كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور
حربق
حَرْبَقَ عمله أفسده
حرزق
هي لغة في حَزْرقَ وسيأتي ذكرها
حزق
حزَقه حَزْقاً عَصَبه وضغَطه والحَزْقُ شدة جَذْبِ الرِّباط والوَترِ حَزقه يَحْزِقُه حَزْقاً وحزَقه بالحبْل يَحْزِقه حَزْقاً شدّه وحَزق القوسَ يَحزِقُها حَزْقاً شدّ وترها وكلُّ رِباط حِزاقٌ ورجل حَزُقّةٌ وحُزُقّةٌ ومُتَحَزِّق بخيل مُتَشدِّد على ما في يديه ضَنّاً به والاسم الحَزَقُ قال الأَزهري وكذلك الحُزُقُ والحُزُقةُ والحَزَقُ مثله وأنشد فهي تَعادَى من حُزازٍ ذي حَزَقْ وفي الحديث أنّ عليّاً رضي الله عنه خطب أصحابه في أمرِ المارِقينَ وحضَّهم على قتالهم فلما قتلوهم جاؤوا فقالوا أبْشِر يا أمير المؤمنين فقد استأْصَلْناهم فقال عليّ حَزقُ عيرٍ قد بَقِيت منهم بَقِيّة قال المفضل في قوله حزقُ عيرٍ هذا مثل تقوله العرب للرجل المُخْبِر بخَبَر غير تامّ ولا مُحصِّلٍ حَزْقُ عيْرٍ أي حُصاصُ حِمار أي ليس الأَمر كما زعمتم وقال أبو العباس في قوله وفيه قول آخر أراد عليّ أن أمرهم مُحكَم بعدُ كحَزْقِ حِمل الحمار وذلك أن الحمار يضْطرب بحمله فربما ألقاه فيُحْزَقُ حَزْقاً شديداً يقول عليّ فأمرُهم بعدُ مُحكَم وقال ابن الأَثير الحزْقُ الشدّ البليغ والتضْييقُ يقال حزَقَه بالحبل إذا قوَّى شدَّه أراد أن أمرهم بعدُ في إحكامه كأنه حمل حمار بُولِغ في شدِّه وتقديرُه حزْقُ حِمل عَير فحذف المضاف وإنما خص الحمار بإحكامِ الحِمل لأنه ربما اضطرب فألقاه وقيل الحَزْقُ الضُّراط أي إنّ ما فعلتم بهم في قلة الاكْتِراث له هو ضراط حمار ورجل حُزُقٌّ وحَزُقٌّ وحُزُقٌّ وحُزُقَّة قصير يقارِب الخَطْو قال امرؤ القيس وأعْجَبَني مَشْيُ الحُزُقّةِ خالِدٍ كمَشْيِ أتانٍ حُلِّئتْ بالمَناهِلِ وفي كلامهم حُزُقَّةٌ حُزُقّهْ ترَقَّ عينَ بَقّهْ ترَقَّ أي ارْقَ من قولك رَقِيتُ في الدَّرجة وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُرقِّص الحسن أو الحسين ويقول حُزقة حزقه ترَقَّ عين بقه الحزقة الضعيف الذي يقارب خَطوه من ضَعف فكان يَرْقى حتى يضَع قدميه على صدر النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن الأثير ذكرها له على سبيل المُداعَبة والتأْنيس له وترقَّ بمعنى اصْعَد وعين بقة كناية عن صغر العين وحزقةٌ مرفوع على خبر مبتدإ محذوف تقديره أنت حزقة وحزقة الثاني كذلك أو أنه خبر مكرّر ومن لم ينوّن حزقة أراد يا حزقة فحذف حرف النداء وهو في الشذوذ كقولهم أطْرِقْ كرا لأن حرف النداء إنما يحذف من العَلم المضموم أو المضاف وقيل الحُزُقّة القصير الضخْمُ البطنِ الذي إذا مشى أدار اسْتَه والحُزُقّ والحُزُقّة أيضاً السيء الخُلق البخيل أنشد ابن الأَعرابي لرجل من بني كلاب وليس بحَوّازٍ لأَحْلاسِ رَحْلِه ومِزْوَدِه كَيْساً من الرّأي أو زُهْدا حُزُقّ إذا ما القومُ أبْدَوْا فُكاهةً تَذَكَّرَ آإيّاه يَعْنونَ أمْ قِرْدا قال الأَزهري قال أبو تراب سمعت شمراً وأبا سعيد يقولان رجل حُزُقَّةٌ وحُزُمّةٌ إذا كان قصيراً وقال شمر الحزق الضَّيق القُدرة والرأي الشحِيحُ قال فإن كان قصيراً دَمِيماً فهو حزقة أيضاً الأَصمعي رج حُزُقة وهو الضيقُ الرأي من الرجال والنساء وأنشد بيت امرئ القيس وقد تقدَّم والحُزْقةُ القِطعة من الجَراد وقيل الحِزقة القِطعة من كل شيء حتى الر يح والجمع حِزَقٌ قال غَيَّرَ الجِدَّةَ من عِرْفانِها حِزَقُ الريحِ وطُوفانُ المَطَرْ وهي الحَزِيقةُ والجمع حَزائقُ وحَزِيقٌ وحُزُقٌ الأَصمعي الحَزِيقُ الجماعة من الناس قال لبيد ورَقاق عَصِب ظِلْمانُه كحَزِيقِ الحَبَشِيِّينَ الزُّجلْ الجوهري الحِزْقُ والحِزْقةُ الجماعة من الناس والطير وغيرها وفي الحديث في فَضْل البقرة وآل عِمْرانَ كأنهما حِزْقانِ من طيرٍ صوافَّ والجمع الحِزَق مثل فِرْقة وفِرَق قال عنترة تأْوي له حِزَقُ النِّعامِ كما أوَتْ قُلُصٌ يَمانِيةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ( * قوله « تأوي له إلخ » رواية الجوهري والزوزني
تأوي له قلص النعام كما أوت ... حزق يمانية لأعجم
طمطم )
ويروى حِزَقٌ والحِزْقُ والحَزِيقةُ الجماعة من كل شيء ويروى بالخاء
( * قوله « ويروى بالخاء إلخ » أي قوله حزقان في الحديث المتقدم ) والراء وسنذكره وفي حديث أبي سلمة لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مُتحزِّقِين ولا مُتَماوِتِين أي مُتَقَبِّضين ومجتمعين وقيل للجماعة حِزْقةٌ لانضام بعضهم إلى بعض قال ابن سيده والحازِقةُ والحَزَّاقةُ العِير طائية وأنشد ابن بري في الحازقة وجمعه حَوازِقُ ومَنْهَلٍ ليس به حَوازِقُ قال ويقال هو جمع حَوْزَقة لغة في حازقة قال الجوهري وكذلك الحازِقة والحَزِيقُ والحَزِيقةُ قال ذو الرمة يصف حُمُر الوحش كأنَّه كلَّما ارْفَضَّت حَزِيقَتُها بالصُّلْبِ من نَهْسِه أكْفالَها كَلِبُ وفي الحديث لا رَأْي لحازِقٍ الحازِقُ الذي ضاقَ عليه خُفُّه فَحَزَقَ رجله أي عَصَرها وضَغَطَها وهو فاعل بمعنى مفعول وفي الحديث لا يصلِّي وهو حاقِنٌ أو حاقِبٌ أو حازِقٌ الأَزهري يقال أحْزَقْته إحزاقاً إذا منعته قال أبو وَجْزةَ فما المالُ إلاّ سُؤْرُ حَقِّك كلِّه ولكنّه عمّا سِوى الحقِّ مُحْزَقُ والحَزِيقةُ كالحَدِيقة وحازِقٌ وحازُوقٌ وحِزَاقٌ أسماء قال أقَلِّبُ طَرْفي في الفوارِسِ لا أرَى حِزاقاً وعيْنِي كالحَجاة مِن القَطْرِ فلو بِيَدِي مُلْكُ اليَمامةِ لم تَزَلْ قَبَائلُ يَسْبِينَ العَقائلَ من شَكْرِ قال ابن سيده حازُوق اسم رجل من الخَوارج جعلته امرأته حِزاقاً وقالت تَرْثِيه وأنشد هذين البيتين أقلب طرفي وقال ابن بري هو لخِرْنِق ترثي أخاها حازُوقاً وكان بنو شَكْر قتلوه وهم من الأَزْد وقيل البيت للحنفية ترثي أخاها حازُوقاً قتله بنو شَكْر على ما تقدَّم قال ابن سيده وقيل إنما أراد حازوقاً أو حازقاً فلم يستقم له الشعر فغيَّره ومثله كثير وفي حديث الشعبي اجتمع جَوارٍ فأرِنَّ وأشِرْنَ ولَعِبْن الحُزُقَّةَ قيل هي لُعْبة من اللُّعَب أُخذت من التَّحَزُّق التجمُّع
حزرق
حَزْرَقَ الرجلُ انضمَّ وخضَع وفي لغة حُزْرِقَ الرَّجل فُعِلَ به إذا انضمَّ وخضَع والمُحَزْرَقُ السَّريعُ الغضَبِ وأصله بالنَّبَطِية هُزْرُوقَى والحَزْرَقةُ الضيِّقُ وحَزْرَقَ الرجلَ وحرْزَقَه حبَسه وضيَّق عليه وفي التهذيب حبسه في السجن قال الأَعشى فَذاكَ وما أنْجَى من الموْت رَبَّه بِساباطَ حتى ماتَ وهو مُحَزْرَقُ ومُحَرْزَقُ يقول حبَس كِسْرى النُّعمانَ بن المُنذِر بساباطِ المدائن حتى ماتَ وهو مُضَيَّقٌ عليه وروى ابن جني عن التَّوَّزِيّ قال قلت لأَبي زيد الأَنصاري أنتم تنشدون قول الأَعشى حتى مات وهو محزرق وأبو عمرو الشيباني ينشده محرزق بتقديم الراء على الزاي فقال إنها نَبَطِيَّة وأُم أبي عمرو نبطية فهو أعلم بها منّا المؤرج النبَطُ تسمي المحبوس المُهَزْرَقَ بالهاء قال والحبس يقال له الهُزْرُوقَى وأنشد شمر أرِيني فَتًى ذَا لوْثةٍ وهو حازِمٌ ذَرِيني فإنِّي لا أخاف المُحَزْرَقا الأَزهري رأيت في نسخة مسموعة قال قول امرئ القيس ولست بِحِزْراقةٍ الزاي قبل الراء أي بضيِّق القلب جَبان قال ورواه شمر ولست بخزراقة بالخاء معجمة قال وهو الأَحمق
حفلق
ابن سيده الحَفَلَّقُ الضعيف الأَحمق
حقق
الحَقُّ نقيض الباطل وجمعه حُقوقٌ وحِقاقٌ وليس له بِناء أدنى عدَد وفي حديث التلبية لبَّيْك حَقّاً حقّاً أي غير باطل وهو مصدر مؤكد لغيره أي أنه أكََّد به معنى ألزَم طاعتَك الذي دلّ عليه لبيك كما تقول هذا عبد الله حقّاً فتؤَكِّد به وتُكرِّرُه لزيادة التأْكيد وتَعَبُّداً مفعول له( * قوله « وتعبداً مفعول له » كذا هو في النهاية أيضاً ) وحكى سيبويه لَحَقُّ أنه ذاهب بإضافة حقّ إلى أنه كأنه قال لَيقِينُ ذاك أمرُك وليست في كلام كل العرب فأمرك هو خبر يقينُ لأنه قد أضافه إلى ذاك وإذا أضافه إليه لم يجز أن يكون خبراً عنه قال سيبويه سمعنا فصحاء العرب يقولونه وقال الأَخفش لم أسمع هذا من العرب إنما وجدناه في الكتاب ووجه جوازِه على قِلَّته طول الكلام بما أضيف هذا المبتدأ إليه وإذا طال الكلام جاز فيه من الحذف ما لا يجوز فيه إذا قصُر ألا ترى إلى ما حكاه الخليل عنهم ما أنا بالذي قائل لك شيئاً ؟ ولو قلت ما أنا بالذي قائم لقَبُح وقوله تعالى ولا تَلْبِسُوا الحقَّ بالباطل قال أبو إسحق الحق أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما أتى به من القرآن وكذلك قال في قوله تعالى بل نَقْذِفُ بالحقِّ على الباطل وحَقَّ الأَمرُ يَحِقُّ ويَحُقُّ حَقّاً وحُقوقاً صار حَقّاً وثَبت قال الأَزهري معناه وجَب يَجِب وجُوباً وحَقَّ عليه القولُ وأحْقَقْتُه أنا وفي التنزيل قال الذي حَقَّ عليهم القولُ أي ثبت قال الزجاج هم الجنُّ والشياطين وقوله تعالى ولكن حقَّت كلمة العذاب على الكافرين أي وجبت وثبتت وكذلك لقد حقَّ القول على أكثرهم وحَقَّه يَحُقُّه حقّاً وأحَقَّه كلاهما أثبته وصار عنده حقّاً لا يشكُّ فيه وأحقَّه صيره حقّاً وحقَّه وحَقَّقه صدَّقه وقال ابن دريد صدَّق قائلَه وحقَّق الرجلُ إذا قال هذا الشيء هو الحقُّ كقولك صدَّق ويقال أحقَقْت الأَمر إحقاقاً إذا أحكمته وصَحَّحته وأنشد قد كنتُ أوْعَزْتُ إلى العَلاء بأنْ يُحِقَّ وذَمَ الدِّلاء وحَقَّ الأَمرَ يحُقُّه حقّاً وأحقَّه كان منه على يقين تقول حَقَقْتَ الأَمر وأحْقَقْته إذا كنت على يقين منه ويقال ما لي فيك حقٌّ ولا حِقاقٌ أي خُصومة وحَقَّ حَذَرَ الرجل يَحُقُّه حَقّاً وحَقَقْتُ حذَره وأحقَقْته أي فعلت ما كان يَحذَره وحقَقْت الرجل وأحقَقْته إذا أتيتَه حكاه أبو عبيد قال الأَزهري ولا تقل حَقَّ حذَرَك وقال حقَقْت الرجل وأحقَقْته إذا غلَبته على الحقّ وأثبَتَّه عليه قال ابن سيده وحقَّه على الحقّ وأحقَّه غلبَه عليه واستَحقَّه طلَب منه حقَّه واحْتَقّ القومُ قال كل واحد منهم الحقُّ في يدي وفي حديث ابن عباس في قُرَّراء القرآن متى ما تَغْلوا في القرآن تَحْتَقُّوا يعني المِراء في القرآن ومعنى تحتقُّوا تختصموا فيقول كل واحد منهم الحقُّ بيدي ومعي ومنه حديث الحَضانةِ فجاءَ رجلان يَحْتَقّانِ في ولَد أي يختصِمان ويطلُب كل واحد منهما حقّه ومنه الحديث من يحاقُّني في ولدي ؟ وحديث وهْب كان فيما كلَّم الله أيُّوبَ عليه السلام أتحاقُّني بِخِطْئِك ومنه كتابه لحُصَين إنَّ له كذا وكذا لا يُحاقُّه فيها أحد وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه خرج في الهاجرة إلى المسجد فقيل له ما أخرجك ؟ قال ما أخرجني إلا ما أجِدُ من حاقِّ الجُوع أي صادِقه وشدَّته ويروى بالتخفيف من حاقَ به يَحِيقُ حَيْقاً وحاقاً إذا أحدق به يريد من اشتمال الجوع عليه فهو مصدر أقامه مقام الاسم وهو مع التشديد اسم فاعل من حقَّ يَحِقُّ وفي حديث تأخير الصلاة وتَحْتَقُّونها إلى شَرَقِ الموتَى أي تضيِّقُون وقتَها إلى ذلك الوقت يقال هو في حاقٍّ من كذا أي في ضيق قال ابن الأَثير هكذا رواه بعض المتأخرين وشرَحه قال والرواية المعروفة بالخاء المعجمة والنون وسيأتي ذكره والحق من أسماء الله عز وجل وقيل من صفاته قال ابن الأَثير هو الموجود حقيقةً المُتحققُ وجوده وإلَهِيَّتُه والحَق ضدّ الباطل وفي التنزيل ثم رُدُّوا إلى الله مولاهم الحَقِّ وقوله تعالى ولو اتبع الحقُّ أهواءَهم قال ثعلب الحق هنا الله عز وجل وقال الزجاج ويجوز أن يكون الحق هنا التنزيل أي لو كن القرآن بما يحِبُّونه لفَسَدت السمواتُ والأَرضُ وقوله تعالى وجاءت سَكْرة الموتِ بالحق معناه جاءَت السكرةُ التي تدل الإنسان أنه ميت بالحقِّ بالموت الذي خُلق له قال ابن سيده وروي عن أبي بكر رضي الله عنه وجاءت سكرة الحقِّ أي بالموت والمعنى واحد وقيل الحق هنا الله تعالى وقولٌ حقٌّ وُصِف به كما تقول قولٌ باطل وقال الليحاني وقوله تعالى ذلك عيسى بنُ مريم قول الحقِّ إنما هو على إضافة الشيء إلى نفسه قال الأَزهري رفع الكسائي القول وجعل الحق هو الله وقد نصَب قولَ قومٌ من القراء يريدون ذلك عيسى ابن مريم قولاً حقّاً وقرأ من قرأ فالحقُّ والحقَّ أقول برفع الحق الأَول فمعناه أنا الحقُّ وقال الفراءُ في قوله تعالى قال فالحق والحقَّ أقول قرأ القراء الأَول بالرفع والنصب روي الرفع عن عبد الله بن عباس المعنى فالحقُّ مني وأقول الحقَّ وقد نصبهما معاً كثير من القُرَّاء منهم من يجعل الأَول على معنى الحقَّ لأَمْلأَنَّ ونَصب الثاني بوقوع الفعل عليه ليس فيه اختلاف قال ابن سيده ومن قرأ فالحقَّ والحقّ أقول بنصب الحق الأَول فتقديره فأحُقُّ الحقّ حقّاً وقال ثعلب تقديره فأقول الحقَّ حقّاً ومن قرأ فالحقِّ أراد فبالحق وهي قليلة لأن حروف الجر لا تضمر وأما قول الله عز وجل هنالك الوَلايةُ لله الحقَّ فالنصب في الحق جائز يريد حقّاً أي أُحِقُّ الحقَّ وأحُقُّه حَقّاً قال وإن شئت خفضت الحق فجعلته صفة لله وإن شئت رفعته فجعلته من صفة الولاية هنالك الولايةُ الحقُّ لله وفي الحديث من رآني فقد رأى الحقَّ أي رؤيا صادقةً ليست من أضْغاث الأَحْلام وقيل فقد رآني حقيقة غير مُشَبَّهٍ ومنه الحديث أمِيناً حقَّ أمِينٍ أي صِدْقاً وقيل واجباً ثابتاً له الأَمانةُ ومنه الحديث أتدْرِي ما حَقُّ العباد على الله أي ثوابُهم الذي وعدَهم به فهو واجبُ الإنْجازِ ثابت بوعدِه الحقِّ ومنه الحديث الحقُّ بعدي مع عمر ويَحُقُّ عليك أن تفعل كذا يجب والكسر لغة ويَحُقُّ لك أن تفعل ويَحُقُّ لك تَفْعل قال يَحُقُّ لمن أَبُو موسَى أَبُوه يُوَفِّقُه الذي نصَب الجِبالا وأنت حَقيِقٌ عليك ذلك وحَقيِقٌ عليَّ أَن أَفعله قال شمر تقول العرب حَقَّ عليَّ أَن أَفعلَ ذلك وحُقَّ وإِني لمَحْقُوق أَن أَفعل خيراً وهو حَقِيق به ومَحقُوق به أَي خَلِيق له والجمع أَحِقاء ومَحقوقون وقال الفراء حُقَّ لك أَن تفعل ذلك وحَقَّ وإِني لمحقوق أَن أَفعل كذا فإِذا قلت حُقَّ قلت لك وإذا قلت حَقَّ قلت عليك قال وتقول يَحِقُّ عليك أَن تفعل كذا وحُقَّ لك ولم يقولوا حَقَقْتَ أَن تفعل وقوله تعالى وأَذِنَت لربِها وحُقَّت أَي وحُقَّ لها أنَ تفعل ومعنى قول من قال حَقَّ عليك أَن تفعل وجَب عليك وقالوا حَقٌّ أَن تفعل وحَقِيقٌ أَن تفعل وفي التنزيل حَقيق عليَّ أَن لا أَقولَ على الله إِلا الحقَّ وحَقِيقٌ في حَقَّ وحُقَّ فَعِيل بمعنى مَفْعول كقولك أَنت حَقِيق أَن تفعله أَي محقوق أَن تفعله وتقول أَنت مَحْقوق أَن تفعل ذلك قال الشاعر قَصِّرْ فإِنَّكَ بالتَّقْصِير مَحْقوق وفي التنزيل فحَقَّ علينا قولُ رَبِّنا ويقال للمرأَة أَنت حقِيقة لذلك يجعلونه كالاسم وَأَنت مَحْقوقة لذلك وأَنت مَحْقوقة أَن تفعلي ذلك وأَما قول الأَعشى وإِنَّ امْرَأً أَسْرى إِليكِ ودونَه من الأَرضِ مَوْماةٌ ويَهْماء سَمْلَقُ لَمَحْقُوقةٌ أَن تَسْتَجِيبي لِصَوْتِه وأَن تَعْلَمي أَنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ فإِنه أَراد لَخُلّة محْقوقة يعني بالخُلّة الخَلِيلَ ولا تكون الهاء في محقوقة للمبالغة لأَن المبالغة إنما هي في أسماء الفاعلين دون المَفْعُولين ولا يجوز أن يكون التقدير لمحقوقة أنت لأن الصفة إذا جرت على غير موصوفها لم يكن عند أبي الحسن الأخفش بُدًّ من إبراز الضمير وهذا كله تعليل الفارسي وقول الفرزدق إذا قال عاوٍ من مَعَدٍّ قَصِيدةً بها جَرَبٌ عُدَّتْ عليَّ بِزَوْبَرا فيَنْطِقُها غَيْري وأُرْمى بذَنبها فهذا قَضاءٌ حَقُّه أَن يُغَيَّرا أي حُقَّ له والحَقُّ واحد الحُقوق والحَقَّةُ والحِقَّةُ أخصُّ منه وهو في معنى الحَق قال الأزهري كأنها أوجَبُ وأخصّ تقول هذه حَقَّتي أي حَقِّي وفي الحديث أنه أعطى كلَّ ذي حَقّ حقّه ولا وصيّة لوارث أي حظَّه ونَصِيبَه الذي فُرِضَ له ومنه حديث عمر رضي الله عنه لما طُعِنَ أُوقِظَ للصلاة فقال الصلاةُ والله إِذَنْ ولا حقَّ أي ولا حَظَّ في الإسلام لِمَن تركَها وقيل أراد الصلاةُ مقْضِيّة إذن ولا حَقَّ مَقْضِيٌّ غيرها يعني أن في عُنقه حُقوقاً جَمَّةً يجب عليه الخروج عن عُهْدتها وهو غير قادر عليه فهَبْ أنه قضى حَقَّ الصلاة فما بالُ الحُقوق الأُخر ؟ وفي الحديث ليلةُ الضَّيْفِ حَقٌّ فمن أصبح بفِنائه ضَيْف فهو عليه دَيْن جعلها حَقّاً من طريق المعروف والمُروءة ولم يزل قِرى الضَّيفِ من شِيَم الكِرام ومَنْع القِرى مذموم ومنه الحديث أَيُّما رجُل ضافَ قوماً فأصبح مَحْرُوماً فإِن نَصْرَه حَقٌّ على كل مسلم حتى يأْخذ قِرى ليلته من زَرعه وماله وقال الخطابي يشبه أن يكون هذا في الذي يخاف التّلف على نفسه ولا يجد ما يأْكل فله أن يَتناول من مال أخيه ما يُقيم نفسه وقد اختلف الفقهاء في حكم ما يأْكله هل يلزمه في مقابلته شيء أم لا قال ابن سيده قال سيبويه وقالوا هذا العالم حَقُّ العالم يريدون بذلك التَّناهي وأنه قد بلغ الغاية فيما يصفه من الخِصال قال وقالوا هذا عبد الله الحَقَّ لا الباطل دخلت فيه اللام كدخولها في قولهم أَرْسَلَها العِراكَ إلا أنه قد تسقط منه فتقول حقّاً لا باطلاً وحُقَّ لك أن تفعل وحُقِقْتَ أن
( * قوله « وحققت أن إلخ » كذا ضبط في الأصل وبعض نسخ الصحاح بضم فكسر والذي في القاموس فكسر ) تفعل وما كان يَحُقُّك أن تفعله في معنى ما حُقَّ لك وأُحِقَّ عليك القَضاء فحَقَّ أي أُثْبِتَ فثبت والعرب تقول حَقَقْت عليه القضاء أحُقُّه حَقّاً وأحقَقْتُه أُحِقُّه إحْقاقاً أي أوجبته قال الأزهري قال أبو عبيد ولا أعرف ما قال الكسائي في حَقَقْت الرجلَ وأحْقَقْته أي غلبته على الحق وقوله تعالى حَقّاً على المُحسنين منصوب على معنى حَقَّ ذلك عليهم حقّاً هذا قول أبي إسحق النحوي وقال الفراء في نصب قوله حقّاً على المحسنين وما أشبهه في الكتاب إنه نَصْب من جهة الخبر لا أنه من نعت قوله مَتاعاً بالمعروف حقّاً قال وهو كقولك عبدُ اللهِ في الدار حقْاً إنما نَصْبُ حقّاً من نية كلام المُخبِر كأنه قال أُخْبِركم بذلك حقّاً قال الأزهري هذا القول يقرب مما قاله أبو إسحق لأنه جعله مصدراً مؤكِّداً كأنه قال أُخبركم بذلك أحُقُّه حَقّاً قال أبو زكريا الفراء وكلُّ ما كان في القرآن من نَكِرات الحق أو معرفته أو ما كان في معناه مصدراً فوجه الكلام فيه النصب كقول الله تعالى وَعْدَ الحقِّ ووعدَ الصِّدْقِ والحَقِيقَةُ ما يصير إليه حَقُّ الأمر ووجُوبُه وبلغ حقيقةَ الأمر أي يَقِينَ شأْنه وفي الحديث لا يبلُغ المؤمن حقيقةَ الإيمان حتى لا يَعِيب مسلماً بِعَيْب هو فيه يعني خالِصَ الإيمان ومَحْضَه وكُنْهَه وحقيقةُ الرجل ما يلزمه حِفظه ومَنْعُه ويَحِقُّ عليه الدِّفاعُ عنه من أهل بيته والعرب تقول فلان يَسُوق الوَسِيقة ويَنْسِلُ الوَدِيقةَ ويَحْمي الحقيقة فالوَسيقةُ الطريدةُ من الإبل سميت وسيقة لأن طاردها يَسِقُها إذا ساقَها أي يَقْبِضها والوَديقةُ شدّة الحر والحقيقةُ ما يَحِقّ عليه أن يَحْمِيه وجمعها الحَقائقُ والحقيقةُ في اللغة ما أُقِرّ في الاستعمال على أصل وضْعِه والمَجازُ ما كان بضد ذلك وإنما يقع المجاز ويُعدَل إليه عن الحقيقة لمعانٍ ثلاثة وهي الإتِّساع والتوكيد والتشبيه فإن عُدِم هذه الأوصافُ كانت الحقيقة البتَّةَ وقيل الحقيقة الرّاية قال عامر بن الطفيل لقد عَلِمَتْ عَليْنا هَوازِنَ أَنَّني أَنا الفارِسُ الحامي حَقِيقةَ جَعْفَرِ وقيل الحقيقة الحُرْمة والحَقيقة الفِناء وحَقَّ الشئُ يَحِقُّ بالكسر حقّاً أي وجب وفي حديث حذيفة ما حَقَّ القولُ على بني إسرائيل حتى استغْنى الرِّجالُ بالرجالِ والنساءُ بالنساءِ أي وجَب ولَزِم وفي التنزيل ولكن حَقَّ القولُ مني وأحقَقْت الشئ أي أوجبته وتحقق عنده الخَبَرُ أي صحَّ وحقَّقَ قوله وظنَّه تحقيقاً أي صدَّقَ وكلامٌ مُحَقَّقٌ أي رَصِين قال الراجز دَعْ ذا وحَبِّرْ مَنْطِقاً مُحَقَّقا والحَقُّ صِدْق الحديثِ والحَقُّ اليَقين بعد الشكِّ وأحقِّ الرجالُ قال شيئاً أو ادَّعَى شيئاً فوجب له واستحقَّ الشيءَ استوجبه وفي التنزيل فإن عُثِرَ على أنَّهُمَا اسْتَحقّا إثْماً أي استوجباه بالخِيانةِ وقيل معناه فإن اطُّلِعَ على أنهما استوجبا إثماً أي خيانةً باليمين الكاذبة التي أقْدما عليها فآخرانِ يَقُومانِ مَقامها من ورثة المُتوفَّى الذين استُحِقَّ عليهم أي مُلِك عليهم حقٌ من حقوقهم بتلك اليمين الكاذبة وقيل معنى عليهم منهم وإذا اشتَرَى رجل داراً من رجل فادّعاها رجل آخر وأقامَ بيِّنةً عادلةً على دعواه وحكم له الحاكمُ ببينة فقد استحقها على المشتري الذي اشتراها أي مَلَكَها عليه وأخرجها الحاكم من يد المشتري إلى يد مَن استحقَّها ورجع المشتري على البائع بالثمن الذي أدَّاه إليه والاستِحْقاقُ والاسْتِيجابُ قريبان من السواء وأما قوله تعالى لَشَهادَتُنا أحَقُّ من شهادتهما فيجوز أن يكون معناه أشدُّ اسْتِحْقاقاً للقَبول ويكون إذ ذاك على طرح الزائد من اسْتَحقَّ أعني السين والتاء ويجوز أن يكون أراد أثْبَتُ من شهادتهما مشتق من قولهم حَقَّ الشيءُ إذا ثبت وفي حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما حقُّ امرئٍ أن يَبِيتَ ليلتين إلا ووَصِيَّتُه عنده قال الشافعي معناه ما الحَزْمُ لامرئٍ وما المعروف في الأخلاق الحسَنة لامرئٍ ولا الأحْوطُ إلا هذا لا أنه واجب ولا هو من جهة الفرض وقيل معناه أن الله حكم على عباده بوجوب الوصية مطلقاً ثم نَسخ الوصيّة للوارث فبقي حَقُّ الرجل في ماله أن يُوصي لغير الوارث وهو ما قدَّره الشارع بثلث ماله وحاقَّهُ في الأمر مُحَاقَّةً وحِقاقاً ادَّعَى أنه أولى بالحق منه وأكثر ما استعملوا هذا في قولهم حاقَّني أي أكثر ما يستعملونه في فعل الغائب وحاقَّهُ فحَقَّه يَحُقُّه غَلبه وذلك في الخصومة واستيجاب الحق وحاقَّهُ أي خاصَمه وادَّعَى كل واحد منهما الحق فإذا غلبه قيل حَقَّه والتَّحَاقُّ التخاصمُ والاحْتِقاقُ الاختصام ويقال احْتَقَّ فلان وفلان ولا يقال للواحد كما لا يقال اختصم للواحد دون الآخر وفي حديث علي كرم الله وجهه إذا بلغ النساءُ نَصَّ الحِقاقِ ورواه بعضهم نَصُّ الحَقائِقِ فالعَصَبة أوْلى قال أبو عبيدة نَصَّ كل شيء مُنتهاه ومَبْلَغ أقصاه والحِقاقُ المُحاقَّةُ وهو أن تُحاقَّ الأُمُّ العَصبَة في الجارية فتقول أنا أحَقُّ بها ويقولون بل نحن أحَقُّ وأراد بِنَصِّ الحِقاق الإدْراكَ لأن وقت الصغر ينتهي فتخرج الجارية من حد الصغر إلى الكبر يقول ما دامت الجاريةُ صغيرةً فأُمُّها أوْلى بها فإذا بَلَغَت فالعصبة أوْلى بأمرها من أُمها وبتزويجها وحَضانتها إذا كانو مَحْرَماً لها مثل الآباء والإخْوة والأعمام وقال ابن المبارك نَصُّ الحِقاق بلوغ العقل وهو مثل الإدراك لأنه إنما أراد منتهى الأمر الذي تجب به الحقوق والأحكام فهو العقل والإدراك وقيل المراد بلوغ المرأة إلى الحد الذي يجوز فيه تزويجها وتصَرُّفها في أمرها تشبيهاً بالحِقاقِ من الإبل جمع حِقٍّ وحِقَّةٍ وهو الذي دخل في السنة الرابعة وعند ذلك يُتمكَّن من ركوبه وتحميله ومن رواه نَصَّ الحَقائِقِ فإنه أراد جمع الحَقيقة وهو ما يصير إليه حَقُّ الأمر ووجوبُه أو جمع الحِقَّة من الإبل ومنه قولهم فلان حَامي الحَقِيقة إذا حَمَى ما يجب عليه حمايتُه ورجل نَزِقُ الحِقاقِ إذا خاصم في صغار الأشياء والحاقَّةُ النازلة وهي الداهية أيضاً وفي التهذيب الحَقَّةُ الداهية والحاقَّةُ القيامة وقد حَقَّتْ تَحُقُّ وفي التنزيل الحاقَّةُ ما الحاقَّة وما أدراك ما الحاقَّةُ الحاقة الساعة والقيامة سميت حاقَّةً لأنها تَحُقُّ كلَّ إنسان من خير أو شر قال ذلك الزجاج وقال الفراء سميت حاقَّةً لأن فيها حَواقَّ الأُمور والثوابَ والحَقَّةُ حقيقة الأمر قال والعرب تقول لمّاعرفتَ الحَقَّةَ مِني هربْتَ والحَقَّةُ والحاقَّةُ بمعنى واحد وقيل سميت القيامة حاقَّةً لأنها تَحُقُّ كلَّ مُحاقٍّ في دِين الله بالباطل أي كل مُجادِلٍ ومُخاصم فتحُقُّه أي تَغُلِبه وتَخُصِمه من قولك حاقَقْتُه أُحاقُّه حِقاقاً ومُحاقَّةً فحَقَقْتُه أحُقُّه أي غلبته وفَلَجْتُ عليه وقال أبو إسحق في قوله الحاقَّةُ رفعت بالابتداء وما رَفْعٌ بالابتداء أيضاً والحاقَّةُ الثانية خبر ما والمعنى تفخيم شأنها كأنه قال الحاقَّةُ أي شيءٍ الحاقَّةُ وقوله عز وجل وما أدراكَ ما الحاقَّةُ معناه أيُّ شيءٍ أعْلَمَكَ ما الحاقَّةُ وما موضعُها رَفْعٌ وإن كانت بعد أدْراكَ المعنى ما أعْلَمَكَ أيُّ شيءٍ الحاقَّةُ ومن أيمانهم لَحَقُّ لأَفْعَلَنّ مبنية على الضم قال الجوهري وقولهم لَحَقُّ لا آتِيكَ هو يمين للعرب يرفعونها بغير تنوين إذا جاءت بعد اللام وإذا أزالوا عنها اللام قالوا حَقّاً لا آتِيك قال ابن بري يريد لَحَقُّ الله فنَزَّلَه منزلة لَعَمْرُ اللهِ ولقد أُوجِبَ رفعُه لدخول اللام كما وَجب في قولك لَعَمْرُ الله إذا كان باللام والحَقُّ المِلْك والحُقُقُ القريبو العهد بالأُمور خيرها وشرها قال والحُقُقُ المُحِقُّون لما ادّعَوْا أيضاً والحِقُّ من أولاد الإبل الذي بلغ أن يُرْكب ويُحمَل عليه ويَضْرِب يعني أن يضرب الناقةَ بيِّنُ الإحقاقِ والاسْتحقاق وقيل إذا بلغت أمُّه أوَانَ الحَمْل من العام المُقْبِل فهو حِقُّ بيِّنُ الحِقَّةِ قال الأَزهري ويقال بعير حِقٌّ بيِّنُ الحِقِّ بغير هاء وقيل إذا بلغ هو وأُخته أن يُحْمَل عليهما ويُركبا فهو حِقٌّ الجوهري سمي حِقّاً لاستحقاقه أن يُحْمل عليه وأن يُنتفع به تقول هو حِقٌّ بيِّنُ الحِقَّةِ وهو مصدر وقيل الحِقُّ الذي استكمل ثلاث سنين ودخل في الرابعة قال إذا سُهَيْلٌ مَغْرِبَ الشمس طَلَعْ فابْنُ اللَّبونِ الحِقُّ جَذَعْ والجمع أحُقٌّ وحِقاقٌ والأُنثى حِقَّة وحِقٌّ أيضاً قال ابن سيده والأُنثى من كل ذلك حِقَّةٌ بَيِّنَةُ الحِقَّةِ وإنما حكمه بَيِّنة الحَقاقةِ والحُقُوقةِ أو غير ذلك من الأَبنية المخالفة للصفة لأَن المصدر في مثل هذا يخالف الصفة ونظيره في موافقة هذا الضرب من المصادر للاسم في البناء قولهم أسَدٌ بَيِّنُ الأَسد قال أبو مالك أحَقَّت البَكْرَة إذا استوفت ثلاث سنين وإذا لَقِحَت حين تُحِقّ قيل لَقِحت عليَّ كرهاً والحِقَّةُ أيضاً الناقة التي تؤخذ في الصدقة إذا جازت عِدَّتُها خمساً وأربعين وفي حديث الزكاة ذكر الحِقِّ والحِقَّة والجمع من كل ذلك حُقُقٌ وحَقائق ومنه قول المُسَيَّب بن عَلَس قد نالَني منه على عَدَمٍ مثلُ الفَسِيل صِغارُها الحُقُقُ قال ابن بري الضمير في منه يعود على الممدوح وهو حسان بن المنذر أخو النعمان قال الجوهري وربما تجمع على حَقائقَ مثل إفَالٍ وأفائل قال ابن سيده وهو نادر وأنشد لعُمارةَ بن طارق ومَسَدٍ أُمِرَّ من أَيانِقِ لَسْنَ بأَنْيابٍ ولا حَقائِقِ وهذا مثل جَمْعهم امرأَة غِرَّة على غَرائر وكجمعهم ضَرَّة على ضَرائر وليس ذلك بِقياس مُطَّرِد والحِقُّ والحِقَّة في حديث صدقات الإبل والديات قال أَبو عبيد البعير إِذا اسْتَكْمَلَ السنة الثالثة ودخل في الرابعة فهو حينئذ حِقُّ والأُنثى حِقَّة والحِقَّة نَبْرُ أُم جَرِير بن الخَطَفَى وذلك لأَن سُوَيْدَ بن كراع خطبها إلى أَبيها فقال له إِنها لصغيرة صُرْعةٌ قال سويد لقد رأَيتُها وهي حِقَّةٌ أَي كالحِقَّة من الإِبل في عِظَمها ومنه حديث عمر رضي الله عنه ومن وَراء حِقاقِ العُرْفُطِ أَي صغارها وشَوابِّها تشبيهاً بِحقاق الإبل وحَقَّتِ الحِقَّةُ تَحِقُّ وأَحَقَّت كلاهما صارت حِقَّةً قال الأَعشى بِحِقَّتِها حبِسَتْ في اللَّجي نِ حتى السَّديِسُ لها قد أَسَنّْ قال ابن بري يقال أَسَنَّ سدِيسُ الناقة إِذا نبَت وذلك في الثامنة يقول قِيمَ عليها من لدن كانت حِقَّة إِلى أَن أَسْدَسَت والجمع حِقاقٌ وحُقُقٌ قال الجوهري ولم يُرد بحقَّتها صفة لها لأَنه لا يقال ذلك كما لا يقال بجَذَعَتها فُعِلَ بها كذا ولا بثنيَّتها ولا ببازلها ولا أَراد بقوله أَسَنَّ كَبِرَ لأَنه لا يقال أَسَنَّ السِّنُّ وإِنما يقال أََسنَّ الرجل وأَسَّت المرأَة وإِنما أَراد أَنها رُبِطَت في اللَّجين وقتاً كانت حقة إِلى أَن نَجَمَ سَدِيسُها أَي نبَت وجمع الحِقاق حُقُق مثل كِتاب وكتُب قال ابن سيده وبعضهم يجعل الحِقَّة هنا الوقت وأَتت الناقةُ على حِقَّتها أَي على وقتها الذي ضَربها الفحل فيه من قابل وهو إِذا تَمَّ حَملها وزادت على السنة أَياماً من اليوم الذي ضُربت فيه عاماً أَوّل حتى يستوفي الجَنين السنةَ وقيل حِقُّ الناقة واسْتِحقاقُها تَمام حَمِلها قال ذو الرمة أَفانين مَكْتوب لها دُون حِقِّها إِذا حَمْلُِها راشَ الحِجَاجَينِ بالثُّكْلِ أَي إِذا نبَت الشعر على ولدها ألقته ميِّتاً وقيل معنى البيت أَنه كتب لهذه النجائب إِسقاطُ أَولادها قبل أَناء نِتاجها وذلك أَنها رُكبت في سفَر أَتعبها فيه شدة السير حتى أَجْهَضَتْ أَولادها وقال بعضهم سميت الحِقَّة لأَنها استحقَّت أَن يَطْرُقها الفحلُ وقولهم كان ذلك عند حَقِّ لَقاحها وحِقِّ لَقاحها أَيضاً بالكسر أَي حين ثبت ذلك فيها الأَصمعي إِذا جازت الناقة السنة ولم تلد قيل قد جازت الحِقَّ وقولُ عَدِيّ أَي قومي إِذا عزّت الخمر وقامت رفاقهم بالحقاق ويروى وقامت حقاقهم بالرفاق قال وحِقاقُ الشجر صغارها شبهت بحقاق الإِبل ويقال عَذر الرَّجلُ وأَعْذَر واسْتَحقَّ واستوْجَب إِذا أَذنب ذنباً استوْجب به عُقوبة ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا يَهْلِكُ الناسُ حتى يُعْذِرُوا من أَنفسهم وصبَغْتُ الثوبَ صَبْغاً تَحْقِيقاً أَي مُشْبَعاً وثوب مُحقَّق عليه وَشْيٌ على صورة الحُقَق كما يقال بُرْدٌ مُرَجَّلٌ وثوب مُحَقَّقٌ إِذا كان مُحْكَمَ النَّسْجِ قال الشاعر تَسَرْبَلْ جِلْدَ وجْهِ أَبِيك إِنّا كَفَيْناكَ المُحَقَّقَةَ الرَّقاقا وأَنا حَقِيقٌ على كذا أَي حَريصٌ عليه عن أَبي عليّ وبه فسر قوله تعالى حَقِيقٌ على أَن لا أَقول على الله إلاَّ الحَقَّ في قراءة من قرأَ به وقرئ حقيق عليّ أَن لا أَقول ومعناه واجب عليّ ترك القول على الله إِلاَّ بالحق والحُقُّ والحُقَّةُ بالضم معروفة هذا المَنْحوت من الخشب والعاج وغير ذلك مما يصلح أَن يُنحت منه عربيٌّ معروف قد جاء في الشعر الفصيح قال الأَزهري وقد تُسوّى الحُقة من العاج وغيره ومنه قول عَمرو بن كُلْثُوم وثَدْياً مثلَ حُقِّ العاجِ رَخْصاً حَصاناً من أَكُفِّ اللاَّمِسِينا قال الجوهري والجمع حُقُّ وحُقَقٌ وحِقاقٌ قال ابن سيده وجمع الحُقّ أَحْقاقٌ وحِقاقٌ وجمع الحُقَّة حُقَقٌ قال رؤبة سَوَّى مَساحِيهنَّ تَقْطِيطَ الحُقَقْ وصَفَ حَوافِرَ حُمُر الوَحْشِ أَي أَنَّ الحِجارة سوَّت حَوافِرها كأَنما قُطِّطَتْ تَقْطِيطَ الحُقَقِ وقد قالوا في جمع حُقَّةٍ حُقّ فجعلوه من باب سِدْرة وسِدْر وهذا أَكثره إِنما هو في المخلوق دون المصنوع ونظيره من المصنوع دَواةٌ ودَوًى وسَفِينة وسَفِين والحُقُّ من الورك مَغْرِزُ رأْس الفخذ فيها عصَبة إِلى رأْس الفخذ إِذا انقطعت حَرِقَ الرجل وقيل الحُق أَصل الورك الذي فيه عظم رأْس الفخذ والحُق أَيضاً النُّقْرة التي في رأْس الكتف والحُقُّ رأْس العَضُد الذي فيه الوابِلةُ وما أَشْبهها ويقال أَصبت حاقّ عينه وسقط فلان على حاقِّ رأْسه أَي وسَط رأْسه وجئته في حاقِّ الشتاء أَي في وسطه قال الأَزهري وسمعت أَعرابيّآً يقول لنُقْبة من الجرَب ظهَرت ببعير فشكُّوا فيها فقال هذا حاقُّ صُمادِحِ الجَرَبِ وفي الحديث ليس للنساء أَن يَحقُقْنَ الطَّريقَ هو أَن يَركبن حُقَّها وهو وسَطها من قولكم سقَط على حاقِّ القَفا وحُقَّه وفي حديث يوسف بن عمر إِنَّ عامِلاً من عُمالي يذكُر أَنه زَرَعَ كلَّ حُقٍّ ولُقٍّ الحُق الأَرض المطمئنة واللُّق المرتفعة وحُقُّ الكَهْوَل بيت العنكبوت ومنه حديث عَمرو بن العاص أَنه قال لمعاوية في مُحاوَراتٍ كانت بينهما لقد رأَيْتك بالعراق وإِنَّ أَمْرَك كحُقِّ الكَهول وكالحَجاةِ في الضَّعْف فما زِلت أَرُمُّه حتى اسْتَحكم في حديث فيه طول قال أَي واهٍ وحُقُّ الكَهول بيت العنكبوت قال الأَزهري وقد روى ابن قتيبة هذا الحرف بعينه فصحَّفه وقال مثل حُق الكَهْدَلِ بالدال بدل الواو قال وخبَطَ في تفسيره خَبْط العَشْواء والصواب مثل حُق الكَهول والكَهول العنكبوت وحُقَّه بيته وحاقُّ وسَطِ الرأْس حَلاوةُ القفا ويقال استحقَّت إِبلُنا ربيعاً وأَحَقَّت ربيعاً إِذا كان الربيع تاماً فرعَتْه وأَحقَّ القومُ إِحْقاقاً إِذا سَمِنَ مالُهم واحتقَّ القوم احْتقاقاً إِذا سَمِنَ وانتهى سِمَنُه قال ابن سيده وأَحقَّ القومُ من الربيع إِحْقاقاً إِذا أَسْمَنُوا عن أَبي حنيفة يريد سَمِنت مَواشِيهم وحقَّت الناقة وأَحقَّت واستحقَّت سمنت وحكى ابن السكيت عن ابن عطاء أَنه قال أَتيت أَبا صَفْوانَ أَيام قَسمَ المَهْدِيُّ الأَعراب فقال أَبو صفوان ممن أَنت ؟ وكان أَعرابيّاً فأَراد أَن يمتحنه قلت من بني تميم قال من أَيّ تميم ؟ قلت رباني قال وما صنعتُك ؟ قلت الإِبل قال فأَخبرني عن حِقَّة حَقَّت على ثلاث حِقاق فقلت سأَلت خبيراً هذه بَكْرة كان معها بَكْرتان في ربيع واحد فارْتَبَعْنَ فسَمِنَت قبل أَن تسمنا فقد حقَّت واحدةً ثم ضَبَعَت ولم تَضْبَعا فقد حقَّت عليهما حِقَّة أُخرى ثم لَقِحَت ولم تَلْقَحا فهذه ثلاث حِقَّات فقال لي لعَمْري أَنت منهم واسْتَحَقَّت الناقة لَقاحاً إِذا لَقِحت واستحقّ لَقاحُها يُجْعَل الفعل مرة للناقة ومرة للِّقاح قال أَبو حاتم مَحاقُّ المالِ يكون الحَلْبة الأُولى والثانية منها لِبَأٌ والمَحاقُّ اللاتي لم يُنْتَجْن في العام الماضي ولم يُحلَبن فيه واحْتقَّ الفرسُ أَي ضَمُر ويقال لا يحقُّ ما في هذا الوِعاء رطلاً معناه أَنه لا يَزِنُ رطلاً وطعْنة مُحْتَقَّة أَي لا زَيْغَ فيها وقد نَفَذَت ويقال رمَى فلان الصيدَ فاحتقَّ بعضاً وشَرَم بعضاً أَي قتَل بعضاً وأُفْلِتَ بعض جَِريحاً والمُحْتقُّ من الطعْن النافِذُ إِلى الجوف ومنه قول أَبي كبير الهذلي هَلاَّ وقد شَرَعَ الأَسنَّة نَحْوها ما بينَ مُحْتَقٍّ ومُشَرِّمِ أَراد من بين طَعْن نافذٍ في جوفها وآخَرَ قد شرَّمَ جلدَها ولم ينفُذ إِلى الجوف والأَحقُّ من الخيل الذي لا يَعْرَق وهو أَيضاً الذي يضع حافر رجله موضع حافر يده وهما عيب قال عديّ بن خَرَشةَ الخَطْمِيّ بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَيلِ نَهْدٍ جَوادِ لا أَحقُّ ولا شئيتُ قال ابن سيده هذه رواية ابن دريد ورواية أَبي عبيد وأَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهواتِ ساطٍ كُمَيْتٌ لا أَحقُّ ولا شئيت الأَقدرُ الذي يجوز حافرا رجليه حافِريْ يديه والأَحقُّ الذي يُطَبِّقُ حافرا رجليه حافريْ يديه والشَّئيتُ الذي يقْصُر موقِعُ حافر رجله عن موقع حافر يده وذلك أَيضاً عيب والاسم الحَقَق وبنات الحُقَيْقِ ضرْب من رَدِيء التمر وقيل هو الشِّيص قال الأَزهري قال الليث بنات الحقيق ضرب من التمر والصواب لَوْن الحُبَيق ضرب من التمر رديء وبنات الحقيق في صفة التمر تغيير ولَوْنُ الحُبيق معروف قال وقد روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نَهى عن لوْْنين من التمر في الصدقة أَحدهما الجُعْرُور والآخر لون الحبيق ويقال لنخلته عَذْقُ ابن حبيق
