كتاب : التدوين في أخبار قزوين
المؤلف : الرافعي

محمد بن أحمد بن مكي أبو العباس العبدي القزويني، روى عنه علي ابن أحمد بن صالح، فقال ثنا أبو العباس هذا ثنا الحسن بن الفضل ثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان البغدادي ثنا الأصمعي ثنا مالك بن مغول عن الشعبي عن ابن عباس قال لطم أبو جهل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فشكت إلى أبيها فقال ائتني أبا سفيان فأتته فأخبرته فأخذ بيدها وقام معها حتى وقف على أبي جهل وقال لها الطميه كما لطمك ففعلت فجأت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرته فرفع يديه وقال اللهم لا تنسها لأبي سفيان، قال ابن عباس: ما شككت أن كان إسلامه إلا لدعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
محمد بن أحمد بن منصور أبو منصور القطان الفقيه القزويني، عالم مشهور، كان يقال له أسد السنة، سمع أبا يعلى الموصلي وعبد الله بن أبي سفيان بالموصل، والبغوي والباغندي، وابن عبد الجبار الصوفي وأقرانهم ببغداد وابن عقدة، وعبد الله بن زيدان بالكوفة وأحمد بن كثير الدينوري وعلي بن أبي طاهر، ويوسف بن عاصم، ومحمد بن مسعود بقزوين، وكان كثير العلم والرواية وأملى خمس عشرة سنة في الجامع على الصحة والاستقامة، وتوفي سنة ست وستين وثلاثمائة.
أنبأنا القاضي عطاء الله بن علي، عن كتاب الخليل بن عبد الجبار ثنا داؤد ابن المختار المقرئ ثنا عبد الرحمن بن أحمد ثنا أبو منصور القطان ثنا علي بن سليمان ثنا محمد بن عبد العزيز ثنا يحيى بن سليمان عن عبيد الله عن بن عمر عن نافع ابن عمر، قال سافرت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فكانوا يصلون الظهر ركعتين ولا يصلون قبلها ولا بعدها.
حدث أبو منصور في بعض أماليه عن محمد بن القاسم الأنباري النحوي، قال ثنا أبي ثنا عامر بن عمران أبو عكرمة الضبي، قال: خاصم أبو دلامة إلى عافية القاضي فأنشأ يقول:
لقد خاصمتني دهاة الرجال ... وخاصمتها سنة وافية
فما أدحض الله لي حجة ... ولا خيب الله لي قافية
فمن كنت أحذر من جورهم ... فلست أخافك يا عافية
فقال والله لأشكونك إلى أمير المؤمنين قال ولم قال لأنك هجوتني قال إذاً والله يعز لك قال لم قال لأنك لا تعرف المدح من الهجو ولقي أبو منصور أبا العباس بن شريح ولعله تفقه عليه.
قال أبو عبد الرحمن السلمي في تاريخ الصوفية: ثنا أبو علي أحمد ابن سعيد النهاوندي، ثنا أبو منصور القطان القزويني، قال قلت لأبي العباس ابن شريح ما هذا الذي يتكلم به الجنيد، قال لا أدري غير أن للقايه صولة ما هي بصولة بطل، وبلغني أبا منصور القطان، كان يرقى فيضع يمناه على موضع الوجع، ويقول: أعوذ بالله السميع العليم، الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، وبعزة الله، وقدرته من شر ما نجد، ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد، فتعالى الله الملك الحق، لا إله إلا هو رب العرش الكريم، إلى آخر السورة. ويقرأ الحمد لله سبع مرات فيبرأ العليل بإذن الله تعالى.
محمد بن أحمد بن منصور الفقيه، أبو المنذر القزويني القطان أخو أبي منصور، وهو أصغر منه سمع من الحسن بن علي الطوسي، وإسحاق بن محمد وببغداد المحاملي وابن زياد النيسابوري وبمصر أبو القاسم عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني القاضي، وروى عن محمد بن أحمد بن حماد زعبة، وروى عنه أبو بكر بن لال وتوفي سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وقيل سنة سبع وصلى عليه أخوه أبو منصور.
حدث الحافظ أبو الفتيان الدهستاني، عن محمد بن الفضل بن جعفر الشاهد أنبا أبو بكر بن لال ثنا أبو المنذر محمد بن أحمد بن منصور القزويني ثنا الحسين بن يوسف بمصر ثنا يحيى بن محمد بن خشيش ثنا عبد الرحمن ثنا أبي ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " اصنع المعروف إلى أهله وإلى غير أهله، فإن أصبت أهله، أصبته وإن لم تصب أهله كنت أهله " محمد بن أحمد بن منصور أبو الزبير القطان أخو الأولين، خرج مع أبي الحسن القطان إلى صنعاء ومكة ومات وهو شاب لم يبلغ الرواية.

محمد بن أحمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد السمعاني المروزي، أبو المعالي بيته من البيوت الرفيعة، وكان عزيز النظر في التذكير لطيف العبارة، ورد قزوين وأكرم أهلها مورده، وذكر بها وأحضرت مجلس تذكيرة للنظارة لصغرى وأنا أتذكره روى الحديث عن أبيه.
محمد بن أحمد بن مهدي القزويني، توطن أبوه بالري وولده بها، وكان له ثروة ومروة وتفقه مدة وكان يعرف طرفاً من الحساب، وسمع معي الحديث بالري، أخبرني وإياه القاضي أبو علي الحسين بن محمد ابن الحسين بن محمد القاضي الحسين المروروزي سنة سبع وثمانين وخمسمائة، وقد قدم الري حاجاً.
أبنا السيد علي بن يعلى بن عوض، أنبا محمود بن القاسم الأزدي، أنبا عبد الجبار بن محمد أنبا محمد بن أحمد بن محبوب ثنا محمد بن عيسى الحافظ ثنا قتيبة بن سعيد ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني عن عبادة بن الصامت، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مجلس فقال بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا ولا تزنوا ثم قرأ عليهم الآية، فمن وقى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب عليه، فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله عليه، فهو إلى الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.
محمد بن أحمد بن موسى المروزي أبو الحسين التاجر قدم قزوين، غازياً سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وحدث بها روى عنه الخليل الحافظ في مشيخته، فقال ثنا أبو الحسين هذا ثنا عبد الله بن عمر الجوهري المروزي ثنا محمد بن إبراهيم بن سعد أبو شنجى، ثنا أحمد بن حنبل ثنا علي بن المديني ثنا هشام بن يوسف وحدثني عبد الله بن بجير أنه سمع هانياً مولى عثمان، يذكر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا فرغ من دفن الميت، قال استغفروا الله وسئلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القبر أول منزل من منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر وإلا فما بعده أشد منه.
محمد بن أحمد بن ميمون بن عون الكاتب، أبو بكر جد محمد بن أحمد بن محمد الذي سبق ذكره، سمع بقزوين إسماعيل بن توبة وأقرانه وبمكة محمد بن إسماعيل الصائغ، وابن أبي ميسرة رأيت بخط بعضهم، سمعت أحمد بن محمد بن ميمون، يقول: سمعت أبي يقول: ما جلست منذ علقت على غير وضوء إلا مرتين وفي كلتيهما أغتممت.
محمد بن أحمد بن أبي المظفر أبو سعيد، سمع علي بن أحمد بن صالح، بقزوين سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، ومما سمع منه حديث ابن صالح عن محمد بن عبد بن عامر، قال: ثنا مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إبراهيم بن عبيد الله عن أبيه عن جده أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا توضأ وضوء للصلاة ترك خاتمه.
محمد بن أحمد بن ناصح الوزان، سمع أبا الحسن القطان في الطوالات يحدث عن أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن سليمان الصنعاني، وذكر أنه حدثه بصنعاني سنة خمس وثمانين ومائتين، ثنا صابر بن سالم ابن حميد بن يزيد بن عبد الله بن ضمرة بن مالك، أبو أحمد البجلي، وكان ينزل في طرف البصرة، وحدثني أبي سالم حدثني أبي حميد حدثني أبي يزيد حدثتني أختي أم القصاب بنت عبد الله، قالت حدثني أبي عبد الله أنه كان قاعداً عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فطلع جرير بن عبد الله البجلي، فبسط له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رداءه وقال هذا كريم قوم فإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.
محمد بن أحمد بن عبد الله القزويني، أبو عبد الله، سمع ببغداد أبا الحسن سعد الله بن محمد علي الدقاق، سنة ثمان وخمسين وخمسمائة في رجب، حديثه عن أبي القاسم، علي بن أحمد بن بيان أنبا القاضي أبو العلاء الواسطي أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد السقا الحافظ ثنا موسى هو ابن سهل بن عبد الحميد ثنا هشام هو ابن عمار، عن حاتم ابن إسماعيل ثنا صالح ابن محمد بن زائدة عن أبي سلمة عن عائشة.
قالت قلت يا رسول الله، إن ابن جدعان كان يضيف الضيف ويطعم الطعام، ويفعل ويفعل، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا عائشة ولم يقل قط ساعة من ليل أو نهار رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين " أنبأنا الحديث والدي رحمه الله بقرأته على سعد الله سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.

محمد بن أحمد بن الوزير أبو بكر الوراق، روى عنه ميسرة بن علي، وروى عن إسماعيل بن توبة، وإبراهيم بن محمد بن يوسف المقدسي، قال ميسرة في مشيخته ثنا محمد بن أحمد بن أبي الوزير وسهل بن سعد، قالا ثنا إسماعيل بن توبة ثنا بشر بن ميمون سمعت جعفر بن محمد عن أبيه قال تولوا أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فما أصابكم من شيء فهو في عنقي.
محمد بن أحمد بن يعقوب أبو بكر المرزوي ثقة، ولد بقزوين وأقام بالري، سمع محمد بن أيوب وعلي بن الحسين الجنيد، قال الحافظ الخليل: سمعت أبا حاتم اللبان يروي عنه ويثني عليه، أنبأنا أبو الفضل الكرجي أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الكرجي أنبا القاضي عبد الجبار بن أحمد ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب المرزي بالري ثنا محمد بن أيوب البجلي ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا إسماعيل بن زكريا عن أبي رجاء عن برد بن سنان عن مكحول عن واثلة بن الأسقع عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " كن ورعاً تكن أعبد الناس وكن قنعاً تكن اشكر الناس وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلماً وأقل الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب.
محمد بن أحمد بن يعقوب، أبو عبد الله المرزي كان ينزل قزوين، وربما أقام بالري، روى عن أبي يعلى الموصلي وزنجويه بن خالد، وسمع بمكة من أبي ميسرة وببغداد من الكديمي وأقرانه وحدث عنه علي بن أحمد بن صالح، وعلي بن محمد المرزي المرزيون جماعة كثيرة من أهل الفقه والحديث تأتي أسماؤهم في مواضعها إن شاء الله تعالى.
محمد بن أحمد بن يوسف بن أبي الليث القزويني، أبو الحسين الفقيه، سمع صحيح البخاري أو بعضه من أوله من أبي الفتح الراشدي سنة ست وأربعمائة.
محمد بن أحمد المعسلي أبو منصور، سمع أبا عبد الله الحسين بن حلبس، وفيما سمع منه ورواه ابن حلبس عن أبي علي الحسين بن حمدان الصيدناني، ثنا محمد بن عبد العزيز أنبا الفضل بن موسى عن الفضل بن دلهم عن الحسن في قوله تعالى: " يحبهم ويحبونه، قال هو أبو بكر وأصحابه.
محمد بن أحمد الفارسي، سمع أبا الحسن القطان حدث عن حازم ابن يحيى ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " ليس من الإنسان إلا يبلى إلا عظماً واحداً قال وهو عجب الذنب، ومنه قوله يركب الحق يوم القيامة " محمد بن أحمد الدربكي، سمع تفسير بكر بن سهل الدمياطي، أو بعضه من محمد بن إسحاق بن محمد الكيساني ويمكن أن يكون منسوباً إلى المحلة بواقعة بطريق دزج المنفصلة عن العمارات فإنها تدعى دربك.
محمد بن أحمد الهروي، حدث بقزوين، أخبرنا عن كتاب أبي علي الحداد، أن الحافظ الخليل كتب إليه من قزوين، قال حدثني عبد الواحد بن محمد بن أحمد ثنا جعفر بن محمد بن حماد، إمام جامع قزوين سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، ثنا محمد بن أحمد الهروي بقزوين ثنا يحيى بن خذام السقطي بالبصرة ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خبرني جبرئيل عن الله تعالى أنه قال: وعزتي وجلالي ووحدانيتي وارتفاع مكاني، وفاقة خلقي إلى واستواي على عرشي أني لأستجى من عبدي وأمتي يشبان في الإسلام ثم اعذبهما فرأيت رسول صلى الله عليه وآله وسلم تبكي عند ذلك فقلنا ما يبكيك يا رسول الله قال بكيت لمن يستحي الله منه ولا يستحي من الله، خذام - بالخاء والذال المعجمتين.
محمد بن أحمد أبو بكر الشعيري، سمع علي بن أحمد بن صالح سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وأنا عبد الله محمد بن إسحاق الكيساني وأبا القاسم عبد العزيز بن ماك وغيرهم، وكان من الفقهاء المذكورين، ويمكن أن يكون هو محمد بن أحمد بن الحسن الشعيري الذي مر ذكره، وسمع محمد بن علي بن عمر المعسلي في فوائد العراقين رواية عبد الرحمن ابن أبي حاتم برواية المعسلي عنه، ثنا موهب بن يزيد الرملي ثنا ضمرة بن ربيع عن زيد بن حسن نسيب أيوب السختياني عن العلاء بن يزيد السلمي عن أنس سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً يقول:

يا ذا الجلال، يا ذا البهجة والجمال يا حسن الفعال، أسألك أن تعينني على ما ينجيني مما خوفتني منه وأن ترزقني شوق الصادقين، إلى ما شوقتهم إليه، فقال يا أنس أتيه فقل له إني رسول الله، وقل فليستغفر لي فقال غفر الله لي ولأخي أبلغه مني السلام وأخبره إن الله قد فضله على الأنبياء كما فضل ليلة القدر على سائر الليالي ثم قال يا أنس تعرفه قال لا قال ذاك أخي الخضر عليه السلام.
محمد بن أحمد التميمي الطبري، أبو جعفر، سمع أبا الفتح الراشدي بقزوين سنة ست عشرة وأربعمائة صحيح البخاري أبو بعضه.
محمد بن أحمد أبو منصور الأستاذي القزويني، سمع أبا الفتح الراشدي في صحيح البخاري، حديثه عن أبي نعيم ثنا مسعر عن سعد عن ابن شداد، قال سمعت علياً رضي الله عنه يقول ما سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم جمع أبوه لأحد غير سعد يريد قوله صلى الله عليه وآله وسلم لسعد بن أبي وقاص إرم فداك أبي وأمي.
محمد بن أحمد المتكلم القزويني، سمع محمد بن علي بن عمر الصيدناني مع أحمد بن علي المعسلي والخليل الحافظ وجماعة.
محمد بن أحمد أبو بكر القزويني، روى عنه محمد بن سعيد الخفاف أنبا عن علي بن عبيد الله إجادة عن كتاب عبد الرحيم بن الشافعي بن محمد بن إدريس عن أبيه أنبا أبو الفتح الراشدي ثنا أبو نصر أحمد بن الحسن النيسابوري أنبا الحسين بن الحسن بن عامر بالكوفة ثنا محمد بن سعيد بن عبد الجبار الخفاف الزنجاني ثنا محمد بن أحمد أبو بكر القزويني ثنا محمد بن عبد العزيز ثنا محمد بن يحيى الكوفي عن سفيان الثوري عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس بن مالك عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الفاقة لأصحابي سعادة أن الغنى للمؤمن في آخر الزمان سعادة " محمد بن أحمد العجلي أبو نعيم القزويني، رأيت أجزاء من حديثه وفيها ثنا أبو نصر منصور بن عبد الملك بن إبراهيم ثنا أبو الفضل العباس ابن الحسين بن أحمد الصفار ثنا أبو علي الحسن بن إبراهيم الهاشمي ثنا إسحاق بن إبراهيم المدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أتاني جبرئيل فقال: يا محمد الإسلام عشرة أسهم وخاب من لا سهم له: أولهما شهادة أن لا إله إلا الله، والثاني الصلاة وهي الطهر، والثالث الزكوة وهي الفطرة، والرابع الصوم وهو الجنة، والخامس الحج وهو الشريعة، والسادس الجهاد وهو الغزو، والسابع الأمر بالمعروف وهو الوفاء، والثامن النهي عن المنكر وهو الحجة، والتاسع الجماعة وهي الإلفة، والعاشر الطاعة وهي العصمة.
سمع أبو نعيم هذا أبا حاتم بن خاموش جزأً من الحكايات جمعه وفي سمعت عبيد الله بن محمد بن محمد المؤدب يقول: قرأت على قبر عمرو ابن معدي كرب بنهاوند مكتوباً.
كل حي وإن بقي فمن العمر يستقي ... فاعمل اليوم واجتهد واحذر الموت يا شقي
محمد بن أحمد البستي، سمع ربيعة بن علي العجلي بقزوين في شعبان سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، أحاديث منها حديث ربيعة عن أبي علي الحسين القاضي ثنا محمد بن عبد بن خالد ثنا الليث بن خزيمة العابد ثنا منصور بن عبد الحميد عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أيما رجل أطعم جائعاً أطعمه الله من طعام الجنة، وأيما رجل آمن خائفاً آمنه الله يوم القيامة من الفزع الأكبر " .
محمد بن أحمد أبو عنان الغواس، سمع الصحيح البخاري، أبو بعضه من الشيخ أبي الفتح الراشدي في الجامع بقزوين سنة أربع عشرة وأربعمائة.
محمد بن أحمد الخياط، سمع أبا الفتح الراشدي، سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، في كتاب الزهد لأبن أبي حاتم بروايته عن أبي الحسن علي بن القاسم بن محمد السهروردي عن ابن أبي حاتم حديثه عن إسماعيل بن إسرائيل أبي محمد قال ثنا الفريابي ثنا سفيان عن الربيع عن يزيد بن أبان عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من كانت نيته طلب الدنيا شتت الله عليه أمره وجعل الفقر بين عينيه ولم يؤته منها إلا ما كتب له، ومن كانت نيته طلب الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه، وآتته الدنيا وهو راغمة " .

محمد بن أحمد الزبيري، أبو بكر، سمع أبا الحسن القطان في إملاء له من الطوالات ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي سنة اثنتين وسبعين ومائتين، ثنا عبد الله بن الحسن أنبا عبيد الله بن إسحاق بن حماد ثنا محمد ابن طلحة الطويل عن عبد الحليم بن سفيان بن أبي ثمر عن أبي نمر، وكان أبو نمر ممن يرعى الإبل في الجاهلية، ويأتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفد من بني أسد، عليهم مماطر مزررة بالذهب وفيهم رجل هو رأسهم يدعى قد بن مالك.
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمعك من القرآن شيء قال: نعم فقرأ: عبس وتولى، حتى أتى على آخرها فزاد فيها، وهو الذي أنعم على الحبلى فأخرج منها نسمة تسعى بين صفاق وحشا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا تزد في القرآن ما ليس فيه " ، الصفاق جلدة البطن.
محمد بن أحمد الهادي، أبو عبد الله البغدادي، سمع أبا منصور المقومي بقزوين، سنة سبع وسبعين وأربعمائة، وسمع منه أبو أحمد الكوفي بها سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، حديثه عن أبي الفتح المظفر بن حمزة الجرجاني ثنا أبو معمر المفضل بن إسماعيل الإسماعيلي أنبا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن سليمان بن علي المالكي بالبصرة ثنا محمد ابن مسكين ثنا أبو سعيد أسد بن موسى ثنا يزيد بن أبي الزرقا ثنا عبد الله ابن أبو سلمة عن يونس بن بكر العبدي عن قرة بن خالد السدوسي عن مورق العجلي.
قال لما حضرت عبيد الله بن شداد بن الأزهر العبدي الوفاة وكان مهاجراً دعا ابنه محمداً في مرضه، فقال يا بني أني أرى داعي الموت لا يقلع ومن مضى لا يرجع، ومن بقي فإليه ينزع، وإني أوصيك بتقوى الله، وليكن أولى الأمور بك الشكر لله مع حسن النية في السر والعلانية، واعلم أن الشكر مستزاد والتقوى خير زاد، وكن يا بني كما قال الحطيئة:
ولست أرى السعادة جمع مال ... ولكن التقى هو سعيد
وتقوى الله خير الزاد ذخراً ... وعند الله للأتقى مزيد
وما لا بد أن يأتي قريب ... ولكن الذي يمضي بعيد
ثم قال يا بني كن جواداً بالمال في مواضع الحق بخيلاً بالأسرار عن جميع الخلق فإن أحمد جود الحر الأنفاق في وجه البر والبخل بمكنون السر كما قال قيس بن الخطمر الأنصاري:
أجود بمضنون التلاد وإنني ... بسرك عمن سألني لضنين
إذا جاوز الاثنين سر فإنه ... ينث وتكثير الحديث فمين
وإن ضيع الإخوان سراً فإنني ... كتوم لأسرار العشير أمين
النث كالبث ويروي وتكثير الوشاة قمين.
محمد بن أحمد الحنبلي، سمع بقزوين غريب الحديث لأبي عبيد من أبي محمد الطيني سنة خمس وأربعمائة، وسمع أبا الحسن الراشدي، حديثه عن أبي طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا جدي ثنا بندار ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال لم يقص على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى عهد أبي بكر ولا على عهد عمر ولا على عهد عثمان رضي الله عنهم إنما كان القصص حيث كانت الفتنة.
محمد بن أحمد الأخويني البيع، ويعرف بمحمد بن أبي محمد، سمع أبا الفتح الراشدي في تفسير، من صحيح البخاري، ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير الأعمش عن إبراهيم عن علقمة بن عبد الله قال لما نزلت هذه الآية: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم، فقال رسول لله صلى الله عليه وآله وسلم: " أنه ليس بذلك ألا تسمع إلى قول لقمان: إن الشرك لظلم عظيم.
محمد بن أحمد أبو البغوي، سمع بقزوين جزأً من السيد أبي طاهر محمد بن أحمد الجعفري، فيه حديثه من شيوخه سنة نيف وأربعين وأربعمائة.
محمد بن أبي أحمد الناطقي، سمع الحديث بقزوين من أبي عبد الله القطان سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
فصل

محمد بن إدريس بن منذر بن داؤد بن مهران أبو حاتم الحنظلي الرازي إمام متفق عليه مرجوع إليه، سمع بالري عبد الصمد بن عبد العزيز وإبراهيم بن موسى وبالكوفة عبد الله بن موسى وأبا نعيم وقبيصة وبالبصرة، محمد بن عبد الله الأنصاري وأبا زيد سعيد بن أوس النحوي وببغداد عاصم بن علي، وهوذة بن خليفة وبمكة محمد بن بكار بن بلال، وبالمدينة إسمعيل بن أبي أويس، وبالشام آدم بن أبي أياس، وبمصر عبد الله بن يوسف، ويروي عنه أنه قال كتبت عن أبي شيخ عن أبي حاتم اللبان أنه قال جمعت من روى عنه أبو حاتم فبلغوا قريباً من ثلاثة آلاف.
عن عبد الرحمن بن أبي حاتم قال سمعت أبي يقول: أحصيت ما مشيت على قدمي في طلب الحديث فلما زد على ألف فرسخ تركت الإحصاء، وعن علي بن إبراهيم بن سلمة أنه قال ما رأيت مثل أبي حاتم بالعراق، ولا بالحجاز ولا باليمن فقيل له قد رأيت إسمعيل القاضي وإبراهيم الحربي وغيرهما من علماء العراق فقال ما رأيت أجمع من أبي حاتم ولا أفضل منه روى عنه يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، وهما أكبر سناً منه، وأحمد بن منصور الرمادي وأبو بكر بن أبي الدنيا ومحمد بن مخلد الدوري، ورد قزوين سنة ثلث عشرة ومائتين وتوفي سنة خمس وسبعين ومائتين، كذا ذكره الخليل الحافظ وحكى أبو بكر الخطيب الحافظ أنه توفي سنة سبع وسبعين.
فصلمحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي المروزي أبو الحسن يعرف أبوه براهويه، وهو الإمام المشهور ورد قزوين سنة ثمان وسبعين ومائتين، مع رافع بن هرثمة، وكان قاضي العسكر وردوها لغزو الديلم، وبنوا بها مسجداً قال أبو بكر الخطيب: وكان أبو الحسن عالماً بالفقه مستقيم الحديث قتلته القرامطة في رجوعه من الحج سنة أربع وتسعين ومائتين ولد بمرو ونشأ بنيسابور وكتب الحديث بخراسان والعراق والحجاز والشام ومصر،وروى عنه من أهل قزوين علي بن محمد بن مهرويه وعلي بن إبراهيم القطان وآخرون.
قال أبو الحسن القطان في الطوالات، ثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن راهويه، ثنا الحسن بن عرفة ثنا يعقوب بن الوليد المدني، ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب، قال وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه للناس ثمان عشرة كلمة حكمة كلها قال ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك منه ما يغلبك، ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شراً وأنت تجد لها في الخير محملاً، ومن كتم سره كانت الخبرة بيده، ومن عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء الظن به وعليك بإخوان الصدق فإنهم زينة في الرخاء، وعدة في البلاء ولا تهينوا بالحلف بالله فيهنكم الله، ولا تسأل عما لم يكن فإن فيما كان شغلاً عما لم يكن ولا تعرض فيما لا يعنيك وعليك الصدق وإن قتلك الصدق، ولا تطلب حاجتك إلى من لا يحب نجاحها لك، واعتزل عدوك واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من خشى الله ولا تصحب الفجار لتتعلم من فجورهم، وذل عند الطاعة واستعص عند المعصية وتخشع عند القبور استشر في أمرك الذين يخشون الله فإن الله تعالى يقول: إنما يخشى الله من عبادة العلماء.
قد سمع محمد بن إسحاق، هذا أباه وأحمد بن حنبل، وسويد بن نصر، وأبا سعيد الأشج ويونس بن عبد الأعلى، وعلي بن حجر ومحمد ابن رافع، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعلي بن المديني وأبا مصعب الزهري وغيرهم محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن المؤمل الجوهري، أبو الفتح المراغي البزار حديث بقزوين رأيت في فوائد محمد بن الحسين البزار، ثنا أبو الفتح محمد بن إسحاق الجوهري، في خان سندول ثنا أبو بكر المفيد ثنا محمد بن مخلد ثنا أبو العباس عيسى بن إسحاق بن موسى بن عبد الله الأنصاري الحظمي ثنا الحسن بن حرب بن طليب الهاشمي عن أبيه عن داؤد بن أبي هند عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: كزرع أخرج شطأه فآذره.
قال أصل الزرع عبد المطلب، أخرج شطأه محمد صلى الله عليه وآله وسلم فآزره بأبي بكر الصديق فاستغلظ بعمر بن الخطاب فاستوى على سوقه بعثمان يعجب الزرع بعلي بن أبي طالب، ليغيظ بهم الكفار ببغضهم.
محمد بن إسحاق بن أبي تيمار البيع، أبو الحسن القزويني كان من الفقهاء بها، توفي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.

محمد بن إسحاق بن الشافعي ابن أبي الفتح القزويني، أبو اليمان السليماني ويعرف بالشافعي الواعظ شيخ كان فيه خير وعفة ومحبة للعلم ونسبة إليه، وجمع وكتب بخطه كتباً ووقفها وسمع بنيسابور كتاب معرفة السنن والآثار، للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، من أبي محمد عبد الجبار بن البيهقي بقرأة الإمام أبي منصور العطاري سنة خمس وعشرين وخمسمائة، وسمع الحافظ شهردار بن شيرويه الديلمي، بهمدان من أول كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم الحافظ رحمه الله إلى ترجمة أبي سليم الداراني، سنة اثنين وخمسين وخمسمائة، وأجاز له الباقي وكان لا يزال يسمع ويكتب، ويجمع وكان حلو التذكير، مقبولاً عند الناس وسمعت غير واحد أنه قال في آخر مجلس للقاري بين يديه، وقد استملى قراآته هكذا فاقرأ أمام جنازتي يوم كذا فوافق قوله الحال.
محمد بن إسحاق بن محمد بن إسحاق ابن يزيد بن كيسان القزويني، أبو عبد الله الكيساني من المزكين والمحدثين، بقزوين وقد سبق ذكر جده يزيد بن كيسان في التابعين، سمع بقزوين أباه وأبا الحسن القطان وأحمد بن محمد بن ميمون، ومحمد بن صالح الطبري، ومحمد بن مسعود ابن مهرويه، وعلي بن جمع، وبالري عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن عيسى الوسقندي وأبا العباس الشحام، وبهمدان أحمد بن محمد بن أوس المقرئ، وببغداد القاسم بن إسماعيل، والحسين بن إسماعيل المحامليين، ويزداد بن عبد الرحمن الكاتب وأبا بكر بن مجاهد، وبمكة أبا سعيد ابن الأعرابي ومحمد بن الربيع بن سليمان الجيزي وبالكوفة ابن عقدة، وهناد بن السري التميمي، وبقرميسين محمد بن موسى بن أحمد السرخسي وبزنجان أحمد بن إبراهيم بن محمد بن سعيد.
قال الخليل الحافظ، وكان ثقة كبيراً مرحولاً إليه توفي في ذي قعدة سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، وقد نيف على التسعين وروى عنه الخلق الكثير.
أخبرنا الخليل بن عبد الجبار، أنبا أبو القاسم عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن إبراهيم عم والدي ثنا أبو عبد الله بن إسحاق ثنا الحسن ابن علي الطوسي ثنا محمد بن عمرو بن حيان ثنا بقية بن الوليد عن عبد الملك ابن عبد العزيز عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من حمل من أمتي أربعين حديثاً، فهو من العلماء " محمد بن إسحاق بن محمد أبو الحسين الأنصاري القزويني، من ولد البراء بن عازب رضي الله عنه، وذكر أن جده هو محمد بن يونس ابن عثمان بن عبيد الله بن يزيد بن البراء بن عازب، والله أعلم روى عنه الخليل الحافظ في مشيخته.
فقال أنبا أبو الحسين الأنصاري، هذا في سنة ست وسبعين وثلاثمائة، ثنا إبراهيم بن محمد الشهرزورى، سنة سبع وتسعين ومائتين، ثنا محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ ثنا سفيان بن عيينة ثنا مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس قال: دخلت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودعاه رجل من الأنصار فقدم إليه قصعة فيها مرق وفيه دبا فرأيته يتتبع الدبا فلا أزال أحبه لحب النبي صلى الله عليه وسلم.
الدبا بالمد والتشديد وضم الدال القرع، الواحدة دباة.
محمد بن إسحاق بن محمد، سمع أبا عبد الله محمد بن إسحاق الكيساني بقزوين تفسير بكر بن سهل الدمياطي أو بعضه.
محمد بن إسحاق بن مهران أبو بكر القزويني، روى عن إسماعيل بن توبة، وروى عنه ميسرة بن علي وأبو عبد الله الكيساني، وفيما حدث عنه أبو عبد الله، عن إسماعيل بن توبة، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله العمري عن أبيه عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن يتلقى السلع قبل أن تصل إلى الأسواق.
محمد بن إسحاق بن يزيد بن كيسان جد أبي عبد الله الكيساني، سمع علي بن محمد بن الطنافسي، وعبد الله بن الجراح القهستاني ومحمد ابن مهران الحمال، وروى عنه ابنه إسحاق وغيره، وذكر أنه كان من خيار عباد الله عز وجل رأيت بخط الخليل الحافظ ثنا محمد بن إسحاق الكيساني ثنا أبي إسحاق ثنا أبي محمد بن إسحاق ثنا موسى بن محمد البكاء القزويني ثنا عمرو بن أبي المقدام عن سماك بن حرب، وعبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " نضر الله امرأ سمع منها حديثاً، فبلغه كما بلغ فإنه رب مبلغ أوعى من سامع " .

محمد بن إسحاق الوراق، سمع أبا علي الحسن بن علي الطوسي، في القراآت لأبي حاتم السجستاني، اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يعني أبويه وقرأ سعيد بن حبير ولوالدي يعني أباه.
فصلمحمد بن أسد بن طاؤس الراميني سمع كتاب الأحكام أو بعضه من أبي سليمان محمد بن سليمان بن يزيد الفامي، بقزوين بسماعه من أبي علي الطوسي مصنفه.
فصلمحمد بن أسعد بن أحمد الزاكاتي القزويني، أبو عبد الله خالي فقيه مدرس مذكر مناظر، مفسر شروطي، حسن المنظر والمخبر، والخط تلمذ له جماعة من خواص الفقهاء وكان له جاه وقبول عند العوام، تفقه بقزوين مدة على والده وعلى والدي رحمهم الله، ثم بأصبهان وسمع بهما الحديث، وسافر آخراً إلى همدن وناب في قضائها وقبله أكابرها وحمدوه وتوفي بها سنة تسع وثمانين وخمسمائة، ونقل منها إلى قزوين.
مما سمع بقزوين فضائلها سمعه من أبي الفضل الكرجي، ومجلدتان أو أكثر من الطوالات لأبي الحسن القطان، سمعهما من أبي سليمان الزبيري، وسمع الكثير من والدي ومن خاله الإمام أحمد بن إسماعيل، وأجاز له من مشائخ بغداد ابن البطي وعبد الله بن محمد بن النقور، ويحيى ابن ثابت النقال وعبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، ومن مشايخ إصبهان الحسن بن العباس الرستمي، وأبو طاهر ابن هاجر وعثمان بن نصر الحللي، وآخرون ومن مشايخ نيسابور إسماعيل ابن عبد الرحمن العضايدي وعبد الكريم بن الحسن الكاتب، وعبد الخالق ابن زاهر الشحامي، وأحمد بن أبي الفضل الشقاني ومن غيرهم صاعد بن عبد الكريم بن شريح، وعلي بن أبي صادق السعدي وأبو القاسم الناصحي والمرتضى بن الحسن بن خليفة.
محمد بن أسعد بن محمد بن عثمان العاقلي أبو سليمان فقيه مناظر تفقه بقزوين، وهمدان وأصبهان وكان له طبع قويم وشعر جيد، ومعرفة بصناعة الشعر وبالعربية وحذق، وجرى في الكلام ودرس بقزوين مدة ثم انتقل إلى أبهر وكان في سلفه معارف ومياسير مذكورون وسمع الحديث بقزوين من والدي رحمه الله ومن علي بن المختار الغزنوي، ومن جده لأمه أبي الفضل محمد بن عبد الكريم الكرجي، وسمع بهمدان من الإمام أبي القاسم عبد الله بن حيدر القزويني، وأبي الحياة محمد بن عبد الله بن عمر الظريفي البلخي، وسمع الكثير بإصبهان من مشائخها.
محمد بن أسعد بن المشرف بن نصر أبو بكر بن أبي الفضائل بسبب جماعة من القضاة والفقهاء تأتي أسماؤهم في مواضعها وأجاز لمحمد هذا الشيخ أبو الوقت عبد الأول السجزي مسموعاته وأجازاته.
فصلمحمد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد بن داؤد أبو الفرج النساج الواعظ هو وأبوه وجده علماء مكثرون متقنون ووعاظ محسنون ورأيت أجزاء من تعليق أبي الفرج هذا في المذاهب على الأستاذ أبي سعد الحسن بن أحمد بن صالح وعلى الأستاذ أبي محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن زاذان.
سمع ببغداد الدارقطني وابن شاهين، وبأصبهان ابن المقرئ، وبقزوين أحمد بن محمد بن أبي رزمة، وأبا منصور القطان، وأبا عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد، ومما سمع منه مسند أبي داؤد الطيالسي سمعه منه سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، بروايته عن أبيه عن يونس بن حبيب عن أبي داؤد، وروى عن أبي الفرج هذا الخليل الحافظ في مشيخته ومحمد بن الحسين بن عبد الملك بن البزاز في فوائده والحافظ أبو سعد السمان في معجم شيوخه.
فقال: ثنا أبو الفرج، محمد بن إسماعيل المذكر النساج في داره بقزوين بطريق الري ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي حماد الأسدي، ثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن ساكن الزنجاني ثنا الحسين بن أبي كبشة ثنا إبراهيم بن زكريا ثنا همام عن قتادة عن قدامة بن وبرة عن الأصبغ ابن نباته عن علي قال كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ببقيع الغرقد في يوم مطير دجن إذ أقبلت امرأة على حمار ومعها مكار فهوت يد الحمار في هوة من الأرض، فأعرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم بوجهه، فقال يا رسول الله: أنها متسرولة فقال: يرحم الله المتسرولات ثلاثاً أيها الناس البسوا السراويلات وخصوا بها نساءكم فإنها أستر لثيابكم.
الدجن الغيم وأصله الظلمة والهوة من الأرض الموضع المنخفض

محمد بن إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم الماهاباذي أبو أحمد الأصبهاني المقرئ، سمع بقزوين فضائل القرآن لأبي عبيد الله من أبي عبد الله الزبير بن محمد الزبيري سنة سبع وأربعمائة، بروايته عن علي بن مهروية عن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد، وفي الكتاب ثنا أبو الأسود المصري عن أبي لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر الجهني، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لو كان القرآن في إهاب ثم ألقى في النار ما احترق " قال أبو عبيد، وجه هذا عندنا أن يكون أراد بالإهاب قلب المؤمن الذي قد وعى القرآن.
محمد بن إسماعيل بن إسحاق أبو عبد الله الزهري قزويني، سمع بقزوين عبد الله بن الجراح روى عنه ميسرة بن علي الخفاف، في مشيخته فقال: ثنا أبو عبد الله هذا ثنا عبد الله بن الجراح، ثنا هشيم عن كوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " يا ابن أم عبد هل تدري ما حكم الله تعالى فيمن بغى من هذه الأمة قال: قلت الله ورسوله أعلم قال لا يجهز على جريحها ولا يتبع مدبرها، ولا يقتل أسيرها " الإجهاز على الجرح التذفيف.
محمد بن إسماعيل بن حمشاذ الصفار ممن أثنى عليه وتبرك به ووصف بالعلم، كان يؤم الناس في المسجد المقابل لمسجد أبي الحسين الصفار في الصفارين بقزوين.
محمد بن إسماعيل بن أبي الربيع الواسطي منسوب إلى قرية من قرى قزوين تدعى واسطة، سمع الإمام أبا الخير أحمد بن إسماعيل الطالقاني، يحدث عن محمد الفراوي عن الحفصي عن الكشميهني عن الفربري عن البخاري ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن حصين بن عبد الرحمن عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " سموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي فإنما أنا قاسم أقسم بينكم " محمد بن إسماعيل بن محمد بن حمزة المخلدي أبو سليمان بن أبي القاسم القزويني، يوصف أبوه بالحفظ والجمع، وسمع محمد بأسداباد، أحمد بن محمد النعالي، سنة خمس عشرة وخمسمائة، وسمع أباه أبا القاسم، سنة ست وخمسمائة، في كتاب التائبين عن الذنوب تأليف أبي العباس أحمد ابن إبراهيم بن تركان الهمداني بسماعه من أبي علي أحمد بن طاهر القومساني عن أبي الحسن علي بن حميد الهمداني عن ابن تركان ثنا عبد الله بن محمد ابن عبدك ثنا أبو حاتم الرازي ثنا المسيب بن واضح السلمي ثنا بقية عن عبد العزيز الوصابي عن أبي الجون قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " افرح بتوبة التائب من الظمآن الوارد، ومن العقيم الوالد، ومن الضال الواجد، فمن تاب إلى الله توبة نصوحاً أنسى الله عز وجل حافظيه وجوارحه وبقاع الأرض كلها خطاياه وذنوبه " .
محمد بن إسماعيل بن محمد المؤدب، سمع من إبراهيم الشحاذي سنة تسع عشرة وخمسمائة كتاب الأربعين للقاضي أبي علي عبد الله بن علي الطبري والشحاذي يرويه عن محمد بن أحمد الأنماطي عن محمد بن الحسين الفراء للطبري عن القاضي أبي علي وفي الأربعين، ثنا أبو بكر محمد بن الفضل ثنا الحسين بن علي بن داؤد الجعفري من ولد جعفر الطيار ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن حبيب أنه سمع عطاء بن أبي رباح يقول: أخبرني يوسف بن ماهك أنه سمع أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " ثلاث جدهن جد، وهزلهن جد، الطلاق والنكاح والعتاق " - والله أعلم محمد بن إسماعيل بن المؤذن الأردبيلي، أبو بكر العبسي القطان روى عن أبي الفضل الزهري وورد قزوين، فحدث بها رأيت لأبي نصر حاجي بن الحسين الصرام أخبرني أبو بكر محمد بن إسماعيل، هذا بقزوين، ثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري ببغداد ثنا جعفر بن محمد ابن المستفاض الفريابي ثنا إسحاق ابن راهويه ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أول زمرة من أمتي يدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الثانية على أشد نجم في السماء إضأة أمشاطهم الذهب ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك، أخلاقهم على خلق رجل واحد لا يتغوطون ولا يبولون، ولا يتمخطون ولا يتفلون، على صورة أبيهم آدم عليه السلام ستون ذراعاً " .

