كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور
لمط
ابن الأَعرابي اللَّمْط الاضْطِرابُ أَبو زيد التَمَطَ فلان بحقي الْتِماطاً إِذا ذهب به
لهط
لَهَطَ يَلْهَطُ لَهْطاً ضرب باليد والسَّوطِ وقيل اللَّهْطُ الضرب بالكف مَنْشُورة أَيَّ الجسدِ أَصابت لهَطَه لهْطاً ولَهَطَتِ المرأَة فَرجَها بالماء لَهْطاً ضربته به ولهَطَ به الأَرض ضربها به ابن الأَعرابي اللاَّهِطُ الذي يَرُشُّ بابَ دارِه ويُنَظِّفُه
لوط
لاط الحوْضَ بالطين لَوْطاً طَيَّنه والتاطَه لاطَه لنفسه خاصّة وقال اللحياني لاط فلان بالحوْض أَي طَلاه بالطِّين وملَّسه به فعدّى لاط بالباء قال ابن سيده وهذا نادِر لا أَعرفه لغيره إِلا أَن يكون من باب مَدَّه ومَدَّ به ومنه حديث ابن عباس في الذي سأَله عن مال يَتِيم وهو والِيه أَيُصِيب من لبن إِبله ؟ فقال إِن كنت تَلُوط حَوْضَها وتَهْنَأُ جَرْباها فأَصِبْ من رِسْلها قوله تلُوط حوضَها أَراد باللَّوْطِ تطيين الحوض وإِصْلاحَه وهو من اللُّصُوق ومنه حيث أَشْراطِ الساعةِ ولتَقُومَن وهو يَلُوط حوضَه وفي رواية يَلِيطُ حوضَه وفي حديث قتادة كانت بنو إِسرائيل يشربون في التِّيه ما لاطُوا أَي لم يصيبوا ماء سَيْحاً إِنما كانوا يشربون مما يجمعونه في الحِياض من الآبار وفي خُطبة علي رضي اللّه عنه ولاطَها بالبِلَّةِ حتى لزَبَتْ واسْتَلاطُوه أَي أَلزَقُوه بأَنفسهم وفي حديث عائشةَ في نكاح الجاهِليةِ فالتاطَ به ودُعِيَ ابنَه أَي التَصَق به وفي الحديث مَنْ أَحَبّ الدنيا التاطَ منها بثلاثٍ شُغُلٍ لا يَنْقَضي وأَملٍ لا يُدْرَك وحِرصٍ لا ينْقَطِع وفي حديث العباس أَنه لاطَ لفلان بأَربعةِ آلافٍ فبعثه إِلى بَدْرٍ مكان نفسه أَي أَلصَق به أَربعة آلاف ومنه حديث علي بن الحسين رضي اللّه عنهما في المُسْتَلاط أَنه لا يَرِثُ يعني المُلْصَقَ بالرجل في النَّسب الذي وُلد لغير رِشْدةٍ ويقال اسْتَلاطَ القومُ والطوه( * قوله « والطوه » كذا بالأصل ولعله محرف عن والتاطوا أَي التصق بهم الذنب ) إِذا أَذنبوا ذنوباً تكون لمن عاقبهم عذراً وكذلك أَعْذَروا وفي الحديث أَن الأَقْرعَ ابن حابِسٍ قال لعُيَيْنةَ بن حِصْنٍ بِمَ اسْتَلَطْتُم دَمَ هذا الرجل ؟ قال أَقْسَمَ منا خمسون أَنَّ صاحبنا قتل وهو مُؤمن فقال الأَقرع فسأَلكم رسولُ اللّه صلّى اللّ عليه وسلّم أَن تقبلوا الدِّيةَ وتَعْفُوا فلم تَقْبلوا وليُقْسِمنَّ مائةٌ من تميم أَنه قتل وهو كافر قوله بِمَ اسْتَلَطْتُم أَي استوجبتم واسْتَحْققم وذلك أَنهم لما استحقوا الدَّمَ وصار لهم كأَنهم أَلصقوه بأَنفسهم ابن الأَعرابي يقال اسْتَلاطَ القوْمُ واستحَقُّوا وأَوْجَبُوا وأَعذَروا ودنوا
( * قوله « ودنوا » كذا بالأصل على هذه الصورة ولعله ذبوا أي دفعوا عمن يعاقبهم اللوم ) إِذا أَذْنَبُوا ذنموباً يكون لمن يعاقبهم عُذر في ذلك لاستحقاقهم ولَوَّطَه بالطِّيب لطَّخه وأَنشد ابن الأَعرابي مُفَرَّكة أَزْرَى بها عندَ زوجِها ولوْ لَوَّطَتْه هَيِّبانٌ مُخالِفُ يعني بالهَيِّبانِ المُخالِف ولَده منها ويروى عند أَهلها فإِن كان ذلك فهو من صفة الزوج كأَنه يقول أَزْرَى بها عند أَهلها منها هَيِّبانٌ ولاط الشيءَ لوطاً أَخفاه وأَلصَقه وشيء لَوْط لازق وصف بالمصدر أَنشد ثعلب رَمَتْنِيَ مَيٌّ بالهَوَى رَمْيَ مُمْضَع من الوَحْشِ لَوْطٍ لم تَعُقْه الأَوالِس
( * قوله « الاوالس » سيأتي في مضع الاوانس بالنون وهي التي في شرح القاموس )
الكسائي لاطَ الشيءُ بقلبي يَلوطُ ويَلِيطُ ويقال هو أَلوطُ بقلبي وأَليَطُ وإِني لأَجد له في قلبي لَوْطاً ولَيْطاً يعني الحُبَّ اللازِقَ بالقلب ولاط حُبُّه بقلبي يَلوط لَوْطاً لَزِقَ وفي حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه أَنه قال إِنَّ عمر لأَحَبُّ الناس إِليَّ ثم قال اللهم أَعَزُّ والولَدُ أَلْوَطُ قال أَبو عبيد قوله والولد أَلوطُ أَي أَلصَقُ بالقلب وكذلك كل شيء لَصِق بشيء فقد لاطَ به يَلوط لَوْطاً ويَليطُ لَيْطاً ولِياطاً إِذا لَصِق به أَي الولد أَلصق بالقلب والكلمة واوية ويائية وإِني لأَجِدُ له لَوْطاً ولَوْطةً ولُوطةً الضمّ عن كراع واللحياني ولِيطاً بالكسر وقد لاطَ حُبُّه بقلبي يَلوطُ ويَلِيطُ أَي لصِق وفي حديث أَبي البَخْتَريّ ما أَزْعُمُ أَنَّ عليّاً أَفضلُ من أَبي بكر وعمر ولكن أَجد له من اللَّوْطِ ما لا أَجد لأَحد بعد النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ويقال للشيء إِذا لم يُوافِق صاحبَه ما يَلْتاطُ ولا يَلْتاطُ هذا الأَمرُ بصَفَري أَي لا يَلْزَقُ بقلبي وهو يَفْتَعِلُ من اللَّوْطِ ولاطَه بسهم وعين أَصابه بهما والهمز لغة والْتاطَ ولداً واسْتَلاطَه اسْتَلْحَقَه قال فهل كُنْتَ إِلاَّ بُهْثَةً إِسْتَلاطَها شَقِيٌّ من الأَقوامِ وَغْدٌ مُلَحَّقُ ؟ قطع أَلف الوصل للضرورة وروي فاسْتَلاطَها ولاط بحقه ذهب به واللَّوْطُ الرِّداء يقال انْتُقْ لَوْطَك في الغَزالةِ حتى يَجِفّ ولَوْطُه رِداؤه ونَتْقُه بَسْطُه ويقال لَبِسَ لَوْطَيْه واللَّوِيطةُ من الطعام ما اختلط بعضه ببعض ولُوط اسم النبي صلّى اللّه على سيدنا محمد نبينا وعليه وسلّم ولاطَ الرجلُ لِواطاً ولاوطَ أَي عَمِل عَمَل قومِ لُوطٍ قال الليث لُوط كان نبيّاً بعثه اللّه إِلى قومه فكذبوه وأَحدثوا ما أَحدثوا فاشتق الناس من اسمه فعلاً لمن فَعَل فِعْلَ قومِه ولوط اسم ينصرف مع العُجْمة والتعريف وكذلك نُوح قال الجوهري وإِنما أَلزموهما الصرف لأَن الاسم على ثلاثة أَحرف أَوسطه ساكن وهو على غاية الخِفة فقاومت خِفَّتُه أَحد السببين وكذلك القياس في هِنْد ودَعْد إِلاَّ أَنهم لم يلزموا الصرف في المؤنث وخيَّروك فيه بين الصرف وتركه واللِّياطُ الرِّبا وجمعه لِيطٌ وهو مذكور في ليط وذكرناه ههنا لأَنهم قالوا إِنَّ أَصله لوط
ليط
لاطَ حُبُّه بقلبي يَلوط ويَلِيط لَيْطاً ولِيطاً لزِق وإِني لأَجد له في قلبي لَوْطاً ولِيطاً بالكسر يعني الحُبَّ اللازِقَ بالقلب وهو أَلْوَطُ بقلبي وأَلْيَطُ وحكى اللحياني به حُبّ الولد وهذا الأَمر لا يَلِيطُ بصَفَري ولا يَلْتاطُ أَي لا يَعْلَقُ ولا يَلْزَقُ والتاطَ فلان ولداً ادَّعاه واستلحقه ولاطَ القاضي فلاناً بفلان أَلحقه به وفي حديث عمر أَنه كان يَلِيطُ أَولاد الجاهِلية بآبائهم وفي رواية بمن ادَّعاهم في الإِسلام أَي يُلْحِقهم بهم واللِّيطُ قِشر القصب اللازق به وكذلك لِيطُ القَناةِ وكلُّ قِطْعة منه لِيطة وقال أَبو منصور لِيطُ العود القشر الذي تحت القشر الأَعلى وفي كتابه لوائل ابن حُجْر في التِّيعةِ شاة لا مُقْوَرّةُ الألْياطِ هي جمع لِيطٍ وهي في الأَصل القشر اللازق بالشجر أَراد غير مُسْترخِيةِ الجلود لهُزالها فاستعار اللِّيط للجلد لأَنه للحم بمنزلته للشجر والقصب وإِنما جاء به مجموعاً لأَنه أَراد لِيط كل عُضو واللِّيطةُ قشْرة القَصبة والقوسِ والقناة وكلِّ شيء له مَتانة والجمع لِيطٌ كريشةٍ وريش وأَنشد الفارسي قول أَوس بن حَجر يصف قَوْساً وقَوّاساً فَمَلَّك باللِّيطِ الذي تحتَ قِشْرِها كغِرْقِئِ بَيْضٍ كَنَّه القيْضُ مِنْ عَل قال ملَّك شدَّد أَي ترك شيئاً من القِشر على قلب القوس ليتمالك به قال وينبغي أَن يكون موضع الذي نصباً بمَلَّك ولا يكون جَرّاً لأَنّ القِشْر الذي تحت القوس ليس تحتها ويدلك على ذلك تمثيله إِياه بالقَيْضِ والغِرْقِئِ وجمع اللِّيط لِياط قال جَسَّاسُ بن قُطيْبٍ وقُلُصٍ مُقْوَرّةِ الأَلْياطِ قال وهي الجُلُودُ ههنا وفي الحديث أَن رجلاً قال لابن عباس بأَي شيء أُذَكِّي إِذا لم أَجد حَدِيدةً ؟ قال بِلِيطةٍ فاليةٍ أَي قشرةٍ قاطعةٍ واللِّيطُ قشر القصَب والقَناة وكلِّ شيء كانت له صَلابةٌ ومَتانة والقِطْعةُ منه لِيطةٌ ومنه حديث أَبي إِِدْرِيسَ قال دخلت على النبي( * قوله « على النبي إلخ » في النهاية على أنس رضي الله عنه إلى آخر ما هنا ) صلّى اللّه عليه وسلّم فأُتِيَ بعَصافِيرَ فذُبحَتْ بِلِيطةٍ وقيل أَراد به القِطْعةَ المُحَدَّدةَ من القصب وقوْسٌ عاتِكَةُ اللِّيطِ واللِّياطِ أَي لازِقَتُها وتَلَيَّط لِيطةً تَشظّاها واللِّيطُ قِشر الجُعَلِ واللَّيْطُ اللَّوْنُ
( * قوله « والليط لون » هو بالفتح ويكسر كما في القاموس ) وهو اللِّياطُ أَيضاً قال فصَبَّحَتْ جابِيةً صُهارِجا تَحْسَبُها لَيْطَ السماء خارِجا شبه خُضرة الماء في الصِّهْريج بجِلد السماء وكذلك لِيطُ القَوْسِ العربية تمسح وتمرّن حتى تصفرَّ ويصير لها لِيط وقال الشاعر يصف قوساً عاتكة اللِّياط ولِيطُ الشمس ولَيْطُها لَوْنها إِذ ليس لها قِشْر قال أَبو ذُؤيْب بِأَرْيِ التي تَأْرِي إِلى كُلِّ مَغْرِبٍ إِذا اصْفَرَّ لِيطُ الشمْسِ حانَ انْقِلابُها
( * قوله « تأري » في شرح القاموس تهوي )
والجمع أَلْياط أَنشد ثعلب يُصْبِحُ بَعْدَ الدَّلَجِ القَطْقاطِ وهو مُدِلٌّ حَسَنُ الأَلْياطِ ويقال للإنسان اللّيِّن المَجَسّةِ إِنه للَيِّنُ اللِّيط ورجل لَيِّن اللّيطِ أي السجِيّةِ واللِّياطُ الرّبا سمي لِياطاً لأَنه شيء لا يحِلّ أُلصِق بشيء وكلُّ شيء أُلصق بشيء وأُضِيفَ إِليه فقد أُليِطَ به والرِّبا مُلْصَق برأْس المال ومنه حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه كتَب لثَقِيفَ حينَ أَسْلَموا كِتاباً فيه وما كان لهم من دَيْنٍ إِلى أَجَلِه فبلغ أَجَلَه فإِنّه لِياطٌ مُبرّأٌ من اللّه وإِنّ ما كان لهم من دَيْن في رَهْنٍ ورَاء عُكاظَ فإِنه يُقْضى إِلى رأْسِه ويُلاطُ بِعُكاظ ولا يُؤخّر واللِّياطُ في هذا الحديث الربا الذي كانوا يُرْبُونَه في الجاهلية ردّهم اللّه إِلى أَن يأْخذوا رُؤوسَ أَموالهم ويدَعُوا الفَضْل عليها ابن الأَعرابي جمع اللِّياطِ اللِّيالِيطُ وأَصله لوط وفي حديث معاويةَ بن قُرَّةَ ما يَسُرّني أَني طلَبْتُ المالَ خَلْفَ هذه اللاَّئطةِ وإِنّ لي الدنيا اللائطةُ الأُسْطوانةُ سميت به لِلُزوقِها بالأَرض ولاطَه اللّهُ لَيْطاً لعنه اللّه ومنه قول أُمَيّةَ يصف الحية ودخُول إِبليس جَوْفَها فَلاطَها اللّهُ إِذ أَغْوَتْ خَلِيفَتَه طُولَ اللَّيالي ولم يَجْعَلْ لها أَجَلا أَراد أَن الحية لا تموت بأَجَلها حتى تقتل وشَيْطانٌ لَيْطانٌ منه سُرْيانِيّة وقيل شَيْطانٌ لَيْطانٌ إِتباع وقال ابن بري قال القالي لَيطان كم لاطَ بقَلْبِه أَي لَصِقَ أَبو زيد يقال ما يَلِيطُ به النعيم ولا يَلِيقُ به معناه واحد وفي حديث أَشْراطِ الساعةِ ولتَقُومَنَّ وهو يَلُوطُ حوْضَه وفي رواية يَلِيطُ حوضَه أَي يُطَيّنُه
مثط
المَثْط غَمْزُك الشيءَ بيدك على الأَرض قال ابن دريد وليس بثَبَت
محط
المَحْطُ شبيه بالمَخْطِ مَحَطَ الوَتَرَ والعَقَب يَمْحَطُه مَحْطاً أَمَرَّ عليه الأَصابع ليُصْلِحه وامْتَحَطَ سيفَه سَلَّه وامْتَحَطَ الرُّمح انتزَعَه الأَزهري المَحْطُ كما يَمْحَطُ البازِي ريشَه أَي يُذهبه يقال امْتَحَطَ البازِي ويقال مَحَّطْتُ الوتَر وهو أَن تُمِرّ عليه الأَصابع لتُصْلِحه وكذلك تَمْحِيطُ العَقَب تخليصه وقال النضر المُماحَطةُ شدة سِنانِ الجملِ الناقةَ إِذا استناخها ليَضْربها يقال سانَّها وماحَطَها مِحاطاً شديداً حتى ضرب بها الأَرض
مخط
مَخَطه يَمْخَطُه مَخْطاً أَي نَزَعَه ومَدَّه ويقال مَخَطَ في القوس ومَخَط السهْمُ يَمْخَطُ ويَمْخُطُ مُخُوطاً نَفَذ وأَمْخَطَه هو ويقال رماه بسهم فأَمْخَطَه من الرَّمِيّة إِذا أَنْفَذَه ومَخَطَ السهمُ أَي مَرَق وأَمْخَطْتُ السهمَ أَنفذْته وربما قالوا امْتَخَط ما في يده نزعَه واخْتَلَسه والمَخْطُ السَّيَلانُ والخُروجُ وفَحْلٌ مِخْطُ ضِرابٍ يأْخذ رِجل الناقة ويضرب بها الأَرض فيَغْسِلُها ضِراباً وهو من ذلك لأَنه بكثرة ضِرابه يستخرج ما في رَحِم الناقة من ماء وغيره والمُخاط ما يسيل من الأَنف والمُخاطُ من الأَنف كاللُّعابِ من الفم والجمع أُمْخِطةٌ لا غير ومَخَطْتُ الصبيَّ مَخْطاً ومخطَه يَمْخُطُه مَخْطاً وقد مَخَطَه من أَنفه أَي رَمَى به وامْتَخَطَ هو وتَمَخَّطَ امْتِخاطاً أَي اسْتَنْثر ومَخَطه بيده ضَربه والماخِط الذي ينْزِعُ الجِلْدةَ الرَّقيقة عن وجه الحُوار ويقال هذه ناقة إِنما مَخَطها بنو فلان أَي نُتِجَتْ عندهم وأَصل ذلك أَن الحُوار إِذا فارق الناقة مَسَح النّاتجُ عنه غِرْسَه وما على أَنفه من السّابِياء فذلك المَخْط ثم قيل للنّاتج ماخِطٌ وقال ذو الرِمّةِ وانْمِ القُتُودَ على عَيْرانةٍ حَرَجٍ مَهْريّةٍ مَخَطَتْها غِرْسَها العِيدُ( * قوله « وانم » هو بالواو في الأَصل والأَساس وأَنشده شارح القاموس بالفاء جواب إِذا في البيت قبله )
العِيدُ قوم من بني عُقَيْل يُنسَب إِليهم النَّجائبُ ابن الأَعرابي المَخْطُ شبه الولد بأَبيه تقول العرب كأَنما مَخَطه مَخْطاً ويقال للسهام التي تتَراءَى في عين الشمس للناظر في الهواء عند الهاجِرة مُخاطُ الشيطانِ ويقال له لُعابُ الشمس ورِيقُ الشمس كل ذلك سُمِعَ عن العرب ومَخَط في الأَرض مَخْطاً إِذا مضى فيها سريعاً ويقال بُرْد مَخْطٌ ووَخْطٌ قصِير وسَيْر مَخْط ووخط سريع شَديد وقال قَدْ رابَنا من سَيْرنا تَمَخُّطه أَصْبَحَ قد زايَلَه تَخَمُّطه
( * قوله « من سيرنا » وقوله « تخمطه » كذا بالأَصل والذي في شرح القاموس عن الصاغاني من شيخنا وتخبطه بالباء )
قيل تَمَخُّطه اضْطِرابُه في مِشْيته يسقط مَرة ويتحامل أُخرى والمَخْطُ اسْتِلالُ السَّيفِ وامْتَخَطَ سيفَه سَلَّه من غِمْده وامْتَخَط رُمْحَه من مَرْكزه انتزعه وامْتَخَطَ الشيءَ اخْتَطَفَه والمَخِطُ السيِّد الكريم والجمع مَخِطون وقول رؤْبة وإِنَّ أَدْواءَ الرِّجالِ المُخَّطِ مَكانُها من شُمَّتٍ وغُبَّطِ كسَّره على توهم فاعل قال أَبو منصور ورأَيت في شعر رؤْبة وإِنَّ أَدْواءَ الرجال النُّخَّطِ بالنون قال ولا أَعرف المخَّط في تفسيره والمُخاطةُ شجرة تُثْمر ثَمراً حُلْواً لَزِجاً يؤْكل
مرط
المَرْطُ نَتْفُ الشعر والرِّيش والصُّوف عن الجسد مرَطَ شعرَه يَمرُطُه مَرْطاً فانْمَرط نتفه ومرَّطه فتَمرَّط والمُراطةُ ما سقط منه إِذا نُتِف وخص اللحياني بالمُراطةِ ما مُرِطَ من الإِبْط أَي نُتِف والأَمْرَطُ الخفِيفُ شعر الجسد والحاجبين والعينين من العمَش والجمع مُرْطٌ على القياس ومِرَطةٌ نادر قال ابن سيده وأَراه اسماً للجمع وقد مَرِطَ مَرَطاً ورجل أَمْرَطُ وامرأَة مَرْطاء الحاجِبَيْنِ لا يُستغنى عن ذكر الحاجبين ورجل نَمِصٌ وهو الذي ليس له حاجبان وامرأَة نَمْصاء يستغنى في الأَنْمَص والنمْصاء عن ذكر الحاجبين ورجل أَمرط لا شعر على جسده وصدره إِلاَّ قليل فإِذا ذهب كله فهو أَمْلَطُ ورجل أَمْرَطُ بيِّن المَرطِ وهو الذي قد خَفَّ عارِضاه من الشعر وتمَرَّط شعرُه أَي تحاتَّ وذِئب أَمْرَطُ مُنْتَتِفُ الشعر والأَمْرَطُ اللِّصُّ على التشبيه بالذئب وتمرَّط الذئب إِذا سقط شعره وبقي عليه شعر قليل فهو أَمرط وسهم أَمرطُ وأَمْلَطُ قد سقط عنه قُذَذُه وسَهْم مُرُطٌ إِذا لم يكن له قَذَذ الأَصمعي العُمْرُوطُ اللِّص ومثله الأَمْرطُ قال أَبو منصور وأَصله الذئب يتمرَّط من شعره وهو حينئذ أَخبث ما يكون وسهم أَمْرَط ومَرِيطٌ ومِراطٌ ومُرُطٌ لا ريش عليه قال الأَسديّ يصف السَّهم ونسب في بعض النسخ للبيد مُرُطُ القِذاذِ فليس فيه مَصْنَعٌ لا الرِّيشُ يَنْفَعُه ولا التَّعْقِيبُ ويجوز فيه تسكين الراء فيكون جميع أَمْرَط وإِنما صحَّ أَن يوصف به الواحد لما بعده من الجمع كما قال الشاعر وإِنَّ التي هامَ الفُؤَادُ بذِكْرها رَقُودٌ عن الفَحْشاءِ خُرْسُ الجَبائر واحدة الجَبائر جِبارة وجَبيرة وهي السوارُ ههنا قال ابن بري البيت المنسوب للأَسدي مُرُط القِذاذ هو لنافِع بن نُفَيْعٍ الفَقْعَسِيّ ويقال لنافع بن لَقِيط الأَسدي وأَنشده أَبو القاسم الزَّجَّاجي عن أَبي الحسن الأَخفش عن ثعلب لنُويْفِع بن نُفيع الفقعسي يصف الشيب وكِبَره في قصيدة له وهي بانَتْ لِطِيَّتِها الغَداةَ جَنُوبُ وطََرِيْتَ إِنَّك ما عَلِمْتُ طَرُوبُ ولقَدْ تُجاوِرُنا فتَهْجُرُ بَيْتَنا حتَّى تُفارِقَ أَو يُقالَ مُرِيبُ وزِيارةُ البيْتِ الذي لا تَبْتَغِي فِيهِ سَواءَ حدِيثِهِنَّ مَعِيبُ ولقد يَمِيلُ بيَ الضَّبابُ إِلى الصِّبا حِيناً فأَحْكَمَ رأْبيَ التَّجْرِيبُ ولقد تُوَسِّدُني الفتاةُ يَمِينَها وشِمالَها البَهْنانةُ الرُّعْبُوبُ نُفُجُ الحَقِيبةِ لا ترى لكعُوبها حدّاً وليسَ لساقِها ظُنْبوبُ عَظُمَتْ رَوادِفُها وأُكْمِلَ خَلْقُها والوَالدانِ نَجِيبةٌ ونَجِيبُ لَمَّا أَحلَّ الشيْبُ بي أَثْقالَه وعَلمتُ أَنَّ شَبابيَ المَسْلُوبُ قالَتْ كَبِرْتَ وكلُّ صاحِبِ لَذَّةٍ لِبِلىً يَعُودُ وذلك التَّتْبيبُ هل لي من الكِبَر المُبينِ طَبيبُ فأَعُودَ غِرّاً ؟ والشَّبابُ عَجِيبُ ذَهَبَتْ لِداتي والشَّبابُ فليْسَ لي فِيمن تَرَيْنَ مِنَ الأَنامِ ضَرِيبُ وإِذا السِّنُونَ دَأَبْنَ في طَلَب الفَتَى لحِقَ السِّنُونَ وأُدْرِكَ المَطْلُوبُ فاذْهَبْ إِلَيْكَ فليْسَ يَعْلَمُ عالمٌ من أَين يُجْمَعُ حَظُّه المَكْتُوبُ يَسْعَى الفَتَى لِينالَ أَفْضَلَ سَعْيهِ هيهاتَ ذاكَ ودُون ذاك خُطوبُ يَسْعَى ويَأْمُلُ والمَنِيَّةُ خَلْفَه تُوفي الإِكامَ له عليه رَقِيبُ لا المَوْتُ مُحْتَقِرُ الصَّغِيرِ فعادلٌ عنْه ولا كِبَرُ الكَبِيرِ مَهِيبُ ولَئِنْ كَبِرْتُ لقد عَمِرْتُ كأَنَّني غُصْنٌ تُفَيِّئُه الرِّياحُ رَطِيبُ وكذاكَ حقّاً مَنْ يُعَمَّرْ يُبْلِه كَرُّ الزَّمانِ عليه والتَّقْلِيبُ حتى يَعُودَ مِنَ البِلى وكأَنَّه في الكَفِّ أَفْوَقُ ناصِلٌ مَعْصُوبُ مُرُطُ القِذاذِ فليس فيه مَصْنَعٌ لا الرِّيشُ يَنْفَعُه ولا التَّعْقِيبُ ذَهَبَتْ شَعُوبُ بِأَهْلهِ وبِمالهِ إِنَّ المَنايا لِلرِّجال شَعُوبُ والمَرْءُ مِنْ رَيْبِ الزَّمان كأَنه عَوْدٌ تَداوَلَه الرِّعاء رَكُوبُ غَرَضٌ لِكُلِّ مَنِيَّةٍ يُرْمَى بها حتى يُصابَ سَوادُه المَنْصوبُ وجمع المُرُطِ السَّهْمِ أَمراطٌ ومِراطٌ قال الرَّاجز صُبَّ على شاء أَبي رِياطِ ذُؤالةٌ كالأَقْدُحِ المِراطِ وأَنشد ثعلب وهُنَّ أَمْثالُ السُّرَى الأَمْراطِ والسُّرَى ههنا جمع سُرْوةٍ من السّهَام وقال الهذلي إِلاَّ عَوابِسُ كالمِراطِ مُعِيدةٌ باللَّيْلِ مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ( * قوله « عوابس » هو بالرفع فاعل يشرب في البيت قبله كما نبه عليه المؤلف عن ابن بري في مادة صيف فما تقدم لنا من ضبطه في مادة عود خطأ )
وشرح هذا البيت مذكور في موضعه وتمَرَّط السَّهْمُ خلا من الرِّيش وفي حديث أَبي سُفيان فامَّرَطَ قُذَذُ السهْمِ أَي سقَطَ رِيشُه وتمرَّطتْ أَوْبارُ الإِبل تطايرت وتفرقت وأَمْرَطَ الشعرُ حان له أَن يُمْرَطَ وأَمْرطَتِ الناقةُ ولدَها وهي مُمْرِطٌ أَلقته لغير تمام ولا شعر عليه فإِن كان ذلك لها عادة فهي مِمْراطٌ وأَمْرطت النخلةُ وهي مُمْرِطٌ سقط بُسْرُها غَضّاً تشبيهاً بالشعرِ فإِن كان ذلك عادَتَها فهي مِمْراط أَيضاً والمِرْطاوانِ والمُرَيْطاوان ما عَرِيَ من الشفةِ السُّفلى والسَّبَلةِ فوق ذلك مما يلي الأَنفَ والمُرَيْطاوان في بعض اللُّغات ما اكتنف العَنْفَقةَ من جانبيها والمُريطاوان ما بين السُّرّة والعانةِ وقيل هو ما خفّ شعره مما بين السرة والعانة وقيل هما جانبا عانةِ الرجل اللذان لا شعر عليهما ومنه قيل شجرة مَرْطاء إِذا لم يكن عليها ورق وقيل هي جلدة رقيقة بين السرة والعانة يميناً وشمالاً حيث تَمَرَّطَ الشعرُ إِلى الرُّفْغَين وهي تمدّ وتقصر وقيل المريطاوان عِرْقان في مَراقِّ البطن عليهما يعتمد الصَّائحُ ومنه قول عمر رضي اللّه عنه للمؤذن أَبي مَحْذُورةَ رضي الله عنه حين سمع أَذانه ورفع صوته لقد خشيتُ
( * قوله « لقد خشيت » كذا بالأصل والذي في النهاية أما خشيت ) أَن تنشقّ مُرَيْطاؤكَ ولا يُتَكَلم بها إِلاَّ مصغرة تصغير مَرْطاء وهي المَلْساء التي لا شعر عليها وقد تقصر وقال الأَصمعي المُرَيْطاء ممدودة هي ما بين السرة إِلى العانة وكان الأحمر يقول هي مقصورة والمُرَيْطاء الإِبْط قال الشاعر كأَنَّ عُرُوقَ مُرَيْطائها إِذا لَضَتِ الدِّرْعَ عنها الحِبال
( * قوله « لضت » كذا هو في الأصل وشرح القاموس باللام ولعله بالنون كأَنه يشبه عروق إِبط امرأَة بالحبال إِذا نزعت قميصها )
والمريطاء الرِّباط قال الحسين بن عَيَّاش سمعت أَعرابيّاً يسبّح فقلت ما لك ؟ قال إِنَّ مُرَيْطاي ليرسى
( * قوله « ليرسى » كذا بالأصل على هذه الصورة ) حكى هاتين الأَخيرتين الهرويّ في الغريبين والمَرِيطُ من الفرس ما بين الثُّنّةِ وأُمّ القِرْدانِ من باطن الرُّسْغِ مكبر لم يصغر ومَرَطَتْ به أُمّه تَمْرُط مَرْطاً ولَدتْه ومَرَطَ يَمْرُطُ مَرْطاً ومُرُوطاً أَسْرَع والاسم المَرَطَى وفَرس مَرَطَى سَرِيعٌ وكذلك الناقةُ وقال الليث المُرُوطُ سُرْعة المَشْي والعدْو ويقال للخيل هنَّ يمرُطْنَ مُرُوطاً وروى أَبو تراب عن مُدْرِك الجعْفريّ مَرَط فلان فلاناً وهَرَدَه إِذا آذاه والمَرَطَى ضَرْب من العَدْو قال الأَصمعي هو فوق التقْرِيب ودون الإِهْذابِ وقال يصف فرساً تَقْرِيبُها المَرَطَى والشَّدُّ إِبْراقُ وأَنشد ابن بري لطُفيل الغَنويّ تَقْرِيبُها المَرَطَى والجَوْزُ مُعْتَدِلٌ كأَنها سُبَدٌ بالماء مَغْسُولُ
( * قوله « تقريبها إلخ » أَورده في مادة سبد بتذكير الضميرين وهو كذلك في الصحاح )
والمِمْرَطةُ السريعة من النوق والجمع ممَارِطُ وأَنشد أَبو عمرو للدُّبَيْري قَوْداء تَهْدِي قُلُصاً ممَارِطا يَشْدَخْن بالليلِ الشُّجاعَ الخابِطا الشجاعُ الحيةُ الذكَر والخابط النائم والمرْطُ كِساء من خَزّ أَو صُوف أَو كتّان وقيل هو الثوب الأَخضر وجمعه مُرُوطٌ وفي الحديث أَنه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يصلي في مرُوط نسائه أَي أَكْسِيَتِهنّ الواحد مِرْط يكون من صوف وربما كان من خز أَو غيره يؤتَزر به وفي الحديث أَن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم كان يُغَلِّس بالفجر فينصرف النساء مُتَلَفِّعات بمرُوطهنّ ما يُعرفْن من الغَلَس وقال الحكم الخُضْري تَساهَمَ ثَوْباها ففي الدِّرْعِ رَأْدةٌ وفي المِرْطِ لَفّاوانِ رِدْفُهما عَبْلُ قوله تساهم أَي تَقارَعَ والمِرْط كل ثوب غير مَخِيط ويقال للفالُوذ المِرِطْراطُ والسِّرِطْراط واللّه أَعلم
مسط
أَبو زيد المِسْطُ أَن يُدخِل الرجُل يدَه في حَياء الناقة فيسْتَخْرج وَثْرها وهو ماء الفحل يجتمع في رحمها وذلك إِذا كثر ضِرابُها ولم تَلْقَح ومَسَطَ الناقَةَ والفَرَسَ يَمْسُطُها مَسْطاً أَدخل يدَه في رحمها واستخرج ماءها وقيل استخرج وَثْرَها وهو ماء الفحل الذي تَلْقَح منه والمَسِيطةُ ما يُخْرج منه قال الليث إِذا نزا على الفرس الكريمة حِصانٌ لئيم أَدخل صاحبُها يدَه فَخَرَط ماءه من رَحمِها يقال مَسَطَها ومَصَتَها ومَساها قال وكأَنهم عاقبوا بين الطاء والتاء في المَسْط والمَصْت ابن الأَعرابي فحل مَسِيط ومَلِيخٌ ودَهِينٌ إِذا لم يُلْقِح والمَسِيطةُ والمَسِيطُ الماء الكَدِرُ الذي يبقى في الحوض والمَطِيطةُ نحو منها والمَسِيطُ بغير هاء الطين عن كراع قال ابن شُميل كنت أَمشي مع أَْعرابي في الطين فقال هذا المَسِيط يعني الطين والمَسِيطة البِئر العَذْبةُ يسيل إِليها ماء البئر الآجِنةِ فيُفْسِدها وماسِطٌ اسم مُوَيْهٍ ملح وكذلك كل ماء ملح يَمْسُطُ البطون فهو ماسط أَبو زيد الضغيط الركية تكون إِلى جنبها ركية أُخرى فتحمأُ وتندفن فيُنْتِن ماؤها ويسيل ماؤها إِلى ماء العذبة فيُفْسِده فتلك الضغِيطُ والمسيط وأَنشد يَشْرَبْنَ ماء الآجِنِ الضَّغِيطِ ولا يَعَفْنَ كدَرَ المَسِيطِ والمَسِيطةُ والمَسِيط الماء الكَدِرُ يبقى في الحوض وأَنْشد الراجز يشربن ماء الأَجْنِ والضَّغِيطِ وقال أَبو عمرو المسيطة الماء يجري بين الحوض والبئر فيُنْتِنُ وأَنشد ولاطَحَتْه حَمْأَةٌ مَطائطُ يَمُدُّها من رِجْرِجٍ مَسائطُ قال أَبو الغَمْر إِِذا سال الوادي بِسَيْل صغير فهي مَسِيطة وأَصغر من ذلك مُسيِّطةٌ ويقال مَسَطْتُ المِعى إِذا خَرَطْتَ ما فيها بإِصبعك ليخرج ما فيها وماسِطٌ ماء ملح إِذا شربته الإِبل مَسَطَ بطُونها ومَسَطَ الثوبَ يَمْسُطُه مَسْطاً بَلّه ثم حرّكه ليستخرج ماءه وفحل مَسيط لا يُلْقِح هذه عن ابن الأَعرابي والماسِط شجر صيفيّ ترعاه الإِبل فيمسُط ما في بطونها فيَخرُطها أَي يُخرجه قال جرير يا ثلْطَ حامِضةٍ تَرَوَّحَ أَهْلُها من واسِطٍ وتَنَدّتِ القُلاَّما وقد روي هذا البيت يا ثَلْطَ حامِضة تَرَبَّع ماسِطاً من ماسِطٍ وتَرَبَّع القُلاَّما
مشط
مَشَطَ شَعرَه يَمْشُطُه ويَمْشِطه مَشْطاً رَجَّله والمُشاطةُ ما سقط منه عند المَشْط وقد امْتَشَط وامْتَشَطتِ المرأَة ومشَطتها الماشِطةُ مَشْطاً ولِمَّةٌ مَشِيطٌ أَي مَمْشوطةٌ والماشِطةُ التي تُحْسِن المَشْطَ وحرفتها المِشاطة والمَشّاطة الجارية التي تُحْسِن المِشاطَة ويقال للمُتَمَلِّقِ هو دائم المَشْطِ على المَثَل والمُشْطُ والمِشْطُ والمَشْطُ ما مُشِطَ به وهو واحد الأَمْشاطِ والجمع أَمْشاطٌ ومِشاطٌ وأَنشد ابن بري لسعيد بن عبد الرحمن بن حسان قد كنتُ أَغْنى ذِي غِنىً عَنْكُمْ كما أَغْنَى الرّجالِ عن المِشاطِ الأَقْرَعُ قال أَبو الهيثم وفي المِشْطِ لغة رابعة المُشُطُّ بتشديد الطاء وأَنشد قد كنتُ أَحْسَبُني غَنِيّاً عَنْكُمُ إِنّ الغَنِيّ عن المُشُطِّ الأَقْرَعُ قال ابن بري ويقال في أَسمائه المَشِطُ والمُشُطُ والمِمْشَطُ والمِكَدُّ والمِرْجَلُ والمِسْرَحُ والمِشْقا بالقصر والمدّ والنَّحيتُ والمُفَرَّجُ وفي حديث سِحْرِ النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه طُبَّ وجعل في مُشْط ومُشاطةٍ قال ابن الأَثير هو الشَّعر الذي يَسْقُط من الرأْسِ واللحيةِ عند التَّسْريح بالمشط والمِشْطَةُ ضَرب من المَشْط كالرِّكْبةِ والجِلْسة والمَشْطةُ واحدة ومن سِمات الإِبل ضرب يُسمّى المُشْط قال ابن سيده والمُشُطُ سِمة من سِماتِ البعير على صورة المُشطِ قال أَبو علي تكون في الخد والعنق والفخذ قال سيبويه أَمّا المُشْطُ والدّلْو والخُطَّاف فإِنما يريد أَن عليه صورة هذه الأَشياء وبعير مَمْشُوطٌ سِمَتُه المُشْطُ ومَشِطَتِ الناقةُ مَشَطاً ومَشَّطَت صار على جانبيها مثل الأَمْشاط من الشحْمِ ومُشْطُ القَدَمِ سُلامَياتُ ظهرها وهي العِظامُ الرِّقاقُ المُفْتَرِشةُ فوق القدم دون الأَصابع التهذيب المُشْط سُلامَياتُ ظهر القدم يقال انكسر مُشط ظهر قدمه ومُشط الكَتِفِ اللحمُ العريض والمُشْط سبَجَةٌ فيها أَفنان وفي وسَطها هِراوةٌ يُقبض عليها وتُسوّى بها القِصابُ ويُغَطَّى بها الحُبُّ وقد مَشَط الأَرضَ( * قوله « مشط الأَرض » كذا في الأَصل بدون تفسير )
ورجل مَمْشُوط فيه طول ودِقَّةٌ الخليل المَمْشُوط الطويل الدقيق وغيره يقول هو المَمْشُوقُ ومَشِطَتْ يده تَمْشَطَ مَشَطاً خَشُنت من عمل وقيل المَشَطُ أَن يمس الرجلُ الشوك أَو الجِذْع فيدخل منه في يده شيء وفي بعض نسخ المصنف مَشِظَت يده بالظاء المعجمة لغة أَيضاً وسيأْتي ذكره والمُشْط نبت صغير يقال له مُشْط الذئب له جِراء مثل جراء القِثَّاء
مطط
مَطَّ بالدلو مَطّاً جذب عن اللحياني ومَطَّ الشيءَ يَمُطُّه مَطّاً مدّه وفي حديث عمر رضي اللّه عنه وذِكْر الطَّلاء فأَدخل فيه إِصبعه ثم رفعها فتَبِعَها يَتَمَطَّطُ أَي يتمدّد أَراد أَنه كان ثخيناً وفي حديث سعد ولا تَمُطُّوا بآمين أَي لا تَمُدُّوا ومَطَّ أَنامله مدّها كأَنه يخاطب بها ومَطَّ حاجبه مطّاً مده في تكلمه ومطَّ حاجبيه أَي مدّهما وتكبَّر والمَطُّ سعة الخَطْوِ وقد مَطَّ يَمُطُّ ومَطَّ خَطَّه وخَطْوه مدّه ووسّعه ومَطَّ الطائرُ جناحيه مَدّهما وتكلم فمطّ حاجبيه أَي مدّهما والمَطْمَطةُ مدّ الكلام وتطويله ومَطَّ شِدقَه مدّ في كلامه وهو المطَطُ التهذيب ومَطْمَطَ إِذا تَوانَى في خَطِّه وكلامه والمَطِيطةُ الماء الكَدِرُ الخاثر يَبقى في الحَوْضِ فهو يَتَمَطَّطُ أَي يتَلزَّج ويمْتَدُّ وقيل هي الرَّدْغةُ وجمعه مطائط قال حميد الأَرقط خبْطَ النِّهالِ سَمَلَ المَطائطِ وقال الأَصمعي المَطِيطة الماء فيه الطين يتمطَّطُ أَي يتلَزّج ويمتدّ وفي حديث أَبي ذر إِنا نأْكل الخَطائط ونَرِد المَطائط هي الماء المختلط بالطين واحدته مَطيطة وقيل هي البقيّة من الماء الكَدِر يبقى في أَسفل الحوض وصَلاً مُطاطٌ ومِطاطٌ ومُطائطٌ مُمتدّ وأَنشد ثعلب أَعْدَدْتُ لِلحَوْضِ إِذا ما نَضَبا بَكْرَةَ شِيزَى ومُطاطاً سَلْهَبا يجوز أَن يُعنى بها صَلا البعير وأَن يعنى بها البعير والمَطائطُ مواضعُ حَفْرِ قَوائمِ الدّوابِّ في الأَرض تجتمع فيها الرِّداغُ وأَنشد فلم يَبْقَ إِلاَّ نُطفةٌ من مَطِيطةٍ مِن الأَرض فاسْتَصْفَيْنَها بالجَحافِل ابن الأَعرابي المُططُ الطّوالُ من جميع الحيوان وتَمطَّطَ أَي تمدَّد والتمطِّي التَّمدُّد وهو من محوّل التضعيف وأَصله التمطط وقيل هو من المُطَواء فإِن كان ذلك فليس هذا بابَه والمُطَيطى مقصور عن كراع والمُطَيْطاء كل ذلك مِشْيةُ التبختر وفي التنزيل العزيز ثم ذهب إِلى أَهله يتَمَطَّى هو التبختر قال الفرَّاء أَي يتبختر لأَن الظهر هو المَطا فيلْوي ظهره تبَخْتُراً قال ونزلت في أَبي جهل وفي حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم إِذا مشت أُمتي المُطَيْطاء وخدمَتْهم فارِسُ والرُّومُ كان بأْسُهم بينهم قال الأَصمعي وغيره المُطيطى بالمَدِّ والقصر التبختر ومدُّ اليدين في المشي وقال أَبو عبيد من ذهب بالتمطِّي إِلى المَطِيطِ فإِنه يذهب به مذهب تَظَنَّيْت من الظَّنِّ وتَقَضَّيْت من التقَضُّض وكذلك التَّمَطِّي يريد التمطط قال أَبو منصور والمَطُّ والمطْوُ والمدُّ واحد الصحاح المُطَيْطاء بضم الميم ممدود التبختر ومدّ اليدين في المشي ويقال مَطَوْت ومَطَطْت بمعنى مدَدْت وهي من المُصَغّرات التي لم يستعمل لها مُكَبّر وفي حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه أَنه مرَّ على بلال وقد مُطِي به في الشمس يُعذَّب أَي مُدَّ وبُطِح في الشمس وفي حديث خُزَيمةَ وتَرَكَتِ المَطِيّ هاراً المَطِيُّ جمع مَطِيّة وهي الناقة التي يُركب مَطاها أَي ظهرها ويقال يُمطى بها في السير أَي يُمدُّ واللّه أَعلم
معط
مَعَطَ الشيءَ يَمْعَطُه معطاً مدّه وفي حديث أَبي إِسحق إِن فُلاناً وتَّر قوسَه ثم معَطَ فيها أَي مدَّ يديه بها والمَغْطُ بالعين والغين المدّ وطويل مُمَّعِطٌ منه كأَنه مُدّ قال الأَزهري المعروف في الطويل المُمَّغِطُ بالغين المعجمة وكذلك رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي قال ولم أَسمع ممَّعطاً بهذا المعنى لغير الليث إِلا بإِقرائه في كتاب الاعتقاب لأَبي تراب قال سمعت أَبا زيد وفلانَ بن عبد اللّه التميمي يقولان رجل مُمَّعِطٌ وممَّغط أَي طويل قال الأَزهري ولا أُبْعِدُ أَن يكونا لغتين كما قالوا لَعَنَّك ولَغَنَّك بمعنى لعَلَّك والمَغَصُ والمَعَصُ من الإِبل البِيضُ وسُرُوعٌ وسُرُوغٌ للقُضْبان الرِّخْصة والمَعْطُ الجَذْبُ ومعَطَ السيفَ وامْتَعَطه سلَّه وامتعط رمحه انتزعه ومَعِط شعرُه وجلده معَطاً فهو أَمْعَطُ يقال رجل أَمْعَطُ أَمْرَطُ لا شعر له على جسده بيِّن المَعَط ومَعِطٌ وتَمَعَّطَ وامَّعَط وهو افْتَعل( * قوله « افتعل » كذا في الأصل والقاموس بالتاء وفي الصحاح انفعل بالنون ) تمرَّط وسقط من داء يَعْرِضُ له ويقال امَّعَط الحبلُ وغيره أَي انجرد ومَعَطَه يَمْعَطُه مَعْطاً نتَفَه وتمعَّطت أَوْبار الإِبل تطايرت وتفرّقت ومن أَسماء السَّوءَةِ المَعْطاء والشَّعْراء والدَّفْراء وذِئب أمعط قليل الشعر وهو الذي تساقط عنه شعره وقيل هو الطويل على وجه الأَرض ويقال مَعِط الذئب ولا يقال مَعِطَ شعره والأُنثى مَعْطاء وفي الحديث قالت له عائشة لو آخذْتَ ذاتَ الذنْب منَّا بذنبها قال إِذاً أَدَعها كأَنها شاة مَعْطاء هي التي سقط صُوفُها ولِصٌّ أَمعط على التمثيل بذلك يشبه بالذِّئب الأَمعط لخُبْثه ولصوص مُعْط ورجل أَمْعَط سَنُوط وأَرض مَعْطاء لا نبت بها وأَبو مُعْطةَ الذِّئب لتمَعُّط شعره علم معرفة وإِن لم يخص الواحد من جنسه وكذلك أُسامةُ وذُؤالةُ وثُعالةُ وأَبو جَعْدة والمَعْطُ ضرب من النكاح ومَعَطَها مَعْطاً نكحها ومَعَطَني بحقي مطَلَني والتَّمعُّط في خُضْر الفرس أَن يمُدَّ ضَبْعَيْه حتى لا يجد مزيداً ويَحْبِس رجليه حتى لا يجد مزيداً للحاق ويكون ذلك منه في غير الاحْتِلاط يَمْلَخُ بيديه ويَضْرَحُ برجليه في اجتماعهما كالسابح وفي حديث حكيم بن معاوية فأَعرض عنه فقام مُتمَعِّطاً أَي متسخِّطاً متغضِّباً قال ابن الأَثير يجوز أَن يكون بالعين والغين وماعِط ومُعَيْطٌ اسمان وبنو مُعَيْط حيّ من قريش معروفون ومُعَيْطٌ موضع وأَمْعَطُ اسم أَرض قال الراعي يَخْرُجْن بالليلِ من نَقْعٍ له عُرَفٌ بقاعٍ أَمْعَطَ بين السَّهل والصِّيَرِ
مغط
المَغْط مدّ الشيء يستطيله وخص بعضهم به مدّ الشيء الليِّن كالمُصْرانِ ونحوه مغَطَه يَمْغُطه مَغْطاً فامَّغَط وامْتَغَط والمُمَّغِطُ الطويل ليس بالبائن الطول وقيل الطويل مطلقاً كأَنه مدَّ مدّاً من طوله ووصف علي عليه السلام النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فقال لم يكن بالطويل الممَّغِط ولا القصير المتردّد يقول لم يكن بالطويل البائن ولكنه كان رَبْعة الأَصمعي المُمَّغِط بتشديد الميم الثانية المتناهي الطول وامَّغط النهار امِّغاطاً طال وامتدَّ ومغَط في القوس يَمْغَطُ( * قوله « يمغط » كذا ضبط في الأصل ومقتضى اطلاق المجد انه من باب كتب ) مغْطاً مثل مخط نزع فيها بسهم أَو بغيره ومغَط الرجلُ القوس مغطاً إِذا مدَّها بالوتر وقال ابن شميل شدَّ ما مغَطَ في قوسه إِذا أَغرق في نزْع الوتر ومدّه ليُبْعِد السهم ومَغَطْت الحبل وغيره إِذا مددته وأَصله مُنْمغِط والنون للمطاوعة فقلبت ميماً وأُدغمت في الميم ويقال بالعين المهملة بمعناه والمغط مدّ البعير يديه في السير قال مَغْطاً يَمُدُّ غَضَنَ الآباطِ وقد تمغَّط وكذلك في عدْو الفرس أَن يمُدَّ ضبْعيه قال أَبو عبيدة فرس مُتَمَغِّطٌ والأُنثى مُتَمغِّطةٌ والتمغُّطُ أَن يمُدّ ضَبْعَيْه حتى لا يجد مَزيداً في جَرْيِه ويَحْتَشِيَ رجليه في بطنه حتى لا يجد مَزيداً للإلحاق ثم يكون ذلك منه في غير احْتلاط يسْبَح بيديه ويَضْرَحُ برجليه في اجتماع وقال مرة التمغُّطُ أَن يمدّ قَوائمه ويتمَطَّى في جَرْيِه وامْتَغَطَ النهارُ أَي ارتفع وسقط البيت عليه فتمَغَّط فمات أَي قتله الغُبار قال ابن دريد وليس بِمُسْتَعْمَل