( * قوله « عذق ابن حبيق » ضبط عذق بالفتح هو الصواب ففي الزرقاني على الموطأ قال أبو عمر بفتح العين النخلة وبالكسر الكباسة أي القنو كأن التمر سمي باسم النخلة لأنه منها اه فضبطه في مادة حبق بالكسر خطأ )
وليس بشِيص ولكنه رديء من الدَّقَلِ وروى الأَزهري حديثاً آخر عن جعفر بن محمد عن أَبيه قال لا يُخرَج في الصدقة الجُعرور ولا لون حُبيْق قال الشافعي وهذا تمر رديء والسس
( * قوله « والسس » كذا بالأصل ولعله وأيبس )
تمر وتؤخذ الصدقة من وسط التمر والحَقْحقةُ شدَّة السير حَقْحقَ القومُ إِذا اشتدّوا في السير وقَرَبٌ مُحَقْحَقٌ جادٌّ منه وتعَبَّدَ عبد الله بن مُطَرِّف بن الشِّخيِّر فلم يَقتصِد فقال له أَبوه يا عبد الله العلمُ أَفضلُ من العمل والحسَنةُ بين السَّيِّئتين وخيرُ الأُمور أَوساطُها وشرُّ السير الحَقْحقةُ هو إِشارة إلى الرِّفق في العبادة يعني عليك بالقَصْد في العبادة ولا تَحْمِل على نفسك فتَسأَم وخيرُ العمل ما دِيمَ وإِن قلَّ وإِذا حملت على نفسك من العبادة ما لا تُطيِقُه انْقَطَعْتَ به عن الدَّوام على العبادة وبَقِيت حَسيراً فتكلَّفْ من العبادة ما تُطيقُه ولا يَحْسِرُك والحَقحقةُ أَرفع السير وأَتْعَبُه للظَّهر وقال الليث الحقحقة سير الليل في أَوّله وقد نهي عنه قال وقال بعضهم الحقحقة في السير إِتعابُ ساعة وكفُّ ساعة قال الأَزهري فسر الليث الحقحقة تفسيرين مختلفين لم يصب الصواب في واحد منهما والحقحقة عند العرب أَن يُسار البعيرُ ويُحمل على ما يتعبه وما لا يطيقه حتى يُبْدِعَ براكبه وقيل هو المُتعِب من السير قال وأَما قول الليث إِنّ الحقحقة سير أَول الليل فهو باطل ما قاله أَحد ولكن يقال فَحِّمُوا عن الليل أَي لا تسيروا فيه وقال ابن الأَعرابي الحَقحقةُ أَن يُجْهِد الضعيفَ شدَّةُ السير قال ابن سيده وسَيرٌ حَقْحَاقٌ شديد وقد حَقْحَقَ وهَقْهَقَ على البدل وقَهْقَهَ على القلب بعد البدل وقَرَبٌ حَقْحاق وهَقْهاق وقَهْقاه ومُقَهْقَه ومُهَقْهَقٌ إِذا كان السير فيه شديداً مُتعِباً وأُمّ حِقّة اسم امرأَة قال مَعْنُ بن أَوْس فقد أَنْكَرَتْه أُمُّ حِقّه حادِثاً وأَنْكَرها ما شئت والودُّ خادِعُ
حلق
الحَلْقُ مَساغ الطعام والشراب في المَريء والجمع القليل أَحْلاقٌ قال إِنَّ الذين يَسُوغُ في أَحْلاقِهم زادٌ يُمَنُّ عليهمُ للِئامُ وأَنشد المبرد في أَعْناقِهم فَرَدَّ ذلك عليه عليّ بن حَمزَة والكثير حُلوق وحُلُقٌ الأَخيرة عَزِيزة أَنشد الفارسي حتى إِذا ابْتَلَّتْ حلاقِيمُ الحُلُقْ الأَزهري مخرج النفس من الحُلْقُوم وموضع الذبح هو أَيضاً من الحَلْق وقال أَبو زيد الحلق موضع الغَلْصَمة والمَذْبَح وحَلَقه يَحْلُقُه حَلْقاً ضربه فأَصاب حَلْقَه وحَلِقَ حَلَقاً شكا حَلْقَه يطرد عليهما باب ابن الأَعرابي حلَق إِذا أَوجَع وحَلِقَ إِذا وجِعَ والحُلاقُ وجَعٌ في الحَلْق والحُلْقُوم كالحَلْق فُعْلُوم عن الخليل وفُعْلُول عند غيره وسيأْتي وحُلُوق الأَرض مَجارِيها وأَوْدِيتها على التشبيه بالحُلوق التي هي مَساوِغُ الطعام والشراب وكذلك حُلوق الآنية والحِياض وحَلَّقَ الإِناءُ من الشراب امْتلأَ إِلاَّ قليلاً كأَنَّ ما فيه من الماء انتهى إِلى حَلْقِه ووَفَّى حلْقَةَ حوضه وذلك إِذا قارب أَن يملأَه إلى حَلْقه أَبو زيد يقال وفَّيْت حَلْقة الحوض تَوفِيةً والإِناء كذلك وحَلْقةُ الإِناء ما بقي بعد أَن تجعل فيه من الشراب أَو الطعام إِلى نصفه فما كان فوق النصف إِلى أَعلاه فهو الحلقة وأَنشد قامَ يُوَفِّي حَلْقَةَ الحَوْضِ فَلَجْ قال أَبو مالك حَلْقة الحوض امْتِلاؤُه وحلقته أَيضاً دون الامتلاء وأَنشد فَوافٍ كَيْلُها ومُحَلِّقُ والمُحلِّق دون المَلْء وقال الفرزدق أَخافُ بأَن أُدْعَى وحَوْضِي مُحْلِّقٌ إِذا كان يومُ الحَتْف يومَ حِمامِي( * وفي قصيدة الفرزدق إِذا كان يوم الوِردِ يومَ خِصامِ )
وحَلَّق ماءُ الحوض إِذا قلَّ وذهب وحلَّق الحوضُ ذهب ماؤُه قال الزَّفَيانُ ودُونَ مَسْراها فَلاةٌ خيْفَقُ نائي المياه ناضبًٌ مُحَلِّقُ
( * قوله « مسراها » كذا في الأصل والذي في شرح القاموس مرآها )
وحَلَّقَ المكُّوكُ إِذا بلغ ما يُجعل فيه حَلْقَه والحُلُق الأَهْوِية بين السماء والأَرض واحدها حالِقٌ وجبل حالق لا نبات فيه كأَنه حُلِق وهو فاعل بمعنى مفعول كقول بشر بن أَبي خازم ذَكَرْتُ بها سَلْمَى فبِتُّ كأَنَّني ذَكَرْتُ حَبيباً فاقِداً تَحْتَ مَرْمَسِ أَراد مَفْقوداً وقيل الحالق من الجبال المُنِيفُ المُشْرِف ولا يكون إِلا مع عدم نبات ويقال جاء من حالق أَي من مكان مُشرف وفي حديث المَبْعث فهَمَمْتُ أَن أَطرح بنفسي من حالِق أَي جبل عالٍ وفي حديث أَبي هريرة لما نزل تحريم الخمر كنا نَعْمِد إِلى الحُلْقانةِ فنَقْطَع ما ذَنَّبِ منها يقال للبُسر إِذا بدا الإِرْطاب فيه من قِبل ذَنَبِه التَّذْنوبة فإِذا بلغ نصفه فهو مُجَزَّع فإِذا بلغ ثُلُثيه فهو حُلْقان ومُحَلْقِنٌ يريد أَنه كان يقطع ما أَرطب منها ويرميه عند الانتباذ لئلا يكون قد جَمع فيه بين البُسْر والرُّطب ومنه حديث بَكَّار مرّ بقوم يَنالُون من الثَّعْد والحُلْقان قال ابن سيده بُسرة حُلْقانة بلغ الإِرْطاب قريباً من النُّفدوق من أسفلها والجمع حُلْقانٌ حلْقها وقيل هي التي بلغ الإِرطاب ومُحَلْقِنة والجمع مُحَلْقِنٌ وقال أَبو حنيفة يقال حلَّق البُسر وهي الحَواليقُ بثبات الياء قال ابن سيده وهذا البناء عندي على النسب إِذ لو كان على الفعل لقال مَحاليق وأَيضاً فإِني لا أَدري ما وجه ثبات الياء في حَواليق وحَلْق التمرة والبُسرة منتهى ثُلثيها كأَن ذلك موضع الحلق منها والحَلْقُ حَلْقُ الشعر والحَلْقُ مصدر قولك حَلق رأْسه وحَلَّقوا رؤُوسهم شدّد للكثرة والاحْتِلاقُ الحَلْق يقال حَلق مَعَزه ولا يقال جَزَّه إِلا في الضأْن وعنز مَحْلوقة وحُلاقة المِعزى بالضم ما حُلِق من شعره ويقال إِن رأْسه لَجيِّد الحِلاق قال ابن سيده الحَلْق في الشعر من الناس والمعز كالجَزّ في الصوف حلَقه يَحلِقه حَلْقاً فهو حالقٌ وحلاقٌ وحلَقَه واحْتَلَقه أَنشد ابن الأَعرابي لاهُمَّ إِن كان بنُو عَمِيرهْ أَهْلُ التِّلِبِّ هؤلا مَقْصُورهْ
( * قوله « مقصورة » فسره المؤلف في مادة قصر عن ابن الأَعرابي فقال مقصورة أي خلصوا فلم يخالصهم غيرهم )
فابْعَثْ عليهم سَنةً قاشُورة تَحْتَلِقُ المالَ احْتلاقَ النُّورهْ ويقال حَلق مِعْزاه إِذا أَخذ شعرها وجزَّ ضأْنَه وهي مِعْزى مَحْلُوقة وحَلِيقة وشعر مَحْلوق ويقال لحية حَليق ولا يقال حَلِيقة قال ابن سيده ورأْس حليق محلوق قالت الخنساء ولكني رأَيتُ الصبْر خَيْراً من النَّعْلَينِ والرأْسِ الحَلِيق والحُلاقةُ ما حُلِقَ منه يكون ذلك في الناس والمعز والحَلِيقُ الشعر المحلوق والجمع حِلاقٌ واحْتلقَ بالمُوسَى وفي التنزيل مُحَلِّقين رُؤُوسكم ومُقَصِّرين وفي الحديث ليس مِنَّا من صَلَق أَو حَلق أَي ليس من أَهل سُنَّتنا من حلَق شعره عند المُصيبة إِذا حلَّت به ومنه الحديث لُعِنَ من النساء الحالقة والسالِقةُ والخارِقةُ وقيل أَراد به التي تَحلِق وجهها للزينة وفي حديث ليس منا من سلَق أَو حلَق أَو خَرق أَي ليس من سنَّتنا رَفْعُ الصوت في المَصائب ولا حلْقُ الشعر ولا خَرْقُ الثياب وفي حديث الحَجّ اللهمَّ اغْفر للمُحَلِّقِين قالها ثلاثاً المحلِّقون الذين حلَقوا شعورهم في الحج أَو العُمرة وخصَّهم بالدعاء دون المقصوين وهم الذين أَخذوا من شعورهم ولم يَحلِقوا لأَن أَكثر من أَحرم مع النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن معهم هَدْيٌ وكان عليه السلام قد ساق الهَدْيَ ومَن منه هَدْيْ لا يَحلِق حتى يَنْحَر هديَه فلما أَمرَ من ليس معه هدي أَن يحلق ويحِلَّ وجَدُوا في أَنفسهم من ذلك وأَحبُّوا أَن يأَذَن لهم في المُقام على إِحرامهم حتى يكملوا الحج وكانت طاعةُ النبي صلى الله عليه وسلم أَولى بهم فلما لم يكن لهم بُدُّ من الإِحْلال كان التقصير في نُفوسهم أَخفّ من الحلق فمال أَكثرهم إِليه وكان فيهم من بادر إِلى الطاعة وحلق ولم يُراجِع فلذلك قدَّم المحلِّقين وأَخَّر المقصِّرين والمِحْلَقُ بكسر الميم الكِساءُ الذي يَحْلِق الشعر من خِشونته قال عُمارة بن طارِقٍ يصف إِبلاً ترد الماءَ فتشرب يَنْفُضْنَ بالمَشافِر الهَدالِقِ نَفْضَكَ بالمَحاشِئ المَحالِقِ والمَحاشِئُ أَكْسِية خَشِنةٌ تَحْلِقُ الجسد واحدها مِحْشأ بالهمز ويقال مِحْشاة بغير همز والهَدالِقُ جمع هِدْلق وهي المُسْتَرْخِيَةُ والحَلَقةُ الضُّروعُ المُرْتَفعةُ وضَرْعٌ حالقٌ ضخْم يحلق شعر الفخذين من ضِخَمِه وقالوا بينهم احْلِقِي وقُومي أَي بينهم بَلاءٌ وشدَّة وهو من حَلْق الشعر كان النساءٌ يَئمْن فيَحلِقْن شُعورَهنَّ قال يومُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ أَفضلُ من يومِ احْلِقي وقُومِي الأَعرابي الحَلْقُ الشُّؤْم ومما يُدعَى به على المرأَة عَقْرَى حَلْقَى وعَقْراً حَلْقاً فأَمّا عقرَى وعقراً فسنذكره في حرف العين وأَما حلْقَى وحلقاً فمعناه أَنه دُعِيَ عليها أَن تئيم من بعلها فتْحْلِق شعرها وقيل معناه أَوجع الله حَلْقها وليس بقويّ قال ابن سيده وقيل معناه أَنها مَشْؤُومةٌ ولا أَحُقُّها وقال الأَزهري حَلْقَى عقْرى مشؤُومة مُؤْذِية وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال لصَفِيَّة بنت حُيَيٍّ حين قيل له يوم النَّفْر إِنها نَفِسَت أَو حاضت فقال عقرى حلقى ما أَراها إِلاَّ حابِسَتنا معناه عَقَر الله جَسدَها وحلَقها أَي أَصابها بوجع في حَلْقها كما يقال رأَسَه وعضَده وصَدَره إِذا أَصاب رأْسَه وعضُدَه وصَدْره قال الأَزهري وأَصله عقراً حلقاً وأَصحاب الحديث يقولون عقرَى حلقَى بوزن غَضْبَى حيث هو جارٍ على المؤَنث والمعروف في اللغة التنوين على أَنه مصدر فَعل متروك اللفظ تقديره عقَرها الله عقْراً وحلَقها الله حلقاً ويقال للأَمر تَعْجَبُ منه عقْراً حلقاً ويقال أَيضاً للمرأَة إِذا كانت مؤْذِية مشؤُومة ومن مواضع التعجب قولُ أُمّ الصبي الذي تكلَّم عَقْرَى أَو كان هذا منه قال الأَصمعي يقال عند الأَمر تَعْجَبُ منه خَمْشَى وعَقْرى وحَلْقى كأَنه من العَقْر والحَلْق والخَمْش وأَنشد أَلا قَوْمِي أُولُو عَقْرَى وحَلْقَى لِما لاقَتْ سَلامانُ بن غَنْمِ ومعناه قَومِي أُولُو نساءٍ قد عَقَرْن وجُوههن فخذَشْنَها وحَلَقْن شعورهن مُتَسَلِّباتٍ على من قُتل من رجالها قال ابن بري هذا البيت رواه ابن القطَّاع أَلا قَومي أُولو عَقْرَى وحَلْقَى يريدون أَلا قومي ذَوو نساءٍ قد عقرن وجوهَهنَّ وحلقن رؤُوسهن قال وكذلك رواه الهَرَوِيّ في الغريبين قال والذي رواه ابن السكيت أَلا قُومِي إِلى عقْرى وحلْقى قال وفسَّره عثمان بن جني فقال قولهم عقرى حلقى الأَصل فيه أَن المرأَة كانت إِذا أُصِيب لها كريم حلَقَت رأْسها وأَخذت نَعْلين تضرب بهما رأْسَها وتعقِره وعلى ذلك قول الخنساء فلا وأَبِيكَ ما سَلَّيْتُ نفسي بِفاحِشةٍ أَتَيتُ ولا عُقوقِ ولكنِّي رأَيتُ الصَّبْر خَيراً من النَّعلين والرأْسِ الحَليقِ يريد إِن قومي هؤلاء قد بلغ بهم من البَلاء ما يبلُغ بالمرأَة المعقورة المحلوقة ومعناه أَهم صاروا إِلى حال النساءِ المَعْقُورات المحلوقات قال شمر روى أَبو عبيد عقراً حلقاً فقلت له لم أَسمع هذا إِلا عقرَى حلقَى فقال لكني لم أَسمع فَعْلى على الدعاء قال شمر فقلت له قال ابن شميل إِن صِبيانَ البادية يلعبون ويقولون مُطَّيْرَى على فُعَّيْلى وهو أَثقل من حَلْقَى قال فصيره في كتابه على وجهين منوّناً وغير منوَّن ويقال لا تَفعلْذلك أُمُّك حالِقٌ أَي أَثْكلَ الله أُمَّك بك حتى تَحلِق شعرها والمرأَةُ إِذا حلَقت شعرها عند المصيبة حالِقةٌ وحَلْقَى ومثَلٌ للعرب لأُمّك الحَلْقُ ولعينك العُبْرُ والحَلْقَةُ كلُّ شيءٍ استدار كحَلْقةِ الحديد والفِضّة والذهب وكذلك هو في الناس والجمع حِلاقٌ على الغالب وحِلَقٌ على النادر كهَضْبة وهِضَب والحَلَقُ عند سيبويه اسم للجمع وليس بجمع لأَن فَعْلة ليست مما يكسَّر على فَعَلٍ ونظير هذا ما حكاه من قولهم فَلْكَةٌ وفَلَكٌ وقد حكى سيبويه في الحَلْقة فتح اللام وأَنكرها ابن السكيت وغيره فعلى هذه الحكاية حلَقٌ جمع حلَقة وليس حينئذ اسم جميع كما كان ذلك في حلَق الذي هو اسم جمع لحَلْقة وإِن كان قد حكى حلَقة بفتحها وقال اللحياني حَلْقة الباب وحلَقته بإِسكان اللام وفتحها وقال كراع حلْقةُ القوم وحلَقتهم وحكى الأُمَوِيُّ حِلْقة القوم بالكسر قال وهي لغة بني الحرت بن كعب وجمع الحِلْقةِ حِلَقٌ وحَلَق وحِلاقٌ فأَما حِلَقٌ فهو بابُه وأَما حَلَقٌ فإِنه اسم لجمع حِلْقة كما كان اسماً لجمع حَلْقةٍ وأَما حِلاقٌ فنادر لأَن فِعالاً ليس مما يغلب على جمع فِعْلة الأَزهري قال الليث الحَلْقةُ بالتخفِيف من القوم ومنهم من يقول حَلَقة وقال الأَصمعي حَلْقة من الناس ومن حديد والجمع حِلَقٌ مثل بَدْرةٍ وبِدَر وقَصْعة وقِصَعٍ وقال أَبو عبيد أَختار في حلَقة الحديد فتح اللام ويجوز الجزم وأَختار في حلْقة القوم الجزم ويجوز التثقيل وقال أَبو العباس أَختار في حلَقة الحديد وحلَقة الناس التخفيف ويجوز فيهما التثقيل والجمع عنده حَلَقٌ وقال ابن السكيت هي حلْقة الباب وحلَقة القوم والجمع حِلَق وحِلاق وحكى يونس عن أَبي عمرو بن العلاء حلَقة في الواحد بالتحريك والجمع حَلَقٌ وحَلَقات وقال ثعلب كلهم يجيزه على ضعفه وأَنشد مَهْلاً بَني رُومانَ بعضَ وَعيدكم وإِيّاكمُ والهُلْبَ منِّي عَضارِطا أَرِطُّوا فقد أَقْلَقْتُمُ حَلَقاتِكمْ عسَى أَن تَفُوزوا أَن تكونوا رَطائطا قال ابن بري يقول قد اضطرب أَمرُكم من باب الجِدِّ والعقل فتَحامَقُوا عسى أَن تفُوزوا والهُلْبُ جمع أَهْلَبَ وهو الكثير شعر الأُنثيين والعِضْرِطُ العِجانُ ويقال إِن الأَهلَبَ العِضرِطِ لا يُطاق وقد استعمل الفرزدق حَلَقة في حلْقةِ القوم قال يا أَيُّها الجالِسُ وسْطَ الحَلَقهْ أَفي زِناً قُطِعْتَ أَمْ في سَرِقَهْ ؟ وقال الراجز أُقْسِمُ بالله نُسْلِمُ الحَلَقهْ ولا حُرَيْقاً وأُخْتَه الحُرَقهْ وقال آخر حَلَفْتُ بالمِلْحِ والرَّمادِ وبالن ارِ وبالله نُسْلِمُ الحَلَقهْ حتى يَظَلَّ الجَوادُ مُنْعَفِراً ويَخْضِبَ القَيْلُ عُرْوَةَ الدَّرَقهْ ابن الأَعرابي هم كالحَلَقةِ المُفْرَغة لا يُدْرَى أَيُّها طَرَفُها يضرب مثلاً للقوم إِذا كانوا مُجتمعين مؤتَلِفين كلمتهُم وأَيديهم واحدة لا يَطْمَعُ عَدوُّهم فيهم ولا يَنال منهم وفي الحديث أَنه نَهى عن الحِلَقِ قبل الصَّلاةِ وفي رواية عن التَّحَلُّقِ أَراد قبل صلاة الجُمعة الحِلَقُ بكسر الحاء وفتح اللام جمع الحَلْقة مثل قَصْعة وقِصَعٍ وهي الجماعة من الناس مستديرون كحلْقة الباب وغيرها والتَّحَلُّق تفَعُّل منها وهو أَن يتَعمَّدوا ذلك وتَحلَّق القومُ جلسوا حَلْقة حَلْقة وفي الحديث لا تصلوا خَلْف النيِّام ولا المُتَحَلِّقين أَي الجُلوسِ حِلَقاً حِلَقاً وفي الحديث الجالس وسْط الحلَقة ملعون لأَنه إِذا جلس في وسَطِها استدبر بعضَهم بظهره فيُؤذيهم بذلك فيَسبُّونه ويلْعَنُونه ومنه الحديث لا حِمَى إِلا في ثلاث وذكر حَلْقة القوم أَي لهم أَن يَحْمُوها حتى لا يَتَخَطَّاهم أَحَد ولا يَجلس في وسطها وفي الحديث نهى عن حِلَقِ الذهب هي جمع حَلْقةٍ وهي الخاتمُ بلا فَصّ ومنه الحديث من أَحَبّ أَن يُحَلِّق جبينه حَلْقة من نار فلْيُحَلِّقْه حَلْقة من ذهب ومنه حديث يأْجُوج ومأْجُوج فُتِحَ اليومَ من رَدْمِ يأْجوجَ ومأْجوجَ مِثْلُ هذه وحَلَّق بإِصْبَعِه الإِبْهام والتي تليها وعقَد عَشْراً أَي جعل إِصْبَعيْه كالحَلْقة وعَقْدُ العشرة من مُواضَعات الحُسّاب وهو أَن يجعل رأْس إِصْبَعه السبابة في وسط إِصبعه الإِبهام ويَعْملهما كالحَلْقة الجوهري قال أَبو يوسف سمعت أَبا عمرو الشيباني يقول ليس في الكلام حلَقة بالتحريك إِلا في قولهم هؤلاء قوم حَلَقةٌ للذين يَحلِقون الشعر وفي التهذيب للذين يحلقونَ المِعْزى جمع حالِقٍ وأَما قول العرب التَقَتْ حلَقتا البِطان بغير حذف أَلف حلْقتا لسكونها وسكون اللام فإِنهم جمعوا فيها بين ساكنين في الوصل غير مدغم أَحدهما في الآخر وعلى هذا قراءة نافع مَحْيايْ ومَماتي بسكون ياء مَحيايْ ولكنها ملفوظ بها ممدودة وهذا مع كون الأَوّل منهما حرف مدّ وممّا جاء فيه بغير حرف لين وهو شاذٌّ لا يقاس عليه قوله رَخِّينَ أَذْيالَ الحِقِيِّ وارْتَعْنْ مَشْيَ حَمِيّات كأَنْ لم يُفْزَعْنْ إِنْ يُمْنَعِ اليومِ نِساء تُمْنَعْنْ قال الأَخفش أَخبرني بعض من أَثق به أَنه سمع أَنا جَريرٌ كُنْيَتي أَبو عَمْرْ أَجُبُناً وغَيْرةً خَلْفَ السِّتْرْ قال وسمعت من العرب أَنا ابنُ ماوِيّة إِذا جَدَّ النَّقْرْ قال ابن سيده قال ابن جني لهذا ضرب من القياس وذلك أَنّ الساكن الأَوّل وإن لم يكن مدّاً فإِنه قد ضارَع لسكونه المدّة كما أَن حرف اللين إِذا تحرك جرى مَجرى الصحيح فصحّ في نحو عِوَضٍ وحِولٍ أَلا تراهما لم تُقْلب الحركةُ فيهما كما قلبت في ريح ودِيمة لسكونها ؟ وكذلك ما أُعِلّ للكسرة قبله نحو مِيعاد ومِيقات والضمة قبله نحو مُوسر ومُوقن إِذا تحرك صح فقالوا مَواعِيدُ ومَواقيتُ ومَياسيرُ ومَياقِينُ فكما جرى المدّ مجرى الصحيح بحركته كذلك يجري الحرف الصحيح مجرى حرف اللين لسكونه أَوَلا ترى ما يَعرِض للصحيح إِذا سكن من الإِدغام والقلب نحو من رأَيت ومن لقِيت وعنبر وامرأَة شَنْباء ؟ فإِذا تحرك صح فقالوا الشنَب والعبر وأَنا رأَيت وأَنا لقِيت فكذلك أَيضاً تجري العين من ارتعْن والميم من أَبي عمْرو والقاف من النقْر لسكونها مجرى حرف المد فيجوز اجتماعها مع الساكن بعدها وفي الرحم حَلْقتانِ إِحداهما التي على فم الفرْج عند طرَفه والأُخرى التي تنضمُّ على الماء وتنفتح للحيض وقيل إِنما الأُخرى التي يُبالُ منها وحَلَّق القمرُ وتحلَّق صار حولَه دارةٌ وضربوا بيوتهم حِلاقاً أَي صفّاً واحداً حتى كأَنها حَلْقة وحلَّقَ الطائرُ إِذا ارتفع في الهواء واسْتدارَ وهو من ذلك قال النابغة إِذا ما التَقَى الجَمْعانِ حَلَّقَ فوقَهمْ عَصائبُ طَيْرٍ تَهْتَدِي بِعصائبِ
( * وفي ديوان النابغة إِذا ما غَزَوا بالجيش حلَّق فوقهم وقال غيره ولوْلا سُليْمانُ الأَمِيرُ لحَلَّقَتْ به مِن عِتاقِ الطيْرِ عَنْقاءُ مُغْرِب وإِنما يريد حلَّقت في الهَواء فذهبت به وكذلك قوله أَنشده ثعلب فحَيَّتْ فحيَّاها فهْبَّتْ فحَلَّقَتْ مع النجْمِ رُؤْيا في المَنامِ كذُوبُ وفي الحديث نَهَى عن بيع المُحلِّقاتِ أَي بيعِ الطير في الهواء وروى أَنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي العصر والشمسُ بيضاء مُحَلِّقةٌ فأَرجِع إِلى أَهلي فأَقول صلُّوا قال شمر مُحلِّقة أَي مرتفعة قال تحليق الشمس من أَوَّل النهار ارتفاعها من المَشرِق ومن آخر النهار انْحِدارُها وقال شمر لا أَدري التحليق إِلا الارتفاعَ في الهواء يقال حلَّق النجمُ إِذا ارتفع وتَحْلِيقُ الطائرِ ارتفاعه في طَيَرانه ومنه حلّق الطائرُ في كَبِد السماء إِذا ارتفع واستدار قال ابن الزبير الأَسَدي في النجم رُبَّ مَنْهَلٍ طاوٍ ورَدْتُ وقد خَوَى نَجْمٌ وحَلَّقَ في السماء نُجومُ خَوى غابَ وقال ذو الرمة في الطائر ورَدْتُ احْتِسافاً والثُّرَيَّا كأَنَّها على قِمّةِ الرأْسِ ابنُ ماء مُحَلِّقُ وفي حديث فحلَّقَ ببصره إِلى السماء كما يُحلِّقُ الطائر إِذا ارتفع في الهواء أَي رفَعه ومنه الحالِقُ الجبل المُنِيفُ المُشْرِف والمُحلَّقُ موضع حَلْقِ الرأْسِ بِمنًى وأَنشد كلاَّ ورَبِّ البيْتِ والمُحلَّقِ والمُحلِّق بكسر اللام اسم رجل من ولد بَكْر بن كِلاب من بني عامر ممدوح الأَعشى قال ابن سيده المُحلِّق اسم رجل سمي بذلك لأَن فرسه عضَّته في وجهه فتركَتْ به أَثراً على شكل الحَلقة وإِياه عنى الأَعشى بقوله تُشَبُّ لِمَقْرورَيْنِ يَصْطَلِيانِها وباتَ على النارِ النَّدَى والمُحَلِّقُ وقال أَيضاً تَرُوحَ على آلِ المُحَلِّقِ جَفْنةٌ كجابِيةِ الشيخِ العِراقِيِّ تَفْهَقُ وأَما قول النابغة الجَعْدِي وذكَرْتَ من لبَنِ المُحَلَّق شَرْبَةً والخَيْلُ تَعْدُو بالصَّعِيدِ بَدادِ فقد زعم بعض أَهل اللغة أَنه عنى ناقةً سمَتُها على شكل الحَلْقة وذكَّر على إِرادةِ الشخص أَن الضَّرْع هذا قول ابن سيده وأَورد الجوهري هذا البيت وقال قال عَوْقُ بن الخَرِع يخاطب لَقيطَ بن زُرارةَ وأَيده ابن بري فقال قاله يُعيِّره بأَخيه مَعْبَدٍ حيث أَسَرَه بنو عامر في يوم رَحْرَحان وفرَّ عنه وقبل البيت هَلاَّ كَرَرْتَ على ابنِ أُمِّك مَعْبَدٍ والعامِرِيُّ يَقُودُه بصِفادِ
( * قوله « هلا كررت إلخ » أورد المؤلف هذا البيت في مادة صفد
هلا مننت على أخيك معبد ... والعامريّ يقوده أصفاد
والصواب ما هنا والصفاد بالكسر حبل يوثق به )
والمُحَلَّقُ من الإِبل المَوْسوم بحلْقة في فخذه أَو في أَصل أُذنه ويقال للإِبل المُحَلَّقة حلَقٌ قال جَنْدل الطُّهَوي قد خَرَّبَ الأَنْضادَ تَنْشادُ الحَلَقْ من كلَ بالٍ وجْهُه بَلْيَ الخِرَقْ يقول خَرَّبوا أَنْضادَ بيوتنا من أَمتعتنا بطلَب الضَّوالِّ الجوهري إِبل مُحلَّقة وسْمُها الحَلَقُ ومنه قول أَبي وجْزة السعدي وذُو حَلَقٍ تَقْضِي العَواذِيرُ بينها تَرُوحَ بأَخْطارٍ عِظامِ اللَّقائحِ
( * قوله « تقضي » أي تفصل وتميز وضبطناه في مادة عذر بالبناء للمفعول )
ابن بري العَواذِيرُ جمع عاذُور وهو وَسْم كالخَطّ وواحد الأَخْطار خِطْر وهي الإِبل الكثيرة وسكِّينٌ حالِقٌ وحاذِقٌ أَي حَدِيد والدُّرُوع تسمى حَلْقةً ابن سيده الحَلْقَةُ اسم لجُملة السِّلاح والدُّروع وما أَشبهها وإِنما ذلك لمكان الدروع وغلبَّوا هذا النوع من السلاح أَعني الدروع لشدَّة غَنائه ويدُلك على أَن المراعاة في هذا إِنما هي للدُّروع أَن النعمان قد سمَّى دُروعه حَلْقة وفي صلح خيبر ولرسول الله صلى الله عليه وسلم الصفْراء والبيْضاء والحلْقةُ الحلْقةُ بسكون اللام السلاحُ عامّاً وقيل هي الدروع خاصّة ومنه الحديث وإِن لنا أَغْفالَ الأَرض والحَلْقَةَ ابن سيده الحِلْق الخاتم من الفضة بغير فَصّ والحِلق بالكسر خاتم المُلْك ابن الأَعرابي أُعْطِيَ فلان الحِلْقَ أَي خاتمَ المُلك يكون في يده قال وأُعْطِيَ مِنّا الحِلْقَ أَبيضُ ماجِدٌ رَدِيفُ مُلوكٍ ما تُغبُّ نَوافِلُهْ وأَنشد الجوهري لجرير ففازَ بِحِلْقِ المُنْذِرِ بنِ مُحَرِّقٍ فَتىً منهمُ رَخْوُ النِّجاد كرِيمُ والحِلْقُ المال الكثير يقال جاء فلان بالحِلْق والإِحْرافِ وناقة حالِقٌ حافِل والجمع حوَالِقُ وحُلَّقٌ والحالِقُ الضَّرْعُ المُمْتلئ لذلك كأََنَّ اللبَن فيه إِلى حَلْقه وقال أَبو عبيد الحالق الضرع ولم يُحَلِّه وعندي أَنه المُمْتلئ والجمع كالجمع قال الحطيئة يصف الإِبل بالغَزارة وإِن لم يكنْ إِلاَّ الأَمالِيسُ أَصْبَحَتْ لها حُلَّقٌ ضَرّاتُها شَكِراتِ حُلَّقٌ جمع حالِق أَبدل ضراتُها من حُلَّق وجعل شكرات خبر أَصبحت وشَكِرات مُمتلِئة من اللبن ورواه غيره إِذا لم يكن إِلا الأمالِيسُ رُوِّحَتْ مُحَلّقةً ضَرّاتُها شَكِراتِ وقال مُحلّقة حُفَّلاً كثيرة اللبن وكذلك حُلَّق مُمتلئة وقال النضر الحالق من الإِبل الشديدة الحَفْل العظيمة الضَّرّة وقد حَلَقَت تحْلِقُ حَلْقاً قال الأَزهري الحالق من نعت الضُّروع جاء بمعنيين مُتضادَّين والحالق المرتفع المنضم إِلى البطن لقلة لبنه ومنه قول لبيد حتى إِذا يَبِسَتْ وأَسْحَقَ حالِقٌ لم يُبْلِه إِرْضاعُها وفِطامُها
( * في معلقة لبيد يَئِستَ بدل يبست )
فالحالق هنا الضَّرْعُ المرتفع الذي قلَّ لبنه وإِسْحاقُه دليل على هذا المعنى والحالق أَيضاً الضرع الممتلئ وشاهده ما تقدَّم من بيت الحطيئة لأَن قوله في آخر البيت شكرات يدل على كثرة اللبن وقال الأَصمعي أَصبحت ضرةُ الناقة حالقاً إِذا قاربت المَلْء ولم تفعل قال ابن سيده حلَّق اللبن ذهب والحالق التي ذهب لبنها كلاهما عن كراع وحلَق الضرعُ ذهب لبنه يَحْلِق حُلوقاً فهو حالق وحُلوقُه ارتفاعه إِلى البطن وانضمامُه وهو في قول آخر كثرة لبنه والحالق الضامر والحالقُ السريع الخفيف وحَلِقَ قضيب الفرس والحمار يَحْلَق حَلَقاً احمرَّ وتقشَّر قال أَبو عبيد قال ثور النَّمِرِي يكون ذلك من داء ليس له دَواء إِلا أَن يُخْصَى فربما سلم وربما مات قال خَصَيْتُكَ يا ابنَ حَمْزَةَ بالقَوافي كما يُخُصَى من الحَلَقِ الحِمارُ قال الأَصمعي يكون ذلك من كثرة السِّفاد وحَلِقَ الفرسُ والحمار بالكسر إِذا سَفَد فأَصابه فَساد في قَضِيبه من تقشُّر أَوِ احْمرار فيُداوَى بالخِصاء قال ابن بري الشعراء يجعلون الهِجاء والغَلَبة خِصاء كأَنه خرج من الفُحول ومنه قول جرير خُصِيَ الفَرَزْدَقُ والخِصاءُ هَذَلَّةٌ يَرْجُو مُخاطَرَةَ القُرومِ البُزَّلِ قال ابن سيده الحُلاقُ صفة سوء وهو منه كأَنّ مَتاعَ الإِنسان يَفْصُد فتعُود حَرارتُه إِلى هنالك والحُلاقُ في الأَتان أَن لا تشبَع من السِّفاد ولا تَعْلَقُ مع ذلك وهو منه قال شمر يقال أَتانٌ حَلَقِيّةً إِذا تداولَتْها الحُمْر فأَصابها داء في رحِمها وحلَق الشيءَ يَحْلِقُه حَلْقاً قشَره وحَلَّقَتْ عينُ البعير إِذا غارَتْ وفي الحديث مَن فَكَّ حَلْقةً فكَّ الله عنه حَلْقة يوم القيامة حكى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه من أَعْتق مملوكاً كقوله تعالى فَكّ رَقَبة والحالِقُ المَشْؤوم على قومه كأَنه يَحْلِقهم أَي يَقْشِرُهم وفي الحديث روي دَبَّ إِليكم داء الأُمَمِ قبلكم البَغْضاء وهي الحالِقةُ أَي التي من شأْنها أَن تَحْلق أَي تُهْلِك وتَسْتَأْصِل الدِّينَ كما تَسْتأْصِل المُوسَى الشعر وقال خالد بن جَنْبةَ الحالِقةُ قَطِيعة الرَّحمِ والتَّظالُمُ والقولُ السيء ويقال وقَعَت فيهم حالِقةٌ لا تدَعُ شيئاً إِلا أَهْلكَتْه والحالِقةُ السنة التي تَحلِق كلّ شيء والقوم يَحلِق بعضهم بعضاً إِذا قَتل بعضهم بعضاً والحالِقةُ المَنِيّة وتسمى حَلاقِ قال ابن سيده وحَلاقِ مثل قَطامِ المنيّةُ مَعدُولة عن الحالقةِ لأَنها تَحلِق أَي تَقْشِرُ قال مُهَلْهل ما أُرَجِّي بالعَيْشِ بعدَ نَدامَى قد أَراهم سُقُوا بكَأْسِ حَلاقِ وبنيت على الكسر لأَنه حصل فيها العدل والتأْنيث والصفة الغالبة وأَنشد الجوهري لَحِقَتْ حَلاقِ بهم على أَكْسائهم ضَرْبَ الرِّقابِ ولا يُهِمُّ المَغْنَمُ قال ابن بري البيت للأَخْزم بن قاربٍ الطائي وقيل هو للمُقْعَد بن عَمرو وأَكساؤهم مآخِرُهم الواحد كسْء وكُسْء بالضم أَيضاً وحَلاقِ السنةُ المُجْدِبة كأَنها تَقشر النبات والحالُوق الموت لذلك وفي حديث عائشة فبَعَثْتُ إِليهم بقَميص رسول الله صلى الله عليه وسلم فانْتَحَبَ الناسُ فحلَّق به أَبو بكر إِليّ وقال تزوَّدِي منه واطْوِيه أَي رماه إِليّ والحَلْقُ نَبات لورقه حُموضة يُخلَط بالوَسْمةِ للخِضاب الواحدة حَلْقة والحالقُ من الكَرْم والشَّرْي ونحوه ما التَوى منه وتعلَّق بالقُضْبان والمَحالِقُ والمَحاليقُ ما تعلَّق بالقُضْبان من تعاريش الكرم قال الأَزهري كلُّ ذلك مأْخوذ من استدارته كالحَلْقة والحَلْقُ شجر ينبت نبات الكَرْم يَرْتَقي في الشجر وله ورق شبيه بورق العنب حامض يُطبخ به اللحم وله عَناقيدُ صغار كعناقيد العنب البّري الذي يخضرّ ثم يَسودُّ فيكون مرّاً ويؤخذ ورقه ويطبخ ويجعل ماؤه في العُصْفُر فيكون أَجود له من حبّ الرمان واحدته حَلْقة هذه عن أَبي حنيفة ويومُ تَحْلاقِ اللِّمَمِ يومٌ لتَغْلِب على بكر بن وائل لأَن الحَلْقَ كان شِعارهم يومئذ والحَلائقُ موضع قال أَبو الزبير التَّغْلَبيّ أُحِبُّ تُرابَ الأَرضِ أَن تَنْزِلي به وذا عَوْسَجٍ والجِزْعَ جِزْعَ الحَلائقِ ويقال قد أَكثرت من الحَوْلقة إِذا أَكثر من قول لا حولَ ولا قوّة إِلا بالله قال ابن بري أَنشد ابن الأَنباري شاهداً عليه فِداكَ من الأَقْوامِ كلُّ مُبَخَّلٍ يُحَوْلِقُ إِمّا سالَه العُرْفَ سائلُ وفي الحديث ذكر الحَوْلَقةِ هي لفظة مبنيّة من لا حول ولا قوة إِلا بالله كالبسملة من بسم الله والحمدَلةِ من الحمد لله قال ابن الأَثير هكذا ذكرها الجوهري بتقديم اللام على القاف وغيره يقول الحوْقلةُ بتقديم القاف على اللام والمراد بهذه الكلمات إِظهار الفقر إِلى الله بطلب المَعُونة منه على ما يُحاوِلُ من الأُمور وهي حَقِيقة العُبودِيّة وروي عن ابن مسعود أَنه قال معناه لا حول عن معصية ا لله إِلا بعصمة الله ولا قوّة على طاعة الله إِلا بمعونته
حلفق
التهذيب أَبو عمرو الحُلْفُقُ الدَّرابزين وكذلك التَّفاريجُ
حمق
الحُمْقُ ضدّ العَقْل الجوهري الحُمْقُ والحُمُقُ قلة العقل حَمُقَ يَحْمُق حُمْقاً وحُمُقاً وحَماقةٌ وحمِقَ وانْحَمَقَ واسْتَحَمَقَالرجل إِذا فَعَلَ فِعْلَ الحَمْقَى ورجل أَحمقُ وحَمِقٌ بمعنى واحد قال رؤبة أَلَّفَ شَتَّى ليس بالراعي الحَمِقْ الجوهري حَمِقَ بالكسر يَحْمَقُ حُمْقاً مثل غَنِمَ يَغُنَمُ غُنْماً فهو حَميقٌ قال يزيد بن الحكَم الثَّقَفي قد يُقْتِرُ الحُوَلُ التَّقِيُّ ويُكْثِرُ الحَمِقُ الأَثِيمُ( * قوله « الحول » في القاموس رجل حول كصرد كثير الاحتيال )
وعَمرو بن الحَمِق الخُزاعِيّ وقومٌ ونِسوة حُمق وحَمْقى وحَماقى ابن سيده حَمْقَى بَنَوْه على فَعْلى لأَنه شيء أُصِيبوا به كما قالوا هَلْكَى وإِن كان هالِك لفظَ فاعل وقالوا ما أَحْمقَه وقع التعجب فيها بما أَفْعلَه وإِن كانت كالخُلُقِ وحكى سيبويه حُمْقان قال فلا أَدري أَهي صيغة بناها كخَبَط فرَقَدَ أَم لفظة عربية وأَتاه فأَحْمَقَه وجده أَحمقَ وأَحمقَ به ذكره بحُمق وحَمَّقْتُ الرجل تَحْمِيقاً نسبتُه إلى الحُمْقِ وحامَقْتُه إِذا ساعدْته على حُمْقِه واستحمقْته أَي عددته أَحمَقَ ومنه حديث ابن عمر في طلاق امرأَته أَرأَيتَ إِن عَجَز واستحمق يقال استحمق الرجل إِذا فعَلِ فِعل الحَمْقَى واستحمقْتُه وجدته أَحمق فهو لازم ومُتعدّ مثل اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ ويروى اسْتُحْمِقَ على ما لم يسمّ فاعله والأَوّل أَولى ليُزاوِجَ عَجَز وتَحامقَ فلان إِذا تكلَّف الحَماقة الأَزهري وسئل أَبو العباس عن قول الشاعر إِنَّ للحُمْقِ نِعْمةً في رِقابِ النَّ اس تَخْفَى على ذَوي الأَلبْابِ قال وسئل بعض البُلغاء عن الحُمق فقال أَجْوَدُه حَيْرةٌ قال ومعناه أَنَّ الأَحْمق الذي فيه بُلْغةٌ يُطاوِلُك بحُمْقه فلا تَعْثُر على حُمْقه إِلا بعد مِراسٍ طويل والأَحمقُ الذي لا مَلاوِمَ فيه ينكشِف حُمْقُه سريعاً فتستريحُ منه ومن صُحْبته قال ومعنى البيت مُقدَّم ومؤخَّر كأَنه قال إِن للحُمْقِ نعمة في رقاب العُقلاء تَغِيب وتخفى على غيرهم من سائر الناس لأَنهم أَفْطَن وأَذْكَى من غيرهم وفي حديث ابن عباس يَنطَلِقُ أَحدكم فيركب الحَمُوقةَ هي فَعولةٌ من الحُمْقِ أَي خَصْلةً ذات حُمْقٍ وحقيقة الحُمق وضع الشيء في غير موضعه مع العلم بقُبْحه وفي الحديث الآخَر مع نَجْدة الحَرُوريّ لوْلا أَن يقعَ في أُحْموقةٍ ما كتبت إِليه هو منه وأَحمقَ الرجل والمرأَة ولَدا الحَمْقَى وامرأَة مُحْمِقٌ ومُحْمِقة الأَخيرة على الفعْل قال بعض نساء العرب لست أُبالي أَن أَكُونَ مُحْمِقَهْ إِذا رأَيتُ خُصْيةً مُعَلَّقهْ تقول لا أُبالي أَن أَلد أَحْمَقَ بعد أَن يكون الوَلد ذكراً له خُصية مُعلَّقة وقد قيل في هذا المعنى حَمِقةٌ على النسب كطَعِمٍ وعَمِلٍ والأَكثر ما تقدَّم وإِن كان من عادة المرأَة أَن تلد الحَمْقَى فهي مِحْماقٌ والأُحْموقةُ مأْخوذ من الحُمق والمُحْمِقاتُ من الليالي التي يَطلعُ القمر فيها ليلة كلَّه فيكون في السماء ومن دونه سَحاب فترى ضَوءاً ولا ترى قمراً فتظُنُّ أَنك قد أَصبحت وعليك ليل مشتقّ من الحُمْق وفي المثل غَرُّوني غُرُورَ المُحْمِقات ويقال سِرْنا في ليال مُحمِقات إِذا استتر القمر فيها بغيم أَبيض فيسير الراكب ويظن أَنه قد أَصبح حتى يَملَّ قال ومنه أُخذ اسم الأَحْمق لأَنه يغُرك في أَول مجلسه بتَعاقُلِه فإِذا انتهى إِلى آخر كلامه تبيَّن حمقه فقد غرك بأَول كلامه والبَقْلة الحَمْقاء هي الفَرْفَخةُ ابن سيده البَقْلةُ الحمقاء التي تسميها العامة الرِّجْلة لأَنها مُلْعِبةٌ فشُبِّهت بالأَحمق الذي يَسيل لُعابُه وقيل لأَنها تَنْبُت في مَجْرَى السيُّول والحُمَيْقاء الخمر لأَنها تُعْقب شاربها الحُمْق قال ابن بري حكى ابن الأَنباري أَنه يقال حَمَّقَ الرجلُ إِذا شرِب الحُمْقَ وهي الخمر وأَنشد للنَّمِر بن تَوْلَب لُقَيْمُ بن لُقْمانَ مِن أُخْتِه وكان ابنَ أُخْتٍ له وابْنَما عَشِيّةَ حَمَّقَ فاسْتَحْضَنَتْ إِليه فَجامَعها مُظْلِما قال وأَنكر أَبو القاسم الزجّاجي ذلك قال ولم يذكر أَحد أَن الحُمقِ من أَسماء الخَمر قال والوراية في البيت حُمِّقَ على ما لم يسم فاعله وقال ابن خالويه حَمَّقَتْه الهَجْعةُ أَي جَعلته كالأَحْمق وأَنشد كُفِيتُ زَمِيلاً حَمَّقَتْه بهَجْعةٍ على عَجَلٍ أَضْحَى بها وهو ساجِدُ والباء في بِهَجْعة زائدة وموضعها رفع وفرس مُحْمِقٌ نِتاجُها لا يُسْبَق قال الأَزهري لا أَعرف المُحمِق بهذا المعنى والأَحْمقُ مأْخوذ من انْحِماق السُّوق إِذا كَسَدت فكأَنه فَسَدَ عقلُه حتى كَسَدَ ابن الأَعرابي الحُمْقُ أَصله الكَسادُ ويقال الأَحمقُ الكاسِدُ العقْلِ قال والحُمق أَيضاً الغرور وانْحَمق الثوبُ أَخْلَق ونامَ الثوبُ في الحُمْق أَخْلَقَ ونامَ الثوبُ في الحُمْق وانْحَمق الرجل ضعُف عن الأَمر قال والشيْخُ يُضْرَبُ أَحيْاناً فيَنْحَمِقُ قال ابن بري وقال الكِناني يا كَعْبُ إِنَّ أَخاكَ مُنْحمِقٌ فاشْدُدْ إِزارَ أَخِيكَ يا كَعْبُ والحَمِقُ الخَفيفُ اللِّحيةِ وبه سمي عَمرو بن الحَمِق قتله أَصحاب مُعاوِيةَ ورأْسُه أَوَّلُ رأْس حُمِل في الإِسلام والحُماقُ والحَماق والحُمَيْقاء مثل الجُدَرِيِّ الذي يُصِيب الإنسان يَتَفَرَّقُ في الجسد وقال اللحياني هو شيء يخرج بالصبيان وقد حُمِقَ الجوهري الحُماقُ مثل السُّعال كالجُدَرِيّ يُصيب الإِنسان ويقال منه رجل مَحْمُوقٌ والحُماقُ والحَمِيقُ والحَمَقِيقُ نبت الأَزهري الحُماق نبت ذكرتْه أُمّ الهيثم قال وذكر بعضهم أَن الحَمَقِيقَ نبت وقال الخليل هو الهَمَقِيقُ الأَزهري انْحَمَقَ الطَّعام انْحِماقاً ومأَقَ مُؤُوقاً إِذا رَخُص والحُمَيْمِيقُ طائر يصيد العَظاء والجَنادِب ونحوهما
