كتاب : الدر المنثور في التفسير بالماثور
المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
الآية 31 - 40
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {إن للمتقين مفازا} قال : فازوا بأن : نجوا من النار.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة في
قوله : {إن للمتقين مفازا} قال : مفازا من النار إلى الجنة.
وأخرج ابن
جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في
قوله : {إن للمتقين مفازا} قال : منتزها {وكواعب} قال : نواهد {أترابا}
قال : مستويات {وكأسا دهاقا} قال : ممتلئا.
وأخرج الطستي عن ابن عباس
أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : {حدائق وأعنابا} قال :
الحدائق الباستين ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت الشاعر
وهو يقول : بلاد سقاها الله أما سهولها * فقضب ودر مغدق وحدائق قال :
أخبرني عن قوله : {كأسا دهاقا} قال : الكأس الخمر والدهاق
الملآن ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت قول الشاعر : أتانا عامر يرجو قرانا * فأترعنا له كأسا دهاقا.
وَأخرَج ابن المنذر عن الضحاك في قوله : {وكواعب} قال : العذارى.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله : {وكواعب} قال : نواهد.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم
والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله :
{وكأسا دهاقا} قال : هي الممتلئة المترعة المتتابعة وربما سمعت العباس
يقول : يا غلام اسقنا وادهق لنا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن ابن عباس {وكأسا دهاقا}
قال : ملأى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير وقتادة ومجاهد والضحاك والحسن مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {وكأسا دهاقا} قال : يتبع بعضها بعضا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد {وكأسا دهاقا} قال : المتتابعة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير والضحاك مثله.
وأخرج هناد عن عطية قي قوله : {وكأسا دهاقا} قال : ملأى متتابعة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن أبي هريرة {وكأسا دهاقا} قال : دمادم ، قال : المؤلف فارسي بمعنى متتابعة.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله : {وكأسا دهاقا} قال : متتابعة صافية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس قال : إذا كان فيها خمر فهي كأس وإذا لم يكن فيها خمر فليس بكأس.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {لا
يسمعون فيها لغوا ولا كذابا} قال : باطلا ولا مأثما وفي قوله : {عطاء
حسابا} قال : كثيرا وفي قوله : {لا يملكون منه خطابا} قال : كلاما.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في
قوله : {جزاء من ربك} قال : عطاء منه {حسابا} قال : لما عملوا وفي قوله :
{لا يملكون منه خطابا} قال : كلاما.
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في
العظمة ، وَابن مردويه عن ابن عباس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال :
الروح جند من جنود الله ليسوا بملائكة لهم
رؤوس وأيد وأرجل ثم قرأ {يوم يقوم الروح والملائكة صفا} قال : هؤلاء جند وهؤلاء جند.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد قال : الروح خلق على صورة بني
آدم.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد قال : الروح يأكلون ولهم أيد وأرجل ورؤوس وليسوا بملائكة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في
الأسماء والصفات عن أبي صالح في قوله : {يوم يقوم الروح والملائكة صفا}
قال : الروح خلق كالناس وليسو بالناس لهم أيد وأرجل.
وأخرج ابن المنذر
وأبو الشيخ في العظمة عن الشعبي في قوله : {يوم يقوم الروح والملائكة صفا}
قال : هما سماطا رب العالمين يوم القيامة سماط من الروح وسماط من الملائكة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبد الله بن بريدة قال : ما يبلغ الجن
والإنس والملائكة والشياطين عشر الروح ولقد قبض النَّبِيّ وما يعلم الروح.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة في قوله : {يوم يقوم الروح
والملائكة صفا} قال : الروح أعظم خلقا من الملائكة ولا ينزل ملك إلا ومعه
روح.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ
والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله : {يوم يقوم الروح} قال
: هو ملك من أعظم الملائكة خلقا.
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال :
الروح في السماء السابعة وهو أعظم من السموات والجبال ومن الملائكة يسبح
كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة يخلق الله من كل تسبيحة ملكا من الملائكة يجيء
يوم القيامة صفا وحده.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الضحاك قال : الروح حاجب الله يقوم بين يدي الله يوم القيامة وهو أعظم الملائكة لو فتح فاه لوسع جميع
الملائكة والخلق إليه ينظرون فمن مخافته لا يرفعون طرفهم إلى من فوقه.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن مقاتل بن حبان قال : الروح أشرف الملائكة أقربهم من الرب وهو صاحب الوحي.
وأخرج
الخطيب في المتفق والمفترق عن وهب بن منبه قال : الروح ملك من الملائكة له
عشرة آلاف جناح ما بين كل جناحين منها ما بين المشرق والمغرب له ألف وجه
لكل وجه ألف لسان وشفتان وعينان يسبح الله تعالى.
وأخرج مسلم وأبو داود
والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده : سبوح قدوس رب الملائكة والروح.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ عن الضحاك في قوله : {يوم يقوم الروح} قال : جبريل.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال : إن جبريل يوم القيامة القائم بين يدي
الجبار
ترعد فرائصه فرقا من عذاب الله يقول : سبحانك لا إله إلا أنت ما عبدناك حق
عبادتك إن ما بين منكبيه كما بين المشرق إلى المغرب أما سمعت قول الله :
{يوم يقوم الروح والملائكة صفا}.
وَأخرَج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله : {يوم يقوم الروح}
قال : يعني حين تقوم أرواح الناس مع الملائكة فيما بين النفختين قبل أن ترد الأرواح إلى الأجساد.
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله : {وقال صوابا} قال : شهادة أن لا إله إلا الله.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله : {وقال صوابا} قال : شهادة أن لا إله ألا الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة مثله.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد عن مجاهد في قوله : {وقال صوابا}
قال : حقا في الدنيا وعمل به.
وأخرج
البيهقي في شعب الإيمان وضعفه ، عَن جَابر بن عبد الله قال : قال العباس
بن عبد المطلب يا رسول الله : ما الجمال قال : صواب القول بالحق ، قال :
فما الكمال قال : حسن الفعال بالصدق والله أعلم.
أخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا} قال : سبيلا.
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن في قوله : {يوم ينظر المرء} قال : المؤمن.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن أنه قرأ هذه الآية {يوم ينظر المرء ما قدمت يداه} قال : هو المؤمن العامل بطاعة الله.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي
في البعث والنشور عن أبي هريرة قال : يحشر الخلائق كلهم يوم القيامة
البهائم والدواب والطير وكل شيء فيبلغ من عدل الله أن يأخذ للجماء من
القرناء ثم يقول : كوني ترابا فذلك حين يقول الكافر : {يا ليتني كنت ترابا}.
وأخرج
الدينوري في المجالسة عن يحيى بن جعدة قال : إن أول خلق الله يحاسب يوم
القيامة الدواب والهوام حتى يقضي بينها حتى لا يذهب شيء بظلامته ثم يجعلها
ترابا ثم يبعث الثقلين الجن والإنس فيحاسبهم فيومئذ يتمنى الكافر {يا
ليتني كنت ترابا}.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال : تقاد المنقورة من الناقرة والمركوضة من
الراكضة والجلحاء من ذات القرون والناس ينظرون ثم يقول : كوني ترابا لا جنة ولا نار فذلك حين يقول الكافر : {يا ليتني كنت ترابا}.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن شاهين في كتاب العجائب الغرائب عن أبي الزناد قال
: إذا قضى بين الناس وأمر بأهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار قيل
لسائر الأمم ولمؤمني الجن عودوا ترابا فيعودوا ترابا فعند ذلك يقول الكافر
حين يراهم قد عادوا ترابا : {يا ليتني كنت ترابا}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة قال : إذا حوسبت البهائم ثم صيرها الله ترابا فعند ذلك قال الكافر : {يا ليتني كنت ترابا}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ليث بن أبي سليم قال : الجن يعودون ترابا.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن ليث بن أبي سليم قال : ثواب الجن أن يجاروا من النار ثم يقال لهم : كونوا ترابا.
79
- سورة النازعات.
مكية وآياتها ست وأربعون
* بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة السورة.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة النازعات بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
الآية 1 - 14.
وَأخرَج
سعيد بن منصور ابن المنذر عن علي في قوله : {والنازعات غرقا} قال : هي
الملائكة تنزع أرواح الكفار {والناشطات نشطا} هي الملائكة تنشط أرواح
الكفار ما بين الأظفار والجلد حتى تخرجها {والسابحات سبحا} هي الملائكة
تسبح بأرواح المؤمنين بين السماء والأرض {فالسابقات سبقا} هي الملائكة
يسبق بعضها بعضا بأرواح المؤمنين إلى الله {فالمدبرات أمرا} قال : هي
الملائكة تدبر أمر العباد من السنة إلى السنة.
وأخرج ابن أبي حاتم من
طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله : {والنازعات غرقا} قال : هي أنفس
الكفار تنزع ثم تنشط ثم تغرق في النار.
وأخرج الحاكم وصححه من طريق مجاهد عن ابن عباس {والنازعات
غرقا والناشطات نشطا} قال : الموت.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {والناشطات نشطا} قال : الموت.
وأخرج
جويبر في تفسيره عن ابن عباس في قوله : {والنازعات غرقا} قال : هي أرواح
الكفار لما عاينت ملك الموت فيخبرها بشخط الله غرقت فينشطها انتشاطا من
العصب واللحم {والسابحات سبحا} أرواح المؤمنين ما عاينت ملك الموت قال :
اخرجي أيتها النفس المطمئنة إلى روح وريحان ورب غير غضبان سبحت سباحة
الغائص في الماء فرحا وشوقا إلى الجنة {فالسابقات سبقا} قال : تمشي إلى
كرامة الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله : {والنازعات
غرقا والناشطات نشطا} قال : هاتان الآيتان للكفار عند نزع النفس تنشط نشطا
عنيفا مثل سفود في صوف فكان خروجه شديدا {والسابحات سبحا فالسابقات سبقا}
قال : هاتان للمؤمنين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : {والنازعات غرقا} قال : النفس حين تغرق في الصدور {والناشطات نشطا} قال : الملائكة حين تنشط
الروح من الأصابع والقدمين {والسابحات سبحا} حين تسبح النفس في الجوف تتردد عند الموت.
وأخرج
ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله : {والنازعات غرقا} قال
: الملائكة الذين يلون أنفس الكفار إلى قوله : {والسابحات سبحا} قال :
الملائكة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي صالح {والنازعات
غرقا} قال : الملائكة ينزعون نفس الإنسان {والناشطات نشطا} قال : الملائكة
ينشطون نفس الإنسان {والسابحات سبحا} قال : الملائكة حين ينزلون من السماء
إلى الأرض {فالسابقات سبقا} قال : الملائكة {فالمدبرات أمرا} قال :
الملائكة يدبرون ما أمروا به.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد {والنازعات غرقا والناشطات نشطا} قال : الموت.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد {والنازعات غرقا
والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا} قال :
الملائكة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {والنازعات غرقا} قال : هو الكافر {والناشطات نشطا} قال : هي النجوم {والسابحات سبحا} قال : هي
النجوم {فالسابقات سبقا} قال : هي النجوم {فالمدبرات أمرا} قال : هي الملائكة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عطاء {والنازعات غرقا} قال : القسي
{والناشطات نشطا} قال : الأوهاق {فالسابقات سبقا} قال : الخيل.
وأخرج
ابن مردويه عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا
تمزق الناس فتمزقك كلاب النار ، قال الله : {والناشطات نشطا} أتدري ما هو
قلت يا نبي الله : ما هو قال : كلاب في النار تنشط العظم واللحم.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن في قوله : {والسابحات سبحا} قال : هي النجوم كلها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب أن ابن الكوا سأله عن {فالمدبرات أمرا} قال : الملائكة يدبرون ذكر الرحمن وأمره.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان
عن عبد الرحمن بن سابط قال : يدبر أمر الدنيا أربعة جبريل وميكائيل وملك
الموت وإسرائيل فإما جبريل فموكل بالرياح والجنود وأما ميكائل فموكل
بالقطر والنبات وأما ملك الموت فموكل بقبض الأرواح وأما إسرافيل فهو ينزل
عليهم بالأمر.
وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت من طريق أبي المتوكل
الناجي عن ابن عباس في قوله : {فالمدبرات أمرا} قال : ملائكة يكونون مع
ملك الموت يحضرون الموتى عند قبض أرواحهم فمنهم من يعرج بالروح ومنهم من
يؤمن على الدعاء ومنهم من يستغفر للميت حتى يصلي عليه ويدلي في حفرته.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في
قوله
: {يوم ترجف الراجفة} قال : النفخة الأولى {تتبعها الرادفة} قال : النفخة
الثانية {قلوب يومئذ واجفة} قال : خائفة {أئنا لمردودون في الحافرة} قال :
الحياة.
وأخرج عبد حميد والبيهقي في البعث عن مجاهد في قوله : {يوم
ترجف الراجفة} قال : ترجف الأرض والجبال وهي الزلزلة {تتبعها الرادفة} قال : دكتا دكة واحدة.
وأخرج
أحمد والترمذي وحسنه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والحكم وصححه ،
وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي بن كعب قال : كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال : يا أيها الناس اذكروا
الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه.
وأخرج
أبو الشيخ ، وَابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ترجف الراجفة رجفا وتزلزل بأهلها وهي التي يقول الله : {يوم ترجف
الراجفة تتبعها الرادفة} يقول : مثل السفينة في البحر تكفأ بأهلها مثل
القنديل المعلق بأرجائه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي صالح {يوم ترجف الراجفة} قال : النفخة الأولى {تتبعها الرادفة} قال : النفخة الثانية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة}
قال : هما الصيحتان أما الأولى فتميت كل شيء بإذن الله وأما الأخرة فتحيي كل شيء بإذن الله.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن الحسن أنه سئل عن قول الله {يوم ترجف الراجفة تتبعها
الرادفة} قال : هما النفختان أما الأولى فتميت الأحياء وأما الثانية فتحيي
الموتى ثم تلا هذه الآية (ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض
إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) (سورة الزمر الآية
68).
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {قلوب يومئذ واجفة} قال : وجلة متحركة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة {قلوب يومئذ واجفة} قال : خائفة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد {قلوب يومئذ واجفة} قال : وجلة
وفي قوله : {أئنا لمردودون في الحافرة} قال : الأرض نبعث خلقا جديدا {أئذا
كنا عظاما نخرة} قال : مدقوقة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ابن المنذر عن قتادة في قوله : {قلوب
يومئذ
واجفة} قال : وجفت مما عاينت {أبصارها خاشعة} قال : ذليلة {يقولون أئنا
لمردودون في الحافرة} أننا لمبعوثون خلقا جديدا إذا متنا تكذيبا بالبعث
{أئذا كنا عظاما نخرة} قال : بالية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس {أئنا لمردودون في الحافرة} قال : خلقا جديدا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي مالك {أئنا لمردودون في الحافرة} قال : الحياة.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله :
{أئنا لمردودون في الحافرة أئذا كنا عظاما نخرة} قال : لما نزلت هذه الآية
قال كفار قريش : لئن حيينا بعد الموت لنحشرن فنزلت {تلك إذا كرة خاسرة}.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد عن عمر بن الخطاب
أنه كان يقرأ / {أئذا كنا عظاما ناخرة > / بألف.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن مسعود أنه كان يقرأ ناخرة بالألف.
وأخرج الطبراني عن ابن عمر أنه كان يقرأ هذا الحرف إئذا كنا عظاما ناخرة.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد عن مجاهد قال : سمعت ابن الزبير يقرؤها عظاما ناخرة فذكرت ذلك لابن عباس فقال : أوليس كذلك.
وَأخرَج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر من طرق ابن عباس أنه كان يقرأ التي في النازعات ناخرة بالألف وقال : بالية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن محمد بن كعب القرظي وعكرمة وإبراهيم النخعي أنهم كانوا يقرؤون ناخرة بالألف.
وأخرج الفراء عن ابن الزبير أنه قال على المنبر : ما بال صبيان يقرؤون {نخرة} إنما هي ناخرة
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك عظاما ناخرة قال : بالية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : الناخرة العظم يبلى فتدخل الريح فيه.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {قالوا تلك إذا كرة خاسرة} قال : إن
خلقنا خلقا جديدا لنرجعن إلى الخسران وفي قوله : {فإنما هي زجرة واحدة}
قال : صيحة {فإذا هم بالساهرة} قال : المكان المستوي في الأرض.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {قالوا تلك إذا كرة خاسرة} قال : رجعة
خاسرة ، قال : فلما تباعد البعث في أنفس القوم قال الله : {فإنما هي زجرة
واحدة فإذا هم بالساهرة} قال : فإذا هم على ظهر الأرض بعد أن كانوا في
جوفها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك قال : كانوا في بطن الأرض ثم صاروا على ظهرها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن والشعبي مثله.
وأخرج
أبو عبيد في فضائله ، وَابن الأنباري في الوقف والإبتداء ، وعَبد بن
حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة أنه سئل عن قوله : {فإذا
هم بالساهرة} قال : الأرض كلها ساهرة ، وقال ابن عباس : قال أمية بن أبي
الصلت : وفيها لحم ساهرة وبحر.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر
عن عكرمة {فإذا هم بالساهرة} قال : الساهرة وجه الأرض وفي لفظ قال : الأرض
كلها ساهرة ألا ترى الشاعر يقول : صيد بحر وصيد ساهرة.
وَأخرَج ابن أبي
شيبة ، وعَبد بن حُمَيد عن الشعبي {فإذا هم بالساهرة} قال : إذا هم بالأرض
ثم تمثل ببيت أمية بن أبي الصلت : وفيها لحم ساهرة وبحر * وما فاهوا به
أبدا مقيم
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير {فإذا هم بالساهرة} قال : بالأرض.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {فإذا هم بالساهرة} قال : بالأرض كانوا بأسفلها فأخرجوا إلى أعلاها
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة في قوله : {بالساهرة} قال : تسمى الأرض ساهرة بني فلان.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن سهل بن سعد الساعدي {فإذا هم بالساهرة} قال : أرض بيضاء عفراء كالخبزة من النقى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن وهب بن منبه قال : الساهرة جبل إلى جنب بيت المقدس.
وأخرج ابن المنذر عن قتادة {فإذا هم بالساهرة} قال : في جهنم.
الآية 15 - 26.
أَخرَج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في
قوله : {اذهب إلى فرعون إنه طغى} قال : عصى وفي قوله : {فأراه الآية
الكبرى} قال : عصاه ويده وفي قوله : {ثم أدبر يسعى} قال : يعمل
بالفساد وفي قوله : {فأخذه الله نكال الآخرة والأولى} قال : الأولى ما علمت لكم من إله غيري والآخرة قوله : أنا ربكم الأعلى.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {فأراه الآية الكبرى}
قال : عصاه ويده وفي قوله : {فأخذه الله نكال الآخرة والأولى} قال : صابته
عقوبة الدنيا والآخرة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن مثله.
وأخرج
عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن صخر بن جويرية قال : لما بعث الله موسى إلى
فرعون قال : {اذهب إلى فرعون إنه طغى} إلى قوله : {وأهديك إلى ربك فتخشى}
ولن يفعله فقال موسى : يا رب كيف أذهب إليه وقد علمت أنه لا يفعل فأوحى
الله إليه ان امض إلى ما أمرت به فإن في السماء اثني عشر ألف ملك يطلبون
علم القدر فلم يبلغوه ولم يدركوه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة في قوله : {هل لك إلى أن تزكى} قال : هل لك إلى أن تقول لا إله إلا الله.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله : {هل لك إلى أن تزكى} قال : إلى أن تقول لا إله إلا الله.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {هل لك إلى أن تزكى} قال : إلى أن تخلص
وفي قوله : {ثم أدبر يسعى} قال : ليس بالشد يعمل بالفساد والمعاصي.
وأخرج ابن المنذر عن الربيع في قوله : {ثم أدبر يسعى} قال : أدبر عن الحق وسعى يجمع.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن السدي قال : قال موسى : يا فرعون هل لك في أن أعطيك شبابك
لا تهرم وملكك لا ينزع منك وترد إليك لذة المناكح والمشارب والركوب وإذا
مت دخلت الجنة وتؤمن بي فوقعت في نفسه هذه الكلمات وهي اللينات قال : كما
أنت حتى يأتي هامان فلما جاء هامان أخبره فعجزه هامان وقال تصير تعبد إذا
كنت ربا تعبد فذلك حين خرج عليهم فقال لقومه وجمعهم {أنا ربكم الأعلى}.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {فأخذه الله نكال الآخرة والأولى} قال : بقوله : {أنا ربكم الأعلى} والأولى قوله : ما علمت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة والضحاك مثله.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن الشعبي {فأخذه الله نكال الآخرة والأولى} قال : هما
كلمتاه الأولى (ما علمت لكم من إله غيري) (سورة القصص الآية 38) والأخرى
{أنا ربكم الأعلى} وكان بينهما أربعون سنة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمرو قال : بين كلمتيه أربعون سنة.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن خيثمة قال : كان بين قول فرعون (ما علمت لكم من إله غيري) وقوله : {أنا ربكم الأعلى} أربعون سنة.
الآية 27 – 46
أخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {رفع سمكها} قال : بناها {وأغطش ليلها} قال : أظلم ليلها.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في
قوله : {رفع سمكها} قال : رفع بنيانها بغير عمد {وأغطش ليلها} قال : أظلم
ليلها {وأخرج ضحاها} قال : ابرزه {والأرض بعد
ذلك دحاها} قال : بسطها.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله : {رفع
سمكها} قال : رفع بنيانها {وأغطش ليلها} قال : أظلم ليلها {وأخرج ضحاها}
قال : نور ضوئها {والأرض بعد ذلك دحاها} قال : بسطها {والجبال أرساها} قال
: أثبتها بها أن تميد بأهلها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {وأغطش ليلها} قال : العشاء {وأخرج ضحاها} قال : الشمس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير {وأغطش ليلها} قال : أظلم ليلها {وأخرج ضحاها} قال : أخرج نهارها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {والأرض بعد ذلك دحاها} قال : مع ذلك.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس أن رجلا قال له : آيتان في
كتاب الله تخالف إحداهما الأخرى فقال : إنما أتيت من قبل رأيك اقرأ (قل
أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين) (سورة فصلت الآية 9) حتى بلغ (ثم
استوى إلى السماء وهي دخان) (سورة فصلت الآية 41) وقوله : {والأرض بعد ذلك
دحاها} قال : خلق الأرض قبل أن يخلق السماء ثم خلق السماء ثم
دحا بعد ما خلق السماء وإنما قوله : دحاها بسطها.
وَأخرَج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (دحاها) .قال :دحيها أن أخرج منها
الماء والمرعى وشقق فيها الأنهار وجعل فيها الجبال والرمال والسبل والآكام
وما بينهما في يومين..
وأخرج ابن المنذر عن إبراهيم النخعي {والأرض بعد ذلك دحاها} قال : دحيت من مكة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {أخرج منها ماءها} قال : فجر منها الأنهار {ومرعاها} قال : ما خلق الله من نبات أو شيء.
وأخرج
ابن بي حاتم عن ابن عباس في {دحاها} قال : دحيها أن أخرج منها الماء
والمرعى وشقق فيها الأنهار وجعل فيها الجبال والرمال والسبل والآكام وما
بينهما في يومين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {متاعا لكم} قال : منفعة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عطاء قال : بلغني أن الأرض دحيت دحيا من تحت الكعبة.
وأخرج
أبو الشيخ في العظمة ، عَن عَلِي ، قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم صلاة الصبح فلما قضى صلاته رفع رأسه فقال : تبارك رافعها ومدبرها ثم
رمى ببصره إلى الأرض فقال : تبارك داحيها وخالقها.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {فإذا جاءت الطامة الكبرى} قال : الطامة من أسماء يوم القيامة.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن القاسم بن الوليد الهمذاني في قوله :
{فإذا جاءت الطامة الكبرى} قال : إذا سيق أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار
إلى النار.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن ألمنذر عن عمرو بن قيس الكندي {فإذا جاءت الطامة الكبرى} قال : إذا قيل اذهبوا به إلى النار.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {وبرزت الجحيم لمن يرى} قال : لمن ينظر.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {فإذا
جاءت الطامة} قال : إذا دفعوا إلى مالك خازن النار وفي قوله : {فأما من
طغى} قال : عصى وفي قوله : {يسألونك عن الساعة أيان مرساها} قال : حينها
{فيم أنت من ذكراها} قال : الساعة.
وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال : كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يسأل عن
الساعة فنزلت {فيم أنت من ذكراها}.
وأخرج
ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال : إن مشركي أهل
مكة سألوا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا : متى تقوم الساعة استهزاء
منهم فنزلت {يسألونك عن الساعة أيان مرساها} يعني متى مجيئها {فيم أنت من
ذكراها} ما أنت من علمها يا محمد {إلى ربك منتهاها} يعني منتهى علمها
{إنما أنت منذر من يخشاها} يعني من يخشى القيامة {كأنهم يوم يرونها} يعني
يرون القيامة {لم يلبثوا} في الدنيا ولم ينعموا بشيء من نعيمها {إلا عشية}
ما بين الظهر إلى غروب الشمس {أو ضحاها} ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار.
وأخرج
البزار ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن
عائشة قالت : مازال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة حتى أنزل
عليه {فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها} فلم يسأل
عنها ، وأخرجه سعيد بن منصور ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن عروة مرسلا.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد والنسائي ، وَابن جَرِير والطبراني ، وَابن مردويه عن طارق
بن شهاب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ذكر الساعة حتى نزلت
{فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها} فكف عنها.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت : كانت الأعراب إذا قدموا على النبي
صلى الله عليه وسلم سألوه عن الساعة فينظر إلى أحدث إنسان فيهم فيقول : إن يعش هذا قرنا قامت عليكم ساعتكم.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إنما يدخل الجنة من يرجوها وإنما يجتنب النار من يخشاها وإنما يرحم الله
من يرحم.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جرير في قوله : {إلى ربك منتهاها}
قال : علمها وفي قوله : {إلا عشية} قال : من الدنيا {أو ضحاها} قال :
العشية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {كأنهم يوم يرونها}
الآية قال : تدق الدنيا في أنفس القوم حين عاينوا أمر الآخرة.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إنما يدخل الجنة من يرجوها وإنما يجتنب النار من يخشاها وإنما يرحم الله
من يرحم " .
* بسم الله الرحمن الرحيم
80
- سورة عبس.
مكية وآياتها ثنتان وأربعون.
مقدمة السورة.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : نزلت سورة عبس بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
الآية 1 - 16.
وَأخرَج
ابن الضريس عن أبي وائل : أن وفد بني أسد أتوا النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم فقال : من أنتم فقالوا : نحن بنو الزينة أحلاس الخيل فقال النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم : أنتم بنو رشدة فقال الحضرمي بن عامر : والله لا نكون
كبني المحوسلة وهم بنو عبد الله بن غطفان كان يقال لهم بنو عبد العزى بن
غطفان ، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم للحضرمي : هل تقرأ من القرآن
شيئا قال : نعم فقال : اقرأه فقرأ من {عبس وتولى} ما شاء الله أن يقرأ ثم
قال : وهو الذي من على الحبلى فأخرج منها نسمة تسعى بين شراسيف وحشا ،
فقال النبي
صلى الله عليه وسلم لا تزد فيها فإنها كافية.
وأخرج
ابن النجار عن أنس قال : استأذن العلاء بن يزيد الحضرمي على النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم فأذن له فتحدثا طويلا ثم قال له : يا علاء تحسن من القرآن
شيئا قال : نعم ثم قرأ عليه عبس حتى ختمها فانتهى إلى آخرها وزاد في آخرها
من عنده : وهو الذي أخرج من الحبلى نسمة تسعى من بين شراسيف وحشا فصاح به
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : يا علاء انته فقد انتهت السورة والله أعلم
، أخرجه الترمذي وحسنه ، وَابن المنذر ، وَابن حبان والحاكم وصححه ، وَابن
مردويه عن عائشة قالت : أنزل سورة عبس وتولى في ابن أم مكتوم والأعمى أتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول : يا رسول الله أرشدني وعند رسول
الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين فجعل رسول الله صلى الله
عليه وسلم يعرض عنه ويقبل على الآخر ويقول أترى بما أقول بأسا فيقول لا
ففي هذا أنزلت.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن مردويه عن عائشة قالت : كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس من ناس من وجوه قريش منهم أبو جهل
بن هشام وعتبة بن ربيعة
فيقول لهم أليس حسنا أن جئت بكذا وكذا
فيقولون : بلى والله فجاء ابن أم مكتوم وهو مشتغل بهم فسأله فأعرض عنه
فأنزل الله {أما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى وأما من جاءك
يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى} يعني ابن أم مكتوم.
وأخرج عبد الرزاق ،
وعَبد بن حُمَيد وأبو يعلى عن أنس قال : جاء ابن أم مكتوم إلى النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم وهو يكلم أبي بن خلف فأعرض عنه فأنزل الله {عبس وتولى
أن جاءه الأعمى} فكان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يكرمه.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : بينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم يناجي عتبة بن ربيعة والعباس بن عبد المطلب وأبا جهل بن هشام وكان
يتصدى لهم كثيرا ويحرص أن يؤمنوا فأقبل إليه رجل أعمى يقال له عبد الله بن
أم مكتوم يمشي وهو يناجيهم فجعل عبد الله يستقرئ النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم آية من القرآن ، قال يا رسول الله : علمني مما علمك الله فأعرض عنه
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبس في وجهه وتولى وكره كلامه وأقبل على
الآخرين ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم نجواه وأخذ ينقلب إلى
أهله أمسك الله ببعض بصره ثم خفق برأسه ثم أنزل الله {عبس وتولى أن جاءه
الأعمى} فلما نزل فيه ما نزل أكرمه نبي الله وكلمه يقول له : ما
حاجتك هل تريد من شيء.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي مالك في قوله :
{عبس وتولى} قال : جاءه عبد الله بن أم مكتوم فعبس في وجهه وتولى وكان
يتصدى لأمية بن خلف فقال الله : {أما من استغنى فأنت له تصدى}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحكم قال : ما رؤي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية متصديا لغني ولا معرضا عن فقير.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من الوحي كتم هذا عن نفسه.
وأخرج
الطبراني ، وَابن مردويه عن أبي أمامة قال : أقبل ابن أم مكتوم الأعمى وهو
الذي نزل فيه {عبس وتولى أن جاءه الأعمى} فقال يا رسول الله : كما ترى قد
كبرت سني ورق عظمي وذهب بصري ولي قائد لا يلائمني قياده إياي فهل تجد لي
من رخصة أصلي الصلوات الخمس في بيتي قال هل تسمع المؤذن قال : نعم قال :
ما أجد لك من رخصة.
وأخرج ابن مردويه عن كعب بن عجرة : إن
الأعمى الذي أنزل الله فيه {عبس وتولى} أتى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
فقال : يا رسول الله أني أسمع النداء ولعلي لا أجد قائدا فقال : إذا سمعت
النداء فأجب داعي الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد
في قوله : {أن جاءه الأعمى} قال : رجل من بين فهر اسمه عبد الله بن أم
مكتوم {أما من استغنى} عتبة بن ربيعة وأميه بن خلف.
وأخرج ابن سعد ،
وَابن المنذر عن الضحاك في قوله : {عبس وتولى} قال : هو رسول الله صلى
الله عليه وسلم لقي رجلا من أشراف قريش فدعاه إلى الإسلام فأتاه عبد الله
بن أم مكتوم فجعل يسأله عن أشياء من أمر الإسلام فعبس في وجهه فعاتبه الله
في ذلك فلما نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أم
مكتوم فأكرمه واستخلفه على المدينة مرتين.
وأخرج الحاكم وصححه ، وَابن
مردويه في شعب الإيمان عن مسروق قال : دخلت على عائشة وعندها رجل مكفوف
تقطع له الأتراج وتطعمه إياه بالعسل فقلت : من هذا يا أم المؤمنين فقالت :
هذا ابن أم مكتوم الذي عاتب الله فيه نبيه
صلى الله عليه وسلم قالت : أتى نبي الله وعنده عتبة وشيبة فأقبل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما فنزلت {عبس وتولى أن جاءه الأعمى} ابن أم مكتوم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن مجاهد قال : كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مستخليا
بصنديد من صناديد قريش وهو يدعوه إلى الله وهو يرجو أن يسلم إذا أقبل عبد
الله بن أم مكتوم الأعمى فلما رآه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كره مجيئه
وقال في نفسه : يقول هذا القرشي إنما أتباعه العميان والسفلة والعبيد فعبس
فنزل الوحي {عبس وتولى} إلى آخر الآية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة {في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة} قال : هي عند الله {بأيدي سفرة} قال : هي القرآن.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة {بأيدي سفرة} قال : كتبة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن وهب بن منبه {بأيدي سفرة كرام بررة} قال : هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد قال : السفرة الكتبة من الملائكة.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن المنذر من طريق علي عن ابن عباس في قوله : {بأيدي سفرة} قال : كتبة.
وأخرج الخطيب في تاريخه عن عطاء بن أبي رباح مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن المنذر عن ابن عباس {سفرة} قال : بالنبطية القراء.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {كرام بررة} قال : الملائكة.
وأخرج
أحمد والأئمة الستة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه وهو
عليه شاق له أجران والله أعلم.
الآية 17 – 31
أخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله : {قتل الإنسان ما أكفره} قال : نزلت
في عتبة بن أبي لهب حين قال : كفرت برب النجم إذا هوى فدعا عليه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأخذه الأسد بطريق الشام.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال : ما كان في القرآن قتل الإنسان إنما عني به الكافر.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج {ما أكفره} قال : ما أشد كفره وفي قوله : {فقدره}
قال : نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم كذا ثم كذا ثم كذا ثم انتهى خلقه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة في قوله : {خلقه فقدره} قال : قدره في رحم أمه كيف شاء.
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله : {ثم السبيل يسره} يعني بذلك خروجه من بطن أمه يسره له.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {ثم السبيل يسره} قال : خروجه من الرحم.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة {ثم السبيل يسره} قال : خروجه من بطن أمه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك مثله.
وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح {ثم السبيل يسره} قال : خروجه من الرحم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {ثم السبيل يسره} قال :
هو كقوله : (إنا هديناه السبيل إما شاكر وإما كفورا) (سورة الإنسان الآية
3) الشقاء والسعادة.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن محمد بن كعب القرظي
قال : قرأت في التوراة أو قال في مصحف إبراهيم فوجدت فيها : يقول الله يا
ابن آدم ما أنصفتني خلقتك ولم تك شيئا وجعلتك بشرا سويا وخلقتك من سلالة
من طين ثم جعلتك نطفة في قرار مكين ثم خلقت النطفة علقة فخلقت العلقة مضغة
فخلقت
المضغة عظاما فكسوت العظام لحما ثم أنشأناك خلقا آخر ، يا ابن آدم هل يقدر
على ذلك غيري ثم خففت ثقلك على أمك حتى لا تتمرض بك ولا تتأذى ثم أوحيت
إلى الأمعاء أن اتسعي وإلى الجوارح أن تفرق فاتسعت الأمعاء من بعد ضيقها
وتفرقت الجوارح من بعد تشبيكها ثم أوحيت إلى الملك الموكل بالأرحام أن
يخرجك من بطن أمك فاستخلصتك على ريشة من جناحه فاطلعت عليك فإذا أنت خلق
ضعيف ليس لك سن
يقطع ولا ضرس يطحن فاستخلصت لك في صدر أمك عرقا يدر
لك لبنا باردا في الصيف حارا في الشتاء واستخلصته لك من بين جلد ولحم ودم
وعروق ثم قذفت لك في قلب والدتك الرحمة وفي قلب أبيك التحنن فهما يكدان
ويجهدان ويربيانك ويغذيانك ولا ينامان حتى ينوماك ، ابن آدم : أنا فعلت
ذلك بك لا لشيء استأهلته به مني أو لحاجة استعنت على قضائها ، ابن آدم
فلما قطع سنك ووطحن ضرسك أطعمتك فاكهة الصيف في أوانها وفاكهة الشتاء في
أوانها فلما أن عرفت أني ربك عصيتني فالآن إذا عصيتني فادعني فإني قريب
مجيب وادعني فإني غفور رحيم.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {لما يقض ما أمره} قال : لا يقضي أحد أبدا كل ما افترض عليه.
وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن الزبير في قوله : {فلينظر الإنسان إلى طعامه} قال : إلى مدخله ومخرجه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد مثله.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التواضع من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس {فلينظر الإنسان إلى طعامه} قال : إلى خرئه.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله : {فلينظر الإنسان إلى طعامه} قال : ملك
يثني رقبة ابن آدم إذا جلس على الخلاء لينظر ما يخرج منه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي قلابة قال : مكتوب في التوراة يا ابن آدم انظر إلى ما بخلت به إلى ما صار.
