كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور
سنتب
أَبو عمرو السَّنْتَبةُ الغِيبةُ المُحْكَمةُ
سندب
جَمَلٌ سِنْدَأْبٌ شديدٌ صُلْب وشكَّ فيه ابن دريد
سنطب
السَّنْطَبةُ طُولٌ مُضْطَرِبٌ التهذيب والسِّنْطابُ مِطْرَقةُ الحَدَّادِ واللّه تعالى أَعلم
سهب
السَّهْبُ والمُسْهَبُ والمُسْهِبُ الشديدُ الجَرْيِ البَطِيءُ العَرَقِ من الخَيْل قال أَبو داودوقد أَغْدُو بِطِرْفٍ هَيْ ... كَلٍ ذِي مَيْعَةٍ سَهْبِ
والسَّهْبُ الفرسُ الواسعُ الجَرْيِ وأَسْهَبَ الفرسُ اتَّسَعَ في الجَرْي وسَبَقَ والمُسْهِبُ والمُسْهَبُ الكثيرُ الكلامِ قال الجعْدِيُّ غَيْرُ عَيِيٍّ ولا مُسْهِب ويروى مُسْهَب قال وقد اختُلف في هذه الكلمة فقال أَبو زيد المُسْهِبُ الكثير الكلام وقال ابن الأَعرابي أَسْهَب الرجلُ أَكثرَ الكلام فهو مُسْهَب بفتح الهاءِ ولا يقال بكسرها وهو نادر قال ابن بري قال أَبو علي البغدادي رجل مُسْهَبٌ بالفتح إِذا أَكثر الكلام في الخطإِ فإِن كان ذلك في صواب فهو مُسْهِبٌ بالكسر لا غير ومما جاءَ فيه أَفْعَلَ فهو مُفْعَلٌ أَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ وأَلْفَجَ فهو مُلْفَجٌ إِذا أَفْلَس وأَحْصَنَ فهو مُحْصَنٌ وفي حديث الرُّؤْيا أَكَلُوا وشَرِبُوا وأَسْهَبُوا أَي أَكثَروا وأَمْعَنُوا أَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ بفتح الهاءِ إِذا أَمْعَنَ في الشيءِ وأَطال وهو من ذلك وفي حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما قيل له ادْعُ اللّهَ لنا فقال أَكْرَه أَن أَكونَ من المُسْهَبِين بفتح الهاءِ أَي الكَثِيري الكلام وأَصله من السَّهْب [ ص 476 ] وهو الأَرضُ الواسِعةُ ويُجمع على سُهُبٍ وفي حديث علي رضي اللّه عنه وفرَّقَها بسُهُبِ بِيدِها وفي الحديث أَنه بعث خيلاً فأَسْهَبَتْ شَهْراً أَي أَمْعَنَتْ في سَيْرِها والمُسْهِبُ والمُسْهَبُ الذي لا تَنْتَهِي نَفْسُه عن شيءٍ طَمَعاً وشَرَهاً ورَجل مُسْهَبٌ ذاهِبُ العَقْلِ من لَدْغِ حَيَّةٍ أَو عَقْرَبٍ تقول منه أُسْهِبَ على ما لم يُسمَّ فاعله وقيل هو الذي يَهْذي من خَرَفٍ والتَّسْهِيبُ ذَهابُ العقل والفعلُ منه مُماتٌ قال ابن هَرْمةَ
أَمْ لا تَذَكَّرُ سَلْمَى وهْيَ نازِحةٌ ... إِلاَّ اعْتَراكَ جَوَى سُقْمٍ وتَسْهِيبِ
وفي حديث علي رضي اللّه عنه وضُرِبَ على قَلْبِه بالإِسْهابِ قيل هو ذَهابُ العقل ورجُل مُسْهَبُ الجسْمِ إِذا ذَهَبَ جِسْمُهُ مِن حُبٍّ عن يعقوب وحكى اللحياني رجل مُسْهَبُ العقل بالفتح ومُسْهَمٌ على البدل قال وكذلك الجسْم إِذا ذَهَبَ مِن شِدّةِ الحُبِّ وقال أَبو حاتم أُسْهِبَ السَّلِيمُ إِسْهاباً فهو مُسْهَبٌ إِذا ذهب عَقْلُه وعاشَ وأَنشد فباتَ شَبْعانَ وبات مُسْهَبَا وأَسْهَبْتُ الدَّابَّةَ إِسْهاباً إِذا أَهْمَلْتَها تَرْعَى فهي مُسْهَبةٌ قال طفيل الغنوي
نَزائِعَ مَقْذُوفاً على سَرَواتِها ... بِما لَمْ تُخالِسْها الغُزاةُ وتُسْهَبُ
أَي قد أُعْفِيَتْ حتى حَمَلَتِ الشَّحْمَ على سَرَواتِها قال بعضهم ومن هذا قيل للمِكْثارِ مُسْهَبٌ كأَنه تُرِكَ والكلام يتكلم بما شاءَ كأَنه وُسِّعَ عليه أَن يقول ما شاءَ وقال الليث إِذا أَعْطَى الرجلُ فأَكثرَ قيل قد أَسْهَبَ ومَكانٌ مُسْهِبٌ لا يَمْنَع الماءَ ولا يُمْسِكُه والمُسْهَبُ المُتَغَيِّرُ اللَّوْنِ مِن حُبٍّ أَو فَزَعٍ أَو مَرَضٍ والسُّهْبُ مِن الأَرضِ المُسْتَوي في سُهُولَةٍ والجمع سُهُوبٌ والسَّهْبُ الفَلاةُ وقيل سُهُوبُ الفَلاةِ نَواحِيها التي لا مَسْلَكَ فيها والسَّهْبُ ما بَعُدَ من الأَرضِ واسْتَوَى في طُمَأْنِينَةٍ وهي أَجْوافُ الأَرضِ وطُمَأْنِينَتُها الشيءَ القَلِيلَ تَقُودُ الليلةَ واليومَ ونحو ذلك وهو بُطُونُ الأَرضِ تكون في الصَّحارِي والمُتُونِ وربما تَسِيلُ وربما لا تَسِيلُ لأَنَّ فيها غِلَظاً وسُهُولاً تُنْبِتُ نَباتاً كثيراً وفيها خَطَراتٌ مِنْ شَجَرٍ أَي أَماكِنُ فيها شَجَرٌ وأَماكِنُ لا شجر فيها وقيل السُّهُوبُ المُسْتَوِيَةُ البَعِيدَةُ وقال أَبو عمرو السُّهُوبُ الواسِعةُ من الأَرضِ قال الكميت
أَبارِقُ إِن يَضْغَمْكُمُ اللَّيْثُ ضَغْمةً ... يَدَعْ بارِقاً مِثْلَ اليَبابِ مِنَ السَّهْبِ
وبِئْرٌ سَهْبةٌ بَعِيدَةُ القَعْر يخرج منها الريحُ ومُسْهَبةٌ أَيضاً بفتح الهاءِ والمُسْهَبةُ من الآبارِ التي يَغْلِبُكَ سِهْبَتُها حتى لا تَقْدِرَ على الماءِ وتُسْهِلَ وقال شمر المُسْهَبةُ من الرَّكايا التي يَحْفِرُونَها حتى يَبْلُغوا تُراباً مائقاً فيَغْلِبُهم [ ص 477 ] تَهَيُّلاً فيَدَعُونَها الكسائي بئر مُسْهَبةٌ التي لا يُدْرَكُ قَعْرُها وماؤُها وأَسْهَبَ القومُ حَفَروا فهَجَمُوا على الرَّمْلِ أَو الرِّيحِ قال الأَزهري وإِذا حَفَر القومُ فَهَجَمُوا على الرِّيحِ وأَخْلَفَهُم الماءُ قيل أَسْهَبُوا وأَنشد في وصْفِ بِئر كثيرة الماءِ
حَوْضٌ طَوِيٌّ نِيلَ من إِسْهابِها ... يَعْتَلِجُ الآذِيُّ مِنْ حَبابِها
قال وهي المُسْهَبةُ حُفِرت حتى بَلَغَتْ عَيْلَم الماءِ أَلا ترى أَنه قال نِيلَ مِن أَعْمَقِ قَعْرِها وإِذا بَلغَ حافِرُ البئرِ إِلى الرَّمْل قيل أَسْهَبَ وحَفَر القومُ حتى أَسْهَبُوا أَي بَلَغُوا الرَّمْل ولم يَخْرُجِ الماءُ ولم يُصِيبوا خيراً هذه عن اللحياني والمُسْهِبُ الغالب المُكْثِرُ في عَطائِه ومَضى سَهْبٌ من الليل أَي وَقْتٌ والسَّهْباءُ بِئر لبني سعد وهي أَيضاً رَوْضةٌ مَعْرُوفة مَخْصوصة بهذا الاسم قال الأَزهري ورَوْضةٌ بالصَّمَّان تسمى السَّهْباءَ والسَّهْبى مفازةٌ قال جرير
سارُوا إِليكَ مِنَ السَّهْبى ودُونَهُمُ ... فَيْجانُ فالحَزْنُ فالصَّمَّانُ فالوَكَفُ
والوَكَفُ لبني يَرْبُوعٍ
سوب
النهاية لابن الأَثير في حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما ذكْرُ السُّوبِيةِ وهي بضم السين وكسر الباءِ الموحدة وبعدها ياءٌ تحتها نقطتان نَبِيذٌ معروف يُتَّخذ من الحِنْطة وكثيراً ما يَشْرَبُه أَهلُ مِصر
سيب
السَّيْبُ العَطاءُ والعُرْفُ والنافِلةُ وفي حديث الاستسقاءِ واجْعَلْه سَيْباً نافِعاً أَي عَطاءً ويجوز أَن يريد مَطَراً سائباً أَي جارياً والسُّيُوبُ الرِّكاز لأَنها من سَيْبِ اللّهِ وعطائه وقال ثعلب هي المَعادِنُ وفي كتابه لوائلِ بن حُجْرٍ وفي السُّيُوبِ الخُمُسُ قال أَبو عبيد السُّيُوبُ الرِّكازُ قال ولا أُراه أُخِذَ إِلا من السَّيبِ وهو العطاءُ وأَنشدفما أَنا منْ رَيْبِ المَنُونِ بجُبَّإٍ ... وما أَنا مِنْ سَيْبِ الإِلهِ بآيِسِ
وقال أَبو سعيد السُّيُوبُ عُروق من الذهب والفضة تَسِيبُ في المَعْدِن أَي تَتكون فيه ( 1 )
( 1 قوله « أي تتكون إلخ » عبارة التهذيب أي تجري فيه إلخ ) وتَظْهَر سميت سُيوباً لانْسِيابِها في الأَرض قال الزمخشري السُّيُوبُ جمع سَيْبٍ يريد به المالَ المدفون في الجاهلية أَو المَعْدِن لأَنه من فضلِ اللّه وعَطائه لمن أَصابَه وسَيْبُ الفرَس شَعَرُ ذَنَبِه والسَّيْبُ مُرديُّ السَّفينة والسَّيْبُ مصدر ساب الماءُ يَسِيبُ سَيْباً جَرى والسِّيبُ مَجْرَى الماءِ وجَمْعُه سُيُوبٌ وسابَ يَسِيبُ مشى مُسرِعاً وسابَتِ الحَيَّةُ تَسِيبُ إِذا مَضَتْ مُسْرِعةً أَنشد ثعلب
أَتَذْهَبُ سَلْمَى في اللِّمامِ فلا تُرَى ... وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثُ شاءَ يَسِيبُ ؟
وكذلك انْسابَتْ تَنْسابُ وسابَ الأَفْعَى وانْسابَ إِذا خرَج من مَكْمَنِه وفي الحديث [ ص 478 ] أَن رَجلاً شَرِبَ من سِقاءٍ فانْسابَتْ في بَطنِه حَيَّةٌ فَنُهِيَ عن الشُّرْبِ من فَمِ السِّقاءِ أَي دخَلَتْ وجَرَتْ مع جَرَيانِ الماءِ يقال سابَ الماءُ وانْسابَ إِذا جرَى وانْسابَ فلان نحوكُم رجَعَ وسَيَّبَ الشيءَ تركَه وسَيَّبَ الدَّابَّةَ أَو الناقةَ أَو الشيءَ تركَه يَسِيبُ حيث شاءَ وكلُّ دابَّةٍ تركْتَها وسَوْمَها فهي سائبةٌ والسائبةُ العَبْدُ يُعْتَقُ على أَن لا وَلاءَ له والسائبةُ البعيرُ يُدْرِكُ نِتاجَ نِتاجِه فيُسَيَّبُ ولا يُرْكَب ولا يُحْمَلُ عليه والسائبة التي في القرآن العزيز في قوله تعالى ما جَعَلَ اللّهُ منْ بَحِيرةٍ ولا سائبةٍ كان الرجلُ في الجاهلية إِذا قَدِمَ من سَفَرٍ بَعيدٍ أَو بَرِئَ من عِلَّةٍ أَو نَجَّتْه دابَّةٌ من مَشَقَّةٍ أَو حَرْبٍ قال ناقَتي سائبةٌ أَي تُسَيَّبُ فلا يُنْتَفَعُ بظهرها ولا تُحََّلأُ عن ماءٍ ولا تُمْنَعُ من كَلإٍ ولا تُركَب وقيل بل كان يَنْزِعُ من ظَهْرِها فقارةً أَو عَظْماً فتُعْرَفُ بذلك فأُغِيرَ على رَجل من العرب فلم يَجِدْ دابَّةً يركبُها فرَكِب سائبةً فقيل أَتَرْكَبُ حَراماً ؟ فقال يَركَبُ الحَرامَ مَنْ لا حَلالَ له فذهَبَتْ مَثَلاً وفي الصحاح السائبةُ الناقةُ التي كانت تُسَيَّبُ في الجاهِلِيَّةِ لِنَذْرٍ ونحوه وقد قيل هي أُمُّ البَحِيرَةِ كانتِ الناقةُ إِذا ولَدَتْ عَشْرَةَ أَبْطُن كُلُّهنَّ إِناثٌ سُيِّبَتْ فلم تُرْكَبْ ولم يَشْرَبْ لَبَنَها إِلا ولَدُها أَو الضَّيْفُ حتى تَمُوتَ فإِذا ماتتْ أَكَلَهَا الرجالُ والنساءُ جَميعاً وبُحِرَتْ أُذن بِنْتِها الأَخيرةِ فتسمى البَحِيرةَ وهي بمَنْزلةِ أُمِّها في أَنها سائبةٌ والجمع سُيَّبٌ مثلُ نائمٍ ونُوَّمٍ ونائحةٍ ونُوَّحٍ وكان الرَّجلُ إِذا أَعْتَقَ عَبْداً وقال هو سائبةٌ فقد عَتَقَ ولا يكون وَلاؤُه لِمُعْتِقِه ويَضَعُ مالَه حيث شاءَ وهو الذي وردَ النَّهْيُ عنه قال ابن الأَثير قد تكرر في الحديث ذكر السَّائبةِ والسَّوائِبِ قال كان الرَّجُلُ إِذا نذَرَ لقُدُومٍ مِن سَفَرٍ أَو بُرْءٍ من مَرَضٍ أَو غير ذلك قال ناقَتي سائبةٌ فلا تُمْنَعُ مِن ماءٍ ولا مَرْعًى ولا تُحْلَبُ ولا تُرْكَب وكان إِذا أَعْتَقَ عَبْداً فقال هو سائِبةٌ فلا عَقْل بينهما ولا مِيراثَ وأَصلُه من تَسْيِيبِ الدَّوابِّ وهو إِرسالُها تَذْهَبُ وتجيءُ حيث شاءَتْ وفي الحديث رأَيتُ عَمْرو بن لُحَيٍّ يَجُرُّ قُصْبَه في النَّارِ وكان أَوَّلَ من سَيَّبَ السَّوائِب وهي التي نَهى اللّهُ عنها بقوله ما جَعَلَ اللّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ ولا سائبةٍ فالسَّائبة أُمُّ البَحِيرَةِ وهو مَذْكور في موضعه وقيل كان أَبو العالِيةِ سائبةً فلما هَلَكَ أُتِيَ مَولاه بميراثِه فقال هو سائبةٌ وأَبى أَنْ يأْخُذَه وقال الشافعيّ إِذا أَعْتَقَ عَبْدَه سائبةً فمات العبدُ وخَلَّفَ مالاً ولم يَدَعْ وارثاً غير مولاه الذي أَعْتَقَه فميراثُه لمُعْتِقِه لأَن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم جَعَلَ الوَلاءَ لُحْمةً كَلُحْمةِ النَّسَب فكما أَنَّ لُحْمةَ النَّسبِ لا تَنْقَطِعُ كذلك الوَلاءُ وقد قال صلى اللّه عليه وسلم الوَلاءُ لمن أَعْتَقَ وروي عن عُمَرَ رَضي اللّه عنه أَنه قال السَّائِبةُ والصَّدقةُ ليومِهِما قال أَبو عبيدة في قوله ليَوْمهما أَي يَوْمِ القيامةِ واليَوْمِ الذي كان أَعْتَقَ سائبتَه وتصدّق بصدقتِه فيه يقول فلا يَرجِعُ إِلى الانتِفاع بشيءٍ منها بَعْدَ ذلك في الدنيا وذلك كالرَّجل [ ص 479 ] يُعْتِقُ عَبْدَه سائبةً فيَمُوتُ العَبْدُ ويَتْرُك مالاً ولا وارثَ له فلا ينبغي لِمُعتقه أَن يَرْزَأَ من مِيراثِه شيئاً إِلا أَن يَجْعَلَهُ في مِثْله وقال ابن الأَثير قوله الصَّدَقةُ والسَّائبةُ ليومِهما أَي يُرادُ بهما ثوابُ يومِ القيامةِ أَي مَن أَعْتَقَ سائِبَتَه وتَصَدَّقَ بِصَدقةٍ فلا يَرْجِعُ إِلى الانْتِفاعِ بشيءٍ منها بعدَ ذلك في الدنيا وإِن وَرِثَهما عنه أَحدٌ فَلْيَصْرِفْهُما في مِثْلِهما قال وهذا على وَجْهِ الفَضْلِ وطَلَبِ الأَجْرِ لا على أَنه حرامٌ وإِنما كانوا يَكْرَهُون أَن يَرْجِعُوا في شيءٍ جَعَلُوه للّه وطَلَبُوا به الأَجر وفي حديث عبدِاللّه السَّائبةُ يَضعُ مالَه حيثُ شاءَ أَي العَبْدُ الذي يُعْتَقُ سائِبةً ولا يكون ولاؤُه لِمُعْتِقِه ولا وارِثَ له فيَضَعُ مالَه حيثُ شاءَ وهو الذي ورَدَ النَّهْيُ عنه وفي الحديث عُرِضَتْ عَليَّ النارُ فرأَيتُ صاحِبَ السَّائِبَتَيْنِ يُدْفَعُ بِعَصاً السَّائِبتانِ بَدَنَتانِ أَهْداهما النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم إِلى البَيْت فأَخذهما رَجلٌ مِن المشركين فذَهَبَ بهما سمَّاهُما سائِبَتَيْنِ لأَنه سَيَّبَهُما للّه تعالى وفي حديثِ عبدالرحمن بن عَوْفٍ أَنَّ الحيلةَ بالمَنْطِقِ أَبْلَغُ من السُّيُوبِ في الكَلِمِ السُّيُوبُ ما سُيِّبَ وخُلِّي فسابَ أَي ذَهَبَ وسابَ في الكلام خاضَ فيه بهَذْرٍ أَي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه أَبلَغُ من الإِكثارِ ويقال سابَ الرَّجُل في مَنْطِقِه إِذا ذَهَبَ فيه كلَّ مذهبٍ والسَّيَابُ مثل السَّحابِ البَلَحُ قال أَبو حنيفة هو البُسْر الأَخضرُ واحدته سَيابةٌ وبها سمي الرَّجل قال أُحَيْحةُ
أَقْسَمْتُ لا أُعْطِيكَ في ... كَعْب ومَقْتَلِه سَيابَهْ
فإِذا شَدَّدْته ضَمَمْتَه فقلت سُيَّابٌ وسُيّابةٌ قال أَبو زبيد
أَيَّامَ تَجْلُو لنا عن بارِدٍ رَتِلٍ ... تَخالُ نَكْهَتَها باللَّيْلِ سُيَّابَا
أَراد نَكْهةَ سُيَّابٍ وسُيَّابةٍ أَيضاً الأَصمعي إِذا تعقد الطلع حتى يصير بلحاً فهو السَّيابُ مُخَفَّف واحدته سَيابةٌ وقال شمر هو السَّدَى والسَّداءُ ممدود بلغة أَهل المدينة وهي السيَّابةُ بلغةِ وادي القُرَى وأَنشد للَبيدٍ سَيابةٌ ما بها عَيْبٌ ولا أَثَرُ قال وسمعت البحرانيين تقول سُيَّابٌ وسُيَّابةٌ وفي حديث أُسَيْد بن حُضَيْرٍ لو سَأَلْتَنا سَيابةً ما أَعْطَيْناكَها هي بفتح السين والتخفيف البَلحَةُ وجمعها سَيابٌ والسِّيبُ التُّفَّاحُ فارِسيّ قال أَبو العلاءِ وبه سُمِّيَ سيبويه سِيب تُفَّاحٌ وَوَيْه رائحتُه فكأَنه رائحة تُفَّاحٍ وسائبٌ اسمٌ من سابَ يَسِيبُ إِذا مَشى مُسْرِعاً أَو من سابَ الماءُ إِذا جَرى والمُسَيَّبُ من شُعَرائِهم والسُّوبانُ اسم وادٍ واللّه تعالى أَعلم
شأب
الشَّآبِيبُ مِن المَطر الدُّفعاتُ وشُؤْبُوبُ العَدْوِ مثله ابن سيده الشُّؤْبُوبُ الدُّفْعةُ من المطر وغيره وفي حديث عليّ كرم اللّه وجهه تَمْريهِ الجَنُوبُ دِرَر [ ص 480 ] أَهاضيبِه ودُفَعَ شَآبيبِه الشَّآبيبُ جمع شُؤْبُوبٍ وهو الدُّفْعةُ من المَطر وغيره أَبو زيد الشُّؤْبُوبُ المطر يُصيبُ المكان ويُخْطئُ الآخر ومثله النَّجوُ والنَّجاءُ وشُؤْبُوبُ كُل شيءٍ حَدُّه والجمع الشَّآبِيب قال كعب بن زُهير يذكر الحِمار والأُتُنإِذا ما انتحاهُنَّ شُؤْبُوبُه ... رأَيْتَ لجاعِرَتَيه غُضونا
شُؤْبُوبه دُفْعَتُه يقول إِذا عَدا واشتَدَّ عَدوُه رأَيتَ لجاعِرَتَيْهِ تَكَسُّراً ولا يقال للمَطر شُؤْبُوبٌ إِلا وفيه بَرَدٌ ويقال للجارية إِنها لَحَسنة شآبيب الوجه وهو أَول ما يَظْهَر من حُسْنِها في عين النّاظر إِليها التهذيب في ترجمة غفر قالت الغَنويَّةُ ما سالَ من المُغْفُر فبَقِيَ شبه الخُيُوطِ بين الشَّجَرِ والأَرض يقال له شآبِيب الصَّمْغِ وأَنشدت
كأَنَّ سَبْلَ مَرْغِه المُلعْلعِ ... شُؤْبُوبُ صَمْغٍ طَلْحُه لم يُقْطعِ
شبب
الشَّباب الفَتاء والحداثةُ شبَّ يشِبُّ شباباً وشبيبةً وفي حديث شريح تجوزُ شهادةُ الصِّبيان على الكبار يُسْتشَبُّون أَي يُسْتشْهَدُ من شبَّ منهم وكَبر إِذا بَلَغ كأَنه يقول إِذا تحمَّلوها في الصِّبا وأَدَّوْها في الكِبر جاز والاسم الشَّبيبةُ وهو خِلافُ الشَّيبِ و الشباب جمع شابٍّ وكذلك الشُّبان الأَصمعي شَبَّ الغلامُ يَشِبُّ شَباباً وشُبوباً وشَبِيباً وأَشَبَّه اللّهُ وأَشَبَّ اللَّهُ قَرْنَه بمعنى والقَرْنُ زيادة في الكلام ورجل شابٌّ والجمع شُبَّانٌ سيبويه أُجري مجرى الاسم نحو حاجِرٍ وحُجْرانٍ والشَّبابُ اسم للجمع قالولقد غَدَوْتُ بسابِحٍ مَرِحٍ ... ومَعِي شَبابٌ كُلُّهُمْ أَخْيَل
وامرأَة شابَّةٌ مِن نِسوةٍ شَوابَّ زعم الخليل أَنه سمع أَعرابياً فَصيحاً يقول إِذا بَلَغَ الرَّجل سِتِّينَ فإِيَّاه وإِيَّا الشَّوابِّ وحكى ابن الأَعرابي رَجُل شَبٌّ وامرأَةٌ شَبَّةٌ يعني من الشَّبابِ وقال أَبو زيد يجوز نِسوةٌ شَبائِبُ في معنى شَوابَّ وأَنشد عَجائِزاً يَطْلُبْنَ شيئاً ذاهبا يَخْضِبْنَ بالحنَّاءِ شَيْباً شائِبا يَقُلْنَ كُنَّا مَرَّةً شَبائِبا قال الأَزهري شَبائِبُ جمع شبَّةٍ لا جمع شابَّةٍ مثل ضَرَّةٍ وضَرائِرَ وأَشَبَّ الرَّجُل بَنِينَ إِذا شَبَّ ولَده ويقال أَشَبَّتْ فُلانةُ أَولاداً إِذا شَبَّ لها أَولادٌ ومرَرْت برجال شَبَبةٍ أَي شُبَّانٍ وفي حديث بَدْرٍ لما بَرَز عُتْبةُ وشَيْبةُ والولِيدُ بَرَزَ إِليهم شَبَبةٌ من الأَنصار أَي شُبَّانٌ واحدهم شابٌّ وقد صَحَّفه بعضهم سِتّة وليس بشيءٍ ومنه حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما كنتُ أَنا وابنُ الزُّبَيْر في شَبَبةٍ معَنا وقِدْحٌ شابٌّ شديدٌ كما قالوا في ضدّه قِدْحٌ هَرِمٌ وفي المثل أَعْيَيْتَنِي مِن شُبَّ إِلى دُبَّ ومن شُبٍّ إِلى دُبٍّ أَي من لَدُنْ شَبَبْتُ إِلى أَن دَبَبْتُ على العَصا يُجعَل ذلك بمنزلة الاسم بإِدخال مِن عليه وإِن كان في الأَصل فِعْلاً يقال ذلك للرجل والمرأَة كما قيل نَهَى النبي صلى اللّه عليه وسلم عن قِيلَ وقالَ وما زالَ على خُلُقٍ واحدٍ [ ص 481 ]
من شُبٍّ إِلى دُبٍّ قال
قالت لَها أُخْتٌ لَها نَصَحَتْ ... رُدِّي فُؤَادَ الهائمِ الصَّبِّ
قالت ولِمْ ؟ قالت أَذَاكَ وقَدْ ... عُلِّقْتُكُمْ شُبّاً إِلى دُبِّ
ويقال فَعَلَ ذلك في شَبِيبَتِه ولَقِيتُ فُلاناً في شَبابِ النهار أَي في أَوَّله وجِئْتُك في شَبابِ النهارِ وبِشَبابِ نَهارٍ عن اللحياني أَي أَوّله والشَّبَبُ والشَّبُوبُ والمِشَبُّ كُلُّهُ الشَّابُّ من الثِّيرانِ والغَنَمِ قال الشاعر
بِمَورِكَتَيْنِ من صَلَوَيْ مِشَبٍّ ... مِنَ الثِّيران عَقْدُهما جَمِيلُ
الجوهري الشَّبَبُ المُسِنُّ من ثِيرانِ الوحشِ الذي انتهى أَسنانه وقال أَبو عبيدة الشَّبَبُ الثَّوْرُ الذي انتهى شَباباً وقيل هو الذي انتهى تمامُه وذَكاؤُه منها وكذلك الشَّبُوبُ والأُنثى شَبُوبٌ بغير هاءٍ تقول منه أَشَبَّ الثَّوْرُ فهو مُشِبٌّ وربما قالوا إِنه لَمِشَبٌّ بكسر الميم التهذيب ويقال للثَّوْرِ إِذا كان مُسِنّاً شَبَبٌ وشَبُوبٌ ومُشِبٌّ وناقة مُشِبَّةٌ وقد أَشَبَّت وقال أُسامة الهذلي
أَقامُوا صُدُورَ مُشِبَّاتِها ... بَواذِخَ يَقْتَسِرُونَ الصِّعابا
أَي أَقاموا هذه الإِبل على القَصْدِ أَبو عمرو القَرْهَبُ المُسِنُّ من الثِّيرانِ والشَّبوبُ الشابُّ قال أَبو حاتم وابن شميل إِذا أَحالَ وفُصِلَ فهو دَبَبٌ والأُنثَى دَبَبَةٌ والجمع دِبابٌ ثم شَبَبٌ والأُنثى شَبَبةٌ وتَشْبِيبُ الشِّعْر تَرْقِيقُ أَوَّله بذكر النساءِ وهو من تَشْبيب النار وتأْرِيثِها وشَبَّبَ بالمرأَة قال فيها الغَزَل والنَّسِيبَ وهو يُشَبِّبُ بها أَي يَنْسُبُ بها والتَّشْبِيبُ النَّسِيبُ بالنساءِ وفي حديث عبدالرحمن بن أَبي بكر رضي اللّه عنهما أَنه كان يُشَبِّبُ بلَيْلَى بنتِ الجُودِيّ في شِعْرِه تَشْبِيبُ الشِّعْر تَرْقِيقُه بذكر النساءِ وشَبَّ النارَ والحَرْبَ أَوقَدَها يَشُبُّها شَبّاً وشُبُوباً وأَشَبَّهَا وشَبَّتْ هي تَشِبُّ شَبّاً وشُبُوباً وشَبَّةُ النارِ اشْتِعالُها والشِّبابُ والشَّبُوبُ ما شُبَّ به الجوهري الشَّبوبُ بالفتح ما يُوقَدُ به النارُ قال أَبو حنيفة حكي عن أَبي عمرو بن العلاءِ أَنه قال شُبَّتِ النارُ وشَبَّتْ هي نفسُها قال ولا يقال شابَّةٌ ولكن مَشْبُوبةٌ وتقول هذا شَبُوبٌ لكذا أَي يَزيدُ فيه ويُقَوّيهِ وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ فلما سمع حَسَّانُ شِعْر الهاتِفِ شَبَّبَ يُجاوِبُه أَي ابتدأَ في جَوابِه من تَشْبِيبِ الكُتُبِ وهو الابتداءُ بها والأَخْذُ فيها وليس من تَشْبِيبٍ بالنساءِ في الشعر ويروى نَشِبَ بالنون أَي أَخذ في الشِّعْر وعَلِقَ فيه ورجل مَشْبوبٌ جميلٌ حسنُ الوَجْهِ كأَنه أُوقِد قال ذو الرمة
إِذا الأَرْوَعُ المَشْبوبُ أَضحَى كأَنه ... على الرَّحْلِ مِمَّا مَنَّه السيرُ أَحْمَقُ
وقال العجاج من قرَيْشٍ كلِّ مَشْبوبٍ أَغرّ ورجلٌ مَشْبُوبٌ إِذا كان ذَكِيَّ الفؤَادِ شَهْماً [ ص 482 ] وأَورد بيت ذي الرمة تقول شَعَرُها يَشُبّ لوْنَها أَي يُظْهِرُه ويُحَسِّنُه ويُظْهِرُ حُسْنَه وبَصِيصَه والمَشْبوبَتانِ الشِّعْرَيانِ لاتِّقادِهِما أَنشد ثعلب
وعَنْسٍ كأَلْواحِ الإِرانِ نَسَأْتُها ... إِذا قيلَ للمَشْبُوبَتَيْنِ هُما هُما
وشَبَّ لَوْنَ المرأَةِ خِمارٌ أَسْوَدُ لَبِسَتْه أَي زاد في بياضِها ولونها فحَسَّنَها لأَنَّ الضدّ يزيد في ضدّه ويُبْدي ما خَفِيَ منه ولذلك قالوا وبِضِدِّها تَتَبَيَّنُ الأَشْياءُ قال رجل جاهلي من طيئٍ
مُعْلَنْكِسٌ شَبَّ لَها لَوْنَها ... كما يَشُبُّ البَدْرَ لَوْنُ الظَّلام
يقول كما يَظْهَرُ لَوْنُ البدرِ في الليلةِ المظلمةِ وهذا شَبُوبٌ لهذا أَي يزيد فيه ويُحَسِّنُه وفي الحديث عن مُطَرِّف أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم ائْتَزَرَ ببُرْدَةٍ سَوْداءَ فجعلَ سَوادُها يَشُبُّ بياضَه وجعل بياضُه يَشُبُّ سَوادَها قال شمر يَشُبُّ أَي يَزْهاه ويُحَسِّنُه ويوقده وفي رواية أَنه لبس مِدْرَعةً سوداءَ فقالت عائشة ما أَحْسَنَها عليك يَشُبُّ سوادُها بياضَك وبياضُك سوادَها أَي تُحَسِّنُه ويُحَسِّنُها ورجل مَشْبُوبٌ إِذا كان أَبْيضَ الوَجْهِ أَسْوَدَ الشَّعَرِ وأَصْلُه من شَبَّ النارَ إِذا أَوْقَدَها فتَلأْلأَتْ ضِياءً ونُوراً وفي حديث أُم سلمة رضي اللّه عنها حين تُوُفِّيَ أَبو سلمة قالت جعَلْتُ على وجهي صَبِراً فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم إِنه يَشُبُّ الوجهَ فلا تَفْعَلِيه أَي يُلَوِّنُه ويُحَسِّنُه وفي حديث عمر رضي اللّه عنه في الجواهر التي جاءته من فَتْحِ نَهاوَنْدَ يَشُبُّ بعضُها بعضاً وفي كتابِه لوائِلِ بن حُجْرٍ إِلى الأَقيالِ العَباهِلةِ والأَرْواعِ المَشابِيبِ أَي السادةِ الرُّؤُوسِ الزُّهْرِ الأَلْوانِ الحِسانِ المَناظِرِ واحدُهم مشبوبٌ كأَنما أُوقِدَتْ أَلوانُهم بالنار ويروى الأَشِبَّاءُ جمع شَبِيبٍ فَعِيل بمعنى مفعول والشِّبابُ بالكسر نَشاطُ الفرَس ورَفْعُ يَدَيْه جميعاً وشَبَّ الفرسُ يَشِبُّ ويَشُبُّ شِباباً وشَبِيباً وشُبُوباً رَفَعَ يَديه جميعاً كأَنه يَنْزُو نَزَواناً ولَعِبَ وقَمَّصَ وأَشْبَيْتُه إِذا هَيَّجْتَه وكذلك إِذا حَرَنَ تقول بَرِئْتُ إِليك من شِبابِه وشَبِيبه وعِضاضِه وعَضِيضِه وقال ثعلب الشَّبِيبُ الذي تجوزُ رِجْلاه يَدَيْهِ وهو عَيْبٌ والصحيحُ الشَّئِيتُ وهو مذكور في مَوْضِعِه وفي حديث سُراقةَ اسْتَشِبُّوا على أَسْوُقِكُم في البَوْلِ يقول اسْتَوفِزُوا عليها ولا تَسْتَقِرُّوا على الأَرضِ بجَميعِ أَقْدامِكُم وتَدْنُو منها هو من شَبَّ الفَرسُ إِذا رَفَع يديه جَمِيعاً من الأَرض وأُشِبَّ لي الرَّجُلُ إِشْباباً إِذا رَفَعْتَ طَرْفَكَ فرأَيتَه من غير أَن تَرْجُوَه أَو تَحْتَسِبَه قال الهذلي
حتَّى أُشِبَّ لَها رامٍ بِمُحْدَلةٍ ... نَبْعٍ وبِيضٍ نَواحيهنَّ كالسَّجَمِ
السَّجَمُ ضَرْبٌ من الورق شَبَّه النِّعالَ بها [ ص 483 ] والسَّجَمُ الماءُ أَيضاً وأُشِبَّ لي كذا أَي أُتِيحَ لي وشُبَّ أَيضاً على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه فيهما والشَّبُّ ارْتِفاعُ كلِّ شيءٍ أَبو عمرو شَبْشَبَ الرَّجل إِذا تَمَّمَ وشُبَّ إِذا رُفِعَ وشَبَّ إِذا أَلْهَبَ ابن الأَعرابي من أَسْماءِ العَقْرب الشَّوْشَبُ ويقال للقملة الشَّوْشَبةُ وشَبَّذَا زَيْدٌ أَي حَبَّذا حكاه ثعلب والشَّبُّ حِجارةٌ يُتَّخذ منها الزَّاجُ وما أَشبَهَه وأَجْوَدُه ما جُلِبَ من اليَمَن وهو شَبٌّ أَبيضُ له بَصِيصٌ شَديدٌ قال
أَلا لَيْتَ عَمِّي يَوْمَ فَرَّقَ بَيْنَنا ... سَقَى السُّمَّ مَمْزُوجاً بِشَبٍّ يَمَانِي ( 1 )
( 1 قوله « سقى السم » ضبط في نسخة عتيقة من المحكم بصيغة المبني للفاعل كما ترى )
ويروى بِشَبٍّ يَمانِي وقيل الشَّبُّ دواءٌ مَعْرُوفٌ وقيل الشَّبُّ شيءٌ يُشْبِهُ الزَّاجَ وفي حديث أَسماء رضي اللّه عنها أَنها
دَعَتْ بِمِرْكَنٍ وشَبٍّ يَمانٍ الشَّبُّ حَجَر مَعْرُوفٌ يُشْبِهُ الزّاجَ يُدْبَغُ به الجُلُود وعَسَلٌ شَبابِيٌّ يُنْسَبُ إِلى بني شَبابةَ قوم بالطَّائفِ من بَني مالك بن كِنانةَ ينزلون اليمن وشَبَّةُ وشَبِيبٌ اسما رجلين وبنُو شَبابةَ قَوْم مِن فَهْم بن مالك سَمَّاهم أَبو حنيفة في كتاب النبات وفي الصحاح بَنُو شَبابةَ قَوْمٌ بالطّائفِ واللّه أَعلم
شجب
شَجَبَ بالفتح يَشْجُبُ بالضم شُجُوباً وشَجِبَ بالكسر يَشْجَبُ شَجَباً فهو شاجِبٌ وشَجِبٌ حَزِنَ أَو هَلَكَ وشَجَبَه اللّهُ يَشْجُبُه شَجْباً أَي أَهْلَكَه يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى يقال ما له شَجَبَه اللّهُ أَي أَهْلَكَه وشَجَبَه أَيضاً يَشْجُبُه شَجْباً حَزَنَه وشَجَبَه شَغَله وفي الحديث الناسُ ثلاثةٌ شاجِبٌ وغانِمٌ وسالِمٌ فالشاجِبُ الذي يَتَكَلَّم بالرَّدِيءِ وقيل الناطِقُ بالخَنا المُعِينُ على الظُّلْمِ والغانِمُ الذي يَتَكَلَّم بالخَيْرِ ويَنْهَى عن المنكر فيَغْنَمُ والسالِمُ الساكتُ وفي التهذيب قال أَبو عبيد الشاجِبُ الهالِكُ الآثِمُ قال وشَجَبَ الرجلُ يَشْجُبُ شُجُوباً إِذا عَطِبَ وهَلَكَ في دِينٍ أَو دُنْيا وفي لغة شَجِبَ يَشْجَبُ شَجَباً وهو أَجْوَدُ اللُّغَتين قاله الكسائي وأَنشد للكُمَيْتلَيْلَك ذا لَيْلَكَ الطويلَ كما ... عالَجَ تَبْريحَ غُلِّه الشَّجِبُ
وامرأَةٌ شَجُوبٌ ذاتُ هَمٍّ قَلْبُها مُتَعَلِّقٌ به والشَّجَبُ العَنَتُ يُصِيبُ الإِنسانَ من مَرَضٍ أَو قِتال وشَجَبُ الإِنسانِ حاجتُه وهَمُّه وجمعه شُجُوبٌ والأَعرف شَجَنٌ بالنون وسيأْتي ذكره في موضعه الأَصمعي يقال إِنك لتَشْجُبُني عن حاجتي أَي تَجْذِبُني عنها ومنه يقال هو يَشْجُبُ اللِّجامَ أَي يَجْذِبُه والشَّجَبُ الهَمُّ والحَزَنُ وأَشْجَبه الأَمْرُ فشَجِبَ له شَجَباً حَزِنَ وقد أَشْجَبَك الأَمْرُ فشَجِبْتَ شَجَباً وشَجَبَ الشيءُ يَشْجُبُ شَجْباً وشُجُوباً ذَهَبَ وشَجَبَ الغُرابُ يَشْجُبُ شَجِيباً نَعَقَ بالبَيْنِ وغرابٌ شاجِبٌ يَشْجُبُ شَجِيباً وهو الشديدُ [ ص 484 ] النَّعِيقِ الذي يَتَفَجَّعُ مِن غِرْبانِ البَيْنِ وأَنشد
ذَكَّرْن أَشْجاناً لِمَنْ تَشَجَّبا ... وهِجْنَ أَعْجاباً لِمَنْ تَعَجَّبا
والشِّجابُ خَشَباتٌ مُوَثَّقةٌ منصوبةٌ تُوضَعُ عليها الثِّيابُ وتُنْشَر والجمع شُجُبٌ والمِشْجَبُ كالشِّجابِ وفي حديث جابِرٍ وثَوْبهُ على المِشْجَبِ وهو بكسر الميم عِيدانٌ يُضَمُّ رُؤُوسها ويُفَرَّجُ بين قَوائمِها وتُوضَعُ عليها الثِّيابُ وقد تُعَلَّقُ عليها الأَسْقِيةُ لتَبْريدِ الماءِ وهو من تَشاجَبَ الأَمْرُ إِذا اخْتَلَطَ والشُّجُبُ الخَشَباتُ الثلاثُ التي يُعَلِّق عليها الراعِي دَلْوَه وسِقاءَه
والشّجْبُ عَمُود من عُمُدِ البيت والجمع شُجُوب قال أَبو وِعاسٍ الهُذَلي يَصِفُ الرِّماح
كأَنَّ رِماحَهم قَصْباءُ غِيلٍ ... تَهَزْهَزُ مِن شَمالٍ أَو جَنُوبِ
فَسامُونا الهِدانةَ مِن قَريبٍ ... وهُنَّ مَعاً قِيامٌ كالشُّجُوبِ
قال ابن بري الشعر لأُسامةَ بن الحَرثِ الهذلي وهُنَّ ضميرُ الرِّماح التي تقدّمَت في البيت الأَوَّل وسامُونا عَرضُوا علينا والهِدانةُ المُهادَنةُ والمُوادَعةُ والشَّجْبُ سِقاءٌ يابسٌ يُجعلُ فيه حَصى ثم يُحَرَّكُ تُذْعَرُ به الإِبل وسِقاءٌ شاجِبٌ أَي يابسٌ قال الراجز لَوْ أَنّ سَلْمَى ساوَقَتْ رَكائِبي وشَرِبَتْ مِن ماءِ شَنٍّ شاجِبِ وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما أَنه باتَ عند خالتِه مَيْمونةَ قال فقام النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم إِلى شَجْبٍ فاصْطَبَّ منه الماءَ وتَوَضَّأَ الشَّجْبُ بالسكون السِّقاءُ الذي أَخْلَقَ وبَلِيَ وصارَ شَنّاً وهو من الشَّجْبِ الهلاكِ ويجمع على شُجُبٍ وأَشْجابٍ قال الأَزهري وسمعتُ أَعرابياً من بني سُلَيْمٍ يقول الشَّجْب من الأَساقِي ما تَشَنَّنَ وأَخْلَقَ قال وربما قُطِعَ فَمُ الشَّجْبِ وجُعِلَ فيه الرُّطَبُ ابن دريد الشَّجْبُ تَداخُلُ الشيء بعضه في بعضٍ وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها فاسْتَقَوْا من كلّ بِئرٍ ثلاثَ شُجُبٍ وفي حديث جابر رضي اللّه عنه كان رجل من الأَنصارِ يُبَرّدُ لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الماء في أَشْجابِه وشَجَبَه بِشِجابٍ أَي سَدَّه بِسِدادٍ وبَنُو الشَّجْبِ قبيلةٌ من كَلْبٍ قال الأَخطل
ويامَنَّ عن نَجْدِ العُقابِ وياسَرَتْ ... بِنا العِيسُ عن عَذْراءَ دارِ بَني الشَّجْبِ
ويَشْجُبُ حَيٌّ وهو يَشْجُبُ بن يَعْرُبَ بن قَحْطانَ واللّه أَعلم
شحب
شَحَبَ لَوْنُه وجِسْمُه يَشْحَبُ ويَشْحُبُ بالضم شُحُوباً وشَحُبَ شُحُوبةً تَغَيَّرَ من هُزالٍ أَو عَمَلٍ أَو جُوعٍ أَو سَفَرٍ ولم يُقَيِّد في الصحاح التغير بسَبَب بل قال شَحُبَ جِسْمُه إِذا تغَيَّرَ وأَنشد للنمر بن تولبوفي جِسْمِ راعِيها شُحُوبٌ كأَنه ... هُزالٌ وما مِنْ قِلَّةِ الطُّعمِ يُهْزَلُ
وقال لبيد في الأَوّل [ ص 485 ]
رَأَتْني قد شَحَبْتُ وسَلَّ جِسْمي ... طِلابُ النّازِحاتِ من الهُمُومِ
وقول تَأَبَّطَ شَرّاً
ولكِنَّني أُرْوِي مِنَ الخَمْرِ هامَتي ... وأَنْضُو المَلا بالشَّاحِبِ المُتَشَلْشِلِ
والمُتَشَلْشِلُ على هذا الذي تَخَدَّدَ لَحْمه وقلَّ وقيل الشاحِبُ هنا السَّيْفُ يَتَغَيَّر لوْنُه بما يَبِسَ عليه من الدَّم فالمُتَشَلْشِلُ على هذا هو الذي يَتَشَلْشَلُ بالدم وأَنْضُو أَنزِعُ وأَكشِفُ والشّاحِبُ المَهْزولُ قال
وقَد يَجْمَعُ المالَ الفَتى وهو شاحِبٌ ... وقد يُدْرِكُ المَوْتُ السَّمِينَ البَلَنْدَحا
وفي الحديث مَنْ سَرَّه أَن يَنظُر إِليَّ فلْيَنْظُر إِلى أَشْعَثَ شاحِبٍ والشّاحِبُ المُتَغَيِّر اللَّونِ لعارضٍ من مَرَضٍ أَو سَفَرٍ أَو نحوهما ومنه حديث ابن الأَكْوَعِ رآني رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم شاحِباً شاكياً وفي حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه يَلْقَى شَيْطانُ الكافِرِ شَيطانَ المؤْمِن شاحِباً وفي حديث الحسن لا تَلْقَى المُؤْمِنَ إِلاَّ شاحِباً لأَنَّ الشُّحوبَ من آثار الخَوفِ وقِلَّةِ المأْكل والتَّنَعُّم وشَحَبَ وَجْهَ الأَرضِ يَشْحَبُه شَحْباً قَشَرَه يمانِيةٌ
شخب
الشَّخْبُ والشُّخْبُ ما خَرَجَ مِن الضَّرْعِ مِن اللَّبن إِذا احْتُلِبَ والشَّخْبُ بالفتح المصدر وفي المثل شُخْبٌ في الإِناءِ وشُخْبٌ في الأَرض أَي يُصِيبُ مَرَّة ويُخْطِئُ أُخرى والشُّخْبةُ الدُّفْعة منه والجمع شِخابٌ وقيل الشُّخْبُ بالضم من اللبن ما امْتَدَّ منه حين يُحْلَبُ متصلاً بين الإِناءِ والطُّبْيِ شَخَبَه شَخْباً فانْشَخَبَ وقيل الشَّخْبُ صوتُ اللَّبنِ عند الحَلبِ شَخَبَ اللبنُ يَشْخُبُ ويَشْخَبُ ومنه قول الكميتوَوَحْوَحَ في حِضْنِ الفَتاةِ ضَجِيعُها ... ولمْ يَكُ في النُّكْدِ المَفالِيتِ مَشْخَبُ
والأُشْخُوبُ صوتُ الدِّرَّة يقال إِنها لأُشْخُوب الأَحالِيلِ وفي حديث الحَوض يَشْخُبُ فيه مِيزابانِ من الجنة والشَّخْبُ الدَّمُ وكل ما سالَ فقد شَخَبَ وشَخَبَ أَوداجَه دَماً فانشَخَبَت قطَعَها فسالتْ ووَدَجٌ شَخِيبٌ قُطِعَ فانْشَخَبَ دَمُه قال الأَخطل
جادَ القِلالُ له بذاتِ صُبابةٍ ... حَمْراء مِثْلِ شَخِيبةِ الأَوداجِ
قال وقد يكون شَخِيبة هنا في معنى مَشْخُوبةٍ وثبتت الهاء فيهما كما تثبُت في الذَّبيحةِ وفي قولهم بئسَ الرَّمِيَّةُ الأَرْنَبُ وانْشَخَبَ عِرْقُه دَماً إِذا سال وقولهم عُروقُه تَنْشخِبُ دماً أَي تتفَجَّر وفي الحديث يُبْعَثُ الشَّهِيدُ يوم القيامة وجُرْحُه يَشْخُب دَماً الشَّخْبُ السَّيَلانُ وأَصلُ الشَّخْبِ ما يخرج من تحت يدِ الحالِبِ عند كل غَمْزَةٍ وعَصْرَة لضَرعِ الشاةِ وفي الحديث انَّ المَقْتولَ يجيءُ يوم القيامة تَشْخُب أَوداجُه دَماً والحديث الآخر فأَخَذَ مشاقِصَ فقَطَع بَراجِمَه فشَخَبَت يداهُ حتى ماتَ والشِّخابُ اللبَنُ يمانِيةٌ واللّه أَعلم
شخدب
شُخْدُبٌ دُوَيْبَّة من أَحْناشِ الأَرض [ ص 486 ]
شخرب
شَخْرَبٌ وشُخارِبٌ غليظٌ شديد
شخلب
قال الليث مَشْخَلَبةٌ كلمة عِراقِيَّةٌ ليس على بنائها شيء من العَرَبِيَّة وهي تُتَّخَذ من اللِّيفِ والخَرَزِ أَمثالَ الحُلِيِّ قال وهذا حديثٌ فاشٍ في الناس يا مَشْخَلَبهْ ماذا الجَلَبهْ ؟ تَزَوَّجَ حَرْمله بعَجُوزٍ أَرْمَلَه قال وقد تسمى الجاريةُ مَشْخَلَبةً بما يُرى عليها من الخَرَزِ كالحُلِيِّ
شذب
الشَّذَبُ قِطَعُ الشَّجَرِ الواحدة شَذَبةٌ وهو أَيضاً قِشْرُ الشجر والشَّذْبُ المصدر والفعل يَشْذُبُ وهو القَطْعُ عن الشجر وقد شَذَب اللِّحاءَ يَشْذُبُه ويَشْذِبُه وشَذَّبَه قَشَره وشَذَبَ العُودَ يَشْذُبُه شَذْباً أَلقَى ما عليه من الأَغْصانِ حتى يَبْدُوَ وكذلك كلُّ شيءٍ نُحِّي عن شيءٍ فقد شُذِبَ عنه كقوله نَشْذِبُ عن خِنْدِفَ حتى تَرْضَى أَي ندفع عنها العِدا وقال رؤبة يَشْذِبُ أُولاهُنَّ عن ذاتِ النَّهَقْ ( 1 )( 1 قوله « أُولاهن » كذا في النسخ تبعاً للتهذيب والذي في التكملة أُخراهن )
أَي يَطْرد والشَّذَبةُ بالتحريك ما يُقْطَعُ مما تفرَّق من أَغصان الشجر ولم يكن في لُبّه والجمع الشَّذَبُ قال الكميت
بَلْ أَنتَ في ضِئْضِئِ النُّضارِ مِنَ ... النَّبْعَةِ إِذ حَظُّ غيرِك الشَّذَبُ
الشَّذَبُ القُشورُ والعِيدانُ المتفرّقةُ وشَذَّبَ الشجرةَ تَشذِيباً وجِذْعٌ مُشَذَّبٌ أَي مُقَشَّر إِذا قَشَرْتَ ما عليه من الشَّوْكِ ومنه قولهم رجلٌ شاذِبٌ إِذا كان مُطَّرَحاً مَأْيوساً من فَلاحِه كأَنه عَرِيَ من الخَير شُبِّهَ بالشَّذَبِ وهو ما يُلْقَى من النخلةِ من الكَرانِيفِ وغير ذلك وقال شمر شَذَبْتُه أَشْذِبُه شَذْباً وشلَلْتُه شَلاًّ وشَذَّبْتُه تَشْذِيباً بمعنى واحد وقال بُرَيقٌ الهُذليُّ
يُشَذِّبُ بالسَّيْفِ أَقرانَه ... إِذْ فَرَّ ذُو اللِّمَّةِ الفَيْلَمُ
وأَنشد شمر قول ابن مقبل
تَذُبُّ عنه بلِيفٍ شَوْذَبٍ شَمِلٍ ... يَحْمِي أَسِرَّةَ بَين الزَّوْرِ والثَّفَنِ
