الكتاب : تفسير القرآن العظيم
المؤلف : أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي
فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه، عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: "من قرأ " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " حتى يختمها،
عشر مرات، بنى الله له قصرًا في الجنة". فقال عمر: إذن نستكثر يا رسول
الله. فقال صلى الله عليه وسلم: "الله أكثر وأطيب". تفرد به أحمد (1) .
ورواه أبو محمد الدارمي في مسنده فقال: حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا
حيوة، حدثنا أبو عقيل زهرة بن معبد-قال الدارمي: وكان من الأبدال -أنه سمع
سعيد بن المسيب يقول: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ " قُلْ
هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " عشر مرات، بنى الله له قصرًا في الجنة، ومن قرأها
عشرين مرة بنى الله له قصرين في الجنة، ومن قرأها ثلاثين مرة بنى الله له
ثلاثة قصور في الجنة". فقال عمر بن الخطاب: إذا لتكثر قصورنا؟ فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "الله أوسع من ذلك" (2) . وهذا مرسل جيد.
حديث آخر: قال الحافظ أبو يعلى: حدثنا نصر بن علي، حدثني نوح بن قيس،
أخبرني محمد العطار، أخبرتني أم كثير الأنصارية، عن أنس بن مالك، عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " خمسين
مرة غُفرت له (3) . ذنوب خمسين سنة" (4) إسناده ضعيف.
حديث آخر: قال أبو يعلى: حدثنا أبو الربيع، حدثنا حاتم بن ميمون، حدثنا
ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ في يوم: "
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " مائتي مرة، كتب الله له ألفًا وخمسمائة حسنة
إلا أن يكون عليه دين" (5) . إسناده ضعيف، حاتم بن ميمون: ضعفه البخاري
وغيره. ورواه الترمذي، عن محمد بن مرزوق البصري، عن حاتم بن ميمون، به.
ولفظه: "من قرأ كل يوم، مائتي مرة: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " محي عنه
ذنوب خمسين سنة، إلا أن يكون عليه دَين".
قال الترمذي: وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أراد أن
ينام على فراشه، فنام على يمينه، ثم قرأ: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ "
مائة مرة، فإذا كان يوم القيامة يقول له الرب، عز وجل: يا عبدي، ادخُل على
يمينك الجنة" (6) . ثم قال: غريب من حديث ثابت، وقد رُوي من غير هذا
الوجه، عنه.
وقال أبو بكر البزار: حدثنا سهل بن بحر، حدثنا حَبّان بن أغلب، حدثنا أبي،
حدثنا ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ: "
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " مائتي مرة، حط الله عنه ذنوب مائتي سنة" (7) .
ثم قال: لا نعلم رواه عن ثابت إلا الحسن بن أبي جعفر، والأغلب بن
__________
(1) المسند (3/437).
(2) سنن الدارمي برقم (3429).
(3) في م، أ: "غفر الله له".
(4) ورواه الدارمي في السنن برقم (3438): حدثنا نصر بن علي بمثله سواء.
(5) مسند أبي يعلى (6/103).
(6) سنن الترمذي برقم (2898).
(7) ورواه ابن الضريس في فضائل القرآن برقم (267) والخطيب في تاريخ بغداد
(6/187) من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن ثابت به.
تميم، وهما متقاربان في سوء الحفظ.
حديث آخر في الدعاء بما تضمنته من الأسماء: قال النسائي عند تفسيرها:
حدثنا عبد الرحمن بن خالد، حدثنا زيد بن الحباب، حدثني مالك بن مِغْول،
حدثنا عبد الله بن بُرَيدة، عن أبيه: أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم المسجد فإذا رجل يصلي، يدعو يقول: اللهم، إني أسألك بأني أشهد أن لا
إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد.
قال: "والذي نفسي بيده، لقد سأله باسمه الأعظم، الذي إذا سئل به أعطى،
وإذا دعي به أجاب" (1) .
وقد أخرجه بَقِيَّة أصحاب السنن من طُرُق، عن مالك بن مِغْول، عن عبد الله
بن بُرَيدة، عن أبيه، به (2) . وقال الترمذي: حسن غريب.
حديث آخر في قراءتها عشر مرات بعد المكتوبة: قال الحافظ أبو يعلى
[الموصلي] (3) : حدثنا عبد الأعلى، حدثنا بشر بن منصور، عن عمر بن نبهان
(4) عن أبي شداد، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "ثلاث من جاء بِهِنّ مع الإيمان دَخَل من أيّ أبواب الجنة شاء،
وزُوّج من الحور العين حيث شاء: من عفا عن قاتله، وأدى دينا خفيا، وقرأ في
دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " . قال: فقال
أبو بكر: أو إحداهن يا رسول الله؟ قال: "أو إحداهن" (5)
حديث في قراءتها عند دخول المنزل: قال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا
محمد بن عبد الله بن بكر السراج العسكري، حدثنا محمد بن الفرج، حدثنا محمد
بن الزبرقان، عن مروان بن سالم، عن أبي زُرْعَة بن (6) عمرو بن جرير، عن
جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ: " قُلْ
هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " حين يدخل منزله، نفت الفقر عن أهل ذلك المنزل
والجيران" (7) . إسناده ضعيف.
حديث في الإكثار من قراءتها في سائر الأحوال: قال الحافظ أبو يعلى: حدثنا
محمد بن إسحاق المسيبي، حدثنا يزيد بن هارون، عن العلاء بن (8) محمد
الثقفي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
بتبوك، فطلعت الشمس بضياء وشعاع ونور لم نرها طلعت فيما مضى
__________
(1) سنن النسائي الكبرى كما في تحفة الأشراف للمزي (2/90).
(2) سنن أبي داود برقم (1493) وسنن الترمذي برقم (3475) وسنن ابن ماجة
برقم (3857).
(3) زيادة من م.
(4) في م، أ، هـ: "عمر بن شيبان".
(5) مسند أبي يعلى (3/332)، وقال الهيثمي في المجمع (10/102): "فيه عمر بن
نبهان وهو متروك".
(6) في م، أ، هـ: "عن".
(7) المعجم الكبير (2/340).
(8) كذا ترجمه البخاري في التاريخ (6/507)، وابن حبان في المجروحين
(2/181)، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح (6/355)، والذهبي في الميزان
(3/106)، كذا: "العلاء بن يزيد، أبو محمد الثقفي" وكأن هذا هو الراجح، لكن
أثبتنا الأول لكونه وقع في النسخ هكذا، وكذلك في مسند أبي يعلى، أما
الدلائل فقد وقع فيه على الكنية فأثبتناه كما هو فيه.
بمثله، فأتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال (1) يا جبريل،
ما لي أرى الشمس طلعت اليوم (2) بضياء ونور وشعاع لم أرها طلعت بمثله فيما
مضى؟ ". قال: إن ذلك معاوية بن معاوية الليثي، مات بالمدينة اليوم، فبعث
الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه. قال: "وفيم ذلك؟ " قال: كان يكثر
قراءة: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " في الليل وفي النهار، وفي ممشاه
وقيامه وقعوده، فهل لك يا رسول الله أن أقبض لك الأرض فتصلي عليه؟ قال:
"نعم". فصلى عليه.
وكذا رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في [كتاب] (3) دلائل النبوة" من طريق
يزيد بن هارون، عن العلاء أبي (4) محمد (5) -وهو متهم بالوضع -فالله أعلم.
طريق أخرى: قال أبو يعلى: حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي أبو عبد الله،
حدثنا عثمان بن الهيثم -مؤذن مسجد الجامع بالبصرة عندي-عن محمود أبي عبد
الله (6) عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أنس قال: نزل جبريل على النبي صلى
الله عليه وسلم فقال: مات معاوية بن معاوية الليثي، فتحب أن تصلي عليه؟
قال: "نعم". فضرب بجناحه الأرض، فلم تبق شجرة ولا أكمة إلا تضعضعت، فرفع
سريره فنظر إليه، فكبر عليه وخلفه صفان من الملائكة، في كل صف سبعون ألف
ملك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا جبريل، بم نال هذه المنزلة من
الله تعالى؟ ". قال بحبه: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " وقراءته إياها
ذاهبًا وجائيًا قائمًا (7) وقاعدًا، وعلى كل حال (8) .
ورواه البيهقي، من رواية عثمان بن الهيثم المؤذن، عن محبوب بن هلال، عن
عطاء بن أبي ميمونة، عن أنس، فذكره. وهذا هو الصواب (9) ، ومحبوب بن هلال
قال أبو حاتم الرازي: "ليس بالمشهور" (10) . وقد روي هذا من طرق أخر،
تركناها (11) اختصارًا، وكلها ضعيفة.
حديث آخر في فضلها مع المعوذتين: قال الإمام أحمد: حدثنا أبو المغيرة،
حدثنا معاذ بن رفاعة، حدثني علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن
عقبة بن عامر قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فابتدأته فأخذتُ
بيده، فقلت: يا رسول الله، بم نجاة المؤمن؟ قال: "يا عقبة، احْرُسْ لسانك
وليسعك بيتُك، وابْكِ على خطيئتك". قال: ثم لقيني رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فابتدأني فأخذ بيدي، فقال: "يا عقبة بن عامر، ألا أعلمك خير ثلاث
سُوَر أنزلت في التوراة، والإنجيل،
__________
(1) في م: "فقال لي".
(2) في م: "يومئذ".
(3) زيادة من م.
(4) في أ: "العلاء بن محمد".
(5) مسند أبي يعلى (7/256) ودلائل النبوة (5/245).
(6) وقع في أصل مسند أبي يعلى: "محمود بن عبد الله" ووقع هنا: "محمود أبي
عبد الله" - كما ترى- والصواب: "محبوب ابن هلال" كما في رواية البيهقي،
والله أعلم.
(7) في م: "وقائما".
(8) مسند أبي يعلى (7/258).
(9) دلائل النبوة (5/246) ورواه ابن الضريس في فضائل القرآن برقم (272)،
من طريق محبوب بن هلال به، وساقه المؤلف في البداية والنهاية من رواية
البيهقي (5/14)، وقال: "منكر من هذا الوجه".
(10) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/389).
(11) في م: "تركنا ذكرها".
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
والزبور، والقرآن العظيم؟". قال: قلت: بلى، جعلني الله فداك.
قال: فأقرأني: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
الْفَلَقِ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " ثم قال: "يا عقبة، لا
تَنْسَهُن ولا تُبتْ ليلة حتى تقرأهن". قال: فما نسيتهن منذ قال: "لا
تنسهن"، وما بت ليلة قط حتى أقرأهن. قال عقبة، ثم لقيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم فابتدأته، فأخذت بيده، فقلت: يا رسول الله، أخبرني بفواضل
الأعمال. فقال: "يا عقبة، صِلْ من قطعك، وأعْطِ من حَرَمَك، وأعرض (1) عمن
ظلمك" (2)
روى الترمذي بعضه في "الزهد"، من حديث عُبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد
وقال: هذا حديث حسن (3) . وقد رواه أحمد من طريق آخر:
حدثنا حسين بن محمد، حدثنا ابن عياش، عن أسيد بن عبد الرحمن الخَثْعَمي،
عن فرْوَة بن مجاهد اللخمي، عن عقبة بن عامر، عن النبي صلى الله عليه
وسلم، فذكر مثله سواء. تفرد به أحمد (4) .
حديث آخر في الاستشفاء بهن: قال البخاري: حدثنا قتيبة، حدثنا المفضل، عن
عُقَيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
إذا أوى إلى فراشه كُل ليلة جمع (5) كفيه، ثم نفث فيهما فقرأ فيهما: "
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " و "
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ
بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات.
وهكذا رواه أهل السنن، من حديث عُقَيل، به (6) .
بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ
يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) }
قد تقدم ذكر سبب نزولها. وقال عكرمة: لما قالت اليهود: نحن نعبد عُزيرَ
ابن الله. وقالت النصارى: نحن نعبد المسيح ابن الله. وقالت المجوس: نحن
نعبد الشمس والقمر. وقالت المشركون: نحن نعبد الأوثان -أنزل الله على
رسوله صلى الله عليه وسلم: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }
يعني: هو الواحد الأحد، الذي لا نظير له ولا وزير، ولا نديد ولا شبيه ولا
عديل، ولا يُطلَق
__________
(1) في م: "واعف".
(2) المسند (4/148).
(3) سنن الترمذي برقم (2406)، وفي إسناده عبيد الله بن زحر وعلى بن يزيد
والقاسم كلهم ضعفاء، قال ابن حبان في عبيد الله بن زحر: "يروي الموضوعات
عن الأثبات، وإذا روي عن علي بن يزيد أتى الطامات، وإذا اجتمع في إسناده
خبر عبيد الله، وعلي بن يزيد، والقاسم -أبو عبد الرحمن- لم يكن ذلك الخبر
إلا مما عملته أيديهم".
(4) المسند (4/158).
(5) في م: "ليلة جمعة".
(6) صحيح البخاري برقم (5017) وسنن أبي داود برقم (5056) وسنن الترمذي
برقم (3402) وسنن النسائي الكبرى برقم (10624) وسنن ابن ماجة برقم (3875).
هذا اللفظ على أحد في الإثبات إلا على الله، عز وجل؛ لأنه الكامل
في جميع صفاته وأفعاله.
وقوله: { اللَّهُ الصَّمَدُ } قال عكرمة، عن ابن عباس: يعني الذي يصمد
الخلائق إليه في حوائجهم ومسائلهم.
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: هو السيد الذي قد كمل في سؤدده،
والشريف الذي قد كمل في شرفه، والعظيم الذي قد كمل في عظمته، والحليم الذي
قد كمل في حلمه، والعليم الذي قد كمل في علمه، والحكيم الذي قد كمل في
حكمته (1) وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد، وهو الله سبحانه، هذه
صفته لا تنبغي إلا له، ليس له كفء، وليس كمثله شيء، سبحان الله الواحد
القهار.
وقال الأعمش، عن شقيق (2) عن أبي وائل: { الصَّمَدُ } السيد الذي قد انتهى
سؤدده، ورواه عاصم، بن أبي وائل، عن ابن مسعود، مثله.
وقال مالك، عن زيد بن أسلم: { الصَّمَدُ } السيد. وقال الحسن، وقتادة: هو
الباقي بعد خلقه. وقال الحسن أيضا: { الصَّمَدُ } الحي القيوم الذي لا
زوال له. وقال عكرمة: { الصَّمَدُ } الذي لم يخرج منه شيء ولا يطعم.
وقال الربيع بن أنس: هو الذي لم يلد ولم يولد. كأنه جعل ما بعده تفسيرًا
له، وهو قوله: { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } وهو تفسير جيد. وقد تقدم
الحديث من رواية ابن جرير، عن أبي بن كعب في ذلك، وهو صريح فيه.
وقال ابن مسعود، وابن عباس، وسعيد بن المسيب، ومجاهد، وعبد الله بن
بُريدة، وعكرمة أيضا، وسعيد بن جبير، وعطاء بن أبي رباح، وعطية العوفي،
والضحاك، والسدي: { الصَّمَدُ } الذي لا جوف له.
قال سفيان، عن منصور، عن مجاهد: { الصَّمَدُ } المصمت الذي لا جوف له.
وقال الشعبي: هو الذي لا يأكل الطعام، ولا يشرب الشراب.
وقال عبد الله بن بُرَيدة (3) أيضًا: { الصَّمَدُ } نور يتلألأ.
روى ذلك كلَّه وحكاه: ابن أبي حاتم، والبيهقي والطبراني، وكذا أبو جعفر بن
جرير ساق أكثر ذلك بأسانيده، وقال:
حدثني العباس بن أبي طالب، حدثنا محمد بن عمرو بن رومي، عن عبيد الله بن
سعيد قائد الأعمش، حدثني صالح بن حيان، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال
-لا أعلم إلا قد رفعه-قال: { الصَّمَدُ } الذي لا جوف له.
وهذا غريب جدًا، والصحيح أنه موقوف على عبد الله بن بريدة.
__________
(1) في م: "في حكمه".
(2) في أ: "سفيان".
(3) في أ: "يزيد".
وقد قال الحافظ أبو القاسم الطبراني في كتاب السنة له، بعد
إيراده كثيرًا من هذه الأقوال في تفسير "الصمد": وكل هذه صحيحة، وهي صفات
ربنا، عز وجل، وهو الذي يُصمَد إليه في الحوائج، وهو الذي قد انتهى سؤدده،
وهو الصمد الذي لا جوف له، ولا يأكل ولا يشرب، وهو الباقي بعد خلقه. وقال
البيهقي نحو ذلك [أيضا] (1) . (2)
وقوله: { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ }
أي: ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة.
قال مجاهد: { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } يعني: لا صاحبة له.
وهذا كما قال تعالى: { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أَنَّى يَكُونُ
لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ } [
الأنعام : 101 ] أي: هو مالك كل شيء وخالقه، فكيف يكون له من خلقه نظير
يساميه، أو قريب يدانيه، تعالى وتقدس وتنزه. قال الله تعالى: { وَقَالُوا
اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا تَكَادُ
السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأرْضُ وَتَخِرُّ
الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا وَمَا يَنْبَغِي
لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالأرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ
عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا } [ مريم : 88 -95
] وقال تعالى: { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ
عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ
يَعْمَلُونَ } [ الأنبياء : 26 ، 27 ] وقال تعالى: { وَجَعَلُوا بَيْنَهُ
وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ
لَمُحْضَرُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } [ الصافات : 158 ،
159 ] وفي الصحيح -صحيح البخاري-: "لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله،
إنهم يجعلون له ولدا، وهو يرزقهم ويعافيهم" (3) .
وقال البخاري: حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب، حدثنا أبو الزناد، عن
الأعرج، عن أبي هُرَيرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله، عز
وجل: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه
إياي فقوله: لن يُعيدَني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليّ من إعادته.
وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدًا. وأنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم
يولد ولم يكن له كفوًا أحد".
ورواه أيضا من حديث عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن همام بن مُنَبِّه، عن أبي
هريرة، مرفوعًا بمثله. تفرد بهما من هذين الوجهين (4) .
آخر تفسير سورة "الإخلاص"
__________
(1) زيادة من م، أ.
(2) وقد أطنب شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان معنى الصمد في الفتاوى
(17/214).
(3) صحيح البخاري برقم (6099) من حديث أبي موسى، رضي الله عنه.
(4) صحيح البخاري برقم (4974) وبرقم (4975).
تفسير سورتي المعوذتين
وهما مدنيتان.
قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا عاصم بن
بَهْدَلة، عن زر بنُ حُبَيش قال: قلت لأبي بن كعب: إن ابن مسعود [كان] (1)
لا يكتب المعوذتين في مصحفه؟ فقال: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرني أن جبريل، عليه السلام، قال له: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ
" فقلتها، قال: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " فقلتها. فنحن نقول ما
قال النبي صلى الله عليه وسلم (2) (3) .
ورواه أبو بكر الحُميدي في مسنده، عن سفيان بن عيينة، حدثنا عبدة بن أبي
لُبَابة وعاصم بن بهدلة، أنهما سمعا زر بن حبيش قال: سألتُ أبي بن كعب عن
المعوذتين، فقلت: يا أبا المنذر، إن أخاك ابن مسعود يَحُكهما من المصحف.
فقال: إني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "قيل (4) لي: قل،
فقلت". فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (5) .
وقال أحمد: حدثنا وَكيع، حدثنا سفيان، عن عاصم، عن زر قال: سألتُ ابنَ
مسعود عن المعوذتين فقال: سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم عنهما فقال: "
قيل لي، فقلت لكم، فقولوا". قال أبي: فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم
فنحن نقول (6) .
وقال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا عَبدَةُ بن أبي
لُبَابة، عن زر بن حُبَيش -وحدثنا عاصم عن زر-قال: سألت أبي بن كعب فقلت:
أبا المنذر، إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا. فقال: إني سألت النبي صلى
الله عليه وسلم فقال: "قيل لي، فقلت". فنحن نقول كما قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم (7) .
