كتاب : أسد الغابة
المؤلف : ابن الأثير

وقال الواقدي، وابن إسحاق ! اسمه معتب بن عبيد حليف لبني ظفر وقد تقدم في معتب.
أخرجه أبو عمر.

مغيث بن عمرو
مغيث بن عمرو أبو مروان الأسلمي.
قاله محمد بن إسحاق بالغين المعجمة، وآخره ثاء مثلثة. وقيل: معتب وقد تقدم ذكره والاختلاف فيه.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه لما أشرف على خيبر قال لأصحابه وأنا فيهم: اللهم، رب السموات وما أظللن... الحديث.
روى هذا الحديث سعيد بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه، عن جده أبي مروان قال: واسمه مغيث بن عمرو.
وقال الطبري فيه: معتب، ساكن العين المهملة. وقال غيره: معتب بفتح العين.
أخرجه أبو عمر.
مغيث الغنوي
مغيث الغنوي.
له صحبة. وله حديث مع أبي هريرة في حلب الناقة، قاله أبو عمر مختصراً.
وقال ابن منده، وأبو نعيم: مغيث - وقيل: معتب - بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في بعض البعوث.
روى حديثه محمد بن يزيد بن البراء الغنوي، عن أبيه، عن جده، عن الحارث بن عبيد، عن أبيه عن جده بهذا الحديث.
أخرجه الثلاثة.
المغيرة بن الأخنس
المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي.
تقدم نسبه عند ذكر أبيه. وهو حليف بني زهرة. وقتل يوم الدار مع عثمان بن عفان رضي الله عنهما، وأبلى يومئذ بلاءً حسناً، وقاتل قتالاً شديداً لما أحرقوا باب عثمان، وقال: البسيط
لمّا تهدّمت الأبواب واحترقت ... يمّمت منهنّ باباً غير محترق
حقّاً أقول لعبد اللّه آمره: ... إن لم تقاتل لدى عثمان فانطلق
والله أتركه ما دام بي رمقٌ ... حتّى يزايل بين الرّأس والعنق
هو الإمام، فلست اليوم خاذله ... إنّ الفرار عليّ اليوم كالسّرق
وقاتل حتى قتل.
قال خليفة بن خياط: بلغني أن الذي قتل المغيرة بن الأخنس تقطع جذاماً بالمدينة.
وقيل: إن الذي قتله رأى في المنام كأن قائلاً يقول له: بشر قاتل المغيرة بن الأخنس بالنار. وهو لا يعرفه، فلما كان يوم الدار، خرج المغيرة يقاتل، فقتل ثلاثة، فحذفه ذلك الرجل بالسيف، فأصاب رجله فقطعها، ثم ضربه فقتله، ثم قال: من هذا ؟ قيل: المغيرة بن الأخنس. فقال: ما أراني إلا المبشر بالنار. فلم يزل بشر حتى هلك.
أخرجه أبو عمر.
المغيرة بن الحارث القرشي
المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم. كنيته أبو سفيان، وبها اشتهر. وقيل كنيته أبو عبد الملك.
أسلم في الفتح، وشهد حنيناً هو وابنه. ويرد في الكنى أتم من هذا إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
المغيرة بن الحارث القرشي
المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب القرشي الهاشمي ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، أخو أبي سفيان المقدم ذكره.
له صحبة. وقد قيل: إن أبا سفيان بن الحارث اسمه المغيرة. ولا يصح، والصحيح أنه أخوه. هذا كلام أبي عمر.
قلت: وقد ذكره ابن الكلبي والزبير بن بكار وغيرهما فقالوا: اسم أبي سفيان المغيرة، وهو الشاعر. وهذا يؤيد ما قاله ابن منده وأبو نعيم من أن المغيرة اسم أبي سفيان، لا اسم أخ له. وجعله أبو عمر ترجمتين، على ظنه أنهما اثنان، وسماهما في الترجمتين المغيرة. وقال ما ذكرناه عنه، والله أعلم.
أخرجه هذه الترجمة أبو عمر.
المغيرة بن الحارث بن هشام
المغيرة بن الحارث بن هشام.
أورده الحضرمي في الصحابة، وروى بإسناده عن معاوية بن يحيى بن المغيرة، عن يحيى بن المغيرة، عن أبيه، عن جده المغيرة بن الحارث بن هشام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكفي المؤمن الوقعة في الشهر.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
المغيرة بن سلمان
المغيرة بن سلمان الخزاعي.
أورده ابن شاهين في الصحابة، روى بإسناده عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن المغيرة بن سلمان الخزاعي: أن رجلين اختصما في شيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هل لكما في الشطر ؟ وأومأ بيده.
أخرجه أبو موسى.
المغيرة بن شعبة
المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس، وهو ثقيف - الثقفي - يكنى أبا عبد الله. وقيل: أبو عيسى. وامه أُمامة بنت الأفقم أبي عمر، ومن بني نصر بن معاوية.

أسلم عام الخندق، وشهد الحديبية، وله في صلحها كلام مع عروة بن مسعود، وقد ذكر في السير.
وكان يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناه أبا عيسى، وكناه عمر بن الخطاب أبا عبد الله.
وكان موصوفاً بالدهاء، قال الشعبي: دهاة العرب أربعة: معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وزياد، فأما معاوية بن أبي سفيان فللأناة والحلم، وأما عمرو بن العاص فللمعضلات، وأما المغيرة فللمبادهة، وأما زياد فللصغير والكبير. وكان قيس بن سعد بن عبادة من الدهاة المشهورين، وكان أعظمهم كرماً وفضلاً.
قيل: إن المغيرة أحصن ثلاثمائة امرأة في الإسلام، وقيل: ألف امرأة.
وولاه عمر بن الخطاب البصرة، ولم يزل عليها حتى شهد عليه بالزنا، فعزله. ثم ولاه الكوفة فلم يزل عليها حتى قتل عمر، فأقره عثمان عليها. ثم عزله، وشهد اليمامة، وفتوح الشام، وذهبت عينه باليرموك، وشهد القادسية، وشهد فتح نهاوند. وكان على ميسرة النعمان بن مقرن، وشهد فتح همدان وغيرها.
واعتزل الفتنة بعد قتل عثمان، وشهد الحكمين، ولما سلم الحسن الأمر إلى معاوية، استعمل عبد الله بن عمرو بن العاص على الكوفة، فقال المغيرة لمعاوية: تجعل عمراً على مصر والمغرب، وابنه على الكوفة، فتكون بين فكي أسد ! فعزل عبد الله عن الكوفة، واستعمل عليها المغيرة، فلم يزل عليها إلى أن مات سنة خمسين.
روى عنه من الصحابة: أبو امامة الباهلي، والمسور بن مخرمة، وقرة المزني. ومن التابعين أولاده: عروة، وحمزة، وعقار. وروى عنه مولاه وراد، ومسروق، وقيس بن أبي حازم، وأبو وائل، وغيرهم.
وهو أول من وضع ديوان البصرة، وأول من رشى في الإسلام، أعطى يرفأ حاجب عمر شيئاً حتى أدخله إلى دار عمر.
أخبرنا ابراهيم بن محمد الفقيه، وغير واحد، بإسنادهم إلى محمد بن عيسى: حدثنا أبو الوليد الدمشقي، حدثنا الوليد بن مسلم، قال: أخبرني سور بن يزيد، عن رجاء بن حيوة، عن كاتب المغيرة. وهو وراد - عن المغيرة بن شعبة: أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح أعلى الخف وأسفله.
وتوفي بالكوفة سنة خمسين، ولما توفي وقف مصقلة بن هبيرة الشيباني على قبره فقال: الخفيف
إنّ تحت الأحجار حزماً وجوداً ... وخصيماً ألدّ ذا معلاق
حيّةٌ في الوجار أربد، لا ين ... فع منه السّليم نفث الرّاقي
ثم قال: أما والله لقد كنت شديد العداوة لمن عاديت، شديد الأخوة لمن آخيت.
أخرجه الثلاثة.

المغيرة بن نوفل القرشي
المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي.
ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة، وقيل: لم يدرك من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ست سنين. يكنى أبا يحيى، بابنه يحيى، وأم يحيى أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت أُمامة قد تزوجها علي بن أبي طالب، فلما جرح علي أوصى أن يتزوجها المغيرة بن نوفل، فتزوجها بعد قتل علي. وقيل: كان يكنى أبا حليمة.
وهو الذي ألقى القطيفة على ابن ملجم لما ضرب علياً، فإن الناس لما هموا بأخذ ابن ملجم، حمل عليهم بسيفه، فأفرجوا له، فتلقاه المغيرة، فألقى عليه قطيفة كانت معه، واحتمله وضرب به الأرض، وأخذ سيفه. وكان شديد القوة، وحبسه حتى مات علي كرم الله وجهه، فقتل ابن ملجم.
وشهد المغيرة مع علي صفين، وكان قاضياً في خلافة عثمان.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً واحداً، رواه عبد الملك بن نوفل، عن أبيه، عن جده، عن المغيرة بن نوفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يحمد عدلاً، ولم يذم جوراً، فقد بارز الله تعالى بالمحاربة.
وقيل: إن حديثه مرسل. وقد روى عن أبي بن كعب، وعن كعب الأحبار.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى، وقال أبو موسى: ذكره ابن شاهين في الصحابة.
المغيرة بن هشام
المغيرة بن هشام، وكنية هشام أبو ذئب، يعرف بها، وهو ابن شعبة بن عبد الله بن قيس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب، جد محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، المعروف بابن أبي ذئب، الفقيه المدني.
ولد عام الفتح، وروى عن عمر بن الخطاب. روى عنه ابن أبي ذئب.

أخرجه أبو عمر، وساق نسبه كما ذكرناه. وقال غيره في نسبه: عبد الله بن أبي قيس، والله أعلم.

باب الميم والفاء والقاف
مفروق بن عمرو
مفروق بن عمرو الأصم بن قيس بن مسعود بن عامر بن عمرو بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الشيباني. واسم مفروق النعمان، وهو بمفروق أشهر.
روى أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم الأنعام الآية على بني شيبان، وفيهم المثنى بن حارثة، ومفروق بن عمرو، وهاني بن قبيصة، والنعمان بن شريك، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فقال: بأبي أنت ! ما وراء هؤلاء عون من قومهم، هؤلاء غرر الناس. فقال مفروق بن عمرو، وقد غلبهم لساناً وجمالاً: والله ما هذا من كلام أهل الأرض، ولو كان من كلامهم لعرفناه. وقال المثنى كلاماً نحو معناه، فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى... النحل الآية، فقال مفروق: دعوت والله يا قرشي إلى مكارم الأخلاق، وإلى محاسن الأفعال، وقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك. وقال المثنى: قد سمعت مقالتك، واستحسنت قولك، وأعجبني ما تكلمت به، ولكن علينا عهد، من كسرى لا نحدث حدثاً، ولا نؤوي محدثاً ولعل هذا الأمر الذي تدعونا إليه مما يكرهه الملوك. فإن أردت أن ننصرك ونمنعك مما يلي بلاد العرب فعلنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أسأتم إذ أفصحتم بالصدق، إنه لا يقوم بدين الله إلا من حاطه بجميع جوانبه. ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم على يد أبي بكر.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: لا أعرف لمفروق إسلاماً.
المقترب
المقترب كان اسمه الأسود، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم المقترب. وقد تقدم ذكره في الأسود.
المقداد بن عمرو
المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد بن دهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن أبي أهون بن قاس بن دريم بن القين بن أهود بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة البهراوي، المعروف بالمقداد بن الأسود. وهذا الأسود الذي ينسب إليه هو الأسود بن عبد يغوث الزهري. وإنما نسب إليه لأن المقداد حالفه، فتبناه الأسود. فنسب إليه. ويقال له أيضاً: المقداد الكندي. وإنما قيل له ذلك، لأنه أصاب دماً في بهراء، فهرب منهم إلى كندة فحالفهم، ثم أصاب فيهم دماً فهرب إلى مكة فحالف الأسود بن عبد يغوث.
وقال أحمد بن صالح المصري: هو حضرمي، وحالف أبوه كندة فنسب إليها، وحالف هو الأسود بن عبد يغوث فنسب إليه.
والصحيح أنه بهراوي، كنيته أبو معبد، وقيل: أبو الأسود.
وهو قديم الإسلام من السابقين، وهاجر إلى أرض الحبشة. ثم عاد إلى مكة، فلم يقدر على الهجرة إلى المدينة لما هاجر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبقي إلى أن بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبيدة بن الحارث في سرية، فلقوا جمعاً من المشركين عليهم عكرمة بن أبي جهل، وكان المقداد وعتبة بن غزوان قد خرجا مع المشركين ليتوصلا إلى المسلمين، فتواقفت الطائفتان، ولم يكن قتال، فانحاز المقداد وعتبة إلى المسلمين.
أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من هاجر إلى الحبشة من بني زهرة ومن بهراء المقداد بن عمرو، وكان يقال له: المقداد بن الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة؛ وذلك أنه كان تبناه وحالفه.

وشهد بدراً أيضاً، وله فيها مقام مشهور. وبهذا الإسناد عن ابن إسحاق قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سار إلى بدر الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم، فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، فقال أبو بكر فأحسن، وقال عمر فأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله، امض لما أُمرت به فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: " اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ " المائدة. ولكن: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون؛ فوالذي بعثك بالحق نبياً لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه، حتى نبلغه. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً، ودعا له.
قيل: لم يكن ببدر صاحب فرس غير المقداد، وقيل غيره، والله أعلم.
وكان المقداد من أول من أظهر الإسلام بمكة، قال ابن مسعود: أول من أظهر الاسلام بمكة سبعة منهم: المقداد.
وشهد أُحداً أيضاً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومناقبه كثيرة.
أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري - ابن بنت السدي - حدثنا شريك، عن أبي ربيعة، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم. قيل: يا رسول الله سمهم لنا. قال: علي منهم - يقول ذلك ثلاثاً وأبو ذر، والمقداد، وسلمان.
وروى علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لم يكن نبي إلا أعطى سبعة نجباء وزراء ورفقاء، وإني أعطيت أربعة عشر: حمزة، وجعفر، وأبو بكر، وعمر، وعلي، والحسن والحسين، وابن مسعود، وسلمان، وعمار، وحذيفة، وأبو ذر، والمقداد، وبلال.
وشهد المقداد فتح مصر. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروى عنه من الصحابة: علي، وابن عباس، والمستورد بن شداد، وطارق بن شهاب، وغيرهم. ومن التابعين: عبد الرحمن بن أبي ليلى، وميمون بن أبي شبيب، وعبيد الله بن عدي بن الخيار، وجبير بن نفير، وغيرهم.
أخبرنا إبراهيم بن محمد الفقيه وغيره بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال: حدثنا سويد بن نصر، حدثنا ابن المبارك، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني سليم بن عامر، حدثنا المقداد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان يوم القيامة أُذنيت الشمس من العباد، حتى تكون قيد ميل أو اثنين - قال سليم: لا أدري أي الميلين عنى، أمسافة الأرض أم الميل الذي يكحل به العين قال: فتصهرهم الشمس، فيكونون في العرق بقدر أعمالهم، فمنهم من يأخذه إلى عقبيه، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من يأخذه إلى حقويه، ومنهم من يلجمه إلجاماً - فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده إلى فيه، أي: يلجمه إلجاماً.
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الخطيب قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد السراج، أنبأنا علي بن المحسن التنوخي، حدثنا أبو عمر بن حيويه الخزاز، حدثنا أبو الحسين العباس بن المغيرة، حدثنا أبو نصر محمد بن موسى بن هارون الطوسي، حدثنا محمد بن سعد، عن الواقدي، عن موسى بن يعقوب، عن عمته، عن أمها: أن المقداد فتق بطنه فخرج منه الشحم.
وكانت وفاته بالمدينة في خلافة عثمان، ومات بأرض له بالجرف، وحمل إلى المدينة، وأوصى إلى الزبير بن العوام. وكان عمره سبعين سنة، وكان رجلاً ضخماً، قاله منصور، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث.
أخرجه الثلاثة.

المقدام بن معد يكرب
المقدام بن معد يكرب بن عمرو بن يزيد بن معد يكرب بن سيار بن عبد الله بن وهب بن ربيعة بن الحارث بن معاوية بن ثور بن عفير الكندي، أبو كريمة، وقيل: أبو يحيى. كذا نسبه أبو عمر.
وقال ابن الكلبي: هو المقداد بن معد يكرب بن عمرو بن يزيد بن معد يكرب بن سيار بن عبد الله بن وهب بن الحارث الأكبر بن معاوية الكندي.
وهو أحد الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من كندة. يعد في أهل الشام، وبالشام مات سنة سبع وثمانين، وهو ابن احدى وتسعين سنة.
روى عنه سليم بن عامر الخبائري، وخالد بن معدان، والشعبي، وأبو عامر الهوزني، وغيرهم.

أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم الدمشقي إجازة، أخبرتنا أم المجتبى العلوية إذناً، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا داود ابن رشيد، حدثنا إسماعيل بن عياش، قال أبو محمد: وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن الحسن بن إبراهيم، حدثنا أبو الفرج بن بشر بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين، أنبأنا محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي القاضي، حدثنا أبو عمران موسى بن هارون، حدثنا الحكم بن موسى ويحيى بن عبد الحميد الحباني، عن إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معد يكرب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: للشهيد عند الله عز وجل خصال، يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلية الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن يوم الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجةً من الحور العين، ويشفع في سبعين إنساناً من أهل بيته - اللفظ للذهلي.
أخرجه الثلاثة.

مقسم زوج بريرة
مقسم زوج بريرة.
أورده جعفر المستغفري، وروى عن محمد بن عجلان، عن يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه، عن عائشة قالت: كان في بريرة ثلاث سنن؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها: الولاء - لمن أعتق. وكان زوجها عبداً يقال لها مقسم، فلما عتقت قلت لها: ألم تعلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنك أملك بأمرك ما لم يطأك، وما أحب أن تفعلي. قالت: لا حاجة لي به. والأخرى شأن الصدقة حين قال: بلغت محلها.
كذا سماه في هذا الحديث، والمشهور في اسمه أنه مغيث. والله أعلم.
أخرجه أبو موسى.
مقعد
مقعد.
أورده أبو جعفر، وروى بإسناده عن يزيد بن نمران قال: رأيت بتبوك رجلاً مقعداً فقال: مررت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على حمار، وهو يصلي، فقال: اللهم، اقطع أثره. فما مشيت عليها.
أخرجه أبو موسى.
مقوقس
مقوقس صاحب الإسكندرية.
أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ذكره ابن منده وأبو نعيم، ولا مدخل له في الصحابة، فإنه لم يسلم، ولم يزل نصرانياً، ومنه فتح المسلمون مصر في خلافة عمر رضي الله عنه، ولهما أمثال هذا، ولا وجه لذكره.
قال ابن ماكولا: اسم المقوقس جريج. يعني بجيمين، أولهما مضمومة.
باب الميم والكاف
مكحول
مكحول، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أورده جعفر في الصحابة، وروى بإسناده عن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أبي وجزة يزيد بن عبيد السعيد قال: لما انتهى بالشيماء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي بنت الحارث بن عبد العزى، من بني سعد بن بكر قالت: يا رسول الله، إني لأُختك من الرضاعة... وذكر الحديث قال: فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: إن أحببت فعندي محبة مكرمة، وإن أحببت أن أُمتعك وترجعي إلى قومك ؟ فقالت بل تمتعني وتردني إلى قومي. فمتعها وردها إلى قومها فزعم بنو سعد أنه أعطاها غلاماً يقال له مكحول وجارية، فزوجت إحداهما بالآخر فلم يزل فيهم من نسلهم بقية.
أخرجه أبو موسى.
مكرم الغفاري
مكرم الغفاري.
روى نضلة بن عمرو الغفاري أن رجلاً من بني غفار أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما أسمك ؟ قال: مهران. قال: بل أنت مكرم - وقيل: كان اسمه مهان، فقال: بل أنت مكرم.
أخرجه بن منده، وأبو نعيم.
مكلبة بن ملكان
مكلبة بن ملكان.
أورده جعفر وغيره في الصحابة.
روى المظفر بن عاصم بن الأغر العجلي سنة إحدى عشرة وثلاثمائة قال: حدثنا مكلبة بن ملكان في مدينة خوارزم - وذكر أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعاَ وعشرين غزوة ومع سراياه - قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل شيخ يقال له ابن فلان قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرد وقال: يا ابن فلان، ألا أُبشرك في شيبك هذا ؟ وذكر حديثاً طويلاً في فضل الشيب.
أخرجه أبو موسى، ولو تركه لكان أصلح !
مكنف الحارثي
مكنف الحارثي.
ذكره الحسن بن سفيان في الوحدان.

أخبرنا أبو موسى، كتابة، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا حبيب بن الحسن، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أحمد بن يحيى بن محمد، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم وعبد الله بن أبي بكر، عن مكنف الحارثي قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر محيصة بن مسعود ثلاثين وسقاً شعيراً، وثلاثين وسقاً تمراً.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.

مكنف بن زيد الخيل
مكنف بن زيد الخيل الطائي. تقدم نسبه عند ذكر أبيه، وكان أكبر أولاد زيد الخيل، وبه كان يكنى.
وشهد قتال أهل الردة هو وأخوه حريث بن زيد الخيل مع خالد بن الوليد. وقد ذكره أبو عمر في ترجمة أبيه زيد الخيل.
وحماد الراوية مولى مكنف، قاله القتيبي في المعارف.
أخرجه أبو موسى.
مكيتل الليثي
مكيتل الليثي.
أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير قال: سمعت زياد بن سعد بن ضميرة السلمي يحدث عن عروة بن الزبير: أن أباه وجده شهدا حنيناً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالا: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر، ثم عمد إلى ظل شجرة، فقام إليه الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن يختصمان في دم عامر بن الأضبط الأشجعي، وكان قتله محلم بن جثامة، فعيينة يطلب بدم الأشجعي عامر بن الأضبط لأنه من قيس، والأقرع بن حابس يدفع عن محلم لأنه من خندف. فقام رجل من بني ليث يقال له مكيتل، مجموع قصير، فقال: يا رسول الله، ما وجدت لهذا القتيل في غرة الإسلام شبيهاً إلا كغنم وردت فرميت أولاها فنفرت أُخراها، اسنن اليوم وغير غداً... وذكر القصة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
مكيث
مكيث.
أورده أبو بكر بن أبي علي في باب الميم، وروى أحمد بن الفرات، عن عبد الرزاق عن معمر، عن عثمان بن زفر، عن رافع بن مكيث، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البر زيادة في العمر.
ورواه الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن بعض بني رافع، عن رافع. وهو الصحيح.
أخرجه أبو موسى.
باب الميم واللام
ملحان بن زياد
ملحان بن زياد بن غطيف وقيل: ملحان بن غطيف بن حارثة بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم الطائي أخو عدي بن حاتم لأُمه.
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً، وسمع أبا بكر الصديق وسار إلى الشام مجاهداً، وشهد فتح دمشق، وسيره أبو عبيدة منها بين يديه إلى حمص مع خالد بن الوليد.
ذكره البلاذري.
وشهد صفين مع معاوية، وكان أخوه عدي بن حاتم مع علي.
ملحان بن شبل
ملحان بن شبل البكري، وقيل: القيسي.
وهو والد عبد الملك بن ملحان، ويقال: إنه والد قتادة بن ملحان القيسي. يختلفون فيه، وله حديث واحد أخبرنا به أبو أحمد ابن سكينة بإسناده عن أبي داود: حدثنا محمد بن كثير، أنبأنا همام، عن أنس بن سيرين، عن ابن ملحان القيسي، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بصوم البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة، ويقول: هو كصيام الدهر.
اختلف فيه على شعبة وعلى أنس بن سيرين أيضاً فقال أبو الوليد الطيالسي، ومسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، عن شعبة: عن عبد الملك بن ملحان، عن أبيه، إلا أن أبا الوليد قال: عبد الرحمن بن ملحان. وهو غلط.
وقال يزيد بن هارون، عن شعبة، عن أنس: عن عبد الملك بن منهال، عن أبيه.
قال ابن معين وهو خطأ، والصواب. عبد الملك بن ملحان.
ورواه همام، عن أنس: عن عبد الملك بن قتادة القيسي، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث شعبة.
وهو خطأ، والصواب رواية شعبة، فإن هماماً ليس مما يعارض به شعبة، والله أعلم.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
ملفع بن الحصين
ملفع بن الحصين التميمي السعدي، ويقال: منقع بن الحصين بن يزيد بن شبيل.
له حديث واحد ليس إسناده بالقوي. شهد القادسية، ثم قدم البصرة، واختط بها.
أخرجه أبو عمر.
ملكو بن عبدة
ملكو بن عبدة.
أورده جعفر في الصحابة وقال: قسم له رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر ثلاثين وسقاً، قاله محمد بن إسحاق.
أخرجه أبو موسى.
مليل بن عبد الكريم
مليل بن عبد الكريم بن خالد بن العجلان. قاله جعفر، عن ابن إسحاق.
وقال ابن منده: مليل بن وبرة بن عبد الكريم.

أخرجه أبو موسى. وهذا قد أخرجه ابن منده وغيره فقالوا مليل بن وبرة بن عبد الكريم ولعل أبا موسى قد نقل من نسخة فيها غلط، وقد أسقط الناسخ وبرة، فظنه غيره، وهو هو.

مليل بن وبرة
مليل بن وبرة بن عبد الكريم بن خالد بن العجلان. قاله أبو نعيم، عن ابن إسحاق.
وقال ابن منده: مليل بن وبرة بن عبد الكريم بن العجلان.
وقال أبو عمر: مليل بن وبرة بن خالد بن العجلان، من بني عوف بن الخزرج.
وقال الكلبي: مليل بن وبرة بن خالد بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم، من بني عوف بن الخزرج الأكبر، ومثله نسبه ابن ماكولا، عن الواقدي، وقالوا كلهم: أنه شهد بدراً وأحداً.
أخرجه الثلاثة.
باب الميم والنون
منبعث
منبعث. كان اسمه المضطجع، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم منبعثاً.
أسلم لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: ونزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان محاصراً للطائف ممن أسلم: المنبعث، كان اسمه المضطجع، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبعث، وكان إلى عثمان بن عامر بن معتب.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
منبه أبو وهب
منبه، أبو وهب.
أخرجه أحمد بن محمد بن ياسين في تاريخ هراة فقال: قدم هراة من الصحابة منبه أبو وهب.
أخرجه أبو موسى.
منبه والد يعلى
منبه والد يعلى بن منبه، أبو وهب.
اختلف في حديثه، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذي أحرم بعمرة وعليه جبة، وهو متخلق بالخلوق، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزع الجبة ويغسل أثر الخلوق.
أخرجه أبو عمر.
قلت: هذا وهم من أبي عمر، فإن والد يعلى إنما هو أمية، وقد ذكرناه في الهمزة، وهناك أخرجه أبو عمر أيضاً على الصواب، وإنما أم يعلى اسمها منية، بضم الميم وسكون النون، وبالياء تحتها نقطتان، ونذكر اسمها ونسبها في يعلى ابنها، إن شاء الله تعالى.
منتجع
منتجع.
روى عبد الله بن هشام الرقي، عن ناجية، عن جده المنتجع - وكان من أهل نجد، وكان له مائة وعشرون سنة، لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة أحاديث - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل: إذا أصبحت فشمر ذيلك، فأول شيء تلقاه فكله، والثاني فأدفنه، والثالث فاوه، والرابع فأطعمه. فأول شيء لقيه جبل شامخ في الهواء، قال: يا ويلتا ! أُمرت أن آكل هذا الجبل، ولست أُطيقه !؛ فتضام الجبل حتى صار كالتمرة الحلوة فابتلعها. ثم مضى فإذا هو بطست ملقاة على قارعة الطريق، فاحتفر لها قبراً فدفنها، فكان كلما دفنها نبت عن الأرض، فلما أعيته تركها... وذكر الحديث. وهو غريب.
وقال وهب بن منبه: إن هذا النبي كان شعيباً.
أخرجه أبو موسى.
المنتذر
المنتذر - وقالوا: المنيذر - نسبه جعفر إلى يحيى بن يونس. وقد أروده ابن منده: المنذر، وقال: وقيل: المنيذر. ونذكره في المنذر والمنيذر.
أخرجه أبو موسى.
المنتشر
المنتشر الهمداني، والد محمد بن المنتشر، وهو جد إبراهيم بن محمد بن المنتشر. سكن الكوفة.
روى عنه ابنه محمد بن المنتشر أنه قال: كانت بيعة النبي صلى الله عليه وسلم التي بايع الناس عليها: البيعة لله، والطاعة للحق. وكانت بيعة أبي بكر: تبايعوني ما أطعت الله.
قال أبو عمر: قال ابن أبي حاتم. قلت لأبي: رأى المنتشر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال: لا أدري، وقد روى عنه عليه السلام.
قال أبو عمر: ولا تصح له عندي صحبة ولا رؤية، وحديثه مرسل. وهو المنتشر بن الأجدع فيما ذكر الدارقطني.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
المنتفق
المنتفق، وقيل: عبد الله بن المنتفق.
كذا ذكره ابن شاهين وقال: سمعت عبد الله بن سليمان يقول: هذا المنتفق هو أبو رزين العقيلي، وروى بإسناده عن محمد بن جحادة، عن المغيرة بن عبد الله قال: انطلقت إلى الكوفة أنا وصاحب لي، فدخلنا فإذا رجل من قيس يقال له المنتفق - أو: ابن المنتفق - فقال: طلبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: هو بمنى. فأتيت منى فقالوا: هو بعرفة... وذكر الحديث.
أخرجه أبو موسى.

قلت قول عبد الله بن سليمان أن هذا المنتفق هو أبو رزين العقيلي حقق أنه وهم فيه، فإن أبا رزين العقيلي هو لقيط بن صبرة بن عبد الله المنتفق. ومع الاختلاف في، فلم يقل أحد: أن اسمه المنتفق، وقد استقصيناه في اسمه. فليطلب منه. وإنما المنتفق اسم البطن الذي ينسب إليه. والله أعلم.

منجاب بن راشد الضبي
منجاب بن راشد بن أصرم بن عبد الله بن زياد بن حزن بن باليه بن غيظ بن السيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة الضبي.
نزل الكوفة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه ابنه سهم بن منجاب، وكان سهم من أشراف أهل الكوفة، وهو أحد الثلاثة الذين أوصى إليهم زياد بن أبيه حين مات بالكوفة.
أخرجه أبو موسى.
منجاب بن راشد الناجي
منجاب بن راشد الناجي. وناجية بطن من بني سامة بن لؤي. منجاب أخو الخريق بن راشد.
ذكره سيف والمدائني فيمن استعمل على كور فارس في خلافة عثمان، ممن لقي النبي صلى الله عليه وسلم، وآمن به هو وأخوه الخريث. وكانا عمانيين، فهربا من علي بعد التحكيم. فأما الخريث فإنه أفسد في الأرض ببلاد فارس. فسير علي إليه جيشاً فأوقعوا ببني ناجية، وكان كثير منهم قد ارتد. وقد استقصينا قصتهم في كتابنا الكامل في التاريخ.
أخرجه أبو موسى.
وهذا المنجاب غير الأول، فإن ذلك ضبي، وهذا من بني سامة بن لؤي، ثم من بني ناجية وبنو ناجية هم ولد عبد البيت بن الحارث بن سامة بن لؤي وأمه ناجية بنت جرم ربان، حلف عليها بعد أبيه نكاح مقت فنسب ولده إليها.
المنذر بن الأجدع
المنذر بن الأجدع الهمداني.
له صحبة. قاله جعفر.
أخرجه أبو موسى.
المنذر الأسلمي
المنذر الأسلمي. وقيل: منيذر سكن إفريقية. روى عنه أبو عبد الرحمن السلمي أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قال إذا أضبح: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، فأنا الزعيم لآخذن بيده حتى أُدخله الجنة.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم. وقال أبو نعيم: رواه بعض المتأخرين من حديث حرملة، عن ابن وهب، عن حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن السلمي. وهو وهم، وإنما هو أبو عبد الرحمن الحبلي، وليس للسلمي مدخل فيه.
المنذر بن أبي أُسيد
المنذر بن أبي أُسيد الساعدي، سماه النبي صلى الله عليه وسلم المنذر.
أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود، وعبد الوهاب بن هبة الله بإسناديهما إلى مسلم قال: حدثنا محمد بن سهل التميمي وأبو بكر بن إسحاق قالا: حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا محمد - وهو ابن مطرف أبو غسان - حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد قال: أُتي بالمنذر بن أبي أُسيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولد، فوضعه على فخذه، وأبو أُسيد جالس، فلهي النبي صلى الله عليه وسلم بشيء بين يديه، فأمر أبو أُسيد بابنه فحمل وأقلبوه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين الصبي ؟ قال: أبو أُسيد: أقلبناه يا رسول الله. قال: ما اسمه ؟ قال: فلان. قال: لا، ولكن اسمه المنذر. فسماه يومئذ المنذر.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
المنذر بن ساوى
المنذر بن ساوى بن عبد الله بن زيد بن عبد الله بن دارم التميمي الدارمي، صاحب البحرين، نسبه ابن الكلبي.
كان عامل النبي صلى الله عليه وسلم على البحرين. وقيل: هو من عبد القيس. وقد ذكرنا خبر وفادته على النبي صلى الله عليه وسلم في ترجمة نافع أبي سليمان.
روى أبو مجلز، عن أبي عبيدة، عن عبد الله قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المنذر ابن ساوى: من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذاكم المسلم.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
المنذر بن سعد
المنذر بن سعد بن المنذر، أبو حميد الساعدي.
اختلف في اسمه، فقيل: المنذر. وقيل: عبد الرحمن. وهو ممن غلبت عليه كنيته، وقد ذكرناه في باب العين . ونذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
المنذر بن عائذ
المنذر بن عائذ بن المنذر بن الحارث بن النعمان بن زياد بن عصر بن عوف بن عمرو بن عوف بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، الأشج العبدي. العصري.
وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن فيك خلقين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة.

وقد ذكرناه في الأشج، ومن ولده عثمان بن الهيثم بن جهم بن عبس بن حسان ابن المنذر العبدي المحدث.
وقيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم: قال له: يا أشج، فهو أول يوم سمي فيه الأشج.
أخرجه الثلاثة.

