كتاب : الدر المنثور في التفسير بالماثور
المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
وأخرج الفريابي ، وَابن المنذر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : {الريح العقيم} النكباء.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال : {الريح العقيم} الجنوب.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال : {الريح العقيم}
الصبا التي لا تلقح شيئا وفي قوله : {كالرميم} قال : الشيء الهالك.
وأخرج
عبد الرزاق ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه قال : {الريح العقيم}
التي لا تنبت وفي قوله {إلا جعلته كالرميم} قال : كرميم الشجر.
وأخرج
أحمد والترمذي والنسائي ، وَابن ماجة ، وَابن مردويه عن رجل من ربيعة قال
: قدمت المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت عنده وافد
عاد فقلت : أعوذ بالله أن أكون مثل وافد عاد قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : وما وافد عاد فقلت : على الخبير سقطت إن عادا لما أقحطت بعثت قيلا
فنزل على بكر بن معاوية فسقاه الخمر وغنته الجرادتان ثم خرج يريد جبال
مهرة فقال : اللهم إني لم آتك لمريض فأداويه ولا لأسير فأفاديه فاسق عبدك
ما كنت
مسقيه واسق معه بكر بن معاوية يشكر له الخمر الذي سقاه فرفع
له سحابات فقيل له : اختر إحداهن فاختار السوداء منهن فقيل له : خذها
رمادا ومددا لا تذر من عاد أحدا وذكر أنه لم يرسل عليهم من الريح إلا قدر
هذه الحلقة يعني حلقة الخاتم ثم قرأه {وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح
العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم}.
وأخرج البيهقي في "سُنَنِه" عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين} قال : ثلاثة أيام.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في
قوله {فعتوا} قال : علوا وفي قوله {فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون} قال :
فجأة.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي
الله عنه في قوله {فعتوا} قال : علوا وفي قوله {فأخذتهم الصاعقة وهم
ينظرون} قال : فجأة.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فما استطاعوا من قيام} قال : من نهوض.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {فما استطاعوا من قيام} قال :
لم يستطيعوا أن ينهضوا بعقوبة الله إذ نزلت بهم وفي قوله {وما كانوا منتصرين} قال : لم يستطيعوا امتناعا من أمر الله.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {والسماء بنيناها بأيد} قال : بقوة.
وأخرج آدم بن أبي إياس والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {والسماء بنيناها بأيد} قال : يعني بقوة.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {وإنا لموسعون}
قال : لنخلق سماء مثلها وفي قوله {والأرض فرشناها فنعم الماهدون} قال :
الفارشون.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في
قوله {ومن كل شيء خلقنا زوجين} قال : الكفر والإيمان والشقاء والسعادة
والهدى والضلالة والليل والنهار والسماء والأرض والجن والإنس والبر والبحر
والشمس والقمر وبكرة وعشية ونحو هذا كله.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن
جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {أتواصوا به} قال :
هل أوصى الأول الآخر منهم بالتكذيب.
الآيات 54 - 60
أخرج أبو
داود في ناسخه ، وَابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فتول
عنهم فما أنت بملوم} قال : أمره الله أن يتولى عنهم ليعذبهم وعذر محمدا
صلى الله عليه وسلم ثم قال : {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} فنسختها.
وأخرج
إسحاق بن راهويه وأحمد بن منيع والهيثم بن كليب في أسانيدهم ، وَابن
جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب
الإيمان والضياء في المختارة من طريق مجاهد ، عَن عَلِي ، قال : لما نزلت
{فتول عنهم فما أنت بملوم} لم يبق منا أحد إلا أيقن بالهلكة إذ أمر
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بالتولي عنا فنزلت {وذكر فإن الذكرى تنفع
المؤمنين} فطابت أنفسنا.
وأخرج ابن راهويه ، وَابن مردويه عن علي رضي
الله عنه في قوله {فتول عنهم فما أنت بملوم} قال : ما نزلت علينا آية كانت
أشد علينا منها ولا أعظم علينا منها فقلنا : ما هذا إلا من سخطة أو مقت
حتى نزلت {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} قال : ذكر بالقرآن.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فتول عنهم فما أنت بملوم} قال :
ذكر
لنا أنها لما نزلت اشتد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأوا أن
الوحي قد انقطع وأن العذاب قد حضر فأنزل الله بعد ذلك {وذكر فإن الذكرى
تنفع المؤمنين}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله {فتول عنهم فما أنت بملوم} قال : فأعرض عنهم فقيل له : {وذكر فإن
الذكرى تنفع المؤمنين} فوعظهم.
وأخرج ابن المنذر عن سلمان بن حبيب
المحاربي قال : من وجد للذكرى في قلبه موقعا فليعلم أنه مؤمن قال الله
{وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} قال
: ليقروا بالعبودية طوعا أو كرها.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي
الله عنهما في قوله {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} قال : على ما
خلقتهم عليه من طاعتي ومعصيتي وشقوتي وسعادتي.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله {وما خلقت
الجن والإنس إلا ليعبدون} قال : ما جبلوا عليه من الشقاء والسعادة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الجوزاء في الآية قال : أنا أرزقهم وأنا أطعمهم ما خلقتهم إلا ليعبدون.
وأخرج
أحمد والترمذي وحسنة ، وَابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله : ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ
صدرك غنى وأسد فقرك وإلا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك.
وأخرج
الطبراني في مسند الشاميين والحاكم في التاريخ والبيهقي في شعب الإيمان
والديلمي في مسند الفردوس عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : قال الله إني والجن والإنس في نبأ عظيم أخلق
ويعبد غيري وأرزق ويشكر غيري.
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه
والنسائي ، وَابن الأنباري في المصاحف ، وَابن حبان والحاكم وصححه ، وَابن
مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
أقرأني رسول الله
صلى الله عليه وسلم {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}.
وأخرج
ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله {المتين} يقول : الشديد ، قوله تعالى : {فإن للذين ظلموا ذنوبا}
الآية.
أخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {ذنوبا} قال : دلوا.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم} قال : سجلا من العذاب مثل عذاب أصحابهم.
وأخرج
الخرائطي في مساوى ء الأخلاق عن طلحة بن عمرو في قوله {ذنوبا مثل ذنوب
أصحابهم} قال : عذابا مثل عذاب أصحابهم والله تعالى أعلم.
* بسم الله الرحمن الرحيم * (52)- سورة الطور.
مكية وآياتها تسع وأربعون.
مقدمة سورة الطور.
أَخْرَج ابن الضريس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة الطور بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وأخرج مالك وأحمد والبخاري ومسلم عن جبير بن مطعم قال : سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور.
وأخرج
البخاري وأبو داود عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : شكوت إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم أني أشتكي فقال : طوفي من وراء الناس وأنت راكبة فطفت
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جنب البيت يقرأ {والطور وكتاب
مسطور}.
الآيات 1 - 6.
وَأخرَج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {والطور} قال : جبل.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الطور من جبال الجنة.
وأخرج
ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : الطور جبل من جبال الجنة.
وأخرج عَبد
بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {والطور}
قال : هو الجبل بالسريانية {وكتاب مسطور} قال : صحف {في رق منشور} قال :
الصحيفة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {وكتاب} قال : الذكر {مسطور} قال : مكتوب.
وأخرج
عبد الرزاق والبخاري في خلق أفعال العباد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر
والبيهقي في الأسماء والصفات عن قتادة رضي الله عنه في قوله {والطور وكتاب
مسطور} قال : مكتوب {في رق منشور} قال : هو الكتاب.
وأخرج آدم بن أبي
إياس والبخاري في خلق أفعال العباد ، وَابن جَرِير والبيهقي عن مجاهد رضي
الله عنه في قوله {وكتاب مسطور} قال : صحف مكتوبة !
{في رق منشور} قال : في صحف.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {في رق منشور} قال : في الكتاب.
أخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب
الإيمان عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : البيت المعمور في السماء
السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة.
وأخرج
ابن المنذر والعقيلي ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه بسند ضعيف عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : في السماء بيت
يقال له المعمور بحيال الكعبة وفي السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان
يدخله جبريل كل يوم فينغمس انغماسة ثم يخرج فينتفض انتفاضة يخر عنه سبعون
ألف قطرة يخلق الله من كل قطرة ملكا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلون
فيفعلون ثم يخرجون فلا يعودون إليه أبدا ويولي عليهم أحدهم يؤمر أن يقف
بهم في السماء موقفا يسبحون الله فيه إلى أن تقوم الساعة.
وأخرج
الطبراني ، وَابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : البيت المعمور في السماء يقال له الضراح
على مثل البيت الحرام بحياله لو سقط لسقط عليه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك
لم يردوه قط وإن له في السماء حرمة على قدر حرمة مكة.
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف عن كريب مولى ابن عباس رضي الله عنهما مرسلا.
وأخرج
إسحاق بن راهويه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي
في شعب الإيمان عن خالد بن عرعرة أن رجلا قال لعلي رضي الله عنه : ما
البيت المعمور قال : بيت في السماء يقال له الضراح وهو بحيال مكة من فوقها
حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من
الملائكة لا يعودون إليه أبدا.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر ،
وَابن جَرِير ، وَابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوا سأل
عليا رضي الله عنه عن البيت المعمور ما هو قال : ذلك الضراح بيت فوق سبع
سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه إلى يوم
القيامة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
{والبيت المعمور} قال : هو بيت حذاء العرش يعمره الملائكة يصلي فيه كل يوم
سبعون ألفا من الملائكة ثم لا يعودون إليه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن
المنذر عن الضحاك في قوله {والبيت المعمور} قال : أنزل من الجنة فكان يعمر
بمكة فلما كان الغرق رفعه الله فهو في السماء السادسة يدخله كل يوم سبعون
ألف ملك من قبيلة إبليس ثم لا يرجع إليه أحد يوما واحدا أبدا.
وأخرج
ابن مردويه عن عبد الله بن عمرو رفعه قال : إن البيت المعمور بحيال الكعبة
لو سقط شيء منه لسقط عليها يصلي فيه كل يوم سبعون ألف لا يعودون فيه "..
وَأخرَج
البيهقي في شعب الايمان" عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: في البيت
المعمور بيت في السماء بحيال الكعبة لو سقط عليها يصلي فيه كل يوم سبعون
ألف ملك والحرم حرم بحياله إلى العرش وما من
السماء موضع إهاب إلا وعليه ملك ساجد أو قائم.
وأخرج
البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن في السماء
بيتا يقال له الضراح وهو فوق البيت من حياله حرمته في السماء كحرمة هذا في
الأرض يلجه كل ليلة سبعون ألف ملك يصلون فيه لا يعودون إليه أبدا غير تلك
الليلة.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم قدم مكة فأرادت عائشة أن تدخل البيت فقال لها بنو شيبة :
إن أحدا لا يدخله ليلا ولكن نخليه لك
نهارا فدخل عليها النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم فشكت إليه أنهم منعوها أن تدخل البيت فقال : إنه ليس لأحد
أن يدخل البيت ليلا إن هذه الكعبة بحيال البيت المعمور الذي في السماء
يدخل ذلك المعمور سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة لو وقع
حجر منه لوقع على ظهر الكعبة.
وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله {والبيت
المعمور} قال : ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه
: هل تدرون ما البيت المعمور قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنه مسجد
في السماء بحيال الكعبة لو خر خر عليها يصلي كل يوم فيه سبعون ألف ملك إذا
خرجوا منه لم يعودوا آخر ما
عليهم.
وأخرج ابن جرير عن أنس رضي
الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما عرج بي الملك إلى
السماء السابعة انتهيت إلى بناء فقلت للملك ما هذا قال : هذا بناء بناه
الله للملائكة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك يسبحون الله ويقدسونه لا يعودون
إليه.
وأخرج ابن راهويه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه البيهقي في شعب الإيمان عن علي
بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله {والسقف المرفوع} قال : السماء.
وأخرج أبو الشيخ عن الربيع بن أنس في قوله {والسقف المرفوع} قال : العرش {والبحر المسجور} قال : هو الماء الأعلى الذي تحت العرش.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه {والسقف} قال : السماء.
وأخرج
عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن علي بن أبي
طالب رضي الله عنه في قوله {والبحر المسجور} قال : بحر في السماء تحت
العرش.
وأخرج ابن جرير عن ابن عمرو مثله.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {والبحر المسجور} قال : المحبوس.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {والبحر المسجور} قال : المرسل.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد
بن المسيب قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لرجل من اليهود : أين
جهنم قال : هي البحر فقال علي : ما أراه إلا صادقا وقرأ {والبحر المسجور}
{وإذا البحار سجرت} التكوير 6.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي في البعث والنشور عن علي
بن
أبي طالب قال : ما رأيت يهوديا أصدق من فلان زعم أن نار الله الكبرى هي
البحر فإذا كان يوم القيامة جمع الله فيه الشمس والقمر والنجوم ثم بعث
عليه الدبور فسعرته.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله {والبحر المسجور} قال : الموقد.
وأخرج أبو الشيخ عن كعب في قوله {والبحر المسجور} قال : البحر يسجر فيصير جهنم.
وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله {والبحر المسجور} قال : المملوء.
وأخرج
الشيرازي في الألقاب من طريق الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن ذي الرمة
عن ابن عباس في قوله {والبحر المسجور} قال : الفارغ خرجت أمة تستقي فرأت
الحوض فارغا فقالت : الحوض مسجور.
الآيا 7 - 18.
أَخرَج سعيد بن منصور ، وَابن سعد وأحمد عن جبير بن مطعم قال :
قدمت
المدينة في أسارى بدر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقفت إليه وهو
يصلي بأصحابه صلاة المغرب فسمعته يقرأ {إن عذاب ربك لواقع} فكأنما صدع
قلبي.
وأخرج أبو عبيد في فضائله عن الحسن أن عمر بن الخطاب قرأ {إن عذاب ربك لواقع} فربا لها ربوة عيد لها عشرين يوما.
وأخرج
أحمد في الزهد عن مالك بن مغول قال : قرأ عمر {والطور وكتاب مسطور في رق
منشور} قال : قسم إلى قوله {إن عذاب ربك لواقع} فبكى ثم بكى حتى عيد من
وجعه ذلك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن
قتادة في قوله {إن عذاب ربك لواقع} قال : وقع القسم هنا وذاك يوم القيامة
، قوله تعالى : {يوم تمور السماء مورا} الآيات.
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {يوم تمور السماء مورا} قال : تحرك وفي قوله {يوم يدعون}
قال : يدفعون.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله {يوم تمور السماء مورا} قال : تدور دورا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {يوم يدعون إلى نار جهنم} قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار.
وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب في قوله {يوم يدعون إلى نار جهنم دعا} قال : يدفعون إليها دفعا.
الآيات 19 - 22.
أَخْرَج
ابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال : قال ابن عباس في قول الله لأهل الجنة
{كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون} قوله هنيئا اي لا تموتون فيها
فعندما قالوا (فما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين)
(الصافات 59).
أخرج ابن مردويه عن أبي أمامة قال : سئل النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم هل تزاور أهل الجنة ، قال : أي والذي بعثني بالحق إنهم
ليتزاورون على النوق الدمك عليها
حشايا الديباج يزور الأعلون
الأسفلين ولا يزور الأسفلون الأعلين قال : هم درجات قال : وإنهم ليضعون
مرافقهم فيتكئون ويأكلون ويشربون ويتنعمون ويتنازعون فيها كأسا لا لغو
فيها ولا تأثيم لا يصدعون عنها ولا ينزفون مقدار سبعين خريفا ما يرفع
أحدهم مرفقه من اتكائه قال : يا رسول الله هل ينكحون قال : أي والذي بعثني
بالحق دحاما دحاما وأشار بيده ولكن لأمني ولا منية ولا يمتخطون فيها ولا
يتغوطون رجيعهم رشح كحبوب المسك مجامرهم الألوة وأمشاطهم الذهب والفضة
آنيتهم من الذهب والفضة يسبحون الله بكرة وعشيا قلوبهم على قلب رجل واحد
لا غل بينهم ولا تباغض يسبحون الله تعالى بكرة وعشيا.
وأخرج الحاكم وصححه عن علي أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قرأ {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم}.
وأخرج سعيد بن منصور وهناد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم
والحاكم
والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن عباس قال : إن الله ليرفع ذرية المؤمن معه
في الجنة وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه ثم قرأ {والذين آمنوا
واتبعتهم ذريتهم} الآية.
وأخرج البزار ، وَابن مردويه عن ابن عباس رفعه
إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إن الله يرفع ذرية المؤمن إليه في
درجته وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه ثم قرأ {والذين آمنوا
واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء}
قال : وما نقصنا الآباء بما أعيطنا البنين.
وأخرج الطبراني ، وَابن
مردويه عن ابن عباس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل الرجل
الجنة سأل عن أبويه وذريته وولده فيقال : إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك
فيقول : يا رب قد عملت لي ولهم فيؤمر بإلحاقهم به وقرأ
ابن عباس {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم} الآية.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم} الآية
قال : هم ذرية المؤمن يموتون على الإسلام فإن كانت منازل آبائهم أرفع من
منازلهم لحقوا بآبائهم ولم ينقصوا من أعمالهم التي عملوا شيئا.
وأخرج
عبد الله بن أحمد في زوائد المسند ، عَن عَلِي ، قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : إن المؤمنين وأولادهم في الجنة وإن المشركين وأولادهم في
النار ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {والذين آمنوا واتبعتهم
ذريتهم} الآية.
وأخرج هناد ، وَابن المنذر عن إبراهيم في الآية قال : أعطي الآباء مثل ما أعطي الأبناء وأعطي الأبناء مثل ما أعطي الآباء.
وأخرج ابن المنذر عن أبي مجلز في الآية قال : يجمع الله له ذريته كما يحب أن يجمعوا له في الدنيا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر والحاكم عن ابن عباس في قوله !
{وما ألتناهم} قال : ما نقصناهم.
وأخرج الفريابي عن ابن عباس في قوله {وما ألتناهم} قال : لم ننقصهم من عملهم شيئا.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله {وما ألتناهم} يقول : وما ظلمناهم.
الآيات 23 - 29.
أَخرَج
عَبد الرزاق عن ابن جريج في قوله {يتنازعون فيها كأسا} قال : الرجل
وأزواجه وخدمه يتنازعون أخذه من خدمة الكأس ومن زوجته وأخذ خدمة الكأس منه
ومن زوجته.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {لا لغو فيها} يقول : لا باطل فيها {ولا تأثيم}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله {لا لغو فيها} قال : لا يستبون {ولا تأثيم} قال : لا يغوون.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {كأنهم لؤلؤ مكنون} قال : الذي لم تمر عليه الأيدي.
وأخرج
عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله {كأنهم لؤلؤ
مكنون} قال : بلغني أنه قيل : يا رسول الله هذا الخدم مثل اللؤلؤ فكيف
بمخدوم قال : والذي نفسي بيده إن فضل ما بينهما كفضل القمر ليلة البدر على
النجوم وفي لفظ لابن جرير إن فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة
البدر على سائر الكواكب.
وأخرج الترمذي وحسنة ، وَابن مردويه عن أنس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أكرم ولد آدم على ربي ولا
فخر يطوف علي ألف خادم {كأنهم لؤلؤ مكنون} ، قوله تعالى : {فأقبل بعضهم
على بعض يتساءلون} الآيات.
أخرج البزار عن أنس قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان فيجيء سرير
هذا حتى يحاذي سرير هذا فيتحدثان فيتكى ء ذا ويتكى ء ذا فيتحدثان بما كانا
في الدنيا فيقول أحدهما لصاحبه
يا فلان تدري أي يوم غفر الله لنا يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا الله فغفر لنا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله {إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين} قال : في الدنيا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {ووقانا عذاب السموم} قال : وهج النار.
وأخرج
ابن مردويه عن عائشة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : لو فتح الله
من عذاب السموم على أهل الأرض مثل الأنملة أحرقت الأرض ومن عليها.
وأخرج
عبد الرزاق ، وَابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في
شعب الإيمان عن عائشة أنه قرأت هذه الآية {فمن الله علينا ووقانا عذاب
السموم إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم} فقالت : اللهم من علينا
وقنا عذاب السموم إنك أنت البر
الرحيم وذلك في الصلاة.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد ، وَابن المنذر عن أسماء أنها قرأت هذه الآية فوقعت عليها فجعلت تستعيذ وتدعو.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {إنه هو البر} قال : اللطيف.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {إنه هو البر} قال : الصادق.
الآيات 30 - 46.
أَخْرَج
ابن إسحاق ، وَابن جَرِير عن ابن عباس أن قريشا لما اجتمعوا في دار الندوة
في أمر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : احبسوه في وثاق
وتربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء زهير والنابغة
إنما هو كأحدهم فأنزل الله في ذلك من قولهم {أم يقولون شاعر نتربص به ريب
المنون}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ريب المنون} قال : الموت.
وأخرج
ابن الأنباري في الوقت والابتداء عن ابن عباس قال : ريب : شك إلا مكانا
واحدا في الطور {ريب المنون} يعني حوادث الأمور قال الشاعر : تربص بها ريب
المنون لعلها * تطلق يوما أو يموت حليلها.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن
المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ريب المنون} قال : حوادث الدهر وفي
قوله {أم هم قوم طاغون} قال : بل هم قوم طاغون.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {أم تأمرهم أحلامهم} قال : العقول.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {فليأتوا بحديث مثله} قال :
مثل القرآن وفي قوله : {فليأت مستمعهم} قال : صاحبهم وفي قوله {أم تسألهم
أجرا فهم من مغرم مثقلون} يقول : أسألت هؤلاء القوم على الإسلام أجرا
فمنعهم من أن يسلموا الجعل وفي قوله {أم عندهم الغيب} قال :
القرآن.
وأخرج
البخاري والبيهقي في الأسماء والصفات عن جبير بن مطعم رضي الله عنه : سمعت
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور فلما بلغ هذه الآية
{أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون} الآيات كاد قلبي أن يطير.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم في قوله {أم هم المصيطرون} قال : المسلطون.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {أم هم المصيطرون} قال : أم هم المنزلون والله تعالى أعلم.
الآيات 47 - 49.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله {وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك} قال : عذاب القبر قبل يوم القيامة.
وأخرج هناد عن زاذان مثله.
وأخرج ابن جرير عن قتادة أن ابن عباس قال : إن عذاب القبر في القرآن
ثم تلا {وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك}.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وإن للذين ظلموا
عذابا دون ذلك} قال : الجوع لقريش في الدنيا ، قوله تعالى : {وسبح بحمد
ربك حين تقوم}.
أخرج الفريابي ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وسبح بحمد ربك حين تقوم} قال : من كل مجلس.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الأحوص رضي الله عنه في قوله {وسبح بحمد ربك حين تقوم} قال : إذا قمت فقل : سبحان الله وبحمده.
وأخرج
عبد الرزاق في جامعه عن أبي عثمان الفقير رضي الله عنه أن جبريل علم
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إذا قام من مجلسه أن يقول : سبحانك اللهم
وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
وأخرج ابن أبي شيبة
وأبو داود والنسائي والحاكم ، وَابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال : كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بآخرة إذا أراد أن يقوم من المجلس :
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك فقال رجل
يا رسول الله : إنك لتقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى
قال : كفارة لما يكون في المجلس.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن زياد بن الحصين قال : دخلت على أبي العالية فلما أردت أن
أخرج من عنده قال : ألا أزودك كلمات علمهن جبريل محمدا صلى الله عليه وسلم
قلت : بلى قال : فإنه لما كان بآخرة كان إذا قام من مجلسه قال : سبحانك
اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك فقيل : يا رسول
الله ما هؤلاء الكلمات التي تقولهن قال : هن كلمات علمنيهن جبريل كفارات
لما يكون في المجلس.
وأخرج ابن أبي شيبة عن يحيى بن جعدة قال : كفارة المجلس سبحانك وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن
الضحاك
في قوله {وسبح بحمد ربك حين تقوم} قال : حين تقوم إلى الصلاة تقول هؤلاء
الكلمات : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك أسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن المنذر عن سعيد بن المسيب قال : حق على كل مسلم حين
يقوم إلى الصلاة أن يقول : سبحان الله وبحمده لأن الله يقول لنبيه {وسبح بحمد ربك حين تقوم}.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس في قوله {وسبح بحمد ربك حين تقوم} قال : حين تقوم
من فراشك إلى أن تدخل في الصلاة والله أعلم ، قوله تعالى : {ومن الليل
فسبحه وإدبار النجوم}.
أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله {ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم} قال : الركعتان قبل صلاة الصبح.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وإدبار النجوم} قال : ركعتي الفجر.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله {وإدبار النجوم} قال : صلاة الغداة.
المجلد الرابع عشر
بسم الله الرحمن الرحيم(53)- سورة النجم.
مكية وآياتها ثنتان وستون.
مقدمة سورة النجم.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت سورة النجم بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي ، وَابن مردويه عن ابن مسعود قال : أول سورة نزلت فيها سجدة {والنجم} فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد الناس كلهم إلا رجلا رأيته أخذ كفا من تراب فسجد عليه فرأيته بعد ذلك قتل كافرا وهو أمية بن خلف.
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : أول سورة أعلن بها النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقرؤها {والنجم}.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في سورة {والنجم} وسجد من حضر من الجن والإنس والشجر.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي العالية أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سجد في النجم
والمسلمون.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سجد رسول الله صلى الله
عليه وسلم والمسلمون في النجم إلا رجلين من قريش أرادا بذلك الشهرة.
وأخرج
ابن مردويه عن الشعبي رضي الله عنه قال : ذكر عند جابر بن عبد الله
{والنجم} فقال جابر : سجد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشركون
والإنس والجن.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قرأ {والنجم} فسجد فيها المسلمون والمشركون والجن
والإنس.
وأخرج ابن مردويه في "سُنَنِه" عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ النجم فسجد بنا فأطال السجود.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم فلما بلغ السجدة سجد فيها.
وأخرج
ابن أبي شيبة في المصنف عن الحسن رضي الله عنه أن النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم صلى في كسوف الشمس ركعتين قرأ في إحداهما النجم.
وأخرج الطيالسي ، وَابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم
وأبو
داود والترمذي والنسائي والطبراني ، وَابن مردويه عن زيد بن ثابت رضي الله
عنه قال : قرأت النجم عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فلم يسجد فيها.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يسجد في النجم بمكة فلما هاجر إلى المدينة لم يسجد فيها.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحول إلى المدينة.
وأخرج أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه سجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة منهن النجم.
الآيات 1 - 4.
أَخرَج
عَبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {والنجم إذا هوى} قال : الثريا إذا
غابت وفي لفظ إذا سقطت مع الفجر وفي لفظ قال : الثريا إذا وقعت.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {والنجم إذا هوى} قال : الثريا إذا تدلت.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {والنجم إذا هوى} قال : إذا انصب.
وأخرج عبد الرزاق عن الحسن رضي الله عنه {والنجم إذا هوى} قال : إذا غاب.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {والنجم إذا هوى} قال : القرآن إذا نزل.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن معمر عن قتادة رضي الله
عنه {والنجم إذا هوى} قال : قال عتبة بن أبي لهب : إني كفرت برب النجم قال
معمر : فأخبرني ابن طاووس عن أبيه أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال له
: أما تخاف أن يسلط الله عليك كلبه فخرج ابن أبي لهب مع الناس في سفر حتى
إذا كانوا ببعض الطريق سمعوا صوت الأسد فقال : ما هو إلا يريدني فاجتمع
أصحابه حوله وجعلوه في وسطهم حتى إذا ناموا جاء الأسد فأخذ هامته.
وأخرج
أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني عن عكرمة رضي الله عنه قال : لما
نزلت {والنجم إذا هوى} قال عتبة بن أبي لهب للنبي صلى الله عليه وسلم :
إني كفرت برب النجم إذا هوى فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : اللهم
أرسل عليه كلبا من كلابك قال : فقال ابن عباس رضي الله عنهكا : فخرج إلى
الشام في ركب فيهم هبار بن الأسود حتى إذا
كانوا بوادي الغاضرة وهي
مسبعة نزلوا ليلا فافترشوا صفا واحدا فقال عتبة : أتريدون أن تجعلوا حجزة
لا والله لا أبيت إلا وسطكم فما أنبهني إلا السبع يشم رؤوسهم رجلا رجلا
حتى انتهى إليه فالتفت أنيابه في صدغيه.
وأخرج أبو نعيم في الدلائل ،
وَابن عساكر من طريق عروة عن هبار بن الأسود قال : كان أبو لهب وابنه عتبة
قد تجهزا إلى الشام وتجهزت معهما فقال ابن أبي لهب : والله لأنطلقن إلى
محمد فلأوذينه في ربه فانطلق حتى أتاه فقال : يا محمد هو يكفر بالذي {دنا
فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم
أبعث عليه كلبا من كلابك.
وأخرج أبو نعيم عن طاووس قال : لما تلا رسول
الله صلى الله عليه وسلم {والنجم إذا هوى} قال عتبة بن أبي لهب : كفرت برب
النجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سلط الله عليه كلبا من كلابه.
وأخرج
أبو نعيم عن أبي الضحى رضي الله عنه قال : قال ابن أبي لهب : هو يكفر
بالذي قال {والنجم إذا هوى} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عسى أن
يرسل
عليه كلبا من
كلابه فبلغ ذلك أباه فأوصى أصحابه إذا نزلتم منزلا فاجعلوه وسطكم ففعلوا حتى إذا كان ليلة بعث الله عليه سبعا فقتله.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {والنجم إذا هوى ما ضل} قال : أقسم الله أنه ما ضل محمد وما غوى.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {والنجم إذا
هوى} قال : أقسم الله لك بنجوم القرآن ما ضل محمد صلى الله عليه وسلم وما
غوى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة في
قوله {وما ينطق عن الهوى} قال : ما ينطق عن هواه {إن هو إلا وحي يوحى} قال
: يوحي الله إلى جبريل ويوحي جبريل إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج
ابن مردويه عن أبي الحمراء وحبة العرني قالا : أمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم أن تسد الأبواب التي في المسجد فشق عليهم قال حبة : إني لأنظر
إلى حمزة بن عبد المطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه تذرفان وهو يقول :
أخرجت عمك وأبا بكر وعمر والعباس وأسكنت ابن عمك فقال رجل يومئذ : ما
يألوا يرفع ابن عمه قال : فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد شق
عليهم فدعا الصلاة جامعة فلما اجتمعوا صعد المنبر فلم يسمع لرسول الله صلى
الله عليه وسلم خطبة قط كان
أبلغ منها تمجيدا وتوحيدا فلما فرغ قال
: يا أيها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها ولا أنا أخرجتكم وأسكنته ثم
قرأ {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا
وحي يوحى}.
وأخرج أحمد والطبراني والضياء عن أبي أمامة رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل
الحيين أو مثل أحد الحيين ربيعة ومضر فقال رجل : يا رسول الله وما ربيعة
من مضر قال : إنما أقول ما أقول.
وأخرج البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : ما أخبرتكم أنه من عند الله فهو الذي لا شك فيه.
وأخرج
أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
: لا أقول إلا حقا قال بعض أصحابه : فإنك تداعبنا يا رسول الله قال : إني
لا أقول إلا حقا.
وأخرج الدارمي عن يحيى بن أبي كثير قال : كان جبريل ينزل بالسنة كما ينزل بالقرآن.
الآيات 5 - 18.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن الربيع رضي الله عنه في قوله {علمه شديد القوى} قال : جبريل.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في
قوله {علمه شديد القوى} يعني جبريل {ذو مرة} قال : ذو خلق طويل حسن.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {علمه شديد القوى ذو مرة} قال : ذو قوة جبريل.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم في قوله {ذو مرة} ذو خلق حسن.
وأخرج
الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن {ذو مرة} قال :
ذو شدة في أمر الله قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت قول
نابغة بني ذبيان : فدى أقر به إذ ضافني * وهنا قرى ذي مرة حازم.
وَأخرَج
أحمد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ في العظمة عن
ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ير جبريل في صورته إلا
مرتين أما واحدة فإنه سأله أن يراه في صورته فأراه صورته فسد الأفق وأما
الثانية فإنه كان معه حيث صعد فذلك قوله {وهو بالأفق الأعلى} {لقد رأى من
آيات ربه الكبرى} قال : خلق جبريل.
وأخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد ،
وَابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ في العظمة ، وَابن مردويه وأبو نعيم
والبيهقي معا في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : رأى رسول الله
صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها قد سد
الأفق يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ما الله به عليم.
وأخرج
ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم قال : رأيت جبريل عند سدرة المنتهى له ستمائة جناح ينفض من ريشه
التهاويل والدر والياقوت.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وهو بالأفق الأعلى} قال : مطلع الشمس.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {وهو بالأفق الأعلى}
قال : قال الحسن : الأفق الأعلى على أفق المشرق {ثم دنا فتدلى} يعني جبريل
{فكان قاب قوسين} قال : قيد قوسين {أو أدنى} قال : حيث الوتر من القوس
الله من جبريل.
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن
المنذر ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه في
قوله {فكان قاب قوسين أو أدنى} قال : رأى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
جبريل له ستمائة جناح.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد والترمذي وصححه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ والحاكم وصححه
وابن
مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه في
قوله {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال : رأى صلى الله عليه وسلم ، جبريل عليه
حلتا رفرف أخضر قد ملأ ما بين السماء والأرض.
وأخرج ابن جرير ، وَابن
أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان أول شأن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى في منامه جبريل بأجياد ثم خرج لبعض
حاجته فصرخ به جبريل يا محمد يا محمد فنظر يمينا وشمالا فلم ير شيئا ثلاثا
ثم رفع بصره فإذا هو ثان إحدى رجليه على الأخرى على أفق السماء فقال : يا
محمد جبريل جبريل يسكنه فهرب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حتى دخل في
الناس فنظر فلم ير شيئا ثم خرج من الناس فنظر فرآه فذلك قول الله {والنجم
إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى} إلى قوله {ثم دنا فتدلى} يعني جبريل إلى
محمد {فكان قاب قوسين أو أدنى}
يقول : القاب نصف الأصبع {فأوحى إلى عبده ما أوحى} جبريل إلى عبد ربه.
وأخرج
ابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله {ثم دنا فتدلى} قال : هو محمد صلى الله عليه وسلم دنا فتدلى إلى ربه
عز وجل.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ثم دنا} قال
دنا ربه {فتدلى}.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله {فكان قاب قوسين} قال : كان دنوه قدر قوسين
ولفظ عَبد بن حُمَيد قال : كان بينه وبينه مقدار قوسين.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله {فكان قاب قوسين} قال : دنا جبريل منه حتى كان قدر ذراع أو ذراعين.
وأخرج
الطبراني ، وَابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله {فكان
قاب قوسين أو أدنى} قال : القاب القيد والقوسين الذراعين.
وأخرج الطبراني في السنة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {قاب قوسين} قال : ذراعين القاب المقدار القوس الذراع.
وأخرج عن شقيق بن سلمة في قوله {فكان قاب قوسين} قال ذراعين والقوس الذراع يقاس به كل شيء.
وأخرج عن سعيد بن جبير في الآية قال : الذراع يقاس به.
وأخرج آدم بن أبي إياس والفريابي والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله {قاب قوسين} قال : حيث الوتر من القوس يعني
ربه.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد وعكرمة قالا : دنا منه حتى كان بينه وبينه مثل ما بين كبدها إلى الوتر.
وأخرج الطبراني في السنة عن مجاهد رضي الله عنه {قاب قوسين} قال : قدر قوسين.
وأخرج الحسن في قوله {قاب قوسين} قال : من قسيكم هذه.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : لما أسري بالنبي
صلى الله عليه وسلم اقترب من ربه {فكان قاب قوسين أو أدنى} قال : ألم تر إلى القوس ما أقربها من الوتر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة ذكر لنا أن القاب فضل طرف القوس على الوتر.