بِلِيفٍ أَي بذَنَبٍ والشَّمِلُ الرَّقِيقُ والأَسِرَّةُ الخُطوطُ واحدها سِرَرٌ وشَذَّبَ الجِذْعَ أَلقَى ما عليه من الكَرَبِ والمِشْذَبُ المِنْجَلُ الذي يُشَذَّبُ به وقال أَبو حنيفة التَّشْذيبُ في القِدْحِ العَملُ الأَوَّلُ والتهذيبُ العملُ الثاني وهو مذكور في موضعه وشَذَّبَه عن الشيء طَرَده قال أَنا أَبو ليْلى وسَيْفِي المَعْلُوبْ هل يُخْرِجَنْ ذَوْدَكَ ضَرْبٌ تَشْذيبْ ونَسَبٌ في الحَيِّ غَيرُ مَأْشُوبْ أَراد ضَرْبٌ ذو تَشْذيبٍ والتَّشْذِيبُ التَّفريقُ والتَّمزيقُ في المال ونحوه القتيبي شذَّبْتُ المالَ إِذا فرَّقْته وكأَنَّ المُفْرِطَ في الطُّول فُرِّقَ خَلْقُه ولم يُجْمَع ولذلك قيل [ ص 487 ] له مُشَذَّبٌ وكلُّ شيء تَفَرَّقَ شُذِّبَ قال ابن الأَنباري غلط القتيبي في المُشَذّب أَنه الطويلُ البائنُ الطُّول وأَن أَصله من النخلة التي شُذِّبَ عنها جَريدها أَي قُطِّعَ وفُرِّقَ قال ولا يقال للبائنِ الطُّول إِذا كان كثير اللحم مُشذَّبٌ حتى يكون في لحمه بعضُ النُّقْصان يقال فرسٌ مُشَذَّبٌ إِذا كان طويلاً ليس بكثير اللحم وفي حديث علي كرّم اللّه وجهه شَذَّبهم عَنا تَخَرُّم الآجال وشَذَبَ عنه شَذْباً أَي ذَبَّ والشَّاذِبُ المُتَنَحِّي عن وطنه ويقال الشَّذَبُ المُسَنَّاة ورجل شَذْبُ العُروقِ أَي ظاهِرُ العُرُوقِ وأَشْذابُ الكلإِ وغيرِه بَقاياه الواحد شَذَبٌ وهو المأْكول قال ذوالرمة
فأَصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً من أَلائِفِه ... يَرْتادُ أَحْلِيَةً أَعْجازُها شَذَبُ
والشَّذَبُ مَتاعُ البيتِ من القُماشِ وغيره ورجل مُشَذَّبٌ طَويلٌ وكذلك الفَرس أَنشد ثعلب
دَلوٌ تَمَأّى دُبِغَتْ بالحُلَّبِ ... بَلَّتْ بِكَفَّيْ عَزَبٍ مُشَذَّبِ
والشَّوْذَبُ من الرجال الطويلُ الحَسَنُ الخَلْقِ وفي صفة النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه كان أَطْولَ من المَرْبوعِ وأَقصَرَ من المُشَذَّبِ قال أَبو عبيد المُشَذَّبُ المُفْرِطُ في الطُّول وكذلك هو من كل شيء قال جرير
أَلوى بها شَذْبُ العُروقِ مُشَذَّبٌ ... فكأَنها وكَنَتْ على طِرْبالِ
رواه شمر أَلوَى بها شَنِقُ العُروقِ مُشَذَّبٌ والشَّوْذَبُ الطويلُ النَّجِيبُ من كل شيء وشَوْذبٌ اسم
شرب
الشَّرْبُ مصدر شَرِبْتُ أَشْرَبُ شَرْباً وشُرْباً ابن سيده شَرِبَ الماءَ وغيره شَرْباً وشُرْباً وشِرْباً ومنه قوله تعالى فشارِبون عليه من الحَميمِ فشارِبون شُرْبَ الهِيمِ بالوجوه الثلاثة قال سعيد بن يحيى الأُموي سمعت أَبا جريج يقرأُ فشارِبون شَرْبَ الهِيمِ فذكرت ذلك لجعفر بن محمد فقال وليست كذلك إِنما هي شُرْب الهِيمِ قال الفراء وسائر القراء يرفعون الشين وفي حديث أَيّامِ التَّشْريق إِنها أَيامُ أَكل وشُربٍ يُروى بالضم والفتح وهما بمعنى والفتح أَقل اللغتين وبها قرأَ أَبو عمرو شَرْب الهِيمِ يريد أَنها أَيام لا يجوز صَومُها وقال أَبو عبيدة الشَّرْبُ بالفتح مصدر وبالخفض والرفع اسمان من شَرِبْتُ والتَّشْرابُ الشُّرْبُ فأَما قول أَبي ذؤيبشَرِبنَ بماءِ البحرِ ثم تَرَفَّعَتْ ... مَتى حَبَشِيَّاتٍ لَهُنَّ نئِيجُ ( 1 )
( 1 قوله « متى حبشيات » هو كذلك في غير نسخة من المحكم )
فإِنه وصفَ سَحاباً شَرِبنَ ماء البحر ثم تَصَعَّدْنَ فأَمْطَرْن
ورَوَّيْنَ والباء في قوله بماء البحر زائدة إِنما هو شَرِبنَ ماء البحر قال ابن جني هذا هو الظاهر من الحالِ والعُدُولُ عنه تَعَسُّفٌ قال وقال بعضهم شَرِبنَ مِن ماء البحر فأَوْقَع الباء مَوْقِعَ من قال وعندي أَنه لما كان شَرِبنَ في معنى رَوِينَ وكان رَوِينَ مما يتعدَّى بالباءِ عَدَّى شَرِبنَ بالباءِ ومثله كثير منه ما مَضَى ومنه ما [ ص 488 ] سيأْتي فلا تَسْتَوْحِش منه والاسم الشِّرْبةُ عن اللحياني وقيل الشَّرْبُ المصدر والشِّرْبُ الاسم والشِّرْبُ الماء والجمع أَشرابٌ والشَّرْبةُ من الماءِ ما يُشْرَبُ مَرَّةً والشَّرْبةُ أَيضاً المرةُ الواحدة من الشُّرْبِ والشِّرْبُ الحَظُّ من الماءِ بالكسر وفي المثل آخِرُها أَقَلُّها شِرْباً وأَصلُهُ في سَقْيِ الإِبل لأَنَّ آخِرَها يرد وقد نُزِفَ الحوْضُ وقيل الشِّرْبُ هو وقتُ الشُّرْبِ قال أَبو زيد الشِّرْبُ المَوْرِد وجمعه أَشْرابٌ قال والمَشْرَبُ الماء نَفسُه والشَّرابُ ما شُرِب من أَيِّ نوْعٍ كان وعلى أَيّ حال كان وقال أَبو حنيفة الشَّرابُ والشَّرُوبُ والشَّرِيبُ واحد يَرْفَع ذلك إِلى أَبي زيد ورَجلٌ شارِبٌ وشَرُوبٌ وشَرّابٌ وشِرِّيبٌ مُولَع بالشَّرابِ كخِمِّيرٍ التهذيب الشَّرِيبُ المُولَع بالشَّراب والشَّرَّابُ الكثيرُ الشُّرْبِ ورجل شَروبٌ شديدُ الشُّرْب وفي الحديث مَن شَرِبَ الخَمْرَ في الدنيا لم يَشْرَبها في الآخرة قال ابن الأَثير هذا من باب التَّعْلِيقِ في البيان أَراد أَنه لم يَدْخُلِ الجنَّةَ لأَنَّ الجنةَ شرابُ أَهلِها الخمْرُ فإِذا لم يَشْرَبْها في الآخرة لم يَكن قد دَخَلَ
الجنةَ والشَّرْبُ والشُّرُوبُ القَوم يَشْرَبُون ويجْتَمعون على الشَّراب قال ابن سيده فأَما الشَّرْبُ فاسم لجمع شارِب كرَكْبٍ ورَجْلٍ وقيل هو جمع وأَما الشُّروب عندي فجمع شاربٍ كشاهدٍ وشُهودٍ وجعله ابن الأَعرابي جمع شَرْبٍ قال وهو خطأٌ قال وهذا ممَّا يَضِيقُ عنه عِلْمُه لجهله بالنحو قال الأَعشى
هو الواهِبُ المُسْمِعاتِ الشُّرُو ... بَ بَين الحَريرِ وبَينَ الكَتَنْ
وقوله أَنشده ثعلب
يَحْسَبُ أَطْمَاري عَليَّ جُلُبا ... مِثلَ المَنادِيلِ تُعاطَى الأَشرُبا ( 1 )
( 1 قوله « جلبا » كذا ضبط بضمتين في نسخة من المحكم )
يكون جمع شَرْبٍ كقول الأَعشى
لها أَرَجٌ في البَيْتِ عالٍ كأَنما ... أَلمَّ بهِ مِن تَجْرِ دارِينَ أَرْكُبُ
فأَرْكُبٌ جمع رَكْبٍ ويكون جمع شَارِبٍ وراكِبٍ وكلاهما نادر لأَنَّ سيبويه لم يذكر أَن فاعلاً قد يُكَسَّر على أَفْعُلٍ وفي حديث علي وحمزة رضي اللّه عنهما وهو في هذا البيت في شَرْبٍ من الأَنصار الشَّرْبُ بفتح الشين وسكون الراء الجماعة يَشْرَبُونَ الخمْر التهذيب ابن السكيت الشِّرْبُ الماءُ بعَينهِ يُشْرَبُ والشِّرْبُ النَّصِيبُ من الماء والشَّرِيبةُ من الغنم التي تُصْدِرُها إِذا رَوِيَتْ فتَتْبَعُها الغَنمُ هذه في الصحاح وفي بعض النسخ حاشيةٌ الصواب السَّريبةُ بالسين المهملة وشارَبَ الرَّجُلَ مُشارَبَةً وشِراباً شَرِبَ معه وهو شَرِيبي قال
رُبَّ شَرِيبٍ لكَ ذِي حُساسِ ... شِرابُه كالحَزِّ بالمَواسي
والشَّرِيبُ صاحِبُكَ الذي يُشارِبُكَ ويُورِدُ إِبلَه معَكَ وهو شَرِيبُك قال الراجز [ ص 489 ] إِذا الشَّرِيبُ أَخَذَتْه أَكَّهْ فخلِّه حتى يَبُكَّ بَكَّهْ وبه فسر ابن الأَعرابي قوله رُبَّ شَرِيب لك ذي حُساس قال الشَّرِيبُ هنا الذي يُسْقَى مَعَك والحُساسُ الشُّؤْم والقَتْلُ يقول انتِظارُك إِيَّاه على الحوضِ قَتْلٌ لك ولإِبلِك قال وأَما نحن ففَسَّرْنا الحُساسَ هنا بأَنه الأَذَى والسَّوْرةُ في الشَّراب وهو شَرِيبٌ فَعِيلٌ بمعنى مُفاعِل مثل نَديم وأَكِيل وأَشْرَبَ الإِبِلَ فَشرِبَتْ وأَشْرَبَ الإِبل حتى شَرِبَتْ وأَشْرَبْنَا نحن رَوِيَتْ إِبلُنا وأَشْرَبْنا عَطِشْنا أَو عَطِشَت إِبلُنا وقوله اسْقِنِي فإِنَّنِي مُشْرِب رواه ابن الأَعرابي وفسره بأَنَّ معناه عطشان يعني نفسه أَو إِبله قال ويروى فإِنَّكَ مُشْرِب أَي قد وجَدْتَ مَن يَشْرَبُ التهذيب المُشْرِبُ العَطْشان يقال اسْقِنِي فإِنِّي مُشْرِب والمُشْرِبُ الرجُل الذي قد عَطِشَت إِبلُه أَيضاً قال وهذا قول ابن الأَعرابي قال وقال غيره رَجل مُشْرِبٌ قد شَرِبَت إِبله ورجل مُشرِبٌ حانَ لإِبلِه أَن تَشْرَبَ قال وهذا عنده من الأَضداد والمَشْرَبُ الماء الذي يُشْرَبُ والمَشْرَبةُ كالمَشْرَعةِ وفي الحديث مَلْعُونٌ ملعونٌ مَن أَحاطَ على مَشْرَبةٍ المَشْرَبة بفتح الراءِ من غير ضم الموضع الذي يُشْرَبُ منه كالمَشْرَعةِ ويريد بالإِحاطة تَملُّكَه ومنعَ غيره منه والمَشْرَبُ الوجهُ الذي يُشْرَبُ منه ويكون موضعاً ويكون مصدراً وأَنشد
ويُدْعَى ابنُ مَنْجُوفٍ أَمامي كأَنه ... خَصِيٌّ أَتَى للماءِ مِنْ غَيْرِ مَشْرَبِ
أَي من غير وجه الشُّرْب والمَشْرَبُ شَرِيعةُ النَّهر والمَشْرَبُ المَشْروبُ نفسُه والشَّرابُ اسم لما يُشْرَبُ وكلُّ شيء لا يُمْضَغُ فإِنه يقال فيه يُشْرَبُ والشَّرُوبُ ما شُرِبَ والماء الشَّرُوب والشَّريبُ الذي بَيْنَ العَذْبِ والمِلْح وقيل الشَّروب الذي فيه شيء من عُذوبةٍ وقد يَشْرَبُه الناس على ما فيه والشَّرِيبُ دونه في العُذوبةِ وليس يَشْرَبُه الناس إِلاّ عند ضرورة وقد تَشْرَبُه البهائم وقيل الشَّرِيبُ العَذْبُ وقيل الماء الشَّرُوب الذي يُشْرَبُ والمأْجُ المِلْحُ قال ابن هرمة
فإِنَّكَ بالقَرِيحةِ عامَ تُمْهى ... شَروبُ الماء ثم تَعُودُ مَأْجا
قال هكذا أَنشده أَبو عبيد بالقَرِيحة والصواب كالقَرِيحةِ التهذيب أَبو زيد الماء الشَّريبُ الذي ليس فيه عُذوبةٌ وقد يَشْرَبُه الناسُ على ما فيه والشَّرُوبُ دُونهُ في العُذوبةِ وليس يَشْرَبُه الناس إِلاّ عند الضَّرُورة وقال الليث ماء شَرِيبٌ وشَرُوب فيه مَرارةٌ ومُلُوحة ولم يمتنع من الشُّرْب وماء شَرُوبٌ وماء طَعِيمٌ بمعنى واحد وفي حديث الشورى جُرْعةٌ شَرُوبٌ أَنْفَع من عَذْبٍ مُوبٍ الشَّرُوبُ من الماءِ الذي لا يُشْرَب إِلاّ عند الضرورة يستوي فيه المذكر والمؤَنث ولهذا وصف به الجُرْعةَ ضرب الحديث [ ص 490 ] مثلاً لرجلين أَحدهما أَدْوَنُ وأَنفعُ والآخر أَرفعُ وأَضرُّ وماءٌ مُشْرِبٌ كَشَروبٍ ويقال في صِفَةِ بَعِيرٍ نِعْمَ مُعَلَّقُ الشَّرْبةِ هذا يقول يكتفي إِلى منزله الذي يريدُ بشَرْبةٍ واحدة لا يَحْتاجُ إِلى أُخرى وتقول شَرَّبَ مالي وأَكَّلَه أَي أَطْعَمه الناسَ وسَقاهُم به وظَلَّ مالي يُؤَكَّل ويُشَرَّب أَي يَرْعَى كيف شاءَ ورجل أُكَلةٌ وشُرَبةٌ مثال هُمَزةٍ كثير الأَكل والشُّرب عن ابن السكيت ورجلٌ شَرُوبٌ شديدُ الشُّرْبِ وقومٌ شُرُبٌ وشُرَّبٌ ويومٌ ذو شَرَبةٍ شديدُ الحَرِّ يُشْرَبُ فيه الماءُ أَكثر مما يُشْرَب على هذا الآخر وقال اللحياني لم تَزَلْ به شَرَبَةٌ هذا اليومَ أَي عَطَشٌ التهذيب جاءَت الإِبل وبها شَرَبةٌ أَي عطَش وقد اشْتَدَّتْ شَرَبَتُها وقال أَبو حنيفة قال أَبو عمرو إِنه لذو شَرَبةٍ إِذا كان كثير الشُّرب وطَعامٌ مَشْرَبةٌ يُشْرَبُ عليه الماء كثيراً كما قالوا شَرابٌ مَسْفَهةٌ وطَعامٌ ذو شَرَبة إِذا كان لا يُرْوَى فيه من الماءِ والمِشْرَبةُ بالكسر إِناءٌ يُشْرَبُ فيه والشَّارِبةُ القوم الذين مسكنهم على ضَفَّة النهر وهم الذين لهم ماء ذلك النهر والشَّرَبةُ عَطَشُ المالِ بعدَ الجَزءِ لأَنَّ ذلك يَدْعُوها إِلى الشُّرْب والشَّرَبةُ بالتحريك كالحُوَيْضِ يُحْفَرُ حولَ النخلةِ والشجرة ويُمْلأُ ماء فيكون رَيَّها فَتَتَرَوَّى منه والجمع شَرَبٌ وشَرَباتٌ قال زهير
يَخْرُجْنَ مِن شَرَباتٍ ماؤها طَحِلٌ ... على الجُذوعِ يَخَفْنَ الغَمَّ والغَرَقا
وأَنشد ابن الأَعرابي مِثْلُ النَّخِيلِ يُرَوِّي فَرْعَها الشَّرَبُ وفي حديث عمر رضي اللّه عنه اذْهَبْ إِلى شَرَبةٍ من الشَّرَباتِ فادْلُكْ رأْسَك حتى تُنَقِّيَه الشَّرَبة بفتح الراءِ حَوْضٌ يكون في أَصل النخلة وحَوْلَها يُمْلأُ ماء لِتَشْرَبه ومنه حديث جابر رضي اللّه عنه أَتانا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فَعَدَلَ إِلى الرَّبِيع فتَطَهَّرَ وأَقْبَلَ إِلى الشَّرَبةِ الرَّبِيعُ النهرُ وفي حديث لَقِيطٍ ثم أَشْرَفْتُ عليها وهي شَرْبةٌ واحدة قال القتيبي إِن كان بالسكون فإِنه أَرادأَن الماء قد كثر فمن حيث أَردت أَن تشرب شربت ويروى بالياءِ تحتها نقطتان وهو مذكور في موضعه والشَّرَبةُ كُرْدُ الدَّبْرَةِ وهي المِسْقاةُ والجمع من كل ذلك شَرَباتٌ وشَرَبٌ وشَرَّبَ الأَرضَ والنَّخلَ جَعَلَ لها شَرَباتٍ وأَنشد أَبو حنيفة في صفة نخل
مِنَ الغُلْبِ مِن عِضْدانِ هامةَ شُرِّبَتْ ... لِسَقْيٍ وجُمَّتْ لِلنَّواضِحِ بِئْرُها
وكلُّ ذلك من الشُّرْب والشَّوارِبُ مَجاري الماءِ في الحَلْقِ وقيل الشَّوارِبُ عُروقٌ في الحَلْقِ تَشْرَبُ الماء وقيل هي عُرُوقٌ لاصِقةٌ بالحُلْقوم وأَسْفَلُها بالرِّئةِ ويقال بَل مُؤَخَّرُها إِلى الوَتِين ولها قَصَبٌ منه يَخْرُج الصَّوْت وقيل الشَّوارِبُ مَجاري الماء في العُنُقِ وقيل شَوارِبُ الفَرَسِ [ ص 491 ] ناحِيةُ أَوْداجِه حيث يُوَدِّجُ البَيْطارُ واحِدُها في التقدير شارِبٌ وحِمارٌ صَخِبُ الشَّوارِبِ مِن هذا أَي شَديدُ النَّهِيقِ الأَصمعي في قول أَبي ذؤَيب
صَخِبُ الشَّوارِب لا يَزالُ كأَنَّه ... عَبْدٌ لآلِ أَبي رَبِيعةَ مُسْبَعُ
قال الشَّوارِبُ مَجاري الماءِ في الحَلْقِ وإِنما يريد كَثرةَ نُهاقِه وقال ابن دريد هي عُرُوقُ باطِن الحَلْقِ والشَّوارِبُ عُرُوقٌ مُحْدِقَةٌ بالحُلْقُومِ يقال فيها يَقَعُ الشَّرَقُ ويقال بل هي عُرُوق تأْخذ الماء ومنها يَخْرُج الرِّيقُ ابن الأَعرابي الشَّوارِبُ مَجاري الماءِ في العين قال أَبو منصور أَحْسَبُه أَرادَ مَجارِيَ الماءِ في العين التي تَفُور في الأَرض لا مَجارِيَ ماءِ عين الرأْس والمَشْرَبةُ أَرضٌ لَيِّنةٌ لا يَزالُ فيها نَبْتٌ أَخْضَرُ رَيّانُ والمَشْرَبةُ والمَشْرُبَةُ بالفتح والضم الغُرْفةُ سيبويه وهي المَشْرَبةُ جعلوه اسماً كالغُرْفةِ وقيل هي كالصُّفَّة بين يَدَي الغُرْفةِ والمَشارِبُ العَلاليُّ وهو في شعر الأَعشى وفي الحديث أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان في مَشْرَبةٍ له أَي كان في غُرْفةٍ قال وجمعها مَشْرَباتٌ ومَشارِبُ والشارِبانِ ما سالَ على الفَم من الشَّعر وقيل إِنما هو الشَّارِبُ والتثنية خطأٌ والشَّارِبان ما طالَ مِن ناحِيةِ السَّبَلةِ وبعضهم يُسمِّي السَّبَلةَ كلَّها شارِباً واحداً وليس بصواب والجمع شَوارِبُ قال اللحياني وقالوا إِنه لَعَظِيمُ الشَّواربِ قال وهو من الواحد الذي فُرِّقَ فَجُعِلَ كلُّ جزءٍ منه شارِباً ثم جُمِع على هذا وقد طَرَّ شارِبُ الغُلامِ وهما شارِبانِ التهذيب الشارِبانِ ما طالَ من ناحِيةِ السَّبَلةِ وبذلك سُمِّي شارِبا السيفِ وشارِبا السيفِ ما اكْتَنَفَ الشَّفْرةَ وهو من ذلك ابن شميل الشارِبانِ في السيفِ أَسْفَلَ القائِم أَنْفانِ طَويلانِ أَحدُهما من هذا الجانب والآخَرُ من هذا الجانِب والغاشِيةُ ما تحتَ الشَّارِبَين والشارِبُ والغاشِيةُ يكونان من حديدٍ وفِضَّةٍ وأَدَمٍ وأَشْرَبَ اللَّونَ أَشْبَعَه وكلُّ لَوْنٍ خالَطَ لَوْناً آخَر فقد أُشْرِبَه وقد اشْرابَّ على مِثالِ اشْهابَّ والصِّبْغُ يَتَشَرَّبُ في الثوبِ والثوبُ يَتَشَرَّبُه أَي يَتَنَشَّفُه والإِشْرابُ لَوْنٌ قد أُشْرِبَ من لَونٍ يقال أُشْرِبَ الأَبيضُ حُمْرةً أَي عَلاه ذلك وفيه شُرْبةٌ من حُمْرَةٍ أَي إِشْرابٌ ورجُل مُشْرَبٌ حُمْرةً وإِنه لَمَسْقِيُّ الدَّم مثله وفيه شُرْبةٌ من الحُمْرةِ إِذا كان مُشْرَباً حُمْرَةً وفي صفته صلى اللّه عليه وسلم أَبيضُ مُشْرَبٌ حُمرةً
( يتبع )
( ( ) تابع 1 ) شرب الشَّرْبُ مصدر شَرِبْتُ أَشْرَبُ شَرْباً وشُرْباً ابن سيده الإِشْرابُ خَلْطُ لَوْنٍ بلَوْنٍ كأَنَّ أَحد اللَّوْنَينِ سُقِيَ اللونَ الآخَرَ يقال بياضٌ مُشْرَبٌ حُمْرةً مخففاً وإِذا شُدّد كان للتكثير والمبالغة ويقال أَيضاً عنده شُرْبةٌ من ماءٍ أَي مِقدارُ الرِّيِّ ومثله الحُسْوةُ والغُرْفةُ واللُّقْمةُ وأُشْرِبَ فلان حُبَّ فلانةَ أَي خالَطَ قَلْبَه وأُشْرِبَ قلبُه مَحَبَّةَ هذا أَي حَلَّ مَحَلَّ الشَّرابِ وفي التنزيل العزيز وأُشْرِبُوا في قُلوبِهِم العِجْلَ أَي حُبَّ العِجْلِ فحذَف المضافَ وأَقامَ المضافَ [ ص 492 ] إِليه مُقامَه ولا يجوز أَن يكون العِجْلُ هو المُشْرَبَ لأَنَّ العِجْل لا يَشْرَبُه القَلْبُ وقد أُشْرِبَ في قَلْبِه حُبّه أَي خالَطَه وقال الزجاج وأُشْرِبُوا في قُلوبِهم العِجْلَ بكُفْرِهم قال معناه سُقُو حُبَّ العِجْلِ فحذف حُبَّ وأُقِيمَ العِجْلُ مُقامَه كما قال الشاعر
وكَيْفَ تُواصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ ... خَلالَتُه كأَبي مَرْحَبِ ؟
أَي كَخلالةِ أَبي مَرْحَبٍ والثَّوْب يَتَشرَّبُ الصِّبْغَ يَتَنَشَّفُه وتَشَرَّبَ الصِّبْغُ فيه سَرَى واسْتَشْرَبَتِ القَوْسُ حُمْرةً اشْتَدَّت حُمْرَتُها وذلك إِذا كانت من الشِّرْبانِ حكاه أَبو حنيفة قال بعض النحويين من المُشْرَبةِ حُروف يخرج معها عند الوُقوفِ عليها نحو النفخ إِلاَّ أَنها لم تُضْغَطْ ضَغْطَ المَحْقُورَةِ وهي الزاي والظاءُ والذال والضاد قال سيبويه وبعضُ العرب أَشَدُّ تصويباً من بعض وأُشْرِبَ الزَّرْعُ جَرى فيه الدَّقيقُ وكذلك أُشْرِبَ الزَّرْعُ الدَّقيقَ عَدَّاه أَبو حنيفة سماعاً من العرب أَو الرُّواة ويقال للزرع إِذا خرج قَصَبُه قد شَرِبَ الزرعُ في القَصَبِ وشَرَّبَ قَصَبُ الزرعِ إِذا صارَ الماءُ فيه ابن الأَعرابي الشُّرْبُبُ الغَمْلى من النبات وفي حديث أُحد انَّ المشركين نزلوا على زَرْعِ أَهلِ المدينةِ وخَلَّوا فيه ظَهْرهم وقد شُرِّبَ الزرعُ الدَّقيقَ وفي رواية شَرِبَ الزرعُ الدقيقَ وهو كناية عن اشْتِدادِ حَبِّ الزَّرْع وقُرْبِ إِدْراكِه يقال شَرَّبَ قَصَبُ الزرع إِذا صارَ الماءُ فيه وشُرِّبَ السُّنْبُلُ الدَّقيقَ إِذا صارَ فيه طُعْمٌ والشُّرْبُ فيه مستعارٌ كأَنَّ الدَّقِيقَ كان ماءً فَشَرِبَه وفي خديث الإِفك لقد سَمِعْتُموه وأُشْرِبَتْه قُلوبُكم أَي سُقِيَتْهُ كما يُسْقَى العَطْشانُ الماء يقال شَرِبْتُ الماءَ وأُشْرِبْتُه إِذا سُقِيتَه وأُشْرِبَ قَلْبُه كذا أَي حَلَّ مَحَلَّ الشَّراب أَو اخْتَلَطَ به كَما يَخْتَلِطُ الصِّبغُ بالثوب وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه وأُشْرِبَ قَلْبُه الإِشْفاقَ أَبو عبيد وشَرَّبَ القِرْبةَ بالشين المعجمة إِذا كانت جديدة فجعل فيها طيباً وماء لِيَطِيبَ طَعْمُها قال القطامي يصف الإِبل بكثرة أَلبانها
ذَوارِفُ عَيْنَيْها منَ الحَفْلِ بالضُّحَى ... سُجُومٌ كتَنْضاحِ الشِّنانِ المُشَرَّب
هذا قول أَبي عبيد وتفسيره وقوله كتَنْضاحِ الشِّنانِ المُشَرَّبِ إِنما هو بالسين المهملة قال ورواية أَبي عبيد خطأ وتَشَرَّبَ الثوبُ العَرَقَ نَشِفَه وضَبَّةٌ شَرُوبٌ تَشْتَهِي الفحل قال وأُراه ضائنةٌ شَرُوبٌ وشَرِبَ بالرجل وأَشْرَبَ به كَذَبَ عليه وتقول أَشْرَبْتَني ما لم أَشْرَبْ أَي ادَّعَيْتَ عليَّ ما لم أَفْعَلْ والشَّرْبةُ النَّخْلة التي تَنبُتُ من النَّوى والجمع الشَّرَبَّاتُ والشَّرائِبُ والشَّرابِيبُ ( 1 )
( 1 قوله « والجمع الشربَّات والشرائب والشرابيب » هذه الجموع الثلاثة إِنما هي لشربة كجربة أَي بالفتح وشدّ الباء كما في التهذيب ومع ذلك فالسابق واللاحق لابن سيده وهذه العبارة متوسطة أوهمت أنها جمع للشربة النخلة فلا يلتفت إلى من قلد اللسان )
[ ص 493 ] وأَشْرَبَ البعيرَ والدَّابَّةَ الحَبْلَ وَضَعَه في عُنُقها قال يا آلَ وَزْرٍ أَشْرِبُوها الأَقْرانْ وأَشْرَبْتُ الخَيْلَ أَي جعلت الحِبالَ في أَعْناقِها وأَنشد ثعلب
وأَشْرَبْتُها الأَقْرانَ حتى أَنَخْتُها ... بِقُرْح وقد أَلقَيْنَ كُلَّ جَنِينِ
وأَشْرَبْتُ إِبلَكَ أَي جَعَلْتُ لكل جَمَلٍ قَريناً ويقول أَحدهم لناقته لأُشْرِبَنَّكِ الحِبالَ والنُّسُوع أَي لأَقْرُنَنَّكِ بها والشَّارِبُ الضَّعْفُ في جميع الحيوان يقال في بعيرِك شارِبُ خَوَرٍ أَي ضَعْفٌ ونِعْم البعيرُ هذا لولا أَن فيه شارِبَ خَوَرٍ أَي عِرقَ خَوَرٍ قال وشَرِبَ إِذا رَوِيَ وشَرِبَ إِذا عَطِشَ وشَرِبَ إِذا ضَعُفَ بَعيرُه ويقال ما زالَ فلان على شَرَبَّةٍ واحدةٍ أَي على أَمرٍ واحد أَبو عمرو الشَّرْبُ الفهم وقد شَرَبَ يَشْرُبُ شَرْباً إِذا فَهِمَ ويقال للبليد احْلُبْ ثم اشْرُبْ أَي ابْرُك ثم افْهَمْ وحَلَبَ إِذا بَرَكَ وشَرِيبٌ وشُرَيْبٌ والشُّرَّيْبُ بالضم والشُّرْبُوبُ والشُّرْبُبُ كلها مواضع والشُّرْبُبُ في شعر لبيد بالهاءِ قال هل تَعْرِفُ الدَّار بسَفْحِ الشُّرْبُبَه ؟ والشُّرْبُبُ اسم وادٍ بعَيْنِه والشَّرَبَّةُ أَرض لَيِّنَة تُنْبِتُ العُشْبَ وليس بها شجر قال زهير
وإِلاَّ فإِنَّا بالشَّرَبَّةِ فاللِّوَى ... نُعَقِّر أُمّاتِ الرِّباع ونَيْسِرُ
وشَرَبَّةُ بتشديد الباءِ بغير تعريف موضع قال ساعدة بن جؤَية
بِشَرَبَّةٍ دَمِث الكَثِيبِ بدُورِه ... أَرْطًى يَعُوذُ به إِذا ما يُرْطَبُ
يُرْطَبُ يُبَلُّ وقال دَمِث الكَثِيب لأَنَّ الشُّرَبَّةَ موضع أَو مكان ليس في الكلام فَعَلَّةٌ إِلاَّ هذا عن كراع وقد جاءَ له ثان وهو قولهم جَرَبَّةٌ وهو مذكور في موضعه واشْرَأَبَّ الرجل للشيءِ وإِلى الشيءِ اشْرِئْباباً مَدَّ عُنُقَه إِليه وقيل هو إِذا ارْتَفَعَ وعَلا والاسم الشُّرَأْبِيبةُ بضم الشين من اشْرَأَبَّ وقالت عائشة رضي اللّه عنها اشْرَأَبَّ النِّفاقُ وارْتَدَّت العربُ قال أَبو عبيد اشْرَأَبَّ ارتفعَ وعلا وكلُّ رافِعٍ رأْسَه مُشْرَئِبٌّ وفي حديث يُنادِي منادٍ يومَ القيامةِ يا أَهلَ الجنةِ ويا أَهلَ النار فيَشْرَئِبُّون لصوته أَي يَرْفَعُون رؤُوسهم ليَنْظُروا إِليه وكلُّ رافع رأْسه مشرئبٌّ وأَنشد لذي الرمة يصف الظَّبْيةَ ورَفْعَها رأْسَها
ذَكَرْتُكِ إِذْ مَرَّتْ بِنا أُمُّ شادِنٍ ... أَمامَ المَطايا تَشْرَئِبُّ وتَسْنَحُ
قال اشْرأَبَّ مأْخوذ من المَشْرَبة وهي الغُرْفةُ
شرجب
الشَّرْجَبُ الطويل وفي التهذيب من الرجال الطويل وفي حديث خالد رضي اللّه عنه فعارَضَنا رجُل شَرْجَبٌ الشَّرْجَبُ الطويل وقيل هو الطويلُ القوائمِ العاري أَعالي العِظام [ ص 494 ] والشَّرْجَبُ نَعت الفَرس الجَوادِ وقيل الشَّرْجَبُ الفَرسُ الكَريمُ والشَّرْجَبانُ شجرة يُدْبَغ بها وربما خُلِطَت بالغَلْقةِ فدُبِغَ بها وقال أَبو حنيفة الشَّرْجَبانُ شُجَيرةٌ كشجَرةِ الباذِنجانِ غير أَنه أَبيضُ ولا يؤْكل ابن الأَعرابي الشُّرْجُبانُ شجرة مُشْعانَّةٌ طويلة ( 1 )( 1 قوله « ابن الأعرابي الشرجبان إلخ » عبارة التكملة قال ابن الأعرابي الشرجبانة بالضم وقد تفتح شجرة مشعانة إلى آخر ما هنا ) يَتَحَلَّبُ منها كالسَّمِّ ولها أَغصانٌ
شرعب
الشَّرْعَبُ الطويل رجُل شَرْعَبٌ طويلٌ خفيفُ الجسمِ والأُنثى بالهاءِ والشَّرْعَبِيُّ الطويلُ الحَسَنُ الجسمِ وشَرْعَبَ الشيءَ طَوَّلَه قال طفيلأَسِيلةُ مَجْرَى الدَّمْعِ خُمْصانةُ الحَشَى ... بَرُودُ الثَّنايا ذاتُ خَلْقٍ مُشَرْعَبِ
والشَّرْعَبةُ شَقُّ اللحمِ والأَديمِ طُولاً وشَرْعَبَه قطَعَه طُولاً والشَّرْعَبةُ القِطْعةُ منه والشَّرْعَبِيُّ والشَّرْعَبِيَّةُ ضَرْبٌ من البُرُودِ أَنشد الأَزهري كالبُسْتانِ والشَّرْعَبَى ذا الأَذْيال ( 2 )
( 2 قوله « كالبستان إلخ » كذا هو في التهذيب )
وقال رؤْبة يصف ناب البعير قَدًّا بخَدّادٍ وهَذًّا شَرْعَبَا والشَّرْعَبِيَّةُ موضع قال الأَخطل
ولَقَدْ بَكَى الجَحَّافُ ممَّا أَوْقَعَتْ ... بالشَّرْعَبِيَّةِ إِذْ رَأَى الأَطْفالا
شزب
الشَّازِبُ الضامِرُ اليابِسُ من الناس وغيرهم وأَكثرُ ما يُستعمل في الخيلِ والناس وقال الأَصمعي الشازِبُ الذي فيه ضُمور وإِن لم يكن مهزولاً والشَّاسِفُ والشاسِبُ الذي قد يَبِسَ قال وسمعت أَعرابياً يقول ما قال الحطيئة أَيْنُقاً شُزُباً إِنما قال أَعْنُزاً شُسُباً وليست الزاي ولا السين بدلا إِحداهما من الأُخرى لتَصَرُّفِ الفعلين جميعاً والجمع شُزَّبٌ وشَوازِبُ وقد شَزَبَ الفرسُ يَشْزُبُ شَزَباً وشُزُوباً وخَيْلٌ شُزَّبٌ أَي ضَوامِرُ وفي حديث عمر يَرْثي عُرْوةَ بن مسعود الثقفيبالخيلِ عابِسةً زُوراً مَناكِبُها ... تَعْدُو شَوازِبَ بالشُّعْثِ الصَّناديدِ
والشَّوازِبُ المُضَمَّراتُ جمع شازِبٍ ويجمع على شُزَّبٍ أَيضاً وأَتانٌ شَزْبةٌ ضامِرةٌ التهذيب الشَّوزَبُ والمَئِنَّةُ العَلامةُ وأَنشد غُلامٌ بَينَ عَيْنَيْه شَوْزَبُ والشَّزِيبُ القَضِيبُ من الشجر قبل أَن يُصْلح وجمعه شُزُوبٌ حكاه أَبو حنيفة وقَوْسٌ شَزْبةٌ ليست بجَديدٍ ولا خَلَقٍ وفي بعض الحديث وقد تَوَشَّحَ بِشَزْبةٍ كانت معَه الشَّزْبةُ من أَسْماءِ القَوْسِ وهي التي ليست بجَديد ولا خَلَقٍ كأَنها التي شَزَبَ قَضِيبُها أَي ذَبَلَ وهي الشَّزيبُ أَيضاً ومكان شازِبٌ أَي خَشِنٌ
شسب
الشَّاسِبُ لغة في الشَّازِبِ وهو النَّحِيف اليابِسُ من الضُّمْر الذي قد يَبِسَ جلده عليه [ ص 495 ] قال لبيدأَتِيكَ أَمْ سَمْحَجٌ تَخَيَّرَهَا ... عِلْجٌ تَسَرَّى نَحائِصاً شُسُبا ؟
وقال أَيضاً
تَتَّقِي الأَرضَ بِدَفٍّ شاسِبٍ ... وضُلُوعٍ تَحْتَ زَوْرٍ قد نَحَلْ
وهو المَهْزُول مثل الشَّاسِفِ وليس مثل الشَّازِبِ قال الوَقَّافُ العُقَيْلِيُّ
فَقُلْتُ لَه حانَ الرَّواحُ ورُعْتُه ... بأَسْمَرَ مَلْوِيٍّ من القِدِّ شاسِبِ
والجمع شُسُبٌ وشَسَبَ شُسُوباً وشَسُبَ والشَّسِيبُ القَوْسُ
شصب
الشِّصْب بالكسر الشِّدَّةُ والجَدْبُ والجمع أَشْصابٌ وهي الشَّصِيبةُ وكَسَّر كُراع الشَّصِيبةَ الشِّدَّةَ على أَشصابٍ في أَدنَى العدد قال والكثير شَصائِبُ قال ابن سيده وهذا منه خطأٌ واختلاط وشَصِبَ الأَمْرُ بالكسر اشْتَدَّ ابن هانئ إِنه لَشَصِبٌ لَصِبٌ وَصِبٌ إِذا أُكِّدَ النَّصِب وشَصِبَ المَكانُ شَصَباً أَجْدَبَ والشَّصِيبةُ شِدَّةُ العيش وعيْش شاصِبٌ وشِصْبٌ وشَصِبَ عَيْشُه شَصَباً وشَصْباً وشَصَبَ بالفتح يَشْصُبُ بالضم شُصُوباً فهو شَصِبٌ وشاصِبٌ وأَشْصَبَهُ اللّهُ وأَشْصَبَ اللّهُ عَيْشَه قال جريركِرامٌ يَأْمَنُ الجِيرانُ فِيهِمْ ... إِذا شَصَبَتْ بِهِمْ إِحدى الليالي
وشَصَبَ الشَّاةَ سَلَخَها أَبو العباس المَشْصُوبةُ الشاةُ المَسْمُوطَةُ ويقال للقَصَّاب شَصَّابٌ والشَّصْبُ السَّمْطُ والشَّصائِبُ عِيدانُ الرَّحْلِ ولم يُسمع لها بواحد قال أَبو زبيد
وذا شَصَائِبَ في أَحْنائِهِ شَمَمٌ ... رِخْوَ المِلاطِ رَبِيطاً فَوقَ صُرْصورِ
ورجل شَصِيبٌ أَي غَريبٌ الليث الشَّيْصَبانُ الذَّكَرُ مِن النَّمْلِ ويقال هو جُحْرُ النَّمل الفراء عن الدُّبَيْرِيِّين قالوا هو الشَّيْطانُ الرَّجِيمُ والشَّيْصَبانُ والبَْلأَزُ والجَْلأَزُ والجَانُّ والقازُّ والخَيْتَعُورُ كلها من أَسماءِ الشيطان والشَّيْصَبان أَبو حَيّ من الجِنِّ قال حسان بن ثابت وكانتِ السِّعْلاةُ لَقِيَتْه في بَعْضِ أَزِقَّةِ المَدينةِ فَصَرَعَتْهُ وقَعَدَت على صَدْرِه وقالت له أَنتَ الذي يأْمُل قَوْمُكَ أَن تكون شاعِرَهم ؟ فقال نَعَم قالت واللّهِ لا يُنْجِيكَ مني إِلاَّ أَن تقول ثلاثة أَبيات على رَوِيٍّ واحد فقال حسان
إِذا ما تَرَعْرَعَ فينا الغُلامْ ... فما إِنْ يقالُ له مَنْ هُوَهْ ؟
فقالت ثَنِّه فقال
إِذا لم يَسُدْ قبلَ شَدِّ الإِزارْ ... فذلك فِينا الذي لا هُوَهْ
فقالت ثلِّثْه فقال
ولي صاحِبٌ من بَني الشَّيْصَبان ... فَطَوْراً أَقُولُ وطَوْراً هُوَهْ
[ ص 496 ] هذا قول ابن الكلبي وحكى الأَثرم فقال أَخبرني علماء الأَنصار أَنَّ حَسَّانَ بن ثابت بعدما ضُرَّ بَصَرُه مَرَّ بابنِ الزِّبَعْرَى وعبدِاللّه بن أَبي طلحة ابن سهلِ بن الأَسود بن حَرام ومعه ولدُه يَقُوده فَصاحَ به ابن الزِّبَعْرَى بعدما وَلَّى يا أَبا الوليد مَن هذا الغُلامُ ؟ فقال حَسَّانُ بن ثابِتٍ الأَبيات
شصلب
شَصْلَبٌ شَديدٌ قوِيٌّ
شطب
الشَّطْبُ من الرجال والخَيْلِ الطويلُ الحَسَنُ الخَلْقِ وجارِيةٌ شِطْبةٌ وشَطْبةٌ طَويلةٌ حَسَنَةٌ تارَّةٌ غَضَّةٌ الكسر عن ابن جني قال والفتح أَعلى ويقال غُلامٌ شَطْبٌ حَسَنُ الخَلْق ليس بطويل ولا قصير ورَجل مَشْطُوبٌ ومُشَطَّبٌ إِذا كان طويلاً وفَرَسٌ شِطْبةٌ سَبِطَةُ اللحم وقيل طويلة والكسر لغة ولا يوصف به الذكر والشَّطْب مجزوم السَّعَف الأَخضر الرَّطْبُ من جريد النخل واحدته شَطْبةٌ وفي حديث أُم زرع كَمَسَلِّ شَطْبةٍ قال أَبو عبيد الشَّطْبةُ ما شُطِبَ من جَريد النخل وهو سَعَفُه شَبَّهته بتلك الشَّطْبة لِنَعْمَتِه واعْتِدالِ شَبابِه وقيل أَرادت أَنه مَهْزول كأَنه سَعَفَةٌ في دِقَّتِها أَرادت أَنه قليل اللحم دَقِيقُ الخَصْر فشبَّهته بالشَّطْبةِ أَي موضِعُ نومِه دَقِيقٌ لنَحافَتِه وقيل أَرادت سَيْفاً سُلَّ من غِمْدِه والمَسَلُّ مصدر بمعنى السَّلّ أُقِيمَ مُقامَ المفعول أَي كَمَسْلُول الشَّطْبة يعني ما سُلَّ من قِشره أَو غِمْده وقال أَبو سعيد الشَّطْبةُ السيفُ أَرادت أَنه كالسَّيْفِ يُسَلُّ من غِمْده كما قال العُجَيْرُ السَّلُولي يرثي أَبا الحَجناءفتًى قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لا مُتآزِفٌ ... ولا رَهِلٌ لَبَّاتُه وأَباجلُه
ابن الأَعرابي الشَّطائِبُ دون الكَرانِيفِ الواحدة شَطِيبةٌ والشَّطْبُ دون الشَّطائِب الواحدة شَطْبةٌ ابن السكيت الشَّاطِبةُ التي تَعْمَلُ الحُصْر من الشَّطْب الواحدة شَطْبة وهي السَّعَفُ والشُّطُوبُ أَن تأْخُذَ قِشْرَه الأَعلى قال وتَشْطُب وتَلْحَى واحد والشَّواطِبُ من النساءِ اللواتي يَشْقُقْنَ الخُوصَ ويَقْشُرْنَ العُسُبَ لِيَتَّخِذْن منه الحُصْر ثم يُلْقِينها إِلى المُنَقِّيات قال قيس بن الخطيم
تَرى قِصَدَ المُرَّانِ تُلْقَى كأَنها ... تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بأَيْدي الشَّواطِبِ
تقول منه شَطَبَتِ المَرأَةُ الجَريدَ شَطْباً شَقَّته فهي شاطِبةٌ لتعمل منه الحصر الأَصمعي الشَّاطِبةُ التي تَقْشُر العَسِيبَ ثم تُلْقِيه إِلى المنَقِّيةِ فتأْخُذ كل شيء عليه بِسِكِّينها حتى تتركه رقِيقاً ثم تُلْقِيه المُنَقِّيةُ إِلى الشاطبة ثانية وهو قوله تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بأَيْدي الشَّواطِبِ وشُطُوبُ السيف وشُطُبُه بِضم الشين والطاء وشُطَبُه طَرائقُه التي في متنه واحدته شُطْبةٌ وشُطَبةٌ وشِطْبةٌ وسيف مُشَطَّبٌ ومَشْطُوبٌ فيه شُطَبٌ وثوبٌ مُشَطَّبٌ فيه طَرائقُ والشَّطائبُ من الناسِ وغيرهم الفِرَقُ والضُّرُوبُ المختلفةُ قال الراعي
فهاجَ به لمَّا تَرَجَّلَتِ الضُّحَى ... شَطائِبُ شَتَّى من كِلابٍ ونابلِ
[ ص 497 ] وسَيْفٌ مُشَطَّب فيه طَرائِقُ وربما كانت مُرْتَفِعةً ومُنْحَدِرَةً ابن شميل شُطْبةُ السيف عَموده الناشِزُ في متْنِه الشَّطبةُ والشِّطْبةُ قِطْعةٌ من سَنام البعير تُقْطَع طُولاً وكلُّ قِطْعة من ذلك أَيضاً تسمى شَطِيبةً وقيل شَطِيبةُ اللحم الشَّرِيحةُ منه وشَطَّبه شَرَّحه ويقال شَطَبْتُ السنام والأَديمَ أَشْطُبه شَطْباً أَبو زيد شُطَبُ السَّنامِ أَن تُقَطِّعَه قِدَداً ولا تُفَصِّلَها واحدتها شُطْبةٌ وقالوا أَيضاً شَطِيبة وجمعها شَطائِبُ وكلُّ قِطْعَةِ أَديمٍ تُقَدُّ طولاً شَطِيبةٌ وشَطَبَ الأَديمَ والسَّنام يَشْطُبهما شَطْباً قَطَعَهما وشَطِيبةٌ مِن نَبْع يُتَّخَذُ منها القَوْسُ والشَّواطِبُ من النساءِ اللواتي يَقْدُدْنَ الأَدِيمَ بعدما يَخْلُقْنَه وناقة شَطِيبةٌ يابِسةٌ وفَرَسٌ مَشْطُوبُ المَتْن والكَفَل انْتَبَر مَتْناه سِمَناً وتَبايَنَتْ غُرورُه وقال الجعدي
مِثلُ هِمْيانِ العَذارَى بَطْنُه ... أَبْلَقُ الحقْوَينِ مَشْطوبُ الكَفَلْ
ورجل شاطِب المَحَلِّ بعيدُه مثل شاطِنٍ والانْشِطابُ السَّيَلانُ والمُنْشَطِبُ السائِلُ ( 1 )
( 1 قوله « والمنشطب السائل » هذه العبارة الثانية للأزهري والأولى لابن سيده جمع المؤلف بين عبارتيهما ) من الماءِ وغيره والمُنْشَطِبُ السائل وطريقٌ شاطِبٌ مائِلٌ وشَطَبَ عن الشيءِ عَدَلَ عنه الأَصمعي شَطَفَ وشَطَبَ إِذا ذَهَبَ وتباعَد وفي النوادر رَمْيةٌ شاطِفةٌ وشاطِبةٌ وصائِفةٌ إِذا زَلَّت عن المَقْتَلِ وفي الحديث فَحَمَلَ عامِرُ بنُ رَبِيعةَ على عامر بن الطُّفَيْلِ فطَعَنَه فشَطَبَ الرُّمْحُ عن مَقْتَله هو من شَطَبَ بمعنى بَعُدَ قال ابراهيم الحَرْبيُّ شَطَبَ الرُّمح عن مَقْتَله أَي لم يَبْلُغْه الأَصمعي شَطَفَ وشَطَبَ إِذا عَدَل ومالَ أَبو الفرج الشَّطائبُ والشَّصائبُ الشَّدائدُ وشَطِبٌ جبلٌ معروف قال
كأَنَّ أَقْرابَه لمَّا عَلا شَطِباً ... أَقْرابُ أَبْلَقَ يَنْفِي الخيْلَ رَمّاحِ
وفي الصحاح شَطِيبٌ اسم جَبَل ورأَيت في حواشي نسخة موثوق بها هكذا وقع في النسخ والذي أَورده الفارابي في ديوان الأَدب والذي رواه ابن دريد وابن فارس شَطِبٌ على فَعِلٍ اسم جَبل واللّه أَعلم
شعب
الشَّعْبُ الجَمعُ والتَّفْريقُ والإِصلاحُ والإِفْسادُ ضدٌّ وفي حديث ابن عمر وشَعْبٌ صَغِيرٌ من شَعْبٍ كبيرٍ أَي صَلاحٌ قلِيلٌ من فَسادٍ كَثِيرٍ شَعَبَه يَشْعَبُه شَعْباً فانْشَعَبَ وشَعَّبَه فَتَشَعَّب وأَنشد أَبو عبيد لعليّ بنِ غَديرٍ الغَنَويِّ في الشَّعْبِ بمعنى التَّفْريقوإِذا رأَيتَ المرْءَ يَشْعَبُ أَمْرَهُ ... شَعْبَ العَصا ويَلِجُّ في العِصْيانِ
قال معناه يُفَرِّقُ أَمْرَه قال الأَصْمَعِيُّ شَعَبَ الرَّجُلُ أَمْرَهُ إِذا شَتَّتَه [ ص 498 ] وفَرَّقَه وقال ابن السِّكِّيت في الشَّعْبِ إِنه يكونُ بمَعْنَيَيْنِ يكونُ إِصْلاحاً ويكونُ تَفْريقاً وشَعْبُ الصَّدْعِ في الإِناءِ إِنما هو إِصلاحُه ومُلاءَمَتُه ونحوُ ذلك والشَّعْبُ الصَّدْعُ الذي يَشْعَبُهُ الشَّعّابُ وإِصْلاحُه أَيضاً الشَّعْبُ وفي الحديث اتَّخَذَ مكانَ الشَّعْبِ سِلْسلةً أَي مكانَ الصَّدْعِ والشَّقِّ الذي فيه والشَّعّابُ المُلَئِّمُ وحِرْفَتُه الشِّعابةُ والمِشْعَبُ المِثْقَبُ المَشْعُوبُ به والشَّعِيبُ المَزادةُ المَشْعُوبةُ وقيل هي التي من أَديمَين وقيل من أَدِمَينِ يُقابَلان ليس فيهما فِئامٌ في زَواياهُما والفِئامُ في المَزايدِ أَن يُؤْخَذَ الأَدِيمُ فيُثْنى ثم يُزادُ في جَوانِبِها ما يُوَسِّعُها قال الراعي يَصِفُ إِبِلاً تَرعَى في العَزيبِ
إِذا لمْ تَرُحْ أَدَّى إِليها مُعَجِّلٌ ... شَعِيبَ أَدِيمٍ ذا فِراغَينِ مُتْرَعا
يعني ذا أَدِيمَين قُوبِلَ بينهما وقيل التي تُفْأَمُ بجِلْدٍ ثالِثٍ بين الجِلْدَين لتَتَّسِعَ وقيل هي التي من قِطْعَتَينِ شُعِبَتْ إِحداهُما إِلى الأُخرى أَي ضُمَّتْ وقيل هي المَخْرُوزَةُ من وَجْهينِ وكلُّ ذلك من الجمعِ والشَّعِيبُ أَيضاً السِّقاءُ البالي لأَنه يُشْعَب وجَمْعُ كلِّ ذلك شُعُبٌ والشَّعِيبُ والمَزادةُ والراويَةُ والسَّطيحةُ شيءٌ واحدٌ سمي بذلك لأَنه ضُمَّ بعضُه إِلى بعضٍ ويقال أَشْعَبُه فما يَنْشَعِبُ أَي فما يَلْتَئِمُ ويُسَمَّى الرحلُ شَعِيباً ومنه قولُ المَرّار يَصِفُ ناقةً
إِذا هي خَرَّتْ خَرَّ مِن عن يمينِها ... شَعِيبٌ به إِجْمامُها ولُغُوبُها ( 1 )
