كتاب : الدر المنثور في التفسير بالماثور
المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
قال : ينادي أهل الجنة أهل النار (أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل
وجدتم ما وعد ربكم حقا) (الأعراف الآية 44) قال : وينادي أهل النار أهل
الجنة (أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله) (الأعراف الآية 50).
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {يوم تولون مدبرين} قال : قادرين غير معجزين.
الآيات 34 - 38
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات} قال : رؤيا يوسف عليه السلام.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله {الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان} قال : بغير برهان.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ما رآه المؤمنون حسنا فهو
حسن عند الله وما رآه المؤمنون سيئا فهو سيء عند الله ، وكان الأعمش رضي
الله عنه يتأول بعده {كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم رضي الله عنه {كذلك يطبع الله على كل قلب
متكبر} مضاف لا ينون في قلب.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه {وقال فرعون يا هامان
ابن لي صرحا} قال : كان أول من بنى بهذا الآجر وطبخه {لعلي أبلغ الأسباب}
قال : الأبواب {أسباب} أي أبواب {كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن
السبيل} قال : فعل ذلك به {زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد
فرعون إلا في تباب} أي في ضلال وخسار.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {يا هامان ابن لي صرحا} قال : أوقد على الطين حتى يكون الآجر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي صالح رضي الله عنهم في قوله {أسباب السماوات} قال : طرق السموات.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إلا في تباب} قال : خسران.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {في تباب} قال : في خسارة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ (وصدوا عن السبيل) برفع
الصاد.
الآيات 39 - 40
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الدنيا جمعة من جمع الآخرة ، سبعة آلاف سنة.
وأخرج
ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : إن الحياة الدنيا متاع وليس من متاعه شيء خيرا من المرأة الصالحة
التي إذا نظرت إليها سرتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه {وإن الآخرة هي دار القرار} استقرت
الجنة بأهلها واستقرت النار بأهلها {من عمل سيئة} قال : الشرك {فلا يجزى
إلا مثلها ومن عمل صالحا} أي خيرا {من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون
الجنة يرزقون فيها بغير حساب} لا والله ما هناك مكيال ولا ميزان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ فأولئك يدخلون الجنة بنصب الياء.
الآيات 41 - 45
أخرج
الفريابي وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد عن مجاهد في قوله {ويا قوم ما
لي أدعوكم إلى النجاة} قال : إلى الإيمان وفي قوله {لا جرم أنما تدعونني
إليه ليس له دعوة في الدنيا} قال : الوثن ليس بشيء {وأن المسرفين}
السفاكين الدماء بغير حقها {هم أصحاب النار}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن
قتادة قال {ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة} قال : لا يضر ولا ينفع
{وأن المسرفين هم أصحاب النار} قال : جميع أصحابنا {وأن المسرفين هم أصحاب
النار}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وعبد الرزاق ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله {فوقاه الله سيئات ما مكروا} قال : كان قبطيا من قوم فرعون فنجا
مع موسى وبني إسرائيل حين نجوا.
الآيات 46 - 50.
أَخْرَج
ابن أبي شيبة وهناد ، وعَبد بن حُمَيد عن هذيل بن شرحبيل رضي الله عنه قال
: إن أرواح آل فرعون في أجواف طير سود تغدو وتروح على النار ، فذلك عرضها
وأرواح الشهداء في أجواف طير خضر وأولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحنث
في أجواف عصافير من عصافير الجنة ترعى وتسرح.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن
الضحاك رضي الله عنه أنه سئل عن أرواح الشهداء قال : تجعل أرواحهم في
أجواف طير خضر تسرح في الجنة وتأوي بالليل إلى قناديل من ذهب معلقة بالعرش
فتأوي فيها ، قيل فأرواح الكفار قال : توجد أرواحهم فتجعل في أجواف طير
سود تغدو وتروح على النار ، ثم قرأ هذه الآية {النار يعرضون عليها غدوا
وعشيا}.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال : أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تسرح بهم في الجنة حيث شاءوا وأن
أرواح ولدان المؤمنين في أجواف عصافير تسرح في الجنة حيث شاءت وإن أرواح
آل فرعون في أجواف طير سود تغدو على جهنم وتروح ، فذلك عرضها.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {النار يعرضون عليها
غدوا وعشيا} قال : صباحا ومساء ، يقال لهم : هذه منازلكم فانظروا إليها
توبيخا ونقمة وصغارا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله {يعرضون عليها غدوا وعشيا} قال : ما كانت الدنيا تعرض أرواحهم.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنه كان له صرختان في كل يوم غدوة وعشية ،
كان يقول أول النهار : ذهب الليل وجاء النهار وعرض آل فرعون على النار فلا
يسمع أحد صوته إلا استعاذ بالله من النار.
وأخرج ابن أبي الدنيا في
كتاب من عاش بعد الموت ، وَابن جَرِير عن الأوزاعي رضي الله عنه ، أنه
سأله رجل فقال : يا أبا عمرو إنا نرى طيرا أسود تخرج من البحر فوجا فوجا
لا يعلم عددها إلا الله تعالى فإذا كان العشاء عاد مثلها بيضا قال :
وفطنتم لذلك قالوا : نعم ، قال : تلك في حواصلها أرواح آل فرعون !
{يعرضون
عليها غدوا وعشيا} فترجع وكورها وقد أحرقت رياشها وصارت سوداء فينبت عليها
ريش أبيض وتتناثر السود ثم تعرض على النار ثم ترجع إلى وكورها فذلك دأبهم
في الدنيا فإذا كان يوم القيامة قال الله {أدخلوا آل فرعون أشد العذاب}.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم ، وَابن مردويه عن ابن عمر رضي الله
عنهما
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أحدكم إذا مات عرض عليه
مقعده من الغداة والعشي ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من
أهل النار فمن أهل النار ، يقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة ،
زاد ابن مردويه {النار يعرضون عليها غدوا وعشيا}.
وأخرج البزار ، وَابن
أبي حاتم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود رضي
الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : ما أحسن محسن مسلم أو
كافر إلا أثابه الله ، قلنا يا رسول الله ما إثابة الكافر قال : المال
والولد
والصحة وأشباه ذلك ، قلنا : وما إثابته في الآخرة قال : عذابا دون العذاب
، وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} قراءة
مقطوعة الألف.
الآيات 51 - 55.
أَخرَج أحمد والترمذي وحسنه ، وَابن
أبي الدنيا في ذم الغيبة والطبراني ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب
الإيمان عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال
: من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه نار جهنم ، ثم تلا {إنا لننصر رسلنا}
الآية.
وأخرج ابن مردويه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله {إنا لننصر رسلنا} الآية ، قال : ذلك في الحجة ، يفتح الله حجتهم في الدنيا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في هذه الآية قال : لم يبعث الله
إليهم من ينصرهم فيطلب بدمائهم ممن فعل ذلك بهم في الدنيا وهم منصورون فيها.
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ويوم يقوم الأشهاد} قال : هم الملائكة.
وأخرج عبد الرزاق عن قتادة رضي الله عنه ، مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن سفيان رضي الله عنه قال : سألت الأعمش عن قوله {ويوم يقوم الأشهاد} قال : الملائكة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه قال {الأشهاد} ملائكة الله وأنبياؤه والمؤمنون.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال {الأشهاد} أربعة :
الملائكة
الذين يحصون أعمالنا ، وقرأ (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد) (ق 21) ،
والنبيون شهداء على أممهم ، وقرأ (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد) (النساء
41) ، وأمة محمد صلى الله عليه وسلم شهداء على الأمم ، وقرأ (لتكونوا
شهداء على الناس) (الحج 78) ، والأجساد والجلود ، وقرأ (وقالوا لجلودهم لم
شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء) (فصلت 21).
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار} قال : صل لربك {بالعشي والإبكار} قال : الصلوات المكتوبات.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {بالعشي والإبكار} قال : صلاة الفجر والعصر.
الآيات 56 - 59
أخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم بسند صحيح عن أبي العالية رضي الله عنه
قال : إن اليهود أتوا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن الدجال
يكون منا في آخر الزمان ويكون من أمره فعظموا أمره وقالوا : يصنع كذا ،
فأنزل الله !
{إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن
في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه} قال : لا يبلغ الذي يقول {فاستعذ بالله}
فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ من فتنة الدجال {لخلق السماوات
والأرض أكبر من خلق الناس} الدجال.
وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار
رضي الله عنه في قوله {إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان} قال :
هم اليهود نزلت فيهم فيما ينتظرونه من أمر الدجال.
وأخرج ابن المنذر عن
ابن جريج رضي الله عنه في قوله {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس}
قال : زعموا أن اليهود قالوا : يكون منا ملك في آخر الزمان البحر إلى
ركبتيه والسحاب دون رأسه يأخذ الطير بين السماء والأرض ، معه جبل خبز ونهر
، فنزلت {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله {إن في صدورهم إلا كبر} قال : عظمة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة : (إن الذين يجادلون في آيات
الله بغير سلطان أتاهم) : أي : لم يأتهم بذلك سلطان (إن في صدورهم إلا كبر ماهم ببالغيه). قال : الكبر في صدورهم.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن قتادة قال : قال سعيد: إنما حملهم على التكذيب الزيغ الذي في قلوبهم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة {وما يستوي الأعمى والبصير} قال {الأعمى} الكافر
{والبصير} المؤمن {والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما
تتذكرون} قال : هم في بغيهم بعد.
وأخرج أحمد والحاكم وصححه ، عَن جَابر
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما كان من فتنة ولا تكون حتى
تقوم الساعة أعظم من فتنة الدجال وما من نبي إلا حذر
قومه ولأخبرنكم عنه بشيء ما أخبره نبي قبلي فوضع يده على عينه ثم قال : أشهد أن الله ليس بأعور.
وأخرج
ابن عدي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من نبي إلا
وقد حذر أمته الدجال ، وهو أعور بين عينيه طفرة مكتوب عليه كافر معه
واديان ، أحدهما جنة والآخر نار ، فناره جنة وجنته نار.
وأخرج ابن أبي
شيبة وأحمد عن داود بن عامر بن أبي وقاص عن أبيه عن جده قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد وصف الدجال لأمته
، ولأصفنه صفة لم يصفها أحد كان قبلي إنه أعور وإن الله عز وجل ليس بأعور.
وأخرج
ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي وحسنه عن أبي عبيدة بن الجراح ،
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنه لم يكن نبي إلا قد أنذر
قومه الدجال وأنا أنذركموه ، فوصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال
: لعله سيدركه بعض من رآني وسمع كلامي قالوا : يا رسول الله كيف قلوبنا
يومئذ قال : مثلها اليوم أو خير.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ،
وعَبد بن حُمَيد في مسنده والحاكم عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : إني خاتم ألف نبي أو أكثر ، ما بعث نبي إلا وقد حذر
أمته وأني قد بين لي من أمره ما لم يتبين لأحد وإنه أعور وإن ربكم ليس
بأعور وعينه اليمنى جاحظة كأنها في حائط مجصص وعينه اليسرى كأنها كوكب دري
معه من كل لسان ومعه صورة الجنة خضراء يجري فيها الماء ومعه صورة النار
سوداء تدخن ، يتبعه من كل قوم يدعونهم بلسانهم إليها.
وأخرج أحمد
والبخاري ومسلم عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بعث
نبي إلا أنذر أمته الأعور والكذاب ، إلا أنه أعور وإن ربكم ليس بأعور
ومكتوب بين عينيه كافر.
وأخرج يعقوب بن سفيان عن معاذ بن جبل قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من نبي إلا وقد حذر أمته الدجال وإني أحذركم
أمره إنه أعور وإن ربكم عز وجل ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر يقرأه الكاتب وغير الكاتب معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار.
وأخرج
ابن أبي شيبة والبزار ، وَابن مردويه ، عَن جَابر بن عبد الله رضي الله
عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لخاتم ألف نبي أو أكثر
وإنه ليس منهم نبي إلا وقد أنذر قومه الدجال وإنه تبين لي ما لم يتبين
لأحد منهم وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد
والبخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قام رسول الله صلى الله عليه
وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال : إني
أنذركموه وما من نبي إلا قد أنذر قومه ، لقد أنذر نوح قومه ، ولكن سأقول
لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور.
وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمر قال : كنا نحدث بحجة الوداع ولا نرى أنه الوداع من
رسول
الله صلى الله عليه وسلم فذكر المسيح الدجال فأطنب في ذكره قال : ما بعث
الله من نبي إلا قد أنذر أمته ، لقد أنذر نوح أمته والنبيون من بعده ، إلا
ما خفي عليكم من شأنه فلا يخفين عليكم ، إن ربكم ليس بأعور ، قالها ثلاثا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : الدجال أعور العين عليها طفرة ، مكتوب بين عينيه كافر.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
قال : إن الدجال أعور جعد حجان أحمر كان رأسه غصن شجرة ، أشبه الناس بعبد
العزى فأما هلك الهلك فأنه أعور وإن ربكم ليس بأعور.
وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأنا أعلم بما
مع
الدجال ، معه نهران يجريان ، أحدهما رأي العين نار تتأجج فمن أدرك ذلك
فليأت النار الذي يراه فليغمض عينيه ثم يطأطى ء رأسه يشرب فإنه بارد وإن
الدجال ممسوح العين عليه طفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرأها كل مؤمن
كاتب وغير كاتب.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أحدثكم عن الدجال حديثا ما حدثه
نبي قط ، إنه أعور وإنه يجيء معه بمثل الجنة والنار فالذي يقول هي الجنة
هي النار إني أنذركم به كما أنذر نوح قومه.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد
وأبو داود والطبراني والحاكم عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سمع منكم بخروج الدجال فلينأى عنه ما
استطاع فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فما يزال به حتى يتبعه مما يرى
من الشبهات.
وأخرج ابن أبي شيبة عن المغيرة بن شعبة رضي الله
عنه قال : ما كان أحد يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال أكثر
مني قال : وما تسألني عنه قلت : إن الناس يقولون : إن معه الطعام والشراب
، قال : هو أهون على الله من ذلك.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا تشهد أحدكم
فليستعذ بالله من شر فتنة المسيح الدجال.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من نجا من ثلاثة فقد نجا قالها ثلاث
مرات قالوا : ما ذاك يا رسول الله قال : داء والدجال وقتل خليفة يصطبر بالحق يعطيه.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : يمكث الناس بعد خروج الدجال أربعين عاما ويغرس النخل وتقوم الأسواق.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن أبي العلاء بن الشخير رضي الله عنه : أن نوحا عليه السلام
ومن بعده من الأنبياء عليهم السلام كانوا يتعوذون من فتنة الدجال.
وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة رضي الله عنه قال : لا يخرج الدجال حتى
يكون خروجه أشهى إلى المسلمين من شرب الماء على الظمأ فقال له رجل : لم قال : من شده البلاء والشر.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن حذيفة رضي الله عنه قال : حتى لا يكون غائب أحب إلى
المؤمن خروجا منه وما خروجه بأضر للمؤمن من حصاة يرفعها من الأرض وما علم
أحدهم أدناهم وأقصاهم إلا سواء.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي وائل رضي الله عنه قال : أكثر أتباع الدجال اليهود وأولاد الأمهات.
وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال : كان بمقدمة الأعور الدجال ستمائة ألف يلبسون التيجان.
وأخرج
ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم عن هشام بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر
من
الدجال.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه ، وَابن
ماجة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم : إن الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان يتبعه أقوام كأن
وجوههم المجان المطرقة.
وأخرج أحمد عن أبي بن كعب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده الدجال فقال : إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن ابن عاصم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما
مسيح الضلالة فرجل أجلى الجبهة ممسوخ العين اليسرى عريض النحر فيه دمامة
كأنه فلان بن عبد العزى أو عبد العزى بن
فلان.
وأخرج ابن أبي
شيبة عن سفينة قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنه لم
يكن نبي إلا حذر الدجال أمته ، أعور العين اليسرى بعينه اليمنى طفرة غليظة
بين عينيه كافر معه واديان ، أحدهما جنة ، والآخر نار فجنته نار وناره جنة
ومعه ملكان يشبهان نبيين من الأنبياء ، أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله
فيقول من الناس إلا صاحبه فيقول صاحبه : صدقت ، فيسمعه الناس فيحسبون ما
صدق الدجال وذلك فتنة ثم يسير حتى يأتي الشام فينزل عيسى فيقتله الله عند
عقبة أفيق.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي بكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يمكث
أبو
الدجال ثلاثين عاما لا يولد لهما ولد ثم يولد لهما غلام أعور ، أضر شيء
وأقله نفعا تنام عيناه ولا ينام قلبه ، ثم نعت أبويه فقال : أبوه رجل طوال
ضرب اللحم طويل الأنف كان أنفه مهار ، وأمه امرأة فرغانية عظيمة الثديين.
وأخرج
ابن أبي شيبة ومسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الدجال
يطوي الأرض كلها إلا مكة والمدينة فيأتي المدينة فيجد كل نقب من أنقابها
صفوفا من الملائكة فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه ثم ترتجف المدينة ثلاث
رجفات فيخرج إليه كل منافق ومنافقة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة رضي الله عنه قال : لو خرج الدجال لآمن به قوم في قبورهم.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : يهبط الدجال من كور كرهان
معه ثمانون ألفا عليهم الطيالسة ينتعلون كان وجوههم مجان مطرقة.
وأخرج ابن أبي شيبة من طريق حوط العبدي عن عبد الله رضي الله عنه قال : إن أذن حمار الدجال لتظل سبعين ألفا.
وأخرج
ابن أبي شهبة عن جنادة بن أمية الدري رضي الله عنه قال : دخلت أنا وصاحب
لي على رجل من أصحاب رسول الله فقلنا : حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى
الله عليه وسلم ولا تحدثنا عن غيره وإن كان عندنا مصدقا قال : نعم ، قام
فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : أنذركم الدجال أنذركم
الدجال أنذركم الدجال ، فإنه لم يكن نبي إلا أنذره أمته وإنه فيكم أيتها
الأمة وأنه جعد آدم ممسوخ العين اليسرى وإن معه جنة ونارا فناره جنة وجنته
نار وإن معه نهر ماء وجبل خبز وإنه يسلط على نفس فيقتلها ثم يحييها لا
يسلط على
غيرها وإنه يمطر السماء وينبت الأرض وإنه يلبث في الأرض
أربعين صباحا حتى يبلغ منها كل منهل وإنه لا يقرب أربعة مساجد ، مسجد
الحرام ومسجد الرسول ومسجد المقدس ومسجد الطور وما عليكم من الأشياء فإن
الله ليس بأعور مرتين.
وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني عن سمرة بن جندب
رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : والله لا تقوم الساعة
حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال ممسوخ العين اليسرى كأنها عين
أبي يحيى الشيخ من الأنصار وإنه متى يخرج فإنه يزعم أنه الله فمن آمن به
وصدقه واتبعه فليس ينفعه صالح له من عمل له سلف ومن كفر به وكذبه فليس
يعاقب بشيء من عمل له سلف ، وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت
المقدس فهزمه الله وجنوده ، حتى أن حرم الحائط أو أصل الشجرة ينادي : يا
مؤمن هذا كافر
يستتر بي فتعال فاقتله ولن يكون ذاك كذلك حتى تروا
أمور يتفاقم شأنها في أنفسكم فتتساءلون بينكم : هل كان نبيكم ذكر لكم منها
شيئا ذكر أو حتى تزول جبال عن مراتبها ثم على أثر ذلك القبض ، وأشار بيده
إلى الموت.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : الدجال يخوض البحار إلى ركبتيه ويتناول السحاب
ويسبق الشمس إلى مغربها وفي جبهته قرن منه الحيات وقد صور في جسده السلاح
كله حتى ذكر السيف والرمح والدرق.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي
الله عنه قال : يخرج الدجال فيمكث في الأرض أربعين صباحا يبلغ منها كل
منهل ، اليوم منها كالجمعة والجمعة كالشهر والشهر كالسنة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ليصحبن
الدجال قوم يقولون : إنا لنصحبه وإنا لنعلم أنه كذاب ولكنا إنما نصحبه
لنأكل من الطعام ونرعى من الشجر وإذا نزل غضب الله نزل عليهم كلهم.
وأخرج
الطبراني عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه قال : ذكر الدجال عند عبد الله
بن مسعود رضي الله عنه فقال : لا تكثروا ذكره فإن الأمر إذا قضي في السماء
كان أسرع لنزوله إلى الأرض أن يظهر على ألسنة الناس.
الآيات 60 - 64
أخرج
سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري في
الأدب المفرد وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن ماجة ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن حبان والحاكم وصححه ،
وَابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان عن النعمان بن
بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الدعاء تلو
العبادة ، ثم قرأ {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن
عبادتي} قال : عن دعائي {سيدخلون جهنم داخرين}
وأخرج ابن مردويه من
وجه آخر عن النعمان بن بشير قال : وعظ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في
خطبته فقال : قال ربكم : (ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي
سيدخلون جهنم داخرين). هل تدرون ما عبادة الله قلنا : الله ورسوله أعلم
قال : هو إخلاص الله مما سواه.
وأخرج ابن مردويه والخطيب عن البراء رضي
الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الدعاء هو العبادة ،
وقرأ {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ادعوني أستجب لكم} قال : اعبدوني.
وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله {سيدخلون جهنم داخرين} قال : صاغرين.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الدعاء الاستغفار.
وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لم يدع الله يغضب عليه.
وأخرج
أحمد والحكيم الترمذي وأبو يعلى والطبراني عن معاذ رضي الله عنه قال : لن
ينفع حذر من قدر ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ، فعليكم بالدعاء
عباد الله.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أنس بن مالك رضي
الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا فتح الله على عبد
بالدعاء فليدع فإن الله يستجيب له.
وأخرج الحكيم الترمذي ،
وَابن عدي في نوادر الأصول عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله يحب الملحين في الدعاء.
وأخرج الحكيم الترمذي عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : نجد فيما أنزل الله
تعالى في بعض الكتب أن الله تعالى يقول : أنزل البلاء أستخرج به الدعاء.
وأخرج
ابن المنذر عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله {ادعوني أستجب لكم} قال :
قال ربكم : عبدي إنك ما دعوتني ورجوتني فإني سأغفر لك على ما كان فيك ولو
لقيتني بقراب الأرض خطايا لقيتك بقرابها مغفرة ولو أخطأت حتى تبلغ خطاياك
عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي.
وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أفضل العبادة الدعاء وقرأ {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله {ادعوني
أستجب لكم} ، قال : اعملوا وأبشروا فإنه حق على الله أن يستجيب للذين
آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن
المنذر عن كعب رضي الله عنه أنه تلا هذه الآية فقال : ما أعطي أحد من
الأمم ما أعطيت هذه الأمة إلا بني الرجل المجتبى يقال له : سل تعطه.
وأخرج البخاري في الأدب عن عائشة رضي الله عنها قالت : سئل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أي العبادة أفضل فقال : دعاء المرء لنفسه.
وأخرج
الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن كعب رضي الله عنه قال : قال الله تعالى
لموسى عليه الصلاة والسلام : قل للمؤمنين لا يستعجلوني إذا دعوني ولا
يبخلوني أليس يعلمون أني أبغض البخيل فكيف أكون بخيلا يا موسى لا تخف مني
بخلا أن تسألني عظيما ولا تستحي أن تسألني صغيرا اطلب إلي الدقة واطلب إلي
العلف لشاتك ، يا موسى أما علمت أني خلقت الخردلة فما فوقها وإني لم أخلق
شيئا إلا وقد علمت أن الخلق يحتاجون إليه فمن يسألني مسألة وهو يعلم أني
قادر أعطي وأمنع وأعطيته مسألته مع المغفرة فإن حمدني حين
أعطيته وحين أمنعه أسكنته دار الحمادين وأيما عبد لم يسألني مسألة ثم أعطيته كان أشد عليه من الحساب.
وأخرج
الحكيم الترمذي عن مالك بن أنس رضي الله عنه قال : قال عروة بن الزبير رضي
الله عنه : إني لأسأل الله تعالى حوائجي في صلاتي ، حتى أسأله الملح لأهلي.
وأخرج
الحكيم الترمذي عن زهرة بن معبد رضي الله عنه قال : سمعت محمد بن المنكدر
رضي الله عنه يدعو يقول : اللهم قو ذكري فإن فيه منفعة لأهلي.
وأخرج
أحمد في الزهد عن ثابت البناني رضي الله عنه قال : تعبد رجل سبعين سنة
فكان يقول في دعائه : رب أجزني بعملي فأدخل الجنة فمكث فيها سبعين عاما
فلما وفت قيل له : أخرج قد استوفيت عملك ، أي شيء كان في الدنيا أوثق في
نفسه فلم يجد شيئا أوثق في نفسه مما دعا الله سبحانه فأقبل يقول في دعائه
: رب سمعتك وأنا في الدنيا وأنت تقيل
العثرات فأقل اليوم عثرتي ، فترك في الجنة ، أما قوله تعالى : {الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه}.
أخرج
ابن مردويه عن عبد الله بن مغفل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن عيسى بن مريم عليه السلام قال : يا معشر الحواريين الصلاة جامعة فخرج
الحواريون في هيئة العبادة قد تضمرت البطون وغارت العيون واصفرت الألوان
فسار بهم عيسى عليه السلام إلى فلاة من الأرض فقام على رأس جرثومة فحمد
الله وأثنى عليه ثم أنشأ يتلو عليهم آيات الله وحكمته فقال : يا معشر
الحواريين اسمعوا ما أقول لكم ، إني لأجد في كتاب الله المنزل الذي أنزل
الله في الإنجيل أشياء معلومة فأعملوا بها قالوا : يا روح الله وما هي قال
: خلق الليل لثلاث خصال وخلق النهار لسبع خصال فمن مضى عليه الليل والنهار
وهو في غير هذه الخصال خاصمه الليل والنهار يوم القيامة فخصماه ، خلق
الليل لتسكن فيه العروق الفاترة التي أتعبتها في نهارك وتستغفر لذنبك الذي
كسبته في النهار ثم لا تعود فيه وتقنت فيه قنوت الصابرين ، فثلث تنام وثلث
تقوم وثلث تتضرع إلى ربك فهذا ما خلق له الليل وخلق النهار لتؤدي فيه
الصلاة المفروضة التي عنها تسأل وبها تحاسب وبر والديك وأن تضرب في الأرض
تبتغي المعيشة معيشة يومك وأن تعود فيه وليا لله تعالى كيما
يتعهدكم
الله برحمته وأن تشيعوا فيه جنازة كيما تنقلبوا مغفورا لكم وأن تأمروا
بمعروف وتنهوا عن منكر فهو ذروة الإيمان وقوام الدين وأن تجاهد في سبيل
الله تراحموا إبراهيم خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام في قبته ، ومن مضى
عليه الليل والنهار وهو في غير هذه الخصال خاصمه الله والنهار يوم القيامة
وهو عند مليك مقتدر.
آية 65.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن المنذر
والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال : من قال لا إله إلا الله فليقل على أثرهما الحمد لله
رب العالمين ، وذلك قوله {فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين}.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه كان يستحب إذا قال : لا
إله إلا الله يتبعها : الحمد لله رب العالمين ثم يقرأ هذه الآية {هو الحي
لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين} والله أعلم.
آية 66.
أَخْرَج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة قالا :
يا
محمد ارجع عما تقول وعليك بدين آبائك وأجدادك ، فأنزل الله تعالى {قل إني
نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن
أسلم لرب العالمين}.
الآيات 67 - 70
أخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة
رضي الله عنه قال : يثغر الغلام لسبع ويحتلم لأربعة عشر وينتهي طوله لاحدى
وعشرين وينتهي عقله لثمان وعشرين ويبلغ أشده لثلاث وثلاثين.
وأخرج ابن
المنذر عن ابن جرير رضي الله عنه {ومنكم من يتوفى من قبل} قال : من قبل أن
يكون شيخا {ولتبلغوا أجلا مسمى} الشيخ والشاب {ولعلكم تعقلون} عن ربكم أنه
يحييكم كما أماتكم وهذه لأهل مكة كانوا يكذبون بالبعث.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه {أنى يصرفون} قال : أنى يكذبون وهم يعقلون.
الآيات 71 - 77.
أَخرَج أحمد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه ، وَابن مردويه
والبيهقي
في البعث والنشور عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : تلا رسول الله
صلى الله عليه وسلم {إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم
في النار يسجرون} فقال : لو أن رصاصة مثل هذه - وأشار إلى جمجمة أرسلت من
السماء إلى الأرض وهي مسيرة خمسمائة سنة - لبلغت الأرض قبل الليل ولو أنها
أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفا - الليل والنهار - قبل أن تبلغ
أصلها أو قال قعرها.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط ، وَابن
مردويه عن يعلى بن منبه رضي الله عنه رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : ينشى ء الله سحابة لأهل النار سوداء
مظلمة يقال لها
ولأهل النار أي شيء تطلبون فيذكرون بها سحاب الدنيا فيقولون : يا ربنا
الشراب فتمطرهم أغلالا تزيد في أعناقهم وسلاسل تزيد في سلاسلهم وجمر يلتهب
عليهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ {والسلاسل
يسحبون في الحميم}.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه وهو يصلي في شهر رمضان يردد
هذه الآية {فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم
ثم في النار يسجرون}.
وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة النار عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال {يسحبون في الحميم} فيسلخ كل شيء عليهم من جلد ولحم
وعرق حتى يصير في عقبه ، حتى أن لحمه قدر طوله ستون ذراعا ، ثم يكسى جلدا
آخر ثم يسجر في الحميم فيسلخ كل شيء عليهم من جلد ولحم وعرق.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {يسجرون} قال : توقد بهم النار ، وفي
قوله {تمرحون} قال : تبطرون وتاشرون.
الآية 78.
أَخرَج
الطبراني في الأوسط ، وَابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في
قوله {ومنهم من لم نقصص عليك} قال : بعث الله عبدا حبشيا نبيا فهو ممن لم
يقصص على محمد صلى الله عليه وسلم.
الآيات 79 - 85
أخرج عَبد بن
حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ولتبلغوا عليها
حاجة في صدوركم} قال : أسفاركم لحاجتكم ما كانت ، وفي قوله {وآثارا في
الأرض} قال : المشي فيها بأرجلهم ، وفي قوله {فرحوا بما عندهم من العلم}
قال : قولهم نحن أعلم منهم ولن نعذب وفي قوله {وحاق بهم ما كانوا به
يستهزؤون} قال : ما جاءت به رسلهم من الحق.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد
بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم}
قال : من بلد إلى بلد ، وفي قوله {سنة الله التي قد خلت في عباده} قال :
سننه أنهم كانوا إذا رأوا بأسنا آمنوا فلم ينفعهم إيمانهم عند ذلك.
* بسم الله الرحمن الرحيم * (41)- سورة فصلت.
مكية وآياتها أربع وخمسون.
مقدمة السورة.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت (حم) السجدة بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضي الله عنه ، مثله.
الآيات 1 - 4.
وَأخرَج
ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد وأبو يعلى والحاكم وصححه ، وَابن مردويه
وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل ، وَابن عساكر ، عَن جَابر بن عبد
الله رضي الله عنه قال : اجتمع قريش يوما فقالوا : انظروا أعلمكم بالسحر
والكهانة والشعر فليأت هذا الرجل الذي قد فرق جماعتنا وشتت أمرنا وعاب
ديننا فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه فقالوا : ما نعلم أحدا غير عتبة بن
ربيعة قالوا : أنت يا أبا الوليد ، فأتاه فقال : يا محمد أنت خير أم عبد
الله ، أنت خير أم عبد المطلب ، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت وإن كنت تزعم
أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع لك أما والله ما رأينا سلحة قط أشأم على قومه
منك
فرقت جماعتنا وشتت أمرنا وعبت ديننا وفضحتنا في العرب ، حتى لقد طار فيهم
أن في قريش ساحرا وأن في قريش كاهنا والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى
أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف ، يا أيها الرجل إن كان إنما بك الحاجة
جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلا
واحدا وإن كان نما بك الباءة فاختر
أي نساء قريش شئت فلنزوجك عشرا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فرغت قال : نعم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بسم الله الرحمن
الرحيم {حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم
يعلمون} حتى بلغ {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} فقال
عتبة : حسبك ، ما عندك غير هذا قال : لا ، فرجع إلى قريش فقالوا : ما
وراءك قال : ما تركت شيئا أرى أنكم تكلمون به إلا كلمته قالوا : فهل أجابك
قال : والذي نصبها بنية ما فهمت شيئا مما قال غير أنه قال {أنذرتكم صاعقة
مثل صاعقة عاد وثمود} قالوا : ويلك ، يكلمك الرجل بالعربية وما تدري ما
قال قال : لا ، والله ما فهمت شيئا مما قال غير ذكر الصاعقة.
وأخرج ابن إسحاق ، وَابن المنذر والبيهقي في الدلائل ، وَابن عساكر
عن
محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال : حدثت أن عتبة بن ربيعة وكان أشد
قريش حلما ، قال ذات يوم وهو جالس في نادي قريش ورسول الله صلى الله عليه
وسلم جالس وحده في المسجد يا معشر قريش ألا أقوم إلى هذا فأكلمه فأعرض
عليه أمورا لعله أن يقبل منها بعضه ويكف عنا قالوا : بلى يا أبا الوليد
فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث فيما قال
له عتبة وفيما عرض عليه من المال والملك وغير ذلك ، حتى إذا فرغ عتبة قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفرغت يا أبا الوليد قال : نعم ، قال :
فأستمع مني ، قال أفعل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بسم الله
الرحمن الرحيم {حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا
لقوم يعلمون} فلما سمعها عتبة أنصت لها وألقى يديه خلف ظهره معتمدا عليهما
يستمع منه حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة فسجد فيها
ثم قال : سمعت يا أبا الوليد قال : سمعت قال : أنت وذاك ، فقام عتبة إلى
أصحابه فقال بعضهم لبعض : نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه
الذي ذهب به فلما جلس إليهم قالوا : ما وراءك يا أبا الوليد قال : والله
إني قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا
بالكهانة والله ليكونن لقوله الذي سمعت نبا.
وأخرج أبو نعيم
والبيهقي كلاهما في الدلائل عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : لما قرأ
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم على عتبة بن ربيعة {حم تنزيل من الرحمن
الرحيم} أتى أصحابه
فقال : يا قوم أطيعوني في هذا اليوم واعصوني بعده فوالله لقد سمعت من هذا الرجل كلاما ما سمعت مثله قط وما دريت ما أرد عليه.
وأخرج
البيهقي في الدلائل عن ابن شهاب رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى
الله عليه وسلم مصعب بن عمير فنزل في بني غنم على أسعد بن زرارة فجعل يدعو
الناس فجاء سعد بن معاذ فتوعده فقال له أسعد بن زرارة : اسمع من قوله فإن
سمعت منكرا فاردده يا هذا وإن سمعت حقا فأجب إليه ، فقال : ماذا تقول فقرأ
مصعب {حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} قال : سعد
بن معاذ رضي الله عنه : ما أسمع إلا ما أعرف فرجع وقد هداه الله.
وأخرج
البيهقي في الدلائل ، وَابن عساكر ، عَن جَابر بن عبد الله رضي الله عنه
قال : قال أبو جهل والملأ من قريش : قد انتشر علينا أمر محمد صلى الله
عليه وسلم فلو التمستم رجلا
عالما بالسحر والكهانة والشعر ، فقال عتبة ، علمت من ذلك علما وما يخفى علي إن كان كذلك فأتاه فلما أتاه قال له : يا محمد أنت خير أم هاشم أنت خير أم عبد المطلب ، فلم يجبه قال : فيم تشتم آلهتنا وتضلل آباءنا فإن كنت إنما بك الرياسة عقدنا ألويتنا لك فكنت رأسنا ما بقيت وإن كان بك الباءة زوجناك عشرة نسوة تختار من أي بنات قريش وإن كان بك المال جمعنا لك من أموالنا ما تستغني به أنت وعقبك من بعدك - ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت لا يتكلم - فلما فرغ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بسم الله الرحمن الرحيم {حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا} فقرأ حتى بلغ (فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) فأمسك عتبة على فيه وناشده الرحم أن يكف عنه لم يخرج إلى أهله واحتبس عنهم فقال أبو جهل : يا معشر قريش ما نرى عتبة إلا قد صبأ إلى محمد وأعجبه طعامه وما ذاك إلا من حاجة أصابته انتقلوا بنا إليه ، فأتوه فقال أبو جهل : والله يا عتبة ما حسبنا إلا أنك صبوت إلى محمد وأعجبك أمره فإن كنت بك حاجة جمعنا لك من
أموالنا ما يغنيك عن محمد
، فغضب وأقسم بالله لا يكلم محمد أبدا وقال : لقد علمتم أني أكثر قريش
مالا ولكني أتيته ، فقص عليهم القصة فأجابني بشيء والله ما هو بسحر ولا
شعر ولا كهانة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم {حم تنزيل من الرحمن الرحيم
كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا}
حتى بلغ (أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد
وثمود) فأمسكت بفيه وناشدته الرحم فكيف وقد علمتم أن محمدا إذا قال شيئا
لم يكذب فخفت أن ينزل بكم العذاب.
وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر رضي الله
عنهما ، أن قريشا اجتمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى
الله عليه وسلم جالس في المسجد فقال لهم عتبة بن ربيعة : دعوني حتى أقوم
إلى محمد أكلمه فإني عسى أن أكون أرفق به منكم ، فقام عتبة حتى جلس إليه
فقال : يا ابن أخي إنك أوسطنا بيتا وأفضلنا مكانا وقد أدخلت في قومك ما لم
يدخل رجل على قومه قبلك فإن كنت تطلب بهذا الحديث مالا فذلك لك على قومك
أن تجمع لك حتى تكون أكثرنا
مالا وأن كنت تريد شرفا فنحن مشرفوك حتى
لا يكون أحد من قومك فوقك ولا نقطع الأمور دونك وإن كان هذا عن لمم يصيبك
لا تقدر على النزوع عنه بذلنا لك خزائنا في طلب الطب لذلك منه وإن كنت
تريد ملكا ملكناك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفرغت يا أبا
الوليد قال : نعم ، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {حم} السجدة حتى مر
بالسجدة فسجد وعتبة ملق يده خلف ظهره حتى فرغ من قراءته وقام عتبة لا يدري
ما يراجعه به ، حتى أتى نادي قومه فلما رأوه مقبلا قالوا : لقد رجع إليكم
بوجه ما قام به من عندكم فجلس إليهم فقال : يا معشر قريش قد كلمته بالذي
أمرتموني به ، حتى إذا فرغت كلمني بكلام لا والله ما سمعت أذناي بمثله قط
فما دريت ما أقول له يا معشر قريش أطيعوني اليوم واعصوني فيما بعده ،
اتركوا الرجل واعتزلوه فوالله ما هو بتارك ما هو عليه وخلوا بينه وبين
سائر العرب فإن يكن يظهر عليهم يكن شرفه شرفكم وعزه عزكم وملكه ملككم وإن
يظهروا عليه تكونوا قد كفيتموه بغيركم ، قالوا : أصبأت إليه يا أبا الوليد.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه
قال
: جئت أزور عائشة رضي الله عنها ورسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه
ثم سري عنه فقال : يا عائشة ناوليني ردائي فناولته ثم أتى المسجد فإذا
مذكر يذكر فجلس حتى إذا قضى المذكر تذكره إفتتح (حم تنزيل من الرحمن
الرحيم) (السجدة الآية 1) فسجد حتى طالت سجدته ثم تسامع به من كان على
ميلين وتلا عليه السجدة فأرسلت عائشة رضي الله عنها في خاصتها أن احضروا
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلقد رأيت ما لم أره منذ كنت معه فرفع
رأسه فقال : سجدت هذه السجدة شكر لربي فيما أبلاني في أمتي فقال له أبو
بكر رضي الله عنه : وماذا أبلاك في أمتك قال : أعطاني سبعين ألفا من أمتي
يدخلون الجنة بغير حساب ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله إن
أمتك كثير طيب فازدد قال : قد فعلت فأعطاني مع كل واحد من السبعين ألفا
سبعين ألفا فقال : يا رسول الله ازدد لأمتك فقال بيده ثم قال بها على صدره
فقال عمر رضي الله عنه : وعيت يا رسول الله.
وأخرج البيهقي في
شعب الإيمان عن الخليل بن مرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان لا ينام حتى يقرأ تبارك وحم السجدة.
الآية 5.
أَخرَج عَبد بن حميد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وقالوا قلوبنا في أكنة} قالوا : كالجعبة للنبل.
وأخرج
أبو سهل السري بن سهل الجنديسابوري في حديثه من طريق عبد القدوس عن نافع
بن الأزرق عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله {وقالوا
قلوبنا في أكنة} الآية ، قال : أقبلت قريش إلى النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم فقال لهم ما يمنعكم من الإسلام فتسودوا العرب فقالوا : يا محمد ما
نفقه ما تقول ولا نسمعه وإن على قلوبنا لغلفا ، وأخذ أبو جهل ثوبا فمده
فيما بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد {قلوبنا في
أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب} ، قال لهم
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : أدعوكم إلى خصلتين ، أن تشهدوا أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله ، فلما سمعوا شهادة أن لا إله
إلا الله (ولو على أدبارهم نفورا) (الإسراء 46)
وقالوا (أجعل الآلهة
إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب) (ص 5) وقال بعضهم لبعض (امشوا واصبروا على
آلهتكم إن هذا لشيء يراد ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق
أأنزل عليه الذكر من بيننا) (ص 7).
وهبط جبريل فقال : يا محمد إن الله
يقرئك السلام ويقول : أليس يزعم هؤلاء أن على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي
آذانهم وقر فليس يسمعون قولك كيف (وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على
أدبارهم نفورا) (الإسراء 46) لو كان كما زعموا لم ينفروا ولكنهم كاذبون
يسمعون ولا ينتفعون بذلك كراهية له ، فلما كان من الغد أقبل منهم سبعون
رجلا إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد أعرض علينا
الإسلام فلما عرض عليهم الإسلام أسلموا عن آخرهم فتبسم النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم قال : الحمد الله ألستم بالأمس تزعمون أن على قلوبكم غلفا
وقلوبكم في أكنة مما ندعوكم إليه وفي آذانكم وقرا وأصبحتم اليوم مسلمين
فقالوا : يا رسول الله كذبنا والله بالأمس لو كان كذلك ما اهتدينا أبدا
ولكن الله الصادق والعباد الكاذبون عليه وهو الغني ونحن الفقراء إليه.
الآيات 6 - 8
أخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة}
قال : لا يشهدون أن لا إله إلا الله ، وفي قوله {لهم أجر غير ممنون} قال :
غير منقوص.
وأخرج عَبد بن حُمَيد والحكيم الترمذي ، وَابن المنذر عن
عكرمة رضي الله عنه في قوله {وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة} قال :
لا يقولوا لا إله إلا الله.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن
قتادة في قوله {الذين لا يؤتون الزكاة} قال : كان يقال الزكاة قنطرة
الإسلام من قطعها برى ء ونجا ومن لم يقطعها هلك ، والله أعلم.
الآيات 9 - 12.
أَخْرَج
ابن جرير والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه ، وَابن
مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن
اليهود أتت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فسألته عن خلق السموات والأرض
فقال : خلق الله الأرض يوم الأحد والإثنين وخلق الجبال وما فيهن من
منافع
يوم الثلاثاء وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب
فهذه أربعة فقال تعالى {قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين
وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها
وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين} وخلق يوم الخميس السماء
وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة إلى ثلاث ساعات بقين منه
، فخلق في أول ساعة من هذه الثلاثة الآجال حين يموت من مات ، وفي الثانية
ألقى الآفة على كل شيء من منتفع به ، وفي الثالثة خلق آدم وأسكنه الجنة
وأمر إبليس بالسجود له وأخرجه منها في آخر ساعة قالت اليهود : ثم ماذا يا
محمد قال : ثم استوى على العرش قالوا : لقد أصبت لو أتممت ، ثم قالوا :
استراح ، فغضب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا ، فنزل (ولقد
خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على
ما يقولون) (ق 38).
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {وقدر
فيها أقواتها} قال : شق الأنهار وغرس الأشجار ووضع الجبال وأجرى البحار
وجعل في هذه ما ليس في هذه وفي هذه ما ليس في هذه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله {وقدر فيها أقواتها} قال : قدر في كل أرض شيئا لا يصلح في غيرها.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة في قوله {وقدر
فيها أقواتها} قال : لا يصلح السابري إلا بسابور ولا ثياب اليمن إلا
باليمن.
وأخرج عبد الرزاق عن الحسن {وقدر فيها أقواتها} قال : أرزاقها.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة في قوله {سواء للسائلين} قال : من سأل فهو كما قال الله.
وأخرج
أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال : خلق الله السموات من دخان ثم ابتدأ
خلق الأرض يوم الأحد ويوم الإثنين فذلك قول الله تعالى {قل أئنكم لتكفرون
بالذي خلق الأرض في يومين} ثم {وقدر فيها أقواتها} في يوم الثلاثاء ويوم
الأربعاء فذلك قوله {وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم
استوى إلى السماء وهي دخان} فسمكها وزينها بالنجوم والشمس والقمر وأجراهما
في فلكهما وخلق فيها ما شاء من خلقه وملائكته يوم الخميس ويوم الجمعة وخلق
الجنة يوم الجمعة وخلق اليهود يوم السبت لأنه
يسبت فيه كل شيء وعظمت
النصارى يوم الأحد لأنه ابتدى ء فيه خلق كل شيء وعظم المسلمون يوم الجمعة
لأن الله فرغ فيه من خلقه وخلق في الجنة رحمته وجمع فيه آدم عليه السلام
وفيه هبط من الجنة وفيه قبلت توبته وهو أعظمها.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن
عباس قال : إن الله تعالى خلق يوما فسماه الأحد ثم خلق ثانيا فسماه
الإثنين ثم خلق ثالثا فسماه الثلاثاء ثم خلق رابعا فسماه الأربعاء وخلق
خامسا فسماه الخميس فخلق الأرض يوم الأحد والإثنين وخلق الجبال يوم
الثلاثاء ولذلك يقول الناس أنه يوم ثقيل كذلك وخلق مواضع الأنهار والشجر
والقرى يوم الأربعاء وخلق الطير والوحش والسباع والهوام والآفة يوم الخميس
وخلق الإنسان يوم الجمعة وفرغ من الخلق يوم السبت.
وأخرج أبو
الشيخ عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : إن الله تعالى ابتدأ الخلق
وخلق الأرض يوم الأحد والإثنين وخلق الأقوات والرواسي يوم الثلاثاء
والأربعاء وخلق السموات يوم الخميس والجمعة إلى صلاة العصر وخلق آدم
عليه السلام في تلك الساعة التي لا يوافقها عبد يدعو ربه إلا استجاب له فهو ما بين صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس.
وأخرج
أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه
وسلم : ما يوم الأحد قال : خلق الله فيه الأرض قالوا : فيوم الأربعاء قال
: الأقوات قالوا : فيوم الخميس قال : فيه خلق الله السموات قالوا :
فيوم
الجمعة قال : خلق في ساعتين الملائكة وفي ساعتين الجنة والنار وفي ساعتين
الشمس والقمر والكواكب وفي ساعتين الليل والنهار قالوا : ألست تذكر الراحة
فقال سبحان الله ، فأنزل الله (ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في
ستة أيام وما مسنا من لغوب) (ق 38).
وأخرج أبو الشيخ من وجه آخر عن
عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال :
إن الله تعالى فرغ من خلقه في ستة أيام ، أولهن يوم الأحد والأثنين
والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة خلق يوم الأحد السموات وخلق يوم
الإثنين الشمس والقمر وخلق يوم الثلاثاء دواب البحر ودواب الأرض وفجر
الأنهار وقوت الأقوات وخلق الأشجار يوم الأربعاء وخلق يوم الخميس الجنة
والنار وخلق آدم عليه السلام يوم الجمعة ثم أقبل على الأمر يوم
السبت.
وأخرج
ابن جرير عن أبي بكر رضي الله عنه قال : جاء اليهود إلى النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد أخبرنا ما خلق الله من الخلق في هذه
الأيام الستة فقال : خلق الله الأرض يوم الأحد والإثنين وخلق الجبال يوم
الثلاثاء وخلق المدائن والأقوات والأنهار وعمرانها وخرابها يوم الأربعاء
وخلق السموات والملائكة يوم الخميس إلى ثلاث ساعات يعني من يوم الجمعة
وخلق في أول ساعة الآجال وفي الثانية الآفة وفي الثالثة آدم قالوا : صدقت
إن تممت فعرف النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ما يريدون فغضب فأنزل الله
(وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون) .
وأخرج ابن المنذر والحاكم
وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
{فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها} قال : قال
للسماء أخرجي شمسك أخرجي قمرك ونجومك وقال للأرض : شققي أنهارك وأخرجي ثمارك {قالتا أتينا طائعين}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله !
{ائتيا} قال : أعطيا وفي قوله {آتينا} قال : أعطينا.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وأوحى في كل
سماء أمرها} قال : ما أمر به وأراده من خلق النيرات وغير ذلك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه {وأوحى في كل سماء أمرها} قال : خلق فيها شمسها وقمرها ونجومها وصلاحها.
الآيات 13 - 18.
أَخرَج عَبد بن حميد ، وَابن المنذر عن الكلبي رضي الله عنه قال : كل شيء في القرآن {صاعقة} فهو عذاب.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} يقول : أنذرتكم وقيعة عاد
وثمود ، وفي قوله {ريحا صرصرا} باردة ، وفي قوله {نحسات} قال : مشؤمات نكدات.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه {فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا} قال : شديدة الشؤم قال : مشؤومات.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وأما ثمود فهديناهم} قال : بينا لهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه {وأما ثمود فهديناهم} يقول : بينا لهم سبيل الخير والشر والله أعلم.
الآيات 19 - 24.
أَخرَج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما {ويوم يحشر أعداء الله إلى النار
فهم يوزعون} قال : يحبس أولهم على آخرهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد وأبي رزين رضي الله عنه ، مثله.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {يوزعون} قال : يدفعون.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {ويوم يحشر أعداء الله إلى
النار فهم يوزعون} قال الوزعة الساقة من الملائكة عليهم السلام يسوقونهم
إلى النار ويردون الآخر على الأول.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال : عليهم وزعة ترد أولهم على آخرهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {فهم يوزعون} قال : يحبسون بعضا على بعض قال : عليهم وزعة ترد أولهم على آخرهم.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال
لابن
الأزرق : أن يوم القيامة يأتي على الناس منه حين لا ينطقون ولا يعتذرون
ولا يتكلمون حتى يؤذن لهم فيختصمون فيجحد الجاحد بشركه بالله تعالى
فيحلفون له كما يحلفون لكم فيبعث الله عليهم حين يجحدون شهودا من أنفسهم
جلودهم وأبصارهم وأيديهم وأرجلهم ويختم على أفواههم ثم تفتح الأفواه
فتخاصم الجوارح فتقول {أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة
وإليه ترجعون} فتقر الألسنة بعد.
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد ، وعَبد بن
حُمَيد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ،
وَابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود رضي الله عنه قال
: كنت مستترا بأستار الكعبة فجاء ثلاثة نفر قرشي وثقفيان أو ثقفي وقرشيان
كثير لحم بطونهم قليل فقه قلوبهم فتكلموا بكلام لم أسمعه فقال أحدهم :
أترون أن الله يسمع كلامنا هذا فقال الآخر : إنا إذا رفعنا أصواتنا سمعه
وإذا لم نرفعه لم يسمع ، فقال الآخران : سمع منه شيئا سمعه كله قال :
فذكرت ذلك للنبي
صلى الله عليه وسلم فأنزل الله {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم} إلى قوله {من الخاسرين}.
وأخرج
عبد الرزاق وأحمد والنسائي ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه
والبيهقي في البعث عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : تحشرون ههنا - وأوما بيده إلى الشام - مشاة وركبانا
على وجوهكم وتعرضون على الله وعلى أفواهكم الفدام وإن أول ما يعرب عن
أحدكم فخذه وكفه وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {وما كنتم تستترون أن
يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه
قال : ما كنتم تظنون.
وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه {وما كنتم تستترون} قال : تستخفون.
وأخرج
أحمد والطبراني ، وعَبد بن حُمَيد ومسلم وأبو داود ، وَابن ماجة ، وَابن
حبان ، وَابن مردويه ، عَن جَابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله فإن قوما قد
أرادهم سوء ظنهم بالله عز وجل قال الله عز وجل {وذلكم ظنكم الذي ظننتم
بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين}.
الآية 25.
أَخرَج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وقيضنا لهم قرناء} قال : شياطين.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {فزينوا لهم ما بين أيديهم}
قال : الدنيا يرغبونهم فيها {وما خلفهم} قال : الآخرة زينوا لهم
نسيانها والكفر بها.
الآيات 26 - 28.
أَخْرَج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو بمكة إذا قرأ القرآن يرفع صوته فكان المشركون يطردون الناس
عنه ويقولون {لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون} وكان رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا أخفى قراءته لم يسمع من يحب أن يسمع القرآن
فأنزل الله (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) (الإسراء 110).
وأخرج ابن
أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {والغوا فيه} قال : بالتصفير
والتخليط في المنطق على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ القرآن قريش
تفعله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه {والغوا فيه} قال : يقولون اجحدوا به وأنكروه وعادوه ، والله أعلم.
الآية 29.
أَخرَج
عَبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، وَابن مردويه وابن
عساكر
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن قوله {ربنا أرنا الذين أضلانا
من الجن والإنس} قال : هو ابن آدم الذي قتل أخاه وإبليس.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة وإبراهيم ، مثله.
الآيات 30 - 32.
أَخرَج
الترمذي والنسائي والبزار وأبو يعلى ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ،
وَابن عدي ، وَابن مردويه قال : قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذه الآية {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال : قد قالها ناس من
الناس ثم كفر أكثرهم فمن قالها حتى يموت فهو ممن استقام عليها.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور ومسدد ، وَابن سعد وعبد بن
حميد
، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طريق سعيد بن عمران عن
أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قوله {إن الذين قالوا ربنا الله ثم
استقاموا} قال الاستقامة أن لا تشركوا بالله شيئا.
وأخرج ابن
راهويه ، وعَبد بن حُمَيد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، وَابن جَرِير
والحاكم وصححه ، وَابن مردويه وأبو نعيم في الحلية من طريق الأسود بن هلال
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال : ما تقولون في هاتين الآيتين {إن
الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} و{الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم
بظلم} الأنعام قالوا : لم يذنبوا قال : لقد حملتموها على أمر شديد (الذين
آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) يقول : بشرك و{الذين قالوا ربنا الله ثم
استقاموا} فلم يرجعوا إلى عبادة الأوثان.
وأخرج ابن مردويه من طريق
الثوري رضي الله عنه عن بعض أصحابه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في
قوله {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال : على فرائض الله.
وأخرج
البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إن الذين
قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال : على شهادة أن لا إله إلا الله.
وأخرج
ابن المبارك وسعيد بن منصور وأحمد في الزهد ، وعَبد بن حُمَيد والحكيم
الترمذي ، وَابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه {إن الذين قالوا
ربنا الله ثم استقاموا} قال : استقاموا بطاعة الله ولم يروغوا روغان
الثعلب.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس أنه سئل أي آية في كتاب الله أرحب قال : قوله
{إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} على شهادة أن لا إله إلا الله قيل
له : فأين قوله تعالى (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم) (الزمر 53) زاد
قرأ (وأنيبوا إلى ربكم) (الزمر 54) فيهما علقه اعملوا.
وأخرج عَبد بن
حُمَيد عن إبراهيم ومجاهد رضي الله عنهما في قوله {ثم استقاموا} قال :
قالوا لا إله إلا الله لم يشركوا بعدها بالله شيئا حتى يلقوه.
وأخرج
ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {قالوا ربنا
الله} وحده {ثم استقاموا} يقول : على أداء فرائض الله {تتنزل عليهم
الملائكة} قال : في الآخرة.
وأخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد
والدارمي والبخاري في تاريخه ومسلم والترمذي والنسائي ، وَابن ماجة ،
وَابن حبان عن سفيان الثقفي أن رجلا قال يا رسول الله مرني بأمر في
الإسلام لا أسأل عنه أحدا بعدك قال : قل آمنت بالله ثم استقم قلت : فما
أتقي فأوما إلى لسانه.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد والبيهقي في الشعب عن مجاهد في قوله {تتنزل عليهم الملائكة} قال : عند الموت.
وأخرج
ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال {ألا تخافوا} مما
تقدمون عليه من الموت وأمر الآخرة {ولا تحزنوا} على ما خلفتم من أمر
دنياكم من ولد وأهل ودين مما استخلفكم في ذلك كله.
وأخرج ابن أبي شيبة
، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال :
يؤتى المؤمن عند الموت فيقال : لا تخف مما أنت قادم عليه فيذهب خوفه ولا
تحزن على الدنيا ولا على أهلها وأبشر بالجنة فيموت وقد قر الله عينه.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن أبي حاتم عن
زيد بن أسلم في الآية قال : يبشر بها عند موته وفي قبره ويوم يبعث فإنه لقي الجنة وما رميت فرحة البشارة من قلبه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة في الآية قال {ألا تخافوا} من ضيعتكم.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن أبي الدنيا في ذكر الموت عن علي بن أبي طالب قال : حرام على كل نفس أن تخرج من الدنيا حتى تعلم مصيرها.
وَأخرَج أبو نعيم في الحلية عن مجاهد قال : إن المؤمن يبشر بصلاح ولده من بعده لتقر عينه.
وأخرج أحمد والنسائي عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه قلنا :
يا
رسول الله كلنا يكره الموت قال : ليس ذلك كراهية الموت ولكن المؤمن إذا
احتضر جاءه البشير من الله بما هو صائر إليه فليس شيء أحب إليه من أن يكون
لقي الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر والفاجر إذا احتضر جاءه بما هو صائر
إليه من الشر فكره الله لقاءه.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن
ثابت أنه قرأ السجدة حتى بلغ {تتنزل عليهم الملائكة} فوقف قال : بلغنا أن
العبد المؤمن يبعثه الله من قبره يتلقاه ملكاه
اللذان كانا معه في
الدنيا فيقولان له : لا تخف ولا تحزن وأبشر بالجنة التي كنت توعد فيؤمن
الله خوفه ويقر عينه وبما عصمه ألا وهي للمؤمن قرة عين لما هداه الله
تعالى ولما كان يعمل في الدنيا.
وأخرج ابن المبارك ، وعَبد بن حُمَيد ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {نحن أولياؤكم} قال
: رفقاؤكم في الدنيا لا نفارقكم حتى ندخل معكم الجنة ولفظ عَبد بن حُمَيد
قال : قرناؤهم الذين معهم في الدنيا ، فإذا كان يوم القيامة قالوا : لن
نفارقكم حتى ندخلكم الجنة.
وأخرج أبو نعيم في صفة الجنة والبيهقي في البعث ، عَن جَابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بينا أهل الجنة في مجلس لهم إذ سطع لهم نور على باب الجنة فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب تعالى قد أشرف فقال يا أهل الجنة سلوني فقالوا : نسألك الرضا عنا قال : رضاي أحلكم داري وأنالكم كرامتي هذه وأيها تسألوني قالوا : نسألك الزيادة قال : فيؤتون بنجائب من ياقوت أحمر أزمتها زبرجد أخضر وياقوت أحمر فجاؤا عليها تضع حوافرها عند منتهى طرفها فأمر الله بأشجار عليها الثمار فتجيء حور من العين وهن يقلن : نحن الناعمات فلا نبأس ونحن الخالدات فلا نموت أزواج قوم مؤمنين كرام ويأمر الله بكثبان من مسك أبيض أذفر فتنثر عليهم ريحا يقال لها المثيرة حتى تنتهي بهم إلى جنة عدن وهي قصبة الجنة فتقول الملائكة : يا ربنا قد جاء القوم فيقول : مرحبا بالصادقين فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله فيتمتعون بنور الرحمن حتى لا يبصر بعضهم بعضا ، ثم يقول ارجعوهم إلى
القصور بالتحف فيرجعون وقد أبصر بعضهم بعضا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذلك قوله تعالى {نزلا من غفور رحيم}.
وأخرج ابن النجار من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، مثله سواء.
الآية 33
أخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها
{ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله} قالت : المؤذن {وعمل صالحا} قالت :
ركعتان فيما بين الآذان والإقامة.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن المنذر ،
وَابن مردويه من وجه آخر عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما أرى هذه الآية
نزلت إلا في المؤذنين {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله}.
وأخرج عَبد بن
حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {ومن أحسن قولا
ممن دعا إلى الله} قال : هو النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عَبد
بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن ابن سيرين رضي الله عنه في قوله {ومن أحسن
قولا ممن دعا إلى الله} قال : ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال : هو المؤمن
عمل صالحا ودعا إلى الله تعالى.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله
وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين} قال : هذا عبد صدق قوله وعمله ومولجه
ومخرجه وسره وعلانيته ومشهده ومغيبه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة
رضي الله عنه {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله} قال : قول لا إله إلا الله
يعني المؤذن {وعمل صالحا} صام وصلى.
وأخرج الخطيب في تاريخه عن قيس بن
أبي حازم رضي الله عنه في قوله {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله} قال
الآذان {وعمل صالحا} قال : الصلاة بين الآذان والإقامة قال الخطيب : قال
أبو بكر النقاش رضي الله عنه قال لي أبو بكر بن أبي داود في تفسيره عشرون
ومائة ألف حديث ليس فيه هذا الحديث.
وأخرج سعيد بن منصور عن عاصم بن
هبيرة قال : إذا فرغت من آذانك فقل : لا إله إلا الله والله أكبر وأنا من
المسلمين ثم قرأ {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من
المسلمين}.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن ماجة عن معاوية رضي الله عنه سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول :
إن المؤذنين أطول الناس أعناقا يوم القيامة.
وأخرج
ابن أبي شيبة والديلمي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : بلال سيد المؤذنين يوم القيامة ولا يتبعه إلا مؤمن
والمؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم المؤذن يغفر له مد صوته ويصدقه كل رطب ويابس.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر رضي الله عنه أنه قال لرجل : ما عملك قال : الآذان قال : نعم العمل عملك يشهد لك كل شيء سمعك.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لو أطقت الآذان مع الخليفي لأذنت.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعد رضي الله عنه قال : لأن أقوى على الآذان أحب الي من أن
أحج أو أعتمر أو أجاهد.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : لو كنت مؤذنا ما باليت أن لا أحج ولا أغزو.
وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب رضي الله عنه قال : من أذن كتب له سبعون حسنة وإن أقام فهو أفضل.
وأخرج
ابن أبي شيبة من طريق هشام عن يحيى رضي الله عنه قال : حدثت أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : لو علم الناس ما في الآذان لتجاذبوه قال وكان
يقال : ابتدروا الآذان ولا تبتدروا الإمامة.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه قال : المؤذن المحتسب أول ما يكسى يوم القيامة.
الآيات 34 - 35
أخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي
هي
أحسن} قال : أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب والحلم عند الجهل والعفو
عند الإساءة فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان وخضع لهم عدوهم {كأنه
ولي حميم}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولا
تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن} قال : القه بالسلام {فإذا
الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن
منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم
والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ادفع بالتي هي
أحسن} قال : السلام أن تسلم عليه إذا لقيته.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عطاء رضي الله عنه {ادفع بالتي هي أحسن} قال : السلام.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {كأنه ولي
حميم} قال : ولي رقيب ، وفي قوله {إلا ذو حظ عظيم} قال : الجنة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة قال : الحميم ذو القرابة والولي الصديق.
وَأخرَج
عَبد بن حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه {وما يلقاها إلا الذين صبروا} قال :
والله لا يصيبها صاحبها حتى يكظم غيظا ويصفح عن بعض ما يكره.
وأخرج ابن
المنذر عن أنس رضي الله عنه في قوله {وما يلقاها إلا الذين صبروا وما
يلقاها إلا ذو حظ عظيم} قال : الرجل يشتمه أخوه فيقول إن كنت صادقا يغفر
الله لي وإن كنت كاذبا يغفر الله لك ، والله أعلم.
الآية 36.
أَخْرَج
ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والحاكم ، وَابن مردويه
عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال : استب رجلان عند النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم فاشتد غضب
أحدهما فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : إني
لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الغضب ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،
فقال الرجل أمجنون تراني فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {وإما ينزغنك
من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم}.
وأخرج ابن أبي
شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَابن مردويه عن معاذ بن جبل
رضي الله عنه قال : استب رجلان عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حتى عرف
الغضب في وجه أحدهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة
لو قالها ذهب غضبه ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
وأخرج ابن أبي شيبة
عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
اتقوا الغضب فإنها جمرة توقد في قلب ابن آدم ألم تر انتفاخ أوداجه وحمرة
عينيه فمن أحس من ذلك شيئا فليلزق بالأرض.
وأخرج ابن أبي شيبة عن خيثمة
رضي الله عنه قال : كان يقال إن الشيطان يقول : كيف يغلبني ابن آدم إذا
رضي حيث أكون في قلبه وإذا غضب طرت حيث أكون على رأسه.
وأخرج عَبد بن
حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وإما ينزغنك من
الشيطان نزغ فاستعذ بالله} قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم
بينما هو
يصلي إذ جعل يسند حتى يستند السارية ثم يقول ألعنك بلعنة
الله التامة فقال بعض أصحابه : يا نبي الله ما شيء رأيناك تصنعه قال :
أتاني الشيطان بشهاب من نار ليحرقني به فلعنته بلعنة الله التامة فانكب
لفيه وطفئت ناره.
الآيات 37 - 38.
أَخرَج أبو يعلى ، وَابن مردويه ، عَن جَابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا تسبوا الليل والنهار ولا الشمس ولا القمر ولا الرياح فإنها ترسل رحمة لقوم وعذابا لقوم.
وأخرج
الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن
قوله {لا يسأمون} قال : لا يملون ولا يفترون قال : وهل تعرف العرب ذلك قال
: نعم أما سمعت قول الشاعر : من الخوف لا ذي سأمة من عبادة * ولا مؤمن طول
التعبد يجهد.
وَأخرَج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي في
"سُنَنِه" من طريق سعيد بن جبير رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما
كان يسجد بآخر الآيتين من (حم)
السجدة وكان ابن مسعود رضي الله عنه يسجد الأولى منهما.
وأخرج سعيد بن منصور عن أبي إسحاق قال : كان عبد الله رضي الله عنه وأصحابه يسجدون بالآية الأولى.
وأخرج ابن أبي شيبة عن رجل من بني سليم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد بالآية الأولى.
وأخرج ابن سعد ، وَابن أبي شيبة من طريق نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يسجد بالآية الأولى.
وأخرج البخاري عن عبدة بن حسن البصري رضي الله عنه وله صحبة أنه سجد في الآية الأولى من (حم).
وأخرج سعيد بن منصور من طريق مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يسجد في الآية الأخيرة.
الآية 39.
أَخرَج
عَبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ومن آياته
أنك ترى الأرض خاشعة} قال : غبراء متهشمة {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت
وربت} قال : تغرف الغيث وربوها إذا ما أصابها.
وأخرج الفريابي ، وعَبد
بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
{اهتزت} قال : بالنبات {وربت} قال : ارتعشت قبل أن تنبت.
الآية 40.
أَخْرَج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إن الذين يلحدون في آياتنا} قال : هو أن يوضع الكلام على غير موضعه.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إن الذين
يلحدون في آياتنا} قال : هو أن يوضع الكلام على غير موضعه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إن الذين يلحدون في آياتنا} قال : الحاد ما ذكر معه.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال الإلحاد
التكذيب.
وأخرج أحمد في الزهد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : إن هذا القرآن كلام الله فضعوه على مواضعه ولا تتبعوا فيه هواكم.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {أفمن يلقى في النار خير}
قال : أبو جهل بن هشام {أم من يأتي آمنا يوم القيامة} قال : أبو بكر
الصديق رضي الله عنه.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن
المنذر ، وَابن عساكر عن بشير بن تميم رضي الله عنه قال : نزلت هذه الآية
في أبي جهل وعمار بن ياسر {أفمن يلقى في النار} أبو جهل {أم من يأتي آمنا
يوم القيامة} عمار.
وأخرج ابن عساكر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله
{أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة} نزلت في عمار بن
ياسر وفي أبي جهل.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {اعملوا ما شئتم} قال : هذا وعيد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {اعملوا ما شئتم} قال : خيركم
وأمركم
بالعمل واتخذ الحجة وبعث رسوله وأنزل كتابه وشرع شرائعه حجة وتقدمة إلى خلقه.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {اعملوا ما شئتم} قال : هذا لأهل بدرخاصة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه قال : ذكر أن السماء فرجت يوم بدر فقيل {اعملوا ما شئتم}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه قال : فأبيحت لهم الأعمال.
الآيات 41 - 42.
أَخْرَج
ابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم
أو سئل : ما المخرج منها فقال : كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من
بين يديه ولا من خلفه {تنزيل من حكيم حميد}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن
سعد لا أحسبه إلا أسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مثل القرآن
ومثل الناس كمثل الأرض والغيث بينما الأرض ميتة هامدة ثم لا يزال ترسل
الأدوية حتى تبذر وتنبت ويتم شأنها ويخرج الله ما فيها من زينتها
ومعايش الناس وكذلك فعل الله بهذا القرآن والناس.
وأخرج
الحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن عقبة بن عامر رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا {إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم}
إلى قوله {حميد} فقال : إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أحب إليه من شيء خرج
منه يعني القرآن.
وأخرج البيهقي عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه
يعني القرآن.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن عطية بن قيس رضي
الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : ما تكلم العباد بكلام أحب
إلى الله من كلامه وما أناب العباد إلى الله بكلام أحب إليه من كلامه
بالذكر قال بالقرآن.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {لا يأتيه الباطل} قال : الشيطان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه في الآية {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من
خلفه} قال : لا يدخل فيه الشيطان ما ليس منه ولا أحد من الكفرة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن الضريس عن قتادة رضي الله عنه {وإنه لكتاب عزيز لا
يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} قال : أعزه الله لأنه كلامه وحفظه
من الباطل والباطل إبليس لا يستطيع أن ينقص منه حقا ولا يزيد فيه باطلا.
الآية 43.
أَخْرَج
ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما يقال لك} من التكذيب {إلا
ما قد قيل للرسل من قبلك} فكما كذبت فقد كذبوا وكما صبروا على أذى قومهم
لهم فاصبر على أذى قومك إليك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله {ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك} قال : من الأذى.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة في الآية قال : تعزية.
آية 44.
أَخْرَج
ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولو
جعلناه قرآنا أعجميا} الآية يقول لو جعلنا القرآن أعجميا ولسانك يا محمد
عربي
{لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي} يأتينا به مختلفا أو مختلطا {لولا فصلت
آياته} فكان القرآن مثل اللسان يقول فلم يفعل لئلا يقولوا فكانت حجة عليهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في الآية قال : لو نزل أعجميا قال المشركون : كيف يكون أعجميا وهو عربي.
وَأخرَج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : قالت :
قريش لولا أنزل هذا القرآن أعجميا وعربيا فأنزل الله {لقالوا لولا فصلت
آياته أأعجمي وعربي} وأنزل الله تعالى بعد هذه الآية فيه بكل لسان حجارة
من سجيل قال ابن جبير رضي الله عنه ، والقراءة على هذا أعجمي بالاستفهام.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن أبي ميسرة رضي الله عنه قال : في القرآن بكل لسان.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وعبد الرزاق عن قتادة رضي الله عنه في قوله : (وهو عليهم عمى) . قال : عموا عن القرآن وصموا عنه.
وَأخرَج سعيد بن منصور عن ابن عباس أنه كان يقرأ : (أعمى ،أولئك).
وَأخرَج عن الضحاك في قوله : {أولئك ينادون من مكان بعيد} قال : ينادون يوم القيامة بأشنع أسمائهم.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : (أولئك ينادون من مكان بعيد) . قال : بعيد من قلوبهم.
الآيات 45 - 46
أخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولولا كلمة سبقت من ربك} قال : سبق لهم من الله حين واجلهم بالغرة.
الآيات 47 - 54.
أَخرَج عَبد بن حميد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وما تخرج من ثمرات من أكمامها} قال : حين تطلع.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {آذناك} أعلمناك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم في قوله {لا يسأم الإنسان} قال : لا يمل.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {ولئن أذقناه رحمة منا} الآية ، قال : عافية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : (ليقولن هذا لي) . أى : بعملي وأنا محقوق بهذا.
وَأخرَج ابن المنذر عن مجاهد في قوله : (سنريهم أياتنا في الأفاق) قال : محمد صلى الله عليه وسلم.
وَأخرَج
عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : (سنريهم أياتنا في الأفاق)
. قال : ما يفتح الله عليهم من القرى ، (وفي أنفسهم) قال : فتح مكة.
وَأخرَج
ابن المنذر عن ابن جريج : (سنريهم أياتنا في الأفاق) قال : إمساك المطر عن
الأرض كلها (وفي أنفسهم) . قال : البلايا التي تكون في
أجسامهم.
وَأخرَج
عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس : {سنريهم آياتنا في الآفاق} قال : كانوا
يسافرون فيرون آثار عاد وثمود يقولون والله لقد صدق محمد صلى الله عليه
وسلم ? {وما أراهم في أنفسهم > ? قال : الأمراض.