وأخرج
النسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه
عن ابن عباس في قوله {فأوحى إلى عبده ما أوحى} قال : عبده محمد صلى الله
عليه وسلم.
وأخرج الطبراني في السنة والحكيم عن أنس قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : رأيت النور الأعظم ولط دوني بحجاب رفرفه الدر
والياقوت
فأوحى الله إلي ما شاء أن يوحي.
وأخرج أبو الشيخ وأبو
نعيم في الدلائل عن سريج بن عبيد قال : لما صعد النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم إلى السماء فأوحى الله إلى عبده ما أوحى قال : فلما أحس جبريل بدنو
الرب خر ساجدا فلم يزل يسبحه تسبيحات ذي الجبروت والملكوت والكبرياء
والعظمة حتى قضى الله إلى عبده ما قضى ثم رفع رأسه فرأيته في خلقه الذي
خلق عليه منظوم أجنحته بالزبرجد واللؤلؤ والياقوت فخيل إلي أن ما بين
عينيه قد سد الأفقين وكنت لا أراه قبل ذلك إلا على صور مختلفة وأكثر ما
كنت أراه على صورة دحية الكلبي وكنت أحيانا لا أراه قبل ذلك إلا كما يرى
الرجل صاحبه من وراء الغربال.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عمر أن جبريل كان يأتي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي.
وأخرج
مسلم وأحمد والطبراني ، وَابن مردويه والبيهقي في السماء والصفات عن ابن
عباس في قوله {ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى ولقد رآه نزلة
أخرى} قال : رأى محمد ربه بقلبه مرتين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد
والترمذي وحسنه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والطبراني عن ابن عباس في
قوله {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال : رآه بقلبه.
وأخرج سعيد بن منصور ،
وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن إبراهيم النخعي أنه كان
يقرأ [ أفتمرونه ] وفسرها أفتجحدونه.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير أنه كان يقرأ / {أفتمرونه > / قال : من قرأ {أفتمارونه} قال : أفتجادلونه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس أنه كان يقرأ [ أفتمرونه ].
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الشعبي أن شريحا كان يقرأ {أفتمارونه} بالألف وكان مسروق يقرأ [ أفتمرونه ].
وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : رأى محمد ربه.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينه.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : إن محمدا رأى ربه مرتين مرة ببصره ومرة بفؤاده.
وأخرج
الترمذي وحسنه والطبراني ، وَابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن
ابن عباس في قوله الله {ولقد رآه نزلة أخرى} قال ابن عباس : قد رأى
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد
والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والحاكم ، وَابن مردويه عن الشعبي
قال : لقي ابن عباس كعبا بعرفة فسأله عن شيء فكبر حتى جاوبته الجبال فقال
ابن عباس : إنا بنو هاشم نزعم أن نقول : إن محمدا قد رأى ربه مرتين فقال
كعب : إن الله قسم رؤيته وكلامه بين موسى ومحمد عليهما السلام فرأى محمد
ربه مرتين وكلم موسى مرتين ، قال مسروق : فدخلت علي عائشة فقلت : هل رأى
محمد ربه فقالت : لقد تكلمت بشيء وقف له شعري قلت : رويدا ثم قرأت {لقد
رأى من آيات ربه الكبرى} قالت : أين يذهب بك إنما هو جبريل من أخبرك أن
محمدا رأى ربه أو كتم شيئا مما أمر به أو يعلم الخمس التي قال الله إن
الله عنده علم الساعة الآية فقد أعظم الفرية ولكنه رأى جبريل لم يره في
صورته إلا مرتين مرة عند سدرة المنتهى ومرة عند أجياد له ستمائة جناح قد
سد الأفق.
وأخرج النسائي والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن ابن
عباس قال : أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد
صلى الله عليه وسلم.
وَأخرَج ابن جرير عن عكرمة قال : رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه.
وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس قال : قال صلى الله عليه وسلم : رأيت ربي في أحسن
صورة فقال لي : يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى فقلت : لا يارب
فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي فعلمت ما في السماء والأرض فقلت :
يا رب في الدرجات والكفارات ونقل الأقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد
الصلاة
فقلت : يا رب إنك اتخذت إبراهيم خليلا وكلمت موسى تكليما وفعلت
وفعلت فقال : ألم أشرح لك صدرك ألم أضع عنك وزرك ألم أفعل بك ألم أفعل
فأفضى إلي بأشياء لم يؤذن لي أن أحدثكموها فذلك قوله {ثم دنا فتدلى فكان
قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى} فجعل نور
بصري في فؤادي فنظرت إليه بفؤادي.
وأخرج ابن إسحاق والبيهقي في الأسماء
والصفات وضعفه عن عبد الله بن أبي سلمة أن عبد الله بن عمر بن الخطاب بعث
إلى عبد الله بن عباس يسأله هل رأى محمد ربه فأرسل إليه عبد الله بن عباس
أن نعم فرد
عليه عبد الله بن عمر رسوله أن كيف رآه فأرسل : إنه رآه
في روضة خضراء دونه فراش من ذهب على كرسي من ذهب يحمله أربعة من الملائكة
: ملك في صورة رجل وملك في صورة ثور وملك في صورة نسر وملك في صورة أسد.
وأخرج
البيهقي في السماء والصفات وضعفه من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه سئل : هل
رأى محمد ربه قال : نعم رآه كأن قدميه على خضرة دونه ستر من لؤلؤ فقلت :
يا أبا عباس أليس يقول الله : لا تدركه الأبصار قال : لا أم لك ذاك نوره
الذي هو نوره إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي عن بعض أصحاب
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : قالوا يا رسول الله هل رأيت ربك قال :
لم أره بعيني ورأيته بفؤادي مرتين ثم تلا {ثم دنا فتدلى}.
وأخرج
ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : سئل رسول الله صلى الله
عليه وسلم هل رأيت ربك قال : رأيت نهرا ورأيت وراء النهر حجابا ورأيت
الحجاب نورا لم أره غير ذلك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن أبي العالية في قوله {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال : محمد رآه بفؤاده ولم يره بعينيه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن أبي صالح في قوله {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال : رآه مرتين بفؤاده.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير قال : ما أزعم أنه رآه وما أزعم أنه لم يره.
وأخرج مسلم والترمذي ، وَابن مردويه عن أبي ذر قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك فقال : نور أنى أراه.
وأخرج مسلم ، وَابن مردويه عن أبي ذر أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك فقال : رأيت نورا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن أبي ذر قال : رآه بقلبه ولم يره بعينيه.
وأخرج النسائي عن أبي ذر قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه بقلبه ولم يره ببصره.
وأخرج مسلم والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة في قوله {ولقد رآه نزلة أخرى} قال : رأى جبريل عليه السلام.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن إبراهيم قال : رأى جبريل في صورته.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مرة الهمداني قال : لم يأته جبريل في صورته إلا مرتين فرآه في خضر يتعلق به الدر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله {ولقد رآه نزلة أخرى} قال : رأى نورا عظيما عند سدرة المنتهى.
وأخرج
أبو الشيخ ، وَابن مردويه عن ابن مسعود {ولقد رآه نزلة أخرى} قال : رأى
جبريل معلقا رجله بسدرة عليه الدر كأنه قطر المطر على البقل.
وأخرج أبو
الشيخ عن ابن مسعود {ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى} قال : رأى رسول
الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته عند السدرة له ستمائة جناح جناح
منها سد الأفق يتناثر من أجنحته
التهاويل والدر والياقوت ما لا يعلمه إلا الله.
وأخرج
أحمد ، وعَبد بن حُمَيد ومسلم والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ،
وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال : لما أسري برسول الله
صلى الله عليه وسلم انتهي به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة
إليها ينتهي ما يعرج من الأرواح فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من
فوقها فيقبض منها {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال : فراش من ذهب قال : وأعطي
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا : أعطي الصلوات الخمس وأعطي خواتيم
سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك بالله شيئا من أمته المقحمات.
وأخرج عَبد
بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه سئل عن سدرة المنتهى قال :
إليها ينتهي علم كل عالم وما وراءها لا يعلمه إلا الله.
وأخرج ابن أبي
شيبة ، وعَبد بن حُمَيد عن الضحاك أنه قيل له : لم تسمى سدرة المنتهى ،
قال : لأنه ينتهي إليها كل شيء من أمر الله لا يعدوها.
وأخرج ابن جرير
عن شمر قال : جاء ابن عباس إلى كعب فقال : حدثني عن سدرة المنتهي قال :
إنها سدرة في أصل العرش إليها ينتهي علم كل ملك مقرب أو نبي مرسل ما خلفها
غيب لا يعلمه إلا الله تعالى.
وأخرج ابن جرير عن كعب قال : إنها
سدرة على رؤوس حملة العرش إليها ينتهي علم الخلائق ثم ليس لأحد وراءها علم
فلذلك سميت سدرة المنتهى لانتهاء العلم إليها.
وأخرج ابن أبي شيبة عن
ابن عباس قال : سألت كعبا ما سدرة المنتهى قال : سدرة ينتهي إليها علم
الملائكة وعندها يجدون أمر الله لا يجاوزها علم وسألته عن جنة المأوى فقال
: جنة فيها طير خضر ترتقي فيها أرواح الشهداء.
وأخرج الفريابي ، وَابن
أبي شيبة ، وَابن جَرِير والطبراني عن ابن مسعود في قوله {عند سدرة
المنتهى} قال : صبو الجنة يعني وسطها جعل عليها فضول السندس والإستبرق.
وأخرج
أحمد ، وَابن جَرِير عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
انتهيت إلى السدرة فإذا نبقها مثل الجراد وإذا ورقها مثل آذان الفيلة فلما
غشيها من أمر الله ما غشيها تحولت ياقوتا وزمردا ونحو ذلك.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد في قوله {سدرة المنتهى} قال : أول يوم من الآخرة وآخر يوم من الدنيا فهو حيث ينتهي.
وأخرج
ابن جرير والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن أسماء بنت أبي بكر : سمعت
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يصف سدرة المنتهى قال : يسير الراكب في
الفتن منها مائة سنة يستظل بالفتن منها مائة راكب فيها فراش من ذهب كأن
ثمرها القلال.
وأخرج الحكيم الترمذي وأبو يعلى عن ابن عباس {إذ يغشى
السدرة ما يغشى} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيتها حين استبنتها
ثم حال دونها فراش الذهب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن ابن عباس أنه قرأ {عندها جنة المأوى} وعاب على من قرأ جنة المأوى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عبد الله بن الزبير قال : من قرأ {جنة المأوى} فأجنه الله إنما هي جنة المأوى.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {عندها جنة المأوى} قال : هي عن يمين العرش وهي منزل الشهداء.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن مسعود قال : الجنة في السماء السابعة العليا والنار في الأرض السابعة السفلى.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب أنه قرأ : جنة المأوى قال : جنة المبيت.
وأخرج آدم بن أبي إياس والبيهقي في الأسماء والصفات عن
مجاهد {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال : كان أغصان السدرة من لؤلؤ وياقوت وقد رآها محمد بقلبه ورأى ربه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال : الملائكة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن سلمة بن وهرام {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال : استأذنت
الملائكة الرب تبارك وتعالى أن ينظروا إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
فأذن لهم فغشيت الملائكة السدرة لينظروا إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن يعقوب بن زيد قال : سئل رسول الله صلى
الله عليه وسلم : ما رأيت بفناء السدرة قال : فراشا من ذهب.
وأخرج ابن
مردويه عن أنس عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {إذ يغشى السدرة
ما يغشى} قال : رآها ليلة أسري به يلوذ بها جراد من ذهب.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر وابن
أبي
حاتم والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله {ما زاغ البصر}
قال : ما ذهب يمينا ولا شمالا {وما طغى} قال : ما جاوز ما أمر به.
وأخرج
الفريابي وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه وأبو نعيم
والبيهقي معا في الدلائل عن ابن مسعود في قوله {لقد رأى من آيات ربه
الكبرى} قال : رأى رفرفا أخضر من الجنة قد سد الأفق.
وأخرج ابن جرير عن
أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما عرج بي مضى
جبريل حتى جاء الجنة فدخلت فأعطيت الكوثر ثم مضى حتى جاء السدرة المنتهى
فدنا ربك فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما انتهيت إلى السدرة إذا ورقها
مثل آذان الفيلة وإذا نبقها أمثال القلال فلما غشيها من أمر الله ما غشي
تحولت فذكر الياقوت.
وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال : سدرة المنتهى منتهي إليها أمر كل نبي وملك.
الآيات 19 - 27.
أَخرَج
عَبد بن حميد والبخاري ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن
ابن عباس قال : كان اللات رجلا يلت سويق الحاج ولفظ عَبد بن حُمَيد : يلت
السويق يسقيه الحاج.
وأخرج النسائي ، وَابن مردويه عن أبي الطفيل قال :
لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة
وكان بها العزى فأتاها خالد وكانت على ثلاث سمرات فقطع السمرات وهدم البيت
الذي كان عليها ثم أتى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : ارجع
فإنك لم تصنع شيئا فرجع خالد فلما أبصرته السدنة وهم حجبتها أمعنوا في
الجبل وهم يقولون : يا عزى يا عزى فأتاها خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة
شعرها تحفن التراب على
رأسها فعممها بالسيف حتى قتلها ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : تلك العزى.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه عن ابن عباس أن العزى كانت ببطن نخلة وأن اللات كانت بالطائف وأن مناة كانت بقديد.
وأخرج
سعيد بن منصور والفاكهي عن مجاهد قال : كانت اللات رجلا في الجاهلية على
صخرة بالطائف وكان له غنم فكان يأخذ من رسلها ويأخذ من زبيب الطائف والأقط
فيجعل منه حيسا ويطعم من يمر من الناس فلما مات عبدوه وقالوا : هو اللات
وكان يقرأ : اللات مشددة.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : كان اللات يلت السويق على الحاج فلا يشرب منه أحدا إلا سمن فعبدوه.
وأخرج الفاكهي عن ابن عباس أن اللات لما مات قال لهم عمرو بن لحي : إنه لم يمت ولكنه دخل الصخرة فعبدوها وبنوا عليها بيتا.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {أفرأيتم اللات} قال : كان رجل من ثقيف
يلت السويق بالزيت فلما توفي جعلوا قبره وثنا وزعم الناس أنه عامر بن
الظرب أخذ عدوانا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر
عن مجاهد في قوله {أفرأيتم اللات والعزى} قال : اللات كان يلت السويق
بالطائف فاعتكفوا على قبره والعزى شجرات.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن
حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله {أفرأيتم اللات
والعزى ومناة} قال : آلهة كانوا يعبدونها
فكان اللات لأهل الطائف وكانت العزى لقريش بسقام شعب ببطن نخلة وكانت مناة للأنصار بقديد.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن أبي صالح قال : اللات الذي كان يقوم على
آلهتهم وكان يلت لهم السويق والعزى بنخلة كانوا يعلقون عليها السبور
والعهن ومناة حجر بقديد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي الجوزاء قال : اللات حجر كان يلت السويق عليه فسمي اللات ، قوله تعالى : {تلك إذا قسمة ضيزى}.
أخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله
{ضيزى}
قال : جائرة ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت قول امرى ء
القيس : ضازت بنو أسد بحكمهم * إذ يعدلون الرأس بالذنب.
وَأخرَج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله !
{ضيزى} قال : منقوصة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله {ضيزى} قال : جائرة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك مثله.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {ضيزى} قال : جائرة لا حق فيها ، قوله تعالى : {أم للإنسان ما تمنى}.
أخرج
أحمد والبخاري والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : إذا تمنى أحدكم فلينظر ما تمنى فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته
، قوله تعالى : {وكم من ملك في السماوات} الآية.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا} قال : لقولهم : إن الغرانقة ليشفعون.
الآيات 28 - 31.
أَخْرَج
ابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب قال : احذروا هذا الرأي على الدين فإنما
كان الرأي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبا لأن الله كان يريه وإنما
هو ههنا تكلف وظن {وإن الظن لا يغني من الحق شيئا} ، قوله تعالى : {ذلك
مبلغهم من العلم}.
أخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد في قوله {ذلك مبلغهم من العلم} قال : رأيهم.
وأخرج
الترمذي وحسنه عن ابن عمر قال : قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه : اللهم اقسم لنا من خشيتك
ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما
يهون علينا مصيبات الدنيا
ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما
أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من
عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ
علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا ، قوله تعالى : {ولله ما في السماوات}
الآية.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا} قال : أهل الشرك {ويجزي الذين أحسنوا} قال : المؤمنين.
الآية 32.
أَخْرَج
ابن مردويه عن ابن عباس في قوله {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش} قال
: الكبائر ما سمى فيه النار {والفواحش} ما كان فيه حد في الدنيا ، قوله
تعالى : {إلا اللمم}.
أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وأحمد ، وعَبد بن
حُمَيد والبخاري ومسلم ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردوية
والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن عباس قال : ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما
قال أبو هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إن الله كتب على ابن
آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة
فزنا العين النظر وزنا اللسان النطق والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والحاكم
وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود في قوله {إلا اللمم} قال :
زنا العينين
النظر وزنا الشفتين التقبيل وزنا اليدين البطش وزنا
الرجلين المشي ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه فإن تقدم بفرجه كان زانيا وإلا
فهو اللمم.
وأخرج مسدد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن أبي هريرة
أنه سئل عن قوله {إلا اللمم} قال : هي النظرة والغمزة والقبلة والمباشرة
فإذا مس الختان الختان فقد وجب الغسل وهو الزنا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن الزبير قال : اللمم ما بين الحدين.
وأخرج
سعيد بن منصور والترمذي وصححه والبزار ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ،
وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، وَابن مردوية والبيهقي في شعب
الإيمان
عن ابن عباس في قوله {إلا اللمم} قال : هو الرجل يلم بالفاحشة ثم يتوب
منها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن تغفر اللهم تغفر جما
وأي عبد لك لا ألما.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {إلا اللمم} يقول : إلا ما قد سلف.
وأخرج
ابن جرير عن ابن زيد قال : قال المشركون : إنما كانوا بالأمس يعملون معنا
فأنزل الله {إلا اللمم} ما كان منهم في الجاهلية قبل الإسلام وغفرها لهم
حين أسلموا.
وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم في قوله {الذين يجتنبون
كبائر الإثم} قال : الشرك {والفواحش} قال : الزنا تركوا ذلك حين دخلوا في
الإسلام وغفر الله لهم ما كانوا ألم به وأصابوا من ذلك قبل الإسلام.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردوية والبيهقي في الشعب
عن
أبي هريرة أراه رفعه في قوله {إلا اللمم} قال : اللمة من الزنا ثم يتوب
ولا يعود واللمة من شرب الخمر ثم يتوب ولا يعود قال : فتلك الإلمام.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الحسن في قوله {إلا اللمم} قال : كان
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون : هو الرجل يصيب اللمة من
الزنا واللمة من شرب الخمر فيجتنبها أو يتوب منها.
وأخرج ابن مردوية عن
الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتدرون ما اللمم قالوا :
الله ورسوله أعلم ، قال : هو الذي يلم بالخطرة من الزنا ثم لا يعود ويلم
بالخطرة من شرب الخمر ثم لا يعود ويلم بالسرقة ثم لا يعود.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله {إلا اللمم} قال : يلم بها في الحين ثم يتوب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي صالح قال : سئلت عن اللمم فقلت : هو
الرجل يصيب الذنب ثم يتوب وأخبرت بذلك ابن عباس فقال : لقد أعانك عليها ملك كريم.
وأخرج البخاري في تاريخه عن الحسن في قوله {إلا اللمم} قال : الزنية في الحين.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن أبي صالح في قوله {إلا اللمم} قال : الوقعة من الزنا لا يعود لها.
وأخرج ابن المنذر عن عطاء في قوله {إلا اللمم} قال : هو ما دون الجماع.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة أنه ذكر له قول الحسن في اللمم هي الخطرة من الزنا فقال : لا ولكنها الضمة والقبلة والشمة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عمرو قال : اللمم ما دون الشرك.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن ابن عباس قال : اللمم كل شيء بين الحدين
حد الدنيا وحد الآخرة يكفره الصلاة وهو دون كل موجب فأما حد الدنيا فكل حد
فرض الله عقوبته في الدنيا وأما حد الآخرة
فكل شيء ختمه الله بالنار وأخر عقوبته إلى الآخرة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله {إلا اللمم} قال : اللمم
ما بين الحدين ما لم يبلغ حد الدنيا ولا حد الآخرة موجبة قد أوجب الله
لأهلها النار أو فاحشة يقام عليه الحد في الدنيا.
وأخرج ابن جرير عن
محمد بن سيرين قال : سأل رجل زيد بن ثابت عن هذه الآية {الذين يجتنبون
كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم} فقال : حرم الله عليك الفواحش ما ظهر
منها وما بطن ، قوله تعالى : {هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض}.
أخرج
ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني وأبو نعيم في المعرفة ، وَابن
مردوية والواحدي عن ثابت بن الحارث الأنصاري قال : كانت اليهود إذا هلك
لهم صبي صغير قالوا : هذا صديق فبلغ ذلك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
فقال : كذبت يهود ما من نسمة
يخلقها الله في بطن أمها إلا أنه شقي أو سعيد ، فأنزل الله عند ذلك {هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض} الآية كلها.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله {هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض} قال : هو كنحو قوله (وهو أعلم بالمهتدين).
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله {إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة} قال : حين خلق الله آدم من الأرض ثم خلقكم من آدم.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن الحسن في قوله {هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم
أجنة في بطون أمهاتكم} قال : علم الله من كل نفس ما هي عاملة وما هي صانعة
وما هي إليه صائرة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن زيد بن أسلم في قوله {فلا تزكوا أنفسكم} قال : لا تبرئوا أنفسكم.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله {فلا تزكوا أنفسكم} قال : لا تعملوا بالمعاصي وتقولون : نعمل بالطاعة.
وأخرج
ابن سعد وأحمد ومسلم وأبو داود ، وَابن مردوية عن زينب بنت أبي سلمة أنها
سميت برة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {فلا تزكوا أنفسكم}
الله أعلم بأهل البر منكم سموها زينب.
وأخرج
الزبير بن بكار في الموفقيات عن جده عبد الله بن مصعب قال : قال أبو بكر
الصديق لقيس بن عاصم : صف لنا نفسك ، فقال : إن الله يقول {فلا تزكوا
أنفسكم} فلست ما أنا بمزك نفسي وقد نهاني الله عنه فأعجب أبا بكر ذلك منه.
الآيات 33 – 37
أخرج
ابن أبي حاتم عن عكرمة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خرج في مغزاة فجاء
رجل فلم يجد ما يخرج عليه فلقي صديقا له فقال : أعطني شيئا قال : أعطيك
بكري هذا على أن تتحمل بذنوبي فقال له : نعم فأنزل الله {أفرأيت الذي تولى
وأعطى قليلا وأكدى}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن دراج أبي السمح قال : خرجت
سرية غازية فسأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحمله فقال : لا أجد
ما أحملك عليه فانصرف حزينا فمر برجل رحاله منيخة بين يديه فشكا إليه فقال
له الرجل : هل لك أن أحملك فتلحق الجيش فقال : نعم فنزلت !
{أفرأيت الذي تولى} إلى قوله {ثم يجزاه الجزاء الأوفى}.
وأخرج
ابن جرير عن ابن زيد قال : إن رجلا أسلم فلقيه بعض من يعيره فقال : أتركت
دين الأشياخ وضللتهم وزعمت أنهم في النار قال : إني خشيت عذاب الله قال :
أعطني شيئا وأنا أحمل كل عذاب كان عليك فأعطاه شيئا فقال : زدني فتعاسرا
حتى أعطاه شيئا وكتب له كتابا وأشهد له ففيه نزلت هذه الآية {أفرأيت الذي
تولى وأعطى قليلا وأكدى أعنده علم الغيب فهو يرى}.
وأخرج الفريابي ،
وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد
في قوله {أفرأيت الذي تولى} قال : الوليد بن المغيرة كان يأتي النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم وأبا بكر فيسمع ما يقولان وذلك {وأعطى} من نفسه أعطى
الاستماع {وأكدى} قال : انقطع عطاؤه نزل في ذلك {أعنده علم الغيب} قال :
الغيب القرآن أرأى فيه باطلا أنفذه ببصره إذ كان يختلف إلى النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم وأبي بكر.
وأخرج ابن مردوية عن ابن عباس في قوله {وأعطى قليلا وأكدى} قال : قطع نزلت في العاص بن وائل.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وأعطى قليلا وأكدى} قال : أطاع قليلا ثم انقطع.
وأخرج
الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله {وأعطى
قليلا وأكدى} قال : أعطى قليلا من ماله ومنع الكثير ثم كدره بمنة قال :
وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت قول الشاعر :
أعطى قليلا ثم أكدى بمنه * ومن ينشر المعروف في الناس يحمد قوله تعالى : {وإبراهيم الذي وفى}.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن
مردوية والشيرازي في الألقاب والديلمي بسند ضعيف عن أبي أمامة عن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : أتدرون ما قوله {وإبراهيم الذي وفى}
قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : وفى عمل يومه بأربع ركعات كان يصليهن من
أول النهار وزعم أنها صلاة الضحى.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وإبراهيم الذي وفى} قال : وفى الله بالبلاغ.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله {وإبراهيم الذي وفى} قال : وفى ما فرض عليه.
وأخرج
الحاكم وصححه ، وَابن مردوية عن ابن عباس قال : سهام الإسلام ثلاثون سهما
لم يمسها أحد قبل إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال الله {وإبراهيم الذي
وفى}.
وأخرج ابن جرير عن قتادة {وإبراهيم الذي وفى} قال : وفى طاعة الله وبلغ رسالة ربه إلى خلقه.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد وعكرمة {وإبراهيم الذي وفى} قال : بلغ هذه الآية {ألا تزر وازرة وزر أخرى}.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير {وإبراهيم الذي وفى} قال : بلغ
ما أمر به.
وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس {وإبراهيم الذي وفى} يقول : الذي استكمل الطاعة فيما
فعل بابنه حين رأى الرؤيا والذي في صحف موسى {ألا تزر وازرة وزر أخرى} إلى
آخر الآية.
وأخرج ابن جرير عن القرظي {وإبراهيم الذي وفى} قال : وفى بذبح ابنه.
وأخرج
ابن مردوية عن ابن عباس في قوله {وإبراهيم الذي وفى} قال : وفى سهام
الإسلام كلها ولم يوفها أحد غيره وهي ثلاثون سهما منها عشرة في براءة (إن
الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم) (التوبة 111) الآيات كلها وعشرة
في الأحزاب (إن
المسلمين والمسلمات) (الأحزاب 35) الآيات كلها وستة في
(قد أفلح المؤمنين) (المؤمنون 1) من أولها الآيات كلها وأربع في (سأل
سائل) (المعارج 1) (والذين يصدقون بيوم الدين) (المعارج 26) (والذين هم من
عذاب ربهم مشفقون) (المعارج 27) الآيات كلها فذلك ثلاثون سهما فمن وافى
الله بسهم منها فقد وافاه بسهم من سهام الإسلام ولم يوافه بسهام الإسلام
كلها إلا إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال الله {وإبراهيم الذي وفى}.
الآيات 38 - 41
أخرج
عَبد بن حُمَيد والحاكم وصححه ، وَابن مردوية عن ابن عباس قال : لما نزلت
{والنجم} فبلغ {وإبراهيم الذي وفى} قال : وفى {ألا تزر وازرة وزر أخرى}
إلى قوله {من النذر الأولى}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي العالية في قوله {وإبراهيم الذي وفى} قال : أدى عن ربه {ألا تزر وازرة وزر أخرى}.
وأخرج
الشافعي وسعيد بن منصور ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في
"سُنَنِه" عن عمرو بن أوس قال : كان الرجل يؤخذ بذنب غيره حتى جاء إبراهيم
فقال الله {وإبراهيم الذي وفى} قال : بلغ وأدى {ألا تزر وازرة وزر أخرى}.
وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس {وإبراهيم الذي وفى} قال : كانوا قبل إبراهيم يأخذون
الولي بالمولى حتى كان إبراهيم فبلغ {ألا تزر وازرة وزر أخرى} لا يؤخذ أحد
بذنب غيره.
وأخرج ابن المنذر عن هذيل بن شرحبيل قال : كان الرجل يؤخذ
بذنب غيره فيما بين نوح إلى إبراهيم حتى جاء إبراهيم {ألا تزر وازرة وزر
أخرى}.
قوله تعالى : {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}.
أخرج أبو
داود والنحاس كلاهما في الناسخ ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن
مردوية عن ابن عباس قال {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} فأنزل الله بعد ذلك
(والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم) (سورة الطور
الآية 21) فأدخل الله الأبناء الجنة بصلاح الآباء.
وأخرج ابن مردوية عن
ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ {وأن ليس
للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى} استرجع
واستكان.
الآيات 42 - 47.
أَخرَج الدارقطني في الأفراد والبغوي في
تفسيره عن أبي بن كعب عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {وأن إلى
ربك المنتهى} قال : لا فكرة في الرب.
وَأخرَج أبو الشيخ في العظمة عن سفيان الثوري في قوله {وأن إلى ربك المنتهى} قال : لا فكرة في الرب.
وأخرج
أبو الشيخ عن ابن عباس قال : مر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم على قوم
يتفكرون في الله فقال : تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق فإنكم لن
تقدرونه.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فتهلكوا.
وأخرج
أبو الشيخ عن يونس بن مسيرة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على
أصحابه وهم يذكرون عظمة الله تعالى فقال : ما كنتم تذكرون قالوا : كنا
نتفكر في عظمة الله تعالى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا في
الله فلا تفكروا ثلاثا ألا فتفكروا في عظم ما خلق ثلاثا.
وأخرج أبو
الشيخ عن أبي أمية مولى شبرمة واسمه الحكم عن بعض أئمة الكوفة قال : قال
ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصد نحوهم فسكتوا فقال : ما
كنتم تقولون قالوا : نظرنا إلى الشمس فتفكرنا فيها من أين تجيء ومن أين
تذهب وتفكرنا في خلق الله فقال : كذلك فافعلوا تفكروا في خلق الله ولا
تفكروا في الله فإن لله تعالى وراء المغرب أرضا
بيضاء بياضها ونورها
مسيرة الشمس أربعين يوما فيها خلق من خلق الله لم يعصوا الله طرفة عين قيل
: يا رسول الله من ولد آدم هم قال : ما يدرون خلق آدم أم لم يخلق قيل : يا
نبي الله فأين إبليس عنهم قال : لا يدرون خلق إبليس أم لم يخلق.
وأخرج
أبو الشيخ عن ابن عباس قال : دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن
في المسجد حلق حلق فقال لنا : فيم أنتم قلنا : نتفكر في الشمس كيف طلعت
وكيف غربت قال : أحسنتم كونوا هكذا تفكروا في المخلوق ولا تفكروا في
الخالق فإن الله خلق ما شاء لما شاء وتعجبون من ذلك إن من وراء (ق) سبع
بحار كل بحر خمسمائة عام ومن وراء ذلك سبع أرضين يضيء نورها لأهلها ومن
وراء ذلك سبعين ألف أمة خلقوا على أمثال الطير هو وفرخه في الهواء لا
يفترون عن تسبيحة واحدة ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة خلقوا من ريح فطعامهم
ريح وشرابهم ريح وثيابهم من ريح وآنيتهم من ريح ودوابهم من ريح لا
تستقرحوا فردوا بهم إلى
الأرض إلى قيام الساعة أعينهم في صدروهم
ينام أحدهم نومة واحدة ينتبه وعند رأسه رزقه ومن وراء ذلك ظل العرش وفي ظل
العرش سبعون ألف أمة ما يعلمون أن الله خلق آدم ولا ولد آدم ولا إبليس ولا
ولد إبليس وهو قوله تعالى (ويخلق ما لا تعلمون) (سورة النحل 8).
وأخرج
ابن مردوية عن عائشة قالت : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم
يضحكون فقال : لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا فنزل عليه
جبريل فقال : إن الله {وأنه هو أضحك وأبكى} فرجع إليهم فقال : ما خطوت
أربعين خطوة حتى أتاني جبريل فقال : ائت هؤلاء فقل لهم : إن الله أضحك
وأبكى.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة ، وَابن مردوية عن ابن عباس عن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : هبط آدم من الجنة بياقوتة بيضاء تمسح
بها دموعه قال : وبكى آدم على الجنة أربعين عاما فقال له جبريل : يا آدم
ما يبكيك إن الله بعثني إليك معزيا فضحك آدم فذلك قول الله {هو أضحك
وأبكى} فضحك آدم وضحكت ذريته وبكى آدم وبكت ذريته.
وأخرج ابن
أبي شيبة عن جبار الطائي قال : شهدت جنازة أم مصعب بن الزبير وفيها ابن
عباس فسمعنا أصوات نوائح فقلت : عباس يصنع هذا وأنت ههنا فقال : دعنا عنك
يا جبار فإن الله أضحك وأبكى.
الآيات 48 - 58.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وأنه هو أغنى وأقنى} قال : أعطى وأرضى.
وأخرج الفريابي ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {أغنى} قال : أكثر {وأقنى} قال : قنع.
وأخرج
الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله {أغنى
وأقنى} قال : أغنى من الفقر وأقنى من الغنى فقنع به قال : وهل تعرف العرب
ذلك قال : نعم ، أما سمعت قول عنترة العبسي : فأقنى حياءك لا أبا لك
واعلمي * أني امرؤ سأموت إن لم أقتل.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد قال :
أغنى أرضى وأقنى مون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي صالح في قوله {أغنى وأقنى} قال : غنى بالمال وأقنى من القنية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة والضحاك مثله.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحضرمي في قوله {وأنه هو أغنى وأقنى} قال : أغنى نفسه وأفقر الخلائق إليه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {وأنه هو رب الشعرى} قال :
هو الكوكب الذي يدعى الشعرى.
وأخرج الفاكهي عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في خزاعة وكانوا يعبدون الشعرى وهو الكوكب الذي يتبع الجوزاء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ عن مجاهد قال : الشعرى الكوكب الذي خلف الجوزاء كانوا يعبدونه.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة قال : كان ناس في
الجاهلية يعبدون هذا النجم الذي يقال له : الشعرى فنزلت.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {وأنه أهلك عادا الأولى} قال : كانت الآخرة بحضرموت.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله {وقوم نوح
من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى} قال : لم يكن قبيل من الناس هم أظلم
وأطغى من قوم نوح دعاهم نوح ألف سنة إلا خمسين عاما كلما هلك قرن
ونشأ
قرن دعاهم حتى لقد ذكر لنا أن الرجل كان يأخذ بيد أخيه أو ابنه فيمشي إليه
فيقول : يا بني إن أبي قد مشى بي إلى هذا وأنا مثلك يومئذ ، تتابعا في
الضلالة وتكذيبا بأمر الله عز وجل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله {والمؤتفكة أهوى} قال : أهوى بها جبريل بعد أن رفعها إلى السماء.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن عكرمة في قوله {والمؤتفكة أهوى} قال : قوم لوط ائتفكت
بهم الأرض بعد أن رفعها الله إلى السماء فالأرض تجلجل بها إلى يوم القيامة.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة في
قوله {والمؤتفكة أهوى} قال : قرى قوم لوط {فغشاها ما غشى} قال : الحجارة
{فبأي آلاء ربك} قال : فبأي نعم ربك.