الألوة بفتح الهمزة وضم اللام قال الأصمعي: هي العود الذي يبخر به، وذكر أن الكلمة فارسية معربة وقوله لا يتفلون الرواية بكسر الفاء يقال تفل يتفل تفلا بزق، والتفل بفتحتين هو البزاق نفسه وكذلك الريح الكريهة، ويقال: في معنى الرائحة تفل يتفل تفلاً فهو تفل ومنه وليخرجن تفلات، فقوله لا يتفلون أي لا يبصقون، كما قال لا يمتخطون ولو روى لا يتفلون لكان المعنى لا يتغير روائحهم.
محمد بن إسماعيل الفقيه، سمع الصحيح للبخاري، أبو بعضه بقزوين، من أبي الفتح الراشدي سنة ست وأربعمائة.
محمد بن أبي الأسوار ابن محمد أبو جعفر الفشتدي الطالقاني - طالقان الديلم، ثم الأسفقناني الخطيب، رأيت بخطه مجموعة فيها ثواب الأعمال لأبي العباس الناطفي كتبها سنة تسع وعشرين وخمسمائة ودلت كتابته على أنه يرجع إلى معرفة وفقه.
فصلمحمد بن إصبهان، سمع طرفاً من أول مسند عبد الرزاق بن همام الصنعاني بقزوين، من أبي عبد الله الحسين بن علي بن محمد بن زنجويه القطان بروايته، عن أبي القاسم علي بن عمر الصنعاني عن الدبري عن عبد الرزاق.
محمد بن البنان أبو عبد الله الجيلي شيخ صوفي متعبد متبتل متبرك بأوقاته أمار بالمعروف ورد قزوين غير مرة وكان قد تفقه في ابتداء أمره، وسمع الحديث من محمد بن نصر الحسن الخلاطي، وتوفي بالري سنة ست وتسعين وخمسمائة.
فصلمحمد بن أميركا ابن اللجيم العجلي، أبو جعفر القزويني، شيعي كان معتداً به فيما بين طائفته، وسمع الحديث وكتب وجمع من كل فن.
محمد بن أميركا الخينكي المقرئ، كان جيد الحفظ حسن الصوت بالقرآن وقرأت عليه الثلث الأول من القرآن، وكان له تردد إلى والدي رحمه الله وأجاز له أبو علي الموسيابادي مسموعاته وأجازاته، سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
محمد بن أميركا المقرئ الدلال، سمع من الإمام أحمد بن إسماعيل الأربعين للصوفيه جمع أبي عبد الرحمن السلمي سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.
فصلمحمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي الرازي، أبو عبد الله محدث وبنفسه بآبائه مكثر صاحب تصانيف، سمع بمكة سعيد بن منصور وبالمدينة، إسماعيل بن أبي أويس وببغداد علي بن الجعد وبالبصرة القعنبي، وبالكوفة الحماني وبالري إبراهيم بن موسى ومحمد بن مهران، وبقزوين محمد بن سعيد بن سابق وعلي بن محمد الطنافسي، سمع منه القدماء ثم عمر وبقي إلى سنة ست وتسعين ومائتين، فسمع منه الأحاديث وآخر من روى عنه بقزوين ميسرة بن علي وأبو زكريا يحيى بن يعقوب.
قال ابن أبي حاتم كتبت عنه وكان ثقة صدوقاً، وفي معرفة علوم الحديث للحافظ أبي نعيم أن محمد بن أيوب مات سنة أربع وتسعين ومائتين، وقال أخبرت عن محمد بن أيوب الرازي ثنا مسدد ثنا معتمر ابن سليمان عن أبيه عن الحضرمي قال قرأ رجل عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لين الصوت أو لين القراءة فما بقي أحد من القوم إلا فاضت عينه، غير عبد الرحمن بن عوف فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لم يكن عبد الرحمن بن عوف فاضت عينه فقد فاض قلبه.
حرف الباء في الآباءمحمد بن بختيار بن أحمد الخبازي، من طلبة العلم، سمع أبا الخير أحمد بن إسماعيل، يقول أنبا عبد الرزاق القشيري أخبرتنا جدتي فاطمة بنت أبي علي الدقاق، أنبا أبو عبد الرحمن السلمي أنبا عبد الرحمن بن محمد ابن علي ثنا علي بن سعيد العسكري ثنا عمرو بن علي ثنا علي بن مسلم، وإسحاق بن وهب الواسطي، قالا ثنا أبو داؤد ثنا صدقة بن موسى ثنا مالك بن دينار عن عبد الله بن غالب عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خصلتان لا يجتمعان في مؤمن البخل وسوء الخلق.
محمد بن بختيار المتفقه، سمع السيد إسماعيل بن علي بن محمد الجعفري بقزوين سنة عشرين وخمسمائة، كتاب الأربعين، المعروف بشعار أصحاب الحديث، للحاكم أبي عبد الله الحافظ، وهو يرويه عن أبي بكر بن خلف عنه.
فصل

محمد بن برد أبو بكر الأبهري، من الشيوخ المتبرك بهم، وهو صاحب الشيخ أبي بكر بن طاهر المختص به ورد قزوين وفوض إليه إمامة المسجد الجامع، حين وردها توفي سنة إحدى وستين وثلاثمائة وحكى لي القاضي محمد بن خالد الخفيفي، أنه رأى بخطه يقول محمد بن برد سألت الشيخ عبد الله بن طاهر، قبل موته بمدة أن يجيز لي، وبجميع أهل السنة والجماعة، جميع ما صنف من الكتب فأجازني ولهم روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد الخبازي وغيره.
فصلمحمد بن بكر سمع أبا الحسن القطان بقزوين، في الغريب، لأبي عبيد ثنا هشيم أنبا داؤد بن أبي هند عن نعيم بن عبد الرحمن الأزدي، يرفع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم تسعة أشعار الرزق في التجارة والجزء الباقي في السابيا ويروي تسع أعشار الرزق والعشر الباقي في السايبا والسابيا النتاج وقيل المواشي وإذا كثر نتاج الغنم فهي السابيا ويقال بنو فلان تروح عليهم سآبيا من مالهم، والجمع السوابي وقيل السابيا الإبل والنتاج للشاء.
محمد بن أبي بكر بن أحمد الإسفرائيني أبو الحسن الإندقاني الصوفي، توطن قزوين وأعقب بها وكان له قبول عند الأكابر والعوام، وحظ من التفسير والحديث والفقه والخلاف وكتب بخطه على ردائته الكثير من كل فن لحرصه على الجمع وروى صحيح البخاري عن الشريف الزيني عن كريمة المروزية وغريب الحديث لأبي عبيد عن أبي علي بن نبهان الكاتب عن أبي علي بن شادان عن دعلج عن علي بن عبد العزيز عنه وتنبيه الغافلين لأبي الليث عن أبي العباس أحمد بن موسى الأشنهي عن أبي جعفر محمد بن أحمد البخاري، عن تميم بن قرينام عنه مسند الشهاب القضاعي عن عبد الوهاب بن المؤمل المصري عنه.
سمع بقزوين صحيح مسلم من الأستاذ إبراهيم الشحاذي سنة ست وعشرين وخمسمائة، والأحاديث الخمسة والخمسين المنتخبة من كتاب المصافحة لأبي بكر البرقاني، سنة أربع وعشرين وسمع الطب لأبي العباس المستغفري من الأستاذ ملكداد بن علي سنة تسع وعشرين وخمسمائة، بروايته عن الحافظ الحسن السمرقندي عنه وسمع من أبي الحسن هذا الإمام أحمد بن إسماعيل وغيره.
محمد بن أبي بكر بن روشنائي الزنجاني، من الطلبة سمع بقزوين، الإمام أحمد بن إسماعيل في المتفق للجوزقي أنبأ أبو العباس الدغولي ومكي ابن عبدان، قالا: ثنا عبد الله بن هاشم ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني أشعث بن سليم عن أبيه عن مسروق عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يعجبه الدائم من العمل فقلت أي الليل كان يقوم قالت إذا سمع الصارخ يعني الديك.
محمد بن أبي بكر بن عبد الواحد الجرباذقاني فقيه سمع بقزوين من أبي سليمان الزبيري بقرأة والدي رحمهما الله سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
محمد بن أبي بكر بن عثمان الهروي الصوفي، سمع طرفاً من أول سنن الصوفية لأبي عبد الرحمن السلمي من الإمام أحمد بن إسماعيل بقزوين.
محمد بن أبي بكر بن علي المروروذي، سمع مسند الشافعي رضي الله عنه بقزوين سنة اثنين وسبعين وخمسمائة، من علي بن مختار الغزنوي القاضي عطاء الله علي بن بلكويه.
محمد بن أبي بكر بن علي الشبلي الهمداني فقيه ماهر في كتبه الشروط والوثائق، عارف بالحيل الفقهية المتعلقة بالمعاملات، وحكومات القضاء، ورد قزوين وحدثني بها سنة أربع وتسعين وخمسمائة، وقال هذا لفظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سمعته مني فكأنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثنا أبو زكريا يحيى بن عبد الرزاق ابن علي الكرماني وقال هذا لفظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سمعته مني فكأنل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثنا أبو السادات أحمد بن الحسن بن أحمد، وقال ذلك أنبا أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشروى أنبا القاضي أبو بكر الحيري أنبا أبو العباس الأصم أنبا الربيع أنبا الشافعي أنبا مالك عن نافع عن ابن عمر، وكل قال ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال: نضر الله أمراً، سمع مقالتي، فوعاها كما سمعها فرب حامل فقه إلى من ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وسمع محمد هذا من عبد الوهاب بن صالح بن محمد المعزم وغيره، وكان يراجعني مدة بالري فيما يحتاج إليه من الفقهيات وقرأ على طرفاً من الحديث وغير الحديث.

محمد بن أبي بكر بن محمد اللوزي، تفقه مدة على جدي أسعد بن أحمد الزاكاني، وكان بالآخرة يعرف في البلد، وكان حافظاً للقرآن كثير القراءة، والذكر سمع الخائفين من الذنوب لابن أبي زكريا الهمداني من أبي سليمان الزبيري، سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وسمع الإمام أحمد بن إسماعيل ووالدي وأقرانهما وأجاز له المسموعات، والإجازات عبد الهادي بن عبد الخالق الأنصاري، ومحمد بن هبة الله بن محمد بن كوشيذ الكرجي وأبو علي الموسياباذي وآخرون.
محمد بن أبي بكر بن موسى المشاط الفقيه سمع السيد محمد بن المطهر العلوي عوالي الفراوي، سنة سبع وخمسين وخمسمائة بسماعه منه.
محمد بن أبي بكر بن موسى أبو عبد الله المشكاني، سمع فضائل قزوين للخليل الحافظ من القاضي عطاء الله بن علي بن بلكويه، سنة ثمان وستين وخمسمائة.
محمد بن أبي بكر القومسي أو القوسي ورأيت بخط علي بن الحسين الرفا بدلهما القرشي، شيخ قدم قزوين قديماً وحدث عن الحسن بن عيسى عن أبي داؤد الحفري عن سفيان الثوري، وحدث عنه أبو سعيد أحمد بن محمد بن مهدي.
محمد بن أبي بكر أبو جعفر الطبري، سمع بقزوين أبا الحسن القطان يحدث عن أبي عبد الله الحسين بن علي الطنافسي، ثنا أبي ثنا محمد ابن فضيل ثنا ليث عن عبيد الله عن الربيع بن أنس عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أنا أول الناس خروجاً إذا بعثوا وأنا خطيبهم، إذا نصتوا، وأنا قائدهم إذا وفدوا، وأنا مبشرهم إذا أبلسوا وأنا شافعهم إذا حبسوا لواء الكرم يومئذ بيدي، ومفاتيح الجنة يومئذ بيدي، وأنا أكرم ولد آدم، على ربه تعالى ولا فخر أطوف على ألف خادم كأنهم لؤلؤ مكنون.
فصلمحمد بن بلك بن أزهر الصوفي القزويني، سمع أبا محمد بن زاذان سنة عشر وأربعمائة، بقراءة الخليل الحافظ في مسند أحمد بن حنبل بروايته عن القطيعي عن عبد الله عن أبيه ثنا وكيع عن سفيان عن إسماعيل بن أمية عن رجل عن ابن عمر، قال لم يصمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا أبي بكر، ولا عمر، يعني يوم عرفة روى في غير هذه الرواية عن نافع عن ابن عمر.
فصلمحمد بن بجير ابن بجير الهمداني الصوفي، شيخ سمع بقزوين إبراهيم الشحاذي، سنة تسع وعشرين وخمسمائة جزأً من حديث أبي بكر النقاش رواه الشحاذي، عن أبي معشر الطبري عن علي بن محمد الشريف عن النقاش أنبا دران ثنا القعنبي ثنا أبي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن زمعة أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في خطبته: " وذكر الناقة التي عقرها قوم صالح، فقال صلى الله عليه وآله وسلم إذا انبعث أشقاها انبعث لها رجل عزيز منيع في رهطه مثل أبي زمعة أبو زمعة عم الزبير بن العوام " محمد بن بجير بن الحسن الصوفي القصبري شيخ بكاء خاشع قال لكتاب الله كان يؤم بعض المساجد بقزوين، سمع أكثر أسباب النزول للواحدي سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، من عطاء الله بن علي بروايته عن أبي نصر الأرغياني عن المصنف وكتاب يوم وليلة لأبي بكر السني من الإمام أحمد بن إسماعيل.
فصلمحمد بن بندار بن أحمد البيع أبو سعد المعدل القزويني كان من الفقهاء والعدول المعتبرين، سمع أبا القاسم علي بن عمر الصيدناني، وأبا الحسن القطان وغيرهما، وحدث عنه أبو نصر حاجي بن الحسين البزاز في فوائده، فقال أبنا جدي أبو سعد محمد بن بندار بن أحمد البيع ثنا علي بن معاذ بن يحيى ثنا محمد بن أيوب ثنا هلال بن العلاء ين هلال الرقي ثنا أبي ثنا طلحة بن زيد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي قتادة، قال قدم وفد النجاشي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقام بخدمتهم، قال أصحابه نحن نكفيك يا رسول الله: قال إنهم كانوا لأصحابي مكرمين وإني أختار أكافيهم، وكان أبو سعد هذا يعرف بابن بويان.
رأيت في بعض السجلات شهادته على حكومة للقاضي أبي موسى عيسى بن أحمد، والسجل أنشئ سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، وذكر محمد بن إبراهيم صاحب التاريخ أن أبا سعد بن بويان توفي سنة تسع وتسعين وثلاثمائة

محمد بن بندار بن علي القزويني، سمع الإمام أبا القاسم عبد الله بن حيدر مشيخته أو بعضها، وفيها أنبأ الأستاذ الشافعي بن داؤد المقرئ ثنا الإمام هبة الله بن زاذان عن عمه عبد الله بن عمر أنبا القاضي أحمد بن محمد السني ثنا محمد بن عبد العزيز الفرغاني حدثنا أحمد بن بديل المحاربي ثنا عمر بن شمر عن أبيه، سمعت يزيد بن مرة، سمعت سويد بن غفلة سمعت علياً رضي الله عنه، يقول قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا علي ألا أعلمك كلمات إذا وقعت في ورطة قلتها قلت جعلني الله فداك كم من خير علمتنيه قال إذا وقعت في ورطة فقل بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فإن الله يصرف بها ما شاء من أنواع البلاء.
محمد بن بندار بن المعالي أبو عبد الله الكلامي شيخ ورع بهي، حسن السيرة، قنوع موقر لقيته في صباي وكان يعرف الفقه والكلام، ويدرس بالفارسية للعوام، وصلح به أقوام وسمع صحيح البخاري أو بعضه من أبي سلمان الزبيري بروايته، عن الأستاذ الشافعي وسمع مع والدي رحمها الله بأسدآباذ من أبي الفضل عبد الملك بن سعد بن عنتر التميمي، كتاب الأربعين لأبي عثمان بن ملة بروايته عنه.
في الكتاب ثنا عبد الله بن محمد بن الحسين ثنا محمد بن علي بن الجارود ثنا أحمد بن محمد بن الحسين بن حفص ثنا خلاد بن يحيى ثنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم " إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عباد الله، فأن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى " محمد بن بندار، سمع أبا الفتح الراشدي، سنة ثمان عشر وأربعمائة وفيما سمع منه، حديثه عن أبي طاهر، محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق ابن خزيمة ثنا جدي أبو بكر بن إسحاق ثنا يونس بن عبد الأعلى أنبا ابن وهب أن مالكاً أخبره عن يحيى بن سعيد عن واقد بن سعد بن معاذ الأنصاري عن نافع بن جبير بن مطعم عن مسعود بن الحكم عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقوم على الجنازة ثم جلس بعد.
محمد بن المؤذن المقري، سمع الأستاذ الشافعي في الجامع سنة عشر وخمسمائة.
حرف التاء في الآباءمحمد بن تبع شيخ سمع مع أبي الحسن القطان من أبي بكر أحمد بن محمد بن سهل اللحياني، طرفاً من مغازي محمد بن إسحاق، برواية اللحياني عن محمد بن حميد عن سلمة بن عن الفضل محمد بن إسحاق.
حرف الجيممحمد بن جعدوية الخلقاني المتكلم القزويني رأيت له كتاباً في الكلام في قدر مجلدة سماه كتاب التوحيد والمعرفة، وحكى عنه أبو عبد الله الحسين ابن نصر المعروفي في كتابه المعروف بكفاية المسؤل في الكلام، والمعروفي وابن جعدويه بخاريان.
فصلمحمد بن جعفر بن عمرو بن أحمد، سمع بقزوين أبا علي الطوسي في القراآت لأبي حاتم السجستاني قرأ يوسف ويونس بالكسر طلحة وعاصم والحسن والأعمش واختلف عنها قال أبو حاتم هما اسمان أعجميان والضم فيهما قرأة الفصحاء ومن كثرهما فإنه يهمز الواوين ويتوهما هما سميا بالفعل من أنس يونس، وأسف يوسف، إن ترك الهمز فعلى التخفيف قال أبو زيد من العرب من يهمز ويفتح النون والسين، وهو صواب أيضاً.
محمد بن جعفر بن محمد بن طرخان أبو بكر القزويني، قال الخليل الحافظ: ثقة متفق عليه وكان من الأجلاء المزكين، وله أوقاف ورحى ينسب إليه، سمع إسماعيل بن توبة ويحيى بن عبد الأعظم وهارون بن هزاري، وأبا زرعة وأبا حاتم وروى عنه محمد بن علي بن عمر، وغيره مات سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة وثلاثمائة، ورواه عن إسماعيل بن توبة عن إسماعيل بن جعفر بن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي على راحلته حيث توجهت في السفر.

محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الكريم بن بديل الجرجاني أبو الفضل الخزاعي المقرئ، ويعرف بكميل مشهور بالقراءة صنف في علمها كتباً ككتاب المنتهي في القرأت والواضح في أداء ألفاظ القراآت الثمان ورد قزوين وقرأ على علي بن أحمد بن صالح المقرئ، وقال في الواضح في أسناد قراأة الكسائي برواية أبي المنذر نصير بن يوسف النحوي قرأت القرآن كله على أبي الحسن علي بن أحمد بن صالح بن حماد القزويني، بقزوين سنة اثنتين وستين وثلاثمائة وأخبرني أنه قرأ على أبي عبد الله الحسين بن علي بن حماد الأزرق، وقال قرأت على أبي جعفر علي بن أبي نصر النحوي قال قرأت على نصير قال قرأت على الكسائي.
محمد بن جعفر البردعي أبو الحسن الصابوني المقري، نزيل شروان قدم قزوين سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وحدث بها عن محمد بن أحمد ابن علي الأسدي أنبأنا غير واحد عن كتاب أبي علي الحداد أنبا الخليل ابن علي الأسدي أنبأنا غير واحد عن كتاب أبي علي الحداد أنبأ الخيل الحافظ كتابه ثنا محمد بن جعفر البردعي بقزوين ثنا محمد بن أحمد الأسدي، ثنا الحسين أبي عاصم ثنا بشر بن عمرو بن بسام بمكة، حدثني أبي حدثني سلمان التيمي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الأئمة ضمناء والمؤذنون أمناء، اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين " .
محمد بن جعفر الفقيه أبو بكر الأشناني الرازي روى عنه ميسرة بن علي في سباق يفهم أنه حدثه بقزوين قال حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي الكوفي ثنا محمد بن بشر العبدي ثنا عبد الرحمن بن زياد ثنا عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " إنما الدنيا متاع وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة " .
وكان الأشناني من أهل الحديث والفقه وصنف فيها كتباً حسنة.
محمد بن جعفر الأديب، أبو جعفر الفضاض من الأدباء والفضلاء بقزوين كتب إليه أبو المعالي هبة الله بن الحسن الوكيلي القزويني، قال صاحبي وقد قلت أنشدت قريضي بحضرة الفضاض:
كيف عريت فيه نفسك ... برد حياء لبسته فضفاض
أتداوي المرضى بمشهد عيسى ... بك في العقل أخوف الأمراض
قلت دعني بذرع عذري لا ... يعمل فيه سيف الملام الماضي
إنما جئت من نبا بفضولي ... بعد علمي بفضله في التقاضي
لا أبالي وعنده أبرة الإصلا ... ح إن كان مخطئاً مقراضي
رجل قد علا به كوكب الفضل ... بقزوين بعد طول إنخفاض
حبه ارتز في سويداء قلبي ... كارتتاز السهام في الأغراض
بعت منه وباع مني تبينا ... وكان افتراقنا عن تراضي
فليكن شاهداً بذاك نهانا ... وليسجل به من الفضل قاضي
محمد بن أبي جعفر القاسم، سمع أبا عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي جزء رواه بقزوين سنة سبع وتسعين وثلاثمائة عن عبد الله بن أحمد بن إسحاق وفيه ثنا بكار بن قتيبة ثنا موئل بن إسماعيل ثنا سفيان عن الأعمش، عن أبي سفيان عن جابر قال قيل يا رسول الله: أي الصلاة أفضل قال: طول القنوت.
فصلمحمد بن جمع بن زهير بن قحطبة الأزدي أبو الحسين القزويني قال الحافظ الخليل: كان ثقة عالماً زاهداً يقال أنه محمد الأبدال، سمع يحيى ابن عبد الأعظم وروى عن عيسى بن حميد الرازي عن الحارث بن مسلم، عن بحر بن كنيز السقا نسخة كبيرة رواها عنه أبو الحسن القطان وسليمان بن يزيد، وابنه محمد بن سليمان وعلي بن أحمد بن صالح وقال الخليل الحافظ ثنا محمد بن سليمان بن يزيد، ثنا محمد بن جمع بن زهير بقراءتي عليه سنة سبع وثلاثمائة.
ثنا عيسى بن حميد ثنا الحارث بن مسلم ثنا بحر بن كنيز السقا عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره " مات محمد بن جمع سنة ثمان وثلاثمائة.
حرف الحاء في لآباء

محمد بن حاجي بن علي المؤذني الصوفي القزويني، سمع أبا زيد الواقد ابن الخليلي سنة ست وسبعين وأربع مائة بعض الطوالات لأبي الحسن القطان وسمع إسماعيل بن محمد الطوسي سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة جزأً من حديث أبي عمر الهجري بروايته عن أبي عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، عن أبيه أبي عمرو محمد بن أحمد وفيه، ثنا أحمد بن جعفر الرصافي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي ثنا حماد بن خالد، ثنا مالك بن أنس ثنا زياد بن سعد، عن الزهري عن أنس قال سدل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ناصيته ماشا الله أن يسد لها ثم فرق بينهما بعد وسمع تسمية الضعفاء والمتروكين لأبي عبد الرحمن النسائي من إسماعيل الطوسي أيضاً بروايته عن أبي عبد الله الكامخي عن أبي بكر البرقاني، عن أحمد بن سعيد وكيل دعلج، عن أبي موسى عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه المصنف.
فصلمحمد بن حامد بن الحسن بن حامد بن محمد بن كثير أبو بكر الكثيري القزويني سمع إبراهيم الحميري وأبا الفتح الراشدي سنة خمس عشرة وأربعمائة وسمع منه أبو الفضل الكرجي وعلي بن الحسن القصاري وقرأ عليه صحيح البخاري منه سنة تسعة وثمانين وأربعمائة فسمعه الجم الغفير وكان أبو بكر من الفقهاء والشيوخ المعتبرين وفي قومه وقبيلته غير واحد من أهل الفقه والعلم.
محمد بن حامد أبو جعفر الخرقي، سمع أبا الحسن القطان بعض الطوالات من جمعه وسمع جزء من مسموعاته، وفيه ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن الهمداني ثنا مسدد بن مرهد ثنا حماد الأشج عن ثابت البناني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال إن مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم آخره.
محمد بن الحجاج بن إبراهيم البزاز القاضي أبو عبد الله، سمع منه أبو الحسن القطان، سنة ثلاث وثمانين ومائتين وميسرة بن علي وقال في مشيخته ثنا أبو عبد الله محمد بن الحجاج البزاز القاضي، بقزوين أملاء في مسجده، ثنا محمود بن غيلان ثنا أبو داود ثنا عمران عن قتادة عن نصر بن عاصم عن معاوية الليثي إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " يصبح الناس مجديين فيرزقهم الله من عنده فيصبحون مشركين فيقولون مطرنا بنؤ كذا وكذا " .
محمد بن الحجاج أبو بكر، روى عن أبي الحسن القطان، إسماعيل ابن توبة، وحدث عنه أبو داود سليمان بن أحمد بن محمد بن داود الواعظ، فقال ثنا محمد بن الحجاج ثنا إسماعيل بن توبة ثنا إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار أنه سمع ابن عمر يقول سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الضب فقال لست بآكله ولا محرمه.
فصلمحمد بن الحجازي ابن شعبوية بن غازي، أبو المحاسن سمعه أبوه الحديث فسمع الأحاديث الخمسة والخمسين لأبي بكر البرقاني من الأستاذ إبراهيم الشحاذي بروايته عن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وفيها قرأت على أبي بكر بن مالك، حدثك بشر بن موسى المقرئ وهو عبد الله ابن يزيد، ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني، عياش بن عباس عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " القتل في سبيل الله يكفر كل شيء إلا الدين " وكان قد أجاز له جماعة من الأئمة منهم أبو نصر محمود بن محمد بالسرخسي المعروف بسره مرد وسمع منه الأحداث بتلك الإجازات.
فصلمحمد بن أبي حجر العجلي الأستاذ الرئيس، من بيت النبل والرياسة موصوف بالفضل والخصال الشريفة ورأيت في التاريخ لمحمد بن إبراهيم أنه كان من الأخيار الصالحين وأنه حج حجات ولم يشرب قط.
فصلمحمد بن أبي حرب بن محمد الحسيني أبو جعفر، كان يعرف طرفاً من فقه الشيعة ويكتب الوثائق لهم وكان سهلاً سليم الجاني وقرأ النهاية لأبي جعفر الطوسي على علي بن الحسن الداعي الحسيني الأسترابادي بالري سنة خمس وخمسين وخمسمائة وهو يرويها عن أبي عبد الله الحسين عن شيخه أبي علي الحسن بن محمد عن أبيه المصنف.
فصلمحمد بن أبي الحارث بن عبد الرحمن بن موسى بن الحسين الطبري أبو المحاسن البزازي قرأ التلخيص، لأبي معشر علي أبي إسحاق الشحاذي بقزوين، سنة إحدى وتسعين وأربعمائة بروايته عن أبي معشر.
فصلمحمد بن الحسن بن أحمد بن حسان الفرائضي، سمع إسحاق بن محمد والحسن بن علي الطوسي مات في حد الكهولة أبوه عالم مشهور يذكر في موضعه.

محمد بن الحسن بن أحمد الخياط، شيخ صالح، سمع الأربعين لأبي الحسن الفارسي، من علي بن محمد البيهقي بقزوين، سنة ثمان وأربعين وخمسمائة بروايته عن المصنف.
محمد بن الحسن بن أيوب بن مسلم، سمع أباه ويحيى بن عبدك وأقرانهما وكان حجازي الأصل سكن أبوه قزوين، قال الخليل الحافظ في الإرشاد وله وقف على أهل بيته في قرية يقال لها جبوران وكان من الكبار المزكين، مات في حد الكهولة، ولم يكن في أولاده من يروي وسيأتي ذكر أبيه في موضعه.
محمد بن الحسن بن جعفر بن أحمد بن شمة الدهخدا، أبو عبد الله القزويني، روى عن أبي الحسن محمد بن أحمد البردعي، وروى عنه أبو سعد السمان الحافظ فقال ثنا أبو عبد الله هذا بقراءتي عليه في شارع طريف بقزوين، ثنا أبو الحسن محمد بن أجمد بن علي بن أسد الأسدي البردعي ثنا محمد بن أبي عمران ثنا يعقوب بن حميد ثنا عبد الله بن عبد الله الأموي عن الحسن بن الحراء عن يعقوب بن عتبة عن سعيد بن المسيب، قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول من اعتز بالعبيد أذله الله.
محمد بن الحسن بن جعفر بن محمد بن عبدك بن ثابت بن زيد الطيبي، أبو الفرج بن أبي محمد، سمع القاضي أبا بكر الجعابي، وأباه أبا محمد وعلي بن أحمد بن صالح وغيرهم، ومما سمع من أبيه مشكل القرآن لأبن قتيبة، وروى عنه الحافظ أبو سعد السمان، فقال ثنا أبو الفرج هذا ويعرف بابن أبي الطيب بقراءتي عليه بقزوين على باب دكانه أنبأ علي بن أحمد بن صالح المقرئ، ثنا جعفر بن عامر أبي الليث ثنا أحمد بن عبد الرحيم الضبعي ثنا حماد بن سلمة بن ثابت البناتي، عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ثلاث يصحبن الرجل إلى قبره، أهله وولده وعمله، فأما أهله وولده فيذهبان وعمله يبقى معه " .
محمد بن الحسن حمكويه القزويني، سمع أبا طلحة القاسم بن أبي المنذر في الطوالات لأبي الحسن القطان بسماعه منه، أنبا أبو الحسن علي بن عبد العزيز ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا أبو إسحاق عن بريد، عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت إنك يقضي ولا يقضى عليك، وأنه لا يذل من واليت تباركت وتعاليت تقوله أو تقول في القنوت في الوتر " يريد بالباء المضمومة، وهو ابن أبي مريم، مالك ابن الربيع وأبي الحوراء بالحاء واسمه ربيعة أبا منصور.
محمد بن الحسن بن ديزويه أبو التقى القزويني، سمع أبا منصور محمد بن أحمد الفقيه، وأبا محمد بن أبي زرعة وغيرهما، حدث أبو الحسن علي بن القاسم بن نصر عن أبي التقى محمد بن الحسن، هذا قال: ثنا أبو منصور محمد بن أحمد الفقيه ثنا حامد بن بلال البخاري ثنا أحمد بن مسلم ثنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عبد الله بن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينما أنا نائم ذات ليلة بين الصفا والمروة، وذكر حديثاً طويلاً في المعراج قال في صحاح اللغة ابن أبي العروبة بالألف واللام وهذا غير مسلم عند أصحاب الحديث.
محمد بن الحسن بن سليمان أبو بكر القزويني، أورده الحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخه وذكر أنه حدث عن جعفر بن محمد الفريابي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وأبي القاسم البغوي، ومحمد بن صالح العكبري، قال وروى لنا عنه علي بن محمد بن الحسن المالكي، فحدثنا عنه قال: ثنا الفريابي ثنا هشام بن عمار الدمشقي ثنا صدقة بن خالد ثنا عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض وقبل أن يرفع ثم جمع بين إصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام، ثم قال العالم والمتعلم شريكان في الأجر ولا خير في سائر الناس بعد قال وذكر المالكي أنه مات هذا الشيخ سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وكان عند المالكي عنه جزؤ واحد في أكثر أحاديثه تخليط في الأسانيد والمتون.

محمد بن الحسن بن طاهر، سمع أبا الحسن القطان بقراءة أحمد ابن فارس، بقزوين، حديثه عن إبراهيم بن نصر ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد ثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي حدود الأسلمي عن أبيه قال موسى مرة عن ابن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم بعثه، وأبا قتادة ومحلم بن جثامة في سرية فلقيهم عامر بن الأضبط الأشجعي فحياهم بتحية الإسلام فكفأ عنه وحمل عليه محلم، فقتله فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر أو أخبر بذلك فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " أقتلته؟ بعد ما قال آمنت بالله، ونزل القرآن: " يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً.
محمد بن الحسن بن عبد الرزاق بن محمد بن علي بن خسرو ماه أبو الحسن الكرومى القزويني، المعروف بمدوار سمع ميسرة بن علي وأبا منصور القطان، قال الخليل ولم يكن ينشط للرواية وروى عنه الحافظ أبو سعد السمان فقال: ثنا أبو الحسن هذا بقراءتي عليه في جامع قزوين ثنا القاضي أبو بكر محمد الجعابي ثنا الفضل بن الحباب ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن منصور والأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " .
محمد بن الحسن بن عبد الملك بن العباس بن خالد الخالدي أبو علي القزويني، ولد سنة أربعة وسبعين وثلاثمائة، وتفقه سنين، وسمع الحديث من أبي طالب أحمد بن علي بن أبي رجاء وأبي عمر بن مهدي وتوفي في الغربة وكان في آبائه وأقاربه فضلاً يذكرون في مواضعهم.
محمد بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن سلمى القطان أبو سعيد، سمع جده أبا الحسن، وروى عنه أبو سعد السمان الحافظ فقال ثنا أبو سعيد هذا في داره بقزوين، ثنا جدي على بن إبراهيم ثنا يحيى بن عبد الأعظم ثنا عبد الصمد بن عبد العزيز العطار ثنا عتاب بن أعين عن سفيان الثوري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن الني صلى الله عليه وآله وسلم، قال: " لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس " .
محمد بن الحسن بن علي بن عمر بن محمد بن يزيد الصيدناني، أبو نعيم القزويني، من بيت العلم والحديث، قال الخليل الحافظ: حمله أبوه إلى نيسابور فسمع بها أبا العباس الأصم والأخرم وغيرهما، ومما سمع مع أبيه من أبي العباس الأصمّ معاني القرآن لأبي زكريا يحيى بن زياد الفراء بروايته عن محمد بن الجهم عن الفرآء.
محمد بن الحسن بن علي بن محمد أبو الحسن الطنافسي زاهد علام بالقراآت، سمع الحديث من عمه الحسين بن علي بن محمد، ومن علي بن أبي طاهر وبالري من أبي حاتم، روى عنه علي بن أحمد بن صالح، وميسرة ابن علي، وسمع أبو الحسن حروف أهل مكة جمع أبي محمد إسحاق بن أحمد الخزاعي منه بمكة، واستشهد الخزاعي في ذلك الكتاب في ترك همز القرآن بأن شاعر خزاعة أنشد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يطلب نصرته.
يا رب إتي ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا
إنا ولدناك فكنت ولداً ... ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا
يتلو القرآن ركعاً وسجدا
ولأبي الحسن أسلاف من أهل العلم والحديث مشهورون.
محمد الحسن بن أبي عمارة، أبو بكر القزويني، قال الخليل الحافظ: سمع هارون بن هزاري ثقة قديم الموت، لم يحدثنا عنه إلا بكر ابن أحمد البغدادي القزويني، وذكر أنه مات قبل العشرين يعني والثلاثمائة، وقال في مشيخته، ثنا بكر بن أحمد بن عمر البغدادي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن أبي عمارة القزويني بها، ثنا هارون بن هزاري ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان، سمع عمر بن الخطاب يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنا لا نورث ما تركناه صدقة.

محمد بن الحسن بن فتح الصفار، أبو عبد الله الصوفي القزويني المعروف بكيسكين، قال الخليل: شيخ معمر سمع بقزوين محمد بن مسعود الشهرزوري، وأقرانه وارتحل إلى العراق سنة سبع عشرة فسمع عبد الله ابن محمد البغوي وابن صاعد وأبا بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث، وسمع بحران أبا عروبة وبيت المقدس زكريا بن يحيى قال: وسمعنا منه سنة أربع وسبعين وقد نيف على التسعين، ومات آخر سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وصلى الله على محمد المصطفى وآله.
محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني مولاهم، أبو عبد الله صاحب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنهما ذكر الأئمة أن أصله من دمشق وأنّ أباه قدم العراق فولده بواسط ونشأ بالكوفة وتفقه بها، وسمع الحديث من أبي حنيفة والثوري، وأبي يوسف ومسعر بن كدام ومالك بن معول، وروى عنه الشافعي وأبو سليمان الجوزجاني وأبو عبيد القاسم بن سلام وإسماعيل بن توبة وهشام الرازي.
كان الرشيد قد ولاه القضاء وخرج معه فمات بالري سنة تسع وثمانين ومائة وقيل سنة إحدى وثمانين، ورأيت على حاشية التاريخ لمحمد بن إبراهيم القاضي بخط من ألحق بكتابه فوائد أن في سنة تسع وثمانين ومائة دخل هارون الرشيد قزوين ومعه ابنه المأمون وجميع القواد ومحمد بن الحسن رحمه الله، أنه قال ترك أبي ثلاثين ألفاً فأنفقت خمسة عشر ألفاً على النحو والشعر وخمسة عشر ألفاً على الحديث والفقه.
عن الربيع بن سليمان أن رجلاً سأل الشافعي رضي الله عنه، من مسألة فأجابه، فقال له الرجل خالفت الفقهاء فقال له الشافعي: وهل رأيت فقيها قطّ اللهم إلا أن يكون رأيت محمد بن الحسن فإنه كان يملأ العين والقلب، وما رأيت مبدناً قط أذكى من محمد بن الحسن.
عن هشام بن عبد الله الرازي قال حضرت موت محمد بن الحسن في منزله بالري، وكان يبكي بكاء شديداً فقلت أتبكي مع عملك فقال: دعنا يا هشام من هذا أرأيت إن أوقفني الله فقال: ما أقدمك الريّ الجهاد في سبيل الله أم لابتغاء مرضاتي والله لو قال ذلك لا أستطيع أن أقول نعم، وأنشد اليزيدي لنفسه يرثي محمد بن الحسن والكسائي وقد ماتا في يوم واحد بالري:
أسيت على قاضي القضاة محمد ... فأذريت دمعي والعيون تجود
وكان إذا ما الخطب أشكل من لنا ... بإيضاحة يوماً وأنت فقيد
وأقلقني موت الكسائي بعده ... فكادت بي الأرض القضاء تميد
هما عالمانا أوذيا وتخر ما ... فما لهما في العالمين نديد
محمد بن الحسن بن قدامة الوزان سمع أبا الحسن القطان بقزوين أجزاء انتخبها أبو الحسن من مسموعاته ومما فيها ثنا أبو بكر أحمد بن داؤد السمناني بمكة في المسجد الحرام سنة ثمانين ومائتين، ثنا محمد بن مرزوق، ثنا عبد الله ابن حرب ابن الليثي ثنا معمر بن المثنى أبو عبيدة، ثنا رويه ابن العجاج عن أبيه العجاج أنه سأل أبا هريرة رضي الله عنه ما تقول في هذا.
طاف الخيالان فهاجا سقماً ... خيال تكنى وخيال تكتما
قامت تريك خشية أن تصرما ... ساقاً بخنداة وكعباً أدرما
قال أبو هريرة كان يتحدّى بهذا أو نحو هذا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلا يعيبه، تكنى وتكتم من أسماء النساء، والبخنداة التامة القصب والدرم في الكعب أن يواريه اللحم حتى لا يوجد حجمه.
محمد ابن ماجة القزويني، سمع أبا بكر أحمد بن محمد الذهبي، سنة تسع وتسعين ومائتين، يقول ثنا بندار، ثنا مخلد بن يزيد ثنا مجالد عن الشعبي قال نديدم وندانم هزار سالي.
محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد الاسترابادي أبو عبد الله قاضي الريّ وابن قاضيها ووالد قضاتها، ولبيتهم رفعة وقد ثبات قدم في العلم والرياسة، ورد قزوين غير مرة وكان قد تفقه بالرّي، وبغداد وسمع بها الزهد لهناد ابن السرّي من أبي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف بروايته، عن أبي إسحاق البرمكي عن محمد بن صالح العكبري، عن محمد بن عبد الله بن خيت عن المصنف، وجزء ابن عرفة عن ابن بيان عن ابن مخلد.

