي إِذا ضرب الجمل الناقة قيل قَعَا وقاعَ وسَفِدَ يَسْفَدُ وأَجاز غيره سَفَدَ يَسْفِدُ ابن الأَعرابي اسْتَيْفَدَ فلانٌ بعيره إِذا أَتاه من خلفه فركبه وقال أَبو زيد أَتاه فَتَسَفَّده وتعَرْقَبَه مثله والسُّفُود من الخيل التي قُطِعَ عنها السِّفادُ حتى تمت مُنْيَتُها ومُنيتها عشرون يوماً عن كراع وتَسَفَّدَ فرسَه واسْتسْفَدها الأَخيرة عن الفارسي ركبها من خلف والسَّفُّودُ والسُّفُود بالتشديد حديدة ذات شُعَب مُعَقَّفَة معروف يُشْوي به اللحم وجمعه سفافيد

سقد
السّقْدُ الفرَسُ المُضَمَّر وقد أَسقَد فرَسَه وسقده يَسْقِدُهُ سَقْداً وسَقَّده ضَمَّره وفي حديث أَبي وائل فخرجت في السحر أَسْقِدُ فرساً أَي أُضَمِّرُهُ ويروي بالفاء والراء وسيأْتي ذكره وفي حديث ابن مُعَيزٍ خرجت بفرس لأُسَقِّدَه أَي لأُضَمِّرَه

سقدد
التهذيب في الرباعي السُّقْدُد الفرس المُضَمَّر وقد أَسقَد فرسَه

سلغد
رجل سِلَّغْدٌ لئيم عن كراع والسِّلَّغْدُ من الرجال الرِّخْو وأَحمر سِلَّغْد شديد الحمرة عن اللحياني ومن الخيل أَشقر سِلَّغْد وهو الذي خلصت شُقْرته وأَنشد أَشقَرُ سِلَّغْد وأَحْوَى أَدعَجُ والأُنثى سِلَّغْدة والسِّلَّغد الأَحمق ويقال الذئبُ قال الكميت يهجو بعض الولاة وِلايَةُ سِلَّغْدٍ أَلفَّ كأَنه من الرَّهَقِ المخلوطِ بالنُّوكِ أَثْوَلُ وهو في الصحاح السِّلْغَدُّ يقول كأَنه من حُمْقه وما يتناوله من الخمر تيس مجنون ابن الأَعرابي السِّلَّغْدُ الأَكول الشَّرُوب الأَحمق من الرجال

سلقد
التهذيب في الرباعي السِّلْقِدُ الضاوي المَهزول ومنه قول ابن مُعيز خرجْتُ أُسلْقِدُ فرسي أَي أُضمَّره

سمد
سَمَدَ يَسْمُد سُموداً علا وسَمَدت الإِبل وتَسْمُدُ سُموداً لم تعرِف الإِعياء ويقال للفحل إِذا اغتلم قد سمَد والسَّمْد من السَّير الدأْب والسَّمْدُ السير الدائم وسَمَدت الإِبل في سيرها جَدَّت وسَمَدَ ثبت في الأَرض ودام غليه وهو لك أَبداً سَمْداً سَرْمَداً عن ثعلب بمعنى واحد ولا أَفعل ذلك أَبداً سمداً سرمداً والسُّمود اللهو وسَمَد سُمُوداً لها وسمَّده أَلهاه وسمَد سُموداً غَنَّى قال ثعلب وهي قليلة وقوله عز وجل وأَنتم سامِدون فَسِّرَ باللهو وفسر بالغِناء وقيل سامدون لاهُون وقال ابن عباس سامدون مستكبرون وقال الليث سامدون ساهون والسُّمود في الناس الغفلة والسَّهْوُ عن الشيء وروي عن ابن عباس أَنه قال السُّمود الغناء بلغة حِمْيَر يقال اسْمُدي لنا أَي غَنِّي لنا ويقال لِلقَيْنَةِ أَسمِدِينا أَي أَلهِينا بالغناء وقيل السُّمود يكون سروراً وحزناً وأَنشد رمَى الحِدْثانُ نِسْوَةَ آلِ حَزْبٍ بأَمْرٍ قد سَمَدْنَ له سُمودا فَرَدَّ شُعورَهُنَّ السُّودَ بِيضاً ورَدَّ وُجوهَهُن البِيضَ سُودا ابن الأَعرابي السامِدُ اللاهي والسامِدُ الغافلُ والسامد الساهي والسامد المُتَكَبِّر والسامد القائم والسامد المُتَحير بَطَراً وأَشَراً والسامد الغبيُّ وفي حديث عليّ أَنه خرج إِلى المسجد والناسُ ينتظرونه للصلاة قياماً فقال ما لي أَراكم سامدين قال أَبو عبيد قوله سامدين يعني القيام قال المبرد السامد القائم في تَحيُّر وأَنشد قيل قُمْ فانظُرْ إِليهم ثم دَعْ عنك السُّمودا قال ابن الأَثير السامد المنتصب إِذا كان رافعاً رأْسه ناصباً صدره أَنكر عليهم قيامهم قبل أَن يَرَوا إِمامهم ومنه الحديث الآخر ما هذا السُّمودُ وقيل هو الغفلة والذَّهابُ عن الشيء وسَمَدَ سُموداً رفع رأْسه تكبُّراً وكلُّ رافعٍ رأْسَه فهو سامد وقد سَمِدَ يَسْمَدُ ويَسْمُد سموداً قال رؤْبة بن العجاج يصف إِبلاً سَوامِدُ الليلِ خِفافُ الأَزوادْ أَي دَوائبُ وقوله خِفافُ الأَزواد أَي ليس في بطونها علَف وقيل ليس على ظهورها زاد للراكب وسَمَدَ الرجلُ سُموداً بُهِتَ وسَمَدَه سَمْداً قصده كصَمَده وتسميدُ الأَرض أَن يُجْعَل فيها السَّمادُ وهو سِرجِينٌ ورَماد وسَمَدَ الأَرض سَمْداً سهلها وسمَّدها زبَّلها والسَّمادُ تراب قَوِيٌّ يُسَمَّدُ به النبات وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن رجلاً كان يُسَمِّدُ أَرضَه بعَذِرَة الناس فقال أَما يَرضى أَحدُكم حتى يُطِعمَ الناس ما يَخرج منه ؟ السَّماد ما يُطرح في أُصول الزرع والخُضَر من العذرة والزِّبْل ليَجود نَباتُه والمِسْمَد الزَّبيلُ عن اللحياني قال ولا يقال وتَسْميدُ الرأْس استئصالُ شَعَره لغة في التسبيدِ وسَمَّد شعره استأْصله وأَخذه كله والسَّميدُ الطعام عن كراع قال هي بالدال غير المعجمة والإِسميدُ الذي يسمى بالفارسية سَمِدْ معرّب قال ابن سيده لا أَدري أَهو هذا الذي حكاه كراع أَم لا والمُسْمَئِدُّ الوارم واسْمَأَدَّ بالهمز اسمِئْداداً وَرِمَ وقيل ورِمَ غضباً وقال أَبو زيد وَرِمَ ورَماً شديداً واسمأَدَّت يده ورِمَت وفي حديث بعضهم اسمأَدَّت رجلها أَي انَتَفَخَت وورِمَت وكلُّ شيءٍ ذهب أَو هَلَك فقد اسْمدَّ واسمَأَدَّ واسْمادَّ من الغضب كذلك واسْمادَّ الشيءُ ذهب

سمعد
الأَزهري اسمَعَدَّ الرجلُ واسمَغَدَّ إِذا امتلأَ غَضَباً وكذلك اسْمَعَطَّ واشمَعَطَّ ويقال ذلك في ذَكرَ الرجل إِذا اتمَهَلَّ

سمغد
السِّمَّغْدُ
( * قوله « السمغد إلخ » هو كقرشب بضبط القلم في الأصل وصوّبه شارح القاموس معترضاً على جعله كحضجر وعزاه لخط الصاغاني )