ورواه البخاري أيضًا والنسائي، عن قتيبة، عن سفيان بن عيينة، عن عبدة
وعاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب، به (8) .
وقال الحافظ أبو يعلى: حدثنا الأزرق بن علي، حدثنا حسان بن إبراهيم، حدثنا
الصَّلْت بن بَهرَام، عن إبراهيم، عن علقمة قال: كان عبد الله يَحُك
المعوذتين من المصحف، ويقول: إنما
__________
(1) زيادة من المسند.
(2) في م: "عليه السلام".
(3) المسند (5/129).
(4) في م: "قال".
(5) مسند الحميدي (1/185).
(6) المسند (5/129).
(7) صحيح البخاري برقم (4977).
(8) صحيح البخاري برقم (4976).
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهما، ولم يكن عبد
الله يقرأ بهما (1)
ورواه عبد الله بن أحمد من حديث الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن (2)
بن يزيد قال: كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه، ويقول: إنهما ليستا
من كتاب الله -قال الأعمش: وحدثنا عاصم، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب
قال: سألنا عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "قيل لي، فقلت" (3) .
وهذا مشهور عند كثير من القراء والفقهاء: أن ابن مسعود كان لا يكتب
المعوذتين في مصحفه، فلعله لم يسمعهما من النبي صلى الله عليه وسلم، ولم
يتواتر عنده، ثم لعله قد رجع عن قوله ذلك إلى قول الجماعة، فإن الصحابة،
رضي الله عنهم، كتبوهما (4) في المصاحف الأئمة، ونفذوها إلى سائر الآفاق
كذلك، ولله الحمد والمنة.
وقد قال مسلم في صحيحه: حدثنا قتيبة، حدثنا جرير، عن بيان، عن قيس بن أبي
حَازم، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم تر
آيات أنزلت هذه الليلة لم يُر مثلهن قط: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ
" و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " (5) .
ورواه أحمد، ومسلم أيضا، والترمذي، والنسائي، من حديث إسماعيل بن أبي
خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عقبة، به (6) . وقال الترمذي: حسن صحيح.
طريق أخرى: قال الإمام أحمد: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ابن جابر، عن
القاسم أبي عبد الرحمن، عن عقبة بن عامر قال: بينا أنا أقود برسول الله
صلى الله عليه وسلم في نَقب من تلك النقاب، إذ قال لي: "يا عقبة، ألا
تَركب؟ ". قال: [فَأجْلَلْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أركب مركبه.
ثم قال: "يا عُقيب، ألا تركب؟ ". قال] (7) فأشفقت أن تكون معصية، قال:
فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وركبت هنيهة، ثم ركب، ثم قال: "يا
عقيب، ألا أُعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟ ". قلت: بلى يا
رسول الله. فأقرأني: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " و " قُلْ أَعُوذُ
بِرَبِّ النَّاسِ " ثم أقيمت الصلاة، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقرأ بهما، ثم مر بي فقال: "كيف رأيت يا عقيب (8) اقرأ بهما كلما نمت
وكلما قمت".
ورواه النسائي من حديث الوليد بن مسلم وعبد الله بن المبارك، كلاهما عن
ابن جابر، به (9) .
__________
(1) ورواه البزار في مسنده برقم (2301)، من طريق محمد بن أبي يعقوب، عن
حسان بن إبراهيم به، وقال البزار: "وهذا لم يتابع عبد الله عليه أحد من
الصحابة، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بهما في الصلاة،
وأثبتنا في المصحف".
(2) في م: "عن عبد الله".
(3) زوائد المسند (5/129).
(4) في م: "أتبعوهما".
(5) صحيح مسلم برقم (814).
(6) المسند (4/144) وصحيح مسلم برقم (814)، وسنن الترمذي برقم (2902) وسنن
النسائي (2/158).
(7) زيادة من المسند.
(8) في م: "يا عقب".
(9) المسند (4/144) وسنن النسائي (8/253).
ورواه أبو داود والنسائي أيضًا، من حديث ابن وهب، عن معاوية بن
صالح، عن العلاء بن الحارث، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عقبة، به (1) .
طريق أخرى: قال أحمد: حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا سعيد بن أبي أيوب،
حدثني يزيد ابن عبد العزيز الرعيني وأبو مرحوم، عن يزيد بن محمد القرشي،
عن علي بن رباح، عن عقبة بن عامر قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة.
ورواه أبو داود والترمذي والنسائي، من طرق، عن علي بن أبي رباح (2) . وقال
الترمذي: غريب.
طريق أخرى: قال أحمد: حدثنا يحيى (3) بن إسحاق، حدثنا ابن لَهِيعة، عن
مشَرح بن هاعان، عن عقبة بن عامر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "اقرأ بالمعوذتين، فإنك لن تقرأ بمثلهما". تفرد به أحمد (4) .
طريق أخرى: قال أحمد: حدثنا حيوة بن شُرَيْح، حدثنا بَقِيَّة، حدثنا بَحير
بن سعد، عن خالد بن مَعْدان، عن جُبَير بن نُفَير، عن عقبة بن عامر أنه
قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهديت له بغلة شهباء، فركبها فأخذ
عقبة يقودها له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (5) اقرأ " قُلْ
أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " . فأعادها له حتى قرأها، فعرف أني لم أفرح
بها جدًا، فقال: "لعلك تهاونت بها؟ فما قمت تصلي بشيء مثلها".
ورواه النسائي عن عمرو بن عثمان، عن بقية، به (6) . ورواه النسائي أيضا من
حديث الثوري، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه،
عن عقبة بن عامر: أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين،
فذكر نحوه (7) .
طريق أخرى: قال النسائي: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر، سمعت
النعمان، عن زياد أبي الأسد، عن عقبة بن عامر؛ أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: "إن الناس لم يتعوذوا بمثل هذين: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
الْفَلَقِ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " (8) .
طريق أخرى: قال النسائي: أخبرنا قتيبة، حدثنا الليث، عن أبي عجلان، عن
سعيد المقبري، عن عقبة بن عامر قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال: "يا عقبة، قل". فقلت: ماذا أقول؟ فسكت عني، ثم قال: "قل". قلت:
ماذا أقول يا رسول الله؟ فسكت عني، فقلت: اللهم، أردده على. فقال: "يا
عقبة، قل". قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ فقال: "
__________
(1) سنن النسائي (8/252،253) وسنن أبي داود برقم (1462).
(2) المسند (4/155) وسنن أبي داود برقم (1523)، وسنن الترمذي برقم (2903)
وسنن النسائي (3/68).
(3) في م، أ: "حدثنا محمد".
(4) المسند (4/146).
(5) في م، أ: "فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعقبة".
(6) المسند (4/149) وسنن النسائي الكبرى برقم (7843،7844).
(7) سنن النسائي (8/252).
(8) سنن النسائي الكبرى برقم (7856) .
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " ، فقرأتها حتى أتيت على
آخرها، ثم قال: "قل". قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ قال: " " قُلْ أَعُوذُ
بِرَبِّ النَّاسِ " ، فقرأتها حتى أتيت على آخرها، ثم قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم عند ذلك: "ما سأل سائل بمثلهما، ولا استعاذ مستعيذ
بمثلهما" (1) .
طريق أخرى: قال النسائي: أخبرنا محمد بن يسار، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا
معاوية، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن عقبة بن عامر: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قرأ بهما في صلاة الصبح (2) .
طريق أخرى: قال النسائي: أخبرنا قتيبة، حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب،
عن أبي عمران أسلم، عن عقبة بن عامر قال: اتبعت (3) رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو راكب، فوضعت يدي على قدمه (4) فقلت: أقرئني سورة هود أو
سورة يوسف. فقال: "لن تقرأ شيئًا أنفع (5) عند الله من " قُلْ أَعُوذُ
بِرَبِّ الْفَلَق " (6) .
حديث (7) آخر: قال النسائي: أخبرنا محمود بن خالد، حدثنا الوليد، حدثنا
أبو عمرو الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث،
عن أبي عبد الله، عن ابن عائش (8) الجهني: أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال له: "يا ابن عائش، ألا أدلك -أو: ألا أخبرك -بأفضل ما يتعوذ به
المتعوذون؟ ". قال: بلى، يا رسول الله. قال: " " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
الْفَلَق " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " هاتان السورتان" (9) .
فهذه طرق عن عقبة كالمتواترة عنه، تفيد القطع عند كثير من المحققين في
الحديث.
وقد تقدم في رواية صُدَيّ بن عجلان، وفَرْوَةَ بن مُجَاهد، عنه: "ألا
أعلمك ثلاثَ سُوَر لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا
في الفرقان (10) مثلهن؟ " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " و " قُلْ أَعُوذُ
بِرَبِّ الْفَلَقِ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " .
حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل، حدثنا الجريري، عن أبي العلاء
قال: قال رجل: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، والناس
يعتقبون، وفي الظهر قلة، فحانت نزلَة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونزلتي، فلحقني فضرب [من بعدي] (11) منكبي، فقال: " " قُلْ أَعُوذُ
بِرَبِّ الْفَلَقِ " ، فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه،
ثم قال: " " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " ، فقرأها رسول الله صلى الله
عليه وسلم وقرأتها معه، فقال: "إذا صليت فاقرأ بهما" (12) .
__________
(1) سنن النسائي (8/253).
(2) سنن النسائي (8/252).
(3) في م: "أتيت".
(4) في م، أ: "على قدميه".
(5) في م: "أبلغ".
(6) سنن النسائي (8/254).
(7) في أ: "طريق".
(8) في أ: "عباس".
(9) سنن النسائي (8/251).
(10) في أ: "في القرآن".
(11) زيادة من المسند.
(12) المسند (5/24).
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)
الظاهر أن هذا الرجل هو عقبة بن عامر، والله أعلم.
ورواه النسائي عن يعقوب بن إبراهيم، عن ابن علية، به (1) .
حديث آخر: قال النسائي: أخبرنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، عن
عبد الله بن سعيد، حدثني يزيد بن رومان، عن عقبة بن عامر، عن عبد الله
الأسلمي -هو ابن أنيس-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على صدره
ثم قال: "قل". فلم أدر ما أقول، ثم قال لي: "قل". قلت: " قُلْ هُوَ
اللَّهُ أَحَدٌ " ثم قال لي: "قل". قلت: " أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ
شَرِّ مَا خَلَقَ " حتى فرغت منها، ثم قال لي: "قل". قلت: " قُلْ أَعُوذُ
بِرَبِّ النَّاسِ " حتى فرغت منها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"هكذا فَتَعَوَذْ (2) ما تعوذَ المتعوذون بمثلهن قط" (3) .
حديث آخر: قال النسائي: أخبرنا عمرو بن علي أبو حفص، حدثنا بَدَل، حدثنا
شداد بن سعيد أبو طلحة، عن سعيد الجُرَيري، حدثنا أبو نَضْرة، عن جابر بن
عبد الله قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرأ يا جابر". قلت:
وما أقرأ بأبي أنت وأمي؟ قال: "اقرأ " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " و
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس " . فقرأتهما، فقال: "اقرأ بهما، ولن تقرأ
بمثلهما" (4) .
وتقدم حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهن، وينفث في
كفيه، ويمسح بهما رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده.
وقال الإمام مالك: عن ابن شهاب، عن عُرْوَة، عن عائشة: أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث، فلما اشتد
وجعه كنت أقرأ عليه، وأمسح بيده عليه، رجاء بركتها.
ورواه البخاري عن عبد الله بن يوسف، ومسلم عن يحيى بن يحيى، وأبو داود عن
القعنبي، والنسائي عن قتيبة -ومن حديث ابن القاسم، وعيسى بن يونس -وابن
ماجة من حديث معن وبشر بن عُمَر، ثمانيتهم عن مالك، به (5) .
وتقدم في آخر سورة: " ن " من حديث أبي نضرة، عن أبي سعيد: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من أعين الجان وعين الإنسان، فلما نزلت
المعوذتان أخذ بهما، وترك ما سواهما. رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة،
وقال الترمذي: حديث حسن.
بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ
شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي
الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) }
__________
(1) سنن النسائي الكبرى برقم (7859).
(2) في م: "فتعوذوا".
(3) سنن النسائي الكبرى برقم (7845).
(4) سنن النسائي الكبرى برقم (7854).
(5) الموطأ (2/942) وصحيح البخاري برقم (5016) وصحيح مسلم برقم (3902)
وسنن أبي داود برقم (3902) وسنن النسائي الكبرى برقم (7549،7544،10847)
وسنن ابن ماجة برقم (3529).
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن عصام، حدثنا أبو أحمد الزبيري،
حدثنا حسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر قال: الفلق:
الصبح.
وقال العوفي، عن ابن عباس: { الْفَلَقِ } الصبح. ورُوي عن مجاهد، وسعيد بن
جبير، وعبد الله بن محمد بن عقيل، والحسن، وقتادة، ومحمد بن كعب القرظي،
وابن زيد، ومالك عن زيد بن أسلم، مثل هذا.
قال القرظي، وابن زيد، وابن جرير: وهي كقوله تعالى: { فَالِقُ الإصْبَاحِ
} [ الأنعام : 96 ] .
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: { الْفَلَقِ } الخلق. وكذا قال
الضحاك: أمر الله نبيه أن يتعوذ من الخلق كله.
وقال كعب الأحبار: { الْفَلَقِ } بيت في جهنم، إذا فتح صاح جميع أهل النار
من شدة حره، ورواه ابن أبي حاتم، ثم قال:
حدثنا أبي، حدثنا سهيل بن عثمان، عن رجل سماه، عن السدي، عن زيد بن علي،
عن آبائه أنهم قالوا: { الْفَلَقِ } جب في قعر جهنم، عليه غطاء، فإذا كشف
عنه خرجت منا (1) نار تصيح منه جهنم، من شدة حر ما يخرج منه.
وكذا رُوي عن عمرو بن عَبَسَةَ (2) والسدي، وغيرهم. وقد ورد في ذلك حديثٌ
مرفوع منكر، فقال ابن جرير:
حدثني إسحاق بن وهب الواسطي، حدثنا مسعود بن موسى بن مشكان الواسطي، حدثنا
نصر بن خزيمة الخراساني، عن شعيب بن صفوان، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي
هُريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " { الْفَلَقِ } جُبّ في جهنم
مغطى" (3) إسناده (4) غريب ولا يصح رفعه.
وقال أبو عبد الرحمن الحبلي: { الْفَلَقِ } من أسماء جهنم.
قال ابن جرير: والصواب القول الأول، أنه فلق الصبح. وهذا هو الصحيح، وهو
اختيار البخاري، رحمه الله، في صحيحه (5) .
وقوله: { مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } أي: من شر جميع المخلوقات. وقال ثابت
البناني، والحسن البصري: جهنم وإبليس وذريته مما خلق.
{ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } قال مجاهد: غاسقُ الليلُ إذا وقبَ
غُروبُ الشمس. حكاه البخاري عنه. ورواه ابن أبي نَجِيح، عنه. وكذا قال ابن
عباس، ومحمد بن كعب القرظي، والضحاك، وخُصَيف، والحسن، وقتادة: إنه الليل
إذا أقبل بظلامه.
__________
(1) في م، أ: "خرجت منه".
(2) في أ: "عنبسة".
(3) تفسير الطبري (30/225).
(4) في م: "إسناد".
(5) تفسير الطبري (30/225) وصحيح البخاري (8/741) "فتح".
وقال الزهري: { وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } الشمس إذا
غربت. وعن عطية وقتادة: إذا وقب الليل: إذا ذهب. وقال أبو المهزم، عن أبي
هريرة: { وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } كوكب. وقال ابن زيد: كانت
العرب تقول: الغاسق سقوط الثريا، وكان (1) الأسقام والطواعين تكثر عند
وقوعها، وترتفع عند طلوعها.
قال ابن جرير: ولهؤلاء من الأثر ما حدثني: نصر بن علي، حدثني بكار بن عبد
الله -ابن أخي همام -حدثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن
عوف، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هُرَيرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
" { وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } قال: النجم الغاسق" (2) .
قلت: وهذا الحديث لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن جرير: وقال آخرون: هو القمر.
قلت: وعمدة أصحاب هذا القول ما رواه الإمام أحمد:
حدثنا أبو داود الحَفري، عن ابن أبي ذئب، عن الحارث، عن أبي سلمة قال:
قالت عائشة، رضي الله عنها: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي،
فأراني القمر حين يطلع، وقال: "تَعوَّذِي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب".
ورواه الترمذي والنسائي، في كتابي التفسير من سننيهما، من حديث محمد بن
عبد الرحمن ابن أبي ذئب، عن خاله الحارث بن عبد الرحمن، به (3) . وقال
الترمذي: حسن صحيح. ولفظه: "تعوذي بالله من شر هذا، فإن هذا الغاسق إذا
وقب". ولفظ النسائي: "تعوَّذي بالله من شر هذا، هذا الغاسق إذا وقب".
قال أصحاب القول الأول وهو أنه الليل إذا ولج -: هذا لا ينافي قولنا؛ لأن
القمر آيةُ الليل، ولا يوجد له سلطان إلا فيه، وكذلك النجوم لا تضيء، إلا
في الليل، فهو يرجع إلى ما قلناه، والله أعلم.
وقوله: { وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } قال مجاهد، وعكرمة،
والحسن، وقتادة والضحاك: يعني: السواحر -قال مجاهد: إذا رقين ونفثن في
العقد.
وقال ابن جرير: حدثنا ابن عبد الأعلى، حدثنا ابن ثور، عن مَعْمَر، عن ابن
طاوس، عن أبيه قال: ما من شيء أقرب من (4) الشرك من رقية الحية والمجانين
(5) .
وفي الحديث الآخر: أن جبريل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
اشتكيت يا محمد؟ فقال: "نعم". فقال: بسم الله أرْقِيك، من كل داء يؤذيك،
ومن شر كل حاسد وعين، الله يشفيك (6) .
__________
(1) في م: "وكانت".
(2) تفسير الطبري (30/227).
(3) المسند (6/61) وسنن الترمذي برقم (3366) وسنن النسائي الكبرى برقم
(10138).
(4) في أ: "إلى".
(5) تفسير الطبري (30/227).
(6) رواه مسلم في صحيحه برقم (2186) من حديث أبي سعيد، رضي الله عنه.
ولعل هذا كان من شكواه، عليه السلام، حين سحر، ثم عافاه الله
تعالى وشفاه، ورد كيد السحرَة الحسَّاد من اليهود في رءوسهم، وجعل تدميرهم
في تدبيرهم، وفضحهم، ولكن مع هذا لم يعاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوما من الدهر، بل كفى الله وشفى وعافى.
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن يزيد بن حَيَّان،
عن زيد بن أرقم قال: سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ من اليهود، فاشتكى
لذلك أياما، قال: فجاءه جبريل فقال: إن رجلا من اليهود سحرك، عقد لك
عُقَدًا في بئر كذا وكذا، فَأرْسِل إليها من يجيء بها. فبعث رسول الله صلى
الله عليه وسلم [عليًا، رضي الله تعالى عنه] (1) فاستخرجها، فجاء بها
فحللها (2) قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما نَشط من عقال،
فما ذكر ذلك لليهودي ولا رآه في وجهه [قط] (3) حتى مات.
ورواه النسائي عن هَنَّاد، عن أبي معاوية محمد بن حَازم الضرير (4) .
وقال البخاري في "كتاب الطب" من صحيحه: حدثنا عبد الله بن محمد قال: سمعت
سفيان بن عيينة يقول: أول من حدثنا به ابنُ جُرَيْج، يقول: حدثني آل
عُرْوَة، عن عروة، فسألت هشاما عنه، فحدثَنا عن أبيه، عن عائشة قالت: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم سُحر، حتى كان يُرَى أنه يأتي النساء ولا
يأتيهن -قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر، إذا كان كذا -فقال: "يا
عائشة، أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيتُه فيه؟ أتاني رجلان فقعد
أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال الذي عند رأسي للآخر: ما بال
الرجل؟ قال: مطبوب. قال: ومن طَبَّه؟ قال: لَبيد بن أعصم -رجل من بني
زُرَيق حَليف ليهُودَ، كان منافقًا-وقال: وفيم؟ قال: في مُشط ومُشاقة.