( 1 قوله « من عن يمينها » هكذا في الأصل والجوهري والذي في التهذيب من عن شمالها )
يعني الرحْل لأَنه مَشْعوب بعضُه إِلى بعضٍ أَي مضمومٌ
وتقول التَأَمَ شَعْبُهم إِذا اجتمعوا بعد التفَرُّقِ وتَفَرَّقَ شَعْبُهم إِذا تَفَرَّقُوا بعد الاجتماعِ قال الأَزهري وهذا من عجائب كلامِهم قال الطرماح
شَتَّ شَعْبُ الحيِّ بعد التِئامِ ... وشَجاكَ اليَوْمَ رَبْعُ المُقامِ
أَي شَتَّ الجميعُ وفي الحديث ما هذه الفُتْيا التي شَعَبْتَ بها الناسَ ؟ أَي فرَّقْتَهم والمُخاطَبُ بهذا القول ابنُ عباسٍ في تحليلِ المُتْعةِ والمُخاطِبُ له بذلك رَجُلٌ من بَلْهُجَيْم والشَّعْبُ الصدعُ والتَّفَرُّقُ في الشيءِ والجمْع شُعوبٌ والشُّعْبةُ الرُّؤْبةُ وهي قِطْعةٌ يُشْعَب بها الإِناءُ يقال قَصْعةٌ مُشَعَّبة أَي شُعِبَتْ في مواضِعَ منها شُدِّدَ للكثرة وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها وَوَصَفَتْ أَباها رضي اللّه عنه يَرْأَبُ شَعْبَها أَي يَجْمَعُ مُتَفَرِّقَ أَمْرِ الأُمّةِ وكلِمَتَها وقد يكونُ الشَّعْبُ بمعنى الإِصلاحِ في غير هذا وهو من الأَضْدادِ والشَّعْبُ شَعْبُ الرَّأْسِ وهو شأْنُه الذي يَضُمُّ قَبائِلَه [ ص 499 ] وفي الرَّأْسِ أَربَعُ قَبائل وأَنشد
فإِنْ أَوْدَى مُعَوِيَةُ بنُ صَخْرٍ ... فبَشِّرْ شَعْبَ رَأْسِكَ بانْصِداعِ
وتقول هما شَعْبانِ أَي مِثْلانِ وتَشَعَّبَتْ أَغصانُ الشجرة وانْشَعَبَتْ انْتَشَرَت وتَفَرَّقَتْ والشُّعْبة من الشجر ما تَفَرَّقَ من أَغصانها قال لبيد
تَسْلُبُ الكانِسَ لم يُؤْرَ بها ... شُعْبةَ الساقِ إِذا الظّلُّ عَقَل
شُعْبةُ الساقِ غُصْنٌ من أَغصانها وشُعَبُ الغُصْنِ أَطرافُه المُتَفَرِّقَة وكلُّه راجعٌ إِلى معنى الافتراقِ وقيل ما بين كلِّ غُصْنَيْن شُعْبةٌ والشُّعْبةُ بالضم واحدة الشُّعَبِ وهي الأَغصانُ ويقال هذه عَصاً في رأْسِها شُعْبَتانِ قال الأَزهري وسَماعي من العرب عَصاً في رَأْسِها شُعْبانِ بغير تاء والشُّعَبُ الأَصابع والزرعُ يكونُ على ورَقة ثم يُشَعِّبُ وشَعَّبَ الزرعُ وتَشَعَّبَ صار ذا شُعَبٍ أَي فِرَقٍ والتَّشَعُّبُ التفرُّق والانْشِعابُ مِثلُه وانْشَعَبَ الطريقُ تَفَرَّقَ وكذلك أَغصانُ الشجرة وانْشَعَبَ النَّهْرُ وتَشَعَّبَ تَفرَّقَتْ منه أَنهارٌ وانْشَعَبَ به القولُ أَخَذَ به من مَعْنًى إِلى مَعْنًى مُفارِقٍ للأَولِ وقول ساعدة
هَجَرَتْ غَضُوبُ وحُبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ ... وعَدَتْ عَوادٍ دُونَ وَلْيِكَ تَشْعَبُ
قيل تَشْعَبُ تَصْرِفُ وتَمْنَع وقيل لا تجيءُ على القصدِ وشُعَبُ الجبالِ رؤُوسُها وقيل ما تفرَّقَ من رؤُوسِها الشُّعْبةُ دون الشِّعْبِ وقيل أُخَيَّة الشِّعْب وكلتاهما يَصُبُّ من الجبل والشِّعْبُ ما انْفَرَجَ بين جَبَلَينِ والشِّعْبُ مَسِيلُ الماء في بطنٍ من الأَرضِ له حَرْفانِ مُشْرِفانِ وعَرْضُه بَطْحةُ رجُلٍ إِذا انْبَطَح وقد يكون بين سَنَدَيْ جَبَلَين والشُّعْبةُ صَدْعٌ في الجبلِ يأْوي إِليه الطَّيرُ وهو منه والشُّعْبةُ المَسِيلُ في ارتفاعِ قَرارَةِ الرَّمْلِ والشُّعْبة المَسِيلُ الصغيرُ يقال شُعْبةٌ حافِلٌ أَي مُمتلِئة سَيْلاً والشُّعْبةُ ما صَغُرَ عن التَّلْعة وقيل ما عَظُمَ من سَواقي الأَوْدِيةِ وقيل الشُّعْبة ما انْشَعَبَ من التَّلْعة والوادي أَي عَدَل عنه وأَخَذ في طريقٍ غيرِ طريقِه فتِلك الشُّعْبة والجمع شُعَبٌ وشِعابٌ والشُّعْبةُ الفِرْقة والطائفة من الشيءِ وفي يده شُعْبةُ خيرٍ مَثَلٌ بذلك ويقال اشْعَبْ لي شُعْبةً من المالِ أَي أَعْطِني قِطعة من مالِكَ وفي يدي شُعْبةٌ من مالٍ وفي الحديث الحياءُ شُعْبةٌ من الإِيمانِ أَي طائفةٌ منه وقِطعة وإِنما جَعَلَه بعضَ الإِيمان لأَنَّ المُسْتَحِي يَنْقَطِعُ لِحيائِه عن المعاصي وإِن لم تكن له تَقِيَّةٌ فصار كالإِيمانِ الذي يَقْطَعُ بينَها وبينَه وفي حديث ابن مسعود الشَّبابُ شُعْبة من الجُنونِ إِنما جَعَله شُعْبةً منه لأَنَّ الجُنونَ يُزِيلُ العَقْلَ وكذلك الشَّبابُ قد يُسْرِعُ إِلى قِلَّةِ العَقْلِ لِما فيه من كثرةِ المَيْلِ إِلى الشَّهَوات والإِقْدامِ على المَضارّ وقوله تعالى إِلى ظِلٍّ ذي ثَلاثِ شُعَبٍ قال ثعلب يقال إِنَّ النارَ يومَ القيامة تَتَفَرَّقُ إِلى ثلاثِ فِرَقٍ فكُلَّما ذهبُوا [ ص 500 ] أَن يخرُجوا إِلى موضعٍ رَدَّتْهُم ومعنى الظِّلِّ ههنا أَن النارَ أَظَلَّتْه لأَنَّه ليس هناك ظِلٌّ وشُعَبُ الفَرَسِ وأَقْطارُه ما أَشرَفَ منه كالعُنُقِ والمَنْسِج وقيل نواحِيه كلها وقال دُكَينُ ابنُ رجاء
أَشَمّ خِنْذِيذٌ مُنِيفٌ شُعَبُهْ ... يَقْتَحِمُ الفارِسَ لولا قَيْقَبُه
الخِنْذِيذُ الجَيِّدُ من الخَيْلِ وقد يكون الخصِيَّ أَيضاً وأَرادَ بقَيْقَبِه سَرْجَه والشَّعْبُ القَبيلةُ العظيمةُ وقيل الحَيُّ العظيمُ يتَشَعَّبُ من القبيلةِ وقيل هو القبيلةُ نفسُها والجمع شُعوبٌ والشَّعْبُ أَبو القبائِلِ الذي يَنْتَسِبُون إِليه أَي يَجْمَعُهُم ويَضُمُّهُم وفي التنزيل وجعَلناكم شُعُوباً وقبائِلَ لتعارَفُوا قال ابن عباس رَضي اللّه عنه في ذلك الشُّعُوبُ الجُمّاعُ والقبائلُ البُطُونُ بُطونُ العرب والشَّعْبُ ما تَشَعَّبَ من قَبائِل العرب والعجم وكلُّ جِيلٍ شَعْبٌ قال ذو الرمة
لا أَحْسِبُ الدَّهْرَ يُبْلي جِدَّةً أَبداً ... ولا تَقَسَّمُ شَعْباً واحداً شُعَبُ
والجَمْعُ كالجَمْعِ ونَسَب الأَزهري الاستشهادَ بهذا البيت إِلى الليث فقال وشُعَبُ الدَّهْر حالاتُه وأَنشد البيت وفسّره فقال أَي ظَنَنْت أَن لا يَنْقَسِمَ الأَمرُ الواحد إِلى أُمورٍ كثيرةٍ ثم قال لم يُجَوِّد الليثُ في تفسير البيت ومعناه أَنه وصفَ أَحياءً كانوا مُجتَمِعينَ في الربيعِ فلما قَصَدُوا المَحاضِرَ تَقَسَّمَتْهُم المياه وشُعَب القومِ نِيّاتُهم في هذا البيت وكانت لكلِّ فِرْقَةٍ منهم نِيَّة غيرُ نِيّة الآخَرينَ فقال ما كنتُ أَظُنُّ أَنَّ نِيَّاتٍ مختَلِفةً تُفَرِّقُ نِيَّةً مُجْتمعةً وذلك أَنهم كانوا في مُنْتَواهُمْ ومُنْتَجَعِهم مجتمعين على نِيَّةٍ واحِدةٍ فلما هاجَ العُشْبُ ونَشَّتِ الغُدرانُ توزَّعَتْهُم المَحاضِرُ وأَعْدادُ المِياهِ فهذا معنى قوله ولا تَقَسَّمُ شَعْباً واحداً شُعَبُ وقد غَلَبَتِ الشُّعوبُ بلفظِ الجَمْعِ على جِيلِ العَجَمِ حتى قيل لمُحْتَقرِ أَمرِ العرب شُعُوبيٌّ أَضافوا إِلى الجمعِ لغَلَبَتِه على الجِيلِ الواحِد كقولِهم أَنْصاريٌّ والشُّعوبُ فِرقَةٌ لا تُفَضِّلُ العَرَبَ على العَجَم والشُّعوبيُّ الذي يُصَغِّرُ شأْنَ العَرَب ولا يَرَى لهم فضلاً على غيرِهم وأَما الذي في حديث مَسْروق أَنَّ رَجلاً من الشُّعوبِ أَسلم فكانت تؤخذُ منه الجِزية فأَمرَ عُمَرُ أَن لا تؤخذَ منه قال ابن الأَثير الشعوبُ ههنا العجم ووجهُه أَن الشَّعْبَ ما تَشَعَّبَ من قَبائِل العرب أَو العجم فخُصَّ بأَحَدِهِما ويجوزُ أَن يكونَ جمعَ الشُّعوبيِّ وهو الذي يصَغِّرُ شأْنَ العرب كقولِهم اليهودُ والمجوسُ في جمع اليهوديِّ والمجوسيِّ والشُّعَبُ القبائِل وحكى ابن الكلبي عن أَبيه الشَّعْبُ أَكبرُ من القبيلةِ ثم الفَصيلةُ ثم العِمارةُ ثم البطنُ ثم الفَخِذُ قال الشيخ ابن بري الصحيح في هذا ما رَتَّبَه الزُّبَيرُ ابنُ بكَّارٍ وهو الشَّعْبُ ثم القبيلةُ ثم العِمارةُ ثم البطنُ ثم الفَخِذُ ثم الفصيلة قال أَبو أُسامة هذه الطَّبَقات على ترتِيب خَلْق الإِنسانِ فالشَّعبُ أَعظمُها مُشْتَقٌّ من شَعْبِ الرَّأْسِ ثم القبيلةُ من قبيلةِ الرّأْسِ لاجْتماعِها ثم العِمارةُ وهي الصَّدرُ [ ص 501 ] ثم البَطنُ ثم الفخِذُ ثم الفصيلة وهي الساقُ والشعْبُ بالكسرِ ما انْفَرَجَ بينَ جبلين وقيل هو الطَّريقُ في الجَبَلِ والجمعُ الشِّعابُ وفي المَثَل شَغَلَتْ شِعابي جَدْوايَ أَي شَغَلَتْ كَثرةُ المؤُونة عَطائي عن الناسِ وقيل الشِّعْبُ مَسِيلُ الماءِ في بَطْنٍ منَ الأَرضِ لهُ جُرْفانِ مُشْرِفانِ وعَرْضُهُ بطْحَةُ رَجُلٍ والشُّعْبة الفُرْقة تقول شَعَبَتْهم المنية أَي فرَّقَتْهم ومنه سميت المنية شَعُوبَ وهي معرفة لا تنصرف ولا تدخلها الأَلف واللام وقيل شَعُوبُ والشَّعُوبُ كِلْتاهُما المَنِيَّة لأَنها تُفَرِّقُ أَمّا قولهم فيها شَعُوبُ بغير لامٍ والشَّعوبُ باللام فقد يمكن أَن يكونَ في الأَصل صفةً لأَنه من أَمْثِلَةِ الصِّفاتِ بمنزلة قَتُولٍ وضَروبٍ وإِذا كان كذلك فاللامُ فيه بمنزلتِها في العَبّاسِ والحَسَنِ والحَرِثِ ويؤَكِّدُ هذا عندَكَ أَنهم قالوا في اشْتِقاقِها إِنها سُمِّيَتْ شَعُوبَ لأَنها تَشْعَبُ أَي تُفَرِّقُ وهذا المعنى يؤَكِّدُ الوَصْفِيَّةَ فيها وهذا أَقْوى من أَن تُجْعَلَ اللام زائدةً ومَن قال شَعُوبُ بِلا لامٍ خَلَصَتْ عندَه اسْماً صريحاً وأَعْراها في اللفظ مِن مَذْهَبِ الصفةِ فلذلك لم يُلْزمْها اللام كما فَعَلَ ذلك من قال عباسٌ وحَرِثٌ إِلاَّ أَنَّ روائِحَ الصفةِ فيه على كلِّ حالٍ وإِنْ لم تكن فيه لامٌ أَلا ترَى أَنَّ أَبا زيدٍ حَكَى أَنهم يُسَمُّونَ الخُبزَ جابِرَ بن حبَّة ؟ وإِنما سَمَّوهُ بذلك لأَنه يَجْبُر الجائِعَ فقد تَرَى معنى الصِّفَةِ فيه وإِن لم تَدْخُلْهُ اللامُ ومِن ذلك قولهم واسِطٌ قال سيبويه سَمَّوهُ واسِطاً لأَنه وَسَطَ بينَ العِراقِ والبَصْرَة فمعنى الصفةِ فيه وإِن لم يكن في لفظِه لامٌ وشاعَبَ فلانٌ الحياةَ وشاعَبَتْ نَفْسُ فلانٍ أَي زَايَلَتِ الحَياةَ وذَهَبَت قال النابغة الجعدي
ويَبْتَزُّ فيه المرءُ بَزَّ ابْنِ عَمِّهِ ... رَهِيناً بِكَفَّيْ غَيْرِه فَيُشاعِبُ
يشَاعِبُ يفَارِق أَي يُفارِقُه ابنُ عَمِّه فَبزُّ ابنِ عَمِّه سِلاحُه يَبْتَزُّه يأْخُذُه
وأَشْعَبَ الرجلُ إِذا ماتَ أَو فارَقَ فِراقاً لا يَرْجِعُ وقد شَعَبَتْه شَعُوبُ أَي المَنِيَّة تَشْعَبُه فَشَعَب وانْشَعَب وأَشْعَبَ أَي ماتَ قال النابغة الجعدي
أَقَامَتْ بِهِ ما كانَ في الدَّارِ أَهْلُها ... وكانُوا أُناساً مِنْ شَعُوبَ فأَشْعَبُوا
تَحَمَّلَ منْ أَمْسَى بِهَا فَتَفَرَّقُوا ... فَريقَيْن مِنْهُمْ مُصْعِدٌ ومُصَوِّبُ
قال ابن بري صَوابُ إِنْشادِه على ما رُوِيَ في شعره وكانوا شُعُوباً من أُناسٍ أَي ممَّنْ تَلْحَقُه شَعُوبُ ويروى من شُعُوب أَي كانوا من الناس الذين يَهْلِكُون فَهَلَكُوا ويقال للمَيِّتِ قد انْشَعَبَ قال سَهْم الغنوي
حتى تُصادِفَ مالاً أَو يقال فَتًى ... لاقَى التي تشْعَبُ الفِتْيانَ فانْشَعَبَا
ويقال أَقَصَّتْه شَعُوب إِقْصاصاً إِذا أَشْرَفَ على المَنِيَّة ثم نَجَا وفي حديث طلحة فما زِلْتُ واضِعاً رِجْلِي على خَدِّه حتى أَزَرْتُه شَعُوبَ شَعُوبُ من أَسماءِ المَنِيَّةِ غيرَ مَصْروفٍ وسُمِّيَتْ شعُوبَ لأَنَّها تُفَرِّقُ وأَزَرْتُه من الزيارةِ
( يتبع )
( ( ) تابع 1 ) شعب الشَّعْبُ الجَمعُ والتَّفْريقُ والإِصلاحُ والإِفْسادُ ضدٌّ وشَعَبَ إِليهم في عدد كذا نَزَع وفارَقَ صَحْبَهُ [ ص 502 ] والمَشْعَبُ الطَّريقُ ومَشْعَبُ الحَقِّ طَريقُه المُفَرِّقُ بينَه وبين الباطلِ قال الكميت
وما لِيَ إِلاَّ آلَ أَحْمَد شِيعةٌ ... وما لِيَ إِلاَّ مَشْعَبَ الحقِّ مَشْعَبُ
والشُّعْبةُ ما بين القَرْنَيْنِ لتَفْريقِها بينهما والشَّعَبُ تَباعُدُ ما بينهما وقد شَعِبَ شَعَباً وهو أَشْعَبُ وظَبْيٌ أَشْعَبُ بَيِّنُ الشَّعَب إِذا تَفَرَّقَ قَرْناه فتَبايَنَا بينُونةً شديدةً وكان ما بين قَرْنَيْه بعيداً جدّاً والجمع شُعْبٌ قال أَبو دُوادٍ
وقُصْرَى شَنِجِ الأَنْساءِ ... نَبَّاجٍ من الشُّعْبِ
وتَيْسٌ أَشْعَبُ إِذا انْكَسَرَ قَرْنُه وعَنْزٌ شَعْبَاءُ والشَّعَبُ أَيضاً بُعْدُ ما بين المَنْكِبَيْنِ والفِعلُ كالفِعلِ والشاعِبانِ المَنْكِبانِ لتَباعُدِهِما يَمانِيَةٌ وفي الحديث إِذا قَعَدَ الرَّجُلُ من المرأَةِ ما بين شُعَبِها الأَرْبعِ وَجَبَ عليه الغُسْلُ شُعَبُها الأَرْبعُ يَداها ورِجْلاها وقيل رِجْلاها وشُفْرا فَرْجِها كَنى بذلك عن تَغْيِيبِه الحَشَفَة في فَرْجِها وماءٌ شَعْبٌ بعيدٌ والجمع شُعُوبٌ قال
كما شَمَّرَتْ كَدْراءُ تَسْقِي فِراخَها ... بعَرْدَةَ رِفْهاً والمياهُ شُعُوبُ
وانْشَعَبَ عنِّي فُلانٌ تباعَدَ وشاعَبَ صاحبَه باعَدَه قال
وسِرْتُ وفي نَجْرانَ قَلْبي مُخَلَّفٌ ... وجِسْمي ببَغْدادِ العِراقِ مُشاعِبُ
وشَعَبَه يَشْعَبُه شَعْباً إِذا صَرَفَه وشَعَبَ اللجامُ الفَرَسَ إِذا كَفَّه وأَنشد شاحِيَ فيه واللِّجامُ يَشْعَبُهْ وشَعْبُ الدار بُعْدُها قال قيسُ بنُ ذُرَيْحٍ
وأَعْجَلُ بالإِشْفاقِ حتى يَشِفَّنِي ... مَخافة شَعْبِ الدار والشَّمْلُ جامِعُ
وشَعْبانُ اسمٌ للشَّهْرِ سُمِّيَ بذلك لتَشَعُّبِهم فيه أَي تَفَرُّقِهِم في طَلَبِ المِياهِ وقيل في الغاراتِ وقال ثعلب قال بعضهم إِنما سُمِّيَ شَعبانُ شَعبانَ لأَنه شَعَبَ أَي ظَهَرَ بين شَهْرَيْ رمضانَ ورَجَبٍ والجمع شَعْباناتٌ وشَعابِينُ كرمضانَ ورَمَاضِينَ وشَعبانُ بَطْنٌ من هَمْدانَ تَشَعَّب منَ اليَمَنِ إِليهم يُنْسَبُ عامِرٌ الشَّعْبِيُّ رحمه اللّه على طَرْحِ الزائدِ وقيل شَعْبٌ جبلٌ باليَمَنِ وهو ذُو شَعْبَيْنِ نَزَلَه حَسَّانُ بنُ عَمْرو الحِمْيَرِيُّ وَولَدُه فنُسِبوا إِليه فمن كان منهم بالكوفة يقال لهم الشَّعْبِيُّونَ منهم عامرُ بنُ شَراحِيلَ الشَّعْبِيُّ وعِدادُه في هَمْدانَ ومن كان منهم بالشامِ يقالُ لهم الشَّعْبانِيُّون ومن كان منهم باليَمَن يقالُ لهم آلُ ذِي شَعْبَيْنِ ومَن كان منهم بمصْرَ والمَغْرِبِ يقال لهم الأُشْعُوبُ وشَعَب البعيرُ يَشْعَبُ شَعْباً اهْتَضَمَ الشجرَ من أَعْلاهُ قال ثعلبٌ قال النَّضْر سمعتُ أَعرابياً حِجازيّاً باعَ بعيراً له يقولُ أَبِيعُكَ [ ص 503 ] هو يَشْبَعُ عَرْضاً وشَعْباً العَرْضُ أَن يَتَناوَلَ الشَّجَرَ من أَعْراضِه وما شَعَبَك عني ؟ أَي ما شَغَلَكَ ؟ والشِّعْبُ سِمَةٌ لبَنِي مِنْقَرٍ كهَيْئةِ المِحْجَنِ وصُورَتِه بكسر الشين وفتحها وقال ابن شميل الشِّعابُ سِمَةٌ في الفَخِذ في طُولِها خَطَّانِ يُلاقى بين طَرَفَيْهِما الأَعْلَيَيْنِ والأَسْفَلانِ مُتَفَرِّقانِ وأَنشد
نار علَيْها سِمَةُ الغَواضِرْ ... الحَلْقَتانِ والشِّعابُ الفاجِرْ
وقال أَبو عليّ في التذكِرةِ الشَّعْبُ وسْمٌ مُجْتَمِعٌ أَسفلُه مُتَفَرِّقٌ أَعلاه وجَمَلٌ مَشْعُوبٌ وإِبلٌ مُشَعَّبةٌ مَوْسُومٌ بها والشَّعْبُ موضعٌ وشُعَبَى بضم الشين وفتح العين مقصورٌ اسمُ موضعٍ في جبل طَيِّئٍ قال جرير يهجو العباس بن يزيد الكِنْدِي
أَعَبْداً حَلَّ في شُعَبَى غَريباً ؟ ... أَلُؤْماً لا أَبا لَكَ واغْتِرابا
قال الكسائي العرب تقولُ أَبي لكَ وشَعْبي لكَ معناه فَدَيْتُك وأَنشد
قالَتْ رأَيتُ رَجُلاً شَعْبي لَكْ ... مُرَجَّلاً حَسِبْتُه تَرْجِيلَكْ
قال معناه رأَيتُ رجُلاً فدَيْتُك شَبَّهتُهُ إِيَّاك وشعبانُ موضعٌ بالشامِ والأَشْعَب قَرْيةٌ باليَمامَةِ قال النابغة الجَعْدي
فَلَيْتَ رسُولاً له حاجةٌ ... إِلى الفَلَجِ العَوْدِ فالأَشْعَبِ
وشَعَبَ الأَمِيرُ رسولاً إِلى موضعِ كذا أَي أَرسَلَه
وشَعُوبُ قَبِيلة قال أَبو خِراشٍ
مَنَعْنا مِنْ عَدِيِّ بَني حُنَيْفٍ ... صِحابَ مُضَرِّسٍ وابْنَيْ شَعُوبَا
فأَثْنُوا يا بَنِي شِجْعٍ عَلَيْنا ... وحَقُّ ابْنَيْ شَعُوبٍ أَن يُثِيبا
قال ابن سيده كذا وجدنا شَعُوبٍ مَصْروفاً في البيت الأَخِير ولو لمْ يُصْرَفْ لاحْتَمل الزّحافَ وأَشْعَبُ اسمُ رجُلٍ كان طَمَّاعاً وفي المَثَل أَطْمَعُ من أَشْعَبَ وشُعَيْبٌ اسمٌ وغَزالُ شعبانَ ضَرْبٌ من الجَنادِب أَو الجَخادِب وشَعَبْعَبُ موضع قال الصِّمَّةُ بنُ عبدِاللّهِ القُشَيْرِي قال ابن بري كثيرٌ ممن يَغْلَطُ في الصِّمَّة فيقولُ القَسْري وهو القُشَيْرِي لا غَيْرُ لأَنه الصِّمَّةُ بنُ عبدِاللّه بنِ طُفَيْلِ بن قُرَّةَ بنِ
هُبَيْرةَ بن عامِر بن سَلَمَةِ الخَير بن قُشَيْرِ بن كَعبٍ
يا لَيْتَ شِعْرِيَ والأَقْدارُ غالِبةٌ ... والعَيْنُ تَذْرِفُ أَحْياناً من الحَزَنِ
هَلْ أَجْعَلَنَّ يَدِي للخَدِّ مِرْفَقَةً ... على شَعَبْعَبَ بينَ الحَوْضِ والعَطَنِ ؟
وشُعْبةُ موضعٌ وفي حديث المغازي خرج رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يريدُ قُريْشاً وسَلَكَ شُعْبة بضم الشين وسكون العين موضعٌ قُرْب يَلْيَل ويقال له شُعْبةُ ابنِ عبدِاللّه
شعصب
الشَّعْصَبُ العاسِي وشَعْصَبَ عَسَا [ ص 504 ]
شعنب
الأَزهري يقال للتَّيْسِ إِنه لمُعَنْكِبُ القَرْنِ وهو المُلْتَوِي القَرْنِ حتى يَصِيرَ كأَنه حلْقةٌ والمُشَعْنِبُ المُسْتَقِيمُ وقال النضر الشَّعْنَبَةُ أَن يَسْتَقِيمَ قَرنُ الكبشِ ثم يَلْتَوِيَ على رَأْسِهِ قبلَ أُذُنِه قال ويقال تَيْسٌ مُشَعْنِبُ القَرْنِ بالعين والغين والفتح والكسر
شغب
الشَّغْبُ والشَّغَبُ والتَّشْغِيبُ تَهْيِيجُ الشَّرِّ وأَنشد الليثوإِني على ما نالَ مِنِّي بصَرْفِهِ ... على الشَّاغِبِينَ التارِكِي الحَقِّ مِشْغَبُ
وقد شَغَبَهم وشَغَبَ عليهم والكسر فيه لُغَةٌ وهو شَغْبُ الجُنْدِ ولا يقال شَغَبٌ وتقول منه شَغَبْتُ عليهم وشَغَبْت بِهِم وشَغَبْتُهُم أَشْغَبُ شَغْباً كُلُّه بمعنًى قال لبيد ويُعابُ قائِلُهُم وإِن لم يَشْغَبِ أَي وإِن لم يَجُرْ عن الطريقِ والقَصْدِ شمر شَغَبَ فلانٌ عن الطريقِ يَشْغَبُ شَغْباً وفلانٌ مِشْغَبٌ إِذا كان عانِداً عن الحَقِّ قال الفرزدق
يَرُدُّونَ الحُلُومَ إِلى جِبالٍ ... وإِن شاغَبْتَهم وجَدوا شِغابَا
أَي وإِن خالَفْتَهم عن الحكم إِلى الجور وتركِ القصد إِلى العُنودِ وقال الهذلي وعَدَتْ عَوادٍ دون وَلْيِكَ تَشْغَبُ أَي تَجُورُ بِكَ عن طريقك وفي حديث ابن عباس قيل له ما هذه الفُتْيا التي شَغَبَتْ في الناسِ ؟ الشَّغْبُ بسكون الغين تَهْيِيجُ الشَّرِّ والفِتْنَةِ والخِصام والعامَّة تَفْتَحُها تقولُ شَغَبْتُهم وبهم وفيهم وعليهم وفي الحديث نهى عن المُشاغَبَةِ أَي المُخاصَمَة والمُفاتَنَة ويقال للأَتانِ إِذا وحِمَتْ فاسْتَصْعَبت على الفَحلِ إِنها ذات شَغْبٍ وضِغْنٍ قال أَبو زيد ( 1 )
( 1 قوله « أبو زيد » هكذا في الأصل وشرح القاموس وبعض نسخ الصحاح وفي بعضها أبو زبيد ) يَرْثي ابن أَخيه
كان عَنِّي يَرُدُّ دَرْؤُكَ بعدَ ... اللّه شَغْبَ المُسْتَصْعِبِ المِرِّيدِ
وأَنشد الباهلي قول العجاج
كأَنَّ تَحْتي ذاتَ شَغْبٍ سَمْحَجا ... قَوْداءَ لا تَحْمِلُ إِلاَّ مُخْدَجا
قال الشَّغْبُ الخِلافُ أَي لا تُواتِيهِ وتَشْغَبُ عليه يعني أَتاناً سَمْحَجاً طويلةً على وجهِ الأَرض قَوْداءَ طويلةَ العُنُقِ وقال عمرو بن قميئة
فإِن تَشْغَبي فالشَّغْبُ مِنِّي سَجِيَّةٌ ... إِذا شيمني ما يؤْت منها سجيحها ( 2 )
( 2 قوله « إذا شيمني إلخ » هكذا في الأصل )
تَشْغَبي أَي تُخالِفِيني وتَفْعَلي ما لا يُقامِيني أَي ما لا
يُوافِقُني وأَنشد لهِمْيانَ
إِنَّ جِرانَ الجَمَلِ المُسِنِّ ... يَكْسِرُ شَغْبَ النَّافِرِ المُصِنِّ
يعني بجِران الجَمَلِ سَوْطاً سُوِّيَ من جِرانِهِ والشَّغْبُ الخِلافُ قاله الباهلي وشَغِبْتُ عليهم بالكسر أَشْغَبُ شَغَباً لغةٌ [ ص 505 ] فيه ضعيفة وشاغَبَه فهو شَغَّابٌ ومُشَغِّبٌ ورجل شَغِبٌ ومِشْغَبٌ ومُشاغِبٌ وذو مَشاغِبَ ورجل شِغَبٌّ قال هِمْيانٌ
نَدْفَعُ عَنها المُترَفَ الغُضُبَّا ... ذا الخُنْزُوانِ العَرِكَ الشِّغَبَّا
وأَبو الشَّغْبِ كُنْيَة بعضِ الشُّعَراء وشَغْبٌ موضِعٌ بينَ المدينة والشامِ وفي حديث الزهري أَنه كان له مالٌ بِشَغْبٍ وبَدا هما مَوْضِعانِ بالشام وبه ( 1 )
( 1 أراد وبالشَّغْب )
كان مُقام عليِّ بن عبدِاللّهِ ابنِ عباسٍ وأَولادِهِ إِلى أَن وَصَلَت إِليهم الخِلافة وهو بسكونِ الغين وشَغَبُ بالتحريك اسمُ امْرَأَةٍ لا ينصَرفُ في المعرفة
شغزب
الشَّغْزَبَة الأَخْذُ بالعُنْفِ وكلُّ أَمرٍ مُسْتَصْعَبٍ شَغْزَبيٌّ ومَنْهَلٌ شَغْزَبيٌّ مُلْتَوٍ عَن الطَّريق وقالَ العجاجُ يَصِفُ مَنْهَلاً مُنْجَرِدٌ أَزْوَرُ شَغْزَبيُّ وتَشَغْزَبَتِ الرِّيحُ التَوَتْ في هبوبها والشَّغْزَبِيَّةُ ضَرْبٌ من الحِيلَةِ في الصِّراعِ وهي أَن تَلْوِيَ رِجلَهُ بِرجْلِكَ تقول شَغْزَبْتُه شَغْزَبَةً وأَخَذْتُه بالشَّغْزَبِيَّةِ قال ذو الرمةولَبَّسَ بَين أَقْوامي فكُلٌّ ... أَعَدَّ له الشَّغازِبَ والمِحالا
وقيل الشَّغْزَبِيَّةُ والشَّغْزَبيُّ اعتِقالُ المُصارِعِ رِجْلَه بِرِجْل آخَرَ وإِلْقاؤُه إِيَّاهُ شَزْراً وصَرعُه إِيَّاهُ صَرعاً قال
عَلَّمَنَا أَخْوالُنَا بنُو عِجِلْ ... الشَّغْزَبيَّ واعْتِقالاً بالرِّجِلْ
تقولُ صَرَعْتُه صَرْعَةً شَغْزَبِيَّةً أَبو زيد شَغْزَبَ الرَّجلُ الرَّجلَ وشَغْرَبَهُ بمعنى واحدٍ وهو إِذا أَخَذَه العُقَيلَى وأَنشد بَيْنَا الفَتى يَسْعَى إِلى أُمْنِيَّهْ يَحْسِبُ أَنَّ الدَّهْرَ سُرْجُوجِيَّهْ عَنَّتْ لَهُ داهِيَةٌ دُهْوِيَّهْ فاعْتَقَلَتْه عُقْلَة شَزْرِيَّهْ لَفْتَاءَ عَنْ هَواهُ شَغْزَبِيَّهْ وفي الحديث حتى يكونَ شُغْزُبّاً قال ابن الأَثير كذا رواه أَبو داود في السننِ قال الحَرْبيُّ والذي عِنْدي أَنه زُخْزُبّاً وهو الذي اشْتَدَّ لحمُه وغَلُظَ وقد تقدم في الزاي قال الخطابي ويحتمل أَن تكونَ الزايُ أُبْدِلَت شِيناً والخاءُ غَيْناً تصحيفاً وهذا من غريب الإِبدال وفي حديث ابن مَعْمرٍ أَنه أَخَذَ رَجُلاً بِيَدِهِ الشَّغْزَبِيَّةَ قيل هي ضَرْبٌ من الصُّراعِ وهو اعْتِقالُ المُصارع رِجْلَه برِجْلِ صاحِبِه ورَمْيُه إِلى الأَرض قال وأَصلُ الشَّغْزَبِيَّةِ الالْتِواءُ والمَكْرُ وكلُّ أَمرٍ مُسْتَصْعَبٍ شَغْزَبيٌّ والشَّغْبَزُ ( 2 )
( 2 قوله « والشغبز إلخ » هكذا في الأصل وأورده في التهذيب في مقلوب شغزب بالزاي وقال الصواب انه شغبر بالراء المهملة ) ابن آوى
شغنب
الشُّغْنُوبُ أَعالي الأَغْصَانِ تقول للغُصْنِ النَّاعِم شُغْنُوبٌ وشُنْغُوبٌ وكذلك الشُّنْغُبُ والشُّنْعُوب الأَزهري في شنعبَ بالعين المهملة هي أَن يَسْتَقيمَ قَرْنُ الكَبْشِ ثم يَلْتَوِيَ على رَأْسِهِ قِبَلَ أُذُنِهِ قال ويقال تَيْسٌ مُشَعْنِب بالعينِ والغينِ والفتحِ والكسرِ [ ص 506 ]
شقب
الشَّقْبُ والشِّقْبُ مَهْواةُ ما بينَ كلِّ جَبَلَينِ وقيل هو صَدْعٌ يكونُ في لُهُوبِ الجبَالِ ولُصُوبِ الأَوْدِيَةِ دونَ الكَهْفِ يُوكِرُ فيه الطَّير وقيل هو كالفأْرِ أَو كالشَّقِّ في الجبل وقيل هو مكانٌ مُطْمَئِنٌّ إِذا أَشْرَفْتَ عليه ذَهَب في الأَرض والجمعُ شِقَابٌ وشُقُوبٌ وشِقَبَةٌ التهذيب الليث الشِّقْبُ مَواضِعُ دُونَ الغِيرانِ تكون في لُهُوبِ الجِبالِ ولُصُوبِ الأَوْدِية يُوكِرُ فيها الطَّيرُ وأَنشدفصَبَّحَتْ والطَّيرُ في شِقَابها ... جُمَّة تَيَّارٍ إِذا ظَمَا بِها
الأَصمعي الشِّقْبُ كالشَّقِّ يكونُ في الجِبالِ وجَمْعُه شِقَبَةٌ واللِّهْبُ مَهْواةُ ما بين كلِّ جَبَلَين واللِّصْبُ الشِّعْبُ الصَّغيرُ في الجبلِ والشَّقَبُ والشِّقْبُ شَجَرٌ لَه غِصَنةٌ وَورَقٌ يَنْبُتُ كنِبْتَةِ الرُّمَّانِ وَوَرَقُه كَوَرَقِ السِّدرِ وجَناتُه كالنَّبِقِ وفيه نَوًى واحدَتُه شَقَبة وقال أَبو حنيفة هو شجرٌ من شجرِ الجبالِ يَنبُتُ فيما زَعَموا في شِقَبَتِها وقال مرَّة هو من عُتْقِ العِيدانِ والشَّوْقَبُ الطَّويلُ من الرجالِ والنَّعامِ والإِبِل وحافِر شَوقَبٌ واسِعٌ عن كُراعٍ والشَّوْقَبَانِ خَشَبَتَا القَتَبِ اللَّتانِ تُعَلَّقُ بهما الحِبالُ والشَّقَبَانُ طائِرٌ نَبَطِيٌّ
شقحطب
كَبْشٌ شَقَحْطَبٌ ذو قَرْنَينِ مُنْكَرَينِ كأَنه شِقُّ حَطَبٍ أَبو عمرو الشَّقَحْطَبُ الكَبْشُ الذي له أَربعةُ قُرون قال الأَزهري وهذا حَرْفٌ صحيحٌ
شكب
التهذيب روى بعضهم قول وِعاس ( 1 )( 1 قوله « قول وعاس » هكذا في الأصل والذي في التكملة وشرح القاموس أبي سهم الهذلي )
وهُنَّ مَعاً قِيامٌ كالشُّكُوبِ وقال هي الكَراكيُّ ورواه بعضهم كالشُّجُوبِ وهي عَمَد من أَعمِدَةِ البيت الأَزهري في الثلاثي والشُّكْبانُ شِبَاكٌ يُسَوِّيها الحَشَّاشونَ في البادِية من اللِّيفِ والخُوصِ تُجْعَلُ لها عُرًى واسعةٌ يَتَقَلَّدُها الحَشَّاشُ فيَضَعُ فيها الحَشيشَ والنُّونُ في شُكْبان نونُ جَمْعٍ وكأَنها في الأَصل شُبْكَانٌ فقُلِبَت إِلى الشُّكْبان وفي نوادر الأَعراب الشُّكْبانُ ثوبٌ يُعْقَدُ طَرَفاهُ من وراءِ الحِقْوَينِ والطَّرفانِ في الرأْسِ يَحُشُّ فيه الحَشَّاشُ على الظَّهْر ويُسَمَّى الحالَ قال أَبو سليمان الفَقْعَسِي لمَّا رأَيتُ جَفْوَةَ الأَقارِبِ تُقَلِّبُ الشُّقْبَانَ وهْوَ رَاكِبي أَنتَ خَليلٌ فالْزَمَنَّ جانِبي وإِنما قال وهو راكِبي لأَنه على ظَهرِه ويقالُ له الرِّفَلُّ وقاله بالقاف وهُما لُغتان شُكْبان وشُقْبان قال وسماعي من الأَعراب شُكْبان والشُّكْبُ لغة في الشُّكْمِ وهو الجَزاءُ وقيل العَطاءُ
شلخب
رجل شَلْخَبٌ فَدْمٌ
شنب
الشَّنَبُ ماءٌ ورِقَّةٌ يَجْرِي على الثَّغْرِ وقيل رِقَّةٌ وبَرْدٌ وعُذوبةٌ في الأَسنان وقيل [ ص 507 ] الشَّنَبُ نُقَطٌ بيضٌ في الأَسنانِ وقيل هو حِدَّةُ الأَنياب كالغَرْبِ تَراها كالمِئْشار شَنِبَ شَنَباً فهو شانِبٌ وشَنيبٌ وأَشْنَبُ والأُنْثَى شَنْباءُ بَيِّنَةُ الشَّنَبِ وحكى سيبويه شَمْباءُ وشُمْبٌ على بدلِ النون ميماً لِما يُتَوَقَّعُ من مَجيءِ الباءِ من بعدِها قال الجرمي سمعت الأَصمعي يقولُ الشَّنَبُ بَرْدُ الفَمِ والأَسنانِ فقلتُ إِنَّ أَصحابَنا يقولون هو حِدَّتُها حين تَطْلُع فيُرادُ بذلك حَداثَتُها وطَراءَتُها لأَنَّها إِذا أَتَتْ عليها السِّنون احْتَكَّتْ فقال ما هو إِلاّ بَرْدُها وقول ذي الرمةلَمْياءُ في شَفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ ... وفي اللِّثاتِ وفي أَنْيابِها شَنَبُ
يُؤَيِّدُ قولَ الأَصمَعي لأَنَّ اللِّثَة لا تكونُ فيها حِدَّةٌ قال أَبو العباس اخْتَلَفوا في الشَّنَب فقالت طائفةٌ هو تَحزيزُ أَطرافِ الأَسنانِ وقيل هو صفاؤُها ونَقاؤُها وقيل هو تَفْلِيجُها وقيل هو طِيبُ نَكْهَتِها وقال الأَصمعي الشَّنَبُ البَرْدُ والعُذوبةُ في الفَمِ وقال ابن شميل الشَّنَبُ في الأَسنانِ أَن تَراها مُسْتَشْرِبة شيئاً من سَوادٍ كما تَرى الشَّيءَ من السَّوادِ في البَرَدِ وقال بعضهم يصف الأَسنانَ
مُنَصَّبُها حَمْشٌ أَحَمُّ يَزينُه ... عَوارِضُ فيها شُنْبةٌ وغُروبُ
والغَرْبُ ماءُ الأَسْنانِ والظَّلْم بياضها كأَنه يعلوه سواد والمَشانِبُ الأَفْواهُ الطيِّبةُ ابن الأَعرابي المِشْنَبُ الغلامُ الحَدَث المُحَدَّدُ الأَسْنانِ المُؤَشَّرُها فَتاءً وحداثَةً وفي صفته صلى اللّه عليه وسلم ضَلِيع الفَمِ أَشْنَب الشَّنَبُ البَياضُ والبَريقُ والتَّحْديدُ في الأَسْنانِ ورُمَّانةٌ شَنْباءُ إِمْلِيسِيَّةٌ وليس فيها حَبٌّ إِنما هي ماءٌ في قِشْرٍ على خِلْقةِ الحَبِّ من غَيْرِ عَجم قال الأَصمعي سَأَلت رؤْبَة عن الشَّنَب فأَخَذ حَبَّةَ رُمَّانٍ وأَوْمَأَ إِلى بَصِيصِها وشَنِبَ يومُنا فهو شَنِبٌ وشانِبٌ بَرَدَ
شنخب
الشُّنْخُوب فَرْعُ الكاهِل والشُّنْخُوبةُ والشُّنْخُوبُ والشِّنْخابُ أَعْلى الجَبَلِ وشَناخِيبُ الجبالِ رُؤُوسُها واحِدتُها شُنْخُوبةٌ الجوهري الشُّنْخوبة والشُّنْخوبُ والشِّنْخابُ واحِدُ شَناخِيبِ الجَبلِ وهي رُؤُوسُه وفي حديث عليّ كرّم اللّه وجهه ذَوات الشَّناخِيبِ الصُّمِّ هي رؤُوسُ الجبالِ العالية والشُّنْخوب فِقْرَةُ ظَهْر البَعير رجلٌ شَنْخَبٌ طويلٌ
شنزب
الشَّنْزَبُ الصُّلْبُ الشديدُ عربيٌّ
شنظب
الشُّنْظُب جُرُفٌ فيه ماءٌ وفي التهذيب كلُّ جُرُفٍ فيه ماءٌ والشُّنْظُبُ الطَّويلُ الحَسَنُ الخَلْقِ والشُّنْظُبُ موضعٌ بالباديةِ
شنعب
الشِّنْعابُ من الرجال كالشِّنْعافِ وهو الطويلُ العاجزُ والشِّنْعابُ رأْسُ الجَبَل بالباءِ
شنغب
الشُّنْغُبُ والشُّنْغُوب والشُّغْنُوب أَعالي الأَغْصانِ وأَنشد في ترجمة شرعترى الشَّرائع تَطْفُو فَوْقَ ظاهِرِه ... مُسْتَحْضراً ناظِراً نَحْو الشَّناغِيبِ
[ ص 508 ] تقول للغُصْن الناعِمِ شُنْغُوبٌ وشُغْنُوبٌ قال الأَزهري ورأَيتُ في البادية رجُلاً يُسَمَّى شُنْغُوباً فسأَلتُ غُلاماً من بَني كُلَيْبٍ عن مَعْنى اسْمِه فقال الشُّنْغُوبُ الغُصْنُ الناعِمُ الرَّطْبُ ونحو ذلك قال ابن الأَعرابي والشُّنْغُب الطويلُ من جميعِ الحَيَوانِ والشِّنْغابُ الطويلُ الدَّقيقُ من الأَرْشِيةِ والأَغْصانِ ونحوها والشِّنْغابُ الرِّخْوُ العاجِزُ والشُّنْغُوبُ عِرْقٌ طويلٌ من الأَرض دَقيقٌ
شهب
الشَّهَبُ والشُّهْبةُ لَونُ بَياضٍ يَصْدَعُه سَوادٌ في خِلالِه وأَنشد وعَلا المَفارِقَ رَبْعُ شَيْبٍ أَشْهَبِ والعَنْبَرُ الجَيِّدُ لَوْنُه أَشْهَبُ وقيل الشُّهْبة البَياضُ الذي غَلَبَ على السَّوادِ وقد شَهُبَ وشَهِبَ شُهْبةً واشْهَبَّ وجاءَ في شِعْرِ هُذيلٍ شاهِبٌ قالفَعُجِّلْتُ رَيْحانَ الجِنانِ وعُجِّلُوا ... رَمَاريمَ فَوَّارٍ من النَّارِ شاهِبِ
وفَرَسٌ أَشْهَبُ وقدِ اشْهَبَّ اشْهِباباً واشْهابَّ اشْهيباباً مثله وأَشْهَبَ الرجلُ إِذا كان نَسْلُ خَيْلِهِ شُهْباً هذا قولُ أَهلِ اللغة إِلاَّ أَنَّ ابن الأَعرابي قال ليس في الخَيْلِ شُهْبٌ وقال أَبو عبيدة الشُّهْبَة في أَلوانِ الخَيْلِ أَن تَشُقَّ مُعْظَمَ لَوْنِه شَعْرَةٌ أَو شَعَراتٌ بِيضٌ كُمَيْتاً كان أَو أَشْقَرَ أَو أَدْهَمَ واشْهابَّ رأْسُه واشْتَهَب غَلَبَ بياضُه سوادَه قال امرؤ القيس
قالتِ الخَنْساءُ لمَّا جِئْتُها ... شابَ بَعْدي رَأْسُ هذا واشْتَهَبْ
وكَتِيبَةٌ شَهْباءُ لِمَا فيها من بَياضِ السِّلاحِ والحديدِ في حال السَّواد وقيل هي البَيْضاءُ الصافيةُ الحديدِ وفي التهذيب وكتيبة شهابة ( 1 )
( 1 قوله « وكتيبة شهابة » هكذا في الأصل وشرح القاموس )
وقيل كَتِيبَةٌ شَهْباءُ إِذا كانت عِلْيَتُها بياضَ الحديد وسَنةٌ شَهْباءُ إِذا كانت مُجْدِبَةً بيضاءَ من الجَدْبِ لا يُرَى فيها خُضْرَة وقيل الشَّهْباءُ التي ليس فيها مطرٌ ثم البَيْضاءُ ثم الحَمْرَاءُ وأَنشد الجوهرِيُّ وغيرُه في فصل جحر لزهير بن أَبي سلمى
إِذا السَّنَة الشَّهْباءُ بالناسِ أَجْحَفَتْ ... ونالَ كرامَ المالِ في الجَحْرَةِ الأَكلُ
قال ابن بري الشَّهْباءُ البَيْضاءُ أَي هي بَيْضاءُ لكَثْرَة الثَّلْج وعَدَمِ النَّباتِ وأَجْحَفَتْ أَضَرَّتْ بِهم وأَهْلَكَتْ أَموالَهم وقوله ونالَ كِرامَ المالِ يريدُ كَرائمَ الإِبِل يعني أَنها تُنْحَر وتُؤْكَل لأَنهم لا يَجدُونَ لَبناً يُغْنِيهِم عن أَكْلِها والجَحْرَةُ السَّنَةُ الشديدة التي تَجْحَر الناسَ في البُيوت وفي حديث العباس قالَ يومَ الفتحِ يا أَهلَ مَكَّة أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا فقَدِ اسْتَبْطَنْتُمْ بأَشْهَبَ بازِلٍ أَي رُمِيتُمْ بأَمْرٍ صَعْبٍ لا طَاقةَ لَكُم به ويومٌ أَشْهَبُ وسَنَةٌ شَهْباءُ وجَيْشٌ أَشْهَبُ أَي قَوِيٌّ شديدٌ وأَكثرُ ما يُسْتَعْمل في الشِّدَّة والكَراهَة جعلَه بازِلاً لأَن بُزُولَ البعير نِهايَتُه في القُوَّة [ ص 509 ] وفي حديث حَلِيمَة خَرَجْتُ في سَنَةٍ شَهْباءَ أَي ذاتِ قَحْطٍ وجَدْبٍ والشَّهْباءُ الأَرضُ البيضاءُ التي لا خُضْرة فيها لقِلَّة المَطَر من الشُّهْبَة وهي البياضُ فسُمِّيَت سَنَةُ الجَدْب بها وقوله أَنشده ثعلبٌ
أَتانا وقد لَفَّتْه شَهْباءُ قَرَّة ... على الرَّحْلِ حتى المَرْءُ في الرَّحْلِ جانِحُ
فسَّره فقال شَهْباءُ ريحٌ شديدةُ البَرْدِ فمن شِدّتِها هو مائِلٌ في الرَّحْلِ قال وعندي أَنها رِيحُ سَنَةٍ شَهْباءَ أَو رِيحٌ فيها بَرْدٌ وثَلْج فكأَن الريحَ بَيْضاءُ لذلك أَبو سعيد شَهَّبَ البَرْدُ الشَّجَرَ إِذا غَيَّرَ أَلْوانَها وشَهَّبَ الناسَ البَرْدُ ونَصْلٌ أَشْهَبُ بُرِدَ بَرْداً خَفِيفاً فلم يَذْهَبْ سوادُه كله حكاه أَبو حنيفة وأَنشد
وفي اليَدِ اليُمْنَى لمُسْتَعِيرِها ... شَهْباءُ تُرْوي الرِّيشَ من بَصِيرِها
يعني أَنها تَغِلُّ في الرَّمِيَّةِ حتى يَشْرَبَ ريشُ السَّهْمِ الدَّمَ وفي الصحاح النَّصْلُ الأَشْهَبُ الذي بُرِدَ فَذَهَبَ سَوادُه وغُرَّةٌ شَهْباءُ وهو أَن يكونَ في غُرَّةِ الفرس شَعَر يُخالِفُ البياضَ والشَّهْباءُ من المَعَزِ نحوُ المَلْحاءِ مِن الضأْنِ واشْهَابَّ الزَّرْعُ قَارَبَ الهَيْجَ فابْيَضَّ وفي خِلالِه خُضْرةٌ قليلةٌ ويقال اشْهابَّت مَشَافِرُه والشَّهابُ اللبنُ الضَّيَاحُ وقيل اللبنُ الذي ثُلُثاهُ ماءٌ وثُلُثُه لبنٌ وذلك لتَغَيُّرِ لونِه وقيل الشَّهاب والشُّهابَةُ بالضَّمِّ عن كراع اللبنُ الرَّقِيقُ الكَثِيرُ الماءِ وذلك لتَغَيُّرِ لَوْنِه أَيضاً كما قيل له الخَضارُ قال الأَزهري وسَمِعْتُ غيرَ واحِدٍ من العَرَبِ يقولُ للَّبنِ المَمْزوجِ بالماءِ شَهابٌ كما تَرَى بفَتْحِ الشِّينِ قال أَبو حاتم هو الشُّهابَةُ بضَمِّ الشِّين وهو الفَضِيخُ والخَضارُ والشَّهابُ والسَّجاجُ والسَّجارُ ( 1 )
( 1 قوله « والسجار » هو هكذا في الأصل وشرح القاموس )
والضَّياحُ والسَّمارُ كلُّه واحد ويومٌ أَشْهَبُ ذو رِيحٍ بارِدَةٍ قال أُراهُ لما فِيه منَ الثَّلْجِ والصَّقِيعِ والبَرْدِ وليلَةٌ شَهْباءُ كذلك الأَزهري ويوم أَشْهَبُ ذو حَلِيتٍ وأَزيزٍ وقوله أَنشده سيبويه
فِدًى لِبَني ذُهْلِ بنِ شَيْبانَ ناقَتي ... إِذا كانَ يومٌ ذُو كَواكِبَ أَشْهَبُ
يجوز أَن يكونَ أَشْهَبَ لبياضِ السِّلاحِ وأَن يكونَ أَشْهَبَ لمَكانِ الغُبارِ والشِّهابُ شُعْلَةُ نارٍ ساطِعَةٌ والجمع شُهُبٌ وشُهْبانٌ وأَشْهَبُ ( 2 )
( 2 قوله « وأشهب » هو هكذا بفتح الهاء في الأصل والمحكم وقال شارح القاموس وأَشهب بضم الهاء قال ابن منظور وأَظنه اسماً للجمع )
وأَظُنُّه اسماً للجَمْعِ قال
تُرِكْنا وخَلَّى ذُو الهَوادَةِ بَيْنَنا ... بأَشْهَبِ نارَيْنَا لدَى القَوْمِ نَرْتَمِي
وفي التنزيل العزيز أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ قال الفراء نَوَّن عاصِمٌ والأَعْمَشُ فِيهِما قال وأَضَافه أَهلُ المَدينَةِ « بِشِهابِ قبسٍ » قال وهذا من إِضافة الشَّيءِ إِلى نفسِه كما قالوا حَبَّةُ الخَضْراءِ ومَسْجِدُ الجامِع يضاف الشَّيءُ إِلى نَفْسِهِ ويُضافُ أَوائِلُها إِلى ثوانِيهَا وهِيَ هِيَ في المعنى ومنه قوله إِنَّ هذا لَهُو حَقُّ اليَقِينِ [ ص 510 ] وروى الأَزهري عن ابن السكيت قال الشِّهابُ العُودُ الذي فيه نارٌ قال وقال أَبو الهَيْثم الشِّهابُ أَصْلُ خَشَبَةٍ أَو عودٍ فيها نارٌ ساطِعَة ويقال لِلْكَوْكَبِ الذي يَنْقَضُّ على أَثر الشَّيْطان بالليْلِ شِهابٌ قال اللّه تعالى فأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ والشُّهُبُ النُّجومُ السَّبْعَة المعْروفَة بالدَّراري وفي حديث اسْتِراقِ السَّمْعِ فَرُبَّما أَدْرَكَه الشِّهابُ قبل أَن يُلْقِيَها يعني الكَلِمَة المُسْتَرَقَة وأَراد بالشِّهابِ الذي يَنْقَضُّ باللَّيْلِ شِبْهَ الكَوكَبِ وهو في الأَصل الشُّعْلَة من النَّارِ ويقال للرجُلِ الماضي في الحرب شِهابُ حَرْبٍ أَي ماضٍ فيها على التَّشْبيهِ بِالكَوْكَبِ في مُضِيِّه والجمعُ شُهُبٌ وشُهْبانٌ قال ذو الرمة