الطويلُ والسِّمَّغْدُ الأَحْمق الضعيف والمُسمَغِدُّ المُنَتَفخ وقيل النَّاعم وقيل الذاهب والمُسْمَغِدُّ الشديد القَبْض حتى تنتفخ الأَنامل والمُسْمَغِدُّ الوارم بالغين معجمة يقال اسْمَغَدَّت أَنامله إِذا تَوَرَّمَت واسمَغَدَّ الرجل أَي امتلأَ غضباً وفي الحديث أَنه صلى حتى اسمَغَدَّت رجلاه أَي تورَّمَتا وانتفختا والمُسْمَغِدُّ المتكبر المنتِفِخُ غضباً واسْمَغَدَّ الجرح إِذا وَرِمَ وقيل المُسْمَغِدُّ من الرجال الطويلُ الشديدُ الأَركان قاله أَبو عمرو وأَنشد حتى رأَيت العَزَبَ السِّمَّغَدا وكان قد شعبَّ شَباباً مَغْداً ابن السكيت رأَته مُغِدّاً مُسْمَغِدّاً إِذا رأَيته وارماً من الغضَب وقال ابو سواج إِنَّ المَنِيَّ إِذا سَرى في العبد أَصْبَحَ مُسْمَغِدّا

سمهد
السَّمْهَدُ الكثير اللحم الجسيم من الإِبل واسمَهَدَّ سنَامُه إِذا عَظُم والسَّمْهَدُ الشيءُ الصُّلْب اليابس

سند
السَّنَدُ ما ارتَفَعَ من الأَرض في قُبُل الجبل أَو الوادي والجمع أَسْنادٌ لا يُكَسَّر على غير ذلك وكلُّ شيءٍ أَسندتَ إِليه شيئاً فهو مُسْنَد وقد سنَدَ إِلى الشيءِ يَسْنُدُ سُنوداً واستَنَدَ وتسانَد وأَسْنَد وأَسنَدَ غيرَه ويقال سانَدته إِلى الشيء فهو يتَسانَدُ إِليه أَي أَسنَدتُه إِليه قال أَبو زيد سانَدُوه حتى إِذا لم يَرَوْه شُدَّ أَجلادُه على التسنيد وما يُسْنَدُ إِليه يُسَمَّى مِسْنَداً وجمعه المَسانِدُ الجوهري السَّنَدُ ما قابلك من الجبل وعلا عن السفح والسَّنَدُ سنود القوم في الجبل وفي حديث أُحُد رأَيت النساءَ يُسْنِدْن في الجبل أَي يُصَعِّدْن ويروى بالشين المعجمة وسنذكره وفي حديث عبد الله بن أَنيس ثم أَسنَدوا إِليه في مَشْرُبة أَي صَعِدوا وخُشُبٌ مُسَنَّدة شُدِّد للكثرة وتَسانَدْتُ إِليه استَنَدْتُ وساندْت الرجلَ مسانَدَةً إذا عاضَدْتَهُ وكاتَفْتَه وسَنَدَ في الجبل يَسْنُدُ سُنوداً وأَسنَد رَقِيَ وفي خبر أَبي عامر حتى يُسْنِدَ عن يمين النُّمَيرِة بعد صلاة العصر والمُسْنَد والسَّنِيد الدَّعِيُّ ويقال للدعِيِّ سَنِيدٌ قال لبيد كريمٌ لا أَجدُّ ولا سَنِيدُ وسَنَد في الخمسين مثلَ سُنود الجبل أَي رَقيَ وفلانٌ سَنَدٌ أَي معتَمَدٌ وأَسنَد في العَدْو اشتدّ وجَمَّد وأَسنَد الحديثَ رفعه الأَزهري والمُسْنَد من الحديث ما اتصل إِسنادُه حتى يُسْنَد إِلى النبي صلى الله عليه وسلم والمُرْسَل والمُنْقَطِع ما لم يتصل والإِسنادِ في الحديث رَفْعُه إِلى قائله والمُسْنَدُ الدهر ابن الأَعرابي يقال لا آتيه يَدَ الدهر ويَدَ المُسْنَد أَي لا آتِيهِ أَبداً وناقة سِنادٌ طويلة القوائم مُسْنَدَةُ السَّنام وقيل ضامرة أَبو عبيدة الهَبِيطُ الضامرة وقال غيره السِّنادُ مثله وأَنكره شمر وناقة مُسانَدةُ القَرى صُلْبَتُه مُلاحِكَتُه أَنشد ثعلب مُذَكَّرَةُ الثُّنْيا مُسانِدَةُ القَرَى جُمالِيَّة تَخْتَبُّ ثم تُنيبُ ويروى مُذَكِّرة ثنيا أَبو عمرو ناقة سناد شديدة الخَلْق وقال ابن برزج السناد من صفة الإِبل أَن يُشْرِفَ حارِكُها وقال الأَصمعي في المُشْرِفة الصدر والمُقَدَّم وهي المُسانِدَة وقال شمر أَي يُساند بعض خلقها بعضاً الجوهري السِّناد الناقة الشديدة الخلق قال ذو الرمة جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ يُشِلُّها وظِيفٌ أَزَجُّ الخَطوِ ظَمآنُ سَهْوَقُ جُمالِيَّة ناقة عظيمة الخَلْق مُشَبَّهَة بالجمل لعُظْم خلقها والحَرْفُ الناقة الضامرة الصُّلعبة مشبهة بالحَرْف من الجبل وأَزَجُّ الخَطْوِ واسِعُه وظَمآنُ ليس بِرَهِلٍ ويروى رَيَّانُ مكان ظمآنُ وهو الكثير المخ والوَظِيفُ عظم الساق والسَّهْوَقُ الطويل والإِسنادُ إِسناد الراحلة في سيرها وهو سير بين الذّمِيلِ والهَمْلَجَة ويقال سَنَدْنا في الجَبل وأَسنَدْنا جَبَلَها فيها
( * قوله « جبلها فيها » كذا بالأصل المعوّل عليه ولعله محرف عن خيلنا فيه أو غير ذلك ) وفي حديث عبد الله بن أَنيس ثم أَسَندُوا إِليه في مَشْرُبَة أَي صَعِدوا إِليه يقال أَسنَدَ في الجبل إِذا ما صَعَّدَه والسنَدُ أَن يَلْبَسَ قميصاً طويلاً تحت قميص أَقَصَر منه ابن الأَعرابي السَّنَدُ ضُروبٌ من البرود وفي الحديث أَنه رأَى على عائشة رضي الله عنها أَربعة أَثواب سَنَدٍ وهو واحد وجمع قال الليث السَّندُ ضرب من الثياب قميص ثم فوقه قميص أَقصر منه وكذلك قُمُص قصار من خِرَق مُغَيَّب بعضها تحت بعض وكلُّ ما ظهر من ذلك يسمى سِمْطاً قال العجاج يصف ثوراً وحشيّاً كَتَّانُها أَو سنَدٌ أَسماطُ وقال ابن بُزُرخ السنَدُ الأَسنادُ
( * قوله « السند الأسناد » كذا بالأصل ولعله جمعه الاسناد أي بناء على أن السند مفرد وحينئذ فقوله جبة أسناد أي من أسناد )