حملق
الحِمْلاقُ والحُمْلاقُ والحُمْلوقُ ما غَطَّت الجُفُونُ من بَياضِ المُقْلةِ قال قالِبُ حِمْلاقَيْهِ قد كادَ يُجَنْ وقال عَبِيدٌ يَدِبُّ مِنْ خَوْفِها دَبِيباً والعينُ حِمْلاقُها مَقْلوب والحِملاق ما لَزِقَ بالعين من موضع الكُحْل من باطن وقيل الحملاقُ باطن الجفن الأَحمر الذي إِذا قُلب للكَحْل بدَتْ حُمرته وحَمَلَقَ الرَّجل إِذا فتح عينيه وقيل الحَمالِيقُ من الأَجفان ما يَلي المُقلة من لحمها وقيل هو ما في المقلة من نَواحِيها وقيل الحملاق ما وَلِي المقلةَ من جِلْدِ الجَفن الجوهري حملاقُ العبن باطن أَجفانها الذي يُسوِّده الكُحْل يقال جاء فلان مُتَلَثِّماً لا يظهر من حسن وجهه إِلا حَمالِيقُ حَدَقتيه وحَمْلَق الرجل إِذا انقلب حملاق عينيه من الفزَع وأَنشد رأَتْ رجُلاً أَهْوَى إِليها فحَمْلَقَت إِليه بماقي عَيْنِها المُتَقَلِّب والمُحَمْلِقُ من الأََعين التي حَولَ مُقْلَتَيْها بياض لم يُخالِطها سواد وعين مُحَمْلِقة من ذلك وقيل حَمالِيقُ العين بياضها أَجمعُ ما خلا السوادَ وحَمْلَق إِليه نظر وقيل نظرَ نظراً شديداً قال الراجز والليْثُ إِن أَوْعَدَ يَوماً حَمْلَقا بمُقْلةٍ تُوقِدُ فَصّاًّ أَزْرقا التهذيب حَمالِيقُ المرأَة ما انْضَمَّ عليه شُفْرا عَوْرَتِها وقال الراجز وَيْحَكِ يا عراب لا تُبَرْبِري هلْ لكِ في ذا العَزَبِ المُخَصَّرِ ؟ يَمشِي بعَرْدٍ كالوَظِيفِ الأَعْجَرِ وفَيْشةٍ متى تَراها تشْفرِي تَقْلِبُ أَحيْاناً حَمالِيقَ الحِرِ
حنق
الحَنَقُ شدّة الاغْتياظِ قال ولَّى جَمِيعاً يُنادي ظِلَّه طَلَقاً ثم انْثَنى مَرِساً قد آدَه الحَنَقُ أَي أَثْقَلَه الغضَبُ حَنِقَ عليه بالكسر يَحْنَقُ حَنَقاً وحَنِقاً فهو حَنِقٌ وحَنِيقٌ قال وبعضُهُم على بعضٍ حَنِيقُ وقد أَحْنَقه والحنَقُ الغيْظُ والجمع حِناقٌ مثل جبَل وجِبال وفي حديث عمر لا يَصْلُح هذا الأَمْرُ إِلا لمن لا يُحْنِقُ على جِرَّتِه أَي لا يَحْقِدُ على رَعِيَّتِه والحَنَقُ الغيظُ والجِرَّةُ ما يُخرجه البعير من جوفه ويَمْضَغُه والإِحْناقُ لُحوقُ البطن والتِصاقُه وأَصل ذلك أَن البعير يَقْذِف بجِرّته وإِنما وُضع موضع الكَظم من حيث أَنّ الاجْترار يَنْفُخ البطن والكظمُ بخلافه فيقال ما يُحْنِق فلان على جِرْة وما يَكْظِم على جِرة إِذا لم يَنطو على حِقد ودَغَل قال ابن الأَعرابي ولا يقال للرّاعي جِرّة وجاء عمر بهذا الحديث فضربه مثلاً ومنه حديث أَبي جهل إِنَّ محمداً نزل يَثْرِبَ وهو حَنِقٌ عليكم وأَحْنقَه غيره فهو مُحْنَقٌ قالت قُتَيلةُ بنت النضّر بن الحرث( * قوله « بنت النضر » في النهاية أخته اه والخلاف في كتب السير معروف )
ما كان ضَرَّك لو مَنَنْتَ ورُبَّما مَنَّ الفَتَى وهو المَغِيظُ المُحْنَقُ وأَحْنقَ الرَّجل إِذا حقَدَ حِقْداً لا يَنْحلُّ قال ابن بري وقد جاء حَنِيق بمعنى مُحْنَق قال المُفضَّل النكري تَلاقَيْنا بغِينةِ ذِي طُرَيْفٍ وبعضُهُم على بعض حنيقُ والإِحْناقُ لزُوقُ البَطْنِ بالصُّلْب قال لبيد بطَلِيح أَسْفارٍ تَركْنَ بَقِيّة منها فأَحنَقَ صُلْبُها وسَنامُها والمُحْنِقُ القليل اللحم واللاحِقُ مثله أَبو الهيثم المُحنق الضامر وأنشد قد قالَتِ الأَنْساعُ للبطْنِ الْحَقي قِدْماً فآضَتْ كالفَنِيقِ المُحْنِقِ وأَحْنقَ الزَّرْع فهو مُحْنق إِذا انتشَرَ سَفى سُنْبِله بعدما يُقَنْبِِع وقال الأَصمعي في قول ذي الرمة يصف الرّكاب في السَّفَر مَحانِيق تَضْحَى وهي عُوجٌ كأَنَّها
حوز ... مُستأْجَرات نَوائحُ
( * قوله « لحوز » كذا بالأصل على هذه الصورة مع بياض بعده ولم نجد هذا
البيت في ديوان ذي الرمة )
قال والمَحانِيقُ الإِبل الضُّمَّر الأَزهري عن ابن الأَعرابي الحُنُقُ السِّمانُ من الإِبل وأَحْنقَ إِذا سَمِن فجاء بشحم كثير قال الأَزهري وهذا من الأَضداد وأَحْنَقَ سَنام البعير أَي ضَمُر ودَقَّ ابن سيده المُحْنِقُ من الإِبل الضامِر من هِياجٍ أَو غَرْثٍ وحمار مُحنْقِ ضَمُر من كثرة الضَّراب ومنه قول الراجز كأَنَّني ضَمَّنْتُ هِقْلاً عَوْهَقا أَقْتادَ رَحْلي أَو كُدُوراً مُحْنِقا وإِبل مَحانِيقُ كأنهم توهَّموا واحده مِحْناقاً قال ذو الرُّمة مَحانيق يَنْفُضْنَ الخِدامَ كأَنَّها نَعامٌ وحاديِهنَّ بالخَرْقِ صادِحُ أَي رافع صوتَه بالتطْريب وقيل الإِحْناق لكل شيء من الخُفّ والحافر والمُحْنِق أَيضاً من الحمير الضامر اللاَّحِقُ البطن بالظهر لشدة الغَيرة وفي ترجمة عقم قال خُفافٌ وخَيْل تَهادَى لا هَوادةَ بينها شَهِدْتُ بمدلوكِ المَعاقِم مُحْنِقِ المُحنِق الضامر
حندق
الحَنْدَقوقَى والحَنْدَقُوقُ والحِنْدَقُوقُ بقلة أَو حَشِيشة كالفَثِّ الرَّطْب نبَطِيّة مُعرَّبة ويقال لها بالعربية الذُّرَقُ قال ولا تقل الحَنْدَقوقى والحَنْدَقوقُ الطويل المُضْطرب مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي الجوهري الحَنْدقُوق وهو الذُّرَقُ نبَطى معرب قال ابن بري في ترجمة حدق صواب حندقوق أَن يذكر في فصل حندق لأَن النون أَصلية ووزنه فَعْلَلُول قال وكذا ذكره سيبوبه وهو عنده صفة وفسره ابن السراج بأَنه الطويل المضطرب شِبْهُ المجنون الأَزهري أَبو عبيدة الحَنْدَقوق الرَّأْراء العين وأََنشد وهَبْتُه ليس بِشَمْشَلِيقِ ولا دَحوقِ العَينِ حَنْدَقُوقِ والشَّمْشَلِيقُ الخَفِيفُ والدَّحُوقُ الرَّأْراء
حوق
الحُوقُ والحَوْقُ لغتان وهو ما استدارَ بالكَمَرة مِن حُروفها قال غَمْزَكَ بالكَبْساء ذاتِ الحُوق وقيل حُوقُها حرفها قال ثعلب الحوق اسْتِدارة في الذكر وبه فسر قوله قد وجَبَ المَهْزُ إِذا غابَ الحُوق وليس هذا بشيء وكَمَرةٌ حَوْقاء وفَيْشَلة حَوقاء مُشْرِفة وأَيْرٌ أحْوَقُ عظيم الحُوق وحَوْقُ الحِمار لقب الفرزدق قال جرير ذَكَرْتَ بناتِ الشمْسِ والشمسُ لم تَلِدْ وهَيْهاتَ من حَوْقِ الحِمارِ الكَواكِبُ( * في ديوان جرير وأيهات بدل وهيهات والمعنى واحد )
وحاقَه حَوْقاً دلَكَه وحاق البيت يَحُوقه حَوقاً كنَسَه والمِحْوَقةُ المِكْنَسةُ والحَوْقُ الكَنْسُ وفي حديث أَبي بكر حين بَعث الجندَ إِلى الشام كان في وصيته ستجدون أَقواماً مُحَوّقةً رؤوسُهُم أَراد أَنهم حَلَقوا وسط رؤوسهم فشبه إِزالة الشعر منه بالكَنْس قال ويجوز أَن يكون من الحُوق وهو الإِطار المُحيد بالشيء المُسْتَدِير حَوله والحُواقةُ الكُناسةُ الكسائي الحُواقة القُماش وأَرض مَحُوقةٌ قليلة النبت جِداًّ لقلة المطر وحَوَّقَ عليه كلامه عَوَّجَه وحُوَّاقة موضع الأَزهري أَبو عمرو الحَوْقةُ الجماعة المُمَخْرِقةُ والحَوْقُ الحَوْقلةُ ابن الأَعرابي الحَوْقُ الجمع الكثير والله أَعلم
حيق
الليث الحَيْقُ ما حاقَ بالإِنسان من مَكْر أَو سُوء عمل يعمله فينزل ذلك به تقول أَحاق الله بهم مكرهم وحاقَ به الشيء يَحِيق حَيْقاً نزَل به وأَحاطَ به وقيل الحَيْقُ في اللغة هو أَن يشتمل على الإِنسان عاقبةُ مكروه فعله وفي التنزيل وحاقَ بالذين سَخِروا منهم ما كانوا به يَسْتَهْزِئُون قال ثعلب كانوا يقولون لا عَذاب ولا آخِرةَ فحاقَ بهم العذاب الذي كذَّبوا به وأَحاقهُ الله به أَنزله وقيل حاقَ بهم العذابُ أَي أَحاط بهم ونزل كأَنه وجب عليهم وقال حاق يَحِيق فهو حائق وقال الزجاج في قوله تعالى وحاق بهم ما كانوا به يستهزئُون أَي أَحاط بهم العذاب الذي هو جزاء ما كانوا يستهزئُون كما تقول أَحاطَ بفلان عمَلُه وأَهلكَه كَسْبُه أَي أَهلَكه جزاء كَسْبِه قال الأَزهري جعل أَبو إِسحق حاقَ بمعنى أَحاطَ قال وأَراه أَخذه من الحُوق وهو ما اسْتدارَ بالكَمَرة ويجوز أن يكون الحُوق فُعْلاً من حاقَ يَحِيق كان في الأَصل حُيْقٌ فقلبت الياء واواً لانضمام الحاء وقد تدخل الواو على الياء مثل طَوبي أَصلُه طيْبَى وقد تدخل الياء على الواو في حروف كثيرة يقال تَصَوَّح النَّبْتُ وتَصَيَّح وتَوَّهَه وتَيَّهَه وطَوَّحَه وطَيَّحَه وقال الفراء في قوله عز وجل وحاقَ بهم في كلام العرب عادَ عليهم ما استهزؤوا به وجاء في التفسير أَحاط بهم نزل بهم قال ومنه قوله عز وجل ولا يَحِيق المَكْرُ السَّيِّء إِلا بأَهله أَي لا يَرجِع عاقبةُ مكروهه إِلا عليهم وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه أَخرَجني ما أَجِد من حاقِ الجُوع هو من حاقَ يحيقُ حَيْقاً وحاقاً أَي لَزمَه ووجَب عليه والحَيْقُ ما يَشتمل على الإنسان من مكروه ويروى بالتشديد وفي حديث علي تخَوَّف من الساعةِ التي مَن سارَ فيها حاقَ به الضُّرُّ وشيء مَحِيقٌ ومَحْيُوقٌ مَدْلوكٌ وحاق فيه السيفُ حَيْقاً كحاكَ وحَيْقٌ موضع باليمن ابن بري جبَلُ الحَيْقِ جبل قاف
خبق
الخِبَقُّ مثل الهِجَفِّ الطويل من الرجال وإِن شئت كسرت الباء إِتباعاً للخاء وفي الصحاح طويل ولم يُخصِّص وفرس خِبَقٌّ وخِبِقٌّ سريع وناقة خِبِقّةٌ وخِبِقٌّ عن ابن الأَعرابي ولم يفسره قال ابن سيده وأَراها السريعة وناقة خِبِقَّى وَساعٌ عنه أَيضاً والخَبْق صوت الحَياء عند الجِِماع وامرأَة خَبُوقٌ يسمع منها ذلك والخَبْقةُ الأَرض الواسِعة فرس أَشَقٌّ خِبَقٌّ في العَدْوِ مثل الدِّفِقَّى وينشد يَعْدُو الخِبِقَّى والدِّفِقَّى مِنْعَب وروي عن عقبة بن رُؤبة أَنه سُمِع يصف فرساً يقول أَشَقُّ أَمَقُّ خِبَقٌّ قال وقيل خِبَقّ إِتباع الأَشَقِّ الأَمَقِّ والقولُ إِنه يفرد بالنعت للطويل ابن الأَعرابي خُبَيْقٌ تصغير خَبْق وهو الطُّول ويقال حَبَقَ وخَبَقَ إِذا ضَرط قال أَبو عُبيدةَ الدِّفِقَّى هو التَّدَفُّق في المَشْي ومثله الخِبِقَّى ابن الأَعرابي ناقة خبِقَّة وخِبِقٌّ وخِبقَّى ودِفِقَّى ودِفقَّة أَي وساعٌ قال وفرس خِبَقّ ورجل خِبَقٌّ وثّابٌ
خبرق
خَبْرَقَ الثوبَ شَقَّه
خدنق
الخَدَنَّقُ والخَذَنَّقُ بالدال والذال ذكر العَناكِب عن ابن جني والأَعرف الخَدَرْنَقُ وسنذكره
خدرنق
الخَدَرْنَقُ والخَذَرْنق بالدال والذال ذكر العَناكِب وفي الصحاح بالدال المهملة وأَنشد أَبو عبيدة للزَّفَيانِ السَّعْدِي ومَنْهَلٍ طامٍ عليه الغَلْفَقُ يُنِيرُ أَو يُسْدِي به الخَدَرْنَقُ فإِذا جمعت حذفت آخره فقلت خَدارِن ومنهم من قال الخدَرْنقُ العَنْكَبوت ولم يخص به الذكر وقال أَبو مالك العنكبوت الضخْمة
خذق
خذَق البازِي خَذْقاً قال وسائرُ الطيرِ ذَرَقَ ابن سيده الخَذْق للبازِي خاصَّة كالذَّرْقِ لسائر الطير وعم به بعضهم الأَصمعي ذَرَق الطائر وخذق ومَزَق وزَرَقَ يَخْذُق ويَخْذِق الجوهري خَذْقُ الطائِر ذَرْقُه وقيل لمعاوية أَتذكر الفِيلَ ؟ قال أَذكُر خَذْقة يعني رَوْثه قال ابن الأَثير هكذا جاء في كتاب الهروي والزمخشري وغيرهما عن معاوية وفيه نظر لأن معاوية يَصْبُو عن ذلك لأَنه ولد بعد الفيل بأَكثر من عشرين سنة فكيف يَبقى رَوْثُه حتى يراه ؟ وإِنما الصحيح قُباثُ( * قوله « قباث » ضبط بنسخة من النهاية يوثق بها في غير موضع بضم القاف وفي القاموس وقباث كسحاب بن أشيم صحابي ) بن أَشْيَمَ قيل له أَنت أَكبَرُ أَم رسول الله ؟ قال هو أَكبر مني وأَنا أَقدمُ منه في الميلاد وأَنا رأَيت خَذْق الفِيل أَخضَر مُحِيلاً قال محمد بن مكرم عفا الله عنه ويحتمل أَن يكون ما رواه الهروي والزمخشري صحيحاً أَيضاً ويكون معاوية لما سئل عن ذلك قال أَذكر خَذْقه ويكون كنى بذلك عن إثارة السيئة وما جرى منه على الناس وما جرى عليه من البَلاء كما تقول الناس عن خطإ من تقدم وزَلَل من مضى هذه غلَطات زيد وهذه سَقَطات عمرو وربما قالوا في أَلفاظهم نحن إلى الآن في خَرياتِ فلان أَو هذه من خريات فلان وإن لم يكن ثمَّ خُرْء والله أَعلم والمِخْذَقةُ بالكسر الاسْتُ ويقال للأَمة يا خَذاقِ يكنون به عن ذلك وابن خَذَّاقِ من شُعرائهم
خذرق
الخِذراقُ والمُخَذْرِقُ السَّلاَّحُ
خذرنق
الخَذَرْنَقُ والخَدَرْنق ذكر العَناكِب
خذنق
الخَذَنَّقُ والخَدَنَّقُ ذكَر العناكب عن ابن جني
خرق
الخَرْق الفُرجة وجمعه خُروق خَرَقه يَخْرِقُه خَرْقاً وخرَّقه واخْتَرَقه فتخَرَّق وانخرَق واخْرَوْرَق يكون ذلك في الثوب وغيره التهذيب الخرق الشَّقُّ في الحائط والثوب ونحوه يقال في ثوبه خَرق وهو في الأَصل مصدر والخِرْقة القِطعة من خِرَقِ الثوب والخِرْقة المِزْقةُ منه وخَرَقْت الثوب إذا شَقَقْتَه ويقال للرجل المُتمزِّق الثياب مُنْخَرِق السِّرْبال وفي الحديث في صفة البقرة وآل عمران كأَنهما خرْفان من طير صَوافَّ هكذا جاءَ في حديث النَّوّاسِ فإن كان محفوظاً بالفتح فهو من الخَرْق أَي ما انْخرقَ من الشيء وبانَ منه وإن كان بالكسر فهو من الخِرْقة القِطعة من الجَراد وقيل الصواب حِزْقانِ بالحاء المهملة والزاي من الحِزْقةِ وهي الجماعة من الناس والطير وغيرهما ومنه حديث مريم عليها السلام فجاءت خِرْقةٌ من جَراد فاصْطادَتْ وشَوَتْ وأَمّا قوله إنَّ بَني سَلْمى شُيوخٌ جِلَّهْ بِيضُ الوُجوهِ خُرُقُ الأَخِلَّهْ فزعم ابن الأَعرابي أَنه عنى أن سيوفهم تأكل أَغمادَها من حِدّتها فخُرُق على هذا جمع خارِق أَوخَرُوق أَي خُرُقُ السُّيوف للأَخِلَّة وانْخرَقت الريح هبَّت على غير استقامة وريحٌ خَرِيقٌ شديدة وقيل ليّنة سهلة فهو ضدّ وقيل راجعة غير مستمرّة السير وقيل طويلةُ الهُبوب التهذيب والخَرِيقُ من أَسماء الريح الباردةِ الشديدة الهُبوبِ كأنها خُرِقَت أَماتوا الفاعل بها قال الأَعلم الهذلي كأَنَّ مُلاءَتَيَّ على هِجَفٍّ يَعِنُّ مع العَشِيَّةِ للرِّئالِ كأنَّ هُوِيَّها خَفَقانُ ريحٍ خَرِيقٍ بين أَعْلامٍ طِوالِ قال الجوهري وهو شاذٌّ وقياسه خَرِيقةٌ وهكذا أَنشد الجوهري قال ابن بري والذي في شعره كأَنَّ جناحَه خَفقانُ ريح يصف ظليماً وأَنشد لحميد بن ثور بمَثْوى حَرامٍ والمَطِيّ كأَنَّه قَنا مَسَدٍ هَبَّت لَهُنّ خَرِيقُ وأَنشد أَيضاً لزهير مُكَلَّل بأُصُولِ النَّبْتِ تَنْسِجُه رِيحٌ خَريقٌ لضاحي مائه حُبُكُ ويقال انْخَرَقتِ الريحُ الخَرِيقُ إذا اشتدّ هُبوبُها وتخلُّلها المواضعَ والخَرْقُ الأَرض البعيدة مُستوية كانت أَو غير مستوية يقال قطعنا إليكم أَرضاً خَرْقاً وخَروقاً والخَرْقُ الفلاة الواسعة سميت بذلك لانْخِراق الريح فيها والجمع خُرُوقٌ قال مَعْقِلُ بن خُوَيْلِد الهُذلي وإِنَّهما لَجَوَّابا خُرُوقٍ وشَرَّابانِ بالنُّطَفِ الطَّوامي والنُّطف جمع نُطْفة وهو الماء الصافي والطوامي المرتفعة والخَرْقُ البُعْد كان فيها ماء أَو شجر أَو أَنِيس أَو لم يكن قال وبُعدُ ما بين البصرة وحَفَرِ أَبي موسى خَرْقٌ وما بين النِّباجِ وضَرِيَّة خرقٌ وقال المؤرّج كل بلد واسع تَتخرََّق به الرياح فهو خَرْق والخِرْقُ من الفِتْيان الظريف في سَماحة ونَجْدة تخرَّق في الكَرَم اتَّسع والخِرْقُ بالكسر الكريم المُتَخرِّقُ في الكرَم وقيل هو الفَتى الكريم الخَليقةِ والجمع أَخراقٌ ويقال هو يَتخرَّقُ في السخاء إذا توسَّع فيه وأنشد ابن بري للأُبَيْرِد اليَرْبُوعي فَتىً إنْ هو اسْتَغْنى تخَرَّقَ في الغِنى وإنْ عَضَّ دَهْرٌ لم يَضَعْ مَتْنَه الفَقْرُ وقول ساعِدةَ بن جُؤيَّةَ خِرْق من الخَطِّيِّ أُغُمِضَ حَدُّه مِثْل الشِّهابِ رَفَعْتَه يَتلهَّبُ جعل الخِرْقَ من الرِّماحِ كالخِرْق من الرجال والخِرِّيقُ من الرجال كالخِرْق على مثال الفِسِّيق قال أَبو ذؤيب يصف رجلاً صَحِبَه رجل كريم أُتِيحَ له من الفِتْيان خِرْقٌ أَخو ثِقةٍ وخِرِّيقٌ خَشوُفُ وجمعه خِرِّيقُون قال ولم نسمعهم كسَّروه لأَنَّ مثل هذا لا يكاد يكسر عند سيبويه والمِخْراقُ الكريم كالخِرْق حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد وطِيرِي لمِخْراقٍ أَشمَّ كأَنه سَلِيمُ رِماحٍ لم تَنَلْه الزَّعانِفُ ابن الأعرابي رجل مِخْراق وخِرْق ومُتخرِّقٌ أَي سَخِيّ قال ولا جمع للخِرْق وأُذُن خَرْقاء فيها خَرْق نافذ وشاة خَرْقاء مثقوبة الأُذن ثَقْباً مستديراً وقيل الخرْقاء الشاة يُشَقُّ في وسط أُذنها شَقٌّ واحد إلى طرف أُذنها ولا تُبان وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم نَهى أَن يُضَحَّى بشَرْقاء أَو خَرْقاء الخَرْقُ الشقُّ قال الأَصمعي الشرْقاءُ في الغنم المَشقُوقة الأُذن بإثنين والخرقاءُ من الغنم التي يكون في أُذنها خَرق وقيل الخرقاء أَن يكون في الأُذن ثَقْب مستدير والمُخْتَرَقُ المَمَرُّ ابن سيده والاخْتِراقُ المَمَرُّ في الأَرض عَرْضاً على غير طريق واختِراقُ الرِّياح مُرورها ومنْخَرَقُ الرياح مَهَبُّها والريحُ تخْتَرِقُ في الأرض وريح خَرقاء شديدة واخترَقَ الدَّار أؤ دار فلانٍ جعلها طريقاً لحاجته واخْترقَتِ الخيلُ ما بين القُرى والشجر تَخَلَّلَتْها قال رؤبة يُكِلُّ وفدَ الرِّيحِ من حيث انْخَرَقْ وخَرَقْتُ الأَرضَ خَرْقاً أَي جُبْتها وخرقَ الأَرض يخرُقها قطعها حتى بلغ أَقْصاها ولذلك سمي الثور مِخْراقاً وفي التنزيل إنك لن تَخرِق الأَرض والمِخراقُ الثَّوْر الوحْشِيّ لأَنه يَخرِق الأَرض وهذا كما قيل له ناشِطٌ وقيل إنما سمي الثور الوحشي مِخراقاً لقطْعِه البلادَ البعيدة ومنه قول عديّ كالنَّابِئِ المِخْراقِ والتخَرُّق لغة في التخلُّق من الكذب وخَرَق الكذبَ وتَخَرَّقه وخَرَّقَه كلُّه اخْتلَقه قال الله عز وجل وخَرَقُوا له بنين وبَناتٍ بغير علم سبحانه قرأَنافع وحده وخرَّقوا له بتشديد الراء وسائر القرّاء قرؤوا وخَرَقوا بالتخفيف قال الفراء معنى خَرقُوا افْتَعلوا ذلك كذباً وكُفراً وقال وخرَقوا واخْترقُوا وخلَقوا واخْتَلَقُوا واحد قال أَبو الهيثم الإخْتِراقُ والاخْتِلاقُ والاخْتِراصُ والافْتِراءُ واحد ويقال خَلق الكلمة واخْتَلَقها وخَرَقها واخترقها إذا ابْتدَعها كذباً وتَخَرَّق الكذب وتَخَلَّقه والخُرْقُ والخُرُقُ نَقِيض الرِّفْق والخَرَقُ مصدره وصاحبه أَخْرَقُ وخَرِقَ بالشيء يَخْرَقُ جهله ولم يُحسن عمله وبعير أَخْرَقُ يقع مَنْسِمه بالأرض قبل خُفِّه يَعْتَري للنَّجابة وناقة خَرْقاء لا تَتَعَهَّد مواضع قوائمها وريح خَرْقاء لا تَدُوم على جِهتها في هُبُوبها وقال ذو الرمة بَيْت أَطافَتْ به خَرْقاء مَهْجُوم وقال المازني في قوله أَطافت به خرقاء امرأَة غير صَناع ولا لها رِفق فإذا بَنت بيتاً انْهدم سريعاً وفي الحديث الرِّفق يُمْن والخُرْقُ شُؤم الخُرق بالضم الجهل والحمق وفي الحديث تُعِينُ صانِعاً أَو تَصْنَع لأَخْرَقَ أَي لجاهل بما يَجِب أَن يَعْمَله ولم يكن في يديه صَنْعة يكتسِب بها وفي حديث جابر فكرهت أَن أَجيئَهن بخَرْقاء مثلهن أَي حَمْقاء جاهلة وهي تأنيث الأَخْرِق ومَفازةٌ خرْقاء خَوْقاء بعيدة والخَرْقُ المَفازةُ البعيدة اخترقته الريح فهو خَرْق أَملس والخُرْق الحُمق خَرُق خُرْقاً فهو أَخرق والأُنثى خرقاء وفي المثل لا تَعْدَمُ الخَرْقاء عِلَّة ومعناه أَنَّ العِلَل كثيرة موجودة تُحسِنها الخَرقاء فَضلاً عن الكَيِّس الكسائي كل شيء من باب أَفْعلَ وفعْلاء سوى الألوان فإنه يقال فيه فَعِلَ يَفْعَل مثل عَرِج يَعْرَج وما أَشبهه إلاّ ستة أَحرف( * قوله « ستة أحرف » بيض المؤلف للسادس ولعله عجم ففي المصباح وعجم بالضم فهو أعجم والمرأة عجماء وقوله « والاسمن » كذا بالأصل ولعله محرف عن أيمن ففي القاموس يمن ككرم فهو ميمون وأيمن ) فإنها جاءَت على فَعُلَ الأَخْرَقُ والأَحْمَقُ والأَرْعَنُ والأَعْجَفُ والأَسْمَنُ يقال خَرُق الرجل يَخْرُق فهو أَخرق يقال خَرُق الرجل يَخْرُق فهو أَخرق وكذلك أَخواته والخَرَق بالتحريك الدَّهَشُ من الفَزَع أَو الحَياء وقد أَخْرَقْتُه أَي أَدْهَشْته وقد خَرِق بالكسر خرَقاً فهو خَرِق دَهِش وخَرِق الظّبْيُ دَهِش فلَصِقَ بالأَرض ولم يقدر على النُّهوض وكذلك الطائر إذا لم يقدر على الطيران جَزعاً وقد أَخْرَقه الفزَع فخَرِق قال شمر وأَقرأني ابن الأَعرابي لبعض الهُذليين يصف طريقاً وأَبْيَض يَهْدِيني وإن لم أُنادِه كفَرْقِ العَرُوسِ طُوله غيرُ مُخْرِقِ توائمُه في جانِبَيه كأنها شُؤونٌ برأسٍ عَظْمُها لم يُفَلَّقِ فقال غير مُخرِق أَي لا أَخرَقُ فيه ولا أَحارُ وإن طال عليَّ وبعُد وتوائمه أَراد بُنَيَّاتِ الطريق وفي حديث تزويج فاطمةَ رضوانُ الله عليها فلما أَصبح دعاها فجاءَت خَرِقةً من الحَياء أَي خَجِلة مَدْهُوشة من الخَرَقِ التحيُّر وروي أَنها أَتته تَعثُر في مِرْطِها من الخَجَل وفي حديث مكحول فوَقع فَخَرِق أَراد أَنه وقع ميتاً ابن الأَعرابي الغزالُ إذا أَدركه الكلب خَرِقَ فلَزِق بالأَرض وقال الليث الخرَقُ شِبْه البَطر من الفزع كما يُخْرَقُ الخِشْفُ إذا صِيدَ قال وخَرِق الرجل إذا بقي متحِّيراً من هَمٍّ أَو شدّة قال وخَرِق الرجل في البيْت فلم يبرح فهو يَخْرَقُ خرَقاً وأَخْرَقَه الخَوفُ والخَرَقِ مصدر الأَخْدق وهو الرفيق وخَدِقَ يَخْدَقُ إذا حَمُق والاسم الخُرْق بالضم ورماد خَرِق لازِقٌ بالأرض ورَحِم خَريق إذا خَرَقها الولد فلا تَلْقَح بعد ذلك والمَخارِيقُ واحدها مِخْراق ما تلعب به الصبيان من الخِرَقِ المَفْتُولة قال عمرو بن كُلثوم كأَنَّ سُيوفَنا مِنّا ومنهم مَخاريقٌ بأَيدي لاعبينا ابن سيده والمِخْراقُ مِنديل أَو نحوه يُلوى فيُضرب به أَو يُلَفُّ فيُفَزَّعُ به وهو لُعْبة يَلْعب بها الصبيان قال أُجالِدُهمْ يومَ الحَديثة حاسِراً كأَن يَدي بالسيْف مِخْراقُ لاعِب وهو عربي صحيح وفي حديث علي عليه السلام قال البَرْقُ مخارِيقُ الملائكة وأَنشد بيت عمرو بن كلثوم وقال هو جمع مِخْراق وهو في الأَصل عند العرب ثوب يُلَفّ ويضرب به الصبيانُ بعضهم بعضاً أَراد أَنها آلة تزجُر بها الملائكة السحاب وتسُوقه ويفسره حديث ابن عباس البَرْقُ سَوْط من نور تَزْجُر به الملائكة السحاب وفي الحديث أَنَّ أَيْمَنَ وفِتْيةً معه حَلُّوا أُزُرَهم وجعلوها مخارِيقَ واجْتلدوا بها فرآهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا من الله اسْتَحْيَوْا ولا من رسوله اسْتَتَروا وأمُّ أَيْمن تقول استَغْفِر لهم والمِخْراقُ السيف ومنه قوله وأَبْيَض كالمِخْراقِ بَليَّتُ حَدَّه وقال كُثيّر في المخَاريق بمعنى السيوف عليهن شُعْثٌ كالمَخارِيق كُلُّهمْ يُعَدُّ كَرِيماً لا جَباناً ولا وَغْلا وقول أبي ذُؤيب يصف فرساً أرِقْتُ له ذاتَ العِشاء كأنَّه مَخاريقُ يُدْعَى وسْطَهُن خَرِيجُ جمعه كأنه جعل كل دُفْعة من هذا البَرق مِخْراقاً لا يكون إلا هذا لأن ضمير البرق واحد والمَخاريقُ جمع والمِخْراقُ الطويل الحَسن الجسم قال شمر المِخراقُ من الرجال الذي لا يقع في أمر إلا خرج منه قال والثَّور البَرِّي يسمى مِخْراقاً لأن الكلاب تطلبُه فيُفْلت منها وقال أَبو عدْنان المَخارِق المَلاصُّ يَتَخَرَّقُون الأَرض بينا هُم بأَرضٍ إذا هم بأُخرى الأَصمعي المَخارِقُ الرجال الذين يتخرَّقون ويتصرَّفون في وجُوه الخير والمَخْروق المَحْروم الذي لا يقَع في يده غِنى وخَرَق في البيت خُروقاً أَقام فلم يَبرَح والخِرْقة القِطْعة من الجراد كالخِرْقة قال قد نَزلَت بساحةِ ابنِ واصِلِ خِرْقةُ رِجْلٍ من جَرادٍ نازِلِ وجمعها خِرَق والخُرَّقُ ضَرْب من العصافير واحدته خُرَّقةٌ وقيل الخُرَّق واحد التهذيب والخُرَّق طائر والخَرْقاء موضع قال أُسامة الهذلي غَداةَ الرُّعْنِ والخَرْقاء تَدْعُو وصَرَّحَ باطنُ الظَّنِّ الكَذوب ومِخْراقٌ ومُخارق اسمان وذو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ جاهليّ من شُعرائهم لَقَبٌ واسمه قُرْطٌ لُقِّب بذلك لقوله لَمَّا رأَتْ إِبلِي هَزْلَى حَمُولَتُها جاءتْ عِجافاً عليها الرِّيشُ والخِرَقُ الجوهري الخَرِيق المُطمئنّ من الأرض وفيه نبات قال الفراء يقال مررت بخَرِيق من الأرض بين مَسْحاوَيْن والمَسْحاء أَرض لا نبات فيها والخَرِيقُ الذي توسَّط بين مسحاوين بالنبات والجمع الخُرُق وأَنشد الفراء لأَبي محمد الفَقْعَسِي تَرْعَى سَمِيراءُ إلى أَهْضامِها إلى الطُّرَيْفاتِ إلى أَرْمامِها في خُرُقٍ تَشْبَعُ من رَمْرامِها
( * قوله « سميراء » في ياقوت بفتح السين وكسر الميم وقيل بضم السين وفتح الميم ) وفلان مِخْراقُ حَرْب أَي صاحب حُروب يَخِفّ فيها قال الشاعر يمدح قوماً لم أَرَ مَعْشَراً كبَنِي صُرَيْمٍ تَضُمُّهمُ التَّهائمُ والنُّجُودُ أَجَلَّ جلالةً وأَعَزَ فَقْداً وأَقْضَى للحُقُوقِ وهم قُعودُ وأَكثرَ ناشِئاً مِخْراقَ حَرْبٍ يُعِين على السِّيادةِ أَو يَسُودُ يقول لم أَر معشراً أكثر فِتْيان حَرْب منهم والخَرْقاء صاحبة ذي الرُّمَّة وهي من بني عامر بن رَبيعةَ بن عامر بن صَعْصَعة ابن بري قال أَبو عَمرو الشَّيْبانِي المُخْرَوْرِقُ الذي يَدوُر على الإبل فَيحمِلها على مكروهها وأَنشد خَلْفَ المَطِيّ رجُلاً مخْرَوْرِقاً لم يَعْدُ صَوْبَ دِرْعهِ المُنَطّقا وفي حديث ابن عباس عمامةٌ خُرقانِيّةٌ كأَنه لوَاها ثم كَوَّرها كما يفعله أَهل الرَّساتِيق قال ابن الأَثير هكذا جاءت في رواية وقد رويت بالحاء المهملة وبالضم وبالفتح وغير ذلك خربق الخَرْبَقُ
( * قوله « الخربق » في القاموس الخربق كجعفر وقوله « ولا يقتله » في ابن البيطار الافراط منه يقتل ) نبت كالسمِّ يُغْشَى على آكله ولا يقتله وامرأة مُخْرَبقةٌ رَبوخ وخِرْباقٌ سريعة المشي ابن الأَعرابي يقال للمرأة الطويلة العظيمة خِرْباق وغِلْفاقٌ ومُزَنَّرة ولُباخِيَّةٌ وخَرْبَقَ الشيء قطَّعه مثل خَرْدَلَه وربما قالوا خَبْرَقْت مثل جذَب وجَبَذَ وخَرْبَقْت الثوب أَي شقَقْته وخَرْبَق عَمَله أَفسده وجدَّ في خِرْباق أَي في ضَرِطٍ ورجل خِرْباق كثير الضَّرِط وخَرْبَق النبتُ اتصل بعضه ببعض والخِرْباقُ اسم رجل من الصحابة يقال له ذو اليدين والمُخْرَنْبِق المُطْرِقُ الساكت الكافُّ وفي المثل مُخْرَنْبِقٌ ليَنْباعَ أَي ليَثِب أَو ليَسْطُو إذا أصاب فُرْصة فمعناه أَنه سكت لداهية يريدها الأَصمعي من أَمثالهم في الرجل يُطيل الصْمت حتى يُحْسَب مُغَفّلاً وهو ذو نَكْراء مُخْرَنْبِقٌ لِينباع ولينباع ليَنْبَسط وقيل هو المُطْرِق المُتَرَبِّص بالفُرْصة يَثِب على عدوّه أَو حاجته إذا أَمكنه الوثوب ومثله مُخْرَنْطِمٌ لينباع وقيل المخرنبق الذي لا يُجِيب إذا كُلِّم ويقال اخْرنبق الرجل وهو انْقماعُ المُرِيب وأَنشد صاحب حانُوتٍ إذا ما اخْرنْبقا فيه عَلاه سُكرهُ فَخَذْرَقا يقال رجل مُخَذْرِقٌ وخِذراق أَي سَلاَّح واخْرنْبقَ مثل اخْرَنْفَقَ إذا انقمع واخْرنبقَ لَطِئ بالأرض والمُخْرَنْبِق اللاَّصِق بالأرض والخَرْبَق ضرب من الأَدْوِية
خربق
الخَرْبَقُ( * قوله « الخربق » في القاموس الخربق كجعفر وقوله « ولا يقتله » في ابن البيطار الافراط منه يقتل ) نبت كالسمِّ يُغْشَى على آكله ولا يقتله وامرأة مُخْرَبقةٌ رَبوخ وخِرْباقٌ سريعة المشي ابن الأَعرابي يقال للمرأة الطويلة العظيمة خِرْباق وغِلْفاقٌ ومُزَنَّرة ولُباخِيَّةٌ وخَرْبَقَ الشيء قطَّعه مثل خَرْدَلَه وربما قالوا خَبْرَقْت مثل جذَب وجَبَذَ وخَرْبَقْت الثوب أَي شقَقْته وخَرْبَق عَمَله أَفسده وجدَّ في خِرْباق أَي في ضَرِطٍ ورجل خِرْباق كثير الضَّرِط وخَرْبَق النبتُ اتصل بعضه ببعض والخِرْباقُ اسم رجل من الصحابة يقال له ذو اليدين والمُخْرَنْبِق المُطْرِقُ الساكت الكافُّ وفي المثل مُخْرَنْبِقٌ ليَنْباعَ أَي ليَثِب أَو ليَسْطُو إذا أصاب فُرْصة فمعناه أَنه سكت لداهية يريدها الأَصمعي من أَمثالهم في الرجل يُطيل الصْمت حتى يُحْسَب مُغَفّلاً وهو ذو نَكْراء مُخْرَنْبِقٌ لِينباع ولينباع ليَنْبَسط وقيل هو المُطْرِق المُتَرَبِّص بالفُرْصة يَثِب على عدوّه أَو حاجته إذا أَمكنه الوثوب ومثله مُخْرَنْطِمٌ لينباع وقيل المخرنبق الذي لا يُجِيب إذا كُلِّم ويقال اخْرنبق الرجل وهو انْقماعُ المُرِيب وأَنشد صاحب حانُوتٍ إذا ما اخْرنْبقا فيه عَلاه سُكرهُ فَخَذْرَقا يقال رجل مُخَذْرِقٌ وخِذراق أَي سَلاَّح واخْرنْبقَ مثل اخْرَنْفَقَ إذا انقمع واخْرنبقَ لَطِئ بالأرض والمُخْرَنْبِق اللاَّصِق بالأرض والخَرْبَق ضرب من الأَدْوِية
خردق
في حديث عائشة رضي الله عنها قالت دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدٌ كان يبيع الخُردِيق الخُرْديق المَرَق فارسي معرب أَصله خُورْدِيك وأَنشد الفراء قالت سُلَيْمَى اشْتَرْ لنا دَقِيقا واشْتَرْ شُحَيْماً نَتَّخِذْ خُرْدِيقا
خرفق
اخْرَنْفَق انقَمَع
خرمق
امرأَة مُخْرَمَّقة لا تتكلم إن كُلمت
خرنق
الخِرْنِق ولد الأَرنب يكون للذكر والأُنثى وأَنشد الليث ليَّنةِ المَسِّ كَمَسِّ الخِرْنِقِ وقيل هو الفَتِيّ من الأَرانب وأَنشد الليث كأنَّ تَحتي قَرماً سُوذانِقا وبازِياً يَخْتَطِفُ الخَرانِقا وأَرض مُخَرْنِقةٌ كثيرة الخَرانِق وخَرْنَقتِ الناقةُ إذا رأَيتَ الشحمَ في جانبي سنَامِها فِدَراً كالخَرانِق الليث الخِرْنِقُ اسم حَمَّةٍ وأَنشد بينَ عُنَيْزاتٍ وبين الخِرْنِق والخِرْنِقُ مَصْنَعةُ الماء والخِرنق اسم حَوْض وخِرْنِقُ والخِرنقُ جميعاً اسم أُخت طَرفة بن العبد وقيل هي امرأَة شاعرة وهي خِرنق بنت هَفَّانَ من بني سعد بن ضُبَيْعة رهطِ الأَعشى والخَوَرْنَقُ نهر والخَوَرْنق المجلس الذي يأكل فيه الملك ويشرب فارسي مُعرب أَصله خُرَنْكاه وقيل خُرَنْقاه معرب قال الأَعشى ويُجْبَى إليه السَّيْلحون ودُونها صَريفُونَ في أَنْهارِها والخَوَرْنَق والخَورْنقُ نبت والخَورْنق اسم قصر بالعراق فارسي معرب بناه النعمان الأَكبر الذي يقال له الأَعور وهو الذي لَبِس المُسُوح فساحَ في الأَرض قال عدي بن زيد يذكره وتَبَيَّنْ رَبَّ الخَوَرْنَقِ إذ أَش رفَ يوماً وللهُدَى تَفْكِيرُ سَرَّه حالُه وكثرةُ ما يَمْ لِِكُ والبحرُ مُعْرِضاً والسَّدِيرُ فارْعَوى قلْبُه فقال وما غِبْ طةُ حَيٍّ إلى المماتِ يَصيرُ ؟
خزق
الخَزْقُ الطعْنُ وفي حديث عدِيّ قلت يا رسول الله إنا نَرْمي بالمِعْراضِ فقال كُل ما خَزَق وما أَصاب بَعَرْضه فلا تأْكل خَزَق السهمُ وخَسَق إذا أَصاب الرَّمِيَّة ونفَذ فيها ابن سيده خَزق السهم يَخْزِق خَزْقاً وخُزوقاً كخَسق والسهم إذا قَرْطَسَ فقد خَسَق وخَزق وسهم خاسِقٌ وخازق وهو المُقَرْطِسُ النافذ ومنه قول الحسن لا تأكل من صيد المَعراض إلاَّ أَن يَخزِق معناه ينفذ ويسيل الدم لأَنه ربما قتل بعَرضه ولا يجوز الجوهري والخازق من السِّهام المُقرطِس ويقال خزَقْتهم بالنبل أَي أَصبتهم بها وفي حديث سَلَمَة بن الأَكوع فإذا كنتُ في الشَّجْراء خَزَقْتُهم بالنبل أَي أَصبتهم بها وخَزَقه بالرمح يَخْزِقه طعَنه به طعْناً خفيفاً وهو أَمضى من خازق يعني السِّنانَ ومن أَمثاله في باب التشبيه أَنفَذُ من خازق يَعْنون السَهمَ النافذ والخازِقُ السنان والمِخْزَقةُ الحَرْبة والمِخْزَقُ عود في طرَفه مِسْمار مُحدَّد يكون عند بيّاع البُسْر وانُخَزق الشيءُ ارْتَزَّ في الأَرض الليث كلّ شيء حادّ رَزَزْتَه في الأَرض وغيرها فارْتَزَّ فقد خزَقْته والخَزْقُ ما يَثبُت والخَزْق ما ينفُذ ويقال يوشِكُ أَن يَلْقَى خازِقَ ورَقِه يضرب مثلاً للرجل الجَرِيء وقال ابن الأَعرابي إنه لخازِقُ ورقِه إذا كان لا يُطمَع فيه وخزَقَه بعينه حَِدَّدَها إليه ورماه بها عن اللحياني وأَرض خُزُقٌ لا يَحْتَبِس عليها ماؤها ويخرج ترابها وخزَق الطائرُ والرَّجل يَخْزِق خَزْقاً أَلقى ما في بطنه ويقال للأَمةِ يا خَزاقِ يكنى به عن الذَّرْق ابن بري خُزاقُ اسم قرية من قُرى راوَنْدَ قال الشاعر أَلم تَعْلَما ما لي بِراوَنْد كلِّها ولا بخُزاقٍ من صَدِيقٍ سِواكُما
خزرق
الخِزْراقةُ الضَّعِيف الأَزهري رأَيت في نسخة مسموعة قال قول امرئ القيس ولستُ بِحِزْراقةٍ الزاي قبل الراء أَي بِضَيِّقِ القلب جَبان قال ورواه شمر بخزراقة بالخاء معجمة قال وهو الأَحمق والخُزْرِيقُ طعام شبيه بالحَساء أَو الحَرِيرة
خزرنق
الخَزَرْنَقُ ذكر العَناكِب والخُزْرانِقُ ضرب من الثياب فارسي
خسق
إذا رُمي بالسهام فمنها الخاسِقُ وهو المُقَرْطِس وهو لغة في الخازق خَسَق السهمُ يَخْسِق خَسقاً وخُسوقاً قَرْطَس وخَسَق أَيضاً لم ينفُذ نَفاذاً شديداً الأَزهري رَمى فخَسق إذا شقّ الجلد وخَسَقَت الناقة الأَرض تَخْسِقُها خَسْقاً خدَّتها وناقة خَسُوق سيّئة الخُلُِق تَخْسِق الأَرض بمنَاسِمها إذا مشت انقلب مَنْسِمها فخَدَّ في الأَرض وخَيْسَقٌ اسم التهذيب خيسق اسم لابةٍ معروفة وبئر خَيْسَقٌ بعيدةُ القعْر وقبر خَيْسَق أَيضاً قَعِير
خشق
الخَوْشق ما يَبقى في العِذْق بعدما يُلْقَط ما فيه عن كراع والخَوْشَق من كل شيء الرَّدِيء عن الهَجَرِيّ
خفق