مقط
مَقَطَ عُنقَه يَمْقُطها ويَمْقِطها مَقْطاً كسرها ومَقَطْتُ عُنُقه بالعَصا ومَقَرْتُه إِذا ضربتَه بها حتى ينكسر عظم العنق والجلد صحيح ومقَط الرجلَ يَمْقطه مَقْطاً غاظَه وقيل ملأَه غَيْظاً وفي حديث حَكيم بن حِزام( * قوله « حكيم بن حزام » الذي تقدم حكيم بن معاوية والمصنف تابع للنهاية في المحلين ) فأَعْرَضَ عنه فقام مُتمَقِّطاً أَي متَغَيِّظاً يقال مَقَطْت صاحبي مَقْطاً وهو أَن تَبْلغ إِليه في الغَيْظِ ويروى بالعين وقد تقدَّم وامْتَقَط فلان عينين مثل جَمْرتين أَي استخرجهما قال أَبو جندب الهذلي أَيْنَ الفَتى أُسامةُ بن لُعْطِ ؟ هلاَّ تَقُومُ أَنتَ أَو ذو الإِبْطِ ؟ لو أَنَّه ذُو عِزّةٍ ومَقْطِ لمنَعَ الجِيرانَ بعْضَ الهَمْطِ قيل المَقْطُ الضرْب يقال مقَطه بالسَّوطِ قيل والمقط الشِّدّة وهو ماقِطٌ شديد والهَمْطُ الظُّلْم ومقَطَ الرجلَ مَقْطاً ومقَط به صَرَعه الأَخيرة عن كراع ومقَطَ الكرة يَمْقُطها مَقْطاً ضرب بها الأَرض ثم أَخذها والمَقْطُ الضرْب بالحُبَيْل الصغير المُغارِ والمِقاطُ حبل صغير يكاد يقوم من شدة فتله قال رؤبة يصف الصبح مِنَ البياض مُدَّ بالمِقاطِ وقيل هو الحبل أَيّاً كان والجمع مُقُطٌ مثل كتاب وكُتُب ومقَطَه يَمْقُطه مَقْطاً شدَّه بالمِقاط والمِقاطُ حبل مثل القِماط مقلوب منه وفي حديث عمر رضي اللّه عنه قَدِم مكةَ فقال مَن يعلم موضع المَقام ؟ وكان السيلُ احتمله من مكانه فقال المُطَّلِبُ بن أَبي وَداعةَ قد كنت قدَّرْتُه وذرعته بمِقاطٍ عندي المِقاط بالكسر الحبل الصغير الشديد الفتل والمَقّاطُ الحامل من قَرْية إِلى قرية أُخرى ومقَط الطائرُ الأُنثى يَمقُطها مَقْطاً كَقَمَطها والماقِطُ والمَقَّاط أَجيرُ الكَرِيّ وقيل هو المُكْتَرَى من منزل إِلى آخر والماقِطُ مولى المولى وتقول العرب فلان ساقِطُ بن ماقِطِ ابن لاقِطٍ تَتسابُّ بذلك فالساقِطُ عبدُ الماقِط والماقِط عبد اللاَّقِط واللاقطُ عَبْدٌ مُعْتَقٌ قال الجوهري نقلته من كتاب من غير سماع والماقِطُ الضَّارب بالحَصى المُتكَهِّن الحازِي والماقِطُ من الإِبل مثل الرّازِم وقد مَقَطَ يَمْقُطْ مُقُوطاً أَي هُزِلَ هُزالاً شديداً الفراء المَاقِطُ البعير الذي لا يتحرّكُ هُزالاً
مقعط
القُمْعُوطةُ والمُقْعُوطَةُ كلتاهما دويبَّة ماء
ملط
المِلْطُ الخَبِيثُ من الرّجال الذي لا يُدْفَع إِليه شيء إِلا أَلْمَأَ عليه وذهَب به سَرَقاً واسْتِحلالاً وجمعه أَمْلاطٌ ومُلُوط وقد مَلَطَ مُلوطاً يقال هذا مِلْطٌ من المُلوط والمَلاَّطُ الذي يملُط بالطين يقال ملَطْت مَلْطاً وملَط الحائطَ مَلْطاً ومَلَّطَه طَلاه والمِلاط الطين الذي يُجعل بين سافَيِ البِناء ويُمْلَطُ به الحائط وفي صفة الجنة ومِلاطُها مِسْك أَذْفَرُ هو من ذلك ويُمْلَطُ به الحائط أَي يُخْلط وفي الحديث إِنّ الإِبل يُمالِطُها الأَجْربُ أَي يُخالِطُها والمِلاطانِ جانِبا السَّنام ممَّا يلي مُقدَّمَه والمِلاطانِ الجَنْبانِ سميا بذلك لأَنهما قد مُلِطَ اللحمُ عنهما مَلْطاً أَي نُزِع ويجمع مُلُطاً والمِلاطانِ الكَتِفان وقيل المِلاطُ وابن المِلاط الكتف بالمَنكِب والعَضُدِ والمِرفقِ وقال ثعلب المِلاطُ المِرْفق فلم يزد على ذلك شيئاً وأَنشد يَتْبَعْنَ سَدْوَ سَلِسِ المِلاط والجمع مُلُط الأَزهري في قول قَطِرانَ السَّعدي وجَوْن أَعانَتْه الضُّلُوعُ بِزَفْرةٍ إِلى مُلُط بانَتْ وبانَ خَصِيلُها قال إِلى مُلُط أَي مع مُلط يقول بان مِرْفقاها من جَنْبِها فليس بها حازٌّ ولا ناكِتٌ وقيل للعَضُد مِلاط لأَنه سمي باسم الجنب والمُلُط جمع مِلاط للعَضُدِ والكتفِ التهذيب وابنا مِلاط العضُدانِ وفي الصحاح ابنا ملاط عضدا البعير لأَنهما يَليانِ الجنبين قال الراجز يصف بعيراً كِلا مِلاطَيْهِ إِذا تَعَطَّفا بانَا فما رَاعى براع أَجْوَفا قال والمِلاطانِ ههنا العَضُدانِ لأَنهما المائران كما قال الراجز عَوْجاء فيها مَيَلٌ غَيْرُ حَرَدْ تُقَطِّع العِيسَ إِذا طال النّجُدْ كِلا مِلاطَيْها عن الزَّوْرِ أَبَدّْ قال النضر الملاطان ما عن يمين الكِركرة وشمالها وابنا مِلاطَي البعير هما العَضُدانِ وقيل ابنا ملاطي البعير كتفاه وابنا مِلاطٍ العضُدانِ والكتفان الواحد ابن مِلاط وأَنشد ابن بري لعُيينة ابن مِرْداس تَرَى ابْنَيْ مِلاطَيْها إِذا هي أَرْقَلَتْ أُمِرّا فبانا عن مُشاشِ المُزَوَّر المُزَوَّرُ موضع الزَّور وقال ابن السكيت ابنا مِلاط العضدان والملاطانِ الإِبْطانِ وقال أَنشدني الكلابي لقد أُيِّمَتْ ما أُيِّمتْ ثم إِنه أُتِيحَ لها رِخْوُ المِلاطَيْن قارِسُ القارِسُ البارِد يعني شيخاً وزوجته وأَنشد لجُحَيْشِ بن سالم أَظُنُّ السِّرْبَ سِرْبَ بَنِي رُمَيْحٍ سَتُذْعِرُه شَعاشِعةٌ سِباطُ ويُصْبِحُ صاحِبُ الضّرّاتِ مُوسى جَنِيباً حَذْو مائرةِ المِلاطِ( * في هذا البيت إِقواء )
وابن المِلاطِ الهِلال حكي عن ثعلب وقال أَبو عبيدة يقال للهلال ابن مِلاط وفلان مِلْطٌ قال الأَصمعي المِلْط الذي لا يُعرف له نَسب ولا أَب من قولك أَمْلَطَ رِيش الطائر إِذا سقط عنه ويقال غلام مِلْطٌ خِلْطٌ وهو المختلط النسب والمِلاطُ الجَنْب وأَنشد الأَصمعي ملاط تَرى الذِّئْبانَ فيه كأَنَّه مَطينٌ بثّأْطٍ قد أُمِيرَ بِشَيَّانِ الثأْطُ الحَمأَة الرَّقيقةُ والذِّئبانُ الوبَرُ الذي يكون على المَنْكِبين وأُمِيرَ خُلِطَ والشَّيّانُ دَمُ الأَخَوَيْن قال ابن بري وهذا البيت دليل على أَنه يقال للمنكب والكتف أَيضاً مِلاطٌ وللعضدين ابنا مِلاطٍ قال وقالت امرأَة من العرب ساقٍ سَقاها لَيْسَ كابْنِ دَقْلِ يُقَحِّمُ القامةَ بَعْدَ المَطْلِ بِمنْكِبٍ وابْنِ مِلاطٍ جَدْلِ والمِلْطَى من الشِّجاجِ السِّمْحاقُ قال أَبو عبيد وقيل المِلطاةُ بالهاء قال فإِذا كانت على هذا فهي في التقدير مَقْصورة وتفسيرُ الحديث الذي جاء يُقْضَى في المِلْطَى بدمها معناه أَنه حين يُشَجُّ صاحبها يؤْخذ مِقدارُها تلك الساعةَ ثم يُقْضَى فيها بالقِصاص أَو الأَرْشِ ولا يُنظر إِلى ما يحدث فيها بعد ذلك من زيادة أَو نقصان وهذا قول بعض العلماء وليس هو قول أَهلِ العراق قال الواقدي المِلْطى مقصور ويقال المِلْطاةُ بالهاء هي القشرة الرقيقة التي بين عظم الرأْس ولحمه وقال شمر يقال شَجَّه حتى رأَيت المِلْطَى وشجَّةٌ مِلطى مقصور الليث تقدير الملطاء أَنه ممدود مذكر وهو بوزن الحرباء شمر عن ابن الأَعرابي أَنه ذكر الشجاج فلما ذكر الباضِعةَ قال ثم المُلْطِئةُ وهي التي تخرق اللحم حتى تَدْنُو من العظم وقال غيره يقول الملطى قال أَبو منصور وقول ابن الأَعرابي يدل على أَن الميم من المِلْطى ميم مِفْعل وأَنها ليست بأَصلية كأَنها من لَطَيْت بالشيء إِذا لَصِقْت به قال ابن بري أَهمل الجوهري من هذا الفصل المِلْطَى وهي المِلْطاةُ أَيضاً وهي شَجَّة بينها وبين العظم قشرة رقيقة قال وذكرها في فصل لطي وفي حديث الشَّجاج في المِلْطى نصف دِيةِ المُوضِحة قال ابن الأَثير المِلْطى بالقصر والمِلْطاةُ القشرة الرقيقة بين عظم الرأْس ولحمه تمنع الشجةَ أَن تُوضِحَ وقيل الميم زائدة وقيل أَصلية والأَلف للإِلحاق كالذي في مِعْزى والمِلْطاةُ كالعِزْهاةِ وهو أَشبه قال وأَهل الحجاز يسمونها السِّمْحاقَ وقوله في الحديث يُقْضى في المِلْطَى بدمها قوله بدمها في موضع الحال ولا يتعلق بيقضى ولكن بعامل مضمر كأَنه قيل يقضى فيها مُلْتَبِسة بدمها حال شجها وسيلانه وفي كتاب أَبي موسى في ذكر الشجاج المِلطاط وهي السمحاق قال والأَصل فيه من مِلْطاط البعير وهو حرف في وسط رأْسه والمِلْطاطُ أَعلى حرف الجبل وصحنُ الدار وفي حديث ابن مسعود هذا المِلْطاطُ طريق بِقِيَّةِ المؤْمنين هو ساحل البحر قال ابن الأَثير ذكره الهروي في اللام وجعل ميمه زائدة وقد تقدم قال وذكره أَبو موسى في الميم وجعل ميمه أَصلية ومنه حديث عليّ كرَّم اللّه وجهه فأَمرتهم بلزوم هذا الملطاط حتى يأْتيهم أَمري يريد به شاطِئَ الفُراتِ والأَمْلَطُ الذي لا شعر على جسده ولا رأْسه ولا لحيته وقد مَلِطَ مَلَطاً ومُلْطةً ومَلَطَ شعرَه مَلْطاً حَلَقه عن ابن الأَعرابي الليث الأَمْلَطُ الرجل الذي لا شعر على جسده كله إِلا الرأْس واللِّحيةَ وكان الأَحْنَفُ بن قيس أَمْلَطَ أَي لا شعر على بدنه إِلا في رأْسه ورجل أَمْلَطُ بَيِّنُ الملَطِ وهو مثل الأَمْرَطِ قال الشاعر طَبِيخُ نُحازٍ أَو طَبِيخُ أَمِيهةٍ دقيقُ العِظامِ سَيِّءُ القِشْمِ أَمْلط يقول كانت أُمه به حاملة وبها نُحاز أَي سُعال أَو جُدَرِيّ فجاءت به ضاوِياً والقِشْمُ اللحْمُ وأَملطت الناقةُ جَنِينها وهي مُمْلِطةٌ أَلْقَتْه ولا شعر عليه والجمع مَمالِيطُ بالياء فإِذا كان ذلك لها عادة فهي مِمْلاطٌ والجنين مَلِيطٌ والمَلِيطُ السَّخْلةُ والمَلِيطُ الجَدْي أَوَّل ما تضعه العنز وكذلك من الضأْن ومَلَطَتْه أُمُّه تَمْلُطه ولدته لغير تمام وسهم أَمْلَطُ ومَلِيطٌ لا ريش عليه مثل أَمْرَط وأَنشد يعقوب ولو دَعا ناصِرَه لَقِيطا لذاقَ جَشْأً لم يَكُنْ مَلِيطا لَقِيطٌ بدل من ناصِر وتَمَلَّطَ السهمُ إِذا لم يكن عليه ريش ومَلَطْيةُ بلد ويقال مالَط فلان فلاناً إِذا قال هذا نصف بيت وأَتَمَّه الآخر بيتاً يقال مَلَّطَ له تَمْلِيطاً والمِلْطَى الأَرض
( * قوله « والملطى الأرض » الملطى مرسوم في الأَصل بالياء وعلى صحته يكون مقصوراً ويوافقه قول شارح القاموس هي بالكسر مقصورة ) السهلة قال أَبو علي يحتمل وزْنُها أَن يكون مِفْعالاً وأَن يكون فِعْلاء ويقال بعتُه المَلَسَى والمَلَطَى وهو البيع بلا عُهْدَةٍ ويقال مضى فلان إِلى موضع كذا فيقال جعله اللّه مَلَطَى لا عُهْدَة أَي لا رجعة والمَلَطَى مثل المَرَطَى من العَدْوِ والمُتَمَلِّطَةُ مَقْعَد الاشْتِيامِ والاشْتِيامُ رَئيسُ الرُّكّابِ
ميط
ماطَ عني مَيْطاً ومَيَطاناً وأَماطَ تَنَحَّى وبعُد وذهب وفي حديث العقبة مِطْ عنا يا سعْدُ أَي ابْعُد ومِطْتُ عنه وأَمَطْتُ إِذا تنحَّيْت عنه وكذلك مِطْتُ غيري وأَمَطْتُه أَي نَحَّيْته وقال الأَصمعي مِطْتُ أَنا وأَمَطْتُ غيري ومنه إِماطةُ الأَذَى عن الطريق وفي حديث الإِيمانِ أَدْناها إِماطةُ الأَذَى عن الطريق أَي تَنْحِيته ومنه حديث الأَكل فليُمِط ما بها من أَذىً وفي حديث العَقِيقةِ أَمِيطُوا عنه الأَذى والمَيْطُ والمِياطُ الدَّفْعُ والزَّجْرُ ويقال القوم في هِياطٍ ومِياطٍ وماطَه عني وأَماطَه نحّاه ودفَعه وقال بعضهم مِطْتُ به وأَمَطْتُه على حكم ما تتعَدَّى إِليه الأَفعال غير المتعدية بوسيط النقل في الغالب وأَماطَ اللّهُ عنك الأَذى أَي نحّاه ومِطْ وأَمِطْ عني الأَذى إِماطةً لا يكون غيره وفي الحديث أَمِطْ عنا يدَكَ أَي نحِّها وفي حديث بدر فما ماطَ أَحدُهم عن موضع يد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وفي حديث خيبر أَنه أَخذ الرايةَ فهزَّها ثم قال مَن يأْخُذها بحقِّها ؟ فجاء فلان فقال أَنا فقال أَمِطْ ثمَّ جاءَ آخر فقال أَمِطْ أَي تنَحَّ واذْهَب وماطَ الأَذى مَيْطاً وأَماطَه نَحّاه ودفعه قال الأَعشى فَمِيطي تَمِيطي بصُلْبِ الفُؤَاد ووَصّالِ حَبْلٍ وكنَّادِها أَنَّث لأَنه حمل الحبل على الوُصْلة ويروى وَصُولِ حِبالٍ وكنّادِها ورواه أَبو عبيد ووصْل حِبال وكنَّادها قال ابن سيده وهو خطأٌ إِلا أَن يضَع وصْل موضع واصِل ويروى ووصْل كَرِيم وكنَّادها الأَصمعي مِطْتُ أَنا وأَمَطْت غيري قال ومن قال بخلافه فهو باطل ابن الأَعرابي مِطْ عني وأِمِط عني بمعنى قال وروى بيت الأَعشى أَمِيطي تَمِيطي بجعل أَماط وماط بمعنى والباء زائدة وليست للتعدية ويقال أَمِطْ عني أَي اذهَبْ عني واعْدِل وقد أَماطَ الرجلُ إِماطة وماطَ الشيءُ ذهب وماطَ به ذهب به وأَماطَه أَذْهَبه وقال أَوس فَمِيطِي بِمَيّاطٍ وإِنْ شِئْتِ فانْعِمِي صَباحاً ورُدِّي بَيْنَنا الوَصْلَ واسْلَمي وتَمايَطَ القومُ تَباعَدُوا وفسد ما بينهم الفراء تَهايَطَ القوم تَهايُطاً إِذا اجتمعوا وأَصلحوا أَمرهم وتَمايَطُوا تَمايُطاً إِذا تباعدُوا وقال أَبو طالب بن سَلمَة قولهم ما زِلْنا بالهِياطِ والمِياطِ قال الفراء الهِياط أَشدّ السوْق في الوِرْد والمِياطُ أَشد السوق في الصدَرِ ومعنى ذلك بالمَجيء والذِّهاب اللحياني الهِياطُ الإِقْبالُ والمِياطُ الإِدْبار وقال غيره الهِياطُ اجتماع الناس للصلح والمياط التفرّق عن ذلك وقال الليث الهِياط المُزاولةُ والمِياط المَيْل ويقال أَرادوا بالهِياط الجَلبةِ والصخَب وبالمياط التباعُد والتنَحّي والميل وماط عليَّ في حكمه يَمِيط مَيْطاً جار وما عنده مَيْطٌ أَي شيء وما رجع من مَتاعِه بمَيْطٍ وأَمْرٌ ذو مَيْط شديد وامتلأَ حتى ما يجد مَيْطاً أَي مَزيداً عن كراع والمَيَّاط اللّعّابُ البطّال وفي حديث أَبي عثمان النَّهْدِيّ لو كان عُمر مِيزاناً ما كان فيه مَيْطُ شعرة أَي مَيْلُ شعرة وفي حديث بني قُريظة والنَّضِير وقد كانوا بِبَلْدتِهم ثِقالاً كما ثَقُلَتْ بِميطانَ الصُّخور فهو بكسر الميم( * قوله « بكسر الميم » هو في القاموس والنهاية أَيضاً وضبطه ياقوت بفتحها ) موضع في بلاد بني مُزَيْنة بالحجاز
نأط
ابن بُزُرج نأَط بالحِمْل نأْطاً ونَئِيطاً إِذا زَفَر به
نبط
النَّبَط الماء الذي يَنْبُطُ من قعر البئر إِذا حُفرت وقد نبَطَ ماؤها ينْبِطُ ويَنْبُطُ نَبْطاً ونُبوطاً وأَنبطنا الماءَ أَي استنبطناه وانتهينا إِليه ابن سيده نبَطَ الرَّكِيّةَ نَبْطاً وأَنْبَطها واسْتَنْبَطها ونبّطها الأَخيرة عن ابن الأَعرابي أَماهَها واسم الماء النُّبْطةُ والنَّبَطُ والجمع أَنْباط ونُبوط ونبطَ الماءُ ينْبُطُ وينْبِط نُبوطاً نبع وكل ما أُظهر فقد أُنْبِط واسْتَنْبَطه واستنبط منه علماً وخبراً ومالاً استخرجه والاسْتنْباطُ الاستخراج واستنبَطَ الفَقِيهُ إِذا استخرج الفقه الباطن باجتهاده وفهمِه قال اللّه عزّ وجلّ لعَلِمَه الذين يستنبطونه منهم قال الزجّاج معنى يستنبطونه في اللغة يستخرجونه وأَصله من النبَط وهو الماء الذي يخرج من البئر أَوّل ما تحفر ويقال من ذلك أَنْبَطَ في غَضْراء أَي استنبطَ الماء من طين حُرّ والنَّبَطُ والنَّبِيطُ الماء الذي يَنْبُِطُ من قعر البئر إِذا حُفرت قال كعب بن سعد الغَنَوِيُّ قَريبٌ ثَراه ما يَنالُ عَدُوُّه له نَبَطاً عِند الهَوانِ قَطُوبُ( * قوله « عند الهوان » هو هكذا في الصحاح والذي في الاساس آبي الهوان )
ويروى قريب نَداه ويقال للرِكيّة هي نَبَطٌ إِذا أُميهتْ ويقال فلان لا يُدْرَكُ له نَبَطٌ أَي لا يُعْلَمُ قَدْرُ علمه وغايَتُه وفي الحديث مَن غَدا مِن بَيتِه يَنْبِطُ عِلماً فَرَشَتْ له الملائكةُ أَجْنِحَتَها أَي يُظهره ويُفْشِيه في الناس وأَصله مِن نَبَطَ الماءُ ينبط إِذا نَبعَ ومنه الحديث ورجلٌ ارْتَبط فرساً ليَسْتَنْبِطَها أَي يَطلُب نَسْلها ونِتاجَها وفي رواية يَسْتَبْطِنها أَي يطلب ما في بطنها ابن سيده فلان لا يُنالُ له نَبَطٌ إِذا كان داهياً لا يُدْرَك له غَوْر والنبَط ما يتَحَلَّبُ من الجَبل كأَنه عَرَق يخرج من أَعْراض الصخر أَبو عمرو حفَرَ فَأَثْلَجَ إِذا بلَغ الطين فإِذا بلغ الماء قيل أَنْبَطَ فإِذا كثُر الماء قيل أَماهَ وأَمْهَى فإِذا بلغ الرّملَ قيل أَسْهَبَ وأَنبَط الحَفّارُ بلغ الماء ابن الأَعرابي يقال للرجل إِذا كان يَعِدُ ولا يُنْجِزُ فلان قريب الثَّرَى بعيدُ النَّبَطِ وفي حديث بعضهم وقد سُئل عن رجل فقال ذلك قريب الثرى بعيدُ النَبط يريد أَنه داني المَوْعِد بعيدُ الإِنْجاز وفلان لا يُنال نَبَطُه إِذا وُصف بالعزّ والمَنَعةِ حتى لا يجد عدوُّه سبيلاً لأَن يتَهَضَّمَه ونَبْطٌ واد بعينه قال الهذلي أَضَرَّ به ضاحٍ فَنَبْطا أُسالةٍ فَمَرٌّ فأَعلى حَوْزِها فَخُصورُها والنَّبَطُ والنُّبْطةُ بالضم بَياض تحت إِبْط الفَرس وبطنِه وكلّ دابّة وربما عَرُضَ حتى يَغْشَى البطن والصدْر يقال فرس أَنْبَطُ بيِّن النَّبَط وقيل الأَنْبطُ الذي يكون البياض في أَعلى شِقّي بطنه مما يليه في مَجْرى الحِزام ولا يَصعَد إِلى الجنب وقيل هو الذي ببطنه بياضٌ ما كان وأَين كان منه وقيل هو الأَبيض البطن والرُّفْغ ما لم يصعَد الى الجنبين قال أَبو عبيدة إِذا كان الفرسُ أَبيضَ البطن والصدر فهو أَنبط وقال ذو الرمة يصف الصبح وقد لاحَ للسّارِي الذي كَمَّل السُّرَى على أُخْرَياتِ الليْل فَتْقٌ مُشَهَّرُ كَمِثْل الحِصانِ الأَنْبَطِ البَطْنِ قائماً تَمايَل عنه الجُلُّ فاللَّوْنُ أَشْقَرُ شبّه بياضَ الصبح طالعاً في احْمِرار الأُفُق بفرس أَشْقَر قد مال عنه جُلُّه فبان بياضُ إِبْطه وشاة نَبْطاء بيضاء الشاكلة ابن سيده شاةٌ نَبطاء بيضاء الجنبين أَو الجنب وشاة نبطاء مُوشَّحةٌ أَو نَبْطاءُ مُحْوَرَّةٌ فإِن كانت بيضاء فهي نبطاء بسواد وإِن كانت سوداء فهي نبطاء ببياض والنَّبِيطُ والنَبطُ كالحَبِيشِ والحَبَشِ في التقدير جِيلٌ يَنْزِلُون السواد وفي المحكم ينزلون سواد العراق وهم الأَنْباطُ والنَّسَبُ إِليهم نَبَطِيٌّ وفي الصحاح ينزلون بالبَطائِح بين العِراقين ابن الأَعرابي يقال رجل نُباطيّ بضم النون
( * قوله « بضم النون » حكى المجد تثليثها ) ونَباطِيٌّ ولا تقل نَبَطِيٌّ وفي الصحاح رجل نَبَطيٌّ ونَباطِيٌّ ونَباطٍ مثل يَمنيّ ويمَانيّ ويمان وقد استنبطَ الرجلُ وفي كلام أَيُّوبَ بن القِرِّيّةِ أَهل عُمان عَرَبٌ اسْتَنْبَطُوا وأَهل البَحْرَيْن نَبِيطٌ اسْتَعْرَبُوا ويقال تَنَبَّطَ فلان إِذا انْتَمى إِلى النَّبَط والنَّبَطُ إِنما سُموا نَبَطاً لاسْتِنْباطِهم ما يخرج من الأَرضين وفي حديث عمر رضي اللّه عنه تَمَعْدَدُوا ولا تَسْتَنْبِطُوا أَي تَشبَّهوا بمَعَدٍّ ولا تشبَّهوا بالنَّبط وفي الحديث الآخر لا تَنَبَّطُوا في المدائن أَي لا تَشَبَّهوا بالنَّبط في سكناها واتخاذ العَقارِ والمِلْك وفي حديث ابن عباس نحن مَعاشِر قُريْش من النَّبط من أَهل كُوثَى رَبّاً قيل إِن إِبراهيم الخليل ولد بها وكان النَّبطُ سكّانَها ومنه حديث عمرو بن مَعْدِيكَرِب سأَله عُمر عن سَعْد بن أَبي وقّاص رضي اللّه عنهم فقال أَعرابيٌّ في حِبْوتِه نَبَطِيٌّ في جِبْوتِه أَراد أَنه في جِبايةِ الخَراج وعِمارة الأَرضين كالنَّبط حِذقاً بها ومَهارة فيها لأَنهم كانُوا سُكَّانَ العِراقِ وأَرْبابَها وفي حديث ابن أَبي أَوْفى كنا نُسْلِف نَبِيط أَهل الشام وفي رواية أَنْباطاً من أَنْباط الشام وفي حديث الشعبي أَن رجلاً قال لآخر يا نَبَطيّ فقال لا حَدّ عليه كلنا نَبطٌ يريد الجِوارَ والدار دُون الوِلاة وحكى أَبو علي أَن النَّبط واحد بدلالة جمعهم إِيَّاه في قولهم أَنباط فأَنباط في نَبَط كأَجْبال في جبَل والنبِيطُ كالكليب وعِلْكُ الأَنْباطِ هو الكامان المذاب يجعل لَزُوقاً للجرح والنَّبْطُ الموْتُ وفي حديث علي وَدَّ السُّراةُ المُحكِّمةُ أَن النَّبْطَ قد أَتى علينا كلِّنا قال ثعلب النَّبْطُ الموت وَوَعْساء النُّبَيْطِ رملة معروفة بالدّهْناء ويقال وعساء النُّمَيْطِ قال الأَزهري وهكذا سماعي منهم وإِنْبِط اسم موضع بوزن إِثْمِد وقال ابن فَسْوةَ فإِنْ تَمْنَعُوا مِنها حِماكُم فإِنّه مُباحٌ لها ما بين إِنْبِطَ فالكُدْرِ
نثط
النَّثْطُ خُروج النباتِ والكمأَةِ من الأَرض والنَّثْطُ النباتُ نفسُه حين يَصْدَعُ الأَرض ويظهر والنثْطُ غَمْزُك الشيء بيدك وقد نَثَطَه بيده غَمزَه وفي الحديث كانت الأَرض تَمُوجُ تَمِيدُ( * قوله « تموج تميد » كذا في الأصل وهو في النهاية بدون تموج ) فوق الماء فنَثَطها اللّهُ بالجِبالِ فصارت لها أَوتاداً وفي الحديث أَيضاً كانت الأَرض هِفّاً على الماء فنَثَطَها اللّه بالجِبال أَي أَثْبَتَها وثَقَّلَها والنثطُ غمزُك الشيء حتى يثبُت ونثَط الشيءُ نُثُوطاً سكن ونَثَطْته سكَّنته ابن الأَعرابي النثْطُ التَّثقِيلُ ومنه خبر كعب أَن اللّه عزّ وجلّ لما مَدَّ الأَرض مادت فثَنَطها بالجبال أَي شَقّها فصارت كالأَوتاد لها ونثطها بالآكام فصارت كالمُثْقِلات لها قال الأَزهري فرق ابن الأَعرابي بين الثَّنْط والنثْطِ فجعل الثَّنْط شَقّاً وجعل الثَّنْط إِثقالاً قال وهما حرفان غريبان قال ولا أَدري أعرابيان أَم دخيلان
نحط
الأَزهري النَّحْطةُ داء يُصِيبُ الخيل والإِبل في صدورها لا تكاد تسلم منه والنَّحْطُ شِبْه الزَّفِير وقال الجوهري النحطُ الزفير وقد نَحَطَ يَنْحِط بالكسر قال أُسامة الهُذلِيُّ مِنَ المُرْبَعِينَ ومِنْ آزِلٍ إِذا جَنَّه الليلُ كالنّاحِطِ ابن سيده ونحَطَ القَصّارُ يَنْحِطُ إِذا ضرب بثوبه على الحجر وتنفَّسَ ليكون أَرْوَحَ له قال الأَزهري وأَنشد الفرّاء وتَنْحِطْ حَصانٌ آخِرَ الليل نَحْطةً تَقضَّبُ منها أَو تَكادُ ضُلُوعُها( * هذا البيت للنابغة وفي ديوانه تقضقضُ بدل تقضب )
ابن سيده النَّحْطُ والنَّحِيطُ والنُّحاطُ أَشدّ البكاء نحَط يَنْحِطُ نَحْطاً ونَحِيطاً والنَّحِيطُ أَيضاً صوت معه توجُّع وقيل هو صوت شبيه بالسُّعال وشاةٌ ناحِط سَعِلة وبها نَحْطةٌ والنَّحِيطُ الزَّجْرُ عند المَسْأَلة والنَّحِيط والنَّحْطُ صوتُ الخيلِ من الثِّقَل والإِعْياء يكون بين الصدْرِ إِلى الحَلْق والفِعلُ كالفِعْل ونحَط الرجلُ يَنْحِط إِذا وقعت فيه القَناةُ فصوَّت من صَدْره والنَّحّاطُ المُتَكَبّر الذي يَنْحِط من الغَيْظِ قال وزادَ بَغْي الأَنِفِ النحّاطِ
نخط
نَخَطَ إِليهم طَرَأَ عليهم ويقال نَعَر إِلينا ونَخَطَ علينا ومن أَين نَعَرْتَ ونَخَطْتَ أَي من أَيْنَ طَرَأْت علينا ؟ وما أَدْرِي أَيُّ النُّخْطِ هو أَي ما أَدرِي أَيُّ النّاسِ هو ورواه ابن الأَعرابي أَيُّ النَّخْط بالفتح ولم يفسره وردّ ذلك ثعلب فقال إِنما هو بالضم وفي كتابه العين النَّخَطُ الناسُ ونَخَطَه من أَنفه وانْتَخَطه أَي رمَى به مثل مَخَطَه ومنه قول ذي الرمة وأَجْمالِ مَيٍّ إِذْ يُقَرِّبْن بَعْدَما نَخَطْنَ بِذِبّانِ المَصِيفِ الأَزارِقِ قال أَبو منصور في ترجمة مخط في قول رؤبة وإِن أَدْواء الرِّجالِ المُخَّطِ قال الذي رأَيته في شعر رؤبة وإِن أَدواء الرجال النُّخَّطِ بالنون وقال قال ابن الأَعرابي النُّخَّطُ اللاَّعِبُونَ بالرِّماحِ شَجاعة كأَنه أَراد الطعّانِين في الرجال ويقال للسُّخْدِ وهو الماء الذي في المَشِيمةِ النُّخْطُ فإِذا اصفرّ فهو الصَّفَقُ والصَّفَرُ والصُّفَار والنُّخْط أَيضاً النُّخاعُ وهو الخيط الذي في القفا
نخرط
النِّخْرطُ نبت قال ابن دريد وليس بثَبَت
نسط
النَّسْط لغة في المَسْط وهو إِدخال اليد في الرَّحِم لاستخراج الولد التهذيب النُّسُطُ الذين يستخرجون أَولاد النوق إِذا تَعسّر وِلادها والنون فيه مبدلة من الميم وهو مثل المُسُطِ
نشط
النَّشاطُ ضدّ الكَسَلِ يكون ذلك في الإِنسان والدابة نَشِطَ نَشاطاً ونَشِطَ إِليه فهو نَشِيط ونَشَّطَه هو وأَنْشطه الأَخيرة عن يعقوب الليث نَشِط الإِنسان يَنْشَط نَشاطاً فهو نَشِيط طيّب النفْس للعمل والنعت ناشِطٌ وتَنَشَّط لأَمر كذا وفي حديث عُبادَة بايَعْتُ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على المَنْشَطِ والمَكْره المَنْشَطُ مَفْعَل من النَّشاط وهو الأَمر الذي تنْشَط له وتَخِفُّ إِليه وتُؤثر فعله وهو مصدر بمعنى النشاط ورجل نَشِيط ومُنْشِطٌ نَشِطَ دوابُّه وأَهلُه ورجلٌ مُتَنَشِّطٌ إِذا كانت له دابة يركبها فإِذا سَئِم الركوب نزل عنها ورجل مُنْتَشِطٌ من الانْتِشاطِ إِذا نزل عن دابَّته من طُولِ الرُّكوب ولا يقال ذلك للراجل وأَنْشَطَ القومُ إِذا كانت دوابُّهم نَشِيطةً ونَشِطَ الدَّابةُ سَمِنَ وأَنْشَطه الكَلأُ أَسْمَنه ويقال سَمِنَ بأَنْشِطةِ الكلإِ أَي بعُقْدتِه وإِحْكامه إِياه وكلاهما من أُنْشُوطةِ العُقْدةِ ونشَط من المكان يَنْشِطُ خرج وكذلك إِذا قطع من بلد إِلى بلد والناشِطُ الثَّوْر الوحْشِيّ الذي يخرج من بلد إِلى بلد أَو من أَرض إِلى أَرض قال أُسامة الهُذلي وإِلاَّ النَّعامَ وحَفَّانَه وطَغْياً معَ اللَّهِقِ الناشِطِ وكذلك الحِمارُ وقال ذو الرمة أَذاكَ أَمْ نَمِشٌ بالوَشْي أَكْرُعُه مُسَفَّعُ الخَدّ هادٍ ناشِطٌ شَبَبُ( * قوله « هاد » كذا بالأصل والصحاح وتقدم في نمش عاد بالعين المهملة )
ونَشَطَتِ الإِبلُ تَنْشِطُ نَشْطاً مضت على هُدّى أَو غير هدى ويقال للناقة حَسُنَ ما نَشَطَتِ السيرَ يعني سَدْوَ يديها في سيرها الليث طريق ناشِطٌ يَنْشِط من الطريق الأَعظم يَمنة ويَسْرة ويقال نَشَط بهم الطريقُ والناشِطُ في قول الطرماح الطريق ونشَط الطريقُ ينشِط خرج من الطريق الأَعظم يَمنةً أَو يَسْرة قال حميد مُعْتَزِماً بالطُّرُقِ النَّواشِطِ
( * قوله « معتزماً إلخ » كذا في الأَصل والأَساس أَيضاً إِلا أَنه معدى باللام )
وكذلك النواشِطُ من المَسايل والأُنْشُوطةُ عُقْدة يَسْهُل انحلالها مثل عقدة التِّكة يقال ما عِقالُك بأُنْشوطةٍ أَي ما مَوَدَّتُك بوَاهِيةٍ وقيل الأُنْشوطةُ عقدةٌ تَمدُّ بأَحدِ طرفيها فتَنحل والمُؤَرَّبُ الذي لا ينحل إِذا مُدَّ حتى يُحَلّ حلاًّ وقد نشَط الأُنْشُوطةَ يَنْشُطُها نَشْطاً ونشَّطها عقَدها وشدَّها وأَنْشَطها حلَّها ونشَطْت العَقْد إِذا عقدته بأُنشوطة وأَنشطَ البعير حَلَّ أُنشوطته وأَنشطَ العِقال مَدَّ أُنشوطته فانحلَّ وأَنشطْت الحبلَ أَي مدَدْتُه حتى ينحَل ونشَطت الحبل أَنْشُطه نشْطاً ربطْتُه وإِذا حللْتَه فقد أَنشَطْتَه ونشَطه بالنِّشاط أَي عقده ويقال للآخِذ بسُرعة في أَيّ عمل كان وللمريض إِذا بَرأَ وللمَغْشِيّ عليه إِذا أَفاق وللمُرْسَل في أَمر يُسرع فيه عزِيمتَه كأَنما أُنْشِط من عِقال ونَشِط أَي حُلَّ وفي حديث السِّحر فكأَنما أُنْشِط من عِقال أَي حُلّ قال ابن الأَثير وكثيراً ما يجيء في الرواية كأَنما نَشِط من عقال وليس بصحيح ونَشَطَ الدَّلْوَ من البئر يَنْشِطُها وينشُطها نشْطاً نَزَعها وجذَبَها من البئر صُعُداً بغير قامة وهي البَكْرة فإِذا كان بقامة فهو المَتْح وبئر أَنْشاط وإِنشاط لا تخرجُ منها الدلو حتى تُنْشَطَ كثيراً وقال الأَصمعي بئر أَنشاط قريبة القعر وهي التي تَخرج الدلُو منها بجَذْبة واحدة وبئر نَشُوط وهي التي لا تَخرج الدلو منها حتى تُنْشَط كثيراً قال ابن بري في الغريب لأَبي عبيد بئر إِنشاط بالكسر قال وهو في الجمهرة بالفتح لا غير وفي حديث عوف بن مالك رأَيت كأَنَّ سبَباً من السماء دُلِّي فانْتُشِطَ النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ثم أُعِيد فانتُشِط أَبو بكر رضي اللّه عنه أَي جُذِب إِلى السماء ورفع إِليها ومنه حديث أُمّ سَلمة دخل علينا عَمَّار رضي اللّه عنهما وكان أَخاها من الرّضاعة فنَشَط زينبَ من حَجْرها ويروى فانتشط ونَشَطَه في جنبه ينْشُطه نشْطاً طعَنَه وقيل النشْطُ الطعْنُ أَيّاً كان من الجسد ونشَطَتْه الحيةُ تَنْشِطُه وتنْشُطُه نشطاً وأَنْشَطتْه لدغَتْه وعضَّتْه بأَنيابها وفي حديث أَبي المِنهال وذكرَ حَيَّات النار وعَقارِبَها فقال وإِنَّ لها نَشْطاً ولَسْباً وفي رواية أَنْشأْنَ به نَشطاً أَي لِسْعاً بسُرعة واخْتِلاس وأَنْشأْن بمعنى طَفِقْن وأَخذْن ونَشَطَتْه شَعُوبُ نشطاً مثَلٌ بذلك وانتشطَ الشيءَ اختَلَسه قال شمر انتشط المالُ المَرْعَى والكلأَ انتزعه بالأَسنان كالاختلاس ويقال نشَطْتُ وانْتَشَطْت أَي انتزعت والنَّشيطةُ ما يغنَمُه الغُزاة في الطريق قبل البلوغ إِلى موضع الذي قصدوه ابن سيده النَّشِيطة من الغنيمة ما أَصاب الرئيسُ في الطريق قبل أَن يصير إِلى بَيْضةِ القوم قال عبد اللّه بن عَنَمة الضَّبِّي لَكَ المِرْباعُ منها والصّفايَا وحُكْمُكَ والنَّشِيطةُ والفُضُولُ يخاطب بِسْطامَ بن قَيْس والمِرْباعُ ربع الغنيمة يكون لرئيس القوم في الجاهلية دون أَصحابه وله أَيضاً الصفايا جمع صَفِيّ وهو يَطْطَفِيه لنفسه مثل السيف والفرس والجارية قبل القسمة مع الربع الذي له واصْطَفَى رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سيفَ مُنَبِّه بن الحجَّاج من بني سَهْم بن عمرو بن هُصَيْصِ بن كَعب بن لُؤَي ذا الفَقارِ يوم بَدْر واصطفى جُوَيْرية بنت الحرث من بني المُصْطَلِق من خُواعةَ يوم المُرَيْسِيع جَعل صداقَها عِتقَها وتزوَّجها واصْطَفَى صَفِيَّةَ بنت حُيَيّ ففعل بها مثل ذلك وللرئيس أَيضاً النَّشِيطةُ مع الربع والصَّفيِّ وهو ما انْتُشِط من الغنائم ولم يُوجِفوا عليه بخيل ولا رِكاب وكانت للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم خاصَّة وكان للرئيس أَيضاً الفُضُولُ مع الربعِ والصفيِّ والنشِيطة وهو ما فَضَل من القِسْمةِ مما لا تصح قِسمتُه على عدَد الغُزاةِ كالبعير والفرس ونحوهما وذهبت الفُضول في الإِسلام والنشِيطةُ من الإِبل التي تُؤْخَذ فتُساق من غير أَن يُعْمَد لها وقد انْتَشطوه والنَّشُوط كلام عراقي وهو سَمك يُمْقَر في ماء ومِلح وانْتَشَطْتُ السمكةَ قَشَرْتُها والنَّشُوطُ ضرب من السمك وليس بالشَّبُّوطِ وقال أَبو عبيد في قوله عزَّ وجل والنَّاشِطاتِ نَشْطاً قال هي النجوم تَطْلُع ثم تَغِيب وقيل يعني النجوم تَنْشِط من بُرْج إِلى برج كالثور الناشط من بلد إِلى بلد وقال ابن مسعود وابن عباس إِنها الملائكة وقال الفراء هي الملائكة تنشِط نفْس المؤْمن بقَبْضِها وقال الزجاج هي الملائكة تنشِط الأَرْواحَ نشطاً أَي تَنْزِعُها نَزْعاً كما تنزِع الدَّلْوَ من البئر ونَشَّطْتُ الإِبل تنشيطاً إِذا كانت ممنوعة من المَرْعى فأَرسلْتها تَرْعى وقالوا أَصلها من الأُنشوطة إِذا حُلَّت وقال أَبو النجم نَشَّطَها ذُو لِمّة لم تَقْمَلِ صُلْبُ العَصا جافٍ عن التَّعَزُّلِ أَي أَرْسلَها إِلى مَرْعاها بعدما شربت ابن الأَعرابي النُّشُطُ ناقِضُو الحِبال في وقت نَكْثها لتُضْفَر ثانية وتَنَشَّطت الناقةُ في سيرها وذلك إِذا شدّت وتنشَّطت الناقةُ الأَرضَ قطعَتْها قال تَنَشَّطَتْه كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ يقول تناوَلَتْه وأَسرعت رَجْع يديها في سيرها والمِغْلاةُ البعيدةُ الخَطْو والوهَقُ المُباراةُ في السير قال الأَخفش الحِمارُ يَنْشِطُ من بَلد إِلى بلد والهُمُومُ تَنْشِطُ بصاحِبها وقال هِمْيانُ أَمْسَتْ هُمُومِي تَنْشِطُ المَناشِطا الشامَ بي طَوْراً وطَوْراً واسِطا ونَشِيطٌ اسم وقولهم لا حتى يرجِعَ نَشِيطٌ من مَرْو هو اسم رجل بَنى لزِياد داراً بالبَصرة فهَرَبَ إِلى مَرْو قبل إِتمامها فكان زياد كلما قيل له تَمِّم دارك يقول لا حتى يرجع نشيط من مرو فلم يَرجع فصار مثلاً
نطط
النطُّ الشدُّ نَطَّه وناطَه ونطَّ الشيءَ يَنُطُّه نَطّاً مدَّه والأَنَطُّ السفَر البعيد وعقَبةٌ نَطَّاء وأَرض نَطِيطةٌ بعِيدة وتَنَطْنَطَ الشيءُ تباعَد ونَطْنَطَ إِذا باعَد سفره والنُّطُطُ الأَسْفارُ البعيدة ونطَّ في الأَرض يَنِطُّ نَطّاً ذهب وإِنه لنَطَّاط ورجل نَطَّاطٌ مِهْذار كثير الكلام والهَذْر قال ابن أَحمر فلا تَحْسَبَنِّي مُسْتَعِدّاً لنَفْرةٍ وإِنْ كنْت نَطّاطاً كَثِيرَ المَجاهلِ وقد نَطَّ يَنِطُّ نَطِيطاً ورجل نَطْناطٌ طويل والجمع النَّطانِطُ وفي حديث أَبي رُهْمٍ سأَله النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عمن تَخَلَّف من غِفار فقال ما فعل النفَرُ الحُمْرُ النَّطانِطُ ؟ جمع نَطْناطٍ وهو الطويل وقيل هو الطويل المَدِيد القامة وفي رواية ما فعل الحمر الطوالُ النّطانِطُ ؟ ويروى الثِّطاط بالثاء المثلثة وقد تقدم ونَطْنَطْتُ الشيء مَدَدْته
نعط
ناعِطٌ حِصْن في رأْس جبل بناحية اليمن قديم معروف كان لبعض الأَذْواء وناعِطٌ جبَل وقيل ناعط جبل باليمن وناعِطٌ بطن من هَمْدانَ وقيل هو حصن في أَرضهم قال لبيد وأَفْنى بناتُ الدَّهْرِ أَرْبابَ ناعِطٍ بمُسْتَمَعٍ دُون السماء ومَنْظَرِ وأَعْوَصْنَ بالدُّوميِّ من رأْسِ حِصْنِه وأَنْزَلْنَ بالأَسْبابِ رَبَّ المُشَقَّرِ أَعْوَصْنَ به أَي لَوَيْنَ عليه أَمره والدُّومِي هو أُكَيْدِرُ صاحبُ دومة الجَنْدلِ والمشقَّر حصن ورَبّه أَبو امرئ القيس والنُّعُطُ المسافرون سفراً بعيداً بالعين والنُّعُط القاطِعو اللُّقَم بنصفين فيأْكلون نصفاً ويلقون النصف الآخر في الغَضارة وهم النُّعُط والنُّطُع واحدهم ناعِطٌ وناطِعٌ وهو السيِّء الأَدَبِ في أَكله ومُروءته وعَطائه ويقال أَنْطَعَ وأَنْعَطَ إِذا قطَع لُقَمه والنُّغُط بالغين الطِّوال من الرّجال
نغط
قال الأَزهري في ترجمة نعط والنُّغُط بالغين الطوال من الرجال
نفط
النَّفْطُ والنَّفْطُ دُهْن والكسر أَفصح وقال ابن سيده النِّفْط والنَّفط الذي تُطْلى به الإِبل للجَرب والدَّبَر والقِرْدانِ وهو دون الكُحَيْلِ وروى أَبو حنيفة أَن النفط والنفط هو الكحيل قال أَبو عبيد النفط عامَّةُ القَطِرانِ وردّ عليه ذلك أَبو حنيفة قال وقول أَبي عبيد فاسد قال والنفط والنفط حلابة جبل في قعر بئر توقد به النار والكسر أَفصح والنَّفَّاطةُ والنَّفَاطة الموضع الذي يستخرج منه النفط والنَّفَاطاتُ والنَّفَّاطاتُ ضَرْب من السُّرُج يُرْمى بها بالنفط والتشديدُ في كل ذلك أَعرفُ التهذيب والنَّفَّاطات ضرب من السُّرُج يُسْتَصْبح بها والنفَّاطاتُ أَدواتٌ تُعمل من النُّحاس يرمى فيها بالنفْط والنار ونَفَط الرجلُ يَنْفِطُ نَفْطاً غَضِبَ وإِنه ليَنْفِطُ غَضباً أَي يتحرّك مثل يَنْفِتُ والقِدر تنْفِطُ نَفِيطاً لغة في تَنْفِت إِذا غَلَتْ وتبَجَّسَتْ والنفَطانُ شبيه بالسُّعال والنفْخُ عند الغضب والنفَطُ بالتحريك المَجْلُ وقد نَفِطَتْ يدُه بالكسر نَفْطاً ونفَطاً ونَفِيطاً وتنفَّطَتْ قَرِحَتْ من العمل وقيل هو ما يصيبها بين الجلد واللحم وقد أَنْفَطها العمل ويدٌ نافِطةٌ ونَفِيطةٌ ومَنْفُوطة قال ابن سيده كذا حكى أَهل اللغة مَنفوطة قال ولا وجه له عندي لأَنه من أَنفطها العمل والنَّفَطُ ما يُصيبها من ذلك الليث والنَّفْطةُ بَثْرةٌ تخرج في اليد من العمل ملأى ماء أَبو زيد إِذا كان بين الجلد واللحم ماء قيل نَفِطَت تَنْفَط نَفَطاً ونَفِيطاً ورَغْوة نافِطةٌ ذاتُ نَفّاطاتٍ وأَنشد وحَلَب فيه رُغاً نَوافِطُ ونَفَطَ الظبْيُ يَنْفِطُ نَفِيطاً صوّت وكذلك نَزَبَ نَزِيباً ونَفَطَتِ الماعِزةُ بالفتح تَنْفِطُ نَفْطاً ونَفِيطاً عَطَسَتْ وقيل نَفَطت العنزُ إِذا نَثَرَتْ بأَنْفِها عن أَبي الدُّقَيْشِ ويقال في المثل ما له عافِطةٌ ولا نافِطةٌ أَي ما له شيء وقيل العَفْطُ الضَّرِطُ والنفْطُ العُطاسُ فالعافِطةُ من دُبُرها والنافِطةُ من أَنفها وقيل العافِطةُ الضّائنةُ والنَّافطةُ الماعِزةُ وقيل العافطة الماعزة إِذا عطَسَت والنافطة إِتباع قال أَبو الدقيش العافِطةُ النعْجة والنافطة العنز وقال غيره العافطة الأَمة والنافطة الشاةُ وقال ابن الأَعرابي العفْط الحُصاص للشاة والنفْط عُطاسها والعَفِيط نَثِير الضأْن والنَّفِيطُ نثير المعز وقولهم في المثل لا يَنْفِطُ فيه عَناق أَي لا يؤخذ لهذا القَتِيل بثأْر
