كتاب : الدر المنثور في التفسير بالماثور
المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
المؤمنين أبو بكر وعمر.
وَأخرَج الطبراني في الأوسط ، وَابن مردويه
عن ابن عمر ، وَابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {وصالح المؤمنين} قالا
: نزلت في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن
سعد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن عساكر عن سعيد بن جبير في
قوله : {وصالح المؤمنين} قال : نزلت في عمر بن الخطاب خاصة.
وأخرج عن ابن مسعود عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قول الله : {وصالح المؤمنين} قال : صالح المؤمنين أبو بكر وعمر.
وأخرج الطبراني في الأوسط ، وَابن مردويه عن ابن عمر ، وَابن عباس في قوله : {وصالح المؤمنين} قالا : نزلت في أبي بكر وعمر.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وَابن سعد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن عساكر
عن سعيد بن جبير في قوله : {وصالح المؤمنين} قال : نزلت في عمر خاصة.
وأخرج الحاكم عن أبي أمامة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله : {وصالح المؤمنين} قال : أبو بكر وعمر.
وأخرج
ابن أبي حاتم بسند ضعيف ، عَن عَلِي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم في قوله : {وصالح المؤمنين} قال : هو علي بن أبي طالب.
وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : {وصالح المؤمنين} قال : علي بن أبي طالب.
وأخرج ابن مردويه ، وَابن عساكر عن ابن عباس في قوله : {وصالح
المؤمنين} قال : هو علي بن أبي طالب.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن العلاء بن زياد في قوله : {وصالح المؤمنين} قال : الأنبياء عليهم السلام.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {وصالح المؤمنين} قال : الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
الآية 5 - 7.
أَخرَج عَبد بن حميد ، وَابن المنذر عن عكرمة وأبي مالك وقتادة في قوله : {قانتات} قال : مطيعات وفي قوله : {سائحات} قالوا : صائمات.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن أنه قرأ سيحات مثقلة بغير ألف.
وأخرج
الطبراني ، وَابن المردويه عن بريدة في قوله : {ثيبات وأبكارا} قال : وعد
الله نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن يزوجه بالثيب آسيه امرأة
فرعون وبالبكر مريم بنت عمران.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي
وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والحاكم
وصححه والبيهقي في المدخل عن علي بن أبي طالب في قوله : {قوا أنفسكم
وأهليكم نارا} قال : علموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدبوهم.
وأخرج ابن
جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {قوا أنفسكم وأهليكم نارا} قال
: اعلموا بطاعة الله واتقوا معاصي الله وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله
من النار.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن الضحاك في قوله : {قوا أنفسكم وأهليكم نارا} قال : وأهليكم فليقوا أنفسهم.
وأخرج
ابن مردويه عن زيد بن أسلم قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه
الآية {قوا أنفسكم وأهليكم نارا} فقالوا : يا رسول الله كيف نقي أهلنا
نارا قال : تأمرونهم بما يحبه الله وتنهونهم عما يكره الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس في قوله : {قوا أنفسكم وأهليكم نارا} قال : أدبوا أهليكم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد في قوله : {قوا أنفسكم وأهليكم نارا} قال : أوصوا أهليكم بتقوى الله.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {قوا أنفسكم وأهليكم نارا} قال : مروهم بطاعة الله وانهوهم عن معصية الله.
وأخرج
ابن المنذر عن عبد العزيز بن أبي رواد قال : مر عيسى عليه السلام بجبل
معلق بين السماء والأرض فدخل فيه وبكى وتعجب منه ثم خرج منه إلى من حوله
فسأل : ما قصة هذا الجبل فقالوا : مالنا به علم كذلك أدركنا آباءنا فقال :
يا رب ائذن لهذا الجبل يخبرني ما قصته فأذن له فقال : لما قال الله :
{نارا وقودها الناس والحجارة} اضطربت خفت أن أكون من وقودها فأدع الله أن
يؤمنني فدعا الله تعالى فأمنه فقال : الآن قررت فقر على الأرض.
وأخرج
ابن أبي الدنيا ، وَابن قدامة في كتاب البكاء والرقة عن محمد بن هاشم قال
: لما نزلت هذه الآية {وقودها الناس والحجارة} قرأها النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم فسمعها شاب إلى جنبه فصعق فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
رأسه في حجره رحمة له فمكث ما شاء الله أن يمكث ثم فتح عينيه فإذا رأسه في
حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : بأبي أنت وأمي مثل أي شيء الحجر
فقال : أما يكفيك ما أصابك على أن الحجر منها لو وضع على جبال الدنيا لذابت
منه وإن مع كل إنسان منهم حجرا أو شيطانا والله أعلم ، قوله : تعالى : {عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم}.
وأخرج
عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي عمران الجوني قال : بلغنا أن خزنة
النار تسعة عشر ما بين منكب أحدهم مسيرة مائتي خريف ليس في قلوبهم رحمة
إنما خلقوا للعذاب ويضرب الملك منهم الرجل من أهل النار الضربة فيتركه
طحنا من لدن قرنه إلى قدمه.
وأخرج ابن جرير عن كعب قال : ما بين منكب
الخازن من خزنتها مسيرة ما بين سنة مع كل واحد منهم عمود وشعبتان يدفع به
الدفعة يصدع في الناس سبعمائة ألف.
الآية 8 – 10
أخرج عبد الرزاق
والفريابي وسعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة وهناد ، وَابن منيع ، وعَبد بن
حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه ،
وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن النعمان بن بشير أن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه سئل عن التوبة النصوح قال : أن يتوب الرجل من العمل
السيء ثم لا يعود إليه أبدا.
وأخرج أحمد ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : التوبة من الذنب لا تعود إليه أبدا.
وأخرج
ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان بسند ضعيف عن أبي بن
كعب قال : سألت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن التوبة النصوح فقال : هو
الندم على الذنب حين يفرط منك فتستغفر الله بندامتك عند الحافر ثم لا تعود
إليه أبدا.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
قال معاذ بن جبل يا رسول الله : ما التوبة النصوح قال : أن يندم العبد على
الذنب الذي أصاب فيعتذر إلى الله ثم لا يعود إليه كما لا يعود اللبن إلى
الضرع.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن
المنذر والبيهقي عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله : {توبة نصوحا} قال :
التوبة النصوح أن يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود إليه أبدا.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {توبة نصوحا} قال : يتوب ثم لا يعود.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {توبة نصوحا} قال : هو أن يتوب ثم لا يعود.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله : {توبة نصوحا} قال : النصوح الصادقة الناصحة.
وأخرج
الحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : التوبة النصوح تكفر كل سيئة
وهو في القرآن ثم قرأ {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا
عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {نصوحا} برفع النون.
أخرج
الحاكم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {يوم لا
يخزي الله النَّبِيّ والذين آمنوا معه نورهم يسعى} قال : ليس أحد من
الموحدين إلا يعطى نورا يوم القيامة فأما المنافق فيطفأ نوره والمؤمن يشفق
مما يرى من إطفاء نور المنافق فهو يقول : {ربنا أتمم لنا نورنا}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {ربنا أتمم لنا نورنا} قال : قول المؤمنين حين يطفأ نور المنافقين.
وأخرج
عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي
الدنيا ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه من
طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {فخانتاهما} قال : مازنتا أما
خيانة امرأة نوح فكانت تقول للناس : إنه مجنون وأما خيانة امرأة لوط فكانت
تدل على
الضيف فتلك خيانتها.
وأخرج ابن عساكر عن أشرس الخراساني رضي الله عنه يرفعه إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : ما بغت امرأة نبي قط.
وأخرج
ابن عدي والبيهقي في شعب الإيمان ، وَابن عساكر عن الضحاك رضي الله عنه في
قوله : {فخانتاهما} قال : كانتا كافرتين مخالفتين ولا ينبغي لامرأة تحت
نبي أن تفجر.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما بغت امرأة نبي قط.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه {فخانتاهما} قال : في الدين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه قال : امرأة النَّبِيّ إذا زنت لم يغفر لها.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في
قوله : {ضرب الله مثلا} الآية قال : يقول لن يغني صلاح هذين عن هاتين شيئا
وامرأة فرعون لم يضرها كفر فرعون والله تعالى أعلم.
الآية 11 – 12
أخرج
ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والحاكم
وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن سلمان رضي الله عنه قال : كانت امرأة
فرعون تعذب بالشمس فإذا انصرفوا عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها وكانت ترى
بيتها في الجنة.
وأخرج أبو يعلى والبيهقي بسند صحيح عن أبي هريرة أن
فرعون وتد لامرأته أربعة أوتاد في يديها ورجليها فكانوا إذا تفرقوا عنها
أظلتها الملائكة عليهم السلام فقالت : {رب ابن لي عندك بيتا في الجنة}
فكشف لها عن بيتها في الجنة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي هريرة رضي
الله عنه أن فرعون وتد لامرأته أربعة أوتاد وأضجعها على صدرها وجعل على
صدرها رحى واستقبل بهما عين الشمس فرفعت رأسها إلى السماء فقالت : {رب ابن
لي عندك بيتا في الجنة} إلى {الظالمين} ففرج الله عن بيتها في الجنة فرأته.
وأخرج
أحمد والطراني والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة
بنت محمد صلى الله عليه وسلم ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون
مع ما قص الله
علينا من خبرهما في القرآن {قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة}.
وأخرج وكيع في الغرر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {ونجني من فرعون وعمله} قال : من جماعه.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {فنفخنا
فيه من روحنا} قال : في جيبها وفي قوله : {وكانت من القانتين} قال : من
المطيعين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {وصدقت بكلمات ربها} بالألف وكتابه واحد.
وأخرج
الطبراني عن سعد بن جنادة قال : قال رسو ل الله صلى الله عليه وسلم : إن
الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران وامرأة فرعون وأخت موسى.
67
- سورة الملك.
وآياتها ثلاثون.
أَخْرَج ابن الضريس والبخاري ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت بمكة تبارك الملك.
وأخرج ابن جرير في تفسيره عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أنزلت تبارك الملك في أهل مكة إلا ثلاث آيات.
بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 1 - 6.
أَخرَج
أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن ماجة ، وَابن الضريس والحاكم
وصححه ، وَابن مرديه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن سورة من كتاب الله ما هي إلا
ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له {تبارك الذي بيده الملك}.
وأخرج
الطبراني في الأوسط ، وَابن مردويه والضياء في المختارة عن أنس رضي الله
عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سورة من القرآن خاصمت عن
صاحبها حتى أدخلته الجنة {تبارك الذي بيده الملك}.
وأخرج الترمذي
والحاكم ، وَابن مردويه ، وَابن نصر والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال
: ضرب بعض أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فتاة على قبر وهو لا يحسب
أنه قبر فإذا هو بإنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فأتى النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي المانعة هي
المنجية تنجيه من عذاب القبر.
وَأخرَج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر.
وأخرج ابن مردويه عن رافع بن خديج وأبي هريرة أنهما سمعا
رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : أنزلت علي سورة تبارك وهي ثلاثون آية جملة
واحدة وقال : هي المانعة في القبور وإن قرأءة قل هو الله أحد في صلاة تعدل
قراءة ثلث القرآن وإن قراءة قل يا أيها الكافرون في صلاة تعدل ربع القرآن
وإن قراءة إذا زلزلت في صلاة تعدل نصف القرآن.
وأخرج عَبد بن حُمَيد في
مسنده واللفظ له والطبراني والحاكم ، وَابن مردويه عن ابن عباس أنه قال
لرجل : ألا أتحفك بحديث تفرح به قال : بلى قال اقرأ {تبارك الذي بيده
الملك} وعلمها أهلك وجميع ولدك وصبيان بيتك وجيرانك فإنها المنجية
والمجادلة يوم القيامة عند ربها لقارئها وتطلب له أن تنجيه من عذاب النار
وينجو بها صاحبها من عذاب القبر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي.
وأخرج ابن عساكر بسند ضعيف عن
الزهري عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن
رجلا ممن كان قبلكم مات وليس معه شيء من كتاب الله إلا تبارك الذي بيده
الملك فلما وضع في حفرته أتاه الملك فثارت السورة في وجهه فقال
لها
: إنك من كتاب الله وأنا أكره شقاقك وإني لا أملك لك ولا له ولا لنفسي ضرا
ولا نفعا فإن أردت هذا به فانطلقي إلى الرب فاشفعي له فانطلقت إلى الرب
فتقول : يا رب إن فلانا عمد إلي من بين كتابك فتعلمني وتلاني أفمحرقه أنت
بالنار ومعذبه وأنا في جوفه فإن كنت فاعلا به فامحني من كتابك فيقول : ألا
أراك
غضبت فتقول : وحق لي أن أغضب فيقول : اذهبي فقد وهبته لك وشفعتك فيه فتجيء
سورة الملك فيخرج كاسف البال لم يحل منه شيء فتجيء فتضع فاها على فيه
فتقول : مرحبا بهذا الفم فربما تلاني وتقول : مرحبا بهذا الصدر فربما
وعاني ومرحبا بهاتين القدمين فربما قامتا بي وتؤنسه في قبره مخافة الوحشة
عليه فلما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث لم يبق صغير ولا
كبير ولا حر ولا عبد إلا تعلمها وسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم
المنجية.
وأخرج ابن الضريس والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في
شعب الإيمان عن ابن مسعود قال : يؤتى الرجل في قبره فيؤتى من قبل رجليه
فتقول رجلاه : ليس لكم على ما قبلي سبيل قد كان يقوم علينا بسورة الملك ثم
يؤتى من قبل صدره فيقول : ليس لكم على ما قبلي سبيل قد كان وعى في سورة
الملك ثم يؤتى من قبل رأسه فيقول : ليس لكم على ما قبلي سبيل قد كان يقرأ
بي سورة الملك فهي المانعة تمنع من عذاب القبر وهي في التوراة سورة الملك
من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه بسند
جيد عن ابن مسعود قال : كنا نسميها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
المانعة وإنها لفي كتاب الله سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب.
وأخرج
أبو عبيد والبيهقي في الدلائل من طريق مرة عن ابن مسعود قال : إن الميت
إذا مات أو قدت حوله نيران فتأكل كل نار يليها إن لم يكن له
عمل
يحول بينه وبينها وإن رجلا مات ولم يكن يقرأ من القرآن إلا سورة ثلاثين
آية فأتته من قبل رأسه فقالت : إنه كان يقرؤني فأتته من قبل رجليه فقالت :
إنه كان يقوم بي فأتته من قبل جوفه فقالت : إنه كان وعاني فأنجته ، قال :
فنظرت أنا ومسروق في المصحف فلم نجد سورة ثلاثين آية إلاتبارك ، وأخرجه
الدارمي ، وَابن الضريس عن مرة مرسلا.
وأخرج سعيد بن منصور عن عمرو بن
مرة قال : كان يقال : إن في القرآن سورة تجادل عن صاحبها في القبر تكون
ثلاثين آية فنظروا فوجدوها تبارك.
وأخرج الديلمي عن أنس مرفوعا قال :
يبعث رجل يوم القيامة لم يترك شيئا من المعاصي إلا ركبها إلا أنه كان يوحد
الله ولم يكن يقرأ من القرآن إلا سورة واحدة
فيؤمر به إلى النار فطار
من جوفه شيء كالشهاب فقالت : اللهم إني مما أنزلت على نبيك صلى الله عليه
وسلم وكان عبدك هذا يقرؤني فما زالت تشفع حتى أدخلته الجنة وهي المنجية
{تبارك الذي بيده الملك}.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن
مسعود قال : كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الجمعة بسورة
الجمعة (وسبح اسم ربك الأعلى) (سورة الأعلى 1) وفي صلاة الصبح يوم الجمعة
(ألم تنزيل) (سورة السجدة) و{تبارك الذي بيده الملك}.
وأخرج الديلمي
بسند واه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأجد
في كتاب الله سورة هي ثلاثون آية من قرأها عند نومه كتب له منها ثلاثون
حسنة ومحي عنه ثلاثون سيئة ورفع له ثلاثون درجة وبعث الله إليه ملكا من
الملائكة ليبسط عليه جناحه ويحفظه من كل شيء حتى يستيقظ وهي المجادلة
تجادل عن صاحبها في القبر وهي {تبارك الذي بيده الملك}.
وأخرج الديلمي
بسند واه عن أنس رضي الله عنه رفعه لقد رأيت عجبا رأيت رجلا مات كان كثير
الذنوب مسرفا على نفسه فكلما توجه إليه العذاب في قبره من قبل رجليه أو من
قبل رأسه أقبلت السورة التي فيها الطير تجادل عنه العذاب أنه كان يحافظ
علي وقد وعدني ربي أنه من واظب علي أن لا يعذبه فانصرف عنه العذاب بها
وكان المهاجرون والأنصار يتعلمونها ويقولون : المغبون من لم يتعلمها وهي
سورة الملك.
وأخرج ابن الضريس عن مرة الهمذاني قال : أتى رجل من جوانب قبره فجعلت سورة من القرآن ثلاثون آية تجادل عنه حتى منعته من عذاب القبر
فنظرت أنا ومسروق فلم نجدها إلا تبارك.
وأخرج
أبن مردويه من طريق أبي الصباح عن عبد العزيز عن أبيه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : دخل رجل الجنة بشفاعة سورة من القرآن وما هي إلا
ثلاثون آية تنجيه من عذاب القبر {تبارك الذي بيده الملك}.
وأخرج ابن
مردويه عن عائشة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ (ألم تنزيل)
السجدة و{تبارك الذي بيده الملك} كل ليلة لا يدعها في سفر ولا حضر.
قوله تعالى : {تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة} الآيتين.
أخرج
ابن عساكر عن علي رضي الله عنه مرفوعا كلمات من قالهن عن وفاته دخل الجنة
لا إله إلا الله الحليم الكريم ثلاث مرات الحمد لله رب العالمين ثلاث مرات
{تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير}.
وأخرج ابن أبي الدنيا
والبيهقي في شعب الإيمان عن السدي في قوله : {الذي خلق الموت والحياة
ليبلوكم أيكم أحسن عملا} قال : أيكم أحسن للموت ذكرا وله استعدادا ومنه
خوفا وحذرا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن حاتم
عن قتادة في قوله : {الذي خلق الموت والحياة} قال : كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : إن الله أذل بني آدم بالموت وجعل الدنيا دار حياة
ثم دار موت وجعل الآخرة دار جزاء ثم دار بقاء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : {الذي خلق الموت والحياة} قال : الحياة فرس جبريل عليه السلام والموت كبش أملح.
وأخرج
أبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه قال : خلق الله الموت كبشا أملح
مستترا بسواد وبياض له أربعة أجنحة جناح تحت العرش وجناح في الثرى وجناح
في المشرق وجناح في المغرب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس في قوله : {سبع سماوات طباقا} قال : بعضها فوق بعض.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج مثله.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت} قال : ما يفوت بعضه بعضا مفاوت : مفرق.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {ما ترى
في خلق الرحمن من تفاوت} قال : من اختلاف {فارجع البصر هل ترى من فطور}
قال : من خلل {ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا} قال : صاغرا
{وهو حسير} قال : يعني لا ترى في خلق الرحمن تفاوتا ولا خللا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن مسعود أنه قرأ ما ترى في خلق الرحمن من تفوت.
وأخرج سعيد بن منصور عن علقمة أنه كان يقرأ ما ترى في خلق الرحمن من تفوت.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {من
تفاوت} قال : تشقق وفي قوله : {هل ترى من فطور} قال : شقوق وفي قوله :
{خاسئا} قال : ذليلا {وهو حسير} قال : كليل.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : الفطور الوهي.
وأخرج ابن المنذر عن السدي في قوله : {من فطور} قال : من خلل.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {من فطور} قال : تشقق أو خلل وفي قوله :
{ينقلب إليك البصر خاسئا} قال : يرجع إليك {خاسئا} قال : صاغرا {وهو حسير}
قال : يعي ولا يرى شيئا ، واخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس
{خاسئا} قال : ذليلا {وهو حسير} قال : مترجع.
الآية 7 - 14.
أَخْرَج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {سمعوا لها شهيقا} قال : صياحا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن يحيى قال : إن الرجل ليجر إلى النار فتنزوي
وينقبض
بعضها إلى بعض فيقول لها الرحمن : مالك قالت : إنه كان يستحي مني فيقول :
أرسلوا عبدي قال : وإن العبد ليجر إلى النار فيقول يا رب ما كان هذا الظن
بك قال : فما كان ظنك قال : كان ظني أن تسعني رحمتك فيقول : أرسلوا
عبدي قال : وإن الرجل ليخر إلى النار فتشهق إليه شهيق البغلة إلى الشعير ثم تزفر زفرة لايبقى أحد إلا خاف.
وأخرج هناد بن حميد عن مجاهد في قوله : {وهي تفور} قال : تفور بهم كما يفور الحب القليل في الماء الكثير.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر في قوله : {تكاد تميز} قال : تتفرق.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {تكاد تميز} قال : يفارق بعضها بعضا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {فسحقا} قال : بعدا.
وأخرج
الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : {فسحقا}
قال : بعدا قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت قول حسان : ألا
من مبلغ عني أبيا * فقد ألقيت في سحق السعير.
وَأخرَج ابن المنذر ،
وَابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله : {فسحقا لأصحاب السعير} قال :
سحق واد في جهنم ، قوله تعالى : {إن الذين يخشون ربهم بالغيب} الآية.
وَأخرَج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {إن الذين يخشون ربهم بالغيب} قال : أبو بكر وعمر وعلي وأبو عبيدة بن الجراح.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله : {لهم مغفرة وأجر كبير} قال : الجنة.
الآية 15 - 29
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {مناكبها} قال : جبالها.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {مناكبها} قال : أطرافها.
وأخرج
ابن المنذر عن قتادة أن بشير بن كعب قرأ هذه الآية {فامشوا في مناكبها}
فقال لجاريته : إن دريت ما مناكبها فأنت حرة لوجه الله قالت : فإن مناكبها
جبالها فسأل أبا الدرداء رضي الله عنه فقال : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {مناكبها} قال : أطرافها وفجاجها.
وأخرج
الخطيب في تاريخه ، وَابن المنذر عن ابن عباس قال : قال النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم : من اشتكى ضرسه فليضع اصبعه عليه وليقرأ هذه الآية {قل هو
الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون}.
وأخرج
الدارقطنى في الأفراد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه وليقرأ هاتين الآيتين سبع مرات (وهو الذي
أنشأكم
من نفس واحدة فمستقر) (سورة الأنعام 98) إلى قوله : (يفقهون) {هو الذي
أنشأكم وجعل لكم السمع} إلى {تشكرون} فإنه يبرأ بإذن الله تعالى.
وأخرج
الطبراني ، وَابن عدي والبيهقي في شعب الإيمان والحكيم الترمذي عن ابن عمر
رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يحب
العبد المؤمن المحترف.
وَأخرَج الحكيم الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يحب العبد محترفا.
وأخرج
الحكيم الترمذي عن معاوية بن قرة قال : مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه
بقوم فقال : من أنتم قالوا : المتوكلون فقال : أنتم المتأكلون إنما
المتوكل رجل ألقى حبه في بطن الأرض وتوكل على ربه.
أخرج الفريابي ،
وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في
قوله : {أأمنتم من في السماء} قال : الله تعالى وفي قوله : {فإذا هي تمور}
قال : يمور بعضها فوق بعض واستدارتها وفي قوله : {أولم يروا إلى الطير
فوقهم صافات} قال : يبسطن أجنحتهن {ويقبضن} قال : يضربن
بأجنحتهن.
وأخرج
الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : {إلا
في غرور} قال : في باطل ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت
قول حسان : تمنتك الأماني من بعيد * وقول الكفر يرجع في غرور.
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {بل لجوا في عتو ونفور} قال : في الضلال.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {بل
لجوا في عتو ونفور} قال : كفور وفي قوله : {أفمن يمشي مكبا على وجهه} قال
: في الضلالة {أم من يمشي سويا على صراط مستقيم} قال : على الحق المستقيم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {أفمن يمشي مكبا} قال : في
الضلال {أم من يمشي سويا} قال : مهتديا.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد وعبد الرزاق ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله
: {أفمن يمشي مكبا على وجهه} قال : هو الكافر عمل بمعصية الله فحشره الله
يوم القيامة على وجهه {أم من يمشي سويا على صراط مستقيم} يعني المؤمن عمل
بطاعة الله يحشره الله على طاعته وفي قوله : {فلما رأوه} قال : لما رأوا
عذاب الله {زلفة سيئت وجوه الذين كفروا} قال : ساءت بما رأت من عذاب الله
وهوانه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {فلما رأوه زلفة} قال : قد اقترب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن أنه قرأ {وقيل هذا الذي كنتم به تدعون} مخففة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي بكر بن عياش عن عاصم أنه قرأ {تدعون} مثقلة قال أبو بكر : تفسير تدعون تستعجلون.
الآية 30
أخرج
ابن المنذر والفاكهي عن ابن الكلبي رضي الله عنه قال : نزلت هذه الآية {قل
أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا} في بئر زمزم وبئر ميمون بن الحضر وكانت جاهلية
، قال الفاكهي : وكانت آبار مكة تغور سراعا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله : {إن أصبح ماؤكم غورا} قال : داخلا في الأرض
{فمن يأتيكم بماء معين} قال : الجاري.
وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس رضي الله عنهما {إن أصبح ماؤكم غورا} قال : يرجع في الأرض.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه في قوله : {غورا} قال : ذاهبا وفي قوله : {بماء معين} قال : الجاري.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {بماء معين} قال : ظاهر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنه مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس رضي الله عنهما {بماء معين} قال : عذب.
68
- سورة القلم.
مكية وآياتها اثنتان وخمسون.
أَخْرَج
ابن الضريس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانت إذا نزلت فاتحة سورة
بمكة كتبت بمكة ثم يزيد الله فيها ما شاء وكان أول ما نزل من القرآن
({اقرأ باسم ربك} ثم (المزمل) ثم (المدثر).
وأخرج النحاس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة {ن والقلم} بمكة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 1 - 9.
أَخرَج
عَبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر ، وَابن مردويه ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة
والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات والخطيب في تاريخه والضياء في
المختارة عن ابن عباس قال : إن أول شيء خلق الله القلم فقال له : اكتب
فقال : يارب وما أكتب قال : اكتب القدر فجرى من ذلك اليوم ما هو كائن إلى
أن تقوم الساعة ثم طوي الكتاب وارتفع القلم
وكان عرشه على الماء فارتفع بخار الماء ففتقت منه السموات ثم خلق النور فبسطت الأرض عليه والأرض على ظهر النون فاضطرب النون
فمادت الأرض فأثبتت بالجبال فإن الجبال لتفخر على الأرض إلى يوم القيامة ثم قرأ ابن عباس {ن والقلم وما يسطرون}.
وأخرج
ابن جرير والطبراني ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم إن أول ما خلق الله القلم والحوت قال : اكتب قال : ما أكتب
قال : كل شيء كائن إلى يوم القيامة ثم قرأ {ن والقلم وما يسطرون} فالنون
الحوت والقلم القلم.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه ، وَابن
مردويه عن عبادة بن الصامت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن
أول ما خلق الله القلم فقال له : اكتب فجرى بما هو كائن إلى الأبد.
وأخرج
ابن جرير عن معاوية بن قرة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : {ن والقلم وما يسطرون} قال : لوح من نور وقلم من نور يجري بما هو
كائن إلى يوم القيامة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس قال
: إن الله خلق النون وهي الدواة وخلق القلم فقال : اكتب قال : ما أكتب قال
: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة.
وأخرج الرافعي في تاريخ قزوين من
طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: النون اللوح المحفوظ والقلم من نور ساطع.
وأخرج الحكيم الترمذي عن
أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن أول شيء خلق
الله القلم ثم خلق النون وهي الدواة ثم قال له : اكتب قال : وما أكتب قال
: ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة من عمل أو أثر أو رزق فكتب ما يكون
وما هو كائن إلى يوم القيامة وذلك قوله : {ن والقلم وما يسطرون} ثم ختم
علي في القلم فلم ينطق ولا ينطق إلى يوم القيامة ثم خلق الله العقل فقال :
وعزتي لأكملنك فيمن أحببت ولأنقصنك فيمن أبغضت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {ن والقلم} قال : ن الدواة والقلم القلم.
وأخرج عن ابن عباس قوله : {ن} أشبها هذا قسم الله وهي من أسماء الله.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن قتادة والحسن في قوله : {ن} قالا : الدواة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {ن} قال : هو الحوت الذي عليه الأرض.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد قال : الحوت الذي تحت الأرض السابعة والقلم الذي كتب به الذكر.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن ابن عباس قال : أول ما خلق الله القلم
فأخذه بيمينه وكلتا يديه يمين وخلق النون وهي الدواة وخلق اللوح فكتب فيه
ثم خلق السموات فكتب ما يكون من حينئذ في الدنيا إلى أن تكون الساعة من
خلق مخلوق أو عمل معمول بر أو فجور وكل رزق حلال أو حرام رطب أو يابس.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة قال : القلم نعمة من الله عظيمة
لولا القلم ما قام دين ولم يصلح عيش والله أعلم بما يصلح خلقه.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس في قوله : {ن والقلم وما يسطرون} قال : خلق
الله القلم فقال : أجره فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة ثم خلق الحوت
وهو النون فكبس عليها الأرض ثم قال : {ن والقلم وما يسطرون}.
وأخرج ابن
مردويه عن ابن عباس في قوله : {ن والقلم} قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : النون السمكة التي عليها قرار الأرضين والقلم الذي خط به ربنا
عز وجل القدر خيره وشره ونفعه وضره {وما يسطرون} قال : الكرام الكاتبون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والحاكم وصححه من طرق عن ابن عباس في قوله : {وما يسطرون} قال : وما يكتبون.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد وقتادة مثله.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :
{وما يسطرون} قال : وما يعملون ، قوله تعالى : {ما أنت بنعمة ربك بمجنون}
الآية.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال : كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم إنه لمجنون به شيطان فنزلت {ما أنت بنعمة ربك بمجنون}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {وإن لك لأجرا غير ممنون} قال : غير محسوب.
قوله تعالى : {وإنك لعلى خلق عظيم}.
أخرج
ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والواحدي عن عائشة قالت : ما كان أحد
أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعاه أحد من أصحابه ولا من
أهل بيته إلا قال لبيك فلذلك أنزل الله تعالى {وإنك لعلى خلق عظيم}.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ومسلم ، وَابن المنذر والحاكم ، وَابن
مردويه عن سعد بن هشام قال : أتيت عائشة فقلت يا أم المؤمنين : أخبرني
بخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : كان خلقه القرآن أما تقرأ
القرآن {وإنك لعلى خلق عظيم}.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن مردويه
والبيهقي في الدلائل عن أبي الدرداء قال : سألت عائشة عن خلق رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالت : كان خلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخط لسخطه.
وأخرج
ابن مردويه عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال : أتيت عائشة فسألتها عن خلق
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : كان أحسن الناس خلقا كان خلقه
القرآن.
وأخرج
ابن أبي شيبة والترمذي وصححه ، وَابن مردويه عن أبي عبد الله الجدلي قال :
قلت لعائشة : كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : لم يكن
فاحشا ولا متفحشا ولا سخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن
يعفوا ويصفح.
وأخرج ابن مردويه عن زينب بنت يزيد بن وسق قالت : كنت عند
عائشة إذا جاءها نساء أهل الشام فقلن يا أم المؤمنين : أخبرينا عن خلق
رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : كان خلقه القرآن وكان أشد الناس حياء
من العواتق في خدرها.
وأخرج ابن المبارك وعبدبن حميد ، وَابن المنذر
والبيهقي في الدلائل عن عطية العوفي في قوله : {وإنك لعلى خلق عظيم} قال :
على أدب القرآن.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {وإنك لعلى خلق عظيم} قال : القرآن
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {وإنك لعلى خلق عظيم} قال : الدين.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن أبي مالك {وإنك لعلى خلق عظيم} قال : الإسلام ، واخرج
عَبد بن حُمَيد عن ابن ابزي وسعيد بن جبير قالا : على دين عظيم.
وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ثابت عن أنس قال : خدمت رسول الله صلى
الله
عليه وسلم إحدى عشرة سنة ما قال لي قط ألا فعلت هذا أو لم فعلت هذا ، قال
ثابت : فقلت يا أبا حمزة إنه كما قال الله تعالى : {وإنك لعلى خلق عظيم}.
وَأخرَج الخرائطي عن أنس قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثمان
سنين فما لامني على شيء يوما من الأيام فإن لامني لائم قال : دعوه فإنه لو قضى شيء لكان.
وأخرج
ابن سعد عن ميمونة قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من
عندي فأغلقت دونه الباب فجاء يستفتح الباب فأبيت أن أفتح له فقال : أقسمت
عليك إلا فتحت لي فقلت له : تذهب إلى أزواجك في ليلتي قال : ما فعلت ولكن
وجدت حقنا من بولي ، قوله تعالى : {فستبصر ويبصرون} الآيات.
وأخرج ابن
المنذر عن ابن عباس في قوله : {فستبصر ويبصرون} قال : تعلم ويعلمون يوم
القيامة {بأيكم المفتون} قال : الشيطان كانوا يقولون : إنه شيطان مجنون.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله : {فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون} يقول : يتبين لكم المفتون.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون} يقول : بأيكم المجنون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير ، وَابن أبزي {بأيكم المفتون} بأيكم المجنون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {بأيكم المفتون} قال : بأيكم المجنون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن {بأيكم المفتون} قال : المجنون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي الجوزاء {بأيكم المفتون} قال : الشيطان.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة {بأيكم المفتون} قال : أيكم أولى بالشيطان.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن {فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون} قال : أيكم أولى بالشيطان فكانوا أولى بالشيطان منه.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {ودوا لو تدهن فيدهنون}
قال : لو ترخص له فيرخصون.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد {ودوا لو تدهن فيدهنون} يقول : لو
تركن إليهم وتترك ما أنت عليه من الحق فيمالئونك ، واخرج عَبد بن حُمَيد
عن قتادة {ودوا لو تدهن فيدهنون} قال : ودوا لو
يدهن نبي الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الأمر فيدهنوا عنه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {ودوا لو تدهن فيدهنون} قال : لو تكفر فيكفرون.
الآية 10 - 41
أخرج
ابن مردويه عن أبي عثمان النهدي قال : قال مروان بن الحكم لما بايع الناس
ليزيد سنة أبي بكر عمر فقال عبد الرحمن بن أبي بكر : إنها ليست بسنة أبي
بكر وعمر ولكنها سنة هرقل فقال مروان : هذا الذي أنزلت فيه (والذي لوالديه
أف لكما) قال : فسمعت ذلك عائشة فقالت : إنها لم تنزل في عبد الرحمن ولكن
نزلت في أبيك {ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {ولا تطع كل حلاف} الآية قال : يعني الأسود بن عبد يغوث.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عامر الشعبي {ولا تطع كل حلاف} الآية قال : هو رجل من ثقيف يقال له : الأخنس بن شريق.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن الحسن في قوله : {ولا تطع كل حلاف مهين} يقول : مكثار في الحلف {مهين} يقول : ضعيف.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد {ولا تطع كل حلاف مهين} قال :
ضعيف القلب {عتل} قال : شديد الأسر {زنيم} قال : ملحق في النسب زعم ابن
عباس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة {ولا تطع كل حلاف
مهين} قال : المهين المكثار في الشر {هماز} قال : يأكل لحوم الناس {مناع
للخير} قال : فلا يعطي خيرا {معتد} قال : معتد في قوله : متعمد في عمله
{أثيم} بربه {عتل} هو الفاجر اللئيم الضريبة وذكر لنا أن النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم قال : لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش وسوء الجوار
وقطيعة الرحم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي امامة في قوله : {عتل بعد ذلك زنيم} قال : هو الفاحش اللئيم.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن الحسن وأبي العالية مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن عساكر عن عكرمة عن ابن عباس في
قوله : {زنيم} قال : هو الدعي أما سمعت قول الشاعر : زنيم تداعاه الرجال زيادة * كما زيد في عرض الأديم أكارعه
وأخرج
ابن الأنباري في الوقف والإبتداء عن عكرمة أنه سئل عن الزنيم قال : هو ولد
الزنا وتمثل بقول الشاعر : زنيم ليس يعرف من أبوه * بغي الأم ذو حسب لئيم.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد قال : العتل الزنيم رجل ضخم شديد كانت له زنمة زائدة في يده وكانت علامته.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن شهر بن حوشب قال : العتل الصحيح الأكول الشروب والزنيم الفاجر.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن عكرمة في قوله : {عتل بعد ذلك زنيم} قال : يعرف الكافر
من المؤمن مثل الشاة الزنماء والزنماء التي في حلقها كالمتعلقتين في حلق
الشاة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد قال : الزنيم يعرف بهذا الوصف كما تعرف الشاة الزنماء من التي لا زنمة لها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن المسيب في قوله : {عتل بعد ذلك زنيم} قال : هو الملزق في القوم ليس منهم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن شهر بن حوشب عن ابن عباس قال : ستة لا يدخلون الجنة
أبدا : العاق والمدمن والجعشل والجواظ والقتات والعتل الزنيم ، فقلت يا
ابن عباس : أما اثنتان فقد علمت فأخبرني بالأربع قال : أما الجعشل فالفظ
الغليظ وأما الجواظ فمن يجمع المال ويمنع وأما القتات فمن يأكل لحوم الناس
وأما العتل الزنيم فمن يمشي بين الناس بالنميمة.