وأخرج ابن جرير عن أبي
مالك الغفاري في قوله {ألا تزر وازرة وزر أخرى} إلى قوله {هذا نذير من
النذر الأولى} قال : محمد صلى الله عليه وسلم أنذر ما أنذر الأولون.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله {هذا نذير من النذر
الأولى} قال : إنما بعث محمد بما بعث به الرسل قبله وفي قوله {أزفت
الآزفة} قال : الساعة {ليس لها من دون الله كاشفة} أي رادة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : الآزفة من أسماء يوم القيامة.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله {أزفت الآزفة} قال : اقتربت الساعة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {أزفت الآزفة} قال : اقتربت الساعة {ليس لها من دون الله كاشفة} قال : لا يكشف عنها إلا هو.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في الآية قال : ليس لها من دون الله من آلهتهم كاشفة.
الآيات 59 - 62.
أَخرَج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله {أفمن هذا الحديث} قال : القرآن.
وأخرج
ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وهناد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ،
وَابن أبي حاتم عن صالح أبي الخليل قال : لما نزلت هذه الآية {أفمن هذا
الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون} فما ضحك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
بعد ذلك إلا أن يبتسم ولفظ عَبد بن حُمَيد فما رؤي النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم ضاحكا ولا متبسما حتى ذهب من الدنيا.
وأخرج ابن مردوية عن
ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
{أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون} فما رؤي النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم بعدها ضاحكا حتى ذهب من الدنيا.
وأخرج البيهقي في شعب
الإيمان عن أبي هريرة قال : لما نزلت {أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا
تبكون} بكى أصحاب الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم حنينهم بكى فبكينا ببكائه فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : لا يلج النار من بكى من خشية الله ولا يدخل الجنة مصر على معصية
الله ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم.
وأخرج عبد الرزاق
والفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والطبراني ،
وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله {سامدون} قال : لاهون معرضون عنه.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله {وأنتم سامدون} قال : غافلون.
وأخرج
عبد الرزاق والفريابي وأبو عبيد في فضائله ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي
الدنيا في ذم الملاهي والبزار ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن عباس في قوله {وأنتم سامدون} قال : الغناء باليمانية كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا ولعبوا.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن عكرمة في قوله {سامدون} قال : هو الغناء بالحميرية.
وأخرج
الفريابي وأبو يعلى ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن
ابن عباس في قوله {سامدون} قال : كانوا يمرون على رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو يصلي شامخين ألم تر إلى البعير كيف يخطر شامخا.
وأخرج الطستي
في مسائله والطبراني عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله {سامدون}
قال : السمود اللهو والباطل قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت
قول هزيلة بنت بكر وهي تبكي قوم عاد : ليت عادا قبلوا الحق * ولم يبدوا
حجودا قيل قم فانظر إليهم * ثم دع عنك السمودا
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله {سامدون} قال : غضاب مبرطمون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير من طريق منصور عن إبراهيم قال : كانوا
يكرهون أن يقوم القوم ينتظرون الإمام وكان يقال ذاك من السمود أو هو السمود وقال منصور : حين يقوم المؤذن فيقومون ينتظرون.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير من طريق سعيد بن أبي عروبة عن أبي معشر عن
النخعي أنه كان يكره أن يقوم إذا أقيمت الصلاة حتى يجيء الإمام ويقرأ هذه
الآية {وأنتم سامدون} قال سعيد : وكان قتادة يكره أن يقوم حتى يجيء الإمام
ولا يفسر هذه الآية على ذا.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ،
وَابن جَرِير عن أبي خالد الوالبي قال : خرج علي بن أبي طالب علينا وقد
أقيمت الصلاة ونحن قيام ننتظره ليتقدم فقال : ما لكم سامدون لا أنتم في
صلاة ولا أنتم جلوس منتظرون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله {فاسجدوا لله واعبدوا} قال : أعنتوا هذه الوجوه لله وعفروها في طاعة الله.
وأخرج
البخاري والترمذي ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : سجد النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم في النجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس.
وأخرج أحمد والنسائي ، وَابن مردوية عن المطلب بن أبي وداعة قال : قرأ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بمكة {والنجم} فسجد وسجد من معه.
وأخرج
سعيد بن منصور عن سبرة قال : صلى بنا عمر بن الخطاب الفجر فقرأ في الركعة
الأولى سورة يوسف ثم قرأ في الثانية النجم فسجد ثم قام فقرأ إذا زلزلت ثم
ركع.
* بسم الله الرحمن الرحيم * (54)- سورة القمر.
مكية وآياتها خمس وخمسون.
مقدمة السورة.
أَخرَج النحاس عن ابن عباس قال : نزلت سورة القمر بمكة.
وأخرج ابن الضريس ، وَابن مردوية والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : نزلت بمكة سورة {اقتربت الساعة}.
وأخرج ابن مردوية عن ابن الزبير مثله.
وأخرج
البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس قال : قارى ء اقتربت تدعى في التوراة
المبيضة تبيض وجه صاحبها يوم تبيض الوجوه قال البيهقي : منكر.
وأخرج
الديلمي عن عائشة مرفوعا من قرأ (بالم تنزيل) و(يس) و{اقتربت الساعة}
و{تبارك الذي بيده الملك} كن له نورا وحرزا من الشيطان والشرك ورفع له في
الدرجات يوم القيامة.
وأخرج ابن الضريس عن إسحاق بن عبد الله بن
أبي فروة رفعه من قرأ {اقتربت الساعة وانشق القمر} في كل ليلتين بعثه الله
يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر.
وأخرج ابن الضريس عن ليث عن معن
عن شيخ من همدان رفعه إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ
{اقتربت الساعة} غبا ليلة وليلة حتى يموت لقي الله تعالى ووجهه كالقمر
ليلة البدر.
وأخرج أحمد عن بريدة أن معاذا بن جبل صلى بأصحابه صلاة
العشاء فقرأ فيها {اقتربت الساعة} فقام رجل من قبل أن يفرغ فصلى وذهب فقال
له معاذ قولا شديدا فأتى الرجل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فاعتذر إليه
فقال : إني كنت أعمل في نخل وخفت على الماء فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : صلي بالشمس وضحاها ونحوها من السور.
الآيات 1 - 3.
وَأخرَج
عبد الرزاق وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد ومسلم ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر
والترمذي ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أنس قال : سأل
أهل مكة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم آية فانشق القمر بمكة فرقتين فنزلت {اقتربت الساعة وانشق القمر} إلى قوله {سحر مستمر} أي ذاهب.
وأخرج
البخاري ومسلم ، وَابن جَرِير عن أنس أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله
عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق
مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود قال : رأيت القمر منشقا شقتين بمكة قبل أن
يخرج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم شقة على أبي قبيس وشقة على السويداء
فقالوا : سحر القمر فنزلت {اقتربت الساعة وانشق القمر} قال مجاهد : يقول
كما رأيتم القمر منشقا فإن الذي أخبركم عن {اقتربت الساعة} حق.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه من
طريق أبي معمر عن ابن مسعود قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم فرقتين فرقة فوق الجبل وفرقة دونه فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : اشهدوا.
وأخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير
والحاكم وصححه ، وَابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق الأسود عن عبد
الله قال : رأيت القمر على الجبل وقد انشق فأبصرت الجبل من بين فرجتي
القمر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه وأبو نعيم
والبيهقي كلاهما في الدلائل من طريق مسروق عن ابن مسعود قال : انشق القمر
على عهد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقالت قريش : هذا سحر ابن أبي كبشة
فقالوا : انتظروا ما يأتيكم به السفار فإن محمدا لا يستطيع أن يسحر الناس
كلهم فجاء السفار فسألوهم فقالوا : نعم قد رأيناه فأنزل الله {اقتربت
الساعة وانشق القمر}.
وأخرج البخاري ومسلم ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : انشق القمر في زمان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق علقمة عن
ابن
مسعود قال : كنا مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بمنى فانشق القمر حتى
صار فرقتين فتوارت فرقة خلف الجبل فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم :
اشهدوا.
وأخرج مسلم والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن
مردويه والحاكم والبيهقي وأبو نعيم في الدلائل من طريق مجاهد عن ابن عمر
في قوله {اقتربت الساعة وانشق القمر} قال : كان ذلك على عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم انشق فرقتين فرقة من دون الجبل وفرقة خلفه فقال النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم : اللهم أشهد.
وأخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد
والترمذي ، وَابن جَرِير والحاكم وأبو نعيم والبيهقي عن جبير بن مطعم في
قوله {وانشق القمر} قال : انشق القمر ونحن بمكة على عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم حتى صار فرقتين فرقة على هذا الجبل وفرقة على هذا الجبل
فقال الناس : سحرنا محمد فقال رجل : إن كان سحركم فإنه لا يستطيع أن يسحر
الناس كلهم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه وأبو نعيم في
الدلائل عن ابن عباس في قوله {اقتربت الساعة وانشق القمر} قال : قد مضى
ذلك قبل الهجرة انشق القمر حتى رأوا شقيه.
وأخرج الطبراني ، وَابن
مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس قال : كسف القمر على عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقالوا : سحر القمر فنزلت {اقتربت الساعة وانشق القمر} إلى
قوله {مستمر}.
وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق عطاء والضحاك عن ابن
عباس في قوله {اقتربت الساعة وانشق القمر} قال : اجتمع المشركون على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم الوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام
والعاصي بن وائل والعاصي بن هشام والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب
وزمعة بن الأسود والنضر بن الحرث فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إن
كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين نصفا على أبي قبيس ونصفا على قعيقعان فقال
لهم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : إن فعلت تؤمنوا قالوا : نعم وكانت
ليلة بدر فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه ما سألوا فأمسى
القمر قد مثل نصفا على أبي
قبيس ونصفا على قعيقعان ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي يا أبا سلمة بن
عبد الأسد والأرقم بن أبي الأرقم اشهدوا.
وأخرج
أبو نعيم من طريق عطاء عن ابن عباس قال : انتهى أهل مكة إلى النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم فقالوا : هل من آية نعرف بها أنك رسول الله فهبط جبريل
فقال : يا محمد قل : يا أهل مكة إن تختلفوا هذه الليلة فسترون آية فأخبرهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالة جبريل فخرجوا ليلة أربع عشرة فانشق
القمر نصفين نصفا على الصفا ونصفا على المروة فنظروا ثم مالوا بأبصارهم
فمسحوها ثم أعادوا النظر فنظروا ثم مسحوا أعينهم ثم نظروا فقالوا : يا
محمد ما هذا إلا سحر ذاهب فأنزل الله {اقتربت الساعة وانشق القمر}.
وأخرج
أبو نعيم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال : جاءت أحبار اليهود إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : أرنا آية حتى نؤمن فسأل النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم ربه أن يريه آية فأراهم القمر قد انشق فصار قمرين أحدهما
على الصفا والآخر على المروة قدر ما بين العصر إلى الليل ينظرون إليه ثم
غاب القمر فقالوا : هذا {سحر مستمر}.
وأخرج ابن أبي شيبة ،
وعَبد بن حُمَيد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وَابن جَرِير ، وَابن
مردويه وأبو نعيم عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : خطبنا حذيفة بن اليمان
بالمدائن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال {اقتربت الساعة وانشق القمر} ألا
وإن الساعة قد اقتربت ألا وإن القمر قد انشق على عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق ألا وإن اليوم الضمار وغدا السباق.
وأخرج ابن المنذر عن حذيفة أنه قرأ [ اقتربت الساعة وقد انشق القمر ].
وأخرج
ابن المنذر عن الضحاك قال : كان انشقاق القمر ورسول الله صلى الله عليه
وسلم بمكة قبل أن يهاجر فقالوا : هذا سحر أسحر السحرة فأقلعوا كما فعل
المشركون إذا كسف القمر ضربوا بطساسهم وعما اصفر أحبارهم وقالوا : هذا فعل
السحر وذلك قوله {وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : ثلاث ذكرهن الله في القرآن قد
مضين {اقتربت الساعة وانشق القمر} قد انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقتين
حتى رآه الناس (سيهزم الجمع ويولون الدبر) (سورة القمر 45) وقد (فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد) (سورة المؤمنون 77).
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله {اقتربت
الساعة وانشق القمر} قال : رأوه منشقا فقالوا : هذا سحر ذاهب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد {وكل أمر مستقر} قال : يوم القيامة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {وكل أمر مستقر} قال : بأهله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن جَرِير عن قتادة {وكل أمر مستقر} قال : مستقر بأهل الخير الخير وبأهل الشر الشر.
الآيات 4 - 8.
أَخرَج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد !
{ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر} قال : هذا القرآن مزدجر قال : منتهى.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن عمر بن عبد العزيز أنه خطب بالمدينة فتلا هذه الآية
{ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر} قال : أحل فيه الحلال وحرم فيه
الحرام وأنبأكم فيه ما تأتون وما تدعون لم يدعكم في لبس من دينكم كرامة
أكرمكم بها ونعمة أتم بها عليكم ، قوله تعالى : {خشعا أبصارهم}.
أخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس أنه كان يقرأ [ خاشعا أبصارهم ] بالألف.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {خشعا أبصارهم} برفع الخاء.
وأخرج ابن جرير عن قتادة [ خاشعا أبصارهم ] أي ذليلة أبصارهم والله أعلم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {مهطعين إلى الداع} قال : ناظرين.
وأخرج
الطسي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله {مهطعين} قال : مذعنين
خاضعين قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت قول تبع : تعبدني نمر
بن سعد وقد درى * ونمر بن سعد لي مدين ومهطع.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله {مهطعين إلى الداع} قال : عامدين إلى الداعي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن في قوله {مهطعين إلى الداع} قال : منطلقين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن تميم بن حدلم في قوله {مهطعين} قال : الإهطاع التجميح.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير {مهطعين إلى الداع}
قال : هو النسلان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {مهطعين إلى الداع} قال : صائخي أذانهم إلى الصوت.
الآيات 9 - 17
أخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله {وقالوا مجنون وازدجر} قال : استطير جنونا.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن في قوله {وازدجر} قال : تهددوه بالقتل.
وأخرج
البخاري في الأدب ، وَابن أبي حاتم عن أبي الطفيل أن ابن الكواء سأل عليا
عن المجرة فقال : هي شرخ السماء ومنها فتحت أبواب السماء بماء منهمر ثم
قرأ {ففتحنا أبواب السماء} الآية.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله {ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر} قال : كثير لم
تمطر السماء قبل ذلك اليوم ولا بعده إلا من السحاب وفتحت أبواب السماء
بالماء من غير سحاب ذلك اليوم فالتقى الماءان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ،
وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله {فالتقى الماء} قال :
ماء السماء وماء الأرض {على أمر قد قدر} قال : كانت الأقوات قبل الأجساد
وكان القدر قبل البلاء.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {قد قدر} قال : صاح بصاع.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله {وحملناه على ذات
ألواح ودسر} قال : اللواح ألواح السفينة والدسر معاريضها التي تشد بها
السفينة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد قال : الألواح الصفائح والدسر العوارض.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {وحملناه على
ذات ألواح} قال : معاريض السفينة {ودسر} قال : دسرت بمسامير.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله تعالى : {ودسر} قال : المسامير.
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : حدثنا أن دسرها مساميرها التي شدت بها.
وأخرج
الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قول الله {ودسر}
قال : الدسر التي تحرز بها السفينة ، قال : وهل تعرف العرب ذلك ، قال :
نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول : سفينة نوتي قد أحكم صنعها * مثخنة
الألواح منسوجة الدسر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الدسر كلكل السفينة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة قال : الدسر صدرها الذي يضرب به الموج.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن نحوه.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في
قوله تعالى {جزاء لمن كان كفر} قال : جزاء الله هو الذي كفر.
وأخرج عبد
الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله
{ولقد تركناها آية} قال : أبقى الله سفينة نوح على الجودي حتى أدركها
أوائل هذه الأمة.
وأخرج آدم بن أبي إياس ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن
جَرِير ، وَابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد {ولقد يسرنا
القرآن للذكر} قال : هونا قراءته.
وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله {ولقد يسرنا القرآن للذكر} قال : لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ما
استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله.
وأخرج الديلمي عن أنس مرفوعا مثله.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن سيرين أنه مر برجل يقول سورة خفيفة قال لا تقل سورة
خفيفة ولكن قل سورة ميسرة لأن الله يقول {ولقد يسرنا القرآن للذكر}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله {فهل من مدكر} قال : هل من متذكر.
وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله {فهل من مدكر} قال : هل من منزجر عن المعاصي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله {فهل من مدكر} قال : هل من طالب خير يعان عليه.
وَأخرَج
ابن أبي الدنيا ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مطر الوراق في قوله
{ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} قال : هل من طالب علم فيعان عليه.
وأخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم وأبو داود
والترمذي
والنسائي ، وَابن جَرِير والحاكم ، وَابن مردويه عن ابن مسعود قال : قرأت
على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم [ فهل من مذكر ] بالذال فقال {فهل من
مدكر} بالدال.
الآيات 18 - 22.
أَخْرَج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا} قال : باردة {في يوم نحس} قال : أيام شداد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد في قوله {صرصرا} قال : شديدة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله {ريحا صرصرا} قال الباردة
{في يوم نحس} قال : في يوم مشؤوم على القوم مستمر استمر عليهم شره.
وأخرج
الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل {في
يوم نحس} قال : النحس البلاء والشدة ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم
أما سمعت زهير بن أبي سلمى وهو يقول :
سواء عليه أي يوم أتيته * أساعة نحس تتقي أم بأسعد.
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن زر بن حبيش {في يوم نحس مستمر} قال : يوم الأربعاء.
وأخرج
ابن المنذر ، وَابن مردويه ، عَن جَابر بن عبد الله قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : قال لي جبريل : اقض باليمين مع الشاهد وقال : يوم
الأربعاء {يوم نحس مستمر}.
وأخرج ابن مردويه ، عَن عَلِي ، قال : نزل
جبريل على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم باليمين مع الشاهد والحجامة ويوم
الأربعاء يوم نحس مستمر.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يوم نحس يوم الأربعاء.
وأخرج
ابن مردويه عن أنس قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأيام وسئل
عن يوم الأربعاء قال : يوم نحس قالوا : وكيف ذاك يا رسول الله قال : أغرق
فيه الله فرعون وقومه وأهلك عادا وثمود.
وأخرج وكيع في الغرر ، وَابن
مردويه والخطيب بسند عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وعبد الله
بن أحمد في زوائد الزهد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم
عن الحسن قال : لما أقبلت الريح قام إليها عاد فأخذ بعضهم بأيدي بعض
وغمزوا أقدامهم في الأرض وقالوا : من يزيل أقدامنا عن الأرض إن كان صادقا
فأرسل الله عليهم الريح تنزع الناس {كأنهم أعجاز نخل منقعر}.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن أبي هريرة قال : إن كان الرجل من عاد
ليتخذ المصراعين من حجارة لو اجتمع عليه خمسمائة من هذه الأمة لم يستطيعوا
أن يحملوه فكان الرجل يغمز قدمه في الأرض فتدخل فيه.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله {كأنهم أعجاز نخل} قال : أصول نخل {منقعر} قال : منقطع.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {أعجاز نخل منقعر} قال : أعجاز سود النخل.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله {كأنهم
أعجاز نخل منقعر} قال : وقعت رؤوسهم كأمثال الأخبية وتقورت أعناقهم فشبهها
بأعجاز نخل منقعر.
الآيات 23 - 43
أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله {إنا إذا لفي ضلال وسعر} قال : شقاء.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {إنا إذا لفي ضلال وسعر} قال : في ضلال وعناء.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله {وسعر} قال :
ضلال وفي قوله {كل شرب محتضر} قال : يحضرون الماء إذا غابت الناقة وإذا
جاءت حضروا اللبن وفي قوله {فتعاطى} قال : تناول وفي قوله {كهشيم المحتظر}
قال : الرجل هشم الحنتمة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة
في قوله {فتعاطى فعقر} قال : تناول أحيمر ثمود الناقة فعقرها وفي قوله
{كهشيم المحتظر} قال : كرماد محترق.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {فتعاطى} قال : تناول.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله {كهشيم
المحتظر} قال : كالعظام المحترقة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن ابن عباس {كهشيم المحتظر} قال : كالحشيش تأكله الغنم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {كهشيم المحتظر} قال : هو الحشيش قد حظرته فأكلته يابسا فذهب.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن سعيد بن جبير {كهشيم المحتظر} قال :
التراب الذي يسقط من الحائط ، قوله تعالى : {كذبت قوم لوط} الآيات.
أخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة في
قوله {فتماروا بالنذر} قال : لم يصدقوا بها وفي قوله {فطمسنا أعينهم} قال
: ذكر لنا أن جبريل استأذن ربه في عقوبتهم ليلة أتوا لوطا وأنهم عاجلوا
الباب ليدخلوا عليهم فصعقهم بجناحه فتركهم عميانا يترددون
وفي قوله
{ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر} قال : استقر بهم في نار جهنم وفي قوله
{فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر} قال : عزيز في نقمته إذا انتقم لا يخاف أن يسبق
وفي قوله {أكفاركم خير من أولئكم} يقول : أكفاركم خير ممن قد مضى.
وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن رضي الله عنه في قوله {ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر} قال : عذاب في الدنيا استقر بهم في الآخرة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {أكفاركم خير من أولئكم} يقول : ليس كفاركم خيرا من قوم نوح وقوم لوط.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن الربيع بن أنس رضي الله
عنه {أكفاركم خير من أولئكم} قال : أكفاركم أيتها الأمة خير مما ذكر من
القرون الأولى الذين أهلكتهم.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه
{أكفاركم خير من أولئكم} يقول : أكفاركم خير من أولئكم الذين مضوا {أم لكم
براءة في الزبر} يعني في الكتب.
الآيات 44 - 46
أخرج ابن أبي
شيبة ، وَابن منيع ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله {سيهزم الجمع ويولون الدبر} قال : كان ذلك
يوم بدر قالوا {نحن جميع منتصر} فنزلت هذه الآية.
وأخرج البخاري
والنسائي ، وَابن المنذر والطبراني وأبو نعيم في الدلائل ، وَابن مردويه
والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم قال وهو في قبة له يوم بدر : أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن
شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا فأخذ أبو بكر بيده فقال : حسبك يا رسول الله
ألححت على ربك فخرج وهو يثب في الدرع وهو يقول : {سيهزم الجمع ويولون
الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر}.
وأخرج ابن أبي شيبة ،
وَابن جَرِير عن عكرمة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يثب في الدرع يوم بدر ويقول هزم الجمع وولوا الدبر.
وأخرج البخاري عن
عائشة رضي الله عنها قالت : نزل على محمد صلى الله عليه وسلم وأنا بمكة
وإني لجارية ألعب {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر}.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط ، وَابن مردويه عن
أبي
هريرة رضي الله عنه قال : أنزل الله على نبيه بمكة قبل يوم بدر {سيهزم
الجمع ويولون الدبر} فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : قلت : يا رسول
الله أي جمع سيهزم فلما كان يوم بدر وانهزمت قريش نظرت إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم في آثارهم مصلتا بالسيف وهو يقول {سيهزم الجمع ويولون
الدبر} وكانت ليوم بدر فأنزل الله فيهم (حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب)
(المؤمنون 64) الآية وأنزل الله (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا)
(إبراهيم 28) الآية ورماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوسعتهم الرمية
وملأت أعينهم وأفواههم حتى إن الرجل ليقتل وهو يقذي عينيه فأنزل الله (وما
رميت إذ رميت ولكن الله رمى) (الأنفال 17).
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن
أبي شيبة ، وَابن راهويه ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر
، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه قال : لما نزلت
{سيهزم الجمع ويولون الدبر} قال عمر رضي الله عنه : جعلت أقول : أي جمع
سيهزم حتى كان يوم بدر رأيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع
وهو يقول {سيهزم الجمع ويولون الدبر} فعرفت تأويلها يومئذ.
وأخرجه ابن جرير ومن وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما موصولا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي العالية رضي الله عنه {سيهزم الجمع ويولون الدبر} قال : يوم بدر.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه قال : ذكر لنا أن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر : هزموا وولوا الدبر.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله
{والساعة أدهى وأمر} قال : ذكر الله قوم نوح وما أصابهم من العذاب وذكر
عادا وما أصابهم من الريح وذكر ثمود وما أصابهم من الصيحة وذكر قوم لوط
وما أصابهم من الحجارة وذكر آل فرعون وما أصابهم من الغرق فقال : {أكفاركم
خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر} إلى قوله {والساعة أدهى وأمر} يعني
أدهى مما أصاب أولئك وأمر.
وأخرج ابن المبارك في الزهد والترمذي وحسنه
والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم قال : بادروا بالأعمال سبعا ما ينتظر أحدكم إلا غنى مطغيا
أو فقرا منسيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال
والدجال شر غائب ينتظر أو الساعة {والساعة أدهى وأمر}.
وأخرج
ابن مردويه عن معقل رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال :
إن الله جعل عقوبة هذه الأمة السيف وجعل موعدهم الساعة {والساعة أدهى
وأمر}.
الآيات 47 - 53.
أَخرَج أحمد ومسلم ، وعَبد بن حُمَيد
والترمذي ، وَابن ماجة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء مشركو قريش إلى النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم
يخاصمونه في القدر فنزلت {يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر}.
وأخرج
البزار ، وَابن المنذر بسند جيد من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال
: ما أنزلت هذه الآية {إن المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على
وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر} إلا في أهل القدر.
وأخرج
ابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه ، وَابن شاهين ، وَابن منده
والباوردي في الصحابة والخطيب في تالي التلخيص ، وَابن عساكر عن
زرارة
رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه تلا هذه الآية {ذوقوا
مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر} قال : في أناس من أمتي في آخر الزمان
يكذبون بقدر الله.
وأخرج ابن عدي ، وَابن مردويه والديلمي ، وَابن
عساكر بسند ضعيف عن أبي أمامة رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : إن هذه الآية نزلت في القدرية {إن المجرمين في ضلال
وسعر}.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن سعد ، وَابن المنذر عن إبراهيم بن
محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه وكانت أمه لبابة بنت عبد
الله بن عباس رضي الله عنهما قالت : كنت أزور جدي ابن عباس رضي الله عنهما
في كل يوم جمعة قبل أن يكف بصره فسمعته يقرأ في المصحف فلما أتى على هذه
الآية {إن المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم} قال :
يا بنية ما أعرف أصحاب هذه الآية ما كانوا بعد وليكونن.
وأخرج ابن
المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه من طريق عطاء بن أبي رباح عن ابن
عباس رضي الله عنهما أنه قيل له : قد تكلم في القدر فقال : أو فعلوها
والله ما نزلت هذه الآية إلا فيهم {ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر}
أولئك شرار هذه الأمة لا تعودوا مرضاهم ولا تصلوا على موتاهم إن أريتني
واحدا منهم فقأت عينيه بأصبعي هاتين.
وأخرج
الطبراني ، وَابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت
هذه الآية في القدرية {يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا
كل شيء خلقناه بقدر}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {إنا كل شيء خلقناه بقدر}
قال : خلق الله الخلق كلهم بقدر وخلق لهم الخير والشر بقدر.
وأخرج مسلم عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس.
وأخرج البخاري في تاريخه عن ابن عباس قال : كل شيء بقضاء وقدر حتى وضعك يدك على خدك.
وأخرج
أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
لكل أمة مجوس ومجوس أمتي الذين يقولون لا قدر إن مرضوا فلا تعودهم وإن
ماتوا فلا تشهدوهم.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد : (ولقد أهلكنا
أشياعكم) قال: أشياعهم من أهل الكفر من الامم السالفة (فهل من مذكر) يقول
: هل من أحد يتذكر..
وَأخرَج ابن شاهين في السنة عن محمد بن كعب القرظي
قال : طلبت هذا القدر فيما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم فوجدته
في {اقتربت الساعة} {وكل شيء فعلوه في الزبر} {وكل صغير وكبير مستطر}.
وأخرج
سفيان بن عيينة في جامعه عن محمد بن كعب القرظي قال : إنما نزلت هذه {يوم
يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر} تعييرا
لأهل القدر.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {وكل شيء فعلوه في الزبر} قال : في الكتاب.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله تعالى {وكل صغير وكبير مستطر} قال : مسطور في الكتاب.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {وكل صغير وكبير مستطر} قال : محفوظ مكتوب.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله {وكل صغير وكبير مستطر} قال : مكتوب.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة {مستطر} مكتوب في سطر.
وأخرج
ابن جرير عن ابن زيد {ولقد أهلكنا أشياعكم} قال : أشياعهم من أهل الكفر من
الأمم السالفة {فهل من مدكر} يقول : هل من أحد يتذكر.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : ما طن ذباب إلا بقدر ثم قرأ {وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر}.
وأخرج
ابن مردويه عن عبد الله بن عمر قال : المكذبون بالقدر مجرمو هذه الأمة
وفيهم أنزلت هذه الآية {إن المجرمين في ضلال وسعر} إلى قوله {إنا كل شيء
خلقناه بقدر}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله {إنا كل شيء
خلقناه بقدر} قال : يقول خلق كل شيء فقدره فقدر الدرع للمرأة والقميص
للرجل والقتب للبعير والسرج للفرس ونحو هذا.
وأخرج ابن مردويه عن ابن
عباس قال : جاء العاقب والسيد وكانا رأسي النصارى بنجران فتكلما بين يدي
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بكلام شديد في القدر
والنبي صلى الله
عليه وسلم ساكت ما يجيبهما بشيء حتى انصرفا فأنزل الله {أكفاركم خير من
أولئكم} الذين كفروا وكذبوا بالله قبلكم {أم لكم براءة في الزبر} في
الكتاب الأول إلى قوله {ولقد أهلكنا أشياعكم} الذين كفروا وكذبوا بالقدر
قبلكم {وكل شيء فعلوه في الزبر} في أم الكتاب {وكل صغير وكبير مستطر} يعني
مكتوب إلى آخر السورة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن محمد بن
كعب قال : كنت أقرأ هذه الآية فما أدري من عني بها حتى سقطت عليها {إن
المجرمين في ضلال وسعر} إلى قوله {كلمح بالبصر} فإذا هم المكذبون بالقدر.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن مجاهد قال : نزلت هذه الآية في أهل التكذيب إلى آخر
الآية قال مجاهد : قلت لابن عباس : ما تقول فيمن يكذب بالقدر قال : أجمع
بيني وبينه قلت : ما تصنع به قال : أخنقه حتى أقتله.
وأخرج ابن مردويه
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صنفان من أمتي ليس
لهما في الإسلام نصيب المرجئة والقدرية أنزلت فيهم آية من
كتاب الله {إن المجرمين في ضلال وسعر} إلى آخر الآية.
وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس قال : إني لأجد في كتاب الله قوما يسحبون في النار
على وجوههم يقال لهم {ذوقوا مس سقر} لأنهم كانوا يكذبون بالقدر وإني لا
أراهم فلا أدري أشيء كان قبلنا أم شيء فيما بقي.
وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال : ما نزلت هذه الآية إلا تعييرا لأهل القدر {ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر}.
وأخرج أحمد عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لكل أمة
مجوسا وإن مجوس هذه الأمة الذين يقولون لا قدر فمن مرض فلا تعوده وإن مات فلا تشهدوه وهم من شيعة الدجال حق على الله أن يلحقهم به.
وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : سمعت بأذني هاتين
رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن أول ما خلق الله القلم قيل : اكتب لا
بد قال : وما لا بد قال : القدر قال : وما القدر قال : تعلم أن ما أصابك
لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك إن مت على غير ذلك دخلت النار.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا
كان يوم القيامة أمر الله مناديا ينادي أين خصماء الله فيقومون مسودة
وجوههم مزرقة عيونهم مائلا شفاههم يسيل لعابهم يقذرهم من رآهم فيقولون :
والله يا ربنا ما عبدنا من دونك شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا قال ابن
عباس رضي الله عنهما : لقد أتاهم الشرك من حيث لا يعلمون ثم تلا ابن عباس
(يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء
ألا إنهم هم الكاذبون) (المجادلة 18) هم والله القدريون ثلاث مرات.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه قال : ذكر لابن عباس أن قوما يقولون
في القدر فقال ابن عباس رضي الله عنهما : إنهم يكذبون بكتاب الله فلآخذن
بشعر أحدهم فلأنصينه إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا وأول شيء خلق
القلم وأمره أن يكتب ما هو كائن فإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن أبي يحيى الأعرج قال : سمعت ابن عباس رضي الله عنهما
وذكر القدرية فقال : لو أدركت بعضهم لفعلت به كذا وكذا ثم قال : الزنا
بقدر والسرقة بقدر وشرب الخمر بقدر.
وأخرج ابن جرير عن أبي عبد
الرحمن السلمي رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية {إنا كل شيء خلقناه
بقدر} قال رجل : يا رسول الله ففيم العمل أفي شيء نستأنفه أم في شيء قد
فرغ منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اعملوا فكل ميسر سنيسره
لليسرى وسنيسره للعسرى.
الآيات 54 - 55.
أَخْرَج ابن مردويه بسند واه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : النهر الفضاء والسعة ليس بنهر جار.
وأخرج
الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن
قوله {في جنات ونهر} قال : النهر السعة ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال :
نعم أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول : ملكت بها فأنهرت فتقها * يرى قائم
من دونها ما وراءها.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن شريك في قوله {في جنات ونهر} قال : جنات وعيون.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن أبي بكر بن عياش رضي الله عنه أن عاصما قرأ {في جنات
ونهر} مثلثة منتصبة النون قال أبو بكر رضي الله عنه : وكان زهير القرشي
يقرأ {ونهر} يريد جماعة النهر.
وأخرج الحكيم الترمذي عن بريدة عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم في قوله {في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك
مقتدر} قال : إن أهل الجنة يدخلون على الجبار كل يوم مرتين فيقرأ عليهم
القرآن وقد جلس كل امرى ء منهم مجلس الذي هو مجلسه على منابر الدر
والياقوت والزبرجد والذهب والفضة بالأعمال فلا تقر أعينهم قط كما تقر بذلك
ولم يسمعوا شيئا أعظم منه ولا أحسن منه ثم ينصرفون إلى رحالهم قريرة
أعينهم ناعمين إلى مثلها من الغد.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله {إن المتقين في جنات ونهر} قال : في نور وضياء.
وأخرج
الحكيم الترمذي عن ثور بن يزيد رضي الله عنه قال : بلغنا أن الملائكة
يأتون المؤمنين يوم القيامة فيقولون : يا أولياء الله انطلقوا فيقولون :
إلى أين فيقولون : إلى
الجنة فيقولون : إنكم تذهبون بنا إلى غير
بغيتنا فيقال لهم : وما بغيتكم فيقولون : المقعد مع الحبيب وهو قوله {إن
المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر}.
وأخرج ابن أبي شيبة
عن سعيد بن المسيب قال : دخلت المسجد وأنا أرى أني قد أصبحت فإذا علي ليل
طويل وإذا ليس فيه أحد غيري فقمت فسمعت حركة خلفي ففزعت فقال : أيها
الممتلى ء قلبه فرقا لا تفرق أو لا تفزع وقل : اللهم إنك مليك مقتدر ما
تشاء من أمر يكون ثم سل ما بدا لك قال سعيد : فما سألت الله شيئا إلا
استجاب لي.
وأخرج أبو نعيم ، عَن جَابر قال : بينما رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوما في مسجد المدينة فذكر بعض أصحابه الجنة فقال النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم : يا أبا دجانة أما علمت أن من أحبنا وابتلي بمحبتنا أسكنه
الله تعالى معنا ثم تلا {في مقعد صدق عند مليك مقتدر}.
* بسم الله الرحمن الرحيم * (55)- سورة الرحمن.
مدنية وآياتها ثمان وسبعون.
مقدمة السورة.
أَخرَج النحاس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة الرحمن بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال : أنزل بمكة سورة الرحمن.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت : نزلت سورة الرحمن بمكة.
وأخرج ابن الضريس ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة الرحمن بالمدينة.
الآيات 1 - 13.