* بسم الله الرحمن الرحيم * (42)- سورة الشورى.
مكية وآياتها ثلاث وخمسون.
مقدمة السورة.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت {حم عسق} بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير - رضي الله عنهما - قال : أنزلت بمكة {حم عسق}.
الآيات 1 - 4.
وَأخرَج
عبد الرزاق في المصنف عن جعفر بن محمد رضي الله عنه ، أن النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم قرأ ذات ليلة {حم عسق} فرددها مرارا {حم عسق} في بيت
ميمونة ، فقال : يا ميمونة أمعك {حم عسق} قالت : نعم قال : فاقرئيها فلقد
نسيت ما بين أولها وآخرها.
وأخرج الطبراني بسند صحيح عن ميمونة قالت :
قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {حم عسق} فقال : يا ميمونة أتعرفين {حم
عسق} لقد نسيت ما بين أولها وآخرها ، قالت : فقرأتها فقرأها رسول الله صلى
الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ونعيم بن حماد
والخطيب عن ابن قال : جاء رجل إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - وعنده
حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - فقال : أخبرني عن تفسير {حم عسق} فأعرض
عنه ثم كرر مقالته فأعرض عنه ثم كررها الثالثة فلم يجبه فقال له حذيفة :
رضي الله
عنه - أنا أنبئك بها لم كررتها نزلت في رجل من أهل بيته يقال
له عبد إله أو عبد الله ينزل على نهر من أنهار المشرق يبني عليه مدينتين
يشق النهر بينهما شقا يجتمع فيها كل جبار عنيد فإذا أذن الله في زوال
ملكهم وانقطاع دولتهم ومدتهم بعث الله على إحدهما نارا ليلا فتصبح سوداء
مظلمة قد احترقت كأنها لم تكن مكانها وتصبح صاحبتها متعجبة كيف أفلتت فما
هو إلا بياض يومها وذلك حتى يجتمع فيها كل جبار عنيد منهم ثم يخسف الله
بها وبهم جميعا فذلك عدل منه سين - يعني سيكون ، ق - يعني واقع بهاتين
المدينتين.
وأخرج أبو يعلى ، وَابن عساكر بسند ضعيف عن أبي
معاوية رضي الله عنه قال : صعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه المنبر فقال :
يا أيها الناس هل سمع أحد منكم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ {حم
عسق} فوثب ابن عباس رضي الله عنهما فقال : إن حم اسم من أسماء الله تعالى
، قال : فعين قال : عاين المذكور عذاب يوم بدر ، قال : فسين قال : (سيعلم
الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) (الشعراء الآية 227) قال : فقاف فسكت فقام
أبو ذر رضي الله عنه ففسر كما فسر ابن عباس رضي الله عنهما وقال : قاف
قارعة من السماء تصيب الناس.
الآيات 5 - 9
أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنا نقرأ هذه الآية تكاد السموات يتفطرن من فوقهن.
وَأخرَج ابن جرير عن الضحاك : (يتفطرن من فوقهن) . يقول :
يتصدعن من عظمة الله ..
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي
الله عنهما تكاد السموات ينفطرن من فوقهن قال : ممن فوقهن وقرأها خصيف
بالتاء المشددة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ عن
قتادة رضي الله عنه {تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن} قال : من عظمة الله
تعالى وجلاله.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر
وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما {تكاد السماوات
يتفطرن من فوقهن} قال : من الثقل.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد
، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ويستغفرون لمن في الأرض}
قال : الملائكة عليهم السلام يستغفرون للذين آمنوا.
وأخرج أبو
عبيد ، وَابن المنذر عن إبراهيم قال : كان أصحاب عبد الله يقولون :
الملائكة خير من ابن الكواء يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ،
وَابن الكواء يشهد عليهم بالكفر.
وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه {وتنذر يوم الجمع} قال : يوم القيامة ، قوله تعالى : {فريق في الجنة وفريق في السعير}.
وأخرج
أحمد والترمذي وصححه والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن
مردويه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى
الله عليه وسلم وفي يده كتابان فقال : أتدرون ما هذان الكتابان قلنا لا
إلا أن تخبرنا يا رسول الله قال : للذي في يده اليمنى هذا كتاب من رب
العالمين بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا
يزاد فيهم ولا ينقص منهم ثم قال للذي في شماله هذا كتاب من رب العالمين
بأسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم
ولا ينقص منهم أبدا فقال أصحابه : ففيم العمل يا رسول الله إن كان قد فرغ
منه
فقال : سددوا وقاربوا فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي
عمل ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بيديه فنبذهما ثم قال : فرغ ربكم من العباد {فريق في الجنة وفريق في السعير}.
وأخرج
ابن مردويه عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى
الله عليه وسلم في يده كتاب ينظر فيه قال : انظروا إليه كيف وهو أمي لا
يقرأ قال : فعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : هذا كتاب من رب
العالمين بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم لا يزاد فيهم ولا ينقص
منهم وقال : {فريق في الجنة وفريق في السعير} فرغ ربكم من أعمال العباد.
الآيات 10 - 11
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله} قال : فهو يحكم فيه.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن
الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه} قال : عيش من الله يعيشكم الله
فيه.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي
الله عنه {يذرؤكم فيه} قال : نسلا من بعد نسل من الناس والأنعام.
وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله {يذرؤكم} قال : يخلقكم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي وائل رضي الله عنه قال
: بينما عبد الله رضي الله عنه يمدح ربه إذ قال مصعد : نعم الرب يذكر ،
فقال عبد الله : إني لأجله عن ذلك {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
الآية 12.
أَخرَج
عَبد بن حميد ، وَابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ في العظمة ، وَابن
مردويه وأبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : إن
ربكم ليس عنده ليل ولا نهار نور السموات من نور وجهه إن مقدار كل يوم من
أيامكم عنده اثنتا عشرة ساعة فيعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار واليوم
فينظر فيه ثلاث ساعات فيطلع منها على ما يكره فيغضبه ذلك وأول من يعلم
بغضبه
الذين يحملون العرش وسرادقات العرش والملائكة المقربون وسائر الملائكة
وينفخ جبريل في القرن فلا يبقى شيء إلا سمعه إلا الثقلين : الجن والإنس
فيسبحونه ثلاث ساعات حتى يمتلى ء الرحمن رحمة فتلك ست ساعات ثم يؤتى بما
في الأرحام فينظر فيها ثلاث ساعات (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا
إله إلا هو العزيز الحكيم) (آل عمران 6) (يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا
ويهب لمن يشاء الذكور) (الشورى 49) حتى بلغ (عليم) فتلك تسع ساعات ثم ينظر
في أرزاق الخلق كله ثلاث ساعات (يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء
عليم) (الرعد 26) فتلك اثنتا عشرة ساعة ثم قال : (كل يوم هو في شأن)
(الرحمن 29) فهذا شأن ربكم كل يوم.
الآيات 13 - 14.
أَخرَج الفريابي
، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا} : قال :
وصاك
يا محمد وأنبياءه كلهم دينا واحدا.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا} قال : الحلال والحرام.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة - رضي الله عنه قال : بعث نوح
عليه السلام حين بعث بالشريعة بتحليل الحلال وتحريم الحرام.
وأخرج ابن
المنذر عن زيد بن رفيع بقية أهل الجزيرة قال : بعث الله نوحا عليه السلام
وشرع له الدين فكان الناس في شريعة نوح عليه السلام ما كانوا فما أطفأها
إلا الزندقة ثم بعث الله موسى عليه السلام وشرع له الدين فكان الناس في
شريعة من بعد موسى ما كانوا فما أطفأها إلا الزندقة ثم بعث الله عيسى عليه
السلام وشرع له الدين فكان الناس في شريعة عيسى عليه السلام ما كانوا فما
أطفأها إلا الزندقة قال : ولا يخاف على هلاك هذا الدين إلا الزندقة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الحكم قال : {شرع لكم من الدين ما وصى
به نوحا} قال : جاء نوح عليه السلام بالشريعة بتحريم الأمهات والأخوات
والبنات.
وأخرج ابن جرير عن السدي - رضي الله عنه {أن أقيموا الدين} قال : اعملوا به.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة : {أن أقيموا
الدين ولا تتفرقوا فيه} ، قال : تعلموا أن الفرقة هلكة وأن الجماعة ثقة
{كبر على المشركين ما تدعوهم إليه} ، قال : استكبر المشركون أن قيل لهم :
لا إله إلا الله ضانها إبليس وجنوده ليردوها فأبى الله إلا أن يمضيها
وينصرها ويظهرها على ما ناوأها وهي كلمة من خاصم بها فلج ومن انتصر بها
نصر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - {الله يجتبي إليه من يشاء} قال : يخلص لنفسه من يشاء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - {بغيا بينهم} قال : كثرت أموالهم فبغى بعضهم على بعض.
وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله {ويهدي إليه من ينيب} قال : من
يقبل إلى طاعة الله وفي قوله {وإن الذين أورثوا الكتاب من
بعدهم} قال : اليهود والنصارى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن كعب - رضي الله عنه {وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم} قال : في الدنيا.
الآيات 15 - 16.
أَخرَج
عَبد بن حميد ، وَابن جَرِير عن قتادة {وأمرت لأعدل بينكم} قال : أمر نبي
الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعدل فعدل حتى مات ، والعدل ميزان الله في
الأرض به يأخذ للمظلوم من الظالم وللضعيف من الشديد وبالعدل يصدق الله
الصادق ويكذب الكاذب وبالعدل يرد المعتدي ويوبخه.
وأخرج الفريابي ،
وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه -
في قوله : {لا حجة بيننا وبينكم} قال : لا خصومة بيننا وبينكم ، قوله
تعالى : {والذين يحاجون في الله}.
أخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ،
وَابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله : {والذين يحاجون في
الله من بعد ما استجيب له} قال : هم أهل الكتاب كانوا يجادلون المسلمين
ويصدونهم عن الهدى من بعد ما استجابوا لله.
وقال : هم قوم من أهل الضلالة وكان استجيب على ضلالتهم وهم يتربصون بأن تأتيهم الجاهلية.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه -
{والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له} قال : طمع رجال بأن تعود
الجاهلية.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن
المنذر عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {والذين يحاجون في الله} الآية
قال : هم اليهود والنصارى حاجوا المسلمين في ربهم فقالوا : أنزل كتابنا
قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم فنحن أولى بالله منكم فأنزل الله (من كان
يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له
في الآخرة من نصيب) (آل عمران الآية 6) وأما قوله : {من بعد ما استجيب له}
قال : من بعد ما استجاب المسلمون لله وصلوا لله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد
عن الحسن - رضي الله عنه - {والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له}
الآية قال : قال أهل الكتاب لأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - نحن أولى
بالله منكم فأنزل الله {والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم
داحضة عند ربهم} يعني أهل الكتاب.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة -
رضي الله عنه - قال : لما نزلت (إذا جاء نصر الله والفتح) (النصر الآية 1)
قال المشركون بمكة : لمن بين أظهرهم من المؤمنين قد دخل الناس في الدين
الله أفواجا فاخرجوا من بين أظهرنا فعلام تقيمون بين أظهرنا فنزلت {والذين
يحاجون في الله من بعد ما استجيب له} الآية.
الآية 17.
أَخرَج عَبد بن حميد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه {الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان} قال : العدل.
وأخرج
الحاكم وصححه عن ابن عمر - رضي الله عنه - أنه كان واقفا بعرفة فنظر إلى
الشمس حين تدلت مثل الترس للغروب فبكى واشتد بكاؤه وتلا قول الله تعالى
{الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان} إلى {العزيز} فقيل له فقال : ذكرت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو واقف بمكاني هذا فقال : أيها الناس
لم يبق من دنياكم هذه فيما مضى إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى.
وأخرج
ابن مردويه عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قد كان الرجل منا يدخل
الخلاء فيحمل الإداوة من الماء فإذا خرج توضأ خشية من أن تقوم الساعة وأن
يكون عنده الفصلة من الطعام فيقول لا آكلها حتى تقوم الساعة.
وأخرج
أحمد وهناد بن السري والطبراني ، وَابن مردويه والضياء ، عَن جَابر بن
سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بعثت أنا والساعة كهاتين.
الآيات 18 - 19.
أَخْرَج
ابن المنذر عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : لا تقوم الساعة حتى
يتمناها المتمنون فقيل له {يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا
مشفقون منها} قال : إنما يتمنونها خشية على إيمانهم.
الآية 20.
أَخْرَج
ابن المنذر عن ابن عباس في قوله {من كان يريد حرث الآخرة} قال : عيش
الآخرة {نزد له في حرثه} {ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها} الآية قال :
من يؤثر دنياه على آخرته لم يجعل له نصيبا في الآخرة إلا النار ولم يزدد
بذلك من الدنيا شيئا إلا رزقا قد فرغ منه وقسم له.
وأخرج عَبد
بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {من كان يريد حرث الآخرة} قال : من كان
يريد عيش الآخرة نزد له في حرثه {ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما
له في الآخرة من نصيب} قال : من يؤثر دنياه على آخرته لم يجعل الله له
نصيبا في الآخرة إلا النار ولم يزدد بذلك من الدنيا شيئا إلا رزقا قد فرغ
منه وقسم له.
وأخرج ابن مردويه من طريق قتادة عن أنس - رضي الله عنه
{ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب} قال : نزلت
في اليهود.
وأخرج أحمد والحاكم وصححه ، وَابن مردويه ، وَابن حبان عن
أبي بن كعب - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : بشر
هذه الأمة بالسنا والرفعة والنصر والتمكين في الأرض ما لم يطلبوا الدنيا
بعمل الآخرة فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب.
وأخرج
الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال
: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في
حرثه} الآية ، ثم قال : يقول الله : ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى
وأسد فقرك وإلا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك.
وأخرج الحاكم
وصححه عن ابن عمر - رضي الله عنهما - مرفوعا : من جعل الهم هما واحدا كفاه
الله هم دنياه ومن تشعبته الهموم لم يبال الله في أي أودية الدنيا هلك.
وأخرج
ابن أبي الدنيا ، وَابن عساكر عن علي - رضي الله عنه - قال : الحرث حرثان
فحرث الدنيا المال والبنون وحرث الآخرة الباقيات الصالحات.
وأخرج ابن
المبارك عن مرة - رضي الله عنه - قال : ذكر عند عبد الله بن مسعود - رضي
الله عنه - قوم قتلوا في سبيل الله فقال : إنه ليس على ما تذهبون وترون
إنه إذا التقى الزحقان نزلت الملائكة فكتبت الناس على منازلهم فلان يقاتل
للدنيا وفلان يقاتل للملك وفلان يقاتل للذكر ونحو هذا وفلان يقاتل يريد
وجه الله فمن قتل يريد وجه الله فذلك في الجنة.
وأخرج ابن النجار في
تاريخه عن رزين بن حصين - رضي الله عنه - قال : قرأت القرآن من أوله إلى
آخره على علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فلما بلغت الحواميم قال لي :
قد بلغت عرائس القرآن فلما بلغت اثنتين وعشرين آية من {حم عسق} بكى ثم قال
: اللهم إني أسألك إخبات المخبتين وخلاص الموقنين ومرافقة الأبرار
واستحقاق حقائق الإيمان والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم
ورجوت رحمتك والفوز بالجنة والنجاة من النار ثم قال : يا
رزين إذ ختمت فادع بهذه فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرني أن أدعو بهن عند ختم القرآن.
الآيات 21 - 26.
أَخرَج
عَبد بن حميد ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {ولولا كلمة الفصل} قال :
يوم القيامة أخروا إليه وفي قوله {روضات الجنات} قال : المكان الموفق ،
أما قوله تعالى : {لهم ما يشاؤون}.
أخرج ابن جرير عن أبي ظبية - رضي
الله عنه - قال : إن السرب من أهل الجنة لتظلهم السحابة فتقول ما أمطركم
قال : فما يدعو داع من القوم بشيء إلا أمطرتهم حتى أن القائل منهم ليقول :
أمطرينا كواعب أترابا.
وأخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم والترمذي ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه
من
طريق طاووس عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه سئل عن قوله {إلا المودة
في القربى} فقال سعيد بن جبير : - رضي الله عنه - قربى آل محمد فقال ابن
عباس : - رضي الله عنهما - عجلت أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لم يكن
بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة فقال : ألا أن تصلوا ما بيني وبينكم من
القرابة.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه من طريق سعيد بن
جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال لهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم : لا أسألكم عليه أجرا ألا أن تودوني في نفسي لقرابتي منكم
وتحفظوا القرابة التي بيني وبينكم.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن سعد ،
وعَبد بن حُمَيد والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن
الشعبي - رضي الله عنه - قال : أكثر الناس علينا في هذه الآية {قل لا
أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} فكتبنا إلى ابن عباس - رضي الله
عنه - نسأله فكتب ابن عباس رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان واسط النسب في قريش ليس بطن من بطونهم إلا وقد ولدوه فقال الله
{قل لا أسألكم عليه أجرا} على ما أدعوكم إليه {إلا المودة في القربى}
تودوني لقرابتي منكم وتحفظوني بها.
وأخرج ابن جرير ، وَابن
المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني من طريق علي عن ابن عباس رضي الله
عنهما في قوله {إلا المودة في القربى} قال : كان لرسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قرابة من جميع قريش فلما كذبوه وأبوا أن يبايعوه قال : يا قوم
إذا أبيتم أن تبايعوني فاحفظوا قرابتي فيكم ولا يكون غيركم من العرب أولى
بحفظي ونصرتي منكم.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه من طريق الضحاك
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : نزلت هذه الآية بمكة ، وكان
المشركون يؤذون رسول الله - صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى : {قل}
لهم يا محمد {لا أسألكم عليه} يعني على ما أدعوكم إليه {أجرا} عوضا من
الدنيا {إلا المودة في القربى} إلا الحفظ لي في قرابتي فيكم قال : المودة
إنما هي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قرابته فلما هاجر إلى
المدينة أحب أن يلحقه بإخوته من الأنبياء - عليهم السلام - فقال : {لا
أسألكم عليه أجرا} فهو لكم (إن أجري إلا على الله) يعني ثوابه وكرامته في
الآخرة كما قال : نوح عليه السلام
(وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا
على رب العالمين) (الشعراء الآية 109) وكما قال هود وصالح وشعيب : لم
يستثنوا أجرا كما استثنى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فرده عليهم ، وهي
منسوخة.
وأخرج أحمد ، وَابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه ،
وَابن مردويه من طريق مجاهد - رضي الله عنه عن ابن عباس - رضي الله عنهما
- عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في الآية {قل لا أسألكم} على ما أتيتكم
به من البينات والهدى {أجرا} إلا أن تودوا الله وأن تتقربوا إليه بطاعته.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله : {قل
لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} قال : أن تتبعوني وتصدقوني
وتصلوا رحمي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن مردويه من طريق العوفي عن
ابن عباس - رضي الله عنهما - في الآية قال : إن محمدا قال : لقريش : لا
أسألكم من أموالكم شيئا ولكن أسألكم أن تودوني لقرابة ما بيني وبينكم
فإنكم قومي وأحق من أطاعني وأجابني.
وأخرج ابن مردويه من طريق ابن المبارك عن ابن عباس في قوله {إلا المودة في القربى} قال : تحفظوني في قرابتي.
وأخرج
ابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في الآية - قال
: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن في قريش بطن إلا وله فيهم أم
حتى كانت له من هذيل أم فقال الله : {قل لا أسألكم عليه أجرا} إلا أن
تحفظوني في قرابتي إن كذبتموني فلا تؤذوني.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي
حاتم ، وَابن مردويه من طريق مقسم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال :
قالت الأنصار : فعلنا وفعلنا وكأنهم فخروا فقال ابن عباس - رضي الله عنهما
- لنا الفضل عليكم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم في
مجالسهم فقال يا معشر الأنصار ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله قالوا : بلى يا
رسول الله قال : أفلا تجيبوني قالوا : ما تقول يا رسول الله قال : ألا
تقولون : ألم يخرجك قومك فآويناك أو لم يكذبوك فصدقناك أو لم يخذلوك
فنصرناك
فما زال يقول : حتى جثوا على الركب وقالوا : أموالنا وما في أيدينا لله
ورسوله فنزلت {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}.
وأخرج
الطبراني في الأوسط ، وَابن مردويه بسند ضعيف من طريق سعيد بن جبير قال :
قالت الأنصار فيما بينهم : لولا جمعنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -
مالا يبسط يده لا يحول بينه وبينه أحد فقالوا : يا رسول الله إنا أردنا أن
نجمع لك من أموالنا فأنزل الله : {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في
القربى} فخرجوا مختلفين فقالوا : لمن ترون ما قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فقال : بعضهم إنما قال هذا لنقاتل عن أهل بيته وننصرهم ،
فأنزل الله : {أم يقولون افترى على الله كذبا} إلى قوله {وهو الذي يقبل
التوبة عن عباده} فعرض لهم بالتوبة إلى قوله : {ويستجيب الذين آمنوا
وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله} هم الذين قالوا هذا : إن يتوبوا إلى
الله ويستغفرونه.
وأخرج أبو نعيم والديلمي من طريق مجاهد عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لا أسألكم عليه
أجرا إلا المودة في القربى} أن تحفظوني في أهل بيتي وتودوهم بي.
وأخرج
ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه بسند ضعيف من طريق
سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية {قل لا أسألكم عليه
أجرا إلا المودة في القربى} قالوا : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء
الذين وجبت مودتهم قال : علي وفاطمة وولداها.
وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن جبير {إلا المودة في القربى} قال : قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج
ابن جرير عن أبي الديلم قال : لما جيء بعلي بن الحسين - رضي الله عنه -
أسيرا فأقيم على درج دمشق قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي
قتلكم واستأصلكم فقال له علي بن الحسين - رضي الله عنه : أقرأت القرآن قال
: نعم ، قال : أقرأت آل حم لا ، قال : أما قرأت {قل لا أسألكم عليه أجرا
إلا المودة في القربى} قال : فأنكم لأنتم هم قال : نعم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {ومن يقترف حسنة} قال : المودة لآل محمد.
وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي والحاكم عن المطلب
بن
ربيعة - رضي الله عنه - قال : دخل العباس على رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - فقال : إنا لنخرج فنرى قريشا تحدث فإذا رأونا سكتوا فغضب رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - ودر عرق بين عينيه ثم قال : والله لا يدخل قلب
امرى ء مسلم إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي.
وأخرج مسلم والترمذي والنسائي عن زيد بن أرقم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أذكركم الله في أهل بيتي.
وأخرج
الترمذي وحسنه ، وَابن الأنباري في المصاحف عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه
- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم
به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى
الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني
فيهما.
وأخرج الترمذي وحسنه والطبراني والحاكم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحبوا الله لما
يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي.
وأخرج البخاري عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال : ارقبوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - في أهل بيته.
وأخرج ابن عدي عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أبغضنا أهل البيت فهو منافق.
وأخرج
الطبراني عن الحسن بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا
يبغضنا أحد ولا يحسدنا أحد إلا ذيد يوم القيامة بسياط من نار.
وأخرج
أحمد ، وَابن حبان والحاكم عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت رجل إلا أدخله الله النار.
وأخرج
الطبراني والخطيب من طريق أبي الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء
العباس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إنك قد تركت فينا
ضغائن منذ صنعت الذي صنعت فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : لا يبلغوا
الخير أو الإيمان حتى يحبوكم.
وأخرج الخطيب من طريق أبي الضحى عن مسروق
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : أتى العباس بن عبد المطلب رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله إنا لنعرف الضغائن في أناس من
قومنا من وقائع أوقعناها فقال : أما والله إنهم لن يبلغوا خيرا حتى يحبوكم
لقرابتي ترجو سليم شفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب.
وأخرج ابن النجار
في تاريخه عن الحسن بن علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : لكل شيء أساس وأساس الإسلام حب أصحاب رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - وحب أهل بيته.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله : {قل لا أسألكم عليه
أجرا إلا المودة في القربى} قال : ما كان النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم
- يسألهم على هذا القرآن أجرا ولكنه أمرهم أن يتقربوا إلى الله بطاعته وحب
كتابه.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن الحسن - رضي الله عنه - في الآية قال : كل من تقرب إلى الله بطاعته وجبت عليه محبته.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن في قوله : {إلا المودة في القربى} قال : إلا التقرب إلى الله بالعمل الصالح.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن عكرمة في الآية قال : كن له عشر أمهات في المشركات وكان
إذا مر بهم أذوه في تنقيصهن وشتمهن فهو قوله : {إلا المودة في القربى}
يقول : لا تؤذوني في قرابتي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله : {إن الله غفور شكور}
قال : غفور للذنوب شكور للحسنات يضاعفها.
وأخرج عبد الرزاق ،
وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله : {فإن يشأ الله يختم
على قلبك} قال : إن يشأ الله أنساك ما قد آتاك والله تعالى أعلم.
وأخرج
عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن الزهري في قوله : {وهو الذي يقبل التوبة عن
عباده} أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: الله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته في المكان الذي يخاف أن
يقتله فيه العطش.
وأخرج مسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أفرح بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته
إذا وجدها.
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أفرح بتوبة العبد من رجل
نزل منزلا مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة
فاستيقظ وقد ذهبت راحلته فطلبها حتى إذا اشتد عليه العطش والحر قال : أرجع
إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا
راحلته عنده عليه
زاده وطعامه وشرابه فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده.
وأخرج
عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وَابن سعد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير
، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه
سئل عن الرجل يفجر بالمرأة ثم يتزوجها قال : لا بأس به ثم قرأ {وهو الذي
يقبل التوبة عن عباده}.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن عتبة بن
الوليد حدثني بعض الرهاويين قال : سمع جبريل عليه السلام خليل الرحمن
إبراهيم عليه السلام وهو يقول : يا كريم العفو فقال : له جبريل عليه
السلام وتدري ما كريم العفو قال : لا يا جبريل ، قال : أن يعفو عن السيئة
ويكتبها حسنة.
وأخرج سعيد بن منصور والطبراني عن الأخنس قال : امترينا
في قراءة هذا الحرف : ويعلم ما يفعلون أو تفعلون فأتينا ابن مسعود فقال :
تفعلون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن علقمة رضي الله عنه أنه قرأ في {حم عسق} {ويعلم ما تفعلون} بالتاء.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن سلمة بن سبرة
رضي الله عنه قال : خطبنا معاذ رضي الله عنه فقال : أنتم المؤمنون وأنتم
أهل الجنة والله إني لأطمع أن يكون عامة من تنصبون بفارس والروم في الجنة
فإن أحدهم يعمل الخير فيقول أحسنت بارك الله فيك أحسنت رحمك الله والله
يقول : {ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله}.
وأخرج ابن جرير من طريق قتادة عن أبي إبراهيم اللخمي في قوله : {ويزيدهم من فضله} قال يشفعون في إخوان إخوانهم.
الآية 27.
أَخْرَج ابن المنذر وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جرير
وابن
المنذر والطبراني ، وَابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب
الإيمان بسند صحيح عن أبي هانى ء الخولاني قال : سمعت عمرو بن حريث وغيره
يقولون : إنما أنزلت هذه الآية في أصحاب الصفة ، {ولو بسط الله الرزق
لعباده لبغوا في الأرض} وذلك أنهم قالوا : لو أن لنا فتمنوا الدنيا.
وأخرج
الحاكم وصححه والبيهقي عن علي رضي الله عنه قال : إنما أنزلت هذه الآية في
أصحاب الصفة {ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض} وذلك أنهم قالوا
: لو أن لنا فتمنوا الدنيا.
وأخرج ابن جرير عن قتادة في الآية قال :
يقال خير الرزق ما لا يطغيك ولا يلهيك ، قال : ذكر لنا أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : أخوف ما أخاف على أمتي زهرة الدنيا وزخرفها فقال له
قائل : يا نبي الله هل يأتي الخير بالشر فأنزل الله عليه عند ذلك {ولو بسط
الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض} وكان إذا نزل عليه
كرب لذلك
وتربد وجهه حتى إذا سري عنه ، قال : هل يأتي الخير بالشر يقولها ثلاثا إن
الخير لا يأتي إلا بالخير ولكنه والله ما كان ربيع قط إلا أحبط أو ألم
فأما عبد أعطاه الله مالا فوضعه في سبيل الله التي افترض وارتضى فذلك عبد
أريد به خير وعزم له على الخير وأما عبد أعطاه الله مالا فوضعه في شهواته
ولذاته وعدل عن حق الله عليه فذلك عبد أريد به شر وعزم له على شر.
وأخرج
أحمد والطيالسي والبخاري ومسلم والنسائي وأبو يعلى ، وَابن حبان عن أبي
سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أخوف ما
أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا وزينتها فقال له رجل : يا
رسول الله أويأتي الخير بالشر فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فرأينا أنه ينزل عليه فقيل له : ما شأنك تكلم رسول الله صلى الله عليه
وسلم ولا يكلمك فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح عنه
الرحضاء فقال : أين السائل فرأينا أنه حمده فقال : إن
الخير لا يأتي بالشر وإن مما ينبت الربيع يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضر فإنها أكلت حتى امتلأت
خاصرتاها
فاستقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت وإن المال حلوة خضرة ونعم صاحبها
المسلم هو إن وصل الرحم وأنفق في سبيل الله ومثل الذي يأخذه بغير حقه كمثل
الذي يأكل ولا يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض} قال : كان يقال خير العيش ما لا يطغيك ولا يلهيك.
وأخرج
ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء والحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، وَابن
مردويه وأبو نعيم في الحلية ، وَابن عساكر في تاريخه عن أنس رضي الله عنه
عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله عز وجل قال : يقول الله
عز وجل : من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وإني لأغضب لأوليائي كما
يغضب الليث الحرود وما تقرب إلي عبدي المؤمن بمثل أداء ما افترضت عليه وما
يزال عبدي المؤمن يتقرب إلي بالنوافل حتى
أحبه فإذا أحببته كنت له
سمعا وبصرا ويدا ومؤيدا إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته وما ترددت في شيء
أنا فاعله ترددي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد
له منه وإن من عبادي المؤمنين لمن يسألني الباب من العبادة فأكفه عنه أن
لا يدخله عجب فيفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا
الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه
إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك إني أدبر أمر عبادي بعلمي بقلوبهم إني
عليم خبير.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا} قال : المطر.
الآيات 28 - 29.
أَخرَج
عَبد بن حميد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة قال : ذكر لنا أن
رجلا قال لعمر رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين قحط المطر وقنط الناس فقال
عمر : مطرتم إذا ثم قرأ {وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {من بعد ما قنطوا} قال : يئسوا.
وأخرج
ابن المنذر عن ثابت رضي الله عنه قال : بلغنا أنه يستجاب الدعاء عند المطر
ثم تلا هذه الآية {وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا}.
وأخرج
الحاكم والبيهقي في "سُنَنِه" عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : ثنتان ما تردان : الدعاء عند النداء وتحت المطر.
وأخرج
الطبراني والبيهقي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن : عند
التقاء الصفوف في سبيل الله وعند نزول الغيث وعند إقامة الصلاة وعند رؤية
الكعبة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله : {وما بث فيهما من دابة} قال : الناس والملائكة ،
والله أعلم.
الآيات 30 - 31.
أَخرَج أحمد ، وَابن راهويه ، وَابن
منيع ، وعَبد بن حُمَيد والحكيم والترمذي وأبو يعلى ، وَابن المنذر ،
وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه والحاكم عن
علي بن أبي طالب رضي الله
عنه قال : ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله حدثنا بها رسول الله صلى
الله عليه وسلم {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}
وسأفسرها لك يا علي ما أصابك من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فبما كسبت
أيديكم والله أكرم من أن يثني عليكم العقوبة في الآخرة وما عفا الله عنه
في الدنيا فالله أكرم من أن يعود بعد عفوه.
وأخرج سعيد بن منصور وهناد
، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن الحسن البصري رضي
الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت
أيديكم} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ما من خدش
عود ولا اختلاج عرق ولا نكبة حجر ولا عثرة قدم إلا بذنب وما يعفو الله عنه
أكثر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد والترمذي عن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يصيب عبدا نكبة فما فوقها أو دونها إلا
بذنب وما يعفو الله عنه أكثر وقرأ {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم
ويعفو عن كثير}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي الدنيا في
الكفارات ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن
عمران بن حصين رضي الله عنه أنه دخل عليه بعض أصحابه وكان قد ابتلي في
جسده فقال إنا لنبأس لك لما نرى فيك قال : فلا تبتئس لما ترى وهو بذنب وما
يعفو الله عنه أكثر ثم تلا {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو
عن كثير}.
وأخرج ابن المبارك ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن الضحاك قال : ما تعلم
أحد القرآن ثم نسيه إلا بذنب يحدثه ثم قرأ هذه الآية {وما أصابكم من مصيبة
فبما كسبت أيديكم} وقال : وأي مصيبة أعظم من نسيان القرآن.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن العلاء بن بدر رضي الله عنه أن رجلا سأله عن
هذه الآية وقال : قد ذهب بصري وأنا غلام صغير ، قال : ذلك بذنوب والديك.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن
قتادة رضي الله عنه {وما أصابكم من مصيبة} الآية ، قال : ذكر لنا أن نبي
الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : لا يصيب ابن آدم خدش عود ولا اختلاج
عرق إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر.
وأخرج ابن مردويه عن البراء رضي
الله عنه قال : قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : ما عثرة قدم ولا
اختلاج عرق ولا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم وما يعفو الله عنه أكثر.
وأخرج
ابن سعد عن ابن أبي مليكة رضي الله عنه - أن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي
الله عنهما - كانت تصدع فتضع يدها على رأسها وتقول بذنبي وما يغفره الله
أكثر.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله : {وما أصابكم من مصيبة فبما
كسبت أيديكم} قال : الحدود.
الآيات 32 - 37.
أَخرَج عَبد بن حميد ،
وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {ومن آياته
الجوار في البحر} قال : السفن {كالأعلام} قال : كالجبال.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه - في الآية قال : سفن هذا البحر تجري بالريح فإذا مسكت عنها الريح ركدت.
وأخرج ابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما - في قوله : {فيظللن رواكد على ظهره} قال : لا يتحركن ولا يجرين في البحر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما - {رواكد} قال : وقوفا {أو يوبقهن} قال : يهلكهن.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك : {أو يوبقهن} قال : يغرقهن.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه {أو يوبقهن} قال : يهلكهن.
وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه {ما لهم من محيص} من ملجأ.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة : {أو يوبقهن بما كسبوا} قال : بذنوب أهلها.
وأخرج
الحاكم وصححه عن أبي ظبيان قال : كنا نعرض المصاحف عند علقمة - رضي الله
عنه فقرأ هذه الآية : {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} فقال : قال عبد
الله : الصبر نصف الإيمان.
وأخرج سعيد بن منصور عن الشعبي رضي الله عنه
- قال : الشكر نصف الإيمان والصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله ، وقرأ
{إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} و{آيات للموقنين}.
الآية 38.
أَخرَج
عَبد بن حميد والبخاري في الأدب ، وَابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه -
قال : ما تشاور قوم قط إلا هدوا وأرشد أمرهم ثم تلا {وأمرهم شورى بينهم}.
وأخرج
الخطيب في رواة مالك عن علي رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله :
الأمر ينزل بنا بعدك لم ينزل فيه قرآن ولم يسمع منك فيه شيء قال : اجمعوا
له العابد من أمتي واجعلوه بينكم شورى ولا تقضوه برأي واحد.
وأخرج الخطيب في رواة مالك عن أبي هريرة رضي الله عنه - مرفوعا استرشدوا العاقل ترشدوا ولا تعصوه فتندموا.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال :
من أراد أمرا فشاور فيه وقضى اهتدى لأرشد الأمور.
وأخرج
البيهقي عن يحيى بن أبي كثير رضي الله عنه - قال : قال سليمان بن داود
عليه السلام لابنه : يا بني عليك بخشية الله فإنها غاية كل شيء ، يا بني
لا تقطع أمرا حتى تؤامر مرشدا فإنك إذا فعلت ذلك رشدت عليه يا بني عليك
بالحبيب الأول فإن الأخير لا يعدله.
الآية 39.
أَخرَج سعيد بن منصور
، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن
إبراهيم النخعي رضي الله عنه - في قوله : {والذين إذا أصابهم البغي هم
ينتصرون} قال : كانوا يكرهون للمؤمنين أن يستذلوا وكانوا إذا قدروا عفوا.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن منصور قال : سألت إبراهيم عن قوله : {والذين إذا أصابهم
البغي هم ينتصرون} قال : كانوا يكرهون للمؤمنين أن يذلوا أنفسهم فيجترى ء
الفساق عليهم.