وأخرج أحمد ، وعَبد بن
حُمَيد ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه ، وَابن عساكر عن شهر بن حوشب قال
: حدثني عبد الرحمن بن غنم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يدخل
الجنة جواظ ولا جعظري ولا العتل الزنيم فقال له رجل من المسلمين : ما
الجواظ الجعظري والعتل الزنيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما
الجواظ فالذي جمع ومنع تدعوه (لظى نزاعة للشوى) (سورة المعارج 16) وأما
الجعظري فالفظ الغليظ قال الله : (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا
غليظ القلب لانفضوا من حولك) (سورة آل عمران 159) وأما العتل
الزنيم فشديد الخلق رحيب الجوف مصحح شروب واجد
للطعام والشراب ظلوم للناس.
وأخرج
ابن سعد ، وعَبد بن حُمَيد عن عامر أنه سئل عن الزنيم قال : هو الرجل تكون
لها زنمة من الشر يعرف بها وهو رجل من ثقيف يقال له : الأخنس بن شريق.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وَابن الأنباري في الوقف والإبتداء عن ابن عباس قال :
الزنيم الدعي الفاحش اللئيم الملزق ثم أنشد قول الشاعر : زنيم تدعاه
الرجال زيادة * كما زيد في عرض اللئيم الأكارع.
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : {ولا تطع كل حلاف مهين} قال : نزلت في الأخنس بن شريق.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن الكلبي مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : {ولا تطع كل حلاف مهين} قال : هو الأسود بن عبد يغوث.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت على النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم {ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم} فلم يعرف حتى نزل
عليه بعد ذلك {زنيم} فعرفناه له زنمة كزنمة الشاة.
وأخرج
البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، وَابن ماجة ، وَابن مردويه عن حارثة بن
وهب : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ألا أخبركم بأهل الجنة كل
ضعيف متضعف لو أقسم على الله لابره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ جعظ
متكبر.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذرعن زيد بن أسلم
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبكي السماء من عبد أصح الله جسمه
وأرحب جوفه وأعطاه من الدنيا فكان للناس ظلوما فذلك العتل الزنيم.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن القاسم مولى معاوية وموسى بن عقبة قالا : سئل رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن العتل الزنيم قال : هو الفاحش اللئيم.
وأخرج أبو الشيخ ، وَابن مردويه والديلمي عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في
قوله : {بعد ذلك زنيم} قال : العتل كل رحيب
الجوف وثيق الخلق أكول شروب جموع للمال منوع له.
وأخرج
الحاكم وصححه ، وَابن مروديه عن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر وأنه
تلا {مناع للخير} إلى {زنيم} فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر مناع وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن
عباس قال : العتل هو الدعي والزنيم هو المريب الذي يعرف بالشر.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والخرائطي في مساوئ الأخلاق
والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله : {عتل بعد ذلك زنيم} قال : هو الرجل
يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الزنيم هو الرجل يمر على القوم
فيقولون رجل سوء.
وأخرج
البخاري والنسائي ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه وأبو نعيم عن ابن عباس
في قوله : {عتل بعد ذلك زنيم} قال : رجل من قريش كانت له زنمة زائدة مثل
زنمة الشاة يعرف بها.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال : نعت فلم يعرف حتى قيل {زنيم} وكانت له زنمة في عنقه يعرف بها.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : الزنيم الملحق النسب.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {زنيم} قال : ظلوم.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : {زنيم} قال : ولد الزنا ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم
أما سمعت قول الشاعر : زنيم تداعته الرجال زيادة * كما زيد في عرض الأديم الأكارع.
وَأخرَج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن علي بن أبي طالب قال : الزنيم هو الهجين الكافر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {مهين} قال : الكذاب {هماز} يعني الإغتياب {عتل} قال : الشديد
الفاتك {زنيم} الدعي وفي قوله : {سنسمه على الخرطوم} فقاتل يوم بدر فخطم بالسيف في القتال.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {سنسمه على الخرطوم} قال : سيما على أنفه لا تفارقه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {سنسمه على الخرطوم} قال : سنسمه بسيما لا تفارقه آخر ما عليه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {أن كان ذا مال وبنين} بهمزتين يستفهم.
وأخرج
ابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد
الله بن عمر عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : من مات همازا لمازا
ملقبا للناس كان علامته يوم القيامة أن يسمه الله على الخرطوم من كلا
الشدقين ، قوله : تعالى : {إنا بلوناهم} الآيات.
أخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة} قال : هؤلاء ناس قص الله عليكم حديثهم وبين لكم أمرهم.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن حريج أن أبا جهل قال يوم بدر : خذوهم أخذا فاربطوهم
في الجبال ولا تقتلوا منهم أحدا فنزل {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة}
يقول : في قدرتهم عليهم كما اقتدر أصحاب الجنة على الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {كما بلونا أصحاب الجنة} قال : كانوا من أهل الكتاب.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {كما بلونا أصحاب الجنة} قال : هم ناس من الحبشة كانت لأبيهم جنة وكان يطعم
منها السائلين فمات أبوهم فقال بنوه : إن كان أبونا لأحمق يطعم المساكين فأقسموا ليصرمنها مصبحين وأن لا يطعموا مسكينا.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة قال : كانت الجنة لشيخ من بني
إسرائيل وكان يمسك قوت سنته ويتصدق بالفضل كان بنوه ينهونه عن الصدقة فلما
مات أبوهم غدوا عليها فقالوا لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين {وغدوا على حرد
قادرين} يقول : على جد من أمرهم.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ،
وَابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله : {كما بلونا أصحاب الجنة} قال : هي
أرض باليمن يقال لها ضر وإن بينها وبين صنعاء ستة أميال.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي صالح في قوله : {ولا يستثنون} قال : كان استثناؤهم سبحان الله.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {فطاف عليها طائف من ربك} قال : هو أمر من الله.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {فطاف عليها طائف من ربك} قال : عذاب : عنق من النار خرجت من وادي جهنم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {فطاف عليها طائف من
ربك وهم نائمون} قال : أتاها أمر الله ليلا {فأصبحت كالصريم} قال : كالليل
المظلم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قطر بن ميمون مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إياكم والمعاصي إن العبد ليذنب
فينسى
به الباب من العلم وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل وإن العبد
ليذنب الذنب فينسى فيحرم به رزقا قد كان هيئ له ثم تلا رسول الله صلى الله
عليه وسلم {فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم} قد حرموا
خير جنتهم بذنبهم.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير
، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {كالصريم} قال :
مثل الليل الأسود.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن
الأزرق سأله عن قوله : {كالصريم} قال : الذهب قال : وهل تعرف العرب ذلك
قال : نعم أما سمعت قول الشاعر : غدوت عليه غدوة فوجدته * قعودا لديه
بالصريم عواذله.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : أن {اغدوا على حرثكم} قال : كان عنبا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {وهم يتخافتون} قال : الإسرار والكلام الخفي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {وهم يتخافتون} قال : يسرون
بينهم أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين {وغدوا على حرد قادرين} قال : غدا القوم وهم محردون إلى جنتهم قادرون عليها في أنفسهم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {على حرد قادرين} يقول : ذو قدرة.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد عن مجاهد قال : {وغدوا على حرد قادرين}
قال : غدوا على أمر قد قدروا عليه وأجمعوا عليه في أنفسهم أن لا يدخل
عليهم مسكين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة في قوله : {وغدوا على حرد} قال : غيظ.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن في قوله : {وغدوا على حرد} يعني المساكين بجد.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {قالوا إنا لضالون} قال : أضللنا مكان جنتنا.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {إنا
لضالون} قال : أخطأنا الطريق ما هذه جنتنا وفي قوله : {بل نحن محرومون}
قال : بل حورفنا فحرمناها وفي قوله : {قال أوسطهم} قال : أعدل القوم وأحسن
القوم فزعا وأحسنهم رجعة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {بل نحن محرومون} قال : لما تبينوا وعرفوا معالم جنتهم قالوا {بل نحن محرومون} محارفون.
وَأخرَج ابن المنذر عن معمر قال : قلنا لقتادة أمن أهل الجنة هم أم من أهل النار قال : لقد كلفتني تعبا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد في وقوله : {قال أوسطهم} قال : أعدلهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة في قوله : {قال أوسطهم} يعني أعدلهم وكل شيء في كتاب الله أوسط فهو أعدل.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {قال أوسطهم} قال : أعدلهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السري في قوله : {ألم أقل لكم لولا تسبحون} قال : كان استثناؤهم في ذلك الزمان التسبيح.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {لولا تسبحون} قال : لولا تستثنون عند
قولهم ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون عند ذلك وكان التسبيح استثناؤهم كما
نقول نحن إن شاء الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة
في قوله : {كذلك العذاب} قال : عقوبة الدنيا {ولعذاب الآخرة} قال : عقوبة
الآخرة وفي قوله : {سلهم أيهم بذلك زعيم} قال : أيهم كفيل بهذا الأمر.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {تدرسون} قال : تقرؤون وفي قوله : {أيمان علينا بالغة} قال : عهد علينا.
الآية 42 - 52.
أَخرَج
البُخاريّ ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن أبي سعيد سمعت النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم يقول : يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى
من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا.
وأخرج
ابن مندة في الرد على الجهمية عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : {يوم يكشف عن ساق} قال : يكشف الله عز وجل عن ساقه.
وَأخرَج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن منده عن ابن
مسعود
في قوله : {يوم يكشف عن ساق} قال : عن ساقيه تبارك وتعالى ، قال ابن منده
: لعله في قراءة ابن مسعود يكشف بفتح الياء وكسر الشين.
وأخرج أبو يعلى
، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه والبيهقي في الأسماء
والصفات وضعفه ، وَابن عساكر عن أبي موسى عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
في قوله : {يوم يكشف عن ساق} قال : عن نور عظيم فيخرون له سجدا.
وأخرج
الفريابي وسعيد بن مصور ، وَابن منده والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق
إبراهيم النخعي في قوله : {يوم يكشف عن ساق} قال : قال ابن عباس يكشف عن
أمر عظيم ثم قال : قد قامت الحرب على ساق قال : وقال ابن مسعود : يكشف عن
ساقه فيسجد كل مؤمن ويعصو ظهر الكافر فيصير عظما واحدا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه
والبيهقي
في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه سئل عن قوله : {يوم
يكشف عن ساق} قال : إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه
ديوان العرب أما سمعتم قول الشاعر : أصبر عناق أنه شر باق * قد سن لي قومك
ضرب الأعناق * وقامت الحرب بنا على ساق قال ابن عباس : هذا يوم كرب وشدة.
وأخرج
الطستي في مسائلة عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : {يوم يكشف
عن ساق} قال : عن شدة الآخرة قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت
قول الشاعر : قد قامت الحرب بنا على ساق.
وَأخرَج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس {يوم يكشف عن ساق} قال : هو الأمر الشديد المفظع من
الهول يوم القيامة.
وأخرج ابن مندة عن ابن عباس في قوله : {يوم يكشف عن ساق} قال : عن شدة الآخرة.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن مندة عن مجاهد في قوله
: {يوم يكشف عن ساق} قال : عن شدة الأمر وجده قال : وكان ابن عباس يقول :
هي أشد ساعة تكون يوم القيامة.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس أنه قرأ {يوم يكشف عن ساق} قال : يريد القيامة والساعة لشدتها.
وأخرج البيهقي عن ابن عباس في قوله : {يوم يكشف عن ساق} قال : حين يكشف الأمر وتبدو الأعمال وكشفه دخول الآخرة وكشف الأمر عنه.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن مندة من طريق
عمرو
بن دينار قال : كان ابن عباس يقرأ يوم يكشف عن ساق بفتح التاء قال أبو
حاتم السجستاني : أي تكشف الآخرة عن ساقها يستبين منها ما كان غائبا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {يوم يكشف عن ساق} بالياء ورفع الياء.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن عكرمة أنه
سئل عن قوله : {يوم يكشف عن ساق} قال :إن العرب كانوا إذا اشتد القتال
فيهم والحرب وعظم الأمر فيهم قالوا لشدة ذلك : قد كشفت الحرب عن ساق. فذكر
الله تعالى ذلك اليوم بما يعرفون.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن
المنذر عن عكرمة في قوله : (يوم يكشف عن ساق). قال : هي ستور رب العزة إذا
كشفت للمؤمنين يوم القيامة .
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر
عن سعيد بن جبير أنه سئل عن قوله : (يوم يكشف عن ساق) .فغضب غضبا شديدا
وقال :إن أقواما يزعمون أن الله يكشف عن ساقه وإنما يكشف عن الأمر الشديد..
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير أنه سئل عن قوله : {يو.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم
سالمون} قال : هم الكفار كانوا يدعون في الدنيا وهم آمنون فاليوم يدعون
وهم خائفون ثم أخبر الله سبحانه أنه حال بين أهل الشرك وبين طاعته في
الدنيا والآخرة فأما في الدنيا فإنه قال : ما كانوا يستطيعون السمع وهي
طاعته وما كانوا يبصرون وأما الآخرة فإنه قال : لا يستطيعون خاشعة أبصارهم.
وأخرج
ابن المنذر عن مجاهد في الآية قال : أخبرنا أن بين كل مؤمنين منافقا يوم
القيامة فيسجد المؤمنان وتقسو ظهور المنافقين فلا يستطيعون السجود
ويزدادون لسجود المؤمنين توبيخا وحسرة وندامة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {يوم يكشف عن ساق} قال : عن بلاء عظيم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن إبراهيم النخعي {يوم يكشف عن ساق} قال : عن أمر عظيم الشدة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن الربيع بن أنس {يوم يكشف عن ساق} قال : عن الغطاء فيقع
من كان آمن به في الدنيا فيسجدون له ويدعى الآخرون إلى السجود فلا
يستطيعون لأنهم لم يكونوا آمنوا به في الدنيا ولا يبصرونه ولا يستطيعون
السجود وهم سالمون في الدنيا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله
عنه في قوله : {يوم يكشف عن ساق} قال : أمر فظيع جليل {ويدعون إلى السجود
فلا يستطيعون} قال : ذلكم يوم القيامة ذكر لنا أن النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم كان يقول : يؤذن للمؤمنين يوم القيامة في السجود فيسجد المؤمنون وبين
كل مؤمنين منافق فيتعسر ظهر المنافق عن السجود ويجعل الله سجود المؤمنين
عليهم توبيخا وصغارا وذلا وندامة وحسرة وفي قوله : {وقد كانوا يدعون إلى
السجود وهم سالمون} قال : في الصلوات.
وأخرج ابن مردويه عن كعب الحبر
قال : والذي أنزل التوراة على موسى والإنجيل على عيسى والزبور على داود
والفرقان على محمد أنزلت هذه الآيات في الصلوات المكتوبات حيث ينادى بهن
{يوم يكشف عن ساق} إلى قوله : {وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون}
الصلوات الخمس إذا نودي بها.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن سعيد بن جبير في قوله : {وقد كانوا يدعون إلى السجود} قال : الصلوات في الجماعات.
وأخرج البيهقي عن ابن عباس في قوله : {وقد كانوا يدعون إلى السجود} قال : الرجل يسمع الأذان فلا يجيب الصلاة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يجمع
الله الخلائق يوم القيامة ثم ينادي مناد : من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع
كل قوم ما كانوا يعبدون ويبقى المسلمون وأهل الكتاب فيقال لليهود : ما
كنتم تعبدون فيقولون الله وموسى فيقال
لهم : لستم من موسى وليس موسى
منكم فيصرف بهم ذات الشمال ثم يقال للنصارى : ما كنتم تعبدون فيقولون :
الله وعيسى فيقال لهم : لستم من عيسى وليس عيسى منكم ثم يصرف بهم ذات
الشمال ويبقى المسلمون فيقال لهم : ما كنتم تعبدون فيقولون : الله فيقال
لهم : هل تعرفونه فيقولون : إن عرفنا نفسه عرفناه فعند ذلك يؤذن لهم في
السجود بين كل مؤمنين منافق فتقصم ظهورهم عن السجود ثم قرأ هذه الآية
{ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون}.
وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده ،
وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي الدنيا والطبراني والآجري في الشريعة
والدارقطني في الرؤية والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في البعث عن
عبد الله بن مسعود عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : يجمع الله الناس
يوم القيامة وينزل الله في ظلل من الغمام فينادي مناد ياأيها الناس ألا
ترضوا من ربكم الذي خلقكم وصوركم ورزقكم أن يولي كل إنسان منكم ما كان
يعبد في الدنيا ويتولى أليس ذلك من ربكم
عدلا قالوا : بلى ، قال : فينطلق كل إنسان منكم إلى ما كان يعبد في الدنيا ويتمثل لهم ما كانوا يعبدون في الدنيا فيتمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى ويتمثل لمن كان يعبد عزيرا شيطان عزير حتى يمثل لهم الشجرة والعود والحجر ويبقى أهل الإسلام جثوما فيتمثل لهم الرب عز وجل فيقول لهم : ما لكم لم تنطلقوا كما انطلق الناس فيقولون : إن لنا ربا ما رأيناه بعد فيقول : فيم تعرفون ربكم إن رأيتموه قالوا : بيننا وبينه علامة إن رأيناه عرفناه ، قال : وما هي قال : {يكشف عن ساق} فيكشف عند ذلك عن ساق فيخر كل من كان يسجد طائعا ساجدا ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون ثم يؤمرون فيرفعوا رؤوسهم فيعطون نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه ومنهم من يعطى نوره دون ذلك بيمينه حتى يكون آخر ذلك من يعطى نوره على إبهام قدميه يضيء مرة ويطفأ مرة فإذا أضاء قدم قدمه وإذا طفئ قام ، فيمر ويمرون على الصراط والصراط كحد السيف دحض مزلة فيقال لهم : انجوا على قدر نوركم فمنهم من يمر
كانقضاض الكوكب ومنهم من يمر
كالطرف ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كشد الرجل ويرمل رملا يمرون على
قدر أعمالهم حتى يمرالذي نوره على أبهام قدمه يجر يدا ويعلق يدا ويجر رجلا
ويعلق رجلا وتصيب جوانبه النار فيخلصون فإذا خلصوا قالوا : الحمد لله
الذي
نجانا منك بعد الذي أراناك ، لقد أعطانا الله ما لم يعط أحدا ، فينطلقون
إلى ضحضاح عند باب الجنة فيغتسلون فيعود إليهم ريح أهل الجنة وألوانهم
ويرون من خلل باب الجنة وهو يصفق منزلا في أدنى الجنة فيقولون : ربنا
أعطنا ذلك المنزل ، فيقول لهم : أتسألون الجنة وقد نجيتكم من النار ،
فيقولون : ربنا أعطنا حل بيننا وبين النار هذا الباب لا نسمع حسيسها ،
فيقول لهم : لعلكم إن أعطيتموه أن تسألوا غيره فيقولون : لا وعزتك لا نسأل
غيره وأي منزل يكون أحسن منه قال : فيدخلون الجنة ويرفع لهم منزل أمام ذلك
كان الذي رأوا قبل ذلك حلم عنده فيقولون : ربنا أعطنا ذلك المنزل ، فيقول
: لعلكم إن أعطيتكموه أن تسألوا غيره فيقولون : لا وعزتك لا نسأل غيره وأي
منزل أحسن منه فيعطونه ثم يرفع لهم أمام ذلك منزل آخر كان الذي رأوا قبل
ذلك حلم عند هذا الذي رأوا فيقولون : ربنا أعطنا
ذلك المنزل ، فيقول : لعلكم إن أعطيتكموه أن تسألوا غيره فيقولن : لا وعزتك لا نسأل غيره وأي منزل أحسن منه ثم يسكتون فيقول لهم : ما لكم لا تسألون فيقولون : ربنا قد سألناك حتى استحينا ، فيقال لهم : ألم ترضوا أن أعطيكم مثل الدنيا منذ يوم خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافها فيقولون : أتستهزئ بنا وأنت رب العالمين قال مسروق : فما بلغ عبد الله هذا المكان من الحديث إلا ضحك وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثه مرارا فما بلغ هذا المكان من الحديث إلا ضحك حتى تبدو لهواته ويبدو آخر ضرس من أضراسه يقول : الأسنان ، قال : فيقول لا ولكني على ذلك قادر فاسألوني ، قال : ربنا ألحقنا بالناس ، فيقال لهم : الحقوا الناس ، فينطلقون يرملون في الجنة حتى يبدوا لرجل منهم في الجنة قصر درة مجوف فيخر ساجدا فيقال له : ارفع رأسك فيرفع رأسه فيقول : رأيت ربي فيقال له : إنما ذلك منزل من منازلك ، فينطلق ويستقبله رجل فيتهيأ للسجود فيقال له مالك فيقول : رأيت ملكا فيقال له : إنما ذلك قهرمان من قهارمتك عبد بن عبيدك ، فيأتيه فيقول : إنما أنا قهرمان من قهارمتك على هذا القصر تحت يدي ألف قهرمان كلهم على ما أنا عليه ، فينطلق به عند ذلك حتى يفتح له القصر وهي درة مجوفة سقائفها وأغلاقها وأبوابها ومفاتيحها منها ، قال : فيفتح له القصر فتستقبله جوهرة
خضراء مبطنة بحمراء سبعون ذراعا فيها ستون بابا كل باب يفضي إلى جوهرة على غير لون صاحبتها في كل جوهرة سرر وأدراج
ونصائف
وقال : وصائف ، فيدخل فإذا هو بحوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها
من وراء حللها كبدها مرآته وكبده مرآتها إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في
عينه سبعين ضعفا عما كانت قبل ذلك وإذا أعرضت عنه إعراضة ازداد في عينها
سبعين ضعفا عما كان قبل ذلك فتقول : لقد ازددت في عينين سبعين ضعفا ويقول
لها مثل ذلك ، قال : فيشرف على ملكه مد بصره مسيرة مائة عام قال : فقال
عمر بن الخطاب عند ذلك : ألا تسمع يا كعب ما يحدثنا به ابن أم عبد عن أدنى
أهل الجنة ما له فكيف بأعلاهم قال : يا أمير المؤمنين ما لا عين رأت ولا
أذن سمعت إن الله كان فوق العرش والماء فخلق لنفسه دارا بيده فزينها بما
شاء وجعل فيها ما شاء من الثمرات والشراب ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه
منذ خلقها جبريل ولا غيره من الملائكة ثم قرأ كعب (فلا تعلم نفس ما أخفى
لهم من قرة أعين) (سورة السجدة الآية 17) الآية وخلق دون ذلك جنتين
فزينهما بما شاء وجعل فيهما ما ذكر من الحرير والسندس والإستبرق وأراهما
من شاء من خلقه من الملائكة فمن كان كتابه في عليين نزل تلك الدار فإذا
ركب الرجل من أهل عليين في ملكه لم يبق خيمة من خيام الجنة إلا دخلها من
ضوء وجهه حتى إنهم ليستنشقون ريحه ويقولون : واها وهذه الريح الطيبة ،
ويقولون : لقد أشرف علينا اليوم رجل من أهل عليين ، فقال
عمر : ويحك
يا كعب إن هذه القلوب قد استرسلت فاقبضها ، فقال كعب : يا أمير المؤمنين
إن لجهنم زفرة ما من ملك ولا نبي إلا يخر لركبته حتى يقول إبراهيم خليل
الله : رب نفسي نفسي ، وحتى لو كان لك عمل سبعين نبيا إلى عملك لظننت أن
لن تنجو منها.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم
والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور عن ابن مسعود أنه ذكر
عنده الدجال فقال : يفترق ثلاث فرق تتبعه فرقة تتبعه وفرقة تلحق بأرض
آبائها منابت الشيخ وفرقة تأخذ شط الفرات فيقاتلهم ويقاتلونه حتى يجتمع
المؤمنون بقرى الشام فيبعثون إليه طليعة فيهم فارس على فرس أشقر أو أبلق
فيقتلون لا يرجع إليهم شيء ثم إن المسيح ينزل فيقتله ثم يخرج يأجوج ومأجوج
فيموجون في الأرض فيفسدون فيها ثم قرأ عبد الله
(وهم من كل حدب ينسلون)
(سورة الأنبياء الآية 96) ثم يبعث الله عليهم دابة مثل هذه النغفة فتدخل
في أسماعهم ومناخرهم فيموتون منها فتنتن الأرض منهم فيجأر أهل الأرض إلى
الله فيرسل الله ماء فيطهرها منهم ثم يبعث ريحا فيها زمهرير باردة فلا تدع
على وجه الأرض إلا كفئت بتلك
الريح ثم تقوم الساعة على شرار الناس ثم يقوم ملك الصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فلا يبقى خلق الله في السموات والأرض إلا مات إلا من شاء ربك ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون فليس من ابن آدم خلق إلا وفي الأرض منه شيء ثم يرسل الله ماء من تحت العرش منيا كمني الرجال فتنبت جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الثرى ثم قرأ عبد الله (الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور) (سورة الروم الآية 48) ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فتنطلق كل نفس إلى جسدها حتى تدخل فيه فيقومون فيجيئون مجيئة رجل واحد قياما لرب العالمين ثم يتمثل الله للخلق فيلقاهم فليس أحد من الخلق يعبد من دون الله شيئا إلا هو متبع له يتبعه فيلقى اليهود فيقول : ما تعبدون فيقولون : نعبد عزيرا فيقول : هل يسركم الماء قالوا : نعم فيريهم جهنم كهيئة السراب ثم قرأ عبد الله (وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا) (سورة الكهف الآية 100) ثم يلقى النصارى فيقولون : ما كنتم تعبدون قالوا : المسيح فيقول : هل يسركم الماء قالوا : نعم فيريهم جهنم كهيئة السراب وكذلك كل من يعبد من دون الله شيئا ثم قرأ عبد الله (وقفوهم إنهم مسؤولون) (سورة الصافات الآية 24) حتى يمر المسلمون فيلقاهم فيقول : من تعبدون فيقولون : نعبد الله ولا نشرك به شيئا فينتهرهم مرة أو مرتين من تعبدون فيقولون : نعبد الله ولا نشرك به شيئا فيقول : هل تعرفون ربكم
فيقولون : سبحان الله إذا تعرف
لنا عرفناه فعند ذلك {يكشف عن ساق} فلا يبقى مؤمن إلا خر لله ساجدا ويبقى
المنافقون ظهورهم طبق واحد كأنما فيها السفافيد فيقولون : ربنا فيفول :
(قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون) ثم يؤمر بالصراط فيضرب على جهنم
فتمر الناس بأعمالهم يمر أوائلهم كلمح البصر أو كلمح البرق ثم كمر الريح
ثم كمر الطير ثم
كأسرع البهائم ثم كذلك يجيء الرجل سعيا حتى يجيء الرجل
مشيا حتى يجيء آخرهم رجل يتكفأ على بطنه فيقول : يا رب أبطأت بي فيقول :
إنما أبطأ بك عملك ثم يأذن الله في الشفاعة فيكون أول شافع جبريل ثم
إبراهيم خليل الله ثم موسى أو قال عيسى ثم يقوم نبيكم صلى الله عليه وسلم
رابعا لا يشفع أحد بعده فيما يشفع فيه وهو المقام المحمود الذي وعده الله
(عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) (سورة الإسراء الآية 79) فليس من نفس إلا
تنظر إلى بيت في الجنة وبيت في النار وهو يوم الحسرة فيرى أهل النار البيت
الذي في الجنة فيقال : لو عملتم ويرى أهل الجنة البيت الذي في النار فيقال
: لولا أن من الله عليكم ثم يشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون
والمؤمنون فيشفعهم الله ثم يقول : أنا أرحم الراحمين فيخرج من النار أكثر
مما أخرج من جميع الخلق برحمته حتى ما يترك فيها أحدا فيه خير ، ثم قرأ
عبد الله (يا أيها الكفار ما سلككم في سقر قالوا لم نك من
المصلين)
(سورة المدثر الآية 42) إلى قوله : (وكنا نكذب بيوم الدين) (سورة المدثر
الآية 46) قال : ترون في هؤلاء أحدا فيه خير لا وما يترك فيها أحدا فيه
خير فإذا أراد الله أن لا يخرج منها أحدا غير وجوههم وألوانهم فيجيء الرجل
من المؤمنين فيشفع فيقال له : من عرف أحدا فيخرجه فيجيء الرجل فينظر فلا
يعرف أحدا فيقول الرجل للرجل : يا فلان أنا فلان فيقول : ما أعرفك فيقولون
: (ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون) (سورة المؤمنون الآية 107)
فيقول : (اخسؤوا فيها ولا تكلمون) (سورة المؤمنون الآية 108) فإذا قال ذلك
أطبقت عليهم فلم يخرج منهم بشر.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {ولا تكن كصاحب الحوت} قال : تغاضب كما غاضب يونس.
وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد ، وَابن المنذر عن قتادة {ولا تكن كصاحب الحوت} قال : لا تعجل كما عجل ولا تغاضب كما غاضب.
وأخرج الحاكم عن وهب قال : كان في خلق يونس ضيق فلما حملت
عليه أثقال النبوة منها تفسخ الربع فقذفها من يديه وهرب قال تعالى لنبيه {ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم}.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {وهو مكظوم} قال : مغموم وفي قوله : {وهو مذموم} قال : مليم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد في قوله : {وهو مكظوم} قال : مغموم ، قوله تعالى : {وإن يكاد الذين كفروا} الآية.
أخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {ليزلقونك بأبصارهم} قال : ينفذونك بأبصارهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {ليزلقونك بأبصارهم} لينفذونك بأبصارهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {ليزلقونك بأبصارهم} قال : لينفذونك بأبصارهم معاداة لكتاب الله ولذكر الله.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن عطاء قال : كان ابن عباس يقرأ {وإن يكاد الذين كفروا
ليزلقونك بأبصارهم} قال : يقول : ينفذونك بأبصارهم من شدة النظر إليك قال ابن عباس : فكيف يقولون أزلق السهم أو زهق السهم.
وأخرج أبو عبيدة فضائله ، وَابن جَرِير عن ابن مسعود أنه قرأ ليزهقونك بأبصارهم.
وأخرج البخاري عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : العين حق.
وأخرج أبو نعيم في الحلية ، عَن جَابر أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : العين تدخل الرجل القبر والجمل القدر.
وأخرج البزار ، عَن جَابر أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين.
* بسم الله الرحمن الرحيم
69- سورة الحاقة.
مكية وآياتها اثنتان وخمسون.
مقدمة السورة.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة الحاقة بمكة.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن الزبير مثله ، واخرج الطبراني عن أبي برزة أن النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بالحاقة ونحوها.
وأخرج أحمد عن
عمر بن الخطاب قال : خرجت أتعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن
أسلم فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة فجعلت
أعجب من تأليف القرآن فقلت : هذا والله شاعر كما قالت قريش فقرأ {إنه لقول
رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون} قلت : كاهن قال : {ولا بقول
كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل} إلى آخر السورة فوقع الإسلام في قلبي كل موقع.
الآية 1 - 13
أخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {الحاقة} قال : من أسماء يوم القيامة.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والحاكم عن قتادة رضي الله
عنه في قوله : {الحاقة} يعني الساعة أحقت لكل عامل عمله {وما أدراك ما
الحاقة} قال : تعظيما ليوم القيامة كما تسمعون وفي قوله : {كذبت ثمود وعاد
بالقارعة} قال : بالساعة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه
في قوله : {الحاقة} قال : حققت لكل عامل عمله للمؤمن إيمانه وللمنافق
نفاقه وفي قوله : {بالقارعة} قال : يوم القيامة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد
، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {فأهلكوا
بالطاغية} قال : بالذنوب وكان ابن عباس يقول : الصيحة.
وأخرج عبد
الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله :
{فأهلكوا بالطاغية} قال : أرسل الله عليهم صيحة واحدة فأهمدتهم فأهلكوا في
قوله : {بريح صرصر عاتية} قال : عتت عليهم حتى نقبت أفئدتهم.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال : ما أرسل الله شيئا من ريح إلا بمكيال ولا قطرة من مطر إلا بمكيال
إلا يوم نوح ويوم عاد فأما يوم نوح فإن الماء طغى على خزانه فلم يكن لهم
عليه
سبيل ثم قرأ {إنا لما طغى الماء} وأما يوم عاد فإن الريح عتت على خزانها فلم يكن لهم عليها سبيل ثم قرأ {بريح صرصر عاتية}.
وَأخرَج
ابن جرير عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لم تنزل قطرة من ماء إلا
بمكيال على يدي ملك إلا يوم نوح فإنه أذن للماء دون الخزان فطغى الماء على
الخزان فخرج فذلك قوله : {إنا لما طغى الماء} ولم ينزل شيء من الريح إلا
بكيل على يدي ملك إلا يوم عاد فإنه أذن لها دون الخزان فخرجت فذلك قوله :
{بريح صرصر عاتية} عتت على الخزان.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن
عباس رضي الله عنهما عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : نصرت بالصبا
وأهلكت عاد بالدبور قال : ما أمر الخزان أن يرسلوا على عاد إلا مثل موضع
الخاتم من الريح فعتت على الخزان فخرجت من نواحي
الأبواب فذلك قوله :
{بريح صرصر عاتية} قال : عتوها عتت على الخزان فبدأت بأهل البادية منهم
فحملتهم بمواشيهم وبيوتهم فأقبلت بهم إلى الحاضرة (فلما رأوه عارضا مستقبل
أوديتهم قالوا هذا
عارض ممطرنا) (سورة الأحقاف الآية 24) فلما دنت
الريح وأظلتهم استبق الناس والمواشي فيها فألقت البادية على أهل الحاضرة
تقصفهم فهلكوا جميعا.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة والدارقطنى في الأفراد
، وَابن مردويه ، وَابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ما أنزل الله من السماء كفا من ماء إلا بمكيال
ولا كفا من ريح إلا بمكيال إلا يوم نوح فإن الماء طغى على الخزان فلم يكن
لهم عليه سلطان قال لله تعالى : {إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية}
ويوم عاد فإن الريح عتت على الخزان قال الله : {بريح صرصر عاتية} قال :
الغالبة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة رضي الله عنه قال : الصرصر الباردة {عاتية} قال : حيث عتت على خزانها.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {عاتية} قال : شديدة وفي قوله : {حسوما} قال : متتابعة.
وأخرج
ابن عساكر من طريق ابن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب قال : ما يخرج من الريح شيء
إلا عليها خزان يعلمون قدرها وعددها ووزنها وكيلها حتى كانت الريح التي
أرسلت على عاد فاندفق منها شيء لا يعلمون وزنه ولا قدره ولا كيله غضبا لله
ولذلك سميت عاتية والماء كذلك حين كان أمر نوح فلذلك سمي طاغيا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله : {سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام} قال : كان أولها الجمعة.
وأخرج
عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله : {حسوما} قال
: متتابعات.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير من طرق عن ابن عباس في قوله : {حسوما} قال : تبعا وفي لفظ متتابعات.
وأخرج
الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : {حسوما}
قال : دائمة شديدة يعني محسومة بالبلاء قال : وهل تعرف العرب ذلك قال :
نعم ، أما سمعت أمية بن أبي الصلت وهو يقول :
وكم كنا بها من فرط عام * وهذا الدهر مقتبل حسوم.
وَأخرَج
ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله : {سخرها عليهم سبع ليال
وثمانية أيام حسوما} قال : كانوا سبع ليال وثمانية أيام أحياء في عذاب
الله من الريح فلما أمسوا اليوم الثامن ماتوا فاحتملتهم الريح فألقتهم في
البحر فذلك قوله : {فهل ترى لهم من باقية} وقوله : {فأصبحوا لا يرى إلا
مساكنهم} قال : وأخبرت أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : عذبهم بكرة
وكشف عنهم في اليوم الثاني حتى كان الليل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنهما في قوله : {حسوما} قال : متتابعة.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه في قوله : {حسوما}
قال : دائمات وفي قوله : {كأنهم أعجاز نخل خاوية} قال : هي أصول النخل قد
بقيت أصولها وذهبت أعاليها.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {كأنهم أعجاز نخل} قال : أصولها وفي قوله : {خاوية} قال : خربة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {وجاء فرعون ومن قبله} بنصب القاف.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {وجاء فرعون ومن قبله} قال : ومن معه.
وَأخرَج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في
قوله : {والمؤتفكات} قال : هم قوم لوط ائتفكت بهم أرضهم.
وأخرج عَبد بن
حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {بالخاطئة} قال : بالخطايا وفي
قوله : {أخذة رابية} قال : شديدة وفي قوله : {إنا لما طغى الماء} قال :
كثر وفي قوله : {حملناكم في الجارية} قال : السفينة وفي قوله : {وتعيها
أذن واعية} قال : حافظة وفي لفظ : سامعة.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {إنا لما طغى الماء} قال : طغى على خزانه فنزل ولم ينزل من السماء
ماء إلا بمكيال أو ميزان إلا زمن
نوح فإنه طغى على خزانة فنزل من غير كيل ولا وزن.
وأخرج
ابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال : لم ينزل من السماء قطرة قط
إلا بعلم الخزان إلا حيث طغى الماء فإنه غضب لغضب الله فطغى على الخزان
فخرج ما لا يعلمون ما هو.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {طغى الماء} قال : بلغني أنه طغى فوق كل شيء خمسة عشر ذراعا.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن السدي في قوله : {حملناكم في الجارية}
قال : السفينة وفي قوله : {لنجعلها لكم تذكرة} أي تذكرون ماصنع بهم حيث
عصوا نوحا {وتعيها} يقول : وتحصيها {أذن واعية} يقول : أذن حافظة يعني
حديث السفينة.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ،
وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن مكحول قال : لما نزلت {وتعيها أذن
واعية} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سألت ربي أن يجعلها أذن علي
قال مكحول : فكان علي يقول : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
شيئا فنسيته .