نقط
النُّقْطة واحدة النُّقَط والنِّقاطُ جمع نُقْطةٍ مثل بُرْمةٍ وبِرام عن أَبي زيد ونقَط الحرفَ يَنْقُطه نَقْطاً أَعْجَمه والاسم النُّقْطة ونقَّط المصاحف تنْقِيطاً فهو نَقَّاط والنَّقْطة فَعْلة واحدة ويقال نقَّط ثوبه بالمِداد والزعفران تَنْقِيطاً ونقَّطَت المرأَة خدَّها بالسواد تحَسَّنُ بذلك والناقِطُ والنَّقِيطُ مولى المولى وفي الأَرض نُقَطٌ من كلإِ ونِقاطٌ أَي قِطَعٌ متفرِّقة واحدتها نُقْطة وقد تنقَّطت الأَرض ابن الأَعرابي ما بقي من أَمْوالهِم إِلا النُّقْطة وهي قِطْعة من نخل ههنا وقطعة من زرع ههنا وفي حديث عائشة رضوان اللّه عليها فما اختلفوا في نُقْطةٍ أَي في أَمر وقَضِيَّةٍ قال ابن الأَثير هكذا أَثبته بعضهم بالنون قال وذكره الهروي في الباء وقال بعض المتأَخرين المضبوط المرويّ عند علماء النقل أَنه بالنون وهو كلام مشهور يقال عند المُبالغة في المُوافَقةِ وأَصله في الكتابين يُقابل أَحدهما بالآخر ويعارض فيقال ما اختلفا في نُقْطة يعني من نُقط الحروف والكلمات أَي أَن بينهما من الاتفاق ما لم يختلفا معه في هذا الشيء اليسير
نمط
النمَطُ ظِهارةُ فراش مّا وفي التهذيب ظِهارة الفراش والنمَطُ جماعة من الناس أَمرُهم واحد وفي الحديث خيرُ الناس هذا النمَطُ الأَوسط وروي عن عليّ كرَّم اللّه وجهه أَنه قال خير هذه الأُمة النَّمَطُ الأَوسطُ يَلْحَقُ بهم التالي ويرجع إِليهم الغالي قال أَبو عبيدة النمطُ هو الطريقة يقال الزَم هذا النَّمَط أَي هذا الطريق والنمَطُ أَيضاً الضربُ من الضُّروب والنوعُ من الأَنواع يقال ليس هذا من ذلك النمَط أَي من ذلك النوع والضرب يقال هذا في المتاع والعلم وغير ذلك والمعنى الذي أَراد علي عليه السلام أَنه كره الغُلُوّ والتقصير في الدين كما جاء في الأَحاديث الأُخَر أَبو بكر الزَمْ هذا النمَطَ أَي الزم هذا المذْهبَ والفَنَّ والطريق قال أَبو منصور والنمَطُ عند العرب والزَّوْجُ ضُروبُ الثِّيابِ المُصَبَّغَةِ ولا يكادون يقولون نمَطٌ ولا زَوْجٌ إِلا لما كان ذا لَوْن من حُمرة أَو خضرة أَو صفرة فأَما البياض فلا يقال نمط ويجمع أَنْماطاً والنمط ضرب من البُسُط والجمع أَنماط مثل سبَب وأَسْباب قال ابن بري يقال له نمط وأَنماط ونِماط قال المتنخل عَلامات كتَحْبِير النِّماطِ وفي حديث ابن عمر أَنه كان يُجَلِّلُ بُدْنَه الأَنماط قال ابن الأَثير هي ضرب من البُسُط له خَمْل رقيق واحدها نمَط والأَنْمَطُ الطريقةُ والنمَطُ من العلم والمتاعِ وكلِّ شيء نوعٌ منه والجمع من ذلك كله أَنماط ونِماط والنسَبُ إِليه أَنماطِيّ ونمَطِيٌّ ووَعْساء النُّمَيْط والنُّبَيْطِ معروفة تُنْبِتُ ضروباً من النبات ذكرها ذو الرُّمة فقال فأَضْحَتْ بوَعْساء النُّمَيْطِ كأَنَّها ذُرى الأَثْلِ من وادي القُرى ونخيلها والنُّمَيْط اسم موضع قال ذو الرمة فقال أَراها بالنُّمَيْطِ كأَنَّها نَخِيلُ القُرى جَبَّارُه وأَطاوِلُه
نهط
نَهَطَه بالرُّمْح نَهْطاً طعنَه به
نوط
ناطَ الشيءَ يَنُوطُه نَوْطاً عَلَّقه والنَّوْطُ ما عُلِّق سمي بالمصدر قال سيبويه وقالوا هو منِّي مَناط الثُّرَيَّا أَي في البُعْد وقيل أَي بتلك المنزلة فحذف الجارّ وأَوْصل كذهبت الشام ودخلت البيتَ وانتاط به تعَلَّق والنَّوْطُ ما بين العَجُز والمَتْن وكلُّ ما عُلِّقَ من شيء فهو نَوْط والأَنواطُ المَعالِيقُ وفي المثل( * قوله « وفي المثل إلخ » هو عبارة الصحاح وفي مجمع الامثال للميداني يضرب لمن يدعي ما ليس يملكه ) عاطٍ بغير أَنْواطٍ أَي يتَناوَلُ وليس هناك شيء مُعَلَّق وهذا نحو قولهم كالحادِي وليس له بعير وتجَشَّأَ لُقْمانُ من غير شبَعٍ والأَنْواطُ ما نُوِّطَ على البعير إِذا أُوقِرَ والتَّنْواطُ ما يُعَلَّق من الهَوْدَج يُزَيَّنُ به ويقال نِيطَ عليه الشيء عُلِّقَ عليه قال رقاع بن قَيْس الأَسدي بِلاد بِها نِيطَتْ عليَّ تَمائِمي وأَوَّلُ أَرضٍ مسَّ جِلْدِي تُرابُها وفي حديث عمر رضي اللّه عنه أَنه أُتِيَ بمال كثير فقال إِني لأَحْسَبكم قد أَهْلَكْتُم الناسَ فقالوا واللّه ما أَخَذْناه إِلاَّ عَفْواً بلا سَوْطٍ ولا نوط أَي بلا ضَرْب ولا تَعْلِيقٍ ومنه حديث علي كرَّم اللّه وجهه المُتَعَلِّقُ بها كالنَّوْط المُذَبْذَبِ أَراد ما يُناطُ بِرَحْل الرَّاكب من قَعْب أَو غيره فهو أَبداً يتحرَّك ونيط به الشيء أَيضاً وُصِلَ به وفي الحديث أُرِيَ الليلةَ رجُل صالحٌ أَنَّ أَبا بكر نِيطَ برسولِ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أَي عُلِّقَ يقال نُطْتُ هذا الأَمرَ به أَنُوطُه وقد نِيطَ به فهو مَنُوط وفي حديث الحجّاج قال لِحَفَّار البئر أَخَسَفْتَ أَم أَوْشَلْتَ ؟ فقال لا واحدَ منهما ولكن نَيِّطاً بين الأَمرين أَي وسَطاً بين القليل والكثير كأَنه مُعَلَّق بينهما قال القتيبي هكذا روي بالياء مشدَّدة وهي من ناطَه يَنُوطُه نَوْطاً فإِن كانت الرواية بالباء الموحدة فيقال للرّكية إِذا استُخْرج ماؤُها واسْتُنْبِط هي نَبَطٌ بالتحريك ونِياطٌ كل شيء مُعَلَّقُه كنِياطِ القوْسِ والقِرْبة تقول نُطْتُ القربةَ بنِياطِها نَوْطاً ونِياطُ القوس مُعَلَّقُها والنِّياط الفُؤَاد والنِّياطُ عِرْق علق به القلب من الوتين فإِذا قُطع مات صاحبُه وهو النَّيْطُ أَيضاً ومنه قولهم رماه اللّه بالنيْطِ أَي بالموت ويقال للأَرنب مُقَطَِّعَةُ النِّياطِ كما قالوا مُقَطَّعة الأَسْحار ونِياطُ القلب عِرْق غليظ نِيط به القلبُ إِلى الوتين والجمع أَنوِطةٌ ونُوط وقيل هما نِياطانِ فالأَعلى نِياطُ الفؤاد والأَسفل الفرجُ وقال الأَزهري في جمعه أَنوِطةٌ قال فإِذا لم ترد العدد جاز أَن يقال للجمع نُوط لأَن الياء التي في النِّياطِ واو في الأَصل والنِّياط والنائط عرق مستبْطِن الصُّلْب تحت المتن وقيل عرق في الصلب ممتدّ يُعالَج المَصْفور بقَطْعه قال العجاج فَبَجَّ كلَّ عانِدٍ نَعُورِ قَضْبَ الطَّبِيبِ نائطَ المَصْفُورِ
( * قوله « فبج إلخ » أَورده المؤلف في مادة نعر وقال بج شق أَي طعن الثور الكلب فشق جلده وتقدم في مادة ع ن د فبج كل بالخاء المعجمة ورفع كل والصواب ما هنا )
القَضْبُ القَطْع والمَصْفُور الذي في بطنه الماء الأَصفر ونِياطُ المَفازةِ بُعد طريقها كأَنها نِيطت بمفازة أُخرى لا تكاد تنقطع وإِنما قيل لبُعد الفلاة نياط لأَنها منوطة بفلاة أُخرى تتصل بها قال العجاج وبَلْدةٍ بَعِيدةِ النِّياطِ مَجْهُولةٍ تَغْتالُ خَطْوَ الخاطِي وفي حديث عمر رضي اللّه عنه إِذا انْتاطتِ المَغازِي أَي إِذا بَعُدت وهو من نِياطِ المَفازة وهو بعدها ويقال انْتاطَت المغازي أَي بَعُدت من النَّوط وانْتَطَتْ جائز على القلب قال رؤبة وبَلْدةٍ نِياطُها نَطِيّ أَراد نَيِّطٌ فقلب كما قالوا في جمع قَوْس قِسِيّ وانْتاطَ أَي بعُد فهو نَيِّطٌ ابن الأَعرابي وانْتاطَتِ الدارُ بعُدَت قال ومنه قول مُعاوية في حديثه لبعض خُدّامه عليك بصاحِبك الأَقدم فإِنك تَجِدُه على مودّة واحدة وإِن قَدُمَ العهدُ وانْتاطَتِ الدار وإِياك وكل مُسْتَحْدَثٍ فإِنه يأْكل مع كل قوم ويجري مع كل ريح وأَنشد ثعلب ولكنَّ أَلفاً قد تجَهَّز غادِياً بحَوْرانَ مُنْتاط المَحَلِّ غَرِيبُ والنَّيِّطُ من الآبار التي يجري ماؤُها معلَّقاً يَنْحَدِرُ من أَجْوالِها إِلى مَجَمِّها ابن الأَعرابي بئر نَيِّطٌ إِذا حُفرت فأَتَى الماء من جانب منها فسال إِلى قعرها ولم تَعِنْ من قعرها بشيء وأَنشد لا تَسْتَقِي دِلاؤها من نَيِّطِ ولا بَعِيدٍ قعْرُها مُخْرَوِّطِ وقال الشاعر لا تتّقي دِلاؤها بالنَّيِّط
( * قوله « تتقي » كذا بالأصل ولعله تستقي )
وانْتاطَ الشيءَ اقْتَضَبَه برأْيه من غير مُشاوَرة والنَّوْطُ الجُلّةُ الصغيرة فيها التمر ونحوه والجمع أَنْواطٌ ونِياطٌ قال أَبو منصور وسمعت البَحْرانِيين يسمون الجِلالَ الصغار التي تعلَّق بعُراها من أَقتاب الحَمُولةِ نِياطاً واحدها نَوْط وفي الحديث إِنَّ وفد عبد القَيْس قَدِمُوا على رسولِ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأَهْدَوْا له نَوْطاً من تَعْضُوضِ هَجَر أَي أَهدوا له جُلّة صغيرة من تمر التَّعْضُوض وهو من أَسْرَى تُمْرانِ هَجر أَسْوَدُ جَعْدٌ لَحِيم عَذْب الطعم حُلو وفي حديث وفد عبد القيس أَطْعِمْنا من بقيَّةِ القَوْس الذي في نَوْطِك الأَصمعي ومن أَمثالهم في الشدّة على البخيل إِن ضَجَّ فزِدْه وِقْراً وإِن أَعْيا فزِدْه نَوطاً وإِن جَرْجَرَ فزِدْه ثقلاً قال أَبو عبيدة النوط العِلاوة بين الفَوْدَيْنِ ويقال للدَّعِيِّ يَنْتَمِي إِلى قوم مَنُوطٌ مُذَبْذَب سمي مذبذباً لأَنه لا يدرى إِلى من يَنتَمِي فالريح تُذَبْذِبُه يميناً وشمالاً ورجل منوط بالقوم ليس من مُصاصِهم قال حسان وأَنْتَ دَعِيٌّ نِيطَ في آل هاشِمٍ كما نِيطَ خَلْفَ الراكِب القَدَحُ الفَرد ونيط به الشيء وُصل به والنَّوْطةُ الحوْصَلةُ قال النابغة في وصف قطاة حَذَّاء مُدبِرةً سَكّاء مُقْبِلةً للماء في النَّحْر منها نَوْطة عَجَبُ قال ابن سيده ولا أَرى هذا إِلا على التشبيه حذّاء خفيفة الذنب سَكّاء لا أُذن لها شبه حوصلةَ القطاةِ بنوطة البعير وهي سِلْعة تكون في نَحْرِه والنوْطةُ ورم في الصدر وقيل ورَم في نَحر البعير وأَرْفاغه وقد نِيط له قال ابن أَحمر ولا عِلْمَ لي ما نَوْطةٌ مُسْتكِنَّةٌ ولا أَيُّ مَن فارقت أَسْقي سِقائيا والنوْطةُ الحِقْدُ ويقال للبعير إِذا وَرِمَ نحرُه وأَرفاغُه نِيطت له نوْطة وبعير مَنُوط وقد نِيطَ له وبه نَوْطة إِذا كان في حَلقه ورَم ويقال نيط البعير إِذا أَصابه ذلك وفي الحديث بعير له قد نيط يقال نِيط الجمل فهو منوط إِذا أَصابه النوْطُ وهي غُدَّة تُصيبه فتقتله والنوْطة ما يَنْصَبُّ من الرِّحاب من البلد الظاهر الذي به الغَضَا والنوْطةُ الأَرض يكثر بها الطَّلْح وليست بواحدة وربما كانت فيه نِياطٌ تجتمع جماعات منه ينقطع أَعلاها وأَسفلها ابن شميل والنوْطةُ ليست بوادٍ ضخْمٍ ولا بتَلْعةٍ هي بينهما والنوْطةُ المَكان في وسطه شجر وقيل مكان فيه طَرْفاء خاصّة ابن الأَعرابي النوْطةُ المكان فيه شجر في وسطه وطرَفاه لا شجر فيهما وهو مرتفع عن السيل والنوْطة الموضع المرتفع عن الماء عن ابن الأَعرابي وقال أَعرابي أَصابنا مطَر جَوْدٌ وإِنَّا لَبِنَوْطةٍ فجاء بجارّ الضبُع أَي بسَيْل يجُرّ الضبُع من كثرته والتَّنَوُّطُ والتُّنَوِّطُ طائر نحو القارِية سواداً تركَّب عُشها بين عُودين أَو على عود واحد فتُطيل عشها فلا يصل الرجل إِلى بيضها حتى يُدخل يده إِلى المنكب وقال أَبو علي في البصريّات هو طائر يُعلِّق قشوراً من قشور الشجر ويُعشِّش في أَطرافها ليحفظَه من الحيات والناس والذرّ قال تُقَطِّعُ أَعناقَ التَنَوُّطِ بالضُّحَى وتَفْرِسُ في الظَّلْماء أَفْعَى الأَجارِعِ وصف هذه الإِبل بطول الأَعناق وأَنها تصل إِلى ذلك واحدها تَنَوُّطةٌ وتُنَوِّطة قال الأَصمعي إِنما سمي تنوّطاً لأَنه يُدلِّي خُيوطاً من شجرة ثم يُفرخ فيها وذاتُ أَنواطٍ شجرة كانت تُعبد في الجاهلية وفي الحديث اجعل لنا ذات أَنْواطٍ قال ابن الأَثير هي اسم سَمُرةٍ بعينها كانت للمشركين يَنُوطون بها سِلاحَهم أَي يعلِّقونه بها ويَعْكُفون حولَها فسأَلوه أَن يجعل لهم مثلها فنهاهم عن ذلك وأَنواط جمع نَوْط وهو مصدر سمي به المَنُوط الجوهري وذات أَنواط اسم شجرة بعينها وفي الحديث أَنه أَبصر في بعض أَسفاره شجرة دَفْواء تسمّى ذاتَ أَنواط ويقال نوْطةٌ من طَلْح كما يقال عِيصٌ من سِدْر وأَيكةٌ من أَثل وفَرْس من عُرْفُط ووَهْطٌ من عُشَرٍ وغالٌّ من سَلَم وسَلِيلٌ من سَمُر وقَصِيمةٌ من غضاً ومن رِمْث وصَرِيمةٌ من غَضاً ومن سَلَم وحَرَجةٌ من شجر وقال الخليل المدّات الثلاث مَنُوطات بالهمز ولذلك قال بعض العرب في الوقوف افْعَلِئ افْعَلأ افْعَلُؤ فهمزوا الأَلف والياء والواو حين وقفوا
نيط
النَّيْطُ الموتُ وطَعَنَ في نيْطِه أَي في جَنازته إِذا مات ورُميَ فلان في طَنْيِه وفي نَيْطِه وذلك إِذا رُميَ في جنازته ومعناه إِذا مات وقال ابن الأَعرابي يقال رماه اللّه بالنَّيْط ورماه اللّه بنَيْطه أَي بالموت الذي يَنُوطه فإِن كان ذلك فالنيط الذي هو الموت إِنما أَصله الواو والياء داخلة عليها دخول معاقبة أَو يكون أَصله نَيّطاً أَي نَيْوِطاً ثم خفف قال أَبو منصور إِذا خفف فهو مثل الهَيْنِ والهَيِّن والليْنِ والليِّن وروي عن عليّ عليه السلام أَنه قال لوَدَّ معاوية أَنه ما بقي من بني هاشم نافِخُ ضَرْمَةٍ إِلا طُعِنَ( * قوله « إلا طعن » كذا ضبط في النهاية وبهامشها ما نصه يقال طعن في نيطه أَي في جنازته ومن ابتدأ بشيء أَو دخل فيه فقد طعن فيه وقال غيره طعن على ما لم يسم فاعله والنيط نياط القلب وهي علاقته فاذا طعن مات صاحبه ) في نَيْطِه معناه إِلا مات قال ابن الأَثير والقياس النوط لأَنه من ناط ينوط إِذا عُلِّق غير أَن الواو تعاقب الياء في حروف كثيرة وقيل النَّيْطُ نياط القلب وهو العِرْق الذي القلب متعلق به وفي حديث أَبي اليَسَر وأَشار إِلى نِياط قلبه وأَتاه نَيْطُه أَي أَجله وناطَ نَيْطاً وانتاط بَعُدَ والنَّيِّطُ العين في البئر قبل أَن تصل إِلى القعر
هبط
الهُبُوطُ نقِيضُ الصُّعُود هبطَ يهْبِط ويهبُطُ هُبُوطاً إِذا انْهَبط في هَبُوط من صَعُود وهَبَطَ هُبوطاً نزل وهَبَطْته وأَهْبَطْتُه فانْهَبطَ قال ما راعَني إِلا جَناحٌ هابِطا على البُيوتِ قَوْطَه العُلابِطا أَي مُهْبِطاً قوطَه قال وقد يجوز أَن يكون أَراد هابطاً على قَوْطه فحذف وعدّى وفي حديث الطفيل بن عمرو وأَنا أَتَهَبَّطُ إِليهم من الثنيّةِ أَي أَنْحَدِرُ قال ابن الأَثير هكذا جاء في الرواية وهو بمعنى أَنْهَبِطُ وأَهْبِطُ وهَبَطه أَي أَنزله يتعدّى ولا يتعدّى وأَما قوله عزّ وجلّ وإِنَّ منها لمَا يَهْبِطُ من خَشْيَةِ اللّه فأَجودُ القولين فيه أَن يكون معناه وإِن منها لما يَهْبِطُ مَن نَظَر إِليه مِن خَشْيَةِ اللّه وذلك أَن الإِنسان إِذا فكَّر في عِظَم هذه المخلوقات تَضاءَل وخَشَعَ وهَبطَت نفسُه لعظم ما شاهَد فنُسِب الفعل إِلى تلك الحِجارة لما كان الخشوع والسُّقوط مسبَّباً عنها وحادثاً لأَجل النظر إِليها كقول اللّه سبحانه وما رميْتَ إِذا رميْتَ ولكنَّ اللّه رمى هذا قول ابن جني وكذلك أَهْبَطْتُه الركْبَ قال عدي بن زيد( * قوله « ابن زيد » في شرح القاموس الرقاع وفيه أَيضاً يغذيني بمعجمتين بدل يعديني )
أَهْبَطْته الرَّكْبَ يُعْدِيني وأُلْجِمُه للنّائباتِ بِسَيْرٍ مِخْذَم الأَكَمِ والهَبُوطُ من الأَرض الحَدُورُ قال الأَزهري وفَرْقُ ما بين الهَبُوط والهُبوط أَنَّ الهَبُوطَ اسم للحَدُور وهو الموضع الذي يُهْبِطُكَ من أَعلى إِلى أَسفل والهُبُوط المصدر والهَبْطةُ ما تَطامَن من الأَرض وهَبَطْنا أَرضََ كذا أَي نزلناها والهَبْطُ أَن يقع الرجل في شَرّ والهبْط أَيضاً النقصان ورجل مَهْبُوطٌ نقَصت حالُه وهَبَطَ القوْمُ يَهْبِطُون إِذا كانوا في سَفال ونقصوا قال لبيد كلُّ بَنِي حُرَّةٍ مَصِيرُهُمُ قُلٌّ وإِنْ أَكثَرُوا مِنَ العَدَدِ إِنْ يُغْبَطُوا يَهْبِطُوا وإِنْ أُمِروا يَوْماً فهم للفَناء والنَّفَدِ وهو نقِيضُ ارتفعوا والهَبْطُ الذُّلُّ وأَنشد الأَزهري بيت لبيد هذا إِنْ يُغْبَطُوا يَهْبِطوا ويقال هَبطَه فهبطَ لفظ اللازم والمتعدي واحد وفي الحديث اللهم غَبْطاً لا هَبْطاً أَي نسأَلك الغِبْطةَ ونعوذ بك أَن نَهْبِطَ عن حالنا وفي التهذيب أَي نسأَلك الغبطة ونعوذ بك أَن تُهْبِطنا إِلى حال سَفال وقيل معناه نسأَلك الغبطة ونعوذ بك من الذلِّ والانحِطاط والنزول قال ابن بري ومنه قول لبيد إِن يغبطوا يهبطوا وقول العباس ثُمَّ هَبَطْتَ البِلاد لا بَشَرٌ أَنْتَ ولا مُضْغَةٌ ولا علَقُ أَراد لما أَهبط آدم إِلى الدنيا كنت في صُلْبه غير بالغ هذه الأَشياء قال ابن سيده والعرب تقول اللهم غبطاً لا هبطاً قال الهبط ما تقدَّم من النَّقْصِ والتسفُّلِ والغَبْطُ أَن تُغْبَط بخير تقع فيه وهبَطَتْ إِبلي وغنمي تَهْبِطُ هُبوطاً نقصت وهَبطْتُها هَبْطاً وأَهْبَطْتُها وهَبطَ ثمنُ السلعةَ تَهْبطُ هُبوطاً نقص وهبَطْته أَهْبِطُه هَبْطاً وأَهْبطته الأَزهري هَبطَ ثمنُ السِّلْعة وهبَطْته أَنا أَيضاً بغير أَلف والمَهْبوط الذي مرض فهبَطَه المرضُ إِلى أَن اضْطرب لحمه وهبط فلان إِذا اتَّضع وهَبطَ القومُ صاروا في هُبوط ورجل مَهْبوط وهَبِيطٌ هبطَ المرضُ لحمَه نقصَه وأَحْدَره وهزَلَه وهبطَ اللحمُ نفسُه نقص وكذلك الشحمُ وهبَط شحمُ الناقة إِذا اتَّضع وقلَّ قال أُسامةُ الهذلي ومِنْ أَيْنها بَعْدَ إِبدانِها ومن شَحْمِ أَثْباجِها الهابِط ويقال هبَطْتُه فهبط لازم وواقع أَي انْهَبَطَتْ أَسْنِمَتُها وتواضَعتْ والهَبيطُ من النوق الضَّامر والهبيط من الأَرض الضامرُ وكله من النُّقصان وقال أَبو عبيدة الهبيطُ الضامر من الإِبل قال عَبِيدُ بن الأَبْرَصِ وكأَنَّ أَقْتادي تَضَمَّنَ نِسْعَها من وَحْشِ أَوْرالٍ هَبيطٌ مُفْرَدُ أَراد بالهَبِيط ثوراً ضامراً قال ابن بري عنى بالهبيط الثور الوحشي شبه به ناقته في سُرعتها ونشاطها وجعله مُنفرداً لأَنه إِذا انفرد عن القَطِيع كان أَسْرع لِعَدْوِه وهَبَطَ الرجل من بلد إِلى بلد وهبَطْتُه أَنا وأَهْبَطْته قال خالد بن جَنْبة يقال هبَط فلان أَرضَ كذا وهبَط السُّوقَ إِذا أَتاها قال أَبو النجم يصف إِبلاً يَخْبِطْنَ مُلاَّحاً كذاوِي القَرْمَلِ فَهَبَطَتْ والشمسُ لم تَرَجَّلِ أَي أَتَتْه بالغَداةِ قبل ارتفاع الشمس ويقال هبطه الزمان إِذا كان كثير المال والمعروف فذهب ماله ومعروفه الفرَّاء يقال هبطه اللّه وأَهْبَطَه والتَّهِبِّطُ بلد وقال كراع التَّهِبِّطُ طائر ليس في الكلام على مثال تِفِعِّل غيره وروي عن أَبي عُبيدة التَّهَبُّط على لفظ المصدر وفي حديث ابن عباس في العَصْف المأْكول قال هو الهَبُوط قال ابن الأَثير هكذا جاءَ في رواية بالطاء قال سُفيان هو الذَّرُّ الصغير قال وقال الخطابي أَراه وهَماً وإِنما هو بالراء
هرط
هرَطَ الرجلُ في عرْض أَخِيه وهَرَط عِرْضَ أَخِيه يَهْرِطُه هَرْطاً طَعَنَ فيه ومَزَّقه وتنَقَّصه ومثله هَرَتَه وهرَدَه ومزَقَه وهَرْطَمَه وتهارَطَ الرجلان تَشاتَما وقيل الهَرْط في جميع الأَشياء المَزْقُ العَنِيف والهَرْطُ لغة في الهَرْتِ وهو المزق العنيف وناقة هِرْطٌ مُسِنَّةٌ والجمع أَهْراط وهُروط والهِرْط لحم مَهْزول كأَنه مُخاط لا يُنْتفع به لغَثاثتِه والهِرْط والهِرْطةُ النعجة الكبيرة المهزولة والجمع هِرَطٌ مثل قِرْبة وقِرَبٍ الليث نعجة هِرْطة وهي المهزولة لا ينتفع بلحمها غُثوثةً الفراء ولحمها الهِرط بالكسر وقال ابن الأَعرابي الهَرط بفتح الهاء وهو الذي يتَفَتَّت إِذا طُبِخ ابن شميل الهِرْطةُ من الرجال الأَحمق الجبان الضعيف ابن الأَعرابي هَرِطَ الرجلُ إِذا اسْترْخى لحمُه بعد صَلابة من عِلَّة أَو فَزَع والإِنسان يَهْرِطُ في كلامه يُسَفْسِفُ ويَخْلِطُ والهَيْرَطُ الرِّخْو
هرمط
هَرْمَطَ عِرْضه وقع فيه وهو مثل هرَطه
هطط
الأَزهري الهُطُطُ الهَلْكى من الناس والأَهَطُّ الجمل الكثير المَشْي الصَّبُور عليه والناقة هَطَّاء والهَطْهَطةُ السُّرعة فيما أُخذ فيه من عمل مشي أَو غيره ابن الأَعرابي هُطْهُطْ إِذا أَمرته بالذَّهاب والمجيء
هقط
هِقِطْ من زجر الخيل عن المبرد وحده قال لَمَّا سَمِعْتُ خَيْلهم هِقِطِّ علِمت أَنَّ فارِساً مُحْتَطِّي
هلط
الأَزهري عن ابن الأَعرابي الهالِطُ المُسْترْخي البطنِ والهاطِلُ الزرعِ المُلْتَفُّ
همط
الهَمْطُ الظلم هَمَطَ يَهْمِطُ هَمْطاً خلَط بالأَباطِيلِ وهَمَطَ الرجلَ واهْتَمَطَه ظلمَه وأَخَذ منه ماله على سبيل الغَلَبة والجَوْر قال الشاعر ومِنْ شدِيدِ الجَوْرِ ذِي اهْتِماطِ والهَمَّاطُ الظالم وهَمَطَ فلان الناسَ يَهْمِطُهم إِذا ظلمهم حَقَّهم وسئل إِبراهيم النخعي عن عُمَّال يَنْهَضُون إِلى القُرى فيَهْمِطون أَهلَها فإِذا رجعوا إِلى أَهالِيهم أَهْدَوْا لجِيرانهم ودعَوْهم إِلى طَعامِهم فقال لهم المَهْنَأُ وعليهم الوزْر معناه أَنهم يأْخذون منهم على سبيل القَهْر والغلَبة يقال همَطَ مالَه وطعامَه وعِرْضه واهتمطه إِذا أَخذه مرة بعد مرة من غير وجه وفي رواية كان العُمّال يَهْمِطُون ثم يَدْعُون فيُجابُون يعني يدْعون إِلى طعامهم يريد أَنه يجوز أَكل طعامهم وإِن كانوا ظلَمَة إِذا لم يتعيَّن الحرام وفي حديث خالد بن عبد اللّه لا غَزْوَ إِلا أَكْلةٌ بِهَمْطةٍ استعمل الهَمْطَ في الأَخذ بِخُرْقٍ وعَجَلةٍ ونَهْب أَبو عَدْنان سأَلت الأَصمعي عن الهمط فقال هو الأَخذ بخرق وظُلم وقيل الهمْط الأَخذ بغير تقدير والهمْطُ الخَلْط من الأَباطِيل والظلمُ تقول هو يَهْمِط ويَخْلِطَ هَمْطاً وخَلْطاً ويقال همَط يَهْمِطُ إِذا لم يُبال ما قال وما أَكل ابن الأَعرابي امْتَرَزَ من عِرْضه واهْتَمَطَ إِذا شتمَه وعابَه وقال ابن سيده واهتمط عرضه شتمه وتنقَّصه وقال واهتَمَط الذئبُ السخْلة أَو الشاةَ أَخَذها عن ابن الأَعرابي
هملط
هَمْلَطَ الشيءَ أَخَذه أَو جمعه
هنبط
التهذيب لابن الأَثير في حديث حبيب بن مَسْلمة إِذْ نزل الهَنْباط قيل هو صاحب الجَيْش بالرُّوميَّة
هيط
ما زالَ مُنذ اليوم يَهِيطُ هَيْطاً وما زال في هَيْطٍ ومَيْطٍ وهِياط ومِياطٍ أَي في ضِجاجٍ وشَرّ وجَلَبة وقيل في هياطٍ ومياطٍ في دُنُوّ وتَباعُد والهِياطُ والمُهايطةُ الصِّياح والجَلَبة قال أَبو طالب في قولهم ما زِلنا بالهياط والمياط قال الفراء الهياط أَشدُّ السَّوْقِ في الوِرْد والمِياطُ أَشدُّ السوق في الصَّدَر ومعنى ذلك بالمجيء والذهاب اللحياني الهياط الإِقبال والمياط الإِدْبار غيره الهِياطُ اجتماع الناس للصلح والمياطُ التفَرُّق عن ذلك وقد أُميت فعل الهياط ويقال بينهما مُهايَطة ومُمايطة ومُعايَطةٌ ومُسايَطة كلام مُخْتلف والهائط الذَّاهب والمائط الجائي قال ابن الأَعرابي ويقال هايَطَه إِذا استضعفه ويقال وقع القوم في هِياط ومياط وتَهايَط القومُ تَهايُطاً إِذا اجتمعوا وأَصْلحوا أَمرهم خِلاف التمايُط وتمايَطوا تمايُطاً تباعَدُوا وفسد ما بينهم واللّه أَعلم
وبط
الوابِطُ الضعيف وبَطَ في جِسمه ورَأْيِه يَبِط وَبْطاً ووبُوطاً ووَباطةً ووَبِطَ وبَطاً ووَبْطاً ووَبُطَ ضَعُف وثَقُل ووَبَط رأْيُه في هذا الأَمر وُبوطاً إِذا ضعُف ولم يَسْتَحْكِم وأَنشد ابن بري لحميد الأَرقط إِذْ باشَرَ النَّكْثَ بِرَأْيٍ وابِطِ وكذلك وَبِط بالكسر يَوْبَط وَبْطاً والوابِطُ الخَسِيس والضعيف الجَبان ويقال أَردت حاجة فوَبَطَني عنها فلان أَي حبَسني والوَباطُ الضَّعْف قال الراجز ذُو قُوَّة ليسَ بذِي وَباطِ والوابِطُ الخَسِيس ووبَطَ حَظَّه وَبْطاً أَخَسَّه ووضَع من قدره ووَبَطْت الرجلَ وضعت من قدره وفي حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم اللهم لا تَبِطْني بعد إِذ رَفَعْتني أَي لا تُهِنِّي وتَضَعْني أَبو عمرو وَبَطه اللّه وأَبَطَه وهَبَطَه بمعنى واحد وأَنشد أَذاكَ خَيْرٌ أَيُّها العَضارِطُ أَم مُسْبَلاتٌ شَيْبُهنَّ وابِطُ ؟ أَي واضِِع الشَّرَفِ ووَبَط الجرْحَ وَبْطاً فتحه كبَطَّه بَطّاً
وخط
الوَخْط من القَتِير النَّبْذُ وقيل هو اسْتِواء البياض والسوادِ وقيل هو فُشُوُّ الشَّيْب في الرأْس وقد وخَطَه الشيبُ وخْطاً ووخَضَه بمعنى واحد أَي خالَطَه وأَنشد ابن بري أَتَيْتُ الذي يأْتي السَّفِيهُ لِغِرَّتي إِلى أَن عَلا وخْطٌ مِن الشيْب مَفْرَقي ووُخِطَ فلان إِذا شابَ رأْسُه فهو مَوْخُوط ويقال في السيْر وخَطَ يَخِطُ إِذا أَسْرعَ وكذلك وخَطَ الظَّلِيمُ ونحوه والوَخْطُ لغة في الوَخْدِ وهو سرعة السير وظليم وخَّاطٌ سريع وكذلك البعير قال ذو الرمة عنِّي وعن شَمَرْدَلٍ مِجْفال أَعْيَطَ وخَّاطِ الخُطَى طُوال والمِيخَطُ الدَّاخِل ووَخَط أَي دخل وفَرُّوجٌ واخِطٌ جاوَزَ حد الفَراريج وصار في حدِّ الدُّيوك والوَخْطُ الطَّعْنُ الخَفِيفُ ليس بالنافِذ وقيل هو أَن يُخالِطَ الجَوْفَ قال الأَصمعي إِذا خالطَت الطعْنةُ الجوْفَ ولم تنفذ فذلك الوَخْضُ والوَخْطُ ووَخَطه بالرمح ووَخَضَه وفي الصحاح الوخْطُ الطعنُ النافذ وقد وخَطَه وخْطاً وطعنٌ وخَّاطٌ وكذلك رمح وخَّاط قال وَخْطاً بماضٍ في الكُلى وخَّاطِ وفي التهذيب وخْضاً بماض ووخطَه بالسيف تَناوَله من بعيد تقول وُخِطَ فلان يُوخَطُ وخْطاً قال أَبو منصور لم أَسمع لغير الليث في تفسير الوَخْط أَنه الضرب بالسيف قال وأَراه أَراد أَنه يتناوله بذُبابِ السيفِ طَعْناً لا ضَرْباً والوَخْطُ في البيْع أَنْ تَرْبَح مرة وتخسر أُخرى ووخْطُ النِّعال خَفْقُها وفي الحديث عن أَبي أُمامَة قال خرج رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأَخذ ناحية البقيع فاتَّبَعناه فلما سمع وَخْطَ نِعالِنا خلفَه وقف ثم قال امْضوا وهو يُشير بيده حتى مضينا كلُّنا ثم أَقبل يمشي خلفنا فالتفتنا فقلنا بِمَ( * قوله « بم » هو في الأَصل بالباء الموحدة لا باللام ) يا رسول اللّه صنعْتَ ما صنعت ؟ فقال إِني سمعت وخْطَ نِعالكم خلفي فتَخَوَّفْت أَن يَتَداخَلني شيء فقَدَّمْتكم بين يدَيَّ ومشيْتُ خلفكم فلما بلغ البقيعَ وقف على قبرين فقال هذا قبر فلان لقد ضُرِبَ ضَربة تقطَّعت منها أَوْصالُه ثم وقف على الآخر فقال مثل ذلك ثم قال أَمَّا هذا فكان يمشي بالنميمة وأَما هذا فكان لا يتَنزَّه عن شيء من البول يُصيبه وفي حديث مُعاذ كان في جنازة فلما دفن الميت قال ما أَنتم ببارِحِين حتى يَسمع وخْطَ نِعالكم أَي خَفْقَها وصوتها على الأَرض
ورط
الوَرْطةُ الاسْتُ وكل غامِضٍ ورْطةٌ والورطة الهَلَكةُ وقيل الأَمر تقع فيه من هَلَكةٍ وغيرها قال يزيد بن طُعْمة الخَطْمِيّ قَذَفُوا سَيِّدَهم في وَرْطَةٍ قَذْفَكَ المُقْلَةَ وَسْطَ المُعْتَرَك قال المُفضل بن سَلَمةَ في قول العرب وقع فلان في وَرْطةٍ قال أَبو عمرو هي الهلكة وأَنشد إِنْ تَأْتِ يَوْماً مثلَ هذِي الخُطَّهُ تُلاقِ من ضَرْب نُمَيْرٍ وَرْطَهْ وجمعه وِراطٌ وقول رؤبة نحن جمَعنا الناسَ بالمِلْطاطِ فأَصْبحوا في وَرْطةِ الأَوْراطِ قال ابن سيده أَراه على حذف التاء فيكون من باب زَنْد وأَزْناد وفَرْخ وأَفْراخ قال أَبو عبيد وأَصل الوَرْطة أَرض مُطمئنة لا طريق فيها وأَوْرَطَه ووَرَّطه توريطاً أَي أَوقعه في الورطة فتَورَّط هو فيها وأَوْرَطه أَوقعه فيما لا خَلاص له منه وفي حديث ابن عمر إِنَّ من ورَطاتِ الأُمور التي لا مَخْرَجَ منها سَفْكَ الدمِ الحَرام بغير حِلٍّ وتورَّطَ الرجلُ واسْتَوْرَطَ هلَك أَو نَشِبَ وتورَّط فلان في الأَمر واسْتَوْرَطَ فيه إِذا ارْتَبَك فيه فلم يسْهُل له المخرج منه والوَرْطةُ الوحَل والردَغةُ تقَع فيها الغنم فلا تقدر على التخلُّص منها يقال توَرَّطَتِ الغنم إِذا وقعت في ورْطة ثم صار مثلاً لكل شدَّة وقع فيها الإِنسان وقال الأَصمعي الوَرْطةُ أَهْوية مُتَصَوِّبة تكون في الجبل تشقّ على من وقع فيها وقال طفيل يصف الإِبل تَهاب طَرِيقَ السَّهْلِ تَحْسَبُ أَنه وُعُورُ وِراطٍ وهو بَيْداء بَلْقَعُ والوِراطُ الخَدِيعةُ في الغنم وهو أَن يُجْمَعَ بين متفرّقين أَو يفرَّق بين مجتمعين والوَرْطُ أَن يُورِطَ إِبله في إِبل أُخرى أَو في مكان لا تُرى فيه فيُغَيِّبها فيه وقوله لا وَرْطَ في الإِسلام قال ثعلب معناه لا تُغَيِّبْ غنمك في غنم غيرك وفي حديث وائل بن حُجْر وكتاب النبي صلّى اللّه عليه وسلّم له لا خِلاطَ ولا وِراطَ قال أَبو عبيد الوِراطُ الخَدِيعةُ والغِشُّ وقيل إِن معناه كقوله لا يُجمع بين متفرق ولا يُفرّق بين مجتمع خَشْية الصدقة وقال ابن هانئ الوِراطُ مأْخوذ من إِيراط الجَرِير في عُنُق البعير إِذا جعلت طرَفه في حَلْقته ثم جَذَبْتَه حتى تَخْنُق البعير وأَنشد لبعض العرب حتى تَراها في الجَريرِ المُورَطِ سَرْحَ القِياد سَمْحةَ التَّهَبُّطِ ابن الأَعرابي الوِراطُ أَن تَخْبأَها وتفرِّقها يقال قد ورَطَها وأَوْرَطها أَي ستَرها وقيل الوراط أَن يُغَيّب مالَه ويَجْحَد مكانها وقيل الوراط أَن يجْعل الغنم في وَهْدة من الأَرض لتَخْفى على المُصَدِّق مأْخوذ من الوَرْطةِ وهي الهُوّةُ العَمِيقة في الأَرض ثم اسْتُعِير للناس إِذا وقَعوا في بَلِيَّة يَعْسُر المَخْرجُ منها وقيل الوِراط أَن يُغيِّب إِبله في إِبل غيره وغنَمه ابن الأَعرابي الوراطُ أَن يُورط الناسُ بعضُهم بعضاً فيقول أَحدهم عند فلان صدقة وليس عنده فهو الوِراط والإِيراط قال والشِّناقُ أَن يكون على الرجل والرجلين والثلاثة إِذا تفرّقت أَموالهم أَشناق فيقول أَحدهم للآخر شانِقْني في شَنَق واخْلِطْ مالي ومالَك فإِنه إِن تفرّق وجب علينا شَنَقان وإِن اجتمع مالنا خفّ علينا فالشِّناقُ المشارَكة في الشَّنَق والشنَقَين
وسط
وسَطُ الشيء ما بين طرَفَيْه قال إِذا رَحَلْتُ فاجْعلُوني وَسَطا إِنِّي كَبِير لا أُطِيق العُنّدا أَي اجعلوني وسطاً لكم تَرفُقُون بي وتحفظونني فإِني أَخاف إِذا كنت وحدي مُتقدِّماً لكم أَو متأَخّراً عنكم أَن تَفْرُط دابتي أَو ناقتي فتصْرَعَني فإِذا سكَّنت السين من وسْط صار ظرفاً وقول الفرزدق أَتَتْه بِمَجْلُومٍ كأَنَّ جَبِينَه صَلاءةُ وَرْسٍ وَسْطُها قد تَفَلَّقا فإِنه احتاج إِليه فجعله اسماً وقول الهذلي ضَرُوب لهاماتِ الرِّجال بسَيْفِه إِذا عَجَمَتْ وسْطَ الشُّؤُونِ شِفارُها يكون على هذا أَيضاً وقد يجوز أَن يكون أَراد أِذا عجمَتْ وسْطَ الشُّؤونِ شفارُها الشؤُونَ أَو مُجْتَمَعَ الشؤُونِ فاستعمله ظرفاً على وجهه وحذف المفعول لأَن حذف المفعول كثير قال الفارسي ويُقوّي ذلك قول المَرّار الأَسدي فلا يَسْتَحْمدُون الناسَ أَمْراً ولكِنْ ضَرْبَ مُجْتَمَعِ الشُّؤُونِ وحكي عن ثعلب وَسَط الشيء بالفتح إِذا كان مُصْمَتاً فإِذا كان أَجزاء مُخَلْخَلة فهو وسْط بالإِسكان لا غير وأَوْسَطُه كوَسَطِه وهو اسم كأَفْكَلٍ وأَزْمَلٍ قال ابن سيده وقوله شَهْم إِذا اجتمع الكُماةُ وأُلْهِمَتْ أَفْواهُها بأَواسِطِ الأَوْتار فقد يكون جَمْعَ أَوْسَطٍ وقد يجوز أَن يكون جَمَعَ واسِطاً على وواسِطَ فاجتمعت واوان فهمَز الأُولى الجوهري ويقال جلست وسْط القوم بالتسكين لأَنه ظرف وجلست وسَط الدار بالتحريك لأَنه اسم وأَنشد ابن بري للراجز الحمد للّه العَشِيَّ والسفَرْ ووَسَطَ الليلِ وساعاتٍ أُخَرْ قال وكلُّ موضع صلَح فيه بَيْن فهو وسْط وإِن لم يصلح فيه بين فهو وسَط بالتحريك وقال وربما سكن وليس بالوجه كقول أَعْصُرِ بن سَعْدِ بن قَيْسِ عَيْلانَ وقالوا يالَ أَشْجَعَ يَوْمَ هَيْجٍ ووَسْطَ الدّارِ ضَرْباً واحْتِمايا قال الشيخ أَبو محمد بن بري رحمه اللّه هنا شرح مفيد قال اعلم أَنّ الوسَط بالتحريك اسم لما بين طرفي الشيء وهو منه كقولك قَبَضْت وسَط الحبْل وكسرت وسَط الرمح وجلست وسَط الدار ومنه المثل يَرْتَعِي وسَطاً ويَرْبِضُ حَجْرةً أَي يرْتَعِي أَوْسَطَ المَرْعَى وخِيارَه ما دام القومُ في خير فإِذا أَصابهم شَرٌّ اعتَزلهم ورَبَضَ حَجرة أَي ناحية منعزلاً عنهم وجاء الوسط محرّكاً أَوسَطُه على وزان يقْتَضِيه في المعنى وهو الطرَفُ لأَنَّ نَقِيض الشيء يتنزّل مَنْزِلة نظِيرة في كثير من الأَوزان نحو جَوْعانَ وشَبْعان وطويل وقصير قال ومما جاء على وزان نظيره قولهم الحَرْدُ لأَنه على وزان القَصْد والحَرَدُ لأَنه على وزان نظيره وهو الغضَب يقال حَرَد يَحْرِد حَرْداً كما يقال قصَد يقْصِد قصداً ويقال حَرِدَ يَحْرَدُ حرَداً كما قالوا غَضِبَ يَغْضَبُ غضَباً وقالوا العَجْم لأَنه على وزان العَضّ وقالوا العَجَم لحبّ الزبيب وغيره لأَنه وزان النَّوَى وقالوا الخِصْب والجَدْب لأَن وزانهما العِلْم والجَهل لأَن العلم يُحيي الناس كما يُحييهم الخِصْب والجَهل يُهلكهم كما يهلكهم الجَدب وقالوا المَنْسِر لأَنه على وزان المَنْكِب وقالوا المِنْسَر لأَنه على وزان المِخْلَب وقالوا أَدْلَيْت الدَّلْو إِذا أَرسلتها في البئر وَدَلَوْتُها إِذا جَذَبْتها فجاء أَدْلى على مثال أَرسل ودَلا على مثال جَذَب قال فبهذا تعلم صحة قول من فرق بين الضَّرّ والضُّر ولم يجعلهما بمعنى فقال الضَّر بإِزاء النفع الذي هو نقيضه والضُّر بإِزاء السُّقْم الذي هو نظيره في المعنى وقالوا فاد يَفِيد جاء على وزان ماسَ يَمِيس إِذا تبختر وقالوا فادَ يَفُود على وزان نظيره وهو مات يموت والنِّفاقُ في السُّوق جاء على وزان الكَساد والنِّفاق في الرجل جاء على وزان الخِداع قال وهذا النحوُ في كلامهم كثير جدّاً قال واعلم أَنّ الوسَط قد يأْتي صفة وإِن أَصله أَن يكون اسماً من جهة أَن أَوسط الشيء أَفضله وخياره كوسَط المرعى خيرٌ من طرفيه وكوسَط الدابة للركوب خير من طرفيها لتمكن الراكب ولهذا قال الراجز إِذا ركِبْتُ فاجْعلاني وسَطا ومنه الحديث خِيارُ الأُمور أَوْساطُها ومنه قوله تعالى ومن الناسِ مَن يَعبد اللّهَ على حرْف أَي على شَكّ فهو على طرَف من دِينه غيرُ مُتوسّط فيه ولا مُتمكِّن فلما كان وسَطُ الشيء أَفضلَه وأَعْدَلَه جاز أَن يقع صفة وذلك في مثل قوله تعالى وتقدّس وكذلك جعلْناكم أُمّة وسَطاً أَي عَدْلاً فهذا تفسير الوسَط وحقيقة معناه وأَنه اسم لما بينَ طَرَفَي الشيء وهو منه قال وأَما الوسْط بسكون السين فهو ظَرْف لا اسم جاء على وزان نظيره في المعنى وهو بَيْن تقول جلست وسْطَ القوم أَي بيْنَهم ومنه قول أَبي الأَخْزَر الحِمَّانيّ سَلُّومَ لوْ أَصْبَحْتِ وَسْط الأَعْجَمِ أَي بيم الأَعْجم وقال آخر أَكْذَبُ مِن فاخِتةٍ تقولُ وسْطَ الكَرَبِ والطَّلْعُ لم يَبْدُ لها هذا أَوانُ الرُّطَبِ وقال سَوَّارُ بن المُضَرَّب إِنِّي كأَنِّي أَرَى مَنْ لا حَياء له ولا أَمانةَ وسْطَ الناسِ عُرْيانا وفي الحديث أَتَى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وسْط القوم أَي بينهم ولما كانت بين ظرفاً كانت وسْط ظرفاً ولهذا جاءت ساكنة الأَوسط لتكون على وزانها ولما كانت بين لا تكون بعضاً لما يضاف إِليها بخلاف الوسَط الذي هو بعض ما يضاف إِليه كذلك وسْط لا تكون بعضَ ما تضاف إِليه أَلا ترى أَن وسط الدار منها ووسْط القوم غيرهم ؟ ومن ذلك قولهم وسَطُ رأْسِه صُلْبٌ لأَن وسَطَ الرأْس بعضها وتقول وسْطَ رأْسِه دُهن فتنصب وسْطَ على الظرف وليس هو بعض الرأْس فقد حصل لك الفَرْق بينهما من جهة المعنى ومن جهة اللفظ أَما من جهة المعنى فإِنها تلزم الظرفية وليست باسم متمكن يصح رفعه ونصبه على أَن يكون فاعلاً ومفعولاً وغير ذلك بخلاف الوَسَطِ وأَما من جهة اللفظ فإِنه لا يكون من الشيء الذي يضاف إِليه بخلاف الوَسَط أَيضاً فإِن قلت قد ينتصب الوَسَطُ على الظرف كما ينتصب الوَسْطُ كقولهم جَلَسْتُ وسَطَ الدار وهو يَرْتَعِي وسَطاً ومنه ما جاء في الحديث أَنه كان يقف في صلاة الجَنازة على المرأَة وَسَطَها فالجواب أَن نَصْب الوَسَطِ على الظرف إِنما جاء على جهة الاتساع والخروج عن الأَصل على حدّ ما جاء الطريق ونحوه وذلك في مثل قوله كما عَسَلَ الطَّرِيقَ الثَّعْلَبُ وليس نصبه على الظرف على معنى بَيْن كما كان ذلك في وسْط أَلا ترى أَن وسْطاً لازم للظرفية وليس كذلك وسَط ؟ بل اللازم له الاسمية في الأَكثر والأَعم وليس انتصابه على الظرف وإِن كان قليلاً في الكلام على حدِّ انتصاب الوسْط في كونه بمعنى بين فافهم ذلك قال واعلم أَنه متى دخل على وسْط حرفُ الوِعاء خرج عن الظرفية ورجعوا فيه إِلى وسَط ويكون بمعنى وسْط كقولك جلسْتُ في وسَط القوم وفي وسَطِ رأْسِه دُهن والمعنى فيه مع تحرُّكه كمعناه مع سكونه إِذا قلت جلسْتُ وسْطَ القوم ووسْطَ رأْسِه دُهن أَلا ترى أَن وسَط القوم بمعنى وسْط القوم ؟ إِلاَّ أَن وَسْطاً يلزم الظرفية ولا يكون إِلاَّ اسماً فاستعير له إِذا خرج عن الظرفية الوسَطُ على جهة النيابة عنه وهو في غير هذا مخالف لمعناه وقد يُستعمل الوسْطُ الذي هو ظرف اسماً ويُبَقَّى على سكونه كما استعملوا بين اسماً على حكمها ظرفاً في نحو قوله تعالى لقد تَقَطَّعَ بَيْنُكُم قال القَتَّالُ الكلابي مِن وَسْطِ جَمْعِ بَني قُرَيْظٍ بعدما هَتَفَتْ رَبِيعَةُ يا بَني خَوّارِ وقال عَدِيُّ بن زيد وَسْطُه كاليَراعِ أَو سُرُجِ المَجْ دلِ حِيناً يَخْبُو وحِيناً يُنِيرُ وفي الحديث الجالِسُ وسْطَ الحَلْقةِ مَلْعُون قال الوسْط بالتسكين يقال فيما كان مُتَفَرِّقَ الأَجزاء غيرَ مُتصل كالناس والدوابّ وغير ذلك فإِذا كان مُتصلَ الأَجزاء كالدَّار والرأْس فهو بالفتح وكل ما يَصْلُح فيه بين فهو بالسكون وما لا يصلح فيه بين فهو بالفتح وقيل كل منهما يَقَع مَوْقِعَ الآخر قال وكأَنه الأَشبه قال وإِنما لُعِنَ الجالِسُ وسْط الحلقة لأَنه لا بدَّ وأَن يَسْتَدبِر بعضَ المُحيطين به فيُؤْذِيَهم فيلعنونه ويذُمونه ووسَطَ الشيءَ صار بأَوْسَطِه قال غَيْلان بن حُرَيْثٍ وقد وَسَطْتُ مالِكاً وحَنْظَلا صُيَّابَها والعَدَدَ المُجَلْجِلا قال الجوهري أَراد وحنظلة فلما وقف جعل الهاء أَلِفاً لأَنه ليس بينهما إِلا الهَهَّةُ وقد ذهبت عند الوقف فأَشبهت الأَلف كما قال امرؤُ القيس وعَمْرُو بنُ دَرْماء الهُمامُ إِذا غَدا بِذي شُطَبٍ عَضْبٍ كمِشْيَةِ قَسْوَرا أَراد قَسْوَرَة قال ولو جعله اسماً محذوفاً منه الهاء لأَجراه قال ابن بري إِنما أَراد حريثُ بن غَيلان( * قوله « حريث بن غيلان » كذا بالأصل هنا وتقدم قريباً غيلان ابن حريث ) وحنظل لأَنه رَخَّمه في غير النداء ثم أَطلق القافية قال وقول الجوهري جعل الهاء أَلِفاً وهمٌ منه ويقال وسَطْتُ القومَ أَسِطُهم وَسْطاً وسِطةً أَي تَوَسَّطْتُهم ووَسَطَ الشيءَ وتَوَسَّطَه صار في وسَطِه ووُسُوطُ الشمس توَسُّطُها السماء وواسِطُ الرَّحْل وواسِطَتُه الأَخيرة عن اللحياني ما بين القادِمةِ والآخِرة وواسِطُ الكُورِ مُقَدَّمُه قال طرفة وإِنْ شِئت سامى واسِطَ الكُورِ رأْسُها وعامَتْ بِضَبْعَيْها نَجاء الخَفَيْدَدِ وواسِطةُ القِلادة الدُّرَّة التي وسَطها وهي أَنْفَس خرزها وفي الصحاح واسِطةُ القلادة الجَوْهَرُ الذي هو في وَسطِها وهو أَجودها فأَما قول الأَعرابي للحسن عَلَّمني دِيناً وَسُوطاً لا ذاهِباً فُرُوطاً ولا ساقِطاً سُقُوطاً فإِن الوَسُوط ههنا المُتَوَسِّطُ بين الغالي والتَّالي أَلا تراه قال لا ذاهباً فُرُوطاً ؟ أَي ليس يُنال وهو أَحسن الأَديان أَلا ترى إِلى قول عليّ رضوان اللّه عليه خير الناس هذا النمَطُ الأَوْسَط يَلْحق بهم التَّالي ويرجع إِليهم الغالي ؟ قال الحسن للأَعرابي خيرُ الأُمور أَوْساطُها قال ابن الأَثير في هذا الحديث كلُّ خَصْلة محمودة فلها طَرَفانِ مَذْمُومان فإِن السَّخاء وسَطٌ بين البُخل والتبذير والشجاعةَ وسَط بين الجُبن والتهوُّر والإِنسانُ مأْمور أَن يتجنب كل وصْف مَذْمُوم وتجنُّبُه بالتعَرِّي منه والبُعد منه فكلَّما ازداد منه بُعْداً ازداد منه تقرُّباً وأَبعدُ الجهات والمقادير والمعاني من كل طرفين وسَطُهما وهو غاية البعد منهما فإِذا كان في الوسَط فقد بَعُد عن الأَطراف المذمومة بقدر الإِمكان وفي الحديث الوالِد أَوْسَطُ أَبواب الجنة أَي خيرُها يقال هو من أَوسَطِ قومِه أَي خيارِهم وفي الحديث أَنه كان من أَوْسَطِ قومه أَي من أَشْرَفِهم وأَحْسَبِهم وفي حديث رُقَيْقةَ انظُروا رجلاً وسِيطاً أَي حَسِيباً في قومه ومنه سميت الصلاة الوُسْطَى لأَنها أَفضلُ الصلوات وأَعظمها أَجْراً ولذلك خُصت بالمُحافَظةِ عليها وقيل لأَنها وسَط بين صلاتَيِ الليل وصلاتَيِ النهار ولذلك وقع الخلاف فيها فقيل العصر وقيل الصبح وقيل بخلاف ذلك وقال أَبو الحسن والصلاة الوسطى يعني صلاة الجمعة لأَنها أَفضلُ الصلواتِ قال ومن قال خلافَ هذا فقد أَخْطأَ إِلا أَن يقوله برواية مُسنَدة إِلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ووَسَطَ في حَسَبِه وَساطة وسِطةً ووَسُطَ ووسَّط ووَسَطَه حَلَّ وَسَطَه أَي أَكْرَمَه قال يَسِطُ البُيوتَ لِكي تكون رَدِيّةً من حيثُ تُوضَعُ جَفْنةُ المُسْتَرْفِدِ ووَسَطَ قومَه في الحسَبِ يَسِطُهم سِطةً حسنَة الليث فلان وَسِيطُ الدارِ والحسَبِ في قومه وقد وسُطَ وَساطةً وسِطةً ووَسَّطَ توْسِيطاً وأَنشد وسَّطْت من حَنْظَلةَ الأُصْطُمّا وفلان وسِيطٌ في قومه إِذا كان أَوسطَهم نسَباً وأَرْفعَهم مَجْداً قال العَرْجِيُّ كأَنِّي لم أَكُنْ فيهم وسِيطاً ولم تَكُ نِسْبَتي في آلِ عَمْرِ والتوْسِيطُ أَن تجعل الشيء في الوَسَط وقرأَ بعضهم فوَسَّطْنَ به جمعاً قال ابن بري هذه القراءة تُنسب إِلى عليّ كرّم اللّه وجهه وإِلى ابن أَبي ليلى وإِبراهيم بن أَبي عَبْلَةَ والتوْسِيطُ قَطْعُ الشيء نصفين والتَّوَسُّطُ من الناس من الوَساطةِ ومَرْعىً وسَطٌ أَي خِيار قال إِنَّ لها فَوارِساً وفَرَطا ونَفْرَةَ الحَيِّ ومَرْعىً وَسَطا ووَسَطُ الشيءِ وأَوْسَطُه أَعْدَلُه ورجل وَسَطٌ ووَسِيطٌ حسَنٌ من ذلك وصار الماءُ وَسِيطةً إِذا غلَب الطينُ على الماء حكاه اللحياني عن أَبي طَيْبة ويقال أَيضاً شيءٌ وَسَطٌ أَي بين الجَيِّدِ والرَّدِيء وفي التنزيل العزيز وكذلك جَعَلْناكم أُمّة وسَطاً قال الزجاج فيه قولان قال بعضهم وسَطاً عَدْلاً وقال بعضهم خِياراً واللفظان مختلفان والمعنى واحد لأَن العَدْل خَيْر والخير عَدْلٌ وقيل في صفة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم إِنه كان من أَوْسَطِ قومِه أَي خِيارِهم تَصِف الفاضِلَ النسَب بأَنه من أَوْسَطِ قومه وهذا يَعرِف حقيقَته أَهلُ اللغة لأَن العرب تستعمل التمثيل كثيراً فَتُمَثِّل القَبِيلةَ بالوادي والقاعِ وما أَشبهه فخيرُ الوادي وسَطُه فيقال هذا من وَسَط قومِه ومن وَسَطِ الوادي وسَرَرِ الوادي وسَرارَته وسِرِّه ومعناه كله من خَيْر مكان فيه وكذلك النبي صلّى اللّه عليه وسلّم من خير مكان في نسَب العرب وكذلك جُعِلتْ أُمّته أُمة وسَطاً أَي خِياراً وقال أَحمد بن يحيى الفرق بين الوسْط والوَسَط أَنه ما كانَ يَبِينُ جُزْء من جُزْء فهو وسْط مثل الحَلْقة من الناس والسُّبْحةِ والعِقْد قال وما كان مُصْمَتاً لا يَبِينُ جزء من جزء فهو وسَط مثل وسَطِ الدارِ والراحة والبُقْعة وقال الليث الوسْط مخففة يكون موضعاً للشيء كقولك زيد وسْطَ الدارِ وإِذا نصبت السين صار اسماً لما بين طَرَفَيْ كل شيء وقال محمد ابن يزيد تقول وَسْطَ رأْسِك دُهْنٌ يا فَتى لأَنك أَخبرت أَنه استقرّ في ذلك الموضع فأَسكنت السين ونصبت لأَنه ظرف وتقول وسَطُ رأْسِك صُلْب لأَنه اسم غير ظرف وتقول ضربْت وسَطَه لأَنه المفعول به بعينه وتقول حَفَرْتُ وسَطَ الدارِ بئراً إِذا جعلت الوَسَط كله بِئراً كقولك حَرَثْت وسَطَ الدار وكل ما كان معه حرف خفض فقد خرج من معنى الظرف وصار اسماً كقولك سِرْت من وَسَطِ الدار لأَنَّ الضمير لِمنْ وتقول قمت في وسَط الدار كما تقول في حاجة زيد فتحرك السين من وسَط لأَنه ههنا ليس بظرف الفراء أَوْسَطْت القومَ ووَسَطْتُهم وتوَسَّطْتُهم بمعنى واحد إِذا دخلت وسْطَهم قال اللّه عزّ وجلّ فوَسَطْنَ به جَمْعاً وقال الليث يقال وَسَطَ فلانٌ جماعةً من الناس وهو يَسِطُهم إِذا صار وَسْطَهم قال وإِنما سمي واسِطُ الرحْل واسِطاً لأَنه وسَطٌ بين القادِمة والآخرةِ وكذلك واسِطةُ القِلادةِ وهي الجَوْهرة التي تكون في وسَطِ الكِرْسِ المَنْظُوم قال أَبو منصور في تفسير واسِطِ الرَّحْل ولم يَتَثَبَّتْه وإِنما يعرف هذا من شاهَدَ العَربَ ومارَسَ شَدَّ الرِّحال على الإِبل فأَما من يفسِّر كلام العرب على قِياساتِ الأَوْهام فإِنَّ خَطأَه يكثر وللرحْلِ شَرْخانِ وهما طَرَفاه مثل قرَبُوسَيِ السَّرْج فالطرَفُ الذي يلي ذنب البعير آخِرةُ الرحل ومُؤْخِرَتُه والطرف الذي يلي رأْس البعير واسِطُ الرحل بلا هاء ولم يسمَّ واسطاً لأَنه وَسَطٌ بين الآخرة والقادِمة كما قال الليث ولا قادمة للرحل بَتَّةً إِنما القادمةُ الواحدةُ من قَوادِم الرِّيش ولضَرْع الناقة قادِمان وآخِران بغير هاء وكلام العرب يُدَوَّن في الصحف من حيث يصح إِمّا أَن يُؤْخَذَ عن إِمام ثِقَة عَرَفَ كلام العرب وشاهَدَهم أَو يقبل من مؤدّ ثقة يروي عن الثقات المقبولين فأَما عباراتُ مَن لا معرفة له ولا أَمانة فإِنه يُفسد الكلام ويُزيله عن صِيغته قال وقرأْت في كتاب ابن شميل في باب الرحال قال وفي الرحل واسِطُه وآخِرَتُه ومَوْرِكُه فواسطه مُقَدَّمه الطويل الذي يلي صدر الراكب وأَما آخِرته فمُؤخرَته وهي خشبته الطويلة العريضة التي تحاذي رأْس الراكب قال والآخرةُ والواسط الشرْخان ويقال ركب بين شَرْخَيْ رحله وهذا الذي وصفه النضْر كله صحيح لا شك فيه قال أَبو منصور وأَما واسِطةُ القِلادة فهي الجوهرة الفاخرة التي تجعل وسْطها والإِصْبع الوُسطى وواسِطُ موضع بين الجَزيرة ونَجْد يصرف ولا يصرف وواسِط موضع بين البصرة والكوفة وُصف به لتوسُّطِه ما بينهما وغلبت الصفة وصار اسماً كما قال ونابِغةُ الجَعْدِيُّ بالرَّمْلِ بَيْتُه عليه تُرابٌ من صَفِيحٍ مُوَضَّع قال سيبويه سموه واسطاً لأَنه مكان وسَطٌ بين البصرة والكوفة فلو أَرادوا التأْنيث قالوا واسطة ومعنى الصفة فيه وإِن لم يكن في لفظه لام قال الجوهري وواسِط بلد سمي بالقصر الذي بناه الحجاج بين الكوفة والبصرة وهو مذكر مصروف لأَن أَسماء البُلدان الغالب عليه التأْنيث وتركُ الصرف إِلاَّ مِنىً والشام والعراق وواسطاً ودابِقاً وفَلْجاً وهَجَراً فإِنها تذكر وتصرف قال ويجوز أَن تريد بها البقعة أَو البلْدة فلا تصرفه كما قال الفرزدق يرثي به عمرو بن عبيد اللّه بن مَعْمر أَمّا قُرَيْشٌ أَبا حَفْصٍ فقد رُزِئتْ بالشامِ إِذ فارَقَتْك السمْعَ والبَصَرا كم من جَبانٍ إِلى الهَيْجا دَلَفْتَ به يومَ اللِّقاء ولولا أَنتَ ما صَبرا مِنهنَّ أَيامُ صِدْقٍ قد عُرِفْتَ بها أَيامُ واسِطَ والأَيامُ مِن هَجَرا وقولهم في المثل تَغافَلْ كأَنَّك واسِطِيٌّ قال المبرد أَصله أَن الحجاج كان يتسخَّرُهم في البِناء فيَهْرُبون ويَنامون وسْط الغُرباء في المسجد فيجيء الشُّرَطِيُّ فيقول يا واسِطيّ فمن رفع رأْسه أَخذه وحمله فلذلك كانوا يتَغافلون والوَسُوط من بيوت الشعَر أَصغرها والوَسُوط من الإِبل التي تَجُرُّ أَربعين يوماً بعد السنة هذه عن ابن الأَعرابي قال فأَما الجَرُور فهي التي تجرّ بعد السنة ثلاثة أَشهر وقد ذكر ذلك في بابه والواسطُ الباب هُذَليّة
وطط
الوَطْواطُ الضعيف الجَبان من الرجال والوَطْواطُ الخُفّاش قال كأَنَّ برُفْغَيْها سُلُوخَ الوَطاوِط أَراد سلوخ الوَطاوِيط فحذف الياء للضرورة كما قال وتَجَمَّعَ المتفرِّقُو ن من الفَراعِلِ والعَسابِرْ أَراد العسابِير وهو ولد الضبُع من الذئب وقال كراع جمعُ الوَطْواطِ وطاوِيطُ ووطاوِطُ فأَما وطاوِيطُ فهو القياس وأَما الوَطاوِط فهو جمع مُوَطْوِط ولا يكون جمع وَطْواط لأَن الأَلف إِذا كانت رابعة في الواحد تثبت الياء في الجمع إِلا أَن يضطرّ شاعر كما بيَّنَّا وقال ابن الأَعرابي جمع الوطواط الوُطُطُ والوُطُطُ الضَّعْفَى العُقولِ والأَبدانِ من الرجال الواحد وَطْواط وأَنشد ابن بري لذي الرمة يهجو امرأَ القيس إِنّي إِذا ما عَجَرَ الوَطْواطُ وكثُر الهِياطُ والمِياطُ والتَفَّ عند العَرَكِ الخِلاطُ لا يُتَشَكَّى مِنِّيَ السِّقاطُ إِن امْرَأَ القَيْسِ هُم الأَنْباطُ زُرْقٌ إِذا لاقَيْتَهم سِناطُ ليس لَهم في نَسَبٍ رِباطُ ولا إِلى حَبْلِ الهُدى صِراطُ فالسَّبُّ والعارُ بهم مُلْتاطُ وأَنشد لآخر فَداكَها دَوْكاً على الصِّراطِ ليس كَدوْكِ بَعْلِها الوَطْواطِ وقال النضر الوَطواط الرجل الضعيفُ العقلِ والرأْي والوَطْواط الخُفّاش وأَهل الشام يسمونه السّرْوَعَ وهي البحرية ويقال لها الخُشّافُ والوَطْواطُ الخُطّافُ وقيل الوطواط ضرب من خَطاطِيفِ الجبال أَسود شبه بضرب من الخَشاشِيف لنُكوصِه وحَيْدِه وكلُّ ضعيف وَطْواط والاسم الوَطْوَطةُ وروي عن عَطاء بن أَبي رباح أَنه قال في الوَطْواط يُصيبه المُحْرِم قال دِرهم وفي رواية ثلثا درهم قال الأَصمعي الوَطواط الخُفاش قال أَبو عبيد ويقال إِنه الخُطّاف قال وهو أَشبه القولين عندي بالصواب لحديث عائشة رضي اللّه عنها قالت لمّا أُحْرِقَ بيتُ المَقدِس كانت الأَوْزاغُ تَنْفُخُه بأَفْواهِها وكانت الوَطاوِطُ تُطْفِئه بأَجْنحتها قال ابن بري الخُطاف العُصفور الذي يسمى عصفور الجنة والخفاش هو الذي يطير بالليل والوطواطُ المشهور فيه أَنه الخفاش وقد أَجازوا أَن يكون هو الخطاف والدليل على أَنّ الوطواط الخفاش قولهم هو أَبْصَرُ ليلاً من الوَطْواط والوَطْوَطَةُ مقاربة الكلام ورجل وَطْواط إِذا كان كلامه كذلك وقيل الوَطواط الصيّاح والأُنثى بالهاء اللحياني يقال للرجل الصيّاح وَطْواط وزعموا أَنه الذي يُقارب كلامه كأَنَّ صوته صوتُ الخَطاطِيف ويقال للمرأَة وَطْواطةٌ ويقال للرجل الضعيفِ الجَبانِ الوَطْواط قال وسمي بذلك تشبيهاً بالطائر قال العجاج وبَلْدةٍ بَعِيدةِ النِّياطِ برَمْلِها من خاطِفٍ وعاطِ قَطَعْتُ حِينَ هَيْبةِ الوَطْواطِ والوطْواطِيُّ الضعيف ويقال الكثير الكلام وقد وَطْوَطُوا أَي ضَعُفوا وأَما قولهم أَبْصَرُ في الليل من الوَطْواط فهو الخُفّاش
وفط
لَقِيته على أَوْفاطٍ أَي على عَجَلةٍ والظاء المعجمة أَعرف
وقط
الوَقْطُ والوَقِيطةُ حُفرة في غِلَظ أَو جبل يجتمع فيها ماء السماء ابن سيده الوَقْطُ والوَقِيطُ كالرَّدْهةِ في الجبل يَسْتَنْقِعُ فيه الماء تُتَّخذ فيها حياض تَحْبِسُ الماء للمارّة واسم ذلك الموضع أَجْمَعَ وقْط وهو مثل الوَجْذ إِلا أَنَّ الوَقْط أَوسع والجمعِ وِقْطانٌ ووِقاطُ وإِقاطٌ الهمزة بدل من الواو وأَنشد وأَخْلَفَ الوِقْطانَ والمَآجلا ولغة تميم في جمعه الإِقاطُ مثل إِشاح يصيّرون كلّ واو تجيء على هذا المثال أَلفاً ويقال أَصابتنا السماء فوَقَّطَ الصخْرُ أَي صار فيه وَقْطٌ والوَقْطُ ما يكون في حجر في رَمْل( * قوله « في حجر في رمل » كذا بالأصل ) وجمعه وِقاط ووقَطَه وَقْطاً صَرَعَه ورجل وَقيطٌ مَوْقُوط أَنشد يعقوب أَوْجَرْت حارِ لَهْذَماً سَلِيطا ترَكْته مُنْعَقِراً وَقِيطا وكذلك الأُنثى بغير هاء والجمع وَقْطَى ووَقاطَى ووقَطَه قَلَبَه على رأْسه ورفَع رجليه فضربهما مَجموعتين بفِهْر سبع مرات وذلك مما يُداوَى به ووقَطه بعيرُه صرَعه فغُشِي عليه وأَكلت طعاماً وقَطَني أَي أَنامني وكلُّ مُثْخَنٍ ضَرْباً أَو مَرضاً أَو حُزناً أَو شِبَعاً وقِيطٌ الأَحمر ضرَبه فوقَطه إِذا صرَعه صرْعة لا يقوم منها والمَوْقُوط الصَّرِيع ووَقَط به الأَرض إِذا صرَعه وفي الحديث كان إِذا نزل عليه الوَحْيُ وُقِطَ في رأْسه أَي أَنه أَدْركه الثِّقَل فوضَع رأْسه يقال ضربه فوقَطَه أَي أَثْقلَه ويروى بالظاء بمعناه كأَنَّ الظاء عاقبت الذال من وقَذْت الرجل أَقِدُه إِذا أَثْخَنته بالضرْب ابن شميل الوَقِيطُ والوَقِيعُ المَكان الصُّلْب الذي يَسْتَنْقِعُ فيه الماء فلا يَرْزأُ الماء شيئاً ويومُ الوَقِيطِ يومٌ كان في الإِسلام بين بني تَمِيم وبَكر بنِ وائل قال ابن بري والوَقْطُ اسم موْضع قال طفيل عَرَفْت لسَلْمَى بَيْنَ وَقْطٍ فضَلْفَعِ مَنازِلَ أَقْوَتْ من مَصِيفٍ ومَرْبَعِ
ومط
ابن الأَعرابي الوَمْطةُ الصَّرْعةُ من التعَب
وهط
وهَطَه وَهْطاً فهو مَوْهُوط ووَهِيطٌ ضرَبه وقيل طعنَه ووَهَطه يَهِطُه وَهْطاً كسَره وكذلك وَقَصَه وأَنشد يمرُّ أَحْلافاً يَهِطْنَ الجَنْدَلا والوَهْطُ شِبْهُ الوَهْنِ والضَّعْف ووهَط يَهِطُ وَهْطاً أَي ضَعُف ورَمَى طائراً فأَوْهَطَه أَي أَضْعَفَه وأَوْهَط جناحه وأَوْهَطه صرَعه صَرْعةً لا يَقُوم منها وهو الإِيهاطُ وقيل الإِيهاطُ القَتل والإِثْخانُ ضَرْباً أَو الرَّمْي المُهْلك قال بأَسْهُمٍ سَرِيعة الإِيهاط قال عَرّام السُّلَمِي أَوْهَطْت الرَّجل وأَوْرَطْته إِذا أَوْقَعْتَه فيما يكره والأَوْهاطُ الخُصومة والصِّياح والوَهْطُ الجماعة والوَهْطُ المكان المطمئنّ من الأَرض المُستوي ينبُت فيه العِضاهُ والسَّمُر والطَّلْح والعُرْفُطُ وخَصّ بعضهم به مَنْبِت العرفط والجمع أَوْهاط ووِهاطٌ ويقال لما اطمأَنَّ من الأَرض وَهْطة وهي لغة في وَهْدةٍ والجمع وَهْطٌ ووِهاطٌ وبه سمي الوَهْط ويقال وَهْط من عُشَر كما يقال عِيصٌ من سِدْر وفي حديث ذِي المِشْعارِ الهَمْدانيّ على أَن لهم وِهاطَها وعَزازَها الوِهاطُ المواضع المطمئنَّة واحدتها وَهْط وبه سمي الوَهْطُ مالٌ كان لعَمرو بن العاص وقيل كان لعبد اللّه بن عمرو بن العاص بالطائف وقيل الوَهْط موضع وقيل قَرية بالطائف والوهْطُ ما كثر من العُرفط
ويط
الواطةُ من لُجَج الماء
يعط
يَعاطِ مثل قَطامِ زجر للذئب أَو غيره إِذا رأَيته قلت يَعاطِ يَعاطِ وأَنشد ثعلب في صفة إِبل وقُلُصٍ مُقْوَرَّة الأَلْياطِ باتَتْ على مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ تَنْجُو إِذا قيل لها يَعاطِ ويروى يِعاطِ بكسر الياء قال الأَزهري وهو قبيح لأَن كسر الياء زادها قُبْحاً لأَن الياء خلقت من الكسرة وليس في كلام العرب كلمة على فِعال في صدرها ياء مكسورة وقال غيره يِسارٌ لغة في اليَسار وبعض يقول إِسار تُقلب هَمْزة إِذا كُسِرت قال وهو بَشِع قبيح أَعني يِسار وإِسار وقد أَيْعَطَ به ويَعَّطَ وياعَطَه وياعَطَ به ويَعاطِ وياعاطِ كلاهما زجر للإِبل وقال الفراء تقول العرب ياعاطِ ويَعاطِ وبالأَلف أَكثر قال صُبَّ على شاء أَبي رِياطِ ذُؤالةٌ كالأَقْدُحِ الأَمْراطِ تَنْجُو إِذا قيل لها ياعاطِ وحكى ابن برّي عن محمد بن حبيب عاطِ عاطِ قال فهذا يدل على أَن الأَصل عاطِ مثل غاقِ ثم أُدخل عليه يا فقيل ياعاط ثم حذف منه الأَلف تخفيفاً فقيل يَعاطٍ وقيل يعاط كَلمة يُنذِر بها الرَّقيبُ أَهله إِذا رأَى جيشاً قال المتنخل الهذلي وهذا ثَمَّ قد علِموا مَكاني إِذا قال الرَّقِيبُ أَلا يَعاطِ قال الأَزهري ويقال يعاط زجر في الحرب قال الأَعشى لقد مُنُوا بِتَيِّحانٍ ساطِ ثَبْتٍ إِذا قيل له يَعاطِ
ظ
روى الليث أَن الخليل قال الظاء حرف عربي خُصَّ به لسان العرب لا يشركهم فيه أَحد من سائر الأُمم والظاء من الحروف المجهورة والظاء والذال والثاء في حيِّز واحد وهي الحروف اللِّثَويَّة لأَن مبدأَها من اللِّثة والظاء حرف هجاء يكون أَصلاً لا بدلاً ولا زائداً قال ابن جني ولا يوجد في كلام النبَط فإِذا وقعت فيه قلبوها طاء وسنذكر ذلك في ترجمة ظوي
أحظ
أُحاظةُ اسم رجل
أظظ
قال ابن بري يقال امتلأَ الإِناء حتى ما يجد مِئظّاً أَي ما يجد مَزِيداً
بظظ
بَظَّ الضارِبُ أَوْتارَه يَبُظُّها بَظّاً حرَّكها وهَيَّأَها للضرب والضاد لغة فيه وبَظَّ على كذا أَلَحَّ عليه قال وهذا تصحيف والصواب أَلَظَّ عليه إِذا أَلحَّ عليه وهو كَظٌّ بَظٌّ أَي مُلحٌّ وفَظٌّ بَظٌّ بمعنى واحد ففظّ معلوم وبظ إِتباع وقيل فَظِيظ بَظِيظ وقيل فظيظ أَي جافٍ غليظ وأَبظَّ الرجلُ إِذا سمن والبَظِيظُ السَّمِين الناعم
بهظ
بَهَظَنِي الأَمْرُ والحِمْل يَبْهَظُني بَهْظاً أَثقلني وعجزت عنه وبلغ مني مَشَقّة وفي التهذيب ثقُل عليّ وبلَغ منِّي مشقَّتَه وكلُّ شيء أَثقلك فقد بَهَظك وهو مَبْهُوظ وأَمر باهِظ أَي شاقٌّ قال أَبو تراب سمعت أَعرابيّاً من أَشجع يقول بَهَضني الأَمر وبهظني قال ولم يتابعه أَحد على ذلك ويقال أَبْهَظَ حوْضَه ملأَه والقِرْنُ المَبْهوظ المغلوب وبهَظ راحلَته يَبْهَظُها بَهْظاً أَوْقَرها وحمل عليها فأَتعبها وكل من كُلّف ما لا يُطيقه أَو لا يجده فهو مهبوظ وبَهَظَ الرجلَ أَخذ بفُقْمه أَي بذَقَنه ولِحْيته وفي التهذيب عن أَبي زيد بَهَظته أَخذت بفُقْمه وبفُغْمه قال شمر أَراد بفُقْمه فمه وبفُغْمه أَنفه والفُقْمانِ هما اللَّحْيانِ وأَخذ بفغْوه أَي بفمه ورجل أَفْغَى وامرأَة فَغْواء إِذا كان في فمه مَيَلٌ
بيظ
البَيْظةُ الرَّحِمُ عن كراع والجمع بَيْظٌ قال الشاعر يصف القطا وأَنَّهنّ يَحملن الماء لِفراخِهنّ في حَواصِلهنّ حَمَلْن لَها مِياهاً في الأَداوَى كما يَحْمِلْن في البَيْظِ الفَظِيظا الفَظِيظُ ماء الفحل ابن الأَعرابي باظ الرجل بَبِظُ بَيْظاً وباظَ يَبُوظُ بَوْظاً إِذا قَرَّرَ أَرُونَ أَبي عُمَيْرٍ في المَهْبِلِ قال أَبو منصور أَراد ابن الأَعْرابي بالأَرُونِ المَنِيّ وبأَبي عُمير الذَّكر وبالمَهْبِلِ قَرار الرَّحم وقال الليث البيْظ ماء الرجل وقال ابن الأَعرابي باظَ الرجلُ إِذا سَمِن جِسمه بعد هُزال
جحظ
الجِحاظُ خُروج مُقْلة العين وظهورها الأَزهري الجحُوظ خروج المقلة ونُتوؤها من الحِجَاج ويقال رجل جاحِظُ العَيْنين إِذا كانت حدَقتاه خارجتين جَحَظَتْ تَجْحَظُ جُحوظاً الجوهري جَحَظَت عينه عَظُمت مُقلتها ونَتأَت والرجل جاحِظٌ وجَحْظَمٌ والميم زائدة والجِحاظانِ حدقتا العين إِذا كانتا خارجتين وجِحاظُ العين مَحْجِرها في بعض اللغات وعين جاحِظة وفي حديث عائشة تصف أَباها رضي اللّه عنهما وأَنتم يومئذ جُحَّظٌ تَنْتَظرون الغدوة( * قوله « الغدوة » كذا في الأصل بغين معجمة وفي النهاية بمهملة ) جُحوظُ العين نُتوؤُها وانْزِعاجُها تريد وأَنتم شاخِصُو الأَبصار تَترقَّبون أَن يَنْعِقَ ناعِقٌ أَو يَدْعُوَ إِلى وَهَن الإِيمان داعٍ والجاحِظُ لقب عَمرو بن بَحْر قال الأَزهري أَخبرني المنذري قال قال أَبو العباس كان الجاحِظُ كذَّاباً على اللّه وعلى رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم وعلى آله وعلى الناس وروي عن أَبي عمرو أَنه جرى ذكر الجاحظ في مجلِس أَبي العباس أَحمد بن يحيى فقال أَمسكوا عن ذكر الجاحظ فإِنه غير ثقة ولا مأْمون قال أَبو منصور وعمرو بن بحر الجاحظ روى عن الثقات ما ليس من كلامهم وكان أُوتيَ بَسْطة في لسانه وبَياناً عذْباً في خِطابه ومَجالاً واسعاً في فُنونه غير أَن أَهل العلم والمعرفة ذمّوه وعن الصِّدْق دَفَعُوه والجاحِظَتانِ حدَقتا العين وجَحَظَ إِليه عَمَله نظَر في عمله فرأَى سُوء ما صنع قال الأَزهري يراد نظر في وجهه فذكَّره سُوءَ صنيعِه قال والعرب تقول لأَجْحَظَنّ إِليك أَثَرَ يدِك يَعْنُون به لأُرِيَنَّك سُوء أَثر يدك قال ابن السكيت الدِّعْظايةُ وقال أَبو عمرو الدِّعْكاية وهما الكثيرا اللحْم طالا أَو قصُرا وقال في موضع الجِعْظايةُ بهذا المعنى قال الأَزهري وفي نسخة الجِحاظُ حرْفُ الكَمَرةِ
جحمظ
جَحْمَظْت الرجلَ إِذا صفَّدْتَه وأَوْثَقْته وجَحْمَظَ الغلامَ شدَّ يديْه على ركبتيه وفي بعض الحكايات هو بعضُ مَن جَحْمَظُوه والجَحْمَظةُ الإِسْراعُ في العدْو وقد جَحْمَظ وقال الليث الجَحْمظة القِماطُ وأَنشد لَزَّ إِليه جَحْظَواناً مِدْلَظا فظَلَّ في نِسْعَتِه مُجَحْمَظا
جظظ
رجل جَظٌّ ضخْم وفي الحديث أَبْغَضُكم إِليَّ الجَظُّ الجَعْظُ الفرّاء الجَظُّ والجَوّاظُ الطويل الجَسِيم الأَكول الشَّرُوب البَطِرُ الكَفُور قال وهو الجِعْظارُ أَيضاً وروي عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه قال أَلا أُنبئكم بأَهل النار ؟ كلُّ جَعْظٍ جَظٍّ مُسْتكبر مَنّاع قلت ما الجَظُّ ؟ قال الضخْمُ قلت ما الجَعْظ ؟ قال العظيم في نفسه ابن الأَعرابي جَظَّ الرجلُ إِذا سمن مع قِصَره وقال بعضهم الضخم الكثير اللحم وفي نوادر الأَعراب جَظَّه وشَظَّه وأَرَّه إِذا طَرَده وفلان يَجُظُّ ويَعُظُّ ويَلْعَظُ كلُّه في العَدْو
جعظ
الجَعْظُ والجَعِظُ السيّء الخُلُق المُتَسَخِّطُ عند الطعام وقد جَعِظَ جَعَظاً والجَعْظُ الضخم والجَعْظُ العظيم المُسْتكبر في نفسه ومنه الحديث المرويّ عن أَبي هريرة أَن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال أَلا أُنبئكم بأَهل النار ؟ كلُّ جَظّ جَعْظٍ مستكبرٍ قلت ما الجَظُّ ؟ قال الضخم قلت ما الجعظ ؟ قال العظيم المُسْتكبر في نفسه وأَنشد أَبو سعيد بيت العجاج تَواكَلُوا بالمِرْبَدِ العَناظَا والجُفْرَتَيْن أَجْعَظُو إِجْعاظا قال الأَزهريّ معناه أَنهم تَعَظَّموا في أَنفسهم وزَمُّوا بأَنفهم قال ابن سيده وأَجْعَظَ الرجلُ فَرَّ وأَنشد لرؤبة والجُفْرتانِ تركُوا إِجْعاظا قال ابن بري وقوم أَجعاظ فُرَّار وجعَظَه عن الشيء جَعْظاً وأَجْعَظَه إِذا دفعه ومنعه وأَنشد بيت العجاج أَيضاً هنا والجَعْظُ الدَّفْع وجعَظَ علينا وبعضهم يقول جعَّظ علينا فيُثَقِّل أَي خالَف علينا وغيَّر أُمورنا ورجل جِعْظايةٌ قصير لَحِيم وجِعِظَّانٌ وجِعِظَّانةٌ قصير
جعمظ
الجُعْمُظُ الشَّحِيحُ الشَّرِه النَّهِم
جفظ
قال ابن سيده في ترجمة حفظ احْفَأَظَّتِ الجِيفة إِذا انتفخت ورواه الأَزهري أَيضاً عن الليث قال الأَزهري هذا تصحيف منكر والصواب اجْفَأَظَّت بالجيم اجْفِئْظاظاً وروى سلمة عن الفراء أَنه قال الجَفِيظُ المقتول المنتفخ بالجيم قال وكذا قرأْت في نوادر ابن بزرج له بخط أَبي الهيثم الذي عرفته له اجْفَأَظَّت بالجيم والحاء تصحيف قال الأَزهري وقد ذكر الليث هذا الحرف في كتاب الجيم قال فظننت أَنه كان متحيِّراً فيه فذكره في موضعين الجوهري اجْفَاظَّتِ الجِيفة انتفخت قال وربما قالوا اجْفَأَظَّت فيحركون الأَلف لاجتماع الساكنين ابن بزرج المُجْفَئِظُّ الميّت المنتفخ التهذيب والمُجْفَئظُّ الذي أَصبح على شَفا الموت من مرض أَو شرّ أَصابه
جلظ
اجْلَنْظى استَلْقى على الأَرض ورفع رجليه التهذيب في الرباعي اجْلَنْظى الرجل على جنبه واسْلَنْقى على قفاه أَبو عبيد المُجْلَنْظِي الذي يستلقي على ظهره ويرفع رجليه وفي حديث لقمان ابن عاد إِذا اضطجَعْتُ لا أَجْلَنْظِي أَبو عبيد المُجْلَنْظِي المُسْبَطِرّ في اضْطِجاعه بقول فلست كذلك والأَلف للإِلحاق والنون زائدة أَي لا أَنام نوْمةَ الكَسْلان ولكن أَنام مُسْتَوْفِزاً ومنهم من يهمز فيقول اجْلَنْظَأْت واجْلَنْظَيْت
جلحظ
رجل جِلْحِظٌ وجِلْحاظٌ وجِلْحِظاء كثير الشعر على جسده ولا يكون إِلا ضخماً وفي نوادر الأَعراب جِلْظاءٌ من الأَرض وجِلْحاظٌ( * قوله « وجلحاظ إلخ » تقدم في مادة جلذ جلظاء من الأَرض وجلماظ والصواب ما هنا )
وجِلْذاءٌ وجِلْذانٌ ابن دريد سمعت عبد الرحيم ابن أَخي الأَصمعي يقول أَرض جِلْحِظاءٌ بالظاء والحاء غير معجمة وهي الصُّلْبة قال وخالفه أَصحابنا فقالوا جِلْخِظاء بالخاء المعجمة فسأَلته فقال هكذا رأَيته قال الأَزهري والصواب جلْحظاء كما رواه عبد الرحيم لا شك فيه بالحاء غير معجمة
جلخظ
أَرض جِلْخِظاء بالخاء معجمة وهي الصلبة قال الأَزهري والصواب جلحظاء بالحاء غير معجمة وقد تقدم
جلفظ
جَلْفَظَ السفينةَ قَيَّرها والجِلْفاظُ الذي يُشدّد السفن الجُدُد بالخُيوط والخِرَق ثم يُقَيِّرها وفي حديث عمر رضي اللّه عنه لا أَحْمِل المسلمين على أَعْواد نَجَرها النجَّارُ وجَلْفَظَها الجِلفاظ هو الذي يُسوِّي السفُن ويُصْلِحُها وهو مروي بالطاء المهملة والظاء المعجمة
جلمظ
الجِلْماظُ الرجل الشهْوانُ
جنعظ
الجِنْعِيظ الأَكُول وقيل القصير الرجلين الغَلِيظ الأَشَمُّ والجِنْعاظةُ الذي يتَسخَّطُ عند الطعام من سُوء خُلقه والجِنْعِظ والجِنْعاظ الأَحمق وقيل الجافي الغليظ وقيل الجِنعاظ والجِنْعاظة العَسِرُ الأَخْلاق قال الراجز جِنْعاظةٌ بأَهْلِه قد بَرَّحا إِن لم يَجِدْ يَوماً طَعاماً مُصْلَحا قَبَّحَ وجْهاً لم يَزَلْ مُقَبَّحا قال وهو الجِنْعِيظ إِذا كان أَكولاً
جوظ
الجَوَّاظُ الكثير اللحم الجافي الغليظ الضخم المُخْتالُ في مِشْيَتِه قال رؤبة وسَيْفُ غَيّاظٍ لهم غَيَّاظا يَعْلُو به ذا العَضَلِ الجَوَّاظا وقال ثعلب الجَوَّاظُ المتكبِّر الجافي وقد جاظَ يَجُوظ جَوْظاً وجَوَظاناً ورجل جَوَّاظةٌ أَكول وقيل هو الفاجر وقيل هو الصَّيَّاح الشِّرِّير الفرَّاء يقال للرجل الطويل الجسيم الأَكُولِ الشَّرُوب البَطِر الكافر جَوَّاظٌ جَعْظٌ جِعْظار وفي الحديث أَهلُ النار كلُّ جَعْظَرِيّ جَوَّاظ أَبو زيد الجعظريُّ الذي يَنْتَفِخُ بما ليس عنده وهو إِلى القِصَر ما هو والجَوَّاظُ الجَمُوع المَنُوع الذي جمَع ومنَع وقيل هو القصير البَطِينُ والجَوَّاظ الأَكول وفي نوادر الأَعراب رجل جَيّاظٌ سمين سَمِج المِشْية أَبو سعيد الجُواظُ الضجَرُ وقِلّة الصبْر على الأُمور يقال ارْفُقْ بجُواظِك ولا يُغْني جُواظُك عنك شيئاً وجَوِظَ الرجلُ وجَوَّظَ وتَجَوَّظَ سَعى
حبظ
المُحْبَنْظِئُ المُمْتَلِئ غضَباً كالمُحْظَنْبِئ
حضظ
الحُضَظُ لغة في الحُضَض وهو دَواء يُتَّخذ من أَبوال الإِبل قال ابن دريد وذكروا أَن الخليل كان يقوله قال ولم يعرفه أَصحابنا قال الجوهري حكى أَبو عبيد عن اليزيدي الحُضَظ فجمع بين الضاد والظاء وأَنشد شمر أَرْقَشَ ظَمْآنَ إِذا عُصْرَ لَفَظْ أَمَرَّ مِن صَبْرٍ ومَقْرٍ وحُضَظْ الأَزهري قال شمر وليس في كلام العرب ضاد مع ظاء غير الحضظ
حظظ
الحَظُّ النَّصِيبُ زاد الأَزهري عن الليث من الفَضْل والخيْر وفلان ذو حَظّ وقِسْم من الفضل قال ولم أَسمع من الحظِّ فِعْلاً قال ابن سيده ويقال هو ذو حَظٍّ في كذا وقال الجوهري وغيره الحَظّ النصيب والجَدّ والجمع أَحُظٌّ في القِلَّة وحُظوظ وحِظاظٌ في الكثرة على غير قياس أَنشد ابن جني وحُسَّدٍ أَوْشَلْتِ من حِظاظِها على أَحاسِي الغَيْظِ واكْتِظاظِها وأَحاظٍ وحِظاء ممدود الأَخيرتان من مُحوّل التضعيف وليس بقياس قال الجوهري كأَنه جمع أَحْظٍ أَنشد ابن دريد لسُوَيْدِ بن حذاقٍ العَبْدِيّ ويروى للمَعْلُوط بن بَدَل القُرَيْعي متى ما يَرَ الناسُ الغَنِيَّ وجارُه فَقِيرٌ يَقُولوا عاجِزٌ وجَلِيدُ وليس الغِنَى والفَقْرُ من حِيلةِ الفَتى ولكِنْ أَحاظٍ قُسِّمَتْ وجُدُودُ قال ابن بري إِنما أَتاه الغِنى لجَلادته وحُرِمَ الفقير لعَجْزِه وقِلَّة معرفته وليس كما ظنوا بل ذلك من فعل القَسّام وهو اللّه سبحانه وتعالى لقوله نحن قسَمْنا بينهم مَعِيشَتهم قال وقوله أَحاظٍ على غير قياس وهَمٌ منه بل أَحاظٍ جمع أَحْظٍ وأَصله أَحْظُظٌ فقلبت الظاء الثانية ياء فصارت أَحْظٍ ثم جمعت على أَحاظٍ وفي حديث عمر رضي اللّه عنه من حَظِّ الرجل نَفَاقُ أَيِّمِه وموضع حَقِّه قال ابن الأَثير الحَظُّ الجَدُّ والبَخْتُ أَي من حَظِّه أَنْ يُرْغَب في أَيِّمه وهي التي لا زوج لها من بناته وأَخواته ولا يُرْغَب عنهن وأَن يكون حقه في ذِمّةِ مأْمُونٍ جُحودُه وتهَضُّمُه ثِقةٍ وفِيٍّ به ومن العرب من يقول حَنْظٌ وليس ذلك بمقصود إِنما هو غُنَّة تلحقهم في المشدَّد بدليل أَن هؤلاء إِذا جمعوا قالوا حظوظ قال الأَزهري وناس من أَهل حِمْص يقولون حَنظ فإِذا جمعوا رجعوا إِلى الحُظوظ وتلك النون عندهم غُنَّة ولكنهم يجعلونها أَصلية وإِنما يجري هذا اللفظ على أَلسنتهم في المشدَّد نحو الرُّزّ يقولون رُنز ونحو أُتْرُجَّة يقولون أُتْرُنجة قال الجوهري تقول ما كنتَ ذا حَظٍّ ولقد حَظِظْتَ تَحَظُّ وقد حَظِظْتُ في الأَمر فأَنا أَحَظُّ حَظّاً ورجل حَظِيظٌ وحَظِّيٌّ على النسب ومَحْظوظ كله ذو حَظٍّ من الرِّزق ولم أَسمع لمحظوظ بفعل يعني أَنهم لم يقولوا حُظّ وفلان أَحَظُّ من فلان أَجَدُّ منه فأَما قولهم أَحْظَيْته عليه فقد يكون من هذا الباب على أَنه من المُحَوَّل وقد يكون من الحُظْوةِ قال الأَزهري للحَظِّ فعل عن العرب وإِن لم يعرفه الليث ولم يسمعه قال أَبو عمرو رجل محظُوظ ومجدود قال ويقال فلان أَحَظُّ من فلان وأَجَدُّ منه قال أَبو الهيثم فيما كتبه لابن بُزُرْج يقال هم يَحَظُّون بهم ويَجَدُّون بهم قال وواحد الأَحِظَّاء حَظِيٌّ منقوص قال وأَصله حظّ وروى سلمة عن الفراء قال الحَظِيظُ الغَنِيُّ المُوسِرُ قال الجوهري وأَنت حَظٌّ وحَظِيظٌ ومَحْظوظ أَي جَدِيد ذو حَظّ من الرِّزْق وقوله تعالى وما يُلَقّاها إِلا ذو حَظٍّ عظيم الحَظُّ ههنا الجنة أَي ما يُلَقّاها إِلا مَن وجبت له الجنة ومن وجبت له الجنة فهو ذو حَظٍّ عظيم من الخير والحُظَظُ والحُظَظُ على مثال فُعَل صَمْغ كالصَّبِرِ وقيل هو عُصارة الشجر المرّ وقيل هو كُحْل الخَوْلان قال الأَزهري وهو الحُدُلُ وقال الجوهري هو لغة في الحُضُض والحُضَض وهو دواء وحكى أَبو عبيد الحُضَظ فجمع بين الضاد والظاء وقد تقدَّم
حفظ
