كتاب : أسد الغابة
المؤلف : ابن الأثير

سكن الكوفة، وغزا مع النبي صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة.
روى عنه عبد الله بن مسعود، وزرّ نب حبيش، وعبد الله بن سلمة، وأبو الغريف.
قال أبو عمر: يقولون إنه من بني جمل بن كنانة بن ناجية بن مراد، وقال أبو نعيم: هو من بني زاهر بن مراد، وقال ابن الكلبي، كما ذكرناه أول الترجمة: إنه من بني زاهر.
أخبرنا أبو منصور بن السّيحي، أخبرنا أبو البركات محمد بن محمد بن خميس، أخبرنا أبو نصر بن طوق، أخبرنا أبو القاسم بن المرجي، أخبرنا أبو يعلى، حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا الصعق بن حزن، حدثنا علي بن الحكم البناني، عن المنهال بن عمرو، عن زِرّ، عن عبد الله بن مسعود، قال: حدثني صفوان بن عسّال المرادي، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو متكئ في المسجد على برد له أحمر، فقلت: يا رسول الله، إني جئت أطلب العلم، قال: " مرحباً بطالب العلم، إنّ طالب العلم لتحفُّه الملائكة بأجنحتها " . أخرجه الثلاثة.

صفوان بن عمرو الأسدي.
" د ع " صفوان بن عمرو الأسدي. روى إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق قال: تتابع المهاجرون إلى المدينة أرسالاً، وكان بنو غنم بن دودان أهل إسلام، قد أوعبوا إلى المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هجرة رجالهم ونساؤهم، منهم صفوان بن عمرو.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
صفوان بن عمرو.
" ب " صفوان بن عمرو السّلمي، وقيل: الأسلمي، شهد صفوان أحُداً، ولم يشهد بدراً، وشهدها إخوته: مدْلاج وثَقُف ومالك، وهم حلفاء بني عبد شمس.
أخرجه أبو عمر.
قلت: هذا صفوان هو المذكور قبل هذه الترجمة، وإنما ابن منده وأبو نعيم جعلاه أسدياً وجعله أبو عمر سلمياً أو أسلمياً، وقد تقدم في ثقف بن عمرو ما يدل على أنهما واحد، والله أعلم.
صفوان بن قدامة.
" ب د ع " صفوان بن قدامة التميمي المرئي. من بني امرء القيس بن زيد مناة بن تميم.
روى عنه عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة، هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فبايعه على الإسلام، فمد النبي صلى الله عليه وسلم يده، فمسح عليها صفوان، فقال صفوان: إني أحبك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المرء مع من أحب " .
وكان صفوان بن قدامة حين أراد الهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، دعا قومه وبني أخيه، ليخرجوا معه، فأبوا عليه، فخرج وتركهم، وأخرج معه ابنيه عبد العزى وعبد نهم، فغير النبي صلى الله عليه وسلم أسماءهما، فسماهما عبد الرحمن وعبد الله، وقال في ذلك ابن أخيه نصر بن قدامة: " الطويل "
تحمّل صفوانٌ فأصبح غادياً ... بأبنائه عمداً وخلّى المواليا
طلاب الذي يبقى وآثرت غيره ... فشتّان ما يفنى وما كان باقيا
فأصبحت مختاراً لأمر مفنّد ... وأصبح صفوانٌ بيثرب ثاويا
بأبنائه جار الرسول محمد ... مجيباً له إذ جاء بالحق داعيا
الأبيات.
وأقام صفوان بالمدينة حتى هلك، وترك ابنه عبد الرحمن مقيماً بالمدينة، فأقام إلى خلافة عمر، رضي الله عنه، ثم إن عمر بعث جرير بن عبد الله إلى المثنى بن حارثة بالعراق، وكان المثنى كتب إلى عمر يستمده، فأرسل إليه جريراً وعبد الرحمن بن صفوان المرئيُّ في جيش مداداً له.
أخرجه الثلاثة.
صفوان بن مالك.
صفوان بن مالك بن صفوان بن البدن بن الحلاحل بن أقيش بن مخاشن بن معاوية بن شريفغ بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم، التميمي الأسيدي، له صحبة، وكان من خيار المهاجرين.
قال هشام بن الكلبي.
صفوان بن محمد
" ب د ع " صفوان بن محمد، أو محمد بن صفوان. روى علي بن عبد العزيز، عن حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن محمد بن صفوان: أنه أتى غنمه، فصاد أرنبين، فذبحهما بمروة فأتى بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ذبحتهما بمروة، فقال: " كلهما " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم هكذا.
وروى عن ابن قانع، عن إبراهيم بن عبد الله، عن حجاج بإسناده، فقال: صفوان بن عبد الله ولم يشك.
وروى عن أبي الأحوص سلام بن سليم، عن عاصم بن الأحول، عن الشعبي: عن محمد بن صيفي.
وقال شعبة وغيره، عن عاصم، عن الشعبي: عن محمد بن صفوان.
وبعض الرواة قال: أبو صفوان بن محمد.
أخرجه الثلاثة.

صفوان بن مخرمة.
" ب د ع " صفوان بن مخرمة القرشي الزهري، قال أبو عمر، ويقال: إنه أخو المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة. روى عنه ابنه القاسم.
أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد إجازة بإسناده إلى أبي عمر بن أبي عاصم، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، حدثنا بشير بن سليمان، عن القاسم بن صفوان الزهري، عن أبيه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أبردوا بصلاة الظهر فإن شدة الحر من فيْح جهنّم " .
رواه مروان الفزاري، وأبو أحمد الزبيري، وعثمان بن عمر، ومحمد بن سابق، ونصر بن أحمد، والفضل بن دكين، كلهم، عن بشير بن سلمان، عن القاسم، عن أبيه.
قال أبو حاتم: لا يعرف القاسم بن صفوان الزّهري إلا من حديث بشير بن سلمان.
أخرجه الثلاثة.
صفوان بن المعطّل.
" ب د ع " صفوان بن المعطل بن ربيضة بن خزاعي بن محارب بن مرّة بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور، السّلمي الذّكواني، كذا نسبه أبو عمر.
وقال الكلبي: صفوان بن المعطل بن رحضة بن المؤمّل بن خزاعي بن محارب بن مرة بن هلال بن فالج. وذكره. يكنى أبا عمرو، أسلم قبل المريسيع وشهد المريسيع.
وقال الواقدي: شهد صفوان الخندق والمشاهد بعدها وكانت الخندق سنة خمس، وكان مع كرز بن جابر الفهري، في طلب العرنيّين الذين أغاروا على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يكون لى ساقة جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى عنه أبو هريرة، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث.
وأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " ما علمت منه إلا خيراً " . وهو الذي قال فيه أهل الإفك ما قالوا، فبرأه، الله عز وجل، ورسوله، وحديثه مشهور.
ولما بلغ صفوان أن حسان بن ثابت ممن قال فيه ضربه بالسيف، فجرحه، وقال: " الطويل "
تلقّ ذباب السّيف منّي فإنّني ... غلامٌ إذا هو جيت لست بشاعر
ولكنّني أحمي حماي وأشتفي ... من الباهت الرّامي البراء الطّواهر
فشكى حسان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فعوضه حائطاً من نخل، وسيرين جارية، فولدت له عبد الرحمن بن حسان.
وكان صفوان شجاعاً خيراً فاضلاً، وله دار بالبصرة، وقتل في غزوة أرمينية شهيداً، وأمير الجيش يومئذ عثمان بن أبي العصا الثقفي سنة تسع عشرة في خلافة عمر. قاله ابن إسحاق.
وقيل مات بالجزيرة بناحية شمشاط، ودفن هناك، وقيل: إنه غزا الروم في خلافة معاوية، فاندقت ساقه، ثم لم يزل يطاعن حتى مات. وذلك سنة ثمان وخمسين، والله أعلم.
روى المقبري، عن أبي هريرة، قال: سأل صفوان بن المعطّل السلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني سائلك عن أمر أنت به عالم، وأنا به جاهل. قال: " وما هو " ؟ قال: هل من ساعات الليل والنهاري ساعة تكره فيها الصلاة؟ قال: " نعم، إذا صلّيت الصبح فدع الصلاة حتى تطلع الشمس، فإنّها تطلع بين قرني شيطان، ثمّ الصلاة محضورة متقبلة حتى تستوي الشمس على رأسك قيد رمح، فإذا كانت على رأسك فدع الصلاة تلك الساعة التي تسجر فيها جهنّم، حتى ترتفع الشمس عن حاجبك الأيمن، فإذا زالت فصلّ فالصلاة متقبلة محضورة، حتى تصلّي العصر، ثم دع الصلاة حتى تغرب الشمس " .
أخرجه الثلاثة.
صفوان بن وهب.
" ب د ع " صفوان بن وهب بن ربيعة بن هلال بن وهب بن ضبّة بن الحارث بن فهر بن مالك، القرشي الفهري، كذا نسبه أبو نعيم وأبو عمر.
ونسبه هشام بن محمد، فقال: صفوان بن وهب بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحاري، وهو المعروف بابن بيضاء، واسمها دعد، وقد ذكرت في أخيه سهل.
وشهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن شهاب.
وقال ابن إسحاق: قتل صفوان ببدر، قتله طعيمة بن عدي، قال: وقيل لم يقتل بها، وأنه مات في شهر رمضان من سنة ثمان وثلاثين. وقيل مات في طاعون عمواس من الشام، وكان سنة ثماني عشرة. وقيل: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين رافع بن العجلان، فقتلا جميعاً ببدر.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سيّره في سرية عبد الله بن جحش قبل الأبواء، فغنموا، وفيهم نزلت: " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه " " البقرة 217 " . قال عكرمة، عن ابن عباس.
أخرجه الثلاثة.

صفوان بن اليمان.
" ب " صفوان بن اليمان العبسي، أخو حذيفة بن اليمان. وهو عبسي حليف بني عبد الأشهل شهد أحداً مع أبيه حسيل، ومع أخيه حذيفة، وهو مذكور في ترجمة أبيه.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
صفوان
" ب د ع " صفوان، أو ابن صفوان، كذا قيل فيه على الشك.
روى سليمان بن حرب، عن شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت صفوان أو ابن صفوان، قال: بعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل سراويل، فوزن لي وأرجح.
رواه ابن مهدي، عن شعبة، عن سماك، قال: سمعت مالك بن عمرو وأبا صفوان.
وروى زهير بن معاوية، عن أبي الزبير، عن صفوان، أو ابن صفوان، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان لا ينام حتى يقرأ: " حم " السجدة، و " تبارك " الملك.
باب الصاد واللام.
الصّلت أبو زييد
" د ع " الصّلت، أبو زييد بن الصّلت. عداده في أهل الحجاز، مختلف في صحبته.
روى الصلت بن زبيد بن الصلت، عن أبيه، عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم استمعله على الخرص، فقال: " أثبت لنا النصف، فإنهم يسرقون ولا نصل إليهم " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
زييد: بعد الزاي ياءان كل واحدة منهما معجمة باثنتين من تحتها.
الصّلت أبو كليب.
" د ع " الصّلت، أبو كليب، روى عنه ابنه كليب.
حدث سليمان بن مروان العبدي، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن عثم بن كليب بن الصّلت، عن أبيه، عن جده: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " احلق عنك شعر الكفر " .
هذا وهم، والصحيح ما رواه جماعة، عن إبراهيم، عن عثيم بن كثير بن كليب، عن أبية، عن جده، وهو أولى.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
الصّلت بن مخرمة.
الصّلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي، أخو قيس والقاسم ابني مخرمة، أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم وأخاه القاسم مائة وسق من خيبر، وأعطى قيساً خمسين وسقاً، ذكر ذلك أبو عمر في أخيه القاسم.
وقد ذكره الزبير بن بكار وابن إسحاق، فقالا: أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلت بن.
وقد ذكره الزبير بن بكار وابن إسحاق، فقالا: أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلت بن مخرمة مع ابنيه مائة وسق، للصلت منها أربعون، وهي من خيبر، وهذا يؤيد قول أبي عمر.
الصّلصال بن الدّلهمس
" دع " الصّلصال بن الدّلهمس، أبو الغضنفر.
روى علي بن سعيد، عن محمد بن الضّوء بن
الصلصال بن الدلهمس
بن جندلة بن المحتجب بن الأغر بن الغضنفر بن تميم بن ربيعة بن نزار بن معد، عن أبيه الضوء، عن أبيه الصلصال بن الدلهمس، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في حشد من أصحابه، فقال لنا: إن عبادة بن الصامت عليل، فقوموا بنا لنعوده، ووثب النبي صلى الله عليه وسلم قدّامنا، واتبعناه، فاجتاز في طريقه برجل من اليهود يموت ابن له، فمال إليه. فقال: " يا يهودي، هل تجدوني عندكم مكتوباً في التوراة؟ " فأومأ اليهودي إليه برأسه، أي: لا. فقال ابن اليهودي بلى، والله يا رسول الله، إنهم ليجدونك عندهم. ولقد طلعت وإن في يده لسفراً من التوراة فيه صفتك وصفة أصحابك، فلما رآك ستره عنك، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك محمد عبده ورسوله. وما تكلم بغيرها حتى قضى نحبه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أقيموا على أخيكم حتى تقضوا حقه " ، قال: فحلنا بين اليهودي وبينه، وواريناه، وانصرفنا.
وهذا غريب الإسناد والنسب، وهو كما تراه.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
صلصل بن شرحبيل.
صلصل بن شرحبيل، قال أبو عمر: لا أقف على نسبه، له صحبة ولا أعلم له رواية، وخبره مشهور في إرسال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه إلى صفوان بن أمية، وسبرة العنبري، ووكيع الدارمي، وعمرو بن المحجوب العامري، وهو أحد رسله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو عمر.
صلة بن أشيم.
" س " صلة بن أشيم العدوي، من عدي الرّباب، وهو عدي بن عبد مناة بن أدّ بن طابخة، أورده سعيد القرشي.
روى حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن صلة بن أشيم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " من صلّى صلاة لا يذكر فيها شيئاً من أمر الدنيا لم يسأل الله شيئاً من أمر إلا أعطاه " .