وأخرج النسائي ، وَابن ماجة ، وَابن مردويه عن
عائشة رضي الله عنها - قالت : دخلت علي زينب وعندي رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأقبلت علي تسبني فردعها النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فلم تنته
فقال لي : سبيها فسببتها حتى جف ريقها في فمها ووجه رسول الله صلى الله
عليه وسلم متهلل سرورا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن علي بن زيد
بن جدعان رضي الله عنه - قال : لم أسمع في الأنصار مثل حديث حدثتني به أم
ولد أبي محمد عن عائشة رضي الله عنها - قالت : كنت في البيت وعندنا زينب
بنت جحش فدخل علينا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأقبلت عليه زينب فقالت
: ما كل واحدة منا عندك إلا على خلابة ثم أقبلت علي تسبني فقال النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم : قولي لها كما تقول لك فأقبلت عليها - وكنت أطول
وأجود لسانا منها فقامت.
وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه {والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون} قال :
ينتصرون ممن بغى عليهم من غير أن يعتدوا.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله : {والذين إذا أصابهم البغي}
قال : هذا محمد صلى الله عليه وسلم - ظلم وبغي عليه وكذب {هم ينتصرون} قال
: ينتصر محمد صلى الله عليه وسلم بالسيف.
الآية 40.
أَخْرَج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {وجزاء سيئة سيئة مثلها} قال : ما يكون من الناس في الدنيا مما يصيب بعضهم بعضا والقصاص.
وأخرج
أحمد ، وَابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم المستبان ما قالا من شيء فعلى البادى ء حتى يعتدي المظلوم
ثم قرأ {وجزاء سيئة سيئة مثلها}.
وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله : {وجزاء سيئة سيئة مثلها} قال : إذا شتمك فاشتمه بمثلها من غير أن تعتدي.
وأخرج ابن جرير عن ابن أبي نجيح في قوله : {وجزاء سيئة سيئة مثلها} قال : يقول أخزاه الله فيقول أخزاه الله.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : إذا كان يوم القيامة أمر الله مناديا ينادي ألا ليقم من كان له على
الله أجر فلا يقوم إلا من عفا في الدنيا وذلك قوله {فمن عفا وأصلح فأجره
على الله}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من كان له
على الله أجر فليقم فيقوم عنق كثير فيقال لهم : ما أجركم على الله فيقولون
: نحن الذين عفونا عمن ظلمنا وذلك قول الله {فمن عفا وأصلح فأجره على
الله} فيقال لهم : ادخلوا الجنة بإذن الله.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن
مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : إذا وقف العباد للحساب ينادي مناد ليقم من أجره على
الله فليدخل الجنة ثم نادى الثانية ليقم من أجره على الله قالوا : ومن ذا
الذي أجره على الله قال : العافون عن الناس فقام كذا وكذا ألفا
فدخلوا الجنة بغير حساب.
وأخرج
البيهقي عن أنس رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : ينادي
مناد من كان أجره على الله فليدخل الجنة مرتين فيقوم من عفا عن أخيه ، قال
الله {فمن عفا وأصلح فأجره على الله}.
وأخرج ابن مردويه عن الحسن رضي
الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أول مناد من عند
الله يقول : أين الذين أجرهم على الله فيقوم من عفا في الدنيا فيقول الله
أنتم الذين عفوتم لي ثوابكم الجنة.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر
عن محمد بن المنكدر رضي الله عنه قال : إذا كان يوم القيامة صرخ صارخ
الأرض ألا من كان له على الله حق فليقم فيقوم من عفا وأصلح.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى
الله عليه وسلم : ينادي مناد يوم القيامة لا يقوم اليوم أحد إلا من له عند
الله يد فتقول الخلائق : سبحانك بل لك اليد فيقول بلى من عفا في الدنيا
بعد قدرة.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال موسى بن
عمران عليه السلام : يا رب من أعز عبادك عندك قال : من إذا قدر عفا.
وأخرج
أحمد وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه - أن رجلا شتم أبا بكر رضي الله
عنه والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فجعل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
يعجب ويبتسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم وقام فلحقه أبو بكر رضي الله عنه فقال يا رسول الله كان يشتمني وأنت
جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت قال : إنه كان معك ملك يرد عنك
فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان ثم قال :
يا أبا بكر نلت من حق ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله إلا أعز الله
بها نصره وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة وما
فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة.
الآيات 41 - 44.
أَخرَج
عَبد بن حميد ، وَابن جَرِير والبيهقي في شعب الإيمان عن قتادة رضي الله
عنه {ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل} قال : هذا في
الخماشة
تكون بين الناس فأما إن ظلمك رجل فلا تظلمه وإن فجر بك فلا تفجر به وإن
خانك فلا تخنه فإن المؤمن هو الموفي المؤدي وإن الفاجر هو الخائن الغادر ،
وخ ابن أبي شيبة والترمذي والبزار ، وَابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها
قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من دعا على من ظلمه فقد انتصر.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة رضي الله عنها : أن سارقا سرق لها فدعت عليه فقال لها النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لا تسبخي عليه.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله : {ولمن انتصر بعد ظلمه} قال
: لمحمد صلى الله عليه وسلم أيضا انتصاره بالسيف وفي قوله : {إنما السبيل
على الذين يظلمون الناس} الآية ، قال : من أهل الشرك.
وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله : {هل إلى مرد من سبيل} يقول : إلى الدنيا.
الآيات 45 - 48.
أَخْرَج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {ينظرون من طرف خفي} قال : ذليل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه مثله.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن محمد بن كعب رضي الله
عنه في قوله : {ينظرون من طرف خفي} قال : يسارقون النظر إلى النار.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن خلف بن حوشب رضي الله عنه قال : قرأ زيد بن
صوحان رضي الله عنه {استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله} فقال : لبيك من زيد لبيك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {من ملجأ يومئذ} قال : تحرز {وما لكم من نكير}
ناصر ينصركم.
الآيات 49 - 51.
أَخْرَج
ابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن
عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن
أولادكم هبة الله {يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور} فهم وأموالهم
لكم إذا احتجتم إليها.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من بركة المرأة ابتكارها بالأنثى لأن
الله قال : {يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن
يشاء الذكور}.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه {يهب لمن
يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور} قال : لا إناث معهم {أو يزوجهم ذكرانا
وإناثا} قال : يولد له جارية وغلام {ويجعل من يشاء عقيما} لا يولد له.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن أبي مالك رضي الله عنه : {يهب لمن يشاء إناثا} قال :
يكون الرجل لا يولد إلا الإناث ، {ويهب لمن يشاء الذكور} قال : يكون الرجل
لا يولد له إلا الذكور {أو يزوجهم ذكرانا وإناثا} قال : يكون
الرجل يولد له الذكور والإناث {ويجعل من يشاء عقيما} قال : يكون الرجل لا يولد له.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن محمد بن الحنفية : {أو يزوجهم ذكرانا وإناثا} قال : التوأم.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {ويجعل من يشاء عقيما} قال : الذي لا يولد له ولد.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {ويجعل من يشاء عقيما} قال : لا يلقح.
وأخرج
عبد الرزاق في المصنف عن عبد الله بن الحرث بن عمير أن أبا بكر رضي الله
عنه أصاب وليدة له سوداء فعزلها ثم باعها فانطلق بها سيدها حتى إذا كان في
بعض الطريق أرادها فامتنعت منه فإذا هو براعي غنم فدعاه فراطنها فأخبرها
أنه سيدها قالت : إني قد حملت من سيدي الذي كان قبل هذا وأنا في ديني أن
لا يصيبني رجل في حمل من آخر فكتب سيدها إلى أبي بكر أو عمر فأخبره الخبر
فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم بمكة
فمكث النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم حتى إذا كان من الغد وكان مجلسهم الحجر قال النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم : جاءني جبريل في مجلسي هذا عن الله : أن أحدكم ليس بالخيار على
الله إذا شجع ذلك المشجع ولكنه {يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور}
فاعترف بولدك فكتب بذلك فيها.
وأخرج عبد الرزاق عن غيلان عن أنس رضي
الله عنه قال : ابتاع أبو بكر رضي الله عنه جارية أعجمية من رجل قد كان
أصابها فحملت له فأراد أبو بكر رضي الله عنه أن يطأها فأبت عليه وأخبرت
أنها حامل فرفع ذلك إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم : إنها حفظت فحفظ الله لها إن أحدكم إذا شجع ذلك المشجع
فليس بالخيار على الله فردها إلى صاحبها الذي باعها ..
أَخرَج بن أبي حاتم عن ابن عباس : (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا
وحيا) الآيه . قال : إلا أن يبعث ملكا يوحي إليه من عنده أو يلهمه فيقذف في قلبه ، أو يكلمه من وراء حجاب.
وَأخرَج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد : (وما كان لبشر أن يكلمه الله
إلا وحيا) . قال : ينفث في قلبه (أو من وراء حجاب) قال : موسى (أو يرسل
رسولا) قال : جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم وأشباهه من الأنبياء..
وأخرج
البيهقي في الأسماء والصفات عن يونس بن يزيد رضي الله عنه قال : سمعت
الزهري رضي الله عنه سئل عن قول الله {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا
وحيا} الآية قال : نزلت هذه الآية تعم من أوحى الله إليه من النبيين
فالكلام كلام الله الذي كلم به موسى من وراء حجاب والوحي ما يوحي الله به
إلى نبي من أنبيائه فيثبت الله ما أراد من وحيه في قلب النَّبِيّ فيتكلم
به النَّبِيّ ويعيه وهو كلام الله ووحيه ومنه ما يكون بين الله ورسله لا
يكلم به أحدا من الأنبياء ولكنه سر غيب بين الله ورسله ومنه ما يتكلم به
الأنبياء عليهم السلام ولا يكتبونه لأحد ولا يأمرون بكتابته ولكنهم يحدثون
به الناس حديثا ويبينون لهم أن الله أمرهم أن يبينوه للناس ويبلغوهم ومن
الوحي ما يرسل الله به من يشاء من اصطفى من ملائكته
فيكلمون أنبياءه ومن الوحي ما يرسل به إلى من يشاء
فيوحون به وحيا في قلوب من يشاء من رسله.
وأخرج
البخاري ومسلم والبيهقي عن عائشة : أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى
الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحي قال : أحيانا يأتيني الملك في مثل صلصلة
الجرس فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال وهو أشده علي وأحيانا يتمثل لي الملك
رجلا فيكلمني فأعي ما يقول قالت عائشة رضي الله عنها : ولقد رأيته ينزل
عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم وأن جبينه ليتفصد عرقا.
وأخرج
أبو يعلى والعقيلي والطبراني والبيهقي في الأسماء والصفات وضعفه عن سهل بن
سعد وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قالا : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : دون الله سبعون ألف حجاب من نور وظلمة ما يسمع من نفس من
حس تلك الحجب إلا زهقت نفسه.
الآيات 52 - 53.
أَخْرَج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا} قال : القرآن.
وأخرج أبو نعيم في الدلائل ، وَابن عساكر عن علي رضي الله عنه قال : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم :
هل
عبدت وثنا قط قال : لا قالوا : فهل شربت خمرا قط قال : لا وما زلت أعرف
الذي هم عليه كفر (وما كنت أدري ما الكتاب ولا الإيمان) وبذلك نزل القرآن
(ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان).
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله : {وإنك لتهدي} قال : لتدعو.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {وإنك لتهدي إلى
صراط مستقيم} قال : قال الله (ولكل قوم هاد) (يوسف 7) قال : داع يدعو إلى
الله تعالى.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} قال : تدعو.
* بسم الله الرحمن الرحيم * (43)- سورة الزخرف.
مكية وآياتها تسع وثمانون.
مقدمة السورة.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت بمكة سورة {حم} الزخرف.
الآيات 1 - 3 أما قوله تعالى : {إنا جعلناه قرآنا عربيا}.
أخرج
ابن مردويه ، عَن طاووس رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى ابن عباس من
حضرموت فقال له : يا ابن عباس اخبرني عن القرآن أكلام من كلام الله أم خلق
من خلق الله قال : بل كلام من كلام الله ، أو ما سمعت الله يقول : (وإن
أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) (التوبة الآية 6) فقال
له الرجل : أفرأيت قوله {إنا جعلناه قرآنا عربيا} قال : كتبه الله في
اللوح المحفوظ بالعربية ، أما سمعت الله يقول (بل هو قرآن مجيد في لوح
محفوظ) (البروج الآية 22) المجيد : هو العزيز أي كتبه الله في اللوح
المحفوظ.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مقاتل بن حيان رضي الله عنه قال : كلام
أهل السماء العربية ، ثم قرأ {حم والكتاب المبين} {إنا جعلناه قرآنا
عربيا} الآيتين.
الآية 4
أخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال : أن أول ما خلق الله من شيء القلم فأمره أن يكتب
ما هو كائن إلى يوم القيامة والكتاب عنده ثم
قرأ {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم >.
وَأخرَج
ابن مردويه والديلمي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن
الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض وهو عنده فوق العرش، الخلق
منتهون إلى ما في ذلك الكتاب وتصديق ذلك في كتاب الله : (وإنه في أم
الكتاب لدينا لعلي حكيم) " . !.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه في قوله : {وإنه في أم الكتاب} قال : في أصل الكتاب وجملته.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه {وإنه في أم الكتاب} قال : القرآن عند الله {في أم الكتاب}.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله : {وإنه في أم الكتاب لدينا}
قال : الذكر الحكيم فيه كل شيء كان وكل شيء يكون وما نزل من كتاب فمنه.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن
ابن سابط رضي الله عنه في قوله : {وإنه في أم الكتاب} ما هو كائن إلى يوم
القيامة وكل ثلاثة من الملائكة يحفظون فوكل
جبريل عليه السلام
بالوحي ينزل به إلى الرسل عليهم الصلاة والسلام وبالهلاك إذا أراد أن يهلك
قوما كان صاحب ذلك ووكل أيضا بالنصر في الحروب إذا أراد الله أن ينصر ووكل
ميكائيل عليه السلام بالقطر أن يحفظه ووكل ملك الموت عليه السلام بقبض
الأنفس فإذا ذهبت الدنيا جمع بين حفظهم وحفظ أهل الكتاب فوجده سواء.
الآيات 5 – 18
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {أفنضرب عنكم الذكر صفحا} قال : أحسبتم أن نصفح عنكم ولم تفعلوا ما أمرتم به.
وَأخرَج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي
الله عنه {أفنضرب عنكم الذكر صفحا} قال : تكذبون بالقرآن ثم لا تعاقبون
عليه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن أبي صالح رضي الله عنه {أفنضرب عنكم الذكر صفحا} قال : العذاب.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة : (أفنضرب عنكم الذكر
صفحا)
. قال: والله لو أن هذا القرآن رفع حيث رده أوائل هذه الأمة لهلكوا ولكن
الله تعالى عاد عليهم بعائدته ورحمته فكرره عليهم ودعاهم إليه.
وأخرج
محمد بن نصر في كتاب الصلاة عن الحسن رضي الله عنه قال : لم يبعث الله
رسولا إلا أن أنزل عليه كتابا فإن قبله قومه وإلا رفع فذلك قوله : {أفنضرب
عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين} لا تقبلونه فيلقنه قلب نبيه ، قالوا
: قبلناه ربنا قبلناه ربنا ولو لم يفعلوا لرفع ولم يترك منه شيء على ظهر
الأرض.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {ومضى مثل الأولين} قال : سنتهم.
وَأخرَج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن حاتم عن قتادة : (ومضى مثل الأولين) قال : عقوبة الأولين ..
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {صفحا أن كنتم} بنصب الألف {جعل لكم الأرض مهدا} بنصب الميم بغير ألف.
وأخرج
ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم يقرأ هذه الآية {وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على
ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه}
أن تقولوا : الحمد لله الذي من علينا بمحمد عبده ورسوله ثم تقولوا : {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين}.
وأخرج
مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والحاكم ، وَابن مردويه عن ابن عمر رضي
الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر ركب راحلته ثم
كبر ثلاثا ثم قال : {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين} {وإنا إلى
ربنا لمنقلبون}.
وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وَابن
أبي شيبة وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد وأبو داود والترمذي وصححه ، وَابن
جَرِير والنسائي
وابن المنذر والحاكم وصححه ، وَابن مردويه والبيهقي
في الأسماء والصفات عن علي رضي الله عنه أنه أتى بدابة فلما وضع رجله في
الركاب قال : بسم الله فلما استوى على ظهرها قال : الحمد لله ثلاثا والله
أكبر ثلاثا {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين} {وإنا إلى ربنا
لمنقلبون} سبحانك لا إله إلا أنت قد ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر
الذنوب إلا أنت ثم ضحك فقلت : مم ضحكت يا أمير المؤمنين قال : رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت ثم ضحك فقلت يا رسول الله : مم ضحكت
فقال : يعجب الرب من عبده إذا قال : رب اغفر لي ويقول : علم عبدي أنه لا
يغفر الذنوب غيري.
وأخرج أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أردفه على دابته فلما استوى عليها (كبر ثلاثا وهلل
الله وحده ثم ضحك إليه كما ضحكت إليك).
وأخرج أحمد والحاكم
وصححه عن محمد بن حمزة بن عمر الأسلمي عن أبيه رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فوق ظهر كل بعير شيطان فإذا ركبتموه
فاذكروا اسم الله ثم لا تقصروا عن حاجاتكم.
وأخرج الحاكم وصححه عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : على ذروة كل
بعير شيطان فامتهنوهن بالركوب فإنما يحمل الله.
وأخرج ابن سعد وأحمد
والبغوي والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في "سُنَنِه" عن أبي لاس
الخزاعي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من بعير
إلا في
ذروته شيطان فاذكروا اسم الله عليه إذا ركبتموه كما أمركم ثم امتهنوها لأنفسكم فإنما يحمل الله.
وأخرج ابن المنذر عن شهر بن حوشب رضي الله عنه في قوله {ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه} قال : نعمة الإسلام.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن أبي مجلز رضي الله عنه قال : رأى
حسين
بن علي رضي الله عنه رجلا يركب دابة فقال {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا
له مقرنين} {وإنا إلى ربنا لمنقلبون} قال : أو بذلك أمرت قال : فكيف أقول
قال : الحمد لله الذي هدانا للإسلام الحمد لله الذي من علينا بمحمد صلى
الله عليه وسلم الحمد لله الذي جعلني في خير أمة أخرجت للناس ثم تقول :
{سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ،
وَابن جَرِير ، عَن طاووس رضي الله عنه أنه كان إذ ركب دابة قال : بسم
الله اللهم هذا من منك وفضلك علينا فلك الحمد ربنا {سبحان الذي سخر لنا
هذا وما كنا له مقرنين} {وإنا إلى ربنا لمنقلبون}.
وأخرج الفريابي ،
وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {وما كنا
له مقرنين} قال : الإبل والخيل والبغال والحمير.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {وما كنا له مقرنين} قال : مطيقين.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي
الله عنه {وما كنا له مقرنين} قال : لا في الأيدي ولا في القوة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن سليمان بن يسار رضي الله عنه أن قوما
كانوا في سفر فكانوا إذا ركبوا قالوا : {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا
له مقرنين} وكان فيهم رجل له ناقة رازم فقال : أما أنا فأنا لهذه مقرن
فقمصت به فصرعته فاندقت عنقه ، والله أعلم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وعبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {وجعلوا له من عباده جزءا} قال : عدلا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في
قوله : !
{وجعلوا له من عباده جزءا} قال : ولدا وبنات من الملائكة ، وفي قوله : {وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا} قال : ولدا.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {وإذا بشر أحدهم بما
ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم} قال : حزين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {بما ضرب للرحمن مثلا} بنصب الضاد.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه {أو من
ينشأ في الحلية} قال : الجواري جعلتموهن للرحمن ولدا {كيف تحكمون} الصافات
الآية 154.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس رضي الله عنهما {أو من
ينشأ في الحلية} قال : هن النساء فرق بين زيهن وزي الرجال ونقصهن من
الميراث وبالشهادة وأمرهن بالقعدة وسماهن الخوالف.
وأخرج عبد الرزاق ،
وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في
قوله : {أو من ينشأ في الحلية} قال : جعلوا لله البنات {وإذا بشر أحدهم}
بهن {ظل وجهه مسودا وهو كظيم} حزين.
وَأَمَّا قوله : !
{وهو في الخصام غير مبين} قال : قلما تكلمت امرأة تريد أن تتكلم بحجتها إلا تكلمت بالحجة عليها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ {أو من ينشأ في الحلية} مخففة الياء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {ينشأ في الحلية} مخففة منصوبة الياء مهموزة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي العالية رضي الله عنه أنه سئل عن الذهب للنساء فقال لا بأس به ، يقول الله : {أو من ينشأ في الحلية}.
الآيات 19 - 25
أخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {وجعلوا الملائكة
الذين هم عباد الرحمن إناثا} قال : قد قال ذلك أناس من الناس
ولا نعلمهم إلا اليهود : إن الله عز وجل صاهر الجن فخرجت من بنيه الملائكة.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم
وصححه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : كنت أقرأ هذا الحرف {الذين هم
عباد الرحمن إناثا} فسألت ابن عباس فقال : {عباد الرحمن} قلت : فإنها في
مصحفي عند الرحمن قال : فامحها واكتبها {عباد الرحمن} بالألف والباء ،
وقال : أتاني رجل اليوم وددت أنه لم يأتني فقال : كيف تقرأ هذا الحرف
{وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا} قال : أن أناسا يقرأون
الذين هم عند الرحمن فسكت عنه فقلت : اذهب إلى أهلك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه أنه قرأها الذين هم عند الرحمن بالنون.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن المنذر عن مروان وجعلوا الملائكة عند الرحمن إناثا ليس فيه {الذين هم}.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {عباد الرحمن} بالألف والباء
{أشهدوا خلقهم} بنصبهم الألف والشين {ستكتب} بالتاء ورفع التاء.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي
في
الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله : {وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم}
قال : يعنون الأوثان لأنهم عبدوا الأوثان يقول الله : {ما لهم بذلك من
علم} يعني الأوثان أنهم لا يعلمون {إن هم إلا يخرصون} قال : يعلمون قدرة
الله على ذلك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم}
قال : عبدوا الملائكة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {أم آتيناهم كتابا من قبله} قال : قبل هذا الكتاب.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة} قال : على دين.
وأخرج
الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن
قوله عز وجل : {إنا وجدنا آباءنا على أمة} قال : على ملة غير الملة التي
تدعونا إليها ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت نابغة بني
ذبيان وهو يعتذر إلى النعمان بن المنذر ويقول : حلفت فلم أترك لنفسك ريبة
* وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير
عن قتادة {بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون} قال
: قد قال : ذلك مشركو قريش : إنا وجدنا آباءنا على دين وإنا متبعوهم على
ذلك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم
مقتدون} قال : بفعلهم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن عاصم رضي الله عنه قال : الأمة في القرآن على وجوه
(واذكر بعد أمة) (يوسف الآية 45) قال : بعد حين ، (ووجد عليه أمة من الناس
يسقون) (يوسف الآية 23) قال : جماعة من الناس {إنا وجدنا آباءنا على أمة}
قال : على دين ، ورفع الألف في كلها ، وقرأ {قال أولو جئتكم} بغير ألف
بالتاء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين}
قال : شر والله كان عاقبتهم أخذهم بخسف وغرق فأهلكهم الله ثم أدخلهم النار.
الآيات 26 - 28.
أَخرَج الفضل بن شاذان في كتاب القراءات بسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ : إنني بريء مما تعبدون بالياء.
وأخرج
ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه : إنني بريء مما تعبدون إلا الذي فطرني
فإنه سيهدين : قال : إنهم يقولون إن الله ربنا (ولئن سألتهم من خلقهم
ليقولن الله) فلم يبرأ من ربه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة {وجعلها كلمة باقية في عقبه} قال : في الإسلام أوصى بها ولده.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد {وجعلها كلمة باقية في عقبه} قال : لا إله إلا الله (في عقبه) قال :ولده.
وَأخرَج
عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة (وجعلها كلمة باقية في
عقبه) قال : الإخلاص والتوحيد لا يزال في ذريته من يوحد الله ويعبده.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير والبيهقي في الأسماء والصفات "
عن
قتادة : (وجعلها كلمة باقية في عقبه) قال : شهادة أن لا إله إلا الله
والتوحيد ، لايزال في ذريته من يقولها من بعده {لعلهم يرجعون} قال :
يتوبون أو يذكرون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ابن عباس {وجعلها كلمة باقية في عقبه} قال : لا إله إلا الله في عقبه قال : عقب إبراهيم ولده.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الزهري قال : عقب الرجل ولده الذكور والإناث وأولاد الذكور.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عبيدة قال : قلت لإبراهيم : ما العقب قال : ولده الذكر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عطاء في رجل أسكنه رجل له ولعقبه من بعده أتكون امرأته من عقبه قال : لا ولكن ولده عقبه.
الآيات 29 – 30
أخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {بل متعت هؤلاء} برفع التاء.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {بل متعت هؤلاء
وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين} قال : هذا قول أهل الكتاب لهذه الأمة
وكان قتادة رضي الله عنه يقرؤها {بل متعت هؤلاء} بنصب التاء.
وأخرج
ابن جرير عن السدي : {ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر} قال : هؤلاء قريش
قالوا للقرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم : هذا سحر.
الآيات 31 - 32.
أَخرَج
عَبد بن حميد ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
أنه سئل عن قول الله : {لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} ما
القريتان قال : الطائف ومكة قيل : فمن الرجلان قال : عروة بن مسعود وخيار
قريش.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي
الله عنهما أنه سئل عن قول الله {لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين
عظيم} قال : يعني بالقريتين مكة والطائف والعظيم الوليد بن المغيرة القرشي
وحبيب بن عمير الثقفي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله
عنهما {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} قال : يعني
من القريتين مكة والطائف والعظيم الوليد بن المغيرة القرشي وحبيب بن عمير
الثقفي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :
{لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} قال : يعنون أشرف من محمد
الوليد بن المغيرة من أهل مكة ومسعود بن عمرو الثقفي من أهل الطائف.
وأخرج
عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة قال
: قال الوليد بن المغيرة : لو كان ما يقول محمد حقا أنزل علي هذا القرآن
أو على عروة بن مسعود الثقفي فنزلت {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل
من القريتين عظيم}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة
{وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} قال : القريتان
مكة والطائف ، قال ذلك مشركو قريش ، قال : بلغنا أنه ليس فخذ من قريش إلا
قد ادعته فقالوا : هو منا وكنا نحدث أنه الوليد بن المغيرة وعروة بن مسعود
الثقفي ، قال : يقولون فهلا كان أنزل على أحد هذين الرجلين ليس على محمد
صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي
الله عنه في قوله {على رجل من القريتين عظيم} قال : عتبة بن ربيعة من مكة
، وَابن عبد ياليل بن كنانة الثقفي من الطائف وعمير بن
مسعود الثقفي وفي لفظ وأبو مسعود الثقفي.
وأخرج
ابن عساكر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {وقالوا لولا نزل هذا القرآن
على رجل من القريتين عظيم} قال : هو عتبة بن ربيعة - وكان ريحانة قريش
يومئذ.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه في
قوله : {على رجل من القريتين عظيم} قال : هو الوليد بن المغيرة المخزومي
أو كنانة بن عمر بن عمير عظيم أهل الطائف.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ،
وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله : {نحن قسمنا
بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا} قال : قسم بينهم معيشتهم في الحياة
الدنيا كما قسم بينهم صورهم وأخلاقهم فتعالى ربنا وتبارك {ورفعنا بعضهم
فوق بعض درجات} قال : فتلقاه ضعيف الحيلة عيي اللسان وهو مبسوط له في
الرزق وتلقاه شديد الحيلة سليط اللسان وهو مقتور عليه {ليتخذ
بعضهم
بعضا سخريا} قال : ملكة يسخر بعضهم بعضا يبتلي الله به عباده فالله الله
فيما ملكت يمينك {ورحمة ربك خير مما يجمعون} قال : الجنة.
الآيات 33 - 35.
أَخْرَج
ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : يقول الله لولا أن يجزع عبدي المؤمن لعصبت الكافر عصابة من حديد
فلا يشتكي شيئا ولصببت عليه الدنيا صبا قال ابن عباس رضي الله عنهما : قد
أنزل الله شبه ذلك في كتابه في قوله {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة
لجعلنا لمن يكفر بالرحمن} الآية.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ،
وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {ولولا أن يكون الناس أمة
واحدة} الآية يقول : لولا أن أجعل الناس كلهم كفارا لجعلت لبيوت الكفار
سقفا من فضة {ومعارج} من فضة وهي درج {عليها يظهرون} يصعدون إلى الغرف
وسرر فضة {وزخرفا} وهو الذهب.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن
حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {ولولا أن يكون الناس أمة
واحدة} قال : لولا أن يكون الناس كفارا {لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم
سقفا من فضة} قال : السقف أعالي البيوت {ومعارج عليها يظهرون} قال : درج
عليها يصعدون {وزخرفا} قال : الذهب {والآخرة عند ربك للمتقين} قال : خصوصا.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة} قال : لولا أن يكفروا.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه في قوله : {سقفا}
قال : الجزوع {ومعارج} قال : الدرج {وزخرفا} قال : الذهب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في
قوله
: {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة} قال : لولا أن يكون الناس أجمعون كفارا
فيميلوا إلى الدنيا لجعل الله لهم الذي قال ، قال : وقد مالت الدنيا بأكبر
همها وما فعل ذلك فكيف لو فعله.
وأخرج أحمد والحاكم عن ابن مسعود رضي
الله عنه في قوله : {أهم يقسمون رحمة ربك} قال : سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : إن الله قسم بينكم أخلاقكم
كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا من يحب فمن أعطاه الدين فقد أحبه.
وأخرج
الترمذي وصححه ، وَابن ماجة عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى
كافرا منها شربة ماء.
الآيات 36 - 40.
أَخْرَج ابن أبي حاتم عن محمد
بن عثمان المخرمي أن قريشا قالت : قيضوا لكل رجل رجلا من أصحاب محمد يأخذه
فقيضوا لأبي بكر رضي الله عنه طلحة بن عبيد الله فأتاه وهو في القوم فقال
أبو بكر رضي الله عنه : إلام تدعوني قال : أدعوك إلى عبادة اللات والعزى
قال أبو بكر رضي الله عنه : وما اللات قال : ربنا ، قال : وما العزى قال :
بنات الله ، قال أبو بكر رضي الله عنه : فمن أمهم فسكت طلحة فلم يجبه فقال
طلحة لأصحابه : أجيبوا الرجل فسكت القوم فقال طلحة : قم يا أبا بكر أشهد
أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فأنزل الله {ومن يعش عن ذكر
الرحمن نقيض له شيطانا} الآية.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {ومن يعش عن ذكر الرحمن} قال : يعمى قال ابن جرير : هذا على قراءة فتح
الشين.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {ومن يعش} قال : يعرض {وإنهم
ليصدونهم عن السبيل} قال : عن الدين {حتى إذا جاءنا} جميعا هو وقرينه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ حتى إذا جاءنا على معنى اثنين هو وقرينه.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {ومن يعش} الآية ، قال
: من جانب الحق وأنكره وهو يعلم أن الحلال حلال وأن الحرام حرام فترك
العلم بالحلال والحق لهوى نفسه وقضى حاجته ثم أراد من الحرام قيض له شيطان.
وأخرج
عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن سعيد الجزري في قوله : {نقيض
له شيطانا} قال : بلغنا أن الكافر إذا بعث يوم القيامة من قبره شفع بيده
شيطان ولم يفارقه حتى يصيرهما الله إلى النار فذلك حين يقول : !
{يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين} قال : وأما المؤمن فيوكل به ملك حتى يقضي بين الناس أو يصير إلى الجنة.
وأخرج
ابن حبان والبغوي ، وَابن قانع والطبراني ، وَابن مردويه عن شريك بن طارق
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس منكم أحد إلا
ومعه شيطان قالوا : ومعك يا رسول الله قال : ومعي إلا أن الله أعانني عليه
فأسلم.
وأخرج مسلم ، وَابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا قالت : فغرت عليه فجاء فرأى ما أصنع
فقال ما لك يا عائشة أغرت فقلت : وما لي لا يغار مثلي على مثلك فقال : أقد
جاء شيطانك قلت : يا رسول الله أمعي شيطان قال : نعم ومع كل إنسان ، قلت :
ومعك قال : نعم ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم.
وأخرج مسلم ، وَابن
مردويه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ما منكم من أحد إلا وقد وكل الله به قرينه من الجن ، قالوا :
وإياك يا رسول الله قال : وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا
بخير.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ما منكم من أحد إلا وقد وكل الله به قرينه من الجن ، قالوا : وإياك
يا رسول الله قال : وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم.
وأخرج أحمد
في الزهد عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : ليس من الآدميين أحد إلا ومعه
شيطان موكل به أما الكافر فيأكل معه من طعامه ويشرب معه من شرابه وينام
معه على فراشه وأما المؤمن فهو بجانب له ينتظره حتى يصيب منه غفلة أو غرة
فيثب عليه وأحب الآدميين إلى الشيطان الأكول النؤوم.
الآيات 41 - 43.
أَخرَج
عَبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والحاكم
وصححه عن قتادة رضي الله عنه في قوله : {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون}
قال : قال أنس رضي الله عنه : ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقيت
النقمة فلم ير الله نبيه في أمته شيئا
يكرهه حتى قبض ولم يكن نبي قط
إلا وقد رأى العقوبة في أمته إلا نبيكم صلى الله عليه وسلم رأى ما يصيب
أمته بعده فما رؤي ضاحكا منبسطا حتى قبض.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في
شعب الإيمان من طريق حميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله : {فإما
نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} الآية ، قال : أكرم الله نبيه صلى الله عليه
وسلم أن يريه في أمته ما يكره فرفعه إليه وبقيت النقمة.
وأخرج ابن
مردويه عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي قال : قرأ علي بن أبي طالب رضي الله
عنه هذه الآية {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} قال : ذهب نبيه صلى الله
عليه وسلم وبقيت نقمته في عدوه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله : {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون}
قال : لقد كانت نقمة شديدة أكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يريه في أمته ما كان من النقمة بعده.
وأخرج
ابن مردويه من طريق محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح ، عَن جَابر بن
عبد الله : عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله : {فإما نذهبن بك
فإنا منهم منتقمون > قال بعلي.
وأخرج الديلمي من وجه آخر ، عَن
جَابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فإما نذهبن بك فإنا منهم
منتقمون) : ! نزلت في علي بن أبي طالب أنه ينتقم من الناكثين والقاسطين
بعدي.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {أو نرينك الذي وعدناهم} الآية قال : يوم بدر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله : {إنك على صراط مستقيم} قال : على الإسلام.
الآية 44.
أَخْرَج
ابن جرير ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه والبيهقي في شعب
الإيمان من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما {وإنه لذكر لك ولقومك} قال :
القرآن شرف لك ولقومك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {وإنه لذكر لك} يعني القرآن ولقومك يعني من اتبعك من أمتك.
وأخرج
الشافعي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي عن مجاهد في قوله : {وإنه لذكر لك
ولقومك} قال : يقال ممن هذا الرجل فيقال : من العرب فيقال : من أي العرب
فيقال : من قريش فيقال : من أي قريش فيقال : من بني هاشم.
وأخرج ابن
عدي ، وَابن مردويه عن علي ، وَابن عباس قالا : كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل بمكة ويعدهم الظهور فإذا قالوا لمن الملك
بعدك أمسك فلم يجبهم بشيء لأنه لم يؤمر في ذلك بشيء حتى نزلت {وإنه لذكر
لك ولقومك} فكان بعد إذا سئل قال : لقريش فلا يجيبونه حتى قبلته الأنصار
على ذلك.
وأخرج الطبراني ، وَابن مردويه عن عدي بن حاتم رضي الله عنه
قال : كنت قاعدا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ألا إن الله علم
ما في قلبي من حبي لقومي فشرفني فيهم فقال : {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف
تسألون} فجعل الذكر والشرف لقومي في كتابه ثم قال (وأنذر عشيرتك الأقربين)
(الشعراء الآية 214) (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) (الشعراء الآية
215) يعني قومي فالحمد لله الذي جعل الصديق من قومي والشهيد من قومي إن
الله
قلب العباد ظهرا وبطنا فكان خير العرب قريش وهي الشجرة
المباركة التي قال الله في كتابه (ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة) (إبراهيم
الآية 24) يعني بها قريشا (أصلها ثابت) يقول : أصلها كرم (وفرعها في
السماء) يقول : الشرف الذي شرفهم الله بالإسلام الذي هداهم له وجعلهم أهله
، ثم أنزل فيهم سورة من كتاب الله بمكة (لإيلاف قريش) (قريش الآية 1 - 2 -
3 - 4) إلى آخرها قال عدي بن حاتم : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر عنده قريش بخير قط إلا سره حتى يتبين ذلك السرور للناس كلهم في وجهه
وكان كثيرا ما يتلوا هذه الآية {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون}.