وأخرج
ابن المنذر عن بشير بن كعب أنه كان يقول لأصحابه إذا فرغ من حديثه :
انطلقوا حتى أريكم الدنيا فيجيء فيقف على مزبلة فيقول : انظروا إلى عسلهم
وإلى سمنهم وإلى بطنهم وإلى دجاجهم إلى ما صار.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {أنا صببنا الماء صبا} قال : المطر {ثم شققنا الأرض شقا} عن النبات.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس
{وقضبا} قال : الفصفصة يعني القت {وحدائق غلبا} قال : طوال {وفاكهة وأبا}
قال : الثمارالرطبة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس قال :
الحدائق كل ملتف والغلب ما غلظ والأب ما أنبت الأرض مما يأكله والدواب ولا يأكله الناس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد {وحدائق غلبا} قال : ملتفة {وفاكهة} وهو ما أكل النا س {وأبا} ما أكلت الأنعام.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن قال : الغب الكرام من النخل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة {غلبا} قال : غلاظا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عنابن عباس {وحدائق غلبا} قال : شجر في الجنة يستظل به لا يحمل منه شيئا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الأب الحشيش للبهائم.
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال : الأب الكلأ والمرعى.
وأخرج
الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : {وأبا}
قال : الأب ما يعتلف منه الدواب ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما
سمعت قول الشاعر : ترى به الأب واليقطين مختلطا * على الشريعة يجري تحتها
العذب.
وَأخرَج أبو عبيد في فضائله ، وعَبد بن حُمَيد عن إبراهيم
التيمي قال : سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن قوله : {أبا} فقال : أي
سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله مال لا أعلم.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن سعد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن
المنذر ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان والخطيب والحاكم وصححه عن
أنس أن عمر قرأ على المنبر {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا} إلى قوله :
{وأبا} قال : كل هذا قد عرفناه فما الأب ثم رفع عصا كانت في يده فقال :
هذا لعمر الله هو التكلف
فما عليك أن لا تدري ما الأب اتبعوا ما بين لكم هداه من الكتاب فاعملوا به ، وما لم تعرفوه فكلوه
إلى ربه.
وأخرج
ابن المنذر عن السدي قال : الحدائق البساتين والغلب ما غلظ من الشجر والأب
العشب {متاعا لكم ولأنعامكم} قال : الفاكهة لكم والعشب لأنعامكم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد {وقضبا} قال : الفصافص {وحدائق غلبا} النخل الكرام {وفاكهة} لكم {وأبا} لأنعامكم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد أنه قرأ {غلبا} مشقة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك قال : الفاكهة التي يأكلها بنو آدم والأب المرعى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة قال : الفاكهة ما تأكل الناس {وأبا} ما تأكل الدواب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن قال : ما طب واحلولى فلكم والأب لأنعامكم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير {وأبا} قال : الكلأ.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي رزين {وفاكهة وأبا} قال : النبات.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي مالك قال : الأب الكلأ.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك قال : الاب هو التبن.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عطاء قال : كل شيء ينبت على الأرض فهو الأب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عبد الرحمن بن يزيد أن رجلا سأل عمر عن قوله : {وأبا} فلما رآهم يقولون أقبل عليهم بالدرة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن الأنباري في المصاحف عن أنس قال : قرأ عمر {وفاكهة
وأبا} فقال : هذه الفاكهة قد عرفناها فما الأب ثم قال : مه نهينا عن
التكلف.
وأخرج ابن مردويه عن أبي وائل أن عمر سئل عن قوله : {وأبا} ما
الأب ثم قال : ما كلفنا هذا أو ما أمرنا بهذا.
الآية 33 - 42.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن المنذر من طريق علي عن ابن عباس قال : الصاخة من أسماء يوم القيامة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد والترمذي والحاكم وصححاه ، وَابن مردويه والبيهقي في البعث
عن ابن عباس عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : تحشرون حفاة عراة غرلا
فقالت زوجته : أينظر بعضنا إلى عروة بعض فقال : يا فلانة {لكل امرئ منهم
يومئذ شأن يغنيه}.
وأخرج الطبراني والحاكم وصححه ، وَابن مردويه
والبيهقي عن سودة بنت زمعة قالت : قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم :
يبعث الناس حفة عراة غرلا قد ألجمهم العرق وبلغ شحوم الآذان قلت يا رسول
الله : واسوأتاه ينظر بعضنا إلى بعض قال : شغل الناس عن ذلك وتلا {يوم يفر
المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه}.
وأخرج
الطبراني عن سهل بن سعد عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : يحشر الناس
يوم القيامة مشاة حفاة غرلا ، قيل يا رسول الله ينظر الرجال إلى النساء
فقال : !
{لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه}..
وَأخرَج ابن جرير ،
وَابن حاتم ، وَابن مردويه عن أنس أن عائشة سألت رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقالت: كيف يحشر الناس ؟قال: "حفاة عراة".قالت: واسوأتاه ! قال : إنه
قد نزل علي آية لا يضرك كان عليك ثيابك أو لا"قالت :وأي آية هي؟ قال :
(لكل امرى منهم يومئذ شأن يغنيه) "..
وأخرج الطبراني في الأوسط بسند
صحيح عن أم سلمة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يحشر الناس
يوم القيامة عراة حفاة فقلت يا رسول الله : واسوأتاه ينظر بعضنا إلى بعض
فقال : شغل الناس ، قلت : ما شغلهم قال : نشر الصحائف فيها مثاقيل الذر
ومثاقيل الخردل.
وأخرج الحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن عائشة رضي الله
عنها أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : يبعث الناس يوم القيامة حفاة
عراة غرلا قلت يا رسول الله : فكيف
بالعورات قال : {لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه}.
وأخرج
ابن عساكر عن الحسن قال : إن أول من يفر يوم القيامة من أبيه إبراهيم وأول
من يفر من أمه إبراهيم وأول من يفر من ابنه نوح وأول من يفر من أخيه هابيل
وأول من يفر من صاحبته نوح ولوط وتلا هذه الآية {يوم يفر المرء من أخيه
وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه} فيرون أن هذه الآية نزلت فيهم.
وأخرج أبو
عبيد ، وَابن المنذر عن قتادة قال : ليس شيء أشد على الإنسان يوم القيامة
من أن يرى من يعرفه مخافة أن يكون يطلبه بمظلمة ثم قرأ {يوم يفر المرء من
أخيه} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن المنذر من طريق علي عن ابن
عباس في قوله : {مسفرة} قال : مشرقة وفي قوله : {ترهقها قترة} قال :
تغشاها شدة وذلة.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عطاء الخراساني عن ابن عباس {قترة} قال : سواد الوجوه.
وأخرج
ابن أبي حاتم من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : يلجم الكافر العرق ثم تقع الغبرة على وجوههم فهو
قوله : {ووجوه يومئذ عليها غبرة}
بسم الله الرحمن الرحيم
81
- سورة التكوير.
مكية وآياتها تسع عشرون.
مقدمة السورة.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة {إذا الشمس كورت} بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير وعن عائشة مثله.
الآية 1 - 29
وأخرج
أحمد والترمذي ، وَابن المنذر والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن ابن عمر
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سره أن ينظر إلى يوم القيامة
كأنه رأى عين فليقرأ {إذا الشمس كورت} و{إذا السماء انفطرت} و{إذا السماء
انشقت}.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ومسلم ، وَابن ماجة والبيهقي في
"سُنَنِه" عن عمرو بن حوشب أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قرأ في الفجر
{والليل إذا عسعس}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم
والبيهقي في البعث من طريق علي عن ابن عباس في قوله : {إذا الشمس كورت}
قال : أظلمت !
{وإذا النجوم انكدرت} قال تغيرت {وإذا الموؤودة سئلت} يقول : سألت.
وأخرج ابن المنذر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما {إذا الشمس كورت} قال : أغورت.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {إذا الشمس كورت} قال :
أغورت {وإذا النجوم انكدرت} قال : تناثرت {وإذا الجبال سيرت} قال : ذهبت
{وإذا العشار} عشار الإبل {عطلت} لا راعي لها {وإذا البحار سجرت} قال :
أوقدت {وإذا النفوس زوجت} قال : الأمثال للناس جمع بينهم {وإذا السماء
كشطت} قال : اجتبذت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير {إذا الشمس كورت} قال : هي بالفارسية كور.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله : {كورت} قال : غورت ، قال يعقوب : وهي بالفارسية كور يهود.
وأخرج
ابن أبي حاتم والديلمي عن أبي مريم أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال
في قوله : {إذا الشمس كورت} قال : كورت في جهنم {وإذا النجوم انكدرت} قال
: انكدرت في جهنم وكل من عبد من دون الله فهو في جهنم إلا ما كان من عيسى
بن مريم وأمه ولو رضيا أن يعبدا لدخلاها.
وأخرج ابن الدنيا في الأهوال
، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله : {إذا الشمس كورت} قال : يكور الله الشمس والقمر والنجوم يوم
القيامة في البحر ويبعث الله ريحا دبورا فتنفخه حتى يرجع نارا.
وأخرج
البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال :
الشمس والقمر مكوران يوم القيامة زاد البزار في مسنده في النار.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي العالية رضي الله عنه قال : ست آيات
من هذه السورة في الدنيا والناس ينظرون إليه وست في الآخرة {إذا الشمس
كورت} إلى {وإذا البحار سجرت} هذه الدنيا والناس ينظرون إليه {وإذا النفوس
زوجت} {وإذا الجنة أزلفت} هذه الآخرة.
وأخرج ابن أبي الدنيا في الأهوال ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن أبي
بن
كعب قال : ست آيات قبل يوم القيامة بينما الناس في أسواقهم إذ ذهب ضوء
الشمس فبينما هم كذلك إذا وقعت الجبال على وجه الأرض فتحركت واضطربت
واختلطت ففزعت الجن إلى الإنس والإنس إلى الجن واختلطت الدواب والطير
والوحش فماجوا بعضهم في بعض {وإذا الوحوش حشرت} قال : اختلطت {وإذا العشار
عطلت} أهملها أهلها {وإذا البحار سجرت} قال : الجن والإنس نحن نأتيكم
بالخبر فانطلقوا إلى البحر فإذا هي نار تأجج فبينما هم كذلك إذا انصدعت
الأرض صدعة واحدة إلى الأرض السابعة وإلى السماء السابعة فبينما هم كذلك
إذ جاءتهم ريح فأماتتهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي صالح رضي الله عنه {إذا الشمس كورت} قال : نكست.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه {إذا الشمس كورت} قال : اضمحلت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك رضي الله عنه {إذا الشمس كورت} قال : ذهب
ضوءها
{وإذا النجوم انكدرت} قال : تساقطت {وإذا الوحوش حشرت} قال : حشرها موتها
{وإذا البحار سجرت} قال : ذهب ماؤها غار ماؤها قال : سجرت وفجرت سواء
{وإذا النفوس زوجت} قال : زوجت الأرواح الأجساد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد
، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {إذا الشمس كورت} قال : ذهب ضوءها
فلا ضوء لها {وإذا النجوم انكدرت} قال : تساقطت وتهافتت {وإذا العشار
عطلت} قال : سيبها أهلوها أتاهم ما شغلهم عنها
فلم تصر ولم تحلب ولم
يكن في الدنيا مال أعجب إليهم منها {وإذا الوحوش حشرت} قال : إن هذه
الخلائق موافيه يوم القيامة فيقضي الله فيها ما يشاء {وإذا البحار سجرت}
قال : ذهب ماؤها ولم يبق منها قطرة {وإذا النفوس زوجت} قال : الحق كل
إنسان بشيعته اليهود باليهود والنصراني بالنصراني {وإذا الموؤودة سئلت}
قال : هي في بعض القراءة {سئلت بأي ذنب قتلت} قال : لا بذنب وكان أهل
الجاهلية يقتل أحدهم ابنته ويغذو كلبه فعاب الله ذلك عليهم {وإذا الصحف
نشرت} قال : صحيفتك يا ابن آدم يملي ما فيها ثم تطوى ثم تنشر عليك يوم
القيامة فينظر الرجل ما يمل في صحيفته {وإذا الجحيم سعرت} قال : أوقدت !
{وإذا الجنة أزلفت} قال : قربت {علمت نفس ما أحضرت} من عمل قال : قال عمر رضي الله عنه إلى ههنا آخر الحديث.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم {وإذا العشار عطلت} قال :
هي الإبل {وإذا الوحوش حشرت} قال : حشرها موتها {وإذا النفوس زوجت} قال :
ترجع الأرواح إلى أجسادها {وإذا الموؤودة سئلت} قال : أطفال المشركين ،
قال ابن عباس : الموءودة هي المدفونة كانت المرأة في الجاهلية إذا هي حملت
فكان أوان ولادها حفرت حفرة فتمخضت على رأس تلك الحفرة فإن ولدت جارية رمت
بها في تلك الحفرة وإن ولدت غلاما حبسته ، قال ابن عباس رضي الله عنهما :
فمن زعم أنهم في النار فقد كذب بل هم في الجنة.
وأخرج سعيد بن منصور ،
وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الربيع بن خيثم في قوله : {إذا الشمس
كورت} قال : رمي بها {وإذا النجوم انكدرت} قال : تناثرت {وإذا الجبال
سيرت} قال : سارت {وإذا العشار عطلت} لم تحلب ولم تصر وتخلى منها أهلها
{وإذا الوحوش حشرت} قال : أتى عليها أمر الله {وإذا البحار سجرت} قال :
فاضت {وإذا النفوس زوجت} قال : كل رجل مع صاحب عمله {وإذا الموؤودة سئلت}
قال : كانت العرب من أفعل الناس لذلك {وإذا
الجحيم سعرت} أوقدت {وإذا الجنة أزلفت} قربت إلى ههنا انتهى الحديث فريق في الجنة وفريق في السعير.
وأخرج
الفريابي وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه
والحاكم وصححه من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {وإذا
الوحوش حشرت}
قال : حشر البهائم موتها وحشر كل شيء الموت غير الجن والإنس فإنهما يوقفان يوم القيامة.
أخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {وإذا الوحوش حشرت} قال : يحشر كل شيء حتى إن الذباب ليحشر.
وأخرج
الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله :
{وإذا البحار سجرت} قال : اختلط ماؤها بماء الأرض ، قال : وهل تعرف العرب
ذلك قال : نعم أما سمعت زهير بن أبي سلمى يقول : لقد نازعتهم حسبا قديما *
وقد سجرت بحارهم بحاري
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه {وإذا البحار سجرت} قال : فتحت وسيرت.
وأخرج البيهقي في البعث من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {وإذا البحار سجرت} قال : تسجر حتى تصير نارا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن والضحاك رضي الله عنه {وإذا البحار سجرت} قال : غار ماؤها فذهب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن شمر بن عطية رضي الله عنه في قوله : {وإذا البحار سجرت} قال : تسجر كما يسجر التنور.
وأخرج
عبد الرزاق ، وَابن أبي شيبة وسعيد بن منصور والفريابي ، وعَبد بن حُمَيد
، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والحاكم
وصححه والبيهقي في البعث وأبو نعيم في الحلية عن النعمان بن بشير عن عمر
بن الخطاب رضي الله عنه أنه سئل عن قوله : {وإذا النفوس زوجت} قال : يقرن
بين الرجل الصالح مع الصالح في الجنة ويقرن بين الرجل السوء مع السوء في
النار فذلك تزويج الأنفس.
وأخرج ابن مردويه عن النعمان بن بشير
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله : {وإذا النفوس زوجت} قال : هو
الرجل يزوج نظيره من أهل النار يوم القيامة ثم قرأ (احشروا الذين ظلموا
وأزواجهم) (سورة الصافات الآية 22).
وأخرج ابن مردويه عن النعمان بن بشير رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : {وإذا النفوس زوجت} قال : هما الرجلان يعملان العمل يدخلان الجنة والنار.
وأخرج
ابن منيع عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه {وإذا النفوس زوجت} قال : تزويجها
أن يؤلف كل قوم إلى شبههم وقال : (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم).
وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : يسيل واد من أصل العرش من
ماء فيما بين الصيحتين ومقدار ما بينهما أربعون عاما فينبت منه كل خلق بلي
من الإنسان أو طير أو دابة ولو مر عليهم مار قد عرفهم قبل ذلك لعرفهم على
وجه الأرض قد نبتوا ثم ترسل الأرواح فتزوج الأجساد فذلك قول الله {وإذا
النفوس زوجت}.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله : {وإذا النفوس زوجت} قال : زوج الروح للجسد.
وأخرج ابن المنذر عن الشعبي {وإذا النفوس زوجت} قال : زوج الروح من الجسد وأعيدت الأرواح في الأجساد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الكلبي قال : زوج المؤمنون الحور العين والكفار الشياطين.
وأخرج
الفراء عن عكرمة في قوله : {وإذا النفوس زوجت} قال : يقرن الرجل في الجنة
بقرينه الصالح في الدنيا ويقرن الرجل الذي كان يعمل السوء في الدنيا
بقرينه الذي كان يعينه في النار.
وأخرج أحمد والنسائي ، وَابن المنذر ،
وَابن مردويه عن سلمة بن زيد الجعفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: الوئيد والموءودة في النار إلا أن تدرك الإسلام فيعفوا الله عنها.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي
الضحى مسلم بن صبيح أنه قرأ : وإذا الموءودة سألت قال : طلبت قاتلها
بدمائها.
وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن ماجة
والطبراني ، وَابن مردويه عن خدامة بنت وهب قالت : سئل رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن العزل فقال : ذاك الوأد الخفي وهو {الموؤودة}.
وأخرج
الطبراني عن صعصعة بن ناجية المجاشعي وهو جد الفرزدق قال : قلت يا رسول
الله إني عملت أعمالا في الجاهلية فهل لي فيها من أجر قال : وما عملت قال
: أحييت ثلثمائة وستين موءودة أشتري كل واحد منهن بناقتين عشراوين وجمل
فهل لي في ذلك من أجر فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : لك أجره إذ من
الله عليك بالإسلام.
وأخرج البزار والحاكم في الكني والبيهقي في
"سُنَنِه" عن عمر بن الخطاب في قوله : {وإذا الموؤودة سئلت} قال : جاء قيس
بن عاصم التميمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني وأدت ثمان
بنات لي في الجاهلية فقال له النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : أعتق عن كل
واحدة رقبة قال إني صاحب إبل ، قال : فاهد عن كل واحدة بدنة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {وإذا الصحف نشرت} قال : إذا مات الإنسان طويت صحيفته ثم تنشر يوم القيامة فيحاسب بما فيها.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه من طريق
زيد بن أسلم عن أبيه قال : لما نزلت {إذا الشمس كورت} قال عمر : لما بلغ
{علمت نفس ما أحضرت} قال : لهذا أجري الحديث.
وأخرج سعيد بن منصور
والفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والحاكم
وصححه من طرق عن علي في قوله : {فلا أقسم بالخنس} قال : هي الكواكب تكنس
بالليل وتخنس بالنهار فلا ترى.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق
الأصبغ بن نباتة عن علي في قوله : {فلا أقسم بالخنس} قال : خمسة أنجم زحل
وعطارد والمشتري وبهرام والزهرة ليس في الكواكب شيء يقطع المجرة غيرها.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة من طريق عكرمة عن ابن عباس قال : الخنس نجوم تجري يقطعن المجرة كما يقطع الفرس.
وأخرج
ابن مردويه والخطيب في كتاب النجوم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن
عباس في قوله : {فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس} قال : هي النجوم السبعة
زحل وبهرام عطارد والمشتري والزهرة والشمس والقمر خنوسها رجوعها وكنوسها
تغيبها بالنهار.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والفريابي ، وَابن سعد ، وعَبد بن حُمَيد وابن
جرير
، وَابن أبي حاتم ، وَابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه من طرق عن ابن
مسعود في قوله : {بالخنس الجوار الكنس} قال : هي بقر الوحش.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس {الجوار الكنس} قال : البقر تكنس إلى الظل.
وأخرج ابن المنذر من طريق خصيف عن ابن عباس {الجوار الكنس} قال : هي الوحش تكنس لأنفسها في أصول الشجر تتوارى فيه.
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله : {بالخنس} قال : الظباء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن راهويه والبيهقي في البعث عن علي {الجوار الكنس} قال : هي الكواكب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس} قال : هي النجوم تبدو بالليل وتخفى بالنهار تكنس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد في قوله : {بالخنس الجوار الكنس} قال : النجوم تخنس بالنهار.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن المغيرة قال : سأل إبراهيم مجاهدا عن قول الله {فلا
أقسم بالخنس الجوار الكنس} قال : لا أدري ، قال إبراهيم : ولم لا
تدري
قال : إنكم تقولون عن علي إنها النجوم فقال : كذبوا ، فقال مجاهد : هي بقر
الوحش والخنس الجواري حجرتها ، فقال إبراهيم : هو كما قلت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن بكر بن عبد الله المزني قال : {بالخنس الجوار الكنس} هي النجوم الدراري التي تجري تستقبل المشرق.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي ميسرة قال : {الجوار الكنس} بقر الوحش.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {الجوار الكنس} قال : هي الظباء إذا كنست كوانسها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، عَن جَابر بن زيد {الجوار الكنس} قال : هي الظباء ألم ترها إذا كانت في الظل كيف تكنس بأعناقها ومدت نظرها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن {الجوار الكنس} قال : البقر.
وأخرج الحاكم أبو أحمد في الكني عن العدبس قال : كنا عند عمر بن
الخطاب
فأتاه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ما الجواري الكنس فطعن عمر مخصرة معه
في عمامة الرجل فألقاها عن رأسه فقال عمر : احروري والذي نفس عمر بن
الخطاب بيده لو وجدتك محلوقا لأنحيت القمل عن رأسك.
وأخرج ابن جرير ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله : {والليل إذا
عسعس} قال : إذا أدبر {والصبح إذا تنفس} قال : إذا بدا النهار حين طلوع
الفجر.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن مجاهد {والليل إذا عسعس} قال : إقباله ويقال : إدباره.
وأخرج
عبد الرزاق عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : {والليل إذا
عسعس} قال : إقبال سواده قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت قول
النابغة : كأنما خدما قالوا وما وعدوا * ال تضمنه من عسعس.
وَأخرَج
الطحاوي والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه والبيهقي في "سُنَنِه" عن علي
أنه خرج حين طلع الفجر فقال : نعم ساعة الوتر هذه ثم تلا {والليل إذا عسعس
والصبح إذا تنفس}.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {إنه لقول رسول كريم} قال : جبريل.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة {إنه لقول رسول
كريم} قال : هو جبريل وفي قوله : {ولقد رآه بالأفق المبين} قال : كنا نحدث
أنه الأفق الذي يجيء منه النهار وفي لفظ إنه الأفق من حيث تطلع الشمس.
وأخرج
ابن عساكر عن معاوية بن قرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لجبريل : ما أحسن ما أثنى عليك ربك {ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم
أمين} فما كانت قوتك وما كانت أمانتك قال : أما قوتي فإني بعثت إلى مدائن
لوط وهي أربع مدائن وفي كل مدينة أربعمائة ألف مقاتل سوى الذراري فحملتهم
من الأرض
السفلى حتى سمع أهل السماء أصوات الدجاج ونباح الكلاب ثم هويت بهم فقتلتهم وأما أمانتي فلم أومر بشيء فعدوته إلى غيره.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن عباس قال : قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لجبريل
ليلة الإسراء اكشف عن النار فكشف عنها فنظر إليها فذلك قوله : {مطاع ثم
أمين} على الوحي {وما صاحبكم بمجنون} محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن أبي صالح في
قوله
: !(إنه لقول رسول كريم). قال: جبريل وفي قوله: {مطاع ثم أمين} قال : أمين
على سبعين حجابا يدخلها بغير إذن {وما صاحبكم بمجنون} قال : محمد صلى الله
عليه وسلم وفي قوله : {ولقد رآه بالأفق المبين} قال : كنا نحدث أنه الأفق
الذي يجيء منه النهار وفي لفظ : إن الأفق من حيث تطلع الشمس.
وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن مسعود {ولقد رآه بالأفق المبين} قال : جبريل في رفرف أخضر قد سد الأفق.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن ابن مسعود
{ولقد رآه بالأفق المبين} قال : رأى جبريل له ستمائة جناح قد سد الأفق.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {ولقد رآه بالأفق المبين} قال : إنما عنى جبريل أن محمدا رآه في صورته عند سدرة المنتهى.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة {ولقد رآه بالأفق المبين} قال :
هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : هو رأى جبريل بالأفق والأفق الصبح.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {ولقد رآه بالأفق المبين} قال : السماء السابعة.
وأخرج
الدارقطني في الإفراد والخطيب في تاريخه والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن
عاشة رضي الله عنها أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقرؤءها وما هو
على الغيب بظنين بالظاء.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن مردويه عن ابن
الزبير أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها وما هو على الغيب
بظنين وفي لفظ {بضنين} بالضاد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن هشام بن عروة
قال : كان أبي يقرؤها وما هو على الغيب بظنين فقيل له : في ذلك ، فقال :
قالت عائشة : إن الكتاب يخطئون في المصاحف.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه من طرق عن عبد الله بن الزبير أنه كان يقرأ بظنين.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن
أبي حاتم ، وَابن مردويه من طرق عن ابن عباس أنه كان يقرأ {بضنين} وقال :
ببخيل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عطاء قال : زعموا أنها في المصاحف وفي مصحف عثمان {بضنين}.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن المنذر عن مجاهد وهرون قال : في حرف أبي بن كعب {بضنين} يعني بالضاد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد {وما هو على الغيب بضنين} يقول : ما كان يضن عليكم بما يعلم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {وما هو على الغيب بضنين} قال : إن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لم يضن بما أنزل الله عليه.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة {وما هو على الغيب بضنين} قال : كان هذا القرآن
غيبا أعطاه الله تعالى محمدا فبذله وعلمه ودعا إليه وما ضن به.
وأخرج ابن المنذر عن الزهري {وما هو على الغيب بضنين} قال : لا يضن بما أوحي إليه.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن ابن
مسعود أنه قرأها وما هو على الغيب بظنين قال : ما هو على القرآن بمتهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن ابن عباس أنه كان يقرأ : (وما هو على الغيب بظنين). قال :ليس بمتهم..
وَأخرَج ابن مردويه عن ابن عباس وما هو على الغيب بظنين قال : ليس بمتهم على ما جاء به وليس بضنين على ما أوتي به.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن إبراهيم النخعي قال : الظنين المتهم والضنين البخيل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن زر قال : الغيب القرآن في قراءتنا بظنين متهم وفي قراءتكم {بضنين} ببخيل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن زر قال : الغيب القرآن في قراءتنا بظنين متهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد {لمن شاء منكم أن يستقيم} قال : أن يتبع الحق.
وأخرج
ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن أبي هريرة قال : لما نزلت {لمن شاء منكم
أن يستقيم} قالوا : الأمر إلينا إن شئنا استقمنا وإن شئنا لم نستقم فهبط
جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كذبوا يا محمد {وما تشاؤون
إلا أن يشاء الله رب العالمين} ففرح بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج
ابن سعد والبيهقي في الأسماء والصفات عن وهب بن منبه قال : قرأت اثنين
وتسعين كتابا كلها أنزلت من السماء وجدت في كلها أن من أضاف إلى نفسه شيئا
من المشيئة فقد كفر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي
حاتم عن سلمان بن موسى قال : لما نزلت {لمن شاء منكم أن يستقيم} قال أبو
جهل : جعل الأمر إلينا إن شئنا استقمنا وإن شئنا لم نستقم فأنزل الله {وما
تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين}.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن
المنذر عن القاسم بن مخيمرة قال : لما نزلت {لمن شاء منكم أن يستقيم} قال
أبو جهل : أرى الأمر إلينا فنزلت {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب
العالمين}
بسم الله الرحمن الرحيم
82
- سورة الإنفطار.
مكية وآياتها تسع عشرة.
مقدمة السورة.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت {إذا السماء انفطرت} بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وأخرج
النسائي ، عَن جَابر قال : قال : قام معاذ فصلى العشاء فطول فقال
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : أفتان أنت يا معاذ أين أنت عن {سبح اسم
ربك الأعلى} {والضحى} و{إذا السماء انفطرت}.
الآية 1 - 19
أخرج ابن المنذر عن السدي {إذا السماء انفطرت} قال : انشقت.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في البعث من طريق
عكرمة عن ابن عباس {وإذا البحار فجرت} قال : بعضها في بعض {وإذا القبور
بعثرت} قال : بحثت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الربيع بن خيثم {وإذا البحار فجرت} قال : فجر بعضها في بعض فذهب ماؤها.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {وإذا القبور بعثرت}.
أخرج ما فيها من الموتى.
وأخرج
ابن المبارك في الزهد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن ابن مسعود قي
قوله : {علمت نفس ما قدمت وأخرت} قال : ما قدمت من خير وأخرت من سنة صالحا
يعمل بها بعده فإن له مثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا
أو سنة سيئة يعمل بها بعده فإن عليه مثل وزر عمل بها ولا ينقص من أوزارهم
شيئا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس في الآية قال : ما قدمت من عمل خير أو شر وما أخرت من سنة يعمل بها من بعده.
وأخرج
الحاكم وصححه عن حذيفة قال : قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : من استن
خيرا فاستن به فله أجره ومثل أجور من اتبعه غير منتقص من أجورهم ومن
استن شرا فاستن به فعليه وزره ومثل أوزار من اتبعه غير منتقص من أوزارهم وتلا حذيفة {علمت نفس ما قدمت وأخرت}.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة في قوله : {علمت
نفس ما قدمت وأخرت} قال : ما أدت إلى الله مما أمرها به وما ضيعت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {ما قدمت} من خير وما {وأخرت} من حق الله تعالى لم تعمل به.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير {ما قدمت} من خير {وأخرت} ما حدث به نفسه لم يعمل به.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد ما قدمت من خير وما أخرت ما أمرت أن تعمل فتركت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عطاء {ما قدمت} بين أيديها وما {وأخرت} وراءها من سنة يعمل بها من بعده.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وَابن أبي حاتم ، وَابن المنذر عن عمر بن الخطاب أنه قرأ
هذه الآية {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم} فقال : غره والله جهله.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة {يا أيها الإنسان ما غرك} قال : أبي بن خلف.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن صالح بن مسمار قال : بلغني أن النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم تلا هذه الآية {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم} ثم قال : جهله.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ربيع بن خيثم {ما غرك} قال : الجهل.
وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ {فسواك فعدلك} مثقل.
وأخرج
البخاري في تاريخه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن شاهين ، وَابن
قانع والطبراني ، وَابن مردويه من طريق موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن
جده أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال له : ما ولد لك قال
يا
رسول الله : ما عسى أن يولد لي إما غلام وإما جارية ، قال : فمن يشبه قال
يا رسول الله : ما عسى أن يشبه أباه وإما أمه ، فقال النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم : عند هامه لا تقولن هذا إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها
الله كل نسب بينها وبين آدم فركب خلقه في صورة من تلك الصور أما قرأت هذه
الآية في كتاب الله {في أي صورة ما شاء ركبك} من نسلك ما بينك وبين آدم.
وأخرج
الحكيم الترمذي والطبراني ، وَابن مردويه بسند جيد والبيهقي في الأسماء
والصفات عن مالك بن الحويرث قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا
أراد الله أن يخلق النسمة فجامع الرجل المرأة طار ماؤه في كل عرق وعصب
منها فإذا كان اليوم السابع أحضر الله كل عرق بينه وبين آدم ثم قرأ {في أي
صورة ما شاء ركبك}.
وأخرج الحكيم الترمذي عن عبد الله بن بريدة أن رجلا
من الأنصار ولدت له امرأته غلاما أسود فأخذ بيد امرأته فأتى بها رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالت : والذي
بعثك بالحق لقد تزوجتني بكرا وما
أقعدت مقعده أحدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدقت إن لك تسعة
وتسعين عرقا وله مثل ذلك فإذا كان حين الولد اضطربت
العروق كلها ليس منها عرق إلا يسأل الله أن يجعل الشبه له.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد {في أي صورة ما شاء ركبك} قال : إما قبيحا وإما حسنا وشبه أب أو أم أو خال أو عم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والرامهرمزي في الأمثال عن أبي صالح {في أي
صورة ما شاء ركبك} قال : إن شاء حمارا وإن شاء خنزيرا وإن شاء فرسا وإن
شاء إنسانا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة في قوله : {في أي صورة ما شاء ركبك} قال : إن شاء قردا وإن شاء صورة خنزيرا والله تعالى أعلم.
أخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد في قوله : {كلا بل تكذبون بالدين} قال : بالحساب {وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين}.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : جعل الله على ابن آدم حافظين في الليل
وحافظين في النهار يحفظان عمله ويكتبان أثره.
وأخرج
البزار عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله
ينهاكم عن التعري فاستحيوا من ملائكة الله الذين معكم الكرام الكاتبين
الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى ثلاث حاجات : الغائط والجنابة والغسل.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الظهيرة فرأى رجلا يغتسل بفلاة من الأرض فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أما بعد فاتقوا الله واكرموا الكرام الكاتبين الذين معكم ليس يفارقونكم
إلا عند إحدى منزلتين : حيث يكون الرجل على خلائه أو يكون مع أهله لأنهم
كرام كما سماهم الله فيستتر أحدكم عند ذلك بجرم حائط أو بعيره فإنهم لا
ينظرون إليه.
وأخرج البزار عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ما من حافظين يرفعان إلى الله ما حفظا في يوم فيرى في أول الصحيفة
وآخرها استغفارا إلا قال الله : قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة.
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {وما أدراك ما يوم
الدين}
قال : تعظيم يوم القيامة يوم يدان الناس فيه بأعمالهم وفي قوله : {والأمر
يومئذ لله} قال : ليس ثم أحد يقضي شيئا ولا يصنع شيئا غير رب العالمين.
83
- سورة المطففين.
مكية وآياتها ست وثلاثون.
أَخرَج النحاس ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت سورة المطففين بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال : آخر ما أنزل بمكة سورة المطففين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 1 - 13.
وَأخرَج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : أول ما نزل بالمدينة {ويل للمطففين}.
وأخرج
النسائي ، وَابن ماجة ، وَابن جَرِير والطبراني ، وَابن مردويه والبيهقي
في شعب الإيمان بسند صحيح عن ابن عباس قال : لما قدم النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله {ويل للمطففين}
فأحسنوا الكيل بعد ذلك.
وأخرج ابن سعد والبزار والبيهقي في الدلائل عن
أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل سباع بن عرفطة على
المدينة لما خرج إلى خيبر فقرأ !
{ويل للمطففين} فقلت : هلك فلان له صاع يعطي به وصاع يأخذ به.
وأخرج الحاكم عن ابن عمر أنه قرأ {ويل للمطففين} فبكى وقال : هو الرجل يستأجر الرجل أو الكيال وهو يعلم أنه يخيف في كيله فوزره عليه.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما نقض
قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم ولا طففوا الكيل إلا منعوا النبات
وأخذوا بالسنين.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة عن سلمان قال :
إنما الصلاة مكيال فمن أوفى أوفي له ومن طفف فقد سمعتم ما قال الله في
المطففين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد والبيهقي في شعب الإيمان عن وهب بن منبه
قال : تركك المكافأة تطفيف ، قال الله : {ويل للمطففين} ، قوله تعالى : {يوم يقوم الناس لرب العالمين}.
أخرج
مالك وهناد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم والترمذي ، وَابن المنذر ،
وَابن مردويه عن ابن عمر أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : {يوم يقوم
الناس لرب العالمين} حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه.
وأخرج
الطبراني وأبو الشيخ والحاكم ، وَابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عمر
قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {يوم يقوم الناس لرب
العالمين} قال : كيف بكم إذا جمعكم الله كما يجمع النبل في الكنانة خمسين
ألف سنة لا ينظر إليكم.
وأخرج أبو يعلى ، وَابن حبان ، وَابن مردويه عن
أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : يوم يقوم الناس لرب العالمين
بقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة فيهون ذلك اليوم على المؤمن كتدلي الشمس
للغروب إلى أن تغرب".
وأخرج عن ابن مسعود إذا حشر الناس قاموا أربعين عاما.
وأخرج
أحمد في الزهد عن القاسم بن أبي بزة قال : حدثني من سمع أن عمر قرأ {ويل
للمطففين} حتى بلغ {يوم يقوم الناس لرب العالمين} بمقدار نصف يوم من خمسين
ألف سنة فيهون ذلك اليوم على المؤمن كتدلي الشمس من الغروب حتى تغرب.
وأخرج الطبراني عن ابن عمرو أنه قال : يا رسول الله : كم قيام الناس بين يدي رب العالمين يوم القيامة قال : ألف سنة لا يؤذن لهم.
وأخرج ابن المنذر عن كعب في الآية قال : يقومون ثلاثمائة عام لا يؤذن لهم بالقعود فأما المؤمن فيهون عليه كالصلاة المكتوبة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة في الآية قال : يقومون مقدار ثلاثمائة سنة ويخفف
الله ذلك اليوم ويقصره على المؤمن كمقدار نصف يوم أو كصلاة مكتوبة.
وأخرج ابن مردويه عن حذيفة يقوم الناس على أقدامهم يوم القيامة ثلاثمائة سنة ويهون ذلك اليوم على
المؤمن كقدر الصلاة المكتوبة.