المنذر بن عباد
المنذر بن عباد الانصاري الساعدي.
قتل يوم الطائف. وقيل: هو المنذر بن عبد الله بن قوال. قاله ابن إسحاق، ونذكره في المنذر بن عبد الله، إن شاء الله.
أخرجه أبو عمر.
المنذر بن عبد الله
المنذر بن عبد الله بن قوال بن وقش بن ثعلبة من بني ساعدة الأنصاري الخزرجي الساعدي.
قتل يوم الطائف شهيداً.
أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من استشهد يوم الطائف: ومن بني ساعدة: المنذر بن عبد الله بن وقش بن ثعلبة.
وقال الواقدي: هو المنذر بن عبد بن قوال بن قيس بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة.
قال أبو عمر: هو المنذر بن عباد فيما أظن.
أخرجه الثلاثة.
المنذر بن عبد المدان
المنذر بن عبد المدان اليشكري.
له ذكر في المغازي، لا تعرف له رواية.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: كذا ذكره بعض المتأخرين - يعني ابن مندة - ولم يزد عليه.
المنذر بن عدي
المنذر بن عدي بن المنذر بن عدي بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.
ذكره ابن الكلبي، والطبري.
المنذر بن عرفجة
المنذر بن عرفجة بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم الأنصاري الأوسي.
شهد بدراً.
أخرجه أبو عمر مختصراً
المنذر بن عمرو بن خنيس
المنذر بن عمرو بن خنيس بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة ابن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي ثم الساعدي.
كذا نسبه أبو عمر، وابن إسحاق وأما ابن منده، وأبو نعيم، وابن الكلبي فقالوا: خنيس بن لوذان واسقطوا حارثة.
وهو المعروف بالمعنق ليموت، وقيل: المعنق للموت شهد العقبة، وبدراً، وأُحداً.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده، عن يونس، عن ابن إسحاق، فيمن شهد العقبة من بني ساعدة: والمنذر بن عمرو بن خنيس بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد، نقيب. شهد بدراً وأحداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل يوم بئر معونة.
وكان نقيب بني ساعدة هو وسعد بن عبادة. وكان يكتب في الجاهلية بالعربية، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين طليب بن عمير. وقال ابن إسحاق: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي ذر الغفاري، وكان الواقدي ينكر ذلك، ويقول: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه قبل بدر، وأبو ذر يومئذ غائب عن المدينة، لم يشهد بدراً ولا أحداً ولا الخندق، وإنما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك.
وكان على ميسرة النبي صلى الله عليه وسلم. وقتل بعد أحد بأربعة أشهر أو نحوها يوم بئر معونة، وكانت أول سنة أربع.
أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: حدثني والدي إسحاق بن يسار، عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وغيرهما من أهل العلم قالوا: قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام، ودعاه إليه، فلم يسلم ولم يبعد من الإسلام، وقال: يا محمد، لو بعثت رجالاً من أصحابك إلى أهل نجد فدعوهم إلى أمرك، لرجوت أن يستجيبوا لك. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو بن المعنق للموت في أربعين رجلاً من أصحابه من خيار المسلمين، فيهم: الحارث بن الصمة، وحرام بن ملحان، وعروة بن أسماء بن الصلت السلمي، ورافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وعامر بن فهيرة، في رجال مسمين، فساروا حتى نزلوا بئر معونة، وهي بين أرض بني عامر وحرة بني سليم... وذكر القصة، فاستصرخ - يعني عامر بن الطفيل - قبائل بني سليم، فأجابوه إلى ذلك، فخرجوا حتى غشوا القوم، فأحاطوا هم في رحالهم. فلما رأوهم أخذوا أسيافهم، ثم قاتلوا حتى قتلوا من عند آخرهم، إلا كعب بن زيد، أخا بني دينار بن النجار وعمرو بن أمية الضمري.
قال ابن إسحاق: ولم يعقب المنذر بن عمرو.
أخرجه الثلاثة.
المنذر بن قدامة

المنذر بن قدامة بن الحارث. تقدم نسبه عند أخيه مالك، وهو من بني غنم ابن السلم بن مالك بن الأوس، الأوسي الأنصاري، شهد بدراً.
أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من الأوس، من بني غنم بن السلم بن امرىء القيس بن مالك بن الأوس: منذر بن قدامة. وكذلك قال ابن شهاب.
أخرجه الثلاثة.

المنذر بن كعب الدارمي
المنذر بن كعب الدارمي.
وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ولده: أبو جعفر أحمد بن سعيد بن صخر بن سليمان ابن سعيد بن قيس بن عبد الله بن المنذر بن كعب الدارمي المحدث. روى عنه البخاري. قاله أبو العباس السراج في تاريخه. ذكره الغساني.
المنذر بن مالك
المنذر بن مالك.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أنبأنا أبو علي، أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا أبو محمد بن حيان، حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، حدثنا سعيد بن يحيى، حدثنا مسلم بن خالد، عن مطرف البصري، عن حميد بن هلال، عن منذر بن مالك قال: قلت: يا رسول الله، أي الصدقة أفضل ؟ فقال: سر إلى فقير، وجهدٌ من مقل.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى. قال أبو نعيم: هو مجهول.
المنذر بن محمد
المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس.
شهد بدراً، وأحداً. قاله يونس، عن ابن إسحاق. وقتل يوم بئر معونة، يكنى أبا عبدة أخرجه الثلاثة، وأخرجه أبو موسى فقال: أورده يحيى - يعني ابن منده - على جده أبي عبد الله بن منده، وقد أخرجه جده.
المنذر بن يزيد
المنذر بن يزيد بن عامر بن حديدة.
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وله صحبة ولأخيه عبد الرحمن.
قاله العدوي.
منصور بن عمير
منصور بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، أبو الروم العبدري، أخو مصعب بن عمير.
كذا سماه أبو بكر بن دريد، وقال: أبو الروم لقب.
من مهاجرة الحبشة، شهد أحداً. ذكره الحافظ أبو القاسم الدمشقي، ويرد في الكنى أتم من هذا، إن شاء الله تعالى.
منظور بن زبان
منظور بن زبان بن سيار بن عمرو - وهو العشراء بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي ابن مازن بن فزارة الفزاري.
وهو الذي تزوج امرأة أبيه، فأنفذ إليه النبي صلى الله عليه وسلم خال البراء ليقتله النساء. وهو جد الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب لأمه، أمه خولة بنت منظور، وهي أيضاً أم إبراهيم بن محمد بن طلحة.
ذكره ابن ماكولا هكذا، ولو لم يكن مسلماً لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله لنكاحه امرأة أبيه، ولكان قتله على الكفر.
منقذ بن خنيس
منقذ بن خنيس بن سلامة بن سعد بن مالك بن دودان بن أسد بن خزيمة.
قال جعفر: هو اسم أبي كعب الأسدي، سماه ابن حبيب في كتاب من غلبت كنيته على اسمه.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
منقذ بن زيد
منقذ بن زيد بن الحارث.
أخرجه أبو عمر مختصراً وقال: ذكره بعض من ألف في الصحابة، ولا أعرفه.
منقذ بن عمرو
منقذ بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي ثم النجاري المازني.
له صحبة. وهو جد محمد بن يحيى بن حبان، وكان قد أصابته ضربة في رأسه، فتغير لسانه وعقله، فكان يخدع في البيع، وكان لا يدع التجارة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ابتغت شيئاً فقل لا خلابة. وجعل له الخيار في كل سلعة يشتريها ثلاث ليال، وعاش مائة سنة وثلاثين سنة.
أخرجه الثلاثة.
منقذ بن لبابة
منقذ بن لبابة الأسدي، من بني أسد بن خزيمة، ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة من بني غنم بن دودان بن أسد.
أخرجه أبو عمر هكذا: لبابة باللام. وأخرجه أبو موسى: نباتة بالنون، وأحدهما تصحيف من الآخر. وقيل فيه: معبد، وقد تقدم، أخرجه أبو نعيم وابن منده فقالا: نباتة، ففي هذا دليل على أنه نباتة بالنون، والله أعلم
منفعة
منفعة، رجل مذكور في الصحابة.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابنه كليب بن منفعة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، من أبر ؟ قال: أمك.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
منفعة: بالنون والفاء. قاله ابن ماكولا.
منقع التميمي
منقع التميمي. غير منسوب.

مذكور في الصحابة، وذكره ابن سعد في طبقات أهل البصرة من الصحابة، فقال: المنقع بن الحصين بن يزيد بن شبل بن حيان بن الحارث بن عمرو بن كعب بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم. وقد شهد القادسية، ثم قدم البصرة فاختط بها، وكان له فرس يقال له جناح شهد عليه القادسية فقال: الطويل
لمّا رأيت الخيل زيّل بينها ... طعانٌ ونشّابٌ، صبرت جناحا
فطاعنت حتّى أنزل اللّه نصره ... وودّ جناحٌ لو قضى فأراحا
كأنّ سيوف الهند فوق جبينه ... مخاريق برقٍ في تهامة لاحا
وقد روى المنقع عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة.

المنقع بن مالك
المنقع بن مالك بن أمية بن عبد العزى بن ملان بن عمل بن كعب بن الحارث ابن بهثة بن سليم السلمي.
توفي في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوفاته ترحم عليه. وقد ذكرناه في قدد.
أخرجه أبو موسى.
منكدر بن عبد الله بن الهدير
منكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة ابن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي، والد محمد بن المنكدر وإخوته.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو بكر مسمار بن عمر بن العويس، أنبأنا أبو العباس بن الطلاية، أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن عل بن أحمد الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر المخلص، حدثنا يحيى بن صاعد، حدثنا خلاد بن أسلم، حدثنا النضر بن شميل، أنبأنا حرث بن السائب مؤذن لبني سلمة قال: سمعت محمد بن المنكدر، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طاف بهذا البيت سبعاً، وذكر اللّه فيه، كان كعدل رقبة يعتقها.
أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: حديثه عندهم مرسل، ولكنه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تثبت له صحبة.
منهالٌ أبو عبد الملك
منهال أبو عبد الملك
القيسي. روى عنه ابنه عبد الملك.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أنس بن سيرين، عن عبد الملك بن المنهال، عن أبيه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام أيام البيض الثلاثة، ويقول: هنّ صيام الشّهر.
ورواه أبو داود الطيالسي وسليمان بن حرب، عن شعبة، نحوه.
وقال أبو عمر: عبد الملك بن المنهال عندهم وهم، والصواب عندهم: ملحان. وقد تقدم الكلام عليه في ملحان.
أخرجه الثلاثة.
منيب الأزدي
منيب الأزدي، أبو مدرك.
روى حديثه منيب بن مدرك بن منيب، عن أبيه، عن جده قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية يقول: قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، فمنهم من تفل في وجهه، ومنهم من حثا عليه التراب، ومنهم من سبه حتى انتصف النهار، وأقبلت جارية بعس من ماء، فغسل وجهه ويديه وقال: يا بنية، لا تخشي، على أبيك غلبة ولا ذلاً. فقلت: من هذه ؟ فقالوا: هذه زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة، وقد أخرجوا هذا الحديث في مدرك بن الحارث الأزدي، وقد تقدم.
منيب بن عبد السلمي
منيب بن عبد السلمي.
أورده الخطيب أبو بكر وأبو نصر بن ماكولا. روى عنه عبد الله بن غابر الألهاني - قال: وكان من الصحابة - وعن أبي أمامة الباهلي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان يقول: من صلى الصبح في مسجد جماعة، ثم ثبت حتى يسبح سبحة الضحى، كان كأجر حاج ومعتمر تام، له حجة وعمرة.
أخرجه أبو موسى.
منيذر الأسلمي
منيذر الأسلمي - وقيل: منذر. وقد تقدم ذكره. روى عنه أبو عبد الرحمن وقال: كان يسكن إفريقية، وكان له صحبة، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من قال حين يصبح: رضيت بالله رباً... الحديث.
أخرجه الثلاثة.
باب الميم والهاء
المهاجر بن أبي أمية
المهاجر بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي. أخو أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأبيها وأمها.

كان اسمه الوليد فكرهه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماه المهاجر، وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجر إلى الحارث بن عبد كلال الحميري باليمن، وتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاتب عليه، فشفعت فيه أخته أم سلمة فقبل شفاعتها، فأحضرته فاعتذر إلى النبي، فرضي عنه. واستعمله رسول الله على صدقات كندة والصدف، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسر إليها، فبعثه أبو بكر رضي الله عنه إلى قتال من باليمن من المرتدين، فلما فرغ سار إلى عمله، فسار إلى ما ذكره له أبو بكر.
وهو الذي فتح حصن النجير بحضرموت مع زياد بن لبيد الأنصاري، وسير الأشعث ابن قيس إلى أبي بكر أسيراً، وله في قتال الردة باليمن أثر كبير، أتينا على ذكره في الكامل في التاريخ.
أخرجه الثلاثة.

المهاجر بن خالد بن الوليد
المهاجر بن خالد بن الوليد، وهو ابن عم الأول، وهو قرشي مخزومي.
كان غلاماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأخوه عبد الرحمن. وكانا مختلفين: شهد عبد الرحمن صفين مع معاوية، وشهدها المهاجر مع علي كرم الله وجهه، وشهد معه الجمل أيضاً، وفقئت عينه بها، وقتل بصفين.
وله ابن اسمه خالد، ولما قتل ابن أثال الطبيب عبد الرحمن بن خالد بالسم الذي سقاه، ولم يطلب خالد بثأر عمه، عيره عزوة بن الزبير، فسار خالد إلى دمشق هو ومولاه نافع، فرصدا ابن أثال ليلاً، وكان يسمر عند معاوية، فلما انتهى إليهما ومعه غيره من سمار معاوية، حمل عليه خالد ونافع، فتفرقوا، وقتل خالد الطبيب، ثم انصرف إلى المدينة وهو يقول لعروة بن الزبير: الطويل
قضى لابن سيف اللّه بالحقّ سيفه ... وعرّي من حمل الذّحول رواحله
فإن كان حقاً فهو حقٌّ أصابه ... وإن كان ظنّاً فهو بالظّنّ فاعله
سل ابن أُثالٍ هل ثأرت ابن خالد ؟ ... وهذا ابن جرموز فهل أنت قاتله ؟
يعني أن ابن جرموز قتل الزبير، فلم يطلب أحد من أولاده بثأره.
أخرجه أبو عمر.
المهاجر بن زياد
المهادر بن زياد الحارثي، أخو الربيع بن زياد.
أخرجه أبو عمر، وقال: لا أعلم له رواية، وفي صحبته نظر وقتل بمناذر سنة سبع عشرة.
وقيل: بل قتل يوم تستر مع أبي موسى، وكان صائماً، وقد شرى نفسه من الله عز وجل، فقال أخ له لأبي موسى: إنه يقاتل صائماً. فعزم عليه أن يفطر، فأفطر المهاجر، ثم قاتل حتى قتل رضي الله عنه.
المهاجر مولى أم سلمة
المهاجر، مولى أم سلمة.
قال: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه بكير مولى عمرة - جد يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي، مولى لهم، يعد مهاجر هذا في المصريين. قال بكير: سمعت مهاجراً مولى أم سلمة يقول: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين - أو: خمس سنين - فلم يقل لشيء صنعته: لم صنعته ؟ ولا لشيء تركته: لم تركته ؟ أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر، لا أدري أهو الذي روى في نعل النبي صلى الله عليه وسلم كان لها قبالان أم لا ؟
المهاجر بن قنفذ
المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي.
كان عبد الله بن جدعان عم أبيه. وهو جد محمد بن يزيد بن مهاجر، وقيل: إن اسم المهاجر عمرو، واسم قنفذ خلف، وإن مهاجراً وقنفذاً لقبان، وإنما قيل له المهاجر؛ لأنه لما أراد الهجرة أخذه المشركون فعذبوه، ثم هرب منهم، وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلماً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا المهاجر حقاً. وقيل: إنه أسلم يوم فتح مكة، وسكن البصرة، ومات بها.
روى عنه أبو ساسان حضين، ورواية الحسن عنه مرسلة؛ بينهما حضين.
أخبرنا يعيش بن صدقة بن علي الفقيه بإسناده عن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب: حدثنا محمد بن بشار حدثنا معاذ بن معاذ، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن حضين أبي ساسان، عن المهاجر بن قنفذ أنه سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فلم يرد عليه حتى توضأ، فلما توضأ رد عليه.
وولى الشرطة لعثمان، وفرض له أربعة آلاف.
أخرجه الثلاثة.
حضين: بالحاء المهملة والضاد المعجمة، وآخره نون.
المهاجر
المهاجر. رجل من الصحابة.

روى أن نعل النبي صلى الله عليه وسلم كان لها قبالان.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.

مهجع
مهجع، مولى عمر بن الخطاب.
هو أول قتيل من المسلمين يوم بدر، أتاه سهم غرب، وهو بين الصفين فقتله. وهو من أهل اليمن، نزل فيه وفي أصحابه قوله تعالى: " وَلاَ تَطْرُدِ الذينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بالغَدَاة والعَشِي يُرِيدُونَ وَجْهَهُ " الأنعام، وهم: بلال، وصهيب، وعمار، وخباب، وعتبة بن غزوان، ومهجع مولى عمر، وأوس بن خولي، وعامر بن فهيرة، قاله ابن عباس.
أخرجه الثلاثة.
مهدي الجزري
مهدي الجزري.
روى سليمان بن المغيرة، عن مبذول بن عمرو، عن مهدي الجزري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة يعذرون بسوء الخلق: المريض، والمسافر، والصائم.
أخرجه أبو موسى وقال: أظنه مرسلاً.
مهران مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-
مهران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: كيسان، وقيل: طهمان، وقيل: ذكوان، وقيل: ميمون، وقيل: هرمز. وتقدم ذكر الاختلاف فيه، وقيل: هو مولى آل أبي طالب.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عطاء بن السائب قال: أتيت أم كلثوم بنت علي بشيء من الصدقة، فردتها وقالت: حدثني مولى للنبي صلى الله عليه وسلم يقال له مهران: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنا - آل محمد - لا تحل لنا الصدقة، ومولى القوم منهم أخرجه الثلاثة.
مهران والد ميمون
مهران والد ميمون. روى عنه ابنه ميمون إمام أهل الجزيرة. حدث عمرو بن ميمون بن مهران، عن أبيه، عن جده مهران قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يقرأ بأم الكتاب في صلاته فهي خداج.
أخرجه أبو نعيم.
مهزّم بن وهب
مهزم بن وهب
الكندي.
روى عنه سعيد بن جبير أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني لا أُحل لكم أن تنتبذوا في الجر الأخضر والأبيض والأسود، ولينتبذ أحدكم في سقائه، فإذا طاب فليشرب.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
مهشّم بن عتبة
مهشم: هو اسم أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وقيل في اسمه غير ذلك. وقد تقدم، ويرد في الكنى إن شاء الله تعالى أتم من هذا، فإنه بكنيته أشهر.
أخرجه أبو موسى.
مهلهل
مهلهل، غير منسوب.
روى عنه مسلمة الضبي - وقيل: سلمة - قال: وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال النبي: من سره أن يظلّه الله يوم القيامة، فليصل رحمه، ولا يبخل بالسلام.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
مهين
مهين بن الهيثم بن نابي بن مجدعة، من آل الأسود بن أوس بن نابي.
لا عقب له، ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة، وذكره ابن منيع وجعفر المستغفري في الصحابة.
أخرجه أبو موسى.
باب الميم والواو
موسى بن الحارث
موسى بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة. تقدم نسبه عند ذكر أبيه.
ولد موسى بأرض الحبشة وهلك بها، وقدم أبوه إلى المدينة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفينتين أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
مولة بن كثيف
مولة بن كثيف بن حمل بن خالد بن عمرو بن معاوية - وهو الضباب - ابن كلاب.
نسبه الزبير بن بكار. وكلاب هو ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة الضبابي الكلابي، قاله أبو عمر.
وقال ابن منده وأبو نعيم: هو مولى الضحاك بن سفيان الكلابي.
وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشرين سنة، وهو الذي روى قصة عامر بن الطفيل: غدة كغدة البعير، وموت في بيت سلولية ؟!. وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحمل صدقة إبله إليه، بنت لبون، ثم صحب أبا هريرة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة سنة، وعاش في الإسلام مائة سنة، وكان يدعى ذا اللسانين، من فصاحته وبلاغته.
أخرجه الثلاثة، وأخرجه أبو موسى فقال: استدركه يحيى بن منده على جده، وقد أخرجه جده.
مونّس بن فضالة
مونس بن فضالة
بن عدي بن حرام بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري. هو أخو أنس بن فضالة.
بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عيناً إلى المشركين من قريش، لما جاءوا إلى أحد مع أخيه. وشهدا جميعاً أحداً.
أخرجه أبو عمر.
مونس: بضم الميم، وفتح الواو، وتشديد النون.
موهب بن عبد الله

موهب بن عبد الله بن خرشة.
ذكره ابن شاهين، وروى بإسناده عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان ورجال المدائني قال: كان في وفد ثقيف موهب بن عبد الله - يعني ابن خرشة - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت موهب أبو سهل.
أخرجه أبو موسى.

باب الميم والياء
ميتم
ميتم، رجل من الصحابة، لا يعرف نسبه. ذكره ابن أبي عاصم في الوحدان.
أخبرنا يحيى بن محمود إجازة بإسناده إلى أبي بكر أحمد بن عمرو: حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى، حدثنا زكريا بن عدي بن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن ميتم - رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - قال: بلغني أن الملك يغدو برايته مع أول من يعدو إلى المسجد، فلا يزال بها معه حتى يرجع بها منزله، وأن الشيطان يغدو برايته إلى السوق مع أول من يغدو، فلا يزال بها حتى يرجع، فيدخل بها منزله.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
ميسرة أبو طيبة
ميسرة أبو طيبة الحجام.
قال ابن منيع: اسم أبي طيبة الحجام ميسرة، وقال: سألت أحمد بن عبيد بن أبي طيبة، عن اسم أبي طيبة، فقال: ميسرة.
وقيل: اسمه نافع.
روى يزيد بن معقل بن ميسرة، عن أبيه معقل، عن أبيه ميسرة حجام النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ستة يعذبون يوم القيامة: الأمراء بالجور، والعرب بالعصبية، والعلماء بالحسد، والدهاقين بالكبر، والتجار بالخيانة، وأهل الرساتيق بالجهل.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
ميسرة الفجر
ميسرة الفجر، له صحبة، يعد لي أعراب البصرة.
أخبرنا عبد الله بن أحمد الخطيب، أنبأنا أبو محمد السراج القارىء، أنبأنا الحسن ابن أحمد الدقاق، أنبأنا عثمان بن أحمد بن السماك، أنبأنا أحمد بن محمد بن عيسى، حدثنا محمد بن سنان، أنبأنا إبراهيم بن طهمان، عن بديل عن عبد الله بن شقيق العقيلي، عن ميسرة الفجر قال: قلت: يا رسول الله، متى كنت نبياً ؟ قال: كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قال ابن الفرضي: اسم ميسرة الفجر عبد الله بن أبي الجدعاء، وميسرة لقلب له، ويشبه أن يكون كذلك، فإن عبد الله بن شقيق يروي عنهما: متى كنت نبياً ؟.
ميسرة بن مسروق العبسي
ميسرة بن مسروق العبسي.
هو أحد التسعة الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني عبس. ولما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع لقيه ميسرة، فقال: يا رسول الله، ما زلت حريصاً على اتباعك. فأسلم وحسن إسلامه، وقال: الحمد لله الذي استنقذني بك من النار. وكان له من أبي بكر منزلة حسنة.
أخرجه الأشيري مستدركاً على أبي عمر.
ميمون مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-
ميمون، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: مهران، وقيل غير ذلك. وقد تقدم ذكره.
ميمون بن سنباد
ميمون بن سنباد العقيلي، يكنى أبا المغيرة.
روى المعتمر بن سليمان، عن أبيه قال: كنا على باب الحسن، فخرج إلينا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال له ميمون بن سنباد، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوام أمتي بشرارها.
أخرجه الثلاثة، قال أبو عمر: أنكر بعضهم أن يكون له صحبة، وقال: هو رجل من أهل اليمن.
ميمون بن يامين
ميمون بن يامين.
روى سعيد بن جبير قال: جاء ميمون بن يامين إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رأس اليهود بالمدينة، فأسلم وقال: يا رسول الله، اجعل بينك وبينهم حكماً؛ فإنهم سيرضون بي. فبعث إليهم رسول الله فحضروا، وأدخله بيتاً وقال: اجعلوا بيني وبينكم حكماً. فقالوا: رضينا بميمون بن يامين، فأخرجه إليهم، فقال لهم: أشهد أنه على الحق، وأنه رسول الله. فأبوا أن يصدقوا، فأنزل الله عز وجل: " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللّه وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيْلَ عَلَى مِثْلِهِ " الأحقاف الآية.
أخرجه أبو موسى.
ميمون
ميمون، غير منسوب، سكن الشام.

روى أشعث بن سوار، عن محمد بن سيرين، عن ميمون قال: استقطعت النبي صلى الله عليه وسلم أرضاً بالشام قبل أن تفتح، فأعطانيها، ففتحها عمر في زمانه، فأتيته فقلت له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني أرضاً من كذا إلى كذا. فجعل عمر ثلثاً لابن السبيل، وثلثاً لعمارتها، وثلثاً لنا.
أخرجه أبو نعيم: وأبو موسى.

مينا والد الحكم
مينا، هو والد الحكم بن مينا، وهو مولى لأبي عامر الراهب.
شهد تبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم، قاله مصعب الزبيري. وابنه الحكم يروي عن ابن عمر وأبي هريرة.
أخرجه أبو عمر.
مينا
مينا، غير منسوب.
روى إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر، فقال: إنك والله لخير أرض الله، وأحب أرض الله عز وجل إلي، ولولا أني أخرجت منك لما خرجت، وإنما أُحلت لي ساعةً من نهار، ثم هي من ساعتي هذه حرام، لا يعضد شجرها، ولا يحبس خيلها، ولا تلتقط ضالتها إلا لمنشد. فقال له رجل - يقال له: مينا - : يا رسول الله، إلا الإذخر؛ فإنه لبيوتنا وقبورنا.
أخرجه أبو موسى وقال: كذا كان بخط أبي الحسن اللنباني: مينا وفي غير هذه الرواية أن قائل ذلك العباس بن عبد المطلب، غير أن في هذا الحديث ذكر شاه - أو: أبي شاه - فلعله صحفه بعضهم، والله أعلم وأحكم.
باب النون
باب النون والألف
النابغة الجعدي
وقد اختلف في اسمه، فقيل: قيس بن عبد الله. وقيل: عبد اله بن قيس وقيل: حيان بن قيس بن عبد الله بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الجعدي، نسبه هكذا أبو عمر.
وقال الكلبي: هو قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة.
واختلف أيضاً في نسبه، والذي ذكرناه أشهر ما قيل فيه، وإنما قيل له النابغة؛ لأنه قال الشعر في الجاهلية، ثم أقام مدة نحو ثلاثين سنة لا يقول الشعر، ثم نبغ فيه فقاله، فسمي النابغة. وطال عمره في الجاهلية والإسلام، وهو أسن من النابغة الذبياني، وإنما مات الذبياني قبله، وعمر الجعدي بعده طويلاً، وقيل: عاش مائة وثمانين سنة.
وقال ابن قتيبة: عاش النابغة الجعدي مائتين وأربعين سنة. وهذا لا يبعد، لأنه أنشد عمر بن الخطاب: المتقارب
ثلاثة أهلين أفنيتهم ... وكان الإله هو المُستآسا
فقال له عمر: كم لبثت مع كل أهل ؟ قال: ستين سنة، فذلك مائة وثمانون سنة، ثم عاش بعد ذلك إلى أيام بن الزبير، وإلى أن هاجى أوس بن مغراء، وليلى الأخيلية.
وكان يذكر في الجاهلية دين إبراهيم والحنيفية، ويصوم ويستغفر، وله قصيدة أولها: المنسرح
الحمد للّه لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما
وفيها ضروب من دلائل التوحيد، والإقرار بالبعث والجزاء، والجنة والنار. وقيل: إن هذا الشعر لأمية بن أبي الصلت، وقد صححه يونس بن حبيب، وحماد الراوية. ومحمد ابن سلام، وعلي بن سليمان الأخفش للنابغة الجعدي.
ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، وأنشده قصيدته الرائية، وفيها: الطويل
أتيت رسول اللّه إذ جاء بالهدى ... ويتلو كتاباً كالمجرّة نيرا
أخبرنا فتيان بن محمد بن سودان، أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين الدقاق، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا داود - هو ابن رشيد - حدثنا يعلى بن الأشدق قال: سمعت النابغة يقول: أنشدت رسول الله صلى الله عليه وسلم: الطويل
بلغنا السّماء، مجدنا وجدودنا ... وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال: أين المظهر يا أبا ليلى ؟ قلت: الجنة. قال: أجل، إن شاء الله. ثم قلت: الطويل
ولا خير في حلم إذا لم يكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدّرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليمٌ إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجدت لا يفضض الله فاك، مرتين.

أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد الأصفهاني، أخبرنا زاهر بن طاهر النيسابوري، أخبرنا أبو سعيد الجنزروذي، أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن عثمان المقرىء، أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، حدثنا أيوب بن محمد الوزان، حدثنا يعلى بن الأشدق العقيلي قال: سمعت قيس بن سعد بن عدي بن عبد الله بن جعدة - وهو نابغة بني جعدة - قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشدته... وذكر نحو ما تقدم إلى آخره، وهي قصيدة طويلة، وهي من أحسن ما قيل من الشعر.
ولم يزل يرد على الخلفاء بعد النبي، وكان شاعراً محسناً، إلا أنه كان رديء الهجاء، لا يزال يغلبه من يهاجيه، وهو أشعر منهم، ليس فيهم من يقرب منه. فمن ذلك أنه هجا ليلى الأخيلية، فقال: الطويل
ألا حيّيا لليلى وقولا لها: هلا
فأجابته ليلى فقالت: الطويل
وعيّرتني داءً بأُمّك مثله ... وأيّ حصانٍ لا يقال لها: هلا ؟!
ووفد إلى عبد الله بن الزبير بمكة، وقصته معه مشهورة وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن عمه عبد الله ابن الزبير، عن النابغة أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما وليت قريش فعدلت، واسترحمت فرحمت، وحدثت فصدقت، ووعدت فأنجزت، إلا - وذكر كلمة معناها - أنهم تحت النبيين بدرجة في الجنة.
أخرجه الثلاثة.

نابل الحبشي
نابل الحبشي، والد أيمن.
قال أبو أحمد العسال: لنابل أبي أيمن صحبة.
أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا جعفر بن عبد الواحد الثقفي، أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم أخبرنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو جعفر عبد الله بن محمد بن زكريا، حدثنا بكار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين، حدثنا أيمن بن نابل المكي، عن أبيه: أن رجلاً كالأعرابي أهدى الرسول صلى الله عليه وسلم ناقتين، فعوضه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يرض، ثم عوضه فلم يرض، فقال رسول الله: لقد هممت أن لا أتهب هبةً إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي رواه جماعة عن بكار.
أخرجه أبو موسى.
ناجية بن الأعجم
ناجية بن الأعجم الأسلمي.
مات بالمدينة في خلافة معاوية، لا عقب له. قاله ابن شاهين، عن محمد بن سعد الواقدي.
أخرجه أبو موسى.
ناجية بن جندب
ناجية بن جندب بن كعب. وقيل: ناجية بن كعب بن جندب. وقيل: ناجية بن جندب بن عمير بن يعمر بن دارم بن عمرو بن وائلة بن سهم بن مازن بن سلامان بن أسلم الأسلمي.
صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم، معدود في أهل المدينة. قيل: كان اسمه ذكوان، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم ناجية؛ إذ نجا من قريش.
أخبرنا إبراهيم بن محمد وغيره بإسنادهم عن محمد بن عيسى قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، حدثنا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ناجية الخزاعي قال: قلت: يا رسول الله، كيف أصنع بما عطب من البدن ؟ قال: انحرها، ثم اغمس نعلها في دمها، وخل بين الناس وبينها فيأكلونها.
هكذا رواه محمد بن عيسى بإسناده فقال: ناجية الخزاعي. ورواه مالك، عن هشام، عن أبيه فقال: ناجية صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينسبه. والصحيح أنه أسلمي.
أخبرنا أبو جعفر بن أحمد بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: حدثني بعض أهل العلم، عن رجال من أسلم، أن الذي نزل في القليب بسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ناجية بن جندب الأسلمي، صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: وقد زعم بعض أصحاب العلم أن البراء بن عازب كان يقول: أنا الذي نزل بسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: وقد أنشدت أسلم أبيات شعر قالها ناجية، فزعمت أسلم أن جارية من الأنصار أقبلت بدلوها، وناجية في القليب يميح على الناس، فقالت: الرجز
يأيّها المائح، دلوي دونكا ... إنّي رأيت الناس يحمدونكا
فقال ناجية، وهو في القليب يميح على الناس: الرجز
قد علمت جاريةٌ يمانيه ... أنّي أنا المائح واسمي ناجيه
وطعنةٍ ذات رشاشِ واهيه ... طعنتها تحت صدور العاديه
وتوفي ناجية بالمدينة في خلافة معاوية.
أخرجه الثلاثة، والقليب الذي نزل فيه هو في الحديبية، وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة الحديبية، وفيها كانت بيعة الرضوان.