إِذا عَمَّ داعِيها أَتَتْهُ بمالِكٍ ... وشُهْبانِ عَمْرٍو كلُّ شَوْهاءَ صِلْدِمِ
عَمَّ داعِيها أَي دَعا الأَبَ الأَكْبَر وأَرادَ بشُهْبانِ عَمْرٍو بَني عَمْرو بنِ تَميمٍ وأَما بَنُو المُنْذِرِ فإِنَّهُم يُسَمُّوْنَ الأَشاهِبَ لجمالِهِمْ قال الأَعشى
وبَني المُنْذِرِ الأَشاهِب بالحي ... رَةِ يَمْشُونَ غُدْوَةً كالسُّيوفِ
والشَّوْهَبُ القُنْفُذُ والشَّبَهانُ والشَّهَبانُ شجرٌ معروفٌ يُشبِه الثُّمامَ أَنشد المازني
وما أَخَذَ الدِّيوانَ حتى تَصَعْلَكَا ... زَماناً وحَثَّ الأَشْهَبانِ غِناهُما
الأَشْهَبانِ عامانِ أَبيضانِ ليس فيهما خُضْرَةٌ من النَّباتِ وسَنَةٌ شَهْباءُ كثيرة الثَّلْجِ جَدْبةٌ والشَّهْباءُ أَمْثَلُ من البَيْضاءِ والحَمْراءُ أَشدُّ من البَيْضاءِ وسنة غَبراءُ لا مَطَرَ فيها وقال إِذا السَّنَةُ الشَّهْباءُ حَلَّ حَرامُها أَي حَلَّت المَيْتَةُ فيها
شهرب
الشَّهْرَبةُ والشَّهْبَرةُ العَجوزُ الكبيرة قالأُمُّ الحُلَيْسِ لَعَجُوزٌ شَهْرَبَهْ ... تَرْضى من الشاةِ بِعَظْمِ الرَّقَبَهْ
اللامُ مُقْحَمَة في لَعَجوز وأَدْخَلَ اللامَ في غيرِ خَبَر إِنَّ ضرورةً ولا يُقاسُ عليه والوجه أَن يقال لأُمُّ الحُلَيْس عجوزٌ شَهْرَبَهْ كما يقال لَزَيدٌ قائِمٌ ومثله قول الراجز خالي لأَنتَ ومَن جَريرٌ خالُه يَنَلِ العَلاءَ ويُكْرِمِ الأَخْوالا قال وهذا يحتمل أَمرين أَحدهما أَن يكونَ أَراد لَخالي أَنْتَ فأَخَّر اللامَ إِلى الخَبَر ضرورةً والآخَرُ أَن يكونَ أَرادَ لأَنْتَ خالي فقَدَّمَ الخبر على المبتدإِ وإِن كانت فيه اللامُ ضرورة ومن رَوى في البيتِ المتقدِّم شَهْبَرَه فإِنه خطأٌ لأَنَّ هاءَ التأْنيثِ لا تكونُ رَوِيّاً إِلاَّ إِذا كُسِرَ ما قَبْلَها وشَيْخٌ شَهْرَبٌ وشَيْخٌ شَهْبَرٌ عن يعقوب التهذيب في الرباعي الشَّهْرَبة الحُوَيْضُ الذي يكون أَسفلَ النخلة وهي الشَّرَبة فزِيدَتِ الهاءُ
شوب
الشَّوْبُ الخَلْطُ شابَ الشيءَ شَوْباً خَلَطَه وشُبْتُه أَشُوبُه خَلَطْتُه فهو مَشُوبٌ [ ص 511 ] واشْتابَ هو وانْشابَ اخْتَلَط قال أَبو زبيد الطائيجادَتْ مَنَاصِبَه شَفَّانُ غادِيةٍ ... بسُكَّرٍ ورَحِيقٍ شيبَ فاشْتابا
ويروى فانْشابا وهو أَذْهَبُ في بابِ المُطاوَعَة والشَّوْبُ والشِّيابُ الخَلْطُ قال أَبو ذُؤَيْب
وأَطْيِبْ براحِ الشامِ جاءَتْ سَبيئَةً ... مُعَتَّقَةً صِرْفاً وتِلكَ شِيابُها
والرواية المعروفة
فأَطْيِبْ بِراحِ الشامِ صِرْفاً وهذه ... مُعَتَّقَةٌ صَهْباءُ وهْيَ شِيابُها ( 1 )
( 1 قوله « وهذه معتقة إلخ » هكذا في الأصل وفي بعض نسخ المحكم وهاده معتقة إلخ بالنصب مفعولاً لهاده )
قال هكذا أَنشده أَبو حنيفة وقد خلَّط في الرواية وقوله تعالى ثم إِنَّ لهم عليها لَشَوْباً من حَمِيمٍ أَي لَخَلْطاً ومِزاجاً يقال
للمُخَلِّطِ في القولِ أَو العَمَلِ هو يَشُوبُ ويَرُوبُ أَبو حاتم سأَلت الأَصمعي عن المَشاوِبِ وهي الغُلُفُ فقال يقال لِغِلافِ القارورة مُشاوَبٌ على مُفاعَل لأَنه مَشُوبٌ بحُمْرَةٍ وصُفْرةٍ وخُضْرَةٍ قال أَبو حاتم يجوزُ أَنْ يُجْمَع المُشاوَبُ على مَشاوِبَ والمُشاوَبُ بضم الميم وفتحِ الواوِ غِلافُ القارورة لأَنَّ فيه أَلواناً مختلفةً والشِّيابُ اسمُ ما يُمْزَجُ وسَقاه الذَّوْبَ بالشَّوْبِ الذَّوْبُ العَسَلُ والشَّوْبُ ما شُبْتَه به من ماءٍ أَو لَبنٍ وحكى ابنُ الأَعرابي ما عندي شَوْبٌ ولا رَوْبٌ فالشَّوْبُ العَسَل والرَّوْبُ اللَّبنُ الرَّائِبُ وقيل الشَّوْبُ العَسَلُ والرَّوْبُ اللَّبَنُ من غيرِ أَن يُحَدَّا وقيل لا مَرَقٌ ولا لَبَنٌ ويقال سَقَاه الشَّوْبَ بالذَّوْب فالشَّوْبُ اللبنُ والذَّوْبُ العَسَل قاله ابن دريد الفراء شابَ إِذا خانَ وباشَ إِذا خَلَطَ الأَصمعي في باب إِصابةِ الرجلِ في مَنْطِقِه مَرَّة وإِخطائِه أُخْرى هو يَشُوبُ ويَرُوبُ أَبو سعيد يقال للرجل إِذا نَضَحَ عن الرجل قد شابَ عنه ورابَ إِذا كَسِلَ قال والتَّشْوِيبُ أَن يَنْضَحَ نَضْحاً غيرَ مُبالَغٍ فيه فمعنى قولهم هو يشُوبُ ويَرُوبُ أَي يُدَافِعُ مُدافَعَة غيرَ مُبالَغٍ فيها ومَرَّة يَكْسَلُ فلا يُدافِعُ البَتَّة قال غيرُه يَشُوبُ من شَوْبِ اللَّبنِ وهو خَلْطُه بالماءِ ومَذْقُه ويَرُوبُ أَرادَ أَن يقول يُرَوِّب أَي يَجْعلُه رائِباً خاثِراً لا شَوْبَ فيه فأَتْبَع يَرُوبُ يَشُوبُ لازْدواجِ الكلام كما قالوا هو يَأْتيه الغَدايا والعَشايا والغَدايا ليس بِجمْعٍ للغَداة فجاءَ بها على وَزْنِ العَشايا أَبو سعيد العرب تقول رأَيْتُ فُلاناً اليومَ يَشُوبُ عن أَصحابه إِذا دافَعَ عنهم شيئاً من دِفاعٍ قال وليس قولُهم هو يَشُوبُ ويَرُوبُ من اللَّبنِ ولكن معناه رجلٌ يَرُوبُ أَحياناً فلا يتَحَرَّك ولا يَنْبَعِث وأَحياناً يَنْبَعِثُ فيَشُوبُ عن نفسِه غيرَ مُبالغٍ فيه ابن الأَعرابي شابَ إِذا كَذَب وشابَ خَدَع في بَيْعٍ أَو شِراءٍ ابن الأَعرابي شابَ يَشُوب شَوْباً إِذا غَشَّ ومنه الخَبرُ لا شَوْبَ ولا رَوْبَ أَي لا غِشَّ ولا تَخْلِيطَ في بَيعٍ أَو شِراءٍ وأَصلُ الشَّوْبِ الخَلْطُ والرَّوْبُ من اللَّبنِ الرائِبِ لخَلْطِه بالماءِ ويقال للمُخَلِّط في كلامه هو يَشُوبُ ويرُوبُ وقيل معنى لا شَوْبَ ولا رَوْبَ أَنَّكَ [ ص 512 ] برِيءٌ من هذه السِّلْعَة ورُوِي عنه ( 1 )
( 1 قوله « وروي عنه » أي عن ابن الأَعرابي في عبارة التهذيب ) أَنه قال معنى قولهم لا شَوْبَ ولا رَوْبَ في البَيْعِ والشِّراءِ في السِّلْعَةِ تَبِيعُها أَي إِنَّكَ بَريءٌ من عَيْبِها وفي الحديث يَشْهَدُ بَيْعَكُم الحَلْفُ واللَّغْوُ فشَوِّبوه بالصَّدَقَةِ أَمَرَهم بالصَّدَقَةِ لمَا يَجْرِي بَينهُم من الكَذِب والرِّبا والزِّيادَةِ والنُّقْصانِ في القولِ لتكُونَ كَفَّارةً لذلك وقولُ سُلَيْكِ بنِ السُّلَكَة السَّعْدِي
سَيَكْفِيكَ صَرْبَ القَوْمِ لَحْمٌ مُعَرَّصٌ ... وماءُ قُدُورٍ في القِصاعِ مَشِيبُ
إِنما بناهُ على شِيب الذي لم يُسَمَّ فاعِلُه أَي مَخْلُوطر بالتَّوابِلِ والصِّباغِ والصَّرْبُ اللبنُ الحامِضُ ومُعَرَّصٌ مُلْقًى في العَرْصَةِ ليَجِفَّ ويروى مُغَرَّضٌ أَي طَرِيٌّ ويروى مُعَرَّضٌ أَي لم يَنْضَجْ بعدُ وهو المُلَهْوَجُ وفي المثل هو يَشُوبُ ويَرُوبُ يُضْرب مَثَلاً لمَنْ يَخْلِطُ في القولِ والعَمَلِ وفي فلان شَوْبَة أَي خَدِيعةٌ وفي فلان ذَوْبَة أَي حَمْقَةٌ ظاهِرةٌ واسْتَعْمَل بعضُ النَّحْوِيِّينَ الشَّوْبَ في الحركاتِ فقال أَمَّا الفَتْحَة المَشُوبَة بالكسرةِ فالفَتْحة التي قبل الإِمالةِ نحو فَتْحة عَين عَابِدٍ وعَارِفٍ قال وذلك أَنَّ الإِمالة إِنما هي أَن تَنْحُوَ بالفَتْحَةِ نحوَ الكَسرة فتُمِيلَ الأَلِفَ نحوَ الياء لِضَرْبٍ من تَجانُسِ الصَّوْتِ فكما أَنَّ الحركَةَ ليست بفَتْحَةٍ مَحْضَةٍ كذلك الأَلِفُ التي بعدَها ليست أَلِفاً مَحْضَةً وهذا هو القياسُ لأَنَّ الأَلفَ تَابِعَةٌ للفَتحَة فكَما أَنَّ الفَتْحة مَشُوبَة فكذلك الأَلِفُ اللاَّحقة لَها والشَّوْبُ القِطْعَة من العَجِينِ وباتَتِ المَرْأَةُ بلَيْلَةِ شَيْباءَ قيل إِنَّ الياءَ فيها مُعاقِبَة وإِنما هو من الواوِ لأَنَّ ماءَ الرجُلِ خالَط ماءَ المرأَةِ والشَّائِبَة واحِدةُ الشَّوائِبِ وهيَ الأَقْذَارُ والأَدْناسُ وشَيْبانُ قَبيلَة قيل ياؤُه بدَلٌ من الوَاوِ لقَولِهِم الشَّوابِنَة وشَابَةُ مَوْضِعٌ بنَجْدٍ وسنذكره في الياءِ لأَنَّ هذه الأَلف تكون منقَلِبة عن ياءٍ وعن واوٍ لأَنّ في الكلامِ ش و ب وفيه ش ي ب ولو جُهِل انْقِلابُ هذه الأَلِف لَحُمِلَتْ على الواوِ لأَنَّ الأَلِف ههنا عَين وانْقلابُ الأَلِفِ إِذا كانت عَيْناً عن الواوِ أَكثر من انقلابِها عن الياءِ قال
وضَرْب الجماجِمِ ضَرْب الأَصَمِّ ... حَنْظَل شَابَةَ يَجْني هَبِيدا
شوشب
قال في ترجمة فَوْلَفٍ ومما جاءَ على بِناءِ فَوْلَفٍ شَوْشَبٌ اسمٌ للعَقْرَبِ
شيب
الشَّيْبُ مَعْرُوفٌ قَلِيلُه وكَثِيرُه بَياضُ الشَّعَر والمَشِيبُ مِثْلُه ورُبَّما سُمِّيَ الشَّعَرُ نَفْسُه شيْباً شَابَ يَشِيبُ شَيْباً ومَشِيباً وشَيبةً وهو أَشْيَبُ على غيرِ قياسٍ لأَنَّ هذا النعت إِنما يكونُ من باب فَعِلَ يَفعَلُ ولا فَعْلاءَ له قيلَ الشَّيْبُ بياضُ الشَّعَر ويقال عَلاهُ الشَّيْبُ ويقال رَجلٌ أَشْيَبُ ولا يقال امْرَأَةٌ شَيْباءُ لا تُنْعَتُ به المَرْأَةُ اكْتَفوا بالشَّمْطاءِ عَن الشَّيْباءِ وقد يقال شَابَ رَأْسُها والمَشِيبُ دُخُولُ الرَّجُلِ في حَدِّ الشَّيْبِ من [ ص 513 ] الرِّجالِ قال ابن السكيت في قول عَدِيّتَصْبُو وأَنَّى لَكَ التَّصابي ؟ ... والرأْسُ قَدْ شابَهُ المَشِيبُ
يعني بَيَّضَه المَشِيبُ وليس معناه خَالَطَه قال ابن برّي هذا البيتُ زَعَم الجوهري أَنه لعَدِيٍّ وهو لعَبِيدِ بنِ الأَبرَصِ وقول الشاعر
قَدْ رَابَه ولِمِثْلِ ذلِكَ رَابَهُ ... وَقَعَ المَشِيبُ عَلى السَّوادِ فشَابَهُ
أَي بَيَّضَ مُسْوَدَّه والأَشْيَبُ المُبْيَضُّ الرأْس وشَيَّبَهُ الحُزْنُ وشَيَّبَ الحُزْنُ رَأْسَه وبرأْسِهِ وأَشابَ رَأْسَه وبِرَأْسِهِ وقَوْمٌ شِيبٌ ويجوز في الشِّعر شُيُبٌ على التَّمامِ هذا قولُ أَهلِ اللغة قال ابن سيده وعِندِي أَنَّ شُيُباً إِنما هو جمعُ شَائِبٍ كما قالوا بازِلٌ وبُزُلٌ أَو جمع شَيُوبٍ على لُغةِ الحجازيِّين كما قالوا دُجاجَةٌ بَيُوضٌ ودُجاجٌ بُيُضٌ وقول الرائد وجَدْتُ عُشْباً وتَعَاشِيب وكَمْأَةً شِيب إِنما يعني به البِيضَ الكِبارَ والشِّيبُ جمعُ أَشْيَبَ والشِّيبُ الجِبالُ يَسْقُطُ عليها الثَّلْجُ فتَشِيبُ به وقول عَدِيٍّ ابنِ زيد
أَرِقْتُ لمُكْفَهِرٍّ بَاتَ فيهِ ... بَوارِقُ يَرْتَقِينَ رُؤُوسَ شِيبِ
وقال بعضهم الشِّيبُ ههنا سَحائِبُ بيضٌ واحِدُها أَشْيَبُ وقيل هِيَ جِبالٌ مُبْيَضَّةٌ منَ الثَّلْجِ أَو مِنَ الغُبارِ وقيل شِيبٌ اسمُ جَبَلٍ ذكره الكُمَيْت فقال
وما فُدُرٌ عَواقِلُ أَحْرَزَتْها ... عَمَاية أَوْ تَضَمَّنَهُنَّ شِيبُ
وشَيْبٌ شائِبٌ أَرادُوا به المبالغةَ على حَدِّ قَوْلِهِم شِعْرٌ شاعِرٌ ولا فِعْلَ له واشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً نَصْبٌ على التَّمْييز وقيل على المصدر لأَنه حين قال اشْتَعَلَ كأَنه قال شابَ فقال شَيْباً
وأَشابَ الرَّجُلُ شابَ وَلَدُه وكانت العرب تقولُ للبِكْرِ إِذا زُفَّتْ إِلى زَوْجِها فدَخَلَ بها ولم يَفْتَرِعْها ليلةَ زِفافِها باتت بلَيلةِ حُرَّةٍ وإِن افْتَرَعَها تلك الليلة قالوا باتَتْ بلَيلَةِ شَيْباءَ وقال عُرْوةُ بنُ الوَرْد
كلَيْلَةِ شَيْباءَ التي لَسْتُ ناسِياً ... ولَيْلَتِنا إِذْ مَنَّ ما مَنَّ قَرْمَلُ
فكنت كليلةِ الشَّيْباءِ هَمَّتْ ... بِمَنْعِ الشَّكْرِ أَتْأَمَها القَبِيلُ
وقيل ياءُ شَيْباءَ بَدلٌ من واوٍ لأَنَّ ماءَ الرَّجُلِ شابَ ماءَ المرأَةِ غيرَ أَنَّا لَم نَسْمَعْهم قالوا بليلةِ شَوْباءَ جَعَلوا هذا بَدلاً لازِماً كعِيدٍ وأَعيادٍ وليلةُ شَيْباءَ آخِرُ ليلةٍ من الشهرِ ويومٌ أَشْيَبُ شَيْبان فيه غَيْمٌ وصُرَّادٌ وبَرْدٌ وشِيبانُ ومِلْحانُ شَهْرا قِماحٍ وهما أَشدُّ شهورِ الشِّتاءِ بَرْداً وهما اللَّذان يقولُ مَن لا يَعْرِفُهما كانونٌ وكانُونُ قال الكميت
إِذا أَمْسَتِ الآفاقُ غُبْراً جُنُوبُها ... بشِيبانَ أَو مِلْحانَ واليَوْمُ أَشْهَبُ
أَي من الثَّلْج هكذا رواه ابن سَلَمة بكسر الشينِ [ ص 514 ] والميم وإِنما سُمِّيا بذلك لابْيضاضِ الأَرض بما عليها من الثَّلْج والصَّقيعِ وهما عند طلوعِ العَقْرَبِ والنَّسْرِ وقول ساعدة
شابَ الغُرابُ ولا فُؤَادُكَ تارِكٌ ... ذِكْرَ الغَضُوبِ ولا عِتابُك يُعْتَبُ
أَراد طالَ عليك الأَمرُ حتى كان ما لا يكون أَبداً وهو شَيْبُ الغُرابِ وشَيبانُ قَبِيلةٌ وهم الشَّيَابِنة وشَيْبانُ حيٌّ من بَكْرٍ وهما شَيْبانانِ أَحدهما شَيْبانُ بنُ ثَعْلَبة بنِ عُكابةَ بنِ صَعْبِ بنِ علي بنِ بَكْرِ بن وائِلٍ والآخَر شيبانُ بنُ ذُهْلِ ابنِ ثَعْلَبة بنِ عُكابة وشَيْبةُ اسمُ رَجُلٍ مِفْتاحُ الكَعْبةِ في وَلَده وهو شيبةُ بنُ عثمانَ بنِ طلحة بن عبدِالدارِ بن قُصَيٍّ والشِّيبُ بالكسر حكاية صَوْتِ مَشافِرِ الإِبِل عند الشُّرْبِ قال ذو الرمة وَوَصَفَ إِبِلاً تَشْرَبُ في حَوْضٍ متَثَلِّمٍ وأَصواتُ مَشافِرِها شِيبْ شِيبْ
تَدَاعَيْنَ باسمِ الشِّيبِ في مُتَثَلِّمٍ ... جَوانِبُه من بَصْرةٍ وسِلامِ
وشِيبا السَّوْط سَيْرانِ في رأْسِه وشِيبُ السَّوْطِ معروف عربي صحيح وشِيبٌ والشِّيبُ وشابةُ جَبَلان معروفان قال أَبو ذؤيب
كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ بَينَ تُضارعٍ ... وشابةَ بَرْكٌ مِن جُذَامَ لَبِيجُ
وفي الصحاح شابةُ في شِعْرِ أَبي ذُؤَيْبٍ اسمُ جَبَلٍ بِنَجْدٍ وقد يجوز أَن تكونَ أَلِفُ شابةَ مُنْقَلبةً عن واوٍ لأَنَّ في الكلام ش و ب كما أَن فيه ش ي ب التهذيب شابةُ اسمُ جبلٍ بناحيةِ الحِجاز واللّه سبحانه أَعلم
صأب
صَئِبَ من الشَّراب صأَباً رَوِيَ وامتَلأَ وأَكثر من شرب الماء وصَئِبَ من الماءِ إِذا أَكثر شربه فهو رجل مِصْأَبٌ على مِفْعَل والصُّؤَابُ والصُّؤَابة بالهمز بيض البرغوث والقمل وجمع الصؤَاب صِئبان قال جريركثيرة صِئْبانِ النِّطاقِ كأَنها ... إِذا رَشَحَتْ منها المعابِنُ كِيرُ
وفي الصحاح الصُّؤَابة بالهمز بيضَةُ القملة والجمع الصُّؤَاب والصِّئبان وقد غَلِطَ يعقوب في قوله ولا تقل صئبان وقد صَئِبَ رأْسُه وأَصْأَبَ أَيضاً إِذا كثر صِئْبانُه وقوله أَنشده ابن الأَعرابي
يا ربِّ أَوجِدْني صُؤَاباً حَيَّا ... فما أَرَى الطَّيَّارَ يُغْني شَيَّا
أَي أَوجدني كالصؤَاب من الذهب وعنى بالحي الصحيح الذي ليس بِمُرْفَتٍّ ولا مُنْفَتٍّ والطَّيَّارُ ما طارت به الريح من دقيق الذهب أَبو عبيد الصِّئْبانُ ما يتحبب من الجليد كاللؤلؤ الصِّغار وأَنشد
فأَضحَى وصِئْبانُ الصَّقيع كأَنه ... جُمانٌ بضاحي متْنِه يَتَحدَّرُ
[ ص 515 ]
صبب
صبَّ الماءَ ونحوه يَصُبُّه صبّاً فَصُبَّ وانْصَبَّ وتَصَبَّبَ أَراقه وصَبَبْتُ الماءَ سَكَبْتُه ويقال صَبَبْتُ لفلان ماءً في القَدَح ليشربه واصْطَبَبْتُ لنفسي ماءً من القِربة لأَشْرَبه واصْطَبَبْتُ لنفسي قدحاً وفي الحديث فقام إِلى شَجْبٍ فاصطَبَّ منه الماءَ هو افتعل من الصَّبِّ أَي أَخذه لنفسه وتاءُ الافتعال مع الصاد تقلب طاء ليَسْهُل النطق بها وهما من حروف الإِطباق وقال أَعرابي اصطَبَبْتُ من المَزادة ماءً أَي أَخذته لنفسي وقد صَبَبْتُ الماء فاصطَبَّ بمعنى انصَبَّ وأَنشد ابن الأَعرابيلَيتَ بُنيِّي قد سعى وشبَّا ... ومَنَعَ القِرْبَةَ أَن تَصْطَبَّا
وقال أَبو عبيدة نحوه وقال هي جمع صَبوبٍ أَو صابٍّ ( 1 )
( 1 قوله « وقال هي جمع صبوب أو صاب » كذا بالنسخ وفيه سقط ظاهر ففي شرح القاموس ما نصه وفي لسان العرب عن أَبي عبيدة وقد يكون الصب جمع صبوب أو صاب ) قال الأَزهري وقال غيره لا يكون صَبٌّ جمعاً لصابّ أَو صَبوب إِنما جمع صَبوب أَو صابٍّ صُبُبٌ كما يقال شاة عَزُوز وعُزُز وجَدُودٌ وجُدُد وفي حديث بَرِيرَةَ إِن أَحَبَّ أَهْلُكِ أَن أَصُبَّ لهم ثَمَنَكِ صَبَّةً واحدة أَي دَفعَة واحدة مِن صَبَّ الماء يَصُبُّه صبّاً إِذا أَفرغه ومنه صفة عليّ لأَبي بكر عليهما السلام حين مات كنتَ على الكافرين عذاباً صَبّاً هو مصدر بمعنى الفاعل أَو المفعول ومن كلامهم تَصَبَّبْتُ عَرَقاً أَي تَصَبَّبَ عَرَقي فنقل الفعل فصار في اللفظ لَيٌّ فخرج الفاعل في الأَصل مميزاً ولا يجوز عَرَقاً تصبب لأَنَّ هذا المميِّز هو الفاعل في المعنى فكما لا يجوز تقديم الفاعل على الفعل كذلك لا يجوز تقديم المميز إِذا كان هو الفاعل في المعنى على الفعل هذا قول ابن جني وماءٌ صَبٌّ كقولك ماءٌ سَكْبٌ وماءٌ غَوْر قال دكين بن رجاء
تَنْضَحُ ذِفْراهُ بماءٍ صَبِّ ... مِثْلِ الكُحَيْلِ أَو عَقِيدِ الرُّبِّ
والكُحَيْلُ هو النِّفْط الذي يطلى به الإِبلُ الجَربى واصطَبَّ الماءَ اتَّخذه لنفسه على ما يجيء عليه عامة هذا النحو حكاه سيبويه والماءُ يَنْصَبُّ من الجبل ويَتَصَبَّبُ من الجبل أَي يَتَحَدَّر والصُّبَّة ما صُبَّ من طعام وغيره مجتمعاً وربما سُمِّيَ الصُّبَّ بغير هاء والصُّبَّة السُّفرة لأَن الطعام يُصَبُّ فيها وقيل هي شبه السُّفْرة وفي حديث واثلَةَ بن الأَسْقَع في غزوة تَبُوك فخرجت مع خير صاحب زادي في صُبَّتي ورويت صِنَّتي بالنون وهما سواء قال ابن الأَثير الصُّبَّة الجماعة من الناس وقيل هي شيء يشبه السُّفْرة قال يزيد كنت آكل مع الرفقة الذين صحبتهم وفي السُّفْرة التي كانوا يأْكلون منها قال وقيل إِنما هي الصِّنَّة بالنون وهي بالكسر والفتح شبه السَّلَّة يوضع فيها الطعام وفي الحديث لَتَسْمَعُ آيةً خيرٌ من صَبيبٍ ذَهباً قيل هو ذهب كثير مصْبُوب غير معدود وقيل هو فعيل بمعنى مفعول وقيل يُحتمل أَن يكون اسم جبل كما قال في حديث آخر خَير من صَبيرٍ ذهباً والصُّبَّة القِطْعة من الإِبل والشاء وهي القطعة من الخيل والصِّرمة من الإِبل والصُّبَّة بالضم من الخيل كالسُّرْبَة قال [ صك 516 ]
صُبَّةٌ كاليمام تَهْوِي سِراعاً ... وعَدِيٌّ كمِثْلِ شِبْهِ المَضِيق
والأَسْيَق صُبَبٌ كاليمام إِلاّ أَنه آثر إتمام الجزء على الخبن لأن الشعراء يختارون مثل هذا وإِلاّ فمقابلة الجمع بالجمع أَشكل واليمام طائر والصُّبَّة من الإِبل والغنم ما بين العشرين إِلى الثلاثين والأَربعين وقيل ما بين العشرة إِلى الأَربعين وفي الصحاح عن أَبي زيد الصُّبَّة من المعز ما بين العشرة إِلى الأَربعين وقيل هي من الإِبل ما دون المائة كالفِرْق من الغنم في قول من جعل الفِرْقَ ما دون المائة والفِزْرُ من الضأْنِ مِثلُ الصُّبَّة من المِعْزَى والصِّدْعَةُ نحوها وقد يقال في الإِبل والصُّبَّة الجماعة من الناس وفي حديث شقيق قال لابراهيم التيميّ أَلم أُنْبَّأْ أَنكم صُبَّتان ؟ صُبَّتان أَي جماعتان جماعتان وفي الحديث أَلا هلْ عسى أَحد منكم أَن يَتَّخِذ الصُّبَّة من الغنم ؟ أَي جماعة منها تشبيهاً بجماعة الناس قال ابن الأَثير وقد اختُلِف في عدّها فقيل ما بين العشرين إِلى الأَربعين من الضأْن والمعز وقيل من المعز خاصة وقيل نحو الخمسين وقيل ما بين الستين إِلى السبعين قال والصُّبَّة من الإِبل نحو خمس أَو ست وفي حديث ابن عمر اشتريت صُبَّة من غنم وعليه صُبَّة من مال أَي قليل والصُّبَّة والصُّبَابة بالضم بقية الماء واللبن وغيرهما تبقى في الإِناء والسقاء قال الأَخطل في الصبابة
جاد القِلالُ له بذاتِ صُبابةٍ ... حمراءَ مِثلِ شَخِيبَةِ الأَوداجِ
الفراء الصُّبَّة والشَّول والغرض ( 1 )
( 1 قوله « والغرض » كذا بالنسخ التي بأيدينا وشرح القاموس ولعل الصواب البرض بموحدة مفتوحة فراء ساكنة )
الماء القليل وتصابَبْت الماء إِذا شربت صُبابته وقد اصطَبَّها وتَصَبَّبَها وتَصابَّها قال الأَخطلُ ونسبه الأَزهريّ للشماخ
لَقَوْمٌ تَصابَبْتُ المعِيشَةَ بعدَهم ... أَعزُّ علينا من عِفاءٍ تَغَيَّرا
جعله للمعيشة ( 2 )
( 2 وقوله « جعله للمعيشة إلخ » كذا بالنسخ وشرح القاموس ولعل الأحسن جعل للمعيشة ) صُباباً وهو على المثل أَي فَقْدُ من كنت معه أَشدُّ عليَّ من ابيضاض شعري قال الأَزهري شبه ما بقي من العيش ببقية الشراب يَتَمَزَّزُه ويَتَصابُّه وفي حديث عتبة بن غَزوان أَنه خطب الناس فقال أَلا إِنَّ الدنيا قد آذَنَتْ بِصَرْم وولَّتْ حَذَّاء فلم يَبْقَ منها إِلا صُبابَةٌ كصُبابَة الإِناءِ حَذَّاء أَي مُسرِعة وقال أَبو عبيد الصبابة البَقِيَّة اليسيرة تبقى في الإِناءِ من الشراب فإِذا شربها الرجل قال تَصابَبْتُها فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قول الشاعر
ولَيْلٍ هَدَيْتُ به فِتْيَةً ... سُقُوا بِصُبابِ الكَرَى الأَغْيد
قال قد يجوز أَنه أَراد بصُبابة الكَرَى فحذف الهاء كما قال الهذلي
أَلا ليتَ شِعْري هل تَنَظَّرَ خالدٌ ... عِيادي على الهِجْرانِ أَم هو بائسُ ؟
وقد يجوز أَِن يجعله جمع صُبابة فيكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاءِ كشعيرة وشعير ولما استعار السقي للكرى استعار الصُّبابة له أَيضاً وكل ذلك على المثل ويقال قد تَصابَّ فلان [ ص 517 ] المعِيشَةَ بعد فلان أَي عاش وقد تَصابَبْتهم أَجمعين إِلا واحداً ومضت صُبَّة من الليل أَي طائفة وفي الحديث أَنه ذكر فتناً فقال لَتَعُودُنَّ فيها أَسَاوِدَ صُبّاً يضْرِبُ بعضُكم رِقابَ بعض والأَساود الحيَّات وقوله صُبّاً قال الزهري وهو راوي الحديث هو من الصَّبِّ قال والحية إِذا أَراد النَّهْش ارتفع ثم صَبَّ على الملدوغ ويروى صُبَّى بوزن حُبْلى قال الأَزهري قوله أَساوِدَ صُبّاً جمع صَبُوب وصَبِب فحذفوا حركة الباء الأُولى وأَدغموها في الباءِ الثانية فقيل صَبٌّ كما قالوا رجل صَبٌّ والأَصل صَبِبٌ فأَسقطوا حركة الباء وأَدغموها فقيل صَبٌّ كما قال قاله ابن الأَنباري قال وهذا القول في تفسير الحديث وقد قاله الزهري وصح عن أَبي عبيد وابن الأَعرابي وعليه العمل وروي عن ثعلب في كتاب الفاخر فقال سئل أَبو العباس عن قوله أَساوِدَ صُبّاً فحدث عن ابن الأَعرابي أَنه كان يقول أَساوِدَ يريد به جماعاتٍ سَواد وأَسْوِدَة وأَساوِد وصُبّاً يَنْصَبُّ بعضكم على بعض بالقتل وقيل قوله أَساود صُبّاً على فُعْل من صَبا يَصْبو إِذا مال إِلى الدنيا كما يقال غازَى وغَزا أَراد لَتَعُودُنَّ فيها أَساود أَي جماعات مختلفين وطوائفَ متنابذين صابئين إِلى الفِتْنة مائلين إِلى الدنيا وزُخْرُفها قال ولا أَدري من روى عنه وكان ابن الأَعرابي يقول أَصله صَبَأَ على فَعَل بالهمز مثل صَابئٍ من صبا عليه إِذا زَرَى عليه من حيث لا يحتسبه ثم خفف همزه ونوَّن فقيل صُبّاً بوزن غُزًّا يقال صُبَّ رِجْلا فلان في القيد إِذا قُيِّد قال الفرزدق
وما صَبَّ رِجْلي في حَدِيدِ مُجاشِع ... مَعَ القَدْرِ إِلاّ حاجَة لي أُرِيدُها
والصَّبَبُ تَصَوُّبُ نَهر أَو طريق يكون في حَدورٍ وفي صفة النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه كان إِذا مشى كأَنه يَنْحَطُّ في صَبَب أَي في موضع مُنْحدر وقال ابن عباس أَراد به أَنه قويّ البدن فإِذا مشى فكأَنه يمشي على صَدْر قدميه من القوة وأَنشد
الواطِئِينَ على صُدُورِ نِعالِهم ... يَمْشونَ في الدّفْئِيِّ والإِبْرادِ
وفي رواية كأَنما يَهْوِي من صبَب ( 1 )
( 1 قوله « يهوي من صبب » ويروى بالفتح كذا بالنسخ التي بأَيدينا وفيها سقط ظاهر وعبارة شارح القاموس بعد أن قال يهوي من صبب كالصبوب ويروى إلخ ) ويُروى بالفتح والضم والفتح اسم لِما يُصَبُّ على الإِنسان من ماءٍ وغيره كالطَّهُور والغَسُول والضم جمع صَبَبٍ وقيل الصَّبَبُ والصَّبُوبُ تَصوُّبُ نَهر أَو طريق وفي حديث الطواف حتى إِذا انْصَبَّتْ قدماه في بطن الوادي أَي انحدرتا في السعي وحديث الصلاة لم يُصْبِ رأْسَه أَي يُمَيِّلْه إِلى أَسفل ومنه حديث أُسامة فجعل يَرْفَعُ يده إِلى السماءِ ثم يَصُبُّها عليّ أَعرِف أَنه يدعو لي وفي حديث مسيره إِلى بدر أَنه صَبَّ في ذَفِرانَ أَي مضى فيه منحدراً ودافعاً وهو موضع عند بدر وفي حديث ابن عباس وسُئِلَ أَيُّ الطُّهُور أَفضل ؟ قال أَن تَقُوم وأَنت صَبٌّ أَي تنصب مثل الماء يعني ينحدر من الأَرض والجمع أَصباب قال رؤْبة بَلْ بَلَدٍ ذي صُعُدٍ وأَصْبابْ ويقال صَبَّ ذُؤَالةُ على غنم فلان إِذا عاث فيها وصبَّ اللّه عليهم سوط عذابه إِذا عذبهم وصَبَّت الحيَّةُ عليه إِذا ارتفعت فانصبت عليه من فوق والصَّبُوب ما انْصَبَبْتَ فيه والجمع صُبُبٌ [ ص 518 ] وصَبَبٌ وهي كالهَبَط والجمع أَصْباب وأَصَبُّوا أَخذوا في الصَّبِّ وصَبَّ في الوادي انْحَدر أَبو زيد سمعت العرب تقول للحَدُور الصَّبوب وجمعها صُبُب وهي الصَّبِيبُ وجمعه أَصباب وقول علقمة بن عبدة
فأَوْرَدْتُها ماءً كأَنَّ جِمامَه ... من الأَجْن حِنَّاءٌ مَعاً وصَبيبُ
قيل هو الماء المَصْبوب وقيل الصَّبِيبُ هو الدم وقيل عُصارة العَنْدم وقيل صِبْغ أَحمر والصَّبيبُ شجر يشبه السَّذاب يُخْتضب به والصبيب السَّنادُ الذي يختضب به اللِّحاء كالحِنَّاء والصبيب أَيضاً ماء شجرة السمسم وقيل ماء ورق السمسم وفي حديث عقبة بن عامر أَنه كان يختضب بالصَّبِيب قال أَبو عبيدة يقال إِنه ماء ورق السمسم أَو غيره من نبات الأَرض قال وقد وُصِف لي بمصر ولون مائه أَحمر يعلوه سواد ومنه قول علقمة بن عبدة البيت المتقدم وقيل هو عُصارة ورق الحنَّاء والعصفر والصَّبِيبُ العصفر المخلص وأَنشد
يَبْكُونَ مِن بعْدِ الدُّموعِ الغُزَّر ... دَماً سِجالاً كَصَبِيبِ العُصْفُر
والصبيب شيء يشبه الوَسْمَة وقال غيره ويقال للعَرَق صَبيب وأَنشد هَواجِرٌ تَجْتلِبُ الصَّبِيبَا ابن الأَعرابي ضربه ضرباً صَبّاً وحَدْراً إِذا ضربه بحدّ السيف وقال مبتكر ضربه مائة فصبّاً منوَّنٌ أَي فدون ذلك ومائة فصاعداً أَي ما فوق ذلك وفي قتل أَبي رافع اليهودي فوضعت صَبيبَ السيف في بَطنِه أَي طَرَفه وآخِرَ ما يبلغ سِيلانه حين ضرب وقيل سِيلانه مطلقاً والصَّبابة الشَّوْقُ وقيل رقته وحرارته وقيل رقة الهوى صَبِبْتُ إِليه صَبَابة فأَنا صَبٌّ أَي عاشق مشتاق والأُنثى صَبَّة سيبويه وزن صَبَّ فَعِل لأَنَّك تقول صَبِبْتَ بالكسر يا رجل صَبابة كما تقول قَنِعْتَ قناعة وحكى اللحياني فيما يقوله نساءُ الأَعراب عند التأْخِيذِ بالأُخَذِ صَبٌّ فاصْبَبْ إِليه أَرِقٌ فارْقَ إِليه قال الكميت
ولَسْتَ تَصَبُّ إِلى الظَّاعِنِينْ ... إِذا ما صَدِيقُك لَمْ يَصْبَبِ
ابن الأَعرابي صَبَّ الرجل إِذا عَشِقَ يَصَبُّ صَبابة ورجل صَبٌّ ورجلان صَبَّان ورجال صَبُّون وامرأَتان صَبَّتان ونساء صَبَّات على مذهب من قال رجل صَبٌّ بمنزلة قولك رجل فَهِمٌ وحَذِرٌ وأَصله صَبِبٌ فاستثقلوا الجمع بين باءَين متحركتين فأَسقطوا حركة الباء الأُولى وأَدغموها في الباءِ الثانية قال ومن قال رجل صَبٌّ وهو يجعل الصب مصدر صَبِبْتَ صَبّاً على أَن يكون الأَصل فيه صَبَباً ثم لحقه الإِدغام قال في التثنية رجلان صَبٌّ ورجال صَبٌّ وامرأَة صب أَبو عمرو الصَّبِيبُ الجَليدُ وأَنشد في صفة الشتاء
ولا كَلْبَ إِلاّ والِجٌ أَنْفَه اسْتَه ... وليس بها إِلا صَباً وصَبِيبُها
والصَّبِيبُ فَرس من خيل العرب معروف عن أَبي زيد وصَبْصَبَ الشيءَ مَحَقه وأَذْهبه وبصْبَصَ الشيءُ [ ص 519 ] امَّحَق وذَهَب وصُبَّ الرجلُ والشيءُ إِذا مُحِقَ أَبو عمرو والمُتَصَبْصِبُ الذاهب المُمَّحِقُ وتَصَبْصَبَ الليل تَصَبْصُباً ذهب إِلا قليلاً قال الراجز إِذا الأَداوى ماؤُها تَصَبْصَبا الفراء تَصَبْصَبَ ما في سقائك أَي قلّ وقال المرار
تَظَلُّ نِساءُ بني عامِرٍ ... تَتَبَّعُ صَبْصابَه كل عام
صَبْصابهُ ما بقي منه أَو ما صُبَّ منه والتَّصَبْصُبُ شدّة الخِلاف والجُرْأَة يقال تَصَبْصَبَ علينا فلان وتَصَبْصَبَ النهارُ ذهب إِلا قليلاً وأَنشد حتى إِذا ما يَومُها تَصَبْصَبا قال أَبو زيد أَي ذهب إِلا قليلاً وتصَبْصب الحرُّ اشتدّ قال العجاج حتى إِذا ما يومها تصبصبا أَي اشتد عليها الحرّ ذلك اليوم قال الأَزهري وقول أَبي زيد أَحب إِليَّ وتصبصب أَي مضى وذهب ويروى تصبّبا وبعده قوله من صادِرٍ أَو وارِدٍ أَيدي سبا وتصَبْصَب القوم تفرقوا أَبو عمرو صبصب إِذا فرَّق جَيشاً أَو مالاً وقَرَبٌ صَبْصاب شديد صَبصابٌ مثل بَصْباص الأَصمعي خِمْسٌ صبْصاب وبَصْباص وحَصْحاص كل هذا السير الذي ليست فيه وَثِيرة ولا فُتور وبعير صَبْصَب وصُباصِبٌ غليظ شديد
صحب
صَحِبَه يَصْحَبُه صُحْبة بالضم وصَحابة بالفتح وصاحبه عاشره والصَّحْب جمع الصاحب مثل راكب وركب والأَصْحاب جماعة الصَّحْب مثل فَرْخ وأَفْراخ والصاحب المُعاشر لا يتعدَّى تَعَدِّيَ الفعل أَعني أَنك لا تقول زيد صاحِبٌ عَمْراً لأَنهم إِنما استعملوه استعمال الأَسماء نحو غلام زيد ولو استعملوه استعمال الصفة لقالوا زيد صاحِبٌ عمراً أَو زيد صاحبُ عَمْرو على إِرادة التنوين كما تقول زيد ضاربٌ عمراً وزيد ضاربُ عمْرٍو تريد بغير التنوين ما تريد بالتنوين والجمع أَصحاب وأَصاحيبُ وصُحْبان مثل شابّ وشُبّان وصِحاب مثل جائع وجِياع وصَحْب وصَحابة وصِحابة حكاها جميعاً الأَخفش وأَكثر الناس على الكسر دون الهاءِ وعلى الفتح معها والكسر معها عن الفراء خاصة ولا يمتنع أَن تكون الهاء مع الكسر من جهة القياس على أَن تزاد الهاء لتأْنيث الجمع وفي حديث قيلة خرجت أَبتغي الصَّحابة إِلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هو بالفتح جمع صاحب ولم يجمع فاعِل على فَعالة إِلا هذا قال امرؤُ القيسفكانَ تَدانِينا وعَقْدُ عِذارهِ ... وقال صِحابي قَدْ شَأَونَك فاطْلُب
قال ابن بري أَغنى عن خبر كان الواو التي في معنى مع كأَنه قال فكان تدانينا مع عقد عذاره كما قالوا كل رجل وضَيْعَتُه فكل مبتدأ وضيعته معطوف على كل ولم يأْت له بخبر وإِنما أَغنى عن الخبر كون الواو في معنى مع والضيعة هنا الحرفة كأَنه قال كل رجل مع حرفته وكذلك قولهم كل رجل وشأْنه وقال الجوهري الصَّحابة بالفتح [ ص 520 ] الأَصْحاب وهو في الأَصل مصدر وجمع الأَصْحاب أَصاحِيب وأَما الصُّحْبة والصَّحْب فاسمان للجمع وقال الأَخفش الصَّحْبُ جمع خلافاً لمذهب سيبويه ويقال صاحب وأَصْحاب كما يقال شاهِد وأَشهاد وناصِر وأَنْصار ومن قال صاحب وصُحْبة فهو كقولك فارِه وفُرْهَة وغلامٌ رائِق والجمع رُوقَة والصُّحْبَةُ مصدر قولك صَحِبَ يَصْحَبُ صُحْبَةً وقالوا في النساءِ هنَّ صواحِبُ يوسف وحكى الفارسي عن أَبي الحسن هنّ صواحبات يوسف جمعوا صَواحِبَ جمع السلامة كقوله فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائِداتِها وقوله جَذْب الصَّرارِيِّين بالكُرور والصِّحابَة مصدر قولك صاحبَك اللّهُ وأَحْسَن صحابَتَك وتقول للرجل عند التوديع مُعاناً مُصاحَباً ومن قال مُعانٌ مَصاحَبٌ فمعناه أَنت معان مُصاحَب ويقال إِنه لَمِصْحاب لنا بما يُحَبّ وقال الأَعشى فقد أَراكَ لنا بالوُدِّ مصْحابا وفُلانٌ صاحِبُ صِدْقٍ واصْطَحَب الرجلان وتصاحبا واصْطَحَبَ القوم صَحِبَ بعضهم بعضاً وأَصله اصْتَحَب لأَن تاء الافتعال تتغير عند الصاد مثل اصطحب وعند الضاد مثل اضْطَربَ وعند الطاء مثل اطَّلَب وعند الظاء مثل اظَّلَم وعند الدال مثل ادَّعى وعند الذال مثل اذّخَر وعند الزاي مثل ازْدَجَر لأَن التاء لانَ مَخْرَجُها فلم توافق هذه الحروف لشدة مخارجها فأُبْدِلَ منها ما يوافقها لتخفّ على اللسان ويَعْذُبَ اللفظ به وحمارٌ أَصْحَبُ أَي أَصْحَر يضرب لونه إِلى الحمرة وأَصْحَبَ صار ذا صاحب وكان ذا أَصحاب وأَصْحَبَ بلغ ابنه مبلغ الرجال فصار مثله فكأَنه صاحبه واسْتَصْحَبَ الرجُلَ دَعاه إِلى الصُّحْبة وكل ما لازم شيئاً فقد استصحبه قال
إِنّ لك الفَضْلَ على صُحْبَتي ... والمِسْكُ قدْ يَسْتَصْحِبُ الرّامِكا
الرامِك نوع من الطيب رديء خسيس وأَصْحَبْتُه الشيء جعلته له صاحباً واستصحبته الكتاب وغيره وأَصْحَبَ الرجلَ واصْطَحَبه حفظه وفي الحديث اللهم اصْحَبْنا بِصُحْبَةٍ واقلِبْنا بذمة أَي احفظنا بحفظك في سَفَرنا وأَرجِعنا بأَمانتك وعَهْدِك إِلى بلدنا وفي التنزيل ولا هم منا يُصْحَبون قال يعني الآلهة لا تمنع أَنفسنا ولا هم منا يُصْحَبون يجارون أَي الكفار أَلا ترى أَن العرب تقول أَنا جارٌ لك ومعناه أُجِيرُك وأَمْنَعُك فقال يُصْحَبون بالإِجارة وقال قتادة لا يُصْحَبُون من اللّهِ بخير وقال أَبو عثمان المازنيّ أَصْحَبْتُ الرجلَ أَي مَنَعْتُه وأَنشد قَوْلَ الهُذَليّ
يَرْعَى بِرَوْضِ الحَزْنِ من أَبِّه ... قُرْبانَه في عابِه يُصْحِبُ
يُصْحِبُ يَمْنَعُ ويَحْفَظُ وهو من قوله تعالى ولا هم منا يُصْحَبون أَي يُمْنعون وقال غيره هو من قوله صَحِبَك اللّه أَي حَفِظَكَ وكان لك جاراً وقال
جارِي وَمَوْلايَ لا يَزْني حَريمُهُما ... وصاحِبي منْ دَواعي السُّوءِ مُصْطَحَبُ
[ ص 521 ] وأَصْحبَ البعيرُ والدابةُ انقادا ومنهم مَن عَمَّ فقال وأَصْحَبَ ذلَّ وانقاد من بعد صُعوبة قال امرؤ القيس
ولَسْتُ بِذِي رَثْيَةٍ إِمَّرٍ ... إِذا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحبا
الإِمَّرُ الذي يأْتَمِرُ لكل أَحد لضَعْفِه والرَّثْيَةُ وجَع المفاصل وفي الحديث فأَصْحَبَت الناقةُ أَي انقادت واسترسلت وتبعت صاحبها قال أَبو عبيد صحِبْتُ الرجُلَ من الصُّحْبة وأَصْحَبْتُ أَي انقدت له وأَنشد تَوالى بِرِبْعِيِّ السّقابُ فأَصْحَبا والمُصْحِبُ المُستَقِيمُ الذَّاهِبُ لا يَتَلَبَّث وقوله أَنشده ابن الأَعرابي
يا ابن شهابٍ لَسْتَ لي بِصاحِب ... مع المُماري ومَعَ المُصاحِب
فسره فقال المُمارِي المُخالِفُ والمُصاحِبُ المُنْقاد من الإِصْحابِ وأَصْحَبَ الماءُ علاه الطُّحْلُب والعَرْمَضُ فهو ماءٌ مُصْحِبٌ وأَدِيمٌ مُصْحِبٌ عليه صُوفُه أَو شَعره أَو وبَرُه وقد أَصْحَبْته تركت ذلك عليه وقِربَةٌ مُصْحِبَة بقي فيها من صوفها شيء ولم تُعْطَنْهُ والحَمِيتُ ما ليس عليه شعر ورجل مُصْحِب مجنون وصَحَبَ المَذْبوحَ سلَخه في بعض اللغات وتَصَحَّب من مُجالَسَتِنا استَحْيا وقال ابن برزح ( 1 )
( 1 قوله « برزح » هكذا في النسخ المعتمدة بيدنا )
إِنه يَتَصَحَّبُ من مجالستنا أَي يستَحْيِي منها وإِذا قيل فلان يتسَحَّب علينا بالسين فمعناه أَنه يَتمادَحُ ويَتَدَلَّل وقولهم في النداءِ يا صاحِ معناه يا صاحبي ولا يجوز ترخيم المضاف إِلاّ في هذا وحده سُمِعَ من العرب مُرخَّماً وبنو صُحْب بَطْنان واحدٌ في باهِلَة وآخر في كلْب وصَحْبانُ اسم رجلٍ
صخب