قال: وأين؟ قال: في جُف طَلْعَة ذكر تحت رعوفة في بئر ذَرْوَان". قالت:
فأتى [النبي صلى الله عليه وسلم] (5) البئر حتى استخرجه فقال: "هذه البئر
التي أريتها، وكأن ماءها نُقَاعة الحنَّاء، وكأن نخلها رءوس الشياطين".
قال: فاستخرج (6) . [قالت] (7) . فقلت: أفلا؟ أي: تَنَشَّرْتَ ؟ فقال:
"أمَّا اللهُ فقد شفاني، وأكره أن أثير على أحد من الناس شرًا" (8) .
وأسنده من حديث عيسى بن يونس، وأبي ضَمْرة أنس بن عياض، وأبي أسامة، ويحيى
القطان وفيه: "قالت: حتى كان يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله". وعنده:
"فأمر بالبئر فدفنت". وذكر أنه رواه عن هشام أيضًا ابن أبي الزَّناد
والليث بن سعد (9) .
وقد رواه مسلم، من حديث أبي أسامة حماد بن أسامة وعبد الله بن نمير. ورواه
أحمد، عن
__________
(1) زيادة من المسند.
(2) في م: "فحلها".
(3) زيادة من المسند.
(4) المسند (4/367) وسنن النسائي (7/112).
(5) زيادة من صحيح البخاري.
(6) في أ: "فاستخرجه".
(7) زيادة من صحيح البخاري.
(8) صحيح البخاري برقم (5765).
(9) صحيح البخاري برقم (5863، 6391، 5766).
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3)
عفان، عن وُهَيب (1) عن هشام، به (2) .
ورواه الإمام أحمد أيضًا عن إبراهيم بن خالد، عن رباح، عن مَعْمَر، عن
هشَام، عن أبيه، عن عائشة قالت: لبث رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة
أشهر يُرى أنه يأتي ولا يأتي، فأتاه ملكان، فجلس أحدهما عند رأسه، والآخر
عند رجليه، فقال أحدهما للآخر: ما باله؟ قال: مطبوب. قال: ومن طبه؟ قال:
لبيد بن الأعصم، وذكر تمام الحديث (3) .
وقال الأستاذ المفسر الثعلبي في تفسيره: قال ابن عباس وعائشة، رضي الله
عنهما: كان غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فدبَّت إليه
اليهود، فلم يزالوا به حتى أخذ مُشَاطة رأس النبي صلى الله عليه وسلم وعدة
أسنان من مُشطه، فأعطاها اليهود، فسحروه فيها. وكان الذي تولى ذلك رجل
منهم -يقال له: [لبيد] (4) بن أعصم-ثم دسها في بئر لبني زُرَيق، ويقال
لها: ذَرْوان، فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتثر شعر رأسه، ولبث
ستة أشهر يُرَى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن، وجعل يَذُوب ولا يدري ما
عراه. فبينما هو نائم إذ أتاه ملكان فَقَعَد أحدهما عند رأسه والآخر عند
رجليه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: ما بال الرجل؟ قال: طُبَ. قال:
وما طُبَ؟ قال: سحر. قال: ومن سحره؟ قال: لبيد بن أعصم اليهودي. قال: وبم
طَبَه؟ قال: بمشط ومشاطة. قال: وأين هو؟ قال: في جُفَ طلعة تحت راعوفة في
بئر ذَرْوَان -والجف: قشر الطلع، والراعوفة: حجر في أسفل البئر ناتئ يقوم
عليه الماتح -فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم مذعورًا، وقال: "يا
عائشة، أما شعرت أن الله أخبرني بدائي؟ ". ثم بعث رسول الله صلى الله عليه
وسلم عليا والزبير وعمار بن ياسر، فنزحوا ماء البئر كأنه نُقاعة الحناء،
ثم رفعوا الصخرة، وأخرجوا الجف، فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان من مشطه، وإذا
فيه وتر معقود، فيه اثنتا عشرة (5) عقدة مغروزة بالإبر. فأنزل الله تعالى
السورتين، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة، ووجد رسول الله صلى الله عليه
وسلم خفة حين انحلت العقدة الأخيرة، فقام كأنما نَشطَ من عقال، وجعل
جبريل، عليه السلام، يقول: باسم الله أرْقِيك، من كل شيء يؤذيك، من حاسد
وعين الله يشفيك. فقالوا: يا رسول الله، أفلا نأخذ الخبيث نقتله؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما أنا فقد شفاني الله، وأكره أن يثير
على الناس شرًا" (6) .
هكذا أورده بلا إسناد، وفيه غرابة، وفي بعضه نكارة شديدة، ولبعضه شواهد
مما تقدم، والله أعلم.
سورة الناس
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ
(3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ
__________
(1) في م: "وهب".
(2) صحيح مسلم برقم (2189) والمسند (6/96).
(3) المسند (6/63).
(4) زيادة من م، أ.
(5) في م، أ: "فيه اثنا عشر".
(6) الكشف والبيان للثعلبي "ق 194 المحمودية".
مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5)
مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) }
هذه ثلاث صفات (1) من صفات الرب، عز وجل؛ الربوبية، والملك، والإلهية: فهو
رب كل شيء ومليكه وإلهه، فجميع الأشياء مخلوقة له، مملوكة عبيد له، فأمر
المستعيذ أن يتعوذ بالمتصف بهذه الصفات، من شر الوسواس الخناس، وهو
الشيطان الموكل بالإنسان، فإنه ما من أحد من بني آدم إلا وله قرين يُزَين
له الفواحش، ولا يألوه جهدًا في الخبال. والمعصوم من عَصَم الله، وقد ثبت
في الصحيح أنه: "ما منكم من أحد إلا قد وُكِل به قرينة". قالوا: وأنت يا
رسول الله؟ قال: "نعم، إلا أن الله أعانني عليه، فأسلم، فلا يأمرني إلا
بخير" (2) وثبت في الصحيح، عن أنس في قصة زيارة صفية النبي صلى الله عليه
وسلم وهو معتكف، وخروجه معها ليلا ليردها إلى منزلها، فلقيه رجلان من
الأنصار، فلما رأيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال رسول الله:
"على رسلكما، إنها صفية بنت حُيي". فقالا سبحان الله، يا رسول الله. فقال:
"إن الشيطان يجري من ابن آدم (3) مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما
شيئًا، أو قال: شرًا" (4) .
وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي: حدثنا محمد بن بحر، حدثنا عدي بن أبي
عمَارة، حدثنا زيادًا (5) النّميري، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان واضع خطمه (6) على قلب ابن آدم، فإن ذكر
(7) خَنَس، وإن نسي (8) التقم قلبه، فذلك الوسواس الخناس" (9) غريب.
وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عاصم، سمعت أبا
تميمة يُحَدث عن رَديف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عَثَر بالنبي
صلى الله عليه وسلم حمارهُ، فقلت: تَعِس الشيطان. فقال النبي صلى الله
عليه وسلم: "لا تقل: تعس الشيطان؛ فإنك إذا قلت: تعس الشيطان، تعاظَم،
وقال: بقوتي صرعته، وإذا قلت: بسم الله، تصاغر حتى يصير مثل الذباب" (10) .
تفرد به أحمد، إسناده (11) جيد قوي، وفيه دلالة على أن القلب متى ذكر الله
تصاغر الشيطان وغُلِب، وإن لم يذكر الله تعاظم وغلب.
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو بكر الحنفي، حدثنا الضحاك بن عثمان، عن سعيد
المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أحدكم
إذا كان في المسجد، جاءه الشيطان فأبس
__________
(1) في هـ: "صفة" والمثبت من م، أ.
(2) رواه مسلم في صحيحه برقم (2814) من حديث عبد الله بن مسعود، رضي الله
عنه.
(3) في أ: "من الإنسان".
(4) صحيح مسلم برقم (2174) هو في صحيح البخاري برقم (2035،6219،7171) من
حديث صفية، رضي الله عنها.
(5) في م: "زياد" وهو الصواب.
(6) في أ: "خرطومه".
(7) في أ: "ذكر الله".
(8) في أ: "نسى الله".
(9) مسند أبي يعلى (7/278،279) قال الحافظ ابن حجر في الفتح (8/742):
"إسناده ضعيف"؛ وذلك لضعف زياد النميري والكلام في عدي بن أبي عمارة.
(10) المسند (5/59).
(11) في م: "إسناد".
به كما يُبَس الرجل بدابته، فإذا سكن له زنقه -أو: ألجمه". قال
أبو هُرَيرة: وأنتم ترون ذلك، أما المزنوق فتراه مائلا-كذا-لا يذكر الله،
وأما الملجم ففاتح فاه لا يذكر الله، عز وجل. تفرد به أحمد (1) .
وقال سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: { الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ }
قال: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله
خَنَس. وكذا قال مجاهد، وقتادة.
وقال المعتمر بن سليمان، عن أبيه: ذُكرَ لي أن الشيطان، أو: الوسواس ينفث
في قلب ابن آدم عند الحزن وعند الفرح، فإذا ذكر الله خنس.
وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: { الْوَسْوَاس } قال: هو الشيطان يأمر،
فإذا أطيع خنس.
وقوله: { الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ } هل يختص هذا ببني آدم
-كما هو الظاهر -أو يعم بني آدم والجن؟ فيه قولان، ويكونون قد دخلوا في
لفظ الناس تغليبا.
وقال ابن جرير: وقد استعمل فيهم(رجَالٌ منَ الجنَ) فلا بدع في إطلاق الناس
عليهم .
وقوله: { مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } هل هو تفصيل لقوله: { الَّذِي
يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ } ثم بينهم فقال: { مِنَ الْجِنَّةِ
وَالنَّاسِ } وهذا يقوي القول الثاني. وقيل قوله: { مِنَ الْجِنَّةِ
وَالنَّاسِ } تفسير للذي يُوسوس في صدور الناس، من شياطين الإنس والجن،
كما قال تعالى: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا
شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ
الْقَوْلِ غُرُورًا } [ الأنعام : 112 ] ، وكما قال الإمام أحمد:
حدثنا وَكِيع، حدثنا المسعودي، حدثنا أبو عُمَر الدمشقي، حدثنا عبيد بن
الخشخاش، عن أبي ذر قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في
المسجد، فجلست، فقال: "يا أبا ذر، هل صليت؟ ". قلت: لا. قال: "قم فصل".
قال: فقمت فصليت، ثم جلست فقال: "يا أبا ذر، تعوذ بالله من شر شياطين
الإنس والجن".
قال: قلت: يا رسول الله، وللإنس شياطين؟ قال: "نعم". قال: قلت: يا رسول
الله، الصلاة؟ قال: "خير موضوع، من شاء أقل، ومن شاء أكثر". قلت: يا رسول
الله فما الصوم؟ قال: "فرض يجزئ، وعند الله مزيد". قلت: يا رسول الله،
فالصدقة؟ قال: "أضعاف مضاعفة". قلت: يا رسول الله، أيها (2) أفضل؟ قال:
"جُهد من مُقل، أو سر إلى فقير". قلت: يا رسول الله، أي الأنبياء كان أول؟
قال: "آدم". قلت: يا رسول الله، ونبي (3) كان؟ قال: "نعم، نبي مُكَلَّم".
قلت: يا رسول الله، كم المرسلون؟ قال: "ثلثمائة وبضعة عشر، جَمًّا
غَفيرًا". وقال مرة: "خمسة عشر". قلت: يا رسول الله، أيما أنزل عليك أعظم؟
__________
(1) المسند (2/230)، وقال الهيثمي في المجمع (1/242): "رجاله رجال الصحيح".
(2) في م: "فأيها".
(3) في م: "ونبيا".
قال: "آية الكرسي: { اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ
الْقَيُّومُ }
ورواه النسائي، من حديث أبي عمر الدمشقي، به (1) . وقد أخرج هذا الحديث
مطولا جدًا أبو حاتم بن حبان في صحيحه، بطريق آخر، ولفظ آخر مطول جدًا (2)
فالله أعلم.
وقال الإمام أحمد: حدثنا وَكِيع، عن سفيان، عن منصور، عن ذر بن عبد الله
الهَمْداني، عن عبد الله بن شداد، عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أحدث (3) نفسي بالشيء لأن أخر من
السماء أحب إلي من أن أتكلم به. قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة".
ورواه أبو داود والنسائي، من حديث منصور -زاد النسائي: والأعمش -كلاهما عن
ذر، به (4) .
آخر التفسير، ولله الحمد والمنة، والحمد لله رب العالمين (5) . وصلى الله
على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين (6) . ورضي الله عن الصحابة أجمعين (7)
. حسبنا الله ونعم الوكيل.
وكان الفراغ منه في العاشر من جمادي الأولى سنة خمس وعشرين وثمانين.
والحمد له وحده (8) .
__________
(1) المسند (5/178) وسنن النسائي (8/275).
(2) صحيح ابن حبان برقم (94) "موارد"، (1/287) "الإحسان" من طريق إبراهيم
بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني، عن أبيه عن جده، عن أبي إدريس الخولاني،
عن أبي ذر، رضي الله عنه، وقد قال ابن عدي عن هذا الحديث: "هذا الحديث
منكر من هذا الطريق".
(3) في م: "لأحدث".
(4) المسند (1/235) وسنن أبي داود برقم (5112) وسنن النسائي الكبرى برقم
(10503).
(5) في أ: "والحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى".
(6) في أ: "وسلم تسليما أبدا دائما إلى يوم الدين".
(7) في أ: "ورضي الله عن أصحاب رسول الله".
(8) في م: "آخر التفسير ويليه فضائل القرآن للمؤلف أيضا، وبه يتم الكتاب
إن شاء الله، ولله الحمد والمنة على التمام، إنه ولي الإنعام".
وقد جاء في خاتمة النسخة "هـ" هذه الخاتمة للناسخ:
"الحمد لله الذي رفع السماء بغير عماد، وبسط الأرض وثبتها بالأطواد، ومنح
معرفته ومحبته من شاء من العباد، وأقام لدينه أولياء ينصرونه ويقومون به،
وجعل منهم النجباء والأقطاب والأوتاد، وأعلى منار الدين بالعلماء
العاملين، وأوضح بهم طرق الرشاد، وقمع بهم أهل الزيغ والأهواء والبدع
والفساد، وثبت لهم دينهم بالنقل عن نبيهم بصحيح الإسناد، ونفى عنهم
التدليس والشذوذ والانفراد.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، المتعالي عن الشركاء والنظراء
والأنداد، المنزه عن الحلول والاتحاد والإلحاد.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، سيد العباد، صلى الله عليه
وعلى آله النجباء الأنجاد، وصحابته السادة الأبرار الأمجاد، صلاة تدوم
وتقوم ما قامت السموات والأرض بأمره، وقابل البياض السواد.
وبعد، فقد أمرني السيد الجليل، من وصل الله له جناح الصنيع الجميل، وواصل
عليه السول، وأوصل إليه المأمول، وعمر بحبه ربوع أنسي، وأمطر بفيضه ربيع
نفسي، مولانا وسيدنا العبد الفقير إلى الله سبحانه الآمل الراجي عفوه
الكريم وإحسانه، قاضي القضاة، حاكم الحكام، نجم الدين حجة الإسلام
والمسلمين، سيد العلماء في العالمين، بهاء الملة، لسان الشريعة، عز السنة،
حصن الأمة، خطيب الخطباء، إمام البلغاء، غرة الزمان، ناصر الإيمان شيخ
شيوخ العارفين، أبو حفص عمر - ابن سيدنا ومولانا العبد الفقير إلى الله
تعالى - الشيخ الإمام العلامة، والحبر الفهامة، قدوة العلماء العاملين،
أبي محمد حجي السعدي الشافعي - أمر - أعلى الله أمره، وأسد قدره، من لا
يتقلب إلا في طاعته، ولا يتصرف إلا في مرضاته - أن يكتب برسم خزانة تفسير
الإمام العالم الكبير، العلامة عماد الدين ابن كثير - رحمه الله وأرضاه،
وجعل بحبوحة الجنة مقره ومثواه. فامتثلت أمره بالسمع والطاعة، وعددت هذا
الأمر من أنفس البضاعة، مع أني في الكتابة قليل الصناعة. فكتبت قدر ما
قدرت عليه، ووصلت إليه. فإن صادفت قبولا وبلغت مأمولا، فيكون سعدي سعيدا،
ويقع سهمي سديدا.. فإن وقفت بي قدرتي دون همتي ... فمبلغ علمي والمعاذير
تقبل
قد جمعت هذه الخزانة الشريفة أشتات العلوم على الإطلاق، من رام مثلها فهو
مقصر عن روم أسباب اللحاق، خصوصا إذا كان بها هذا التفسير الذي مادته سنن
المصطفى المنبه على جوامع ما يزداد اللبيب بها بصيرة في علمه النافع، إذ
كان صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلام، وعلم فصل الخطاب. فلم يسمع
الناس كلاما أعم نفعا، ولا أقصر لفظا، ولا أعدل وفرا، ولا أجمل مذهبا، ولا
أكرم مطلبا، ولا أحسن موقعا، ولا أسهل مخرجا. ولا أفصح عن معناه، ولا أبين
في فحواه صلى الله عليه وسلم.
فلله در مولانا؛ إذا جمع الفضائل، ونظم آحاد العقائل، وحاز من العلم الذري
والغوارب. فلا يخفى على ذي لب أنه أغرق في الفهم فصولا، وأعرق في العلم
أصولا، فأقول مختصرا، وعما يليق بمدحه معتذرا، عسى يمر به من تضاعيف ثنائي
عليه ما يبلغني به الزلفى في حبه، والقربى من قلبه، وتلك أمنيتي حين ألقى
منيتي، لا أتعداها، ولا أتمنى سواها ولله در القائل: إذا ابن حجي حادت لنا
يده ... لم يحمد الأجودان البحر والمطر
وإن أضاءت لنا أنوار غرته ... تضاءل الأنوران الشمس والقمر
وإن مضى رأيه أو جد عزمته ... تأخر الماضيان السيف والقدر
من لم يبت حذرا من خوف سطوته ... لم يدر ما المزعجان: الخوف والحذر?
كأنه الدهر في نعمي وفي نقم ... إذا تعاقب منه النفع والضرر
كأنه وزمام الدهر في يده ... يدا عواقب ما يأتي وما يذر
فالحمد لله الذي جعل جمال منظرك موازيا لكمال مخبرك، وشامخ فرعك مقارنا
لراسخ عنصرك، والله حسبي فيك من كل ما يعوذ العبد به المولى: واسلم وعش لا
زلت في نعمة ... أنت بها من غيرك الأولى
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
كتبه الفقير محمد بن علي الصوفي البواب، لمنعاه التضائية، بدمشق المحروسة،
حامدا ومصليا، ومحسبلا ومحوقلا، والحمد لله وحده".
يقول الفقير إلى عفو ربه سامي بن محمد بن عبد الرحمن بن سلامة: وكان
الانتهاء من تحقيق تفسير القرآن العظيم فجر يوم الأربعاء الثاني من شهر
ربيع الأول سنة سبع عشرة وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية في مدينة
الرياض، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
مقدمة التحقيق
إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ.وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه.
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [آل عمران: 102] .
{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء: 1] .