ناجية بن الحارث
ناجية بن الحارث الخزاعي.
جعله أحمد بن حنبل في مسنده أنه صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن ناجية الخزاعي - وكان صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: قلت: كيف أصنع بما عطب من البدن ؟ قال: انحره، واغمس نعله في دمه، واضرب صفحته، وخل بينه وبين الناس فليأكلوه.
وروى عيسى بن الحضرمي بن كلثوم بن ناجية بن الحارث الخزاعي المصطلقي، عن كلثوم، عن أبيه ناجية: أن النبي صلى الله عليه وسلم حيث لقي بني المصطلق بالمريسيع، وكان بينهم ما قضى الله عز وجل، ثم أصبحت بلمصطلق وهداهم الله عز وجل للإسلام، وبايعوا رسول الله فقبل منهم، ثم أمسك صاحبتهم جويرية بنت الحارث.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وأما أبو عمر فلم يخرج إلا ناجية بن جندب الأول، وروى له حديث ما عطب من البدن، ولم يخرج هذا.
ناجية بن خفاف
ناجية بن خفاف، أبو خفاف الغنوي.
ذكر في الصحابة ولا يصح. روى عنه أبو إسحاق السبيعي.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: أخرجه بعض المتأخرين، ولم يزد عليه.
ناجية الطفاوي
ناجية الطفاوي. له ذكر في الصحابة.
روى البراء بن عبد الله الغنوي، عن واصل قال: أدركت رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قيل له ناجية الطفاوي، قال ناجية: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات: الظهر، والعصر والمغرب، والعشاء، والصبح. يعني في حديث المواقيت.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
ناجية بن عمرو
ناجية بن عمرو.
أخبرنا أبو موسى إذناً، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم وأبو القاسم بن أبي بكر قالا: أخبرنا عبد الله بن محمد بن فورك، حدثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، حدثنا يعقوب ابن كاسب، حدثنا سلمة بن رجاء، عن عائذ بن شريح، أنه سمع أنس بن مالك وشعيب ابن عمرو، وناجية بن عمرو يقولون: رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخضب بالحناء.
وأخبرنا أبو موسى أيضاً إجازة، أخبرن الشريف أبو محمد حمزة بن العابس العلوي، أخبرنا أحمد بن الفضل المقرىء، حدثنا أبو مسلم بن شهدل، حدثنا أبو العباس بن عقدة، حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة، حدثنا حسن بن زياد، عن عمر بن سعد النضري، عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة، عن أبيه، عن جده يعلى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. فلما قدم علي الكوفة نشد الناس فاشتد له بضعة عشر رجلاً، فيهم أبو أيوب صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وسلمن وناجية بن عمرو الخزاعي.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
ناجية بن كعب
ناجية بن كعب الخزاعي، وناجية بن جندب الأسلمي. فرق بينهما ابن شاهين، وجمع بينهما أبو نعيم. وأورد ابن منده أحدهما.
أخرجه أبو موسى كذا مختصراً.
قلت: هذا كلام أبي موسى، فأما قوله إن أبا نعيم جمع بينهما، فإن أبا نعيم لم يقل في أحدهما خزاعي وأسلمي فلو جعلهما من قبيلتين للزمه أن يفرق بينهما، إنما قال كما ذكرناه في ترجمة ناجية بن جندب بن كعب، قال: وقيل: ناجية بن كعب بن جندب وذكر نسبه، ثم قال: الأسلمي، فعلى هذا هو واحد، وقد اختلفوا في نسبه، وقد فعلوا هذا كثيراً، وعلى ما ذكره ابن شاهين أحدهما أسلمي والثاني خزاعي، فيكونان اثنين، لاختلاف الأب والقبيلة، والله أعلم.
ناسح الحضرمي
ناسح الحضرمي.
أورده أبو الفتح الأزدي في الأسماء المفردة، وروى بإسناده عن حريز بن عثمان الرحى، عن شرحبيل بن شفعة، عن ناسح الحضرمي: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجلين يتبايعان شاة، يقول أحدهما لا أنقصك من كذا وكذا. ويقول الآخر: لا أزيدك على كذا وكذا، يتحالفان، فمر بالشاة، وقد اشتراها الرجل، فقال: قد أوجب أحدهما، يعني الإثم والكفار.
قال ابن أبي حاتم: أخرج البخاري هذا في باب النون، فغيره أبي وقال: هو عبد الله بن ناسج.
أخرجه أبو موسى.
ناشرة بن سويد
ناشرة بن سويد الجهني.

روى عنه ابنه مريح، وعلي بن رباح، حدث عنه ابنه مريح بن ناشرة، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم وجهه في سرية وامرأته حامل، فولدت مولوداً، فحملته فأتت به النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر يده عليه، فقالت: سمه يا رسول الله. فقال: اسمه مريح، فقد أسرع في الإسلام، وهو مريح بن ناشرة.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
ناعم بن أُجيل

ناعم بن أجيل
الهمداني، مولى أم سلمة.
أورده جعفر وقال: كان في بيت شرف في همدان، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عبد الله بن صالحن عن الليث بن سعد أنه من الصحابة، قاله البردعي.
أخرجه أبو موسى.
وقال الأمير أبو نصر: وأما أجيل - بضم الهمزة، وفتح الجيم، وسكون الياء - فهو ناعم بن أجيل الهمداني أبو عبد الله، مولى أم سلمة. أصابه سباء في الجاهلية، فصار إليها، فأعتقته. كان أحد الفقهاء بمصر، روى عن عثمان، وعلي، وابن عباس، وغيرهم.
وهذا كلامه يدل على أنه لا صحبة له، وقال أبو أحمد العسكري: ناعم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أعلم له حديثاً مسنداً، وروى بإسناده عن كعب بن علقمة، عن ناعم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حضرت علياً رضي الله عنه بالكوفة - أو: بالبصرة - فخطب على بعير، ثم نزل ودعا بكبش أقرن، فذبحه وقال: هذا عن علي، وعن آل علي.
نافع بن بديل
نافع بن بديل بن ورقاء.
تقدم نسبه في ترجمة أبيه، وكان هو وأبوه وإخوته من فضلاء الصحابة وجلتهم.
قال ابن إسحاق: قتل نافع بن بديل بن ورقاء يوم بئر معونة، مع المنذر بن عمر، وعامر بن فهيرة، في أربعين رجلاً من خيار المسلمين، فقال عبد الله بن رواحة يبكي نافعاً: الخفيف
رحم اللّه نافع بن بديل ... رحمة المبتغي ثواب الجهاد
صابرٌ صادق اللقاء، إذا ما ... أكثر القوم قال قوم السّداد
أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى.
نافع الجرشي
نافع الجرشي.
ذكره جعفر في الصحابة. روى محمد بن إسحاق، عن ابن شهاب، عن عبد الله بن كعب، عن نافع الجرشي: أنه حين بعث الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم، كان كاهن في رأس الجبل، فدعوه فقالوا: انظر لنا في شأن هذا الرجل؛ فإنه قد حدث في أرض العرب حدث، فنزل إليهم فقال: إن الله تبارك وتعالى أكرم محمداً واصطفاه، وطهر قلبه واجتباه، وبعث إليكم أيها الناس، فعما قليل.
أخرجه أبو موسى.
نافع بن عبد الحارث
نافع بن عبد الحارث بن حبالة بن عمير بن غبشان - واسمه الحارث - بن عبد عمرو بن بوي بن ملكان بن أفصى الخزاعي.
نسبه كلهم إلى خزاعة، وساقوا نسبه إلى ملكان، وهو أخو خزاعة وأخو أسلم، ويقال لبعض ولده: خزاعي، لقلة بني ملكان، فنسبوا إلى خزاعة.
ولنافع صحبة ورواية، واستعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه على مكة والطائف، وفيهما سادة قريش وثقيف، وخرج إلى عمر واستخلف على مكة مولاه عبد الرحمن بن أبزى، فقال له عمر: استخلفت على آل الله مولاك. فعزله واستعمل خالد بن العاص بن هشام.
وكان نافع من فضلاء الصحابة وكبارهم، وقيل: أسلم يوم الفتح، وأقام بمكة ولم يهاجر.
روى عنه أبو سلمة، وحميد، وأبو الطفيل.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: أخبرنا وكيع، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن حميد بن عبد الرحمن ومجاهد، عن نافع بن عبد الحارث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سعادة المرء المسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء.
روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطاً من حوائط المدينة فجلس على قف البئر، فجاء أبو بكر يستأذن، فقال - فيما أعلم - لأبي موسى: ائذن له وبشره بالجنة، ثم جاء عمر يستأذن، فقال: ائذن له. وبشره بالجنة، ثم جاء عثمان يستأذن، فقال ائذن له. وبشره بالجنة، وسيلقى بلاء.
وأنكر الواقدي أن يكون لنافع بن عبد الحارث صحبة، وقال: حديثه هذا عن أبي موسى الأشعري، عن الني صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة.
نافع بن الحارث بن كلدة
نافع بن الحارث بن كلدة، أبو عبد الله الثقفي، أخو أبي بكرة لأمه، أمهما سمية. ويرد الكلام على نسبه عند ذكر أخيه أبي بكرة نفيع إن شاء الله تعالى.

وكان نافع بالطائف لما حصره النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر الني صلى الله عليه وسلم منادياً فنادى: من أتانا من عبيدهم فهو حر. فخرج إليه نافع وأخوه أبو بكرة، فأعتقهما. ونافع هذا أحد الشهود على المغيرة، بالزنا وكانوا أربعة: نافع، وأخوه أبو بكرة، وزياد ابن أبيه، وهو أخوهما لأمهما، وشبل بن معبد، إلا أن زياداً لم يقطع الشهادة، فسلم المغيرة من الحد.
وسكن نافع البصرة، وابتنى بها داراً، وأقطعه عمر عشرة أجربة. وهو أول من اقتنى الخيل بالبصرة، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان في أربعمائة، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم بهم على غير ماء، فشق ذلك على الناس، فجاءت شاة حتى دنت منه، فحلبها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى روي الناس.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.

نافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-
نافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روي عنه خالد بن أبي أمية، وأبو هاشم الرماني.
وروى عقبة بن خالد، عن الصباح، عن خال بن أبي أمية، عن نافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يدخل الجنة مسكين متكبر، ولا شيخ زان، ولا منان على الله بعمله.
أخرجه الثلاثة.
نافع بن زيد
نافع بن زيد الحميري.
أورده ابن شاهين، وروى بإسناده عن إياس بن عمرو الحميري: أن نافع بن زيد الحميري قدم وافداً على النبي صلى الله عليه وسلم، في نفر من حمير، فقالوا: أتيناك لنتفقه في الدين، ونسأل عن أول هذا الأمر. فقال: كان الله ولا شيء غيره، وكان عرشه على الماء، ثم خلق القلم، فقال: اكتب ما هو كائن. ثم خلق السموات والأرض وما بينهما واستوى على عرشه.
أخرجه أبو موسى.
نافع أبو السائب
نافع أبو السائب، مولى غيلان بن سلمة.
روى يزيد بن أبي حبيب، عن عروة بن غيلان بن سلمة: أن أبا السائب نافعاً كان عبداً لغيلان بن سلمة، ففر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيلان مشرك، فأسلم، فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أسلم غيلان رد النبي صلى الله عليه وسلم ولاءه عليه.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
نافع أبو سليمان
نافع أبو سليمان، مولى المنذر بن ساوى.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم، وكان ينزل حلب.
روى إسحاق بن راهويه، عن سليمان بن نافع العبدي - سمع منه بحلب - قال: قال أبي: وفد المنذر بن ساوى من البحرين، حتى أتى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع المنذر أناس، وأنا غليم لا أعقل، أمسك جمالهم، قال: فذهبوا مع سلاحهم، وسلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووضع المنذر سلاحه، وليس ثياباً كانت معه، ومسح لحيته، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه، وأنا مع الجمال، قال المنذر: قال النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت منك ما لم أر من أصحابك ! قال: وما رأيت مني يا نبي الله ؟ قال: وضعت سلاحك، ولبست ثيابك، وتدهنت. قلت يا نبي الله، أشيء جبلت عليه أم شيء أحدثته ؟ قال النبي: لا، بل جبلت عليه. فسلموا على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أسلمت عبد القيس طوعاً، وأسلم الناس كرهاً، فبارك الله في عبد القيس وموالي عبد القيس. قال سليمان بن نافع: قال لي أبي: نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أني أنظر إليك، ولكني لم أعقل. ومات أبي وهو ابن عشرين ومائة سنة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
قلت: هذا الذي فعله المنذر بن ساوى إنما فعله الأشج العبدي، وله قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن فيك خلقين يحبهما الله. فقال الأشج العبدي: يا نبي الله أشيء جبلت عليه أم شيء أحدثته ؟ قال: لا، بل شيء جبلت عليه. قال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما.
نافع بن صبرة
نافع بن صبرة.
مخرج حديثه عن أهل المدينة، مثل حديث أبي هريرة في كفارة ما يكون في المجلس من اللغو.
أخرجه أبو عمر.
نافع أبو طيبة
نافع، أبو طيبة الحجام، وقيل: اسمه ميسرة: وهو مولى محيصة بن مسعود الأنصاري.
حجم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه أجره، ويرد في الكنى إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
نافع بن ظريب
نافع بن ظريب بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي.

أسلم يوم الفتح، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم.
قال العدوي: هو الذي كتب المصاحف لعمر بن الخطاب قال أبو عمر: لا أعلم له رواية، وهو أخرجه.

نافع بن عتبة
نافع بن عتبة بن أبي وقاص الزهري، وهو ابن أخي سعد بن أبي وقاص، وهو أخو هاشم المرقال.
له صحبة، وأبوه عتبة هو الذي كسر رباعية النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، ومات عتبة كافراً قبل فتح مكة، وأوصى إلى أخيه سعد، ثم أسلم نافع يوم فتح مكة. قاله أبو عمر.
وقال ابن منده وأبو نعيم، عن مصعب الزبيري: إن عتبة أصاب دماً في الجاهلية من قريش، وانتقل إلى المدينة فمات بها، وأوصى إلى أخيه سعد.
أخبرنا يحيى بن محمود وعبد الوهاب بن أبي حبة بإسنادهما إلى مسلم قال: حدثنا قتيبة، حدثنا جرير، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، عن نافع بن عتبة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة، قال: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم قوم من قبل المغرب، عليهم ثياب الصوف، فوافوه عند أكمة، فإنهم لقيام ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد، قال: فقالت لي نفسي: ائتهم، فقم بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يغتالونه. ثم قلت: لعله يجيء معهم، فأتيتهم فقمت بينهم وبينه، قال: فحفظت منه أربع كلمات أعدهن في يدي، قال: تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله. قال: فقال نافع: يا جابر، لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم.
أخرجه الثلاثة.
نافع بن عجير
نافع بن عجير القرشي المطلبي.
سكن المدينة، أورده البغوي وغيره في الصحابة. وروى الشافعي، عن عمه محمد بن علي بن شافع، عن عبد الله بن علي بن السائب، عن نافع بن عجير بن عبد يزيد: أنه طلق امرأته هشيمة البتة، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني طلقت امرأتي هشيمة البتة، والله ما أردت إلا واحدة. فردها إليه، فطلقها الثانية في زمن عمر، والثالثة في زمن عثمان.
هذا إسناد اختلف فيه، فقيل: إنما هو عن نافع أن ركانة بن عبد يزيد طلق امرأته. كذا رواه أبو داود في سننه عن أبي الطاهر بن السرح، وأبي ثور، عن الشافعي. ورواه الحميدي والربيع عن الشافعي وقالا: عن نافع، عن ركانة ورواه جرير بن حازم، عن الزبير بن سعيد، عن عبدا لله بن يزيد بن ركانة، عن أبيه، عن جده قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر نحوه.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، واختلف في اسم المرأة، فقيل: هشيمة، وقيل: سهيمة - وهو الأشهر - وقيل: سهية، وقيل: سفيجة.
نافع بن علقمة
نافع بن علقمة.
أورده ابن شاهين وقال: سكن الشام. لم يزد.
وقال أبو عمر: نافع بن علقمة، سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: إن حديثه مرسل.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى كذا مختصراً.
نافع بن عمرو المزني
نافع بن عمرو المزني.
روى عنه هلال بن عامر المزني أنه قال: إني يوم حجة الوداع خماسي أو فوق الخماسي. فأخذ بيدي أبي، حتى انتهى بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو واقف على بغلة له شهباء يخطب الناس، وعلي يعبر عنه، فتخللت الرحال حتى أقوم عند ركاب البغلة، ثم أضرب بيدي كلتيهما في ركبته، فمسحت الساق حتى بلغت القدم، ثم أدخل يدي هذه بين النعل والقدم، فإنه ليخيل إلي أني أجد برد قدمه الساعة على كفي.
أخرجه أبو موسى وقال: كذا أورده الحافظ وأبو مسعود عن شيخي، يعني أبا عبد الله أحمد بن علي الأسواري. وإنما هو رافع، وقد تقدم.
نافع بن عمرو بن معد يكرب
نافع بن عمرو بن معد يكرب.
روى حديثه محمد بن إسحاق، عن إسحاق بن إبراهيم بن أبي بن نافع بن معد يكرب، عن جده أبي، عن أبيه نافع بن معد يكرب أنه قال: كنت أنا وعائشة إذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الآية يعني " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعٍ إِذَا دَعَانِ " ، فقال: يا رب، مسألة عائشة. فأنزل الله عز وجل جبرائيل عليه السلام، فقال: الله تبارك وتعالى يقرئك السلام، وهو يقول: هذا عبدي الصالح بالنية الصادقة، وقلبه نقي يقول: يا رب، فأقول: لبيك، فأقضي حاجته.
أخرجه أبو موسى وقال: عند ابن إسحاق هذا، وعند غيره عن إسحاق بن إبراهيم أحاديث.
نافع بن غيلان

نافع بن غيلان بن سلمة الثقفي.
استشهد مع خالد بن الوليد بدومة الجندل، فرثاه أبوه وجزع عليه جزعاً شديداً، فمن قول فيه: الكامل
ما بال عيني لا تغمض ساعةً ... إلاذ اعترتني عبرةٌ تغشاني !
وهي كثيرة يقول فيها: الكامل
يا نافع، من للفوارس أحجمت ... عن شدّةٍ مذكورةٍ وطعان ؟
لو أستطيع جعلت منّي نافعاً ... بين اللّهاة وبين عقد لسان
أخرجه أبو عمر.

نافع بن كيسان
نافع بن كيسان، والد أيوب بن نافع.
يعد في الشاميين، سكن دمشق. روى عنه ابنه أيوب أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ستشرب الخمر أمتي، يسمونها بغير اسمها، يكون عونهم على شربها أمراؤهم.
وروى عنه ابنه حديثاً آخر في نزول عيسى عليه السلام.
أخرجه أبو نعيم وأبو عمر، وأبو موسى.
نافع بن أبي نافع الرؤاسي
نافع بن أبي نافع الرؤاسي، جد علقمة.
روى عنه حميد بن عبد الرحمن أبو عوف الرؤاسي أنه قال: كنت في الوفد لما أتى عمرو بن مالك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم دعا قومه فلم يجيبوه حتى يدركوا بثأرهم، فأتوا طائفة من بني عقيل فأصابوا منهم رجلاً، فأتبعهم بنو عقيل فأصابوا منهم رجلاً، وقاتلهم بنو عقيل وفيهم رجل قال له ربيعة بن المنتفق، يقول في رجز له: الرجز
أقسمت لا أقتل إلاّ فارساً ... إنّ الرجال لبسوا القلانسا
فقال رجل من الحي: أمنتم يا معشر الرجال سائر اليوم. فخرج إليه المجرش بن عبد الله فطعنه العقيلي، فاعتنق فرسه وقال: يا آل رؤاس. فقال ربيعة: رؤاس، خيل أم أناس ؟ قال: فأتى عمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم مغلولة يده فقال: يا رسول الله، ارض عني فأعرض عنه، ثم أتاه عن يمينه وعن شماله وبين يديه فقال: يا رسول الله، ارض عني. فوالله إن الرب ليترضى فيرضى. فلان له وقال: رضيت عنك.
أخرجه الثلاثة.
نافع بن يزيد الثقفي
نافع بن يزيد الثقفي.
له ذكر في الصحابة، ولا يثبت. روى أبو بكر الهذلي، عن الحسن، عن نافع بن يزيد الثقفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الشيطان يحب الحمرة، وكل ثوب ذي شهرة.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
نافع
نافع. هو من الذين قدموا من الشام إلى الحبشة، فنزل فيهم: " الّذِينَ آتيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ " القصص، وقد ذكرناه في أبرهة أخرجه أبو موسى مختصراً.
باب النون والباء
نباش بن زرارة
نباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن غوي بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم التميمي الأسيدي، أبو هالة قال مصعب بن عبد الله: النباش بن زرارة التميمي أبو هالة، من بني أسيد بن عمرو بن تميم، حليف بني عبد الدار.
قال أبو نعيم: النباش بن زرارة، له ذكر في المغازي، وله صحبة فيما ذكر بعض المتأخرين.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم، وأخرجه أبو موسى فيما استدركه علي بن منده، وقد أخرجه ابن منده، فلا وجه لاستدراكه عليه.
قلت: لا صحبة للنباش، فإنه أقدم من عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لأن ابنه أبا هالة هند بن النباش كان زوج خديجة قبل النبي صلى الله عليه وسلم، فأبو هالة لا صحبة له أيضاً. وقيل: اسم أبي هالة النباش، وعلى كل الاختلاف، فلا صحبة له، ويرد ذكر هذا مفصلاً في هند بن أبي هالة إن شاء الله تعالى. وفي ترجمة خديجة رضي الله عنها.
نبهان التمار
نبهان التمار أبو مقبل.

روى مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله عز وجل: " والذِين إِذَا فَعَلُوا فاحِشَةً " آل عمران و " أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَي النَّهَارِ " هود، قال: يريد نبهان التمار، أتته امرأة حسناء جميلة تبتاع منه تمراً، فضرب على عجيزتها، فقالت: والله ما حفظت غيبة أخيك، ولا نلت حاجتك. فسقط في يده، فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياك أن تكون امرأة غاز ! فذهب يبكي، فقام ثلاثة أيام يصوم النهار ويقوم الليل، فلما كان اليوم الرابع أنزل الله تعالى: " وَالَّذِيْنَ إذا فَعَلُوا فَاحِشَةً " الآية، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فأخبره بما نزل فيه، فحمد الله وشكره، فقال: يا رسول الله، هذه توبتي قبلها، فكيف لي حتى يقبل شكري !! فأنزل الله تعالى: " أَقِمِ الْصَّلاَةَ طَرَفَي الْنَّهَارِ " الآية.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

نبهان صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-
نبهان صاحب النبي صلى الله عليه وسلم.
أورده ابن شاهين في الصحابة.
روى أبو الزبير، عن عمر بن نبهان، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من مات له: ولدان في الإسلام أدخل الله تبارك وتعالى الجنة بفضل رحمته " . قال: فلقيني أبو هريرة قال أنت الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم في الولدين ؟ قلت: نعم. قال: لأن يكون ما قاله لي أحب إلي مما غلقت عليه حمص وفلسطين.
أخرجه أبو موسى.
نبيشة الخير
نبيشة الخير، وهو: نبيشة بن عمرو بن عوف بن عبد الله بن عتاب بن الحارث بن حصين بن دابغة بن لحيان بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر. وقيل: سلمة الخير بن عبد الله، يكنى أبا طريف. سكن البصرة، قاله أبو عمر.
وقال ابن ماكولا: نبيشة الخير بن عمرو بن عوف بن سلمة بن حنش بن الطيار بن الليان بن عمير بن عادية بن صعصعة بن وائلة بن لحيان بن هذيل.
ويقال: هو نبيشة بن عبد الله بن شيبان بن عفان بن الحارث بن الجون بن الحارث بن عبد الغزى بن وائل بن لحيان بن هذيل.
وقيل في نسبه غير ذلك.
وهو ابن عم سلمة بن المحبق، سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيشة الخير، وإنما سماه بذلك لأنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أسارى، فقال: يا رسول الله، إما أن تفاديهم، وأما أن تمن عليهم. فقال أمرت بخير، أنت نبيشة الخير.
أخبرنا إسماعيل وإبراهيم وأبو جعفر بإسنادهم عن أبي عيسى قال: حدثنا نصر بن علي، حدثنا المعلى بن راشد أبو اليمان، حدثتني جدتي أم عاصم - وكانت أم ولد لسنان بن سلمة قالت: دخل علينا نبيشة الخير ونحن نأكل في قصعة، فحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أكل في قصعة ثم لحسها، استغفرت له القصعة.
وروى عنه أبو المليح الهذلي أنه قال: قالوا: يا رسول الله، إنا كنا نعتر في الجاهلية. قال: اذبحوا لله في أي شهر كان، وبروا الله وأطعموا.
أخرجه الثلاثة.
الطيار: بالطاء المهملة، والياء المشددة تحتها نقطتان، وآخره راء.
نبيشة
نبيشة، غير منسوب.
توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، روى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يلبي عن نبيشة، قال: أيها الملبي عن نبيشة، حججت ؟ قال: لا. قال: حج عن نفسك، ثم حج عن نبيشة.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
نبيط بن جابر
نبيط بن جابر بن مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك ابن النجار الأنصاري الخزرجي ثم النجاري.
شهد أُحداً، وله عقب. زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الفريعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة، وكانت من المبايعات، فولدت له عبد الملك، وكان أبوها قد أوصى بها وباخوانها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبقي نبيط بعد النبي صلى الله عليه وسلم زماناً.
قال أبو عمر: قيل: إن لنبيط هذا ابناً يسمى سلمة، يروي عنه أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
قلت: قول أبي عمر إن لنبيط هذا ابناً يسمى سلمة يروي عنه أظنه وهم فيه، وإنما سلمة بن نبيط - هو ابن نبيط بن شريط، الذي نذكره بعد هذه الترجمة إن شاء الله تعالى.
نبيط بن شريط
نبيط بن شريط بن أنس بن مالك بن هلال الأشجعي.
يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابنه سلمة.

أخبرنا أبو القاسم يعيش بن علي بإسناده إلى أبي عبد الرحمن النسائي: أخبرنا عمرو بن علي، حدثنا يحيى، عن سفيان، عن سلمة بن نبيط، عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على جمل أحمر بعرفة قبل الصلاة.
أخرجه الثلاثة.

نبيه الجهني
نبيه الجهني. وقيل: بنة الجهني.
قال ابن معين: إنما هوينة الجهني. وذكره ابن السكن في كتابه في الصحابة ينة بالياء تحتها نقطتان، وبالنون.
روى حديثه أبو الزبير، عن جابر، عن نبيه الجهني: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتعاطى السيف مسلولاً حتى يغمد.
أخرجه أبو عمر.
نبيه بن حذيفة
نبيه بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي، وهو أخو أبي جهم بن حذيفة.
ولا أعلم له ولا لأحد من إخوته رواية.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
نبيه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
نبيه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عمر: لا أعرفه بأكثر من أن بعضهم ذكره في موالي النبي صلى الله عليه وسلم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتراه فأعتقه. وقد قيل في نبيه هذا النبيه، بالألف واللام وضم النون، وقيل: النبيه بفتح النون، والله أعلم أخرجه أبو عمر.
نبيه بن صؤاب
نبيه بن صؤاب الجهني.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح مصر. وكان أحد الأربعة الذين أقاموا قبلة مصر روى عنه يزيد بن أبي حبيب وعبد الملك بن أبي رائطة، وعبد العزيز بن مليل.
أخرجه الثلاثة.
نبيه بن عثمان
نبيه بن عثمان بن ربيعة بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي.
كان قديم الإسلام بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، قاله الواقدي وقال ابن إسحاق: الذي هاجر إلى أرض الحبشة أبوه عثمان بن ربيعة، ولم يذكر موسى بن عقبة ولا أبو معشر واحداً منهما فيمن هاجر إلى أرض الحبشة.
أخرجه أبو عمر
باب النون والحاء والذال والزاي والسين
نحات بن ثعلبة
نحات بن ثعلبة.
تقدم الكلام عليه في بحاث بالباء الموحدة.
أخرجه أبو عمر ها هنا، بالنون، والحاء المهملة، وآخره تاء فوقها نقطتان. وأخرجه أبو موسى نجاب بالنون، والجيم، وآخره باء موحدة وأخرجه أبو نعيم أيضاً مثله، وقالوا: شهد بدراً، وهو بلوي حليف الأنصار.
نذير أبو مريم
نذير أبو مريم الغساني، جد أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم.
قال أبو حاتم الرازي: سألت بعض الشاميين عن اسم أبي مريم الغساني الشامي، فقال: نذير. روى بقية بن الوليد، عن أبي بكر بن أبي مريم عن جده أبي مريم قال: غزوت مع، رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورميت بين يديه، فأعجبه رميي.
أخرجه أبو عمر.
النزال بن سبرة
النزال بن سبرة الهلالي، من بني هلال بن عامر بن صعصعة.
ذكروه فيمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تعلم له رواية إلا عن علي وابن مسعود، وهو معدود في كبار التابعين وفضلائهم. روى عنه الشعبي، وعبد الملك بن ميسرة، وإسماعيل بن رجاء.
أخرجه أبو عمر.
نسير بن العنبس
نسير بن العنبس بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب، وكعب هو ظفر، الأنصاري الظفري.
له صحبة ورواية، شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشاهد كثيرة، ذكره عبد الله بن محمد بن القداح في نسب الأنصار بالنون والسين المهملة المفتوحة، وذكره الدارقطني في باب بشير. وقول ابن القداح عندي أثبت، قاله ابن ماكولا. وقد تقدم في بشير.
باب النون والصاد
نصر بن الحارث
نصر بن الحارث بن عبيد بن رزاح بن كعب، وكعب هو ظفر، الأنصاري الأوسي الظفري. وقيل: ابن عبد رزاح. وقال أبو موسى: ابن عبد الله. والأولان أصح وأكثر. يكنى أبا الحارث.
شهد بدراً، وكان أبوه الحارث ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم. كذا سماه أكثر أهل السير والأنساب نصر بن الحارث.
وقال ابن سعد: روي عن محمد بن إسحاق أنه نمير بن الحارث: قال ابن سعد: وهذا غلط من قبل من رواه عنه.
قيل: إن الذي رواه عنه إبراهيم بن سعد الزهري.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.

قلت: قد جعل ابن سعد الغلط فيه من إبراهيم بن سعد، وقد رواه يونس بن بكير وسلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق: نمير أيضاً، ورواه ابن هشام، عن البكائي، عن ابن إسحاق فقال: نضر، بالضاد المعجمة. وكذلك ذكره ابن ماكولا بالضاد المعجمة، وقال: ذكره ابن القداح، وقال: قتل بالقادسية.

نصر بن حزن
نصر بن حزن النصري. وقيل: عبدة بن حزن.
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، روى ابن أبي عدي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن نصر بن حزن، عن النبي صلى الله عليه وسلم في رعي الأنبياء الغنم.
ورواه أبو داود، عن شعبة، عن أبي إسحاق فقال: بشر بن حزن. وقيل: عن أبي داود: عن شعبة، عن أبي إسحاق بن عبدة بن حزن.
قال أبو عمر: وهذا الصواب، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
نصر بن دهر
نصر بن دهر بن الأخرم بن مالك الأسلمي.
له ولأبيه دهر صحبة، يعد في أهل المدينة.
أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد بإسناده، عن ابن أبي عاصم: حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله، حدثني أبي، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي الهيثم بن نصر بن دهر الأسلمي، عن أبيه نصر: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مسيره إلى خيبر لعامر بن الأكوع. وهو عم سلمة بن عمرو بن الأكوع: انزل يا ابن الأكوع، واحد لنا من هناتك. قال: فنزل يرتجز برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: الرجز
واللّه لولا اللّه ما اهتدينا ... ولا تصدّقنا ولا صلّينا
إنّا إذا قومٌ بغوا علينا ... وإن أرادوا فتنةً أبينا
فأنزلن سكينةً علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحمك ربك. فقال عمر بن الخطاب: وجبت يا رسول الله. فقتل يوم خيبر شهيداً.
روي عن نصر: أنه كان فيمن رجم ماعزاً.
أخرجه الثلاثة.
نصر بن عوف
نصر بن عوف بن قدامة، ابن أخي صفوان بن قدامة.
له ذكر في حديث صفوان، وقد تقدم ذكره.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
نصر بن وهب
نصر بن وهب الخزاعي.
رأى النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه أبو المليح الهذلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب حماراً مرسوناً بغير سرج مؤكف عليه قطيفة، وأردف معاذ بن جبل.
أخرجه الثلاثة.
نصيب مولى سري
نصيب مولى سري بنت نبهان الغنوية.
روت ساكنة بنت الجعد، عن سري بنت نبهان - وكانت ربة بيت في الجاهلية - قالت: سأل نصيب مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحيات، ما يقتل منها ؟ قال: اقتلوا ما ظهر منها، فإن من قتلها قتل كافراً، ومن قتلته كان شهيداً.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
نصير
نصير - بضم النون، تصغر نصر - هو نصير غير منسوب.
ذكره الحضرمي والبغوي، حديثه: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قسمة الضرار.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
باب النون والضاد
النضر بن الحارث الأوسي
النضر بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر، واسمه كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك ابن الأوس الأنصاري الأوسي الظفري.
له صحبة قديمة، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشاهده.
ذكره ابن ماكولا، عن ابن القداح. وقال غيره: نصر، بالصاد المهملة، وقد تقدم. وقال ابن القداح: قتل نضر بالقادسية، لا عقب له.
النضر بن الحارث القرشي
النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة القرشي، من بني عبد الدار.
عداده في أهل الحجاز، وشهد حنيناً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعطاه مائة من الإبل. وكان من المؤلفة قلوبهم.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم. ورويا ذلك عن ابن إسحاق.
قلت: نقلت هذا القول - من أن النضر له صحبة، وشهد حنيناً - من نسخ صحيحة، أما كتاب ابن منده فمن ثلاث نسخ مسموعة مصححة، منها نسخة هي أصل أصبهان من عهد المصنف إلى الآن، وذكراه فيمن اسمه النضر، وبعده النضر بن سلمة الهذلي. وهذا وهم فاحش؛ فإنهما أولاً جعلاه الحارث بن كلدة بن علقمة وإنما هو علقمة بن كلدة. ذكر ذلك الزبير، وابن الكلبي، وقالا: النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار، وكذلك ساق نسبه أبو عمر في ترجمة أخيه النضير على ما نذكره إن شاء الله تعالى.

والوهم الثاني أنهما جعلا النضر له صحبة، وهو غلط، فإن النضر أسر يوم بدر، وقتل كافراً، قتله علي بن أبي طالب، أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك. أجمع أهل المغازي والسير على أنه قتل يوم بدر كافراً، وإنما قتله؛ لأن كان شديداً على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين. ولما قتل قالت أخته - وقيل: ابنته قتيلة - أبياتاً أولها: الكامل
يا راكباً، إنّ الأُثيل مظنّةٌ ... من صبح خامسةٍ، وأنت موفّق
أبلغ به ميتاً بأنّ تحيّةً ... ما إن تزال بها النّجائب تعنق
منىّ إليه، وعبرةٌ مسفوحةٌ ... جادت لمائحها، وأُخرى تخنق
فليسمعنّ النّضر إن ناديته ... إن كان يسمع ميتٌ لا ينطق
ظلّت سيوف بني أبيه تنوشه، ... للّه أرحامٌ هناك تشقّق !
قسراً يقاد إلى المنيّة متعباً ... رسف المقيّد، وهو عانٍ موثق
أمحمّدٌ ولأنت ضنء نجيبة ... من قومها، والفحل فحل معرق
ما كان ضرّك لو مننت ؟ وربّما ... منّ الفتى وهو المغيظ المحنق
النّضر أقرب من تركت وسيلةً ... وأحقّهم، إن كان عتقٌ، يعتق
فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم قولها قال: لو بلغني هذا الشعر قبل أن أقتله، ما قتلته.