صلة هذا قتال بسجستان سنة خمس وثلاثين، وكان عمره ثلاثين ومائة سنة، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم صلة، فقال: فيما روى يزيد بن جابر، قال: بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " يكون في أمتي رجلٌ، يقال له: صلةٌ، يدخل الجنة بشفاعته كذا وكذا " .
أخرجه أبو موسى.

صلة بن الحارث.
" د ع " صلة بن الحارث الغفاري، عداده في أهل مصر، له صحبة، روى عنه أبو صالح الغفاري سعيد بن عبد الرحمن، وأبو قبيل.
قال سعيد بن يونس: ممن شهد فتح مصر صلة بن الحارث، حدث أبو صالح سعيد بن الرحمن الغفاري أنّ سليم بن عتر التجيبي كان يقصّ على الناس، وهو قائم، فقال له صلة بن الحارث الغفاري، وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: والله ما تركنا عهد نبينا حتى قمت أنت وأصحابك بين أظهرنا.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
باب الصاد والنون
الصّنابح بن الأعْسر
" ب د ع " الصّنابح بن الأعسر الأحمسيّ. كوفي. قال أبو عمر: روى عنه قيس بن أبي حازم وحده، وليس هو الصنابحي الذي روى عن أبي بكر الصديق، الذي يروي عنه عطاء بن يسار في فضل الوضوء، وفي النهي عن الصلاة في الأوقات الثلاثة، ذلك لا تصح له صحبة، وهو الصنابحي منسوب إلى قبيلة من اليمن، وهذا الصّنابح اسم لا نسب، وذلك تابعي، وهذا له صحبة، وذلك معدود في أهل الشام، وهذا كوفي له رواية.
وقال ابن منده وأبو نعيم: الصّنابح بن الأعسر الأحمسي، وقيل: الصّنابحي، سكن الكوفة، ورويا بإسناديهما الحديث الذي أخبرنا به أبو الفرج بن أبي الرجاء، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، وأنا حاضر، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا عبد الله بن جعفر بن إسحاق بن علي بن جابر الجابري، حدثنا محمد بن أحمند بن المثنى، حدثنا جعفر بن عوف، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن الصنابح، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " ألا إني فرطكم على الحوض، وإني مكاثرٌ بكم الأمم، فلا تقتتلوا بعدي " .
أخرجه الثلاثة.
صنابح.
" ع س " صنابح، قيل: إنه غير الأحمسي، قاله أبو نعيم، وقال: هو عندي المتقدم يعني الأحمسي، وقال: أفرده بعض المتأخرين بترجمة، وروى عن وكيع. عن الصلت بن بهرام، عن الصنابح، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال هذه الأمة في مسكةٍ من دينها ما لم يكلوا الجنائز إلى أهلها " .
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، وقال أبو موسى، بعد هذا الحديث: رواه أبو الشيخ فقال: عن الصنابحي، وجعلىبينه وبين الصلت الحارث بن وهب.
قلت: كذا ذكر أبو نعيم، وهذا لم يخرجه ابن منده حتى يردّه عليه، فلا أدره من أراد بقوله: " بعض المتأخرين " ، فإن عادته يعني بهذا القول وأمثاله ابن منده. وابن منده لم يخرج هذا، والله أعلم.
باب الصاد والهاء
صهبان بن عثمان
" د ع " صهبان بن عثمان أبو طلاسة الحدسي، عداده في الشاميين من أهل فلسطين.
روى عبد الله بن عبد الكبير عن أبيه قال سمعت " أبي " صهبان أبا طلاسة، قال: قدم علينا عبد الجبار بن الحارث بعد مبايعته النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فغزا معه غزاة فاستشهد، وإني بين يدي رسول الله.
هذا حديث غريب من هذا الوجه.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
صهيب بن سنان
" ب د ع " صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن جذيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النّمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، الرّبعي النّمري. كذا نسبه الكلبي وأبو نعيم.
وقال الواقدي: هو صهيب بن سنان بن خالد بن عبد عمرو بن عقيل بن كعب بن سعد.
وقال ابن إسحاق: صهيب بن سنان بن خالد بن عبد عمرو بن طفيل بن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد، فجعل طفيلاً بدل عقيل، وجعل خزيمة بدل جذيمة، وهو من النمر بن قاسط، وأمه سلمى بنت قعيد بن مهيص بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، كنيته أبو يحيى، كناه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وإنما قيل له: الرومي، لأن الروم سبوه صغيراً، وكان أبوه وعمّه عاملين لكسرى على الأبلّة وكانت منازلهم على دجلة عند الموصل، وقيل: كانوا على الفرات من أرض الجزيرة، فأغارت الروم عليهم، فأخذت صهيباً وهو صغير، فنشأ بالروم. فصار ألكن، فابتاعته منهم كلب، ثم قدموا به مكة فاشتراه عبد الله بن جدعان التيمي منهم، فأعتقه، فأقام معه حتى هلك عبد الله بن جدعان.
وقال أهل صهيب وولده ومصعب الزبيري: إنه هرب من الروم لما كبر وعقل، فقدم مكة فحالف ابن جدعان. وأقام معه إلى أن هلك.
ولما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسلم وكان من السابقين إلى الإسلام، قال الواقدي: أسلم صهيب وعمّار في يوم واحد، وكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلاً، وكان من المستضعفين بمكة الذين عذبوا.
أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد بن سعد بإسناده إلى أبي زكرياء يزيد بن إياس، قال: وكان اشتراه عبد الله بن جدعان، يعني صهيباً، من كلب بمكة، وكانت كلب اشترته من الروم، فأعتقه، وأسلم صهيب ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم بعد بضعة وثلاثين رجلاً، وكان من المستضعفين بمكة المعذبين في الله، عز وجل، وقدم في آخر الناس في الهجرة إلى المدينة علي بن أبي طالب وصهيب، وذلك في النصف من ربيع الأول ورسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء لم يرم بعد.
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين الحارث بن الصّمّة، ولما هاجر صهيب إلى المدينة تبعه نفر من المشركين، فنثل كنانته وقال لهم: يا معشر قريش، تعلمون أنّي من أرماكم، ووالله لا تصلون إليّ حتى أرميكم بكل سهم معي، ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه شيءٌ، فإن كنتم تريدون مالي دللتكم عليه، قالوا: فدلّنا على مالك ونخلي عنك، فتعاهدوا على ذلك، فدلهم عليه، ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ربح البيع أبا يحيى " ، فأنزل الله عزّ وجلّ: " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوفٌ بالعباد " . " البقرة 207 " .
وشهد صهيب بدراً، وأحداً، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو منصور بن مكارم بإسناده عن أبي زكريا، أخبرنا إسحاق بن الحسن الحربي، حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود، حدثنا عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " السّبّاق أربعةٌ، أنا سابق العرب، وصهيبٌ سابق الروم، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبش " .
قال: وأخبرنا أبو زكرياء، أخبرنا أحمد بن عبد الصمد، حدثنا علي بن الحسين، حدثنا عفيف، حدثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، قال: أول من أظهر إسلامه سبعة: النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وبلال، وصهيب، وخبّاب، وعمار بن ياسر، وسمية أم عمار، رضي الله عنهم أجمعين، فأما النبي صلى الله عليه وسلم فمنعه الله، وأما أبو بكر فمنعه قومه، وأما الآخرون فأخذوا وألبسوا أدراع الحديد، ثم أصهروا في الشمس.
أخبرنا أبو جعفر " المبارك " بن المبارك بن أحمد بن رزيق الواسطي، إمام الجامع بها، أخبرنا أبو السعادات المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب " بن بعوبا " أخبركم أبو الفتح نصر بن الحسن بن أبي القاسم الشاشي فاعترف به، قلت له: أخبركم أبو بكر بن منصور بن خلف المقرئ أخبرنا أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن علي الحنبلي، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم بن بالوية، حدثنا عمران بن موسى، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى منادٍ: يا أهل الجنة، إن لكم عند الله، عز وجل، موعداً يزيد أن ينجز كموه، فيقولون: ما هو. ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا، ويدخلنا الجنة ويخرجنا من النار؟ فيكشف لهم الحجاب، فينظرون إلى الله تبارك وتعالى، فما شيءٌ أعطوه أحب إليهم من النظر إليه، وهي الزيادة " .
وروى عنه ابن عمر أنه قال: مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي، فسلمت عليه، فرد علي إشارة بإصبعه.

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مهران الفقيه وغيره، بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى، حدثونا محمد بن إسماعيل الواسطي، " حدثنا وكيع " ، حدثنا أبو فروة يزيد بن سنان، عن أبي المبارك، عن صهيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما آمن بالقرآن من استحلّ محارمه " .
وكان فيه مع فضله وعلو درجته مداعبة وحسن خلق، روي عنه أنه قال: جئت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو نازلٌ بقباء، وبين أيديهم رطبٌ وتمرٌ، وأنا أرمد، فأكلت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أتأكل التمر وأنت أرمد " . فقلت: إنّما آكل على شقّ عيني الصّحيحة، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه " .
وكان في لسانه عجمة شديدة، وروى زيد بن أسلم عن أبيه، قال: خرجت مع عمر حتى دخل على صهيب حائطاً له بالعالية، فلما رآه صهيب قال: ينّاس ينّاس، فقال عمر: ماله، لا أباله، يدعو بالناس؟ فقلت: إنما يدعو غلاماً له اسمه يحنّس، وإنما قال ذلك لعقدة في لسانه، فقال له عمر: ما فيك شيء أعيبه يا صهيب إلا ثلاث خصال، لولاهن ما قدمت عليك أحداً: أراك تنتسب عربياً ولسانك أعجمي، وتكتني بأبي يحيى اسم نبي، وتبذّر مالك، فقال: أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في حقه، وأما اكتنائي بأبؤي يحيى فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني بأبي يحيى، فلن أتركها، وأما انتمائي إلى العرب فإن الروم سبتني صغيراً، فأخذت لسانهم، وأنا رجل من النّمر بن قاسط، ولو انفلقت عني روثة لانتميت إليها.
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه محباً لصهيب، حسن الظن فيه، حتى إنه لما ضرب أوصي أن يصلي عليه صهيب، وأن يصلي بجماعة المسلمين ثلاثاً، حتى يتفق أهل الشورى على من يستخلف.
وتوفي صهيب بالمدينة سنة ثمان وثلاثين في شوال، وقيل: سنة تسع وثلاثين، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، وقيل: ابن سبعين سنة، ودفن بالمدينة.
وكان أحمر شديد الحمرة، ليس بالطويل ولا بالقصير، وهو إلى القصر أقرب، كثير شعر الرأس.
أخرجه الثلاثة.

صهيب بن النعمان
" ع ب س " صهيب بن النعمان، غير منسوب. أورده الطبراني وابن إشكاب وغير واحد في الصحابة.
أخبرنا أبو موسى كتابة أخبرنا الكوشيدي أبو غالب، والقراني ونوشروان، قالوا: أخبرنا ابن ريذة " ح " قال أبو موسى: وأخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم " قالا: أخبرنا " سليمان بن أحمد، حدثنا الحسن بن علي المعمري، حدثنا أيوب بن محمد الوزّان، أخبرنا محمند بن مصعب القرقساني، حدثنا قيس بن الربيع، حدثنا منصور، عن هلال بن يساف، عن صهيب بن النعمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس، كفضل المكتوبة على النافلة " .
رواه عمر بن شبة، عن ابن مصعب.
أخرجه أبو نعيم وأبو عمر وأبو موسى.
باب الصاد والواو والياء
صؤاب
ٌ
" ب د ع " صؤاب، رجل من الصحابة، له ذكر، سكن البصرة.
روى محرز بن أبي يعقوب، قال: كان ها هنا رجلٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، يقال له صؤاب، لا يضع خوانه إلا دعا يتيماً أو يتيمين.
أخرجه الثلاثة مختصراً.
صيفيّ بن الأسلت
" ب "
صيفي بن الأسلت
، أبو قيس الأنصاري، أحد بني وائل بن زيد، وهو مشهور بكنيته، ونذكره في الكنى، إن شاء الله تعالى، أتمّ من هذا.
كان هو وأخوه وحوح، قد صارا إلى مكة مع قريش، فسكناها، وأسلما يوم الفتح، قاله ابن إسحاق.
وقال الزبير: إن أبا قيس بن الأسلت الشاعر، أخا وحوح، لم يسلم، واسمه الحارث بن الأسلت، قال: ويقال: عبد الله.
وفيما ذكره ابن إسحاق والزبير نظرٌ في أبي قيس.
أخرجه أبو عمر.
صيفيٌ أبو الحارث
صيفي، أبو الحارث بن ساعدة بن عبد الأشهل بن مالك بن لوذان.
خرج في بعض المغازي مع النبي صلى الله عليه وسلم، فتوفي بالكديد، فكفّنه النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه.
ذكراه ابن الكلبي.
صيفي بن ربعي
ّ
" ب " صيفي بن ربعي بن أوس، في صحبته نظر، شهد صفين مع علي.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
صيفي بن سواد
" ب د ع " صيفي بن سواد بن عبّاد بن عمرو بن غنم بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي، شهد بيعة العقبة الثانية، ولم يشهد بدراً، كذا قال ابن إسحاق: صيفي بن سواد.

وقال ابن هشام: صيفي بن أسود بن عباد، ونسبه كما ذكرناه: قال عروة بن الزبير: إنه شهد بدراً.
أخرجه الثلاثة.