الآية 45.
أَخرَج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن سعيد
بن جبير في قوله {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} قال : ليلة أسري به
لقي الرسل.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {واسأل من أرسلنا
من قبلك من رسلنا} قال : بلغنا أنه ليلة أسري به أري الأنبياء فأري آدم
فسلم عليه : وأري
مالكا خازن النار وأري الكذاب الدجال.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة
{واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون} قال
: سل
أهل التوراة والإنجيل هل جاءت الرسل إلا بالتوحيد وقال : في بعض القراءة واسأل من أرسلنا إليهم رسلنا قبلك.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس {واسأل من أرسلنا
من قبلك من رسلنا} قال : سل الذين أرسلنا إليهم قبلك من رسلنا.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وَابن المنذر عن مجاهد قال : كان عبد الله يقرأ / {واسأل
الذين أرسلنا إليهم قبلك من رسلنا > / قال : في قراءة ابن مسعود واسأل
الذين يقرأون الكتاب من قبل مؤمني أهل الكتاب.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله : {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} قال : جمعوا له ليلة أسري به ببيت المقدس.
الآيات 46 - 56.
أَخْرَج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها} قال : الطوفان وما معه من الآيات.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {وأخذناهم بالعذاب} قال : هو عام السنة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون} قال : يتوبون أو يذكرون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد {ادع لنا ربك بما عهد عندك} لئن آمنا ليكشفن عنا العذاب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله {إذا هم ينكثون} قال : يغدرون.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {ونادى فرعون في قومه} قال : ليس هو نفسه ولكن أمر أن ينادي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الأسود بن يزيد قال : قلت لعائشة : ألا تعجبين من
رجل
من الطلقاء ينازع أصحاب محمد في الخلافة قالت : وما تعجب من ذلك هو سلطان
الله يؤتيه البر والفاجر وقد ملك فرعون أهل مصر أربعمائة سنة.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {أليس لي ملك مصر
وهذه الأنهار تجري من تحتي} قال : قد كان لهم جنان وأنهار {أم أنا خير من
هذا الذي هو مهين} قال : ضعيف {ولا يكاد يبين} قال : عيي اللسان {فلولا
ألقي عليه أسورة من ذهب} قال : أحلية من ذهب {أو جاء معه الملائكة
مقترنين} أي متتابعين ، {فلما آسفونا} قال : أغضبونا {فجعلناهم سلفا} قال
: إلى النار {ومثلا} قال : عظة {للآخرين}.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : {ولا يكاد يبين} قال : كانت لموسى لثغة في لسانه.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله : {أو جاء معه الملائكة مقترنين} قال : يمشون معا.
وأخرج
ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن عكرمة قال : لم يخرج فرعون من زاد على
الأربعين سنة ومن دون العشرين فذلك قوله : {فاستخف قومه فأطاعوه} يعني
استخف قومه في طلب موسى عليه السلام.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة {فلما آسفونا} قال : أغضبونا.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : {فلما آسفونا} قال : أغضبونا ، وفي قوله : {سلفا} قال : أهواء مختلفة.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في
قوله : {فلما آسفونا} قال : أغضبونا {فجعلناهم سلفا} قال : هم قوم فرعون
كفارهم {سلفا} لكفار أمة محمد {ومثلا للآخرين} قال : عبرة لمن بعدهم.
وأخرج
أحمد والطبراني والبيهقي في الشعب ، وَابن أبي حاتم عن عقبة بن عامر أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا رأيت الله يعطي العبد ما شاء وهو
مقيم على معاصيه فإنما ذلك استدراج منه له ثم تلا {فلما آسفونا انتقمنا
منهم فأغرقناهم أجمعين}.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن طارق بن
شهاب قال : كنت عند عبد الله فذكر عند موت الفجأة فقال : تخفيف على المؤمن
وحسرة على الكافر {فلما آسفونا انتقمنا منهم}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه كان يقرأ {فجعلناهم سلفا} بنصب السين واللام.
الآيات 57 – 65
أخرج أحمد ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه عن ابن عباس
أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقريش : إنه ليس أحد يعبد من دون الله
فيه خير فقالوا : ألست : تزعم أن عيسى كان نبيا وعبدا من عباد الله صالحا
وقد عبدته النصارى فإن كنت صادقا فإنه كآلهتهم ، فأنزل الله {ولما ضرب ابن
مريم مثلا إذا قومك منه يصدون} قال : يضجون {وإنه لعلم للساعة} قال : هو
خروج عيسى بن مريم قبيل يوم القيامة.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن المنذر
عن قتادة رضي الله عنه قال : لما ذكر عيسى بن مريم جزعت قريش وقالوا : ما
ذكر محمد عيسى بن مريم ما يريد محمد إلا أن نصنع به كما صنعت النصارى
بعيسى بن مريم ، فقال الله : {ما ضربوه لك إلا جدلا}.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد
وابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرؤها {يصدون} يعني بكسر الصاد يقول : يضجون.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن أبي عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه أنه قرأ {يصدون} بضم الصاد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن إبراهيم {يصدون} قال : يعرضون.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن سعيد بن معبد بن أخي عبيد بن عمير
الليثي رضي الله عنه قال : قال لي ابن عباس : ما لعمك يقرأ هذه الآية {إذا
قومك منه يصدون} إنها ليست كذا إنما هي {إذا قومك منه يصدون} إذا هم يهجون
إذا هم يضجون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه {إذا قومك منه يصدون} قال : يضجون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد والحسن وقتادة رضي الله عنهما مثله.
وأخرج ابن مردويه عن علي رضي الله عنه : سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ {يصدون} بالكسر.
وأخرج
سعيد بن منصور وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد والترمذي وصححه ، وَابن ماجة ،
وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه ، وَابن مردويه
والبيهقي في شعب
الإيمان عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل
ثم قرأ {ما ضربوه لك إلا جدلا} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : ما ضلت أمة بعد نبيها إلا أعطوا الجدل ، ثم قرأ {ما ضربوه لك إلا جدلا}.
وأخرج
سعيد بن منصور عن أبي إدريس الخولاني رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ما ثار قوم فتنة إلا أوتوا بها جدلا وما ثار قوم في
فتنة إلا كانوا لها حرزا.
وأخرج ابن عدي والخرائطي في مساوى ء الأخلاق
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن
الكذب باب من أبواب النفاق وإن آية النفاق أن يكون الرجل جدلا خصما).
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه قال :
لما ذكر الله عيسى عليه السلام في القرآن قال مشركو مكة إنما أراد محمد أن
نحبه كما أحب النصارى عيسى قال : {ما ضربوه لك إلا جدلا} قال : ما قالوا
هذا القول إلا ليجادلوا {إن هو إلا عبد أنعمنا عليه} قال : ذلك نبي الله
عيسى أن كان عبدا صالحا أنعم الله عليه {وجعلناه مثلا} قال : آية {لبني
إسرائيل} {ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون} قال : يخلف بعضهم
بعضا مكان بني آدم.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله
عنهما : أن المشركين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له : أرأيت
ما يعبد من دون الله أين هم قال : في النار ، قالوا : والشمس والقمر قال :
والشمس والقمر قالوا : فعيسى بن مريم فأنزل الله {إن هو إلا عبد أنعمنا
عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه {لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون} قال : يعمرون الأرض بدلا منكم.
وأخرج
الفريابي وسعيد بن منصور ومسدد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم
والطبراني من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وإنه لعلم للساعة}
قال : خروج عيسى قبل يوم القيامة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي هريرة رضي الله عنه {وإنه لعلم للساعة}
قال : خروج
عيسى يمكث في الأرض أربعين سنة تكون تلك الأربعون أربع سنين يحج ويعتمر.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه {وإنه لعلم للساعة} قال : آية للساعة خروج عيسى بن مريم قبل يوم القيامة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الحسن رضي الله عنه {وإنه لعلم للساعة} قال : نزول عيسى.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {وإنه
لعلم للساعة} قال : نزول عيسى علم للساعة وناس يقولون : القرآن علم للساعة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن شيبان رضي الله عنه قال : كان الحسن يقول {وإنه لعلم للساعة} قال : هذا القرآن.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {وإنه لعلم للساعة} قال : هذا القرآن بخفض العين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن حماد بن سلمة رضي الله عنه قال : قرأتها في مصحف أبي
وإنه لذكر للساعة.
وأخرج ابن جرير من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما {وإنه لعلم للساعة} قال : نزول عيسى.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه} قال : من تبديل التوراة.
الآية 66
أخرج
ابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : تقوم الساعة والرجلان يحلبان اللقحة والرجلان يطويان الثوب ثم قرأ
{هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون}.
الآيات 67 - 71.
أَخْرَج
ابن مردويه عن سعد بن معاذ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : إذا كان يوم القيامة انقطعت الأرحام وقلت الأنساب وذهبت
الأخوة إلا الأخوة في الله وذلك قوله : {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا
المتقين}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه {الأخلاء يومئذ
بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} قال : معصية الله في الدنيا متعادين.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا
المتقين} قال : وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول :
الأخلاء أربعة مؤمنان وكافران فمات أحد المؤمنين فسئل عن خليله فقال :
اللهم لم أر خليلا آمر بمعروف ولا أنهى عن منكر منه اللهم اهده كما هديتني
وأمته على ما أمتني عليه ومات أحد الكافرين فسئل عن خليله فقال : اللهم لم
أر خليلا آمر بمنكر منه ولا أنهى عن معروف منه اللهم أضله كما أضللتني
وأمته على ما أمتني عليه قال : ثم يبعثون يوم القيامة فقال : ليثن بعضكم
على بعض فأما المؤمنان فأثنى كل واحد منهما على صاحبه كأحسن الثناء وأما
الكافران فأثنى كل واحد منهما على صاحبه كأقبح الثناء.
وأخرج ابن أبي
شيبة عن كعب رضي الله عنه قال : يؤتى بالرئيس في الخير يوم القيامة فيقال
: أجب ربك فينطلق به إلى ربه فلا يحجب عنه فيؤمر به إلى
الجنة فيرى
منزله ومنازل أصحابه الذين كانوا يجامعونه على الخير ويعينونه عليه فيقال
هذه منزلة فلان وهذه منزلة فلان فيرى ما أعد الله في الجنة من الكرامة
ويرى منزلته أفضل من منازلهم ويكسى من ثياب الجنة ويوضع على رأسه تاج
ويعلقه من ريح الجنة ويشرق وجهه حتى يكون مثل القمر ليلة البدر فيخرج فلا
يراه أهل ملأ إلا قالوا : اللهم اجعله منهم حتى يأتي أصحابه الذين كانوا
يجامعونه على الخير ويعينونه عليه فيقول أبشر يا فلان فإن الله أعد لك في
الجنة
كذا وأعد لك في الجنة كذا وكذا فلا يزال يخبرهم بما أعد الله لهم
في الجنة من الكرامة حتى يعلو وجوههم من البياض مثل ما علا وجهه فيعرفهم
الناس ببياض وجوههم فيقولون هؤلاء أهل الجنة ، ويؤتي بالرئيس في الشر
فيقال أجب ربك فينطلق به إلى ربه فيحجب عنه ويؤمر به إلى النار فيرى منزله
ومنازل أصحابه فيقال هذه منزلة فلان وهذه منزلة فلان فيرى ما أعد الله
فيها من الهوان ويرى منزلته شرا من منازلهم فيسود وجهه وتزرق عيناه ويوضع
على رأسه قلنسوة من نار فيخرج فلا يراه أهل ملأ إلا تعوذوا بالله منه
فيقول ما
أعاذكم الله مني أما تذكر يا فلان كذا وكذا فيذكرهم الشر
الذي كانوا يجامعونه ويعينونه عليه فما يزال يخبرهم بما أعد الله لهم في
النار حتى يعلو وجوههم من السواد مثل الذي علا وجهه فيعرفهم الناس بسواد
وجوههم فيقولون هؤلاء أهل النار.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد
وحميد بن زنجويه في ترغيبه ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن
مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله
: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} قال : خليلان مؤمنان
وخليلان كافران توفي أحد المؤمنين فبشر بالجنة فذكر خليله فقال : اللهم
إنا خليلي فلانا كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك ويأمرني بالخير وينهاني عن
الشر وينبئني أني ملاقيك اللهم فلا تضله بعدي حتى تريه ما أريتني وترضى
عنه كما رضيت عني فيقال له اذهب فلو تعلم ما له عندي لضحكت كثيرا ولبكيت
قليلا ثم يموت الآخر فيجمع بين أرواحهما فيقال : ليثن كل واحد منكما على
صاحبه فيقول كل واحد منهما لصاحبه نعم الأخ ونعم الصاحب ونعم الخليل وإذا
مات أحد الكافرين بشر بالنار فيذكر خليله فيقول : اللهم إن خليلي فلانا
كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير وينبئني
أني غير ملاقيك اللهم فلا تهده بعدي حتى تريه مثل ما أريتني وتسخط عليه
كما سخطت علي فيموت الآخر فيجمع بين أرواحهما فيقال ليثن كل
واحد منكما على صاحبه فيقول كل واحد لصاحبه بئس الأخ وبئس الصاحب وبئس الخليل.
وأخرج ابن جرير عن سليمان التيمي قال : سمعت أن الناس حين يبعثون ليس
فيهم
إلا فزع فينادي مناد {يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون}
فيرجوها الناس كلهم فيتبعها {الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {تحبرون} قال : تكرمون والله تعالى أعلم.
وأخرج
ابن المبارك ، وَابن أبي الدنيا في صفة الجنة والطبراني في الأوسط بسند
رجاله ثقات عن أنس رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
: إن أسفل أهل الجنة أجمعين درجة لمن يقوم على رأسه عشرة آلاف بيد كل واحد
صحفتان : واحدة من ذهب والأخرى من فضة في كل واحدة لون ليس في الأخرى مثله
يأكل من آخرها مثل ما يأكل من أولها يجد لآخرها من الطيب واللذة مثل الذي
يجد لأولها ثم يكون ذلك ريح المسك الأذفر لا يبولون ولا يتغوطون ولا
يمتخطون إخوانا على سرر متقابلين.
وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه {بصحاف} قال : القصاع.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن كعب رضي الله عنه قال : إن أدنى أهل الجنة منزلة يوم
القيامة ليؤتى بغدائه في سبعين ألف صحفة في كل صحفة لون ليس كالآخر فيجد
للآخر لذته أوله ليس منه أول.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الأكواب الجرار من الفضة.
وأخرج هناد ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه قال : الأكواب التي ليس لها آذان.
وأخرج
الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن نافع بن الأزرق سأله عن
قوله : {وأكواب} قال : القلال التي لا عرا لها ، قال : وهل تعرف العرب ذلك
قال : نعم أما سمعت قول الهذلي فلم ينطق الديك حتى ملأت * كوب الذباب له
فاستدارا .
وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله : {بأكواب} قال : جرار ليس لها عرا وهي بالنبطية كوى.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن عكرمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن
أهون أهل النار عذابا رجل يطأ على جمرة يغلي منها دماغه قال أبو بكر
الصديق : وما كان
جرمه يا رسول الله قال : كانت له ماشية يغشى بها
الزرع ويؤذيه وحرم الله الزرع وما حوله رمية بحجر فلا تستحبوا أموالكم في
الدنيا وتهلكوا أنفسكم في الآخرة ، وقال : إن أدنى أهل الجنة منزلة
وأسفلهم درجة لا يدخل بعده أحد يفسح له في بصره مسيرة عام في قصور من ذهب
وخيام من لؤلؤ ليس فيها موضع شبر إلا معمور يغدى عليه كل يوم ويراح بسبعين
ألف صحفة في كل صحفة
لون ليس في الآخر مثله شهوته في آخرها كشهوته في أولها لو نزل به جميع أهل الأرض لوسع عليهم مما أعطي لا ينقص ذلك مما أوتي شيئا.
وأخرج
ابن جرير عن أبي أمامة قال : إن الرجل من أهل الجنة يشتهي الطائر وهو يطير
فيقع منفلقا نضيجا في كفه فيأكل منه حتى ينتهي ثم يطير ويشتهي الشراب فيقع
الإبريق في يده فيشرب منه ما يريد ثم يرجع إلى مكانه.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {وأكواب} قال : هي دون الأباريق بلغنا أنها مدورة الرأس.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن أبي أمامة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم وذكر
الجنة فقال : والذي نفسي بيده ليأخذن أحدكم اللقمة فيجعلها في فيه ثم يخطر
على باله طعام آخر فيتحول الطعام الذي في فيه على الذي اشتهى ثم قرأ
{وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ
الأعين وأنتم فيها خالدون}.
وأخرج
ابن أبي الدنيا في صفة الجنة عن ابن عباس قال : الرمانة من رمان الجنة
يجتمع عليها بشر كثير يأكلون منها فإن جرى على ذكر أحدهم شيء وجده في موضع
يده حيث يأكل.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبزار ، وَابن المنذر والبيهقي
في البعث عن ابن مسعود قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك
ستنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا.
وأخرج ابن أبي
الدنيا عن ميمونة : أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إن الرجل
ليشتهي الطير في الجنة فيجيء مثل البختي حتى يقع على خوانه لم يصبه دخان
ولم تمسه نار فيأكل منه حتى يشبع ثم يطير.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : أخس أهل الجنة منزلا له سبعون ألف خادم مع كل خادم صحفة من
ذهب لو نزل به أهل الأرض
جميعا لأوصلهم لا يستعين عليهم بشيء من عند غيره ، وذلك في قول الله {وفيها ما تشتهيه الأنفس}.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه سئل في الجنة ولد قال : إن شاؤوا.
وأخرج
أحمد وهناد والدارمي ، وعَبد بن حُمَيد والترمذي وحسنه ، وَابن ماجة ،
وَابن المنذر ، وَابن حبان والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري قال :
قلنا يا رسول الله إن الولد من قرة العين وتمام السرور فهل يولد لأهل
الجنة فقال : إن المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في
ساعة : كما يشتهي.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جريرعن ابن سابط قال : قال رجل يا رسول الله : أفي الجنة خيل فإني أحب الخيل قال : إن يدخلك الله
الجنة
ما من شيء شئت إلا فعلت فقال الأعرابي : أفي الجنة إبل فإني أحب الإبل
فقال يا أعرابي : إن أدخلك الله الجنة أصبت فيها ما تشتهي نفسك ولذت عينك.
وأخرج
ابن أبي شيبة والترمذي ، وَابن مردويه عن بريدة قال : جاء رجل إلى
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : هل في الجنة خيل فإنها تعجبني قال :
إن أحببت ذلك أتيت بفرس من ياقوتة حمراء فتطير بك في الجنة حيث شئت فقال
له رجل : إن الإبل تعجبني فهل في الجنة من إبل فقال : يا عبد الله إن
أدخلت الجنة فلك فيها ما تشتهي نفسك ولذت عينك.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن كثير بن مرة الحضرمي قال : إن السحابة لتمر بأهل الجنة فتقول ما أمطركم.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن ابن سابط قال : إن الرسول يجيء إلى الشجرة من شجر الجنة
فيقول : إن ربي يأمرك أن تفتقى لهذا ما شاء فإن الرسول ليجيء إلى الرجل من
أهل الجنة فينشر عليه الحلة فيقول : قد رأيت الحلل فما رأيت مثل هذه.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر بن قيس قال : إن الرجل من أهل الجنة ليشتهي الثمرة فتجيء حتى تسيل في فيه وإنها في أصلها في الشجرة.
وأخرج
أبو الشيخ في العظمة عن عبد الرحمن بن سابط قال : إن الرجل من أهل الجنة
ليزوج خمسمائة حوراء وأربعمائة بكر وثمانية آلاف ثيب ما منهن
واحدة إلا
يعانقها عمر الدنيا كلها لا يوجد واحد منهما من صاحبه وإنه لتوضع مائدته
فما تنقضي منها نهمته عمر الدنيا كلها وإنه ليأتيه الملك بتحية من ربه
وبين أصبعيه مائة أو سبعون حلة فيقول ما أتاني من ربي شيء أعجب إلي من هذه
فيقول : أيعجبك هذا فيقول : نعم فيقول الملك : لأدنى شجرة بالجنة تلوني
لفلان من هذا ما اشتهت نفسه.
وأخرج ابن جرير عن أبي ظبية السلمي قال : إن السرب من أهل الجنة لتظلهم السحابة فتقول : ما أمطركم فما يدعو داع من القوم بشيء إلا
أمطرتهم حتى أن القائل منهم ليقول : أمطرينا كواعب أترابا.
الآيات 72 – 89
أخرج
ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : ما من أحد إلا وله منزل في الجنة ومنزل في النار فالكافر يرث
المؤمن منزله في النار والمؤمن يرث الكافر منزله في الجنة وذلك قوله {وتلك
الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون}.
وأخرج هناد بن السري ، وعَبد
بن حُمَيد في الزهد عن عبد الله بن مسعود قال : تجوزون الصراط بعفو الله
وتدخلون الجنة برحمة الله وتقتسمون المنازل بأعمالكم ، قوله تعالى : {إن
المجرمين}.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {وهم فيه مبلسون} قال : مستسلمون.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ، وَابن الأنباري في المصاحف ،
وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن يعلى بن أمية قال : سمعت النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر {ونادوا يا مالك}.
وأخرج ابن مردويه عن علي أنه سمع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر {ونادوا يا مالك}.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن الأنباري عن مجاهد قال : في قراءة عبد الله بن مسعود {ونادوا يا مالك}.
وأخرج الطبراني عن يعلى بن أمية قال : سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك}.
وأخرج
عبد الرزاق والفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي الدنيا في صفة النار
، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي
في البعث والنشور عن ابن عباس : {ونادوا يا مالك} قال : مكث عنهم ألف سنة
ثم يجيبهم {إنكم ماكثون}.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ،
وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {أم أبرموا أمرا فإنا
مبرمون} قال : أم أجمعوا أمرا فإنا مجمعون إن كادوا شرا كدناهم مثله.
وأخرج
ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال : بينا ثلاثة بين الكعبة وأستارها
قرشيان وثقفي أو ثقفيان وقرشي فقال واحد منهم : ترون الله يسمع
كلامنا فقال واحد : إذا جهرتم سمع وإذا أسررتم لم يسمع فنزلت {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم} الآية.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : !
{قل إن كان للرحمن ولد} يقول : لم يكن للرحمن ولد {فأنا أول العابدين} قال : الشاهدين.
وأخرج
الطستي عن ابن عباس : أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل
{فأنا أول العابدين} قال : أنا أول متبرى ء من أن يكون لله ولد.
قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت تبعا وهو يقول : وقد علمت فهر بأني ربهم * طرا ولم تعبد [ ].
وَأخرَج
عَبد بن حُمَيد عن الحسن وقتادة {قل إن كان للرحمن ولد} قالا : ما كان
للرحمن ولد {فأنا أول العابدين} قال : يقول محمد صلى الله عليه وسلم :
فأنا أول من عبد الله من هذه الأمة.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن
حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد {قل إن كان للرحمن ولد} في زعمكم {فأنا
أول العابدين} فأنا أول من عبد الله وحده وكذبكم بما تقولون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين} قال : المؤمنين بالله فقولوا ما شئتم.
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : هذه كلمة من كلام العرب : {إن كان للرحمن ولد} أي إن ذلك لم يكن.
وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم قال : هذا مقول من قول العرب إن كان هذا الأمر قط أي ما كان.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن الأعمش أنه كان يقرأ : كل شيء بعد السجدة في مريم ولد
والتي في الزخرف ونوح وسائر (لعلها : وسائر السور مصححه) ولد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير والبيهقي في الأسماء والصفات عن قتادة في قوله {عما يصفون} قال : عما يكذبون ، وفي قوله !
{وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله} قال : هو الذي يعبد في السماء ويعبد في الأرض.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {ولا
يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة} قال : عيسى وعزير والملائكة {إلا من
شهد بالحق} قال : كلمة الإخلاص {وهم يعلمون} أن الله حق وعيسى وعزير
والملائكة - يقول : لا يشفع عيسى وعزير والملائكة {إلا من شهد بالحق} وهو
يعلم الحق.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وعبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن
المنذر عن قتادة في قوله : {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} قال : الملائكة
وعيسى وعزيز فإن لهم عند الله شفاعة.
وأخرج البيهقي في الشعب عن مجاهد في الآية قال : {شهد بالحق} وهو يعلم أن الله ربه.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن عوف قال : سألت إبراهيم عن الرجل يجد شهادته في الكتاب
ويعرف الخط والخاتم ولا يحفظ الدراهم فتلا {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون}.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله : {وقيله يا رب إن هؤلاء
قوم لا يؤمنون} قال : هذا قول نبيكم صلى الله عليه وسلم يشكو قومه إلى ربه
وعن ابن مسعود أنه قرأ وقال الرسول يا رب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم أنه قرأ {وقيله يا رب} بخفض اللام والهاء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {فاصفح عنهم} قال : نسخ الصفح.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن شعيب بن الحجاب قال : كنت مع علي بن عبد الله البارقي فمر
علينا يهودي أو نصراني فسلم عليه فقال شعيب : قلت إنه يهودي أو نصراني
فقرأ علي آخر سورة الزخرف {وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون فاصفح عنهم
وقل سلام فسوف يعلمون}.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عون بن عبد الله
قال : سئل عمر بن عبد العزيز عن ابتداء أهل الذمة بالسلام فقال : ترد
عليهم ولا تبتدئهم ، قلت : فكيف تقول أنت قال : ما أرى بأسا أن نبدأهم ،
قلت : لم قال : لقول الله تعالى {فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون}.
* بسم الله الرحمن الرحيم * (44)- سورة الدخان.
مكية وآياتها تسع وخمسون.
مقدمة سورة الدخان.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت بمكة سورة {حم} الدخان.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال : نزلت بمكة سورة الدخان.
وأخرج
الترمذي والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له
سبعون ألف ملك.
وأخرج الترمذي ومحمد بن نصر ، وَابن مردويه والبيهقي عن
أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ حم الدخان في
ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك.
وأخرج الترمذي ومحمد بن نصر ،
وَابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : من قرأ حم الدخان في ليلة جمعة أصبح مغفورا له.
وأخرج ابن
الضريس والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من قرأ ليلة الجمعة {حم} الدخان و{يس} أصبح مغفورا له.
وأخرج ابن
مردويه عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ
{حم} الدخان في ليلة جمعة أو يوم جمعة بنى الله له بيتا في
الجنة.
وأخرج ابن الضريس عن الحسن : أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ سورة الدخان في ليلة غفر له ما تقدم من ذنبه.
وأخرج الدارمي ومحمد بن نصر عن أبي رافع قال : من قرأ الدخان في ليلة الجمعة أصبح مغفورا له وزوج من الحور العين.
وأخرج الدارمي عن عبد الله بن عيسى قال : أخبرت أنه من قرأ {حم} الدخان ليلة الجمعة إيمانا وتصديقا بها أصبح مغفورا له.
وأخرج
البزار عن زيد بن حارثة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن صياداني
: خبأت لك خبيا فما هو وخبا له رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الدخان
فقال : هو الدخ فقال : اخسه ما شاء الله كان ثم انصرف.
وأخرج الطبراني عن الأسود بن يزيد وعنبسة أن رجلا أتى عبد الله بن مسعود فقال : قرأت المفصل في ركعة فقال عبد الله : بل هذذت كهذ
الشعر
وكنثر الدقل ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ النظائر في ركعة
فذكر عشر ركعات بعشرين سورة عن تأليف عبد الله آخرهن إذا الشمس كورت
والدخان.
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال : لقد علمت النظائر التي كان
يصلي بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذاريات والطور والنجم واقتربت
والرحمن والواقعة ونون والحاقة والمزمل ولا أقسم بيوم القيامة وهل أتى على
الإنسان والمرسلات وعم يتساءلون والنازعات وعبس وويل للمطففين وإذا الشمس
كورت والدخان.
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال : لأني لأحفظ القرائن
التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهن ثمان عشرة من المفصل
وسورتين من آل حم.
وأخرج ابن أبي عمر في مسنده عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب {حم} التي يذكر فيها الدخان.
الآيات 1 - 5.
أَخْرَج
ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : {إنا أنزلناه في ليلة مباركة} قال :
أنزل القرآن في ليلة القدر ثم نزل به جبريل على رسول الله صلى الله عليه
وسلم نجوما بجواب كلام الناس.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن قتادة {إنا أنزلناه في ليلة مباركة} قال : هي (ليلة القدر).
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن أبي الجلد قال : نزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان
وأنزل الإنجيل لثمان عشرة ليلة خلت من رمضان وأنزل الفرقان لأربع وعشرين.
وأخرج
سعيد بن منصور عن إبراهيم النخعي في قوله : {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}
قال : نزل القرآن جملة على جبريل وكان جبريل يجيء بعد إلى النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم.
وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن جبير قال : نزل
القرآن من السماء العليا إلى السماء الدنيا جميعا في (ليلة القدر) ثم فصل
بعد ذلك في تلك السنين.
وأخرج محمد بن نصر ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله : {فيها يفرق كل أمر حكيم} قال : يكتب من (أم
الكتاب) (الرعد الآية 39) (في ليلة القدر) ما يكون في السنة من رزق أو موت
أو حياة أو مطر حتى يكتب الحاج يحج فلان ويحج فلان.
وأخرج ابن أبي حاتم
عن ابن عمر في قوله {فيها يفرق كل أمر حكيم} قال : أمر السنة إلى السنة
إلا الشقاء والسعادة فإنه في كتاب الله لا يبدل ولا يغير.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عطاء الخراساني عن عكرمة {فيها يفرق كل أمر حكيم} قال : يقضى في (ليلة القدر) (كل أمر محكم).
وأخرج
ابن أبي شيبة ومحمد بن نصر ، وَابن المنذر من طريق محمد بن سوقة عن عكرمة
قال : يؤذن للحاج ببيت الله في (ليلة القدر) فيكتبون بأسمائهم وأسماء
آبائهم فلا يغادر تلك الليلة أحد ممن كتب ثم قرأ {فيها يفرق كل أمر حكيم}
فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم.
وأخرج سعيد ، وعَبد بن حُمَيد ،
وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه أنه سئل عن قوله {حم
والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين} {فيها يفرق كل
أمر حكيم} قال : يفرق {في ليلة القدر} ما يكون من السنة إلى السنة إلا
الحياة والموت يفرق فيها المعايش والمصائب كلها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد
ومحمد بن نصر ، وَابن جَرِير عن ربيعة بن كلثوم قال : كنت عند الحسن فقال
له رجل يا أبا سعيد (ليلة القدر) في كل رمضان هي قال : أي والله إنها لفي
كل رمضان وإنه لليلة {فيها يفرق كل أمر حكيم} فيها يقضي الله كل أجل وعمل
ورزق إلى مثلها.
وأخرج ابن جرير عن عمر مولى غفرة قال : يقال ينسخ لملك
الموت من يموت من (ليلة القدر) إلى مثلها وذلك لأن الله يقول : {إنا
أنزلناه في ليلة مباركة} إلى قوله {فيها يفرق كل أمر حكيم} فتجد الرجل ينكح
النساء ويفرش الفرش واسمه في الأموات.
وأخرج ابن جرير عن هلال بن يساف قال : كان يقال انتظروا القضاء في شهر رمضان.
وأخرج ابن جرير عن قتادة {إنا أنزلناه في ليلة مباركة} قال : (ليلة القدر).
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم
وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس قال : إنك لترى الرجل يمشي في
الأسواق وقد وقع اسمه في الموتى ثم قرأ {إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا
كنا منذرين} {فيها يفرق كل أمر حكيم} يعني (ليلة القدر) قال : ففي تلك
الليلة يفرق أمر الدنيا إلى مثلها من قابل موت أو حياة أو رزق كل أمر
الدنيا يفرق تلك الليلة إلى مثلها من قابل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ومحمد بن نصر ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والبيهقي عن أبي مالك في قوله : {فيها يفرق كل أمر حكيم} قال : عمل
السنة إلى السنة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ومحمد بن نصر ، وَابن جَرِير والبيهقي عن أبي عبد الرحمن
السلمي في قوله : {فيها يفرق كل أمر حكيم} قال : يدبر أمر السنة إلى السنة
(في ليلة القدر).
وأخرج البيهقي عن أبي الجوزاء {فيها يفرق كل أمر
حكيم} قال : هي (ليلة القدر) يجاء بالديوان الأعظم السنة إلى السنة فيغفر
الله عز وجل لمن يشاء ألا ترى أنه قال : {رحمة من ربك}.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن نصر ، وَابن جَرِير والبيهقي عن قتادة في
قوله : {فيها يفرق كل أمر حكيم} قال : فيها يفرق أمر السنة إلى السنة وفي لفظ قال : فيها يقضى ما يكون من السنة إلى السنة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن نصر والبيهقي عن أبي نضرة {فيها يفرق كل أمر حكيم}
قال : يفرق أمر السنة في كل (ليلة قدر) خيرها وشرها ورزقها وأجلها وبلاؤها
ورخاؤها ومعاشها إلى مثلها من السنة.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ،
وَابن أبي حاتم من طريق محمد بن سوقة عن عكرمة {فيها يفرق كل أمر حكيم}
قال : في ليلة النصف من شعبان
يبرم أمر السنة وينسخ الأحياء من الأموات ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أحد.
وأخرج
ابن زنجويه والديلمي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى أن الرجل لينكح ويولد له وقد خرج اسمه
في الموتى.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء بن يسار قال : لم يكن رسول الله
صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان وذلك أنه ينسخ فيه
آجال من ينسخ في السنة.
وأخرج ابن مردويه ، وَابن عساكر عن عائشة قالت : لم يكن رسول الله
صلى
الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان لأنه ينسخ فيه أرواح
الأحياء في الأموات حتى أن الرجل يتزوج وقد رفع اسمه فيمن يموت وأن الرجل
ليحج وقد رفع اسمه فيمن يموت.
وأخرج أبو يعلى عن عائشة أن النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله فسألته قال : إن الله يكتب فيه كل
نفس مبتة تلك السنة فأحب أن يأتيني أجلي وأنا صائم.
وأخرج الدينوري في
المجالسة عن راشد بن سعد أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : في ليلة
النصف من شعبان يوحي الله إلى ملك الموت بقبض كل نفس يريد قبضها في تلك
السنة.
وأخرج ابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان عن الزهري عن عثمان بن
محمد بن المغيرة بن الأخنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تقطع
الآجال من شعبان إلى شعبان حتى أن الرجل ينكح ويولد له وقد خرج اسمه في
الموتى قال : الزهري وحدثني أيضا عثمان بن محمد بن المغيرة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : ما من يوم
طلعت شمسه إلا يقول من استطاع أن يعمل في خيرا فليعمله فإني غير مكر عليكم أبدا وما من يوم إلا ينادي مناديان من السماء
يقول
أحدهما : يا طالب الخير أبشر ويقول الآخر : يا طالب الشر أقصر ويقول
أحدهما : اللهم أعط منفقا مالا خلفا ويقول الآخر : اللهم اعط ممسكا مالا
تلفا.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن عطاء بن يسار قال : إذا كان ليلة النصف
من شعبان دفع إلى ملك الموت صحيفة فيقال اقبض من في هذه الصحيفة فإن العبد
ليفرش الفراش وينكح الأزواج ويبني البنيان وإن اسمه قد نسخ في الموتى.
وأخرج
الخطيب في رواة مالك عن عائشة : سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول :
يفتح الله الخير في أربع ليال ليلة الأضحى والفطر وليلة النصف من شعبان
ينسخ فيها الآجال والأرزاق ويكتب فيها الحاج وفي ليلة عرفة إلى الأذان.
وأخرج
الخطيب ، وَابن النجار عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يصوم شعبان كله حتى يصله برمضان ولم يكن يصوم شهرا تاما
إلا شعبان فقلت يا رسول الله : إن شعبان لمن أحب الشهور إليك أن تصومه
فقال : نعم يا عائشة إنه ليس نفس تموت في سنة إلا كتب أجلها في شعبان فأحب
أن يكتب أجلي وأنا في عبادة ربي وعمل صالح ولفظ ابن النجار
يا عائشة إنه يكتب فيه ملك الموت ومن يقبض فأحب أن لا ينسخ اسمي إلا وأنا صائم.
وَأخرَج
ابن ماجة والبيهقي في شعب الإيمان عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا
نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول ألا مستغفر
فأغفر له ألا مسترزق فأرزقه ألا مبتلى فأعافيه ألا سائل فأعطيه ألا كذا
ألا كذا حتى يطلع الفجر.
وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي ، وَابن ماجة
والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت : فقدت رسول الله صلى الله عليه
وسلم ذات ليلة فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافعا رأسه إلى السماء فقال يا
عائشة : أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله قلت : ما بي من ذلك ولكني
ظننت أنك أتيت بعض نسائك فقال : إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان
إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب.