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن مردويه وأبو نعيم في
المعرفة من طريق مكحول عن علي بن أبي طالب في قوله : (وتعيها أذن واعية)
قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : سألت الله أن يجعلها أذنك يا
علي " . فقال علي : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فنسيته
..
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم والواحدي ، وَابن مردويه ، وَابن
عساكر ، وَابن البخاري عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لعلي : إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وأن تعي وحق لك أن تعي
فنزلت هذه الآية {وتعيها أذن واعية}.
وأخرج أبو نعيم في الحلية ، عَن
عَلِي ، قال : قال رسو ل الله صلى الله عليه وسلم : يا علي إن الله أمرني
أن أدنيك وأعلمك لتعي فأنزلت هذه الآية {وتعيها أذن واعية} فأنت أذن واعية
لعلمي.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {لنجعلها لكم تذكرة}
قال : لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وكم من سفينة قد هلكت وأثر قد ذهب
يعني ما بقي من
السفينة حتى أدركته أمة محمد فرأوه كانت ألواحها ترى على الجودي.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {لنجعلها لكم تذكرة} قال : عبرة وآية
أبقاها الله حتى نظرت إليها هذه الأمة وكم من سفينة غير سفينة نوح صارت
رمما.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن ابن عمران في قوله : {أذن واعية} قال : أذن عقلت عن الله.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {وتعيها أذن واعية} قال سمعت وعقلت ما سمعت وأوعت.
الآية 14 - 26.
أَخرَج
الحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور عن أبي بن كعب في قوله : {وحملت
الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة} قال : يصيران غبرة على وجوه الكفار لا على
وجوه المؤمنين وذلك قوله : (ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة) (سورة
عبس الآية 40).
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن
قوله
: {فدكتا دكة واحدة} قال : زلزلة شديدة عند النفحة الأخرة قال : وهل تعرف
العرب ذلك قال : نعم أما سمعت عدي بن زيد وهو يقول : ملك ينفق الخزائن
الذم * ة [ الذمة ] قد دكها وكادت تبور.
وَأخرَج عبد الرزاق ، وَابن
المنذر عن الزهري في قوله : {فدكتا دكة واحدة} قال : بلغني أن النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم قال : يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول :
لمن الملك أين ملوك الأرض.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذرعن ابن جريج
في قوله : {وانشقت السماء} قال : ذلك قوله : (وفتحت السماء فكانت أبوابا)
(سورة النبأ الآية 19).
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {فهي يومئذ واهية} قال : متخرقة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {والملك على أرجائها} قال : الملائكة على أطرافها.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الربيع بن أنس في قوله : {والملك على
أرجائها} قال : الملائكة على شقها ينظرون إلى أهل الأرض وما أتاهم من
الفزع.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير والضحاك في قوله : {والملك على أرجائها} قال : على ما لم ينشق منها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك وقتادة وسعيد بن جبير في قوله : {والملك على أرجائها} قالوا : على حافات السماء.
وأخرج
الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في
قوله : {والملك على أرجائها} قال : على حافاتها على ما لم يه منها.
أخرج
عَبد بن حُمَيد وعثمان بن سعيد والدارمي في الرد على الجهمية وأبو يعلى ،
وَابن المنذر ، وَابن خزيمة ، وَابن مردويه والحاكم وصححه والخطيب تالي
التلخيص عن العباس بن عبد المطلب في قوله : {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ
ثمانية} قال : ثمانية أملاك على صورة الأوعال.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في
قوله : {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} قال : ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن الضحاك {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} قال : يقال
ثمانية صفوف لا يعلم عدتهم إلا الله يقال ثمانية أملاك رؤوسهم عند العرش
في السماء السابعة وأقدامهم في الأرض السفلى ولهم قرون كقرون الوعلة ما
بين أصل قرن أحدهم إلى منتهاه مسيرة خمسمائة عام.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الربيع {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} قال : ثمانية من الملائكة.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يحمله اليوم أربعة ويوم القيامة ثمانية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : لم يسم حملة العرش إلا إسرافيل قال : وميكائيل ليس من حملة العرش.
وأخرج ابن أبي حاتم وتمام الرازي في فوائده ، وَابن عساكر عن أبي
الزاهرية قال : أنبئت أن لبنان أحد حملة العرش الثمانية يوم القيامة.
وأخرج ابن عساكر عن كعب قال : لبنان أحد الثمانية تحمل العرش يوم القيامة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن ميسرة في قوله : {ويحمل عرش ربك فوقهم
يومئذ ثمانية} قال : أرجلهم في التخوم ورؤوسهم عن العرش لا يستطيعون أن
يرفعوا أبصارهم من شعاع النور.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ،
وَابن المنذر عن وهب بن منبه قال : أربعة أملاك يحملون العرش على أكتافهم
لكل واحد منهم أربعة وجوه : وجه ثور ووجه أسد ووجه نسر ووجه إنسان لكل
واحد منهم أربعة أجنحة : أما جناحان فعلى وجهه من أن ينظر إلى العرش فيصعق
وأما جناحان فيصفق بهما وفي لفظ : فيطير بهما أقدامهم في الثرى والعرش على
أكتافهم ليس لهم كلام إلا أن يقولوا : قدسوا الله القوي ملأت عظمته
السموات والأرض.
أخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن قتادة في
قوله : {يومئذ تعرضون} قال : تعرضون ثلاث عرضات فأما عرضتان ففيهما
الخصومات والمعاذير وأما الثالثة فتطاير الصحف في الأيدي.
وأخرج عَبد
بن حُمَيد عن قتادة {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية} قال : ذكر لنا أن
نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : تعرض الناس ثلاث عرضات يوم
القيامة فأما عرضتان ففيهما خصومات ومعاذير وجدال وأما العرضة الثالثة
فتطير الصحف في الأيدي اللهم اجعلنا ممن تؤتيه كتابه بيمينه ، قال : وكان
بعض أهل العلم يقول : إني وجدت أكيس الناس من قال : {هاؤم اقرؤوا كتابيه
إني ظننت أني ملاق حسابيه} قال : ظن ظنا يقينا فنفعه الله بظنه ، قال :
وذكر أن نبي الله صلى الله عليه وسلم
كان يقول : من استطاع أن يموت وهو يحسن الظن بالله فليفعل.
وأخرج
أحمد ، وعَبد بن حُمَيد الترمذي ، وَابن ماجة ، وَابن أبي حاتم ، وَابن
مردويه عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يعرض الناس
يوم القيامة ثلاث عرضات فأما عرضتان فجدال ومعاذير وأما الثالثة فعند ذلك
تطاير الصحف في أيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله.
وأخرج ابن مردويه من وجه
آخر عن أبي موسى قال : سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول : في قوله
: {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية} قال : عرضتان فيهما
الخصومة والجدال والعرضة الثالثة تطير الصحف في أيدي الرجال.
وأخرج
ابن جرير والبيهقي في البعث عن ابن مسعد قال : يعرض الناس يوم القيامة
ثلاث عرضات فأما عرضتان فجدال ومعاذير وأما العرضة الثالثة فتطاير الكتب
بالأيمان والشمائل.
وأخرج ابن المبارك عن عمر قال : حاسبوا أنفسكم قبل
أن تحاسبوا فإنه أيسر لحسابكم وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وتجهزوا للعرض
الأكبر {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد
الله بن حنظلة غسيل الملائكة قال : إن الله يقف عبده يوم القيامة فيبدي
سيئاته في ظهر صحيفته فيقول له : أنت عملت هذا فيقول : نعم أي رب فيقول له
: إني لم أفضحك به وإني غفرت لك فيقول عند ذلك : {هاؤم اقرؤوا كتابيه إني
ظننت أني ملاق حسابيه} حين نجا من فضيحته يوم القيامة.
وأخرج
ابن المبارك في الزهد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والخطيب عن أبي
عثمان النهدي قال : إن المؤمن ليعطى كتابه في ستر من الله فيقرأ سيئاته
فيتغير لونه ثم يقرأ حسناته فيرجع إليه لونه ثم ينظر فإذا سيئاته قد بدلت
حسنات فعند ذلك يقول : {هاؤم اقرؤوا كتابيه}.
وأخرج أحمد عن أبي
الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أول من يؤذن له في
السجود يوم القيامة وأنا أول من يؤذن له أن يرفع رأسه فأنظر إلى بين يدي
فأعرف أمتي من بين الأمم ومن خلفي مثل ذلك وعن يميني مثل ذلك وعن شمالي
مثل ذلك فقال رجل : يا رسول الله كيف تعرف أمتك من بين الأمم فيما بين
نوح
إلى أمتك قال : هم غر محجلون من أثر الوضوء ليس أحد كذلك غيرهم وأعرفهم
أنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم وأعرفهم يسعى نورهم بين أيديهم ذريتهم.
وأخرج جرير عن ابن عباس في قوله : {إني ظننت} قال : أيقنت.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي حاتم عن البراء بن عازب في قوله : {قطوفها دانية} قال : قريبة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {قطوفها دانية} قال : دنت فلا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن البراء في قوله :
{قطوفها دانية} قال : يتناول الرجل منها من فواكهها وهو قائم.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله : {قطوفها} قال : ثمرها.
وأخرج
عبد الرزاق ، وَابن المنذر والطبراني ، وَابن مردويه عن سلمان الفارسي :
لا يدخل الجنة أحد إلا بجوار بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله
لفلان بن فلان أدخلوه جنة عالية {قطوفها دانية}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد
عن قتادة {كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية} قال : أيامكم
هذه أيام خالية فانية تؤدي إلى أيام باقية فاعملوا في هذه الأيام وقدموا
خيرا إن استطعتم ولا قوة إلا بالله.
وأخرج ابن المنذر عن يوسف بن يعقوب
الحنفي قال : بلغني أنه إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى : يا أوليائي
طال ما نظرت إليكم في الدنيا وقد
قلصت شفاهكم عن الأشربة وغارت أعينكم وجفت بطونكم كونوا اليوم في نعيمكم وكلوا واشربوا {هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية}.
وأخرج
ابن المنذر ، وَابن عدي في الكامل والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن
رفيع في قوله : {بما أسلفتم في الأيام الخالية} قال : الصوم.
وأخرج
البيهقي عن نافع قال : خرج ابن عمر في بعض نواحي المدينة ومعه أصحاب له
ووضعوا سفرة لهم فمر بهم راعي غنم فسلم فقال ابن عمر : هلم يا راعي هلم
فأصب من هذه السفرة فقال له : إني صائم فقال ابن عمر : أتصوم في مثل هذا
اليوم الحار الشديد سمومه وأنت في هذه الجبال ترعى هذه الغنم فقال له :
إني والله أبادر أيامي الخالية فقال له ابن عمر وهو يريد أن يختبر
ورعه
: فهل لك أن تبيعنا شاة من غنمك هذه فنعطيك ثمنها ونعطيك من لحمها فتفطر
عليه فقال : إنها ليست لي بغنم إنها غنم سيدي ، فقال له ابن عمر : فما عسى
سيدك فاعلا إذافقدها فقلت أكلها الذئب فولى الراعي عنه
وهو رافع
إصبعه إلى السماء وهو يقول : فأين الله قال : فجعل ابن عمر يردد قول
الراعي وهو يقول : قال الراعي : فأين الله فلما قدم المدينة بعث إلى مولاه
فاشترى منه الغنم والراعي فأعتق الراعي ووهب منه الغنم.
الآية 27 - 34.
أَخرَج
عَبد بن حميد عن قتادة في قوله : {يا ليتها كانت القاضية} قال : تمنوا
الموت ولم يكن شيء في الدنيا أكره عندهم من الموت وفي قوله : {هلك عني
سلطانيه} قال : أما والله ما كل من دخل النار كان أمير قرية ولكن الله
خلقهم وسلطهم على أبدانهم وأمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته.
وأخرج هناد عن الضحاك في قوله : {يا ليتها كانت القاضية} قال : يا ليتها كانت موتة لا حياة بعدها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {هلك عني سلطانيه} قال : حجتي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {هلك عني سلطانيه} قال : يعني حجته.
وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب في قوله : {يا ليتها كانت القاضية} قال : حجتي.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {هلك عني سلطانيه} قال : ضلت عني كل بينة فلم تغن عني شيئا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {خذوه فغلوه} قال : أخبرت أنه أبو جهل.
وأخرج ابن المبارك وهناد في الزهد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن نوف الشامي
في قوله : {ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا} قال : الذراع سبعون باعا والباع ما بينك وبين مكة وهو يومئذ بالكوفة.
وأخرج
ابن المبارك وعبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن كعب قال :
إن حلقه من السلسلة التي ذكر الله في كتابه مثل جميع حديد الدنيا.
وأخرج
ابن أبي حاتم والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس في قوله : {فاسلكوه}
قال : تسلك في دبره حتى تخرج من منخريه حتى لا يقوم على رجليه.
وأخرج
ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله : {فاسلكوه} قال : قال
ابن عباس : السلسلة تدخل في أسته ثم تخرج من فيه ثم ينظمون فيها كما ينظم
الجراد في العود ثم يشوى.
وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن
مجاهد قال : بلغني أن السلسلة تدخل من مقعده حتى تخرج من فيه يوثق بها بعد
أو من فيه حتى تخرج من معدته.
وأخرج أبو عبيد ، وعَبد بن حُمَيد ،
وَابن المنذر عن أبي الدرداء قال : إن لله سلسلة لم تزل تغلي فيها مراجل
النار منذ خلق الله جهنم إلى يوم القيامة تلقى في أعناق الناس وقد نجانا
الله من نصفها بإيماننا بالله العظيم فحضي على طعام المسكين يا أم الدرداء.
الآية 35 - 52
أخرج ابن أبي حاتم وأبو القاسم الزجاجي النحوي في أماليه من طريق مجاهد عن ابن عباس قال : ما أدري ما الغسلين ولكني أظنه الزقوم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال : الغسلين الدم والماء الذي يسيل من لحومهم.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : الغسلين صديد أهل النار.
وأخرج
الحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال :
لو أن دلوا من غسلين يراق في الدنيا لأنتن بأهل الدنيا.
وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس قال : الغسلين اسم طعام من أطعمة النار.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قال : غسلين شجرة في النار.
وأخرج
البيهقي في شعب الإيمان عن صعصعة بن صوحان قال : جاء أعرابي إلى علي بن
أبي طالب فقال : كيف هذا الحرف لا يأكله ألا الخاطون كل والله يخطو فتبسم
علي وقال : يا أعرابي {لا يأكله إلا الخاطئون} صدقت والله يا أمير
المؤمنين ما كان الله ليسلم عبده ثم التفت علي إلى أبي الأسود فقال : إن
الأعاجم قد دخلت في الدين كافة فضع للناس شيئا يستدلون به على صلاح
ألسنتهم فرسم له الرفع والنصب والخفض.
وأخرج عَبد بن حُمَيد والبخاري في تاريخه من طريق أبي الدهقان عن عبد الله أنه قرأ {لا يأكله إلا الخاطئون} مهموزة.
وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد أنه كان يقرأ لا يأكله إلا الخاطون لا يهمز.
وأخرج
الحاكم وصححه من طريق أبي الأسود الدؤلي ويحيى بن يعمر عن ابن عباس قال :
ما الخاطون إنما هو الخاطئون ما الصابون إنما هو الصائبون.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون} يقول : بما ترون وما لا ترون.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {وما هو بقول شاعر} قال
: طهره الله وعصمه {ولا بقول كاهن} قال : طهره من الكهانة وعصمه منها.
وأخرج
الطبراني في الأوسط عن يزيد بن عامر السوائي أنهم بينما هم يطوفون
بالطاغية إذا سمعوا متكلما وهو يقول : {ولو تقول علينا بعض الأقاويل
لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين} ففزعنا لذلك وقلنا ما هذا
الكلام الذي لا نعرفه فنظرنا فإذا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم منطلق.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {لأخذنا منه باليمين} قال : بقدرة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحكم في قوله : {لأخذنا منه باليمين} قال : بالحق.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس قال : الوتين عرق القلب.
وأخرج
الفريابي وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر
، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله : {ثم لقطعنا منه
الوتين} قال : هو حبل القلب الذي في الظهر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {ثم لقطعنا منه الوتين} قال : كنا نحدث أنه حبل القلب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد قال : الوتين الحبل الذي في الظهر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة قال : الوتين نياط القلب.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن حصين بن عبد الرحمن قال : قال ابن عباس : إذا احتضر
الإنسان أتاه ملك الموت فغمز وتينه فإذا انقطع الوتين خرج روحه فهناك حين
يشخص بصره ويتبعه روحه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة قال : إذا انقطع الوتين لا إن جاع عرق ولا إن شبع عرق.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {وإنه لتذكرة} لك {وإنه لحسرة} {وإنه لحق اليقين} قال : القرآن.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {وإنه لتذكرة للمتقين}
قال : يعني هذا القرآن وفي قوله : {وإنه لحسرة على الكافرين} قال : ذاكم
يوم القيامة.
70
- سورة المعارج.
مكية وآياتها أربع وأربعون.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة سأل بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 1 - 5.
أَخرَج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد والنسائي ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه ،
وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {سأل سائل} قال : هو النضر بن الحارث
قال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء وفي
قوله : {بعذاب واقع} قال : كائن {للكافرين ليس له دافع من الله ذي
المعارج} قال : ذي الدرجات.
وأخرج ابن المنذر عن زيد بن أسلم مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : {سأل سائل} قال : نزلت بمكة في النضر بن الحارث وقد قال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك
الآية وكان عذابه يوم بدر.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {بعذاب واقع} قال : يقع في الآخرة قولهم
في الدنيا : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك هو النضر بن
الحارث.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن قال : {سأل سائل بعذاب واقع} فقال الناس : على من يقع العذاب فأنزل الله {للكافرين ليس له دافع}.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {سأل
سائل} قال : دعا داع وفي قوله : {بعذاب واقع} قال : يقع في الآخرة وهو
قولهم : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو
ائتنا بعذاب أليم.
أخرج عَبد بن حُمَيد عن عطاء قال : رجل من عبد برار
ويقال له الحارث بن علقمة : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا
حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فقال الله : (وقالوا ربنا عجل لنا
قطنا قبل يوم الحساب) (سورة ص الآية 86) وقال الله : (ولقد جئتمونا فرادى)
(سورة الأنعام الآية 94) وقال الله : {سأل سائل بعذاب واقع} هو الذي قال :
إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر وهو الذي قال : (ربنا عجل لنا قطنا) وهو
الذي سأل عذابا هو واقع به.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {سأل سائل} قال : سأل واد في جهنم.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {ذي المعارج} قال : ذي العلو والفواضل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد في قوله : {ذي المعارج} قال : معارج السماء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {ذي المعارج} قال : ذي الفضائل والنعم.
وأخرج
أحمد ، وَابن خزيمة عن سعد بن أبي وقاص أنه سمع رجلا يقول : لبيك ذي
المعارج فقال : إنه لذو المعارج ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يقول ذلك.
أخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {تعرج الملائكة} بالتاء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي إسحاق رضي الله عنه قال : كان عبد الله يقرأ يعرج الملائكة بالياء.
وأخرج
ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {في
يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} قال : منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى
منتهى أمره من فوق سبع سموات {مقداره خمسين ألف سنة} ويوم كان مقداره ألف
سنة يعني بذلك نزول الأمر من السماء إلى الأرض ومن الأرض إلى السماء في
يوم واحد فذلك مقداره ألف سنة لأن ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : غلظ كل أرض خمسمائة عام
فذلك أربعة عشر ألف عام وبين السماء السابعة وبين العرش مسيرة ستة وثلاثين
ألف عام فذلك قوله : {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة}.
وأخرج ابن المنذر والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله
: {في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون} قال : هذا في الدنيا {تعرج
الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} وفي قوله : {في
يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} فهذا يوم القيامة جعله الله على الكافرين
مقدار خمسين ألف سنة.
وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله : {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} قال :
لو قدرتموه لكان خمسين ألف سنة من أيامكم قال : يعني يوم القيامة.
وأخرج
ابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه قال : سأل رجل ابن عباس رضي الله عنهما
ما هؤلاء الآيات {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} ويدبر الأمر من السماء
إلى الأرض ثم يعرج إليه {في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون}
{ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما
تعدون} قال : يوم القيامة حساب خمسين ألف سنة وخلق السموات والأرض في ستة
أيام كل يوم ألف سنة ويدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه {في
يوم كان مقداره ألف سنة} قال : ذلك مقدار المسير.
وأخرج عبد الرزاق ،
وعَبد بن حُمَيد عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنهما في قوله : {في يوم كان
مقداره خمسين ألف سنة} قالا : هي الدنيا أولها إلى آخرها يوم مقداره خمسون
ألف سنة يوم القيامة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : هو ما بين أسفل الأرض إلى العرش.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} قال : ذلك يوم القيامة.
وأخرج
أحمد وأبو يعلى ، وَابن جَرِير ، وَابن حبان والبيهقي في البعث عن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن {يوم
كان مقداره خمسين ألف سنة} ما أطول هذا اليوم فقال : والذي نفسي بيده إنه
ليخفف على المؤمن حتى يكون أهون عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه قال : قدر يوم القيامة على المؤمن قدر ما بين الظهر إلى العصر.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : يشتد كرب يوم
القيامة حتى يلجم الكافر العرق قيل : فأين المؤمنون يومئذ قال : يوضع لهم
كراسي
من ذهب ويظلل عليهم الغمام ويقصر ذلك اليوم عليهم ويهون حتى يكون كيوم من أيامكم هذه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه قال : يكون عليهم كصلاة المكتوبة.
وأخرج
ابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في البعث عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا
قال : ما قدر طول يوم القيامة على المؤمنين إلا كقدر ما بين الظهر إلى
العصر.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {صبرا جميلا} قال : لا تشكو إلى أحد غيره.
وأخرج الحكيم الترمذي عن عبد الأعلى بن الحجاج في قوله : {فاصبر صبرا جميلا} يكون صاحب المصيبة في القوم لا يعرف من هو.
الآية 6 - 18
أخرج عَبد بن حُمَيد عن الأعمش رضي الله عنه {إنهم يرونه بعيدا} قال : الساعة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله : {إنهم يرونه بعيدا} قال : بتكذيبهم {ونراه قريبا} قال : صدقا كائنا.
وأخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والخطيب في المتفق
والمفترق
والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {يوم تكون
السماء كالمهل} قال : إنها الآن خضراء وإنها تحول يوم القيامة لونا آخر
إلى الحمرة.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له :
أخبرني عن قوله : {يوم تكون السماء كالمهل} قال : كدردي الزيت وسواد العرق
من خوف يوم القيامة قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت قول
الشاعر : تنادى به القسم السموم كأنها * تبطنت الأقراب من عرق مهلا.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {يوم تكون
السماء كالمهل} قال : عكر الزيت {وتكون الجبال كالعهن} قال : كالصوف وفي
قوله : {يبصرونهم} قال : المؤمنون يبصرون الكافرين.
وأخرج عَبد بن
حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله : {ولا يسأل حميم
حميما} قال : شغل كل إنسان بنفسه عن الناس {يبصرونهم} قال :
تعلمن
والله ليعرفن يوم القيامة قوم قوما والناس أناس {يود المجرم لو يفتدي}
الآية قال : يتمنى يوم القيامة لو يفتدى بالأحب فالأحب والأقرب فالأقرب من
أهله وعشيرته لتشديد ذلك اليوم.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {يبصرونهم} قال : يعرف بعضهم بعضا وتعارفون ثم يفر بعضهم من بعض.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه {وفصيلته} قال : عشيرته.
وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب رضي الله عنه {وفصيلته التي تؤويه} قال : قبيلته التي ينتسب إليها.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {وفصيلته}
قال : قبيلته وفي قوله : {نزاعة للشوى} قال : لجلود الرأس {تدعو من أدبر
وتولى} قال : عن الحق {وجمع فأوعى} قال : جمع المال.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {نزاعة للشوى} قال : تنزع أم الراس.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه
{نزاعة للشوى} قال : لهامته ومكارم وجهه {تدعو من أدبر} قال : عن طاعة
الله تعالى {وتولى} قال : عن كتاب الله وعن حقه {وجمع فأوعى} قال : كان
جموعا للخبيث.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قرة بن خالد رضي الله عنه {نزاعة للشوى} قال : نزاعة للهام تحرق كل شيء منه ويبقى فؤاده نضجا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه {نزاعة للشوى} الشوى الأطراف.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه {نزاعة للشوى} قال : فروة الرأس.
وأخرج ابن المنذر عن ثابت رضي الله عنه {نزاعة للشوى} قال : لمكارم وجه ابن آدم.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه {نزاعة للشوى} قال : للحم الساقين.
وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه {نزاعة للشوى} قال : الأطراف.
وأخرج ابن سعد عن الحكم رضي الله عنه قال : كان عبد الله بن حكيم لا يربط كيسه قال : سمعت الله يقول : {وجمع فأوعى}.
الآية 19 - 44
أخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة
رضي الله عنه قال : سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن الهلوع فقال : هو كما
قال الله : {إذا مسه الشر
جزوعا وإذا مسه الخير منوعا} فهو الهلوع.
وأخرج
الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل :
{إن الإنسان خلق هلوعا} قال : ضجورا جزوعا نزلت في أبي جهل بن هشام قال :
وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت بشر بن أبي حازم وهو يقول : لا
مانعا لليتيم بخلقه * ولا مكبا بخلقه هلعا.
وَأخرَج ابن المنذر عن
الحسن أنه سئل عن قوله : {إن الإنسان خلق هلوعا} قال : اقرأ ما بعدها فقرأ
{إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا} قال : هكذا خلق.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله : {هلوعا} قال : شحيحا جزوعا.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه {هلوعا} قال : الضجر.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {هلوعا} قال : جزوعا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {هلوعا} قال : الشره.
وَأخرَج ابن المنذر عن حصين بن عبد الرحمن {هلوعا} قال : الحريص.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {هلوعا} قال : الذي لايشبع من جمع
المال.
وأخرج الديلمي عن علي مرفوعا يكتب أنين المريض فإن كان صابرا كان أنينه حسنات وإن كان جزوعا كتب هلوعا لا أجر له.
أخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله : {إلا
المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون} قال : ذكر لنا أن دانيال نعت أمة
محمد صلى الله عليه وسلم فقال : يصلون صلاة لو صلاها قوم نوح ما أغرقوا أو
عاد ما أرسلت عليهم الريح العقيم أو ثمود ما أخذتهم الصيحة ، قال قتادة :
فعليكم بالصلاة فإنها خلق من خلق المؤمنين حسن.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه في قوله : {الذين هم على صلاتهم دائمون} قال : الصلاة المكتوبة.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن ابن مسعود رضي الله عنه {الذين هم على صلاتهم دائمون} قال : على مواقيتها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مسروق رضي الله عنه مثله.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن عمران بن حصين رضي الله عنه {الذين هم على
صلاتهم دائمون} قال : الذي لا يلتفت في صلاته.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن
مردويه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه في قوله : {الذين هم على صلاتهم
دائمون} قال : هم الذين إذا صلوا لم يلتفتوا.
وأخرج ابن المنذر عن أبي
الخير أن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال لهم : من الذين هم على صلاتهم
دائمون قلنا الذين لا يزالون يصلون فقال : لا ولكن الذين إذا صلوا لم
يلتفتوا عن يمين ولا شمال.
وأخرج ابن حبان عن أبي سلمة رضي الله عنه
قال : حدثتني عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا قالت : وكان
أحب الأعمال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دووم عليه وإن قل وكان
إذا صلى صلاة دام عليها ، قال أبو سلمة رضي الله عنه : قال الله : {الذين
هم على صلاتهم دائمون}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن إبراهيم رضي الله عنه في قوله : {والذين في أموالهم حق معلوم} قال : كانوا إذا خرجت الأعطية أعطوا منها.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين}
قال : ينظرون {عن اليمين وعن الشمال عزين} قال : الغضب من الناس عن يمين وشمال معرضين يستهزئون به.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين} قال
: عامدين {عن اليمين وعن الشمال عزين} قال : فرقا حول نبي الله لا يرغبون
في كتاب الله ولا ذكره.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه
{فمال الذين كفروا قبلك مهطعين} قال : منطلقين {عن اليمين وعن الشمال
عزين} قال : متفرقين يأخذون يمينا وشمالا يقولون : ما يقول هذا الرجل.
وأخرج
الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن
قوله عز وجل : {عن اليمين وعن الشمال عزين} قال : الحلق الرفاق ، قال :
وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت عبيد بن الأحوص وهو يقول : فجاؤا
مهرعين إليه حتى * يكونوا حول منبره عزين.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ،
وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {عن اليمين وعن الشمال} قال : عن يمين
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وعن شماله {عزين} قال : مجالس
محتبين نفر قليل قليل.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {عزين} قال : الحلق المجالس.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن عبادة بن أنس قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
المسجد فقال : مالي أراكم {عزين} حلقا حلق الجاهلية قعد رجل خلف أخيه.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ومسلم وأبو داود والنسائي ، وَابن مردويه ، عَن جَابر بن
سمرة قال : دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ونحن حلق
متفرقون فقال : ما لي أراكم {عزين}.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه جلوس حلقا حلقا فقال : مالي أراكم {عزين}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {أيطمع كل امرئ منهم أن
يدخل جنة} برفع الياء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي معمر أنه قرأ {أن يدخل} بنصب الياء ورفع الخاء.
وأخرج
ابن المنذر عن الضحاك في قوله : {أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم}
قال : كلا لست فاعلا ثم ذكر خلقهم فقال : {إنا خلقناهم مما يعلمون} يعني
النطفة التي خلق منها البشر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {كلا إنا خلقناهم مما يعلمون} قال : إنما خلقت من قذر يا ابن آدم فاتق الله.
وأخرج
البيهقي في شعب الإيمان عن بشير قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذه الآية {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين} إلى قوله : {كلا إنا خلقناهم
مما يعلمون} ثم بزق رسول الله صلى الله عليه وسلم على كفه ووضع عليها
إصبعه وقال : يقول الله ابن آدم أنى تعجزني وقد
خلقتك من مثل هذا
حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا
بلغت التراقي قلت أتصدق وأنى أوان الصدقة.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد
بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في
قوله : {فلا أقسم برب المشارق والمغارب} قال : للشمس كل يوم مطلع تطلع فيه
ومغرب تغرب فيه غير مطلعها بالأمس وغير مغربها بالأمس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة في قوله : {برب المشارق والمغارب} قال : المنازل التي تجري فيها الشمس والقمر.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {كأنهم إلى نصب يوفضون} قال : إلى علم يسعون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد {إلى نصب} قال : غاية {يوفضون} قال : يستبقون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي العالية مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن {كأنهم إلى نصب يوفضون} قال : يبتدرون نصيبهم.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة
{يوم يخرجون من الأجداث} قال : القبور {كأنهم إلى نصب يوفضون} قال : إلى
علم يسعون {ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون} قال : ذلك يوم القيامة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي العالية أنه قرأ {إلى نصب يوفضون} على معنى الواحد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {إلى نصب} خفيفة منصوبة النون على معنى واحدة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي الأشهب عن الحسن أنه كان يقراها خاشعا أبصارهم قال : وكان أبو رجاء يقرأها {خاشعة أبصارهم} والله أعلم.
71
- سورة نوح.
مكية وآياتها ثمان وعشرون.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة نوح بمكة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 1 - 9.
أَخْرَج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال : نزلت سورة {إنا أرسلنا نوحا} بمكة.
وأخرج
الحاكم عن ابن عباس رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن
الله يدعو نوحا وقومه يوم القيامة أول الناس فيقول : ماذا أجبتم نوحا
فيقولون : ما دعانا وما بلغنا وما نصحنا ولا أمرنا ولا نهانا فيقول نوح :
دعوتهم يا رب دعاء فاشيا في الأولين والآخرين أمة بعد أمة حتى انتهى إلى
خاتم النبيين أحمد فانتسخه وقرأه وآمن به وصدقه فيقول للملائكة : ادعوا
أحمد وأمته فيأتي رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأمته يسعى نورهم بين
أيديهم فيقول نوح لمحمد وأمته : هل تعلمون أني بلغت قومي الرسالة واجتهدت
لهم بالنصيحة وجهدت أن استنقذهم من النار سرا وجهرا فلم يزدهم دعائي إلا
فرارا فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته : فإنا نشهد بما نشدتنا
أنك في جميع ما قلت من الصادقين فيقول نوح : وأنى علمت هذا أنت وأمتك ونحن
أول الأمم
وأنتم آخر الأمم فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أرسلنا نوحا إلى قومه} حتى خم السورة فإذا
ختمها قالت أمته : نشهد أن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن
الله لهو العزيز الحكيم فيقول الله عند ذلك : (وامتازوا اليوم أيها
المجرمون) (سورة يس الآية 59).
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله
: {أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون} قال : بها أرسل الله المرسلين أن يعبد
الله وحده وأن تتقى محارمه وأن يطاع أمره.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن
المنذر عن ابن جريج في قوله : {يغفر لكم من ذنوبكم} قال : الشرك {ويؤخركم
إلى أجل مسمى} قال : بغير عقوبة {إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر} قال :
الموت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {ويؤخركم إلى أجل مسمى} قال : ما قد خط من الأجل فإذا جاء أجل الله لم يؤخر.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {فلم
يزدهم دعائي إلا فرارا} قال : بلغني أنه كان يذهب الرجل بابنه إلى نوح
فيقول لابنه : احذر هذا لا يغرنك فإن أبي قد ذهب بي وأنا مثلك
فحذرني كما حذرتك.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {جعلوا أصابعهم في آذانهم} قال : لئلا
يسمعوا ما يقول {واستغشوا ثيابهم} قال : لأن يتنكروا له فلا يعرفهم
{واستكبروا استكبارا} قال : تركوا التوبة.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن
المنذر عن ابن عباس في قوله : {واستغشوا ثيابهم} قال : غطوا بها وجوههم
لكي لا يروا نوحا ولا يسمعوا كلامه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير في قوله : {واستغشوا ثيابهم} قال : تسجوا بها.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {ثم إني دعوتهم جهارا}
قال : الكلام المعلن به وفي قوله : {ثم إني أعلنت لهم} قال : صحت {وأسررت
لهم إسرارا} قال : النجاء نجاء لرجل.
الآية 10 - 16.
أَخْرَج ابن
مردويه عن سلمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أكثروا من
الاستغفار فإن الله لم يعلمكم الاستغفار إلا وهو يريد أن يغفر لكم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {ويجعل لكم جنات ويجعل
لكم أنهارا} قال : رأى نوح عليه السلام قوما تجزعت أعناقهم حرصا على
الدنيا فقال : هلموا إلى طاعة الله فإن فيها درك الدنيا والآخرة.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في
قوله : {ما لكم لا ترجون لله وقارا} قال : لا تعلمون لله عظمة.
وأخرج
ابن جرير والبيهقي عن ابن عباس في قوله : {ما لكم لا ترجون لله وقارا} قال
: عظمة وفي قوله : {وقد خلقكم أطوارا} قال : نطفة ثم علقة ثم مضغة.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {ما
لكم لا ترجون لله وقارا} قال : لا تعرفون لله حق عظمته.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس في قوله : {ما لكم لا ترجون لله وقارا} قال : لا تخافون لله عظمة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {ما لكم لا ترجون لله وقارا} قال : لا تخشون له عقابا ولا ترجون له ثوابا.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله :
{ما
لكم لا ترجون لله وقارا} قال : لا تخشون لله عظمة ، قال : وهل تعرف العرب
ذلك قال : نعم ، أما سمعت قول أبي ذؤيب : إذا لسعته النحل لم يرج لسعها *
وخالفها في بيت نوب عوامل.
وَأخرَج عبد الرزاق في المصنف عن علي بن أبي
طالب أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رأى ناسا يغتسلون عراة ليس عليهم
أزر فوقف فنادى بأعلى صوته {ما لكم لا ترجون لله وقارا}.
وأخرج سعيد بن
منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والبيهقي عن الحسن في قوله : {ما
لكم لا ترجون لله وقارا} قال : لا تعرفون لله حقا ولا تشكرون له نعمة.
وأخرج ابن المنذر عن مطر في قوله : {وقد خلقكم أطوارا} قال : نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما طورا بعد طور وخلقا بعد خلق.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة مثله.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد والبيهقي عن مجاهد في قوله : {ما لكم لا
ترجون لله وقارا} قال : لا تبالون لله عظمة {وقد خلقكم أطوارا} قال : من
تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم ما ذكر حتى يتم خلقه.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن يحيى بن رافع في قوله : {خلقكم أطوارا} قال : نطفة ثم علقة ثم مضغة.