وأخرج
ابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبشير
الغفاري : كيف أنت صانع في يوم يقوم الناس لرب العالمين مقدار ثلاثمائة
سنة من أيام الدنيا لا يأتيهم خبر من السماء ولا يؤمر فيهم بأمر قال بشير
: المستعان بالله يا رسول الله ، قال : إذا أويت إلى فراشك فتعوذ بالله من
شر يوم القيامة ومن شر الحساب.
وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أبي
هريرة رضي الله عنه : أن رجلا كان له من رسول الله صلى الله عليه وسلم
مقعد يقال له بشير ففقده النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ثلاثا فرآه شاحبا
فقال : ما غير لونك يا بشير قال : اشتريت بعير فشرد علي فكنت في طلبه ولم
أشترط فيه شرطا ، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : إن البعير الشرود
يرد منه إنما غير لونك غير هذا ، قال : لا ، قال : فكيف بيوم يكون مقداره
خمسين ألف سنة {يوم يقوم الناس لرب العالمين}.
أخرج ابن المبارك في الزهد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر من طريق شمر
بن
عطية أن ان عباس رضي الله عنهما سأل كعب الأحبار عن قوله : {كلا إن كتاب
الفجار لفي سجين} قال : إن روح الفاجر يصعد بها إلى السماء فتأبى السماء
أن تقبلها فيهبط بها إلى الأرض فتأبى الأرض أن تقبلها فييدخل بها تحت سبع
أرضين حتى ينتهي بها إلى السجين وهو خد إبليس فيخرج لها من تحت خد إبليس
كتابا فيختم ويوضع تحت خد إبليس لهلاكه للحساب فذلك قوله تعالى : {وما
أدراك ما سجين كتاب مرقوم} وقوله : {إن كتاب الأبرار لفي عليين} قال : إن
روح المؤمن إذا عرج بها إلى السماء فتنفتح لها أبواب السماء وتلقاه
الملائكة بالبشرى حتى ينتهي بها إلى العرش وتعرج الملائكة فيخرج لها من
تحت العرش رق فيرقم ويختم ويوضع تحت العرش لمعرفة النجاة للحساب يوم
القيامة ويشهد الملائكة المقربون فذلك قوله : {وما أدراك ما عليون كتاب
مرقوم}.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن محمد بن كعب رضي الله
عنه في الآية قال : قد رقم الله على الفجار ما هم عاملون في سجين فهو أسفل
والفجار منتهون إلى ما قد رقم الله عليهم ورقم على الأبرار ما هم عاملون
في عليين وهم
فوق فهم منتهون إلى ما قد رقم الله عليهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سجين أسفل الأرضين.
وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : الفلق جب في جهنم مغطى وأما سجين فمفتوح.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {كلا إن
كتاب الفجار لفي سجين} قال : عملهم في الأرض السابعة لا يصعد.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {كلا إن كتاب الفجار لفي
سجين} قال : تحت الأرض السفلى فيها أرواح الكفار وأعمالهم أعمال السوء.
وأخرج
أبو الشيخ في العظمة والمحاملي في أماليه عن مجاهد رضي الله عنه قال :
سجين صخرة تحت الأرض السابعة في جهنم تقلب فيجعل كتاب الفجار تحتها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن فرقد {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين} قال : تحت الأرض السفلى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وعبد الرزاق عن قتادة {كلا إن كتاب الفجار
لفي
سجين} قال : هو أسفل الأرض السابعة {كتاب مرقوم} قال : مكتوب ، قال قتادة
: ذكر لنا أن عبد الله بن عمر كان يقول : الأرض السفلى فيها أرواح الكفار
وأعمالهم السوء.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : سجين الأرض السابعة السفلى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عبد الله بن عمرو قال : الأرض السفلى فيها أرواح الكفار وأعمالهم أعمال السوء.
وأخرج ابن المبارك عن ابن جريج قال : بلغني أن {سجين} الأرض السلفى وفي قوله : {مرقوم} قال : مكتوب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {كتاب مرقوم} قال : رقم لهم بشر.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة {لفي سجين} قال : لفي خسار.
وأخرج
ابن مردويه ، عَن جَابر بن عبد الله قال : حدثني رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن الملك يرفع العمل للعبد يرى أن في يديه منه سرورا حتى ينتهي إلى
الميقات الذي وصفه الله له فيضع العمل فيه فيناديه الجبار من فوقه إرم بما
معك في {سجين} وسجين الأرض السابعة ، فيقول الملك : ما رفعت إليه إلى حقا
فيقول : صدقت إرم بما معك في سجين.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن ماجة والطبراني والبيهقي في البعث عن عبد الله بن
كعب بن مالك قال : لما حضرت كعبا الوفاة أتته أم بشر بنت البراء فقالت :
إن لقيت ابن فأقرئه مني السلام فقال لها : غفر الله لك يا أم بشر نحن أسفل
من ذلك فقالت : أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن نسمة
المؤمن تسرح في الجنة حيث شاءت وإن نسمة الكافر في سجين قال : بلى فهو ذلك.
وأخرج
ابن المبارك عن سعيد بن المسيب قال : التقى سلمان وعبد الله بن سلام فقال
أحدهما لصاحبه : إن مت قبلي فالقني فأخبرني بما صنع ربك بك وإن أنا مت
قبلك لقيتك فأخبرتك ، فقال عبد الله : كيف يكون هذا قال : نعم إن أرواح
المؤمنين تكون في برزخ من الأرض تذهب حيث شاءت ونفس الكافر في سجين والله
أعلم.
الآية 14 - 21.
أَخرَج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد والحاكم والترمذي وصححاه والنسائي ، وَابن ماجة ، وَابن جَرِير ، وَابن حبان ، وَابن المنذر
وابن
مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم قال : إن العبد إذا أذنب ذنبا نكتت في قلبه نكتة سوداء
فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه ، وإن عاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الران
الذي ذكر الله في القرآن {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن بعض الصحابة أنه سمع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول :
من قتل مؤمنا أسود سدس قلبه وإن قتل اثنين أسود ثلث قلبه وإن قتل ثلاثة
رين على قلبه فلم يبال ما قتل فذلك قوله : {بل ران على قلوبهم ما كانوا
يكسبون}.
وأخرج الفريابي والبيهقي عن حذيفة رضي الله عنه قال : القلب
هكذا مثل الكف فيذنب الذنب فينقبض منه ثم يذنب الذنب فينقبض منه حتى يختم
عليه فيسمع الخير فلا يجد له مساغا يجمع فإذا اجتمع طبع عليه فإذا سمع
خيرا دخل في أذنيه حتى يأتي القلب فلا يجد فيه مدخلا فذلك قوله : {بل ران
على قلوبهم} الآية.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال : كانوا يرون أن القلب مثل الكف وذكر مثله.
وأخرج ابن المنذر عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه في قوله : {كلا بل ران على قلوبهم}
قال
: إذا عمل الرجل الذنبي نكت في قلبه نكتة سوداء ثم يعمل الذنب بعد ذلك
فينكت في قلبه نكتة سوداء ثم كذلك حتى يسود عليه فإذا ارتاح العبد قال :
ييسر له عمل صالح فيذهب من السودا بعضه ثم ييسر له عمل صالح أيضا فيذهب من
السواد بعضه ثم ييسر له أيضا عمل صالح فيذهب من السواد بعضه ثم كذلك حتى
يذهب السوء كله.
وأخرج نعيم بن حماد في الفتن والحاكم وصححه وتعقبه
الذهبي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
أنه كان يقول : لن تتفكروا بخير ما استغنى أهل بدوكم عن أهل حضركم
وليسوقنهم السنون والسنات حتى يكونوا معكم في الديار ولا تتمنعوا منهم
لكثرة من يسير عليكم منهم ، قال : يقولون طالما جعنا وشبعتم وطالما شقينا
ونعمتم فواسونا اليوم ولتستصعبن بكم الأرض حتى يغيظ أهل حضركم أهل بدوكم
ولتميلن بكم الأرض ميلة يهلك منا من هلك ويبقى من بقي حتى تعتق الرقاب ثم
تهدأ بكم الأرض بعد ذلك حتى يندم المعتقون ثم تميل بكم الأرض ميلة أخرى
فيهلك فيها من هلك ويبقى من بقي يقولون : ربنا نعتق ربنا نعتق فيكذبهم
الله كذبتم كذبتم أنا أعتق قال : وليبتلين أخريات هذه الأمة بالرجف فإن
تابوا
تاب الله عليهم وإن عادوا عاد الله عليهم الرجف والقذف والخذف والمسخ
والخسف والصواعق فإذا قيل : هلك الناس هلك الناس هلك الناس فقد هلكوا
ولن
يعذب الله أمة حتى تعذر قالوا : وما عذرها قال : يعترفون بالذنوب ولا
يتوبون ولتطمئن القلوب بما فيها من برها وفجورها كما تطمئن الشجرة بما
فيها حتى لا يستطيع محسن يزداد إحسانا ولا يستطيع مسيء استعتابا ، قال
الله : {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} قال : أعمال السوء ذنب على ذنب حتى مات قلبه واسود.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} قال : أثبتت على قلبه الخطايا حتى غيرته.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {ران} قال : طبع.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه قال : الران الطابع.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن
مجاهد رضي الله عنه في الآية كانوا يرون أن الرين هو الطبع.
وأخرج
ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه كانوا يرون أن القلب مثل الكف فيذنب الذنب
فينقبض منه ثم يذنب الذنب فينقبض حتى يختم عليه ويسمع الخير فلا يجد له
مساغا.
وأخرج ابن جريروالبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه قال : الران أيسر من الطبع والطبع أيسر من الأقفال والإقفال أشد ذلك كله.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه {كلا بل ران على قلوبهم} قال : يعمل
الذنب فيحيط بالقلب فكلما عمل ارتفعت حتى يغشى القلب.
وأخرج عَبد بن
حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه {كلا بل ران على قلوبهم} قال : الذنب على
الذنب ثم الذنب على الذنب حتى يغمر القلب فيموت.
وأخرج عَبد بن
حُمَيد من طريق خليد بن الحكم عن أبي الخير قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : أربع خصال تفسد القلب : مجاراة الأحمق فإن جاريته كنت مثله
وإن سكت عنه سلمت منه وكثرة الذنوب مفسدة القلوب وقد قال : {بل ران على
قلوبهم ما كانوا يكسبون} والخلوة بالنساء والاستمتاع منهن والعمل برأيهم
ومجالسة الموتى قيل وما الموتى قال : كل غني قد أبطره غناه.
أخرج عَبد
بن حُمَيد عن أبي مليكة الزيادي رضي الله عنه في قوله : {كلا إنهم عن ربهم
يومئذ لمحجوبون} قال : المنان والمختال والذي يقطع يمينه بالكذب ليأكل
أموال الناس والله أعلم.
أخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن
جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {كلا إن كتاب الأبرار لفي
عليين} قال : عليون فوق السماء السابعة عند قائمة العرش اليمنى {كتاب
مرقوم} قال : رقم لهم بخير {يشهده المقربون} قال : المقربون من ملائكة
الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن كعب رضي الله عنه قال : هي قائمة العرش اليمنى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه قال : عليون السماء السابعة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد من طريق الأجلح عن الضحاك رضي الله عنه قال : إذا قبض روح
العبد المؤمن يعرج به إلى السماء الدنيا فينطلق معه المقربون إلى السماء
الثانية ، قال الأجلح : فقلت : وما المقربون قال : أقربهم إلى السماء
الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ثم السادسة ثم السابعة حتى
ينتهي به إلى سدرة المنتهى ، فقال الأجلح : فقلت للضحاك : ولم تسمى سدرة
المنتهى قال : لأنه ينتهي إليها كل شيء من أمر الله لا يعدوها فيقولون :
رب عبدك فلان وهو أعلم به منهم فيبعث الله إليهم بصك مختوم يأمنه من
العذاب وذلك قوله : {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون
كتاب مرقوم يشهده المقربون}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن
المنذر عن ابن عباس في قوله : {لفي عليين} قال : الجنة وفي قوله : {يشهده
المقربون} قال : كل أهل سماء.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله :
{يشهده المقربون} قال : هم مقربو أهل كل سماء إذا مر بهم عمل المؤمن شيعه
مقربو كل أهل سماء حتى
ينتهي العمل إلى السماء السابعة فيشهدون حتى يثبت السماء السابعة.
وأخرج ابن مردويه عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب مرقوم في عليين.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد من طريق خالد بن عرعرة وأبي عجيل أن ابن عباس سأل كعبا عن
قوله تعالى : {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين} الآية قال : إن المؤمن
يحضره الموت ويحضره رسل ربه فلا هم يستطيعون أن يؤخروه ساعة ولا يعجلوه
حتى
تجيء ساعته فإذا جاءت ساعته قبضوا نفسه فدفعوه إلى ملائكة الرحمة فأروه ما
شاء الله أن يروه من الخير ثم عرجوا بروحه إلى السماء فيشيعه من كل سماء
مقربوها حتى ينتهوا به إلى السماء السابعة فيضعونه بين أيديهم ولا ينتظرون
به صلاتكم عليه فيقولون : اللهم هذا عبدك فلان قبضنا نفسه فيدعون له بما
شاء الله أن يدعوا فنحن نحب أن يشهدنا اليوم كتابه فينثر كتابه من تحت
العرش فيثبتون اسمه فيه وهم شهوده فذلك قوله : {كتاب مرقوم يشهده
المقربون} وسأله عن قوله : {إن كتاب الفجار لفي سجين} الآية قال : إن
العبد الكافر يحضره الموت ويحضره رسل الله فإذا جاءت ساعته قبضوا نفسه
فدفعوه إلى ملائكة العذاب فأروه ما شاء الله أن يروه من الشر ثم هبطوا به
إلى الأرض السفلى وهي سجين وهي آخر سلطان إبليس فأثبتوا كتابه فيها وسأله
عن {سدرة المنتهى} فقال : هي سدرة نابتة في السماء السابعة ثم علت على
الخلائق إلى ما دونها و(عندها جنة المأوى) (سورة النجم الآية 15) قال :
جنة الشهداء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عطاء بن يسار قال : لقيت
رجلا من حمير كأنه علامة يقرأ الكتب فقلت له : الأرض التي نحن عليها ما
سكانها قال : هي على صخرة خضراء تلك الصخرة على كف ملك ذلك الملك قائم على
ظهر حوت منطو بالسموات والأرض من تحت العرش ، قلت : الأرض الثانية من
سكانها قال : سكانها الريح العقيم لما أراد الله أن يهلك عادا أوحى إلى
خزنتها أن افتحوا عليهم منها بابا ، قالوا : يا ربنا مثل منخر الثور قال :
اذن تكفأ الأرض ومن عليها ، فضيق ذلك حتى جعل مثل حلقة الخاتم فبلغت ما
حدث الله ، قلت : الأرض الثالة من ساكنها قال : فيها حجارة جهنم ، قلت :
الأرض الرابعة من ساكنها قال : فيها كبريت جهنم ، قلت : الأرض الخامسة من
ساكنها قال : فيها عقارب جهنم ، قلت : الأرض السادسة من ساكنها قال : فيها
حيات جهنم ، قلت : الأرض السابعة من ساكنها قال : تلك سجين فيها إبليس
موثق يد أمامه ويد خلفه ورجل خلفه ورجل أمامه ، كان يؤذي الملائكة فاستعدت
عليه فسجن هناك وله زمان يرسل فيه فإذا أرسل لم تكن فتنة الناس بأعي عليهم
من شيء.
وأخرج ابن المبارك عن ضمرة بن حبيب قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : إن الملائكة يرفعون أعمال العبد من عباد الله يستكثرونه
ويزكونه حتى يبلغوا به حيث يشاء الله من سلطانه فيوحي الله إليهم أنكم
حفظة على عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه ، إن عبدي هذا لم يخلص لي عمله
فاجعلوه
في سجين ، ويصعدون بعمل العبد يستقلونه ويحتقرونه حتى يبلغوا به إلى حيث
شاء الله من سلطانه فيوحي الله إليهم أنكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب
على ما في نفسه ، إن عبدي هذا أخلص لي عمله فاجعلوه في عليين.
وأخرج
ابن الضريس عن أم الدرداء قالت : إن درج الجنة على عدد آي القرآن وإنه
يقال لصاحب القرآن اقرأ وأرقه فإن كان قد قرأ ثلث القرآن كان على الثلث من
درج الجنة وإن كان قد قرأ نصف القرآن كان على النصف من درج الجنة وإن كان
قد قرأ القرآن كان في أعلى عليين ولم يكن فوقه أحد من الصديقين والشهداء.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو قال : إن لأهل عليين كوى
يشرفون منها فإذا أشرف أحدهم أشرقت الجنة فيقول أهل الجنة قد أشرف رجل من أهل عليين.
وأخرج ابن أبي شيبة عن محمد بن كعب قال : يرى في الجنة كهيئة البرق فيقال : ما هذا قيل : رجل من أهل عليين تحول من غرفة إلى غرفة.
الآية 22 – 36
أخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك} قال : عاقبته
مسك
قوم يمزج لهم بالكافور ويختم لهم بالمسك {ومزاجه من تسنيم} قال : شراب من
أشرف الشراب عينا في الجنة يشرب بها المقربون صرفا ويمزج لسائر أهل الجنة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي
في البعث عن مجاهد في قوله : {يسقون من رحيق مختوم} قال : الخمر {ختامه
مسك} قال : طينه مسك {ومزاجه من تسنيم} قال : تسنيم عليهم من فوق دورهم.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد عن الحسن {يسقون من رحيق مختوم} قال : هي
الخمرة {ومزاجه من تسنيم} قال : خفايا أخفاها الله لأهل الجنة.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير {يسقون من رحيق مختوم} قال : الخمر {ختامه مسك} قال : آخر طعمه مسك.
وأخرج هناد عن زيد بن معاوية العبسي قال :سألت علقمة بن قيس عن هذه الآية: (ختامه مسك). فقرأها: (خاتمه مسك) وقال : خاتمه خلاطه.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن علقمة {ختامه مسك} قال : خلطه.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد عن مالك بن الحارث {ومزاجه من تسنيم} قال
: هي عين في الجنة يشرب بها المقربون صرفا ويمزج لسائر أهل الجنة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة قال : التسنيم أفضل شراب أهل الجنة ، ألم تسمع يقال للرجل إنه لفي السنام من قوله.
وأخرج ابن المنذر ، عَن عَلِي ، قال : {نضرة النعيم} هي عين في الجنة يتوضؤون منها ويغتسلون فيجري عليهم نضرة النعيم.
وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود {مختوم} قال : ممزوج {ختامه مسك} قال : طعمه وريحه.
وأخرج
سعيد بن منصور وهناد ، وَابن أبي حاتم ، وَابن أبي شيبة ، وَابن المنذر
والبيهقي في البعث عن ابن مسعود في قوله : {يسقون من رحيق مختوم} قال :
الرحيق الخمر والمختوم يجدون عاقبتها طعم المسك.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن المنذر والبيهقي في البعث من
طريق علي عن ابن عباس {من رحيق مختوم} قال : ختم بالمسك.
وأخرج الفريابي والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي عن ابن مسعود في قوله :
{ختامه مسك} قال : ليس بخاتم يختم به ولكن خلطه مسك ، ألم تر إلى المرأة من نسائكم تقول خلطه من الطيب كذا وكذا.
وأخرج ابن الأنباري في الوقف والإبتداء عن علقمة مثله.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر والبيهقي عن أبي الدرداء {ختامه مسك} قال : هو
شراب أبيض مثل الفضة يختمون به آخر شرابهم ولو أن رجلا من أهل الدنيا أدخل
أصبعه فيه ثم أخرجها لم يبق ذو روح إلى وجد ريحها.
وأخرج أحمد ، وَابن مردويه عن أبي سعيد رفعه : أيما مؤمن سقى مؤمنا شربة على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم.
وأخرج البيهقي عن عطاء قال : التسنيم اسم العين التي تمزج بها الخمر.
وأخرج
عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم والبيهقي عن ابن عباس {تسنيم} أشرف شراب أهل الجنة
وهو صرف للمقربين ويمزج لأصحاب اليمين.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وَابن المبارك وسعيد بن منصور وهناد ، وعَبد بن حُمَيد ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله : {ومزاجه من تسنيم}
قال : عين في الجنة تمزج لأصحاب اليمين ويشرب بها المقربون صرفا.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس أنه سئل
عن قوله : {ومزاجه من تسنيم} قال : هذا مما قال الله : (فلا تعلم نفس ما
أخفى لهم من قرة أعين).
وأخرج ابن المنذر عن حذيفة بن اليمان قال :
تسنيم عين في عدن يشرب بها المقربون صرفا ويجري تحتهم أسفل منهم إلى أصحاب
اليمين فيمزج أشربتهم كلها الماء والخمر واللبن والعسل يطيب بها أشربتهم.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن الكلبي قال : تسنيم عين تثعب عليهم من فوق وهو شراب المقربين.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة {إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون}
قال : في الدنيا ويقولون والله إن هؤلاء لكذبة وما هم على شيء استهزاء بهم.
وأخرج
أحمد في الزهد ، وَابن أبي الدنيا في الصمت والبيهقي في البعث عن الحسن
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المستهزئين بالناس في الدنيا
يرفع لأحدهم يوم القيامة باب من أبواب الجنة فيقال : هلم هلم فيجيء بكربه
وغمه فإذا أتاه أغلق دونه ثم يفتح له باب آخر فيقال : هلم هلم فيجيء بكربه
وغمه فإذا أتاه أغلق دونه فما يزال كذلك حتى إنه ليفتح له الباب فيقول :
هلم هلم فلا يأتيه من إياسه.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ،
وَابن المنذر عن قتادة {فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون} قال : قال
كعب : إن بين أهل الجنة وأهل النار كوى لا يشاء الرجل من أهل الجنة أن
ينظر إلى عدوه من أهل النار إلا فعل.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {هل ثوب} قال : جوزي
بسم الله الرحمن الرحيم
84
- سورة الإنشقاق.
مكية وآياتها خمس وعشرون.
مقدمة السورة.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة {إذا السماء انشقت} بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وأخرج
ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي ، وَابن مردويه عن أبي
رافع قال : صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ {إذا السماء انشقت} فسجد فقلت
له فقال : سجدت خلف أبي القاسم صلى الله عليه وسلم فلا أزال أسجد فيها حتى ألقاه.
وأخرج
ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن ماجة ، وَابن
مردوية عن أبي هريرة قال : سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في {إذا
السماء انشقت} و(اقرأ باسم ربك) (سورة النبأ الآية 40).
وأخرج البغوي في معجمه والطبراني عن صفون بن عسال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في {إذا السماء انشقت}.
وأخرج
ابن خزيمة والروياتي في مسنده والضياء المقدسي في المختارة عن بريدة أن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر {إذا السماء انشقت}
ونحوها.
الآية 1 - 25.
وَأخرَج ابن أبي حاتم ، عَن عَلِي ، قال : تنشق السماء من المجرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {وأذنت} قال : أطاعت {وحقت} قال : حققت بالطاعة.
وأخرج ابن المنذر عن السدي {وأذنت لربها وحقت} قال : أطاعت وحق لها أن تطيع.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {وأذنت لربها} سمعت حيث كلمها.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله : {وأذنت لربها وحقت} قال : سمعت وأطاعت {وإذا الأرض مدت} قال : يوم القيامة !
{وألقت ما فيها} أخرجت ما فيها من الموتى {وتخلت} عنهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد مثله.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {وألقت ما فيها} قال : سواري الذهب.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن عبد
الله بن عمرو قال : كان البيت قبل الأرض بألفي سنة وذلك قول الله : {وإذا
الأرض مدت} قال : مدت من تحته مدا.
وأخرج الحاكم عن ابن عمرو قال : إذا
كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم وحشر الله الخلائق الإنس والجن
والدواب والوحوش فإذا كان ذلك اليوم جعل الله
القصاص بين الدواب حتى
يقتص للشاة الجماء من القرناء بنطحتها فإذا فرغ الله من القصاص بين الدواب
قال لها : كوني ترابا فيراها الكافر فيقول : (يا ليتني كنت ترابا).
وأخرج
الحاكم بسند جيد ، عَن جَابر عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : تمد
الأرض يوم القيامة مد الأديم ثم لا يكون لابن آدم منها إلى موضع قدميه.
وأخرج
أبو القاسم الختلي في الديباج عن ابن عمر عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
في قوله : {إذا السماء انشقت} الآية قال : أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم
القيامة فأجلس جالسا في قبري وإن الأرض تحركت بي فقلت لها : مالك فقالت :
إن ربي أمرني أن ألقي ما في جوفي وأن أتخلى فأكون كما كنت إذ لا شيء في
فذلك قوله : {وألقت ما فيها وتخلت}.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن
حُمَيد عن قتادة في قوله : {وأذنت لربها وحقت} قال : سمعت وأطاعت ، وفي
قوله : {وألقت ما فيها وتخلت} قال : أخرجت أثقالها وما فيها من الكنوز
والناس وفي قوله : {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا} قال : عامل له
عملا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا} قال : عامل إلى ربك عملا.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {إنك كادح إلى ربك كدحا} قال : عامل عملا {فملاقيه} قال : ملاق عملك.
وأخرج
أحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم والترمذي ، وَابن المنذر ، وَابن
مردويه عن عاشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس أحد يحاسب
إلا هلك فقلت : أليس الله يقول : {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب
حسابا يسيرا} قال : ليس ذلك بالحساب ولكن ذلك العرض ومن نوقش الحساب هلك.
وأخرج
أحمد ، وَابن جَرِير والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن عاشة : سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته : اللهم حاسبني حسابا يسيرا
فلما انصرف قلت : يارسول الله ما الحساب اليسير قال : أن ينظر في كتابه
فيتجاوز له عنه إنه من نوقش الحساب هلك.
وأخرج ابن المنذر عن عائشة في قوله : {فسوف يحاسب حسابا يسيرا} قال : يعرف ذنوبه ثم يتجاوز له عنها.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن عائشة قالت : من حوسب يوم القيامة أدخل
الجنة وقالت : {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا} ثم تلت
(يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي
والأقدام) (سورة الرحمن الآية 41).
وأخرج
البزار والطبراني والحاكم عن أبي هريرة مرفوعا : ثلاث من كن فيه حاسبه
الله حسابا يسيرا وأدخله الجنة برحمته : تعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك وتصل
من قطعك.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد {وينقلب إلى أهله مسرورا} قال :
إلى أهل له في الجنة وفي قوله : {وأما من أوتي كتابه وراء ظهره} قال :
تخلع يده فتجعل من وراء ظهره.
وأخرج ابن المنذر عن حميد بن هلال قال :
ذكر لنا أن الرجل يدعى إلى الحساب يوم القيامة فيقال : يا فلان هلم إلى
الحساب ، قال : حتى يقول أما يراد غيري مما يحضر به من الحساب.
وَأخرَج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والبيهقي في "البعث" عن مجاهد
في قوله : (وأما من أتي كتابه وراء ظهره). قال : نجعل شماله وراء
ظهره فيأخذ بها كتابه..
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {يدعو ثبورا} قال : الويل.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {إنه كان في أهله مسرورا} قال : في الدنيا.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والبيهقي في البعث عن مجاهد في
قوله : {وأما من أوتي كتابه وراء ظهره} قال : تجعل شماله وراء ظهره فيأخذ
بها كتابه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {إنه ظن أن لن يحور} قال : لن يبعث.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس {أن لن يحور} قال : أن لن يرجع.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {أن لن يحور} أن لن يرجع إلينا.
وأخرج
الطستي في مسائله والطبراني عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله :
{أن لن يحور} قال : أن لن يرجع بلغة الحبشة ، يقول : أن لن يرجع بلغة
الحبشة ، يقول : أن لن يرجع إلى الله في الآخرة ، قال : وهل تعرف العرب
ذلك قال : نعم أما سمعت قول لبيد : وما المرء إلا كالشهاب وضوءه * يحور
رمادا بعد إذ هو ساطع
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {إنه ظن أن لن يحور} قال : ألم تسمع الحبشي إذا قيل له حر إلى أهلك أي اذهب.
وأخرج ابن أبي شيبة عن العوام بن حوشب قال : قلت لمجاهد : الشفق قال : إن الشفق من الشمس.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن مردويه عن ابن عمر قال : الشفق الحمرة.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {والليل وما وسق} قال : وما دخل فيه.
وأخرج أبوعبيد في فضائله ، وَابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {والليل وما وسق} قال : وما جمع.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة {والليل وما وسق} يقول : ما أوى فيه وما جمع من حياته وعقاربه ودوابه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير {وما وسق} يقول : ما أوى فيه وما جمع من حياته وعقاربه ودوابه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير {وما وسق} قال : ما عمل فيه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {والقمر إذا اتسق} قال : إذا استوى.
وأخرج الطستي في مسائله والطبراني ، وَابن الأنباري في الوقف والإبتداء عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : {والقمر إذا
اتسق}
قال : اتساقه اجتماعه ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت قول
ابن صرمة : إن لنا قلائصا نقانقا * مستوسقات لو يجدن سائقا.
وَأخرَج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة {والقمر إذا اتسق} قال : إذا استدار.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن الأنباري من طرق عن ابن عباس أنه سئل عن قوله : {والليل وما وسق} قال : وما جمع أما سمعت قوله :
إن لنا قلائصا نقانقا * مستوسقات لو يجدن سائقا.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس {والقمر إذا اتسق} قال : ليلة ثلاث عشرة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عمر بن الخطاب في قوله : {لتركبن طبقا عن طبق} قال : حالا بعد حال.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد في قوله : {لتركبن طبقا عن طبق} قال : أمرا بعد أمر.
وأخرج البخاري عن ابن عباس {لتركبن طبقا عن طبق} حالا بعد حال ، قال : هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم.
وأخرج
أبي عبيد في القراءات وسعيد بن منصور ، وَابن منيع ، وَابن جَرِير ، وعَبد
بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن ابن عباس أنه كان يقرأ {لتركبن طبقا عن طبق}
يعني بفتح الباء قال : هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم حالا بعد حال.
وأخرج
أبو عبيد في القراءت وسعيد بن منصور ، وَابن منيع ، وعَبد بن حُمَيد ،
وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن ابن عباس أنه كان يقرأ
{لتركبن طبقا عن طبق} يعني يفتح الباء قال : يعني نبيكم صلى الله عليه
وسلم حالا بعد حال.
وأخرج الطيالسي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم والطبراني عن ابن عباس {لتركبن طبقا عن طبق} قال : يا محمد السماء طبقا بعد طبق.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والحاكم في الكني ، وَابن منده في غرائب
شعبة ، وَابن مردويه والطبراني عن ابن مسعود أنه قرأ {لتركبن طبقا عن طبق}
قال : لتركبن بالنصب يا محمد سماء بعد سماء.
وأخرج البزار عن ابن مسعود {لتركبن طبقا عن طبق} يا محمد حالا
بعد حال.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن الشعبي {لتركبن طبقا عن طبق} يا محمد حالا بعد حال.
وأخرج
عبد الرزاق وسعيد بن منصور والفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ،
وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه والحاكم والبيهقي في البعث
عن ابن مسعود في قوله : {لتركبن طبقا عن طبق} قال : يعني السماء تنقطر ثم
تنشق ثم تحمر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والبيهقي عن ابن
مسعود في الآية قال : السماء تكون ألوانا كالمهل وتكون وردة كالدهان وتكون
واهية وتشقق فتكون حالا بعد حال.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن المنذر عن مكحول في قوله : {لتركبن طبقا عن طبق} قال : في كل عشرين عاما تحدثون أمرا لم تكونوا عليه.
وأخرج
ابن المنذر عن سعيد بن جبير {لتركبن طبقا عن طبق} قال : قوم كانوا في
الدنيا خسيسا أمرهم فارتفعوا في الآخرة وقوم كانوا في الدنيا
أشرافا فاتضعوا في الآخرة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة في الآية قال : حالا بعد حال بينما صاحب الدنيا
في رخاء إذ صار في بلاء وبينما هو في بلاء إذ صار في رخاء.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن مكحول في قوله : {لتركبن طبقا عن طبق} قال : تكونون في كل عشرين سنة على حال لم تكونوا على مثلها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي العالية أنه قرأ {لتركبن طبقا} بالنصب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي عمرو بن العلاء عن مجاهد أنه قرأ {لتركبن طبقا} بالنصب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عصم أنه قرأ {لتركبن} بالتاء ورفع الباء على الجماع.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {والله أعلم بما يوعون} قال : يسرون.
وأخرج عبد الرزاق عن قتادة {بما يوعون} قال : يكتمون وفي قوله : {لهم أجر غير ممنون} قال : غير محسوب.
وأخرج
الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : {لهم أجر
غير ممنون} قال : غير منقوص ، وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت قول
زهير : فضل الجواد على الخيل البطاء فلا * يعطي بذلك ممنونا ولا ترفا
85
- سورة البروج.
مكية وآياتها ثنتان وعشرون.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت {والسماء ذات البروج} بمكة.
وأخرج أحمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العشاء الأخيرة بالسماء ذات البروج والسماء والطارق.
وأخرج أحمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يقرأ بالسموات في العشاء.
وأخرج
الطيالسي ، وَابن أبي شيبة في المصنف وأحمد والدارمي وأبو داود والترمذي
وحسنه النسائي ، وَابن حبان والطبراني والبيهقي في "سُنَنِه" ، عَن جَابر
بن سمرة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر
بالسماء والطارق والسماء ذات البروج.
وأخرج سعيد بن منصور ، عَن
جَابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ : اقرأ بهم في العشاء ب
(سبح اسم ربك الأعلى) (سورة الأعلى الآية 1) (والليل إذا يغشى) (سورة
الليل الآية 1) {والسماء ذات البروج}
بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 1 - 11.
أَخْرَج ابن جرير عن ابن عباس قال : البروج قصور في السماء.
وأخرج ابن المنذر عن الأعمش قال : كان أصحاب عبد الله يقولون في قوله : {والسماء ذات البروج} ذات القصور.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي صالح في قوله : {ذات البروج} قال : النجوم العظام.
وأخرج
ابن مردويه ، عَن جَابر بن عبد الله أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سئل
عن {والسماء ذات البروج} فقال : الكواكب وسئل عن {الذي جعل في السماء
بروجا} فقال : الكواكب ، قيل : فبروج مشيدة فقال : قصور.
وأخرج عبد
الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {والسماء ذات البروج} قال :
بروجها نجومها {واليوم الموعود} قال : يوم القيامة {وشاهد ومشهود} قال :
يومان عظيمان عظمهما الله من أيام الدنيا كنا نحدث أن الشاهد يوم القيامة
والمشهود يوم عرفة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن
الحسن في قوله : {والسماء ذات البروج} قال : حبكت بالخلق الحسن ثم حبكت
بالنجوم {واليوم الموعود} قال : يوم القيامة {وشاهد ومشهود} قال : الشاهد
يوم الجمعة والمشهود يوم القيامة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير
، وَابن المنذر عن مجاهد {والسماء ذات البروج} قال : ذات النجوم {وشاهد
ومشهود} قال : الشاهد ابن آدم والمشهود يوم القيامة.
وأخرج ابن مردويه
عن ابن عباس في قول الله : {واليوم الموعود وشاهد ومشهود} قال : اليوم
الموعود يوم القيامة والشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة وهو الحج
الأكبر فيوم الجمعة جعل الله عيدا لمحمد وأمته وفضلهم بها على الخلق
أجمعين وهو سيد الأيام عند الله وأحب الأعمال فيه إلى الله وفيه ساعة لا
يوافقها عبد قائم يصلي يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه.
وأخرج عَبد
بن حُمَيد والترمذي ، وَابن أبي الدنيا في الأصول ، وَابن جَرِير ، وَابن
المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن أبي
هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اليوم الموعود يوم
القيامة واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة وما طلعت الشمس ولا
غربت على يوم أفضل منه
فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله بخير إلا استجاب الله له ولا يستعيذ بشيء إلا أعاذه الله منه.
وأخرج
الحاكم وصححه ابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن أبي هريرة رفعه {وشاهد
ومشهود} قال : الشاهد يوم عرفة ويوم الجمعة والمشهود هو الموعود يوم
القيامة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، عَن عَلِي ، قال : اليوم الموعود يوم القيامة والشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم النحر.
وأخرج
ابن جرير والطبراني ، وَابن مردويه من طريق شريح بن عبيد عن أبي مالك
الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اليوم الموعود يوم
القيامة والشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة ويوم الجمعة دخره الله لنا
والصلاة الوسطى صلاة العصر ، وأخرجه سعيد بن منصور عن شريح بن عبيد مرسلا.
وأخرج
ابن مردويه ، وَابن عساكر عن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم في قوله : {وشاهد ومشهود} قال : الشاهد يوم الجمعة والمشهود
يوم عرفة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس وأبي هريرة موقوفا مثله.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن مردويه عن سعيد
بن المسيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن سيد الأيام يوم
الجمعة وهو الشاهد والمشهود يوم عرفة.