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد:
فهذا هو كِتَاب تَفْسِير القرآن العظيم، للإمام العلامة، المُفَسِّر، المُؤرِّخ، الحُجَّةِ الحَافِظِ إسْماعيلَ بْنِ عُمَرَ بْنِ ضَوْءِ بْنِ كَثيرٍ القُرَشِيِّ الشَّافِعِيِّ الدّمَشْقِيِّ -رَحِمَه اللهُ-أُقَدِّمُه لِقُرَّاء العَرَبِيَّةِ والعَالَم الإسْلامِيِّ، بَعْدَ مُضيِّ قَرْنٍ من الزمان على طبعته الأولَى تقريبًا، كادتْ -خِلال هذه الفَتْرَةِ-أن تُخْفى مَعَالِمُهُ، وتَنمَحِي مُمَيِّزَاتُهُ مِنْ جَرَّاء عَبَثِ الوَرَّاقِين، ومُمَارسَاتِ المتأكِّلِين مِنْ صَحفيّينَ وَكَتْبِيين.
أقدِّمُه بَعْد أن قُمْتُ بِأعْبَاءِ تَحْقِيقِهِ وضَبْط نَصِّهِ، وتَخْرِيجِ أحَادِيثهِ والتَّعْلِيق عَلَيْهِ، عَلَى نَحْوٍ يُيَسِّر الفَائِدةَ مِنْهُ، ويُحقِّقُ رَغْبَةَ أهْل العِلْم الذين طالما تَمَنَّوْا أنْ يُنْشَرَ هَذَا الْكِتَابُ نَشْرَةً عِلْمِيَّةً مُوَثَّقةً، خَالِيةً مِنَ التَّحْريفِ، والسَّقْط والتَّصْحِيفِ.
وتَفْسير ابن كثير -رحمه الله-من أعْظَم وأجَلِّ كُتُبِ التفسير، أمْضَى فيه مُؤَلِّفهُ -رحمه الله-عُمُراً طويلا وهو يُقلِّبُ فيه بين الفَيْنَةِ والأخرى، مُحَلِّيًا إيَّاه بِفَائِدةٍ تَخْطُر له، أو حكاية قولٍ أزْمَعَ تَحْقِيقهُ.
وقد احْتَوَى تَفْسيرُهُ على الكثير من الأحَاديثِ والآثارِ من مصادر شَتَّى، حتى أتَى على مُسْنَدِ الإمام أحمد فَكَادَ يَسْتَوْعِبه، كما نَقَل عن مصادر لا ذِكْرَ لها في عَالَمِ المخطوطات، كتفسير الإمام أبي بَكْر بن مَرْدُويه، وتفسير الإمام عَبْد بْنِ حُمَيْدٍ، وتفسير الإمام ابن المنْذِر، وغيرها كثير.
كما تَضَمَّنَ تفسيرُ ابن كثير-رحمه الله-بَعْضَ المباحِثِ الفِقْهيَّةِ والمسائل اللُّغَوِيَّةِ، وقد قال الإمام
السُّيُوطِيُّ: لم يُؤلَّف على نَمَطٍ مِثْلُه.
والطَّرِيقةُ
التي اتَّبَعَها الحافظُ ابنُ كَثِيرٍ في كِتَابِهِ أن يَذْكُرَ الآيةَ،
ثم يَذْكُر مَعْناها العام، ثم يُورِدُ تَفْسيرَها من القُرْآنِ أو من
السُّنَّةِ أو من أقوال الصَّحَابِة والتَّابِعينَ، وأحْيانًا يَذْكُرُ
كُلَّ ما يَتعلَّقُ بالآيةِ من قَضَايا أو أحْكَامٍ، ويَحْشُد لذلك
الأدِلةَ من الكِتَابِ والسُّنةِ، وَيذْكرُ أقْوَالَ المذاهبِ
الفِقْهِيَّةِ وأدِلتَهَا والتَّرْجِيحَ بَيْنَها.
وقد أبَانَ
الحافظُ ابنُ كَثير عَنْ طَرِيقَتِهِ في مُقدِّمةِ تَفْسِيرِه، قال:
"فَإنْ قَالَ قَائِلٌ: فمَا أحْسَنُ طُرُقِ التَّفْسِيرِ؟ فَالْجوابُ:
إنَّ أصَحَّ الطُّرُقِ في ذلك أنْ يُفَسَّرَ القرآنُ بالقرآنِ، فما
أُجْمِلَ في مكَانٍ فإنه قد بُسِطَ في مَوْضِعٍ آخرَ، فإن أعْياكَ
فَعَلَيْكَ بالسُّنَّة؛ فإنها شَارِحةٌ للقُرْآنِ وَمُوَضِّحةٌ له،
وحِينَئذٍ إذا لم نَجِدِ التفْسِيرَ فِي القُرآنِ ولا في السُّنةِ
رَجَعْنا في ذلك إلى أَقْوالِ الصَّحابةِ؛ فإنهم أدْرَى بذلك لما
شَاهَدُوا من القَرائِنِ والأحْوالِ التي اخْتُصُّوا بها، ولِما لهم مِنَ
الفَهْمِ التَّامِ والعِلْم الصَّحِيح والعَمَلِ الصَّالِحِ، لاسيَّما
عُلَماءَهُم وكُبَراءَهُمْ كالأئمَّةِ الأربعةِ الخُلَفاءِ الرّاشِدين،
والأئمة المهتدِينَ الْمهدِيِّينَ، وعَبْدَ الله بن مَسْعودٍ -رضي الله
عنهم أجمعين-وإذا لم تَجِدِ التفْسِيرَ في القُرآنِ ولا في السُّنةِ ولا
وَجَدْتَهُ عنِ الصَّحابةِ فقد رَجَعَ كَثير من الأئمةِ في ذلك إلى أقوالِ
التَّابِعينَ".
طَبَعاتُ الكتابِ:
وقد طُبِعَ هذا التفسيرُ
لأوَّلِ مرة في المطْبَعَةِ الأمِيريَّة من سنة 1300 هـ إلى سنة 1302 هـ
بهامش تفسير "فَتْح البَيَان" لِصدّيقِ حَسَن خَان، ثم طَبَعهُ الشيخُ
رَشِيد رِضَا -رحمه الله-ومعه تَفْسيرُ البَغَوِيِّ في تِسْعَةِ
مُجلَّداتٍ بأمر جَلالِة الملِكِ عبدِ الْعَزيزِ بْنِ عبدِ الرَّحْمنِ آلِ
سُعُود-رحمه الله-من سنة 1343 هـ إلى سنة 1347 هـ، واجْتَهدَ -رحمه
الله-في تَصحِيحهِ ما اسْتَطَاعَ، ولكن فَاتَهُ الشَّيْءُ الكَثِيرُ.
ثُمَّ
تَدَاولتِ المطَابِعُ طَبْعَهُ طبعاتٍ تِجاريَّة، ليس فيها تَصْحِيح ولا
تَحْقيقٌ وَلا مُراجَعَةٌ، وإنما اعْتَمَدُوا طَبْعَة "المنار"، فأخذوها
بما فيها من أغْلاطٍ، ثم زادوها ما استطاعوا من غَلَط أو تَحْريفٍ.
فَكَانَ
انتفاعُ النَّاسِ بهذا التفْسيرِ انتفاعًا قاصرًا؛ لما امتلأتْ بِهِ
طَبَعاتُهُ مِنْ غَلَطٍ وَتَحْريفٍ، يَجِبُ معهما أن يُعادَ طَبْعُهُ
طبعةً عِلْمِيةً مُحَقَّقةً، ويُرجَعُ فيها إلى النُّسَخِ المخْطُوطةِ منه
ما أمْكَنَ، ثم الرجوع إلى مصادر السُّنَّةِ الَّتِي يَنْقِلُ عنها
الحافظُ ابْنُ كَثيرٍ، وإلى كُتُبِ رِجَالِ الحديثِ والتَّراجُمِ
لتَصْحِيحِ أسْماءِ الرجالِ في الأسانيدِ، وهم شَيءٌ كثيرٌ وعدَدٌ ضَخْمٌ
(1) .
حتى جاءت سنة 1390 هـ فَخَرجتْ طَبعةٌ جَديدةٌ لهذا التَّفْسير من دار
الشَّعْبِ بتَحْقيقِ الأساتذةِ:
__________
(1) عمدة التفسير للشيخ أحمد شاكر (1/ 6).
عبد العزيز غُنَيم، ومُحمَّد أحمد عاشور، ومحمد إبراهيم البَنَّا.
لكنهم
اعْتَمَدوا على نُسخةِ الأزْهرِ، وهي نسخةٌ قديمةٌ وجَيِّدةٌ، لكن
بمقارنتها بِبَقِيَّةِ النُّسَخِ فإنَّهَا يَكْثُر فيها السَّقْطُ
والتَّصْحِيفُ (1) .
وقد تَعَقَّبَ الدكتورُ إسماعيلُ عبد العالِ هذه الطَّبْعَة في كتابه "ابن
كَثيرٍ ومنْهَجهُ في التَّفْسيرِ" (2) ثُمَّ قَالَ:
"وأرَى
مِنْ الواجبِ عَلَى مَنْ يَتصدَّى لتحقيقِ تفسيرِ ابْنِ كثيرِ-تحقيقًا
عِلْميا دَقِيقًا سَلِيمًا مِنَ المآخِذ-ألا يَعْتمِد عَلَى نُسْخَةٍ
واحِدَةٍ، بل عليه أن يَجْمَعَ كُلَّ النُّسَخِ المخطوطةِ والمطبوعةِ،
ويُوازِنَ بينها مع إثباتِ الزِّيادةِ والنَقْصِ، والتَّحريفِ
والتَّصحيفِ".
وكُنْتُ مُنْذُ خَمْسِ سَنَواتٍ قد بَدَأتُ الْعَمَلَ
عَلَى تَحْقِيقِ هَذَا الْكِتابِ بِجَمْعِ مَخْطوطاتِهِ، وَتَوْثِيقِ
نُصُوصِهِ وإصْلاحِ ما وَقَعَ في طَبَعاتهِ السَّابقةِ مِنْ تَحْريفٍ
ونَقْصٍ، حتى خَرَجَ في هَيْئةٍ أحْسَبُ أنها أقْرَبُ ما تَكُونُ إلى ما
أرَادَهُ المُصَنِّفُ -رحمه الله.
وقد سَاعَدنِي في كثيرٍ مِنَ مراحلِ الْعَملِ إخْوةٌ أفَاضِلُ، فَلَهُمْ
مِنِّي خَالصُ الدُّعاءِ وجَزِيلُ الشُّكْرِ.
وبعد:
فقد
مَرَّتْ عليَّ أثناء الْعَملِ في هذا الكِتابِ سُنونَ شَديدةٌ، اللهُ
وحدَهُ بها عَلِيمٌ، قَاسَيتُ فيها شَدائدَ، وواجَهْتُ فيها عَقَباتٍ، إلا
أنَّ هِمَّتِي أَبَتْ إلا إتْمامَهُ، ونَفْسِي تَاقتْ إلى التَّشَرُّفِ
بخِدْمَتِهِ.
وقد كَابدتُ في هَذا الكتابِ جَهْدِي، وبَذَلْتُ فيه
مَالِي، واسْتنفَقْتُ له وَقْتِي، فكَمْ من لَيالٍ أنْفقتُهَا في تَصْويبِ
تَحْريفٍ، أو تَقْويمِ تَصْحيفٍ.
أقولُ ذلك ملتمِسًا العُذْرَ مِنْ
عالِمٍ سَقَط عَلَى زَلَلٍ، أو قارئٍ وَقَعَ على خَطَأ، فَمِثْلُ هذَا
العَمَلِ الكبِيرِ لا بُدَّ أنْ تَظْهرَ فيهِ بَعْضُ الأخطاءِ المطبعيةِ،
والأوْهامِ الْيَسِيرةِ، وصَدَقَ المُزَنيُّ -رحمه الله-حين قال: "لَوْ
عُورضَ كتابٌ سَبْعينَ مرةً لَوُجِدَ فيه خَطَأ، أبَى اللهُ أن يكون
صَحِيحًا غَيْر كِتابِهِ"، فالمرْجُو من أهْلِ العِلْمِ أن يُرْسِلُوا لِي
ما لَدَيْهِم من مُلاحظاتٍ أو اسْتِدْراكٍ أو تَعْقِيبٍ حتى أتدَاركَ ذلك
في الطبعةِ اللاحقةِ إن شَاءَ اللهُ.
ولا أنْسَى في خِتَامِ كَلِمَتي
أنْ أرْفَعَ شُكْرِي إلى مَقَامِ والديَّ الَّلذَيْنِ كان لهما الفَضْلُ
في تَنْشِئَتِي، وإرْشَادِي إلى العِلْمِ وحُبِّهِ، والاجْتِهادِ فِي
طَلَبِهِ: { رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ
مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ
إِلا تَبَارًا } [نوح: 28] .
__________
(1) وقد سدت هذه الطبعة فراغًا آنذاك، ولكن يتعين بعد اليوم عدم اعتمادها
في دراسة أو قراءة لكثرة ما فيها من السقط والأوهام.
(2) ص 128 .
وأشْكُرُ
الأستاذَ الفاضِلَ/ سعد بن صالح الطويل، وكيلَ عِمادةِ شُؤون المكتبات
بجَامِعَةِ الإمامِ محمد بن سعود الإسلامية سَابِقًا، والأستاذ الفاضل/
صالح الحجي، مُدِير قِسْمِ المخطوطات بجامعة الملك سُعُود، وأشْكُرُ كُلّ
أخٍ ساعدنِي أو شَجَّعنِي لمواصلة طريقِي.
واللهَ أسْألُ أنْ يَنْفعَ
به الجميعَ، وأنْ يجْعَلَهُ خالصًا لِوجْهِهِ الْكَرِيم، وأنْ يَكُونَ من
الثَّلاث التي يَنْقطِعُ عَمَلُ ابْنِ آدمَ إذا مات إلا مِنْها، وأنْ
يكْتُبَ لجميع من أسْهَمَ فيه الأجْرَ والمثوبَةَ، إنه وَلِيُّ ذلك
والقادِرُ عليه، وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ على نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ وعَلَى
آلِهِ وصَحْبِه أجْمَعينَ. وكتبه:
سامي بن محمد بن عبد الرحمن بن سلامة
الرياض: 5/ 5/ 1417هـ
القسم الأول
الدراسة
وقد اشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: ترجمة الحافظ ابن كثير.
المبحث الثاني: كتاب تفسير القرآن العظيم.
المبحث الأول
ترجمة الحافظ ابن كثير
1-نسبه وميلاده:
هو
الإمام الحافظ، المحدث، المؤرخ، عماد الدين، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن
كثير بن ضوء بن كثير بن ضوء بن درع القرشي الدمشقي الشافعي.
ولد بقرية "مِجْدَل" من أعمال بصرى، وهي قرية أمه، سنة سبعمائة للهجرة أو
بعدها بقليل.
2-نشأته:
نشأ
الحافظ ابن كثير في بيت علم ودين، فأبوه عمر بن حفص بن كثير أخذ عن
النواوي والفزاري وكان خطيب قريته، وتوفى أبوه وعمره ثلاث سنوات أو نحوها،
وانتقلت الأسرة بعد موت والد ابن كثير إلى دمشق في سنة (707 هـ)، وخلف
والده أخوه عبد الوهاب، فقد بذل جهدًا كبيرًا في رعاية هذه الأسرة بعد
فقدها لوالدها، وعنه يقول الحافظ ابن كثير: "وقد كان لنا شقيقا، وبنا
رفيقًا شفوقًا، وقد تأخرت وفاته إلى سنة (750 هـ) فاشتغلت على يديه في
العلم فيسر الله منه ما تيسر وسهل منه ما تعسر" (1)
3-شيوخه:
1-شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية، رحمه الله.
2-الحافظ أبو الحجاج يوسف المزي، رحمه الله.
3-الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي، رحمه الله.
4-الشيخ أبو العباس أحمد الحجار الشهير بـ "ابن الشحنة".
5-الشيخ أبو إسحاق إبراهيم الفزاري، رحمه الله.
6-الحافظ كمال الدين عبد الوهاب الشهير بـ "ابن قاضي شهبة".
7-الإمام كمال الدين أبو المعالي محمد بن الزملكاني، رحمه الله.
8-الإمام محيي الدين أبو زكريا يحيى الشيباني، رحمه الله.
9-الإمام علم الدين محمد القاسم البرزالي، رحمه الله.
10-الشيخ شمس الدين أبو نصر محمد الشيرازي، رحمه الله.
11-الشيخ شمس الدين محمود الأصبهاني، رحمه الله.
12-عفيف الدين إسحاق بن يحيى الآمدي الأصبهاني، رحمه الله.
__________
(1) البداية والنهاية (14/ 32).
13-الشيخ بهاء الدين القاسم بن عساكر، رحمه الله.
14-أبو محمد عيسى بن المطعم، رحمه الله.
15-عفيف الدين محمد بن عمر الصقلي، رحمه الله.
16-الشيخ أبو بكر محمد بن الرضى الصالحي، رحمه الله.
17-محمد بن السويدي، بارع في الطب.
18-الشيخ أبو عبد الله بن محمد بن حسين بن غيلان، رحمه الله.
19-الحافظ أبو محمد عبد المؤمن الدمياطي، رحمه الله.
20-موسى بن علي الجيلي، رحمه الله.
21-جمال الدين سليمان بن الخطيب، قاضي القضاة.
22-محمد بن جعفر اللباد، شيخ القراءات.
23-شمس الدين محمد بن بركات، رحمه الله.
24-شمس الدين أبو محمد عبد الله المقدسي، رحمه الله.
25-الشيخ نجم الدين بن العسقلاني.
26-جمال الدين أبو العباس أحمد بن القلانسي، رحمه الله.
27-الشيخ عمر بن أبي بكر البسطي، رحمه الله.
28-ضياء الدين عبد الله الزربندي النحوي، رحمه الله.
29-أبو الحسن علي بن محمد بن المنتزه، رحمه الله.
30-الشيخ محمد بن الزراد، رحمه الله.
4-تلاميذه:
1-الحافظ علاء الدين بن حجي الشافعي، رحمه الله.
2-محمد بن محمد بن خضر القرشي، رحمه الله.
3-شرف الدين مسعود الأنطاكي النحوي، رحمه الله.
4-محمد بن أبي محمد بن الجزري، شيخ علم القراءات، رحمه الله.
5-ابنه محمد بن إسماعيل بن كثير، رحمه الله.
6-الإمام ابن أبي العز الحنفي، رحمه الله.
7-الحافظ أبو المحاسن الحسَيني، رحمه الله.
5-مؤلفاته:
أ-في علوم القرآن:
1-تفسير القرآن العظيم: وسيأتي الكلام عليه في المبحث الثاني إن شاء الله
تعالى.
2-فضائل
القرآن: وهو ملحق بالتفسير في النسخة البريطانية، والنسخة المكية، وقد
اعتمدت إلحاقه بالتفسير لقرب موضوعه من التفسير؛ ولأن هاتين النسختين هما
آخر عهد ابن كثير لتفسيره.
وقد طبعت مفردة بتحقيق الأستاذ محمد البنا في مؤسسة علوم القرآن ببيروت.
ب-في السنة وعلومها:
3-أحاديث الأصول.
4-شرح صحيح البخاري.
5-التكميل
في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والمجاهيل: منه نسخة بدار الكتب المصرية
برقم (24227) في مجلدين، وهي ناقصة ولديَّ مصورة عنها.
6-اختصار علوم
الحديث: نشر بمكة المكرمة سنة (1353 هـ) بتحقيق الشيخ محمد عبد الرزاق
حمزة، ثم شرحه الشيخ أحمد شاكر، رحمه الله، وطبع بالقاهرة سنة (1355 هـ).
7-جامع
المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن: منه نسخة بدار الكتب المصرية برقم
(184) حديث، ونشره مؤخرًا الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي، وطبع بدار الكتب
العلمية ببيروت.
8-مسند أبي بكر الصديق، رضي الله عنه.
9-مسند عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: نشره الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي،
وطبع بدار الوفاء بمصر.
10-الأحكام الصغرى في الحديث.
11-تخريج أحاديث أدلة التنبيه في فقه الشافعية.