: الحفيظ : من صفات اللَّه عزّ وجلّ لا يَعْزُب عن حفظه الأَشْياء كلَّها مِثقالُ ذرّة في السموات والأرض وقد حفِظ على خلقه وعباده ما يعملون من خير أَو شرّ وقد حفِظ السمواتِ والأرضَ بقدرته ولايؤُوده حفظهما وهو العليُّ العظيم . وفي التنزيل العزيز : { بل هو قرآن مَجِيد في لوح محفوظ } . قال أَبو إِسحق : أَي القرآنُ في لوح محفوظ وهو أُمُّ الكتاب عند اللَّه عزّ وجلّ وقال : وقرئتْ محفوظٌ وهو من نعت قوله بل هو قرآن مجيد محفوظ في لوح . وقال عزّ وجلّ : { فاللَّه خير حِافْظاً وهو أَرحم الراحمين } وقرىء : خير حِفْظاً نصب على التمييز ومن قرأَ حافظاً جاز أَن يكون حالاً وجاز أن يكون تمييزاً . ابن سيده : الحِفْظ نقيض النِّسْيان وهو التعاهُد وقلَّة الغفلة . حَفِظ الشيءَ حِفْظاً ورجل حافظ من قوم حُفّاظ و حَفِيظٌ عن اللحياني . وقد عَدَّوْه فقالوا : هو حَفِيظٌ عِلمَك وعِلْمَ غيرك . وإنه لحافظُ العين أَي لايغلِبه النوم عن اللحياني وهو من ذلك لأن العين تَحْفَظُ صاحِبَها إِذا لم يغلبها النوم . الأَزهري : رجل حافِظ وقوم حُفّاظٌ وهم الذين رُزِقوا حِفْظَ ما سَمِعوا وقلما يَنْسَوْنَ شيئاً يَعُونَه . غيره : و الحافِظُ و الحَفِيظُ الموكَّل بالشيء يَحْفَظه . يقال : فلان حَفِيظُنا عليكم وحافِظُنا . و الحَفَظة : الذين يُحْصُونَ الأعمال ويكتبونها على بني آدم من الملائكة وهم الحافظون . وفي التنزيل : { وإِنّ عليكم لَحافِظِين } ولم يأْت في القرآن مكسَّراً . و حَفِظَ المالَ والسِّرَّ حِفْظاً : رَعاه . وقوله تعالى : { وجعلنا السماء سَقْفاً مَحفوظاً } قال الزجَّاج : حفِظه اللَّه من الوُقوع على الأرض إِلاَّ بإذْنه وقيل : مَحْفوظاً بالكواكب كما قال تعالى : { إِنْا زَيَّنَا السماء الدنيا بزينة الكواكب و حِفْظاً من كلِّ شيطان مارِدٍ } . و الاحْتِفاظُ : خصوص الحِفْظ يقال : احْتَفَظْتُ بالشيء لنفسي ويقال : استحفظْت فلاناً مالاً إِذا سَأَلتَه أَن يَحْفَظه لك و استحفظته سِرًّا واستحفظه إياه : اسْترعاه . وفي التنزيل : في أَهل الكتاب { بما استُحْفِظوا من كتاب اللَّه } أَي استُودِعوه وأَتُمِنُوا عليه . و احتفظ الشيءَ لنفسه : خَصَّها به . و التحفُّظ : قلَّة الغَفْلة في الأُمور والكلام والتيقُّظ من السَّقْطة كأَنه على حَذر من السُّقوط وأَنشد ثعلب : إِني لأُبْغِضُ عاشِقاً مُتَحَفِّظاًلم تَتَّهِمْه أَعْيُنٌ وقُلُوبُو المُحافَظة : المُواظَبة على الأمر . وفي التنزيل العزيز : { حافِظوا على الصلوات } أَي صلُّوها في أَوقاتها الأَزهري : أي واظِبوا على إِقامتها في مَواقِيتها . ويقال : حافَظ على الأمر والعَملَ وثابَرَ عليه وحارَصَ وبارَك إِذا داوَم عليه . و حَفِظْت الشيءَ حِفْظاً أَي حَرَسْته و حَفِظتُه أَيضاً بمعنى استظهرته . و المحافظة : المُراقبة . ويقال : إنه لذو حِفاظٍ وذو مُحافظة إِذا كانت له أَنفةٌ . و الحَفِيظ : المُحافِظ ومنه قوله تعالى : { وما أَنا عليكم بحفيظ } . ويقال : احْتفِظْ بهذا الشيء أي احْفظُه . و التحفُّظ : التيقُّظ . وتحفَّظْت الكتاب أَي استظهرْته شيئاً بعد شيء . و حفَّظْته الكتاب أَي حملْته على حفْظه . و استحفظته : سألته أن يَحْفَظَه وحكى ابن بري عن القَزَّازِ قال : استحفظته الشيءَ جعلته عنده يحفَظُه يتعدَّى إِلى مفعولين ومثله كتبت الكتاب واستكتبته الكتاب . و المُحافظة و الحِفاظ : الذَّبُّ عن المَحارِم والمَنْعُ لها عند الحُروب والاسم الحَفِيظة . و الحِفاظ : المُحافظة على العَهْد والمُحاماةُ على الحُرَم ومنعُها من العدوّ . يقال : ذُو حفِيظة . وأَهلُ الحَفائظ : أَهل الحِفاظ وهم المُحامون على عَوْراتهم الذَّابُّون عنها قال : إِنّا أُناسٌ نَلْزَمُ الحِفاظاوقيل : المُحافظة الوَفاء بالعَقْد والتمسُّكُ بالودّ . و الحَفِيظةُ : الغَضَبُ لحُرمة تُنْتَهكُ من حُرُماتك أَو جارٍ ذِي قَرابةٍ يُظلَم من ذَوِيك أَو عَهْد يُنْكَث . و الحِفْظَة و الحَفِيظة : الغَضَب والحِفاظ كالحِفْظة وأَنشد : إِنّا أُناسٌ نَمنَع الحِفاظاوقال زهير في الحَفِيظة : يَسُوسون أَحْلاماً بَعِيداً أَناتُهاوإِن غَضِبوا جاء الحَفِيظةُ والجِدُّو المُحْفِظات : الأُمور التي تُحْفِظ الرجل أي تُغْضِبه إِذا وُتِرَ في حَمِيمِه أَو في جيرانه قال القطامي : أَخُوك الذي لا تَمْلِك الحِسَّ نفسُهوتَرْفَضُّ عند المُحْفِظات الكَتائفُيقول : إذا استوْحَشَ الرجلُ من ذِي قَرابَتِه فاضْطَغَن عليه سَخِيمةً لإِساءةٍ كانت منه إِليه فأَوْحَشَتْه ثم رآه يُضام زال عن قلبه ما احتقَده عليه وغَضِب له فنَصَره وانتصَر له من ظُلْمِه . وحُرَمُ الرجلِ : مُحْفِظاتُه أَيضاً وقد أَحْفَظَه فاحتفَظ أَي أغضَبه فَغَضِب قال العُجَيْرُ السَّلُولي : بعيدٌ من الشيء القَلِيلِ احْتِفاظُهعَليك ومَنْزُورُ الرِّضا حِينَ يَغْضَبُولا يكون الإِحْفاظُ إلا بكلام قبيح من الذي تَعرَّض له وإسماعِه إِيّاه ما يَكره . الأَزهري : و الحِفْظَةُ اسم من الاحْتِفاظ عندما يُرى من حَفِيظة الرجل يقولون أَحْفَظْته حِفْظَة وقال العجَّاج : مع الجَلا ولائِحِ القَتِيرِ وحِفْظةٍ أَكَنَّها ضَمِيرِي فُسّر : على غَضْبة أَجنَّها قلبي وقال الآخر : وما العَفْوُ إِلاَّ لامْرِىءٍ ذي حَفِيظةٍ مَتى يُعْفَ عن ذَنْبٍ امرِىءِ السَّوْءِ يَلْجَجِوفي حديث حُنَيْن : أَردتُ أَن أَحْفِظَ الناسَ وأَن يُقاتلوا عن أَهليهم وأَموالهم أَي أُغضِبَهم من الحَفِيظة الغضَب . وفي الحديث أَيضاً : فبَدُرت مني كلمة أَحفَظَتْه أَي أَغضَبَتْه . وقولهم : إِنْ الحَفائظَ تُذْهِبُ الأَحْقاد أي إِذا رأَيت حَمِيمَك يُظْلَم حَمِيتَ له وإن كان عليه في قلبك حِقْد . النَّضْر : الحافظ هو الطريق البَيِّنُ المستقيم الذي لايَنْقَطِع فأما الطريق الذي يَبين مرّة ثم يَنْقطِع أَثرُه ويَمَّحِي فليس بحافِظ . و احْفاظَّتِ الجِيفةُ : انتَفخت قاله ابن سيده ورواه الأَزهري أَيضاً عن الليث ثم قال الأزهري : هذا تصحيف منكر والصواب اجْفأَظَّت بالجيم وروي عن الفراء أَنه قال : الجَفِيظ المقتول المنتفخ بالجيم قال : وهكذا قرأْت في نوادر ابن بزرج له بخطّ أبي الهيثم الذي عرفته له : اجفأَظَّت بالجيم والحاء تصحيف قال الأَزهري : وقد ذكر الليث هذا الحرف في كتاب الجيم أَيضاً قال : فظننت أَنه كان متحيراً فيه فذكره في موضعين
حنظ
حَنْظى به أَي نَدَّدَ به وأَسمعه المكروه والأَلف للإلحاق بدَحْرج وهو رجل حِنْظِيانٌ إِذا كان فَحّاشاً وقد حكي ذلك بالخاء أَيضاً وسنذكره الأَزهري رجل حِنْظِيانٌ وحِنْذِيانٌ وخِنْذيانٌ وعِنْظِيانٌ إِذا كان فحَّاشاً قال ويقال للمرأَة هي تُحَنْظِي وتُحَنْذي وتُعَنْظِي إِذا كانت بَذِيّةً فحّاشة قال الأَزهري وحَنْظى وحَنْذى وعَنْظى ملحقات بالرباعي وأَصلها ثلاثي والنون فيها زائدة كأَنَّ الأَصل فيها معتلّ وقال ابن بري أَحْنَظْت الرجل أَعطيته صلة أَو أُجرة واللّه أَعلم
خظظ
التهذيب أَهمله الليث وروى أَبو العباس عن عمرو عن أَبيه أَنه قال أَخَظَّ الرجلُ إِذا استَرْخى بطنُه وانْدال
خنظ
رجل خِنْظِيانٌ وخِنْذِيان بالخاء معجمة فاحشٌ وخَنْظى به وغَنْظى به ندّد وقيل سَخِر وقيل أَغْرى وأَفْسد قال جندل بن المثنى الحارثي حتى إِذا أَجْرَسَ كلُّ طائِرِ قامَتْ تُخَنْظِي بِكِ سَمْعَ الحاضِرِ
دأظ
أَبو زيد في كتاب الهمز دأَظْتُ الوِعاء وكلَّ ما ملأْته أَدْأَظُه دَأْظاً وحكى ابن بري دَأَظْت الرجل أَكرهته أَن يأْكل على الشبع ودأَظَ المَتاعَ في الوِعاء دأْظاً إِذا كنزه فيه حتى يملأَه قال ودأَظْت السّقاء ملأَته أَنشد يعقوب لقد فَدى أَعْناقَهُنَّ المَحْضُ والدَّأْظُ حتى ما لَهُنَّ غَرْضُ يقول كثرةُ أَلبانهنَّ أَغْنت عن لحومهن وأَورد الأَزهري هذه الكلمة في أَثناء ترجمة دأَضَ وقال رواه أَبو زيد الدأْظ قال وكذلك أَقرأَنيه المنذري عن أَبي الهيثم وفسره فقال الدأْظ السِّمَن والامْتِلاء يقول لا يُنْحَرْن نَفاسة بهنَّ لسِمَنهنّ وحُسْنهن وحكي عن الأَصمعي أَنه رواه الدَّأْضُ بالضاد قال وهو أَن لا يكون في جلودهن نقصان وقال أَيضاً يجوز فيها الضاد والظاء معاً وقال أَبو زيد الغَرْضُ هو موضعُ ماء تركْتَه فلم تجعل فيه شيئاً ودأَظَ القُرْحةَ غمَزَها فانفضَخَت ودأَظَه يَدْأَظُه دأْظاً خنَقَه
دظظ
الدَّظُّ هو الشَّلُّ بلغة أَهل اليمن دَظَّهم في الحرب يَدُظُّهم دَظّاً طرَدَهم يمانية ودَظَظناهم في الحرب ونحن نَدُظُّهم دَظّاً قال الأَزهري لا أَحفظ الدظَّ لغير الليث
دعظ
الدَّعْظُ إِيعابُ الذكَر كلِّه في فَرج المرأَة يقال دَعَظَها به ودعَظه فيها ودعْمَظه فيها إِذا أَدخله كلَّه فيها ودعَظها يَدْعَظُها دَعْظاً نكحها والدِّعْظايةُ الكثير اللحم كالدِّعْكايةِ وقال ابن السكيت في الأَلفاظ إِن صح له الدِّعظاية القصير وقال في موضع آخر من هذا الكتاب ومن الرجال الدِّعظاية وقال أَبو عمرو الدِّعْكايةُ وهما الكثيرا اللحم طالا أَو قصُرا وقال في موضع الجِعْظايةُ بهذا المعنى
دعمظ
الدُّعْموظُ السيِّءُ الخُلُق ودَعْمَظ ذَكره في المرأَة أَوْعبَه قال ابن بري ودَعْمَظْته أَوقعته في شر
دقظ
ابن بري الدَّقِظُ الغَضْبان وكذلك الدَّقْظان قال أُمية مَن كان مُكْتَئباً من سُنَّتي دَقِظاً فَرابَ في صَدْرِه ما عاشَ دَقْظانا قال قوله فراب أَي لا زالَ في ريْب وشكّ
دلظ
دَلَظَه يَدْلِظُه دَلْظاً ضرَبه وفي التهذيب وكَزَه ولَهَزه ودَلَظه يَدْلِظُه دفَع في صدره والمِدْلَظُ الشديدُ الدَّفْع والدِّلَظُّ على مثال خِدَبٍّ واندَلَظَ الماءُ اندَفع ودلَظتِ التَّلْعةُ بالماء سال منها نَهراً ودلَظ مرّ فأَسْرع عن السيرافي وكذلك ادْلَنْظى الجمل السَّريع منه وقيل هو السمين وهو أَعرف وقيل هو الغليظ الشديد ابن الأَنباري رجل دَلَظى غير مُعرب تَحِيد عنه
دلعمظ
الأَزهري في آخر حرف العين الدِّلِعْماظُ الوَقَّاع في الناس
دلنظ
التهذيب في الرباعي الأَصمعي الدَّلَنْظى السمين من كل شيء وقال شمر رجل دَلَنْظى وبَلَنْزى إِذا كان ضَخْماً غليظ المَنْكِبَين وأَصله من الدَّلْظ وهو الدفْع وادْلَنْظى إِذا سَمِن وغلُظ الجوهري الدَّلنظى الصلْب الشديد والأَلف للإِلحاق بسفرجل وناقةَ دَلَنْظاة قال ابن بري في ترجمة دلظ في الثلاثي ويقال دَلَظى مثل جَمَزَى وحَيَدَى قال وهذه الأَحرف الثلاثة يوصف بها المؤنث والمذكر قال وقال الطماحي كيفَ رأَيتَ الحَمِقَ الدَلَنْظى يُعْطى الذي يَنْقُصُه فيَقْنَى ؟ أَي فيَرْضَى
رعظ
رُعْظُ السهْم مَدْخَلُ سِنْخِ النَّصْلِ وفَوْقه لَفائفُ العَقَب والجمع أَرْعاظٌ وأَنشد يَرْمِي إِذا ما شَدَّدَ الأَرْعاظا على قِسِيٍّ حُرْبِظَت حِرْباظا وفي الحديث أَهْدَى له يَكْسُوم سِلاحاً فيه سَهم قد رُكِّب مِعْبَلُه في رُعْظِه الرُّعْظُ مَدْخَلُ النَّصْلِ في السهم والمِعْبَلُ والمِعْبلة النَّصْل وفي المثل إِنه ليَكْسِرُ عليك أَرْعاظ النبْل غضَباً يُضْرب للرجل الذي يشتدّ غضَبُه وقد فُسِّر على وجهين أَحدهما أَنه أَخذ سهماً وهو غَضْبانُ شديد الغضب فكان ينْكُت بنصله الأَرض وهو واجِمٌ نكْتاً شديداً حتى انكسر رُعْظُ السهم والثاني أَنه مثل قولهم إِنه ليَحْرِقُ عليكَ الأُرَّم أَي الأَسنان أَرادوا أَنه كان يُصَرِّف بأَنيابِه من شدَّة غضَبه حتى عَنِتَت أَسناخُها من شدة الصريف فشبَّه مَداخِل الأَنياب ومَنابِتها بمَداخِل النِّصال من النِّبال ورَعَظَه بالعَقَب رَعْظاً فهو مَرْعُوظ ورَعِيظ لفَّه عليه وشدَّه به وفوق الرُّعْظ الرِّصافُ وهي لَفائفُ العقَب وقد رَعِظ السهمُ بالكسر يَرْعَظُ رَعَظاً انكسر رُعْظُه فهو سهم رَعِظٌ وسهم مَرْعُوظ وصفَه بالضعْف وقيل انكسر رُعظه فشُدَّ بالعقَب فَوْقَه وذلك العقَبُ يسمَّى الرِّصاف وهو عيب وأَنشد ابن بري للراجز ناضَلَني وسهْمُه مَرْعُوظ
شظظ
شظَّني الأَمر شَظّاً وشُظوظاً شقَّ عليَّ والشِّظاظُ العُود الذي يُدخل في عُرْوة الجُوالِق وقيل الشِّظاظُ خُشَيْبة عَقْفاء محدَّدةُ الطرَفِ توضع في الجوالق أَو بين الأَوْنَينِ يُشَدّ بها الوِعاء قال وحَوْقَلٍ قَرَّبه مِن عِرْسِه سَوْقِي وقد غابَ الشِّظاظُ في اسْتِه اَكْفأَ بالسين والتاء قال ابن سيده ولو قال في اسِّه لنجا من الإِكْفاء لكن أَرى أَن الاسّ التي هي لغة في الاسْتِ لم تك من لغة هذا الراجز أَراد سَوقي الدّابةَ التي ركبها أَو الناقة قرَّبه من عرسه وذلك أَنه رآها في النوم فذلك قُرْبُه منها ومثله قول الراعي فباتَ يُرِيه أَهلَه وبَناتِه وبِتُّ أُرِيهِ النَّجْمَ أَيْنَ مَخافِقُهْ أَي بات النوم وهو مسافر معي يُرِيه أَهلَه وبناتِه وذلك أَن المسافر يتذكر أَهله فيُخَيِّلُهم النوم له وقال أَيْنَ الشِّظاظانِ وأَيْنَ المِرْبَعَهْ ؟ وأَينَ وَسْقُ الناقةِ الجَلَنْفَعَهْ ؟ وشَظَّ الوِعاءَ يَشُظُّه شَظّاً وأَشَظَّه جعَل فيه الشِّظاظَ قال بعدَ احْتِكاء أُرْبَتَيْ إِشْظاظِها وشَظَظْت الغِرارَتَين بشِظاظٍ وهو عود يجعل في عُرْوتي الجوالقين إِذا عُكِما على البعير وهما شِظاظانِ الفراء الشَّظِيظُ العود المُشَقَّق والشَّظِيظُ الجُوالق المَشْدود وشَظَظْت الجوالق أَي شدَدْت عليه شظاظه وفي الحديث أَنّ رجلاً كان يَرْعى لِقْحة فَفجِئَها الموتُ فنحرَها بِشِظاظٍ هو خُشيْبة مُحدّدة الطرَف تُدخل في عروتي الجُوالقين لتجمع بينهما عند حملهما على البعير والجمع أَشِظَّة وفي حديث أُم زرع مِرْفقُه كالشِّظاظ وشَظَّ الرجلُ وأَشظَّ إِذا أَنْعَظ حتى يصير مَتاعه كالشِّظاظ قال زهير إِذا جَنَحَتْ نِساؤكُمُ إِليه أَشَظَّ كأَنَّه مَسَدٌ مُغارُ والشِّظاظُ اسم لِصٍّ من بني ضَبّةَ أَخذوه في الإِسلام فصَلَبُوه قال اللّهُ نَجّاكَ من القَضِيمِ ومِنِ شِظاظٍ فاتِح العُكومِ ومالِكٍ وسَيْفِه المَسْمُومِ أَبو زيد يقال إِنه لأَلَصُّ من شِظاظٍ وكان لِصّاً مُغِيراً فصار مثلاً وأَشْظَظْت القوم إِشْظاظاً وشَظَظْتهم شَظّاً إِذا فرَّقْتَهم وقال البَعِيثُ إِذا ما زَعانِيفُ الرِّجال أَشَظَّها ثِقالُ المرادِي والذُّرى والجماجِم الأَصمعي طارَ القومُ شَظاظاً وشَعاعاً أَي تفرَّقُوا وأَنشد لرُوَيْشِدٍ الطائيّ يصف الضأْن طِرْنَ شَظاظاً بَيْنَ أَطْرافِ السَّنَدْ لا تَرْعَوِي أُمٌّ بها على وَلَدْ كأَنَّما هايَجَهُنَّ ذُو لِبَدْ والشَّظْشَظةُ فِعْلُ زبِّ الغُلامِ عند البوْل يقال شَظْشَظَ زبّ الغلام عند البول
شقظ
الفرّاء الشَّقِيظُ الفَخّار وقال الأَزهري جِرارٌ من خَزَفٍ
شمظ
ابن دريد الشَّمْظُ المَنْعُ ابن سيده شَمَظَه( * قوله « شمظه إلخ » كذا ضبط في الأَصل فهو عليه من حد ضرب ومقتضى اطلاق المجد أَنه من حد كتب ) عن الأَمر يَشمِظُه شَمْظاً منعه قال سَتَشْمِظُكم عن بَطْنِ وَجٍّ سُيوفُنا ويُصبِح منكم بَطْنُ جِلْذانَ مُقْفِرا جِلْذان ثنِيّة بالطائف التهذيب وشَمْظةُ اسم موضع في شعر حُميد بن ثور كما انْقَضَبَت كدْراء تَسْقِي فِراخَها بشَمْظةَ رَفْهاً والمِياهُ شُعوبُ
( * قوله « انقبضت » كذا بالأصل وشرح القاموس والذي في معجم ياقوت انقبضت بتقديم الباء على الضاد )
شنظ
شَناظِي الجبالِ أَعالِيها وأَطرافُها ونواحيها واحدتها شُنْظُوَةٌ على فُعْلُوَةٍ قال الطرمّاح في شَناظِي أُقَنٍ دُونَها عُرَّةُ الطيْرِ كصوْمِ النِّعامْ الأُقَنُ حُفَرٌ بين الجبال ينبت فيها الشجر واحدتها أُقْنة وقيل الأُقنة بيت يُبنى من حجر وعُرَّةُ الطير ذَرْقُها والذي في شعر الطرماح بينها عرّة الطير وامرأَة شِناظٌ مُكْتَنِزةُ اللحم وروى أَبو تراب عن مصعب امرأَة شِنْظِيانٌ بِنْظِيان إِذا كانت سيئةَ الخُلق صَخّابةً ويقال شَنْظَى به إِذا أَسمعه المكروه والشِّناظ من نعت المرأَة وهو اكْتِنازُ لحمها
شوظ
الشَّواظُ والشُّواظُ اللَّهَب الذي لا دُخانَ فيه قال أُمية بن خلف يهجو حسان بن ثابت رضي اللّه عنه أَلَيْسَ أَبوك فينا كان قَيْناً لَدَى القَيْناتِ فَسْلاً في الحِفاظِ ؟ يَمانِيّاً يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً ويَنْفُخُ دائباً لَهَبَ الشُّواظِ وقال رؤبة إِنّ لَهم من وَقْعِنا أَقْياظَا ونارَ حَرْبٍ تُسْعِرُ الشَّواظا وفي التنزيل العزيز يُرْسَل عليكما شُواظ من نار ونحاس وقيل الشُّواظ قِطْعة من نار ليس فيها نُحاس وقيل الشواظ لهب النار ولا يكون إِلا من نار وشيءٍ آخر يَخْلِطُه قال الفراء أَكثر القراء قرؤوا شُواظ وكسر الحسن الشين كما قالوا لجماعة البقرِ صُوارٌ وصِوار ابن شميل يقال لدُخان النار شُواظ وشِواظ ولحرّها شُواظ وشِواظ وحرّ الشمس شُواظ وأَصابني شواظ من الشمس واللّه أَعلم
شيظ
يقال شاظَتْ( * قوله « شاظت إلخ » في القاموس وشاظت في يدي إلخ فعدّاه بفي ) يَدِي شَظِيّةٌ من القَناة تَشِيظُها شَيْظاً دخلت فيها
عظظ
العَظُّ الشدّة في الحرب وقد عَظَّتْه الحَرب بمعنى عَضَّته وقال بعضهم العَظُّ من الشدّة في الحرب كأَنه من عَضّ الحرب إِيّاه ولكن يُفْرق بينهما كما يفرق بين الدَّعْثِ والدَّعْظِ لاختلاف الوَضْعَيْن وعظَّه الزمانُ لغة في عضَّه ويقال عَظَّ فلان فلاناً بالأَرض إِذا أَلزَقَه بها فهو مَعظُوظ بالأَرض قال والعِظاظُ شِبْه المِظاظ يقال عاظَّه وماظَّه عِظاظاً ومِظاظاً إِذا لاحاهُ ولاجَّه وقال أَبو سعيد العِظاظُ والعِضاضُ واحد ولكنهم فرقوا بين اللفظين لَمّا فرقوا بين المعنيين والمُعاظَّة والعِظاظُ جميعاً العَضُّ قال بَصِير في الكَرِيهةِ والعِظاظ أَي شدّة المُكاوَحةِ والعِظاظُ المشقّة وعَظْعَظَ في الجبل وعَضْعَضَ وبَرْقَطَ وبَقَّطَ وعَنَّتَ إِذا صَعَّد فيه والمُعَظْعِظُ من السهام الذي يَضْطَرِبُ ويَلْتَوِي إِذا رُمِيَ به وقد عَظْعَظَ السهمُ وأَنشد لرؤبة لَمَّا رأَوْنا عَظْعَظَت عِظْعاظا نَبْلُهمُ وصَدَّقُوا الوُعّاظا وعَظْعَظَ السهمُ عَظْعَظةً وعِظْعاظاً وعَظْعاظاً الأَخيرة عن كراع وهي نادرة التَوى وارتعَش وقيل مَرَّ مُضْطَرِباً ولم يقصد وعَظْعَظ الرجلُ عظعظةً نكَص عن الصيْد وحاد عن مُقاتله ومنه قيل الجبان يُعَظْعِظُ إِذا نكَص قال العجاج وعَظْعَظَ الجَبانُ والزِّئِتيّ أَراد الكلب الصِّينيّ وما يُعَظْعِظُه شيء أَي ما يَسْتفِزُّه ولا يُزيله والعَظايةُ يُعَظْعِظُ من الحرّ يلْوِي عُنقه ومن أَمثال العرب السائرة لا تَعِظِيني وتَعَظْعَظِي معنى تعظعظي كُفِّي وارْتَدِعِي عن وعْظِك إِيَّاي ومنهم من جعل تعَظعظي بمعنى اتَّعِظي روى أَبو عبيد هذا المثل عن الأَصمعي في ادّعاء الرجل علماً لا يُحسنه وقال معناه لا تُوصِيني وأَوْصِي نفسك قال الجوهري وهذا الحرف جاء عنهم هكذا فيما رواه أَبو عبيد وأَنا أَظنه وتُعَظْعِظي بضم التاء أَي لا يكن منك أَمر بالصلاح وأَن تَفْسُدي أَنت في نفسك كما قال المتوكل الليثي ويروى لأَبي الأَسود الدُّؤلي لا تَنْهَ عن خُلُقٍ وتأْتِيَ مِثْلَه عارٌ عليكَ إِذا فعَلْتَ عَظِيمُ فيكون من عَظْعَظَ السهمُ إِذا التوى واعْوجَّ يقول كيف تأْمُرِينَني بالاستقامة وأَنْتِ تتعَوَّجين ؟ قال ابن بري الذي رواه أَبو عبيد هو الصحيح لأَنه قد روى المثل تَعَظْعَظِي ثم عِظي وهذا يدل على صحة قوله
عكظ
عَكَظ دابَّتَه يَعْكِظُها عَكْظاً حبَسها وتعَكَّظ القومُ تَعَكُّظاً إِذا تَحَبَّسُوا لينظروا في أُمورهم ومنه سميت عُكاظ وعكظَ الشيءَ يَعْكِظُه عَرَكَه وعَكَظ خَصْمَه باللَّدَد والحُجَج يَعْكِظه عَكْظاً عَرَكه وقَهَره وعَكَّظَه عن حاجته ونَكَّظه إِذا صرَفَه عنها وتَعاكَظَ القومُ تَعارَكُوا وتَفاخَرُوا وعُكاظ سُوق للعرب كانوا يتَعاكَظُون فيها قال الليث سميت عكاظاً لأَن العرب كانت تجتمع فيها فيَعْكِظ بعضُهم بعضاً بالمُفاخَرة أَي يَدْعَكُ وقد ورد ذكرها في الحديث قال الأَزهري هي اسم سُوق من أَسْواق العرب ومَوْسمٌ من مَواسِم الجاهلية وكانت قبائل العرب تجتمع بها كل سنة ويتفاخرون بها ويَحْضُرها الشعراء فيتناشدون ما أَحدثوا من الشعر ثم يَتفرّقون قال وهي بقرب مكة كان العرب يجتمعون بها كل سنة فيُقيمون شهراً يَتبايَعُون ويتفاخرون ويتناشدون فلما جاء الإِسلام هدَمَ ذلك ومنه يَوْما عُكاظ لأَنه كانت بها وقعة بعد وقعة قال دُرَيْد بن الصِّمّة تَغَيَّبْتُ عن يَوْمَيْ عُكاظ كِلَيْهِما وإِن يَكُ يومٌ ثالِثٌ أَتَغَيَّبُ قال اللحياني أَهل الحجاز يُجرونها وتَمِيم لا تجريها قال أَبو ذؤيب إِذا بُنيَ القِبابُ على عُكاظٍ وقامَ البيْعُ واجْتَمعَ الأُلوفُ أَراد بعكاظ فوضَع على موضع الباء وأَدِيمٌ عُكاظِيٌّ منسوب إِليها وهو مما حُمل إِلى عكاظ فبيعَ بها وتَعَكَّظ أَمرُه التَوَى ابن الأَعرابي إِذا اشتد على الرجل السفَر وبعدُ قيل تَنَكَّظ فإِذا التوى عليه أَمرُه فقد تعكَّظ تقول العرب أَنت مرة تَعَكَّظُ ومرة تَنَكَّظُ تَعَكَّظُ تمنَّع وتنكَّظُ تعجَّل وتعكَّظ عليه أَمرُه تمنَّع وتحبَّس ورجل عَكِظٌ قصير
عنظ
العُنْظُوان والعِنْظِيانُ الشِّرِّير المُتَسمِّع البَذِيُّ الفحّاش قال الجوهري هو فُعْلوان وقيل هو الساخِر المُغْرِي والأُنثى من كل ذلك بالهاء الفراء العُنْظُوان الفاحش من الرجال والمرأَة عُنْظُوانة قال ابن بري المعروف عِنْظِيانٌ ويقال للفحّاش حِنْظِيانٌ وخِنْظِيانٌ وحِنْذيانٌ وخِنْذِيانٌ وعِنْظِيان يقال هو يُعَنْظِي ويُحنْذِي ويُخَنْذِي ويُحَنْظِي ويُخَنْظِي بالحاء والخاء معاً ويقال للمرأَة البَذِيّة هي تُعَنْظي وتُخنظي إِذا تسَلَّطت بلسانها فأَفْحشت وعَنْظَى به سَخِر منه وأَسمعه القبيح وشتمه قال جَنْدَل بن المُثَنَّى الطُّهَوِي يُخاطب امرأَته لقد خَشِيتُ أَن يَقُومَ قابِري ولم تُمارِسْكِ من الضَّرائرِ كلُّ شَذاةٍ جَمّةِ الصَّرائرِ شِنْظِيرةٍ سائلةِ الجَمائرِ حتى إِذا أَجْرَسَ كلُّ طائرِ قامَتْ تُعَنْظِي بكِ سَمْع الحاضِرِ تُوفِي لَكِ الغَيْظَ بمُدٍّ وافِرِ ثم تُغادِيكِ بصُغْرٍ صاغِرِ حتى تَعُودِي أَخْسَرَ الخَواسِرِ تُعَنْظِي بك أَي تُغْرِي وتُفْسِد وتُسَمِّع بك وتَفْضَحُك بشَنِيع الكلام بِمَسْمَع من الحاضر وتذْكُركِ بسُوء عند الحاضرين وتُنَدِّدُ بك وتُسمعكِ كلاماً قبيحاً وقال أَبو حنيفة العُنْظوانة الجرادة الأُنثى والعُنْظَّبُ الذكر قال والعُنْظُوان شجر وقيل نبت أَغبرُ ضخْم وربما استظَلَّ الإِنسان في ظلِّه وقال أَبو عمرو كأَنه الحُرْضُ والأَرانِبُ تأْكله وزقيل هو ضرب من النبات إِذا أَكثر منه البعير وَجِعَ بطنُه وقيل هو ضرب من الحَمْض معروف يشبه الرِّمْثَ غير أَنّ الرّمْث أَبْسَطُ منه ورَقاً وأَنْجَعُ في النَّعَم قال الأَزهري ونونه زائدة وأَصل الكلمة عين وظاء وواو قال الراجز حَرَّقَها وارِسُ عُنْظُوانِ فاليومُ منها يوْمُ أَرْوَنانِ واحدته عُنْظُوانة وعُنْظوان ماء لبني تَميم معروف
غلظ
الغِلَظُ ضدّ الرّقّةِ في الخَلْق والطبْعِ والفِعْل والمَنْطِق والعيْش ونحو ذلك غَلُظَ يَغْلُظ غِلَظاً صار غلِيظاً واستغلظ مثله وهو غَلِيظ وغُلاظ والأُنثى غَلِيظة وجمعها غِلاظٌ واستعار أَبو حنيفة الغِلَظَ للخمْر واستعاره يعقوب للأَمر فقال في الماء أَمّا ما كان آجِناً وأَمّا ما كان بَعِيدَ القعر شديداً سقيُه غَليظاً أَمرُه وغلَّظ الشيءَ جعله غَليظاً وأَغْلَظَ الثوبَ وجده غَليظاً وقيل اشتراه غليظاً واسْتَغلظَه ترك شراءه لغِلَظه وقوله تعالى وأَخَذْن منكم مِيثاقاً غليظاً أَي مؤكّداً مشدَّداً قيل هو عَقْد المَهر وقال بعضهم الميثاق الغليظ هو قوله تعالى فإِمْساكٌ بمعروف أَو تَسْريح بإِحسان فاستُعمل الغِلَظُ في غير الجَواهِر وقد استعمل ابن جني الغِلظ في غير الجواهر أَيضاً فقال إِذا كان حرف الروي أَغْلَظ حكماً عندهم من الرِّدف مع قوّته فهو أَغْلظ حكماً وأَعلى خطَراً من التأْسيس لبُعده وغَلُظَت السُّنبلة واسْتَغْلظت خرج فيها القمح واستغلظ النباتُ والشجر صار غَلِيظاً وفي التنزيل العزيز كزرْع أَخرج شَطْأَه فآزَرَه فاستغلظ فاستوى على سُوقه وكذلك جميع النبات والشجر إِذا استحكمت نِبْتَتُه وأَرض غلِيظة غير سَهلة وقد غَلُظت غِلَظاً وربما كني عن الغَلِيظ من الأَرض بالغِلَظ قال ابن سيده فلا أَدري أَهو بمعنى الغَلِيظ أَم هو مصدر وصف به والغَلْظُ الغَلِيظُ من الأَرض رواه أَبو حنيفة عن النضر ورُدَّ ذلك عليه وقيل إِنما هو الغِلَظُ قالوا ولم يكن النضر بثقة والغَلْظُ من الأَرض الصُّلْب من غير حجارة عن كراع فهو تأْكيد لقول أَبي حنيفة والتغْلِيظ الشدّة في اليمين وتَغْلِيظُ اليمين تشدِيدُها وتَوكِيدها وغَلَّظ عليه الشيءَ تغليظاً ومنه الدية المُغَلّظة التي تجب في شبه العمد واليمينُ المُغلَّظة وفي حديث قتل الخَطإِ ففيها الدِّية مغلّظة قال الشافعي تغليظ الدية في العَمْد المَحْض والعمد الخطإِ والشهرِ الحرامِ والبَلدِ الحرام وقتل ذي الرحم وهي ثلاثون حِقّة من الإِبل وثلاثون جَذَعة وأَربعون ما بين ثِنِيّة إِلى بازِل عامِها كلُّها خَلِفة أَي حامل وغَلَّظْتُ عليه وأَغْلَظْتُ له وفيه غِلْظة وغُلْظة وغَلْظة وغِلاظةٌ أَي شِدَّة واسْتطالة قال اللّه تعالى وليَجِدوا فيكم غِلْظة قال الزجاج فيها ثلاث لغات غِلظة وغُلظة وغَلظة وقد غلَّظَ عليه وأَغْلَظ وأَغْلَظ له في القول لا غير ورجل غَلِيظ فَظٌّ فيه غِلْظة ذو غِلْظة وفَظاظةٍ وقَساوة وشدّة وفي التنزيل العزيز ولو كنتَ فَظّاً غَلِيظَ القلبِ وأَمر غَلِيظٌ شَدِيد صَعْب وعَهْد غليظ كذلك ومنه قوله تعالى وأَخذْن منكم مِيثاقاً غَلِيظاً وبينهما غِلْظةٌ ومغالظةٌ أَي عَداوة وماء غَلِيظ مُرٌّ
غنظ
الغَنْظُ والغِناظُ الجَهْد والكَرْب الشَّديد والمَشَقَّة غَنَظَه الأَمر يَغْنِظُه غَنْظاً فهو مَغْنُوظ وفعَل ذلك غَناظَيْك وغِناطَيْك أَي ليَشُقَّ عليك مرّة بعد مرة كلاهما عن اللحياني والغَنْظُ والغَنَظُ الهَمُّ اللازِم تقول إِنه لمَغْنُوظٌ مَهْموم وغنَظَه الهمُّ وأَغْنَظه لَزِمَه وغنَظَه يَغْنِظُه ويغْنُظُه لغتان غَنْظاً وأَغْنَظْته وغَنَّظْته لغتان إِذا بلغت منه الغمّ والغَنْظُ أَن يُشرِف على الهَلَكة ثم يُفْلَت والفِعل كالفعل قال جرير ولقد لقِيتَ فَوارِساً من رَهْطِنا غَنَظُوكَ غَنْظَ جَرادةِ العَيّارِ ولقد رأَيتَ مكانَهم فَكَرِهْتَهم كَكراهَةِ الخِنْزِير للإِيغارِ العَيّارُ رَجل وجرادةُ فَرسُه وقيل العيّار أَعرابي صاد جَراداً وكان جائعاً فأَتى بهن إِلى رَماد فدَسَّهُنّ فيه وأَقبل يخرجهن منه واحدة واحدة فيأْكلهن أَحياء ولا يشعُر بذلك من شدّة الجوع فآخِر جَرادة منهن طارت فقال واللّه إِن كنت لأُنْضِجُهنَّ فضُرب ذلك مثلاً لكل من أُفلت من كَرْب وقال غيره جرادة العيَّار جرادة وُضِعت بين ضِرْسَيْه فأُفْلِتت أَراد أَنهم لازَمُوك وغمّوك بشدّة الخُصومة يعني قوله غَنَظوك وقيل العيَّار كان رجلاً أَعْلَم أَخذ جرادة ليأْكلها فأُفلتت من عَلَمِ شَفَته أَي كنت تُفْلَتُ كما أُفلتت هذه الجرادة وذكر عمر بن عبد العزيز الموت فقال غَنْظٌ ليس كالغَنْظ وكَظٌّ ليس كالكَظِّ قال أَبو عبيد الغَنْظُ أَشدُّ الكرب والجَهْد وكان أَبو عبيدة يقول هو أَن يشرف الرجل على الموت من الكرب والشدة ثم يُفْلَت وغنَظَه يَغْنِظُه غَنْظاً إِذا بلغ به ذلك وملأَه غَيْظاً ويقال أَيضاً غانَظَه غناظاً قال الفقعسي تَنْتِحُ ذِفْراه من الغِناظ وغَنَظه فهو مغنوظ أَي جَهَده وشَقَّ عليه قال الشاعر إِذا غَنَظُونا ظالمين أَعاننا على غَنْظِهم مَنٌّ من اللّه واسعُ ورجلٌ مُغانِظٌ قال الراجز جافٍ دَلَنْظَى عَرِكٌ مُغانِظُ أَهْوَجُ إِلا أَنه مُماظِظُ وغَنْظَى به أَي نَدّدَ به وأَسمعه المكروه وفي الحديث أَغْيَظُ رجلٍ على اللّه يومَ القيامة وأَخْبَثُه وأَغيظه عليه رجل تَسمَّى بمِلك الأَملاك قال ابن الأَثير قال بعضهم لا وجه لتكرار لفظتي أَغيظ في الحديث ولعله أَغنظ بالنون من الغَنْظ وهو شدة الكرب واللّه أَعلم
غيظ
الغيْظُ الغَضب وقيل الغيظ غضب كامن للعاجز وقيل هو أَشدُّ من الغضَب وقيل هو سَوْرَتُه وأَوّله وغِظتُ فلاناً أَغِيظه غَيْظاً وقد غاظه فاغتاظ وغَيَّظَه فتَغَيَّظ وهو مَغِيظ قالت قُتَيْلةُ بنت النضر بن الحرث وقتل النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَباها صبراً ما كان ضَرَّكَ لو مَنَنْتَ ورُبما مَنَّ الفتى وهو المَغِيظُ المُحْنَقُ والتغَيُّظُ الاغتِياظ وفي حديث أُم زرع وغيْظُ جارَتها لأَنها ترى من حسنها ما يَغيظُها وفي الحديث أَغْيَظُ الأَسماء عند اللّه رجل تَسَمَّى مَلِكَ الأَملاك قال ابن الأَثير هذا من مجاز الكلام معدول عن ظاهره فإِن الغيظ صفةٌ تغيِّرُ المخلوق عند احتداده يتحرك لها واللّه يتعالى عن ذلك وإِنما هو كناية عن عقوبته للمتسمي بهذا الاسم أَي أَنه أَشد أَصحاب هذه الأَسماء عقوبةً عند اللّه وقد جاء في بعض روايات مسلم أَغيظ رجل على اللّه يوم القيامة وأَخبثه وأَغيظه عليه رجل تسمى بملك الأَملاك قال ابن الأَثير قال بعضهم لا وجه لتكرار لفظتي أَغيظ في الحديث ولعله أَغنظ بالنون من الغَنْظِ وهو شدّة الكرب وقوله تعالى سمعوا لها تغيُّظاً وزفيراً قال الزجاج أَراد غَلَيان تَغَيُّظٍ أَي صوت غليان وحكى الزجاج أَغاظه وليست بالفاشية قال ابن السكيت ولا يقال أَغاظه وقال ابن الأَعرابي غاظه وأَغاظه وغَيَّظه بمعنى واحد وغايَظَه كغَيَّظه فاغتاظ وتَغيَّظ وفعَل ذلك غِياظَكَ وغِياظَيْك وغايَظَه باراه فصنع ما يصنع والمُغايظة فِعْلٌ في مُهلة أَو منهما جميعاً وتغَيَّظَتِ الهاجرة إِذا اشتدّ حَمْيُها قال الأَخطل لَدُنْ غُدْوةٍ حتى إِذا ما تَغَيَّظَت هواجرُ من شعبانَ حامٍ أَصيلُها وقال اللّه تعالى تكاد تمَيَّزُ من الغيظ أَي من شدَّة الحرِّ وغَيَّاظٌ اسم وبنو غَيْظٍ حيٌّ من قيس عَيْلانَ وهو غَيْظُ بنُ مُرَّةَ بنِ عوفِ بنِ سعد بن ذُبْيانَ ابن بَغِيض بن رَيْثِ بن غَطَفانَ وغَيَّاظُ بنُ الحُضَينِ بن المنذر أَحد بني عمرو بن شَيْبان الذُّهلي السدُوسي وقال فيه أَبوه الحضين يهجوه نَسِيٌّ لما أُولِيتَ من صالح مَضى وأَنت لتأْديبٍ عليَّ حَفِيظُ تَلِنَ لأَهْل الغِلِّ والغَمز منهمُ وأَنت على أَهلِ الصَّفاء غليظ وسُمِّيتَ غَيَّاظاً ولستَ بغائظٍ عدوّاً ولكن للصَّدِيقِ تَغِيظ فلا حَفِظَ الرحمنُ رُوحَك حَيَّةً ولا وهْيَ في الأَرواحِ حين تَفِيظ عَدُوُّكَ مَسرورٌ وذو الوُدِّ بالذي يَرى منك من غيْظ عليك كَظيظ وكان الحُضَيْنُ هذا فارساً وكانت معه راية عليّ كرم اللّه وجهه يومَ صِفِّينَ وفيه يقول رضي اللّه عنه لِمَنْ رايةٌ سوداءٌ يَخْفُقُ ظِلُّها إِذا قيل قَدِّمْها حُضَيْنُ تَقَدَّما ويُورِدُها للطَّعْنِ حتى يُزِيرَها حِياضَ المَنايا تَقْطُر الموتَ والدّما
فظظ
الفظُّ الخَشِنُ الكلام وقيل الفظ الغليظ قال الشاعر رؤبة لما رأَينا منهمُ مُغتاظا تَعْرِف منه اللُّؤْمَ والفِظاظا والفَظَظُ خشونة في الكلام ورجل فَظٌّ ذو فَظاظةٍ جافٍ غليظٌ في مَنطقِه غِلَظٌ وخشونةٌ وإِنه لَفَظٌّ بَظٌّ إِتباع حكاه ثعلب ولم يشرح بَظّاً قال ابن سيده فوجهناه على الإِتباع والجمع أَفظاظ قال الراجز أَنشده ابن جني حتى تَرى الجَوَّاظَ من فِظاظِها مُذْلَوْلِياً بعد شَذا أَفظاظِها وقد فَظِظْتَ بالكسر تَفَظُّ فَظاظةً وفَظَظاً والأَول أَكثر لثقل التضعيف والاسم الفَظاظةُ والفِظاظ قال حتى ترى الجَوّاظ من فِظاظِها ويقال رجل فَظٌّ بَيِّنُ الفَظاظةِ والفِظاظِ والفَظَظِ قال رؤبة تَعْرِفُ منه اللُّؤْمَ والفِظاظا وأَفْظَظْت الرجلَ وغيرَه ردَدته عما يريد وإِذا أَدْخَلْتَ الخيطَ في الخَرْتِ فقد أَفْظَظْتَه عن أَبي عمرو والفَظُّ ماء الكرش يُعتصر فيُشرب منه عند عَوَزِ الماء في الفلوات وبه شبه الرجل الفظ الغليظ لغِلَظِه وقال الشافعي إِن افتظَّ رجل كرش بعير نحره فاعتصر ماءه وصَفَّاه لم يجز أَن يتطهر به وقيل الفَظُّ الماءُ يخرج من الكرش لغلظ مَشْرَبِه والجمع فُظوظ قال كأَنهُمُ إِذْ يَعْصِرون فُظوظَها بدَجْلةَ أَو ماءُ الخُرَيبةِ مَوْرِدُ أَراد أَو ماء الخُرَيْبةِ مَوْرِدٌ لهم يقول يستبيلون خيلَهم ليشربوا أَبوالها من العطش فإِذاً الفُظوظُ هي تلك الأَبوال بعينها وفظَّه وافْتَظَّه شقَّ عنه الكرش أَو عصره منها وذلك في المفاوز عند الحاجة إِلى الماء قال الراجز بَجَّك كِرْشَ النابِ لافتظاظها الصحاح الفَظُّ ماء الكرش قال حسان بن نُشْبة فكونوا كأَنْفِ اللَّيثِ لا شَمَّ مَرْغَماً ولا نال فَظَّ الصيدِ حتى يُعَفِّرا يقول لا يَشُمُّ ذِلَّةً فتُرْغِمَه ولا يَنال من صيده لحماً حتى يصرعه ويُعَفِّره لأَنه ليس بذي اختلاس كغيره من السباع ومنه قولهم افتظَّ الرجلُ وهو أَن يسقي بَعيرَه ثم يَشُدَّ فمه لئلا يجتَرَّ فإِذا أَصابه عطش شق بطنه فقطر فَرْثَه فشربه والفَظِيظُ ماء المرأَة أَو الفحل زعموا وليس بثَبَتٍ وأَما كراع فقال الفظيظ ماء الفحل في رحم الناقة وفي المحكم ماء الفحل قال الشاعر يصف القطا وأَنهن يحملن الماء لفراخهن في حواصلهن حَمَلْنَ لها مِياهاً في الأَداوَى كما يَحْمِلْنَ في البَيْظ الفَظِيظا والبَيْظُ الرحم وفي حديث عمر رضي اللّه عنه أَنتَ أَفَظُّ وأَغلظ من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجل فظٌّ أَي سيِّء الخُلق وفلان أَفظٌّ من فلان أَي أَصعب خلُقاً وأَشرس والمراد ههنا شدة الخُلُقِ وخشونةُ الجانب ولم يُرَدْ بهما المفاضلةُ في الفَظاظةِ والغِلْظةِ بينهما ويجوز أَن يكون للمفاضلة ولكن فيما يجب من الإِنكار والغلظة على أَهل الباطل فإِن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم كان رؤوفاً رحيماً كما وصفه اللّه تعالى رَفيقاً بأُمته في التبليغ غيرَ فَظٍّ ولا غليظٍ ومنه أَن صفته في التوراة ليس بفظ ولا غليظ وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها قالت لمروان إِن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لعن أَباك وأَنت فُظاظةٌ من لعنةِ اللّه بظاءين من الفَظِيظ وهو ماء الكرش قال ابن الأَثير وأَنكره الخطابي وقال الزمخشري أَفْظَظْتُ الكرشَ اعتصرتُ ماءها كأَنه عُصارةٌ من اللعنة أَو فُعالة من الفَظيظِ ماء الفحل أَي نُطفةٌ من اللعنة وقد روي فضض من لعنة اللّه بالضاد وقد تقدم
فوظ
فاظت نفسُهُ فَوْظاً كفاظت فَيْظاً وفاظ الرجلُ يَفوظُ فَوْظاً وفَواظاً وسنذكره في فيظ قال ابن جني ومما يجوز في القياس وإِنْ لم يرد به استعمالٌ الأَفعالُ التي وردت مصادرها ورفضت هي نحو فاظ الميت فَيْظاً وفَوْظاً ولم يستعملوا من فوظ فعلاً قال ونظيرُه الأَيْنُ الذي هو الإِعياءُ لم يستعملوا منه فعلاً قال الأَصمعي حان فوْظُه أَي موته وفي حديث عطاء أَرأَيتَ المريضَ إِذا حان فَوْظُه أَي موته قال ابن الأَثير هكذا جاء بالواو والمعروف بالياء قال الفراء يقال فاضت نفسه تَفِيضُ فَيْضاً وفُيوضاً وهي في تميم وكلب وأَفصحُ منها وآثَرُ فاظت نفسُه فُيوظاً واللّه أَعلم
فيظ