من الثياب وهي من البرود وأَنشد جُبَّةُ أَسنادٍ نَقِيٌّ لونُها لم يَضْرِبِ الخيَّاطُ فيها بالإِبَرْ قال وهي الحمراء من جِبابِ البرود ابن الأَعرابي سَنَّدَ الرجلُ إِذا لَبِس السَّنَد وهو ضرب من البرود وخرجوا مُتسانِدينَ إِذا خرجوا على راياتٍ شَتَّى وفي حديث أَبي هريرة خرج ثُمامة بن أُثال وفلان مُتسانِدَين أَي مُتعاوِنَين كأَنَّ كل واحد منهما يُسْنِدُ على الآخر ويستعين به والمُسْنَدُ خط لحمير مخالف لخطنا هذا كانوا يكتبونه أَيام ملكهم فيما بينهم قال أَبو حاتم هو في أَيديهم إِلى اليوم باليمن وفي حديث عبد الملك أَن حَجَراً وُجد عليه كتاب بالمسند قال هي كتابة قديمة وقيل هو خط حمير قال أَبو العباس المُسْنَدُ كلام أَولاد شيث والسِّنْد جيل من الناس تُتاخم بلادُهم بلادَ أَهل الهند والنسبة إِليهم سِنْديّ أَبو عبيدة من عيوب الشعر السِّنادُ وهو اختلاف الأَرْدادِ كقول عَبِيد بن الأَبرص فَقَدْ أَلِجُ الخِباءَ على جَوارٍ كأَنَّ عُيونَهُنَّ عُيونُ عِينِ ثم قال فإِنْ يكُ فاتَني أَسَفاً شَبابي وأَضْحَى الرأْسُ مِني كاللُّجَينِ وهذا العجز الأَخير غيره الجوهري فقال وأَصبح رأْسُه مِثلَ اللُّجَينِ والصواب في إِنشادهما تقديم البيت الثاني على الأَول وروي عن ابن سلام أَنه قال السَّنادُ في القوافي مثل شَيْبٍ وشِيبٍ وساندَ فلان في شعره ومن هذا يقال خرج القوم مُتسانِدين أَي على رايات شَتى إِذا خرج كل بني أَب على راية ولم يجتمعوا على راية واحدة ولم يكونوا تحت راية أَمير واحد قال ابن بُزرُخ يقال أَسنَد في الشعر إِسناداً بمعنى سانَدَ مثل إِسناد الخبر ويقال سانَدَ الشاعر قال ذو الرمة وشِعْرٍ قد أَرِقْتُ له غَريبٍ أُجانِبُه المَسانِدَ والمُحالا ابن سيده سانَدَ شعره سِناداً وسانَدَ فيه كلاهما خالف بين الحركات التي تلي الأَرْدافَ في الروي كقوله شَرِبنا مِن دِماءِ بَني تَميمٍ بأَطرافِ القَنا حتى رَوِينا وقوله فيها أَلم ترأَنَّ تَغْلِبَ بَيْتُ عِزٍّ جبالُ مَعاقِلٍ ما يُرْتَقَيِنا ؟ فكسر ما قبل الياء في رَوِينا وفتح ما قبلها في يُرْتَقَيْنا فصارت قَيْنا مع وينا وهو عيب قال ابن جني بالجملة إِنَّ اختلاف الكسرة والفتحة قبل الرِّدْفِ عيب إِلاَّ أَنَّ الذي استهوى في استجازتهم إِياه أَن الفتحة عندهم قد أُجريَتْ مُجْرى الكسرة وعاقَبتها في كثير من الكلام وكذلك الياء المفتوح ما قبلها قد أُجريت مجرى الياء المكسور ما قبلها أَما تَعاقُبُ الحركتين ففي مواضع منها أَنهم عَدَلوا لفظ المجرور فيما لا ينصرف إِلى لفظ المنصوب فقالوا مررت بعُمَر كما قالوا ضربت عُمر فكأَن فتحة راء عُمَر عاقبت ما كان يجب فيها من الكسرة لو صرف الاسم فقيل مررت بعُمرٍ وأَما مشابهة الياء المكسور ما قبلها للياء المفتوح ما قبلها فلأَنهم قالوا هذا جيب بَّكر فأَغموا مع الفتحة كما قالوا هذا سعيد دَّاود وقالوا شيبان وقيس عيلان فأَمالوا كما أَمالوا سِيحان وتِيحان وقال الأَحفش بعد أَن خصص كيفية السناد أَما ما سمعت من العرب في السناد فإِنهم يجعلونه كل فساد في آخر الشعر ولا يحدّون في ذلك شيئاً وهو عندهم عيب قال ولا أَعلم إِلاَّ أَني قد سمعت بعضهم يجعل الإِقواءَ سناداً وقد قال الشاعر فيه سِنادٌ وإِقْواءٌ وتحْريدُ فجعل السناد غير الإِقْواء وجعله عيباً قال ابن جني وجه ما قاله أَبو الحسن أَنه إِذا كان الأَصل السِّناد إِنما هو لأَن البيت المخالف لبقية الأَبيات كالمسند إِليها لم يمتنع أَن يشيع ذلك في كل فساد في آخر البيت فيسمى به كما أَن القائم لما كان إِنما سمي بهذا الاسم لمكان قيامه لم يمتنع أَن يسمى كل من حدث عنه القيام قائماً قال ووجه من خص بعض عيوب القافية بالسناد أَنه جار مجرى الاشتقاق والاشتقاق على ما قدمناه غير مقيس إِنما يستعمل بحيث وضع إِلاَّ أَن يكون اسم فاعل أَو مفعول على ما ثبت في ضارب ومضروب قال وقوله فيه سناد وإِقواءٌ وتحريد الظاهر منه ما قاله الأَخفش من أَن السناد غير الإِقواء لعطفه إِياه عليه وليس ممتنعاً في القياس أَن يكون السناد يعني به هذا الشاعرُ الإِقواءَ نفْسَه إِلاَّ أَنه عطف الإِقواءَ على السناد لاختلاف لفظيهما كقول الحطيئة وهِنْد أَتى مِن دونِها النَّأْيُ والبُعْدُ قال ومثله كثير قال وقول سيبويه هذا باب المُسْنَد والمُسْنَد إِليه المسند هو الجزء الأَول من الجملة والمسند إِليه الجزء الثاني منها والهاء من إِليه تعود على اللام في المسند الأَول واللام في قوله والمسند إِليه وهو الجزءُ الثاني يعود عليها ضمير مرفوع في نفس المسند لأَنه أُقيم مُقام الفاعل فإِن أَكدت ذلك الضمير قلت هذا باب المُسْنَدِ والمُسْنَدِ هُو إِليه قال الخليل الكلام سَنَدٌ ومُسْنَدٌ فالسَّنَدُ كقولك
( * قوله « فالسند كقولك إلخ » كذا بالأصل المعوّل عليه ولعل الأحسن سقوط فالسند أَو زيادة والمسند ) عبدالله رجل صالح فعبدالله سَنَدٌ ورجل صالح مُسْنَدٌ إِليه التهذيب في ترجمة قسم قال الرياشي أَنشدني الأَصمعي في النون مع الميم تَطْعُنُها بخَنْجرٍ مِن لَحْم تحتَ الذُّنابى في مكانٍ سُخْن قال ويسمى هذا السناد قال الفراءُ سمى الدال والجيم الإِجادة رواه عن الخليل الكسائي رجل سِنْدَأْوَةٌ وقِنْدَأْوةٌ وهو الخفيفُ وقال الفراءُ هي من النُّوق الجريئَة أَبو سعيد السِّنْدَأْوَةُ خِرْقَة تكون وقايَةً تحت العمامة من الدُّهْن والأَسْنادُ شجر والسَّندانُ الصَّلاءَةُ والسِّنْدُ جِيل معروف والجمع سُنودٌ وأَسْنادٌ وسِنْدٌ بلادٌ تقول سِنْديٌّ للواحد وسِندٌ للجماعة مثل زِنجيٍّ وزِنْجٍ والمُسَنَّدَةُ والمِسْنَديَّةُ ضَرْب من الثياب وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَنه رأَى عليها أَربعة أَثواب سَنَد قيل هو نوع من البرود اليمانِية وفيه لغتان سَنَدٌ وسَنْد والجمع أَسناد وسٍَِنْدادٌ موضع والسَّنَدُ بلد معروف في البادية ومنه قوله يا دارَ مَيَّةَ بالعَلْياءِ فالسَّنَدِ والعَلياءُ اسم بلد آخر وسِنداد اسم نهر ومنه قول الأَسْوَدِ بنِ يَعْفُر والقَصْرِ ذِي الشُّرُفاتِ مِن سِنداد