روى جامع أبي عيسى الترمذي عن محمد بن علي المضري عن أبي عامر الأزدي، بإسناده وفوائد أبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي المعروف بالغيلانيات عن أبي سعد أحمد بن عبد الجبار للصيرفي بروايته عن ابن غيلان ولد القاضي أبو عبد الله ببغداد سنة خمسمائة وتوفي سنة خمس وستين وخمسمائة.
محمد بن الحسن بن محمد بن خالد الخشاب أبو العباس البغدادي، روى عن جعفر بن محمد بن نصير وأقرانه وأكثر الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي الرواية عنه ورد أبو العباس هذا قزوين قال الشيخ أبو عبد الرحمن فيما جمع من حكايات المشائخ وأشعارهم أنشدنا محمد بن الحسن البغدادي أنشدنا أحمد بن حسين الهمداني بقزوين:
أحسن من نور كلّ زهر ... ومن وصال بعقب هجر
خل رأى خلة بحر ... فسدها من خفى ستر
محمد بن الحسن بن محمد بن زيد بن محمد بن الحسين بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الأشراف المذكورين، ذكر محمد بن إبراهيم الفامي في تاريخه أنه ولد بقزوين وأن أباه ولد بطرسوس ثم أتى بغداد في السنة التي استولى فيها الطاغية على طرسوس.
محمد بن الحسن بن زياد بن هارون بن جعفر النقاش، أبو بكر الموصلي المفسر صاحب شفاء الصدور في التفسير، وله تصانيف في القراآت وغيرها ويقال إنه مولى أبي دجانة سماك بن خرشة الأنصاري، وكان كثير العلم والرواية ورد قزوين، وسمع بها من أبي عبد الله الحسين بن علي بن حماد الأزرق الرازي، وسهل بن سعد القزويني، ورأيت روايته عنهما بسماعه بقزوين في مختصر له في القراآت السبع منتزع من الكتاب الكبير من تأليفه.
ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب فقال سافر الكثير وكتب بالكوفة والبصرة ومكة ومصر والشام والجبال وبلاد خراسان وما ورأ النهر، وفي حديثه مناكير بأسانيد مشهورة وحكى عن أبي بكر البرقاني أنه تكلم فيه وعن أبي الحسين بن الفضل القطان أنه قال حضرت أبا بكر النقاش وهو يجود بنفسه سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، فجعل يحرك شفتيه لشيء لا أعلم ما هو ثم نادى بصوت رفيع لمثل هذا فليعمل العاملون ثم خرجت نفسه.
أنبأنا غير واحد سماعاً وإجازة أنبأ إبراهيم الشحاذي أنبأ أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري أنبأ أبو القاسم علي بن محمد الشريف أنبأ أبو بكر محمد بن الحسن النقاش ثنا الحسن بن علي ثنا يزيد بن هارون عن داؤد بن أبي هند عن الشعبي عن ابن أبي ليلى عن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله علي وآله وسلم: " مسئلة واحدة يتعلمها المؤمن خير له من عبادة سنة وخير له من عتق رقبة من ولد إسماعيل وإن طالب العلم والمرأة المطيع لزوجها والولد البار بوالديه يدخلون مع الجنة مع الأنبياء بغير حساب " .
محمد بن الحسن بن محمد بن علي الأزغندي أبو طاهر بن أبي خليفة القزويني فقيه مناظر حصل سفراً وحضراً ولقي الأئمة والمشائخ وكان يتوكل في دار القضاء، سمع الوسيط في التفسير للواحدي من عبد الجبار ابن محمد البيهقي سنة ثمان وعشري وخمسمائة، بسماعه من المصنف والأربعين من رواية المحمدين تخريج عبد الرزاق الطبسي من مسموعات محمد القزويني بسماعه من الفراوي، وسمعته من لفظه سنة خمس وستين وخمسمائة، وسمع هبة الله بن سهل السيدي سنة ثمان وعشرين أيضاً، وسمع أبا يحيى حسنويه بن حاجي الزبيري بقزوين سنة ست وعشرين، بإجازته عن الواقد بن الخليل عن أبيه قال أنشدنا أبو يعقوب إسماعيل بن يوسف الصوفي أنشدني شيخ اسكندراني بالاسكندرية للحسين بن منصور الحلاج:
متى سهرت عيني لغيرك أو بكت ... فلا أعطيت ما منيت وتمنت
وإن أضمرت نفسي سواك فلا رعت ... رياض المنى من جنتيك وجنت
أجاز لأبي طاهر الأزغندي عبد الكريم بن سهلويه وجماعة من أئمة طبرستان، مسموعاتهم باستجازة أبي الحسن الشهرستاني منهم سعد ابن علي العصاري، ومحمد بن الحسين بن أميركا الطبري.
محمد بن الحسن بن محمد أبو منصور الطيبي القزويني، الصحيح أو طرفاً صالحاً من أول الكتاب من أبي بكر محمد بن حامد بن الحسن ابن كثير سنة تسع وثمانين وأربعمائة.

محمد بن الحسن بن مخلد المخلدي أبو الحسن القزويني سمع، كتاب الأحكام لأبي علي الحسن بن علي الطوسي، من علي بن أحمد بن صالح، بياع الحديد، ومن محمد بن سليمان الفامي بروايتهما عن المصنف، والمخلديون جماعة فيهم فقهاء وشروطيون يأتي أسماؤهم في تراجمها.
محمد بن الحسن المرجي الناتلي أبو جعفر الطبري كثير الحديث حدث بقزوين عن محمد بن هارون الأرزق الواسطي وغيره رأيت بخط بعض أهل الانفاق من المتقدمين ثنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن المرجي الناتلي بقزوين ثنا محمد بن هارون الواسطي ثنا عبد الحميد بن بيان، ثنا خالد عن يحيى بن عبيد الله بن موهب، عن أبيه عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " عمل قليل في سنة خير من كثير في بدعة " .
محمد بن الحسن بن يزيد أبو الحسين روى عنه ميسرة بن علي، وغالب الظن أنه قزويني، قال ثنا محمد بن شاذان الجوهري ثنا المعلى بن منصور أخبرني ابن لهيعة ثنا عيسى بن موسى بن حميد، عن أبي سعيد عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أصبت أهلي ولم أقدر على الماء قال أصب أهلك وإن لم تقدر على المآء عشر سنين.
محمد بن الحسن بن يوسف بن لالأ الزنجاني الصوفي شيخ عزيز سكن هو وأخوه علي بن الحسن قزوين، وكان يتوليان أمر الخانقاه المعروف ببرش انكوران بطريق أبهر، وهما من مريدي الشيخ الفرج الزنجاني المعروف باخي.
محمد بن الحسن بن يوسف، سمع أبا منصور ناصر بن أحمد الفارسي جزأ من مسموعاته بقزوين، وفيه ثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عيسى العدل، ثنا ميسرة بن علي، ثنا عبد الرحمن بن إدريس الرازي، ثنا أبو الزبير النيسابوري بمكة، ثنا هارون بن يحيى بن هارون، حدثني سعيد بن عبد الله عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي، عن علي بن أبي طالب قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا أبا حسن أيما أحب إليك خمسمائة شاة ورعاؤها أو خمس كلمات أعلمكهن تدعو بهن.
قال علي: أما من يريد الآخرة فليرد الكلمات وأما من يريد الدنيا فيريد خمسمائة شاة ورعاؤها قال فما تريد يا أبا حسن قال: أريد الكلمات قال تقول اللهم اغفر لي ذنبي وطيب لي كسبي ووسع لي في خلقي وقنعني بما قضيت لي ولا تذهب نفسي إلى شيء صرفته عني.
محمد بن الحسن المالكي أبو عبد الله الوراق القزويني، سمع إبراهيم بن المنظر الخرامي وأبا مصعب صاحب مالك، وسمع بمصر حرملة ويونس بن عبد الأعلى، وبقزوين أبا حجر وإسماعيل بن توبة، قال الخليل وكان ثقة، سمع منه إسحاق بن محمد، وعلي بن إبراهيم وعلي بن مهرويه وسليمان بن يزيد وروى عنه ميسرة بن علي في مشيخته، فقال: ثنا أبو عبد الله محمد بن الحسن المالكي، في خان سندول بباب الجامع، ثنا أبو مصعب حدثني مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر، أن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري أخبره عن أبي مسعود.
قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة، فقال بشير بن سعد أمرنا الله عز وجلّ أن نصلي عليك فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى تمنينا أنه لم نسأله قال قولوا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم توفي أبو عبد الله المالكي سنة نيف وسبعين ومائتين، وكان يعرف بابن مأمون وكان قد سمع موطأ مالك عن أبي مصعب سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
رأيت بخطه إجازة كتبها لجماعة منهم أبو علي الكرابيسي سلام عليكم، بعد فإن أبا الحسن علي بن أحمد بن ميمون سألني أن أكتب إليكم بإحازة الموطأ فقد كتبت لكم فارووه عني، وليقل أحدكم، حدثني محمد بن الحسن المالكي والحجة فيه حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين كتب لعبد الله بن جحش، في غزوة غزاها، فقال إذا بلغت موضع كذا وكذا فاقرأ كتابي واعمل به فقرأ الكتاب وقال أمرني النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكذا وكذا.
محمد بن الحسن أبو جعفر البيلقاني سمع بقزوين الكثير من أبي الحسن القطان، وكان من الطلبة المكثرين، وفيما سمع منه، ثنا أبو بكر أحمد بن محمد الذهبي، حدثني إسماعيل بن قتيبة، ثنا عبد الرحمن بن دبيس الكوفي، ثنا أبو زياد الفقيمي عن أبي جناب قال لما قتل الحسن بن علي رضي الله عنهما سمعوا في نوح الجن عليه.

مسح النبي جبينه ... فله بريق في الخدود
أبواه في عليا قريش ... وجده خير الجدود
محمد بن الحسن القصيري، سمع منه محمد بن اسحاق الكيساني في بيته تفسير بكر بن سهل الدمياطي أو بعضه.
محمد بن الحسن الطالقاني أبو عبد الله المؤدب شيخ صالح، سمع النصف الأول من تفسير مقاتل بن سليمان من الأستاذ الشافعي ابن داؤد المقرئ سنة ثمان وتسعين وأربعمائة بروايته عن أبي الفرج حمدان بن عمران الخطيب عن أبي زرعة.
محمد بن الحسن أبو الفتح الطيب القزويني، سمع صحيح البخاري أو بعضه من القاضي إبراهيم بن حمير الخيارجي سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
محمد بن الحسن الخيارجي، سمع أبا منصور نصر بن عبد الجبار القرائي سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، حديثه، عن أبي طالب العشاري، ثنا أحمد بن محمد بن عمران ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا أبو نصر التمار ثنا كوثر بن حكيم، عن نافع عن ابن عمر أن أبا بكر الصديق قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: " من أغبرت قدماه في سبيل الله حرمهما الله على النار " .
محمد بن الحسن الديالابازي أبو شجاع الصوفي، سمع بقزوين، محمد بن أبي الربيع الغرناطي، سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة وأبا إسحاق الشحاذي لهذا التاريخ الأحاديث الخمسة والخمسين لأبي بكر البرقاني.
محمد بن أبي الحسن بن شاهين، سمع القاضي عبد الجبار بن أحمد فيما أملاه بقزوين سنة ثمان وأربعمائة يقول أنبأ أبو الحسن القطان ثنا يحى بن عبدك ثنا مكي بن إبراهيم ثنا عبيد الله بن أبي زياد، عن شهر، عن أسماء بنت يزيد أنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من ذب عن لحم أخيه بالمغيبة كان حقاً على الله عز وجل أن يعتقه من النار " .
محمد بن حسنوية بن عبد الله المعروف بحاجي بن القاسم بن عبد الرحمن الزبيري، أبو سهل القزويني سمع أباه أبا يحيى ومن مسموعاته منه جزء من فوائد الحافظ الخليل بحق إجازة الواقد بن الخليل له قال أنبانا والدي أنشدنا محمد بن سليمان بن يزيد أنشدنا الفضل بن السري الدكيني أنشدنا أبو الهميدع العبقسي.
ولست بهياب لمن يهابني ... ولست أرى للمرء ما لا يرى ليا
كلانا غني عن أخيه حياته ... ونحن إذا متنا أشد تغانيا
فإن تدن، مني تدن منك مودتي ... وإن تنأ عني تلقني منك نائيا
رأيت بخط والدي رحمه الله أن أبا سهل الزبيري توفي في صفر سنة ثلاث وثلاثين.
محمد بن حسنوية بن نوح أبو الوزير القزويني، سمع والدي رحمه الله أخلاق العلماء لأبي بكر الآجري من عبد الصمد بن عبد الرحمن الحنوي ببغداد سنة ست وثلاثين وخمسمائة وكان فقيهاً يرجع إلى محصول وسافر إلى نيسابور وسمع مع والدي من مشايخها وحصل على أئمتها لكنه استقر اسمه آخراً على أحمد والله أعلم.
فصلمحمد بن حسين بن إبراهيم الصرام أبو بكر القزويني المعروف بحاجي، سمع أبا بكر بن لال وأحمد بن فارس وربيعة بن علي العجلي وأبا حاتم بن خاموش وكان من المكثرين، روى عنه محمد بن الحسين ابن عبد الملك البزاز وغيره أنبانا القاضي عطاء الله بن علي أنبأ أبو المحد عبد المجيد بن عبد الرحمن ابن عبد العزيز الأبهري بها سنة ست وعشري وخمسمائة أنبأ والدي أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين بن إبراهيم القزويني المعروف بحاجي الصرام أنبأ أبو القاسم عمر بن يوسف بن محمد الليثي العدل، وأبو القسم الخضر بن الحسين بن جعفر بن الفضل المقرئ، قالا أنبأ أبو الحسن القطان ثنا أبو حاتم ثنا محمد بن الوزير الدمشقي ثنا الوليد ابن مسلم ثنا، خالد بن يزيد عن عثمان بن أيمن عن أبي الدرداء.
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من غدا يريد العلم بتعلمه فتح له باب إلى الجنة، وصلت عليه ملائكة السموات وحيتان البحور وللعالم على العابد الفضل كفضل القمر ليلة على أصغر كوكب في السماء ورأيت خط أبي بكر الصرام بإجازة الحديث لبعضهم سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.

محمد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم القزويني أبو منصور المقومي الهيثمي شيخ مشهور عارف بالحديث واللغة والشعر، وقد سمع وكتب الكثير وانتشر من روايته سنن أبي عبد الله بن ماجة سمعه من أبي طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب، سنة تسع وأربعمائة وسمع منه الكبار بالري وقزوين وسمع أبا الحسن على بن الحسن بن إدريس ومن مسموعه منه كتاب السنة لأبي الحسن القطان بروايته ابن إدريس عنه الزبير بن الزبيري ومن مسموعه منه الصحيفة التي يرويها داؤد بن سليمان الغازي عن علي بن موسى الرضا بروايته عن ابن مهرويه عن داؤد وأبي الفتح الراشدي وأبي محمد الزاذاني وعبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم الصوفي وغيرهم.
أنبانا غير واحد عن كتاب أبي منصور المقومي أنبأ أبو الفتح الراشدي سنة سبع عشرة وأربعمائة، ثنا علي بن أحمد المقري ثنا أبو علي الحسن بن علي الطوسي ثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي ثنا حفص بن عمر ثنا عبيد الله بن عمر بن محمد بن علي عن أبيه عن علي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من كثر همه سقم بدنه ومن ساء خلقه عذب نفسه ومن لاحى الرجال سقطت مروته وذهبت كرامته.
عن أبي منصور أنبأ أبو الفتح الراشدي سنة ثمان وأربعمائة، ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله البجلي، سمعت أبا العباس بن عطاء يقول رأيت الجنيد في النوم فقلت ما فعل الله بك، فقال تذكر السنة الفلانية، وقد احتبس على الناس المطر، فقلت بلى فقال قلت مع الناس ما أحوج الناس إلى المطر فوبخني الله على ذلك فقال يا جنيد ما يدريك أن الناس يحتاجون إلى المطر، وأنا أدبر الخليقة بعلمي إني عليم خبير اذهب فقد غفرت لك - وعن أبي منصور، أنبأ الراشدي أنشدني أبو سعد الإدريسي الحافظ أنشدني محمد بن جعفر بن الحسين أبو بكر البغدادي، أنشدني وشاح بن الحسين أنشدنا علي بن محمد الخراز.
دنيا تدور بأهلها في كلّ يوم مرتين ... فغدوها لتجمع ورواحها تشتيت بين
توفي أبو منصور سنة سبع أو ثمان وثمانين وأربعمائة.
محمد بن الحسين بن أحمد الصوفي، سمع أبا الحسن بن إدريس بقزوين، أنبانا الحافظ شهردار بن شيرويه عن أبيه أنبأ محمد بن الحسين الصوفي هذا كتابه أنبأ أبو الحسين علي بن الحسن بن أحمد بن إدريس القرشي بقزوين أنبأ علي بن إبراهيم القطان ثنا أبو العباس جعفر بن سعد، حدثني أبو جعفر الخواص قال قال عبد الله بن المبارك أردت الحجّ فمررت في بعض طرقات الكوفة فإذا أنا بامرأة تجرشاة مية وذكر حكاية معروفة.
محمد بن الحسين بن عبد الله، سمع أبا علي الطوسي بقزوين في قراآت أبي حاتم السجستاني، قوله تعالى: " ويذرك وآلهتك " - قراءة العامة وآلهتك جمع الإله وقرأ الأعمش وقد تركك وآلهتك قيل للحسن وهل كان فرعون يعبد شيئاً قال نعم ويقال أنه كان يعبد البقر، وعن ابن عباس والضحاك بن مزاحم ويذرك وآلهتك يعني عبادتك قال ابن عباس: وكان فرعون يعبد ويقال للرجل إذا نسك وتعبد تأله قال رؤبة:
سبحن واسترجعن من تألهي
أي حين رأينني نسكت ويروي عن ابن عباس مع ذلك ويذرك بالرفع وهذا على القطع من الأول كأنه قال وهو يذرك ويمكن أن يكون معطوفاً على أتذر موسى.
محمد بن الحسين بن عبد الملك بن العباس بن عبد الله القزويني أبو نصر المعروف بحاجي البزاز كثير الشيوخ وله فوائد منتقاة خرجها من سماعاته بقزوين والريّ وهمدان وهي في الحقيقة معجم شيوخه، سمع أبا طالب أحمد بن علي بن رجاء وأبا بكر بن لال، وأبا الحسن الصيقلي، وأبا الفتح الراشدي، وجده من قبل الأم أبا سعيد محمد بن أحمد بن بندار البيع منه أبو سعد السمان الحافظ.
قال في مشيخته أنبأ أبو نصر محمد بن الحسين هذا بقراءاتي عليه في جامع قزوين أنبأ أحمد بن علي بن عمر بن محمد بن أبي رجاء، ثنا سعيد ابن محمد بن نصر، أبو عمرو ثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم ثنا محمد بن عثمان ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي كبشة عن ثوبان، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صاحب الصفّ وصاحب الجمع لا يفضل هذا على هذا ولا هذا علي هذا كأنه يريد صفّ القتال.

محمد بن الحسين بن أبي القاسم الخالدي البخاري المؤدب، سمع بقزوين أبا إسحاق الشحاذي سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، جزأ من حديث، أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري المقرئ برواية الشحاذي عنه، وفي الجزء، ثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحسين بن محمد المعروف بابن مأمون أنبأ أبو القاسم بكير بن الحسن بن عبد الله الرازي. ثنا بكار ابن قتيبة القاضي ثنا صفوان بن عيسى ثنا محمد بن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إنما أنا لكم مثل الوالد فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها، فإذا استطاب فلا يستطبّ بيمينه " وكان يأمر بثلاثة أحجار وينهانا، عن الروث والرمة قال فخرج الجزء، أخرجه مسلم عن أحمد بن الحسن بن خراش، عن عمر بن عبد الوهاب، عن يزيد بن زريع عن روح، عن سهيل عن القعقاع فأبو معشر في محل مسلم.
محمد بن الحسين بن أبي القاسم الجالوسي أبو بكر ورد قزوين، وكان من أهل العلم والحديث. وسمع مسند الشافعي رضي الله عنه منه جماعة بقزوين سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، بسماعه من نصر الله الخشنامي عن الحيري عن الأصمَّ ولد سنة سبع أو ثمان وسبعين وأربعمائة، وصنف كتباً منها كتاب الكشف في معجم الصحابة رضي الله عنهم.
محمد بن الحسين بن محمد بن عبيد الله بن صالح الشعيري أبو بكر المؤدب القزويني سمع علي بن أحمد بن صالح والحسن بن علي بن عمر الصيدناني، ومحمد بن علي بن عمر المعسلي وغيرهم، وروى عنه الحافظ أبو سعيد السمان في مشيخته فقال ثنا أبو بكر الشعيري المؤدب بقزوين في مكتبه بقراآتي عليه، ثنا علي بن أحمد المقرئ، بياع الحديد ثنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن حماد بن مهران الجمال الأزرق المقرئ ثنا أحمد بن يزيد الحلواني ثنا المعسلي بن هلال عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن ملكاً موكل بالقرآن فمن قرأ منه شيئاً لم يقومه، قومه الملك ورفعه " .
محمد بن الحسين بن محمد بن العباس الفقيه المالكي، روى عنه الخليل في مشيخته، فقال حدثني محمد بن الحسين المالكي هذا بقزوين، ثنا علي بن عمر بن محمد بن يزيد المذكر، ثنا محمد بن علي بن بطحا ثنا بشر ابن آدم ثنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل ثنا القاسم بن عبيد الله بن عبد الله ابن عمر عن عمه سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه عبد الله بن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا تأكلوا بشمالكم ولا تشربوا بها فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله " .
محمد بن الحسين بن محمد الأسكاني، ويقال ابن الإسكاف أبو بكر العالم القزويني، روى عن أبي الحسن القطان وعبد الله بن السري الاسترابادي والقاضي أبي الحسن محمد بن محمد بن يحيى بن زكريا، وحدث عنه الخليل الحافظ وأبو الفتح الراشدي وفيما روى الراشدي ثنا أبو بكر محمد بن الحسين العالم ثنا القاضي أبو الحسن محمد بن يحيى بن زكريا ثنا أبو عمر محمد بن جعفر القرشي ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا سفيان عن الأعمش عن سفيان عن عبد الله بن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن أول ما يقضي بين الناس في الدماء " .
في تاريخ محمد بن إبراهيم القاضي أن أبا بكر محمد بن الحسين الإسكاف الفقيه توفي بقزوين سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
محمد بن الحسين بن محمد الطوسي، سمع بقزوين الخطيب أبا زيد الواقد بن الخليل بن عبد الله جزأ من مسموعات أبيه بسماعه منه وفيه ثنا عبد الواحد بن محمد ثنا علي بن محمد ابن مهرويه ثنا أحمد بن خيثمة ثنا ابن الأصبهاني، ثنا شريك عن عمرو بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه، عن جده قال رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر بشجرتين متفرقتين فقال اذهب فمرهما فلتجمعا، قال فاجتمعا فقضى حاجته ومضى.
محمد بن الحسين بن محمد الخفاف من فقهاء قزوين رأيت له مجموعاً في الفرائض ومن أسباط ابنه محمد بن حامد بن الحسن بن محمد بن كثير وقد توجد في طبقات السماع عن أبي الحسن القطان ذكر محمد بن الحسين الخفاف وغالب الظن أنه هو.
محمد بن الحسين بن محمد بن عيسى البياع القزويني كان من أهل الثورة وحصل طرفاً من اللغة على الإمام أبي محمد النجار وقرأ عليه كتباً وكان يعرف شيئاً من الحساب والشعر.

محمد بن الحسين بن هلال بن إسحاق الخدامي أبو عمر الثغري ورد الري وقزوين مستتراً، وسمع أبا بكر عبد الله بن حبان بن عبد العزيز القاضي بالموصل وأبا هاشم محمد بن أحمد بن سنان بن طالب روى عنه أبو سعد السمان والخليل الحافظ، وغيرهما وفيها حدث بقزوين أبو عمر سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، أنبأ أبو بكر عبد الله بن حبان ثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، ثنا عبد الرحمن بن عمان بن إبراهيم عن أبيه عن أمه عائشة بنت قدامة بن مظعون، قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " عزيز، على الله تعالى أن يأخذ كريمتي عبد مسلم ثم يدخله النار " .
يقال عز علي كذا أي شقّ وتعذر والله سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء ولا يشق عليه لكن من شق عليه شيء تركه وأعرض عنه، فالمعنى أن الله تعالى لا يجمع بين سلب كريمتي العبد وإدخاله النار.
محمد بن الحسين بن وارين القاري، سمع أبا عمر بن مهدي سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، ويشبه أن يكون محمد بن الحسين أبو بكر الواريني الذي سمع مشكل القرآن لابن قتيبة من أبي محمد الحسن بن جعفر الطيبي سنة إحدى وأربعمائة بسماعه من أبي الحسن القطان هو هذا القاري.
محمد بن الحسين بن يزدينيار، أبو جعفر السعيدي، سمع بقزوين من أبي الحسن بن إدريس أنبانا الحافظ أبو منصور الديلمي، عن أبيه شيرويه قال: أنبأ القاضي أبو جعفر محمد بن الحسين السعيدي هذا ثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد بن إدريس بقزوين، ثنا أبو بكر أحمد محمد بن الرازي الحافظ ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا الحسن ابن عرفة سمعت عبد الله بن المبارك يقول رأيت ليلة الجمعة وكانت ليلة مظلمة وذكر حكاية طويلة في أن القرآن غير مخلوق.
محمد بن الحسن الشافعي النسوي، سمع بقزوين ربيعة بن علي العجلي سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، وفيما سمعه أبو الحسن علي بن أحمد بن موسى الدمشقي بحلوان ثنا إبراهيم بن زهير بن أبي خالد ثنا مكّي بن إبراهيم ثنا موسى بن عبيدة عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " بعث الله ثمانية آلاف نبي، أربعة آلاف منهم إلى بني إسرائيل وأربعة آلاف منهم إلى سائر الناس " .
محمد بن الحسين القاضي قلده أمير المؤمنين المقتدر قضاء بلاد منها قزوين ورأيت نسخة عهده وفيها أن عبد الله جعفر المقتدر أمير المؤمنين ولاه قضاء الري ودنباوند وقزوين وزنجان وأبهر.
محمد بن الحسين الزجاجي أبو الحسين، سمع أبا الفرج حمدان بن ابن عمران الخطيب يحدث عن أبي طالب بن أبي رجاء عن سلمان بن يزيد الفامي ثنا إبراهيم بن مضر ثنا أبو نعيم ثنا عبد السلام عن يزيد بن عبد الرحمن عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أمه عبيدة أو حميدة وعن عمه عمر بن عبد الله بن أبي طلحة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، رهان الخيل طلق يعني حلال.
محمد بن الحسين السمرقندي أبو جعفر المقري، سمع ناصر بن أحمد الفارسي بقزوين في الجامع.
فصلمحمد بن حفص التميمي القزويني من المتقدمين، روى عن روح ابن عبادة وأبي أحمد الزبيري، والوليد بن القاسم قال عبد الرحمن بن أبي حاتم، سمع منه أبي بقزوين.
فصلمحمد بن حماد بن الفضل الهروي، أبو الفضل ورد قزوين سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وحدث بها على المصلى وغيره، وسمع منه من أهلها محمد بن سليمان بن يزيد، وميسرة بن علي، ومحمد بن إسحاق بن محمد أبو عبد الله وغيرهم، قال ميسرة في مشيخته قرأ علي أبو الفضل محمد بن حماد الهروي بقزوين على المصلى في جمادى الأولى، سنة سبع عشرة وثلاثمائة، ثنا أحمد بن حيويه أبو الحسن ثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد ثنا عبيد الله بن الحارث، حدثني عنسبة عن محمد بن زاذان عن أم سعد عن زيد بن ثابت، قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبين يديه كاتب يكتب فسمعته يقول ضع القلم على أذنك، وحدث الخليل الحافظ عن محمد بن سليمان بن يزيد، قال أنشدني محمد ابن حماد الهروي أنشدنا ثعلب:
وإنك لا تدري بأعطاء سائل ... أأنت بما تعطيه أم هو أسعد
عسى سائل ذو حاجة إن منعته ... من اليوم سؤلاً أن يكون له غد

محمد بن حماد الرازي أبو عبد الله الطهراني قال الخليل الحافظ ثقة متفق عليه، قدم قزوين مراراً للرباط وللرواية، سمع عبد الرزاق ابن همام الصنعاني والسيدي بن عبدويه وأبا عاصم النبيل وحفص بن عمر القدفي وسمع منه بالري عبد الرحمن بن أبي حاتم، وبقزوين محمد ابن هارون بن الحجاج، وبالشام أحمد بن عمير بن جوصا، وذكر الخطيب أبو بكر الحافظ أنه مات بعسقلان سنة إحدى وسبعين ومائتين، وقال أنبأ البرقاني أنبأ علي بن عمر الحافظ، أخبرنا القاضي أحمد بن عبد الله بن نصر بن بحير ثنا محمد بن حماد الطهراني أنبأ عبد الرزاق قراءة عليه عن سفيان عن الثوري عن أبي معشر عن المقبري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: دعوة المظلوم مستجابة، وإن كانت من فاجر ففجوره على نفسه، وذكر غير الخطيب أنه مات سنة سبع وستين ومائتين.
فصلمحمد بن حمدان بن إسحاق الرازي، أبو بكر البزار حدث بقزوين عن المنذز بن شاذان قال ميسرة بن علي في مشيخته ثنا أبو بكر هذا بقزوين ثنا منذر بن شاذان ثنا موسى بن داؤد ثنا حسام بن معتك عن محمد بن سيرين عن ابن عباس عن أبي بكر الصديق قال نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كتف ولم يتوضأ.
فصلمحمد بن حمدون بن خالد بن يزيد بن زياد النيسابوري أبو بكر ورد قزوين، وحدث بها وروى عنه أبو الحسن القطان، في الطوالات فقال ثنا أبو بكر محمد بن حمدون هذا بقزوين في المحرم سنة تسع وسبعين ومائتين، حدثني أبو إسحاق عبد الجبار بن كثير بن سيار الرقي ثنا محمد بن بشر، لقيته باليمن عن أبان البجلي، عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال حدثني علي بن أبي طالب قال: لما أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب، خرج وأنا معه وأبو بكر الصديق حتى دفعنا إلى مجلس من مجالس العرب فتقدم أبو بكر يسلم وكان أبو بكر مقدماً في كل خير وكان رجلاً نسابه وذكر الحديث الطويل.
قال أبو بكر أحمد بن محمد الذهبي، عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس هو أبان بن عثمان الأحمر وأخطأ قوم فحسبوه أبان ابن عبد الله البجلي.
فصلمحمد بن حمزة بن إبراهيم فقيه، سمع عطاء الله بن علي سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، بقزوين أسباب النزول لعلي الواحدي بسماعه، عن أبي نصر الأرغياني عنه.
محمد بن حمزة بن الحسن بن يزيد بن ماجة أبو العباس القزويني، من بيت العلم والحديث والحسن، هو أخو أبي عبد الله بن ماجة، ورأيت بخط الإمام هبة الله بن زاذان وصف أبي العباس، هذا بالعلم والفضل، سمع القاضي أبا محمد بن أبي زرعة سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وأبا عمرو عبد الواحد بن محمد بن مهدي البغدادي، بقزوين سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، ومما سمعه منه حديثه عن عبد الله بن أحمد بن إسحاق عن بكار ابن قتيبة ثنا موئل بن إسماعيل ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قيل يا رسول الله: أي الصلاة أفضل، قال طول القنوت، وسمع أيضاً أبا عبد الله الحسين بن علي القطان وأبا الفتح الراشدي سنة أربع عشرة وأربعمائة.
محمد بن حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني أبو سليمان الزيدي كان من كبار الأشراف علماً وعفة وخلقاً وجوداً سمع بقزوين العليين ابن مهروية وابن إبراهيم وابن عمر وسليمان بن يزيد، وبآذربيجان حفص بن عمر الأردبيلي الحافظ وغيره، وروى عنه ابنه أبو يعلى حمزة وغيره، توفي أبو سليمان في رمضان سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وقيل سنة خمس وستين، وحدث أبو نصر القاسم بن حسان الحساني قال أنشدني أبو سليمان محمد بن حمزة الزيدي لبعضهم:
فويحكما يا واشئ أم مالك ... بمن والى من جئتما تشيان
بمن لو أراه عانياً لفديته ... ومن لو رآني عانياً لفداني
فمن مبلغ عني الحبيب رسالة ... بأن فؤادي دائم الخفقان
وأني ممنوع من النوم مدنف ... وعيني من وجدبها تكفان
محمد بن حمزة الداؤدي فقيه كان معروفاً بالصلاح وحسن السيرة وأحياء المساجد وإقامة الجماعات، وكان أبوه محتسباً في البلد وجده من الصوفية وكان في قومه فقهاء توفي سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
فصل

محمد بن حمويه سمع أبا عمر بن مهدي بقزوين في جم غفير سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
فصلمحمد بن حمكويه أبو جعفر العطار القزويني، روى الحديث عن محمد بن حميد وموسى بن نصر، وروى عنه أحمد بن إبراهيم بن الخليل، وأبو داؤد سليمان بن يزيد، مات قبل سنة ثمانين ومائتين، ذكره الخليل الحافظ في التاريخ.
محمد بن حمكويه الخطيب أبو العباس الرازي، حدث بقزوين، وروى عنه محمد بن أحمد بن سهلويه الصيرفي وقد أوردت له رواية عند ذكر الصيرفي هذا.
فصلمحمد بن حنظلة الجرجاني، سمع بقزوين علي بن أحمد بن صالح سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
فصلمحمد بن حيدر بن إبراهيم الخباز شيخ، سمع أبا منصور ناصر ابن أحمد الفارسي المقرئ في جامع قزوين سنة ست وسبعين وأربعمائة، جزأ من حديثه وفيه ثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عيسى ثنا أبو بكر أحمد بن علي الأستاذ ثنا محمد بن مسعود ثنا أبو مصعب عن الدراوردي عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " .
محمد بن حيدر بن جعفر المحمدي العلوي، أبو البركات من الأشراف المعروفين بالسنة، سمع أبا سليمان الزبيري سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
محمد بن حيدر بن عبد الملك الشروطي فقيه، كتب الوثائق كثيراً في حدود سنة ستين وأربعمائة، والظن أنه من المخلديين.
محمد بن حيدر بن أبي القاسم القزويني، فقيه محصل مناظر حاذق واعظ سافر، وكتب الكثير من كل فن وسمع أخاه الإمام أبا القاسم بن حيدر وأبا الحياة محمد بن عبد الله البلخي، وسمع منه سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وأبا عامر، سعد بن علي ابن أبي سعد الجرجاني، وفيما سمع منه حديثه عن أبي مطيع، محمد بن عبد الواحد المصري أنبأ أبو بكر ابن مردويه ثنا محمد بن محمد بن شاذان المقابري ثنا أبو غسان عبد الله ابن محمد بن يوسف القلزمي ثنا أبي ثنا سيف عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، قالت كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكتحل كلّ ليلة ويحتجم كل شهر ويشرب الدوا كل سنة.
محمد بن حيدر بن محمد بن علي بن مخلد، أبو منصور المخلدي سمع جده أبا الحسن محمد بن علي بن محمد، ومحمد بن الحسن وجعفر الطيبي، وفيما سمع منه سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، حديثه عن أبيه أبي محمد الحسن بن جعفر، قال ثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ثنا الفضل ابن الحباب ثنا عثمان بن الهيثم ثنا أبو الهيثم بن جهم عن عاصم عن زرّ عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من غشنا فليس منا والمكر والخدع في النار " .
حرف الخاء في الآباءمحمد بن خرشيد بن يزي بن بابا الديلمي أبو بكر الأقطع، حدث بقزوين والظن أنه قزويني روى عن محمد بن يعقوب بن مقسم المصري، وعبد الله بن إسماعيل بن برية الهاشمي، وروى عنه الخليل الحافظ في مشيخته، قال ثنا محمد بن يعقوب بن مقسم ثنا عبد العزيز بن محمد الفارسي ثنا هاشم بن الوليد ثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن ابن مسعود، أنه إذا كان في جنازة ووضع السرير قبل أن يصلي عليه استقبل الناس بوجهه.
ثم قال: يا أيها النسا إنكم شفعاء جئتم شفعاء لميتكم فاشفعوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " أربعون رجلاً أمة ولم يخلص أربعون رجلاً في الدعاء لميتهم إلا وهبه الله لهم وغفر له " ، وقال الخليل: حدثني أبو بكر عن ابن مقسم ثنا موسى بن علي ثنا زكريا ابن يحيى ثنا الأصمعي.
قال كان لأبي عمرو بن العلاء كل يوم من غلة داره فلسان، فلس يشتري به كوزاً وفلس يشتري به ريحاناً يشم الريحان يومه ويشرب من الكوز يومه، فإذا أمسى تصدق بالكوز وأمر الجارية أن تجفف الريحان وتدقه في الأسنان، وحدث عن أبي بكر الأقطع أبو نصر محمد بن الحسين البزاد في فوائده.
فصلمحمد بن خسرو شاه بن عبد الكريم الروجكي القزويني، سمع أبا زيد الواقد بن الخليل الحافظ، فضائل القرآن لأبي عبيد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، بقرأة الحافظ إسماعيل بن محمد الأصبهاني، وهو يرويه عن الزبير بن محمد بن علي بن مهرويه، عن علي بن عبد العزيز عنه، والروجكيون جماعة فيهم طائفة من أهل العلم يأتي ذكرهم.