أخرج
ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن الحسن في قوله : {خلق سبع سماوات
طباقا} قال : بعضهن فوق بعض بين : كل أرض وسماء خلق وأمر وفي قوله : {وجعل
القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا} قال : وجوههما في السماء وظهورهما
إليكم.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله : {وجعل القمر فيهن نورا}
قال : إنه يضيء نور القمر فيهن كلهن كما لو كان سبع زجاجات أسفل منها شهاب
أضاءت كلهن فكذلك نور القمر في السموات كلهن لصفائهن.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن عبد الله بن عمرو قال : إن الشمس والقمر وجوههما قبل
السماء وأقفيتهما قبل الأرض وأنا أقرأ بذلك عليكم آية من كتاب الله {وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا}.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن عطاء في قوله :
{وجعل القمر فيهن نورا} قال : يضيء لأهل السموات كما يضيء لأهل الأرض.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله : {وجعل القمر فيهن نورا} قال : وجهه يضيء السموات وظهره يضيء الأرض.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن شهر بن حوشب قال : اجتمع عبد الله بن عمرو بن العاص
وكعب الأحبار وكان بينهما بعض العتب فتعاتبا فذهب ذلك فقال عبد الله بن
عمرو لكعب : سلني عما شئت ولا تسألني عن شيء إلا أخبرتك بتصديق قولي من
القرآن فقال له : أرأيت ضوء الشمس والقمر أهو في السموات السبع كما هو في
الأرض قال : نعم ألم تروا إلى قول الله : {خلق سبع سماوات طباقا} {وجعل
القمر فيهن نورا}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه عن ابن عباس {وجعل القمر فيهن نورا} قال : وجهه في السماء إلى العرش
وقفاه إلى الأرض.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس {وجعل القمر فيهن
نورا} قال : خلق فيهن حين خلقهن ضياء كأهل الأرض وليس في السماء من ضوئه
شيء.
الآية 17 – 28
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {والله أنبتكم من الأرض نباتا} قال : خلق آدم من أديم الأرض كلها.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {سبلا فجاجا} قال : طرقا مختلفة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {سبلا فجاجا} قال : طرقا مختلفة وأعلاما.
وأخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم النخعي أنه كان يقرأ {ماله وولده}.
وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن وأبي رجاء أنهما كانا يقرآن {ماله وولده}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الأعمش أنه كان يقرؤها في نوح والزخرف وما بعد السجدة من مريم ولد وقال : الولد الكبير والولد الواحد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {ومكروا مكرا كبارا} قال عظيما.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس {ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا} قال : هذه أصنام كانت تعبد في زمن نوح.
وأخرج
البخاري ، وَابن المنذر ، وَابن مرديه عن ابن عباس قال : صارت الأصنام
والأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد أما ود فكانت لكلب بدومة
الجندل وأما سواع فكانت لهذيل وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف عند سبأ
وأما يعوق فكانت لهمدان وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع وكانوا أسماء
رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى
مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذ
هلك
أولئك ونسخ العلم عبدت.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة قال : اشتكى آدم عليه السلام وعنده بنوه ود ويغوث ويعوق وسراع ونسر وكان ود أكبرهم وأبرهم به.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن أبي عثمان قال : رأيت
يغوث صنما من رصاص يحمل على جمل أجرد فإذا برك قالوا : قد رضي ربكم هذا
المنزل.
وأخرج الفاكهي عن عبيد الله بن عبيد بن عمير قال : أول ما حدثت
الأصنام على عهد نوح وكانت الأبناء تبر الآباء فمات رجل منهم فجزع عليه
فجعل لا يصبر عنه فاتخذ مثالا على صورته فكلما اشتاق إليه نظره ثم مات
ففعل به كما فعل ثم تتابعوا على ذلك فمات الآباء فقال الأبناء : ما اتخذ
هذه آباؤنا إلا أنها كانت آلهتهم فعبدوها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن
محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله : {ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا
كثيرا} قال : كانوا قوما صالحين بين آدم ونوح فنشأ قوم
بعدهم يأخذون
كأخذهم في العبادة فقال لهم ابليس : لو صورتم صورهم فكنتم تنظرون إليهم
فصوروا ثم ماتوا فنشأ قوم بعدهم فقال لهم ابليس : إن الذين كانوا من قبلكم
كانوا يعبدوها.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن محمد بن كعب القرظي قال :
كان لآدم خمسة بنين ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر فكانوا عبادا فمات رجل منهم
فحزنوا عليه حزنا شديدا فجاءهم الشيطان فقال : حزنتم على صاحبكم هذا قالوا
: نعم قال : هل لكم أن أصور لكم مثله في قبلتكم إذا نظرتم إليه ذكرتموه
قالوا : لا نكره أن تجعل لنا في قبلتنا شيئا نصلي إليه ، فأجعله في مؤخر
المسجد ، قالوا : نعم فصوره لهم حتى مات خمستهم فصور صورهم في مؤخر المسجد
[ ].
وَأخرَج الأشياء حتى تركوا عبادة الله وعبدوا هؤلاء فبعث الله نوحا فقالوا : {ولا تذرن ودا} إلى آخر الآية.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن أبي مطهر قال : ذكروا عند أبي جعفر يزيد بن المهلب فقال
: إما أنه قتل في أول أرض عبد فيها غير الله ثم ذكر ودا قال : وكان ود
رجلا مسلما وكان محببا في قومه فلما مات عسكروا حول قبره في أرض بابل
وجزعوا عليه فلما رأى أبليس جزعهم عليه تشبه في صورة إنسان ثم قال : أرى
جزعكم على هذا فهل لكم أن أصور لكم مثله فيكون في
ناديكم فتذكرونه
به قالوا : نعم فصور لهم مثله فوضعوه في ناديهم وجعلوا يذكرونه فلما رأى
ما بهم من ذكره قال : هل لكم أن أجعل لكم في منزل كل رجل منكم تمثالا مثله
فيكون في بيته فتذكرونه قالوا : نعم فصور لكل أهل بيت تمثالا مثله فأقبلوا
فجعلوا يذكرونه به قال : وأدرك أبناؤهم فجعلوا يرون ما يصنعون به وتناسلوا
ودرس أمر
ذكرهم إياه حتى اتخذواه إلها يعبدونه من دون الله ، قال : وكان أول ما عبد غير الله في الأرض ود الصنم الذي سموه بود.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن السدي سمع مرة يقول في قول الله : {ولا يغوث ويعوق ونسرا} قال : أسماء آلهتهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {وولده} بنصب الواو {ولا تذرن ودا} بنصب الواو {ولا سواعا} برفع السين.
وأخرج
ابن عساكر عن أبي أمامة قال : لم ينحسر أحد من الخلائق كحسرة آدم ونوح
فأما حسرة آدم فحين أخرج من الجنة وأما حسرة نوح فحين دعا على قومه فلم
يبق شيء إلا غرق إلا ما كان معه في السفينة فلما رأى الله حزنه أوحى إليه
يا نوح لا تتحسر فإن دعوتك وافقت قدري.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله : {رب لا تذر على الأرض من
الكافرين ديارا} قال : واحدا.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {رب لا
تذر على الأرض من الكافرين ديارا} قال : أما والله ما دعا عليهم نوح حتى
أوحى الله إليه أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فعند ذلك دعا عليهم ثم
دعا دعوة عامة فقال : {رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين
والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله : {رب اغفر لي ولوالدي} قال : يعني أباه وجده.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله : {ولمن دخل بيتي مؤمنا} قال : مسجدي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {ولا تزد الظالمين إلا تبارا} قال : خسارا.
المجلد الخامس عشر
بسم الله الرحمن الرحيم72- سورة الجن.
مكية وآياتها ثمان وعشرون.
مقدمة السورة.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة الجن بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت : نزلت سورة {قل أوحي} بمكة.
الآية 1 - 10.
أَخرَج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وبان المنذر والحاكم والطبراني ، وَابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن عباس قال : انطلق النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا : ما لكم فقالوا : أحيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب
فقالوا : ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما
الذي
حال بينكم وبين خبر السماء فانصرف أولئك الذين ذهبوا نحو تهامة إلى
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي
بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا : هذا والله الذي
حال بينكم وبين خبر السماء فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا : يا قومنا {إنا
سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا} فأنزل
الله على نبيه {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن} وإنما أوحى إليه قول
الجن.
وأخرج ابن المنذر عن عبد الملك قال : لم تحرس الجن في الفترة بين
عيسى ومحمد فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم حرست السماء الدنيا
ورميت الجن بالشهب فاجتمعت إلى إبليس فقال : لقد حدث في الأرض حدث فتعرفوا
فأخبرونا ما هذا الحدث فبعث هؤلاء النفر إلى تهامة وإلى جانب اليمن وهم
أشراف الجن وسادتهم فوجدوا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الغداة
بنخلة فسمعوه يتلوا القرآن فلما حضروه قال : أنصتوا فلما قضى يعني بذلك
أنه فرغ من صلاة الصبح ولوا إلى قومهم
منذرين مؤمنين لم يشعر بهم حتى نزل {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن} يقال : سبعة من أهل نصيبين.
وأخرج
ابن الجوزي في كتاب صفوة الصفوة بسنده عن سهل بن عبد الله قال : كنت في
ناحية ديار عاد إذا رأيت مدينة من حجر منقورة في وسطها قصر من حجارة تأويه
الجن فدخلت فإذا شيخ عظيم الخلق يصلي نحو الكعبة وعليه جبة صوف فيها طراوة
فلم أتعجب من عظم خلقته كتعجبي من طراوة جبته فسلمت عليه فرد علي السلام
وقال : يا سهل إن الأبدان لا تخلق الثياب وإنما يخلقها روائح الذنوب
ومطاعم السحت وإن هذه الجبة علي منذ سبعمائة سنة لقيت بها عيسى ومحمدا
عليهما السلام فآمنت بهما فقلت له : ومن أنت قال : أنا من الذين نزلت فيهم
{قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن} قال : كانوا من جن نصيبين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {تعالى جد ربنا} قال : الأمر وعظمته.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى : {وأنه تعالى جد ربنا} قال : أمره وقدرته.
وأخرج
الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : {تعالى جد
ربنا} قال : عظمته ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت قول
أمية بن أبي الصلت الشاعر وهو يقول : لك الحمد والنعماء والملك ربنا * ولا
شيء أعلى منك جدا وأمجدا.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن ابن عباس قال : لو علمت الجن أية يكون في الإنس ما قالوا {تعالى جد ربنا}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن في قوله : {تعالى جد ربنا} قال : غنى
ربنا.
وَأخرَج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {تعالى جد ربنا} قال : تعالت عظمته.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة في قوله : {تعالى جد ربنا} قال : جلال ربنا.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله تعالى :
{وأنه تعالى جد ربنا} قال : ذكره وفي قوله : {وأنه كان يقول سفيهنا} قال :
هو إبليس.
وأخرج ابن مردويه والديلمي بسند واه عن أبي موسى الأشعري مرفوعا {وأنه كان يقول سفيهنا} قال : إبليس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عثمان بن حاضر مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا} قال : عصاه سفيه الجن كما عصاه سفيه الإنس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن علقمة أنه كان يقرأ التي في الجن والتي في
النجم وأن وأنه بالنصب.
وأخرج
ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والعقيلي في الضعفاء والطبراني وأبو الشيخ في
العظمة ، وَابن عساكر عن كردم بن أبي السائب الأنصاري رضي الله عنه قال :
خرجت مع أبي إلى المدينة في حاجة وذلك أول ما ذكر رسول الله صلى الله عليه
وسلم بمكة فآوانا المبيت إلى راعي غنم فلما انتصف الليل جاء ذئب فأخذ حملا
من الغنم فوثب الراعي فقال : يا عامر الوادي أنا جار دارك فنادى مناد لا
تراه يا سرحان
أرسله فأتى الحمل يشتد حتى دخل في الغنم وأنزل الله على رسوله بمكة {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن} الآية.
وأخرج
ابن سعد عن أبي رجاء العطاردي من بني تميم قال : بعث رسول الله صلى الله
عليه وسلم وقد رعيت على أهلي وكفيت مهنتهم فلما بعث النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم خرجنا هرابا فأتينا على فلاة من الأرض وكنا إذا أمسينا بمثلها
قال شيخنا : إنا نعوذ بعزيز هذا الوادي من الجن الليلة فقلنا ذاك فقيل لنا
: إنما سبيل هذا الرجل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فمن
أقر بها أمن على دمه وماله فرجعنا فدخلنا في الإسلام قال أبو رجاء : إني
لأرى هذه الآية نزلت في وفي أصحابي {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال
من الجن فزادوهم رهقا}.
وأخرج أبو نصر السجزي في الإبانة من طريق مجاهد
عن ابن عباس أن رجلا من بني تميم كان جريئا على الليل والرجال وأنه سار
ليلة فنزل في أرض مجنة فاستوحش فعقل راحلته ثم توسد ذراعيها وقال : أعوذ
بسيد هذا الوادي من شر أهله فأجاره شيخ منهم وكان منهم شاب وكان سيدا في
الجن فغضب الشاب لما أجاره الشيخ فأخذ حربة له قد سقاها السم لينحر ناقة
الرجل بها فتلقاه الشيخ دون الناقة فقال :
[ ] يا مالك بن مهلهل * مهلا فذلك محجري وإزاري عن ناقة الإنسان لا تعرض لها * واختر إذا ورد المها أثواري أني ضمنت له سلامة رحله * فاكفف يمينك راشدا عن جاري ولقد أتيت إلى ما لم أحتسب * إلا رعيت قرابتي وجواري تسعى إليه بحربة مسمومة * أف لقربك يا أبا اليقطاري لولا الحياء وإن أهلك جيرة * لتمزقتك بقوة أظفاري فقال له الفتى : أتريد أن تعلوا وتخفض ذكرنا * في غير مزرية أبا العيزار متنحلا أمرا لغيرك فضله * فارحل فإن المجد للمرار من كان منكم سيدا فيما مضى * إن الخيار هم بنو الأخيار
فاقصد لقصدك يا معيكر إنما * كان المجير مهلهل بن وبار فقال الشيخ : صدقت كان أبوك سيدنا وأفضلنا دع هذا الرجل لا أنازعك
بعده
أحدا فتركه فأتى الرجل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقص عليه القصة فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أصاب أحدا منكم وحشة أو نزل بأرض مجنة
فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما
يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن فتن
الليل ومن طوارق النهار إلا طارقا يطرق بخير فأنزل الله في ذلك {وأنه كان
رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا} قال أبو نصر : غريب جدا
لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
وأخرج الخرائطي في كتاب الهواتف عن سعيد بن
جبير رضي الله عنه أن رجلا من بني تميم يقال له : رافع بن عمير حدث عن بدء
إسلامه قال : إني لأسير برمل عالج ذات ليلة إذا غلبني النوم فنزلت عن
راحلتي وأنختها ونمت وقد تعوذت قبل نومي فقلت : أعوذ بعظيم هذا الوادي من
الجن فرأيت رجلا في منامي بيده حربة يريد أن يضعها في نحر ناقتي فانتبهت
فزعا فنظرت يمينا وشمالا فلم أر شيئا فقلت : هذا حلم ، ثم عدت فغفوت فرأيت
مثل ذلك
فانتبهت فدرت حول ناقتي فلم أر شيئا فإذا ناقتي ترعد ، ثم
غفوت فرأيت مثل ذلك فنتبهت فرأيت ناقتي تضطرب والتفت فإذا أنا برجل شاب
كالذي رأيته في المنام بيده حربة ورجل شيخ ممسك بيده يرده عنها فبينما هما
يتنازعان إذ طلعت ثلاثة أثوار من الوحش فقال الشيخ للفتى : قم فخذ أيها
شئت فداء لناقة جاري الإنسي ، فقام الفتى فأخذ منها ثورا عظيما وانصرف ثم
التفت إلى الشيخ وقال : يا هذا إذا نزلت واديا من الأودية فخفت هوله فقل :
أعوذ بالله رب محمد من هول هذا الوادي ولاتعذ بأحد من الجن فقد بطل أمرها
، فقلت له : ومن محمد هذا قال : نبي عربي لاشرقي ولا غربي بعث يوم الأثنين
، قلت : فأين مسكنه قال : يثرب ذات النخل ، فركبت راحلتي حين برق الصبح
وجددت السير حتى أتيت المدينة فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثني
بحديثي قبل أن أذكر له منه شيئا ودعاني إلى الإسلام فأسلمت ، قال سعيد بن
جبير رضي الله عنه : وكنا نرى أنه هو الذي أنزل الله فيه {وأنه كان رجال
من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {وأنه كان رجال
من
الإنس يعوذون برجال من الجن} قال : كان رجال من الإنس يبيت أحدهم في
الجاهلية بالوادي فيقول : أعوذ بعزيز هذا الوادي {فزادوهم رهقا} قال :
إثما.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن في قوله : {وأنه
كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن} قال : كان أحدهم إذا نزل الوادي
يقول : أعوذ بعزيز هذا الوادي من شر سفهاء قومه فيأمن في نفسه ليلته أو
يومه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {وأنه
كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن} قال : كانوا يقولون إذا هبطوا
واديا : نعوذ بعظيم هذا الوادي {فزادوهم رهقا} قال : زادوا الكفار طغيانا.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {وأنه كان رجال من الإنس
يعوذون برجال من الجن} قال : كانوا في الجاهلية إذا نزلوا منزلا قالوا :
نعوذ بعزيز هذا المكان {فزادوهم رهقا} يقول : خطيئة وإثما.
وأخرج عَبد
بن حُمَيد عن إبراهيم {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن
فزادوهم رهقا} قال : كان القوم إذا نزلوا واديا قالوا : نعوذ
بسيد أهل هذا الوادي فقالوا : نحن لا نملك لنا ولا لكم ضرا ولا نفعا وهؤلاء يخافونا فاحتووا عليهم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن الربيع بن أنس {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من
الجن فزادوهم رهقا} قال : كانوا يقولون : فلان رب هذا الوادي من الجن فكان
أحدهم إذا دخل ذلك الوادي يعوذ برب الوادي من دون الله فيزيده بذلك {رهقا}
أي خوفا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة قال : إن ناسا في الجاهلية
كانوا إذا أتو واديا للجن ناد منادي الإنس إلى خيار الجن أن احبسوا عنا
سفهاءكم فلم يغنهم ما وعظوا به {فزادوهم رهقا}.
وأخرج ابن مردويه عن
ابن عباس قال : كان القوم في الجاهلية إذانزلوا بالوادي قالوا : نعوذ بسيد
هذا الوادجي من شر ما فيه فلا يكونون بشيء أشد ولعا منهم بهم فذلك قوله :
{فزادوهم رهقا}.
وأخرج ابن مردويه من طريق معاوية بن قرة عن أبيه قال : ذهبت لأسلم حين بعث الله حمدا مع رجلين أو ثلاثة في الإسلام فأتيت الماء
حيث
يجتمع الناس فإذا الناس براعي القرية الذي يرعى لهم أغنامهم فقال : لا
أرعى لكم أغنامكم ، قالوا : لم قال : يجيء الذئب كل ليلة يأخذ شاة وصنمكم
هذا راقد لا يضر ولا
ينفع ولا يقر ولا ينكر فذهبوا وأنا أرجوا أن
يسلموا فلما أصبحنا جاء الراعي يشتد يقول : البشرى البشرى قد جيء بالذئب
وهو مقموط بين يدي الصنم بغير قماط فذهبوا وذهبت معهم فقتلوه وسجدوا له
وقالوا : هكذا فاصنع فدخلت على محمد صلى الله عليه وسلم فحدثته هذا الحديث
فقال : لعب بهم الشيطان.
أخرج عَبد بن حُمَيد في قوله : {وأنا لمسنا
السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا} قال : كانت الجن تسمع سمع السماء
فلما بعث الله محمدا حرست السماء منعوا ذلك فتفقدت الجن ذلك من
أنفسها
، قال : وذكر لنا أن أشراف الجن كانوا بنصيبين من أرض المموصل فطلبوا
وصوبوا النظر حتى سقطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي
بأصحابه عامدا إلى عطاظ.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد
والترمذي وصححه والنسائي ، وَابن جَرِير والطبراني ، وَابن مردويه وأبو
نعيم والبيهقي معا في دلائل النبوة عن ابن عباس قال : كان الشياطين لهم
مقاعد في السماء يستمعون فيها الوحي فإذا سمعوا الكلمة زادوا فيها تسعا
فأما الكلمة فتكون حقا وأما ما زادوا فيكون باطلا فلما بعث رسول الله صلى
الله عليه وسلم منعوا مقاعدهم فذكروا ذلك لإبليس ولم تكن النجوم يرمي بها
قبل ذلك فقال لهم إبليس : ما هذا الأمر إلا لأمر حدث في الأرض فبعث جنوده
فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما يصلي بين جبلي نخلة فأتوه
فأخبروه فقال : هذا الحدث الذي حدث في الأرض.
وأخرج ابن جرير ،
وَابن مردويه عن ابن عباس قال : كان للجن مقاعد في السماء يستمعون الوحي
فبينما هم كذلك إذا بعث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فدحرت الشياطين من
السماء ورموا بالكواكب فجعل لا يصعد أحد منهم إلا احترق وفزع أهل الأرض
لما رأوا من الكواكب ولم يكن قبل ذلك وقال إبليس : حدث في الأرض حدث فأتى
من كل أرض بتربة فشمها فقال لتربة تهامة : هنا حدث الحدث فصرف إليه نفرا
من الجن فهم الذين استمعوا القرآن.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه
والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : لم تكن سماء الدنيا تحرس في الفترة
بين عيسى ومحمد عليهما السلام وكانوا يقعدون منها مقاعد للسمع فلما بعث
الله محمدا صلى الله عليه وسلم حرست السماء شديدا ورجمت الشياطين فانكروا
ذلك فقالوا : {لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا}
فقال
إبليس : لقد حدث في الأرض حدث فاجتمعت إليه الجن فقال : تفرقوا في الأرض
فأخبروني ما هذا الحدث الذي حدث في السماء وكان أول بعث بعث ركب من أهل
نصيبين وهم أشراف الجن وساداتهم فبعثهم إلى تهامة فاندفعوا حتى بلغوا
الوادي وادي نخلة
فوجدوا نبي الله يصلي صلاة الغداة ولم يكن نبي
الله صلى الله عليه وسلم علم أنهم استمعوا إليه وهو يقرأ القرآن فلما قضى
يقول : لما فرغ من الصلاة ولوا إلى قومهم منذرين يقول : مؤمنين.
وأخرج
الواقدي وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عمرو قال : لما كان اليوم الذي تنبأ
فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم منعت الشياطين من السماء ورموا بالشهب.
وأخرج الواقدي وأبو نعيم عن أبي بن كعب قال : لم يرم بنجم منذ رفع عيسى حتى تنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى بها.
وأخرج البيهقي في الدلائل عن الزهري قال : إن الله حجب الشياطين عن السمع بهذه النجوم انقطعت الكهنة فلا كهانة.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع} قال :
حرست به السماء حين بعث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لكيلا يسترق السمع
فأنكرت الجن ذلك فكان كل من استمع منهم قذف.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس قال : كانت الجن قبل أن يبعث النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم يستمعون من السماء فلما بعث حرست فلم يستطيعوا فجاؤوا إلى قومهم
يقولون للذين لم يستمعوا فقالوا : {وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا
شديدا} وهم الملائكة {وشهبا} وهي الكواكب {وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع
فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا} يقول : نجما قد أوصد له يرمي به ، قال
: فلما رموا بالنجم قالوا لقومهم : {وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض
أم أراد بهم ربهم رشدا}.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {يجد
له شهابا} قال : من النجوم {رصدا} قال : من الملائكة وفي قوله : {وأنا لا
ندري أشر أريد بمن في الأرض} قالوا : لا ندري لم بعث هذا النَّبِيّ لأن
يؤمنوا به ويتبعوه فيرشدوا أو لأن يكفروا به ويكذبوه فيهلكوا كما هلك من
قبلهم من الأمم والله أعلم.
الآية 12 - 18.
أَخْرَج ابن جرير ،
وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك}
يقول : منا المسلم ومنا المشرك {كنا طرائق قددا} قال : أهواء شتى.
وأخرج
الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله تعالى :
{طرائق قددا} قال : المنقطعة في كل وجه ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال :
نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول : ولقد قلت وزيد حاسر * يوم ولت خيل زيد
قددا.
وَأخرَج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {كنا طرائق قددا} قال : أهواء مختلفة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد في قوله : {كنا طرائق قددا} قال : مسلمين وكافرين.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن السدي في قوله : {كنا طرائق قددا} يعني الجن هم مثلكم قدرية ومرجئة ورافضة وشيعة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض} الآية قالوا : لن نمتنع منه في الأرض ولا هربا.
وأخرج
ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {فلا يخاف بخسا ولا
رهقا} قال : لا يخاف نقصا من حسناته {ولا رهقا} ولا أن يحمل عليه ذنب غيره.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {ومنا القاسطون} قال : العادلون عن الحق.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {ومنا القاسطون} قال : هم الظالمون.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {ومنا القاسطون} قال : هم الجائرون وفي
قوله : {وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا} قال : لو آمنوا
كلهم {لأسقيناهم} لأوسعنا لهم من الدنيا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {وأن لو استقاموا على الطريقة} قال : أقاموا ما أمروا به {لأسقيناهم ماء غدقا} قال : معينا.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن الحسن في قوله : {وأن لو استقاموا على الطريقة
لأسقيناهم} الآية قال : يقول لو استقاموا على طاعة الله وما أمروا به
لأكثر الله لهم من الأموال حتى يغتنوا بها ثم يقول الحسن : والله إن كان
أصحاب محمد لكذلك كانوا سامعين لله مطيعين له فتحت عليهم كنوز كسرى وقيصر
فتنوا بها فوثبوا بإمامهم فقتلوه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر
عن مجاهد في قوله : {وأن لو استقاموا على الطريقة} قال : طريقة الإسلام
{لأسقيناهم ماء غدقا} قال : لأعطيناهم مالا كثيرا.
وأخرج الطستي في
مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : {ماء غدقا} قال :
كثيرا جاريا ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت الشاعر يقول :
تدني كراديس ملتفا حدائقها * كالنبت جادت به أنهارها غدقا.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن السري قال : قال عمر {وأن لو
استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا} قال : لأعطيناهم مالا كثيرا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي مالك {لأسقيناهم ماء غدقا} قال : كثيرا والماء المال.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الربيع بن أنس في قوله : {ماء غدقا} قال : عيشا رغدا.
وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {لنفتنهم فيه} قال : لنبتليهم به ، وفي
قوله : {ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا} قال : مشقة العذاب يصعد
فيها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد في قوله : {لنفتنهم فيه} قال : لنبتليهم حتى يرجعوا إلى ما كتب عليهم وفي قوله : {عذابا صعدا} قال :
مشقة من العذاب.
وأخرج هناد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله : {يسلكه عذابا صعدا} قال : جبلا في جهنم.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {عذابا صعدا} قال : صعودا من عذاب الله ل اراحة فيه.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {عذابا صعدا} قال : صعودا من عذاب الله لا راحة فيه.
وأخرج هناد عن مجاهد وعكرمة في قوله : {عذابا صعدا} قال : مشقة من العذاب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ يسلكه بالياء.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {وأن المساجد لله} قال : لم يكن يوم
نزلت هذه الآية في الأرض مسجد إلا المسجد الحرام ومسجد إيليا بيت المقدس.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن الاعمش قال : قالت الجن : يا رسول الله ائذن لنا فنشهد
معك الصلوات في مسجدك فأنزل الله {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله
أحدا} يقول : صلوا لا تخالطوا الناس.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير
قال : قالت الجن للنبي صلى الله عليه وسلم : كيف لنا أن نأتي المسجد ونحن
ناؤون عنك أو كيف نشهد الصلاة ونحن ناؤون عنك فنزلت {وأن المساجد لله}
الآية.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {وأن المساجد لله}
الآية قال : إن اليهود والنصارى إذا دخلوا بيعهم وكنائسهم أشركوا بربهم
فأمرهم أن يوحدوه.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر
عن قتادة في قوله : {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} قال : كانت
اليهود والنصارى إذا دخلوا بيعهم وكنائسهم أشركوا بالله فأمر الله نبيه
صلى الله عليه وسلم أن يخلص الدعوة لله
إذا دخل المسجد.
الآية 19 - 28.
أَخرَج
أبو نعيم في الدلائل عن ابن مسعود قال : خرج علينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم قبل الهجرة إلى نواحي مكة فخط لي خطا وقال : لا تحدثن شيئا حتى
آتيك ثم قال : لا يهولنك شيء تراه فتقدم شيئا ثم جلس فإذا رجال سود كأنهم
رجال الزط وكانوا كما قال الله تعالى : {كادوا يكونون عليه لبدا}.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {وأنه لما قام عبد الله
يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا} قال : لما سمعوا النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم يتلوا القرآن كادوا يركبونه من الحرص لما سمعوه يتلو القرآن ودنوا
منه فلم يعلم بهم حتى أتاه الرسول فجعل يقرئه {قل أوحي إلي أنه استمع نفر
من الجن}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الزبير بن العوام مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد والترمذي والحاكم وصححاه ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله : !
{وأنه
لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا} قال : لما أتى الجن على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بأصحابه يركعون بركوعه ويسجدون
بسجوده فعجبوا من طواعية أصحابه له فقالوا لقومهم : {لما قام عبد الله
يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا}.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {وأنه لما قام عبد الله يدعوه} أي يدعو إليه.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {وأنه
لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا} قال : لما قام نبي الله
صلى الله عليه وسلم تلبدت الإنس والجن على هذا الأمر ليطفئوه فأبى الله
إلا أن ينصره ويظهره على من ناوأه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن
المنذر عن الحسن {وأنه لما قام عبد الله يدعوه} قال : لما قام رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : لا إله إلا الله ويدعو الناس إلى ربهم كادت
العرب تلبد عليه جميعا.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {كادوا يكونون عليه لبدا} قال : أعوانا .
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد في قوله : (يكونون عليه لبدا) قال :جميعا..
وأخرج
عَبد بن حُمَيد من طريق أبي بكر عن أبي عاصم أنه قرأ {يكونون عليه لبدا}
بكسر اللام ونصب الباء وفي (لا أقسم بهذا البلد) (مالا لبدا) برفع اللام
ونصب الباء وفسرها أبو بكر فقال : (لبدا) كثيرا و(لبدا) بعضها على بعض.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {قل إنما أدعو ربي} بغير ألف.
وأخرج
ابن جرير عن حضرمي ، قال : ذكر لنا أن جنيا من الجن من أشرافهم ذا تبع قال
: إنما يريد محمد أن نجيره وأنا أجيره فأنزل الله {قل إني لن يجيرني من
الله أحد} الآية.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال : انطلقت
مع
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ليلة الجن حتى أتى الحجون فخط علي خطا ثم
تقدم إليهم فازدحموا عليه فقال سيدهم يقال له وردان : ألا أرجلهم عنك يا
رسول الله قال : {إني لن يجيرني من الله أحد}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك في قوله : {ولن أجد من دونه ملتحدا} قال : ملجأ.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {ولن أجد من دونه
ملتحدا} قال : ملجأ ولا نصيرا إلا بلاغا من الله ورسالاته ، قال : هذا
الذي يملك
بلاغا من الله ورسالاته وفي قوله : {عالم الغيب فلا يظهر على
غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول} قال : فإنه إذا ارتضى الرسول اصطفاه
وأطلعه على ما شاء من غيبه وانتخبه.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن مردويه
عن ابن عباس في قوله : {فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول} قال
: أعلم الله الرسل من الغيب
الوحي وأظهرهم عليه فيما أوحي إليهم من غيبه وما يحكم الله فإنه لا يعلم ذلك غيره.
وأخرج
ابن حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {إلا من ارتضى من رسول
فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} قال : هي معقبات من الملائكة
يحفظونه من الشيطان حتى يبين الذي أرسل إليهم به وذلك حين يقول أهل الشرك
قد أبلغوا رسالات ربهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير في قوله : {إلا من ارتضى من رسول} قال : جبريل.
وأخرج
ابن مردويه عن عباس قال : ما أنزل الله على نبيه آية من القرآن إلا ومعها
أربعة من الأملاك يحفظونها حتى يؤدوها إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
ثم قرأ {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه
يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} يعني الملائكة الأربعة ليعلم أن قد
أبلغوا رسالات ربهم.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {إلا من
ارتضى من رسول} قال : كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قبل أن يلقى
الشيطان في أمنيته يدنون منه فلما ألقى الشيطان في أمنيته أمرهم أن يتنحوا
عنه قليلا ليعلم أن الوحي إذا نزل من
عند الله.
وأخرج عَبد بن
حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ في
العظمة عن سعيد بن جبير فبي قوله : {فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا}
قال : أربعة حفظة من الملائكة مع جبريل ليعلم محمد {أن قد أبلغوا رسالات
ربهم} قال : وما جاء جبريل إلا ومعه أربعة من الملائكة حفظة.
وأخرج ابن المنذر عن إبراهيم النخعي في قوله : {فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} قال : الملائكة يحفظونه من الجن.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الضحاك بن مزاحم في قوله : {إلا من
ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} قال : كان الن
صلى
الله عليه وسلم إذا بعث إليه الملك بالوحي بعث معه نفرا من الملائكة
يحرسونه من بين يديه ومن خلفه أن يتشبه الشيطان على صورة الملك.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {إلا من
ارتضى من رسول} قال : يظهره من الغيب على ما شاء إذا ارتضاه
وفي
قوله : {فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} قال : من الملائكة وفي قوله
: {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم} قال : ليعلم نبي الله أن الرسل قد
بلغت عن الله وأن الله حفظها ودفع عنها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد في قوله : {ليعلم} قال : ليعلم ذلك من كذب الرسل {أن قد أبلغوا رسالات ربهم}
بسم الله الرحمن الرحيم
73
- سورة المزمل.
مكية وآياتها عشرون.
مقدمة السورة.
أَخْرَج ابن الضريس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت {يا أيها المزمل} بمكة.
وأخرج ان مردويه عن ابن الزبير مثله.
وأخرج النحاس عن ابن عباس قال : نزلت سورة المزمل بمكة إلا آيتين {إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى}.
وأخرج
أبو داود والبيهقي في السنن عن ابن عباس قال : بت عند خالتي ميمونة فقام
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فصلى ثلاث عشرة ركعة منها
ركعتا الفجر فحزرت قيامه في كل ركعة بقدر {يا أيها المزمل} والله أعلم.
الآية 1 - 10.
أَخرَج
البزار والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل ، عَن جَابر قال :
اجتمعت قريش في دار الندوة فقالوا : سموا هذا الرجل أسما تصدر الناس عنه
فقالوا : كاهن قالوا : ليس بكاهن قالوا : مجنون ، قالوا : ليس بمجنون ،
قالوا :
ساحر قالوا : ليس بساحر ، قالوا : يفرق بين الحبيب وحبيبه فتفرق
المشركين
على ذلك فبلغ ذلك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فتزمل في ثيابه وتدثر فيها
فأتاه جبريل فقال : {يا أيها المزمل} {يا أيها المدثر}.
وأخرج أحمد
ومسلم وأبو داود والنسائي ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة والبيهقي في
"سُنَنِه" عن سعد بن هشام قال : قلت لعائشة : أنبئيني عن قيام رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، قالت : ألست تقرأ هذه السورة {يا أيها المزمل} قلت :
بلى قالت : فإن الله قد افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله
خاتمتها في السماء اثني عشر شهرا ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة
فصار قيام الليل تطوعا من بعد فريضة.
وأخرج بان جرير ، وَابن أبي حاتم
عن عائشة قالت : نزل القرآن {يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا} حتى كان
الرجل يربط الحبل ويتعلق فمكثوا بذلك ثمانية أشهر فرأى الله ما يبتغون من
رضوانه فرحمهم وردهم إلى الفريضة وترك قيام الليل.
وأخرج محمد
بن نصر في كتاب الصلاة والحاكم وصححه عن جبير بن نفير قال : سألت عائشة عن
قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت : ألست تقرأ {يا أيها
المزمل} قلت : بلى ، قالت : هو قيامه.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد
الزهد ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة عن عائشة قالت : كان النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم قلما ينام من الليل لما قال الله له : {قم الليل إلا
قليلا}.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم ومحمد
بن نصر والطبراني والحاكم وصحه والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن عباس قال :
لما نزلت أول المزمل كانوا يقومون نحوا من قيامهم في شهر رمضان حتى نزل
آخرها وكان بين أولها وآخرها نحو من سنة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن نصر عن أبي
عبد الرحمن السلمي قال : نزلت {يا أيها المزمل} قاموا حولا حتى ورمت أقدامهم وسوقهم حتى نزلت {فاقرؤوا ما تيسر منه} فاستراح الناس.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال :
لمانزلت {يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا} مكث النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم على هذه الحال عشر
سنين يقوم الليل كما أمره الله وكانت طائفة من
أصحابه يقومون معه فأنزل الله بعد عشر سنين {إن ربك يعلم أنك تقوم} إلى
قوله : {فأقيموا الصلاة} فخفف الله عنهم بعد عشر سنين.