سهد
الليث السُّهْدُ والسُّهادُ نَقيضُ الرُّقاد قال الأَعشى أَرِقتُ وما هذا السُّهادُ المُؤَرِّقُ الجوهري السُّهادُ الأَرَقُ والسُّهُدُ بضم السين والهاء القليل من النوم وسَهِدَ بالكسر يَسْهَدُ سَهَداً وسُهْداً وسُهاداً لم يَنَمْ ورجل سُهُدٌ قليلُ النوم قال أَبو كبير الهذلي فَأَتَتْ به حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً سُهُداً إِذا ما نامَ ليلُ الهَوْجَلِ وَعَينٌ سُهُدٌ كذلك وقد سَهَّدَه الهمُّ والوجعُ وما رأَيتُ من فلان سَهْدَةً أَي أَمراً أَعْتَمِدُ عليه من خير أَو بركة أَو خَبرٍ أَو كلام مُقْنِع وفلان ذُو سَهْدَةٍ أَي ذُو يَقَظَةٍ وهو أَسْهَدُ رَأْياً منك وفي باب الإِتباع شيءٌ سَهْدٌ مَهْدٌ أَي حَسَن والسَّهْوَدُ الطويلُ الشديد شمر يقال غلام سَهْوَدٌ إِذا كان غَضّاً حَدَثاً وأَنشد ولَيْتَه كان غلاماً سَهْوَدا إِذا عَسَت أَغصانُه تَجدّدا وسَهَّدْتُه أَنا فهو مُسَهَّدٌ وفلان يُسَهَّدُ أَي لا يُتْرَكُ أَن ينام ومنه قول النابغة يُسَهَّدُ من نومِ العشاءِ سَليمُها لِحَلْيِ النساءِ في يديه قَعاقَعُ ابن الأَعرابي يقال للمرأَة إِذا ولَدَت ولَدَها بزَحْرة واحدة قد أَمْصَعَتْ به وأَخْفَدَتْ به وأَسْهَدَتْ به وأَمْهَدَتْ به وحَطَأَتْ به وسُهْدُد اسم جبل لا ينصرف كأَنهم يذهبون به إِلى الصخرة أَو البقعة

سود
السَّواد نقيضُ البياض سَوِدَ وَسادَ واسودَّ اسْوِداداً واسْوادّ اسْوِيداداً ويجوز في الشعر اسْوَأَدَّ تحرك الأَلف لئلاَّ يجمع بين ساكنين وهو أَسودُ والجمع سُودٌ وسُودانٌ وسَوَّده جعله أَسودَ والأَمر منه اسْوادَدْ وإِن شئت أَدغمْتَ وتصغيرُ الأَسود أُسَيِّدٌ وإِن شئت أُسَيْوِدٌ أَي قد قارب السَّوادَ والنسْبَةُ إِليه أُسَيْدِيٌّ بحذف الياء المتحركة وتَصغير الترخيم سُوَيْدٌ وساوَدْتُ فلاناً فَسُدْتُه أَي غَلَبْتُه بالسواد من سواد اللونِ والسُّودَدِ جميعاً وسَوِدَ الرجلُ كما تقول عَوِرَت عَيْنُه وَسَوِدْتُ أَنا قال نُصَيْبٌ سَوِدْتُ فلم أَمْلِكْ سَوادي وتحتَه قميص من القُوهِيِّ بيضٌ بَنائقُهْ ويُرْوَى سَوِدْتُ فلم أَملك وتحتَ سَوادِه وبعضهم يقول سُدْتُ قال أَبو منصور وأَنشد أَعرابي لِعنترةَ يَصِفُ نفسَه بأَنه أَبيضُ الخُلُق وإِن كان أَسودَ الجلدِ عليّ قميصٌ من سَوادٍ وتحتَه قميصُ بَياضٍ بنَائقُه
( * لم نجد هذا البيت في ما لدينا من شعر عنترة المطبوع )
وكان عنترةُ أَسْوَدَ اللون وأَراد بقميصِ البياضِ قَلْبَه وسَوَّدْتُ الشيءَ إِذا غَيَّرْتَ بَياضَه سَوَاداً وأَسوَدَ الرجُلُ وأَسأَدَ وُلِدَ له ولد أَسود وساوَدَه سِواداً لَقِيَه في سَوادِ الليلِ وسَوادُ القومِ مُعْظَمُهم وسوادُ الناسِ عَوامُّهُم وكلُّ عددٍ كثير ويقال أَتاني القومُ أَسوَدُهم وأَحمرُهم أَي عَرَبُهم وعَجَمُهم ويقال كَلَّمُتُه فما رَدَّ عليَّ سوداءَ ولا بيضاءَ أَي كلمةً قبيحةً ولا حَسَنَةً أَي ما رَدَّ عليّ شيئاً والسواد جماعةُ النخلِ والشجرِ لِخُضْرَته واسْوِدادِه وقيل إِنما ذلك لأَنَّ الخُضْرَةَ تُقارِبُ السوادَ وسوادُ كلِّ شيءٍ كُورَةُ ما حولَ القُرَى والرَّساتيق والسَّوادُ ما حَوالَي الكوفةِ من القُرَى والرَّساتيقِ وقد يقال كُورةُ كذا وكذا وسوادُها إِلى ما حَوالَيْ قَصَبَتِها وفُسْطاطِها من قُراها ورَساتيقِها وسوادُ الكوفةِ والبَصْرَة قُراهُما والسَّوادُ والأَسْوِداتُ والأَساوِدُ جَماعةٌ من الناس وقيل هُم الضُّروبُ المتفرِّقُون وفي الحديث أَنه قال لعمر رضي الله عنه انظر إِلى هؤلاء الأَساوِدِ حولك أَي الجماعاتِ المتفرقة ويقال مرّت بنا أَساودُ من الناسِ وأَسْوِداتٌ كأَنها جمع أَسْوِدَةٍ وهي جمعُ قِلَّةٍ لسَوادٍ وهو الشخص لأَنه يُرَى من بعيدٍ أَسْوَدَ والسوادُ الشخص وصرح أَبو عبيد بأَنه شخص كلِّ شيء من متاع وغيره والجمع أَسْودةٌ وأَساوِدُ جمعُ الجمعِ ويقال رأَيتُ سَوادَ القومِ أَي مُعْظَمَهم وسوادُ العسكرِ ما يَشتملُ عليه من المضاربِ والآلات والدوابِّ وغيرِها ويقال مرت بنا أَسْوِداتٌ من الناس وأَساوِدُ أَي جماعاتٌ والسَّوادُ الأَعظمُ من الناس هُمُ الجمهورُ الأَعْظمُ والعدد الكثير من المسلمين الذين تَجمعوا على طاعة الإِمام وهو السلطان وسَوادُ الأَمر ثَقَلُه ولفلانٍ سَوادٌ أَي مال كثيرٌ والسَّوادُ السِّرارُ وسادَ الرجلُ سَوْداً وساوَدَه سِواداً كلاهما سارَّه فأَدْنى سوادَه من سَوادِه والاسم السِّوادُ والسُّوادُ قال ابن سيده كذلك أَطلقه أَبو عبيد قال والذي عندي أَن السِّوادَ مصدر ساوَد وأَن السُّوادَ الاسم كما تقدّم القول في مِزاحٍ ومُزاحٍ وفي حديث ابن مسعود أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال له أُذُنَكَ على أَن تَرْفَعَ الحجاب وتَسْمَعَ سِوادِي حتى أَنهاك قال الأَصمَعي السِّوادُ بكسر السين السِّرارُ يقال منه ساوَدْتُه مُساودَة وسِواداً إِذا سارَرْتَه قال ولم نَعْرِفْها بِرَفْع السين سُواداً قال أَبو عبيدة ويجوز الرفع وهو بمنزلة جِوارٍ وجُوارٍ فالجُوارُ الاسمُ والجِوارُ المصدرُ قال وقال الأَحمر هو من إِدْناء سَوادِكَ من سَوادِه وهو الشخْص أَي شخْصِكَ من شخصه قال أَبو عبيد فهذا من السِّرارِ لأَنَّ السِّرارَ لا يكون إِلا من إِدْناءِ السَّوادِ وأَنشد الأَحمر مَن يَكُنْ في السِّوادِ والدَّدِ والإِعْ رامِ زيراً فإِنني غيرُ زِيرِ وقال ابن الأَعرابي في قولهم لا يُزايِلُ سَوادي بَياضَكَ قال الأَصمعي معناه لا يُزايِلُ شخصي شخصَكَ السَّوادُ عند العرب الشخصُ وكذلك البياضُ وقيل لابنَةِ الخُسِّ ما أَزناكِ ؟ أَو قيل لها لِمَ حَمَلْتِ ؟ أَو قيل لها لِمَ زَنَيْتِ وأَنتِ سيَّدَةُ قَوْمِكِ ؟ فقالت قُرْبُ الوِساد وطُولُ السِّواد قال اللحياني السِّوادُ هنا المُسارَّةُ وقيل المُراوَدَةُ وقيل الجِماعُ بعينه وكله من السَّوادِ الذي هو ضدّ البياض وفي حديث سلمان الفارسي حين دخل عليه سعد يعوده فجعل يبكي ويقول لا أَبكي خوفاً من الموت أَو حزناً على الدنيا فقال ما يُبْكِيك ؟ فقال عَهِد إِلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليَكْف أَحدَكم مثلُ زاد الراكب وهذه الأَساوِدُ حَوْلي قال وما حَوْلَه إِلاَّ مِطْهَرَةٌ وإِجَّانَةٌ وجَفْنَةٌ قال أَبو عبيد أَراد بالأَساودِ الشخوصَ من المتاع الذي كان عنده وكلُّ شخص من متاع أَو إِنسان أَو غيرِه سوادٌ قال ابن الأَثير ويجوز أَن يُريدَ بالأَساودِ الحياتِ جَمْعَ أَسودَ شَبَّهَها بها لاسْتضرارِه بمكانها وفي الحديث إِذا رأَى أَحدكم سواداً بليل فلا يكن أَجْبنَ السَّوادَينِ فإِنه يخافُك كما تخافُه أَي شخصاً قال وجمع السَّوادِ أَسوِدةٌ ثم الأَساودُ جمع الجمع وأَنشد الأَعشى تناهَيْتُمُ عنا وقد كان فيكُمُ أَساوِدُ صَرْعَى لم يُسَوَّدْ قَتِيلها يعني بالأَساوِدِ شُخوصَ القَتْلى وفي الحديث فجاء بعُودٍ وجاءَ بِبَعرةٍ حتى زعموا فصار سواداً أَي شخصاً ومنه الحديث وجعلوا سَواداً حَيْساً أَي شيئاً مجتمعاً يعني الأَزْوِدَة وفي الحديث إِذا رأَيتم الاختلاف فعليكم بالسَّواد الأَعظم قيل السواد الأَعظمُ جُمْلَة الناس ومُعْظَمُهم التي اجْتَمَعَتْ على طاعة السلطان وسلوك المنهج القويم وقيل التي اجتمعت على طاعة السلطان وبَخِعَت لها بَرّاً كان أَو فاجراً ما أَقام الصلاةَ وقيل لأَنَس أَين الجماعة ؟ فقال مع أُمرائكم والأَسْوَدُ العظيمُ من الحيَّات وفيه سوادٌ والجمع أَسْوَدات وأَساوِدُ وأَساويدُ غَلَبَ غَلَبَةَ الأَسماء والأُنثى أَسْوَدَة نادرٌ قال الجوهري في جمع الأَسود أَساوِد قال لأَنه اسم ولو كان صفة لَجُمِِع على فُعْلٍ يقال أَسْوَدُ سالِخٌ غير مضاف والأُنثى أَسْوَدَة ولا توصف بسالخةٍ وقوله صلى الله عليه وسلم حين ذكر الفِتَنَ لَتَعُودُنَّ فيها أَساوِدَ صُبّاً يَضِربُ بعضكم رقاب بعض قال الزهري الأَساودُ الحياتُ يقول يَنْصَبُّ بالسيف على رأْس صاحِبِه كما تفعلُ الحيةُ إِذا ارتفعت فَلَسعت من فَوْقُ وإِنما قيل للأَسود أَسْودُ سالِخٌ لأَنه يَسْلُخُ جِلْدَه في كلِّ عام وأَما الأَرقم فهو الذي فيه سواد وبياض وذو الطُّفُيَتَيْنِ الذي له خَطَّان أَسودان قال شَمِير الأَسودُ أَخْبثُ الحيات وأَعظمها وأَنكاها وهي من الصفة الغالبة حتى استُعْمِل استِعْمال الأَسماءِ وجُمِعَ جَمْعَها وليس شيءٌ من الحيات أَجْرَأَ منه وربما عارض الرُّفْقَةَ وتَبَِعَ الصَّوْتَ وهو الذي يطلُبُ بالذَّحْلِ ولا يَنْجُو سَلِيمُه ويقال هذا أَسود غير مُجْرًى وقال ابن الأَعرابي أَراد بقوله لَتَعُودُنَّ فيها أَساوِدَ صُبّاً يعني جماعاتٍ وهي جمع سوادٍ من الناس أَي جماعة ثم أَسْوِدَة ثم أَساوِدُ جمع الجمع وفي الحديث أَنه أَمر بقتل الأَسوَدَين في الصلاة قال شَمِر أَراد بالأَسْوَدَينِ الحيةَ والعقربَ والأَسْوَدان التمر والماء وقيل الماء واللبن وجعلهما بعض الرُّجَّاز الماءَ والفَثَّ وهو ضرب من البقل يُختَبَزُ فيؤكل قال الأَسْودانِ أَبرَدا عِظامي الماءُ والفَثُّ دَوا أَسقامي والأَسْودانِ الحَرَّةُ والليل لاسْوِدادهما وضافَ مُزَبِّداً المَدَنيَّ قومٌ فقال لهم ما لكم عندنا إِلا الأَسْوَدانِ فقالوا إِن في ذلك لمَقْنَعا التمر والماءِ فقال ما ذاك عَنَيْتُ إِنما أَردت الحَرَّةَ والليل فأَما قول عائشة رضي الله عنها لقد رأَيْتُنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إِلا الأَسْودان ففسره أَهل اللغة بأَنه التمر والماءُ قال ابن سيده وعندي أَنها إِنما أَرادت الحرة والليلَ وذلك أَن وجود التمر والماء عندهم شِبَعٌ ورِيٌّ وخِصْبٌ لا شِصْبٌ وإِنما أَرادت عائشة رضي الله عنها أَن تبالغ في شدة الحال وتَنْتَهيَ في ذلك بأَن لا يكون معها إِلا الحرة والليل أَذْهَبَ في سوء الحال من وجود التمر والماء قال طرفة أَلا إِنني شَرِبتُ أَسوَدَ حالِكاً أَلا بَجَلي من الشرابِ أَلا بَجَلْ قال أَراد الماء قال شَمِرٌ وقيل أَراد سُقِيتُ سُمَّ أَسوَدَ قال الأَصمعي والأَحمر الأَسودان الماء والتمر وإِنما الأَسود التمر دون الماءِ وهو الغالب على تمر المدينة فأُضيف الماءُ إِليه ونعتا جميعاً بنعت واحد إِتباعاً والعرب تفعل ذلك في الشيئين يصطحبان