الخَفْقُ اضْطِراب الشيء العَرِيض يقال راياتُهم تَخْفِق وتَخْتَفِقُ وتسمّى الأَعلامُ الخَوافِقَ والخافِقاتِ ابن سيده خَفَقَ الفؤَاد والبرْق والسيفُ والرايةُ والريح ونحوها يَخْفِقُ ويَخْفُقُ خَفْقاً وخُفوقاً وخَفَقاناً وأَخْفقَ واخْتفَق كله اضْطَرب وكذلك القَلب والسَّراب إذا اضْطَربا التهذيب خَفقت الريح خَفَقاناً وهو حَفيفُها أَي دَوِيُّ جَرْيِها قال الشاعر كأَنَّ هُوِيَّها خَفَقانُ ريحٍ خَرِيقٍ بينَ أَعْلامٍ طِوالِ وأَخْفَقَ بثوبه لَمع به والخَفْقة ما يُصيب القلبَ فيَخفِق له وفؤاد مَخْفوق التهذيب الخَفقانُ اضطراب القلب وهي خِفّة تأخذ القلب تقول رجل مَخْفوق وخفَق برأسه من النُّعاس أَمالَه وقيل هو إذا نَعس نَعْسةً ثم تنبّه وفي الحديث كانت رؤوسهم تَخْفِق خَفْقة أَو خفقتين ويقال سير الليل الخَفْقتان وهما أَوّله وآخره وسير النهار البَرْدانِ أَي غُدْوة وعشيّة وقال ابن هانئ في كتابه خفَق خُفوقاً إذا نام وفي الحديث كانوا ينتظرون العِشاء حتى تَخْفِق رؤوسهم أَي يَنامون حتى تسقُط أَذْقانهم على صدورهم وهم قُعود وقيل هو من الخُفوق الإضطراب ويقال خفَق فلان خَفْقة إذا نام نَومة خفيفة وخَفَق الرجل أَي حرّك رأسه وهو ناعس وخفَق الآلُ خَفْقاً اضْطَرب فأَمّا قول رؤبة وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ مُشْتَبِهِ الأَعلامِ لَمَّاعِ الخَفَقْ فإنه حُرِّك للضرورة كما قال فلم يُنْظَرْ به الحَشَكُ وأَرض خفّاقة يَخْفِق فيها السراب التهذيب السَّراب الخَفُوق والخافِقُ الكثير الإضطراب والخَفْقة المَفازة ذات الآل قال العجاج وخَفْقة ليس بها طُوئِيّ يعني ليس بها أَحد وخفَق الشيءُ غاب وقيل لعَبِيدةَ( * قوله « عبيدة » قال النووي كسفينة وضبط في النهاية أيضاً بفتح العين ) السَّلْمانِيّ ما يوجب الغُسل ؟ فقال الخَفْقُ والخِلاط يريد بالخفق مَغِيب الذكر في الفرج التفسير للأَزهري من خَفَق النجمُ إذا انْحطَّ في المغرب وقيل هو من الخَفْق الضرْبِ وخفَقَ النجمُ يَخْفِقُ وأَخْفَقَ غاب قال الشمّاخ عيْرانة كفُقودِ الرَّحْلِ ناجِية إذا النجومُ تَوَلَّتْ بعد إخْفاقِ
( * قوله « كفقود الرحل » كذا بالأصل مضبوطاً ومثله شرح القاموس ولعله كفقود الرحل )
وقيل هو إذا تلألأ وأَضاء وأَنشد الأَزهري وأَطْعُنُ بالقَومِ شَطْرَ المُلو كِ حتى إذا خَفَقَ المِجْدَحُ وخَفقَ النجمُ والقمر انْحطّ في المغرب وكذلك الشمس يقال ورَدْتُ خُفوقَ النجم أَي وقت خُفوق الثُّريا تجعله ظرفاً وهو مصدر ورأيت فلاناً خافق العين أَي خاشِعَ العين غائرها وكذلك ماكل العين
( * قوله « ما كل العين » كذا بالأصل مرموزاً له بعلامة وقفة والحرف الأخير يحتمل أن يكون كافاً أو لاماً ولعله ما ذل العين أي مسترخيها وفاترها ) ومُرَنَّقُ العين وخفَق الليلُ سقط عن الأُفق عن ابن الأَعرابي وخفَق السهمُ أَسرع ورِيح خَيْفَقٌ سريعة وفرس خَيْفَق وناقة خَيْفَق سريعة جدّاً وقيل هي الطويلة القوائم مع إخْطاف وقد يكون للذكر والتأنيثُ عليه أَغلب وقيل فرس خَيْفَق مُخْطَفةُ البطنِ قليلة اللحم الكلابيُّ امرأَة خَيْفق وهي الطويلة الرُّفْعين الدقيقة العظام البعيدة الخطو سريع وهو الخَنْفَقِيقُ في الناقة والفرس والظليم وهو مشي في اضطراب وقال أَبو عبيدة فرس خَفِق والأُنثى خَفِيقة مثل خَرِب وخَرِبة وإن شئت قلت خُفَق والأُنثى خُفقَة مثل رُطَب ورُطبَة والجمع خَفِقاتٌ وخُفَقَاتٌ وخِفاقٌ وهي بمنزلة الأَقَبّ وربما كان الخفوق من خِلْقة الفرس وربما كان من الضُّمور والجَهْد وربما أُفرد وربما أُضيف وأَنشد في الإفراد ومُكْفِت فَضْلِ سابغةٍ دلاصٍ على خَيْفانةٍ خَفِقٍ حَشاها وأَنشد في الإضافة بِشَنجٍ مُوَتَّرِ الأَنساء حابي الضُّلُوعِ خَفِق الأَحْشاء ويقال فرسٌ خَفِقُ الحشَا والخيْفَق فرس سَعْد بن مشهب وامرأة خَنْفَقٌ سريعة جَرِيئة والخَنْفَقُ والخَنْفَقِينُ الداهية يقال داهية خَنْفَقِينٌ وهو أيضاً الخَفِيفةُ من النساء الجَرِيئة والنون زائدة جعلها من خَفْقِ الرّيح والخَنْفقِينُ حكاية أَصوات حوافر الخيل والخَنْفقِين الناقِصُ الخَلْقِ قال شُيَيْمُ ابن خُوَيْلِد قلتُ لَسيِّدنا يا حكي مُ إنَّكَ لم تأسُ أَسْواً رَفِيقا أَعْنْتَ عَدِيّاً على شَأوِها تُعادِي فَرِيقاً وتَنْفِي فَريقا أَطَعْتَ اليَمينَ عِنادَ الشِّمالِ تُنَحِّي بِحَدّ المَواسِي الحُلُوقا زَحَرْتَ بها ليلةً كلَّها فجِئتَ بها مُؤيَداً خَنْفَقِيقا وهذا أَورده الجوهري وقد طَلقَتْ ليلةً كلَّها فجاءتْ به مُؤدَناً خَنْفَقِيقا قال ابن بري والصواب زحرت بها ليلة كلها كما تقدم وقوله يا حكيم هُزْء منه أي أَنت الذي تزعم أنك حكيم وتُخطئ هذا الخَطأ وقوله أطعت اليمين عِناد الشمال مثل ضربه يريد فعلت فِعْلاً أَمكنت به أَعداءنا منّا كما أَعلمتك أَن العرب تأتي أَعداءها من مَيامِنهم يقول فجِئتنا بداهيةٍ من الأمر وجئتَ به مُؤْيَداً خنفقياً أَي ناقصاً مُقَصِّراً وخفَقَه بالسيف والسوط والدِّرَّةِ يَخْفُقه ويَخْفِقه خَفْقاً ضربه بها ضرْباً خفيفاً والمِخْفقةُ الشيء يضرب به سير أو دِرّة التهذيب والمِخْفَقَةُ والخَفْقَة جزم هو الشيء الذي يضرب نحو سير أو دِرَّة ابن سيده والمِخفقة سوط من خشب وسيف مِخْفَقٌ عَرِيض قال الأَزهري والمِخْفَقُ من أسماء السيف العريض الليث الخَفْقُ ضربك الشيء بالدِّرَّة أَو بشيء عريض والمِخْفقة الدرّة التي يضرب بها وفي حديث عمر رضي الله عنه فضربهما بالمِخفقة هي الدرّة وأَخْفقَ الرجلُ طَلب حاجة فلم يَظْفَر بها كالرجل إذا غزا ولم يغنم أَو كالصائد إذا رجع ولم يصطد وطلَب حاجة فأخْفَقَ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أَيُّما سَرِيّةٍ غَزت فأخْفَقت كان لها أَجرها مرتين قال أبو عبيد الإخْفاقُ أن يغزُو فَلا يغنم شيئاً ومنه قول عنترة يصف فرساً له فيُخْفِقُ مرَّةً ويَصِيدُ أُخْرَى ويَفْجَع ذا الضَّغائن بالأَرِيب
( * قوله « ويصيد » في الأساس ويفيد وقوله « ويفجع » ويفجأ وهو في ديوانه
فيخفق تارة ويصيد أُخرى ... ويفجع ذا الضفائن بالأريب )
يقول يغزو على هذا الفرس مرة ولا يغنم أُخرى قال أبو عبيد وكذلك كل
طالب حاجة إذا لم يقضها فقد أَخْفق إخفاقاً وأصل ذلك في الغنيمة قال ابن الأثير اصله من الخَفْق التحرُّك أي صادَفَتِ الغنيمةَ خافِقةً غير ثابتة مستقرّة الليث أَخْفقَ القومُ فنَي زادُهم وأَخفقَ الرجلُ قلّ ماله والخَفْقُ صوت النعل وما أشبهها من الأصوات وفي الحديث ذكر منكر ونكير إنه لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعالهم حين يُولُّون عنه يعني الميتَ يسمع صوت نعالهم على الأَرض إذا مشَوْا ورجل خَفّاقُ القدم عريض باطن القدم وخَفقَ الأَرضَ بنَعْله وكلُّ ضرب بشيء عريض خَفْقٌ وقوله مُهَفْهَف الكَشْحَينْ خَفّاق القَدَمْ قال ابن الأَعرابي معناه أنه خفيف على الأرض ليس بثقيل ولا بَطيء وقيل خفّاق القدم إذا كان صدر قدميه عريضاً قال أَبو زُغْبةَ الخزرجي قد لَفَّها الليلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ خَدَلَّجِ الساقَيْنِ خَفّاق القَدَم وقيل هذا الرجز للحُطَم القَيْسِيّ وامرأَة خَفّاقةُ الحَشَى أَي خمِيصة وقوله ألا يا هَضِيمَ الكَشْحِ خَفّاقة الحَشى من الغِيدِ أَعْناقاً أولاكِ العَواتقِ إنما عنى بأنها ضامرة البطن خَميصة وإذا ضَمُرت خَفَقت والخَفْقةُ المَفازة المَلْساء ذات الآلِ والخافِقُ المكان الخالي من الأَنِيس وقد خَفَقَ إذا خلا قال الراعي عَوَيْتَ عُواء الكلْبِ لمّا لَقِيتَنا بِثَهْلانَ من خَوْف الفُروجِ الخَوافِق وخَفَق في البلاد خُفوقاً ذهب والخافِقان قُطْرا الهواء والخَافِقانِ أُفُق المشرق والمغرب قال ابن السكيت لأن الليل والنهار يَحْفِقان فيهما وفي التهذيب يخفقان بينهما قال أَبو الهيثم الخافقان المشرق والمغرب وذلك أن المغرب يقال له الخافِقُ وهو الغائب فغَلَّبُوا المغرب على المشرق فقالوا الخافقان كما قالوا الأَبوان شمر الخافقانِ طرَفا السماء والأَرض قال رؤبة واللّهْب لهبُ الخافِقَيْن يَهْذِمهُ وقال ابن الأَعرابي يَهْذِمه يأكله كلاهما في فَلَكٍ يستلْحِمُه أَي يركبه وقال خالد بن جنْبةَ الخافقانِ منتهى الأَرض والسماء يقال أَلحق الله فلاناً بالخافق قال والخافقانِ هَواءان مُحيطانِ بجانبي الأَرض قال وخَوافِقُ السماء الجِهات التي تَخرج منها الرّياح الأَربع وفي الحديث أن ميكائيل مَنْكِباه يَحُكّان الخافِقَيْنِ يعني طرَفي السماء وفي النهاية مَنْكِبا إسرافيل يَحُكّانِ الخافقين قال وهما طرفا السماء والأَرض وقيل المغرب والمشرق والخَفّاقةُ الاسْت وخفَقت الدابة تَخْفِق إذا ضَرطَت فهي خَفُوق والمَخْفُوق المجنون وأَنشد مَخْفُوقة تزوّجت مَخْفُوقا وروى الأَزهري بإسناده عن حذيفة بن أُسيد قال يخرج الدجال في خَفْقة من الدِّين وسوداب الدين
( * قوله « وسوداب الدين » كذا بالأصل ورمز له بعلامة وقفة ) وفي رواية جابر وإدْبار من العلم أَراد أَن خروج الدجال يكون عند ضَعف الدّين وقِلّة أَهله وظُهور أَهل الباطل على أَهل الحقّ وفُشُوّ الشر وأَهله وهو من خَفق الليلُ إذا ذهب أكثره أَو خَفقَ إذا اضْطربَ أَو خَفقَ إذا نَعَس قال أَبو عبيد الخَفْقةُ في حديث الدجّال النَّعْسةُ ههنا يعني أن الدين ناعِسٌ وَسْنانُ في ضَعفه من قولك خَفقَ خَفْقة إذا نامَ نومة خفيفة ومن أَمثال العرب ظلم ظُلْمَ الخَيْفَقانِ وقيل كان اسمه سَيّاراً خرج يريد الشّحْر هارباً من عَوْف بن إكليل بن يسار وكان قتل أَخاه عويفاً فلقيه ابن عم له ومعه ناقتان وزادٌ فقال له أَين تريد ؟ قال الشحر لئلا يَقْدِر عليَّ عوف فقد قتلت أَخاه عُوَيْفاً فقال خذ إحدى الناقتين وشاطَرَه زادَه فلما ولَّى عطف عليه فقتله فسمي صَرِيعَ الظلم وفيه يقول القائل أَعَلِّمُه الرِّمايةَ كُلَّ يَومٍ فلمّا اشْتَدَّ ساعِدُه رَماني تعالى الله هذا الجَوْرُ حَقّاً ولا ظُلمٌ كَظُلْم الخَيْفَقانِ والخَفَقانُ اضْطِرابُ الجناح وخَفَقَ الطائر أَي طار وأَخْفَقَ إذا ضرب بجناحيه قال الراجز كأَنها إخْفاقُ طيرٍ لم يَطِرْ وفلاة خَيْفَقٌ أي واسعة يَخْفِق فيها السَّراب قال الزَّفَيان أَنَّى أَلَمَّ طَيْفُ لَيلى يَطْرُقُ ودُونَ مَسْراها فَلاةٌ فَيْهقُ تِيةٌ مَرَوْراة وفَيْقٌ خَيْفَقُ الأَصمعي المَخْفَقُ الأَرض التي تستوي فيكون فيها السرابُ مضْطَرِباً ومُخَفِّقٌ اسم موضع قال رؤبة ولامِعاً مخَفِّقٌ فَعَيْهَمُه
خقق
خقَّت الأَتانُ تخِقُّ خَقِيقاً وهي خقُوق صوَّتَ حَياؤها عند الجماع من الهُزال والاسْتِرْخاء وكذلك كلّ أنثى من الدوابّ وخَقَّ الفَرج يَخِقُّ خقِيقاً وكذلك قُنْبُ الفرَس إذا صوّت وخفَّت المرأة وهي خَقوق وخَقَّاقة كذلك وهو نعت مكروه قال لو نِكْتَ مِنهنَّ خقُوقاً عَرْدا سَمِعْت رِزّاً ودَوِيّاً إدّا أَبوعبيدة في كتاب الخيل الخِقاقُ صوت يكون في ظَبْية الأُنثى من الخيل من رَخاوة خِلْقتها وارْتِفاع مُلْتَقاها فإذا تحرّكت لعَنَقٍ أَو غيره احْتَشَتْ رَحمُِها الريحَ فصوَّتت فذلك الخِقاق ويقال للفرس من ذلك الخاقُّ والخَقُوق والخَقَّاقةُ من الأُتُن والنساء الواسعة الدُبر ويقال في السِّباب يا ابن الخَقُوق والخَقَّاقةُ الاسْتُ ومن الأَحْراح مُخِقٌّ وإخْقاقُه صوته عند النَّخْجِ وحِرٌ مِخقّ مصوت عند النخج قال أَبو زيد إذا اتَّسعت البَكْرةُ أَو اتَّسع خَرْقُها عنها قيل أَخَقَّت إخْقاقاً فانخَسُوها نَخْساً وهو أَن يُسدَّ ما اتسع منها بخشبة أَو بحجر أَو بغيره وخَقَّت البكرة اتَّسع خَرْقُها عن المِحْوَر أَو اتسعت النّعامةُ عن موضع طَرفها من الزُّرْنُوق والخَقِيقُ والخَقْخَقةُ زُعاقُ قُنْب الدابة وقد خَقِّ وخَقْخقَ قال ابن المظفر الخَقيقُ زُعاقُ قُنب الدابَّة فإذا ضوعف مخففاً قيل خَفْخَق والخَقْخة صوت القنب والفرجِ إذا ضُوعف وخَقَّ القارُ وما أَشبهه خَقّاً وخقَقاً وخَقِيقاً وخَقخق غَلى وسُمع له صوت والخَقُّ الغدير اليابس إذا جَفَّ وتَقَلْفَع قال كأَنَّما يَمْشِين في خَقٍّ يَبَسْ وقال ابن دريد قال أَهل اللغة الخقُّ شبه حفرة عامضة في الأرض مثل اللُّخْقُوق قال ولا أَدري ما صحته والخَقُّ والأُخْقوق قدر ما يختفي فيه الدابة أَو الرجل لغة في اللُّخْقوق قال الليث ومن قال اللخقوق فإنما هو غلط من قبل الهمزة مع لام المعرفة قال أَبو منصور هي لغة لبعض العرب يَتكلم بها أهل المدينة وبهذه اللغة قرأ نافع يقولون قال الأَحمر ومنهم من يقول قال لَحْمر وقال ذلك سيبويه والخليل حكاه الزجاج وقيل الأَخاقِيقُ فقَرٌ في الأَرض وهي كُسور فيها في مُنْعَرَج الجبل وفي الأَرض المتَفقِّرة وهي الأَودية وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّ رجلاً كان واقفاً معه وهو محرم فَوَقَصَت به ناقته في أَخاقِيقِ جِرْذان فمات وهي شُقوق في الأَرض واحدها أُخْقُوق ولا يعرفه الأَصمعي إلا باللام قال الأَصمعي إنما هو لخَاقِيق جِرْذانٍ واحدها لُخْقوق وهي شقوق في الأَرض قال أَبو منصور وقال غيره الأَخاقِيقُ صحيحة كما جاء في الحديث واحدها أُخْقُوق مثل أُخدود وأَخادِيدَ والخَقُّ والخَدُّ الشَّقُّ في الأَرض يقال خَدَّ السيلُ فيها خَدّاً وخَقَّ فيها خَقّاً ابن شميل خق السيل في الأَرض خقّاً إذا حَفر فيها حَفْراً عميقاً وكتب عبد الملك بن مَرْوانَ إِلى وكيل له على ضَيْعة أَمَّا بعد فلا تَدَعْ خَقّاً من الأَرض ولا لَقَّاً إِلا سَوَّيْته وزرَعْتَه فاللَّقُّ الشقّ المستطيل وهو الصَّدْعُ والخَقُّ حُفْرة غامضة في الأَرض وهو الجُحْر وأَنشد شمر لِلًعين المِنْقَريّ يصف ذكر فرس وقاسِحٍ كَعمُودِ الأَثْلِ يَحْفِزُه دَرْكاً حِصان وصُلْب غَيْر مَعْرُوقِ مِثْل الهِراوة مِيثام إِذا وقَبَتْ في مَهْبِلٍ صادَفَتْ داء اللًخاقِيقِ( * قوله « مثل الهراوة إلخ » سيأتي للمؤلف في مادة لخق على غير هذا الوجه ) ابن الأَعرابي الخِقَقةُ الرَّكَواتُ المُتلاحِماتُ والخِقَقةُ أَيضاً الشُّقوق الضيِّقةُ وفي النوادر يقال استخَقَّ الفرَسُ وأَخَقَّ وامْتَخَض إِذا اسْتَرْخى سُرْمُه يقال ذلك في الذكر
خلق
الله تعالى وتقدَّس الخالِقُ والخَلاَّقُ وفي التنزيل هو الله الخالِق البارئ المصوِّر وفيه بلى وهو الخَلاَّق العَليم وإِنما قُدّم أَوَّل وَهْلة لأَنه من أَسماء الله جل وعز الأَزهري ومن صفات الله تعالى الخالق والخلاَّق ولا تجوز هذه الصفة بالأَلف واللام لغير الله عز وجل وهو الذي أَوجد الأَشياء جميعها بعد أَن لم تكن موجودة وأَصل الخلق التقدير فهو باعْتبار تقدير ما منه وجُودُها وبالاعتبار للإِيجادِ على وَفْقِ التقدير خالقٌ والخَلْقُ في كلام العرب ابتِداع الشيء على مِثال لم يُسبق إِليه وكل شيء خلَقه الله فهو مُبْتَدِئه على غير مثال سُبق إِليه أَلا له الخَلق والأَمر تبارك الله أَحسن الخالقين قال أَبو بكر بن الأَنباري الخلق في كلام العرب على وجهين أَحدهما الإِنْشاء على مثال أَبْدعَه والآخر التقدير وقال في قوله تعالى فتبارك الله أَحسنُ الخالقين معناه أَحسن المُقدِّرين وكذلك قوله تعالى وتَخْلقُون إِفْكاً أَي تُقدِّرون كذباً وقوله تعالى أَنِّي أَخْلُق لكم من الطين خَلْقه تقديره ولم يرد أَنه يُحدِث معدوماً ابن سىده خَلق الله الشيء يَخلُقه خلقاً أَحدثه بعد أَن لم يكن والخَلْقُ يكون المصدر ويكون المَخْلُوقَ وقوله عز وجل يخلُقكم في بطون أُمهاتكم خَلْقاً من بعد خَلق في ظُلمات ثلاث أَي يخلُقكم نُطَفاً ثم عَلَقاً ثم مُضَغاً ثم عِظاماً ثم يَكسُو العِظام لحماً ثم يُصوّر ويَنفُخ فيه الرُّوح فذلك معنى خَلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث في البَطن والرَّحِم والمَشِيمةِ وقد قيل في الأَصلاب والرحم والبطن وقوله تعالى الذي أَحسَنَ كلَّ شيء خَلْقَه في قراءة من قرأَ به قال ثعلب فيه ثلاثة أَوجه فقال خَلْقاً منه وقال خَلْقَ كلِّ شيء وقال عَلَّم كُلَّ شيء خَلْقَه وقوله عز وجل فلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله قيل معناه دِينَ الله لأَن الله فَطَر الخَلْقَ على الإِسلام وخلَقهم من ظهر آدم عليه السلام كالذّرِّ وأَشْهَدَهم أَنه ربهم وآمنوا فمن كفر فقد غيَّر خلق الله وقيل هو الخِصاء لأَنَّ من يَخْصِي الفحل فقد غيَّر خَلْقَ الله وقال الحسن ومجاهد فليغيرن خَلْقَ الله أَي دِينَ الله قال ابن عرفة ذهب قوم إِلى أَن قولهما حجة لمن قال الإِيمان مخلوق ولا حجة له لأَن قولهما دِين الله أَرادا حكم الله والدِّينُ الحُكْم أَي فليغيرن حكم الله والخَلْق الدّين وأَما قوله تعالى لا تَبْدِيلَ لخَلْق الله قال قتادة لدِين الله وقيل معناه أَنَّ ما خلقه الله فهو الصحيح لا يَقدِر أَحد أَن يُبَدِّلَ معنى صحة الدين وقوله تعالى ولقد جئتمُونا فُرادَى كما خَلَقْناكم أَوَّل مرة أَي قُدرتُنا على حَشْركم كقدرتنا على خَلْقِكم وفي الحديث من تَخلَّق للناس بما يَعلم اللهُ أَنه ليس من نَفسه شانَه الله قال المبرد قوله تخلَّق أَي أَظهر في خُلقِه خلاف نيّته ومُضْغةٌ مُخلَّقة أَي تامّة الخلق وسئل أَحمد بن يحيى عن قوله تعالى مُخلَّقةٍ وغيرِ مخلَّقة فقال الناس خُلِقوا على ضربين منهم تامّ الخَلق ومنهم خَدِيجٌ ناقص غير تامّ يدُلُّك على ذلك قوله تعالى ونُقِرُّ في الأَرحام ما نشاء وقال ابن الأَعرابي مخلقة قد بدا خَلْقُها وغير مخلقة لم تُصوَّر وحكى اللحياني عن بعضهم لا والذي خَلَق الخُلُوق ما فعلت ذلك يريد جمع الخَلْقِ ورجل خَلِيقٌ بيّن الخَلْق تامُّ الخَلْق معتدل والأُنثى خَلِيق وخَلِيقة ومُخْتَلَقةٌ وقد خَلُقَت خَلاقة والمُخْتلَق كالخَليق والأُنثى مُخْتلَقة ورجل خَلِيق إِذا تمّ خَلقُه والنعت خَلُقت المرأَة خَلاقة إِذا تمّ خَلْقها ورجل خَلِيق ومُخْتلَق حسَنُ الخَلْقِ وقال الليث امرأَة خَلِيقة ذات جسم وخَلْق ولا ينعت به الرجل والمُخْتلَق التامُّ الخَلْق والجَمالِ المُعتدِل قال ابن بري شاهده قول البُرْج بن مُسْهِر فلمّا أَن تَنَشَّى قامَ خِرْقٌ من الفِتْيانِ مُختَلَقٌ هَضِيمُ وفي حديث ابن مسعود وقَتلِه أَبا جهل وهو كالجَمل المُخَلَّقِ أَي التامِّ الخَلْقِ والخَلِيقةُ الخَلْقُ والخَلائقُ يقال هم خَلِيقةُ الله وهم خَلْق الله وهو مصدر وجمعها الخلائق وفي حديث الخَوارِج هم شَرُّ الخَلْقِ والخَلِيقةِ الخَلْقُ الناس والخَليقةُ البهائم وقيل هما بمعنى واحد ويريد بهما جميع الخلائق والخَلِيقةُ الطَّبِيعية التي يُخلَق بها الإِنسان وحكى اللحياني هذه خَلِيقتُه التي خُلق عليها وخُلِقَها والتي خُلِق أَراد التي خُلِق صاحبها والجمع الخَلائق قال لبيد فاقْنَعْ بما قَسَمَ المَلِيكُ فإِنَّما قَسَمَ الخلائقَ بيننا عَلاَّمُها والخِلْقةُ الفِطْرة أَبو زيد إِنه لكريم الطَّبِيعة والخَلِيقةِ والسَّلِيقةِ بمعنى واحد والخَلِيقُ كالخَلِيقة عن اللحياني قال وقال القَنانِي في الكسائي وما لِي صَدِيقٌ ناصِحٌ أَغْتَدِي له ببَغْدادَ إِلاَّ أَنتَ بَرٌّ مُوافِقُ يَزِينُ الكِسائيَّ الأَغرَّ خَلِيقُه إِذا فَضَحَتْ بعَضَ الرِّجالِ الخَلائقُ وقد يجوز أَن يكون الخَلِيقُ جمع خَلِيقة كشعير وشعيرة قال وهو السابِق إِليّ والخُلُق الخَلِيقة أَعني الطَّبِيعة وفي التنزيل وإِنك لَعلَى خُلُق عظيم والجمع أَخْلاق لا يُكسّر على غير ذلك والخُلْق والخُلُق السَّجِيّة يقال خالِصِ المُؤْمنَ وخالِقِ الفاجر وفي الحديث ليس شيء في الميزان أَثْقلَ من حُسن الخُلُق الخُلُقُ بضم اللام وسكونها وهو الدِّين والطبْع والسجية وحقيقته أَنه لِصورة الإِنسان الباطنة وهي نفْسه وأَوصافها ومعانيها المختصةُ بِها بمنزلة الخَلْق لصورته الظاهرة وأَوصافها ومعانيها ولهما أَوصاف حسَنة وقبيحة والثوابُ والعقاب يتعلّقان بأَوصاف الصورة الباطنة أَكثر مما يتعلقان بأَوصاف الصورة الظاهرة ولهذا تكرّرت الأَحاديث في مَدح حُسن الخلق في غير موضع كقوله مِن أَكثر ما يُدخل الناسَ الجنَّةَ تقوى الله وحُسْنُ الخلق وقولِه أَكملُ المؤْمنين إِيماناً أَحْسنُهم خلُقاً وقوله إِنَّ العبد ليُدرك بحُسن خُلقه درجةَ الصائم القائم وقوله بُعِثت لأُتَمِّم مَكارِم الأَخلاق وكذلك جاءت في ذمّ سوء الخلق أَيضاً أَحاديث كثيرة وفي حديث عائشة رضي الله عنها كان خُلُقه القرآنَ أَي كان متمسكاً به وبآدابه وأَوامره ونواهيه وما يشتمل عليه من المكارم والمحاسن والأَلطاف وفي حديث عمر من تخلَّق للناس بما يعلم الله أَنه ليس من نَفْسه شانَه الله أَي تكلَّف أَ يُظهر من خُلُقه خِلاف ما يَنطوِي عليه مثل تصَنَّعَ وتجَمَّل إِذا أَظهر الصَّنِيع والجميل وتَخلَّق بخلُق كذا استعمله من غير أَن يكون مخلوقاً في فِطْرته وقوله تخلَّق مثل تَجمَّل أَي أَظهر جَمالاً وتصنّع وتَحسَّن إِنَّما تأْوِيلُه الإِظْهار وفلان يَتخلَّق بغير خُلقه أَي يَتكلَّفه قال سالم بن وابِصةَ يا أَيُّها المُتحلِّي غيرَ شِيمَتِه إِن التَّخَلُّق يأْتي دُونه الخُلُقُ أَراد بغير شِيمته فحذف وأَوصَل وخالَقَ الناسَ عاشَرهم على أَخلاقِهم قال خالِقِ الناسَ بخُلْقٍ حَسَنٍ لا تَكُنْ كلْباً على الناسِ يَهِرّ والخَلْق التقدير وخلَق الأَدِيمَ يَخْلُقه خَلْقاً قدَّره لما يريد قبل القطع وقاسه ليقطع منه مَزادةً أَو قِربة أَو خُفّاً قال زهير يمدح رجلاً ولأَنتَ تَفْري ما خَلَقْتَ وبع ضُ القومِ يَخْلُقُ ثم لا يَفْري يقول أَنت إِذا قدَّرت أَمراً قطعته وأَمضيتَه وغيرُك يُقدِّر ما لا يَقطعه لأَنه ليس بماضي العَزْم وأَنتَ مَضّاء على ما عزمت عليه وقال الكميت أَرادُوا أَن تُزايِلَ خالِقاتٌ أَدِيمَهُمُ يَقِسْنَ ويَفْتَرِينا يصف ابني نِزار من مَعدّ وهما رَبِيعةُ ومُضَر أَراد أَن نسَبهم وأَدِيمهم واحد فإِذا أَراد خالقاتُ الأَديم التفْرِيقَ بين نسَبهم تبيَّن لهن أَنه أَديم واحد لا يجوز خَلْقُه للقطع وضرَب النساء الخالِقاتِ مثلاً للنسّابين الذين أَرادوا التفريق بين ابني نِزار ويقال زايَلْتُ بين الشيئين وزيَّلْتُ إِذا فَرَّقْت وفي حديث أُخت أُمَيَّةَ بن أَبي الصَّلْت قالت فدخَلَ عليَّ وأَنا أَخلُقُ أَدِيماً أَي أُقَدِّره لأَقْطَعه وقال الحجاج ما خَلَقْتُ إِلاَّ فَرَيْتُ ولا وَعَدْتُ إِلاَّ وَفَيْتُ والخَلِيقةُ الحَفِيرة المَخْلوقة في الأَرض وقيل هي الأَرض وقيل هي البئر التي لا ماءَ فيها وقيل هي النُّقْرة في الجبل يَسْتَنقِع فيها الماء وقيل الخليقة البئر ساعة تُحْفَر ابن الأَعرابي الخُلُق الآبارُ الحَدِيثاتُ الحَفْر قال أَبو منصور رأَيت بِذِرْوة الصَّمّان قِلاتاً تُمْسِك ماءَ السماء في صَفاةٍ خَلَقها الله فيها تسميها العرب خَلائقَ الواحدة خَلِيقةٌ ورأَيت بالخَلْصاء من جبال الدَّهْناء دُحْلاناً خلقها الله في بطون الأَرض أَفواهُها ضَيِّقَةٌ فإِذا دخلها الداخل وجدها تَضِيقُ مرة وتَتَّسِعُ أُخرى ثم يُفْضي المَمَرُّ فيها إِلى قَرار للماء واسع لا يوقف على أقْصاه والعرب إِذا تَرَبَّعوا الدهناء ولم يقع ربيع بالأَرضِ يَمْلأُ الغُدْرانَ استَقَوْا لخيلهم وشفاههم( * قوله « لخيلهم وشفاههم » كذا بالأصل وعبارة ياقوت في الدحائل عن الأزهري إن دحلان الخلصاء لا تخلو من الماء ولا يستقى منها إلا للشفاء والخبل لتعذر الاستسقاء منها وبعد الماء فيها من فوهة الدحل ) من هذه الدُّحْلان والخَلْقُ الكذب وخلَق الكذبَ والإِفْكَ يخلُقه وتخَلَّقَه واخْتَلَقَه وافْتراه ابتدَعه ومنه قوله تعالى وتخْلُقون إِفكاً ويقال هذه قصيدة مَخْلوقة أَي مَنْحولة إِلى غير قائلها ومنه قوله تعالى إِنْ هذا إِلا خَلْقُ الأَوَّلين فمعناه كَذِبُ الأَولين وخُلُق الأَوَّلين قيل شِيمةُ الأَولين وقيل عادةُ الأَوَّلين ومَن قرأَ خَلْق الأَوَّلين فمعناه افْتِراءُ الأَوَّلين قال الفراء من قرأَ خَلْقُ الأَوَّلين أَراد اختِلاقهم وكذبهم ومن قرأَ خُلُق الأَولين وهو أَحبُّ إِليَّ الفراء أَراد عادة الأَولين قال والعرب تقول حدَّثنا فلان بأَحاديث الخَلْق وهي الخُرافات من الأَحاديث المُفْتَعَلةِ وكذلك قوله إِنْ هذا إِلاَّ اخْتِلاق وقيل في قوله تعالى إِن هذا إِلاَّ اختِلاق أَي تَخَرُّص وفي حديث أَبي طالب إِنْ هذا إِلا اختلاق أَي كذب وهو افْتِعال من الخَلْق والإِبْداع كأَنَّ الكاذب تخلَّق قوله وأَصل الخَلق التقدير قبل القطع الليث رجل خالِقٌ أَي صانع وهُنَّ الخالقاتُ للنساء وخلَق الشيءُ خُلوقاً وخُلوقةً وخَلُقَ خَلاقةً وخَلِق وأَخْلَق إِخْلاقاً واخْلَوْلَق بَلِيَ قال هاجَ الهَوى رَسْمٌ بذاتِ الغَضَا مُخْلَوْلِقٌ مُسْتَعْجِمٌ مُحْوِلُ قال ابن بري وشاهد خَلُقَ قول الأَعشى أَلا يا قَتْل قد خَلُقَ الجَديدُ وحُبُّكِ ما يَمُِحُّ ولا يَبِيدُ ويقال أَيضاً خَلُق الثوبُ خُلوقاً قال الشاعر مَضَوْا وكأَنْ لم تَغْنَ بالأَمسِ أَهْلُهُم وكُلُّ جَدِيدٍ صائِرٌ لِخُلُوقِ ويقال أَخْلَقَ الرجل إِذا صار ذا أَخْلاق قال ابن هَرْمَةَ عَجِبَتْ أُثَيْلةُ أَنْ رأَتْني مُخْلِقاً ثَكِلَتْكِ أُمُّكِ أَيُّ ذاك يَرُوعُ ؟ قد يُدْرِكُ الشَّرَفَ الفَتى ورِداؤه خَلَقٌ وجَيْبُ قَميصِه مَرْقُوعُ وأَخْلَقْته أَنا يتعدّى ولا يتعدى وشيءٌ خَلَقٌ بالٍ الذكر والأُنثى فيه سواء لأَنه في الأَصل مصدر الأَخْلَقِ وهو الأَمْلَس يقال ثوب خَلَق ومِلْحفة خَلَق ودار خَلَقٌ قال اللحياني قال الكسائي لم نسمعهم قالوا خَلْقة في شيء من الكلام وجِسْمٌ خَلَقٌ ورِمّة خَلَق قال لبيد والثِّيبُ إِنْ تَعْرُ مِنِّي رِمَّةً خَلَقاً بعدَ المَماتِ فإِني كنتُ أَتَّئِرُ والجمع خُلْقانٌ وأَخْلاق وقد يقال ثوب أَخلاق يصفون به الواحد إِذا كانت الخلُوقة فيه كلِّهِ كما قالوا بُرْمةٌ أَعْشار وثوب أَكْياشٌ وحبْل أَرْمامٌ وأَرضٌ سَباسِبٌ وهذا النحو كثير وكذلك مُلاءَة أَخْلاق وبُرْمة أَخْلاق عن اللحياني أَي نواحيها أَخْلاق قال وهو من الواحد الذي فُرِّقَ ثم جُمِع قال وكذلك حَبْل أَخلاق وقِرْبة أَخلاق عن ابن الأَعرابي التهذيب يقال ثوب أَخلاق يُجمع بما حوله وقال الراجز جاءَ الشِّتاءُ وقَمِيصي أَخْلاقْ شَراذِمٌ يَضْحَكُ منه التَّوَّاقْ والتَّوّاقُ ابنه ويقال جُبّة خَلَق بغير هاء وجديد بغير هاء أَيضاً ولا يجوز جُبَّة خلَقة ولا جَديدة وقد خَلُق الثوب بالضم خُلوقة أَي بَلِيَ وأَخلَق الثوب مثله وثوب خَلَقٌ بالٍ وأَنشد ابن بري لشاعر كأَنَّهما والآلُ يَجْرِي عليهما من البُعْدِ عَيْنا بُرْقُعٍ خَلَقانِ قال الفراء وإِنما قيل له خَلقٌ بغير هاء لأَنه كان يستعمل في الأَصل مضافاً فيقال أَعطِني خَلَقَ جُبَّتك وخَلَقَ عِمامتِك ثم استعمل في الإِفراد كذلك بغير هاء قال الزجاجي في شرح رسالة أَدب الكاتب ليس ما قاله الفراء بشيء لأَنه يقال له فلمَ وجب سُقوط الهاء في الإِضافة حتى حُمل الإِفراد عليها ؟ أَلا ترى أَن إِضافة المؤنث إِلى المؤنث لا توجب إسقاط العلاقة منه كقولهِ مخدّةُ هِند ومِسْوَرةُ زَينب وما أَشبه ذلك ؟ وحكى الكسائي أَصبحت ثيابهم خُلْقاناً وخَلَقُهم جُدُداً فوضع الواحد موضع الجمع الذي هو الخُلقان ومِلْحفة خُلَيْقٌ صغَّروه بلا هاء لأَنه صفة والهاء لا تلحق تصغير الصفات كما قالوا نُصَيف في تصغير امرأَة نَصَف وأَخْلق الدّهرُ الشيءَ أَبلاه وكذلك أَخْلَق السائلُ وجهَه وهو على المثل وأَخلقَه خَلَقاً أَعطاه إِياها وأَخلَق فلان فلاناً أَعطاه ثوباً خَلقاً وأَخلقْته ثوباً إِذا كسَوْته ثوباً خلقاً وأَنشد ابن بري شاهداً على أَخْلَق الثوبُ لأَبي الأَسود الدؤلي نَظَرْتُ إِلى عُنْوانِه فنَبَذْتُه كنَبذِكَ نعْلاً أَخْلَقَتْ من نِعالِكا وفي حديث أُم خالد قال لها صلى الله عليه وسلم أَبْلي وأَخْلِقِي يروى بالقاف والفاء فبالقاف من إِخلاق الثوب وتقطيعه من خَلُق الثوبُ وأَخلَقه والفاء بمعنى العِوَض والبَدَل قال وهو الأَشبه وحكى ابن الأَعرابي باعَه بيْع الخلَق ولم يفسره وأَنشد أَبْلِغْ فَزارةَ أَنِّي قد شَرَيْتُ لها مَجْدَ الحياةِ بسيفي بَيْعَ ذِي الخَلَقِ والأَخْلَقُ اللِّين الأَملسُ المُصْمَتُ والأَخلَق الأَملس من كل شيء وهَضْبة خَلْقاء مُصمتة مَلْساء لا نبات بها وقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليس الفقير الذي لا مال له إِنما الفقير الأَخْلَقُ الكَسْبِ يعني الأَملس من الحَسنات الذي لم يُقدِّم لآخرته شيئاً يثاب عليه أَراد أَن الفقر الأَكبر إِنما هو فقر الآخرة وأَنّ فقر الدنيا أَهون الفقرين ومعنى وصف الكسب بذلك أَنه وافر مُنْتظِم لا يقع فيه وَكْسٌ ولا يَتحيَّفُه نَقْص كقول النبي صلى الله عليه وسلم ليس الرَّقُوب الذي لا يَبْقَى له ولد وإِنما الرقوب الذي لم يُقدِّم من ولده شيئاً قال أَبو عبيد قول عمر رضي الله عنه هذا مثَل للرجل الذي لا يُرْزَأُ في ماله ولا يُصاب بالمصائب ولا يُنكَب فيُثاب على صبره فيه فإِذا لم يُصَبْ ولم يُنكب كان فقيراً من الثواب وأَصل هذا أَن يقال للجبل المصمت الذي لا يؤثّر فيه شيء أَخلَقُ وفي حديث فاطمةَ بنت قيس وأَما معاوية فرجل أَخلَقُ من المال أَي خِلْوٌ عارٍ من قولهم حَجر أَخلَقُ أَي أَمْلَسُ مُصْمَت لا يؤثر فيه شيء وصخرة خَلْقاء إِذا كانت مَلْساء وأَنشد للأَعشى قد يَتْرُك الدهْرُ في خَلْقاءَ راسيةٍ وَهْياً ويُنْزِلُ منها الأَعْصَمَ الصَّدَعا فأَراد عمر رضي الله عنه أَن الفَقْر الأَكبر إِنما هو فقرُ الآخرة لمن لم يُقدِّم من ماله شيئاً يثاب عليه هنالك والخَلْق كل شيء مُمَلَّس وسهم مُخَلَّق أَملَسُ مُستوٍ وجبل أَخلقُ ليِّن أَملس وصخرة خَلْقاء بيِّنة الخَلَق ليس فيها وَصْم ولا كسر قال ابن أَحمر يصف فرساً بمُقَلِّصٍ دَرْكِ الطَّرِيدةِ مَتْنُه كصَفا الخَلِيقةِ بالفَضاءِ المُلْبِدِ والخَلِقةُ السحابةُ المستوية المُخِيلةُ للمطر وامرأَة خُلَّقٌ وخَلْقاء مثل الرَّتْقاء لأَنها مُصْمَتة كالصَّفاة الخَلْقاء قال ابن سيده وهو مَثَل بالهَضْبة الخَلْقاء لأَنها مُصمتة مثلها ومنه حديث عمر بن عبد العزيز كُتب إِليه في امرأَة خَلْقاء تزوّجها رجل فكتَب إِليه إِن كانوا علموا بذلك يعني أولياءها فأَغْرمْهم صَداقَها لزوجها الخَلْقاء الرَّتْقاء من الصخْرة الملْساء المُصمتة والخَلائق حَمائرُ الماء وهي صُخور أَربعِ عِظام مُلْس تكون على رأْس الرَّكِيّة يقوم عليها النازعُ والماتِحُ قال الراعي فَغَادَرْنَ مَرْكُوّاً أَكَسَّ عَشِيّة لدَى نَزَحٍ رَيَّانَ بادٍ خَلائقُهْ وخَلِق الشيءُ خَلَقاً واخْلَوْلَق امْلاسَّ ولانَ واستوى وخَلَقه هو واخْلَوْلَق السحابُ استوى وارْتَتقَتْ جوانبه وصارَ خَلِيقاً للمطر كأَنه مُلِّس تمليساً وأَنشد لمُرقِّش ماذا وُقُوفي على رَبْعٍ عَفا مُخْلَوْلِقٍ دارسٍ مُسْتَعْجِمِ ؟ واخْلَولَق الرَّسْمُ أَي استوى بالأَرض وسَحابة خَلْقاء وخَلِقة عنه أَيضاً ولم يُفسر ونشأَتْ لهم سحابة خَلِقة وخَلِيقةٌ أَي فيها أَثر المطر قال الشاعر لا رَعَدَتْ رَعْدةٌ ولا بَرَقَتْ لكنَّها أُنْشِئتْ لنا خَلِقَهْ وقِدْحٌ مُخلَّق مُستوٍ أَملس مُلَيَّن وقيل كلّ ما لُيِّن ومُلِّس فقد خُلِّق ويقال خَلَّقْته مَلَّسته وأَنشد لحميد بن ثور الهِلالي كأَنَّ حَجاجَيْ عَيْنِها في مُثَلَّمٍ من الصَّخْرِ جَوْنٍ خَلَّقَتْه المَوارِدُ الجوهري والمُخلَّق القِدْح إِذا لُيِّن وقال يصفه فخَلَّقْتُه حتى إِذا تَمَّ واسْتوَى كَمُخّةِ ساقٍ أَو كَمَتْنِ إِمامِ قَرَنْتُ بحَقْوَيْهِ ثَلاثاً فلم يَزِغْ عن القَصْدِ حتى بُصِّرتْ بدِمامِ والخَلْقاء السماء لمَلاستها واستِوائها وخَلْقاء الجَبْهة والمَتْن وخُلَيْقاؤُهما مُستَواهما وما امْلاسَّ منهما وهما باطنا الغار الأَعلى أَيضاً وقيل هما ما ظهر منه وقد غلب عليه لفظ التصغير وخَلْقاء الغار الأَعلى باطنه ويقال سُحِبُوا على خَلْقاواتِ جِباهِهم والخُلَيْقاءُ من الفرس حيث لَقِيت جَبهته قَصبة أَنفه من مُسْتدَقِّها وهي كالعِرْنين من الإِنسان قال أَبو عبيدة في وجه الفرس خُلَيْقاوانِ وهما حيث لقِيت جبهتُه قَصبة أَنفه قال والخليقان عن يمين الخُلَيْقاء وشمالها يَنْحَدِر إِلى العين قال والخُلَيْقاء بين العينين وبعضهم يقول الخَلْقاء والخَلُوقُ والخِلاقُ ضَرب من الطيِّب وقيل الزَّعْفران أَنشد أَبو بكر قد عَلِمَتْ إن لم أَجِدْ مُعِينا لتَخْلِطَنَّ بالخَلُوقِ طِينا يعني امرأته يقول إن لم أَجد من يُعينني على سَقْيِ الإبل قامت فاستقت معي فوقع الطين على خَلُوق يديها فاكتفى بالمُسبَّب الذي هو اختلاط الطين بالخلوق عن السبب الذي هو الاستقاء معه وأَنشد اللحياني ومُنْسَدِلاً كقُرونِ العَرُو سِ تُوسِعُه زَنْبَقاً أَو خِلاقا وقد تَخلَّق وخَلَّقْته طَلَيْته بالخَلُوق وخَلَّقَت المرأَة جسمها طَلته بالخَلوق أنشد اللحياني يا ليتَ شِعْري عنكِ يا غَلابِ تَحْمِلُ معْها أَحسنَ الأَرْكابِ أَصفر قَد خُلِّقَ بالمَلابِ وقد تخلَّقت المرأَة بالخلوق والخلوقُ طيب معروف يتخذ من الزعفران وغيره من أَنواع الطيب وتَغلِب عليه الحمرة والصفرة وقد ورد تارة بإباحته وتارة بالنهي عنه والنهي أَكثر وأَثبت وإنما نهي عنه لأنه من طيب النساء وهن أَكثر استعمالاً له منهم قال ابن الأثير والظاهر أن أحاديث النهي ناسخة والخُلُق المُرُوءَة ويقال فلان مَخْلَقةٌ للخير كقولك مَجْدَرةٌ ومَحْراةٌ ومَقْمَنةٌ وفلان خَلِيق لكذا أي جدير به وأَنت خَليق بذلك أَي جدير وقد خَلُق لذلك بالضم كأَنه ممن يُقدَّر فيه ذاك وتُرى فيه مَخايِلهُ وهذا الأمر مخْلَقة لك أي مَجْدَرة وإنه مَخلقة من ذلك وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث وإنه لخَلِيق أَن يَفعل ذلك وبأَن يفعل ذلك ولأن يفعل ذلك ومِن أَن يفعل ذلك وكذلك إنه لمَخلَقة يقال بهذه الحروف كلها كلُّ هذه عن اللحياني وحكي عن الكسائي إنَّ أَخْلَقَ بك أن تفعل ذلك قال أَرادوا إنَّ أَخلق الأشياء بك أن تفعل ذلك قال والعرب تقول يا خليقُ بذلك فترفع ويا خليقَ بذلك فتنصب قال ابن سيده ولا أَعرف وجه ذلك وهو خَلِيقٌ له أَي شبيه وما أَخْلَقَه أَي ما أشبهه ويقال إنه لخليق أي حَرِيٌّ يقال ذلك للشيء الذي قد قَرُب أن يقع وصح عند من سمع بوقوعه كونُه وتحقيقه ويقال أَخْلِقْ به وأَجْدِرْ به وأَعْسِ به وأَحْرِ به وأَقْمِنْ به وأَحْجِ به كلُّ ذلك معناه واحد واشتقاق خَلِيق وما أَخْلَقه من الخَلاقة وهي التَّمْرينُ من ذلك أن تقول للذي قد أَلِفَ شيئاً صار ذلك له خُلُقاً أي مَرَنَ عليه ومن ذلك الخُلُق الحسَن والخُلوقة المَلاسةُ وأَمّا جَدِير فمأْخوذ من الإحاطة بالشيء ولذلك سمِّي الحائط جِداراً وأَجدرَ ثَمَرُ الشجرة إذا بدت تَمرتُه وأَدَّى ما في طِباعه والحِجا العقل وهو أَصل الطبع وأَخْلَق إخْلاقاً بمعنى واحد وأَما قول ذي الرمة ومُخْتَلَقٌ للمُلْك أَبيضُ فَدْغَمٌ أَشَمُّ أَيَجُّ العينِ كالقَمر البَدْرِ فإنما عنى به أَنه خُلِق خِلْقةً تصلحُ للمُلك واخلَوْ لَقَت السماءُ أَن تمطرُ أَي قارَبتْ وشابهَت واخْلَوْ لَق أَن تَمطُر على أَن الفِعل لان