محمد بن خسرو سمع الأحاديث الخمسة والخمسين من المصافحة لأبي بكر البرقاني من الأستاذ أبي إسحاق الشحاذي بروايته عن الإمام أبي إسحاق الشيرازي عنه.
فصلمحمد بن الخضر، سمع أحمد بن إبراهيم بن سمويه بقزوين حديثه عن أحمد بن منصور الرمادي، فقال: ثنا عبد الله بن صالح، حدثني فرقد بن أبن عمران، وابن لهيعة عن عقبة بن مسلم عن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " إذا رأيت الله عز وجلّ يعطي العبد ما يحب وهو مقيم على معاصيه، فإنما ذلك منه استدراج " ، ثم قرأ هذه الآية " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء، حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا، والحمد لله رب العالمين " .
فصل: محمد بن خالد بن أبي منصور، وهو كما ذكر محمد بن خالد بن عبد الغفار بن أبي منصور إسماعيل بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خفيف الضبي الخفيفي، الشيرازي الأصل أبو المحاسن الأبهري، دخل قزوين مراراً كثيرة وسمع بها، وسمع منه، وكانت له معرفة بالحديث، والفقه والشروط والأدب وسرعة في الكتابة، وعبادة لا بأس بها وجمع أربعينيات ومجاميع وله إجازات عالية وسماعات كثيرة.
أنبأنا القاضي محمد بن خالد، أنبأ أبو النجم المظفر بن سيدي بن المظفر الساماني ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن خشنام بن إسحاق الباكوي ثنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد ثنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أحمد بن محمد بن عبدويه الجصاص ثنا الحسن بن أحمد الزعفراني ثنا محمد بن عبد الرحمن الهروي ثنا يزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله " . قال: وأنشدني المظفر أنشدني والدي أنشدني أبو محمد الحمداني:
ولا تجزع إذا ما سد باب ... فأرض الله واسعة المسالك
ولا تفزع إذا ما ضاق أمر ... فإن الله يحدث بعد ذلك
محمد بن خالد البزاز، سمع علي بن أحمد بن صالح بقزوين سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، حديثه عن محمد بن عبد بن عامر، قال ثنا قتيبة ابن سعيد ثنا مالك سعير عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الدينار والدرهم اهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم.
فصلمحمد بن خليفة بن المعالي بن أبي سهل المتوي أبو بكر الصائغي القزويني فقيه جليل بارع ورع جميل السيرة، حميد الأخلاق تفقه بقزوين ونيسابور وغيرهما وسمع بقزوين مسند الشافعي رضي الله عنه من السيد أبي حرب الهمداني، بروايته عن الشيروي عن الحيري وبنيسابور الترغيب، لحميد بن زنجويه عن الفراوي والوسيط في التفسير للواحدي عن عبد الجبار البيهقي عن المصنف والرسالة للأستاذ أبي القاسم عن أبي المظفر عبد المنعم عن أبيه وهذه مسائل مستفادة رأيتها في معلقاته رحمه الله.
رجل قبل النكاح لابنه بالوكالة عنه، ثم أنكر الابن التوكيل، فأقيمت البينة عليه يرتفع النكاح باتكاره، ويلزمه نصف المهر ثم لو كذب نفسه وصدق الشاهدين يشترط نكاح جديد، على قول أبي إسحاق الشيرازي وعند الفقال ترد المرأة إليه ولا يشترط نكاح جديد.
عن القاضي أبي المحاسن الطبري: إمام سريع القرأة ركع والمأموم لم يتم الفاتحة عليه إتمامها ثم إن أدرك الإمام في الركوع أو الاعتدال منه جازت صلاته، وكان مدركاً للركعة وإن علم أنه لا يقدر على إتمامها حتى يسجد الإمام تبعه، قبل إتمامها ويعيد الركعة، وإن علم أن يتكرر ذلك في كل ركعة فارقه وصلى منفرداً.
إن تحرم المأموم واشتغل بدعا الاستفتاح، وركع الإمام قبل أن يتم الفاتحة، فإن قدر على أن يتمها، ويدركه في الركوع أو الاعتدال فعل، وإلا تبعه وأعاد الركعة ولو تبعه حين ركع وأعاد الركعة جاز، ولو أشتغل بإتمامها، وهو عالم بحكمه، حتى سجد الإمام بطلت صلاته لأن الإمام سبقه بركنين ورأيت بخطه:
تأوبني همّ ببيضاء نابتة ... لها لوعة في مضمر القلب ثابتة
ومن عجب أني إذا رمت نتفها ... نتفت سواها وهي تضحك شامتة
يقال تأوبه هم أي جآه.
فصل

محمد بن الخليل بن القاسم المعروف بحاجي، سمع ربيعة بن علي العجلي غريب الحديث لأبي عبيد بروايته عن أبي الحسن محمد بن هارون الزنجاني، سماعاً وعلي بن إبراهيم القطان إجازة بروايتهما عن علي بن عبد العزيز عنه، وكان سماعه من ربيعة في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة أو نحوها.
محمد بن الخليل بن ملكا القزويني، ثم البروجردي سمع الرياضة للشيخ أبي محمد جعفر بن محمد الأبهري، المعروف ببابا، من الشيخ أبي علي الموسياباذي بقزوين.
محمد بن الخليل بن الواقد الخليلي الخطيب أبي جعفر من بيت الخطابة والحديث، وسيأتي ذكر سلفه وكان فيه خشوع و اخبات وأقام للتفقه مدة ببغداد وسمع الحديث من مشائخها ومن الطارئين، منهم أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن بحا بن شاتيل وإسماعيل بن نصر بن نصر العكبري، وأبو القاسم عبد الواحد بن القاسم الصيدلاني الأصبهاني والإمام أحمد بن إسماعيل وغيرهم، وأجاز له أبو الفضل منوجهر بن محمد بن تركانشاه وقال أنبأ أبو بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني أنبأ أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنشدنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسين بن محمد بن شاذان البزاز أنشدنا أبو بكر محمد بن الحسين بن دريد الأزدي لنفسه:
ضمان الله يكنف من تولى ... وقلبي من تذكره مريض
ضننت وكيف لا يضنى مريض ... يشرد قومه دمع يفيض
ضميري مرتع الأحزان دهري ... وطرفي عن سوى حبي غضيض
ضرام الشوق في أثناء قلبي ... وبين جوانحي جمر فضيض
محمد بن خمار تاش بن عبد الله الصوفي، التركي شيخ سمع الحديث بالري وآمل، ودهستان، وقزوين وروى عن القاضي أبي المحاسن وغيره، روى عنه المرتضى بن الحسن بن خليفة وابنه علي وعطاء الله بن علي بن بلكويه أنبأن القاضي عطاء الله، هذا أنبأ الأمير الزاهد محمد بن خمارتاش، سنة ثلاثين وخمسمائة، أنبأ الإمام أبو المحاسن الروياني ثنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن جعفر ثنا هبة الله بن موسى ثنا أبو يعلى أحمد ابن علي بن المثنى ثنى شيبان بن فروخ ثنا سعيد الضبي حدثين أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله عز وجل يطلع في العيدين إلى الأرض فابرزوا من المنازل تلحقكم الرحمة " .
أنبانا القاضي أنبأ الأمير أنبأ أحمد أبي سعد أبو العباس الأسفرائني، بقزوين ثنا الحافظ أبو الفتيان الرواسي ثنا أبو بكر محمد بن أبي نصر بن إبراهيم ثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذي ثنا خالد بن إسماعيل الخيام ثنا أبو بكر محمد التنوخي حدثني نصر بن محمود البلخي ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال جاء رجل إلى داؤد الطائي فقال: أوصني.
فقال: انظر أن لا يراك الله عنه ما نهاك ولا يفقدك حيث أمرك، قال زدني قال: كما ترك لكم الملوك الحكمة، يعني العلم، فاتركوا لهم الدنيا قال: زدني قال أرض باليسير من الدنيا مع سلامة الدين كما رضي أهل الدنيا بالكثير مع خراب الدين، قال زدني قال، فرّ من الناس فرارك من الأسد، ولا تفارق الجماعة، قال زدني قال أجعل عمرك يوماً فواحداً، فصمه عن شهواتك واجعل فطرك الموت.
فصلمحمد بن خيران، سمع أبا الحسن القطان بقزوين في الطوالات، حديثه عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الدبري، بسماعه بصنعآء عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، قال أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام عن أسماء بنت عميس، قالت أول ما أشتكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيت ميمونة فاشتدّ مرضه حتى أغمي عليه فتشآور فساءه في لده فلدوه - الحديث.
حرف الدال في الآباءمحمد بن داؤد الأبهري الغازي ورد قزوين وأجاز له أبو الحسن القطان، وناوله الكتاب الطوالات أو بعضه، وفيما ناوله، ثنا القاضي إسماعيل بن إسحاق ثنا يحيى بن محمد السكن ثنا حبان بن هلال ثنا مبارك حدثني عبيد الله بن عمر عن خبيب عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال لما خلق الله تعالى آدم عطس، تألهمه ربه تعالى أن قال الحمد لله، فقال له ربه: رحمك ربك، فلذلك سبقت رحمته على غضبه.

قال: ثم قال إن الله تعالى قال ايت الملأ من الملائكة فسلم عليهم، فأتاهم، فقال: السلام عليكم قالوا: السلام عليك ورحمة الله - حبان بالباء وفتح الحاء بصرى ومبارك يشبه أن يكون مبارك بن فضالة بن أبي أمية الذي سمع الحسن وعبد الله بن عمر.
محمد بن درستويه بن محمد الهمداني، أبو طاهر العصاري معروف بالتقدم والتورع، وحسن السيرة، والسريرة والحظ الجزيل من علوم الطريقة والحقيقة، دخل قزوين وأقام بها مدة يعظ ويذكر وينتفع الناس بوعظه، وكان قد درس الكلام على الإمام أبي نصر القشيري وصنف في التذكير وعلوم المشائخ كتاباً كثير الفائدة لقبه بالغنيمة للقلوب السقيمة، وروى فيه عن الكياشيرويه بن شهردار، وأبي القاسم عبد الملك ابن عبد الغفار الفقيه، وأبي القاسم يوسف بن محمد بن عثمان الخطيب وغيرهم.
قال فيه: أخبرني أبو بكر أحمد بن عمر بن أحمد بن علي ثنا الحافظ أبو الحسين خدا دوست بن أسفهفيروز ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين البشتي نزيل قاشان أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الرازي ثنا أبو مطيع مكحول بن الفضل النسفي ثنا علي بن جرير ثنا علي ابن الحسين الشعيري عن مالك بن سليمان عن إبراهيم بن طهمان والهياج ابن بسطام عن أبان عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " ثلاثة أعين لا تمسها النار، عين فقئت في سبيل الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله، وعين دمعت من خشية الله، ورأيت بخط والدي رحمه الله، سمعت أبا طاهر ينشد على المنبر:
وكم من عائب قولاً صحيحاً ... وآفته من الفهم السقيم
سمعت والدي يقول: سمعت أبا طاهر رحمه الله ينشد: في مرض موته:
لولا بناتي وسيأتي ... لطرت شوقاً إلى الممات
وقد أورد البيت أبو سليمان الخطابي في كتاب العزلة ونسبه أبي منصور بن إسماعيل الفقيه، واللفظ لذبت شوقاً وبعده.
لأنني في جوار قوم ... يبغضني قومهم حياتي
كتب أبو طاهر إلى بعض أصدقائه بقزوين:
أتاني كتاب منك يا من أوده ... فهيج أحزان الفؤاد وشوقا
وذكرني عهد الوصال وطيبه ... وأضرم في الأحشاء ناراً وأقلقا
فنزهت طرفي في بدائع لطفه ... وسليت قلباً كان بالبعد محرقا
إني أن قال:
أبيت أراعي النجم في غسق الدجى ... أردد طرفي مغرباً ثم مشرقا
ولو أن ما بي بالحديد إذا به ... وبالحجر الصلد الأصمّ تفلقا
توفي بقزوين سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، ودفن بها وقبره معروف تسأل الحاجات، بينه وبين قبر الإمام ملك داد بن علي رحمهما الله بباب المشبك.
محمد بن دلك أبو عبد الله القزويني، من عباد الله الصالحين المستورين عن الناس، كان ينزل سكة لبّ رأيت بخط أبي الحسين القطان ذكره ويشبه أن يكون هو الذي صحب الشيخ علك القزويني في بعض أسفاره وحكى علك عنه أحوالاً عجيبة جليلة نوردها عند ذكر الشيخ علك إن شاء الله تعالى.
محمد بن ديزك، سمع بقزوين أبا علي الطوسي في القراآت لأبي حاتم السجستاني فمن جاءه موعظة من ربه أبو عمر والعامة على ما في الإمام وكذلك يقرأ وقرأها فمن جآءته موعظة " بزيادة تآء الحسن رحمه الله.
حرف الراء في الآباءمحمد بن رامين، سمع أبا إسحاق الشحاذي الأحاديث الخمسة والخمسين من المصافحة لأبي بكر البرقاني.
محمد بن الربيع، سمع بقزوين تاريخ أحمد بن حنبل من أبي الحسن أحمد بن الحسن بن ماجة، أو من أحمد بن محمد بن أحمد بن ميمون وهما يرويانه، عن علي بن أبي طاهر عن أبي بكر أحمد بن محمد الأثرم عن أحمد بن حنبل.
محمد بن ربيعة بن علي بن محمد بن عبد الحميد العجلي أبو الماجد القزويني، ولد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وسمع أباه وأبا الحسن علي بن أحمد بن صالح المقرئ، ومما سمع منه سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، يقول: ثنا أبو عمر محمد بن عبد الوهاب المرزي ثنا إسماعيل بن توبه الثقفي ثنا عبد الرحمن بن عبد الله العمري عن أبيه وعبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من أعتق شركائه في عبد عتق عليه كله إن كان له مال قوم عليه قيمة العبد، ثم دفع إلى شركائه أنصباءهم وإن يكن له ملك عتق منه ما أعتق " .

محمد بن رجاء بن أحمد بن رجاء بن جرير اليماني، سكن آباؤه قزوين، وكانوا من أهل العلم والحديث وذكر الخليل الحافظ في الإرشاد، أن محمدا هذا كان يتزهد ولم يسمع الحديث.
محمد بن رستم الفامي المقرئ، شيخ صالح خير، سمع شرح الغاية للفارسي، من محمد بن آدم الغزنوي اللهاوري، بروايته المثبتة في ترجمته.
محمد بن روشنائي بن أبي اليمين أبو اليمن المرداسي القزويني ويعرف بالفقيه بابويه، كان من أهل العلم والدراية لطيف المحاورة، وكان كثير التردد إلى والدي، وأئمة ذلك العصر رحمهم الله، ويؤنسهم وينسخ لهم الكتب عن ضبط ومعرفة، وكار يدعى فهرست الكتب لممارسته لها ووقوفه على نسخها، ملكاً ووقفاً، وكان والدي يرتاح بدخوله عليه سمع أبا أحمد عبد الله بن هبة الله الكموني، سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
مما سمعه منه كتاب يوم وليلة لأبي بكر السني وسمع أبا اليمين ابن علي بن محمد الصوفي الدشتكي فضائل قزوين للخليل الحافظ، سنة اثنين وسبعين وخمسمائة. بسماعه عن أبي إسحاق الشحاذي عن الواقد بن الخليل عن أبيه، وسمع معظم الصحيح للبخاري أو جميعه من الأستاذ محمد بن الشافعي بن داؤد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة، بسماعه من أبيه وغيره، وأجاز له الشيخ أبو سعد الحصيري، وأبو علي الموسياباذي وناصر بن أبي نضر الخدامي، وعبد الجليل بن محمد المعروف بكوتاه وأبو الخير الباغبان وعبد الأول وغيرهم.
سمع الإمام أحمد بن إسماعيل، ونصر بن محمد الخواري وعبد الواحد بن عبد الماجد القشيري، ومحمد بن محمد البروي وعبد الملك ابن محمد أبا شجاع الهمداني وغيرهم، وقرأ على أبي الفتوح سعد بن سعيد ابن مسعود الرازي الحنفي بقزوين سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
أنبأ أبو طاهر عبد العزيز بن إبراهيم الزعفراني، بالري سنة عشرين وخمسمائة، أنبأ أبو علي الحسن بن علي بن الحسن الصفار، أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن حمير القزويني، ثنا محمد بن عبد الله بن نعيم ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عمرويه المذكر بمرو ولم نكتبه إلا عنه ثنا أحمد بن الصلت الحماني ثنا بشر بن الوليد القاضي ثنا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم، سمعت أبا حنيفة يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " طلب العلم فريضة على كل مسلم " ولد محمد ابن روشنائي سنة أربع عشرة وخمسمائة.
محمد بن روشنائي، أبو بكر بن أبي الفرج الهمداني، سمع بقزوين سنة تسع وستين وخمسمائة، من الإمام أبي محمد النجار جزأ من الحديث فيه، روايته عن السيد أبي حرب العباسي، ثنا محمد بن الحسين البردائي أنبأ إبراهيم بن محمد الخطيب أنبأ أبو جعفر محمد بن أبي حفص العمراني أنبأ أبو جعفر محمد بن إبراهيم النائلي ثنا أبو جعفر محمد بن المفضل الزاهد، أتت عليه مائة وثلاثون سنة أنبأ أبو العباس هرمزدان الكرماني الجيرفتي، ثنا انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها " .
حرف الزاء في الآباءمحمد بن الزبير القراء فقيه، سمع القاضي إبراهيم بن حمير الخيارجي سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
محمد بن أبي زرعة بن أبي أحمد الصباغ أبو أحمد المتكلم القزويني، سمع الواقد بن الخليل الخطيب سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
محمد بن زكريا بن يحيى بن عبد الأعظم القزويني، هو وأبوه من أهل العلم والحديث، وجده يحيى كبير مشهور، وسمع محمد الحسين بن علي الطنافسي، وأقرانه.
محمد بن زكريا السمان المقرئ، سمع الواضح في القراآت العشر لأبي الحسن أحمد بن رضوان المقرئ، من أبي محمد سعد بن الفضل بن النائي المقرئ بقزوين، سنة تسع وخمسمائة، بروايته، عن عبد السيد بن عتاب بن محمد الضرير المقرئ عن المصنف.
محمد بن زنجويه بن خالد المقرئ، أبو الحسن القزويني ذكر الخليل الحافظ أنه كان ثقة، يقرئ في الجامع وأنه سمع محمد بن أيوب وعلي ابن أبي طاهر وأبا يعلى الموصلي وأنه توفي بآذربيجان، سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وأبوه زنجويه، وعمه الحسن بن خالد مقريان ثقتان يأتي ذكرهما.

محمد بن زنجويه بن علي القزويني، أبو الحسن أورده الحافظ شيرويه بن شهردار في تاريخ همدان، وذكر أنه روى عن أبي يعلى محمد ابن زهير وأحمد بن محمد الوهبي، ومحمد بن صالح الخولاني المصري، وأبي القاسم البغوي وأنه روى عنه صالح بن أحمد الحافظ، وأبو بكر ابن لال وغيرهما وفي تاريخ بغداد لأبي بكر الخطيب، إن أبا عبد الله مكي بن بندار بن مكي الزنجاني روى عن ابن زنجويه هذا.
محمد بن زياد أبو عبد الله المعروف بابن الأعرابي من مشهوري علماء اللغة حكى أبو محمد بن قتيبة أنه كان، ربيب المفضل الضبي وذكر الحافظ أبو بكر الخطيب أنه حدث عن أبي معاوية الضرير وروى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي وأبو العباس ثعلب، وأبو شعيب الحراني وأنه كان ثقة وأنه توفي بسر من رأى، سنة إحدى وثمانين ومائتين، وقد ذكر أنه ورد قزوين رأيت في دار البطيخ جمع علي بن الحسين الرفا القصيري أنه اجتمع أبو عبد الله بن الأعرابي وأبو تمام في خان بقزوين، وأحدهما لا يعرف الآخر فانشد أبو تمام قصيدة من شعره استحسنها ابن الأعرابي ثم سأله عن اسمه ونسبه فلما تبين له أنه أبو تمام هجنها وعابها ووقعت بينهما وحشة شديدة.
محمد بن زيد الجعفري أبو الحسن من الأشراف الفضلاء. ويعرف بالعراقي، سمع بقزوين القاضي عبد الجبار بن أحمد سنة تسع وأربعمائة، وسمع أبا الحسن محمد بن عمر بن زاذان حديثه عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي كتابة ثنا الفضل بن الحباب بالبصرة ثنا القعنبي ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير أن رجلاً وقع في علي بن أبي طالب بمحضر من عمر رضي الله عنهما فقال له عمر تعرف صاحب هذا القبر هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب فلا تذكر علياً إلا بخير فإنك إن أبغضته آذيت هذا في قبره صلى الله عليه وآله وسلم.
محمد بن زيدان بن الوليد بن يحيى بن سلام الدينوري حدث بقزوين، وروى عنه أبو علي الخضر بن أحمد الفقيه، وعبد الواحد بن محمد وغيرهما أنبأ غير واحد عن الحافظ إسماعيل بن محمد التيمي، أنبأ واقد بن الخليل بن عبد الله أنبأ أبي، سمعت عبد الواحد بن محمد، سمعت محمد بن زيدان بن الوليد الدينوري بقزوين، سمعت محمد بن يونس البصري يقول: قلت لشداد بن علي الهزاني وكان من عباد البصرة، قد قتلت نفسك بالصوم فقال: إني أخاف حرّ النار. ثنا عبد الواحد بن زيد عن الحسن عن أنس قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحوض فقال: فيه قدحان كعدد نجوم السماء قالوا يا رسول الله! فمن أول من يشرب من أمتك قال: السائحون قال شداد قال عبد الواحد بن يزيد: هم الصائمون.
حرف السين في الآباءمحمد بن سعد بن محمد أبو جعفر بن أبي الفضائل المشاط الرازي هو وأبوه وقومه مشهورون بعلم الكلام وبالصلابة في الدين كان فيهم أئمة لهم جموع في الكلام، وما يقاربه، وجاه عند العوام والخواص وصيت وسمع أبو جعفر الحديث من أبيه وغيره وورد قزوين وذكر بها محترماً كما يليق بحاله.
محمد بن سعيد بن سابق الأثرم القزويني، قال الإمام عبد الرحمن ابن أبي حاتم هو رازي الأصل سكن قزوين، روى عن عمرو بن أبي قيس وأبي جعفر الرازي ويعقوب بن عبد الله القمي، وعن أبيه سعيد بن سابق، وسمع منه أبو زرعة محمد بن مسلم بن وارة، ويحيى بن عبدك، وكثير بن شهاب، وعمرو بن سلمة الجعفي وآخر من روى عنه بقزوين، يعقوب بن يوسف أخو حسيبكا.
أخبرنا غير واحد عن كتاب أبي بكر بن خلف عن الحاكم أبي عبد الله أنبأ أبو إسحاق الفقيه أنبأ يعقوب بن يوسف القزويني ثنا محمد ابن سعيد بن سابق ثنا عمرو بن قيس عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير في قوله: فلنحينيه حياة طيبة قال: القنوع قال وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو، يقول: " اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه واخلف علي كل غاية لي بخير " ، مات محمد بن سعيد سنة إحدى وعشرين ومائتين، بقزوين هكذا ذكره أبو عبد الله بن ماجة في تاريخه حكاية عن علي بن محمد الطنافسي وفي الإرشاد للخليل الحافظ أنه مات سنة ست عشر ومائتين.

محمد بن سعيد بن سالم القزويني، روى عن أبيه وأبو الفضل النسوي رأيت في كتاب عقلاء المجانين، تأليف الإمام أبي القاسم الحسن ابن محمد بن حبيب المفسر، سمعت أبا الفضل أحمد بن محمد بن حمدون الفقيه النسوي، بها سمعت محمد بن سعيد بن سالم القزويني، يقول سمعت أبي سمعت محمد بن إسماعيل بن أبي فديك يقول رأيت بهلولاً في بعض المقابر وقد دلى رجليه في قبر، وهو يلعب بالتراب فقلت له: ما تصنع هاهنا، قال أجالس أقواماً لا يؤذونني، وإن غبت عنهم لا يغتابوني، فقلت قد غلا السعر فهل تدعو الله تعالى، فيكشف فقال: والله ما أبالي ولو حبة بدينار، إن لله علينا أن نعبده كما أمرنا وأن عليه أن يرزقنا كما وعدنا ثم صفق يده وأنشأ يقول:
يا من تمتع بالدنيا وزينتها ... ولا تنام عن اللذات عيناه
شغلت نفسك فيما لست تدركه ... تقول لله ماذا حين تلقاه
محمد بن سعيد بن عبد الله الصوفي السجستاني سمع بقزوين طرفاً من أول سنن الصوفية لأبي عبد الرحمن السلمي.
محمد بن سعيد الفامي الخطيب، سمع محمد بن إسحاق الكيساني، وسمع أبا الحسن القطان في غريب الحديث، حدثني علي بن ثابت عن عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة الأنصاري عن أبيه عن جده رفعه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بالاثمد المروح عند النوم وقال ليتقة الصائم.
محمد بن سعيد الصاغاني، سمع التصحيف والتحريف لأبي أحمد العسكري من القاضي عبد الملك المعافى، سنة ست وعشرين وخمسمائة، بقزوين والقاضي يرويه عن السيد أبي محمد الحسني عن المصنف.
محمد بن سعيد القزويني الصوفي أبو سعيد، روى عنه أبو القاسم ابن حبيب في تفسيره فقال: أنشدني أبو سعيد محمد بن سعيد القزويني الصوفي:
ألا بالله جاهي واعتزازي ... وما أحد سواه به أباهي
وفي عصيانه ذلي وحيني ... وعزي في مجانبة المناهي
محمد بن أبي سعيد أبو النجيب الصائغ، سمع الإمام أحمد بن إسماعيل سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
محمد بن سليمان بن حمدان البزاز الخوزي أبو الحسين القزويني، ذكر الخليل الحافظ أنه ابن بنت يحيى الحياني: وأنه كان من المعمرين، سمع بقزوين الحسن بن علي الطوسي، والعباس بن الفضل بن شاذان، وبالري ابن أبي حاتم والحزوري وأنه حدثهم، سنة ست وسبعين وثلاثمائة، قال ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب ثنا عمرو بن الحارث وابن لهيعة والليث بن سعيد عن يزيد ابن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو عن أبي بكر الصديق.
قال قلت يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً وأنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وأرحمني إنك أنت الغفور الرحيم، مات سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
محمد بن سليمان بن داؤد بن عقبة بن رؤبة بن العجاج القزويني، أبو جعفر حدث عن يحيى بن عبدك، وروى عنه أبو يعقوب بن مندة الكرجي المقرئ رأيت بخط القاسم بن نصر الحساني في كتاب مصنف في الوقف والابتداء، حدثني أبو يعقوب إسحاق بن منده المقرئ الكرجي ثنا أبو جعفر محمد بن سليمان بن داؤد بن عقبة ثنا أبو زكريا يحيى بن الأعظم القزويني ثنا أبو الحسن الجوسقي المقرئ ثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن أبان القرشي المقرئ مولى عثمان بن عفان ثنا أبو جعفر المقرئ مؤدب جعفر بن سلمة عن عبد الملك بن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قول الله تعالى: بلسان عربي مبين، قال بلسان قريش ولو كان غير عربي ما فهموه.
محمد بن سليمان بن مادا أبو بكر، سمع أبا الفتح الراشدي، صحيح البخاري أو بعضه سنة أربع عشرة وأربعمائة، ورأيت بخط الشيخ أبي منصور المقومي أنشدني أبو بكر محمد بن سليمان بن مادا لبعضهم:
إذا هجر العلم يوماً هجر ... ومرّ فلم يبق منه أثر
كماء تحادر فوق الصفا ... إذا انقطع الماء جفّ الحجر

محمد بن سليمان بن محمد أبو يعلى الزاذاني القزويني، سمع صحيح البخاري من إبراهيم بن حمير الخيارجي بتمامه، سنة اثنين وثلاثين وأربعمائة، بقراءة هبة الله بن زاذان، والزاذانية جماعة يأتي أسماءهم في مواضعها، وروى عن أبي يعلى الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المراغي، في ثواب الأعمال من جمعه كتابة أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن صالح، ثنا محمد بن مسعود الأسدي ثنا أبو سعيد ثنا أبو خالد عن ابن عجلان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من وقاه الله شرّ ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة " .
محمد بن سليمان بن محمد: بن سليمان بن حمدان البزاز، سبط الذي قدمنا ذكره قال الخليل الحافظ، سمع معنا من ابن صالح، وعمر بن زاذان، مات سنة خمس وأربعين وأربعمائة، ولم يكن له نسل.
محمد بن سليمان بن يزيد بن سليمان بن سليمان بن يزيد بن أسد الفامي، أبو سليمان القزويني، قال الخليل الحافظ: سمع محمد بن جمعة بن زهير، والحسن بن حمد الرياش وأحمد بن المرزبان والحسن ابن علي الطوسي، والعباس بن الفضل بن شاذان، وإسحاق بن محمد وبالري عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأحمد بن خالد الحزوري، وكان حديثه منتقى بانتخاب أبيه ولد سنة سبع وثمان وتسعين ومائتين، ومات سنة ست وثمانين، قال الخليل: قد أكثرت السماع منه، وكان أبوه من كبار محدثي قزوين.
مما سمع أبو سليمان من أبي علي الطوسي كتاب الأحكام من جمعه، وسمع أبا بكر عبد الله بن محمد بن خالد الحبال ومما سمعه منه جزء من حديث محمد بن جحادة بن جرعب الوالبي البصري تأليف الحبال هذا ومما فيه ثنا علي بن إسماعيل الطنافسي، والفضل بن الربيع بن تغلب ثنا الربيع بن تغلب ثنا يحيى بن عقبة عن محمد بن جحادة عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا تطرحوا الدر في أفواه الكلاب " - يعني الفقه، وأيضاً ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، أخو حازم ثنا الحسن بن حماد الوراق ثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد عن مسعر عن محمد بن جحادة قال: كان الشعبي من أولع الناس بهذا البيت:
ليست الأحلام في حين الرضا ... إنما الأحلام في حين الغضب
محمد بن سهل بن أبي سهل الخياط الرازي، أبو جعفر المعروف أبوه بسهل بن زنجلة، قال الخليل الحافظ: ثقة كبير عالم سمع محمد بن سعيد ابن سابق وارتحل إلى العراق ومصر، فسمع أبا صالح كاتب الليث، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن بكير وعمرو بن خالد الحراني، وقدم قزوين سنة خمس وستين ومائتين، ونزل في خان سندول، وسمع منه بقزوين إسحاق بن محمد الكيساني، وعلي بن محمد بن مهرويه وأحمد بن إبراهيم بن سمويه، وسمع منه بالري عبد الرحمن بن أبي حاتم، وروى عنه أبو العباس محمد بن إسحاق السراج النيسابوري.
ثم قال حدثني علي بن أحمد بن إبراهيم أنبأ علي بن محمد بن مهرويه ثنا محمد بن سهل بن زنجلة ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا محمد بن عبد الرحمن الجدعاني عن سليمان بن مرقاع عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن ابن عباس. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سورة الكهف تدعى في التوراة الحائلة، تحول بين قاريها وبين النار.
ممن روى عن محمد بن سهل من أهل قزوين، عثمان بن محمد بن الطيب، توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
محمد بن سهل بن محمد القرميسيني الصوفي يعرف ببهلول، سمع الشيخ أبا محمد الشافعي بن الحسين بن محمد الأستاذي في رباط شهرهيزه، وسمع تلخيص أبي معشر الطبري المقرئ في القراآت من الأستاذ أبي إسحاقي الشحاذي، سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
محمد بن سوتاش بن عبد الله الصوفي القزويني، كان عفيفاً حسن الخلق خدوماً، وخلوطاً للعلماء والخواصّ، سمع أبا سليمان الزبيري، جزأ من الحديث بقراآة ولدي رحمهما الله، وسمع صحيح البخاري أو بعضه، من علي بن المختار الغزنوي، وعطاء الله بن علي.
حرف الشين في الآباء

محمد بن الشافعي بن داؤد بن المختار التميمي أبو سليمان المقرئ القزويني، عريق في علم القراآة، ودراسة القرآن وتعليمه سمع صحيح البخاري من أبيه الأستاذ الشافعي، ومن أبي بكر محمد بن حامد بن الحسين ابن كثير، ومسند الشافعي من نصر بن عبد الجبار القرائ بسماعه، عن أبي ذر أحمد بن محمد الأسكاف عن القاضي الحيري، والإرشاد للخليل الحافظ، من القاضي أبي الفتح إسماعيل بن عبد الجبار، سنة ست وتسعين وأربعمائة، والغاية لأبي بكر بن مهران وشرحها لأبي علي الفارسي، من محمد بن آدم الغزنوي واعتصام العزلة من الفقيه أبي عمرو المينقاني والأنوار في القراآت من أبيه عن جده المصنف، وسمع منه والدي والأئمة.
محمد بن الشافعي بن روشنائي أبو بكر الصوفي القزويني. شيخ عزيز سافر الكثير، وكان لا يأكل من الخانقاهات مع كونه في ذي الصوفية، ومعرفة أربابها إياه بل كان يعلم على سبيل المضاربة لمن يرى ماله بعيداً عن الشبهات، ثم ما يحصل له يصل به وأقاربه ويحسن إلى الفقراء في أسفاره سماه الإمام أحمد بن إسماعيل محمداً وكان يشهر بأبي بكر، وسمع الحديث منه ومن غيره من الشيوخ معي، وكان صاحبني في السفر والحضر. فأحمدت أخلاقه.
محمد بن شجاع القزويني، روى عن عبد الله بن وهب الدينوري أخبرنا الحافظ أبو موسى المديني وغيره كتابة أنبأ إسماعيل بن محمد أنبأ أبو بكر محمد بن السمسار ثنا أبو طاهر الريحاني ثنا محمد بن شجاع القزويني ثنا عبد الله بن وهب الدينوري حدثني عبيد الله بن يوسف ثنا إسماعيل بن حكيم الهزاني ثنا الفضل بن عيسى الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما الشوم؟ قال: " سوء الخلق " .
محمد بن شريفة من مشائخ الصوفية، ذكر أبو عبد الرحمن السلمي في تاريخ الصوفية أنه من الطالقان، بين الري وقزوين، وأنه من أصحاب أبي عبد الله السندي الطالقاني، والطالقان إلى قزوين أقرب وأكثر انتساباً.
محمد بن شيرازاد، سمع أبا عبد الله محمد بن إسحاق الكيساني، وأبا الحسن القطان، ومما سمع منه في الغريب لأبي عبيد، حدثين أبو حفص الابار عن منصور والأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه جاء إلى البقيع ومعه مخصرة فجلس ونكت بها في الأرض ثم رفع رأسه وقال: ما من نفس منفوثة إلا وقد كتب مكانها من الجنة والنار، وذكر حديثاً طويلاً في القدر.
محمد بن شيرزاد بن الحسن بن شيرزاد السراجي ابن عمتي كان عفيفاً قنوعاً حمولاً عارفاً بطرف من الفقه، حافظ للقرآن قرأه بقراآت وكان يقرئ الناس مدة سمعت أخاه أبا بكر بن شيرزاد يقول رأيت في المنام محمد بن عمر الخفاف وكان من جيراننا الصلحاء المنكسرين، أقبل عليّ يهنيني فقلت بم تهنيني فأعاد التهنئة فأعدت السؤال فقال قد ازددت بكثرة ما تقرأ آية الكرسي عمراً وقد كدت تأتينا ثم أمهلت لبناتك الصغائر.
ثم قال لم يأتينا أحد يبكي بكاء أخيك محمد، فقلت ما فعل به قال وقف يومين أو ثلاثة وشدد عليه ثم عفى عنه هذا معنى ما حكاه توفي سنة ثلاث وستمائة وكان قد سمع الكثير من والدي رحمه الله.
مما سمعه منه إملاء حدثه عن أبي جعفر محمد بن الشافعي المقرئ، أنبأ والدي أنبأ أبو بدر محمد بن علي الفرضي أنبأ أبو الفضل بن أبي الفضل الفراتي، أنبأ عبد الله بن يوسف بن بابويه أنبأ عمران بن موسى أنبأ محمد بن المسيب ثنا محمد بن النعمان عن يحيى بن العلاء عن عبد الكريم، عن مجاهد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من زار قبر أبويه أو أحدهما في كل جمعة غفر له وكتب براً به " .
عن ابن بابويه سمعت أبا بكر الحافظ سمعت بشر بن الحارث، يقول رأيت علي بن أبي طالب في المنام فقالت يا أمير المؤمنين تقول شيئاً لعل الله أن ينفعني به فقال ما أحسن عطف الأغنياء على الفقراء رغبة في ثواب الله وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء ثقة بالله عز وجل قلت يا أمير المؤمنين تزيدنا فولى وهو يقول:
قد كنت ميتاً فصرت حيا ... وعن قريب تصير ميتا
عزّ بدارا لهوان بيت ... فابن بدار البقاء بيتا
حرف الصاد في الآباء

محمد بن أبي صابر بن عبد الجليل القزويني، أبو عبد الله تفقه مدة على والدي رحمه الله وعلى غيره، بقزوين، ثم تفقه بهمدان وعلق تعاليق الفقه ثم أقبل على التذكير والنظم، والنثر بالعجمية في كل فن وجمع وكتب الكثير وكان له ذهن وحفظ جيد، وسمع الحديث من والدي ومن القاضي عطاء الله بن علي ومما سمع منه فهم المناسك لأبي بكر النقاش، وسمع والدي في فهرست مسموعاته سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
أنبأ أبو البركان عبد الله بن محمد الصاعدي أنبأ الرئيس أبو عمرو عثمان بن محمد المحمي، ثنا أبو نعيم أنبأ أبو عوانة ثنا محمد بن عبد الملك الواسطي ثنا يزيد بن هارون أنبأ أبو مالك الأشجعي، عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من وحد الله وكفر بما يعبد من دونه، حرم ماله ودمه وحسابه على الله " .
محمد بن صاعد بن محمد الغزنوي الصوفي، سمع بقزوين كتاب يوم وليلة لأبي بكر السني الدينوري، من الشيخ الشهيدي اسكندر بن حاجي الخيارجي.
محمد بن صالح بن عبد الله أبو الحسين الطبري ويعف بالصيمري لأنه كان نزيل الصيمرة، وذكر الخليل الحافظ في التاريخ أنه ورد قزوين سنة عشر وثلاثمائة وأنه سمع أبا الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، وإسماعيل بن موسى وأبا بكر بن محمد بن العلا ونصر بن علي الجهضمي، وأبا موسى، وبندارا وأنه كان له معرفة وحفظ وجمع الأبواب، والشيوخ لكن لينوه لروايته عن بعض القدماء، قال وكان جوالاً روى عنه شيوخيا القدماء، وأدرك ممن روى عنه عبد العزيز ابن ماك الفقيه، ومحمد بن إسحاق الكيساني، وعلي بن أحمد بن صالح وغيرهم.
رأيت في بعض الأجزاء محمد بن إسحاق الكيساني حدّث عنه فقال ثنا أبو الحسين الصيمري بقزوين ثنا أبو يوسف محمد بن يوسف ثنا أبو قرّة، موسى بن طارق قال قال ابن جريج، أخبرني يحيى بن سعيد، عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه أنه أبصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مستلقياً في المسجد على ظهره، رافعاً إحدى رجليه على الأخرى.
محمد بن صالح الأندلسي، سمع بقزوين أبا الحسن القطان حدثيه عن الحارث بن محمد ابن أبي أسامة، قال ثنا سليمان بن حرب ثنا أبو هلال، ثنا غيلان بن جرير بن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة أن عمر رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن صوم يوم الاثنين، فقال ذاك يوم ولدت فيه ويوم أنزلت علّى فيه النبوة.
محمد بن أبي صالح الطوسي أبو الفتح فقيه مناظر ورد قزوين وجرت له مناظرة مع أبي بكر محمد بن المزيدي، وسمع الحديث بقزوين من الأستاذ الشافعي بن داؤد المقرئ في الجامع سنة سبع وخمسمائة وروى في الأربعين من جمعه عن أبي الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي بسماعه منه بأصبهان سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
قال ثنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد القزويني ببغداد، ثنا أبو حفص عمر بن محمد الزيات ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم السراج، ثنا عبيد الله بن عمر، ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي عن قتادة عن أبى إسحاق الكوفي، عن البراء بن عازب، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله وملئكته يصلون على الصف المقدم والمؤذن يغفر له مد صوته ويصدقه من سمعه من رطب ويابس، وله مثل أجر من صلى معه " أنبأنا الأربعين أبو الفضل الكرحي بسماعه منه.
محمد بن أبى صالح أبو الفضل البقال المقرئ، سمع الصحيح للبخاري بتمامه من أبى بكر محمد بن حامد بن الحسن بن كثير، سنة تسعين وأربعمائة، والتلخيص لأبي معشر الطبري من الأستاذ أبي إسحاق الشحاذي سنة إحدى وتسعين.
محمد بن أبي صالح، أبو صالح الإيلاقي، ويعرف ببا صالح سمع أبا الفتح الراشدي في الصحيح البخاري، حدثه عن أبي نعيم، ثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن عمر رضي الله عنه بينما هو يخطب يوم الجمعة إذ دخل رجل فقال عمر لم يحبسون عن الصلاة، فقال رجل ما هو إلا أن سمعت النداء توضأت فقال: ألم تسمعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل " .
حرف الطاء في الآباء

محمد بن أبي طالب، ويقال ابن طالب بن ملكويه الأستاذ أبو بكر المقرئ الضرير الجصاصي القزويني، شيخ ماهر في القرآن عالم بالقراآت، بحوث عن طرقها أقرأ الناس القرآن مدة على عفة، وسداد وقناعة، وسمع صحيح البخاري من الأستاذ الشافعي وتفسير مقاتل بن سليمان من إسماعيل المخلدي سنة اثنتين وخمسمائة يرويه عن أبي المعالي الحسن بن محمد بن شاذي، عن أبي بكر محمد بن أحمد بن وصيف، عن أبي محمد عبد الخالق بن الحسن، عن عبد الله بن ثابت عن أبيه، عن الهذيل عن مقاتل.
تفسير الثعلبي من السيد أبي الصمصام ذي الفقار بن محمد بن معبد البصير الحسني سنة ثلاث عشرة وخمسمائة بروايته عن أبي عبد الله محمد بن علي المرزى، عن أبي إسحاق الثعلبي، ومسند الشهاب القضاعي عن الخليل القرائ عنه والمنتهي في القراآت، لأبي الفضل الخزاعي عن محمد بن المبارك اليماني عن أبي منصور محمد بن عبد الملك القرائي عن محمد بن علي البغدادي عن إبراهيم بن الحسن البيهقي عن الخزاعي لقيت الأستاذ أبا طالب وسمعت منه كتاب الخائفين من الذنوب لابن أبي زكريا الهمداني، يقرأاة والدي رحمه الله وتوفي سنة أربع وسبعين وخمسمائة سلخ جمادى الآخرة.
رأيت بخط الأديب صالح بن عمر أنشدنا الأستاذ أبو بكر محمد بن أبي طالب البصير المقرئ عن الشيخ أحمد الغزالي ورحمه الله:
سقى الغيث بالبطحاء سعد بن عامر ... ومعهد سرب كنّ فيه هويننا
تبدد ذاك لمشعل حتى لو أنه ... يعود زمان الوصل لم ندر أينتا
حمايم نجدكنّ يهتفن حولنا ... فلما بكينا ساكنيه بكيننا
أنسنا زمانا فيه والوصل جامع ... فلما أمنا فوق الدهر بيننا
محمد بن طاهر، سمع بقزوين أبا الحسن القطان في الطوالات يقول: ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ثنا أبو العلاء ثنا أسد بن عمرو ثنا مجالد بن سعيد عن الشعبي عن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب عن أبيه قال: بعثت قريش عمرو بن العاص وعثمان بن الوليد بهدية إلى النجاشي وذكر القصة.
محمد بن طاهر أبو جعفر الأصبهاني، سمع جزأ من حديث الشيخ أبي منصور ناصر بن أحمد بن الحسين الفارسي، منه بقزوين في جامعها، سنة ست وسبعين وأربعمائة وفي الجزء ثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عيسى العدل ثنا أبو منصور محمد بن أحمد القطان ثنا أحمد بن الحسين الموصلي ثنا علي بن مسلم ثنا أبو حوالة إمام مسجد الكوفة حدثني مسلمة ابن جعفر حدثني عمرو بن قيس الملايي في قوله تعالى: " لو أردنا أن نتخذ لهوا " قال المرأة " لاتخذناه من لدنا " يعني الحور العين " إن كنا فاعلين " قال ما كنا لنفعل قال الشيخ أبو منصور فعلى هذا يحسن الوقف على من لدنا والابتداء بأن كنا فاعلين ومن جعل أن كنا بمعنى لو كنا فوقفه على فاعلين وتأويله ولكنا لا نفعله.
محمد بن أبي طاهر أبو الفرج القرأئي القزويني، سمع أجزاء من أول الرسالة من أستاذ أبي القاسم القشيري، من ابي الفضل إسماعيل بن محمد الطوسي، سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
محمد بن الطيب بن محمد الطيبي أبو الفضل القزويني، سمع الإرشاد للحافظ الخليل بقراءته على ابنه الوافد بن الخليل سنة ست وأربعين وأربعمائة، والطيبون قبيلة كانوا موسومين بالعلم والعدالة وكتبة الوثائق ورأيت من نسلهم نفراً ينتحلون مذهب أبي حنيفة رحمه الله والأشبه أنّ سلفهم كانوا كذلك.
محمد بن أبي الطيب الخياط، سمع أبا الحسن القطان أجزاء انتخبها من مسموعاته عن شيوخه، وفيها ثنا يعقوب بن يوسف أبو عمر بقزوين سنة ستة وسبعين ومائتين، ثنا محمد بن سعيد بن سابق ثنا عمرو عن المغيرة عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " مثل المؤمنين في تراحمهم كمثل رجل اشتكى بعض جسده يألم بسائر جسده " ، روى الحافظ أبو نعيم عن سليمان بن أحمد الطبراني قال رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسألته عن صحة هذا الحديث فأشار بيده صحيح صحيح صحيح.
حرف الظاء في الآباء