12-تخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب: طبع مؤخرًا بتحقيق الكبيسي، ونشر في
مكة.
13-مختصر كتاب "المدخل إلى كتاب السنن" للبيهقي.
14-جزء في حديث الصور.
15-جزء في الرد على حديث السجل.
16-جزء في الأحاديث الواردة في فضل أيام العشرة من ذي الحجة.
17-جزء في الأحاديث الواردة في قتل الكلاب.
18-جزء في الأحاديث الواردة في كفارة المجلس.
جـ -في الفقه وأصوله:
19-الأحكام الكبرى.
20-كتاب الصيام.
21-أحكام التنبيه.
22-جزء في الصلاة الوسطى.
23-جزء في ميراث الأبوين مع الإخوة.
24-جزء في الذبيحة التي لم يذكر اسم الله عليها.
25-جزء في الرد على كتاب الجزية.
26-جزء في فضل يوم عرفة.
27-المقدمات في أصول الفقه.
د-في التاريخ والمناقب:
28-البداية والنهاية: مطبوع عدة طبعات في مصر وبيروت، أحسنها الطبعة التي
حققها الدكتور علي عبد الستار وآخرون.
والنهاية مطبوع في مصر بتحقيق أحمد عبد العزيز.
29-جزء مفرد في فتح القسطنطينية.
30-السيرة النبوية: مطبوع باسم الفصول في سيرة الرسول بدمشق.
31-طبقات الشافعية: منه نسخة في شستربيتى بإيرلندا، وقد طبع مؤخرًا في مصر.
32-الواضح النفيس في مناقب محمد بن إدريس: منه نسخة في شستربيتى بإيرلندا.
33-مناقب ابن تيمية.
34-مقدمة في الأنساب.
6-ثناء العلماء عليه:
كان ابن كثير، رحمه الله، من أفذاذ العلماء في عصره، أثنى عليه معاصروه
ومن بعدهم الثناء الجم:
فقد
قال الحافظ الذهبي في طبقات شيوخه: "وسمعت مع الفقيه المفتي المحدِّث، ذى
الفضائل، عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الشافعي.. سمع من ابن
الشحنة وابن الزراد وطائفة، له عناية بالرجال والمتون والفقه، خرَّج وناظر
وصنف وفسر وتقدم" (1) .
وقال عنه أيضًا في المعجم المختص: "الإمام المفتي المحدِّث البارع، فقيه
متفنن، محدث متقن، مفسر نقال" (2) .
__________
(1) طبقات الحفاظ للذهبي (4/ 29) وعمدة التفسير لأحمد شاكر (1/ 25)
(2) المعجم المختص للذهبي.
وقال
تلميذه الحافظ أبو المحاسن الحسيني: "صاهر شيخنا أبا الحجاج المزي فأكثر،
وأفتى ودرس وناظر، وبرع في الفقه والتفسير والنحو وأمعن النظر في الرجال
والعلل" (1) .
وقال العلامة ابن ناصر الدين: "الشيخ الإمام العلامة الحافظ عماد الدين،
ثقة المحدثين، عمدة المؤرخين، علم المفسرين" (2) .
وقال
ابن تغري بردي: "لازم الاشتغال، ودأب وحصل وكتب وبرع في الفقه والتفسير
والفقه والعربية وغير ذلك، وأفتى ودرس إلى أن توفى" (3) .
وقال ابن حجر العسقلاني: "كان كثير الاستحضار، حسن المفاكهة، سارت تصانيفه
في البلاد في حياته، وانتفع الناس بها بعد وفاته" (4) .
وقال
ابن حبيب: "إمام روى التسبيح والتهليل، وزعيم أرباب التأويل، سمع وجمع
وصنف، وأطرب الأسماع بالفتوى وشنف، وحدث وأفاد، وطارت أوراق فتاويه إلى
البلاد، واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهت إليه رياسة العلم في التاريخ،
والحديث والتفسير" (5) .
وقال العيني: "كان قدوة العلماء والحفاظ،
وعمدة أهل المعاني والألفاظ، وسمع وجمع وصنف، ودرس، وحدث، وألف، وكان له
اطلاع عظيم في الحديث والتفسير والتاريخ، واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهى
إليه رياسة علم التاريخ والحديث والتفسير وله مصنفات عديدة مفيدة" (6) .
وقال
تلميذه ابن حجي: "أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث، وأعرفهم بجرحها ورجالها
وصحيحها وسقيمها، وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك، وكان يستحضر شيئا
كثيرا من الفقه والتاريخ، قليل النسيان، وكان فقيها جيد الفهم، ويشارك في
العربية مشاركة جيدة، ونظم الشعر، وما أعرف أني اجتمعت به على كثرة ترددي
إليه إلا واستفدت منه" (7) .
وقال الداودي: "أقبل على حفظ المتون، ومعرفة الأسانيد والتعلل والرجال
والتاريخ حتى برع في ذلك وهو شاب" (8) .
7-وفاته ورثاؤه:
في
يوم الخميس السادس والعشرين من شهر شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة توفي
الحافظ ابن كثير بدمشق، ودفن بمقبرة الصوفية عند شيخه ابن تيمية، رحمه
الله.
وقد ذكر ابن ناصر الدين أنه "كانت له جنازة حافلة مشهودة، ودفن بوصية منه
في تربة شيخ الإسلام ابن تيمية بمقبرة الصوفية".
وقد قيل في رثائه، رحمه الله:
لفقدك طلاب العلوم تأسفوا ... وجادوا بدمع لا يبير غزير
ولو مزجوا ماء المدامع بالدما ... لكان قليلا فيك يا بن كثير
__________
(1) ذيل تذكرة الحفاظ للحسيني ص 58، وعمدة التفسير لأحمد شاكر (1/ 26).
(2) الرد الوافر.
(3) النجوم الزاهرة (11/ 123).
(4) الدرر الكامنة.
(5) شذرات الذهب لابن العماد (6/ 232).
(6) النجوم الزاهرة (11/ 123).
(7) شذرات الذهب لابن العماد (6/ 232).
(8) طبقات المفسرين.
المبحث الثاني
كتاب تفسير القرآن العظيم
1-تاريخ كتابته:
لم
يحدد الحافظ ابن كثير، رحمه الله، تاريخ بدايته في كتابة هذا التفسير ولا
تاريخ انتهائه منه، لكن ثمة دلائل تدل على تاريخ انتهائه منه، فإنه ذكر
عند تفسير سورة الأنبياء شيخه المزي ودعا له بطول العمر مما يفهم منه أنه
قد ألف أكثر من نصف التفسير في حياة شيخه المزي المتوفى سنة (742 هـ).
واقتبس
منه الإمام الزيلعي في كتابه تخريج أحاديث الكشاف (2-180) والزيلعي توفي
سنة (762 هـ)، مما يدل على أن كتاب الحافظ ابن كثير انتشر في هذه الفترة.
هذا
وتعتبر النسخة المكية أقدم النسخ التي وقعت بأيدينا، وقد جاء بآخرها: "آخر
كتاب فضائل القرآن وبه تم التفسير للحافظ العلامة الرحلة الجهبذ مفيد
الطالبين الشيخ عماد الدين إسماعيل الشهير بابن كثير، على يد أفقر العباد
إلى الله الغني محمد بن أحمد بن معمر المقري البغدادي، عفا الله عنه ونفعه
بالعلم، ووفقه للعمل به آمين.... بتاريخه يوم الجمعة عاشر جمادى الآخرة من
سنة تسع وخمسين وسبعمائة هلالية هجرية".
2-أهميته:
يعد تفسير
الحافظ ابن كثير، رحمه الله، من الكتب التي كتب الله لها القبول
والانتشار، فلا تكاد تخلو منه اليوم مكتبة سواء كانت شخصية أو عامة.
وقد
نهج الحافظ ابن كثير فيه منهجًا علميًا أصيلا وساقه بعبارة فصيحة وجمل
رشيقة، وتتجلى لنا أهمية تفسير الحافظ ابن كثير، رحمه الله، في النقاط
التالية: 1-ذكر الحديث بسنده.
2-حكمه على الحديث في الغالب.
3-ترجيح ما يرى أنه الحق، دون التعصب لرأي أو تقليد بغير دليل.
4-عدم
الاعتماد على القصص الإسرائيلية التي لم تثبت في كتاب الله ولا في صحيح
سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وربما ذكرها وسكت عليها، وهو قليل.
5-تفسيره ما يتعلق بالأسماء والصفات على طريقة سلف الأمة، رحمهم الله، من
غير تحريف ولا تأويل ولا تشبيه ولا تعطيل.
6-استيعاب
الأحاديث التي تتعلق بالآية، فقد استوعب، رحمه الله، الأحاديث الواردة في
عذاب القبر ونعيمه عند قوله تعالى: { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ }
وكذا
استوعب أحاديث الإسراء والمعراج عند قوله تعالى: { سُبْحَانَ الَّذِي
أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ
الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ } وكذا الأحاديث الواردة في الصلاة
على النبي عند قول الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ
عَلَى النَّبِيِّ } وكذا الأحاديث الواردة في فضل أهل البيت عند تفسير
قوله تعالى: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ
أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } وغير هذا كثير (1) .
وقد قال السيوطي في ترجمة الحافظ ابن كثير: "له التفسير الذي لم يؤلف على
نمط مثله".
وقال
الشوكاني: "وله تصانيف، منها التفسير المشهور وهو في مجلدات، وقد جمع فيه
فأوعى، ونقل المذاهب والأخبار والآثار، وتكلم بأحسن كلام وأنفسه، وهو من
أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها".
3-مصادره:
أما مصادر الحافظ
ابن كثير في تفسيره فقد سردها الدكتور إسماعيل عبد العال في كتابه " ابن
كثير ومنهجه في التفسير" أنقلها هنا حسب ترتيب المواضيع:
أولا الكتب السماوية:
1-القرآن الكريم.
2-التوراة، وأشار أنه نقل من نسختين.
3-الإنجيل.
ثانيا: في التفسير وعلوم القرآن:
أ-في التفسير:
4-تفسير آدم بن أبي إياس، المتوفى سنة / 220 هـ أو 221 هـ.
5-تفسير أبي بكر بن المنذر، المتوفى سنة / 318 هـ 0
6-تفسير ابن أبي حاتم، المتوفى سنة /223 هـ/. (ط) قسم منه.
7-تفسير أبو مسلم الأصبهاني (محمد بن بحر)، المتوفى سنة /322 هـ، واسم
كتابه: "جامع التأويل لمحكم التنزيل".
8-تفسير ابن أبي نجيح (عبد الله بن يسار الأعرج المكي مولى ابن عمر).
9-تفسير البغوي (أبو محمد الحسن بن مسعود بن محمد الفراء)، المتوفى سنة
516، واسم كتابه (معالم التنزيل). (ط).
10-تفسير
ابن تيمية (تقي الدين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم)، المتوفى سنة 728
هـ، وهو جزء في تفسير قوله تعالى: { ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ
أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ } (ط).
__________
(1) مقدمة الشيخ مقبل الوادعي (ص 5).
11-تفسير الثعلبي (أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق
النيسابوري)، المتوفى سنة 427 هـ (مخطوط) في المكتبة المحمودية.
12-تفسير الجبائي (أبي علي) المتوفى سنة 303 هـ .
13-تفسير
ابن الجوزي (عبد الرحمن بن علي)، المتوفى سنة 597 هـ، واسم الكتاب (زاد
المسير في علم التفسير) وهو مخطوط بدار الكتب تحت رقم 123 تفسير في أربعة
مجلدات. (ط).
14-تفسير ابن دحيم ( أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن
دحيم)، المتوفى سنة 319 هـ.
15-تفسير
الرازي (محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري أبو عبد الله
المشهور بفخر الدين الرازي)، المتوفى سنة 606 هـ، وكتابه يسمى "التفسير
الكبير" المشهور بمفاتيح الغيب. (ط).
16-تفسير الزمخشري (جار الله
أبي القاسم محمود بن عمر الخوارزمي)، المتوفى سنة 538 هـ وكتابه يدعى
(الكشاف عن حقائق التنزيل، وعيون الأقاويل في وجوه التأويل). (ط).
17-تفسير السدي الكبير، المتوفى سنة 137 هـ-745 م.
18-تفسير سنيد بن داود، المتوفى سنة 226 هـ.
19-تفسير شجاع بن مخلد، المتوفى سنة 235 هـ.
20-تفسير الطبري، المتوفى سنة 310 هـ (ط).
21-تفسيرعبد بن حميد، المتوفى سنة 249 هـ.
22-تفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، المتوفى سنة 182 هـ.
23-تفسير عبد الرزاق الصنعاني، المتوفى سنة 211 هـ . (ط).
24-تفسير ابن عطية العوفي، المتوفى سنة 111 هـ .
25-تفسير
القرطبي (أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي)، المتوفى سنة 671
هـ، وتفسيره يسمى "الجامع لأحكام القرآن الكريم". (ط).
26-تفسير مالك بن أنس إمام دار الهجرة، وهو جزء مجموع له.
27-تفسير الماوردي (أبي الحسن علي بن محمد بن حبيب)، المتوفى سنة 450 هـ،
واسم تفسيره "النكت والعيون".
28-تفسير ابن مردويه.
29-تفسير الواحدي (علي بن أحمد بن محمد بن علي أبي الحسن)، المتوفى سنة
468 هـ. (ط) الوسيط.
30-تفسير وكيع بن الجراح، المتوفى سنة 197 هـ.
ب-في علوم القرآن:
31-"البيان"
لأبي عمرو الداني (الحافظ أبي عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد
المعروف بالداني (371-444 هـ)، وهو حافظ محدث مفسر، واسم الكتاب "جامع
البيان في القراءات السبع" وهو من أحسن مصنفاته يشتمل على نيف وخمسمائة
رواية وطريق، قيل: إنه جمع فيه كل مايعلمه في هذا العلم.
32-"التبيان"
لأبي زكريا النواوي (محيي الدين يحيى بن شرف النووي المتوفى سنة 677 هـ)،
أما اسم الكتاب فهو "التبيان في آداب حملة القرآن"، وقد رتب على عشرة
أبواب ثم اختصره، وسماه "مختار التبيان" (ط).
33-جزء فيمن جمع القرآن
من المهاجرين للحافظ ابن السمعاني القاضي أبي سعيد عبد الكريم بن أبي بكر،
محمد بن أبي المظفر المنصور التميمي المروزي، المتوفى سنة 512 هـ .
34-جميع مصاحف الأئمة.
35-شرح الشاطبية للشيخ شهاب الدين أبي شامة (عبد الرحمن بن إسماعيل
المقدسي الدمشقي المتوفى سنة 665 هـ) .
36-فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلام، المتوفى سنة 224 هـ. (ط).
37-مصحف
أبيّ بن كعب، وهو أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن (زيد بن ثابت، ومعاذ بن
جبل، وأبو زيد الأنصاري)، وقد توفى أبيّ سنة 19 هـ وقيل 20 أو 22 أو 23.
38-معاني القرآن للزجاج (أبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج المتوفى سنة
311 هـ). (ط).
39-الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد القاسم بن سلام. (ط).
ثالثا: كتب السنة وعلوم الحديث وشروحه:
أ-الكتب الستة مضافًا إليها مسند أحمد بن حنبل:
40-الجامع الصحيح للإمام البخاري. (ط).
41-صحيح مسلم للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري،
المتوفى سنة (261 هـ-875 م). (ط).
42-سنن أبي داود (سليمان بن الجارود بن الأشعث الأزدي السجستاني)، المتوفى
سنة ( 275 هـ 889 م). (ط).
43-سنن الترمذي (الجامع) لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سهل الترمذي، المتوفى
(279 هـ-892 م). (ط).
44-سنن النسائي (أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي)، المتوفى سنة 303
هـ، 915 م. (ط).
45-سنن ابن ماجه (أبي عبد الله محمد بن يوسف بن ماجه القزويني)، المتوفى
سنة 327 هـ-886 م. (ط).
46-مسند
الإمام أحمد بن حنبل (أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني
الذهلي)، المتوفى 241 هـ-855 م، وصاحب المذهب الحنبلي المشهور. (ط).
ب-بقية كتب السنة وعلوم الحديث وشروحه:
47-أحاديث الأصول للحافظ ابن كثير.
48-الأحوذي في شرح الترمذي للإمام أبي بكر محمد بن العربي، المتوفى سنة
543 هـ، واسم الكتاب (عارضة الأحوذي في شرح الترمذي). (ط).
49-الأسماء
والصفات للبيهقي (أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي)، المتوفى سنة
453 هـ، والكتاب يتضمن الأحاديث الواردة في أسماء الله تعالى وصفاته وهو
مطبوع بمطبعة أنوار أحمدي بالهند سنة 1313 هـ.
50-الأربعين الطائية
لأبي الفتوح محمد بن محمد بن علي الطائي الهمداني، المتوفى سنة 555 هـ.
وقد ذكر فيه أنه أملى أربعين حديثا من مسموعاته عن أربعين شيخا، كل حديث
عن واحد من الصحابة، فذكر ترجمته وفضائله، وأورد عقيب كل حديث بعض ما
اشتمل عليه من الفوائد، وشرح غريبه وأتبع بكلمات مستحسنة وسماه (الأربعين
في إرشاد السائرين إلى منازل اليقين).
51-الأطراف لأبي الحجاج المزي. (ط) باسم تحفة الأشراف.
52-الأفراد
للدارقطني (أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني الشافعي) المولود في دار قطن
من محال بغداد (306 هـ-918 م) والمتوفى (385 هـ-995 م) أما اسم الكتاب
فهو: (فوائد الأفراد).
53-الأمالي لأحمد بن سليمان النجاد (أبي بكر
أحمد بن سليمان بن الحسن الحنبلي المعروف بالنجاد، فقيه محدث)، توفى 348
هـ-960 م، ويبدو أن كتابه هذا هو ما أملاه في دروسه التي كان يعقدها بعد
صلاة الجمعة (وكانت له حلقتان في جامع المنصور: حلقة قبل الصلاة للفتوى
على مذهب الإمام أحمد، وبعد الصلاة لإملاء الحديث، واتسعت رواياته وانتشرت
أحاديثه ومصنفاته، وكان رأسا في الفقه رأسا في الحديث).
54-الأنواع
والتقاسيم في الحديث لابن حبان (الحافظ محمد بن أحمد بن حبان البستي)
المولود في بست من نواحي سجستان بين هراه وغزنة، والمتوفى (354 هـ 965 م)
(ط) بترتيب الفارسي.
55-الثقات لابن حبان. (ط).
56-جامع الأصول
لابن الأثير (المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري
المتوفى 606 هـ) أما الكتاب فهو (جامع الأصول من أحاديث الرسول) جمع فيه
ابن الأثير الأصول الستة: البخاري، ومسلم، والموطأ، وأبو داود، والنسائي،
والترمذي، وله مختصر يسمى (تيسير الوصول إلى جامع الأصول) لابن الديبع
الشيباني، المتوفى سنة 944 هـ وهو مطبوع بالمكتبة التجارية بتحقيق الشيخ
حامد الفقي، وبتحقيق الشيخ عبد القادر الأرناؤوط.
57-جامع الثوري
(سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري)، المتوفى سنة 161هـ وجامعه يسمى (الجامع
الكبير) يجرى مجرى الحديث رواه عنه جماعة منهم يزيد بن أبي حكيم وعبد الله
بن الوليد، وله أيضًا (كتاب الجامع الصغير وكتاب الفرائض).
58-الجامع لآداب الراوي والسامع: للخطيب البغدادي (أبي أحمد بن علي بن
ثابت المعروف بالخطيب)، البغدادي والمتوفى سنة 463 هـ . (ط).
59-جامع المسانيد لابن الجوزي.
60-الجرح والتعديل لابن أبي حاتم. (ط).
61-جزء في الأحاديث التي تنهى عن إتيان النساء في أدبارهن للذهبي.
62-جزء في الأحاديث الواردة في الاستغفار للدارقطني.