وأخرج أبو داود
في ناسخه ومحمد بن نصر ، وَابن مردويه والبيهقي في السنن من طريق عكرمة عن
ابن عباس قال في المزمل : {قم الليل إلا قليلا نصفه} الآية التي فيها {علم
أن لن تحصوه فتاب عليكم} {فاقرؤوا ما تيسر منه} وناشئة الليل أوله كانت
صلاتهم أول الليل يقول : هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام
الليل وذلك أن الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ وقوله : {وأقوم قيلا}
يقول : هو أجدر أن تفقه قراءة القرآن وقوله : {إن لك في النهار سبحا
طويلا} يقول : فراغا طويلا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي في قوله : {يا أيها المزمل} قال : نزلت وهو في قطيفة.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله : {يا أيها المزمل} قال : زملت هذا الأمر فقم به.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وَابن نصر عن عكرمة في قوله : {يا أيها المزمل} قال : زملت
هذا الأمر فقم به وفي قوله : {يا أيها المدثر} قال : دثرت هذا الأمر فقم
به.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {يا أيها المزمل} قال : النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يتدثر بالثياب.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن نصر عن قتادة في قوله : {يا أيها المزمل} قال : هو الذي تزمل بثيابه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير في قوله : {يا أيها المزمل} قال : النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج الفريابي عن ابن عباس في قوله : {ورتل القرآن ترتيلا} قال : يقرأ آيتين ثلاثة ثم يقطع لا يهذرم.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن منيع في مسنده ومحمد بن نصر ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {ورتل القرآن
ترتيلا} قال : بينه تبيينا.
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه
والنسائي والحاكم وصححه والبيهقي في "سُنَنِه" عن عبد الله بن عمرو عن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ
وأرق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.
وأخرج
الديلمي بسند واه عن ابن عباس مرفوعا إذا قرأت القرآن فرتله ترتيلا وبينه
تبيينا ولا تنثره نثر الدقل ولا تهذه هذا الشعرة قفوا عند عجائبه وحركوا
به القلوب ولا يكونن هم أحدكم آخر السورة.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن نصر والبيهقي في "سُنَنِه" عن إبراهيم قال : قرأ علقمة على عبد الله فقال : رتله فإنه يزين القرآن.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {ورتل القرآن ترتيلا} قال : ترسل فيه ترسيلا.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن نصر ، وَابن المنذر عن قتادة في
قوله : {ورتل القرآن ترتيلا} قال : بلغنا أن عامة قراءة النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم كانت المد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {ورتل القرآن ترتيلا} قال : بينه تبيينا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن في قوله : {ورتل القرآن ترتيلا} قال : اقرأه قراءة بينة.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن نصر والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد
في قوله : {ورتل القرآن ترتيلا} قال : بعضه على أثر بعض.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير في قوله : {ورتل القرآن ترتيلا} قال : فسره تفسيرا.
وأخرج
العسكري في المواعظ عن علي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول
الله : {ورتل القرآن ترتيلا} قال : بينه تبيينا ولا تنثره نثر الدقل ولا
تهذه هذا الشعر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم
آخر السورة.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن أبي مليكة عن بعض أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
أنها سئلت عن قراءة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقالت : إنكم لا
تستطيعونها فقيل لها : أخبرينا بها فقرأت قراءة ترسلت فيها.
وأخرج ابن أبي شيبة ، عَن طاووس قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس
أحسن قراءة قال : الذي إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن الحسن قال : مر رجل من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم على رجل يقرأ آية ويبكي ويرددها فقال : ألم تسمعوا إلى قول الله :
{ورتل القرآن ترتيلا} هذا الترتيل.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن الضريس
عن أبي هريرة أو أبي سعيد قال : يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وأرق
فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن
الضريس عن مجاهد قال : القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة يقول : يا رب
جعلتني في جوفه فأسهرت ليله ومنعته من كثير من شهواته ولكل عامل من عمله
عماله فيقال له : أبسط يدك فيملأ من رضوان فلا يسخط عليه بعده ثم يقال له
: اقرأ وأرقه فيرفع بكل آية درجة ويزاد بكل آية حسنة.
وأخرج ابن ابي
شيبة عن الضحاك بن قيس قال : يا أيها الناس علموا أولادكم وأهاليكم القرآن
فإنه من كتب له من مسلم يدخله الله الجنة أتاه ملكان فاكتنفاه فقالا له :
اقرأ وارتق في درج الجنة حتى ينزلا به حيث انتهى علمه من القرآن.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وَابن الضريس عن بريدة قال : سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم يقول : إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل
الشاحب فيقول له : هل تعرفني فيقول : ما أعرفك فيقول : أنا صاحبك القرآن
الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك وإن كل تاجر من وراء تجارته وإنك
اليوم من وراء كل تجارة ، قال : فيعطى الملك
بيمينه والخلد بشماله
ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكس والده حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا
فيقولان : بم كسينا هذا فيقال لهما : بأخذ ولدكما القرآن ، ثم يقال له :
اقرأ واصعد درج الجنة وعرفها فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلا.
أخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن نصر عن قتادة في
قوله : {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} قال : يثقل من الله فرائضه وحدوده.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن نصر عن الحسن في قوله : {قولا ثقيلا} قال : العمل به.
وأخرج ابن نصر ، وَابن المنذر عن الحسن في قوله : {قولا ثقيلا} قال : ثقيل في الميزان يوم القيامة.
وأخرج
أحمد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن نصر والحاكم وصححه عن
عائشة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته
وضعت جرانها فما تستطيع أن تتحول حتى يسري عنه وتلت {إنا سنلقي عليك قولا
ثقيلا}.
وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمرو قال : سألت النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم فقلت : يا رسول الله هل تحس بالوحي فقال : اسمع صلاصل ثم اسكت
عند ذلك فما من مرة يوحي إلي إلا ظننت أن نفسي تقبض.
وأخرج الحاكم
وصححه عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوحي إليه
لم يستطع أحد منا أن يرفع إليه طرفه حتى ينقضي الوحي.
أخرج سعيد بن
منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن نصر ، وَابن المنذر
والبيهقي في "سُنَنِه" ابن عباس في قوله : {إن ناشئة الليل} قال : قيام
الليل بلسان الحبشة إذا قام الرجل قالوا : نشأ.
وأخرج الفريابي
، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن أبي مليكه
قال : سألت ابن عباس ، وَابن الزبير عن ناشئة الليل قالا : قيام الليل.
وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال : ناشئة الليل أوله.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن الضريس عن ابن عباس قال : الليل كله ناشئة.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله : {إن ناشئة الليل} قال : هي بالحبشية قيام الليل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي مالك {إن ناشئة الليل} قال : قيام الليل بلسان الحبشة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن نصر عن أبي ميسرة قال : هو بلسان الحبشة نشأ أي : قام.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن نصر عن أبي مليكة قال : سئل ابن عباس عن قوله : {ناشئة الليل} قال : أي الليل قمت فقد أنشأت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {إن ناشئة الليل} قال : كل شيء بعد العشاء الآخرة ناشئة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن نصر والبيهقي في "سُنَنِه" عن الحسن قال : كل صلاة بعد العشاء الآخرة فهو ناشئة الليل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن نصر عن أبي مجلز {إن ناشئة الليل} قال : ما كان بعد العشاء الآخرة إلى الصبح فهو ناشئة.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن نصر عن مجاهد {إن ناشئة الليل} قال : أي ساعة تهجدت فيها فتهجد من الليل.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ، وَابن نصر والبيهقي في "سُنَنِه" عن أنس بن مالك في قوله : {إن ناشئة الليل} قال : ما بين المغرب
والعشاء.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير مثله.
وأخرج ابن نصر والبيهقي عن علي بن حسين قال : {ناشئة الليل} قيام ما بين المغرب والعشاء.
وأخرج ابن المنذر عن حسين بن علي أنه رؤي يصلي فيما بين المغرب والعشاء فقيل له : في ذلك فقال : إنها من الناشئة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {ناشئة الليل} مهموزة الياء هي {أشد وطأ} بنصب الواو وجزم الطاء يعني المواطاة.
وأخرج
أبو يعلى ، وَابن جَرِير ومحمد بن نصر ، وَابن الأنباري في المصاحف عن أنس
بن مالك أنه قرأ هذه الآية إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا فقال له
رجل : إنا نقرؤها {وأقوم قيلا} فقال : إن
أصوب وأقوم وأهيأ وأشباه هذا واحد.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن نصر ، وَابن المنذر عن مجاهد {هي
أشد وطأ} قال : مواطاة لك في القول {وأقوم قيلا} قال : افرغ لقلبك.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن مجاهد {أشد وطأ} قال : أن توطئ سمعك وبصرك وقلبك بعضه بعضا {وأقوم قيلا} قال : أثبت للقراءة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن نصر عن قتادة {أشد وطأ} قال : أثبت في الخير !
{وأقوم قيلا} أجرأ على القراءة.
وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {وأقوم قيلا} قال : أدنى من أن يفقه
القرآن وفي قوله : {إن لك في النهار سبحا طويلا} قال : فزاغا وفي قوله :
{وتبتل إليه تبتيلا} قال : أخلص لله إخلاصا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن نصر ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم في الكني
عن ابن عباس في قوله : {إن لك في النهار سبحا طويلا} قال : السبح الفراغ للحاجة والنوم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن نصر عن مجاهد في قوله : {سبحا طويلا} قال : فراغا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي مالك والربيع مثله.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن نصر ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر
عن قتادة {سبحا طويلا} قال : فراغا طويلا {وتبتل إليه تبتيلا} قال : أخلص
له الدعوة والعبادة.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن
جَرِير ، وَابن نصر ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في شعب
الإيمان عن مجاهد {وتبتل إليه تبتيلا} قال : أخلص له المسألة والدعاء
إخلاصا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن {وتبتل إليه تبتيلا} قال : أخلص له إخلاصا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {رب المشرق والمغرب} بخفض رب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {رب المشرق والمغرب} قال : وجه الليل ووجه النهار.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {واهجرهم هجرا جميلا} قال : اصفح {وقل سلام} قال : هذا قبل السيف والله أعلم.
الآية 11 - 16.
أَخرَج
أبو يعلى ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في
الدلائل عن عائشة قالت : لما نزلت {وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم
قليلا} لم يكن إلا قليل حتى كانت وقعة بدر.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {وذرني والمكذبين أولي النعمة} قال :
بلغنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : إن فقراء المؤمنين يدخلون
الجنة قبل أغنيائهم بأربعين عاما ويحشر أغنياؤهم جثاة على ركبهم ويقال لهم
: إنكم كنتم ملوك أهل الدنيا وحكامهم فكيف عملتم فيما أعطيتكم وفي قوله :
{ومهلهم قليلا} قال : إلى السيف.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر
عن قتادة في قوله : {وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا} قال : إن
لله فيهم طلبة وحاجة وفي قوله : {إن لدينا أنكالا} قال : قيودا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن مسعود {إن لدينا أنكالا} قال : قيودا.
وأخرج أحمد في الزهد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد {إن لدينا أنكالا} قال : قيودا.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد عن عكرمة مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن حماد وطاووس مثله.
وأخرج ابن جرير والبيهقي في البعث عن الحسن قال : الأنكال قيود من النار.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن سليمان التيمي {إن لدينا أنكالا} قال : قيودا والله ثقالا لا تفك أبدا ثم بكى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي عمران الجوني قال : قيودا والله لا تحل عنهم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي الدنيا في صفة النار وعبد الله في زوائد الزهد
، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن ابن
عباس في قوله : {وطعاما ذا غصة} قال : له شوك ويأخذ بالحلق لا يدخل ولا
يخرج.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله : {وطعاما ذا غصة} قال : شجرة الزقوم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد مثله.
وأخرج
أحمد في الزهد وهناد ، وعَبد بن حُمَيد ومحمد بن نصر عن حمران أن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قرأ {إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا
غصة وعذابا أليما} فلما بلغ أليما صعق.
وأخرج أبو عبيد في فضائله وأحمد في الزهد ، وَابن أبي الدنيا في نعت الخائفين وابن
جرير
، وَابن أبي داود في الشريعة ، وَابن عدي في الكامل والبيهقي في شعب
الإيمان من طريق حمران بن أعين أبي حرب بن أبي الأسود أن النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم سمع رجلا يقرأ {إن لدينا أنكالا وجحيما} فصعق.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله : {كثيبا مهيلا} قال : المهيل الذي إذا أخذت منه شيئا تبعك آخره.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {كثيبا
مهيلا} قال : الرمل السائل وفي قوله : {أخذا وبيلا} قال : شديدا .
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد في قوله : (كثيبا مهيلا). قال : ينهال .وفي قوله: (أخذا وبيلا).قال: شديدا..
وأخرج
الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : {أخذا
وبيلا} قال : أخذا شديدا ليس له ملجأ قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم
، أما سمعت قول الشاعر : خزي الحياة وخزي الممات * وكلا أراه طعاما وبيلا.
الآية 17 - 20.
أَخرَج
عَبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة
{فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا} قال : تتقون ذلك اليوم إن
كفرتم قال : والله ما أتقى ذلك اليوم قوم كفروا بالله وعصوا رسوله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن {فكيف تتقون إن كفرتم يوما} قال : بأي صلاة تتقون بأي صيام تتقون.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن خيثمة في قوله : {يوما يجعل الولدان
شيبا} قال : ينادي مناد يوم القيامة يخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون فمن ذلك يشيب الولدان.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن مسعود في قوله : {يوما يجعل الولدان شيبا} قال : إذا
كان يوم القيامة فإن ربنا يدعو آدم فيقول : يا آدم أخرج بعث النار فيقول :
أي رب لا علم لي إلا ما علمتني فيقول الله : أخرج بعث النار من كل ألف
تسعمائة وتسعة وتسعين يساقون إلى النار سوقا مقرنين زرقا كالحين فإذا خرج
بعث النار شاب كل وليد.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه عن ابن عباس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {يوما يجعل الولدان شيبا} قال : ذلك يوم
القيامة وذلك يوم يقول الله لآدم : قم فابعث من ذريتك بعثا إلى النار قال
: من كم يا رب قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين وينجو واحد فاشتد ذلك
على المسلمين فقال : حين أبصر ذلك في وجوههم : إن بني آدم كثير وإن يأجوج
ومأجوج من ولد آدم وإنه لا يموت رجل منهم حتى يرثه لصلبه ألف رجل ففيهم
وفي أشباههم جند لكم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن في قوله : {السماء منفطر به} قال : مثقلة بيوم القيامة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {السماء منفطر به} قال : مثقلة به.
وأخرج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله : {السماء منفطر} قال : ممتلئة به بلسان الحبشة.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس {السماء منفطر به} قال : مثقلة موقرة.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس {منفطر به} قال : يعني تشقق السماء.
وأخرج
الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : {منفطر
به} قال : منصدع من خوف يوم القيامة قال : وهل تعرف العرب
ذلك قال : نعم ، أما سمعت قول الشاعر : طباهن حتى أعرض الليل دونها * أفاطير وسمى رواء جذورها
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد {السماء منفطر به} قال : مثقلة بالله.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة {السماء منفطر به} قال : مثقلة
بذلك اليوم من شدته وهوله وفي قوله : {إن ربك يعلم أنك تقوم} الآية قال :
أدنى من ثلثي الليل وأدنى من نصفه وأدنى من ثلثه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن وسعيد بن جبير {علم أن لن تحصوه} قال : لن تطيقوه.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد {فاقرؤوا ما تيسر منه} قال : أرخص
عليهم في القيام {علم أن لن تحصوه} قال : أن لن تحصوا قيام الليل {فتاب
عليكم} قال : ثم أنبأنا الله عن خصال المؤمنين فقال : {علم أن سيكون منكم
مرضى} إلى آخر الآية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن نصر عن قتادة قال :
فرض قيام الليل في أول هذه السورة فقام أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها حولا ثم أنزل التخفيف في
آخرها فقال : {علم أن سيكون منكم مرضى} إلى قوله : {فاقرؤوا ما تيسر منه}
فنسخ ما كان قبلها فقال : {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} فريضتان واجبتان
ليس فيهما
رخصة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن قال : لما نزلت
على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم {يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا}
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام المسلمون معه حولا كاملا حتى تورمت
أقدامهم فأنزل الله بعد الحول {إن ربك يعلم} إلى قوله : {ما تيسر منه} قال
: الحسن : فالحمد لله الذي جعله تطوعا بعد فرضة ولا بد من قيام الليل.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {يا أيها المزمل قم الليل} الآية قال : لبثوا
بذلك سنة فشق عليهم وتورمت أقدامهم ثم نسخها آخر السورة {فاقرؤوا ما تيسر
منه}.
وأخرج ابن أبي حاتم والطراني ، وَابن مردويه عن ابن عباس عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم {فاقرؤوا ما تيسر منه} قال : مائة آية.
وأخرج
الدارقطني والبيهقي في السنن وحسناه عن قيس بن أبي حازم قال : صليت خلف
ابن عباس فقرأ في أول ركعة بالحمد لله وأول آية من البقرة ثم ركع فلما
انصرف أقبل علينا فقال : إن الله يقول : {فاقرؤوا ما تيسر منه}.
وَأخرَج أحمد والبيهقي في "سُنَنِه" عن أبي سعيد قال : أمرنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عمر بن الخطاب قال :
ما من حال يأتيني عليه الموت بعد الجهاد في سبيل الله أحب إلي من أن
يأتيني وأنا بين شعبتين رحلي ألتمس من فضل الله ثم تلا هذه الآية {وآخرون
يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله}.
وأخرج
ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: ما من جالب يجلب طعاما إلى بلد من بلاد المسلمين فيبيعه بسعر يومه إلا
كانت منزلته عند الله منزلة الشهيد ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
{وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله}
بسم الله الرحمن الرحيم
74
- سورة المدثر.
مكية وآياتها ست وخمسون.
الآية 1 - 10.
أَخْرَج ابن الضريس ، وَابن مردويه والنحاس والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة المدثر بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وأخرج
الطيالسي وعبد الرزاق وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم والترمذي ،
وَابن الضريس ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه ، وَابن
الأنباري في المصاحف قال : سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من
القرآن فقال : يا أيها المدثر قلت : يقولون {اقرأ باسم ربك الذي خلق} فقال
أبو سلمة : سألت جابر بن عبد الله عن ذلك قلت له مثل ما قلت ، قال جابر :
لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : جاورت بحراء
فلما قضيت جواري فنوديت فنظرت عن يميني فلم أر شيئا ونظرت عن شمالي فلم أر
شيئا ونظرت خلفي فلم أر شيئا فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جائني بحراء جالس
على كرسي بين السماء والأرض
فجثثت منه رعبا فرجعت فقلت دثروني فدثروني فنزلت {يا أيها المدثر قم فأنذر} إلى قوله : {والرجز فاهجر}.
وأخرج
الطبراني ، وَابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة صنع
لقريش طعاما فلما أكلوا قال : ما تقولون في هذا الرجل فقال بعضهم : ساحر
وقال بعضهم : ليس بساحر وقال بعضهم : كاهن وقال بعضهم : ليس بكاهن وقال
بعضهم : شاعر وقال بعضهم ليس بشاعر وقال بعضهم : سحر يؤثر فاجتمع رأيهم
على أنه سحر يؤثر فبلغ ذلك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فخرج وقنع رأسه
وتدثر فأنزل الله {يا أيها المدثر} إلى قوله : !
{ولربك فاصبر}.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما {يا أيها المدثر} قال : دثرت هذا الأمر فقم به.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن إبراهيم النخعي رضي
الله عنه {يا أيها المدثر} قال : كان متدثرا في قطيف يعني شملة صغيرة
الخمل {وثيابك فطهر} قال : من الإثم {والرجز فاهجر} قال : الإثم {ولا تمنن
تستكثر} قال : لا تعط شيئا لتعطى أكثر منه {ولربك فاصبر} قال : إذا أعطيت
عطية فأعطها لربك واصبر حتى يكون هو الذي يثيبك.
وأخرج عبد الرزاق ،
وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {يا
أيها المدثر} قال : المتدثر في ثيابه {قم فأنذر} قال : أنذر عذاب ربك
ووقائعه في الأمم وشدة نقمته إذا انتقم {وثيابك فطهر} يقول : طهرها من
المعاصي وهي كلمة عربية كانت العرب إذا نكث الرجل ولم يوف بعهده قالوا :
إن فلانا لدنس الثياب وإذا أوفى وأصلح قالوا : إن فلانا لطاهر الثياب !
{والرجز
فاهجر} قال : هما صنمان كانا عند البيت أساف ونائلة يمسح وجوههما من أتى
عليهما من المشركين فأمر الله نبيه محمدا أن يهجرهما ويجانبهما {ولا تمنن
تستكثر} قال : لا تعط شيئا لمثابة الدنيا ولا لمجازاة الناس.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي مالك رضي الله عنه {وربك فكبر} قال
: عظم {وثيابك فطهر} قال : عنى نفسه {والرجز فاهجر} قال : الشيطان
والأوثان.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه : قلنا يا رسول
الله كيف نقول إذا دخلنا في الصلاة فأنزل الله {وربك فكبر} فأمرنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن نفتتح الصلاة بالتكبير.
وأخرج ابن جرير ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
{يا أيها المدثر} قال : النائم {وثيابك فطهر} قال : لا تكن ثيابك التي
تلبس من مكسب باطل {والرجز فاهجر} قال : الأصنام {ولا تمنن تستكثر} قال :
لا تعط عطية تلتمس بها أفضل منها.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما {وثيابك فطهر} قال : من الإثم قال : وهي في كلام العرب نقي الثياب.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {وثيابك فطهر} قال : من الغدر ولا تكن غدارا.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن
أبي حاتم ، وَابن الأنباري في الوقف والإبتداء ، وَابن مردويه عن عكرمة أن
ابن عباس سئل عن قوله : {وثيابك فطهر} قال : لا تلبسها على غدرة ولا فجرة
ثم قال : ألا تسمعون قول غيلان بن سلمة : إني بحمد الله لا ثوب فاجر *
لبست ولا من غدرة أتقنع.
وَأخرَج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن سعيد
بن جبير رضي الله عنه قال : كان الرجل في الجاهلية إذا كان غدرا قالوا :
فلان دنس الثياب.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي رزين {وثيابك فطهر} قال : عملك أصلحه كان أهل الجاهلية إذا كان الرجل
حسن العمل قالوا : فلان طاهر الثياب.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {وثيابك فطهر} قال : وعملك فأصلح.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {وثيابك فطهر} قال : لست بكاهن ولا
ساحر فأعرض عنه {والرجز فاهجر} قال : الأوثان {ولا تمنن تستكثر} قال : لا
تعط مصانعة رجاء أفضل منه من الثواب {ولربك فاصبر} قال : على ما أوذيت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي مالك رضي الله عنه {وثيابك فطهر} قال : عنى نفسه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه {وثيابك فطهر} قال : ليس ثيابه الذي يلبس.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله : {وثيابك فطهر} قال : خلقك فحسن.
وأخرج ابن المنذر عن محمد بن سيرين : (وثيابك فطهر). قال : اغسلها بالماء ..
وأخرج ابن المنذر عن يزيد بن مرثد في قوله : {وثيابك فطهر} أنه ألقى على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلا شاة.
وأخرج
الطبراني والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ
على رسول الله صلى الله عليه وسلم {والرجز فاهجر} بالكسر.
وأخرج الحاكم
وصححه ، وَابن مردويه ، عَن جَابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : {والرجز فاهجر} برفع الراء وقال : هي الأوثان
وأخرج ابن المنذر عن حماد رضي الله عنه قال : قرأت في مصحف أبي ولا تمنن تستكثر.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه {ولا تمنن تستكثر}
يقول : لا تعط شيئا لتعطى أكثر منه وإنما نزل هذا في النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك رضي الله عنه {ولا تمنن
تستكثر} قال : لا تعط شيئا لتعطى أكثر منه وهي للنبي صلى الله عليه وسلم
خاصة والناس موسع عليهم.
وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما {ولا تمنن تستكثر} قال : لا تعط الرجل عطاء رجاء أن يعطيك أكثر منه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {ولا تمنن تستكثر} قال : لا تعظم عملك في عينك أن تستكثر من الخير.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {ولا تمنن تستكثر} قال : لا تقل قد
دعوتهم فلم يقبل مني عد فادعهم {ولربك فاصبر} على ذلك.
أخرج ابن جرير ،
وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {فإذا
نقر في الناقور} قال : الصور {يوم عسير} قال : شديد.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه {فإذا نقر في الناقور} قال : فإذا نفخ في الصور.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة رضي الله عنه وأبي مالك وعامر مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه قال : الناقور الصور شيء كهيئة البوق.
وأخرج
ابن أبي شيبة والطبراني ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت {فإذا نقر
في الناقور} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف أنعم وصاحب الصور قد
التقم القرن وحنى جبهته يستمع متى يؤمر قالوا : كيف نقول يا رسول الله قال
: قولوا حسبنا الله ونعم والوكيل على الله توكلنا.
وأخرج ابن سعد والحاكم عن بهز بن حكيم قال : أمنا زرارة بن أوفى فقرأ المدثر فلما بلغ {فإذا نقر في الناقور} خر ميتا فكنت فيمن حمله.
وأخرج عبد حميد عن قتادة {فذلك يومئذ يوم عسير} قال : ثم بين على من مشقته وعسره فقال : {على الكافرين غير يسير}.
الآية 11 - 37
أخرج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة {ذرني ومن خلقت وحيدا} قال : هو الوليد بن
المغيرة أخرجه الله من بطن أمه وحيدا لا مال له ولا ولد فرزقه الله المال
والولد والثروة والنماء {كلا إنه كان لآياتنا عنيدا} قال : كفورا بآيات
الله جحودا بها {إنه فكر وقدر} قال : ذكر لنا أنه قال : لقد نظرت فيما قال
هذا الرجل فإذا هو ليس بشعر وإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه ليعلوا
وما يعلى وما أشك أنه سحر فأنزل الله فيه {فقتل كيف قدر} إلى قوله :
{وبسر} قال : كلح.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {ذرني ومن خلقت وحيدا} قال : الوليد بن المغيرة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد
{ذرني ومن خلقت وحيدا} قال : نزلت في الوليد بن المغيرة {وحيدا} قال :
خلقته وحده لا مال له ولا ولد {وجعلت له مالا ممدودا} قال : ألف دينار
{وبنين} قال : كانوا عشرة {شهودا} قال : لا يغيبون {ومهدت له تمهيدا} قال
: بسطت له من المال والولد {ثم يطمع أن أزيد كلا} قال : فما زال يرى
النقصان في ماله وولده حتى هلك {إنه كان لآياتنا عنيدا} قال : معاندا عنها
مجانبا لها {سأرهقه صعودا} قال : مشقة من العذاب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد
، وَابن المنذر عن أبي مالك {ذرني ومن خلقت وحيدا} قال : الوليد بن
المغيرة {وبنين شهودا} قال : كانوا ثلاثة عشر {ثم يطمع أن أزيد كلا} قال :
فلم يولد له بعد يومئذ ولم يزدد له من المال إلا ما كان {إنه كان لآياتنا
عنيدا} قال : مشاقا.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم عن سعيد بن جبير {ذرني ومن خلقت وحيدا} الآيات قال : هو الوليد بن
المغيرة بن هشام المخزومي وكان له ثلاثة عشر ولدا كلهم رب بيت فلما نزلت
{إنه كان لآياتنا عنيدا} لم يزل في إدبار من الدنيا في نفسه وماله وولده
حتى أخرجه من الدنيا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {وجعلت له مالا ممدودا} قال : ألف
دينار.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سفيان {وجعلت له مالا ممدودا} قال : ألف ألف
وأخرج
ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والدينوري في المجالسة عن عمر
بن الخطاب رضي الله عنه أنه سئل عن قوله : {وجعلت له مالا ممدودا} قال :
غلة شهر بشهر.
وأخرج ابن مردويه عن النعمان بن سالم في قوله : {وجعلت له مالا ممدودا} قال : الأرض.
وأخرج
هناد عن أبي سعيد الخدري في قوله : {سأرهقه صعودا} قال : هو جبل في النار
يكلفون أن يصعدوا فيه فكلما وضعوا أيديهم عليه ذابت فإذا رفعوها عادت كما
كانت.
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل من طريق عكرمة عن ابن
عباس أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقرأ
عليه القرآن فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال : يا عم إن قومك
يريدون أن يجمعوا لك مالا ليعطوه لك فإنك أتيت محمدا لتعرض لما قبله ، قال
: قد علمت قريش أني من أكثر مالا ، قال : فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر
أو أنك كاره له.
قال : وماذا أقول فوالله ما فيكم رجل أعلم
بالشعر مني ولا برجزه ولا بقصيده مني ولا بشاعر الجن والله ما يشبه الذي
يقول شيئا من هذا ووالله إن لقوله : الذي يقول لحلاوة وإن عليه لطلاوة
وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلوا وما يعلى وإنه ليحطم ما تحته ،
قال : لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه ، قال : فدعني حتى أفكر ، ففكر ،
فلما فكر قال : هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره فنزلت {ذرني ومن خلقت وحيدا} ،
وأخرجه ابن جرير وأبو نعيم في الحلية وعبد الرزاق ، وَابن المنذر عن عكرمة
مرسلا.
وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق مجاهد عن ابن عباس قال : لما
بعث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم جمع الوليد بن المغيرة قريشا فقال : ما
تقولون في هذا الرجل فقال بعضهم : هو شاعر وقال بعضهم : هو كاهن فقال
الوليد : سمعت قول شاعر وسمعت قول الكهنة فما هو مثله ، قالوا : فما تقول
أنت قال : فنظر ساعة {إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر} إلى قوله : {سحر يؤثر}.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : دخل الوليد بن المغيرة على أبي
بكر فسأله عن القرآن فلما أخبره خرج على قريش فقال : يا عجبا لما يقول ابن
أبي
كبشة فوالله ما هو بشعر ولا بسحر ولا بهذي من الجنون وإن قوله : لمن كلام
الله ، فلما سمع النفر من قريش ائتمروا وقالوا : والله لئن صبأ الوليد
لتصبأن قريش فلما سمع بذلك أبوجهل قال : والله أنا أكفيكم شأنه ، فانطلق
حتى دخل عليه بيته ، فقال للوليد : ألم تر قومك قد جمعوا لك الصدقة فقال :
ألست أكثرهم مالا وولدا فقال له أبو جهل : يتحثون أنك إنما تدخل على ابن
أبي قحافة لتصيب من طعامه ، فقال الوليد : تحدث بهذا عشيرتي فوالله لا
أقرب ابن أبي قحافة ولا عمر ولا ابن أبي كبشة وما قوله : إلا سحر يؤثر
فأنزل الله {ذرني ومن خلقت وحيدا} إلى قوله : {لا تبقي ولا تذر}.
وأخرج ابن جرير وهناد بن السري في الزهد ، وعَبد بن حُمَيد عن ابن عباس {عنيدا} قال : جحودا.
وأخرج
أحمد ، وَابن المنذر والترمذي ، وَابن أبي الدنيا في صفة النار ، وَابن
جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن
أبي سعيد الخدري عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : الصعود جبل في
النار
يصعد فيه الكافر سبعين خريفا ثم يهوي وهو كذلك فيه أبدا.
وأخرج
عبد الرزاق وسعيد بن منصور والفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي
الدنيا ، وَابن المنذر والطبراني ، وَابن مردويه والبيهقي من وجه آخر عن
أبي سعيد قال : إن {صعودا} صخرة في جهنم إذا وضعوا أيديهم عليها ذابت فإذا
رفعوها عادت واقتحامها (فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة) (سورة البلد
الآية 14).
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : صعود صخرة في جهنم يسحب عليها الكافر على وجهه.
وأخرج ابن المنذر من طريق عكرمة عن ابن عباس قي قوله : {سأرهقه صعودا} قال : جبل في النار.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن في قوله : {صعودا} قال : جبلا في جهنم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك {سأرهقه صعودا} قال : صخرة ملساء في جهنم يكلفون الصعود عليها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {سأرهقه صعودا} قال : مشقة من
العذاب.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {عبس وبسر} قال : قبض ما بين عينيه وكلح.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي رزين {إن هذا إلا سحر يؤثر} قال : يأثره عن غيره.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال : {سقر} أسفل الجحيم نار فيها شجرة الزقوم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {لا تبقي ولا تذر} قال : لا تحيي ولا تميت.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {لا تبقي} إذا أخذت فيهم لم تبق منهم شيئا وإذا بدلوا جلدا جديدا لم تذر أن تباردهم سبيل العذاب الأول.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {لا تبقي ولا تذر} تأكله كله فإذا تبدى خلقه لم تذره حتى تقوم عليه.
وأخرج ابن المنذر عن ابن بريد {لا تبقي ولا تذر} قال : تأكل اللحم والعظم والعرق والمخ ولا تذره على ذلك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {لواحة للبشر} قال : حراقة للجلد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس {لواحة للبشر} قال : تلوح الجلد فتحرقه فيتغير لونه فيصر أسود من الليل.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن أبي رزين {لواحة للبشر} قال : تلوح جلده حتى تدعه أشد سوادا من الليل.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس {لواحة} محرقة.
وأخرج
ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والبيهقي في البعث عن البراء أن رهطا من
اليهود سألوا رجلا من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن خزنة جهنم
فقال : الله ورسوله أعلم فجاء فأخبر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فنزل
عليه ساعتئذ {عليها تسعة
عشر}.
وأخرج الترمذي ، وَابن مردويه ،
عَن جَابر قال : قال ناس من اليهود لأناس من أصحاب النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم : هل يعلم نبيكم عدد خزنة جهنم قال : هكذا وهكذا في مرة عشرة
وفي مرة تسعة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : لما نزلت {عليها تسعة
عشر} قال رجل من قريش يدعى أبا الأشدين : يا معشر قريش لا يهولنكم التسعة
عشر أنا أدفع عنكم بمنكبي الأيمن عشرة وبمنكبي الأيسر التسعة فأنزل الله
{وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة}.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال :
لما سمع أبو جهل {عليها تسعة عشر} قال لقريش : ثكلتكم أمهاتكم أسمع ابن
أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر وأنتم الدهم أفيعجز كل عشرة منكم
أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم فأوحى الله إلى نبيه أن يأتي
أبا جهل فيأخذ بيده في بطحاء مكة فيقول له : {أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى}.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله : {عليها تسعة عشر} قال :
ذكر لنا أن أبا جهل حين أنزلت هذه الآية قال : يا معشر قريش ما يستطيع كل
عشرة منكم أني يغلبوا واحدا من خزنة النار وأنتم ألدهم.
وأخرج ابن
المبارك ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والبيهقي في
البعث من طريق الأزرق بن قيس عن رجل من بني تميم قال : كنا عند أبي العوام
فقرأ هذه الآية {عليها تسعة عشر} فقال : ما تقولون أتسعة عشر ملكا أو تسعة
عشر ألفا قلت : لا بل تسعة عشر ملكا فقال : ومن أين علمت ذلك قلنا : لأن
الله يقول : {وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا} قال : صدقت هم تسعة
عشر ملكا بيد كل ملك منهم مرزبة من حديد له شعبتان فيضرب بها الضربة يهوي
بها في جهنم سبعين ألفا بين منكبي كل ملك منهم مسيرة كذا وكذا.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {عليها تسعة عشر} قال :
جعلوا فتنة ، قال : قال أبو الأشدين الجمحي : لا يبلغون
رتوتي حتى أجهضهم عن جهنم.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس {وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا} قال : قال
أبو الأشدين : خلوا بيني وبين خزنة جهنم أنا أكفيكم مؤنتهم ، قال :
وحدثت
أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وصف خزان جهنم فقال : كأن أعينهم البرق
وكأن أفواههم الصياصي يجرون أشفارهم لهم مثل قوة الثقلين يقبل أحدهم
بالأمة من الناس يسوقهم على رقبته جبل حتى يرمي بهم في النار فيرمي بالجبل
عليهم.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {ليستيقن الذين أوتوا الكتاب}
أنهم يجدون عدتهم في كتابهم تسعة عشر {ويزداد الذين آمنوا إيمانا} فيؤمنوا
بما في كتابهم من عدتهم فيزدادوا بذلك إيمانا.
وأخرج عبد الرزاق ،
وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {ليستيقن الذين أوتوا الكتاب} قال :
يستيقن أهل الكتاب حين وافق عدد خزنة النار ما في كتابهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {ليستيقن الذين أوتوا الكتاب} قال :
يجدونه مكتوبا عندهم عدة خزنة النار.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة {ليستيقن الذين أوتوا الكتاب
ويزداد الذين آمنوا إيمانا} قال : صدق القرآن الكتب التي خلت قبله التوراة
والإنجيل أن خزنة جهنم تسعة عشر {وليقول الذين في قلوبهم مرض} قال : الذين
في قلوبهم النفاق والله أعلم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {وما يعلم جنود ربك إلا هو} قال : من كثرتهم.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج مثله.
وأخرج
البيهقي في الأسماء والصفات من طريق ابن جريج عن رجل عن عروة بن الزبير
أنه سأل عبد الله بن عمرو بن العاص أي الخلق أعظم قال : الملائكة ، قال :
من ماذا خلقت قال : من نور الذراعين والصدر ، قال : فبسط الذراعين ، فقال
: كونوا ألفي ألفين ، قيل لابن جريج : ما ألفي ألفين قال : ما لا يحصى
كثرته.
وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي سعيد الخدري
أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة الإسراء قال : فصعدت أنا وجبريل
إلى السماء الدنيا فإذا أنا بملك يقال له إسماعيل وهو صاحب سماء الدنيا
وبين يديه سبعون ألف ملك مع كل ملك منهم جنده مائة ألف وتلا هذه الآية
{وما يعلم جنود ربك إلا هو}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {وما هي إلا ذكرى للبشر} قال : النار.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة مثله.
وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة عن ابن عباس أنه قرأ : الليل إذا دبر فجعل الألف مع إذا.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد عن ابن الزبير أنه كان يقرأ : والليل إذا دبر.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير أنه قرأها : دبر مثل قراءة ابن عباس.
وأخرج أبو عبيد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن أنه قرأها : إذا بغير ألف {أدبر} بألف.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن المنذر عن هرون قال : إنها في حرف أبي ، وَابن مسعود / {إذا أدبر > / يعني بألفين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {والليل إذ أدبر} قال : دبوره ظلامه.
وأخرج
مسدد في مسنده ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن
مجاهد قال : سألت ابن عباس عن قوله : {والليل إذ أدبر} فسكت عني حتى إذا
كان من آخر الليل وسمع الأذان الأول ناداني : يا مجاهد هذا حين دبر الليل.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة {والصبح إذا أسفر} قال : إذا أضاء {إنها لإحدى الكبر} قال : النار.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {إنها لإحدى الكبر} قال : النار.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي رزين {إنها لإحدى الكبر نذيرا للبشر} قال : هي جهنم.
وأخرج
ابن أبي الدنيا في ذم الأمل عن حذيفة قال : ما من صباح ولا مساء إلا ومناد
ينادي : يا أيها الناس الرحيل الرحيل وإن تصديق ذلك في كتاب الله {إنها
لإحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم} قال : الموت {أو يتأخر}
قال : الموت.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر} قال : من شاء اتبع طاعة الله ومن شاء تأخر عنها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {لمن شاء منكم أن يتقدم} قال : في طاعة الله {أو يتأخر} قال : في معصية الله.
آية 28 - 56.
وَأخرَج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {كل نفس بما كسبت رهينة} قال : مأخوذة بعملها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب
اليمين} قال : علق الناس كلهم إلا أصحاب اليمين.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن
أبي حاتم عن مجاهد في قوله : {كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين}
قال : لا يحاسبون.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {إلا أصحاب اليمين} قال : هم المسلمون.
وأخرج
عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد
، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن علي بن
أبي طالب في قوله : {إلا أصحاب اليمين} قال : هم أطفال المسلمين.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن ابن عمر في قوله : {إلا أصحاب اليمين} قال : هم أطفال المسلمين.
أخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وَابن
أبي داود ، وَابن الأنباري معا في المصاحف ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم عن عمرو بن دينار قال : سمعت عبد الله بن الزبير يقرأ !
{في
جنات يتساءلون عن المجرمين} يا فلان {ما سلككم في سقر} قال عمرو : وأخبرني
لقيط قال : سمعت ابن الزبير قال : سمعت عمر بن الخطاب يقرؤها كذلك.
وأخرج أبو عبيد في فضائله ، وَابن المنذر عن ابن مسعود أنه قرأ : يا أيها الكفار ما سلككم في سقر.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {وكنا
نخوض مع الخائضين} قال : يقولون : كلما غوى غاو غوينا معه وفي قوله : {فما
تنفعهم شفاعة الشافعين} قال : تعلموا أن الله يشفع المؤمنين يوم القيامة
بعضهم في بعض ، قال : وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : إن
في أمتي رجلا ليدخلن الله الجنة بشفاعته أكثر من بني تميم وقال الحسن :
أكثر من ربيعة ومضر ، قال : وكنا نحدث أن الشهيد يشفع في سبعين من أهل
بيته.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {حتى أتانا اليقين} قال : الموت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} قال : لا تنالهم شفاعة من يشفع.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليخرجن
بشفاعتي من أهل الإيمان من النار حتى لا يبقى فيها أحد إلا أهل هذه الآية
{ما سلككم في سقر} إلى قوله : {شفاعة الشافعين}.
وأخرج ابن مردويه عن
عبد الرحمن بن ميمون أن كعبا دخل يوما على عمر بن الخطاب فقال له عمر :
حدثني إلى ما تنتهي شفاعة محمد يوم القيامة فقال كعب : قد أخبرك الله في
القرآن إن الله يقول : {ما سلككم في سقر} إلى قوله : {اليقين} قال كعب :
فيشفع يومئذ حتى يبلغ من لم يصل صلاة قط ويطعم مسكينا قط ومن لم يؤمن ببعث
قط فإذا بلغت هؤلاء لم يبق أحد فيه خير.
وأخرج ابن مردويه عن أنس عن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : يؤتى بأدنى أهل النار منزلة يوم
القيامة فيقول الله له : تفتدى بملء الأرض ذهبا وفضة فيقول : نعم
إن قدرت عليه فيقول : كذبت قد كنت أسألك ما هو أيسر عليك من أن تسألني
فأعطيك
وتستغفرني فأغفر لك وتدعوني فأستجيب لك فلم تخفني ساعة قط من ليل ونهار
ولم ترج ما عندي قط ولم تخش عقابي ساعة قط وليس وراءه أحد إلا وهو شر منه
فيقال له : {ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين} إلى قوله : {حتى
أتانا اليقين} يقول الله : {فما تنفعهم شفاعة الشافعين}.
وأخرج ابن
مردويه عن صهيب الفقير قال : كنا بمكة ومعي طلق بن حبيب وكنا نرى رأي
الخوارج فبلغنا أن جابر بن عبد الله يقول في الشفاعة فأتيناه فقلنا له :
بلغنا عنك في الشفاعة قول الله مخالف لك فيها في كتابه فنظر في وجوهنا
فقال : من أهل العراق أنتم قالنا : نعم ، فتبسم وقال : وأين تجدون في كتاب
الله قلت : حيث يقول : (ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته) (سورة آل
عمران الآية 192) و(يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها) (سورة
المائدة الآية 37) و(كلما أروادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها) (سورة
السجدة الآية 20) وأشباه هذا من القرآن فقال : أنتم أعلم بكتاب الله أم
أنا قلنا : بل أنت أعلم به منا ، قال : فوالله لقد شهدت تنزيل هذا على
عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم وشفاعة الشافعين ولقد سمعت تأويله من رسول
الله صلى الله عليه وسلم وإن الشفاعة لنبيه في كتاب الله قال في السورة
التي تذكر فيها المدثر : {ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين} الآية
ألا ترون أنها حلت لمن مات لم يشرك بالله شيئا سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : إن الله خلق خلقا ولم ستعن على ذلك ولم يشاور فيه أحدا
فأدخل من شاء الجنة برحمته وأدخل من شاء النار ثم إن الله تحنن على
الموحدين فبعث الملك من قبله بماء ونور فدخل النار فنضح فلما يصب إلا من
شاء ولم يصب إلا من خرج من الدنيا لم يشرك بالله شيئا فأخرجهم حتى جعلهم
بفناء الجنة ثم رجع إلى ربه فأمده بماء ونور ثم دخل فنضح فلم يصب إلا من
شاء الله ثم لم يصب إلا من خرج من الدنيا لم يشرك بالله شيئا فأخرجهم حتى
جعلهم بفناء الجنة ثم أذن الله للشفعاء فشفعوا لهم فأدخلهم الله الجنة
برحته وشفاعة الشافعين.
وأخرج البيهقي في البعث عن ابن مسعود قال :
يعذب الله قوما من أهل الإيمان ثم يخرجهم بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم
حتى لا يبقى إلا من ذكر الله {ما سلككم في سقر} إلى قوله : {شفاعة
الشافعين}.
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة {فما لهم عن التذكرة معرضين} قال : عن القرآن.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {كأنهم حمر} مثقلة {مستنفرة} بخفض الفاء.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن المنذر عن الحسن وأبي رجاء أنهما قرآ {مستنفرة} يعني بنصب الفاء.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم
عن أبي موسى الأشعري في قوله : {فرت من قسورة} قال : هم الرماة رجال القنص
، واخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : القسورة
الرجال الرماة رجال القنص.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن
حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي جمرة قال : قلت لابن عباس
قال : القسورة الأسد ، فقال : ما أعلمه بلغة أحد من العرب الأسد هم عصبة
الرجال.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة} قال : وحشية فرت من رماتها.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير {فرت من قسورة} قال : القناص ، واخرج عَبد
بن حُمَيد عن مجاهد {فرت من قسورة} قال : القناص الرماة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي مالك قال : القسورة الرماة.
وَأخرَج الخطيب في تاريخه عن عطاء بن أبي رباح مثله.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة قال : القسورة النبل.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {من قسورة} قال : من حبال الصيادين.
وأخرج سفيان بن عيينة في تفسيره وعبد الرزاق ، وَابن المنذر عن ابن
عباس {من قسورة} قال : هو ركز الناس يعني أصواتهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {من قسورة} قال : هو بلسان العرب الأسد وبلسان الحبشة قسورة.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن أبي هريرة في قوله : {فرت من قسورة} قال : الأسد.
أخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن السدي عن أبي صالح قال :
قالوا : إن كان محمدا صادقا فليصبح تحت رأس كل رجل منا صحيفة فيها براءته
وأمنته من النار فنزلت {بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة}.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {بل يريد كل امرئ
منهم أن يؤتى صحفا منشرة} قال : إلى فلان بن فلان من رب العالمين يصبح عند
رأس كل رجل صحيفة موضوعة يقرؤها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر
عن قتادة رضي الله عنه في قوله : {بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا
منشرة} قال : قد قال قائلون من الناس لمحمد صلى الله عليه وسلم :
إن
سرك أن نتابعك فائتنا بكتاب خاصة يأمرنا باتباعك وفي قوله : {كلا بل لا
يخافون الآخرة} قال : ذلك الذي أضحك بالقوم وأفسدهم أنهم كانوا لا يخافون
الآخرة ولا يصدقون بها وفي قوله : {كلا إنها تذكرة} قال : هذا القرآن وفي
قوله : {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} قال : إن ربنا محقوق أن تتقى محارمه
وهو أهل أن يغفر الذنوب الكثيرة لعباده.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه {كلا بل لا يخافون الآخرة} قال : هذا الذي فضحهم.
وأخرج
أحمد والدارمي والترمذي والنسائي ، وَابن ماجة والبزار وأبو يعلى ، وَابن
جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن عدي والحاكم وصححه ،
وَابن مردويه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية {هو أهل
التقوى وأهل المغفرة} فقال : قد قال ربكم أنا أهل أن أتقى فمن لم يجعل معي
إلها فأنا أهل أن أغفر له.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن
دينار قال : سمعت أبا هريرة رضي الله عنه ، وَابن عمر ، وَابن عباس رضي
الله عنهم يقولون : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله : {هو
أهل التقوى وأهل المغفرة} قال : يقول الله أنا أهل أن أتقى فلا يجعل معي
شريك فإذا اتقيت ولم يجعل معي شريك فأنا أهل أن أغفر ما سوى ذلك.
وأخرج
الحكيم والترمذي في نوادر الأصول عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : قال الله أنا أكرم وأعظم عفوا من أن أستر على
عبد لي في الدنيا ثم أفضحه بعد أن سترته ولا أزال أغفر لعبدي ما استغفرني
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى : إني لأجدني أستحي
من عبدي يرفع يديه إلي ثم أردهما ، قالت
الملائكة : إلهنا ليس لذلك
بأهل ، قال الله : لكني أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم أني قد غفرت له
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويقول الله : إني لأستحي من عبدي
وأمتي يشيبان في الإسلام ثم أعذبهما بعد ذلك في النار
بسم الله الرحمن الرحيم
75
- سورة القيامة.
مكية وآياتها أربعون.
الآية 1 - 13.
أَخْرَج
ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن
عباس قال : نزلت سورة القيامة وفي لفظ : نزلت {لا أقسم بيوم القيامة} بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال : نزلت سورة {لا أقسم} بمكة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة قال : حدثنا أن عمر بن الخطاب قال
: من سأل عن يوم القيامة فليقرأ هذه السورة والله أعلم.
أخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله : {لا أقسم بيوم القيامة} يقول : أقسم.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن
عباس عن قوله : {لا أقسم بيوم القيامة} قال : يقسم ربك بما
شاء من
خلقه قلت : {ولا أقسم بالنفس اللوامة} قال : من النفس الملومة ، قلت :
{أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوي بنانه} قال : لو
شاء لجعله خفا أو حافرا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة
{لا أقسم بيوم القيامة} قال : يقسم الله بما شاء من خلقه {ولا أقسم بالنفس
اللوامة} الفاجرة قال : يقسم بها.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {بالنفس اللوامة} قال : المذمومة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن ابن عباس {بالنفس اللوامة} قال : التي تلوم على الخير والشر تقول لو فعلت كذا وكذا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {بالنفس اللوامة} قال : تندم على ما فات وتلوم عليه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد {بالنفس اللوامة} قال : تندم على ما فات وتلوم عليه.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي الدنيا في محاسبة النفس عن الحسن {ولا أقسم
بالنفس اللوامة} قال : إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه ما أردت بكلمتي ما
أردت بأكلتي ما أردت بحديثي نفسي ولا أراه إلا يعاتبها وإن الفاجر يمضي
قدما لا يعاتب نفسه.
وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس {بلى قادرين على أن نسوي بنانه} قال : نجعلها كفا ليس فيه أصابع.
وأخرج
عبد الرزاق ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {بلى قادرين على
أن نسوي بنانه} قال : لو شاء لجعله كخف البعير أو كحافر الحمار ولكن جعله
الله خلقا سويا حسنا جميلا تقبض به وتبسط به يا ابن آدم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد {على أن نسوي بنانه} قال : يجعل رجليه كخف البعير فلا يعمل بها شيئا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {على أن نسوي بنانه} قال : إن شاء رده مثل خف البعير حتى لا ينتفع.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن الضحاك {على أن نسوي بنانه} قال : يجعل رجليه كخف البعير فلا يعمل بهما شيئا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {على أن نسوي بنانه} قال : إن شاء رده مثل خف الجمل حتى لا ينتفع به.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {على أن نسوي بنانه} قال : على أن نجعل يديه ورجليه مثل خف البعير.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية
{بلى قادرين على أن نسوي بنانه} فقال : إن الله أعف مطعم ابن آدم ولم
يجعله خفا ولا حافرا فهو يأكل بيديه فيتقي بها وسائر الدواب إنما يتقي
الأرض بفمه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} قال : يمضي قدما.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن جَرِير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {بل يريد
الإنسان ليفجر أمامه} قال : هو الكافر يكذب بالحساب.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب.
وأخرج
ابن أبي الدنيا في ذم الأمل والبيهقي في شعب الإيمان عن عباس رضي الله
عنهما {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} قال : يقدم الذنب ويؤخر التوبة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} قال : يمضي أمامه راكبا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الحسن {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} قال : يمشي قدما في معاصي الله.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة {بل يريد الإنسان
ليفجر أمامه} قال : لا تلقى ابن آدم إلا تنزع نفسه إلى معصية الله قدما
قدما إلا من عصم الله وفي قوله : {يسأل أيان يوم القيامة} يقول : متى يوم
القيامة.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن
المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن
عباس في قوله : {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} قال : يقول سوف أتوب {يسأل
أيان يوم القيامة} قال : يقول
متى يوم القيامة ، قال : فبين له {فإذا برق البصر}.
وَأخرَج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {فإذا برق البصر} يعني الموت.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {فإذا برق البصر} يعني الموت.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة
{فإذا برق البصر} قال : شخص البصر {وخسف القمر} يقول : ذهب ضوءه.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {فإذا
برق البصر} قال : عند الموت {وخسف القمر وجمع الشمس والقمر} قال : كورا
يوم القيامة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {وجمع الشمس والقمر} قال : كورا يوم القيامة.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر عن عطاء بن يسار في قوله : {وجمع الشمس والقمر}
قال : يجمعان يوم القيامة ثم يقذفان في البحر فيكون نار الله الكبرى.
وأخرج
أبو عبيد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عبد الله بن خالد قال :
قرأها ابن عباس {أين المفر} بنصب الميم وكسر الفاء ، قال : وقرأها يحيى بن
وثاب {أين المفر} بنصب الميم والفاء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي
الدنيا في كتاب الأهوال ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم
من طرق عن ابن عباس في قوله : {لا وزر} قال : لا حصن ولا ملجأ وفي لفظ لا
حرز وفي لفظ لا جبل.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال
له : أخبرني عن قوله : {لا وزر} قال : الوزر الملجأ ، قال : وهل تعرف
العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت عمرو بن كلثوم وهو يقول :
لعمرك ما إن له صخرة * لعمرك ما إن له من وزر.
وَأخرَج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي الدنيا في الأهوال ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم عن ابن مسعود في قوله : {لا وزر} قال : لا حصن.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير وعطية وأبي قلابة مثله.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن الحسن في قوله : {كلا لا وزر} قال : كانت العرب إذا نزل
بهم الأمر الشديد قالوا : الوزر الوزير فلما أن جاء الله بالإسلام قال :
{كلا لا وزر} قال : لا جبل.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن الحسن
قال : كان الرجل يكون في ماشيته فتأتيه الخيل بغتة فيقول له صاحبه : الوزر
الوزير أي أقصد الجبل فتحصن به.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله : {لا وزر} قال : لا جبل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي قلابة {لا وزر} قال :
لا غار لا ملجأ.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك {لا وزر} قال : لا جبل محرزة.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله : {لا وزر} قال : لا وزر يعني الجبل بلغة حمير.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جريرعن مطرف {لا وزر} قال : لا جبل.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة قال {لا وزر} قال : لا جبل ولا
حرز ولا ملجأ ولا منجى {إلى ربك يومئذ المستقر} قال : المنتهى {ينبأ
الإنسان يومئذ بما قدم} قال : من طاعة الله {وأخر} قال : وما ضيع من حق
الله.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد وإبراهيم {ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر} قال : بأول عمله وآخره.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة في الآية قال : بما قدم من الذنوب والشر
والخطايا وما أخر من الخير.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن ابن مسعود
في قوله : {ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر} بما قدم من عمله وما أخر من
سنة عمل بها من بعده من خير أو شر.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر} قال : بما عمل قبل موته وما يسن فعمل به بعد موته.
وأخرج
ابن المنذر عن أبي صالح في قوله : {ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر} قال
: قدم من حسنة أو أخر من سنة حسنة عمل بها بعده علما علمه صدقة أمر بها.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر} يقول : بما قدم من المعصية وأخر من الطاعة فينبأ بذلك.
وأخرج
ابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين عن الحسن في قوله : {ينبأ الإنسان يومئذ
بما قدم وأخر} قال : ينزل ملك الموت عليه مع حفظة فيعرض
عليه الخير والشر فإذا رأى حسنة هش وأشرق وإذا رأى سيئة غض وقطب.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن مجاهد قال : بلغنا أن نفس المؤمن لا تخرج حتى يعرض عليه عمله خيره وشره.
الآية 14 - 19.
أَخرَج
عَبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر من طريق عن ابن عباس في قوله :
{بل الإنسان على نفسه بصيرة} قال : الإنسان شهيد على نفسه وحده {ولو ألقى
معاذيره} قال : ولو اعتذر.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير مثله.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {بل
الإنسان على نفسه بصيرة} قال : شاهد عليها بعملها {ولو ألقى معاذيره} قال
: واعتذر يومئذ بباطل لم يقبل الله ذلك منه يوم القيامة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد {على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره} قال : لو جادل عنها هو بصير عليها.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {ولو ألقى معاذيره} قال : حجته.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن عمران بن جبير قال : قلت
لعكرمة : {بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره} فسكت وكان يستاك
فقلت : إن الحسن قال : يا ابن آدم عملك أحق بك قال : صدقت.
وأخرج عَبد
بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة {بل الإنسان على نفسه بصيرة} قال : إذا
شئت رأيته بصيرا بعيون الناس غافلا عن عيبه قال : وكان يقال في الإنجيل :
مكتوب يا ابن آدم أتبصر القذاة في عين أخيك ولا تبصر الجذل المعترض في
عينك.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {بل
الإنسان على نفسه بصيرة} قال : سمعه وبصره ويده ورجليه وجوارحه {ولو ألقى
معاذيره} قال : ولو تجرد من ثيابه.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {ولو ألقى معاذيره} قال : ستوره بلغة أهل اليمن.
أخرج
الطيالسي وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي ،
وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن الأنباري في
المصاحف والطبراني ، وَابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن
ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة
وكان يحرك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتلفت منه يريد أن يحفظه فأنزل الله
{لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه} قال : يقول إن علينا أن
نجمعه في صدرك ثم تقرؤه {فإذا قرأناه} يقول : إذا أنزلناه عليك {فاتبع
قرآنه} فاستمع له وأنصت {ثم إن علينا بيانه} بينه بلسانك وفي لفظ علينا أن
نقرأه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق ،
وفي لفظ استمع فإذا ذهب قرأ كما وعده الله عز وجل.
وأخرج ابن المنذر ،
وَابن مردويه عن ابن عباس قال : كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إذا نزل
عليه القرآن تعجل بقراءته ليحفظه فنزلت هذه الآية {لا تحرك به لسانك} وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم ختم سورة حتى ينزل عليه بسم الله
الرحمن الرحيم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال
: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفتر عن القرآن مخافة أن ينساه
فقال الله : لا تحرك به لسانك {إن علينا جمعه} أن نجمعه لك {وقرآنه} أن
تقرأه فلا تنسى {فإذا قرأناه} عليك {فاتبع قرآنه} يقول : إذا يتلى عليك
فاتبع ما فيه {ثم إن علينا بيانه} يقول : حلاله وحرامه فذلك بيانه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {فإذا قرأناه} قال : بيناه {فاتبع قرآنه} يقول : اعمل به.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {لا
تحرك به لسانك} قال : كان يستذكر القرآن مخافة النسيان فقيل له : كفيناكه
يا محمد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة {لا تحرك به
لسانك لتعجل به} قال : كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يحرك لسانه
بالقرآن مخافة النسيان ، فأنزل الله ما تسمع {إن علينا جمعه وقرآنه} يقول
: إن علينا حفظه
وتأليفه {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} يقول اتبع حلاله واجتنب حرامه {ثم إن علينا بيانه} قال : بيان حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته.
الآية 20 - 25.
أَخرَج سعيد بن منصور عن مجاهد أنه كان يقرأ / {كلا بل يحبون العاجلة ويذرون الآخرة > /.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ كلا بل تحبون العاجلة بالتاء وتذرون الآخرة بالتاء.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : / {كلا بل يحبون العاجلة ويذرون الآخرة
> / قال : اختار أكثر الناس العاجلة إلا من رحم الله وعصم.
وأخرج
عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله : {كلا بل تحبون
العاجلة} قال : عجلت لهم الدنيا سناها وخيرها وغيبت عنهم الآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {وجوه يومئذ ناضرة} قال :
ناعمة.
وأخرج
ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عن
ابن عباس في قوله : {وجوه يومئذ ناضرة} قال : يعني حسنها {إلى ربها ناظرة}
قال : نظرت إلى الخالق.
وأخرج ابن المنذر والآجري عن محمد بن كعب القرظي في قوله : {وجوه يومئذ ناضرة} قال : نضر الله تلك الوجوه وحسنها للنظر إليه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم واللالكائي عن مجاهد {وجوه يومئذ ناضرة} قال : مسرورة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي صالح {وجوه يومئذ ناضرة} قال : بهجة لما هي فيه من النعمة.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {وجوه يومئذ ناضرة} قال : النضارة البياض والصفاء {إلى ربها ناظرة} قال : ناظرة إلى وجه الله.
وأخرج
ابن المنذر والآجري واللالكائي والبيهقي عن عكرمة {وجوه يومئذ ناضرة} قال
: ناضرة من النعيم {إلى ربها ناظرة} قال : تنظر إلى الله نظرا.
وأخرج الدارقطنى والآجري واللالكائي والبيهقي عن الحسن في الآية قال : النضرة الحسن نظرت إلى ربها فنضرت بنوره.
وأخرج ابن جرير عن الحسن {وجوه يومئذ ناضرة} يقول : حسنة {إلى ربها ناظرة} قال : تنظر إلى الخالق.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن عكرمة في قوله : {وجوه يومئذ ناضرة} قال : مسرورة {إلى
ربها ناظرة} قال : انظر ما أعطى الله عبده من النور في عينيه أن لو جعل
نور أعين جميع خلق الله من الإنس والجن والدواب وكل شيء خلق الله فجعل نور
أعينهم في عيني عبد من عباده ثم كشف عن الشمس سترا واحدا ودونها سبعون
سترا ما قدر على أن ينظر إلى الشمس والشمس جزء من سبعين جزءا من نور
الكرسي والكرسي جزء من سبعين جزءا من نور العرش والعرش جزء من سبعين جزءا
من نور الستر ، قال عكرمة : انظروا ماذا أعطى الله عبده من النور في عينيه
أن نظر إلى وجه الرب الكريم عيانا.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} قال : تنظر إلى وجه ربها.
وأخرج
ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول
الله : {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} قال : ينظرون إلى ربهم بلا
كيفية ولا حد محدود ولا صفة معلومة.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد
بن حُمَيد والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والآجري في الشريعة
والدارقطني في الرؤية والحاكم ، وَابن مردويه واللالكائي في السنة
والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أدنى
أهل الجنة منزلا لمن ينظر إلى جناته وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف
سنة وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية ثم قرأ رسول الله صلى
الله عليه وسلم : {وجوه يومئذ ناضرة} قال : البياض والصفاء {إلى ربها
ناظرة} قال : تنظر كل يوم في وجه الله.
وأخرج عبد الرزاق وأحمد ، وعَبد
بن حُمَيد والبخاري ومسلم والنسائي والدارقطنى في الرؤية والبيهقي في
الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال : قال الناس يا رسول الله هل نرى ربنا
يوم القيامة قال : هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا : لا يا رسول
الله ، قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك يجمع الله الناس
فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من
كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون فيقول : أنا ربكم فيقولون : نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا أتانا ربنا عرفناه فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون فيقول : أنا ربكم فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه ، ويضرب جسر جهنم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأكون أول من يجيز ودعاء الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفيه كلابيب مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمتها إلا الله فتخطف الناس بأعمالهم منهم الموبق بعمله ومنهم المخردل ثم ينجو حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرجه ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله أمر الملائكة أن يخرجوهم فيعرفونهم بآثار السجود فيخرجونهم قد امتحشوا فيصب عليهم ماء يقال له ماء الحياة فينبتون نبات الحبة في جميل السيل ، ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار فيقول : يا رب قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها فأصرف وجهي عن النار فلا يزال يدعوا الله فيقول لعلي : إن
أعطيتك
ذلك تسألني غيره فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره ، فيصرف وجهه عن النار ثم
يقول بعد ذلك : يا رب قربني إلى باب الجنة فيقول : أليس قد زعمت لا تسألني
غيره ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فلا يزل يدعو فيقول لعلي : إن أعطيتك ذلك
تسألني غيره فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره ، فيعطي الله من عهود ومواثيق
أن لا يسأله غيره فيقربه إلى باب الجنة فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله
أن يسكت فيقول : رب أدخلني الجنة ، فيقول : أليس قد زعمت أن لا تسألني
غيره ويلك يا ابن آدم ما أغدرك ، فيقول : رب لا تجعلني أشقى خلقك فلا يزال
يدعو حتى يضحك الله عز وجل فإذا ضحك منه أذن له في الدخول فيها فإذا دخل
فيها قيل له : تمن من كذا فيتمنى ثم يقال له : تمن من كذا فيتمنى حتى
تنقطع به الأماني فيقول : هذا لك ومثله معه ، قال أبو هريرة : وذلك الرجل
آخر أهل الجنة دخولا الجنة ، قال : وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة لا
يغير عليه شيئا من حديثه حتى انتهى إلى قوله : هذا لك ومثله معه ، قال أبو
سعيد : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : هذا لك وعشرة أمثاله قال
أبو هريرة : حفظت ومثله معه.
وأخرج الدارقطنى في الرؤية عن أبي هريرة قال : سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله : هل نرى ربنا يوم القيامة قال : هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحاب قالوا : لا يا رسول الله قال : فهل تضارون في رؤية الشمس عند الظهيرة ليست في سحاب قالوا : لا يا رسول الله ، قال : فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم عز وجل كما لا تضارون في رؤيتهما فيلقى العبد فيقول : يا عبدي ألم أكرمك ألم أسودك ألم أزوجك ألم أسخر لك الخيل والإبل وأتركك ترأس وتربع فيقول : بلى يا رب ، قال : فاليوم أنساك ما نسيتني ثم يلقى الثاني فيقول : ألم أسودك ألم أزوجك ألم أسخر لك الخيل والإبل وأتركك ترأس وتربع فيقول : بلى يا رب ، قال : أفننت أنك ملاقي قال : لايارب ، قال : فاليوم أنساك كما نسيتني ، قال : ثم يلقى الثالث فيقول : ما أنت فيقول : أنا عبدك آمنت بك وبنبيك وبكتابك وصمت وصليت وتصدقت
ويثني بخير ما استطاع فيقال له : ألا نبعث عليك شاهدا فيفكر في نفسه من الذي يشهد علي قال : فيختم على فيه ويقال لفخذه انطقي فينطق فخذه ولحمه وعظمه بما كان يعمل ذلك المنافق وذلك بعذر من نفسه وذلك الذي يسخط الله عليه ثم ينادي مناد : ألا اتبعت كل أمة ما كانت تعبد فيتبع أولياء الشيطان الشيطان واتبعت اليهود والنصارى أولياءهم إلى جهنم ثم نبقى أيها المؤمنون فيأتينا ربنا عز وجل وهو ربنا فيقول : علام هؤلاء قيام فيقولون : نحن عباد الله المؤمنون عبدناه وهو ربنا وهو آتينا ومثيبنا وهذا مقامنا فيقول الله عز وجل : أنا ربكم فامضوا فيوضع الجسر وعليه كلاليب من نار تخطف الناس فعند ذلك حلت الشفاعة أي اللهم سلم فإذا جاوز الجسر فمن أنفق زوجا من المال مما يملك في سبيل الله وكل خزنة الجنة يدعوه يا عبد الله يا مسلم هذا خير فتعال ، قال أبو بكر : يا رسول الله إن ذلك العبد لا ترى عليه يدع بابا ويلج من آخر فضرب
النبي صلى الله عليه وسلم منكبيه وقال : والذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكون منهم.
وأخرج
الدارقطني في الرؤية عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة جاء الرب عز وجل إلى
المؤمنين فوقف عليهم والمؤمنون على كوم فيقول : هل تعرفون ربكم عز وجل
فيقولون : إن عرفنا نفسه عرفناه ، فيقول لهم الثانية : هل تعرفون ربكم
فيقولون : إن عرفنا نفسه عرفناه.
فتجلى له عز وجل فيضحك في وجوههم فيخرون له سجدا.
وأخرج
النسائي والدارقطني وصححه عن أبي هريرة قال : قلنا يا رسول الله هل نرى
ربنا قال : هل ترون الشمس في قوم لاغيم فيه وترون القمر في ليلة لا غيم
فيها قلنا : نعم قال : فإنكم سترون ربكم عز وجل حتى إن أحدكم ليحاضر ربه
محاضرة فيقول عبدي : هل تعرف ذنب كذا وكذا فيقول : ألم تغفر لي فيقول :
بمغفرتي صرت إلى هذا.
وأخرج الدارقطني عن أبي هريرة أن النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم قال : ترون الله عز وجل يوم القيامة كما ترون القمر ليلة
البدر أو كما ترون الشمس ليس دونها
سحاب.
وأخرج أحمد ، وعَبد بن
حُمَيد والدارقطني ، عَن جَابر عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : أن الله
ليتجلى للناس عامة وتجلى لأبي بكر خاصة.
وأخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد
والبخاري ومسلم والدارقطني والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال :
قلنا يا رسول الله : هل نرى ربنا يوم القيامة قال : هل تضارون في رؤية
الشمس بالظهيرة صحوا ليس فيه سحاب قلنا : لا يا رسول الله ، قال : هل
تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيه سحاب قالوا : لا يا رسول
الله قال : ما تضارون في رؤيته يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد والدارقطني ، وَابن مردويه عن أبي موسى الأشعري قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : يجمع الله الأمم يوم القيامة بصعيد واحد
فإذا أراد الله عزوجل أن يصدع بين خلقه مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون
فيتبعونهم حتى يقحموهم النار ثم يأتينا ربنا عز وجل ونحن على مكان رفيع
فيقول : من أنتم فيقولون : نحن المسلمون فيقول : ما تنتظرون
فيقولون
: ننتظر ربنا عز وجل ، فيقول : وهل تعرفونه إن رأيتموه فيقولون : نعم
فيقول : كيف تعرفونه ولم تروه فيقولون : نعرفه إنه لا عدل له ، فيتجلى لنا
ضاحكا ثم يقول : أبشروا يا معشر المسلمين فإنه ليس منكم أحد إلا جعلت له
مكانه في النار يهوديا أو نصرانيا.
وأخرج ابن عساكر عن أبي موسى : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا كان يوم القيامة مثل لكل قوم ما
كانوا يعبدون في الدنيا ويبقى أهل التوحيد فيقال لهم : ما تنتظرون وقد ذهب
الناس فيقولون : إن لنا لربا كنا نعبده في الدنيا لم نره ، قال : وتعرفونه
إذا رأيتموه فيقولون : نعم فيقال لهم : وكيف تعرفونه ولم تروه
قالوا :
إنه لا شبيه له ، قال : فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله تبارك وتعالى
فيخرون له سجدا ويبقى في ظهورهم مثل صياصي البقر يريدون السجود فلا
يستطيعون فذلك قول الله عز وجل : (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا
يستطيعون) (سورة القلم الآية 42) ويقول الله عز وجل : عبادي ارفعوا رؤوسكم
فقد جعلت بدل وفي لفظ فداء كل رجل منكم رجلا من اليهود أو النصارى في
النار.
وأخرج الدارقطني عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من أحد إلا ويخلو الله به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر.
وأخرج
الدارقطني عن عبد الله بن عمرو قال : ليخلون الله عز وجل بكم يوم القيامة
واحدا واحدا في المسألة حتى تكونوا في القرب منه أقرب من هذا وأشار إلى
شيء قريب.
وأخرج الدارقطنى عن ابن عمر عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقال : يوم القيامة أول يوم نظرت فيه عين إلى الله عز وجل.
وأخرج
أحمد ومسلم والدارقطني من طريق أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يسأل
عن الورود فقال : نحن يوم القيامة على كوم فوق الناس فتدعى الأمم بأوثانها
وما كانت تعبد الأول فالأول ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول : ما تنتظرون
فيقولون : ننتظر ربنا ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : حتى ننظر إليك فتجلى
لهم يضحك فينطلق بهم ويتبعونه ويعطي كل إنسان منهم نورا.
وأخرج
الدارقطني ، عَن جَابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : يتجلى لنا ربنا عز وجل ينظرون إلى وجهه فيخرون له سجدا فيقول :
ارفعوا رؤوسكم فليس هذا بيوم عبادة.
وأخرج الدارقطنى ، عَن جَابر قال : قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : إن الله ليتجلى للناس عامة ويتجلى لأبي بكر الصديق خاصة.
وأخرج
الدارقطني والخطيب عن أنس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم اقرأه هذه
الآية {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} قال : والله ما نسختها منذ
أنزلها يزورون ربهم تبارك وتعالى فيطعمون ويسقون ويتطيبون ويحلون ويرفع
الحجاب بينه وبينهم فينظرون إليه وينظر إليهم عز وجل وذلك قوله : عز وجل
(لهم رزقهم فيها بكرة وعشيا) (سورة مريم الآية 62).
وأخرج الدارقطني عن
أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان يوم القيامة رأى
المؤمنون ربهم عز وجل فاحدثم عهدا بالنظر إليه في كل جمعة ويراه المؤمنات
يوم الفطر ويوم النحر.