النضر بن سلمة الهذلي
النضر بن سلمة الهذلي.
من أهل المدينة، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن شاهين.
أخرجه أبو موسى.
النضر بن سفيان الهذلي
النضر بن سفيان الهذلي.
سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لو يعلم الناس ما في شهود العشاء الآخرة والصبح، لأتوهما ولو على الركب.
روى عنه أبو عبد الله القراظ.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
نضرة بن أكتم
نضرة - بزيادة هاء - هو: نضرة بن أكتم الخزاعي، ويقال الأنصاري.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين بإسناده عن أبي داود؛ حدثنا مخلد بن خالد، والحسن بن علي، وابن أبي السري المعني، قالوا: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن المسيب، عن رجل من الأنصار - قال ابن أبي السري: من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل من الأنصار ثم اتفقوا - : يقال له نضرة، قال: تزوجت امرأة بكراً في سترها، فدخلت عليها فإذا هي حبلى. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لها الصداق بما استحللت من فرجها، والولد عبد لك فإذا ولدت - قال الحسن - : فاجلدها وقال ابن أبي السري: فاجلدوها. أو قال: فحدوها.
ورواه يحيى بن أبي كثير، عن يزيد بن نعيم، عن ابن المسيب - وعطاء الخراساني، عن سعيد بن المسيب، أرسلوه. وفي حديث يحيى بن أبي كثير نضرة بن أكتم. نكح امرأة، وكلهم جعل الولد عبداً له.
أخرجه الثلاثة.
نضلة الأنصاري
نضلة الأنصاري.
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد الدمشقي، أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي، أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، قال حدثنا محمد بن حماد، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن صفوان بن سليم، عن رجل من الأنصار يقال له نضلة قال: تزوجت امرأة بكراً في سترها، فدخلت عليها، فإذا هي حبلى، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: لها المهر بما استحللت من فرجها، والولد عبد لك، فإذا ولدت فاجلدوها.
وقد رواه عبد الرزاق أيضاً بإسناده، فقال نضرة. وقد تقدم.
أخرجه أبو عمر مختصراً وأبو موسى، وقال أبو موسى: أورده العسكري، وهذا نضلة هو نضرة، وقد تقدم. وأخرجه ابن منده فلا أدري لم استدركه أبو موسى عليه ؟، وأخرجه أبو عمر نضرة ونضلة، ترجمتين، وعادته في مثل هذا أن يقول في ترجمة واحدة: كذا وقيل كذا؟!
نضلة بن خديج
نضلة بن خديج الجشمي.
روى سفيان بن عيينة، عن أبي الزعراء، عن أبي الأحوص، عن أبيه - وقال مرة: عن أبي الأحوص، عن جده: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال: فصعد في النظر وطأطأ رأسه، وقال: أرب إبل أنت أم رب غنم ؟ فقلت: من كل قد أتاني الله عز وجل. وذكر الحديث.
وأبو الأحوص اسمه: عوف بن مالك بن نضلة، والحديث بأبيه أشهر.
أخرجه أبو موسى.

نضلة بن طريف
نضلة بن طريف بن نهصل الحرمازي ثم المازني روى قصة الأعشى المازني مع امرأته التي هربت منه، وقدومه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشكى منها، وأنشده: الرجز
يا سيّد النّاس وديّان العرب ... إليك أشكو ذربةً من الذّرب
وقد تقدمت القصة في الهمزة في الأعشى، وذكرنا الكلام على نسبه هناك.
أخرجه الثلاثة.
نضلة بن عبيد الأسلمي
نضلة بن عبيد بن الحارث بن حبال بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى الأسلمي. وقيل: نضلة بن عبد الله بن الحارث، وقيل: عبد الله بن نضلة ويرد في الكنى أتم من هذا إن شاء الله تعالى.
أسلم قديماً، وشهد فتح خيبر، وفتح مكة، وحنيناً وسكن البصرة، وولده بها، وغزا خراسان، ومات بها أيام يزيد بن معاوية، أو في آخر أيام معاوية.
وروى عنه أنه قال: أنا قتلت ابن خطل يوم الفتح وهو متعلق بأستار الكعبة. وروى ثعلبة بن أبي برزة أن أباه شهد صفين والنهروان مع علي وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
روى عنه الحسن البصري، وأبو العالية الرياحي، وأبو عثمان النهدي، وأبو الوازع، وعبد الله بن مطرف، وسعيد بن جمهان، وعبد الله بن بريدة وغيرهم.
أخبرنا إبراهيم بن محمد وغيره بإسنادهم عن أبي عيسى قال: حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا هشيم، حدثنا عوف، قال أحمد: وحدثنا عباد بن عباد هو المهلبي واسماعيل بن علية جميعاً، عن عوف عن سيار بن سلامة عن أبي برزة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء، والحديث بعدها.
وكان أبو برزة عند يزيد بن معاوية لما أتي برأس الحسين بن علي، فرآه أبو برزة وهو ينكت ثغر الحسين بقضيب في يده، فقال: لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذاً ربما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرشفه، أما إنك يا يزيد تجيء يوم القيامة وابن زياد شفيعك، ويجيء هذا ومحمد شفيعه. ثم قام فولى.
أخرجه الثلاثة.
نضلة بن عمرو الغفاري
نضلة بن عمرو الغفاري.
وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقطعه أرضاً بالصفراء، وكان يسكن الحجاز بناحية العرج.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا علي بن عبد الله، حدثني محمد بن معن بن محمد بن معن بن نضلة بن عمرو الغفاري قال حدثني جدي محمد بن معن، عن أبيه معن بن نضلة، عن نضلة بن عمرو الغفاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المؤمن يشرب في معي واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء.
وهذا المعنى قد ورد عن غير واحد من الصحابة. عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه ابنه علقمة أيضاً.
أخرجه الثلاثة.
نضلة بن ماعز
نضلة بن ماعز رأى أبا ذر يصلي الضحى. روى حديثه حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم مختصراً.
النضير بن الحارث القرشي
النضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي القرشي العبدري.
قيل: كان من المهاجرين، وقيل: كان من مسلمة الفتح. يكنى أبا الحارث، وأبوه الحارث يعرف بالرهين، ومن ولده محمد بن المرتفع بن النضير. وكان النضير يكثر الشكر لله تعالى على ما من عليه من الإسلام، ولم يمت على ما مات عليه أخوه النضر وآباؤه. وأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين بمائة من الإبل، فأتاه رجل من الديل يبشره بذلك، وقال: أخذني منها. فقال له النضير: ما أريد أخذها، لأني أحسب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعطني ذلك إلا تألفاً على الاسلام، وما أريد أن أرتشي على الإسلام. ثم قال: والله ما طلبتها ولا سألتها، وهي عطية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذها، وأعطى الديلي منها عشرة، ثم خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس معه في مجلسه، وسأله عن فروض الصلاة ومواقيتها، قال: فوالله لقد كان أحب إلي من نفسي. وقال له: يا رسول الله، أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال: الجهاد والنفقة في سبيل الله.
وهاجر النضير إلى المدينة، ولم يزل بها حتى خرج إلى الشام غازياً، وشهد اليرموك وقتل بها شهيداً، وذلك في رجب سنة خمس عشرة.
وكان يعد من حلفاء قريش.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.

قلت: لم يخرجه ابن منده وأبو نعيم، وهو الصحابي حقاً، وأخرجا أخا النضر - بفتح النون - وقد تقدم ذكره والكلام عليه، وهو غلط؛ لأنه أسر يوم بدر، وقتل كافراً. وقد ذكرناه، وأما هذا النضير - بضم النون، وفتح الضاد المعجمة، وبعدها ياء تحتها نقطتان - فإنه أسلم وحسن إسلامه. وذكره أبو عمر فقال: كان من المهاجرين، وقيل: كان من مسلمة الفتح، والأول أكثر وأصح.
وهذا القول قد نقضه هو على نفسه في سياق خبره، فإنه قال: أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك إلا مع مسلمة الفتح، ومن تألفه على الإسلام، ثم قال: إنه حضر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، وسأله عن أوقات الصلاة وفرضها فمن هو من المهاجرين كيف يسأل يوم حنين عن الصلوات والهجرة ؟! إنما كانت قبل الفتح، وأما بعده فلا. والصحيح أنه من مسلمة الفتح، والله أعلم.

النضير بن النضر
النضير أيضاً، ابن النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة، وهو ابن أخي الذي قبله، وأبوه هو الذي قتل يوم بدر.
قال أبو موسى: قال جعفر: هو من أبناء مهاجرة الحبشة، وذكر له بإسناده عن محمد ابن إسحاق أخرجه أبو موسى مختصراً.
قلت: وهذا على سياق نسبه هو ابن النضر الذي قتل كافراً في وقعة بدر، فكيف يكون هذا من أبناء المهاجرين إلى الحبشة ؟! وإنما لو قال: إنه أسلم وهاجر إلى الحبشة، لكان ممكناً، وأما قوله إن أباه كان من مهاجرة الحبشة فلا. وأما رواية جعفر عن ابن إسحاق ذلك، فحاشا لله أن يقوله ابن إسحاق ! فإنه هو الذي يروي أن أباه النضر قتل يوم بدر كافراً، فكيف يجعله من مهاجرة الحبشة ؟ والله أعلم.
باب النون والظاء والعين
نظير المزني
نظير المزني، أو: المدني.
روى ابن شهاب، عن إسماعيل بن أبي الحكيم، قال: أخبرني نظير المزني - أو: المدني - شك الراوي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله تبارك وتعالى يستمع قراءة " لًمْ يَكُنْ الَّذِيْنَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ " البينة، فيقول الله: أبشر عبدي، فوعزتي لا أنساك على حال من أحوال الدنيا والآخرة، ولأمكننك من الجنة حتى ترضى.
أخرجه أبو موسى.
نُعم
نُعم.
روى أبو إسحاق، عن البراء: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: ما اسمك ؟ قال:
نعم
. قال: أنت عبد الله.
أخرجه أبو موسى.
نعامة الضبي
نعامة الضبي، والد يزيد.
روى حبان العبدي، عن يزيد بن نعامة الضبين عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرب إليه الطعام قال: سبحانك ! ما أكثر ما أعطيتنا ! سبحانك ! ما أعظم ما عافيتنا ! اللهم، أوسع علينا وعلى فقراء المسلمين " .
أخرجه أبو موسى.
النعمان بن أشيم
النعمان بن أشيم أبو هند الأشجعي. وقيل: اسمه رافع.
له صحبة، وهو كوفي وهو مشهور بكنيته.
قال البخاري ومسلم: أدرك أبو هند النبي صلى الله عليه وسلم.
روى عنه ابنه نعيم بن أبي هند أنه قال: حججت مع أبي وعمي، فقال لي أبي: ترى ذاك الصاحب الجمل الأحمر الذي يخطب ؟ ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة.
النعمان بن بازية
النعمان بن بازية. وقال ابن منيع: النعمان بن رازية، عريف الأزد وصاحب رايتهم، نزل حمص، قاله البخاري.
روى صالح بن شريح، عن أبيه: أنه سمع عريف الأزد، واسمه النعمان، قال: قلت: يا رسول الله، إنا كنا نعتاف في الجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، فماذا تأمرنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهي في الإسلام أصدق، ولا يمنعن أحدكم من سفره.
قال ابن أبي حاتم: له صحبة.
أخرجه الثلاثة إلا أن أبا عمر قال بازية كما ذكرناه، وقالا رازية والله أعلم.
النعمان بن برزج
النعمان بن برزج.
أدرك الجاهلية، روى محمد بن الحسن بن أتش الصنعاني الأنباري، عن سليمان بن وهب، عن النعمان بن برزج - وكان قد أدرك الجاهلية - وذكر حديثاً طويلاً.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم، لا نعرف له إسلاماً.
النعمان بن بشير
النعمان بن بشير بن ثعلبة بن سعد بن خلاس بن زيد بن مالك الأغر بن ثعلبة ابن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر الأنصاري الخزرجي. وأمه عمرة بنت رواحة، أخت عبد الله بن رواحة، تجتمع هي وزوجها في مالك الأغر.

ولد قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بثماني سنين وسبعة أشهر، وقيل: بست سنين. والأول أصح.
وقال ابن الزبير: النعمان أكبر مني بستة أشهر. وهو أول مولود للأنصار بعد الهجرة في قول، له ولأبويه صحبة، يكنى أبا عبد الله.
روى عنه ابناه محمد وبشير، والشعبي، وحميد بن عبد الرحمن، وخيثمة، وسماك بن حرب، وسالم بن أبي الجعد، وأبو إسحاق السبيعي، وعبد الملك بن عمير، وغيرهم.
أخبرنا أبو أحمد بن عثمان بن أبي علي الزرزاري، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أبي الحسن علي بن الحسين الحمامي، أخبرنا أبو سعيد مسعود بن ناصر بن أبي زيد الركاب السجزي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المزكي، أخبرنا أبو محمد يحيى بن منصور القاضي، حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن - وعن محمد بن النعمان بن بشير يحدثانه، عن النعمان بن بشير أنه قال: إن أباه أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني نحلت ابني هذا غلاماً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكل ولدك نحلت مثل هذا ؟ قال: لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأرجعه.
وأخبرنا إبراهيم بن محمد وغير واحد بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حماد بن زيد، عن مجالد، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الحلال بين، والحرام بين، وبين ذلك أمور مشتبهات، لا يدري كثير من الناس أمن الحلال هي أم من الحرام ؟ فمن تركها استبراء لدينه وعرضه فقد سلم، ومن واقع شيئاً منها يوشك أن يواقع الحرام، كما أنه من يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمى، وإن حمى الله محارمه.
قال أبو عمر: لا يصحح بعض أهل الحديث سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عندي صحيح، لأن الشعبي يقول عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واستعمله معاوية على حمص، ثم على الكوفة. واستعمله عليها بعده ابنه يزيد بن معاوية وكان. هواه مع معاوية وميله إليه وإلى ابنه يزيد، فلما مات معاوية بن يزيد دعا الناس إلى بيعة عبد الله بن الزبير بالشام، فخالفه أهل حمص، فخرج منها، فاتبعوه وقتلوه، وذلك بعد وقعة مرح راهط، سنة أربع وستين في ذي الحجة.
وكان كريماً جواداً شاعراً شجاعاً.
أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم الدمشقي كتابة، أخبرنا أبي، أخبرنا الحسن بن علي بن أحمد بن الحسن، وأبو غالب، وأبو عبد الله قالوا: حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن الأبنوسي، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني. قال: وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد البغدادي، أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه، وأبو بكر بن أحمد بن علي السمسار قالا: أخبرنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن خوشند - قالا: حدثنا القاضي الحسين بن إسماعيل، حدثنا عبد الله بن أبي سعد، حدثنا عبد الله بن الحسين - وقال إبراهيم: ابن الحسن - ابن الربيع: حدثنا الهيثم بن عدي قال: لما عزل معاوية النعمان بن بشير عن الكوفة، وولاه حمص، وفد عليه أعشى همدان قال: ما أقدمك أبا المصبح قال: جئت لتصلني، وتحفظ قرابتي ونقضي ديني. قال: فأطرق النعمان ثم رفع رأسه، ثم قال: والله ما شيء. ثم قال: هه ! كأنه ذكر شيئاً، فقام فصعد المنبر فقال: يا أهل حمص - وهم يومئذ في الديوان عشرون ألفاً - فقال: هذا ابن عم لكم من أهل القرآن والشرف، قدم عليكم يسترفدكم، فما ترون ؟ فيه قالوا: أصلح الله الأمير، احتكم له، فأبي عليهم، قالوا: فإنا قد حكمنا له على أنفسنا من كل رجل في العطاء بدينارين دينارين، فجعلهما له من بيت المال، فجعل له أربعين ألف دينار، فقبضها، ثم أنشأ يقول: الطويل
فلم أر للحاجات عند انكماشها ... كنعمان، أعني ذا الندى ابن بشير
إذا قال أوفى بالمقال، ولم يكن ... كمدلٍ إلى الأقوام حبل غرور
متى أكفر النّعمان لم أك شاكراً ... وما خير من لا يقتدي بشكور
أخرجه الثلاثة.

النعمان البلوي
النعمان البلوي.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من بني معاوية بن مالك بن عوف - يعني ابن مالك بن الأوس - : النعمان حليف بلي أخرجه ابن منده.
النعمان بن بيبا
النعمان بن بيبا.

روي عنه أنه قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من بني الضبيب فسألناه، فقضى حوائجنا... وذكر الحديث.
أخرجه أبو موسى مختصراً.

النعمان بن ثابت
النعمان بن ثابت بن النعمان بن ثابت بن امرىء القيس، أبو الضياح الأنصاري. وهو مشهور بكنيته، ويرد في الكنى إن شاء الله تعالى أتم من هذا.
ضياح: بالضاد المعجمة، والياء المشددة تحتها نقطتان. وقال المستغفري: هو بتخفيف الياء.
ذكره الأمير أبو نصر.
النعمان بن جزء
النعمان بن جزء بن النعمان بن قيس بن سعد بن مالك بن ذهل.
وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح مصر. قاله ابن يونس.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
النعمان بن أبي جعال
النعمان بن أبي جعال الجذامي الضبيبي، رهط رفاعة بن زيد.
ذكره ابن إسحاق فيمن أسلم منهم، ذكره في غزوة زيد بن حارثة أرض جسمى.
قال الغساني.
النعمان بن حارثة الأنصاري
النعمان بن حارثة الأنصاري.
روى عقيل بن أبي طالب أن المشركين لما اشتدوا على المسلمين وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس: إن الله ناصر دينه بقوم يهون عليهم رغم قريش في ذات الله. فلما لقي النفر الستة بمنى عند الجمرة، جمرة العقبة، فدعاهم إلى الله وإلى عبادته والموازرة على دينه - قال النعمان بن حارثة: أبايع الله يا رسول الله على الإقدام في أمر دينه، لا أراقب فيه القريب ولا البعيد، وإن شئت والله يا رسول الله ملنا بأسيافنا هذه على أهل منى ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لم أومر بذلك.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
النعمان بن حميد
النعمان بن حميد.
قيل: أدرك الجاهلية.
أخرجه أبو موسى كذا مختصراً.
النعمان بن أبي خزمة
النعمان بن أبي خزمة بن النعمان بن أمية بن البرك - واسمه امرؤ القيس - بن ثعلبة بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي، ثم من بني عمرو بن عوف.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً.
وقال ابن إسحاق وغيره: شهد بدراً وأحداً.
أخرجه الثلاثة
النعمان بن خلف
النعمان بن خلف.
تقدم نسبه عند أخيه مالك، وهما خزاعيان، كانا طليعتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فقتلا ذلك اليوم، ودفنا في قبر واحد.
قاله ابن الكلبي.
النعمان بن ربعي
النعمان بن ربعي.
قال يحيى بن يونس: هو اسم أبي قتادة الأنصاري مما يروى عن ولده. وقيل: اسمه الحارث بن ربعي، وهو أشهر. وقيل: عمرو بن ربعي.
أخرجه أبو موسى.
النعمان بن الزارع
النعمان بن الزارع، عريف الأزد.
قال أبو عمر: لا أعرفه بأكثر مما روي عنه أنه قال: يا رسول الله، إنا كنا نعتاف في الجاهلية... الحديث.
وهذا الحديث ذكره ابن منده وأبو نعيم في النعمان بن بازية، وقد أخرج أبو عمر أيضاً النعمان بن بازية إلا أنه لم يخرج هذا الحديث فيه؛ ظنهما اثنين، وظنهما ابن منده وأبو نعيم واحداً. والله أعلم.
النعمان بن زيد
النعمان بن زيد بن أكال. تقدم نسبه عند ابنه سعد قال هشام بن الكلبي: خرج النعمان حاجاً بعد بدر، فأسره أبو سفيان بن حرب، فقيل له: أفده. فقال أبو سفيان: لا أقبل منه فداء حتى يطلق محمد بني عمراً - وكان عمرو قد أسر يوم بدر - فقال أبو سفيان في ذلك: الطويل
أرهط ابن أُكال، أجيبوا دعاءه ... تعاقدتم لا تسلموا السّيّد الكهلا
فإنّ بني عمرٍ ولئامٌ أذلّةٌ ... لئن لم يفكّوا عن أسيرهم الكبلا
فخلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيل عمرو: وخلى أبو سفيان سبيل النعمان.
وقيل: إن الذي أسره أبو سفيان هو سعد بن النعمان. وقد تقدم ذكره.
النعمان السبئي
النعمان السبئي.
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما عاد إلى قومه قتله الأسود العنسي.
ذكره الواقدي في كتاب الردة له.
النعمان بن سنان
النعمان بن سنان. مولى لبني سلمة، ثم لبني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة. وهو أنصاري خزرجي سلمي.
شهد بدراً وأحداً.
أخرجه الثلاثة.
النعمان بن شريك
النعمان بن شريك الشيباني.
أتى النبي صلى الله عليه وسلم بمنى مع صاحبه مفروق بن عمرو، وهانىء بن قبيصة، فدعاهم إلى دين الله وتوحيده.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

النعمان بن عبد عمرو
النعمان بن عبد عمرو بن مسعود بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري الخزرجي.
شهد بدراً مع أخيه الضحاك بن عبد عمرو.
أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من بني دينار بن النجار، ثم من بني مسعود بن عبد الأشهل: النعمان بن عبد عمرو بن مسعود، وأخوه الضحاك بن عبد عمرو.
وشهد النعمان أيضاً أحداً، وقتل ذلك اليوم شهيداً، قاله يونس عن ابن إسحاق بهذا الإسناد.
ولا عقب له، ولا لأخيه الضحاك.
أخرجه الثلاثة.
النعمان بن العجلان
النعمان بن العجلان بن النعمان بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي وكان شاعراً فصيحاً سيداً في قومه، أتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقال: كيف تجدك يا نعمان ؟ قال: أجدني أوعك. فقال: اللهم شفاء عاجلاً إن كن عرض مرض، أو صبراً على بلية إن أطلت، أو خروجاً من الدنيا إلى رحمتك إن قضيت أجله.
وتزوج النعمان خولة بنت قيس، امرأة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه بعد قتله.
ومن شعره يذكر أيام الأنصار في الإسلام، ويذكر الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم: الطويل
فقل لقريش: نحن أصحاب مكّةٍ ... ويوم حنين، والفوارس في بدر
وأصحاب أُحدٍ والنّضير وخيبرٍ ... ونحن رجعنا من قريطة بالذّكر
ويوم بأرض الشّام إذ قيل: جعفرٌ ... وزيدٌ، وعبد اللّه، في علق يجري
نصرنا وآوينا النّبيّ ولم نخف ... صروف اللّيالي والعظيم من الأمر
وقلنا لقوم هاجروا: مرحباً بكم ... وأهلاً وسهلاً، قد أمنتم من الفقر
نقاسمكم أموالنا وديارنا ... كقسمة أيسار الجزور على الشّطر
وهي طويلة، واستعمله علي بن أبي طالب على البحرين، فجعل يعطي كل من جاءه من بني زريق، فقال فيه الشاعر: الطويل
أرى فتنةً قد ألهت النّاس عنكم ... فندلاً، زريق، المال من كلّ جانب
فإنّ ابن عجلان الّذي قد علمتم ... يبدد مال اللّه فعل المناهب
يمرّون بالدّهنا خفاقاً عيابهم ... ويخرجن من دارين بجر الحقائب
أخرجه الثلاثة.
النعمان بن عدي
النعمان بن عدي بن نضلة - وقيل: نضيلة - بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي.
هاجر هو وأبوه إلى الحبشة، فمات أبوه عدي بأرض الحبشة، فورثه ابنه النعمان هناك. وكان النعمان أول وارث في الإسلام، وكان أبوه أول موروث في قول.
واستعمله عمر بن الخطاب على ميسان، ولم يستعمل من قومه غيره، وأراد امرأته على الخروج معه إلى ميسان، فأبت، فكتب إليها أبيات شعر، وهي: الطويل
فمن مبلغ الحسناء أنّ حليلها ... بميسان يسقى في زجاج وحنتم
إذا شئت غنتني دهاقين قريةٍ ... وصنّاجةٌ تجذو على كلّ منسم
إذا كنت ندماني فبالأكبر اسقني ... ولا نسقني بالأصغر المثلّم
لعلّ أمير المؤمنين يسوؤه ... تنادمنا في الجوسق المتهدم
فبلغ ذلك عمر، فكبت إليه: أما بعد، فقد بلغني قولك: الطويل
لعلمّ أمير المؤمنين يسؤوه ... تنادمنا في الجوسق المتهدم
وأيم الله، لقد ساءني. ثم عزله. فلما قدم عليه سأله، فقال: والله ما كان من هذا شيء، وما كان إلا فضل شعر وجدته، وما شربتها قط ! فقال عمر: أظن ذلك، ولكن لا تعمل لي عملاً أبداً فنزل البصرة، ولم يزل يغزو مع المسلمين حتى مات.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمرو، وأبو موسى.
النعمان بن عصر
النعمان بن عصر بن الربيع بن الحارث بن أديم بن أمية بن خدرة بن كاهل بن رشد - وهو أقرك - بن هرم بن هني بن بلي.
وقيل: النعمان بن عصر بن عبيد بن وائلة بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن وذم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة البلوي. حليف الأنصار، ثم لبني معاوية بن مالك بن عمرو بن عوف.
شهد بدراً، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل يوم اليمامة شهيداً.

أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، فيمن شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدراً، من بني معاوية بن مالك بن عوف: النعمان البلوي، حليف لهم.
قال ابن إسحاق، وموسى بن عقبة، وأبو معشر، والواقدي: نعمان بن عصر - بكسر العين، وسكون الصاد. وقال هشام بن الكلبي: عصر، بفتح العين والصاد. وقال عبد الله بن محمد بن عمارة: هو لقيط بن عصر، بفتح العين وسكون الصاد. ذكر ذلك كله الطبري.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده قال: النعمان البلوي ولم ينسبه، وهو هذا، وقال ابن ماكولا: قيل: إنه شهد العقبة وبدراً، وهو الذي قتله طليحة في الردة، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
هرم: بكسر الهاء، وسكون الراء.

النعمان بن عمرو بن رفاعة
النعمان بن عمرو بن رفاعة بن سواد - وقيل: رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار.
وهو الذي يقال له: نعيمان. وشهد العقبة الآخرة، وهو من السبعين، وشهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الواقدي: بقي نعيمان حتى توفي أيام معاوية، قاله أبو عمر.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده وأبا نعيم لم يذكر أنه نعيمان، إلا أنهما نسباه كذلك، وقالا: شهد بدراً.
النعمان بن عمرو بن خلدة
النعمان بن عمرو بن خلدة بن عمرو بن أمية بن عامر بن بياضة الأنصاري البياضي.
كان مع المسلمين يوم أحد.
ذكره ابن الكلبي.
النعمان بن غصن
النعمان بن غصن بن الحارث البلوي، حليف الأنصار.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى: وروى أبو موسى عن أبي نعيم بإسناده عن ابن شهاب، في تسمية من شهد بدراً من الأنصار، من الأوس، من بني معاوية بن مالك: النعمان، بن غصن حليف لهم، من بلي.
قلت: هذا جميع ما ذكره أبو نعيم وأبو موسى، وقد صحا عصر الذي تقدم ذكره بغصن، وقد تقدم القول فيه في النعمان بن عصر. ووهم أيضاً في استدراكه علي بن منده، فإن ابن منده أخرجه وإن لم ينسبه، وإنما قال: النعمان البلوي، وروى عن ابن إسحاق فيمن شهد بدراً، من بني معاوية بن مالك: النعمان البلوي، حليف لهم من بلي. هذا كلام ابن منده، ولا شك حيث لم ينسبه ابن منده ظنه غيره، وهو هو، والله أعلم. ولولا أننا شرطنا أننا لا نترك ترجمة لتركنا هذه، وأشرنا إلى كلام أبي موسى في النعمان بن عصر.
النعمان بن أبي فاطمة
النعمان بن أبي فاطمة - وقيل: ابن أبي فطيمة الأنصاري.
روى أبو سلمة ومحمود بن عمرو الأنصاري، عن النعمان بن أبي فاطمة أنه ابتاع كبشاً أعين أقرن يضحي به، وأن النبي صلى الله عليه وسلم رآه فقال: كأنه الكبش الذي ذبح إبراهيم عليه السلام. فعمد ابن عفراء فابتاع كبشاً أقرن، فأهداه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فضحى به أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
النعمان بن قوقل
النعمان بن قوقل. وقيل: النعمان بن ثعلبة وثعلبة يدعى قوقلاً، قاله أبو عمر.
وشهد بدراً، قاله موسى بن عقبة.
ونسبه ابن الكلبي فقال: نعمان الأعرج بن مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن قوقل، واسمه: غنم بن عوف بن عمرو بن عوف.
أخبرنا أبو جعفر بإسناده، عن يونس، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من بني أصرم بن فهر بن غنم: النعمان بن مالك بن ثعلبة، وهو الذي يقال له: قوقل.
وهو صاحب القول يوم أحد، حيث يقول: اللهم، إني أسألك لا تغيب الشمس حتى أطأ بعرجتي هذه خضر الجنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ظن بالله ظناً فوجده عند ظنه، لقد رأيته يطأ في خضرها، ما به عرج.
وروى ابن أبي حاتم، عن أبيه قال: النعمان بن قوقل، كوفي. له صحبة، روى عنه بلال بن يحيى.
وقد روى عنه جابر بن عبد الله، وروى عنه أبو صالح، ولم يسمع منه، حديثه مرسل.
أخبرنا أبو منصور بن مكارم المؤدب بإسناده عن المعافى بن عمران: حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الزبير، عن جابر: أن النعمان بن قوقل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت إن صليت المكتوبات، وصمت رمضان، وحرمت الحرام، وحللت الحلال، لم أزد على ذلك شيئاً، أدخل الجنة ؟ قال: نعم. قال: فوالله لا أزيد عليه شيئاً.
أخرجه الثلاثة.
النعمان بن قيس الحضرمي
النعمان بن قيس الحضرمي.

له صحبة أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وحدث عنه وعن أبي بكر الصديق قصة الغار. روى عنه إياد بن لقيط السكوني.
أخرجه الثلاثة مختصراً.

النعمان قيل ذي رعين
النعمان، قيل ذي رعين، رسول حمير إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو جعفر ابن أحمد بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب ملوك حمير مقدمه من تبوك، ورسولهم إليه بإسلامهم الحارث بن عبد كلال، ونعيم بن عبد كلال، والنعمان قيل ذي رعين وهمدان ومعافر. وبعث إليه زرعة ذايزن مالك بن مرارة الرهاوي، بإسلامهم ومفارقتهم الشرك وأهله.
أخرجه أبو موسى، وقال: كذا ذكر عن ابن إسحاق، قال: وأظن الصحيح أن النعمان قيل ذي رعين، والحارث، ونعيماً من ملوك حمير، هم الذين بعثوا الكتاب والرسول إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وليس النعمان رسول ملوك حمير، والله أعلم.
النعمان بن مالك الخزرجي
النعمان بن مالك بن ثعلبة بن دعد بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن الخزرج. وثعلبة بن دعد هو الذي يسمى قوقلاً؛ وإنما قيل له ذلك لأنه كان له عز وشرف، وكان يقول للخائف إذا جاء قوقل حيث شئت، فأنت آمن. فقيل لبني غنم وبني سالم أخيه ابني عوف لذلك: قوافلة، وكذلك يدعون في الديوان بني قوقل، قاله أبو عمر.
وقال أبو موسى: النعمان بن مالك بن ثعلبة بن دعد بن فهر بن غنم بن سالم الأوسي، شهد بدراً، واستشهد يوم أحد.
قال أبو عمر: شهد النعمان بدراً وأُحداً وقتل يوم أحد شهيداً، قتله صفوان بن أمية في قول الواقدي. وأما عبد الله بن محمد بن عمارة فإنه قال: الذي شهد بدراً وقتل يوم أحد النعمان الأعرج بن مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم، والذي يدعى قوقلاً هو النعمان بن مالك بن ثعلبة بن دعد بن فهر بن ثعلبة، ولم يشهد بدراً. وذكر السدي أن النعمان بن مالك الأنصاري قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم، في حين خروجه إلى أحد ومشاورته عبد الله بن أبي ابن سلول، ولم يشاوره قبلها، فقال النعمان بن مالك: والله - يا رسول الله - لأدخلن الجنة. فقال له: بم ؟ قال: بأني أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وأني لا أفر من الزحف. قال: صدقت، فقتل يومئذ.
أخرجه أبو موسى، وأبو عمر.
قلت: الذي أظنه، بل أتيقنه، أن هذا النعمان هو النعمان بن قوقل المذكور قبل هذه، والنسب واحد، والحالة من شهوده بدراً وقتله يوم أحد واحدة، وليس في النسب اختلاف إلا في دعد وأصرم وهذا - بل وما أكثر منه - يختلفون فيه، فمنهم من يذكر عوض الاسم والاسمين، ومنهم من يسقط بعض النسب الذي أثبته غيره، وهو كثير جداً. وإذا رأيت كتبهم وجدته، ولهذه العلة لم يخرجه ابن منده ولا أبو نعيم.
وزيادة أبي موسى في نسبه سالم ليس بصحيح؛ إنما سالم أخو غنم، لا ابنه. وفي الأنصار سالم آخر، وهو الملقب بالحبلى، رهط عبد الله بن أبي ابن سلول، وليسوا مما نسبه في شيء.
وقوله أيضاً الأوسي، ليس بصحيح، فإنه خزرجي لا أوسي.
ولم يكن لأبي عمر ولا لأبي موسى أن يخرجا هذه الترجمة، أما أبو عمر فلأنه أخرجها مرة بقوله النعمان بن قوقل، فإنه نسبه إلى جده الأعلى، وهو غنم، على قول ابن الكلبي. وعلى ما نقله أبو عمر، فهو نسب إلى جده الأدنى وهو ثعلبة. وأما أبو موسى فليس له أن يستدركه لأن ابن منده أخرجه في ترجمة النعمان بن قوقل أيضاً، وجعل قوقلاً ثعلبة أبا مالك، وهو لقب له، والله أعلم.
النعمان بن مالك الأنصاري الأوسي
النعمان بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة بن الحارث الأنصاري الأوسي.
شهد أحداً والمشاهد بعدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو والد سويد بن النعمان.
كذا قاله العدوي عامر بن مجدعة. وقال أبو عمر في ترجمة سويد بن النعمان: عائذ بدل عامر. والله أعلم.
النعمان بن مالك الخزرجي
النعمان بن أبي مالك.
قال أبو موسى: قال جعفر: ذكر الواقدي أنه الذي قتل عويمر بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، له صحبة.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
النعمان بن مرة
النعمان بن مرة.
قال ابن منده وأبو نعيم: أخرج في الصحابة، وهو تابعي. روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري.
النعمان بن مقرن

النعمان بن مقرن. وقيل: النعمان بن عمرو بن مقرن بن عائذ بن ميجا بن هجير بن نصر بن حبشية بن كعب بن عبد بن ثور بن هدمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة المزني. وولد عثمان هم مزينة، نسبة إلى أمهم. يكنى أبا عمرو، وقيل: أبو حكيم، وكان معه لواء مزينة يوم الفتح.
قال مصعب: هاجر النعمان بن مقرن ومعه سبعة إخوة له.
روي عنه أنه قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أربعمائة راكب من مزينة.
ثم سكن البصرة، وتحول عنها إلى الكوفة، وقدم المدينة بفتح القادسية. ولما ورد على عمر رضي الله عنه اجتماع الفرس بنهاوند، كتب إلى أهل الكوفة والبصرة ليسير ثلثاهم، وقال: لأستعملن عليهم رجلاً يكون لها. فخرج إلى المسجد، فرأى النعمان بن مقرن يصلي، فأمره بالمسير والتقدم على الجيش في قتال الفرس، وقال: إن قتل النعمان فحذيفة، وإن قتل حذيفة فجرير. فخرج النعمان ومعه حذيفة، والمغيرة بن شعبة، والأشعث بن قيس، وجرير، وعبد الله بن عمر. فلما أتى نهاوند قال النعمان: يا معشر المسلمين، شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس، اللهم ارزق النعمان الشهادة بنصر المسلمين، وافتح عليهم. فأمن القوم، وقال: إذا هززت اللواء ثلاثاً، فاحملوا مع الثالثة، وإن قتلت فلا يلوي أحد على أحد. فلما هز اللواء الثالثة، حمل الناس معه، فقتل. وأخذ الراية حذيفة ففتح الله عليهم. وكانت وقعة نهاوند سنة إحدى وعشرين، وكان قتل النعمان يوم جمعة. ولما جاء نعيه إلى عمر، خرج إلى الناس فنعاه إليهم على المنبر، ووضع يده على رأسه وبكى.
وقال ابن مسعود: إن للإيمان بيوتاً وللنفاق بيوتاً، وإن من بيوت الإيمان بيت ابن مقرن.
روى عن النعمان: معقل بن يسار، ومحمد بن سيرين، وأبو خالد الوالبي.
أخبرنا إسماعيل بن علي وغيره بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، حدثنا عفان بن مسلم وحجاج بن منهال قالا: حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا أبو عمران الجوني، عن علقمة بن عبد الله المزني، عن معقل بن يسار: أن عمر بن الخطاب بعث النعمان بن مقرن إلى الهرمزان... فذكر الحديث بطوله، فقال النعمان بن مقرن: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان إذا لم يقاتل أول النهار انتظر حتى تزول الشمس، وتهب الرياح، وينزل النصر.
علقمة بن عبد الله هو أخو بكر بن عبد الله المزني.
أخرجه الثلاثة.
ميجا: بكسر الميم، وبالياء تحتها نقطتان، قاله ابن ماكولا والدارقطني.
وحبشية: بضم الحاء المهملة، وسكون الباء الموحدة، وكسر الشين المعجمة، وتشديد الياء تحتها نقطتان، وآخره هاء.