63-جزء في الأحاديث الواردة في فضل الأيام العشرة من ذي الحجة لابن كثير.
64-جزء في الأحاديث الواردة في كفارة المجلس لابن كثير.
65-جزء في حديث الصور لابن كثير أيضًا.
66-جزء في الرد على حديث السجل لابن كثيركذلك.
67-الخلافيات
للبيهقي. قال السبكي في طبقات الشافعية: (وأما كتاب الخلافيات فلم يسبق
إلى نوعه، ولم يصنف مثله، وهو طريقة مستقلة حديثة لا يقدر عليها إلا مبرز
في الفقه والحديث قيم بالنصوص). (ط).
68-دلائل النبوة لأبي زرعة الرازي (عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد فروخ
الرازي (أبي زرعة) محدث حافظ، توفى (264 هـ-878 م).
69-دلائل
النبوة لأبي نعيم الأصبهاني (أحمد بن عبد الله الأصبهاني)، المتوفى سنة
420 هـ، صاحب حلية الأولياء، وكتابه ذاك ثلاثة أجزاء، ذكر منها مؤلفها
الأحاديث الواردة في شأن النبي صلى الله عليه وسلم وما يتعلق بحياته
ونشأته وبعثته وزواجه وغزواته إلخ. وهو مطبوع بمطبعة دائرة المعارف
النظامية بحيدر آباد الدكن بالهند سنة 1320 هـ.
70-دلائل النبوة للبيهقي، وموضوعه كسالفه. (ط).
71-السنة للطبراني، (أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني) صاحب
المعاجم الثلاثة (الكبير والأوسط والأصغر) (260-360 هـ).
72-السنن لأبي بكر بن عاصم (الحافظ أحمد بن عمر الشيباني)، المتوفى 287 هـ
. (ط).
73-سنن
أبي بكر الأثرم، (من أصحاب أحمد بن حنبل واسمه أحمد بن محمد بن هاني ويكنى
أبا بكر)، له من الكتب كتاب السنن في الفقه على مذهب أحمد وشواهده من
الحديث، وكتاب التاريخ وكتاب العلل وكتاب الناسخ والمنسوخ في الحديث.
74-سنن أبي بكر البيهقي. (ط).
75-سنن الدارقطني. (ط).
76-سنن سعيد بن منصور الخراساني، المتوفى 227 هـ، وله تفسير كما ذكر
الثعلبي في الكشف (ط) قسم منه.
77-شرح البخاري للحافظ ابن كثير، وهو من الكتب المفقودة.
78-شرح مسلم للنووي. (ط).
79-صحيح ابن خزيمة (محمد بن إسحاق النيسابوري)، المتوفى سنة 311 هـ . (ط).
قسم منه.
80-علل الخلال (أبي بكر أحمد بن محمد بن هارون البغدادي الحنبلي المعروف
بالخلال)، المتوفى 311 هـ. (ط).
81-المحدث
الفاصل بين الراوي والواعي للرامهرمزي (الحافظ أبي محمد الحسن بن عبد
الرحمن بن خلاد الرامهرمزي)، المتوفى 0 26 هـ 971 م. (ط).
82-المختارة
للضياء المقدسي، واسمه "الأحاديث المختارة" يقول ابن كثير في كتابه
(اختصار علوم الحديث): (وقد جمع الشيخ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد
المقدسي في ذلك كتابا سماه (المختارة)، ولم يتم، وكان بعض الحفاظ من
مشايخنا يرجحه على مستدرك الحاكم والله أعلم)، وعلق الشيخ شاكر على هذا
فقال: كأنه يعني شيخه الحافظ ابن تيمية، رحمه الله، وقال السيوطي في
اللآلئ: (ذكر الزركشي في تخريج الرافعي أن تصحيحه أعلى مزية من تصحيح
الترمذي وابن حبان) وقال ابن كثير في البداية والنهاية: (وهي أجود من
مستدرك الحاكم لو كمل). (ط) قسم منه.
83-المراسيل لأبي داود. (ط).
84-المستخرج على البخاري للحافظ أبي بكر البرقاني (أحمد بن محمد بن أحمد
بن غالب الخوارزمي)، المتوفى 425 هـ.
85-المستخرج على الصحيحين للضياء المقدسي.
86-مستدرك
الحاكم للنيسابوري (أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن حمد بن نعيم الضبي
النيسابوري الشهير بالحاكم وبابن البيع)، المتوفى 404 هـ، وكتابه يسمى
(المستدرك على الصحيحين)، وفيه يدافع الحاكم عن كثير من الأحاديث التي لم
يدخلها البخاري ومسلم في صحيحيهما ويبرهن على أنها مستكملة لشروطهما
تمامًا وإن عدلا عن ضمها إلى كتابيهما. (ط).
87-مسند أبي بكر البزار (أحمد بن عمرو البصري البزار)، المتوفى 291 هـ أو
292. (ط). قسم منه.
88-مسند أبي بكر الحميدي (الحافظ عبد الله بن الزبير المكي)، المتوفى 219
هـ. (ط).
89-مسند أبي بكر الصديق لابن كثير.
90-مسند
أبي داود الطيالسي، سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي الفارسي مولى بني
الزبير المتوفى 202 هـ، وقيل 204 هـ، والكتاب مطبوع بحيدر آباد بالهند سنة
1321هـ.
91-مسند أبي يعلى الموصلي (الحافظ أحمد بن علي بن المثنى الموصلي)،
المتوفى 307 هـ-918 م. (ط).
92-مسند الحارث بن أبي أسامة (أبي محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة
التهيمي البغدادي) 186 -282 هـ.
93-مسند
الدارمي (عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي السمرقندي، شيخ مسلم وأبي داود
والترمذي)، المتوفى 255 هـ-869 م، وقد نشر الكتاب في حيدر آباد سنة 1309
هـ، وفي دلهى سنة 1337 هـ.
94-مسند الشافعي (الإمام الكبير صاحب
المذهب المعروف باسمه محمد بن إدريس الشافعي) المولود (150 هـ-767 م)
والمتوفى (204 هـ-820 م) (ط).
95-مسند ابن عباس رضي الله عنه، الجزء الثاني منه للحافظ أبي يعلى الموصلي.
96-مسند عبد بن حميد.
97، 98-مسند عمر بن الخطاب للحافظ ابن كثير. (ط).
99-المسند الكبير لابن كثير (واسمه جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم
سنن). (ط).
100-مسند
محمد بن يحيى العبدي (الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى
بن منده بن الوليد العبدي)، المتوفى 395 هـ-1005 م.
101-مسند الهيثم
بن كليب (ابن شريح الشاشي أبي سعيد)، المتوفى 335 هـ-945 م وكتابه يسمى
(المسند الكبير في الحديث) في مجلدين. (ط) قسم منه.
102-مشكل الحديث لأبي جعفر الطحاوي (أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي المصري
الطحاوي)، المتوفي 321 ، وقيل: 322 هـ. (ط).
103-مشكل الحديث لابن قتيبة (عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري أبي
محمد)، 213-276 هـ. (ط).
104-مصنف عبد الرزاق الصنعاني. (ط).
105-المطولات للطبراني. (ط).
106-معجم أبي العباس الدغولي، المتوفى (325 هـ-937 م) (أبي العباس محمد بن
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السرخسي الدغولي).
107-معجم
أبي القاسم البغوي (عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، ويعرف بابن
بنت منيع) المتوفى 317 هـ، وله المعجم الكبير والمعجم الصغير وكتاب السنن
على مذاهب الفقهاء.
108-المعجم الكبير للطبراني. (ط).
109-الموضوعات
لأبي الفرج الجوزي. قال ابن كثير عنه: (وقد صنف الشيخ أبو الفرج الجوزي
كتابًا حافلا في الموضوعات غير أنه أدخل فيه ما ليس منه وخرج عنه ما كان
يلزمه ذكره فسقط عليه ولم يهتد إليه) . (ط) الصغرى منه.
110-الموطأ للإمام مالك. (ط).
111-نوادر
الأصول للترمذي واسم الكتاب كاملا (نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول)
لأبي عبد الله محمد بن علي الحكيم الترمذي. (ط). مجردا عن الأسانيد.
رابعا: مصادره في الفقه وأصوله:
112-الأحكام الكبرى للحافظ ابن كثير.
113-الإرشاد في أصول الفقه لإمام الحرمين الجويني أبي المعالى عبد الملك
بن عبد الله بن يوسف المتوفى 478 هـ. (ط) .
114-الاستذكار لأبي عمر بن عبد البر (يوسف بن عبد البر النمري القرطبي
الأندلسي) ، المتوفى 643. (ط).
115-الإملاء للإمام الشافعي.
116-الأم للإمام الشافعي. (ط).
117-الأموال الشرعية وبيان جهاتها ومصارفها لأبي عبيد القاسم بن سلام. (ط).
118-الإيجاز في علم الفرائض لابن اللبان (أبي الحسين محمد بن عبد الله بن
اللبان المصري)، المتوفى 402 هـ.
119-الإيضاح لأبي علي الطبري (أبي علي الحسن بن القاسم الطبري الشافعي)،
المتوفى 305 هـ، واسم الكتاب (الإيضاح في الفروع).
120-الحواشي للمنذري (للحافظ عبد العظيم بن عبد العظيم بن عبد القوي بن
عبد الله المنذري زكي الدين أبي محمد محدث فقيه).
121-جزء في تطهير المساجد لابن كثير.
122-جزء في الذبيحة التي لم يذكر اسم الله عليها.
123-جزء في فضل يوم عرفة لابن كثير.
124-جزء في الميراث لابن كثير.
125-الشامل
للصباغ (واسمه الشامل في فروع الشافعية) لأبي نصر عبد السيد بن محمد
المعروف بابن الصباغ الشافعي، المتوفى 477 هـ، قال ابن خلكان: وهو من أجود
كتب الشافعية وأصحها نقلا.
126-شرح المهذب للنووي. قال ابن كثير:
(اعتنى -النووي-بالتصنيف فجمع شيئًا كثيرًا، منها ما أكمله، ومنها ما لم
يكمله، فما كمل شرح مسلم والروضة، والمنهاج، والرياض، والأذكار،
والتبيان،
وتحرير التنبيه وتصحيحه وتهذيب الأسماء واللغات وطبقات الفقهاء وغير ذلك.
ومما لم يتمه -ولو كمل لم يكن له نظير في بيان: شرح المهذب الذي سماه
(المجموع) وصل فيه إلى كتاب الربا فأبدع فيه وأجاد، وأفاد وأحسن الانتقاء
وحرر الفقه فيه في المذهب وغيره وحرر الحديث على ما ينبغي. (ط) .
127-الشرح
الكبير للرافعي ( أبي القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم القزويني
الرافعي)، المتوفى سنة 623 هـ، وكتابه يسمى: (العزيز في شرح الوجيز) وله
أيضًا الشرح الصغير) و (المحرر) و (شرح مسند الشافعي). (ط).
128-الصلاة للمروزي (أبي عبد الله محمد بن نصر المروزي) كان من أشهر
المحدثين في زمانه)، توفى 294 هـ-906 م. (ط).
129-الصيام لابن كثير.
130-العبادة للكامل الهذلي (أبي القاسم يوسف بن علي بن جبارة بن محمد
الهذلي المغربي المتوفى 465 هـ-1074 م).
131-العدة للرافعي.
132-فضائل الأوقات للبيهقي.
133-فضائل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لأحمد بن فارس اللغوي، أبي
الحسين القزويني، المتوفى (395 هـ-1004) م.
134-فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم للقاضي إسماعيل بن إسحاق بن
إسماعيل الأذري أبي إسحاق، المتوفى 282 هـ-896 م. (ط).
135-كتاب جمعه الذهبي في الكبائر. (ط).
136-كتاب لابن تيمية في إبطال التحليل تضمن النهي عن تعاطي الوسائل
المفضية إلى كل باطل. (ط). ضمن الفتاوى.
137-كشف الغطا في تبيين الصلاة الوسطى للحافظ أبي محمد عبد المؤمن بن خلف
الدمياطي.
138-المحلى لابن حزم ( أبي محمد بن حزم علي الظاهري)، المتوفى 456 هـ. (ط).
139-المختصر للإمام الشافعي.
140-مصنف للإمام أبي عبد الله البخاري في مسألة القراءة خلف الإمام. (ط).
141-المقدمات لابن كثير.
142-النهاية للإمام الجويني، واسم الكتاب (نهاية المطلب في دراية المذهب).
143-الياسق
لجنكيزخان المتوفى (624 هـ) والكتاب عبارة عن أحكام اقتبست من شرائع شتى
من اليهودية والنصرانية والإسلام وغير ذلك وكان دستور التتار.
خامسا: في التاريخ والسير والتراجم:
144-الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر. (ط).
145-أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير. (ط).
146-أسماء الصحابة للحافظ أبي نعيم الأصبهاني.
147-الإكليل
للهمذاني (أبي محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمذاني اليمني)، المتوفى سنة
334 هـ، والكتاب يسمى "الأكامل في أنساب حمير وأيام ملوكها" وهو كتاب عظيم
الفائدة يتم في عشر مجلدات، ويشتمل على عشرة متون.
148-البداية والنهاية لابن كثير. (ط).
149-تاريخ الخطيب للبغدادي. ( ط).
150-تاريخ ابن عساكر (علي بن الحسن)، المتوفى سنة 571 هـ. (مخطوط).
151-التاريخ الكبير للإمام البخاري. (ط).
152-تاريخ مكة للأزرقي (أبي الوليد محمد بن عبد الله الأزرقي)، توفى بعد
سنة 244 هـ بقليل. (ط).
153-تهذيب
الأسماء واللغات للنووي "جمع فيه الأسماء والألفاظ الموجودة في كتب: مختصر
أبي إبراهيم المزني، والمهذب، والتنبيه، والوسيط، والوجيز، والروضة، وهو
الكتاب الذي اختصرته من شرح الوجيز للإمام أبي القاسم الرافعي". (ط).
154-التنوير
في مولد السراج المنير للحافظ أبي الخطاب عمر بن دحية (عمر بن الحسن بن
علي بن محمد بن دحية الكلبي الأندلسي الظاهري المذهب "مجد الدين-أبي
الخطاب-أبي الفضل-أبي حفص"، المحدث الحافظ، المتوفى 632 هـ-1235 م).
155-جزء في فتح القسطنطينية للحافظ ابن كثير.
156-الروض
الأنف للسهيلي (عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي)، المتوفى 581 هـ-1185م،
وكتابه يدعى "الروض الأنف الباسم" في شرح السيرة. (ط).
157-سيرة عمر بن الخطاب لابن كثير.
158، 159-السيرة لابن كثير (مطولة وموجزة). (ط).
160-سيرة الفقهاء للفقيه يحيى بن إبراهيم بن مزين الطليطلي أبي زكريا من
أهل قرطبة بالأندلس.
161-الشفاء للقاضي عياض اليحصبي، المتوفى (544 هـ-1149 م). (ط).
162-الطبقات
الكبرى لابن سعد (أبي عبد الله محمد بن سعد بن منيع) تلميذ الواقدي
ومساعده، فلقب من أجل ذلك، كان الواقدي توفي (0 23 هـ 845 م). (ط).
163-معرفة الصحابة لابن منده (أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد المعروف
بابن منده، حفيد أبي عبد الله محمد بن يحيى).
164-معرفة الصحابة للموصلي (الحافظ أبي يعلى الموصلي).
165-مغازي الأموي سعيد بن يحيى الأموي.
166-مغازي عبد الله بن لهيعة، المتوفى (174 هـ 790م).
167-المغازي لمحمد بن إسحاق بن يسار، صاحب السيرة، المتوفى (150 أو ؟ هـ).
(ط) قسم منه.
168-المغازي لموسى بن عقبة بن أبي العباس الأسدي، المتوفى سنة 141 هـ .
169-(نهاية البداية والنهاية) لابن كثير، وقد ذكره بقوله (كتاب في التحذير
من الفتن). (ط).
سادسا: في علوم اللغة:
170-الجمل لابن القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي.
171-الزاهر لابن الأنباري (أبي بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار
المشهور بابن الأنباري المتوفى 228 هـ). (ط).
172-الصحاح لأبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، المتوفى 393 هـ وقيل: 398
أو 400 هـ. (ط).
173-الغريب لأبي عبيد القاسم بن سلام. (ط).
هذه
أربعة كتب في علوم اللغة، منها ما ذكر مرة واحدة "كالزاهر" لابن الأنباري،
ومنها ما ذكر كثيرًا كالغريب والصحاح: أما "الجمل" فكان يرجع إليه ابن
كثير إذا احتاج إليه في مسألة نحوية أو تركيب لغوي.
سابعا: مصادر في موضوعات مختلفة:
174-إثبات عذاب القبر للبيهقي.
175-الأذكار للنسائي.
176-الأذكار للنووي. (ط).
177-الأذكار للمعري (الحسن بن علي بن شبيب بن المحدثين الفقهاء).
178-الأذكار وفضائل الأعمال للحافظ ابن كثير.
179-الأشراف على مذاهب الأشراف للوزير أبي المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة،
المتوفى 560 هـ-1165 م.
180-الاعتقاد للبيهقي. (ط).
181-الأنباه على ذكر أصول القبائل الرواة لابن عبد البر.
182-الأهوال لابن أبي الدنيا (أبي بكر عبد الله أو عبد الله بن محمد بن
أبي الدنيا القرشي بالولاء)، المتوفى 281 هـ-894 م. (ط).
183-التذكرة للقرطبي. (ط).
184-التفكر والاعتبار لابن أبي الدنيا.
185-التقوى لابن أبي الدنيا.
186-التوحيد للإمام ابن إسحاق بن خزيمة.
187-جزء في الإسراء والمعراج للحسن بن عرفة بن يزيد العبدي البغدادي (أبي
علي)، المحدث.
188-جزء في دخول مؤمن الجن الجنة لابن كثير.
189-جزء مجموع في الجراد لابن عساكر.
190-خطبة لمروان بن الحكم.
191-الخمول والتواضع لابن أبي الدنيا. (ط).
192-ذم الطفيليين للخطيب البغدادي.
193-ذم المسكر لابن أبي الدنيا. (ط) .
194-الرد على الجهمية للإمام أحمد بن حنبل. (ط).
195-الرد على الجهمية للدارمي (عثمان بن سعيد بن خالد التميمي الدارمي
(أبي سعيد) المتوفى 280 هـ-894 م). (ط) .
196-الزهد لعبد الله بن المبارك، ويكنى أبا عبد الرحمن، المتوفى سنة 181
هـ. (ط).
197-السابق واللاحق للخطيب البغدادي.
198-السر المكتوم في مخاطبة الشمس والنجوم، المنسوب لأبي عبد الله الرازي.
199-صفة أهل الجنة للحافظ أبي عبد الله المقدسي.
200-صفة العرش لمحمد بن عثمان بن أبي شيبة، المتوفى سنة 297 هـ.
201-صفة النار للحافظ ابن كثير.
202-العجائب الغريبة للحافظ محمد بن المنذر (أبي عبد الرحمن محمد بن
المنذر بن سعيد بن عثمان السلمي المعروف بشكر).
203-الفكاهة للزبير بن بكار (أبي عبد الله الزبير بن بكار بن أحمد بن مصعب
بن ثابت بن عبد الله بن الزبير)، المتوفى 256 هـ-870 م.
204-القبور لابن أبي الدنيا.
205-القصد والأمم بمعرفة أصول أنساب العرب لابن عبد البر.
206-كتاب في الروح للحافظ أبي عبد الله بن منده.
207-ما قررته المجامع النصرانية سنة 400 هـ نقلا عن سعيد بن بطريق، يعد من
علماء النصارى.
208-مسانيد الشعراء لابن مردويه.
209-مساوئ الأخلاق (الجزء الثاني منه) لأبي بكر الخرائطي (محمد بن جعفر بن
سهل الخرائطي)، المتوفى 327 هـ-938 م. (ط).