أَخرَج النحاس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة الرحمن بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال : أنزل بمكة سورة الرحمن.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت : نزلت سورة الرحمن بمكة.
وأخرج ابن الضريس ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة الرحمن بالمدينة.
وأخرج
أحمد ، وَابن مردويه بسند حسن عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو يصلي نحو الركن قبل أن يصدع
بما يؤمر والمشركون يسمعون {فبأي آلاء ربكما تكذبان}.
وأخرج الترمذي ،
وَابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي
في الدلائل ، عَن جَابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى
الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها
فسكتوا فقال : ما لي أراكم سكوتا لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا
أحسن مردودا منكم كنت كلما أتيت على قوله {فبأي آلاء
ربكما تكذبان} قالوا : ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد.
وأخرج
البزار ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والدارقطني في الأفراد ، وَابن
مردويه والخطيب في تاريخه بسند صحيح عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قرأ سورة الرحمن على أصحابه فسكتوا فقال : ما لي أسمع الجن أحسن
جوابا لربها منكم ما أتيت على قوله الله {فبأي آلاء ربكما تكذبان} إلا
قالوا : لا شيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن علي : سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول : لكل شيء عروس وعروس القرآن الرحمن.
وأخرج
البيهقي عن فاطمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: قارى ء الحديد و{إذا وقعت الواقعة} والرحمن يدعى في ملكوت السموات
والأرض ساكن الفردوس.
وأخرج أحمد عن ابن زيد رضي الله عنه قال : كان أول مفصل ابن مسعود الرحمن.
وأخرج
أبو داود والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا قال له
: إني قد قرأت المفصل في ركعة فقال : أهذا كهذا الشعر لكن النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم كان يقرأ النظائر سورتين في ركعة الرحمن والنجم في ركعة
واقتربت والحاقة في ركعة والطور والذاريات في ركعة وإذا وقعت وإن في ركعة
وعم والمرسلات في ركعة والدخان وإذا الشمس كورت في ركعة وسأل سائل
والنازعات في ركعة وويل للمطففين وعبس في ركعة.
وأخرج الحاكم في
التاريخ والبيهقي عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوتر بتسع ركعات فلما أسن وثقل أوتر بسبع فصلى ركعتين وهو جالس فقرأ
فيهما الرحمن والواقعة.
وأخرج ابن حبان عن عبد الله بن مسعود رضي الله
عنه قال : أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن فخرجت إلى
المسجد عشية فجلس إلي رهط فقلت لرجل : اقرأ علي فإذا هو يقرأ حروفا لا
أقرؤها فقلت : من أقرأك قال : أقرأني
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فانطلقنا حتى وقفنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : اختلفنا في
قراءتنا فإذا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه تغيير ووجد في نفسه
حين ذكر الاختلاف فقال : إنما هلك من قبلكم بالإختلاف فأمر عليا فقال : إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم فإنما
هلك من قبلكم بالإختلاف قال : فانطلقنا وكل رجل منا يقرأ حرفا لا يقرؤه
صاحبه ، قوله تعالى : {الرحمن علم القرآن} الآيات.
أخرج ابن المنذر عن
ابن جريج رضي الله عنه في قوله {خلق الإنسان علمه البيان} قال : آدم {علمه
البيان} قال : بين له سبيل الهدى وسبيل الضلالة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد
، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {الرحمن علم
القرآن} قال : نعمة الله عظيمة {خلق الإنسان} قال : آدم {علمه البيان} قال
: علمه الله بيان الدنيا والآخرة بين حلاله وحرامه ليحتج بذلك عليه ولله
الحجة على عباده وفي قوله !
{الشمس والقمر بحسبان} إلى أجل بحساب.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله {الشمس والقمر بحسبان} قال :
بحساب ومنازل يرسلان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي مالك
رضي الله عنه {الشمس والقمر بحسبان} قال : عليهما حساب وأجل كأجل الناس
فإذا جاء أجلهما هلكا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الربيع بن أنس رضي الله عنه {الشمس والقمر بحسبان} قال : يجريان بحساب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الضحاك رضي الله عنه {الشمس والقمر بحسبان} قال : بقدر يجريان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {الشمس والقمر بحسبان} قال : يدوران في مثل قطب الرحى.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ في
العظمة
عن أبي رزين والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله {والنجم والشجر يسجدان}
قال : النجم ما انبسط على الأرض والشجر ما كان على ساق.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه مثله.
وأخرج
ابن جرير وأبو الشيخ عن أبي رزين في قوله {والنجم والشجر يسجدان} قال :
النجم ما ذهب فرشا على الأرض ليس له ساق والشجر ما كان له ساق {يسجدان}
قال : ظلهما سجودهما.
وأخرج ابن الأنباري في الوقف والإبتداء عن ابن
عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله {والنجم والشجر يسجدان}
ما النجم قال : ما أنجمت الأرض مما لا يقوم على ساق فإذا قام على ساق فهي
شجرة ، قال صفوان بن أسد التميمي : لقد أنجم القاع الكبير عضاته * وتم به
حيا تميم ووائل وقال زهير بن أبي سلمى :
مكلل بأصول النجم تنسجه * ريح الجنوب كضاحي ما به حبك.
وَأخرَج
ابن جرير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {والنجم والشجر
يسجدان} قال : النجم نجم السماء والشجر الشجرة يسجد بكرة وعشية.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ووضع الميزان} قال : العدل.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ألا تطغوا في
الميزان} قال : اعدل يا ابن آدم كما تحب أن يعدل عليك وأوف كما تحب أن
يوفى لك فإن العدل يصلح الناس.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما أنه رأى رجلا يزن قد أرجح فقال : أقم اللسان كما قال
الله {وأقيموا الوزن بالقسط}.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {وأقيموا الوزن بالقسط} قال : اللسان.
وأخرج الفريابي ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {والأرض وضعها للأنام} قال : للناس.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {والأرض وضعها للأنام} قال : للخلق.
وأخرج
الطستي والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له :
أخبرني عن قوله {وضعها للأنام} قال : الأنام الخلق وهم ألف أمة ستمائة في
البحر وأربعمائة في البر ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت
لبيدا وهو يقول : فإن تسألينا ممن نحن فإننا * عصافير من هذا الأنام
المسخر.
وَأخرَج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وضعها للأنام} قال : كل شيء فيه روح.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه {والأرض وضعها للأنام} قال : كل
شيء يدب على الأرض.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله {والأرض وضعها للأنام} قال : للخلق الجن والإنس.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {والنخل ذات الأكمام} قال : أوعية الطلع.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله {والحب ذو العصف} قال : ورق الحنطة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن الضحاك في الآية قال : الحب الحنطة والشعير والعصف القشر الذي يكون على الحب.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {والحب ذو العصف} قال : التبن {والريحان} قال : خضرة الزرع.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال : العصف ورق الزرع إذا يبس والريحان ما أنبتت الأرض من الريحان الذي يشم.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال :
العصف الزرع أول ما يخرج بقلا والريحان حين يستوي على سوقه ولم يسنبل.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : كل ريحان في القرآن فهو الرزق.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي صالح في قوله {والحب ذو العصف} قال : العصف أول ما ينبت.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد {والريحان} قال : الرزق.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله {والريحان} قال : الرزق والطعام.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله {والريحان} قال : الرياحين التي يوجد ريحها.
وأخرج ابن جرير عن الحسن {والريحان} قال : ريحانكم هذا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله !
{فبأي آلاء ربكما تكذبان} قال : بأي نعمة الله.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فبأي آلاء ربكما تكذبان} يعني الجن والإنس والله أعلم.
الآيات 14 - 18.
أَخرَج عَبد بن حميد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله {وخلق الجان من مارج من نار} قال : من لهب النار.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة مثله.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {من مارج من نار} قال : من لهبها من وسطها.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {من مارج} قال : خالص النار.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {من مارج} قال : من شهب النار.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد {من
مارج} قال : اللهب الأصفر والأخضر الذي يعلو النار إذا أوقدت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير {من مارج} قال : الخضرة التي تقطع من النار السواد الذي يكون بين النار وبين الدخان.
وأخرج
عبد الرزاق وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد ومسلم ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه
والبيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : خلقت الملائكة من نور وخلق الجن من مارج من نار وخلق آدم كما وصف
لكم ، قوله تعالى : {رب المشرقين} الآية.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد
بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في
قوله {رب المشرقين ورب المغربين} قال : للشمس مطلع في الشتاء ومغرب في
الشتاء ومطلع في الصيف ومغرب في الصيف غير مطلعها في الشتاء وغير مغربها
في الشتاء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد {رب المشرقين ورب
المغربين} قال : مشرق الشتاء ومغربه ومشرق الصيف ومغربه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة وعكرمة مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {رب المشرقين} قال : مشرق النجم ومشرق الشفق {ورب المغربين} قال : مغرب الشمس ومغرب الشفق.
الآيات 19 - 23.
أَخْرَج
ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {مرج
البحرين} قال : أرسل البحرين {بينهما برزخ} قال : حاجز {لا يبغيان} قال :
لا يختلطان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن
مجاهد {مرج البحرين يلتقيان} قال : مرجهما استواؤهما {بينهما برزخ} قال :
حاجز من الله {لا يبغيان} قال : لا يختلطان وفي لفظ لا يبغي أحدهما على
الآخر لا العذب على المالح ولا المالح على العذب.
وأخرج عَبد بن
حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة {مرج البحرين يلتقيان} قال : حسنهما
{بينهما برزخ لا يبغيان} قال : البرزخ عزمة من الله لا يبغي أحدهما على
الآخر.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن الحسن {مرج البحرين} قال : بحر فارس وبحر الروم.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة
{مرج البحرين يلتقيان} قال : بحر فارس وبحر الروم وبحر المشرق وبحر المغرب.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {مرج البحرين} قال : بحر السماء وبحر الأرض {يلتقيان} كل عام.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير {مرج البحرين يلتقيان} قال : بحر السماء وبحر الأرض.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {بينهما برزخ لا يبغيان} قال : بينهما من البعد ما لا يبغي كل واحد منهما على صاحبه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن {بينهما برزخ} قال : أنتم البرزخ {لا يبغيان} عليكم فيغرقانكم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة {بينهما برزخ لا
يبغيان} قال : برزخ الجزيرة واليبس {لا يبغيان} على اليبس ولا يبغي أحدهما
على صاحبه وما أخذ أحدهما من صاحبه فهو بغي يحجز أحدهما عن صاحبه بلطفه
وقدرته وجلاله.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن الحسن وقتادة {لا يبغيان} قال : لا يطغيان على الناس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن ابن أبزي {بينهما برزخ} قال : البعد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير {بينهما برزخ} قال : بئر ههنا عذب وبئر ههنا مالح.
وأخرج
ابن أبي الدنيا في كتاب المطر ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله {يخرج منهما اللؤلؤ} قال : إذا أمطرت السماء
فتحت الأصداف في البحر أفواهها فما وقع فيها من قطر السماء فهو اللؤلؤ.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال : إذا قطر القطر من السماء فتحت له الأصداف فكان اللؤلؤ.
وأخرج
الفريابي وهناد بن السري ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر
، وَابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس قال : المرجان عظام اللؤلؤ.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن علي بن أبي طالب قال : المرجان عظام اللؤلؤ.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد قال : المرجان ما عظم من اللؤلؤ.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مرة قال : المرجان جيد اللؤلؤ.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : اللؤلؤ ما عظم منه والمرجان اللؤلؤ
الصغار.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة قال : اللؤلؤ عظام اللؤلؤ والمرجان صغار اللؤلؤ.
وأخرج
ابن أبي الدنيا في الوقف والإبتداء عن مجاهد في قوله {يخرج منهما اللؤلؤ
والمرجان} قال : اللؤلؤ عظام اللؤلؤ والمرجان اللؤلؤ الصغار.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الحسن والضحاك قال : اللؤلؤ العظام والمرجان الصغار.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود قال : المرجان الخرز الأحمر.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس في قوله {مرج البحرين يلتقيان} قال علي وفاطمة
{بينهما برزخ لا يبغيان} قال : النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم {يخرج منهما
اللؤلؤ والمرجان} قال : الحسن والحسين.
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك في قوله {مرج البحرين يلتقيان} قال : علي وفاطمة {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} قال : الحسن والحسين.
الآيات 24 - 30
أخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله {وله الجوار
المنشآت} قال : المنشآت ما رفع قلعة من السفن فأما ما لم يرفع قلعة فليس
بمنشآت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن {وله الجوار المنشآت} قال : السفن و{المنشآت} قال : بالشراع {كالأعلام} قال : كالجبال.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {وله الجوار المنشآت} يعني السفن {كالأعلام} قال : كالجبال.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {وله الجوار المنشآت} قال : هي السفائن.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والمحاملي في أماليه عن عمير بن سعد قال : كنا مع علي شط الفرات فمرت به سفينة فقرأ هذه الآية !
{وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن إبراهيم النخعي والضحاك أنهما كان يقرآن {وله الجوار المنشآت في البحر} قال : أي الفاعلات.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الأعمش أنه كان يقرؤها {وله الجوار المنشآت} يعني الباديات.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه كان يقرأها على الوجهين بكسر الشين وفتحها ، قوله تعالى : {كل من عليها فان} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال : إذا قرأت {كل من عليها فان} فلا تسكت حتى تقرأ {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة ، وَابن
مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله {ذو الجلال
والإكرام} قال : ذو الكبرياء والعظمة.
وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن
حميد بن هلال قال : قال رجل : يرحم الله رجلا أتى على هذه الآية {ويبقى
وجه ربك ذو الجلال والإكرام} فسأل الله تعالى
بذلك الوجه الكافي الكريم ولفظ البيهقي بذلك الوجه الباقي الجميل ، قوله تعالى : {يسأله من في السماوات والأرض} الآية.
أخرج
ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {يسأله من في السماوات
والأرض} يعني يسأل عباده إياه الرزق والموت والحياة كل يوم هو في ذلك.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي صالح {يسأله من في السماوات والأرض}
قال {يسأله من في السماوات} الرحمة ويسأله من في الأرض المغفرة والرزق.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال : الملائكة يسألونه الرزق لأهل الأرض والأرض يسأله أهلها الرزق لهم.
وأخرج
الحسن بن سفيان في مسنده والبزار ، وَابن جَرِير والطبراني وأبو الشيخ في
العظمة ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان ، وَابن عساكر عن أبي
الدرداء عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قول الله {كل يوم هو في شأن}
قال : من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج
كربا ويرفع قوما ويضع آخرين زاد البزار : وهو يجيب داعيا.
وأخرج البزار عن ابن عمر عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم {كل يوم هو في شأن} قال : يغفر ذنبا ويفرج كربا.
وأخرج البيهقي عن أبي الدرداء في قوله {كل يوم هو في شأن} قال : يكشف كربا ويجيب داعيا ويرفع قوما ويضع آخرين.
وأخرج
عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ في العظمة
والحاكم ، وَابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الأسماء والصفات
عن ابن عباس في قوله {كل يوم هو في شأن} قال : إن مما خلق الله لوحا
محفوظا من درة بيضاء دفتاه من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور عرضه ما
بين السماء والأرض ينظر فيه كل يوم ثلثمائة وستين نظرة يخلق في كل نظرة
ويرزق ويحيى ويميت ويعز ويذل ويغل ويفك ويفعل ما يشاء فذلك قوله تعالى {كل
يوم هو في شأن}.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر
والبيهقي عن عبيد بن عمير {كل يوم هو في شأن} قال : من شأنه أن يجيب داعيا ويعطي سائلا ويفك عانيا ويشفى سقيما.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {كل يوم هو في شأن}
قال : لا يستغني عنه أهل السماء والأرض يحيى حيا ويميت ميتا ويربي صغيرا
ويفك أسيرا ويغني فقيرا وهو مرد حاجات الصالحين ومنتهى شكرهم وصريخ
الأخيار.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ عن أبي ميسرة {كل يوم
هو في شأن} قال : يحيى ويميت ويصور في الأرحام ما يشاء ويعز من يشاء ويذل
من شاء ويفك الأسير.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الربيع رضي الله عنه {كل يوم هو في شأن} قال : يخلق خلقا ويميت آخرين ويرزقهم ويكلؤهم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن سويد بن جبلة الفزاري وكان من التابعين قال : إن ربكم
{كل يوم هو في شأن} يعتق رقابا ويفحم عتابا ويعطي رغابا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي الجوزاء رضي الله عنه {كل يوم هو في شأن} قال : لا يشغله شأن عن شأن.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه {كل يوم هو في شأن}
قال : من أيام الدنيا كل يوم يجيب داعيا ويكشف كربا ويجيب مضطر ويغفر ذنبا.
الآيات 31 - 45
أخرج عَبد بن حُمَيد وعبد الرزاق ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {سنفرغ لكم أيها الثقلان} قال : قددنا من الله فراغ لخلقه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الضحاك رضي الله عنه {سنفرغ لكم أيها الثقلان} قال : وعيد.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {سنفرغ لكم أيها الثقلان} قال : هذا وعيد
من الله لعباده وليس بالله شغل وفي قوله : {لا تنفذون إلا بسلطان} يقول :
لا تخرجوا من سلطاني.
وأخرج البزار والبيهقي عن طلحة بن منصور ويحيى بن وثاب رضي الله عنه أنهما قرءا : سيفرغ لكم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله: (لا تنفذون إلا بسلطان). قال: بحجة.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {لا تنفذون
إلا بسلطان} قال : إلا بملكة من الله.
وأخرج
ابن أبي الدنيا في هواتف الجان عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال : كان
سبب إسلام الحجاج بن علاط أنه خرج في ركب من قومه إلى مكة فلما جن عليه
الليل استوحش فقام يحرس أصحابه ويقول : أعيذ نفسي وأعيذ أصحابي من كل جني
بهذا النقب حتى أن أعود سالما وركبي فسمع قائلا يقول {يا معشر الجن والإنس
إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا
بسلطان} فلما قدم مكة أخبر بذلك قريشا فقالوا له : إن هذا فيما يزعم محمد
أنه أنزل عليه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله {يرسل عليكما شواظ من نار} قال : لهب النار
{ونحاس}
قال : دخان النار.
وأخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف
والإبتداء والطستي والطبراني عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له :
أخبرني عن قوله {يرسل عليكما شواظ من نار}
قال : الشواظ اللهب الذي لا
دخان له ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت أمية بن أبي الصلت
الثقفي وهو يقول : يظل يشب كيرا بعد كير * وينفخ دائما لهب الشواظ قال :
فأخبرني عن قوله {ونحاس} قال : هو الدخان الذي لا لهب فيه ، قال : وهل
تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول : يضيء كضوء سراج
السليط * لم يجعل الله فيه نحاسا.
وَأخرَج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {يرسل عليكما شواظ من نار} قال : لهب من نار.
وأخرج
هناد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله
عنه {يرسل عليكما شواظ من نار} قال : هو اللهب الأحمر المنقطع منها وفي
لفظ قال : قطعة من نار حمرة {ونحاس} قال : يذاب الصفر فيصب على رؤوسهم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن عكرمة رضي الله عنه {يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس}
قال : واديان فالشواظ واد من نتن والنحاس واد من صفر والنتن نار.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {يرسل عليكما شواظ من نار}
قال : نار تخرج من قبل المغرب تحشر الناس حتى أنها لتحشر القردة والخنازير
تبيت حيث باتوا وتقيل حيث قالوا.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ونحاس} قال : هو الصفر يعذبون به.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {فلا تنتصران} يعني الجن والإنس.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فإذا انشقت السماء فكانت وردة
كالدهان) .قال تغير لونها.}وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (فكانت وردة). يقول : حمراء {كالدهان} قال : هو الأديم الأحمر.
وأخرج
الفريابي وسعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فكانت وردة كالدهان} قال : مثل لون
الفرس الورد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الضحاك رضي الله عنه {فكانت وردة كالدهان} قال : حمراء كالدابة الوردة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن أبي الجوزاء رضي الله عنه {فكانت وردة كالدهان} قال :
وردة الجل {كالدهان} قال : كصفاء الدهن ألم تر العربي يقول : الجل الورد.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عطاء {فكانت وردة كالدهان}
قال : لون السماء كلون دهن الورد في الصفرة.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة
{فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان} قال : هي اليوم خضراء كما ترون
وإن لها يوم القيامة لونا آخر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله {فكانت وردة كالدهان} قال : كالدهن.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {فكانت وردة كالدهان} قال : صافية كصفاء الدهن.
وأخرج
محمد بن نصر عن لقمان بن عامر الحنفي أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مر
بشاب يقرأ {فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان} فوقف فاقشعر وخنقته
العبرة يبكي ويقول : ويلي من يوم تنشق فيه السماء فقال النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم : يا فتى فوالذي نفسي بيده لقد بكيت الملائكة من بكائك.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه
إنس ولا جان} قال : لا يسألهم هل عملتم كذا وكذا لأنه أعلم بذلك منهم ولكن
يقول : لم عملتم كذا وكذا.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن مردوية عن ابن
عباس رضي الله عنهما {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} يقول : لا
أسألهم عن أعمالهم ولا أسأل بعضهم عن بعض وهو مثل قوله (ولا يسأل عن
ذنوبهم المجرمون) (القصص 78) ومثل قوله (ولا تسأل عن أصحاب الجحيم)
(البقرة 119).
وأخرج ابن مردوية عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا
يحاسب أحد يوم القيامة فيغفر له ويرى المسلم عمله في قبره يقول الله {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان}.
وأخرج
آدم ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والبيهقي في الشعب
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} قال
: لا تسأل الملاكئة عن المجرم يعرفونهم بسيماهم.
وأخرج هناد ، وعَبد بن حُمَيد عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {يعرف المجرمون
بسيماهم} قال : بسواد وجوههم وزرقة عيونهم.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه {يعرف المجرمون بسيماهم} قال : بسواد الوجوه وزرقة العيون.
وأخرج
ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس رضي
الله عنهما في قوله {فيؤخذ بالنواصي والأقدام} قال : تأخذ الزبانية
بناصيته وقدميه ويجمع فيكسر كما يكسر الحطب في التنور.
وأخرج ابن
المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {فيؤخذ بالنواصي والأقدام} قال :
يأخذ الملك بناصية أحدهم فيقرنها إلى قدميه ثم يكسر ظهره ثم يلقيه في
النار.
وأخرج هناد في الزهد عن الضحاك رضي الله عنه في الآية قال : يجمع بين ناصيته وقدميه في سلسلة من وراء ظهره.
وأخرج
عبد الرزاق في المصنف عن رجل من كندة قال : قلت لعائشة رضي الله عنها :
أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنه يأتي عليه ساعة لا يملك
لأحد شفاعة قالت : نعم لقد سألته فقال : نعم حين يوضع الصراط وحين تبيض
وجوه وتسود
وجوه وعند الجسر حتى يشحذ حتى يكون مثل شفرة السيف ويسجر
حتى يكون مثل الجمرة فأما المؤمن فيجيزه ولا يضره وأما المنافق فينطلق حتى
إذا كان في وسطه خز في قدميه يهوى بيديه إلى قدميه فهل رأيت من رجل يسعى
حافيا فيؤخذ بشوكة حتى تكاد تنفذ قدميه فإنه كذلك يهوى بيديه إلى قدميه
فيضربه الزباني بخطاف في ناصيته فيطرح في جهنم يهوي فيها خمسين عاما فقلت
: أيثقل قال : يثقل خمس خلفات فيومئذ {يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ
بالنواصي والأقدام}.
وأخرج ابن مردويه والضياء المقدسي في صفة النار عن
أنس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : والذي نفسي
بيده لقد خلقت زبانية جهنم قبل أن تخلق جهنم بألف عام فهم كل يوم يزدادون
قوة إلى قوتهم حتى يقبضوا من قبضوا عليه بالنواصي والأقدام.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله !
{وبين حميم آن} قال : الذي انتهى حره.
وأخرج
الطستي والطبراني عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله
{حميم آن} قال : الآني الذي انتهى طبخه وحره قال : وهل تعرف العرب ذلك قال
: نعم أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول : ويخضب لحية غدرت وخانت * بأحمى
من نجيع الجوف آني.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة
رضي الله عنه في قوله {وبين حميم آن} قال : قد آنى طبخة منذ خلق الله
السموات والأرض.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه {وبين حميم آن} قال : قد بلغ إناه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة رضي الله عنه {وبين حميم آن} قال : نار قد اشتد حرها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن سعيد بن جبير {وبين حميم آن} قال : النحاس انتهى حره.
الآيات 46 - 55
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن شوذب في قوله {ولمن خاف مقام ربه جنتان} قال : نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وأخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن عطاء أن أبا بكر الصديق رضي الله
عنه ذكر ذات يوم وفكر في القيامة والموازين والجنة والنار وصفوف الملائكة
وطي السموات ونسف الجبال وتكوير الشمس وانتثار الكواكب فقال : وددت أني
كنت خضراء من هذا الخضر تأتي علي بهيمة فتأكلني وأني لم أخلق فنزلت هذه
الآية {ولمن خاف مقام ربه جنتان}.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {ولمن خاف مقام ربه جنتان} قال : وعد الله المؤمنين الذين خافوا مقامه فأدوا فرائضه الجنة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {ولمن خاف مقام ربه جنتان} يقول : خاف ثم اتقى والخائف من ركب طاعة الله وترك معصيته.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة وهناد ، وَابن أبي الدنيا في التوبة ،
وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في
قوله {ولمن خاف مقام ربه جنتان} قال : هو الرجل يهم بالمعصية فيذكر مقامه
فينزع
عنها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه {ولمن خاف مقام ربه جنتان} قال : من خاف مقام الله عليه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد مثله.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد رضي
الله عنه في الآية قال : الرجل يريد الذنب فيذكر الله فيدع الذنب.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {ولمن خاف مقام ربه
جنتان} قال : إن المؤمنين خافوا ذلك المقام فعملوا لله ودأبوا ونصبوا له
بالليل والنهار.
وأخرج ابن جرير عن إبراهيم {ولمن خاف مقام ربه جنتان} قال : إذا أراد أن يذنب أمسك مخافة الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن مسعود {ولمن خاف مقام ربه جنتان} قال : لمن خافه في الدنيا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية بن قيس في قوله {ولمن خاف مقام ربه جنتان}
قال : نزلت في الذي قال : أحرقوني بالنار لعلي
أضل الله قال لنا بيوم وليلة بعد أن تكلم بهذا فقبل الله منه ذلك وأدخله الجنة.
وأخرج
ابن أبي شيبة وأحمد ، وَابن منيع والحكيم في نوادر الأصول والنسائي
والبزار وأبو يعلى ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن المنذر
والطبراني ، وَابن مردويه عن أبي الدرداء أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
قرأ هذه الآية {ولمن خاف مقام ربه جنتان} فقلت : وإن زنى وإن سرق يا رسول
الله فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الثانية {ولمن خاف مقام ربه
جنتان} فقلت : وإن زنى وإن سرق فقال الثالثة {ولمن خاف مقام ربه جنتان}
فقلت : وإن زنى وإن سرق قال : نعم وإن رغم أنف أبي الدرداء.
وأخرج ابن
مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {ولمن خاف
مقام ربه جنتان} فقال أبو الدرداء : وإن زنى وإن سرق
يا رسول الله
قال : وإن زنى وإن سرق وإن رغم أنف أبي الدرداء فكان أبو الدرداء يقص
ويقول : {ولمن خاف مقام ربه جنتان} وإن رغم أنف أبي الدرداء.
وأخرج
الطبراني ، وَابن مردويه من طريق الحريري عن أخيه قال : سمعت محمدا بن سعد
يقرأ هذه الآية [ ولمن خاف مقام ربه جنتان وإن زنى وإن سرق ] فقلت : ليس
فيه وإن زنى وإن سرق قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها كذلك
فأنا أقرأها كذلك حتى أموت.
وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله
دخل الجنة ثم قرأ {ولمن خاف مقام ربه جنتان}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن
شهاب قال : كنت عند هشام بن عبد الملك فقال : قال أبو هريرة رضي الله عنه
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {ولمن خاف مقام ربه جنتان} فقال أبو
هريرة رضي الله عنه : وإن زنى وإن سرق فقلت : إنما كان ذلك قبل أن تنزل
الفرائض فلما نزلت الفرائض ذهب هذا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن
المنذر عن يسار مولى لآل معاوية عن أبي الدرداء رضي الله عنه في قوله
{ولمن خاف مقام ربه جنتان} قال : قيل : يا أبا الدرداء وإن زنى وإن سرق
قال : من خاف مقام ربه لم يزن ولم يسرق.
وأخرج الطيالسي ، وَابن أبي
شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، وَابن ماجة ، وَابن المنذر
، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي موسى
الأشعري
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : جنان الفردوس أربع :
جنتان من ذهب حليتهما وآنيتهما وما فيهما وجنتان من فضة حليتهما وآنيتهما
وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على
وجهه في جنة عدن.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن
أبي موسى عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله : {ولمن خاف مقام ربه
جنتان} وقوله {ومن دونهما جنتان} قال : جنتان من ذهب للمقربين وجنتان من
ورق لأصحاب اليمين.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ،
وَابن المنذر والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي موسى
الأشعري رضي الله عنه في قوله {ولمن خاف مقام ربه جنتان} قال : جنتان من
ذهب للسابقين وجنتان من فضة للتابعين.
وأخرج ابن مردويه عن عياض بن
تميم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا {ولمن خاف مقام ربه جنتان}
قال : بستانان عرض كل واحد منهما مسيرة مائة عام فيهما أشجار وفرعهما ثابت
وشجرهما ثابت وعرصتهما عظيمة ونعيمهما عظيم وخيرهما دائم ولذتهما قائمة
وأنهارهما جارية وريحهما طيب وبركتهما كثيرة وحياتهما طويلة وفاكهتما
كثيرة.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن الحسن قال : كان شاب على عهد
عمر بن الخطاب رضي الله عنه ملازم المسجد والعبادة فعشقته جارية فأتته في
خلوة فكلمته فحدث نفسه بذلك فشهق شهقة فغشي عليه فجاء عم له إلى بيته فلما
أفاق قال يا عم انطلق إلى عمر فأقرئه مني السلام
وقل له : ما جزاء من خاف مقام ربه فانطلق عمه فأخبر عمر وقد شهق الفتى شهقة أخرى فمات منها فوقف عليه عمر فقال : لك جنتان لك جنتان.
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ذواتا أفنان} قال : ذواتا ألوان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير مثله.
وأخرج هناد عن الضحاك مثله.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله {ذواتا أفنان} يقول : ألوان من الفواكه.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله {ذواتا أفنان} قال : ذواتا أغصان.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس {ذواتا أفنان} قال :
غصونهما يمس بعضها بعضا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن ابن عباس {ذواتا أفنان} قال : الفنن الغصن.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر وأبو بكر بن حبان في الفنون ، وَابن
الأنباري في الوقف والإبتداء عن عكرمة أنه سئل عن قول الله {ذواتا أفنان}
قال : ظل الأغصان على الحيطان أما سمعت قول الشاعر ما هاج شوقك من هدير
حمامة * تدعو على فنن الغصون حماما
تدعو باشرخين صادف طاويا * ذا مخلبين من الصقور قطاما.
وَأخرَج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {ذواتا أفنان} قال : ذواتا فضل على ما سواهما.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله {فيهما
من كل فاكهة زوجان} قال : فيهما من كل الثمرات قال : قال ابن عباس : فما
في الدنيا ثمرة حلوة ولا مرة إلا وهي في الجنة حتى الحنظل.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو قال : العنقود أبعد من صنعاء.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وَابن
جَرِير ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في البعث
عن ابن مسعود في قوله {متكئين على فرش بطائنها من إستبرق} قال : أخبرتم
بالبطائن فكيف بالظهائر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك قال : في قراءة عبد الله / {متكئين على
سرر وفرش بطائنها من رفرف من إستبرق > / والإستبرق لغة فارس يسمون الديباج الغليظ الإستبرق.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن ابن عباس أنه قيل له
{بطائنها من إستبرق} فما الظواهر قال : ذاك مما قال الله (فلا تعلم نفس ما
أخفي لهم من قرة أعين) (سورة السجدة الآية 17).
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {بطائنها من إستبرق} قال : ظواهرها من نور جامد.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي
في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وجنى الجنتين دان} قال :
جناها ثمرها والداني القريب منك بناله القائم والقاعد.
وأخرج عَبد بن
حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {وجنى الجنتين دان} قال : ثمارها دانية لا
يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك ، قال : وذكر لنا أنا نبي الله صلى الله عليه
وسلم قال : والذي نفس محمد بيده لا يقطف رجل ثمرة من الجنة فتصل إلى
فيه حتى يبدل الله مكانها خيرا منها.
الآيات 56 - 69.
أَخْرَج
ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس
في قوله {فيهن قاصرات الطرف} قال : قاصرات الطرف على أزواجهن لا يرين
غيرهم والله ما هن متبرحات ولا متطلعات.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة مثله.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد {فيهن قاصرات
الطرف} قال : قصرن طرفهن عن الرجال فلا ينظرن إلا إلى أزواجهن.
وأخرج ابن مردويه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
في قوله {قاصرات الطرف} قال : لا ينظرن إلا إلى أزواجهن.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله {لم يطمثهن} قال : لم يمسسهن.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير {لم يطمثهن} قال : لم يطأهن.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن عكرمة {لم يطمثهن} قال : لم يجامعهن.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن عكرمة قال : لا تقل للمرأة طمثت فإنما الطمث الجماع.
وأخرج
الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله {لم يطمثهن}
قال : كذلك نساء الجنة لم يدن منهن غير أزواجهن قال : وهل تعرف العرب ذلك
قال : نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول : مشين إلي لم يطمثن قبلي * وهن أصبح
من بيض النعام
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة
عن أرطاة بن المنذر قال : تذاكرنا عند ضمرة بن حبيب : أيدخل الجن الجنة
قال : نعم وتصديق ذلك في كتاب الله {لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} للجن
الجنيات وللإنس الإنسيات.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن
الشعبي في قوله {لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} قال : هن من نساء أهل
الدنيا خلقهن الله في الخلق الآخر كما قال (إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن
أبكارا) (سورة الواقعة الآية 35) لم يطمثهن حين عدن في الخلق الآخر {إنس
قبلهم ولا جان}.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، وَابن جَرِير
عن مجاهد قال : إذا جامع الرجل أهله ولم يسم انطوى الجان على إحليله فجامع
معه فذلك قوله {لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان}.
وأخرج الحكيم والترمذي
في نوادر الأصول ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه قال : إذا جامع
الرجل أهله ولم يسم انطوى الجان على إحليله فجامع معه فذلك قوله {لم
يطمثهن إنس قبلهم ولا جان}.
وأخرج ابن مردويه عن عياض بن تميم (أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا !
{لم
يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} قال : لم يصبهن شمس ولا دخان لم يعذبن في
البلايا ولم يكلمن في الرزايا ولم تغيرهن الأحزان ناعمات لا يبأسن وخالدات
فلا يمتن ومقيمات فلا يظعن لهن أخيار يعجز عن نعتهن الأوهام والجنة أخضرها
كالأصفر وأصفرها كالأخضر ليس فيها حجر ولا مدر ولا كدر ولا عود يابس أكلها
دائم وظلها قائم.
وأخرج أحمد ، وَابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في
البعث والنشور عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم في قوله {كأنهن الياقوت والمرجان} قال : ينظر إلى وجهها في خدها
أصفى من المرآة وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب وإنه
يكون عليها سبعون ثوبا ينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله {كأنهن الياقوت والمرجان} قال : في صفاء الياقوت وبياض اللؤلؤ.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن الحسن {كأنهن الياقوت والمرجان} قال : صفاء الياقوت في بياض المرجان.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد ، وَابن المنذر عن الضحاك {كأنهن الياقوت والمرجان} قال : ألوانهن كالياقوت واللؤلؤ في صفائه.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن الحارث {كأنهن الياقوت
والمرجان} قال : كأنهن اللؤلؤ في الخيط.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد {كأنهن الياقوت والمرجان} قال : يرى مخ سوقهن من وراء الثياب كما يرى الخيط في الياقوتة.