وأخرج
البيهقي عن القاسم بن محمد بن أبي بكر عن أبيه أو عن عمه أو جده أبي بكر
الصديق عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : ينزل الله إلى السماء
الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لكل شيء إلا لرجل مشرك أو في قلبه شحناء.
وأخرج
البيهقي عن أبي ثعلبة الخشني عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إذا
كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله تعالى إلى خلقه فيغفر للمؤمنين ويملي
للكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه.
وأخرج البيهقي عن معاذ بن
جبل عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : يطلع الله في ليلة النصف من
شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن.
وأخرج البيهقي عن أبي موسى الأشعري مرفوعا نحوه.
وأخرج
البيهقي عن عائشة قالت : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل يصلي
فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت
إبهامه
فتحرك فرجعت فلما رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته فقال : يا عائشة أو يا
حميراء ظننت أن النَّبِيّ قد خاس بك قلت : لا والله يا نبي الله ولكني
ظننت أنك قبضت لطول سجودك فقال : أتدرين أي ليلة هذه قلت : الله ورسوله
أعلم قال : هذه ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين
ويؤخر أهل الحقد كما هم.
وأخرج البيهقي وضعفه عن عائشة رضي الله عنها
قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع عنه ثوبيه ثم لم يستتم
أن قام فلبسهما فأخذتني غيرة شديدة ظننت أنه يأتي بعض صويحباتي فخرجت
أتبعه فأدركته بالبقيع بقيع الغرقد يستغفر للمؤمنين والمؤمنات والشهداء
فقلت : بأبي أنت وأمي أنت في حاجة ربك وأنا في حاجة الدنيا فانصرفت فدخلت
في حجرتي ولي نفس عال ولحقني النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : ما هذا
النفس يا عائشة فقلت : بأبي أنت وأمي أتيتني فوضعت عنك ثوبيك ثم لن تستتم
أن قمت فلبستهما فأخذتني غيرة شديدة ظننت أنك تأتي بعض صويحباتي حتى رأيتك
بالبقيع
تصنع ما تصنع ، قال يا عائشة : أكنت تخافين أن يحيف الله
عليك ورسوله بل أتاني جبريل عليه السلام فقال هذه الليلة ليلة النصف من
شعبان ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم كلب لا ينظر الله فيها إلى
مشرك ولا إلى مشاحن ولا إلى قاطع رحم ولا إلى مسبل ولا إلى عاق لوالديه ولا
إلى
مدمن خمر ، قالت : ثم وضع عنه ثوبيه فقال لي : يا عائشة أتأذنين لي في
القيام هذه الليلة فقلت : نعم بأبي وأمي فقام فسجد ليلا طويلا حتى ظننت
أنه قد قبض فقمت ألتمسه ووضعت يدي على باطن قدميه فتحرك وسمعته يقول في
سجوده : أعوذ بعفوك من عقوبتك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك جل وجهك
لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك فلما أصبح ذكرتهن له فقال يا
عائشة : تعلمتيهن فقلت : نعم فقال : تعلميهن وعلميهن فإن جبريل عليه
السلام علمنيهن وأمرني أن أرددهن في السجود.
وأخرج البيهقي عن عائشة
قالت : كانت ليلة النصف من شعبان ليلتي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
عندي فلما كان في جوف الليل فقدته فأخذني ما يأخذ النساء من الغيرة فتلفعت
بمرطي فطلبته في حجر نسائه فلم أجده فانصرفت إلى حجرتي فإذا أنا به كالثوب
الساقط وهو يقول في سجوده :
سجد لك خيالي وسوادي وآمن بك فؤادي فهذه
يدي وما جنيت بها على نفسي يا عظيم يرجى لكل عظيم يا عظيم اغفر الذنب
العظيم سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره ثم رفع رأسه ثم عاد ساجدا فقال
: أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ بك منك أنت كما أثنيت
على نفسك أقول كما قال أخي داود أعفر وجهي في التراب لسيدي وحق له أن يسجد
ثم رفع رأسه فقال : اللهم ارزقني قلبا تقيا من الشر نقيا لا جافيا ولا
شقيا ثم انصرف فدخل معي في الخميلة ولي نفس عال فقال ما هذا النفس يا
حميراء فأخبرته فطفق يمسح بيديه على ركبتي ويقول : ويح هاتين الركبتين ما
لقيتا في هذه الليلة هذه ليلة النصف من شعبان ينزل الله فيها إلى السماء
الدنيا فيغفر لعباده إلا المشرك والمشاحن.
وأخرج البيهقي عن عثمان بن
أبي العاص عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إذا كان ليلة النصف من
شعبان ينزل فيها إلى السماء الدنيا نادى مناد هل من مستغفر فأغفر له هل من
سائل فأعطيه فلا يسأل أحد إلا أعطي إلا زانية بفرجها أو مشرك.
وأخرج
البيهقي ، عَن عَلِي ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة
النصف من شعبان قام فصلى أربع عشرة ركعة ثم جلس بعد الفراغ فقرأ بأم
القرآن أربع عشرة مرة
وقل هو الله أحد أربع عشرة مرة وقل أعوذ برب
الفلق أربع عشرة مرة وقل أعوذ برب الناس أربع عشرة مرة وآية الكرسي مرة
(لقد جاءكم رسول من
أنفسكم) (سورة التوبة الآية 128) الآية فلما فرغ من
صلاته سألته عما رأيت من صنيعه قال : من صنع مثل الذي رأيت كان له ثواب
عشرين حجة مبرورة وصيام عشرين سنة مقبولة فإذا أصبح في ذلك اليوم صائما
كان له كصيام سنتين سنة ماضية وسنة مستقبلة قال البيهقي : يشبه أن يكون
هذا الحديث موضوعا وهو منكر وفي رواته مجهولون.
الآيات 6 - 9.
أَخرَج عَبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {إنه هو السميع العليم} {رب السماوات والأرض} بالخفض.
الآيات 10 - 16.
أَخْرَج ابن جرير عن قتادة {فارتقب} أي فانتظر.
وأخرج ابن مردويه من طريق أبي عبيدة عن ابن مسعود قال : آية الدخان قد مضت.
وأخرج ابن مردويه من طريق أبي عبيدة وأبي الأحوص عن عبد الله قال : الدخان جوع أصاب قريشا حتى كان أحدهم لا يبصر السماء من الجوع.
وأخرج
ابن مردويه من طريق عتبة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن مسعود قال :
الدخان قد مضى كان أناس أصابهم مخمصة وجوع شديد حتى كانوا يرون الدخان
فيما بينهم وبين السماء.
وأخرج ابن مردويه من طريق أبي وائل عن عبد الله {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين} قال : جوع أصاب الناس بمكة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن أبي العالية قال : مضى الدخان والبطشة الكبرى يوم بدر.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن محمد بن سيرين قال : قال ابن مسعود : كل ما وعدنا الله
ورسوله فقد رأيناه غير أربع : طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض
ويأجوج ومأجوج فأما الدخان فقد مضى وكان سني
كسني يوسف وأما القمر فقد انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما البطشة الكبرى فيوم بدر.
وأخرج
سعيد بن منصور وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري وأبو نعيم واليهقي معا في
الدلائل عن مسروق قال : جاء رجل إلى عبد الله فقال : إني تركت رجلا في
المسجد يقول : في هذه الآية {يوم تأتي السماء بدخان} {يغشى الناس} يوم
القيامة دخان فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ويأخذ المؤمن منه كهيئة
الزكام فغضب وكان متكئا فجلس ثم قال : من علم منكم علما فليقل به ومن لم
يكن يعلم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول لما يقول لما لا يعلم الله
أعلم وسأحدثكم عن الدخان : إن قريشا لما استصعبت على رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأبطأوا عن الإسلام قال : اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف
فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما
بينه وبينها كهيئة الدخان من الجوع فأنزل الله {فارتقب يوم تأتي السماء
بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم} فأتي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
فقيل يا رسول
الله : استسق الله لمضر فاستسقى لهم فسقوا فأنزل الله
{إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون} أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة
فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم ، فأنزل الله {يوم نبطش البطشة
الكبرى إنا منتقمون} فانتقم الله منهم يوم بدر فقد مضى البطشة والدخان
واللزام.
وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال : لما رأى رسول
الله صلى الله عليه وسلم من الناس إدبارا قال : اللهم سبع كسبع يوسف
فأخذتهم سنة حتى أكلوا الميتة والجلود والعظام فجاءه أبو سفيان وناس من
أهل مكة فقالوا يا محمد : إنك تزعم أنك قد بعثت رحمة وإن قومك قد هلكوا
فادع الله لهم فدعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فسقوا الغيث فأطبقت
عليهم سبعا فشكا الناس كثرة المطر فقال : اللهم حوالينا ولا علينا فانحدرت
السحابة على رأسه فسقي الناس حولهم ، قال : فقد مضت آية الدخان وهو الجوع
الذي أصابهم ، وهو قوله : {إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون} وآية
الروم والبطشة الكبرى
وانشقاق القمر وذلك كله يوم بدر.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {يوم
تأتي السماء بدخان مبين} قال : الجدب وإمساك المطر عن كفار قريش.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {يغشى
الناس هذا عذاب أليم} قال : الأليم الموجع {ربنا اكشف عنا العذاب إنا
مؤمنون} قال : الدخان {أنى لهم الذكرى} قال : أنى لهم التوبة {إنا كاشفو
العذاب قليلا} يعني الدخان {إنكم عائدون} إلى عذاب الله يوم القيامة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله : {أنى
لهم الذكرى} قال : بعد وقوع البلاء بهم {ثم تولوا عنه} عن محمد {وقالوا
معلم مجنون} ثم كشف عنهم العذاب.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن لهيعة عن عبد الرحمن الأعرج {يوم تأتي السماء بدخان مبين} قال : كان يوم فتح مكة.
وأخرج
ابن سعد من طريق ابن لهيعة عن الأعرج عن أبي هريرة قال : كان يوم فتح مكة
دخان وهو قول الله {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين}.
وأخرج عبد
الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم ، عَن عَلِي ، قال : إن الدخان
لم يمض بعد يأخذ المؤمن كهيئة الزكام وينفخ الكافر حتى ينفد.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والحاكم
بسند صحيح عن ابن أبي مليكة قال : دخلت على ابن عباس رضي الله عنهما فقال
: لم أنم هذه الليلة فقلت : لم قال : طلع الكوكب ذو الذنب فخشيت أن يطرق
الدخان.
وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال : يخرج الدخان فيأخذ المؤمن كهيئة الزكمة ويدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالرأس الحنيذ.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الحسن قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : إن الدخان إذا جاء نفخ الكافر حتى يخرج من كل مسمع من مسامعه ويأخذ المؤمن منه كالزكمة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن قال : الدخان قد بقي وهو أول الآيات.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير من طريق الحسن عن أبي سعيد الخدري قال :
يهيج الدخان بالناس فأما المؤمن فيأخذه كهيئة الزكمة وأما الكافر فينفخه
حتى يخرج من كل مسمع منه.
وأخرج ابن جرير عن حذيفة بن اليمان مرفوعا :
أول الآيات : الدجال ونزول عيسى ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى
المحشر تقيل معهم إذا قالوا والدخان قال : حذيفة يا رسول الله وما الدخان
فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين}
يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة أما المؤمن فيصيبه منه
كهيئة الزكمة وأما الكافر بمنزلة السكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره.
وأخرج
ابن جرير والطبراني بسند جيد عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن ربكم أنذركم ثلاثا الدخان يأخذ المؤمن
منه كالزكمة ويأخذ الكافر فينفخ حتى يخرج من كل مسمع منه والثانية الدابة
والثالثة الدجال.
وَأخرَج ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : يهيج الدخان بالناس فأما المؤمن فيأخذه
كالزكمة وأما الكافر فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه.
وأخرج ابن أبي
شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن
ابن مسعود رضي الله عنه {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون} قال : يوم
بدر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن أبي بن كعب ومجاهد والحسن وأبي العالية وسعيد بن جبير ومحمد بن سيرين وقتادة وعطية مثله.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه قال : أن يوم البطشة الكبرى يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي العالية قال : كنا نتحدث أن قوله : {يوم نبطش البطشة الكبرى} يوم بدر والدخان قد مضى.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير بسند صحيح عن عكرمة قال : قال ابن عباس قال
: ابن مسعود {البطشة الكبرى} يوم بدر وأنا أقول : هي يوم القيامة.
الآيات 17 - 28.
أَخْرَج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولقد فتنا} قال : بلونا.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في
قوله : {ولقد فتنا} قال : ابتلينا {قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم} قال
: هو موسى {أن أدوا إلي عباد الله} قال : يعني أرسلوا بني إسرائيل {وأن لا
تعلوا على الله} قال : لا تعثوا {إني آتيكم بسلطان مبين} قال : بعذر مبين
{وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون} قال : بالحجارة {وإن لم تؤمنوا لي
فاعتزلون} أي خلوا سبيلي..
وَأخرَج ابن جرير عن مجاهد : (أن أدوا إلى عباد الله) . أرسلوا معي بني إسرائيل ..
وأخرج
ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله : {أن أدوا إلي عباد الله} قال : يقول اتبعوني إلى ما أدعوكم إليه من
الحق وفي قوله {وأن لا تعلوا} قال : لا تفتروا وفي قوله {أن ترجمون} قال :
تشتمون.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن عبد
الحكم في فتوح مصر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {رهوا} قال :
سمتا.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما {واترك البحر رهوا} قال : كهيئته وامضه.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن عبد الله بن الحارث الهاشمي أن ابن عباس سأل كعبا عن قوله {واترك البحر رهوا} قال : طريقا.
وأخرج ابن الأنباري في كتاب الأضداد عن الحسن رضي الله عنه في قوله {واترك البحر رهوا} قال : طريقا يبسا.
وأخرج ابن الأنباري عن قتادة رضي الله عنه في قوله : {واترك البحر رهوا} قال :
ساكنا.
وأخرج ابن جرير عن الربيع {واترك البحر رهوا} قال : سهلا.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {واترك البحر رهوا} قال : الرهو أن يترك كما كان فإنهم لن يخلصوا من ورائه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {واترك البحر رهوا} قال : دمثا.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه {واترك البحر رهوا} قال : جددا.
وأخرج
عبد الرزاق والفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله : {واترك البحر رهوا} قال : طريقا يابسا
كهيئته يوم ضربه يقول : لا تأمره أن يرجع بل اتركه حتى يدخل آخرهم.
وأخرج ابن عبد الحكم عن الحسن رضي الله عنه {رهوا} قال : سهلا دمثا.
وأخرج محمد بن كعب القرظي {رهوا} قال : طريقا مفتوحا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : {رهوا} قال : طريقا منفرجا.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه قال :
لما قطع موسى البحر عطف ليضرب البحر بعصاه ليلتئم : وخاف أن يتبعه فرعون
وجنوده فقيل له {واترك البحر رهوا} يقول : كما هو طريقا يابسا {إنهم جند
مغرقون}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {ومقام كريم} قال : المنابر.
وأخرج ابن مردويه ، عَن جَابر مثله.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة في قوله : {ومقام
كريم} قال : مقام حسن {ونعمة كانوا فيها فاكهين} قال : ناعمين أخرجه الله
من جناته وعيونه وزروعه حتى أورطه في البحر كذلك {وأورثناها قوما آخرين}
يعني بني إسرائيل والله أعلم.
الآيات 29 - 31
أخرج الترمذي ،
وَابن أبي الدنيا في ذكر الموت وأبو يعلى ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه
وأبو نعيم في الحلية والخطيب عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : ما من عبد إلا وله في السماء بابان باب يصعد منه عمله
وباب ينزل عليه منه رزقه فإذا مات فقداه وبكيا عليه وتلا هذه الآية {فما
بكت عليهم السماء والأرض} وذكر أنهم لم يكونوا يعملون على وجه الأرض عملا
صالحا يبكي عليهم ولم يصعد لهم إلى السماء من كلامهم ولا من عملهم كلام
طيب ولا عمل صالح فتفقدهم فتبكي عليهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن
جَرِير ، وَابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله
عنهما أنه سئل عن قوله : {فما بكت عليهم السماء والأرض} هل تبكي السماء
والأرض على أحد قال : نعم إنه ليس أحد من الخلائق إلا له باب في السماء
منه ينزل رزقه وفيه يصعد عمله فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من السماء فقده
فبكى عليه وإذا فقده مصلاه من الأرض التي كان يصلي فيها ويذكر الله فيها
بكت عليه وإن قوم فرعون لم يكن لهم في الأرض آثار صالحة ولم يكن يصعد إلى
الله منهم خير فلم تبك عليهم السماء والأرض.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {فما بكت عليهم السماء
والأرض}
قال
: هم كانوا أهون على الله من ذلك ، قال : وكنا نحدث أن المؤمن تبكي عليه
بقاعه التي كان يصلي فيها من الأرض ومصعد عمله من السماء.
وأخرج عَبد
بن حُمَيد وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد رضي الله عنه {فما بكت عليهم
السماء والأرض} قال : ما مات مؤمن إلا بكت عليه السماء والأرض صياحا ، قال
: فقيل له تبكي ما تعجب وما للأرض لا تبكي على عبد كان يعمرها بالركوع
والسجود وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتسبيحه وتكبيره دوي كدوي النحل.
وَأخرَج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد رضي الله عنه قال : إن العالم إذا مات بكت عليه السماء والأرض أربعين صباحا.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن معاوية بن قرة رضي الله عنه قال : إن البقعة التي يصلي
عليها المؤمن تبكي عليه إذا مات وبحذائها من السماء ثم قرأ {فما بكت عليهم
السماء والأرض}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن وهب رضي الله عنه قال : إن الأرض لتحزن على العبد الصالح أربعين صباحا.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه {فما بكت عليهم السماء
والأرض} قال : لم تبك عليهم السماء لأنهم لم يكونوا يرفع لهم فيها عمل
صالح ولم تبك عليهم الأرض لأنهم لم يكونوا يعملون فيها بعمل صالح.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد رضي الله عنه قال : كان يقال : الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحا.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : يقال الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحا.
وأخرج
ابن المبارك وأبو الشيخ عن ثور بن يزيد عن مولى لهذيل قال : ما من عبد يضع
جبهته في بقعة من الأرض ساجدا لله عز وجل إلا شهدت له بها يوم القيامة
وبكت عليه يوم يموت.
وأخرج ابن أبي الدنيا ، وَابن جَرِير عن شريح بن
عبيد الحضرمي مرسلا رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: إن الإسلام بدا غريبا وسيعود غريبا ألا لا غربة على مؤمن ما مات مؤمن في
غربة غابت عنه فيها بواكيه إلا بكت عليه السماء
والأرض ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {فما بكت عليهم السماء والأرض} ثم قال : إنهما لا يبكيان على كافر.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن عباد بن عبد الله رضي الله عنه قال : سأل رجل عليا هل
تبكي السماء والأرض على أحد فقال : إنه ليس من عبد إلا له مصلى في الأرض
ومصعد عمله في السماء وإن آل فرعون لم يكن لهم عمل صالح في الأرض ولا مصعد
في السماء.
وأخرج ابن المبارك ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي الدنيا ،
وَابن المنذر من طريق المسيب بن رافع عن علي رضي الله عنه قال : إن المؤمن
إذا مات بكى عليه مصلاه من الأرض ومصعد عمله من السماء ثم تلا {فما بكت
عليهم السماء والأرض}.
وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه قال : ما من ميت يموت إلا تبكي عليه الأرض أربعين صباحا.
وأخرج
ابن المبارك ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي الدنيا والحاكم وصححه والبيهقي
في الشعب عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : إن الأرض لتبكي على المؤمن
أربعين صباحا ، ثم قرأ {فما بكت عليهم السماء والأرض}.
وأخرج ابن
المبارك ، وَابن أبي الدنيا عن عطاء الخراساني - رضي الله عنه - قال : ما
من عبد يسجد لله سجدة في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له يوم القيامة وبكت
عليه يوم يموت.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن عبيد المكتب عن إبراهيم - رضي الله عنه - قال : ما بكت
السماء منذ كانت الدنيا إلا على اثنين ، قيل لعبيد : أليس السماء والأرض
تبكي على المؤمن قال : ذاك مقامه وحيث يصعد عمله ، قال : وتدري ما بكاء
السماء قال : لا ، قال : تحمر وتصير وردة كالدهان إن يحيى بن ذكريا لما
قتل احمرت السماء وقطرت دما ، وإن حسين بن علي يوم قتل احمرت السماء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن زياد - رضي الله عنه - قال : لما قتل الحسين احمرت آفاق السماء أربعة أشهر.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن عطاء - رضي الله عنه - قال : بكاء السماء حمرة أطرافها.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن الحسن - رضي الله عنه - قال : بكاء السماء حمرتها.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن سفيان الثوري - رضي الله عنه - قال : كان يقال : هذه الحمرة التي تكون في السماء بكاء السماء على المؤمن.
الآيات 32 - 36.
أَخرَج الفريابي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله : !
{ولقد اخترناهم على علم على العالمين} قال : فضلناهم على من بين أظهرهم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في
الآية قال : اخترناهم على خير علمه الله فيهم على العالمين ، قال : العالم
الذي كانوا فيه ولكل زمان عالم {وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين} قال
: أنجاهم من عدوهم وأقطعهم البحر وظلل عليهم الغمام وأنزل عليهم المن
والسلوى {إن هؤلاء ليقولون إن هي إلا موتتنا الأولى} قال : قد قال مشركو
العرب {وما نحن بمنشرين} قال : بمبعوثين.
الآيات 37 - 42
أخرج الطبراني ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا تبعا فإنه قد أسلم.
وأخرج
أحمد والطبراني ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن سهل بن سعد الساعدي
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا تبعا
فإنه كان قد أسلم.
وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لا يشتبهن عليكم أمر تبع فإنه كان مسلما.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لا تقولوا لتبع إلا خيرا فإنه قد حج البيت وآمن بما جاء به عيسى بن مريم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن كعب رضي الله عنه قال : لا تقولوا لتبع
إلا خيرا فإنه قد حج البيت وآمن بما جاء به عيسى بن مريم.
وأخرج عَبد
بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن كعب رضي الله عنه قال : إن تبعا نعت الرجل
الصالح ذم الله قومه ولم يذمه ، قال : وكانت عائشة رضي الله عنها تقول :
لا تسبوا تبعا فإنه كان رجلا صالحا.
وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان تبع رجلا صالحا ألا ترى أن الله ذم قومه ولم يذمه.
وَأخرَج ابن عساكر عن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه قال : لا تسبوا تبعا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن سبه.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن عساكر عن وهب بن منبه قال : نهى رسول الله
صلى
الله عليه وسلم عن سب أسعد وهو تبع ، قيل : وما كان أسعد قال : كان على
دين إبراهييم وكان إبراهيم يصلي كل يوم صلاة ولم تكن شريعة.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا أسعد الحميري وقال : هو أول من كسا الكعبة.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن عساكر عن سعيد بن جبير قال : إن تبعا كسا البيت.
وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن عبد العزيز قال : كان تبع إذا عرض الخيل قاموا صفا من دمشق إلى صنعاء اليمن.
وأخرج
ابن المنذر ، وَابن عساكر عن ابن عباس قال : سألت كعبا عن تبع فإني أسمع
الله يذكر في القرآن قوم تبع ولا يذكر تبعا فقال : إن تبعا كان رجلا من
أهل اليمن ملكا منصورا فسار بالجيوش حتى انتهى إلى سمرقند رجع فأخذ طريق
الشام فأسر بها أحبارا فانطلق بهم نحو اليمن - حتى إذا دنا من ملكه طار في الناس أنه هادم الكعبة فقال له الأحبار : ما هذا الذي تحدث
به
نفسك فإن هذا البيت لله وإنك لن تسلط عليه فقال : إن هذا لله وأنا أحق من
حرمه فأسلم من مكانه وأحرم فدخلها محرما فقضى نسكه ثم انصرف نحو اليمن
راجعا حتى قدم على قومه فدخل عليه أشرافهم فقالوا : يا تبع أنت سيدنا ،
وَابن سيدنا خرجت من عندنا على دين وجئت على غيره فاختر منا أحد أمرين أما
أن تخلينا وملكنا وتعبد ما شئت وإما أن تذر دينك الذي أحدثت - وبينهم
يومئذ نار تنزل من السماء - فقال الأحبار عند ذلك : اجعل بينك وبينهم
النار فتواعد القوم عند ذلك جميعا على أن يجعلوا بينهم النار فجيء
بالأحبار وكتبهم وجيء بالأصنام وعمارها وقدموا جميعا إلى النار وقامت
الرجال خلفهم بالسيوف فهدرت النار هدير الرعد ورمت شعاعا لها فنكص أصحاب
الأصنام وأقبلت النار فأحرقت الأصنام وعمالها وسلم الآخرون فأسلم قوم
واستسلم قوم فلبثوا بعد ذلك عمر تبع حتى إذا نزل بتبع الموت استخلف أخاه
وهلك فقتلوا أخاه وكفروا صفقة واحدة.
وأخرج ابن سعد ، وَابن عساكر عن أبي بن كعب قال : لما قدم تبع المدينة
ونزل بفناه بعث إلى أحبار يهود فقال : إني مخرب هذا البلد حتى لا تقوم به يهودية ويرجع الأمر إلى دين العرب ، فقال له شابور اليهودي : - وهو يومئذ أعلمهم - أيها الملك إن هذا بلد يكون إليه مهاجر نبي من بني إسماعيل مولده بمكة اسمه أحمد وهذه دار هِجرته إن منزلك هذا الذي نزلت به يكون من القتال والجراح أمر كثير في أصحابه وفي عدوهم ، قال تبع : ومن يقاتله يومئذ وهو نبي كما تزعم قال : يسير إليه قومه فيقتتلون ههنا ، قال : فأين قبره قال : بهذا البلد ، قال : فإذا قوتل لمن تكون الدبرة قال : تكون عليه مرة وله مرة وبهذا المكان الذي أنت به يكون عليه ويقتل به أصحابه مقتلة عظيمة لم تقتل في موطن ثم تكون العاقبة له ويظهر فلا ينازعه هذا الأمر أحد ، قال : وما صفته قال : رجل ليس بالقصير ولا بالطويل في عينيه حمرة يركب البعير ويلبس الشملة سيفه على عاتقه ولا يبالي من لاقى حتى
يظهر أمره ، فقال تبع : ما إلى هذا البلد من سبيل وما كان ليكون خرابها على يدي فرجع تبع منصرفا إلى اليمن.
وأخرج ابن عساكر عن عباد بن زياد المري عمن أدرك قال : أقبل تبع يفتتح
المدائن
ويعمل العرب حتى نزل المدينة وأهلها يومئذ يهود فظهر على أهلها وجمع أحبار
اليهود فأخبروه أنه سيخرج نبي بمكة يكون قراره بهذا البلد اسمه أحمد
وأخبروه أنه لا يدركه فقال تبع للأوس والخزرج : أقيموا بهذا البلد فإن خرج
فيكم فآزروه وصدقوه وإن لم يخرج فأوصوا بذلك أولادكم وقال في شعره : حدثت
أن رسول المليك * يخرج حقا بأرض الحرم ولو مد دهري إلى دهره * لكنت وزيرا
له ، وَابن عم.
وَأخرَج أبو نعيم في الدلائل عن عبد الله بن سلام قال : لم يمت تبع حتى صدق بالنبي صلى الله عليه وسلم لما كان يهود يثرب يخبرونه.
وأخرج ابن عساكر عن ابن إسحاق قال : أري تبع في منامه أن يكسو البيت فكساه الخصف ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه
العافر
ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه الوصائل وصائل اليمن فكان تبع فيما ذكر
لي أول من كساه وأوصى بها ولاته من جرهم وأمر بتطهيره وجعل له بابا
ومفتاحا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ابن جرير عن قتادة {إن يوم الفصل
ميقاتهم أجمعين} قال يوم يفصل بين الناس بأعمالهم يوفي فيه للأولين
والآخرين {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا} قال : انقطعت الأسباب يومئذ
وذهبت الآصار وصار الناس إلى أعمالهم فمن أصاب يومئذ خيرا سعد به ومن أصاب
يومئذ شرا شقي به.
وأخرج ابن المبارك عن الضحاك في قوله {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا} قال : ولي عن ولي.
الآيات 43 – 59
أخرج
سعيد بن منصور عن أبي مالك قال : إن أبا جهل كان يأتي بالتمر والزبد فيقول
تزقموا بهذا الزقوم الذي يعدكم به محمد فنزلت {إن شجرة الزقوم طعام
الأثيم}.
وأخرج ابن أبي حاتم والخطيب في تاريخه عن سعيد بن جبير في الآية قال : {الأثيم} أبو جهل.
وأخرج
أبو عبيد في فضائله ، وَابن الأنباري ، وَابن المنذر عن عون بن عبد الله
أن ابن مسعود أقرأ رجلا {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} فقال الرجل : طعام
اليتيم فرددها عليه فلم يستقم بها لسانه فقال : أتستطيع أن تقول : طعام
الفاجر قال : نعم ، قال : فافعل.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن
حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والحاكم وصححه عن همام بن الحارث
قال : كان أبو الدرداء يقرى ء رجلا {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} فجعل
الرجل يقول : طعام اليتيم ، فلما رأى أبو الدرداء أنه لا يفهم قال : إن
شجرة الزقوم طعام الفاجر.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد
في قوله {خذوه فاعتلوه} قال : ادفعوه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ذق إنك أنت العزيز الكريم} يقول : لست بعزيز ولا كريم.
وأخرج
الأموي في مغازيه عن عكرمة قال : لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا
جهل فقال : إن الله أمرني أن أقول لك (أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى)
(سورة القيامة 34 - 35) قال : فنزع يده من يده وقال : ما تستطيع لي أنت
ولا صاحبك من شيء لقد علمت أني أمنع
أهل بطحاء وأنا العزيز الكريم فقتله الله يوم بدر وأذله وعيره بكلمته {ذق إنك أنت العزيز الكريم}.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة قال : قال أبو جهل : أيوعدني محمد
وأنا أعز من مشى بين جبليها فنزلت {ذق إنك أنت العزيز الكريم}.
وأخرج ابن المنذر عن قال : أخبرت أن أبا جهل قال : يا معشر قريش أخبروني ما اسمي فذكرت له ثلاثة أسماء عمرو والجلاس وأبو
الحكم قال : ما أصبتم اسمي ألا أخبركم قالوا : بلى ، قال : اسمي العزيز الكريم ، فنزلت {إن شجرة الزقوم} الآيات.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة قال
لما نزلت {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم} قال أبو جهل : ما بين جبليها رجل
أعز ولا أكرم مني فقال الله {ذق إنك أنت العزيز الكريم}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} قال : أبو جهل.
وأخرج
ابن مردويه عن أبي بن كعب أنه كان يقرى ء رجلا فارسيا فكان إذا قرأ عليه
{إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} قال : طعام اليتيم فمر به النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم فقال : قل له طعام الظالم فقالها ففصح بها لسانه.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن وعمرو بن ميمون أنهما قرآ (كالمهل تغلي في البطون) بالتاء.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن مجاهد {خذوه فاعتلوه} فاقصفوه كما يقصف الحطب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن الضحاك {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم} قال : خذوه فادفعوه في وسط الجحيم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير {إلى سواء الجحيم} قال : وسط الجحيم.
وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {ذق إنك أنت العزيز الكريم} قال : هو
يومئذ ذليل ولكنه يستهزأ به كما كنت تعزز في الدنيا وتكرم بغير كرم الله
وعزه.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {إن المتقين في مقام أمين} قال : أمنوا الموت والعذاب.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك في قوله {في مقام أمين} قال : أمنوا الموت أن يموتوا وأمنوا الهرم أن يهرموا ولا يجوعوا ولا يعروا.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله {إن المتقين في مقام
أمين} قال أمين من الشيطان والأوصاب والأحزان وفي قوله {وزوجناهم بحور
عين} قال : بيض عين ، قال : وفي قراءة ابن مسعود بعيس عين وفي قوله {يدعون
فيها بكل فاكهة آمنين} قال : أمنوا من الموت والأوصاب والشيطان.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في
قوله {وزوجناهم بحور عين} قال : أنكحناهم حورا والحور التي يحار فيها
الطرف باديا يرى مخ سوقهن من وراء ثيابهن ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهن
كالمرآة من رقة الجلد وصفاء اللون.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع
بن الأزرق سأله عن قوله {وحور عين} قال الحوراء البيضاء الممتعة ، قال :
وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت الأعشى الشاعر وهو يقول : وحور
كأمثال الدمى ومناصف * وماء وريحان وراح يصفق.
وَأخرَج البيهقي في البعث عن عطاء في قوله {بحور عين} قال : سوداء
الحدقة عظيمة العين.
وأخرج هناد بن السري ، وعَبد بن حُمَيد عن الضحاك في قوله {بحور عين} قال الحور البيض والعين العظام الأعين.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خلق الحور العين من الزعفران.
وأخرج ابن مردويه والخطيب عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحور العين خلقن من زعفران.
وأخرج ابن جرير عن ليث بن أبي سليم قال : بلغني أن الحور العين خلقن من الزعفران.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال : خلق الحور العين من الزعفران.
وأخرج ابن المبارك عن زيد بن أسلم قال : إن الله لم يخلق الحور العين من تراب إنما خلقهن من مسك وكافور وزعفران.
وأخرج
ابن أبي الدنيا في صفة الجنة ، وَابن أبي حاتم عن أنس قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : لو أن حوراء بزقت في بحر لجي لعذب ذلك البحر من
عذوبة ريقها.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عمرو قال : لشفر المرأة أطول من جناح النسر.
وأخرج
ابن أبي الدنيا عن ابن عباس قال : لو أن حوراء أخرجت كفها بين السماء
والأرض لافتتن الخلائق بحسنها ولو أخرجت نصيفها لكانت الشمس عند حسنه مثل
الفتيلة في الشمس لا ضوء لها ولو أخرجت وجهها لأضاء حسنها ما بين السماء
والأرض.
وأخرج ابن مردويه والديلمي عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حور العين خلقهن من تسبيح الملائكة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه أنه قال : ليوجد ريح المرأة من الحور العين من مسيرة خمسمائة سنة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {وزوجناهم بحور عين} قال :
هي لغة يمانية وذلك أن أهل اليمن يقولون : زوجنا فلانا بفلانة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال : في قراءة ابن مسعود لا يذقون فيها طعم الموت.
وأخرج
ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال :
يجاء بالموت يوم القيامة في صورة كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار فيعرفه
هؤلاء ويعرفه هؤلاء فيقول أهل النار : اللهم سلطه علينا ويقول أهل الجنة :
اللهم إنك قضيت أن لا نذوق فيها الموت إلا الموتة الأولى فيذبح بينهما
فييأس أهل النار من الموت ويأمن أهل الجنة من الموت.
وأخرج البزار
والطبراني في الأوسط ، وَابن مردويه والبيهقي في البعث بسند صحيح ، عَن
جَابر رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله أينام أهل الجنة قال : لا
النوم أخو الموت وأهل الجنة لا يموتون ولا ينامون.
وأخرج عَبد بن
حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فإنما يسرناه
بلسانك} يعني القرآن وفي قوله {فارتقب إنهم مرتقبون} فانتظر إنهم منتظرون.
* بسم الله الرحمن الرحيم * (45)- سورة الجاثية.
مكية وآياتها سبع وثلاثون.
مقدمة سورة الجاثية.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أنزلت بمكة سورة {حم} الجاثية.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضي الله عنهما قال : أنزلت سورة الشريعة بمكة.
الآيات 1 - 11
أخرج
ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله : {وما أنزل الله من السماء
من رزق} قال : المطر ، وفي قوله {وتصريف الرياح} إذا شاء جعلها رحمة وإذا
شاء جعلها عذابا ، وفي قوله {لكل أفاك أثيم} قال : كذاب.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {لكل أفاك أثيم} قال : المغيرة بن مخزوم.
الآيات 12 - 13.
أَخْرَج
ابن المنذر من طريق عكرمة رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه لم
يكن يفسر أربع آيات قوله {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا
منه} والرقيم والغسلين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : لم يفسر ابن عباس رضي الله عنهما هذه الآية إلا لندبة
القارى ء {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه}.
وأخرج
عبد الرزاق والفريابي ، وعَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ في العظمة من طريق
عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وسخر لكم ما في السماوات وما
في الأرض جميعا منه} نور الشمس والقمر.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه} قال : كل شيء هو من الله.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والحاكمي وصححه والبيهقي في
الأسماء والصفات ، عَن طاووس رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى عبد الله بن
عمرو بن العاص رضي الله عنهما فسأله مم خلق الخلق قال : من الماء والنور
والظلمة
والريح والتراب ، قال : فمم خلق هؤلاء قال : لا أدري ، ثم أتى
الرجل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه فسأله فقال له مثل قول عبد الله بن
عمرو رضي الله عنه فأتى ابن عباس رضي الله عنهما فسأله : مم خلق الخلق قال
: من الماء والنور والظلمة والريح والتراب ، قال : فمم خلق هؤلاء فقرأ ابن
عباس رضي الله عنهما {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه}
فقال
الرجل : ما كان ليأتي بهذا إلا رجل من أهل بيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
الآيات 14 - 15.