210-المستقصى للحافظ البهائي.
211-المشهور
في أسماء الأيام والشهور للشيخ علم الدين السخاوي. (علي بن محمد بن عبد
الرحمن الهمذاني شيخ القراء بدمشق المتوفى 643 هـ).
212-المعارف لابن قتيبة. (ط).
213-مقدمة في الأنساب لابن كثير.
214-مقصورة ابن دريد (أبي بكر محمد بن الحسن بن دريد المتوفى سنة 321 هـ).
215-مكارم الأخلاق للخرائطي. (ط).
216-النسب للزبير بن بكار. (ط).
217-نوادر الأصول للقرطبي.
هذه
مصادر ابن كثير، رحمه الله، في تفسيره، ومن خلال هذا العدد الهائل من
المصادر يتضح لنا الجهد العظيم الذي بذله الحافظ ابن كثير، رحمه الله، في
إخراج كتابه.
4-رأيه في الإسرائيليات:
الحافظ ابن كثير، رحمه
الله له كلمات قوية في شأن الإسرائيليات وروايتها، وتفسيره يعد من الكتب
الخالية من الإسرائيليات، اللهم إلا القليل الذي يحكيه ثم ينبه عليه،
والنادر الذي يسكت عنه، وقد نبهت عليه في الحاشية.
ومن كلماته في الإسرائيليات (1)
قال
في مقدمة تفسيره -بعد أن ذَكر حديثَ "بلّغُوا عنِّي ولو آيةً، وحدِّثوا عن
بني إسرائيل ولا حَرَجَ، ومن كذب عليّ متعمدًا فليتبوأْ مقعده من النار"-:
"ولكن هذه الأحاديث الإسرائيلية تُذكر للاستشهاد، لا للاعتضاد. فإنها على
ثلاثة أقسام: أحدها: ما علمنا صحتَه مما بأيدينا مما نشهدُ له بالصدق،
فذاك صحيح. والثاني: ما علمنا كذبَه بما عندنا مما يخالفه. والثالث: ما هو
مسكوت عنه، لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمِنُ به ولا
نكذّبه، وتجوزُ حكايتُه لما تقدّم. وغالبُ ذلك مما لا فائدة فيه تعودُ إلى
أمرٍ دينيّ. ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في مثل هذا كثيرًا، ويأتي عن
المفسرين خلافٌ بسبب ذلك. كما يَذكرون في مثل أسماء أصحاب الكهف ولون
كلبهم وعِدّتهم، وعصا موسى من أيِّ شجر كانت؟ وأسماء الطيور التي أحياها
الله لإبراهيم، وتعيين البعض الذي ضُرِبَ به القتيلُ من البقرة، ونوع
الشجرة التي كلَّم الله منها موسى إلى غير ذلك مما أبهمه الله تعالى في
القرآن، مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم.
ولكن نقلُ الخلاف عنهم في ذلك جائز. كما قال تعالى: { سَيَقُولُونَ
ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ } إلى آخر الآية [الكهف: 22].
وقال
عند تفسير الآية: (50) من سورة الكهف-بعد أن ذكر أقوالا في "إبليس" واسمه
ومن أيّ قبيلٍ هو؟!-: "وقد رُوى في هذا آثار كثيرة عن السلف، وغالبُها من
الإسرائيليات التي تُنقل ليُنْظَر فيها، والله أعلم بحال كثير منها، ومنها
ما قد يُقْطَع بكذبه، لمخالفته للحقّ الذي بأيدينا.
__________
(1)
استفدت هذه الكلمات من عمدة التفسير للشيخ أحمد شاكر (1/14- 18) ومن كتاب
"ابن كثير وتفسيره" للدكتور إسماعيل عبد العال (ص 228- 232).
وفي
القرآن غُنْيَةٌ عن كلّ ما عداه من الأخبار المتقدمة؛ لأنها لا تكاد تخلو
من تبديل وزيادة ونقصان، وقد وُضِعَ فيها أشياء كثيرة. وليس لهم من
الحفّاظ المُتْقِنين الذين يَنْفُون عنها تحريفَ الغَالِين وانتحال
المبطلين، كما لهذه الأمة من الأئمة والعلماء، والسادة والأتقياء، والبررة
والنجباء، من الجهابذة النقّاد، والحُفَّاظ الجياد، الذين دَوَّنوا الحديث
وحَرَّرُوه، وبيَّنوا صحيحَه من حَسَنه من ضعيفه، من منكَره وموضوعه
ومتروكه ومكذوبه، وعرفوا الوضَّاعِين والكذّابين والمجهولين، وغير ذلك من
أصناف الرجال. كلُّ ذلك صيانةً للجناب النبويّ والمقام المحمديّ، خاتم
الرسل وسيد البشر، صلى الله عليه وسلم -أن يُنْسَب إليه كذبٌ أو يُحَدَّثَ
عنه بما ليس منه. فرضي الله عنهم وأرضاهم، وجَعَل جنّاتِ الفردوس مأواهم.
وقد فَعَلَ".
وقال عند تفسير الآيات (51-56) من سورة الأنبياء، بعد
إشارته إلى حال إبراهيم، عليه السلام، مع أبيه، ونظره إلى الكواكب
والمخلوقات -: "وما قَصَّه كثيرٌ من المفسّرين وغيرهم، فعَامّتُها أحاديثُ
بني إسرائيل. فما وافقَ منها الحقّ مما بأيدينا عن المعصوم قَبِلْناه،
لموافقته الصحيح، وما خالف منها شيئًا من ذلك ردَدْناه، وما ليس فيه
موافقةٌ ولا مخالفةٌ، لا نصدّقه ولا نكذّبه، بل نجعله وَقْفًا. وما كان من
هذا الضَّرْبِ منها فقد رخَّص كثير من السلف في روايته. وكثيرٌ من ذلك مما
لا فائدة فيه، ولا حاصلَ له مما يُنْتَفَع به في الدّين. ولو كانت فائدتُه
تعود على المكلَّفين في دينهم لبيَّنَتْه هذه الشريعةُ الكاملةُ الشاملةُ.
والذي نَسْلُكُه في هذا التفسير الإعراضُ عن كثير من الأحاديث
الإسرائيلية، لما فيها من تضييع الزمان، ولما اشتَمل عليه كثيرٌ منها من
الكذب المُرَوَّج عليهم. فإنهم لا تَفْرِقَةَ عندهم بين صحيحها وسقيمها.
كما حَرّره الأئمةُ الحُفّاظ المُتْقِنُون من هذه الأمة".
وقال عند
تفسير الآية: (102) من سورة البقرة: "وقد رُوي في قصة هاروتَ وماروتَ عن
جماعة من التابعين، كمجاهد والسُّدي والحسن البصري وقتادة وأبي العالية
والزهري والرَّبيع بن أنس ومقاتل ابن حيّان وغيرهم، وقصَّها خلقٌ من
المفسّرين، من المتقدّمين والمتأخرين. وحاصلُها راجع في تفصيلها إلى أخبار
بني إسرائيل، إذ ليس فيها حديثٌ مرفوع صحيح متّصلُ الإسناد إلى الصادق
المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى. وظاهرُ سياق القرآن إجمالُ القصة
من غير بسْطٍ ولا إطنابٍ فيها، فنحن نؤمِن بما ورد في القرآن على ما أراده
الله تعالى، والله أعلم بحقيقة الحال".
وقال في أول سورة ق: "وقد
رُوي عن بعض السلف أنهم قالوا: ق، جبل مُحيطٌ بجميع الأرض، يقال له جبل
قاف!!! وكأنّ هذا -والله أعلم-من خرافات بني إسرائيل التي أخذها عنهم بعضُ
الناس، لِمَا رأَى من جواز الرواية عنهم مما لا يصدَّق ولا يُكَذَّب.
وعندي أن هذا وأمثالَه وأشباهَه من اختلاقِ بعض زنادقتهم، يَلْبِسُون به
على الناس أمرَ دينهم. كما افْتُريَ في هذه الأمة -مع جلالة قدر علمائها
وحُفّاظها وأئمتها-أحاديثُ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما بالعَهْدِ من
قِدَمٍ. فكيف بأمةِ بني إسرائيل، مع طول المَدَى، وقلة الحُفَّاظ
النُّقَّاد فيهم، وشربهم الخمور، وتحريف علمائِهم الكلمَ عن مَوَاضعه
وتبديلِ كُتُب الله وآياتِه. وإنما أباح الشارعُ الروايةَ عنهم في قوله:
"وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" فيما قد يُجَوِّزُه العقل. فأما فيما
تحِيلُه العقول، ويُحْكَم فيه بالبُطلان، ويَغْلبُ على الظنون كذبُه، فليس
من هذا القبيل".
وقال عند تفسير الآيات (41-44) من سورة النمل -وقد
ذكر في قصة ملكة سبأ أثرًا طويلا عن ابن عباس، وَصَفَه بأنه "منكر غريب
جدًا"-ثم قال: "والأقربُ في مثل هذه السياقات أنها متلقَّاةٌ عن أهل
الكتاب، مما وُجد في صُحُفهم، كروايات كعب ووَهْب، سامحهما الله فيما
نقلاه إلى هذه الأمة من أخبار بني إسرائيل، من الأوابد والغرائب والعجائب،
مما كان وما لم يكن، ومما حُرِف وبدِّل ونُسِخَ. وقد أغنانا الله سبحانه
عن ذلك بما هو أصحُّ منه وأنفعُ وأوضحُ وأبلغُ. ولله الحمد والمنة".
وقال
عند تفسير الآية: (46) من سورة العنكبوت-بعد أن رَوَى الحديث: "إذا حدثكم
أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم"-قال: "ثم ليُعلم أن أكثر ما يتحدثون
به غالبه كذب وبهتان لأنه قد دخله تحريف وتبديل وتغيير وتأويل وما أقل
الصدق فيه، ثم ما أقل فائدته".
وقال عند تفسير قوله تعالى: { وَلِيَ
فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى } [طه: 18] : "أي مصالح ومنافع وحاجات أخرى غير
ذلك، وقد تكلف بعضهم لذكر شيء من تلك المآرب التي أبهمته، فقيل: كانت تضيء
له بالليل، وتحرس له الغنم إذا نام، ويغرسها فتصير شجرة تظله، وغير ذلك من
الأمور الخارقة للعادة، والظاهر أنها لم تكن كذلك، ولو كانت كذلك لما
استنكر موسى، عليه الصلاة والسلام، صيرورتها ثعبانًا، فما كان يفر منها
هاربًا، ولكن كل ذلك من الأخبار الإسرائيلية".
5-العنوان والتوثيق:
إن صحة نسبة كتاب التفسير للحافظ ابن كثير أمر مقطوع به، ولولا أن
الباحثين اعتادوا ذكر هذا الفصل وإلا لما ذكرته لشهرة هذا التفسير.
وممن ذكر هذا التفسير وعزاه لمؤلفه:
1-الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف.
2-الحافظ ابن حجر في فتح الباري.
3-ابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية.
4-السيوطي في الدر المنثور.
5-الشوكاني في فتح القدير.
6-الشيخ سليمان بن عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في تيسير العزيز
الحميد.
7-الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في فتح المجيد.
وأما عنوانه، فالمشهور "تفسير القرآن العظيم"، وجاء ذلك على طرة النسخة
"ط"، وبعض النسخ تسميه: "تفسيرابن كثير".
6-نسخ الكتاب:
يعتبر
تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير من الكتب التي انتشرت في خزائن
المكتبات الإسلامية، فقد وجدت نسخه في مكة والرياض ومصر واسطنبول والهند
والمغرب وإيرلندا وباريس.
والاختلاف بين هذه النسخ اختلاف كبير،
فالنسخ التي في الرياض مثلا يغلب عليها الاختصار وحذف الأسانيد والتصرف في
الكتاب، هذا في الغالب فلا يستغرب، أو أقول: لا يعتمد أن توجد نسخة ليس
فيها قصة العتبي المذكورة في سورة النساء؛ لأن هذه النسخة حديثة جدًا مع
ما ذكرت من المنهج في النسخ الموجودة في نجد وغيرها من النسخ المعتمدة ذكر
هذه القصة، وقد نبهت عليها في موضعها.
وكم يجد الباحث نفسه متحيرًا
أمام إثبات نص ثبت في نسخة ولم يثبت في الأخرى، لذلك فقد حاولت قدر
المستطاع جمع مخطوطات الكتاب لكي تزول هذه العقبة فوقع لي -والحمد لله-قدر
منها، وإليك وصفها:
1-النسخة الأزهرية (هـ):
وأحيانًا أطلق عليها الأصل.
وهي نسخة محفوظة بمكتبة الأزهر برقم (168) تفسير، وتحتوي على الكتاب كاملا
في سبعة مجلدات، وفي المجلد الثالث منها خروم.
وصفها الشيخ أحمد شاكر بأنها: نسخة يغلب عليها الصحة، والخطأ فيها قليل.
وطبعت بدار الشعب سنة (1390 هـ) بتحقيق عبد العزيز غنيم، ومحمد أحمد
عاشور، ومحمد إبراهيم البنا.
وبالتتبع
فإنها نسخة جيدة، لكنها لا توصف بأنها أصح النسخ، بل غيرها أفضل منها لو
كمل. وقد اعتمدت على طبعة دار الشعب المأخوذة عن هذه النسخة لأمرين:
الأول:
أني حاولت الحصول على مصورة لهذه النسخة فلم أستطع، فأرسلت إلى المكتبة
طلبًا للتصوير، ثم أرسلت الطلب بصورة رسمية عن طريق جامعة الإمام محمد بن
سعود الإسلامية، ثم علمت بعد ذلك أن هذا دأب هذه المكتبة، وأخبرت عن طرق
لاستخراج المخطوطة من هذه المكتبة لكن هذه الطرق ليست موافقة لعملي.
الثاني:
أن عمل الأخوة في طبعة الشعب عمل جيد في إخراج النص حسب ما ورد في
المخطوطة، ولهم اجتهادات أصابوا في بعضها وأخطؤوا في بعضها، فأقررتهم على
ما أصابوا فيه، ولم أوافقهم على ما +أخطئوا فيه، وقد اعتمدت إشاراتهم إلى
المخطوطة في الهامش، فاستفدت منها وسلكت في ذلك مسلكًا جيدًا حتى كأن
العمل على المخطوطة لا المطبوعة.
الناسخ: محمد بن علي الصوفي.
تاريخ النسخ: فرغ الكاتب من نسخها في العاشر من جمادى الأولى سنة (825 هـ).
عدد الأوراق: 2195.
2-نسخة تشستربتي (ط):
وهي نسخة محفوظة بمكتبة تشستربتي بإيرلندا برقم (3430)، وتحتوي على الجزء
الأول ويبدأ
من
أول التفسير وينتهي بتفسير الآية { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ
هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ } الآية: [البقرة: 218]، وهو
آخر الجزء التاسع من أجزاء المؤلف، وفيها سقط وبها حواش من خط المؤلف
وعليها تصحيحات، وهي من مصورات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهي
في غاية الدقة والحسن لو كملت.
الناسخ: أحمد بن محمد بن المحب، المتوفى سنة (776 هـ)، وله ترجمة في الدرر
الكامنة (1\ 244).
تاريخ النسخ: يظهر أنها كتبت في عهد المؤلف، فيها حواش بخطه، وكاتبها توفى
سنة (776 هـ) أي بعد وفاة الحافظ ابن كثير بعامين.
عدد الأوراق: 224 مقاس 18.3 × 26.7 سم.
عدد الأسطر: 27 سطرا.
الخط: نسخ معتاد ممتاز.
3-نسخة تشستربتي (ب):
وهي
نسخة محفوظة بمكتبة تشستربتي بإيرلندا برقم (4052)، وتحتوي على الجزء
الأول -ناقص بشيء يسير من المقدمة-ويبدأ بـ "فإن قال قائل: فما أحسن طرق
التفسير؟ " وينتهي بتفسير الآية: (47) من سورة البقرة وهي قوله تعالى {
يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ
عَلَيْكُمْ }
بها حواش كثيرة وتصحيحات، والحبر منتشر على بعض الصفحات.
وهي من مصورات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
الناسخ: لم يعرف، والظاهر أنه معاصر للمؤلف.
تاريخ النسخ: كتبت في القرن الثامن تقديرًا، أي: في عهد المؤلف، رحمه الله.
عدد الأوراق: 177 مقاس 15.5 × 22 سم.
عدد الأسطر: 19 سطرا.
الخط: نسخ معتاد جيد.
4-نسخة الحرم المكي (جـ):
وهي
نسخة محفوظة بمكتبة الحرم المكى بمكة المكرمة برقم (91) وتحتوي على الجزء
الأول، ويبدأ بأول التفسير، وينتهي عند قوله تعالى { إِنْ تَجْتَنِبُوا
كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ } الآية [النساء: 31].
وكأن النسخة
ملفقة من نسختين، فإن الخط يستمر نسخًا معتادًا إلى الآية (255) من سورة
البقرة ثم خط مغاير وهو أقدم من الأول ويستمر إلى الآية المذكورة.
وعلى النسخ أثر البلل في كثير من أوراقه.
الناسخ: لم يعرف.
تاريخ
النسخ: جاء بعد تفسير الآية (255) من سورة البقرة وهو نهاية الخط الأول:
"وكان الفراغ من نسخ هذا الجزء يوم السبت المبارك في ثمانية وعشرين مضين
من شهر جمادى الآخر من شهور سنة ستة وعشرين ومائتين وألف من الهجرة
النبوية"، والخط الآخر لعله من خطوط القرن العاشر.
عدد الاوراق: 411 مقاس 29 ×20 سم.
عدد الأسطر: 20-25 سطرًا.
5-نسخة الحميدية (أ):
وهي نسخة محفوظة بالمكتبة الحميدية بتركيا، وتحتوي على الكتاب كاملا وخطها
دقيق ومزينة بالذهب، وهي حديثة ومنقولة عن نسخة معتمدة.
الناسخ: لم يعرف.
تاريخ النسخ: كتبت سنة (؟).
عدد الأسطر: 35-40 سطرا.
6-نسخة الحرم المكي (ف):
وهي نسخة محفوظة بمكتبة الحرم المكي بمكة المكرمة برقم (91) وتحتوي على
تفسير أول سورة النمل إلى نهاية تفسير سورة الأحزاب.
وهي نسخة رديئة وخطها متحد مع خط القسم الثاني من النسخة (ج)، وبها أثر
الرطوبة.
الناسخ: لم يعرف.
تاريخ النسخ: لعله من خطوط القرن العاشر.
عدد الأوراق: 236 مقاس 29 × 20 سم.
عدد الأسطر: 37 سطرًا.
7-نسخة الحرم المكي (ك):
وهي نسخة محفوظة بمكتبة الحرم المكي بمكة برقم (91)، وتبدأ من أول سورة
الأعراف، وتنتهي بنهاية تفسير سورة التوبة.
والنسخة جيدة، وعليها تصويبات وتقييدات بالهامش وفيها أثر رطوبة.
الناسخ: لم يعرف.
تاريخ النسخ: كتبت سنة (780 هـ).
عدد الأوراق: 228 مقاس 27× 18 سم.
عدد الأسطر: 26 سطرًا.
الخط: نسخ معتاد قديم.
8-نسخة جامعة الرياض (د):
وهي
نسخة محفوظة بجامعة الملك سعود بالرياض برقم (4052) وتبدأ من تفسير الآية:
31 من سورة النساء، وتنتهي بتفسير الآية 36 من سورة التوبة.
وهي نسخة حديثة وخطها مقروء، لكن يغلب عليها الاختصار وحذف الأسانيد.
الناسخ: لم يعرف.
تاريخ النسخ: كتبت في حدود سنة ( 1155 هـ) أو بعدها بقليل.
عدد الأوراق: 218.
عدد الأسطر: 23 سطرًا.
9-نسخة الحرم المكي (س):
وهي نسخة محفوظة بمكتبة الحرم المكي برقم (91)، وتبدأ بتفسير سورة سبأ
وتنتهي بتفسير سورة فصلت.