الصَّخَبُ الصِّياحُ والجلَبة وشدة الصوت واختلاطُهُ وفي حديث كعب في التوراة محمدٌ عبدي ليس بفَظٍّ ولا غَلِيظ ولا صَخُوبٍ في الأَسواق وفي رواية ولا صَخَّاب الصَّخَب والسَّخَب الضَّجّة واختلاط الأَصوات للخِصام وفَعُول وفَعّال للمبالغة وفي حديث خديجة لا صَخَبَ فيه ولا نَصَب وفي حديث أُمِّ أَيمن وهي تَصْخَب وتَذْمُر عليه وقد صَخِب بالكسر يَصْخَب صخَباً والسَّخَب لغة فيه رَبَعِيَّة قبيحة ورجل صَخَّاب وصَخِبٌ وصَخُوبٌ وصَخْبانُ شديد الصخَب كثيره وجمع الصَّخْبان صُخْبان عن كراع والأُنثى صَخِبَة وصَخّابة وصُخُبَّة وصَخُوب قالفَعَلَّكَ لوْ تُبَدِّلُنا صَخُوباً ... تَرُدُّ الأَمْرَدَ المخْتارَ كَهْلا
وقول أُسامة الهذلي
إِذا اضْطَرَبَ المُمَرُّ بجانِبَيْها ... تَرَنَّمُ قَيْلَةٌ صَخِبٌ طَروب ( 2 )
( 2 قوله « قيلة » كذا بالنسخ التي بأيدينا باللام وفي شرح القاموس قينة بالنون وهو أَليق بقوله ترنم وبقول المصنف لا يعرف إلخ )
حمله على الشخص فذكَّر إِذ لا يُعْرَف في الكلام امرأَة فَعِلٌ بلا هاء واصْطَخَب افتَعل منه قال الشاعر
إِنَّ الضّفادِعَ في الغُدْرانِ تَصْطَخِب [ ص 522 ] وفي حديث المنافقين صخبٌ بالنهار أَي صيّاحون فيه ومتجادلون وعين صَخْبَةٌ مُصْطَفِقَة عند الجَيَشانِ واصْطَخَب القوم وتَصاخَبُوا إِذا تصايحوا وتضاربوا وماء صَخِبُ الآذِيِّ ومُصْطَخِبُه إِذا تلاطمت أَمواجُه أَي له صوت قال الشاعر مُفْعَوْعِمٌ صَخِبُ الآذِيِّ مُنْبَعِق واصْطِخابُ الطير اختلاط أَصواتها وحمار صَخِبُ الشوارِبِ يُرَدِّدُ نُهاقَه في شواربه والشوارِبُ مجاري الماء في الحَلْق قال
صَخِبُ الشوارِبِ لا يَزال كأَنه ... عبْدٌ لآلِ أَبي رَبيعةَ مُسْبَعُ
والصَّخْبَة العَطْفة
صرب
الصَّرْبُ والصَّرَبُ اللبن الحَقينُ الحامِض وقيل هو الذي قد حُقِنَ أَياماً في السقاءِ حتى اشتدَّ حَمَضُه واحدته صَرْبَةٌ وصَرَبَةٌ يقال جاءنا بِصَربة تَزْوي الوجه وفي حديث ابن الزبير فيأْتي بالصَّربة من اللبن هو اللبن الحامض وصَربه يَصْرُبُه صَرْباً فهو مَصْروب وصَريب وصَرَبه حلب بعضَه على بعض وتركه يَحْمَضُ وقيل صَرَبَ اللبنَ والسمنَ في النِّحْي الأَصمعي إِذا حُقِن اللبن أَياماً في السقاءِ حتى اشتَدَّ حَمَضُه فهو الصرْب والصرَب وأَنشد فالأَطْيَبانِ بها الطُّرْثوثُ والصّرَب قال أَبو حاتم غلط الأَصمعي في الصّرب أَنه اللبن الحامض قال وقلت له الصَّرب الصمْغ والصَّرب اللبن فعرفه وقال كذلك ويقال صَرَب اللبنَ في السقاءِ ابن الأَعرابي الصِّرْبُ البيوت القليلة من ضَعْفَى الأَعراب قال الأَزهري والصِّرْم مثل الصِّرْب قال وهو بالميم أَعرب ( 1 )( 1 قوله « أعرب » كذا في نسخة وفي أخرى وشرح القاموس أعرف بالفاء )
ويقال كَرَصَ فلان في مِكْرَصه وصَرَبَ في مِصْرَبه وقَرَعَ في مِقْرَعه كُلُّه السقاء يُحْقن فيه اللبن وقدم أَعرابي على أَعرابية وقد شَبِقَ لطول الغيبة فراودها فأَقبلت تُطَيِّبُ وتُمتعه فقال فَقَدْتُ طَيِّباً في غير كُنْهه أَي في غير وجهه وموضعه فقالت المرأَة فقدْتَ صرْبة مستعجلاً بها عنت بالصربة الماء المجتمع في الظهر وإِنما هو على المثل باللبن المجتمع في السقاءِ والمِصْرَب الإِناءُ الذي يُصرَب فيه اللبن أَي يُحْقَن وجمعه المصارب تقول صَرَبْتُ اللبن في الوَطْب واصْطَرَبْتُه إِذا جمعته فيه شيئاً بعد شيءٍ وتركْتَه ليَحْمَض والصَّرْب ما يُزَوَّدُ من اللبن في السقاءِ حليباً كان أَو حازِراً وقد اصْطَرَبَ صَرْبة وصرَبَ بولَه يَصْرُبه ويَصْرِبه صرباً حقنَه إِذا طال حبسه وخص بعضهم به الفحل من الإِبل ومنه قيل للبَحِيرة صَرْبى على فَعْلى لأَنهم لا يَحْلُبونها إِلا للضيف فيجتمع اللبن في ضرعها وقال سعيد بن المسيب البَحِيرة التي يُمْنع دَرُّها للطواغيت فلا يحلُبها أَحد من الناس وفي حديث أَبي الأَحوص الجُشَمِيِّ عن أَبيه قال هل تُنْتَج إِبلُك وافِيةً أَعينها وآذانُها فتَجْدَعُها وتقول صربى ؟ قال القتيبي قوله صَرْبى مثل سكرى من صَرَبْت اللبن في الضرع إِذا جمعته ولم تحلبه وكانوا إِذا جدعوها أَعْفَوْها من الحلْب وقال بعضهم [ ص 523 ] تجعلُ الصرْبى من الصَّرْم وهو القطع بجعل الباءِ مُبدلَة من الميم كما يقال ضرْبَةُ لازِم ولازب قال وكأَنه أَصح التفسيرين لقوله فتجْدع هذه فتقول صَرْبى ابن الأَعرابي الصرب جمع صَرْبَى وهي المشقوقة الأُذن من الإِبل مثل البحيرة أَو المقطوعة وفي رواية أُخرى عن أَبي الأَحوص أَيضاً عن أَبيه قال أَتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأَنا قَشِف الهيئة فقال هل تُنْتَج إِبلك صِحاحاً آذانُها فتَعْمِدَ إِلى المُوسَى فتقطَعَ آذانَها فتقول هذه بَحِيرة وتشقها فتقول هذه صَرْم فتحرمها عليك وعلى أَهلك ؟ قال نعم قال فما آتاك اللّه لك حِلٌّ وساعِدُ اللّه أَشدّ ومُوساه أَحدّ قال فقد بين بقوله صرم ما قال ابن الأَعرابي في الصَّرْب ان الباء مبدلة من الميم وصَرَبَ الصبيُّ مكث أَياماً لا يُحْدِث وصَرَبَ بَطْنُ الصبيّ صَرْباً إِذا عَقَد ليسمن وهو إِذا احْتَبَسَ ذُو بَطْنِه فيمكث يوماً لا يحدث وذلك إِذا أَراد أَن يَسْمَن والصَّرْب والصَّرَب الصمغ الأَحمر قال الشاعر يذكر البادية
أَرْضٌ عن الخيْرِ والسُّلْطانِ نائِيَةٌ ... فالأَطْيَبانِ بها الطُّرثُوثُ والصَّرَبُ
واحدته صَرْبَةٌ وقد يجمع على صِراب وقيل هو صَمْغُ الطَّلْح والعُرْفُط وهي حمر كأَنها سبائك تكسر بالحجارة وربما كانت الصربة مثل رأْس السِّنَّوْر وفي جوفها شيء كالغِراءِ والدِّبْس يُمَصُّ ويؤْكَل قال الشاعر
سَيَكْفِيكَ صَرْبُ القَوْمِ لحْمٌ مُغَرّضٌ ... وماءُ قُدورٍ في الجِفانِ مَشُوب
قال والصَّرْب الصمغ الأَحمر صمغ الطلْح والصَّرَبَةُ ما يُتَخير من العشب والشجر بعد اليابس والجمع صَرَبٌ وقد صَرِبت الأَرضُ واصْرَأَبَّ الشيءُ امْلاسَّ وصفا ومن روى بيت امرئِ القَيس صَرَابَةَ حَنْظَل أَراد الصفاء والملوسة ومن روى صَرايةَ أَراد نقيع ماء الحنظل وهو أَحمر صاف
صطب
( 1 )( 1 قوله « صطب » أهمل الجوهري والمؤلف قبله مادة ص ر خ ب والصرخبة فسرها ابن دريد بالخفة والنزق كالصربخة أفاده شارح القاموس ) التهذيب ابن الأَعرابي المِصْطَب سَنْدان الحَدَّاد قال الأَزهري سمعت أَعرابياً من بني فَزارَةَ يقول لخادم له أَلا وارفع لي عن صَعِيد الأَرض مِصْطَبة أَبِيتُ عليها بالليل فرفع له من السَّهْلةِ شِبْهَ دكان مربع قدر ذراع من الأَرض يتقي بها من الهوامّ بالليل قال وسمعت آخر من بني حَنْظلة سماها المصْطَفَّة بالفاءِ وروي عن ابن سيرين أَنه قال إِني كنت لا أُجالسكم مخافة الشهرة حتى لم يزل بي البلاء حتى أَخذ بلحيتي وأَقمت على مَصْطَبة بالبصرة وقال أَبو الهيثمِ المَصْطَبَّة والمِصْطَبَّة بالتشديد مجتمع الناس وهي شبه الدكان يُجْلس عليها والأُصْطُبَّة مُشاقة الكَتَّان وفي الحديث رأَيت أَبا هريرة رضي اللّه عنه عليه إِزار فيه عَلَقٌ قد خيَّطه بالأُصْطُبَّة حكاه الهروي في الغَريبين
صعب
الصَّعْبُ خلاف السَّهْل نقيض الذَّلُول والأُنثى صَعْبَة بالهاءِ وجمعها صِعاب ونساءٌ صَعْبات بالتسكين لأَنه صفة وصَعُب الأَمر وأَصْعَبَ عن اللحياني يَصْعُب صُعوبة صار صَعْباً واسْتَصْعَب وتَصَعَّب وصعَّبه وأَصْعَبَ الأَمرَ [ ص 524 ] وافقه صَعْباً قال أَعْشى باهلةلا يُصْعِبُ الأَمرَ إِلاّ رَيْثَ يَرْكَبُه ... وكلّ أَمرٍ سِوى الفَحْشاء يأْتَمِرُ
واسْتَصْعَبَ عليه الأَمرُ أَي صَعُب واستصْعَبه رآه صَعْباً ويقال أَخذ فلان بكْراً من الإِبل ليقتَضِيَه فاستَصعَب عليه استِصعاباً وفي حديث ابن عباس فلما رَكِبَ الناسُ الصَّعْبَة والذلُولَ لم نأْخذْ من الناس إِلاَّ ما نعرِفُ أَي شدائدَ الأُمور وسُهُولَها والمراد تَرَكَ المُبالاةَ بالأَشياءِ والاحتراز في القول والعمل والصَّعْبُ من الدوابّ نقيض الذَّلُول والأُنثى صَعْبة والجمع صِعاب وأُصْعِبَ الجمَلُ لم يُرْكب قط وأَصْعَبه صاحبُه تركه وأَعفاه من الركوب أَنشد ابن الأَعرابي
سَنامُه في صُورةٍ من ضُمْرِهِ ... أَصعَبَه ذُو جِدَةٍ في دَثْره
قال ثعلب معناه في صورة حَسَنَة من ضُمْره أَي لم يضعه أَن كان ضامراً وفي الصحاح تركه فلم يركبه ولم يَمْسَسْه حَبْل حتى صار صَعْباً وفي حديث جبير من كان مُصْعِباً فليرجع أَي من كان بعيره صعباً غير منقاد ولا ذلول يُقال أَصْعَب الرجل فهو مُصْعِب وجمل مُصْعَب إِذا لم يكن مُنَوَّقاً وكان مُحَرَّم الظهر وقال ابن السكيت المُصْعَبُ الفحل الذي يُودَعُ من الركوب والعمل للفِحْلة والمُصْعَب الذي لم يمسسه حبل ولم يُركب والقَرْم الفحل الذي يُقْرَم أَي يودع ويُعْفَى من الركوب وهو المُقْرَمُ والقَريعُ والفَنِيقُ وقول أَبي ذؤَيب
كَأَنَّ مَصاعِيبَ زُبِّ الرُّؤو ... سِ في دارِ صَرْمٍ تَلاقَى مُريحا
أَراد مَصاعِب جمع مُصْعَب فزاد الياءَ ليكون الجزءُ فعولن ولو لم يأْتِ بالياءِ لكان حسناً ويقال جمال مَصاعِبُ ومَصاعِيبُ وقوله تَلاقى مُريحا إِنما ذكَّرَ على إِرادة القطيع وفي حديث حنفان صَعابِيبُ وهم أَهل الأَنابيب الصعابيب جمع صُعْبوب وهم الصِّعاب أَي الشدائد والصَّاعِبُ من الأَرضين ذاتُ النَّقَل والحجارة تُحْرَثُ والمُصْعَبُ الفحل وبه سمي الرجل مُصْعَباً ورجل مُصْعَب مسوَّد من ذلك ومصعب اسم رجل منه أَيضاً وصَعْب اسم رجل غلب على الحيّ وصَعْبَة وصُعَيْبَة اسما امرأَتين وبنو صَعْب بَطْن والمُصْعَبان مُصْعَب بنُ الزبير وابنه عيسى بنُ مُصْعَب وقيل مُصْعَبُ بن الزبير وأَخوه عبداللّه وكان ذو القرنين المُنْذِرُ بن ماءِالسماءِ يُلَقَّبُ بالصَّعْب قال لبيد
والصَّعْبُ ذو القَرْنَينِ أَصْبَح ثاوِياً ... بالحِنو في جَدَثٍ أُمَيْمَ مُقِيم
وعَقَبَة صَعْبَة إِذا كانت شاقة
صعرب
الصُّعْرُوبُ الصغيرُ الرأْسِ من الناس وغيرهم
صعنب
الصَّعْنَبُ الصغير الرأْس قال الأَزهري أَنشد أَبو عمرويَتْبَعْنَ عَوْداً كاللِّواءِ مِسْأَبا ... ناجٍ عَفَرْنَى سَرَحاناً أَغْلَبا
رَحْبَ الفُروجِ ذا نَصِيعٍ مِنْهَبا ... يُحْسَبُ بالليل صُوًى مُصَعْنَبا
[ ص 525 ] أَي يأْتي منزلهُ الصُّوَى الحجارة المجموعةُ الواحدة صُوَّة والمُصَعْنَب الذي حُدِّدَ رأْسُه يقال إِنه لَمُصَعْنَبُ الرَّأْسِ إِذا كان مُحَدَّدَ الرأْس وقوله ناجٍ أَراد ناجياً والمِنْهَب السريعُ وقد أَجُوبُ ذا السِّماطَ السَّبْسَبَا فما تَرَى إِلاَّ السِّراجَ اللَّغبا فإِنْ تَرَى الثَّعْلَبَ يَعْفُو محربا وصَعنَبَى قرية باليمامة قال ابن سيده وصَعْنَبى أَرض قال الأَعشى
وما فَلَجٌ يَسْقِي جَداوِلَ صَعْنَبى ... له شَرَعٌ سَهْلٌ على كلِّ مَوْرِدِ
والصَّعْنَبَةُ أَن تُصَعْنَبَ الثَّريدَةُ تُضَمَّ جَوانِبُها وتُكَوَّمَ صَوْمَعَتُها ويُرْفَعَ رَأْسُها وقيل رَفْعُ وسَطِها وقَوْرُ رَأْسِها يقال صَعْنَبَ الثَّريدة وفي الحديث أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم سَوّى ثَريدةَ فلَبَّقَها بِسَمْن ثم صَعْنَبَها قال أَبو عبيدة يعني رَفَعَ رَأْسَها وقال ابن المبارك يعني جعل لها ذُرْوَة وقال شمر هو أَن يَضُمَّ جَوانِبَها ويُكَوِّمَ صَوْمَعَتَها والصَّعْنَبَةُ انْقِباضُ البَخيلِ عِندَ المَسْأَلَةِ وعمَّ ابن سيده فقال الصَّعْنَبَةُ الانْقِباض
صغب
قال أَبو تراب سمعت الباهليَّ يقول يُقالُ لِبَيْضَةِ القَمْلَةِ صُغاب وصُؤَابٌ
صقب
الصَّقْب والصَّقَب لغتان الطَّويلُ التارُّ من كل شيءٍ ويقال لِلْغُصْنِ الرَّيَّانِ الغَلِيظِ الطَّويلِ وصَقْبُ النَّاقَةِ وَلَدُها وجَمْعُه صِقابٌ وصِقْبانٌ والصَّقْبُ عَمُودٌ يُعْمَدُ به البَيْتُ وقيل هُو العَمُودُ الأَطوَلُ في وَسَطِ البَيْتِ والجمع صُقُوبٌ وصَقَبَ البِناءَ وغَيْرَه رَفَعَه وصُقُوبُ الإِبِلِ أَرْجُلُها لغة في سُقُوبِها حكاها ابن الأَعرابي قال وَأَرَى ذلك لمكان القاف وضَعُوا مَكانَ السِّينِ صاداً لأَنَّها أَفْشَى من السين وهي موافِقَةٌ للقافِ في الإِطْباقِ ليَكُونَ العَمَلُ مِن وَجْهٍ واحد قال وهذا تعليلُ سِيبويْه في هذا الضَّرْبِ من المُضارَعَةِ والصَّقَبُ القُرْب وحكى سيبويه في الظُّروفِ التي عَزَلَها مما قَبْلَها لِيُفَسِّرَ معانِيها لأَنَّها غَرائِبُ هو صَقَبُك ومعناه القُرْب ومكانٌ صَقَبٌ وصَقِبٌ قريب وهذا أَصْقَبُ من هذا أَي أَقْرَبُ وأَصْقَبَتْ دارُهم وصَقِبَت بالكسر وأَسْقَبَتْ دَنتْ وقَرُبَتْ وفي الحديث الجارُ أَحقُّ بِصَقَبه قال ابن الأَنباري أَراد بالصَّقَب المُلاصَقَة والقُرْب والمراد به الشُّفْعَةُ كأَنه أَرادَ بما يَلِيه وقال بَعْضُهُمْ أَرادَ الشَّريكَ وقال بَعْضُهُمْ أَرادَ المُلاصِقَ أَبو عبيد يَعْني القُرْبَ ومنه حديث علي عليه السلام أَنَّه كان إِذا أُتِيَ بالقَتِيلِ قَدْ وُجِدَ بَيْنَ القَرْيَتَيْنِ حُمِلَ على أَصْقَبِ القَريَتَيْنِ إِليه أَي أَقْربِهِما ويروى بالسين وأَنشد لابن الرُّقَيَّاتِكُوفِيَّةٌ نازِحٌ مَحِلَّتُها ... لا أَمَمٌ دارُها ولا صَقَبُ
قال مَعْنَى الحَديثِ أَنَّ الجارَ أَحَقُّ بالشُّفْعَة من الذي لَيْسَ بجار وداري مِن دارِه بسَقَبٍ وصَقَبٍ وزَمَمٍ وأَمَمٍ وصَدَدٍ أَي قَريبٌ ويقال هو جاري مُصَاقِبي ومُطانبي ومُؤَاصِري [ ص 526 ] أَي صَقْبُ دارِه ( 1 )
( 1 قوله « صقب داره » أي عمود بيته بحذاء عمود بيتي وإصاره أي الحبل القصير يشد به أسفل الخباء إلى الوتد بحذاء حبل بيتي القصير أو الوتد بحذاء وتد بيتي وطنبه أي حبل بيته الطويل بحذاء حبل بيتي الطويل هذا هو المناسب ولا يغتر بما للشارح ) وإِصارهُ وطُنُبُه بحذاء صَقْب بيتي وإِصاري وقيل أَصْقَبَك الصَّيْدُ فارْمِه أَي دَنا مِنْكَ وأَمْكَنَكَ رَمْيُه وتقول أَصْقَبَه فَصَقِب أَي قَرَّبَهُ فَقَرُب وصاقَبْناهُم مُصاقَبَةً وصِقاباً قارَبْناهُمْ ولَقِيتُه مُصاقَبَةً وصِقاباً وصِفاحاً مِثلَ الصِّراح أَي مُواجَهَة والصَّقْب الجَمْعُ وصقَبَ قفَاهُ ضَربَه بِصَقْبِه والصَّقْب الضَّرْبُ على كل شيء مُصْمَتٍ يابِس وصَقَبَ الطائرُ صَوَّتَ عن كُراع والصَّاقِبُ جَبَل معروف زاد ابن بَري في بلاد بني عامر قال رُمِيَتْ بأَثْقَلَ مِن جِبالِ الصَّاقِبِ والسين ( 2 )
( 2 قوله « والسين إلخ » سقط قبله من النسخ التي بأيدينا بعد قوله من جبال الصاقب ما صرح به شارح القاموس نقلاً عن اللسان ما نصه وقال غيره
على السيد الصعب لو أَنه ... يقوم على ذروة الصاقب )
في كل ذلك لغة
صقعب
الصَّقْعَب الطَّويلُ مِن الرّجالِ بالصادِ والسينِ وهو في الصحاح الطَّويلُ مُطْلَقاً مِن غير تَقْييدٍ
صقلب
بعير صِقْلابٌ شَديدُ الأَكْل ابن الأَعرابي الصِّقْلابُ الرجلُ الأَبْيَضُ وقال أَبو عمرو هو الأَحْمَرُ وأَنشد لجندل بَيْنَ مَقَذَّى رأْسِه الصِّقْلاب قال أَبو منصور الصقالِبَةُ جِيلٌ حُمْرُ الأَلوان صُهْبُ الشُّعُور يُتاخِمُون الخَزَر وبَعْضَ جِبالِ الرُّوم وقيل للرَّجُلِ الأَحمرِ صِقْلابٌ تَشْبِيهاً بهم
صلب
الصُّلْبُ والصُّلَّبُ عَظْمٌ من لَدُنِ الكاهِل إِلى العَجْب والجمع أَصْلُب وأَصْلاب وصِلَبَةٌ أَنشد ثعلبأَما تَرَيْني اليَوْمَ شَيْخاً أَشْيَبَا ... إِذا نَهَضْتُ أَتَشَكَّى الأَصْلُبا
جَمَعَ لأَنه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِن صُلْبه صُلْباً كقول جرير
قال العَواذِلُ ما لِجَهْلِكَ بَعْدَما ... شابَ المَفارِقُ واكْتَسَيْنَ قَتِيرا
وقال حُمَيْدٌ
وانْتَسَفَ الحالِبَ من أَنْدابِه ... أَغْباطُنا المَيْسُ عَلى أَصْلابِه
كأَنه جعل كلَّ جُزْءٍ من صُلْبِه صُلْباً وحكى اللحياني عنِ العرب هؤلاء أَبناءِ صِلَبَتِهِمْ والصُّلْب من الظَّهْر وكُلُّ شيء من الظَّهْر فيه فَقَارٌ فذلك الصُّلْب والصَّلَبُ بالتحريك لغة فيه قال العَجاج يصف امرأَة رَيَّا العظامِ فَخْمَة المُخَدَّمِ في صَلَبٍ مثْلِ العِنانِ المُؤْدَم إِلى سَواءٍ قَطَنٍ مُؤَكَّمِ وفي حديث سعيد بن جبير في الصُّلْب الديةُ قال القُتَيْبِيُّ فيه قولان أَحدُهما أَنَّه إِنْ كُسِرَ الصُّلْبُ فحَدِبَ الرَّجُلُ ففيه الديةُ والآخَرُ إِنْ أُصِيبَ صُلْبه بشيءٍ ذَهَبَ به [ ص 527 ] الجِماعُ فلم يَقْدِرْ عَلَيهِ فَسُمِّيَ الجِماعُ صُلْباً لأَنَّ المَنِيَّ يَخْرُجُ منهُ وقولُ العَباسِ بنِ عَبدِالمُطَّلِبِ يَمدَحُ النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم
تُنْقَلُ مِنْ صَالَبٍ إِلى رَحِم ... إِذا مَضَى عالَمٌ بَدا طَبَق
قيل أَراد بالصَّالَب الصُّلْب وهو قليل الاستعمال ويقال للظَّهْر صُلْب وصَلَب وصالَبٌ وأَنشد
كأَنَّ حُمَّى بكَ مَغْرِيَّةٌ ... بَيْنَ الحَيازيم إِلى الصَّالَبِ
وفي الحديث إِنَّ اللّه خَلَقَ للجَنَّةِ أَهْلاً خَلَقَها لَهُم وهُمْ في أَصلاب آبائِهِم الأَصْلابُ جَمْعُ صُلْب وهو الظهر والصَّلابَةُ ضدُّ اللِّين صَلُبَ الشيءُ صَلابَةً فهو صَلِيبٌ وصُلْب وصُلَّب وصلب ( 1 )
( 1 قوله « وصلب » هو كسكر ولينظر ضبط ما بعده هل هو بفتحتين لكن الجوهري خصه بما صلب من الأرض أو بضمتين الثانية للاتباع إلا أن المصباح خصه بكل ظهر له فقار أو بفتح فكسر ويمكن أن يرشحه ما حكاه ابن القطاع والصاغاني عن ابن الأعرابي من كسر عين فعله ) أَي شديد ورجل صُلَّبٌ مثل القُلَّبِ والحُوَّل ورجل صُلْبٌ وصَلِيبٌ ذو صلابة وقد صَلُب وأَرض صُلْبَة والجمع صِلَبَة
ويقال تَصَلَّبَ فلان أَي تَشَدَّدَ وقولهم في الراعي صُلْبُ العَصا وصَلِيبُ العَصا إِنما يَرَوْنَ أَنه يَعْنُفُ بالإِبل قال الراعي
صَلِيبُ العَصا بادِي العُروقِ تَرَى له ... عَلَيْها إِذا ما أَجْدَبَ النَّاسُ إِصْبَعا
وأَنشد
رَأَيْتُكِ لا تُغْنِينَ عنِّي بِقُرَّةٍ ... إِذا اخْتَلَفَتْ فيَّ الهَراوَى الدَّمامِكُ
فأَشْهَدُ لا آتِيكِ ما دامَ تَنْضُبٌ ... بأَرْضِكِ أَو صُلْبُ العَصا من رجالِكِ
أَصْلُ هذا أَن رَجُلاً واعَدَتْه امْرَأَةٌ فعثَرَ عَليها أَهْلُها فضربوه بعِصِيِّ التَّنْضُب وكان شَجَرُ أَرضها إِنما كان التنضبَ فضربوه بِعِصِيِّها وصَلَّبَه جعله صُلْباً وشدَّه وقوَّاه قال الأَعشى
مِن سَراةِ الهِجانِ صَلَّبَها العُضُّ ... وَرَعْيُ الحِمى وطُولُ الحِيالِ
أَي شدّها وسَراةُ المال خِياره الواحد سَرِيّ يقال بعيرٌ سَرِيّ وناقة سَرِيَّة والهِجانُ الخِيارُ من كل شيءٍ يُقال ناقة هِجانٌ وجَمَل هِجانٌ ونوقٌ هِجان قال أَبو زيد الناقَةُ الهِجانُ هي الأَدْماءُ وهي البَيْضاءُ الخالِصَةُ اللَّوْنِ والعُضُّ عَلَفُ الأَمْصار مثل القَتِّ والنَّوَى وقوله رَعْي الحِمى يُريدُ حِمى ضَرِيَّة وهو مرعى إِبل الملوك وحِمَى الرَّبَذَةِ دُونَه والحِيال مَصْدَرُ حالت الناقة إِذا لم تَحْمِلْ وفي حديث العباس إِنَّ المُغالِبَ صُلْبَ اللّهِ مَغْلُوب أَي قُوَّةَ اللّهِ ومكان صُلْب وصَلَبٌ غَليظٌ حَجِرٌ والجمع صِلَبَةٌ والصُّلْبُ من الأَرض المَكانُ الغَلِيظُ المُنْقاد والجمع صِلَبَةٌ مثل قُلْب وقِلَبَة والصَّلَب أَيضاً ما صَلُبَ من الأَرض شمر الصَّلَب نَحْوٌ من الحَزيزِ الغَلِيظِ المُنْقادِ وقال [ ص 528 ] غيره الصَّلَب من الأَرض أَسْناد الآكام والرَّوابي وجمعه أَصْلاب قال رؤبة نغشى قَرًى عارِيةً أَقْراؤُه تَحْبُو إِلى أَصْلابِه أَمْعاؤُه الأَصمعي الأَصْلابُ هي من الأَرض الصَّلَب الشديدُ المُنْقادُ والأَمْعاءُ مَسايِلُ صِغار وقوله تَحْبُو أَي تَدْنو وقال ابن الأَعرابي الأَصْلاب ما صَلُب من الأَرض وارْتَفَعَ وأَمْعاؤُه ما لانَ منه وانْخَفَضَ والصُّلْب موضع بالصَّمَّان أَرْضُهُ حجارةٌ من ذلك غَلَبَتْ عليه الصِّفَةُ وبين ظَهراني الصُّلْب وقِفافِه رياضٌ وقِيعانٌ عَذْبَةُ المَنابِتِ ( 1 )
( 1 قوله « عذبة المنابت » كذا بالنسخ أيضاً والذي في المعجم لياقوت عذبة المناقب أي الطرق فمياه الطرق عذبة ) كَثِيرةُ العُشْبِ وربما قالوا الصُّلْبانِ أَنشد ابن الأَعرابي سُقْنا به الصُّلْبَيْنِ فالصَّمَّانا فإِما أَن يَكُونَ أَراد الصُّلْب فَثَنَّى للضرورة كما قالوا رامَتانِ وإِنما هي رامة واحدة وإِما أَن يكون أَراد مَوْضِعَيْن يَغْلِبُ عليهما هذه الصِّفَةُ فَيُسَمَّيانِ بها وصَوْتٌ صَلِيبٌ وجَرْيٌ صَلِيب على المثل وصَلُبَ على المالِ صَلابة شَحَّ به أَنشد ابن الأَعرابي
فَإِن كُنْتَ ذا لُبٍّ يَزِدْكَ صَلابَةً ... على المالِ مَنْزورُ العَطاءِ مُثَرِّبُ
الليث الصُّلْبُ من الجَرْي ومن الصَّهِيلِ الشَّديدُ وأَنشد ذو مَيْعَة إِذا ترامى صُلْبُه والصُّلَّبُ والصُّلَّبِيُّ والصُّلَّبَة والصُّلَّبِيَّة حجارة المِسَنِّ قال امْرُؤُ القَيْس كحَدِّ السِّنان الصُّلَّبِيِّ النَّحِيض أَراد بالسنان المِسَنَّ ويقال الصُّلَّبِيُّ الذي جُليَ وشُحِذ بحجارة الصُّلَّبِ وهي حجارة تتخذ منها المِسانُّ قال الشماخ
وكأَنَّ شَفْرَةَ خَطْمِه وجَنِينِه ... لمَّا تَشَرَّفَ صُلَّبٌ مَفْلُوق
والصُّلُّبُ الشديد من الحجارة أَشَدُّها صَلابَةً ورُمْحٌ مُصَلَّبٌ مَشْحوذ بالصَّلَّبيّ وتقول سِنانٌ صُلُّبِيٌّ وصُلَّبٌ أَيضاً أَي مَسْنُون
والصَّلِيب الودك وفي الصحاح ودكُ العِظامِ قال أَبو خراش الهذلي يذكر عُقاباً شَبَّه فَرسَهُ بها
كأَني إِذْ غَدَوْا ضَمَّنْتُ بَزِّي ... من العِقْبانِ خائِتَةً طَلُوبا
جَرِيمَةَ ناهِضٍ في رأْسِ نِيقٍ ... تَرى لِعِظامِ ما جَمَعَتْ صَلِيبا
أَي ودَكاً أَي كأَني إِذْ غَدَوْا للحرب ضَمَّنْتُ بَزِّي أَي سلاحي عُقاباً خائِتَةً أَي مُنْقَضَّةً يقال خاتَتْ إِذا انْقَضَّتْ وجَرِيمَة بمعنى كاسِبَة يقال هو جَرِيمَةُ أَهْلِه أَي كاسِبُهُم والناهِضُ فَرْخُها وانتصاب قوله طَلُوبا على النَّعْتِ لخائتَة والنِّيقُ أَرْفَعُ مَوْضِعٍ في الجَبَل وصَلَبَ العِظامَ يَصْلُبُها صَلْباً واصْطَلَبَها جَمَعَها وطَبَخَها واسْتَخْرَجَ وَدَكَها لِيُؤْتَدَم [ ص 529 ] به وهو الاصْطِلابُ وكذلك إِذا شَوَى اللَّحْمَ فأَسالَه قال الكُمَيْتُ الأَسَدِيّ
واحْتَلَّ بَرْكُ الشِّتاءِ مَنْزِلَه ... وباتَ شَيْخُ العِيالِ يَصْطَلِبُ
احْتَلَّ بمعنى حَلَّ والبَرْكُ الصَّدْرُ واسْتَعارَهُ للشِّتاءِ أَي حَلَّ صَدْرُ الشِّتاء ومُعْظَمُه في منزله يصف شِدَّةَ الزمان وجَدْبَه لأَن غالِبَ الجَدْبِ إِنما يكون في زَمَن الشِّتاءِ وفي الحديث أَنه لمَّا قَدِمَ مَكَّةَ أَتاه أَصحابُ الصُّلُب قيل هم الذين يَجْمَعُون العِظام إِذا أُخِذَت عنها لُحومُها فيَطْبُخونها بالماءِ فإِذا خرج الدَّسَمُ منها جمعوه وائْتَدَمُوا به يقال اصْطَلَبَ فلانٌ العِظام إِذا فَعَل بها ذلك والصُّلُبُ جمع صَليب والصَّلِيبُ الوَدَكُ والصَّلِيبُ والصَّلَبُ الصديد الذي يَسيلُ من الميت والصَّلْبُ مصدر صَلَبَه يَصْلُبه صَلْباً وأَصله من الصَّلِيب وهو الوَدَكُ وفي حديث عليّ أَنه اسْتُفْتِيَ في استعمال صَلِيبِ المَوْتَى في الدِّلاءِ والسُّفُن فَأَبى عليهم وبه سُمِّي المَصْلُوب لما يَسِيلُ من وَدَكه والصَّلْبُ هذه القِتْلة المعروفة مشتق من ذلك لأَن وَدَكه وصديده يَسِيل وقد صَلَبه يَصْلِبُه صَلْباً وصَلَّبه شُدِّدَ للتكثير وفي التنزيل العزيز وما قَتَلُوه وما صَلَبُوه وفيه ولأُصَلِّبَنَّكم في جُذُوعِ النَّخْلِ أَي على جُذُوعِ النخل والصَّلِيبُ المَصْلُوبُ والصَّليب الذي يتخذه النصارى على ذلك الشَّكْل وقال الليث الصَّلِيبُ ما يتخذه النصارى قِبْلَةً والجَمْعُ صُلْبان وصُلُبٌ قال جَريرٌ
لقد وَلَدَ الأُخَيْطِلَ أُمُّ سَوْءٍ ... على بابِ اسْتِها صُلُبٌ وشامُ
وصَلَّب الراهبُ اتَّخَذ في بِيعَته صَليباً قال الأَعشى
وما أَيْبُلِيٌّ على هَيْكَلٍ ... بَناهُ وصَلَّبَ فيه وصارا
صارَ صَوَّرَ عن أَبي عليّ الفارسي وثوب مُصَلَّبٌ فيه نَقْشٌ كالصَّلِيبِ وفي حديث عائشة أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان إِذا رَأَى التَّصْلِيبَ في ثَوْب قَضَبه أَي قَطَع مَوْضِعَ التَّصْلِيبِ منه وفي الحديث نَهَى عن الصلاة في الثوب المُصَلَّبِ هو الذي فيه نَقشٌ أَمْثال الصُّلْبان وفي حديث عائشة أَيضاً فَناوَلْتُها عِطافاً فرَأَتْ فيه تَصْلِيباً فقالت نَحِّيه عَني وفي حديث أُم سلمة أَنها كانت تَكرَه الثيابَ المُصَلَّبةَ وفي حديث جرير رأَيتُ على الحسنِ ثوباً مُصَلَّباً والصَّلِيبانِ الخَشَبَتانِ اللَّتانِ تُعَرَّضانِ على الدَّلْوِ كالعَرْقُوَتَيْنِ وقد صَلَبَ الدلْو وصَلَّبَها وفي مَقْتَلِ عمر خَرَج ابنُه عُبيدُاللّه فَضَرَب جُفَيْنَةَ الأَعْجَمِيَّ فَصَلَّب بين عَيْنَيْه أَي ضربه على عُرْضِهِ حتى صارت الضَّرْبة كالصَّلِيب وفي بعض الحديث صَلَّيْتُ إِلى جَنْبِ عمر رضي اللّه عنه فَوضَعْتُ يَدِي على خاصِرتي فلما صَلَّى قال هذا الصَّلْبُ في الصلاة كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يَنْهَى عنه أَي إِنه يُشْبِه الصَّلْبَ لأَنَّ الرجل إِذا صُلِبَ مُدَّ يَدُه وباعُهُ على الجِذْعِ [ ص 530 ] وهيئةُ الصَّلْب في الصلاة أَن يَضَعَ يديه على خاصِرتيه ويُجافيَ بين عَضُدَيْه في القيام والصَّلِيبُ ضَرْبٌ من سِماتِ الإِبل قال أَبو علي في التَّذْكَرةِ الصَّليبُ قد يكون كبيراً وصغيراً ويكون في الخَدَّين والعُنُق والفخذين وقيل الصَّلِيبُ مِيسَمٌ في الصُّدْغِ وقيل في العُنقِ خَطَّانِ أَحدهما على الآخر وبعير مُصَلَّبٌ ومَصْلُوب سِمَتُه الصَّليب وناقة مَصْلُوبة كذلك أَنشد ثعلب
سَيَكْفِي عَقِيلاً رِجْلُ ظَبْيٍ وعُلْبةٌ ... تَمَطَّت به مَصْلُوبةٌ لم تُحارِدِ
وإِبلٌ مُصَلَّبة أَبو عمرو أَصْلَبَتِ الناقةُ إِصْلاباً إِذا قامت ومَدَّتْ عنقها نحوَ السماءِ لتَدِرَّ لولدها جَهْدَها إِذا رَضَعَها وربما صَرَمَها ذلك أَي قَطَع لبَنَها والتَّصْلِيبُ ضَربٌ من الخِمْرةِ للمرأَة ويكره للرجل أَن يُصَلِّي في تَصْلِيبِ العِمامة حتى يَجْعَله كَوْراً بعضَه فوق بعض يقال خِمار مُصَلَّبٌ وقد صَلَّبَتِ المرأَة خمارَها وهي لِبْسةٌ معروفة عند النساءِ وصَلَّبَتِ التَّمْرَةُ بَلَغَت اليُبْسَ وقال أَبو حنيفة قال شيخ من العرب أَطْيَبُ مُضْغةٍ أَكَلَها الناسُ صَيْحانِيَّةٌ مُصَلِّبةٌ هكذا حكاه مُصَلِّبةٌ بالهاءِ ويقال صَلَّبَ الرُّطَبُ إِذا بَلَغَ اليَبِيسَ فهو مُصَلِّب بكسر اللام فإِذا صُبَّ عليه الدِّبْسُ لِيَلِينَ فهو مُصَقِّر أَبو عمرو إِذا بَلَغ الرُّطَبُ اليُبْسَ فذلك التَّصْلِيب وقد صَلَّبَ وأَنشد المازني في صفة التمر
مُصَلِّبة من أَوْتَكى القاعِ كلما ... زَهَتْها النُّعامى خِلْتَ من لَبَنٍ صَخْرا
أَوْتَكَى تَمر الشِّهْريزِ ولَبَنٌ اسم جبل بعَيْنِه شمر يقال صَلَبَتْه الشَّمسُ تَصْلِبُه وتَصلُبُه صَلْباً إِذا أَحْرَقته فهو مَصْلُوب مُحْرَق وقال أَبو ذؤَيب
مُسْتَوْقِدٌ في حَصاهُ الشمسُ تَصْلِبُه ... كأَنه عَجَمٌ بالبِيدِ مَرْضُوخُ
وفي حديث أَبي عبيدة تَمْرُ ذَخِيرةَ مُصَلِّبةٌ أَي صُلْبة وتمر المدينة صُلْبٌ ويقال تَمْرٌ مُصَلِّب بكسر اللام أَي يابس شديد والصالِبُ من الحُمَّى الحارَّةُ غير النافض تذكَّر وتؤَنث ويقال أَخَذَتْه الحُمَّى بصالِبٍ وأَخذته حُمَّى صالِبٌ والأَول أَفصح ولا يكادون يُضِيفون وقد صَلَبَتْ عليه بالفتح تَصْلِبُ بالكسر أَي دامت واشتدت فهو مَصْلوب عليه وإِذا كانت الحُمَّى صالِباً قيل صَلَبَتْ عليه قال ابن بُزُرْجَ العرب تجعل الصالِبَ من الصُّداعِ وأَنشد يَرُوعُكَ حُمَّى من مُلالٍ وصالِبِ وقال غيره الصالِبُ التي معها حرٌّ شديد وليس معها برد وأَخذه صالِبٌ أَي رِعْدة أَنشد ثعلب
عُقاراً غَذاها البحرُ من خَمْرِ عانةٍ ... لها سَوْرَةٌ في رأْسِه ذاتُ صالِبِ
والصُّلْبُ القُوَّة والصُّلْبُ الحَسَبُ قال [ ص 531 ] عَدِيّ بن زيد
اجْلَ أَنَّ اللّهَ قد فَضَّلَكُمْ ... فَوقَ ما أَحْكَى بصُلْبٍ وإِزارْ
فِسِّر بهما جميعاً والإِزار العَفاف ويروى فوقَ من أَحْكأَ صُلْباً بإِزارْ أَي شَدَّ صُلْباً يعني الظَّهْرَ بإِزار يعني الذي يُؤْتَزَر به والعرب تُسَمِّي الأَنْجُمَ الأَربعة التي خَلْفَ النَّسرِ الواقِعِ صَلِيباً ورأَيت حاشية في بعض النسخ بخط الشيخ ابن الصلاح المحدِّث ما صورته الصواب في هذه الأَنجمِ الأَربعة أَن يُقال خَلْف النَّسرِ الطائِرِ لأَنها خَلْفَه لا خَلْفَ الواقع قال وهذا مما وَهِمَ فيه الجوهريُّ الليثُ والصَّوْلَبُ والصَّوْليبُ هو البَذْرُ الذي يُنْثَر على الأَرض ثم يُكْرَبُ عليه قال الأَزهري وما أُراه عربيّاً والصُّلْبُ اسمُ أَرض قال ذو الرمة
كأَنه كلَّما ارْفَضَّتْ حَزيقَتُها ... بالصُّلْبِ مِن نَهْسِه أَكْفالَها كَلِبُ
والصُّلَيبُ اسمُ موضع قال سَلامة بن جَنْدَلٍ
لِمَنْ طَلَلٌ مثلُ الكتابِ المُنَمَّقِ ... عَفا عَهْدُه بين الصُّلَيْبِ ومُطْرِقِ
صلهب
الصَّلْهَبُ من الرجال الطويلُ وكذلك السَّلْهَبُ وهو أَيضاً البيتُ الكبير قال الشاعروشادَ عَمْرٌو لكَ بَيْتاً صَلْهَبا ... واسِعةً أَظْلالُه مُقَبَّبا
والصَّلْهَبُ والصَّلَهْبَى من الإِبل الشديد والياءُ للإِلحاق وكذلك الصَّلَخْدَى والأُنثى صَلْهَبَةٌ وصَلَهْباة أَبو عمرو الصَّلاهِبُ من الإِبل الشدادُ وحَجَر صَلْهَبٌ وصُلاهِبٌ شَديد صُلْبٌ والمُصْلَهِبُّ الطويلُ
صنب
الصِّنابُ صِباغٌ يُتَّخذُ من الخَرْدَلِ والزبيب ومنه قيل للبِرذَوْنِ صِنابيٌّ شُبِّهَ لَونُه بذلك قال جريرتُكَلِّفُني مَعِيشةَ آلِ زيدٍ ... ومن لي بالصَّلائقِ والصِّنابِ
والمِصْنَبُ المُولَعُ بأَكلِ الصِّناب وهو الخَرْدَلُ بالزبيب وفي الحديث أَتاه أَعرابي بأَرْنَب قد شَواها وجاءَ معها بصِنابها أَي بصِباغِها وهو الخَرْدَل المعمول بالزبيب وهو صِباغٌ يُؤْتَدَمُ به وفي حديث عمر لو شئتُ لَدَعَوْتُ بصِلاءٍ وصِنابٍ والصِّنابيُّ من الإِبل والدواب الذي لونه من الحُمْرة والصُّفْرة مع كثرة الشَّعَر والوبر وقيل الصِّنابيّ هو الكُمَيْتُ أَو الأَشْقَرُ إِذا خالط شُقْرَتَه شَعْرةٌ بيضاء يُنسب إِلى الصِّنابِ واللّه أَعلم
صنخب
ابن الأَعرابي الصِّنْخابُ الجمل الضَّخْمُ
صهب
الصُّهْبةُ الشُّقْرة في شعر الرأْس وهي الصُّهُوبةُ الأَزهري الصَّهَبُ والصُّهْبة لونُ حُمْرةٍ في شعر الرأْس واللحية إِذا كان في الظاهر حُمْرةٌ وفي الباطن اسودادٌ وكذلك في لون الإِبل بعيرٌ أَصْهَبُ وصُهابيٌّ وناقة صَهْباء وصُهابِيَّةٌ قال طَرَفةصُهابِيَّةُ العُثْنُونِ مُؤْجَدَةُ القَرَا ... بَعيدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَدِ
[ ص 532 ] الأَصمعي الأَصْهَبُ قريبٌ من الأَصْبَح والصَّهَبُ والصُّهْبَة أَن يَعْلُوَ الشعرَ حُمْرَةٌ وأُصُولُه سُودٌ فإِذا دُهِنَ خُيِّل إِليك أَنه أَسود وقيل هو أَن يَحْمَرَّ الشعر كُلُّهُ صَهِبَ صَهَباً واصْهَبَّ واصْهابَّ وهو أَصْهَبُ وقيل الأَصْهَبُ من الشَّعر الذي يُخالط بياضَه حمرةٌ وفي حديث اللِّعانِ إِن جاءَت به أَصْهَبَ فهو لفلان هو الذي يَعْلُو لونَه صُهْبَةٌ وهي كالشُّقْرة قاله الخطابي والمعروف أَن الصُّهْبة مختصة بالشعر وهي حُمْرَة يعلوها سواد والأَصْهَبُ من الإِبل الذي ليس بشديد البياض وقال ابن الأَعرابي العرب تقول قُريشُ ( 1 )
( 1 قوله « قريش الإبل إلخ » بإضافة قريش للإبل كما ضبطه في المحكم ولا يخفى وجهه ) الإِبل صُهْبُها وأُدْمُها يذهبون في ذلك إِلى تشريفها على سائر الإِبل وقد أَوضحوا ذلك بقولهم خيرُ الإِبل صُهْبُها وحُمْرُها فجعلوها خير الإِبل كما أَن قريشاً خيرُ الناس عندهم وقيل الأَصْهَبُ من الإِبل الذي يخالط بياضَه حُمْرةٌ وهو أَن يَحْمَرَّ أَعلى الوَبَر وتَبْيَضَّ أَجْوافُه وفي التهذيب وليستْ أَجوافُه بالشديدةِ البياضِ وأَقْرابُه ودُفُوفه فيها تَوضِيحٌ أَي بَياض قال والأَصْهَبُ أَقلُّ بياضاً من الآدَم في أَعاليه كُدْرة وفي أَسافله بياضٌ ابن الأَعرابي الأَصْهَبُ من الإِبل الأَبيضُ الأَصمعي الآدَمُ من الإِبل الأَبيضُ فإِن خالطته حُمْرة فهو أَصْهَبُ قال ابن الأَعرابي قال حُنَيْفُ الحَناتِم وكان آبَلَ الناس الرَّمْكَاءُ بُهْيَا والحَمْراءُ صُبْرَى والخَوَّارَةُ غُزْرَى والصَّهْبَاءُ سُرْعَى قال والصُّهْبَةُ أَشْهَرُ الأَلوان وأَحسنُها حين تَنْظُر إِليها ورأَيتُ في حاشيةٍ البُهْيا تأْنيث البَهِيَّةِ وهي الرائعة وجَمَلٌ صُهابيٌّ أَي أَصْهَبُ اللون ويقال هو منسوب إِلى صُهابٍ اسم فَحل أَو موضع التهذيب وإِبل صُهابِيَّةٌ منسوبة إِلى فحل اسمه صُهابٌ قال وإِذا لم يُضِيفُوا الصُّهابِيَّة فهي من أَولاد صُهابٍ قال ذو الرمة
صُهابِيَّةٌ غُلْبُ الرِّقابِ كأَنَّما ... يُناطُ بأَلْحِيها فَراعِلَةٌ غُثْرُ
قيل نُسبت إِلى فَحْل في شِقِّ اليمن وفي الحديث كان يَرْمي الجِمارَ على ناقةٍ له صَهْباء ويقال للأَعداء صُهْبُ السِّبالِ وسُود الأَكباد وإِن لم يكونوا صُهْبَ السِّبال فكذلك يقال لهم قال
جاؤوا يَجُرُّونَ الحَديدَ جَرَّا ... صُهْبَ السِّبالِ يَبْتَغُونَ الشَّرَّا
وإِنما يريد أَنَّ عداوتهم لنا كعداوة الروم والرومُ صُهْبُ السِّبال والشعور وإِلاّ فهم عَرَبٌ وأَلوانهم الأُدْمَةُ والسُّمْرةُ والسَّوادُ وقال ابنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ
فَظِلالُ السُّيوفِ شَيَّبْنَ رأْسِي ... واعْتِناقي في القَوْمِ صُهْبَ السِّبالِ
ويقال أَصله للروم لأَن الصُّهُوبةَ فيهم وهم أَعداءُ العرب الأَزهري ويقال للجَراد صُهابِيَّةٌ وأَنشد صُهابِيَّةٌ زُرْقٌ بعيدٌ مَسيرُها والصَّهْباءُ الخَمْر سميت بذلك للونها قيل هي التي عُصِرَت من عنب أَبيضَ وقيل هي التي [ ص 532 ] تكون منه ومن غيره وذلك إِذا ضَرَبَتْ إِلى البَياض قال أَبو حنيفة الصَّهْباءُ اسم لها كالعَلَم وقد جاءَ بغير أَلف ولام لأَنها في الأَصل صفة قال الأَعشى
وصَهْباءَ طافَ يَهودِيها ... وأَبْرَزَها وعليها خَتَمْ
ويقال للظَّلِيم أَصْهَبُ البَلَدِ أَي جِلْدُه والموتُ الصُّهابيُّ الشديد كالموت الأَحمر قال الجَعْدِيُّ
فَجِئْنا إِلى المَوتِ الصُّهابيِّ بعدما ... تَجَرَّدَ عُرْيانٌ من الشَّرِّ أَحدَبُ
وأَصْهَبَ الرجلُ وُلِدَ له أَولادٌ صُهْبٌ والصُّهابيُّ كالأَصْهَب وقولُ هِمْيانَ يُطيرُ عنها الوَبَرَ الصُّهَابِجَا أَراد الصُّهَابيَّ فخفَّف وأَبدل وقول العجاج بِشَعْشَعانيٍّ صُهابيٍّ هَدِلْ إِنما عنى به المِشْفَرَ وحدَه وصفه بما توصف به الجملة وصُهْبى اسم فرسِ النَّمِر بن تَوْلَب وإِياها عَنَى بقوله
لقد غَدَوْتُ بصُهْبَى وهي مُلْهِبَةٌ ... إِلْهَابُها كضِرامِ النارِ في الشِّيحِ
قال ولا أَدري أَشْتَقَّه من الصَّهَبِ الذي هو اللون أَم ارْتَجَلَه عَلَماً والصُّهَابيُّ الوافر الذي لم يَنْقُصْ ونَعَمٌ صُهَابيٌّ لم تُؤْخَذْ صَدَقتُه بل هو بِوَفْرِه والصُّهَابيُّ من الرجال الذي لا ديوان له ورَجُلٌ صَيْهَبٌ طَويلٌ التهذيب جَمَلٌ صَيْهَبٌ وناقة صَيْهَبَة إِذا كانا شديدين شُبِّها بالصَّيْهَبِ الحِجارةِ قال هِمْيَانُ