صيفي بن عامر
" ب " صيفي بن عامر، سيد بني ثعلبة، كتب له النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً، أمرّه فيه على قومه.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
صيفي بن قيظي
" ب " صيفي بن قيظي بن عمرو بن سهل بن مخرمة بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل، أخو الحباب، وهو ابن أخت أبي الهيثم بن التّيهان، أمه الصّعبة بنت التيهان.
قتل يوم أحد شهيداً، قتله ضرار بن الخطاب.
أخرجه الثلاثة مختصراً.
صيفي
أبو المرقّع
" د ع "
صيفي أبو المرقع
بن صيفي.
روى حديثه عمرو بن المرقع بن صيفي، عن أبيه، عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النملة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
صيفيّ
" س " صيفي، قال أبو موسى: ذكره سعيد، يعني القرشي، وقال: هو جد يحيى بن عبيد بن صيفي، وروى بإسناده عن عبيد بن صيفي، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله.
أخرجه أبو موسى.
باب الضاد
باب الضاد والحاء
الضحاك الأنصاري
" س " الضحاك الأنصاري أخرجه أبو موسى، وروى بإسناده عن محمد بن عمارة بن صبيح عن نصر بن مزاحم، عن مبذول بن علي، عن إسماعيل بن زياد، عن إبراهيم بن بشير الأنصاري أن الضحاك الأنصاري قال: لما سار النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، جعلىعلياً على مقدمته، فقال: من دخل النخل فهو آمن، فلما تكلم بها النبي صلى الله عليه وسلم نادى بها علي، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل فضحك، فقال: ما يضحكك؟ قال: إني أحبه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: " إن جبريل يقول: إنه يحبك، قال: وبلغت أن يحبني جبريل؟ قال: نعم، ومن هو خيرٌ من جبريل، الله عزّ وجل " .
رواه عبد الله بن الجهم الرازي، عن نصر، وقال: عن إبراهيم، عن الضحاك.
أخرجه أبو موسى.
الضحاك بن أبي جبيرة
" ب ه ع " الضحاك بن أبي جبيرة، وقيل: أبو جبيرة بن الضحاك.
روى حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن الضحاك بن جبيرة، قال: كانت الألقاب، فأنزل الله تعالى: " ولا تنابزوا بالألقاب " . " الحجرات 11 " .
ورواه بشير بن المفضل، وإسماعيل بن علية، وشعبة، وحفص بن غياث، عن داود، عن الشعبي، عن أبي جبيرة بن الضحاك، قال: فينا نزلت: " ولا تنابزوا بالألقاب " وذكر الحديث.
قال الترمذي: أبو جبيرة بن الضحاك هو أخو ثابت بن الضحاك.
وأما أبو يعلى الموصلي جعل الترجمة في مسنده للضحاك بن أبي جبيرة، وقال: حدثنا هدبة، وإبراهيم بن الحجاج، حدثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي عن الضحاك بن أبي جبيرة، قال: كانت لهم ألقاب في الجاهلية، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجلاً بلقبه، فقيل: يا رسول الله، إنه يكرهه. فأنزل الله عز وجل: " ولا تنابزوا بالألقاب " وقيل: إن الضحاك بن أبي جبيرة هو الضحاك بن خليفة، وسنذكره، إن شاء الله تعالى، والصحيح أن أبا جبيرة هو ابن الضحاك بن خليفة، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
الضحاك بن حارثة.
" ع ب س " الضحاك بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة، الأنصاري الخزرجي ثم السلمي.
ذكره عروة بن الزبير فيمن شهد العقبة لبيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذكره ابن شهاب وابن إسحاق فيمن شهد بدراً.
أخرجه أبو نعيم وأبو عمر، وأبو موسى كذا مختصراً.
الضحاك بن خليفة
" ب " الضحاك بن خليفة بن ثعلبة بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل، الأنصاري الأشهلي.
شهد أحداً، وتوفي آخر خلافة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وهو أبو ثابت بن الضحاك وأبو أبي جبيرة، وهو الذي نازع محمد بن مسلمة في الساقية، وارتفع إلى عمر، فقال عمر لمحمد بن مسلمة: والله ليمرن بها ولو على بطنك.
وقيل: أول مشاهده غزوة بني النضير، ولا يعرف له رواية.
أخرجه أبو عمر، وهذا يرد قوله في الضحاك بن أبي جبيرة: إنه الضحاك بن خليفة، فقد جعلها هنا أبا جبيرة هو ابن الضحاك، وجعلىهناك أبا جبيرة هو الضحاك نفسه، وهذا اختلاف في القول، والصحيح أن أبا جبيرة هو ابن الضحاك بن خليفة، والله أعلم.
الضحاك بن ربيعة الحميري. له ذكر في كتاب العلاء، تقدم ذكره.
أخرجه أبو موسى كذا مختصراً.

الضحاك بن زمل
" ع س " الضحاك بن زمل الجهني. قاله الطبراني في معجمه، وقيل: عبد الله بن زمل.
أخرجه ابن منده فيمن لا يسمى.
روى مسلم بن عبد الله الجهني، عن عمه أبي مشجعة بن ربعي، عن الضحاك بن زمل، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح قال وهو ثان رجله: " سبحان الله وبحمده، وأستغفر الله إن الله كان توّاباً " ، سبعين مرة، ثم يقول: سبعين بسبعمائة، " لا خير فيمن كانت ذنوبه في يوم واحد أكثر من سبعمائه " ثم يقول ذلك مرتين، ثم يستقبل الناس بوجهه، وكان يعجبه الرؤيا . . فذكر الحديث بطوله.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، وقال أبو موسى: أما ابن زمل فلا أعلمه سمي في شيء من الروايات، وقد أورده الطبراني، وتبعه أبو نعيم، قال: وأراهما ذهبا غير مذهب، لأنهما لعلّهما حفظا اسم الضحاك بن زمل، فظنا هذا ذاك، والضحاك رجل من أتباع التابعين، ذكره ابن أبي حاتم.
الضحاك بن سفيان السلمي
الضحاك بن سفيان بن الحارث بن زائدة بن عبد الله بن حبيب بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور السلمي.
صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وعقد له.
ذكره ابن حبيب، عن ابن الكلبي.
الضحاك بن سفيان العامري
" ب د ع " الضحاك بن سفيان بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، العامري الكلابي، يكنى أبا سعيد.
أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ينزل في بادية المدينة، وولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه، وكتب إليه أن يورث امرأة أشيم الضّبابي من دية زوجها، وكان قتل خطأ، وكان يقوم على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم متوشحاً بسيفه، وكان من الشجعان الأبطال، يعد وحده بمائة فارس، ولما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فتح مكة أمّره على بني سليم، لأنهم كانوا تسعمائة، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هل لكم في رجل يعدل مائة يوفيكم ألفاً " ؟ فوفاهم بالضحاك، وكان رئيسهم، وإنما جعله عليهم، لأنهم جميعهم من قيس عيلان، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية. وذكره العباس بن مرداس السلمي في شعره، فقال: " الكامل "
إنّ الذين وفوا بما عاهدتهم ... جيشٌ بعثت عليهم الضحاكا
أمرته ذرب السّنان كأنّه ... لمّا تكنّفه العدوّ يراكا
طوراً يعانق باليدين، وتارة ... يفري الجماجم حازماً بتّاكا
روى عنه سعيد بن المسيّب، والحسن البصري.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين، بإسناده إلى أبي داود، أخبرنا أحمد بن صالح أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، قال: كان عمر بن الخطاب يقول: الدية للعاقلة، ولا ترث المرأة من دية زوجها شيئاً. حتى قال الضحاك بن سفيان الكلابي: كتب إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أورّث امرأة أشيم الضّبابي من دية زوجها.
رواه جماعة من الأئمة، عن الزهري.
أخرجه الثلاثة.
الضحاك بن عبد عمرو
" ب ع س " الضحاك بن عبد عمرو بن مسعود بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار، الأنصاري الخزرجي، ثم من بني دينار بن النجار، وهو أخو النعمان بن عبد عمرو، شهدا جميعاً بدراً، قاله ابن شهاب، وشهد أيضاً أحداً.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
الضحاك بن عرفجة
" ب د ع " الضحاك بن عرفجة السعدي، سعد تميم.
قال عبد الله بن عرادة، عن عبد الرحمن بن طرفة، عن الضحاك بن عرفجة أنه أصيب أنفه يوم الكلاب.
وقال أبو الأشهب، عن عبد الرحمن بن طرفة، عن أبيه طرفة أنه أصيب أنفه يوم الكلاب.
وقال ابن المبارك، عن جعفر بن حيّان، عن ابن طرفة " بن " عرفجة، عن جده، يعني عرفجة: أنه أصيب أنفه يوم كلاب.
فقوم جعلوك الضحاك، وقوم جعلوه طرفة، وقوم جعلوه عرفجة، قاله أبو عمر.
وذكر ابن منده قول عبد الله بن عرادة، وقال: الصواب: عرفجة بن أسعد.
وقال أبو نعيم : ذكره بعض المتأخرين أنه أصيب أنفه، وهو وهم ، والصواب عرفجة بن أسعد.
وهذا لم يقله ابن منده وحده، وقد وافقه عليه غيره، وذكر أنه وهم، فلم يبق عليه حجة. والله أعلم.
الضحاك بن قيس

" ب د ع " الضحاك بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، القرشي الفهري، يكنى أبا أنيس، وقيل: أبو عبد الرحمن. وأمه أميمة بنت ربيعة الكنانية، وهو أخو فاطمة بنت قيس، كان أصغر سناً منها، قيل: إنه ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسبع سنين أو نحوها. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وقيل: لا صحبة له، ولا يصح سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان على شرطة معاوية، وله في الحروب مع بلاءٌ عظيم، وسيّره معاوية على جيش، فعبر على جسر منبج، وصار إلى الرقة، ومضى منها فأغار على سواد العراق، وأقام بهيت، ثم عاد، ثم استعمله معاوية على الكوفة بعد زياد سنة ثلاث وخمسين، وعزله سنة سبع وخمسين.
ولما توفي معاوية صلى الضحاك عليه، وضبط البلد حتى قدم يزيد بن معاوية، فكان مع يزيد وابنه معاوية إلى أن ماتا، فبايع الضحاك بدمشق لعبد الله بن الزبير، وغلب مروان بن الحكم على بعض الشام، فقاتله الضحاك بمرج راهط عند دمشق، فقتل الضحاك بالمرج، وقتل معه كثير من قيس عيلان، وكان قتله منتصف ذي الحجة سنة أربع وستين.
وقد روى عنه الحسن البصري وتميم بن طرفة، ومحمد بن سويد الفهري، وسماك، وميمون بن مهران.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا عفان أخبرنا حماد بن سلمة، أخبرنا علي بن زيد، عن الحسن، أن الضحاك بن قيس كتب إلى قيس بن الهيثم حين مات يزيد بن معاوية: " سلام عليك، أما بعد، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنّ بين يدي الساعة فتناً، " كقطع الليل المظلم، فتناً " كقطع الدخان، يموت فيها قلب الرجل، كما يموت بدنه، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع أقوامٌ دينهم بعرض من الدنيا قليل " . وإن يزيد بن معاوية قد مات، وأنتم أشقاؤنا وإخواننا، فلا تسبقونا حتى نختار لأنفسنا " .
أخرجه الثلاثة.

الضحان بن قيس التميمي
" ب د ع " الضحاك بن قيس بن معاوية التميمي، وهو الأحنف بن قيس، وقد تقدم في الأحنف، وفي صخر.
أخرجه الثلاثة.
الضحاك بن النعمان
" ع س " الضحاك بن النعمان بن سعد، ذكره أبو بكر بن أبي عاصم في الوحدان.
أخبرنا أبو موسى إجازة، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو نعيم، وعبد الرحمن بن أبي بكر، قالا: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن فورك القبّاب، أخبرنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، أخبرنا كثير بن عبيد، أخبرنا بقية بن الوليد، عن عتبة بن أبي حكيم، عن سليمان بن عمرو، عن الضحاك بن النعمان بن سعد: أن مسروق بن وائل قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم وحسن إسلامه، فقال: أحبّ أن تبعث إلى قومي رجالاً يدعونهم إلى الإسلام، وأن تكتب إلى قومي كتاباً، عسى الله أن يهديهم إليه. فأمر معاوية فكتب: " بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأقيال من حضر موت، بإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصدقة على التّيعة، ولصاحبها التّيمة، وفي السّيوب الخمس، وفي البعلىالعشر، ولا خلاط ولا وراط، ولا شغار، ولا جلب، ولا جنب، ولا شناق، والعون للسرايا المسلمين، لكل عشرة ما يحمل القراب، من أجباء فقد أربى، وكل مسكر حرام " . فبعث إلينا النبي صلى الله عليه وسلم زياد بن لبيد.
هذا كتابٌ غريب، والمشهور أن النبي صلى الله عليه وسلم كتبه لوائل بن حجر، وغريبه: التّيعة: الأربعون من الغنم، وهي أقل ما يجب فيه الزكاة منها، وقيل: هو اسم لأدنى ما تجب فيه الزكاة من كلّ الحيوان.
والتّيمة لصاحبها: هي الشاة الزائدة على الأربعين حتى تبلغ الفريضة الأخرى، وقيل: هي الشاة تكون لصاحبها في منزله يحلبها، وليست بسائمة.
والسيوب: الرّكاز، وهي الكنوز المدفونة من أموال الجاهلية. وقيل: المعادن. والقولان تحتملهما اللغة.
والبعل: هو الشجر الذي يشرب بعروقه من الأرض، من غير سقي من سماء ولا غيرها.
لا خلاط، الخلاط: مصدر خالطه مخالطة وخلاطاً، وهو أن يخلط الرجلان إبلهما، فيمنعا حق الله، مثاله: أن يكون ثلاثة نفر، لكل واحد منهم أربعون شاة، فعلى كل واحد منهم شاة، يكون ثلاث شياه، فإذا جاء المصدّق خلطوا الغنم، فيكون في الجميع شاة واحدة، فنهوا عن ذلك.