وأخرج الدارقطني عن أنس قال : بينما نحن حول
رسول صلى الله عليه وسلم إذا قال [ إذ قال ] : أتاني جبريل وفي يده
كالمرآة البيضاء في وسطها كالنكتة السوداء قلت يا جبريل : ما هذا قال :
هذا يوم الجمعة يعرض عليك ربك ليكون لك عيدا ولأمتك من بعدك ، قلت يا
جبريل : فما هذه النكتة السوداء قال : هذه
الساعة وهي تقوم في يوم الجمعة وهو سيد أيام الدنيا ونحن ندعوه في الجنة يوم المزيد ، قلت يا جبريل : ولم تدعونه يوم المزيد قال : لأن الله عز وجل اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة ينزل ربنا على كرسي إلى ذلك الوادي وقد حف العرش بمنابر من ذهب مكللة بالجوهر وقد حفت تلك المنابر بكراسي من نور ثم يأذن لأهل الغرفات فيقبلون يخوضون كثائب المسك إلى الركب عليهم أسورة الذهب والفضة وثياب السندس والحرير حتى ينتهوا إلى ذلك الوادي فإذا اطمأنوا فيه جلوسا نبعث الله عز وجل عليهم ريحا يقال لها المثيرة فثارت ينابيع المسك الأبيض في وجوههم وثيابهم وهم يومئذ جرد مكعلون أبناء ثلاث وثلاثين يضرب جمامهم إلى سررهم على صورة آدم يوم خلقه الله عز وجلز فينادي رب العزة تبارك وتعالى رضوان وهو خازن الجنة فيقول : يا رضوان ارفع الحجب بيني وبين عبادي وزواري فإذا رفع الحجب بينه وبينهم فرأوا بهاءه ونوره هبوا له سجودا فيناديهم عز وجل بصوت : ارفعوا رؤوسكم فإنما كانت العبادة في الدنيا وأنتم اليوم دار الجزاء سلوني ما شئتم فأنا ربكم الذي صدقتكم وعدي وأتممت عليكم نعمتي فهذا محل كرامتي فسلوني ما شئتم ، فيقولون : ربنا وأي خير لم تفعله بنا ألست الذي أعنتنا
على سكرات الموت وآنست منا
الوحشة في ظلمات القبور وآمنت روعتنا عند النفخة في الصور ألست أقلتنا
عثراتنا وسترت علينا القبيح من فعلنا وثبت على جسر جهنم أقدامنا ألست الذي
ادنيتنا في جوارك وأسمعتنا من لذادة منطقك وتجليت لنا بنورك فاي خير لم
تفعله بنا فيعود عز وجل فيناديهم بصوته فيقول : أنا ربكم الذي صدقتكم وعدي
وأتممت عليكمن نعمتي فسلوني فيقولون : نسألك رضاك ، فيقول : رضاي عنكم
أقلتكم عثراتكم وسترت
عليكم القبيح من أموركم وأدنيت مني جواركم
وأسمعتكم لذاذة منطقي وتجليت لكم بنوري فهذا محل كرامتي فسلوني ، فيسألونه
حتى تنتهي مسألتهم ثم يقول عز وجل : سلوني فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم ، ثم
يقول عز وجل : سلوني فيقولون : رضينا ربنا وسلمنا فيزيدههم من مزيد فضلة
وكرامته ويزيد زهرة الجنة مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطرت على قلب بشر
ويكون كذلك حتى مقدار متفرقهم من الجمعة ، قال أنس : فقلت : بأبي وأمي يا
رسول الله وما مقدارتفرقهم قال : كقدر الجمعة إلى الجمعة ، قال : يحمل عرش
ربنا العليون معهم الملائكة والنبيون ثم يؤذن لأهل الغرفات فيعودون إلى
غرفهم
وهم غرفتان زمردتان خضروان وليسوا إلى شيء أشوق منهم إلى ويوم الجمعة
لينظروا إلى ربهم وليزيدهم من مزيد فضله وكرامته ، قال أنس : سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بيني وبينه أحد.
وأخرج عبد الله بن
أحمد في زوائد المسند والحاكم عن لقيط بن عامر أنه خرج وافدا إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم ومعه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم قال : فخرجت
أنا وصاحبي حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من صلاة
الغداة فقام في الناس خطيبا فقال : يا أيها الناس ألا إني قد خبأت لكم
صوتي منذ أربعة أيام لأسمعكم ألا فهل من امرئ بعثه قومه فقالوا اعلم لنا
ما يقول رسول الله الأتم لعله أن يلهيه حديث نفسه أو حديث صاحبه أو يلهيه
الضلال ألا إني مسؤول هل بلغت أل اسمعوا تعيشوا ألا اجلسوا ألا اجلسو ،
قال : فجلس الناس وقمت أنا وصاحبي حتى إذا فرغ لنا فؤاده وبصره قلنا يا
رسول الله ما عندك من علم الغيب فضحك لعمر الله وهز رأسه وعلم أني الفتى
فقال : ضن ربك عز وجل بمفاتيح خمس من الغيب لا يعلمها إلا الله وأشار بيده
، قلت وما هن قال : علم
المنية قد علم متى منية أحدكم ولا تعلمونه ،
وعلم ما في الغد ما أنت طاعم غذا ولا تعلمه وعلم يوم الغيم يشرف عليكم إذا
قنطتم مشفقين فيظل يضحك قد علم أن غيركم إلى قريب ، قال لقيط : قلت لن
نعدم من رب يضحك خيرا وعلم يوم الساعة ، قلت يا رسول الله : علمنا ما يعلم
الناس وما يعلم صاحبي فإنا في قبيل لا يصدقون تصديقنا من أحد مذحج التي
قربوا علينا خثعم التي توالينا وعشيرتنا التي نحن منها ، قال : تلبثون ما
لبثتم ثم يتوفى نبيكم ثم تلبثون ما لبثتم ثم تبعث
الصائحة لعمر
إلهك ما تدع على ظهرها من شيء إلا مات والملائكة الذين مع ربك عز وجل فأصبح ربك عز وجل يطوف في البلاد وقد خلت عليه البلاد فأرسل ربك السماء بمهضب من عند العرش ولعمر إلهك ما تدع على ظهرها من مصدع قتيل ولا مدفن ميت إلا شقت الأرض عنه حتى تجعله من عند رأسه فيستوي جالسا يقول ربك مهيم لما كان فيه ، يقول يا رب أمس اليوم ولعهده بالحياة يحسبه حديثا بأهله فقلت يا رسول الله : كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والبلى والسباع قال : أنبئك بمثل ذلك من آلاء الأرض أشرفت عليها وهي مذرة بالية فقلت : لا تحيا أبدا ثم أرسل ربك عليها السماء فلم تلبث عنك إلا أياما حتى أشرفت عليها وهي سرية واحدة ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعهم من الماء وعلى أن يجمعهم من نبات الأرض فيخرجون من الأصواء أو من مصارعهم فينظرون إليه وينظر إليهم قلت يا رسول الله : وكيف ونحن ملء الأرض وهو شخص واحد ينظر إلينا
وننظر إليه قال : أنبئك بمثل ذلك من آلاء الله الشمس والقمر آية منه صغيرة ترونهما ويريانكم ساعة واحدة وتريانهما لا تضارون في رؤيتهما ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم وترونه أو ترونهما ويريانكم لا تضارون في رؤيتهما ، قلت يا رسول الله : فما يفعل بنا ربنا إذا لقيناه قال : تعرضون عليه بادية له صفحاتكم لا تخفى عليه منكم خافية فيأخذ ربك بيده غرفة من ماء فينضح قبلكم بها فلعمر إلهك ما يخطئ وجه أحد منه قطرة فأما المسلم فتدع وجهه مثل الربطة البيضاء وأما الكافر فتخطمه بمثل الحميم الأسود ، ألا ثم ينصرف نبيكم صلى الله عليه وسلم ويصرف على أثره الصالحون فيسلكون جسرا من النار فيظل أحدكم يقول : حس يقول ربك : أو أنه فتطلعون على حوض الرسول على أظمأ والله ناهلة قط رأيتها ولعمر إلهك ما يبسط واحد منكم يده إلا وقع
عليها
قرح بطهره من الطرف والبول والأذى ويحبس الشمس والقمر ولا ترون منهما
واحدا ، قلت يا رسول الله : فيم نبصر قال : بمثل بصرك ساعتك هذه وذلك قبل
طلوع الشمس في يوم أشرقت الأرض ، قلت يا رسول الله : فما يجزي من حسناتنا
وسيئاتنا قال الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها إلا أن يعفوا ربك قلت يا
رسول الله : ما الجنة وما النار قال : لعمر إلهك أما للنار فسبعة أبواب ما
منهن باب إلا يسير الراكب فيها سبعين عاما ، قلت يا رسول الله : فعلام
نطلع من الجنة قال : على أنهار من عسل مصفى وأنهار من كأس ما بها من
صداع
ولا ندامة وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وماء غير آسن وفاكهة لعمر إلهك ما
تعلمون وخير من مثله معه وأزواج مطهرة ، قلت يا رسول الله : ولنا فيها
أزواج قال : الصالحات للصالحين تلذونهم بمثل لذاتكم في الدنيا ويتلذذ بكم
غير أن لا توالد ، قال لقيط : فقلت أقصى ما نحن بالغون ومنتهون إليه قلت
يا رسول الله : علام أبايعك فبسط النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يده وقال :
على إقام الصلاة وإيتاء
الزكاة وزيال الشرك وأن لا تشرك بالله شيئا غيره ، قلت : وإن لنا ما بين المشرق والمغرب ، فقبض النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يده وبسط أصابعه وظن أني مشترط شيئا لا يعطينه ، قلت : نحل منها حيث شئنا ولا يجني على أمرئ إلا نفسه ، فبسط يده وقال : ذلك لك تحلة حيث شئت ولا يجني عليك إلا نفسك : قال : فانصرفنا وقال لنا : إن هذين لعمر إلهك من أتقى الناس في الدنيا والآخرة ، فقال له كعب : من هم يا رسول الله قال : بنو المنتقف أهل ذلك ، فانصرفنا وأقبلت عليه فقلت يا رسول الله : هل لأحد فيما مضى من خير في جاهليتهم قال : قال رجل من عرض قريش : والله إن أباك المنتقف لفي النار ، قال : فلكأنه وقع من بين جلدي ووجهي مما قال لأبي على رؤوس الناس فهممت أن أقول أبوك يا رسول الله ، ثم قلت يا رسول الله : وأهلك قال : وأهلي لعمر الله ما أتيت عليه من قبر عامري أو قرشي مشرك فقل أرسلني إليك محمد فأبشرك بما يسوءك تجر على وجهك وبطنك في النار ، قلت يا رسول الله : ما فعل بهم ذلك وقد كانوا على عمل لا
يحسنون
إلا إياه وقد كانوا يحسبون أنهم مصلحون قال : ذلك بما قال : بأن الله بعث
في آخر كل سبع أمم نبيا فمن عصى نبيه كان من الضالين ومن أطاع نبيه كان من
المهتدين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو داود ، وَابن ماجة عن أبي رزين
قال : قلت يا رسول الله : أكلنا يرى ربه يوم القيامة مخليا به قال : نعم ،
قلت : وما آية ذلك قال : أليس كلكم يرى القمر ليلة البدر مخليا به قلت :
بلى ، قال : فالله أعظم.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال : أول من ينظر إلى الله تبارك وتعالى الأعمى.
وأخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن موسى بن صالح بن الصباح رضي الله عنه قال :
إذا كان يوم القيامة يؤتى بأهل ولاية الله فيقومون بين يديه ثلاثة أصناف
فيؤتى برجل من الصنف الأول فيقول : عبدي لماذا عملت فيقول : يا رب خلقت
الجنة وأشجارها وثمارها وأنهارها وحورها ونعيمها وما أعددت لأهل طاعتك فيها
فأسهرت
ليلى وأظمأت نهاري شوقا إليها ، فيقول : عبدي إنما عملت للجنة فأدخلها ومن
فضلي عليك أن أعتقك من النار فيدخلها هو ومن معه ، ثم يؤتى بالصنف الثاني
فيقول : عبدي لما عملت فيقول : يا رب خلقت نارا وخلقت أغلاها وسعيرها
وسمومها ويحمومها وما أعددت لأعدائك ولأهل معصيتك فيها فأسهرت ليلي وأظمأت
نهاري خوفا منها ، فيقول : عبدي إنما عملت خوفا من النار فإني أعتقتك من
النار ومن فضلي عليك أدخلتك جنتي فيدخل هو ومن معه الجنة ثم يؤتى برجل من
الصنف الثالث فيقول : عبدي لماذا عملت فيقول : ربي حبا لك وشوقا إليك
وعزتك لقد أسهرت ليلي وأظمأت نهاري شوقا إليك وحبا لك فيقول الله : عبدي
إنما عملت شوقا إلي وحبا لي فيتجلى له الرب فيقول : ها أنا ذا انظر إلي ،
ثم يقول : فضلي عليك أن أعتقك من النار وأبيحك جنتي وأزيرك ملائكتي وأسلم
عليك بنفسي فيدخل هو ومن معه الجنة.
وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي
والبيهقي في الأعمال والصفات عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهؤلاء الدعوات : اللهم بعلمك الغيب
وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة
خيرا لي اللهم أسألك خشيتك في الغيب
والشهادة وأسألك كلمة الحكم في
الغضب والرضا وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا يبيد وقرة عين
لا تنقطع وأسألك الرضا بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة
النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ، اللهم
زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين.
وأخرج البيهقي عن زيد ثابت أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه دعاء وأمره أن يتعاهده ويتعاهد به أهل
كل يوم قال : حين تصبح لبيك الله لبيك لبيك وسعديك والخير في يديك ومنك
وبك وإليك الله ما قلت من قول أو حلفت من حلف أو نذرت من نذر فمشيئتك بين
يدي ذلك ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن لا حول ولا قوة إلا بك إنك على كل
شيء قدير اللهم ما صليت من صلاة فعلى من صليت وما لعنت من لعن فعلى من
لعنت ، أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين ، أسألك
اللهم الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد
الموت ولذة النظر إلى وجهك
وشوقا إلى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ، أعوذ بك أن أظلم أو
أظلم أو أعتدي أو يعتدى علي أو أكسب خطيئة أو ذنبا لا تغفره ، اللهم فاطر
السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ذا الجلال والإكرام
فإني أعهد
إليك في هذه الحياة الدنيا وأشهدك وكفى بك شهيدا أني أشهد أن لا إله إلا
أنت وحدك لا شريك لك لك الملك ولك الحمد وأنت على كل شيء قدير ، وأشهد أن
محمدا عبدك ورسولك وأشهد أن وعدك حق ولقاءك حق والساعة آتية لا ريب فيها
وأنت تبعث من في القبور وأشهد أنك أن تكلني إلى نفسي تكلني إلى وهن وعورة
وذنب وخطيئة وإني لا أثق إلا برحمتك فاغفر لي ذنبي كله إنه لا يغفر الذنوب
إلا أنت وتب علي إنك أنت التواب الرحيم.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن
جَرِير عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله : {وجوه يومئذ ناضرة} قال : حسنة
{إلى ربها ناظرة} قال : تنتظر الثواب من ربها.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {إلى ربها ناظرة} قال : تنتظر منه الثواب.
أخرج
الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن
قوله : {ووجوه يومئذ باسرة} قال : كالحة قاطبة ، قال : وهل تعرف العرب ذلك
قال : نعم ، أما سمعت عبيد بن الأزرق وهو يقول :
صبحنا تميما غداة النسا * رشهباء ملمومة باسرة.
وَأخرَج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي
الله عنه : {ووجوه يومئذ باسرة} قال : كالحة {تظن أن يفعل بها فاقرة} قال
: أن يفعل بها شر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر
عن مجاهد رضي الله عنه {ووجوه يومئذ باسرة} قال : كاشرة {تظن أن يفعل بها
فاقرة} قال : داهية.
الآية 26 - 40
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله : {إذا بلغت التراقي} قال : الحلقوم.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {وقيل من راق} قال : من طبيب شاف.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن أبي قلابة رضي الله عنه
{وقيل من راق} قال : التمسوا الأطباء فلم يغنوا عنه من قضاء الله شيئا
{وظن أنه الفراق} قال : استيقن أنه القراق {والتفت الساق بالساق} قال :
ماتت ساقاه فلم تحملاه وكان عليهما جوالا.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه {وقيل من راق} قال : هو الطبيب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس رضي الله عنهما {وقيل من راق} قال : من راق يرقي.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة مثله.
وأخرج
ابن أبي الدنيا في ذكر الموت ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {وقيل من راق} قيل : تنتزع
نفسه حتى إذا كانت في تراقيه قيل من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة
العذاب {والتفت الساق بالساق} قال : التفت عليه الدنيا والآخرة.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن أبي العالية في قوله : {وقيل من راق} قال
: يختصم فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب أيهم يرقى به.
وأخرج ابن
جرير عن أبي الجوزاء رضي الله عنه في قوله : {وقيل من راق} قال : قالت
الملائكة بعضهم لبعض من يصعد به أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ : وأيقن أنه الفراق.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
{والتفت الساق بالساق} يقول : آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام
الآخرة فتلقى الشدة بالشدة إلا من رحم الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد {والتفت الساق بالساق} قال : التف أمر الدنيا بأمر الآخرة عند الموت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن {والتفت الساق بالساق} قال : لفت ساق الآخرة بساق الدنيا وذكر قول الشاعر : وقامت الحرب بنا على ساق
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة والربيع وعطية والضحاك مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه {والتفت الساق بالساق} قال : بلاء ببلاء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه {والتفت الساق بالساق} قال : اجتمع فيه الحياة والموت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي مالك رضي الله عنه {والتفت الساق بالساق} قال : تلف ساقاه عند الموت للنزع.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر {والتفت الساق بالساق} قال : التفت ساقاه عند الموت.
وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {والتفت الساق بالساق} قال : أما رأيت إذا حضر ضرب برجله رجله الأخرى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الضحاك رضي الله عنه {والتفت الساق بالساق} قال : الناس مجهزون بدنه والملائكة مجهزون روحه.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه أنه سئل عن قوله :
{والتفت الساق بالساق} قال : هما ساقاه إذا التفتا في الأكفان.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله : {إلى ربك يومئذ المساق} قال : في الآخرة.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في
قوله : {فلا صدق} قال : بكتاب الله {ولا صلى ولكن كذب} بكتاب الله {وتولى}
عن طاعة الله {ثم ذهب إلى أهله يتمطى} قال : يتبختر وهو أبو جهل بن هشام
كانت مشيته ، ذكر لنا أن نبي الله أخذ بمجامع ثوبه فقال : {أولى لك فأولى
ثم أولى لك فأولى} وعيدا على وعيد فقال : ما تستطيع أنت ولا ربك لي شيئا
وإني لأعز من مشى بين جبليها وذكر لنا أن نبي الله كان يقول : إن لكل أمة
فرعونا وإن فرعون هذه الأمة أبو جهل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {ثم ذهب إلى أهله يتمطى} قال : يتبختر وهو أبو جهل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {يتمطى} قال : يختال.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد والنسائي ، وَابن جَرِير وابن
المنذر
والطبراني والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن
عباس عن قول الله : {أولى لك فأولى} أشيء قاله رسول الله صلى الله عليه
وسلم لأبي جهل من قبل نفسه أم أمره الله به قال : بلى قاله من قبل نفسه ثم
أنزله الله.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {أن يترك سدى} قال : هملا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {أن يترك سدى} قال : باطلا لا يؤمر ولا ينهى.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله : {أن يترك سدى} قال : أن
يهمل وفي قوله : {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} قال : ذكر لنا أن
نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قرأها : سبحانه وبلى.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن الأنباري في المصاحف عن صالح أبي الخليل قال : كان
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية :(أليس ذلك بقادر على أن
يحيي الموتى). قال: "سبحانك اللهم وبلى"..
وَأخرَج ابن مردويه عن البراء عن البراء بن عازب قال :لما نزلت هذه الآية: !
{أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبحان ربي وبلى.
وأخرج
ابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ
{أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} قال : سبحانك اللهم وبلى.
وأخرج البخاري في تاريخه عن أبي أمامة قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعد
حجته فكان يكثر من قراءة {لا أقسم بيوم القيامة} فإذا قال {أليس ذلك بقادر
على أن يحيي الموتى} سمعته يقول : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد وأبو داود والبيهقي في "سُنَنِه" عن موسى بن أبي عائشة قال
: كان رجل يصلي فوق بيته فكان إذا قرأ {أليس ذلك بقادر على أن يحيي
الموتى} قال : سبحانك فبلى فسألوه عن ذلك فقال : سمعته من رسول الله صلى
الله عليه وسلم.
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي ، وَابن المنذر والحاكم
وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن أبي هريرة قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ منكم (والتين والزيتون) فانتهى إلى
آخرها (أليس الله بأحكم الحاكمين) فليقل : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ،
ومن
قرأ {لا أقسم بيوم القيامة} فانتهى إلى {أليس ذلك بقادر على أن
يحيي الموتى} فليقل : بلى ومن قرأ (والمرسلات) فبلغ (فبأي حديث بعده
يؤمنون) فليقل : آمنا بالله.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن مردويه ، عَن
جَابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا قرأت {لا
أقسم بيوم القيامة} فبلغت {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} فقل : بلى.
وأخرج
ابن أبي حاتم ، وَابن المنذر عن ابن عباس قال : إذا قرأت (سبح اسم ربك
الأعلى) فقل : سبحان ربي الأعلى وإذا قرأت {أليس ذلك بقادر على أن يحيي
الموتى} فقل : سبحانك وبلى
بسم الله الرحمن الرحيم
76
- سورة الإنسان.
مدنية وآياتها إحدى وثلاثون.
الآية 1 - 7.
أَخرَج النحاس عن ابن عباس قال : نزلت سورة الإنسان بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال : أنزلت بمكة سورة {هل أتى على الإنسان}.
وأخرج ابن الضريس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة الإنسان بالمدينة.
وأخرج
الطبراني ، وَابن مردويه ، وَابن عساكر عن ابن عمر قال : جاء رجل من
الحبشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه
وسلم : سل واستفهم فقال : يا رسول الله فضلتم علينا بالألوان والصور
والنبوة أفرأيت إن آمنت به وعملت بمثل ما عملت به إني لكائن معك في الجنة
قال : نعم والذي نفسي بيده إنه ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف
عام ثم قال : من قال لا إله إلا الله كان له عهد عند الله ومن قال : سبحان
الله
وبحمده كتبت له مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة ونزلت
عليه هذه السورة {هل أتى على الإنسان حين من الدهر} إلى قوله : {وملكا
كبيرا} فقال الحبشي : وإن عيني لترى ما ترى عيناك في الجنة قال : نعم
فاشتكى حتى فاضت نفسه ، قال ابن عمر : فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يدليه في حفرته بيده.
وأخرج أحمد في الزهد عن محمد بن مطرف قال :
حدثني الثقة أن رجلا أسود كان يسأل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن
التسبيح والتهليل فقال له عمر بن الخطاب : مه أكثرت على رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال : مه يا عمر وأنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
{هل أتى على الإنسان حين من الدهر} حتى إذا أتى على ذكر الجنة زفر الأسود
زفرة خرجت نفسه فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : مات شوقا إلى الجنة.
وأخرج
ابن وهب عن ابن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه السورة {هل
أتى على الإنسان حين من الدهر} وقد أنزلت عليه وعنده رجل أسود فلما بلغ
صفة الجنان زفر زفرة فخرجت نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أخرج
نفس صاحبكم الشوق إلى الجنة.
وأخرج الحاكم وصححه عن أبي ذر قال
: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {هل أتى على الإنسان حين من الدهر}
حتى ختمها ثم قال : إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق
له أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا ملك واضع جبهته ساجدا لله والله لو
تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش
لخرجتم إلى الصعدات تجارون.
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله : {هل أتى على الإنسان حين من الدهر} قال : الإنسان أتى
عليه حين من الدهر {لم يكن شيئا مذكورا} قال : إنما خلق الإنسان ههنا
حديثا ما يعلم من خليقة الله خليقة كانت بعد إلا هذا الإنسان.
وأخرج
ابن المبارك وأبو عبيد في فضائله ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عمر
بن الخطاب أنه سمع رجلا يقرأ {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن
شيئا مذكورا} فقال عمر : ليتها تمت.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد
بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن ابن مسعود أنه سمع رجلا يتلو هذه الآية {هل
أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا} فقال ابن مسعود : يا
ليتها تمت فعوتب في قوله : هذا فأخذ عودا من الأرض فقال : يا ليتني كنت
مثل هذا.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {هل أتى على الإنسان حين من الدهر} قال : إن آدم آخر ما خلق من الخلق.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {هل أتى على الإنسان} قال : كل إنسان.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن عكرمة قال : إن من الحين حينا لا يدرك ، قال الله : {هل
أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا} والله ما يدري كم أتى
عليه حتى خلقه الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عمر بن
الخطاب أنه تلا هذه الآية {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا
مذكورا} قال : أي وعزتك يا رب فجعلته سميعا بصيرا وحيا وميتا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عبد الله بن مسعود قال : إذا جئناكم
بحديث
أتيناكم بتصديقه من كتاب الله إن النطفة تكون في الرحم أربعين ثم تكون
مضغة أربعين فإذا أراد الله أن يخلق الخلق نزل الملك فيقول له اكتب فيقول
ماذا أكتب فيقول : اكتب شقيا أو سعيدا ذكرا أو أنثى وما رزقه وأثره وأجله
فيوحي الله بما يشاء ويكتب الملك ثم قرأ عبد الله {إنا خلقنا الإنسان من
نطفة أمشاج نبتليه} ثم قال عبد الله : أمشاجها عروقها.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله : {أمشاج} قال : العروق.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {من نطفة أمشاج} قال : من ماء الرجل وماء المرأة حين يختلطان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس في قوله : {من نطفة أمشاج} قال : هو نزول الرجل والمرأة يمشج بعضه ببعض.
وأخرج
الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : {من نطفة
أمشاج} قال : اختلاط ماء الرجل وماء المرأة إذا وقع في الرحم ، قال : وهل
تعرف العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت أبا ذؤيب وهو يقول :
كأن الريش والفوقين منه * خلال النصل خالطه مشيج.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن الحسن قال مشج ماء الرجل بماء المرأة فصار خلقا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الربيع قال : إذا اجتمع ماء الرجل وماء المرأة فهو أمشاج.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن قتادة قال : الأمشاج إذا اختلط الماء والدم ثم كان علقة ثم كان مضغة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن في الآية قال : خلق من نطفة مشجت بدم وذلك الدم الحيض إذا حملت ارتفع الحيض.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {من نطفة أمشاج} قال : مختلفة الألوان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد {من نطفة أمشاج} قال : ألوان نطفة الرجل بيضاء وحمراء ونطفة المرأة خضراء وحمراء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الأمشاج الذي يخرج على أثر البول كقطع الأوتار ومنه يكون الولد.
وأخرج ابن المنذر عن زيد بن أسلم قال : الأمشاج العروق التي في النطفة.
وأخرج الفريابي عن ابن عباس في قوله : {من نطفة أمشاج} قال : ألوان الخلق.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة {إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج
نبتليه} قال : طورا نطفة وطورا علقة وطورا مضغة وطورا عظما {فكسونا العظام
لحما} وذلك أشد ما يكون إلى كسي اللحم {ثم أنشأناه خلقا آخر} قال : أنبت
له الشعر {فتبارك الله أحسن الخالقين} فأنباه الله مم خلقه وأنباه إنما
بين ذلك ليبتليه بذلك ليعلم كيف شكره ومعرفته لحقه فبين الله له ما أحل له
وما حرم عليه ثم قال : {إنا هديناه السبيل إما شاكرا} لنعم الله {وإما
كفورا} بها.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : الأمشاج منه العظام والعصب والعروق من الرجل واللحم والدم والشعر من المرأة.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عكرمة في قوله : {أمشاج} قال : الظفر والعظم والعصب من الرجل واللحم والشعر من المرأة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة {إنا هديناه السبيل} قال : السبيل الهدى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد {إنا هديناه السبيل} قال : الشقاوة والسعادة.
وأخرج ابن المنذر عن عطية العوفي {إنا هديناه السبيل} قال : الخير والشر.
وأخرج
أحمد ، وَابن المنذر ، عَن جَابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : كل مولد يولد على الفطرة حتى يعبر عنه لسانه فإذا عبر
عنه لسانه إما شاكرا وإما كفورا والله تعالى أعلم.
وأخرج عَبد
بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد {إن الأبرار يشربون من
كأس كان مزاجها كافورا} قال : تمزج به {عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها
تفجيرا} قال : يقودونها حيث يشاؤوا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن
المنذر عن قتادة {إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا} قال : قوم
يمزج لهم بالكافور ويختم لهم بالمسك {عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها
تفجيرا} قال : يستفيد ماؤهم يفجرونها حيث شاؤوا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة {كان مزاجها} قال طعمها : {يفجرونها تفجيرا} قال : الأنهار يجرونها حيث شاؤوا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن إسحاق قال في قراءة عبد الله : كأسا صفرا كان مزاجها.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن شوذب في قوله : {يفجرونها تفجيرا} قال : معهم قضبان ذهب يفجرون بها تتبع
قضبانهم.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة
{يوفون بالنذر} قال : كانوا يوفون بطاعة الله من الصلاة والزكاة والحج
والعمرة وما افترض عليهم فسماهم الله الأبرار لذلك فقال : {يوفون بالنذر
ويخافون يوما كان شره مستطيرا} قال : استطاروا لله شر ذلك اليوم حتى ملأ
السموات والأرض.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {يوفون بالنذر} قال : إذا نذروا في حق الله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {يوفون بالنذر} قال : كل نذر في شكر.
وأخرج
عبد الرزاق في المصنف والطبراني عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى النَّبِيّ
فقال : إني نذرت أن أنحر نفسي فشغل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فذهب
الرجل فوجد يريد أن ينحر نفسه فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : الحمد
لله الذي جعل في
أمتي من وفي بالنذر ويخاف {يوما كان شره مستطيرا} أهد مائة ناقة.
وأخرج ابن عساكر عن مجاهد قال : لما صدر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بالأسارى
عن
بدر أنفق سبعة من المهاجرين على أسارى مشركي بدر منهم أبو بكر وعمر وعلي
والزبير وعبد الرحمن وسعد وأبو عبيدة بن الجراح فقالت الأنصار : قتلناهم
في الله وفي رسوله وتوفونهم بالنفقة فأنزل الله فيهم تسع عشرة آية {إن
الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا} إلى قوله : {عينا فيها تسمى
سلسبيلا}.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {كان شره مستطيرا} قال : فاشيا.
الآية 8 - 23.
أَخرَج
عَبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والبيهقي في
شعب الإيمان عن مجاهد في قوله : {ويطعمون الطعام على حبه} قال : وهم
يشتهونه {وأسيرا} قال : هو المسجون {إنما نطعمكم لوجه الله} الآية قال :
لم يقل القوم ذلك حين أطعموهم ولكن علم الله من قلوبهم فأثنى عليه به
ليرغب فيه راغب.
وأخرج سعيد بن المنصور ، وَابن أبي شيبة ،
وَابن مردويه عن الحسن قال : كان الأسارى مشركين يوم نزلت هذه الآية
{ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد
عن قتادة في الآية قال : لقد أمر الله بالأسارى أن يحسن إليهم وأنهم يومئذ
لمشركون فوالله لأخوك المسلم أعظم عليك حرمة وحقا.
وأخرج أبو عبيد في
غريب الحديث والبيهقي في شعب الإيمان في قوله : {وأسيرا} قال : لم يكن
الأسير على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من المشركين.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال : لم يكن النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم يأسر أهل الإسلام ولكنها نزلت في أسارى أهل الشرك كانوا يأسرونهم في
الفداء فنزلت فيهم فكان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يأمر بالإصلاح لهم.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {وأسيرا} قال : هو المشرك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة في قوله : {وأسيرا} قال : ما أسرت
العرب من الهند وغيرهم فإذا حبسوا فعليكم أن تطعموهم وتسقوهم حتى يقتلوا أو يفدوا.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن أبي رزين قال : كنت مع شقيق بن سلمة فمر عليه أسارى من
المشركين فأمرني أن أتصدق عليهم ثم تلا هذه الآية {ويطعمون الطعام على حبه
مسكينا ويتيما وأسيرا}.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير وعطاء {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا} قالا : من أهل القبلة وغيرهم.
وأخرج
ابن مردويه وأبو نعيم عن أبي سعيد عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في
قوله الله : {مسكينا} قال : فقيرا {ويتيما} قال : لا أب له {وأسيرا} قال :
المملوك والمسجون.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {ويطعمون
الطعام على حبه} الآية قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة
بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن سعد عن أم الأسود سرية الربيع بن خيثم قالت : كان الربيع
يعجبه السكر يأكله فإذا جاء السائل ناوله فقلت : ما يصنع بالسكر الخبز له خير قال : إني سمعت الله يقول : {ويطعمون الطعام على حبه}.
أخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {يوما عبوسا} قال : ضيقا {قمطريرا} قال : طويلا.
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله : {يوما عبوسا قمطريرا} قال : يقبض ما بين الأبصار.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر من طرق ابن عباس قال : القمطرير الرجل المنقبض ما بين عينيه ووجهه.
وأخرج
الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : {يوما
عبوسا قمطريرا} قال : الذي ينقبض وجهه من شدة الوجع ، قال : وهل تعرف
العرب ذلك قال : نعم أما سمعت قول الشاعر وهو يقول : ولا يوم الحسار وكان
يوما * عبوسا في الشدائد قمطريرا قال : أخبرني عن قوله : {ولا زمهريرا}
قال : كذلك أهل الجنة لا يصيبهم حر الشمس فيؤذيهم ولا البرد ، قال : وهل
تعرف العرب ذلك قال :
نعم أما سمعت الأعشى وهو يقول : برهوهة الخلق مثل العتيق * لم تر شمسا ولا زمهريرا.
وَأخرَج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة {يوما عبوسا قمطريرا} قال : يوما تقبض فيه الحياة من شدته.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {يوما} قال : يوم القيامة {عبوسا} قال : العابس
الشفتين {قمطريرا} قال : تقبض الوجوه بالسوء وفي لفظ انقباض ما بين عينيه
ووجهه.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {ولقاهم نضرة وسرورا} قال : نضرة في وجوههم وسرورا في صدورهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن {ولقاهم نضرة} قال :
في الوجوه {وسرورا} قال : في الصدور والقلوب.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة {ولقاهم نضرة وسرورا} قال : نضرة في وجوههم
وسرورا في قلوبهم {وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا} قال : الصبر صبران صبر
على طاعة الله وصبرعن معصية الله {متكئين فيها على الأرائك} قال : كنا
نحدث أنها الحجال على السرر {لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا} قال : علم
الله
تبارك وتعالى أن شدة الحر تؤذي وأن شدة البرد تؤذي فوقاهم الله
عذابهما جميعا ، قال : وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدث أن
جهنم أشتكت إلى ربها فنفسها في كل عام نفسين فشدة الحر من حرها وشدة البرد
من زمهريرها.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن مردويه عن الزهري في قوله : {لا
يرون فيها شمسا ولا زمهريرا} قال : حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : اشتكت النار إلى ربها فقالت : يا رب أكل
بعضي بعضا فنفسني فجعل لها في كل عام نفسين نفسا في الشتاء ونفسا في الصيف
، فشدة البرد الذي تجدون من زمهرير جهنم وشدة الحر الذي تجدون من حر جهنم.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم
والترمذي
، وَابن مردويه من طرق عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : اشتكت النار إلى ربها فقالت : رب أكل بعضي بعضا فجعل لها نفسين
نفسا في الشتاء ونفسا في الصيف فشدة ما تجدونه من البرد من زمهريرها وشدة
ما تجدونه في الصيف من الحر من سمومها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {ولا زمهريرا} قال : بردا مقطعا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة قال : الزمهرير هو البرد الشديد.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال : الزمهرير إنما هو لون
من العذاب إن الله تعالى قال : {لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا}.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن أبي سعيد الخدري أو أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا كان يوم حار
ألقى
الله سمعه وبصره إلى أهل السماء وأهل الأرض فإذا قال العبد لا إله إلا
الله ما أشد حر هذا اليوم اللهم أجرني من حر جهنم قال الله عز وجل لجهنم
إن عبدا من عبيدي استجار بي منك وإني أشهدك أني قد أجرته وإذا كان يوم
شديد البرد ألقى الله سمعه وبصره إلى أهل السماء وأهل الأرض فإذا قال
العبد : لا إله إلا الله ما أشد برد هذا اليوم اللهم أجرني من زمهرير جهنم
قال الله لجهنم : إن عبدا من عبيدي استجارني من زمهريرك وإني أشهدك أني قد
أجرته ، فقالوا وما زمهرير جهنم قال كعب : بيت يلقى فيه الكافر فيتميز من
شدة بردها بعضه من بعض.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : الجنة سجسج لا قر فيها ولا حر.
أخرج
الفريابي وسعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة وهناد بن السرى ، وعَبد بن
حُمَيد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وَابن جَرِير ، وَابن
المنذروابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في
البعث
عن البراء بن عازب في وقوله : {ودانية عليهم ظلالها} قال : قريبة {وذللت
قطوفها تذليلا} قال : إن أهل الجنة يأكلون من ثمار الجنة قياما وقعودا
ومضطجعين وعلى أي حال شاؤوا وفي لفظ قال : ذللت له فيتناولون منها كيف
شاؤوا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {وذللت قطوفها تذليلا} قال : إن قعدوا نالوها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الضحاك {وذللت قطوفها تذليلا} قال : أدنيت منهم يتناولونها وهم متكئون.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {وذللت قطوفها تذليلا} قال : أدنيت منهم
يتناولونها إن قام ارتفعت بقدره وإن قعد تدلت حتى ينالها وإن اضطجع تدلت
حتى ينالها فذلك تذليلها.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود قال : يقول غلمان أهل الجنة من أين نقطف لك من أين نسقيك.
وأخرج
ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور ، وَابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال : أرض
الجنة ورق وترابها مسك وأصول شجرها ذهب وورق وأفنانها اللؤلؤ والزبرجد
والورق والثمار بين ذلك فمن أكل قائما لم يؤذه ومن أكل مضطجعا لم يؤذه ومن
أكل جالسا لم يؤذه {وذللت قطوفها تذليلا} وفي لفظ إن قام ارتفعت بقدره وإن
قعد تدلت حتى ينالها وإن اضطجع تدلت حتى ينالها فذلك تذليلها.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة {ويطاف عليهم بآنية من فضة} الآية قال : صفاء
القوارير في بياض الفضة {قدروها تقديرا} قال : قدرت على قدر رأي القوم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الشعبي أنه كان يقرأ / {قدرها > / برفع القاف.
وأخرج عن الحسن أنه قرأها بنصب القاف.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر والبيهقي في البعث من طريق العوفي عن ابن عباس قال :
آنية من فضة وصفاؤها كصفاء القوارير {قدروها تقديرا}
قال : قدرت للكف.