وأخرج
ابن أبي شيبة وهناد بن السري والترمذي ، وَابن أبي الدنيا في وصف الجنة ،
وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن حبان وأبو الشيخ في العظمة ، وَابن
مردويه عن ابن مسعود عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إن المرأة من
نساء أهل الجنة ليرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة حتى يرى مخها وذلك أن
الله يقول {كأنهن الياقوت والمرجان} فأما الياقوت فإنه حجر لو أدخلت فيه
سلكا ثم استصفيته لرأيته من ورائه.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد
، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله : (كأنهن الياقوت والمرجان).قال: في صفاء
الياقوت وبياض اللؤلؤ..
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن الحسن : (كأنهن الياقوت والمرجان) قال: صفاء الياقوت في بياض المرجان.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد ، وَابن المنذر عن الضحاك: (كأنهن الياقوت والمرجان . قال : ألوانهن كالياقوت واللؤلؤ في صفاته.
وأخرج
ابن أبي شيبة وهناد بن السري ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن ابن
مسعود {كأنهن الياقوت والمرجان} قال : على كل واحدة سبعون حلة من حرير يرى
مخ ساقها من وراء الثياب قال : أرأيت لو أن أحدكم أخذ سلكا فأدخله في
ياقوتة ألم يكن يرى السلك من وراء الياقوتة قالوا : بلى قال : فذلك هن
وكان إذا حدث حديثا نزع له آية من الكتاب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عبد
الله بن الحارث القيسي قال : إنه يكون على زوجه الرجل من أهل الجنة سبعون
حلة حمراء يرى مخ ساقها من خلفهن.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن كعب قال :
إن المرأة من الحور العين لتلبس سبعين حلة لهي أرق من شفكم هذا الذي
تسمونه شفا وإن مخ ساقها ليرى من وراء اللحم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أنس بن مالك قال : إن المرأة من أزواج المقربين
لتكسى
مائة حلة من استبرق وسقالة النور وإن مخ ساقها ليرى من وراء ذلك كله وإن
المرأة من أزواج أصحاب اليمين لتكسى سبعين حلة من استبرق وسقالة النور وإن
مخ ذلك ليرى من وراء ذلك كله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نساء أهل الجنة يرى مخ سوقهن من وراء اللحم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد والطبراني والبيهقي في البعث عن ابن مسعود قال : إن المرأة
من الحور العين ليرى مخ ساقها من وراء اللحم والعظم من تحت سبعين حلة كما
يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء.
وأخرج هناد ، وَابن جَرِير عن عمرو بن ميمون مثله ، قوله تعالى : {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}.
وأخرج
ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان وضعفه عن ابن عمر
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : في قوله {هل جزاء الإحسان إلا
الإحسان} قال : ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة.
وأخرج
ابن مردويه ، عَن جَابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم في هذه الآية {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} قال : هل جزاء من أنعمت
عليه بالإسلام إلا أن أدخله الجنة.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر
الأصول والبغوي في تفسيره والديلمي في مسند الفروس ، وَابن النجار في
تاريخه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {هل جزاء الإحسان
إلا الإحسان} وقال : هل تدرون ما قال ربكم قالوا : الله ورسوله أعلم قال :
يقول : هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة.
وأخرج ابن النجار في
تاريخه عن علي بن أبي طالب في قوله تعالى {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : هل جزاء من
أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ،
وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله {هل جزاء الإحسان إلا
الإحسان} قال رسول الله : هل جزاء من أنعمت عليه ممن قال : لا إله إلا
الله في الدنيا إلا الجنة في الآخرة.
أخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} قال : هل جزاء من قال : لا إله إلا الله إلا الجنة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن مثله.
وأخرج
ابن عدي وأبو الشيخ ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان وضعفه
والديلمي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنزل الله
علي هذه الآية مسجلة في سورة الرحمن للكافر والمسلم {هل جزاء الإحسان إلا
الإحسان}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في المسلم والكافر {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري في الأدب ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن محمد بن الحنفية في قوله {هل
جزاء الإحسان إلا الإحسان} قال : هي مسجلة للبر والفاجر قال البيهقي :
يعني مرسلة.
وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عباس في قوله {هل
جزاء الإحسان إلا الإحسان} قال : إن لله عمودا أحمر رأسه ملوي على قائمة
من قوائم العرش وأسفله تحت الأرض السابعة على ظهر الحوت فإذا قال العبد :
لا إله إلا الله تحرك الحوت تحرك العمود تحت العرش فيقول الله للعرش :
اسكن فيقول : لا وعزتك لا أسكن حتى تغفر لقائلها ما أصاب قبلها من ذنب
فيغفر الله له.
وأخرج ابن جرير عن قتادة {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} قال : عملوا خيرا فجزوا خيرا ، قوله تعالى : {ومن دونهما جنتان} الآيات.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن في قوله {ومن دونهما جنتان} قال : هما دون تجريان.
وأخرج هناد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله {مدهامتان} قال : خضروان.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {مدهامتان} قال : قد اسودتا من الخضرة التي من الري من الماء.
وأخرج
الفريابي ، وَابن أبي شيبة وهناد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن عبد
الله بن الزبير في قوله {مدهامتان} قال : خضراوان من الري.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه عن أبي أيوب قال : سألت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن قوله {مدهامتان} قال : خضراوان.
وأخرج هناد ، وعَبد بن حُمَيد عن أبي أيوب الأنصاري في قوله {مدهامتان} قال : هما جنتان خضراوان.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد ، وعَبد بن حُمَيد عن عطاء بن أبي رباح في قوله {مدهامتان} قال : هما جنتان خضراوان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد في قوله {مدهامتان} قال : خضراوان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن سعيد بن جبير في قوله {مدهامتان} قال : خضراوان.
وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن عكرمة في قوله {مدهامتان} قال : خضراوان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن أبي صالح {مدهامتان} قال : خضراوان من الري ناعمتان إذا اشتدت الخضرة ضربت إلى السواد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد {مدهامتان} قال : مسودتان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد وعكرمة {مدهامتان} قالا : سوداوان من الري.
وأخئرج هناد عن الضحاك {مدهامتان} قال : سوداوان من الري.
وأخرج ابن أبي شيبة ، عَن جَابر بن زيد أنه قرأ {مدهامتان} ثم ركع.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن البراء بن عازب قال :
العينان اللتان تجريان خير من النضاختين ولفظ عبد قال : ما النضاختان
بأفضل من اللتين تجريان.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله !
{نضاختان} قال : فائضتان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {نضاختان} قال : تنضخان بالماء من شدة الري.
وأخرج هناد ، وَابن جَرِير عن عكرمة في قوله {نضاختان} قال : تنضخان بالماء.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وَابن أبي حاتم عن أنس في قوله {عينان نضاختان} قال :
بالمسك والعنبر تنفخان على دور الجنة كما ينضخ المطر على دور أهل الدنيا.
وأخرج
ابن المبارك في الزهد ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير
، وَابن المنذر وأبو نعيم في الحلية عن سعيد بن جبير في قوله {نضاختان}
قال : تنضخان بألوان الفاكهة.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد عن
مجاهد في قوله {نضاختان} قال : بالخير ولفظ ابن أبي شيبة بكل خير ، قوله
تعالى : {فيهما فاكهة
ونخل ورمان}.
أخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله {فيهما فاكهة ونخل ورمان} قال : هي ثمر {من كل فاكهة زوجان}.
أخرج
عَبد بن حُمَيد والحارث بن أبي أسامة ، وَابن مردويه عن عمر بن الخطاب رضي
الله عنه قال : جاء ناس من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا يا محمد : أفي الجنة فاكهة قال : نعم فيها فاكهة ونخل ورمان قالوا
: أفيأكلون كما يأكلون في الدنيا قال : نعم وأضعافه قالوا : أفيقضون
الحوائج قال : لا ولكنهم يعرقون ويرشحون فيذهب الله ما في بطونهم من أذى.
وأخرج ابن المبارك ، وَابن أبي شيبة وهناد بن السري ، وَابن أبي الدنيا في صفة
الجنة
، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه
والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس قال : نخل الجنة جذوعها زمرد أخضر
وكرانيفها ذهب أحمر وسعفها كسوة لأهل الجنة منها مقطعاتهم وحللهم وثمرها
أمثال القلال أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد وليس لها
عجم.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد بن السري والبيهقي عن سلمان أنه أخذ
عودا صغيرا ثم قال : لو طلبت في الجنة مثل هذا العود لم تبصره قيل : فأين
النخل والشجر قال : أصولها اللؤلؤ والذهب وأعلاه الثمر.
وأخرج
ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
نخل الجنة فقال : أصوله فضة وجذوعها ذهب وسعفه حلل وحمله الرطب أشد بياضا
من اللبن وألين من الزبد وأحلى من الشهد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي
سعيد الخدري عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : نظرت إلى الجنة فإذا
الرمانة من رمانها كمثل البعير المقتب.
وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة عن ابن عباس قال : إن الثمرة من ثمر الجنة طولها اثنا عشر ذراعا ليس لها عجم.
وأخرج
الطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس أنه كان يأخذ الحبة من
الرمان فيأكلها فقيل له : لم تفعل هذا قال : بلغني أنه ليس في الأرض رمانة
تلقح إلا بحبة من الجنة فلعلها هذه.
وأخرج ابن السني في الطب النبوي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من رمانة من رمانكم
هذه إلا وهي تلقح بحبة من رمان الجنة والله أعلم.
الآيات 70 - 78.
أَخْرَج ابن المنذر عن مجاهد في قوله تعالى {فيهن خيرات حسان} قال : النساء.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد عن أبي صالح : (فيهن خيرات حسان). قال :عذارى الجنة..
وَأخرَج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله : (فيهن خيرات حسان) قال:خيرات الأخلاق حسان الوجوه..
وَأخرَج
ابن أبي شيبة ، وَابن أبي الدنيا في "صفة الجنة " ، وَابن المنذر ، وَابن
أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن مسعود قال: لكل مسلم خيرة ولكل خيرة
خيمة
ولكل خيمة أربعة أبواب، يدخل عليها كل يوم من الله تحفة وكرامة وهدية لم
تكن قبل ذلك لا مرحات ولا طماحات ولا بخرات ولا ذفرات حور عين كأنهن بيض
مكنون..
وَأخرَج ابن مردويه من وجه آخر عن ابن مسعود مرفوعا..
وَأخرَج
ابن أبي شيبة ، وَابن مردويه عن أنس عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال
: إن الحور العين يتغنين في الجنة يقلن :نحن الخيرات الحسان خبئنا لأزواج
كرام"..
وَأخرَج ابن جرير والطبراني ، وَابن مردويه عن أم سلمة قالت :
قلت : يا رسول الله أخبرني عن قول الله: (وحور عين) قال : حور : بيض عين :
ضخام العيون شفر الحوراء بمنزلة جناح النسور- وفي لفظ ابن مردويه: " شفر
الجفون بمنزلة جناح النسر" – قلت :يارسول الله أخبرني عن قول الله : كأنهن
لؤلؤ مكنون. قال : صفاؤهن صفاء الدر الذي في
الأصداف الذي لم تمسه
الأيدي" قلت :يارسول الله أخبرني عن قول الله: (كأنهن بيض مكنون). قال :
هن اللواتي قبضن في دارالدنيا عجائز ررمصا شمطا خلقن الله بعد الكبر
فجعلهن عذارى عربا : متعشقات متحببات أترابا، قال :على
ميلاد واحد قلت
يا رسول الله : أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين قال : نساء الدنيا أفضل
من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة قلت يا رسول الله : ولم ذاك قال
: بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن لله ألبس الله وجوههن من النور وأجسادهن
الحرير بيض الألوان خضر الثياب صفة الحلي مجامرهن الدر وأمشاطهن الذهب
يقلن : ألا نحن الخالدات فلا نموت أبدا ألا ونحن الناعمات فلا نبأس أبدا
ألا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا ألا ونحن الراضيات فلا نسخط طوبى لمن كان
لنا
وكنا له قلت يا رسول الله : المرأة تتزوج الزوجين والثلاثة والأربعة في
الدنيا ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها من يكون زوجها منهم قال : إنها
تخير فتختار أحسنهم خلقا فتقول يا رب إن هذا كان أحسنهم معي خلقا في دار
الدنيا فزوجينه يا أم سلمة : ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة ، قوله
تعالى : {حور مقصورات في الخيام}.
أخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث
عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما أسري
بي دخلت الجنة فأتيت على نهر يسمى البيذخ عليه خيام اللؤلؤ والزبرجد
الأخضر والياقوت الأحمر فنوديت : السلام عليك يا رسول الله فقلت يا جبريل
: ما هذا النداء قال : هؤلاء المقصورات في الخيام استأذن ربهن في السلام
عليك فأذن لهن فطفقن يقلن : نحن الراضيات فلا نسخط أبدا ونحن المقيمات وفي
لفظ الخالدات فلا نظعن أبدا وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {حور
مقصورات في الخيام}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله {حور مقصورات} حور بيض {مقصورات} محبوسات {في الخيام} قال : في بيوت اللؤلؤ.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الحور سود الحدق.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {حور مقصورات في الخيام} قال : لا يخرجن من بيوتهن.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الحسن رضي الله عنه {حور مقصورات في
الخيام} قال : محبوسات لسن بطوافات في الطرق والخيام والدر المجوف.
وأخرج
ابن أبي شيبة وهناد بن السري ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه في
قوله {حور مقصورات في الخيام} قال : مقصورات قلوبهن وأبصارهن وأنفسهن على
أزواجهن في خيام اللؤلؤ لا يرون غيرهن.
وأخرج هناد عن الضحاك رضي الله عنه {حور مقصورات في الخيام} قال :
محبوسات في خيام اللؤلؤ.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي
الأحوص قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أتدرون ما {حور مقصورات في
الخيام} در مجوف.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن مسعود عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : الخيام در مجوف.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي الدنيا في صفة الجنة ، وَابن
جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس
رضي الله عنهما {حور مقصورات في الخيام} قال : خيام اللؤلؤ والخيمة من
لؤلؤة واحدة مجوفة أربعة فراسخ لها أربعة آلاف مصراع من ذهب.
وأخرج عبد
الرزاق وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : الخيمة لؤلؤة واحدة لها سبعون بابا من
در.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير عن أبي مجلز أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : في قول الله {حور مقصورات في الخيام} قال :
در مجوف.
وأخرج مسدد ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن
جَرِير ، وَابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله : {مقصورات في
الخيام} قال : الدر المجوف.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد
والبخاري ومسلم والترمذي ، وَابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي موسى
الأشعري رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : الخيمة درة
مجوفة طولها في السماء ستون ميلا في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم
الآخرون يطوف عليهم المؤمن.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد عن عبيد بن عمير
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أدنى أهل الجنة
منزلة لرجل له دار من لؤلؤة واحدة منها غرفها وأبوابها.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد عن أبي صالح {فيهن خيرات حسان} قال : عذارى الجنة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله {فيهن خيرات حسان} قال : خيرات الأخلاق حسان الوجوه.
وأخرج ابن المبارك في الزهد عن الأوزاعي {فيهن خيرات حسان} قال : لسن بذيئات اللسان ولا يغرن ولا يؤذين.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وَابن أبي الدنيا في صفة الجنة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم ، وَابن مردويه عن ابن مسعود قال : لكل مسلم خيرة ولكل خيرة خيمة
ولكل خيمة أربعة أبواب يدخل عليها كل يوم من الله تحفة وكرامة وهدية لم
تكن قبل ذلك لا مراحات ولا طماحات ولا بخرات ولا ذفرات حور عين كأنهن بيض
مكنون وأخرجه ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وَابن مردويه عن أنس رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم قال : إن الحور العين يتغنين في الجنة يقلن نحن الخيرات الحسان
جئنا لأزواج كرام.
وأخرج ابن جرير والطبراني ، وَابن مردويه عن أم سلمة
قالت : قلت : يا رسول الله أخبرني عن قول الله {وحور عين} قال : حور بيض
عين ضخام العيون شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر وفي لفظ لابن مردويه شفر
الجفون بمنزلة جناح النسر قلت : يا رسول الله أخبرني عن قول الله {كأنهم
لؤلؤ مكنون} قال : صفاؤهم كصفاء الدر الذي في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي
قلت : فأخبرني : عن قول الله {كأنهن بيض مكنون} قال : رقتهن كرقة الجلدة
التي في داخل البيضة مما يلي القشر ، قلت : فأخبرني عن قول الله {كأنهن
الياقوت والمرجان} قال : صفاؤهن كصفاء الدر الذي في الأصداف الذي لم تمسه
الأيدي ، قلت : فأخبرني عن قول الله {فيهن خيرات حسان} قال : خيرات
الأخلاق حسان الوجوه ، قلت : فأخبرني عن قول الله (عربا أترابا) (سورة
الواقعة الآية 37) قال : هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصا شمطا
خلقهن الله بعد الكبر فجعلهن عذارى عربا متعشقات متحببات أترابا قال علي
وأخرج
هناد بن السرى عن ثابت البناني قال : كنت عند أنس بن مالك فقدم عليه ابن
له من غزاة يقال له أبو بكر فسأله ثم قال : ألا أخبرك عن صاحبنا فلان
بينما نحن في غزاتنا إذ ثار وهو يقول : واأهلاه واأهلاه فنزلنا إليه وظننا
أن عارضا عرض له فقلنا له : فقال : إني كنت أحدث نفسي أن لا أتزوج
حتى أستشهد فيزوجني الله من الحور العين فلما طالت علي الشهادة حدثت نفسي في سري إن أنا رجعت تزوجت فأتاني آت في منامي فقال : أنت القائل إن أنا رجعت تزوجت قم فإن الله قد زوجك العيناء فانطلق بي إلى روضة خضراء معشبة فيها عشر جوار في يد كل واحدة صنعة تصنعها لم أر مثلهن في الحسن والجمال قلت : فيكن العيناء قلن : لا نحن من خدمها وهي أمامك فانطلقت فإذا بروضة أعشب من الأولى وأحسن فيها عشرون جارية في يد كل واحدة صنعة تصنعها ليس العشر إليهن في شيء من الحسن والجمال قلت : فيكن العيناء قلن : لا نحن من خدمها وهي أمامك فمضيت فإذا أنا بروضة أخرى أعشب من الأولى والثانية وأحسن فيها أربعون جارية في يد كل واحدة صنعة تصنعها ليس العشر والعشرون إليهن بشيء من الحسن والجمال قلت : فيكن العيناء قلن : لا نحن من خدمها وهي أمامك فانطلقت فإذا أنا وته مجوفة فيها سرير عليه امرأة قد فضل جنبها عن السرير فقلت : أنت العيناء قالت : نعم مرحبا وذهبت لأضع يدي عليها قالت : مه إن فيك شيئا من الروح بعد ولكن فطرك عندنا الليلة فما فرغ الرجل من حديثه حتى نادى مناديا خيل الله اركبي فجعلت أنظر إلى الرجل وأنظر إلى الشمس ونحن نصافو العدو وأذكر حديثه فما أدري
أيهما بدر رأسه أو الشمس سقطت أولا فقال أنس رحمه الله : سكوت مفاجى ء.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد ، وَابن جَرِير عن عكرمة {حور مقصورات في الخيام} قال : در مجوف.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير عن الضحاك مثله.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد ، وَابن جَرِير عن مجاهد قال : الخيمة درة مجوفة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال : دار المؤمن في الجنة من لؤلؤة فيها
أربعون بيتا في وسطها شجرة تنبت الحلل فيأتيها فيأخذ بأصبعه سبعين حلة ممنطقة باللؤلؤ والمرجان.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير عن محمد بن كعب القرظي في قوله {حور مقصورات في الخيام} قال : في الحجال.
وأخرج هناد عن الشعبي {لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} قال : منذ أنشئن.
وأخرج هناد عن حيان بن أبي جبلة قال : إن نساء أهل الدنيا إذا دخلن الجنة فضلن على الحور العين بأعمالهن في الدنيا.
وأخرج
الفريابي ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن
المنذر عن ابن عباس في قوله {متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان} قال : فضول
المحابس والفرش والبسط.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد ، وَابن جَرِير عن الضحاك قال : الرفرف فضول المحابس والعبقري الزرابي وهي البسط.
وأخرج
ابن أبي شيبة وهناد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن
مجاهد {على رفرف خضر} قال : فضول الفرش {وعبقري حسان} قال : الديباج
الغليظ.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن في قوله {على رفرف خضر} قال : البسط {وعبقري حسان} قال : الطنافس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن علي بن أبي طالب {متكئين على رفرف خضر} قال : فضول المحابس.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في البعث والنشور من
طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {رفرف خضر} قال : المحابس {وعبقري
حسان} قال : الزرابي.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن
جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {متكئين على رفرف خضر} قال : محابس خضر
{وعبقري حسان} قال :
الزرابي.
وأخرج ابن المنذر عن عاصم الحجدري {متكئين على رفرف} قال : وسائد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس في الآية قال : الرفرف الرياض والعبقري الزرابي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي بكر بن عياش قال : كان زهير القرشي وكان نحويا بصريا يقرأ [ رفارف خضر وعباقري حسان ].
وأخرج ابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه عن أبي بكر عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قرأ [ متكئين على رفارف خضر وعباقري
حسان ].
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس قال {ولمن خاف مقام ربه جنتان} فذكر فضل ما بينهما
ثم ذكر {ومن دونهما جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان مدهامتان} قال : خضراوان
{فيهما عينان نضاختان} وفي تلك تجريان {فيهما فاكهة ونخل ورمان} وفي تلك
من كل فاكهة زوجان {فيهن خيرات حسان} وفي تلك {قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس
قبلهم ولا جان} {متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان} وفي تلك {متكئين على
فرش بطائنها من إستبرق} قال : الديباج والعبقري الزرابي ، قوله تعالى :
{تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام}.
أخرج البخاري في الأدب والترمذي ،
وَابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن معاذ بن جبل قال : سمع
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رجلا يقول : يا ذا الجلال والإكرام قال : قد
استجيب لك فسل.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي
في الأسماء والصفات عن أنس بن مالك قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم جالسا في الحلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا فقال في
دعائه : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك
المنان
بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم
إني أسألك فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : لقد دعا الله باسمه العظيم
الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطي.
وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي
والنسائي ، وَابن ماجة والبيهقي عن ثوبان قال : كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثا ثم قال : اللهم أنت
السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام فإنهما اسمان من أسماء الله العظام.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام.
وأخرج أحمد والنسائي ، وَابن مردويه عن ربيعة بن عامر سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام.
وأخرج الترمذي ، وَابن مردويه عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام ، | 8
56- سورة الواقعة.
مكية وآياتها ست وتسعون * بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 1 - 6.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : نزلت سورة الواقعة بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وأخرج
أبو عبيد في فضائله ، وَابن الضريس والحرث بن أبي أسامة وأبو يعلى ، وَابن
مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود : سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا.
وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا.
وأخرج ابن مردويه عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سورة الواقعة
سورة الغنى فاقرأوها وعلموها أولادكم.
وأخرج الديلمي عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علموا نساءكم سورة الواقعة فإنها سورة الغنى.
وأخرج أبو عبيد عن سليمان التيمي قال : قالت عائشة للنساء : لا تعجز إحداكن أن تقرأ سورة الواقعة.
وأخرج
عبد الرزاق وأحمد ، وَابن خزيمة ، وَابن حبان والحاكم والطبراني في الأوسط
، عَن جَابر بن سمرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقرأ في
الفجر الواقعة ونحوها من السور.
وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال : ألظ
رسول الله صلى الله عليه وسلم الواقعة والحاقة وعم يتساءلون والنازعات
وإذا الشمس كورت وإذا السماء انفطرت فاستطار فيه الفقر فقال له أبو بكر :
قد أسرع فيك الفقر قال : شيبتني هود وصواحباتها هذه.
وأخرج ابن أبي
شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {إذا وقعت الواقعة} قال : يوم القيامة
{ليس لوقعتها كاذبة} قال : ليس لها مرد يرد {خافضة رافعة} قال : تخفض ناسا
وترفع آخرين.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {خافضة رافعة} قال : أسمعت القريب والبعيد.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن عثمان بن سراقة عن خاله عمر بن الخطاب في
قوله : {خافضة رافعة} قال : الساعة خفضت أعداء الله إلى النار ورفعت
أولياء الله إلى الجنة.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر
وأبو الشيخ في العظمة عن محمد بن كعب في قوله : {خافضة رافعة} قال : تخفض
رجالا كانوا في الدنيا مرتفعين وترفع رجالا كانوا في الدنيا منخفضين.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي في قوله : {خافضة رافعة} قال : خفضت المتكبرين ورفعت المتواضعين.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله : {إذا وقعت الواقعة} قال
: نزلت {ليس لوقعتها كاذبة} قال : مثنوية {خافضة رافعة} قال : خفضت قوما
في عذاب الله ورفعت قوما في كرامة الله {إذا رجت الأرض رجا} قال : زلزلت
زلزلة {وبست الجبال بسا} قال : حتت حتا {فكانت هباء منبثا} كيابس الشجر
تذروه الرياح يمينا وشمالا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن زيد بن أسلم في قوله : {خافضة رافعة} قال : من انخفض يومئذ لم يرتفع أبدا ومن ارتفع يومئذ لم ينخفض أبدا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {إذا رجت الأرض رجا} قال : زلزلت {وبست الجبال بسا} قال : فتت {فكانت هباء
منبثا} قال : كشعاع الشمس.
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {إذا رجت الأرض رجا} يقول : ترجف الأرض تزلزل {وبست الجبال بسا} يقول : فتت فتا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله : {إذا رجت الأرض رجا} قال : زلزلت {وبست الجبال بسا} قال : فتت.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {فكانت هباء منبثا} قال
: الهباء الذي يطير من النار إذا اضطرمت يطير منها الشرر فإذا وقع لم يكن
شيئا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {فكانت هباء منبثا} قال : الهباء يثور مع شعاع الشمس وانبثاثه تفرقه.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن علي بن أبي طالب قال :
الهباء المنبث رهج الذوات والهباء المنثور غبار الشمس الذي تراه في شعاع
الكوة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي مالك في قوله : {هباء منبثا} قال : الغبارالذي يخرج من الكوة مع شعاع الشمس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله : {هباء منبثا} قال : الشعاع الذي يكون في الكوة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن في قوله : {هباء منبثا} قال : هو الذي تراه في الشمس إذا دخلت من الكوة إلى البيت.
الآية 7 - 20
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال : أصنافا.
وأخرج
ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {وكنتم
أزواجا ثلاثة} قال : هي التي في سورة الملائكة (ثم أورثنا الكتاب الذين
اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات)
(سورة فاطر الآية 32).
وَأخرَج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله :
{وكنتم أزواجا ثلاثة} قال : هذا حين تزايلت بهم المنازل هم أصحاب اليمين
وأصحاب الشمال والسابقون.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال : منازل الناس يوم القيامة {فأصحاب
الميمنة
ما أصحاب الميمنة} قال : ماذا لهم وماذا أعد لهم {وأصحاب المشأمة ما أصحاب
المشأمة} قال : ماذا لهم وماذا أعد لهم {والسابقون السابقون} قال :
السابقون من كل أمة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن
جَرِير عن الحسن في قوله : {وكنتم أزواجا ثلاثة} إلى قوله : {وثلة من
الآخرين} قال : سوى بين أصحاب اليمين من الأمم الماضية وبين أصحاب اليمين
من هذه الأمة وكان السابقون من الأولين أكثر من سابقي هذه الأمة.
وأخرج
ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :
{والسابقون السابقون} قال : يوشع بن نون سبق إلى موسى ومؤمن آل يس سبق إلى
عيسى وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه سبق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
السابقون يوم القيامة أربعة فأنا سابق العرب وسلمان سابق فارس وبلال سابق
الحبشة وصهيب سابق الروم.
وأخرج أبو نعيم البيهقي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : !
{والسابقون السابقون أولئك المقربون} أول من يدخل المسجد وآخر من يخرج منه.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عثمان بن أبي سودة مولى عبادة بن الصامت
قال : بلغنا في هذه الآية {والسابقون السابقون} أنهم السابقون إلى المساجد
والخروج في سبيل الله.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {والسابقون السابقون} قال : من كل أمة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة مثله.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {والسابقون السابقون} قال : نزلت في
حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار الذي ذكر في يس وعلي بن أبي طالب وكل
رجل منهم سابق أمته وعلي أفضلهم سبقا.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن
مردويه عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{وإذا النفوس زوجت} قال : الضرباء كل رجل مع قوم كانوا يعملون بعمله وذلك
بأن الله تعالى يقول : {وكنتم أزواجا ثلاثة} {فأصحاب الميمنة ما أصحاب
الميمنة وأصحاب المشأمة ما
أصحاب المشأمة والسابقون السابقون} قال : هم الضرباء.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله : {ثلة} قال : أمة.
وأخرج
أحمد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن أبي هريرة قال :
لما نزلت {ثلة من الأولين وقليل من الآخرين} شق ذلك على أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فنزلت {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين} فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ثلث أهل
الجنة بل أنتم نصف أهل الجنة أو شطر أهل الجنة وتقاسمونهم الشطر الثاني.
وأخرج
ابن مردويه ، وَابن عساكر من طريق عروة بن رويم ، عَن جَابر بن عبد الله
قال : لما نزلت {إذا وقعت الواقعة} ذكر فيها {ثلة من الأولين وقليل من
الآخرين} قال عمر : يا رسول الله : {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين} فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عمر تعال فاستمع ما قد أنزل الله !
{ثلة من الأولين وثلة من الآخرين} ألا وإن آدم إلي ثلة وأمتي ثلة ولن نستكمل ثلتنا حتى نستعين
باسودان من رعاة الإبل ممن يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن عروة بن رويم مرسلا.
وأخرج
ابن مردويه عن أبي هريرة قال : لما نزلت {ثلة من الأولين وقليل من
الآخرين} حزن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : إذا لا يكون من
أمة محمد إلاقليل فنزلت نصف النهار {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين}
وتقابلون الناس فنسخت الآية {وقليل من الآخرين}.
وَأخرَج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {ثلة من الأولين} قال : ممن سبق {وقليل من الآخرين} قال : من هذه الأمة.
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس في قوله : {على سرر موضونة} قال : مصفوفة.
وأخرج سعيد بن منصور وهناد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير وابن
المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله : {على سرر موضونة} قال : مرمولة بالذهب.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد {موضونة} قال : مرمولة بالذهب.
وَأخرَج هناد عن سعيد بن جبير مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة قال : الموضونة المرملة وهو أوثق الأسرة.
وأخرج
الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل :
{على سرر موضونة} قال : الموضونة ما توضن بقضبان الفضة عليها سبعون فراشا
قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول :
أعددت للهيجاء موضونة * فضفاضة بالنهي بالباقع.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد {متكئين عليها متقابلين} قال : لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه.
وأخرج ابن جرير عن ابن إسحاق قال في قراءة عبد الله : [ متكئين عليها ناعمين ].
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن الحسن {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال : لم يكن لهم
حسنات يجزون بها ولا سيئات يعاقبون عليها فوضعوا في هذه المواضع.
وَأخرَج
ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد
في قوله : {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال : لا يموتون وفيه قوله : {بأكواب
وأباريق} قال : الأكواب ليس لها آذان والأباريق التي لها آذان وفي قوله :
{وكأس من معين} قال : خمر بيضاء {لا يصدعون عنها ولا ينزفون} قال : لا
تصدع رؤوسهم ولا يقيئونها وفي لفظ ولا تنزف عقولهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن أبي رجاء قال : سألت الحسن عن الأكواب فقال : هي الأباريق التي يصب منها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة قال : الأكواب الأقداح.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله : {وكأس من معين} قال :
يعني الخمر وهي هناك جارية المعين الجاري {لا يصدعون عنها ولا ينزفون} ليس
فيها وجع الرأس ولا يغلب أحد على عقله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك {لا يصدعون عنها ولا ينزفون} قال : لاتصدع رؤوسهم ولا تذهب عقولهم.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن سعيد بن
جبير في قوله : {لا يصدعون عنها ولا ينزفون} قال : لا تصدع رؤوسهم ولا
تنزف عقولهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة في قوله : {لا يصدعون عنها
ولا ينزفون} قال : أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا ينزفون كما ينزف أهل
الدنيا ، إذا أكثروا الطعام والشراب يقول : لا يملوا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد بن عاصم أنه قرأ {لا يصدعون عنها ولا ينزفون} برفع الياء وكسر الزاي.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : إن الرجل من أهل الجنة ليؤتى بالكأس وهو جالس مع زوجته فيشربها ثم يلتفت إلى زوجته فيقول : قد
ازددت في عيني سبعين ضعفا.
الآية 21 - 33.
أَخرَج
عَبد بن حميد ، وَابن المنذر عن الحسن في قوله : {ولحم طير مما يشتهون}
قال : لا يشتهي منها شيئا إلا صار بين يديه فيصيب منه حاجته ثم يطير فيذهب.
وأخرج
ابن أبي الدنيا في صفة الجنة والبزار ، وَابن مردويه والبهيقي في البعث عن
عبد الله بن مسعود قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك لتنظر
إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا.
وَأخرَج ابن مردويه
عن أبي سعيد الخدري قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم طير الجنة
فقال أبو بكر : إنها لناعمة ، قال : ومن يأكل منها أنعم منها وإني لأرجو
أن تأكل منها.
وأخرج الخطيب عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : في هذه الآية {وفرش مرفوعة} قال : غلظ كل فراش منها
كما بين السماء والأرض.
وأخرج أحمد والترمذي عن أنس قال : قال رسول الله
صلى
الله عليه وسلم : أما طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة فقال أبو
بكر : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذه الطيور لناعمة فقال : آكلها
أنعم منها وإني لأرجو أن تكون ممن يأكلها.
وأخرج البهيقي في البعث عن
حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في الجنة طيرا أمثال
البخائي قال أبو بكر : إنها لناعمة يا رسول الله قال : أنعم منها من
يأكلها وأنت ممن يأكلها وأنت ممن يأكل منها.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد
عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في الجنة طيرا
كأمثال البخت تأتي الرجل فيصيب منها ثم تذهب كأن لم ينقص منها شيء.
وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة عن أبي أمامة قال : إن الجل ليشتهي الطير في الجنة من طيور الجنة فيقع في يده مقليا نضيجا.
وأخرج
ابن أبي الدنيا عن ميمونة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إن الرجل
ليشتهي الطير في الجنة فيجيء مثل البختي حتى يقع على خوانه لم يصبه دخان
ولم
تمسه نار فيأكل منه حتى يشبع ثم يطير.
وأخرج ابن مردويه عن
ابن مسعود : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن في الجنة طيرا
له سبعون ألف ريشة فإذا وضع الخوان قدام ولي الله جاء الطير فسقط عليه
فانتفض فخرج من كل ريشة لون ألذ من الشهد وألين من الزبد وأحلى من العسل
ثم يطير.
وأخرج هناد عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : إن في الجنة لطيرا فيه سبعون ألف ريشة فيجيء فيقع على صحفة
الرجل من أهل الجنة ثم ينتفض فيخرج من كل ريشة لون أبيض من الثلج وألين من
الزبد وأعذب من الشهد ليس فيه لون يشبه صاحبه ثم يطير فيذهب ، قوله تعالى
: {وحور عين} الآية.
أخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد عن عاصم بن بهدلة قال : أقرأني أبو عبد الرحمن السلمي {وحور عين} يعني بالجر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {وحور عين} بالرفع فيهما وينون.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد في قوله : {وحور عين} قال : يحار فيهن البصر.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {كأمثال اللؤلؤ المكنون} قال : الذي في الصدف لم يحور عليه الأيدي.
وأخرج
هناد بن السرى عن الضحاك في قوله : {كأمثال اللؤلؤ المكنون} قال : اللؤلؤ
العظام الذي قد أكن من أن يمسه شيء ، قوله تعالى : {لا يسمعون فيها لغوا}
الآية.
أخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {لا يسمعون فيها لغوا} قال : باطل ا {ولا تأثيما} قال : كذبا.
وأخرج هناد عن الضحاك {لا يسمعون فيها لغوا} قال : الهدر من القول والتأثيم الكذب.
قوله تعالى : {أصحاب اليمين} الآيات.
أخرج
سعيد بن منصور ، وَابن منصور ، وَابن المنذر والبهيقي في البعث من طريق
حصين عن عطاء ومجاهد قال : لم سأل أهل الطائف الوادي يحمي لهم فيه عسل
ففعل وهو واد معجب فسمعوا الناس يقولون في الجنة كذا
وكذا قالوا يا ليت لنا في الجنة مثل هذا الوادي فأنزل الله {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود}.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير والبهيقي في البعث من وجه آخر عن مجاهد رضي
الله عنه قال : كانوا يعجبون من وج (هكذا في الأصل) وظلاله من طلحه وسدرة
فأنزل الله {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل
ممدود}.
وأخرج أحمد عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
تلا هذه الآية {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} {وأصحاب الشمال ما أصحاب
الشمال} فقبض يديه قبضتين فقال : هذه في الجنة ولا أبالي وهذه في النار
ولا أبالي.
وأخرج الحاكم وصححه والبهيقي في البعث عن أبي أمامة قال :
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون : إن الله ينفعنا بالأعراب
ومسائلهم أقبل أعرابي يوما فقال : يا رسول الله لقد ذكر الله في القرآن
شجرة مؤذية وما كنت أرى أن في الجنة شجرة تؤذي صاحبها فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : وما هي قال : السدر فإن لها شوكا فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : أليس يقول الله : !
{في سدر مخضود} يخضده الله من
شوكة فيجعل مكان كل شوكة ثمرة إنها تنبت ثمرا يفتق الثمر منها عن اثنين
وسبعين لونا من الطعام ما فيها لون يشبه الآخر.
وأخرج ابن أبي داود في
البعث والطبراني وأبو نعيم في الحلية ، وَابن مردويه عن عقبة بن عبد الله
السلمي قال : كنت جالسا مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال
: يا رسول أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم شجرة أكثر شوكا منها يعني
الطلح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى يجعل مكان كل
شوكة منها ثمرة مثل خصية التيس الملبود يعني المخصي فيها سبعون لونا من
الطعام لا يشبه لون الآخر.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {في سدر مخضود} قال : خضده وقره من الحمل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما !
{في سدر مخضود} قال : المخضود الذي لا شوك فيه
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : المخضود الموقر الذي لا شوك فيه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن يزيد الرقاشي رضي الله عنه {في سدر مخضود} قال : نبقها أعظم من القلال.
وأخرج
الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله تعالى : {في
سدر مخضود} قال : الذي ليس له شوك قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما
سمعت قول أمية بن أبي الصلت : إن الحدائق في الجنان ظليلة * فيها الكواعب
سدرها مخضود.
وَأخرَج عبد الرزاق والفريابي وهناد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جرير
وابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله : {وطلح منضود} قال : هو الموز.
وأخرج
الفريابي وهناد وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جريروابن أبي
حاتم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه {وطلح منضود} قال : الموز.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن وقتادة مثله.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قرأ / {وطلع منضود > /.
وأخرج ابن جرير ، وَابن الأنباري في المصاحف عن قيس بن عباد قال : قرأت على علي {وطلح منضود} فقال : علي ما بال الطلح أما تقرأ
[ وطلع ] ثم قال : [ وطلع نضيد ] فقيل له : يا أمير المؤمنين أنحكها من المصاحف فقال : لا يهاج القرآن اليوم.
وأخرج ابن جريرعن ابن عباس في قوله : {منضود} قال : بعضه على بعض.
وأخرج
هناد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والبيهقي في البعث
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {سدر مخضود} قال : الموقر حملا {وطلح
منضود} يعني الموز المتراكم.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله
عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إن حائط الجنة لبنة من ذهب
ولبنة من فضة وقاع الجنة ذهب ورضاضها اللؤلؤ وطينها مسك وترابها الزعفران
وخلال ذلك سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب.
وأخرج أحمد
وعبدالرزاق ، وَابن أبي شيبة وهناد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم
والترمذي ، وَابن ماجة ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر وابن
مردويه
عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: " إن في الجنة شجرة
يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، اقرءوا إن شئتم:(وظل ممدود)..
وَأخرَج
أحمد والبخاري والترمذي وصححه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن
مردويه عن أنس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة لشجرة
يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها وإن شئتم فاقرءوا : (وظل ممدود،
وماء مسكوب".
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي شيبة وهناد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر وابن
مردويه
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : في
الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها اقرأوا إن شئتم {وظل
ممدود}.
وأخرج أحمد والبخاري والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ،
وَابن مردويه عن أنس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إن في الجنة
لشجرة يسير الراكب فيه ظلها مائة عام لا يقطعها وأن شئتم فاقرأوا {وظل
ممدود} وماء مسكوب.
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في الجنة شجرة يسير الراكب
في ظلها مائة عام لا يقطعها وذاك الظل الممدود.
وأخرج ابن أبي حاتم ،
وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الظل الممدود شجرة في
الجنة على ساق ظلها قدر ما يسير الراكب في كل نواحيها مائة
عام
فيخرج إليها أهل الجنة أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها فيشتهي بعضهم
ويذكر لهو الدنيا فيرسل الله ريحا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو في
الدنيا.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : في الجنة شجر لا يحمل يستظل به.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن عمروبن ميمون {وظل ممدود} قال : مسيرة سبعين ألف سنة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {وماء مسكوب} قال : جار.
وأخرج هناد ، وَابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سعف نخل الجنة منها مقاطعاتهم وكسوتهم.
وأخرج هناد ، وَابن المنذر عن عبد الله بن عمرو قال : عناقيد الجنة ما بينك وبين صنعاء وهو بالشام.
الآية 34 – 40
وأخرج
أحمد والترمذي حسنه والنسائي ، وَابن أبي الدنيا في صفة الجنة ، وَابن
حبان ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والروياني ، وَابن مردويه وأبو
الشيخ في العظمة والبهيقي في البعث عن أبي سعيد الخدري عن النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم : في قوله {وفرش مرفوعة} قال : ارتفاعها كما بين السماء
والأرض مسيرة ما بينهما خمسمائة عام.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه عن
أبي أمامة : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفرش المرفوعة قال : لو
طرح فراش من أعلاها لهوى إلى قرارها مائة خريف.
وأخرج ابن أبي شيبة
وهناد ، وَابن أبي الدنيا في صفة الجنة عن أبي أمامة في قوله : {وفرش
مرفوعة} قال : لو أن أعلاها سقط ما بلغ أسفلها أربعين خريفا.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رفعه في الفرش المرفوعة لو طرح من أعلاها شيء ما بلغ قرارها مائة خريف.
وأخرج
الخطيب عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى اللهعليه وسلم يقول في هذه
الآية: (وفرش مرفوعة). غليظ كل فراش منها كما بين السماء والأرض.
وَأخرَج هناد عن الحسن في قوله : {وفرش مرفوعة} قال : ارتفاع فراش أهل الجنة مسيرة ثمانين سنة والله أعلم.
أخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد وهناد والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر
، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبهيقي في البعث عن أنس قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم في قوله : {إنا أنشأناهن إنشاء} قال : إن من
المنشآت اللاتي كن في الدنيا عجائز شمطا عمشا رمصا.
وأخرج الطيالسي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي الدنيا والطبراني ، وَابن مردويه ، وَابن قانع والبهيقي في البعث عن سلمة بن زيد الجعفي
سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول في قوله : {إنا أنشأناهن إنشاء} قال : الثيب والأبكار اللاتي كن في الدنيا.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد والترمذي في الشمائل ، وَابن المنذر والبهيقي في البعث عن
الحسن قال : أتت عجوز فقالت يا رسول الله : ادع الله أن يدخلني الجنة فقال
: يا أم فلان إن لجنة لا يدخلها عجوز فولت تبكي قال : أخبروها أنها لا
تدخلها وهي عجوز إن الله يقول : {إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا}.
وأخرج
البهيقي في الشعب عن عائشة قالت : دخل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم علي
وعندي عجوز فقال : من هذه قلت : إحدى خالاتي قال : أما إنه لا يدخل الجنة
العجوز فدخل العجوز من ذلك ما شاء الله فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
: إنا أنشأناهن خلقا آخر.
وأخرج الطبراني في الأوسط عن عائشة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أتته عجوز من
الأنصار
فقالت : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ادع الله أن يدخلني الجنة فقال :
إن الجنة لا يدخلها عجوز فذهب يصلي ثم رجع فقالت عائشة : لقد لقيت من
كلمتك مشقة فقال : إن ذلك كذلك إن الله إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {إنا أنشأناهن إنشاء} نخلقهن غير خلقهن الأول.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن قتادة : (إنا أنشأناهن إنشاء) . قال يعني أزواج القوم..
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن الحسن : (إنا أنشأنهن إنشاء). قال النساء.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير : (إنا أنشأنهن إنشاء).قال : خلقناهن خلقا جديدا..
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد : (إنا أنشأنهن إنشاء). قال : خلقهن خلقا غير خلقهن الأول..
وأخرج ابن مردويه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {إنا أنشأناهن إنشاء} قال : أنبتناهن.
وأخرج الطبراني عن أبي سعيد قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أهل الجنة إذا جامعوا النساء عدن أبكارا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس في قوله : {فجعلناهن أبكارا} قال : عذارى.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن المنذر والبهيقي من طريق علي عن ابن عباس في قوله : {عربا} قال : عواشق {أترابا} يقول : مستويات.
وأخرج
ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس {عربا} قال : عواشق لأزواجهن
وأزواجهن لهن عاشقون {أترابا} قال : في سن واحد ثلاثا وثلاثين سنة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال :
العرب الملقة لزوجها.
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال : العرب المتحببات المتوددات إلى أزواجهن.
وأخرج هناد من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : العرب الغنجة وفي قول أهل المدينة الشكلة.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد حميد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {عربا} قال : هي الغنجة.
وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن جبير في قوله : {عربا} قال : هن المتغنجات.
وأخرج سفيان ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر من طريق سعيد بن جبير عن ابن
عباس في قوله : {عربا} قال : الناقة التي تشتهي الفحل يقال لها : عربة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن بريدة في قوله : {عربا} قال : هي الشكلة بلغة مكة المغنوجة بلغة المدينة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : العربة
التي تشتهي زوجها.
وأخرج
الطستي عن ابن عباس أن نافع الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عزوجل {عربا
أترابا} قال : هن العاشقات لأزواجهن اللاتي خلقن من الزعفران والأتراب
المستويات قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت نابغة بني ذبيان
وهويقول : عهدت بها سعدي وسعدي عزيزة * عروب تهادى في جوار خرائد.
وَأخرَج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة {فجعلناهن أبكارا}
قال : عذارى {عربا} قال : عشقا لأزواجهن {أترابا} قال : مستويات سنا واحدا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن عكركة في قوله : {عربا} قال : المغنوجات والعربة هي الغنجة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عبد الله بن عبيد بن عمير أنه سئل عن قوله
تعالى : {عربا} قال : أما سمعت أن المحرم يقال له : لا تعربها بكلام تلذ ذهابه وهي محرمة.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن تيم بن جدلم وكان من
أصحاب عبد الله قال : العربة الحسنة التبعل وكانت العرب تقول للمرأة إذا
كانت حسنة التبعل : إنها العربة.
وأخرج هناد بن السرى ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن سعيد بن جبير في قوله : {عربا} قال : يشتهين أزواجهن.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله : {عربا} قال : العرب المتعشقات.
وأخرج
هناد بن السرى ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جرر ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي
الله عنه في قوله : {عربا} قال : عواشق لأزواجهن {أترابا} قال : مستويات.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله : {عربا}
قال : المتعشقات لبعولتهن والأتراب المستويات في سن واحد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال : العرب المتعشقات واأتراب المستويات في سن واحد.
وأخرج هناد بن السرى ، وعَبد بن حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه في قوله : {عربا} قال : المتحببات إلى الأزواج والأتراب المستويات.
وأخرج
سفيان بن عيينة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله : {عربا} قال : متحببات إلى أزواجهن {أترابا} قال :
أمثالا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة رضي الله عنه قال : العرب المتحببات إلى أزواجهن والأتراب الأشباه المستويات.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال : العربة هي الحسنة الكلام.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه {عربا} قال : عواشق {أترابا}
قال : أقرانا.
وأخرج
وكيع في الغرر ، وَابن عساكر في تاريخه عن هلال بن أبي بردة رضي الله عنه
أنه قال لجلسائه : ما العروب من النساء فماجوا وأقبل إسحاق بن عبد الله بن
الحرث النوفلي رضي الله عنه فقال : قد جاءكم من يخبركم عنها فسألوه فقال :
الخفرة المتبذلة لزوجها وأنشد : يعربن عند بهولهن إذا خلوا * وإذا هم
خرجوا فهن خفار.
وَأخرَج ابن عدي بسند ضعيف عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير نسائكم العفيفة الغلمة.
وأخرج
ابن عساكر عن معاوية بن أبي سفيان أنه راود زوجته فاختة بنت قرطة فنخرت
نخرة شهوة ثم وضعت يدها على وجهها فقال : لا سوأة عليك فوالله لخيركن
الناخرات والشخارات.
وأخرج ابن أبي حاتم عن جعفر بن محمد عن أبيه رضي
الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : {عربا} قال :
كلامهن عربي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ميمون بن مهران رضي الله
عنه في قوله : {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين} قال : كثير من الأولين
وكثير من الآخرين.
وأخرج مسدد في مسنده ، وَابن المنذر والطبراني ،
وَابن مردويه بسند حسن عن أبي بكر رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم في قوله : {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين} قال : هما جميعا من
هذه الأمة.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن
المنذر ، وَابن عدي ، وَابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله : {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين} قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : هما جميعا من أمتي.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر ،
وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {ثلة من الأولين وثلة
من الآخرين} قال : الثلتان جميعا من هذه الأمة.
وأخرج الحسن بن
سفيان ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه ، وَابن عساكر عن عبد
الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني
لأرجو أن يكون من اتبعني من أمتي ربع أهل الجنة فكبرنا ثم قال : إني لأرجو
أن يكون من أمتي الشطر ثم قرأ {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين}.
وأخرج
الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : تحدثنا ذات ليلة عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى ألرنا (هكذا في الأصل) الحديث فلما أصبحنا غدونا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : عرضت علي الأنبياء بأتباعها من
أممها فإذا النَّبِيّ معه الثلة من أمته وإذا النَّبِيّ ليس معه أحد وقد
أنبأكم الله عن قوم لوط فقال : أليس منكم رشيدحتى مر موسى عليه السلام ومن
معه من بني إسرائيل قلت : يا رب ، فأين أمتي قال : انظر عن يمينك فإذا
الظراب ظراب مكة قد سد من وجوه الرجال قال : أرضيت يا محمد قلت : رضيت يا
رب قال : أنظر عن يسارك فإذا الأفق قد سد من وجوه الرجال قال : أرضيت يا
محمد قلت : رضيت يا رب قال : فإن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير
حساب فأتى عكاشة بن محصن الأسدي رضي الله عنه فقال يا رسول الله : ادع
الله أن يجعلني منهم قال : اللهم اجعله منهم ثم قام رجل آخر فقال يا رسول
الله : ادع الله أن يجعلني منهم فقال : سبقك بها عكاشة ثم قال لهم
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : إن استطعتم بأبي أنتم وأمي أن تكونوا من
السبعين فكونوا
فإن
عجزتم وقصرتم فكونوا من أصحاب الظراب فإن
عجزتم وقصرتم فكونوا من أصحاب الأفق فإني قد رأيت أناسا يتهارشون كثيرا ثم
قال : إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة فكبر القوم ثم تلا هذه الآية
{ثلة من الأولين وثلة من الآخرين} فتذاكروا من هؤلاء السبعون ألفا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى
ربهم يتوكلون.
الآية 41 - 57.
أَخرَج عَبد بن حميد ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال} قال : ماذا لهم وماذا أعد لهم.
وَأخرَج
الفريابي وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر
، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :
{وظل من يحموم} قال : من دخان أسود وفي لفظ : من دخان جهنم.
وأخرج هناد ، وعَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه {وظل من
يحموم} قال : من دخان جهنم.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {وظل من يحموم} قال : من دخان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن أبي مالك رضي الله عنه {وظل من يحموم} قال : الدخان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك رضي الله عنه قال : النار سوداء وأهلها سود وكل شيء فيها أسود.
وأخرج
عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله
: {لا بارد ولا كريم} قال : لا بارد المنزل ولا كريم المنظر.
وأخرج ابن
جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ان عباس رضي الله عنهما في قوله
: {إنهم كانوا قبل ذلك مترفين} قال : منعمين {وكانوا يصرون على الحنث
العظيم} قال : الشرك..
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن الحسن : (وكانوا يصرون) . قال:يدمنون.
(على الحنث) :على الذنب.
وَأخرَج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله : (وكانوا يصرون). قال يدمنون (على الحنث) قال :على الذنب..
وَأخرَج عبدالرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة : (وكانوا يصرون على الحنث العظيم) قال: على الذنب العظيم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الشعبي رضي الله عنه {وكانوا يصرون على الحنث العظيم} قال : هي الكبائر.
وأخرج
ابن عدي والشيرازي في الألقاب والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والخطيب في
تالي التلخيص ، وَابن عساكر في تاريخه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الواقعة {فشاربون شرب الهيم} بفتح الشين
من شرب.
وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ {شرب الهيم}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : !
{شرب الهيم} قال : الإبل العطاش.
وأخرج
الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن
قوله عزوجل : {فشاربون شرب الهيم} قال : الإبل يأخذها داء يقال له الهيم
فلا تروى من الماء فشبه الله تعالى شرب أهل النار من الحميم بمنزلة الإبل
الهيم قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو
يقول : أجزت إلى معارفها بشعب * واطلاح من العبدي هيم.
وَأخرَج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن أبي مجلز رضي الله عنه {فشاربون شرب الهيم} قال : كان المراض تمص الماء مصا ولا تروى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن عكرمة رضي الله عنه {فشاربون شرب الهيم} قال : الإبل المراض تمص الماء مصا ولا تروى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه {فشاربون شرب الهيم} قال : ضراب
الإبل دواب لا تروى.
وأخرج سفيان بن عيينة في جامعة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {فشاربون شرب الهيم} قال : هيام الأرض يعني الرمال.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه قال {الهيم} الإبل العطاش.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه {شرب الهيم} قال : الإبل الهيم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الضحاك رضي الله عنه {شرب الهيم} قال : داء يأخذ فإذا أخذها لم ترو.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {شرب الهيم} برفع الشين.
الأية 58 - 74.
أَخرَج عَبد الرزاق ، وَابن المنذر والحاكم والبهيقي في "سُنَنِه" عن حجر
المرادي
رضي الله عنه قال : كنت عبد علي رضي الله عنه فسمعته وهو يصلي بالليل يقرأ
فمر بهذه الآية {أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون} قال :
بل أنت يا رب ثلاثا
ثم قرأ {أأنتم تزرعونه} قال : بل أنت يا رب ثلاثا
ثم قرأ {أأنتم أنزلتموه من المزن} قال : بل أنت يا رب ثلاثا ثم قرأ {أأنتم
أنشأتم شجرتها} قال : بل أنت يارب ثلاثا.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن
الضحاك رضي الله عنه في قوله : {نحن قدرنا بينكم الموت} قال : تقدير أن
جعل أهل الأرض وأهل السماء فيه سواء شريفهم وضعيفهم.
وأخرج عَبد بن
حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {نحن قدرنا بينكم
الموت} قال : المتأخر والمعجل وأي في قوله : {وننشئكم في ما لا تعلمون}
قال : في خلق شئنا وفي قوله : {ولقد علمتم النشأة الأولى} إذا لم تكونوا
شيئا.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه
في قوله : {ولقد علمتم النشأة الأولى} قال : خلق آدم عليه السلام.
وأخرج
البزار ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي في شعب الإيمان
وضعفه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: لا يقولن أحدكم زرعت ولكن ليقل حرثت قال أبو هريرة رضي الله عنه : ألم
تسمعوا الله يقول : {أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي عبد الرحمن رضي الله عنه أنه كره أن يقول : زرعت ويقول : حرثت.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {أأنتم تزرعونه} قال : تنبتونه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {فظلتم تفكهون} قال : تعجبون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الحسن رضي الله عنه {فظلتم تفكهون} قال : تندمون.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
: {إنا لمغرمون} قال : ملقون للشر {بل نحن محرومون} قال : محدودون وفي
قوله : {أأنتم أنزلتموه من المزن} قال : السحاب.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {أأنتم أنزلتموه من المزن} قال : السحاب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن وقتادة رضي الله عنهما مثله.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن أبي جعفر رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
أنه كان إذا شرب الماء قال : الحمد لله الذي سقانا عذبا فراتا برحمته ولم
يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا.
وأخرج هناد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن
جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {نحن جعلناها
تذكرة} قال : هذه لنا تذكرة للنار الكبرى {ومتاعا للمقوين} قال :
للمستمتعين الناس أجمعين وفي لفظ للحاضر والبادي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد
، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه من طرق عن
ابن عباس رضي الله عنهما {نحن جعلناها تذكرة} قال : تذكرة للنار الكبرى
{ومتاعا للمقوين} قال : للمسافرين.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن
جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {نحن جعلناها تذكرة} قال : تذكرة للنار
الكبرى {ومتاعا للمقوين} قال : للمسافرين كم من قوم قد سافروا ثم أرملوا
فأحجبوا نارا فاستدفؤوا بها وانتفعوا بها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه {ومتاعا للمقوين} قال : للمسافرين.
وأخرج
الطبراني ، وَابن مردويه ، وَابن عساكر عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تمنعوا عباد الله فضل الله
الماء ولا كلأ ولا نارا فإن الله تعالى جعلها متاعا للمقوين وقوة
للمستضعفين ولفظ ابن عساكر وقواما للمستمتعين.
الآية 75 - 85
أخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {فلا أقسم} ممدودة مرفوعة الألف {بمواقع النجوم} على الجماع.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {فلا أقسم بمواقع النجوم} على الجماع.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال : نجوم السماء.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع
النجوم} قال : بمساقطها قال : وقال الحسن رضي الله عنه : مواقع النجوم
انكدارها وانتثارها يوم القيامة.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال : بمغايبها.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه في قوله : {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال : بمنازل النجوم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ومحمد بن نصر ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم والطبراني ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {فلا
أقسم بمواقع النجوم} قال : القرآن {وإنه لقسم لو تعلمون عظيم} قال :
القرآن.
وأخرج النسائي ، وَابن جَرِير ومحمد بن نصر والحاكم وصححه وابن
مردويه
والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أنزل القرآن في
ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم فرق في
السنين وفي لفظ : ثم نزل من السماء الدنيا إلى الأرض نجوما ثم قرأ {فلا
أقسم بمواقع النجوم}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} بألف قال : نجوم القرآن حين ينزل.
وأخرج
ابن المنذر الأنباري في كتاب المصاحف ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال : أنزل القرآن إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم أنزل إلى الأرض
نجوما ثلاثا آيات وخمس آيات وأقل وأكثر فقال : {فلا أقسم بمواقع النجوم}.
وأخرج الفريابي بسند صحيح عن المنهال بن عمرو رضي الله عنه قال : قرأ عبد
الله بن مسعود رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال : بمحكم القرآن فكان ينزل على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم نجوما.
وأخرج ابن نصر ، وَابن الضريس عن مجاهد رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع
النجوم} قال : بمحكم القرآن.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال : مستقر الكتاب أوله وآخره.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله :
{إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون} قال : القرآن الكريم والكتاب المكنون هو
اللوح المحفوظ {لا يمسه إلا المطهرون} قال : الملائكة عليهم السلام هم
المطهرون من الذنوب.
وأخرج آدم ابن أبي إياس ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن
جَرِير ، وَابن المنذر والبيهقي في المعرفة عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
: {إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون} قال : القرآن في كتابه والمكنون الذي لا
يمسه شيء من تراب ولا غبار {لا يمسه إلا المطهرون} قال : الملائكة عليهم
السلام.
وأخرج عبد حميد ، وَابن جَرِير عن عكرمة رضي الله عنه {في كتاب
مكنون} قال : التوراة الإنجيل {لا يمسه إلا المطهرون} قال : حملة التوراة
والإنجيل.
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : في قراءة ابن مسعود رضي الله عنه : ما يمسه إلا المطهرون.
وأخرج
آدم ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والبيهقي في المعرفة
من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما {لا يمسه إلا المطهرون} قال : الكتاب
المنزل في السماء لا يمسه إلا الملائكة.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن أنس رضي الله عنه {لا يمسه إلا المطهرون} قال : الملائكة عليهم السلام.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {لا يمسه إلا
المطهرون} قال : ذاكم عند رب العالمين {لا يمسه إلا المطهرون} من الملائكة
فإما عندكم فيمسه المشرك والنجس والمنافق والرجس.
وأخرج ابن
مردويه بسند رواه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم {إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون} قال : عند الله في صحف مطهرة {لا
يمسه إلا المطهرون} قال : المقربون.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر
عن علقمة رضي الله عنه قال : أتينا سلمان الفارسي رضي الله عنه فخرج علينا
من كن له فقلنا له : لو توضأت يا أبا عبد الله ثم قرأت علينا سورة كذا
وكذا قال : إنما قال الله : {في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون} وهو
الذي في السماء لا يمسه إلا الملائكة عليهم السلام ثم قرأ علينا من القرآن
ما شئنا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي داود في المصاحف ، وَابن
المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله : {في كتاب مكنون} قال : في
السماء {لا يمسه إلا المطهرون} قال : الملائكة عليهم السلام.
وأخرج ابن
أبي شيبة ، وَابن المنذر عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله : {لا يمسه
إلا المطهرون} قال : الملائكة عليهم السلام ليس أنتم يا أصحاب الذنوب.
وأخرج
ابن المنذر عن النعيمي رضي الله عنه قال : قال مالك رضي الله عنه : أحسن
ما سمعت في هذه الآية {لا يمسه إلا المطهرون} أنها بمنزلة الآية التي في
عبس (في صحف كرمة) (سورة عبس الآية 13) إلى قوله : (كرام بررة) (سورة عبس
الآية 16).
وَأخرَج ابن المنذر عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان لا يمس المصحف إلا متوضئا.
وأخرج
عبد الرزاق ، وَابن أبي داود ، وَابن المنذر عن عبد الله بن أبي بكر عن
أبيه قال : في كتاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم : لا تمس
القرآن إلا على طهور.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة في المصنف
، وَابن المنذر والحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن زيد قال : كنا مع سلمان
فانطلق إلى حاجة فتوارى عنا فخرج إلينا فقلنا : لو توضأت فسألناك عن أشياء
من القرآن فقال : سلوني فإني لست أمسه إنما يمسه المطهرون ثم تلا {لا يمسه
إلا المطهرون}.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يمس القرآن إلا طاهر.
وأخرج
ابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
لما بعثه إلى اليمن كتب له في عهده أن لا يمس القرآن إلا طاهر.
وأخرج ابن مردويه عن ابن حزم الأنصاري عن أبيه عن جده أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كتب إليه : لا يمس القرآن إلا طاهر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {أفبهذا الحديث أنتم مدهنون} قال : مكذبون.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
{أفبهذا الحديث أنتم مدهنون} قال : تريدون أن تمالئوا فيه وتركنوا إليهم ،
قوله : تعالى {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون}.
أخرج مسلم ، وَابن المنذر ،
وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : مطر الناس على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : أصبح من
الناس شاكر ومنهم كافر قالوا : هذه رحمة وضعها الله وقال بعضهم لقد صدق
نوء كذا فنزلت هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النجوم} حتى بلغ !
{وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون}.
وأخرج
أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهماأنه كان يقرأ
وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون قال : يعني الأنواء وما مطر قوم إلا أصبح بعضهم
كافرا وكانوا يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا فأنزل الله تعالى {وتجعلون
رزقكم أنكم تكذبون}.
وأخرج مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} قال : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم سافر في حر شديد فنزل الناس على غير ماء فعطشوا فاستسقوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال لهم : فلعلي لو فعلت فسقيتم قلتم هذا بنوء كذا
وكذا قالوا : يا نبي الله ما هذا بحين أنواء فدعا رسول الله صلى الله عليه
وسلم بماء فتوضأ ثم قام فصلى فدعا الله تعالى فهاجت ريح وثاب سحاب فمطروا
حتى سال كل واد فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يغرف بقدحه ويقول : هذا نوء فلان فنزل {وتجعلون رزقكم
أنكم تكذبون}.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن أبي حزرة رضي الله عنه قال : نزلت الآية في رجل من
الأنصار في غزوة تبوك ونزلوا بالحجر فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن لا يحملوا من مائها شيئا ثم ارتحل ثم نزل منزلا آخر وليس معهم ماء
فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام يصلي ركعتين ثم دعا
فأرسل سحابة فأمطرت عليهم حتى استقوا منها فقال رجل من الأنصار لآخر من
قومه يتهم بالنفاق : ويحك قد ترى ما دعا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
فأمطر الله علينا السماء فقال : إنما مطرنا بنوء كذا وكذا فأنزل الله
{وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون}.
وأخرج أحمد ، وَابن منيع ، وعَبد بن
حُمَيد والترمذي وحسنه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم
والخرائطي في مساوئ الأخلاق ، وَابن مردويه والضياء في المختارة عن علي
رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله : {وتجعلون رزقكم
أنكم تكذبون} قال : شكركم تقولون مطرنا بنوء كذا وكذا وبنجم كذا وكذا.
وأخرج
ابن جرير عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال
: ما مطر قوم من ليلة إلا أصبح قوم بها كافرين ثم قال : {وتجعلون رزقكم
أنكم تكذبون} يقول قائل : مطرنا بنجم كذا وكذا.
وأخرج ابن عساكر في
تاريخه عن عائشة رضي الله عنها قالت : مطر الناس على عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : أصبح من الناس شاكر
ومنهم كافر قالوا هذه رحمة وضعها الله وقال بعضهم : لقد صدق نوء كذا فنزلت
هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النجوم} حتى بلغ {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون}.
وأخرج
أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ
{وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} قال : يعني الأنواء وما مطر قوم إلا أصبح
بعضهم كافرا وكانوا يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا فأنزل الله {وتجعلون
رزقكم أنكم تكذبون}.
وأخرج ابن مردويه قال : ما فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن إلا آيات يسيرة قوله : {وتجعلون رزقكم} قال : شكركم.
وأخرج ابن مردويه عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ وتجعلون شكركم.
وأخرج ابن مردويه عن أبي عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه قال : قرأ علي رضي الله عنه الواقعات
في
الفجر فقال : وتجعلون شكركم أنكم تكذبون فلما انصرف قال : إني قد عرفت أنه
سيقول قائل : لم قرأها هكذا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها
كذلك كانوا إذا مطروا قالوا : مطرنا بنوء كذا وكذا فأنزل الله وتجعلون
شكركم أنكم إذا مطرتم تكذبون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن أبي عبد الرحمن رضي الله عنه قال : كان علي رضي الله عنه يقرأ وتجعلون شكركم أنكم تكذبون.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} فقال :
أما الحسن فقال : بئس ما أخذ القوم لأنفسهم لم يرزقوا من كتاب الله إلا
التكذيب قال : وذكر لنا أن الناس أمحلوا على عهد نبي الله صلى الله عليه
وسلم فقالوا يا نبي الله : لو استقيت لنا فقال : عسى قوم إن سقوا أن
يقولوا سقينا بنوء كذا وكذا فاستسقى نبي الله صلى الله عليه وسلم فمطروا
فقال رجل : إنه قد كان بقي من الأنواء كذا وكذا فأنزل الله {وتجعلون رزقكم
أنكم تكذبون}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله
عنه {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} قال : قولهم : في الأنواء مطرنا بنوء كذا
وكذا فيقول : قولوا : هو من عند الله تعالى وهو رزقه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس رضي الله عنهما {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} قال : الاستسقاء بالأنواء.
وَأخرَج
عَبد بن حُمَيد عن عوف عن الحسن رضي الله عنه في قوله : {وتجعلون رزقكم
أنكم تكذبون} قال : تجعلون حظكم منه أنكم تكذبون قال عوف رضي الله عنه :
وبلغني أن مشركي العرب كانوا إذا مطروا في الجاهلية قالوا مطرنا بنوء كذا
وكذا.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم والدارمي
والنسائي وأبو يعلى ، وَابن حبان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : لو
أمسك الله المطر عن الناس ثم أرسله لأصبحت طائفة كافرين قالوا : هذا بنوء الذبح يعني الدبران.
وأخرج
مالك وعبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
والبيهقي في الأسماء والصفات عن زيد بن خالد الجهني قال : صلى بنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح زمن الحديبية في أثر سماء
فلما
أقبل علينا فقال : ألم تسمعوا ما قال ربكم في هذه الآية : ما أنعمت على
عبادي نعمة إلا أصبح فريق منهم بها كافرين ، فأما من آمن بي وحمدني على
سقياي فذلك الذي آمن بي وكفر بالكوكب وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا
فذلك الذي آمن بالكوكب وكفر بي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس رضي
الله عنهما أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه : هل تدرون
ماذا قال ربكم قالوا : الله ورسوله أعلم قال : إنه يقول : إن الذين يقولون
نسقى بنجم كذا وكذا فقد كفر بالله وآمن بذلك النجم والذين يقولون سقانا
الله فقد آمن بالله وكفر بذلك النجم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عبد الله
بن محيريز أن سليمان بن عبد الملك دعاه فقال : لو تعلمت علم النجوم فازددت
إلى علمك فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أخوف ما أخاف على
أمتي ثلاث حيف الأئمة وتكذيب بالقدر وإيمان بالنجوم.
وأخرج عَبد بن
حُمَيد عن رجاء بن حيوة رضي الله عنه أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال
: مما أخاف على أمتي التصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر وظلم الأئمة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، عَن جَابر السوائي رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أخاف على أمتي ثلاثا استسقاء
بالأنواء وحيف السلطان وتكذيبا بالقدر.
وأخرج أحمد عن معاوية الليثي
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يكون الناس مجدبين
فينزل الله عليهم رزقا من رزقه فيصبحون مشركين قيل له : كيف ذاك يا رسول
الله قال : يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا.
وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله
ليصبح القوم بالنعمة أو يمسيهم بها فيصبح بها قوم كافرين يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا.
وَأخرَج
ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : وتجعلون شكركم يقول : على
ما أنزلت عليكم من الغيث والرحمة يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا وكان ذلك
منهم كفرا بما أنعم الله عليهم.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال : ما مطر قوم إلا أصبح بعضهم كافرا يقولون : مطرنا بنوء كذا
وكذا وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما وتجعلون شكركم أنكم تكذبون.