محمد بن ظفر بن إسماعيل القرائي أبو جعفر أجاز له أبو علي الموسياباذي وأبو الوقت، وعبد الأول وسمع الصحيح للبخاري، سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، وسمع بها لهذا التاريخ من أبي الفضل المعروف بسيدومه، نسخة علي بن حرب، ونسخة أبي جعفر الدقيقي وهما معروفتان، من مسموعات هذا الشيخ.
حرف العين في الآباءمحمد بن عامر بن مرداس بن هارون السغدي، ويقال له السمرقندي أبو بكر التميمي، روى عن عصام بن يوسف وأخيه إبراهيم وقتيبة بن سعيد وغيرهم، وروى عنه أبو الحسن القطان وأبو منصور الفقيه وأحمد ابن علي بن صالح، وحدث ببغداد وهمدان وغيرهما، وكان بقزوين، سنة ثلاثمائة، وتكلموا فيه، فقال أبو بكر الجعابي يجب أن لا يروي الحديث عن مثله، قال الخليل الحافظ: كان يضع الحديث على الثقات وذكره الخطيب في التاريخ فقال: قدم بغداد وحدث بها وبغيرها عن يحيى بن يحيى النيسابوري، وقتيبة بن سعيد ومحمد بن سلام البيكندي وإسحاق بن راهويه أحاديث منكرة: روى عنه أحمد بن عثمان الآدمي، وأبو بكر الشافعي أنبا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أنبأ احمد بن عمير بن العباس القزويني، قدم علينا ثنا محمد بن عبد بن عامر ثنا قتيبة بن سعيد ثنا مالك بن انس عن نافع عن ابن عمر قال.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " دع ما يربيك إلى ما لا يربيك فإنك لن تجد فقد شيء تركته لله عز وجل " ثم قال: هذا الحديث باطل عن قتيبة عن مالك إنما يحفظ من حديث عبد الله بن أبي رومان الاسكندراني، عن ابن وهب عن ابن مالك تفرد به ابن أبي رومان وكان ضعفاً والصواب عن مالك قوله، وذكر الخليل الحافظ، في هذا الحديث أنه موقوف على ابن عمر مات محمد بن عبد، سنة ثلاث وثلاثمائة.
محمد بن عبد كان سمع أبا علي الطوسي، بقزوين في القراآت لأبي حاتم السجستاني، تبتغون عرض الحياة الدنيا متحرك الرآء كذا القراأة والعرض متاع الدنيا أجمل والعرض ما سوى الدراهم والدنانير.
محمد بن عبد بن علي الشيرازدي القزويني، كان محب للعلم، وأهله ويتردد إلى العلماء سمع الإمام أحمد بن إسماعيل، يحدث إملآء عن وجيه ابن طاهر عن عبد الحميد بن عبد الرحمن البحتري عن الحاكم أبي عبد الله ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق البصري ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه يحدث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لا يزال ناس من متى منصورون لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة.
محمد بن عبدك بن غانم الغانمي، تفقه بقزوين ثم ببغداد وكان ماهراً في الحساب، حاذقاً في وجوه الدهقنة، وسمع صحيفة جويرية بن أسماء من الإمام أحمد بن إسماعيل، سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
فصلمحمد بن عبد الأعظم القزويني، سمع أبا الحسن للقطان في جماعة كثيرة يقول ثنا أبو علي الحسن بن علي الطوسي بقزوين، سنة سبع وثلاثمائة، ثنا الزبير بن أبي بكر الزهري حدثني محمد بن حسن عن إبراهيم بن محمد عن صالح بن إبراهيم عن يحيى بن عبد الله بن سعد بن زرارة عن حسان بن ثابت قال أنى لغلام يفعة ابن سبع سنين أو ثمان إذا يهوديّ بيثرب يصرخ ذات غدة يا معشر يهود، فلما اجتمعوا قالوا مالك ويلك قال طلع نجم أحمد الذي ولد في هذه الليلة قال فأدركه اليهودي فلم يؤمن به.
فصلمحمد بن عبد الباقي بن عبد الجبار الجرجاني أبو بكر بن أبي نصر القزويني، من أهل الفقه والحديث سمع بالري الأحاديث الألف التي جمعها القاضي الشهيد أبو المحاسن الروياني أو بعضها منه سنة سبع وسبعين وأربعمائة، وبقزوين صحيح البخاري أو بعضه من الأستاذ الشافعي ابن داؤد سنة تسع وتسعين وأربعمائة، ومسند الشافعي رضي الله عنه من نصر ابن عبد الجبار القرائي سنة خمسمائة. بروايته عن أحمد بن محمد بن الإسكافي عن القاضي أبي بكر الحيري.
فصلمحمد بن عبد الدبار القرشي المعروف بسندول الهمداني، روى عن يزيد بن هارون وسفيان بن عيينة وداؤد بن المحبر، وروى عنه إبراهيم ابن مسعود وعلي بن أبي طاهر القزويني، وكان من الثقات، ويقال أنه حج نيفا وأربعين حجة، وكان له مجلس بمكة، يعرف باسطوانة سندول وكانت له داران بقزوين بجنب الجامع موقوفتان على السابلة والغزاة.

محمد بن عبد الجبار المؤدب، سمع عطاء الله بن علي بن ملكويه، صحيفة جويرية بن أسماء بروايته عن زاهر الشحامي عن أبي سعد الكنجروذي عن أبي عمرويه الحيري عن الحسن بن سفيان وأبي يعلى الموصلي عن عبد الله بن محمد بن أسماء عن عمه جويرية عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه.
محمد بن عبد الجبار أبو بكر الميانجي، سمع بقزوين الأشجيات من لفظ السيد أبي الفضل محمد بن علي الحسني، سنة تسع وخمسين وخمسمائة، وكذا الأربعين المعروف بالمحمدي بروايته عن محمد الفراوي.
محمد بن عبد الجليل بن محمد بن أبي يعلى القزويني، أجاز له عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد العلاف رواية مسموعاته خاصة غريب الحديث، لأبي عبيد ، ومنه أحمد بن حنبل ومعجم القاضي ابن قانغ، سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
فصلمحمد بن عبد الحميد بن عبد العزيز الماكي أبو جعفر القاضي أحد الأخوة السنة الذين لقيناهم يتولون القضاة بعضهم أصالة وبعضهم نيابة، وبيتهم معروف بعمل القضاء، وكان في سلفهم قضاة وعدول، وفقهاء ومحدثون يذكرون في تراجمهم ومحمد هذا كان كثير التردد إلى والدي رحمه الله للتفقه، وسمع عليه كثيراً من كتب الحديث بقراأته وقراأة غيره ومما سمعه منه مشيخته سمعها عليه سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
فصلمحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الثابتي المروروذي، فقيه سمع بقزوين مسند الإمام الشافعي رضي الله عنه من أبي بكر محمد بن الحسين بن أبي القاسم الشالوسي في جماعة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
محمد بن عبد الرحمن بن جميل، سمع أبا الفتح الراشدي في الجامع بقزوين صحيح البخاري أو بعضه، وفيما سمع حديثه عن يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب حدثني عمر أن أباه حدثه عن عبد الله بن عمر، وذكر الحرورية فقال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية " .
محمد بن عبد الرحمن بن المعالي بن منصور بن الحسين بن أحمد الورائني أبو عبد الله بن أبي مسلم كان فقيهاً أذيباً شروطياً، ذكياً قويم الطبع، بقي بعد أقرانه سنين محترماً مرجوعاً إليه، سمع سنن أبي عبد الله ابن ماجة من الشيخ ملكداد بن علي العمركي بقراأة أبي سليم الزبيري، سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وسمع بأصبهان أبا مسعود عبد الجليل بن كوتاه سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وسمع أبا خليفة الفضل بن إسماعيل ابن عبد الجبار بن ماك حديثه عن أبيه قال: أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن يوسف المعبر القزويني، أنبأ أبو منصور محمد بن أحمد بن محمد القطان في مجلس إملاء له.
ثنا أبو يعلى الموصلي ثنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم حدثني عبيد الله بن عمر عن أبى زيد بن أنيسة عن علي بن ثابت الأنصاري عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله يقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوته إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة " ، وكان عنده إجازة الإمام محمد الفراوي وجماعة من مشائخ خراسان وسمع منه الكثير الغرباء والبلديون وسمعت منه وابتلى بوفاة بنين كبار متوجهين وأنشد في مرثية ابنين له:
العيش من بعد الأحبة يحتوي مر المذاق ... موت مع الأحباب أحلى من حياة في فراق
تعس الطبيب وطبه ما من قضاء الله واق ... وإذا دنا أجل فما يغنيك من آس وراق
الدهر ينزل كل راكبة ويهبط كل راق ... يا صاحب الأمل الفسيح وطالب المآء المراق
دنياك إن عزت عليك فإنها دار امتحان ... المرء مكبول بما في الأسر مشدود الوثاق
بعد الها من دار هلك ما بها أحد بباق ... يا نازلاً مترجلاً والليث مقدار الفواق
يا جامعاً متكاثراً بالمكر والحيل الدقاق ... تباً لدنيا لا تنال بغير زور واختلاق
وبها الزيادة في انتقاص والجموع إلى افتراق
وله أيضاً مشياً على تصنيف لبعضهم:
هذا الكلام فدع ما دونه وذر ... لو استطعنا حملناه على البصر
بدت به لرسول الله معجزة ... من البيان إلى آياته الأخر
ما في البسيطة من مثل لصاحبه ... وإن هذا لمن آياته الكبر

حلى المعاني والألفاظ رايعة ... رشيقة كالنجوم الزهر والدرر
ما في الأئمة أهل الفضل منقصة ... لكنه فيهم كالنضر في مضر
كم صنفوا فيه لكن لا ترى أحد ... لا يعرف الفرق بين الشمس والقمر
يا قائساً بصحيح القول فاسدة ... هيهات ليس يقاس الدر بالبعر
ولد سنة عشرين وخمسمائة في المحرم وتوفي آخر يوم من سنة إحدى عشرة وستمائة.
محمد بن عبد الرحمن القصيري، سمع مسند عبد الرزاق بن همام من سليمان بن يزيد القزويني بها سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، وسمع أبا الحسن القطان في الطوالات يقول: ثنا أبو الحسن خازم بن يحيى ثنا مسلم بن عبد الرحمن الجرمي ثنا الوليد بن مسلم عن أبي رافع المديني عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة قال سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله تعالى: " ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء " من استثنى ربنا جل جلاله، فقال: " الشهداء يا أبا هريرة الشهداء يا أبا هريرة " .
محمد بن عبد الرحمن أبو جعفر يشهر بممك القزويني، سمعم الكثير من أبي الحسن القطان وفيما سمع ما أملاه في الطوالات، فقال ثنا أبو الحسن علي بن الحسن الهسنجاني بالري ثنا مسدد ثنا أمية بن خالد ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن زهير بن الأقمر قال: خطب الحسن بن علي بعد موت علي رضي الله عنهما فقام رجل من أزدشنؤة فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا في حياته فقال: اللهم إني أحبه فأحبه ليبلغ الشاهد الغائب ولولا عزمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما حدثتكم.
فصلمحمد بن عبد الرحيم بن الخليل الصرامي القزويني، سمع الغاية في القراءة وشرحها من محمد بن آدم الغزنوي سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، والخماسيات لابن النقور من محمد بن إسماعيل بن عبد الله مخاطرة الساوي بها سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، بروايته عن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الجبار الأسدي عن ابن النقور.
محمد بن عبد الرحيم بن سليمان بن الربيع بن عبد الله المازني الأندلسي أبو حامد بن الربيع الغرناطي وغرناطة بلدة بالأندلس، يقال أنها بلدة دقيانوس صاحب أصحاب الكهف كان من المحدثين الجوالين في البلاد المكثرين، ورد قزوين وسمع بها وسمع منه، سمع مسند أحمد ابن حنبل من الرئيس بن الحصين عن ابن المذهب، وصحيح محمد بن إسماعيل البخاري، من أبي صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني، بسماعه منه بمصر بروايته عن كريمة المروزية.
والتاريخ الكبير للبخاري عن أبي بكر محمد بن الوليد الفهري عن القاضي أبي الوليد الباجي عن أبي ذرّ الهروي عن أبي بكر بن عبدان الشيرازي عن أبي الحسن محمد بن سهل المقرئ عن البخاري والكني والأسماء لمسلم ابن الحجاج عن الفهري عن الباجي عن أبي ذر عن محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا عن مكي بن عبدان عن مسلم وجدت له بخطه:
قد اختلف الروافض في علي ... كما اختلف النصارى في المسيح
وكلهم على التحقيق يهذي ... وما عثروا على المعنى الصحيح
وكان له معرفة بالعربية ونظم لا بأس به وخط كما يكون للمغاربة رأيت بخطه أن محمد بن الوليد الفهري الطرسوسي أنشده بمصر لنفسه:
أفعاله تنبئك عن أعراقه ... والفعل يخبر عن حدود الفاعل
انظر إلى أفعال من لم تدره ... فهي الدليل ودع سؤال السائل
محمد بن عبد الرحيم الشافعي الروعي أبو اليمان القزويني، سمع التلخيص لأبي معشر الطبري، من الأستاذ أبي إسحاق الشحاذي المقرئ، بقراأته عليه سنة سبع وخمسمائة، وسمع تفسير مقاتل بن سليمان من الحافظ إسماعيل بن محمد المخلدي سنة اثنين وخمسمائة.
محمد بن عبد الرزاق المقدسي سمع جزأ كبيراً من حديث ناصر بن أحمد الفارسي عن شيوخه منه بقزوين، سنة ست وسبعين وأربعمائة، وفيه ثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عيسى العدل ثنا دحيم ثنا ابن فديك عن ابن أبي ذئب عن شرحبيل عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لأن يقدم أحدكم ثلاثة دراهم، في حياته خير له من أن يتصدق بمائة بعد موته " .
فصل

محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن القاضي الهشجردي كان يقضي ويذكر بقريته وقرى سواها وآباءه ذكروا بالعلم والسنة تفقه بقزوين مدة وسمع الحديث وسمع مشيخة الإمام عبد الله بن حيدر منه وفيها، أنبأ الأستاذ الشافعي بن داؤد المقرئ أنبأ الإمام أبو حفص هبة الله بن محمد بن عمر عن عمه أبي محمد عبد الله بن عمر بن زاذان أنبأ القاضي أبو بكر السني ثنا محمد بن عبد العزيز الفرغاني ثنا أحمد بن بديل ثنا المحاربي ثنا عمرو بن شمر عن أبيه قال سمعت يزيد بن مرة، سمعت سويد بن غفلة سمعت علياً رضي الله عنه يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يا علي ألا أعلمك كلمات إذا وقعت في ورطة قلتها " ، قلت جعلني الله فداك كم من خير علمتنيه قال: " إذا وقعت في ورطة وقل بسم الله الرحمن الرحيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فإن الله يصرف بها ما شاء الله من أنواع البلاء " .
محمد بن عبد السلام الصوفي، سمع صحيح البخاري بتمامه من القاضي إبراهيم بن حمير الخيارجي بقراأة هبة الله بن زاذان، سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
فصلمحمد بن عبد العزيز بن البر الزاذاني كان فقيهاً، ذكياً لسناً سمع الحديث من أبي سليمان الزبيري ومن والدي رحمهما الله.
محمد بن عبد العزيز بن عبد الجبار القرائي، سمع كتبا الاستنصار في الأخبار من جمع الخليل القرائي منه سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وفيه ثنا القاضي أبو الحسن عليّ بن أحمد بن هلة ثنا عبد الله بن محمد ابن عبد كان، القارئ ثنا أحمد بن جابر، ثنا محمد بن أحمد ثنا يزيد بن هارون رفعه إلى أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ليأتينّ على الناس زمان لا يبالي المرء بما يأخذ المال من حلال أو حرام " .
محمد بن عبد العزيز بن عبد الملك بن الفضل الرافعي أبو جعفر كان أبوه ووالدي رحمه الله ابني عمّ وكان له ولأبيه دخول في عمل السلطان وجاه أفضى الأمر بهما إلى أن قتلا مظلومين ودرس محمد كتباً في اللغة، وحفظ أكثر القرآن وحصل طرفاً من الفقه والفرائض والحساب، وسمع الأربعين من روايات المحمدين تخريج عبد الرزاق بن محمد الطبسي من صحيح البخاري للإمام محمد الفزاري من والدي ومن أبي طاهر محمد بن الحسن الأزغندي سنة خمس وستين وخمسمائة، وأجاز له جماعة من أبيه ببغداد وقزوين، وكان كثير الذكاء والدعاء والتلاوة.
محمد بن عبد العزيز بن ماك الفقيه، في الإرشاد للخليل الحافظ أنه سمع من ميسرة بن علي وابن رزمة، ومات قبل أن يبلغ الرواية وأبوه محدّث وفيه مشهور يأتي ذكره.
محمد بن عبد العزيز بن ماك المعروف بالمشرف سمع التاريخ الصغير للبخاري أو بعضبه من الحافظ الخليل بن عبد الله سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة، بروايته عن عبد الرحمن بن محمد الشيباني عن ابن الأشقر عن البخاري وصحيح البخاري، من إبراهيم بن حمير بقراأة هبة الله بن زاذان وتفسير مقاتل بن سليمان من الحافظ الخليل وأجاز له محمد بن أحمد بن زيتارة سنة خمس وأربعين وأربعمائة، رواية جميع مسموعاته.
محمد بن عبد العزيز بن المبارك القيسي الدينوري، ذكر الخليل الحافظ في التاريخ أنه سمع شيوخ العراق كأبي نعيم، بالكوفة والقعنبي بالبصرة وأنه قدم قزوين سنة نيف وستين ومائتين، وأنه روى عنه أحمد بن إبراهيم بن سمويه وإسحاق بن محمد وعلي بن محمد بن مهروية وأنه لم يكن بذاك القوي، ثم قال ثنا محمد بن إسحاق بن محمد ثنا أبي ثنا محمد بن عبد العزيز الدينوري ثنا بشر بن عبد الملك الكوفي ثنا قرة بن سليمان ثنا هشام بن حسان عن مطر الوراق عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة وأم سلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصبح جنباً من غير احتلام، ثم يصوم ذلك اليوم.
محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الملك أبو عبد الله الشحاذي من الأئمة الذين لقيناهم تفقه بقزوين، ثم ببغداد ثم بنيسابور على الإمام محمد بن يحيى، وكان مع والدي رحمهما الله، مصحبين في أسفار التحصيل ولما رجع إلى قزوين قبل الأئمة وأقبلت عليه المتفقهة يتلمذون له ويحصلون عليه وكنت ألقاه في صغري في مجالس النظر فصيحاً جهوري الصوت ذا صولة.

ثم تراجعت به الأيام وأثرت فيه السنون وكان سليم الجانب سهل الخلق صاحبته سفراً وحضرا واستأنست به. وسمعت منه صدراً من صحيح البخاري بروايته عن أبي الأسعد القشيري عن الحفصي وسمع عم أبيه أبا إسحاق الشحاذي وغيره بقزوين ومشائخ بغداد ونيسابور توفي سنة سبع وثمانين وخمسمائة، بهمدان ونقل منها إلى قزوين.
محمد بن عبد العزيز بن محمد أبو العلاء القزويني، مقرئ تتبع علوم القرآن وحصل كثيراً من القراآت، ورأيت بخطه كتباً منها المختصر الرافعي في قراأة الأئمة السبع المشهورين ألفه أبو بكر محمد بن علي القطان الهذاني باسم الوزير أبي بكر محمد بن عبد العزيز بن محمد بن رافع ورسمه.
فصلمحمد بن عبد الغفار بن أحمد بن عيسى الصفار، أبو الفتح القزويني من قوم مذكورين بالعلم والحديث، يروي عن محمد بن هارون الثقفي، وعلي بن محمد بن عيسى الصفار، وروى عنه محمد بن الحسين البزاز، والخليل والحافظ في مشيخته، فقال حدثني محمد بن عبد الغفار هذا ثنا محمد بن هارون الثقفي ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى عن سفيان الثوري عن أسلم المنقري عن زهير أبي علقمة الثقفي، قال رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلاً سيء الهيئة قال الك مال قال: نعم من كل نوع، قال فلير عليك، فإن الله يحب أن يرى أثره على عبده حسناً ولا يحب البؤس والتباؤس.
محمد بن عبد الغفار بن الحسن بن سهل المعدل البزاز، أبو عبد الله السمار القزويني كان يقرأ عليه الحديث في خانه سمع أبا الحسن القطان، وروى عنه الخليل الحافظ وحدث عنه محمد بن عبد الملك البزاز في فوائده فقال أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الغفار البزاز أنبأ علي بن إبراهيم بن سلمة أنبأ علي بن عبد الله بن عبد الصمد، حدثني محمود بن خداش الطالقاني ثنا سيف بن محمد ثنا مسعر وسفيان عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري، قال كانت مريم تصلي حتى تورم قدماها قال وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي حتى تورم قدماه فقيل له يا رسول الله! قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: أفلا أكون عبداً شكوراً.
محمد بن عبد الغفار بن سهل القزويني، سمع من القاضي إبراهيم ابن حمير صحيح البخاري أو بعضه.
فصلمحمد بن عبد القديم بن مسعود المروزي أبو غياث القزويني، فقيه أجاز له عيسى بن يوسف المغربي المالكي، رواية تجريد الصحاح لبي الحسن رزين ابن معاوية الأندلسي بسماعه من المصنف، وهو كتاب مفيد، جمع فيه أحاديث المؤطا والصحيحين وسنن أبي داؤد وجامع الترمذي وسنن النسائي.
فصلمحمد بن عبد الكريم بن أحمد بن عبد الكريم بن أحمد بن طاهر ابن أحمد بن إبراهيم بن الحسن أبو عبد الله بن أبي سعد بن أبي العباس بن الوزان التميمي صدر أئمة الأصحاب وسالك طريق الصواب، كان إليه وإلا آبائه رياسة أهل العلم وغيرهم، من أصحاب الشافعي رضي الله عنهم بالري وغيرها وأنه تولاها مدة في عفة ونزاهة وتحرز عن الفتنة، وما يوغر الصدور، وإقامة لسوق العلم وتربية لأهله ثم أنه أعرض عن كثير من الرسوم المعتاد وانزوى مقبلاً على العبادة.
حج وجاور بمكة مدة وكان فقيهاً متكلماً مدرساً مذكراً صوفياً مكرماً للعلم وأهل خائفاً من الله تعالى، معظماً لدينه، محذراً من الفتن محباً لمعالي الأمور محسناً إلى الضعفاء والمساكين ذا مصابة وصلابة وثبات وصبر وقوة قلب بحوثاً عن العلم منصفاً توطن بالري مدة وأكرم موردي، ومقامي وإذا حضرت في مجلس تذكير للعامة، وسئل من بعض المسائل الفقهية فربما كان يراجعني من رأس المنبر ويحيل السائل على لشدة احتياطه ولا يبالي مما يقول الناس في مثله.
تفقه على الإمام حامد بن محمود المآوراء النهري، وغيره وسمع الحديث منه ومن الحافظ محمد بن علي الجياني ومن القاضي أبي عبد الله الاسترآبادي، وأجاز له الإمام محمد بن يحيى، وعبد الرحمن الاكاف وأبو البركات الفراوي وعبد الخالق الشحامي وجماعة من أئمة طبرستان وغيرهم وخرجت من مسموعاته ومجازاته أربعينيات وقد أخبرنا بقراأتي عليه رحمه الله. أنبأ هبة الله بن الحسين بن عمر النيسابوري، أنبأ عبد الباقي ابن يوسف الحافظ، أنبأ أبو محمد عبد الله بن يوسف بن ماسي ثنا أبو مسلم الكجي ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا عبد الله بن عون عن الشعبي، سمعت النعمان بن بشير يقول:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إن الحلال بين وأن الحرام بين وأن بين ذلك أموراً مشتبهات وربما قال مشتبه وسأضرب لكم في ذلك مثلاً أن الله حمى حمى، وأن حمى الله ما حرم وأنه من يرع حول الحمى، يوشك أن يخالط احمى الحمى وربما قال من يخالطه الريبة يوشك أن محر ورد قزوين مراراً فيها ما قصد فيه زيارة الشيخ أبي بكر الشاذاني رحمه الله ومرض أياماً قليلة.
توفي في ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين وخمسمائة رحمه الله ومن عجيب الاتفاقات أنه في أيام مرضه يذكر الموت، ولا أوصى بشيء مع أنه قلما كان يجلس مجلساً إلا هو يذكر الموت أو يتذكره، وكان الله تعالى سهل الأمر عليه بإخفآء الحال والله لطيف بعباده.
محمد بن عبد الكريم بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن علي بن أحمد الكرجي أبو الفضل إمام مشهور مرجوع إليه، مقبول عند الخواص والعوام منتجب، وكانت إمامة الجامع إليه في عهده، سمع عم جده أبا بكر محمد بن إبراهيم بن علي الكرجي وسمع صحيح محمد بن إسماعيل البخاري، من محمد بن حامد بن كثير سنة تسع وثمانين وأربعمائة، ومن الأستاذ الشافعي أبن داؤد سنة تسع وتسعين وأربعمائة، ومسند الشافعين رضي الله عنه، من نصر بن عبد الجبار القرائي سنة خمسمائة بروايته عن أبي ذرّ عن أحمد بن محمد الاسكافي عن أبي بكر الحيري عن الأصم والإرشاد للخليل الحافظ، من القاضي أبي الفتح إسماعيل بن عبد الجبار سوى القدر الضائع منه وهو مضبوط سنة تسع وستين وأربعمائة.
وتفسير أبي إسحاق الثعلبي عن السيد ذي الفقار بن محمد بن معبد عن محمد بن علي عن الثعلبي واعتصام العزلة لأبي سليمان الخطابي عن الشيخ أبي عمر الميقاني عن أبي القاسم سعد بن علي الزنجاني عن أبي محمد جعفر بن علي المروروذي عن المصنف، ومسند الشهاب لأبي عبد الله القضاعي، عن الرئيس ابن عبد الوارث الأبهري، والكيا أحمد بن علي ابن أحمد الخضري، والخليل القرائي بروايتهم عن المصنف، وقد لقيته وسمعت منه فضائل قزوين، للخليل الحافظ بقراأة والدي عليه رحمهما الله تعالى بروايته عن القاضي إسماعيل بن عبد الجبار عن الخليل وأجاز لي جميع مسموعاته.
أنبأنا أبو الفضل الكرجي ثنا الشيخ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد الكرجي في مسجده بقزوين، سنة أربع وثمانين وأربعمائة، ثنا القاضي أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد الأسدآبادي قدم علينا سنة تسع وأربعمائة، ثنا أبو الحسن القطان بقزوين، ثنا أبو حاتم الرازي ثنا محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي ثنا يزيد ثنا زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري، عن أبي سعيد الخدري، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " لا زكاة في شيء من الحرث نخله وكرمه، وزرعه حتى يبلغ خمسة أو ساق، فما بلغ خمسة أو ساق، ففيه الزكاة فما كان منه بالدوالي والأيدي، والنواضح ففيه نصف العشر " .
ما كان فيه مما يسقيه السماء والأنهار ففيه العشر، والوسق ستون صاعاً، ولا زكاة في شيء من الفضة حتى يبلغ خمسة، أواق ففيه الزكاة والوقية أربعون درهماً إذا بلغ مائتي درهم، ففيه خمسة دراهم وأجاز له رواية مسموعاته الشيخ الرئيس أبو عمرو عثمان بن محمد بن عبد الله المحمي سنة إحدى وثمانين وأربعمائة وقرأت على علي بن عبيد الله الحافظ بحق قرائته على الإمام أبي الفضل.
أنبأ الرئيس أبو عمرو المحمي إجازة أنبأ الحاكم أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن عبد الحميد صاحب الزيادي، سمع أنس بن مالك، يقول قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة، من السماء أو أتنا بعذاب أليم، فنزلت " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " أخرجه البخاري في الصحيح عن أحمد بن النضر، توفي أبو الفضل الكرجي سنة ست وستين وخمسمائة.
محمد بن عبد الكريم بن أبي الفتح فقيه سمع علي بن حيدر الزريري وغيره.

محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسن بن الحسين بن رافع أبو الفضل الرافعي القزويني، الإمام والدي قدس الله روحه، حق الوالد على الولد عظيم وإحسانه إليه قديم، ولن يجزي الوالد المولود، وإن بذل فيه المجهود، وكنت قد عزمت على أن أجعل من شكر فواضله جمع مختصر في نشر فضائله اسميه بالقول الفصل في فضل أبي الفضل فرأيت من الصواب أن أدرجه في هذا الكتاب فمن أراد إفراده فليكتب.
بسم الله الرحمن الرحيم، قال العبد الضعيف أبو القاسم الرافعي غفر الله له هذه وبالله اعتصم قوة وحولاً وأحمده هو بالحمد أجدره وأولى واشكره على ما ابتدى من الجميل وأولى وأبداك من النعمة إفضالاً وطولاً، وأصلى على رسوله محمد المختار، خلقاً وخلقاً، وعملاً وقولاً فصول ضمنها، نبدأ من سير والدي وأحواله تغمده الله برحمته وإفضاله.
فصل في وقت ولادتهكانت ولادته رحمه الله سنة ثلاثة عشرة أو أربع عشرة وخمسمائة، أو نحوهما لأني سمعته رحمه الله يقول في مرضته التي توفي فيها هذا آخر العهد وإني لأستحيي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ ثلاثة أعوام، لزيادتها على أعوام عمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان صلى الله عليه وآله وسلم، حين توفي في الرواية المشهورة ابن ثلاث وستين سنة وسنذكر من بعد وقت وفاته، وأيضاً فإنس سمعته يقول: سمعت ابن عمي عبد العزيز بن عبد الملك الرافعي، وكان أكبر مني بسنتين إلى ثلاث يقول لي أتذكر أني كنت أحرك مهدك.
قد خرجنا مع الناس إلى شارع المحلة، وضربنا القباب وأرخينا الستور لزلزلة عظيمة، كانت بقزوين في ذلك الوقت، وحدثت تلك الزلزلة ليلة الأربعاء لخامس خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، وكانت تعود إلى مدة سنة كاملة، وأيضاً فإنه كان يقول لي ولدتك بعد ما جاوزت الأربعين، وولدت في أواخر العاشر من شهور سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
فصل في كنيته واسمهكناه أبواه بأبي الفضل رعاية لأسم جده الفضل وأما الاسم فرأيت في آخر مختصرات كتبها في سنة سبع وعشري وخمسمائة وكتب رافع بن عبد الكريم بن افضل، موافقة لاسم الجد الأكبر ثم بدله بأحمد ورأى موافقة اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أولى فرأيت في سماعاته وتعاليقه القديمة أحمد بن عبد الكريم، ثم استقر اسمه بعد ثلاث سنين أو أربع من أول تفقهه على محمد وكان يلقب في صغره ببابويه على ما يعتاده أهل قزوين من التلقيب ببابا وبابويه، يعنون أنه سمى جده ويحبون ذكر الجدّ بالحافد وبقي عليه ذلك إلا أنه رحمه الله كان يكرهه ويذكر أنّ عمة له كانت ترقصه به في صغره فاشتهر به.
فصل في نسبهسمعت الخطيب الأفضل محمد بن أبي يعلى السراجي. يحكى عن أشياخ له أن الرافعية من أولاد العرب الذين توطنوا هذه البلاد في عهد التابعين والأتباع، وسمعت غير واحد أن آخرين من ولد رجل من العرب إسمه رافع أو كنيته أبو رافع سكن أحدهما قزوين والآخر همدان وأعقب كل واحد فيهما.
فقيل لأولادهما الرافعية. وهناك يعدّ جماعة من العدول والقضاة بهذه النسبة، وورد علينا فقيه منهم مجتازاً منذ سنين وادعى هذه القرابة، ويقع في قلبي أنا من ولد أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي التواريخ ذكر جماعة من ولده منهم إبراهيم بن علي الرافعي ولم أسمع ذلك من أحد ولا رأيته إلى الآن في كتاب والله أعلم بحقائق الأحوال.
كان في آباء والدي رحمه الله جماعة من أهل العلم، بقزوين كذلك حكاه والدي عن الإمام أبي سليمان الزبيري وعن الإمام ملك داد بن علي حين أحضر للتفقه بين يديه ثم لم يبق فيهم مترسم بالعلم أن أحيى الله بوالدي الميت وقد قيل:
كل نهر فيه ماء قد جرى ... فإليه الماء يوماً سيعود
سمعت شيخاً من شيوخ الديلم من محلتنا مراراً، يقول كان في آبائكم جماعة استوزرهم ملوك الديلم، وخاصة بناحية الفشكل وكان لهم جاه وقدر، في هذه النواحي، والذين عملوا للسلطان من بني عمومتكم حذوا حذوهم العرق نزاع.
فصل حضانته وترشيحه للتعلم

توفي أبواه وهو صغير، واحتضنه جده من قبل أمه الشيخ الزاهد أبو ذر رحمه الله، وكان من عباد الله الصالحين، المشهورين بالصيانة وحسن السيرة من محلة آبائه طريق الصامغان، إلى داره في المدينة العتيقة وقام بتسليمه إلى المكتب وتعليمه وتأديبه ورباه أحسن تربية، بأطيب مكسب، وكان له حنين إلى تلك الدار التي نشأ فيها، وأتذكر أنه تملك بعضها وربما همّ بالانتقال إليها ثم لم يتفق له ذلك.
لما خرج من الكتاب وهو في حد الصغر بعد ذهب به جده إلى مفتي البلدة وإمام أئمتها أبي بكر ملكداد بن علي العمركي رحمه الله وعرضه على عرض أم سليم أنساً رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسأله أن يعلمه ما يحتاج إليه ويأذن له في ملازميه في البيت وخارج البيت.
ذكر له قومه وقبيلته فتقبله بقبول حسن احتراماً لذلك الشيخ وسعادة قضيت له فعلق عليه المذهب، والخلاف وسمع عليه الحديث الكثير وكانت شفقته عليه شفقة الوالد على ولده، أو حافده الواحد كل خلق حسن وأدب محمود فتخرج عنده وتوجه.
فصل في أسفار تحصيلهلما تخرج واتنفخت عينه فيما كان مقبلاً عليه من العلوم كان يعرض له عزم السفر على ما يتشوف إليه الأحداث من المحصلين ويعلمه، عليه الجوالون الواردون من البلاد التي يتفق فيها ازدحام الطلبة في كل عصر ولم يكن تسمح نفسه بذلك محاماة على جانب أستاذه ملكذاد بن علي ورعاية بخاطره فلم يسافر حتى انتقل الشيخ إلى جوار رحمه الله تعالى نعم كان مع ملازمته لدرسه يتردد إلى غيره من أئمة ذلك العصر ويحصل بالمباحثة وغيرها، ورأيت أجزأ من تعليقه على جماعة منهم الأستاذ علي ابن الشافعي بن داؤد والإمام أبو سليمان الزبيري.
ثم سافر إلى الري سنة خمس وثلاثين وخمسمائة في صفرها واشتغل بتعليق الخلاف على الإمام أبي نصر حامد بن محمود الخطيب، وسمع الحديث منه، ومن غيره كالحسن بن محمد الغزال البلخي والقاضي الحسن بن محمد الاسترأبادي وغيرهما ثم عاد إلى قزوين في آخر شوال السنة، ثم خرج إلى بغداد في رمضان سنة ست وثلاثين وخمسمائة، وعلق طريقة الشيخ أسعد الميهني على جماعة من فقهائها.
منهم يوسف الدمشقي، وأبو مشهور الرزاز وأبو نصر المبارك ابن المبارك وأحمد بن يحيى الزهري وتعليقته على ضخامتها باقية عندنا، وسمع بها الحديث الكثير وحصل من كل فنّ وحج منها سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة وعقد المجلس في التاجية، في صفر سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.
خرج منها على قصد نيسابور في شهر ربيع الأول، من هذه السنة، وبقي في الطريق أشهراً ودخل نيسابور في رمضان السنة وأقام مدة عند الِإمام محمد بن يحيى، وكانت له الدولة، وقتيذ وعليه إقبال الطلبة، وكان يعد الكمال في تلامذمته والشريف من حضر درسه، والرشيد من فاز بلقائه، وسمع بها الحديث من مشائخها، وسمع بطوس وآمل وغيرها على ما سيظهر عند ذكر شيوخه وعاد إلى قزوين في صفر سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
فصل في إبتداء أمره بعد العود من السفراغتنم الأقارب والأباعد قدومه وأكرموا مورده، وخرج بعضهم لاستقباله إلى الريّ وكانوا يظنون أنه يقيم بغيرها من البلاد لأنه طالت غيبته وكان لا يملك بقزوين عقاراً، واعتنى بشأنه الأكابر سيما رئيس الأئمة حينئذ أبو عبد الله الخليلي رحمه الله، وفوض إليه تدريس مدرسته وعينت له الحظيرة المنسوبة إليه في الجامع وابتدأ بالتفسير فيها في أواخر ربيع الأول من السنة، وأقبلت عليه المتفقهة وأولاد المعارف واستتب أمره، وكان ينتابه جماعة من صلحاء المحترفة، وأهل السوق زرافاتاً ووجداناً يتلفقون منه الفقه والكلام بالفارسية.
رأيت منهم في صغري كهلاً من الصالحين يقال له: عثمان الحلاج يأتيه كل يوم وقت العصر، بعد ما يحصل قوته من الحلج لدرس المهذب للشيخ أبي إسحاق الشيرازي، إلى أن ختم الكتاب فكأن يقال أنه سرد فقه المهذب بتمامه بالفارسية حفظاً ورغب في مصاهرته الإمام أبو الرشيد الزاكاني فتزوج منه والدتي حفظها الله، وكان زفافها إليه في صفر سنة ثلاث وخمسين.
فصل في معرفته بالفنون

كان رحمه الله فقيهاً مناطراً فصيحاً حسن اللهجة صحيح العبارة جيد الإيراد، يستعين في المناظرة بالأمثال السائرة، ويأتي بالاستعارات المليحة وكان مفتياً، مصيباً محتاطاً في الفتيا متكلماً محققاً في قواعد الكلام، ماهراً في تطبيق المنقولات، وحكايات المشائخ التي يشكل ظاهرها على قواعد الأصول، وأما علوم الكتاب والسنة فهي فنه لا ينكر حفظه وتبحره فيها، فكان جيد الحفظ في كل باب حتى في الأمثال والأشعار والتواريخ والنوادر.
سمعته رحمه الله صيحة يوم كان قد سهر ليلتها يقول كنت أريد أن أشغل نفسي عما كان يسهرني، فتذكرت ما تعلق يحفظني من الأشعار، فبلغ كذا ألف بيت، ذكر عدداً كثيراً، وكان أساتذته يعتمدون قوله، ويرجعون إليه فيما يقع من التصحيفات في أسامي الرجال، ومتون الأحاديث.
بلغني أن الإمام محمد بن يحيى رحمه الله كان يورد في درسه في مسائل الجنين حديث حمد بن مالك بن النابغ أنه قال كنت بين أمرأتين فرمت إحديهما الأخرى بمسطح فقتلها وقتلت جنينها، فقضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الجنين بفره أمه وأمر أن يقتل بها فصحف بها بجمل، فنبهه الوالد رحمه الله فتبسم وقال الأمر إليك كنت أكبره فصغرته.
فصل في ذكر شيوخه في الحديث وجمل من مسموعاتهتقدم في المحمدين محمد بن آدم أبو عبد الله الغزنوي اللهاوري، سمع منه الغاية لابن مهران وشرحها بالفارسي بالأسناد المذكورين عند ذكر الغزنوي.
محمد بن أحمد بن محمد الخليلي، أبو سعيد النوقاني، سمع منه مسند الشافعي بروايته عن أبي حسن المديني عن أبي بكر الحيري والمرض بالكفارات لابن أبي الدنيا بروايته عن محمد بن أحمد العارف عن محمد بن موسى الصيرفي عن محمد بن عبد الله الصفار عن ابن أبي الدنيا ،والشفقة والوجل لأبي عبد الله بن منجويه عن أبي الحسن المديني عنه و الأربعين للحسن بن سفيان بروايته عن أبيه ،وأبي سعيد الفرخزادى ،عن خلف ابن أحمد الأيبوردي ، عن أبي عمرو الحيري عن الحسن بن سفيان .
محمد بن أحمد الطرائفي أبو عبد الله ، سمع منه صفة المنافق لجعفر أبن محمد الفريابى بروايته عن أبي جعفر بن المسلمة عن أبي الفضل الزهري ، عنه والرقائق لأبي بكر الخطيب بإجازته عنه .
محمد بن أحمد البندنيجي ،سمع منه في النظاميه ببغداد المختار من فضائل الإمام الشافعي رضى الله عنه لأبي علي البناء بسماعه منه ، ولم يذكر رحمه الله هذا الشيخ في مشيخته ، ولا أورد الكتاب في فهرست مسموعاته.
محمد بن أسعد بن محمد أبو منصور العطاري ،سمع منه أحاديث ، هشام بن ملاس بروايته عن أبي بكر الشيروى، عن أبي سعيد الصيرفي ،عن أبي العباس الأصم عنه.
محمد بن إسماعيل بن أحمد أبو سعيد المقرىء، سمع منه جزأ من حديث أبي العباس السراج الثقفي بروايته عن أبي القاسم المحب عن أبي الحسين الخفاف عن أبي العباس.
محمد بن إسماعيل بن سعيد أبو منصور اليعقوبي الهروي، سمع منه أجزاء وفوائد.
محمد بن جامع بن أبي نصر الضراب أبو سعيد خياط الصوف، سمع منه الكثير، ومنه سنن الصوفية لأبي عبد الرحمن السلمي بروايته عن أبي بكر بن خلف عنه وكيفية صلاة الضحى للحاكم أبي عبد الله بروايته عن ابن خلف عنه.
محمد بن الشافعي بن داؤد أبو جعفر المقرئ القزويني وسمع منه أحاديث من رواية أبي محمد بن نامويه الأصبهاني بسماعه عن أبيه عن أبي بدر النهاوندي عن أبي الفضل الفراتي، عن ابن نامويه.
محمد بن الطراد بن محمد أبو الحسن الزينبي، سمع منه أحاديث رواها عن والدي أبو الفوارس طراد.
محمد بن طاهر بن عبد الله بن علي أبو بكر الرئيس، سمع منه أحاديث من رواية أحمد بن محمد بن سليم بروايته، عن أبي منصور بن شكرويه عن أبي إسحاق بن خرشيد، قوله عن ابن سليم.
محمد بن أبي طالب بن بلكويه المقرئ القزويني، أبو بكر سمع منه الخائفين من الذنوب لابن أبي زكريا الهمداني، بروايته عن إسماعيل المخلدي عن سعيد بن الحسن القصري عن علي بن إبراهيم البزاز عن المصنف.
محمد بن عبد الرحمن بن محمد، أبو طالب الجيزباراني، سمع منه سنن أبي داؤد السجستاني، بروايته عن أحمد بن عبد الرحيم الإسماعيلي عن الحسن ابن داؤد السمرقندي عن ابن داسة عن داؤد.
محمد بن عبد الصمد بن أحمد أبو منصور المنصوري، سمع منه جزءأً من الحديث رواه عن الحافظ الحسن السمرقندي.