والوراط: أن يجعلىغنمه في وهدة من الأرض، لتخفى على المصدّق. وقيل: هو أن يغيب إبله وغنمه في إبل غيره وغنمه.
الشَّنَقُ - بالتحريك - : ما بين الفريضتين، من كل ما تجب فيه الزكاة، يعني: لا تؤخذ مما زاد على الفريضة زكاة حتى تبلغ الفريضة الأخرى.
والشّغّار: هو أن يزوج الرجل ابنته أو أخته أو من يلي أمرها من رجل، ويتزوج منه مثلها من يلي هو أمرها، ولا مهر بينهما إلا ذلك.
لا جلب: هو أن ينزل المصدّق موضعاً، ويرسل إلى المياه من يجلب إليه الأموال، فيأخذ زكاتها، وهو المراد هاهنا.
والجنب، هو أن يبعد رب المال بماله عن موضعه، فيحتاج المصدق إلى الإبعاد في اتّباعه، وقيل: الجلب والجنب في السّباق.

باب الضاد والراء
ضرار بن الأزور " ب د ع " ضرار بن الأزور، واسم الأزور مالك بن أوس بن جذيمة بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة.
كذا نسبه الثلاثة، ونسبه أبو عمر نسباً آخر، فقال: ضرار بن الأزور بن مرداس بن حبيب بن عمرو بن كثير بن عمرو بن شيبان الأسدي، والأول أشهر، يكنى أبا الأزور، وقيل: أبو بلال، والأول أكثر.
كان فارساً شجاعاً شاعراً، ولما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له ألف بعير برعاتها، فأخبره بما خلف، وقال: يا رسول الله، قد قلت شعراً. فقال: هيه، فقال: " المتقارب "
خلعت القداح وعزف القيا ... ن والخمر أشربها والثمالا
وكرّي المحبّر في غمرةٍ ... وجهدي على المسلمين القتالا
وقالت جميلة: شتّتنا ... وطرحت أهلك شتّى شمالا
فياربّ، لا أغبنن صفقتي ... فقد بعت أهلي ومالي بدالا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما غبنت صفقتك يا ضرار " .
وهو الذي قتل مالك بن نويرة التميمي بأمر خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر الصديق، رضي الله عنهم، وهو الذي أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني الصّيداء، من بني أسد، والى بني الديل.
أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد المؤدب، بإسناده إلى أبي زكرياء يزيد بن إياس، قال: ذكر الحسن بن عبد الحميد، أخبرنا الحجاج بن يوسف، حدثنا يعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن يعقوب بن بحير، عن ضرار بن الأزور، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحلبت له شاة فقال: " دع داعي اللبن " .
وشهد قتال مسيلمة باليمامة، وأبلى فيه بلاءً عظيماً، حتى قطعت ساقاه جميعاً، فجعلىيحبو على ركبتيه، ويقاتل، وتطؤه الخيل، حتى غلبه الموت، قاله الواقدي. وقيل: بل بقي باليمامة مجروحاً، حتى مات، وقيل: إنه قتل بأجنادين، من الشام، قاله موسى بن عقبة. وقيل: توفي بالكوفة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقيل: إنه ممن نزل حرّان، من أرض الجزيرة، وإنه شهد اليرموك، وفتح دمشق. وقيل: إنه كان مع أبي جندل وأصحابه حين شربوا الخمر بالشام، فسألهم أبو عبيدة فقالوا: قال الله: " فهل أنتم منتهون " " المائدة 91 " ولم يعزم، فكتب أبو عبيدة إلى عمر بذلك، فكتب إليه عمر: ادعهم، فإن زعموا أنها حلال فاقتلهم، وإن زعموا أنها حرام فاجلدهم. فسألهم، فقالوا: إنها حرام، فجلدهم.
أخرجه الثلاثة.
ضرار بن الخطاب
" ب د ع س " ضرار بن الخطاب بن مرداس بن كثير بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك، القرشي الفهري.
كان أبوه الخطاب رئيس بني فهر في زمانه، وكان يأخذ المرباع لقومه، وكان ضرار يوم الفجار على بني محارب بن فهر. وكان في فرسان قريش وشجعانهم وشعرائهم المطبوعين المجودين، وهو أحد الأربعة الذين وثبوا الخندق.
قال الزبير بن بكار: لم يكن في قريش أشعر منه ومن ابن الزبعرى، وكان من مسلمة الفتح، ومن شعره يوم الفتح: " الخفيف "
يا نبيّ الهدى إليك لجاخ ... يّ قريش وأنت خير لجاء
حين ضاقت عليهم سعة الأر ... ض وعاداهم إله السماء
والتقت حلقتا البطان على القو ... م ونودوا بالصّيلم الصلعاء
إن سعداً يريد قاصمة الظّه ... ر بأهل الحجون والبطحاء
يريد سعد بن عبادة، حيث قال يوم الفتح: اليوم تستحلّ الحرمة.

وقال ضرار يوماً لأبي بكر: نحن كنا لقريش خيراً منكم، أدخلناهم الجنة وأوردتموهم النار. يعني أنه قتل المسلمين، فدخلوا الجنة، وأن المسلمين قتلوا الكفار فأدخلوهم النار.
واختلف الأوس والخزرج فيمن كان أشجع يوم أحد، فمرّ بهم ضرار بن الخطاب، فقالوا: هذا شهدها، وهو عالم بها، فسألوه عن ذلك، فقال: لا أدري ما أوسكم من خزرجكم، لكني زوّجت منكم يوم أحد أحد عشر رجلاً من الحور العين.
هذا كلام أبي عمر.
وأما ابن منده فقال: ضرار بن الخطاب، له ذكر وليس له حديث، روى عنه عمر بن الخطاب، قاله أبو نعيم، وأعاد كلام ابن منده: ذكره بعض المتأخرين، ولم يذكره أحد في الصحابة، ولا فيمن أسلم غيره، وقول أبي عمر يؤيّد قول ابن منده، وقد أخرجه أبو موسى مستدركاً على ابن منده، وقد أخرجه ابن منده بترجمة مفردة، فلا وجه لاستدراكه، وقد ذكره أبو القاسم علي بن الحسن بن عساكر الدمشقي في تاريخ دمشق، وقال: له صحبة، وشهد مع أبي عبيدة فتوح الشام، وأسلم يوم فتح مكة. وقد اشتهر إسلامه، وشعره ونثره يدل على إسلامه.

ضرار بن القعقاع
" د ع " ضرار بن القعقاع، أخو عوف بن القعقاع.
روى حديثه زيد بن بسطام بن ضرار بن القعقاع، عن أبيه، عن جده، قال: وفد أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا معه ومعنا رجال كثير، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل رجل منّا ببردين.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
ضرار بن مقرّن
ضرار بن مقرّن المزني. كان مع خالد بن الوليد لما فتح الحيرة، في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة، قاله الطبري، وقال: هو عاشر عشرة إخوة.
ضرس بن قطيعة
" س " ضرس بن قطيعة. ذكر بعضهم أن ذكره في ترجمة حنظلة بن حذيم، وهو اليتيم الذي كان عند حنيفة، وجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو شبه المحتلم، فأشهد حنيفة النبي صلى الله عليه وسلم أنه أعطاه أربعين من الإبل. وقد تقدم ذكره في حنيفة.
أخرجه أبو موسى كذا مختصراً.
ضريح بن عرفجة
" س " ضريح بن عرفجة. وقيل: عرفجة بن ضريح.
روى ليث، عن زياد بن علاقة، عن ضريح بن عرفجة، أو عرفجة بن ضريح، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنّها ستكون هناتٌ وهناتٌ، فمن رأيتموه يريد أن يفرّق بين أمّة محمّدٍ وأمرها جميعٌ فاقتلوه، كائناً من كان " .
أخرجه أبو موسى، وقال: اختُلف في اسم هذا الرجل على وجوه، قيل: عرفجة بن شريح، وهو الأشهر.
باب الضاد والغين والميم
ضغاطر
" س " ضغاطر، الأسقفّ الرومي، روى محمد بن إسحاق، عن بعض أهل العلم: أن هرقل قال لدحية بن خليفة الكلبي، حين قدم عليه بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحك، والله إني لأعلم أن صاحبك نبيٌّ مرسل، وأنه الذي كنا ننتظره ونجده في كتابنا، ولكني أخاف الروم على نفسي ولولا ذلك لاتبعته، فاذهب إلى ضغاطر الأسقفّ، فاذكر له أمر صاحبكم، فهو أعظم في الروم مني، وأجوز قولاً مني عندهم، فانظر ما يقول. فجاء دحية فأخبره بما جاء به من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ضغاطر: صاحبك، والله نبيٌّ مرسل، نعرفه في صفته ونجده في كتابنا باسمه، ثم ألقى ثياباً كانت عليه سوداً، ولبس ثياباً بيضاً، ثم أخد عصاه، ثم خرج على الروم وهم في الكنيسة، فقال: يا معشر الروم، إنه قد جاءنا كتاب أحمد، يدعونا فيه إلى الله وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن أحمد رسول الله. فوثبوا عليه وثبة رجلٍ واحد، فضربوه فقتلوه، فرجع دحية إلى هرقل فأخبره الخبر، فقال: قد قلت لك: إنا نخافهم على أنفسنا، وضغاطر كان، والله، أعظم عندهم مني.
أخرجه أبو موسى.
ضماد بن ثعلبة
" ب د ع " ضماد بن ثعلبة الأزدي، من أزد شنوءة، كان صديقاً للنبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وكان رجلاً يتطبب، ويرقي، ويطلب العلم، أسلم أول الإسلام، قاله أبو عمر.
وقال ابن منده وأبو نعيم: ضماد بن ثعلبة الأزدي، من أزد شنوءة، وزاد ابن منده: وقيل: ضمام.

ورووا كلّهم حديث ابن عباس الذي أخبرنا بن أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي، وأبو ياسر بن أبي حبة بإسناديهما إلى مسلم بن الحجاج، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الأعلى، وهو أبو همام، حدثنا داود، عن عمرو بن سعيد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن ضماداً قدم مكة، وكان من أزد شنوءة، وكان يرقي من هذه الريح، فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون: إن محمداً مجنون. فقال: لو رأيت هذا الرجل لعلىالله أن يشفيه على يديّ. فلقيه فقال: يا محمد، إني أرقي من هذه الريح، وإن الله يشفي على يدي من شاء، فهل لك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنّ " الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأنّ محمداً عبده ورسوله، أما بعد " . فقال: أعد عليّ كلماتك هؤلاء. فأعادهن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا، فقال: " والله لقد سمعت قول الكهنة، وسمعت قول السحرة، وسمعت قول الشعراء، فما سمعت مثل هؤلاء الكلمات، والله لقد بلغت ناعوس البحر، فمدّ يدك أبايعك على الإسلام " ، فمدّ النبي صلى الله عليه وسلم يده، فبايعه.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " وعلى قومك؟ " فقال: " وعلى قومي " ، قال: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، فمروا بقومه، فقال صاحب السرية للجيش: هل أصبتم من هؤلاء شيئاً؟ أعزم على رجل أصاب شيئاً من أهل هذه الأرض إلا ردّه. فقال رجل منهم: أصبت مطهرة. فقال ارددها، إن هؤلاء قوم ضمادٍ.
أخرجه الثلاثة.
ضماد: آخره دال.

ضمام بن ثعلبة
" ب د ع " ضمام بن ثعلبة السعدي، أحد بني سعد بن بكر، وقيل: التميمي، وليس بشيءٍ.
قدم علىالنبي صلى الله عليه وسلم، أرسله إليه بنو سعد بن بكر، قيل: كان ذلك سنة خمس، قاله محمد بن حبيب وغيره، وقيل: سنة سبع، وقيل: سنة تسع، ذكره ابن هشام عن أبي عبيدة.
روى حديثه ابن عباس، وأنس، وأبو هريرة، وطلحة بن عبيد الله، ولم يسمعه طلحة، وطرقة صحاح.
أخبرنا عبيد الله بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن الوليد، عن كريب، مولى بن عباس، عن ابن عباس، قال: بعثت بنو سعيد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدم عليه، فأناخ بعيره ثم عقله على باب المسجد، وكان رجلاً جلداً ذا غديرتين، فأقبل حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في المسجد جالس في أصحابه، فقال: أيكم ابن عبد المطلب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا ابن عبد المطلب " . فقال: يا ابن عبد المطلب، إني سائلك ومغلظٌ عليك في المسألة، فلا تجدنّ في نفسك. فقال: " لا أجد في نفسي، سل عمّا بدا لك " . فقال: أنشدك بالله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائنٌ بعدك، الله بعثك إلينا رسولاً. قال: " اللهم نعم " . قال: فأنشدك بالله إلهك، وإله من قبلك، وإله من كأئن بعدك، الله أمرك أن نعبده وحده لا نشرك به شيئاً، وأن نخلع هذه الأوثاق التي كان آباؤنا يعبدون؟ قال: " اللهم نعم " . قال: ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة، الصلاة والزكاة والصيام والحج، وشرائع الإسلام، ينشده عند كل فريضة كما نشده في التي كان قبلها، حتى فرغ، فقال: " إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، وأسأؤدي هذه الفرائض، وأجتنب ما نهيتني عنه، لا أزيد ولا أنقص " . ثم انصرف راجعاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولّى: " إن يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة " .
وأتى قومه فاجتمعوا إليه، فكان أول ما تكلم به أن قال: بئست اللات والعزى، فقالوا: مه يا ضمام اتق البرص، اتق الجذام اتق الجنون!؟ فقال: ويلكم! إنهما والله ما يضران وما ينفعان، وإن الله قد بعث رسولاً، وأنزل عليه كتاباً استنقذكم به مما كنتم فيه، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وقد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه، قال: فو الله ما أمسى من ذلك اليوم في حاضرته من رجل ولا امرأة إلا مسلماً.
قال ابن عباس: فما سمعنا بوافد قط، كان أفضل من ضمام.
أخرجه الثلاثة.
ضِمام: آخره ميم.
ضمام بن زيد
ضمام، مثله، هو ابن زيد بن ثوابة بن الحكم الهمداني.

وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، وكتب له النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً، وذلك مرجعه من تبوك.
قاله الطبري، وذكره أبو عمر في نمط.

ضمرة بن أنس
ضمرة بن أنس الأنصاري. أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله الشافعي الدمشقي، أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي. أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، أخبرنا أبو إسحاق ابراهيم بن محمد بن أبي ثابت، حدثنا عمران بن بكار البراد الحمصي، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثنا أبي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قيس بن سعد، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: كان المسلمون إذا صلوا العشاء الآخرة حرم عليهم الطعام والشراب والنساء، وإن ضمرة بن أنس الأنصاري غلبته عينه بعد المغرب، فنام ولم يشبع من الطعام، فلما صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة قام فأكل وشرب، فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأنزل الله عزّ وجل: " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم " " البقرة 187 " الآية، فكان ذلك عفواً ورحمة من الله، عز وجل.
وقد اختلف في اسم الذي نزلت هذه الآية بسبب اختلافاً كثيراً، وقد تقدم ذكره في غير موضع.
؟ضمرة بن ثعلبة " ب د ع " ضمرة بن ثعلبة البهذي، وبهز قبيلة من بني سليم بن منصور، سكن حمص.
أخبرنا أبو ياسر بإسناده عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا بقية - يعني ابن الوليد - عن سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر، عن ضمرة بن ثعلبة: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه حلّتان من حلل اليمن، فقال: يا ضمرة، أترى ثوبيك هذين مدخليك الجنة؟ فقال: لئن استغفرت لي يا رسول الله، لا أقعد حتى أنزعهما عني. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم، اغفر لضمرة بن ثعلبة " . فانطلق سريعاً حتى نزعهما عنه.
وروى عنه أبو بحرية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لن تزالوا بخير ما لم تحاسدوا " .
أخرجه الثلاثة.
؟ضمرة بن سعد " د ع " ضمرة بن سعد السلمي، له ولأبيه صحبة.
روى يوسن بن يزيد عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير: أنه سمع زياد بن ضمرة يحدث عروة بن الزبير: أن أباه سعد بن ضمرة حدثه، وكان سعد بن ضمرة وأبوه ضمرة شهدا حنيناً مع النبي صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم: صلى بهم الظهر يوماً، ثم جلس إلى ظل شجرة فجلس معه الناس، قال: فقال رجلان عيينة بن حصن الفزاري من قيس عيلان، والأقرع بن حابس التميمي من حندف، فجلسا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يختصمان في قتيل لهما، فسمعت عيينة وهو يقول: والله يا رسول الله، لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحرّ ما أذاق نسائي، فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الدية، فلم يزل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس حتى قبلوا الدية، فقال: أئتوا بصاحبكم يستغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " من أنت؟ قال: أنا محلّم بن جثامة الليثي " ، وكان القتيل عامر بن الأضبط، لقوه وفيهم أبو قتادة وأبو حدرد الأسلمي، فلما لقوه ومعه بعير له. ووطبٌ من اللبن، فسلم عليهم، فقتله محلّم بن جثامة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، إلا أن أبا نعيم، قال: ضمرة بن سعد السلمي، وقيل: ضميرة.
؟؟
ضمرة أبو عبيد الله
" د ع " ضمرة أبو عبيد الله روى عنه ابنه عبيد الله: أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تخرج حر ورية من أنهار باليمامة " ،قلت: ليس بها أنهارٌ، قال: " ستكون " .
ضمرة بن عمرو الجهني
" ب د ع " ضمرة بن عمرو، ويقال: ضمرة بن بشر، والأكثر يقولون: ضمرة بن عمرو بن عدي الجهني، حليف لبني طريف من الخزرج، وقيل: حليف بني ساعدة من الأنصار، وهم من الخزرج أيضاً، رهط سعد بن عبادة.
قال موسى بن عقبة: شهد بدراً، وقتل يوم أحد، ومثله قال ابن إسحاق.
أخرجه الثلاثة.
قلت: من يرى قولهم حليف بني طريف، وقيل: حليف بني ساعدة، يظنه مختلفاً، وليس فيه اختلاف، فإني بني طريف بطنٌ من بني ساعدة، وهو طريف بن الخزرج بن ساعدة، وهم رهط، سعد بن عبادة.
ضمرة بن عمرو الخزاعي

" ع س " ضمرة بن عمرو الخزاعي، وقيل: ضمرة بن جندب، وقيل: ضمضم.
أخبرنا الضحاك، عن ابن عباس: أن عبد الرحمن بن عوف كتب إلى أهل مكة: " إن الذين توفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " " النساء 97 " الآية، فلما قرأها المسلمون قال ضمضم بن عمرو - وقال بعضهم: ضمرة بن عمرو الخزاعي - :والله لأخرجن. وكان مريضاً، وقال آخرون: تمارض عمداً ليخرج. فقال: أخرجوني من مكة فقد آذاني فيها الحرّ. فخرج حتى انتهى إلى التنعيم، فتوفي، فأنزل الله عز وجل: " ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت " " النساء 100 " الآية.
أخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن بن أبي عبد الله المخزومي الفقيه، بإسناده إلى أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان، حدثنا عبد الرحمن بن الأشعث، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: خرج ضمرة بن جندب من بيته فقال لأهله: احملوني فأخرجوني من أرض الشرك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمات على الطريق قبل أن يصل إلى رسول الله، فنزل الوحي: " ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله " .
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.

ضمرة بن عياض
" ب " ضمرة بن عياض الجهني، حليف لنبي سواد من الأنصار.
شهد أحداً وقتل يوم اليمامة شهيداً، وهو ابن عم عبد الله بن أنيس.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
ضمرة بن أبي العيص
" ب د ع " ضمرة بن أبي العيص بن ضمرة بن زنباع، وقيلك ابن العيص الخزاعي.
خرج مهاجراً، فتوفي في الطريق. روى سعيد بن جبير في قوله تعالى: " ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله " قال: كان رجل من خزاعة، يقال له: ضمرة بن العيص بن ضمرة بن زنباع، لما أمروا بالهجرة، كان مريضاً، فأمر أهله أن يفرشوا له على سرير، ويحملوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففعلوا، فتوفي بالتنعيم قريباً من مكة، فنزلت الآية هذه.
وقال عكرمة: اسم الذي نزلت فيه هذه الآية ضمرة بن أبي العيص.
ورواه أشعث بن سوار، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: خرج ضمرة بن جندب.
ورواه الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس، وقال ضمرة بن أبي العيص.
ورواه عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس، وقال: ضمرة، أو أبو ضمرة.
قال أبو عمر: والصحيح أنه ضمرة، لا أبو ضمرة.
قال عكرمة: طلبت اسم الذي نزلت فيه: " ومن يخرج من بيته مهاجراً " أربع عشرة سنة، حتى وقفت عليه.
وقد تقدم نحو هذا القول في ضمرة بن عمرو الخزاعي، ولولا أن جميعهم جعلوا هذا ترجمة مفردة لأضفنا هذه الأقوال إلى تلك، لكنا اقتدينا بهم.
ضمرة بن غزية
" ب " ضمرة بن غزية بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، الأنصاري الخزرجي ثم النجاري.
شهد أحداً مع أبيه، وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيداً في قتال الفرس، في خلافة عمر، وهو ابن أخي منقذ بن عمرو، والد حبّان بن منقذ.
؟ضمرة بن كعب " ع س " ضمرة بن كعب بن عمرو بن عدي الأنصاري الخزرجي الساعدي.
روى موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، في تسمية من شهد بدراً من الأنصار، من الخزرج، من بني ساعدة بن كعب: ضمرة بن كعب بن عمرو بن عدي بن عامر بن جهينة.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، وقالا في نسبة: جهينة. وساعدة غير جهينة، إلا أن يزيداً في أحدهما: بالحلف، وفي الآخر: بالنسب. ويغلب على ظني أنه هو وضمرة بن عمرو بن عدي المقدم ذكره واحد، وأن ذكر كعب في نسبه كما جرت عادتهم، يختلفون في الأنساب، فظنهما أبو نعيم اثنين، وتبعه أبو موسى، وإلا فالنسب واحد، والحلف واحد، والله تعالى أعلم.
؟؟
ضمرة
" د ع " ضمرة، غير منسوب، روى عنه سعيد بن المسيّب أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قتل دون ماله فهو شهيد " .
أخرجه ابن منده وابن نعيم.
ضمضم بن الحارث
ضمضم بن الحارث بن جشم بن عبيد السلمي، وهو القائل يوم حنين أبياتاً منها : " الكامل "
إذ لا أزال على رحالة نهدةٍ ... جرداء تلحق بالنجاد أزاري
يوماً على أثر النهاب وتارةً ... كانت مجاهدةً مع الأنصار
ضمضم بن عمرو
" ع س " ضمضم بن عمرو الخزاعي، وقيل: ضمرة. وقد تقدم في ضمرة.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
ضمضم بن قتادة.

روى قطبة بن عمرو بن هرم بن قطبة أن مدلوكاً حدثهم: أن ضمضم بن قتادة ولد له مولود أسود، من امرأة من بني عجل، فأوحش لذلك، وشكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " هل لك من إبل " ؟ قال: نعم، قال: فما ألونها. قال: فيها الأحمر والأسود وغير ذلك. قال: فأنى ذلك، قال: عرقٌ نزع. قال: " وهذا عرقٌ نزع " . قال: فقدم عجائز من بني عجل فأخبرن أنه كان للمرأة جدةٌ سوداء " .
أخرجه أبو موسى بإسناد غريب، وقال: هذا إسناد عجيب، والحديث صحيح من رواية أبي هريرة، لم يسم فيه الرجل، وقال: امرأة من بني فزارة.

ضميرة بن حبيب
" ب " ضميرة، تصغير ضمرة، هو ضميرة بن حبيب، وقيل: ابن جندب، وقيل: ضميرة بن أنس. هو الذي خرج من بيته مهاجراً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فمات على الطريق، فأنزل الله تعالى: " ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت " الآية.
أخرجه أبو عمر، وقال: رواه أشعث بن سوار، عن عكرمة، عن ابن عباس.
وقال ابن منده وأبو نعيم عن أشعث، عن عكرمة، ضمرة، غير مصغر والله أعلم.
وقد تقدم في ضمرة بن أبي العيص ذكر الاختلاف فيه، وهو كثير.
ضميرة بن سعد
" ب " ضميرة بن سعد السلمي، ويقال: الضمري، هو جد زياد بن سعد بن ضميرة. مخرج حديثه عن أهل المدينة وعداده فيهم.
روى عنه ابنه سعد بن ضميرة، من حديث محمد بن جعفر بن الزبير، عن زياد بن سعد بن ضميرة، عن أبيه، عن جده في قصة محلّم بن جثّامة.
أخرجه أبو عمر مختصراً، وتقدم في ضمرة أتمّ من هذا.
ضميرة بن أبي ضميرة
" ب د ع " ضميرة بن أبي ضميرة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، له ولأبيه أبي ضميرة صحبة، وهو جد حسين بن عبد الله بن أبي ضميرة. يعد في أهل المدينة. روى ابن أبي ذئب، عن حسين بن عبد الله بن ضميرة، عن أبيه، عن جده ضميرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بأم ضميرة وهي تبكي، فقال: " ما يبكيك؟ أجائعة أنت؟ أعارية أنت؟ " فقالت: يا رسول الله، فرق بيني وبين ولدي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا نفرق بين والدة وولدها " . ثم أرسل إلى الذي عنده ضميرة فدعاه، فابتاعه منه ببكرة. قال ابن أبي ذئب: ثم أقرأني كتاباً عندهم من النبي صلى الله عليه وسلم " :بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتابٌ لبني ضميرة، من محمد رسول الله لبني ضميرة وأهل بيته، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقهم، وأنهم أهل بيت من العرب، إن أحبّوا أقاموا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن أحبوا رجعوا إلى أهلهم، لا تعرض لهم إلا بحق، من لقبهم من المسلمين فليستوص بهم خيراً " . وكتب أبي بن كعب.
أخرجه الثلاثة.
باب الطاء
باب الطاء والألف
طارق بن أحمر
طارق بن أحمر. روى عثمان بن عبد الله بن علاثة، عن طارق بن أحمر، قال: رأيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً فيه: " من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، " لا تبيعوا الثمرة حتى تينع، ولا السهم حتى يخمس، ولا تطئوا الحبالى حتى يضعن " .
كذا ذكره ابن قانع في الصحابة، وقال الدراقطني: طارق بن أحمر، روى عن ابن عمر، روى عنه عبد الكريم الجزري، وهذا أصح.
طارق بن أشيم
" ب د ع " طارق بن أشيم بن مسعود الأشجعي، والد أبي مالك الأشجعي، واسم أبي مالك سعد. يعد طارق في الكوفيين، روى عنه ابنه أبو مالك.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا أبو مالك الأشجعي، عن أبيه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من وحّد الله وكفر بما يعبد من دونه، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله عز وجل " .
أخرجه الثلاثة.
طارق بن زياد
" ب " طارق بن زياد، حديثه عن سماك بن حرب، عن ثوبات بن سلمة، عن طارق بن زياد، قال: قلت: يا رسول الله، إن لنا كرماً ونخلاً . . الحديث.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
طارق بن سويد
" ب د ع " طارق بن سويد الحضرمي، وقيل: سويد بن طابق. روى عنه وائل بن حجر الخضرمي، وابنه علقمة بن وائل.