فاظ الرجلُ وفي المحكم فاظَ فَيْظاً وفُيوظاً وفَيْظُوظةً وفَيَظاناً وفَيْظاناً الأَخيرة عن اللحياني مات قال رؤْبة والأَزْدُ أَمسَى شِلْوُهُم لُفاظا لا يَدْفِنُون منهمُ مَن فاظا إِن مات في مَصيفِه أَو قاظا أَي من كثرةِ القَتْلى وفي الحديث أَنه أَقطَع الزُّبَيْر حُضْرَ فرَسِه فأَجْرَى الفرَسَ حتى فاظ ثم رَمَى بسوطِه فقال أَعْطُوه حيث بلَغ السوْطُ فاظ بمعنى مات وفي حديث قَتْل ابن أَبي الحُقَيْقِ فاظَ والِهُ بَني إِسرائيل وفاظت نفسُه تَفِيظُ أَي خرَجتْ رُوحُه وكَرِهَها بعضُهم وقال دُكَيْنٌ الراجز اجتَمَعَ الناسُ وقالوا عُرْسُ فَفُقِئَتْ عَيْنٌ وفاظَتْ نَفْسُ وأَفاظه اللّهُ إِياها وأَفاظه اللّه( * قوله « وأَفاظه اللّه إلخ » كذا في الأصل ) نفسَه قال الشاعر فهَتَكْتُ مُهْجةَ نَفسِه فأَفَظْتُها وثأَرْتُه بمُعَمّم الحِلْم
( * قوله في البيت « بمعمم الحلم » كذا بأَصله ولعله بمعمم الحكم أَي بمقلد الحكم ففي الأَساس وعمموني أَمرهم قلدوني )
الليث فاظت نفسُه فَيْظاً وفَيْظُوظةً إِذا خرَجَت والفاعل فائظٌ وزعم أَبو عبيدة أَنها لغةٌ لبعض تميم يعني فاظت نفسُه وفاضت الكسائي تَفَيَّظُوا أَنفسَهم قال وقال بعضهم لأُفِيظَنَّ نفسَك وحكي عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه لا يقال فاظت نفسه ولا فاضت إِنما يقال فاظ فلان قال ويقال فاظ المَيِّتُ قال ولا يقال فاض بالضاد بَتَّةً ابن السكيت يقال فاظ الميتُ يَفيظ فَيْظاً ويَفُوظُ فَوْظاً كذا رواها الأَصمعي قال ابن بري ومثل فاظ الميتُ قولُ قَطَرِيّ فلم أَرَ يوماً كان أَكثَرَ مَقْعَصاً يُبِيحُ دَماً من فائظٍ وكَلِيم وقال العجاج كأَنَّهم من فائظٍ مُجَرْجَمِ خُشْبٌ نَفاها دَلْظُ بَحْرٍ مُفْعَمِ وقال سُراقةُ بن مِرْداس بنِ أَبي عامر أَخو العباس بن مِرْداس في يوم أَوْطاسٍ وقد اطَّرَدَتْه بنو نصر وهو على فرسه الحَقْباء ولولا اللّهُ والحَقْباءُ فاظت عِيالي وهي بادِيةُ العُروقِ إِذا بَدَتِ الرِّماحُ لها تَدَلَّتْ تَدَلِّيَ لَقْوةٍ من رأْسِ نِيقِ وحان فوْظُه أَي فَيْظُه على المعاقَبة حكاه اللحياني وفاظ فلانٌ نفسَه أَي قاءَها عن اللحياني وضربته حتى أَفَظْتُ نفسَه الكسائي فاظَت نفسُه وفاظ هو نفسَه أَي قاءَها يتعدَّى ولا يتعدَّى وتَفَيَّظُوا أَنفسَهم تَقَيَّؤُوها الكسائي هو تَفِيظُ نفسُه الفراء أَهلُ الحجاز وطَيِّءٌ يقولون فاظت نفسُه وقُضاعة وتميم وقيس يقولون فاضت نفسُه مثل فاضت دَمْعَتُه وقال أَبو زيد وأَبو عبيدة فاظت نفسُه بالظاء لغة قيس وبالضاد لغة تميم وروى المازني عن أَبي زيد أَن العرب تقول فاظت نفسُه بالظاء إِلاَّ بني ضبة فإِنهم يقولونه بالضاد ومما يُقوِّي فاظت بالظاء قولُ الشاعر يَداكَ يَدٌ جُودُها يُرْتَجَى وأُخْرَى لأَعْدائها غائظه فأَما التي خيرُها يرتجى فأَجْوَدُ جُوداً من اللافِظه وأَما التي شَرُّها يُتَّقَى فنَفْسُ العَدُوِّ لها فائظه ومثله قول الآخر وسُمِّيتَ غَيَّاظاً ولستَ بغائظٍ عَدُوّاً ولكن للصَّدِيقِ تَغِيظ فلا حَفِظ الرحمنُ رُحَك حَيَّةً ولا وهْيَ في الأَرْواحِ حين تفِيظ أَبو القاسم الزجاجي يقال فاظَ الميتُ بالظاء وفاضت نفسُه بالضاد وفاظت نفسُه بالظاء جائز عند الجميع إِلاَّ الأَصمعي فإِنه لا يجمع بين الظاء والنفس والذي أَجاز فاظت نفسه بالظاء يحتج بقول الشاعر كادت النفسُ أَن تَفِيظَ عليه إِذ ثَوَى حشْوَ رَيْطةٍ وبُرُودِ وقول الآخر هَجَرْتُك لا قِلىً مِنِّي ولكنْ رأَيتُ بَقاءَ وُدِّك في الصُّدُودِ كهَجْرِ الحائماتِ الوِرْدَ لمَّا رأَتْ أَنَّ المِنِيَّةَ في الوُرودِ تَفِيظُ نفوسُها ظَمأً وتَخْشَى حِماماً فهي تَنْظُرُ من بَعِيدِ
قرظ
القَرَظُ شجر يُدْبَغُ به وقيل هو ورَقُ السِّلَم يُدْبَغُ به الأَدَمُ ومنه أَدِيمٌ مَقْروظ وقد قَرَظْتُه أَقْرِظُه قَرْظاً قال أَبو حنيفة القَرَظُ أَجودُ ما تُدبَغُ به الأُهُبُ في أَرض العرب وهي تُدْبَغُ بورقه وثمره وقال مَرَّةً القَرَظُ شجرٌ عِظام لها سُوق غِلاظ أَمثال شجر الجَوْز وورقه أَصغر من ورق التفّاح وله حَبٌّ يوضع في المَوازين وهو يَنْبُتُ في القِيعانِ واحدَتُه قَرَظةٌ وبها سُمّي الرجل قَرَظةَ وقُرَيْظةَ وإِبل قَرَظِيّةٌ تأْكل القَرَظَ وأَدِيمٌ قَرَظِيٌّ مدبوغ بالقرَظ وكبش قَرَظِيٌّ وقُرَظِيٌّ منسوب إِلى بلاد القَرَظِ وهي اليمن لأَنها مَنابِت القرظ وقَرَظَ السِّقاءَ يَقْرِظُه قَرْظاً دَبَغه بالقَرَظِ أَو صبَغه به وحكى أَبو حنيفة عن ابن مِسْحَلٍ أَدِيم مُقْرَظٌ كأَنه على أَقْرَظْته قال ولم نسمعه واسم الصِّبْغ القَرَظِيُّ على إِضافة الشيء إِلى نفسه وفي الحديث أَن عمر دخل عليه وإِنَّ عند رجليه قرظاً مَصْبُوراً وفي الحديث أُتِيَ بهَدِيَّة في أَديم مقروظ أَي مدبوغ بالقرظ والقارظُ الذي يجمع القَرَظَ ويجتَنيه ومن أَمثالهم لا يكون ذلك حتى يَؤوبَ القارِظان وهما رجلان أَحدُهما من عَنَزَة والآخر عامر بن تَمِيم بن يَقْدُم ابن عَنَزَة خرجا يَنْتَحِيانِ القَرَظَ ويَجْتَنِيانه فلم يرجعا فضُرب بهما المثل قال أَبو ذؤيب وحتى يَؤوبَ القارِظانِ كِلاهما ويُنْشَرَ في القَتْلَى كُلَيْبٌ لوائلِ( * قوله « لوائل » كذا في الأصل وشرح القاموس والذي في الصحاح كليب بن وائل )
وقال ابن الكلبي هما قارظان وكلاهما من عَنَزةَ فالأَكبر منهما يَذْكُرُ بن عَنَزةَ كان لصلبه والأَصغر هو رُهْمُ بنُ عامر من عَنَزةَ وكان من حديثِ الأَوّل أَن خُزيمةَ بن نَهْدٍ كان عَشِقَ ابنَته فاطمةَ بنتَ يَذْكُرَ وهو القائل فيها إِذا الجَوْزاءُ أَردَفَتِ الثُّرَيَّا ظنَنْتُ بآل فاطمةَ الظُّنُونا وأَمَّا الأَصغر منهما فإِنه خرج يطلب القَرَظَ أَيضاً فلم يرجع فصار مثلاً في انقطاع الغيْبة وإِياهما أَراد أَبو ذؤيب في البيت بقوله وحتى يؤوب القارظان كلاهما قال ابن بري ذكر القزاز في كتاب الظاء أَن أَحد القارِظَين يَقْدُمُ بن عَنَزةَ والآخر عامرُ بن هَيْصَمِ بن يقدم بن عنزة ابن سيده ولا آتِيك القارِظَ العَنَزِيّ أَي لا آتيك ما غابَ القارِظُ العَنَزِيُّ فأَقام القارِظُ العنزيّ مقام الدهر ونصبه على الظرف وهذا اتساع وله نظائر قال بشر لابنته عند الموت فَرَجِّي الخَيْرَ وانتظري إِيابي إِذا ما القارِظُ العَنَزِيُّ آبا التهذيب من أَمثال العرب في الغائب لا يُرْجَى إِيابُه حتى يَؤوبَ العَنَزِيُّ القارظ وذلك أَنه خرج يَجْني القَرَظَ ففُقِد فصار مثلاً للمفقود الذي يُؤْيَسُ منه والقَرَّاظُ بائع القَرَظِ والتقْرِيظُ مدح الإِنسان وهو حَيٌّ والتَّأْبِين مدْحُه ميتاً وقَرَّظَ الرجلَ تقريظاً مدحَه وأَثنى عليه مأْخوذ من تقريظ الأَديم يُبالَغُ في دِباغِه بالقَرَظِ وهما يَتقارظَانِ الثناءَ وقولهم فلان يُقَرِّظُ صاحبه تقريظاً بالظاء والضاد جميعاً عن أَبي زيد إِذا مدحه بباطل أَو حق وفي الحديث لا تُقَرِّظُوني كما قَرَّظَتِ النصارى عيسى التقريظ مدحُ الحيّ ووصفُه ومنه حديث علي عليه السلام ولا هو أَهل لما قُرِّظَ به أَي مُدِح وحديثه الآخر يَهْلِك فيّ رجلان مُحِبٌّ مُفْرِطٌ يُقَرِّظني بما ليس فيّ ومُبْغِضٌ يَحْمِلُه شَنَآني على أَن يَبْهَتني التهذيب في ترجمة قرض وقَرِظ الرجلُ بالظاء إِذا ساد بعد هَوان أَبو زيد قَرَّظ فلان فَلاناً وهما يتقارظان المدحَ إِذا مدح كل واحد منهما صاحبه ومثله يتقارضان بالضاد وقد قَرَّضَه إِذا مدحه أَو ذمّه فالتقارُظ في المدحِ والخيرِ خاصّة والتقارُضُ في الخير والشر وسَعْدُ القَرَظِ مُؤذِّنُ سيدِنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان بقُباءٍ فلما وَلِيَ عمرُ أَنزله المدينةَ فولَدُه إِلى اليوم يؤذِّنون في مسجد المدينة والقُرَيْظ فرس لبعض العرب وبنو قريْظة حَيٌّ من يَهُودَ وهم والنَّضِير قبيلتان من يهود خيبَرَ وقد دخلوا في العرب على نَسَبِهم إِلى هرون أَخي موسى عليهما السلام منهم محمد بن كعب القُرَظيّ وبنو قُرَيْظةَ إِخوة النَّضِير وهما حَيَّانِ من اليهود الذين كانوا بالمدينة فأَمّا قريظة فإِنهم أُبِيروا لنَقْضِهم العهدَ ومُظاهَرتِهم المشركين على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أَمر بقتل مُقاتِلتهم وسَبْيِ ذراريِّهم واستفاءة أَموالهم وأَما بنو النضير فإِنهم أُجْلُوا إِلى الشام وفيهم نزلت سورة الحشر
قعظ
أَقْعَظَني فلان إِقعاظاً إِذا أَدخل عليك مشقة في أَمر كنت عنه بمعزل وقد ذكره العجاج في قصيدة ظائية وأَقعظه شق عليه
قوظ
قال أَبو علي القَوْظُ في معنى القَيْظِ وليس بمصدر اشتق منه الفعل لأَن لفظها واو ولفظ الفعل ياء
قيظ
القَيْظُ صَمِيمُ الصيْف وهو حاقُّ الصيف وهو من طلوع النجم إِلى طلوع سهيل أَعني بالنجم الثريَّا والجمع أَقْياظٌ وقُيوظٌ وعامَله مُقايَظةً وقُيوظاً أَي لزمن القيظ الأَخيرة غريبة وكذلك استأْجره مُقايَظة وقِياظاً وقول امرئ القيس أَنشده أَبو حنيفة قايَظْنَنا يأْكلن فينا قُدّاً ومَحْرُوتَ الجمال( * القدّ بالضم السمك البحري المحروت نبات وقد ورد هذا البيت في مادة حرت وفيه القِد بكسر القاف وهو الشيء المقدود أَو القديد وفيه الخمال بدل الجمال ولعل الخمال جمع لخميلة على غير القياس )
إِنما أَراد قِظْنَ معنا وقولهم اجتمع القَيْظُ إِنما هو على سعة الكلام وحقيقته اجتمع الناس في القيظ فحذفوا إِيجازاً واخْتصاراً ولأَن المعنى قد عُلم وهو نحو قولهم اجتمعت اليمامةُ يريدون أَهل اليمامة وقد قاظ يومُنا اشتد حَرُّه وقِظْنا بمكان كذا وكذا وقاظوا بموضع كذا وقيَّظُوا واقتاظوا أَقاموا زمن قيظهم قال تَوْبةُ بن الحُمَيِّر تَرَبَّعُ لَيْلَى بالمُضَيَّحِ فالحِمَى وتَقْتاظُ من بَطْنِ العَقِيقِ السَّواقِيا واسم ذلك الموضع المَقِيظُ والمَقْيَظُ وقال ابن الأَعرابي لا مَقِيظَ بأَرض لا بُهْمَى فيها أَي لا مَرْعى في القيظ والمَقِيظُ والمَصِيفُ واحد ومَقِيظ القوم الموضعُ الذي يقام فيه وقتَ القَيْظِ ومَصِيفُهم الموضعُ الذي يقام فيه وقتَ الصيف قال الأَزهري العرب تقول السنة أَربعة أَزمان ولكل زمن منها ثلاثة أَشهر وهي فصول السنة منها فصل الصيف وهو فصلُ ربيع الكَلإِ آذارُ ونَيْسانُ وأَيّارُ ثم بعده فصل القيظ حَزِيرانُ وتَموزُ وآب ثم بعده فصل الخريف أَيْلُولُ وتَشْرِين وتَشْرين ثم بعده فصل الشتاء كانُونُ وكانونُ وسُباطُ وقَيَّظَني الشيءُ كفاني لِقَيْظَتي وفي حديث عمر رضي اللّه عنه أَنه قال حين أَمره النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بتزويد وفْد مُزَينةَ ما هي إِلا أَصْوُعٌ ما يُقَيِّظْن بَنِيَّ يعني أَنه لا يكفيهم لقيْظهم يعني زمان شدّة الحر والقيظُ حَمَارَّةُ الصيف يقال قيَّظني هذا الطعام وهذا الثوب وهذا الشيء وشَتّاني وصَيَّفَني أَي كفاني لقيظي وأَنشد الكسائي مَنْ يكُ ذا بَتٍّ فهذا بَتِّي مُقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتِّي تَخِذْتُه من نعَجاتٍ سِتِّ سُودٍ نِعاجٍ كنِعاجِ الدَّشْتِ يقول يكفيني القَيْظَ والصَّيفَ والشتاءَ وقاظَ بالمكان وتَقَيَّظَ به إِذا أَقام به في الصيف قال الأَعشى يا رَخَماً قاظَ على مَطْلوبِ يُعْجِلُ كَفَّ الخارِئ المُطِيبِ وفي الحديث سِرنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في يوم قائظ أَي شدِيدِ الحرّ وفي حديث أَشراط الساعة أَن يكون الولد غَيْظاً والمطر قَيْظاً لأَن المطر إَنما يُراد للنبات وبَرْدِ الهواء والقيظُ ضدّ ذلك وفي الحديث ذكر قَيْظ بفتح القاف موضع بقُرب مكة على أَربعة أَميال من نخلة والمَقِيظةُ نبات يبقى أَخْضَرَ إِلى القيظ يكون عُلْقةً للإِبل إِذا يَبِس ما سواه والمَقِيظةُ من النبات الذي تدُوم خُضرته إِلى آخِرِ القَيْظ وإِن هاجت الأَرض وجَفَّ البَقل
كظظ
الكِظَّةُ البِطْنة كظَّه الطعامُ والشرابُ يَكُظُّه كَظّاً إِذا ملأه حتى لا يُطِيقَ على النَّفَسِ وقد اكتَظَّ الليث يقال كظّه يكُظّه كظّة معناه غَمَّه من كثرة الأَكل قال الحسن فإِذا علَتْه البِطْنةُ وأَخذته الكِظَّةُ فقال هاتِ هاضُوماً وفي حديث ابن عمر أَهْدَى له إِنسانٌ جُوارشْن قال فإِذا كَظَّك الطعامُ أَخذت منه أَي إِذا امتلأْتَ منه وأَثقلك ومنه حديث الحسن قال له إِنسان إِن شَبِعْتُ كَظَّني وإِن جُعْتُ أَضْعَفَني وفي حديث النخعي الأَكِظَّةُ على الأَكِظَّةِ مَسْمَنةٌ مَكْسَلةٌ مَسْقَمةٌ الأَكِظّةُ جمع الكِظّةِ وهو ما يعتري المُمْتَلِئَ من الطعام أَي أَنها تُسْمِن وتُكْسِلُ وتُسْقِمُ والكِظَّة غَمٌّ وغِلْظةٌ يجدها في بطنه وامتلاء الجوهري الكِظَّة بالكسر شيء يعتري الإِنسان عند الامتلاء من الطعام وأَما قول الشاعر وحُسَّدٍ أَوْشَلْتُ من حِظاظِها على أَحاسِي الغَيْظِ واكتِظاظِها قال ابن سيده إِنما أَراد اكتِظاظي عنها فحذف وأَوْصَل وتعليل الأَحاسِي مذكور في موضعه والكَظِيظُ المُغْتاظُ أَشدّ الغيظ ومنه قول الحُضَيْنِ بنِ المُنْذِر عَدُوُّكَ مَسْرُورٌ وذُو الوُدِّ بالذي يرَى منك من غَيْظٍ عليك كَظِيظُ والكَظْكَظةُ امتلاء السِّقاءِ وقيل امتدادُ السقاء إِذا امتلأَ وقد تَكَظْكَظَ وكظَظتُ السقاءَ إِذا ملأته وسِقاءٌ مكْظُوظ وكظيظ ويقال كَظظْتُ خَصْمِي أَكُظُّه كَظّاً إِذا أَخَذتَ بكَظَمِه وأَلْجَمْتَه حتى لا يَجِدَ مَخْرَجاً يخرج إِليه وفي حديث الحسن أَنه ذكر الموت فقال غَنْظ ليس كالغَنْظ وكَظٌّ ليس كالكَظِّ أَي هَمٌّ يملأُ الجَوف ليس كالكظّ أَي كسائر الهُموم ولكنه أَشدّ وكَظَّه الشرابُ أَي ملأَه وكظَّ الغيظُ صدرَه أَي ملأَه فهو كظيظ وكظني الأَمر كَظّاً وكَظاظة أَي ملأَني همه واكتظ الموضعُ بالماء أَي امتلأ وكظه الأَمرُ يكُظُّه كَظّاً بهَظَه وكرَبَه وجهَدَه ورجل كَظٌّ تَبْهَظُه الأُمور وتغلبه حتى يَعْجِزَ عنها ورجل لَظٌّ كَظٌّ أَي عَسِرٌ متشدّد والكِظاظُ الشدّة والتَّعب والكِظاظُ طولُ المُلازمةِ على الشدّة أَنشد ابن جني وخُطّة لا خَيْرَ في كِظاظِها أَنْشَطْت عَنِّي عُرْوَتَيْ شِظاظِها بَعْدَ احْتِكاء أُرْبَتَيْ إِشْظاظِها والكِظاظُ في الحَرب الضِّيقُ عند المَعْركة والمُكاظَّةُ المُمارَسةُ الشديدةُ في الحرب وكاظَّ القومُ بعضُهم بعضاً مُكاظّة وكِظاظاً وتَكاظُّوا تضايَقُوا في المعركة عند الحرب وكذلك إِذا تجاوزُوا الحدَّ في العَداوة قال رؤبة إِنّا أُناسٌ نَلْزَمُ الحِفاظا إِذْ سَئِمَت رَبِيعةُ الكِظاظا أَي نَلَّت المُكاظَّةَ وهي ههنا القِتال وما يَمْلأُ القلب من هَمّ الحَرْب ومَثَل العرب ليس أَخُو الكِظاظِ مَن تَسْأَمُه يقول كاظِّهم ما كاظُّوكَ أَي لا تَسْأَمْهم أَو يَسْأَموا ومنه كِظاظ الحرب والكِظاظُ في الحَرب المُضايَقةُ والمُلازَمةُ في مَضِيقِ المَعْركة واكْتَظَّ المَسِيلُ بالماء ضاقَ من كثرته وكَظَّ المَسِيلُ أَيضاً وفي حديث رُقَيْقةَ فاكْتَظَّ الوادي بثَجِيجِه أَي امتلأَ بالمطر والسيْلِ ويروى كَظّ الوادي بثَجِيجِه اكْتَظَّ الوادي بثجِيج الماء أَي امتلأَ بالماء والكَظِيظُ الزّحام يقال رأَيت على بابه كظيظاً وفي حديث عُتْبة بن غَزْوانَ في ذكر باب الجنة وليَأْتِينَّ عليه يوم وهو كظيظ أَي ممتلئ
كعظ
حكى الأَزهري عن ابن المظفَّر يقال للرجل القصير الضخم كَعِيظٌ ومُكعَّظ قال ولم أَسمع هذا الحرف لغيره
كنظ
كنَظَه الأَمرُ يكْنُظُه ويكْنِظُه كَنْظاً وتَكَنَّظَه بلغ مَشَقَّته مثل غَنَظَه إِذا جَهده وشقَّ عليه الليث الكنْظ بلوغ المَشَقَّة من الإِنسان يقال إِنه لمَكْنُوظ مَغْنُوظ النضر غنظه وكنظه يكنظه وهو الكرب الشديد الذي يُشْفَى منه على الموت قال أَبو تراب سمعت أَبا مِحْجن يقول غنظه وكنظه إِذا ملأَه وغَمَّه
كنعظ
في حواشي ابن بري الكِنْعاظُ الذي يَتَسَخَّط عند الأَكل
لحظ
لحَظَه يَلْحَظُه لَحْظاً ولَحَاظاً ولَحَظَ إِليه نظره بمؤخِرِ عينِه من أَيّ جانبيه كان يميناً أَو شمالاً وهو أَشدّ التفاتاً من الشزْر قال لَحَظْناهُمُ حتى كأَنَّ عُيونَنا بها لَقْوةٌ من شدّةِ اللَّحَظانِ وقيل اللحْظة النظْرة من جانب الأُذن ومنه قول الشاعر فلمَّا تَلَتْه الخيلُ وهو مُثابِرٌ على الرَّكْبِ يُخْفي نَظرةً ويُعيدُها الأَزهري الماقُ والمُوقُ طرَف العين الذي يلي الأَنف واللِّحاظُ مؤخِر العين مما يلي الصُّدْغَ والجمع لُحْظٌ وفي حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم جُلُّ نَظره المُلاحَظةُ الأَزهري هو أَن يَنْظُر الرجل بلَحاظِ عينه إِلى الشيء شَزْراً وهو شِقُّ العين الذي يلي الصدغ واللِّحاظ بالفتح مُؤخر العين واللِّحاظ بالكسر مصدر لاحظته إِذا راعَيْتَه والمُلاحَظَةُ مُفاعلة من اللَّحْظ وهو النظر بشِقِّ العين الذي يلي الصدغ وأَمّا الذي يلي الأَنف فالمُوقُ والماقُ قال ابن بري المشهور في لحاظ العين الكسر لا غير وهو مُؤخرها مما يلي الصدغ وفلان لَحِيظُ فلان أَي نَظِيرُه ولِحاظُ السَّهم ما وَلي أَعْلاه من القُذَذِ وقيل اللّحاظُ ما يلي أَعلى الفُوق من السهم وقال أَبو حنيفة اللِّحاظُ اللِّيطةُ التي تَنْسَحِي من العَسِيب مع الرِّيش عليها مَنْبِتُ الريش قال الأَزهري وأَما قول الهذلي يصف سِهاماً كَساهُنَّ ألآماً كأَنَّ لِحاظَها وتَفْصِيلَ ما بين اللِّحاظ قَضِيمُ أَراد كَساها ريشاً لُؤاماً ولِحاظُ الرِّيشةِ بطنُها إِذا أُخذت من الجَناح فقُشرت فأَسْفَلُها الأَبيض هو اللِّحاظ شبَّه بطن الرِّيشة المَقْشورة بالقضيم وهو الرَّقُّ الأَبيض يُكتب فيه ابن شميل اللِّحاظ مِيسَم في مُؤخِر العين إِلى الأُذن وهو خط ممدود وربما كان لِحاظان من جانبين وربما كان لِحاظ واحد من جانب واحد وكانت سِمةَ بني سعد وجمل مَلْحُوظ بلِحاظَين وقد لَحَظْت البعير ولَحَّظْته تَلْحِيظاً وقال رؤبة تَنْضَحُ بَعَدَ الخُطُم اللِّحاظا واللِّحاظُ والتَّلْحِيظُ سِمة تحت العين حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد أَمْ هل صَبَحْتَ بَني الدَّيّانِ مُوضِحةً شَنْعاءَ باقِيةَ التَّلْحِيظِ والخُبُطِ( * قوله « التلحيظ » تقدم للمؤلف في مادة خبط التلحيم بالميم بدل الظاء )
جعل ابن الأَعرابي التلْحِيظَ اسماً للسِّمة كما جعل أَبو عبيد التحْجِينَ اسماً للسمة فقال التحْجِينُ سِمة مُعْوَجَّة قال ابن سيده وعندي أَنّ كل واحد منهما إِنما يُعنى به العمل ولا أُبْعِد مع ذلك أَن يكون التفْعيل اسماً فإِن سيبويه قد حكى التفعيل في الأَسماء كالتنْبِيت وهو شجر بعينه والتمْتِين وهو خُيوط الفُسْطاط ويقوِّي ذلك أَنَّ هذا الشاعر قد قَرنه بالخُبُط وهو اسم ولِحاظُ الدارِ فِناؤها قال الشاعر وهلْ بلِحاظِ الدَّار والصحْن مَعْلَمٌ ومن آيِها بِينُ العراقِ تَلُوحُ ؟ البِينُ بالكسر قِطعة من الأَرض قَدْرُ مَدِّ البصر ولَحْظةُ اسم موضع قال النابغة الجَعْدِي سَقَطُوا على أَسَدٍ بلَحْظةَ مَشْ بُوحِ السَّواعِدِ باسِلٍ جَهْمِ الأَزهري ولَحْظةُ مأْسَدةٌ بتِهامةَ يقال أُسد لَحْظةَ كما يقال أُسْدُ بِيشةَ وأَنشد بيت الجعدي
لظظ
لَظَّ بالمكان وأَلَظَّ به وَألَظَّ عليه أَقام به وأَلَحَّ وأَلظَّ بالكلمة لَزِمها والإِلْظاظُ لزُوم الشيء والمُثابرةُ عليه يقال أَلْظظت به أُلِظُّ إِلْظاظاً وأَلظَّ فلان بفلان إِذا لَزِمه ولَظَّ بالشيء لزمه مثل أَلظَّ به فعَل وأَفْعل بمعنىً ومنه حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَلِظُّوا في الدعاء بيا ذا الجلال والإِكرام أَلظوا أَي الزموا هذا واثبتُوا عليه وأَكثِروا من قوله والتلفُّظ به في دعائكم قال الراجز بعَزْمةٍ جَلَّت غُشا إِلْظاظها والاسم من كل ذلك اللَّظِيظُ وفلان مُلِظٌّ بفلان أَي مُلازِم له ولا يُفارِقه وأَنشد ابن بري أَلَظَّ به عَباقِيةٌ سَرَنْدَى جرِيء الصدْرِ مُنْبَسِطُ القَرِينِ واللَّظِيظُ الإِلْحاحُ وفي حديث رَجْم اليهودي فما رآه النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَلَظَّ به النِّشْدةَ أَي أَلَحَّ في سؤاله وأَلزَمَه إِياه والإِلظاظُ الإِلحاح قال بشر أَلَظَّ بهِنَّ يَحْدُوهُنَّ حتى تبَيَّنتِ الحِيالُ من الوِساقِ والمُلاظّةُ في الحَرب المُواظبةُ ولزوم القِتال من ذلك وقد تلاظُوا مُلاظَّة ولِظاظاً كلاهما مصدر على غير بناء الفعل ورجل لَظٌّ كَظٌّ أَي عَسِر مُتشَدِّدٌ ومِلَظٌّ ومِلْظاظٌ عسِر مُضيَّق مُشدَّد عليه قال ابن سيده وأَرى كَظّاً إِِتباعاً ورجل مِلظاظ مِلْحاح ومِلَظٌّ مِلَحٌّ شديد الإِبلاغ بالشيء يُلح عليه قال أَبو محمد الفقعسي جارَيْتُه بسابِحٍ مِلْظاظِ يَجْري على قَوائمٍ أَيْقاظِ وقال الراجز عَجِبْتُ والدَّهْرُ له لَظِيظُ وأَلظَّ المطرُ دامَ وأَلحَّ ولَظْلَظَت الحيّة رأْسَها حرَّكته وتلَظْلَظَت هي تحرَّكت والتَّلَظْلُظُ واللظْلظةُ من قوله حية تَتَلَظْلَظُ وهو تحريكها رأْسها من شدّة اغْتِياظها وحية تَتَلَظَّى من توقُّدها وخُبْثِها كأَنَّ الأَصل تتلظَّظُ وأَمَّا قولهم في الحرّ يتلظَّى فكأَنه يلتهب كالنار من اللظى واللظْلاظُ الفَصِيح واللظلظة التحريك وقول أَبي وجْزَة فأَبْلِغْ بَني سَعْدِ بن بَكْرٍ مُلِظَّةً رسولَ امْرِئٍ بادِي المَودَّةِ ناصِح قيل أَراد بالمُلِظَّة الرسالةَ وقوله رسول امرئ أَراد رسالة امرئٍ
لعظ
ابن المظفر جارية مُلَعَّظة طويلة سمينة قال الأَزهري لم أَسمع هذا الحرف مستعملاً في كلام العرب لغير ابن المظفر
لعمظ
اللَّعْمظةُ واللِّعْماظُ انْتِهاسُ العظم مِلْء الفم وقد لَعْمَظَ اللحمَ لَعْمَظةً انتهسَه ورجل لَعْمَظٌ ولُعْمُوظٌ حَريص شَهْوان واللَّعْمَظةُ التطْفِيلُ ورجل لُعْمُوظٌ وامرأَة لُعموظة متطفِّلان الجوهري اللِّعْمَظةُ الشرَهُ ورجل لَعْمظ ولُعْموظةٌ ولُعموظ وهو النَّهِمُ الشَّرِهُ وقوم لَعامِظةٌ ولَعامِيظُ قال الشاعر أَشْبِهْ ولا فَخْرَ فإِنَّ التي تُشْبِهُها قَوْمٌ لَعامِيظ ابن بري اللُّعْموظ الذي يَخدم بطَعام بطنِه مثل العُضْرُوط قال رافع بن هزيم لَعامِظةً بين العَصا ولِحائِها أَدِقَّاء نَيّالِينَ من سَقَطِ السَّفْرِ لَعْمَظْت اللحم انْتَهَسْتُه عن العظم وربما قالوا لَعْظَمْته على القلب الأَزهري رجل لَعْمَظة ولَمْعَظة وهو الشَّرِهُ الحَرِيصُ وأَنشد الأَصمعي لخاله أَذاكَ خَيْرٌ أَيُّها العَضارِطُ وأَيُّها اللَّعمَظةُ العَمارِطُ قال وهو الحَرِيص اللَّحّاسُ
لغظ
اللَّغَظ ما سقط في الغَدِير من سَفْيِ الرّيح زعموا
لفظ
اللفظ أَن ترمي بشيء كان في فِيكَ والفعل لَفَظ الشيءَ يقال لفَظْتُ الشيء من فمي أَلفِظُه لَفْظاً رميته وذلك الشيء لُفاظةٌ قال امرؤ القيس يصف حماراً يُوارِدُ مَجْهُولاتِ كلِّ خَمِيلةٍ يَمُجُّ لُفاظَ البقْلِ في كلِّ مَشْرَبِ قال ابن بري واسم ذلك المَلْفوظ لُفاظة ولُفاظ ولَفِيظٌ ولفْظ لبن سيده لَفَظ الشيءَ وبالشيء يَلْفِظُ لَفْظاً فهو مَلْفُوظ ولَفِيظ رمى والدنيا لافِظة تَلفِظ بمن فيها إِلى الآخرة أَي ترمي بهم والأَرض تلفِظ الميّت إِذا لم تقبله ورمَتْ به والبحر يلفِظ الشيء يَرمي به إِلى الساحل والبحرُ يلفِظ بما في جَوْفِه إِلى الشُّطوط وفي الحديث ويَبْقى في كل أَرض شِرارُ أَهلِها تَلفِظُهم أَرَضُوهم أَي تَقْذِفُهم وترْمِيهم من لفَظ الشيءَ إِذا رَماه وفي الحديث ومَن أَكل فما تخَلَّل فَلْيَلْفِظْ أَي فلْيُلْقِ ما يُخْرِجُه الخِلال من بين أَسنانه وفي حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما أَنه سُئل عما لَفَظ البحر فنَهى عنه أَراد ما يُلقِيه البحر من السمك إِلى جانبه من غير اصْطِياد وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها فقاءتْ أُكُلَها ولَفَظَت خَبيئها أَي أَظهرت ما كان قد اختبأَ فيها من النبات وغيره واللاَّفِظةُ البحر وفي المثل أَسْخى من لافِظةٍ يعنون البحر لأَنه يلفِظ بكلّ ما فيه من العَنبر والجواهر والهاء فيه للمبالغة وقيل يعنون الديك لأَنه يلفظ بما فيه إِلى الدّجاج وقيل هي الشاةُ إِذا أَشْلَوْها تركت جِرَّتَها وأَقبلت إِلى الحَلْب لكَرَمِها وقيل جُودها أَنها تُدْعى للحَلَب وهي تَعْتَلِف فتُلْقي ما في فيها وتُقبل إِلى الحالب لتُحْلَب فرَحاً منها بالحلب ويقال هي التي تَزُقُّ فرْخَها من الطير لأَنها تخرج ما في جَوْفها وتُطعمه قال الشاعر تَجُودُ فَتُجْزِل قَبْلَ السُّؤال وكفُّكَ أَسْمَحُ من لافِظَه وقيل هي الرَّحى سميت بذلك لأَنها تلفظ ما تطحَنُه وكلُّ ما زَقَّ فرخه لافِظة واللُّفاظُ ما لُفِظ به أَي طرح قال والأَزْدُ أَمْسى شِلْوُهُم لُفاظا أَي متروكاً مَطْروحاً لم يُدْفَن ولفَظ نفسَه يَلْفِظُها لَفْظاً كأَنه رمى بها وكذلك لفَظ عَصْبَه إِذا ماتَ وعَصْبُه رِيقُه الذي عصَب بفيه أَي غَرِي به فَيَبِس وجاء وقد لفظ لِجامَه أَي جاء وهو مجهود من العَطش والإِعْياء ولفَظ الرجلُ مات ولفَظ بالشيء يَلْفِظُ لَفظاً تكلم وفي التنزيل العزيز ما يَلفِظ من قولٍ إِلاَّ لَدَيْه رَقِيب عَتِيد ولَفَظْت بالكلام وتلَفَّظْت به أَي تكلمت به واللَّفْظ واحد الأَلْفاظ وهو في الأَصل مصدر
لمظ
التَّلمُّظ والتمطُّق التذَوُّقُ واللمْظ والتلمُّظُ الأَخذ باللسان ما يَبْقى في الفم بعد الأَكل وقيل هو تَتَبُّع الطُّعْم والتذوُّق وقيل هو تحريك اللسان في الفم بعد الأَكل كأَنه يَتَتَبَّع بقيّة من الطعام بين أَسنانه واسم ما بقي في الفم اللُّماظةُ والتمطُّق بالشفَتين أَن تُضَمَّ إِحداهما بالأُخرى مع صوت يكون منهما ومنه ما يستعمله الكَتَبة في كَتْبهم في الدّيوان لَمَّظْناهم شيئاً يَتلمَّظُونه قبل حُلول الوقت ويسمى ذلك اللُّماظة واللُّماظة بالضم ما يَبقى في الفم من الطعام ومنه قول الشاعر يصف الدنيا لُماظةُ أَيامٍ كأَحلامِ نائمٍ وقد يُستعار لبقية الشيء القليل وأَنشد لُماظة أَيام والإِلْماظُ الطعْن الضعيف قال رؤبة يُحْذِيه طَعْناً لم يكن إِلْماظا وما عندنا لَماظٌ أَي طعام يُتلمَّظُ ويقال لَمِّظْ فلاناً لُماظة أَي شيئاً يتلمَّظُه الجوهري لمَظَ يَلمُظُ بالضم لَمْظاً إِذا تَتَبَّع بلسانه بقيّةَ الطعام في فمه أَو أَخرج لسانه فمسح به شَفتيه وكذلك التلمُّظُ وتلمَّظَتِ الحيةُ إِذا أَخرجت لسانها كتلمُّظ الأَكل وما ذُقت لَماظاً بالفتح وفي حديث التحْنِيكِ فجعل الصبيُّ يتلمَّظ أَي يُدِيرُ لسانه في فيه ويحرِّكُه يتَتبَّع أَثر التمر وليس لنا لَمَاظ أَي ما نَذُوقُه فنَتلمَّظُ به ولَمَّظْناه ذوَّقْناه ولَمَّجْناه والتمَظَ الشيءَ أَكله ومَلامِظُ الإِنسان ما حَوْلَ شَفَتَيْه لأَنه يَذُوقُ به ولَمَظ الماءَ ذاقَه بطَرف لسانه وشرب الماء لَماظاً ذاقه بطرَف لسانه وأَلمَظَه جعل الماء على شفته قال الراجز فاستعاره للطعن يُحْميه طعْناً لم يكن إِلْماظا( * مقوله « يحميه » كذا في الأصل وشرح القاموس بالميم وتقدم يحذيه طعناً وفي الاساس وأحذيته طعنة إِذا طعنته ) أَي يبالغ في الطعن لا يُلْمِظُهم إِياه واللَّمَظُ واللُّمْظةُ بياض في جَحْفلة الفرس السُّفْلى من غير الغُرّة وكذلك إِن سالت غُرَّتُه حتى تدخل في فمه فيَتَلَمَّظ بها فهي اللُّمظة والفرس أَلْمَظُ فإِن كان في العُليا فهو أَرْثَمُ فإِذا ارتفع البياض إِلى الأَنف فهو رُثْمَةٌ والفرس أَرْثَمُ وقد الْمَظَّ الفرس الْمِظاظاً ابن سيده اللَّمَظ شيء من البياض في جَحفلة الدابّة لا يُجاوز مَضَمَّها وقيل اللُّمظة البياض على الشفتين فقط واللُّمْظة كالنُّكْتة من البياض وفي قلبه لُمظة أَي نُكتة وفي الحديث النِّفاق في القلب لُمْظة سوداء والإِيمانُ لُمظة بيضاء كلما ازْداد ازْدادتْ وفي حديث عليّ كرّم اللّه وجهه الإِيمان يَبْدُو لُمظةً في القلب كلما ازداد الإِيمان ازدادت اللُّمظة قال الأَصمعي قوله لُمظة مثل النُّكْتة ونحوها من البياض ومنه قيل فرس أَلمظ إِذا كان بجَحْفلته شيء من بياض ولَمَظه من حقِّه شيئاً ولمَّظه أَي أَعْطاه ويقال للمرأَة أَلْمِظِي نَسْجَكِ أَي أَصْفِقِيه وأَلْمَظ البعير بذَنَبه إِذا أَدْخله بين رِجْليه لمعظ أَبو زيد اللَّمْعَظُ الشَّهْوانُ الحَريصُ ورجل لُمْعُوظ ولُمْعُوظة من قوم لمَاعِظةٍ ورجل لَعْمَظة ولَمْعَظة وهو الشَّرِهُ الحَريص
لمعظ
أَبو زيد اللَّمْعَظُ الشَّهْوانُ الحَريصُ ورجل لُمْعُوظ ولُمْعُوظة من قوم لمَاعِظةٍ ورجل لَعْمَظة ولَمْعَظة وهو الشَّرِهُ الحَريص
مشظ
مَشِظَ الرجلُ يَمْشَظُ مَشَظاً ومَشِظَتْ يَدُه أَيضاً إِذا مَسَّ الشوْكَ أَو الجِذْعَ فدخل منه في يده شيء أَو شَظِيّةٌ وقد قِيلت بالطاء وهما لغتان وهو المَشَظُ وأَنشد ابن السكِّيت قول سُحَيم بن وُثَيْلٍ الرياحي وإِنَّ قَناتَنا مَشِظٌ شَظاها شَدِيدٌ مَدُّها عُنُقَ القَرِينِ قوله مَشِظٌ شَظاها مَثل لامْتِناع جانِبه أَي لا تَمَسَّ قَناتَنا فيَنالَك منها أَذىً وإِن قُرن بها أَحد مدّت عنُقَه وجَذَبَتْه فذَلَّ كأَنه في حبْل يجْذِبه وقال جرير مِشاظ قَناةٍ درْؤُها لم يُقَوَّمِ ويقال قَناة مَشِظةٌ إِذا كانت جديدة صُلْبة تَمْشَظُ بها يَدُ من تَناوَلها قال الشاعر وكلّ فَتىً أَخِي هَيْجا شُجاعٍ على خَيْفانةٍ مَشِظٍ شَظاها والمَشَظ أَيضاً المَشَقُ وهو أَيضاً تشقُّق في أُصول الفَخِذينِ قال غالب المعنى قد رَثَّ منه مَشَظٌ فَحَجْحَجا وكان يَضْحَى في البُيوتِ أَزِجا الحَجْحَجةُ النُّكوص والأَزِجُ الأَشِرُ
مظظ
ماظَّه مُماظَّة ومِظاظاً خاصمه وشاتمَه وشارَّه ونازَعَه ولا يكون ذلك إِلا مُقابَلة منهما قال رؤبة لأْواءَها والأَزْلَ والمِظاظا وفي حديث أَبي بكر أَنه مرَّ بابنه عبد الرحمن وهو يُماظُّ جاراً له فقال أَبو بكر لا تُماظِّ جارَك فإِنه يَبْقَى ويذهَب الناس قال أَبو عبيد المُماظَّةُ المُخاصَمة والمُشاقَّة والمُشارّةُ وشدَّةُ المُنازعةِ مع طُول اللُّزوم يقال ماظَظْتُهُ أُماظُّه مِظاظاً ومُماظَّة أَبو عمرو أَمَظَّ إِذا شَتم وأَبَظَّ إِذا سَمِنَ وفيه مَظاظةٌ أَي شدَّة خُلُق وتماظّ القومُ قال الراجز جافٍ دَلَنْظَى عَرِكٌ مُغانِظُ أَهْوَجُ إِلا أَنه مُماظِظُ وأَمَظَّ العُودَ الرطبَ إِذا توقَّع أَن تذهب نُدُوَّته فعَرَّضه لذلك والمَظُّ رُمّان البر أَو شجره وهو يُنَوِّر ولا يَعقِد وتأْكله النحْل فيجُودُ عسَلُها عليه وفي حديث الزُّهري وبني إِسرائيل وجعل رُمّانَهم المَظَّ هو الرُّمّان البرّي لا يُنْتفع بحمله قال أَبو حنيفة منابت المَظ الجبال وهو ينوِّر نَوْراً كثيراً ولا يُرَبِّي ولكن جُلُّناره كثير العسل وأَنشد أَبو الهيثم لبعض طيِّء ولا تَقْنَطْ إِذا جَلَّتْ عِظامٌ عليكَ مِن الحَوادِثِ أَن تُشَظّا وسَلِّ الهَمَّ عنك بذاتِ لَوْثٍ تَبُوصُ الحادِيَيْنِ إِذا أَلَظَّا كأَنَّ بنحْرِها وبمِشْفَرَيْها ومَخْلِجِ أَنْفِها راءً ومَظّا جَرى نَسْءٌ على عسَنٍ عليها فار خَصِيلُها حتى تَشَظَّى( * قوله « فار » كذا بالأصل وهو يحتمل أن يكون بار أَو باد بمعنى هلك )
أَلَظَّ أَي لَحَّ قال والراء زَبَدُ البحر والمظُّ دمُ الأَخوين وهو دمُ الغَزال وعُصارة عُروق الأَرْطَى وهي حُمر والأَرْطاة خَضْراء فإِذا أَكلتها الإِبل احمرّت مَشافِرها وقال أَبو ذؤيب يصف عسلاً فجاء بِمَزْج لم يَر الناسُ مِثْلَه هو الضَّحْكُ إِلا أَنه عَمَلُ النحْلِ يَمانية أَحْيا لها مَظَّ مَأْبِدٍ وآلِ قَراسٍ صَوْبُ أَسْقِيةٍ كُحْلٍ قال ابن بري صوابه مأْبِدٍ بالباء ومن همزه فقد صحّفه وآلُ قَراس جبال بالسَّراةِ وأَسْقِية جمع سَقِيٍّ وهي السّحابة الشديدةُ الوَقْع ويروى صوبُ أَرْمِيةٍ جمع رَمِيٍّ وهي السحابة الشديدة الوقع أَيضاً ومَظَّةُ لقَب سفيان بن سلْهم بن الحَكَم بن سعد العَشِيرة
ملظ
المِلْوَظُ عصا يضرب بها أَو سوط أَنشد ابن الأَعرابي ثُمَّتَ أَعْلى رأْسَه المِلْوَظَّا قال ابن سيده وإِنما حملته على فِعْوَلّ دون مِفعلّ لأَن في الكلام فِعْوَلأً وليس فيه مِفْعلّ وقد يجوز أَن يكون مِلْوَظٌ مِفْعلاً ثم يُوقَف عليه بالتشديد فيقال مِلوظّ ثم إِن الشاعر احتاج فأَجراه في الوصل مُجراه في الوقف فقال المِلوظّا كقوله ببازِلٍ وَجْناه أَو عَيْهَلِّ أَراد أَو عَيْهلٍ فوقف على لغة من قال خالدّ ثم أَجراه في الوصل مجراه في الوقف وعل أَيّ الوجهين وجَّهتَه فإِنه لا يُعرف اشتقاقه
نشظ
الليث النُّشوظُ نبات الشيء من أُرُومَتِه أَوّل ما يبدو حين يَصدع الأَرضَ نحو ما يخرج من أُصول الحاجِ والفعل منه نَشَظَ يَنْشُظُ وأَنشد ليسَ له أَصْلٌ ولا نُشُوظُ قال والنشْظُ الكَسْعُ في سيرْعة واخْتِلاس قال أَبو منصور هذا تصحيف وصوابه النشْط بالطاء وقد تقدّم ذكره
نعظ
: نَعَظَ الذكَرُ يَنْعَظُ نَعْظاً و نعَظاً و نُعُوظاً و أَنْعَظَ : قامَ وانْتَشَر قال الفرزدق : كتبْتَ إِلَيَّ تَسْتَهْدِي الجَوارِي لقدْ أَنْعَظْتَ مِن بلَدٍ بَعيدِ و أَنعَظَ صاحِبُه . و الإِنْعاظ : الشبَقُ . و أَنعَظَتِ المرأَةُ : شَبِقَت واشتهت أَن تُجامع والاسم من كل ذلك النَّعْظُ ويُنشد : إِذا عَرِق المَهْقُوعُ بالمَرء أَنْعَظَتْ حَلِيلَتُه وابْتَلّ منها إِزارُها ويروى : وازداد رَشْحاً عِجانُها قال ابن بري : أَجاب هذا الشاعرَ مُجِيب فقال : قد يَرْكَبُ المَهْقُوعَ مَن لَسْتَ مِثْلَه وقد يركب المهقوعَ زَوْجُ حَصانِ روي عن محمد بن سلام أَنه قال : كان بالبَصْرةِ رجل كَحَّال فأَتته امرأَة جميلة فكحَلَها وأَمَرَّ المِيلَ على فمها فبلغ ذلك السلطانَ فقال : واللَّه لأَفُشَّنَّ نَعْظَه فأَخذه ولفه في طُنِّ قَصب وأَحْرقه . و إِنْعاظُ الرجل : انتِشار ذكره . و أَنعظَ الرجل : اشتهى الجماع . وحِرٌ نَعِظ : شَبِقٌ أَنشد ابن الأَعرابي : حَيّاكة تمْشِي بِعُلْطَتَيْنِ وذِي هبابٍ نَعِظِ العَصْرَيْنِ وهو على النسب لأَنه لا فِعْل له يكون نَعِظٌ اسم فاعل منه وأَراد نَعِظ بالعصرين أَي بالغداة والعشيّ أَو بالنهار والليل . أَبو عبيدة : إِذا فتحت الفرس ظَبْيَتها وقَبَضَتها واشْتَهت أَن يضْرِبَها الحِصانُ قيل : انْتَعَظَتِ انْتِعاظاً . وفي حديث أَبي مسلم الخَوْلانيّ أَنه قال : يا مَعْشَرَ خَوْلانَ أَنْكِحوا نِساءكم وأَياماكُم . فإِنّ النَّعْظ أَمر عارِمٌ فأَعدُّوا له عُدّة واعلموا أَنه ليس لمُنْعِظٍ رَأْي الإِنعاظُ : الشَّبَقُ يعني أَنه أَمر شديد . و أَنعظت الدابة إِذا فتَحت حَياءها مرّة وقبضَته أُخرى . و بنو ناعظ : قبيلة
نكظ
النَّكْظةُ والنَّكَظةُ العَجَلة والاسم النَّكَظُ قال الأَعشى قد تجاوَزْتُها على نَكَظِ المَيْ طِ إِذا خَبَّ لامِعاتُ الآلِ وقيل هو مصدر نَكِظَ وقال آخر عبرات على نَياسِبَ شَتَّى تَقْتَرِي القَفْرَ آلِفاتٍ قُراها قد نَزَلْنا بها على نَكَظِ المَي طِ فَرُحْنا وقَد ضَمِنَّا قِراها الأَصمعي أَنْكَظْته إِنْكاظاً إِذا أَعجلته وقد نَكِظ الرَّجل بالكسر ابن سيده نَكَظَه يَنْكُظُه نَكْظاً ونكَّظه تنكِيظاً وأَنكظه غيره أَي أَعجله عن حاجته وتنكَّظ عليه أَمرُه التوى وقيل تنكَّظَ الرجل اشتدّ عليه سفَرُه فإِذا التوى عليه أَمره فقد تَعَكَّظ هذا الفرق عن ابن الأَعرابي والمَنْكَظةُ الجهد والشدّة في السفر قال ما زِلْتُ في مَنْكَظةٍ وسَيْرِ لِصِبْيَةٍ أَغِيرُهم بغَيْرِي أَبو زيد نَكِظَ الرَّحِيلُ نكَظاً إِذا أَزِفَ وقد نَكِظْت للخُروج وأَفِدْت له نَكَظاً وأَفَداً