محمد بن عبد العزيز بن محمد العييي أبو رشيد الطبري، سمع منه ذم البغضاء وبغض الشقاء للحافظ أبي نعيم بسماعه من حمد بن أبي المحاسن الطبري، عن أبي علي الحداد عنه والأخبار المروية في الديك بهذا الأسناد.
محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون أبو منصور الدباس، سمع منه نسب قريش للزبير بن بكار، بروايته عن أبي جعفر بن المسلمة عن أبي طاهر المخلص عن أبي عبد الله أحمد بن سليمان الطوسي عن الزبير.
محمد بن عبد الكريم بن الحسن الكرجي، أبو الفضل، سمع منه فضائل قزوين بروايته عن إسماعيل بن عبد الجبار عن الخليل الحافظ.
محمد بن علي بن محمد الطوسي أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن الفضل البار ثنا أبو عبد الله الطوسي سمع منه الأربعين لأبي علي الفارمذي بسماعه منه، سمع منه جزأ من الحديث.
محمد بن علي بن هارون الموسوي أبو جعفر، سمع منه جزءاً رواه عن أبي الفتيان الدهستاني.
محمد بن أبي علي القائني أبو المظفر، سمع منه أخلاق النبي لأبي الشيخ بروايته عن أبي الفضل الشقاني وأبي بكر عتيق بن عبد العزيز عن أبي بكر التميمي، عن أبي الشيخ.
محمد بن عمر بن يوسف الأرموي، أبو الفضل سمع منه إفراد الدارقطني بروايته عن أبي الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون عنه، وكتاب المصاحف لأبي بكر بن أبي داؤد السجستاني بروايته عن أبي جعفر ابن المسلمة عن أبي عمر الآدمي عن المصنف.
محمد بن الفضل بن علي أبو زيد الفزاري، سمع منه تسمية الضعفاء، والمتروكين لأبي عبد الرحمن النسائي، بروايته عن حمزة بن هبة الله الحسني إجازة عن أبي بكر أحمد بن منصور المغربي عن أبي علي الحسن بن حفص القضاعي عن أبي الحسن بن رشيق المصري عن المصنف.
محمد بن الفضل بن محمد، المعتمد أبو الفتوح الأسفرائي، سمع منه مسند أبي داؤد الطيالسي. بروايته عن عبيد الله بن محمد عن أبي بكر البيهقي عن أبي بكر بن فررك عن عبد الله بن جعفر، عن يونس بن حبيب عن أبي داؤد.
محمد بن القاسم بن محمد بن جعفر الطبري، سمع جزءاً من حديث أبي الحسن علي بن عمر الصيرفي، بروايته عن الشريف، أبي البركات عمر بن إبراهيم الحسيني عن أبي الحسين بن النقور عن الصيرفي.
محمد بن المحسن بن الحسن أبو المحاسن القشيري، سمع منه الوسيط في التفسير لأبي الحسن الواحدي بروايته عن أبي الفضل الميداني عنه.
محمد بن منصور بن عبد الرحيم، أبو نصر الحرضي: سمع منه أجزاء من الحديث.
محمد بن يحيى بن منصور أبو سعد، سمع منه الأحراز والرقي لأبي الحسن محمد بن محمد البغدادي بروايته عن أبي نصر المعروف بسرمرد عنه وفضائل الصحابة لأبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، بروايته عن ابن عبدوس الحذاء عن عبد الرحمن بن همدان عن أبي بكر القطيعي عنه والأربعين لأبي مسعود البجلي، بروايته عن أبي الفتيان عنه، والأربعين المخرجة من مسموعاته عنه وأما غير المحمدين فهم هؤلاء.
إبراهيم بن عبد الملك بن محمد الشحاذي أبو إسحاق القزويني، سمع منه الأحاديث الخمسية والخمسين، والمستخرجة من المصافحة، لأبي بكر البرقاني، بسماعه عن الإمام أبي إسحاق الشيرازي عن البرقاني.
أحمد بن إسماعيل بن أبي سعد أبو افضل الجيزباراني، ويكنى بأبي عبد الله أيضاً، سمع منه معرفة علوم الحديث للحاكم أبي عبد الله بروايته عن ابن خلف عنه.
أحمد بن الحسن بن أحمد الكاتب أبو عبد الرحمن الواعظ، سمع منه الأربعين لإمام الحرمين أبي المعالي الجوبني بروايته عنه.
أحمد بن حسنويه بن حاجي أبو سليمان الزبيري القزويني، سمع منه الصحيح للبخاري، بروايته عن الأستاذ الشافعي عن الخيارحي عن الكشميهني.
أحمد بن طاهر بن سعيد بن فضل الله بن أبي الخير أبو الفضل، سمع منه الأربعين: للحاكم أبي عبد الله بسماعه عن ابن خلف عنه.
أحمد بن عبد الغافر بن إسماعيل أبو الحسن الفارسي، سمع منه فوائد عبدان الأهوازي بروايته عن جده إسماعيل عن أبي العباس إسماعيل ابن عبد الله بن محمد بن ميكال عنه.
أحمد بن أبي القاسم بن أبي الليث أبو نصر النيسابوري، سمع منه جزءاً رواه عن زاهر الشحامي.
أحمد بن محمد بن أبي سعد أبو سعد البغدادي الحافظ، سمع منه مجالس إملاء له.

أحمد بن محمد بن عبد الله المقرئ أبو العباس الرازي، سمع منه الأربعين لأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الله الرازي بروايته عن أبي غالب الصيقلي عنه.
إسماعيل بن إبراهيم الشباي الجرجاني، سمع منه أحاديث رواها عن أبي عمرو وظفر بن إبراهيم بن عثمان الخلابي.
إسماعيل بن أحمد بن محمد الصوفي أبو البركات بن أبي سعد، سمع منه الأربعين المخرجة من مسموعاته.
إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد العضائدي أبو عثمان، سمع منه موطأ مالك بن أنس من رواية يحيى بن بكير، بروايته عن الفضل بن أبي حرب الجرجاني عن أبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي عن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي عن عثمان بن سعيد عن يحيى بن بكير.
إسماعيل بن أبي الفضل بن محمد الناضحي أبو القاسم التميمي، سمع منه أجزاء من الحديث.
إسماعيل بن يوسف بن محمد بن العباس الطالقاني القاضي أبو سعد سمع منه الأحاديث الألف للقاضي أبي المحاسن الروياني بسماعه منه.
جامع بن أبي نصر بن أبي إسحاق السقاء أبو الخير، سمع منه الأربعين لأبي علي الفارمذي بسماعه منه.
الحسن بن أحمد بن محمد أبو علي الموسياباذي، سمع منه معظم حلية الأولياء لأبي نعيم بروايته عن أبي علي الحداد عنه.
الحسن بن علي بن الحسن أبو علي الأنصاري المغربي، سمع منه أحاديث من رواية أبي القاسم البغوي بروايته عن أبي القاسم الأبيوردي عن أبي نصر الأسفرائني عن ابن بطة العكبري عن البغوي.
الحسن بن محمد بن أحمد أبو علي السنجبستي، سمع منه أحاديث من رواية يحيى بن محمد بن صاعد بسماعه من أبي منصور البوشنجي كلار عن أبي محمد الأنصاري عن ابن صاعد.
الحسن بن محمد بن أحمد الاسترآبادي أبو محمد القاضي سمع منه جزأ من الحديث.
الحسن بن محمد بن عثمان الغزال أبو علي البلخي، سمع منه شمائل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي عيسى الترمذي بروايته عن أحمد ابن محمد الخليلي عن علي بن أحمد الخزاعي المعروف بابن المراغي عن الهيثم بن كليب عن أبي عيسى.
الحسين بن نصر بن خميس أبو عبد الله الموصلي، سمع منه الأربعين لأبي نصر بن وذعان بسماعه منه.
حامد بن أبي الفتح بن أبي بكر الحافظ أبو عبد الله المديني، سمع منه فضائل القرآن لعبد الرزاق بن همام الصنعاني، بروايته عن أبي نهثل العنبري عن هارون بن محمد بن أبي أحمد عن سليمان بن أحمد الطبري عن إسحاق الدبري عن عبد الرزاق.
حامد بن محمود علي الماوراء النهري، سمع منه أجزاء وكتبا منها الأربعين لمحمد الفراوي تخريج ابنه أبي البركات بسماعه من الفراوي.
سعد بن علي بن أبي سعد بن الفضل العصاري، أبو عامر الجرجاني، سمع منه أحاديث رواها عن أبي مطيع محمد بن عبد الواحد المصري.
سعد الخير بن محمد بن سهل المغربي أبو الحسن الأنصاري الأندلسي، سمع منه سنن أبي عبد الرحمن النسائي بروايته عن أبي محمد الدوني عن أحمد بن الحسن الكسار عن أحمد بن محمد بن إسحاق السني عن المصنف وغريب الحديث لأبي عبيد بروايته عن النقيب طراد بن محمد، عن أبي الحسن علي بن أحمد عن دعلج بن أحمد عن أبي عبيد، وسنن الدارقطني بروايته عن المبارك بن عبد الجبار الصيرفي عن القاضي أبي الطيب الطبري عنه وقرأ عليه المختلف والمؤتلف، ومشتبه النسبة، لعبد الغني بن سعيد بروايته عن محمد بن أبي نصر الحميد عن أبي زكريا المحاربي عنه.
سعد الله بن محمد بن علي بن طاهر المقرئ أبو الحسن الدقاق، سمع منه اقتضاء العلم العمل لأبي بكر الخطيب بروايته عن أبي الحسن محمد ابن مرزوق الزعفراني عنه.
سعيد بن علي بن مسعود الشجاعي أبو بكر، سمع منه أحاديث.
سعيد بن محمد بن عمر بن الرزاز، أبو منصور، سمع منه كتاب برّ الوالدين، لأبي محمد الحسن بن محمد الخلال، بروايته عن أبي الحسين أحمد بن عبد القادر بن يوسف عنه.
شافع بن علي أبو الفتوح الشعري، سمع منه أحاديث.
شهريوش بن أبي الحسن بن محمد أبو الحسن الطبري، سمع منه أحاديث.
صاعد بن سعيد بن محمد أبو طاهر العطاري، سمع منه الأربعين لمحمد بن أسلم الطوسي بروايته عن أبي الفتيان، عن أبي مسعود البجلي عن أبي علي زاهر عن محمد بن وكيع عنه وغريب الحديث لأبي سليمان الخطابي بروايته عن أبي نصر القشيري وغيره، عن عبد الغافر بن محمد الفارسي عن أبي سليمان.

طغرل بن عبد الله التركي أبو الفتح الحاجب، سمع منه أحاديث رواها عن القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي البزاز.
طاهر بن أحمد بن محمد أبو محمد النجار القزويني، سمع منه الأبحيات سنة ست وثلاثين وخمسمائة بروايته عن أبي المعالي إبراهيم بن محمد بن علي بن نفيس الأنصاري عن الأشج.
طاهر بن هبة الله بن طاهر أبو عمر القومساني، سمع منه تفضيل الأنبياء على الملائكة لأبي الحسن الصيقلي، بروايته عن عمه أبي علي أحمد بن محمد بن طاهر الصيقلي.
عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف أبو الفرج البغدادي، سمع منه من أول التاريخ لمحمد بن إسماعيل البخاري إلى باب الحاء بروايته عن أبي الغنائم محمد بن علي النرسي عن أبي أحمد الغندجاني عن أبي بكر بن عبدان عن محمد بن سهل عن البخاري.
عبد الخالق بن زاهد بن طاهر، أبو منصور الشحامي، سمع منه بحر الفوائد للكلاباذي، بروايته عن الحسن بن أحمد السمرقندي عن علي ابن أحمد بن خنياج عنه.
عبد الرحمن بن عبد الصمد بن أحمد الأكاف أبو القاسم، سمع منه أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم لابن حيان، بروايته عن أبي الفضل العباس بن أبي العباس الشقائي عن أحمد بن محمد التميمي عنه.
عبد الرحمن بن عبد الصمد المقرئ أبو سعيد الصوفي، سمع منه أحاديث.
عبد الرحمن بن المعالي بن منصور أبو مسلم الواريني القزويني، سمع منه أجزاء من الحديث.
عبد الصمد بن عبد الرحمن الحسنوي الشامي أبو صالح، سمع منه تنبيه الغافلين لبي الليث السمرقندي، بروايته عن محمد بن أحمد البخاري عن تميم بن فرينام البلخي عن أبي الليث.
عبد الصمد بن عبد الله العراقي أبو البركات، سمع منه الوسيط في التفسير لأبي الحسن الواحدي بروايته عن أبي الفضل الميداني عنه.
عبد الكريم بن محمد أبو منصور الخيام، سمع منه أحاديث.
عبد الله بن محمد بن الفضل الصاعدي أبو البركات الفراوي، سمع مه مسند أبي عوانة الاسفرائني بروايته، من أول الكتاب إلى باب فضائل المدينة عن عثمان بن محمد المحمي، ومنه إلى باب فضائل القرآن عن محمد بن عبيد الله الصرام، ومنه إلى آخر الكتاب، عن فاطمة بنت الأستاذ أبي علي الدقاق بروايته عن أبي نعيم عن أبي عوانه.
عبد الملك بن سعد بن أحمد ببن عنتر التميمي، أبو الفضل الأسدآبادي سمع منه الأربعين لأبي عثمان المحتسب الأصبهاني بسماعه منه.
عبد الملك بن عبد الواحد بن عبد الكريم أبو صالح القشيري، سمع منه فرائد الفوائد، للحاكم أبي عبد الله بسماعه عن ابن خلف عنه.
عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل أبو الفتح الكروخي، سمع منه جامع أبي عيسى الترمذي بروايته عن أبي عامر الأزدي، وغيره عن عبد الجبار بن محمد عن المحبوبي عن الترمذي.
عبد المنعم بن عبد الله بن محمد الفراوي أبو المعالي، سمع منه أحاديث.
عبد الوهاب بن إسماعيل بن عمر الصيرفي أبو الفتوح، سمع منه آداب الصحبة لأبي عبد الرحمن السلمي برايته عن أبي بكر التفليسي، إجازة عنه وفضائل الصحابة للحافظ أبي الحسن الدارقطني، بروايته عن أبي سعيد القشيري عن محمد بن بشران منه.
عبد الوهاب بن محمد بن الحسين الصابوني أبو الفتح المقرئ سمع منه أجزاء.
عبيد الله بن اسكندر بن سليمان أبو اليسر التبريزي، سمع منه أحاديث.
العباس بن محمد بن أبي منصور الطوسي أبو محمد الواعظ، سمع منه تفسير أبي إسحاق الثعلبي بروايته عن أبي سعيد الفرخزادي عنه.
عطاء بن محمد بن عطاء أبو القاسم النيسابوري، سمع منه أحاديث علي بن أحمد بن حاتم بن برهان الدينوري، سمع منه شمائل النبي صلى الله عليه وآله وسلم. لأبي عيسى الترمذي، بروايته عن محمد بن عمر بن أمبرجه عن الخليلي عن ابن المراغي عن الهيثم عنه.
علي بن نبهان بن عبد الواحد الحديقتيني أبو الرشيد الهمداني، سمع منه أحاديث رواها عن أبي غالب أحمد بن محمد المقرئ.
علي بن أبي بكر الواعظ اليزدي أبو الحسن، سمع منه أحاديث علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب الطريثيثي، سمع منه أحاديث رواها له عن أبيه عن أبي عثمان الصابوني.
علي بن الشافعي بن داؤد أبو الحسن، سمع منه مسند الشهاب للقضاعي، بروايته عن الخليل القرائي عنه.
علي بن أبي صادق السعدي الطبري، أبو الحسن، سمع منه أحاديث.

علي بن عزيز بن أبي القاسم الجويني، سمع منه أحاديث عن أبي سعيد القشيري.
علي بن محمد بن جعفر بن علي بن أحمد الكاتب أبو الحسن الحافظ الشهرستاني، سمع منه كتاب الآداب للحافظ أبي بكر البيهقي بروايته عن عبد الجبار الخواري عن المصنف، ولم يورد في مشيخته.
علي بن محمد بن جعفر الرباطي، سمع منه أحاديث.
علي بن محمد بن الحسين أبو الحسين البرخذ أبلاي الطوسي، سمع منه أحاديث رواها له عن أبي الفتيان.
علي بن محمد بن المطرز، أبو الحسن، سمع منه أحاديث رواها عن صخر بن عبيد الطوسي.
عمر بن أحمد بن محمد الشاشي أبو حفص، سمع منه تحفة العام للسيد أبي الحسن الحسيني بروايته عن علي بن الحسين الثيقذئجي عنه.
عمر بن أحمد بن منصور الصفار، أبو حفص، سمع منه صحيح مسلم بروايته عن محمد الفراوي وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي عن الجلودي عن الفقيه عن مسلم.
عمر بن عبد المؤمن بن يوسف أبو حفص البلخي، سمع منه أحاديث من رواية محمد بن عبد الملك الماسكاني بسماعه من أبي جعفر محمد بن محمد الجالي عن الماسكاني.
عمر بن علي بن سهل الدامغاني، أبو سعد السلطان، سمع منه طب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي العباس المستغفري بروايته عن الحسن بن أحمد السمرقندي عنه.
المبارك بن أحمد بن عبد العزيز أبو المعمر، سمع منه أحاديث من رواية أحمد بن سليمان العباداني، بروايته عن أبي البطر عن أبي علي بن شاذان عنه.
المبارك بن الحسن بن أحمد الشهرزوري أبو الكرم، سمع منه أجزاء.
محمود بن إسماعيل بن محمد الطريثيثي أبو القاسم الترشيزي، سمع منه أحاديث رواها عن أبي بكر الشيروي.
المرتضى بن الحسن بن خليقة أبو الفتوح روى له عن أبي علي الحداد عن أبي نعيم.
مسعود بن أحمد بن محمد أبو المعالي الخوافي، سمع منه أحاديث رواها عن أبي سعيد إسماعيل بن عمرو البحتري.
المطهر بن علي بن المحسن العباسي أبو حرب، سمع منه مسند الشافعي رضي الله عنه بروايته عن أبي بكر الشيروي عن أبي بكر الحيري عن الأصم.
ملكداد بن علي بن أبي عمرو أبو بكر العمركي القزويني، سمع منه الكثير ومنه سنن محمد بن يزيد ماجة بروايته عن محمد بن الحسين المقومي عن أبي طلحة الخطيب عن أبي الحسن القطان عن المصنف.
منصور بن محمد بن أبي نصر الهلالي، أبو نصر الباخرزي، سمع منه أحاديث رواها عن أبي سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري.
الموفق بن إبراهيم المؤذن أبو عبد الله الطوسي، سمع منه أحاديث رواها عن أبي عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي.
الموفق بن يحيى بن منصور أبو الفتح، سمع منه أحاديث.
ناصر بن زهير بن علي الحذامي أبو الفتح، سمع منه أحاديث.
ناصر بن سلمان بن ناصر أبو الفتح الأنصاري روى له أحاديث عن شيوخه.
هبة الرحمن عبد الواحد بن عبد الكريم أبو الأسعد القشيري، سمع منه الصحيح للبخاري بروايته عن أبي سهل الحفصي عن الكشميهني عن الفربري عن البخاري، وسمع منه كثيراً من أماليه وغيرها.
هبة الكريم بن خلف بن المبارك بن أحمد بن عبد الله بن البطر أبو نصر الحنبلي لقبا، سمع منه أحاديث رواها عن أبي الخطاب بن البطر.
يوسف بن صديق الأرموي الواعظ أبو القاسم، روى له بالمراغة عن نعمة الله العبدولي.
يوسف بن طاهر بن يوسف الخوني أبو يعقوب ، سمع منها الشمائل لأبي عيسى الترمذي بروايته عن إسماعيل بن محمد الخليلي عن أبي طاهر محمد ابن علي الزراد عن علي بن أحمد عن الهيثم عن أبي عيسى.
يوسف بن عبد الله بن بندار أبو المحاسن الدمشقي، سمع منه بعض الأجزاء الغيلانيات بروايته عن أبي البركات.
هبة الله بن محمد بن علي البخاري عن أبي طالب بن غيلان رحمهم الله وهذا الفصل يحوي أكثر ما في مشيخته وفهرست مسموعاته رحمه الله.
فصل في روايتهرأيت أن أورد من رواياته حديثاً منعوتاً فوقع الاختيار على حديث أمّ زرع الطويل ذيله الجزيل نيله ومن أراد من الناظر من إفراد الحديث بشرحه فليكب.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله مبدع الأصل والفرع الممتنع بعد الإبداع بالضرع والزرع والصلاة على رسوله محمد المخصوص بأوسع الذرع واتبع الشرع، وبعد فهذه درة الضرع لحديث أم زرع أسأل الله أن ينفع بها من يراجعها ويقف عليها ويطالعها قرأت على الإمام والدي رحمه الله ، سنة ثلاث وستين وخمسمائة، أخبركم الحسن الغزال، أنبأ أحمد ابن محمد الزيادي أنبأ علي بن أحمد الخزاعي أنبأ الهيثم بن كليب ثنا محمد ابن عيسى ثنا بن حجر أنبأ عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أخيه عبد الله بن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت جلست إحدى عشرة امرأة تعاهدن، وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبرا أزواجهنّ شيئاً.
قالت الأولى: زوجي لحم جمل غثّ على رأس جبل وعر لا سهل فيرتقي ولا سمين فينتقي أو ينتقل.
قالت الثاني: زوجي لا أبثّ خبره إني أخاف أن لا أذره أن أذكره، عجره وبحره.
قالت الثالثة: زوجي المشنق إن أنطق أطاق وإن سكت أعلق.
قالت الرابعة: زوجي كليل تهامة لا حر ولا قرّ ولا مخافة ولا شامة.
قالت الخامسة: زوجي إن دخل فهد وإن خرج أسد ولا يسأل عما عهد.
قالت السادسة: زوجي إن آكل لف وإن شرب اشتف وإن اضجع التف ولا يولج الكف ليعلم البث.
قالت السابعة: زوجي عيايا أو غيايا باطنا كل داء له داء شجك أو فلك أو جمع كلالك.
قالت الثامنة: زوجي المس مسّ أرنب، والريح ريح زرنب.
قالت التاسعة: زوجي رفيع العماد عظيم الرماد طويل النجاد قريب الميت من الناد.
قالت العاشرة: زوجي فالك وما مالك مالك خير من ذلك له إبل كثيرات المبارك قليلات المسارح إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك.
قالت الحادي عاشر: زوجي أبو زرع، وما أبو زرع، أناس من حلي أذني وملاء من شحم عضد بي وبجحني فبجحت إلى نفسي، وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في أهل صهيل، وأطيط ودابس ومتق فعنده أقول، فلا أقبح، وأرقد فأتصبح، وأشرب فأتقمح أمّ أبي زرع وما أمّ أبي زرع، عكومها رواح وبيتها فياح ابن أبي زرع وما ابن أبي زرع، مضجعة كمسل شطبة، وبشبع ذراع الجفرة بنت أبي زرع وما بنت أبي زرع، طوع أبيها وطوع أمها، ومل كسائها وغيظ جارتها، جارية أبي زرع وما جارية أبي زرع، لا تبث حديثاً تبثيثاً ولا تنقث ميرتنا تنقيثاً ولا تملا بيتنا تغششاً.
قالت خرج أبو زرع والأوطاب تمخض فلقي امرأة، معها ولدان كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمانتين فطلقني ونكحها فنكحت بعده رجلاً سرياً ركب شرياً وأخذ خطياً وأراح عليّ نعماً ثرياً، وأعطاني من كل رائحة زوجاً وقال كلي أم زرع وميري أهلك فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع.
قالت عائشة: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كنت لك كأبي زرع لأم زرع، وقرأ عليه رحمه الله في غريب الحديث لأبي عبيد أخبركم الحافظ سعد الخير بن محمد المغربي، أنبأ أبو محمد السراج أنبا أبو علي بن شاذان عن دعلج عن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد، ثنا حجاج عن أبي معشر عن هشام بن عروة وغيره، من أهل المدينة عن عروة عن عائشة وكلام النبوة كما في الرواية الأولى لا يختلفان إلا في ألفاظ يسيرة والحديث صحيح بالاتفاق.
أخرجه البخاري في كتاب النكاح عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي وعلي بن حجر ومسلم عن علي بن حجر وأحمد بن جناب بروايتهم عن عيسى بن يونس ورواه سعيد بن سلمة عن أبي الحسام وسويد ابن عبد العزيز عن هشام وأدخل بين هشام وبين أبيه عروة أخاه عبد الله، كما أدخله عيسى بن يونس وآخرون رواه عن هشام عن أبيه من غير إدخال عبد الله بينهما، كما ذكرنا في رواية أبي عبيد منهم أبو معاوية وأبو أويس وعقبة بن خالد وعبد الرحمن بن أبي الزناد وعبد العزيز الدراوردي وإدخاله بينهما أصحّ وكما وقع الاختلاف في الإسناد وقع في المتن.
فمنهم من وقف بعضه على عائشة، ورفع بعضه كما في الرواية المسبوقة أولا ومنهم من رفع الجميع فعن موسى بن إسماعيل عن سعيد بن مسلمة بن أبي الحسام عن هشام بن عروة عن أخيه عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كنت لك كأبي زرع لأم زرع ثم أنشأ يحدث بحديث أم زرع، وصواحبها وحكى أولا قول التي قالت زوجي عيايا والتي قالت زوجي لحم جمل غث والتي قالت زوجي الأشنق والتي قالت زوجي إذا شرب أشنف والتي زوجي لا أبث خبره قال عروة هؤلاء خمس يشكون.

في غير هذه الرواية اجتمع نسوة ذوامّ ونسوة موادح لأزواجهن بمكة وكان الموادح ستا والذوام خمساً.
عن الزبير بن بكار بروايات مختلفة قال حدثني محمد بن الضحاك الخزامي عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعندي بعض نسائه. فقال يا عائشة أنا لك كأبي زرع لأم زرع قلت يا رسول الله! وما حديث أبي زرع لأم زرع قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن من قرية من قرى اليمن كان بها بطن من بطون أهل اليمن، وكان منهنّ إحدى عشرة امرأة وأنهن خرجن إلى مجلس من مجالسهنّ فقال بعضهن لبعض تعالين، فلنذكر بعولتنا بما فيهم، ولا نكذب فقيل للأولى تكلمي فقالت: الليل ليل تهامة والغيث غيث غمامة و لا حرّ ولا قرّ.
قالت الثانية وهي عمرة بنت عمر وفي اسم الرابع فهذه بنت أبي هزومة وزاد فقال اسم أم زرع عاتكة.
وأعلم أنه حكى عن ابن دريد، أسماؤهن مرتبة على رواية عيسى ابن يونس المذكورة أولا و في ترتيبهن في الروايتين تفاوت بين التي قالت زوجي لحم جمل غث هي الأول، في تلك الرواية، والرابع في الرواية الأخيرة والتي قالت زوجي لا أبث خبره هي الثانية في تلك الرواية، والتاسعة في الرواية الأخيرة فلا يصح أخذ أسمائهن على ذلك الترتيب، من المذكور في الرواية الأخيرة، بل ينبغي أن يقال اسم واحدة منهن كذا وواحدة كذا أو ينظر في الترتيبين، فيطبق أحدهما على الأخرى ويقضي بموجبه.
قولها لحم جمل غث: أي مهزول، يقول غثثت يا جمل تغث وغثثت تغث غثاثة وغثوثة وأغث اللحم أيضاً.
الوعر الذي لا يوصل إليه إلا بتعب ومشقة والانتقاء استخراج النقي من العظم، وهو المخّ وذكر أن المقصود هاهنا هو الشحم وأنه يجوز أن يكون المعنى أنه يرعب فيه ويختار يقل انتقيت الشيء أي تخيرته والانتقال بمعنى التناقل كالاقتسام، بمعنى التقاسم وقيل انتقل ونقل واحد أي ليس بسمين، يرغب الناس فيه ويتثاقلونه إلى بيوتهم وينتقي وينتقل روايتان مشهورتان وقد يجمع بينهما على الشك.
غرض المرأة بوصف زوجها بقلة الخير وبعده مع القلة وشبهته، باللحم الغث الذي لا نقي فيه أو الذي لا ينتقله الناس إلى بيوتهم، لزهدهم فيه ومع ذلك هو على رأس جبل صعب لا يوصل إليه إلا بتعب وقولها لا سهل فيرتقي، من صفة الجبل وقولها ولا سمين فينتقي أو ينتقل من صفة اللحم.
ذكر الخطابي أنها أشارت، ببعد خيره إلى سوء خلقه وترفعه بنفسه فيها وأرادت أنه مع قلة خيره يتكبر على عشيرته وأهله، وبقولها ولا سمين فينتقل إلى أنه ليس في جانبه طرف وفائدة يحتمل بذلك سوء عشيرته ويروي بدل لحم جمل غث لحم جمل قحر وهو المسن المهزول.
قال أبو بكر بن الأنباري ويروى على رأس قوز وعث القوز رمل مرتفع يشبه الرابية، والجمع أقواز والوعث الذي لا تثبت القدم فيه لسيلانه وسهولته.
ذكر في الصحاح أن القوز الكثيب الصغير ويروى مع ذلك ليس بلبد فيتوقل واللبد المستمسك الذي ليس هو بسائل ولا منهال والتوقل الإسراع إلى المشي، يقال توقل الوعل في الجبل.
قول الأخرى زوجي لا أبث خبره أي لا أظهره ولا أشيعه والعجر جمع عجرة، وهي العقد في الأعصاب والعروق المجتمع تحت الجلد والبجر: جمع بجرة، وهي انتفاخ يحصل في البطن والصرة يقال منه رجل أبجر وامرأة بجراء وقيل العجر في الظهر خاصة والبجر في البطن، وقيل العجر في الجنب والبطن والبجر في السرة وغرضها أني لا أنشر خبره كيلا يفتضح واللام يرجع الكناية في قولها أن لا أذن فيه قولان.
أحدهما أنها ترجع إلى الخبر والمعنى إني أخاف أن لا أقطع لكثرة عيوبه، وسعة مجال المقال، وقيل معناه لا أترك منه شيئاً.
الثاني أنها ترجع إلى الزوج أي هو مع كونه حقيقاً بالمفارقة أخاف أن لا أفارقه لما بيننا من العلق والأسباب، وبالأول قال ابن السكيت ويشهد له ما روى في بعض الروايات أنها قالت بعده ولا أبلغ قدره، وأرادت بالعجر والبجر عيوبه الباطنة وأسراره.
يروى أن علياً رضي الله عنه لما رأى طلحة رضي الله عنه صريعاً قال إلى الله أشكو عجري وبجري يريد همومي وأحزاني.

قول الثالثة: زوجي العشنق العشنق: الطويل وقيل: الطويل العنق، يريد أن له طولاً بلا نفع ومنظراً بلا مخبر فإن نطقت بما فيه طلقها وإن سكتت تركها معلقة لا كذوات الأزواج ولا كالأيامى، ويروى بعد ذلك على حد سنان مذلق، والمذلق: المحدد أي لقيت معه على حد سنان.
عن إسماعيل بن أبي أويس، غيره أن العشنق المقدام الشرس وعلى هذا فما بعده بيان له، وحكى أبو بكر بن الأنباري عنه أن العشنق: القصير ونسب فيه إلى التصحيف وذكر أنه إنما قال: الصقر المقدام الجريء.
قول الرابعة: زوجي كليل تهامة، إلى آخره تهامة ما نزل عن نجد من بلاد الحجاز والقر والقرة: البرد ويقال قررت أي أصابني البرد، والسامة الملال وليل تهامة طلق لا تؤذي بحر ولا برد فشبهته به في خلوه من الأذى والمكروه.
وقولها ولا حر ولا قر قيل معناه ولا ذو حر ولا قر كما يقل فلان عدل أي ذو عدالة وقيل يحتمل أن تريد لا حر فيها ولا قر.
قولها : ولا مخافة ولا سامة أي ليس فيه خلق أخاف بسبه منه، أو ساء مني أو أساء منه ويروى ولا مخافة ولا وخامة، والوخامة: الثقل يقال: طعام وخيم أي ثقيل، وزاد بعضهم ولا يخاف خلفه ولا أمامه.
قال ابن الأنباري معناه إن ساكني تهامة ولا يخافون من خلفهم ولا أمامهم لامتناعهم بالجبال وتحصنهم فيها.
قول الخامسة: زوجي إن دخل فهد أي كان كالفهد قيل وصفته بلين الجانب لأن الفهد لين المس كثير السكون وقيل: وصفته بالنوم والتغافل والفهد كذلك، والمعنى أنه يتغافل عن أحوال البيت وإن وجد فيها خللاً استحق اللوم به أغضى، وأسد واستأسد أشبه الأسد في الإقدام.
قولها ولا يسأل عما عهد أي هو كريم لا يسأل عما ترك في البيت من زاد وطعام ويروى بعده ولا يرفع اليوم لغد، وهو من القوة والكرم أيضاً، وعن إسماعيل بن أبي أويس أنها أرادت بقولها إن دخل فهد أنه يثب وثبة الفهد وسريع الوثب.
قال الشارحون: وعلى هذا فهذه المرأة ذمت منه شيئاً ومدحت شيئاً ويجوز أن يقال كنت به عن قوة مجامعته أو سرعة رغبته فيها وفي معاشرتها ويروى إن دخل أسد وإن خرج فهد، على العكس مما سبق قالوا وهذا ذم وعلى هذا فقد روى ولا يسأل عما عهد أي لا يكلم لسوء خلقه ويجوز أن يحمل إن دخل أسد على شدة طلبه لها وتعلقه بها وإن خرج فهد على غفلته عن غيرها فيخرج عن أن يكون ذماً.
قول السادسة: زوجي إن أكل لف أي ضم وخلط صنوف الطعام بعضها ببعض، إكثاراً من الأكل يقال: لف الكتيبة بالأخرى إذا خلط ويروى أن أكل رف، قال ابن الأنباري يقال: رف يرف أي أكل ورف يرف أيضاً امتص والوجه الحمل على المعنى الثاني، وفيه وصف بالشره والخسة وقيل رف أي أكل كثيراً.
قولها: وإن شرب، اشتف أي استقصى ولم يشئينء والشفافة: بقية الشراب، في الإناء فالاشتفاف شرب تلك البقية تصفه بالشره وقلة الشفقة عليها.
قولها وإن اضطجع التف أي ينام ناحية ملتفاً بثوبه لا يضاجعني ولا يتحدث معي.
أما قولها: ولا يولج الكف ليعلم البث فالبث أشد الحزن الذي تباثه ثم فيه قولان، قال أبو عبيد أحسبها كان ببعض جسدها داء أو عيب تكتئب منه فقالت إنه لا يدخل اليد ليتعرض له كرماً منه ولم يساعده الأكثرون منهم ابن الأعرابي وابن قتيبة وأبو سليمان، وقال أول كلامها ذم فكيف تمدحه على الأثر وتصفه بالكرم، وقد عدها عروة ابن الزبير من الذامات.
ثم منهم من قال أرادت أنه لا يضاجعني ولا يتعرف ما عندي من حب قربه ويوافقه ما روى وإذا اضطجع التف وقيل أرادت لا يدخل يده في أموري يعرف ما أكرهه ويصلحه وقيل أرادت أني إذا كنت عليلة لم يجئني، ولم يدخل يده تحت ثيابي ليعرف مالي ونصر ابن الأنباري أبا عبيد، فقال إن النسوة تعاقدن على أن لا يكتمن شيئاً من أخبار أزواجهن فلا يبعد أن يكون فيهن من يذم شيئاً من زوجها، ويمدح شيئاً وإنما عدها عروة من الذامات لابتدائها بالذم.
قول السابعة: زوجي عيايا غيايا، الشك في اللفظتين، منسوب إلى عيسى بن يونس والذي صححه أبو عبيد، والمعظم العين، وعدو الغين في الكلام تصحيفاً والعيايا فعالا من العي وهو من الإبل والناس الذي عيي بالضراب ترميه بالعنة وانطباقاً المعجم الذي انطبق عليه الكلام أي انغلق وقيل هو الأحمق الذي انطبقت عليه الأمور فلا يهتدي إلى الخروج منها، وقيل هو الذي لا يأتي النساء وقيل هو الثقيل الصدر عند المباضع.