يُسَمَّيان معاً بالاسم الأَشهر منهما كما قالوا العُمَران لأَبي بكر وعمر والقمران للشمس والقمر والوَطْأَة السَّوْداءُ الدارسة والحمراء الجديدة وما ذقت عنده من سُوَيْدٍ قَطْرَةً وما سقاهم من سُوَيْدٍ قَطْرةً وهو الماءُ نفسه لا يستعمل كذا إِلا في النفي ويقال للأَعداءِ سُودُ الأَكباد قال فما أَجْشَمْتُ من إِتْيان قوم هم الأَعداءُ فالأَكبادُ سُودُ ويقال للأَعداء صُهْبُ السِّبال وسود الأَكباد وإِن لم يكونوا كذلك فكذلك يقال لهم وسَواد القلب وسَوادِيُّه وأَسْوَده وسَوْداؤُه حَبَّتُه وقيل دمه يقال رميته فأَصبت سواد قلبه وإِذا صَغَّروه ردّوه إِلى سُوَيْداء ولا يقولون سَوْداء قَلْبه كما يقولون حَلَّق الطائر في كبد السماء وفي كُبَيْد السماء وفي الحديث فأَمر بسواد البَطن فشُوِيَ له الكبد والسُّوَيْداءُ الاسْت والسَّوَيْداء حبة الشُّونيز قال ابن الأَعرابي الصواب الشِّينِيز قال كذلك تقول العرب وقال بعضهم عنى به الحبة الخضراء لأَن العرب تسمي الأَسود أَخضر والأَخضر أَسود وفي الحديث ما من داءٍ إِلا في الحبة السوداءِ له شفاء إِلا السام أَراد به الشونيز والسَّوْدُ سَفْحٌ من الجبل مُسْتَدِقٌّ في الأَرض خَشِنٌ أَسود والجمع أَسوادٌ والقِطْعَةُ منه سَوْدةٌ وبها سميت المرأَة سَوْدَةَ الليث السَّوْدُ سَفْحٌ مستو بالأَرض كثير الحجارة خشنها والغالب عليها أَلوان السواد وقلما يكون إِلا عند جبل فيه مَعْدِن والسَّود بفتح السين وسكون الواو في شعر خداش بن زهير لهم حَبَقٌ والسَّوْدُ بيني وبينهم يدي لكُمُ والزائراتِ المُحَصَّبا هو جبال قيس قال ابن بري رواه الجرميُّ يدي لكم بإِسكان الياءِ على الإِفراد وقال معناه يدي لكم رهن بالوفاءِ ورواه غيرهُ يُديَّ لكم جمع يد كما قال الشاعر فلن أَذكُرَ النُّعمانَ إِلا بصالح فإِن له عندي يُدِيّاً وأَنعُما ورواه أَبو شريك وغيره يَديّ بكم مثنى بالياءِ بدل اللام قال وهو الأَكثر في الرواية أَي أَوقع الله يديّ بكم وفي حديث أَبي مجلز وخرج إِلى الجمعة وفي الطريق عَذِرات يابسة فجعل يتخطاها ويقول ما هذه الأَسْوَدات ؟ هي جمع سَوْداتٍ وسَوْداتٌ جمع سودةٍ وهي القِطعة من الأَرض فيها حجارة سُودٌ خَشِنَةٌ شَبَّهَ العَذِرةَ اليابسة بالحجارة السود والسَّوادِيُّ السُّهْريزُ والسُّوادُ وجَع يأْخُذُ الكبد من أَكل التمر وربما قَتل وقد سُئِدَ وماءٌ مَسْوَدَةٌ يأْخذ عليه السُّوادُ وقد سادَ يسودُ شرب المَسْوَدَةَ وسَوَّدَ الإِبل تسويداً إِذا دَقَّ المِسْحَ الباليَ من شَعَر فداوى به أَدْبارَها يعني جمع دَبَر عن أَبي عبيد والسُّودَدُ الشرف معروف وقد يُهْمَز وتُضم الدال طائية الأَزهري السُّؤدُدُ بضم الدال الأُولى لغة طيء وقد سادهم سُوداً وسُودُداً وسِيادةً وسَيْدُودة واستادهم كسادهم وسوَّدهم هو والمسُودُ الذي ساده غيره والمُسَوَّدُ السَّيّدُ وفي حديث قيس بن عاصم اتقوا الله وسَوِّدوا أَكبَرَكم وفي حديث ابن عمر ما رأَيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَسْوَدَ من معاوية قيل ولا عُمَر ؟ قال كان عمر خيراً منه وكان هو أَسودَ من عمر قيل أَراد أَسخى وأَعطى للمال وقيل أَحلم منه قال والسَّيِّدُ يطلق على الرب والمالك والشريف والفاضل والكريم والحليم ومُحْتَمِل أَذى قومه والزوج والرئيس والمقدَّم وأَصله من سادَ يَسُودُ فهو سَيْوِد فقلبت الواو ياءً لأَجل الياءِ الساكنة قبلها ثم أُدغمت وفي الحديث لا تقولوا للمنافق سَيِّداً فهو إِن كان سَيِّدَكم وهو منافق فحالكم دون حاله والله لا يرضى لكم ذلك أَبو زيد اسْتادَ القومُ اسْتِياداً إِذا قتلوا سيدهم أَو خطبوا إِليه ابن الأَعرابي استاد فلان في بني فلان إِذا تزوّج سيدة من عقائلهم واستاد القوم بني فلان قتلوا سيدهم أَو أَسروه أَو خطبوا إِليه واستادَ القومَ واستاد فيهم خطب فيهم سيدة قال تَمنَّى ابنُ كُوزٍ والسَّفاهةُ كاسْمِها لِيَسْتادَ مِنا أَن شَتَوْنا لَيالِيا أَي أَراد يتزوجُ منا سيدة لأَن أَصابتنا سنة وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه تَفَقَّهوا قبل أَن تُسَوَّدوا قال شَمِر معناه تعلَّموا الفقه قبل أَن تُزَوَّجوا فتصيروا أَرباب بيوت فَتُشْغَلوا بالزواج عن العلم من قولهم استاد الرجلُ يقول إِذا تَزوّج في سادة وقال أَبو عبيد يقول تعلموا العلم ما دمتم صِغاراً قبل أَن تصيروا سادَةً رُؤَساءَ منظوراً إِليهم فإِن لم تَعَلَّموا قبل ذلك استحيتم أَن تَعَلَّموا بعد الكبر فبقِيتم جُهَّالاً تأْخذونه من الأَصاغر فيزري ذلك بكم وهذا شبيه بحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما لا يزال الناس بخير ما أَخذوا العلم عن أَكابرهم فإِذا أَتاهم من أَصاغرهم فقد هلكوا والأَكابر أَوْفَرُ الأَسنان والأَصاغرُ الأَحْداث وقيل الأَكابر أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والأَصاغر مَنْ بَعْدَهم من التابعين وقيل الأَكابر أَهل السنة والأَصاغر أَهل البدع قال أَبو عبيد ولا أُرى عبدالله أَراد إِلا هذا والسَّيِّدُ الرئيس وقال كُراع وجمعه سادةٌ ونظَّره بقَيِّم وقامة وعَيِّل وعالةٍ قال ابن سيده وعندي أَن سادةً جمع سائد على ما يكثر في هذا النحو وأَما قامةٌ وعالةٌ فجمْع قائم وعائل لا جمعُ قَيِّمٍ وعيِّلٍ كما زعم هو وذلك لأَنَّ فَعِلاً لا يُجْمَع على فَعَلةٍ إِنما بابه الواو والنون وربما كُسِّر منه شيء على غير فَعَلة كأَموات وأَهْوِناء واستعمل بعض الشعراء السيد للجن فقال جِنٌّ هَتَفْنَ بليلٍ يَنْدُبْنَ سَيِّدَهُنَّهْ قال الأَخفش هذا البيت معروف من شعر العرب وزعم بعضهم أَنه من شعر الوليد والذي زعم ذلك أَيضاً