وأخرج
ابن جرير عن عطاء الخراساني رضي الله عنه في قوله : {وتجعلون رزقكم أنكم
تكذبون} قال : كان ناس يمطرون فيقولون مطرنا بنوء كذا وكذا ، قوله تعالى :
{فلولا إذا بلغت الحلقوم} الآيات.
وأخرج ابن ماجة عن أبي موسى رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : متى تنقطع معرفة العبد من الناس قال : إذا عاين.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : احضروا موتاكم وذكروهم فإنهم يرون ما لا ترون.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة وأبو بكر المروزي في كتاب الجنائز عن عمر
بن الخطاب رضي الله عنه قال : احضروا موتاكم ولقنوهم لا إله إلا الله
فإنهم يرون ويقال لهم.
وأخرج سعيد بن منصور المروزي عن عمر رضي الله
عنه قال : لقنوا موتاكم لاإله إلا الله واعقلوا ما تسمعون من المطيعين
منكم فإنه يجلي لهم أمور صادقة.
وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت
وأبو يعلى من طريق أبي يزيد الرقاشي عن تميم الداري رضي الله عنه عن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله لملك
الموت : انطلق
إلى وليي فائتني به فإني قد جربته بالسراء والضراء فوجدته حيث أحب فائتني
به لأريحه من هموم الدنيا وغمومها ، فينطلق إليه ملك الموت ومعه خمسمائة
من الملائكة معهم أكفان وحنوط من حنوط الجنة ومعهم ضبائر الريحان أصل
الريحانة واحد وفي رأسها عشرون لونا لكل لون منها ريح سوى ريح صاحبه ومعهم
الحرير الأبيض فيه المسك الأذفر فيجلس ملك الموت عند رأسه وتحتوشه الملائكة
ويضع
كل ملك منهم يده على عضو من أعضائه ويبسط ذلك الحرير الأبيض والمسك الأذفر
تحت ذقنه ويفتح له باب إلى الجنة فإن نفسه لتعلل عنده ذلك بطرف الجنة مرة
بأزواجها ومرة بكسوتها ومرة بثمارها كما يعلل الصبي أهله إذا بكى وإن
أزواجه ليبتهشن عند ذلك ابتهاشا وتنزو الروح نزوا ويقول ملك الموت : أخرجي
أيتها الروح الطيبة إلى سدر مخضود وطلح ممدود وماء مسكوب وملك الموت أشد
تلطفا به من الوالدة بولدها يعرف أن ذلك الروح حبيب إلى ربه كريم على الله
فهو يلتمس بلطفه تلك الروح رضا الله عنه فسل روحه كما تسل الشعرة من
العجين وإن روحه لتخرج والملائكة حوله يقولون : (سلام عليكم ادخلوا الجنة
بما كنتم تعملون) (سورة النحل الآية 32) وذلك قوله : (الذين تتوفاهم
الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم) (سورة النحل الآية 32) قال : فأما إن
كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم قال : روح من جهد الموت وروح يؤتى به عند خروج نفسه وجنة نعيم أمامه ، فإذا قبض ملك الموت روحه يقول الروح للجسد : لقد كنت بي سريعا إلى طاعة الله بطيئا عن معصيته فهنيئا لك اليوم فقد نجوت وأنجيت ويقول الجسد للروح مثل ذلك وتبكي عليه بقاع الأرض التي كان يطيع الله عليها كل باب من السماء كان يصعد منه عمله وينزل منه رزقه أربعين ليلة ، فإذا اقبضت الملائكة روحه أقامت الخمسمائة ملك عند جسده لا يقلبه بنو آدم لشق إلا قلبته الملائكة عليهم السلام قبلهم وعلته بأكفان قبل أكفانهم وحنوط قبل حنوطهم ويقوم من باب بيته إلى باب قبره صفان من الملائكة يستقبلونه بالاستغفار ، ويصيح إبليس عند ذلك صيحة يتصرع منها بعض أعظام جسده ويقول لجنوده : الوليل لكم كيف خلص هذا العبد منكم فيقولون : إن هذا كان معصوما ، فإذا صعد ملك الموت بروحه إلى السماء يستقبله جبريل في سبعين ألفا من الملائكة كلهم يأتيه من ربه فإذا انتهى ملك الموت إلى العرش خرت الورح ساجدة لربها فيقول الله لملك الموت : انطلق بروح عبدي فضعه (في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب) (سورة الواقعة الآية 28) ، فإذا وضع في قبره جاءت الصلاة فكانت عن يمينه وجاء الصيام فكان عن يساره وجاء القرآن والذكر فكانا عند رأسه وجاء مشيه إلى الصلاة فكان عند رجليه
وجاء الصبر فكان ناحية القبر ، ويبعث الله عنقا من العذاب فيأتيه عن يمينه فتقول الصلاة : وراءك والله ما زال دائبا عمره كله وإنما استراح الآن حين وضع في قبره ، فيأتيه عن يساره فيقول الصيام مثل ذلك ، فيأتيه من قبل رأسه فيقول له مثل ذلك ، فلا يأتيه العذاب من ناحية فيلتمس هل يجد لها مساغا إلا وجد ولي الله قد أحرزته الطاعة فيخرج عنه العذاب عندما يرى ، ويقول الصبر لسائر الأعمال : أما إنه لم يمنعني أن أباشره بنفسي إلا أني نظرت ما عندكم فلو عجزتم كنت أنا صاحبه فأما إذا أجزأتم عنه فأنا ذخر له عند الصراط وذخر له عند الميزان ، ويبعث الله ملكين أبصارهما كالبرق الخاطف وأصواتهما كالرعد القاصف وأنيابهما كالصياصي وأنفاسهما كاللهب يطآن في أشعارهما بين منكبي كل واحد منهما مسيرة كذا وكذا قد نزعت منهما الرأفة والرحمة إلا بالمؤمنين يقال لهما : منكر ونكير وفي يد كل واحد منهما مطرقة لو اجتمع عليها الثقلان لم يقلوها ، فيقولان له : اجلس ، فيستوي جالسا في قبره فتسقط أكفانه في حقويه ، فيقولان له : من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول : ربي الله وحده لا شريك له والإسلام ديني ومحمد نبي وهو خاتم النبيين ، فيقولان له : صدقت ، فيدفعان القبر فيوسعانه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن يساره ومن قبل رأسه ومن قبل رجليه ثم يقولان له : انظر فوقك ، فينظر فإذا هو مفتوح إلى الجنة فيقولان له : هذا منزلك يا ولي الله لم أطعت الله ، فوالذي نفس محمد بيده إنه لتصل إلى قلبه فرحة لا ترتد أبدا فيقال له : انظر تحتك فينظر تحته فإذا هو مفتوح إلى النار
فيقولان
: يا ولي الله نجوت من هذا ، فوالذي نفسي بيده إنه لتصل إلى قلبه عند ذلك
فرحة لا ترتد أبدا ويفتح له سبعة وسبعون بابا إلى الجنة يأتيه ريحها
وبردها حتى يبعثه الله تعالى من قبره إلى الجنة.
وَأَمَّا الكافر فيقول
الله لملك الموت ويفتح الله لملك الموت : انطلق إلى عبدي فائتني به فإني
قد بسطت له رزقي وسربلته نعمتي فأبى إلا معصيتي فأئتني به لأنتقم منه
اليوم ، فينطلق إليه ملك الموت في أكره صورة رآها أحد من الناس قط له
اثنتا عشرة عينا ومعه سفود من النار كثير الشوك ومعه خمسمائة من الملائكة
معهم نحاس وجمر من جمر جهنم ومعهم سياط من النار تأجج ، فيضربه ملك الموت
بذلك السفود ضربة يغيب أصل كل شوكة من ذلك السفود في أصل كل شعرة وعرق من
عروقه ثم يلويه ليا شديدا فينزع روحه من أظفار قدميه فيلقيها في عقبيه
فيسكر عدو
الله عند ذلك سكرة وتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط ثم
كذلك إلى حقويه ثم كذلك إلى صدره ثم كذلك إلى حلقه ثم تبسط الملائكة ذلك
النحاس وجمر جهنم تحت ذقنه ثم يقول ملك الموت :
أخرجي أيتها النفس
اللعينة الملعونة (إلى سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم) (سورة
الواقعة الآية 43) ، فإذا قبض ملك الموت روحه قالت الروح للجسد : جزاك
الله عني شرا فقد كنت بي سريعا إلى معصية الله بطيئا بي عن طاعة الله فقد
هلكت وأهلكت ويقول الجسد للروح مثل ذلك ، وتلعنه بقاع الأرض التي كان يعصي
الله تعالى عليها وتنطلق جنود إبليس إليه يبشرونه بأنهم قد أوردوا عبدا من
بني آدم النار ، فإذا وضع في قبره ضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فتدخل
اليمنى في اليسرى واليسرى في اليمنى ويبعث الله إليه حيات دهماء تأخذ
بأرنبته وإبهام قدميه فتغوصه حتى تلتقي في وسطه ، ويبعث الله إليه الملكين
فيقولان له : من ربك وما دينك فيقول : لا أدري فيقال له : لا دريت ولا
تليت ، فيضربانه ضربة يتطاير الشرار في قبره ثم يعود فيقولان له : انظر
فوقك ، فينظر فإذا باب مفتوح إلى الجنة فيقولان له : عدو الله لو كنت أطعت
الله تعالى هذا منزلك ، فوالذي نفسي بيده إنه ليصل إلى قلبه حسرة لا ترتد
أبدا ويفتح له باب إلى النار فيقال : عدو الله هذا منزلك لما عصيت الله ،
ويفتح له سبعة وسبعون بابا إلى النار يأتيه حرها وسمومها حتى يبعثه من
قبره يوم القيامة إلى النار.
الآية 86 - 96
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {غير مدينين} قال : غير محاسبين
وأخرج
عبد حميد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله تعالى عنه
{فلولا إن كنتم غير مدينين} قال : غير محاسبين {ترجعونها} قال : النفس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه والحسن وقتادة مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {غير مدينين} قال : غير موقنين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الحسن رضي الله عنه {فلولا إن كنتم غير مدينين} قال : غير مبعوثين يوم القيامة.
وأخرج
ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الربيع
بن خيثم في قوله : {فأما إن كان من المقربين فروح وريحان} قال : هذا له
عند الموت {وجنة نعيم} قال : تخبأ له الجنة إلى
يوم يبعث {وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم} قال : هذا عند الموت {وتصلية جحيم} قال : تخبأ له الجحيم إلى يوم يبعث.
وأخرج
أبو عبيد في فضائله وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري في تاريخه وأبو داود
والترمذي وحسنه والنسائي والحكيم الترميذي في نوادر الأصول والحاكم وصححه
وأبو نعيم في الحلية ، وَابن مردويه عن عائشة أنها سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقرأ {فروح وريحان} برفع الراء.
وأخرج ابن مردويه عن
ابن عمر قال : قرأت على رسو ل الله صلى الله عليه وسلم سورة الواقعة فلما
بلغت {فروح وريحان} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {فروح وريحان}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عوف عن الحسن أنه كان يقرأها {فروح وريحان} برفع الراء.
وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن قتادة أنه كان يقرأ {فروح} قال : رحمة قال : وكان الحسن يقرأ {فروح} يقول : راحة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {فروح} قال : راحة {وريحان} قال : استراحة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : يعني بالريحان المستريح من الدنيا {وجنة نعيم} يقول : مغفرة ورحمة.
وأخرج
مالك وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد في مسنده والبخاري ومسلم والنسائي عن أبي
قتادة قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرت جنازة فقال :
مستريح ومستراح منه فقلنا يا رسول الله : ما المستريح وما المستراح منه
قال : العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله سبحانه
وتعالى والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب.
وأخرج
القاسم بن مندة في كتاب الأحوال والإيمان بالسؤال عن سلمان قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : إن أول ما يبشر به المؤمن عند والوفاة بروح
وريحان وجنة نعيم وإن أول ما يبشر به المؤمن في قبره أن يقال : أبشر برضا
الله تعالى والجنة قدمت خير مقدم قد غفر الله لمن شيعك إلى قبرك وصدق من
شهد
لك واستجاب لمن استغفر لك.
وأخرج هناد بن السرى ، وعَبد بن
حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {فروح وريحان}
قال : الروح الفرح والريحان الرزق.
وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب
القرظي في قوله : {فروح وريحان} قال : فرج من الغم الذي كانوا فيه
واستراحة من العمل لا يصلون ولا يصومون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير الضحاك قال : الروح الاستراحة والريحان الرزق.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير وأبو القاسم بن منده في كتاب السؤال عن
الحسن في قوله : {فروح وريحان} قال : ذاك في الآخرة فاستفهمه بعض القوم
فقال : أما والله إنهم ليسرون بذلك عند الموت.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {فروح وريحان} قال : الريحان الرزق.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن قال : الروح الرحمة والريحان هو هذا الريحان.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : {فروح
وريحان} قال : الروح الرحمة والريحان يتلقى به عند الموت.
وأخرج
المروزي في الجنائز ، وَابن جَرِير عن الحسن قال : تخرج روح المؤمن من
جسده في ريحانة ثم قرأ {فأما إن كان من المقربين فروح وريحان} ، 38
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي الدنيا في ذكر الموت وعبد الله بن أحمد في
زوائد الزهد عن أبي عمران الجوني في قوله : {فأما إن كان من المقربين فروح
وريحان} قال : بلغني إن المؤمن إذا نزل به الموت تلقى بضبائر الريحان من
الجنة فيجعل روحه فيها.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن أبي
العالية قال : لم يكن أحد من المقربين يفارق الدنيا حتى يؤتى بغصن من
ريحان الجنة فيشمه ثم يقبض.
وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت عن بكر
بن عبد الله قال : إذا أمر ملك الموت بقبض روح المؤمن أتى بريحان من الجنة
فقيل له : اقبض روحه فيه وإذا أمر
بقبض روح الكافر أتى ببجاد من النار فقيل له : أقبضه فيه.
وأخرج
البزار ، وَابن مردويه عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال
: إن المؤمن إذا حضر أتته الملائكة بحريرة فيها مسك وضبائر ريحان فتسل
روحه كما تسل الشعرة من العجين ويقال : أيتها النفس الطيبة أخرجي راضية
مرضيا عنك إلى روح الله وكرامته فإذا خرجت روحه وضعت على ذلك المسك
والريحان وطويت عليها الحريرة وذهب به إلى عليين وإن الكافر إذا حضر أتته
الملائكة بمسح فيه جمر فتنزع روحه انتزاعا شديدا ويقال : أيتا النفس
الخبيثة أخرجي ساخطة مسخوطا عليك إلى هوان الله عذابه فإذا خرجت روحه وضعت
على تلك الجمرة فإن لها نشيشا ويطوى عليها المسح ويذهب به إلى سجين.
وأخرج
أبن أبي الدنيا في ذكر الموت عن إبراهيم النخعي قال : بلغنا أن المؤمن
يستقبل عند موته بطيب من طيب الجنة وريحان من ريحان الجنة فتقبض روحه
فتجعل في حرير الجنة ثم ينضح بذلك الطيب ويلف في الريحان ثم ترتقي به
ملائكة الرحمة حتى يجعل في عليين.
وأخرج ابن جرير ، وَابن
المنذر عن ابن عباس في قوله : {فسلام لك من أصحاب اليمين} قال : تأتيه
الملائكة بالسلام من قبل الله تسلم عليه وتخبره أنه من أصحاب اليمين.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {فسلام
لك من أصحاب اليمين} قال : سلام من عذاب الله وسلمت عليه ملائكة الله.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {وأما إن كان من المكذبين الضالين
فنزل من حميم} قال : لا يخرج الكافر من دار الدنيا حتى يشرب كأسا من حميم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال : من مات وهو يشرب الخمر شج في وجهه من جمر جهنم.
وأخرج
ابن مردويه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن بعض أصحاب النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم : {فأما إن كان من المقربين فروح وريحان} قال : هذا في الدنيا
{وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم} قال : هذا في
الدنيا.
وأخرج أحمد ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن عبد الرحمن بن
أبي ليلى قال : حدثني فلان بن فلان سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
: من أحب لقاء الله
أحب الله لقاءه ومن كره الله لقاءه فأكب القوم
يبكون فقالوا : إنا نكره الموت قال : ليس ذاك ولكنه إذا حضر {فأما إن كان
من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم} فإذا بشر بذلك أحب لقاء الله والله
للقائه أحب {وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم} فإذا بشر بذلك
كره لقاء الله والله للقائه أكره.
وأخرج آدم ابن أبي إياس عن عبد
الرحمن بن أبي ليلى قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآيات
{فلولا إذا بلغت الحلقوم} إلى قوله : {فروح وريحان وجنة نعيم} إلى قوله :
{فنزل من حميم وتصلية جحيم} ثم قال : إذا كان عند الموت قيل له هذا فإن
كان من أصحاب اليمين أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وإن كان من أصحاب
الشمال كره لقاء الله وكره الله لقاءه.
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي
والنسائي عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من
أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقالت
عائشة رضي الله عنها : إنا لنكره الموت فقال : ليس ذاك ولكن المؤمن إذا
حضر الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه وأحب لقاء
الله وأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء
أكره إليه مما أمامه وكره لقاء الله وكره الله لقاءه.
وأخرج ابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ما من ميت يموت إلا وهو يعرف غاسله ويناشد حامله إن كان بخير {فروح
وريحان وجنة نعيم}
أن يعجله وإن كان بشر {فنزل من حميم وتصلية جحيم} أن يحبسه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {إن هذا لهو حق اليقين} قال : ما قصصنا عليك في هذه السورة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه في قوله : {إن هذا
لهو حق اليقين} قال : إن الله عز وجل ليس تاركا أحدا من خلقه حتى يقفه على
اليقين من هذا القرآن فأما المؤمن فأيقن في الدنيا فنفعه ذلك يوم القيامة
وأما الكافر فأيقن يوم القيامة حين لا ينفعه اليقين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه {إن هذا لهو حق اليقين} قال : الخبر اليقين.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مسروق رضي الله عنه قال : من
أراد أن يعلم نبأ الأولين والآخرين ونبأ الدنيا والآخرة ونبأ الجنة والنار فليقرأ {إذا وقعت الواقعة}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {فسبح باسم ربك العظيم} قال : فصل لربك.
وأخرج
سعيد بن منصور وأحمد وأبو داود ، وَابن ماجة ، وَابن حبان والحاكم وصححه ،
وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه
قال : لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم {فسبح باسم ربك العظيم}
قال : اجعلوها في ركوعكم ولما نزلت {سبح اسم ربك الأعلى} قال : اجعلوها في
سجودكم.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالوا يا
رسول الله كيف نقول في ركوعنا فأنزل الله الآية التي في آخر سورة الواقعة
{فسبح باسم ربك العظيم} فأمرنا أن نقول : سبحان ربي العظيم وترا ، قال ابن
مردويه : حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد
الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن
السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله : {إذا وقعت الواقعة} قال : الساعة.
{ليس
لوقعتها كاذبة} يقول : من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة
إذا وقعت {خافضة رافعة} قال : القيامة خافضة يقول : خفضت فأسمعت الأذنين
ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال : وخفضت أقواما قد
كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت
الأرض رجا} قال : هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال :
الحكم والسدي قال : على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم
أزواجا ثلاثة} قال : العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة
ما أصحاب الميمنة} هم : الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب
المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول : ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون}
هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك
المقربون} قال : هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها
وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين وقليل من الآخرين على سرر موضونة}
قال : الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها
متقابلين} قال ابن عباس : ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول : حلقا
حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال : خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور
العين
لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب
التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس
من معين} قال : الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر
فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول : من خمر جار {لا يصدعون
عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول :
مما يشتهون يقول : يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما
اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور
عين} قال : الحور البيض والعين العظام الأعين حسان {كأمثال اللؤلؤ} قال :
كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر {المكنون} الذي في الأصداف ،
ثم قال {جزاء بما كانوا يعملون لا يسمعون فيها لغوا} قال : اللغو الحلف لا
والله وبلى والله {ولا تأثيما} قال : قال لايموتون {إلا قيلا سلاما سلاما}
يقول : التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال : هؤلاء المقربون ثم قال :
{وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} وما أعد لهم {في سدر مخضود}
والمخضود الموقر الذي لا شوك فيه {وطلح منضود وظل ممدود} يقول : ظل الجنة لا ينقطع ممدود عليهم أبدا {وماء
مسكوب} يقول : مصبوب {وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة} قال : لا تنقطع حينا وتجيء حينا مثل فاكهة الدنيا ولا ممنوعة كما تمنع في الدنيا إلا بثمن {وفرش مرفوعة} يقول : بعضها فوق بعض ثم قال : {إنا أنشأناهن إنشاء} قال : هؤلاء نساء أهل الجنة وهؤلاء العجز الرمص يقول : خلقهم خلقا {فجعلناهن أبكارا} يقول : عذارى {عربا أترابا} والعرب المتحببات إلى أزواجهن والأتراب المصطحبات اللاتي لا تغرن {لأصحاب اليمين ثلة من الأولين وثلة من الآخرين} يقول : طائفة من الأولين وطائفة من الآخرين {وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال} ما لهم وما أعد لهم {في سموم} قال : فيح نار جهنم {وحميم} الماء : الجار الذي قد انتهى حره فليس فوقه حر {وظل من يحموم} قال : من دخان جهنم {لا بارد ولا كريم} إنهم كانوا قبل ذلك مترفين قال : مشركين جبارين {وكانوا يصرون} يقيمون {على الحنث العظيم} قال : على الإثم العظيم قال : هو الشرك {وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما} إلى قوله : {أو آباؤنا الأولون} قال : قل يا محمد إن الأولين والآخرين لمجموعون {إلى ميقات يوم معلوم} قال : يوم القيامة {ثم إنكم أيها الضالون} قال : المشركون المكذبون {لآكلون من شجر من زقوم} قال : والزقوم إذا أكلوا منه خصبوا والزقوم شجرة {فمالئون منها البطون}
قال : يملؤون من الزقوم
بطونهم {فشاربون عليه من الحميم} يقول : على الزقوم الحميم {فشاربون شرب
الهيم} هي الرمال لو مطرت عليها السماء أبدا لم ير فيها مستنقع {هذا نزلهم
يوم الدين} كرامة يوم الحساب {نحن خلقناكم فلولا تصدقون} يقول : أفلا
تصدقون {أفرأيتم ما تمنون} يقول : هذا ماء الرجل {أأنتم تخلقونه أم نحن
الخالقون} {نحن قدرنا بينكم الموت} في المتعجل والمتأخر {وما نحن بمسبوقين
على أن نبدل أمثالكم} فيقول : نذهب بكم ونجيء بغيركم {وننشئكم في ما لا
تعلمون} يقول : نخلقكم فيها لا تعلمون إن نشأ خلقناكم قردة وإن نشأ
خلقناكم خنازير {ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون} يقول : فهلا
تذكرون ثم قال : {أفرأيتم ما تحرثون} يقول : ما تزرعون {أم نحن الزارعون}
يقول : أليس نحن الذي ننبته أم أنتم المنبتون {لو نشاء لجعلناه حطاما
فظلتم تفكهون} يقول : تندمون {إنا لمغرمون}
يقول : إنا للمواريه {بل
نحن محرومون أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن} يقول :
من السحاب {أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا} يقول : مرا {فلولا
تشكرون} يقول : فهلا تشكرون {أفرأيتم النار التي تورون} يقول : تقدحون
{أأنتم أنشأتم} يقول : خلقتم {شجرتها أم نحن المنشئون}
قال : وهي من كل شجرة إلا في العناب وتكون في الحجارة {نحن جعلناها تذكرة} يقول : يتذكر بها نار الآخرة العليا {ومتاعا للمقوين} قال : والمقوي هو الذي لا يجد نارا فيخرج زنده فيستنور ناره فهي متاع له {فسبح باسم ربك العظيم} يقول : فصل لربك العظيم {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال : أتى ابن عباس علبة بن الأسود أو نافع بن الحكم فقال له : يا ابن عباس إني أقرأ آيات من كتاب الله أخشى أن يكون قد دخلني منها شيء ، قال ابن عباس : ولم ذلك قال : لأني أسمع الله يقول : (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (سورة القدر الآية 2) ويقول : (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين) (سورة الدخان الآية 3) ويقول في آية أخرى : (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) (سورة البقرة الآية 185) وقد نزل في الشهور كلها شوال وغيره ، قال ابن عباس : ويلك إن جملة القرآن أنزل من السماء في ليلة القدر إلى موقع النجوم يقول : إلى سماء الدنيا فنزل به جبريل في ليلة منه وهي ليلة القدر المباركة وفي رمضان ثم نزل به على محمد صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة الآية والآيتين والأكثر ، فذلك قوله : {لا أقسم} يقول : أقسم {بمواقع النجوم} {وإنه لقسم} والقسم قسم وقوله : {لا يمسه إلا المطهرون} وهم السفرة والسفرة هم الكتبة ، ثم قال : {تنزيل من رب
العالمين} {أفبهذا الحديث أنتم مدهنون} يقول :
تولون أهل الشرك وتجعلون رزقكم قال ابن عباس رضي الله عنهما : سافر
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في حر فعطش الناس عطشا شديدا حتى كادت
أعناقهم أن تنقطع من العطش فذكر ذلك له قالوا : يا رسول الله لو دعوت الله
فسقانا قال لعلي إن دعوت الله فسقاكم لقلتم هذا بنوء كذا وكذا قالوا : يا
رسول الله ما هذا بحين أنواء ذهبت حين الأنواء فدعا بماء في مطهرة فتوضأ
ثم ركع ركعتين ثم دعا الله فهبت رياح وهاج سحاب ثم أرسلت فمطروا حتى سال
الوادي فشربوا وسقوا
دوابهم ثم مر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم برجل
وهو يغترف بقعب معه من الوادي وهو يقول : نوء كذا وكذا سقطت الغداة قال :
نزلت هذه الآية {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون فلولا إذا بلغت الحلقوم} يقول
: النفس {وأنتم حينئذ تنظرون} {ونحن أقرب إليه منكم} يقول : الملائكة
{ولكن لا تبصرون} يقول : لا تبصرون الملائكة {فلولا} يقول : هلا {إن كنتم
غير مدينين} غير محاسبين {ترجعونها} يقول : ترجعوا النفس {إن كنتم صادقين
فأما إن كان من المقربين} مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال {فروح}
الفرح مثل قوله : (ولا تيأسوامن روح الله) (سورة يوسف الآية 87) {وريحان}
الرزق قال ابن عباس : لا تخرج روح المؤمن من بدنه حتى يأكل من ثمار الجنة
قبل موته {وجنة نعيم} يقول : حققت له الجنة والآخرة !
{وأما إن كان
من أصحاب اليمين} يقول : جمهور أهل الجنة {فسلام لك من أصحاب اليمين وأما
إن كان من المكذبين الضالين} وهم المشركون {فنزل من حميم} قال : ابن عباس
رضي الله عنهما لا يخرج الكافر من بيته في الدنيا حتى يسقى كأسا من حميم
{وتصلية جحيم} يقول : في الآخرة {إن هذا لهو حق اليقين} يقول : هذا القول
الذي قصصنا عليك لهو حق اليقين يقول القرآن الصادق والله أعلم.
*- سورة الحديد.
مدنية وآياتها تسع وعشرون
* بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 1 - 6.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة الحديد بالمدينة.
وأخرج ابن مردويه والبهيقي عن ابن الزبير قال : أنزلت سورة الحديد بالمدينة.
وَأخرَج
الطبراني ، وَابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : نزلت سورة الحديد يوم الثلاثاء وخلق الله الحديد يوم
الثلاثاء وقتل ابن آدم أخاه يوم الثلاثاء ونهى رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن الحجامة يوم الثلاثاء.
وأخرج الديلمي ، عَن جَابر مرفوعا : لا تحتجموا يوم الثلاثاء فإن سورة الحديد أنزلت علي يوم الثلاثاء.
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه النسائي وابن
مردويه
والبيهقي في شعب الإيمان عن عرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد وقال إن فيهن آية أفضل من ألف آية.
وأخرج
ابن الضريس عن يحيى بن أبي كثير قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا ينام حتى يقرأ المسبحات وكان يقول : إن فيهن آية هي أفضل من ألف آية
قال يحيى : فنراها الآية التي في آخر الحشر.
وأخرج البزار ، وَابن
عساكر ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الدلائل عن عمر قال :
كنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا أنا في يوم حار
بالهاجرة في بعض طريق مكة إذ لقيني رجل فقال : عجبا لك يا ابن الخطاب إنك
تزعم أنك وأنك وقد دخل عليك الأمر في بيتك قلت : وما ذاك قال : هذه أختك
قد أسلمت فرجعت مغضبا حتى قرعت الباب فقيل : من هذا قلت : عمر فتبادروا
فاختفوا مني وقد كانوا يقرأون صحيفة بين أيديهم تركوها أو نسوها فدخلت حتى
جلست على السرير فنظرت إلى الصحيفة فقلت : ما هذه نأولينيها قالت : إنك
لست من أهلها إنك لا تغتسل من الجنابة ولا تطهر وهذا كتاب لا يمسه إلا
المطهرون فما زلت بها حتى ناولتنيها ففتحتها فإذا فيها بسم الله الرحمن
الرحيم
فلما قرأت الرحمن الرحيم ذعرت فألقيت الصحيفة من يدي ثم رجعت إلى نفسي
فأخذتها فإذا فيها بسم الله الرحمن الرحيم {سبح لله ما في السماوات والأرض
وهو العزيز الحكيم} فكلما مررت باسم من أسماء الله ذعرت ثم ترجع إلي نفسي
حتى بلغت {آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه} فقلت :
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فخرج القوم مستبشرين فكبروا.
وأخرج
أبو الشيخ في العظمة عن أبي الأسود قال : قال رأس الجالوت : إنما التوراة
الحلال والحرام إلا أن في كتابكم جامعا {سبح لله ما في السماوات والأرض}
وفي التوراة يسبح لله الطير والسباع ، قوله تعالى : {هو الأول والآخر}.
أخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد والترمذي ، وَابن المنذر
وابن مردويه والبيهقي وأبو
الشيخ
في العظمة عن أبي هريرة قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس
وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : هل تدرون
ما هذا قالوا : الله ورسوله أعلم قال : هذا العنان هذه روايا الأرض يسوقها
الله إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه ثم قال : هل تدرون ما فوقكم قالوا :
الله ورسوله أعلم قال : فإنها الرقيع سقف محفوظ وموج مكفوف ، ثم قال : هل
تدرون كم بينكم وبينها قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : بينكم وبينها
خمسمائة سنة ثم قال : هل تدرون ما فوق ذلك قالوا : الله ورسوله أعلم قال :
فإن فوق ذلك سماءين ما بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عدد سبع سموات ما بين
كل سماءين كما بين السماء والأرض ثم قال : هل تدرون ما فوق ذلك قالوا :
الله ورسوله أعلم قال : فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء بعد مثل ما بين
السماءين ثم قال : هل تدرون ما الذي تحتكم قالوا : الله ورسوله أعلم قال :
فإنها الأرض ثم قال : هل تدرون ما تحت ذلك قالوا : الله ورسوله أعلم قال :
فإن تحتها الأرض الأخرى بينهما مسيرة خمسمائة عام حتى عد سبع أرضين بين كل
أرضين مسيرة خمسمائة سنة ثم قال :
والذي نفس محمد بيده لو أنكم
دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السابعة السفلى لهبط على الله ثم قرأ {هو
الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم} قال : الترمذي فسر بعض
أهل العلم هذا الحديث فقالوا : إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس بن عبد المطلب عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
قال : والذي نفس محمد بيده لو دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السابعة لقدم
على ربه ثم تلا {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}.
وَأخرَج
البيهقي في الأسماء والصفات عن أم سلمة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
أنه كان يدعو بهؤلاء الكلمات : اللهم أنت الأول فلا شيء قبلك وأنت الآخر
فلا شيء بعدك أعوذ بك من شر كل دابة ناصيتها بيدك وأعوذ بك من الإثم
والكسل ومن عذاب النار ومن عذاب القبر ومن فتنة الغنى ومن فتنة الفقر
وأعوذ بك من المأثم والمغرم.
وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وحسنة
والبيهقي عن أبي هريرة قال : جاءت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
تسأل خادما فقال لها : قولي اللهم رب السموات السبع
ورب العرش العظيم
وربنا ورب كل شيء منزل التوراة والإنجيل والفرقان فالق الحب النوى أعوذ بك
من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس
بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا
الدين وأغننا من الفقر.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم ، وَابن مردويه
والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يدعو عند النوم :
اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب
كل شيء منزل التوراة والإنجيل والفرقان فالق الحب والنوى لا إله إلا أنت
أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر
فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض
عنا الدين وأغننا من الفقر.
وأخرج البيهقي عن ابن عمر قال : كان من
دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول : يا كائن قبل أن يكون شيء
والمكون لكل شيء والكائن بعد ما لا يكون شيء أسألك بلحظة من لحظاتك
الحافظات الوافرات الراجيات المنجيات.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي
عن محمد بن علي رضي الله عنه أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم علم عليا
يدعو بها عندما أهمه فكان علي رضي الله عنه يعلمها لولده : يا كائن قبل
كال شيء ويا مكون كل شيء ويا كائن بعد كل شيء أفعل بي كذا وكذا.
وأخرج
البيهقي في الأسماء والصفات عن مقاتل بن حيان رضي الله عنه قال : بلغنا في
قوله عزو جل : {هو الأول} قبل كل شيء {والآخر} بعد كل شيء {والظاهر} فوق
كل شيء {والباطن} أقرب من كل شيء وإنما يعني بالقرب بعلمه وقدرته وهو فوق
عرشه {وهو بكل شيء عليم} {هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام} مقدار
كل يوم ألف عام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض من القطر وما
يخرج منها من النبات وما ينزل من السماء من القطر وما يعرج فيها يعني ما
يصعد إلى السماء من الملائكة وهو معكم أينما كنتم يعني قدرته وسلطانه
وعلمه معكم إينما كنتم والله بما تعملون بصير.
وأخرج أبو الشيخ في
العظمة عن ابن عمر وأبي سعيد عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : لا
يزال الناس يسالون عن كل شيء حتى يقولوا هذا الله كان قبل كل شيء فماذا
كان قبل
الله فإن قالوا لكم ذلك فقولوا : هو الأول قبل
كل شيء وهو الآخر فليس بعده شيء وهو الظاهر فوق كل شيء وهو الباطن دون كل شيء وهو بكل شيء عليم.
وأخرج
أبو داود عن أبي زميل قال : سألت ابن عباس رضي الله عنهما فقلت : ما شيء
أجده في صدري قال : ما هو قلت : والله لا أتكلم به فقال لي : أشيء من شك
وضحك قال : ما نجا من ذلك أحد حتى أنزل الله تعالى {فإن كنت في شك مما
أنزلنا إليك} الآية وقال لي : إذا وجدت في نفسك شيئا فقل : هو الأول
والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {وهو معكم أين ما كنتم} قال : عالم بكم أينما كنتم.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن سفيان الثوري رضي الله عنه أنه سئل عن قوله : {وهو معكم} قال : علمه.
وأخرج
ابن مردويه والبيهقي عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : إن من أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله تعالى معه حيث كان.
وأخرج ابن النجار في تاريخ بغداد بسند ضعيف عن ابراء بن عازب
قال
: قلت لعلي رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين أسألك بالله ورسوله إلا
خصصتني بأعظم ما خصك به رسول الله صلى الله عليه وسلم واختصه به جبريل
وأرسله به الرحمن فقال : إذا أردت أن تدعو الله باسمه الأعظم فاقرأ من أول
سورة الحديد إلى آخر ست آيات منها {عليم بذات الصدور} وآخر سورة الحشر
يعني أربع آيات ثم ارفع يديك فقل : يا من هو هكذا أسألك بحق هذه الأسماء
أن تصلي على محمد وأن تفعل بي كذا وكذا مما تريد فوالله الذي لا إله غيره
لتنقلبن بحاجتك إن شاء الله.