وأخرج ابن جرير عن أبي الدرداء
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أكثروا علي من الصلاة يوم
الجمعة فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي ،
وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن علي بن أبي طالب في
قوله : {وشاهد ومشهود} قال : الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن مردويه عن الحسن بن علي أن رجلا سأله عن قوله : {وشاهد
ومشهود} قال : هل سألت أحدا قبلي قال : نعم سألت ابن عمروا ، وَابن الزبير
فقالا : يوم الريح ويوم الجمعة فقال : لا ولكن الشاهد
محمد صلى الله
عليه وسلم ثم قرأ (إنا أرسلنا شاهدا ومبشرا) (سورة الأحزاب آية 45) (وجئنا
بك شهيدا على هؤلاء) (سورة النحل آية 89) والمشهود يوم القيامة ثم قرأ
(ذلك يوم مجموع له الناس) (سورة هود الآية 103) (وذلك يوم مشهود) (سورة
هود الآية 103).
وأخرج الطبراني في الأوسط ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن
مردويه ، وَابن عساكر من طرق عن ابن عباس {واليوم الموعود} يوم القيامة
{وشاهد ومشهود} قال : الشاهد محمد والمشهود يوم القيامة وتلا (ذلك يوم
مجموع له الناس) (سورة هود الآية 103) (وذلك يوم مشهود) (سورة هود الآية
103).
وَأخرَج ابن جرير من طريق علي عن ابن عباس قال : الشاهد الله
والمشهود يوم القيامة.
وأخرج
سعيد بن منصور وعبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة رضي
الله عنه قال : الشاهد الذي يشهد على الإنسان بعمله والمشهود يوم القيامة.
أخرج ابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن نجي عن علي بن أبي طالب قال : كان نبي أصحاب الأخدود حبشيا.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن المنذر من طريق الحسن عن علي بن أبي طالب في قوله : {أصحاب الأخدود} قال : هم الحبشة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن عكرمة {قتل أصحاب الأخدود} قال : كانوا من النبط.
وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {قتل أصحاب الأخدود} قال : هم ناس من بني
إسرائيل خددوا أخدودا في الأرض ثم أوقدوا فيه نارا ثم أقاموا على ذلك
الأخدود رجالا ونساء فعرضوا عليها.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد قال : الأخدود شق بنجران كانوا يعذبون الناس فيه.
وأخرج ابن عساكر عن عبد الرحمن بن نفير قال : كانت الأخدود زمان تبع.
وأخرج
ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه {قتل أصحاب الأخدود} قال : هم قوم
خددوا في الأرض ثم أوقدوا فيه نارا ثم جاؤوا بأهل الإسلام فقالوا : اكفروا
بالله واتبعوا ديننا وإلا ألقيناكم في هذه النار فاختاروا النار على الكفر
فألقوا فيها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله :
{قتل أصحاب الأخدود} قال : حدثنا أن علي بن أبي طالب كان يقول : هم أناس
بمدارع
اليمن اقتتل مؤمنوهم وكفارهم فظهر مؤمنوهم على كفارهم ثم أخذ
بعضهم على بعض عهودا ومواثيق لا يغدر بعضهم ببعض فغدرهم الكفار فأخذوهم ثم
إن رجلا من المؤمنين قال : هل لكم إلى خير توقدون نارا ثم تعرضوننا عليه
فمن
بايعكم على دينكم فذلك الذي تشتهون ومن لا أقتحم فاسترحتم منه
فأججوا لهم نارا وعرضوهم عليها فجعلوا يقتحمونها حتى بقيت عجوز فكأنها
تلكأت فقال طفل في حجرها : امضي ولا تقاعسي فقص الله عليكم نبأهم وحديثهم
فقال : {النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود} قال : يعني بذلك المؤمنين
{وهم على ما يفعلون بالمؤمنين} يعني بذلك الكفار.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات} قال : حرقوا.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات} قال : عذبوا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن قال : كان بعض الجبابرة خد أخدودا في
الأرض
وجعل فيها النيران وعرض المؤمنين على ذلك فمن تابعه على كفره خلى عنه ومن
أبى ألقاه في النار فجعل يلقي حتى أتى على امرأة ومعها بني لها صغير
فكأنها أنفت النار فكلمها الصبي فقال : يا أمه قعي في النار ولا تقاعسي
فألقيت في النار والله ما كانت إلا نقطة من نار حتى أفضوا إلى رحمة الله
تعالى ، قال : الحسن : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فما ذكرت أصحاب
الأخدود إلا تعوذت بالله من جهد البلاء.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله
بن نجي قال : شهدت عليا وأتاه أسقف نجران فسأله عن أصحاب الأخدود فقص عليه
القصة فقال علي : أنا أعلم بهم منك بعث نبي من الحبشة إلى قومه ثم قرأ علي
(ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك)
(سورة غافر الآية 78) فدعاهم فتابعه الناس فقاتلهم فقتل أصحابه وأخذ فأوثق
فانفلت فأنس إليه رجال يقول : اجتمع إليه رجال فقالتهم فقتلوا وأخذ فأوثق
فخدوا أخدودا في الأرض وجعلوا فيه النيران فجعلوا يعرضون الناس فمن
تبع النَّبِيّ رمي به فيها ومن تابعهم ترك وجاءت امرأة في آخر من
جاء معها صبي لها فجزعت فقال الصبي : يا أمه اطمري ولا تماري فوقعت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سلمة بن كهيل قال : ذكروا أصحاب الأخدود عند علي فقال : أما إن فيكم مثلهم فلا تكونن أعجز من قوم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن علي بن أبي طالب قال : كان المجوس أهل كتاب وكانوا
مستمسكين بكتابهم وكانت الخمر قد أحلت لهم فتناول منها ملك من ملوكهم
فغلبته على عقله فتناول أخته أو ابنته فوقع عليها فلما ذهب عنه السكر ندم
وقال لها : ويحك ما هذا الذي أتيت وما المخرج منه قالت : المخرج منه أن
تخطب الناس فتقول أيها الناس إن الله قد أحل لكم نكاح الأخوات والبنات
فإذا ذهب ذا في الناس وتناسوه خطبتهم فحرمته فقام خطيبا فقال : يا أيها
الناس إن الله أحل لكم نكاح الأخوات أو البنات فقال الناس جماعتهم : معاذ
الله أن نؤمن بهذا أو نقر به أو جاءنا به نبي أونزل علينا في كتاب فرجع
إلى صاحبته فقال : ويحك إن الناس قد أبوا علي ذلك ، قالت : إذا أبوا عليك
ذلك فابسط فيهم السوط فبسط فيهم السوط فأبوا أن يقروا فرجع إليها فقال :
قد بسطت فيهم السوط فأبوا أن يقروا ، قالت : فجرد فيهم السيف فجرد فيهم
السيف فأبوا أن يقروا ، قالت : خد
لهم الأخدود ثم أوقد فيه النيران
فمن تابعك فخل عنه ، فخد لهم أخدودا وأوقد فيه النيران وعرض أهل مملكته
على ذلك فمن أبى قذفه في النار ومن لم يأب خلى عنه فأنزل الله فيهم {قتل
أصحاب الأخدود} إلى قوله : {ولهم عذاب الحريق}.
أخرج ابن أبي شيبة عن عوف قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أصحاب الأخدود تعوذ بالله من جهد البلاء.
وَأخرَج
عبد الرزاق ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ومسلم والنسائي والترمذي
عن صهيب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر همس فقيل
له : إنك يا رسول الله إذا صليت العصر همست فقال : إن نبيا من الأنبياء
كان أعجب بأمته فقال : من يقوم لهؤلاء فأوحى الله إليه أن خيرهم بين أن
ينتقم منهم وبين أن يسلط عليهم عدوهم فاختاروا النقمة فسلط عليهم الموت
فمات منهم في يوم سبعون
ألفا قال : وكان إذا حدث بهذا الحديث الآخر كان
ملك من الملوك وكان لذلك الملك كاهن يكهن له فقال له ذلك الكاهن : انظروا
إلى غلاما فهما أو قال : فطنا لقنا فأعلمه علمي هذا فإني أخاف أن أموت
فينقطع هذا العلم منكم ولا يكون فيكم من يعلمه قال : فنظروا له على ما وصف
فأمروه أن
يحضر ذلك الكاهن وإن يختلف إليه فجعل الغلام يختلف إليه وكان على طريق الغلام راهب في صومعته فجعل الغلام يسأل الراهب كلما مر به فلم يزل به حتى أخبره فقال : إنما أعبد الله فجعل الغلام يمكث عند الراهب ويبطئ على الكاهن فأرسل الكاهن إلى أهل الغلام أنه لا يكاد يحضرني فأخبر الغلام الراهب بذلك فقال له الراهب : إذا قال لك : أين كنت فقل : عند أهلي وإذا قال لك أهلك : أين كنت فقل : عند الكاهن ، فبينما الغلام على ذلك إذ مر بجماعة من الناس كثيرة قد حبستهم دابة يقال كانت أسدا فأخذ الغلام حجرا فقال : اللهم إن كان ما يقول الراهب حقا فأسألك أن أقتل هذه الدابة وإن كان ما يقوله : الكاهن حقا فأسألك أن لا أقتلها ثم رمى فقتل الدابة فقال الناس : من قتلها فقالوا : الغلام ، ففزع الناس وقالوا : قد علم هذا الغلام علما لم يعلمه أحد فسمع أعمى فجاءه فقال له : إن أنت رددت بصري فلك كذا وكذا فقال الغلام : لا أريد منك هذا ولكن أرأيت إن رجع عليك بصرك أتؤمن بالذي رده عليك قال : نعم فدعا الله فرد عليه بصره فآمن الأعمى فبلغ الملك أمرهم فبعث إليهم فأتى بهم فقال : لأقتلن كل واحد منكم قتلة لا أقتل بها صاحبه فأمر بالراهب والرجل الذي كان أعمى فوضع المنشار على مفرق أحدهما فقتله وقتل الآخر بقتلة
أخرى ثم أمر بالغلام فقال : انطلقوا
به إلى جبل كذا وكذا فألقوه من رأسه ، فانطلقوا به إلى ذلك الجبل فلما
انتهوا به إلى ذلك المكان الذي أرادوا أن يلقوه منه جعلوا يتهافتون من ذلك
الجبل وتردون حتى لم يبق منهم إلى الغلام ثم رجع الغلام فأمر الملك أن
ينطلقوا به إلى البحر فيلقوه فيه فانطلق به إلى البحر فغرق الله الذين
كانوا معه وأنجاه الله ، فقال الغلام للملك : إنك لا تقتلني إلا أن تصلبني
وترميني وتقول : بسم الله رب الغلام فأمر به فصلب ثم رماه وقال : بسم الله
رب الغلام فأمر به فصلب ثم رماه وقال : بسم الله رب الغلام فوضع الغلام
يده على صدغه حين رمي ثم مات ، فقال الناس : لقد علم هذا الغلام علما ما
علمه أحد فإنا نؤمن برب هذا الغلام فقيل للملك : أجزعت أن خالفك ثلاثة فهذا
العالم
كلهم قد خالفوك قال : فخد أخدودا ثم ألقى فيها الحطب والنار ثم جمع الناس
فقال : من رجع عن دينه تركناه ومن لم يرجع ألقيناه في هذه النار ، فجعل
يلقيهم في تلك الأخدود فقال : يقول الله : {قتل أصحاب الأخدود النار ذات
الوقود} حتى بلغ {العزيز الحميد} فأما الغلام فإنه دفن ثم أخرج فيذكر أنه
أخرج في زمن عمر بن الخطاب واصبعه على صدغه كما وضعها حين قتل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن مردويه عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كان ملك ممن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر الساحر قال للملك : إني قد كبرت سني وحضر أجلي فادفع إلي غلاما أعلمه السحر ، فدفع إليه غلاما فكان يعلمه السحر ، وكان بين الساحر وبين الملك راهب فأتى الغلام على الراهب فسمع من كلامه فأعجبه نحوه وكلامه فكان إذا أتى على الساحر ضربه وقال : ماحبسك فإذا أتى أهله جلس عند الراهب فيبطئ فإذا أتى أهله ضربوه وقالوا : ماحبسك فشكا ذلك إلى الراهب فقال : إذا أراد الساحر أن يضربك فقل : حبسني أهلي وإذا أراد أهلك أن يضربوك فقل : حبسني الساحر ، فبينما هو كذلك إذ أتى ذات يوم على دابة فظيعة عظيمة قد حبست الناس فلا يستطيعون أن يجوزوا فقال الغلام : اليوم أعلم أمر الراهب أحب إلى الله أم أمر الساحر ، فأخذ حجرا فقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك وأرضى لك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يجوز الناس ، فرماها فقتلها ومضى الناس فأخبر الراهب بذلك فقال : أي بني أنت أفضل مني وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدل علي ، وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص وسائر الأدواء ويشفيهم وكان جليس الملك قد عمي فسمع به فأتاه بهدايا كثيرة فقال له : اشفني ولك ما ههنا أجمع فقال : ما أشفي أنا أحدا إنما يشفي الله فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك فآمن فدعا له فشفاه ، ثم أتى الملك فجلس منه نحو ما كان يجلس فقال له الملك : يا فلان من رد عليك بصرك قال : ربي قال : أنا ، قال : لا ، قال : أولك رب غيري قال : نعم ، فلم يزل به
يعذبه حتى دل على الغلام
فبعث إليه الملك فقال : أي بني قد بلغ من سحرك أن تبرئ الأكمه والأبرص
وهذه الأدواء قال : ما أشفي أنا أحدا ما يشفي غير الله ، قال : أنا قال :
لا ، قال : وإن لك ربا غيري قال : نعم ربي وربك
الله ، فأخذه أيضا
بالعذاب فلم يزل به حتى دل على الراهب ، فقال له : ارجع عن دينك فأبى فوضع
المنشار في مفرقه حتى وقع شقاه على الأرض وقال للغلام : ارجع عن دينك فأبى
فبعث به مع نفر إلى جبل كذا وكذا وقال : إذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه
وإلا فدهدهوه من فوقه ، فذهبوا به فلما علوا به الجبل قال : اللهم اكفنيهم
بما شئت ، فرجف بهم الجبل فتدهدهوا أجمعين ، وجاء الغلام يتلمس حتى دخل
على الملك فقال : ما فعل أصحابك قال : كفانيهم الله ، فبعث به في قرقور مع
نفر فقال : إذا لججتم به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فأغرقوه ، فلجوا به
البحر فقال الغلام : اللهم اكفنيهم بما شئت ، فغرقوا أجمعين ، وجاء الغلام
يتلمس حتى دخل على الملك ، فقال : ما فعل أصحابك قال :
كفانيهم الله
، ثم قال للملك : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به فإن أنت فعلت ما
آمرك به قتلتني وإلا فإنك لن تستطيع قتلي ، قال : وما هو قال : تجمع الناس
في صعيد ثم تصلبني على جذع وتأخذ سهما من كنانتي ثم قل بسم الله رب الغلام
فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ، ففعل ووضع السهم في كبد القوس ثم رماه وقال :
بسم الله رب الغلام ، فوقع السهم في صدغه ، فوضع الغلام يده على موضع
السهم ومات ، فقال الناس : آمنا برب الغلام ، فقيل للملك : أرأيت ما كنت
تحذر فقد والله نزل بك هذا من [ آمن ] الناس كلهم ، فأمر بأفواه السكك
فخدت فيها الأخدود وأضرمت فيها النيران وقال : من رجع عن دينه فدعوه وإلا
فاقحموه فيها ، فكانوا يتقارعون فيها ويتدافعون فجاءت امرأة بابن لها صغير
فكأنها تقاعست أن تقع في النار فقال الصبي : يا أمه اصبري فإنك على الحق.
الآية 12 – 22
أخرج
ابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال : قسم {والسماء ذات البروج}
إلى قوله : {وشاهد ومشهود} قال : هذا قسم على أن بطش ربك لشديد إلى آخرها.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {إن بطش ربك لشديد} قال : ههنا القسم
{إنه هو يبدئ ويعيد} قال : يبدئ الخلق ثم يعيده {وهو الغفور الودود} قال :
يود على طاعته من أطاعه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {إنه هو يبدئ ويعيد} قال : يبدئ العذاب ويعيده.
وأخرج عن ابن عباس {إنه هو يبدئ ويعيد} قال : يبدئ العذاب ويعيده.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسين بن واقد في قوله : {وهو الغفور الودود} قال : الغفور للمؤمنين الودود لأوليائه.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله
: {الودود} قال : الحبيب وفي قوله : {ذو العرش المجيد} قال : الكريم.
وأخرج ابن جرير عن أنس قال : إن اللوح المحفوظ الذي ذكره الله في القرآن في قوله : {بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ} في جبهة إسرافيل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد {في لوح محفوظ} قال : في أم الكتاب.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {في لوح محفوظ} قال : أخبرت أن لوح
الذكر لوح واحد فيه الذكر وإن ذلك اللوح من نور وإنه مسيرة ثلاثمائة سنة.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {محفوظ} قال : محفوظ عند الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {في لوح محفوظ} قال : في صدور المؤمنين.
وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن بريدة {في لوح محفوظ} قال : لوح عند الله وهو أم الكتاب.
وأخرج
أبو الشيخ في العظمة بسند جيد عن ابن عباس قال : خلق الله اللوح المحفوظ
كمسيرة مائة عام فقال للقلم : قبل أن يخلق اكتب علمي في خلقي فجرى بما هو
كائن إلى يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق والبيهقي
في الشعب وأبو الشيخ في العظمة ، وَابن مردويه من طريق حلال القسلي عن أنس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لله لوحا من زبرجدة خضراء
جعله تحت العرش وكتب فيه : إني أنا الله لا إله إلا أنا خلقت ثلاثمائة
وبضعة عشر خلقا من جاء بخلق منها مع شهادة أن لا إله إلا الله دخل
الجنة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد في مسنده وأبو يعلى بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن بين يدي الرحمن تبارك وتعالى لوحا
فيه ثلاثمائة وخمس عشرة شريعة يقول الرحمن : وعزتي وجلالي لا يجيئني عبد
من عبادي لا يشرك بي شيئا فيه واحدة منكن إلا أدخلته الجنة.
وأخرج أبو
الشيخ في العظمة عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لله
لوحا أحد وجهيه ياقوتة والوجه الثاني زبرجدة خضراء قلمه النور فيه يخلق
وفيه يرزق وفيه يحيي وفيه يميت وفيه يعز وفيه يفعل ما يشاء في كل يوم
وليلة.
وأخرج أبو الشيخ ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : خلق الله لوحا من درة بيضاء دفتاه من زبرجدة
خضراء كتابه من نور يلحظ إليه في كل يوم ثلاثمائة وستين لحظة يحيي ويميت
ويخلق ويرزق ويعز ويذل ويفعل ما يشاء
بسم الله الرحمن الرحيم
86
- سورة الطارق.
مكية وآياتها سبع عشرة.
مقدمة السورة.
الآية 1 - 10.
أَخْرَج ابن الضريس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت {والسماء والطارق} بمكة.
وأخرج
أحمد والبخاري في التاريخ ، وَابن مردويه والطبراني عن خالد العدواني أنه
أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوق ثقيف وهو قائم على قوس أو عصا حين
أتاهم يبتغي النصر عندهم فسمعه يقرأ {والسماء والطارق} حتى ختمها ، قال :
فوعيتها في الجاهلية ثم قرأتها في الإسلام.
وأخرج النسائي ، عَن جَابر
قال : صلى معاذ المغرب فقرأ البقرة والنساء فقال النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم : أفتان أنت يا معاذ أما يكفيك أن تقرأ {والسماء والطارق} {والشمس
وضحاها} سورة الشمس الآية 1 ونحو هذا.
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {والسماء والطارق} قال : أقسم
ربك بالطارق وكل شيء طرقك باليل فهو طارق.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير قال : قلت لابن عباس {والسماء والطارق}
فقال
: {وما أدراك ما الطارق} فقلت : (فلا أقسم بالخنس) (التكوير الآية 15)
فقال : (الجواري الكنس) (التكوير الآية 15) فقلت : (والمحصنات من النساء)
(النساء الآية 24) فقال : (إلا ما ملكت أيمانكم) (النساء الآية 24) فقلت :
ما هذا فقال : ما أعلم منها إلا ما تسمع.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله : {والسماء والطارق} قال : وما يطرق فيها {إن كل
نفس لما عليها حافظ} قال : كل نفس عليها حفظة من الملائكة.
وأخرج عَبد
بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ في
العظمة عن ابن عباس في قوله : {النجم الثاقب} قال : النجم المضيء {إن كل
نفس لما عليها حافظ} قال : إلا عليها حافظ.
وأخرج ابن المنذر عن ابن
جريج {والسماء والطارق} قال : النجم يخفى بالنهار ويبدو بالليل {إن كل نفس
لما عليها حافظ} قال : حفظ كل نفس عمله وأجله ورزقه.
وأخرج عبد
الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة {والسماء والطارق} قال
: هو ظهور النجم بالليل يقول : يطرقك بالليل {النجم الثاقب} قال : المضيء
{إن كل نفس لما عليها حافظ} قال : ما كل نفس إلا عليها حافظ ، قال : وهم
حفظة يحفظون عملك ورزقك وأجلك فإذا توفيته يا ابن آدم قبضت إلى ربك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {النجم الثاقب} قال : الذي يتوهج.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال : {النجم الثاقب} الثريا.
وأخرج ابن المنذر عن خصيف {النجم الثاقب} قال : مم يثقب من يسترق السمع.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {إن كل نفس لما عليها حافظ} مثقلة منصوبه اللام.
أخرج
ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : {فلينظر الإنسان مم خلق} قال : هو أبو
الأشدين كان يقوم على الأديم فيقول : يا معشر قريش من أزالني عنه فله
كذا
وكذا ويقول : إن محمدا يزعم أن خزنة جهنم تسعة عشر فأنا أكفيكم وحدي عشرة واكفوني أنتم تسعة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {يخرج من بين
الصلب والترائب} قال : صلب الرجل وترائب المرأة لا يكون الولد إلا منهما.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن أبزي قال : الصلب من الرجل والترائب من المرأة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن ابن عباس {يخرج من بين الصلب والترائب} قال : ما بين الجيد والنحر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد قال : الترائب أسفل من التراقي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {والترائب} قال : تربية المرأة وهو موضع القلادة.
وأخرج
الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : عز وجل
{يخرج من بين الصلب والترائب} قال : الترائب موضع القلادة من المرأة قال :
وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر : والزعفران على ترائبها
* شرفا به اللبات والنحر.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة أنه سئل عن
قوله : {يخرج من بين الصلب والترائب} قال : صلب الرجل وترائب المرأة أما
سمعت قول الشاعر :
نظام اللؤلؤ على ترائبها * شرفا به اللبات والنحر.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس قال : الترائب الصدر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة وعطية وأبي عياض مثله.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال : الترائب أربعة أضلاع من كل جانب من أسفل الأضلاع.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن الأعمش قال : يخلق العظام والعصب من ماء الرجل ويخلق اللحم والدم من ماء المرأة.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {يخرج من
بين الصلب والترائب} قال : يخرج من بين صلبه نحره {إنه على رجعه لقادر}
قال : إن الله على بعثه وإعادته لقادر {يوم تبلى السرائر} قال : إن هذه
السرائر
مختبرة فأسروا خيرا وأعلنوه {فما له من قوة} يمتنع بها {ولا ناصر} ينصره من الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {إنه على رجعه لقادر} قال : على أن يجعل الشيخ شابا والشاب شيخا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد {إنه على رجعه لقادر} قال : على رجع النطفة في الإحليل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة {إنه على رجعه لقادر} قال : على أن يرجعه في صلبه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن أبزي قال : على أن يرده نطفة في صلب أبيه.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن {إنه على رجعه لقادر} قال : على إحيائه.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن الربيع بن خيثم {يوم تبلى السرائر} قال : السرائر التي
تخفين من الناس وهن لله بواد داووهن بدوائهن قيل : وما بدوائهن قال : أن
تتوب ثم لا تعود.
وأخرج ابن المنذر عن عطاء في قوله : {تبلى السرائر} قال : الصوم والصلاة وغسل الجنابة.
وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن أبي كثير مثله.
وأخرج
البيهقي في شعب الإيمان عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ضمن الله خلقه أربعة الصلاة والزكاة وصوم رمضان والغسل من
الجنابة وهن السرائر التي قال الله {يوم تبلى السرائر}.
الآية 11 - 17.
أَخرَج
عَبد الرزاق والفريابي ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري في تاريخه ، وَابن
جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن
ابن عباس في قوله : {والسماء ذات الرجع} قال : المطر بعد المطر {والأرض
ذات الصدع} قال : صدعها عن النبات.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير وعكرمة وأبي مالك ، وَابن أبزي والربيع بن أنس مثله.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {والسماء ذات الرجع} قال : السحاب تمطر ثم ترجع
بالمطر {والأرض ذات الصدع} قال : المازم غير الأودية والجروف.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عطاء {والسماء ذات الرجع} قال : ترجع بالمطر كل عام {والأرض ذات الصدع} قال : تصدع بالنبات كل عام.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {والأرض ذات الصدع} قال : صدع الأودية.
وأخرج ابن مندة والديلمي عن معاذ بن أنس مرفوعا {والأرض ذات الصدع} قال : تصدع بإذن الله عن الأموال والنبات.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة {والسماء ذات الرجع} قال : ترجع إلى العباد
برزقهم كل عام لولا ذلك لهلكوا وهلكت مواشيهم {والأرض ذات الصدع} قال :
تصدع عن النبات والثمار كما رأيتم {إنه لقول فصل} قال : قول حكم {وما هو
بالهزل} قال : ما هو باللعب {فمهل الكافرين أمهلهم رويدا} قال : الرويد
القليل.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني
عن قوله : عز وجل {وما هو بالهزل} قال : القرآن ليس بالباطل واللعب ، قال
: وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت قيس بن رفاعة وهو يقول : وما
أدري وسوف أخال أدري * أهزل ذا كم أم قول جد.
وَأخرَج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير {وما هو بالهزل} قال : وما هو باللعب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد مثله.
وَأخرَج
ابن مردويه ، عَن عَلِي ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
أتاني جبريل فقال يا محمد : إن أمتك مختلفة بعدك ، قلت فأين المخرج يا
جبريل فقال : كتاب الله به يقصم كل جبار من اعتصم به نجا ومن تركه هلك قول
فصل ليس بالهزل.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله :
{إنه لقول فصل} قال : حق {وما هو بالهزل} قال : بالباطل وفي قوله :
{أمهلهم رويدا} قال : قريبا.
وأخرج ابن المنذر عن السدي في قوله : {فمهل الكافرين أمهلهم رويدا} قال : أمهلهم حتى آمر بالقتال.
وأخرج
ابن أبي شيبة والدارمي والترمذي ومحمد بن نصر ، وَابن الأنباري في المصاحف
عن الحارث الأعور قال : دخلت المسجد فإذا الناس قد وقعوا في الأحاديث
فأتيت عليا فأخبرته فقال : أوقد فعلوها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : إنها ستكون فتنة قلت : فما المخرج منها يا رسول الله قال : كتاب
الله فيه نبأ من قبلكم وخبر من بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل
من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل
الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو
الذي لا تزيغ
به الأهواء ولا تشبع منه العلماء ولا تلتبس منه الألسن ولا يخلق من الرد
ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا : (إنا سمعنا
قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد) من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر
ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.
وأخرج محمد بن نصر والطبراني عن
معاذ بن جبل قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الفتن فعظمها
وشددها فقال علي بن أبي طالب : يا رسول الله فما المخرج منها قال : كتاب
الله فيه المخرج فيه حديث ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وفصل ما بينكم من تركه
من جبار يقصمه الله ومن يبتغي الهدى في غيره يضله الله وهو حبل الله
المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم ، هو الذي لما سمعته الجن لم تتناه
أن قالوا : (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد) هو الذي لا تختلف به
الألسن ولا تخلقه كثرة الرد.
87
- سورة الأعلى.
مكية وآياتها تسع عشرة * بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 1 - 19.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة {سبح} بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال : أنزلت سورة {سبح اسم ربك الأعلى} بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت : نزلت سورة {سبح اسم ربك} بمكة.
وأخرج
ابن سعد ، وَابن أبي شيبة والبخاري عن البراء بن عازب قال : أول من قدم
علينا من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير ، وَابن أم
مكتوم فجعلا يقرئاننا القرآن ثم جاء عمار وبلال وسعد ثم جاء عمر بن الخطاب
في عشرين ثم جاء
النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا
بشيء فرحهم به حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون : هذا رسول الله صلى الله
عليه وسلم قد جاء فما جاء حتى قرأت {سبح اسم ربك الأعلى} في سور مثلها.
وأخرج أحمد والبزار ، وَابن مردويه ، عَن عَلِي ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحب هذه السورة {سبح اسم ربك الأعلى}.
وأخرج
أبو عبيد عن تميم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني نسيت أفضل
المسبحات فقال أبي بن كعب فلعلها {سبح اسم ربك الأعلى} قال : نعم.
وأخرج
ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن ماجة عن
النعمان بن بشير أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين
ويوم الجمعة ب {سبح اسم ربك الأعلى} و(هل أتاك حديث الغاشية) (سورة
الغاشية الآية 1) وإن وافق يوم الجمعة قرأهما جميعا.
وأخرج ابن أبي
شيبة ، وَابن ماجة عن أبي عتبة الخولاني أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
كان يقرأ في الجمعة ب {سبح اسم ربك الأعلى} و(هل أتاك حديث الغاشية).
وأخرج ابن ماجة عن ابن عباس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيد ين !
{سبح اسم ربك الأعلى} و(هل أتاك حديث الغاشية).
وأخرج
أحمد ، وَابن ماجة والطبراني عن سمرة بن جندب أن النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم كان يقرأ في العيدين ب {سبح اسم ربك الأعلى} و(هل أتاك حديث الغاشية).
وأخرج البزار عن أنس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر ب {سبح اسم ربك الأعلى} و(هل أتاك حديث الغاشية).
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم ، عَن جَابر بن سمرة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر ب {سبح اسم ربك الأعلى}.
وأخرج
ابن أبي شيبة ومسلم والبيهقي في "سُنَنِه" عن عمران بن حصين أن النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم صلى الظهر فلما سلم قال : هل قرأ أحد منكم ب {سبح اسم
ربك الأعلى} فقال رجل : أنا ، قال : قد علمت أن بعضكم خالجنيها.
وأخرج
أبو داود والنسائي ، وَابن ماجة ، وَابن حبان والدارقطني والحاكم والبيهقي
عن أبي بن كعب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر ب {سبح اسم
ربك الأعلى} و(قل يا أيها الكافرون) (سورة الكافرون الآية 1).
وأخرج
أبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي عن عاشة
قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر في الركعة الأولى
ب {سبح} وفي الثانية (قل يا أيها الكافرون) وفي الثالثة (قل هو الله أحد)
(سورة الأخلاص الآية 1) والمعوذتين.
وأخرج البزار عن ابن عمر أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر ب {سبح اسم
ربك الأعلى} و(قل يا أيها الكافرون) و(قل هو الله أحد).
وأخرج محمد بن نصر عن أنس مثله.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، عَن جَابر بن عبد الله قال : أم معاذ قوما في صلاة المغرب
فمر به غلام من الأنصار وهو يعمل على بعير له فأطال بهم معاذ فلما رأى ذلك
الغلام ترك الصلاة وانطلق في طلب بعيره فرفع ذلك إلى النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم فقال : أفتان أنت يا معاذ ألا يقرأ أحدكم في المغرب ب {سبح اسم
ربك الأعلى} {والشمس وضحاها}.
وأخرج ابن ماجة ، عَن جَابر أن معاذ بن
جبل صلى بأصحابه العشاء فطول عليهم فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم :
اقرأ (بالشمس وضحاها) و{سبح اسم ربك الأعلى} {والليل إذا يغشى} سورة الليل
الآية 1 و{سبح اسم ربك الأعلى}.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال :
قلنا يا رسول الله كيف نقول في سجودنا فأنزل الله {سبح اسم ربك الأعلى}
فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول في سجودنا سبحان ربي الأعلى.
وأخرج
ابن سعد عن الكلبي قال : وفد حضرمي بن عامر على النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم فقال له النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : أتقرأ شيئا من القرآن فقرأ
{سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى} والذي أمتن على الحبلى
فأخرج منها نسمة تسعى بين شغاف وحشا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: لا تزيدن فيها فإنها شافية كافية.
أخرج أحمد وأبو داود ، وَابن ماجة
، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن عقبة بن عامر الجهني قال : لما أنزلت
(فسبح باسم ربك العظيم) (سورة الواقعة الآية 74) قال لنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم : اجعلوها في ركوعكم فلما نزلت {سبح اسم
ربك الأعلى} قال : اجعلوها في سجودكم.
وأخرج
أحمد وأبو داود ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن عباس أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ {سبح اسم ربك الأعلى} قال : سبحان
ربي الأعلى.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ،
وَابن جَرِير عن ابن عباس أنه كان إذا قرأ {سبح اسم ربك الأعلى} قال :
سبحان ربي الأعلى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس قال : إذا قرأت {سبح اسم ربك الأعلى} فقل : سبحان ربي الأعلى.
وأخرج
الفريابي ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن الأنباري في المصاحف
عن علي بن أبي طالب أنه قرأ {سبح اسم ربك الأعلى} فقال : سبحان ربي الأعلى
وهو في الصلاة فقيل له : أتزيد في القرآن قال : لا إنما أمرنا بشيء فقلته.
وأخرج
الفريابي وسعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن
المنذر عنأبي موسى الأشعري أنه قرأ في الجمعة {سبح اسم ربك الأعلى} فقال :
سبحان ربي الأعلى.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن
جَرِير ، وَابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سمعت ابن عمر
يقرأ / {سبحان اسم ربك الأعلى > / فقال : سبحان ربي الأعلى ، قال :
كذلك هي قراءة أبي بن كعب.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد عن عبد الله بن الزبير أنه قرأ {سبح اسم ربك الأعلى} فقال : سبحان ربي الأعلى وهو في الصلاة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك أنه كان يقرؤها كذلك ويقول : من قرأها فليقل سبحان ربي الأعلى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة قال : ذكر أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأها قال : سبحان ربي الأعلى.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر أنه كان إذا قرأ {سبح اسم ربك الأعلى} قال : سبحان ربي الأعلى .
أخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن حاتم
عن مجاهد في قوله : {والذي قدر فهدى} قال : هدى الإنسن للشقوة والسعادة
وهدى الأنعام لمراتعها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن إبراهيم {والذي أخرج المرعى} قال : النبات.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {فجعله غثاء} قال : هشيما {أحوى} قال : متغيرا.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {فجعله
غثاء أحوى} قال : الغثاء الشيء البالي و{أحوى} قال : أصفر وأخضر وأبيض ثم
ييبس حتى يكون يابسا بعد خضرة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم
عن مجاهد {فجعله غثاء أحوى} قال : غثاء السيل و{أحوى} قال : أسود ، قوله :
تعالى : {سنقرئك فلا تنسى} الآيات.
أخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : {سنقرئك فلا تنسى} قال
: كان يتذكر القرآن في نفسه مخافة أن
ينسى.
وأخرج الطبراني ،
وَابن مردويه عن ابن عباس قال : إن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إذا أتاه
جبريل بالوحي لم يفرغ جبريل من الوحي حتى يزمل من ثقل الوحي حتى يتكلم
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بأوله مخافة أن يغشى عليه فينسى فقال له
جبريل : لم تفعل ذلك قال مخافة أن أنسى ، فأنزل الله {سنقرئك فلا تنسى إلا
ما شاء الله} فإن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم نسي آيات من القرآن ليس
بحلال ولا حرام ثم قال له جبريل : إنه لم ينزل على نبي قبلك إلا نسي وإلا
رفع بعضه وذلك أن موسى أهبط الله عليه ثلاثة عشر سفرا فلما ألقى الألواح
انكسرت وكانت من زمرد فذهب أربعة أسفار وبقي تسعة.
وأخرج ابن مردويه عن
ابن عباس قال : كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يستذكر القرآن فخافة أن
ينساه فقيل له : كفيناك ذلك ونزلت {سنقرئك فلا تنسى}.
وأخرج الحاكم عن سعد بن أبي وقاص نحوه.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {سنقرئك
فلا تنسى إلا ما شاء الله} يقول إلا ما شئت أنا فأنسيك.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله :
{سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله} قال : كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا ينسى شيئا إلا ما شاء الله {إنه يعلم الجهر وما يخفى} قال :
الوسوسة.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {إنه يعلم الجهر وما يخفى} قال : ما أخفيت في نفسك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {ونيسرك لليسرى} قال : للخير..
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن عبدالله بن مسعود في قوله : (ونيسرك لليسرى). قال : الجنة ..
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة
في قوله : {سيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى} قال : والله ما خشي الله عبد
قط إلا ذكره ولا يتنكب عبد هذا الذكر زهدا فيه وبغضا له ولأهله إلا شقي
بين الأشقياء ، قوله : تعالى : {قد أفلح من تزكى} الآية.