حَتَّى إِذا ظَلْماؤُها تَكَشَّفَتْ ... عَنِّي وعَنْ صَيْهَبَةٍ قد شَدِفَتْ
أَي عن ناقةٍ صُلْبَةٍ قد تَحَنَّتْ وصَخرةٌ صَيْهَبٌ صُلْبَة والصَّيْهَبُ الحجارة قال شمر وقال بعضهم هي الأَرض المستوية قال القُطاميّ
حَدا في صَحَارَى ذي حماسٍ وعَرْعَرٍ ... لِقاحاً يُغَشِّيها رُؤُوسَ الصَّياهِب ( 1 )
( 1 « ذي حماس وعرعر » موضعان كما في ياقوت والبيت في التكملة أيضاً )
قال شمر ويقال الصَّيْهَبُ الموضع الشديد قال كثير
على لاحِبٍ يَعْلُو الصَّيَاهِبَ مَهْيَعِ ويومٌ صَيْهَبٌ وصَيْهَدٌ شَديد الحَرِّ والصَّيْهَبُ شِدَّةُ الحَرِّ عن ابن الأَعرابي وحده ولم يَحْكِهِ غيرهُ إِلا وَصْفاً وصُهابُ موضع جعلوه اسماً للبُقْعة أَنشد الأَصمعي
وأَبي الذي تَرَكَ المُلُوكَ وجَمْعَهم ... بصُهابِ هامِدةٍ كأَمْسِ الدَّابِر
وبين البَصْرة والبحرين عينٌ تُعرف بعين الأَصْهَبِ قال ذو الرمة فجمعه على الأَصْهَبِيَّات
دَعاهُنَّ من ثَأْجٍ فأَزْمَعْنَ وِرْدَه ... أَو الأَصْهَبِيَّات العُيُونُ السَّوائحُ
وفي الحديث ذِكْرُ الصَّهْباءِ وهو موضع على رَوْحةٍ من خَيْبَر [ ص 534 ] وصُهَيْبُ بنِ سِنانٍ رجل وهو الذي أَراده المشركون مع نَفَرٍ معه على ترك الإِسلام وقتلوا بعض النَّفَرِ الذين كانوا معه فقال لهم صُهَيْبٌ أَنا شيخ كبير إِنْ كنتُ عليكم لم أَضُرَّكُم وإِن كنتُ معكم لم أَنفعكم فخَلُّوني وما أَنا عليه وخُذُوا مالي فقَبلوا منه وأَتى المدينةَ فلقيه أَبو بكر الصديقُ رضي اللّه عنه فقال له رَبِحَ البيع يا صُهَيْبُ فقال له وأَنتَ رَبِحَ بيعُك يا أَبا بكر وتلا قوله تعالى ومن الناسِ من يَشْري نَفْسَه ابتغاءَ مَرْضاةِ اللّه وفي حاشيةٍ والمُصَهَّبُ صَفِيفُ الشِّواءِ والوَحْشِ المُخْتَلِطُ
صوب
الصَّوْبُ نُزولُ المَطَر صَابَ المَطَرُ صَوْباً وانْصابَ كلاهما انْصَبَّ ومَطَرٌ صَوْبٌ وصَيِّبٌ وصَيُّوبٌ وقوله تعالى أَو كَصَيِّبٍ من السماءِ قال أَبو إِسحق الصَّيِّبُ هنا المطر وهذا مَثَلٌ ضَرَبه اللّه تعالى للمنافقين كأَنّ المعنى أَو كأَصْحابِ صَيِّبٍ فَجَعَلَ دينَ الإِسلام لهم مثلاً فيما ينالُهم فيه من الخَوْفِ والشدائد وجَعَلَ ما يَسْتَضِيئُون به من البرق مثلاً لما يستضيئُون به من الإِسلام وما ينالهم من الخوف في البرق بمنزلة ما يخافونه من القتل قال والدليل على ذلك قوله تعالى يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عليهم وكُلُّ نازِلٍ من عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ فقد صابَ يَصُوبُ وأَنشدكأَنَّهمُ صابتْ عليهم سَحابَةٌ ... صَواعِقُها لطَيرهنَّ دَبيبُ ( 1 )
( 1 عجز هذا البيت غامض )
وقال الليث الصَّوْبُ المطر
وصابَ الغيثُ بمكان كذا وكذا وصابَتِ السَّماءُ الأَرضَ جادَتْها وصابَ الماءَ وصوَّبه صبَّه وأَراقَه أَنشد ثعلب في صفة ساقيتين
وحَبَشِيَّينِ إِذا تَحَلَّبا ... قالا نَعَمْ قالا نَعَمْ وصَوَّبا
والتَّصَوُّبُ حَدَبٌ في حُدُورٍ والتَّصَوُّبُ الانحدار والتَّصْويبُ خلاف التَّصْعِيدِ وصَوَّبَ رأْسَه خَفَضَه التهذيب صَوَّبتُ الإِناءَ ورأْسَ الخشبة تَصْويباً إِذا خَفَضْتُه وكُرِه تَصْويبُ الرأْسِ في الصلاة وفي الحديث من قَطَع سِدْرةً صَوَّبَ اللّه رأْسَه في النار سُئِلَ أَبو داود السِّجسْتانيّ عن هذا الحديث فقال هو مُخْتَصَر ومعناه مَنْ قَطَعَ سِدْرةً في فلاة يَسْتَظِلُّ بها ابنُ السبيل بغير حق يكون له فيها صَوَّبَ اللّه رأْسَه أَي نكَّسَه ومنه الحديث وصَوَّبَ يَده أَي خَفَضَها والإِصابةُ خلافُ الإِصْعادِ وقد أَصابَ الرجلُ قال كُثَيِّر عَزَّةَ
ويَصْدُرُ شتَّى من مُصِيبٍ ومُصْعِدٍ ... إِذا ما خَلَتْ مِمَّنْ يَحِلُّ المنازِلُ
والصَّيِّبُ السحابُ ذو الصَّوْبِ وصابَ أَي نَزَلَ قال الشاعر
فَلَسْتَ لإِنْسِيٍّ ولكن لمَْلأَكٍ ... تَنَزَّلَ من جَوِّ السماءِ يَصوبُ
قال ابن بري البيتُ لرجلٍ من عبدِالقيس يمدَحُ النُّعْمانَ وقيل هو لأَبي وجزَة يمدح عبدَاللّه بن الزُّبير وقيل هو لعَلْقَمَة بن عَبْدَة قال ابن بري وفي هذا البيتِ شاهدٌ على أَن قولَهم مَلَك حُذِفت منه وخُفِّفَت بنقل حركتِها على ما [ ص 535 ] قبلَها بدليل قولهم مَلائكة فأُعيدت الهمزة في الجمع وبقول الشاعر ولكن لمَْلأَك فأَعاد الهمزة والأَصل في الهمزة أَن تكون قبل اللام لأَنه من الأَلُوكَة وهي الرسالة فكأَنَّ أَصلَ مَلأَكٍ أَن يكون مأْلَكاً وإِنما أَخروها بعد اللام ليكون طريقاً إِلى حذفها لأَن الهمزة متى ما سكن ما قبلها جاز حذفها وإِلقاء حركتها على ما قبلها والصَّوْبُ مثل الصَّيِّبِ وتقول صابَهُ المَطَرُ أَي مُطِرَ وفي حديث الاستسقاء اللهم اسقِنا غيثاً صَيِّباً أَي مُنْهَمِراً متدفقاً وصَوَّبْتُ الفرسَ إِذا أَرسلته في الجَرْيِ قال امرؤُ القيس
فَصَوَّبْتُه كأَنه صَوْبُ غَبْيَةٍ ... على الأَمْعَزِ الضاحي إِذا سِيطَ أَحْضَرا
والصَّوابُ ضدُّ الخطإِ وصَوَّبه قال له أَصَبْتَ
وأَصابَ جاءَ بالصواب وأَصابَ أَراد الصوابَ وأَصابَ في قوله وأَصابَ القِرْطاسَ وأَصابَ في القِرْطاس وفي حديث أَبي وائل كان يُسْأَلُ عن التفسير فيقول أَصابَ اللّهُ الذي أَرادَ يعني أَرادَ اللّهُ الذي أَرادَ وأَصله من الصواب وهو ضدُّ الخطإِ يقال أَصاب فلانٌ في قوله وفِعْلِه وأَصابَ السهمُ القِرْطاسَ إِذا لم يُخْطِئْ وقولٌ صَوْبٌ وصَوابٌ قال الأَصمعي يقال أَصابَ فلانٌ الصوابَ فأَخطأَ الجواب معناه أَنه قَصَدَ قَصْدَ الصوابِ وأَراده فأَخْطَأَ مُرادَه ولم يَعْمِدِ الخطأَ ولم يُصِبْ وقولهم دَعْني وعليَّ خطَئي وصَوْبي أَي صَوابي قال أَوسُ بن غَلْفاء
أَلا قالَتْ أُمامةُ يَوْمَ غُولٍ ... تَقَطَّع بابنِ غَلْفاءَ الحِبالُ
دَعِيني إِنما خَطَئي وصَوْبي ... عليَّ وإِنَّ ما أَهْلَكْتُ مالُ
وإِنَّ ما كذا منفصلة قوله مالُ بالرفع أَي وإِنَّ الذي أَهلكتُ إِنما هو مالٌ واسْتَصْوَبَه واسْتَصابَه وأَصابَه رآه صَواباً وقال ثعلب اسْتَصَبْتُه قياسٌ والعرب تقول اسْتَصْوَبْتُ رأْيَك وأَصابه بكذا فَجَعَه به وأَصابهم الدهرُ بنفوسهم وأَموالهم جاحَهُم فيها فَفَجَعَهم ابن الأَعرابي ما كنتُ مُصاباً ولقد أُصِبْتُ وإِذا قال الرجلُ لآخر أَنتَ مُصابٌ قال أَنتَ أَصْوَبُ مِني حكاه ابن الأَعرابي وأَصابَتْهُ مُصِيبةٌ فهو مُصابٌ والصَّابةُ والمُصِيبةُ ما أَصابَك من الدهر وكذلك المُصابةُ والمَصُوبة بضم الصاد والتاء للداهية أَو للمبالغة والجمع مَصاوِبُ ومَصائِبُ الأَخيرة على غير قياس تَوَهَّموا مُفْعِلة فَعِيلة التي ليس لها في الياءِ ولا الواو أَصل التهذيب قال الزجَّاج أَجمع النحويون على أَنْ حَكَوْا مَصائِبَ في جمع مُصِيبة بالهمز وأَجمعوا أَنَّ الاختيارَ مَصاوِبُ وإِنما مَصائبُ عندهم بالهمز من الشاذ قال وهذا عندي إِنما هو بدل من الواو المكسورة كما قالوا وسادة وإِسادة قال وزعم الأَخفش أَن مَصائِبَ إِنما وقعت الهمزة فيها بدلاً من الواو لأَنها أُعِلَّتْ في مُصِيبة قال الزجّاج وهذا رديء لأَنه يلزم أَن يقال في مَقَام مَقَائِم وفي مَعُونة مَعائِن وقال أَحمدُ بن يحيى مُصِيبَة كانت في الأَصل مُصْوِبة ومثله أَقيموا الصلاة أَصله أَقْوِمُوا فأَلْقَوْا حركةَ الواو على القاف فانكسرت وقلبوا الواو ياء لكسرة القاف وقال الفراء يُجْمَعُ [ ص 536 ]
الفُواق أَفْيِقَةً والأَصل أَفْوِقةٌ وقال ابن بُزُرْجَ تركتُ الناسَ على مَصاباتِهم أَي على طَبقاتِهم ومَنازِلهم وفي الحديث من يُرِدِ اللّهُ به خيراً يُصِبْ منه أَي ابتلاه بالمصائب ليثيبه عليها وهو الأَمر المكروه ينزل بالإِنسان يقال أَصابَ الإِنسانُ من المال وغيره أَي أَخَذَ وتَنَاول وفي الحديث يُصِيبونَ ما أَصابَ الناسُ أَي يَنالون ما نالوا وفي الحديث أَنه كان يُصِيبُ من رأْس بعض نسائه وهو صائم أَراد التقبيلَ والمُصابُ الإِصابةُ قال الحرثُ بن خالد المخزومي
أَسُلَيْمَ إِنَّ مُصابَكُمْ رَجُلاً ... أَهْدَى السَّلامَ تحيَّةً ظُلْمُ
أَقْصَدْتِه وأَرادَ سِلْمَكُمُ ... إِذْ جاءَكُمْ فَلْيَنْفَعِ السِّلْمُ
قال ابن بري هذا البيت ليس للعَرْجِيِّ كما ظنه الحريري فقال في دُرَّة الغواص هو للعَرْجِيِّ وصوابه أَظُلَيْم وظُلَيم ترخيم ظُلَيْمة وظُلَيْمة تصغير ظَلُوم تصغير الترخيم ويروى أَظَلُومُ إِنَّ مُصابَكم وظُلَيْمُ هي أُمُّ عمْران زوجةُ عبدِاللّه بنُ مُطِيعٍ وكان الحرثُ يَنْسِبُ بها ولما مات زوجها تزوجها ورجلاً منصوبٌ بمُصابٍ يعني إِنَّ إِصابَتَكم رجلاً وظُلْم خبر إِنَّ وأَجمعت العرب على همز المَصائِب وأَصله الواو كأَنهم شبهوا الأَصليّ بالزائد وقولُهم للشِّدة إِذا نزلتْ صَابَتْ بقُرٍّ أَي صارت الشِّدَّة في قَرارِها وأَصابَ الشيءَ وَجَدَه وأَصابه أَيضاً أَراده وبه فُسِّر قولُه تعالى تَجْري بأَمْره رُخاءً حيثُ أَصابَ قال أَراد حيث أَراد قال الشاعر
وغَيَّرها ما غَيَّر الناسَ قَبْلَها ... فناءَتْ وحاجاتُ النُّفوسِ تُصِيبُها
أَراد تُريدها ولا يجوز أَن يكون أَصَابَ من الصَّواب الذي هو ضدّ الخطإِ لأَنه لا يكونُ مُصيباً ومُخْطِئاً في حال واحد وصَابَ السَّهْمُ نحوَ الرَّمِيَّةِ يَصُوبُ صَوْباً وصَيْبُوبةً وأَصابَ إِذا قَصَد ولم يَجُزْ وقيل صَابَ جاءَ من عَلُ وأَصابَ من الإِصابةِ وصَابَ السهمُ القِرْطاسَ صَيْباً لغة في أَصابه وإِنه لسَهْمٌ صائِبٌ أَي قاصِدٌ والعرب تقول للسائر في فَلاة يَقْطَعُ بالحَدْسِ إِذا زاغَ عن القَصْدِ أَقِمْ صَوْبَك أَي قَصْدَك وفلان مُستقيم الصَّوْبِ إِذا لم يَزِغْ عن قَصْدِه يميناً وشمالاً في مَسِيره وفي المثل مع الخَوَاطِئِ سهمٌ صائبٌ وقول أَبي ذؤَيب
إِذا نَهَضَتْ فيه تَصَعَّدَ نَفْرُها ... كعَنْزِ الفَلاةِ مُسْتَدِرٌّ صِيابُها
أَرادَ جمعَ صَائِبٍ كصاحِب وصِحابٍ وأَعَلَّ العينَ في الجمع كما أَعَلَّها في الواحد كصائم وصِيامٍ وقائم وقِيامٍ هذا إِن كان صِيابٌ من الواو ومن الصَّوابِ في الرمي وإِن كان من صَابَ السَّهمُ الهَدَفَ يَصِيبُه فالياء فيه أَصل وقوله أَنشده ابن الأَعرابي
فكيفَ تُرَجِّي العَاذِلاتُ تَجَلُّدي ... وصَبْرِي إِذا ما النَّفْسُ صِيبَ حَمِيمُها
فسره فقال صِيبَ كقولكَ قُصِدَ قال ويكون [ ص 537 ] على لغة من قال صَاب السَّهْمُ قال ولا أَدْري كيف هذا لأَن صاب السهمُ غير متعدٍّ قال وعندي أَن صِيبَ ههنا من قولهم صابتِ السماءُ الأَرْضَ أَصابَتْها بِصَوْبٍ فكأَنَّ المنيةَ كانت صابَتِ الحَمِيمَ فأَصابَتْه بصَوْبِها وسهمٌ صَيُوبٌ وصَوِيبٌ صائبٌ قال ابن جني لم نعلم في اللغة صفة على فعيل مما صحت فاؤُه ولامه وعينه واو إِلاَّ قولهم طَوِيلٌ وقَوِيم وصَوِيب قال فأَما العَوِيصُ فصفة غالبة تَجْرِي مَجْرى الاسم وهو في صُوَّابةِ قومه أَي في لُبابهم وصُوَّابةُ القوم جَماعتُهم وهو مذكور في الياءِ لأَنها يائية وواوية ورجلٌ مُصابٌ وفي عَقْل فلان صابةٌ أَي فَتْرة وضَعْفٌ وطَرَفٌ من الجُنون وفي التهذيب كأَنه مجنون ويقال للمجنون مُصابٌ والمُصابُ قَصَب السُّكَّر التهذيب الأَصمعي الصَّابُ والسُّلَعُ ضربان من الشجر مُرَّان والصَّابُ عُصارة شجر مُرٍّ وقيل هو شجر إِذا اعْتُصِرَ خَرَج منه كهيئة اللَّبَن وربما نَزَت منه نَزِيَّةٌ أَي قَطْرَةٌ فتقع في العين كأَنها شِهابُ نارٍ وربما أَضْعَفَ البصر قال أَبو ذُؤَيب الهُذَلي
إِني أَرِقْتُ فبِتُّ الليلَ مُشْتَجِراً ... كأَنَّ عَيْنِيَ فيها الصّابُ مَذْبُوحُ ( 1 )
( 1 قوله « مشتجراً » مثله في التكملة والذي في المحكم مرتفقاً ولعلهما روايتان )
ويروى
نام الخَلِيُّ وبتُّ الليلَ مُشْتَجراً والمُشْتَجِرُ الذي يضع يده تحت حَنَكِه مُذكِّراً لِشِدَّة هَمِّه وقيل الصَّابُ شجر مُرٌّ واحدته صابَةٌ وقيل هو عُصارة الصَّبِرِ قال ابن جني عَيْنُ الصَّابِ واوٌ قياساً واشتقاقاً أَما القياس فلأَنها عين والأَكثر أَن تكون واواً وأَما الاشتقاق فلأَنَّ الصَّابَ شجر إِذا أَصاب العين حَلَبها وهو أَيضاً شجر إِذا شُقَّ سالَ منه الماءُ وكلاهما في معنى صابَ يَصُوبُ إِذا انْحَدر ابن الأَعرابي المِصْوَبُ المِغْرَفَةُ وقول الهذلي
صابُوا بستَّةِ أَبياتٍ وأَربعةٍ ... حتَّى كأَن عليهم جابِياً لُبَدَا
صابُوا بهم وَقَعوا بهم والجابي الجَراد واللُّبَدُ الكثير والصُّوبةُ الجماعة من الطعام والصُّوبةُ الكُدْسةُ من الحِنْطة والتمر وغيرهما وكُلُّ مُجْتَمعٍ صُوبةٌ عن كراع قال ابن السكيت أَهلُ الفَلْجِ يُسَمُّونَ الجَرِينَ الصُّوبةَ وهو موضع التمر والصُّوبةُ الكُثْبة من تُراب أَو غيره وحكى اللحياني عن أَبي الدينار الأَعرابي دخلت على فلان فإِذا الدنانيرُ صُوبةٌ بين يديه أَي كُدْسٌ مجتمع مَهِيلةٌ ومَن رواه فإِذا الدينار ذهب بالدينار إِلى معنى الجنس لأَن الدينار الواحد لا يكون صُوبةً والصَّوْبُ لَقَبُ رجل من العرب وهو أَبو قبيلة منهم وبَنُو الصَّوْبِ قوم من بَكْر بن وائل وصَوْبةُ فرس العباسِ بن مِرْداس وصَوْبة أَيضاً فرس لبني سَدُوسٍ
صيب
الصُّيَّابُ والصُّيَّابة ( 2 )( 2 قوله الصياب والصيابة إلخ » بشد التحتية وتخفيفها على المعنيين المذكورين كما في القاموس وغيره ) أَصلُ القوم والصُّيَابةُ والصُّيَابُ الخالِصُ من كلِّ شيء أَنشد ثعلب [ ص 538 ]
إِني وَسَطْتُ مالِكاً وحَنْظَلا ... صُيَّابَها والعَدَدَ المُحَجَّلا
وقال الفرَّاء هو في صُيَّابة قومه وصُوَّابة قومه أَي في صَمِيمِ قومه والصُّيَّابة الخِيارُ من كل شيءٍ قال ذو الرمة
ومُسْتَشْحِجاتٍ للفِراقِ كأَنها ... مَثاكِيلُ من صُيَّابة النُّوبِ نُوَّح
المُسْتَشْحِجات الغِرْبانُ شَبَّهَها بالنُّوبة في سَوادها وفلان من صُيَّابةِ قومه وصُوَّابةِ قومه أَي من مُصاصِهم وأَخْلَصِهم
نَسَباً وفي الحديث يُولَدُ في صُيَّابة قومه يُريدُ النبي صلى اللّه عليه وسلم أَي صَمِيمِهم وخالِصِهم وخِيارِهم يقال صُوَّابةُ القوم وصُيَّابتهم بالضم والتشديد ( 1 )
( 1 قوله « بالضم والتشديد » ثبت التخفيف أيضاً في القاموس وغيره ) فيهما وصُيَّابةُ القوم جماعتهم عن كراع وقوم صُيَّابٌ أَي خيار قال جندل بن عُبَيْدِ بن حُصَيْنٍ ويقال هو لأَبيه عُبَيْدٍ الراعي يَهْجُو ابنَ الرِّقاعِ
جُنادِفٌ لاحِقٌ بالرأْسِ مَنْكِبُه ... كأَنه كَوْدَنٌ يُوشَى بكُلاَّبِ
من مَعْشَرٍ كُحِلَتْ باللُّؤْمِ أَعينُهم ... قُفْدِ الأَكُفِّ لِئامٍ غيرِ صُيَّابِ
جُنَادِفٌ أَي قصير أَراد أَنه أَوْقَصُ والكَوْدَنُ البِرْذَون ويُوشَى يُسْتَحَثُّ ويُسْتَخْرَجُ ما عنده من الجَرْي والأَقْفَدُ الكفّ المائِلُها والصُّيَّابةُ السَّيِّدُ وصَاب السهمُ يَصِيبُ كيَصُوب أَصابَ وسهم صَيُوبٌ والجمع صُيُبٌ قال الكميت أَسْهُمُها الصَّائِداتُ والصُّيُبْ واللّه تعالى أَعلم
ضأب
( 2 )( 2 ضأب استخفى وضأب قتل عدواً اه التهذيب ) الضَّيْأَبُ الذي يَقْتَحِمُ في الأُمور عن كُراع وهو الضَّيْأَزُ وفي بعض نسخ الصحاح الضَّيْأَنُ وجَمَلٌ ضُؤْبان سمين شديد قال زِيادٌ المِلْقَطِيُّ
على كلِّ ضُؤْبانٍ كأَنَّ صَرِيفَه ... بِنابَيْهِ صَوْتُ الأَخْطَبِ المُتَغَرِّدِ ( 3 )
( 3 قوله « المتغرد » الذي في التهذيب المترنم )
وقول الشاعر
لما رأَيتُ الهَمَّ قد أَجْفاني قَرَّبْتُ للرَّحْلِ وللظِّعانِ كُلَّ نِيافِيِّ القَرَى ضُؤْبانِ أَنشده أَبو زيد ضُؤْبان بالهمز والضاد
ضبب
الضَّبُّ دُوَيْبَّة من الحشرات معروف وهو يشبه الوَرَلَ والجمع أَضُبٌّ مثل كَفٍّ وأَكُفٍّ وضِبابٌ وضُبَّانٌ الأَخيرة عن اللحياني قال وذلك إِذا كَثُرَتْ جِدّاً قال ابن سيده ولا أَدري ما هذا الفرق لأَنَّ فِعَالاً وفُعْلاناً سواء في أَنهما بناءَان من أَبنية الكثرة والأُنثى ضَبَّة وأَرض مَضَبَّةٌ وضَبِبَةٌ كثيرةُ الضِّباب التهذيب أَرضٌ ضَبِبَةٌ أَحدُ ما جاءَ على أَصله قال أَبو منصور الوَرَلُ سَبْطُ الخَلْق طويلُ [ ص 539 ] الذَّنَب كأَنَّ ذَنبه ذنبُ حَيَّة ورُبَّ وَرَلٍ يُرْبي طُولُه على ذراعين وذَنَبُ الضَّبِّ ذو عُقَد وأَطولُه يكون قَدْرَ شِبْر والعرب تَسْتَخْبِثُ الوَرَلَ وتستقذره ولا تأْكله وأَما الضَّبُّ فإِنهم يَحْرِصُون على صَيْده وأَكله والضَّبُّ أَحْرَشُ الذَّنَب خَشِنُه مُفَقَّرُه ولونُه إِلى الصُّحْمَةِ وهي غُبْرَة مُشْرَبةٌ سَواداً وإِذا سَمِنَ اصْفَرَّ صَدْرُه ولا يأْكل إِلاَّ الجَنادِبَ والدَّبى والعُشْبَ ولا يأْكل الهَوامَّ وأَما الوَرَلُ فإِنه يأْكل العقارب والحيات والحَرابِيَّ والخنافس ولحمه دُرْياق والنساء يَتَسَمَّنَّ بلحمه وضَبِبَ البلدُ ( 1 )( 1 قوله « وضبب البلد » كفرح وكرم اه القاموس )
وأَضَبَّ كثُرَت ضِبابُه وهو أَحدُ ما جاءَ على الأَصْل من هذا الضرب ويقال أَضَبَّتْ أَرضُ بني فلانٍ إِذا كثر ضِبَابُها وأَرضٌ مُضِبَّةٌ ومُرْبِعةٌ ذات ضِبابٍ ويَرابِيعَ ابن السكيت ضَبِبَ البلدُ كثُرَتْ ضِبابُه ذكره في حروف أَظهر فيها التضعيف وهي متحركة مثل قَطِطَ شعرُه ومَشِشَتِ الدابةُ وأَلِلَ السِّقاءُ وفي الحديث أَن أَعرابيّاً أَتى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فقال إِني في غَائطٍ مُضِبَّةٍ قال ابن الأَثير هكذا جاءَ في الرواية بضم الميم وكسر الضاد والمعروف بفتحهما وهي أَرْضٌ مَضَبَّة مثل مَأْسَدَة ومَذْأَبة ومَرْبَعَة أَي ذات أُسود وذِئاب ويَرابِيعَ وجمع المَضَبَّة مَضَابُّ فأَما مُضِبَّة فهو اسم فاعل من أَضَبَّ كأَغَدَّتْ فهي مُغِدَّة فإِن صحت الرواية فهي بمعناها قال ونحوُ هذا البناء الحديثُ الآخر لم أَزَلْ مُضِبّاً بَعْدُ هو من الضَّبِّ الغَضَب والحِقْد أَي لم أَزل ذا ضَبٍّ ووقعنا في مَضابَّ مُنْكَرةٍ وهي قِطَع من الأَرض كثيرةُ الضِّباب الواحدة مَضَبَّة قال الأَصمعي سمعت غيرَ واحدٍ من العربِ يقول خرجنا نصطاد المَضَبَّة أَي نَصيدُ الضِّبابَ جمعوها على مَفْعَلة كما يقال للشُّيوخ مَشْيَخة وللسُّيوف مَسْيَفَةٌ والمُضَبِّبُ الحارِشُ الذي يَصُبُّ الماء في جُحْرِه حتى يَخرُجَ ليأْخذَه والمُضَبِّبُ الذي يُؤَتِّي الماءَ إِلى جِحَرة الضِّبَاب حتى يُذْلِقَها فَتَبرُزَ فيَصِيدَها قال الكميت
بغَبْيَةِ صَيْفٍ لا يُؤَتِّي نِطافَها ... لِيَبْلُغَها ما أَخْطَأَتْهُ المُضَبِّبُ
يقول لا يحتاج المُضَبِّبُ أَن يُؤَتِّي الماءَ إِلى جِحَرتها حتى يستخرج الضِّبابَ ويَصِيدَها لأَن الماءَ قد كثر والسيلُ قد عَلاَ الزُّبى فكفاه ذلك وضَبَّبْتُ على الضَّبِّ إِذا حَرَشْتَه فخرَجَ إِليك مُذَنِّباً فأَخَذْتَ بذَنَبه والضَّبَّةُ مَسْكُ الضَّبِّ يُدْبَغُ فيُجْعَلُ فيه السَّمْن وفي المثل أَعَقُّ من ضَبٍّ لأَنه ربما أَكل حُسُولَه وقولهم لا أَفْعَلُه حتى يَحنَّ الضَّبُّ في أَثَر الإِبل الصَّادِرَة ولا أَفْعَلُه حتى يَرِدَ الضَّبُّ الماءَ لأَن الضبَّ لا يَشْرَبُ الماءَ ومن كلامهم الذي يَضَعُونه على أَلسنة البهائم قالت السمكةُ
وِرْداً يا ضَبُّ فقال
أَصْبَحَ قلبي صَرِدا ... لا يَشْتَهِي أَن يَرِدَا
إِلاَّ عَراداً عَرِدا ... وصِلِّياناً بَرِدَا ( 2 )
وعَنْكَثاً مُلْتَبِدَا
( 2 قوله « وصلياناً بردا » قال في التكملة تصحيف من القدماء فتبعهم الخلف والرواية زرداً أي بوزن كتف وهو السريع الازدراد )
والضَّبُّ يكنى أَبا حِسْلٍ والعرب تُشَبِّه كَفَّ
[ ص 540 ] البخيل إِذا قَصَّرَ عن العطاءِ بكفِّ الضَّبِّ ومنه قول الشاعر
مَناتِينُ أَبْرامٌ كأَنَّ أَكُفَّهُم ... أَكُفُّ ضِبابٍ أُنْشِقَتْ في الحَبائِلِ
وفي حديث أَنس أَن الضَّبَّ لَيَموتُ هُزالاً في جُحْرِه بذَنْبِ ابن آدم أَي يُحْبَسُ المطر عنه بشُؤْم ذنوبهم وإِنما خص الضَّبَّ لأَنَّه أَطْوَلُ الحيوان نَفَساً وأَصْبَرُها على الجُوع ويروى أَن الحُبارَى بَدَل الضَّب لأَنها أَبعدُ الطير نَجْعَةً ورجل خَبٌّ ضَبٌّ مُنْكَرٌ مُراوِغٌ حَرِبٌ والضَّبُّ والضِّبُّ الغَيْظُ والحِقْدُ وقيل هو الضِّغْن والعَداوة وجَمْعه ضِباب قال الشاعر
فما زالتْ رُقاكَ تَسُلُّ ضِغْني ... وتُخْرِجُ من مَكامِنها ضِبابي
وتقول أَضَبَّ فلانٌ على غِلٍّ في قلبه أَي أَضْمره وأَضَبَّ الرجلُ على حِقْدٍ في القلب وهو يُضِبُّ إِضْباباً ويقال للرجل إِذا كان خَبّاً مَنُوعاً إِنه لَخَبٌّ ضَبٌّ قال والضَّبُّ الحِقْد في الصَّدْر أَبو عمرو ضَبَّ إِذا حَقَد وفي حديث علي كرّم اللّه وجهه كلٌّ منهما حاملُ ضَبٍّ لصاحبه وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها فغَضِبَ القاسمُ وأَضَبَّ عليها وضَبَّ ضَبّاً وأَضَبَّ به سَكَتَ مثلُ أَضْبَأَ وأَضَبَّ على الشيءِ وضَبَّ سكت عليه وقال أَبو زيد أَضَبَّ إِذا تكلم وضَبَّ على الشيءِ وأَضَبَّ وضَبَّبَ احْتواه وأَضَبَّ الشيءَ أَخفاه وأَضَبَّ على ما في يديه أَمسكه وأَضَبَّ القومُ صاحوا وجَلَّبُوا وقيل تكلموا أَو كَلَّم بعضُهم بعضاً وأَضَبُّوا في الغارة نَهَدوا واسْتَغارُوا وأَضَبُّوا عليه إِذا أَكثروا عليه وفي الحديث فلما أَضَبُّوا عليه أَي أَكثروا ويقال أَضَبُّوا إِذا تكلموا متتابعاً وإِذا نَهَضُوا في الأَمر جميعاً وأَضَبَّ فُلانٌ على ما في نفسه أَي سكت الأَصمعي أَضَبَّ فلانٌ على ما في نفسه أَي أَخرجه قال أَبو حاتم أَضَبَّ القومُ إِذا سكتوا وأَمسكوا عن الحديث وأَضَبُّوا إِذا تَكَلَّموا وأَفاضُوا في الحديث وزعموا أَنه من الأَضداد وقال أَبو زيد أَضَبَّ الرَّجلُ إِذا تكلم ومنه يقال ضَبَّتْ لِثَتُه دماً إِذا سالتْ وأَضْبَبْتُها أَنا إِذا أَسَلْتُ منها الدم فكأَنه أَضَبَّ الكلام أَي أَخرجه كما يُخْرجُ الدَّمَ وأَضَبَّ النَّعَمُ أَقبلَ وفيه تَفَرُّقٌ والضَّبُّ والتَّضْبيبُ تغطية الشيء ودخول بعضه في بعض والضَّبابُ نَدًى كالغيم وقيل الضَّبابةُ سَحابة تُغَشِّي الأَرضَ كالدخان والجمع الضَّبابُ وقيل الضَّبابُ والضَّبابةُ نَدًى كالغُبار يُغشِّي الأَرضَ بالغَدَواتِ ويقال أَضَبَّ يَومُنا وسماءٌ مُضِبَّةٌ وفي الحديث كنتُ مع النبي صلى اللّه عليه وسلم في طريق مكة فأَصابَتْنا ضَبابة فَرَّقت بين الناس هي البُخار المُتَصاعِدُ من الأَرض في يوم الدَّجْنِ يصير كالظُّلَّة تَحْجُبُ الأَبْصارَ لظلمتها وقيل الضَّبابُ هو السحاب الرقيق سمي بذلك لِتَغْطيته الأُفُق واحدتُه ضَبابة وقد أَضَبَّتِ السَّماءُ إِذا كان لها ضَبَابٌ وأَضَبَّ الغيمُ أَطْبَقَ وأَضَبَّ يومُنا صار ذا ضَبابٍ وأَضَبَّتِ الأَرضُ كثر نباتُها ابن بُزُرْج [ ص 541 ] أَضَبَّتِ الأَرضُ بالنبات طَلَعَ نباتُها جميعاً وأَضَبَّ القومُ نَهَضوا في الأَمر جميعاً وأَضَبَّ الشَّعَرُ كَثُرَ وأَضَبَّ السِّقاءُ هُريقَ ماؤُه من خَرْزَةٍ فيه أَو وَهْيَةٍ وأَضْبَبْتُ على الشيءِ أَشْرَفْتُ عليه أَن أَظْفَرَ به قال أَبو منصور وهذا من ضَبَأَ يَضْبَأُ وليس من باب المضاعف وقد جاءَ به الليث في باب المضاعف قال والصواب الأَول وهو مرويّ عن الكسائي وأَضَبَّ على الشَّيءِ لَزِمَه فلم يُفارقْه وأَصلُ الضَّبِّ اللُّصُوق بالأَرض وضَبَّ النَّاقَةَ يَضُبُّها جَمَعَ خِلْفَيْها في كَفِّه للحَلْب قال الشاعر
جَمَعْتُ له كَفَّيَّ بالرُّمْحِ طاعِناً ... كما جَمَعَ الخِلْفَينِ في الضَّبِّ حالِبُ
ويقال فلان يَضُبُّ ناقَتَه بالضم إِذا حَلبَها بِخَمْسِ أَصابعَ والضَّبُّ أَيضاً الحَلْبُ بالكَفِّ كلها وقيل هذا هو الضَّفُّ فأَما الضَّبُّ فأَن تَجْعَل إِبْهامَكَ على الخِلْفِ ثم تَرُدَّ أَصابعك على الإِبهام والخِلْفِ جميعاً هذا إِذا طالَ الخِلْفُ فإِن كان وَسَطاً فالبَزْمُ بمَفْصِل السبَّابة وطَرَفِ الإِبهام فإِن كان قَصيراً فالفَطْرُ بطَرفِ السبَّابة والإِبهام وقيل الضَّبُّ أَنْ تَضُمَّ يَدَكَ على الضَّرْع وتُصَيِّر إِبهامَك في وَسَطِ راحتك وفي حديث موسى وشُعَيب عليهما السلام ليس فيها ضَبُوبٌ ولا ثَعُولٌ الضَّبُوب الضَّيِّقَة ثَقْبِ الإِحْليل والضَّبَّةُ الحَلْبُ بِشِدَّةِ العصر وقوله في الحديث إِنما بَقِيَتْ من الدُّنْيا مِثْلُ ضَبَابةٍ يعني في القِلَّةِ وسُرعَةِ الذهاب قال أَبو منصور الذي جاء في الحديث إِنما بَقِيَتْ من الدنيا صُبَابةٌ كصُبابة الإِناء بالصاد غير معجمة هكذا رواه أَبو عبيد وغيره والضَّبُّ القَبْضُ على الشيء بالكَف ابن شميل التَّضْبيب شِدَّةُ القبض على الشيء كيلا يَنْفَلِتَ من يده يقال ضَبَّبْتُ عليه تَضبيباً والضَّبُّ داء يأْخذ في الشفة فترمُ أَو تَجْسَأُ أَو تَسيلُ دماً ويقال تَجْسَأُ بمعنى تَيْبَسُ وتَصْلُب والضَّبِيبَةُ سَمْنٌ ورُبٌّ يُجْعَل للصبي في العُكَّةِ يُطْعَمُه وضَبَّبْتُه وضَبَّبْتُ له أَطْعَمْتُه الضَّبيبةَ يقال ضَبِّبُوا لصَبيِّكم وضَبَّبْتُ الخَشَبَ ونحوه أَلْبَسْته الحَديدَ والضَّبَّةُ حديدةٌ عَريضةٌ يُضَبَّبُ بها البابُ والخَشَبُ والجمع ضِبابٌ قال أَبو منصور يقال لها الضَّبَّةُ والكَتيفةُ لأَنها عَريضَة كهيئة خَلْقِ الضَّبِّ وسميت كَتيفة لأَنها عُرِّضَتْ على هيئة الكَتِفِ وضَبَّ الشيءُ ضَبّاً سالَ كَبَضَّ وضَبَّتْ شَفَتُه تَضِبُّ ضَبّاً وضُبوباً سالَ منها الدمُ وانحلَبَ رِيقُها وقيل الضَّبُّ دون السَّيلانِ الشديد وضَبَّتْ لثته تَضِبُّ ضَبّاً انْحَلَبَ رِيقُها قال
أَبَيْنا أَبَيْنا أَنْ تَضِبَّ لِثاتُكُمْ ... على خُرَّدٍ مِثْلِ الظِّباءِ وجامِلِ
وجاء تَضِبُّ لِثَتُه بالكسر يُضْرَبُ ذلك مثلاً للحريص على الأَمر وقال بِشْرُ بن أَبي خازِم
وبَني تميمٍ قد لَقِينا منْهُمُ ... خَيْلاً تَضِبُّ لِثاتُها للمَغْنَمِ
[ ص 542 ] وقال أَبو عبيدة هو قَلْبُ تَبِضُّ أَي تَسِيلُ وتَقْطُر وتَرَكْتُ لِثَتَه تَضِبُّ ضَبِيباً من الدَّمِ إِذا سالتْ وفي الحديث ما زال مُضِبّاً مُذِ اليومِ أَي إِذا تكلم ضَبَّتْ لِثاتُه دماً وضَبَّ فَمُه يَضِبُّ ضَبّاً سال ريقه وضَبَّ الماءُ والدَّمُ يَضِبُّ بالكسر ضَبِيباً سالَ وأَضْبَبْتُه أَنا وجاءَنا فلانٌ تَضِبُّ لِثَتُه إِذا وُصِفَ بشِدَّةِ النَّهَمِ للأَكل والشَّبَقِ للغُلْمة أَو الحِرْصِ على حاجته وقضائها قال الشاعر
أَبينا أَبينا أَن تَضِبَّ لِثاتُكم ... على مُرْشِقات كالظِّباءِ عَواطِيا
يُضْرَبُ هذا مثلاً للحريص النَّهِم وفي حديث ابن عمر أَنه كان يُفْضِي بيديه إِلى الأَرض إِذا سجد وهما تَضِبَّانِ دَماً أَي تَسِيلان قال والضَّبُّ دون السَّيَلانِ يعني أَنه لم يَرَ الدَّمَ القاطرَ ناقِضاً للوضوء يقال ضَبَّتْ لِثاتُه دماً أَي قَطَرَتْ والضَّبُوبُ من الدَّوابِّ التي تَبُول وهي تَعْدو قال الأَعشى
مَتى تَأْتِنا تَعْدُو بِسَرجِكَ لَقْوةٌ ... ضَبُوبٌ تُحَيِّينا ورأْسُك مائل
وقد ضَبَّتْ تَضِبُّ ضُبوباً والضَّبُّ وَرَمٌ في صَدْرِ البعير قال
وأَبِيتُ كالسَّرَّاءِ يَرْبُو ضَبُّها ... فإِذا تَحَزْحَزُ عن عِدَاءٍ ضَجَّتِ
وقيل هو أَن يحزَّ مِرْفَقُ البعير في جِلْدِه وقيل هو أَن يَنْحَرِفَ المِرفَقُ حتى يَقع في الجنب فيَخْرِقَه قال ليس بِذي عَرْكٍ ولا ذِي ضَبِّ والضَّبُّ أَيضاً وَرَمٌ يكون في خُفِّ البعير وقيل في فِرْسِنه تقول منه ضَبَّ يَضَبُّ بالفتح فهو بعير أَضَبُّ وناقة ضَبَّاءُ بَيِّنةُ الضَّبَبِ والتَّضَبُّب انْفِتاقٌ من الإِبطِ وكثرةٌ من اللحم تقول تَضَبَّبَ الصبيُّ أَي سَمِنَ وانْفَتَقَتْ آباطُه وقَصُرَ عُنُقه الأُمَوِيُّ بعير أَضَبُّ وناقة ضَبَّاءُ بَيِّنةُ الضَّبَبِ وهو وجَع يأْخذ في الفِرْسِنِ وقال العَدَبَّسُ الكِنانِيُّ الضاغِطُ والضَّبُّ شيءٌ واحد وهما انْفِتاقٌ من الإِبط وكثرةٌ من اللحم والتَّضَبُّبُ السِّمَنُ حين يُقْبِلُ قال أَبو حنيفة يكون في البعير والإِنسان وضَبَّبَ الغلامُ شَبَّ والضَّبُّ والضَّبَّةُ الطَّلْعةُ قبلَ أَن تَنْفَلِقَ عن الغَريضِ والجمعُ ضِبابٌ قال البَطِينُ التَّيْمِيُّ وكان وصَّافاً للنَّحل
يُطِفْنَ بفُحَّالٍ كأَنَّ ضِبابَهُ ... بُطُونُ المَوالي يومَ عِيدٍ تَغَدَّتِ
يقول طَلْعُها ضَخْمٌ كأَنه بُطونُ موالٍ تَغَدَّوْا فتَضَلَّعُوا وضَبَّةُ حَيٌّ من العرب وضَبَّةُ بنُ أُدٍّ عَمُّ تَميم بن مُرٍّ الأَزهري في آخر العين مع الجيم قال مُدرِكٌ الجَعْفَريّ يقال فَرِّقُوا لِضَوالِّكُم بُغْياناً يُضِبُّونَ لها أَي يَشْمَعِطُّونَ فسُئِل عن ذلك فقال أَضَبُّوا لفُلانٍ أَي تَفَرَّقُوا في طَلَبه وقد أَضَبَّ القومُ في بُغْيَتِهم أَي في ضالَّتِهم أَي تفَرَّقوا في طلبها وضَبٌّ اسم رجل وأَبو ضَبٍّ شاعر من هُذَيْل [ ص 543 ]
( يتبع )
( ( ) تابع 1 ) ضبب الضَّبُّ دُوَيْبَّة من الحشرات معروف وهو يشبه الوَرَلَ والضِّبابُ اسم رجل وهو أَبو بطن سمي بجمع الضَّبِّ قال
لَعَمْري لقَد بَرَّ الضِّبابَ بَنُوهُ ... وبعضُ البَنِينَ غُصَّةٌ وسُعالُ
والنَّسَبُ اليه ضِبابيٌّ ولا يُرَدُّ في النَّسَب إِلى واحده لأَنه جُعِل اسماً للواحد كما تقول في النسب إِلى كِلابٍ كِلابيّ وضَبابٌ والضَّبابُ اسم رجل أَيضاً الأَول عن الأَعرابي وأَنشد
نَكِدْتَ أَبَا زَبِينةَ إِذ سأَلْنا ... بحاجَتِنا ولم يَنْكَدْ ضَبابُ
وروى بيت امرئِ القيس
وعَلَيْكِ سَعْدَ بنَ الضَّبابِ فسَمِّحِي ... سَيْراً إِلى سَعْدٍ عَلَيْكِ بسَعْدِ
قال ابن سيده هكذا أَنشده ابن جني بفتح الضاد وأَبو ضَبٍّ من كُناهم والضُّبَيْبُ فرسٌ معروف من خيل العرب وله حديث وضُبَيْبٌ اسم وادٍ وامرأةٌ ضِبْضِبٌ سمينة ورجلٌ ضُباضِبٌ بالضم غليظ سمين قصيرٌ فَحَّاش جَرِيءٌ والضُّباضِبُ الرجلُ الجَلْد الشديد وربما استعمل في البعير أَبو زيد رجل ضِبْضِبٌ وامرأَةٌ ضِبْضِبةٌ وهو الجريءُ على ما أَتى وهو الأَبلَخُ أَيضاً وامرأَة بَلْخاءُ وهي الجَرِيئَة التي تَفْخَرُ على جيرانها وضَبٌّ اسم الجَبَل الذي مسجدُ الخَيْفِ في أَصْلِه واللّه أَعلم
ضرب
الضرب معروف والضَّرْبُ مصدر ضَرَبْتُه وضَرَبَه يَضْرِبُه ضَرْباً وضَرَّبَه ورجل ضارِبٌ وضَرُوبٌ وضَريبٌ وضَرِبٌ ومِضْرَبٌ بكسر الميم شديدُ الضَّرْب أَو كثير الضَّرْب والضَّريبُ المَضْروبُ والمِضْرَبُ والمِضْرابُ جميعاً ما ضُرِبَ به وضَارَبَهُ أَي جالَدَه وتَضاربا واضْطَرَبا بمَعنًى وضَرَبَ الوَتِدَ يَضْرِبُه ضَرْباً دَقَّه حتى رَسَب في الأَرض ووَتِدٌ ضَرِيبٌ مَضْرُوبٌ هذه عن اللحياني وضَرُبَتْ يَدُه جاد ضَرْبُها وضَرَبَ الدِّرْهمَ يَضْرِبُه ضَرْباً طَبَعَه وهذا دِرْهَمٌ ضَرْبُ الأَمير ودِرْهَمٌ ضَرْبٌ وَصَفُوه بالمَصْدَر ووَضَعُوه موضعَ الصفة كقولهم ماءٌ سَكْبٌ وغَوْرٌ وإِن شئت نَصَبْتَ على نيَّة المصدر وهو الأَكثر لأَنه ليس من اسم ما قَبْلَه ولا هو هو واضْطَرَبَ خاتَماً سأَل أَن يُضْرَبَ له وفي الحديث أَنه صلى اللّه عليه وسلم اضْطَرَبَ خاتماً من ذَهَب أَي أَمَرَ أَن يُضْرَبَ له ويُصاغَ وهو افْتَعَل من الضَّرْبِ الصِّياغةِ والطاءُ بدل من التاءِ وفي الحديث يَضْطَرِبُ بناءً في المسجد أَي يَنْصِبه ويُقِيمهُ على أَوتادٍ مَضْروبة في الأَرض ورجلٌ ضَرِبٌ جَيِّدُ الضَّرْب وضَرَبَت العَقْربُ تَضْرِبُ ضَرْباً لَدَغَتْ وضَرَبَ العِرْقُ والقَلْبُ يَضْرِبُ ضَرْباً وضَرَباناً نَبَضَ وخَفَقَ وضَرَبَ الجُرْحُ ضَرَباناً وضَرَبه العِرْقُ ضَرَباناً إِذا آلَمَهُ والضَّارِبُ المُتَحَرِّك والمَوْجُ يَضْطَرِبُ أَي يَضْرِبُ بعضُه بعضاً [ ص 544 ] وتَضَرَّبَ الشيءُ واضْطَرَبَ تَحَرَّكَ وماجَ والاضطِرابُ تَضَرُّبُ الولد في البَطْنِ ويقال اضْطَرَبَ الحَبْل بين القوم إِذا اخْتَلَفَت كَلِمَتُهم واضْطَرَب أَمْره اخْتَلَّ وحديثٌ مُضْطَرِبُ السَّنَدِ وأَمْرٌ مُضْطَرِبٌ والاضْطِرابُ الحركةُ والاضطِرابُ طُولٌ مع رَخاوة ورجلٌ مُضْطَرِبُ الخَلْقِ طَويلٌ غير شديد الأَسْرِ واضْطَرَبَ البرقُ في السحاب تَحَرَّكَ والضَّريبُ الرأْسُ سمي بذلك لكثرة اضْطِرابه وضَريبةُ السَّيْفِ ومَضْرَبُه ومَضْرِبُه ومَضْرَبَتُه ومَضْرِبَتُه حَدُّه حكى الأَخيرتين سيبويه وقال جعلوه اسماً كالحَديدةِ يعني أَنهما ليستا على الفعل وقيل هو دُون الظُّبَةِ وقيل هو نحوٌ من شِبْرٍ في طَرَفِه والضَّريبةُ ما ضَرَبْتَه بالسيفِ والضَّريبة المَضْروبُ بالسيف وإِنما دخلته الهاءُ وإِن كان بمعنى مفعول لأَنه صار في عِدادِ الأَسماءِ كالنَّطِيحةِ والأَكِيلَة التهذيب والضَّريبَة كلُّ شيءٍ ضربْتَه بسَيفِك من حيٍّ أَو مَيْتٍ وأَنشد لجريروإِذا هَزَزْتَ ضَريبةً قَطَّعْتَها ... فمَضَيْتَ لا كَزِماً ولا مَبْهُورا ( 1 )
( 1 قوله لا كزماً بالزاي المنقوطة أي خائفاً )
ابن سيده وربما سُمِّي السيفُ نفسُه ضَريبةً
وضُرِبَ بِبَلِيَّةٍ رُمِيَ بها لأَن ذلك ضَرْبٌ وضُرِبَتِ الشاةُ بلَوْنِ كذا أَي خولِطَتْ ولذلك قال اللغَويون الجَوْزاءُ من الغنم التي ضُرِبَ وَسَطُها ببَياضٍ من أَعلاها إِلى أَسفلها وضَرَبَ في الأَرضِ يَضرِبُ ضَرْباً وضَرَباناً ومَضْرَباً بالفتح خَرَجَ فيها تاجِراً أَو غازِياً وقيل أَسْرَعَ وقيل ذَهَب فيها وقيل سارَ في ابْتِغاءِ الرزق يقال إِن لي في أَلف درهم لمَضْرَباً أَي ضَرْباً والطيرُ الضَّوارِبُ التي تَطْلُبُ الرِّزْقَ وضَرَبْتُ في الأَرض أَبْتَغِي الخَيْرَ من الرزق قال اللّه عز وجل وإِذا ضَرَبْتُم في الأَرض أَي سافرتم وقوله تعالى لا يسْتَطِيعُونَ ضَرْباً في الأَرض يقال ضَرَبَ في الأَرض إِذا سار فيها مسافراً فهو ضارِبٌ والضَّرْبُ يقع على جميع الأَعمال إِلا قليلاً ضَرَبَ في التجارة وفي الأَرض وفي سبيل اللّه وضارَبه في المال من المُضارَبة وهي القِراضُ والمُضارَبةُ أَن تعطي إِنساناً من مالك ما يَتَّجِرُ فيه على أَن يكون الربحُ بينكما أَو يكونَ له سهمٌ معلومٌ من الرّبْح وكأَنه مأْخوذ من الضَّرْب في الأَرض لطلب الرزق قال اللّه تعالى وآخَرُونَ يَضْرِبون في الأَرضِ يَبْتَغونَ من فَضْلِ اللّهِ قال وعلى قياس هذا المعنى يقال للعامل ضارِبٌ لأَنه هو الذي يَضْرِبُ في الأَرضِ قال وجائز أَن يكون كل واحد من رب المال ومن العامل يسمى مُضارباً لأَنَّ كل واحد منهما يُضارِبُ صاحِبَه وكذلك المُقارِضُ وقال النَّضْرُ المُضارِبُ صاحبُ المال والذي يأْخذ المالَ كلاهما مُضارِبٌ هذا يُضارِبُه وذاك يُضارِبُه ويقال فلان يَضْرِبُ المَجْدَ أَي يَكْسِبُه ويَطْلُبُه وقال الكميت
رَحْبُ الفِناءِ اضْطِرابُ المَجْدِ رَغْبَتُه ... والمَجْدُ أَنْفَعُ مَضْرُوبٍ لمُضْطَرِبِ