أَخرَج
عَبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {قل للذين آمنوا يغفروا} الآية قال :
ما زال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يأمر بالعفو ويحث عليه ويرغب فيه حتى
أمر أن يعفو عمن لا يرجو أيام الله وذكر أنها منسوخة نسختها الآية التي في
الأنفال {فإما تثقفنهم في الحرب} سورة الأنفال 57 الآية.
وأخرج ابن
جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {قل للذين آمنوا
يغفروا} الآية قال : كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يعرض عن المشركين
إذا أذوه وكان يستهزئون به ويكذبونه فأمره الله أن يقاتل المشركين كافة
فكان هذا من المنسوخ.
وأخرج أبو داود في تاريخه ، وَابن جَرِير ، وَابن
المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا
يرجون أيام الله} ، قال : اللذين لا يدرون أنعم الله عليهم أم لم ينعم قال
سفيان رضي الله عنه : بلغني أنها نسختها آية القتال.
وأخرج ابن
جرير ، وَابن الأنباري في المصاحف عن قتادة رضي الله عنه في قوله {قل
للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله} قال : هي منسوخة بقول الله
(فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم).
وأخرج ابن
عساكر عن أبي مسلم الخولاني رضي الله عنه أنه قال لجارية له : لولا أن
الله تعالى يقول {قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله}
لأوجعتك
، فقالت : والله إني لممن يرجو أيامه فما لك لا توجعني فقال : إن الله
تعالى يأمرني أن أغفر للذين لا يرجون أيامه فعمن يرجو أيامه أحرى انطلقي
فأنت حرة.
الآيات 16 - 22.
أَخرَج عَبد بن حميد ، وَابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم} قال : اللب.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {ثم جعلناك على شريعة} قال : على طريقة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {ثم جعلناك على شريعة من الأمر}
يقول : على هدى من الأمر وبينة.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {ثم جعلناك على شريعة من الأمر} قال : الشريعة الفرائض والحدود والأمر والنهي.
وأخرج
ابن المبارك وسعيد بن منصور ، وَابن سعد ، وَابن أبي شيبة وعبد الله بن
أحمد في زوائد الزهد والطبراني عن أبي الضحى رضي الله عنه قال : قرأ تميم
الداري رضي الله عنه سورة الجاثية فلما أتى على هذه الآية {أم حسب الذين
اجترحوا السيئات} الآية فلم يزل يكررها ويبكي حتى أصبح وهو عند المقام.
وأخرج
ابن أبي شيبة عن بشير مولى الربيع بن خيثم رضي الله عنه قال : قام تميم
الداري يصلي فمر بهذه الآية {أم حسب الذين اجترحوا السيئات} فلم يزل
يرددها حتى أصبح.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {سواء
محياهم ومماتهم} قال : المؤمن في الدنيا والآخرة مؤمن والكافر في الدنيا
والآخرة كافر.
آية 23.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ،
وَابن أبي حاتم واللالكائي في السنة والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن
عباس رضي الله عنهما في الآية {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال : ذاك
الكافر اتخذ دينه بغير هدى من الله ولا برهان {وأضله الله على علم} يقول :
أضله الله في سابق علمه.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال : لا يهوى شيئا إلا ركبه لا يخاف الله عز وجل.
وأخرج
النسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي
الله عنهما قال : كان الرجل من العرب يعبد الحجر فإذا رأى أحسن منه أخذه
وألقى الآخر فأنزل الله {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}.
الآيات 24 - 26
أخرج
ابن جرير ، وَابن أبي حاتم والحاكم ، وَابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال : كان أهل الجاهلية يقولون : إنما يهلكنا الليل والنهار فقال الله
في كتابه {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا
الدهر} وقال الله : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب
الليل والنهار.
وأخرج أبو عبيد ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا}.
وأخرج
أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن مردويه عن
أبي هريرة رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال
الله عز وجل : (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب
الليل والنهار).
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وما يهلكنا إلا الدهر} قال : الزمان.
وأخرج
ابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تبارك وتعالى : لا يقل ابن
آدم يسب الدهر بأخيبة الدهر فإني أنا الدهر أرسل الليل والنهار فإذا شئت
قبضتهما.
وأخرج ابن جرير والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى : استقرضت عبدي فلم
يعطني وسبني عبدي يقول وادهراه وأنا الدهر.
الآيات 27 - 37
أخرج
البيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه مر على قوم
وعليه بردة حمراء حسناء فقال رجل من القوم إن أنا سلبته بردته فما لي
عندكم فجعلوا له شيئا فأتاه فقال : يا أبا عبد الرحمن بردتك هذه لي ، فقال
: إني اشتريتها أمس ، قال : قد أعلمتك وأنت في حرج من لبسها ، فخلعها
ليدفعها إليه فضحك القوم ، فقال : ما لكم فقالوا : هذا رجل
بطال ،
فالتفت إليه فقال يا أخي : أما علمت أن الموت أمامك لا تدري متى يأتيك
صباحا أو مساء أو نهارا ثم القبر ومنكر ونكير وبعد ذلك القيامة يوم يخسر
فيه المبطلون فأبكاهم ومضى.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عكرمة رضي الله عنه {وترى كل أمة جاثية} قال : متميزة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {وترى كل أمة جاثية} قال : تستفز على الركب.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه {وترى كل أمة جاثية} يقول : على الركب عند الحساب.
وأخرج
سعيد بن منصور وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وَابن أبي حاتم
والبيهقي في البعث عن عبد الله بن باباه رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
كأني أراكم بالكوم دون جهنم جاثين ثم قرأ سفيان {وترى كل أمة جاثية}.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله {وترى كل أمة جاثية} كل أمة
مع نبيها حتى يجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم على كوم قد علا الخلائق
فذلك المقام المحمود.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله
{كل أمة تدعى إلى كتابها} قال يعلمون أنه يدعى أمة قبل أمة وقوم قبل قوم
ورجل قبل رجل ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول يمثل لكل
أمة يوم القيامة ما كانت تعبد من حجر أو وثن أو خشبة أو دابة ثم يقال : من
كان يعبد شيئا فليتبعه فيكون أول ذلك الأوثان قادة إلى النار حتى تقذفهم
فيها فيبقى أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأهل الكتاب فيقال لليهود : ما
كنتم تعبدون فيقولون : كنا نعبد الله
وعزيزا إلا قليلا منهم ثم يقال
لهم : أما عزير فليس منكم ولستم منه فيؤخذ بهم ذات الشمال فينطلقون لا
يستطيعون مكوثا ، ثم يدعى بالنصارى فيقال لهم : ما كنتم تعبدون فيقولون :
كنا نعبد الله والمسيح بن مريم إلا قليلا منهم فيقال : أما المسيح فليس
منكم ولستم منه فيؤخذ بهم ذات الشمال فينطلقون ولا يستطيعون مكوثا ، وتبقى
أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيقال : ما كنتم تعبدون فيقولون : كنا نعبد
الله وحده وإنما فارقنا في الدنيا مخافة يومنا هذا فيؤذن للمؤمنين في
السجود فيسجد المؤمنون ويمنع كل منافق فيقصم ظهر المنافق عن السجود ويجعل
الله سجود المؤمنين عليه توبيخا وصغارا وحسرة وندامة.
وأخرج ابن جرير
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق} قال :
هو أم الكتاب فيه أعمال بني آدم {إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} قال : هم
الملائكة عليهم الصلاة والسلام يستنسخون أعمال بني آدم.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن هذه الآية !
{إنا
كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} فقال : إن أول ما خلق الله القلم ثم خلق النون
وهي الدواة ثم خلق الألواح فكتب الدنيا وما يكون فيها حتى تفنى من خلق
مخلوق وعمل معمول من بر أو فاجر وما كان من رزق حلال أو حرام وما كان من
رطب ويابس ثم ألزم كل شيء من ذلك شأنه دخوله في الدنيا حي وبقاؤه فيها كم
وإلى كم تفنى ثم وكل بذلك الكتاب الملائكة ووكل بالخلق ملائكة فتأتي
ملائكة الخلق إلى ملائكة ذلك الكتاب فيستنسخون ما يكون في كل يوم وليلة
مقسوم على ما وكلوا به ثم يأتون إلى الناس فيحفظونهم بأمر الله ويسوقونهم
إلى ما في أيديهم
من تلك النسخ فقام رجل يا ابن عباس ، ألستم قوما عربا {إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} هل يستنسخ الشيء إلا من كتاب.
وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن الله خلق النون وهو الدواة
وخلق القلم فقال : اكتب ، قال : ما أكتب قال : اكتب ما هو كائن إلى يوم
القيامة من عمل معمول بر أو فاجر أو رزق مقسوم
حلال أو حرام ثم ألزم
كل شيء من ذلك شأنه : دخوله في الدنيا ومقامه فيها كم وخروجه منها كيف ثم
جعل على العباد حفظة وعلى الكتاب خزانا تحفظه ينسخون كل يوم من الخزان عمل
ذلك اليوم فإذا فني ذلك الرزق انقطع الأمر وانقضى الأجل أتت الحفظة الخزنة
يطلبون عمل ذلك اليوم فتقول لهم الخزنة : ما نجد لصاحبكم عندنا شيئا فترجع
الحفظة فيجدونهم قد ماتوا ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : ألستم قوما
عربا تسمعون الحفظة يقولون {إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} وهل يكون
الاستنساخ إلا من أصل.
وأخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : إن لله ملائكة يتولون في كل يوم بشيء يكتبون فيه أعمال بني آدم.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : إن أول شيء خلق الله القلم فأخذه بيمينه وكلتا يديه يمين فكتب
الدنيا وما يكون فيها من عمل معمول بر أو فاجر رطب أو يابس فأحصاه عنده في
الذكر وقال اقرؤوا إن شئتم {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ
ما كنتم تعملون} فهل تكون النسخة إلا من شيء قد فرغ منه.
وأخرج
ابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم في قوله {إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} قال : هي أعمال أهل
الدنيا الحسنات والسيئات تنزل من السماء كل غداة أو عشية ما يصيب الإنسان
في ذلك اليوم أو الليلة الذي يقتل والذي يغرق والذي يقع من فوق بيت والذي
يتردى من فوق جبل والذي يقع في بئر والذي يحرق بالنار فيحفظون عليه ذلك
كله ، فإذا كان العشي صعدوا به إلى السماء فيجدونه كما في السماء مكتوبا
في الذكر الحكيم.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال : تستنسخ
الحفظة من أم الكتاب ما يعمل بنو آدم فإنما يعمل الإنسان على ما استنسخ الملك من أم الكتاب.
وأخرج
ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كتب في
الذكر عنده كل شيء هو كائن ثم بعث الحفظة على آدم عليه السلام وذريته
فالحفظة ينسخون من الذكر ما يعمل العباد ثم قرأ {هذا كتابنا ينطق عليكم
بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون}
وأخرج الحاكم واللالكائي في
السنة ، وَابن مردويه من طريق مقسم عن ابن عباس قال : أول ما خلق الله
القلم فتصور قلما من نور فقيل له : اجر في اللوح المحفوظ قال :يارب بماذا
؟ قال :بما يكون إلى يوم القيامة فلما خلق الله الخلق وكل بالخلق حفظه
يحفظون عليهم أعمالهم فلما قامت القيامة عرضت عليهم أعمالهم وقيل: هذا
كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون عرض بالكتابين
سواء قال ابن عباس : ألستم عربا هل تكون النسخة إلا من كتاب ..
وأخرج
الطبراني عن ابن عباس في قوله {إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} قال : إن
الله وكل ملائكة ينسخون من ذلك العام في رمضان ليلة القدر ما يكون في
الأرض من حدث إلى مثلها من السنة المستقبلة فيعارضون به حفظة الله على
العباد عشية كل خميس فيجدون ما رفع الحفظة موافقا لما في كتابهم ذلك ليس
فيه زيادة ولا نقصان.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله !
{وقيل
اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا} قال : تركتم ذكري وطاعتني فكذا
أترككم {كما نسيتم لقاء يومكم هذا} قال : تركتم ذكري وطاعتي فكذا تركتم في
النار.
وأخرج ابن عساكر عن عمر بن ذر عن أبيه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : ما قعد قوم يذكرون الله إلا قعد معهم عددهم من الملائكة
فإذا حمدوا الله حمدوه وإن سبحوا الله سبحوه وإن كبروا الله كبروه وإن
استغفروا الله أمنوا ثم عرجوا إلى ربهم فيسألهم فقالوا : ربنا عبيد لك في
الأرض ذكروك فذكرناك ، قال : ماذا قالوا : قالوا : ربنا حمدوك فقال : أول
من عبد وآخر من حمد ، قالوا : وسبحوك ، قال : مدحي لا ينبغي لأحد غيري
قالوا : ربنا كبروك ، قال : لي الكبرياء في السموات والأرض وأنا العزيز
الحكيم ، قالوا : ربنا استغفروك ، قال : أشهدكم أني قد غفرت لهم.
وأخرج
ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه أن
لله ثلاثة أثواب : اتزر بالعزة وتسربل الرحمة وارتدى بالكبرياء فمن تعزز
بغير ما أعز الله فذلك الذي يقال له (ذق إنك أنت العزيز الكريم) (سورة
الدخان الآية 49) ومن رحم رحمه
الله ومن تكبر فقد نازع الله الذي ينبغي له فإنه تبارك وتعالى يقول : لا ينبغي لمن نازعني أن أدخله الجنة.
وأخرج
ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود ، وَابن ماجة ، وَابن مردويه والبيهقي في
الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : يقول الله عز وجل : الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني
في واحد منهما ألقيته في النار والله أعلم.
* بسم الله الرحمن الرحيم * (46)- سورة الأحقاف.
مكية وآياتها خمس وثلاثون.
مقدمة سورة الأحقاف.
أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت بمكة سورة {حم} الأحقاف.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
الآيات 1 - 3.
وَأخرَج
أحمد بسند جيد عن ابن مسعود قال : أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم
سورة من آل {حم} وهي الأحقاف قال : وكانت السورة إذا كانت أكثر من ثلاثين
آية سميت ثلاثين.
وأخرج ابن الضريس والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال :
أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الأحقاف وأقرأها آخر فخالف
قراءته فقلت : من أقرأكها قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت :
والله لقد أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم غير ذا ، فأتينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله : ألم تقرئني كذا وكذا قال : بلى
فقال الآخر : ألم تقرئني كذا وكذا قال : بلى ، فتمعر (تمعر وجهه : تغير)
وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ليقرأ كل واحد منكما ما سمع
فإنما هلك من كان قبلكم بالإختلاف.
الآيات 4 - 8
أخرج أحمد ،
وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والطبراني ، وَابن مردويه من طريق أبي سلمة
بن عبد الرحمن عن ابن عباس عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم {أو أثارة من
علم} قال : الخط.
وأخرج الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد والحاكم وصححه ،
وَابن مردويه والخطيب من طريق أبي سلمة عن ابن عباس {أو أثارة من علم} قال
: هذا الخط.
وأخرج سعيد بن منصور من طريق صفوان بن سليم عن عطاء بن
يسار قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخط فقال : علمه نبي ومن
كان وافقه علم ، قال : صفوان : فحدثت به أبا سلمة بن عبد الرحمن فقال :
سألت ابن عباس فقال : {أو أثارة من علم}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن
مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كان نبي من
الأنبياء يخط فمن صادف مثل خطه علم.
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {أو أثارة
من علم} قال : حسن خط.
وأخرج الطبراني في الأوسط والحاكم من طريق الشعبي عن ابن عباس {أو أثارة من علم} قال : جودة الخط.
وأخرج ابن جرير من طريق أبي سلمة عن ابن عباس في قوله {أو أثارة من علم} قال : خط كان تخطه العرب في الأرض.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله {أو أثارة من علم} قال : أو خاصة من علم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس {أو أثارة من علم} يقول : بينة من الأمر.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله {أو أثارة
من علم} قال : أحد يأثر علما وفي قوله {هو أعلم بما تفيضون فيه} قال :
تقولون.
الآية 9.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن
عباس
{قل ما كنت بدعا من الرسل} يقول لست بأول الرسل {وما أدري ما يفعل بي ولا
بكم} فأنزل الله بعد هذا (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) (الفتح
الآية 2) وقوله {ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات} الفتح الآية 3 الآية
فأعلم الله سبحانه نبيه ما يفعل به وبالمؤمنين جميعا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه {قل ما كنت بدعا من الرسل} قال : ما كنت بأولهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن قتادة {قل ما كنت بدعا من الرسل} قال : يقول : قد كانت الرسل قبله.
وأخرج ابن المنذر عن عطية رضي الله عنه في قوله {وما أدري ما يفعل بي ولا بكم} قال : هل يترك بمكة أو يخرج منها.
وأخرج
أبو داود في ناسخه من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وما
أدري ما يفعل بي ولا بكم} قال : نسختها هذه الآية التي في الفتح
فخرج
إلى الناس فبشرهم بالذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فقال رجل من
المؤمنين : هنيئا لك يا نبي الله قد علمنا الآن ما يفعل بك فماذا يفعل بنا
فأنزل الله في سورة الأحزاب (وبشر المؤمنين بأن لهم من
الله فضلا
كبيرا) (الأحزاب الآية 47) وقال (ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من
تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا
عظيما) (الفتح الآية 5) فبين الله ما به يفعل وبهم.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن مثله.
وأخرج
أحمد والبخاري والنسائي ، وَابن مردويه عن أم العلاء رضي الله عنها وكانت
بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها قالت : لما مات عثمان بن مظعون
رضي الله عنه قلت : رحمة الله عليك أبا السائب شهادتي عليك لقد أكرمك الله
، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما يدريك أن الله أكرمه أما هو فقد
جاءه اليقين من ربه وإني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما
يفعل بي ولا بكم ، قالت أم العلاء : فو الله ما أزكي بعده أحدا.
وأخرج
الطبراني ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما مات عثمان
بن مظعون رضي الله عنه قالت : امرأته أو امرأة : هنيئا لك ابن مظعون الجنة
، فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر مغضب وقال : وما يدريك
والله إني لرسول الله وما أدري ما يفعل الله بي ، قال : وذلك قبل أن ينزل
(ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) (الفتح الآية 1 - 2) فقالت يا
رسول الله صاحبك وفارسك وأنت أعلم
فقال : أرجو له رحمة ربه وأخاف عليه ذنبه.
وأخرج
ابن حبان والطبراني عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن عثمان بن مظعون رضي
الله عنه لما قبض قالت أم العلاء : طبت أبا السائب نفسا إنك في الجنة ،
فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : وما يدريك قالت : يا رسول الله عثمان
بن مظعون قال : أجل ما رأينا إلا خيرا والله ما أدري ما يصنع بي.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية {وما أدري
ما يفعل بي ولا بكم} عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخوف زمانا
فلما نزلت (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما
تأخر) (الفتح الآية 1 – 2) اجتهد
فقيل له : تجهد نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، قال : أفلا أكون عبدا شكورا.
وأخرج
ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {وما أدري ما يفعل بي ولا بكم} قال : ثم
دري نبي الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ما يفعل به بقوله (إنا فتحنا لك
فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر).
وأخرج ابن
جرير عن الحسن في قوله {وما أدري ما يفعل بي ولا بكم} قال : أما في الآخرة
فمعاذ الله قد علم أنه في الجنة حين أخذ ميثاقه في الرسل ولكن {وما أدري
ما يفعل بي ولا بكم} في الدنيا أخرج كما أخرجت الأنبياء من قبلي أم أقتل
كما قتلت الأنبياء من قبلي {ولا بكم} أمتي المكذبة أم أمتي المصدقة أم
أمتي المرمية بالحجارة من السماء قذفا أم يخسف بها خسفا ثم أوحي إليه (وإذ
قلنا لك أن ربك أحاط بالناس) (الإسراء الآية 60) يقول : أحطت لك بالعرب أن
لا يقتلوك فعرف أنه لا يقتل ثم أنزل الله (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين
الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا) (التوبة الآية 33) يقول :
أشهد لك على نفسه أنه سيظهر دينك على الأديان ثم قال له في أمته (وما كان
الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) (الرعد الآية
43) فأخبر الله ما صنع به وما يصنع بأمته.
الآية 10.
أَخرَج أبو
يعلى ، وَابن جَرِير والطبراني والحاكم وصححه بسند صحيح عن عوف بن مالك
الأشجعي رضي الله عنه قال : انطلق النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأنا معه
حتى
دخلنا على كنيسة اليهود يوم عيدهم فكرهوا دخولنا عليهم فقال لهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم : أروني اثني عشر رجلا منكم يشهدون أن لا
إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يحبط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء
الغضب الذي عليه ، فسكتوا فما أجابه منهم أحد ثم رد عليه فلم يجبه أحد
فثلث فلم يجبه أحد فقال : أبيتم فو الله لأنا الحاشر وأنا
العاقب وأنا
المقفي آمنتم أو كذبتم ، ثم انصرف وأنا معه حتى كدنا أن نخرج فإذا رجل من
خلفه فقال : كما أنت يا محمد فأقبل فقال ذلك الرجل أي رجل تعلموني فيكم يا
معشر اليهود فقالوا : والله ما نعلم فينا رجلا أعلم بكتاب الله ولا أفقه
منك ولا من أبيك ولا من جدك ، قال : فإني أشهد بالله أنه النَّبِيّ الذي
تجدونه في التوراة والإنجيل ، قالوا : كذبت ثم ردوا عليه وقالوا شرا ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذبتم لن يقبل منكم قولكم ، فخرجنا
ونحن ثلاث : رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ، وَابن سلام ، فأنزل الله
{قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على
مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}.
وأخرج
البخاري ومسلم والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه عن
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لأحد يمشي على وجه الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام
وفيه نزلت {وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله}.
وأخرج الترمذي ، وَابن
جَرِير ، وَابن مردويه عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : نزلت في
آيات من كتاب الله نزلت في {وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن
واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} ونزل في (قل كفى بالله شهيدا
بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) (الأحقاف الآية 16).
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {وشهد شاهد من بني إسرائيل} قال : عبد الله بن سلام.
وأخرج ابن سعد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد والضحاك مثله.
وأخرج ابن عساكر عن زيد بن أسلم وقتادة مثله.
وأخرج ابن سعد ، وَابن عساكر عن مجاهد
وعطاء وعكرمة {وشهد شاهد من بني إسرائيل} قال : عبد الله بن سلام.
وأخرج الحسن بن مسلم رضي الله عنه نزلت هذه الآية بمكة وعبد الله بن سلام بالمدينة.
وأخرج ابن سعد ، وَابن عساكر عن الحسن رضي الله عنه قال : نزلت {حم} وعبد الله بالمدينة مسلم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال : كانوا
يرون أن هذه الآية نزلت في عبد الله بن سلام {وشهد شاهد من بني إسرائيل
على مثله} قال : والسورة مكية والآية مدنية ، قال : وكانت الآية تنزل
فيؤمر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أن يضعها بين آيتي كذا وكذا في سورة
كذا يرون أن هذه منهن.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عكرمة
{وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله} قال : ليس بعبد الله بن سلام هذه
الآية مكية فيقول : من آمن من بني إسرائيل فهو كمن آمن بالنبي صلى الله
عليه وسلم.
وأخرج ابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه قال : ما نزل في عبد الله بن سلام رضي الله عنه شيء من
القرآن.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن مسروق رضي الله عنه في قوله {وشهد شاهد من
بني إسرائيل على مثله} قال : والله ما نزلت في عبد الله بن سلام ما نزلت
إلا بمكة وإنما كان إسلام ابن سلام بالمدينة وإنما كانت خصومة خاصم بها
محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن سعد ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن
جَرِير ، وَابن عساكر عن الحسن رضي الله عنه قال : لما أراد عبد الله بن
سلام الإسلام دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : أشهد أنك رسول
الله أرسلك بالهدى ودين الحق وإن اليهود تجد ذلك عندهم في التوراة منعوتا
، ثم قال له : أرسل إلى نفر من اليهود فسلهم عني وعن والدي فإنهم سيخبرونك
وإني سأخرج عليهم فأشهد أنك رسول الله لعلهم يسلمون ، فأرسل رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى النفر فدعاهم وخبأهم في بيته فقال لهم ما عبد الله بن
سلام فيكم وما كان والده قالوا : سيدنا ، وَابن سيدنا وعالمنا ، وَابن
عالمنا ، قال : أرأيتم إن أسلم أتسلمون قالوا : إنه لا يسلم ، فخرج عليهم
فقال : أشهد أنك رسول الله وإنهم ليعلمون منك مثل ما أعلم ، فخرجوا من
عنده وأنزل الله في ذلك {قل أرأيتم إن كان من عند الله} الآية.
وأخرج
ابن مردويه عن جندب قال : جاء عبد الله بن سلام حتى أخذ بعضادتي الباب ثم
قال : أنشدكم بالله أي قوم أتعلمون أني الذي أنزلت فيه {وشهد شاهد من بني
إسرائيل على مثله} الآية قالوا : اللهم نعم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير قال : جاء ميمون بن يامين إلى النبي
صلى
الله عليه وسلم وكان رأس اليهود بالمدينة قد أسلم وقال : يا رسول الله
ابعث إليهم فاجعل بينك وبينهم حكما من أنفسهم فإنهم سيرضوني فبعث إليهم
وأدخله الداخل فأتوه فخاطبوه مليا فقال لهم : اختاروا رجلا من أنفسكم يكون
حكما بيني وبينكم قالوا : فإنا قد رضينا بميمون بن يامين فأخرجه إليهم
فقال لهم ميمون أشهد أنه رسول الله وأنه على الحق فأبوا أن يصدقوه فأنزل
الله فيه {قل أرأيتم إن كان من عند الله} الآية.
وأخرج سعيد بن منصور ،
وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مسروق رضي الله عنه في قوله {وشهد شاهد من
بني إسرائيل على مثله} قال : موسى مثل محمد والتوراة مثل القرآن فآمن هذا
بكتابه ونبيه وكفرتم أنتم يا أهل مكة.
الآيات 11 - 14.
أَخرَج عَبد بن حميد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه قال : قال ناس من المشركين :
نحن أعز ونحن ونحن فلو كان خيرا ما سبقنا إليه فلان وفلان فنزل {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه}.
وأخرج
ابن المنذر عن عون بن أبي شداد قال : كانت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
أمة أسلمت قبله يقال لها زنيرة فكان عمر رضي الله عنه يضربها على إسلامها
وكان كفار قريش يقولون : لو كان خيرا ما سبقتنا إليه زنيرة فأنزل الله في
شأنها {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا} الآية.
وأخرج
الطبراني عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : بنو غفار
وأسلم كانوا الكثير من الناس فتنة يقولون لو كان خيرا ما جعلهم الله أول
الناس فيه يقولون لو كان خيرا ماجعلهم الله أول الناس فيه.
الآيات 15 - 16.
أَخْرَج
ابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا} إلى
قوله : {وعد الصدق الذي كانوا يوعدون}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله {حملته أمه كرها} قال : مشقة عليها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن أنه قال : وحمله وفصله بغير ألف.
وأخرج
ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن بعجة بن عبد الله الجهني قال : تزوج رجل
منا امرأة من جهينة فولدت له تماما لستة أشهر فانطلق زوجها إلى عثمان بن
عفان فأمر برجمها فبلغ ذلك عليا رضي الله عنه فأتاه فقال : ما تصنع قال :
ولدت تماما لستة أشهر وهل يكون ذلك قال علي رضي الله عنه : أما سمعت الله
تعالى يقول {وحمله وفصاله ثلاثون شهرا} وقال : (حولين كاملين) (البقرة
الآية 233) فكم تجده بقي إلا ستة أشهر فقال عثمان رضي الله عنه : والله ما
فطنت لهذا علي بالمرأة فوجدوها قد فرغ منها ، وكان من قولها لأختها : يا
أخيه لا تحزني فو الله ما كشف فرجي أحد قط غيره ، قال : فشب الغلام بعد
فاعترف الرجل به وكان أشبه الناس به ، قال : فرأيت الرجل بعد يتساقط عضوا
عضوا على فراشه.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر من
طريق قتادة عن أبي حرب ابن أبي الأسود الدؤلي قال : رفع إلى عمر رضي الله
عنه امرأة ولدت لستة أشهر
فسأل عنها أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال علي رضي الله عنه : لا رجم عليها ألا ترى أنه يقول {وحمله وفصاله ثلاثون شهرا}
وقال : (وفصاله في عامين) (لقمان 14) وكان الحمل ههنا ستة أشهر ، فتركها عمر رضي الله عنه ، قال : ثم بلغنا أنها ولدت آخر لستة أشهر.
وأخرج
عبد الرزاق ، وَابن المنذر عن نافع بن جبير أن ابن عباس أخبره قال : إني
لصاحب المرأة التي أتي بها عمر وضعت لستة أشهر فأنكر الناس ذلك فقلت لعمر
: لا تظلم ، قال : كيف قلت : اقرأ {وحمله وفصاله ثلاثون شهرا} {والوالدات
يرضعن أولادهن حولين كاملين} البقرة الآية 233 كم الحول قال : سنة ، قلت :
كم السنة قال : اثنا عشر شهرا ، قلت : فأربعة وعشرين شهرا حولان كاملان
ويؤخر الله من الحمل ما شاء ويقدم ، قال : فاستراح عمر رضي الله عنه إلى
قولي.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن
بن عوف قال : رفعت امرأة إلى عثمان رضي الله عنه ولدت لستة أشهر فقال
عثمان : إنها قد رفعت إلي امرأة ما أراها إلا جاءت بشر فقال ابن عباس :
إذا كملت الرضاعة كان الحمل ستة أشهر وقرأ (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) ،
فدرأ عثمان عنها.
وأخرج سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
أنه
كان يقول : إذا ولدت المرأة لتسعة أشهر كفاها من الرضاع أحد وعشرون شهرا
وإذا ولدت لسبعة أشهر كفاها من الرضاع ثلاثة وعشرون شهرا وإذا وضعت لستة
أشهر فحولين كاملين لأن الله تعالى يقول {وحمله وفصاله ثلاثون شهرا}.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن القاسم بن عبد الرحمن قال : قلت لمسروق رضي الله عنه :
متى يؤخذ الرجل بذنوبه قال : إذا بلغت الأربعين فخذ حذرك.
وأخرج ابن
الجوزي في كتاب الحدائق بسند ضعيف عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال :
جاء جبريل عليه السلام إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : إن الله
أمر الحافظين فقال لهما رفقا بعبدي في حداثته فإذا بلغ الأربعين فاحفظا
وحققا.
وأخرج أبو الفتح الأزدي من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس
رضي الله عنهما مرفوعا من أتى عليه الأربعون سنة فلم يغلب خيره شره
فليتجهز إلى النار.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مالك بن مغول قال شكا أبو
معشر ابنه إلى طلحة بن مصرف فقال طلحة رضي الله عنه : استعن عليه بهذه
الآية {رب أوزعني أن أشكر
نعمتك} الآية.
وأخرج ابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال : أنزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق رضي الله
عنه {حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني} الآية فاستجاب الله
له فأسلم والداه جميعا وإخوانه وولده كلهم ونزلت فيه أيضا {فأما من أعطى
واتقى} الآية (الليل الآية 5) إلى آخر السورة.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {وأصلح لي في ذريتي} قال : اجعلهم لي صالحين.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح الأمين قال : يؤتى بحسنات العبد
وسيئاته فيقتص بعضها من بعض فإن بقيت له حسنة وسع الله له بها إلى الجنة
قال : فدخلت على يزدان فحدثت مثل هذا الحديث قلت : فإن ذهبت الحسنة ، قال
{أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا} الآية.
وأخرج ابن جرير عن
مجاهد قال دعا أبو بكر عمر رضي الله عنهما فقال له : إني موصيك بوصية أن
تحفظها إن لله في الليل حقا لا يقبله بالنهار وحقا بالنهار
لا يقبله
بالليل إنه ليس لأحد نافلة حتى يؤدي الفريضة إنه إنما ثقلت موازين من ثقلت
موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا وثقل ذلك عليهم وحق لميزان
لا يوضع فيه إلا الحق أن يثقل وخفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة
لاتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل
أن يخف ، ألم تر أن الله ذكر أهل الجنة بأحسن أعمالهم فيقول : أين يبلغ
عملك من عمل هؤلاء وذكر أهل النار بأسوأ أعمالهم حتى يقول القائل أنا خير
من عمل هؤلاء وذلك بأن الله تعالى رد عليهم أحسن أعمالهم ألم تر أن الله
أنزل آية الشدة عند آية الرخاء وآية الرخاء عند آية الشدة ليكون المؤمن
راغبا راهبا لئلا يلقى بيده إلى التهلكة ولا يتمنى على الله أمنية يتمنى
على الله فيها غير الحق.
الآيات 17 - 19.
أَخرَج البخاري عن يوسف بن
ماهك قال : كان مروان على الحجاز استعمله معاوية بن أبي سفيان فخطب فجعل
يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه فقال عبد الرحمن بن أبي بكر
رضي الله عنه شيئا فقال : خذوه ، فدخل بيت عائشة رضي الله عنها فلم يقدروا
عليه فقال مروان : إن هذا أنزل فيه {والذي قال لوالديه
أف لكما} فقالت عائشة رضي الله عنها من وراء الحجاب : ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل عذري.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد والنسائي ، وَابن المنذر والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن
محمد بن زياد قال : لما بايع معاوية لابنه قال مروان : سنة أبي بكر وعمر
فقال عبد الرحمن : سنة هرقل وقيصر ، فقال مروان : هذا الذي أنزل الله فيه
{والذي قال لوالديه أف لكما} الآية فبلغ ذلك عائشة رضي الله عنها فقالت :
كذب مروان كذب مروان والله ما هو به ولو شئت أن أسمي الذي أنزلت فيه
لسميته ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أبا مروان في صلبه فمروان
فضفض (فضفض : سعة) من لعنة الله.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن
عبد الله قال : إني لفي المسجد حين خطب مروان فقال : إن الله قد أرى أمير
المؤمنين في يزيد رأيا حسنا وإن يستخلفه فقد استخلف أبو بكر وعمر ، فقال
عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه : أهرقلية إن أبا بكر رضي الله عنه
والله ما جعلها في أحد من ولده ولا أحد من أهل بيته ولا جعلها معاوية إلا
رحمة وكرامة لولده فقال مروان : ألست الذي قال لوالديه أف لكما فقال عبد
الرحمن : ألست ابن اللعين الذي لعن أباك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: وسمعتها
عائشة فقالت : يا مروان أنت القائل لعبد الرحمن كذا
وكذا كذبت والله ما فيه نزلت نزلت في فلان بن فلان.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في {والذي قال لوالديه أف لكما} الآية قال : هذا ابن لأبي بكر.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن السدي قال : نزلت هذه الآية {والذي قال لوالديه أف لكما}
في عبد الرحمن بن أبي بكر قال لوالديه وكانا قد أسلما وأبى هو أن يسلم
فكانا يأمرانه بالإسلام ويرد عليهما ويكذبهما فيقول فأين فلان وأين فلان
يعني مشايخ قريش ممن قد مات ، ثم أسلم بعد فحسن إسلامه فنزلت توبته في هذه
الآية {ولكل درجات مما عملوا}.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن مردويه من
طريق ميناء أنه سمع عائشة رضي الله عنها تنكر أن تكون الآية نزلت في عبد
الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه وقالت : إنما نزلت في فلان بن فلان سمت
رجلا.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {أتعدانني أن أخرج} قال : يعني البعث بعد الموت.
الآية 20.
أَخْرَج ابن مردويه عن حفص بن أبي العاصي قال : كنا نتغدى مع عمر رضي الله عنه
فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله في كتابه {ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم} الآية.
وأخرج
سعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر والحاكم والبيهقي في شعب
الإيمان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه رأى في يد جابر بن
عبد الله درهما فقال : ما هذا الدرهم قال : أريد أن أشتري به لحما لأهلي
قرموا (قرموا إليه : اشتهوه) إليه
فقال : أفكلما اشتهيتم شيئا اشتريتموه أين تذهب عنكم هذه الآية {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها}.