الآية 7 - 11
أخرج الفريابي ، وعَبد بن
حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {وأنفقوا مما
جعلكم مستخلفين فيه} قال : معمرين فيه بالرزق وفي قوله : {وقد أخذ
ميثاقكم} قال : في ظهر آدم وفي قوله : {ليخرجكم من الظلمات إلى النور} قال
: من الضلالة إلى الهدى.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر ، وعَبد
بن حُمَيد عن مجاهد في قوله : {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح} يقول
: من أسلم {وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا} يعني
أسلموا يقول ليس من هاجر كمن لم يهاجر {وكلا وعد الله الحسنى} قال : الجنة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : !
{لا
يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح} الآية قال : كان قتالان أحدهما أفضل من
الآخر وانت نفقتان أحدهما أفضل من الأخرى قال : كانت النفقة والقتال قبل
الفتح فتح مكة أفضل من النفقة والقتال بعد ذلك {وكلا وعد الله الحسنى} قال
: الجنة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة قال : لما نزلت
هذه الآية {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل} قال أبو الدحداح :
والله لأنفقن اليوم نفقة أدرك بها من قبلي ولا يسبقني بها أحد بعدي فقال :
اللهم كل شيء يملكه أبو الدحداح فإن نصفه لله حتى بلغ فرد نعله ثم قال :
وهذا.
وأخرج سعيد بن منصور عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : يأتيكم قوم من ههنا وأشار بيده إلى اليمن تحقرون أعمالكم
عند أعمالهم قالوا : فنحن خير أم هم قال : بل أنتم فلو أن أحدهم أنفق مثل
أحد ذهبا ما أدرك أحدكم ولا
نصيفه فصلت هذه الآية بيننا وبين الناس {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا}.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق
زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : خرجنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية إذا كان بعسفان قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم
يوشك أن يأتي قوم تحقرون أعمالكم مع
أعمالهم قلنا : من هم يا رسول الله أقريش قال : لا ولكنهم أهل اليمن هم
أرق أفئدة وألين قلوبا فقلنا : أهم خير منا يا رسول الله قال : لو كان
لأحدهم جبل من ذهب فأنفقه ما أدرك مد أحدكم ولا نصيفه إلا أن هذا فصل ما
بيننا وبين الناس {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل} الآية.
وأخرج
أحمد عن أنس قال : كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف كلام
فقال خالد لعبد الرحمن بن عوف : تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها فبلغ
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : دعوا لي أصحابي فوالذي نفسي بيده لو
أنفقتم مثل أحد أو مثل الجبال ذهبا ما بلغتم أعمالهم.
وأخرج أحمد عن
يوسف بن عبد الله بن سلام قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنحن
خير أم من بعدنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أنفق أحدهم أحدا
ذهبا ما بلغ مد أحدكم ولا نصيفه.
وأخرج ابن بي شيبة والبخاري ومسلم
وأبو داود والترمذي عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن
أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال : لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره.
الآية 12 - 15
أخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن الحسن في قوله : {يسعى نورهم بين أيديهم} قال : على الصراط حتى يدخلوا الجنة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن مسعود {يسعى نورهم بين أيديهم} قال : على الصراط.
وأخرج
ابن المنذر عن يزيد بن شجرة قال : إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم وسيماكم
وحلاكم ونجواكم ومجالسكم فإذا كان يوم القيامة قيل : يا فلان بن فلان هلم
بنورك ويا فلان بن فلان لا نور لك.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد
، وَابن المنذر عن قتادة في الآية قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله
عليه وسلم قال : إن من المؤمنين يوم القيامة من يضيء له نوره كما
بين المدينة إلى عدن أبين إلى صنعاء فدون ذلك حتى أن من المؤمنين من لا يضيء له نوره إلا موضع قدميه والناس منازل بأعمالهم.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والحاكم
وصححه عن بان مسعود في قوله : {يسعى نورهم بين أيديهم} قال : يؤتون نورهم
على قدر أعمالهم يمرون على الصراط منهم من نوره مثل الجبل ومنهم من نوره
مثل النخلة وأدناهم نورا من نوره على إبهامه يطفأ مرة ويقد أخرى.
وأخرج
ابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن عبد الرحمن بن جبير أنه سمع
أبا ذر وأبا الدرداء قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أول
من يؤذن له في السجود يوم القيامة وأول من يؤذن له أن يرفع رأسه فأرفع
رأسي فأنظر بين يدي وعن خلفي وعن يميني وعن شمالي فأعرف أمتي من بين الأمم
فقيل : يا رسول الله وكيف تعرفهم من بين الأمم ما بين نوح إلى أمتك قال :
غر محجلون من أثر الوضوء ولا يكون لأحد غيرهم وأعرفهم أنهم يؤتون كتبهم
بأيمانهم وأعرفها بسيماهم في
وجوههم من أثر السجود
وأعرفهم بنورهم الذي يسعى بين أيديهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم.
وأخرج
ابن المبارك ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات
عن أبي أمامة الباهلي أنه قال : أيها الناس إنكم قد أصبحتم وأمسيتم في
منزل تقتسمون فيه الحسنات والسيئات وتوشكون أن تظعنوا منه إلى منزل آخر
وهو القبر بيت الوحدة وبيت الظلمة وبيد الدود وبيت الضيق إلا ما وسع الله
ثم تنتقلون منه إلى مواطن يوم القيامة فإنكم لفي بعض تلك المواطن حتى يغشى
الناس أمر الله فتبيض وجوه وتسود وجوه ثم تنتقلون منه إلى موضع آخر فتغشى
الناس ظلمة شديدة ثم يقسم النور فيعطى المؤمن نورا ويترك الكافر والمنافق
فلا يعطيان شيئا وهو المثل الذي ضرب الله في كتابه إلى قوله ولا يستضيء
الكافر والمنافق بنور المؤمن كما لا يستضيء الأعمى ببصر البصير ويقول
المنافق للذين آمنوا : {انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم
فالتمسوا نورا} وهي خدعة الله التي خدع بها المنافقين حيث قال : (يخادعون
الله وهو خادعهم) (سورة النساء آية 142) فيرجعون إلى المكان الذي قسم فيه
النور فلا يجدون شيئا فينصرفون إليهم {فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه
الرحمة وظاهره من قبله العذاب} ينادونهم ألم نكن معكم نصلي صلاتكم ونغزو
مغازيكم قالوا : بلى إلى قوله : {وبئس المصير}.
وأخرج ابن بي
حاتم من وجه آخر عن أبي أمامة قال : تبعث ظلمة يوم القيامة فما من مؤمن
ولا كافر يرى كفه حتى يبعث الله بالنور إلى المؤمنين بقدر أعمالهم فيتبعهم
المنافقون فيقولون : {انظرونا نقتبس من نوركم}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن
مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال : بينما الناس في ظلمة إذا بعث
الله نورا فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه وكان النور دليلا لهم من
الله إلى الجنة فلما رأى المنافقون المؤمنين انطلقوا إلى النور تبعوهم
فأظلم الله على المنافقين فقالوا حينئذ : {انظرونا نقتبس من نوركم} فإنا
كنا معكم في الدنيا قال المؤمنون : ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا من حيث
جئتم من الظلمة فالتمسوا هنالك النور.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يدعو الناس
يوم القيامة بأمهاتهم سترا منه على عباده وأما عند الصراط فإن الله
يعطي
كل مؤمن نورا وكل منافق نورا فإذا استووا على الصراط سلب الله نور
المنافقين والمنافقات فقال المنافقون : {انظرونا نقتبس من نوركم} وقال
المؤمنون : {ربنا أتمم لنا نورنا} فلا يذكر عند
ذلك أحد أحدا.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا جمع
الله الأولين والآخرين دعا اليهود فقيل لهم : من كنتم تعبدون فيقولون :
كنا نعبد الله فيقال لهم : كنتم تعبدون معه غيره فيقولون : نعم فيقال لهم
: من كنتم تعبدون معه فيقولون : عزيرا فيوجهون وجها ثم يدعو النصارى فيقال
لهم : من كنتم تعبدون فيقولون : كنا نعبد الله فيقول لهم : هل كنتم تعبدون
معه غيره فيقولون : نعم فيقال لهم : من كنتم تعبدون معه فيقولون : المسيح
فيوجهون وجها ثم يدعى المسلمون وهم على رابة من الأرض فيقال لهم : من كنتم
تعبدون فيقولون : كنا نعبد الله وحده فيقال لهم : هل كنتم تعبدون معه غيره
فيقولون : ما عبدنا غيره فيعطى كل إنسان منهم نورا ثم يوجهون إلى الصراط
ثم قرأ {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من
نوركم} الآية وقرأ (يوم لا يخزي الله النَّبِيّ والذين آمنوا معه نورهم)
(سورة التحريم الآية 8) إلى آخر الآية.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {يوم يقول المنافقون
والمنافقات}
الآية قال : بينما الناس في ظلمة إذ بعث الله نورا فلما رأى المؤمنون
النور توجهوا نحوه وكان النور لهم دليلا إلى الجنة من الله فلما رأى
المنافقون المؤمنين قد انطلقوا تبعوهم فأظلم الله على المنافقين فقالوا
حينئذ : {انظرونا نقتبس من نوركم} فإنا كنا معكم في الدنيا قال المؤمنون :
ارجعوا من حيث جئتم من الظلمة فالتمسوا هنالك النور.
وأخرج عَبد بن
حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن أبي فاختة قال : يجمع الله
الخلائق يوم القيامة ويرسل الله على الناس ظلمة فيستغيثون ربهم فيؤتي الله
كل مؤمن يومئذ نورا ويؤتي المنافقين نورا فينطلقون جميعا متوجهين إلى
الجنة معهم نورهم فبينما هم كذلك إذ طفأ الله نور المنافقين فيترددوهن في
الظلمة ويسبقهم المؤمنون بنورهم بين أيديهم فينادونهم {انظرونا نقتبس من
نوركم} {فضرب بينهم بسور له باب باطنه} حيث ذهب المؤمنون فيه الرحمة ومن
قبله الجنة ويناديهم المنافقون ألم نكن معكم قالوا : بلى ولكنكم فتنتم
أنفسكم وتربصتم
وارتبتم فيقول المنافقون بعضهم لبعض : وهم يتسكعون في
الظلمة تعالوا نلتمس إلى المؤمنيين سبيلا فيسقطون على هوة فيقول بعضهم
لبعض : إن هذا ينفق بكم إلى المؤمنين فيتهافتون فيها
فلا يزالون يهوون فيها حتى ينتهوا إلى قعر جهنم فهنالك خدع المنافقون كما قال الله : {وهو خادعهم}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {انظرونا} موصولة برفع الألف.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن الأعمش أنه قرأ {انظرونا} مقطوعة بنصب الألف وكسر الظاء.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن أبي الدرداء قال : أين أنت من يوم جيء بجهنم قد سدت ما
بين الخافقين وقيل : لن تدخل الجنة حتى تخوض النار فإن كان معك نور استقام
بك الصراط فقد والله نجوت وهديت وإن لم يكن معك نور تشبث بك بعض خطاطيف
جهنم أو كلاليبها فقد والله رديت وهويت.
وأخرج البهيقي في الأسماء
والصفات عن مقاتل في قوله : {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا}
وهم على الصراط {انظرونا} يقول : ارقبونا {نقتبس من نوركم} يعني نصيب من
نوركم فنمضي معكم قيل : يعني قالت الملائكة لهم : {ارجعوا وراءكم فالتمسوا
نورا} من حيث
جئتم هذا من الاستهزاء بهم استهزؤوا بالمؤمنين في
الدنيا حين قالوا : أمنا وليسوا بمؤمنين فذلك قوله : {الله يستهزئ بهم}
حين يقال لهم : {ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا} {فضرب بينهم بسور له باب}
يعني بالسور حائط بين أهل الجنة والنار {باب باطنه} يعني باطن السور {فيه
الرحمة} مما يلي الجنة {وظاهره من قبله العذاب} يعني جهنم وهو الحجاب الذي
ضرب بين أهل الجنة وأهل النار.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عبادة بن
الصامت أنه كان على سور بيت المقدس الشرقي فبكى فقيل له ما يبكيك فقال :
ههنا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى جهنم يحدث عن أبيه أنه
قال : {فضرب بينهم بسور} قال : هذا موضع السورعند وادي جهنم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عن أبي سنان قال : كنت مع علي بن عبد الله بن عباس عند وادي جهنم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه
وابن عساكر عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : إن السور الذي ذكره الله في القرآن {فضرب بينهم بسور} هوالسور الذي ببيت
المقدس الشرقي {باطنه فيه الرحمة} المسجد {وظاهره من قبله العذاب} يعني وادي جهنم وما يليه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة {فضرب بينهم بسور} قال : حائط بين الجنة والنار.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن في قوله : {باطنه فيه الرحمة} قال : الجنة {وظاهره من قبله العذاب} قال : النار.
وأخرج
آدم بن أبي إياس ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن
أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله : {يوم يقول
المنافقون والمنافقات} الآية قال : إن المنافقين كانوا مع المؤمنين أحياء
في الدنيا يناكحونهم ويعاشرونهم وكانوا معهم أمواتا ويعطون النور جميعا
يوم القيامة فيطفأ نور المنافقين إذا بلغوا السور يماز بينهم يومئذ والسور
كالحجاب في الأعراف فيقولون : {انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم
فالتمسوا نورا}.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله : {ولكنكم فتنتم
أنفسكم}
قال : بالشهوات واللذات وتربصتم بالتوبة {وارتبتم} أي شككتم في الله
{وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله} قال : الموت {وغركم بالله الغرور} قال
: الشيطان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي سفيان {ولكنكم فتنتم أنفسكم}
قال : بالمعاصي وتربصتم بالتوبة {وارتبتم} شككتم {وغرتكم الأماني} قلتم :
سيغفر لنا حتى جاء أمر الله قال : الموت {وغركم بالله الغرور} قال :
الشيطان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن محبوب الليثي {ولكنكم فتنتم أنفسكم}
أي بالشهوات {وتربصتم} بالتوبة {وارتبتم} أي شككتم في الله {وغرتكم
الأماني} قال : طول الأمل {حتى جاء أمر الله} قال : الموت {وغركم بالله
الغرور} قال : الشيطان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {وتربصتم} قال :
تربصوا بالحق وأهله {وارتبتم} قال : كانوا في شك من أمر الله {وغرتكم
الأماني} قال : كانوا على خدعة من الشيطان والله مازالوا عليها حتى قذفهم
الله في النار {وغركم بالله الغرور}
قال : الشيطان {فاليوم لا يؤخذ منكم فدية} يعني من المنافقين ولا من الذين كفروا.
الآية 16 - 18
أخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه أنه قرأ ألمايان للذين آمنوا.
وأخرج
ابن مردويه عن أنس لا أعلمه إلا مرفوعا إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
قال : استبطأ الله قلوب المهاجرين بعد سبع عشرة من نزول القرآن فأنزل الله
{ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} الآية.
وأخرج ابن
مردويه عن عائشة قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفر من
أصحابه في المسجد وهم يضحكون فسحب رداءه محمرا وجهه فقال : أتضحكون ولم
يأتكم أمان من ربكم بأنه قد غفر لكم ولقد أنزل علي في ضحككم آية {ألم يأن
للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} قالوا يا رسول الله : فما كفارة
ذلك قال : تبكون قدر ما ضحكتم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {ألم يأن
للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} قال : ذكر لنا أن شداد بن أوس كان
يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : أول ما يرفع من
الناس الخشوع.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم} يقول : ألم يحن للذين آمنوا.
وأخرج ابن المبارك عن ابن عباس رضي الله عنهما {اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها} قال : تليين القلوب بعد قسوتها.
وأخرج
مسلم والنسائي ، وَابن ماجة ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن ابن مسعود
قال : ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه {ألم يأن للذين آمنوا
أن تخشع قلوبهم لذكر الله} إلا أربع سنين.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن
مردويه والطبراني والحاكم وصححه عن عبد الله بن الزبير أن ابن مسعود أخبره
أنه لم يكن بين إسلامهم وبين أن نزلت هذه الآية يعاتبهم الله بها إلا أربع
سنين ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من
قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون.
وأخرج
أبو يعلى ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : لما نزلت {ألم يأن للذين آمنوا
أن تخشع قلوبهم لذكر الله} الآية أقبل بعضنا على بعض أي شيء أحدثنا أي شيء
صنعنا.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : إن الله
استبطأ قلوب المهاجرين فعاتبهم على رأس ثلاثا عشرة سنة من نزول القرآن
فقال : {ألم يأن للذين آمنوا} الآية.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن
عبد العزيز بن أبي رواد أن أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ظهر منهم
المزاح والضحك فنزلت {ألم يأن للذين آمنوا} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم
عن مقاتل بن حيان قال : كان أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قد أخذوا
في شيء من المزاح فأنزل الله {ألم يأن للذين آمنوا} الآية.
وَأخرَج ابن
المبارك وعبد الرزاق ، وَابن المنذر عن الأعمش قال : لم قدم أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأصابوا من لين العيش ما أصابوا بعدما
كان بهم من الجهد فكأنهم فتروا عن بعض ما كانوا عليه فعوتبوا فنزلت {ألم
يأن للذين آمنوا} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي عن القاسم
قال : مل أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا : حدثنا يا رسول
الله فأنزل الله (نحن نقص عليك أحسن القصص) (سورة يوسف الآية 3) ثم ملوا
ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله
فأنزل الله {ألم يأن للذين آمنوا} الآية.
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يطولن عليكم
الأمد فتقسوا قلوبكم ألا أن كل ما هو آت قريب ألا إنما البعيد ما ليس بآت ، وأخرجه ابن مردويه عن ابن مسعود مرفوعا.
وأخرج
سعيد بن منصور والبيهقي في الشعب عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :
إن بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد قست قلوبهم اخترعوا كتابا من عند
أنفسهم استهوته قلوبهم واستحلته ألسنتهم وكان الحق يحول بينهم وبين كثير
من شهواتهم حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون فقالوا :
أعرضوا هذا الكتاب على بني إسرائيل فإن تابعوكم فاتركوهم وإن خالفوكم
فاقتلوهم قالوا : لا بل أرسلوا إلى فلان رجل من علمائهم فاعرضوا عليه هذا
الكتاب فإن تابعكم فلن يخالفكم أحد بعده وإن خالفكم فاقتلوه فلن يختلف
عليكم أحد بعده فأرسلوا إليه فأخذ ورقة وكتب فيها
كتاب الله ثم
علقها في عنقه ثم لبس عليه الثياب فعرضوا عليه الكتاب فقالوا : أتؤمن بهذا
فأومأ إلى صدره فقال : آمنت وما لي لا أومن بهذا يعني الكتاب الذي فيه
القرآن فخلوا سبيله وكان له أصحاب يغشونه فلما مات وجدوا الكتاب الذي فيه
القرآن معلق عليه فقالوا : ألا ترون إلى قوله : آمنت بهذا ومالي لا أومن
بهذا إنما عنى هذا الكتاب فاختلف بنوا إسرائيل على بضع وسبعين ملة وخير
مللهم أصحاب ذي القرآن ، قال عبد الله : وإن من بقي منكم سيرى منكرا وبحسب
امرئ يرى منكرا لا يستطيع أن يغيره أن يعلم الله من قلبه أنه كاره له.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن عمر رضي الله عنه أنه كان إذا تلا هذه الآية {ألم يأن
للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} ثم قال : بلى يا رب بلى يا رب.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في الآية شداد بن أوس : أول ما يرفع من الناس الخشوع.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {الأمد} قال : الدهر.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه قال : جمع أبو موسى
الأشعري القراء فقال : لا يدخلن عليكم إلا من جمع القرآن فدخلنا ثلاثمائة
رجل فوعظنا وقال : أنتم قراء هذه البلد والله ليطولن عليكم الأمد فتقسو
قلوبكم كما قست قلوب أهل الكتاب.
الآية 19 - 21
أخرج ابن
مردويه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : من فر بدينه من أرض إلى أرض مخافة الفتنة على نفسه ودينه كتب عند
الله صديقا فإذا مات قبضه الله شهيدا وتلا هذه الآية {والذين آمنوا بالله
ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم} ثم قال : والفارون بدينهم من
أرض إلى أرض يوم القيامة مع عيسى ابن مريم في درجته في الجنة.
وأخرج
ابن جرير عن البراء بن عازب رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : مؤمنو أمتي شهداء ثم تلا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
{والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم}.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : إن الرجل ليموت على فراشه وهو
شهيد ثم تلا {والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند
ربهم}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال
يوما وهم عنده : كلكم صديق وشهيد قيل له : ما تقول يا أبا هريرة قال :
اقرأوا {والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم}.
وأخرج
عبد الرزاق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : إنما الشهيد الذي لو مات على
فراشه دخل الجنة يعني الذي يموت على فراشه ولا ذنب له.
وأخرج عبد
الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه قال : كل مؤمن صديق وشهيد
ثم تلا {والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم}.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن عمرو بن ميمون قال : كل مؤمن صديق ثم قرأ {والذين آمنوا
بالله ورسله أولئك هم الصديقون} قال : هذه مفصولة {والشهداء عند ربهم لهم
أجرهم ونورهم}.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله : {والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون} قال : هذه مفصولة سماهم صديقين ثم قال : {والشهداء
عند ربهم لهم أجرهم ونورهم}.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مسروق قال : هي للشهداء خاصة.
وأخرج
ابن حبان عن عمرو بن ميمون الجهني قال : جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم
فقال : يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
وصليت الصلوات الخمس وأديت الزكاة وصمت رمضان وقمته فممن أنا قال : من
الصديقين والشهداء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتاة في
قوله : {وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان} قال : صار الناس إلى
هذين الحرفين في الآخرة.
الآية 22 - 24
أخرج ابن جرير ، وَابن
المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {ما أصاب
من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم} يقول : في الدنيا ولا في الدين {إلا في
كتاب من قبل أن نبرأها} قال : نخلقها {لكي
لا تأسوا على ما فاتكم} من الدنيا {ولا تفرحوا بما آتاكم} منها.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {ما أصاب من مصيبة} الآية قال : هو شيء قد فرغ منه من قبل أن تبرأ الأنفس.
وأخرج
أحمد والحاكم وصححه عن أبي حسان أن رجلين دخلا على عائشة فقالا : إن أبا
هريرة يحدث أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : إنما الطيرة في
الدابة والمرأة والدار فقالت : والذي أنزل القرآن على أبي القاسم ما هكذا
كان يقول : ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كان أهل
الجاهلية يقولون : إنما الطيرة في المرأة والدابة والدار ثم قرأت {ما أصاب
من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على
الله يسير}.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن الحسن أنه سئل عنه هذه الآية فقال : سبحان الله من يشك في هذا كل مصيبة في السماء والأرض
ففي كتاب من قبل أن تبرأ النسمة.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والحاكم
وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله : {لكي لا تأسوا على
ما فاتكم} الآية قال : ليس أحد إلا وهو يحزن ويفرح ولكن إن أصابته مصيبة
جعلها صبرا وإن أصابه خير جعله شكرا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في
قوله : {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن
نبرأها} يريد مصائب المعاش ولا يريد مصائب الدين أنه قال : {لكي لا تأسوا
على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} وليس عن مصائب الدين أمرهم أن يأسوا
على السيئة ويفرحوا بالحسنة.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن في الآية قال :
إنه ليقضي بالسيئة في السماء وهو كل يوم في شأن ثم يضرب لها أجل فيحسبها
إلى أجلها فإذا جاء أجلها أرسلها فليس لها مردود أنه كائن في يوم كذا من
شهر كذا
من سنة كذا في بلد كذا من المصيبة من
القحط والرزق والمصيبة في الخاصة والعامة حتى إن الرجل يأخذ العصا يتوكأ بها وقد كان لها كارها ثم يعتادها حتى ما يستطيع تركها.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الربيع بن أبي صالح قال
: دخلت على سعيد بن جبير في نفر فبكى رجل من القوم فقال : ما يبكيك فقال :
أبكي لما أرى بك ولما يذهب بك إليه قال : فلا تبك فإنه كان فعلم الله أن
يكون ألا تسمع إلى قوله : {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا
في كتاب من قبل أن نبرأها}.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ،
وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في
أنفسكم إلا في كتاب} قال : الأوجاع والأمراض {من قبل أن نبرأها} قال : من
قبل أن نخلقها.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال : أنزل الله المصيبة ثم حبسها
عنده ثم يخلق صاحبها فإذا عمل خطيئتها أرسلها عليه.
وأخرج
الديليمي عن سليم بن جابر النجيمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: سيفتح على أمتي باب من القدر في آخر الزمان لا يسده شيء يكفيكم منه أن
تقوهم بهذه الآية {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب}
الآية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وعبد بن أحمد في زوائد الزهد عن قزعة قال
: رأيت على ابن عمر ثيابا خشنة فقلت : يا أبا عبد الرحمن إني قد أتيتك
بثوب لين مما يصنع بخراسان وتقر عيني أن أراه عليك فإن عليك ثيابا خشنة
قال : إني أخاف أن ألبسه فأكون مختالا فخورا {والله لا يحب كل مختال فخور}.
الآية 25 – 27
أخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {وأنزلنا معهم الكتاب والميزان} قال : العدل.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد عن مجاهد في قوله : {وأنزلنا الحديد
فيه بأس شديد ومنافع للناس} قال : جنة وسلاح.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة في قوله : {وأنزلنا الحديد} الآية
قال : إن أول ما أنزل الله من الحديد الكلبتين والذي يضرب عليه الحديد.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه سئل عن الأيام فقال : السبت عدد والأحد عدد
والإثنين يوم تعرض فيه الأعمال والثلاثاء يوم الدم والأربعاء يوم الحديد
{وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد} والخميس يوم تعرض الأعمال والجمعة يوم بدأ
الله الخلق وفيه تقوم الساعة ، قوله تعالى : {وجعلنا في قلوب الذين
اتبعوه} الآية.
أخرج عَبد بن حُمَيد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول
وأبو يعلى ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني
والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان ، وَابن عساكر من
طرق عن ابن مسعود قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عبد
الله : قلت : لبيك يا رسول الله ثلاث مرات قال : هل تدري أي عرا الإيمان
أوثق قلت : الله ورسوله أعلم
قال : أوثق عرا الإيمان الولاية في
الله بالحب فيه والبغض فيه قال : هل تدري أي الناس أفضل قلت : الله ورسوله
أعلم قال : أفضل الناس أفضلهم عملا إذا تفقهوا في الدين يا عبد الله هل
تدري أي الناس أعلم قلت : الله ورسوله أعلم قال : فإن أعلم الناس أبصرهم
بالحق إذا اختلف الناس وإن كان مقصرا بالعمل وإن كان يزحف على أسته واختلف
من كان قبلنا على اثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثلاث وهلك سائرها فرقة (من
الفراق) وزت الملوك وقاتلتهم على دين الله وعيسى ابن مريم حتى قتلوا وفرقة
لم يكن لهم طاقة بموازاة الملوك ولا
بالمقام معهم فساحوا في الجبال
وترهبوا فيها وهم الذين قال الله : {ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم
إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم
أجرهم} الذين آمنوا بي
وصدقوني {وكثير منهم فاسقون} الذين كفروا بي وجحدوني.
وأخرج
النسائي والحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ،
وَابن مردويه عن ابن عباس قال : كانت ملوك بعد عيسى بدلت التوراة والإنجيل
فكان منهم مؤمنون يقرأون التوراة والإنجيل فقيل لملوكهم : ما نجد شيئا أشد
من شتم يشتمنا هؤلاء أنهم يقرؤون (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الكافرون) (المائدة الآية 44) (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الظالمون) (المائدة الآية 45) (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الفاسقون) (المائدة الآية 47) مع ما يعيبوننا به من أعمالنا في قراءتهم
فادعهم فليقرؤوا كما نقرأ وليؤمنوا كما آمنا فدعاهم فجمعهم وعرض عليهم
القتل أو يتركوا قرءة التوراة والإنجيل إلا ما بدلوا منها فقالوا : ما
تريدون إلى ذلك دعونا فقالت طائفة منهم : ابنوا لنا اسطوانة ثم ارفعونا
إليها ثم أعطونا شيئا ترفع به طعامنا وشرابنا ولا ترد عليكم وقالت طائفة :
دعونا نسيح في الأرض ونهيم ونأكل مما تأكل منه الوحوش ونشرب مما تشرب فإن
قدرتم
علينا في أرضكم فاقتلونا وقالت طائفة : ابنوا لنا ديورا في الفيافي ونحتفر
الآبار ونحرث البقول فلا نرد عليكم ولا نمر بكم وليس أحد من القبائل إلا
له حميم فيهم ففعلوا ذلك فأنزل الله {ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم
إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها} قال : والآخرون ممن تعبد من
أهل الشرك وفني من قد فني منهم قالوا : نتعبد كما تعبد فلان ونسيح كما ساح
فلان ونتخذ ديورا كما اتخذ فلان وهم على شركهم لا علم لهم بإيمان الذين
اقتدوا بهم فلما بعث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ولم يبق منهم إلا
القليل انحط صاحب الصومعة من صومعته وجاء السائح من سياحته وصاحب الدير من
ديره فآمنوا به وصدقوه فقال الله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله
وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته} أجرين بإيمانهم بعيسى ونصب أنفسهم
والتوراة والإنجيل وبإيمانهم بمحمد وتصديقهم {ويجعل لكم نورا تمشون به}
القرآن واتباعهم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج أبو يعلى عن أنس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم
فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات
! <
ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم}.
وأخرج البيهقي في
الشعب عن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن جبير عن أبيه عن جده أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : لا تشددوا على أنفسكم فإنما هلك من كان قبلكم
بتشديدهم على أنفسهم وستجدون بقاياهم في الصوامع والديارات.
وأخرج سعيد
بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه ، وَابن نصر عن
أبي أمامة رضي الله عنه قال : إن الله كتب عليكم صيام شهر رمضان ولم يكتب
عليكم قيامه وإنما القيام شيء ابتدعتموه فدوموا عليه ولا تتركوه فإن ناسا
من بني إسرائيل ابتدعوا بدعة فعابهم الله بتركها وتلا هذه الآية {ورهبانية
ابتدعوها}.
وأخرج أحمد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وأبو يعلى
والبيهقي في الشعب عن أنس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إن لكل
أمة رهبانية ورهبانية هذه الأمة الجهاد في سبيل الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {ورهبانية ابتدعوها} قال : ذكر لنا أنهم رفضوا النساء واتخذوا الصوامع.
الآية 28 - 29.
أَخرَج
الطبراني في الأوسط عن ابن عباس أن أربعين من أصحاب النجاشي قدموا على
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فشهدوا معه أحدا فكانت فيهم جراحات ولم يقتل
منهم أحد فلما رأوا ما بالمؤمنين من الحاجة قالوا يا رسول الله : إنا أهل
ميسرة فائذن لنا نجيء بأموالنا نواسي بها المسلمين فأنزل الله فيهم {الذين
آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون}
إلى قوله : {أولئك يؤتون أجرهم
مرتين بما صبروا} فجعل لهم أجرين قال : {ويدرؤون بالحسنة السيئة} قال : أي
النفقة التي واسوا بها المسلمين فلما نزلت هذه الآية قالوا : يا معشر
المسلمين أما من آمن منا بكتابكم فله أجران ومن لم يؤمن بكتابكم فله أجر
كأجوركم فأنزل الله {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم
كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم} فزادهم النور والمغفرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير مثله.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال : لما نزلت {أولئك يؤتون أجرهم مرتين
بما صبروا} فخر مؤمنو أهل الكتاب على أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
فقالوا : لنا أجران ولكم أجر فاشتد ذلك على الصحابة فأنزل الله {يا أيها
الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته} فجعل لهم
أجرين مثل أجور مؤمني أهل الكتاب وسوى بينهم في الأجر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس {يؤتكم كفلين من رحمته} قال : أجرين {ويجعل لكم نورا تمشون به} قال : القرآن.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {يؤتكم كفلين من رحمته} قال : ضعفين {ويجعل لكم نورا تمشون به} قال : هدى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك في قوله : {كفلين} قال : أجرين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {كفلين} قال : حظين.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {كفلين} قال : ضعفين.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن
أبي حاتم عن أبي موسى في قوله : {كفلين} قال : ضعفين وهي بلسان الحبشة.
وأخرج
الفريابي ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عمر في
قوله : {يؤتكم كفلين من رحمته} قال : الكفل ثلاثمائة جزء وخمسون جزأ من
رحمة الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي قلابة في قوله : {يؤتكم كفلين من رحمته} قال : الكفل ثلاثمائة جزء من الرحمة.
وأخرج ابن الضريس عن سعيد بن جبير {ويجعل لكم نورا تمشون به} قال : القرآن.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن يزيد بن حازم قال : سمعت عكرمة وعبد الله بن أبي سلمة
رضي الله عنهما قرأ أحدهما {لئلا يعلم أهل الكتاب} وقرأ الآخر ليعلم أهل
الكتاب.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : إن الله قسم العمل وقسم الأجر وفي لفظ وقسم الأجل فقيل لليهود
: اعملوا فعملوا إلى نصف النهار فقيل : لكم قيراط وقيل للنصارى : اعملوا
فعملوا
من نصف النهار فقيل : لكم قيراط وقيل للمسلمين : اعملوا فعملوا من العصر
إلى غروب الشمس فقيل : لكم قيراطان فتكلمت اليهود والنصارى في ذلك فقالت
اليهود : أنعمل إلى نصف النهار فيكون لنا قيراط وقالت النصارى : أنعمل من
نصف النهار إلى العصر فيكون لنا قيراط ويعمل هؤلاء من العصر إلى غروب
الشمس فيكون لهم قيراطان فأنزل الله {لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على
شيء من فضل الله} إلى آخر الآية ثم قال : إن مثلكم فيما قبلكم من الأمم
كما بين العصر إلى غروب الشمس.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ،
وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال : لما نزلت {يا
أيها الذين آمنوا اتقوا الله} الآية حسدهم أهل الكتاب عليها فأنزل الله
{لئلا يعلم أهل الكتاب} الآية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن
مجاهد رضي الله عنه قال : قالت اليهود : يوشك أن يخرج منا نبي فيقطع
الأيدي والأرجل فلما خرج من العرب كفروا فأنزل الله {لئلا يعلم أهل
الكتاب} الآية يعني بالفضل النبوة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه قرأ كي لا يعلم أهل الكتاب والله أعلم.
* بسم الله الرحمن الرحيم
*- سورة المجادلة.
مدنية وآياتها اثنتان وعشرون.
أخرج ابن الضريس والنحاس وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة المجادلة بالمدينة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله والله أعلم.
الآية 1 - 4.
أَخرَج
سعيد بن منصور والبخاري تعليقا ، وعَبد بن حُمَيد والنسائي ، وَابن ماجة ،
وَابن المنذر ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن عائشة قالت : الحمد
لله الذي وسع سمعه
الأصوات لقد جاءت المجادلة إلى النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم تكلمه وأنا في ناحية البيت لا أسمع ما تقول فأنزل الله {قد سمع
الله قول التي تجادلك في زوجها} إلى آخر الآية.
وأخرج ابن ماجة ابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، وَابن مردويه
وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن زيد قال : لقي عمر بن الخطاب امرأة يقال لها خولة وهو يسير مع الناس فاستوقفته فوقف لها ودنا منها وأصغى إليها رأسه ووضع يديه على منكبيها حتى قضت حاجتها وانصرفت فقال له رجل يا أمير المؤمنين : حبست رجال قريش على هذه العجوز قال : ويحك وتدري من هذه قال : لا قال : هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سموات هذه خولة