النعمان بن يزيد
النعمان بن يزيد بن شرحبيل بن امرىء القيس بن عمرو المقصور بن حجر آكل المزار بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر.
وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو خال الأشعث بن قيس. وهو ذو النمرق.
قاله أبو علي الغساني عن الطبري، وجعل الكلبي ذا النمرق امرأ القيس جد النعمان.
نعيم بن أوس
نعيم بن أوس، أخو تميم الداري.
له ذكر في حديث ذكره بعض المتأخرين. قدم مع أخيه تميم وابن عمهما أبي هند على النبي صلى الله عليه وسلم، فأقطعهم ما سألوا، وقيل: لم يقدم مع أخيه تميم على النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يذكر في الصحابة.
أخرجه الثلاثة.
نعيم بن بدر
نعيم بن بدر.
ذكره السدي، عن أبي مالك، عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: " لاَتَرْفَعُوا أَصْوَاتكُمْ فَوقَ صَوْتِ الْنَّبِيّ " الحجرات، قال: قدم وفد تميم، وهم سبعون أو ثمانون رجلاً، منهم: الأقرع بن حابس، والزبرقان، وعطارد، وقيس بن عاصم، ونعيم بن بدر، وعمرو بن الأهتم.
أخرجه أبو موسى وقال: كذا كان في النسخة، وأظنه عيينة بن بدر.
قلت: عيينة ليس هو من تميم، وإنما هو من فزارة.
نعيم بن جناب
نعيم بن جناب التجيبي.
وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا رواية له.
ذكره ابن ماكولا عن الحضرمي.
نعيم بن ربيعة
نعيم بن ربيعة بن كعب الأسلمي.
قال: كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم.
وقيل: عن ربيعة بن كعب. وقد تقدم.
رواه إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن نعيم بن ربيعة بن كعب. وهو وهم، وصوابه: عن ربيعة بن كعب.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

نعيم بن زيد التميمي
نعيم بن زيد التميمي.
ذكره ابن إسحاق في وفد تميم الداري.
أخرجه أبو موسى كذا مختصراً. وتميم الداري لم يكن ينسب إليه في حياته، وإن نس إليه بعد وفاته فربما صح، ولم نسمعه، ومتى قيل تميمي لا يعرف إلا إلى تميم بن مر بن أد. وهذا نعيم بن زيد هو من تميم بن مرد. وقد ذكرناه في الحتات، وفي نعيم بن يزيد.
نعيم بن سلامة
نعيم بن سلامة، وقيل: سلام.
له ذكر في حديث أبي هريرة، رواه عطاء بن أبي رياح، عن أبي هريرة قال: بينا النبي صلى الله عليه وسلم جالس، وأبو بكر، وابن مسعود، ومعاذ بن جبل، ونعيم بن سلام، إذ قدم بريد على النبي صلى الله عليه وسلم من بعث بعثه، فقال أبو بكر: يا رسول اله، ما رأيت أسرع إياباً، ولا أكثر مغنماً من هؤلاء ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر، أدلك على أسرع إياباً وأكثر مغنماً ؟ من صلى الغداة في جماعة، ثم ذكر الله حتى تطلع الشمس.
رواه ابن أبي فديك عن يزيد بن عياض، عن أبي عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك، عن نعيم بن سلامة، وكان قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
نعيم بن عبد الله النحام
نعيم بن عبد الله النحام، وهو: نعيم بن عبد الله بن أسيد بن عبد عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي.
كذا نسبه أبو عمر، وقال الكلبي مثله، إلا أنه قال: أسيد بن عبد بن عوف.
وإنما سمي النحام لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دخلت الجنة، فسمعت نحمة من نعيم فيها. والنحمة: السعلة، وقيل: النحنحة الممدود آخرها، فبقي عليه.
أسلم قديماً أول الإسلام، قيل: أسلم بعد عشرة أنفس، وقيل: أسلم بعد ثمانية وثلاثين إنساناً قبل إسلام عمر بن الخطاب، وكان يكتم إسلامه، ومنعه قومه لشرفه فيهم من الهجرة، لأنه كان ينفق على أرامل بني عدي وأيتامهم ويمونهم، فقالوا: أقم عندنا على أي دين شئت، فوالله لا يتعرض إليك أحد إلا ذهبت أنفسنا جميعاً دونك. ثم قدم مهاجراً إلى المدينة بعد ست سنين، هاجر عام الحديبية، ثم شهد ما بعدها من المشاهد. فلما قدم المدينة كان معه أربعون من أهل بيته، فاعتنقه النبي صلى الله عليه وسلم وقبله، وقال له: قومك خير لك من قومي. قال: لا، بل قومك خير يا رسول الله، قومك أخرجوك إلى الهجرة، وقومي حبسوني عنها.
روى عنه نافع، ومحمد بن إبراهيم التيمي، وما أظنهما سمعا منه.
وقتل يوم اليرموك شهيداً سنة خمس عشرة، في خلافة عمر. وقيل: استشهد بأجنادين سنة ثلاث عشرة، في خلافة أبي بكر.
أخرجه الثلاثة.
أسيد: بفتح الهمزة، وكسر السين. وعبيد: بفتح العين، وكسر الباء. وعويج: بفتح العين، وكسر الواو.
أسيد: بفتح الهمزة، وكسر السين. وعبيد: بفتح العين، وكسر الباء. وعويج: بفتح العين، وكسر الواو.
نعيم بن عبد الرحمن
نعيم بن عبد الرحمن الأزدي، بصري.
روى عنه داود بن أبي هند. ذكر في الصحابة، ولا يصح.
أخرجه هكذا ابن منده، وأبو نعيم.
نعيم بن قعنب
نعيم بن قعنب.
ذكره محمد بن إسحاق بن خزيمة في الصحابة، وقال: كان من ساكني الوادي، وروى بإسناده عن حمران بن نعيم بن قعنب عن أبيه نعيم بن قعنب أنه كان وافداً في صدقاته وصدقات أهل بيته، فأعجب ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وسربه، ودعا له، ومسح وجهه.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
نعيم بن عبد كلال
نعيم بن عبد كلال.
تقدم ذكره في النعمان قيل ذي رعين، وفي ذي يزن، وفي ترجمة أخيه شرحبيل بن عبد كلال.
أخرجه أبو موسى.
نعيم بن عمرو بن مالك
نعيم بن عمرو بن مالك، من بني الضبيب، من جذام. وهو والد حزابة.
روى عنه ابنه حزابة قال: أتيت النبي.
ذكره أبو أحمد العسكري صلى الله عليه وسلم.
نعيم بن مسعود
نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن خلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع بن ريث بن غطفان الغطفاني الأشجعي، أبو سلمة.

أسلم في وقعة الخندق. وهو الذي أوقع الخلف بين قريظة وغطفان وقريش يوم الخندق، وخذل بعضهم عن بعض، وأرسل الله عليهم الريح والبرد والجنود، وهم الملائكة، فصرف كيد الكفار عن النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين. ولما أسلم واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في أن يخذل الكفار، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: خذل ما استطعت فإن الحزب خدعة. رواه عنه ابنه سلمة، وقد استقصينا الحادثة في الكامل في التاريخ أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي، حدثنا سلمة بن الفضل، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثني سعد بن طارق الأشجعي - وهو أبو مالك - عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين قرأ كتاب مسيلمة، قال للرسولين: فما تقولان أنتما؟ قالا: نقول كما قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما.
ومات نعيم في زمن خلافة عثمان، وقيل: بل قتل يوم الجمل قبل قدوم علي البصرة، مع مجاشع بن مسعود السلمي، وحكيم بن جبلة العبدي.
أخرجه الثلاثة.

نعيم بن مقرن
نعيم بن مقرن، أخو النعمان بن مقرن المزني.
خلف أخاه النعمان بن مقرن لما قتل بنهاوند، وأخذ الراية فدفعها إلى حذيفة بن اليمان، وكانت على يد نعيم فتوح بفارس. ونعيم وإخوته من جلة الصحابة، ومن وجوه مزينة، وكان عمر بن الخطاب يعرف لنعمان ونعيم فضلهما.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
نعيم بن هزال
نعيم بن هزال الأسلمي، من بني مالك بن أفصى، ومالك أخو أسلم، ويقال لهم أسلميون ومالكيون، سكن المدينة.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن سكينة، أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي مناولة بإسناده عن أبي داود: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، حدثنا وكيع، عن هشام بن سعد، أخبرني يزيد بن نعيم بن هزال، عن أبيه قال: كان ماعز بن مالك يتيماً في حجر أبي، فأصاب جارية من الحي، فقال له أبي: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنعت لعله يستغفر لك ! وإنما يريد بذلك أن يكون له مخرج، فقال: يا رسول الله، إني زنيت فأقم علي كتاب الله عز وجل. فأعرض عنه، فعاد فقال: يا رسول الله، إني زنيت فأقم علي كتاب الله عز وجل. فأعرض عنه، فعاد فقال: يا رسول الله، إني زنيت فأقم علي كتاب الله عز وجل. حتى قالها أربع مارت، قال: فيمن ؟ قال: بفلانة. قال: هل ضاجعتها ؟ قال: نعم: قال: هل جامعتها ؟ قال: نعم. فأمر به فرجم، فلما رجم وجد مس الحجارة، فجزع، فخرج يشتد فلقيه عبد الله بن أنيس فنزع له بوظيف بعير فرماه فقتله، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك، فقال: هلا تركتموه لعله أن يتوب فيتوب الله عز وجل عليه.
وروى ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب قال: جئت إلى جابر بن عبد الله فقلت: إن رجالاً من أسلم يحدثون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم حين ذكروا له جزع ماعز: ألا تركتموه، وما أعرف الحديث. قال: يا بن أخي، أنا أعلم الناس بهذا الحديث، كنت فيمن رجم الرجل، إنا لما خرجنا به فرجمناه، فوجد مس الحجارة صرح بنا: يا قوم، ردوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن قومي قتلوني وغرني من نفسي، وأخبروني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير قاتلي، فلم ننزع عنه حتى قتلناه، فأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: فهلا تركتموه وجئتموني به، ليستثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، فأما لترك حد فلا. وكان ماعز قصيراً أعضل. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها.
أخرجه الثلاثة، وقال ابن منده: وفيه نظر. وقال أبو عمر: وقد قيل: إنه لا صحبة له، وإنا الصحة لأبيه هزال، وهو أولى بالصواب. والله أعلم
نعيم بن همار
نعيم بن همار. ويقل: هبار، ويقال: هدار. ويقال: حمار، بالحاء المهملة، ويقال بالخاء المعجمة. كل هذا قد قيل فيه، وأصحها همار، وهو غطفاني.
قال أبو سعد السمعاني: هو من غطفان بن سعد بن إياس بن حرام بن جذام، بطن من جذام. معدود في أهل الشام.

أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن الفقيه بإسناده عن أبي يعلى أحمد بن علي: حدثنا داود بن رشيد، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن نعيم بن همار: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءه رجل، فقال: أي الشهداء أفضل ؟ قال: الذين يلقون في الصف فلا يقلبون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك الذين يتلبطون في الغرف العليا، يضحك إليهم ربك، وإذا ضحك في موطن فلا حساب عليه.
وروى عنه قيس الجذامي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله عز وجل: يا ابن آدم، لا تعجز من أربع ركعات أول النهار أكفك آخره. وقيل ركعتان.
وقد روى عن نعيم، عن عقبة بن عامر.
وروى الوليد بن سليمان بن أبي السائب، عن بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن نعيم بن همار الغطفاني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من آدمي إلا وقلبه بين أُصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أن يزيغه أزاغه، وإن شاء أن يقيمه أقامه.
وقال غير الوليد: عن الناس بن سمعان. وهو الصواب.
أخرجه الثلاثة.

نعيم بن يزيد
نعيم بن يزيد.
وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد تميم فأسلم.
ذكره ابن إسحاق، وذكره أبو عمر في ترجمة الحتات، غير أنه قال: نعيم بن زيد ذكره الغساني، وقد تقدم في نعيم بن زيد.
نعيمان بن عمرو
نعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار، أبو عمرو.
شهد العقبة، وبدراً والمشاهد بعدها، وكان كثير المزاح، يضحك النبي صلى الله عليه وسلم من مزاحه، وهو صاحب سويبط بن حرملة.
وكان من حدثيهما ما أخبرنا به أبو موسى إذناً، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا زمعة بن صالح، عن الزهري، عن عبد الله بن وهب، عن أم سلمة قالت: إن أبا بكر خرج إلى الشام، ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة، وكلاهما بدري، وكان سويبط على الزاد، فجاءه نعيمان فقال: أطعمني. فقال: لا حتى يجيء أبو بكر. وكان نعيمان رجلاً مضحاكاً، فقال: لأغيظنك. فجاء إلى ناس جلبوا ظهراً فقال: ابتاعوا مني غلاماً عربياً فارهاً، وهو ذو لسان، ولعله يقول: أنا حر فإن كنتم تاركيه لذلك فدعوه، لا تفسدوا علي غلامي ! فقالوا: بل نبتاعه منك بعشر قلائص. فأقبل بها يسوقها، وأقبل بالقوم حتى عقلها، ثم قال: دونكم، هو هذا. فجاء القوم فقالوا: قد اشتريناك. فقال سويبط: هو كاذب، أنا رجل حر. فقالوا: قد أخبرنا خبرك. فطرحوا الحبل في رقبته، وذهبوا به. وجاء أبو بكر فأخبر، فذهب هو وأصحاب له، فردوا القلائص وأخذوه، فلما عادوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه منها حولاً.
وروى عباد بن مصعب، عن ربيعة بن عثمان قال: أتى أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل المسجد وأناخ ناقته بفنائه، فقال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لنعيمان: لو نحرتها فأكلناها، فإنا قد قرمنا إلى اللحم، ويغرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمنها ؟ قال: فنحرها نعيمان، ثم خرج الأعرابي فرأى راحلته، فصاح: واعقراه يا محمد ! فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من فعل هذا ؟ فقالوا: نعيمان. فاتبعه يسأل عنه، فوجدوه في دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب مستخفياً، فأشار إليه رجل ورفع صوته يقول: ما رأيته يا رسول الله. وأشار بإصبعه حيث هو، فأخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: ما حملت على هذا ؟ قال: الذين دلوك علي يا رسول الله، هم الذين أمروني. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح وجهه ويضحك، وغرم ثمنها.
وأخباره في مزاحه مشهورة. وكان يشرب الخمر، فكان يؤتى به النبي صلى الله عليه وسلم، فيضربه ينعله، ويأمر أصحابه فيضربونه بنعالهم، ويحثون عليه التراب. فلما كثر ذلك منه قال له رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: لعنك الله ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تفعل، فإنه يحب الله ورسوله.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا نعيم قال: نعيمان صاحب سويبط، ولم ينسبه، فربما يظن ظان أنه غير هذا، وأننا تركناه.
باب النون والفاء
نفير أبو جبير

نفير أبو جبير. ويقال: نفير بن المغلس بن نفير. ويقال: نفير بن مالك بن عامر الحضرمي. يكنى أبا جبير، بابنه جبير. وقيل: أبو خمير بالخاء المعجمة والميم.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وعداده في أهل الشام.
روى معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن جده: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال فقال: إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه، وإلا فالله خلفيتي على كل مسلم. وذكر الحديث.
ورواه عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبيه، عن يحيى بن جابر الطائي، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه جبير بن نفير، عن النواس بن سمعان، أطول منه.
وقد أدرك ابنه جبير بن نفير الجاهلية، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم، وهو معدود في كبار التابعين في الشام أيضاً، وقد ذكرناه.
أخرجه الثلاثة.

نفير بن مجيب الثمالي
نفير بن مجيب الثمالي.
شامي، من قدماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى إسحاق بن إبراهيم الدمشقي، عن إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن يوسف، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، عن الحجاج بن عبد الله الثمالي - وكان قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وحج معه حجة الوداع - عن نفير بن مجيب حدثه - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقدمائهم - قال: إن في جهنم سبعين ألف واد، في كل واد سبعون ألف شعب، في كل شعب سبعون ألف دار، في كل دار سبعون ألف عقرب، لا ينتهي الكافر أو: المنافق - حتى بواقع ذلك كله. قاله ابن منده.
وقال أبو نعيم: صحف فيه - يعني ابن منده وإنما هو سفيان بن مجيب، وروى بإسناده عن الهيثم بن خارجة، عن إسماعيل بن عياش، عن سعيد بإسناده فقال: سفيان بن مجيب.
وقال أبو عمر: نفير بن مجيب الثمالي، شامي، روى عنه حجاج في صفة جهنم أن فيها سبعين ألف واد. وهو حديث منكر، لا يصح - قال: وقال أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان: إنما هو سفيان بن مجيب، ولم يقله غيرهما فإخراج أبي عمر له يدل على أن ابن منده لم يصحف، كما قاله أبو نعم عنه، وإنما اختلف الرواة فيه كما اختلفوه في غيره، فلا مطعن على ابن منده فيه. فمن ذلك ما تقدم في ترجمة نفير بن جبير، ذكر الدجال، فرواه بعضهم عن نفير، وبعضهم عن النواس، فلا يقال: إن أحدهما تصحيف، وقد ذكرناه أيضاً في سفيان وقد وافق أبو أحمد العسكري أبا عبد الله بن منده، ونقل الاختلاف فيه، فقال: نفير بن مجيب، وسفيان بن مجيب. والله أعلم.
نفيع أبو بكرة
نفيع أبو بكرة، وقيل: مسروح. وقد تقدم، وهو في قول: نفيع بن مسروح، وقيل: نفيع بن الحارث بن كلدة، وهو من عبيد الحارث بن كلدة، عند من ينسبه إلى مسروح، وأمه سمية، أمة كانت للحارث بن كلدة الثقفي، وهو أخو زايد لأمه.
وقال الشعبي: أردوا أبا بكرة على الدعوة فأبى - يعني ينتسب إلى الحارث - وقال لبنيه عند الموت: أبي مسروح الحبشي.
وقال أحمد بن حنبل: أبو بكرة نفيع بن الحارث. والأكثر يقولون هكذا.
وقال أحمد بن حنبل: أملى علي هوذة بن خليفة نسبه، فلما بلغ إلى أبي بكرة قلت: ابن من ؟ لا تزده ودعه، وهو ممن نزل يوم الطائف إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث. روى عنه أبو عثمان النهدي، والأحنف، والحسن البصري. وكان من فضلاء الصحابة وصالحيهم. وسيرد ذكره في الكنى أتم من هذا إن شاء الله.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
نفيع بن المعلى
نفيع بن المعلى بن لوذان. تقدم نسبه عند أبيه.
أسلم قبل أن قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فمر به رجل من مزينة حليف للأوس، فقتله ببطحان، من أجل ما كان بين الأوس والخزرج، فكان أول قتيل في الإسلام من الأنصار، ولا عقب له.
ذكره ابن الكلبي.
باب النون والقاف
نقادة الأسدي
نقادة الأسدي. وقيل: نقادة بن عبد الله. وقيل نقادة بن خلف. وقيل: نقادة بن سعر. وقيل: نقادة بن مالك.
وهو معدود في أهل الحجاز، سكن البادية.
قال أبو أحمد العسكري: يكنى أبا نهية. نزل البصرة، روى عنه زيد بن أسلم، وابنه سعر بن نقادة.

أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا يونس وعفان قالا: حدثنا غسان بن برزين، حدثنا سيار بن سلامة الرياحي، عن البراء السليطي، عن نقادة الأسدي، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث نقادة إلى رجل يستمنحه ناقة، فأرسله إلى رجل آخر، فبعث إليه بناقة. فلما بصر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم، بارك فيها وفيمن أرسل بها. فقال نقادة: يا رسول الله، وفيمن جاء بها ؟ قال: وفيمن جاء بها قال: فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلبت قدرت، فقال: اللهم، أكثر مال فلان وولده - يعني المانع الأول - اللهم اجعل رزق فلان يوماً بيوم - يعني صاحب الناقة الذي أرسل بها.
أخرجه الثلاثة.
سعر: بالراء، وذكره أبو عمر بالدال، وليس بشيء.

نقب بن فروة
نقب بن فروة بن البدن الأنصاري، من بني ساعدة.
استشهد يوم أحد، قاله موسى بن عقبة، عن ابن شهاب.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، وقال أبو موسى: وقيل: نقيب. قال: وقال ابن ماكولا: ثقيب، بالثاء المثلثة. وقيل: اسمه الأخرش، وقيل: أخرس.
نقيدة بن عمرو
نقيدة بن عمرو الخزاعي الكعبي.
روى عنه حزام بن هشام. ذكر في الصحابة ولا يثبت، وروايته عن عمر بن الخطاب.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
نقير والد أبي السليل
نقير، والد أبي السليل ضريب بن نقير، بقاف.
روى الجريري، عن أبي السليل، عن أبيه قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في دار رجل من الأنصار، يقال له: أوس بن حوشب، فأتى بعس فوضع في يده، فقال: ما هذا؟ فقالوا: يا رسول الله، لبن وعسل. فوضعه من يده وقال: هذان شرابان، لا نشربه ولا نحرمه، ومن تواضع لله رفعه الله، ومن تجبر قصمه الله، ومن أحسن تدبير معيشته رزقه الله تبارك وتعالى.
أخرجه أبو موسى، والله أعلم.
باب النون والميم
النمر بن تولب
النمر بن تولب بن زهير بن أقيش بن عبد بن كعب بن عوف بن الحارث بن عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة بن أد العكلي. ويقال لولد عوف بن وائل: عكل لأنهم حضنتهم أمة أسمها عكل، فغلبت عليهم.
وهو شاعر مشهور، هكذا نسبه ابن الكلبي.
وقال أبو عمر في نسبه: النمر بن تولب بن زهير بن أقيش بن عبد عوف بن عبد مناة فأسقط كعباً وما بعده إلى عوف الأخير ابن عبد مناة. والأول أصح. ومن المحال أن يكون بين النمر وبين عبد مناة وهو عم تميم خمسة آباء. يقال: إن النمر وفد على النبي صلى الله عليه وسلم بشعر أوله: الرجز
إنّا أتيناك وقد طال السّفر ... نقود خيلاً ضمّراً فيها عسر
نطعمها اللّحم إذا عزّ الشّجر ... والخيل في إطعامها اللّحم ضرر
ومنها: الرجز
يا قوم إنّي رجلٌ عندي خبر ... اللّه من آياته هذا القمر
والشّمس والشّعرى وآياتٌ أُخر
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة، بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا إسماعيل، حدثنا سعيد الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير قال: كنا مع مطرف في سوق الإبل بالربذة، فجاء أعرابي معه طقعة أديم - أو: جراب - فقال: من يقرأ - أو: فيكم من يقرأ ؟ قلت: نعم. فأخذته فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني زهير بن أقيش - حي من عكل - إنهم إن شهدوا أن لا إله إلا الله. وأن محمداً رسول الله، وفارقوا المشركين، وأعطوا الخمس مما غنموا، وأقروا بسهم النبي صلى الله عليه وسلم وصفيه فإنهم آمنون بأمان الله عز وجل ورسوله. فقال له بعض القوم: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً تحدثناه ؟ قال: نعم. قالوا: فحدثناه. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سره أن يذهب كثير من وحر صدره، فليصم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر. فقال له القوم: - أو: بعضهم - : أنت سمعت هذا من رسول الله ؟ فقال: ألا أراكم تخافون أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لا أحدثكم سائر اليوم، فأخذ الصحيفة وذهب.
لم يسمعه الجريري، وسماه غيره، وروى عن أبي العلاء أن أعرابياً أتى المربد وذكر نحوه، فلما مضى سألنا: من هذا ؟ فقيل النمر بن تولب.

قال الأصمعي: النمر بن تولب من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام. وكان أبو عمرو بن العلاء يسميه الكيس، وكان شاعر الرباب في الجاهلية. ولا مدح أحداً ولا هجا، وأدرك الإسلام وهو كبير، وكان فصيحاً جواداً، ومن شعره: الطويل
تدارك ما قبل الشّباب وبعده ... حوادث أيّام تمرّ وأغفل
يودّ الفتى طول السّلامة جاهداً ... فكيف يرى طول السّلامة يفعل ؟
يردّ الفتى بعد اعتدالٍ وصحّةٍ ... ينوء إذا رام القيام ويحمل
أخرجه الثلاثة.

نمط بن قيس
نمط بن قيس بن مالك بن سعد بن مالك بن لاي بن سلمان بن معاوية بن سفيان بن أرحب الهمداني الأرحبي.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، وأطعمه طعمة بقيت على ولده باليمن دهراً طويلاً.
قاله الكلبي.
نمير بن أوس
نمير بن أوس الأشجعي. وقيل: الأشعري.
ذكر في الصحابة. قال أبو عمر: ذكره في الصحابة من لم ينعم النظر. روى عن الوليد بن نمير. قال: ولا يصح له عندي صحبة.
روى نمير بن الوليد بن نمير بن أوس، عن أبيه، عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدعاء جند من أجناد الله تعالى مجند، يرد القضاء بعد أن يبرم.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
قلت: ولم يذكر أبو موسى أنه لا صحبة له. وقد قال محمد بن سعد كاتب الواقدي في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام: نمير بن أوس الأشعري، وكان قاضياً بدمشق، قليل الحديث، توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة.
وقال الحافظ أبو القاسم الدمشقي: نمير بن أوس الأشعري قاضي دمشق روى عن حذيفة، وأبي موسى، وأبي الدرداء، ومعاوية، وأم الدرداء. روى عنه ابنه الوليد، وإبراهيم بن سليمان الأفطس، ويحيى بن الحارث الذماري، وغيرهم. وولي أذربيجان. وقال علي بن عبد الله التميمي، وأبو عبيد القاسم بن سلام: مات نمير بن أوس سنة اثنتين وعشرين ومائة. ومن مات هذه السنة لا تكون له صحبة، والله أعلم.
نمير بن الحارث
نمير بن الحارث الأنصاري الأوسي الظفري، ثم من بني عبيد بن رزاح بن كعب، وهو ظفر.
شهد بدراً، قاله جعفر بإسناده عن ابن إسحاق.
أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس. عن ابن إسحاق، فيمن شهد بدراً من بني عبيد بن رزاح: نمير بن الحارث. وقيل في اسمه: نصر، بالصاد المهملة، ونضر بالضاد المعجمة. وقد ذكرناه قبل.
أخرجه أبو موسى.
نمير بن خرشة
نمير بن خرشة بن ربيعة الثقفي، حليف لهم، من بلحارث بن كعب.
كان أحد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد يا ليل بإسلام ثقيف ذكره البخاري في الصحابة.
روى عبد العزيز بن القاسم بن عامر بن نمير بن خرشة، عن أبيه، عن جده - وكان أحد الوفد الأول من ثقيف - قال: أدركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة، فاستبشر الناس بقدومنا، فأمرهم بالقدوم معه.
أخرجه الثلاثة.
نمير بن عامر
نمير بن عامر النميري.
روى جرير بن حازم قال: رأيت في مجلس أيوب أعرابياً عليه جبة صوف فقال: حدثني مولاي قرة بن دعموص بن ربيعة بن عوف بن معاوية قال: أتيت المدينة فإذا النبي صلى الله عليه وسلم والناس حوله، فلم أستطع أن أدنو منه، فقلت: يا رسول الله، استغفر الله للغلام النميري. فقال: غفر الله لك: قال: وبعث الضحاك بن قيس ساعياً... الحديث.
أخرجه أبو موسى، وليس فيه ذكر لنمير بن عامر الذي جعل الترجمة له، والحديث عن قرة، ولعل فيه ما لم أعلمه.
نمير بن عريب
نمير بن عريب.
أورده أبو بكر بن أبي علي في الصحابة، وقال: له صحبة وأورد حديث أبي إسحاق، عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصوم في الشتاء.
وهذا حديث يرويه نمير، عن عامر بن مسعود. وقد تقدم ذكره في عامر بن مسعود الجمحي.
وقد ذكره ابن ماكولا في عريب، بالعين المهملة، وقال: يروي عن عامر بن مسعود الجمحي، عن النبي صلى الله عليه وسلم: الصوم في الشتاء.
أخرجه أبو موسى.
نمير بن أبي نمير
نمير بن أبي نمير واسم أبي نمير: مالك الخزاعي. وقيل: الأزدي، أبو مالك.
سكن البصرة وله صحبة. روى عنه ابنه مالك.

أخبرنا أبو منصور بن مكارم بإسناده عن المعافى بن عمران، عن عصام بن قدامة، عن مالك بن نمير الخزاعي، عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعداً في الصلاة، واضعاً يده اليمنى على فخذه اليمنى.
أخرجه الثلاثة.

نميلة بن عبد الله
نميلة بن عبد الله بن فقيم بن حزن بن سيار بن عبد الله بن كلب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الليثي الكلبي.
قال ابن إسحاق: نميلة بن عبد الله قتل مقيس بن صبابة يوم الفتح، وكان من قومه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله، وإنما أمر بقتله؛ لأن أخاه هشام بن صبابة كان مسلماً فقتله رجل من الأنصار في الحرب خطأ، ظنه كافراً، فقدم مقيس يطلب بدم أخيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قتل أخوك خطأ، وأمر له بديته فأخذها ومكث مع المسلمين شيئاً، ثم عدا على قاتل أخيه فقتله، ولحق بمكة كافراً. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله روى بقية بن الوليد، عن العجلان الأنصاري قال: حدثني من سمع نميلة - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - يقول: أن أم سلمة كتبت إلى أهل العراق: إن الله عز وجل بريء وبريء رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن شايع وفارق، فلا تفارقوا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخرجه الثلاثة.
وقال هشام بن الكلبي في نسبه: فقيم، كما ذكرناه. وقال الطبري: حثيم. وهو من كلب ليث، وليس من كلب وبرة، ومتى أطلق كلبي فلا يراد به إلا كلب وبرة.
نميلة
نميلة، غير منسوب.
روى سالم بن قتيبة، عن قزعة، عن عبد الملك بن عبيد، عن مضر، عن نميلة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الإيمان ها هنا، والنفاق ها هنا - وأشار إلى صدره - والمنافقون لا يذكرون الله إلا قليلاً.
أخرجه أبو موسى.
نميلة
نميلة.
أخرجه أبو موسى وقال: هو آخر. وقال: قيل: هو ابن عبد الله بن سحيم بن حزن بن سيار بن عبد الله بن كلب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث، وروى بإسناده عن سلمة، عن ابن إسحاق قال: وأما مقيس بن صبابة فقتله نميلة بن عبد الله، رجل من قومه، وإنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله، لقتله الأنصاري الذي قتله أخاه خطأ، ورجوعه إلى قريش مشركاً. وقالت أخت مقيس: الطويل
لعمري لقد أخزى نميلة رهطه ... ففجّع أضياف الشّتاء بمقيس
فللّه عينا من رأى مثل مقيسٍ ... إذا النّفساء أصبحت لم تخرّس
أخرجه أبو موسى مستدركاً على ابن منده، وقد أخرجه ابن منده. إلا أنه اختصره، وهو الذي تقدم في ترجمة نميلة بن عبد الله، فقال ابن منده: نميلة بن عبد الله الكلبي. فلعل أبو موسى حيث رآه من ليث ثم من كنانة ورآه في موضع كلبياً ظنه من كلب بن وبرة، وهو الأول لا شبهة فيه، والله أعلم.
باب النون والهاء
نهار العبدي
نهار العبدي.
أخبرنا أبو موسى إذناً، عن كتاب أبي القاسم عباد بن محمد بن المحسن، أخبرنا أبو أحمد بن محمد بن علي المكفوف، قال أبو موسى: وقرأته على أبي الخير محمد بن رجاء بن يونس، أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد، أخبرنا أحمد بن موسى - قالا: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد بن أحمد بن معدان، حدثنا محمد بن عوف، حدثنا سفيان الفزاري حدثنا يوسف بن أسباط، عن سفيان الثوري، عن ثور بن يزيد، عن نهار - وكانت له صحبة - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إسحاق ذبيح الله.
ورواه أبو بكر النقاش غير مسند، فقال: عن نهار العبدي قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس أكرم حسباً ؟ قال: أكرمهم خلقاً. فلما أدبر قال: ارجع، أكرم الناس حسباً يوسف صديق الله، ابن يعقوب إسرائيل الله، ابن إسحاق ذبيح الله، ابن إبراهيم خليل الله، وما منعه ذلك أن لبث في العبودية بضعاً وعشرين سنة.
أخرجه أبو موسى.
نهشل بن مالك
نهشل بن مالك الوائلي.
كتب له النبي صلى الله عليه وسلم: ذكره يوسف بن عمرو بن موسى بن سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحصين الوائلي الباهلي، عن أبيه، عن سلم بن قتيبة: أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب لنهشل كتاباً، وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده.
نهير بن الهيثم

نهير بن الهيثم، من بني نابى بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي.
شهد العقبة، ولم يشهد بدراً.
أخرجه أبو عمر. وقيل فيه: بهير، أوله باء موحدة.