[ ص 545 ] وفي حديث الزهري لا تَصْلُح مُضارَبةُ مَن طُعْمَتُه حرام قال المُضارَبة أَن تُعْطِيَ مالاً لغيرك يَتَّجِرُ فيه فيكون له سهم معلومٌ من الربح وهي مُفاعَلة من الضَّرْب في الأَرض والسَّيرِ فيها للتجارة وضَرَبَت الطيرُ ذَهَبَتْ والضَّرْب الإِسراع في السَّير وفي الحديث لا تُضْرَبُ أَكباد الإِبل إِلاَّ إِلى ثلاثة مساجدَ أَي لا تُرْكَبُ ولا يُسارُ عليها يقال ضَرَبْتُ في الأَرض إِذا سافَرْتَ تَبْتَغِي الرزقَ والطَّيْرُ الضَّوارِبُ المُخْتَرِقاتُ في الأَرضِ الطالِباتُ أَرزاقَها وضَرَبَ في سبيل اللّه يَضْرِبُ ضَرْباً نَهَضَ وضَرَبَ بنَفْسه الأَرضَ ضَرْباً أَقام فهو ضِدٌّ وضَرَبَ البعيرُ في جَهازِه أَي نَفَرَ فلم يَزَلْ يَلْتَبِطُ ويَنْزُو حتى طَوَّحَ عنه كُلَّ ما عليه من أَداتِه وحِمْلِه وضَرَبَتْ فيهم فلانةُ بعِرْقٍ ذي أَشَبٍ أَي التِباسٍ أَي أَفْسَدَتْ نَسَبَهُمْ بولادَتِها فيهم وقيل عَرَّقَتْ فيهم عِرقَ سَوْءٍ وفي حديث عليّ قال إِذا كان كذا وذكَرَ فِتْنةً ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّين بذَنَبه قال أَبو منصور أَي أَسْرَع الذهابَ في الأَرض فراراً من الفتن وقيل أَسرع الذهابَ في الأَرض بأَتْباعه ويُقالُ للأَتْباع أَذْنابٌ قال أَبو زيد جاءَ فلانٌ يَضْرِبُ ويُذَبِّبُ أَي يُسْرِع وقال المُسَيَّب
فإِنَّ الذي كُنْتُمُ تَحْذَرُونْ ... أَتَتْنا عُيونٌ به تَضْرِبُ
قال وأَنشدني بعضهم
ولكنْ يُجابُ المُسْتَغِيثُ وخَيْلُهم ... عليها كُماةٌ بالمَنِيَّة تَضْرِبُ
أَي تُسْرِعُ وضَرَبَ بيدِه إِلى كذا أَهْوَى وضَرَبَ على يَدِه أَمْسَكَ وضَرَبَ على يَدِه كَفَّهُ عن الشيءِ وضَرَبَ على يَدِ فُلانٍ إِذا حَجر عليه الليث ضَرَبَ يَدَه إِلى عَمَلِ كذا وضَرَبَ على يَدِ فُلانٍ إِذا منعه من أَمرٍ أَخَذَ فيه كقولك حَجَرَ عليه وفي حديث ابن عمر فأَرَدْتُ أَن أَضْرِبَ على يَدِه أَي أَعْقِدَ معه البيع لأَن من عادة المتبايعين أَن يَضَعَ أَحدُهما يَدَه في يد الآخر عند عَقْدِ التَّبايُع وفي الحديث حتى ضَرَبَ الناسُ بعَطَنٍ أَي رَوِيَتْ إِبلُهم حَتى بَرَكَتْ وأَقامت مكانَها وضارَبْتُ الرجلَ مُضارَبةً وضِراباً وتضارَبَ القومُ واضْطَرَبُوا ضَرَبَ بعضُهم بعضاً وضارَبَني فَضَرَبْتُه أَضْرُبُه كنتُ أَشَدَّ ضَرْباً منه وضَرَبَتِ المَخاضُ إِذا شالتْ بأَذْنابها ثم ضَرَبَتْ بها فُروجَها ومَشَت فهي ضَوارِبُ وناقة ضاربٌ وضاربة فضارِبٌ على النَّسَب وضاربةٌ على الفِعْل وقيل الضَّوارِبُ من الإِبل التي تمتنع بعد اللِّقاح فتُعِزُّ أَنْفُسَها فلا يُقْدَرُ على حَلْبها أَبو زيد ناقة ضاربٌ وهي التي تكون ذَلُولاً فإِذا لَقِحَتْ ضَرَبَتْ حالبَها من قُدَّامها وأَنشد بأَبوال المَخاضِ الضَّوارِبِ وقال أَبو عبيدة أَراد جمع ناقةٍ ضارِب رواه ابنُ هانئ وضَرَبَ الفحلُ الناقةَ يضْرِبُها ضِراباً نكحها قال سيبويه ضَرَبها الفحْلُ ضِراباً كالنكاح قال [ ص 546 ] والقياس ضَرْباً ولا يقولونه كما لا يقولون نَكْحاً وهو القياس وناقةٌ ضارِبٌ ضَرَبها الفحلُ على النَّسب وناقةٌ تَضْرابٌ كضارِبٍ وقال اللحياني هي التي ضُرِبَتْ فلم يُدْرَ أَلاقِحٌ هي أَم غير لاقح وفي الحديث أَنه نَهى عن ضِرابِ الجَمَل هو نَزْوُه على الأُنثى والمراد بالنهي ما يؤْخذ عليه من الأُجرة لا عن نفس الضِّرابِ وتقديرُه نَهى عن ثمن ضِرابِ الجمَل كنهيه عن عَسِيبِ الفَحْل أَي عن ثمنه يقال ضَرَبَ الجَمَلُ الناقة يَضْرِبُها إِذا نَزا عليها وأَضْرَبَ فلانٌ ناقتَه أَي أَنْزَى الفَحْلَ عليها ومنه الحديثُ الآخَر ضِرابُ الفَحْلِ من السُّحْتِ أَي إِنه حرام وهذا عامٌّ في كل فحل والضَّارِبُ الناقة التي تَضْرِبُ حالبَها وأَتَتِ الناقةُ على مَضْرِبها بالكسر أَي على زَمَنِ ضِرابها والوقت الذي ضَرَبَها الفحلُ فيه جعلوا الزمان كالمكان وقد أَضْرَبْتُ الفَحْلَ الناقةَ فضَرَبها وأَضْرَبْتُها إِياه الأَخيرةُ على السَّعة وقد أَضْرَبَ الرجلُ الفحلَ الناقةَ فضَرَبها ضِراباً وضَريبُ الحَمْضِ رَدِيئُه وما أُكِلَ خَيْرُه وبَقِيَ شَرُّه وأُصولُه ويقال هو ما تَكَسَّر منه والضَّريبُ الصَّقِيعُ والجَليدُ وضُرِبَتِ الأَرضُ ضَرْباً وجُلِدَتْ وصُقِعَتْ أَصابها الضَّريبُ كما تقول طُلَّتْ من الطَّلِّ قال أَبو حنيفة ضَرِبَ النباتُ ضَرَباً فهو ضَرِبٌ ضَرَبَه البَرْدُ فأَضَرَّ به وأَضْرَبَتِ السَّمائمُ الماءَ إِذا أَنْشَفَتْه حتى تُسْقِيَهُ الأَرضَ وأَضْرَبَ البَرْدُ والريحُ النَّباتَ حتى ضَرِبَ ضَرَباً فهو ضَرِبٌ إِذا اشتَدَّ عليه القُرُّ وضَرَبَهُ البَرْدُ حتى يَبِسَ وضُرِبَتِ الأَرضُ وأَضْرَبَها الضَّريبُ وضُرِبَ البقلُ وجُلِدَ وصُقِعَ وأَصْبَحَتِ الأَرضُ جَلِدَة وصَقِعَةً وضَرِبَةً ويقال للنبات ضَرِبٌ ومَضْرب وضَرِبَ البقلُ وجَلِدَ وصَقِعَ وأَضْرَبَ الناسُ وأَجْلَدُوا وأَصْقَعُوا كل هذا من الضَّريبِ والجَلِيدِ والصَّقِيعِ الذي يَقَعُ بالأَرض وفي الحديث ذاكرُ اللّه في الغافلين مثلُ الشَّجَرة الخَضْراءِ وَسَطَ الشَّجَر الذي تَحاتَّ من الضَّريبِ وهو الأَزيزُ أَي البَرْدُ والجَلِيدُ أَبو زيد الأَرضُ ضَرِبةٌ إِذا أَصابها الجَلِيدُ فأَحْرَقَ نَباتَها وقد ضَرِبَت الأَرضُ ضَرَباً وأَضْرَبَها الضَّريب إِضْراباً والضَّرَبُ بالتحريك العَسل الأَبيض الغليظ يذكر ويؤَنث قال أَبو ذُؤَيْب الهُذَلي في تأْنيثه
وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يَأْوِي مَلِيكُها ... إِلى طُنُفٍ أَعْيا بِراقٍ ونازِلِ
وخَبَرُ ما في قوله
بأَطْيَبَ مِن فيها إِذا جِئْتَ طارِقاً ... وأَشْهَى إِذا نامَتْ كلابُ الأَسافِل
يَأْوي مَلِيكُها أَي يَعْسُوبُها ويَعْسوب النحل أَميره والطُّنُفُ حَيَدٌ يَنْدُر من الجَبَل قد أَعْيا بمن يَرْقَى ومن يَنْزِلُ وقوله كلابُ الأَسافل يريد أَسافلَ الحَيِّ لأَن مَواشيَهم لا تَبِيتُ معهم فرُعاتُها وأَصحابُها لا ينامون إِلا آخِرَ من يَنامُ لاشتغالهم بحَلْبها [ ص 547 ] وقيل الضَّرَبُ عَسَلُ البَرِّ قال الشَّمَّاخُ
كأَنَّ عُيونَ النَّاظِرينَ يَشُوقُها ... بها ضَرَبٌ طابَتْ يَدا مَنْ يَشُورُها
والضَّرْبُ بتسكين الراء لغة فيه حكاه أَبو حنيفة قال وذاك قليل والضَّرَبَةُ الضَّرَبُ وقيل هي الطائفة منه واسْتَضْرَبَ العسلُ غَلُظَ وابْيَضَّ وصار ضَرَباً كقولهم اسْتَنْوَقَ الجملُ واسْتَتْيَسَ العَنْزُ بمعنى التَّحَوُّلِ من حالٍ إِلى حالٍ وأَنشد
كأَنَّما ... رِيقَتُه مِسْكٌ عليه ضَرَب
والضَّريبُ الشَّهْدُ وأَنشد بعضهم قولَ الجُمَيْح
يَدِبُّ حُمَيَّا الكَأْسِ فيهم إِذا انْتَشَوا ... دَبِيبَ الدُّجَى وَسْطَ الضَّريبِ المُعَسَّلِ
وعسلٌ ضَريبٌ مُسْتَضْرِبٌ وفي حديث الحجاج لأَجْزُرَنَّكَ جَزْرَ الضَّرَبِ هو بفتح الراءِ العسل الأَبيض الغليظ ويروى بالصاد وهو العسل الأَحمر والضَّرْبُ المَطَر الخفيف الأَصمعي الدِّيمَةُ مَطَر يَدُوم مع سُكُونٍ والضَّرْبُ فوق ذلك قليلاً والضَّرْبةُ الدَّفْعَةُ من المطر وقد ضَرَبَتْهم السماءُ وأَضْرَبْتُ عن الشيءِ كَفَفْتُ وأَعْرَضْتُ وضَرَبَ عنه الذِّكْرَ وأَضْرَبَ عنه صَرَفَه وأَضْرَبَ عنه أَي أَعْرَض وقولُه عز وجل أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً ؟ أَي نُهْمِلكم فلا نُعَرِّفُكم ما يَجب عليكم لأَنْ كنتم قوماً مُسْرِفين أَي لأَنْ أَسْرَفْتُمْ والأَصل في قوله ضَرَبْتُ عنه الذِّكْرَ أَن الراكب إِذا رَكِبَ دابة فأَراد أَن يَصْرِفَه عن جِهَتِه ضَرَبه بعَصاه ليَعْدِلَه عن الجهة التي يُريدها فوُضِعَ الضَّرْبُ موضعَ الصَّرْفِ والعَدْلِ يقال ضَرَبْتُ عنه وأَضْرَبْتُ وقيل في قَولِهِ أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكر صَفْحاً إِن معناه أَفَنَضْرِبُ القرآنَ عنكم ولا نَدْعُوكم إِلى الإِيمان به صَفْحاً أَي مُعْرِضين عنكم أَقامَ صَفْحاً وهو مصدر مقامَ صافِحين وهذا تَقْريع لهم وإِيجابٌ للحجة عليهم وإِن كان لفظه لفظ استفهام ويقال ضَرَبْتُ فلاناً عن فلان أَي كففته عنه فأَضْرَبَ عنه إِضْراباً إِذا كَفَّ وأَضْرَبَ فلانٌ عن الأَمر فهو مُضْرِبٌ إِذا كَفَّ وأَنشد
أَصْبَحْتُ عن طَلَبِ المَعِيشةِ مُضْرِباً ... لَمَّا وَثِقْتُ بأَنَّ مالَكَ مالِي
ومثله أَيَحْسَبُ الإِنسانُ أَن يُتْركَ سُدًى ؟ وأَضْرَبَ أَي أَطْرَقَ تقول رأَيتُ حَيَّةً مُضْرِباً إِذا كانت ساكنة لا تتحرّك والمُضْرِبُ المُقِيمُ في البيت وأَضْرَبَ الرجلُ في البيت أَقام
( يتبع )
( ( ) تابع 1 ) ضرب الضرب معروف والضَّرْبُ مصدر ضَرَبْتُه وضَرَبَه يَضْرِبُه قال ابن السكيت سمعتها من جماعة من الأَعراب ويقال أَضْرَبَ خُبْزُ المَلَّةِ فهو مُضْرِبٌ إِذا نَضِجَ وآنَ له أَنْ يُضْرَبَ بالعَصا ويُنْفَضَ عنه رَمادُه وتُرابُه وخُبْزٌ مُضْرِبٌ ومَضْرُوبٌ قال ذو الرمة يصف خُبْزَةً
ومَضْرُوبةٍ في غيرِ ذَنْبٍ بَريئةٍ ... كَسَرْتُ لأَصْحابي على عَجَلٍ كَسْرَا
وقد ضَرَبَ بالقِداحِ والضَّريبُ والضَّارِبُ المُوَكَّلُ بالقِداحِ وقيل الذي يَضْرِبُ بها [ ص 548 ] قال سيبويه هو فعيل بمعنى فاعل قال هو ضَريبُ قداحٍ قال ومثله قول طَريفِ بن مالك العَنْبَريّ
أَوَكُلَّما وَرَدَتْ عُكاظَ قَبيلةٌ ... بَعَثُوا إِليَّ عَريفَهم يَتَوَسَّمُ
إِنما يريد عارِفَهم وجمع الضَّريب ضُرَبَاءُ قال أَبو ذُؤَيب
فَوَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدُ رابئِ ال ... ضُّرَباءِ خَلْفَ النَّجْم لا يَتَتَلَّعُ
والضَّريب القِدْحُ الثالث من قِداحِ المَيْسر وذكر اللحياني أَسماءَ قِداحِ المَيْسر الأَول والثاني ثم قال والثالث الرقيب وبعضُهم يُسميه الضَّريبَ وفيه ثلاثة فروض وله غُنْم ثلاثةِ أَنْصباء إِن فاز وعليه غُرْمُ ثلاثةِ أَنْصِباء إِن لم يَفُزْ وقال غيره ضَريبُ القِداحِ هو المُوَكَّل بها وأَنشد للكميت
وعَدَّ الرقيبُ خِصالَ الضَّري ... ب لا عَنْ أَفانِينَ وَكْساً قِمارَا
وضَرَبْتُ الشيءَ بالشيءِ وضَرَّبته خَلَطْتُه وضَرَبْتُ بينهم في الشَّرِّ خَلَطْتُ والتَّضريبُ بين القوم الإِغْراء والضَّريبة الصوفُ أَو الشَّعَر يُنْفَش ثم يُدْرَجُ ويُشَدُّ بخيط ليُغْزَل فهي ضَرائب والضريبة الصوفُ يُضْرَبُ بالمِطْرَقِ غيره الضَّريبةُ القِطْعة من القُطْنِ وقيل من القطن والصوف وضَريبُ الشَّوْلِ لَبَنٌ يُحْلَبُ بعضُه على بعض فهو الضريبُ ابن سيده الضَّريبُ من اللبن الذي يُحْلَب من عِدَّةِ لِقاح في إِناء واحد فيُضْرَبُ بعضُه ببعض ولا يقال ضَريبٌ لأَقَلَّ من لبنِ ثلاثِ أَنْيُقٍ قال بعض أَهل البادية لا يكون ضَريباً إِلا من عِدَّة من الإِبل فمنه ما يكون رَقيقاً ومنه ما يكون خائِراً قال ابن أَحمر
وما كنتُ أَخْشَى أَن تكونَ مَنِيَّتِي ... ضَريبَ جِلادِ الشَّوْلِ خَمْطاً وصافِيا
أَي سَبَبُ منيتي فَحَذَف وقيل هو ضَريبٌ إِذا حُلِبَ عليه من الليل ثم حُلِبَ عليه من الغَدِ فضُرِبَ به ابن الأَعرابي الضَّريبُ الشَّكْلُ في القَدِّ والخَلْقِ ويقال فلانٌ ضَريبُ فلانٍ أَي نظيره وضَريبُ الشيءِ مثلُه وشكله ابن سيده الضَّرْبُ المِثْل والشَّبيهُ وجمعه ضُرُوبٌ وهو الضَّريبُ وجمعه ضُرَباء وفي حديث ابن عبدالعزيز إِذا ذَهَبَ هذا وضُرَباؤُه هم الأَمْثالُ والنُّظَراء واحدهم ضَريبٌ والضَّرائبُ الأَشْكالُ وقوله عز وجل كذلك يَضْرِبُ اللّهُ الحقَّ والباطلَ أَي يُمَثِّلُ اللّهُ الحقَّ والباطلَ حيث ضَرَبَ مثلاً للحق والباطل والكافر والمؤمن في هذه الآية ومعنى قوله عز وجل واضْرِبْ لهم مثلاً أَي اذْكُرْ لهم و مَثِّلْ لهم يقال عندي من هذا الضَّرْبِ شيءٌ كثير أَي من هذا المِثالِ وهذه الأَشياءُ على ضَرْبٍ واحدٍ أَي على مِثالٍ قال ابن عرفة ضَرْبُ الأَمْثال اعتبارُ الشيء بغيرِه وقوله تعالى واضْرِبْ لهم مثلاً أَصحابَ القَرْيةِ قال أَبو إِسحق معناه اذْكُرْ لهم مَثَلاً ويقال هذه الأَشياء على هذا الضَّرْب أَي على هذا المِثالِ فمعنى اضْرِبْ لهم مَثَلاً مَثِّلْ لهم مَثَلاً قال ومَثَلاً منصوب لأَنه مفعول به ونَصَبَ قوله أَصحابَ القرية لأَنه بدل من قوله مثلاً كأَنه قال اذْكُرْ لهم أَصحابَ القرية أَي خَبَر أَصحاب القرية [ ص 549 ] والضَّرْبُ من بيت الشِّعْر آخرُه كقوله « فَحَوْمَلِ » من قوله بسقْطِ اللِّوَى بين الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ والجمع أَضْرُبٌ وضُرُوبٌ والضَّوارِبُ كالرِّحابِ في الأَوْدية واحدها ضارِب وقيل الضارِبُ المكان المُطمئِنّ من الأَرضِ به شَجَرٌ والجمعُ كالجَمع قال ذو الرمة
قد اكْتَفَلَتْ بالحَزْنِ واعْوَجَّ دُونَها ... ضَواربُ من غَسَّانَ مُعْوَجَّةٌ سَدْرَا ( 1 )
( 1 قوله « من غسان » الذي في المحكم من خفان بفتح فشدّ أيضاً ولعله روي بهما اذ هما موضعان كما في ياقوت وأنشده في ك ف ل تجتابه سدرا وأنشده في الأساس مجتابة سدراً )
وقيل الضارِبُ قِطْعة من الأَرض غليظة تَسْتَطِيلُ في السَّهْل
والضارِبُ المكانُ ذو الشجر والضَّارِبُ الوادي الذي يكون فيه الشجر يقال عليك بذلك الضَّارِبِ فأَنْزِلْه وأَنشد
لَعمرُكَ إِنَّ البيتَ بالضارِبِ الذي ... رَأَيتَ وإِنْ لم آتِه لِيَ شَائِقُ
والضاربُ السابحُ في الماءِ قال ذو الرمة
لياليَ اللَّهْوِ تُطْبِينِي فأَتْبَعُه ... كأَنَّنِي ضارِبٌ في غَمْرةٍ لَعِبُ
والضَّرْبُ الرَّجل الخفيفُ اللحم وقيل النَّدْبُ الماضي الذي ليس برَهْل قال طرفة
أَنا الرجلُ الضَّرْبُ الذي تَعْرِفُونَه ... خَشاشٌ كرأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّدِ
وفي صفة موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام أَنه ضَرْبٌ من الرجال هو الخفيف اللحم المَمْشُوقُ المُسْتَدِقُّ وفي رواية فإِذا رجلٌ مُضْطَرِبٌ رَجْلُ الرأْسِ وهو مُفتَعلٌ من الضَّرْبِ والطاء بدل من تاء الافتعال وفي صفة الدجال طُوَالٌ ضَرْبٌ من الرجال وقول أَبي العِيالِ
صُلاةُ الحَرْبِ لم تُخْشِعْ ... هُمُ ومَصَالِتٌ ضُرُبُ
قال ابن جني ضُرُبٌ جمع ضَرْبٍ وقد يجوز أَن يكون جمع ضَرُوب وضَرَّبَ النَّجَّادُ المُضَرَّبةَ إِذا خاطَها والضَّريبة الطبيعة والسَّجِيَّة وهذه ضَريبَتُه التي ضُرِبَ عليها وضُرِبَها وضُرِبَ عن اللحياني لم يزد على ذلك شيئاً أَي طُبِعَ وفي الحديث أَنَّ المُسْلِمَ المُسَدِّدَ لَيُدْرِكُ دَرَجةَ الصُّوَّامِ بحُسنِ ضَرِيبَتِه أَي سَجِيَّته وطبيعته تقول فلانٌ كَريمُ الضَّرِيبة ولَئيم الضَّرِيبةِ وكذلك تقول في النَّحِيتَةِ والسَّلِيقةِ والنَّحِيزَة والتُّوسِ ؟ والسُّوسِ والغَرِيزةِ والنِّحَاسِ والخِيمِ والضَّريبةُ الخلِيقةُ يقال خُلِقَ الناسُ على ضَرَائبَ شَتَّى ويقال إِنه لكريمُ الضَّرائبِ والضَّرْبُ الصِّفَة والضَّرْبُ الصِّنْفُ من الأَشياءِ ويقال هذا من ضَرْبِ ذلك أَي من نحوه وصِنْفِه والجمع ضُروبٌ أَنشد ثعلب
أَراكَ من الضَّرْبِ الذي يَجْمَعُ الهَوَى ... وحَوْلَكَ نِسْوانٌ لَهُنَّ ضُرُوبُ
وكذلك الضَّرِيبُ وضَرَبَ اللّه مَثَلاً أَي وَصَفَ وبَيَّن وقولهم ضَرَبَ له المثلَ بكذا إِنما معناه بَيَّن له ضَرْباً من الأَمثال أَي صِنْفاً منها وقد تَكَرَّر في الحديث [ ص 550 ] ضَرْبُ الأَمْثالِ وهو اعْتبارُ الشيء بغيره وتمثيلُه به والضَّرْبُ المِثالُ والضَّرِيبُ النَّصِيبُ والضَّرِيبُ البَطْنُ من الناس وغيرهم والضَّرِيبةُ واحدةُ الضَّرائِبِ التي تُؤْخَذ في الأَرْصاد والجِزْية ونحوها ومنه ضَريبة العَبْدِ وهي غَلَّتُه وفي حديث الحَجَّامِ كم ضَرِيبَتُكَ ؟ الضَّرِيبة ما يؤَدِّي العبدُ إِلى سيده من الخَراجِ المُقَرَّرِ عليه وهي فَعِيلة بمعنى مَفْعولة وتُجْمَعُ على ضرائبَ ومنه حديث الإِماءِ اللاَّتي كان عليهنَّ لمَواليهنَّ ضَرائبُ يقال كم ضَرِيبةُ عبدك في كل شهر ؟ والضَّرَائبُ ضَرائِبُ الأَرَضِينَ وهي وظائِفُ الخَراجِ عليها وضَرَبَ على العَبدِ الإِتاوَةَ ضَرْباً أَوْجَبَها عليه بالتأْجيل والاسم الضَّرِيبةُ وضَارَبَ فلانٌ لفُلانٍ في ماله إِذا اتجر فيه وقارَضَه وما يُعْرَفُ لفُلانٍ مَضرَبُ ومَضرِبُ عَسَلَةٍ ولا يُعْرَفُ فيه مَضْرَبُ ومَضرِبُ عَسَلةٍ أَي من النَّسبِ والمال يقال ذلك إِذا لم يكن له نَسَبٌ مَعْروفٌ ولا يُعْرَفُ إِعْراقُه في نَسَبه ابن سيده ما يُعْرَفُ له مَضْرِبُ عَسَلة أَي أَصْلٌ ولا قَوْمٌ ولا أَبٌ ولا شَرَفٌ والضارِبُ الليلُ الذي ذَهَبَتْ ظُلْمته يميناً وشمالاً ومَلأَتِ الدنيا وضَرَبَ الليلُ بأَرْواقِه أَقْبَلَ قال حُمَيد
سَرَى مِثْلَ نَبْضِ العِرْقِ والليلُ ضارِبٌ ... بأَرْواقِه والصُّبْحُ قد كادَ يَسْطَعُ
وقال يا ليتَ أُمَّ الغَمْرِ كانَتْ صاحِبي ورَابَعَتْني تَحْتَ ليلٍ ضارِبِ بسَاعِدٍ فَعْمٍ وكَفٍّ خاضِبِ والضَّارِبُ الطَّويلُ من كُلِّ شيءٍ ومنه قوله ورابعتني تحت ليل ضارب وضَرَبَ الليلُ عليهم طال قال ضَرَبَ الليلُ عليهمْ فَرَكَدْ وقوله تعالى فَضَرَبنا على آذانهم في الكَهْفِ سنينَ عَدَداً قال الزّجاج مَنَعْناهم السَّمْعَ أَن يَسْمَعُوا والمعنى أَنَمْناهم ومَنَعْناهم أَن يَسْمَعُوا لأَن النائم إِذا سمع انْتَبه والأَصل في ذلك أَنَّ النائم لا يسمع إِذا نام وفي الحديث فَضَرَبَ اللّه على أَصْمِخَتهم أَي نامُوا فلم يَنْتَبِهُوا والصِّمَاخُ ثَقْبُ الأُذُن وفي الحديث فَضُرِبَ على آذانهم هو كناية عن النوم ومعناه حُجِبَ الصَّوتُ والحِسُّ أَنْ يَلِجَا آذانَهم فَيَنْتَبهوا فكأَنها قد ضُرِبَ عليها حِجابٌ ومنه حديث أَبي ذر ضُرِبَ على أَصْمِخَتهم فما يَطُوفُ بالبيت أَحدٌ وقولهم فَضَرَب الدهرُ ضَرَبانَه كقولهم فَقَضَى من القَضَاءِ وضَرَبَ الدهْرُ من ضَرَبانِه أَنْ كان كذا وكذا وقال أَبو عبيدة ضَرَبَ الدهْرُ بَيْنَنا أَي بَعَّدَ ما بَيْنَنا قال ذو الرمة
فإِنْ تَضْرِبِ الأَيَّامُ يا مَيّ بينَنا ... فلا ناشِرٌ سِرّاً ولا مُتَغَيِّرُ
وفي الحديث فضَرَبَ الدهرُ مِنْ ضَرَبانِه ويروى من ضَرْبِه أَي مَرَّ من مُروره وذَهَبَ بعضُه وجاءَ مُضْطَرِبَ العِنانِ أَي مُنْفَرِداً مُنْهَزِماً وضَرَّبَتْ عينُه غارَتْ كَحجَّلَتْ [ ص 551 ] والضَّرِيبةُ اسمُ رجلٍ من العرب والمَضْرَبُ العَظْمُ الذي فيه مُخٌّ تقول للشاة إِذا كانت مَهْزُولةً ما يُرِمُّ منها مَضْرَبٌ أَي إِذا كُسِرَ عظم من عظامها أَو قَصَبِها لم يُصَبْ فيه مُخٌّ والمِضْرابُ الذي يُضْرَبُ به العُود وفي الحديث الصُّداعُ ضَرَبانٌ في الصُّدْغَيْنِ ضَرَبَ العِرْقُ ضَرْباً وضَرَباناً إِذا تحرَّك بقوَّةٍ وفي حديث عائشة عَتَبُوا على عثمانَ ضَرْبَةَ السَّوطِ والعصا أَي كان مَنْ قَبْلَه يَضْرِبُ في العقوبات بالدِّرَّة والنَّعْل فخالفهم وفي الحديث النهي عن ضَرْبةِ الغائِص هو أَن يقول الغائِصُ في البحر للتاجر أَغُوصُ غَوْصَةً فما أَخرجته فهو لك بكذا فيتفقان على ذلك ونَهَى عنه لأَنه غَرَر ابن الأَعرابي المَضارِبُ الحِيَلُ في الحُروب والتَّضْريبُ تَحْريضٌ للشُّجاعِ في الحرب يقال ضَرَّبه وحَرَّضَه والمِضْرَبُ فُسْطاط المَلِك والبِساطُ مُضَرَّبٌ إِذا كان مَخِيطاً ويقال للرجل إِذا خافَ شيئاً فَخَرِق في الأَرض جُبْناً قد ضَرَبَ بذَقَنِه الأَرضَ قال الراعي يصِفُ غِرباناً خافَتْ صَقْراً
ضَوارِبُ بالأَذْقانِ من ذِي شَكِيمةٍ ... إِذا ما هَوَى كالنَّيْزَكِ المُتَوَقِّدِ
أَي من صَقْر ذي شكيمة وهي شدّة نفسه ويقال رأَيت ضَرْبَ نساءٍ أَي رأَيت نساءً وقال الراعي
وضَرْبَ نِساءٍ لو رآهنَّ ضارِبٌ ... له ظُلَّةٌ في قُلَّةٍ ظَلَّ رانِيا ( 1 )
( 1 قوله « وقال الراعي وضرب نساء » كذا أنشده في التكملة بنصب ضرب وروي راهب بدل ضارب )
قال أَبو زيد يقال ضَرَبْتُ له الأَرضَ كلَّها أَي طَلَبْتُه في كل
الأَرض ويقال ضَرَبَ فلانٌ الغائط إِذا مَضَى إِلى موضع يَقْضِي فيه حاجتَه ويقال فلانٌ أَعْزَبُ عَقْلاً من ضارِبٍ يريدون هذا المعنى ابن الأَعرابي ضَرْبُ الأَرضِ البولُ ( 2 )
( 2 قوله « ضرب الأرض البول إلخ » كذا بهذا الضبط في التهذيب ) والغائطُ في حُفَرها وفي حديث المُغِيرة أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم انْطَلَقَ حتى تَوارَى عني فضَرَبَ الخَلاَءَ ثم جاء يقال ذَهَبَ يَضْرِبُ الغائطَ والخلاءَ والأَرْضَ إِذا ذهب لقضاء الحاجة ومنه الحديث لا يَذْهَب الرَّجُلانِ يَضرِبانِ الغائطَ يَتَحَدَّثانِ
ضغب
الضَّاغِبُ الرَّجُل وفي المحكم الضَّاغِبُ الذي يَخْتَبِئُ في الخَمَرِ فيُفْزِعُ الإِنسانَ بمِثْلِ صَوْتِ السَّبُع أَو الأَسد أَو الوحش حكاه أَبو حنيفة وأَنشديا أَيُّها الضاغِبُ بالغُمْلُولْ ... إِنَّكَ غُولٌ وَلَدَتْكَ غُولْ
هكذا أَنشده بالإِسكان والصحيح بالإِطلاق وإِن كان فيه حينئذ إِقْواء وقد ضَغَبَ فهو ضاغِبٌ والضَّغِيبُ والضُّغابُ صَوْتُ الأَرنب والذئب ضَغَبَ يَضْغَبُ ضَغِيباً [ ص 552 ] وقيل هو تَضَوُّر الأَرْنب عند أَخذها واستعاره بعضُ الشعراء للَّبَن فقال أَنشده ثعلب
كأَنَّ ضَغِيبَ المَحْضِ في حَاويائِه ... مَعَ التَّمْرِ أَحْياناً ضَغِيبُ الأَرانِبِ
والضَّغِيبُ صوتُ تَقَلْقُل الجُرْدانِ في قُنْبِ الفَرَسِ وليس له فِعْلٌ قال أَبو حنيفة وأَرضٌ مُضْغَبَةٌ كثيرةُ الضَّغابِيس وهي صِغار القِثَّاء ورجل ضَغْبٌ ( 1 )
( 1 قوله « ورجل ضغب إلخ » ضبط في المحكم بكسر الغين المعجمة وفي القاموس بسكونها ) وامرأَة ضَغْبةٌ إِذا اشْتهيا الضَّغابِيسَ أُسْقِطَتِ السينُ منه لأَنها آخر حروف الاسم كما قيل في تصغير فرَزْدَقٍ فُرَيْزِدٌ ومن كلام امرأَة من العرب وإِنْ ذَكَرْتِ الضَّغابِيسَ فإِنّي ضَغِبةٌ ولَيْسَتِ الضَّغِبة من لفظ الضُّغْبُوسِ لأَن الضَّغِبَةَ ثُلاثِيٌّ والضُّغْبوسُ رُباعيّ فهو إِذَنْ من بابِ لأْآلٍ
ضنب
ضَنَبَ به الأَرضَ ضَنْباً ضَرَبها بِهِ وضَبَنَ به ضَبْناً قبَضَ عليه كلاهما عن كراع
ضهب
تَضْهِيبُ القَوْسِ والرُّمْح عَرْضُهما على النار عند التَّثْقيف وضَهَّبه بالنار لَوَّحَه وغَيَّره وضَهَّبَ اللحم شَوَاه على حِجارةٍ مُحْماة فهو مُضَهَّبٌ وقيل ضَهَّبَه شَواه ولم يُبالغ في نُضْجِه أَبو عمرو لحم مُضَهَّبٌ مَشْوِيٌّ على النار ولم يَنْضَجْ قال امرؤ القيسنَمُشُّ بِأَعْرافِ الجِيادِ أَكُفَّنا ... إِذا نَحْنُ قُمْنا عَن شِواءٍ مُضَهَّبِ
أَبو عمرو إِذا أَدْخَلْتَ اللحمَ النارَ ولم تُبالغ في نُضْجِه قلتَ ضَهَّبْتُه فهو مُضَهَّبٌ وقال الليث اللحم المُضَهَّبُ الذي قد شُوِيَ على جَمْرٍ مُحْمًى ابن الأَعرابي الضَّهْباء القَوْسُ التي عَمِلَتْ فيها النارُ والضَّبْحاءُ مِثْلُها الأَزهري في ترجمة هضب وفي النوادر هَضَبَ القومُ وضَهَّبُوا وهَلَبُوا وأَلَبُوا وحَطَبُوا كلُّه الإِكثارُ والإِسْراعُ والضَّيْهَبُ كُلّ قُفٍّ أَو حَزْنٍ أَو موضع من الجَبَل تَحْمَى عليه الشَّمسُ حتى يَنْشَوِيَ عليه اللحمُ وأَنشد وَغْر تَجيشُ قُدورُه بضَياهِبِ قال أَبو منصور الذي أَراد الليثُ إِنما هو الصَّيْهَبُ بالصاد وكذلك هو في البيت « تجيش قُدورُه بصَياهِب » جمعُ الصَّيْهب وهو اليوم الشديد الحرّ قاله أَبو عمرو
ضوب
الضَّوْبانُ والضُّوبان الجَمَلُ المُسِنُّ القَوِيّ الضَّخْمُ واحدُه وجمعُه سواء قالفقَرّبْتُ ضُوباناً قد اخْضَرَّ نابُه ... فَلا ناضِحِي وانٍ ولا الغَرْبُ واشِلُ
وفي رواية ولا الغَرْبُ شَوَّلا وقال الشاعر
عَرَكْرَكٌ مُهْجِرُ الضُّوبانِ أَوَّمَه ... رَوْضُ القِذافِ رَبِيعاً أَيَّ تَأْوِيمِ
وذكره الأَزهري في ترجمة « ضبن » قال من قال ضَوْبان احتمل أَن تكون اللام لام الفعل ويكون على مثال فَوْعال ومن قال ضُوبانٌ جعله من ضابَ يَضُوب وقال أَبو عمرو الضُّوبانُ [ ص 553 ] من الجمال السمينُ الشديدُ وأَنشد
على كلِّ ضُوبانٍ كأَنَّ صَريفَهُ ... بنابَيْهِ صَوْتُ الأَخْطَبِ المُتَرَنِّمِ
وقال لمّا رأَيْتُ الهَمَّ قد أَجْفاني قَرَّبْتُ للرَّحْلِ وللظِّعانِ كلَّ نِيافِيِّ القَرى ضُوبانِ وأَنشده أَبو زيد ضُؤْبان بالهمز الفراء ضابَ الرجلُ إِذا اسْتَخْفَى ابن الأَعرابي ضابَ إِذا خَتَلَ عَدُوًّا
ضيب
الضَّيْبُ شيء من دوابِّ البَرِّ على خِلْقةِ الكلبِ وقال الليث بلغني أَن الضَّيْبَ شيء من دوابِّ البحر قال ولسْتُ على يَقِينٍ منه وقال أَبو الفرج سمعت أَبا الهَمَيْسَع ينشدإِنْ تَمْنَعي صَوبَكِ صَوْبَ المَدْمَعِ ... يَجْري على الخَدِّ كضَيْبِ الثَّعْثَعِ
قال أَبو منصور الثَّعثَعُ الصَّدَفة وضَيْبُه ما في جوفِه من حَبِّ اللُّؤْلُؤ شَبَّه قَطَرات الدَّمْعِ به
طبب
الطِّبُّ علاجُ الجسم والنَّفسِ رجل طَبٌّ وطَبِيبٌ عالم بالطِّبِّ تقول ما كنتَ طَبيباً ولقد طَبِبْتَ بالكَسر ( 1 )( 1 قوله بالكسر زاد في القاموس الفتح )
والمُتَطَبِّبُ الذي يَتعاطى عِلم الطِّبِّ والطَّبُّ والطُّبُّ لغتان في الطِّبِّ وقد طَبَّ يَطُبُّ ويَطِبُّ وتَطَبَّبَ وقالوا تَطَبَّبَ له سأَل له الأَطِبَّاءَ وجمعُ القليل أَطِبَّةٌ والكثير أَطِبَّاء وقالوا إِن كنتَ ذا طِبٍّ وطُبٍّ وطَبٍّ فطُِبَّ لعَيْنِك ابن السكيت إِن كنتَ ذا طِبٍّ فَطِبَّ لنَفسِكَ أَي ابْدأْ أَوَّلاً بإِصلاح نفسكَ وسمعتُ الكِلابيّ يقول اعْمَلْ في هذا عَمَلَ مَن طَبَّ لمن حَبَّ الأَحمر من أَمثالهم في التَّنَوُّق في الحاجة وتحْسينها اصْنَعْه صَنْعَة من طَبَّ لمن حَبَّ أَي صَنْعَة حاذِقٍ لمن يُحِبُّه وجاء رجل إِلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فرأَى بين كتِفَيْه خاتم النُّبُوَّة فقال إِنْ أَذِنْتَ لي عالجتُها فإِني طبيبٌ فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم طَبيبُها الذي خَلَقَها معناه العالمُ بها خالقُها الذي خَلَقها لا أَنت وجاءَ يَسْتَطِبُّ لوجَعه أَي يَسْتَوصِفُ الدواءَ أَيُّها يَصْلُح لدائه والطِّبُّ الرِّفْقُ والطَّبِيبُ الرفيق قال المرّار بن سعيد الفَقْعَسِيُّ يصف جملاً وليس للمَرّار الحَنظلي
يَدِينُ لِمَزْرورٍ إِلى جَنْبِ حَلْقةٍ ... من الشِّبْهِ سَوّاها برفْقٍ طَبيبُها
ومعنى يَدِينُ يُطيع والمَزرورُ الزِّمامُ المربوطُ بالبُرَة وهو معنى قوله حَلْقة من الشِّبْه وهو الصُّفْر أَي يُطيع هذه الناقةَ زِمامُها المربوطُ إِلى بُرَةِ أَنفِها والطَّبُّ والطَّبيبُ الحاذق من الرجال الماهرُ بعلمه أَنشد ثعلب في صفة غِراسةِ نَخْلٍ جاءتْ على غَرْسِ طَبيبٍ ماهِرِ [ ص 554 ] وقد قيل إِن اشتقاقَ الطبيب منه وليس بقويٍّ وكلُّ حاذقٍ بعمَله طبيبٌ عند العرب ورجل طَبٌّ بالفتح أَي عالم يقال فلان طَبٌّ بكذا أَي عالم به وفي حديث سَلْمان وأَبي الدرداء بلغني أَنك جُعِلْتَ طَبيباً الطَّبيبُ في الأَصل الحاذقُ بالأُمور العارف بها وبه سمي الطبيب الذي يُعالج المَرْضى وكُنِيَ به ههنا عن القضاء والحُكْمِ بين الخصوم لأَن منزلة القاضي من الخصوم بمنزلة الطبيب من إِصلاح البَدَن والمُتَطَبِّبُ الذي يُعاني الطِّبَّ ولا يعرفه معرفة جيدة وفَحْلٌ طَبٌّ ماهِرٌ حاذِقٌ بالضِّراب يعرفُ اللاقِح من الحائل والضَّبْعَة من المَبْسورةِ ويَعرفُ نَقْصَ الولد في الرحم ويَكْرُفُ ثم يعودُ ويَضْرِبُ وفي حديث الشَّعْبي وَوصَفَ معاوية فقال كان كالجَمَلِ الطَّبِّ يعني الحاذقَ بالضِّرابِ وقيل الطَّبُّ من الإِبل الذي لا يَضَعُ خُفَّه إِلا حيثُ يُبْصِرُ فاستعار أَحدَ هذين المعنيين لأَفْعاله وخِلاله وفي المثل أَرْسِلْه طَبّاً ولا تُرْسِلْهُ طاطاً وبعضهم يَرْويه أَرْسِلْه طاباً وبعير طَبٌّ يتعاهدُ موضع خُفِّه أَينَ يَطَأُ به والطِّبُّ والطُّبُّ السِّحْر قال ابن الأَسْلَت
أَلا مَن مُبْلِغٌ حسّانَ عَنِّي ... أَطُِبٌّ كانَ دَاؤُكَ أَم جُنونُ ؟
ورواه سيبويه أَسِحْرٌ كان طِبُّكَ ؟ وقد طُبَّ الرجلُ والمَطْبوبُ المَسْحورُ قال أَبو عبيدة إِنما سمي السِّحْرُ طُبّاً على التَّفاؤُلِ بالبُرْءِ قال ابن سيده والذي عندي أَنه الحِذْقُ وفي حديث النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه احْتَجَمَ بقَرْنٍ حين طُبَّ قال أَبو عبيد طُبَّ أَي سُحِرَ يقال منه رجُل مَطْبوبٌ أَي مَسْحور كَنَوْا بالطِّبِّ عن السِّحْر تَفاؤُلاً بالبُرءِ كما كَنَوْا عن اللَّديغ فقالوا سليمٌ وعن المَفازة وهي مَهْلكة فقالوا مَفازة تَفاؤُلاً بالفَوز والسَّلامة قال وأَصلُ الطَّبِّ الحِذْق بالأَشياءِ والمهارةُ بها يقال رجل طَبٌّ وطَبِيبٌ إِذا كان كذلك وإِن كان في غير علاج المرض قال عنترة
إِن تُغْدِفي دوني القِناعَ فإِنَّني ... طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِم
وقال علقمة
فإِن تَسْأَلوني بالنساءِ فإِنَّني ... بَصيرٌ بأَدْواءِ النِّساءِ طَبيبُ
وفي الحديث فلعل طَبّاً أَصابَه أَي سِحراً وفي حديث آخر إِنه
مَطْبوبٌ وما ذاكَ بِطِبِّي أَي بدهْري وعادتي وشأْني
والطِّبُّ الطَّويَّة والشهوة والإِرادة قال
إِنْ يَكُنْ طِبُّكِ الفِراقَ فإِن البَ ... ينَ أَنْ تَعْطِفي صُدورَ الجِمالِ
وقول فَرْوةَ بنِ مُسَيْكٍ المُرادِي
فإِنْ نَغْلِبْ فَغَلاّبونَ قِدْماً ... وإِنْ نُغْلَبْ فغَيرُ مُغَلَّبِينا
فما إِنْ طِبُّنا جُبْنٌ ولكن ... مَنايانا ودَوْلةُ آخَرينا
كذاك الدهرُ دَوْلَتُه سِجالٌ ... تَكُرُّ صُروفُه حِيناً فحينا
[ ص 555 ] يجوز أَن يكون معناه ما دَهْرُنا وشأْنُنا وعادَتُنا وأَن يكون معناه شهوتُنا ومعنى هذا الشعر إِن كانت هَمْدانُ ظَهرت علينا في يوم الرَّدْم فغلبتنا فغير مُغَلَّبين والمُغَلَّبُ الذي يُغْلَبُ مِراراً أَي لم نُغْلَبْ إِلا مرة واحدة والطِّبَّةُ والطِّبابة والطَّبيبة الطريقةُ المستطيلة من الثوب والرمل والسحاب وشُعاعِ الشمسِ والجمع طِبابٌ وطِبَبٌ قال ذو الرمة يصف الثور
حتى إِذا مالَها في الجُدْرِ وانحَدَرَتْ ... شمسُ النهارِ شُعاعاً بَيْنَها طِبَبُ
الأَصمعي الخَِبَّة والطِّبَّة والخَبيبة والطِّبابَةُ كل هذا طرائق في رَمْل وسحابٍ والطِّبَّةُ الشُّقَّةُ المستطيلة من الثوب والجمع الطِّبَبُ وكذلك طِبَبُ شُعاع الشمس وهي الطرائق التي تُرَى فيها إِذا طَلَعَت وهي الطِّباب أَيضاً والطُّبَّة الجِلْدةُ المستطيلة أَو المربعة أَو المستديرة في المَزادة والسُّفْرَة والدَّلْو ونحوها والطِّبابةُ الجِلْدة التي تُجْعَل على طَرَفَي الجِلْدِ في القِرْبة والسِّقاءِ والإِداوة إِذا سُوِّيَ ثم خُرِزَ غيرَ مَثْنِيٍّ وفي الصحاح الجِلدةُ التي تُغَطَّى بها الخُرَزُ وهي معترضة مَثْنِيَّةٌ كالإِصْبَع على موضِع الخَرْزِ الأَصمعي الطِّبابةُ التي تُجْعَل على مُلْتَقَى طَرَفَي الجِلدِ إِذا خُرِزَ في أَسفلِ القِربة والسِّقاءِ والإِداوة أَبو زيد فإِذا كان الجِلدُ في أَسافل هذه الأَشياء مَثْنِيّاً ثم خُرِزَ عليه فهو عِراقٌ وإِذا سُوِّيَ ثم خُرِزَ غيرَ مَثْنِيٍّ فهو طِبابٌ وطَبيبُ السِّقاءِ رُقْعَتُه وقال الليث الطِّبابة من الخُرَزِ السَّيرُ بين الخُرْزَتَين والطُّبَّةُ السَّيرُ الذي يكون أَسفلَ القرْبة وهي تَقارُبُ الخُرَز ابن سيده والطِّبابة سَير عريض تَقَعُ الكُتَب والخُرَزُ فيه والجمع طِبابٌ قال جرير
بَلى فارْفَضَّ دَمْعُكَ غَير نَزْرٍ ... كما عَيَّنْتَ بالسَّرَبِ الطِّبابا
وقد طَبَّ الخَرْزَ يَطُبُّه طَبّاً وكذلك طَبَّ السِّقاءَ وطَبَّبَهُ شُدِّد للكثرة قال الكُمَيتُ يصف قَطاً
أَو الناطِقات الصادقات إِذا غَدَتْ ... بأَسْقِيَةٍ لم يَفْرِهِنَّ المُطَّبِّبُ
ابن سيده وربما سميت القِطْعةُ التي تُخْرَزُ على حرف الدلو أَو حاشية السُّفْرة طُبَّة والجمع طُبَبٌ وطِبابٌ والتطبيب أَن يُعَلَّقَ السِّقاءُ في عَمود البيت ثم يُمْخَضَ قال الأَزهري لم أَسمع التَّطبيبَ بهذا المعنى لغير الليث وأَحْسِبُه التَّطْنِيبَ كما يُطَنَّبُ البيتُ ويقال طَبَّبْتُ الديباجَ تَطْبيباً إِذا أَدْخَلْتَ بَنِيقةً تُوسِعُهُ بها وطِبابةُ السماء وطِبابُها طُرَّتُها المستطيلة قال مالك بن خالد الهذلي
أَرَتْهُ من الجَرْباءِ في كلِّ مَوطِنٍ ... طِباباً فَمَثْواه النَّهارَ المَراكِدُ ( 1 )
( 1 قوله « أرته من الجرباء إلخ » أنشده في جرب وركد غير أنه قال هناك يصف حماراً طردته الخيل تبعاً للصحاح وهو مخالف لما نقله هنا عن الأزهري )
يصف حمار وحش خافَ الطِّرادَ فَلَجأَ إِلى جَبل
[ ص 556 ] فصار في بعضِ شِعابه فهو يَرَى أُفُقَ السماءِ مُسْتَطِيلاً قال الأَزهري وذلك أَن الأُتُنَ أَلجأَت المِسْحَلَ إِلى مَضِيقٍ في الجبل لا يَرَى فيه إِلا طُرَّةً من السماء والطِّبابَةُ من السماء طَريقُه وطُرَّتهُ وقال الآخر
وسَدَّ السماءَ السِّجْنُ إِلا طِبابَةً ... كَتُرْسِ المُرامي مُسْتَكِنّاً جُنوبُها
فالحِمارُ رأَى السماء مُستطيلة لأَنه في شِعْب والرجل رآها مستديرة لأَنه في السجن وقال أَبو حنيفة الطِّبَّة والطَّبيبةُ والطِّبابةُ المستطيلُ الضَّيِّقُ من الأَرض الكثيرُ النبات والطَّبْطَبَةُ صَوْتُ تَلاطُمِ السيل وقيل هو صوت الماء إِذا اضْطَرَب واصْطَكَّ عن ابن الأَعرابي وأَنشد
كأَنَّ صَوْتَ الماءِ في أَمْعائها ... طَبْطَبَةُ المِيثِ إِلى جِوائها
عدّاه بإِلى لأَنَّ فيه معنى تَشَكَّى المِيث وطَبْطَبَ الماءَ إِذا حركه الليث طَبْطَبَ الوادي طَبْطَبَةً إِذا سالَ بالماءِ وسمعت لصوته طَباطِبَ والطَّبْطَبَةُ شيءٌ عَريض يُضْرَبُ بعضُه ببعض الصحاح الطَّبْطَبَة صوتُ الماءِ ونحوه وقد تَطَبْطَبَ قال
إِذا طَحَنَتْ دُرْنِيَّةٌ لِعيالِها ... تَطَبْطَبَ ثَدْياها فَطار طَحِينُها
والطَّبْطابَةُ خَشَبَةٌ عَريضَةٌ يُلْعَبُ بها بالكُرَة وفي التهذيب يَلْعَبُ الفارسُ بها بالكُرَة ابن هانئ يقال قَرُبَ طِبٌّ ويقال قَرُبَ طِبّاً كقولك نِعْمَ رَجلاً وهذا مَثَلٌ يقال للرجل يَسْأَلُ عن الأَمر الذي قد قَرُبَ منه وذلك أَن رجلاً قَعَدَ بين رِجْلي امرأَةٍ فقال لها أَبِكر أَم ثَيِّب ؟ فقالت له قَرُبَ طِبٌّ
طبطب
الطَّباطِبُ العَجَم
طحرب
ما على فلان طُحْرُبة بضم الطاءِ والراءِ يعني من اللباس وقال أَبو الجَرّاح طَحْرِبةٌ بفتح الطاءِ وكسر الراءِ وطَحْرَبةٌ وطِحْرِبةٌ أَي قطعة من خِرقة قال شمر وسمعت طَحْرَبةً وطَحْمَرةً وكلها لغات وفي حديث سَلْمانَ وذكَر يوم القيامة فقال تَدْنُو الشمسُ من رؤُوس الناس وليس على أَحد منهم طُحْرُبة بضم الطاءِ والراءِ وكسرهما وبالحاءِ والخاءِ اللباس وقيل الخرقة وأَكثر ما يُستعمل في النفي وما في السماءِ طِحْرِبةٌ أَي قِطْعة من السحاب وقيل لَطْخةُ غَيمٍ وأَما أَبو عبيد وابن السكيت فخَصّاها بالجَحْدِ واستعملها بعضهم في النفي والإِيجاب والطَِّحْرِبَة الفَسْوَةُ قال وحاصَ مِنّا فَرِقاً وطَحْرَبا وما عليه طِحْرِمة كطِحْرِبة أَي لَطْخٌ من غيم وطِحْرمةٌ أَصلها طِحْرِبة وقال نُصَيْبٌسَرَى في سَوادِ الليلِ يَنْزِلُ خَلْفَه ... مَواكِفُ لم يَعْكُفْ عَلَيْهِنَّ طِحْربُ