أخرج البزار ،
وَابن مردويه ، عَن جَابر بن عبد الله عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم :
في قوله : {قد أفلح من تزكى} قال : من شهد أن لا إله إلا الله وخلع
الأنداد وشهد أني رسول الله {وذكر اسم ربه فصلى} قال : هي الصلوات الخمس
والمحافظة عليها والاهتمام بمواقيتها.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ،
وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {قد أفلح من تزكى}
قال : من الشرك {وذكر اسم ربه} قال : وحد الله {فصلى} قال : الصلوات الخمس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو نعيم
في الحلية عن عكرمة رضي الله عنه في قوله : {قد أفلح من تزكى} قال : من قال لا إله إلا الله.
وأخرج
البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله : {قد أفلح من تزكى} قال : من قال لا إله إلا الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه قال : {قد أفلح من تزكى} قال : من آمن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه قال : {قد أفلح من تزكى} قال : من أكثر الاستغفار.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله : {قد أفلح من تزكى} قال : بعمل صالح.
وأخرج
البزار ، وَابن أبي حاتم والحاكم في الكني ، وَابن مردويه والبيهقي في
"سُنَنِه" بسند ضعيف عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده
عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر بزكاة الفطر قبل أن يصلي
صلاة العيد ويتلو هذه الآية {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى} وفي لفظ
قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زكاة الفطر قال : {قد أفلح من
تزكى} فقال : هي زكاة الفطر.
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : {قد
أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى} ثم يقسم الفطرة قبل أن يغدو إلى المصلى
يوم الفطر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه {قد أفلح من تزكى} قال : أعطى صدقة الفطر قبل أن يخرج إلى
العيد {وذكر اسم ربه فصلى} قال : خرج إلى العيد فصلى.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قوله : {قد أفلح من تزكى} قال : زكاة الفطر.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه أن عبد الله بن عمر كان يقدم صدقة
الفطر حين يغدو ثم يغدو وهو يتلو {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى}.
وأخرج
ابن مردويه والبيهقي عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه قال : إنما أنزلت
هذه الآية في إخراج صدقة الفطر قبل صلاة العيد {قد أفلح من تزكى وذكر اسم
ربه فصلى}.
وأخرج الطبراني عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه في
قوله : {قد أفلح من تزكى} الآية قال : إلقاء القمح قبل الصلاة يوم الفطر
في المصلى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد والبيهقي عن أبي العالية رضي الله عنه
في قوله : {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى} قال : نزلت في صدقة الفطر
تزكي ثم تصلي.
وأخرج ابن جرير عن أبي خلدة رضي الله عنه قال : دخلت على
أبي العالية فقال لي إذا غدوت غدا إلى العيد فمر بي ، قال : فمررت به فقال
: هل طعمت شيئا ، قلت : نعم ، قال : فأخبرني ما فعلت زكاتك قلت : قد
وجهتها ، قال : إنما
أردتك لهذا ثم قرأ {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى} وقال : إن أهل المدينة لا يرون صدقة أفضل منها ومن سقاية الماء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه {قد أفلح من تزكى} قال : أدى زكاة الفطر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين رضي الله عنه في قوله : {قد أفلح من تزكى} قال : أدى صدقة الفطر ثم خرج فصلى بعدما أدى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه قال : قدم الزكاة ما إستطعت يوم
الفطر ثم قرأ {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى}.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه قال : قلت لابن عباس رضي الله عنهما :
أرأيت قوله : {قد أفلح من تزكى} للفطر قال : لم أسمع بذلك ولكن الزكاة
كلها ثم عاودته فيها فقال لي : والصدقات كلها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه {قد أفلح من تزكى} يعني من ماله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه {قد أفلح من تزكى} قال : تزكى رجل من ماله وتزكى رجل من خلقه.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن أبي
الأحوص رضي الله عنه قال : رحم الله امرأ تصدق ثم صلى ثم قرأ {قد أفلح من
تزكى} الآية ولفظ ابن أبي شيبة من استطاع أن يقدم بين يدي صلاته صدقة
فليفعل ، فإن الله يقول وذكر الآية.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن أبي الأحوص رضي الله عنه قال : لو أن الذي
يتصدق بالصدقة صلى ركعتين ثم قرأ {قد أفلح من تزكى} الآية.
وأخرج
زيد بن حميد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق أبي
الأحوص عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : إذا خرج أحدكم يريد الصلاة فلا
عليه أن يتصدق بشيء لأن الله يقول : {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى}.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الأحوص رضي الله عنه {قد أفلح من تزكى} قال : من رضخ.
أخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقرأ / {بل تؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة > /.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن عرفجة
الثقفي قال : استقرأت ابن مسعود {سبح اسم ربك الأعلى} فلما بلغ {بل تؤثرون
الحياة الدنيا} ترك القراءة وأقبل على أصحابه فقال : آثرنا الدنيا على
الآخرة فسكت القوم ، فقال : آثرنا الدنيا لأنا رأينا زينتها ونساءها
وطعامها وشرابها وزويت عنا الآخرة فاخترنا هذا العاجل وتركنا
الآجل وقال : بل يؤثرون بالياء.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {خزي في الحياة
الدنيا} قال : اختار الناس العاجلة إلا من عصم الله {والآخرة خير} في
الخير {وأبقى} في البقاء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن
أبي حاتم عن عكرمة {بل تؤثرون الحياة الدنيا} قال : يعني هذه الأمة وإنكم
ستؤثرون الحياة الدنيا.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أنس رضي الله
عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا إله إلا الله تمنع
العباد من سخط الله ما لم يؤثروا صفقة دنياهم على دينهم فإذا آثروا صفقة
دنياهم ثم قالوا : لا إله إلا الله ردت عليها وقال الله كذبتم.
وأخرج
البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنه أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال :
لا يلقى الله أحد بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلا دخل
الجنة ما لم يخلط معها
غيرها رددها ثلاثا قال : قائل من قاصية الناس
: بأبي أنت وأمي يا رسول الله : وما يخلط معها غيرها قال : حب الدنيا
وأثرة لها وجمعا لها ورضا بها وعمل الجبارين.
وأخرج أحمد عن أبي موسى
الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من أحب دنياه
أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى.
وأخرج أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الدنيا
دار من لا دار له ومال من لا مال له لها يجمع من لا عقل له.
وأخرج
ابن أبي الدنيا والبيهقي عن موسى بن يسار رضي الله عنه أنه بلغه أن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إن الله جل ثناؤه لم يخلق خلقا أبغض
إليه من الدنيا وإنه منذ خلقها
لم ينظر إليها.
وأخرج البيهقي عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حب الدنيا رأس كل خطيئة.
أخرج
البزار ، وَابن المنذر والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال : لما نزلت {إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى} قال :
رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي كلها في صحف إبراهيم وموسى.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {إن هذا لفي الصحف الأولى}
قال : نسخت هذه السورة من صحف إبراهيم وموسى ولفظ سعيد : هذه السورة في
صحف إبراهيم وموسى ولفظ ابن مردويه : وهذه السورة وقوله : (وإبراهيم الذي
وفى) (سورة النجم الآية 37) إلى آخر السورة من صحف إبراهيم وموسى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي أن هذه السورة في صحف إبراهيم وموسى مثل ما نزلت على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه {إن هذا لفي الصحف الأولى} يقول : قصة هذه السورة في الصحف الأولى.
وأخرج
عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {إن هذا
لفي الصحف الأولى} قال : تتابعت كتب الله كما تسمعون إن الآخرة خير وأبقى.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {إن هذا لفي الصحف
الأولى} الآية قال : في الصحف الأولى إن الآخرة خير من الدنيا.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن عكرمة رضي الله عنه {إن هذا لفي الصحف الأولى} قال : هو الآيات.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه {إن هذا لفي الصحف الأولى} قال : في كتب الله كلها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن مردويه ، وَابن عساكر عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله كم أنزل الله من كتاب قال مائة كتاب وأربعة كتب أنزل على شيث خمسين صحيفة وعلى إدريس ثلاثين صحيفة وعلى إبراهيم عشر صحائف وعلى موسى قبل التوراة عشر صحائف وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، قلت يا رسول الله : فما كانت صحف إبراهيم قال : أمثال كلها أيها الملك المتسلط المبتلي المغرور لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لا أردها لتجمع الدنيا بعضها على بعض ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لا أردها ولو كانت من كافر وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له ثلاث ساعات ساعة يناجي فيها ربه وساعة يحاسب فيها نفسه ويتفكر فيما صنع وساعة يخلو فيها لحاجته من الحلال فإن في هذه الساعة عونا لتلك الساعات واستجماعا للقلوب وتفريغا لها وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه فإن من حسب كلامه من عمله أقل الكلام إلا فيما يعنيه وعلى العاقل أن يكون طالبا لثلاث مرمة لمعاش أو تزود لمعاد أو تلذذ في غير محرم ، قلت يا رسول الله : فما كانت صحف موسى قال : كانت عبرا كلها عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ولمن أيقن
بالموت ثم يضحك ولمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم يطمئن إليها
ولمن أيقن بالقدر ثم ينصب ولمن أيقن بالحساب ثم لا يعمل ، قلت يا رسول
الله : هل أنزل عليك شيء مما كان في صحف إبراهيم وموسى قال : يا أبا ذر
نعم {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة
خير وأبقى إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى}.
وأخرج البغوي
في معجمه عن عبد الرحمن ابن أبي سبرة رضي الله عنه أنه أتى النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم مع أبيه فسأله عن أشياء فقال : يا رسول الله كم توتر قال :
بثلاث ركعات تقرأ فيها ب {سبح اسم ربك الأعلى} و(قل يا أيها الكافرون)
(سورة الكافرون الآية 1) و(قل هو الله أحد) (سورة الإخلاص الآية 1).
وأخرج
الطبراني عن عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب قال : صلاة صلاها رسول الله
صلى الله عليه وسلم لنا المغرب فقرأ في الركعة الأولى {سبح اسم ربك
الأعلى} وفي الثانية : ب (قل يا أيها الكافرون)
بسم الله الرحمن الرحيم
88
- سورة الغاشية.
مكية وآياتها ست وعشرون.
مقدمة السورة.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة الغاشية بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
الآية 1 - 26.
وَأخرَج
مالك ومسلم وأبو داود والنسائي ، وَابن ماجة عن النعمان بن بشير أنه سئل
بم كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة مع سورة الجمعة قال :
{هل أتاك حديث الغاشية}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الغاشية
من أسماء يوم القيامة..
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال :الغاشية القيامة ..
وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس في {هل أتاك حديث الغاشية} قال : الساعة {وجوه يومئذ
خاشعة عاملة ناصبة} قال : تعمل وتنصب في النار {تسقى من عين آنية} قال :
هي التي قد طال أنيها {ليس لهم طعام إلا من ضريع} قال : الشبرق.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم عن قتادة {هل أتاك حديث الغاشية} قال : حديث الساعة {وجوه يومئذ
خاشعة} قال : ذليلة في النار {عاملة ناصبة} قال : تكبرت في الدنيا عن طاعة
الله فأعملها وأنصبها في النار {تسقى من عين آنية} قال : إناء طبخها منذ
خلق الله السموات الأرض {ليس لهم طعام إلا من ضريع} قال : الشبرق شر
الطعام وأبشعه وأخبثه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {وجوه يومئذ} قال : يعني في الآخرة.
وَأخرَج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس {وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة} قال : يعني
اليهود والنصارى تخشع ولا ينفعها عملها {تسقى من عين آنية} قال : تدانى
غليانه.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر والحاكم عن أبي عمران الجوني
قال : مر عمربن الخطاب رضي الله عنه براهب فوقف ونودي الراهب فقيل له :
هذا أمير المؤمنين فاطلع فإذا إنسان به من الضر والإجتهاد وترك الدنيا
فلما رآه عمر بكى فقيل له : إنه نصراني فقال : قد علمت ولكني رحمته ذكرت
قوله الله {عاملة ناصبة تصلى نارا حامية} فرحمت نصبه واجتهاده وهو في
النار.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله : {عاملة
ناصبة} قال : عاملة في الدنيا بالمعاصي تنصب في النار يوم القيامة {إلا من
ضريع} قال : الشبرق.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله : {تصلى نارا حامية} قال : حارة {تسقى من عين آنية}
قال : انتهى حرها {ليس لهم طعام إلا من ضريع} يقول : من شجر من نار.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه {من عين آنية} قال : قد أنى طبخها منذ خلق الله السموات والأرض.
وَأخرَج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {من عين آنية} قال : قد بلغت إناها
وحان شربها وفي قوله : {إلا من ضريع} قال : الشبرق اليابس.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي {من عين آنية} قال : انتهى حرها فليس فوقه حر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله : {آنية} قال : حاضرة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس {ليس لهم طعام إلا من ضريع}
قال : الشبرق اليابس.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال : الضريع بلغة قريش في الربيع الشبرق وفي الصيف الضريع.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال : الضريع الشبرق شجرة ذات شوك لاطئة بالأرض.
وأخرج
ابن شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي
الجوزاء قال : الضريع السلم وهو الشوك وكيف يسمن من كان طعامه الشوك.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {إلا من ضريع} قال : من حجارة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {إلا من ضريع} قال : الزقوم.
وأخرج
ابن مردويه عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يلقى
على أهل النار الجوع حتى يعدل ما هم فيه من العذاب فيستغيثون بالطعام
فيغاثون
بطعام {من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع}.
وأخرج ابن
مردويه بسند واه عن ابن عباس {ليس لهم طعام إلا من ضريع} قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : شيء يكون في النار شبه الشوك أمر من الصبر وأنتن
من الجيفة وأشد حرا من النار سماه الله الضريع إذا طعمه صاحبه لا يدخل البطن ولا يرتفع إلى الفم فيبقى بين ذلك ولا يغني من جوع.
أخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير أنه قرأ في سورة الغاشية {متكئين فيها} ناعمين فيها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله : {لسعيها راضية} قال : رضيت عملها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {لا تسمع فيها} بالتاء ونصب التاء لاغية منصوبة منونة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {لا تسمع فيها لاغية} يقول :
لا تسمع أذى ولا باطلا وفي قوله : {فيها سرر مرفوعة} قال : بعضها فوق بعض {ونمارق} قال : مجالس.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد {لا تسمع فيها لاغية} قال : شتما.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الأعمش {لا تسمع فيها لاغية} قال : مؤذية.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة
رضي الله عنه {لا تسمع فيها لاغية} قال : لا تسمع فيها باطلا ولا مأثما
وفي قوله : {ونمارق} قال : الوسائد وفي قوله : {مبثوثة} قال : مبسوطة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {فيها سرر مرفوعة} قال : مرتفعة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله : {ونمارق} قال : الوسائد {وزرابي} قال : البسط.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله : {ونمارق} قال : المرافق.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه {وزرابي} قال : البسط.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه {وزرابي مبثوثة} قال : بعضها على بعض.
وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن عمار بن محمد قال : صليت خلف
منصور بن المعتمر فقرأ {هل أتاك حديث الغاشية} فقرأ فيها {وزرابي مبثوثة} متكئين فيها ناعمين.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن عبد الله بن أبي الهذيل أن موسى أو غيره من الأنبياء قال
: يا رب كيف يكون هذا منك أولياؤك في الأرض حائفون يقتلون ويطلبون فلا
يعطون وأعداؤك يأكلون ما شاؤوا ويشربون ما شاؤوا ونحو هذا ، فقال :
انطلقوا بعبدي إلى الجنة فينظر ما لم ير مثله قط إلى أكواب موضوعة ونمارق
مصفوفة وزرابي مبثوثة وإلى الحور العين وإلى الثمار وإلى الخدم كأنهم لؤلؤ
مكنون ، فقال : ما ضر أوليائي ما أصابهم في الدنيا إذا كان مصيرهم إلى هذا
ثم قال : انطلقوا بعبدي هذا فانطلق به إلى النار فخرج منها عنق فصعق العبد
ثم أفاق فقال : ما نفع أعدائي ما أعطيتهم في الدنيا إذا كان مصيرهم إلى
هذا قال : لا شيء.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنه قال :
قال نبي من الأنبياء : اللهم العبد من عبيدك يعبدك ويطيعك ويجتنب سخطك
تزوي عنه الدنيا وتعرض له
البلاء ، والعبد يعبد غيرك ويعمل بمعاصيك
فتعرض له الدنيا وتزوي عنه البلاء ، قال : فأوحى الله إليه أن العباد
والبلاد لي كل يسبح بحمدي فأما عبدي المؤمن فتكون له سيئات فإنما أعرض له
البلاء وأزوي عنه الدنيا فتكون كفارة لسيئاته وأجزيه إذا لقيني وأما عبدي
الكافر فتكون له الحسنات فأزوي عنه البلاء وأعرض له الدنيا فيكون جزاء
لحسناته وأجزيه بسيئاته حين يلقاني ، والله أعلم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد
، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة قال : لما نعت الله ما في الجنة
عجب من ذلك أهل الضلالة فأنزل الله {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت}
وكانت الإبل عيشا من عيش العرب وخولا من خولهم {وإلى السماء كيف رفعت وإلى
الجبال كيف نصبت} قال : تصعد إلى الجبل الصخور عامة يومك فإذا أفضت إلى
أعلاه أفضت إلى عيون منفجرة وأثمار متهدلة لم تغرسه الأيدي ولم تعمله
الناس نعمة من الله إلى أجل {وإلى الأرض كيف سطحت} أي بسطت يقول : إن الذي
خلق هذا قادر على أن يخلق في الجنة ما أراد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن شريح أنه كان يقول لأصحابه : أخرجوا بنا إلى السوق فنظر {إلى الإبل كيف خلقت}.
أخرج
ابن أبي شيبة وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد ومسلم والترمذي والنسائي ، وَابن
ماجة ، وَابن جَرِير والحاكم ، وَابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات
، عَن جَابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل
الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم
إلا بحقها وحسابهم على الله ثم قرأ {فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر}.
وأخرج الحاكم وصححه ، عَن جَابر قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لست عليهم بمصيطر بالصاد.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {لست عليهم بمصيطر} يقول : بجبار فاعف عنهم
وأصفح.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة {لست عليهم بمصيطر} قال : بقاهر.
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {لست عليهم بمصيطر} قال : كل عبادي إلي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه {بمصيطر} قال : بمسلط.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد {لست عليهم
بمصيطر} قال : جبار {إلا من تولى وكفر} قال : حسابه على الله.
وأخرج أبو داود في ناسخه عن ابن عباس {لست عليهم بمصيطر} نسخ ذلك فقال : (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) (سورة التوبة الآية 5).
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {إن إلينا إيابهم} قال : مرجعهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء مثله.
وأخرج
الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : عز وجل
{إن إلينا إيابهم} قال : الإياب المرجع ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال :
نعم أماسمعت عبيد بن الأبرص يقول :
وكل ذي غيبة يؤوب * وغائب الموت لا يؤوب وقال الآخر : فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر.
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن السدي {إن إلينا إيابهم} قال : منقلبهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم} قال : إلى الله الإياب وعلى الله الحساب.
89
- سورة الفجر.
مكية وآياتها ثلاثون * بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 1 - 13.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس في ناسخه ، وَابن مردويه والبيهقي من طرق عن ابن عباس قال : نزلت {والفجر} بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال : أنزلت {والفجر} بمكة.
وأخرج
النسائي ، عَن جَابر قال : أفتان يا معاذ أين أنت من (سبح اسم ربك الأعلى)
(سورة الأعلى الآية 1) (والشمس وضحاها) (سورة الشمس الآية 1) {والفجر}
{والليل إذا يغشى} سورة الليل الآية 1.
أخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن عبد الله بن الزبير في قوله : {والفجر} قال : قسم أقسم الله به.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ميمون بن مهران قال : إن الله تعالى يقسم بما يشاء من خلقه وليس لأحد أن يقسم إلا بالله.
وأخرج
الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب
الإيمان عن ابن عباس في قوله : {والفجر} قال : فجر النهار.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : {والفجر} قال : هو الصبح.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة في قوله : {والفجر} قال : طلوع الفجر غداة جمع.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : {والفجر} قال : فجر يوم النحر وليس كل فجر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي مثله.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {والفجر} قال : يعني صلاة الفجر.
وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في الشعب ، وَابن عساكر عن ابن عباس في قوله : {والفجر} قال : هو المحرم أول فجر السنة.
وأخرج
ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن ماجة والبيهقي عن
أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفضل الصيام بعد شهر
رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل.
وأخرج ابن
أبي شيبة والبيهقي عن النعمان قال : أتى عليا رجل فقال : يا أمير المؤمنين
أخبرني بشهر أصومه بعد رمضان ، قال : لقد سألت عن شيء ما سمعت أحدا يسأل
عنه بعد رجل سأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن كنت صائما
شهرا بعد رمضان فصم المحرم فإنه شهر الله وفيه يوم تاب فيه قوم وتاب فيه
على آخرين.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والبيهقي عن ابن عباس
قال : قدم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود تصوم يوم عاشوراء
فقال : ما هذا اليوم الذي تصومونه قالوا : هذا يوم عظيم أنجى الله فيه
موسى وأغرق فيه آل فرعون فصامه موسى شكرا لله ، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فنحن أحق بموسى منكم فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر
بصيامه.
وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي عن الربيع بنت معوذ بن عفراء
قالت : أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار
التي حول المدينة
من كان أصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرا فليصم بقية يومه ، قالت فكنا بعد
ذلك
نصومه ونصوم صبياننا الصغار ونذهب بهم إلى المسجد ونجعل لهم اللعبة من
العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه إياها حتى يكون عند الإفطار.
وأخرج
ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والبيهقي عن ابن عباس قال : ما علمت أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام يوم يبتغي فضله على غيره إلا هذا
اليوم يوم عاشوراء أو شهر رمضان.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن ابن
عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس ليوم على يوم فضل في
الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن
الأسود بن يزيد قال : ما رأيت أحدا ممن كان بالكوفة من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمر بصوم يوم عاشوراء من علي وأبي موسى.
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والبيهقي عن ابن عباس قال : حين صام
رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا : يا رسول الله
إنه تعظمه اليهود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان العام
المقبل إن شاء الله صمنا يوم التاسع فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول
الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن عدي والبيهقي عن ابن عباس قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود
، صوموا قبله يوما وبعده يوما.
وأخرج البيهقي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لئن بقيت لآمرن بصيام يوم قبله أو بعده يوم عاشوراء.
وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال : خالفوا اليهود وصوموا التاسع والعاشر.
وأخرج البيهقي عن أبي جبلة قال : كنت مع ابنشهاب في سفر فصام يوم
عاشوراء فقيل له : تصوم يوم عاشوراء في السفر وأنت تفطر في رمضان قال : إن رمضان له عدة من أيام أخر وإن عاشوراء يفوت.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى قال : يوم عاشوراء يوم تعظمه اليهود وتتخذه عيدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صوموه أنتم.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوم عاشوراء يوم كانت تصومه الأنبياء فصوموه أنتم.
وأخرج البيهقي ، عَن جَابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه طول سنته.
وأخرج البيهقي عن ابن مسعود قال : قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه في سائر سنته.
وأخرج
ابن أبي الدنيا والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته.
وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال : قال
رسول
الله صلى الله عليه وسلم : من وسع على عياله وأهله يوم عاشوراء وسع الله
عليه سائر سنته قال البيهقي : أسانيدها وإن كانت ضعيفة فهي إذا ضم بعضها
إلى بعض أحدثت قوة.
وأخرج البيهقي عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر قال : كان يقال : من وسع على عياله يوم عاشوراء لم يزالوا في سعة من رزقهم سائر سنتهم.
وأخرج البيهقي وضعفه عن عروة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا.
أخرج
أحمد والنسائي والبزار ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه
والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب ، عَن جَابر أن النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم قال : {والفجر وليال عشر والشفع والوتر} قال : إن العشر
عشر الأضحى والوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في الشعب من طرق عن ابن عباس
في قوله : {وليال عشر} قال : عشرة الأضحى وفي لفظ قال : هي ليال العشر
الأول من ذي الحجة.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن سعد ، وَابن جَرِير ،
وَابن أبي حاتم عن عبد الله بن الزبير في قوله : {وليال عشر} قال : أول ذي
الحجة إلى يوم النحر.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ،
وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن مسروق
في قوله : {وليال عشر} قال : هي عشر الأضحى هي أفضل أيام السنة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن مجاهد {وليال عشر} قال : عشر ذي الحجة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة مثله.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد عن الضحاك بن مزاحم في قوله : {وليال عشر} قال : عشر الأضحى أقسم بهن لفضلهن على سائر الأيام.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن مسروق {وليال عشر} قال : عشر الأضحى وهي التي وعد الله
موسى قوله : (وأتممناها بعشر) (سورة الأعراف الآية 142).
وَأخرَج عَبد
بن حُمَيد عن طلحة بن عبيد الله أنه دخل على ابن عمر هو وأبو سلمة بن عبد
الرحمن فدعاهم ابن عمر إلى الغداء يوم عرفة فقال أبو سلمة : أليس هذه
الليالي العشر التي ذكر الله في القرآن فقال ابن عمر : وما يدريك قال : ما
أشك ، قال : بلى فاشك.
وأخرج ابن مردويه عن عطية في قوله : {والفجر}
قال : هذا الذي تعرفون {وليال عشر} قال : عشر الأضحى {والشفع} قال : يقول
الله : (وخلقناكم أزواجا) (سورة النبأ الآية 8) {والوتر} قال الله : قيل
هل تروي هذا عن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم عن
أبي سعيد الخدري عن
النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج البخاري
والبيهقي في الشعب عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما
من أيام فيهن العمل أحب إلى الله عز وجل أفضل من أيام العشر قيل يا رسول
الله : ولا الجهاد في سبيل الله قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل
جاهد في سبيل الله بماله ونفسه فلم يرجع من ذلك بشيء.
وأخرج البيهقي عن
ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من أيام أفضل عند
الله ولا أحب إليه العمل فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل
والتكبير والتحميد.
وأخرج البيهقي عن الأوزاعي قال : بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر
غزوة في سبيل الله يصام نهارها ويحرس ليلها إلا أن يختص امرؤ بشهادة ، قال : الأوزاعي : حدثني بهذا الحديث رجل من بني
مخزوم عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج
البيهقي من طريق هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسع ذي الحجة ويوم
عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر وخميسين.
وأخرج
البيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من
أيام من أيام الدنيا العمل فيها أحب إلى الله من أن يتعبد له فيها من أيام
العشر يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة وقيام كل ليلة بقيام ليلة القدر.
وأخرج
البيهقي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من أيام
أفضل عند الله ولا العمل فيهن أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام العشر
فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير فإنها أياما التهليل والتكبير وذكر الله
وإن صيام يوم منها يعدل بصيام سنة والعمل فيهن يضاعف بسبعمائة ضعف.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {وليال عشر} قال : هي العشر الأواخر من رمضان.
وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة عن أبي عثمان قال : كانوا
يعظمون ثلاث عشرات العشر الأول من المحرم والعشر الأول من ذي الحجة والعشر الأخير من رمضان.
وأخرج
أحمد ، وعَبد بن حُمَيد والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والحاكم
وصححه ، وَابن مردويه عن عمران بن حصين أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
سئل عن الشفع والوتر فقال : هي الصلاة بعضها شفع وبعضها وتر.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن عمران بن حصين {والشفع والوتر} قال : الصلاة المكتوبة منها شفع ومنها وتر.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة {والشفع والوتر} قال : إن من الصلاة شفعا وإن
منها وترا ، قال : قال الحسن : هوالعدد منه شفع ومنه وتر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن أبي العالية {والشفع والوتر} قال : ذلك صلاة المغرب الشفع الركعتان والوتر الركعة الثالثة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن {والشفع والوتر} قال : أقسم ربنا بالعدد كله الشفع منه والوتر.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن إبراهيم النخعي قال : الشفع الزوج والوترالفرد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس {والشفع والوتر} قال : كل شيء شفع فهو اثنان والوتر واحد.
وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد {والشفع والوتر} قال : الخلق كله شفع ووتر فأقسم بالخلق.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {والشفع والوتر} قال : الله الوتر وأنتم الشفع.
وأخرج
الفريابي وسعيد بن جبير ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر
، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {والشفع والوتر} قال : كل خلق الله شفع السماء
والأرض والبر والبحر والإنس والجن والشمس والقمر ونحو هذا شفع والوتر الله
وحده.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ،
وَابن أبي حاتم عن مجاهد {والشفع والوتر} قال : الله الوتر وخلقه الشفع
الذكر والأنثى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد قال : الشفع آدم وحواء والوتر الله.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد من طريق إسماعيل عن أبي صالح {والشفع والوتر} قال : خلق
الله من كل زوجين اثنين والله وتر واحد صمد ، قال إسماعيل : فذكرت ذلك
للشعبي فقال : كان مسروق يقول ذلك.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال
: من قال في دبر كل صلاة وإذا أخذ مضجعه الله أكبر عدد الشفع والوتر وعدد
كلمات الله التامات الطيبات المباركات ثلاثا ولا إله إلا الله مثل ذلك كن
له في قبره نورا وعلى الجسر نورا وعلى الصراط نورا حتى يدخل الجنة.
وأخرج
الطبراني ، وَابن مردويه بسند ضعيف عن أبي أيوب عن النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم أنه سئل عن الشفع والوتر فقال : يومان وليلة يوم عرفة ويوم
النحر والوتر ليلة النحر ليلة جمع.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن عطاء {والشفع والوتر} قال : هي أيام نسك عرفة والأضحى هما للشفع وليلة
الأضحى هي الوتر.
وأخرج ابن جرير ، عَن جَابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الشفع اليومان والوتر اليوم الثالث.
وأخرج
عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وَابن سعد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير
، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عبد الله بن الزبير أنه سئل عن الشفع
والوتر فقال : الشفع قول الله : (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه) (سورة
البقرة الآية 203) والوتر اليوم الثالث وفي لفظ الشفع أوسط التشريق والوتر
آخر أيام التشريق.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر
، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان من طرق عن ابن
عباس {والشفع والوتر} قال : الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة قال : عرفة وتر ويوم النحر شفع عرفة يوم التاسع والنحر يوم العاشر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك رضي الله عنه قال : الشفع يوم النحر والوتر يوم
عرفة ، أقسم الله بهما لفضلهما على العشر.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {والليل إذا يسر} قال : إذا ذهب.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن عبد الله بن الزبير {والليل إذا يسر} قال : إذا سار.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {والليل إذا يسر} قال : إذا سار..
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن الضحاك : (والليل إذا يسر). قال يجري..
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة {والليل إذا يسر} قال : ليلة جمع.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي أنه قيل له : ما {والليل إذا يسر} قال : هذه الإفاضة اسر يا ساري ولا تبيتن إلا بجمع.
أخرج ابن المنذر عن ابن مسعود أنه قرأ {والفجر} إلى قوله : {إذا يسر} قال : هذا قسم على أن ربك لبالمرصاد.
وأخرج
الفريابي ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن
المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان من طرق عن ابن عباس في
قوله : {قسم لذي حجر} قال : لذي حجا وعقل ونهى.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد عن عكرمة والضحاك مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن الحسن {لذي حجر} قال : لذي حلم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن أبي مالك {لذي حجر} قال : ستر من النار.
وأخرج
ابن الأنباري في الوقف والإبتداء عن السدي في قوله : {لذي حجر} قال : لذي
لب ، قال الحارث بن ثعلبة : وكيف رجائي أن أتوب وإنما * يرجى من الفتيان
من كان ذا حجر
أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {ألم تر كيف فعل
ربك بعاد إرم} قال : يعني بالإرم الهالك ألا ترى أنك تقول : إرم بنو فلان
{ذات العماد} يعني طولهم مثل العماد.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد
، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {بعاد إرم} قال :
القديمة {ذات العماد} قال : أهل عمود لا يقيمون.
وأخرج الفريابي ،
وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد
في قوله : {إرم} قال : أمة {ذات العماد} قال : كان لها جسم في السماء.
وأخرج ابن المنذر عن السدي في قوله : بعماد إرم قال : عاد بن أرم نسبهم إلى أبيهم الأكبر.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم عن قتادة قال : كنا نحدث أن إرم قبيلة من عاد كان يقال لهم ذات
العماد كانوا أهل عمود {التي لم يخلق مثلها في البلاد} قال : ذكر لنا أنهم كانوا اثني عشر ذراعا طولا في السماء.
وأخرج
ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن المقدام بن معد يكرب عن النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم أنه ذكر {إرم ذات العماد} فقال : كان الرجل منهم يأتي إلى
الصخرة فيحملها على كاهله فيلقيها على أي حي أرد فيهلكهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة قال : ارم هي دمشق.
وأخرج ابن جرير ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن عساكر عن سعيد المقبري مثله.
وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن المسيب مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن خالد الربعي مثله.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي قال : إرم هي الإسكندرية.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن الضحاك قال : الإرم هي الهلاك إلا ترى أنه يقال : أرم بنو
فلان أي هلكوا ، قال ابن حجر : هذا التفسير على قراءة شاذة أرم بفتحتين
وتشديد الراء على أنه فعل ماض {وذات} بفتح التاء مفعولة أي أهلك الله ذات
العماد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب {إرم} قال رمهم رما فجعلهم رمما.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن الضحاك {ذات العماد} ذات الشدة والقوة.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن عباس في قوله : {جابوا الصخر بالواد} قال : خرقوها .
وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس في قوله : (جابوا الصخرة بالواد) . قال: كانوا
ينحتون من الجبال بيوتا {وفرعون ذي الأوتاد} قال : الأوتاد الجنود الذين
يشيدون له أمره.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق
سأله عن قوله : {جابوا الصخر} قال نقبوا الحجارة في الجبال فاتخذوها بيوتا
، قال : وهل تعرف ذلك العرب قال : نعم أما سمعت قول أمية : وشق أبصارنا
كيما نعيش بها * وجاب للسمع أصماخا وآذانا.
وَأخرَج الفريابي ، وعَبد
بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد
{جابوا الصخر} قال : حرقوا الجبال فجعلوها بيوتا {وفرعون ذي الأوتاد} قال
: كان يتد الناس بالأوتاد {فصب عليهم ربك سوط عذاب} قال : ما عذبوا به.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله : {ذي الأوتاد} قال : وتد فرعون لأمرأته أربعة أوتاد ثم جعل على ظهرها رحى عظيمة حتى
ماتت.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير {وفرعون ذي الأوتاد} قال : كان يجعل رجلا هنا ورجال هنا ويدا هنا ويدا هنا بالأوتاد.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم عن سعيد بن جبير قال : إنما سمي فرعون ذا الأوتاد لأنه كان يبني له
المنابر يذبح عليها الناس.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : كان يعذب بالأوتاد.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن السدي قال : كان فرعون إذا أراد أن يقتل أحدا ربطه بأربعة
أوتاد على صخرة ثم أرسل عليه صخرة من فوقه فشدخه وهو ينظر إليها قد ربط
بكل يد منها قائمة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير
عن قتادة {وفرعون ذي الأوتاد} قال : ذي البناء قال : وحدثنا عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس أنه كانت له مظال يلعب تحتها وأوتاد كانت تضرب له.
وأخرج ابن المنذر عن السدي في قوله : {فأكثروا فيها الفساد} قال :
بالمعاصي {فصب عليهم ربك سوط عذاب} قال : رجع عذاب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال : كل شيء عذب الله به فهو سوط عذاب.
الآية 14 – 30
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قوله : {إن ربك لبالمرصاد} قال : يسمع ويرى.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الحسن {إن ربك لبالمرصاد} قال : بمرصاد أعمال بني آدم.
وأخرج
الحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود في قوله :
{والفجر} قال : قسم وفي قوله : {إن ربك لبالمرصاد} من وراء الصراط جسور :
جسر عليه الأمانة وجسر عليه الرحم وجسر عليه الرب عز وجل.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر وأبو نصر السجزي في الإبانة عن الضحاك قال : إذا
كان يوم القيامة يأمر الرب بكرسيه فيوضع على النار فيستوي عليه ثم يقول :
أنا الملك الديان وعزتي وجلالي لا يتجاوز اليوم ذو مظلمة بظلامته ولو ضربة
بيد فذلك قوله : {إن ربك لبالمرصاد}.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد
، وَابن المنذر عن سلام بن أبي الجعد في قوله : {إن ربك لبالمرصاد} قال :
إن لجهنم ثلاث قناطر : قنطرة فيها الأمانة وقنطرة فيها الرحم وقنطرة فيها
لرب تبارك وتعالى وهي المرصاد لا ينجو منها إلا ناج فمن نجا من ذلك لم ينج
من هذه.