جوز الزمخشري أن يكون اللفظ غيايا بالغين من الغياية وهي السحابة ويقال غاينيا عليه بالسيوف أي أظللنا وهو العاجز الذي لا يهتدي لأمر كأنه في ظلمة، وغياية أبداً، وقيل يجوز أن يكون من الغي وهو الانهماك في الشر، وأيضاً الخيبة، وقد فسر به قوله تعالى: " فسوف يلقون غياً " .
قولها: كل داء له داء، الدآء العيب والمرض والمعنى أن العيوب المتفرقة في الناس مجتمع فيه وعلى هذا، فقولها له: داء خبرا لقولها كل دآء، وفي الفائق أنه يحتمل أن يكون له صفة لدآء ودآء خبر الكل كل داء فيه بليغ، متناه كما يقال إن زيد الرجل ويراد وصفه بالكمال.
قولها: شجك، أو فلك الشج: الجرح في الرأس والوجه، والفل الكسر قيل: أرادت كسر العظام من الضرب وقيل كسر القلب بأخذ المال والأثاث، وقيل كثير الحجة بالخصومة، والعذل، منهم من قال أردت بالفل الطرد، والإبعاد والمعنى أنه سيء الخلق يضرب امرأته بحيث يشج أو يفل أو يجمعهما معاً والسماع في شجك وفلك وكلالك كسر الكاف، لأن المحاورة كانت بين النسوة فكأنها قالت إن كنت زوجته أيتها المخاطبة شجك أو فلك.
وقول الثامنة: المس مس أرنب حملوه على الوصف بحسن الخلق، ولين الجانب، كما أن الأرنب لين عند المس، ويجوز أن تريد لين بشرته ونعومتها، والزرنب قيل هو نبات طيب الريح وقيل شجر طيب الريح، وقيل الزعفران وقد يقال ذرنب بالذال، وهما لغتان كزبر وذبر وأرادت طيب ذكره في الناس، وثناؤهم عليه أو طيب عرفه، ويروى بعد الكلمتين أغلبه، والناس يغلب وفيه وصفه بالقوة والشجاعة وحسن الخلق مع الأهل.
قول التاسع: زوجي، رفيع العماد، العماد: عود الخباء، كنت بارتفاعه عن شرفه، وارتفاع بيته والنجاد: حمالة السيف، وهو ما يتقلد به كنت، به، عن امتداد قامته، وحسن منظره.
قولها: عظيم الرماد كناية عن كثرة ضيافته، وقد تشير به إلى طبخه اللحوم والأطعمة التي يحوج طبخها إلى النيران العظيمة، وذكر أن أهل البلاغة يسمون مثل هذه الصنعة الأرادف، وهو التعبير عن الشيء ببعض لواحقه.
قال أبو سليمان الخطابي: يحتمل أن تريد، أنه لا يطفئ ناره، لئلا يهتدي بها الضيفان فيعشونه والنادي، والندى، والمنتدى، مجلس القوم، ومجتمعهم، وقد يجعل النادي اسماً للقوم وفسر به بعضهم قوله تعالى " فليدع ناديه " والكريم يقرب بيته من النادي ليظهر ويعرف فيغشى، وقد يقصد الشريف به تسهيل إتيانه على القوم ويروي بعد هذه الكلمات لا يثبع ليلة يضاف، ولا ينام ليلة يخاف، وأرادت بالأول أنه يؤثر الفيضان بطعامه، وبالثاني أنه يستعد ويتأهب للعدو ويأخذ بالحذر.
قول العاشرة: زوجي مالك وما مالك أرادت به تعظيمه والتعجب من أمره قولها مالك خير من ذلك أي هو فوق ما يوصف به من الجود والأخلاق الحسنة وقد تريد إشارة إلى الذين، مدحنهم من قبل، وتقول هو خير منهم وذكر والقول لها له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح معاني أشهرها وبه قال أبو عبيد وابن السكيت: أنه يتركها ترك بفنائه ليكون معدة للضيفان فيطعمهم من لحومها وألبانها، وقل ما يسرحها لئلا يتأخر القرى لبعدها، والثاني وبه قال ابن أبي أويس إنه يكثر منها النجر لأضياف بعدما بركت، فتكون قليلة إذا سرحت، وإن كانت كثيرة عنه البروك.
الثالث إن كثرتها عند البروك لكثرة من تبعها، وانضم إليها طمعاً في رفقها فإذا ظفروا بما يبغون تفرقوا عنها فكانت قليلة إذا سرحت.
الرابع قيل أرادت بكثرة المبارك أنها محبوسة للأضياف، فتقام للحلب مرة بعد أخرى، فيتكرر بروكها بعد الإقامة، والمعزف: العود والمقصود أن إبله قد اعتادت منه، إكرام الضيفان بالنحر لهم وبسقيم وإتيانهم بالمعارف فإذا سمعت صوت المعزف أيقنت بالنحر.
في الفائق أنه قد قيل أن أن المزهر الذي يزهر النار، يقل زهر النار وأزهرها أي أوقدها أي إذا سمعن صوت موقد النار ويروى في آخر كلامها وهو أمام القوم في المهالك، أي مقدّ مهم في الحرب لشجاعته.
قول أم زرع، زوجي أبو زرع وما أبو زرع قيل تكنية الزوجين بزرع كان على عادة العرب في تكنية الأبوين باسم من ولد بينهما كأم الدرداء وأبي الدرداء وأم الهيثم وأبو الهيثم في الصحابة، وقولها: أناس من حلي أذني أي حركها بما حلاهما به من القرطة والنوس تحرك الشيء المتدلي وإلا ناسة تحريكه.

قولها ملا من شحم عضدي أي سمنني بحسن التعهد، واكتفت بالعضد عن سائر الأعضاء فإنهما إذا سمنا سمن سائر البدن وقولها: وبجحني فبججت إلى نفسي، قال ابن الأنباري أي عظمني، فعظمت عند نفسي وقال أبو عبيد فرحني ففرحت وعظمت عند نفسي ويروي فبحجت إلى نفسي يقال بحبح بالشيء وبحبح به أي فرح.
قولها: ووجدني في أهل غنيمة يثق فجعلني في أهل صهيل، وأطيط، قيل شق موضع بعينه ثم أبو عبيد فتح الشين، وكسرها غيره وذكر الهزوي أن الصواب الفتح، وقال ابن أبي أويس: المعنى بشق جبل لقلتهم وقلة غنمهم، وهذا يصح على رواية الفتح أي بشق في الجبل كالغار ونحوه وعلى رواية الكسر أي في طرف منه وناحية.
قال آخرون: المعنى بجهد ومشقه يحتملونها في معيشتهم كما في قوله تعالى " إلا بشق الأنفس " والمقصود أني كنت في قوم قليلي العدد والمال فلم يأنف من فقر قومي وضعفهم، فنكحني ونفاني إلى قومه، وهم أهل خيل وابل والأطيط ههنا صوت الإبل وقد يسمى صوت غير الأبل أطيطا.
قوله: ودائس ومنق فقد قيل الدائس البيدر، والمنق الغربال، وقيل: الدائس الذي يدوس الطعام بعد الحصاد تريد أنهم أصحاب زرع أيضاً، ويروي منق بكسر النون من النقيق، وفسر بالمواشي والأنعام وقيل: أرادت الدجاج أي هم أصحاب طير.
قولها: فعنده أقول فلا أقبح، أي لا يرد قولي ولا يقال لي قبحك الله، والتصبح نوم الصبحة، وهو أن تنام بعد ما تصبح تريد أنها مخدومة مكفية المؤنة لا تحتاج إلى البكور وقيل أرادت لا أنبه ولا أزعزع حتى أقضي وطري من النوم.
قولها: وأشرب، فأتقمح أي أرفع رأسي عن الإناء للري والاستغناء عن الشرب من قولهم بعير قامح إذا رفع رأسه من الحوض فلم يشرب، ويروي فأتقنح بالنون أي أقطع الشرب من الري وقيل أشرب على الري وذلك مع عزة الماء عندهم، وقيل هما بمعنى واحد، كما يقال امتقع لونه وانتقع والمعنى أشرب حتى أني لأرى المشروب فاصرف وجهي عنه لغاية الري وزيد في بعض الروايات وآكل فأمنح أي أعطي عن تمام الشبع.
قولها: عكومها رداح العكوم، الأحمال والأعدال التي فيها الأمتعة، الواحد عكم، والرداح العظيمة الممتلئة وقيل الثقيلة، قال في الفائق وتكون صفة للمؤنث كالرحال والثقال يقال جفنة وكتيبة وامرأة رداح، ولما كانت جماعة ما لا يعقل في حكم المؤنث جعلت صفة لها قال ولو جاءت الرواية بفتح العين لكان الوجه على أن يكون العكوم الجفنة التي لا تزول عن مكانها لعظمها أو لأن القرى متصل دائم، من قولهم مر ولم يعكم، أي لم يقف ولم يتحبس أو التي كثر طعامها وتراكم من قولهم، اعتكم الشيء وارتكم، أو التي يتعاقب فيها الأطعمة، من قولهم للمرأة المعقاب عكوم، والرداح حينئذ يكون واقعة في نصابها وجوز بعضهم أن يقال كنت بالعكوم عن الكفل والفياح والأفيح الواسع يقال فاح يفيح إذا اتسع، ويروي بدل الفياح، فاح بتخفيف السين والفساح والفسيح الواسع أيضاً.
قولها: كمسل شطبه المسل، مصدر كالسل وهو مقام مقام المسلول والمعنى كمسلول شطبة والشطبة: ما ينزع من القضبان الدقاق من جريد النخل، ينسج منها الحصر، وقد يشق الجريد فيجعل قضباناً دقاقاً أي هو صوب اللحم خفيف الخصر والعرب تمدح بذلك، ويستدل به على الشجاعة وقيل: الشطبة السيف شبهته بسيف سل من غمده، والجفرة الأنثى من ولد الضان والذكر جفر.
في الفائق أن الجفر الماعزة إذا بلغت أربعة اشهر وفصلت وأخذت في الرعي والذراع يذكر ويؤنث والرواية تشبعه بالتاء ويروي وترويه فيقة اليعرة ويميس في حلق النثرة والفيقة ما يجتمع من اللبن بين الحلبتين وهي الفواق أيضاً، واليعرة: العناق وقيل الجدي تصفه بالإقلال من الطعام والشراب وهو محمود عندهم، ويميس يتبختر، والنثرة الدرع القصيرة.
قولها: ملء كسائها أي تملاءه بكثرة اللحم، وهي مستحبة في النساء ويروي صغر ردائها، وملء إزارها، وفيه وصف بالضمور وعظم الكفل، لأن طرف الردآء يقع على معقد الإزار.

قولها: وغيظ جارتها، الجارة، الضرة أي يغيظ الضرة، ما يرى من عفتها وجمالها ويرو بدله عبر جارتها، وفسره ابن الأنباري بوجهين أحدهما أنها ترى منها ما يعتبر عينها ويبكيها من الغيظ والحسد، والآخر أنها ترى من عفتها ما يعتبر به الأول من العبرة والثاني من العبرة ويروي وعقر جارتها بفتح العين والقاف وهو الدهش يقال منه عقر فادن ويروي وعقر جارتها، وهو الجرح، ومنه قولهم: كلب عقور أي تجرح قلبها، ويروي وعقر جارتها، أي يعطل الزوج الجارة لرغبته في هذه الممدوحة فلا تحبل فتصير كأنها عاقر، ويروي وغير جارتها والغير والغار الغيرة ويروي قبل قولها طوع أبيها وطوع أمها وفي الالّ كريم الخل برود الظل، والال العهد أي هو وافية بعدها، وبرد الظل مثل، لطيب العشرة.
قولها: كريم الخلّ قيل معناه أنها تكرم على من يعاشرها، فخليلها يعاشر بعشرته إياها كريماً وقيل المعنى أنها لا تتخذ أخدان السوء، وإنما قال: وفيّ وكريم في صفة المؤنث على تأويل أنها إنسان أو شخص وفي الاءلّ.
قولها: لا تبثث حديثنا تبثيثاً، ويروي بالباء والنون وهما متقاربان يقال: بث الخبر أي نشره وأشاعه، ونث الحديث ينثه نثاً أفشاه ويقال نث اغتاب واطلع على الشر، وهما متقاربان والمقصود أنها لا تخرج سراً ولا تظهره، ولقرب اللفظتين في المعنى روى بعضهم الفعل بالباء والمصدر بالنون ومخالفة المصدر الفعل كما في قوله تعالى: " وتبتل إليه تبتيلاً " ونظايره.
قولها: ولا ينتقل ميرتنا تنقيتاً، الميرة: الطعام والميرة أيضاً ما يمتاره البدوي، من الحاضرة والتنقيت: الإسراع في السير، والمعنى أنها لا تنقل طعامنا ولا تذهب ولا تفرقه مسرعة تصفها بالأمانة، ويروي ولا ينقث، وهو بمعناه ويروي ولا تنفث، وحينئذ يكون المصدر والفعل متفقين، ورواه بعضهم لا تبث بالباء، وبعضهم لا تنفث بالفاء ولا صحة لهما.
قولها: ولا تملاء بيتنا تغششاً روى بالغين المعجمة من الغش أي لا تغشنا وقيل أرادت النميمة، ورواه الأكثرون بالعين، ثم قيل هو مأخود من عش الطائر وذكر على هذا ثلاثة اوجه أحدها أنها تهتمّ بشأن البيت وتطهيره، فلا تدع الكناسات هاهنا وهاهنا كعشيشة الطيور، والثاني أنها لا تدع متغيراً مستقذراً كعش الطائر والثالث أنها لا تخون في الطعام فتخبأه هنا وهنا كما يعشّ الطير في مواضع شتى.
قال أبو سليمان الخطابي: وهو من قولهم عش الخبز إذا تكرج وفسد يريد أنها تحسن مراعاة الطعام، وتعهده وتطعم منه الشيء بعد الشيء طرياً ولا يغفل عنه فيفسد، وجوز أبو القاسم الزمخشري أن يكون ذلك من قولهم شجرة عشة أي قليلة السعف وعش المعروف يعشه، إذا أقله وعطية معشوشة قليلة أي لا تملاء البيت اختزالاً وتقليلاً، لما فيه، ويروي في صفة الجارية لا تنجث عن أخبارنا تنجيثاً ولا تغث طعامنا تغثيثاً والتنجيث الاستخراج والإشاعة والاغثاث والتغثيث إفساد الطعام والكلام وغيرهما.
في بعض الروايات طهاة أبي زرع وما طهاة أبي زرع، لا تفترّ ولا تعدي تقدح قدراً، تنصب أخرى، يلحق الآخرة الأولى، والطهاة: الطباخون وأرادت أنهم لا يفترون عن الطبخ ولا يصرفون عنه والقدح الغرف ويقال للمغرفة مقدحة، والقدور يلحق بعضها بعضاً، فلا ينقطع الطعام عن الضيفان ويروي ضيف أبي زرع وما ضيف أبى زرع في شبع وريّ ورنع أي لهو وتنعم وأيضاً مال أبي زرع وما مال أبي زرع، على الجمم محبوس وعلى العفاة معكوس.
الجمم جمع جمة، وهم القوم الذين يسألون في الدية، ويقال الجمة: الدية وأجم أعطى الدية والعفاة السائلون، والمعكوس المعطوف يريد أن ماله وقف على تسكين الفتن ودفع حاجات الناس.
قولها: والأوطاب تمخض، الأوطاب جمع وطب، وهو سقاء اللبن خاصة والأفعال في جمع فعل قليل والأغلب الفعال وقد ورد في بعض الروايات والرطاب تمخض على وفق الغالب وتمخض تحرك لاستخراج الزبد، قيل إشارته بذلك إلى كثرة اللبن عندهم.
قولها: كالفهدين شبهتهما بالفهدين في كونهما فارهين ممتلئين حسني الصورة.

قولها: يلعبان من تحت خصرها برمانتين قال ابن أبى أويس أرادت بالرمانتين ثدييها، وقال أبو عبيد وغيره وصفتها بعظم الكفل، تريد أنها إذا استلقت نبابها الكفل عن الأرض حتى يصير تحتها، فجوة تجري فيها الرمان، والسري السيد الشريف، ويجمع على سريين وأسريا وسراة، والفرس السري الذي يسري في عدوه أي يلج ويتمادى، ويقال هو الفائق المختار من قولهم: لخيار المال، سرانه وشرانة واسترى واشترى: اختار والخطى: الرمح المنسوب إلى الخط وهو موضع على ساحل البحر تنتقل إليه الرماح الهندية ثم ينقل منها وقيل هو ساحل البحر.
قولها: وأراح عليّ أي ردها من المرعى نعماً ثرياً، الثري الكثير يقال أثرت الأرض إذا كثر ترابها، وأثرى بنو فلان كثرة أموالهم والثروة: المال الواسع والثراء كثرة المال يقال رجل ثروان وامرأة ثروى، وتصغيرها ثريا وذكر ثريا حملا على اللفظ.
قولها: من كل رايحة زوجاً أي ماشية تروح ويروي من كل سائمة وهي الماشية الراعية، يقال سامت هي أي رعت وأسمتها أنا ويروي من كل آبدة وهي المتوحشة، والجمع الأوابد.
قولها: زوجاً قيل الزوج يقع على الاثنين كما يقع على الفرد ثم يقال زوجان وقد روى من كل سائمة زوجين: وقيل: الزوج الفرد، إذا كان معه آخر، وذكر بعضهم أنه يجوز أن يريد أنه أعطاها من كل رائحة صنفاً وقد يعبر عن الصنف بالزوج، وقد قيل ذلك في قوه تعالى: " وكنتم أزواجاً " ثلاثة.
قوله: وميري أهلك أي خذي الطعام، واذهبي به إليهم تريد أنه وسع عليها وعلى أهلها.
قولها: أصغر آنية أبي زرع يروي أصفر بالفآء من الصفر، وهو الخالي يريد أن الذي نكحته، وإن كانت بالصفات المذكورة فإن قدره لا يبلغ قدر أبي زرع، وفي بعض الروايات فاستبدلت بعده أي بعد أبي زرع وكل بدل أعور، وهذا مثل معروف أي البدل قاضر، من الأصل غالباً نسبته إليه كنسبة لأعور إلى ذي العينين.
قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعائشة: " كنت لك كأبي زرع لأم زرع " زيد في بعض الروايات، إلا أن أبا زرع طلق، وأنا لا أطلق وفي بعضها، كنت لك كأبي زرع لأم زرع في الألفة والرفاه لا في الفرقة والخلاء، قال ابن الأنباري: والرفاء، الاجتماع من قولهم رفأت الثوب أرفاه ويقرب منه: قول من يقول الرفا: الموافقة والمواصلة والخلاء في الإبل كالحيوان في الخيل والبغال.
يروى عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قلت يا رسول الله! بل أنت لي خير من أبى زرع لأم زرع، وهذا هو اللائق لحسن أدبها، وأعلم أن حديث أم زرع قد تكلم في تفسيره ومعانيه جماعة من المتقدمين، والمتأخرين من علماء الحديث وأصحاب اللغة وفيما أوردناه ما يحوي معظمه.
قال الإمام أبو سليمان الخطابي، وفيه العلم وحسن العشرة مع الأهل واستحباب محادثتهن بما لا إثم فيه وفيه أن بعضهن قد ذكرن عيوب أزواجهن، ولم يكن ذلك غيبة لأنهم لم يعرفوا بأعيانهم وأسمائهم وزاد تاج الإسلام أبو بكر السمعاني، فقال فيه دلالة على جواز ذكر أمور الجاهلية واقتصاص أحوالهم، وعلى فضل عائشة رضي الله عنها ومحبته لها بملاطفته إياها، وعلى أن السمر بما يحلّ جائز، ولمعنى حسن العشرة مع الأهل ونحوه أورد البخاري الحديث في كتاب النكاح ولإشعاره بفضل عائشة أورده مسلم في الفضائل، ولمعنى السمر أورده أبو عيسى الترمذي في أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم في باب ترجمة بكلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في السمر وليس في اللفظ ما يدل على أن ذلك كان في السمر لكن القصة تشبه الأسمار وربما ورد نقل، وكان والدي رحمه الله يرغبني في حفظ هذا الحديث في صغير لكثرة فوائده، وحسن ألفاظه - وأختم الآن الحديث وشرحه بقولي:
نفسي من جانب طاعاتها ... حلت بواد غير ذي زرع
لكن ربي واسع فضله ... إن اعتنى بي لم يضع ذرع
وصرت ارتاح بإحسانه ... كأم زرع بأبي زرع
أحسن الله بنا وحقق المنى بجوده وسعة رحمته.
فصلفي ذكر طائفة من الذين تفقهوا عليه أو سمعوا منه الحديث أو جمعوا بينهما.

فممن درس عليه وسمع منه بقزوين بنوه الثلاثة جامع الكتاب عبد الكريم ومحمد وعبد الرحمن وخالاهم محمد وعمر، أنبأ سعد بن أحمد الزاكاني والقضاة عمر وعلي ومحمد وسعد وعبد العظيم، بنو عبد الحميد ابن عبد العزيز بن إسماعيل الماكي، ومحمد بن أسعد بن محمد العاقلي ومحمد بن شيرزيل بن الحسن السراجي، والفضل بن عبد الرحمن ابن الفضل أبو خليفة الماكي وعبد الأول بن أبي بكر بن أحمد أبو القاسم الخواري، المعروف بجهار ماهه.
صالح بن عمر بن نوح بن الحسن المعلمي أبو عبد الله الأديب، ومحمد بن أبي صابر بن عبد الجليل وأبوه أبو صابر أحمد بن علي بن أحمد الحاجي أبو بكر وأبو اليمين بن خوامذ محمود وأحمد بن عبد العزيز بن محمد الشحاذي ومحمد بن أبي الفوارس بن المختار القرائي وأبو جعفر وعمر وعبد الله أبو القاسم وأبو حامد ابنا عبد العزيز بن الخليل الخليلي.
عبد الرحيم بن إبراهيم بن يوسف الهشتجردي وأبو بكر بن عبدويه ابن عبد الكافي البلاذري، وإبراهيم والفضل أبو إسحاق وأبو محمد، ابنا محمد بن إبراهيم الخليلي، وإقبال بن عبد الله الحبشي، عتيق الخليلية، وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الكرجي، أبو الفضل وابناه إبراهيم ومحمد ومحمد بن أبي يعلى مداد بن عبد البر الكويمي ومحمد بن محمد بن القاسم الممالحي أبو حامد ومحمد بن إسماعيل أبو إسماعيل السراجي، وسعد بن الحسن بن أبي العلاء أبو المكارم الكرماني، وابنه أسعد وأبو غانم ابن أبي ذر، البيع ويوسف بن أحمد بن إبراهيم أبو يعقوب الحافظ البغدادي.
محمد بن علي بن المطهر الجرباذقاني أبو منصور ومحمد بن عبد العزيز ابن عبد الملك الرافعي، وفضيل بن مسعود بن المختار القرائي، أبو سعيد وعثمان بن علي بن إبراهيم البوزياني أبو عمرو، وعمر بن محمود بن خليفة المتكلم، أبو حفص، ومحمد بن إبراهيم بن بندار البصير، وعمر بن أبي بكر ابن الفرج المقرئ، ومحمد بن أحمد بن أميري بن محمد أبو سعد الرامشيني، وحامد بن أبي العميد بن أميري الزراد وحمزة بن محمد بن حمزة الداودي ومحمد بن المؤيد بن الحسين بن محمد والعباس ومحمد ابنا عبد الواحد بن إلياس وعلي بن الحسن بن علي الكثيري أبو الحسن.
موسى بن عيسى بن موسى المشكاني، ومحمد بن عبد الواحد بن أبي الفتوح بن عمران وعبد الرشيد وعبد الحميد وعبد العظيم بنو عبد القديم ابن أبي الفتوح بن عمران ومحمد بن عبد العزيز بن عبد البر الزاذاني وحيدر، وأحمد، ونصر وحمد وظفر وعبد الرزاق بنو أبي بكر بن حيدر وعبد الله بن أبي الفتوح بن عمران وابنه محمد أبو الفتوح ومحمود بن محمد ابن نصر الخلفاني أبو المكارم والقاضي الحسين بن أحمد بن الحسين بن بهرام والحسين محمد بن الهمداني، أبو عبد الله ومحمد بن القاسم الطبري، أبو بكر ومحمد ومحمود ابنا منصور الطبري ويوسف بن علي بن أثال الشيباني البسطامي ومحمد بن المأمون الرشيد المطوعي.
العراقي وعبيد الله ابنا محمد بن العراقي الطاوسي وأبو بكر بن ناصر الصوفي وإبراهيم بن محمد مدوار الشامهاني وعبد الكافي بن أبي علي بن محمد ومحمد بن محمود بن أبي زرعة السوادي وحيدر بن عبد الواحد بن حيدر الشابوري وعبد المجيد بن سعد الله بن عبد المجيد بن ناصر الأبهري ومحمد ابن أحمد بن إسماعيل أبو إسماعيل الطالقاني وعبد الواسع بن عبد الكافي ابن عبد الواسع الخليلي وأبو بكر بن عمر بن يعلى، وأبو بكر بن محمود ابن محمد بن الرافعي، ومحمد بن أحمد بن عبد الواسع البابائي.
أحمد بن محمد بن روشنائي الفقيه، ومحمود بن عبد السلام بن أبي العباس الخزنيني، ومحمد بن أبي الوفاء المثيلي، وإبراهيم بن أبي المعتمر ابن الحسن أبو العز العصاري، وأحمد بن موسى بن بادويه، الخطيب ومحمود بن محمد الأشتريني وعبد الرحمن بن أبي الفوارس أبو الحارث الزاكاني، وعلي بن عبد الواحد الفقيه الفارسي، والخليل بن إبراهيم التومكي ويحيى بن أبي منصور والرشيد الإسماعيلي وبرغش بن عبد الله عتيق الطاوسية ومحمد بن الحسن بن محمد الغزنوي، ثم الزنجاني وعطاء الله بن عبد الرشيد بن أبي عنان الطاؤسي أبو النجيب وأخوه أبو عنان سعد.

أحمد بن الحسين بن أحمد الأصبهاني، والحسن بن شيرويه البيع وعزيزي بن الوفاء وعبد الرشيد بن شيرزاد المؤدب، والقاضي محمد بن عمر بن عبد الحميد الماكي، وأبو بكر بن أحمد بن عثمان الأجيني وأبو عبد الله نصر بن علي بن أبي القاسم الخيارجي، ومحمد بن الحسن بن عبد الكريم الرافعي، وأبو الفرح أحمد بن أبي القاسم الحسن المقرئ الزنجان وأبو زرعة الحسن بن عبد الكريم المقرئ ومحمد بن أبي بكر اللوزي وأبو حنيفة محمد ابن أبي الفرح بن أحمد الديلمي، وأبو العشائر بن محمد بن ناصر الديواني وأبو الوزير بن بابا بن بشار الحامدي والشبلي بن مسعود بن محمد، وعبد الصمد بن أبي الفوارس بن المظفر الجبلي، وأبو بكر بن محمد بن عبد الله الخواري الصوفي وإبراهيم بن أبي سعد المعلمي ومسعود بن شاه خسرو بن خليفة الجيلي الننسكي، سمع منه بنيسابور سنة ست وأربعين وخمسمائة، ثم بقزوين.
وممن سمع منه بأبهر، بشار بن عثمان بن بشار وأحمد بن عبد الرحيم العبشمي أبو جعفر، وعربشاه بن المشرف بن مالك الأسدي وعلي بن أبي نعيم الرازي وأبو المعالي بن محمد بن الفضل الرافعي ومحمد بن هبة الله ابن أبي محمد الأحمد كالي.
ممن سمع منه بزنجان محمد بن القاسم بن أبى الفرح بن أبي نصر الزنجاني، وأبوه وأبو المظفر سعد بن محمد بن أبي الفوارس المعروف بكندمه وأسفنديار بن حاجي الفهاد وأبو المجد بن الماجد بن المهتدي العبشمي الأبهري.
ممن سمع منه بتبريز عثمان الغزالي، وعمر بن أبي المعالي أبو المكارم البرطلي وعثمان بن سليمان بن الوفاء أبو عمر البروجردي، وأبو الكرم ابن أبي المعمر بن عثمان وإبراهيم بن أبى الحسن بن أبي طاهر وعمر وأحمد ابنا أبي البدر التبريزي وعمر بن محمد بن عمر أبو الفضائل المستوفى ومحبوب بن الوحيد الشرواني ومحمد عمر بن أقبوري ومحمد بن علي بن أبي القاسم الحصري وأسعد بن مسعود بن الحسن الخوارزمي.
عبد المحسن بن شفا بن أبي المعالي، أبو المحاسن التراسي المراغي، وعلي بن أبي بكر بن أبي محمد بن المظفر، وأبو الفضل بن أبي الخير بن عدنان وأحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني، وموسى بن إبراهيم بن موسى ومولاه مبشر ويونس بن سفاء بن علكان الفقيه وعمر بن محمد المجندي وداؤد بن أبي المعالي، وجلدك مولى الإمام أبي منصور المعروف بحفذة وأبو الكرم بن الفرح بن محمود.
ممن سمع منه بخلاط أبو بكر بن عبد الله الأسدآباذي وعلي بن زيد المراغي وأبو طاهر أحمد بن محمد النسائي، ومحمد بن زكريا الكازروني وأبو المكارم عبد الصمد بن أحمد الزنجاني والحسن بن إسماعيل بن علي الخوئي وعبد الرحيم بن الحسين بن المؤمل الخلاطي ويونس بن محمود الخوئي، وإبراهيم بن الخليل الواني والحسن بن علكويه ومحمد بن المظفر ابن عبد الواحد بن رشيق أبو الفتح ورجب بن نصر ومسعود بن محمد بن سعد أبو جعفر المستوفي وعبد العزيز بن احمد البغدادي أبو محمد ومحمد بن أبي علي بن حيدو.
سمع منه بدهخوارقان، يعقوب بن تركانشاه وعبد المجيد بن محمد الخطيبي وأبو بكر بن محمود الحكيمي، ومحمد بن ساوى الباني، وأبو القاسم ابن يوسف بن صالح المراغي.
فصل في مصنفاتهله في التفسير كتاب التحصيل في تفسير التنزيل، وهو كتاب كبير يشتمل على ثلاثين مجلدة في نسخة الأصل أورد فيها الأقوال التي يتضمنها التفاسير المشهورة، ووجوه القراآت وعللها، وما يتعلق بالنظم والمعنى وشحنها بالأحاديث وحكايات المشائخ، على الطرز الذي اعتيد عقد الحلقة له بقزوين في مواضع من المسجد الجامع.
في الحديث الحاوي الأصول من أخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضمنه معظم الأحاديث التي يشتمل عليها ثمانية من الأصول موطأ مالك، ومسند الشافعي، والصحيحان وجامع أبي عيسى الترمذي وسنن أبي داؤد وسنن أبي عبد الرحمن النسائي وسنن أبي عبد الله ابن ماجه رحمه الله عليهم.
له كتاب تحفة الغزاة ونزهة الهداة وكتاب فضائل الشهور الثلاثة، وجمع الأخبار الواردة في تلقين المختصر، والميت وزيارة القبور، ويليق بها، وأملى مجالس في المسجد الجامع وفي مدرسة الخليلية، وجمع فهرست مسموعاته وأورد فيه من كل كتاب، من الكتب المشهورة حديثاً ومشيخته، وأورد عن كل شيخ ثلاثة أحاديث وحكاية وشعرا.

له أربعينيات منها كتاب الأربعين في متن كل حديث منه ذكر الأربعين وله تعليقات في الأصول، ومختصر في الخلاف، كتبه بنيسابور وكان بالآخرة قد أخذ في جمع مذهبي ولم يتيسر الأطرف من أول العبادات، وشرع في جمع تاريخ الأنبياء والملوك بالفارسية، ولم يتم، له ملتقطات ومنتخبات، في كل فن فيها ما يدل على جودة الرأي وحسن الاختيار.
فصل في صلابته في الدين وديانتهكان رحمه الله إذا سمع بثلمة في الدين أو وهن في المسلمين أو بلغه سوء اعتقاد، عمن يخاف منه فتنة، أو أغارت الملاحدة على بعض النواحي أو استشهد مسلم اشتدّ حزنه، ولم يتهنأ بالطعام والشراب أياماً، إذا توجه طائفة من الغزاة إلى الروذبار أو غيرها من ديار الملاحدة أقبل على الدعاء والصدقة بما تيسر سراً وجرهاً، ولم يزل مفكراً مضطرباً إلى أن يرجعوا أو يبلغ خبرهم.
حين بنت الملاحدة القلع المعروفة بأرسلان كشاد واحتيج إلى استنهاض العساكر لاستخلاصها كان له سعي جميل في ترغيب الملوك فيه، وتخشين القول وتلبينه لهم، بحسب الحاجة إلى أن يسر الله فتحها، إلى أن يسر الله تعالى فتحها، وأتذكر أنه كان يحكي له أحوال سنية عن بعض المتساهلين المنتسبين إلى فن الأوائل وهو الملقب بالشمس القاشاني، فيعظم اكتئيابه لذلك، خوفاً من أن يفتتن به أحداً وبسوء اعتقاده.
استنابه أسعد بن محمد الخليلي في القضاء حين وليه، فقام به يومين أو ثلاثة بم استعفى منه، وتركه ولم يظهر له سبباً، ثم ذكر بعد مدة أنه خرج إلى صلاة الصبح مغلساً في يوم من تلك الأيام، فإذا هو برجل على باب الدار ينتظره فسلم عليه، وعرض عليه شيئاً مشدوداً، وقال أنا أحد المتداعيين أمس في واقعة كذا فإن رأيت أعنتني فهاله ذلك وقال:
إن السلامة من سلمى وجارتهما ... أن لا تمر على حال بواديها
كان يخرج من المسجد الجامع ذات يوم مستعجلاً لمهمة سانح، فنادى المؤذن بالإقامة فوقف في الموضع الذي انتهى إليه ولم يخرج حتى صلى، وذكر الحديث المعروف من سمع النداء وخرج من المسجد، فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت عنده شهادة في حادثة فالتمس منه بعض أرباب الجاه تأخير أدائها أو زيادة فيها وتوعده لو لم يجبه إليه فلم يبال لمقامه ومقاله وأداها على ما يجب فصرف الله تعالى المكروه ولم يمض إلا أياماً قلائل حتى جاء الرجل تائباً معتذراً وفي المشهور المأثور أن من أرضى الله تعالى لسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس.
فصل في بره بأقاربه وأولده وجيرانه وسائر الناسما ورثه من أبويه من العقار والمنقول، ولم يكن بالتافه آثريه أخواته وصرفه إلى أجهزتهنّ، حين عزم على السفر، وخرج مجرداً وكان لا يترك تعهد الماضين، من ذوي رحمه بالدعاء والزيارة والصدقة وإذا مرّ بقبورهم في شغل عرّج، ودعاء وقال إذا مررت بباب الصديق، ولم تقرعه فقد جفوته، وكان بعض بني أعمامه في ذي الصالحين ثم ابتلى بفترة وتهتك. وشرب الخمر، فوجم لذلك، ولم يزل يراجعه لطفاً وعنفاً ويعمل كل تدبير في استصلاحه، وأحضره داره، وهو سكران مرتين إشفاقاً عليه، من أن يعربد وتجهيلاً له فأثر فيه ذلك، وتاب.
كان رحمه الله وافر الشفقة على أولاده معتنياً بشأنهم، مبالغاً في ضبطهم، وتأديبهم، ومن عظيم إحسانه بي إحتياطه في أمر تربيتي، طعاماً وأداماً وكسوة، فسمعته رحمه الله غير مرة يقول: لم أطعمك ولم ألبسك إلا من وجه طيب، إلى أن تمّ لك سبع سنين، ثم كثر الأولاد، والمؤن، ولا آمن تداخل الشبهات، وربما بكى عند ذلك، وقال نجا المخفون، كنت أخدمه في مرض وفاته أشالة وأسناد أو إضجاعاً، وأرفق به بقدر الطاقة، فوقع ذلك منه الموقع، ودعا لي بالسعادة مراراً، وهو من ذخائري، وكان يبر إلى الجيران ويلاطفهم وربما استحضرهم واستمع كلام الملهوفين منهم، وكان في أوقات المجاعة، يضع رغيفين أو أكثر في كمه عند الخروج من الدار يناول منه الضعفاء والصبيان، وبلغ من كلفه بأقاربه أنه أقام نفسه مقامهم، في حوادث ضاق الأمر عليهم، فيها وجادل عنهم حتى دفع من كان يبغي عليهم بعون الله تعالى.
فصل في تبجيله لشيوخه وأساتذته

كان رحمه الله يوقرهم ويبالغ في تبجيلهم أما حياتهم وحضورهم فقد سمعته، يقولك كنت أصدر في الأكل والشرب والدخول والخروج والمهمات المتكررة عن أمر الإمام ملكداد بن علي، وإشارته، فضلاً عما له وقع، وخطر وسمعته، يقول: كنت لا أملا العين من النظر إلى الإمام محمد بن يحيى، لعظم وقعه في قلبي، وكان يشاور الكبار منهم فيما يعزم عليه سمعته، يقول: عزمت على الخروج من نيسابور فدخلت على الإمام العارف محمد بن أبي علي القايني رحمه الله لأشاوره وأودعه، وكنت قد هيأت أسباب الرحيل، فقال: إنك لا تخرج الآن، من نيسابور، فاهتممت وخرجت من عنده متفكراً فرمدت عيني تلك الليلة وفترت العزيمة، وبقيت هناك سنة أخرى.
وأما بعد وفاتهم فكان إذا حكى عنهم لم يخل بالتوقير، والثنا، وإذا روى عنهم لفظاً أو كتابة، لم يخل ذكرهم عن صالح الدعاء ومن كانت استفادته منه أكثر كان تعظيمه له أوفر، وكان يخصص الإمام ملكداد بن علي بمزايا لحسن تربيته إياه، والإمام محمد بن يحيى لعلو مرتبته ولما رجع من السفر كان قد بقي جماعة ممن درس عليهم، وكان يحافظ على شرط الأدب والاحترام ولا يسير بسيرة المغرورين بأنفسهم إذا أنسوا منها رشداً وظهر لهم فهم، وتمكنوا من تصرف.
فصل في غيرته وأمره بالمعروفكان رحمه الله شديد الإنكار على منكرات الشرع يدفعها بيده، ولسانه، بحسب وسعه، وإمكانه، وإذا لم يستطع الدفع تأثر به اغتياظاً وربما ارتعد، وأخذته الحمى، وفيما روى عن عطاء الخراساني عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال يأتي على الناس زمان يذوب قلب المؤمن، كما يذوب الملح في الماء قيل يا رسول الله! مم ذاك قال مما يرى من المنكر لا يستطيع تغييره.
كان لصدقه بها به أهل الفسق ويهربون منه وإذا أحسّ الصبيان في المحلة لقربه منهم في مروره تفرقوا وتركوا اللعبة وإذا دخل الحمام احتاط الحاضرون في ستر العورات وأسبلوا الأزار، وكانت فيه حدة منشأها الغيرة واستواء الظاهر والباطن والبعد من الغوائل والتلبيسات، وهذه صفات تحمل على الأفصاح بحقيقة الحال وقد لا يحتمل فينسب صاحبها إلى الحدة.
استدعى منه بعض المتوجهين في البلدان يعامله نسيئة من وجوه عمل السور حين كان يتولاها، عن الوزير قاضي المراغة رحمه الله، فقال أنا وكيل والوكل لا يعامل بالنسئية فراجعة مراراً، فلم يزد على هذا الجواب، فتأذى الطالب ووشى به إلى صاحب المال بما سيسأل عنه.
فصل في ثنآء المعتبرين عليهكان أساتذته من أول نشئه وابتداء تحصيله يكرمونه ويثنون عليه لرشده وسداده، واستقامة سيرته ولزومه الطريقة المثلى، وحين عزم على الخروج من نيسابور كتب له الإمام محمد بن يحيى رحمه الله بخطه التين فصلاً في جزء أؤديه على وجهه نقلاً عن خطه كتب على ظهر الجزء تذكرة لصاحبه من محمد بن يحيى أصلحه الله وفي باطنه.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله شكراً على نواله، ونشراً لإنعامه وإفضاله والصلاة على خير خلقه محمد وآله، وبعد فإن الشيخ الإمام الأجل الزاهد الولد جمال الدين فخر الإسلام أبا الفضل محمد بن عبد الكريم ابن الفضل الرافعي القزويني أطال الله بقاه وأدامها إلى مراقي العز، ارتقاءه شاب نشأ في عبادة الله نقي الجيب، أمين الغيب زكي النفس عن الشين، والعيب، يرجع إلى عقل رزين، ودين متين، ورأي في المكرمات مبين وطال ما أخبر جانبي سره وجهره، وأسبر طرفي خيره وشره، فلم أعثر منه إلا على الورع والعفاف، والقناعة بأقل من الكفاف، والتوقي من المطامع الدنية، والمطاعم الوبية والترقي من حضيض السفلة، إلى يفاع الرتب العلية.
كيف وقد طالت مدة مقامه بين يدي وامتدت نوبة اختلافه، إلي ولم يزل كان متشوفاً إلى درك الحقائق متعرفاً للجليات منها والدقائق، حتى أطلع على غوائل المسائل، وأغوارها وعثر من المعضلات على أسرارها فها هو الآن مليء بعلم الأصول، وفروع الأحكام، غير مقتنع منها بالشروع دون الإتمام، لعمري وقد بلغ الغاية القصوى في الإتقان والإحكام، يستقل بالإقادة والتدريس وقواعد النظر بالتمهيد والتأسيس لا تروج عليه شبه التلبيس، والتدليس.