( * بياض بالأصل المعول عليه قبل ابن شميل بقدر ثلاث كلمات ) ابن شميل السيد الذي فاق غيره بالعقل والمال والدفع والنفع المعطي ماله في حقوقه المعين بنفسه فذلك السيد وقال عكرمة السيد الذي لا يغلبه غَضَبه وقال قتادة هو العابد الوَرِع الحليم وقال أَبو خيرة سمي سيداً لأَنه يسود سواد الناس أَي عُظْمهم الأَصمعي العرب تقول السيد كل مَقْهور مَغْمُور بحلمه وقيل السيد الكريم وروى مطرّف عن أَبيه قال جاءَ رجل إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أَنت سيد قريش ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم السيدُ الله فقال أَنت أَفضلُها قولاً وأَعْظَمُها فيها طَوْلاً فقال النبي صلى الله عليه وسلم لِيَقُلْ أَحدكم بقوله ولا يَسْتَجْرِئَنَّكُم معناهُ هو الله الذي يَحِقُّ له السيادة قال أَبو منصور كره النبي صلى الله عليه وسلم أَن يُمْدَحَ في وجهه وأَحَبَّ التَّواضع لله تعالى وجَعَلَ السيادة للذي ساد الخلق أَجمعين وليس هذا بمخالف لقوله لسعد بن معاذ حين قال لقومه الأَنصار قوموا إِلى سيدكم أَراد أَنه أَفضلكم رجلاً وأَكرمكم وأَما صفة الله جل ذكره بالسيد فمعناه أَنه مالك الخلق والخلق كلهم عبيده وكذلك قوله أَنا سيّدُ ولد آدم يوم القيامة ولا فَخْرَ أَراد أَنه أَوَّل شفيع وأَول من يُفتح له باب الجنة قال ذلك إِخباراً عما أَكرمه الله به من الفضل والسودد وتحدُّثاً بنعمة الله عنده وإِعلاماً منه ليكون إِيمانهم به على حَسَبهِ ومُوجَبهِ ولهذا أَتبعه بقوله ولا فخر أَي أَن هذه الفضيلة التي نلتها كرامة من الله لم أَنلها من قبل نفسي ولا بلغتها بقوَّتي فليس لي أَن أَفْتَخِرَ بها وقيل في معنى قوله لهم لما قالوا له أَنت سَيِّدُنا قولوا بِقَوْلِكُم أَي ادْعوني نبياً ورسولاً كما سماني الله ولا تُسَمُّوني سَيِّداً كما تُسَمُّونَ رؤُساءكم فإِني لست كأَحدهم ممن يسودكم في أَسباب الدنيا وفي الحديث يا رسولَ الله مَنِ السيِّد ؟ قال يوسفُ بن إِسحقَ بن يعقوبَ بن إِبراهيم عليه السلام قالوا فما في أُمَّتِك من سَيِّدٍ ؟ قال بلى من آتاه الله مالاً ورُزِقَ سَماحَةً فأَدّى شكره وقلَّتْ شِكايَتهُ في النَّاس وفي الحديث كل بني آدم سَيِّدٌ فالرجل سيد أَهل بيته والمرأَة سيدة أَهل بيتها وفي حديثه للأَنصار قال من سيدكم ؟ قالوا الجَدُّ بنُ قَيس على أَنا نُبَخِّلُه قال وأَي داءٍ أَدْوى من البخل ؟ وفي الحديث أَنه قال للحسن بن علي رضي الله عنهما إِن ابْني هذا سيدٌ قيل أَراد به الحَليم لأَنه قال في تمامه وإِن الله يُصْلِحُ به بين فئتين عظيمتين من المسلمين وفي حديث قال لسعد بن عبادة انظروا إِلى سيدنا هذا ما يقول قال ابن الأَثير كذا رواه الخطابي وقيل انظروا إِلى من سَوَّدْناه على قومه ورأْسْناه عليهم كما يقول السلطانُ الأَعظم فلان أَميرُنا قائدُنا أَي من أَمَّرناه على الناس ورتبناه لقَوْد الجيوش وفي رواية انظروا إِلى سيدكم أَي مُقَدَّمِكُم وسمى الله تعالى يحيى سيداً وحصوراً أَراد أَنه فاق غيره عِفَّة ونزاهة عن الذنوب الفراء السَّيِّدُ الملك والسيد الرئيس والسيد السخيُّ وسيد العبد مولاه والأُنثى من كل ذلك بالهاء وسيد المرأَة زوجها وفي التنزيل وأَلْفَيَا سيدها لدى الباب قال اللحياني ونظنّ ذلك مما أَحدثه الناس قال ابن سيده وهذا عندي فاحش كيف يكون في القرآن ثم يقول اللحياني ونظنه مما أَحدثه الناس إِلا أَن تكون مُراوِدَةُ يوسف مَمْلُوكَةً فإِن قلت كيف يكون ذلك وهو يقول وقال نسوة في المدينة امرأَة العزيز ؟ فهي إِذاً حرّة فإِنه
( * قوله « فإنه إلخ » كذا بالأصل المعوّل عليه ولعله سقط من قلم مبيض مسودة المؤلف قلت لا ورود فانه إلخ أو نحو ذلك والخطب سهل ) قد يجوز أَن تكون مملوكة ثم يُعْتِقُها ويتزوّجها بعد كما نفعل نحن ذلك كثيراً بأُمهات الأَولاد قال الأَعشى فكنتَ الخليفةَ من بَعْلِها وسَيِّدَتِيَّا ومُسْتادَها أَي من بعلها فكيف يقول الأَعشى هذا ويقول اللحياني بعد إِنَّا نظنه مما أَحدثه الناس ؟ التهذيب وأَلفيا سيدها معناه أَلفيا زوجها يقال هو سيدها وبعلها أَي زوجها وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَن امرأَة سأَلتها عن الخضاب فقالت كان سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره ريحه أَرادت معنى السيادة تعظيماً له أَو ملك الزوجية وهو من قوله وأَلفيا سيدها لدى الباب ومنه حديث أُم الدرداء حدثني سيدي أَبو الدرداء أَبو مالك السَّوادُ المال والسَّوادُ الحديث والسواد صفرة في اللون وخضرة في الظفر تصيب القوم من الماء الملح وأَنشد فإِنْ أَنتُمُ لم تَثْأَرُوا وتسَوِّدوا فكونوا نَعَايَا في الأَكُفِّ عِيابُها