وشظ
وشَظَ الفأْسَ والقَعْبَ وَشْظاً شَدَّ فُرْجةَ خُرْبَتها بعُود ونحوه يُضَيِّقُها به واسم ذلك العود الوَشِيظةُ والوَشِيظةُ قِطعة عظم تكون زيادة في العظم الصَّمِيم قال أَبو منصور هذا غلط والوَشيظةُ قِطعة خشبة يُشْعَب بها القَدح وقيل للرجل إِذا كان دَخيلاً في القوم ولم يكن من صَمِيمهم إِنه لوَشِيظة فيهم تشبيهاً بالوشيظة التي يُرْأَبُ بها القَدَح ووَشَظْتُ العظم أَشِظُه وشْظاً أَي كَسَرْت منه قِطعة الليث الوَشِيظ من الناس لَفِيفٌ ليس أَصلهم واحداً وجمعه الوشائظُ والوَشِيظةُ والوَشيظُ الدُّخلاء في القوم ليسوا من صَميمهم قال على حِين أَن كانتْ عُقَيْلٌ وشَائظاً وكانَت كِلابٌ خامِرِي أُمَّ عامِرِ ويقال بنو فلان وَشِيظة في قَومهم أَي هم حَشْوٌ فيهم قال الشاعر همُ أَهْلُ بَطْحاوَيْ قُرَيْشٍ كِلَيْهِما وهمْ صُلْبها ليسَ الوشائظُ كالصُّلْبِ وفي حديث الشعْبيّ كانت الأَوائل تقول إِياكم والوَشائظَ هم السَّفِلةُ واحدهم وَشيظ والوشِيظُ الخَسيس وقيل الخسيس من الناس والوَشِيظُ التابع والحِلْفُ والجمع أَوشاظ
وعظ
الوَعْظ والعِظةُ والعَظةُ والمَوْعِظةُ النُّصْح والتذْكير بالعَواقِب قال ابن سيده هو تذكيرك للإِنسان بما يُلَيِّن قلبَه من ثواب وعِقاب وفي الحديث لأَجْعلنك عِظة أَي مَوْعظة وعِبرة لغيرك والهاء فيه عوض من الواو المحذوفة وفي التنزيل فمَن جاءه مَوْعِظة من ربه لم يجئ بعلامة التأْنيث لأَنه غير حقيقي أَو لأَن الموعِظة في معنى الوَعْظ حتى كأَنه قال فمن جاءه وعظ من ربه وقد وَعَظه وَعْظاً وعِظة واتَّعَظَ هو قَبِل الموعظة حين يُذكر الخبر ونحوه وفي الحديث وعلى رأْس السّراط واعظُ اللّه في قلب كل مسلم يعني حُجَجه التي تَنْهاه عن الدُّخول فيما منعه اللّه منه وحرَّمه عليه والبصائر التي جعلها فيه وفي الحديث أَيضاً يأْتي على الناسِ زَمان يُسْتَحَلُّ فيه الرّبا بالبيع والقَتلُ بالموعظة قال هو أَن يُقتل البَريءُ ليتَّعِظَ به المُرِيب كما قال الحجاج في خطبته وأَقْتلُ البريء بالسَّقِيم ويقال السَّعِيدُ من وُعِظ بغيره والشقيُّ من اتَّعَظ به غيره قال ومن أَمثالهم المعروفة لا تَعِظيني وتَعَظْعَظِي أَي اتَّعِظي ولا تَعِظيني قال الأَزهري وقوله وتعظعظي وإِن كان كمكرّر المضاعف فأَصله من الوعظ كما قالوا خَضْخَضَ الشيءَ في الماء وأَصله من خَضَّ
وقظ
الوَقِيظُ المثبت الذي لا يَقْدِرُ على النُّهوض كالوَقِيذِ عن كراع الأَزهري أَمّا الوقيظ فإِن الليث ذكره في هذا الباب قال وزعموا أَنه حَوْض ليس له أَعضاد إِلا أَنه يجتمع فيه ماء كثير قال أَبو منصور وهذا خطأٌ محض وتصحيف والصواب الوَقْط بالطاء وقد تقدَّم وفي الحديث كان إِذا نزل عليه الوحي وُقِطَ في رأْسه أَي أَنه أَدركه الثقل فوضَع رأْسه يقال ضربه فوَقَطَه أَي أَثْقلَه ويروى بالظاء بمعناه كأَن الظاء فيه عاقَبت الذال من وقَذْت الرجلَ أَقِذُه إِذا أَثْخَنْتَه بالضرب وفي حديث أَبي سفيان وأُمية بن أَبي الصلْت قالت له هِند عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم يزعُم أَنه رسول اللّه قال فوَقَظَتْني قال ابن الأَثير قال أَبو موسى هكذا جاء في الرواية قال وأَظن الصواب فوَقَذَتْني بالذال أَي كسَرَتْني وهَدَّتني
وكظ
وكَظَ على الشيء وواكَظَ واظَبَ قال حميد ووَكَظَ الجَهْدُ على أَكْظامِها أَي دامَ وثَبَتَ اللحياني فلان مُواكِظٌ على كذا وواكِظٌ ومُواظِبٌ وواظِبٌ ومُواكِبٌ وواكِبٌ أَي مُثابِر والمُواكَظةُ المُداومَة على الأَمر وقوله تعالى إِلا ما دُمْت عليه قائماً قال مجاهد مُواكِظاً ومَرَّ يَكِظُه إِذا مرّ يطْرُد شيئاً من خلفه أَبو عبيدة الواكِظُ الدَّافع ووَكظَه يَكِظُه وَكْظاً دَفَعه وزَبَنه فهو مَوْكوظ وتَوَكَّظ عليه أَمرُه التوى كتَعَكَّظ وتَنَكَّظ كل ذلك بمعنى واحد
ومظ
التهذيب الوَمْظةُ الرُّمّانة البرّية
يقظ
اليَقَظةُ نَقِيضُ النوْم والفِعل استَيْقَظَ والنعت يَقْظانُ والتأْنيث يَقْظى ونسوة ورجال أَيْقاظٌ ابن سيده قد استَيْقَظَ وأَيْقَظَه هو واسْتيقظه قال أَبو حيّة النُّمَيْري إِذا اسْتَيْقَظَتْه شَمَّ بَطْناً كأَنَّه بمَعْبُوءةٍ وافى بها الهِنْدَ رادِعُ وقد تكرر في الحديث ذكر اليَقَظة والاسْتِيقاظ وهو الانْتباه من النوم وأَيْقَظْته من نومه أَي نَبّهته فتَيَقَّظ وهو يَقْظان ورجل يَقِظ ويَقُظ كلاهما على النسب أَي مُتَيَقِّظ حذِر والجمع أَيْقاظ وأَمّا سيبويه فقال لا يُكسّر يَقُظ لقلة فَعُلٍ في الصّفات وإِذا قلَّ بناء الشيء قلَّ تصرُّفه في التكسير وإِنما أَيْقاظ عنده جمع يَقِظ لأَن فَعِلاً في الصفات أَكثر من فَعُلٍ قال ابن بري جمع يَقِظٍ أَيقاظ وجمع يَقْظان يِقاظ وجمع يَقْظى صفةَ المرأَة يَقاظى غيره والاسم اليَقَظَةُ قال عمر بن عبد العزيز ومِن الناسِ مَن يَعِيشُ شَقِيّاً جِيفةَ الليل غافِلَ اليَقَظَهْ فإِذا كان ذا حَياءِ ودِينٍ راقَب اللّهَ واتَّقى الحَفَظهْ إِنَّما الناسُ سائرٌ ومُقِيمٌ والذي سارَ لِلْمُقِيم عِظَهْ وما كان يَقُظاً ولقد يَقُظَ يَقاظة ويَقَظاً بيِّناً ابن السكيت في باب فَعُلٍ وفَعِلٍ رجل يقُظٌ ويقِظ إِذا كان مُتَيَقِّظاً كثير التيَقُّظ فيه معرفة وفِطْنة ومِثله عَجُلٌ وعَجِلٌ وطَمُعٌ وطَمِعٌ وفَطُنٌ وفَطِنٌ ورجل يَقْظانُ كيقِظ والأُنثى يَقْظى والجمع يِقاظٌ وتيقّظ فلان للأَمر إِذا تنبَّه وقد يقَّظْتُه ويقال يَقِظ فلان يَيْقَظ يَقَظاً ويَقَظةً فهو يقظان الليث يقال للذي يُثير التراب قد يقَّظه وأَيْقَظه إِذا فرّقه وأَيقظت الغُبار أَثرته وكذلك يَقَّظْته تَيْقِيظاً واسْتَيْقظَ الخَلْخالُ والحَلْيُ صَوَّت كما يقال نامَ إِذا انقطع صوتُه من امْتلاء السّاق قال طُرَيْح نامَتْ خَلاخِلُها وجالَ وِشاحُها وجَرى الوشاحُ على كَثِيبٍ أَهْيَلِ فاسْتَيْقَظَتْ منه قَلائدُها التي عُقِدَتْ على جِيدِ الغَزالِ الأَكْحَلِ ويَقَظةُ ويَقْظان اسْمانِ التهذيب ويقَظة اسم أَبي حَيّ من قريش ويقَظة اسم رجل وهو أَبو مَخْزُوم يقَظة بن مُرَّة بن كَعْب بن لُؤيّ بن غالب ابن فِهر قال الشاعر في يقَظَة أَبي مخزوم جاءتْ قُرَيْش تَعُودُني زُمَراً وقد وَعَى أَجْرَها لها الحَفَظَهْ ولم يَعُدْني سَهْمٌ ولا جُمَحٌ وعادَني الغِرُّ من بَني يَقَظَهْ لا يَبْرَحُ العِزُّ فيهمُ أَبداً حتى تَزُولَ الجِبالُ من قَرَظَهْ
ع
هذا الحرف قدّمه جماعة من اللغويين في كتبهم وابتدأُوا به في مصنفاتهم حكى الأَزهري عن الليث ابن المظفر قال لما أَراد الخليل بن أَحمد الابتداء في كتاب العين أَعمل فكره فيه فلم يمكنه أَن يبتدئ من أَوّل ا ب ت ث لأَن الأَلف حرف معتل فلما فاته أَوّل الحروف كره أَن يجعل الثاني أَوّلاً وهو الباء إِلا بحجة وبعد استِقْصاء تَدَبَّر ونظَر إلى الحروف كلها وذاقَها فوجد مخرج الكلام كلّه من الحلق فصيَّر أَوْلاها بالابتداء به أَدخلها في الحلق وكان إِذا أَراد أَن يذوق الحرف فتح فاه بأَلف ثم أَظهر الحرف نحو أَبْ أَتْ أَحْ أَعْ فوجد العين أَقصاها في الحلق وأَدخلها فجعل أَوّل الكتاب العينَ ثم ما قَرُب مَخرجه منها بعد العين الأَرفعَ فالأَرفعَ حتى أَتى على آخر الحروف وأَقصى الحروف كلها العين وأَرفع منها الحاء ولولا بُحَّة في الحاء لأَشبهت العين لقُرْب مخرج الحاء من العين ثم الهاء ولولا هَتَّةٌ في الهاء وقال مرة هَهَّةٌ في الهاء لأَشبهت الحاء لقرب مخرج الهاء من الحاء فهذه الثلاثة في حَيِّز واحد فالعين والحاء والهاء والخاء والغين حَلْقِيّة فاعلم ذلك قال الأَزهريّ العين والقاف لا تدخلان على بناء إِلا حَسَّنتاه لأَنهما أَطْلَقُ الحُروف أَما العين فأَنْصَعُ الحروف جَرْساً وأَلذُّها سَماعاً وأَما القاف فأَمْتَنُ الحروف وأَصحها جَرْساً فإِذا كانتا أَو إِحداهما في بناءٍ حَسُن لنصاعتهما قال الخليل العين والحاء لا يأْتلفان في كلمة واحدة أَصلية الحروف لقرب مخرجيْهما إِلا أَن يؤلف فعل من جمع بين كلمتين مثل حيّ على فيقال منه حَيْعَلَ والله أَعلم
أمع
الإِمَّعةُ والإِمَّعُ بكسر الهمزة وتشديد الميم الذي لا رأْي له ولا عَزْم فهو يتابع كل أَحد على رأْيِه ولا يثبت على شيء والهاء فيه للمبالغة وفي الحديث اغْدُ عالماً أَو مُتعلِّماً ولا تكن إِمَّعةً ولا نظير إِلا رجل إِمَّرٌ وهو الأَحمق قال الأَزهري وكذلك الإِمَّرةُ وهو الذي يوافق كل إنسان على ما يُريده قال الشاعر لَقِيتُ شَيْخاً إِمَّعَهْ سأَلتُه عَمّا مَعَهْ فقال ذَوْدٌ أَرْبَعهْ وقال فلا دَرَّ دَرُّكَ مِن صاحِبٍ فأَنْتَ الوُزاوِزةُ الإِمَّعَهْ وروى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كنا في الجاهلية نَعُدُّ الإمَّعةَ الذي يتْبَع الناسَ إِلى الطعام من غير أَن يُدْعى وإِنَّ الإِمَّعةَ فيكم اليوم المْحْقِبُ الناسِ دِينَه قال أَبو عبيد والمعنى الأَوَّلُ يرجع إِلى هذا الليث رجل إِمّعةٌ يقول لكل أَحد أَنا معك ورجل إِمّع وإِمّعة للذي يكون لضَعْف رأْيه مع كل أَحد ومنه قول ابن مسعود أَيضاً لا يَكُونَنَّ أَحدُكم إِمَّعَةً قيل وما الإِمَّعَةُ ؟ قال الذي بقول أَنا مع الناس قال ابن بري أَراد ابن مسعود بالإِمَّعَة الذي يَتْبع كل أَحد على دِينِه والدليل على أَنَّ الهمزة أَصل أَن إِفْعَلاً لا يكون في الصِّفات وأَما إِيَّل فاختلف في وَزْنه فقيل فِعَّل وقيل فِعْيَل وقال ابن بري ولم يجعلوه إِفْعَلاً لئلا تكون الفاء والعين من موضع واحد ولم يجئ منه إِلا كَوْكَبٌ ودَدَنٌ وقول من قول امرأَة إِمَّعة غلط لا يقال للنساء ذلك وقد حكي عن أَبي عبيد قد تأَمَّعَ واسْتَأْمَعَ والإِمّعَةُ المُتردّد في غير ما صَنْعة والذي لا يَثْبُت إِخاؤه ورجال إِمّعون ولا يجمع بالأَلف والتاء
بتع
البَتِعُ الشديد المَفاصِل والمَواصِل من الجسد بَتِعَ بَتَعاً فهو بَتِعٌ وأَبْتَعُ اشْتَدَّت مفاصله قال سلامة بن جَنْدل يَرْقى الدَّسِيعُ إِلى هادٍ له بَتِعٍ في جُؤْجُؤٍ كمَداكِ الطِّيب مَخْضُوبِ وقال رؤبة وقَصَباً فَعْماً ورُسْغاً أَبْتَعا قال ابن بري كذا وقع وأَظنه وجيداً والبَتَعُ طُول العُنق مع شدَّة مَغْرِزه يقال عُنق أَبْتَع وبَتِع تقول منه بَتِع الفرَسُ بالكسر فهو فرس بَتِع والأُنثى بَتِعةٌ وعُنُق بَتِعةٌ وبَتِعٌ شديدة وقيل مُفْرِطةُ الطُّول قال كلّ عَلاةٍ بَتِعٍ تَلِيلُها ورجل بَتِعٌ طويل وامرأة بَتِعة كذلك ابن الأَعرابي البَتِعُ الطويلُ العُنقِ والتَّلِعُ الطويلُ الظهْرِ وقال ابن شميل من الأَعْناقِ البَتِعُ وهو الغليظ الكثير اللحم الشديد قال ومنها المُرْهَف وهو الدقيق ولايكون إِلا لِفَتِيق ويقال البَتَعُ في العنق شدَّته والتَّلَعُ طوله ويقال بَتِعَ فلان عليَّ بأَمْر لم يُؤامِرْني فيه إِذا قطَعَه دُونك قال أَبو وَجْزة السَّعْدي بانَ الخَلِيطُ وكان البَيْنُ بائجةً ولم نَخَفْهُم على الأَمْرِ الذي بَتِعُوا بَتِعُوا أَي قَطَعوا دُوننا أَبو محجن الانْبِتاع والانْبِتال الانْقِطاع والبِتْعُ والبِتَعُ مثل القِمْعِ والقِمَعِ نَبيذ يُتَّخَذ من عسَل كأَنه الخَمر صَلابة وقال أَبو حنيفة البتع الخمر المتخذة من العسل فأَوقع الخمر على العسل والبِتْعُ أَيضاً الخمر يَمانية وبَتَعَها خَمَّرَها والبَتَّاع الخَمَّار وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّه سئل عن البِتْعِ فقال كلُّ مُسْكرٍ حرام قال هو نبيذُ العَسل وهو خمر أَهل اليمن وأَبْتَعُ كلمة يؤكّد بها يقال جاء القوم أَجْمعون أَكْتعون أَبْصعون أَبْتَعون وهذا من باب التوكيد
بثع
بَثِعَتِ الشفةُ تَبْثَعُ بَثَعاً وتَبَثَّعَت غَلُظَ لحمها وظَهَر دَمُها وشَفةٌ كاثِعةٌ باثِعةٌ ممتَلِئَة مُحمَرَّة من الدم ورجل أَبْثَعُ شفته كذلك وشفة باثعة تَنْقَلِبُ عند الضَّحِك ولِثة باثِعة وبَثُوع ومُبَثِّعَة كثيرة اللحم والدمِ والاسم منه البَثَعُ وامرأة بَثِعةٌ وبَثْعاء حمراء اللِّثةِ وارِمَتُها والاسم البَثَعُ قال الأَزهري بَثِعَت لِثة الرجل تَبْثَعُ بُثوعاً إِذا خرجت وارتفعت حتى كأَنَّ بها ورَماً وذلك عَيْب إِذا ضَحِك الرجل فانقلبت شفته فهي باثعةٌ أَيضاً والبَثَعُ ظُهورُ الدّم في الشفتين وغيرهما من الجسد وهو البَثَغُ بالغين في الجسد وقال الأَزهري البَثَغُ بالغين لغيره
بخع
بخَعَ نفْسَه يَبْخَعُها بَخْعاً وبُخوعاً قتلَها غيْظاً أَو غَمّاً وفي التنزيل فلعلَّك باخعٌ نفْسَك على آثارِهم قال الفرّاء أَي مُخْرِجٌ نفسَك وقاتلٌ نفسَك وقال ذو الرمة أَلا أَيُّهذا الباخِعُ الوَجْدِ نفسَه بشيءٍ نَحَتْه عن يدَيْكَ المَقادِرُ قال الأَخفش يقال بَخَعْتُ لك نفْسي ونُصْحِي أَي جَهَدْتها أَبْخَعُ بُخوعاً وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَنها ذكرت عمر رضي الله عنه فقالت بَخَعَ الأَرضَ فقاءتْ أُكُلَها أَي قَهر أَهلَها وأَذلَّهم واستخرَج ما فيها من الكُنوز وأَموال المُلوك وبَخَعْتُ الأَرضَ بالزِّراعةِ أَبْخَعُها إِذا نَهَكْتُهَا وتابَعْت حِراثَتها ولم تُجِمَّها عاماً وبخَع الوَجْدُ نفسَه إِذا نَهَكَها وبخَعَ له بحقّه يَبْخَعُ بُخوعاً وبَخاعةً أَقرَّ به وخضَع له وكذلك بَخِعَ بالكسر بُخوعاً وبَخاعةً وبَخَعَ لي بالطاعة بُخوعاً كذلك وبَخَعْت له تذَلَّلْت وأَطَعت وأَقرَرْت وفي حديث عمر رضي الله عنه فأَصبَحْتُ بجَنبتَي الناسِ ومَن لم يكن يَبْخَعُ لنا بطاعة وفي حديث عُقْبة بن عامر أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال أَتاكُم أَهلُ اليَمنِ هم أَرَقُّ قُلوباً وأَلْيَنُ أَفئدةً وأَبْخَعُ طاعةً أَي أَنْصَحُ وأَبْلَغُ في الطاعةِ من غيرهم كأَنهم بالَغُوا في بَخْعِ أَنفسهم أَي قَهرِها وإِذْلالِها بالطاعةِ قال ابن الأَثير قال الزمخشري هو من بَخَع الذَّبِيحةَ إِذا بالَغ في ذَبْحِها وهو أَن يَقْطَع عظْم رقبتها ويَبْلُغَ بالذَّبْح البِخاع بالباء وهو العِرْق الذي في الصُّلْب والنخْعُ بالنون دون ذلك وهو أَن يبلُغ بالذبح النُّخاع وهو الخيْط الأَبيض الذي يَجري في الرَّقبة هذا أَصله ثم كثُر حتى استعمل في كل مبالغة قال ابن الأَثير هكذا ذكره في الكشاف وفي كتاب الفائق في غريب الحديث ولم أَجده لغيره قال وطالما بحثت عنه في كتب اللغة والطب والتشريح فلم أَجد البِخاع بالباء مذكوراً في شيء منها وبَخَعْت الرَّكيّة بَخْعاً إِذا حَفرْتها حتى ظَهر ماؤها
بخثع
بَخْثَعٌ اسم زعموا وليس بثبت
بخذع
بخذَعه بالسيف وخَذْعَبَه ضربه
بدع
بدَع الشيءَ يَبْدَعُه بَدْعاً وابْتَدَعَه أَنشأَه وبدأَه وبدَع الرَّكِيّة اسْتَنْبَطَها وأَحدَثها ورَكِيٌّ بَدِيعٌ حَدِيثةُ الحَفْر والبَدِيعُ والبِدْعُ الشيء الذي يكون أَوّلاً وفي التنزيل قُل ما كنتُ بِدْعاً من الرُّسُل أَي ما كنت أَوّلَ من أُرْسِلَ قد أُرسل قبلي رُسُلٌ كثير والبِدْعةُ الحَدَث وما ابْتُدِعَ من الدِّينِ بعد الإِكمال ابن السكيت البِدْعةُ كلُّ مُحْدَثةٍ وفي حديث عمر رضي الله عنه في قِيام رمضانَ نِعْمتِ البِدْعةُ هذه ابن الأَثير البِدْعةُ بدْعتان بدعةُ هُدى وبدْعة ضلال فما كان في خلاف ما أَمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو في حَيِزّ الذّمِّ والإِنكار وما كان واقعاً تحت عُموم ما ندَب اللهُ إِليه وحَضّ عليه أَو رسولُه فهو في حيِّز المدح وما لم يكن له مِثال موجود كنَوْع من الجُود والسّخاء وفِعْل المعروف فهو من الأَفعال المحمودة ولا يجوز أَن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به لأَن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل له في ذلك ثواباً فقال مَن سنّ سُنّة حسَنة كان له أَجرُها وأَجرُ مَن عَمِلَ بها وقال في ضدّه مَن سنّ سُنّة سَيئة كان عليه وِزْرها ووِزْر مَن عَمِلَ بها وذلك إِذا كان في خلاف ما أَمر الله به ورسوله قال ومن هذا النوع قول عمر رضي الله عنه نعمتِ البِدْعةُ هذه لمّا كانت من أَفعال الخير وداخلة في حيّز المدح سَمّاها بدعة ومدَحَها لأَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يَسُنَّها لهم وإِنما صلاَّها لَيالِيَ ثم تركها ولم يحافظ عليها ولا جمع الناس لها ولا كانت في زمن أَبي بكر وإِنما عمر رضي الله عنهما جمع الناسَ عليها وندَبهم إِليها فبهذا سماها بدعة وهي على الحقيقة سنَّة لقوله صلى الله عليه وسلم عليكم بسنّتي وسنة الخُلفاء الراشدين من بعدي وقوله صلى الله عليه وسلم اقْتَدُوا باللذين من بعدي أَبي بكر وعمر وعلى هذا التأْويل يُحمل الحديث الآخَر كلُّ مُحْدَثةٍ بدعة إِنما يريد ما خالَف أُصولَ الشريعة ولم يوافق السنة وأَكثر ما يستعمل المُبْتَدِعُ عُرْفاً في الذمِّ وقال أَبو عَدْنان المبتَدِع الذي يأْتي أَمْراً على شبه لم يكن ابتدأَه إِياه وفلان بِدْعٍ في هذا الأَمر أَي أَوّل لم يَسْبِقْه أَحد ويقال ما هو منّي ببِدْعٍ وبَديعً قال الأَحوص فَخَرَتْ فانْتَمَتْ فقلتُ انْظُرِيني ليس جَهْلٌ أَتَيْته ببدِيعِ وأَبْدَعَ وابْتَدَعَ وتَبَدَّع أتَى بِبدْعةٍ قال اللهِ تعالى ورَهْبانِيَّةً ابْتَدَعوها وقال رؤبة إِنْ كُنْتَ للهِ التَّقِيَّ الأَطْوعا فليس وجْهَ الحَقِّ أَن تَبَدَّعا وبَدَّعه نَسَبه إِلى البِدْعةِ واسْتَبْدَعَه عدَّه بَديعاً والبَدِيعُ المُحْدَثُ العَجيب والبَدِيعُ المُبْدِعُ وأَبدعْتُ الشيء اخْتَرَعْته لاعلى مِثال والبَديع من أَسماء الله تعالى لإِبْداعِه الأِشياء وإِحْداثِه إِيَّاها وهو البديع الأَوّل قبل كل شيء ويجوز أَن يكون بمعنى مُبدِع أَو يكون من بَدَع الخلْقَ أَي بَدَأَه والله تعالى كما قال سبحانه بَدِيعُ السمواتِ والأَرض أَي خالقها ومُبْدِعُها فهو سبحانه الخالق المُخْتَرعُ لا عن مثال سابق قال أَبو إِسحق يعني أَنه أَنشأَها على غير حِذاء ولا مثال إِلا أَنَّ بديعاً من بَدَع لا من أَبْدع وأَبدعَ أَكثر في الكلام من بَدَع ولو استعمل بدَع لم يكن خطأ فبَدِيعٌ فَعِيلٌ بمعنى فاعل مثل قدير بمعنى قادر وهو صفة من صفات الله تعالى لأَنه بدأَ الخلق على ما أَراد على غير مثال تقدّمه قال الليث وقرئ بديعَ السمواتِ والأَرضِ بالنصب على وجه التعجب لِما قال المشركون على معنى بِدْعاً ما قلتم وبَدِيعاً اخْتَرَقْتم فنصبه على التعجب قال والله أَعلم أَهو ذلك أَم لا فأَما قراءة العامة فالرفع ويقولون هو اسم من أَسماء الله سبحانه قال الأَزهري ما علمت أَحداً من القرّاء قرأَ بديعَ بالنصب والتعجبُ فيه غير جائز وإِن جاء مثله في الكلام فنصبه على المدح كأَنه قال أَذكر بديع السموات والأَرض وسِقاء بَديع جديد وكذلك زِمام بديع وأَنشد ابن الأَعرابي في السقاء لأَبي محمد الفقعسي يَنْصَحْنَ ماء البَدَنِ المُسَرَّى نَضْحَ البَدِيعِ الصَّفَقَ المُصْفَرّا الصَّفَقُ أَوّل ما يُجعل في السِّقاء الجديد قال الأَزهري فالبديعُ بمعنى السقاء والحبْل فَعِيلٌ بمعنى مَفعول وحَبلٌ بَديع جَديد أَيضاً حكاه أَبو حنيفة والبديع من الحِبال الذي ابتُدِئ فتله ولم يكن حَبلاً فنكث ثم غُزل وأُعيد فتلُه ومنه قول الشماخ وأَدْمَجَ دَمْج ذي شَطَنٍ بَدِيعِ والبديعُ الزِّقُّ الجديد والسقاء الجديد وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال تِهامةُ كَبَدِيعِ العَسَلِ حُلْو أَوّلُه حُلْو آخِرُه شَبَّهها بِزِقِّ العسل لأَنه لا يتغيَّر هواؤها فأَوّله طيّب وآخره طيّب وكذلك العسل لا يتغير وليس كذلك اللبن فإِنه يتغير وتِهامة في فُصول السنة كلها غَداةً ولَيالِيها أَطْيَب اللَّيالي لا تُؤذي بحَرّ مُفْرط ولا قُرّ مُؤذ ومنه قول امرأَة من العرب وصَفت زوجَها فقالت زَوْجي كلَيْل تِهامةَ لا حَرّ ولا قُرّ ولا مَخافةَ ولا سآمةَ والبديعُ المُبْتَدِع والمُبْتَدَع وشيء بِدْعٌ بالكسر أَي مُبتدَع وأَبدْعَ الشاعرُ جاء بالبديعِ الكسائي البِدْعُ في الخير والشرّ وقد بَدُعَ بَداعةً وبُدوعاً ورجل بِدْعٌ وامرأَة بدْعة إِذا كان غاية في كل شيء كان عالماً أَو شَرِيفاً أَو شُجاعاً وقد بَدُعَ الأَمْرُ بدْعاً وبَدَعُوه وابْتَدَعُوه ورجل بِدْعٌ ورجال أَبْداع ونساء بِدَعٌ وأَبداع ورجُل بِدْع غُمْر وفلان بِدْعٌ في هذا الأَمر أَي بَدِيع وقوم أَبداع عن الأَخفش وأُبْدِعتِ الإِبلُ بُرِّكَت في الطريق من هُزال أَو داء أَو كَلال وأَبْدَعت هي كَلَّت أَو عَطِبَت وقيل لا يكون الإِبْداع إِلاَّ بظَلَع يقال أَبْدَعَت به راحِلتُه إِذا ظَلَعَت وأُبْدِعَ وأُبْدِعَ به وأَبْدَعَ كلَّت راحلته أَو عَطِبَت وبَقِيَ مُنْقَطَعاً به وحَسِرَ عليه ظهرُه أَو قام به أَي وقَف به قال ابن بري شاهده قول حُميد الأَرقط لا يَقْدِرُ الحُمْسُ على جِبابِه إِلاَّ بطُولِ السيْرِ وانْجِذابِه وتَرْكِ ما أَبْدَعَ من رِكابِه وفي الحديث أَنَّ رجلاً أَتَى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسولَ الله إِني أُبْدِعَ بي فاحْمِلْني أَي انقُطع بي لكَلال راحلتي وقال اللحياني يقال أَبدَع فلان بفلان إِذا قَطَع به وخَذلَه ولم يقم بحاجته ولم يكن عند ظنه به وأَبدَعَ به ظهرُه قال الأَفْوه ولكلِّ ساعٍ سُنَّةٌ مِمَّنْ مَضَى تَنْمِي به في سَعْيِه أَوْ تُبْدِعُ وفي حديث الهَدْي فأَزْحَفَت عليه بالطريق فَعَيَّ لشأْنها إِن هي أَبدَعَتْ أَي انْقَطَعَت عن السير بكَلال أَو ظَلَع كأَنه جعل انقطاعها عما كانت مستمرّة عليه من عادة السير إِبْداعاً أَي إِنشاء أَمر خارج عما اعْتِيدَ منها ومنه الحديث كيف أَصْنَعُ بما أَبْدَعَ عليَّ منها ؟ وبعضهم يرويه أُبْدِعَت وأُبْدِعَ على ما لم يسمّ فاعله وقال هكذا يستعمل والأَول أَوجه وأَقيس وفي المثل إِذا طَلَبْتَ الباطِلَ أُبْدِع بك قال أَبو سعيد أُبْدِعت حُجّة فلان أَي أُبْطِلت حجّته أَي بطَلَت وقال غيره أَبْدَعَ بِرُّ فلان بشُكْري وأَبْدَعَ فضْلُه وإِيجابه بوصفي إِذا شكره على إِحسانه إِليه واعترَف بأَنَّ شكره لا يَفِي بإِحسانه قال الأَصمعي بَدِعَ يَبَدَعُ فهو بَدِيعٌ إِذا سَمِن وأَنشد لبَشِير ابن النِّكْث فبَدِعَتْ أَرْنَبُه وخِرْنِقُهْ أَي سَمِنت وأَبْدَعُوا به ضربوه وأَبدَع يميناً أَوجَبها عن ابن الأَعرابي وأَبدَع بالسفر وبالحج عزَم عليه
بذع
البَذَعُ شبه الفزَعِ والمَبْذُوع المَذْعُور وبَذَعَ الشيءَ فرَّقه ويقال بَذِعُوا فابْذَعَرُّوا أَي فَزِعوا فتفرَّقوا قال الأَزهري وما سمعت هذا لغير الليث ابن الأَعرابي البَذْعُ قَطْر حُبّ الماء وقال هو المَذْع أَيضاً يقال مَذَعَ وبَذَعَ إِذا قَطَر وبذَع الماءُ سالَ
برع
بَرَعَ يَبْرُعُ بُروعاً وبَراعةً وبَرُعَ فهو بارِعٌ تَمَّ في كلّ فَضِيلة وجمال وفاق أَصحابه في العلم وغيره وقد توصف به المرأَة والبارع الذي فاق أَصحابه في السُّودد ابن الأَعرابي البَرِيعةُ المرأَة الفائقة بالجمال والعَقل قال ويقال برَعه وفرَعه إِذا علاه وفاقه وكلُّ مُشْرف بارِعٌ وفارعٌ وتبَرَّع بالعَطاء أَعطَى من غير سؤال أَو تفضَّل بما لا يجب عليه يقال فعلت ذلك مُتَبَرِّعاً أَي مُتطوّعاً وسَعْدُ البارِع نجم من المنازل وبَرْوَعُ من أَسماء النساء قال جرير ولا حَقُّ ابنَ بَرْوَعَ أَن يُهابا وبَرْوَعُ اسم امرأَة وهي بروع بنت واشق وأَصحاب الحديث يقولونه بكسر الباء وهو خطأٌ والصواب الفتح لأَنه ليس في الكلام فِعْوَل إِلا خِرْوَعٌ وعِتْوَد اسم وادٍ وبَرْوع اسم ناقة الراعي عُبَيد بن حُصَين النُّمَيْرِي الشاعر وفيها يقول وإِن بَرَكَتْ منها عَجاساءُ جِلّةٌ بمَحْنِيةٍ أَشْلى العِفاسَ وبَرْوَعَا ومنه كان جرير يَدْعو جَنْدل بن الرّاعي بَرْوَعاً وقال ابن بري بَروع اسم أُمّ الراعي ويقال اسم ناقته قال جرير يهجوه فما هِيبَ الفَرزدقُ قد علمتم وما حَقُّ ابنِ بَرْوَعَ أَن يُهابا( * في ديوان جرير فما هِبتُ الفرزدقَ بدل فما هِيب الفرزدقُ )
برثع
بُرْثَعٌ اسم
بردع
البَرْدَعةُ الحِلْس الذي يُلقى تحت الرَّحْل قال شمر هي بالذال والدال وسيأْتي ذكرها قريباً
برذع
البَرْذَعةُ الحِلس الذي يُلقى تحت الرحل والجمع البَراذِع وخص بعضهم به الحِمار وقال شمر هي البرذعة والبردعة بالذال والدال وبَرْذَعٌ اسم أَنشد ثعلب لَعَمْرُ أَبِيها لا تقولُ حَلِيلَتِي أَلا إِنه قد خانَني اليومَ بَرْذَعُ والبَرْذَعَةُ من الأَرض لا جَلَدٌ ولا سَهل والجمع البَِراذِع وابْرَنْذَعَ للأَمر ابْرِنْذاعاً تَهَيَّأَ واستَعَدَّ له وابْرَنْذَعَ أَصحابَه تقدَّمهم نادر لأَنَّ مثل هذه الصيغة لا يتعدَّى
برشع
البِرْشِعُ والبِرْشاعُ السَّيِّءُ الخُلُق والبِرْشاعُ المنتَفخ الجوفِ الذي لا فُؤاد له وقيل هو الأَحمق الطويل وقيل الأَهْوج الضخْمُ الجافي المنتفخ قال رؤبة لا تَعْدِلِيني بامْرِئٍ إِرْزَبِّ ولا بِبِرْشاعِ الوِخامِ وَغْبِ قال الشيخ ابن بري صواب إِنشاده لا تعدِليني واسْتَحِي بِإِزْبِ كَزِّ المُحَيّا أُنَّحٍ إِرْزَبِّ وهذا الرجز أَورده الجوهري في ترجمة وغب فقال ولا بِبِرْشامِ الوِخامِ وَغْبِ
برقع
البُرْقُعُ والبُرْقَعُ والبُرْقُوعُ معروف وهو للدوابِّ ونساء الأَعْراب قال الجعدي يصف حِشْفاً وخَدٍ كَبُرْقُوعِ الفَتاةِ مُلَمَّعٍ ورَوْقَينِ لَمَّا بَعْدُ أَن يَتَقَشَّرا الجوهري يَعْدُوَا أَن تَقَشَّرا قال ابن بري صواب إِنشاده وخدًّا بالنصب ومُلَمَّعاً كذلك لأَن قبله فلاقَتْ بَياناً عند أَوّلِ مَعْهَدٍ إِهاباً ومَغْبُوطاً من الجَوْفِ أَحْمَرا( * قوله « ومغبوطاً » كذا بالأصل وشرح القاموس بغين معجمة ولعله بمهملة أي مشقوقاً )
قوله فلاقت يعني بقرة الوحش التي أَخذ الذئب ولدها قال الفراء بِرْقَعٌ نادر ومثله هِجْرَعٌ وقال الأَصمعي هَجْرع قال أَبو حاتم تقول بُرْقُع ولا تقول بُرْقَع ولا بُرْقُوع وأَنشد بيت الجعدي وخدّ كبُرْقُع الفتاةِ ومن أَنشده كبُرْقُوعِ فإِنما فَرَّ من الزِّحافِ قال الأَزهري وفي قول من قدَّم الثلاث لغات في أَول الترجمة دليل على أَن البرقوع لغة في البرقُع قال الليث جمع البُرْقُع البَراقِعُ قال وتَلْبَسُها الدوابّ وتلبسها نساء الأَعراب وفيه خَرْقان للعينين قال توْبةُ بن الحُمَيِّر وكنتُ إِذا ما جِئتُ ليْلى تَبَرْقَعَتْ فقدْ رابَني منها الغَداةَ سُفُورُها قال الأَزهري فتح الباء في بَرْقُوع نادر لم يجئ فَعْلول إِلا صَعْفُوقٌ والصواب بُرقوع بضم الباء وجوع يُرقوع بالياء صحيح وقال شمر بُرقع مُوَصْوَصٌ إِذا كان صغير العينين أَبو عمرو جُوعٌ بُرْقُوع وجُوع بَرقوع بفتح الباء وجوع بُرْكُوع وبَركوع وخُنْتُور بمعنى واحد ويقال للرجل المأْبون قد بَرْقَع لِحْيَته ومعناه تَزَيّا بِزيِّ مَن لَبِسَ البُرْقُع ومنه قول الشاعر أَلمْ تَرَ قَيْساً قَيْسَ عَيْلانَ بَرْقَعَتْ لِحاها وباعَتْ نَبْلَها بالمَغازِلِ ويقال بَرْقَعه فتَبَرْقَع أَي أَلْبسه البُرْقُعَ فلَبِسَه والمُبَرْقَعةُ الشاةُ البيْضاء الرأْسِ والمُبَرْقِعَةُ بكسر القاف غُرَّة الفرس إِذا أَخذت جميع وجهه وفرس مُبَرْقَع أَخذت غُرَّتُه جميع وجهه غير أَنه ينظُرُ في سَواد وقد جاوز بياضُ الغُرَّةِ سُفْلاً إِلى الخدَّين من غير أَن يصيب العينين يقال غُرّة مُبَرْقِعة وبِرْقِع بالكسر السماء وقال أَبو علي الفارسي هي السماء السابعة لا ينصرف قال أُمَيَّة بن أَبي الصَّلْت فكأَنَّ بِرْقِعَ والمَلائِكَ حَوْلَها سَدِرٌ تَواكَلَه القوائمٌ أَجْرَبُ قال ابن بري صواب إِنشاده أَجْرَدُ بالدال لأَنَّ قبله فأَتَمَّ سِتًّا فاسْتَوَتْ أَطْباقُها وأَتَى بسابِعةٍ فأَنَّى تُوردُ قال الجوهري قوله سَدِر أَي بَحر وأَجرب صفة البحر المشبَّهِ به السماء فكأَنه شبَّه البحر بالجَرَب لما يحصل فيه من المَوْج أَو لأَنه تُرَى فيه الكواكب كما تُرى في السماء فهنَّ كالجَرَب له وقال ابن بري شبَّه السماء بالبحر لمَلاستِها لا لِجَرَبِها أَلا ترى قوله تواكله القوائم أَي تواكلته الرِّياح فلم يتمَوَّج فلذلك وصفه بالجَرَدِ وهو المَلاسةُ قال ابن بري وما وصفه الجوهري في تفسير هذا البيت هَذَيان منه وسماء الدنيا هي الرَّقِيعُ وقال الأَزهري قال الليث البِرْقِع اسم السماء الرابعة قال وجاء ذكره في بعض الأَحاديث وقال بِرْقَع اسم من أَسماء السماء جاء على فِعْلَلٍ وهو غريب نادر وقال ابن شميل البُرْقُع سِمةٌ في الفخذ حَلْقَتَين بينهما خِباط في طول الفخذ وفي العَرْض الحَلْقتان صورته
بركع
بَرْكَعَه وكَرْبَعَه فتبَرْكَع صرَعه فوقع على اسْتِه قال رؤبة ومَنْ هَمَزْنا عِزَّه تبَرْكَعا على اسْتِه زَوْبَعَةً أَو زَوْبَعا قال ابن بري هكذا ذكره ابن دريد زوبعة بالزاي وصوابه رَوبعة أَو روبعا بالراء وكذلك هو في شعر رُؤبة وفسر بأَنه القصير الحقير وقيل الضعيف وقيل القصيرُ العُرقوبِ وقيل الناقص الخَلْقِ وبَرْكَعَ الرجلُ على ركبتيه إِذا سقط عليهما والبَرْكعةُ القِيام على أَربع وتَبَرْكعت الحَمامةُ للحمامة الذكر وأَنشد هَيْهاتَ أَعْيا جَدُّنا أَن يُصْرَعا ولو أَرادوا غيرَه تَبَرْكَعا وبَرْكَعْت الرجل بالسيف إِذا ضربته والبُرْكُعُ القصير من الإِبل خاصّة والبُرْكُعُ المُسْتَرْخِي القوائمِ في ثِقَل وجوعٌ بُرْكُوعٌ وبَركوع بفتح الباء
بزع
بَزُعَ الغُلام بالضم بَزاعة فهو بَزِيعٌ وبُزاعٌ ظَرُفَ ومَلُحَ والبَزِيعُ الظَّريف وتَبَزَّعَ الغُلام ظَرُف وغلام بَزِيع وجارية بزيعة إِذا وُصِفا بالظَّرْفِ والمَلاحة وذَكاء القلب ولا يقال إِلاّ للأَحداث من الرجال والنساء وفي الحديث مررْتُ بقَصْر مَشِيد بَزِيع فقلت لمن هذا القصر ؟ فقيل لعمر بن الخطاب البَزِيعُ الظريفُ من الناس شبه القصر به لحُسنه وجَماله والبَزِيعُ السيِّد الشريف حكاه الفارسي عن الشيْباني وقال أَبو الغَوْث غلام بَزِيع أَي متكلِّم لا يسْتَحْيِي والبَزاعةُ مما يُحْمَد به الإِنسان وتبزَّع الغلامُ ظرُف وتبزَّع الشرُّ هاجَ وتَفاقَمَ وقيل أَرْعَدَ ولمّا يَقَعْ قال العجاج إِني إِذا أَمْرُ العِدى تبَزَّعا وبَوْزَعُ اسم رملة معروفة من رِمال بني أَسد وفي التهذيب بني سَعْد قال رؤبة برَمْلِ يَرْنا أَو برَمْلِ بَوْزَعا وبَوْزَعُ اسم امرأَة كأَنه فَوَعَل من البَزِيعِ قال جرير هَزِئتْ بُوَيزِعُ إِذ دَبَبْتُ على العَصا هَلاّ هَزِئْتِ بِغَيرِنا يا بَوْزَعُ ؟( * في ديوان جرير وتقولُ بوزعُ قد دبَبتَ على العَصا )
بشع
البَشِعُ الخَشِنُ من الطَّعام واللِّباس والكلام وفي الحديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأْكل البَشِعَ أَي الخَشِنَ الكَرِيهَ الطَّعْمِ يريد أَنه لم يكن يذُمُّ طَعاماً والبَشِعُ طَعْم كريه وطعام بَشِيع وبَشِع من البَشَع كريه يأْخذُ بالحَلْق بَيِّنُ البَشاعة فيه حُفُوف ومَرارَةٌ كالإِهْلِيلَجِ ونحوه وقد بَشِعَ بَشَعاً ورجل بَشِيعٌ بَيِّنُ البشع إِذا أَكله فبَشِع منه وأَكلنا طعاماً بَشِعاً حافّاً يابساً لا أُدْمَ فيه والبَشَعُ تَضايُق الحلْقِ بطعام خَشِن وفي الحديث فوُضِعت بين يَدَي القوم وهي بَشِعةٌ في الحَلْق وكلام بشيع خَشِن كريه منه واسْتَبْشَعَ الشيءَ أَي عَدَّه بَشِعاً ورجل بَشِع المَنْظَر إِذا كان دَميماً ورجل بَشِعُ النفْس أَي خَبيثُ النفس وبَشِعُ الوجه إِذا كان عابِساً باسِراً وثوب بَشِع خَشِن ورجل بشع الفم كريه ريحِ الفم والأُنثى بالهاء لا يتَخلَّلان ولا يَسْتاكانِ والمصدر البشَعُ والبَشاعةُ وقد بَشِع بشعاً وبَشاعة وبَشِع بهذا الطعام بَشَعاً لم يُسِغْه ورجل بَشِع الخُلُق إِذا كان سيِّءَ الخُلُقِ والعِشْرة وبَشِع بالأَمر بشَعاً وبشاعةً ضاق به ذَرعاً قال أَبو زبيد يصف أَسداً شأْسُ الهَبُوطِ زنَاءُ الحامِيَيْنِ مَتَى تَبْشَعْ بوارِدةٍ يَحْدُثْ لها فَزَعُ قوله شأْس الهَبوط يقول الأَسد إِذا أَكل أَكلاً شديداً وشَبع ترك من فَرِيسته شيئاً في الموضع الذي يفْترِسها فإِذا انتهت الظباء إِلى ذلك الموضع لترد الماءَ فَزِعت من ذلك لمكان الأَسد وقيل بوارِدة أَي بما يرده من الناس لها للواردة( * قوله بما يرده من الناس لها للواردة هكذا في الأَصل ) زناء الحامِيين ضَيِّق الحاميين تَبْشَع تُغَصّ يحدث لها فزع لمكان الأَسد وبَشِع الوادي بالماء بَشَعاً ضاق وَبَشِع بالشيء بشَعاً بطَش به بَطْشاً مُنْكراً وخشبة بَشِعة كثيرة الأُبَنِ
بصع
البَصْعُ الخَرْق الضيِّق لا يكاد يَنفُذ منه الماء وبَصَعَ الماءُ يَبْصَعُ بَصاعة رَشَحَ قليلاً وبَصع العَرَقُ من الجسد يَبصَع بَصاعة وتَبَصَّع نَبَعَ من أُصول الشعر قليلاً قليلاً والبَصِيع العرَق إِذا رشح وروى ابن دريد بيت أبي ذؤيب تأْبى بدِرَّتِها إِذا ما اسْتُغْضِبَتْ إِلا الحَميمَ فإِنَّه يَتَبَصَّعُ بالصاد أَي يَسيل قليلاً قليلاً قال الأَزهري وروى الثقات هذا الحرف بالضاد المعجمة من تَبَضَّع الشيءُ أَي سال وهكذا رواه الرُّواة في شعر أَبي ذؤَيب وابن دريد أَخذ هذا من كتاب ابن المظفر فمرَّ على التصحيف الذي صحفه والظاهر ان الشيخ ابن بري ثلَّثهما في التصحيف فإِنه ذكره في كتابه الذي صنفه على الصحاح في ترجمة بصع يتبصع بالصاد المهملة ولم يذكره الجوهري في صحاحه في هذه الترجمة وذكره ابن بري أَيضاً موافقاً للجوهري في ذكره في ترجمة بضع بالضاد المعجمة والبَصْع ما بينَ السّبَّابة والوُسْطَى والبَصْعُ الجمع قال الجوهري سمعته من بعض النحويين ولا أَدري ما صحته ويقال مَضَى بِصْع من الليل بالكسر أَي جَوْشٌ منه وأَبْصَعُ كلمة يؤكَّد بها وبعضهم يقوله بالضاد المعجمة وليس بالعالي تقول أَخذت حقي أَجْمَعَ أَبْصَعَ والأُنثى جَمْعاء بَصْعاء وجاء القوم أَجمعون أَبْصَعون ورأَيت النِّسوة جُمَعَ بُصَعَ وهو توكيد مُرَتَّب لا يُقدَّم على أَجمع قال ابن سيده وأَبْصَعُ نعت تابع لأَكْتَعَ وإِنما جاؤُوا بأَبْصَعَ وأَكْتَعَ وأَبْتَعَ إِتباعاً لأَجْمَع لأَنهم عدلوا عن إِعادة جميع حروف أَجمع إِلى إِعادة بعضها وهو العين تحَامِياً من الإِطالة بتكرير الحروف كلها قال الأَزهري ولا يقال أَبْصعون حتى يتقدَّمه أَكتعون فإِن قيل فلمَ اقتصروا على إِعادة العين وحدها دون سائر حروف الكلمة ؟ قيل لأَنها أَقوى في السجعة من الحرفين اللذين قبلها وذلك لأَنها لام الكلمة وهي قافية لأَنها آخر حروف الأَصل فجيء بها لأَنها مَقْطَع الأُصول والعمل في المُبالغة والتكرير إِنما هو على المَقطع لا على المَبدإِ ولا على المَحْشَإِ أَلا ترى أَن العناية في الشعر إِنما هي بالقَوافي لأَنها المَقاطِعُ وفي السجع كمثل ذلك ؟ وآخر السجعة والقافية عندهم أَشرف من أَوَّلها والعِنايةُ به أَمَسُّ ولذلك كلما تَطَرَّفَ الحرف في القافية ازدادوا عِناية به ومُحافظة على حكْمه وقال أَبو الهيثم الكلمة تُوكَّد بثلاثة تَواكِيدَ يقال جاء القوم أَكتعون أَبتعون أَبصعون بالصاد وقال جماعة من النحويين أَخذته أَجمعَ أَبتعَ وأَجمعَ أَبصع بالتاء والصاد قال البُشْتِيُّ مررت بالقوم أَجمعين أَبْضَعِين بالضاد قال أَبو منصور هذا تصحيف وروي عن أَبي الهيثم الرازي أَنه قال العرب توكِّد الكلمة بأَربعةِ تَواكِيد فتقول مررت بالقوم أَجمعين أَكتعين أَبصعين أَبتعين كذا رواه بالصاد وهو مأْخوذ من البَصْع وهو الجمع والبُصَيعُ مكان في البحر على قولٍ في شعر حسان ابن ثابت بَيْنَ الخَوابي فالبُصَيْعِ فَحَوْمَلِ وسيُذكر مُسْتوفىً في ترجمة بضع وكذلك أَبْصَعةُ مَلِك من كِنْدةَ بوزن أَرْنبة وقيل هو بالضاد المعجمة وبئر بُضاعةَ حكيت بالصاد المهملة وسنذكرها