متى سئل أجاب وإذا أفتى أصاب ويتوب الله على من تاب، وبحق أقول لو ساعدني الأقدار وألقت إليّ زمام الاختيار لم أسمح بأن يفارق هذه الديار غير أن الجدّ قلّ ما يجتمعان، والحرص والحرمان لا يفترقان:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
فكثيراً من بحثت وفتشت وجناح الذل افترشت، فلم أعثر منه على مزعج غير داعية الارتحال إلى ما بين العمومة والأخوال ورأيته، ينشد بلسان الحال:
بلاد بها نيطت عليّ تمائي ... وأول أرض مس جلدي ترابها
ولولا نزوع النفس إلى مسقط الرأس، ودآئرة الميلاد، لم ينزل " إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد " وقد صدق ابن الرومي حيث قال:
وحبب أوطان الرجال إليهم ... مأرب قضاها الفؤاد هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم ... عهود الصبى فيها فحنوا لذالكا
وأخرى تحبونها فإني أحببت أن أتحف بلدة طيبة طاهرة وتربة سنية سنية، ظاهره مثل هذا العالم الدين ذي السمت والهدى البين، لقصير رباع الفضل به معمورة، وأعلام السنة والجماعة منشورة مشهورة، ورسوم أهل الزيغ والبدعة مغلوبة مقهورة، فإن العالم الورع الذي يصدق قوله فعله، ويحقق علمه عمله، لحري بأن يقتدى بآثاره ويقتبس من أنواره.
فمن علم وعمل وعلم يدعى عظيماً في ملكوت السماوات وإني لأرجو من الله سبحانه أن يجيب له دعائي ولا يخيب فيه رجائي، فإنه سميع مجيب وممن دعاه قريب وإذا تأملت الفضل لم يحف عليك ما فيه من جميل الذكر وجزيل الثناء وما يفيد أنه من كامل السنا والسنا، وعرفت ما كان عند ذلك الإمام من قدر المثنى عليه ومرتبة لديه رحمهما الله.
أثبت الإمام عمر بن أحمد الصفار، بخطه بعض ما سمع منه والدي حجة له، وفيما أثبت يقول العبد المفتقر إلى رحمه الله تعالى ابن الصفار عمر بن أحمد بن منصور من الإتفاق الحسن، المستفاد في كرور الزمن الالتقا بالولد العزيز الشيخ الإمام الأجل جمال الدين، شرف الإسلام فخر الأئمة أبي الفضل محمد بن عبد الكريم الرافعي القزويني، أدام لله حراسته، وأقام عليه رعايته، وتيسر اختلافه إلي في اقتباس المعارف الدينية، وتحصيل السماع في العلوم النقلية ومن جملتها كتاب كذا وحصل السماع بقرائته على إتقان وإحكام، إذ هو من أفراد الأئمة والأعلام بارك الله له في علومه ورده سالماً إلى مولده على ايسر رسومه. ودعا له في موضع آخر بما هو مأخوذ من نسبته.
فكتب الإمام الأجل جمال الدين أبو الفضل محمد بن عبد الكريم الرافعي رفع الله قدره، ومهد أمره اتفقت له نهضة إلى تبريز، بعد رجوعه من نيسابور، وقيل أن أولا كان يقرأ بها شرح السنة لمحييها الحسين البغوي على الإمام أبي منصور العطاري رحمه الله ويحضر لسماعه الجسم الغفير وكانوا يراجعونه ويستكشفون في مواضع الحاجة، وهو يجيبهم بإشارة الشيخ ويصغي هو إلى كلامه ويستحسنه.
كتب له الإمام أبو المحاسن الدمشقي، حين عزم على الخروج، من مدينة السلام صحبني القاضي الإمام الأجل جمال الدين فخر الإسلام، شرف الأئمة أبو الفضل محمد بن عبد الكريم الرافعي، مد الله في عمره، ونفع بما علمه، وقرن له سعادة الآخرة أحسن صحبته وحصل من العلوم والمعارف، ما فاق به أهل زمانه حتى حصل لي الأنس بفوائده والاستظهار لمحاورته، فلما عزم على التوجه إلى وطنه ضاق لذلك صدري وحصل لي من الوحشة لمفارقته، ما لا يمكن التعبير عنه ورغبته في المقام بكل ما يدخل تحت الوسع.
فلم يرغب وأبي إلا القصد إلى الوطن ليستروح بفوائده كل منتظر ويستفيد من أنفاسه كل طالب ويحيى تلك البقع الشريفة، بمكانه ويعيش ما دثر من العلوم في أيامه، فأذنت له في الرحيل عن طيب قلب لما يتوقع فيه من الفوائد، فالله تعالى يرضى عنه كما كنت راضياً عنه ويختار له في جميع أحواله في حركته، وسكونه، وغيبته، وحضوره وينفعه وينفع به أنه ولي الإجابة.
كتب الفقير إلى رحمة الله تعالى، سفيان بن عبد الله بن بندار الدمشقي، ثم الأئمة من بعد ورؤساهم كانوا يتبركون به، ويثنون عليه ويراجعونه وكان الإمام محمد بن أبي سعد الوزان رحمه الله يدعو له على رأس المنبر، وينقل الشيء بعد الشيء عن تفسيره، ويسنده إليه وكتب الإمام كمال الإسلام عبيد الله الخجندي إسمه في خلال.
فصل

فقال الإمام محمد بن عبد الكريم الرافعي رفع الله درجته، وأنشده الإمام أبو سليمان الزبيري رحمه الله، مودعاً له إما عند سفرته الأولى الطفيفة الكيل أو الثانية الطويل الذيل.
أبا الفضل هجرك لا يحمل ... ولست ملوماً بما تفعل
وأنك من حسنات الزمان ... وقدما عليّ بها يبخل
أنشدها القاضي محمد بن خالد الخفيفي الأبهري، قال أنشدها الأفضل بديل الحقائقي الخاقاني في مدح الإمام أبي الفضل الرفعي، وقد تلاقيا بتبريز رحمهما الله:
إلى الله في الحشر بعد النبي ... أي ثاني الشافعي شافعي
لئن أصبح الدهر لي خافضاً ... فبابويه الرافعي رافعي
وأنشد الشيخ الإمام محمد الطنطراني فيه:
يا جنة منك فتحت أبواب ... في بلدة قزوين ومن يرتاب
هذا خبر وشاهدت عيني ... في قزوين إذا الجمال منها باب
في الرباعية مغالطة لا يخفى وكان للمشهور في فنه أبي الفتوح فضل الله ابن علي بن الموفق الخواري، وغيره من أهل الفضل إلى والدي رحمهما الله كتب رأيت فيها مقطعات لا بأس بها، ولا أدري أين ذهبت، ورأيت بخط الإمام أبي بكر عبد الله بن أحمد الزبيري كتب إلى جلال الدين أبي الفتوح الخواري، لأعرضه على الإمام أبي الفضل الرافعي في معاتبة بينهما،
إني أجلل أن أقول ظلمتني ... والله يعلم أنني مظلوم
فصل في فوائد منقولة من معلقاتهكان رحمه الله لحرصه على العلم وجمعه يعلق كثيراً مما يسمع من أفواه الناس، ويجده في بطون الأوراق، على ظهور الدفاتر، ويثبتها تارة على ظهور تعاليق الفقه وأخرى في أجزاء مفردة، وأنا أثبت طرفاً منها بلا ترتيب ولا تبويب، نقلاً عن خطه بالمعنى من مناجاة إلهي أشكو إليك كمدي وتفتت كبدي وضعفاً في جسدي: إلهي أرفع إليك قصة تنطق عن شجني، وأنشر بين يديك غصة تخبر عن حزني، إلهي ليس بيدي إلا الأسف والأسى، وقول لعلّ وعسى، وتذكر لما سلف ومضى، وتأسف على ما ذهب وانقضى، إلهي كل المصائب دون حدسك جلل وكل دمعة تسكب إلا على فرقتك باطل، وكل حزب إلا على بعدك ضائع، وكل سرور إلا بك محال، وكل شمس إلا في يوم وصلك منكسفة، وكل مشرب دون حضرتك متكدر تعاليت يا جليل الوصف.
كتب الشيخ أبو سعيد بن أبي الخير رحمه الله لبعض أصحابه وقد أراد سفراً هذا الحرز، بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، ما شاء الله، لا يأتي بالخير إلا الله، بسم الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله، بسم الله ما شاء الله وما بكم من نعمة فمن الله، بسم الله ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، بسم الله الشافي، بسم الله الكافي، بسم الله المعافي، بسم الله ذي الشان، شديد السلطان، عظيم البرهان، ما شاء الله كان، أعوذ بالله من الشيطان، وننزل من القرآن ما هو شفآء ورحمة للمؤمنين، تحصناً بالحي الذي لا يموت ورمينا من أراد بنا سوأ بلا إله إلا أنت، وتمسكنا جميعاً بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، والله سميع عليم.
سمعت الإمام عبد الرحمن الأكاف رحمه الله، يقول كان من مريدي الشيخ أبي سعد بن أبي الخير، شاب أعرج يقال له عبد الكريم. يتولى خدمته التي يختص بنفسه، كمناولة الخلال ونحوها، وكان يخصه الشيخ بالنظر فقدم في بعض الأيام إلى أصحاب الخانقاه لغدائهم قليل زبيب، ووضع نصيب كل واحد منهم، على طرف سجادته، فغضب عبد الكريم، ونثر الزبيب ثم ندم على ما فعل، وخرج من الخانقاه خجلاً، فاتفق أنه دخل خانقاه البيهقي وقعد في بيت متفكراً، وكان البيت ملاصقاً لدار أبي القاسم الإمام أستاذ إمام الحرمين رحمهما الله وفي أعلا الجدار كرة ينفذ منها الصوت.
فسمع الإمام يقول لجارية هندية له كانت تخدمه تدعى سبزيا سبزاني اشتهى، منذ مدة رغيفاً حاراً مع خل وبقل، فقالت الجارية هذا سهل نبدل رغيفاً برغيف ونشتري برغيف بقلاً، وعندنا من شيء من الخل وذهبت لتجمعها فلما أدبرت ناداها أن أرجعي فإني أستحيي من أن أشتغل بقضاء شهوتي، فتعجب عبد الكريم من ذلك ولام نفسه ورجع إلى خدمة الشيخ وتاب.

سمعت الإمام عبد الرحمن الأكاف يقول: كان للإمام أبي القاسم الأنصاري قمقمة يتوضأ منها فلما كبر وضعف كان يعسر عليه حملها، عند الوضوء فأتى بقمقمة خفيفة يشتريها ويتوضأ منها فسأل عن ثمنها فقالوا ثمان دينار، فقال لا يتهنأ لي أن أضيف قمقمة إلى قمقمة، علي سبع عشر درهماً دينا وردها.
سئل الإمام عبد الرحمن عن علامة قبول العمل، فقال: تسأل عن القبول الأدنى أم عن القبول الأعلى، فقال أسائل عنهما جميعاً، فقال أما القبول الأدنى فعلامته رعاية حدود الشرع والاشتغال بمثله بعد الفراغ منه، وأما علامة القبول الأعلى فأن يستنكف من عمل نفسه كما يستنكف من الشرك سمعته يقول سمعت الإمام أبا نصر القشيري يقول إذا قرأ المصلي الفاتحة فقال بسم الله أو الحمد لله بترك الألف بين اللم الثانية وبين الهاء لم تصح صلاته.
سمعت الإمام أبا طاهر العطاري، يقول رأيت الإمام أبا حامد الغزالي رحمه الله في المنام بعد وفاته بأربع ليال، فقلت ما فعل الله بك فقال: الله يعطي في الدنيا ويزيد في الآخرة: سمعت الإمام أبا الفتح الأنصاري، يقول تجوز رؤية الله تعالى في المنام في الصور والأشكال مع تعالى ذاته عن الصور والأشكال.
حكى عن أبيه الإمام أبي القاسم الأنصاري أنه قال رأيت الله تعالى في المنام فجرى على لساني: وما كنت ممن يدخل العشق قلبه، ثم انتبهت فأتممت البيت، وقلت ولكن من يبصر جفونك يعشق، قال ورأيته مرة أخرى وكان القيامة قد قامت ورأيت جماعة على منابر وحول كل واحد منهم خلق كثير، يزدحمون عليه ورأيت الأستاذ أبا القاسم القشيري على أقرب المنابر إلي واحتف به ناس وهو يرمي إلى كل واحد منهم قطع كاغذ، صغيرة فسألت عنه فقيل يعطيهم الأستاذ الجواز إلى الجنة، فقال الله تعالى أذهب إلى أبي القاسم فخذ جوازك فقلت إلهي لا أريد الجنة ولا الحوالة على غيرك.
سمعته يقول: سئل والدي عن شيخه، فقال كان شيخي في أول الأمر أبو سعيد بن أبي الخير، ثم الأستاذ أبو القاسم، ثم شاب من كفار الهنود، فتعجب السائل، فقال دخلت بلاد الهند مرة فألح علي جماعة في الدخول على صنمهم الأكبر، فدخلت فجيء بشاب ووقف بحذآء الصنم، فسجد له ثم قام وأخذ آخذ بيمينه وآخر بيساره، وجاء ثالث بموسى فوضعها على هامته، ورفع الجلد، واللحم والعظم حتى ظهر دماغه.
فوضع فيه فتيلة وأشعلها، ولم يزل الرجلان آخذين بضبعيه والفتيلة، تتقد حتى مات فأخرجوه من البيت فسألت عن شانه فقالوا هذا فتى ادعى عشق الصنم فبذل نفسه وتقرب بأن يستضيء الصنم بالشعلة في دماغه وهكذا يفعل عشاقه.
سمعت الإمام أبا طاهر العطاري، يقول حضرت يوم عيد عند الإمام أبي القاسم الأنصاري في طائفة فأحضر الطعام ووضع على المائدة حمل مشويّ فأشار الإمام عليّ بالتناول منه، وكنت أمسك يدي إلى أن بسط الشيخ يده، فقال تناول منه وأنا أحكي لك حكاية، فامتثلت أشارته، ولما فرغنا سألته عن الحكاية فقال اشتهيت في منصرفي من خوزستان حملاً مشوياً آكل منه من حيث أريد وكان في صحبتي نفر وقفوا على ما اشتهيت، فلما وصلنا إلى الريّ ذكر بعضهم ذلك لخادم الخانقاه فهيأه.
فلما أحضر أخذتني حمى شديدة، ولم أقدر على الأكل ثم لما دخلنا إسفرائن ذكروا ذلك للخادم فهيأه، ووضع بين أيدينا وكنت قد افتصدت في أول النهار فلما مددت يدي انفتح العرق وسال الدم فنبهني الحاضرون، فقمت اشتغلت بغسله وخجلت مما جرى ولم أعد إليهم، فما دخلنا أرغيان، ذكر ذلك لقاضيها فاتخذ دعوة ودعانا إلى داره وأخذنا المجلس مجتمعين ثم رأيت نفسي في آخر الليل في دار خالية على مضربة مفروشة فوق سرير.
فتعجبت من ذلك وكانوا قد وكلوا بي من يرعاني فقال قد هاج بك وجد في خلال السماع، وغشى عليك فنقلت إلى هذه الدار، وقد تفرق القوم وذهب الليل، فعاهدت أن لا أقضي هذه الشهوة، لما توالت هذه العلائق، وقلت لعل الصلاح في تركه أنشدني الإمام أبو منصور الرزاز للإمام أبي محمد عبد الله بن القاسم الشهرزوري.
وما نظرت من بعد بعدك مقلتي ... إلى أحد إلا وشخصك مائل
ولا رقدت إلا وجدتك في الكرى ... كأنك فيما بين جفني منازل
أنشدني الإمام أبو منصور، أنشدني أبو الفضل الفرضي أنشدني أبو الجوائز الواسطي لنفسه:

يا من أراق دمي ثم انتهى فرقاً ... من شاهد الدم عد فالدمع يمحوه
وإن تخوفت قومي أن يروا أثراً ... من سيف لحظك بي فالوصل يعفوه
أنشدني الشيخ أحمد الشارآباذي بتبريز وقت وداعي له:
إذا كنت قوت النفس ثم هجرتها ... فكم تلبث النفس التي أنت قوتها
ستبقى بقاء الضب في المآء أو كما ... يعيش ببيدا المهامة حوتها
أنشدني الإمام أبو سليمان أحمد بن حسنويه الزبيري رحمه الله.
ذكر الله راجلين بخير ... عرجوا ساعة بنا ثم مروا
وأقروا بوصل سعدي عيوناً ... أي عين بوصلها لا تقر
قرب سعيد وبعد ضرات سعدي ... لست أدري بأي نعمى أسرّ
أنبأ عبد الرشيد محمد بن عبد العزيز الطبري، أنبأ أبو عبد الله كثير ابن سعيد بن شماليق البغدادي، أنشدنا أبو الحسن محمد بن علي بن أبي الصفر الواسطي لنفسه:
من عارض الله في مشيته ... فما من الذين عنده خبر
لا يقدر الناس باجتهادهم ... إلا على ما جرى به القدر
كان شيخي صدر المعالي أبو القاسم رحمه الله لا يقول في كلامه أنا وأنت ولكن يقو لهم فعلوا كذا وهم يفعلون ويذكر أن الشيخ أبا سعيد بن أبي الخير رحمه الله كذلك كانت عادته، وحكى أن بعض أصدقاء الشيخ أهدى إليه كتاباً بعدما ترك مطالعة الكتب فعرض الخادم الكتاب عليه، وطالع صفحة منه، في يد الخادم، فلما أمسوا ودخل الشيخ بيت خلوته سمعه أهل الدار يقول غير مرة الأمان الأمان تبت فقيل له من الغد سمعناهم البارحة يقولون كذا فما سببه، فقال عوتبوا على مطالعة ذلك الكتاب، فتابوا فقبلت توبتهم قال والدي: فقلت للشيخ رحمهما الله ما معنى العتاب على مطالعة الكتاب فقال لا يحسن العود إلى الطريق بعد الوصول إلى المقصد.
سمعت صدر المعالي، يحكي عن أبي القاسم المعروف بحدبان المدفون بقرميسين، وكان من الكبار أنه قال كنت أجول في جبال لكام أطلب لقيا القطب فقيل لي إن في موضع كذا وادياً أخضر في وسطه، صخرة هو قاعد عليها أن رأيته بالليل رأيت على كتفيه عمودي نور يذهبان في السماء، فلم أزل أسعى حتى انتهيت إلى ذلك الموضع فرأيت على الصخرة التي وصفت لي شاباً أشقر يديم نظره إلى السماء ورأيت أفواجاً، ينزلون من السماء، ويطوفون حوله ويقبلون يده ويرجعون إلى السماء فأخذتني هيبة عظيمة، ثم انبسطت فطفت أنا أيضاً حوله، وقبلت يده وأقمت مدة فما رأيته يتغير عن تلك الحالة إلا أنه يصلي المكتوبات الخمس وكنت أريد أن أسمع كلامه وأنظر من أين يأكل فقيل لي يا سليم القلب أتطمع في ذلك وأنه من مائة سنة وأكثر على هذه الحالة لا يتغير عنها.
سمعت الإمام عبد الرحمن الأكاف سمعت أبا القاسم الأنصاري، سمعت الأستاذ أبا القاسم، سمعت من الأستاذ أبي علي الدقاق يقول في قوله تعالى: " وهو يتولى الصالحين " يطعمهم من حيث لا يطعمون ويشوش عليهم تدبيرهم، ولا يشمت بهم عدوهم، قال عبد الرحمن يطعمهم، من حيث لا يطعمون ليقطعوا النظر عن الأسباب، ويشوش عليهم تدبيرهم، ليتروا عن حولهم وقوتهم، وإذا أطمع العدو فيهم خيبة ولم يشمته بهم.
سمعت الإمام عبد الرحمن، لو كانت في الوجود ثلمة يجد الناس منها مهر بالكثر الأزدحام عليها حتى تكاد تخرج عن الانتفاع.
سمعت بعضهم يقول: كان في خدم الوزير نظام الملك رحمه الله، فتى يختصه بنظره إسمه محمد كان يناديه باسمه عند الاستخدام، إذا كان راضياً عنه، وإذا بدا منه سوء أدب لم يخاطبه باسمه، وقال يا غلام افعل كذا فخرج الوزير، ذات يوم بكرة، ولم يسمه فحاسب الفتى نفسه ولم يعرف ما يستحقّ به العتاب فراجعه في ذلك، فقال كنت جنباً فلم أرد أن يجري على لساني اسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
سمعت بعض الأئمة يقول: دخل الشيخ أبو محمد الجوبني رحمه الله داره وابنه أبو المعالي إمام الحرمين مقموط في المهد، فبلغ صوت بكائه واضطرابه، فسأل عن حاله فقالوا كانت أمه غائبة وهو يبكي فدعونا من دار فلان جارية فأرضعته فزاد بكاؤه فحل أبو محمد القماط وأخذ برجليه، ولم يزل يحركه منكساً حتى عرف أنه قد خرج ما ارتضع منها احتياطاً منه في تربية ولده.

سمعت بعضهم: يقول دخل إمام الحرمين أبو المعالي رحمه الله، داره يوماً وقعد يبكي ويتضرع فسئل عن سببه فقال: كنت أمشي في السوق فسمعت رجلاً يقول لآخر: أن في دارك صوراً وهي محرمة فقال رأيت في دار أبي المعالي صوراً، وقد دخلناها يوم كذا فلو كانت محرمة لما اتخذها فما عذري في هذا عند الله تعالى.
سمعت الإمام العارف محمد بن أبي علي القائي رحمه الله، يقول: رأيت أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه في المنام، فدفع إلى ذا الفقار وقال اضرب رقبتها وأشار إلى صورة هناك فنظرت فإذا الصورة كحلقة مدورة عليها عيون كثيرة مصطفة فضربت به الصورة، فانقطع طرف منها واتصل أيضاً فقال لي اضرب فقلت يا أمير المؤمنين أنت أقوى ضرباً، وذو الفقار في يدك أحسن فقال إنما هي نفسك فعليك الضرب والمجاهدة، وهذه الحكايات قد سمعت أكثرها بالمعنى من والدي رحمه الله.
فصل في كثرة كتابته للعلم وشغفه بالعلم وحرصه على جمعهحمله على الإكثار من الكتابة لكتاب، بتمامه تارة، والتقاطاً، وانتخاباً أخرى، وكان في قلمه شرعة وغالب الظن أن مكتوباته لا تنقص عن ثلاثمائة، ومجلدة ضخمة أو خفيفة، وقد حافظ فيما كتب على أمرين مستحسنين أحدهما أنه لا يوجد فيما كتب شيء من الفنون المذمومة، لا كما يفعله المكثرون لأغراض صحيحة أو غير صحيحة بل لم يكتب إلا العلوم الشرعية وما يتبعها ويتعلق بها وقد قيل:
ولا تكتب بخطك غير شيء ... يسرك في القيامة أن تراه
والثاني أنه قيد وضبط الكثير من مواضع الحاجة وربما أثبت في المتن، أو على الحاشية، ما يوضح المقصود ويكشفه مما سمعه من غيره أو ونقع له من المعاني، وذلك كما أنه كتب فيما التقط مسند أبي عوانه الاسفرائني، أنه سأل أبان القارئ معبداً المغني عن دواء الحلق، فقال حدثني: أم جميل الحدثية، أنها سألت الجن عنه فقالوا دواؤه الهوان، وكتب عقيبه سمعت بعض الحفاظ، يقول: معناه أن دواه أن تستهين به، ولا تمتنع من القول، فإن الصوت يطيب بكثرة القول.
كتب في تهذيب الأسرار لأبي سعد الخركوشي، ما ورد في الحديث، عن الله تعالى أنه قال: أنا جليس من ذكرني، ونقل ما حكاه صاحب الكتاب في معناه، ثم قال ويقع لي أن معناه أني أؤنسه بذكري كما أن الجليس يؤنس الجليس من احتياطاته أنه ربما كتب وروى بالإجازة عن شيخ ما هو مسموع له لأنه لم يتذكر سماعه قرأت عليه، في بعض معلقاته، أخبركم الأستاذ إبراهيم بن عبد الملك المقرئ إجازة أنبأ أبو منصور المقومي أنبأ أبو الفتح الراشدي أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن عبد العزيز الرازي، سمعت أبا محمد جعفر بن محمد بن نصير الخواص، سمعت أبا العباس بن مسروق، سمعت حسين بن علي، سمعت سفيان يقول سألت الله عز وجل أن يوفق للغزو أربعين سنة، فسمعت هاتفاً في جوف الليل، يقول: كفّ عن هذا الكلام، فإنك إن غزوت أسرت وإن أسرت تنصرت، ثم تحققت، أنه سمع منه الجزء المنقول، منه هذه الحكاية بتمامه من أبي إسحاق سنة ست وعشرين وخمسمائة.
فصل في مناجاتهرأيت في وريقة أثبتها بخطه يقول أبو الفضل الرافعي: أصلحه الله رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام، بنيسابور مرتين مرة كأنه يمتشط لحيته ويسرجها، وأخرى رأيته قد أقبل عليّ وقال احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخا، يعرفك وهذا حديث مشهور، يروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بروايات وعبارات مختلفة، منها أنا أبو بكر محمد بن أبي طالب المقرئ، بقرأة والدي رحمهما الله أنا إسماعيل بن محمد بن حمزة، أنا سعد بن الحسن أنا علي بن إبراهيم البزاز، أنا محمد بن يحيى المعروف بابن أبي زكريا، ثنا أبو يعلى الموصلي، ثنا إبراهيم بن عزرة، ثنا يحيى بن ميمون ثنا علي بن زيد عن أبي نصرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لابن عباس رضي الله عنه: يا غلام يا غليم أو يا غليم يا غلام احفظ عني كلمات لعل الله أن ينفعك بهنّ احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك، احفظ في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، جفّ القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة.

رواه أبو يعلى الموصلي، عن غسان بن الربيع عن إسماعيل بن عياش عن عمر بن عبد الله مولى غفرة عن عكرمة عن ابن عباس قال كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لي يا غلام ألا أعلمك شيئاً ينفعك الله به قلت: لبى يا رسول الله! فقال احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخا يضرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله فقد جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، فلو جهد الخلائق أن يضروك بشيء لم يكتبه الله لك لم يقدروا ولو جهد الخلائق أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا على ذلك.
رواه بعضهم فلم يدخل بين عمر وابن عباس عكرمة، وفي تلك الورقة، ورأيت أبا بكر وعمر رضي الله عنه في المنام، ليلة العيد أو ليلة البراءة وأنا مشتغل بالصلاة المأثورة في الليلة، وهي مائة ركعة وذلك قبل أن أسافر بغداد.
رأيت علياً رضي الله عنه في المنام في العشر الأول من شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين ورأيت، عبد الله بن عباس رضي الله عنه في المنام على باب جامع قزوين الذي ينفذ إلى العصارين ومعه راية علم طويل على رأس العلم شبه قلنسوة مغربية وكأني أقول لابن عباس أليس كان لرسول اله صلى الله عليه وآله وسلم، قلنسوة مضرية قال نعم كانت له قلنسوة مضرية وكنت أقول إن بعضهم يقول مصرية وأنا أقول مضرية فقال لا بل مضربة وأنا أعتقد أن تلك القلنسوة هي التي على رأس العلم.
رأيت قدام ابن عباس علي بن أبي طالب رضي الله عنه فارساً خلف عسكر يتقدمونه فأقبل على ابن عباس، وقال كنيتك أبو فلان غير الكنية المشهورة، وقد أنسيت ما قال ابن عباس كنيتي أبو فلان، والشهيد فقال علي أبو فلان والشهيد أيضاً فقال نعم سماني بهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأجازهما عبد الملك بن مروان ورأيت الأوزاعي رحمه الله في المنام جالساً على رأس حشيش.
رأيت في المنام شيخنا محمد بن يحيى، ليلة الخامس عشر من شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين كأنه أعطاني كمثراة وأنا أعتقد أنه أكلا ثلاثها، وأتبرّك بما أعطاني فقسمته قطعاً وفرقته على جماعة من المتفقهة أعرفهم بأعيانهم، وأكلت منه ورأيت قبل ذلك حين تم عليه ما تم، بسبب الغز الخارجين بخراسان كأنه جالس في المدرسة النظامية في الموضع الذي كان يجلس فيه، وأنا أظهر التأسف على ما أصابه، فأقبل علي وقال لا تتأسف فقد كان ذلك قضاءً قضى لنا، ثم قرأ قوله تعالى " قل لن يصبنا إلا ما كتب الله لنا " وأعاد كلمة لنا مرتين فقال لنا لنا ثم قال: لا علينا.
قد سمعت مضمون هذه المناجات من لفظه غير مرة، وفي كتب التعبير أن من رأى الصحابة أو واحداً منهم، في الأحيا دلت رؤياه على أنه ينال عزاً وشرفاً ويعلوا مرة وإن من رأى أبا بكر رضي الله عنه حياً أكرم بالرأفة والرحمة والشفقة، على عباد الله تعالى وإن من رأى عمر رضي الله عنه حياً أكرم بالصلابة في الدين والعدل في القول والفعل، وإحسان السيرة، بمن تحت أمره وإن من رأى علياً رضي الله عنه حياً أكرم بالعلم ورزق في السخا والشجاعة والزهد.
فصل في كراماتهسمعت عبد الرحيم بن الحسين بن منصور المؤذن يحكي أن الوالد رحمه الله خرج لصلاة العشاء في بعض الليالي المظلمة، وأنا أنتظر على باب المسجد، فحسبت أن في يده سراجاً فتعجبت منه لأنه ما كانت يعتاده فلما انتهى إلى باب المسجد لم أجد معه شيئاً، فدهشت ثم ذكرت له ذلك، من بعد فمنعني من حكايته وإفشائه، أحضرت وأنا ابن عشر سنين تقريباً مجلس الإمام أحمد بن إسماعيل في يوم جمعة رحمه الله، فجرى على عادته في بناء المجلس على الأذكار والدعوات، وذكر فضل الذكر الذي روى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليه فاطمة رضي الله عنها وهو يا أول الأولين ويا آخر الآخرين، ويا ذا القوة المتين ويا أرحم المساكين ويا أرحم الراحمين.

هذا حديث يروى مسنداً عن سفيان الثوري عن عبدة بن أبي لبابة عن سويد بن غفلة قال أصابت علي بن أبي طالب رضي الله عنه خصاصة فقال لفاطمة لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسألته، فأتته وهو عند أمّ أيمن فدقت الباب فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأم أيمن: أن هذا لدق فاطمة، ولقد أتتنا الساعة ما عودتنا أن تأتينا في مثلها فقومي فافتحي لها الباب، ففتحت لها الباب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا فاطمة لقد أتيتنا في ساعة ما عودتنا أن تأتينا في مثلها.
فقالت: يا رسول الله، هذه الملائكة طعامها التهليل والتسبيج، والتمجيد، فما طعامنا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والذي بعثني بالحق ما اقتبس آل محمد ناراً منذ ثلاثين يوماً ولقد أتتنا أعنز، فإن شئت أمرنا لك بخمس أعنز وإن شئت علمتك خمس كلمات علمنيهنّ جبرائيل عليه السلام، قالت بل علمني الكلمات، فقال قولي: يا أول الأولين ويا آخر الآخرين، ويا ذا القوة المتين، ويا أرحم المساكين، ويا أرحم الراحمين فانصرفت فدخل على بن أبي طالب فقال لها ما وراءك قالت ذهبت من عندك إلى الدنيا وأتيت بالآخرة، فقال على بن أبي طالب خير أيامك خير أيامك.
فحفظت الكلمات من لفظ الإمام أحمد بن إسماعيل، ولما أمسينا وجدت كسلاً في نفسي، وتقاعداً عن إقامة وظيفة التكرار، وشغلني بعض من حضر دارنا، من الأقارب، فعزمت على أن أتوسل بشفاعة من حضر إلى الاستيذان في تعطيل تلك الليلة، ثم نقضت ذلك العزم ودخلت بيتاً خالياً فصليت فيه العشاء الآخرة، ودعوت الله تعالى بالكلمات الخمس وسألته تيسر ما قصدته، فلما جاء وقت التكرار ونهضت له دعاني الوالد رحمه الله فسارني بما كنت أطلبه، وكان تلك تفرساً منه.
زاحمه بعض أهل العلم في شيء من المناصب المختصة بأهل العلم بغياً منه فشق عليه ضبعيه ودعا عليه، فلم يتمتع بعمره، ولا بعلمه وانقطع نسله في مدة يسير.
حين كان يقوم بعمارة السور بما يوجهه الوزير قاضي المراغة رحمه الله تكلم بعض المجازفين بما فيه يعنيه ولا يعنيه، وبسط المقال فيه مسيئاً، فلم يلبث أن أصابته بشوم إسائته علل منكرة، وذكر أنه أنشق جوفه، وما ميتة سوء، واشتهر فيما بين من عرف حاله، وسمع مقاله إن لحم فلان سمه يعنون أن لحوم العلماء مسمومة.
حمل جماعة من الجسورين الحسودين نساجاً أبله على ذكره بالسوء مراراً في مجامع فأصابته عن قريب عاهات في بدنه، وصار يسأل الناس في الطرق وعلى الأبواب مهاناً.
فصل في نوادره وحسن محاوراتهأنه كان يكثر في محاورته التمثل بالأبيات ومصاريعها وبالأمثال السائرة وإيراد الأحاديث، والآثار الجارية مجرى وقد علق بحفظي في الصبي كثير مما كان يورده ويستعمله واستيعابه مما يطول وكان الأفضل الحقائقي المعروف بالخاقاني مشهوراً بأنه يكثر الكلام ولا يكله، إلى من تلقاه من الملوك والوزراء والعلماء وسائر طبقات الناس، كان يرد القول سرداً، ويظهر الصعة استعارة وسجعاً، وتمثيلاً وسمعت غير واحد أنه حين ألقى والدي رحمه الله بتبريز، ترك عادته فكان يكلّ الكلام إليه، وإذا سكن سأله تبركاً واستفادة منه، وكان رحمه الله جيد الفضل حاضر الجواب.
سمعته بقزوين كنا في درس الإمام محمد بن يحيى رحمهما الله، فجرى ذكر ملاحدة الروذبار وما بين أهل قزوين وبينهم من المعاداة الشديدة، والمقاتلة والمناهبة فعلل بعض الحاضرين، تلك المعادات بتزاحمهم على الماء والأرض، لما بينهم من المجاورة، وزعم أنها غير مبنية على أمر ديني بل سبيلهم سبيل الشيعة وسائر المبتدعة في البلاد، إلا أن أهل قزوين، يقبحون أمرهم فقلت في نفسي هذا مجلس غاص بأهل العلم الواردين من الأقطار المختلفة، ولو اشتغلت بإيراده، همّ عليه من العقائد الخبيثة والمقالات الشنيعة على ما هو مودع في كتب الكشف لم يتسع الوقت والمجلس ثم لا يقع ذلك من الجاهل بحالهم، والمرقاب موقع القبول ولا سبيل إلى الإهمال.

فقلت بم تعرفون اللعين الحسن المعروف بالصباح، فأطبقوا على أنهم يعرفونه بالزندقة والإلحاد والخروج عن دين الإسلام، فقلت هؤلاء القوم، يقولون نحن على عقيدته، ومقالته فهل يتوقف في تكفير من هذا حاله، فقالوا لا وانقطع الكلام وسمعته يقول كنا في حلقة الإمام محمد بن يحيى فدخل الحلقة سنور، ورام الخروج فكان يدفع من أي وجه توجه إليه، فرفع رجله وبال على الحاضرين فجرى على لساني من غير قصد مني:
لقد ذل من بالت عليه الثعالب
فتبسم الحاضرون وكان رحمه الله أصابه مرض شديد في بعض السنين وإذا تفكر في شأن العيال، وصغرهم وضعفهم ازداد كربه فكان يردد هذه الآية " وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله، وليقولوا قولاً سديداً " ثم يقول لا إله إلا الله، ويشير إلى أن الله تعالى ببركة القول السديد يكفي أمر الذرية الضعاف.
قد فسر القول السديد في قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً " بكلمة لا إله إلا الله، لكن ترديده كان على سبيل التعبير، عن المعنى المقصود، بنظم القرآن لصحة تطبيقه عليه لا على أن ذلك المعنى، تفسير الآية والأشهر من تفسيرها أنهم كانوا يقعدون عند المحتضر فيقولون: أنظر لنفسك فإن أولادك لا يغنون عنك من الله شيئاً، يرغبونه في الصدقة والوصية، فيقدم الرجل ما له ويحرم أولاده، وهذا قبل أن يحضر الوصية في الثلث.
فنهاهم الله تعالى عن ذلك وقال: فليتقوا الله إذا قعدوا عند المحتضر وليقولوا قولاً عدلاً وهو أن يخلف أكثر ماله لولده ويتصدق بالثلث فما دونه، وقيل: إن الآية وعظ للأوصياء، والمعنى وليخش من لو ترك أولاداً صغاراً خاف الضيعة والفقر عليهم، فليحسن إلى من في كفالته من اليتامى، وليتق الله في أمرهم، ورأيت بخط الشيخ الإمام أبي بكر عبد الله بن أحمد الزبيري كتب إلى الإمام أبو الفضل الرافعي من نيسابور، وأنا ببغداد لأنشده شيخنا أبا المحاسن يوسف بن عبد الله الدمشقي في معنى يناسبه.
لو كان لي سعد لساعدتكم ... لكنني لست بذي سعد
فاستحسنه كل من بلغ.
فصل في كيفية إقامته للعبادات و اهتمامه بهاكان يحب النظافة في الثوب، والبدن ويعجبه قول من قال أدب الظاهر وتطهره عنوان أدب الباطن وتطهيره، ويحتاط في الإستبراء وربما أبطأ في الخروج من الخلا لذلك لا لإطالة الجلوس ويداوم على الإستياك خاصة عند الوضوء، ويحافظ على آداب الوضوء وسننه، سمعت أبا البركات الباذيني يقول لم أر في كثرة مخالطي أهل العلم صفراً وحضراً من يحافظ على تطويل الغرة في شدة البرد وفي المضائق العارضة مثل ما كان يحافظ عليها والدك.
كان يحب تجديد الوضوء ولا يؤدي المكتوبات إلا في الجماعة ويقيم الرواتب في البيت وربما صلى في أول الوقت، فإذا حضر الجمع أعاد، وكان له ورد من التطوعات في أول الليل وآخره ودعاء بكاء، وتضرع في الوقتين، وكان يكثر الاعتكاف، وقراءة القرآن في شهر رمضان، وربما أحضرنا في الليالي الطويلة فنقرأ معه دوراً، وكان أكثر ما سأله من الله تعالى السعادة وحسن العافية، ودوام العافية.
كان يحب أهل العبادة والصلاح ويكرمهم ويثني على أهل الخير والمتمسكين بآداب الشريعة، ويزجر المفتونين وأصحاب السطح والطامات ويحافظ على الآداب المنقولة والسنن المأثورة، فيما يسنح من الأمور ويتعظ بالحوادث التي هي مظنة الاعتبار، ويتذكر ويذكر نفسه بكل ما يرجو نفعه وكان نقش خاتمة: من كمال المكارم اجتناب المحارم، سمعته رحمه الله يقول نقشت هذا على الخاتم ليكون مذكراً ومنبهاً لي كلما نظرت إليه.
فصل في لبسه الخرقة وتبركه بهتبرك رحمه الله بلبس الخرقة اقتدأ بمشائخ الطريقة وتشوفاً إلى التزيي بزيهم والتسير بسيرتهم وتفألاً بتغير الزي الطاهر لتبديل الأخلاق الذميمة، فلبسها بمحضر جماعة من الأئمة والمشائخ بمدينة السلام في المحرم سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وشيخه فيها صدر المعالي أبو القاسم عبد الرحمن بن طاهر بن سعيد بن فضل الله، سبط الشيخ أبي سعيد بن أبي الخير، وصحب صدر المعالي الشيخ أبا الفتح طاهر بن أبي طاهر أباه وأخذ الخرقة منه، وأبو الفتح صحب جده الشيخ أبا سعيد بن أبي الخير وأخذ الخرقة منه والشيخ أبو سعيد لبس الخرقة من الشيخ أبي الفضل الحسن السرخسي.

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9