( * قوله « فكونوا نعايا » هذا ما في الأَصل المعوّل عليه وفي شرح القاموس بغايا ) يعني عيبة الثياب قال تُسَوِّدُوا تَقْتلُوا وسيِّد كلِّ شيء أَشرفُه وأَرفَعُه واستعمل أَبو إِسحق الزجاج ذلك في القرآن فقال لأَنه سيد الكلام نتلوه وقيل في قوله عز وجل وسيداً وحصوراً السيد الذي يفوق في الخير قال ابن الأَنباري إِن قال قائل كيف سمى الله عز وجل يحيى سيداً وحصوراً والسيد هو الله إِذ كان مالك الخلق أَجمعين ولا مالك لهم سواه ؟ قيل له لم يُرِد بالسيد ههنا المالك وإِنما أَراد الرئيسَ والإِمامَ في الخير كما تقول العرب فلان سيدنا أَي رئيسنا والذي نعظمه وأَنشد أَبو زيد سَوَّارُ سيِّدُنا وسَيِّدُ غيرِنا صَدْقُ الحديث فليس فيه تَماري وسادَ قومَه يَسُودُهم سيادَةً وسُوْدَداً وسَيْدُودَةً فهو سيِّدٌ وهم سادَةٌ تقديره فَعَلَةٌ بالتحريك لأَن تقدير سَيِّدٍ فَعْيِلٌ وهو مثل سَرِيٍّ وسَراةٍ ولا نظير لهما يدل على ذلك أَنه يُجمعُ على سيائدَ بالهمز مثلَ أَفيل وأَفائلَ وتَبيعٍ وتَبائعَ وقال أَهل البصرة تقدير سَيِّدٍ فَيْعِلٌ وجُمِعَ على فَعَلَةٍ كأَنهم جمعوا سائداً مِثلَ قائدٍ وقادةٍ وذائدٍ وذادةٍ وقالوا إِنما جَمَعَتِ العربُ الجَيِّد والسَّيِّدَ على جَيائِدَ وسَيائدَ بالهمز على غير قياس لأَنّ جَمْعَ فَيْعِلٍ فياعلُ بلا همز والدال في سُودَدٍ زائدةٌ للإِلحاق ببناء فُعْلَلٍ مِثلِ جُندَبٍ وَبُرْقُعٍ وتقول سَوَّدَه قومه وهو أَسودُ من فلان أَي أَجلُّ منه قال الفراء يقال هذا سَيِّدُ قومِه اليوم فإِذا أَخبرت أَنه عن قليل يكون سيدَهم قلت هو سائدُ قومِه عن قليل وسيد
( * هنا بياض بالأصل المعوّل عليه ) وأَساد الرجلُ وأَسْوَدَ بمعنى أَي وَلدَ غلاماً سيداً وكذلك إِذا ولد غلاماً أَسود اللون والسَّيِّد من المعز المُسِنُّ عن الكسائي قال ومنه الحديث ثَنِيٌّ من الضأْن خير من السيد من المعز قال الشاعر سواء عليه شاةُ عامٍ دَنَتْ له لِيَذْبَحَها للضيف أَم شاةُ سَيِّدِ كذا رواه أَبو علي عنه المُسِنُّ من المعز وقيل هو المسنّ وقيل هو الجليل وإِن لم يكن مسنّاً والحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أَن جبريل قال لي اعلم يا محمد أَن ثنية من الضأْن خير من السيِّد من الإِبل والبقر يدل على أَنه معموم به قال وعند أَبي علي فَعْيِل من « س و د » قال ولا يمتَنع أَن يكون فَعِّلاً من السَّيِّد إِلا أَن السيدَ لا معنى له ههنا وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بكبش يطَأُ في سواد وينْظرُ في سواد ويَبْرُكُ في سواد لِيُضَحِّيَ به قوله ينظر في سواد أَراد أَنَّ حدقته سوداء لأَن إِنسان العين فيها قال كثير وعن نَجْلاءَ تَدْمَعُ في بياضٍ إِذا دَمَعَتْ وتَنظُرُ في سوادِ قوله تدمع في بياض وتنظر في سواد يريد أَن دموعها تسيل على خدٍّ أَبيض ونظرها من حدقة سوداء يريد أَنه أَسوَدُ القوائم
( * قوله « يريد أنه أسود القوائم » كذا بالأصل المعوّل عليه ولعله سقط قبله ويطأ في سواد كما هو واضح ) ويَبْرُك في سواد يريد أَن ما يلي الأَرض منه إِذا برك أَسْودُ والمعنى أَنه أَسود القوائم والمَرابض والمحاجر الأَصمعيُّ يقال جاءَ فلان بغنمه سُودَ البطون وجاءَ بها حُمرَ الكُلَى معناهما مهازِيل والحمارُ الوحْشِيُّ سَيِّد عانَته والعرب تقول إِذا كثر البياض قلَّ السواد يعنون بالبياض اللبن وبالسواد التمر وكل عام يكثر فيه الرَّسْلُ يقلّ فيه التمر وفي المثل قال لي الشَّرُّ أَقِمْ سوادَك أَي اصبر وأُمُّ سُويْدٍ هي الطِّبِّيجَةُ والمِسْأَدُ نِحْيُ السمن أَو العسل يُهْمَز ولا يُهمز فيقال مِسادٌ فإِذا همز فهو مِفْعَلٌ وإِذا لم يُهْمَز فهو فِعَالٌ ويقال رمى فلان بسهمه الأَسودِ وبسهمه المُدْمَى وهو السهم الذي رُمِيَ به فأَصاب الرمِيَّةَ حتى اسودّ من الدم وهم يتبركون به قال الشاعر قالَتْ خُلَيْدَةُ لمَّا جِئْتُ زائِرَها هَلاَّ رَمَيْتَ ببَعْضِ الأَسْهُمِ السُّودِ ؟ قال بعضهم أَراد بالأَسهم السود ههنا النُّشَّابَ وقيل هي سهام القَنَا قال أَبو سعيد الذي صح عندي في هذا أَن الجَمُوحَ أَخا بني ظَفَر بَيَّتَ بني لِحْيان فَهُزم أَصحابُه وفي كنانته نَبْلٌ مُعَلَّمٌ بسواد فقالت له امرأَته أَين النبل الذي كنتَ ترمي به ؟ فقال هذا البيت قالت خُلَيْدَةُ والسُّودانيَّةُ والسُّودانةُ طائر من الطير الذي يأْكل العنب والجراد قال وبعضهم يسميها السُّوادِيَّةَ ابن الأَعرابي المُسَوَّدُ أَن تؤخذ المُصْرانُ فتُفْصَدَ فيها الناقةُ وتُشَدّ رأْسُها وتُشْوَى وتؤكل وأَسْوَدُ اسم جبل وأَسْوَدَةُ اسم جبل آخر والأَسودُ عَلَمٌ في رأْس جبل وقول الأَعشى كَلاَّ يَمِينُ اللَّهِ حتى تُنزِلوا من رأْس شاهقةٍ إِلينا الأَسْوَدا وأَسْودُ العَيْنِ جبل قال إِذا ما فَقَدْتُمْ أَسْوَدَ العينِ كنْتُمُ كِراماً وأَنتم ما أَقامَ أَلائِمُ قال الهَجَرِيُّ أَسْوَدُ العينِ في الجَنُوب من شُعَبَى وأَسْوَدَةُ بِئر وأَسوَدُ والسَّودُ موضعان والسُّوَيْداء موضعٌ بالحِجاز وأَسْوَدُ الدَّم موضع قال النابغةُ الجعدي تَبَصَّرْ خَلِيلِي هل تَرَى من ظعائنٍ خَرَجْنَ بنصف الليلِ من أَسْوَدِ الدَّمِ ؟ والسُّوَيْداءُ طائرٌ وأَسْودانُ أَبو قبيلة وهو نَبْهانُ وسُوَيْدٌ وسَوادةُ اسمان والأَسْوَدُ رجل

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88