نهيك بن إساف
نهيك بن إساف بن عدي بن زيد بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي. وقيل: إساف بن نهيك. وقيل فيهما: يساف بالياء.
روى رافع بن خديج، عن عمه ظهير بن رافع - وكلاهما صحب النبي صلى الله عليه وسلم - قال: يا ابن أخي، نهانا رسول الله عن أمر كان بنا رافقاً - وطاعة الله ورسوله أرفق - نهانا عن المزارعة فبعنا أموالنا بضرار، فقال رجل من بني سليم، يقال له إساف، بن أنمار: الطويل.
لعلّ ضرار أن تبيد ديارها ... وتسمع بالرّيّان تعوي ثعالبه
فقال شاعر لنا مجيباً له يقال له: نهيك بن إساف أو إساف بن نهيك: الطويل
لعلّ ضرار أن تعيش ديارها ... وتسمع بالرّيّان تبنى مشاربه
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: زاد المتأخر - يعني ابن منده - قال: فبعنا أموالنا تلك بضرار... إلى آخره، وهذه الزيادة التي فيها ذكر يساف ونهيك لا تدل على صحبته، وليست من الحديث، وإنما هي استشهاد من بعض الرواة.
نهيك بن أوس
نهيك بن أوس بن خزمة بن عدي بن أبي بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي من القوافل.
قاله أبو عمر: شهد أحداً وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ابن أخي خزيمة بن خزمة.
ذكره محمد بن سعد والطبري وغيرهما، وأرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل المدينة يبشرهم بفتح حنين وهوازن، وبعثه أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى زياد بن لبيد باليمن، فبعث معه زياد بالسبي وبالأشعث بن قيس.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
ضبط أبو عمر خزمة بفتحتين.
نهيك بن صريم
نهيك بن صريم اليشكري. ويقال: السكوني. معدود في أهل الشام.
روى عنه أبو إدريس الحولاني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لتقاتلن المشركين، وليقاتلن بقيتكم الدجال على نهر الأردن. قال: وما أدري أين الأردن من أرض الله ذلك اليوم أخرجه الثلاثة.
نهيك بن عاصم
نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق - رفيق أبي رزين لقيط بن عامر بن المنتفق العقيلي.
أخبرنا أبو المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم الهيتي إجازة - وأظنني سمعته منه - أخبرنا النقيب أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي. حدثنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن فراس، أخبرنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي، حدثنا أبو يونس محمد بن أحمد بن يزيد بن عبد الله المديني، حدثنا إبراهيم بن المنذر، أخبرنا عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي، حدثنا عبد الرحمن بن عياش الأنصاري، عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العقيلي، عن جده عبد الله، عن عمه لقيط بن عامر العقيلي، قال دلهم: وحدثني أيضاً أبي الأسود بن عبد الله، عن عاصم بن لقيط أن لقيط بن عامر خرج وافداً إلى رسول اله صلى الله عليه وسلم، ومعه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق، قال: فقدمنا المدينة لانسلاخ رجب، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من صلاة الغداة... وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
نهيك بن قصي
نهيك بن قصي بن عوف بن جابر بن عبد نهم بن عبد العزى بن تميمة بن عمرو بن مرة بن عامر بن صعصعة العامري السلولي.
وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قاله الكلبي.
باب النون والواو
نواس بن سمعان
نواس بن سمعان بن خالد بن عمرو بن قرط بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الكلابي، معدود في الشاميين.
يقال: إن أباه سمعان بن خالد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، فدعا له، وأهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم نعلين، فقبلهما. وزوج أخته من النبي صلى الله عليه وسلم، فلما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم تعوذت منه، فتركها وهي الكلابية. وقد اختلفوا في المتعوذة كثيراً.

روى النواس عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه: جبير بن نفير، وبسر بن عبيد الله، وغيرهما.
أخبرنا إبراهيم وغيره بإسنادهم عن أبي عيسى قال: حدثنا علي بن حجر، أخبرنا الوليد بن مسلم، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر - دخل حديث أحدهما في حديث الآخر. عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن يحيى بن جابر الطائي، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه جبير بن نفير، عن النواس بن سمعان الكلابي قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل فانصرفنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم رحنا إليه، فعرف ذلك فينا، فقال: ما شأنكم ؟ فقلنا: يا رسول الله، ذكرت الدجال الغداة حتى ظنناه في طائفة النخل ! قال: غير الدجال أخوف لي، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم. إنه شاب قطط عينه قائمة، شبيه بعبد العزى بن قطن... وذكر الحديث بطوله.
أخرجه الثلاثة.

نوح بن مخلد
نوح بن مخلد الضبيعي، جد أبي جمرة نصر بن عمران.
روى أبو جمرة الضبيعي، عن جده نوح بن مخلد: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، فسأله ممن أنت ؟ قال: من ضبيعة بن ربيعة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير ربيعة عبد القيس، ثم الحي الذي أنت منهم. قال: وأبضع معه في حلتين إلى اليمن.
أخرجه الثلاثة.
نوفل بن ثعلبة
نوفل بن ثعلبة بن عبد الله بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، ثم من بني سالم بن عوف، شهد بدراً.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من بني سالم بن عوف، ثم من بني العجلان: نوفل بن عبد الله، رجل.
كذا قال ابن إسحاق: نوفل بن عبد الله، لم يذكر ثعلبة. ومثل يونس رواه البكائي وسلمة، عن ابن إسحاق.
وشهد أحداً، وقتل بها. وبهذا الإسناد عن ابن إسحاق فيمن قتل يوم أحد، من بني عوف بن الخزرج، ثم من بني سالم. نوفل بن عبد الله بن نضلة مثل ابن إسحاق، وأما النسب الأول فذكره أبو عمر.
نوفل بن الحارث
نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، يكنى أبا الحارث. وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان أسن من إخوته ومن سائر من أسلم، من بني هاشم، من حمزة، والعباس رضي الله عن الجميع.
أسر يوم بدر كافراً، وفداه عمه العباس، ولما فداه أسلم. وقيل: أسلم وهاجر أيام الخندق وقيل: بل هو فدى نفسه برماح كانت له. وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين العباس، وكانا شريكين في الجاهلية متفاوضين متحابين.
وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة، وحنينا، والطائف. وكان ممن ثبت يوم حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين بثلاثة آلاف رمح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى رماحك تقصف أصلاب المشركين.
روى عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: لما أسر نوفل بن الحارث ببدر، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: افد نفسك. قال: مالي مال أفتدي به. قال: افد نفسك برماحك التي بجدة. فقال: والله ما علم أحد أن لي بجدة رماحاً بعد الله غيري، أشهد أنك رسول الله. ففدى نفسه بها. وكانت ألف رمح.
وأخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب: فافد نفسك وابني أخويك نوفل بن الحارث وعقيل بن أبي طالب.
وروى عكرمة عن ابن عباس أن نوفل بن الحارث قال لابنيه: انطلقا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لعله يستعملكما على الصدقات، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أجل لكم أهل البيت من الصدقات شيئاً ولا غسالة الأيدي، إن لكم في خمس الخمس ما يكفيكم، أو: يغنيكم.
وتوفي نوفل بالمدينة، سنة خمس عشرة.
أخرجه الثلاثة.
نوفل بن طلحة
نوفل بن طلحة الأنصاري.
ذكر في شهود كتاب العلاء بن الحضرمي. تقدم ذكره.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
نوفل بن عبد الله
نوفل بن عبد الله بن ثعلبة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم.

شهد بدراً، وساق نسبه ابن إسحاق، وابن منده، وأبو نعيم. وقد تقدم ذكر ترجمة نوفل بن ثعلبة بن عبد الله، على ما ساق نسبه أبو عمر. والله أعلم.

نوفل بن فروة
نوفل بن فروة الأشجعي. أبو فروة.
سكن الكوفة. روى عنه أولاده فروة، وعبد الرحمن، وسحيم. حديثه في فضل " قُلْ يا أيُّها الكَافِرُونَ " . وهو مضطرب الإسناد لا يثبت.
أخبرنا عبد الواهب بن علي الأمين بإسناده عن أبي داود بن الأشعث: حدثنا النفيلي، حدثنا زهير، حدثنا أبو إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنوفل: اقرأ: " قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ " . ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك.
ورواه زيد بن أبي أنيسة، وأشعث بن سوار، وإسرائيل، وفطر بن خليفة، عن أبي إسحاق، مثله. ورواه الثوري فاقل: عن فروة الأشجعي، ولم يقل: عن أبيه. ورواه عبد الرحمن بن نوفل، عن أبيه أيضاً، ورواه شريك، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن جبلة بن حارثة.
أخرجه الثلاثة.
نوفل بن مساحق
نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة، أحد بني مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري، أبو سعد.
قال أبو موسى: توفي أول زمن عبد الملك بن مروان، وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر. ورواه بغير إسناد عن عبد الجبار بن سعيد بن سليمان بن نوفل.
أخرجه أبو موسى.
نوفل بن معاوية
نوفل بن معاوية بن عروة - وقيل: نوفل بن معاوية بن عمرو الديلي، من بني الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، ثم أحد بني نفاثة بن عدي بن الديل.
ونسبه أبو أحمد العسكري فقال: نوفل بن معاوية بن عروة بن صخر بن يعمر بن نفاثة بن عدي بن الديل.
وكان معاوية أبو نوفل على الديل يوم الفجار، وله يقول الشاعر: الطويل
فلا وأبيها ما نزلنا بعامر ... ولا عامرٌ ولا النّفاثي نوفل
وأما ابنه نوفل فإنه أسلم، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة، وهو أول مشاهده. ونزل المدينة حتى توفي بها أيام يزيد بن معاوية.
روى عنه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وعبد الرحمن بن مطيع، وعراك بن مالك.
أخبرنا الخطيب عبد الله بن أحمد بن محمد بإسناده عن أبي داود الطيالسي قال: حدثنا أسد بن موسى، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن نوفل بن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من ترك الصلاة كأنما وتر أهله وماله.
ورواه خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن مطيع، عن نوفل بن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثله.
أخرجه الثلاثة.
نوبة
نوبة - أوله نون مضمومة، وبعدها واو ساكنة، وباء مفتوحة معجمة بواحدة - فهو في حديث زائدة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة قالت: مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد مرضه - وذكر الحديث - وقالت في آخره: فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة، فخرج بين بريرة ونوبة.
ذكره الأمير أبو نصر بن ماكولا.
نويرة
نويرة.
روى مقاتل بن حيان، عن قتادة، عن نويرة - صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - أظنه قال: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: من حفظ على أمتي أربعين حديثاً في دينها، حشر يوم القيامة مع العلماء.
أخرجه أبو موسى.
باب النون والياء
نيار بن ظالم
نيار بن ظالم بن عبس الأنصاري، من بني النجار.
شهد أحداً، قاله أبو عمر.
وقال أبو نعيم وأبو موسى، عن محمد بن سعد: نيار بن ظالم الأسدي - وهو نيار بن ظالم بن عبس بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، أخو أبي الأعور بن ظالم. شهد أحداً، وأمه أم نيار بنت إياس بن عامر بن بلي، حلفاء بني حارثة. وشهد أخوه بدراً.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قد جعله أبو نعيم وأبو موسى أسدياً، وساقا نسبه في الأنصار، فنقضا على أنفسهما ! والصواب أنه أنصاري، والحق مع أبي نعيم.
نيار بن مسعود
نيار بن مسعود بن عبدة بن مظهر بن قيس بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري.
شهد أحداً مع النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه مسعود.
أخرجه أبو عمر، عن الطبري مختصراً.
مظهر: بضم الميم، وفتح الظاء المعجمة، وكسر الهاء المشددة.

نيار بن مكرم
نيار بن مكرم الأسلمي.
له صحبة ورواية. وهو أحد الذين دفنوا عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهم: حكيم بن حزام، وجبير بن مطعم، وأبو جهم بن حذيفة، ونيار بن مكرم. وقال مالك بن أنس: إن جده مالك بن أبي عامر كان خامسهم.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن سويدة بإسناده عن علي بن أحمد بن متويه الواحدي قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن إبراهيم المهرجاني، أخبرنا عبيد الله بن محمد الزاهد، أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي، أخبرنا محمد بن سليمان، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، عن نيار بن مكرم - وكانت له صحبة - قال: لما نزلت " أَلم غُلِبَتِ الرُّومُ " ، خرج بها أبو بكر إلى المشركين فقالوا: هذا كلام صاحبك ؟ قال أبو بكر: الله أنزل هذا - وكانت فارس قد غلبت الروم، فاتخذوهم شبه العبيد، وكان المشركون يحبون أن لا تغلب الروم فارس، لأنهم أهل جحد وتكذيب بالبعث، وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس؛ لأنهم أهل كتاب وتصديق بالبعث... وذكر قصة المناحبة.
أخرجه الثلاثة.
باب الهاء
باب الهاء والألف
هاشم بن عتبة
هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص: مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشي الزهري. وهو ابن أخي سعد بن أبي وقاص، يكنى أبا عمرو، ويعرف بالمرقال.
نزل الكوفة، أسلم يوم الفتح. وكان من الشجعان الأبطال، والفضلاء الأخيار. فقئت عينه يوم اليرموك بالشام. وهو الذي فتح جلولاء من بلاد الفرس، وهزم الفرس، وكانت جلولاء تسمى فتح الفتوح، بلغت غنائمها ثمانية عشر ألف ألف. وشهد صفين مع علي رضي الله عنه، وكانت معه الراية. وهو على الرجالة، وقتل يومئذ، وفيها يقول: الرجز
أعور يبغي أهله محلاً ... قد عالج الحياة حتّى ملا
لا بد أن يفلّ أو يفلاّ
فقطعت رجله يومئذ، وجعل يقاتل من دنا منه وهو بارك، ويقول: الرجز
الفحل يحمي شوله معقولا
وقاتل حتى قتل، وفيه يقول أبو الطفيل عامر بن واثلة: الرجز
يا هاشم الخير جزيت الجنّة ... قاتلت في اللّه عدوّ السّنّه
وكانت صفين سنة سبع وثلاثين.
روى عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، عن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يظهر المسلمون على جزيرة العرب، ويظهر المسلمون على فارس، ويظهر المسلمون على الروم، ويظهر المسلمون على الأعور الدجال. قاله أبو عمر.
وقال ابن منده وأبو نعيم: هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري. وقيل: نافع أبو هاشم ورويا حديث عبد الملك، عن جابر، عن هاشم بن عتبة: يظهر المسلمون... الحديث.
أخرجه الثلاثة.
قلت: كلام ابن منده وأبو نعيم يدل على أن هاشم بن عتبة يقال له نافع أيضاً، أو أن أبا هاشم كنية نافع، ولعل ابن منده رأى في موضع أخو هاشم، فظنها أبو فإنها تشتبه بها كثيراً، أو أن بعض النسخ كان فيها غلط ولم ينظر فيه، وتبعه أبو نعيم. أو لعلهما حيث رويا هذا الحديث عن هاشم، وروياه أيضاً في كتابيهما عن نافع، ظناهما واحد. وليس كذلك، وإنما هما أخوان. وقد روى هذا الحديث عنهما، واختلف العلماء فيه كما اختلفوا في غيره، فإن كثيراً من أهل الحديث يروي الحديث من طريق عن زيد، ويختلفون فيه فيرويه بعضهم عن عمرو. وقد تقدم مثل هذا في الكتاب كثيراً، وقد تقدم ذكر نافع في ترجمته، وقد ذكرهما العلماء أنهما أخوان، والله أعلم. والحديث عن نافع بن عتبة هو الصحيح، وأما هاشم فقليل ذكره في الحديث.
هالة بن أبي هالة
هالة بن أبي هالة التميمي الأسيدي.
تقدم نسبه عند النباش بن أبي هالة، وهو أخو هند بن أبي هالة، حليف بني عبد الدار بن قصي. وأمه خديجة بنت خويلد بن أسد، زوج النبي صلى الله عليه وسلم. له صحبة، روى عنه ابنه هند.
أخرجه أبو عمر، وابن منده، وأبو موسى. وروى له ابن منده في هذه الترجمة حديث هند بن أبي هالة الذي يرويه عنه الحسن بن علي رضي الله عنهم، وليس لهالة فيه مدخل. ويرد الحديث في ترجمة هند إن شاء الله تعالى. ولعل أبا نعيم تركه لهذا. وقد ذكره أبو عمر مختصراً، ولم يورد له حديثاً.

وقال أبو موسى: هالة بن أبي هالة التميمي، ترجم له الحافظ أبو عبد الله. وأورد في ترجمته حديث هند، قال: وأورده جعفر وقال: هو ابن خديجة - قال: والصحيح عندي: هالة أخت خديجة بنت خويلد، وهي هالة بنت خويلد، أم أبي العاص بن الربيع.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو عدنان محمد بن أحمد بن المظهر بن أبي نزار وغيره قالا: أخبرنا محمد بن عبد الله الضبي، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا علي بن محمد بن عمرو بن تميم بن زيد بن هالة بن أبي هالة التميمي بمصر، حدثني أبي محمد، عن أبيه عمرو، عن أبيه تميم، عن أبيه زيد، عن أبيه هالة بن أبي هالة: أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو راقد، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فضم هالة إلى صدره، فقال: هالة ! هالة ! هالة !.

الهامة أبو زهير
الهامة أبو زهير.
ذكره جعفر ويحيى بن يونس، عن أبي النعمان، عن المعتمر بن سليمان قال: قال أبي بلغني عن أبي عثمان أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يقال له الهامة، وكان يذكر من كثرة ماله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: مالك أحب إليك أم مال مواليك ؟ قال: مالي. قال: كلا أبا زهير، إنما لك من مالك كذا وكذا، وأما ما تركت فهو لوارثك لا يحمدك به.
أخرجه أبو موسى.
الهامة بن الهيم
الهامة بن الهيم بن لاقيس بن إبليس، لعنه الله.
أورده جعفر في الصحابة وقال: لا يثبت إسناد خبره.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد اللباد، قال أبو موسى: وأخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد، أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد الرزاز قالا: أخبرنا أحمد بن موسى، حدثنا أحمد بن الحسين بن أحمد البصري، حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس بن عيسى الضبي البصري، حدثنا الحسن بن رضوان الشيباني - حدثنا أحمد بن موسى - وذكر أسانيد كثيرة عن مالك بن دينار، عن أنس بن مالك قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم خارجاً من جبال مكة، إذ أقبل شيخ متكىء على عكازة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مشية جني ونغمته ! قال: أجل. قال: من أي الجن أنت ؟ قال: أنا هامة بن الهيم بن لاقيس بن إبليس. قال: لا أرى بينك وبينه إلا أبوين ! قال: أجل. قال: كم أتى عليك ؟ قال: أكلت عمر الدنيا إلا أقلها؛ كنت ليالي قتل قابيل هابيل ابن أعوام - وذكر أنه تاب على يد نوح عليه السلام، وآمن معه، وأنه لقي شعيباً عليه السلام وإبراهيم الخليل - صلى الله عليه وسلم، وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام - ولقي عيسى عليه السلام، فقال له عيسى: إن لقيت محمداً فأقره مني السلام، وقد بلغت وآمنت بك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على عيسى السلام، وعليك يا هامة. وعلمه رسو ل الله صلى الله عليه وسلم عشر سور من القرآن. فقال عمر بن الخطاب: فمات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينعه لنا، ولا أراه إلا حياً.
أخرجه أبو موسى، وتركه أولى من إخراجه، وإنما أخرجناه اقتداءً بهم، لئلا نترك ترجمة.
هانىء بن جزء
هانىء بن جزء بن النعمان بن قيس المرادي، أخو النعمان العطيفي.
وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح مصر، وله رواية. قاله أبو سعيد بن يونس.
أخرجه ابن منده، وأبو النعيم.
هانىء بن الحارث
هانىء بن الحارث بن جبلة بن حجر بن شرحبيل بن الحارث بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.
ذكره هشام بن الكلبي.
هانىء بن عدي
هانىء بن عدي بن معاوية بن جبلة، أخو حجر بن عدي الكندي.
تقدم نسبه عند ذكر أخيه، وفد مع أخيه حجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ذكره ابن الكلبي أيضاً.
هانىء بن عمرو
هانىء بن عمرو، أبو شريح الخزاعي. مختلف في اسمه، ذكره سليمان فيمن اسمه هانىء.
أخرجه أبو نعيم.
هانىء بن فراس
هانىء بن فراس الأشجعي.
شهد بيعة الرضوان تحت الشجرة، نزل الكوفة، اشتكى فجعل تحت ركبتيه وسادة.
أخرجه الثلاثة مختصراً، إلا أن بعضهم قال: الأسلمي، والله أعلم.
هانىء أبو مالك
هانىء أبو مالك الكندي، جد خالد بن يزيد بن أبي مالك.
في صحبته نظر، قاله البخاري. يعد في أهل الشام.

أخبرنا يحيى بن محمود إجازة بإسناده عن ابن أبي عاصم قال: حدثنا محمد بن إدريس، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، عن خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن جده هانىء: أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن، فدعاه إلى الإسلام فأسلم، فمسح على رأسه ودعا له بالبركة، وأنزله على يزيد بن أبي سفيان. فلما جهز أبو بكر الجيش إلى الشام خرج مع يزيد بن أبي سفيان، فلم يرجع.
قال أبو حاتم الرازي. هانىء الشامي، أبو مالك، جد يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، له صحبة.
أخرجه الثلاثة.

هانىء المخزومي
هانىء المخزومي.
روى علي بن حرب الطائي، عن أبي أيوب يعلى بن عمران البجلي، من ولد جرير، عن مخزوم بن هانىء المخزومي، عن أبيه - وأتت عليه مائة وخمسون سنة - قال: لما كانت ليلة ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس إيوان كسرى، وسقط منه أربع عشرة شرافة، وغاضت بحيرة ساوة، وفاض وادي السماوة، وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ورأى الموبذان إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً، قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها... وذكر الحديث بطوله.
ذكره ابن الدباع، عن ابن السكن، وليس فيه ما يدل على صحبته، والله أعلم.
هانىء بن نيار
هانىء بن نيار بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن ذبيان بن همم بن كاهل بن ذهل بن بلي، أبو بردة البلوي، حليف الأنصار. قاله ابن إسحاق.
غلبت عليه كنيته، وهو خال البراء بن عازب، شهد العقبة، وبدراً وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق، فيمن شهد العقبة: وأبو بردة بن نيار واسمه هانىء بن نيار بن عمرو بن عبيد بن عمرو بن كلاب بن دهمان بن غنم بن ذبيان بن هميم بن كاهل بن ذهل بن هني بن بلي وبهذا الإسناد فيمن شهد بدراً، عن ابن إسحاق، من حلفاء بني الحارث بن الخزرج: وأبو بردة بن نيار. واسمه هانىء.
لا عقب له. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه البراء بن عازب، وجماعة من التابعين.
أخبرنا إسماعيل بن علي بن عبيد، وإبراهيم بن محمد الفقيه، وغيرهما، بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال: حدثنا قتيبة، حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله، عن أبي بردة بن نيار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا جلد فوق عشر جلدات، إلا في حد من حدود الله تعالى.
يقال: إنه مات سنة خمس وأربعين، وقيل: بل مات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين.
أخرجه الثلاثة.
هانىء بن يزيد
هانىء بن يزيد بن نهيك بن دريد بن سفيان بن الضباب - واسمه سلمة - بن الحارث بن ربيعة بن الحارث بن كعب الحارثي.
وقيل: هانىء بن يزيد بن كعب المذحجي الحارثي. قاله أبو عمر، وغيره.
وقال ابن منده: النخعي، والأول أصح وأن كان النخع من مذحج، ولكن هانئاً ليس من النخع، إنما هو من ولد الحارث بن كعب، وهو من مذحج أيضاً.
يكنى أبا شريح، بابنه شريح. وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو كناه أبا شريح، وإنما كانت كنيته أبا الحكم. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي بإسناده عن أبي داود بن الأشعث قال: حدثنا الربيع بن نافع، عن يزيد بن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن جده شريح، عن أبيه هانىء: أنه لما وفد على رسول اله صلى الله عليه وسلم مع قومه، فسمعهم يكنونه بأبي الحكم، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله هو الحكم، فلم تكنى أبا الحكم قال: لأن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني، فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أحسن هذا ! فما لك من الولد قال: شريح، ومسلم، وعبد الله. قال: فمن أكبر ؟ قال: شريح. قال: فأنت أبو شريح.
وأخبرنا يحيى بن محمود بإسناده إلى ابن أبي عاصم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن المقدام بن شريح، عن أبيه شريح عن جده هانىء أبي شريح قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني بشيء يوجب لي الجنة. قال: عليك بحسن الكلام، وبذل الطعام.
أخرجه الثلاثة.
ضباب هذا: بفتح الضاد
هبار بن الأسود

هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي وأمه فاختة بنت عامر بن قرط القشيرية، وأخواه لأمه هبيرة وحزن ابنا أبي وهب المخزوميان. وحزن هذا هو جد سعيد بن المسيب بن حزن، وله صحبة أيضاً. وهبار هو الذي عرض لزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من سفهاء قريش، حين أرسلها زوجها أبو العاص إلى المدينة، فأهوى إليها هبار، وضرب هودجها، ونخس الراحلة، وكانت حاملاً فأسقطت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لقيتم هباراً هذا فأحرقوه بالنار. ثم قال: اقتلوه فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار. فلم يلقوه، ثم أسلم بعد الفتح، وحسن إسلامه، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الزبير: إن هبار لما قدم إلى المدينة جعلوا يسبونه، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: سب من سبك. فانتهوا عنه.
وروى سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده قال: كنت جالساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من الجعرانة، فاطلع هبار بن الأسود من باب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، هبار بن الأسود. قال: قد رأيته. فأراد رجل من القوم يقوم إليه، فأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن اجلس، فوقف هبار عليه وقال: السلام عليك يا نبي الله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله. ولقد هربت منك في البلاد، فأردت اللحوق بالأعاجم، ثم ذكرت عائدتك وفضلك وصفحك عمن جهل عليك، وكنا - يا نبي الله - أهل شرك فهدانا الله بك، وأنقذنا بك من الهلكة، فاصفح عن جهلي، وعما كان يبلغك عني، فإني مقر بسوء فعلي، معترف بذنبي. فقال رسول اله صلى الله عليه وسلم: قد عفوت عنك، وقد أحسن الله إليك حيث هداك إلى الإسلام، والإسلام يجب ما قبله.
أخبرنا الحسن بن محمد بن هبة الله الشافعي، أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي، أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت، حدثنا عبد الحميد بن مهدي، حدثنا المعافى، حدثنا محمد بن سلمة، عن الفزاري، عن عبد الله بن هبار، عن أبيه قال: زوج هبار ابنته، فضرب في عرسها بالكبر والغربال، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا فأخبروه، فقال: هذا النكاح لا السفاح.
أخرجه الثلاثة.

هبار بن سفيان
هبار بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، وهو ابن أخي سلمة بن عبد الأسد قديم الإسلام، كان من مهاجرة الحبشة.
أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، فيمن هاجر إلى الحبشة من بني مخزوم: وهبار بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال، وأخوه عبد الله بن سفيان.
قيل: إنه استشهد يوم مؤتة، وقيل: بل استشهد بأجنادين في خلافة أبي بكر.
قال أبو عمر: وهو عندي أشبه، لأنه لم يذكره ابن عقبة فيمن قتل يوم مؤتة ولا ابن إسحاق.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
هبار بن صيفي
هبار بن صيفي، مذكور في الصحابة، فيه نظر.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
هبيب بن عمرو
هبيب بن مغفل الغفاري.
قال أبو نعيم: هو هبيب بن عمرو بن مغفل بن الواقعة بن حرام بن غفال الغفاري. وإنما قيل لأبيه مغفل لأنه أغفل سمة إبله فلم يسمها. وكان يسكن البصرة.
أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن المخزومي بإسناده إلى أحمد بن علي قال: حدثنا هارون بن معروف، حدثنا عبد الله بن وهب، حدثنا عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم بن عمران، عن هبيب بن مغفل أنه رأى محمد بن علبة القرشي يجر إزاره، فنظر إليه هبيب وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من وطئه - يعني الإزار من الخيلاء وطئه في النار.
أخرجه الثلاثة.
هبيب: بضم الهاء، وفتح الباء، وتسكين الياء تحتها نقطتان، وآخره باء موحدة ثانية. ومغفل: بضم الميم، وسكون الغين، وكسر الفاء، وعلبة: بضم العين، وسكون اللام. وبالباء الموحدة.
هبيرة بن سبل
هبيرة بن سبل بن العجلان بن عتاب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي.

أخبرنا أبو موسى كتابة، حدثنا أبو علي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا أبو العباس احمد بن محمد بن يوسف البغوي، حدثنا ابن سعد. حدثنا أبو بكر بن محمد بن أبي مسرة - أو: مرة - المكي حدثنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج - أو: ابن جرير - قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف عام الفتح، استخلف على مكة هبيرة بن سبل بن عجلان الثقفي، فلما رجع من الطائف وأراد الخروج إلى المدينة، استعمل عتاب بن أسيد على مكة وعلى الحج سنة ثمان.
أخبرنا يحيى بن محمود، حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن عبد الله التكريتي، أخبرنا أبو مسلم محمد بن علي بن محمد بن مهربزذ، أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم، أخبرنا أبو عروبة الحراني، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن جريج قال: حدثت أن أول من صلى بمكة جماعة بعد الفتح هبيرة بن سبل بن العجلان، أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي بالناس، وهو رجل من ثقيف جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية.
أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى.
وسبل: بفتح السين المهملة، وبالباء الموحدة. قال ابن ماكولا: كذلك هو مضبوط بخط أبي الحسن بن الفرات - قال: وقال الدارقطني: هو الشين المعجمة.
قلت: قول أبي عمر: إنه أول من صلى بمكة بعد الفتح جماعة، ففيه نظر؛ وإنما هو أول أمير صلى بمكة بعد الفتح جماعة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالناس لما كان بها بعد الفتح. وإنما لما سار عنها استخلفه، فهو أول أمير صلى جماعة بها.

هبيرة بن المغاضة
هبيرة بن المغاضة العامري.
أرسل إلى بني سليم يأمرهم بالثبات على الإسلام حين ارتدت العرب. قاله وثيمة. عن ابن إسحاق.
ذكره ابن الدباغ.
هبيل
هبيل - قال الأمير أبو نصر: وأما هبيل، بضم الهاء، وفتح الباء المعجمة بواحدة، وسكون الياء تحتها نقطتان، فذكره وقال: وهبيل بن كعب أحد بني مازن بعثه معاذ بن جبل ومازن بن خيثمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وافدين يوم نزل بن السكاسك والسكون. وآخى بين السكاسك والسكون. ذكر ذلك صفوان بن عمرو، عن عمرو بن قيس بن ثور بن مازن بن خيثمة عن جده مازن بن خيثمة.
هبيل بن وبرة
هبيل بن وبرة الأنصاري، من بني عوف بن الخزرج، أخو عصمة بن وبرة الأنصاري، وقيل: ها ابنا حصين بن وبرة بن خالد بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن الخزرج بن ثعلبة.
وقد ذكرنا عصمة في بابه، وشهدا بدراً جميعاً، قاله عروة أخرجه أبو عمر.
هجنع بن قيس
هجنع بن قيس.
أورده أبو بكر بن أبي علي في الصحابة، وروى بإسناده عن هشيم، عن عبد الرحمن بن يحيى، عن الهجنع بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره أن ينظر إلى عيسى ابن مريم عليهما السلام فلينظر إلى أبي ذر.
وقال ابن أبي حاتم: هجنع، يروي عن علي مرسلاً، وعن إبراهيم النخعي.
أخرجه أبو موسى.
هداج الحنفي
هداج الحنفي، من بني عدي بن حنيفة يكنى أبا عبد الله.
روى عنه ابنه عبد الله قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد صفر لحيته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بخضاب الإسلام. وجاء رجل آخر وقد حمر لحيته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خضاب الإيمان.
وكان قد أدرك الجاهلية.
أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: ليس إسناده قوياً.
الهدار الكناني
الهدار الكناني. يعد في الحمصيين.
روى محمد بن عوف بن سفيان، عن أبيه عن شقير مولى العباس قال: سمعت الهدار وهو يعاتب العباس بن الوليد في أكل خبز السميد وهو يقول: لقد ثوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع من خبز بر حتى فارق الدنيا.
قيل: إن أحمد بن حنبل سمعه من محمد بن عوف.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر اختصره بمرة، فقال: هدار الكناني. له صحبة. هذا جميع ما ذكره.
هدم بن مسعود
هدم بن مسعود.
قال ابن ماكولا: هدم: بكسر الهاء، وسكون الدال، هو: هدم بن مسعود بن عدي بن بجاد بن عبد بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسي. أحد التسعة الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله ابن الكلبي.
أخرجه أبو موسى.
هدة
هدة.
قال جعفر: يقال: هو اسم أبي الرمداء البلوي، له صحبة. ورواه عن أبي العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي.
أخرجه أبو موسى مختصراً.