وأخرج ابن جرير عن عمرو بن قيس قال : بلغني أن على جهنم ثلاث
قناطر : قنطرة عليها الأمانة إذا مروا بها تقول يا رب هذا أمين هذا خائن ،
وقنطرة عليها الرحم إذا مروا بها تقول يا رب هذا واصل يا رب هذا قاطع ،
وقنطرة عليها الرب {إن ربك لبالمرصاد}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن
أيفع بن عبد الكلاعي قال : إن لجهنم سبع قناطر والصراط عليهن فيحبس
الخلائق عند القنطرة الأولى فيقول : قفوهم إنهم مسؤلون فيحاسبون على
الصلاة ويسألون عنها فيهلك فيها من هلك وينجو من نجا فإذا بلغوا القنطرة
الثانية حوسبوا على الأمانة كيف أدوها وكيف خانوها فيهلك من هلك ينجو من
نجا فإذا بلغوا القنطرة الثالثة سئلوا عن الرحم كيف وصلوها وكيف قطعوها
فيهلك من هلك وينجو من نجا ، والرحم يومئذ متدلية إلى الهوى في جهنم تقول
: اللهم من وصلني فصله ومن قطعني فاقطعه ، وهي التي يقول الله : {إن ربك
لبالمرصاد}.
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة رفعه : إن في جهنم جسرا له
سبع قناطر على أوسطه القضاء فيجاء بالعبد حتى إذا انتهى إلى القنطرة
الوسطى قيل له : ماذا عليك من الديون وتلا هذه الآية (ولا يكتمون الله
حديثا) (سورة النساء الآية 42) فيقول : رب علي كذا وكذا فيقال له : اقض
دينك ، فيقول : مالي شيء ، فيقال : خذوا من حسناته فلا يزال يؤخذ من
حسناته حتى ما يبقى له حسنة ، فيقال : خذوا من سيئات من يطلبه فركبوا عليه.
وأخرج
البيهقي في الأسماء والصفات عن مقاتل بن سليمان قال : أقسم الله {إن ربك
لبالمرصاد} يعني الصراط وذلك إن جسر جهنم عليه سبع قناطر على كل قنطرة
ملائكة قيام وجوههم مثل الجمر وأعينهم مثل البرق يسألون الناس في أول
قنطرة عن الإيمان وفي الثانية يسألونهم عن الصلوات الخمس وفي الثالثة
يسألونهم عن الزكاة وفي الرابعة يسألونهم عن شهر رمضان وفي الخامسة
يسألونهم على الحج وفي السادسة يسألونهم عن العمرة وفي السابعة يسألونهم
عن المظالم فمن أتى بما سئل عنه كما أمر جاز على الصراط وإلا حبس فذلك
قوله : {إن ربك لبالمرصاد}.
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن
الحسن في قوله : {فأما الإنسان} الآية قال : كلا اكذبتهما جميعا ما بالغنى
أكرمك ولا بالفقر أهانك ثم أخبرك بما يهين {عائلا فأغنى فأما اليتيم}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال : ظن كرامة الله في المال وهو أنه في قلته وكذب إنما يكرم بطاعته ويهين بمعصيته من أهان.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد {فقدر عليه رزقه} قال : ضيقه عليه.
وأخرج
ابن مردويه والحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن عوف أن النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم قرأ / {بل لا يكرمون اليتيم ولا يحضون > / بالياء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الحسن {وتأكلون التراث} قال : الميراث {أكلا لما} قال : نصيبه ونصيب صاحبه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {أكلا لما} قال : سفا وفي قوله : {حبا جما} قال : شديدا.
وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {أكلا لما} قال : أكلا شديدا ، وأخرح
الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : {حبا جما}
قال : كثيرا ، قال : وهل تعرف العرب ذلك
قال : نعم ، أما سمعت قول أمية بن خلف : إن تغفر اللهم تغفر جما * وأي عبد لك لا ألما.
وَأخرَج
ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة بن عبد الله المزني في قوله :
{وتأكلون التراث أكلا لما} قال : اللم الإعتداء في الميراث يأكل ميراثه
وميراث غيره.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن
قتادة {وتأكلون التراث} قال : الميراث {أكلا لما} قال : شديدا {وتحبون
المال حبا جما} قال : شديدا.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن
جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : {أكلا لما}
قال : اللم اللف وفي قوله : {حبا جما} قال : الجم الكثير.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله : {أكلا لما} قال : من طيب أو خبيث وفي قوله : {حبا جما} قال : فاحشا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد بن كعب رضي الله عنه في قوله : {وتأكلون التراث} الآية قال : يأكل نصيبي ونصيبك.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله : {وتأكلون التراث} الآية قال : كانوا لا يورثون النساء ولا يورثون الصغار.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال : الأكل اللم الذي يلم
كل شيء يجده لا يسأل عنه يأكل الذي له والذي لصاحبه لا يدري أحلالا أم
حراما.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه أنه قال في قوله :
{وتحبون المال حبا جما} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما منكم من
أحد إلا ومال وارثه أحب إليه من ماله ، قالوا يا رسول الله : ما منا أحد
إلا وماله أحب إليه من مال وارثه ، قال : ليس لك من مالك إلا ما أكلت
فأفنيت أو لبست فأبليت أو أعطيت فأمضيت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم
رضي الله عنه أنه قرأ {كلا بل لا تكرمون اليتيم} بالتاء ورفع التاء {ولا
تحاضون} ممدودة منصوبة التاء بالألف غير مهموزة {وتأكلون التراث} بالتاء
{أكلا لما} مثقلة.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ / {كلا بل لا يكرمون اليتيم ولا يحضون
على طعام المسكين ويأكلون التراث أكلا لما
ويحبون المال حبا جما > / الأربعة بالياء.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنه قال : كان النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم يقرأ كلا بل لا يكرمون اليتيم ولا يحضون على طعام المسكين إلى قوله :
ويحبون المال بالياء كلها.
أخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {إذا دكت الأرض دكا دكا} قال : تحريكها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال : تحمل الأرض والجبال فيدك بعضها على بعض.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {وجاء ربك والملك صفا صفا} قال : صفوف الملائكة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله : {والملك صفا صفا} قال : جاء أهل السموات كل سماء صفا.
وأخرج
ابن مردويه عن أبي سعيد قال : لما نزلت هذه الآية تغير رسول الله صلى الله
عليه وسلم وعرف في وجهه حتى اشتد على أصحابه ما رأوا من حاله فسأله علي
فقال : جاء جبريل فأقرأني هذه الآية {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا
وجاء
ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم} فقيل : وكيف يجاء بها قال : يجيء
بها سبعون ألف ملك يقودونها بسبعين ألف زمام فتشرد شردة لو تركت لأحرقت
أهل الجمع.
وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تدرون ما تفسير هذه الآية {كلا إذا
دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم} قال : إذا
كان يوم القيامة تقاد جهنم
بسبعين ألف زمام بيد سبعين ألف ملك فتشرد شردة لولا أن الله حبسها لأحرقت السموات والأرض.
وأخرج
ابن وهب في كتاب الأهوال عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال : جاء جبريل إلى
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فناجاه ثم قام النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
منكس الطرف فسأله علي فقال : أتاني جبريل فقال لي : {كلا إذا دكت الأرض
دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم} وجيء بها تقاد بسبعين
ألف زمام كل زمام يقوده سبعون ألف ملك فبينما هم كذلك إذا شردت عليهم شردة
انفلتت من أيديهم فلولا أنهم أدركوها لأحرقت من في الجمع فأخذوها.
وأخرج
مسلم والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن
مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يؤتي بجهنم
يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد والترمذي وعبد الله بن أحمد في زوائد
الزهد ، وَابن جَرِير عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله : {وجيء يومئذ
بجهنم} قال : جيء بها تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك
يقودونها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله : {يتذكر
الإنسان} قال : يريد التوبة وفي قوله : {يا ليتني قدمت لحياتي} يقول :
عملت في الدنيا لحياتي في الآخرة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي
الله عنه {يومئذ يتذكر الإنسان} إلى قوله : {لحياتي} قال : علم والله أنه
صادق هناك حياة طويلة لا موت فيها أحسن مما عليه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {يا ليتني قدمت لحياتي} قال : الآخرة.
وأخرج
أحمد والبخاري في التاريخ والطبراني عن محمد بن أبي عميرة رضي الله عنه
وكان من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : لو أن عبدا جر على وجهه
من يوم ولد إلى أن يموت هرما في طاعة الله إلى يوم القيامة لود أنه رد إلى
الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله : {فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد}
قال : لا يعذب بعذاب الله أحد ولا يوثق وثاق الله أحد.
وأخرج أبو نعيم
في الحلية من طريق خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه رضي الله عنه أن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قرأ {فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق
وثاقه أحد}.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن مردويه ، وَابن جَرِير والبغوي
والحاكم
وصححه وأبو نعيم عن أبي قلابة عمن أقرأه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وفي
رواية مالك بن الحويرث أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أقرأه وفي لفظ
أقرأ إياه {فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد} منصوبة الذال
والثاء.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والضياء في المختارة من
طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله : {يا أيتها النفس المطمئنة} قال :
المؤمنة {ارجعي إلى ربك} يقول : إلى جسدك ، قال : نزلت هذه الآية وأبو بكر
جالس فقال : يا رسول الله : ما أحسن هذا فقال : أما إنه سيقال لك هذا.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه وأبو نعيم
في الحلية عن سعيد بن جبير قال : قرئت عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم :
{يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية} فقال أبو بكر : إن
هذا لحسن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إن الملك سيقولها : لك
عند الموت.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من طريق ثابت
بن عجلان عن سليم بن أبي عامر رضي الله عنه قال : سمعت أبا بكر الصديق
يقول : فرئت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {يا أيتها النفس
المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية} فقلت : ما أحسن هذا يا رسول الله
فقال : يا أبا بكر أما إن الملك سيقولها : لك عند الموت.
وأخرج ابن أبي
حاتم من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم قال : من يشتري بئر رومة نستعذب بها غفر الله له
فاشتراها عثمان فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : هل لك أن تجعلها
شقاية للناس قال : نعم ، فأنزل الله في عثمان {يا أيتها النفس المطمئنة}
الآية.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {يا أيتها النفس المطمئنة}
قال : نزلت في عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {يا أيتها النفس المطمئنة} قال : هو النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن بريدة رضي الله عنه في قوله : {يا أيتها النفس المطمئنة} قال : يعني نفس حمزة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {يا أيتها النفس
المطمئنة} قال : المصدقة.
وأخرج
سعيد بن منصور والفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر
، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {يا أيتها النفس
المطمئنة} قال : التي أيقنت بأن الله ربها.
وأخرج ابن جرير عن أبي الشيخ الهنائي رضي الله عنه قال : في قراءة أبي يا أيتها النفس الآمنة المطمئنة فادخلي في عبدي.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأها فادخلي في عبدي على التوحيد.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {ارجعي إلى ربك} قال : ترد الأرواح يوم القيامة في الأجساد.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : يسيل واد من أصل العرش
فتنبت فيه كل دابة على وجه الأرض ثم تطير الأرواح فتؤمر أن تدخل الأجساد
فهو قوله : {ارجعي إلى ربك راضية مرضية}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {ارجعي إلى ربك راضية} قال : بما أعطيت
من الثواب {مرضية} عنها بعملها {فادخلي في عبادي} المؤمنين.
وأخرج ابن
أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله : {يا أيتها النفس المطمئنة}
الآية قال : إن الله إذا أراد قبض عبده المؤمن اطمأنت النفس إليه واطمأن
إليها ورضيت عن الله ورضي الله عنها أمر بقبضها فأدخلها الجنة وجعلها من
عباده الصالحين.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي صالح رضي الله عنه في
قوله
: {ارجعي إلى ربك} قال : هذا عند الموت رجوعها إلى ربها خروجها من الدنيا
فإذا كان يوم القيامة قيل لها : {فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}.
وأخرج
الطبراني ، وَابن عساكر عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لرجل : قل اللهم إني أسألك نفسا مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى
بقضائك وتقنع بعطائك.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه {يا أيتها النفس المطمئنة} قال : المخبتة إلى الله.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير عن قتادة والحسن {يا أيتها النفس المطمئنة} إلى ما قال الله المصدقة بما قال.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {يا أيتها النفس
المطمئنة} قال : هذا المؤمن اطمأن إلى ما وعد الله {فادخلي في عبادي} قال
: ادخلي في الصالحين وادخلي جنتي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك رضي الله عنه {ارجعي إلى ربك} قال : إلى جسدك.
وأخرج
ابن المنذر عنمحمد بن كعب القرظي في الآية قال : إن المؤمن إذا مات رأى
منزله من الجنة فيقول تبارك وتعالى : {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي} إلى
جسدك الذي خرجت منه {راضية} ما رأيت من ثوابي مرضيا عنك حتى يسألك منكر
ونكير.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه {فادخلي في عبادي} قال : مع عبادي.
وأخرج
ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه {يا أيتها النفس
المطمئنة} الآية قال : بشرت بالجنة عند الموت وعند البعث ويوم الجمع.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : مات ابن عباس رضي الله عنهما
بالطائف
فجاء طير لم تر عين خلقته فدخل نعشه ثم لم ير خارجا منه فلما دفن تليت هذه
الآية على شفير القبر لا يدري من تلاها {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي
إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}
بسم الله الرحمن الرحيم
90
- سورة البلد.
مكية وآياتها عشرون.
مقدمة السورة.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة {لا أقسم بهذا البلد} بمكة.
وَأخرَج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
الآية 1 - 10.
أَخْرَج
ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : {لا
أقسم بهذا البلد} قال : مكة {وأنت حل بهذا البلد} يعني بهذا النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم أحل الله له يوم دخل مكة أن يقتل من شاء ويستحس من شاء
فقتل يومئذ ابن خطل وهو آخذ بأستار الكعبة فلم يحل لأحد من الناس بعد رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل فيها حراما بحرمة الله فأحل الله له ما
صنع بأهل مكة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن
عباس {لا أقسم بهذا البلد} قال : مكة {وأنت حل بهذا البلد} قال : أنت يا
محمد يحل لك أن تقاتل به وأما غيرك فلا
وأخرج ابن مردويه عن أبي
بزرة الأسلمي رضي الله عنه قال : في نزلت هذه الآية {لا أقسم بهذا البلد
وأنت حل بهذا البلد} خرجت فوجدت عبد الله بن خطل متعلقا بأستار الكعبة
فضربت عنقه بين الركن والمقام.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير
رضي الله عنه قال : لما فتح النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الكعبة أخذ أبو
برزة الأسلمي وهو سعيد بن حرب عبد الله بن خطل وهو الذي كانت قريش تسميه
ذا القلبين فأنزل الله (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) (سورة الأحزاب
الآية 4) فقدمه أبو برزة فضربت عنقه وهو متعلق بأستار الكعبة فأنزل الله
فيها {لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد} وإنما كان ذلك لأنه قال
لقريش : أنا أعلم لكم علم محمد فأتى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله إني أحب أن تستكتبني قال : فاكتب فكان إذا أملى عليه من
القرآن وكان الله عليما حكيما كتب وكان الله حكيما عليما وإذا أملى عليه
وكان الله غفورا رحيما كتب وكان الله رحيما غفورا ، ثم يقول : يا رسول
الله اقرأ عليك ما كتبت ، فيقول : نعم فإذا قرأ عليه وكان الله عليما
حكيما أو رحيما غفورا قال له النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : ما هكذا
أمليت عليك وإن الله لكذلك إنه لغفور
رحيم وإنه لرحيم غفور ، فرجع
إلى قريش فقال : ليس آمره بشيء كنت آخذ به فينصرف فلم يؤمنه فكان أحد
الأربعة الذين لم يؤمنهم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {لا أقسم} قال : لا ردا عليهم {أقسم بهذا البلد}.
وأخرج
الفريابي ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {لا أقسم بهذا البلد} يعني مكة {وأنت
حل بهذا البلد} يعني رسول الله ، يقول : أنت في حل مما صنعت فيه.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد {وأنت
حل بهذا البلد} يقول : لا تؤاخذ بما عملت فيه وليس عليك فيه ما على الناس.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن منصور قال : سأل رجل مجاهدا عن هذه الآية {لا أقسم بهذا
البلد وأنت حل بهذا البلد} قال : لا أدري ثم فسرها لي فقال :
{لا أقسم بهذا البلد} الحرام {وأنت حل بهذا البلد} الحرام أحل الله له
ساعة من النهار قيل له ما صنعت فيه من شيء فأنت في حل.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير {لا أقسم بهذا البلد} قال : مكة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي صالح {لا أقسم بهذا البلد} قال : مكة {وأنت حل بهذا البلد} قال : أحلت له ساعة من نهار.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك مثله.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم عن قتادة {لا أقسم بهذا البلد} قال : مكة {وأنت حل بهذا البلد} قال :
أنت به غير حرج ولا آثم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عطية {لا أقسم بهذا
البلد وأنت حل بهذا البلد} قال : أحلت مكة للنبي صلى الله عليه وسلم ساعة
من نهار ثم حرمت إلى يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن {وأنت حل بهذا البلد} قال : أحلها الله لمحمد صلى الله عليه وسلم ساعة من نهار يوم الفتح.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك {وأنت حل بهذا البلد} يعني محمدا صلى الله عليه وسلم يقول : أنت حل بالحرم فاقتل إن شئت أو دع.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن عطاء {لا أقسم بهذا
البلد وأنت حل بهذا البلد} قال : إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض
فهي حرام إلى أن تقوم الساعة لم تحل لبشر إلا لرسول الله صلى الله عليه
وسلم ساعة من نهار ولا يختلي خلاها ولا يعضد عضاهها ولا ينفر صيدها ولا
تحل لقطتها إلا لمعرف.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد {وأنت حل بهذا البلد}
قال : لم يكن بها أحد حلا غير النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كل من كان بها
حرام لم يحل لهم أن يقاتلوا فيها ولا يستحلوا حرمه.
وأخرج سعيد بن
منصور ، وَابن المنذر عن شرحبيل بن سعد {وأنت حل بهذا البلد} قال : يحرمون
أن يقتلوا بها الصيد ويعضدوا بها شجرة ويستحلون اخراجك وقتلك.
وأخرج الحاكم وصححه من طريق مجاهد عن ابن عباس {لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد} قال : أحل له أن يصنع فيه ما شاء !
{ووالد وما ولد} يعني بالوالد آدم {وما ولد} ولده.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس {ووالد وما ولد} قال : الوالد الذي يلد
{وما ولد} العاقر الذي لا يلد من الرجال والنساء.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني {ووالد وما ولد} قال : إبراهيم وما ولد.
وأخرج
ابن جرير والطبراني عن ابن عباس في قوله {لا أقسم بهذا البلد} قال : مكة
{وأنت حل بهذا البلد} قال : مكة {ووالد وما ولد} قال : آدم {لقد خلقنا
الإنسان في كبد} قال : في اعتدال وانتصاب.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن
حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله : {ووالد وما ولد} قال : آدم وما
ولد {لقد خلقنا الإنسان} قال : وقع ههنا القسم {في كبد} قال : في مشقة
يكابد أمر الدنيا وأمر الآخرة {يقول أهلكت مالا لبدا} قال : كثيرا.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن
مجاهد
{ووالد وما ولد} قال : الوالد آدم {وما ولد} ولده {لقد خلقنا الإنسان في
كبد} قال : في شدة {يقول أهلكت مالا لبدا} قال : كثيرا {أيحسب أن لم يره
أحد} قال : لم يقدر عليه أحد.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير {ووالد وما ولد} قال : آدم {وما ولد} {لقد خلقنا الإنسان في كبد} في نصب.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {لقد خلقنا الإنسان في كبد} قال : في شدة.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم والحاكم وصححه من طريق عطاء عن ابن عباس {لقد خلقنا الإنسان في كبد}
قال : في شدة خلق في ولادته ونبت أسنانه وسوره ومعيشته وختانه.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مقسم عن ابن عباس
{لقد خلقنا الإنسان في كبد} قال : خلق الله الإنسان منتصبا وخلق كل شيء يمشي على أربع.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {لقد خلقنا الإنسان في كبد} قال : منتصب في بطن أمه.
وأخرج
أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس في قوله : {لقد خلقنا الإنسان في كبد}
قال : منتصبا في بطن أمه أنه قد وكل به ملك إذا نامت الأمر أو اضطجعت رفع
رأسه لولا ذلك لغرق في الدم.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن
نافع بن الأزرق سأله عن قوله : {لقد خلقنا الإنسان في كبد} قال : في
اعتدال واستقامة ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت قول لبيد
بن ربيعة : يا عين هلا بكيت اربد إذ * قمنا وقام الخصوم في كبد.
وَأخرَج الفريابي وسعيد بن منصور ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن إبراهيم رضي الله عنه أحسبه عن عبد الله {في كبد} قال : منتصبا.
وأخرج ابن المبارك في الزهد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن
الحسن رضي الله عنه {لقد خلقنا الإنسان في كبد} قال : يكابد مضايق الدنيا شدائد الآخرة.
وأخرج
ابن المبارك عن الحسن رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية {لقد خلقنا الإنسان
في كبد} قال : لا أعلم خليقة يكابد من الأمر ما يكابد هذا الإنسان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه {لقد خلقنا الإنسان في كبد} قال : يكابد أمور الدنيا وأمور الآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه {في كبد} قال : شدة وطول.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم رضي الله عنه {في كبد} قال : في السماء خلق آدم.
وأخرج
أبو يعلى والبغوي ، وَابن مردويه عن رجل من بني عامر رضي الله عنه قال :
صليت خلف النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فسمعته يقرأ {أيحسب أن لن يقدر
عليه أحد} {أيحسب أن لم يره أحد} يعني بفتح السين من يحسب.
وأخرج ابن المنذر عن السدي رضي الله عنه {أيحسب أن لن يقدر} الآية قال : الكافر يحسب أن لن يقدر الله عليه ولم يره.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {مالا لبدا} قال : كثيرا.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله : {أهلكت مالا لبدا} قال : أنفقت مالا في
الصد عن سبيل الله {أيحسب أن لم يره أحد} قال : الأحد : الله عز وجل.
وأخرج
ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله : {يقول أهلكت مالا
لبدا} قال : أيمن علينا فما فضلناه أفضل {ألم نجعل له عينين} وكذا وكذا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {ألم نجعل له عينين} قال : نعم من الله متظاهرة يقررنا بها كيما نشكر.
وأخرج
ابن عساكر عن مكحول رضي الله عنه قال : قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
: يقول الله يا ابن آدم قد أنعمت عليك نعما عظاما لا تحصى عدها ولا تطيق
شكرها وإن مما أنعمت عليك أن جعلت لك عينين تنظر بهما وجعلت لهما غطاء
فانظر بعينيك إلى ما أحللت لك فإن رأيت ما حرمت عليك فأطبق عليهما
غطاءهما
وجعلت لك لسانا وجعلت له غلافا فنطق بما أمرتك وأحللت لك فإن عرض لك ما
حرمت عليك فأغلق عليك لسانك وجعلت لك فرجا وجعلت لك سترا فأصب بفرجك ما
أحللت لك فإن عرض لك ما حرمت عليك فأرخ عليك سترك ، ابن آدم إنك لا تحمل
سخطي ولا تستطيع انتقامي.
أخرج عبد الرزاق والفريابي ، وعَبد بن حُمَيد
، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه
عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله : {وهديناه النجدين} قال : سبيل الخير
والشر.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {وهديناه النجدين} قال : عرفناه سبيل الخير والشر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {وهديناه النجدين} قال : الهدى والضلالة.
وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب رضي الله عنه مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن ابن عباس : (وهديناه النجدين) قال: سبيل الخير والشر..
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة والضحاك، مثله .
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد عن علي رضي الله عنه أنه قيل له : إن ناسا يقولون : أن النجدين الثديين ، قال : الخير والشر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة والضحاك رضي الله عنهما مثله.
وأخرج
ابن أبي حاتم من طريق سنان بن سعيد عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : هما نجدان فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد
الخير.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن
مردويه من طرق عن الحسن رضي الله عنه في قوله {وهديناه النجدين} قال : ذكر
لنا أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول : أيها الناس إنما هما
نجدان نجد الخير ونجد الشر فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير.
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : يا أيها الناس إنما هما
نجدان نجد خير ونجد شر فماجعل نجد الشر أحب من نجد الخير.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال : ذكر لنا أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : فذكر مثله.
وأخرج
ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : إنما هما نجدان نجد الخير ونجد الشر فلا يكن نجد الشر أحب إلى أحدكم
من نجد الخير.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {وهديناه النجدين} قال : الثديين.
الآية 11 - 20.
أَخْرَج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنه {فلا اقتحم العقبة} قال : جبل في جهنم.
وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : العقبة النار.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال : للناس عقبة دون الجنة واقتحامها فك رقبة الآية.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن أبي رجاء رضي الله عنه قال : بلغني أن
العقبة التي ذكر الله في كتابه مطلعها سبعة آلاف سنة ومهبطها سبعة آلاف
سنة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا اقتحم العقبة} قال : عقبة بين الجنة والنار.
وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه {فلا اقتحم العقبة} قال : عقبة بين الجنة والنار.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن كعب الأحبار قال : العقبة سبعون درجة في جهنم.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد {فلا اقتحم العقبة} قال : ألا أسلك
الطريق التي فيها النجاة والخير.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الحسن {فلا اقتحم العقبة} قال : جهنم
وما أدراك ما العقبة قال : ذكر لنا أنه ليس من رجل مسلم يعتق رقبة مسلمة
إلا كانت فداءه من النار.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه : وما
أدراك ما العقبة ثم أخبر عن اقتحامها فقال : فك رقبة ذكر لنا أن النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم سئل عن الرقاب أيها أعظم أجرا قال : أكثر ثمنا.
وأخرج
ابن مردويه عن أبي الدرداء رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : إن أمامكم عقبة كؤدا لا يجوزها المثقلون فأنا أريد أن أتخفف
لتلك العقبة.
وأخرج الحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه"
عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما نزلت {فلا اقتحم العقبة} قيل يا رسول
الله : ما عند أحدنا ما يعتق إلا عند أحدنا الجارية السوداء تخدمه وتنوء
عليه فلو أمرناهن بالزنا
فزنين فجئن
بالأولاد فاعتقناهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن آمر بالزنا ثم أعتق الولد.
وأخرج
ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أنه بلغها قول أبي هريرة رضي الله عنه
: علاقة سوط في سبيل الله أعظم أجرا من عتق ولد زنية فقالت عائشة رضي الله
عنها : يرحم الله أبا هريرة إنما كان هذا أن الله لما أنزل {فلا اقتحم
العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة} قال : بعض المسلمين يا رسول الله :
إنه ليس لنا رقبة نعتقها فإنما يكون لبعضنا الخويدم التي لا بد منها
فنأمرهن يبغين فإذا بغين فولدن أعتقنا أولادهن ، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : لا تأمروهن بالبغاء لعلاقة سوط في سبيل الله أعظم أجرا من هذا.
وأخرج
ابن مردويه عن أبي نجيح السلمي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : من أعتق رقبة فإنه يجزى مكان كل عظم من عظامها عظم من عظامه
من النار.
وأخرج ابن سعد ، وَابن أبي شيبة عن علي رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أعتق نسمة مسلمة أو مؤمنة
وقى الله بكل عضو منها عضوا منه من النار.
وَأخرَج أحمد عن أبي أمامة قال : قلت يا نبي الله : أي الرقاب أفضل قال : أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها.
وأخرج
ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم ، وَابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو
منها عضوا منه من النار حتى الفرج بالفرج.
وأخرج أحمد ، وَابن حبان ،
وَابن مردويه والبيهقي عن البراء أن أعرابيا قال لرسول الله علمني عملا
يدخلني الجنة قال : أعتق النسمة وفك
الرقبة ، قال : أوليستا بواحدة
قال : لا إن عتق الرقبة أن تفرد بعتقها وفك الرقبة أن تعين في عتقها
والمنحة الركوب والفيء على ذي الرحم فإن لم تطق ذلك فاطعم الجائع واسق
الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من خير.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {يوم ذي مسغبة} قال : مجاعة.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {في يوم ذي مسغبة} قال : مجاعة.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه {في يوم ذي مسغبة} قال : جوع.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن إبراهيم رضي الله عنه {في يوم ذي مسغبة} قال : يوم فيه الطعام عزيز.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن وأبي رجاء العطاردي رضي الله عنه أنهما قرآ : أو
أطعم في يوم ذا مسغبة.
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي ، عَن جَابر رضي الله عنه مرفوعا : من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله
عنهما في قوله : {ذا مقربة} أي ذا قرابة وفي قوله : {ذا متربة} يعني بعيد
التربة أي غريبا من وطنه.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور ، وعَبد بن
حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم عن ابن
عباس رضي اله عنهما في قوله : {أو مسكينا ذا متربة} قال : هو المطروح الذي
ليس له بيت وفي لفظ
الحاكم : هو الترب الذي لا يقيه من التراب شيء وفي لفظ : هو اللازق بالتراب من شدة الفقر.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه مثله.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {أو مسكينا ذا متربة} يقول : شديد الحاجة.
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما {أو مسكينا ذا متربة} يقول : مسكين ذو بنين وعيال ليس بينك وبينه قرابة.
وأخرج
الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن
قوله : {ذا متربة} قال : ذا جهد وحاجة ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال :
نعم أما سمعت قول الشاعر : تربت يداك ثم قل نوالها * وترفعت عنك السماء
سحابها
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم {مسكينا ذا متربة}
قال : الذي مأواه المزابل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه {ذا متربة} قال : كنا نحدث أن المترب ذو العيال الذي لا شيء له.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك رضي الله عنه : ما عمل الناس بعد الفريضة أحب إلى الله من إطعام مسكين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن هشام بن حسان رضي الله عنه في قوله : {وتواصوا بالصبر} قال : على ما افترض الله.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {وتواصوا بالمرحمة} يعني بذلك رحمة الناس كلهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله : {مؤصدة} قال : مغلقة الأبواب.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي هريرة {مؤصدة} قال : مطبقة.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير من طرق عن ابن
عباس مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد وعكرمة وعطية والضحاك وسعيد بن جبير والحسن وقتادة مثله.
وأخرج
الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله {مؤصدة} قال
: مطبقة ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت قول الشاعر : تحن
إلى أجبال مكة ناقتي * ومن دوننا أبواب صنعا مؤصدة.
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن مجاهد {مؤصدة} قال : هي بلغة قريش أوصد الباب أغلقه
بسم الله الرحمن الرحيم
91
- سورة الشمس.
مكية وآياتها خمس عشرة.
مقدمة السورة.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة {والشمس وضحاها} بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وأخرج
أحمد والترمذي وحسنه والنسائي عن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يقرأ في صلاة العشاء بالشمس وضحاها وأشباهها من السور.
وأخرج
الطبراني عن ابن عباس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أمره أن يقرأ في
صلاة الصبح ب (والليل إذا يغشى) (سورة الليل الآية 1) و{الشمس وضحاها}.
وأخرج
البيهقي في شعب الإيمان عن عقبة بن عامر قال : أمرنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم أن نصلي ركعتي الضحى بسورتيهما ب {والشمس وضحاها} والضحى.
وأخرج
الطبراني عن النعمان بن بشير قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ
في العيدين (سبح اسم ربك الأعلى) (سورة الأعلى الآية 1) !
{والشمس وضحاها}.
الآية 1 - 15
أخرج
الحاكم وصححه من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله : {والشمس وضحاها} قال :
ضوءها {والقمر إذا تلاها} قال : تبعها {والنهار إذا جلاها} قال : أضاءها
{والسماء وما بناها} قال : الله بنى السماء {وما طحاها} قال : دحاها
{فألهمها فجورها وتقواها} قال : عرفها شقاءها وسعادتها {وقد خاب من دساها}
قال : أغواها.
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس {والقمر إذا
تلاها} قال : يتلو النهار {والأرض وما طحاها} يقول : ما خلق الله فيها
{فألهمها فجورها وتقواها} قال : علمها الطاعة والمعصية.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس {والقمر إذا تلاها} قال : تبعها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن ذي حمامة قال : إذا جاء الليل قال الرب غشي عبادي في خلقي العظيم ولليل مهابة والذي خلقه أحق أن
يهاب.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {والأرض وما طحاها}
قال : قسمها {فألهمها فجورها وتقواها} قال : بين الخير والشر.
وأخرج الحاكم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس {فألهمها} قال : علمها {فجورها وتقواها}.
وأخرج
أحمد ومسلم ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن عمران بن
حصين : أن رجلا قال يا رسول الله : أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه
شيء قد قضي عليهم ومضى عليهم في قدر قد سبق أو فيما يستقبلون ما أتاهم به
نبيهم واتخذت عليهم به الحجة قال : بل شيء قضي عليهم ، قال : فلم يعملون
إذا قال : من كان الله خلقه لواحدة من المنزلتين هيأه لعملها وتصديق ذلك
في كتاب الله {ونفس
وما سواها فألهمها فجورها وتقواها}.
وأخرج
الطبراني ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا تلا هذه الآية {ونفس وما سواها فألهمها فجورها
وتقواها} وقف ثم قال : اللهم آت نفسي تقواها أنت وليها ومولاها وخير من
زكاها.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن أبي هريرة سمعت النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم يقرأ {فألهمها فجورها وتقواها} قال : اللهم آت نفسي
تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ، قال وهو في الصلاة.
وأخرج
ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والنسائي عن زيد بن أرقم قال : كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم آت نفسي تقواها أنت خير من زكاها أنت
وليها ومولاها.
وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس : أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم صلى بهم الهاجرة فرفع صوته فقرأ {والشمس وضحاها} {والليل
إذا يغشى} سورة الليل آية 1 فقال له أبي بن كعب : يا رسول الله أمرت في
هذه الصلاة بشيء قال : لا ولكني أردت أن أوقت لكم.
وأخرج الفريابي ،
وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد
{والشمس وضحاها} قال : ضوؤها {والقمر إذا تلاها} قال : تبعها {والنهار إذا
جلاها} قال : أضاء {والليل إذا يغشاها} قال :
يغشاها الليل {والسماء
وما بناها} قال : الله بني السماء والأرض {وما طحاها} قال : دحاها
{فألهمها فجورها وتقواها} قال : عرفها شقاءها {قد أفلح من زكاها} قال :
أصلحها {وقد خاب من دساها} قال : أغواها {كذبت ثمود بطغواها} قال :
بمعصيتها {ولا يخاف عقباها} قال : الله لا يخاف عقباها.
وأخرج الفريابي
، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {والشمس
وضحاها} قال : إشراقها {والقمر إذا تلاها} قال : يتلوها {والنهار إذا
جلاها} قال : حين ينجلي {ونفس وما سواها} قال : سوى خلقها ولم ينقص منه
شيئا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم عن قتادة {والشمس وضحاها} قال : هذا النهار {والقمر إذا تلاها} قال :
يتلو صبيحة الهلال إذا سقطت رؤي عند سقوطها {والنهار إذا جلاها} قال : إذا
غشيها النهار
{والليل إذا يغشاها} قال إذا غشيها الليل {والسماء وما
بناها} قال وما خلقها {والأرض وما طحاها} قال : بسطها {فألهمها فجورها
وتقواها} قال : بين لها الفجور من التقوى {قد أفلح} قال : وقع القسم ههنا
{من زكاها} قال : من عمل خيرا فزكاها بطاعة الله !
{وقد خاب من
دساها} قال : من إثمها وفجرها {كذبت ثمود بطغواها} قال : بالطغيان {إذ
انبعث أشقاها} قال : أحيمر ثمود ، {فقال لهم رسول الله} صلى الله عليه
وسلم {ناقة الله وسقياها} قال : يقول الله : خلوا بينها وبين قسم الله
الذي قسم لها من هذا الماء {فدمدم عليهم ربهم بذنبهم} قال : ذكر لنا أنه
أبى أن يعقرها حتى تابعه صغيرهم وكبيرهم وذكرهم وأنثاهم فلما اشترك القوم
في عقرها {فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها} يقول : لا
يخاف تبعتها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي العالية {والقمر إذا تلاها} قال : إذا تبعها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة {والقمر إذا تلاها} قال : إذا تبع الشمس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي صالح {والأرض وما طحاها} قال : بسطها.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك مثله.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {ونفس وما سواها} قال : سوى خلقها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {فألهمها} قال : ألزمها {فجورها وتقواها}.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن الضحاك {فألهمها فجورها وتقواها} قال : الطاعة والمعصية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم {فألهمها فجورها وتقواها} قال : الفاجرة ألهمها الفجور والتقية ألهمها التقوى.
وأخرج ابن مردويه في قوله : {فألهمها فجورها وتقواها} يقول : بين للعباد الرشد من الغي وألهم كل نفس ما خلقها له وكتب عليها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الكلبي {قد أفلح من زكاها} الآية قال :
أفلح من زكاه الله وخاب من دساه الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن في الآية : قد أفلح من زكى نفسه وأصلحها وخاب من أهلكها وأضلها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الربيع في الآية يقول : أفلح من زكى نفسه بالعمل
الصالح وخاب من دس نفسه بالعمل السيء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة من {دساها} قال : من خسرها.