قال والطِّحْرِبُ ههُنا الغُثاء من الجَفيف ووالِه الأَرض والمَواكِفُ مَواكِفُ المطر وطَحْرَبَ القِربةَ ملأَها وطَحْرَبَ إِذا عدا فارّاً
طحلب
الطُّحْلُبُ والطِّحْلِبُ والطِّحْلَبُ خُضْرَة تَعْلو الماء المُزمِنَ وقيل هو الذي [ ص 557 ] يكون على الماءِ كأَنه نسج العنكبوت والقِطعة منه طُحْلُبة وطِحْلِبَة وطَحْلَبَ الماءُ علاه الطُّحْلُبُ وعينٌ مُطَحْلَبَة وماءٌ مُطَحْلَب كثير الطُّحْلُب عن ابن الأَعرابي وحكى غيره مُطَحْلَبٌ وقول ذي الرمةعَيْناً مُطَلْحَبَةَ الأَرجاءِ طاميةً ... فيها الضَّفادِعُ والحِيتانُ تَصْطَخِبُ
يُرْوى بالوجْهين جميعاً قال ابن سيده وأَرى اللحياني قد حَكى الطُّلْحُب في الطُّحْلُب وطَحْلَبت الأَرض أَوَّلُ ما تَخْضَرُّ بالنَّبات وطَحْلَبَ الغَديرُ وعينٌ مُطَحْلَبَةُ الأَرجاءِ والطَّحْلَبة القَتْلُ
طخرب
جاءَ وما عليه طَخْرَبة أَي ليس عليه شيء ويُروى بالحاء المهملة أَيضاً وقد تقدم وفي حديث سلمان وليس على أَحد منهم طَخْرَبة وطِخْرِبَة وقد شرحناه في « طحرب » لأَنه يقال بالحاءِ والخاءِ
طرب
الطَّرَبُ الفَرَح والحُزْنُ عن ثعلب وقيل الطَّرَبُ خفة تَعْتَري عند شدَّة الفَرَح أَو الحُزن والهمّ وقيل حلول الفَرَح وذهابُ الحُزن قال النابغة الجعديّ في الهمّسَأَلَتْني أَمتي عن جارَتي ... وإِذا ما عَيَّ ذو اللُّبِّ سَأَلْ
سَأَلَتْني عن أُناسٍ هَلَكوا ... شَرِبَ الدَّهْرُ عليهم وأَكلْ
وأَراني طَرِباً في إِثْرِهِمْ ... طَرَبَ الوالِهِ أَو كالمُخْتَبَلْ
والوالِهُ الثاكِلُ والمُخْتَبَلُ الذي اخْتُبِلَ عَقْله أَي جُنَّ وأَطْرَبَهُ هو وتَطَرَّبه قال الكميت
ولم تُلْهِني دارٌ ولا رَسْمُ مَنزِلٍ ... ولم يَتَطَرَّبني بَنانٌ مُخَضَّبُ
وقال ثعلب الطَّرَبُ عندي هو الحركة قال ابن سيده ولا أَعرف ذلك والطَّرَبُ الشَّوقُ والجمع من ذلك أَطْرابٌ قال ذو الرمة
اسْتَحْدَثَ الرَّكْب عن أَشياعِهِم خَبَراً ... أَم راجَعَ القلبَ من أَطرابه طَرَبُ
وقد طَرِبَ طَرَباً فهو طَرِبٌ من قوم طِرابٍ وقولُ الهُذَليّ
حتى شَآها كَليلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ ... بانَتْ طِراباً وباتَ الليلَ لم يَنَمِ
يقول باتت هذه البَقَر العِطاشُ طِراباً لِمَا رَأَته من البَرْقِ فَرَجَتْه من الماء ورجل طَروبٌ ومِطْرابٌ ومِطرابةٌ الأَخيرة عن اللحياني كثيرُ الطَّرَبِ قال وهو نادرٌ واسْتَطْرَب طلب الطَّرب واللَّهْوَ وطَرَّبه هو وطَرَّب تَغَنَّى قال امرؤ القيس
يُغَرِّدُ بالأَسْحارِ في كلِّ سُدْفَةٍ ... تَغَرُّدَ مَيَّاحِ النَّدامى المُطَرِّبِ
ويقال طَرَّب فلانٌ في غِنائِه تَطْريباً إِذا رَجَّع صوتَه وزيَّنَه قال امرؤ القيس كما طَرَّبَ الطَّائرُ المُسْتَحِرْ أَي رجَّع والتَّطْريب في الصوت مَدُّه وتَحْسينُه وطَرَّبَ في قراءته مَدَّ ورجَّع وطَرَّبَ الطائِرُ في صوته [ ص 558 ] كذلك وخَصَّ بعضُهم به المُكَّاء وقول سَلْمى ( 1 )
( 1 قوله « وقول سلمى إلخ » كذا بالأصل ) ابنِ المُقْعَدِ
لما رأَى أَن طَرَّبوا من ساعَةٍ ... أَلْوى بِرَيْعانِ العِدى وأَجْذَما
قال السُّكَّريُّ طَرَّبوا صاحُوا ساعةً بعد ساعةٍ والأَطْرابُ نُقاوَةُ الرَّياحينِ وقيل الأَطْرابُ الرَّياحينُ وأَذْكاؤُها وإِبلٌ طرابٌ تَنزِعُ إِلى أَوْطانِها وقيل إِذا طَرِبَتْ لِحُداتها
واستَطْرَبَ الحُداةُ الإِبلَ إِذا خَفَّتْ في سيرها من أَجلِ حُداتِها وقال الطِّرمَّاحُ
واسْتَطْرَبَتْ ظُعْنُهُم لما احْزَأَلَّ بهمْ ... آلُ الضُّحى ناشِطاً من داعِباتِ دَدِ ( 2 )
( 2 قوله « من داعبات » كذا بالأصل كالتهذيب بالموحدة بعد العين والذي في الأساس بالمثناة التحتية ثم قال أي سألته أن يطرب ويغني وهو من داعيات دد أي من دواعيه وأسبابه يعني الناشط وهو الحادي لأنه ينشط من مكان إلى مكان )
يقول حَملَهم على الطرب شوقٌ نازعٌ وقولُ الكُمَيْت
يُريد أَهْزَعَ حَنَّاناً يُعَلِّله ... عندَ الإِدامَة حتى يَرْنَأَ الطَّرِبُ ( 3 )
( 3 قوله « يريد أهزع إلخ » أنشده في دوم يستل أهزع إلخ والأهزع بالزاي السريع )
فإِنما عَنى بالطَّرِبِ السَّهْم سماه طَرِباً لِتَصْويته إِذا دُوِّم أَي فُتِلَ بالأَصابع
والمَطْرَبُ والمَطْرَبةُ الطريق الضيق ولا فعل له والجمعُ المَطارِبُ قال أَبو ذؤيب الهذلي
ومَتْلَفٍ مثلِ فَرْقِ الرَّأْسِ تَخْلِجُه ... مَطارِبٌ زَقَبٌ أَميالُها فيحُ
ابن الأَعرابي المَطْرَبُ والمَقْرَبُ الطريق الواضح والمَتْلَفُ القَفْر سمي بذلك لأَنه يُتْلِفُ سالِكَه في الأكثر كما سموا الصَّحراءَ بَيْداء لأَنها تُبيدُ سالِكَها والزَّقَبُ الضيقة وقوله مثل فَرْقِ الرأْس أَي مثل فرق الرأْس في ضيقه وتَخْلِجُهُ أَي تَجْذِبهُ هذه الطرقُ إِلى هذه وهذه إِلى هذه وأَميالُها فيح أَي واسعة والميلُ المسافة من العَلَم إِلى العَلَم وفي الحديث لَعَنَ اللّهُ من غيَّر المَطْرَبَةَ والمَقْرَبَة المَطْرَبَة واحدة المطارب وهي طُرُقٌ صِغار تَنْفُذُ إِلى الطرقِ الكبارِ وقيل المطارِبُ طُرُقٌ متَفرقة واحدتُها مَطْربة ومَطْرَبٌ وقيل هي الطرق الضيقة المنفردة يقال طَرَّبْتُ عن الطريق عدَلْتُ عنه والطَّرَبُ اسم فرس سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وطَيْروب اسم
طرطب
طَرْطَبَ بالغَنم أَشْلاها وقيل الطَّرْطَبةُ بالشَّفَتَين قال ابن حَبْناءَفإِنَّ اسْتَكَ الكَوماءَ عَيْبٌ وعَورَةٌ ... يُطَرْطِبُ فيها ضاغِطانِ وناكِثُ
وفي حديث الحسن وقد خرج من عند الحجاج فقال دخلتُ على أُحَيْوِلٍ يُطَرْطِبُ شُعَيْراتٍ له يريد يَنْفُخُ بشفتيه في شاربه غيظاً وكِبراً والطَّرْطَبَةُ الصَّفير بالشَّفَتَين للضأْن أَبو زيد طَرْطَبَ بالنعجة طَرْطَبَةً إِذا دعاها وطَرْطَبَ الحالِبُ بالمِعْزى إِذا دعاها ابن سيده الطَّرْطَبةُ صوتُ الحالب للمعز يُسَكِّنها بشفتيه وقد طَرْطَبَ بها طَرْطَبَةً إِذا دعاها والطَّرْطَبَةُ اضطِرابُ الماءِ في الجوف [ ص 559 ] أَو القربة والطُّرْطُبُّ بالضم وتشديد الباءِ ( 1 )
( 1 قوله « بالضم وتشديد الباء » زاد في القاموس تخفيفها ) الثَّدْيُ الضَّخْمُ المُسْترخي الطويل يقال أَخْزَى اللّه طُرْطُبَّيْها ومنهم من يقول طُرْطُبَّة للواحدة فيمن يؤنث الثَّدي وفي حديث الأَشْتَر في صفة امرأَة أَرادها ضَمْعَجاً طُرْطُباً الطُّرْطُبُ العظيمة الثديين والبعض يقول للواحدة طُرْطُبَى فيمن يؤنث الثدي والطُّرْطُبَّةُ الطويلة الثَّدْيَين قال الشاعر
لَيْسَتْ بقَتَّاتةٍ سَبَهْلَلَةٍ ... ولا بطُرطُبَّةٍ لها هُلْبُ
وامرأَة طُرطُبَّةٌ مسترخية الثديين وأَنشد
أُفٍّ لتلك الدِّلْقِمِ الهِرْدَبَّه ... العَنْقَفيرِ الجَلْبَحِ الطُّرطُبَّه
والطُّرطُبَةُ الضرْعُ الطويل يمانية عن كراع والطُّرطُبانيَّة من المَعَز الطويلةُ شطرَيِ الضَّرع الأَزهري في ترجمة « قرطب » قال الشاعر
إِذا رآني قد أَتَيْتُ قَرطَبَا ... وجالَ في جحاشه وطَرطَبا
قال الطَّرطَبةُ دُعاءُ الحُمُر أَبو زيد في نوادره يقال للرجل يُهْزأُ منه دُهْدُرَّين وطُرطُبَّين رأَيت في حاشيةِ نسخة من الصحاح يُوثَقُ بها قال عثمان بن عبدالرحمن طرطب غير ذي ترجمة في الأُصول والذي ينبغي إفرادها في ترجمة إِذ هي ليست من فصل « طرب » وهو من كتب اللغة في الرباعي
طسب
المَطاسِبُ المياهُ السُّدْمُ الواحد سَدومٌ
طعب
ابن الأَعرابي يقال ما به من الطَّعْبِ شيءٌ أَي ما به شيء من اللَّذة والطِّيبِ
طعزب
الطَّعْزبة الهُزءُ والسُّخْرية حكاه ابن دريد قال ابن سيده ولا أَدري ما حقيقته
طعسب
طَعْسَبَ عَدا مُتَعَسِّفاً
طعشب
طَعْشَبٌ اسم حكاه ابن دريد قال وليس بثَبَتٍ
طلب
الطَّلَبُ مُحاوَلَةُ وِجْدانِ الشَّيءِ وأَخْذِه والطِّلْبَةُ ما كان لكَ عند آخرَ من حَقٍّ تُطالِبه به والمُطالَبة أَن تُطالِبَ إِنساناً بحق لك عنده ولا تزال تَتَقاضاه وتُطالبه بذلك والغالب في باب الهَوى الطِّلابُ وطَلَبَ الشَّيءَ يَطْلُبه طَلَباً واطَّلَبه على افتعله ومنه عبدُالمُطَّلِب بن هاشم والمُطَّلِبُ أَصلهُ مُتْطَلِب فأُدْغِمَتِ التاء في الطاء وشُدِّدَت فقيل مُطَّلِب واسمه عامر وتَطلَّبه حاول وُجُودَه وأَخْذَهُ والتَّطَلُّبُ الطَّلَبُ مَرَّةً بعد أُخرى والتَّطَلُّبُ طَلَبٌ في مُهْلة من مواضع ورجل طالبٌ من قوم طُلَّب وطُلاَّب وطَلَبَةٍ الأَخيرة اسم للجمع وطَلوبٌ من قومٍ طُلُبٍ وطَلاَّبٌ من قوم طَلاَّبين وطَليبٌ من قوم طُلَباءَ قال مُلَيح الهُذليّفلم تَنْظُري دَيْناً وَلِيتِ اقتِضاءَه ... ولم يَنْقَلِبْ منكم طَلِيبٌ بطائِل
وطَلَّبَ الشيءَ طَلَبَهُ في مُهْلة على ما يجيء عليه هذا النحوُ بالأَغلب [ ص 560 ] وطالبه بكذا مُطالَبة وطِلاباً طَلَبَه بحق والاسم منه الطَّلَبُ والطِّلْبةُ والطَّلَبُ جمع طالب قال ذو الرمة
فانْصاعَ جانِبُه الوَحْشيُّ وانكَدَرَتْ ... يَلْحَبنَ لا يأْتَلي المَطلوبُ والطَّلَبُ
وطَلَبَ إِليَّ طَلَباً رَغِبَ وأَطْلَبَه أَعطاه ما طَلَب وأَطْلَبَه أَلجأَه إِلى أَن يَطْلُب وهو من الأَضداد والطَّلِبة بكسر اللام ما طَلَبْته من شيء وفي حديث نُقادَةَ الأَسَديّ قلت يا رسول اللّه اطْلُبْ إِليَّ طَلِبةً فإِني أُحب أَن أُطْلِبَكَها الطَّلِبَةُ الحاجةُ وإِطْلابُها إِنجازُها وقضاؤُها يقال طَلَبَ إِليَّ فأَطْلَبْته أَي أَسْعَفْتُه بما طَلب وفي حديث الدُّعاء ليس لي مُطْلِبٌ سواك وكََّلأَ مُطْلِبٌ بَعيد المَطْلَبِ يُكَلِّفُ أَن يُطْلَب وماء مُطْلِبٌ كذلك وكذلك غير الماء والكَلإِ أَيضاً قال الشاعر أَهاجَكَ بَرْقٌ آخِرَ اللَّيْلِ مُطْلِبٌ وقيل ماء مُطْلِبٌ بعيدٌ من الكَلإِ قال ذو الرمة
أَضَلَّه راعياً كَلْبِيةٌ صَدراً ... عن مُطْلِبٍ قارِبٍ وُرَّادُهُ عُصُبُ
ويُرْوى عن مُطْلِبٍ وطُلى الأَعناقِ تَضْطَرِبُ يقول بَعُدَ الماءُ عنهم حتى أَلجَأَهم إِلى طَلَبه وقوله راعياً كَلْبيةٌ يعني إِبلاً سوداً من إِبل كَلْب وقد أَطْلَبَ الكَلأُ تباعَدَ وطَلَبه القوم وقال ابن الأَعرابي ماءٌ قاصدٌ كَلَؤُهُ قريب وماء مُطلِبٌ كَلَؤُه بعيدٌ وقال أَبو حنيفة ماء مُطلِبٌ إِذا بَعُدَ كَلَؤُهُ بقَدْر مِيلَين أَو ثلاثة فإِذا كان مسيرةَ يوم أَو يومين فهو مُطْلِبُ إِبلٍ غيره أَطْلَبَ الماءُ إِذا بَعُد فلم يُنَلْ إِلاّ بطَلَبٍ وبئر طَلوبٌ بعيدةُ الماء وآبارٌ طُلُبٌ قال أَبو وَجْزَة
وإِذا تَكَلَّفْتُ المَديحَ لغَيره ... عالَجْتُها طُلُباً هُناك نِزاحا
وأَطْلَبه الشيءَ أَعانه على طَلَبه وقال اللحياني اطْلُبْ لي شيئاً ابْغِه لي وأَطْلِبني أَعِنِّي على الطَّلَب وقوله في حديث الهجرة قال سُراقَةُ فاللّه لَكُما أَن أَرُدَّ عنكما الطَّلَب قال ابن الأَثير هو جمع طالب أَو مصدرٌ أُقيم مُقامه أَو على حذف المضاف أَي أَهلَ الطَّلَب وفي حديث أَبي بكر في الهجرة قال له أَمْشي خَلْفَكَ أَخْشى الطَّلَب ابن الأَعرابي الطَلَبةُ الجماعةُ من الناس والطُّلْبة السَّفْرة البعيدة وطَلِبَ إِذا اتَّبَعَ وطَلِبَ إِذا تَبَاعَدَ وإِنه لَطِلْبُ نساءٍ أَي يَطْلُبهن والجمع أَطْلاب وطِلبَة وهي طِلْبُه وطِلْبَتُه الأَخيرة عن اللحياني إِذا كان يَطْلُبها ويَهْواها ومَطْلُوب اسم موضع قال الأَعشى يا رَخَماً قاظَ على مَطْلُوب ويقال طالبٌ وطَلَبٌ مثل خادم وخَدَم وطالِبٌ ومُطَّلِبٌ وطُلَيْبٌ وطَلَبةُ وطَلاَّبٌ أَسماء
طنب
الطُّنْبُ والطُّنُبُ معاً حَبْل الخِباءِ والسُّرادقِ ونحوهما [ ص 561 ] وأَطنابُ الشجر عروقٌ تَتَشَعَّبُ من أَرُومَتِها والأَواخِيُّ الأَطْنابُ واحدتُها أَخِيَّةٌ والأَطْنابُ الطوالُ من حِبالِ الأَخْبيةِ والأُصُرُ القِصارُ واحدها إِصار والأَطْنابُ ما يُشَدُّ به البيتُ من الحبال بين الأَرض والطرائق ابن سيده الطُّنْبُ حبل طويل يُشَدُّ به البيتُ والسُّرادقُ بين الأَرض والطرائق وقيل هو الوَتِدُ والجمع أَطنابٌ وطِنَبَةٌ وطَنَّبَه مَده بأَطنابه وشَدَّه وخِباءٌ مُطَنَّبٌ ورِواقٌ مُطَنَّب أَي مشدود بالأَطْناب وفي الحديث ما بين طُنْبَي المدينة أَحْوجُ مني إِليها أَي ما بين طَرَفيها والطُّنُب واحدُ أَطناب الخَيْمَة فاستعاره للطَّرَف والناحية والطُنْبُ عِرْق الشجر وعَصَبُ الجَسَد ابن سيده أَطْنابُ الجسد عَصَبُه التي تتصل بها المفاصِلُ والعظام وتَشُدُّها والطُّنْبانِ عَصَبتانِ مُكْتَنِفتان ثَغْرة النَّحْر تمتدّان إِذا تَلَفَّتَ الإِنسانُ والمِطْنَبُ والمَطْنَبُ أَيضاً المَنْكِبُ والعاتِقُ قال امرؤُ القيسوإِذْ هِيَ سَوْداءُ مِثلُ الفَحِيمِ ... تُغَشِّي المَطانِبَ والمَنْكِبا
والمَطْنَبُ حَبْلُ العاتِق وجمعه مَطانِبُ ويقال للشمس إِذا تَقَضَّبَتْ عند طُلوعها لها أَطْنابٌ وهي أَشِعَّة تمتدُّ كأَنَّها القُضُبُ وفي حديث عمر رضي اللّه عنه أَن الأَشْعَثَ بن قَيْس تَزَوَّجَ امرأَةً على حُكْمِها فَردَّها عمر إِلى أَطنابِ بيتِها يعني رَدَّها إِلى مَهْرِ مِثلها من نسائها يريد إِلى ما بُنِيَ عليه أَمْرُ أَهْلِها وامتدَّت عليه أَطنابُ بيوتِهم ويقال هو جاري مُطانِبِي أَي طُنُبُ بيته إِلى طُنُبِ بيتي وفي الحديث ما أُحِبُّ أَنَّ بيتي مُطَنَّبٌ ببيتِ محمدٍ صلى اللّه عليه وسلم اني أَحْتَسِبُ خُطايَ مُطَنَّبٌ مشدود بالأَطناب يعني ما أُحِبُّ أَن يكون بيتي إِلى جانب بيته لأَني أَحْتَسِبُ عند اللّه كثرةَ خُطايَ من بيتي إِلى المسجد والمِطْنَبُ المِصْفاةُ والطَّنَبُ طُول في الرجلين في اسْتِرْخاء والطُّنُب والإِطْنابةُ جميعاً سَيْرٌ يُوصَلُ بوَتَرِ القَوْسِ العربية ثم يُدارُ على كُظْرِها وقيل إِطْنابةُ القَوْسِ سَيْرُها الذي في رِجْلِها يُشَدُّ من الوَتَر على فُرضَتِها وقد طَنَّبْتُها الأَصمعي الإِطْنابةُ السَّيْرُ الذي على رأْس الوَتَر من القوس وقوسٌ مُطَنَّبة والإِطْنابةُ سير يُشَدُّ في طَرَفِ الحِزام ليكون عَوْناً لسَيْرِه إِذا قَلِقَ قال النابغة يصف خيلاً
فهُنَّ مُسْتَبْطِناتٌ بَطْنَ ذِي أُرُلٍ ... يَرْكُضْن قد قَلِقَتْ عَقْدُ الأَطانيبِ
والإِطْنابَةُ سَير الحِزام المعقود إِلى الإِبْزِيمِ وجمعُه الأَطانيبُ وقال سلامة ( 1 )
( 1 قوله « وقال سلامة » كذا بالأصل والذي في الأساس قال
النابغة )
حتى اسْتَغَثْنَ بأَهْلِ المِلْحِ ضاحِيةً ... يَرْكُضْن قد قَلِقَتْ عَقْدُ الأَطانِيبِ
وقيل عَقْدُ الأَطَانِيبِ الأَلْبابُ والحُزُمُ إِذا اسْتَرْخَتْ والإِطْنابَةُ المِظَلَّة وابنُ الإِطْنابة رجل شاعر سمي بواحدة من هذه والإِطْنابةُ أُمُّه وهي امرأَة من بني كنانة بن القيس بن جَسْرِ بن [ ص 562 ] قُضاعة واسم أَبيه زَيْدُ مَناةَ والطَّنَبُ بالفتح اعْوجاج في الرُّمْح وطَنَّبَ بالمكان أَقام به وعَسْكرٌ مُطَنِّبٌ لا يُرَى أَقصاه من كثرته وجَيْشٌ مِطْنابٌ بعيدُ ما بين الطَّرَفين لا يَكاد ينقطعُ قال الطِّرِمّاحُ
عَمِّي الذي صَبَح الحَلائبَ غُدْوَةً ... من نَهْروانَ بجَحْفَلٍ مِطنابِ
أَبو عمرو التَّطْنِيبُ أَنْ تعلِّقَ السِّقاءَ في عَمُود البيت ثم تَمْخَضَهُ والإِطْنابُ البلاغة في المَنْطِق والوَصْفِ مدحاً كان أَو ذمّاً وأَطْنَبَ في الكلام بالَغَ فيه والإِطْنابُ المبالغة في مدح أَو ذم والإِكثارُ فيه والمُطْنِبُ المَدَّاحُ لكل أَحد ابن الأَنباري أَطْنَبَ في الوصف إِذا بالغ واجْتَهد وأَطْنَبَ في عَدْوه إِذا مَضى فيه باجتهاد ومبالغة وفرس في ظَهْرِه طَنَبٌ أَي طولٌ وفرس أَطْنَبُ إِذا كان طويلَ القَرَى وهو عيب ومنه قول النابغة
لَقَدْ لَحِقْتُ بأُولَى الخَيْلِ تَحْمِلُنِي ... كَبْداءُ لا شَنَجٌ فيها ولا طَنَبُ
وطَنِبَ الفرسُ طَنَباً وهو أَطْنَبُ والأُنثى طَنْباءُ طال ظهرُه وأَطْنَبَتِ الإِبلُ إِذا تَبِعَ بعْضُها بعضاً في السير وأَطْنَبَتِ الريحُ إِذا اشتَدَّتْ في غُبارٍ وخَيْلٌ أَطانيبُ يَتْبَعُ بعضُها بعضاً ومنه قول الفرزدق
وقد رَأَى مُصْعَبٌ في ساطِعٍ سَبِطٍ ... منها سَوابقَ غاراتٍ أَطَانِيبِ
يقال رَأَيت إِطْنابةً من خَيْلٍ وطَيْرٍ وقال النمرُ بن تَوْلَبٍ
كأَنَّ امْرَأً في الناسِ كنتَ ابْنَ أُمّه ... على فَلَجٍ مِنْ بَطْنِ دِجْلَةَ مُطْنِبِ
وفَلَجٌ نهر ومُطْنِبٌ بعيدُ الذهاب يعني هذا النهر ومنه أَطْنَبَ في الكلام إِذا أَبْعَدَ يقول مَنْ كنتَ أَخاه فإِنما هو على بَحْر من البُحور من الخِصْبِ والسَّعَةِ والطُّنُبُ خَبْراءُ من وادي ماوِيَّةَ وماوِيَّةُ ماءٌ لبَنِي العَنْبر ببطن فَلْج عن ابن الأَعرابي وأَنشد
لَيْسَتْ من اللاَّئِي تَلَهَّى بالطُّنُبْ ... ولا الخَبِيراتِ مع الشَّاءِ المُغِبّ
الخَبِيراتُ خَبْراواتٌ بالصَّلْعاءِ صَلْعاء ماوِيَّة سُمِّينَ بذلك لأَنهنَّ انْخَبَرْنَ في الأَرض أَي انْخَفَضْنَ فاطْمَأَنَنَّ فيها وطَنَّبَ الذِّئبُ عَوَى عن الهَجَريّ قال واسْتَعاره الشاعر للسَّقْب فقال وطَنَّبَ السَّقْبُ كما يَعْوي الذيب
طهلب
الطَّهْلَبَةُ الذهاب في الأَرض عن كراع
طوب
يقال للداخل طَوْبَةً وأَوْبَةً يُريدونَ الطَّيِّبَ في المعنى دون اللَّفظ لأَن تلك ياءٌ وهذه واو والطُّوبَةُ الآجُرَّة شامية أَو رومية قال ثعلب قال أَبو عمرو لو أَمْكَنْتُ من نَفْسي ما تَركُوا لي طُوبَةً يعني آجرة الجوهري والطُّوبُ الآجر بلغة أَهل مصر والطُّوبَةُ الآجُرَّة ذكرها الشافعي قال ابن شميل فلان لا آجُرَّة له ولا طُوبَة قال الآجر الطين [ ص 563 ]
طيب
الطِّيبُ على بناء فِعْل والطَّيِّب نعت وفي الصحاح الطَّيِّبُ خلاف الخَبيث قال ابن بري الأَمر كما ذكر إِلا أَنه قد تتسع معانيه فيقال أَرضٌ طَيِّبة للتي تَصْلُح للنبات ورِيحٌ طَيِّبَةٌ إِذا كانت لَيِّنةً ليست بشديدة وطُعْمة طَيِّبة إِذا كانت حلالاً وامرأَةٌ طَيِّبة إِذا كانت حَصاناً عفيفةً ومنه قوله تعالى الطيباتُ للطَّيِّبين وكلمةٌ طَيِّبة إِذا لم يكن فيها مكروه وبَلْدَة طَيِّبة أَي آمنةٌ كثيرةُ الخير ومنه قوله تعالى بَلْدَة طَيِّبة ورَبٌّ غَفُور ونَكْهة طَيِّبة إِذا لم يكن فيها نَتْنٌ وإِن لم يكن فيها ريح طَيِّبة كرائحةِ العُود والنَّدِّ وغيرهما ونَفْسٌ طَيِّبة بما قُدِّرَ لها أَي راضية وحِنْطة طَيِّبة أَي مُتَوَسِّطَة في الجَوْدَةِ وتُرْبة طَيِّبة أَي طاهرة ومنه قوله تعالى فَتَيَمَّمُوا صَعيداً طَيِّباً وزَبُونٌ طَيِّبٌ أَي سَهْل في مُبايعَته وسَبْيٌ طَيِّبٌ إِذا لم يكن عن غَدْر ولا نَقْض عَهْدٍ وطعامٌ طَيِّب للذي يَسْتَلِذُّ الآكلُ طَعْمه ابن سيده طَابَ الشيءُ طِيباً وطَاباً لذَّ وزكَا وطابَ الشيءُ أَيضاً يَطِيبُ طِيباً وطِيَبَةً وتَطْياباً قال عَلْقَمةيَحْمِلْنَ أُتْرُجَّةً نَضْخُ العَبيرِ بها ... كَأَنَّ تَطْيابَها في الأَنْفِ مَشْمومُ
وقوله عز وجل طِبْتم فادخُلوها خالِدين معناه كنتم طَيِّبين في الدنيا فادخُلوها والطَّابُ الطَّيِّبُ والطِّيبُ أَيضاً يُقالان جميعاً وشيءٌ طابٌ
أَي طَيِّبٌ إِما أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه وإِما أَن يكون فِعْلاً
وقوله
يا عُمَرَ بنَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابْ ... مُقابِلَ الأَعْراقِ في الطَّابِ الطَّابْ
بَينَ أَبي العاصِ وآلِ الخَطَّابْ ... إِنَّ وقُوفاً بفِناءِ الأَبْوابْ
يَدْفَعُني الحاجِبُ بعْدَ البَوَّابْ ... يَعْدِلُ عندَ الحُرِّ قَلْعَ الأَنْيابْ
قال ابن سيده إِنما ذهب به إِلى التأْكيد والمبالغة ويروى في الطيِّب الطَّاب وهو طَيِّبٌ وطابٌ والأُنثى طَيِّبَةٌ وطابَةٌ وهذا الشعر يقوله كُثَيِّر ابنُ كُثَيِّر النَّوفَليُّ يمدحُ به عمر بن عبدالعزيز ومعنى قوله مُقابِلَ الأَعْراقِ أَي هو شريفٌ من قِبَل أَبيه وأُمه فقد تَقَابلا في الشَّرَفِ والجلالة لأَنَّ عمر هو ابن عبدالعزيز بن مروان بن الحكم بن أَبي العاص وأُمه أُم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب فَجَدُّه من قِبل أَبيه أَبو العاص جَدُّ جَدِّه وجَدُّه من قِبل أُمه عُمَرُ بن الخطاب وقولُ جَنْدَلِ بن المثنى هَزَّتْ بَراعيمَ طِيابِ البُسْرِ إِنما جمع طِيباً أَو طَيِّباً والكلمةُ الطَّيِّبةُ شهادةُ أَنْ لا إِله إِلاّ اللّهُ وأَنَّ محمداً رسول اللّه قال ابن الأَثير وقد تكرر في الحديث ذكر الطَّيِّبِ والطَّيِّبات وأَكثر ما يرد بمعنى الحلال كما أَن الخبيث كناية عن الحرام وقد يَرِدُ الطَّيِّبُ بمعنى الطاهر ومنه الحديث انه قال لِعَمَّار مَرحباً بالطَّيِّبِ المُطَيَّبِ أَي الطاهر المُطَهَّرِ ومنه حديث عليّ ( 1 )
( 1 قوله « ومنه حديث علي الخ » المشهور حديث أبي بكر كذا هو في الصحيح آه من هامش النهاية ) كرم اللّه وجهه لما مات رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال بأَبي أَنتَ وأُمي طِبْتَ حَيّاً وطِبْتَ مَيِّتاً أَي طَهُرتَ والطَّيِّباتُ في التحيات أَي الطَّيِّباتُ من الصلاة [ ص 564 ] والدعاءِ والكلام مصروفاتٌ إِلى اللّه تعالى وفلانٌ طَيِّبُ الإِزار إِذا كان عفيفاً قال النابغة رِقاقُ النِّعالِ طَيِّبٌ حُجُزاتُهم أَراد أَنهم أَعِفَّاءُ عن المحارم وقوله تعالى وهُدُوا إِلى الطَّيِّب من القول قال ثعلب هو الحسن وكذلك قولُه تعالى إِليه يَصْعَدُ الكَلِم الطَّيِّب والعملُ الصالِحُ يَرْفَعُه إِنما هو الكَلِمُ الحَسَنُ أَيضاً كالدعاء ونحوه ولم يفسر ثعلب هذه الأَخيرة وقال الزجاج الكَلِمُ الطَّيِّبُ توحيدُ اللّه وقول لا إِله إِلاَّ اللّه والعملُ الصالح يَرْفَعُه أَي يرفع الكَلِمَ الطَّيِّبَ الذي هو التوحيدُ حتى يكون مُثبِتاً للموحد حقيقةَ التوحيد والضمير في يرفعه على هذا راجع إِلى التوحيد ويجوز أَن يكون ضمير العملِ الصالِح أَي العملُ الصالحُ يرفعه الكَلِمُ الطَّيِّبُ أَي لا يُقْبَلُ عملٌ صالحٌ إِلاَّ من موحد ويجوز أَن يكون اللّهُ تعالى يرفعه وقوله تعالى الطَّيِّباتُ للطَّيِّبين والطيِّبون للطيِّبات قال الفراء الطَّيِّبات من الكلام للطيبين من الرجال وقال غيره الطيِّبات من النساءِ للطيِّبين من الرجال وأَما قوله تعالى يسأَلونك ماذا أُحِلَّ لهم ؟ قل أُحِلَّ لكم الطَّيِّباتُ الخطاب للنبي صلى اللّه عليه وسلم والمراد به العرب وكانت العرب تستقذر أَشياء كثيرة فلا تأْكلها وتستطيب أَشياءَ فتأْكلها فأَحلَّ اللّه لهم ما استطابوه مما لم ينزل بتحريمه تِلاوةٌ مِثْل لحوم الأَنعام كلها وأَلبانها ومثل الدواب التي كانوا يأْكلونها من الضِّباب والأَرانب واليرابيع وغيرها وفلانٌ في بيتٍ طَيِّبٍ يكنى به عن شرفه وصلاحه وطِيبِ أَعْراقِه وفي حديث طاووس أَنه أَشْرَفَ على عليِّ بن الحُسَين ساجداً في الحِجْر فقلتُ رجلٌ صالح من بَيْتٍ طَيِّبٍ والطُّوبى جماعة الطَّيِّبة عن كراع قال ولا نظير له إِلاَّ الكُوسى في جمع كَيِّسَة والضُّوقى في جمع ضَيِّقة قال ابن سيده وعندي في كل ذلك أَنه تأْنيثُ الأَطْيَبِ والأَضْيَقِ والأَكْيَسِ لأَنَّ عْلى ليسَت من أَبنية الجموع وقال كراع ولم يقولوا الطِّيبى كما قالوا الكِيسَى في الكوسى والضِّيقَى في الضُّوقى والطُّوبى الطيِّبُ عن السيرافي وطُوبى فُعْلى من الطِّيبِ كأَن أَصله طُيْبَى فقلبوا الياء واواً للضمة قبلها ويقال طُوبى لَك وطُوبَاك بالإِضافة قال يعقوب ولا تَقُل طُوبِيكَ بالياءِ التهذيب والعرب تقول طُوبى لك ولا تقل طُوبَاك وهذا قول أَكثر النحويين إِلا الأَخفش فإِنه قال من العرب من يُضيفها فيقول طُوباك وقال أَبو بكر طُوباكَ إِن فعلت كذا قال هذا مما يلحن فيه العوام والصواب طُوبى لك إِن فعلت كذا وكذا وطُوبى شجرة في الجنة وفي التنزيل العزيز طُوبى لهم وحُسْن مآبٍ وذهب سيبويه بالآية مَذْهبَ الدُّعاء قال هو في موضع رفع يدلّك على رفعه رفعُ وحُسْنُ مآبٍ قال ثعلب وقرئَ طُوبى لهم وحُسْنَ مآبٍ فجعل طُوبى مصدراً كقولك سَقْياً له ونظيره من المصادر الرُّجْعَى واستدل على أَن موضعه نصب بقوله وحُسْنَ مآبٍ قال ابن جني وحكى أَبو حاتم سهلُ بن محمد السِّجِسْتاني في كتابه الكبير في القراءَات قال قرأَ عليَّ أَعرابي بالحرم طِيبَى لهم فأَعَدْتُ فقلتُ طُوبى فقال طِيبى فأَعَدْتُ فقلت طُوبى فقال طِيبَى فلما طال عليَّ قلت طُوطُو فقال طِي طِي قال الزجاج [ ص 565 ] جاءَ في التفسير عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَن طُوبى شجرة في الجنة وقيل طُوبى لهم حُسْنَى لهم وقيل خَيْر لهم وقيل خِيرَةٌ لهم وقيل طُوبى اسم الجنة بالهِنْدية ( 1 )
( 1 قوله « بالهندية » قال الصاغاني فعلى هذا يكون أصلها توبى بالتاء فعربت فإنه ليس في كلام أهل الهند طاء ) وفي الصحاح طُوبى اسم شجرة في الجنة قال أَبو إِسحق طُوبى فُعْلى من الطِّيبِ والمعنى أَن العيشَ الطَّيِّبَ لهم وكلُّ ما قيل من التفسير يُسَدِّد قولَ النحويين إِنها فُعْلى من الطِّيبِ وروي عن سعيد بن جبير أَنه قال طُوبى اسم الجنة بالحبشية وقال عكرمة طُوبى لهم معناه الحُسْنَى لهم وقال قتادة طُوبى كلمة عربية تقول العرب طُوبى لك إِن فعلت كذا وكذا وأَنشد
طُوبى لمن يَسْتَبْدِلُ الطَّوْدَ بالقُرَى ... ورِسْلاً بيَقْطِينِ العِراقِ وفُومها
الرِّسْلُ اللبن والطَّوْدُ الجَبلُ واليَقْطِينُ القَرْعُ أَبو عبيدة كل ورقة اتَّسَعَتْ وسَتَرَتْ فهي يَقطِينٌ والفُوم الخُبْزُ والحِنْطَةُ ويقال هو الثُّومُ وفي الحديث إِن الإِسلام بَدأَ غريباً وسَيَعُود غريباً كما بدأَ فطُوبى للغُرباءِ طُوبى اسم الجنة وقيل شجرة فيها وأَصلها فُعْلى من الطيب فلما ضمت الطاء انقلبت الياء واواً وفي الحديث طُوبى للشَّأْمِ لأَن الملائكة باسطةٌ أَجنحتَها عليها المراد بها ههنا فُعْلى من الطيب لا الجنة ولا الشجرة واسْتَطَابَ الشيءَ وجَدَه طَيِّباً وقولهم ما أَطْيَبَه وما أَيْطَبه مقلوبٌ منه وأَطْيِبْ به وأَيْطِبْ به كله جائز وحكى سيبويه اسْتَطْيَبَه قال جاءَ على الأَصل كما جاءَ اسْتَحْوَذَ وكان فعلهما قبل الزيادة صحيحاً وإِن لم يُلفظ به قبلها إِلا معتلاً وأَطَابَ الشيءَ وطَيَّبَه واسْتَطَابه وجَدَه طَيِّباً والطِّيبُ ما يُتَطَيَّبُ به وقد تَطَيَّبَ بالشيءِ وطَيَّبَ الثوبَ وطابَهُ عن ابن الأَعرابي قال فكأَنَّها تُفَّاحةٌ مَطْيُوبة جاءَت على الأَصل كمَخْيُوطٍ وهذا مُطَّرِدٌ وفي الحديث شَهِدْتُ غلاماً مع عُمومتي حِلْفَ المُطَيَّبِين اجتمَع بنو هاشم وبنو زُهْرَة وتَيْمٌ في دارِ ابن جُدْعانَ في الجاهلية وجعلوا طِيباً في جَفْنةٍ وغَمَسُوا أَيديَهم فيه وتَحالَفُوا على التناصر والأَخذ للمظلوم من الظالم فسُمُّوا المُطَيَّبين وسنذكره مُسْتَوْفىً في حلف ويقال طَيَّبَ فلانٌ فلاناً بالطِّيب وطَيَّبَ صَبِيَّه إِذا قارَبه وناغاه بكلام يوافقه والطِّيبُ والطِّيبَةُ الحِلُّ وقول أَبي هريرة رضي اللّه عنه حين دخل على عثمان وهو محصور الآن طَابَ القِتالُ أَي حَلَّ وفي رواية أُخرى فقال الآن طابَ امْضَرْبُ يريد طابَ الضَّربُ والقتلُ أَي حَلَّ القتالُ فأَبدل لام التعريف ميماً وهي لغة معروفة وفي التنزيل العزيز يا أَيها الرُّسُل كُلُوا من الطَّيِّباتِ أَي كلوا من الحلال وكلُّ مأْكولٍ حلالٍ مُسْتَطابٌ فهو داخل في هذا وإِنما خُوطب بهذا سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقال يا أَيها الرُّسُلُ فتَضَمَّنَ الخطابُ أَن الرسل جميعاً كذا أُمِرُوا قال الزجاج ورُوي أَن عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام كان يأْكل من غَزْلِ أُمِّه وأَطْيَبُ الطَّيِّبات الغَنائمُ وفي حديث هَوازِنَ من أَحَبَّ أَن يُطَيِّبَ ذلك منكم أَي يُحَلِّله ويُبِيحَه [ ص 566 ] وسَبْيٌ طِيَبةٌ بكسر الطاءِ وفتح الياءِ طَيِّبٌ حِلٌّ صحيحُ السِّبَاءِ وهو سَبْيُ مَنْ يجوز حَرْبُه من الكفّار لم يكن عن غَدْرٍ ولا نَقْضِ عَهْدٍ الأَصمعي سَبْيٌ طِيَبة أَي سَبْيٌ طَيِّبٌ يَحِلُّ سَبْيُه لم يُسْبَوْا ولهم عَهْدٌ أَو ذمة وهو فِعَلَة من الطِّيبِ بوزن خِيَرةٍ وتِوَلةٍ وقد ورد في الحديث كذلك والطيِّبُ من كل شيءٍ أَفضَلُه والطَّيِّباتُ من الكلام أَفضَلُه وأَحسنُه وطِيَبَةُ الكَلإِ أَخْصَبُه وطِيَبَةُ الشَّرابِ أَجمُّه وأَصْفاه وطابَت الأَرضُ طِيباً أَخْصَبَتْ وأَكْلأَتْ والأَطْيَبانِ الطعامُ والنكاحُ وقيل الفَمُ والفَرْجُ وقيل هما الشَّحْمُ والشَّبابُ عن ابن الأَعرابي وذهَبَ أَطْيَباه أَكْلُه ونِكاحُه وقيل هما النَّوم والنكاحُ وطايَبه مازَحَه وشَرابٌ مَطْيَبةٌ للنَّفْسِ أَي تَطِيبُ النفسُ إِذا شربته وطعام مَطْيَبةٌ للنفس أَي تَطِيبُ عليه وبه وقولهم طِبْتُ به نفساً أَي طابَتْ نفسي به وطابت نَفْسُه بالشيءِ إِذا سَمَحَت به من غير كراهة ولا غَضَب وقد طابَتْ نفسي عن ذلك تَرْكاً وطابَتْ عليه إِذا وافقَها وطِبْتُ نَفْساً عنه وعليه وبه وفي التنزيل العزيز فإِنْ طِبْنَ لكم عن شيءٍ منه نفساً وفَعَلْتُ ذلك بِطِيبةِ نفسي إِذا لم يُكْرِهْك أَحدٌ عليه وتقول ما به من الطِّيبِ ولا تقل من الطِّيبَةِ وماءٌ طُيَّابٌ أَي طَيِّبٌ وشيءٌ طُيَّابٌ بالضم أَي طَيِّبٌ جِدًّا قال الشاعر
نحنُ أَجَدْنا دُونَها الضِّرَابا ... إِنَّا وَجَدْنا ماءَها طُيَّابا
واسْتَطَبْناهم سأَلْناهُم ماءً عذباً وقوله فلما اسْتَطابُوا صَبَّ في الصَّحْنِ نِصْفَهُ قال ابن سيده يجوز أَن يكون معناه ذاقُوا الخمر فاسْتَطابوها ويجوز أَن يكون من قولهم اسْتَطَبْناهم أَي سأَلْناهم ماء عذباً قال وبذلك فسره ابن الأَعرابي وماءٌ طَيِّبٌ إِذا كان عذباً وطَعامٌ طَيِّبٌ إِذا كان سائغاً في الحَلْق وفلانٌ طَيِّبُ الأَخْلاق إِذا كان سَهْلَ المُعاشرة وبلدٌ طَيِّبٌ لا سِباخَ فيه وماءٌ طَيِّبٌ أَي طاهر ومَطايِبُ اللحْم وغيره خِيارُه وأَطْيَبُه لا يفرد ولا واحد له من لفظه وهو من باب مَحاسِنَ ومَلامِحَ وقيل واحدها مَطابٌ ومَطابةٌ وقال ابن الأَعرابي هي من مَطايِبِ الرُّطَبِ وأَطَايِبِ الجَزُور وقال يعقوب أَطْعِمنا من مَطايِبِ الجَزُور ولا يقال من أَطايِبِ وحكى السيرافي أَنه سأَل بعض العرب عن مَطَايِبِ الجَزُور ما واحدها ؟ فقال مَطْيَبٌ وضَحِكَ الأَعرابي من نفسه كيف تكلف لهم ذلك من كلامه وفي الصحاح أَطْعَمَنا فلانٌ من أَطايِبِ الجَزُور جمع أَطْيَبَ ولا تَقُلْ من مَطايِبِ الجَزُور وهذا عكس ما في المحكم قال الشيخ ابن بري قد ذكر الجَرْمِيُّ في كتابه المعروف بالفَرْق في بابِ ما جاءَ جَمْعُه على غير واحده المستعمل أَنه يقال مَطايِبُ وأَطايِبُ فمن
( يتبع )
( ( ) تابع 1 ) طيب الطِّيبُ على بناء فِعْل والطَّيِّب نعت وفي الصحاح قال مَطايِبُ فهو على غير واحده المستعمل ومن قال أَطايب أَجراه على واحده المستعمل الأَصمعي يُقال أَطْعِمْنا من مطايبها وأَطَايِبها واذكُرْ مَنانَتها وأَنانَتَها وامرأَة حَسَنَة المَعاري والخيلُ تجْري على مَساويها الواحدةُ مَسْواة أَي على ما فيها من السُّوءِ كيفما [ ص 567 ] تكون عليه من هُزالٍ أَو سُقوطٍ منه والمحاسِنُ والمَقالِيدُ لا يُعرف لهذه واحدة وقال الكسائي واحد المَطايِب مَطْيَبٌ وواحد المَعاري مَعْرًى وواحد المَسَاوي مَسْوًى واستعار أَبو حنيفة الأَطايِبَ للكَلإِ فقال وإِذا رَعَتِ السائمةُ أَطايبَ الكَلإِ رَعْياً خفيفاً والطَّابة الخَمْر قال أَبو منصور كأَنها بمعنى طَيِّبة والأَصل طَيِّبةٌ وفي حديث طاووس سُئِلَ عن الطابة تُطْبَخُ على النِّصْفِ الطَّابةُ العَصِيرُ سمي به لطِيبِه وإِصلاحه على النصف هو أَن يُغْلى حتى يَذْهَب نِصْفه والمُطِيبُ والمُسْتَطِيبُ المستنجي مُشتق من الطِّيبِ سمي اسْتِطَابة لأَنه يَطِيبُ جَسَدُه بذلك مما عليه من الخبث والاسْتِطَابة الاسْتِنْجاء وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه نَهَى أَن يَسْتَطِيبَ الرجل بيمينه الاستطابةُ والإِطَابةُ كناية عن الاستنجاء وسمي بهما من الطِّيبِ لأَنه يُطِيبُ جَسَدَه بإِزالة ما عليه من الخَبَث بالاستنجاءِ أَي يُطَهِّره ويقال منه استطابَ الرجل فهو مُسْتَطِيب وأَطابَ نَفْسَه فهو مُطِيب قال الأَعشى
يا رَخَماً قاظَ عَلى مَطْلُوبِ ... يُعْجِلُ كَفَّ الخارِئِ المُطِيبِ ( 1 )
( 1 قوله « على مطلوب » كذا بالتهذيب أيضاً ورواه في التكملة على ينخوب )
وفي الحديث ابْغِني حَديدَةً أَسْتَطِيبُ بها يريد حَلْقَ العانة
لأَنه تنظيف وإِزالة أَذىً ابن الأَعرابي أَطابَ الرجلُ واسْتَطابَ إِذا استنجى وأَزالَ الأَذى وأَطابَ إِذا تكلم بكلام طَيِّب وأَطابَ قَدَّمَ طعاماً طَيِّباً وأَطابَ ولَدَ بنين طَيِّبِين وأَطابَ تزَوَّجَ حَلالاً وأَنشدت امرأَة
لمَا ضَمِنَ الأَحْشاءُ مِنكَ عَلاقةً ... ولا زُرْتَنا إِلا وأَنتَ مُطِيبُ
أَي متزوّج هذا قالته امرأَة لخِدْنِها قال والحرام عند العُشَّاق أَطْيَب ولذلك قالت ولا زرتنا إِلا وأَنت مُطِيب وطِيبٌ وطَيْبةٌ موضعان وقيل طَيْبةُ وطَابةُ المدينة سماها به النبي صلى اللّه عليه وسلم قال ابن بري قال ابن خالويه سماها النبي صلى اللّه عليه وسلم بعدّةِ أَسماء وهي طَيْبة وطَيِّبَّةُ وطابَةُ والمُطَيَّبة والجابِرةُ والمَجْبورة والحَبِيبة والمُحَبَّبة قال الشاعر فأَصْبحَ مَيْموناً بطَيْبةَ راضِيا ولم يذكر الجوهري من أَسمائها سوى طَيْبة بوزن شَيْبة قال ابن الأَثير في الحديث أَنه أَمر أن تُسَمّى المدينة طَيْبةَ وطابَة هما من الطِّيبِ لأَن المدينة كان اسمها يَثْرِبَ والثَّرْبُ الفساد فنَهى أَن تسمى به وسماها طابةَ وطَيْبةَ وهما تأْنيثُ طَيْبٍ وطاب بمعنى الطِّيبِ قال وقيل هو من الطَّيِّبِ الطاهر لخلوصها من الشرك وتطهيرها منه ومنه جُعِلَتْ لي الأَرضُ طَيِّبةً طَهُوراً أَي نظيفة غير خبيثة وعِذْقُ ابن طابٍ نخلةٌ بالمدينة وقيل ابنُ طابٍ ضَرْبٌ من الرُّطَبِ هنالك وفي الصحاح وتمر بالمدينة يقال له عِذْقُ ابن طابٍ ورُطَبُ ابن طابٍ قال وعِذْقُ ابن طابٍ وعِذْقُ ابن زَيْدٍ ضَرْبانِ من التمر وفي حديث الرُّؤْيا رأَيتُ كأَننا في دارِ ابنِ زَيْدٍ وأُتِينَا بِرُطَبِ ابنِ طاب قال ابن [ ص 568 ] الأَثير هو نوعٌ من تمر المدينة منسوبٌ إِلى ابن طابٍ رجلٍ من أَهلها وفي حديث جابر وفي يده عُرْجُونُ ابنِ طابٍ والطِّيَابُ نخلة بالبصرة إِذا أَرْطَبَتْ فَتُؤخّر عن اخْتِرافِها تَساقَطَ عن نَواه فبَقِيتِ الكِباسَةُ ليس فيها إِلا نَوًى مُعَلَّقٌ بالتَّفاريق وهو مع ذلك كِبارٌ قال وكذلك إِذا اخْتُرِفَتْ وهي مُنْسَبتَة لم تَتْبَعِ النَّواةُ اللِّحاءَ واللّه أَعلم