وأخرج
أحمد في الزهد عن الأعمش قال : مر جابر بن عبد الله وهو متعلق لحما على
عمر رضي الله عنه فقال ما هذا يا جابر قال : هذا لحم اشتهيته اشتريته ،
قال : وكلما اشتهيت شيئا اشتريته أما تخشى أن تكون من أهل هذه الآية
{أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا}.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن سالم
بن عبد الله بن عمر أن عمر كان يقول : والله ما يعني بلذات العيش أن نأمر
بصغار المعزى فتسمط لنا ونأمر
بلباب الحنطة فتخبز لنا ونأمر بالزبيب
فينبذ لنا في الأسعان (الأسعان : جمع سعنة : القربة) حتى إذا صار مثل عين
اليعقوب أكلنا هذا وشربنا هذا ولكنا نريد أن نستبقي طيباتنا لأنا سمعنا
الله يقول : {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا} الآية.
وأخرج أبو نعيم
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه قال : قدم على عمر رضي الله عنه
ناس من العراق فرأى كأنهم يأكلون هديرا (الهدير : العشب طال وعظم) فقال يا
أهل العراق لو شئت أن يدهمق لي كما يدهمق لكم لفعلت ولكنا نستبقي من ربنا
ما نجده في آخرتنا أما سمعتم الله يقول لقوم {أذهبتم طيباتكم في حياتكم
الدنيا} الآية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله
عنه {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها} قال : تعلموا أن
أقواما يسترطون حسناتهم في الدنيا استبقى رجل طيباته إن استطاع ولا قوة
إلا بالله ، قال : وذكر لنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول : لو
شئت لكنت أطيبكم طعاما وألينكم لباسا
ولكني أستبقي طيباتي وذكر لنا
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما قدم الشام صنع له طعام لم ير قبله مثله
قال : هذا لنا فما لفقراء المسلمين الذين ماتوا وهم لا يشبعون من خبز
الشعير فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه : لهم الجنة ، فاغرورقت عينا عمر
رضي الله عنه فقال : لئن كان حظنا من هذا الحطام وذهبوا بالجنة لقد
باينونا بونا بعيدا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أبي مجلز رضي الله عنه
قال : ليطلبن ناس حسنات عملوها فيقال لهم {أذهبتم طيباتكم في حياتكم
الدنيا واستمتعتم بها} الآية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن الحسن رضي الله عنه قال : أتي عمر رضي الله عنه بشربة عسل فقال : والله لا أتحمل فضلها اسقوها فلانا.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن وهب بن كيسان ، عَن جَابر بن عبد الله رضي الله عنه قال
: رآني عمر رضي الله عنه وأنا متعلق لحما فقال يا جابر ما هذا قلت : لحم
اشتريته بدرهم لنسوة عندي قرمن إليه فقال أما يشتهي أحدكم شيئا إلا صنعه
أما يجد أحدكم أن يطوي بطنه لجاره ، وَابن عمه أين تذهب هذه الآية {أذهبتم
طيباتكم في حياتكم الدنيا} قال فما انفلت منه حتى كدت أن لا أنفلت.
وأخرج
ابن سعد ، وعَبد بن حُمَيد عن حميد بن هلال قال : كان حفص رضي الله عنه
يكثر غشيان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وكان إذا قرب طعامه اتقاه فقال
له عمر رضي الله عنه : ما لك
ولطعامنا فقال : يا أمير المؤمنين إن
أهلي يصنعون لي طعاما هو أبين من طعامك فأختار طعامهم على طعامك فقال :
ثكلتك أمك أما تراني لو شئت أمرت بشاة فتية سمينة فألقي عنها شعرها ثم
أمرت بدقيق فنخل في خرقة فجعل خبزا مرققا وأمرت بصاع من زبيب فجعل في سمن
حتى يكون كدم الغزال فقال حفص : إني أراك تعرف لين الطعام ، فقال عمر رضي
الله عنه : ثكلتك أمك والذي نفسي بيده لولا كراهية أن ينقص من حسناتي يوم
القيامة لأشركتكم في لين طعامكم.
وأخرج ابن المبارك ، وَابن سعد وأحمد
في الزهد ، وعَبد بن حُمَيد وأبو نعيم في الحلية عن الحسن قال : قدم وفد
أهل البصرة على عمر مع أبي موسى الأشعري فكان له في كل يوم خبز يلت فربما
وافقناها مأدومة بزيت وربما وافقناها مأدومة بسمن وربما وافقناها مأدومة
بلبن وربما وافقناها القدائد اليابسة قد دقت ثم أغلي لها وربما وافقناها
اللحم الغريض وهو قليل ، قال وقال لنا عمر رضي الله عنه : إني والله لقد
أرى تقديركم وكراهيتكم طعامي أما والله لو شئت لكنت أطيبكم طعاما وأرقكم
عيشا أما والله ما أجهل عن كراكر
وأسنمة وعن صلى وصناب وسلائق ولكني وجدت الله عير قوما بأمر فعلوه فقال {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها}.
وأخرج
أحمد والبيهقي في شعب الإيمان عن ثوبان رضي الله عنه قال : كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة وأول من
يدخل عليه إذا قدم فاطمة فقدم من غزاة فأتاها فإذا بمسح على بابها ورأى
على الحسن والحسين قلبين من فضة فرجع ولم يدخل عليها فلما رأت ذلك فاطمة
ظنت أنه لم يدخل من أجل ما رأى فهتكت الستر ونزعت القلبين من الصبيين
فقطعتهما فبكى الصبيان فقسمته بينهما فانطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهما يبكيان فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم منهما فقال : يا
ثوبان اذهب بهذا إلى بني فلان أهل بيت بالمدينة واشتر لفاطمة قلادة من عصب
وسوارين
من عاج فإن هؤلاء أهل بيتي ولا أحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا والله تعالى أعلم.
الآيات 21 - 23.
أَخْرَج ابن ماجة ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يرحمنا الله وأخا عاد.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه قال : خير واديين في الناس وادي مكة
ووادي أرم بأرض الهند وشر واديين في الناس وادي الأحقاف وواد بحضرموت يدعى
برهوت يلقى فيه أرواح الكفار وخير بئر في الناس زمزم وشر بئر في الناس
برهوت وهي في ذاك الوادي الذي بحضرموت.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الأحقاف جبل بالشام.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال : الأحقاف جبل بالشام يسمى
الأحقاف.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال : الأحقاف الأرض.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال : الأحقاف جساق من جسمي.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال : ذكر لنا أن عادا كانوا أحياء باليمن أهل رمل مشرفين على البحر بأرض يقال لها الشحر.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله بالأحقاف قال : تلال من أرض اليمن.
وأخرج
ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {وقد خلت النذر من بين يديه ومن
خلفه ألا تعبدوا إلا الله} قال : لم يبعث الله رسولا إلا بأن يعبد الله.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {لتأفكنا} قال لتزيلنا وقرأ إن كاد ليضلنا عن آلهتنا قال : يضلنا ويزيلنا ويأفكنا
واحد.
الآيات 24 - 25.
أَخْرَج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {هذا عارض ممطرنا} قال : هو السحاب.
وأخرج
سعيد بن منصور وأحمد ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم وأبو داود ، وَابن
المنذر ، وَابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا حتى أرى منه لهواته إنما كان يتبسم وكان
إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذلك في وجهه ، قلت يا رسول الله إن الناس إذا
رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وإذا رأيته عرف في وجهك الكراهية
، قال يا عائشة وما يؤمنني أن يكون فيه عذاب قد عذب قوم بالريح وقد رأى
قوم العذاب فقالوا {هذا عارض ممطرنا}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ومسلم
والترمذي والنسائي ، وَابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال : اللهم إني أسألك خيرها وخير
ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما
أرسلت به
فإذا تخليت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر فإذا أمطرت سري عنه فسألته فقال لا أدري لعله كما قال قوم عاد {هذا عارض ممطرنا}.
وأخرج
ابن أبي الدنيا في كتاب السحاب وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله
عنهما في قوله {فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم} قال غيم فيه مطر فأول ما
عرفوا أنه عذاب رأوا ما كان خارجا من رحالهم ومواشيهم يطير بين السماء
والأرض مثل الريش دخلوا بيوتهم وأغلقوا أبوابهم فجاءت الريح ففتحت أبوابهم
ومالت عليهم بالرمل فكانوا تحت الرمل سبع ليال وثمانية أيام حسوما لهم
أنين ثم أمر الريح فكشف عنهم الرمل وطرحتهم في البحر فهو قوله {فأصبحوا لا
يرى إلا مساكنهم}.
وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو يعلى والطبراني
وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ما فتح الله على عاد من الريح التي هلكوا فيها
إلا مثل الخاتم فمرت بأهل البادية فحملتهم وأموالهم فجعلتهم بين السماء
والأرض فلما رأى ذلك أهل الحاضرة من عاد الريح وما فيها {قالوا هذا عارض
ممطرنا} فألقت أهل البادية ومواشيهم على أهل الحاضرة.
وأخرج الطبراني
وأبو الشيخ ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ما فتح الله على عاد من الريح إلا موضع الخاتم
أرسلت عليهم فحملت البدو إلى الحضر فلما رآها أهل الحضر {قالوا هذا عارض
ممطرنا} مستقبل أوديتنا وكان أهل البوادي فيها فألقي أهل البادية على أهل
الحاضرة حتى هلكوا قال : عتت على خزانها حتى خرجت من خلال الأبواب.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وَابن جَرِير عن عمرو بن ميمون رضي الله عنه قال : كان هود
قاعدا في قومه فجاء سحاب مكفهر فقالوا {هذا عارض ممطرنا} فقال هود {بل هو
ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم} فجعلت تلقي الفسطاط وتجيء بالرجل
الغائب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير والحاكم وصححه عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال : ما أرسل الله على عاد من الريح إلا قدر خاتمي
هذا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن ميمون رضي الله عنه أنه قرأ لا ترى إلا مساكنهم بالتاء والنصب.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {لا يرى إلا مساكنهم} بالياء ورفع النون.
الآيات 26 - 28.
أَخْرَج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه} يقول : لم نمكنكم فيه.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولقد
مكناهم} الآية قال : عاد مكنوا في الأرض أفضل مما مكنت فيه هذه الأمة وكانوا أشد قوة وأكثر أولادا وأطول أعمارا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى} ههنا وههنا شيئا باليمن واليمامة والشام.
وأخرج سعيد بن منصور عن ابن الزبير رضي الله عنه أنه قرأ وتلك إفكهم.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس أنه كان يقرأها وذلك أفكهم يعني بفتح الألف والكاف وقال : أصلهم.
الآيات 29 - 34
أخرج
أحمد ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن الزبير {وإذ صرفنا إليك نفرا من
الجن يستمعون القرآن} قال : بنخلة قال : ورسول الله صلى الله عليه وسلم
يصلي العشاء الآخرة كادوا يكونون عليه لبدا.
وأخرج ابن أبي شيبة
، وَابن منيع والحاكم وصححه ، وَابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في
الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : هبطوا على النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة فلما سمعوه قالوا : أنصتوا قالوا :
صه وكانوا تسعة أحدهم زوبعة فأنزل الله {وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن} إلى
قوله {ضلال مبين}.
وأخرج ابن جرير والطبراني ، وَابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما {وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن} الآية
قال : كانوا تسعة عشر من أهل نصيبين فجعلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
رسلا إلى قومهم.
وأخرج الطبراني في الأوسط ، وَابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال : صرفت الجن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين
وكان أشراف الجن بنصيبين.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما {وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن} قال : كانوا
من أهل نصيبين أتوه ببطن نخلة.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير وأبو الشيخ في العظمة عن ابن مسعود رضي
الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بت الليلة أقرأ على
الجن - رفقا بالحجون.
وأخرج البخاري ومسلم ، وَابن مردويه عن مسروق قال
: سألت ابن مسعود من آذن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بالجن ليلة استمعوا
القرآن قال : آذنته بهم شجرة.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن
ابن مسعود رضي الله عنه أنه سئل أين قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على
الجن فقال : قرأ عليهم بشعب يقال له الحجون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد
وأحمد ومسلم والترمذي عن علقمة قال : قلت لابن مسعود رضي الله عنه : هل
صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن منكم أحد قال : ما
صحبه
منا أحد ولكنا فقدناه ذات ليلة فقلنا اغتيل استطير ما فعل قال : فبتنا بشر
ليلة بات بها قوم فلما كان في وجه الصبح إذا نحن به يجيء من قبل حرا
فأخبرناه فقال : إنه أتاني داعي الجن فأتيتهم فقرأت عليهم القرآن فانطلق
فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله {وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن} قال : هم اثنا عشر ألفا من جزيرة الموصل.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وإذ صرفنا إليك نفرا من
الجن} قال : كانوا سبعة ثلاثة من أهل حران وأربعة من نصيبين وكان أسماؤهم
حسى ومسى وشاصر وماصر والأرد وإينان والأحقم وسرق.
وأخرج
الطبراني والحاكم ، وَابن مردويه عن صفوان بن المعطل قال : خرجنا حجاجا
فلما كنا بالعرج إذا نحن بحية تضطرب فما لبث أن ماتت فلفها رجل في خرقة
ودفنها ثم قدمنا مكة فإنا لبالمسجد الحرام إذ وقف علينا شخص فقال : أيكم
صاحب عمرو قلنا : ما نعرف عمرا ، قال : أيكم صاحب الجان قالوا : هذا ، قال
: أما أنه آخر التسعة موتا الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يستمعون القرآن.
وأخرج أبو نعيم في الدلائل والواقدي عن أبي جعفر رضي
الله عنه قال : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الجن في ربيع الأول
سنة إحدى عشرة من النبوة.
وأخرج الواقدي وأبو نعيم عن كعب الأحبار رضي
الله عنه قال : لما انصرف النفر التسعة من أهل نصيبين من بطن نخلة وهم
فلان وفلان وفلان والأرد وإينان والأحقب جاؤوا قومهم منذرين فخرجوا بعد
وافدين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ثلثمائة فانتهوا إلى الحجون
فجاء الأحقب فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن قومنا قد
حضروا الحجون يلقونك فواعده رسول الله صلى الله عليه وسلم لساعة من الليل
بالحجون والله أعلم.
الآية 35
أخرج ابن أبي حاتم والديلمي عن
عائشة رضي الله عنها قالت : ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما ثم طوى
ثم ظل صائما ثم طوى ثم ظل صائما قال : يا عائشة إن الدنيا لا تنبغي لمحمد
ولا لآل محمد ، يا عائشة إن الله لم يرض من أولي العزم من الرسل إلا
بالصبر على مكروهها والصبر عن محبوبها ثم لم يرض مني إلا أن يكلفني ما
كلفهم فقال : {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} وإني والله لأصبرن كما
صبروا جهدي ولا قوة إلا بالله.
وأخرج ابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس قال : أولو العزم من الرسل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الإيمان ، وَابن عساكر عن أبي
العالية {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} قال : نوح وهود وإبراهيم
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصبر كما صبروا وكانوا ثلاثة ورسول
الله صلى الله عليه وسلم رابعهم قال نوح : يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي
وتذكيري بآيات الله) (يونس الآية 71) إلى آخرها فأظهر لهم المفارقة وقال
هود حين (قالوا : إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله
وأشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه) (تعود الآية 53) فأظهر لهم
المفارقة
قال لإبراهيم (لقد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم) (الممتحنة الآية 4) إلى
آخر الآية فأظهر لهم المفارقة قال يا محمد : (قل إني نهيت أن أعبد الذين
تدعون من دون الله) (الأنعام الآية 56) فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
عند الكعبة فقرأها على المشركين فأظهر لهم المفارقة.
وأخرج ابن عساكر عن قتادة في قوله {أولوا العزم} قال : هم نوح وهود وإبراهيم وشعيب وموسى.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال {أولوا العزم} إسماعيل ويعقوب وأيوب وليس آدم منهم ولا يونس ولا سليمان.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة قال : {أولوا العزم} نوح وإبراهيم وموسى وعيسى.
وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} قال : هم
الذين أمروا بالقتال حتى مضوا على ذلك نوح وهود وصالح وموسى وداود وسليمان.
وأخرج ابن مردويه ، عَن جَابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : بلغني أن أولي العزم من الرسل كانوا ثلثمائة وثلاثة عشر.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فهل يهلك
إلا القوم الفاسقون} قال : تعلموا والله ما يهلك على الله إلا هالك مشرك
ولى الإسلام ظهره أو منافق صدق بلسانه وخالف بقلبه.
وأخرج الطبراني في
الدعاء عن أنس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إذا طلبت وأحببت أن
تنجح فقل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم لا إله إلا الله
وحده لا شريك له رب السموات والأرض ورب العرش العظيم الحمد لله رب
العالمين كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها كأنهم يوم يرون ما
يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون
اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة
من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار اللهم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته
ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين والحمد
لله رب العالمين.
* بسم الله الرحمن الرحيم * (47)- سورة محمد.
مدنية وآياتها ثمان وثلاثون.
مقدمة سورة محمد.
أَخْرَج ابن ضريس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أنزلت سورة القتال بالمدينة.
وَأخرَج النحاس ، وَابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة محمد بالمدينة.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال : نزلت بالمدينة سورة {الذين كفروا}.
وأخرج ابن مردويه ، عَن عَلِي ، قال : سورة محمد آية فينا وآية في بني أمية.
وأخرج
الطبراني في الأوسط عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم كان يقرأ بهم في المغرب {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله}.
الآيات 1 – 3
أخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي
حاتم والحاكم وصححه ، وَابن مردويه عن ابن عباس في قوله {الذين كفروا
وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم} قال : هم أهل مكة قريش نزلت فيهم !
{والذين آمنوا وعملوا الصالحات} قال : هم أهل المدينة الأنصار {وأصلح بالهم} قال : أمرهم.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله {أضل أعمالهم} قال : كانت لهم أعمال فاضلة لا يقبل الله مع الكفر عملا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة {وأصلح بالهم} قال : أصلح حالهم.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن مجاهد في قوله {وأصلح بالهم} قال :
شأنهم ، وفي قوله {ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل} قال : الشيطان.
الآيات 4 - 6.
أَخْرَج
ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب} قال
: مشركي العرب يقول {فضرب الرقاب} قال : حتى يقولوا لا إله إلا الله.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله {حتى إذا
أثخنتموهم فشدوا الوثاق} قال : لا تأسروهم ولا تفادوهم حتى تثخنوهم
بالسيف.
وأخرج
النحاس عن ابن عباس في قوله {فإما منا بعد وإما فداء} قال : فجعل
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالخيار في الأسرى إن شاؤوا
قتلوهم وإن شاؤوا استعبدوهم وإن شاؤوا فادوهم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن
مردويه عن ابن عباس في قوله {فإما منا بعد وإما فداء} قال : هذا منسوخ
نسختها (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين) (التوبة الآية 5).
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فإما منا بعد وإما فداء}
قال : فرخص لهم أن يمنوا على من شاؤوا منهم نسخ الله ذلك بعد في براءة
فقال : (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) (التوبة الآية 5).
وأخرج عَبد
بن حُمَيد وأبو داود في ناسخه ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن قتادة رضي
الله عنه في قوله {فإما منا بعد وإما فداء} قال : كان المسلمون إذا لقوا
المشركين قاتلوهم فإذا أسروا منهم أسيرا فليس لهم إلا أن يفادوه أو يمنوا
عليه ثم نسخ ذلك بعد (فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم) (الأنفال
57).
وأخرج عبد الرزاق في المصنف ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن
الضحاك ومجاهد في قوله {فإما منا بعد وإما فداء} قالا : نسختها (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم).
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن السدي مثله.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأدى رجلين من أصحابه برجلين من المشركين
أسروا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن أشعث قال : سألت الحسن وعطاء عن قوله
{فإما منا بعد وإما فداء} قال : أحدهما يمن عليه أو لا يفادى وقال الآخر :
يصنع كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم يمن عليه أو لا يفادى.
وأخرج
ابن جرير ، وَابن مردويه عن الحسن رضي الله عنه قال : أتى الحجاج بأسارى
فدفع إلى ابن عمر رضي الله عنهما رجلا يقتله فقال ابن عمر : ليست بهذا
أمرنا إنما قال الله {حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما
منا بعد وإما فداء}.
وأخرج
ابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما أعتق
ولد زنية وقال : قد أمرنا الله ورسوله أن نمن على من هو شر منه قال الله
{فإما منا بعد وإما فداء}.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف ، وَابن المنذر
، وَابن مردويه عن ليث رضي الله عنه قال : قلت لمجاهد : بلغني أن ابن عباس
رضي الله عنهما قال : لا يحل قتل الأسارى لأن الله تعالى قال {فإما منا
بعد وإما فداء} فقال مجاهد : لا تعبأ بهذا شيئا أدركت أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم وكلهم ينكر هذا ويقول : هذه منسوخة إنما كانت
في الهدنة
التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين فأما اليوم فلا
يقول الله (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) ويقول {فإذا لقيتم الذين كفروا
فضرب الرقاب} فإن كانوا من مشركي العرب لم يقبل منهم شيء إلا الإسلام فإن
لم يسلموا فالقتل وأما من سواهم فإنهم إذا أسروا فالمسلمون فيهم بالخيار
إن شاؤوا قتلوهم وإن شاؤوا استحيوهم وإن شاؤوا فادوهم إذا لم يتحولوا عن
دينهم فإن أظهروا الإسلام لم يفادوا ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
قتل الصغير والمرأة والشيخ الفاني.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه قال : نسخت (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) (النساء 89) ما كان قبل ذلك من فداء أو من.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عطاء رضي الله عنه أنه كان يكره قتل أهل الشرك
صبرا
ويتلو {فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء} ثم نسختها {فخذوهم واقتلوهم
حيث وجدتموهم} ونزلت زعموا في العرب خاصة وقتل النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم عقبة بن أبي معيط يوم بدر صبرا.
وأخرج عبد الرزاق عن أيوب رضي الله عنه أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الوصفاء والعسفاء.
وأخرج
عبد الرزاق عن الضحاك بن مزاحم رضي الله عنه قال : نهى النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم عن قتل النساء والولدان إلا من عدا منهم بالسيف.
وأخرج ابن
أبي شيبة ، وَابن جَرِير عن القاسم بن عبد الرحمن رضي الله عنه قال : بعث
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سرية فطلبوا رجلا فصعد شجرة فأحرقوها بالنار
فلما قدموا على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أخبروه بذلك فتغير وجه رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقال : إني لم أبعث أعذب بعذاب الله إنما بعثت
بضرب الرقاب وشد الوثاق ، أما قوله تعالى : {حتى تضع الحرب أوزارها}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {حتى تضع الحرب أوزارها} قال : حتى لا يكون شرك.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه {حتى تضع الحرب أوزارها} قال : حتى يعبد الله ولا يشرك به.
وأخرج
الفريابي ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر والبيهقي في
"سُنَنِه" عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {حتى تضع الحرب أوزارها} قال :
حتى يخرج عيسى بن مريم عليه السلام فيسلم كل يهودي ونصراني وصاحب ملة
وتأمن الشاة من الذئب ولا تقرض فأرة جرابا وتذهب العداوة من الناس كلها
ذلك ظهور الإسلام على الدين كله وينعم الرجل المسلم حتى تقطر رجله دما إذا
وضعها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي
صلى الله عليه وسلم قال : يوشك من عاش منكم أن يلقى عيسى بن مريم إماما
مهديا وحكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير وتوضع الجزية وتضع الحرب
أوزارها.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه {حتى تضع الحرب أوزارها} قال : خروج عيسى بن مريم عليه السلام.
وأخرج
ابن سعد وأحمد والنسائي والبغوي والطبراني ، وَابن مردويه عن سلمة بن نفيل
رضي الله عنه قال : بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ
جاءه رجل فقال يا رسول الله : إن الخيل قد سيبت ووضع السلاح وزعم أقوام أن
لا قتال وأن قد وضعت الحرب أوزارها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
كذبوا فالآن جاء القتال ولا تزال طائفة من أمتي يقاتلون في سبيل الله لا
يضرهم من خالفهم يزيغ الله قلوب قوم ليرزقهم منهم ويقاتلون حتى تقوم
الساعة ولا تزال الخيل معقودا في نواصيها الخير حتى تقوم الساعة ولا تضع
الحرب أوزارها حتى يخرج يأجوج ومأجوج.
وأخرج ابن أبي حاتم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : فتح لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتح
فقلت
يا رسول الله اليوم ألقى الإسلام بجرانه ووضعت الحرب أوزارها فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : إن دون أن تضع الحرب أوزارها خلالا ستا أولهن
موتى ثم فتح بيت المقدس ثم فئتان من أمتي دعواهم واحدة يقتل بعضهم بعضا
ويفيض المال حتى يعطي الرجل المائة دينار فيتسخط وموت يكون كقعاص الغنم
وغلام من بني الأصفر ينبت في اليوم كنبات الشهر وفي الشهر كنبات السنة
فيرغب فيه قومه فيملكونه يقولون نرجو أن ير بك علينا ملكنا فيجمع جمعا
عظيما ثم يسير حتى يكون فيما بين العريش وأنطاكية وأميركم يومئذ نعم
الأمير فيقول لأصحابه : ما ترون فيقولون نقاتلهم حتى يحكم الله بيننا
وبينهم فيقول لا أرى ذلك نحرز ذرارينا وعيالنا ونخلي بينهم وبين الأرض ثم
نغزوهم وقد أحرزنا ذرارينا فيسيرون فيخلون بينهم وبين أرضهم حتى يأتوا
مدينتي هذه فيستهدون أهل الإسلام فيهدونهم ثم يقول لا ينتدبن
معي إلا من يهب نفسه لله حتى نلقاهم فنقاتل حتى يحكم الله بيني وبينهم فينتدب معه سبعون ألفا ويزيدون
على
ذلك فيقول حسبي سبعون ألفا لا تحملهم الأرض وفيهم عين لعدوهم فيأتيهم
فيخبرهم بالذي كان فيسيرون إليهم حتى إذا التقوا سألوا أن يخلي بينهم وبين
من كان بينهم وبينه نسب فيدعونهم فيقولون ما ترون فيما يقولون فيقول : ما
أنتم بأحق بقتالهم ولا أبعد منهم فيقول : فعندكم فأكسروا أغمادكم فيسل
الله سيفه عليهم فيقتل منهم الثلثان ويقر في السفن الثلث وصاحبهم فيهم حتى
إذا تراءت لهم جبالهم بعث الله عليهم ريحا فردتهم إلى مراسيهم من الشام
فأخذوا فذبحوا عند أرجل سفنهم عند الساحل فيومئذ تضع الحرب أوزارها ، أما
قوله تعالى : {ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم}.
أخرج عَبد بن حُمَيد ،
وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم} قال
: أي والله بجنوده الكثيرة كل خلقه له جند فلو سلط أضعف خلقه لكان له جندا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ذلك {ولو يشاء الله لانتصر
منهم}
قال : لأرسل عليهم ملكا فدمر عليهم وفي قوله {والذين قتلوا في سبيل الله
فلن يضل أعمالهم} قال : نزلت فيمن قتل من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم يوم أحد.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ والذين قاتلوا بالألف.
وأخرج
عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن قتادة
رضي الله عنه في قوله {والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم} الآية
، قال : ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في يوم أحد ورسول الله صلى الله عليه
وسلم في الشعب وقد فشت فيهم الجراحات والقتل وقد نادى المشركون يومئذ :
أعل هبل ونادى المسلمون الله أعلى وأجل ففادى المشركون يوم بيوم بدر وإن
الحرب سجال لنا عزى ولا عزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قولوا الله مولانا ولا مولى لكم إن القتلى مختلفة أما قتلانا فأحياء
يرزقون وأما قتلاكم ففي النار يعذبون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن
جَرِير عن مجاهد رضي الله عنه {ويدخلهم الجنة عرفها لهم} قال : يهدي أهلها
إلى بيوتهم ومساكنهم وحيث قسم الله لهم منها لا يخطئون كأنهم ساكنوها منذ
خلقوا لا يستدلون عليها أحدا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {عرفها لهم} قال : عرفهم منازلهم فيها.
وأخرج
ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في قوله {ويدخلهم الجنة عرفها لهم}
قال : بلغنا أن الملك الذي كان وكل بحفظ عمله في الدنيا يمشي بين يديه في
الجنة ويتبعه ابن آدم حتى يأتي أقصى منزل هو له فيعرفه كل شيء أعطاه الله
في الجنة فإذا انتهى إلى أقصى منزله في الجنة دخل إلى منزله وأزواجه
وانصرف الملك عنه.
الآيات 7 - 11.
أَخْرَج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} قال : على نصره.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه {إن تنصروا الله
ينصركم} قال : حق على الله أن يعطي من سأله وأن ينصر من نصره {والذين
كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط
أعمالهم} قال : أما الأولى ففي الكفار الذين قتل الله يوم بدر وأما الأخرى
ففي الكفار عامة.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عمرو بن ميمون رضي الله عنه : !
{ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله} قال : كرهوا الفرائض.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {أفلم يسيروا في الأرض
فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم} قال : أهلكهم الله
بألوان العذاب بأن يتفكر متفكر ويتذكر متذكر ويرجع راجع فضرب الأمثال وبعث
الرسل ليعقلوا عن الله أمره.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {وللكافرين أمثالها} قال : لكفار قومك يا محمد مثل ما دمرت به القرى فأهلكوا بالسيف.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر عن مجاهد في قوله
{وللكافرين أمثالها} قال : مثل ما دمرت به القرون الأولى وعيد من الله
تعالى لهم وفي قوله {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا} قال : وليهم الله.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا} قال : ليس لهم مولى غيره.
الآيات 12 - 14.
أَخْرَج
ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله : {والذين كفروا يتمتعون
ويأكلون كما تأكل الأنعام} قال : لا يلتفت إلى آخرته ، قوله تعالى :
{وكأين من قرية} الآيتين.
وأخرج عَبد بن حُمَيد وأبو يعلى ،
وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة إلى الغار التفت إلى مكة
وقال : أنت أحب بلاد الله إلى الله وأنت أحب بلاد الله إلي ولولا أن أهلك
أخرجوني منك لم أخرج منك فأعتى الأعداء من عدا على الله في حرمه أو قتل
غير قاتله أو قتل بذحول أهل الجاهلية فأنزل الله تعالى {وكأين من قرية هي
أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم}.
وأخرج عبد
الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله
{وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك} قال : قريته مكة وفي قوله {أفمن كان
على بينة من ربه} قال : هو محمد صلى الله عليه وسلم {كمن زين له سوء عمله}
قال : هم المشركون.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال : كل هوى ضلالة.
وأخرج ابن المنذر ، عَن طاووس قال : ما ذكر الله هوى في القرآن إلا ذمه.
الآية 15.
أَخْرَج ابن جريج ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {أنهار من ماء غير آسن} قال : غير متغير.
وأخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {من ماء غير آسن} قال : غير منتن.
وأخرج
عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن عكرمة رضي الله عنه {وأنهار من لبن لم
يتغير طعمه} قال : قال ابن عباس رضي الله عنهما : لم يحلب.
وأخرج ابن
المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {وأنهار من لبن لم يتغير
طعمه} قال : لم يخرج من بين فرث ودم {وأنهار من خمر لذة للشاربين} قال :
لم تدنسه الرجال بأرجلهم {وأنهار من عسل مصفى} قال : لم يخرج من بطون
النحل.
وأخرج أحمد والترمذي وصححه ، وَابن المنذر ، وَابن مردويه
والبيهقي في البعث والنشور عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه : سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول في الجنة بحر اللبن وبحر الماء وبحر العسل
وبحر الخمر ثم تشقق الأنهار منها بعد.
وأخرج الحرث بن أبي أسامة
في مسنده والبيهقي عن كعب رضي الله عنه قال : نهر النيل نهر العسل في
الجنة ونهر دجلة نهر اللبن في الجنة ونهر الفرات نهر الخمر في الجنة ،
ونهر سيحان نهر الماء في الجنة.
وأخرج ابن مردويه عن الكلبي رضي الله
عنه في قوله : {مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن}
الآية قال : حدثني أبو صالح عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : لما أسرى بي فانطلق بي الملك فانتهى بي إلى نهر
الخمر فإذا عليه إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقلت للملك : أي نهر هذا
فقال : هذا نهر دجلة ، فقلت له : إنه ماء قال هو في ماء في الدنيا يسقي
الله به من يشاء وهو في الآخرة خمر لأهل الجنة ، قال : ثم انطلقت مع الملك
إلى نهر الرب فقلت للملك : أي نهر هذا قال : هو جيحون وهو الماء غير آسن
وهو في الدنيا ماء يسقي الله به من يشاء وهو في الآخرة ماء غير آسن ثم
انطلق بي فأبلغني نهر اللبن الذي يلي القبلة فقلت للملك : أي نهر هذا قال
: هذا نهر الفرات فقلت : هو ماء ، قال : هو ماء يسقي الله به من يشاء في
الدنيا وهو لبن في الآخرة لذرية المؤمنين الذين رضي الله عنهم وعن آبائهم
ثم انطلق بي فأبلغني نهر العسل الذي يخرج من جانب المدينة فقلت للملك الذي
أرسل معي : أي نهر هذا قال : هذا نهر مصر ، قلت : هو ماء ، قال : هو ماء
يسقي الله به من يشاء في الدنيا وهو في الآخرة عسل لأهل الجنة {ولهم فيها
من كل
الثمرات} يقول : في الجنة {ومغفرة من ربهم} يقول : لذنوبهم.
وأخرج
ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أبي وائل رضي الله عنه
قال : جاء رجل يقال له نهيك بن سنان إلى ابن مسعود رضي الله عنه فقال : يا
أبا عبد الرحمن كيف تقرأ هذا الحرف أياء تجده أم ألفا من ماء غير ياسن أو
من ماء غير آسن فقال له عبد الله رضي الله عنه : وكل القرآن أحصيت غير هذا
فقال إني لأقرأ المفصل في ركعة ، قال : هذا كهذا الشعر إن قوما يقرأون
القرآن لا يجاوز تراقيهم ولكن القرآن إذا وقع في القلب فرسخ نفع إني لأعرف
النظائر التي كان يقرأ بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن
جرير عن سعد بن طريف رضي الله عنه قال : سألت أبا إسحاق رضي الله عنه عن
{ماء غير آسن} قال : سألت عنها الحارث فحدثني أن الماء الذي غير آسن تسنيم
قال : بلغني أنه لا تمسه يد وأنه يجيء الماء هكذا حتى يدخل فمه والله
تعالى أعلم.
الآيات 16 – 19
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال : كان المؤمنون والمنافقون يجتمعون
إلى
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فيستمع المؤمنون منه ما يقول ويعونه ويسمعه
المنافقون فلا يعونه فإذا أخرجوا سألوا المؤمنين ماذا قال آنفا فنزلت
{ومنهم من يستمع إليك}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال
: كانوا يدخلون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا خرجوا من عنده
قالوا لابن عباس رضي الله عنهما : ماذا قال آنفا فيقول : كذا وكذا ، وكان
ابن عباس رضي الله عنهما من الذين أوتوا العلم.
وأخرج ابن جرير والحاكم
وصححه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {حتى إذا
خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا} قال : أنا منهم
ولقد سئلت.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه
في قوله {ومنهم من يستمع إليك} قال : هؤلاء المنافقون دخل رجلان فرجل عقل
عن الله وانتفع
بما يسمع ورجل لم يعقل عن الله ولم يعه ولم ينتفع به.
وأخرج
ابن أبي شيبة ، وَابن عساكر عن ابن بريدة رضي الله عنه {قالوا للذين أوتوا
العلم ماذا قال آنفا} قال : هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
وأخرج
ابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قوله تعالى : {والذين اهتدوا} الآية.
أخرج
ابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن عكرمة رضي الله عنه أن ناسا من أهل
الكتاب آمنوا برسلهم وصدقوهم وآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث
فلما بعث كفروا به فذلك قوله {فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد
إيمانكم} وكان قوم
من أهل الكتاب آمنوا برسلهم وبمحمد صلى الله عليه
وسلم قبل أن يبعث فلما بعث آمنوا به فذلك قوله {والذين اهتدوا زادهم هدى
وآتاهم تقواهم}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله
عنهما في قوله {والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم} قال : لما أنزل
القرآن آمنوا به فكان هدى فلما تبين الناسخ من المنسوخ زادهم هدى.
أما قوله تعالى : {فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها}.
أخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فقد جاء أشراطها} قال : دنت الساعة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فقد جاء أشراطها} قال : أول الساعات.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {فقد جاء أشراطها} قال : محمد صلى الله عليه وسلم من أشراطها.
وأخرج
البخاري عن سهل بن مسعود رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال بأصبعه هكذا الوسطى والتي تليها بعثت أنا والساعة كهاتين.
وأخرج
أحمد والبخاري ومسلم والترمذي عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى.
وأخرج
ابن مردويه عن سعيد بن أبي عروبة رضي الله عنه في قوله {فهل ينظرون إلا
الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها} قال : كان قتادة رضي الله عنه
يقول : قد دنت الساعة ودنا منكم فداء ودنا من الله فراغ للعباد قال قتادة
رضي الله عنه وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه بعد
العصر حتى كادت الشمس تغرب ولم يبق منها