وأخرج
حسين في الاستقامة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله : {قد أفلح من زكاها} يقول : قد أفلح من زكى الله نفسه {وقد
خاب من دساها} يقول : قد خاب من دس الله نفسه فأضله {ولا يخاف عقباها} قال
: لا يخاف من أحد تابعه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {وقد خاب من دساها} يعني : مكر بها.
وأخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن مردويه والديلمي من طريق جويبر عن الضحاك
عن ابن عباس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : {قد أفلح من
زكاها} الآية : أفلحت نفس زكاها الله وخابت نفس خيبها الله
من كل خير.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {كذبت ثمود بطغواها} قال : اسم العذاب الذي جاءها الطغوى فقال : كذبت ثمود بعذابها.
وأخرج
سعيد بن منصور وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي
، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن عبد الله بن زمعة قال :
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الناقة وذكر الذي عقرها فقال : {إذ
انبعث أشقاها} قال : انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل أبي زمعة.
وأخرج
ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبغوي وأبو نعيم في الدلائل عن عمار بن
ياسر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أحدثك بأشقى الناس قال
: بلى ، قال :
رجلان : أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك على هذا يعني ترقوته حتى تبتل منه هذه يعني لحيته.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه وأبو نعيم مثله من حديث صهيب وجابر بن سمرة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الحسن
{ولا يخاف عقباها} قال : ذاك ربنا لا يخاف منهم تبعة بما صنع بهم.
وأخرج ابن جريروابن أبي حاتم عن السدي {ولا يخاف عقباها} قال : لم يخف الذي عقرها عاقبة ما صنع.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك {ولا يخاف عقباها} قال : لم يخف الذي عقرها عقباها.
92
- سورة الليل.
مكية وآياتها إحدى وعشرون * بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 1 - 21.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة {والليل إذا يغشى} بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وأخرج
البيهقي في "سُنَنِه" ، عَن جَابر بن سمرة قال : كان النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر ب {والليل إذا يغشى} ونحوها.
وأخرج ابن
أبي حاتم بسند ضعيف عن ابن عباس : أن رجلا كانت له نخلة فرعها في دار رجل
فقير ذي عيال فكان الرجل إذا جاء فدخل الدار فصعد إلى النخلة ليأخذ منها
الثمرة فربما تقع ثمرة فيأخذها صبيان الفقير فينزل من نخلته
فيأخذ الثمرة من أيديهم وإن وجدها في فم أحدهم أدخل أصبعه حتى يخرج
الثمرة من فيه فشكا ذلك الرجل إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : اذهب ولقي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم صاحب النخلة ، فقال له : أعطني نخلتك المائلة التي فرعها في دار فلان ولك بها نخلة في الجنة ، فقال له الرجل : لقد أعطيت وإن لي لنخلا كثيرا وما فيه نخل أعجب إلي ثمرة منها ، ثم ذهب الرجل ولقي رجلا كان يسمع الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحب النخلة فأتى رسول الله : فقال أعطني ما أعطيت الرجل إن أنا أخذتها ، قال : نعم فذهب الرجل فلقي صاحب النخلة ولكليهما نخل فقال له صاحب النخلة : أشعرت أن محمدا أعطاني بنخلتي المائلة إلى دار فلان نخلة في الجنة فقلت : لقد أعطيت ولكن يعجبني ثمرها ولي نخل كثير ما فيه نخلة أعجب إلي ثمرة منها فقال له الآخر : أتريد بيعها فقال : لا إلا أن أعطى بها ما أريد ولا أظن أعطى ، قال : فكم تؤمل فيها قال : أربعين نخلة فقال له الرجل : لقد جئت بأمر عظيم تطلب بنخلتك المائلة أربعين نخلة ، ثم سكت عنه فقال : أنا أعطيك أربعين نخلة فقال له : أشهد إن كنت
صادقا ، فأشهد له بأربعين نخلة
بنخلته المائلة فمكث ساعة ثم قال : ليس بيني وبينك بيع لم نفترق ، فقال له
الرجل : ولست بأحق حين أعطيتك أربعين نخلة بنخلتك المائلة ، فقال له :
أعطيك على أن تعطيني كما أريد تعطينها على ساق ، فسكت عنه ثم قال : هي لك
على ساق ، قال : ثم ذهب إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال له : يا
رسول الله إن النخلة قد صارت لي فهي لك ، فذهب رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى صاحب الدار فقال : النخلة لك ولعيالك ، فأنزل الله {والليل إذا
يغشى} إلى آخر السورة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : إني لأقول هذه السورة نزلت في السماحة والبخل {والليل إذا يغشى}.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {والليل إذا يغشى} قال : إذا أظلم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير !
{والليل إذا يغشى} قال : إذا أقبل فغطى كل شيء.
وأخرج
سعيد بن منصور وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي
، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن علقمة أنه قدم الشام
فجلس إلى أبي الدرداء فقال له أبو الدرداء ممن أنت قال : من أهل الكوفة ،
قال : كيف سمعت
عبد الله يقرأ {والليل إذا يغشى} قال : علقمة : والذكر
والأنثى فقال أبو الدرداء : أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقرأ هكذا ، وهؤلاء يريدوني على أني أقرؤها : خلق الذكر والأنثى والله لا
أتابعهم.
وأخرج البخاري في تاريخ بغداد من طريق الضحاك عن ابن عباس أنه
كان يقرأ القرآن على قراءة زيد بن ثابت إلا ثمانية عشر حرفا أخذها من
قراءة عبد الله بن مسعود وقال ابن عباس ما يسرني أني تركت هذه الحروف ولو
ملئت لي الدنيا ذهبة حمراء منها حرف في البقرة : من
بقلها وقثائها وثومها ، بالثاء وفي الأعراف : فلنسألن الذين أرسل إليهم قبلك من رسلنا ولنسألن المرسلين وفي براءة يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ، وفي إبراهيم : وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال وفي الأنبياء : وكنا لحكمهم شاهدين وفيها : وهم من كل جدث ينسلون وفي الحج يأتون من كل فج سحيق وفي الشعراء : فعلتها إذا وأنا من الجاهلين وفي النمل : اعبد رب هذه البلدة التي حرمها وفي الصافات : فلما سلما وتله للجبين وفي
الفتح :
وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بالتاء وفي النجم : ولقد جاء من ربكم الهدى وفيها
: إن تتبعون إلا الظن وفي الحديد : لكي يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على
شيء وفي ن : لولا أن تداركته نعمة من ربه على التأنيث وفي إذا الشمس كورت
: وإذا الموءودة سألت بأي ذنب قتلت وفيها : وما هو على الغيب بضنين وفي
الليل : والذكر والأنثى قال : هو قسم فلا تقطعوه.
وأخرج ابن جرير عن أبي إسحاق قال في قراءة عبد الله : والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن الحسن أنه كان يقرؤها {وما خلق الذكر والأنثى} يقول : والذي خلق الذكر والأنثى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : {إن سعيكم} قال : السعي العمل.
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : وقع القسم ههنا {إن سعيكم لشتى} يقول : مختلف.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وَابن عساكر عن ابن مسعود أن أبا بكر
الصديق
اشترى بلالا من أمية بن خلف وأبي بن خلف ببردة وعشر أواق فأعتقه لله فأنزل
الله {والليل إذا يغشى} {إن سعيكم لشتى} سعي أبي بكر وأمية وأبي إلى قوله
: {وكذب بالحسنى} قال : لا إله إلا الله إلى قوله : {فسنيسره للعسرى} قال
: النار.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ،
وَابن أبي حاتم ، وَابن جَرِير والبيهقي في شعب الإيمان من طريق عكرمة عن
ابن عباس في قوله : {فأما من أعطى} من الفضل {واتقى} قال : اتقى ربه {وصدق
بالحسنى} قال : صدق بالخلف من الله {فسنيسره لليسرى} قال : الخير من الله
{وأما من بخل واستغنى} قال : بخل بماله واستغنى عن ربه {وكذب
بالحسنى} قال : بالخلف من الله {فسنيسره للعسرى} قال : للشر من الله.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {فأما من أعطى} قال : أعطى حق
الله عليه {واتقى} محارم الله {وصدق بالحسنى} قال : بموعود الله على نفسه
{وأما من بخل} قال : بحق الله عليه {واستغنى} في نفسه عن ربه {وكذب
بالحسنى} قال : بموعود الله الذي وعد.
وأخرج ابن جرير من طرق عن ابن عباس {وصدق بالحسنى} قال : أيقن بالخلف.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {وصدق بالحسنى} يقول صدق بلا إله إلا الله {وأما من بخل واستغنى} يقول : من أغناه الله فبخل بالزكاة.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم عن أبي عبد الرحمن السلمي {وصدق بالحسنى} قال : بلا إله إلا الله.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {وصدق بالحسنى} قال : بالجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم {فسنيسره لليسرى} قال : الجنة.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن عساكر عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال : كان أبو بكر
يعتق على الإسلام بمكة فكان يعتق عجائز ونساء إذا أسلمن فقال له أبوه أي
بني أراك تعتق أناسا ضعفاء فلو أنك تعتق رجالا جلدا يقومون معك ويمنعونك
ويدفعون عنك ، قال : أي أبت إنما أريد ما عند الله ، قال : فحدثني بعض أهل
بيتي أن هذه الآية نزلت فيه {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى}.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن مردويه ، وَابن عساكر في طريق الكلبي عن أبي صالح
عن ابن عباس في قوله : {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى}
قال : أبو بكر الصديق {وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى} قال : أبو سفيان
بن حرب.
وأخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن ماجة ، وَابن مردويه ، وَابن جَرِير عن علي بن أبي
طالب
قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فقال : ما منكم من
أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار فقالوا يا رسول الله أفلا
نتكل قال : اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما من كان من أهل السعادة فييسر
لعمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاء ثم قرأ
{فأما من أعطى واتقى} إلى قوله : {للعسرى >.
وَأخرَج أحمد ومسلم ،
وَابن حبان والطبراني ، وَابن مردويه ، عَن جَابر بن عبدالله أن سراقة بن
مالك قال : يارسول الله في أي شيء نعمل ؟ أفي شيء ثبتت فيه المقادير وجرت
به الأقلام أم في شيء نستقبل فيه سراقة ففيم العمل إذن يارسول الله ؟قال :
اعملوا فكل عامل ميسر لما خلق له " .وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذه الآية : (فأما من أعطى واتقى ، وصدق بالحسنى)".إلى قوله : (فسنيسره
للعسرى)". !.
وأخرج ابن قانع ، وَابن شاهين وعبدان كلهم في
الصحابة عن بشير بن كعب الأسلمي أن سائلا سأل رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فيم العمل ؟ قال : فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير فاعملوا
فكل ميسر لما خلق له " ثم قرأ : (فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى ،
فسنيسره لليسرى) "..
وَأخرَج ابن جرير عن أبي عبد الرحمن السلمي قال :
لما نزلت هذه الآية (إنا كل شيء خلقناه بقدر) (سورة القمر الآية 49) قال
رجل : يا رسول الله ففيم العمل أفي شيء نستأنفه أم في شيء قد فرغ منه فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : اعملوا فكل ميسر نيسره لليسرى ونيسره
للعسرى.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن
قوله : {إذا تردى} قال : إذا تردى ودخل في النار نزلت في أبي جهل ، قال :
وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت قول عدي بن زيد : خطفته منية فتردى
* وهو في الملك يأمل التعميرا.
وَأخرَج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة {إذا تردى} قال : في
النار.
وأخرج ابن أبي شيبة {وما يغني عنه ماله إذا تردى} قال : في النار.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله : {إذا تردى} قال : إذا مات وفي قوله : {نارا تلظى}
قال : توهج.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ،
وَابن جَرِير عن قتادة في قوله : {إن علينا للهدى} يقول : على الله البيان
بيان حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته.
وأخرج سعيد بن منصور والفراء والبيهقي في "سُنَنِه" بسند صحيح عن عبيد بن عمير أنه قرأ : فأنذرتكم نارا تتلظى بالتاءين.
وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة قال : لتدخلن الجنة إلا من يأبى ، قالوا ومن يأبى أن يدخل الجنة فقرأ {الذي كذب وتولى}.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وَابن أبي حاتم ، وَابن المنذر والطبراني ، وَابن مردويه
عن أبي أمامة قال : لا يبقى أحد من هذه الأمة إلا أدخله الله الجنة إلا من
شرد على الله كما يشرد البعير السوء على أهله فمن لم يصدقني فإن الله
تعالى يقول : لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب بما جاء به محمد صلى الله
عليه وسلم وتولى عنه.
وأخرج أحمد والحاكم عن أبي أمامة الباهلي أنه سئل
عن ألين كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شرد
البعير على أهله.
وأخرج أحمد والبخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : كل أمتي تدخل الجنة يوم القيامة إلا من أبى ،
قالوا : ومن يأبى يا رسول الله قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد
أبى.
وأخرج أحمد ، وَابن مردويه عن أبي أمامة قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل النار إلا شقي ، قيل : ومن الشقي قال :
الذي لا يعمل لله بطاعة ولا يترك لله معصية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن
عروة أن أبا بكر الصديق أعتق سبعة كلهم يعذب في الله بلال وعامر بن فهيرة
والنهدية وابنتها وزنيرة وأم عيسى وأمة بني المؤمل وفيه نزلت {وسيجنبها
الأتقى} إلى آخر السورة.
وأخرج أحمد ومسلم ، وَابن حبان والطبراني ،
وَابن مردويه ، عَن جَابر بن عبد الله : أن سراقة بن مالك قال : يا رسول
الله أفي أي شيء نعمل أفي شيء
ثبتت فيه المقادير وجرت فيه الأقلام أم
في شيء نستقبل فيه العمل قال : بل في شيء ثبتت فيه المقادير وجرت فيه
الأقلام ، قال سراقة : ففيم العمل إذن يا رسول الله قال : اعملوا فكل ميسر
لما خلق له وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {فأما من أعطى
واتقى} إلى قوله : {فسنيسره للعسرى}.
وأخرج ابن قانع ، وَابن شاهين
وعبدان كلهم في الصحابة عن بشير بن كعب الأسلمي أن سائلا سأل رسول الله
صلى الله عليه وسلم فيم العمل قال : فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير
فاعملوا فكل ميسر لما خلق له ثم قرأ {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى
فسنيسره لليسرى}.
وأخرج الحاكم وصححه عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن
أبيه قال : قال أبو قحافة لأبي بكر : أراك تعتق رقابا ضعافا فلو أنك إذ
فعلت ما فعلت أعتقت رجالا جلدا يمنعونك ويقومون دونك فقال : يا أبت إنما
أريد وجه الله فنزلت هذه الآية فيه : {فأما من أعطى واتقى} إلى قوله :
{وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى}.
وأخرج
البزار ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والطبراني ، وَابن عدي ، وَابن
مردويه ، وَابن عساكر من وجه آخر عن عامر بن الزبير عن أبيه قال : نزلت
هذه الآية {وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه
الأعلى ولسوف يرضى} في أبي بكر الصديق.
وأخرج
ابن جرير عن سعيد قال : نزلت {وما لأحد عنده من نعمة تجزى} في أبي بكر
أعتق ناسا لم يلتمس منهم جزاء ولا شكورا ستة أو سبعة منهم بلال وعامر بن
فهيرة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {وسيجنبها الأتقى} قال : هو أبو بكر الصديق.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {وما
لأحد عنده من نعمة تجزى} يقول : ليس به مثابة الناس ولا مجازاتهم إنما
عطيته لله
بسم الله الرحمن الرحيم
93
- سورة الضحى.
مكية وآياتها إحدى عشرة.
مقدمة السورة.
الآية 1 - 11.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة الضحى بمكة.
وأخرج
الحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان من طريق أبي الحسن
البزي المقري قال : سمعت عكرمة بن سليمان يقول : قرأت على إسماعيل بن
قسطنطين فلما بلغت {والضحى} قال : كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم فإني
قرأت على عبد الله بن كثير فلما بلغت {والضحى} قال : كبر حتى تختم وأخبره
عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك وأخبره مجاهد أن ابن عباس
رضي الله عنهما أمره بذلك وأخبره ابن عباس أن أبي بن كعب أمره بذلك وأخبره
أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أخبره بذلك.
وأخرج أحمد ، وعَبد بن
حُمَيد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، وَابن جَرِير والطبراني
والبيهقي وأبو نعيم معا في الدلائل عن جندب البجلي قال : اشتكى النبي
صلى الله عليه وسلم
فلم
يقم ليلتين أو ثلاثا فأتته امرأة فقالت : يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد
بركك لم تره قربك ليلتين أو ثلاثا فأنزل الله {والضحى والليل إذا سجى ما
ودعك ربك وما قلى}.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ،
وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والطبراني ، وَابن مردويه عن جندب رضي الله
عنه قال : أبطأ جبريل على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال المشركون :
قد ودع محمد فأنزل الله {ما ودعك ربك وما قلى}.
وأخرج الطبراني عن جندب
رضي الله عنه قال : احتبس جبريل عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقالت
بعض بنات عمه : ما أرى صاحبك إلا قد قلاك ، فنزلت : {والضحى} إلى {وما
قلى}.
وأخرج الترمذي وصححه ، وَابن أبي حاتم واللفظ له عن جندب قال :
رمي رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجر في أصبعه فقال : هل أنت إلا أصبع
دميت وفي سبيل الله ما لقيت فمكث ليلتين أو ثلاثا لايقوم فقالت له امرأة :
ما أرى
شيطانك إلا قد تركك فنزلت {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى}.
وأخرج
الحاكم عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : لما نزلت (تبت يدا أبي لهب وتب
ما أغنى) (سورة المسد الآية 1) إلى (وامرأته حمالة الحطب) (سورة المسد
الآية 4) فقيل لامرأة أبي لهب : إن محمدا قد هجاك ، فأتت رسول الله صلى
الله عليه وسلم وهو جالس في الملاء فقالت : يا محمد علام تهوجون قال : إني
والله ما هجوتك ما هجاك إلا الله ، فقالت : هل رأيتني أحمل حطبا أو رأيت
في جيدي حبلا من مسد ثم انطلقت ، فمكثت رسول الله صلى الله عليه وسلم
أياما لا ينزل عليه فأتته فقالت : ما أرى صاحبك إلا قد ودعك وقلاك فأنزل
الله {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى}.
وأخرج ابن جرير عن
عبد الله بن شداد رضي الله عنه أن خديجة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم :
ما أرى ربك إلا قد قلاك فأنزل الله {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك
وما قلى}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن عروة رضي الله عنه قال :
أبطأ جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم فجزع جزعا شديدا فقالت خديجة :
أرى ربك قد قلاك مما يرى من جزعك فنزلت {والضحى} إلى آخرها.
وأخرج
الحاكم ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق عروة عن خديجة قالت :
لما أبطأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي جزع من ذلك فقلت له مما
رأيت من جزعه : لقد قلاك ربك مما يرى من جزعك فأنزل الله {ما ودعك ربك وما
قلى}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس رضي
الله عنهما قال : لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن أبطأ
عنه جبريل أياما فعير بذلك فقال المشركون : ودعه ربه وقلاه فأنزل الله
{والضحى والليل إذا سجى} يعني أقبل {ما ودعك ربك وما قلى}.
وأخرج ابن جرير نحوه من مرسل قتادة والضحاك.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي
الله عنه في قوله : {والضحى} قال : ساعة من ساعات النهار {والليل إذا سجى}
قال : سكن بالناس.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {والليل إذا سجى}
قال : إذا استوى.
وأخرج عبد الرزاق عن الحسن رضي الله عنه {إذا سجى} قال : إذا لبس الناس.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {إذا سجى} قال : إذا أقبل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه {والليل إذا سجى} قال : إذا أقبل فغطى كل شيء.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن المنذر مردويه عن ابن عباس رضي الله
عنهما {إذا سجى} قال : إذا ذهب {ما ودعك ربك} قال : ما تركك {وما قلى} قال
: ما أبغضك.
وأخرج ابن أبي شيبة في مسنده والطبراني ، وَابن مردويه عن
أم حفص عن أمها وكانت خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم إن جروا دخل بيت
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فدخل تحت
السرير فمات فمكث النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم أربعة أيام لا ينزل عليه الوحي فقال : يا خولة ما حدث في
بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل لا يأتيني ، فقلت يا نبي الله ما
أتى علينا يوم خير منا اليوم فأخذ برده فلبسه وخرج فقلت في نفسي : لو هيأت
البيت وكنسته فأهويت بالمكنسة تحت السرير فإذا بشيء ثقيل فلم أزل حتى بدا
لي الجرو ميتا فأخذته بيدي فألقيته خلف الدار فجاء النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم ترعد لحيته وكان إذا نزل عليه أخذته الرعدة فقال : يا خولة
دثريني فأنزل الله عليه {والضحى والليل إذا سجى} إلى قوله : {فترضى}.
وأخرج
الطبراني في الأوسط والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عرض علي ما هو مفتوح لأمتي بعدي فسرني
فأنزل الله {وللآخرة خير لك من الأولى}.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وعَبد بن
حُمَيد ، وَابن جَرِير والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي ، وَابن مردويه
وأبو نعيم كلاهما في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : عرض على
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوح على أمته من بعده كفرا كفرا فسر
بذلك فأنزل الله {ولسوف يعطيك ربك فترضى} فأعطاه في الجنة ألف قصر من لؤلؤ
ترابه المسك في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم.
وأخرج ابن جرير
من طريق السدي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {ولسوف يعطيك ربك
فترضى} قال : من رضا محمد أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار.
وأخرج
البيهقي في شعب الإيمان من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله : {ولسوف يعطيك ربك فترضى} قال : رضاه أن تدخل أمته الجنة كلهم.
وأخرج
الخطيب في تلخيص المتشابه من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} قال : لا يرضى محمد واحد من أمته في النار.
وأخرج
مسلم عن ابن عمرو رضي الله عنه أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تلا قول
الله في إبراهيم (فمن تبعني فإنه مني) (سورة إبراهيم الآية 36) وقول عيسى
(إن تعذبهم فإنهم عبادك) (سورة النساء الآية 118) الآية ، فرفع
يديه وقال : اللهم أمتي أمتي وبكى فقال الله : يا جبريل اذهب إلى محمد فقل له : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك.
وأخرج
ابن المنذر ، وَابن مردويه وأبو نعيم في الحلية من طريق حرب بن شريح رضي
الله عنه قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين : أرأيت هذه الشفاعة
التي يتحدث بها أهل العراق أحق هي قال : إي والله حدثني عمي محمد بن
الحنفيه عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أشفع لأمتي حتى
يناديني ربي أرضيت يا محمد فأقول : نعم يا رب رضيت ، ثم أقبل علي فقال :
إنكم تقولون يا معشر أهل العراق إن أرجي آية في كتاب الله
(يا عبادي
الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب
جميعا) (سورة الزمر الآية 53) قلت : إنا لنقول ذلك ، قال فكلنا أهل البيت
نقول : إن أرجي آية في كتاب الله {ولسوف يعطيك ربك فترضى} وهي الشفاعة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه أنه سئل عن قوله : {ولسوف يعطيك ربك فترضى} قال : هي الشفاعة.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا {ولسوف يعطيك ربك فترضى}.
وأخرج
العسكري في المواعظ ، وَابن مردويه ، وَابن لال ، وَابن النجار ، عَن
جَابر بن عبد الله قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة وهي
تطحن بالرحى وعليها كساء من حملة الإبل فلما نظر إليها قال : يا فاطمة
تعجلي فتجرعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا فأنزل الله {ولسوف يعطيك ربك
فترضى}.
وأخرج ابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه قال : لما نزلت
{وللآخرة خير لك من الأولى} قال العباس بن عبد المطلب : لا يدع الله نبيه
فيكم إلا قليلا لما
هو خير له.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن
جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله : {ولسوف يعطيك
ربك فترضى} قال : ذلك يوم القيامة هي الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم
والبيهقي في الدلائل ، وَابن عساكر من طريق موسى بن علي بن رباح عن أبيه
رضي الله عنه قال : كنت عند مسلمة بن مخلد وعنده عبد الله بن عمرو بن
العاص فتمثل مسلمة ببيت من شعر أبي طالب فقال : لو أن أبا طالب رأى ما نحن
فيه اليوم من نعمة الله وكرامته لعلم أن ابن أخيه سيد قد جاء بخير كثير
فقال عبد الله : ويومئذ قد كان سيدا كريما قد جاء بخير كثير فقال مسلمة :
ألم يقل الله {ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى}
فقال عبد الله : أما اليتيم فقد كان يتيما من أبويه وأما العيلة فكل ما
كان بأيدي العرب إلى القلة.
وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن شهاب رضي
الله عنه قال : بعث عبد المطلب ابنه عبد الله يمتار له تمرا من يثرب فتوفي
عبد الله وولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان في حجر جده عبد
المطلب.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وأبو نعيم
والبيهقي كلاهما في الدلائل ، وَابن مردويه ، وَابن عساكر رضي الله عنه عن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : سألت ربي مسألة ووددت أني لم أكن
سألته فقلت : قد كانت قبلي الأنبياء منهم من سخرت له الريح ومنهم من كان
يحيي الموتى فقال تعالى : يا محمد ألم أجدك يتيما فآويتك ألم أجدك ضالا
فهديتك ألم أجدك عائلا فأغنيتك ألم أشرح لك صدرك ألم أضع عنك وزرك ألم
أرفع لك ذكرك قلت : بلى يا رب.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سألت ربي شيئا وددت أني
لم أكن سألته قلت : يا رب كل الأنبياء فذكر سليمان بالريح وذكر موسى فأنزل
الله {ألم يجدك يتيما فآوى}.
وأخرج ابن مردويه والديلمي عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال : لما نزلت {والضحى} على رسو ل الله صلى الله عليه
وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يمن علي ربي وأهل أن يمن ربي
والله أعلم.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {ووجدك ضالا فهدى}
قال : وجدك بين ضالين فاستنقذك من ضلالتهم.
أخرج ابن جرير عن سفيان {ووجدك عائلا} قال : فقير وذكر أنها في مصحف ابن مسعود ووجدك عديما فآوى.
وأخرج ابن الأنباري في المصاحب عن الأعمش قال : قراءة ابن مسعود ووجدك عديما فأغنى.
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {فأما اليتيم فلا تقهر} قال : لا تحقره وذكر أن في مصحف عبد الله فلا تكهر.
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن مجاهد {فلا تقهر} قال : فلا تظلم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {فأما اليتيم فلا تقهر} يقول : لا تظلمه.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {فأما اليتيم فلا تقهر}
قال : كن لليتيم كأب رحيم {وأما السائل فلا تنهر} قال : رد السائل برحمة ولين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان {وأما السائل فلا تنهر} قال : من جاء يسألك عن أمر دينه فلا تنهره والله أعلم.
أخرج سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد {وأما بنعمة ربك فحدث} قال : بالنبوة التي أعطاك ربك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن ابي حاتم عن مجاهد {وأما بنعمة ربك فحدث} قال : بالقرآن.
وأخرج
ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن مقسم قال : لقيت الحسن بن علي بن أبي طالب
فصافحته فقال : التقابل مصافحة المؤمن ، قلت أخبرني عن قوله : {وأما بنعمة
ربك فحدث} قال : الرجل المؤمن يعمل عملا صالحا فيخبر به أهل بيته ، قلت أي
الأجلين قضى موسى الأول أوة الآخر
قال : الآخر.
وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن الحسن بن علي في قوله : {وأما بنعمة ربك فحدث} قال : إذا أصبت خيرا فحدث إخوانك.
وأخرج ابن جرير عن أبي نضرة قال : كان المسلمون يرون أن من شكر النعمة أن يحدث بها.
وأخرج
عبد الله بن أحمد في زوائد المسند والبيهقي في شعب الإيمان بسند ضعيف عن
أنس بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر : من لم
يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله والتحدث بنعمة
الله شكر وتركها كفر والجماعة رحمة.
وأخرج ابن داود ، عَن جَابر بن عبد الله عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال :
من أبلى بلاء فذكره فقد شكره وإن كتمه فقد كفره "..
وَأخرَج
البخاري في الأدب" وأبو داود والترمذي وحسنه وأبو يعلى ، وَابن حبان
والبيهقي والضياء ، عَن جَابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : من أعطى عطاء فوجد فليجز به فإن لم يجد فليثن به ومن أثنى به
فقد شكره ومن كتمه فقد كفره،ومن تحلى بما لم يعط فإنه كلابس ثوبي زور "..
وأخرج
أحمد وأبو داود ، عَن جَابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : من أعطى عطاء فوجده فليخبر به فإن لم يجد فليثن به فمن أثنى
به فقد شكره ومن كتمه فقد كفره.
وأخرج أحمد والطبراني في الأوسط
والبيهقي عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أولى
معروفا فليكافئ به فإن لم يستطع فليذكره فإن من ذكره فقد شكره.
وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أولى معروفا
فليكافئ به فإن لم يستطع فليذكره فإن من ذكره فقد شكره.
وأخرج سعيد بن منصور عن عمر بن عبد العزيز قال : إن ذكر النعمة شكر.
وأخرج البيهقي عن الحسن قال : أكثر واذكر هذه النعمة فإن ذكرها شكر.
وأخرج البيهقي عن الجريري قال : كان يقال : إن تعداد النعم من الشكر.
وأخرج البيهقي عن يحيى بن سعيد قال : كان يقال : تعداد النعم من الشكر.
وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن قتادة قال : من شكر النعمة إفشاؤها.
وأخرج البيهقي عن فضيل بن عياض قال : كان يقال : من شكر النعمة أن يحدث بها.
وأخرج
البيهقي عن ابن أبي الحواري قال : جلس فضيل بن عياض وسفيان بن عيينة ليلة
إلى الصباح يتذاكران النعم أنعم الله علينا في كذا أنعم
الله علينا في كذا.
وأخرج
الطبراني عنأبي الأسود الدؤلي وزاذان الكندي قالا : قلنا لعلي : حدثنا عن
أصحابك ، فذكر مناقبهم ، قلنا : فحدثنا عن نفسك ، قال : مهلا نهى الله عن
التزكية ، فقال له رجل : فإن الله يقول {وأما بنعمة ربك فحدث} قال : فإني
أحدث بنعمة ربي كنت والله إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتدئت
بسم الله الرحمن الرحيم
94
- سورة الشرح.
مكية وأياتها ثمان.
مقدمة السورة.
أَخْرَج
ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي عن أبن عباس رضي الله عنهما
قال : نزلت سورة {ألم نشرح} بمكة ، زاد بعضهم : بعد (الضحى.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال : أنزلت {ألم نشرح} بمكة ، وأخرخ ابن مردويه عن عائشة قالت : نزلت سورة {ألم نشرح} بمكة.
الآية 1 - 8.
أَخْرَج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {ألم نشرح لك صدرك} قال : شرح الله صدره للإسلام.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن {ألم نشرح لك صدرك} قال : مليء
حلما وعلما {ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك} قال : الذي أثقل الحمل
{ورفعنا لك ذكرك} قال : إذا ذكرت ذكرت معي.
وأخرج البيهقي في الدلائل عن إبراهيم بن طهمان قال : سألت سعدا عن قوله : {ألم نشرح لك صدرك} فحدثني به عن قتادة عن أنس قال : شق
بطنه من عند
صدره إلى أسفل بطنه فاستخرج من قلبه فغسل في طست من ذهب ثم ملئ إيمانا وحكمة ثم أعيد مكانه.
وأخرج
عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي بن كعب أن أبا هريرة قال : يا
رسول الله ما أول ما رأيت من أمر النبوة فاستوى رسول الله صلى الله عليه
وسلم جالسا وقال : لقد سألت أبا هريرة إني لفي صحراء ابن عشرين سنة وأشهرا
إذا بكلام فوق رأسي وإذا رجل يقول لرجل : أهو هو فاستقبلاني بوجوه لم أرها
لخلق قط وأرواح لم أجدها في خلق قط وثياب لم أجدها على أحد قط فأقبلا إلي
يمشيان حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي لا أجد لأخذهما مسا فقال أحدهما
لصاحبه : أضجعه ، فأضجعني بلا قصر ولا هصر فقال أحدهما : افلق صدره فخوى
أحدهما إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دم ولا وجع فقال له : أخرج الغل
والحسد ، فأخرج شيئا كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها فقال له : أدخل الرأفة
والرحمة فإذا مثل الذي أخرج شبه الفضة ثم هز إبهام رجلي اليمنى ، وقال :
اغدوا سلم (اغد واسلم) فرجعت بها أغدو بها رقة على الصغير ورحمة للكبير.
وأخرج
أحمد عن عتبة بن عبد السلمي أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال : كيف كان أول شأنك يا رسول الله قال : كانت حاضنتي بنت سعد بن بكر.
أخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم عن مجاهد {ووضعنا عنك وزرك} قال : ذنبك {الذي أنقض ظهرك} قال : أثقل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن شريح بن عبيد الحضرمي {ووضعنا عنك وزرك} قال : وغفرنا لك ذنبك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : في قراءة عبد الله وحللنا عنك وقرك.
أخرج
الشافعي في الرسالة وعبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور ، وعَبد بن
حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في
الدلائل عن مجاهد في قوله : {ورفعنا لك ذكرك} قال : لا أذكر إلا ذكرت
معي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن
قتادة {ورفعنا لك ذكرك} قال : رفع الله ذكره في الدنيا والأخرة فليس خطيب
ولا
متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وَابن عساكر ، وَابن المنذر عن محمد بن كعب في الآية قال
: إذا ذكر الله ذكر معه أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك {ورفعنا لك ذكرك} قال : إذا ذكرت ذكرت معي ولا تجوز خطبة ولا نكاح إلا بذكرك معي.
وأخرج ابن عساكر عن الحسن في قوله : {ورفعنا لك ذكرك} قال : ألا ترى أن الله لا يذكر في موضع إلا ذكر معه نبيه.
وأخرج البيهقي في "سُنَنِه" عن الحسن {ورفعنا لك ذكرك} قال : إذا ذكر الله ذكر رسوله.
وأخرج أبو يعلى ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن حبان
وابن
مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : أتاني جبريل فقال : إن ربك يقول : تدري كيف رفعت ذكرك قلت
: الله أعلم ، قال : إذا ذكرت ذكرت معي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عدي بن
ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سألت ربي مسألة وددت أني
لم أكن سألته ، قلت : أي رب اتخذت إبراهيم خليلا وكلمت موسى تكليما ، قال
: يا محمد ألم أجدك يتيما فآويت وضالا فهديت وعائلا فأغنيت وشرحت لك صدرك
وحططت عنك وزرك ورفعت لك ذكرك فلا أذكر إلا ذكرت معي واتخذتك خليلا.
وأخرج
أبو نعيم في الدلائل عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما
فرغت من أمر السموات والأرض قلت يا رب : إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد
كرمته اتخذت إبراهيم خليلا وموسى كليما وسخرت لداود الجبال ولسليمان الريح
والشياطين وأحييت لعيسى الموتى فما جعلت لي قال : أوليس قد أعطيتك أفضل من
ذلك كله أن لا أذكر إلا ذكرت معي وجعلت صدور أمتك أناجيل يقرؤون القرآن
ظاهرا ولم أعطها أمة وأعطيتك
كنزا من كنوز عرشي : لا حول ولا قوة إلا بالله.
وأخرج ابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس {ورفعنا لك ذكرك}
قال : لا يذكر الله إلا ذكرت معه.
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {فإن مع العسر يسرا} قال : اتبع العسر يسرا.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله : {فإن مع العسر يسرا إن
مع العسر يسرا} قال : ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر بهذه
الآية أصحابه فقال : لن يغلب عسر يسرين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن
جريروابن مردويه عن الحسن قال : لما نزلت هذه الآية {إن مع العسر يسرا}
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابشروا أتاكم اليسر لن يغلب عسر يسرين.
وأخرج ابن مردويه ، عَن جَابر بن عبد الله قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن
ثلثمائة
أو يزيدون علينا أبو عبيدة بن الجراح ليس معنا من الحمولة إلا ما نركب
فزودنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جرابين من تمر فقال بعضنا لبعض : قد
علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أين تريدون وقد علمتم ما معكم من الزاد
فلو رجعتم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألتموه أن يزودكم فرجعنا
إليه فقال : إني قد عرفت الذي جئتم له ولو كان عندي غير الذي زودتكم
لزودتكموه ، فانصرفنا ونزلت {فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا} فأرسل
نبي الله إلى بعضنا فدعاه فقال : أبشروا فإن الله قد أوحى إلي {فإن مع
العسر يسرا إن مع العسر يسرا} وإن يغلب عسر يسيرين.
وأخرج البزار ،
وَابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والحاكم ، وَابن مردويه والبيهقي في
الشعب عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا
وحياله حجر فقال : لو جاء العسر فدخل هذا الحجر لجاء اليسر حتى يدخل عليه
فيخرجه فأنزل الله {فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا} ولفظ الطبراني :
وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا}.