( * قوله على أَن الفعل لان هكذا في الأصل ولعل في الكلام سقطاً ) حكاه سيبويه واخْلَوْلَق السحاب أَي استوى ويقال صار خَلِيقاً للمطر وفي حديث صفة السحاب واخْلَوْلَق بعد تَفرُّقٍ أَي اجتمع وتهيَّأ للمطر وفي خُطبة ابن الزبير إن الموتَ قد تَغَشَّاكم سحابُه وأَحْدَق بكم رَبابُه واخْلوْلَقَ بعد تَفرُّق وهذا البناء للمبالغة وهو افْعَوْعَل كاغْدَوْدَنَ واغْشَوْشَبَ والخَلاقُ الحَظُّ والنَّصِيب من الخير والصلاح يقال لا خَلاق له في الآخرة ورجل لا خلاق له أَي لا رَغْبة له في الخير ولا في الآخرة ولا صَلاح في الدين وقال المفسرون في قوله تعالى وما لَه في الآخرة من خَلاق الخلاق النصيب من الخير وقال ابن الأَعرابي لا خلاق لهم لا نصيب لهم في الخير قال والخَلاق الدين قال ابن بري الخلاق النصيب المُوفَّر وأَنشد لحسان بن ثابت فَمَنْ يَكُ منهم ذا خَلاق فإنَّه سَيَمْنَعُه من ظُلْمِه ما تَوَكَّدا وفي الحديث ليس لهم في الآخرة من خلال الخَلاق بالفتح الحظ والنصيب وفي حديث أُبَيّ إنما تأْكل منه بخَلاقك أَي بحظّك ونصيبك من الدين قال له ذلك في طعام من أَقرأَه القرآن
خمق
الخَمْقُ الأَخذ في خُفْية قال ابن دريد ولا أَحسَبه عربيّاً
خنق
الخَنِق بكسر النون مصدر قولك خَنَقَه يَخْنُقُه خَنْقاً وخَنِقاً فهو مَخْنُوق وخَنِيق وكذلك خَنَّقه ومنه الخُنَّاق وقد انْخَنقَ واخْتنقَ وانْخنقت الشاة بنفسها فهي مُنْخَنِقة فأَما الانْخناق فهو انعصار الخُنِاق في خَنْقه والاخْتِناق فعله بنفسه ورجل خَنِق مَخْنُوق ورجل خانِق في موضع خَنِيق ذو خناق وأنشد وخانِقٍ ذي غُصَّة جِرَّاضِ( * قوله « وخانق ذي إلخ » عبارة المؤلف في مادة جرض والجريض والجرياض الشديد الهم وأنشد وخانق ذي غصة جرياض قال خانق مخنوق ذي خنق )
والخِناق الحَبل الذي يُخنَق به والخِناق ما يُخَنق به والخَنَّاق نعت لمن يكون ذلك شأْنَه وفعلهَ بالناس والخِناق والمِخْنقة القِلادة على المُخَنَّق والخُناقُ والخُناقيَّةُ داء أَو ريح يأْخذ الناس والدوابّ في الحُلوق ويعتري الخيل أَيضاً وقد يأْخذ الطير في رؤوسها وحُلُقها وأَكثر ما يظهر في الحمام فإاذا كان ذلك فهو غير مشتق لأن الخَنق إنما هو في الحلق يقال خُنق الفرس فهو مَخْنوق أبو سعيد المُخَتَنِق من الخيل الذي أَخذت غُرّتُه لَحْيَيْه إلى أُصول أُذنيه فإذا أَخذ البياضُ وجْهه وأُذنيه فهو مبرنس وخَنَّقْت الحوضَ تخْنِيقاً إذا شدَدْت مَلأَه قال أَبو النجم ثُمّ طباها ذُو حبابٍ مُتْرَعُ مُخَنَّقٌ بمائه مُدَعْدَعُ ابن الأَعرابي الخُنُق الفُروج الضِّيقة من فُروج النساء وقال أَبو العباس فَلْهَمٌ خِنَاقٌ ضَيِّق حُزُقّةٌ قَصِير السَّمْك والمُخْتَنَقُ المَضِيق ومُختَنق الشِّعْب مَضِيقُه والخانِيقُ مَضيق في الوادي والخانق شِعْب ضيّق في الجبل وأَهل اليمن يسمون الزُّقاق خانقاً وخَانِقين وخانِقُونَ موضع معروف وفي النصب والخفض خانقين الجوهري انْخنقَت الشاة بنفسها فهي مُنخَنقة وموضعه من العنق مُخَنَّق بالتشديد يقال بلغ من المُخَنَّق وأَخذت بِمُخَنَّقة أَي موضع الخِناق وأنشد ابن بري لأبي النجم والنفْسُ قد طارَتْ إلى المُخنَّق وكذلك الخِناق والخُناق يقال أَخَذ بِخُناقه ومنه اشتقت المِخْنقة من القلادة والمُختَنق المَضِيقُ وفي حديث معاذ سيكون عليكم أُمراء يؤخّرون الصلاة عن مِيقاتها ويَخْنُقونها إلى شَرق الموتى أَي يُضيِّقُون وقتها بتأْخيرها يقال خنقْت الوقت أَخْنُقه إذا أَخَّرته وضيَّقْته وهم في خُناق من الموت أَي في ضيق
خنبق
الخُنْبُقُ البَخِيل الضيِّقُ والخِنْبِق الرَّعْناء
خندق
الخَنْدَقُ الوادي والخَندق الحَفير وخَنْدَقَ حوله حفر خَنْدقاً والخَندق المحفور وقد تكلمت به العرب قال الراجز لا تحْسَبَنَّ الخَنْدَقَ المَحْفُورا يَدْفَعُ عنك القَدَر المَقْدُورا وهو أَيضاً اسم موضع قال القطامي كعَناء لَيْلَتِنا التي جُعِلَتْ لنا بالقَرْيَتَيْن ولَيلةٍ بالخَنْدَقِ والخَنْدَقُوق الطويل وخَنْدَقُ بن زياد رجل من العرب
خنعق
الأَزهري في الرباعي ابن شميل قال أَبو الوليد الأَعرابي قلت لأَبي الذئب رأَيت فلاناً مُخَنْعِقاً فقال أَبو الذئب مُخَعْنِقاً يعني ذاهباً بِسُرعة مشي ورأَيته في بعض النسخ مُخَنعِقاً فقال له أَبو الذئب مخنْعِقاً بتقديم النون فيهما
خنفق
الليث الخَنْفَقِيق والعَنْقَفِير وهو الداهية وأَنشد أَبو عبيد سَهِرْتَ به ليلة كلَّها فجئتَ به مُؤْدَناً خَنْفَقِيقا( * ورد هذا البيت في كلمة « خفق » مرَّتين وفي روايتين تختلفان عما روي عليه هنا )
يقول ولدْتَ للرَّأْي ليلة كلها فجئت بداهية
خوق
الخَوْقُ الحَلْقة من الذهب والفِضة وقيل هي حَلْقة القُرط والشَّنْف خاصَّة قال سَيّار الأَباني كَأَنَّ خَوْقَ قُرْطِها المَعْقُوبِ على دَباةٍ أو على يَعْسُوبِ وقال ثعلب الخَوْق حَلقة في الأُذن ولم يقل من ذهب ولا من فضة يقال ما في أُذنها خُرْصٌ ولا خَوْق ابن الأعرابي الحادُور القُرط وخَوْقه حَلْقته قال والمُخَوَّقُ الحادُور العظيم الخَوْقِ ويقال للرجل خُقْ خُقْ أَي حَلِّ جاريتك بالقرط وفي الحديث أَما تَستطيع إحداكُنّ أَن تأْخذ خَوْفاً من فضة فتَطلِيَه بزعفران ؟ الخَوْقُ الحَلْقة وخاقُ المفازِة طولها وخَوَقُها سَعَتُها ويقال خَوَقها طولها وعَرْض انبساطها وسَعة في جَوْفها وخَرْقٌ أَخْوقُ قال سالم بن قحفان تَرَكْت كُلَّ صَحْصحانٍ أَخْوَقا ومَفازَة خَوْقاء واسعة الجَوْف ومُنْخاقةٌ وأَنشد خَوْقاء مَفضاها إلى مُنخاقِ وقال ابن مقبل عن طامِسِ الأَعْلامِ أَو تَخَوَّقا قال تخوَّق تباعَدَ عنه قال وجَرْداء خَوْقاء المسارِحِ هَوْجَل بها لاسْتِداء الشَّعْشَعانات مَسْبَحُ وقيل مَفازة خَوْقاء لا ماء فيها وقد انْخاقَت المَفازة وبلد أَخْوَقُ واسع بعيد قال رؤبة في العَين مَهْوًى ذي حِدابٍ أَخْوَقا إذا المَهارِي اجْتَبْنَه تخَرَّقا والخَوْقاء الرَّكِيَّة البعيدة القعر الواسعة من الرَّكايا بيِّنة الخَوَق والخَوقُ بالتحريك مصدر قولك مَفازة خَوْقاء وبئر خَوْقاء أي واسعة والخَوْقاء من النساء الواسعة وقيل هي التي لا حجاب بين فرجها ودُبرها وقيل هي المُفْضاة ويقال للفرج خاقِ باقِ لخَوَقِها أي لسَعتها كأَنها حكاية صوت سعته قال قد أَقْبَلَتْ عَمْرةُ من عِراقِها تَضْرِب قُنْبَ عَيْرِها بِساقها تَسْتَقبِلُ الريحَ بِخاق باقِها قال أَبو منصور وجعل الراجز خاقِ باقِ فَلْهَم المرأَة حيث يقول مْلْصِقةَ السَّرْجِ بخاقِ باقِها قال ابن بري خاق باق صوت الفرج عند النكاح فسمي الفرج به قال ويقال له الخاق باق مبني على الكسر مثل الخَازِ بازِ والخَوْقاء الحَمْقاء من النساء والخَوْقاء من النساء الطويلة الدقيقةُ ونساء خُوقٌ وخاقَ الرجلُ المرأَةَ إذا فَعل بها ابن الأَعرابي خاقِ باقِ صوت حركة أَبي عُمَيْر في زَرْنَبِ الفَلْهَمِ والزَّرْنَب الكَيْن وخاقَ الشيءَ اسْتأْصَله وذهَب به قال جرير لقد خاقَتْ بحُوري أَصْلَ تَيْمٍ فقد غَرِقُوا بمُنْتَطِحِ السُّيُولِ والخَوَقُ الجرَب عن الأُموِيّ يقال بعير أَخْوقُ وناقة خَوْقاء أي جَربْاء وقيل هو مثل الجرَب وأَنشد ابن شميل لا تأْمَنَنَّ سُلَيْمى أَن أُفارِقَها صَرْمي ظَعائنَ هِنْدٍ يَوم سُعْفوقِ لقد صَرَمْتُ خَلِيلاً كان يأْلَفُني والآمِناتُ فِراقي بعدهَ خُوقِ( * قوله خوقِ بالكسر هكذا في الأصل ولعلّ فيه اقواء )
وفي نوادر الأعراب خُوقُ الفرس جِلْدة ذكره الذي يرجع فيه مِشْوارهُ
دبق
الدِّبْق حمل شجر في جَوْفه كالغِراء لازق يَلْزَق بجناح الطائر فيُصاد به ودَبَّفْتها تَدْبِيقاً إذا صِدتها به وقيل كلُّ ما أُلزق به شيء فهو دِبْق مثل طِبْق وسيأتي ذكره الجوهري الدِّبق شيء يَلْتَزِق كالغِراء يصاد به الطير دبَقَه يَدْبِقُه دَبْقاً ودَبَّقَه والدَّبُوقاء العَذِرة قال رؤبة والمِلْغُ يَلْكى بالكَلام الأَمْلَغِ لولا دَبُوقاء اسْتِه لم يَبْطَغِ المِلغ الخبيث ويقال النَّذْل الساقِط يلَكى بسَقَط الكلام أَي يجيء بسقط القول وما لا خير فيه وجعل ما يَخرج من كلامه وفيه كالعذرة التي تخرج من استه ويَبْطَغ يتلطَّخ فكلامه إذا ظهر بمنزلة سَلْحِه إذا تَلطَّخ به وقيل كل ما تمَطَّط وتلَزَّج وعيش مُدبَّقٌ ليس بتامّ ودَبَقَ في مَعِيشته خفيفة عن اللحياني لَزِق لم يفسره بأكثر من هذا ودابِقٌ ودابَقٌ مصروف موضع أَو بلد قال غَيْلانُ بن حُريْث وقال الجوهري هو للهدار ودابِق وأَيْنَ مِنّي دابِق اسم بلد والأغلب عليه التذكير والصرف لأَنه في الأصل اسم نهر وقد يؤنث ولا يُصرف والدَّبُّوق لُعبة يَلعب بها الصبيان معروفة والدَّبِيقيُّ من دِقِّ ثياب مصر معروفة تنسب إلى دَبِيق
دثق
روي عن ثعلب عن ابن الأَعرابي الدَّثْقُ صبّ الماء بالعجَلة قال أَبو منصور هو مثل الدَّفْق سواء وأَهمله الليث
دحق
العرب تسمي العَيْر الذي غُلِب على عانَته دَحِيقاً وقال ابن المظفر الدَّحْقُ أن تَقصُر يد الرجل عن الشيء تقول دَحَقَتْ يدُ فلان عن فلان ابن سيده دحَقَتْ يدِي عن الشيء تَدْحَق دَحْقاً قصُرت عن تناوُله والدَّحْقُ الدَّفْع وقد أَدْحقه الله أي باعَده عن كل خير ورجل دَحِيقٌ مُدْحَقٌ مُنَحّىً عن الخير والناسِ فَعِيل بمعنى مفعول ودحَقَت الرَّحِمُ إذا رَمتْ بالماء فلم تقبله قال النابغة دحَقَتْ عليك بِناتِقٍ مِذْكارِ ودحَقت الناقة وغيرها برحمها تَدْحَق دَحْقاً ودُحوقاً وهي داحق ودْحُوق أَخرجَتها بعد النِّتاج فماتت وانْدحَقت رَحِمُ الناقة أَي انْدَلَقت ودَحقَت المرأَة بولدها دَحْقاً ولدت بعضَهم في إثر بعض ابن هانئ الدّاحق من النساء المُخرجة رحمها شَحْماً ولحماً الأصمعي تقول العرب قبَّحه الله وأُمّاً رَمَعَتْ به ودَحَقَت به ودَمَصَتْ به بمعنى واحد أَي ولدته أَبو عمرو الدَّحُوق من النساء ضد المَقاليت وهن المُتْئمات وفي حديث علي رضي الله عنه سيظهر بعدي عليكم رجل مُنْدَحِقُ البطن أي واسعها كأَنَ جوانِبها قد بَعُد بعضُها من بعض فاتَّسعتْ والدَّحِيقُ البعيد المُقْصى وقد دَحقَه الناس أَي لا يُبالي به والدَّاحِق الغَضْبان ويقال أَدْحَقه الله وأَسْحَقه وفي حديث عرفة ما من يومٍ إبليسُ فيه أَدْحَرُ ولا أَدْحَقُ منه في يوم عرَفةَ الدحْقُ الطرْدُ والإبعادُ وفي الحديث حين عَرَضَ نَفْسه على أَحْياء العرب عَمَدْتم إلى دَحِيقِ قومِ فأَجَرْتُموه أي طَرِيدِهم
دحلق
الدَّحْلَقةُ انتفاخُ البطن
دحمق
الدُّحْموق والدُّمْحُوق العظيم البطن
ددق
الدَّوْدَقُ الصعيد الأملس عن الهجري وأَنشد تَتْرُكُ منه الوَعْثَ مِثلَ الدَّوْدَق
درق
الدَّرَقُ ضرب من التِّرَسةِ الواحدة دَرَقة تتخذ من الجلود غيره الدرقة الحَجَفة وهي تُرْس من جلود ليس فيه خشب ولا عَقَب والجمع دَرَقٌ وأَدراق ودِراقٌ ودَوْرَق مدينة أَو موضع أَنشد ابن الأعرابي وقد كنتُ رَمْلِيّاً فأَصبَحْت ثاوِياً بدَوْرَقَ مُلْقىً بينكُنَّ أَدُورُ والدَّوُرق مِقدار لما يُشرب يُكتال به فارسي معرب والدِّرَّاقُ والدِّرْياقُ والدِّرْياقةُ كله التِّرْياق معرب أيضاً قال رؤبة قد كنتُ قَبْل الكِبَرِ الطُّلْخَمِّ وقبْل نَحْضِ العَضَلِ الزِّيَمِّ رِيقِي ودِرْياقي شِفاء السّمِّ النَّحْضُ ذَهاب اللحم والزِّيَمُّ المُكْتَنز وحكى الهجري دَرياق بالفتح وحكى ابن خالويه أنه يقال طِرْياق بالطاء لأَن الطاء والدال والتاء من مخرج واحد قال ومثله مدَّه ومطَّه ومَتَّه وقالوا طَرَنْجَبِين في الترنجبين وطَفْليس في تَفْليس والمِطْرَص في المترس ويقال للخمر دِرْياقةٌ على النَّسبَ قال ابن مقبل سَقَتْني بصَهْباء دِرْياقةٍ متى ما تُلَيِّنْ عظامِي تَلِنْ أَبو تراب عن مُدْرِك السُّلَمي يقال مَلَّسني الرجل بلسانه ومَلَّقَني ودَرَّقَني أَي ليَّنني وأَصلح مني يُدَرِّقُني ويُمَلِّسُني ويُمَلِّقُني ابن الأَعرابي الدَّرْقُ الصُّلْبُ من كل شيء
دردق
الدَّرْدَقُ الصِّبْيان الصِّغار يقال وِلْدانٌ دَرْدَقٌ ودَرادِقُ والدَّرْدَق الصغير من كل شيء وأَصله الصغار من الغنم والجمع الدَّرادق والدَّرْداقُ دكٌّ صغير مُتَلبِّد فإذا حَفَرْتَ كشفْتَ عن رمل وأنشد الأعشى وتَعادَى عنه النَّهارَ تُوارِي هِ عِراضُ الرِّمالِ والدَّرْداقِ قال الأَزهري أَما الدَّرْداقُ فإنها حِبال صغار من حِبال الرمل العظيمة والدَّرْدَقُ صغار الإبل والناس قال الأَعشى يهبُ الجِلَّةَ الجَراجِرَ كالبُسْ تانِ تَحْنُو لِدَرْدَقٍ أَطْفالِ
درشق
دَرْشَقَ الشيءَ خلَطه
درفق
المُدْرَنْفِقُ المُسْرِع في سيره يقال ادْرَنْفِقْ مُرْمَعِلاًّ أَي امْضِ راشداً ودَرْفَقَ في مَشْيِه أَسرع وادْرَنْفَقَتِ الناقة إذا مضت في السير فأَسرعت وادْرنفَق تقدَّم وادْرَنْفَقَت الإبل إذا تقدَّمت الإبلُ الليث ادْرَنْفَقَ أَي اقْتَحم قُدُماً أَبو تراب مرَّ مرّاً دَرَنْفَقاً ودَلَنْفَقاً وهو مَرٌّ سريع شبيه بالهَمْلَجة
درمق
الدَّرْمَقُ لغة في الدَّرْمك وهو الدقيق المُحَوَّرُ وذكر عن خالد بن صفوان أَنه وصف الدرهم فقال يُطعِم الدَّرْمق ويَكْسُو النَّرْمقَ فأَبدل الكاف قافاً أراد بالنَّرمق( * قوله « أراد بالنرمق إلخ » عبارة النهاية وهو فارسي معرب أصله النرم ) بالفارسية نَرْم
دسق
الدَّسَقُ امْتِلاءُ الحَوْضِ حتى يَفِيض ودَسِقَ الحوضُ دَسَقاً امْتلأَ وساحَ ماؤُه وأَدْسقه هو قال رؤْبة يَرِدْنَ تحت الأَثْلِ سَيَّاحَ الدَّسَقْ
دشق
أبو عبيدة بيتٌ دَوْشَقٌ إذا كان ضَخْماً وجمل دَوْشَقٌ إذا كان ضخماً فإذا كان سريعاً فهو دَمْشَقٌ والله أَعلم
دعق
الدَّعْقُ شِدَّةُ وطء الدابة دَعَقت الدوابُّ الأَرضَ تَدْعَقُها دَعْقاً أَثَّرت فيها وفي حديث علي رضي الله عنه وذكر فتنة فقال حتى تَدْعقَ الخيلُ في الدِّماءِ أي تطأ فيه وطريقٌ دعْقٌ ومَدْعُوق ودُعِقَ الطريقُ كثِر عليه الوطء قال الراجز يَرْكَبْن ثِنْيَ لاحبٍ مَدْعُوقِ نائي القَراديدِ من البُثُوق( * قوله « نائي إلخ » تقدم في مادة قرد نايي القراديد من البؤوق )
وقد دَعقَه الناسُ وطريق دَعْق وعْثٌ أَي مَوطوء كثير الآثار وطريق دَعِق
( * قوله « دعق » كذا ضبط في الأصل وقال شارح القاموس ككتف وشاهده قول رؤبة زوراً تجافى إلخ كدعق بالسكون ملخصاً فانظره وضبط في مادة دعس بفتحتين تبعاً لما وقع في بعض نسخ الصحاح ) قال رؤبة زَوْراً تجافى عن أَشاآتِ العُوَقْ في رَسْمِ آثارٍ ومِدْعاسٍ دَعِقْ ويقال دعقَت الإبلُ الحوضَ دعْقاً إذا وردت فازدحمت على الحوض قال الراجز كانت لنا كدَعْقةِ الوِرْدِ الصَّدِي والدَّعْقُ الدَّقُّ وقال بعض ضعَفَة أَهل اللغة الدعُقُ الدَّقُّ والعين زائدة كأَنها بدل من القاف الأُولى وليس بصحيح ودعَقَت الإبلُ الحوض إذا خبَطَتْه حتى تُثَلِّمه من جوانبه ودَعَق الماء دَعْقاً فَجَّره قال رؤبة يَضْرِبُ عِبْرَيْه ويَغْشَى المَدْعَقا ودَعَقه يَدْعَقُه دَعْقاً أَجهز عليه والدَّعْقة الدُّفْعة ويقال أَصابتْنا دَعقة من مطر أَي دُفْعة شديدة ودعق عليهم الخيلَ يَدْعَقُها دَعْقاً إذا دفَعها عليهم في الغارة ودعَقوا عليهم الغارة دَعْقاً دفعوها والاسم الدَّعْقة وقيل الدَّعْقة المَصْبوب عليهم الغارة عن ابن الأَعرابي والدَّعْقة جماعة من الإبل وخيل مَداعِيقُ متقدِّمة في الغارة تدُوس القوم في الغارات وأَدْعَقَ إبله أَرسلها وشَلٌّ دَعْقٌ شديد وفي نوادر الأَعراب مَداعِقُ الوادي ومَثادِقُه ومَذابِحُه ومَهارِقُه مَدافِعُه والدَّعْقُ الهَيْج والتَّنْفِير وقد دَعَقَه دَعْقاً ولا يقال أَدعَقَه وأَما قول لبيد في جَمِيعٍ حافِظي عَوْراتِهمْ لا يَهُمُّونِ بِإِدْعاقِ الشَّلَلْ فيقال هو جمع دَعْق وهو مصدر فتوهَّمه اسماً أي أَنهم إذا فزِعوا لا يُنَفِّرون إبلهم ولكن يجمعونها ويقاتلون دونها لعِزِّهم قال الأصعمي أَساءَ لبيد في قوله لا يهمون بإِدعاق الشلل وقال غيره دعَقها وأَدعَقها لغتان
دعسق
ليلة دُعْسُقَّةٌ شديدة الظُّلْمة قال باتَتْ لهنَّ لَيْلةٌ دُعْسُقَّه من غائرِ العينِ بَعِيدِ الشُّقَّهْ
دعشق
الدُّعْشُوقة دويبَّة كالخُنْفُساء وربما قيل للصبيَّة والمرأَة القصيرة يا دُعْشُوقة تشبيهاً بتلك الدويبة وقال الجوهري دويبة ولم يُحلِّها ودعشق اسم
دعفق
الدَّعْفَقةُ الحُمْق
دعلق
قال الأَزهري دَعْلَقْت في هذا الوادي اليومَ وأعْلَقْت ودَعْلَقْت في المسأَلة عن الشيء وأَعْلَقت فيها أَي أَبْعَدْت فيها
دغرق
الدَّغْرَقة إلباسُ الليل كلَّ شيء والدَّغُرَقة إسْبالُ السِّتْر على الشيء وقد ذكرا في التهذيب أَيضاً في ترجمة غردق والدَّغْرَقةُ كدُورة في الماء وقد دَغْرَقَ الماء والدَّغْرقةُ غَرْفُ الحَمْأَة والكَدِر بالدُّلِيِّ على رؤُوس الإبل عن أَبي زياد قال الشاعر يا أَخَوَيَّ من سَلامانَ ادْفِقا قد طالَ ما صَفَّيْتُما فَدغْرِقا والدَّغْرَقُ الماءُ الكَدِر ودَغْرَقه القَدمُ والتَّخْوِيضُ ودَغْرَقَ عليه الماء والدَّغْرقةُ غَرْقُ الحَمْأَة والكَدِرَِ بالدُّلِيِّ على رؤُوس الإبل عن أَبي زياد قال الشاعر والدَّغْرَقُ الماءُ الكَدِر ودَغْرَقه القَدمُ والتَّخوِيضُ ودَغْرَقَ عليه الماءَ صبَّه عليه ودَغْرَقَ الماء صبَّه صبّاً شديداً ودَغْرقَ مالَه كأَنه صبَّه فأَنفقه وعَيْشٌ دَغْرَقٌ واسع ودَغْفْقَقَ الماءَ صبه كدَغْرقَه
دغفق
الدَّغْفَقُ الماءُ المصبوب دَغْفَقَ الماءَ دَغْفَقَةً صبه كدَغْرَقَه وفي الحديث فتوضأْنا كلُّنا منها ونحن أَربع عَشْرةَ مائةً نُدَغْفِقُها دَغْفَقةً دَغْفقَ الماءَ إذا دفَقه وصبَّه صَبّاً كثيراً واسعاً ودغْفقَ ما لَه دَغْفقةً ودِغْفاقاً صبه فأَنفَقه وفرَّقه وبذَّره وعيشٌ دغْفقٌ واسعٌ مخْصِب مثل دَغْفلٍ وفلان في عَيش دَغْفَقٍ أَي واسعٍ وعامٌ دغْفَقٌ ودغْفَلٌ إذا كان مخصباً
دفق
دفَق الماءُ والدَّمْعُ يَدْفِق ويدْفُق دَفْقاً ودُفُوقاً وانْدفَق وتدَفَّق واستَدْفَقَ انْصبَّ وقيل انصبَّ بمرَّة فهو دافق أي مدفوق كما قالوا سِرٌّ كاتِمٌ أَي مكتُوم لأنه من قولك دُفِق الماء على ما لم يسم فاعله ومنهم مَن قال لا يقال دفَق الماءُ وكلُّ مُراقٍ دافِقٌ ومُنْدَفِق وقد دقَقَه يدْفِقُه ويَدْفُقُه دَفْقاً ودَفَّقَه والانْدِفاقُ الانْصِباب والتدفُّق التصبب التهذيب قال الله تعالى خُلِق من ماءٍ دافِق قال الفراء معنى دافق مدفوق قال وأَهل الحجاز أَفْعلُ لهذا من غيرهم أن يفعلوا المفعول فاعلاً إذا كان في مذهب نعت كقول العرب هذا سرٌّ كاتمٌ وهمٌّ ناصبٌ وليل نائم قال وأَعان على ذلك أَنها وافقت رؤُوس الآيات التي هي معهن وقال الزجاج من ماءٍ دافق معناه من ماءٍ ذي دَفْق قال وهو مذهب سيبويه وكذلك سرٌّ كاتم ذو كِتْمان واندفق الكوز إذا دُفِق ماؤُه ويقال في الطِّيرَة عند انصباب الإناء دافق خير وقد أَدْفَقْت الكوزَ إذا بَدَّدْت ما فيه بمرَّة قال الأزهري الدَّفْق في كلام العرب صَبُّ الماء وهو متعد يقال دَفَقْتُ الكوز فاندفق وهو مَدفُوق قال ولم أَسمع دفَقْت الماءَ فدَفَق لغير الليث قال وأَحسبه ذهب إلى قوله تعالى خُلق من ماءٍ دافق وهذا جائز في النعوت ومعنى دافق ذي دَفْق كما قال الخليل وسيبويه ابن الأَعرابي رجل أَدفَقُ إذا انحنى صُلْبُه من كِبَر أو غمّ وأنشد المفضَّل وابن مِلاطٍ مُتَجافٍ أَدفَق وفي الدعاء على الإنسان بالموت دَفَق اللهُ روحَه أَي أَفاظه ودفقَّتْ كَفَّاه النَّدَى أي صبَّتا شدد للكثرة ودفَق النهرُ والوادي إذا امتلأَ حتى يَفيض الماءُ من جوانبه وسَيْلٌ دُفاق بالضم يملأُ جَنَبَتَيِ الوادِي وفي حديث الاسْتِسقْاء دُفاق العَزائلِ الدُّفاقُ المطر الواسع الكثير والعَزائل مقلوب العَزالي وهي مَخارج الماء من المَزاد وفَمٌ أَدْفقُ إذا انْصبَّت أَسنانه إلى قُدَّام ودَفِقَ البعيرُ دَفَقاً وهو أَدْفَقُ مالَ مِرْفَقه عن جانبه وبعير أَدفَق بيِّن الدفَقِ إذا كانت أَسنانه مُنتصِبةً إلى خارج ورجل أَدْفقُ في نِبْتة أَسنانِه( * قوله « في نبتة أسنانه إلخ » كذا في الأصل ولعله في نبتة أسنانه اأنصباب إلى قدام كما يؤخذ من قوله وفم أدفق أو نحو ذلك وتدفَّقتِ الأُتُن أَسرعَت وسير أَدفقُ سريع قال الراجز بَيْن الدِّفِقَّى والنَّجاءِ الأَدْفَقِ وقال أَبو عبيدة هو أَقصى العَنَق يقال سار القومُ سيْراً أَدفقَ أي سريعاً وجمل دفَقٌّ مثل هِجَفٍّ سريع يَتدفَّق في مَشيه والأُنثى دَفُوق ودِفاق ودِفَقَّةٌ ودِفِقَّى ودِفَقَّى وهو يمشي الدِّفِقَّى إذا أَسرعَ وباعَدَ خَطْوَه وهي مِشْية يتدفَّق فيها ويُسْرِع وأَنشد تَمْشِي العُجَيْلى من مَخافِة شَدْقَمٍ يَمْشِي الدِّفِقَّى والخَنِيف ويَضْبِرُ وقوله أنشده ثعلب على دِفِقَّى المَشْيِ عَيْسَجورِ فسره بأَن الدِّفِقَّى هنا المشي السريع وليس كذلك لأن الدِّفقَّى إنما هي هنا صفة للناقة بدليل قوله عَيْسجور وهي الشديدة وفي حديث الزِّبْرِقانِ أَبْغضُ كَنائني إليَّ التي تَمْشي الدِّفِقَّى هي بالكسر والتشديد والقصر الإسراع في المشي وناقة دِفاقٌ بالكسر وهي المُتدفِّقة في سيرها مُسْرِعةً وقد يقال جمل دِفاقٌ وناقة دفْقاءُ وجمل أَدْفقُ وهو شدَّةُ بَيْنونةِ المِرْفَق عن الجنبين وأَنشد بعَنْتَرِيسٍ ترى في زَوْرِها دَسَعاً وفي المَرافِقِ مِن حَيْزُومِها دَفَقا ويقال فلان يَتدفَّق في الباطل تدفُّقاً إذا كان يُسارع إليه قال الأعشى فما أَنا عمّا تَصْنَعُون بغافِلٍ ولا بسَفِيهٍ حِلْمُه يَتدفَّقُ وجاؤوا دُفْقة واحدة بالضم أي دُفْعةً واحدة ودُفاقٌ موضع قال ساعدةُ وما ضَرَبٌ بَيْضاء يَسْقِي دَبُوبَها دُفاقٌ فعُرْوانُ الكَراثِ فَضِيمُها وقال أبو حنيفة هو وادٍ ويقال هلال أَدفقُ إذا رأيته مَرْقوناً أَعْقَفَ ولا تراه مستلقياً قد ارتفع طرَفاه وقال أبو مالك هلال أَدفق خير من هلال حاقِن قال الأَدفق الأعوج والحاقن الذي يرتفع طرَفاه ويَستلقي ظهرهُ وفي النوادرِ هلالٌ أَدفقُ أي مُستوٍ أَبيض ليس يمُتَنَكِّب على أحد طرفيه قال أبو زيد العرب تستحب أن يَهِلَّ الهلالُ أَدفقَ ويكرهون أَن يكون مستلقياً قد ارتفع طرفاه ابن بري ودَوفَقُ قبيلة قال الشاعر لو كُنْت من دَوْفَقَ أَو بنِيها قَبِيلة قد عَطِبَتْ أَيْدِيها مُعَوِّدِينَ الحَفْزَ حافِرِيها
دقق
الدَّقُّ مصدر قولك دَقَقْت الدَّواءَ أَدُقُّه دقّاً وهو الرَّضُّ والدَّقُّ الكَسر والرَّضُّ في كل وجه وقيل هو أَن تضرب الشيءَ بالشيء حتى تَهْشِمَه دَقَّة يَدُقُّه دَقّاً ودقَقْتُه فانْدَقَّ والتَّدْقيقُ إنعامُ الدَّقّ والمِدَقُّ والمِدَقَّةُ والمُدُقُّ ما دقَقْتَ به الشيءَ قال سيبويه وقالوا المُدُقُّ لأَنهم جعلوه اسماً له كالجُلْمُود يعني أَنه لو كان على الفعل لكان قياسه المِدَقَّ أو المِدَقَّة لأنه مما يُعتمل بها وهو أَحد ما جاء من الأدوات التي يُعتمل بها على مُفعُل بالضم قال العجاج يصف الحِمار والأُتُن يَتْبَعْنَ جأْباً كَمُدُقِّ المِعْطِيرْ يعني مِدْوَكَ العَطّار حَسِب أَنه يُدَقُّ به وتصغيره مُدَيْق والجمع مَداقُّ التهذيب والمُدق حجر يُدّق به الطيب ضمّ الميم لأنه جعل اسماً وكذلك المُنْخُل فإذا جعل نعتاً رُدَّ إلى مِفْعل وقول رؤبة أَنشده ابن دريد يَرْمي الجَلامِيدَ بِجُلْمُود مِدَقّْ استشهد به على أن المِدقّ ما دققت به الشيء فإن كان ذلك فمدق بدل من جلمود والسابقُ إليّ من هذا أنه مِفعل من قولك حافز مدَق أَي يدُقُّ الأشياء كقولك رجل مِطْعَن فإن كان كذلك فهو هنا صفة لجلمود قال الأزهري مُدُقٌّ وأَخواته وهي مُسْعُط ومُنخل ومُدْهُن ومُنْصُلٌ ومُكْحُلةٌ جاءت نوادِرَ بضم الميم وموضع العين من مفعلُ وسائر كلام العرب جاء على مِفْعل ومفْعلة فيما يعتمل به نحو مِخْرَز ومِقْطَع ومِسَلّة وما أَشبهها وفي حديث عطاء في الكَيل قال لا دقّ ولا زَلْزَلةَ هو أن يَدُقَّ ما في الميكال من المَكيال حتى يَنْضَمَّ بعضُه إلى بعض والدَّقّاقةُ شيء يُدَقُّ به الأَرزُّ والدَّقوقةُ والدَّواقُّ البقر والحمر التي تَدُوس البُرَّ والدُّقاقةُ والدُّقاقُ ما انْدَقَّ من الشيء وهو التراب اللَّيِّن الذي كَسَحَته الريح من الأرض ودُقَقُ التراب دُقاقهُ واحدتها دُقَّة قال رؤبة تَبْدو لنا أَعْلامُه بَعْدَ الغَرَقْ في قِطَعِ الآلِ وهَبْوات الدُّقَقْ والدُّقاقُ فُتات كل شيء دُقَّ والدُّقَّةُ والدُّقَقُ ما تَسْهَك به الريح من الأرض وأنشد بساهِكاتٍ دُقَقٍ وجَلْجالْ وفي مناجاة موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام سَلْنِي حتى الدُّقّة هي بتشديد القاف المِلح المدقوق وهي أَيضاً ما تسحَقه الريح من التراب والدّقّةُ مصدر الدَّقِيق تقول دَقَّ الشيء يدِقّ دِقّة وهو على أَربعة أنحاء في المعنى والدَّقِيقُ الطحين والرجل القليل الخير هو الدَّقِيق والدَّقِيق الأمر الغامض والدقيق الشيء لا غِلَظَ له وأَهل مكة يسمّون توابِل القِدْر كلها دُقّة ابن سيده الدُّقّة التّوابل وما خُلط به من الابزار نحو القِزْح وما أَشبهه والدُّقة الملح وما خلط به من الأبزار وقيل الدقة الملح المدقوق وحده وما له دُقة أَي ما له مِلْح وامرأَة لا دُقة لها إذا لم تكن مَلِيحة وإن فلانة لقليلة الدقة إذا لم تكن مليحة وقال كراع رجل دَقِمٌ مَدْقوق الأسنان على المثَل مشتقّ من الدقِّ والميم زائدة وهذا يبطله التصريف والدِّقُّ كل شيء دَقَّ وصغُر تقول ما رَزأْتُه دِقّاً ولا جِلاًّ والدِّقُّ نقيض الجِلِّ وقيل هو صغاره دون جَلّه وجِلّه وقيل هو صغاره ورَدِيئه شيء دِقٌّ ودَقِيق ودُقاق ودِقُّ الشجر صغاره وقيل خِساسه وقال أَبو حنيفة الدِّق ما دَقّ على الإبل من النبت ولانَ فيأْكله الضعيف من الإبل والصغير والأَدْرَد والمريض وقيل دِقُّه صغار ورَقه قال جُبِيْها الأَشجعي فلو أَنَّها قامَتْ بِظِنْبٍ مُعَجَّمٍ نَفَى الجَدْبُ عنه دِقّه فهو كالِحُ( * قوله « بظنب إلخ » هذا البيت أوردوه شاهداً على الظنب بالكسر أصل الشجرة ووقع في مادة بجج بطاء مهملة مضمومة في البيت وتفسيره وهو خطأ )
ورواه ابن دريد فلو أَنها طافت بنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ نفى الدِّقَّ عنه جَدْبُه فهو كالحُ المُشرشَر الذي قد شَرْشَرتْه الماشية أَي أَكلته والدَّقيق الطِّحْن والدَّقِيقيُّ بائع الدقيق قال سيبويه ولا يقال دَقّاق ورجلْ دَقِيقٌ بيِّن الدِّقّ قليل الخير بخيل قال وإن جاءكم مِنّا غَرِيبٌ بأَرضكم لَوَيْتُم له دِقّاً جُنوبَ المَناخرِ وشيء دَقِيق غامض والدّقيق الذي لا غِلظَ له خلاف الغليظ وكذلك الدُّقاقُ بالضم والدِّق بالكسر مثله ومنه حُمّى الدِّقّ قال ابن بري الفرق بين الدَّقيق والرّقِيق أَن الدقِيق خلاف الغليظ والرّقيق خلافل الثَّخين ولهذا يقال حَساء رَقيق وحَساء ثخين ولا يقال فيه حساء دقيق ويقال سيف دقيق المَضْرِب ورُمْح دَقِيق وغُصن دقيق كما تقول رُمح غليظ وغصن غليظ وكذلك حبل دقيق وحبل غليظ وقد يُوقَع الدّقيق من صفة الأمر الحقير الصغير فيكون ضدّه الجليل قال الشاعر فإنَّ الدَّقِيقَ يهِيجُ الجَلِيلَ وإنَّ الغَرِيب إذا شاء ذَلْ وفي حديث معاذ قال اسْتَدِقَّ الدنيا واجْتَهِد رأْيَك أَي احْتقِرها واستصغِرْها وهو استَفْعل من الشيء الدّقيق وقولهم أَخذتُ جِلّه ودِقَّه كما يقال أَخذت قليله وكثيره وفي حديث الدعاء اللهم اغفر لي ذنبي كلَّه دِقَّه وجِلَّه وما له دَقِيقة ولا جَلِيلة أَي ما له شاةٌ ولا ناقة وأَتيته فما أَدَقَّني ولا أَجلَّني أَي ما أَعطاني إحداهما وقيل أَي ما أَعطاني دقيقاً ولا جَلِيلاً وقال ذو الرمة يهجو قوماً إذا اصْطَكَّت الحَرْبُ امْرأَ القَيْسِ أَخْبَروا عَضارِيطَ إذ كانوا رِعاء الدَّقائقِ أَراد أَنهم رعاء الشاء والبَهْم ودقَّقْت الشيءَ وأَدْقَقْته جعلته دَقيقاً وقد دَقَّ يَدِقُّ دِقَّةً صار دقيقاً وأَدقَّه غيره ودقَّقَه المُفَضَّل الدَّقْداقُ صغار الأنْقاء المتراكمة ابن الأعرابي الدَّقَقةُ المُظهرون أقْذالَ الناس أَي عُيوبهم واحدها قَذَلٌ ودَقَّ الشيءَ يدُقُّه إذا أظهره ومنه قول زهير ودَقُّوا بينهم عِطْرَ مَنْشِمِ أي أَظهروا العُيوب والعَداوات ويقال في التهدّد لأَدُقَّنَّ شُقورَك أي لأُظهِرنَّ أُمورَك ومُسْتَدَقُّ الساعد مُقَدَّمه مما يلي الرُّسْغَ ومستدَقُّ كل شيء ما دَقَّ منه واسْترَقَّ واستَدَقَّ الشيءُ أي صار دقيقاً والعرب تقول للحَشْو من الإبل الدُّقَّة والمِدَقُّ القويّ والدَّقْدَقةُ حكاية أصوات حوافر الدوابّ في سُرعة تردُّدها مثل الطَّقْطَقةِ والمُداقَّةُ في الأمر التَّداقُّ والمُداقَّة فعل بين اثنين يقال إنه ليُداقُّه الحِساب
دلق
الانْدِلاقُ التقدُّم وكل ما ندر خارجاً فقد انْدلَق الليث الدَّلْقُ مجزوم خروج الشيء من مَخْرجه سريعاً يقال دَلَق السيفُ من غِمْده إذا سقط وخرج من غير أَن يُسَلَّ وأَنشد كالسيْفِ من جَفْنِ السِّلاح الدَّالِق ابن سيده دَلَق السيفُ ممن غِمده دَلْقاً ودُلوقاً وانْدلَق كلاهما استرْخى وخرج سريعاً من غير اسْتِلال وكذلك إذا انشقَّ جَفْنُه وخرج منه وأَدْلَقَه هو ودلَقْته أنا دَلْقاً إذا أَزْلَقْته من غمده وسيفٌ دالِقٌ ودَلوق إذا كان سَلِسَ الخروج من غمده يخرج من غير سَلٍّ وهو أَجْودُ السُّيوف وأخلصُها وكلُّ سابق متقدِّم فهو دالق وانْدلَق بين أَصحابه سبَقَ فمضى وانْدلق بطنُه استرخى وخرج متقدِّماً وطعَنَه فاندَلَقَتْ أَقتاب بطنه خرجت أَمعاؤه وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بالرجل يوم القيامة فيُلقى في النار فتَنْدَلِقُ أَقتابُ بطنه قال أَبو عبيد الاندلاق خروج الشيء من مكانه يريد خروج أَمعائه من جَوْفه ومنه الحديث جئت وقد أَدْلقَني البَرْد أَي أَخرجني واندلقَ السيْلُ على القوم أي هجم واندلقت الخيل وخَيْلٌ دُلُقٌ أَي مُنْدَلِقة شديدة الدُّفْعة قال طرفة يصف خيلاً دُلْقٌ في غارةٍ مَسْفُوحةٍ كرِعالِ الطير أَسْراباً تَمُرْ( * في ديوان طرفة روي صدرُ البيت على هذه الصورة ذُلُقُ الغارةِ في إفزاعهم )
وانْدلَق البابُ إذا كان يَنْصَفِق إذا فُتح لا يثبت مفتوحاً ودَلَق بابَه دَلْقاً فتحه فَتْحاً شديداً وغارةٌ دُلُقٌ ودَلوقٌ شديدة الدفْعِ والغارةُ الخيل المُغيِرة وقد دَلَقُوا عليهم الغارةَ أي شنُّوها ويقال للخيل وقد انْدلَقت إذا خرجت فأسرعت السير ويقال دَلَقتِ الخيلُ دُلوقاً إذا خرجت مُتَتابِعةً فهي خيل دُلُقٌ واحدها دالق ودَلوق وكان يقال لعُمارةَ بن زيد العَبْسي أخي الربيع بن زياد دالِق لكثرة غاراته ودَلَقَ الغارةَ إذا قدَّمها وبَثَّها ويقال بَيْناهم آمِنون إذ دلَق عليهم السيلُ ويال أدْلَقْت المُخَّةَ من قَصَبة العظم فانْدَلَقت ويقال دلَق البعيرُ شِقْشِقَته يَدْلقُها دَلْقاً إذا أخرجها فاندلقت قال الراجز يصف جملاً يَدْلُق مِثْل الحَرَمِيِّ الوافِرِ من شَدْقَمِيٍّ سَبِطِ المَشافِرِ أي يُخرج شِقشقته مثل الحَرَمِيّ وهو دَلْو مستوٍ من أدَم الحرَم والدَّلُوق والدَّلْقاء الناقة التي تتكسر أسنانها من الكِبَر فتَمُجُّ الماء أنشد يعقوب شارِف دَلْقاء لا سِنَّ لها تَحْمِلُ الأَعْباء من عَهْدِ إرَمْ وفي حديث حَليمة معها شارف دلقاء أي متكسرة الأسنان لكبرها فإذا شربت الماء سقط من فِيها وهي الدِّلْقِمُ والدِّلْقَمُ الأَخيرة عن يعقوب وقد يكون ذلك للذكر قال لاهُمَّ إنْ كنتَ قَبِلْتَ حَجَّتِجْ فلا يَزالُ شاحِجٌ يأْتيكَ بِجْ أقْمَرُ نَهَّازٌ يُنَزِّي وفْرَتِجْ لا دِلْقِمُ الأَسْنانِ بل جَلْدٌ فَتِجْ قال أبو زيد يقال للناقة بعد البُزول شارِف ثم عَوْزَمٌ ثم لِطْلِطٌ ثم جَحْمَرِشٌ ثم جَعْماء ثم دِلْقِمٌ إذا سقطت أضْراسُها هَرَماً والدلقم بالكسر والميم زائدة كما قالوا للدَّقْعاء دِقْعِم وللدَّرْداء دِرْدِمٌ وجاء وقد دَلَق لجامَه أي وهو مجهود من العطش والإعياء والدَّلَقُ بالتحريك دويبَّة فارسي معرب
دلفق
التهذيب في الرباعي أبو تراب مَرَّ مَرّاً درَنْفَقاً ودَلَنْفَقاً وهو مَرٌّ سريع شبيه بالهَمْلجة قال وأنشد علي بن شيبة الغطفاني فَراحَ يُعاطِيهِنَّ مَشْياً دَلَنْفَقاً وهنَّ بعِطْفَيهِ لهنَّ خَبِيبُ
دمق
دَمَقه يَدْمُقُه دَمْقاً كسر أسنانه كدَقَمه وأنشد الأصمعي ويأْكُلُ الحَيَّةَ والحَيُّوتا ويَدْمُقُ الأَقْفالَ والتَّابوتا ويَخْنُق العَجُوزَ أو تَمُوتا أو تُخْرِجَ المأْقُوطَ والمَلْتوتا ودقَمَ فاه ودَمقَه دَقْماً ودَمْقاً إذا كسر أسنانه ودَمقَه في البيت يَدْمِقُه ويَدْمُقُه دَمْقاً فهو مَدْموق ودَميق وأدْمقَه أدخله فيه وانْدمقَ عليهم بَغْتة دخل بغير إذن وكذلك دمَقَ أيضاً دموقاً والاندماق الانخِراط واندمَق الصيّادُ في قُترته واندمق منها أيضاً إذا خرج ودَمَق الصيّادُ في قُترته واندمق فيها دخل واندمق منها خرج ضدّ وأدْمقْته إدماقاً وفيهم دَمْقٌ إذا كانوا يدخلون على القوم بغير إذن فيأْكلون طعامهم وروى شمر بإسناد له أن خالداً كتب إلى عُمر إنَّ الناسَ قد دَمَقُوا في الخَمْر وتَزاهَدُوا في الحَدِّ أي أنهم تهافَتُوا في شُربها وانبسطوا وأكثروا منه قال شمر قال ابن الأَعرابي دَمَقَ الرجلُ على القوم ودَمَر إذا دخل بغير إذن ومعنى قوله دَمَقُوا في الخمر أي دخلوا واتَّسعوا قال رؤبة يصف الصائدَ ودخوله في قُتْرته لَمّا تَسَوَّى في خَفِيِّ المُنْدَمَقْ قال مُنْدَمَقُه مَدُخَلُه وقال غيره المُندَمق المُتَّسِع والدمَق بالتحريك الثلج مع الريح يغشى الإنسان من كل أوْب حتى يكادَ يقتل مَن يُصيبه فارسي معرّب ويومٌ داموقٌ ذو وَعْكةٍ فارسي معرب لأن « الدَّمَهْ » بالفارسية النفس فهو دَمَهْكِر أي آخذ بالنفس والدُّمَّيْقُ اسم ابن الأَعرابي الدَّمْقُ السَّرِقة ويقال أخذ فلان من المال حتى دَقِمَ( * قوله « حتى دقم » كذا في الأصل والذي في شرح القاموس حتى دمق ) وحتى فَقِمَ أي حتى احْتَشَى
دمحق
الدَّمْحَقُ من الأَطعمة معروف والدُّحْموقُ والدُّمْحُوقُ العظيم البطن
دمخق