هديل
هديل.
روى ابن أبي الدنيا عقيب حديث عبد الله بن عمر: كانا مقعدان، وكان لهما ابن ذكر، وقال في الحديث: فمات ابنهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو ترك أحد لأحد لترك ابن المقعدين.
ثم قال ابن أبي الدنيا: حدثني يعقوب بن عبيد، أخبرنا قبيصة، عن سفيان، عن أبي السوداء، عن ابن سابط قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو ترك شيء لحاجة أو لفاقة، لترك الهديل لأبويه.
أخرجه أبو موسى.
هديم
هديم التغلبي. وقيل: أديم.
روى عنه الصبي بن معبد. وقد تقدم في أديم، والمشهور بالهاء، قاله ابن ماكولا. وهديم: بضم الهاء، وفتح الدال المهملة.
هذيم بن عبد الله
هذيم.
قال ابن ماكولا: هذيم: بضم الهاء، وبالذال المعجمة، وهو: هذيم بن عبد الله بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف. قتل هو وأخوه جنادة يوم اليمامة شهيدين. ولم يذكر له صحبة، ولا أشك أن له صحبة، لأن أبا عمر قد أخرج أخاه جنادة، وقال: قتل يوم اليمامة شهيداً. وذكر أبو موسى وأبو عمر أباه عبد الله، وكنيته أبو نبقة في الكنى، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطعه بخيبر. فكل هذا يدل على أنه أسلم وصحب، ولأن قريشاً لم يبق فيهم في الفتح من لم يسلم، ولم يكن بين اليمامة ووفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيد حتى يقال: أسلم بعده، والله أعلم.
وقد جعله أبو عمر: هريم، بالراء. ويرد ذكره إن شاء الله تعالى.
هرم بن حيان
هرم بن حيان العبدي، من صغار الصحابة.
ذكر خليفة، عن الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جده قال: وجه عثمان بن أبي العاص هرم بن حيان العبدي إلى قلعة نجرة - ويقال لها: قلعة الشيوخ - وذلك سنة ست وعشرين، وفي سنة ثمان عشرة، حاصر هرم بن حيان أبرشهر، فرأى ملكهم امرأة تأكل ولدها من شدة الجوع والحصار، فصالح هرم بن حيان، على أن خلى له المدينة.
أخرجه أبو عمر.
هرم بن خنبش
هرم بن خنبش. وقيل: وهب بن خنبش.
روى عنه الشعبي أنه قال: كنت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فسألته امرأة: أي شهر أعتمر؟ فقال: في رمضان. وقد تقدم في وهب أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
هرم بن عبد الله
هرم بن عبد الله الأنصاري، من بني عمرو بن عوف.
وهو أحد البكائين الذين نزلت فيهم: " تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيْضُ مِنَ الْدَّمْعِ " ... التوبة الآية.
أخرجه أبو عمر كذا، وأخرجه غيره: هرمي، بزيادة ياء. ونذكره إن شاء الله تعالى.
هرم بن قطبة
هرم بن قطبة الفزاري.
هو الذي دعا عيينة بن حصن إلى الثبات على الإسلام وقت الردة، قاله وثيمة عن ابن إسحاق.
ذكره ابن الدباغ.
هرم بن مسعدة
هرم بن مسعدة.
أورده أبو حفص بن شاهين في الصحابة، وروى بإسناده عن هشام بن محمد، عن أبي الشغب العبسي قال: وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة رهط من بني عبس، منهم: هرم بن مسعدة، من بني عدي بن بجاد، فأسلموا. أخرجه أبو موسى.
قلت: وقد أخرجه أبو موسى في هدم بالدال المهملة، وذكره ها هنا بالراء، والصواب الدال المهملة؛ فإن ابن ماكولا إمام في هذا، قاله كذلك. والذي ذكره هشام بن محمد الكلبي في الجمهرة: هدم بالدال المهملة أيضاً، وغالب الظن أن هذا تصحيف، والله أعلم.
هرماس بن زياد
هرماس بن زياد بن مالك بن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن غنم بن قتيبة الباهلي، من قيس عيلان، يكنى أبا حدير. وقيل: اسمه شريح.
روى عنه عكرمة بن عمار وغيره، وذكره ابن ماكولا أنه يمامي، وأهل اليمامة هم بنو حنيفة.
أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود، أخبرنا الشحامي، أخبرنا أبو سعد الكنجروذي، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا عبد الله بن بكار، عن عكرمة بن عمار، عن الهرماس بن زياد قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس على بعيره.
وأخبرنا يعيش بن صدقة بن علي بإسناده عن أحمد بن شعيب: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، حدثنا عمر بن يونس، عن عكرمة بن عمار، عن الهرماس بن زياد قال: مددت يدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا غلام ليبايعني، فلم يبايعني.
أخرجه الثلاثة.
هرمز، مولى النبي صلى الله عليه وسلم
هرمز - وقيل: كيسان، مولى النبي صلى الله عليه وسلم.

روى عطاء بن السائب قال: دخلت على أم كلثوم بنت علي - كرم الله وجهه - فقالت: إن هرمزاً - أو: كيسان - حدثنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنا لا نأكل الصدقة.
وقيل فيه: مهران، وميمون. وقد تقدم. قد أخرجه أبو أحمد العسكري فقال: هرمز، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. هكذا ترجمه ابن أبي خيثمة، وغيره يقول: هو مولى آل أبي طالب، وقال: شهد بدراً. وروى حديث أم كلثوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمولى لنا يقال له هرمز.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

هرمز بن ماهان
هرمز بن ماهان الفارسي.
روى محمد بن عمر بن أبي سعدانة عن أبيه، عن جده، عن هرمز بن ماهان - رجل من الفرس - قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت على يده، وجعلني في جيش خالد بن الوليد. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله مر لي بصدقة فإني فقير. فقال لي: إن الصدقة لا تحل لي ولا لأحد من أهل بيتي. ثم أمر لي بدينار.
أخرجه أبو موسى.
قلت: قد أخرج ابن منده في الترجمة التي قبل هذه: هرمز مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخرج أبو موسى هذه الترجمة، ولا شك قد ظنهما اثنين، والذي أظنه أنهما واحد، فإن الاسم فارسي، والحديث واحد، ولا كلام أنه في الترجمتين مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لو لم يكن مولاه لم يكن لقوله في هذه الترجمة، وقد طلب الصدقة: إن الصدقة لا تحل لي ولا لأحد من أهل بيتي، معنى وإن لم يذكر في هذه الترجمة أنه مولى، فالكلام يدل عليه والله أعلم.
هرمي بن عبد الله
هرمي بن عبد الله بن رفاعة بن نجدة بن مجدعة بن عامر بن كعب بن واقف - واسمه مالك - بن امرىء القيس بن مالك بن الأوس الأنصاري الواقفي.
كان قديم الإسلام، وهو أحد البكائين الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحملهم، فلم يكن عنده ما يحملهم عليه، فتولوا وهم يبكون.
قاله أبو عمر، والكلبي، وأبو نعيم؛ إلا أن أبا عمر قال: هرم - بغير ياء - الأنصاري، من بني عمرو بن عوف، وهو أحد البكائين. وإنما جعله من بني عمرو بن عوف، لأن بني واقف كانوا حلفاء بني عمرو بن عوف.
وقال ابن منده: هرمي بن عبد الله الواقفي، ذكر في الصحابة ولا يثبت. وروى عن ابن إسحاق، عن ثمامة بن قيس، عن هرمي بن عبد الله - وكان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأدرك أصحابه.
أخرجه أبو موسى وقال: أخرجه ابن منده، ولم يذكر له حديثاً. وروى له ما أخبرنا به هو إجازة، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، حدثنا أبو الطاهر، أخبرنا أبو حامد بن بلال، حدثنا أبو الأزهر، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني ثمامة بن قيس بن رفاعة الواقفي، عن هرمي بن عبد الله - رجل من قومه، كان ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سمع الأذان بالجمعة ثم لم يأتها، كان في التي بعدها أثقل، فإن سمعه ثانية، ثم لم يأتها كان في التي بعدها أثقل، وإن سمعه الثالثة ثم لم يأتها، كان في الرابعة أثقل، فإن سمعه في الرابعة ثم لم يأتها، طبع الله على قلبه.
رواه إبراهيم، عن محمد بن إسحاق مختصراً.
قلت: أما أبو نعيم وأبو عمر وابن الكلبي، فإنهم جعلوه من البكائين، وقال ابن ماكولا: إنه شهد الخندق والمشاهد إلا تبوكاً، وهو أحد البكائين. وجعله ابن منده وأبو موسى صغير في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والأول أصح، وقال العدوي مثل ابن ماكولا إلا أن ابن ماكولا قد اختلف كلامه فيه، فقال في ترجمة الواقفي: هرمي بن عبد الله بن رفاعة بن نجدة بن مجدعة بن كعب الواقفي، شهد الخندق والمشاهد كلها إلا تبوكاً، وهو أحد البكائين الذين قال الله فيهم: " تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ " ، روى عنه عبيد الله بن الحصين الوائلي - قال: وقيل فيه: هرمي بن عقبة، وقد روى عن خزيمة بن ثابت. وقال في باب هرمي: هو هرمي بن عبد الله بن رفاعة بن نجدة بن مجدعة بن كعب الواقفي، شهد الخندق والمشاهد إلا تبوكاً، وهو أحد البكائين. ثم قال بعد هذا: وهرمي بن عبد الله حدث عن خزيمة بن ثابت، روى عنه عبد الملك بن عمرو الخطمي، وعمرو بن شعيب، وقيل فيه: هرم.

فجعل في الواقفي الذي شهد الخندق، وكان من البكائين هو الذي روى عن خزيمة، وجعل في هرمي أن الذي روى عن خزيمة غير الواقفي الذي شهد الخندق وكان من البكائين، فلو نسب كل قول إلى إمام لتخلص من عهدتها. فإنهم يختلفون في مثل هذا، ولكنه لم ينسبه إلى أحد، والله أعلم.

هريم بن عبد الله
هريم بن عبد الله بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي.
قتل يوم اليمامة شهيداً مع أخيه جنادة.
أخرجه أبو عمر مختصراً: هكذا ذكره أبو عمر بالراء، وذكره ابن ماكولا بالذال المعجمة، وقد تقدم ذكره، والله أعلم.
هزال صاحب الشجرة
هزال صاحب الشجرة.
روى عنه معاوية بن قرة أنه قال: إنكم تأتون ذنوباً هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات.
أخرجه أبو عمر. وقال: لا أعرفه بأكثر من حديثه هذا.
هزال بن مرة
هزال بن مرة الأشجعي، ذكره الأزرق في الصحابة.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
هزال بن ذئاب
هزال بن ذئاب بن يزيد بن كليب بن عامر بن خزيمة بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى الأسلمي. كذا نسبه أبو عمر.
وقال ابن منده وأبو نعيم: هزال بن يزيد الأسلمي.
روى شعبة بن يحيى بن سعيد، عن محمد بن المنكدر، عن ابن هزال، عن أبيه هزال قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم رجمنا ماعزاً: ألا سترته ولو بثوبك فكان خيراً لك.
وروى يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن نعيم بن هزال: أن هزالاً كانت له جارية ترعى له، وأن ماعزاً وقع عليها، فخدعه هزال وقال: انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فعسى أن ينزل قرآن، فأتاه فأخبره، فأمر به فرجم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لهزال: يا هزال، لو سترته بثوبك لكان خيراً لك.
أخرجه الثلاثة.
هزال بن عمرو
هزال بن عمرو.
قال ابن إسحاق في تسمية من شهد بدراً من بني سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج هزال بن عمرو بن قربوس بن غنم بن سالم، قاله جعفر.
أخرجه أبو موسى.
هزيل بن شرحبيل
هزيل بن شرحبيل.
من تابعي أهل الكوفة، قيل: أدرك الجاهلية.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
هشام بن حبيش
هشام بن حبيش بن خالد بن الأشعر.
وقال يحيى بن يونس: لا أدري له صحبة أم لا ؟. وقال أبو حاتم بن حبان: له صحبة. وقال البخاري: سمع عمر. قال هذا جميعه جعفر المستغفري.
روى عبد الله بن يزداد، عن ابن إدريس، عن حزام بن هشام بن حبيش بن الأشعر قال: سمعت أبي يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى سحاباً بالبادية، فقال: هذا مما يستهل بنصر بني كعب.
ويقال: إن الأشعر لقب أبي حزام.
أخرجه أبو موسى.
وقوله: بنصر بني كعب، لما جاء عمرو بن سالم الخزاعي يستنصر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل مكة، وقد تقدم في عمرو بن سالم.
وهذا المتن أخرجه أبو نعيم في هنيدة بن خالد الأشعر: بالشين المعجمة.
هشام بن أبي حذيفة
هشام بن أبي حذيفة - واسم أبي حذيفة: مهشم بن المغيرة المخزومي. وأمه أم حذيفة بنت أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وهو من مهاجرة الحبشة، ورجع إلى المدينة مع أصحاب السفينتين.
أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة من بني مخزوم: وهشام بن أبي حذيفة.
وقال الواقدي مثله؛ إلا أنه كن يقول: هشام بن أبي حذيفة، وهم ممن قاله، وسماه الزبير هشاماً.
هاجر إلى أرض الحبشة، ولم يذكره موسى بن عقبة ولا أبو معشر فيمن هاجر إلى أرض الحبشة.
أخرجه الثلاثة.
هشام بن حكيم
هشام بن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي، وخديجة - زوج النبي صلى الله عليه وسلم - عمة أبيه.
أسلم يوم الفتح ومات قبل أبيه حكيم، قاله أبو عمر.
وقال ابن منده: هشام بن حكيم بن حزام المخزومي، وهو ابن خويلد بن أسد القرشي وأمه أم هشام من بني فراس بن غنم وقيل: أم مليكة بنت مالك، من بني الحارث بن فهر. مات قبل أبيه، وقيل: استشهد بأجنادين.
وله مع عياض بن غنم قصة ذكرت في عياض.
وكان من الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر، وكان عمر بن الخطاب يقول إذا بلغه أمر ينكره: أما ما بقيت أنا وهشام، فلا يكون ذلك.

أخبرنا إبراهيم بن محمد الفقيه وغيره قالوا بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا الحسن بن علي وغير واحد قالوا: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عروة عن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن القاري أنهما أخبراه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: مررت بهشام بن حكيم بن حزام وهو يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يقرأ على حروف لم يقر ثنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فنظرت حتى سلم فلببته بردائه، فقلت: من أقرأك هذه السورة ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت له كذبت، والله إن رسول الله لهو أقرأني هذه السورة التي تقرأها، فانطلقت أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلت إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام. فقرأ القراءة التي سمعت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أقرأ يا عمر. فقرأت القراءة التي أقرأني النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي: هكذا أنزلت: ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف. فاقرأوا ما تيسر منه.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول ابن منده: هشام بن حكيم بن حزام المخزومي، وهو ابن خويلد بن أسد. هذا من أغرب ما يحكى عن عالم ! بينما يجعله مخزومياً يسوق نسبه أسدياً ! والصحيح أنه أسدي كما ذكرناه أولاً، ومن قال: مخزومي فقد وهم.
وقال أبو نعيم استشهد يوم أجنادين، وهو غلط، والذي قتل بأجنادين هشام بن العاص سنة ثلاث عشرة، وقصة هشام بن حكيم مع عياض بن غنم تدل على أنه لم يقتل يوم أجنادين، فإن أبا نعيم أيضاً روى بإسناده أن هشام بن حكيم وجد عياض بن غنم وهو على حمص، قد شمس ناساً من النبط في أداء الجزية، فقال له هشام: ما هذا يا عياض !! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا. وحمص إنما فتحت بعد أجنادين بكثير، وقد استقصينا الجميع والاختلاف فيه في كتابنا الكامل في التاريخ. والله أعلم.

هشام مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-
هشام، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى عنه أبو الزبير أنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن لي امرأة لا ترد يد لامس ! فقال: طلقها. فقال يا رسول الله: إني أحبها، وإنها تعجبني. قال تمتع بها وفيه اختلاف.
أخرجه الثلاثة.
هشام بن صبابة
هشام بن صبابة بن حزن بن سيار بن عبد الله بن كلب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، الكناني الليثي، أخو مقيس بن صبابة.
روى أبو صالح، عن ابن عباس: أن مقيس بن صبابة وجد أخاه قتيلاً في بني النجار، وكان مسلماً فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأرسل معه زهير بن عياض الفهري إلى بني النجار فقال: قل لهم: إن علمتم قاتل هشام بن صبابة أن تدفعوه إلى أخيه، وإن لا تعلموا قاتلاً فلا بد أن تدفعوا إليه ديته. فجمعوا لمقيس دية أخيه، فلما صارت الدية إليه وثب على زهير فقتله، وارتد إلى الشرك وقال في ذلك أبياتاً منها: الطويل
فأدركت ثاري واضطجعت موسّدا ... وكنت إلى الأوثان أوّل راجع
وقال أبو عمر: قتل في غزوة ذي قرد سنة ست مسلماً، أصابه رجل من الأنصار من رهط عبادة بن الصامت، وهو يرى أنه من العدو، فقتله خطأ.
وقال ابن منده: قتل في غزوة بني المصطلق سنة ست.
وأخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن هشام بن صبابة - من بني فلان بن عوف بن عامر بن ليث بن بكر - قاتل، يعني في المريسيع، حتى أمعن؛ وكان حسن الإسلام، فلقيه رجل من المسلمين من بني عوف بن الخزرج، ولا يظن إلا أنه من العدو فقتله.
أخرجه الثلاثة.
هشام بن العاص القرشي
هشام بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي. أمه أم حرملة بنت هشام بن المغيرة. وهو أخو عمرو بن العاص.

كان قديم الإسلام، أسلم والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة، ثم قدم إلى مكة حين بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر إلى المدينة، فحبسه قومه بمكة حتى قدم بعد الخندق.
وكان خيراً فاضلاً. وكان أصغر سناً من عمرو. وقيل: إنما منعه قومه بمكة عن الهجرة إلى المدينة قبل أن يهاجر إليها النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: حدثني نافع، عن ابن عمر، عن أبيه قال: لما اجتمعنا للهجرة اتعدت أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص، قلنا: الميعاد بيننا أضاة بني غفار، فمن أصبح منكم لم يأتها فقد حبس، فليمض صاحباه. فأصبحت عندها أنا وعياش، وحبس عنا هشام بن العاص، وفتن فافتتن. وقدمن المدينة، وكنا نقول: والله ما الله بقابل من هؤلاء توبة ! قوم عرفوا الله وآمنوا به وصدقوا رسوله، ثم رجعوا عن ذلك لبلاء أصابهم من الدنيا. وكانوا يقولونه لأنفسهم، فأنزل الله تعالى فيهم: " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِيْنَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّه " إلى قوله " مَثْوىَ للمُتَكَبِرينَ " ، قال عمر: فكتبتها بيدي، ثم بعثت بها إلى هشام. فقال هشام: فلما قدمت علي خرجت إلى ذي طوى، فجعلت أصعد فيها وأصوب، لأفهمها، فعرفت أنا أنزلت فينا، لما كنا نقول في أنفسنا ويقال فينا. فجلست على بعيري فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم.
قيل: إنه استشهد يوم أجنادين في خلافة أبي بكر سنة ثلاثة عشرة، وقيل: بل استشهد باليرموك، ضرب رجلاً من غسان فقتله، فكرت غسان على هشام فقتلوه، وكرت عليه الخيل، حتى عاد عليه عمرو أخوه، فجمع لحمه فدفنه.
وقال خالد بن معدان: لما انهزمت الروم يوم أجنادين، انتهوا إلى موضع ضيق لا يعبره إلا إنسان بعد إنسان، فجعلت الروم تقاتل عليه، وقد تقدموه وعبروه، فتقدم هشام فقاتلهم حتى قتل، ووقع على تلك الثلمة فسدها، فلما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يوطئوه الخيل، فقال عمرو بن العاص: أيها الناس، إن الله قد استشهده، ورفع روحه وإنما هو جثة فأوطئوه الخيل. ثم أوطأه هو، ثم تبعه الناس حتى قطعوه. فلما انتهت الهزيمة ورجع المسلمون إلى المعسكر كر عليه عمرو، فجعل يجمع لحمه وعظامه وأعضاءه، ثم حمله في نطع فواراه.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ابنا العاص مؤمنان.
أخرجه الثلاثة.

هشام بن العاص
هشام بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، وأمه ابنة عمه عاتكة بنت الوليد بن المغيرة، أخت خالد.
وهو ابن أخي أبي جهل بن هشام، قتل أبوه العاص يوم بدر كافراً، كان مع أخيه أبي جهل، قتله عمر بن الخطاب. وهو خال عمر في قول. وهو الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فكشف عن ظهره، ووضع يده على خاتم النبوة، فأزال رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، وضرب صدره ثلاثاً، وقال: اللهم، أذهب عنه الغل والحسد. فكان الأوقص - وهو: محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن يحيى بن هشام بن العاص - يقول: نحن أقل أصحابنا حسداً أخرجه أبو عمر.
هشام بن عامر
هشام بن عامر بن أمية بن زيد بن الحسحاس بن مالك بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري.
كان اسمه في الجاهلية شهاباً، فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وسماه هشاماً، واستشهد أبوه عامر يوم أحد. وسكن هشام البصرة، وهو والد سعد بن هشام الذي سأل عائشة عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتوفي هشام بالبصرة.
أخبرنا أبو الربيع سليمان بن أبي البركات محمد بن محمد بن خميس، حدثني أبي، حدثنا أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن طوق، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن المرجي، حدثنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا حميد بن هلال، عن هشام بن عامر قال: جاءت الأنصار يوم أحد فقالوا: يا رسول الله، بنا قروح وجهد، فكيف تأمرنا ؟ قال: احفروا وأوسعوا، واجعلوا الرجلين والثلاثة في القبر. فقالوا: من نقدم ؟ قال: قدموا أكثرهم قرآناً. قال: فقدم أبين بين يدي اثنين من الأنصار - أو قال: واحد من الأنصار.
هشام بن عتبة

هشام بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشي العبشمي. وهو خال معاوية، وكنيته أبو حذيفة. وقيل: اسمه هشيم. وهو الأشهر، وقيل: مهشم.
استشهد هو ومولاه سالم يوم اليمامة، سنة إحدى عشرة. وكان ممن شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم ونذكره في الكنى أتم من هذا، إن شاء الله تعالى، فإنه بكنيته أشهر.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

هشام بن عمرو
هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي. وجذيمة أخو نصر بن مالك.
كان من المؤلفة قلوبهم، أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين دون المائة من الإبل، قاله ابن منده.
أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: وأعطى - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - دون المائة رجالاً، ومنهم: هشام بن عمرو، أخو بني عامر بن لؤي، وله أثر عظيم في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم وبني المطلب، في مقاطعتهم واعتزالهم، وأن لا يبيعوهم ولا يبتاعون.
أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: ثم إنه قام في نقض الصحيفة التي تكاتبت فيها قريش على بني هاشم وبني المطلب، نفر من قريش، ولم يبل فيها أحد أحسن بلاءً من هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي؛ وذلك أنه ابن أخي نضلة بن هاشم بن عبد مناف لأمه، كان نضلة وعمرو أخوين، وكان هشام لبني هاشم واصلاً - يعني لما كانوا بالشعب - وكان ذا شرف في قومه. وذكر الحديث في نقض الصحيفة، وما فعله في ذلك.
أخرجه الثلاثة: إلا أن أبا عمر اختصره فقال: لا أعرفه بأكثر من أنه كان من المؤلفة.
قلت: كذا نسبه ابن إسحاق، فجعل جذيمة بن نصر بن مالك، وخالفه غيره فذكره ابن الكلبي كما نسبناه أول الترجمة، وكذلك الزبير بن بكار، وابن ماكولا، وغيرهم.
هشام بن قتادة
هشام بن قتادة الرهاوي.
سكن الرها. ذكره البغوي، وتبعه أبو نعيم، ويحيى. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى حديثه قتادة بن الفضيل.
أخبرنا أبو موسى إذناً أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف، حدثنا المنيعي، حدثنا أبو بكر بن زنجونه، حدثنا علي بن بحر، حدثنا قتادة بن الفضيل بن عبد الله بن قتادة، حدثنا أبي، حدثنا عمي هشام بن قتادة قال: لما عقد لي النبي صلى الله عليه وسلم: على قومي، وأخذت بيده فودعته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الله التقوى زادك، وغفر ذنبك، ووجهك للخير حيث تكون.
وروي عن هشام بن قتادة، عن أبيه.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
هشام بن المغيرة
هشام بن المغيرة بن العاص.
روى ابن أبي مريم، عن أبي غسان، عن أبي حازم عن عمرو بن هشام، عن جديه عمرو وهشام قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما أنزل القرآن يصدق بعضه بعضاً، فما عرفتم فأعملوا به، وما لم تعرفوا فآمنوا به.
أخرجه أبو موسى
هشام بن الوليد
هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي، أخو خالد بن الوليد.
من المؤلفة قلوبهم، وفي ذلك نظر.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
هشام
هشام.
أخرجه أبو موسى وقال: هشام آخر أورده جعفر، وروى بإسناده عن عمران القطان، عن قتادة، عن زرارة بن أبي أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة قالت: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل - يقال له: شهاب - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أنت هشام.
قال أبو موسى: وهذا يمكن أن يكون: هشام بن عامر، والد سعد.
هشيم أبو حذيفة
هشيم أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشي العبشمي.
سماه كذلك ابن شاهين عن محمد بن سعد. ويرد ذكره في الكنى، إن شاء الله.
أخرجه أبو موسى.
هلال الأسلمي
هلال الأسلمي. روت عن أم بلال ابنته.
روى أبو ضمرة أنس بن عياض، عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، عن أمه قالت: أخبرتني أم بلال بنت هلال، عن أبيها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يجوز الجذع من الضأن ضحية.
أخرجه الثلاثة.
هلال بن أمية
هلال بن أمية بن عامر بن قيس بن عبد الأعلم بن عامر بن كعب بن واقف - واسمه مالك - بن امرىء القيس بن مالك بن الأوس الأنصاري الواقفي.

شهد بدراً وأحداً. وكان قديم الإسلام، كان يكسر أصنام بني واقف، وكانت معه رايتهم يوم الفتح. وأمه أنيسة بنت هدم، أخت كلثوم بن الهدم الذي نزل عليه النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة مهاجراً.
وهو الذي لاعن امرأته ورماها بشريك بن سحماء. وهو أحد الثلاثة الذي تخلفوا عن غزوة تبوك، وهم: هلال هذا، وكعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، فأنزل الله عز وجل فيهم: " وَعَلَى الثَّلاَثةِ الذينَ خُلِّفُوا " .. التوبة الآية. وقد ذكرنا اللعان في: شريك بن سحماء. وتخلفهم في: كعب بن مالك.
أخرجه الثلاثة.

هلال بن الحارث
هلال بن الحارث، أبو الجمل.
نذكره في الكنى إن شاء الله تعالى، فإن كنيته غلبت عليه، وهو شامي. أخرجه أبو عمر مختصراً.
قلت: كذا قال أبو عمر أبو الحمل وهو وهم، وإنما هو أبو الحمراء وقد ذكرناه في ترجمة أبي الجمل من الكنى، والكلام عليه هناك.
هلال ابن الحمراء
هلال ابن الحمراء. وقيل: هلال بن الحارث أبو الحمراء. وهو الصواب، وقيل: هانىء بن الحارث أبو الحمراء. خادم النبي صلى الله عليه وسلم، سكن حمص.
قال البخاري: له صحبة ولا يصح حديثه.
روى أبو إسحاق السبيعي، عن أبي داود القاص، عن أبي الحمراء قال: أقمت بالمدينة شهراً، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي منزل فاطمة وعلي كل غداة، فيقول: الصلاة الصلاة، " إنَّمَا يُريْدُ اللّه ليُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً " الأحزاب، والله أعلم.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
قلت: كذا قال أبو عمر ابن الحمراء وأبو الحمراء وهذا هو الصواب، وهو المذكور في الترجمة التي قبلها فيما أظن والله أعلم.
هلال بن الحكم
هلال بن الحكم، إن ثبت.
روى فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن هلال بن الحكم قال: لما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم علمت أموراً من أمور الإسلام، وكان فيما علمت: قيل لي: إذا عطست فاحمد الله، وإذا عطس العاطس فحمد الله فشمته. فبينا أنا في الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل، فقلت: يرحمك الله ! فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: ما لكم تنظرون إلي بعين شزر ؟ فسبح القوم. فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال: من المتكلم ؟ قالوا: هذا الأعرابي. فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إنما الصلاة للقراءة، ولذكر الله عز وجل، فإذا كنت في الصلاة فليكن ذلك حالك. قال: فما رأيت معلماً أرفق من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو موسى وقال: هذا يعرف لمعاوية بن الحكم، لكن الراوي وهم فيه.
هلال بن أبي خولي
هلال بن أبي خولي - واسم أبي خولي: عمرو - بن زهير بن خيثمة بن أبي حمران واسمه الحارث بن معاوية بن الحارث بن مالك بن عوف بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي الجعفي، حليف بني عدي بن كعب، ثم للخطاب والد عمر.
شهد بدراً، قاله موسى بن عقبة.
وقال ابن إسحاق: المعروف خولي ومالك ابنا أبي خولي، شهدا جميعاً بدراً.
وقال هشام بن الكلبي: شهد خولي بن أبي خولي بدراً، وشهدها معه أخواه: هلال، وعبد الله.
كذا قال: ولم يذكر مالك بن أبي خولي.
أخرجه أبو عمر.
هلال بن ربيعة
هلال بن ربيعة.
له صحبة في إسناد حديثه وإرسال. وروى عن عبد الرحمن بن بشير. عن محمد بن إسحاق قال: حدثني عبد اله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن هلال بن ربيعة قال أصبت سيف بني عائذ المخزومي يوم بدر، فلما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برد ما في أيديهم، أقبلت حتى ألقيته في النفل. فعرفه الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاه إياه.
قاله ابن منده. وأخرجه أبو نعيم، وقال: ذكره بعض المتأخرين، وقال: له صحبة، وفي حديثه إرسال، وأسنده عن ابن إسحاق. قال: وإنما هو مالك بن ربيعة أبو أسيد الساعدي، فجعله هلال بن عامر، وذكر الحديث عن إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق فقال: مالك بن ربيعة. وهو الصحيح.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، عن عبد الله، عن بعض بني ساعدة، عن أبي أسيد قال: أصبت سيف بني عائذ.. وذكر نحوه، وسمي السيف المرزبان.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
هلال بن سعد
هلال بن سعد.

أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم عسلاً، فقبله منه. ثم أتاه بمثلها وقال: هذا صدقة. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضم إلى أموال الصدقات.
احتج بهذا من رأى الزكاة في العسل. وهو حديث منقطع الإسناد.
أخرجه أبو عمر. وأبو موسى.

هلال أحد بني متعان
هلال، أحد بني متعان.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي بإسناده عن سليمان بن الأشعث: حدثنا أحمد بن شعيب الحراني، حدثنا موسى بن أعين، عن عمرو بن الحارث المصري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: جاء هلال - أحد بني متعان - إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعشور نحل له، وسأله أن يحمي له وادياً يقال له سلبة، فحمى له رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الوادي، فلما ولي عمر كتب له سفيان بن وهب يسأله عن ذلك، فكتب إليه عمر: إن أدى إليك ما كان يؤدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحم له سلبة، وإلا فهو ذباب غيث، يأكله من يشاء.
أورد هذا أصحاب أبي حنيفة في كتب الفقه.
أخرجه أبو موسى.
هلال بن عامر
هلال بن عامر، من بني نمير، وهو ابن سحيم، لأبيه صحبة وله رؤية، قاله ابن منده.
وقال بإسناده عن وهيب، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن قبيصة - وقال غيره: عن هلال بن عامر قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث. وروى بإسناد آخر عن جرير بن حازم قال: جلس رجل في مجلس أيوب فقال: حدثني مولاي قرة بن دعموص النميري: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث الضحاك بن قيس ساعياً، فجاء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتيت نمير بن عامر، وهلال بن عامر، وعامر بن ربيعة، فأخذت جلة أموالهم ؟! فقال: يا رسول الله سمعتك تذكر الجهاد، فأحببت أن آتيك بإبل جلة تركبها وتحمل عليها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انطلق فردها عليهم، وخذ من حواشى أموالهم.
وقال أبو موسى: هلال بن عامر بن قبيصة الهلالي، أورده جعفر، وذكر حديث كسوف الشمس، وقال: كذا ترجم له جعفر، وأورد له هذا الحديث، وهو وهم.
قال: وأخبرنا به صحيحاً أبو العباس أحمد بن الحسين بن أبي ذر الصالحاني، أخبرنا جدي، أخبرنا أبو الشيخ الحافظ، حدثنا محمد بن عيسى بن رستة، حدثنا معاوية بن عمران بن واهب بن سوار الجرمي، حدثنا أنيس بن سوار الجرمي، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن هلال بن عاصم بن قبيصة الهلالي حدثه: أن الشمس كسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، حتى بدت النجوم... الحديث.
كذا في هذه الرواية عاص بن قبيصة، وإنما هو: هلال بن عامر، عن قبيصة.
أخرجه ابن منده وأبو موسى، فما لاستدراك أبي موسى عليه وجه، ولم تجر عادته أن يرد غلطه.
هلال بن عامر المزني
هلال بن عامر المزني.
روى محمد بن عبيد الطنافسي، عن شيخ من بني فزارة أسنده عن هلال بن عامر المزني - أو: غيره - قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة شهباء، أو على بعير.
أخرجه أبو موسى مختصراً وقال: قد تقدم ذكر هلال بن عامر، في ترجمة نمير بن عامر.
هلال بن علفة
هلال بن علفة.
قتل يوم القادسية شهيداً، وقال حميد بن هلال: أول من عبر دجلة يومئذ هلال بن علفة.
وقال الشعبي: أول من أقحم فرسه دجلة سعد. ويقال: أول من عبرها رجل من عبد القيس أخرجه أبو عمر، وقال: لا أعلم له رواية.
قلت. لم يكن عبور دجلة يوم القادسية، لأن القادسية بينها وبين دجلة بعيد، ومن جملة ما بينهما من الأنهار نهر كان يسقي أراضي القادسية والحيرة وتلك البلاد، ونهر الفرات، ونهر النيل. وإنما كان عبور المسلمين دجلة بعد القادسية حين فتحوا المدائن الشرقية، التي فيها إيوان كسرى، فإن المسلمين فتحوا بعد القادسية المدائن الغربية، وصارت دجلة بينهم وبين المدائن الشرقية التي فيها الإيوان، فعبروا دجلة على خيلهم إليها وقد ذكرناه في الكامل في التاريخ.
هلال بن مرة
هلال بن مرة. وقيل: هلال بن مروان الأشجعي، زوج بروع بنت واشق، ذكر فيمن اسمه الجراح.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم مختصراً.
هلال بن المعلى
هلال بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عدي بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، أحد بني جشم بن الخزرج.
شهد بدراً مع أخيه رافع بن المعلى.

أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى. وقال أبو موسى: استشهد يوم بدر. وكذلك قال ابن إسحاق، قاله أبو حاتم بن حبان في تاريخه.