وأخرج
عبد الرزاق وسعيد بن منصور والبيهقي في البعث من طريق عكرمة عن ابن عباس
قال : لو أخذت فضة من فضة الدنيا فضربتها حتى جعلتها مثل جناح الذباب لم
ير الماء عن ورائها ولكن قوارير الجنة بياض الفضة في صفاء القوارير.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : ليس في الجنة شيء إلا قد أعطيتم في الدنيا شبهه إلا {قوارير من فضة}.
وأخرج
ابن المنذر عن قتادة قال : لو اجتمع أهل الدنيا على أن يعملوا إناء من فضة
يرى ما فيه من خلفه كما يرى في القوارير ما قدروا عليه.
وأخرج الفريابي
من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله : {قدروها تقديرا} قال : أتوا بها على
قدرهم لا يفضلون شيئا ولا يشتهون بعدها شيئا.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد ، وعَبد بن حُمَيد عن مجاهد قال :
الآنية الأقداح والأكواب الكوكبات وتقديرها أنها ليست بالملأى التي تفيض ولا ناقصة بقدر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن ابن عباس {قدروها تقديرا} قال : قدرتها السقاة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الشعبي في قوله : {قوارير من فضة} قال : صفاؤها صفاء القوارير وهي من فضة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة {كان مزاجها زنجبيلا} قال : يمزج لهم بالزنجبيل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {كان مزاجها زنجبيلا} قال : يأثر لهم ما كانوا يشربون في الدنيا فيجيء إليهم بذلك.
وأخرج
الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : أربع عيون في الجنة عينان تجريان من تحت العرش إحداهما التي
ذكر الله {يفجرونها تفجيرا} والأخرى الزنجبيل وعينان نضاختان من فوق
إحداهما التي ذكر الله سلسبيلا والأخرى التسنيم.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد
وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد في قوله : {عينا فيها تسمى سلسبيلا} قال : حديدة الجرية.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {عينا فيها تسمى سلسبيلا} قال : عين الخمرة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد {تسمى سلسبيلا} قال : تجري سلسلة السبيل.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {عينا فيها تسمى
سلسبيلا} قال : سلسلة فيها يصرفونا حيث شاؤوا وفي قوله : {حسبتهم لؤلؤا
منثورا} قال : من حسنهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس قال
: بينا المؤمن على فراشه إذ أبصر شيئا يسير نحوه فجعل يقول : لؤلؤ فإذا
ولدان مخلدون كما وصفهم الله وهي الآية {إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا}.
وأخرج
ابن مردويه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أولهم
خروجا إذا خرجوا وأنا قائدهم إذا وفدوا وأنا خطيبهم إذا أنصتوا وأنا
مستشفعهم إذا جلسوا وأنا مبشرهم إذا أيسوا الكرامة والمفاتيح بيدي ولواء
الحمد بيدي وآدم ومن دونه تحت لوائي ولا فخر يطوف عليهم ألف خادم كأنهم
بيض مكنون أو لؤلؤ منثور.
وأخرج ابن المبارك وهناد ، وعَبد بن حُمَيد
والبيهقي في البعث عن ابن عمرو رضي الله عنه قال : إن أدنى أهل الجنة
منزلا من يسعى عليه ألف خادم كل واحد على عمل ليس عليه صاحبه.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبدالله بن مسعود قال : يقول غلمان الجنة: من أين نقطف لك؟ من أين نسقيك ؟..
وَأخرَج الحاكم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه ذكر ركب أهل الجنة ثم تلا {وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا}.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :
{وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا} قال : هو استئذان الملائكة لا تدخل
عليهم إلا بإذن.
وأخرج ابن جرير عن سفيان في قوله : {وملكا كبيرا} قال : بلغنا أنه استئذان الملائكة عليهم.
وأخرج
ابن وهب عن الحسن البصري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن أدنى
أهل الجنة منزلة الذي يركب في ألف ألف من خدمة من الولدان المخلدين على
خيل من ياقوت أحمر لها أجنحة من ذهب {وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة قال : دخل عمر بن
الخطاب
رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راقد على حصير من جريد
قد أثر في جنبه فبكى عمر فقال : ما يبكيك فقال : ذكرت كسرى وملكه وقيصر
وملكه وصاحب الحبشة وملكه وأنت رسول الله على حصير من جريد فقال : أما
ترضى أن لهم الدنيا ولنا الآخرة فأنزل الله {وإذا رأيت ثم رأيت نعيما
وملكا كبيرا}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي الجوزاء أنه كان يقرأ {عاليهم ثياب سندس خضر} قال : علت الخضرة أكثرثياب أهلها الخضرة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {شرابا طهورا} قال : ما ذكر الله من الأشربة.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {شرابا طهورا} قال : ما ذكر الله من الأشربة.
وأخرج
عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن أبي قلابة رضي الله عنه
{وسقاهم ربهم شرابا طهورا} قال : إذا أكلوا أو شربوا ما شاء الله من
الطعام والشراب دعوا الشراب الطهور فيشربون فيطهرهم فيكون ما أكلوا وشربوا
جشاء بريح مسك يفيض من جلودهم ويضمر
لذلك بطونهم.
وأخرج هناد ،
وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن إبراهيم التيمي في هذه الآية {وسقاهم
ربهم شرابا طهورا} قال : عرق يفيض من أعراضهم مثل ريح المسك.
وأخرج ابن
أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن إبراهيم
التيمي قال : بلغني أنه يقسم للرجل من أهل الجنة شهوة مائة رجل من أهل
الدنيا وأكلهم ونهمتهم فإذا أكل سقي شرابا طهورا يخرج من جلده رشحا كرشح
المسك ثم تعود شهوته.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله : {وكان سعيكم مشكورا} فقال : لقد شكر الله سعيا قليلا.
الآية 24 - 31.
أَخرَج
عَبد بن حميد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : {ولا
تطع منهم آثما أو كفورا} قال : حدثنا أنها نزلت في عدو الله أبي
جهل.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي
الله عنه أنه بلغه أن أبا جهل قال : لما فرضت على النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم الصلاة وهو يومئذ بمكة : لئن رأيت محمدا يصلي لأطأن على عنقه ، فأنزل
الله في ذلك {ولا تطع منهم آثما أو كفورا}.
وأخرج ابن المنذر عن ابن
جريج رضي الله عنه في قوله : {آثما أو كفورا} قال : كان أبو جهل يقول :
لئن رأيت محمدا يصلي لأطأن على رقبته فنهاه أن يطيعه وفي قوله : {يوما
ثقيلا} قال : عسرا شديدا.
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {وشددنا أسرهم} قال : خلقهم.
وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه {وشددنا أسرهم} قال : هي المفاصل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الربيع {وشددنا أسرهم} قال : مفاصلهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن مثله.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {وشددنا أسرهم}
قال : خلقهم وفي قوله : {إن هذه تذكرة} قال : هذه السورة تذكرة والله أعلم ، قوله تعالى : {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله}.
أخرج
ابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لعن
الله القدرية وقد فعل لعن الله القدرية وقد فعل ، لعن الله القدرية وقد
فعل ، ما قالوا كما قال الله ولا قالوا كما قالت الملائكة ولا قالوا كما
قالت الأنبياء ولا قالوا كما قالت أهل الجنة ولا قالوا كما قالت أهل النار
ولا قالوا كما قال الشيطان ، قال الله {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله}
وقالت الملائكة : (لا علم لنا إلا ما علمتنا) (سورة البقرة الآية 32)
وقالت الأنبياء في قصة نوح : (ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان
الله يريد أن يغويكم) (سوره هود الآية 34) وقالت
أهل الجنة : (وما
كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) (سورة الأعراف الآية 43) وقال أهل النار
(ربنا غلبت علينا شقوتنا) (سورة المؤمنون الآية 106) وقال الشيطان : (رب
بما أغويتني) (سورة الحجر الآية 39).
وأخرج ابن مردويه من طريق ابن
شهاب عن سالم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يقول : إذا خطب كل ما هو آت قريب لا بعد لما يأتي ولا يعجل الله لعجلة
أحد ما شاء الله لا ما شاء الناس يريد الناس أمرا ويريد الله أمرا ما شاء
الله كان ولو كره الناس ، لا مباعد لما قرب الله ولا مقرب لما باعد الله
لا يكون شيء إلا بإذن الله
بسم الله الرحمن الرحيم
77
- سورة المرسلات.
مكية وآياتها خمسون.
الآية 1 - 19.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة المرسلات بمكة.
وأخرج
البخاري ومسلم والنسائي ، وَابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
بينما نحن مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في غار بمنى إذ نزلت عليه سورة
والمرسلات عرفا فإنه يتلوها وإني لألقاها من فيه وإن فاه لرطب بها إذا
وثبت عليه حية فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : اقتلوها فابتدرناها
فذهبت ، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : وقيت شركم كما وقيتم شرها.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : نزلت {والمرسلات عرفا} نحو
ليلة الحية ، قالوا وما ليلة الحية قال : خرجت حية فقال النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم : اقتلوها فتغيبت في حجر ، فقال : دعوها فإن الله وقاها
شركم كما وقاكم شرها.
وأخرج الحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن ابن
مسعود رضي الله عنه قال : كنا مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في غار
فنزلت عليه {والمرسلات} فأخذتها من فيه وإن فاه لرطب بها فلا أدري بأيها
ختم {فبأي حديث بعده يؤمنون} أو {وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون}.
وأخرج
ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم ، وَابن ماجة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن
أم الفضل سمعته وهو يقرأ {والمرسلات عرفا} فقالت : يا بني لقد ذكرتني
بقراءتك هذه السورة إنها لآخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقرأ بها في المغرب.
وأخرج الطبراني في الأوسط عن عبد العزيز أبي سكين
قال : أتيت أنس بن مالك فقلت : أخبرني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه
وسلم فصلى بنا الظهر وقرأ قراءة همسا بالمرسلات والنازعات وعم يتساءلون
ونحوها من السور.
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه {والمرسلات
عرفا} قال : هي الملائكة أرسلت بالمعروف.
وأخرج ابن جرير من طريق مسروق عن ابن مسعود رضي الله عنه {والمرسلات عرفا} قال : الملائكة.
وأخرج
ابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : الرياح ثمان أربع منها عذاب وأربع منها رحمة فالعذاب منها
العاصف والصرصر والعقيم والقاصف والرحمة منها الناشرات والمبشرات
والمرسلات والذاريات ، فيرسل الله المرسلات فتثير السحاب ثم يرسل المبشرات
فتلقح السحاب ثم يرسل الذاريات فتحمل السحاب فتدر كما تدر اللقحة ثم تمطر
وهي اللواقح ثم يرسل الناشرات فتنشر ما أراد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ،
وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق أبي العبيدين أنه
سأل ابن مسعود {والمرسلات عرفا} قال : الريح {فالعاصفات عصفا} قال : الريح
{والناشرات نشرا} قال : الريح {فالفارقات فرقا} قال : حسبك.
وأخرج ابن راهويه ، وَابن المنذر ، وعَبد بن حُمَيد والبيهقي في الشعب
والحاكم وصححه عن خالد بن عرعرة رضي الله عنه قال : قام رجل إلى علي فقال : ما العاصفات عصفا ، قال : الرياح.
وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {والمرسلات عرفا} قال : الريح
{فالعاصفات عصفا} قال : الريح {فالفارقات فرقا} قال : الملائكة {فالملقيات
ذكرا} قال : الملائكة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما
{والمرسلات عرفا} قال : الملائكة {فالفارقات فرقا} قال : الملائكة فرقت
بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} قال : الملائكة بالتنزيل.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {والمرسلات عرفا} قال : الريح {فالعاصفات عصفا} قال : الريح {والناشرات نشرا} قال : الريح.
وأخرج
عبد الرزاق وعبد حميد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة {والمرسلات
عرفا} قال : هي الريح {فالعاصفات عصفا} قال : هي الريح {فالفارقات فرقا}
يعني القرآن ما فرق الله به بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} هي
الملائكة تلقي الذكر على الرسل وتلقيه الرسل على بني آدم عذرا أو نذرا ،
قال : عذرا من الله ونذرا منه إلى خلقه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا} قال : الملائكة.
وأخرج ابن جرير عن مسروق {والمرسلات عرفا} قال : الملائكة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن الشيخ في العظمة ، وَابن المنذر عن أبي صالح رضي
الله عنه {والمرسلات عرفا} قال : هي الرسل ترسل بالمعروف {فالعاصفات عصفا}
قال : الريح {والناشرات نشرا} قال : المطر {فالفارقات فرقا} قال : الرسل.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر من وجه آخر عن أبي صالح
{والمرسلات عرفا} قال : الملائكة يجيئون بالأعارف {فالعاصفات عصفا} قال :
الريح العواصف {والناشرات نشرا} قال : الملائكة ينشرون الكتب {فالفارقات
فرقا} قال : الملائكة يفرقون بين الحق والباطل {فالملقيات ذكرا} قال :
الملائكة يجيئون بالقرآن والكتاب عذرا من الله أو نذرا منه إلى الناس وهم
الرسل يعذرون وينذرون.
وأخرج ابن الأنباري في الوقف والإبتداء والحاكم
وصححه وضعفه الذهبي عن زيد بن ثابت عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال :
أنزل القرآن بالتفخيم.
قال عمار بن عبد الملك : كهيئته عذرا ونذرا والصدفين وألا له الخلق والأمر وأشباه هذا في القرآن.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {فإذا النجوم طمست} قال : تطمس فيذهب نورها.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن إبراهيم النخعي في قوله : {وإذا الرسل أقتت} قال : وعدت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {أقتت} قال : أجلت.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس {أقتت} قال : جمعت.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة {ليوم الفصل} قال
: يوم يفصل الله فيه بين الناس بأعمالهم إلى الجنة وإلى النار {وما أدراك
ما يوم الفصل} قال : يعظهم بذلك {ويل يومئذ للمكذبين} قال : ويل لهم والله
ويلا طويلا.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن ابن مسعود قال : ويل واد في جهنم يسيل فيه صديد أهل النار فجعل للمكذبين والله أعلم.
الآية 20 - 50
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : {ألم نخلقكم من ماء مهين} يعني بالمهين الضعيف.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {من ماء مهين} قال : ضعيف في قرار مكين.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {فقدرنا فنعم القادرون} قال : فملكنا فنعم المالكون.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك {فقدرنا فنعم القادرون} قال : فخلقنا فنعم المالكون.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس {كفاتا} قال : كنا.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد {ألم نجعل الأرض كفاتا} قال : تكفتهم أمواتا وتكف إذا هم أحياء.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة في المصنف ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن
جَرِير ، وَابن المنذر والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن مسعود أنه أخذ قملة
فدفنها في المسجد ثم قرأ {ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد {كفاتا} قال : تكفت الميت ولا يرى منه شيء وقوله : {أحياء} الرجل
في بيته لا يرى من عمله شيء.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس
{رواسي} جبالا شامخات مشرفات {فراتا} عذبا {بشرر كالقصر} قال : كالقصر
العظيم {جمالة صفر} قال : قطع النحاس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد {ظل ذي ثلاث شعب} دخان جهنم.
وأخرج
عبد الرزاق عن الكلبي في قوله : {ظل ذي ثلاث شعب} قال : هو كقوله : (نار
أحاط بهم سرادقها) (سورة الكهف الآية 29) والسرادق الدخان دخان النار
فأحاط بهم سرادقها ثم تفرق فكان ثلاث شعب شعبة ههنا وشعبة ههنا وشعبة ههنا.
وأخرج ابن جرير عن قتادة مثله.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي والبخاري وعبد بن حميد
وابن
جرير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه والحاكم من طريق عبد الرحمن بن عابس
قال : سمعت ابن عباس يسأل عن قوله : {إنها ترمي بشرر كالقصر} قال : كنا
نرفع الخشب بقصر ثلاثة أذرع أو أقل فنرفعه للشتاء فنسميه القصر ، قال :
وسمعته يسأل عن قوله تعالى : {جمالة صفر} قال : حبال السفن يجمع بعضها إلى
بعض حتى تكون كأوساط الرجال.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر من طريق
سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قرأها {كالقصر} بفتح القاف والصاد ، قال :
قصر النخل يعني الأعناق وكان يقرأ / {جمالات > / بضم الجيم.
وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس {كالقصر} قال : كجذور الشجر.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : كانت العرب تقول في الجاهلية :
اقصروا لنا الحطب فيقطع على قدر الذراع والذراعين.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم
والطبراني في الأوسط عن ابن مسعود في قوله : {ترمي بشرر كالقصر} قال :
إنها ليست كالشجر والجبال ولكنها مثل المدائن والحصون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {كالقصر} قال : هو القصر {كأنه جمالة صفر} قال : الإبل.
وأخرج
ابن الأنباري في كتاب الأضداد عن الحسن في قوله : {كأنه جمالة صفر} قال :
الصفر السود وفي قوله : {جمالة صفر} قال : هو الجسر وفي لفظ قال : الجبال.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله : {كالقصر} قال : مثل قصر النخلة.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك في الآية قال : القصر أصول الشجر العظام كأنها أجواز الإبل الصفر ، قال ابن جرير : وسط كل شيء جوزة.
وأخرج ابن جرير عن هارون قال : قرأها الحسن {كالقصر} بجزم الصاد وقال : هو الجزل من الخشب.
وأخرج ابن جرير عن الحسن {كأنه جمالة صفر} قال : كالنوق السود.
وأخرج ابن جرير من طريق علي عن ابن عباس {كأنه جمالة صفر} يقول : قطع النحاس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله : {كالقصر} قال : حزم الشجر وقطع النخل {كأنه جمالة صفر} قال : جبال الجسور.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة
{كالقصر} قال : أصول الشجر وأصول النخل {كأنه جمالة صفر} قال : كأنه نوق
سود.
وأخرج عبد حميد عن عكرمة أنه كان يقرأ {كالقصر} قال : كقطعة النخلة الجادرة {كأنه جمالة صفر} قال : القلوص.
وأخرج
ابن مردويه عن عبد الله بن الصامت قال : قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص
أرأيت قول الله : {هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون} قال : إن يوم
القيامة يوم له حالات وتارات في حال لا ينطقون وفي حال ينطقون وفي حال
يعتذرون لا أحدثكم إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا
كان يوم القيامة ينزل الجبار في ظلل من الغمام وكل أمة جاثية في ثلاثة حجب
مسيرة كل حجاب خمسون ألف سنة حجاب من نور وحجاب بن ظلمة وحجاب من ماء لا
يرى لذلك فيأمر بذلك الماء فيعود في تلك الظلمة ولا تسمع نفس ذلك القول
إلا ذهبت فعند ذلك لا ينطقون.
وأخرج الحاكم وصححه من طريق عكرمة قال :
سأل نافع بن الأزرق ابن عباس عن قوله تعالى : {هذا يوم لا ينطقون} و(فلا
تسمع إلا همسا) (سورة طه الآية 108) و(أقبل بعضهم على بعض يتساءلون) (سورة
الصافات الآية 27) و(هاؤم اقرؤوا كتابيه) (سورة الحاقة الآية 19) فما هذا
قال :
ويحك هل سألت عن هذا أحدا قبلي قال : لا ، قال : إنك لو كنت سألت هلكت
أليس
قال الله تعالى : (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) (سورة الحج الآية
47) قال : بلى ، قال : وإن لكل مقدار يوم من الأيام لونا من الألوان.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن عكرمة أنه سئل عن قوله : {يوم كان مقداره خمسين ألف
سنة} قال : ألا أخبركم بأشد مما تسألون عنه قال ابن عباس وذكر (لا يسأل عن
ذنبه أنس ولا جان) (سورة الرحمن الآية 39) (فوربك لنسألنهم أجمعين) (سورة
الحجر الآية 92) و{هذا يوم لا ينطقون} قال ابن عباس : إنها أيام كثيرة في
يوم واحد فيصنع الله فيها ما يشاء فمنها يوم لا ينطقون ومنها يوم عبوسا
قمطريرا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي الضحى أن نافع بن الأزرق وعطية
أتيا ابن عباس فقالا : يا ابن عباس أخبرنا عن قول الله : {هذا يوم لا
ينطقون} وقوله : (ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) (سورة الزمر
الآية 31) وقوله : (والله ربنا ما كنا مشركين) (سورة الأنعام الآية 6)
وقوله : (ولا يكتمون الله حديثا) (سورة النساء الآية 42) قال : ويحك يا
ابن الأزرق إنه يوم طويل وفيه مواقف تأتي عليهم : ساعة لا ينطقون ثم يؤذن
لهم فيختصمون ثم يمكثون ما شاء الله يحلفون ويجهدون فإذا فعلوا ذلك ختم
الله على أفواههم ويأمر جوارحهم
فتشهد على أعمالهم بما صنعوا ثم تنطق ألسنتهم فيشهدون على أنفسهم بما صنعوا ، قال : ذلك قوله : {ولا يكتمون الله حديثا}.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة ، وَابن المنذر عن أبي عبد الله الجدلي
قال : أتيت بيت المقدس فإذا عبادة بن الصامت وعبد الله بن عمرو وكعب
الأحبار يتحدثون في بيت المقدس فقال عباد : إذا كان يوم القيامة جمع الناس
في صعيد واحد فينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ويقول الله {هذا يوم لا
ينطقون} {هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين فإن كان لكم كيد فكيدون} اليوم
لا ينجو مني جبار ولا شيطان مريد فقال عبد الله بن عمرو : إنا نجد في
الكتاب أنه يخرج يومئذ عنق من النار فينطلق معنقا حتى إذا كان بين ظهراني
الناس قال : يا أيها الناس إني بعثت إلى ثلاثة أنا أعرف بهم من الوالد
بولده ومن الأخ بأخيه لا يغنيهم مني
وزر ولا تخفيهم مني خافية : الذي
يجعل مع الله إلها آخر وكل جبار عنيد وكل شيطان مريد ، قال : فينطوي عليهم
فيقذفهم في النار قبل الحساب بأربعين ، إما قال يوما وإما عاما ، قال :
ويهرع قوم إلى الجنة فتقول لهم الملائكة : قفوا للحساب.
فيقولون
: والله ما كانت لنا أموال وما كنا بعمال ، فيقول الله : صدق عبادي أنا
أحق من أوفى بعهده ادخلوا الجنة ، فيدخلون قبل الحساب بأربعين ، إما قال
يوما وإما عاما.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة في في قوله : {كلوا واشربوا هنيئا} أي : لا موت.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله : {كلوا وتمتعوا قليلا} قال : عنى بذلك أهل الكفر.
وأخرج
عبد حميد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في
قوله : {وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون} قال : نزلت في ثقيف.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد {وإذا قيل لهم اركعوا} قال : صلوا.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة {وإذا قيل لهم
اركعوا} قال : عليكم بإحسان الركوع فإن الصلاة من الله بمكان ، قال : وذكر
لنا أن حذيفة رأى رجلا يصلي ولا يركع كأنه بعير
نافر ، قال : لو مات
هذا ما مات على شيء من سنة الإسلام ، قال : وحدثنا أن ابن مسعود رأى رجلا
يصلي ولا يركع وآخر يجر إزاره فضحك قالوا : ما يضحكك يا ابن مسعود قال :
أضحكني رجلان أحدهما لا ينظر الله إليه والآخر لا يقبل الله صلاته.
وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس {وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون} يقول : يدعون يوم
القيامة إلى السجود فلا يستطيعون السجود من أجل أنهم لم يكونوا يسجدون لله
في الدنيا والله أعلم
بسم الله الرحمن الرحيم
78
- سورة النبأ.
مكية وآياتها أربعون.
مقدمة السورة.
أَخْرَج ابن الضريس والنحاس ، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة {عم يتساءلون} بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال : أنزلت {عم يتساءلون} بمكة.
وأخرج
البيهقي في "سُنَنِه" عن عبد العزيز بن قيس قال : سألت أنسا عن مقدار صلاة
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأمر أحد بنيه فصلى بنا الظهر والعصر فقرأ
بنا المرسلات و{عم يتساءلون}.
الآية 1 - 18
أخرج عَبد بن حُمَيد ،
وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن الحسن
قال : لما بعث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم جعلوا يتساءلون بينهم فنزلت
{عم يتساءلون عن النبإ العظيم}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {يتساءلون عن النبإ
العظيم} قال : القرآن.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في
قوله : {عم يتساءلون عن النبإ العظيم} قال : القرآن ، وفي قوله : {الذي هم
فيه مختلفون} قال : مصدق به ومكذب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن
جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة {عم يتساءلون عن النبإ العظيم الذي هم فيه
مختلفون} قال : هو البعث بعد الموت صار الناس فيه رجلين مصدق ومكذب فأما
الموت فأقروا به كلهم لمعاينتهم إياه واختلفوا في البعث بعد الموت.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن في قوله : {كلا سيعلمون ثم كلا
سيعلمون} قال : وعيد بعد وعيد.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك {كلا سيعلمون} الكفار {ثم كلا سيعلمون} المؤمنون وكذلك كان يقرؤها.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {ألم
نجعل الأرض مهادا} قال : فرشت لكم {والجبال أوتادا} قال : أوتدت بها لكم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {ألم نجعل الأرض مهادا}
إلى قوله : {معاشا} قال : نعم من الله يعددها عليك يا ابن آدم لتعمل لأداء
شكرها.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال : لما أراد الله أن يخلق الخلق أرسل الريح فنسفت الماء حتى أبدت عن حشفة وهي التي تحت الكعبة
ثم
مد الأرض حتى بلغت ما شاء الله من الطول والعرض وكانت هكذا تميد وقال بيده
وهكذا وهكذا فجعل الله الجبال رواسي أوتادا فكان أبو قبيس من أول جبل وضع
في الأرض.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن قال : إن الأرض أول ما خلقت خلقت من عند
بيت
المقدس وضعت طينة فقيل لها : اذهبي هكذا وهكذا وهكذا وخلقت على صخرة
والصخرة على حوت والحوت على الماء فأصبحت وهي تميع ، فقالت الملائكة : يا
رب من يسكن هذه فأصبحت الجبال فيها أوتادا فقالت الملائكة : يا رب أخلقت
خلقا هو أشد من هذه قال : الحديد ، قالوا : فخلقت خلقا هو أشد من الحديد
قال : النار ، قالوا : فخلقت خلقا هو أشد من النار قال : الماء ، قالوا :
فخلقت خلقا هو أشد من الماء قال الريح ، قالوا : فخلقت خلقا هو أشد من
الريح قال : البناء ، قالوا : فخلقت خلقا هو أشد من البناء قال : آدم.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في
قوله : {وخلقناكم أزواجا} قال : اثنين اثنين وفي قوله : {وجعلنا النهار
معاشا} قال : يبتغون من فضل الله وفي قوله : {وجعلنا سراجا وهاجا}
قال : يتلألأ {وأنزلنا من المعصرات} قال : الريح {ماء ثجاجا} قال : منصبا ينصب.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والخرائطي في
مكارم الأخلاق عن قتادة {وجعلنا سراجا وهاجا} قال : الوهاج المنير
{وأنزلنا من المعصرات} قال : من السماء وبعضهم يقول من الريح {ماء ثجاجا}
قال : الثجاج المنصب.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله : {وجعلنا سراجا وهاجا} قال : مضيئا {وأنزلنا من
المعصرات} قال : السحاب {ماء ثجاجا} قال : منصبا.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن مجاهد في قوله : {سراجا وهاجا} قال : يتلألا.
وأخرج
الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : {وأنزلنا
من المعصرات} قال : السحاب يعصر بعضها بعضا فيخرج الماء من بين السحابتين
، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت قوله : النابغة :
تجري
بها الأرواح من بين شمال * وبين صباها المعصرات الدوامس قال : أخبرني عن
قوله : {ثجاجا} قال : الثجاج الكثير الذي ينبت منه الزرع قال : وهل تعرف
العرب ذلك قال : نعم أما سمعت أبا ذؤيب يقول :
سقى أم عمر وكل آخر ليلة * غمائم سود ماؤهن ثجيج.
وَأخرَج
عَبد بن حُمَيد وأبو يعلى ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم والخرائطي من
طرق عن ابن عباس {وأنزلنا من المعصرات} قال : الرياح {ماء ثجاجا} قال :
منصبا.
وأخرج الشافعي وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر
، وَابن مردويه والخرائطي والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن مسعود في قوله :
{وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا} قال : يبعث الله سحابا فتحمل الماء من
السماء
فتمر به السحاب فتدر كما تدر اللقحة والثجاج ينزل من السماء أمثال العزالي فتصرفه الرياح فينزل متفرقا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن عكرمة {وأنزلنا من المعصرات} قال : السحاب {ماء ثجاجا} قال : صبا أو قال كثيرا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الربيع بن أنس {وأنزلنا من المعصرات} قال : من السماء {ماء ثجاجا} قال : منصبا.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن قتادة في مصحف الفضل بن عباس {وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن الأنباري في المصاحف عن قتادة قال في قراءة
ابن عباس {وأنزلنا من المعصرات} بالرياح.
وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن مجاهد {وأنزلنا من المعصرات} الريح ولذلك كان يقرؤها : بالمعصرات ماء ثجاجا منصبا.
وأخرج ابن جرير ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {وجنات ألفافا} قال : مجتمعة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله : {وجنات ألفافا} قال : ملتفة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {وجنات ألفافا} قال : ملتفة بعضها إلى بعض.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة {وجنات ألفافا} قال : الزرع إذا كان بعضه إلى بعض جنات.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {وجنات ألفافا} يقول : جنات التفت بعضها ببعض.
أخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة {إن يوم الفصل كان
ميقاتا} قال : هو يوم عظمة الله وهو يوم يفصل فيه بين الأولين والآخرين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : {يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا} قال : زمرا زمرا.
وأخرج
ابن مردويه عن البراء بن عازب : إن معاذا بن جبل قال : يا رسول الله ما
قول الله {يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا} فقال : يا معاذ سألت عن أمر
عظيم ثم أرسل عينيه ثم قال : عشرة أصناف قد ميزهم الله من جماعة المسلمين
وبدل صورهم فبعضهم على صورة القردة وبعضهم على صورة الخنازير وبعضهم
منكبين أرجلهم فوق وجوههم أسفل يسحبون عليها وبعضهم عمي يترددون وبعضهم صم
بكم لا يعقلون وبعضهم يمضغون ألسنتهم وهي مدلاة على صدورهم يسيل القيح من
أفواههم
لعابا يقذرهم أهل الجمع وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم وبعضهم مصلبون على
جذوع من نار وبعضهم أشد نتنا من الجيف وبعضهم يلبسون جبابا سابغات من
قطران لازقة بجلودهم ، فأما الذين على صورة القردة فالقتات من الناس وأما
الذين على صورة الخنازير فأكلة السحت والمنكسون على وجوههم فأكلة الربا
والعمي من يجور في الحكم والصم البكم المعجبون بأعمالهم والذين يمضغون
ألسنتهم فالعلماء والقضاة من الذين يخالف قولهم أعمالهم والمقطعة أيديهم
وأرجلهم الذين يؤذون الجيران والمصلبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس
إلى السلطان والذين هم أشد نتنا من الجيف الذين يتمتعون بالشهوات واللذات
ويمنعون حق الله وحق الفقراء من أموالهم والذين يلبسون الجباب فأهل الكبر
والخيلاء والفخر.
الآية 19 – 30
أخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {وفتحت} خفيفة.
وأخرج ابن المنذر عن أبي الجوزاء في قوله : {إن جهنم كانت مرصادا} قال : صارت.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن الحسن في قوله : {إن
جهنم كانت مرصادا} قال : لا يدخل الجنة أحد حتى يجتاز النار.
وأخرج ابن جرير عن سفيان {إن جهنم كانت مرصادا} قال : عليهم ثلاث قناطر لا يدخل الجنة أحد حتى يجتاز النار.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة {إن
جهنم كانت مرصادا} قال : تعلموا أنه لا سبيل إلى الجنة حتى تقطع النار
وقال في آية أخرى : (وإن منكم إلا واردها) (سورة مريم الآية 71) {للطاغين
مآبا} قال : مأوى ومنزلا {لابثين فيها أحقابا} قال : الأحقاب ما لا انقطاع
له كلما مضى حقب جاء بعده حقب آخر قال وذكر لنا أن الحقب
ثمانون سنة من سني يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {لابثين فيها أحقابا} قال : سنين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن {لابثين فيها أحقابا} قال : ليس لها أجل كلما مضى حقب دخلنا في الأخرى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الحسن قال : الحقب الواحد سبعون سنة كل يوم منها ألف سنة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ عن الربيع {لابثين فيها أحقابا}
قال : لا يدري أحدكم تلك الأحقاب إلا أن الحقب الواحد ثمانون سنة السنة
ثلاثمائة وستون يوما اليوم الواحد مقدارا ألف سنة والحقب الواحد ثمانية
عشر ألف سنة.
وأخرج ابن جرير عن بشير بن كعب في قوله : {لابثين فيها أحقابا} قال : بلغني أن الحقب ثلاثمائة سنة كل سنة ثلاثمائة وستون يوما كل يوم
ألف سنة.
وأخرج
عبد الرزاق والفريابي وهناد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن
المنذر عن سالم بن أبي الجعد قال : سأل علي بن أبي طالب هلالا الهجري : ما
تجدون الحقب في كتاب الله قال : نجده ثمانين سنة كل سنة منها اثنا عشر
شهرا كل شهر ثلاثون يوما كل يوم ألف سنة.
وأخرج سعيد بن منصور والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله : {لابثين فيها أحقابا} قال : الحقب ثمانون سنة.
وأخرج البزار عن أبي هريرة رفعه {لابثين فيها أحقابا} قال : الحقب ثمانون سنة.
وأخرج
هناد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي هريرة
{لابثين فيها أحقابا} قال : الحقب ثمانون سنة والسنة ثلاثمائة وستون يوما
واليوم كألف سنة مما تعدون.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي هريرة {لابثين فيها أحقابا} قال : الحقب ثمانون عاما اليوم منها كسدس الدنيا.
وأخرج
ابن عمر العدي في مسنده ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه بسند
ضعيف عن أبي أمامة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : {لابثين فيها
أحقابا} قال : الحقب ألف شهر والشهر ثلاثون يوما والسنة اثنا عشر شهر
والشهر ثلاثمائة وستون يوما كل يوم منها ألف سنة مما تعدون فالحقب ثمانون
ألف سنة.
وأخرج البزار ، وَابن مردويه والديلمي عن ابن عمر عن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : والله لا يخرج من النار أحد حتى يمكث
فيها أحقابا والحقب بضع وثمانون سنة كل سنة ثلاثمائة وستون يوما واليوم
ألف سنة مما تعدون ، قال
ابن عمر : فلا يتكلن أحد على أنه يخرج من النار.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : الحقب ثمانون سنة.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن عبد الله بن عمرو وفي قوله : {لابثين فيها أحقابا} قال : الحقب الواحد ثمانون سنة.
وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحقب أربعون سنة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {لابثين فيها أحقابا} بالألف.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عمرو بن ميمون أنه قرأ لابثين فيها أحقابا بغير ألف.
وأخرج
ابن جرير عن خالد بن معدان في قوله : {لابثين فيها أحقابا} وقوله : (إلا
ما شاء ربك) (سورة هود الآية 107) أنهما في أهل الجنة والتوحيد من أهل
القبلة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن
مسعود قال : زمهرير جهنم يكون لهم من العذاب لأن الله يقول : {لا يذوقون
فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا}.
وأخرج هناد ، وعَبد بن حُمَيد
، وَابن جَرِير عن أبي العالية {لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما
وغساقا} قال : فاستثنى من الشراب الحميم ومن البارد الغساق وهو الزمهرير.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {إلا حميما وغساقا} قال : الحميم الحار الذي يحرق والغساق الزمهرير البارد.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن مجاهد {إلا حميما وغساقا} قال : لا يستطيعونه من برده.
وأخرج
ابن مردويه عن أبي هريرة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله : {لا
يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما} قال : قد انتهى حره ، {وغساقا}
قال : لقد انتهى برده وإن الرجل إذا أدنى الإناء من فيه سقط فروة وجهه حتى يبقى عظاما تقعقع.
وأخرج ابن المنذر عن مرة {لا يذوقون فيها بردا} قال : نوما الممتلئة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {جزاء وفاقا} قال : وافق أعمالهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {جزاء وفاقا} قال : جزاء وافق أعمال القوم أعمال السوء.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله : {جزاء وفاقا} يقول : وافق الجزاء العمل {إنهم
كانوا لا يرجون حسابا} قال : لا يخافونه وفي لفظ : لا يبالون فيصدقون
بالبعث.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله : {إنهم كانوا لا يرجون حسابا} قال : لا يرجون ثوابا ولا يخافون عقابا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه عن الحسن بن دينار قال : سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية في كتاب الله على أهل النار فقال : قول الله {فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا}.
وأخرج ابن مردويه عن الحسن قال : سئل أبو برزة الأسلمي عن أشد آية في القرآن فقال : قول الله {فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا} قال : فهو مقدار ساعة بساعة ويوم بيوم وشهر بشهر وسنة بسنة أشد عذابا حتى لو أن رجلا من أهل النار أخرج من المشرق لمات أهل المغرب ولو أخرج من المغرب مات أهل المشرق من نتن ريحه ، قال أبو برزة : شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تلاها فقال : هلك القوم بمعاصيهم ربهم وغضب عليهم فأبى إذ غضب عليهم إلا أن ينتقم منهم.