دَمْخَقَ في مَشْيه وحَدِيثه يُدَمْخِق دَمْخقةً تَثاقل وقال الليث وهو الثقيل في مشيه الحديد في تكلفه ومثله اشتقاق الفعل فما كان من الفعل الرباعي نحو دَمْخقَ وشَيْطنَ بوزن فَعْلَل قلت شَيْطنَ فلان وإذا قلت شيطنَ فإنه منه تحويل إلى حال الشيطان فإذا قُدّم الفعل فهو واحد في كل وجه وذلك أنك تقول فعلوا قالوا وللاثنين فعلا قالا فلما أظهَرت الاسم قلت فعل القوم فإذا قدَّمْتَ الأَسماء قلت القوم فعلوا وإنما فعلوا خبر الأَسماء ولم تجعل للقوم فِعلاً لأنك تقول عبد الله ضربته فالهاء هي لعبد الله وكذلك الواو التي في فعلوا هي للقوم فافهم ذلك ونحوه قال أبو منصور لم أجد دَمْخقَ لغير الليث وأرجو أن يكون صحيحاً
دمشق
دَمْشَقَ عَمَلَه أسْرَع فيه ودَمْشَقَ الشيءَ زَيَّنَه قال أبو نُخَيْلةَ دُمْشِقَ ذاكَ الصَّخَرُ المُصَخَّرُ والدَّمْشقُ الناقة الخَفِيفة السريعة وأنشد أبو عبيدة قول الزفيان ومَنْهَلٍ طامٍ عليه الغَلْفَقُ يُنِيرُ أو يُسْدِي به الخَوَرْنَقُ وَرَدْتهُ والليلُ داجٍ أبْلَقُ وصاحِبِي ذاتُ هِبابٍ دَمْشَقُ كأنَّها بعدَ الكَلالِ زَوْرقُ قال وكذلك ناقة دِمَشْقٌ مثالُ حِضَجْر ودِمَشْقُ مدينة من هذا أخذ قيل فَدَمْشِقُوها أي ابنُوها بالعجلة قال الجوهري دِمَشْقُ قصبة الشام قال الوليد بن عقبة قَطَعْتَ الدَّهْرَ كالسَّدِرِ المُعَنَّى تُهَدِّر في دِمَشْقَ وما تَرِيمُ ويروى تُهدّد التهذيب دِمَشْق اسم جُند من أجْناد الشام ودَمْشَقْت في الشيء أسْرَعْت الأَزهري في ترجمة دشق جمل دَوْشق إذا كان صخماً فإن كان سريعاً فهو دَمْشَق
دملق
المُدَمْلَق من الحجر ومن الحافرِ الأَملس المُدَوَّر مثل المُدَمْلَك والمُدَمْلَج قال رؤبة بِكُلّ موْقُوعِ النُّسورِ أخْلَقا لأمٍ يَدُقُّ الحجَر المُدَمْلَقا قال وكذلك الحافر قال وحافِرٌ صُلْب العُجَى مُدَمْلَقُ وساقُ هَيْقٍ أنْفُها مُعَرَّقُ وأنشد ابن بري لأَبي النجم وكلّ هِنْدِيّ حَديدِ الرَّوْنَقِ يَفْلِقُ رأسَ البيضةِ المُدَمْلَقِ وحجر دُمَلِقٌ ودُمْلُوقٌ ودُمالِقٌ مُدَمْلَقٌ دُمْلُوقٌ شديدُ الاسْتدارة وأنشد وعَضَّ بالناس زَمانٌ عارقُ يَرْفَضُّ منه الحَجرُ الدُّمالِقُ أبو خيرة الدُّمْلُوق والدُّمالق الحجر الأَملس مثل الكف وفي حديث ثمود رماهم الله بالدَّمالِق أي بالحجارة المُلْسِ وجمع دَمالِق دَمالِيقُ وقد دُمْلِقَ وقيل الدُّمَلِقُ الحجر الأَملس الصُّلب يقال دَمْلَقَه ودَمْلَكه إذا مَلَّسه وسَوّاه ومنه حديث ظَبْيانَ وذكر ثموداً فقال رماهم الله بالدَّمالِق وأهلكهم بالصَّواعِق التفسير الأَخير لابن قتيبة وفَرج دُمالِقٌ واسع عظيم قال جندل بن المثنى جاءتْ به مِن فَرجها الدُّمالِقِ وشيخ دُمالِقٌ أصلعُ ورجل دُمالق الرأسِ محلوقُه ورجل دَمَلَّقُ الوجه مُحَدَّده قال أبو حنيفة الدُّمالِقُ من الكَمأة أصغر من العُرْجون وأقصر ما يكون في الروض وهو طيّب وقلَّما يَسودّ وهو الذي كأن رأسه مِظَلّة
دنق
الدّانِق والدّانَقُ من الأَوزان وربما قيل داناقٌ كما قالوا للدِّرْهمِ درْهام وهو سدس الدرهم وأنشد ابن بري يا قَوْمِ مَن يَعْذِرُ من عَجْرَد ألقاتِلِ المرء على الدانِق ؟ وفي حديث الحسن لعن الله الدانِقَ ومن دَنَّق الدَّانق بفتح النون وكسرها هو سدس الدينار والدرهم كأنه أراد النهي عن التقدير والنظر في الشيء التافه الحقير والجمع دوانِق ودَوانِيقُ الأَخيرة شاذة ومنهم من فصّله فقال جمع دانِق دوانِق وجمع دانَق دوانيق قال وكذلك كل جمع جاء على فَواعِل ومَفاعِل فإنه يجوز أن يمد بياء قال سيبويه أما الذين قالوا دوانيق فإنما جعلوه تكسير فاعال وإن لم يكن في كلامهم كما قالوا ملاميح وتصغيره دُويْنيق وهو شاذّ أيضاً ابن الأَعرابي عن أبي المكارِم قال الدَّنيقُ والكِيصُ والصُّوصُ الذي ينزل وحده ويأكل وحده بالنهار فإذا كان الليل أكل في ضَوْء القمر لئلاّ يراه الضيْفُ وتَدْنِيقُ الشمس للغُروب دُنُوّها ودَنَّقت الشمسُ تَدْنِيقاً مالت للغروب وتَدْنِيقُ العين غُؤورها ودَنَّقَت عينُه تَدْنِيقاً غارتْ ودَنَّق وجهُه هُزِل وقيل دَنَّق وجههُ إذا اصفرّ من المرض ودنَّق الرَّجلُ مات وقيل دنَّق للموت تدنيقاً دنا منه وفي حديث الأَوزاعي لا بأس للأَسِير إذا خاف أن يُمَثَّل به أن يُدَنِّق للموت أي يَدنُو منه يريد له أن يُظهر أنه مُشْفٍ على الموت لئلا يُمَثَّل به ويقال للأَحْمق دانِقٌ ودائقٌ ووادِقٌ وهِرْطٌ والدانِقُ الساقط المَهزُول من الرجال أبو عمرو مريضٌ دانِقٌ إذا كان مُدْنَقاً مُحَرَّضاً وأنشد إنَّ ذواتِ الدَّلِّ والبَخانِقِ يَقْتُلْن كلَّ وامقٍ وعاشِقِ حتَّى تَراه كالسَّليمِ الداَّنِقِ الليث دنَّق وجه الرجل تدْنِيقاً إذا رأيت فيه ضُمْر الهُزَال من مرَض أو نصَب والدَّنْقةُ حَبة سوداء مستديرة تكون في الحِنطة والدَّنْقة الزُّؤان هذه عن أبي حنيفة والمُدَنِّق المُستقْصِي يقال دنَّق إليه النظَرَ ورنَّقَ وكذلك النظر الضعيف قال الحسن لا تُدَنِّقوا فيُدَنَّقَ عليكم والتَّدْنِيقُ مثل الترْنِيق وهو إدامة النظر إلى الشيء وأهل العِراق يقولون فلان مُدَنِّق إذا كان يُداقّ النظر في مُعامَلاته ونَفقاته ويَسْتَقْصِي الأَزهري والتدنيق والمُداقّة والاسْتقصاء كنايات عن البخل والشُّحِّ ابن الأَعرابي الدُّنُقُ المُقَتِّرُون على عِيالهم وأنفسهم وكان يقال من ل يُدَنِّقْ زَرْنَق والزَّرْنَقةُ العِينة وقال أبو زيد من العيون الجاحِظةُ والظاهِرة والمُدَنِّقة وهو سواء وهو خروج العين وظهورها قال الأَزهري وقوله أصح ممن جعل تدنيق العين غؤوراً
دنشق
دَنْشَقٌ اسم
دهق
الدَّهْقُ شدّة الضَّغْط والدهْق أيضاً مُتابعة الشدّ ودَهَق الماءَ وأدْهَقه أفْرَغه إفراغاً شديداً وفي حديث علي رضي الله عنه نُطْفةً دِهاقاً وعَلَقةً مُحاقاً أي نطفة قد أفْرغت إفراغاً شديداً من قولهم أدْهَقْت الماء أفْرَغته إفراغاً شديداً فهو إذاً من الأَضداد وأدهق الكأسَ شدَّ ملأَها وكأسٌ دِهاق مُتْرعة ممتلئة وفي التنزيل وكأساً دِهاقاً قيل مَلأَى وقال خِداش بن زُهير أتانا عامرٌ يَرْجُو قِرانا ويقال أدْهَقْتُ الكأْسَ إلى أصْبارها أي ملأْتها إلى أعالِيها وفي التهذيب دهقْت الكأْس أي ملأْتها وقيل معنى قوله دِهاقاً مُتتابعة على شارِبِيها من الدهْق الذي هو متابعة الشدّ والأَوّل أعرف وقيل دِهاقاً صافيةً وأنشد يَلَذُّه بكَأْسِه الدِّهاق قال ابن سيده وأمّا صِفَتُهم الكأْسَ وهي أنثى بالدِّهاق ولفظه لفظ التذكير فمن باب عَدْل ورِضا أعني أنه مصدر وصف به وهو موضوع موضع إدهاق وقد كان يجوز أن يكون من باب هِجانٍ ودِلاصٍ إلا أَنا لم نسمع كأْسان دِهاقانِ قال وإنما حمل سيبويه أن يجعل دِلاصاً وهجاناً في حد الجمع تكسيراً لهِجانٍ ودِلاص في حدّ الإفراد قولُهم هِجانانِ ودِلاصانِ ولولا ذلك لحمله على باب رِضاً لأنه أكثر فافهمه ودَهَقَ لي من المال دَهْقةً أعطاني منه صَدْراً والدَّهَقُ خشبتان يُغْمَزُ بهما السّاق وادَّهَقَتِ الحجارة اشتدّ تَلازُبها ودخل بعضُها في بعض مع كثرة وأنشد الأَزهري يَنصاحُ مِن جِبْلةِ رَضْمٍ مُدَّهِقْ والدِّهْقانُ والدُّهقان التاجر فارسي معرّب قال سيبويه إن جعلت دِهقان من الدَّهْق لم تصرفه هكذا قال من الدهق قال فلا أدري أقاله على أنه مقول أم هو تمثيل منه لا لفظ معقول قال والأَغلب على ظني أنه مقول وهم الدَّهاقِنةُ والدَّهاقِين قال إذا شِئتُ غَنَّتْني دَهاقِينُ قَرْيةٍ وصَنَّاجةٌ تَحْدُو على كل مَنْسِم وقبله ألا أبْلِغا الحَسْناء أن حَلِيلَها بِمَيْسانٍ يُسْقى من زُجاجٍ وحَنْتَمِ وبعده لعَلَّ أميرَ المُؤمِنينَ يَسُوءُه تَنادُمنا بالجَوْسَقِ المُتَهَدِّمِ إذا كنتَ ندْماني فبالأَكبَرِ اسْقِني ولا تَسْقِني بالأَصْغَرِ المُتَثَلِّمِ يعني بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأنه هو الذي ولاّه والدَّهَقُ بالتحريك ضرب من العذاب وهو بالفارسية « أَشْكَنْجَه » ودَهَقْت الشيءَ كسَرْته وقطَعْته وكذلك دَهْدَقْتَه وأنشد الحُجْر بن خالد أحد بني قيس بن ثَعْلبةَ نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللَّحْمِ للباعِ والنَّدى وبَعْضُهم تَغْلي بِذَمٍّ مَناقِعُهْ ونحلب ضِرْسَ الضَّيْفِ فينا إذا شَتا سَدِيفَ السَّنامِ تَشْتَرِيهِ أصابِعُهْ المَناقِعُ القُدور الصغار واحدها مَنْقَع ومَنْقَعة وأنشد ابن بري لأَبي النجم قدِ اسْتَحلُّو القتْلَ فاقْتُلْ وادْهَقِ والدَّهْدَقة دَوَرانُ البِضَعِ الكثير في القِدر إذا غلت تراها تَعلُو مرَّة وتَسْفُل أخرى وأنشد تَقَمَّصَ دَهْداقَ البَضِيعِ كأنَّه رُؤُوسُ قَطاً كُدْرٍ دِقاقٍ الحَناجِر
دهدق
الأَزهري في النوادر زَهْزَقَ في ضحكه زَهْزَقَةً ودَهْدَقَ دَهْدَقةً
دهمق
الدُّهامِقُ التُّراب اللَّيِّن وأرض دَهامِيق ليِّنة دقيقة أنشد ابن دريد كأنَّما في تُرْبِهِ الدُّهامِقِ مِنْ ألِّه تَحْتَ الهَجِيرِ الوادِقِ ودَهْمَقَ الطَّحِينَ دقَّقَه وليَّنه وفي حديث عمر ابن الخطاب رضي الله عنه لو شئت أن يُدَهْمَقَ لي لفعلْتُ ولكن الله تعالى عاب قوماً فقال أذْهبْتم طَيِّباتكم في حَياتِكم الدنيا واسْتَمْتَعْتُم بها معناه لو شئت أن يُلَيَّنَ لي الطعامُ ويُجَوَّدَ ودَهْمَقْتُ اللحمَ مثل دَهْدَقْتُه والدَّهْمَقَةُ لِينُ الطعامِ وطيبه ورِقَّتُه وكذلك كل شيءٍ ليِّن قال الليث وأنشدني خَلَفٌ الأَحمر في نعت أرض جَوْنٌ رَوابي تُرْبِه دَهامِقُ يعني تُرْبة ليِّنة أبو عبيد الدَّهْمَقة والدَّهْقَنة سواء والمعنى فيهما سواء لأن لِينَ الطعام من الدهْقنة والمُدَهْمَقُ المُدَقَّق وسمع ابن الفقعسي يقول المُدَهْمَق الجيِّد من الطعام قال وأنشدني أعرابي إذا أرَدْتَ عَمَلاً سُوقِيّا مُدَهْمَقاً فادْعُ له سِلْمِيّا قال والمُدَهْمَق الذي لم يُجوّد وهذا ضد الأَول التهذيب أبو حاتم بعدما ذكر أنَّ قوماً غَلِطوا فقالوا للشيء المُجوَّد مُدهْمَق والذي يُشفَق عليه أيضاً مُدهْمَق واحتج بما أنشده ابن الأَعرابي إذا أردت عملاً سوقيّا فظنوا أن السوقيّ الرديء قال وأصحاب المَرائي يُعطُون على جِلاء المِرآة فإذا اشترطوا عملاً سُوقِياً أضْعفُوا الكراء قال وهو أجْودُ العمل ابن سمعان المُدَهْمَق المُستوي وأنشد كأنّ رِزَّ الوَتَرِ المُدَهْمَقِ إذا مَطاها هَزمٌ من فَرَقِ ودَهْمَق الفاتِلُ الوَتَرَ إذا جاء به مستوياً من أوَّله إلى آخره وأنشد دَهْمَقَه الفاتِلُ بينَ الكَفَّيْن فهو أمِينٌ مَتْنُه يُرْضي العَيْن التهذيب ودَهْمَقْت في الشيء أي أسرعت قال أعرابي كان مُدْرِك الفَقْعَسِيّ يسمَّى مُدَهْمِقاً لبيان لسانه وجِوْدة شِعره تقول هو مُدَهْمِق ما يُطاق لسانُه لتَجْويدِه الكلا وتَحْبيرِه إيّاه
دوق
الدُّوقُ بالضم المُوقُ والحُمْقُ والدّائقُ الهالِك حُمْقاً يقال هو أحْمقُ مائقٌ دائقٌ وقد ماقَ وداقَ يَمُوقُ ويَدُوقُ مَواقةً ودواقةً ودَوْقاً ومُؤُوقاً ودُؤُوقاً ورجل مُدَوَّق مُحَمَّق أبو سعيد داقَ الرَّجلُ في فعله وداكَ يَدُوقُ ويَدُوك إذا حَمُق ومالٌ دَوْقى ورَوَْى( * قوله « دوقى وروى » كذا في الأصل ) أي هَزْلَى
ذحق
ابن سيده ذَحَقَ اللِّسانُ يَذْحَقُ ذَحْقاً انْسلَق وانْقشَر من داء يُصيبه والله أعلم
ذرق
ذَرْقُ الطائرِ خُرْؤُه وذَرقَ الطائرُ يَذْرُق ويَذْرِقُ ذَرْقاً وأذْرَقَ خَذَق بِسَلْحه وذَرَقَ وقد يستعار في السبُع والثعلب أنشد اللحياني إلا تِلكَ الثَّعالِبُ قد تَوَالَتْ عَلَيَّ وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا لِتَأْكُلَني فَمَرَّ لهُنَّ لَحْمي فأذْرَقَ من حِذاري أو أتاعا واسم ذلك الشيء الذُّراق عن أبي زيد وقال حسان بن ثابت لما سأله عمر رضي الله عنه عن هجاء الحطيئة للزِّبْرِقان بقوله دَعِ المَكارِمَ لا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِها واقْعُدْ فإنَّك أنتَ الطَّاعِمُ الكاسي ما هَجاه بل ذَرق عليه والذَّرْقُ ذَرْقُ الحُبارَى بسلحه والخَذْقُ أشدُّ من الذَّرْق وفي نوادر الأَعراب تَذَرَّقَتْ فلانة بالكُحل وأذْرَقَتْ إذا اكْتحلت والذُّرَقُ نبات كالفِسْقِسة تسميه الحاضرةُ الحَنْدَقُوقى وقال أبو عمرو الذُّرَق الحندقوقى غيره واحدتها ذُرَقة ويقال لها حَنْدَقَوْقَى وحِنْدَقَوْقَى وحِنْدَقُوقَى قال أبو حنيفة لها نُفَيْحة طيبة فيها شَبه من الفَثِّ تطول في السماء كما ينبُت الفَثُّ وهو ينبت في القِيعان ومَناقِع الماء وقال مُرّة الذُّرَقُ نبات مثل الكُرّاث الجبليّ الدِّقاق له في رأسه قَماعِل صغار فيها حبٌّ أغبر حُلو يؤْكلُ رَطباً تُحبه الرِّعاء ويأتون به أهليهم فإذا جفَّ لم تَعرِض له وله نِصال صِغار لها قشرة سوداء فإذا قُشرت قُشرت عن بياض قال وهي صادِقةُ الحَلاوة كثيرة الماء يأكلها الناس قال رؤبة حتى إذا ما هاجَ حِيرانُ الذُّرَقْ وأهْيَجَ الخَلْصاء من ذاتِ البُرَقْ( * قوله « الذرق » تقدم لنا هذا البيت في مادتي حجر وحير بلفظ الدرق بدال مهملة مفتوحة وهو خطأ والصواب ما هنا )
وأذْرَقَت الأَرض أنْبَتت الذُّرَق وفي الحديث قاع كثير الذُّرَق بضم الذال وفتح الراء الحندقوق وهو نبت معروف وحكى أبو زيد لبن مُذَرَّق أي مَذيق
ذرفق
اذْرَنْفَقَ تَقدَّم كادْرَنْفَقَ حكاه نصير
ذعق
الذُّعاق بمنزلة الزُّعاق المُرّ ماء ذُعاقٌ كزُعاقٍ قال صاحب العين سمعنا ذلك من عربي فلا أدري ألغة أم لُثْغة وذَعَق به ذَعْقاً صاح كَزَعَق ابن دريد وذَعقَه وزَعَقَه إذا صاح به فأَفْزعَه قال الأَزهري وهذا من أباطيل ابن دريد
ذعلق
الذُّعْلُوق والذُّعلُوقة نبت يشبه الكُرّات يَلتوي طيِّبُ الأَكل وهو ينبت في أجواف الشجر وذُعلُوقٌ آخر يقال له لِحْيةُ التَّيْس وكلُّ نبت دَقَّ ذُعْلُوق وقيل هو نبات يكون بالبادية وقال ابن الأَعرابي هو نبت يستطيل على وجه الأَرض وقوله يا رُبَّ مُهرٍ مَزْعُوقْ مُقَيَّل أو مَغْبُوقْ مِن لَبنِ الدُّهْم الرُّوقْ حتَّى شَتا كالذُّعْلُوقْ فسَّره فقال أي في خِصْبه وسِمنَه ولِينه قال الأَزهري يُشبَّه به المهر الناعم وقيل هو القَضِيب الرَّطب وقد يتجه تفسير البيت على هذا وقال ابن بري هو نبت أدقُّ من الكراث وله لبَن وحكي عن ابن خالويه قال الذعلوق من أسماء الكمأَة والذُّعلوق طائر صغير
ذفرق
الذُّفْروق لغة في الثُّفْروق
ذلق
أبو عمرو الذَّلَقُ حِدَّة الشيء وحَدُّ كل شيء ذَلْقُه وذَلْقُ كل شيء حَدُّه ويقال شَباً مُذَلَّقٌ أي حادٌّ قال الزَّفَيانُ والبيض في أيْمانِهم تأَلَّقُ وذُيَّل فيها شَباً مُذَلَّقُ وذَلْقُ السِّنان حَدُّ طرَفه والذلْقُ تَحْديدك إياه تقول ذَلَقْته وأذْلقْته ابن سيده ذَلْقُ كل شيء وذَلَقُه وذَلْقَتُه حِدَّته وكذلك ذَوْلَقُه وقد ذَلَقه ذَلْقاً وأذْلقه وذَلَّقه وقول رؤْبة حتَّى إذا تَوقَّدَتْ مِن الزَّرَقْ حَجْرِيَّةٌ كالجَمْرِ من سَنِّ الذَّلَقْ( * قوله « من سن الذاق » تقدم هذا البيت في مادة حجر بلفظ الدلق بدال مهملة تبعاً للأصل وهو خطأ والصواب ما هنا )
يجوز أن يكون جمع ذالق كرائح وروَح وعازِب وعَزَب وهو المُحدَّد النصل ويجوز أن يكون أراد من سَنِّ الذلْق فحرك للضرورة ومثله في الشعر كثير وذلَقُ اللسان وذَلَقَته حِدَّته وذَوْلقُه طرفه وكلُّ محدَّد الطرَف مُذَلَّق ذَلُقَ ذلاقةً فهو ذَلِيق وذَلْق وذُلَق وذُلُق وذَلِقَ اللسانُ بالكسر يَذْلَقُ ذلَقاً أي ذَرِبَ وكذلك السنان فهو ذَلِقٌ وأذْلَقُ ويقال أيضاً ذَلُقَ السنان بالضم ذَلْقاً فهو ذَلِيق بيِّن الذَّلاقة وفي حديث أُم زَرْع على حدِّ سِنان مُذلَّقٍ أي مُحَدَّدٍ أرادت أنها معه على حَدِّ السنان المحدَّد فلا تَجد معه قَراراً وفي حديث جابر فكسرتُ حجراً وحسَرْتُه فانْذَلَق أي صار له حدّ يَقطَع ابن الأَعرابي لِسان ذَلْقٌ طَلْقٌ وذَلِيقٌ طَلِيق وذُلُقٌ طُلُقٌ وذُلَقٌ طُلَقٌ أربع لغات فيها والذَّلِيق الفصيحُ اللسانِ وفي الحديث إذا كان يومُ القيامة جاءَت الرَّحِم فتكلمت بلسان ذُلَقٍ طُلَقٍ تقول اللهم صِلْ مَن وصَلني واقْطَع مَن قطعني الكسائي لسان طُلَقٌ ذُلَقٌ كما جاءَ في الحديث أي فصيح بليغ ذُلَق على فُعَل بوزن صُرَد ويقال طُلُقٌ ذُلُقٌ وطَلْق ذَلْق وطِلِيق ذَلِيق ويراد بالجميع المَضاء والنَّفاذ أبو زيد المُذَلَّق من اللبن الحليبُ يُخلط بالماء وعَدْوٌ ذَلِيق شديد قال الهذلي أوائل بالشَّدِّ الذَّليقِ وحَثَّني لَدى المتْنِ مَشْبُوحُ الذِّراعَيْن خَلْجَم
( * قوله « لدى المتن » في الاساس بذا المتن )
وذَلَّقْتُ الفرس تَذليقاً إذا ضَمَّرْته قال عدي ابن زيد فَذَلَّقْتُه حتى تَرَفَّع لحمُه أُداوِيهِ مَكْنوناً وأركَبُ وادِعا أي ضمَّرته حتى ارتفع لحمُه إلى رؤُؤس العظام وذهب رَهَلُه وفي حديث حَفْر زَمزمَ ألم نسقِ الحَجِيج وننحر المِذْلاقةَ هي الناقة السريعة السير والحروف الذُّلْقُ حروف طَرف اللسانِ التهذيب الحروف الذُّلْق الراء واللام والنون سميت ذُلْقاً لأنَّ مخارجها من طرف اللسان وذَلَقُ كل شيء وذَوْلَقُه طرَفُه ابن سيده وحروف الذَّلاقة ستة الراءُ واللام والنون والفاء والباء والميم لأنه يُعتَمد عليها بذَلَقِ اللسان وهو صدره وطرَفه وقيل هي حروف طرف اللسان والشفة وهي الحروف الذُّلْق الواحد أذْلق ثلاثة منها ذوْلَقِيَّة وهي الراء واللام والنون وثلاثة شفوِية وهي الفاء والباء والميم وإنما سمِّيت هذه الحروف ذلقاً لأن الذلاقة في المَنطِق إنما هي بطرف أسَلةِ اللسان والشفتين وهما مَدْرجتا هذه الحروف الستة قال ابن جني وفي هذه الحروف الستة سِرٌّ ظَريف يُنتفع به في اللغة وذلك أنه متى رأيت اسماً رباعيّاً أو خماسيّاً غير ذي زوائد فلا بد فيه من حرف من هذه الستة أو حرفين وربما كان ثلاثة وذلك نحو جعفر فيه الراء والفاء وقَعْضَب فيه الباء وسَلْهَب فيه اللام والباء وسَفَرْجل فيه الفاء والراء واللام وفَرَزْدق فيه الفاء والراء وهَمَرْجَل فيه الميم والراء واللام وقِرْطَعْب فيه الراء والباء وهكذا عامَّة هذا الباب فمتى وجدت كلمة رباعية أو خماسية مُعَرَّاة من بعض هذه الأَحرف الستة فاقض بأنه دخيل في كلام العرب وليس منه ولذلك سميت الحروف غير هذه الستة المُصْمَتةَ أي صُمِت عنها أن يبنى منها كلمة رباعية أو خماسية معراة من حروف الذَّلاقة والذَّلْق بالتسكين مَجْرى المِحْور في البَكرة وذَلْقُ السهم مُسْتَدَقُّه والإذْلاقُ سُرعة الرمي والذَّلَقُ بالتحريك القَلَقُ وقد ذَلِق بالكسر وأَذلقْته أَنا وأَذْلَق الضَّبَّ واسْتذْلَقه إِذا صبَّ على جحره الماءَ حتى يخرج التهذيب والضب إِذا صُب الماءُ في جحره أَذْلقه فيخرج منه وفي الحديث أَنه ذَلِقَ يومَ أُحُد من العطش أَي جَهَده حتى خرج لسانُه وذَلقه الصوم وغيره وأَذْلقه أَضْعفه وأَقْلَقه وفي حديث ماعِزٍ أَنه صلى الله عليه وسلم أَمرَ برَجْمه فلما أَذْلقَتْه الحِجارة جَمَزَ وفَرً أَي بَلَغَتْ منه الجَهْدَ حتى قَلِق وفي حديث عائشة أَنها كانت تصوم في السفر حتى أَذْلَقها الصوْمُ قال ابن الأعرابي أَذلقها أَي أَذابَها وقيل أَذلقها الصوم أَي جهَدها وأَذابها وأَقلقها وأَذْلَقه الصومُ وذَلَقَه وذَلًّقه أَي أَضعفه وقال ابن شميل أَذلقها الصوم أَحرجها قال وتَذْلِيق الضًّباب توجيه الماء إِلى جِحَرَتها قال الكميت بمُسْتَذْلِقٍ حَشَراتِ الإِكا مِ يَمْنَعُ مِن ذي الوِجارِ الوِجارا يعني الغيث أَنه يستخرج هوامّ الإِكام وقد أَذْلَقَني السَّمُوم أَي أَذابني وهزَلَني وفي حديث أَيوب عليه السلام أَنه قال في مُناجاته أَذْلَقني البلاء فتكلمْتُ أَي جَهَدني ومعنى الإِذْلاق أَن يبلغ منه الجَهْدُ حتى يَقْلَقَ ويَتَضَوَّر ويقال قد أَقلقني قولُك وأَذْلقَني وفي حديث الحُدَيْبِية يَكْسَعُها بقائم السيف حتى أَذْلقَه أَي أَقْلقَه وخطِيب ذَلِقٌ وذَلِيقٌ والأُنثى ذَلِقةٌ وذَلِيقة وأَذْلقْتُ السراجَ إِذلاقاً أَي أَضأْته وفي أَشراط الساعة ذكر ذُلَقْيَة هي بضم الذال وسكون القاف وفتح الياء المثناة من تحتها مدينة
ذوق
الذّوْقُ مصدر ذاقَ الشيءَ يذُوقه ذَوقاً وذَواقاً ومَذاقاً فالذَّواق والمَذاق يكونان مصدرين ويكونان طَعْماً كما تقول ذَواقُه ومذاقُه طيّب والمَذاق طَعْمُ الشيء والذَّواقُ هو المأْكول والمشروب وفي الحديث لم يكن يَذُمُّ ذَواقاً فَعال بمعنى مفعول من الذَّوْقِ ويقع على المصدر والاسم وما ذُقْتُ ذَواقاً أَي شيئاً وتقول ذُقْتُ فلاناً وذُقْتُ ما عنده أَي خَبَرْته وكذلك ما نزل بالإِنسان من مَكروه فقد ذاقَه وجاء في الحديث إِنَّ الله لا يحبّ الذّوّاقِين والذّوَّاقات يعني السريعِي النكاحِ السريعِي الطلاقِ قال وتفسيره أَن لا يَطْمئنّ ولا تطمئنّ كلما تزوّج أَو تزوّجت كَرِها ومدَّا أَعينهما إِلى غيرهما والذَّوَّاق المَلُول ويقال ذُقت فلاناً أَي خبَرْته وبُرْتُه واسْتَذَقْت فلاناً إِذا خبرته فلم تَحْمَد مَخْبَرَته ومنه قول نَهْشل بن حرِّيٍّ وعَهْدُ الغانِياتِ كعَهْدِ قَيْنٍ وَنَتْ عنه الجَعائلُ مسْتَذاقِ كبَرْقٍ لاحَ يُعْجِبُ مَنْ رآه ولا يَشْفِي الحَوائم من لَماقِ يريد أَنّ القَيْنَ إِذا تأَخَّر عنه أَجرُه فسدَ حاله مع إِخوانه فلا يَصِل إلى الاجتماع بهم على الشَّراب ونحوه وتَذَوَّقْته أَي ذُقْته شيئاً بعد شيء وأَمر مُستَذاقٌ أَي مُجَرَّبٌ معلوم والذَّوْقُ يكون فيما يُكره ويُحمد قال الله تعالى فأَذاقَها اللهُ لِباسَ الجُوعِ والخَوْفِ أَي ابْتَلاها بسُوء ما خُبِرت من عِقاب الجوع والخَوْف وفي الحديث كانوا إِذا خرجوا من عنده لا يَتفرَّقون إِلا عن ذَواق ضَرب الذواق مثلاً لما يَنالون عنده من الخير أَي لا يَتفرقون إِلا عن علم وأَدب يَتعلَّمونه يَقوم لأَنفسهم وأَرواحهم مَقام الطعام والشراب لأَجسامهم ويقال ذُقْ هذه القوس أَي انْزَعْ فيها لتَخْبُر لِينها من شدّتها قال الشماخ فذاق فأَعْطَتْه من اللِّينِ جانِباً كَفَى ولَها أَن يُغْرِقَ النَّبْل حاجِزُ( * قوله « كفى ولها إلخ » كذا بالأصل والذي في الأساس لها ولها أن يغرق السهم حاجز )
أَي لها حاجز يَمنع من إِغراقٍ أَي فيها لين وشدّة ومثله في كَفِّه مُعْطِيةٌ مَنُوع ومثله شَِرْيانة تَمْنَعُ بعدَ اللِّينِ وذُقْتُ القوسَ إِذا جذَبْت وترَها لتنظر ما شدّتها ابن الأَعرابي في قوله فذوقُوا العذاب قال الذَّوْق يكون بالفم وبغير الفم وقال أَبو حمزة يقال أَذاق فلان بعدك سَرْواً أَي صار سَرِيّاً وأَذاقَ بعدَك كَرَماً وأَذاق الفرَسُ بعدك عَدْواً أَي صار عَدّاء بعدك وقوله تعالى فذاقَت وبالَ أَمرِها أَي خبَرت وأَذاقَه اللهُ وبال أَمره قال طفيل فذوقُوا كما ذُقْنا غَداةَ مُحَجِّرٍ من الغَيْظِ في أكْبادِنا والتَّحَوُّبِ
( * قوله « محجر » قال الأصمعي بكسر الجيم وغيره يفتح )
وذاقَ الرجل عُسَيْلَةَ المرأَة إِذا أَوْلَج فيها إِذاقةً حتى خَبر طِيب جِماعها وذاقَت هي عُسَيْلَته كذلك لمّا خالَطها ورجل ذَوّاق مِطْلاق إِذا كان كثير النكاح كثير الطلاق ويومٌ ما ذُقْته طعاماً أَي ما ذقت فيه وذاقَ العذاب والمكروه ونحو ذلك وهو مثَل وفي التنزيل ذُقْ إِنَّك أَنت العزيز الكريم وفي حديث أُحُد أَن أَبا سفيان لما رأَى حمزة رضي الله عنه مقْتولاً قال له ذُقْ عُقَقُ أَي ذق طعْمَ مُخالَفَتِك لنا وتَرْكِكَ دِينَك الذي كنت عليه يا عاقَّ قومه جعل إِسلامَه عُقوقاً وهذا من المجاز أَن يستعمل الذَّوْق وهو ما يتعلّق بالأَجسام في المعاني كقوله تعالى ذق إِنك أَنت العزيز الكريم وقوله فذاقُوا وبالَ أَمرِهم وأَذَقْته إِياه وتَذواقَ القومُ الشيء كذاقُوه قال ابن مُقْبِل يَهْزُزْنَ للمَشْيِ أَوْصالاً مُنعَّمةً هَزَّ الشَّمالِ ضُحىً عَيْدانَ يَبْرِينا أَو كاهْتِزازِ رُدَيْنِيٍّ تَذاوَقَه أَيدي التِّجارِ فَزادُوا مَتْنَه لِينا
( * قوله « التجار » في الأساس الكماة )
والمعروفُ تداوله ويقال ما ذُقت ذَواقاً أَي شيئاً وهو ما يُذاق من الطعام
ربق
الليث الرِّبْقُ الخَيْط الواحدة رِبْقة ابن سيده الرِّبْقةُ والرَّبْقةُ الأَخيرة عن اللحياني والرِّبْقُ بالكسر كل ذلك الحبْلُ والحَلْقةُ تشدّ بها الغنم الصغار لئلا تَرْضَع والجمع أَرْباقٌ ورِباقٌ ورِبَقٌ وفي الحديث لكم العَهْدُ( * قوله « لكم العهد » هو كذلك في الصحاح والذي في النهاية لكم الوفاء بالعهد ) ما لم تأْكُلوا الرِّباقَ شبَّه ما يَلزم الأَعناقَ من العَهْدِ بالرِّباق واستعار الأكل لنقْض العهد فإِن البهيمة إِذا أَكلت الرِّبق خلَصت من الشَّدّ وفي حديث عُمر وتَذَرُوا أَرْباقَها في أَعناقها شبَّه ما قُلِّدَتْه أَعناقُها من الأَوْزار والآثام أَو من وجوب الحج بالأَرباق اللازمة لأَعناق البَهْم وأَخرج رِبْقةَ الإِسلام من عُنقه فارَق الجماعة ويروى عن حذيفة مَن فارَق الجماعةَ قِيدَ شِبْر فقد خَلع رِبقةَ الإِسلام من عُنقه الرِّبقة في الأَصل عُروة في حَبْل تُجعل في عُنق البهيمة أَو يدها تُمسكها فاستعارها للإِسلام يعني ما يَشدّ المسلم به نفسَه من عُرى الإِسلام أَي حدوده وأَحكامه وأَوامره ونواهيه قال شمر قال يحيى بن آدم أَراد بربقة الإِسلام عَقْد الإِسلام قال ومعنى مُفارقة الجماعة تَركُ السُّنة واتِّباع البِدْعة وفي الصحاح الربق بالكسر حبل فيه عدة عُرى تُشدُّ به البَهْم الواحدة من العُرى رِبْقة وفرَّجَ عنه رِبْقَته أَي كُرْبته وكل ذلك على المثَل والأَصل ما تقدَّم والرَّبْق بالفتح مصدر قولك رَبَقْت الشاةَ والجَدْي أَرْبُقُها وأَرْبِقُها رَبْقاً ورَبَّقها شدَّها في الربقة وفي الصحاح جعل رأْسه في الرِّبقة فارْتَبقَ ويقال ارْتَبَقَ الظَّبْيُ في حِبالتي أَي عَلِقَ والعرب تقول رَمَّدَت الضأْنُ فَرَبِّق رَبِّقْ والرَّبِيقةُ البَهْمةُ المرْبوقة في الرِّبْق وشاة رَبِيقةٌ ورَبِيقٌ ومُرَبَّقةٌ مَرْبوقة شاة مَرْبوقة وشاء مُربَّقة وقد قيل إِن التربيق أَيضاً الحلقة والحبل تشدُّ به الغنم فإِن كان ذلك فالتَّرْبيقُ اسم كالتنْبِيت الذي هو النبات والتمْتِين الذي هو خَيْط من خُيوط الفُسطاط وفي حديث عائشة تصف أَباها رضي الله عنهما واضطَرَب حَبْل الدين فأَخذ بطَرَفَيْه ورَبَّق لكم أَثناءه تريد لمَّا اضْطَرَبَ الأَمر يوم الرِّدة أَحاطَ به من جوانبه وضَمَّه فلم يَشِذّ منهم أَحد ولم يخرج عمَّا جمعهم عليه وهو من تَرْبيق البَهم شدِّه في الرِّباق وفي حديث عليّ قال لموسى بن طلحة انْطَلِق إِِلى العسكر فما وجدْت من سلاح أَو ثوب ارْتُبِقَ فاقْبِضْه واتَّق الله واجلس في بيتك رَبَقْتُ الشيء وارْتَبَقْته لنفسي كرَبَطْته وارْتَبَطْتُه وهو من الرِّبقة أَي ما وجدتَ من شيء أُخذ منكم وأُصيب فاستَرْجِعه وكان من حُكمه في أهل البغي أَنَّ ما وُجد من مالهم في يد أَحد يُسترجَع منه الأَزهري الرِّبْق ما تُرْبَق به الشاة وهو خيط يُثنى حَلْقة ثم يُجعل رأْسُ الشاة فيه ثم يُشدّ قال سمعت ذلك من أعراب بني تميم قال شمر سمعت أعرابية وقد عَمدت إِلى حَبْل فعَقدت فيه أَربع عُرى وجعلت أَعناق صِبيان أَربعة فيها وهي تقول أَربع مُربَّقات تسأَل لهم قال وكذلك يُصنع بالسِّخال ويقال رَبَّق الرجل أَثناء حبله وربَّق أَرْباقه إِذا هيَّأَها لسخاله ومنه قولهم رَمَّدَتِ الضأْنُ فرَبِّقْ رَبِّقْ أَي هيِّء الأَرْباق فإنها تلد عن قُرب لأَنها تُضْرِعُ على رأْس الولادة وليس كذلك المِعزى فلذلك قالوا فيها رَنِّقْ رَنِّقْ بالنون وجعل زهير الجَوامِع رِبَقاً فقال يمدح رجلاً أَشَمّ أَبْيَض فَيّاض يُفَكِّكُ عن أَيْدِي العُناةِ وعن أَعْناقِها الرِّبَقا التهذيب والرِّبْقة نَسْج من الصوف الأَسود عَرْضُه مثل عَرْضِ التِّكَّة وفيه طَريقة حمراء من عِهْن تُعقَد أَطرافُها ثم تُعلَّق في عُنق الصبي وتُخرج إِحدى يديه منها كما يُخرِج الرجل إِحدى يديه من حَمائل السيف وإِنما تُعلِّق الأَعرابُ الرِّبَقَ في أَعناق صبيانهم من العين ورَبَقَ فلاناً في هذا الأمر يَرْبُقُه رَبْقاً فارْتَبَقَ أَوْقَعه فيه فوقع وارتَبَق في الحِبالةِ نَشِبَ عن اللحياني وأُمُّ الرُّبَيْق من أَسماء الداهية وفي المثل جاء بأُمِّ الرُّبَيْق على أُرَيْق الفراء يقال لقيت منه أُمّ الرُّبيق على وُرَيْق ويقال أُرَيْق الليث أُم الرُّبيق من أسماء الحرب والشدائد وأَنشد أُمُّ الرُّبَيْقِ والوُرَيْقِ الأَزْنَم
ربرق
الرًبْرَقُ عنب الثَّعْلب
رتق
الرَّتْقُ ضدّ الفَتْق ابن سيده الرَّتْقُ إِلحام الفَتْق وإِصلاحُه رَتَقَه يَرْتُقُه ويَرْتِقُه رَتْقاً فارْتَتَق أَي التأَم يقال رَتَقْنا فَتْقَهم حتى ارْتَتَق والرَّتْق المَرْتوق وفي التنزيل أَوَلم يرَ الذين كفروا أَن السماواتِ والأَرضَ كانتا رَتْقاً ففتَقْناهما قال بعض المفسرين كانت السموات رتْقاً لا ينزل منها رَجْع وكانت الأَرض رتْقاً ليس فيها صَدْع ففتقهما الله تعالى بالماء والنبات رِزْقاً للعباد قال الفراء فُتِقت السماء بالقَطر والأَرض بالنبْت قال وقال كانتا رتقاً ولم يقل رَتْقَيْنِ لأَنه أُخذ من الفعل وقال الزجاج قيل رتقاً لأن الرتق مصدر المعنى كانتا ذواتي رَتْق فجعلتا ذواتي فَتْق وروى عكرمة عن ابن عباس أَنه سئل عن الليل هل كان قبل النهار ؟ فتلا أَن السماوات والأَرضَ كانتا رَتْقاً قال والرَّتْق الظُّلمة وروى أَيضاً عن ابن عباس قال خلق الله الليل قبل النهار وقرأَ كانتا رتقاً ففتقْناهما قال هل كان إِلاَّ ظُلَّة أَو ظُلْمة ؟ والراتق المُلْتَئم من السحاب وبه فسر أَبو حنيفة قول أَبي ذؤيب يُضِيء سَناه راتِقٌ مُتَكشِّفٌ أَغرُّ كمِصْباحِ اليَهُود أَجُوجُ ويروى دَلوج أَي يَدْلُج بالماء والرَّتَق بالتحريك مصدر قولك رَتِقَت المرأَة رَتَقاً وهي رَتْقاء بيِّنة الرَّتَقِ التصق خِتانُها فلم تُنَل لارْتِتاق ذلك الموضع منها فهي لا يُستطاع جِماعها أبو الهيثم الرَّتْقاء المرأَة المُنضَمّة الفرج التي لا يكاد الذكر يجوز فرجَها لشدَّة انضمامه وفرجٌ أَرْتَقُ ملتزِق وقد يكون الرتَقُ في الإِبل والرِّتاقُ ثوبان يُرْتَقانِ بحواشيهما قال جارِية بَيْضاء في رِتاقِ تُدِيرُ طَرْفاً أَكْحَلَ المَآقِي والرُّتْقُ والرَّتَقُ خَلَلُ ما بين الأَصابع
رحق
الرَّحِيقُ من أَسماء الخمر معروف قال ابن سيده وهو من أَعْتَقِها وأَفضَلها وقيل الرَّحِيقُ صَفُوة الخمر وقال الزجاج في قوله تعالى من رَحِيق مختوم قال الرَّحِيق الشراب الذي لا غِشّ فيه وقيل الرَّحِيقُ السَّهل من الخمر والرَّحِيقُ والرُّحاقُ الصافي ولا فعل له قال أَبو عبيد من أَسماء الخمر الرحيقُ والرّاحُ وفي الحديث أَيُّما مؤمِنٍ سقَى مؤمناً على ظَمَإٍ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المَخْتوم الرحيقُ من أَسماء الخمر يريد خمر الجنة والمختومُ المَصُونُ الذي لم يُبتذَل لأَجل خِتامه
ردق
الرَّدَقُ لغة في الرَّدَج وهو عِقيُ الجَدْي كما أَن الشَّيْرَق لغة في الشيْرَج وقد روي هذا البيت لها رَدَقٌ في بَيْتِها تسْتَعِدُّه إِذا جاءها يَوماً من الناسِ خاطِبُ والمعروف رَدَجٌ
ررق
ابن بري الرَّيْرَقُ عنب الثَّعْلب
رزق
الرازقُ والرّزَّاقُ في صفة الله تعالى لأَنه يَرزُُق الخلق أَجمعين وهو الذي خلق الأَرْزاق وأَعطى الخلائق أَرزاقها وأَوصَلها إليهم وفَعّال من أَبنية المُبالغة والرِّزْقُ معروف والأَرزاقُ نوعانِ ظاهرة للأَبدان كالأَقْوات وباطنة للقلوب والنُّفوس كالمَعارِف والعلوم قال الله تعالى وما من دابّة في الأَرض إِلا على الله رزقها وأَرزاقُ بني آدم مكتوبة مُقدَّرة لهم وهي واصلة إِليهم قال الله تعالى ما أُرِيد منهم من رِزق وما أُريد أَن يُطعمون يقول بل أَنا رازقهم ما خلقتهم إِلا ليَعبدون وقال تعالى إِن الله هو الرزَّاق ذو القُوَّةِ المَتِينُ يقال رَزَقَ الخلقَ رَزْقاً ورِزْقاً فالرَّزق بفتح الراء هو المصدر الحقيقي والرِّزْقُ الاسم ويجوز أَن يوضع موضع المصدر ورزَقه الله يرزُقه رِزقاً حسناً نعَشَه والرَّزْقُ على لفظ المصدر ما رَزقه إِيّاه والجمع أَرزاق وقوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رِزقاً من السماوات والأَرض شيئاً قيل رزقاً ههنا مصدر فقوله شيئاً على هذا منصوب برزقاً وقيل بل هو اسم فشيئاً على هذا بدل من قوله رزقاً وفي حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أَن الله تعالى يَبعث المَلَك إلى كل مَن اشتملت عليه رَحِم أُمه فيقول له اكتب رِزْقَه وأَجلَه وعملَه وشقي أَو سعيد فيُختم له على ذلك وقوله تعالى وجد عندها رِزقاً قيل هو عنب في غير حينه وقوله تعالى وأَعْتدْنا لها رِزقاً كريماً قال الزجاج روي أَنه رِزق الجنة قال أَبو الحسن وأَرى كرامته بَقاءه وسَلامته مما يَلحَق أَرزاقَ الدنيا وقوله تعالى والنخلَ باسِقاتٍ لها طَلْعٌ نضِيد رزقاً للعباد انتصاب رِزقاً على وجهين أَحدهما على معنى رَزقْناهم رزقاً لأَن إِنْباتَه هذه الأَشياء رِزق ويجوز أَن يكون مفعولاً له المعنى فأَنبتنا هذه الأَشياء للرِّزْق وارْتَزقَه واسْتَرْزقَه طلب منه الرِّزق ورجل مَرْزُوق أَي مجْدود وقول لبيد رُزِقَتْ مَرابِيعَ النُّجومِ وصابَها وَدْقُ الرّواعِدِ جَوْدُها فَرِهامُها جعل الرِّزْق مطراً لأَن الرِّزْق عنه يكون والرِّزْقُ ما يُنْتَفعُ به والجمع الأَرْزاق والرَّزق العَطاء وهو مصدر قولك رَزَقه الله قال ابن بري شاهده قول عُوَيْفِ القَوافي في عمر بن عبد العزيز سُمِّيتَ بالفارُوقِِ فافْرُقْ فَرْقَه وارْزُقْ عِيالَ المسلمِينَ رَزْقَه وفيه حذف مضاف تقديره سميت باسم الفارُوق والاسم هو عُمر والفارُوقُ هو المسمى وقد يسمى المطر رزقاً وذلك قوله تعالى وما أَنزل الله من السماء من رِزق فأَحيا به الأَرض بعد موتها وقال تعالى وفي السماء رِزْقُكم وما تُوعدون قال مجاهد هو المطر وهذا اتساع في اللغة كما يقال التمر في قَعْر القَلِيب يعني به سَقْيَ النخل وأَرزاقُ الجند أَطماعُهم وقد ارْتَزقُوا والرَّزقة بالفتح المرة الواحدة والجمع الرَّزَقاتُ وهي أَطماع الجند وارْتزقَ الجُندُ أَخذوا أَرْزاقَهم وقوله تعالى وتجعلون رِزْقَكم أَنكم تكذِّبون أَي شُكْرَ رزقكم مثل قولهم مُطِرنا بنَوْءِ الثُّريا وهو كقوله واسأَل القرية يعني أهلها ورَزَقَ الأَميرُ جنده فارْتَزقُوا ارْتِزاقاً ويقال رُزِق الجندُ رَزْقة واحدة لا غير ورُزِقوا رَزْقتين أَي مرتين ابن بري ويقال لتَيْس بني حِمّانَ أَبو مَرْزُوقٍ قال الراجز أَعْدَدْت للجارِ وللرَّفِيقِ والضَّيْفِ والصاحِبِ والصَّدِيقِ ولِلْعِيالِ الدَّرْدقِ اللُّصُوقِ حَمْراء مِنْ نَسْلِ أَبي مَرْزُوقِ تَمْسَحُ خَدَّ الحالِبِ الرَّفِيقِ بِلَبنِ المَسِّ قَلِيلِ الرِّيقِ ورواه ابن الأعرابي حَمْراء من مَعْزِ أَبي مرزوق والرَّوازِِقُ الجَوارِحُ من الكلاب والطير ورَزق الطائرُ فرْخَه يَرْزُقه رَزْقاً كذلك قال الأَعشى وكأَنَّما تَبِعَ الصِّوارَ بِشَخْصها عَجْزاءُ تَرْزُقُ بالسُّلِيِّ عِيالَها والرَّازِقِيّةُ والرّازِقِيُّ ثِياب كتَّانٍ بيض وقيل كل ثوب رقيق رازِقيٌّ وقيل الرازِقيُّ الكتَّان نفسه قال لبيد يصف ظُروف الخمر لها غَلَلٌ من رازِقِيٍّ وكُرْسُفٍ بأَيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفُون المَقاوِلا أَي يَخْدمُون الأَقْيال وأَنشد ابن بري لعَوْفِِ بن الخَرِعِ كأَنَّ الظِّباء بِها والنِّعا جَ يُكْسَيْنَ من رازِقِيٍّ شِعارا وفي حديث الجَوْنِيّةِ التي أَراد النبي صلى الله عليه وسلم أَن يتزوَّجها قال اكْسُها رازِقِيَّيْنِ وفي رواية رازقيّتَين هي ثياب كتان بيض والرَّازِقِيّ الضَّعيفُ من كل شيءٍ والرازقيُّ ضرب من عنب الطائف أَبيض طويل الحبّ التهذيب العِنب الرازِقِيُّ هو المُلاحِيُّ ورُزَيْقٌ اسم