هلال بن أبي هلال
هلال بن أبي هلال الأسلمي.
روت عنه ابنته أم بلال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يجوز الجذع من الضأن ضحية.
وقد روى هذا الحديث عن ابنته، ولم يذكر أباها في الحديث.
أخرجه ابن منده.
هلال بن وكيع
هلال بن وكيع بن بشر بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم التميمي الدارمي.
قتل يوم الجمل مع عائشة رضي الله عنها.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
هلب الطائي
هلب الطائي، والد قبيصة: مختلف في اسمه، فقيل: يزيد بن قنافة، قاله البخاري. وقيل: يزيد بن عدي بن قنافة بن عدي بن عبد شمس بن عدي بن أخزم. قاله أبو عمر.
وقال الكلبي: اسمه سلامة بن يزيد بن عدي بن قنافة بن عدي بن عبد شمس بن عدي بن أخزم.
يجتمع هو وعدي بن حاتم الطائي في عدي بن أخزم. وإنما قيل له الهلب، لأنه كان أقرع، فمسح النبي صلى الله عليه وسلم رأسه فنبت شعر كثير، فسمي الهلب. وهو كوفي، روى عنه ابنه قبيصة.
أخبرنا غير واحد بإسنادهم إلى محمد بن عيسى: حدثنا قتيبة، حدثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، عن قبيصة بن هلب، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمنا، فيأخذ شماله بيمينه أخرجه الثلاثة.
هلواث
هلواث، جد أسمر بن ساعد.
ذكر في ترجمة أسمر.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
همام بن الحارث
همام بن الحارث بن ضمرة.
شهد بدراً. أخرجه أبو عمر مختصراً، وقال: لا أعلم له رواية.
همام مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-
همام، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى عنه أبو الزبير أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن امرأتي لا تدع يد لامس.
أخرجه أبو موسى مختصراً، وهذا المتن قد ذكر في: هشام مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تقدم إخراج الثلاثة له، ولا شك أن هذا تصحيف من الآخر.
همام بن زيد
همام بن زيد بن وابصة.
روى أبو يوسف يعقوب بن محمد الصيدلاني، عن سهل بن عمار، عن جده عبد الله بن محمد قال: كان همام بن وابصة إذا دخل الكوفة يسلم على كل من يمر به من رجل وامرأة وصبي، ويقول: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نفشي السلام.
وقال همام: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم برداً، وأعطاني مشربة من خشب، فكان الناس يشربون منه، ويتمسحون بالبردة.
أخرجه أبو موسى، ذكره الحاكم أبو عبد الله فيمن دخل خراسان من الصحابة.
همام بن مالك
همام بن مالك بن همام بن معاوية العبدي. تقدم نسبه عند مزيدة بن مالك.
وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه عبيدة فأسلما، قاله الكلبي.
هميل بن الدمون
هميل بن الدمون بن عبيد بن مالك. تقدم نسبه عند أخيه قبيصة.
بايع هو وأخوه قبيصة للنبي صلى الله عليه وسلم، فأنزلهما الطائف، فهما في ثقيف.
قاله أبو نصر بن ماكولا.
هند بن حارثة
هند بن حارثة بن هند - وقيل: هند بن حارثة بن سعيد بن عبد الله بن غياث بن سعد بن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى، ومالك بن أفصى هو أخو أسلم، حجازي، قاله أبو عمر.
وقال ابن منده، وأبو نعيم: هند بن أسماء بن حارثة بن هند الأسلمي. قال أبو نعيم: وقيل هند بن حارثة. ونسب ابن الكلبي أخاه أسماء بن حارثة، وذكر مثل أبي عمر، في أن هند أخو أسماء بن حارثة. وقال: هو الذي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر قومه أن يصوموا يوم عاشوراء.
ونسب ابن ماكولا أخاه أسماء مثلا أبي عمر، وكلهم قالوا: أسلمي، وهو من ولد مالك بن أفصى، أخي أسلم بن أفصى، ولاشتهار أسلم ينسب ولد أخيه إليه.
روى عن هند ابنه حبيب بن هند، وكانوا ثمانية إخوة أسلموا وصحبوا النبي صلى الله عليه وسلم، وشهدوا معه بيعة الرضوان، وهم: أسماء، وهند، وحراش، وذؤيب، وحمران، وفضالة، وسلمة، ومالك. ولزم هند وأسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانا يخدمانه، وكانا من أهل الصفة.
قال أبو هريرة: ما كنت أرى أسماء وهنداً ابني حارثة إلا خادمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، من طول لزومهما بابه. وخدمتهما إياه. وهذا هند هو والد هند بن هند، الذي روى عنه عبد الرحمن بن حرملة.

أخبرنا أبو ياسر بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد، عن حبيب بن هند بن أسماء الأسلمي، عن أبيه هند بن أسماء قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى قومي من أسلم. فقال: مر قومك فليصوموا هذا اليوم يوم عاشوراء، فمن وجدته قد أكل في أول يومه فليصم آخره.
فقد نسبه أحمد بن حنبل في حديثه مثل ابن منده وأبي نعيم، وقد ذكر ابن ماكولا هند بن حارثة في جارية، بالجيم، ولم ينسبه حتى قيل: هو أخو أسماء أم غيره. وقد اختلفوا فيه. ولم يذكره في حاثة بالحاء، إلا أنه قد ذكر في حارثة بالحاء أسماء بن حارثة، أخا هذا هند، فلعله قد اقتنع بذكر أسماء عن ذكر أخيه هند، فإن كان كذلك فيكون هند بن جارية بالجيم. غير أخي أسماء، وإن كان قد اختلف العلماء في جارية فيكون قد ذكر أسماء في حارثة بالحاء، وذكر هند في جارية بالجيم. وهو بعيد، ولم تجر عادته بذلك، إنما يذكر الاختلاف في موضع واحد، والصحيح أن أباهما حارثة، بالحاء والله أعلم.

هند بن أبي هالة
هند بن أبي هالة. وقد تقدم نسبه، وهو تميمي من بني أسيد بن عمرو بن تميم. وهو ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمه خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأخواته لأمه: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة عليهن السلام.
وكان أبوه حليف بني عبد الدار، واختلف في اسم أبي هالة، فقيل: نباش بن زرارة بن وقدان، وقيل: مالك بن زرارة بن النباش، وقيل: مالك بن النباش بن زرارة، قاله الزبير. وأكثر أهل النسب يخالفونه في اسمه.
وقال ابن الكلبي: أبو هالة هند بن النباش بن زرارة، كان زوج خديجة قبل النبي صلى الله عليه وسلم، فولدت له هند بن هند، وابن ابن ابنه هند بن هند بن هند.
شهد هند بن أبي هالة بدراً، وقيل بل شهد أحداً، وقتل هند بن أبي هالة مع علي يوم الجمل، وقتل هند بن هند بن أبي هالة مع مصعب بن الزبير، وقيل: إن هند بن هند بن أبي هالة مات بالبصرة، وانقرض عقبه فلا عقب لهم.
وروى هند بن أبي هالة حديث صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو العباس أحمد بن عثمان بن أبي علي، والحسين بن يوحن بن أتويه بن النعمان الباوري قالا: أخبرنا الفضل بن محمد بن عبد الواحد بن عبد الرحمن البيلي، أخبرنا أبو القاسم أحمد بن منصور الخليلي البلخي، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعي، أخبرنا أبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح بن معقل الشاشي، حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي إملاء علينا من كتابه قال: حدثني رجل من بني تميم - من ولد أبي هالة زوج خديجة، يكنى أبا عبد الله - عن ابن أبي هالة، عن الحسن بن علي قال: سألت خالي هند بن أبي هالة، وكان رصافاً، عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئاً أتعلق به، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخماً مفخماً، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع وأقصر من المشذب، عظيم الهامة، رجل الشعر، إن انفرقت عقيقته فرق، وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه، إذا هو وفره أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشم، كثل اللحية، سهل الخدين، ضليع الفم، مفلج الأسنان، دقيق المسربة، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادن متماسك، سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين السرة واللبة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، شئن الكفين والقدمين، سائل أو سائن الأطراف، خمصان الأخمصين، مسيح القدمين، ينبو الماء عنهما، إذا زال زال قلعا، يخطو تكفأ، ويمشي هوناً، ذريع المشية، إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وإذا التفت التفت جميعاً، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، يبدر من لقبه بالسلام.
قيل: إن هنداً قتل مع علي يوم الجمل. والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.

قوله: فخماً مفخماً، أي: كان جميلاً مهيباً، فهو لجماله عظيم، والناس يعظمونه لذلك، ولغيره من الأمور التي توجب التعظيم.
والمشذب: المفرط الطول، وأصله من النخلة إذا شذب جريدها، أي: قطع، زاد طولها. والمشذب: الطويل لا عرض معه، أي: ليس بطويل نحيف، بل هما متناسبان.
وقوله: عظيم الهامة، أي: تام الرأس في تدويره.
والقطط: الشديد الجعودة، والرجل: الذي لا جعودة فيه، فهو بينهما.
والأزهر: الأبيض المشرق.
أزرج الحواجب سوابغ، أي: طويلهما وفيهما بلج من غير قرن. والبلج موصوف.
وإنما جمع الحواجب، لأن كل اثنين فما فوقهما جمع، أو مثل قوله تعالى: " فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا " وإنما هما قلبان. فلما علما كان الجمع أنه يراد به الاثنين، ومثله كثير.

هند بن هند بن أبي هالة
هند بن هند بن أبي هالة، هو ابن المتقدم.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم. ورويا في ترجمته حديث السري بن يحيى، عن مالك بن دينار قال: حدثني السري بن يحيى، عن مالك بن دينار قال: حدثني هند بن خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحكم أبي مروان، فجعل الحكم يغمز بالنبي صلى الله عليه وسلم ويشير بإصبعه. فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم اجعل له وزغاً. قال: فرجف مكانه - والوزغ: الارتعاش.
وهذا الحديث ليس لهند بن هند فيه مدخل، وإنما هو لأبيه.
قال الزبير بن بكار: قتل هند بن هند بن أبي هالة مع مصعب بن الزبير يوم قتل المختار، وذلك سنة سبع وستين.
وقال الزبير: وقيل: إن هند بن هند مات بالبصرة في الطاعون، فازدحم الناس على جنازته، وتركوا جنائزهم، وقالوا: ابن ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو عمر بإسناده عن محمد بن الحجاج، عن رجل من بني تميم قال: رأيت هند بن هند بن أبي هالة بالبصرة، وعليه حلة خضراء من غير قميص، فمات في الطاعون، فخرجوا بين أربعة لشغل الناس بموتاهم. فصاحت امرأة: واهند بن هنداه، وابن ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فازدحم الناس على جنازته، وتركوا موتاهم.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
هنيدة بن خالد
هنيدة بن خالد الخزاعي. وقيل: النخعي.
مختلف في صحبته، كانت أمه تحت عمر بن الخطاب رضي الله عنه. نزل الكوفة.
روى عنه أبو إسحاق السبيعي أنه قال: نشأت سحابة، فقال النبي صلى الله عليه وسلمك رعدت هذه بنصر بني كعب.
وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فأخذه رجل من القوم فقاتل حتى قتل، وقال: الرجز.
أنا الّذي عاهدني خليلي
الأبيات. أخرجه الثلاثة.
هوبجة بن بجير
هوبجة بن بجير بن عامر بن سفيان بن أسيد بن زائدة بن حصين بن عياش بن شبيب بن عبد قيس بن علباء بن قيس بن عائذة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة الضبي.
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجراً وأقام، وقال: أوصني يا رسول الله. قال: قل العدل، وأعط الفضل. قال: لا أطيق ذلك ! قال: فهل لك من مال ؟ قال: نعم، إبل. قال: فانظر بعيراً منها وسقاء، فاسق عليه أهل بيت لا يشربون الماء إلا غباً.
أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم علي بن عساكر الدمشقي إجازة، أخبرنا أبي قال: هوبجة بن بجير... فساق نسبه كما تقدم، وقال: قتل يوم مؤتة، يقال: إن جسده فقد. ذكره أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، ولم يزد على هذا.
أخرجه أبو موسى، وقال هشام بن الكلبي: قتل الهوبجة يوم مؤتة، ففقد جسده.
هوذة بن أجمل
هوذة بن أجمل الحارثي.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني سدوس.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
هوذة بن الحارث
هوذة بن الحارث بن عجرة بن عبد الله بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرىء القيس بن بهثة بن سليم بن منصور السلمي.
أسلم، وشهد فتح مكة، وهو الذي قال لعمر بن الخطاب - وخاصم ابن عم له في الراية الطويل
لقد دار هذا الأمر في غير أهله ... ألا فابصروا لي الأمر، أين يريد ؟
أخرجه أبو موسى.
هوذة بن خالد الكناني
هوذة بن خالد الكناني.
روى حديثه أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله، في قصة مع معاوية. لا أدري هو الذي ذكروه أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أم غيره ؟ ويرد بعد هذا إن شاء الله تعالى.

أخرجه أبو موسى كذا. والذي أظنه أنه الذي أخرجه ابن منده، وقال: هوذة، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينسبه إلا أن أبا أحمد العسكري قد ذكر في ترجمة هوذة الكناني: وهو ابن خالد، وذكر الحديث الذي ذكره ابن منده في ترجمة هوذة، وهو أنه سأله معاوية: هل شهدت بدراً ؟ قال: نعم، علي ولا لي ! الحديث.
وقد صرح أبو موسى، أنه لا يعرفه، فقال: لا أدري أهو الذي ذكروه أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره ؟.

هوذة بن عرفطة
هوذة بن عرفطة الحميري.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح مصر، لا تعرف له رواية.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً.
هوذة بن عمرو
هوذة بن عمرو بن يزيد بن عمرو بن رياح بن عوف بن عميرة بن الهون بن أعجب بن قدامة بن جرم بن ريان.
وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قاله ابن الكلبي والطبري.
وذكره ابن ماكولا في باب رياح بكسر الراء، وفتح الياء تحتها نقطتان: وهوذة بن عمرو بن يزيد بن عمرو بن رياح، وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من بني جرم بن ريان، قاله ابن حبيب.
هوذة بن قيس
هوذة بن قيس بن عبادة بن دهيم بن عطية بن زيد بن قيس بن عامر بن مالك بن الأوس الأنصاري. مختلف في نسبه.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي، حدثنا علي بن ثابت، عن عبد الرحمن بن النعمان بن هوذة الأنصاري، عن أبيه، عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالإثمد المروح عند النوم.
ورواه صالح بن رزيق، عن علي بن ثابت، عن عبد الرحمن بن معبد بن هوذة عن أبيه، عن جده. وقيل: عبد الرحمن بن النضر بن هوذة.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
هوذة
هوذة، غير منسوب. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
روى مجالد عن الشعبي قال: قدم على معاوية رجل يقال له: هوذة فسأله معاوية فقال: يا هوذة، هل شهدت بدراً ؟ فقال: علي ولا لي.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم. وقال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، ولا يصح له صحبة، لأن إسلامه كان متأخراً بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
هيبان الأسلمي
هيبان الأسلمي. ويقال: هيفان.
روى عبيد الله بن زحر، عن يزيد بن أبي منصور، عن عبد الله بن الهيبان، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقة المرء المسلم من سعة كأطيب مسك يوجد ريحه من مسيرة جواز يوم، وصدقة من جهد وفاقة كأطيب مسك في بر أو بحر، يوجد ريحه من مسيرة سنة.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
هيت
هيت المخنث، الذي كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل: اسمه ماتع.
أورده جعفر في الصحابة، وهو الذي قال لعبد الله بن أبي أمية: إذا فتحتم الطائف فعليك بابنة غيلان.
أخبرنا يحيى بن محمود وأبو ياسر بن أبي حبة بإسنادهما إلى مسلم بن الحجاج قال: حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مخنث، فكانوا يعدونه من غير أولى الإربة من الرجال، قالت: فدخل النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وهو عند بعض نسائه، وهو ينعت امرأة فقال: إذا أقبلت أقبلت بأربع، وإذا أدبرت أدبرت بثمان ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا أرى هذا يعرف ما ها هنا ؟ لا يدخلن عليكن. قالت: فحجبوه.
وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه إلى البيداء، وكان يدخل كل جمعة يستطعم ويرجع.
أخرجه أبو موسى.
الهيثم بن دهر
الهيثم بن دهر.
روى عنه المنذر بن جهم أنه قال: رأيت شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم في عنفقته وناصيته، فحزره ثلاثين شعرة عدداً.
أخرجه أبو موسى، وأبو نعيم مختصراً.
الهيثم أبو قيس
الهيثم، أبو قيس السلمي.
روى محمد بن سلام عن عبد القاهر بن السري بن قيس بن الهيثم قال: استعمل النبي صلى الله عليه وسلم جدي الهيثم على صدقات قومه، فأداها إلى أبي بكر فوفى به. وكان الزبرقان ممن وفى وأدى. فقال أبو بكر: وفى لها الزبرقان تكراً ؟ ووفى بها الهيثم تحرجاً، أو قال: تبرعاً.
قال محمد بن سلام: فقلت لعبد القاهر: من حدثك ؟ ففكر ثم قال: حميد، عن الحسن.

أخرجه أبو نعيم وأبو موسى. وهذا الهيثم هو ابن قيس بن الصلت بن حبيب السلمي، والد قيس بن الهيثم، وهو عم عبد الله بن حازم بن أسماء بن الصلت السلمي، صاحب الفتنة بخراسان.

الهيثم أبو معقل
الهيثم أبو معقل الأسدي.
قال أبو نعيم: قيل اسم أبي معقل: الهيثم. ويرد في الكنى، إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو موسى، وأبو نعيم.
هيكل بن جابر
هيكل بن جابر.
روى حماد بن عمرو النصيبي، عن العطاف بن الحسن، عن الهيكل بن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم بينهما هو يطوف بالبيت، وهو يقول: بحرمة هذا البيت لما غفرت لي فانتهره النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ويحك ! ذنبك أعظم أم الأرض ؟ قال: ذنبي. قال: ذنبك أعظم أم السماء ؟ قال: ذنبي، إن لي مالاً كثيراً، وإن السائل يسألني فكأنما يشعلني بشعلة من نار ! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: تنح عني، ويحك ! وذكر حديثاً في ذم البخل.
أخرجه أبو موسى.
باب الواو
وابصة بن معبد
وابصة بن معبد بن مالك بن عبيد الأسدي، من أسد بن خزيمة. قاله أبو عمر.
وقال ابن منده، وأبو نعيم: وابصة بن معبد بن عتبة بن الحارث بن مالك بن الحارث بن بشير بن كعب بن سعد بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي. يكنى أبا سالم.
له صحبة، سكن الكوفة ثم تحول إلى الرقة، فأقام بها إلى أن مات بها. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، روى عنه ابناه: عمرو، وسالم، والشعبي، وزياد بن أبي الجعد، وغيرهم.
أخبرنا غير واحد بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي: حدثنا هناد، حدثنا أبو الأحوص، عن حصين، عن هلال بن يساف قال: أخذ بيدي زياد بن أبي الجعد ونحن بالرقة، فقام بي على شيخ يقال له: وابصة بن معبد، من بني أسد، فقال زياد: حدثني هذا الشيخ أن رجلاً صلى خلف الصف وحده - والشيخ يسمع - فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة.
رواه غير واحد مثل رواية أبي الأحوص عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة. وفي حديث حصين ما يدل على أن هلالاً أدرك وابصة. واختلف أهل الحديث في هذا، فقال بعضهم: حديث عمرو بن مرة، عن هلال، عن عمرو بن راشد، عن وابصة أصح. وقال بعضهم: حديث حصين بن هلال، عن زياد، عن وابصة أصح.
قال أبو عيسى: وهذا عندي أصح من حديث عمرو بن مرة.
وتوفي وابصة بالرقة، وقبره عند منارة المسجد الجامع بالرافقة وكان كثير البكاء، لا يملك دمعته، وكان له بالرقة عقب، من ولده: عبد الرحمن بن صخر قاضي الرقة أيام هارون الرشيد.
أخرجه الثلاثة.
واثلة بن الأسقع
واثلة بن الأسقع بن عبد العزى بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الليثي. وقيل: واثلة بن عبد اله بن الأسقع، كنيته أبو شداد، وقيل: أبو الأسقع وأبو قرصافة.
أسلم النبي صلى الله عليه وسلم يتجهز إلى تبوك، وقيل: إنه خدم النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين. وكان من أصحاب الصفة.
قال الواقدي: إن واثلة بن الأسقع كان ينزل ناحية المدينة، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى معه الصبح، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح وانصرف فيتصفح وجوه أصحابه، ينظر إليهم، فلما دنا من واثلة أنكره، فقال: من أنت ؟ فأخبره، فقال: ما جاء بك ؟ قال: أبايع. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على ما أحببت وكرهت ؟ قال: نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيما أطقت ؟ قال واثلة: نعم. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجهز إلى تبوك، ولم يكن لواثلة ما يحمله، فجعل ينادي: من يحملني وله سهمي ؟ فدعاه كعب بن عجرة وقال: أنا أحملك عقبة بالليل، أسوة يدي، ولي سهمك. فقال واثلة: نعم. قال واثلة: فجزاه الله خيراً، كان يحملني عقبي ويزيدني، وكل معه ويرفع لي، حتى إذا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى أكيدر الكندي بدومة الجندل، خرج كعب وواثلة معه فغنموا، فأصاب واثلة ست قلائص، فأتى بها كعب بن عجرة فقال: اخرج فانظر إلى قلائصك. فخرج كعب وهو يتبسم ويقول: بارك الله لك، ما حملتك وأنا أريد آخذ منك شيئاً.

ثم سكن البصرة. وله بهادار، ثم سكن الشام على ثلاثة فراسخ من دمشق بقرية البلاط وشهد فتح دمشق، وشهد المغازي بدمشق وحمص، ثم تحول إلى فلسطين، ونزل البيت المقدس، وقيل: بيت جبرين.
روى عنه أبو إدريس الخولاني، وشداد بن عبد الله أبو عمار، وربيعة بن يزيد القصير، وعبد الرحمن بن أبي قسيمة، ويونس بن ميسرة.
وتوفي سنة ثلاث وثمانين، وهو ابن مائة وخمس وسنين، قاله سعيد بن خالد.
وقال أبو مسهر: مات سنة خمس وثمانين، وهو ابن ثمان وتسعين سنة. وقيل: توفي بالبيت المقدس، وقيل: بدمشق. وكان قد عمي. وكان يصفر لحيته.
أخرجه الثلاثة.

واثلة بن الخطاب
واثلة بن الخطاب القرشي العدوي. من رهط عمر بن الخطاب.
له صحبة وسكن دمشق، وكان لها بهادار. حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً واحداً.
روى إسماعيل بن عياش، عن مجاهد بن فرقد، عن واثلة بن الخطاب القرشي قال: دخل رجل المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم تزحزح له، فقال: يا رسول الله، إن في المكان سعة ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للمسلم على المسلم حقاً، إذا رآه أن يتزحزح له.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى. وقد روي عن إسماعيل فقيل: عن مجاهد، عن ربعي.
واثلة الليثي
واثلة الليثي، والد أبي الطفيل عامر بن واثلة.
روى عمر بن يوسف الثقفي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن أبيه أو جده قال: رأيت الحجر الأسود أبيض، وكان أهل الجاهلية إذا نحروا بدنهم لطخوه بالفرث والدم.
أخرجه أبو موسى وقال: هذا حديث عجيب.
الوازع بن الزارع
الوازع بن الزارع.
أورده أبو بكر بن أبي علي في الصحابة، ولم يورد له شيئاً، وإنما المذكور بالصحبة أخوه.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
الوازع أبو ذريح
الوازع. قال ابن ماكولا: أما الوازع، بالزاي، فهو وازع أبو ذريح، قيل: له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه ابنه ذريح.
الوازم بن زر
الوازم، آخره ميم، هو الوازم بن زر الكلبي.
قال يحيى بن يونس: أتى النبي صلى الله عليه وسلم، لا أحفظ له مسنداً.
روى محمد بن يزيد بن زبان بن الواسع بن علي بن الوازم بن زر الكلبي: وكان الوازم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر حديثاً لعائشة بنت سعد فيه طول.
كذا حكاه ابن ماكولا عن يحيى، وكذلك أورده جعفر. وقال ابن ماكولا ودان بن زر وأورده من حديث محمد بن يزيد، وخالف في بعض إسناده.
أخرجه أبو موسى.
زر: بفتح الزاي، وبعدها راء.
واسع بن حبان
واسع بن حبان بن منقذ الأنصاري.
تقدم نسبه عند أبيه وجد منقذ. ذكره البغوي في الوحدان، وقال: سكن المدينة، في صحبته مقال.
أخبرنا أبو موسى إذناً، أنبأنا أبو علي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا هاشم بن الوليد، حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث: أن حبان بن واسع حدثه، عن أبيه: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ وأنه مسح رأسه بماء غير فضل يديه.
هكذا رواه هاشم بن الوليد بن طالب، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن حبان. ورواه علي بن خشرم، عن ابن وهب فقال: عن حبان، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد. وهذا أصح.
وقال العدوي: إنه شهد بيعة الرضوان مع أخيه سعد بن حبان، والمشاهد بعدها، وقتل يوم الحرة، قاله ابن الدباغ.
أخرجه أبو موسى.
حبان: بفتح الحاء المهملة، والباء الموحدة.
واصلة بن حباب
واصلة بن حباب القرشي.
أورده أبو بكر بن أبي علي كذلك.
روى قتيبة بن مهران أبو عبد الرحمن، عن إسماعيل بن عياش، عن مجاهد بن فرقد الصنعاني، عن واصلة بن حباب القرشي قال: دخل رجل... وذكر مثل الحديث الذي ذكرناه في واثلة بن الخطاب القرشي.
أخرجه أبو موسى أيضاً وقال: أظنه صحف فيه هو أو أحد ممن فوقه في اسم الرجل واسم أبيه.
قلت: هو تصحيف لا شبهة فيه، وقد أخرجه الحافظ أبو القاسم بن عساكر الدمشقي في تاريخه فقال: واثلة بن الخطاب، والله أعلم.
واقد بن الحارث
واقد بن الحارث الأنصاري.
له صحبة، عداده في أهل مصر.

روى عنه قيس بن رافع قال: اجتمع ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ابن عباس، فتذاكروا الخير فرقوا، ووقاد بن الحارث ساكت، فقالوا: يا أبا الحارث، ألا تتكلم ؟ فقال: لقد تكلمتم وكفيتم ! فقالوا: تكلم لعمري ما أنت بأصغرنا سناً ! فقال: أسمع القول قول خائف، وأرى الفعل فعل آمن.

واقد مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم
واقد، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنه زاذان أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أطاع الله فقد ذكر الله، وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوة القرآن، ومن عصى الله فلم يذكره، وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوة القرآن أخرجه الثلاثة.
واقد بن عبد الله
واقد بن عبد الله بن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي الحنظلي اليربوعي، حليف بني عدي بن كعب، قاله أبو عمر.
وقال ابن منده: واقد بن عبد الله الحنظلي، له صحبة.
وقال أبو نعيم: واقد بن عبد الله الحنظلي، وقيل: اليربوعي.
وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية عبد الله بن جحش. أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين بشر بن البراء بن معرور.
أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش إلى نخلة، فقال: كن بها حتى تأتينا بخير من أخبار قريش. ولم يأمره بقتال، وذلك في الشهر الحرام... وذكر الحديث. قال: فمضى القوم حتى نزلوا بنخلة، فمر بهم عمرو بن الحضرمي، والحكم بن كيسان، وعثمان والمغيرة ابنا عبد الله، معهم تجارة، فلما رآهم القوم أشرف لهم واقد بن عبد الله، وكان قد حلق رأسه، فلما رأوه حليقاً قالوا: عمار، ليس عليكم منهم بأس، فائتمر بهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من رجب، فأجمع القوم على قتلهم، فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله، واستأسر عثمان والحكم، وهرب المغيرة واستاقوا العير إلى رسول الله، قال لهم: ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام ! وقالت قريش: قد سفك محمد الدم الحرام، فأنزل الله عز وجل " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيْهِ، قُلْ: قِتَالٌ فِيْهِ كَبِيْرٌ " ... البقرة الآية.
وواقد هذا أول قاتل من المسلمين، وعمرو بن الحضرمي أول مقتول من المشركين في الاسلام. وشهد واقد بدراً.
أخبرنا أبو جعفر بهذا الإسناد عن ابن إسحاق، فيمن شهد بدراً من بني عدي: وواقد بن عبد الله، حليف لهم.
لا عقب له، وشهد أحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب وفي قصة واقد وابن الحضرمي يقول: الطويل
سَقَيْنَا مِنَ ابْنِ الْحَضْرَمِيِّ رِمَاحَنَابِنَخْلَةَ لَمَّا أَوْقَدَ الْحَرْبَ وَاقِدُ
وقال ابن منده: واقد بن عبد الله الحنظلي، خرج مع عبد الله بن جحش... وذكر القصة نحو ما تقدم.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول أبي نعيم: واقد الحنظلي، وقيل: اليربوعي، لعله ظن أنه فيه تناقضاً، وليس كذلك؛ فإن يربوعاً من حنظلة، وحنظلة من تميم، فإذا قال يربوعي فهو حنظلي وتميمي، وأظن أن أبا نعيم إنما قال هذا لأن ابن منده جعلهما ترجمتين، جعل اليربوعي ترجمة، وجعل الحنظلي ترجمة، فبين أبو نعيم أنهما واحد. ويرد الكلام عليه في واقد اليربوعي، إن شاء الله تعالى، والله أعلم.
عرين: بفتح العين المهملة، وكسر الراء، وسكون الياء تحتها نقطتان، وآخره نون.
واقد بن عبد الله
واقد بن عبد الله اليربوعي، من كبار الصحابة. سمى به عبد الله بن عمر ابنه واقداً.
وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الله بن جحش في طلب عير قريش.
أخرجه ابن منده، وروى بعد هذا حديث الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث واقد بن عبد الله بن عبد الله بن جحش في طلب عير قريش، وذكر الحديث بطوله.

قلت: قد أخرج ابن منده هذه الترجمة، وأخرج التي قبلها ترجمة أخرى، وروى في الترجمتين حديث خروجه في سرية عبد الله بن جحش. وهذا من أعجب ما يحكى عن عالم ! فإن هذا لا يخفى على أمثالنا، فكيف يخفى على مثل ابن منده ؟! وما أدري على أي شيء يحمل هذا منه ؟ فقد ذكر في الأول الحنظلي، وفي الثاني اليربوعي، وأحدهما ولد الآخر، ثم ذكر القصة بعينها فيهما، ولا بد لكل عالم من هفوة. وقد ذكر ابن الكلبي واقد بن عبد الله، وساق نسبه كما ذكرناه أولاً، فجعله يربوعياً حنظلياً، ومثله نسبه الأمير أبو نصر، وغيرهما، والله أعلم.

واقد أبو مرواح
واقد أبو مرواح الليثي.
قال أبو داود السجستاني: له صحبة. روى عنه عروة بن الزبير، وزيد بن أسلم.
حدث ربيعة بن عثمان، عن زيد بن أسلم، عن واقد أبي مراوح الليثي: أن رسول الله قال: قال الله عز وجل: " إِنَّا أَنْزَلْنَا الْمَالَ لإِقَامِ الْصَّلاَةِ وَإِيتَاء الْزَّكَاةِ " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: ذكر بعض المتأخرين - يعني ابن منده - واقداً أبا المراوح الليثي، وأحال به على أبي داود، وقال: له صحبة. ولم يزد أبو نعيم على هذا.
واقد
واقد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، إن صح.
روى الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن يزيد بن محمد، عن محمد بن جعفر، عن عبد الله بن واقد، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تمنعوا النساء خطاهن إلى المساجد.
أخرجه ابن منده وقال: هو عندي وهم، وهو بواقد بن عبد الله بن عمر أشبه.
وائل بن حجر
وائل بن حجر بن ربيعة بن وائل بن يعمر الحضرمي، قاله أبو عمر.
وقال أبو القاسم بن عساكر الدمشقي: وائل بن حجر بن سعد بن مسروق بن وائل بن ضمعج بن وائل بن ربيعة بن وائل بن النعمان بن زيد بن مالك بن زيد.
قال: ويقال: وائل بن حجر بن سعيد بن مسروق بن وائل بن النعمان بن ربيعة بن الحارث بن عوف بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن شرحبيل بن مالك بن مرة بن حمير بن زيد الحضرمي، أبو هنيدة الحضرمي.
كان قيلاً من أقيال حضرموت، وكان أبوه من ملوكهم. وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بشر أصحابه بقدومه قبل أن يصل بأيام، وقال: يأتيكم وائل بن حجر من أرض بعيدة، من حضرموت، طائعاً راغباً في الله عز وجل وفي رسوله، وهو بقية أبناء الملوك. فلما دخل عليه رحب به وأدناه من نفسه، وقرب مجلسه وبسط له رداءه، وأجلسه عليه مع نفسه، وقال: اللهم، بارك في وائل وولده. واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على الأقيال من حضرموت وأقطعه أرضاً، وأرسل معه معاوية بن أبي سفيان، وقال: أعطها إياه. فقال له معاوية: أردفني خلفك وشكى إليه حر الرمضاء، قال: لست من أرداف الملوك. فقال: أعطني نعلك. فقال: انتعل ظل الناقة. قال: وما يغني ذلك عني ؟! وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أهلي غلبوني على الذي لي. قال: أنا أعطيك ضعفه. ونزل الكوفة في الإسلام، وعاش إلى أيام معاوية ووفد عليه فأجلسه معه على السرير، وذكره الحديث. قال وائل: فوددت أني كنت حملته بين يدي.
وشهد مع علي صفين، وكان على راية حضرموت يومئذ.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث. روى عن ابناه: علقمة وعبد الجبار. وقيل: إن عبد الجبار لم يسمع من أبيه. وروى عنه كليب بن شهاب الجرمي، وأم يحيى زوجته، وغيرهما.
أخبرنا إبراهيم بن محمد وغير واحد بإسنادهم عن محمد بن عيسى قال: حدثنا بندار، حدثنا يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي قالا: حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن العنبس، عن وائل بن حجر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: " غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الْضَّالِيْنَ " فقال: آمين، مد بها صوته.
أخرجه الثلاثة.
وائل بن أبي القعيس
وائل بن أبي القعيس. ويقال: وائل بن أفلح، أخو أبي القعيس. ويقال: أخو أفلح بن أبي القعيس. وقد اختلف فيه.
روى يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة: أن أخا قعيس وائل بن أفلح استأذن على عائشة.
روى الحكم بن عتيبة بن عراك بن مالك أن أفلح دخل على عائشة فاحتجبت منه، وكانت امرأة وائل بن أبي القعيس أرضعت عائشة.
وروى أن أفلح أبو القعيس.

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23