وأخرج
ابن النجار من طريق حميد بن حماد عن عائذ عن أنس أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان قاعدا ببقيع الفرقد فنزل إلى حائط فقال : يا معشر من حضر
والله لو كانت العسر جاءت تدخل الحجر لجاءت اليسر حتى تخرجها فأنزل الله
{فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا}.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه بسند ضعيف عن ابن مسعود قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : لوكان العسر في حجر لدخل عليه اليسر حتى يخرجه ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن مع العسر يسرا}.
وأخرج
عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي الدنيا في الصبر
، وَابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود قال : لو كان العسر
في حجر لتبعه اليسر حتى يدخل عليه ليخرجه ولن يغلب عسر يسرين إن الله يقول
: {فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا}.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن
جَرِير والحاكم والبيهقي عن الحسن قال : خرج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
يوما فرحا مسرورا وهو يضحك ويقول : لن يغلب عسر
يسرين {فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : كانوا يقولون لا يلغب عسر واحد يسرين اثنين.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن
مردويه من طرق عن ابن عباس في قوله : {فإذا فرغت فانصب} الآية قال : إذا
فرغت من الصلاة فانصب في الدعاء واسأل الله وارغب إليه.
وأخرج ابن
مردويه عن ابن عباس في قوله : {فإذا فرغت فانصب} الآية قال : قال الله
لرسوله : إذا فرغت من صلاتك وتشهدت فانصب إلى ربك وأسأله حاجتك.
وأخرج ابن أبي الدنيا في الذكر عن ابن مسعود {فإذا فرغت فانصب} إلى الدعاء {وإلى ربك فارغب} في المسألة.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن الضحاك قال : كان ابن مسعود يقول : أيما رجل أحدث في آخر
صلاته فقد تمت صلاته وذلك قوله : {فإذا فرغت فانصب} قال : فراغك من الركوع
والسجود {وإلى ربك فارغب} قال : في المسألة
وأنت جالس.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن مسعود {فإذا فرغت فانصب} قال : إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد
{فإذا فرغت فانصب} قال : إذا جلست فاجتهد في الدعاء والمسألة.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن نصر ، وَابن أبي حاتم
عن مجاهد في قوله : {فإذا فرغت فانصب} قال : إذا فرغت من أسباب نفسك فصل
{وإلى ربك فارغب} قال : اجعل رغبتك إلى ربك.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد
بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة {فإذا فرغت فانصب} قال
: إذا فرغت من صلاتك فانصب في الدعاء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن نصر عن الضحاك {فإذا فرغت} قال : من الصلاة المكتوبة {وإلى ربك فارغب} قال : في المسألة
والدعاء.
وَأخرَج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة {فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب} قال : أمره إذا
فرغ من الصلاة أن يرغب في الدعاء إلى ربه وقال الحسن : أمره إذا فرغ من
غزوة أن يجتهد في العبادة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم {فإذا فرغت فانصب} قال : إذا فرغت من الجهاد فتعبد.
95
- سورة التين.
مكية وآياتها ثمان اخرج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : أنزلت سورة التين {والتين} بمكة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 1 - 8.
أَخْرَج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال : أنزلت سورة {والتين} بمكة.
وأخرج
مالك ، وَابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ،
وَابن ماجة عن البراء بن عازب قال : كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في
سفر فصلى العشاء فقرأ في إحدى الركعتين ب {والتين والزيتون} فما سمعت أحدا
أحسن صوتا أو قراءة منه.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ، وعَبد بن
حُمَيد في مسنده والطبراني عن عبد الله بن يزيد أن النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم قرأ في المغرب ب {والتين والزيتون}.
وأخرج الخطيب عن البراء بن عازب قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
المغرب فقرأ {والتين والزيتون}.
وأخرج
ابن قانع ، وَابن السكن والشيرازي في الألقاب عن زرعة بن خليفة قال : أتيت
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من اليمامة فعرض علينا الإسلام فأسلمنا فلما
صلينا الغداة قرأ ب {والتين والزيتون} و{إنا أنزلناه في ليلة القدر}.
أخرج
الخطيب ، وَابن عساكربسند فيه مجهول عن الزهري عن أنس قال : لما نزلت سورة
{والتين} على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح بها فرحا شديدا حتى تبين
لنا شدة فرحه فسألنا ابن عباس عن تفسيرها فقال : التين بلاد الشام
والزيتون بلاد فلسطين {وطور سينين} الذي كلم الله موسى عليه {وهذا البلد
الأمين} مكة {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} محمد صلى الله عليه وسلم
{ثم رددناه أسفل سافلين} عبدة اللات والعزى {إلا الذين آمنوا وعملوا
الصالحات فلهم أجر غير ممنون} أبو بكر وعمر وعثمان وعلي {فما يكذبك بعد
بالدين أليس الله بأحكم الحاكمين} إذا بعثك فيهم نبيا وجمعك على التقوى يا
محمد.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله : !
{والتين}
قال : مسجد نوح الذي بني بأعلى الجودي {والزيتون} قال : بيت المقدس {وطور
سينين} قال : مسجد الطور {وهذا البلد الأمين} قال : مكة {لقد خلقنا
الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين} يقول : يرد إلى أرذل العمر
كبر حتى ذهب عقله هم نفر كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تسفهت عقولهم فأنزل الله عذرهم أن لهم
أجرهم الذي عملوا قبل أن تذهب عقولهم {فما يكذبك بعد بالدين} يقول : بحكم
الله.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {والتين والزيتون} قال :
هما المسجدان مسجد الحرام ومسجد الأقصى حيث أسري بالنبي صلى الله عليه
وسلم {وطور سينين} الجبل الذي صعده موسى {وهذا البلد الأمين} مكة {لقد
خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} قال : في انتصاب لم يخلق منكبا على وجهه {ثم
رددناه أسفل سافلين} قال : أرذل العمر.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن
حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن عساكر عن قتادة في قوله :
{والتين} قال : التين الجبل الذي عليه دمشق {والزيتون} الذي عليه بيت
المقدس {وطور سينين} قال : جبل بالشام مبارك حسن ذو شجر {وهذا البلد
الأمين} قال : مكة {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} قال :
وقع القسم ههنا {ثم رددناه أسفل سافلين} قال : جهنم !
{فما يكذبك بعد بالدين} يقول : استيقن فقد جاءك من الله البيان.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن أبي عبد الله الفارسي قال : {والتين} مسجد دمشق
{والزيتون} بيت المقدس {وطور سينين} جبل موسى {وهذا البلد الأمين} البلد
الحرام.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن محمد بن كعب قال :
{والتين} مسجد أصحاب الكهف {والزيتون} مسجد إيليا {وطور سينين} مسجد الطور
{وهذا البلد الأمين} مكة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك {والتين والزيتون} مسجدان بالشام {وطور سينين} قال : الطور الجبل وسينين الحسن.
وأخرج
ابن الضريس ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن عساكر
عن كعب الأحبار في قوله : {والتين} الآية قال : {والتين} دمشق {والزيتون}
بيت المقدس {وطور سينين} الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام {وهذا البلد
الأمين} مكة.
وأخرج سعيد بن منصور عن أبي حبيب الحارث بن محمد قال : أربعة جبال مقدسة بين يدي الله تعالى : طور زيتا وطور سينا
وطور
تينا وطور تيما ، وهو قول الله : {والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد
الأمين} فأما طور زيتا فبيت المقدس وأما طور سينا فالطور وأما طور تينا
فدمشق وأما طور تيما فمكة.
وأخرج ابن المنذر عن زيد بن ميسرة مثله ، وفيه وطور سينا حيث كلم الله موسى.
وأخرج ابن عساكر عن الحكم {والتين} دمشق {والزيتون} فلسطين {وهذا البلد الأمين} مكة.
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس {والتين والزيتون} قال : الفاكهة التي يأكلها الناس {وطور سينين}
قال : الطور الجبل وسينين المبارك.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم عن مجاهد {والتين والزيتون} قال : الفاكهة التي يأكل الناس {وطور
سينين} قال : الطور الجبل وسينين المبارك {وهذا البلد الأمين} قال : مكة
{لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} قال : في أحسن صورة {ثم رددناه أسفل
سافلين} قال : في النار {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} قال : إلا من
آمن {فلهم أجر غير ممنون} قال : غير محسوب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : {وطور سينين} قال : هو الحسن.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : {سينين} هو الحسن بلسان الحبشة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الربيع في قوله : {والتين والزيتون وطور سينين} قال : الجبل الذي عليه التين والزيتون.
وأخرج
ابن مردويه ، عَن جَابر بن عبد الله أن خزيمة بن ثابت وليس بالأنصاري سأل
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن البلد الأمين فقال : مكة.
وأخرج عَبد
بن حُمَيد ، وَابن الأنباري في المصاحف عن عمرو بن ميمون قال : صليت خلف
عمر بن الخطاب المغرب فقرأ في الركعة الأولى : والتين والزيتون وطور سينا
قال : وهكذا هي قراءة عبد الله وقرأ في
الركعة الثانية (ألم تر كيف
فعل ربك بأصحاب الفيل) (سورة الفيل الآية 1) و{لإيلاف قريش} سورة قريش
الآية 1 جمع بينهما ورفع صورته فقدرت أنه رفع صورته تعظيما للبيت.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن
أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم}
قال : في أعدل خلق {ثم رددناه أسفل سافلين} يقول : إلى أرذل العمر {إلا
الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون} غير منقوص ، يقول : فإذا
بلغ المؤمن أرذل العمر وكان يعمل في شبابه عملا صالحا كتب الله له من
الأجر مثله ما كان يعمل في صحته وشبابه ولم يضره ما عمل في كبره ولم يكتب
عليه الخطايا التي يعمل بعد ما يبلغ أرذل العمر.
وأخرج ابن جرير عن ابن
عباس {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} قال : خلق كل شيء منكبا على وجهه
إلا الإنسان {ثم رددناه أسفل سافلين} إلى أرذل العمر {إلا الذين آمنوا
وعملوا الصالحات} الآية قال : فأيما رجل كان يعمل عملا صالحا وهو قوي شاب
فعجز عنه جرى له أجر ذلك العمل حتى يموت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد
، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة {والتين} قال :
هو هذا التين {والزيتون} قال : هو هذا الزيتون {وطور سينين} قال : الطور
الجبل وسينين هو الحسن بالحبشة {وهذا البلد الأمين} قال : مكة {لقد خلقنا
الإنسان في أحسن تقويم} قال : شباب وشدة {ثم رددناه أسفل سافلين} قال : رد
إلى أرذل العمر {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون} قال
: يوفيه الله أجره وعمله فلا يؤاخذه إذا رد إلى أرذل العمر وفي لفظ قال :
من رد منهم إلى أرذل العمر جرى له من الأجر مثل ما كان يعمل في صحته
وشبابه فذلك الأجر غير ممنون قال : ولا يمن به عليهم.
وأخرج عَبد بن
حُمَيد عن الحسن {والتين والزيتون} قال : تينكم هذا الذي تأكلون وزيتونكم
هذا الذي تعصرون {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} قال : في أحسن صورة
{ثم رددناه أسفل سافلين} قال : في نار جهنم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ،
وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله :
{لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} يقول : في أحسن صورة {ثم رددناه أسفل
سافلين} قال : في النار في شر صورة.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن
حُمَيد عن إبراهيم {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} قال : في أحسن صورة
{ثم رددناه أسفل سافلين} قال : إلى أرذل العمر فإذا بلغوا ذلك كتب لهم من
العمل مثل ما كانوا يعملون في الصحة.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع
بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : عز وجل {ثم رددناه أسفل سافلين} قال
: هذا الكافر من الشباب إلى الكبر ومن الكبر إلى النار ، قال : وهل تعرف
العرب ذلك قال : نعم أما سمعت علي بن أبي طالب وهو يقول : فأضحوا لدى دار
الجحيم بمعزل * عن الشعث والعدوان في أسفل السفل
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك {ثم رددناه أسفل سافلين} قال : إلى أرذل العمر.
وأخرج
الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس قال : من قرأ القرآن لم
يرد إلى أرذل العمر وذلك قوله : {ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا
وعملوا الصالحات} قال : إلا الذين قرؤوا القرآن.
وأخرج عَبد بن
حُمَيد ، وَابن جَرِير عن عكرمة قال : كان يقال من قرأ القرآن لم يرد إلى
أرذل العمر ثم قرأ {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل
سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} قال : لا يكون حتى لا يعلم من
بعد علم شيئا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة {ثم
رددناه أسفل سافلين} قال : الهرم لم يجعل فيه قوة ما كان (لكي لا يعلم بعد
علم شيئا) (سورة الحج الآية 5) قال : ولا ينزل تلك المنزلة أحد قرأ القرآن
وذلك قوله : {إلا الذين آمنوا} الآية ، قال : هم أصحاب القرآن.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس {ثم رددناه أسفل سافلين} يقول : إلى الكبر وضعفه
فإذا ضعف وكبر عن العمل كتب له مثل أجر ما كان يعمل في شبيبته.
وأخرج
ابن مردويه عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان
العبد على طريقة من الخير فمرض أو سافر كتب الله له مثل ما كان يعمل ثم
قرأ {فلهم أجر غير ممنون}.
وأخرج البخاري عن أبي موسى قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما.
وأخرج
الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أنس عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
في قوله : {فلهم أجر غير ممنون} قال : غير ممنون ما يكتب لهم صاحب اليمين
فإن عمل خيرا كتب له صاحب اليمين وإن ضعف عن ذلك له صاحب اليمين وأمسك
صاحب الشمال فلم يكتب سيئة ومن قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر لكيلا
يعلم من بعد علم شيئا.
وأخرج ابن عساكر عن مكحول قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : إذا مرض العبد يقال لصاحب الشمال : ارفع عنه القلم
ويقال لصاحب اليمين : اكتب له أحسن ما كان يعمل فإني أعلم به وأنا قيدته.
وأخرج
الطبراني عن شداد بن أوس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا
ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني على ما ابتليته فإنه يقوم من مضجعه
كيوم ولدته أمه من الخطايا ويقول الرب عز وجل : إني أنا قيدته وابتليته
فأجروا له ما كنتم تجرون له قبل ذلك وهو
صحيح.
وأخرج الفريابي ،
وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن منصور قال : قلت
لمجاهد {فما يكذبك بعد بالدين} و(أرأيت الذي يكذب بالدين) (سورة الماعون
الآية 1) عنى به النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : معاذ الله إنما عني
به الإنسان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {أليس الله بأحكم الحاكمين} قال : ذكر لنا أن نبي الله كان يقول : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن صالح أبي الخليل قال : كان النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم إذا أتى على هذه الآية {أليس الله بأحكم الحاكمين} يقول : سبحانك
فبلى.
وأخرج الترمذي وان مردويه عن أبي هريرة يرويه : من قرأ {والتين
والزيتون} فقرأ {أليس الله بأحكم الحاكمين} فليقل بلى وأنا على ذلك من
الشاهدين.
وأخرج ابن مردويه ، عَن جَابر عن النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم قال : إذا قرأت {والتين والزيتون} فقرأت {أليس الله بأحكم الحاكمين}
فقل بلى.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس أنه كان إذا قرأ {أليس الله بأحكم الحاكمين} قال : سبحانك اللهم فبلى.
96
- سورة العلق.
مكية وآياتها تسع عشرة * بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 1 - 19.
أَخْرَج ابن مردويه من طرق عن ابن عباس قال : أول ما نزل من القرآن بمكة {اقرأ باسم ربك الذي خلق}.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وَابن الضريس ، وَابن الأنباري في المصاحف والطبراني
والحاكم وصححه ، وَابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن أبي موسى الأشعري
قال : كانت {اقرأ باسم ربك} أول سورة أنزلت على محمد.
وأخرج البيهقي في
الدلائل عن ابن شهاب : حدثني محمد بن عباد بن جعفر المخزومي أنه سمع بعض
علمائهم يقول : كان أول ما أنزل الله على نبيه {اقرأ باسم ربك} إلى {ما لم
يعلم} فقالوا : هذا صدرها الذي أنزل يوم حراء ثم أنزل الله آخرها بعد ذلك
ما شاء الله.
وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه ، وَابن مردويه
والبيهقي في الدلائل وصححه عن عائشة قالت : أول ما نزل من القرآن {اقرأ
باسم ربك الذي خلق}.
وأخرج عبد الرزاق وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد
والبخاري ومسلم ، وَابن جَرِير ، وَابن الأنباري في المصاحف ، وَابن
مردويه والبيهقي من طريق ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين
أنها قالت : أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا
الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه
الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل
أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه
الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال {اقرأ} قال : قلت : ما أنا بقارئ ،
قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ فقلت : ما
أنا بقارئ ، قال : فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال
: اقرأ فقلت : ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم
أرسلني فقال : {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك
الأكرم الذي علم بالقلم} الآية فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد فقال : زملوني زملوني ، فزملوه حتى
ذهب عنه
الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر : لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة : كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ، فانطلقت به خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى - ابن عم خديجة - وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجة : يا ابن عم اسمع من ابن أخيك ، فقال له روقة : يا ابن أخي ماذا ترى فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى فقال له ورقة : هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى يا ليتني أكون فيها جذعا يا ليتني أكون فيها حيا إذا يخرجك قومك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أو مخرجي هم ، قال : نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي .
قال ابن شهاب : وأخبرني أبو سلمة بن عبد
الرحمن أن جابر بن عبد الله الأنصاري قال وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في
حديثه : بينا أنا أمشي إذ
سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك
الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه فرجعت فقلت :
زملوني ، فأنزل الله (يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر
والرجز فاهجر) (سورة المدثر الآية 1 - 2 - 3 - 4 - 5) فحمي الوحي وتتابع.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال : أول سورة نزلت على محمد {اقرأ باسم ربك الذي خلق}.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد
قال : أول ما نزل من القرآن {اقرأ باسم ربك} ثم (ن والقلم).
وأخرج ابن
المنذر ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : أول شيء أنزل من القرآن خمس آيات
{اقرأ باسم ربك الذي خلق} إلى قوله : {ما لم يعلم}.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبيد بن عمير قال : أول ما نزل من القرآن {اقرأ باسم ربك الذي خلق} ثم (ن).
وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن عائشة قالت : كان أول ما نزل عليه بعد {اقرأ باسم ربك} {ن والقلم} و(يا أيها المدثر) (والضحى).
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن الزهري وعمرو بن دينار أن النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم كان بحراء إذا أتاه ملك بنمط من ديباج فيه مكتوب {اقرأ
باسم ربك الذي خلق} إلى {ما لم يعلم}.
وأخرج الحاكم من طريق عمرو بن
جابر أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان بحراء إذا أتاه ملك بنمط من
ديباج فيه مكتوب {اقرأ باسم ربك الذي خلق} إلى {ما لم يعلم}.
وأخرج ابن
أبي شيبة ، وَابن جَرِير وأبو نعيم في الدلائل عن عبد الله بن شداد قال :
أتى جبريل محمدا صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد اقرأ ، قال : وما أقرأ
فضمه ثم قال يا محمد : اقرأ قال : وما أقرأ قال : {اقرأ باسم ربك الذي
خلق} حتى بلغ {ما لم يعلم} فجاء إلى خديجة فقال : يا
خديجة ما أراه
إلا قد عرض لي ، قالت : كلا والله ما كان ربك يفعل ذلك بك وما أتيت فاحشة
قط ، فأتت خديجة ورقة فأخبرته الخبر ، قال : لأن كنت صادقتة إن زوجك لنبي
وليقين من أمته شدة ولئن أدركته لأمنن به ، قال : ثم أبطأ عليه جبريل فقلت
خديجة : ما أرى ربك إلا قد قلاك ، فأنزل الله (والضحى والليل إذا سجى ما
ودعك ربك وما قلى) (سورة الضحى آية 1).
وأخرج ابن مردويه عن عائشة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف هو وخديجة شهرا فوافق ذلك رمضان فخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع السلام عليكم ، قالت : فظننت أنه فجأة
الجن ، فقال : ابشروا فإن السلام خير ثم رأى يوما آخر جبريل على الشمس له
جناح بالمشرق وجناح بالمغرب ، قال : فهبت منه فانطلق يريد أهله فإذا هو
بجبريل بينه وبين الباب ، قال : فكلمني حتى أنست منه ثم وعدني موعدا فجئت
لموعده واحتبس علي جبريل فلما أراد أن يرجع إذا هو به وبميكائيل فهبط
جبريل إلى الأرض وميكائيل بين السماء والأرض فأخذني جبريل فصلقني لحلاوة
القفا وشق
عن بطني فأخرج منه ما شاء الله ثم غسله في طست من ذهب ثم
أعاد فيه ثم كفأني كما يكفأ الإناء ثم ختم في ظهري حتى وجدت مس الخاتم ثم
قال لي : اقرأ باسم ربك الذي خلق ولم أقرأ كتابا قط فأخذ بحلقي حتى أجهشت
بالبكاء ثم قال لي : {اقرأ باسم ربك الذي خلق} إلى قوله : {ما لم يعلم}
قال : فما نسيت شيئا بعده ، ثم وزنني جبريل برجل فوازنته ثم وزنني بأخر
فوازنته ثم وزنني بمائة ، فقال ميكائيل : تبعته أمته ورب الكعبة ، قال :
ثم جئت إلى منزلي فلم يلقني حجر ولا شجر إلا قال : السلام عليك يا رسول
الله حتى دخلت على خديجة فقالت : السلام عليك يا رسول الله.
وأخرج
الطبراني عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أعز
الإسلام بعمر بن الخطاب وقد ضرب أخته أول الليل هي تقرأ {اقرأ باسم ربك
الذي خلق} حتى ظن أنه قتلها ثم قام من السحر فسمع صوتها تقرأ {اقرأ باسم
ربك الذي خلق} فقال : والله ما هذا بشعر ولا همهمة.
فذهب حتى
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد بلالا على الباب فدفع الباب ، فقال
بلال : من هذا فقال عمر بن الخطاب : فقال : حتى أستأذن لك على رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فقال بلال : يا رسول الله عمر بالباب ، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : إن يرد الله بعمر خيرا أدخله في الدين ، فقال
لبلال : افتح وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بضبعيه فهزه فقال : ما
الذي تريد وما الذي جئت له فقال له عمر : اعرض علي الذي تدعو إليه ، قال :
تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فأسلم عمر
مكانه وقال : أخرج.
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : {الذي علم بالقلم}
قال : القلم نعمة من الله عظيمة لولا القلم لم يقم دين ولم يصلح عيش وفي قوله : {علم الإنسان ما لم يعلم} قال : الخط.
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال :
منهومان
لا يشبعان : صاحب علم وصاحب دنيا ولا يستويان فأما صاحب العلم فيزداد رضا
الرحمن ثم قرأ (إنما يخشى الله من عباده العلماء) (سورة فاطر الآية 28)
وأما صاحب الدنيا فيتمادى في الطغيان ثم قرأ {إن الإنسان ليطغى أن رآه
استغنى} والله أعلم.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ،
وَابن جَرِير ، وَابن مردويه ، وَابن المنذر وأبو نعيم والبيهقي معا في
الدلائل عن ابن عباس قال : قال أبو جهل : لئن رأيت محمدا يصلي عند الكعبة
لأطأن عنقه ، فبلغ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : لو فعل لأخذته
الملائكة عيانا.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه ، وَابن
المنذر ، وَابن جَرِير والطبراني ، وَابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن
ابن عباس قال : كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يصلي فجاء أبو جهل فقال
: ألم أنهك عن هذا ألم أنهك عن هذا فانصرف النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
فزبره فقال أبو جهل : إنك لتعلم ما بها رجل أكثر ناديا مني فأنزل الله
{فليدع ناديه سندع الزبانية} قال ابن
عباس : والله لو دعا ناديه لأخذته زبانية الله.
وأخرج
ابن جرير والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال : قال
أبو جهل : لئن عاد محمد يصلي عند المقام لأقتلنه فأنزل الله {اقرأ باسم
ربك الذي خلق} حتى بلغ هذه الآية {لنسفعا بالناصية ناصية كاذبة خاطئة
فليدع ناديه سندع الزبانية} فجاء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يصلي فقيل
: ما يمنعك فقال : قد اسود ما بين وبينه ، قال ابن عباس : والله لو تحرك
لأخذته الملائكة والناس ينظرون إليه.
وأخرج البزار والطبراني والحاكم
وصححه ، وَابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن العباس بن عبد المطلب قال :
كنت يوما في المسجد فأقبل أبو جهل فقال : إن لله علي إن رأيت محمدا ساجدا
أن أطأ على رقبته ، فخرجت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى دخلت
عليه فأخبرته بقول أبي جهل ، فخرج غضبان حتى جاء المسجد فعجل أن يدخل
الباب فاقتحم الحائط ، فقلت هذا يوم شر فأتزرت ثم تبعته فدخل رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقرأ {اقرأ باسم ربك الذي خلق} فلما بلغ شأن أبي جهل
{كلا إن الإنسان ليطغى} قال إنسان
لأبي جهل : يا أبا الحكم هذا محمد
، فقال أبو جهل : ألا ترون ما أرى والله لقد سد أفق السماء علي ، فلما بلغ
رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر السورة سجد.
وأخرج أحمد ومسلم
والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه وأبو نعيم
والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال أبو جهل : هل يعفر محمد وجهه إلا بين
أظهركم قالوا : نعم ، فقال : واللات والعزى لئن رأيته يصلي كذلك لأطأن على
رقبته ولأعفرن وجهه في التراب ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
يصلي ليطأ على رقبته ، قال : فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه يتقي
بيديه فقيل له : مالك قال : إن بيني وبينه خندقا من نار وهؤلاء أجنحة فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا
قال : وأنزل الله {كلا إن الإنسان ليطغى} إلى آخر السورة يعني أبا جهل
{فليدع ناديه} يعني قومه {سندع الزبانية} يعني الملائكة.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى} قال أبو
جهل بن هشام : حيث رمى رسول الله بالسلا على ظهره وهو ساجد لله عز وجل.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة في
قوله : {أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى} قال : نزلت في عدو الله أبي جهل
وذلك أنه قال : لئن رأيت محمدا يصلي لأطأن على عنقه فأنزل الله {أرأيت
الذي ينهى عبدا إذا صلى أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى} قال :
محمدا {أرأيت إن كذب وتولى} يعني بذلك أبا جهل {فليدع ناديه} قال : قومه
وحيه {سندع الزبانية} قال : الزبانية في كلام العرب الشرط.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد
{أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى} قال : أبو جهل نهى محمدا إذا صلى {فليدع
ناديه} قال : عشيرته !
{سندع الزبانية} قال : الملائكة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {لنسفعا} قال : لنأخذن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة مثله.
وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عبد الله بن
الحرث قال : الزبانية أرجلهم في الأرض ورؤوسهم في السماء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال {واسجد} أنت يا محمد {واقترب} أنت يا أبا جهل يتوعده.
وأخرج
عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن مجاهد قال : أقرب ما يكون
العبد من ربه وهو ساجد ألا تسمعونه يقول {واسجد واقترب}.
وأخرج ابن سعد عن عثمان بن أبي العاصي قال : آخر كلام كلمني به
رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذ استعملني على الطائف أن قال : خفف الصلاة عن
الناس حتى وقت اقرأ باسم ربك الذي خلق وأشباهها من القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
97
- سورة القدر.
مكية وآياتها خمس.
مقدمة السورة.
الآية 1 - 5.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت سورة {إنا أنزلناه في ليلة القدر} بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس وعائشة مثله.
وأخرج
ابن الضريس ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه
، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله : {إنا أنزلناه
في ليلة القدر} قال : أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة من الذكر الذي
عند رب العزة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا ثم جعل جبريل ينزل
على محمد بحراء بجواب كلام العباد وأعمالهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن
الربيع بن أنس {إنا أنزلناه في ليلة القدر} قال : أنزل الله القرآن جملة
في ليلة القدر كله {ليلة القدر خير من ألف شهر} يقول : خير من عمل ألف شهر.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ومحمد بن نصر وابن
المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد {إنا أنزلناه في ليلة القدر} قال : ليلة الحكم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أنس قال : العمل في ليلة القدر والصدقة والصلاة والزكاة أفضل من ألف شهر.
وأخرج ابن جرير عن عمرو بن قيس الملائي في قوله : {ليلة القدر خير من ألف شهر} قال : عمل فيها خير من عمل في ألف شهر.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ومحمد بن نصر ، وَابن المنذر
عن قتادة في قوله : {ليلة القدر خير من ألف شهر} قال : خير من ألف شهر ليس
فيها ليلة القدر وفي قوله : {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل
أمر} قال : يقضي فيها ما يكون في السنة إلى مثلها {سلام هي} قال : إنما هي
بركة كلها وخير {حتى مطلع الفجر} يقول : إلى مطلع الفجر.
وأخرج مالك في
الموطأ والبيهقي في شعب الإيمان عنه أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أري أعمال الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك فكأنه تقاصر
أعمار أمته أن لا يبلغوا من العمل مثل ما بلغ غيرهم في طول العمر فأعطاه الله ليلة القدر خيرا من ألف شهر.
وأخرج
ابن جرير عن مجاهد قال : كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح ثم
يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي ففعل ذلك ألف شهر فأنزل الله {ليلة القدر
خير من ألف شهر} قيام تلك الليلة خير من عمل ذلك الرجل ألف شهر.
وأخرج
ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في "سُنَنِه" عن مجاهد أن النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم ذكر رجلا من بين إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف
شهر فعجب المسلمون من ذلك فأنزل الله {إنا أنزلناه في ليلة القدر وما
أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر} التي لبس فيها ذلك الرجل
السلاح في سبيل الله ألف شهر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن عروة قال :
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أربعة من بني إسرائيل عبدوا الله
ثمانين عاما لم يعصوه طرفه عين فذكر أيوب وزكريا وحزقيل بن العجوز ويوشع
بن نون فعجب أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم من ذلك فأتاه جبريل
فقال : يا محمد عجبت أمتك من عبادة هؤلاء النفر ثمانين سنة فقد أنزل الله
خيرا من ذلك فقرأ عليه {إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة
القدر ليلة القدر خير من ألف شهر}
هذا أفضل مما عجبت أنت وأمتك فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه.
وأخرج
الخطيب في تاريخه عن ابن عباس قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني
أمية على منبره فساءه ذلك فأوحى الله إليه إنما هو ملك يصيبونه ونزلت {إنا
أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف
شهر}.
وأخرج الخطيب عن ابن المسيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : أرأيت بني أمية يصعدون منبري فشق ذلك علي فأنزل الله {إنا أنزلناه
في ليلة القدر}.
وأخرج الترمذي وضعفه ، وَابن جَرِير والطبراني ، وَابن
مردويه والبيهقي في الدلائل عن يوسف بن مازن الرؤاسي قال : قام رجل إلى
الحسن بن علي بعد ما بايع معاوية فقال : سودت وجوه المؤمنين فقال : لا
تؤنبني
رحمك الله فإن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رأى بني أمية
يخطبون على منبره فساءه ذلك فنزلت (إنا أعطيناك الكوثر) (سورة الكوثر
الآية 1) يا محمد يعني نهرا في الجنة ونزلت {إنا أنزلناه في ليلة القدر
وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر} يملكها بعدك بنو أمية
يا محمد : قال القاسم : فعددنا فإذا هي ألف شهر لا تزيد يوما ولا تنقص
يوما.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن مجاهد في قوله : {إنا أنزلناه
في ليلة القدر} قال : ليلة الحكم {وما أدراك ما ليلة القدر} قال : ليلة
الحكم.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر ومحمد بن نصر ، وَابن أبي حاتم
عن مجاهد {ليلة القدر خير من ألف شهر} قال : خير من ألف شهر عملها أو
صيامها وقيامها وليس في تلك الشهور ليلة القدر.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال : ما أعلم ليوم فضلا على يوم ولا ليلة إلا ليلة القدر فإنها خير من ألف شهر.
وأخرج
ابن المنذر عن الضحاك في قوله : {تنزل الملائكة والروح فيها} قال : الروح
جبريل {من كل أمر سلام} قال : لا يحل لكوكب أن يرجم به فيها حتى يصبح.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ومحمد بن نصر ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد في قوله : {سلام هي} قال : سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا أو يعمل فيها أذى.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس أنه كان يقرأ {من كل أمر سلام}.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن منصور بن زاذان قال : {تنزل الملائكة} من
حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر يمرون على كل مؤمن يقولون : السلام عليك
يا مؤمن.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن في قوله : {سلام} قال : إذا كان
ليلة القدر لم تزل الملائكة تخفق بأجنحتها بالسلام من الله والرحمة من لدن
صلاة المغرب إلى طلوع الفجر.
وأخرج محمد بن نصر ، وَابن مردويه عن ابن
عباس في قوله : {سلام} قال : تلك الليلة تصعد مردة الجن والشياطين وعفاريت
الجن وتفتح فيها أبواب السماء كلها ويقبل الله فيها التوبة لكل تائب فلذا
قال : {سلام هي حتى مطلع الفجر} قال : وذلك من غروب الشمس إلى أن
يطلع الفجر.
وأخرج
محمد بن نصر عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن ليلة القدر أهي شيء كان فذهب أم
هي في كل عام فقال : بل هي لأمة محمد ما بقي منهم اثنان.
وأخرج الديلمي عن أنس عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إن الله وهب لأمتي ليلة القدر ولم يعطها من كان قبلهم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن عبد الله بن مكانس مولى معاوية قال : قلت لأبي هريرة :
زعموا أن ليلة القدر قد رفعت قال : كذب من قال ذلك ، قلت : هي في كل رمضان
أستقبله قال : نعم ، قلت : زعموا أن الساعة التي في الجمعة لا يدعو فيها
مسلم إلا استجيب له قد رفعت ، قال : كذب من قال ذلك قلت : هي في كل جمعة
أستقبلها قال : نعم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن مردويه عن ابن عمر أنه سئل عن ليلة القدر أفي كل رمضان ولفظ ابن
مردويه : أفي رمضان هي قال : نعم ألم تسمع إلى قول الله تعالى : {إنا
أنزلناه في ليلة القدر} وقوله : (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) (سورة
البقرة الآية 185).
أخرج أبو داود والطبراني عن ابن عمر قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أسمع عن ليلة القدر فقال : هي في كل رمضان.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان.
وأخرج ابن أبي شيبة
عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ومحمد بن نصر ، وَابن مردويه اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن الفلتان بن عاصم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: إني رأيت ليلة القدر ثم نسيتها فاطلبوها في العشر الأواخر وترا.
وأخرج
ابن جرير من طريق أبي ظبيان عن ابن عباس أنهم كانوا قعودا في المجلس حين
أقبل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا حتى فزعنا لسرعته فلما
انتهى إلينا ثم سلم قال : جئت إليكم مسرعا لكيما أخبركم بليلة القدر
فنسيتها فيما
بيني وبينكم ولكن التمسوها في العشر الأواخر.
وأخرج
أحمد ، وَابن جَرِير ومحمد بن نصر والبيهقي ، وَابن مردويه عن عبادة بن
الصامت أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال : في
رمضان في العشر الأواخر فإنهما في ليلة وتر في أحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين
أوخمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين أو آخر ليلة من رمضان من قامها
إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن أماراتها أنها ليلة بلجة
صافية ساكنة ساجية لا حارة ولا باردة كأن فيها قمرا ساطعا ولا يحل لنجم أن
يرمى به تلك الليلة حتى الصباح ومن أماراتها أن الشمس تطلع صبيحتها لا
شعاع لها مستوية كأنها القمر ليلة البدر وحرم الله على الشيطان أن يخرج
معها يومئذ.
وأخرج ابن جرير في تهذيبه ، وَابن مردويه ، عَن جَابر بن
عبد الله قال : قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إني كنت رأيت هذه الليلة
وهي في العشر
الأواخر في الوتر وهي ليلة طلقة بلجة لا حارة ولا باردة كان فيها قمرا لا يخرج شيطانها حتى يضيء فجرها.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن مسعود قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة
القدر قال : قد كنت علمتها ثم اختلست مني وإنها في رمضان فاطلبوها في تسع
يبقين
أو سبع يبقين أو ثلاث يبقين وآية ذك أن الشمس تطلع ليس لها شعاع ومن قام السنة سقط عليها.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وَابن زنجوية ، وَابن نصر عن أبي عقرب الأسدي قال : أتينا
ابن مسعود في داره فسمعناه يقول : صدق الله ورسوله فسألته فأخبرنا أن ليلة
القدر في السبع من النصف الأخير وذلك أن الشمس تطلع يومئذ بيضاء لا شعاع
لها فنظرت إلى السماء فإذا هي كما حدثت فكبرت.
وأخرج ابن أبي شيبة ،
وَابن جَرِير من طريق الأسود عن عبد الله قال : تحروا ليلة القدر ليلة سبع
تبقى تحروها لتسع تبقى تحروها لأحدى عشرة تبقى