رزتق
اللحياني الرُّزْتاقُ والرُّسْتاقُ واحد
رزدق
الرُّزْداقُ لغة في الرُّسْداقِ تعريب الرُّسْتاق وسيأتي ذكره ولا تقل رُستاق وكان الليث يقول للذي يقول له الناس الرَّسْتقُ وهو الصفّ رَزْدَقٌ وهو دخيل الجوهري الرَّزْدقُ السَّطْر من النخل والصَّفُّ من الناسِ وهو مُعرّب وأَصله بالفارسية « رَسْتَهْ » قال رؤبة والعِيسُ يَحْذَرْنَ السِّياطَ المُشَّقَا ضَوابِعاً نَرْمي بِهِنَّ الرَّزْدَقا
رستق
اللحياني الرُّزتاق والرُّستاق واحد فارسي معرب أَلحقوه بقُرْطاس ويقال رُزْداق ورُستاق والجمع الرَّساتِيقُ وهي السواد وقال ابن مَيّادةَ تقولُ خَوْدٌ ذاتُ طَرْفٍ بَرّاقْ هَلاَّ اشْتَرَيْتَ حِنْطةً بالرُّسْتاقْ سَمْراء ممّا دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ قال ابن السكيت رُسداق ورُزداق ولا تقل رُستاق
رسدق
الرُّسْداق والرُّزْداق فارسي بيوت مجتمعة ولا تقل رستاق وكان الليث يقول للذي يقول له الناس الرَّسْتق وهو الصف رَزْدَق وهو دخيل
رشق
الرَّشْق الرَّمْيُ وقد رَشَقَهم بالسًهم والنَّبْل يرشُقُهم رَشقاً رَماهم وكلُّ شَوْط ووجْهٍ من ذلك رِشْق والرِّشْقُ بالكسر الاسم وهو الوجه من الرمي التهذيب الرَّشْق والخَزْقُ بالرمي قال وإذا رَمى أَهلُ النِّضال ما معهم من السِّهام كلها ثم عادوا فكلُّ شوْط من ذلك رِشْقٌ أَبو عبيد الرِّشْقُ الوَجْهُ من الرَّمْي إِذا رمَوْا بأَجْمعهم وجْهاً بجميع سِهامهم في جهة واحدة قالوا رمَيْنا رِشْقاً واحداً ورموا رِشْقاً واحداً أَو على رشقٍ واحد أَي وجهاً واحداً بجميع سِهامهم قال أَبو زُبَيْد كلَّ يَوْمٍ تَرْمِيهِ منها بِرِشْقٍ فَمُصِيبٌ أَو صافَ غيرَ بَعِيدِ والرَّشْقُ المصدر يقال رَشقْت رشقاً وفي حديث حسّان قال له النبي صلى الله عليه وسلم في هِجائه للمشركين لهُو أَشدُّ عليهم من رَشْقِ النَّبْلِ الرشْق مصدر رشَقه يرشقه رَشْقاً إِذا رَماه بالسِّهام ومنه حديث سلَمَة فأَلْحَقُ رَجلاً فأَرْشُقُه بسَهم ومنه الحديث فرشَقُوهم رَشْقاً ويجوز أَن يكون ههنا بالكسر وهو الوجه من الرمي والرِّشْقُ أَيضاً أَن يرمي الرامي بالسِّهام كلها ويُجمع على أَرشاق ومنه حديث فَضالَة أَنه كان يخرج فيَرمِي الأَرْشاق ويقال للقَوْس ما أَرْشَقَها أَي ما أَخفَّها وأَسرَع سهمَها ورشَقَهم بِنظْرة رَماهم والإِرْشاقُ إحدادُ النظر وأَرشَقَتِ المرأَة والمَهاةُ قال القطامي ولقد يَرُوقُ قُلوبَهُنَّ تَكلُّمِي ويَرُوعُني مُقَلُ الصُّوارِ المُرْشِقِ أَبو عبيد أَرْشقْتُ إِليه النَّظَر إِذا أَحْدَدْته ورَشقْت القوم ببصري وأَرشقْت أَي طمَحْت ببصري فنظرت والمُرْشِق من الظباء التي تَمُدُّ عنقَها وتنظر فهي أَحسن ما تكون والمُرْشِق من النساء والظباء التي معها ولدها وقيل الإِرْشاقُ امْتدادُ أَعناقها وانتصابُها وأَرْشقَت الظبْيةُ أَي مدَّت عُنقها ولا يقال للبقر مُرشِقات لِقصَر أَعناقِهن قال أَبو دُواد ولقد ذَعَرْتُ بَناتِ عمِّ المُرْشِقاتِ لها بَصابِصْ أَراد ذَعرتُ بَقَر الوحْش بناتِ عمّ الظباء والبَصابِصُ حركاتُ الأَذناب وبَصْبَصَ حرّك ذنَبَه قال المُسيَّب بن عَلَس وكأَنَّ غِزْلانَ الصَّرِيمة إِذْ مَتَعَ النهارُ وأَرْشَقَ الحَدَقُ وجِيدٌ أَرشَقُ منتصِب قال رُؤبة بِمُقْلَتَيْ رِئمٍ وجِيدٍ أَرْشقا والرِّشْق والرَّشْقُ لغتان صوت القلم إِذا كُتب به وفي حديث موسى عليه السلام قال كأَني برَشْقِ القلم في مسامِعي حين جَرى على الأَلواح بكَتْبه التوراةَ والمُرْشِقُ والرَّشِيقُ من الغِلمان والجَواري الخَفِيفُ الحسنُ القَدّ اللَّطِيفةُ وقد رَشُق بالضم رَشاقة التهذيب يقال للغلام والجارية إِذا كانا في اعْتِدال رَشيقٌ ورَشِيقةٌ وقد رَشُقا رَشاقة وناقة رَشِيقة خفيفة سريعة وتَرشَّق في الأَمر احْتَدَّ والرَّشانِيقُ بَطْنٌ من السودان
رصق
التهذيب قالوا جَوْزٌ مُرْصَقٌ إِذا تَعذَّر خُروج لُبّه وجَوْز مُرْتَصِقٌ والتصقَ الشيءُ وارْتَصق والتَزقَ بمعنى واحد
رعق
الرُّعاقُ صوت يُسمع من قُنْب الدابّة وقيل هو صوت بطن المُقْرِف( * قوله « المقرف » كذا هو في الأصل هنا بالفاء وسيأتي له في مادة وعق بالباء الموحدة وقلد شارح القاموس الأصل في المادتين ) رَعَقَ يَرْعَقُ رُعاقاً وقال اللحياني ليس للرُّعاق ولا لأَخواته كالضَّغِيبِ والوَعِيق والأَزْمَلِ فِعْل وفي التهذيب الرَّعيقُ والرُّعاقُ والوَعِيقُ والوُعاقُ الصوت الذي يُسمع من بطن الناقة قال الأَصمعي وهو صوت جُرْدانه إِذا تَقَلْقَلَ في قُنْبه الليث الرُّعاقُ صوت يسمع من قنب الدابة كما يسمع الوَعِيقُ من ثَفْرِ الأُنثى يقال وعَقَ يَعِقُ وُعاقاً ففرق بين الرَّعيق والوَعِيق والصواب ما قاله ابن الأعرابي قال ابن بري الرَّعيقُ والرُّعاق والوَعِيقُ والوُعاقُ بمعنى عن ابن الأَعرابي وهو صوت البطن من الحِجْر وجُرْدان الفرس وقال ابن خالويه الرُّعاق صوت بطن الفرس إِذا جرى ويقال له الوَقِيبُ والخَضِيعةُ
رفق
الرِّفْق ضد العنْف رَفَق بالأَمر وله وعليه يَرْفُق رِفْقاً ورَفُقَ يَرْفُقُ ورَفِقَ لطَفَ ورفَقَ بالرجل وأَرْفَقه بمعنى وكذلك تَرفَّق به ويقال أَرْفقْته أَي نَفَعْته وأَوْلاه رافِقةً أَي رِفْقاً وهو به رَفِيق لَطِيف وهذا الأَمر بكَ رفيق ورافِقٌ وفي نسخة ورافِقٌ عليك الليث الرِّفق لِين الجانب ولَطافةُ الفعل وصاحبه رَفِيق وقد رَفَقَ يَرفُقُ وإِذا أَمرت قلت رِفْقاً ومعناه ارفُق رِفقاً ابن الأَعرابي رَفقَ انْتَظر ورَفُق إِذا كان رفيقاً بالعمل قال شمر ويقال رَفَق به ورَفُقَ به وهو رافِقٌ به ورَفِيق به أَبو زيد رَفق الله بك ورفَق عليك رِفْقاً ومَرْفِقاً وأَرفقَك الله إِرْفاقاً وفي حديث المُزارعة نهانا عن أَمرٍ كان بنا رافقاً أَي ذا رِفْق والرِّفْقُ لين الجانب خِلاف العنف وفي الحديث ما كان الرِّفْق في شيء إِلاَّ زانَه أَي اللّطفُ وفي الحديث في إِرْفاقِ ضَعِيفِهم وسَدّه خَلَّتهم أَي إِيصال الرِّفْق إِليهم والحديثِ الآخر أَنت رَفِيق واللهُ الطَّبِيبِ أَي أَنت تَرفُق بالمريض وتُلَطِّفُه والله الذي يُبْرئه ويُعافِيه ويقال للمُتَطَبِّب مُترفِّق ورَفِيق وكره أَن يقال طبيب في خبر ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والرِّفْقُ والمِرْفَقُ والمَرْفِقُ والمَرفَقُ ما اسْتُعِينَ به وقد تَرَفَّقَ به وارْتفَق وفي التنزيل ويُهَيِّئُ لكم من أَمركم مِرْفَقاً مَن قرأَه مِرْفَقاً جعله مثل مقْطَع ومن قرأَه مَرْفِقاً جعله اسماً مثل مسجد ويجوز مَرْفَقاً أَي رِفْقاً مثل مَطْلَع ولم يُقرأْ به التهذيب كسر الحسنُ والأَعمش الميم من مِرْفَق ونصبَها أَهل المدينة وعاصم فكأَن الذين فتحوا الميم وكسروا الفاء أَرادوا أَن يَفْرقُوا بين المَرفِق من الأَمر وبين المِرْفَق من الإِنسان قال وأَكثر العرب على كسر الميم من الأَمر ومن مِرفَق الإِنسان قال والعرب أَيضاً تفتح الميم من مَرفِق الإِنسان لغتان في هذا وفي هذا وقال الأَخفش في قوله تعالى ويهيِّئ لكم من أَمركم مِرْفَقاً وهو ما ارتفَقْت به ويقال مَرفِق وقال يونس الذي اختاره المَرْفِقُ في الأَمر والمِرْفَقُ في اليد والمِرْفَقُ المُغْتَسَلُ ومَرافِقُ الدار مَصابُّ الماء ونحوُها التهذيب والمِرْفَقُ من مَرافِق الدار من المغتسل والكنيف ونحوه وفي حديث أَبي أَيُّوب وجدْنا مَرافِقَهم قد اسْتُقْبِل بها القِبْلةُ يريد الكُنُفَ والحُشُوشَ واحدها مِرْفَق بالكسر الجوهري والمِرْفَق والمَرْفِقُ مَوْصِلُ الذراع في العَضُد وكذلك المِرفَق والمَرفِقُ من الأَمر وهو ما ارتفقْت وانْتفعْت به ابن سيده المِرفَق والمَرفِق من الإِنسان والدابة أَعلى الذِّراع وأَسفلُ العَضُد والمِرفَقةُ بالكسر والمِرْفَقُ المُتَّكأُ والمِخَدَّةُ وقد تَرفَّق عليه وارْتَفَقَ تَوَكَّأَ وقد تَمَرْفَقَ إِذا أَخذَ مِرْفَقةً وبات فلان مُرتَفِقاً أَي مُتَّكِئاً على مِرفَق يده وأَنشد ابن بري لأَعشى باهِلةَ فبِتُّ مُرْتَفِقاً والعينُ ساهِرةٌ كأَنَّ نَوْمي عليَّ اللَّيلَ مَحْجُورُ وقال عز وجل نِعْمَ الثوابُ وحَسُنَت مُرْتَفَقاً قال الفراء أُنِّثَ الفعل على معنى الجنة ولو ذُكِّرَ كان صواباً ابن السكيت مرتفَقاً أَي مُتَّكأً يقال قد ارْتفَق إِذا اتَّكأَ على مِرْفَقةٍ وقال الليث المِرفق مكسور من كل شيء من المُتَّكَأِ ومن اليد ومن الأَمر وفي الحديث أَيُّكم ابنُ عبد المطلب ؟ قالوا هو الأَبيضُ المُرتفِق أَي المتكِئُ على المِرفَقة وهي كالوِسادة وأَصله من المِرْفَق كأَنه اسْتعملَ مِرفقه واتَّكأَ عليه ومنه حديث ابن ذي يَزَنَ اشْرَبْ هَنيئاً عليكَ التاج مُرْتَفِقا وقيل المِرْفَقُ من الإِنسان والدابة والمَرْفِقُ الأَمر الرَّفيقُ ففُرِقَ بينهما بذلك والرَّفَقُ انْفِتالُ المِرْفَقِ عن الجنب وقد رَفِقَ وهو أَرْفَقُ وناقة رَفْقاء قال أَبو منصور الذي حفظته بهذا المعنى ناقة دَفْقاء وجمل أَدْفَقُ إِذا انْفَتَق مِرفَقُه عن جنبه وقد تقدم ذكره وبعير مَرْفوقٌ يشتكي مِرفَقه وناقة رَفقاء اشْتَدَّ إِحليل خِلْفها فحلَبت دماً ورَفِقةٌ وَرِمَ ضَرْعُها وهو نحو الرَّفْقاء وقيل الرَّفِقةُ التي تُوضع التَّوْدِيةُ على إِحليلها فيَقْرَح قال زيد بن كُثْوَةَ إِذا انْسَدَّت أَحالِيل الناقة قيل بها رَفَقٌ وناقة رَفِقة قال وهو حرف غريب الليث المِرْفاقُ من الإِبل إِذا صُرَّت أَوْجَعها الصِّرار فإِذا حُلِبت خرج منها دم وهي الرَّفِقةُ وناقة رَفِقة أَيضاً مُذْعِنة والرِّفاق حبل يشد من الوَظِيف إِلى العضد وقيل هو حبل يشد في عنق البعير إِلى رُسْغه قال بشر بن أَبي خازم فإِنَّكَ والشَّكاةَ مِن آلِ لأْمٍ كذاتِ الضِّغْنِ تَمْشي في الرِّفاقِ والجمعُ رُفُقٌ وذاتُ الضغن ناقة تَنْزِعُ إِلى وَطَنِها يعني أَنَّ ذات الضغن ليست بمُستقيمة المشي لما في قلبها من النِّزاع إلى هَواها وكذلك أَنا لست بمستقيم لآل لأْم لأَن في قلبي عليهم أَشياء ومثله قول الآخر وأَقْبَلَ يَزْحَفُ زَحْفَ الكَسِير كأَنَّ على عَضُدَيْهِ رِفاقا ورَفَقها يرفُقها رَفْقاً شدَّ عليها الرِّفاق وذلك إِذا خِيف أَن تنزِع إِلى وطَنِها فَشَدَّها الأَصمعي الرِّفاقُ أَن يُخْشَى على الناقة أَن تَنزع إِلى وطنها فيُشدَّ عضُدُها شدّاً شديداً لتُخْبَل عن أَن تُسْرِعَ وذلك الحبل هو الرِّفاق وقد يكون الرِّفاق أَيضاً أَن تَظلَع من إِحدى يديها فيَخْشون أَن تُبْطِرَ اليدُ الصحيحةُ السقيمةَ ذَرْعَها فيَصيرَ الظَّلَعُ كَسْراً فيُحزَّ عضُد اليد الصحيحةِ لكي تَضْعُفَ فيكون سَدْوُهما واحداً وجمل مِرْفاق إِذا كان مِرْفَقُه يُصيب جنبه ورافَق الرجلَ صاحَبَه ورَفِيقُك الذي يُرافِقُك وقيل هو الصاحب في السفر خاصّة الواحد والجمع في ذلك سواء مثل الصَّدِيق قال الله تعالى وحَسُن أُولئكَ رَفِيقاً وقد يجمع على رُفَقاء وقيل إِذا عَدا الرَّجلان بلا عمل فهما رَفِيقانِ فإِن عَمِلا على بَعِيرَيْهما فهما زَمِيلانِ وتَرافَق القوم وارْتفَقُوا صاروا رُفَقاء والرُّفاقةُ والرُّفْقةُ والرِّفْقة واحد الجماعة المُترافِقون في السفر قال ابن سيده وعندي أَن الرِّفْقةَ جمع رَفِيق والرُّفْقة اسم للجمع والجمع رِفَقٌ ورُفَقٌ ورِفاقٌ ابن بري الرِّفاقُ جمع رُفْقةٍ كعُلْبةٍ وعِلابٍ قال ذو الرمة قِياماً يَنْظُرُونَ إِلى بِلالٍ رِفاقَ الحَجِّ أَبْصَرَتِ الهِلالا قالوا في تفسير الرِّفاق جمع رُفْقة ويجمع رُفَق أَيضاً ومَن قال رِفْقة قال رِفَقٌ ورِفاقٌ وقيس تقول رِفْقة وتميم رُفْقة ورِفاقٌ أَيضاً جمع رَفِيق ككريم وكِرام والرِّفاقُ أَيضاً مصدر رافَقْتُه الليث الرّفقة يُسمون رفقة ما داموا منضمين في مجلس واحد ومَسير واحد فإِذا تفرَّقوا ذهب عنهم اسم الرّفْقة والرّفْقة القوم يَنْهَضُونَ في سَفَر يسيرون معاً وينزلون معاً ولا يَفْترِقون وأَكثرُ ما يُسمَّوْن رفقة إِذا نهضوا مُيّاراً وهما رَفِيقانِ وهم رُفقاء ورَفِيقُك الذي يُرافِقُك في السفر تَجْمَعُك وإِيّاه رفقة واحدة والواحد رَفِيق والجمع أَيضاً رَفِيق تقول رافَقْته وتَرافَقْنا في السفر والرَّفِيق المُرافِقُ والجمع الرُّفقاء فإِذا تفرَّقوا ذهب اسم الرفقة ولا يذهب اسم الرفيق وقال أَبو إِسحاق في معنى قوله وحسُن أُولئك رفيقاً قال يعني النبيين صلوات الله عليهم أَجمعين لأنه قال ومَن يُطِع الله والرسول فأُولئك يعني المُطِيعين مع الذين أَنعم الله عليهم من النبيين والصدِّيقين والشُّهداء والصالحين وحسُن أُولئك رفيقاً يعني الأَنبياء ومَن معهم قال ورفيقاً منصوب على التمييز ينوب عن رُفقاء وقال الفراء لا يجوز أَن ينوب الواحد عن الجمع إِلا أَن يكون من أَسماء الفاعلين لا يجوز حسُن أُولئك رجلاً وأَجازه الزجاج وقال هو مذهب سيبويه وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه خُيِّرَ عند موته بين البَقاء في الدنيا والتوسِعة عليه فيها وبين ما عند الله فقال بل مع الرفيقِ الأَعلى وذلك أَنه خُيِّر بين البقاء في الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله وكأَنه أَراد قوله عز وجل وحَسُنَ أُولئك رفيقاً ولما كان الرفيق مشتقّاً من فعل وجاز أَن ينوب عن المصدر وُضع مَوْضع الجميع وقال شمر في حديث عائشة فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَثْقُل في حِجْري قالت فذهبت أَنظر في وجهه فإِذا بصرهُ قد شَخَص وهو يقول بل الرفِيقَ الأَعْلى من الجنة وقُبِضَ قال أَبو عَدْنانَ قوله في الدعاء اللهم أَلْحِقْني بالرَّفيق الأَعلى سمعت أَبا الفَهْدِ الباهِليّ يقول إِنه تبارك وتعالى رَفِيقٌ وَفِيقٌ فكأَن معناه أَلحقني بالرَّفيق أَي بالله يقال اللهُ رَفيق بعباده من الرِّفْق والرأْفة فهو فَعِيل بمعنى فاعل قال أَبو منصور والعلماء على أَن معناه أَلحقني بجماعة الأَنبياء الذين يسكنون أَعلى عِلِّيِّين وهو اسم جاء على فَعِيل ومعناه الجَماعة كالصَّدِيق والخَليط يقع على الواحد والجمع والله عز وجل أَعلم بما أَراد قال ولا أَعرف الرفيق في صفات الله تعالى وروى الأَزهري من طريق آخر عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذا ثَقُل إِنسان من أَهله مسَحَه بيده اليمنى ثم يقول أَذْهِبِ الباسَ ربَّ الناسِ واشْفِ أَنتَ الشافي لا شِفاء إِلا شِفاؤُك شِفاءٌ لا يُغادِرُ سَقَماً قالت عائشة فلما ثقل أَخذت بيده اليمنى فجعلت أَمْسَحُه وأَقولهن فانتزع يده مني وقال اللهم اغفر لي واجعلني من الرَّفيق وقوله من الرَّفيق يدل على أَن المراد بالرفيق جماعة الأَنبياء والرفيقُ ضدُّ الأَخْرَق ورَفِيقةُ الرجل امرأَته هذه عن اللحياني قال وقال أَبو زياد في حديثه سأَلني رَفيقي أَراد زوجتي قال ورَفيقُ المرأَة زوجها قال شمر سمعت ابن الأَعرابي يُنشد بيت عبيد من بَين مُرْتَفِقٍ منها ومُنْصاحِ وفسر المُنْصاحَ الفائضَ الجاري على وجه الأرض والمُرْتَفِقُ المُمْتلِئ الواقف الثابت الدائم كَرَبَ أَن يَمتلئ أَو امْتلأَ ورواه أَبو عبيدة وقال المنصاح المُنْشَقُّ والرَّفَقُ الماءُ القصير الرِّشاء وماءٌ رَفَقٌ قصير الرشاء ومَرْتَعٌ رَفِيق لبس بكثير ومَرْتَعٌ رَفَقٌ سهل المَطْلَبِ ويقال طلبْتُ حاجة فوجدتها رَفَق البُغْيةِ إِذا كانت سَهْلة وفي ماله رَفَقٌ أَي قِلَّةٌ والمعروف عند أَبي عبيد رَقَقٌ بقافين والرَّافِقةُ موضع أَو بلد وفي حديث طَهْفةَ في رواية ما لم تُضْمِرُوا الرِّفاق وفُسِّرَ بالنِّفاق ومَرْفَقٌ اسم رجل من بني بكر بن وائل قتلته بنو فَقْعَسٍ قال المَرّارُ الفَقعسِيُّ وغادَرَ مَرْفَقاً والخَيْلُ تَرْدي بسَيْلِ العِرْضِ مُسْتَلَباً صَرِيعا
رقق
الرَّقِيقُ نقيض الغَلِيظ والثَّخِينِ والرِّقَّةُ ضدُّ الغِلَظ رَقَّ يَرِقُّ رِقَّة فهو رَقِيقٌ ورُقاقٌ وأَرَقَّه ورَقَّقه والأُنثى رَقيقةٌ ورُقاقةٌ قال من ناقةٍ خَوَّارةٍ رَقِيقهْ تَرْمِيهمُ ببَكَراتٍ رُوقَهْ معنى قوله رقيقة أنها لا تَغْزُر الناقةُ حتى تَهِنَ أَنقاؤها وتَضْعُف وتَرِقَّ ويتسع مَجرى مُخِّها ويَطِيب لحمها ويكر مُخُّها كل ذلك عن ابن الأَعرابي والجمع رِقاق ورَقائق وأَرَقَّ الشيءَ ورَقَّقه جعله رقيقاً واسْترقَّ الشيءُ نقيض استغلظَ ويقال مال مُترقْرِقُ السِّمَن ومترقرق الهُزال ومُترقرق لأَن يَرْمِدَ أَي مُتَهيِّء له تراه قد دَنا من ذلك الرَّمْدُ الهَلاكُ ومنه عامُ الرَّمادةِ والرِّقُّ الشيء الرَّقيقُ ويقال للأَرض اللينة رِقٌّ عن الأَصمعي ورَقَّ جِلد العِنب لَطُفَ وأَرَقَّ العنبُ رَقَّ جلده وكثر ماؤُه وخص أَبو حنيفة به العنب الأَبيض ومُسْتَرَقُّ الشيء ما رَقَّ منه ورَقِيقُ الأَنف مُسْتَرَقُّه حيث لانَ من جانبه قال سالَ فقد سَدَّ رَقِيقَ المَنْخَرِ أَي سال مُخاطُه وقال أَبو حَيَّة النُّمَيْري مُخْلِف بُزْلٍ مُعالاةٍ مُعرَّضةٍ لم يُسْتَمَلْ ذو رَقِيقَيْها على وَلَدِ قوله مُعالاةٍ مُعرَّضةٍ يقول ذهب طولاً وعَرْضاً وقوله لم يُسْتَمل ذو رقيقيْها على ولد فتَشُمَّه ومَرَقَّا الأَنْفِ كَرَقيقَيْه ورواه ابن الأَعرابي مرة بالتخفيف وهو خطأٌ لأَن هذا إِنما هو من الرِّقة كما بَيَّنَّا الأَصمعي رَقِيقا النُّخْرَتَينِ ناحِيتاهما وأَنشد ساطٍ إِذا ابْتَلَّ رَقِيقاهُ نَدى ندى في موضع نصب ومَراقُّ البطن أَسفله وما حوله مما اسْتَرَقَّ منه ولا واحد لها التهذيب والمَراقُّ ما سَفَل من البطن عند الصِّفاق أَسفل من السُّرَّةِ ومَراقُّ الإبِلِ أَرْفاغُها وفي حديث عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذا أَرادَ أَنْ يغْتسِلَ من الجنابةِ بَدأَ بيمينه فغَسلها ثم غسل مَراقَّه بشِماله ويُفِيضُ عليها بيمينه فإِذا أَنْقاها أَهْوى بيده إِلى الحائط فدَلَكَها ثم أَفاضَ عليها الماء أَراد بمراقِّه ما سفل من بطنه ورُفْغَيْه ومَذاكيره والمواضع التي تَرِقُّ جلودها كنَى عن جميعها بالمَراقِّ وهو جمع المَرَقِّ قال الهروي واحدها مَرَقٌّ وقال الجوهري لا واحد لها وفي الحديث أَنه اطَّلى حتى إِذا بلغ المَراقّ وليَ هو ذلك بنفْسه واستعمل أَبو حنيفة الرِّقَّة في الأَرض فقال أَرض رَقيقة وعيش رَقيق الحَواشي ناعِم والرَّقَقُ رِقَّة الطعام وفي ماله رَقَقٌ ورقَّة أَي قِلَّةٌ وقد أَرَقَّ وذكره الفرَّاءُ بالنفي فقال يقال ما في ماله رَقَقٌ أَي قلة والرَّقَقُ الضَّعْفُ ورجل فيه رَقَقٌ أَي ضَعف ومنه قول الشاعر لم تَلْقَ في عَظْمِها وَهْناً ولا رَقَقا والرِّقَّةُ مصدر الرقيق عامٌّ في كل شيء حتى يقال فلان رَقيقُ الدِّين وفي حديث اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى فإِنه مالٌ رَقيقٌ قال القتيبي يعني أَنه ليس له صبر الضأْن على الجَفاء وفساد العَطَن وشِدَّة البَرْد وهم يضربون المثل فيقولون أَصْرَدُ من عَنْز جَرْباء وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَن أَبا بكر رضي الله عنه رجل رَقيقٌ أَي ضعيف هَيِّن ومنه الحديث أَهلُ اليمن هم أَرَقُّ قلوباً أَي أَليَن وأَقبل للمَوْعِظة والمراد بالرِّقَّة ضدّ القَسوة والشدَّة وتَرَقَّقته الجارية فَتَنتْه حتى رَقَّ أَي ضَعُف صبره قال ابن هَرْمة دَعتْه عَنْوةً فَتَرَقَّقَتْه فَرَقَّ ولا خَلالةَ للرَّقِيقِ ابن الأَعرابي في قول الساجع حين قالت له المرأَة أَين شَبابُكَ وجَلَدُكَ ؟ فقال مَن طال أَمَدُه وكثر ولدُه ورَقَّ عدَده ذهب جَلَدُه قوله رَقَّ عدده أَي سِنُوه التي يَعُدُّها ذهب أَكثرُها وبقي أَقلُّها فكان ذلك الأَقل عنده رَقِيقاً والرَّقَقُ ضَعْفُ العِظام وأَنشد حَلَّتْ نَوارُ بأَرْضِ لا يُبَلِّغُها إِلا صَمُوتُ السُّرَى لا تَسأَم العَنَقا خَطَّارةٌ بعد غِبِّ الجَهْدِ ناجِيةٌ لم تَلْقَ في عَظْمِها وَهْناً ولا رَقَقا وأَنشد ابن بري لأَبي الهيثم الثعلبي لها مسائحُ زورٌ في مَراكِضها لِينٌ وليس بها وَهْنٌ ولا رَقَقُ( * قوله « لها » كذا بالأصل وصوب ابن بري كما في مادة مسح لنا )
ويقال رقَّت عظامُ فلان إِذا كَبِر وأَسَنَّ وأَرَقَّ فلان إِذا رَقَّتْ حالُه وقلَّ ماله وفي حديث عثمان رضي الله عنه كَبِرَتْ سِنِّي ورَقَّ عظمي أَي ضَعُفت والرِّقَّةُ الرحمة ورقَقْت له أَرِقُّ رحِمْتُه ورَقَّ وجهُه استحيا أَنشد ابن الأَعرابي إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثيئةِ هاجَرٌ وهَكَّ الخَلايا لم تَرِقَّ عُيُونُها لم ترِقّ عيونها أَي لم تَستَحْيِ والرَّقاق بالفتح الأَرض السَّهلةُ المُنبسِطة المُستوِِية الليِّنةُ الترابِ تحت صلابة قصره رؤبة بن العجاج في قوله كأَنَّها وهْيَ تَهاوَى بالرَّقَقْ من ذَرْوِها شِبْراقُ شَدٍّ ذي عَمَقْ
( * قوله « تهاوى بالرقق » كذا في الأصل وهو في الصحاح أيضاً بواو في تهاوى وقافين في الرقق والذي سيأتي للمؤلف في مادتي شبرق ومعق تهادى في الرفق بدال بدل الواو وفاء بدل القاف وضبطت الرفق بضم ففتح في المادتين )
الأصمعي الرَّقاقُ الأَرض اللينة من غير رمل وأَنشد كأَنَّها بين الرَّقاقِ والخَمَرْ إِذا تَبارَيْنَ شَآبِيبُ مَطَرْ وقال الراجز ذارِي الرَّقاقِ واثِبُ الجراثِمِ أَي يَذْرُو في الرَّقاقِ ويثب في الجَراثِيمِ من الرمل وأَنشد ابن بري لإِبراهيم بن عِمران الأَنصاري رَقاقُها ضَرِمٌ وجَريُها خَذِمٌ ولَحْمها زِيَمٌ والبَطْنُ مَقْبُوبُ والرُّقاقُ بالضم الخبز المنبسط الرَّقِيقُ نقيض الغَلِيظ يقال خُبْز رُقاق ورَقِيق تقول عندي غلام يَخْبِز الغليظ والرقيق فإِن قلت يخبز الجَرْدَقَ قلت والرُّقاق لأَنهما اسمان والرُّقاقة الواحدة وقيل الرُّقاق المُرَقَّق وفي الحديث أَنه ما أَكل مُرَقَّقاً قَطُّ هو الأَرْغِفة الواسعة الرَّقِيقة يقال رَقِيق ورُقاق كطَويل وطُوال والرُّقُّ الماءُ الرَّقيق في البحر أَو في الوادي لا غُزْرَ له والرَّقُّ الصحيفة البيضاء غيره الرَّق بالفتح ما يُكتب فيه وهو جِلْد رَقِيق ومنه قوله تعالى في رَقٍّ مَنْشُور أَي في صُحُفٍ وقال الفراء الرَّقُّ الصحائف التي تُخرج إِلى بني آدم يوم القيامة فآخِذٌ كتابَه بيمينه وآخذ كتابه بشماله قال الأَزهري وما قاله الفراء يدل على أَنَّ المكتوب يسمى رَقّاً أَيضاً وقوله وكِتابٍ مَسْطور الكتاب ههنا ما أُثْبِت على بني آدم من أَعمالهم والرَّقَّةُ كلّ أَرض إِلى جَنب وادٍ ينبسط عليها الماء أَيَّام المَدِّ ثم يَنْحَسِرُ عنها الماء فتكون مَكْرُمةً للنبات والجمع رِقاقٌ أَبو حاتم الرَّقَّة الأَرض التي نَضَب عنها الماء والرَّقَّةُ البيضاء معروفة منه والرَّقَّةُ اسم بلد والرَّقُّ ضرب من دوابِّ الماء شِبه التِّمْساح والرَّق العظيم من السَّلاحِف وجمعه رُقُوق وفي الحديث كان فقهاء المدينة يشترون الرَّقَّ فيأْكلونه قال الحَربي هو دُوَيْبة مائية لها أَربع قوائم وأَظفار وأَسنان تُظهرها وتُغيِّبها والرِّقُّ بالكسر المِلك والعُبودِيَّةُ ورَقَّ صار في رِقٍّ وفي الحديث عن علي عليه السلام قال يُحَطُّ عنه بقَدْر ما عَتَق ويَسْعَى فيما رَقَّ منه وفي الحديث يُودَى المُكاتَبُ بقَدْر ما رَقَّ منه دِيةَ العَبْدِ وبقدر ما أَدَّى دِيةَ الحُرِّ ومعناه أَن المكاتَب إِذا جني عليه جِنايةٌ وقد أَدَّى بعضَ كتابته فإِنَّ الجاني عليه يَدْفَع إِلى ورثته بقدر ما كان أَدَّى من كتابته دِيةَ حُرٍّ ويدفع إلى مولاه بقدر ما بقي من كتابته دِيةَ عبدٍ كأَن كاتَب على أَلف وقِيمتُه مائة ثم قُتِل وقد أَدَّى خمسمائة فلورثته خمسة آلاف نصفُ دية حُرّ ولسيده خمسون نصف قيمته وهذا الحديث خَرّجه أَبو داود في السنن عن ابن عباس وهو مذهب النخعي ويروى عن عليّ شيء منه وأَجمع الفقهاء على أَنّ المُكاتَب عبد ما بَقِي عليه دِرْهم وعَبْدٌ مَرْقُوق ومُرَقٌّ ورَقيقٌ وجمع الرَّقيق أَرِقَّاء وقال اللحياني أَمةٌ رَقيق ورَقِيقة من إِماء رقائقَ فقط وقيل الرقيق اسم للجمع واسترقَّ المَمْلوكَ فرَقَّ أَدخله في الرِّقِّ واسْترقَّ مملوكَه وأَرَقَّه وهو نقيض أَعْتقَه والرَّقيقُ المملوك واحد وجمع فَعِيل بمعنى مفعول وقد يُطلق على الجماعة كالرَّفيق تقول منه رَقَّ العبدَ وأَرَقَّه واسْترقَّه الليث الرِّقُّ العُبودة والرَّقيق العبد ولا يؤخذ منه على بناء الاسم وقد رَقَّ فلان أَي صار عبداً أَبو العباس سمي العبيد رَقِيقاً لأَنهم يَرِقُّون لمالكهم ويَذِلُّون ويَخْضَعون وسميت السُّوق سوقاً لأَن الأَشياءَ تُساق إِليها والسَّوْقُ مصدر والسُّوقُ اسم وفي حديث عُمر فلم يبق أَحد من المسلمين إِلا له فيها حَظٌّ وحَقٌّ إِلاّ بعضَ مَن تملكون مِن أَرِقّائكم أَي عبيدكم قيل أَراد به عبيداً مخصوصين وذلك أَنّ عمر رضي الله عنه كان يُعطي ثلاثة مَماليك لبني غفار شهدوا بَدْراً لكل واحد منهم في كل سنة ثلاثة آلاف درهم فأَراد بهذا الاستثناء هؤلاء الثلاثة وقيل أَراد جميع المماليك وإِنما استثنى من جملة المسلمين بعضاً من كل فكان ذلك منصرفاً إلى جنس المماليك وقد يوضع البعض موضع الكل حتى قيل إِنه من الأَضداد والرِّقُّ أَيضاً الشيء الرَّقيق ويقال للأَرض الليِّنةِ رِقٌّ عن الأَصمعي والرِّقُّ ورَق الشجر وروى بيت جُبَيها الأَشجعي نَفى الجَدْبُ عنه رِقَّه فهو كالِحُ والرِّقُّ نبات له عُود وشَوْك وورَق أَبيض ورَقْرَقْت الثوب بالطِّيب أَجْريته فيه قال الأَعشى وتَبْرُدُ بَرْدَ رِداء العَرُو س بالصَّيْفِ رَقْرَقْتَ فيه العَبِيرا ورَقْرَقَ الثَّرِيدَ بالدَّسَم آدَمَه به وقيل كثَّره ورَقْراقُ السحاب ما ذهَب منه وجاء والرَّقراقُ تَرْقْرُق السَّراب وكل شيء له بَصيص وتلأْلُؤ فهو رَقْراق قال العجاج ونَسَجَتْ لَوامِعُ الحَرُورِ بِرَقْرقانِ آلِها المَسْجُورِِ رَقْرقان ما تَرَقْرَق من السراب أَي تحرَّك والمَسْجُور ههنا المُوقد من شدَّة الحَرّ وفي الحديث أَن الشمسَ تَطْلُع تَرَقْرَقُ قال أَبو عبيد يعني تَدُور تجيء وتذهب وهي كناية عن ظُهور حركتها عند طلوعها فإِنها تُرى لها حركةٌ مُتَخَيَّلة بسبب قُربها من الأُفُق وأَبْخِرته المُعْتَرِضة بينها وبين الأَبصار بخلاف ما إِذا علَتْ وارتفعت وسراب رَقْراقٌ ورَقرقانٌ ذو بَصيصٍ وتَرَقرَقَ جرَى جَرْياً سَهلاً وترَقْرق الشيءُ تلأْلأ أَي جاء وذهبَ ورقْرقْت الماء فترقْرقَ أَي جاء وذهب وكذلك الدَّمعُ إِذا دار في الحِملاق وسيفٌ رُقارِقٌ برّاق وثوب رُقارِق رَقيق وجارية رَقْراقة كأَنّ الماء يجري في وجهها وجارية رَقْراقةُ البشَرة برّاقة البياضِ وترَقْرقَت عينه دَمَعت ورَقْرَقَها هو ورَقْراقُ الدمع ما ترَقْرقَ منه قال الشاعر فإِنْ لم تُصاحِبْها رَمَيْنا بأَعْيُنٍ سَريعٍ برَقْراقِ الدُّمُوعِ انْهِلالُها ورَقْرقَ الخمرَ مَزَجَها وتَرْقِيقُ الكلام تحسينه وفي المثل عن صَبُوحٍ تُرَقِّقُ يقول تُرَقِّق كلامك وتُلطِّفه لتوجب الصَّبُوح قاله رجل لضيف له غَبَقَه فرقّق الضيفُ كلامَه ليُصْبِحه وروي هذا المثل عن الشعبي أَنه قال لرجل سأَله عن رجل قبَّل أُمَّ امرأَته فقال حَرُمت عليه امرأَته أَعن صَبوح تُرَقِّق ؟ قال أَبو عبيد اتَّهمه بما هو أَفْحش من القُبلة وهذا مثل للعرب يقال لمن يُظهر شيئاً وهو يريد غيره كأَنه أَراد أَن يقول جامَع أُمَّ امرأَته فقال قَبَّل وأَصله أَن رجلاً نزل بقوم فبات عندهم فجعل يُرقّق كلامه ويقول إِذا أَصبحت غداً فاصْطبحت فعلت كذا يريد إِيجاب الصَّبُوح عليهم فقال بعضهم أَعن صَبُوح تُرقِّق أَي تُعرّض بالصَّبُوح وحقيقته أَنّ الغَرض الذي يَقْصِده كأَنّ عليه ما يستُره فيريد أَن يجعله رَقِيقاً شَفّافاً يَنِمُّ على ما وَراءه وكأَنَّ الشعبي اتَّهم السائل وتوهّم أَنه أَراد بالقُبلة ما يَتْبَعُها فغَلّظ عليه الأَمرَ وفي الحديث وتجيء فِتْنةٌ فيُرَقّقُ بعضُها بَعْضاً أَي يُشَوِّق بتَحسينها وتَسْوِيلها وترقَّقْتَ له إِذا رَقَّ له قلبُك والرَّقاقُ السَّيْر السَّهل قال ذو الرمة باقٍ على الأَيْنِ يُعْطي إِن رَفَقْتَ به مَعْجاً رَقاقاً وإِن تَخْرُقْ به يَخِدِ أَبو عبيدة فرس مُرِقٌّ إِذا كان حافره خفيفاً وبه رَقَقٌ وحِضْنا الرجل رَقيقاه وقال مُزاحِم أَصابَ رَقِيقَيْهِ بِمَهْوٍ كأَنه شُعاعةُ قَرْنِ الشمس مُلْتَهِبِ النَّصْلِ
رمق
الرَّمَقُ بقيّة الحياةِ وفي الصحاح بَقِية الرُّوح وقيل هو آخِر النفْس وفي الحديث أَتيت أَبا جَهل وبه رَمَقٌ والجمع أَرْماقٌ ورجل رامِق ذو رَمَقٍ قال كأَنَّهمْ من رامِقٍ ومُقْصَدِ أَعَجازُ نَخْلِ الدَّقَلِ المُعَصَّدِ ورَمَّقه أَمْسكَ رَمَقه يقال رَمَّقُوه وهم يَرمِّقُونه بشيء أَي قَدرِ ما يُمْسِك رَمَقَه ويقال ما عَيْشُه إِلا رُمْقةٌ ورِماقٌ قال رؤبة ما وَجْزُ مَعْرُوفِك بالرِّماقِ ولا مُؤاخاتُك بالمِذاقِ أَي ليس بِمَحْضٍ خالصٍ والرَّمَقُ والرُّمْقةُ والرِّماقُ والرَّماقُ الأَخيرة عن يعقوب القليل من العَيْش الذي يُمْسِكُ الرَّمَقَ قال ومن كلامهم موتٌ لا يَجُرّ إِلى عارٍ خَير من عَيْشٍ في رِماق والمُرْمَقُّ من العَيش الدُّون اليَسِير وعَيْشٌ مُرْمَقٌّ قليل يَسير قال الكميت أَرانا على حُبِّ الحَياةِ وطُولِها يُجَدُّ بِنا في كلِّ يَوْمٍ ونَهْزِل( * قوله « يجد » رواه الجوهري في مادة هزل بالبناء للفاعل ونقل المؤلف عن ابن بري فيها أنه بالبناء للمفعول وقال قال وهو الصحيح )
نُعالِجُ مُرْمَقّاً من العَيْشِ فانياً له حارِكٌ لا يَحْمِلُ العِبْء أَجْزَلُ وعيش رَمِقٌ أَي يُمْسِك الرَّمَق وما في عيش فلان إِلا رُمْقة ورِماق أَي بلغة والرُّمُق الفُقراء الذين يتَبلَّغون بالرِّماق وهو القليل من العيش التهذيب وأَنشد المُنذِري لأَوْس صَبَوْتَ وهل تَصْبُو ورَأْسُك أَشْيَبُ وفاتَتْكَ بالرَّهْنِ المُرامِقِ زَيْنَبُ ؟ قال أَبو الهيثم الرَّهْن المُرامَق ويروى المُرامِق وهو الرَّهن الذي ليس بموثوق به وهو قلب أَوْس والمُرامِقُ الذي بآخِر رَمَقٍ وفلان يُرامِقُ عيْشَه إِذا كان يُدارِيه فارَقَتْه زينب وقلبُه عندها فأَوْسٌ يُرامِقُه أَي يُدارِيه والمُرامِقُ الذي لم يبقَ في قلبه من مودَّتك إِلا قليل قال الراجز وصاحِبٍ مُرامِقٍ داجَيْتُه دَهَنْتُه بالدُّهْن أَو طَلَيْتُه على بِلالِ نَفْسِه طَوَيْتُه ورامَقْتُ الأَمر إِذا لم تُبرمه قال العجاج والأمْرُ ما رامَقْتَه مُلَهْوَجا يُضْوِيك ما لم تَجْنِ منه مُنْضَجا ونخلة تُرامِقُ بعِرْق أَي لا تَحْيا ولا تموت والرُّمَّقُ الضعيفُ من الرِّجال وحَبْل مُرْماقٌّ ضعيف وقد ارْماقَّ الحبْلُ ارْمِيقاقاً وارْمَقَّ الأَمرُ ارْمِقاقاً أَي ضَعُف وحبل أَرْماقٌ ضعيف خَلَقٌ وارْمَقَّ العيْشُ ضَعُف وترمَّقَ الرجلُ الماءَ وغيره حَسا منه حُسْوةً بعد أُخرى والرَّمَقُ القَطيعُ من الغنم فارسي معرب ومن كلامهم أَضْرَعَتِ الضَّأْنُ فرَبِّقْ رَبِّقْ وأَضْرَعَتِ المَعز فرَمِّقْ رَمِّقْ يريد الأَرْباقَ وهي خُيوط تُطرَح في أَعناق البَهم لأَن الضأْن تُنزِل اللبن على رُؤوس أَولادها والمِعزى تُنزل قبل نِتاجها بأَيام يقول فتَرَمَّقْ لبنَها أَي اشرَبه قليلاً قليلاً ورجل مُرامِق سَيِّء الخُلُق عاجز ورامَقَه داراه مَخافة شره والرِّماقُ النِّفاق وفي حديث طَهْفةَ ما لم تُضْمِروا الرِّماق وهو قريب من هذا لأَنَّ المنافِقَ مُدارٍ بالكذب حكاه الهَرويّ في الغريبين يقال رامَقْته رِماقاً وهو أَن تنظُر إِليه شَزْراً نظَرَ العَداوة يعني ما لم تَضِق قلوبُكم عن الحقّ وفي حديث قُسٍّ أَرْمُق فَدْفَدَها أَي أَنظُر نظراً طويلاً شَزْراً والمُرَمِّقُ في الشيء الذي لا يُبالِغ في عَمَله والتَّرْمِيقُ العَمل يعمَلُه الرجل لا يُحْسِنه وقد يَتبلَّغ به يقال رَمِّقْ على مَزادَتَيْك أَي رُمَّهما مَرَمَّةً تتبَلَّغ بهما ورمقَه يَرْمُقه رَمْقاً ورامَقَه نظر إِليه ورمقْتُه ببصري ورامَقْتُه إِذا أَتْبَعْته بصَرك تتعهَّده وتنظر إِليه وتَرقُبه ورمَّقَ تَرْمِيقاً أَدامَ النظر مثل رَنَّقَ ورجل يَرْموقٌ ضعيف البصر والرُّمُقُ الحسَدةُ واحدهم رامِق ورَمُوقٌ والرَّامِقُ والرَّامِجُ هو المِلْواحُ الذي تُصاد به البُزاةُ والصُّقور وهو أَن تُشَدَّ رِجل البومة في شيء أَسود وتُخاطَ عيناها ويُشدّ في ساقها خيط طويل فإِذا وقع البازي عليها صاده الصيّاد من قُترته حكاه ابن دريد قال ولا أَحسبه عربيّاً صحيحاً وارْمقّ الطريقُ امتدّ وطال قال رؤبة عَرَفْتُ من ضَرْبِ الحَرِير عِتْقا فيه إِذا السَّهْبُ بهِنّ ارْمَقّا الأَصمعي ارْمَقَّ الإِهابُ ارْمِقاقاً إِذا رَقَّ ومنه ارْمِقاقُ العيش وأَنشد غيره ولم يَدْبُغُونا على تِحْلِئٍ فيَرْمَقُّ أَمْرٌ ولم يَعْمَلُوا والمُرْمَقُّ الفاسد من كل شيء
رنق