وهي نسخة مقابلة على أصل المؤلف، كما جاء في آخر ورقة، وعليها أثر البلل
في كثير من أوراقها.
الناسخ: محمد بن بهاء الدين عبد الله الشجاعي.
تاريخ النسخ: سنة (769 هـ).
عدد الأوراق: 178 مقاس: 26 × 18 سم.
عدد الأسطر: 24 سطرًا.
الخط: نسخ معتاد.
10-نسخة مكتبة الأوقاف ببغداد (م):
وهي
نسخة قديمة، وهي أقدم نسخ التفسير، والموجود منها ثلاثة أجزاء، الجزء
الرابع في مكتبة تشستربتي برقم (3143)، ويبدأ بتفسير سورة الأنعام، وينتهي
بتفسير الآية (60) من سورة الأنفال. والجزآن التاسع والعاشر محفوظان
بمكتبة الحرم المكي برقم (91) ويبدأ الجزء التاسع بتفسير سورة الشورى
وينتهي العاشر بآخر الكتاب، وبذيله كتاب فضائل القرآن، وطرة الجزآن مزخرفة
بشكل بديع بالذهب، ومكتوب فيها عنوان الكتاب، وعلى النسخة أثر البلل في
كثير من أوراقه.
الناسخ: محمد بن أحمد بن معمر المقري البغدادي.
تاريخ النسخ: سنة (759 هـ).
عدد الأوراق: المجلد الرابع: 229، والمجلد التاسع: 275، المجلد العاشر:
238 مقاس: 29 × 19 سم.
عدد الأسطر: 21 سطرًا.
الخط: نسخ معتاد واضح.
11-نسخة آيا صوفيا (و):
وهي
نسخة محفوظة بمكتبة آياصوفيا بتركيا برقم (122)، وتبدأ بأول الكتاب،
وتنتهي بنهاية تفسير سورة آل عمران، وهي نسخة بديعة وقديمة ولو كملت لكانت
أصح النسخ.
وقد ذكر بروكلمان في تاريخ الأدب العربي أنها موجودة بعدة
أرقام، ففرحت بذلك، وكلفت أحد الأخوة بالبحث عن هذه الأرقام، فزار المكتبة
ووجد أن تلك الأرقام هي أرقام لتفسير معالم التنزيل للبغوي، رحمه الله.
وهذه النسخة مقابلة بنسخة مقروءة على المؤلف، رحمه الله.
الناسخ: لم يعرف.
تاريخ النسخ: سنة (806 هـ).
عدد الأوراق: 418.
عدد الأسطر: 17 سطرًا.
12-نسخة ولي الدين جار الله (ر):
وهي
نسخة محفوظة بمكتبة ولي الدين جار الله بتركيا، وتبدأ بتفسير سورة آل
عمران وتنتهي بتفسير الآية: 95 من سورة المائدة. وهذا هو الجزء الثاني من
هذه النسخة.
الناسخ: لم يعرف.
تاريخ النسخ: سنة (837 هـ) .
عدد الأوراق: 330.
عدد الأسطر: 23 سطرًا.
13-نسخة ولي الدين جار الله (ت):
وهي
نسخة محفوظة بمكتبة ولي الدين جار الله بتركيا، وهي مجلدان: المجلد
الرابع: ويبدأ من تفسير سورة التوبة، وينتهي بنهاية تفسير سورة الحج.
المجلد الخامس -هكذا وأظن صوابه السادس-: ويبدأ من تفسير أول القصص حتى
آخر سورة الحجرات.
الناسخ: علي بن يعقوب الشهير بابن المخلص.
تاريخ النسخ: سنة (799 هـ) .
عدد الأوراق: المجلد الرابع: 327 والمجلد الخامس: 284.
عدد الأسطر: 25-27 سطرًا.
النسخ المساعدة:
14-نسخة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية:
وهي محفوظة برقم (3613)، وتحتوي على أول الكتاب إلى نهاية تفسير سورة آل
عمران، وعدد أوراقها: 205.
الناسخ: سعد بن كسران.
تاريخ النسخ: النسخة حديثة وتاريخها قريب فيما أظن وهي وقف على أهل بلدة
الحريق، قرب الرياض.
15-نسخة مؤسسة الملك فيصل الخيرية:
وهي
نسخة حديثة كتبت سنة 1294 هـ، وتحتوي على أول الكتاب إلى نهاية تفسير سورة
آل عمران، وهي مهداة للمؤسسة، وعليها وقف باسم إبراهيم بن عبد اللطيف سنة
1306 هـ. وعدد أوراقها: 398.
16-طبعة دار الراية بتحقيق الشيخ مقبل الوادعي، حفظه الله:
وهي طبعة معتمدة على ما سبقها من الطبعات، والأخطاء فيها كثيرة جدًا.
توزيع النسخ على السور المفسرة السورة النسخ المخطوطة النسخ
المساعدة البقرة أ هـ طـ ب ج و جامعة الإمام
جامعة الإمام
ط -الوادعي مؤسسة فيصل
مؤسسة
فيصل آل عمران أ هـ ر ج و النساء أ هـ ر د جـ المائدة أ هـ ر د الأنعام أ
هـ م د الأعراف أ هـ م د ك الأنفال أ هـ م د ك التوبة أ هـ ت د ك يونس أ
هـ ت هود أ هـ ت يوسف أ هـ ت الرعد أ هـ ت إبراهيم أ هـ ت الحجر أ هـ ت
النحل أ هـ ت ف الإسراء أ هـ ت ف الكهف أ هـ ت ف مريم أ هـ ت ف طه أ هـ ت
ف الأنبياء أ هـ ت ف الحج أ هـ ت ف المؤمنون أ هـ ف النور أ هـ ف الفرقان
أ هـ ف الشعراء أ هـ ف النمل أ هـ ف القصص أ هـ ف ت العنكبوت أ هـ ف ت
الروم أ هـ ف ت لقمان أ هـ ف ت السجدة أ هـ ف ت
تابع توزيع النسخ على السور المفسرة السورة النسخ المخطوطة الأحزاب أ هـ ف ت سبأ أ هـ ت س فاطر أ هـ ت س يس أ هـ ت س الصافات أ هـ ت س ص أ هـ ت س الزمر أ هـ ت س غافر أ هـ ت س فصلت أ هـ ت س الشورى أ هـ ت م الزخرف أ هـ ت م الدخان أ هـ ت م الجاثية أ هـ ت م الأحقاف أ هـ ت م محمد أ هـ ت م الفتح أ هـ ت م الحجرات أ هـ ت م سور المفصل "من ق إلى الناس" أ هـ م فضائل القرآن ط م ج
7-منهج التحقيق:
1-إخراج نص التفسير على ما يغلب على الظن أنه نص المؤلف، وذلك بمقابلة
النسخ المخطوطة، وإثبات الصحيح من الفروق عند الاختلاف.
2-بذلت جهدي في تقويم النص بالرجوع إلى مصادر الحديث وكتب الرجال المطبوعة
والمخطوطة.
3-وضعت الزيادات التي تزيد بها نسخة على النسخ الأخرى بين قوسين هكذا [ ]
إذا كان ذلك مستقيمًا مع سلامة النص.
4-تجنبت ذكر السقط في النسخ إلا عند الحاجة لأن ذلك يحتاج إلى إطالة في
الهوامش لكثرة السقط في بعض النسخ.
5-عزوت الآيات القرآنية الكريمة التي يستشهد بها المؤلف في التفسير
بجانبها مع مراعاة ضبطها بالشكل.
6-خرجت الأحاديث التي ذكرها الحافظ ابن كثير في تفسيره بعزوها إلى أماكنها
إن كان الحافظ ذكر مصادرها.
وما
كان في الصحيحين أو أحدهما فأكتفي بالعزو إليه، وإن كان في غيرهما ذكرت
مواضع ما أشار إليه الحافظ من مصادر وأزيد في ذلك أحيانًا، وقد سلكت طريقة
الاختصار في التخريج ما أمكن وموضعه إن شاء الله كتاب في تخريج أحاديث
التفسير، كما هي عادة الأئمة، رحمهم الله.
7-ضبطت بالشكل النصوص النبوية.
8-ضبطت الأسماء والكنى والأنساب التي يحتاج إلى ضبطها.
9-شرح بعض المفردات الغريبة.
10-أحيانًا
تدعو الحاجة إلى تعليق أو تعقيب على بعض المواطن في التفسير لبيان خطأ، أو
بطلان قصة، أو الإشارة إلى بعض الإسرائيليات ونقدها.
11-إعادة توزيع
النص وإخراجه بشكل يعين القارئ ويسهل عليه المراجعة والقراءة، مع العناية
بعلامات الترقيم كالفاصلة والأقواس والخطين للجمل الاعتراضية.
12-وضع اسم السورة ورقم الآية في أعلى كل صفحة تيسيرًا للقارئ.
13-قمت بوضع ترجمة مختصرة للمؤلف، ونبذة مختصرة عن الكتاب (1) .
14-قمت بوضع فهارس عامة للكتاب.
وقد
ساعدني في كثير من مراحل هذا العمل أخوة أفاضل سواء في مقابلة النسخ أو في
شكل النص أو في تصحيح الملازم، فالله أسأل أن يثيبنا وإياهم ويجزينا
وإياهم خير الجزاء. }
__________
(1) وكنت قد وعدت أثناء الكتاب
بوضع مبحث يتعلق بالنسخ التفسيرية ودراسة أسانيدها وأعتذر عن هذا الآن،
لكني رأيت إخراجه مستقلا لتعلقه بالتفسير المأثور عموما، والله الموفق.
اللوحة الأولى نسخة من "أ"
اللوحة الأولى من نسخة "ف"
اللوحة الأولى من نسخة "ر"
اللوحة الأولى نسخة من "س"
اللوحة الأخيرة من نسخة "س"
اللوحة الأولى من نسخة "ك"
عنوان الجزء الرابع من نسخة "م" المحفوظة بشستربتي
لوحة من نسخة "ت"
لوحة من المجلد الرابع من نسخة "ت"
اللوحة الأولى من المجلد الخامس من نسخة "ت"
لوحة من المجلد الخامس من نسخة "ت"
لوحة من نسخة "د"
عنوان نسخة "ب"
اللوحة الأولى من نسخة "ب"
اللوحة الأولى من نسخة "جـ"
لوحة من نسخة "جـ"
لوحة من نسخة "جـ" وهي بداية اختلاف الخط
إسنادي إلى المصنف
وأسانيدى إلى ابن كثير كثيرة، وهي تمر بعدد من تلاميذه، منها:
ما
أرويه عن الشيخ عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، والشيخ عبد الوهاب بن
عبد العزيز بن زيد الزيد، كلاهما عن الشيخين: محمد الشاذلي النيفر، وعبد
القادر بن كرامة الله النجاري، كلاهما عن الشيخ عمر بن حمدان المحرسي، عن
محمد المكي بن مصطفى -المعروف بابن عزوز-عن الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى
النجدي، عن الشيخ عبد الرحمن ابن حسن بن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب،
عن جده شيخ الإسلام، عن عبد الله بن إبراهيم بن سيف الفَرضِي النجدي، عن
أبي المواهب بن تقي الدين الحنبلي، عن النجم الغزي، عن أبيه البدر محمد بن
الرضي محمد الغزي الدمشقي، عن الحافظ السيوطي، عن بهاء الدين أبي البقاء
البلقيني، عن ابن الحسباني، عن ابن كثير-رحمه الله.
وأروي عن
الفريوائي، والزيد، كلاهما عن الشيخين: حماد بن محمد الأنصاري، وأبي تراب
الظاهري، كلاهما عن والد الثاني: الشيخ عبد الحق الهاشمي، عن أحمد بن عبد
الله بن سالم البغدادي، عن عبد الرحمن بن حسن ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد
الوهاب، عن جده شيخ الإسلام، عن عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي، عن
أبي المواهب محمد بن عبد الباقي بن عبد الباقي الحنبلي، عن أبيه، عن
المعمر عبد الرحمن البهوتي الحنبلي، عن الجمال يوسف بن زكريا، عن أبيه
القاضي زكريا الأنصاري، عن الحافظ ابن حجر، عن ابن الجزري، عن ابن
كثير-رحمه الله.
وأروي عن عبد الوهاب الزيد، عن الشيخ عبد العزيز بن
عبد الله الزهراني، عن الشيخ سليمان بن حمدان، عن الشيخ عبد الستار
الدهلوي، عن أبي بكر خوقير، عن أحمد بن إبراهيم بن عيسى، عن عبد الرحمن بن
حسن ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، عن جده شيخ الإسلام، عن محمد
حياة السندي، عن عبد الله بن سالم البصري، عن المسند زين العابدين الطبري،
عن أبيه، عن الشمس الرملى، عن الحافظ السخاوي، عن الحافظ ابن حجر، عن ابن
عنقة البسكري، عن ابن كثير -رحمه الله.
وأروي عن عبد الوهاب الزيد،
عن الشيخ أبى تراب الظاهري، عن الشيخ أحمد شاكر، عن عبد الستار الدهلوي،
عن أبي بكر خوقير، عن أحمد بن إبراهيم بن عيسى، عن عبد الرحمن بن حسن ابن
شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، عن عبد الرحمن الجبرتي المصري، عن مرتضى
الزبيدي، عن عمر بن عقيل الحسيني، عن عبد الله بن سالم البصري، عن عبد
الله بن محمد الديري الدمياطي، عن سلطان المزاحي، عن نور الدين علي
الزيادي، عن الجمال يوسف بن عبد الله الأرموني، عن الحافظ السيوطي، عن
المحب أبي المعالى الطبري، والرضي أبي حامد المخزومي، وأبي بكر المرشدي،
كلهم عن الشهاب بن حجي، عن ابن كثير-رحمه الله.
وأروي عن عبد الوهاب الزيد، عن الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد، عن
الشيخ حمود
التويجري،
عن الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري، عن الشيخ سعد بن حمد بن عتيق،
عن ابن عيسى، عن عبد الرحمن بن حسن، عن حسن القويسيني، عن داود القلعي، عن
أحمد الجوهري، عن عبد الله بن سالم البصري، عن المسند زين العابدين بن عبد
القادر الطبري، عن أبيه، عن المعمر عبد الواحد بن إبراهيم الحصاري، عن
الحافظ السخاوي، عن الحافظ ابن حجر، عن سعد الدين النواوي، عن ابن كثير
-رحمه الله.
وأروي عن عبد الرحمن الفريوائي، وعبد الوهاب الزيد،
كلاهما عن الشيخ محمد بن عبد الله ابن آدُّ الشنقيطي، عن الشيخ عبد الرحمن
بن ناصر السعدي، عن الشيخ علي بن ناصر أبي وادى، عن السيد نذير حسين
الدهلوي، عن محمد إسحاق، عن عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، عن أبيه، عن
أبي الطاهر الكردي، عن الصفي أحمد بن محمد بن العجل اليمني، عن يحيى بن
مكرم الطبري، عن الحافظ السيوطي، عن ابن مقبل الحلبي، عن ابن اليونانية،
عن ابن كثير -رحمه الله.
وأروي عن عبد الرحمن الفريوائي، وعبد الوهاب
الزيد، كلاهما عن الشيخ بديع الدين الراشدي السندي، وأبى تراب الظاهري،
كلاهما عن أبي الوفاء ثناء الله الأفرتسري، عن السيد نذير حسين، عن محمد
إسحاق، عن عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، عن أبيه، عن أبي الطاهر محمد
ابن إبراهيم الكردي، عن أبيه، عن الصفي القشاشي، عن أبي المواهب الشناوي،
عن الشمس الرملي، عن الحافظ زكريا الأنصاري، عن الحافظ ابن حجر، عن ابن
الحريري، عن ابن كثير -رحمه الله.
وأروي عن عبد الوهاب الزيد، عن
الشيخ أحمد بن يحيى النجمي، عن الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي، عن الشيخ
أحمد الله القرشي، عن السيد نذير حسين، عن عبد الرحمن الكزبري، عن الشيخ
مصطفى الرحمتي، عن الشيخ عبد الغني النابلسي، عن النجم الغزي، عن أبيه، عن
الحافظ زكريا الأنصاري، عن الحافظ ابن حجر، عن محمد بن سلمان البغدادي
-نزيل القاهرة-عن ابن كثير-رحمه الله.
وأروي عن عبد الوهاب الزيد، عن
الشيخ عبد المنان بن عبد الحق النورفوري، عن أبي الخير السلفي، عن الشيخ
محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، عن السيد نذير حسين عن
محمد عابد السندي، عن عبد الله ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، عن
أبيه شيخ الإسلام، عن محمد حياة السندي، عن حسن العجيحي، عن أحمد بن محمد
بن العجل اليمني، عن يحيى بن مكرم الطبري، عن الحافظ السيوطي، عن الشمس
محمد بن محمد العقبي، والنجم أبي القاسم بن عمر بن محمد بن محمد بن محمد
بن فهد المكي، كلاهما عن ابن الجزري، عن ابن كثير -رحمه الله.
وأروي
عن عبد الوهاب الزيد، عن الشيخ محمد حياة السندي السلفي، عن السيد نذير
حسين -بالإجازة العامة-عن عبد الرحمن الكزبري، عن الزبيدى، عن المعمر
السابق بن عرام، عن البابلي، عن محمد حجازي، عن المعمر محمد بن أركماس
الحنفي، عن الحافظ ابن حجر عن محمد الحبتي عن ابن كثير -رحمه الله.
(وهذا من أعلى الأسانيد إلى الحافظ ابن كثير -رحمه الله).
وأروي
عن عبد الوهاب الزيد، عن الشيخ شمس الدين بن محمد أشرف الأفغاني، والشيخ
أحمد الله الفيروزفوري، كلاهما عن الحافظ محمد الجوندلوي، عن الحافظ عبد
المنان الوزير آبادى، عن حسين بن محسن الأنصاري، عن محمد بن ناصر الحازمي
وأحمد بن محمد علي الشوكاني، كلاهما عن والد الثاني الإمام الشوكاني، عن
السيد عبد القادر بن أحمد، عن السيد سليمان بن يحيى بن عمر بن مقبول
الأهدل، عن أحمد بن محمد الأهدل، عن أحمد النخلي، عن البابلي، عن إبراهيم
اللقاني، عن الرملي، عن الحافظ زكريا الأنصاري، عن الحافظ ابن حجر، عن ابن
الحسباني عن ابن كثير -رحمه الله.
وأروي عن عبد الوهاب الزيد، عن
الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي بكر الإحسائي، عن عبد الحي الكتاني،
عن حسين بن محسن الأنصاري، عن محمد بن ناصر الحازمي، وأحمد بن محمد بن علي
الشوكاني، كلاهما عن والد الثاني الإمام الشوكاني، عن يوسف بن محمد بن
علاء الدين المزجاجي، عن أبيه، عن جده عن إبراهيم الكردي، عن أحمد بن محمد
المدني، عن الشمس الرملي، عن الحافظ زكريا الأنصاري، عن الحافظ ابن حجر،
عن الشهاب بن حجي، عن ابن كثير -رحمه الله.
وأروي عن عبد الوهاب
الزيد، عن الشيخ القاضي محمد إسماعيل العمراني اليماني، عن القاضي عبد
الله حميد عن الشيخ علي السدمي، عن جدِّ العمراني القاضي محمد بن محمد
العمراني، عن الإمام الشوكاني، عن السيد عبد القادر الكوكباني، عن عبد
الخالق بن أبي بكر المزجاجي، عن أبي طاهر الكردي، عن عبد الله بن سالم
البصري، عن الشمس محمد بن علي المكتبي، عن النجم محمد بن البدر الغزي، عن
أبيه، عن الحافظ السيوطي، عن ناصر الدين أبي الفتح محمد بن شهاب الدين
أحمد بن أبي بكر البوصيري، عن محمد الحبتي، عن ابن كثير -رحمه الله.