بضع
بَضَعَ اللحمَ يَبْضَعُه بَضْعاً وبَضَّعه تَبْضِيعاً قطعه والبَضْعةُ القِطعة منه تقول أَعطيته بَضع من اللحم إِذا أَعطيته قِطعة مجتمعة هذه بالفتح ومثلها الهَبْرة وأَخواتها بالكسر مثل القِطْعةِ والفِلْذةِ والفِدْرةِ والكِسْفةِ والخِرْقةِ وغير ذلك مما لا يُحصى وفلان بَضْعة من فلان يُذْهَب به إِلى الشبَه وفي الحديث فاطِمةُ بَضْعة منِّي من ذلك وقد تكسر أَي إِنها جُزء مني كما أَن القِطْعة من اللحم والجمع بَضْع مثل تَمْرة وتَمْر قال زهير أَضاعَتْ فلم تُغْفَرْ لها غَفَلاتُها فلاقَتْ بَياناً عند آخِرِ مَعْهَدِ( * في ديوان زهير خلواتها بدل غفلاتها )
دَماً عند شِلْوٍ تَحْجَلُ الطيرُ حَوْلَه وبَضْعَ لِحامٍ في إِهابٍ مُقَدَّدِ وبَضْعة وبَضْعات مثل تمْرة وتمْرات وبعضهم يقول بَضْعة وبِضَعٌ مثل بَدْرةٍ وبِدَرٍ وأَنكره عليّ بن حمزة على أَبي عبيد وقال المسموع بَضْعٌ لا غير وأَنشد نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللحْمِ للباعِ والنَّدى وبعضُهُم تَغْلي بذَمٍّ مَناقِعُهْ وبَضْعةٌ وبِضاعٌ مثل صَفْحةٍ وصِفاحٍ وبَضْعٌ وبَضِيع وهو نادر ونظيره الرَّهِينُ جمع الرَّهْن والبَضِيعُ أَيضاً اللحم ويقال دابّة كثيرة البَضِيعِ والبَضِيعُ ما انْمازَ من لحم الفخذ الواحد بَضِيعة ويقال رجل خاظِي البَضِيعِ قال الشاعر خاظِي البَضِيعِ لَحْمُه خَظا بَظا قال ابن بري وبقال ساعِدٌ خاظِي البَضِيعِ أَي مُمْتلِئُ اللحمِ قال ويقال في البضِيعِ اللحم إِنه جمع بَضْعٍ مثل كلْب وكَلِيب قال الحادِرةُ
ومُناخ غير تبيئة ... عَرَّسْتُه
( * قوله « تبيئة » كذا بالأصل هنا وسيأتي في دسع تاءية ولعله نبيئة
بالنون أوله أَي أَرض غير مرتفعة )
قَمِنِ مِنَ الحِدْثانِ نابي المَضْجَعِ عَرَّسْتُه ووِسادُ رأْسِي ساعِدٌ خاظِي البَضِيعِ عُروقه لم تَدْسَعِ أَي عُروقُ ساعِده غيرُ ممتلئة من الدَّم لأَن ذلك إِنما يكون للشيوخ وإِن فلاناً لشديدُ البَضْعةِ حَسَنُها إِذا كان ذا جِسم وسِمَن وقوله ولا عَضِل جَثْل كأَنَّ بَضِيعَه يَرابِيعُ فوقَ المَنْكِبَيْن جُثُومُ يجوز أَن يكون جمع بَضْعة وهو أَحسن لقوله يَرابِيع ويجوز أَن يكون اللحم وبَضَع الشيءَ يَبْضعُه شَقَّه وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه ضرب رجلاً أَقْسَمَ على أُم سَلمة ثلاثين سوطاً كلُّها تَبْضَع وتَحْدُر أَي تَشقُّ الجلد وتقطع وتَحْدر الدَّم وقيل تَحْدُر تُوَرِّم والبَضَعةُ السِّياطُ وقيل السُّيوف واحدها باضِع قال الراجز وللسِّياطِ بَضَعَهْ قال الأَصمعي يقال سَيْفٌ باضِعٌ إِذا مَرَّ بشيء بضَعَه أَي قطَع منه بَضْعة وقيل يَبْضَعُ كلَّ شيء يقطَعُه وقال مِثْلِ قُدامى النَّسْرِ ما مَسَّ بضَعْ وقول أَوْس بن حَجَر يصف قوساً ومَبْضُوعة منْ رأْسِ فَرْعٍ شَظِيّة يعني قَوساً بضَعها أَي قطعَها والباضِعُ في الإِبل مثل الدَّلاَّل في الدُّور
( * أَي انها تحمل بضائع القوم وتجلبها ) والباضِعةُ من الشِّجاج التي تَقْطع الجلد وتَشُقُّ اللحم تَبْضَعُه بعد الجلد وتُدْمِي إِلا أَنه لا يسيل الدم فإِن سال فهي الدَّامِيةُ وبعد الباضِعة المُتلاحِمةُ وقد ذكرت الباضعة في الحديث وبَضَعْتُ الجُرْحَ شَقَقْتُه والمِبْضَعُ المِشْرَطُ وهو ما يُبْضَعُ به العِرْق والأَدِيم وبَضَعَ من الماء وبه يَبْضَعُ بُضُوعاً وبَضْعاً رَوِيَ وامْتلأ وأَبْضَعني الماءُ أَرْواني وفي المثل حتى متى تَكْرَعُ ولا تَبْضَعُ ؟ وربما قالوا سأَلني فلان عن مسأَلة فأَبْضَعْتُه إِذا شَفَيْتَه وإِذا شرب حتى يَرْوى قال بضَعْت أَبْضَع وماء باضِعٌ وبَضِيع نَمِير وأَبْضَعه بالكلام وبَضَعَه به بَيَّن له ما يُنازِعُه حتى يَشْتَفِيَ كائناً ما كان وبَضع هو يَبْضَعُ بُضُوعاً فَهِمَ وبضَعَ الكلامَ فانْبَضَعَ بيّنَه فتبيَّن وبَضَع من صاحبه يَبْضَع بُضوعاً إذا أَمره بشيء فلم يأْتَمِرْ له فسَئِمَ أَن يأْمره بشيء أَيضاً تقول منه بضعت من فلان قال الجوهري وربما قالوا بضعت من فلان إِذا سَئمْت منه وهو على التشبيه والبُضْعُ النّكاح عن ابن السكيت والمُباضَعةُ المُجامَعةُ وهي البِضاعُ وفي المثل كمُعَلِّمة أُمَّها البِضاع ويقال ملَك فلان بُضْع فلانة إِذا ملَكَ عُقْدة نكاحها وهو كناية عن موضع الغِشْيان وابْتَضَعَ فلان وبضع إِذا تزوّج والمُباضعة المُباشرة ومنه الحديث وبُضْعهُ أَهلَه صَدقةٌ أَي مُباشَرته وورد في حديث أَبي ذر رضي الله عنه وبَضِيعَتُه أَهلَه صدقةٌ وهو منه أَيضاً وبَضَع المرأَةَ بَضْعاً وباضَعها مُباضعة وبِضاعاً جامَعَها والاسم البُضْع وجمعه بُضوع قال عمرو بن معديكرب وفي كَعْبٍ وإِخْوتِها كِلابٍ سَوامي الطَّرْفِ غالِيةُ البُضوعِ سَوامي الطرف أَي مُتأَبِّياتٌ مُعْتزَّاتٌ وقوله غاليةُ البضوع كنى بذلك عن المُهور اللواتي يُوصَل بها إِليهن وقال آخر عَلاه بضَرْبةٍ بَعَثَتْ بِلَيْلٍ نوائحَه وأَرْخَصَتِ البُضُوعا والبُضْعُ مَهْرُ المرأَة والبُضْع الطلاق والبُضْع مِلْك الوَلِيّ للمرأَة قال الأَزهري واختلف الناس في البُضع فقال قوم هو الفَرج وقال قوم هو الجِماع وقد قيل هو عَقْد النكاح وفي الحديث عَتَقَ بُضْعُكِ فاخْتارِي أَي صار فرجُك بالعِتق حُرّاً فاختارِي الثَّباتَ على زوجك أَو مُفارَقَته وفي الحديث عن أَبي أُمامةَ أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمر بلالاً فنادَى في الناس يوم صَبَّحَ خَيْبَر أَلا مَن أَصاب حُبْلى فلا يَقْرَبَنَّها فإِنَّ البُضْعَ يَزيد في السمع والبصَر أَي الجماع قال الأَزهري هذا مثل قوله لا يَسقِي ماؤه زرعَ غيره قال ومنه قول عائشةَ في الحديث وله حَصَّنَنِي ربّي من كل بُضْع تَعْني النّبي صلى الله عليه وسلم من كل بُضع من كل نكاح وكان تزوّجها بِكْراً من بين نسائه وأَبْضَعَت المرأَةَ إِذا زوّجتها مثل أَنكحْت وفي الحديث تُسْتأْمَرُ النساء في إِبْضاعِهن أَي في إِنكاحهنَّ قال ابن الأَثير الاسْتِبْضاع نوع من نكاح الجاهلية وهو اسْتِفْعال من البُضع الجماع وذلك أَن تطلب المرأَةُ جِماع الرجل لتنال منه الولد فقط كان الرجل منهم يقول لأَمَته أَو امرأَته أَرسلي إِلى فلان فاسْتَبْضِعي منه ويعتزلها فلا يمَسُّها حتى يتبينَ حملها من ذلك الرجل وإِنما يفعل ذلك رَغْبة في نَجابة الولد ومنه الحديث أَن عبد الله أَبا النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بامرأَة فدعته إِلى أَن يَسْتَبْضِعَ منها وفي حديث خَدِيجةَ رضي الله عنها لما تزوجها النبي صلى الله عليها وسلم دخل عليها عمرو بن أُسيد فلما رآه قال هذا البُضع لا يُقرَعُ أَنفه يريد هذا الكُفْءُ الذي لا يُرَدّ نِكاحه ولا يُرْغَب عنه وأَصل ذلك في الإِبل أَنَّ الفَحل الهَجين إِذا أَراد أَن يضرب كرائم الإِبل قَرَعُوا أَنفه بعصاً أَو غيرها ليَرْتَدّ عنها ويتركها والبِضاعةُ القِطْعة من المال وقيل اليسير منه والبضاعة ما حَمَّلْتَ آخَرَ بَيْعَه وإِدارَتَه والبِضاعةُ طائفةٌ من مالك تَبْعَثُها للتجارة وأَبْضعه البِضاعَة أَعطاه إِيّاها وابْتَضَع منه أَخذ والاسم البِضاعُ كالقِراض وأَبْضَع الشيء واسْتَبْضعه جعله بِضاعَتَه وفي المثل كمُسْتَبْضِع التمر إِلى هَجَرَ وذلك أَنَّ هجر معدِنُ التمر قال خارجة بن ضِرارٍ فإِنَّكَ واسْتِبْضاعَكَ الشِّعْرَ نَحْونَا كمَسْتَبْضِعٍ تَمْراً إِلى أَهْلِ خَيْبَرا وإِنما عُدِّي بإِلى لأَنه في معنى حامل وفي التنزيل وجئنا ببِضاعةٍ مُزْجاةٍ البِضاعة السِّلْعةُ وأَصلها القِطْعة من المال الذي يُتَّجَر فيه وأصلها من البَضْع وهو القَطْع وقيل البِضاعة جُزء من أَجزاء المال وتقول هو شَرِيكي وبَضِيعي وهم شُركائي وبُضعائي وتقول أبْضَعْت بِضاعة للبيع كائنة ما كانت وفي الحديث المدِينةُ كالكِير تَنْفِي خَبَثَها وتُبْضِعُ طِيبَها ذكره الزمخشري وقال هو من أَبْضَعْتُه بِضاعةً إِذا دفعتها إِليه يعني أَنّ المدينة تُعطِي طِيبَها ساكِنيها والمشهور تَنْصع بالنون والصاد وقد روي بالضاد والخاء المعجمتين وبالحاء المهملة من النَّضْخ والنَّضْح وهو رش الماء والبَضْع والبِضْعُ بالفتح والكسر ما بين الثلاث إِلى العشر وبالهاء من الثلاثة إِلى العشرة يضاف إِلى ما تضاف إِليه الآحاد لأَنه قِطْعة من العدد كقوله تعالى في بِضْعِ سنين وتُبنى مع العشرة كما تُبنى سائر الآحاد وذلك من ثلاثة إِلى تسعة فيقال بِضْعةَ عَشرَ رجُلاً وبضْع عشْرةَ جارية قال ابن سيده ولم نسمع بضعة عشر ولا بضع عشرة ولا يمتنع ذلك وقيل البضع من الثلاث إِلى التسع وقيل من أَربع إِلى تسع وفي التنزيل فلَبث في السجْنِ بِضْع سنين قال الفراء البِضْع ما بين الثلاثة إِلى ما دون العشرة وقال شمر البضع لا يكون أَقل من ثلاثة ولا أَكثر من عشرة وقال أَبو زيد أَقمت عنده بِضْع سنين وقال بعضهم بَضْع سنين وقال أَبو عبيدة البِضع ما لم يبلغ العِقْد ولا نصفه يريد ما بين الواحد إِلى أَربعة ويقال البضع سبعة وإِذا جاوزت لفظ العشر ذهب البضع لا تقول بضع وعشرون وقال أَبو زيد يقال له بضع وعشرون رجلاً وله بضع وعشرون امرأَة قال ابن بري وحكي عن الفراء في قوله بضع سنين أَن البضع لا يُذْكر إِلا مع العشر والعشرين إِلى التسعين ولا يقال فيما بعد ذلك يعني أَنه يقال مائة ونَيِّف وأَنشد أَبو تَمّام في باب الهِجاء من الحَماسة لبعض العرب أَقولُ حِين أَرَى كَعْباً ولِحْيَتَه لا بارك الله في بِضْعٍ وسِتِّينِ من السِّنين تَمَلاَّها بلا حَسَبٍ ولا حَياءٍ ولا قَدْرٍ ولا دِينِ وقد جاء في الحديث بِضْعاً وثلاثين ملَكاً وفي الحديث صلاةُ الجماعةِ تَفْضُل صلاةَ الواحد بِبِضْع وعشرين دَرجةً ومرَّ بِضْعٌ من الليل أَي وقت عن اللحيانب والباضعةُ قِطعة من الغنم انقطعت عنها تقول فِرْقٌ بَواضِعُ وتَبَضَّع الشيءُ سالَ يقال جَبْهَتُه تَبْضَع وتَتَبَضَّع أَي تَسِيل عرقاً وأَنشد لأَبي ذؤيب تأْبَى بِدِرَّتِها إِذا اسْتُغْضِبَت إِلاَّ الحَمِيمَ فإِنه يَتَبَضَّعُ
( * راجع هذا البيت وشرحه في أول هذه المادة )
يَتبضَّع يَتفتَّحُ بالعَرَق ويَسِيلُ مُتقطِّعاً وكان أَبو ذؤيب لا يُجِيد في وصْفِ الخيل وظنّ أَنَّ هذا مما توصف به قال ابن بري يقول تأْبَى هذه الفرس أَن تَدِرَّ لك بما عندها من جَرْي إِذا اسْتَغْضَبْتها لأَن الفرس الجَوادَ إِذا أَعطاك ما عنده من الجرْي عَفْواً فأَكرهْته على الزيادة حملته عزّة النفْس على ترك العَدْو يقول هذه تأْبى بدرَّتها عند إِكْراهها ولا تأْبى العَرَق ووقع في نسخة ابن القطّاع إِذا ما استُضْغِبت وفسره بفُزِّعَت لأَن الضاغب هو الذي يَخْتَبِئُ في الخَمَرِ ليُفَزِّعَ بمثل صوت الأَسد والضُّغابُ صوت الأَرْنب والبَضِيعُ العَرَقُ والبَضيعُ البحر والبَضِيعُ الجَزِيرةُ في البحر وقد غلب على بعضها قال ساعدة ابن جُؤَيّةَ الهذلي سادٍ تَجرَّمَ في البَضِيعِ ثَمانِياً يَلْوي بعَيْقاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ
( * قوله « يجنب » هو بصيغة المبني للمفعول وتقدم ضبطه في مادة سأد بفتح الياء )
ساد مقلوب من الإِسْآدِ وهو سَيْرُ الليل تجَرَّمَ في البَضِيعِ أَي أَقام في الجزيرة وقيل تجرَّم أَي قَطعَ ثماني ليال لا يَبْرَح مكانَه ويقال للذي يُصْبح حيث أَمْسى ولم يبرح مكانه سادٍ وأَصله من السُّدَى وهو المُهْمَلُ وهذا الصحيح والعَيْقةُ ساحل البحر يَلْوِي بَعيقات أَي يذهب بما في ساحل البحر ويُجْنَبُ أَي تَصِيبه الجَنُوب وقال القتيبي في قول أَبي خِراش الهذلي فلمّا رأَيْنَ الشمْسَ صارت كأَنها فُوَيْقَ البَضِيعِ في الشُّعاعِ خَمِيلُ قال البَضِيعُ جزيرة من جزائر البحر يقول لما همَّت بالمَغِيب رأَينَ شُعاعَها مثل الخَمِيلِ وهو القَطِيفة والبُضَيعُ مصغَّر مكان في البحر وهو في شعر حسّان بن ثابت في قوله أَسَأَلْتَ رَسْمَ الدارِ أَمْ لم تَسْأَلِ بَيْنَ الخَوابي فالبُضَيْعِ فحَوْمَلِ قال الأَثرم وقيل هو البُصَيْعُ بالصاد غير المعجمة قال الأَزهري وقد رأَيته وهو جبل قصير أَسود على تلّ بأَرض البلسةِ فيما بين سيل وذات الصَّنَمين بالشام من كُورة دِمَشْق وقيل هو اسم موضع ولم يُعَيَّنْ والبَضِيعُ والبُضَيْعُ وباضِعٌ مواضِعُ وبئر بُضاعة التي في الحديث تكسر وتضم وفي الحديث أَنه سئل عن بئر بُضاعة قال هي بئر معروفة بالمدينة والمحفوظ ضم الباء وأَجاز بعضهم كسرها وحكي بالصاد المهملة وفي الحديث ذكر أَبْضَعة وهو مَلِك من كِنْدةَ بوزن أَرْنَبة وقيل هو بالصاد المهملة وقال البشتي مررت بالقوم أَجمعين أَبضعين بالضاد قال الأَزهري وهذا تصحيف واضح قال أَبو الهيثم الرازي العرب تُوَكِّد الكلمة بأَربعة توَاكِيدَ فتقول مررت بالقوم أَجمعين أَكتعين أَبصعين أَبتعين بالصاد وكذلك روي عن ابن الأَعرابي قال وهو مأْخوذ من البَصْع وهو الجمْع
بعع
البَعاعُ الجَهازُ والمَتاعُ أَلقى بَعَعَه وبَعاعَه أَي ثِقَلَه ونفْسَه وقيل بَعاعُه مَتاعُه وجَهازُه والبَعاعُ ثِقَلُ السحاب من الماء أَلقتِ السحابةُ بَعاعَها أَي ماءَها وثِقَلَ مطرِها قال امرؤُ القيس وأَلقَى بصَحْراء الغَبِيطِ بَعاعَه نُزولَ اليَماني ذي العِيابِ المُخَوَّلِ وبَعَّ السحابُ يَبِعُّ بَعًّا وبَعاعاً أَلَحَّ بِمَطَرِه وبَعَّ المطرُ من السحابِ خرج والبَعاعُ ما بعَّ من المطر قال ابن مقبل يذكر الغيث فأَلقَى بشَرْجٍ والصَّرِيفِ بَعاعَه ثِقالٌ رَواياه مِن المُزْنِ دُلَّحُ والبَعْبَعُ صوت الماء المتَدارِكِ قال الأَزهري كأَنه أَراد حكاية صوته إِذا خرج من الإِناء ونحو ذلك وبَعَّ الماءَ بَعًّا إِذا صَبَّه ومنه الحديث أَخذها فبعَّها في البَطْحاء يعني الخمر صبَّها صبًّا والبَعاعُ شدَّة المطر ومنهم من يَرويها بالثاء المثلثة من ثَعَّ يَثِعُّ إِذا تَقَيَّأَ أَي قذَفَها في البَطْحاء ومنه حديث عليّ رضي الله عنه أَلقت السحابُ بَعاعَ ما استقَلَّت به من الحِمْل ويقال أَتيته في عَبْعَبِ شبابه وبَعْبَعِ شبابه وعِهِبَّى شبابه وأَخرجت الأَرض بَعاعَها إِذا أَنبتت أَنواع العُشب أَيام الربيع والبَعابِعَةُ الصَّعالِيكُ الذين لا مال لهم ولا ضَيْعةَ والبُعَّةُ من أَولاد الإِبل الذي يُولَدُ بين الرُّبَعِ والهُبَعِ والبَعْبَعةُ حكاية بعض الأَصوات وقيل هو تَتابُع الكلام في عَجَلةٍ
بقع
البَقَعُ والبُقْعةُ تَخالُفُ اللَّوْنِ وفي حديث أَبي موسى فأَمر لنا بذَوْذٍ بُقْعِ الذُّرَى أَي بيض الأَسنمة جمع أَبْقع وقيل الأَبقع ما خالَط بياضَه لونٌ آخر وغُراب أَبقع فيه سواد وبياض ومنهم من خص فقال في صدره بياض وفي الحديث أَنه أَمر بقتل خمس من الدوابّ وعَدَّ منها الغُرابَ الأَبْقَعَ وكَلْب أَبْقَع كذلك وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه يُوشِكُ أَن يَعْمَلَ عليكم بُقْعانُ أَهل الشام أَي خدَمُهم وعَبِيدُهم وممالِيكُهم شبَّههم لبَياضهم وحُمْرتهم أَو سوادهم بالشيء الأَبْقَع يعني بذلك الرُّوم والسُّودان وقال البَقْعاء التي اختلطَ بياضها وسوادها فلا يُدْرَى أَيُّهما أَكثر وقيل سُمُّوا بذلك لاختلاط أَلوانهم فإِنَّ الغالب عليها البياضُ والصُّفرة وقال أَبو عبيد أَراد البياض لأَنَّ خدم الشام إِنما هم الروم والصَّقالِية فسماهم بُقْعاناً للبياض ولهذا يقال للغراب أَبْقَعُ إِذا كان فيه بياض وهو أَخْبَثُ ما يكون من الغربان فصار مثلاً لكل خَبِيث وقال غير أَبي عبيد أَراد البياض والصفرة وقيل لهم بُقعان لاختلاف أَلوانهم وتَناسُلِهم من جنسين وقال القُتَيْبي البقعان الذين فيهم سواد وبياض ولا يقال لمن كان أَبيض من غير سواد يخالطه أَبْقع فكيف يَجعل الرومَ بقعاناً وهم بَيض خُلَّص ؟ قال وأُرَى أَبا هريرة أَراد أَن العرب تَنْكِحُ إِماءَ الرُّوم فتُستعْمَل عليكم أَولادُ الإِماء وهم من بَني العرب وهم سُود ومن بني الروم وهم بِيض ولم تكن العرب قبل ذلك تَنكِح الرُّوم إِنما كان إِماؤُها سُوداناً والعرب تقول أَتاني الأَسود والأَحمر يريدون العرب والعجم ولم يرد أَنَّ أَولاد الإِماء من العرب بُقْع كبُقْعِ الغِربانِ وأَراد أَنهم أَخذوا من سواد الآباء وبياض الأُمَّهات ابن الأَعرابي يقال للأَبرص الأَبقع والأَسْلَع والأَقْشَر والأَصْلَخ والأَعْرَم والمُلَمَّعُ والأَذْمَلُ والجمع بُقْع والبَقَعُ في الطير والكلاب بمنزلة البَلَقِ في الدوابّ وقول الأَخطل كُلُوا الضَّبَّ وابنَ العَيْرِ والباقِع الذي يَبِيتُ يَعُسُّ الليلَ بينَ المَقابِرِ قيل الباقِعُ الضَّبُع وقيل الغراب وقيل كَلب أَبْقع كلُّ ذلك قد قيل وقال ابن بري الباقِعُ الظَّرِبانُ وأَورد هذا البيتَ بيتَ الأَخطل وقالوا للضبع باقِع ويقال للغراب أَبْقع وجمعه بُقْعان لاختلاف لونه ويقال تَشاتَما فتَقاذَفا بما أَبقى ابن بُقَيْعٍ قال وابن بُقَيْع الكلب وما أَبقى من الجِيفة والأَبقعُ السَّرابُ لتلَوُّنه قال وأَبْقَع قد أَرَغْتُ به لِصَحْبي مَقِيلاً والمَطايا في بُراها وبَقَّع المطرُ في مواضع من الأَرض لم يَشْمَلْها وعام أَبْقَع بَقَّع فيه المطر وفي الأَرض بُقَع من نَبْت أَي نُبَذٌ حكاه أَبو حنيفة وأَرض بقِعة فيها بُقَع من الجَراد وأَرض بَقِعة نبتها مُتَقطع وسَنة بَقْعاء أَي مُجْدِبة ويقال فيها خِصْب وجَدْب وبُقِعَ الرجل إِذا رُميَ بكلام قَبِيح أَو بُهْتان وبُقِع بقَبِيح فُحِشَ عليه ويقال عليه خُرْءُ بِقاع وهو العَرَقُ يُصِيب الإِنسانَ فيَبْيَضُّ على جلده شبه لُمَعٍ أَبو زيد أَصابه خُرء بَقاعِ وبِقاعٍ وبِقاعَ يا فتى مصروف وغير مصروف وهو أَن يصيبه غبار وعرَقٌ فيبقى لُمَعٌ من ذلك على جسده قال وأَرادوا ببقاع أَرضاً وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه أَنه رأَى رجلاً مُبَقَّع الرجلين وقد توَضّأَ يريد به مواضع في رجليه لم يُصِبها الماء فحالف لونُها لونَ ما أَصابه الماء وفي حديث عائشة إِني لأَرى بُقَعَ الغسل في ثوبه جمع بُقْعة وإِذا انْتَضح الماء على بدن المُسْتَقِي من الرَّكيَّةِ على العَلَقِ فابتَلَّ مواضعُ من جسده قيل قد بَقَّعَ ومنه قيل للسُّقاة بُقْعٌ وأَنشد ابن الأَعرابي كُفُوا سَنِتِين بالأَسْيافِ بُقْعاً على تِلْكَ الجِفارِ مِنَ النَّفِيِّ السَّنِتُ الذي أَصابته السنة والنَّفِيُّ الماء الذي يَنْتضِحُ عليه البَقْعةُ والبُقْعةُ والضم أَعْلى قِطْعة من الأَرض على غير هيئة التي بجَنبها والجمع بُقَع وبِقاع والبَقيعُ موضع فيه أَرُوم شجر من ضُروب شَتَّى وبه سمى بَقِيع الغَرْقد وقد ورد في الحديث وهي مَقْبَرَةٌ بالمدينة والغَرْقَدُ شجر له شوك كان ينبت هناك فذهب وبقي الاسم لازماً للموضع والبَقِيعُ من الأَرض المكان المتسع ولا يسمَّى بَقِيعاً إِلا وفيه شجر وما أَدري أَين سَقَعَ وبَقَعَ أَي أَين ذهب كأَنه قال إِلى أَي بُقْعة من البقاع ذهب لا يُستعمل إِلا في الجَحْد وانْبَقَع فلان انْبِقاعاً إِذا ذهب مُسْرِعاً وعَدا قال ابن أَحمر كالثَّعْلَبِ الرَّائحِ المَمْطُورِ صُبْغَتُه شَلَّ الحَوامِلُ منه كيف يَنْبَقِعُ ؟ شلّ الحوامل منه دعاء عليه أَي تَشَلُّ قوائمه وتَبِعَتْهم الداهية أَصابَتْهم والباقِعة الداهيةُ والباقعة الرجل الداهية ورجل باقِعةٌ ذو دَهْيٍ ويقال ما فلان إِلاَّ باقِعةٌ من البَواقِع سمي باقعة لحُلوله بِقاعَ الأَرض وكثرة تَنْقِيبه في البلاد ومعرفته بها فشُبِّه الرجل البصير بالأُمور الكثيرُ البحث عنها المُجَرِّبُ لها به والهاء دخلت في نعت الرجل للمبالغة في صفته قالوا رجل داهيةٌ وعَلاَّمة ونسَّابة والباقعة الطائر الحَذِرُ إِذا شرب الماء نظر يَمْنَةً ويَسْرَة قال ابن الأَنباري في قولهم فلان باقِعةٌ معناه حَذِر مُحتال حاذق والباقِعة عند العرب الطائر الحَذِر المُحْتال الذي يشرب الماء من البقاع والبقاع مواضع يَسْتَنْقِعُ فيها الماء ولا يَرِدُ المَشارِعَ والمِياهَ المَحْضُورة خوفاً من أَن يُحْتالَ عليه فيُصاد ثم شُبِّه به كلُّ حَذِرٍ مُحْتال وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأَبي بكر رضي الله عنه لقد عَثَرْتَ من الأَعْرابِ على باقِعةٍ هو من ذلك وذكر الهَروِيّ أَن عليًّا رضي الله عنه هو القائل ذلك لأَبي بكر ومنه الحديث ففاتَحْتُه فإِذا هو باقِعةٌ أَي ذَكِيٌّ عارِفٌ لا يَفُوتُه شيء وجارية بُقَعةٌ كقُبَعة والبَقْعاء من الأَرض المَعزاء ذاتُ الحَصى الصِّغار وهارِبةُ البَقْعاء بَطن من العرب وبَقْعاء موضع مَعرِفة لا يدخلها الأَلف واللام وقيل بَقْعاء اسم بلد وفي التهذيب بَقْعاء قرية من قرى اليمامة ومنه قوله ولكنِّي أَتانِي أَنَّ يَحْيَى يُقالُ عليه في بَقْعاء شَرُّ وكان اتُّهِمَ بامرأَة تسكن هذه القرية وبَقْعاء المَسالِح موضع آخر ذكره ابن مقبل في شعره وفي الحديث ذكر بُقْعٍ بضم الباء وسكون القاف اسم بئر بالمدينة وموضع بالشام من ديار كَلْب به استقرّ طلْحةُ( * قوله « طلحة » كذا في الأصل هنا والنهاية أيضاً والذي في معجم ياقوت والقاموس طليحة بالتصغير بل ذكره المؤلف كذلك في مادة طلح ) بن خُوَيْلِد الأَسدِيُّ لما هرَبَ يومَ بُزاخةَ وقالوا يَجْرِي بُقَيْعٌ ويُذَمُّ عن ابن الأَعرابي والأَعرف بُلَيْق يقال هذا للرجل يُعِينُك بقليل ما يقدر عليه وهو على ذلك يُذَمُّ وابْتُقِعُ لونُه وانْتُقِع وامْتُقِع بمعنىً واحد وفي حديث الحَجاج رأَيت قوماً بُقْعاً قيل ما البُقْع ؟ قال رقَّعُوا ثيابهم من سوء الحال شبه الثياب المُرَقَّعة بلَوْن الأَبقع
بكع
البَكْعُ القطْع والضرب المُتتابع الشديد في مواضعَ متفرِّقة من الجسد ورجل أَبْكَعُ إِذا كان أَقطع أَورد الأَزهري هنا ما صورته قال ذو الرمة تَرَكْتُ لُصوصَ المِصْر من بين مُقْعَصٍ صَرِيعٍ ومَكْبُوع الكَراسِيعِ بارِك وكان قد استشهد بهذا البيت في ترجمة كبع ورأَيتُه على هذه الصُّورَة ويحتاجُ الى التَّثَبُّتِ في تسطيره هل هو مكبوع ووقع سهواً أَو هو مبكوع وغلط الناسخ فيه لأَن الترجمة متقاربة فجرى قلمه به لقرب عهده بكتابته على هذه الصورة في كبع وبَكَعَه بالسيف والعَصا وبَكَّعَه قطَّعَه وبكَّعَه وبَكَعَه بَكْعاً استقبله بما يكره وبَكَّته وفي حديث أَبي موسى قال له رجل ما قلت هذه الكلمة ولقد خَشِيتُ أَن تَبْكَعَني بها البَكْعُ والتبْكِيتُ أَن تَسْتَقْبِلَ الرجلَ بما يكره ومنه حديث أَبي بَكْرة ومعاوية رضي الله عنهما فبَكَعَه بها فَزُخَّ في أَقْفائنا والبَكْعُ الضرب بالسيف وفي حديث عمر رضي الله عنه فبكَعه بالسيف أَي ضرَبه ضَرْباً مُتتابعاً وقال شمر بَكَّعه تَبْكِيعاً إَذا واجَهه بالسيف والكلام قال ابن بري البكْعُ الجُملة يقال أَعطاهم المالَ بَكْعاً لا نُجوماً قال ومثله الجَلْفَزةُ وتميم تقول ما أَدري أَين بَكَعَ بمعنى أَين بَقَعَ
بلع
بَلِع الشيءَ بَلْعاً وابْتَلَعَه وتَبَلَّعه وسرَطَه سَرْطاً جَرَعَه عن ابن الأَعرابي وفي المثل لا يَصْلُح رفِيقاً مَن لم يَبْتَلِعْ رِيقاً والبُلْعةُ من الشراب كالجُرْعةِ والبَلُوع الشَّراب وبَلِعَ الطعامَ وابْتَلَعَه لم يَمْضَغْه وأَبْلَعَه غيره والمَبْلَعُ والبُلْعُم والبُلْعُومُ كلُّه مَجْرى الطعامِ وموضع الابْتِلاعِ من الحَلْق وإِن شئت قلت ان البُلْعُم والبُلْعُومَ رباعي ورجل بُلَعٌ ومِبْلَعٌ وبُلَعةٌ إِذا كان كثير الأَكل وقال ابن الأَعرابي البَوْلَعُ الكثير الأَكل والبالُوعة والبَلُّوعةُ لغتان بئر تحفر في وسط الدار ويُضَيَّقُ رأْسها يجري فيها المطر وفي الصحاح ثقب في وسط الدار والجمع البَلالِيعُ وبالُوعة لغة أَهل البصرة ورجل بَلْعٌ كأَنه يَبْتَلِعُ الكلام والبُلَعةُ سَمُّ البكرة وثَقْبها الذي في قامتها وجمعها بُلَعٌ وبَلَّع فيه الشيبُ تَبلِيعاً بدا وظهر وقيل كثُر ويقال ذلك للإِنسان أَوّل ما يظهر فيه الشيْب فأَما قول حسان لَمَّا رأَتْني أُمُّ عَمْروٍ صَدَفَت قد بَلَّعَت بي ذُرْأَةٌ فأَلْحَفَتْ فإِنما عدّاه بقوله بي لأَنه في معنى قد أَلمَّتْ أَو أَراد فيَّ فوضع بي مكانها للوزن حين لم يستقم له أَن يقول فيّ وتَبَلَّع فيه الشيْبُ كبَلَّع فهما لغتان عن ابن الأَعرابي وسَعْدُ بُلَعَ من منازل القمر وهما كوكبان مُتقارِبان مُعْترضان خفيّان زعموا أَنه طلع لما قال الله تعالى للأَرض يا أَرضُ ابْلَعِي ماءك ويقال إنه سمي بُلَغ لأَنه كأَنه لقرب صاحبه منه يكادُ يبْلَعُه يعني الكوكب الذي معه وبنو بُلَعَ بُطَيْنٌ من قُضاعة وبُلَع اسم موضع قال الراعي بل ما تذكّر من هِنْدٍ إِذا احْتَجَبَت بابْنَيْ عُوارٍ وأَمْسَى دُونَها بُلَعُ( * قوله « بل ما تذكر » في معجم ياقوت في غبر موضع ماذا تذكر )
والمُتَبَلِّع فرس مَزْيدةَ المُحاربي وبَلْعاء بن قيس رجل من كُبراء العرب وبَلْعاء فرس لبني سَدُوس وبَلْعاء أَيضاً فرس لأَبي ثَعْلبةَ قال ابن بري وبَلْعاء اسم فرس وكذلك المُتَبَلِّعُ
بلتع
البَلْتَعة التَّكَيُّس والتظَرُّف والمُتَبَلْتِع الذي يتَحَذْلَقُ في كلامه ويَتدهَّى ويتظرَّف ويتكيَّس وليس عنده شيء ورجُل بَلْتع ومُتَبلتِعٌ وبَلْتَعِيٌّ وبَلْتَعانيٌّ حاذق ظَريف متكلم والأُنثى بالهاء قال هُدْبة بن الخَشْرَم ولا تَنكِحِي إِن فَرَّقَ الدهرُ بينَنا أَغَمَّ القَفا والوجه ليس بأَنزعا ولا قُرْزُلاً وَسْطَ الرجالِ جُنادِفاً إِذا ما مشَى أَو قال قَوْلاً تَبَلْتَعا وقال ابن الأَعرابي التبَلْتُع إِعْجاب الرَّجلِ بنفْسِه وتصلُّفُه وأَنشد لراع يذُمّ نفسَه ويُعَجِّزُها ارْعَوْا فإِنَّ رِعْيَتي لن تَنْفَعا لا خيْرَ في الشَّيْخِ وإِن تَبَلْتَعا والبَلْتَعةُ من النساء السَّلِيطةُ المُشاتمة الكثيرةُ الكلامِ وذكره الأَزهري في الخماسي وبَلْتَعةُ اسم وأَبو بَلْتَعةَ كنية ومنه حاطِبُ بن أَبي بَلْتَعةَ
بلخع
بَلْخَع موضع
بلقع
مكان بَلْقَعٌ خالٍ وكذلك الأُنثى وقد وصف به الجمع فقيل دِيارٌ بَلْقَع قال جرير حَيُّوا المَنازِلَ واسأَلُوا أَطْلالَها هل يَرْجِعُ الخَبَرَ الدِّيارُ البَلْقَعُ ؟ كأَنه وضع الجميع موضع الواحد كما قرئ ثلثَمائة سِنِين وأَرض بَلاقِعُ جمعوا لأَنهم جعلوا كل جزء منها بَلْقَعاً قال العارِمُ يصف الذئب تَسَدَّى بلَيْلٍ يَبْتغِيني وصِبْيَتي ليأْكُلَني والأَرضُ قَفْرٌ بَلاقِعُ والبَلْقَعُ والبَلْقَعة الأَرض القَفْر التي لا شيء بها يقال منزل بَلْقع ودار بَلْقع بغير الهاء إِذا كان نعتاً فهو بغير هاء للذكر والأُنثى فإِن كان اسماً قلت انتهينا إِلى بَلْقعة مَلْساء قال وكذلك القفْر والبَلْقَعة الأَرض التي لا شجر بها تكون في الرمل وفي القِيعان يقال قاعٌ بَلقع وأَرض بلاقِعُ ويقال اليمين الفاجرة تَذَرُ الدّيار بَلاقِعَ وفي الحديث اليَمِينُ الكاذبةُ تدَع الدّيارَ بلاقع معنى بَلاقِعَ أَن يفتقر الحالف ويذهب ما في بيته من الخير والمال سِوى ما ذُخِر له في الآخرة من الإِثم وقيل هو أَن يفرّق الله شمله ويغير عليه ما أَولاه من نعمه والبلاقِعُ التي لا شيء فيها قال رؤبة فأَصبَحَت دارُهُمُ بَلاقِعا وفي الحديث فأَصبحت الأَرض منّي بَلاقِعَ قال ابن الأَثير وصفها بالجميع مبالغة كقولهم أَرضٌ سَباسِبُ وثوب أَخلاقٌ وامرأَة بَلْقَعٌ وبَلْقَعة خالية من كل خير وهو من ذلك وفي الحديث شرُّ النساء السَّلْفَعةُ البَلْقَعَةُ أَي الخالية من كل خير وابْلَنْقَعَ الشيء ظهر وخرج قال رؤبة فهْي تَشُقُّ الآلَ أَو تَبْلَنْقِعُ الأَزهري الابْلِنْقاع الانْفِراجُ وسهم بَلْقَعِيٌّ إِذا كان صافي النَّصل وكذلك سِنان بَلْقَعِيٌّ قال الطرمَّاح توَهَّنُ فيه المَضْرَحِيّةُ بعدَما مَضَتْ فيه أُذْنا بَلْقَعيٍّ وعامِل
بوع
الباعُ والبَوْعُ والبُوع مَسافةُ ما بين الكفَّيْن إِذا بسَطْتهما الأَخيرة هُذَلية قال أَبو ذؤيب فلو كان حَبْلاً من ثَمانِين قامةً وخمسين بُوعاً نالَها بالأَنامِل والجمع أَبْواعٌ وفي الحديث إِذا تقَرَّب العبدُ مِنّي بَوْعاً أَتيته هَرْولة البَوْعُ والباعُ سواء وهو قَدْر مَدِّ اليدين وما بينهما من البدن وهو ههنا مَثَلٌ لقُرْب أَلطاف الله من العبد إِذا تقرَّب إِليه بالإِخْلاصِ والطاعةِ وباعَ يَبُوع بَوْعاً بسَط باعَه وباعَ الحبْلَ يَبُوعُه بَوْعاً مدَّ يديه معه حتى صار باعاً وبُعْتُه وقيل هو مَدُّكَه بباعك كما تقول شَبَرْتُه من الشَّبْر والمعنيانِ مُتقاربان قال ذو الرمة يصف أَرضاً ومُسْتامة تُسْتامُ وهي رَخِيصةٌ تُباعُ بساحاتِ الأَيادي وتُمْسَحُ مَستامة يعني أَرضاً تَسُوم فيها الإِبل من السير لا من السَّوْم الذي هو البيع وتُباعُ أَي تَمُدُّ فيها الإِبل أَبواعَها وأَيدِيَها وتُمْسَحُ من المَسْحِ الذي هو القَطْع كقوله تعالى فَطَفِقَ مَسْحاً بالسُّوق والأَعناق أَي قَطَعَها والإِبل تَبُوع في سيرها وتُبَوِّعُ تَمُدُّ أَبواعَها وكذلك الظِّباء والبائعُ ولد الظبْيِ إِذا باعَ في مَشْيه صفة غالبة والجمع بُوعٌ وبوائعُ ومَرَّ يَبُوع ويتَبوَّع أَي يمُدّ باعَه ويملأُ ما بين خطْوه والباعُ السَّعةُ في المَكارم وقد قَصُر باعُه عن ذلك لم يسعه كلُّه على المثل ولا يُستعمل البَوْعُ هنا وباعَ بماله يَبُوعُ بسَط به باعَه قال الطرمَّاح لقد خِفْتُ أَن أَلقى المَنايا ولم أَنَلْ من المالِ ما أَسْمُو به وأَبُوعُ ورجل طويل الباعِ أَي الجسمِ وطويل الباعِ وقصيرُه في الكَرَم وهو على المثل ولا يقال قصير الباع في الجسم وجمل بَوّاع جسيم وربما عبر بالباء عن الشرَف والكرم قال العجاج إِذا الكِرامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ تَقَضِّيَ البازي إِذا البازِي كَسَرْ وقال حُجر بن خالد نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللحْمِ للباعِ والنَّدى وبعضُهُم تَغْلي بذَمٍّ مَناقِعُهْ وفي نسخة مَراجِلُه قال الأَزهري البَوْعُ والباعُ لغتان ولكنهم يسمون البوْع في الخلقة فأَما بسْطُ الباع في الكَرَم ونحوه فلا يقولون إِلا كريم الباع قال والبَوْعُ مصدر باع يَبُوعُ وهو بَسْطُ الباع في المشي والإِبل تَبُوع في سيرها وقال بعض أَهل العربية إِنَّ رِباعَ بني فلان قد بِعْنَ من البيْع وقد بُعْنَ من البَوْع فضموا الباء في البوْع وكسروها في البيْع للفرق بين الفاعل والمفعول أَلا ترى أَنك تقول رأَيت إِماء بِعْنَ مَتاعاً إِذا كنَّ بائعاتٍ ثم تقول رأَيت إماء بُعْنَ إِذا كنَّ مَبِيعات ؟ فإِنما بُيِّن الفاعل من المفعول باختلاف الحركات وكذلك من البَوْع قال الأَزهري ومن العرب من يُجري ذوات الياء على الكسر وذوات الواو على الضم سمعت العرب تقول صِفْنا بمكان كذا وكذا أَي أَقمنا به في الصيف وصِفْنا أَيضاً أَي أَصابَنا مطرُ الصيف فلم يَفْرُقُوا بين فِعْل الفاعِلين والمَفْعولِين وقال الأَصمعي قال أَبو عمرو بن العلاء سمعت ذا الرمة يقول ما رأَيت أَفصح من أَمةِ آل فلان قلت لها كيف كان المطر عندكم ؟ فقالت غِثْنا ما شئنا رواه هكذا بالكسر وروى ابن هانئ عن أَبي زيد قال يقال للإِماء قد بِعْنَ أَشَمُّوا الباء شيئاً من الرفع وكذلك الخيل قد قدْنَ والنساء قد عدْنَ من مرضهن أَشَمُّوا كل هذا شيئاً من الرفع نحو قد قيل ذلك وبعضهم يقول قُولَ وباعَ الفرَسُ في جَرْيه أَي أَبعد الخَطْو وكذلك الناقة ومنه قول بِشْر بن أَبي خازم فَعَدَّ طِلابها وتَسَلَّ عنها بحَرْفٍ قد تُغِيرُ إِذا تَبُوعُ ويروى فَدَعْ هِنْداً وسَلِّ النفس عنها وقال اللحياني يقال والله لا تَبْلُغون تَبَوُّعَه أَي لا تَلْحَقون شأْوَهُ وأَصله طُولُ خُطاه يقال باعَ وانْباعَ وتبوَّعَ وانْباعَ العَرقُ سال وقال عنترة يَنْباعُ من ذِفْرى غَضُوبٍ جَسْرةٍ زَيّافةٍ مثل الفَنِيقِ المُكْدَمِ( * قوله « المكدم » كذا هو بالدال في الأصل هنا وفي نسخ الصحاح في مادة زيف وشرح الزوزني للمعلقات أيضاً وقال قد كدمته الفحول وأورده المؤلف في مادة نبع مقرم بالقاف والراء وتقدّم لنا في مادة زيف مكرم بالراء وهو بمعنى المقرم )
قال أَحمد بن عبيد يَنْباعُ يَنْفَعِلُ من باع يبوع إِذا جرى جَرْياً ليِّناً وتثَنَّى وتلَوَّى قال وإِنما يصف الشاعر عرَق الناقة وأَنه يتلوى في هذا الموضع وأَصله يَنْبَوِعُ فصارت الواو أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها قال وقول أَكثر أَهل اللغة أَنَّ يَنْباع كان في الأَصل يَنْبَعُ فوُصِل فتحة الباء بالأَلف وكلّ راشح مُنْباعٌ وانْباع الرجلُ وثَب بعد سكون وانْباعَ سَطا وقال اللحياني وانْباعت الحَيَّة إِذا بسطت نفسها بعد تَحَوِّيها لتُساوِرَ وقال الشاعر ثُمَّتَ يَنْباعُ انْبِياع الشُّجاعْ ومن أَمثال العرب مُطْرِقٌ
( * قوله « ومن أمثال العرب مطرق إلخ » عبارة القاموس مخرنبق لينباع أي مطرق ليثب ويروي لينباق أي ليأتي بالبائقة للداهية ) ليَنْباعَ يضرب مثلاً للرجل إِذا أَضَبَّ على داهيةٍ وقول صخر الهذلي لَفاتَحَ البَيْعَ يومَ رُؤيتها وكان قَبْلُ انْبِياعُه لَكِدُ قال انْبِياعُه مُسامَحَتُه بالبيْع يقال قد انْباع لي إِذا سامَحَ في البيع وأَجاب إِليه وإِن لم يُسامِحْ قال الأَزهري لا يَنْباعُ وقيل البيْع والانْبِياعُ الانْبِساطُ وفاتَح أَي كاشَف يصف امرأَة حَسْناء يقول لو تعرَّضَت لراهب تلبَّد شعره لانْبَسَطَ إِليها واللَّكِدُ العَسِرُ وقبله والله لو أَسْمَعَتْ مَقالَتَها شَيْخاً من الزُّبِّ رأْسُه لَبِدُ لَفاتَح البيعَ أَي لَكاشَف الانْبساط إِليها ولَفَرَّج الخَطْو إِليها قال الأَزهري هكذا فسر في شعر الهذليين ابن الأَعرابي يقال بُعْ بُعْ إِذا أَمرته بمد باعَيْه في طاعة الله ومثل مُخْرَنْبِقٌ ليَنْباعَ أَي ساكت ليَثِبَ أَو ليَسْطو وانْباعَ الشُّجاعُ من الصفِّ برَز عن الفارسي وعليه وُجِّه قوله يَنْباعُ من ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرةٍ زيّافةٍ مثل الفَنِيقِ المُكْدَمِ لا على الإِشباع كما ذهب إِليه غيره