الرَّنْق تراب في الماء من القَذى ونحوه والرَّنَقُ بالتحريك مصدر قولك رَنِقَ الماءُ بالكسر ابن سيده رَنَقَ الماءُ رَنْقاً ورُنُوقاً ورَنِقَ رَنَقاً فهو رَنِقٌ ورَنْقٌ بالتسكين وتَرَنَّقَ كَدِرَ أَنشد أَبو حنيفة لزُهَير شَجَّ السُّقاةُ على ناجُودِها شَبِماً مِن ماء لِينَة لا طَرْقاً ولا رَنَقا كذا أَنشده بفتح الراء والنون الجوهري ماء رَنْق بالتسكين أَي كَدِر قال ابن بري قد جمع رَنْقٌ على رَنائق كأَنه جمع رَنِيقة قال المجنون يُغادِرْنَ بالمَوْماةِ سَخْلاً كأَنه دَعامِيصُ ماء نَشَّ عنها الرّنائقُ وفي حديث الحسن وسئل أَيَنْفُخ الرجل في الماء ؟ فقال إِن كان من رَنَقٍ فلا بأْس أَي من كَدَرٍ يقال ماء رَنْق بالسكون وهو بالتحريك مصدر ومنه حديث ابن الزبير( * قوله « حديث ابن الزبير » هو هنا في النسخة المعول عليها من النهاية كذلك وفيها من مادة طرق حديث معاوية ) ليس للشارِبِ إِلاّ الرَّنْقُ والطَّرْقُ ورَنَّقَه هو وأَرْنَقه إِرناقاً وترنيقاً كدَّرَه والرَّنْقة الماء القليل الكَدِر يبقى في الحوض عن اللحياني وصار الطين رَنْقة واحدة إِذا غلَب الطين على الماء عنه أَيضاً وقال أَبو عبيد التَّرْنوق الطين الذي في الأَنهار والمَسِيل ورَنِقَ عيشُه رَنَقاً كَدِرَ وعيش رَنِقٌ كَدِرٌ وما في عيشِه رَنَقٌ أَي كَدَرٌ ابن الأَعرابي التَّرْنِيقُ يكون تَكْدِيراً ويكون تَصْفِية قال وهو من الأَضْداد يقال رَنَّق الله قَذاتَك أَي صَفّاها والتَّرْنِيقُ كَسْر الطائر جناحَه من داء أَو رَمْي حتى يسقط وهو مُرَنَّقُ الجَناحِ وأَنشد فيَهْوِي صَحِيحاً أَو يُرَنِّقُ طائرُهْ وتَرْنِيقُ الطائر على وجهين أَحدهما صَفُّه جناحيه في الهواء لا يُحرِّكهما والآخر أَن يَخْفِقَ بجناحيه ومنه قول ذي الرمة إِذا ضَرَبَتْنا الرِّيحُ رَنَّق فَوْقَنا على حَدِّ قَوْسَيْنا كما خَفَقَ النَّسْرُ ورَنَّق الطائرُ رَفْرَفَ فلم يسقط ولم يَبْرَحْ قال الراجز وتَحْتَ كلّ خافِقٍ مُرَنِّقِ مِن طيِّءٍ كلُّ فتىً عَشَنَّقِ وفي الصحاح رَنَّق الطائرُ إِذا خفَق بجناحيه في الهواء وثبت فلم يطر وفي حديث سليمان احْشُروا الطيرَ إِلا الرَّنْقاء هي القاعدة على البيض وفي الحديث أَنه ذَكَر النفخ في الصور فقال تَرْتَجُّ الأَرضُ بأَهلها فتكون كالسَّفِينة المُرَنِّقة في البحر تضربها الأَمواجُ يقال رَنَّقت السفينة إِذا دارَتْ في مَكانها ولم تَسِر ورنَّق تحيَّر والتَّرْنِيقُ قِيام الرَّجل لا يدري أَيذهب أَم يجيء ورَنَّق اللِّواءُ كما يقال رَنَّق الطائر أَنشد ابن الأعرابي يَضْرِبُهم إِذا اللِّواء رنَّقا ضَرْباً يُطِيح أَذْرُعاً وأَسْوُقا وكذلك الشمس إِذا قاربت الغروب قال أَبو صخر الهذلي ورَنَّقَتِ المَنِيّة فهْي ظِلٌّ على الأَبْطال دانِيةُ الجَناحِ
( * قوله « قال أبو صخر الهذلي ورنقت إلخ » عبارة الأساس ورنقت منه المنية دنا وقوعها قال ورنقت المنية إلخ البيت )
ابن الأَعرابي أَرْنَقَ الرجلُ إِذا حرَّك لِواءه للحَمْلة وأَرْنَق اللواءُ نفسُه ورَنَّقَ في الوجهين مثله ورَنَّقَ النظَرَ أَخفاه من ذلك ورَنَّقَ النومُ في عينه خالَطها قال عدِيّ بن الرِّقاعِ وَسْنان أَقْصده النعاسُ فرَنَّقَتْ في عَيْنِه سِنةٌ وليس بِنائم ورَنَّق النظَرَ عن ابن الأَعرابي وأَنشد رَمَّدَتِ المِعْزى فَرَنِّقْ رَنِّق ورَمَّدَ الضَّأْنُ فَرَبِّقْ رَبِّق أَي انْتَظِر ولادتها فإِنه سيطول انتظارك لها لأَنها تُرْئي ولا تَضع إِلا بعد مدّة وربما قيل بالميم
( * قوله « بالميم » أي بدل النون في رنق وبالدال أي بدل الراء وقوله « وترنيقها أن إلخ » المناسب وترميدها ) وبالدال أَيضاً وتَرْنِيقها أَن تَرِمَ ضُروعها ويظهر حَملُها والمِعزى إِذا رمَّدت تأَخَّر ولادها والضأْن إِذا رمّدت أَسرع وِلادها على أَثر تَرْمِيدها والتَّرْبِيقُ إِعداد الأَرْباق للسِّخال ولَقِيت فلاناً مُرَنِّقة عيناه أَي منكسر الطرْف من جُوع أَو غيره والترْنِيقُ إِدامة النظر لغة في التَّرْمِيق والتَّدْنِيق ورَنَّقَ القوم بالمكان أَقاموا به واحْتَبَسوا به والترْنِيق الانتظار للشيء والترْنيق ضعف يكون في البصر وفي البدن وفي الأَمر يقال رَنَّق القوم في أَمر كذا أَي خَلطُوا الرأْي والرَّنْقُ الكذب والرَّوْنَقُ ماء السيف وصَفاؤه وحُسنه ورَوْنَقُ الشباب أَوّله وماؤه وكذلك رَوْنَقُ الضُّحى يقال أَتيته رَوْنَقَ الضحى أَي أَوَّلها قال أَلم تَسْمَعِي أَيْ عَبْدَ في رَوْنَقِ الضُّحى بُكاء حَماماتٍ لَهُنَّ هَدِيرُ ؟
رهق
الرَّهَقُ الكذب وأَنشد حَلَفَتْ يَمِيناً غير ما رَهَقٍ باللهِ ربِّ محمدٍ وبِلالِ أَبو عمرو الرَّهَقُ الخِفّةُ والعَرْبَدةُ وأَنشد في وصف كَرْمةٍ وشرابها لها حَلِيبٌ كأنَّ المِسْكَ خالَطَه يَغْشى النَّدامى عليه الجُودُ والرَّهَقُ أَراد عَصِيرَ العنب والرَّهَقُ جهل في الإِنسان وخِفَّة في عقله تقول به رَهَق ورجل مُرَهَّقٌ موصوف بذلك ولا فِعل له والمُرَهَّقُ الفاسِد والمُرَهَّقُ الكريم الجَوّاد ابن الأَعرابي إِنه لَرَهِقٌ نَزِلٌ أَي سريع إِلى الشرّ سريع الحِدَّة قال الكميت وِلايةُ سِلَّغْدٍ أَلَفَّ كأَنَّه من الرَّهَقِ المَخْلُوط بالنُّوك أَثْوَلُ قال الشيباني فيه رَهَق أَي حِدَّة وخِفَّة وإِنه لَرَهِقٌ أَي فيه حدّة وسفَه والرَّهَق السَّفَه والنُّوكُ وفي الحديث حَسْبُكَ من الرَّهَق والجفاء أَن لا يُعرَفَ بيتُك معناه لا تَدْعو الناسُ إِلى بيتك للطعام أَراد بالرهَق النُّوكَ والحُمق وفي حديث علي أَنه وعَظ رجلاً في صُحبة رجل رَهِقٍ أَي فيه خِفَّة وحِدَّة يقال رجل فيه رَهَق إِذا كان يَخِفّ إِلى الشرّ ويَغشاه وقيل الرَّهَقُ في الحديث الأَوّل الحُمق والجهل أَراد حسبُك من هذا الخُلْق أَن يُجهل بيتُك ولا يُعرف وذلك أَنه كان اشترى إِزاراً منه فقال للوَزّان زِنْ وأَرْجِحْ فقال مَن هذا ؟ فقال المسؤول حَسْبُكَ جَهلاً أَن لا يعرف بيتك قال ابن الأَثير هكذا رواه الهروي قال وهو وَهِم وإنِما هو حسبك من الرَّهَق والجَفاء أَن لا تعرف نبيك أَي أَنه لما سأَل عنه حيث قال له زِنْ وأَرجح لم يكن يعرفه فقال له المَسؤول حسبك جهلاً أَن لا تعرف نبيك قال على أَني رأَيته في بعض نسخ الهروي مُصْلَحاً ولم يَذْكر فيه التعْليل والطَّعامَ والدُّعاء إِلى البيت والرَّهَقُ التُّهمَةُ والمُرَهَّقُ المُتَّهم في دِينه والرَّهَقُ الإِثْمُ والرَّهْقةُ المرأَةُ الفاجرة ورَهِقَ فلان فلاناً تَبِعه فقارَب أَن يَلْحَقه وأَرْهَقْناهم الخيْل أَلحقْناهم إِياها وفي التنزيل ولا تُرْهِقْني من أَمْري عُسراً أَي لا تُغْشني شيئاً وقال أبو خِراش الهُذلي ولوْلا نَحْنُ أَرْهَقَه صُهَيْبٌ حُسامَ الحَدِّ مَطْرُوراً خَشِيبا وروي مذْرُوباً خَشِيبا وأَرْهَقه حُساماً بمعنى أَغْشاه إِيّاه وعليه يصح المعنى وأَرْهقَه عُسْراً أَي كَلَّفه إِياه تقول لا تُرْهِقْني لا أَرهَقك اللهُ أَي لا تُعْسِرْني لا أَعْسَرَك اللهُ وأَرْهَقَه إِثماً أَو أَمراً صَعْباً حتى رَهِقه رَهَقاً والرَّهَق غِشْيان الشيء رَهِقَه بالكسر يَرْهَقُه رهَقاً أَي غَشِيَه تقول رَهِقه ما يَكْره أَي غشيه ذلك وأَرْهَقْت الرَّجل أَدْركْته ورَهِقْته غَشِيته وأَرْهَقه طُغْياناً أَي أَغْشاه إِيّاه وأَرْهَقْته إِثماً حتى رَهِقه رَهَقاً أَدركه وأَرْهَقَني فُلان إِثماً حتى رَهِقْته أَي حَمَّلَني إِثماً حتى حَمَلته له وفي الحديث فإِن رَهِقَ سَيِّدَه دَيْن أَي لَزِمه أَداؤه وضُيِّقَ عليه وحديث سعد كان إِذا دخَل مكة مُراهِقاً خرَج إِلى عرفة قَبل أَن يَطُوف بالبيت أَي إِذا ضاق عليه الوقت بالتأْخير حتى يخاف فَوْتَ الوقوف كأَنه كان يَقْدَم يوم التَّرْوِية أَو يوم عرفةَ الفرّاء رَهِقَني الرَّجلُ يَرْهَقُني رَهَقاً أَي لَحِقَني وغَشِيني وأَرْهقْته إِذا أَرْهَقْته غيرَك يقال أَرْهقناهم الخيل فهم مُرْهَقون ويقال رَهِقه دين فهو يَرْهَقُه إِذا غَشِيه وإِنه لعَطُوبٌ على المُرْهَق أَي على المُدْرَكِ والمُرْهَقُ المَحْمول عليه في الأَمرِ ما لا يُطِيق وبه رَهْقة شديدة وهي العَظَمة والفَساد ورَهِقَت الكلابُ الصيد رَهَقاً غشيته ولَحِقَتْه والرَّهَق غِشْيان المحارم من شرب الخمر ونحوه تقول في فلان رهَق أَي يَغْشَى المحارم قال ابن أَحمر يَمدح النُّعمان بن بَشِير الأَنصاري كالكَوْكَبِ الأَزهَرِ انْشَقَّتْ دُجُنَّتُه في النّاسِ لا رَهَقٌ فيه ولا بَخَلُ قال ابن بري وكذلك فسر الرَّهق في شِعر الأَعشى بأَنه غِشيان المَحارم وما لا خير فيه في قوله لا شيء يَنْفَعُني من دُونِ رُؤيَتِها هل يَشْتَفِي وامِقٌ ما لم يُصِبْ رَهَقا ؟ والرَّهَقُ السَّفَه وغشيانُ المحارم والمُرْهَق الذي أُدْرِك ليُقتل قال الشاعر ومُرْهَقٍ سالَ إِمْتاعاً بأُصْدتِه لم يَسْتَعِنْ وحَوامِي المَوْتِ تَغْشاه فَرَّجْتُ عنه بصَرْعَيْنِ لأَرْملةٍ وبائسٍ جاء مَعْناه كمَعْناه قال ابن بري أَنشده أَبو علي الباهلي غَيْث بن عبد الكريم لبعض العرب يصف رجلاً شريفاً ارْتُثّ في بعض المَعارِك فسأَلهم أَن يُمْتِعوه بأُصْدته وهي ثوب صغير يُلبس تحت الثياب أَي لا يُسْلَب وقوله لم يَستَعن لم يَحلِق عانَته وهو في حال الموت وقوله فرّجْت عنه بصرعيْن الصرّعانِ الإِبلان ترد إِحداهما حين تَصْدُر الأُخرى لكثرتها يقول افتديته بصرعين من الإِبل فأَعتقته بهما وإِنما أَعددتهما للأَرامِل والأَيْتام أَفْدِيهم بها وقال الكميت تَنْدَى أَكُفُّهِمُ وفي أَبياتِهمْ ثِقةُ المُجاوِر والمُضافِ المُرْهَقِ والمُرَهَّق الذي يغشاه السؤَّالُ والضِّيفانُ قال ابن هرمة خَيْرُ الرِّجال المُرَهَّقُون كما خَيْرُ تِلاعِ البِلادِ أَكْلَؤها وقال زهير يمدح رجلاً ومُرَهَّقُ النِّيرانِ يُحْمَد في ال لأواء غيرُ مُلَعَّن القِدْر وفي التنزيل ولا يَرْهَقُ وجوهَهم قَتَر ولا ذِلّة أَي لا يَغشاها ولا يَلحقُها وفي الحديث إِذا صلَّى أَحدكم إِلى شيء فليَرْهَقْه أَي فلْيَغْشه ولْيدْنُ منه ولا يَبعُد منه وأَرْهقَنا الليلُ دنا منا وأَرهقْنا الصلاةَ أَخَّرناها حتى دنا وقت الأُخرى وفي حديث ابن عمرو وأَرهقْنا الصلاةَ ونحن نتوضَّأ أَي أَخَّرناها عن وقتها حتى كدنا نُغْشِيها ونُلْحِقُها بالصلاة التي بعدها ورهِقَتْنا الصلاة رَهَقاً حانت ويقال هو يَعْدُو الرَّهَقَى وهو أَن يُسرِعَ في عدْوه حتى يَرْهَقَ الذي يطلبُه والرَّهُوق الناقة الوَساعُ الجَواد التي إِذا قُدْتَها رَهِقَتك حتى تكاد تطؤُك بخُفَّيها وأَنشد وقلتُ لها أَرْخِي فأَرْخَتْ برأْسِها غَشَمْشَمةٌ للقائدِينَ رهوق وراهق الغلامُ فهو مراهِق إِذا قارب الاحتلام والمُراهِق الغلام الذي قد قارب الحُلُم وجارية مراهِقة ويقال جارية راهِقة وغلام راهِق وذلك ابن العشر إِلى إِحدى عشرة وأَنشد وفَتاةٍ راهِقٍ عُلِّقْتُها في عَلاليَّ طِوالٍ وظُلَلْ وقال الزجاج في قوله تعالى وإِنه كان رجالٌ من الإِنس يعُوذون برجال من الجن فزادُوهم رَهَقاً قيل كان أَهل الجاهلية إِذا مرَّت رُفقة منهم بوادٍ يقولون نعُوذ بعَزِير هذا الوادي من مَرَدة الجن فزادوهم رَهَقاً أَي ذِلة وضَعفاً قال ويجوز والله أَعلم أَن الإِنسان الذي عاذوا به من الجن زادهم رهقاً أَي ذِلّة وقال قتادة زادوهم إِثماً وقال الكلبي زادوهم غَيّاً وقال الأَزهري فزادوهم رهَقاً هو السرعة إِلى الشر وقيل في قوله فزادوهم رهقاً أَي سَفَهاً وطُغياناً وقيل في تفسير الرهَق الظُّلم وقيل الطغيان وقيل الفساد وقيل العظَمة وقيل السفه وقيل الذلّة ويقال الرهق الكِبْر يقال رجل رَهِق أَي معجب ذو نَخْوة ويدل على صحة ذلك قول حذيفة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه إِنك لرَهِق وسبب ذلك أَنه أُنزلت آية الكَلالة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأْسُ ناقة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند كَفَل ناقة حذيفة فلَقَّنها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حذيفةَ ولم يُلَقِّنْها عمَر رضي الله عنه فلما كان في خلافة عمر بعث إِلى حذيفة يسأَله عنها فقال حذيفة إِنك لرَهِق أَتظنُّ أَنِّي أَهابُك لأُقرئك ؟ فكان عمر رضي الله عنه بعد ذلك إِذا سمع إِنساناً يقرأُ يبين الله لكم أَن تَضِلوا قال عمر رضي الله عنه اللهم إِنك بَيَّنتها وكَتمها حذيفةُ والرهَق العجلة قال الأَخطل صُلْب الحَيازِيم لا هَدْر الكلام إِذا هزّ القَناةَ ولا مستعجِل رَهِقُ وفي الحديث إِن في سَيف خالدٍ رَهَقاً أَي عجلة والرهَق الهلاك أَيضاً قال رؤبة يصف حُمُراً وردت الماءَ بَصْبَصْن واقْشَعْرَرْن من خَوْفِ الرَّهَق أَي من خوف الهلاك والرَّهَق أَيضاً اللَّحاق وأَرهقني القوم أَن أُصلي أَي أَعجلوني وأَرهقْته أَن يصلي إِذا أَعجلتَه الصلاة وفي الحديث ارْهَقوا القِبلةَ أَي ادْنُوا منها ومنه قولهم غلام مُراهِق أَي مُقارِب للحُلُم وراهَق الحلُم قاربه وفي حديث موسى والخضر فلو أَنه أَدركَ أَبَوَيه لأَرْهقَهما طُغياناً وكُفراً أَي أَغشاهما وأَعجلهما وفي التنزيل أَن يُرهِقَهما طغياناً وكفراً ويقال طلبت فلاناً حتى رهِقته أَي حتى دنوتُ منه فربما أَخذه وربما لم يأْخُذْه ورَهِق شُخوصُ فلان أَي دنا وأَزِف وأَفِد والرهَق العَظَمة والرهَق العيْب والرهق الظلم وفي التنزيل فلا يخاف بَخْساً ولا رَهَقاً أَي ظُلماً وقال الأَزهري في هذه الآية الرهق اسم من الإِرهاق وهو أَن يحمل عليه ما لا يُطيقه ورجُل مُرَهَّق إِذا كان يُظن به السوءُ وفي حديث أَبي وائل أَنه صلى الله عليه وسلم صلى على امرأَة كانت تُرَهَّق أَي تُتَّهم وتُؤَبَّن بشر وفي الحديث سَلك رجلان مَفازة أَحدهما عابد والآخر به رَهَق والحديث الآخر فلان مُرَهَّق أَي مُتَّهَم بسوء وسَفَه ويروى مُرَهِّق أَي ذو رَهَق ويقال القوم رُهاق مائة ورِهاق مائة بكسر الراء وضمها أَي زُهاء مائة ومقدار مائة حكاه ابن السكيت عن أَبي زيد والرَّيْهُقان الزعفران وأَنشد ابن بريد لحميد بن ثور فأَخْلسَ منها البَقْلُ لَوْناً كأَنَّه عَلِيل بماء الرَّيْهُقانِ ذَهِيب وقال آخر التارِك القِرْن على المِتانِ كأَنّما عُلَّ برَيْهُقانِ
روق
الرَّوْق القَرْن من كلّ ذي قَرن والجمع أَرْواق ومنه شعر عامر بن فُهيرة كالثَّور يَحْمِي أَنْفَه برَوْقِه وفي حديث علي عليه السلام قال تِلْكُم قُرَيْشٌ تَمنَّاني لتَقْتُلَنِي فلا وربِّك ما بَرُّوا ولا ظَفِروا فإِن هَلَكْتُ فَرَهْنٌ ذِمَّتِي لهمُ بذات رَوْقَيْنِ لا يَعْفُو لها أَثرُ الرَّوْقانِ تثنية الرَّوْقِ وهو القَرْنُ وأَراد بها ههنا الحَربَ الشديدةَ وقيل الدّاهية ويروى بذات وَدْقَينِ وهي الحرب الشديدة أَيضاً ورَوْقُ الإِنسان هَمُّه ونَفْسه إِذا أَلقاه على الشيء حِرْصاً قيل أَلقَى عليه أَرْواقَه كقول رؤبة والأَرْكُبُ الرامُون بالأَرواقِ ويقال أَكل فلانٌ رَوْقَه وعلى روْقهِ إِذا طال عُمُره حتى تَتَحاتّ أَسنانُه وأَلقى عليه أَرواقَه وشَراشِره وهو أَن يُحبه حُبّاً شديداً حتى يَسْتَهْلِك في حُبه وأَلقى أَرْواقَه إِذا عَدا واشتدَّ عَدْوُه قال تأَبط شرّاً نَجوتُ منها نجائي من بَجِيلةَ إِذْ أَلْقَيْتُ لَيلةَ جَنْبِ الجَوِّ أَرْواقي أَي لم أَدَعْ شيئاً من العدْوِ إِلاّ عدَوْته وربما قالوا أَلقى أَرْواقَه إِذا أَقام بالمكان واطمأَن به كما يقال أَلقى عَصاه ورماه بأَرْواقه إِذا رَماه بثِقْلِه وأَلْقَت السحابةُ على الأَرض أَرواقها أَلَحَّتْ بالمطر والوَبْل وإِذا أَلحت السحابة بالمطر وثبتت بأَرض قيل أَلْقت عليها أَرواقَها وأَنشد وباتت بأَرواقٍ عَلَينا سَوارِيا وأَلقت أَرواقها إِذا جدّت في المطر ويقال أَسْبَلَت أَرواقُ العَيْن إِذا سالت دموعُها قال الطرمّاح عَيْناك غَرْبا شَنَّةٍ أَسبَلَتْ أَرواقُها من كَيْن أَخْصامِها ويقال أَرْخَت السماءُ أَرواقَها وعَزاليَها ورَوْقُ السحابِ سَيْلُه وأَنشد مِثْل السحابِ إِذا تَحدَّر رَوْقُه ودَنا أُمِرَّ وكان ممَّا يُمْنَع أَي أُمِرَّ عليه فمرَّ ولم يُصبه منه شيء بعدما رجاه وفي الحديث إِذا أَلْقَتِ السماء بأَرواقِها أَي بجميع ما فيها من الماء والأَرْواقُ الأَثْقالُ أَراد مِياهَها المُثْقِلة للسحاب والأَرْواقُ جماعة الجِسم وقيل الرَّوْق الجسم نفسه وإِنه ليركَبُ الناسَ بأَرواقه وأَرواقُ الرجل أَطرافه وجسَدُه وأَلقى علينا أَرواقَه أَي غَطّانا بنفسه ورمَوْنا بأَرْواقِهم أَي رمونا بأَنفسهم قال شمر ولا أَعرف قوله أَلقى أَرواقَه إِذا اشتدّ عدْوُه قال ولكني أَعرفه بمعنى الجِدّ في الشيء وأَنشد بيت تأَبط شرّاً نجوت منها نجائي من بجيلةَ إِذا أَرْسَلْتُ لَيْلةَ جَنْب الرَّعْنِ أَرواقي ويقال أَرسل أَرواقَه إِذا عدا ورمى أَرواقه إِذا أَقام وضرب بنفسه الأَرضَ ويقال رمى فلان بأَرواقِه على الدابة إِذا ركبها ورمى بأَرواقه عن الدابة إِذا نزل عنها وفي نوادر الأَعراب رَوْقُ المطر وروْق الجَيش وروْقُ البيتِ وروْقُ الخيل مُقدَّمُه وروْق الرجل شبابه وهو أَوّل كل شيء مما ذكرته ويقال جاءنا رَوْقُ بني فلان أَي جماعة منهم كما يقال جاءنا رأْسٌ لجماعة القوم ابن سيده رَوْقُ الشباب وغيره ورَيْقُه ورَيِّقُه كل ذلك أَوله قال البَعِيث مَدَحْنا لَها رَيْقَ الشَّباب فعارَضتْ جَناب الصِّبا في كاتِمِ السِّرّ أَعْجَما ويقال فعَله في رَوْق شبابه وريِّق شبابه أَي في أَوّله وريِّقُ كل شيء أَفضله وهو فَيْعِل فأُدغم ورَوْقُ البيت مقدِّمه ورِواقه ورُواقه ما بين يديه وقيل سَماوَتُه وهي الشُّقّة التي دون العُلْيا والجمع أَرْوِقة ورُوقٌ في الكثير قال سيبويه لم يجز ضمّ الواو كراهية الضمّة قبلها والضمة فيها وقد رَوَّقَه الجوهري الرَّوْقُ والرِّواقُ سَقْفٌ في مقدَّم البيت والرِّواق سِتْر يُمدّ دون السقف يقال بيت مُرَوَّقٌ ومنه قول الأَعشى فظَلَّتْ لَدَيْهِم في خِباءِ مُرَوَّقِ قال ابن بري بيت الأَعشى هو قوله وقد أَقْطَعُ الليلَ الطويلَ بفتْيةٍ مَسامِيحَ تُسْقَى والخِباءُ مُرَوَّقُ وقال بعضهم رِواق البيت مُقدَّمه ابن سيده رِواقا الليل مقدمه وجَوانِبُه قال يَرِدْنَ والليلُ مُرِمٌّ طائرُهْ مُرْخىً رِواقاه هُجودٌ سامِرُهْ ويروى مُلْقىً رِواقاه ورواه ابن الأَعرابي وليلُ مُرَوَّقٌ مُرْخَى الرِّواق قال ذو الرُّمّة يصف الليل وقيل يصف الفجر وقد هَتَكَ الصُّبْحُ الجَلِيُّ كِفاءهُ ولكنه جَوْنُ السَّراةِ مُرَوَّقُ ومضَى رَوْقٌ من الليل أَي طائفة ابن بري ويجمع رَوْق على أَرْوُق قال خُوصاً إِذا ما الليلُ أَلْقى الأَرْوُقا خَرَجْنَ من تحتِ دُجاه مُرَّقا قال وقد يحتمل أَن يكون جمعَ رِواقٍ على حدّ قولهم مَكان وأَمْكُنٌ قال وكذا فسره أَبو عمرو الشَّيباني فقال هو جمع رِواق وربما قالوا رَوَّقَ الليلُ إِذا مَدَّ رِواقَ ظُلْمته وأَلقى أَرْوِقَته ابن الأَعرابي الرَّوْقُ السَّيِّد والرَّوْقُ الصافي من الماء وغيره والرَّوْقُ العُمُر يقال أَكل رَوْقَه والرَّوْقُ نفْس النَّزْع والرَّوْق المُعجِب يقال رَوْقٌ ورَيْقٌ وأَنشد المفضل على كلّ رَيْقٍ تَرَى مُعْلَماً يُهَدِّرُ كالجَمَلِ الأَجْرَبِ قال الرَّيْقُ ههنا الفرَس الشريف والرَّوْقُ الحُبُّ الخالِص والأَرْواقُ الفَساطِيطُ الليث بيت كالفُسطاط يُحمل على سِطاعٍ واحد في وسَطه والجمع أَرْوِقةٌ ويقال ضرب فلان رَوْقَه بموضع كذا إِذا نزل به وضرب خيمته وفي حديث الدَّجّال فيضرب رواقَه فيخرج إِليه كل مُنافِق أَي يضرب فُسطاطه وقُبَّته وموضعَ جلوسه وروي عن عائشة رضي الله عنها في حديث لها ضرَب الشيطانُ رَوْقَه ومَدّ أَطْنابَه قيل الرَّوْقُ الرِّواق وهو ما بين يدي البيت قال الأَزهري رَوْقُ البيت ورواقُه واحد وهي الشُّقة التي دون الشقّة العُليا ومنه قول ذي الرمة ومَيِّتة في الأَرضِ إِلاَّ حُشاشةً ثَنَيْتُ بها حَيّاً بمَيْسورِ أَرْبعِ بثِنْتَيْنِ إِن تَضرِبْ ذِهِي تَنْصَرِفْ ذِهِي لكِلَتَيْهِما رَوْق إِلى جَنْبِ مِخْدَعِ قال الباهلي أَراد بالمَيتة الأُثْرة ثَنَيتُ بها حَيّاً أَي بَعِيراً يقول اتَّبَعْت أَثَره حتى رَدَدْته والأُثْرة مِيسَم في خُفّ البعير ميّتة خَفِيّة وذلك أَنها تكون بيِّنة ثم تَثبُت مع الخف فتكاد تستوي حتى تُعادَ إِلاّ حُشاشة إِلاَّ بَقِيّة منها بمَيْسُور أَي بِشقٍّ ميسور يعني أَنه رأَى الناحية اليُسرى فعرفه بِثنتين يعني عَينين رَوْق يعني رِواقاً وهو حجابها المشرف عليها وأَراد بالمِخْدع داخل البعير ابن الأَعرابي من الأَخْبِية ما يُرَوَّقُ ومنها ما لا يروَّق فإِذا كان بيتاً ضَخْماً جعل له رِواق وكفاء وقد يكون الرِّواقُ من شُقّة وشُقَّتين وثلاث شُقق الأَصمعي رِواقُ البيت ورُواقه سَماوتُه وهي الشُّقَّ التي دون العُليا أَبو زيد رِواق البيت سُتْرةُ مُقدَّمِه من أَعلاه إِلى الأَرض وكِفاؤه سُترة أَعلاه إِلى أَسفله من مؤخره وسِتْر البيت أَصغر من الرِّواق وفي البيت في جَوفه سِتر آخَر يدعى الحَجَلةَ وقال بعضهم رواق البيت مُقدَّمه وكِفاؤه مؤخَّره سمي كِفاء لأَنه يُكافئ الرِّواق وخالِفتاه جانباه قال ذو الرمة ولكنه جون السَّراة مروّق وقد تقدّم هذا البيت شبّه ما بدا من الصبح ولمّا ينْسَفِر وهو يَسوق نفسه والرّوْقُ موضع الصائد مُشبّه بالرّواق والرَّوْقُ الإِعْجاب وراقَني الشيءُ يَرُوقُني رَوْقاً ورَوَقاناً أَعجبني فهو رائق وأَنا مَرُوق واشْتُقّت منه الرُّوقة وهو ما حَسُن من الوَصائفِ والوُصَفاء يقال وَصِيفٌ رُوقةٌ وَوُصَفاء رُوقة وقال بعضهم وصفاء رُوق وقول ابن مقبل في راق راقَتْ على مُقْلَتَيْ سُوذانِقٍ خَرِصٍ طاوٍ تَنَفَّضَ من طَلٍّ وأَمْطارٍ وصف عين نفسه أَنها زادت علي عيني سُوذانِق ويقال راقَ فلان على فلان إِذا زاد عليه فضلاً يَرُوق عليه فهو رائق عليه وقال الشاعر يصف جارية راقَتْ على البِيضِ الحِسا نِ بحُسْنِها وَبهائها وقال غيره أَرْواقُ الليلِ أَثناء ظُلَمه وأَنشد ولَيْلةٍ ذاتِ قَتامٍ أَطْباقْ وذاتِ أَرْواقٍ كأَثْناء الطّاقْ والرُّوقةُ الجَميل جدّاً من الناس وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث وقد يجمع على رُوَقٍ ورُبّما وُصفت به الخيل والإِبل في الشعر أَنشد ابن الأَعرابي تَرْمِيهِمُ بِبَكَراتٍ رُوقَه إِلا أَنه قال رُوقة ههنا جمع رائق قال ابن سيده فأَمّا الهاء عندي فلتأْنيث الجمع ولم يقل ابن الأَعرابي إِن هذا إِنما يوصف به الخيل والإِبل في الشعر بل أَطلقه فلم يخص شعراً من غيره والرُّوق الغِلمان الملاح الواحد رائق ويقال غِلمان رُوقة أَي حِسان وهو جمع رائق مثل فارِه وفُرْهة وصاحب وصُحْبة ورُوقٌ أَيضاً مثل بازِل وبُزْلٍ ومنه قول الراجز يا رُبَّ مُهْرٍ مَزْعوقْ مُقَيَّلٍ أَو مَغْبُوقْ من لبَن الدُّهْم الرُّوقْ حتّى شَتا كالذُّعْلُوقْ أَسْرَع من طَرْف المُوقْ وفي حديث ذكر الروم فيَخرج إِليهم رُوقة المؤمنين أَي خِيارُهم وسَراتُهم وهي جمع رائق راقَ الشيءُ إِذا صَفا ويكون للواحد يقال غُلامٌ رُوقةٌ وغِلمان رُوقة والرُّوقة الشيء اليسير يَمانية والرَّاوُوقُ المِصْفاةُ وربما سموا الباطِيةَ راوُوقاً الليث الراووق ناجُود الشَّراب الذي يُرَوَّق به فيُصَفَّى والشراب يَتروَّقُ منه من غير عصر وراقَ الشرابُ والماءُ يَرُوقان رَوْقاً وتَروُّقاً صَفَوَا ورَوَّقه هو تَرْوِيقاً واستعار دُكَينٌ الراوُوقَ للشَّباب فقال أُسْقَى بِراووق الشَّباب الخاضِلِ وإِراقةُ الماء ونحوه صَبُّه وأَراقَ الماء يُرِيقه وهَراقَه يُهَرِيقُه بدَل وأَهْراقَه يُهْرِيقُه عِوَضٌ صبَّه قال ابن سيده وإِنما قُضِيَ على أَن أَصل أَراق أَرْوَقَ لأَمرين أَحدهما أَنّ كون عين الفعل واواً أكثر من كونها ياء فيما اعْتلَّت عينه والآخر أَنّ الماء إِذا هُرِيقَ ظهر جَوْهرُه وصَفا فَراقَ رائيَه يَرُوقُه فهذا يقوِّي كون العين منه واواً على أَنّ الكسائي قد حكى راقَ الماءُ يَرِيقُ إِذا انْصبّ وهذا قاطع بكون العين ياء قال ابن بري أَرَقْت الماء منقول من راقَ الماء يَرِيقُ رَيْقاً إِذا تردد على وجه الأَرض فعلى هذا كان حقه أَن يذكر في فصل ريق لا في فصل روق وأَراقَ الرجل ماء ظَهرِه وهَراقه على البدل وأَهْراقه على العوض كما ذهب إِليه سيبويه في قولهم أَسْطاعَ وقالوا في مصدره إِهراقة كما قالوا إِسْطاعة قال ذو الرُّمّة فلَمّا دَنَتْ إِهْراقةُ الماء أَنْصَبَتْ لأَعْزِلَه عنها وفي النَّفْس أَن أَثْني ورجل مُرِيقٌ وماء مُراقٌ على أَرَقْت ورجل مُهَرِيقٌ وماء مُهَراقٌ على هَرَقْت ورجل مُهْريقٌ وماء مُهْراقٌ على أَهْرَقْت والإِراقةُ ماء الرجل وهي الهِراقة على البدل والإهْراقة على العِوَض وهما يتَراوقانِ الماء يتَداوَلانِ إِراقَته ورَوَّق السَّكْران بالَ في ثيابه هذه وحدها عن أَبي حنيفة وذلك جميعه مذكور في الياء لأَن الكلمة واوية ويائية والرَّوَقُ بالتحريك طول وانْثِناء في الأَسنان وقيل الرَّوَقُ طول الأَسنان وإِشْرافُ العُلْيا على السُّفْلى رَوِقَ يَرْوَقُ رَوَقاً فهو أَرْوَقُ إِذا طالت أَسنانه قال لبيد يصف أَسْهُماً فرَمَيْت القوْمَ رِشْقاً صائباً ليْسَ بالعُصْلِ ولا بالمُقْتَعِلْ رَقَمِيَّاتٌ عليها ناهِضٌ تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منهم والأَيَلْ والرُّوق الطِّوالُ الأَسنان وهو جمع الأَرْوَق والنعت أَرْوَقُ ورَوْقاء والجمع رُوقٌ وأَنشد إِذا ما حالَ كُسُّ القَومِ رُوقا والتَّرْويقُ أَن تَبيع شيئاً لك لتشتري أَطْول منه وأَفضل وقيل الترويق أَن تبيع بالياً وتشتري جديداً عن ثعلب وقيل الترويق أَن يبيع الرجل سِلْعته ويَشتري أَجْودَ منها وقال ابن الأَعرابي باعَ سلعته فروَّق أَي اشترى أَحسن منها
ريق
راقَ الماءُ يَرِيقُ رَيْقاً انْصَبَّ حكاه الكسائي وأَراقَه هو إِراقة وهَراقَه على البدل عن اللحياني وقال هي لغة يمانية ثم فشَت في مصر والمستقبل أُهَرِيقُ والمصدر الإِراقهُ والهِراقهُ وقال مرة أُرِيقَتْ عينُه دَمْعاً وهُرِيقت وفي الحديث كأَنَّما تُهْرَاقُ الدِّماء وراقَ السَّرابُ يَرِيقُ رَيْقاً جرى وتضَحْضَحَ فَوقَ الأَرض قال رؤبة إِذا جَرى من آلها الرَّقْراقِ رَيْقٌ وضَحْضاحٌ على القَياقِي والرَّيْقُ تَردُّد الماء على وجه الأَرض من الضَّحْضاح ونحوه إِذا انْصَبَّ الماء الليث الرِّيقُ ماء الفَم غُدْوة قبل الأَكل ويؤَنث في الشعر فيقال ريقَتُها غيره والرِّيق الرُّضابُ والرِّيقة أَخصّ منه ورِيقهُ الفم ورِيقُه لعابُه وجمع الرِّيق أَرْياقٌ ورِياق قال القطامي وكأَنَّ طَعْم مُدامةٍ عانِيّةٍ شَمِلَ الرِّياقَ وخالَطَ الأَسْنانا ورجل رَيِّقٌ على فَيْعِل وعلى الرِّيق أَي لم يُفْطِر وقولهم أَتيتُه على رِيقِ نفْسي أَي لم أَطْعَم شيئاً ويقال أَتيته رَيِّقاً وأَتيته رائقاً أَي على رِيقٍ لم أَطعم شيئاً حكاه يعقوب والماء الرائقُ الذي يُشرب على الرِّيق غُدْوة زاد الجوهري ولا يقال إِلاَّ للماء وأَكلت خبزاً رَيْقاً أَي بغير إِدام وجاءَ فلان رائقاً عَثَرِيّاً أَي فارِغاً بلا شيء حكاه سيبويه وقال ابن الأَعرابي معناه جاءَ غير محمود المَجِيء ويقال شربت الماءَ رائقاً وهو أَن يشرَبه شارِبه غُدوة بلا ثُفْل ولا يقال إِلاَّ للماء وراقَ الرَّجلُ يَرِيقُ إِذا جادَ بنفْسه عند الموت وقال الكسائي هو يَرِيق بنفسه رُيُوقاً أَي يَجُود بها عند الموت ورَيِّقُ كل شيء أَفضلهُ وأَوَّله تقول رَيِّقُ الشَّباب ورَيِّقُ المطر وقد يخفَّف فيقال رَيْقٌ قال لبيد مَدَحْنا لها رَيْقَ الشَّبابِ فعارَضَتْ جَناب الصِّبا في كاتِمِ السِّرِّ أَعْجَما قال ابن بري رَيِّقُ الشباب فيْعِل من راقَني الشيءُ يَرُوقني أَي أَعجبني قال فحقه أَن يذكر في ترجمة روق لا ريق فأَما قولهم رجُل رَيِّق إِذا كان على رِيقِه فهو من الياء قال والرَّيْقُ تخفيف الرَّيِّق وأَنشد المُفَضَّل على كُلِّ رَيْقٍ ترَى مُعْلَماً يُهَدِّرُ كالجمَلِ الأَجْرَب أَي رَيْق مُعْجب يعني فرساً وقيل رَيِّقُ المطر ناحِيته وطرفهُ يقال كان رَيِّقُهُ علينا وحِمِرُّه على بني فلان وحِمِرُّه مُعظَمُه ويقال رَيِّق المطر أَوَّل شُؤْبُوبه ابن سيده ورَيِّقُ الشباب أَوله وقيل إنما أَصله الواو ورَيِّقُ الليل أَوله قال العجاج أَلجَأَه رَعْدٌ من الأَشْراطِ ورَيْقُ الليلِ إِلى أَراطِ وقوله فأَدْنى حِمارَيْكِ ازْجُرِي إِنْ أَرَدْتِنا ولا تَذْهَبي في رَيْقِ ليْلٍ مُضَلَّل يجوز أَن يُعْنَى بالرِّيْقِ أَوَّل الشيء وأَن يعنى به السَّراب لأَنه مما يَكْنُون به عن الباطل وراقَ السَّرابُ يَرِيقُ رَيْقاً إِذا لمَعَ فوق الأَرض وتَرَيَّقَ مثله ويقال ذهب رَيْقاً أَي باطلاً وأَنشد حِمارَيْكِ سُوقي وازْجُري إِن أَطعْتِني ولا تَذْهَبي في رَيْق لُبٍّ مُضَلَّلِ( * قوله « في ريق » تقدم في مادة حمر في رنق بالنون والصواب ما هنا )
ويقال أَقصِرْ عن رَيْقك أَي عن باطِلك ابن بري الرَّيْقُ الباطل قال حَسَّان بنُ يَعْلى العَنْبري أَقُولُ لِمَنْ أَرْجُو نَصِيحةَ صَدْرِه لَعَنَّك مِن صَهْباءَ في رَيْقِ باطِلِ التهذيب التِّرْياقُ اسم تِفْعالٌ سمي بالرِّيق لما فيه من رِيق الحيَّات ولا يقال تَرْياقٌ ويقال دِرْياقٌ ويقال كان هذا الأَمْر وبنا رَيْقٌ أَي قُوَّة وكذلك كان هذا الأَمر وبنا رَمَقٌ وبُلَّةٌ كله الرَّخاء والرِّفْق وقول ذي الرُّمَّة يصف ثوراً حتَّى إِذا شَمَّ الصَّبا وأَبْرَدا سَوْفَ العَذَارَى الرَّائقَ المُجَسَّدا قيل أَراد بالرائِق ثوباً قد عُجِن بالمِسْك والمُجَسَّد المُشْبَع صِبْغاً وقيل الرَّائقُ الشَّباب الذي يَرُوقُها حُسْنُه وشَبابه وذكر ابن الأَثير في هذه الترجمة قال وفي حديث علي فإِذا بِرَيْقِ سيف يروى بفتح الراء وكسر الباء من راقَ السَّرابُ إِذا لمَعَ ولو روي بفتحها على أَنها أَصلية من برَق السيفُ لكان وجهاً بَيِّناً قال الواقدي لم أَسمع أَحداً إِلاَّ يقول بِرَيْقِ سيفٍ من ورَائي يعني بكسر الباء وفتح الراء
زبق
زَبَقَهُ في السِّجْن زَبْقاً حبَسه وزَبقَه زَبْقاً ضيّق عليه أَنشد ثعلب ومَوْضِع زَبْقٍ لا أُرِيدُ مَبِيتَه كأَنّي به مِن شدَّةِ الرَّوْعِ آنِسُ وزَبَقَ الشعَرَ يَزْبِقُهُ ويزبُقُه زَبْقاً نَتَفَه وفي المصنف يَزْبِقُه بالكسر لا غير ولحية زَبِيقةٌ مَزْبوقة قال ابن بري قال شمر بن حمدوية الصواب عندي زَنَقَه يَزْنِقُه بالنون وقال الوزير ابن المغربي الأَزْبَقُ الذي يَنْتِف شعر لحيته لحماقته يقال أَحْمَقُ أَزْبَقُ فهذا القول يُصَحِّحُ قولَ الجوهري وغيره وانْزَبَقَ دخل لغة في انْزَقَبَ وانْزَبَقَ في الحِبالة نشِبَ عن اللحياني ابن بزرج زَبَقَت المرأَةُ بولدها أَي رَمَتْ به والزابُوقَةُ شِبْه دَغَلٍ في بناء أَو بيت يكون له زوايا مُعْوَجَّة وزابُوقةُ البيت ناحيتُه وانْزَبَقَ في البيت انْكَرَس فيه قال رؤبة وقد بَنى بَيْتاً خَفِيَّ المُنْزَبَقْ الانْزِباقُ الاستخفاءُ والزابوقةُ موضع قريب من البصرة كانت فيه الوقعة يوم الجمل أَول النهار وقد ذكرت في الحديث قال ابن بري قال ابن خالويه ليس من كلام العرب زبق إِلا في ثلاثة أَشياء زَبَقْت فلاناً في الشيء أَدْخَلْته فيه وزَبَقْتُه في البيت وانْزَبَق هو وزَبَقْتُ الشاةَ والبَهْمَ مثل رَبَقْتُه بِحَبْل وحكى أَبو عبيد عن الأَصمعي زَبَقْتُه في السجن حَبَسْته قال علي بن عبد العزيز صاحِبُه ثم قرأْناه عليه بعدُ فقال رَبَقْتُه بالراء قال ابن حمزة هذا غلط من أَبي عبيد إِنما رَبَقْته شددته بالرِّيْقِ أَي بالحبل فأَما إِذا حبسته فزَبقْته بالزاي كما روي عن الأَصمعي وزَبَقَ الشيءَ كَسَرَه ومنه قوله ويَزْبِقُ الأَقْفالَ والتابُونا والزَّنْبَقُ دُهْنُ الياسمين والزئبَقُ الزاوُوق فارسي معرب وقد أُعرب بالهمز ومنهم من يقوله زِئبِق بكسر الباء فيُلْحِقه بالزِّئْبِر والضئْبِل ودِرْهم مُزَأْبَقٌ مَطْلِيّ بالزِّئْبق والعامة تقول مُزَبَّق ورأَيت في نسخة الزئْبُقُ الزاوُوق ونظيره زِئْبُرُ الثوب لغة في زِئْبِره
زبرق
الزِّبْرِقانُ ليلةَ خَمْسَ عَشْرة والزِّبْرِقانُ القمر قال الشاعر تُضِيءُ له المَنابِرُ حِينَ يَرْقَى عليها مثل ضَوْءِ الزِّبْرِقان وقال الليث الزِّبْرِقان لَيْلةَ خَمْسَ عَشْرة من الشهر يقال ليلة الزِّبْرِقان وليلةُ البَدْر ليلةُ أَرْبَعَ عَشْرة والزِّبْرِقانُ من سادات العرب وهو الزِّبْرِقان بنُ بدر الفزاري سمي بذلك لتسميتهم أَباه بَدْراً ولما لَقِيَ الزِّبْرِقانُ الحُطَيئة فسأَله عن نسبه فانتسب له أَمَرَه بالعُدولِ إِلى حِلَّته وقال له اسْأَلْ عن القَمَرِ ابن القمر أَي الزِّبْرِقان بن بَدْرٍ وقيل سمي بالزِّبْرِقان لصُفْرةِ عمامَتِه واسمه حُصَين وقيل سمي به لأَنه كان يُصَفِّرُ اسْته حكاه قطرب وهو قول شاذ قال المُخَبَّل السعدي وأَشهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلولاً كَثِيرةً يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ المُزَعْفَرا قيل يعني بسِبِّه اسْتَه وقيل يعني به عمامته قال ابن بري صواب إِنشاده وأَشهدَ بالنصب لأَن قبله أَلم تَعْلَمي يا أُمَّ عَمْرة أَنَّني تَخَطَّأَني رَيْبُ المَنونِ لأَكْبَرا وقد زَبْرَقَ ثَوْبَه إِذا صفَّره والزِّبْرِقانُ الخَفِيف اللحية وأَراهُ زَبارِيقَ المَنِيّة أَي لمَعانَها جمعوها على التشنيع لشأْنها والتعظيم لها
زبعق
رجل زَبَعْبَقٌ وزَبَعْبَقِيٌّ وزِبِعْباق إِذا كان سيِّءَ الخُلق وأَنشد شِنْفِيرةٍ ذي خُلُقٍ زَبَعْبَقِ وأَنشده ابن بري فلا تُصَلِّ بِهِدانٍ أَحْمَقِ شِنْظِيرةٍ ذي خُلُقٍ زَبَعْبَقِ
زحلق
الزُّحْلوقة آثارُ تَزَلُّجِ الصبيان من فوق إلى أَسفل وقال يعقوب هي آثار تَزَلُّج الصبيان من فوق طين أَو رمل إِلى أَسفل قال الكميت ووَصْلهُن الصِّبا إِن كنت فاعلَه وفي مقام الصِّبَا زُحْلوقةٌ زَلَلُ يقول مقام الصبا بمنزلة الزحلوقة وتَزَحْلَقُوا على المكان تزلَّقُوا عليه بأَسْتاهِهم والمُزَحْلَقُ الأَمْلسُ الجوهري الزَّحاليقُ لغة في الزحاليف الواحدة زُحْلوقة قال عامر بن مالك مُلاعِبُ الأَسِنَّة لما رأَيت ضِرَاراً في مُلَمْلَمةٍ كأَنما حافَتاها حافَتا نِيقِ يَمَّمْتُه الرُّمْحَ شَزْراً ثم قلت له هذِي المُروءَةُ لا لعْبُ الزَّحاليقِ يعني ضرار بن عمرو الضبي والزَّحْلقَةُ كالدَّحْرَجَةِ وقد تَزَحْلَق قال رؤبة لما رأَيتُ الشرَّ قد تأَلّقا وفِتْنةً تَرْمي بمن تَصَعَّقا مَن خَرَّ في طَحْطاحِها تَزَحْلقا
زدق
التهذيب أَبو زيد الزِّدْقُ الصِّدْقُ وهو أَزْدَقُ منه أَي أَصدق منه قال وقد قالوا القَزْدُ للقصد وحكى النضر عن بعض العرب خيرُ القول أَزْدَقُه وأَنشد الأَصمعي فَلاة فلىً لَمّاعة من يَجُرْ بها عن القَزْدِ تُجْحِفْه المَنايا الجَواحِفُ قال هكذا أَنشده أَبو حاتم عن الأَصمعي بالزاي لمزاحم العقيلي