أخبرنا يحيى بن محمود الثقفي إجازة بإسناده إلى ابن أبي عاصم، قال: حدثنا هدبة، حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل بن حجر، عن طارق بن سويد الحضرمي، قال: قلت: يا رسول الله، إن بأرضنا أعناباً نعتصرها، أفنشرب منها؟ فقال: " لا " . فراجعته فقال: " لا " . فقلت: إنا نستشفي به. قال: " إنّ ذلك ليس بشفاء، ولكنه داء " .
ورواه إسرائيل، عن سماك، فقال: سويد بن طارق.
ورواه شريك، عن سماك، عن علقمة، عن طارق بن زياد، أو زياد بن طارق.
وقال الوليد بن أبي نور: عن سماك، عن علقمة، عن طارق بن بشر، أو بشر بن طارق.
ورواه شعبة فقال: عن علقمة بن وائل، عن أبيه وائل، عن طارق بن سويد، أو سويد بن طارق. أخرجه الثلاثة.

طارق بن شريك
" ب " طارق بن شريك. يعد في الكوفيين، له حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو عمر، وقال: له حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأخشى أن يكون مرسلاً، لأنه قد روى عن فروة بن نوفل.
روى عنه زياد بن علاقة، وعبد الملك بن عمير.
طارق بن شهاب
" ب د ع " طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن جشم، البجلي الأحمسي، أبو عبد الله، يعد في الكوفيين، قال أبو عمر.
وقال أبو نعيم، عن أبي عبيد: هو طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن جشم بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس، بطنٌ من بجيلة.
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر أبو الفضل بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، عن شبعة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغزوت في خلافة أبي بكر في السرايا وغيرها.
وروى عنه قيس أيضاً قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلمك فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: " في الكفارات والدرجات، فأما الدرجات فإطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام، وأما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات، ونقل الأقدام إلى الجماعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة " .
أخرجه الثلاثة.
طارق بن عبد الله
" ب د ع " طارق بن عبد الله المحاربي، من محارب بن خصفة، له صحبة. روى عنه جامع بن شداد وربعى بن حراش.
أخبرنا إسماعيل بن علي بن عبيد الله المذكر، وغير واحد، قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى السلمي: حدثنا ابن بشار، حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن منصور، عن ربعي، عن طارق بن عبد الله المحاربي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كنت في صلاة فلا تبرق بين يديك ولا عن يمينك، ولكن عن يسارك، أو خلفك، أو تحت قدمك " .
وروى جامع بن شداد قال: كان رجل منا - يقال له: طارق بن عبد الله - قال: مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بسوق ذي المجاز، وأنا في سياعة لي، فمر وعليه حلة حمراء، فسمعته يقول: " يا أيها الناس، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا " . ورجل يتبعه يرميه بالحجارة، قد أدمى كعبيه، وهو يقول: يا أيها الناس، لا تطيعوا هذا، فإنه كذاب!! فقلت: من هذا؟ فقالوا: من بني عبد المطلب. قلت: ومن الذي يرميه بالحجارة؟ قالوا: عمه أبو لهب. وذكر الحديث .
أخرجه الثلاثة.
طارق بن عبيد
" د ع " طارق بن عبيد بن مسعود. أحد النفر الذين أسروا الأسرى يوم بدر روى أبو صالح، عن ابن عباس، قال: قال أبو اليسر، ومالك بن الدخشم العوفي، وطارق بن عبيد بن مسعود الأنصاري: يا رسول الله، إنك قلت: من جاء بأسير فله كذا وكذا، ومن قتل قتيلاً فله كذا وكذا. وقد قتلنا سبعين وأسرنا سبعين؟ فقال سعد بن معاذ: يا رسول الله، ما منعنا أن نفعل كما فعل هؤلاء إلا أنا كنا ردءاً للمسلمين من ورائهم أن يصاب منهم عورة، الغنائم قليل والناس كثير، فمتى تعطهم الذي نفلتهم يبقى الناس لا شيء لهم وتراجعوا الكلام، فنزلت: " يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول " " الأنفال 1 " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
طارق بن علقمة
" د ع " طارق بن علقمة بن أبي رافع. روى عنه ابنه عبد الرحمن.
روى ابن جريج، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن عبد الرحمن بن طارق، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي مكاناً في داره، يصلي فيه ويدعو مستقبل البيت، ويخرجن معه يدعون، وهنّ مسلمات.
كذا رواه أبو عاصم، وروح، عن ابن جريج، فقالا: عن أبيه.

ورواه محمد بن بكر البرساني، عن ابن جريج، فقالا: عن عمه.
ورواه عبد الرزاق، عن ابن جريج: فقال: عن أمه، بدل أبيه.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
طارق بن المرقّع
" ب د ع " طارق بن المرقّع. من أهل الحجاز، روى عنه عطاء بن أبي رباح.
روى عبد الله بن يزيد بن مقسم، عن عمته سارة بنت مقسم، عن ميمونة بنت كردم، قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقة له، وأنا يومئذ مع أبي، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم درّة كدرّة الكتاب، فسمعت الأعراب والناس يقولون: الطبطبية الطبطبية. فدنا منه أبي، فأخذ بقدمه، وقال له: إني شهدت جيش عثران. قال: فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الجيش. فقال طارق بن المرقّع: من يعطي رمحاً بثوابه؟ قلت: وما ثوابه؟ قال: أزوجه أول بنت تكون لي. قال: فأعطيته رمحي، ثم تركته، حتى ولدت له بنت وبلغت، فأتيته فقلت: جهز إلي أهلي. قال: لا، والله لا أجهزها حتى تحدث لي صداقاً غير ذلك، فحلفت أن لا أفعل.
وذكر الحديث.
قال ابن منده: هذا حديث غريب، ول

طارق بن المرقع
حديث مسند، عن صفوان بن أمية.
وقال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، وزعم أنه حجازي، وعدّه في الصحابة، ولا أدري له صحبة ولا إسلاماً. ثم قال: طارق بن المرقّع إن كان إسلامياً فهو تابعي، يروي عنه عطاء بن أبي رباح. وروى عن صفوان بن أمية أن رجلاً سرق بردة، فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر بقطعه، فقال: يا رسول الله، قد تجاوزت عنه. قال: " فلولا كان هذا قبل أن تأتيني به يا أبا وهب " ! فقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال أبو نعيم: طارق هذا إن كان إسلامياً فهو تابعي يروي عن صفوان بن أمية، روى عنه عطاء بن أبي رباح.
وقال أبو عمر: طارق بن المرقّع، روى عنه عطاء، وابنه عبد الله بن طارق، في صحبته نظر، أخشى أن يكون حديثه في موات الأرض مرسلاً.
أخرجه الثلاثة.
طاهر بن أبي هالة
" ب " طاهر بن أبي هالة، أخو هند بن أبي هالة الأسيدي التميمي، واسم أبي هالة النّباش بن زرارة بن وفدان بن حبيب بن سلامة بن غوي بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم، حليف بني عبد الدار بن قصي بن كلاب، أمه خديجة بنت خويلد، رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
بعثه النبي صلى الله عليه وسلم عاملاً على بعض اليمن، ذكر يوسف بن عمرو بإسناده عن أبي موسى، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم خامس خمسة على أخلاف اليمن: أنا ومعاذ بن جبل، وخالد بن سعيد بن العاص، والطاهر بن أبي هالة، وعكّاشة بن ثور، فبعثنا متساندين، وأمرنا أن نتياسر وأن نيسر ولا نعسّر، ونبشر ولا ننفّر، وأن إذا قدم معاذ طاوعناه ولم نخالفه.
أخرجه أبو عمر.
طخفة بن قيس
طخفة بن قيس، وقيل: طهفة بن قيس. يرد ذكره مستوفى في طهفة بالهاء، إن شاء الله تعالى.
باب الطاء والراء
طرفة والد تميم
" س " طرفة والد تميم. أورده سعيد القرشي وقال: لا أدري له صحبة أم لا؟ روى أحمد بن عصام الأنصاري، عن أبي بكر الحنفي، عن سفيان عن سماك عن تميم بن طرفة، عن أبيه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على اليسرى في الصلاة، وربما انصرف عن يمينه.
قال أبو حاتم الرازي: إنما هو سماك، عن قبيصة بن هلب، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أورده سعيد عن ابن عصام أيضاً.
أخرجه أبو موسى.
طرفة بن عرفجة
" ب " طرفة بن عرفجة. أصيب أنفه يوم الكلاب فاتخذ أنفاً من ورق، فأنتن، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفاّ من ذهب، قال ثابت بن يزيد، عن أبي الأشهب، وقد تقدم الخلاف فيه.
أخرجه أبو عمر.
طريح بن سعيد
طريح بن سعيد بن عقبة، أبو إسماعيل الثقفي. جاهلي، ذكره محمد بن أبي عوف في الصحابة.
روى إسماعييل بن طريح، عن أبيه: أن أبا سفيان رمى جده سعيد بن عقبة يوم الطائف، فأصاب عينه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هذه عيني أصيبت في سبيل الله. فقال: " إن شئت دعوت الله فردت عليك، وإن شئت فعينٌ في الجنة " . قال: عين في الجنة.
روى ابنه اسماعيل، عن أبيه طريح، عن جده سعيد أنه قال: حضرت أمية بن أبي الصلت الثقفي حين حضرته الوفاة، فأغمي عليه ثم أفاق، فرفع رأسه، ثم نظر إلى البيت فقال: " الرجز " .

لبّيكما لبّيكما ... ها أنا ذا لديكما
وذكر الحديث .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

طريف بن أبان
طريف بن أبان بن جارية بن فهم بن عبلة بن أنمار بن مبشر بن عميرة بن أسد بن ربيعة بن نزار، وعميرة أخو جديلة بن أسد. وفد طريف على النبي صلى الله عليه وسلم.
قال هشام بن الكلبي.
طريفة بن حاجر
" ب " طريفة بن حاجر. مذكرو في الصحابة، قال سيف بن عمر: هو الذي كتب إليه أبو بكر الصديق في قتل الفجاءة السلمي، الذي حرقه أبو بكر بالنار، فسار طريفة في طلب الفجاءة، وكان طريفة وأخوه معن ابنا حاجر مع خالد بن الوليد، وكان مع الفجاءة نجبة بن أبي الميثاء، فالتقى نجبة وطريفة، فاقتتلا، فقتل نجبة مرتداً، ثم سار حتى لحق بالفجاءة السلمي، واسمه إياس بن عبد الله بن عبد ياليل، فأسره وأنفذه إلى أبي بكر، فلما قدم عليه أحرقه بالنار.
أخرجه أبو عمر.
طعمة بن أبيرق
" س " طعمة بن أبيرق بن عمرو بن حارثة بن ظفر بن الخزرج بن عمرو.
شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بدراً، ذكره أبو إسحاق المستملي في الصحابة. وقيل: أبو طعمة بشير بن أبيرق الأنصاري.
روى خالد بن معدان، عن طعمة بن أبيرق الأنصاري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت أمشي قدّام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله رجل: ما فضل من جامع أهله محتسباً؟ قال: " غفر الله تعالى لهما البتة " .
أخرجه أبو موسى، وقال: كذا أورده، وطعمة يتكلم في إيمانه.
باب الطاء والفاء
طفيل بن أبي كعب
" ب س " طفيل بن أبي كعب الأنصاري. قد تقدم نسبه عند ذكر أبي. وأمه بنت الطفيل بن عمرو الدوسي، وكان صديقاً لابن عمر، وكان ذا بطن، فكان أبو عمر يقول: يا أبا بطن فلقب به، قال الواقدي والجعابي: إنه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عن أبيه وغيره.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
طفيل بن الحارث
" ب د ع " طفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، القرشي المطلبي، وأمه سخيلة بنت خزاعي بن الحويرث الثقفية.
شهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو وأخوه عبيدة والحصين ابنا الحارث، وقتل عبيدة ببدر، وسيأتي خبره عنه اسمه، إن شاء الله تعالى.
قال ابن إسحاق وموسى بن عقبة، في تسمية من شهد بدراً: الطفيل بن الحارث بن المطلب، وتوفي سنة إحدى وثلاثين. وقيل: سنة اثنتين وثلاثين، هو وأخوه الحصين في عام واحد، وتوفي الطفيل أولاً، ثم تلاه الحصين بعده بأربعة أشهر. روي عنه أنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة.
طفيل ابن أخي جويرية
" د ع " طفيل بن أخي جويرية. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن لبس الحرير.
رواه شريك بن جابر، عن خالته أم عثمان، عن الطفيل.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
طفيل بن زيد
" س " طفيل بن زيد الحارثي.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو الرجاء أحمد بن محمد بن عبد العزيز القارئ بقراءتي عليه، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الصفار، أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو الحافظ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن حامد الوزان، أخبرنا إسماعيل بن سعدان الفارسي، حدثنا أبو القاسم الطيب بن علي التميمي، حدثنا محمد بن الحسن بن يزيد، حدثنا السكن بعد سعيد، عن أبيه، عن الكلبي، عن عوانة، قال: قال عمر بن الخطاب يوماً لجلسائه: هل فيكم أحد وقع إليه خبر من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية قبل ظهوره؟ فقال طفيل بن زيد الحارثي - وقد أتت عليه مائة وستون سنة - : نعم يا أمير المؤمنين، كان المأمون بن معاوية على ما بلغك من كهانته وعلمه، وكانت عقاب لا تزال تأتيه بين الأيام فتقع أمامه فتصيح ويقول كذا وكذا، فنجد كما يقول، وكان نصرانياً، وكان يخرج إلينا كل يوم أحد، فأقبلت العقاب يوم عروبة، فصرّت ثم نهضت، فلما تعالت الشمس خرج علينا، وذكر حديثاً في دلائل النبوة.
أخرجه أبو موسى.
طفيل بن سعد
" ب د ع " طفيل بن سعد بن عمرو بن ثقف، واسم ثقف: كعب بن مالك بن مبذول بن مالك بن النجار، الأنصاري من بني النجار.
قال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب أنه قال: استشهد يوم بئر معونة من الأنصار، من بني النجار: الطفيل بن سعد.

أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: شهد أحداً، وقتل يوم بئر معونة.

طفيل بن عبد الله الأزدي
" ب د ع " طفيل بن عبد الله بن الحارث بن سخبرة بن جرثومة بن عادية بن مرّة بن الأوس بن النمر بن عثمان بن نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن نصر بن الأزد، الأزدي، وقد ينسب إلى جده فيقال: طفيل بن سخبرة، وهو هذا. وهو أخو عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وعبد الرحمن، ولدي أبي بكر الصديق لأمهما أم رومان. خلف عليها أبو بكر بعد عبد الله. وقال ابن أبي خيثمة: إنه قرشي، وقال: لا أدري من أي قريش هو؟ والصحيح أنه أزدي وليس بقرشي.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، حدثنا بهز وعفان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير، " عن ربعى بن حراش " عن طفيل بن سخبرة: أنه رأى فيما يرى النائم كأنه مرّ برهطٍ، من اليهود، فقال: من أنتم؟ قالوا: " نحن " اليهود، قال: إنكم أنتم القوم لو لا أنكم تزعمون أن عزيراً ابن الله. قالت اليهود: وأنتم القوم لو لا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد. ثم مر برهط من النصارى فقال: من أنتم؟ قالوا نحن النصارى قال: إنكم أنتم القوم لو لا أنكم تقولون: المسيح ابن الله. قالوا: وأنتم القوم لو لا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد. فلما أصبح أخبر بها من أخبر، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فلما صلوا خطبهم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: " إن طفيلاً رأى رؤيا، فأخبر بها من أخبر منكم، وإنكم " كنتم " تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم عنها، لا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، قولوا: ما شاء الله وحده " .
ورواه سفيان وشعبة، عن عبد الملك، فقالا: عن الطفيل: أن رجلاً رأى في المنام.
ورواه معمر، عن عبد الملك، عن جابر بن سمرة.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده وأبا نعيم قالا: إنه أخو عائشة وعبد الله. وليس بشيء، فإن عبد الله ليس بأخٍ لعائشة من أمها، على ما نذكره في اسمه إن شاء الله تعالى. والصحيح أنه أخو عائشة وعبد الرحمن، على ما ذكرناه في اسمهمان والله أعلم.
طفيل بن عمرو
" ب د ع " طفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن نصر بن الأزد، الأزدي الدوسي، يلقب ذا النور.
أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا حبيب بن الحسن، حدثنا محمد يحيى، حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، قال: كان الطفيل بن عمرو الدوسي يُحدث أنه قدم مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بها، فمشى إليه رجال من قريش، وكان الطفيل شريفاً شاعراً لبيباً، فقالوا: يا طفيل، إنك قدمت بلادنا، وهذا الرجل بين أظهرنا، قد عضل بنا وفرّق جماعتنا، وإنما قوله كالسحر، يفرق بين الرجل وبين أبيه، وبين الرجل وبين أخيه، وبينه وبين زوجه، وإنما نخشى عليك وعلى قومك، فلا تكلمه ولا تسمع منه.
قال: فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئاً ولا أكلمه، حتى حشوت أذني كرسفاً، فرقا أن يبلغني من قوله، وأنا أريد أن لا أسمعه.
قال: فغدوت إلى المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي عند الكعبة، قال: فقمت قريباً منه، فأبى الله إلا أن يسمعني قوله، فسمعت كلاماً حسناً، قال: فقلت في نفسي: واثكل أمي! والله إني لرجل شاعر لبيب ما يخفى علي الحسن من القبيح، فما يمنعني أن أسمع هذا الرجل ما يقول! إن كان الذي يأتي به حسناً قبلته، وإن كان قبيحاً تركته.
قال: فمكثت حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته، فتبعته، حتى إذا دخل بيته دخلت عليه، فقلت: يا محمد، إن قومك قالوا لي كذا وكذا، ثم إن الله أبى إلا أن أسمع قولك، فسمعت قولاً حسناً، فاعرض علي أمرك.
قال: فعرض علي الإسلام، وتلا علي القرآن، وقال: فوالله ما سمعت قولاً قط أحسن منه، ولا أمراً أعدل منه، فأسلمت، وقلت: يا رسول الله، إني امرؤٌ مطاع في قومي، وأنا راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام، فادع الله أن يجعل لي آية، تكون لي عوناً عليهم فيما أدعوهم إليه. فقال: " اللهم، اجعل له آية " .

قال فخرجت إلى قومي حتى إذا كنت بثينة تطلعني على الحاضر، وقع نور بين عيني مثل المصباح، قال: فقلت: اللهم، في غير وجهي، فإني أخشى أن يظنوا أنها مثلة لفراقي دينهم. فتحولت في رأس سوطي، فجعل الحاضر يتراءون ذلك النور في سوطي كالقنديل المعلق، وأنا أهبط إليهم من الثنية، فلما نزلت أتاني أبي، وكان شيخاً كبيراً، فقلت: إليك عني أبة، فلست منك ولست مني. قال: ولم، أي بني؟ قلت: إني أسلمت. قال: أي بني، فديني دينك، فأسلم. ثم أتتني صاحبتي، فقلت لها مثل ذلك، فأسلمت، وقالت: أيخاف عليّ من ذي الشرى؟ - صنم لهم - فقلت: لا، أنا ضامن لذلك.
ثم دعوت دوساً فأبطئوا عن الإسلام، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، فقلت: يا رسول الله، إنه قد غلبني على دوس الزنا، فادع الله عليهم. فقال: " اللهم اهد دوساً، ارجع إلى قومك فادعهم وارفق بهم " .
قال: فرجعت، فلم أزل بأرض قومي دوس أدعوهم إلى الإسلام حتى هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وقضى بدراً وأحداً والخندق، ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن أسلم معي من قومي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، حتى نزلت المدينة بسبعين أو بثمانين بيتاً من دوس، ثم لحقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فأسهم لنا مع المسلمين.
ثم لم أزل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فتح الله، عز وجل، عليه مكة، فقلت: يا رسول الله، ابعثني إلى ذي الكفين - صنم عمرو بن حممة - حتى أحرقه.
فخرج إليه طفيل يقول وهو يحرقه، وكان من خشب: " الرجز "
يا ذا الكفين لست من عبادكا ... ميلادنا أقدم من ميلادكا!
ثم رجع طفيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان معه بالمدينة، حتى قبض الله رسوله صلى الله عليه وسلم.
فلما ارتدت العرب خرج مع المسلمين مجاهداً أهل الردة حتى فرغوا من نجد، وسار مع المسلمين إلى اليمامة، فقال لأصحابه: إني رأيت رؤيا فاعبروها، إني رأيت رأسي حلق، وأنه خرج من فمي طائر، وأنه لقيتني امرأة فادخلتني في فرجها، وأرى ابني عمراً يطلبني طلباً حثيثاً، ثم رأيته حبس عني، قالوا: خيراً، قال: أما أنا فقد أولتها، أما حلق رأسي فقطعه، وأما الطائر فروحي، وأما المرأة التي أدخلتني في فرجها فالأرض تحفر لي، فأغيّب فيها، وأما طلب ابني لي ثم حبسه عني فإني أراه سيجهد أن يصيبه ما أصابني، فقتل الطفيل باليمامة شهيداً، وجرح ابنه عمرو بن الطفيل ثم عوفي، وقتل عام اليرموك في خلافة عمر بن الخطاب، رضي الله عنهم، شهيداً.
أخرجه الثلاثة.

طفيل بن مالك بن خنساء
" ب د ع " طفيل بن مالك ابن خنساء. شهد بدراً، له ذكر، ولا نعرف له رواية.
قال ابو نعيم بإسناده عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، في تسمية من شهد بدراً من الأنصار، من الخزرج: الطفيل بن مالك بن خنساء.
وأخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً، من الأنصار، ومن بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب، ثم من بني خنساء بن سنان بن عبيد: . . . والطفيل بن مالك ابن خنساء.
وقال أبو عمر: الطفيل بن مالك بن النعمان ابن خنساء، وقيل: طفيل بن النعمان بن خنساء الأنصاري السلمي. من بني سلمة، شهد العقبة وبدراً وأحداً، وجرح بأحد ثلاث عشرة جراحة ولم يمت منها، وقتل يوم الخندق شهيداً، قتله وحشي بن حرب، وذكر موسى بن عقبة في البدريين: طفيل بن النعمان بن خنساء، وطفيل بن مالك بن خنساء، رجلين.
وكلام أبي عمر يدل على أنه ظنهما واحداً، ويرد الكلام عليه في: طفيل بن النعمان، إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
طفيل بن مالك
" ب " طفيل بن مالك. مدني. قال: طاف النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه أبو بكر، رضي الله عنه، وهو يرتجز بأبيات أبي أحمد بن جحش المكفوف: " الرمل "
حبذا مكة من وادي ... بها أهلي وأولادي
بها أمشي بلا هادي
الأبيات بتمامها. روى عنه عامر بن عبد الله بن الزبير.
أخرجه أبو عمر.
طفيل بن النعمان
" د ع " طفيل بن النعمان بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي، عقبي بدري، استشهد يوم الخندق، قال عروة، في تسمية من شهد العقبة، من بني سلمة: طفيل بن النعمان بن خنساء، وقد شهد بدراً.

وقال موسى بن عقبة وابن إسحاق،في تسمية من شهد بدراً من الأنصار، من الخزرج، ثم من بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة، ثم من بني خنساء بن سنان بن عبيد: الطفيل بن النعمان بن خنساء.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
قلت: لم يخرجه أبو عمر لأنه غلط في نسبة أولاً في ترجمة طفيل بن مالك بن خنساء، فقال: طفيل بن مالك بن النعمان، قال: وقيل: طفيل بن النعمان، ورأى النسب واحداً في الترجمتين، فظنهما واحداً، وأن بعضهم نسبه إلى أبية مالك، وبعضهم نسبه إلى جده النعمان، وليس للنعمان صحة في النسب الأول، وهما إبنا عم، وقد ذكرهما موسى بن عقبة وابن إسحاق، وكفى بهما، فيمن شهد بدراً أحدهما بعد الآخر كما ذكرناه في هذه الترجمة، وفي ترجمة طفيل بن مالك، وقد ذكرهما هشام بن الكلبي اثنين أيضاً مثل ابن إسحاق وموسى، والله أعلم.

باب الطاء واللام
طلحة الأنصاري
" ع س " طلحة الأنصاري. روى أبو المنذر إسماعيل بن محمد بن طلحة الأنصاري، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أسعد العجم بالإسلام أهل فارس، واشقى العرب به هذا الحي من بهز وتغلب " .
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
طلحة بن البراء
" ب د ع " طلحة بن البراء بن عمير بن وبرة بن ثعلبة بن غنم بن سري بن سلمة بن أنيف، البلوي الأنصاري، حليف لبني عمرو بن عوف من الأنصار.
ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لقيه طلحة، وجعل يلصق برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقبل قدمه وهو غلام حدث، وقال: يا رسول الله، مرني بما شئت لا أعصي لك أمراً. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: " اذهب فاقتل أباك " . فخرج مولياً ليفعل، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " إني لم أبعث بقطيعة الرحم " .
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين بإسناده إلى أبي داود سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا عبد الرحيم بن مطرف الرؤاسي أبو سفيان، وأحمد بن جناب قالا: حدثنا عيسى هو ابن يونس، عن سعيد بن عثمان البلوي، عن عزرة، وقال عبد الرحيم: عروة بن سعيد الأنصاري، عن أبيه، عن الحصين بن وحوح: إن طلحة بن البراء مرض، فعاده النبي صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف قال لأهله: " إني أرى طلحة قد حدث فيه الموت، فإذا مات فآذنوني حتى أصلي عليه وعجلوا، فإنه لا ينبغي لجنيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله " .
وروى أنه توفي ليلاً، فقال: ادفنوني وألحقوني بربي، ولا تدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإني أخاف عليه اليهود أن يصاب في سببي، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح، فجاء حتى وقف على قبره، وصفّ الناس معه، ثم رفع يديه وقال: " اللهم، الق طلحة وأنت تضحك إليه، وهو يضحك إليك " .
وقد روي عن طلحة بن البراء، أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له.
أخرجه الثلاثة.
سري: بضم السين، وفتح الراء وتشديد الياء.
طلحة بن أبي حدرد
" ب د ع " طلحة بن أبي حدرد الأسلمي. وقد ذكر نسبه عند ذكر أبيه، واسمه سلامة.
روى معتمر بن سليمان وشبيب، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الملك بن أبي حدرد، عن أخ له، يقال له: طلحة، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له أني مررت بنفر من اليهود، فقالوا: ما شاء الله.
أخرجه الثلاثة، قال أبو عمر: حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أن من أشراط الساعة أن يروا الهلال " ، يقولون: هو ابن ليلتين. وهو ابن ليلة. ولم يذكر الحديث الأول، وقد تقدم معناه في طفيل بن عبد الله بن سخبرة.
طلحة بن خراش
" س " طلحة بن خراش بن الصمة. قال يحيى بن معين: طلحة بن خراش بن الصمة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن أبي حاتم الرازي: طلحة بن خراش بن عبد الرحمن بن خراش بن الصمة، عن جابر بن عبد الله، وعبد الملك بن جابر بن عتيك.
أخرجه أبو موسى، وقال: لا أدري هما واحد أم اثنان؟ والله أعلم.
طلحة بن داود
" ع س " طلحة بن داود أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا سليمان بن أحمد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عنبسة مولى طلحة بن داود: أنه سمع طلحة بن داود يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم المرضعون أهل عمان " ، يعني الأزد.

أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، وقال أبو موسى: أورده الطبراني وسعيد القرشي وغيرهما، وقال سعيد: ليست له صحبة، ورواه سعيد القرشي، عن عبد الله بن أحمد، عن عباس بن يزيد، عن عبد الرزاق، فخالف فيه خلافاً بعيداً، وقال: " نعم المرضعون أهل نعمان " . ونعمان وادٍ بعرفات.

طلحة الزرقي
" ع س " طلحة الزرقي، أبو عبيد، من أصحاب الشجرة.
روى عمرو بن دينار، عن عبيد بن طلحة الزرقي، عن أبيه، وكان من أصحاب الشجرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال: " اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله " .
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، وقال أبو نعيم: قيل: هو ابن أبي حدرد، وهذا القول فيه نظر، فإن ابن أبي حدرد أسلمي، وهذا زرقي من الأنصار، فلا يكونان واحداً، والله أعلم.
طلحة بن زيد
" ب " طلحة بن زيد الأنصاري. آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين الأرقم بن أبي الأرقم.
أخرجه أبو عمر، قال: أظنه أخا خارجة بن زيد بن أبي زهير.
طلحة السحيمي
" س " طلحة السحيمي. أورده أبو بكر بن أبي علي، وقال: ذكره علي بن سعيد العسكري، روى يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن طلحة السحيمي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " لا ينظر الله تبارك وتعالى إلى صلاة عبدٍ لا يقيم صلبه في ركوعه وسجوده " .
أخرجه أبو موسى.
طلحة بن سعيد
طلحة بن سعيد بن عمرو بن مرة الجهني. صحب النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن الكلبي.
طلحة أخو عبد الملك
" س " طلحة أخو عبد الملك. ذكره سعيد القرشي، وروى عن معتمر بن سليمان، عن ليث، عن عبد الملك، عن أخ له - يقال له: طلحة - قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إني مررت على ملأ من اليهود، فقلت: يا معشر اليهود، أي قوم أنتم لو لا أنكم تقولون: عزيز ابن الله! فقالوا: يا معشر العرب، أي قوم أنتم لو لا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد! فقال النبي صلى الله عليه وسلم " :صدّقُوا، قد نهيتكم فلا تفعلوا " .
أخرجه أبو موسى وقال: هذا خطأ، وإنما هو عبد الملك بن عمير، عن ربعى، عن الطفيل بن عبد الله بن سخبرة، وقد تقدم.
قلت: ليس على ابن منده فيه استدراك، فإنه قد أخرج هذا الحديث في ترجمة طلحة بن أبي حدرد، وقد تقدم.
طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي
" ب د ع " طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، أبو محمد، القرشي التيمي، وأمه، الصعبة بنت عبد الله بن مالك الحضرمية، يعرف بطلحة الخير، وطلحة الفيّاض.
وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام، دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام، فأخذه ودخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أسلم هو وأبو بكر أخذهما نوفل بن خويلد بن العدوية فشدهما في حبل واحد، ولم يمنعهما بنو تيم، وكان نوفل أشد قريش، فلذلك كان أبو بكر وطلحة يسميان القرينين، وقيل: إن الذي قرنهما عثمان بن عبيد الله أخو طلحة، فشدهما ليمنعهما عن الصلاة، وعن دينهما، فلم يجيبان، فلم يرعهما إلا وهما مطلقان يصليان.
ولما أسلم طلحة والزبير آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما بمكة قبل الهجرة، فلما هاجر المسلمون إلى المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين طلحة وبين أبي أيّوب الأنصاري.
وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد أصحاب الشورى، ولم يشهد بدراً لأنه كان بالشام، فقدم بعد رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سهمه، فقال: " لك سهمك، قال وأجري؟ قال: " وأجرك " ، فقيل: كان في الشام تاجراً، وقيل: بل أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه سعيد بن زيد إلى طريق الشام يتجسسان الأخبار، ثم رجعا إلى المدينة، وهذا أصح، ولولا ذلك لم يطلب سهمه وأجره.
وشهد أحداً وما بعدها من المشاهد، وبايع بيعة الرضوان، وأبلى يوم أحد بلاءاً عظيماً، ووقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، واتقى عنه النبل بيده، حتى شلت إصبعه، وضرب على رأسه، وحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره حتى صعد الصخرة.

أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء الأصبهاني، إجازة، بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، أخبرني أبي، عن جدي، عن موسى بن طلحة، عن أبيه طلحة، قال: سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد طلحة الخير، ويوم العسرة طلحة الفياض، ويوم حنين طلحة الجود.
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران الشافعي وغير واحد، بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى، قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن جده عبد الله بن الزبير، عن الزبير، قال: كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعان، فنهض إلى الصخرة فلم يستطع، فأقعد تحته طلحة فصعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى استوى على الصخرة، قال: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أوجب طلحة " .
قال: وحدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو عبد الرحمن بن منصورالعنزي اسمه النضر، عن عقبة بن علقمة اليشكري، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: سمعت أذني رسول الله يقول: " طلحة والزبير جاراي في الجنة " .
أخبرنا أبو بكر مسمار بن عمر بن العويس النيار أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية، أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين الأنماطي، أخبرنا أبو طاهر المخلص، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا مكي إبراهيم، حدثنا الصلت بن دينار، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه، فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله " .
أخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الطبري بإسناده عن أبي يعلى، عن أبي كريب، حدثنا يونس بن بكير، عن طلحة بن يحيى، عن موسى وعيسى ابني طلحة، عن أبيهما: أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لأعرابي جاء يسأله عمن قضى نحبه من هو؟ قال: فسأله الأعرابي، فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه. ثم إني طلعت من باب المسجد،وعلي ثياب خضر، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أي السائل عمن قضى نحبه " ؟ قال الأعرابي: أنا يا رسول الله. قال: " هذا ممن قضى نحبه " .
وقتل طلحة يوم الجمل، وكان شهد ذلك اليوم محارباً لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فزعم بعض أهل العلم أن علياً دعاه، فذكره أشياء من سوابقه، على ما قال للزبير، فرجع عن قتاله، واعتزل في بعض الصفوف، فرمي بسهم في رجله، وقيل: إن السهم أصاب ثغرة نحره، فمات، رماه مروان بن الحكم.
روى عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، قال: قال طلحة يوم الجمل: " الوافر "
ندمت ندامة الكسعيّ لما ... شربت رضى بني جرم برغمي
اللهم خذ لعثمان مني حتى ترضى.
وإنما قال ذلك لأنه كان شديداً على عثمان رضي الله عنه.
وقال علي لما بلغه مسير طلحة والزبير وعائشة: " منيت بأربعة: أدهى الناس وأسخاهم طلحة، وأشجع الناس الزبير، وأطوع الناس في الناس عائشة، وأكثر الناس غنى يعلى بن منية، والله ما أنكروا علي شيئاً، ولا استأثرت بمال، ولا ملت بهوى، وإنهم يطلبون حقاً تركوه، ودماً سفكون، ولقد ولوه دوني، وإن كنت شريكهم في الإنكار لما أنكروه، وما تبعة عثمان إلا عندهم، بايعوني ونكثوا بيعتي وما استأنوا في حتى يعرفوا جوري من عدلي، وإني لراضي بحجة الله عليهم وعلمه فيهم، وإني مع هذا لداعيهم ومعذرٌ إليهم، فإن قبلوه فالتوبة مقبولة، والحق أولى ما انصرف إليه، وإن أبوا أعطيتهم حد السيف، وكفى به شافياً من باطل وناصراً " .
وروى عن علي أنه قال: إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة وعثمان والزبير ممن قال الله فيهم: " ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخواناً على سررٍ متقابلين " " الحجر 47 " .
وكان سبب قتل طلحة أن مروان بن الحكم رماه بسهم في ركبته، فجعلوا إذا أمسكوا فم الجرح انتفخت رجله، وإذا تركوه جرى، فقال: دعوه فإنما هو سهم أرسله الله تعالى، فمات منه. وقال مروان: لا أطلب بثأري بعد اليوم، والتفت إلى أبان بن عثمان، فقال: قد كفيتك بعض قتلة أبيك.
دفن إلى جانب الكلأ.

وكانت وقعة الجمل لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، وكان عمره ستين سنة، وقيل: اثنتان وستون سنة، وقيل: أربع وستون سنة.
وكان آدم حسن الوجه كثير الشعر، ليس بالجعد القطط ولا بالسبط، وكان لا يغير شيبه، وقيل: كان أبيض يضرب إلى الحمرة، مربوعاً، إلى القصر أقرب، رحب الصدر، عريض المنكبين، إذا التفت التفت جميعاً، ضخم القدمين.
قال الشعبي: لما قتل طلحة ورآه علي مقتولاً جعل يمسح التراب عن وجهه، وقال عزيزٌ علي، أبا محمد، أن أراك مجدلاً تحت نجوم السماء، ثم قال: إلى الله أشكو عجري وبجري، وترحم عليه، وقال: ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة، وبكى هو وأصحابه عليه، وسمع علي رجلاً ينشد:
فتى كان يدنيه الغنى من صديقه ... إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر
فقال: ذاك أبو محمد طلحة بن عبيد الله، رحمه الله.
وقال سفيان بن عيينة: كانت غلة طلحة كل يوم ألفاً وافياً، قال الواقدي: والوافي وزنه وزن الدينار " وعلى ذلك " وزن دراهم فارس التي تعرف بالبغلية.
وروى حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن أبيه، أن رجلاً رأى في منامه أن طلحة بن عبيد الله قال: حولوني عن قبري فقد آذاني الماء، ثم رآه أيضاً حتى رآه ثلاث ليال، فأتى ابن عباس فأخبره، فنظروا فإذا شقه الذي يلي الأرضي قد اخضر من نز الماء، فحولوه، فكأني أنظر إلى الكافور في عينيه لم يتغير إلا عقيصته فإنها مالت عن موضعها، فاشتروا له داراً من دور أبي بكر بعشرة آلاف درهم، فدفنوه فيها.
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر، أخبرنا أبو الخطاب بن البطر، إجازة إن لم يكن سماعاً، حدثنا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا مكرم بن أحمد القاضي، حدثنا سعيد بن محمد أبو عثمان الأبخذاني، حدثنا إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب: أن رجلاً كان يقع في علي وطلحة والزبير، فجعل سعد بن مالك ينهاه، ويقول: لا تقع في إخواني، فأبى، فقالم سعد فصلى ركعتين، ثم قال: اللهم إن كان مسخطاً لك فيما يقول فأرني فيه آفة، واجعله للناس آية، فخرج الرجل فإذا هو ببختي يسق الناس، فأخذه بالبلاط، فوضعه بين كركرته والبلاط، فسحقه حتى قتله، فأنا رأيت الناس يتبعون سعداً ويقولون: هنيئاً لك أبا إسحاق، أجيبت دعوتك.
أخرجه الثلاثة.

طلحة بن عبيد الله
" س " طلحة بن عبيد الله بن مسافع بن عياض بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي.
سمي طلحة الخير أيضاً كما سمي طلحة بن عبيد الله، الذي من العشرة، وأشكل على الناس، وقيل: إنه الذي نزل في أمره: " وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً " " الأحزاب 53 " وذلك أنه قال: لئن مات رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتزوجن عائشة. فغلط. لذلك جماعة من أهل التفسير، فظنوا أنه طلحة بن عبيد الله الذي من العشرة، لما رأوه طلحة بن عبيد الله التيمي القرشي، وهو صحابي.
أخرجه أبو موسى، ونقل هذا القول عن ابن شاهين.
طلحة بن عتبة
" ب س " طلحة بن عتبة الأنصاري الأوسي، ثم من بني جحجبى شهد أحداً وقتل يوم اليمامة شهيداً.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى، وذكره موسى بن عقبة: طليحة مصغراً.
طلحة أبو عقيل
" ب د ع " طلحة أبو عقيل السلمي. قيل: إن له صحبة.
روى ابن شوذب عن عقيل بن طلحة، قال: وكان لطلحة صحبة، وروى أبو الوليد الطيالسي، عن سلام بن مسكين، عن عقيل بن طلحة، وكان لأبيه صحبه.
أخرجه الثلاثة.
طلحة بن عمرو
" ب د ع " طلحة بن عمرو النضري، وقال أبو أحمد العسكري: طلحة بن مالك الليثي، ويقال: طلحة بن عبد الله ، ويقال: طلحة بن عمرو النصري، أحد بني ليث، وكان من أصحاب الصفة.

أخبرنا أبو ياسر بن هبة الله الدقاق بإسناده، عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا أبي، عن داود بن أبي هند، عن " أبي " حرب بن أبي الأسود: أن طلحة حدثه، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أتيت المدينة، وليس لي بها معرفة، فنزلت في الصفة مع رجل، وكان بيني وبينه كل يوم مدٌ من تمر، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فلما انصرف قال رجل من أصحاب الصفة: يا رسول الله، أحرق بطوننا التمر وتخرقت عنا الحنف. فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر، فخطب، ثم قال: " لو وجدت خبزاً أو لحماً لأطعمتكموه، أما إنكم توشكون - تدركون أو من أدرك ذلك منكم - أن يراح عليكم بالجفان، وتلبسون مثل أستار الكعبة، وقال: لقد مكثت أنا وصاحبي ثمانية عشرة يوماً وليلة، وما لنا طعام إلا البرير، حتى جئنا إلى إخواننا من الأنصار فواسونا، وكان خير ما أصبنا هذا التمر " .
وكانت الكعبة تستر بثياب بيض، تحمل من اليمن.
رواه ابن فضيل، وزكريا بن أبي زائدة، ومسلمة بن علقمة، عن داود.
أخرجه الثلاثة.
النصري: بالنون.

طلحة بن مالك
" ب د ع " طلحة بن مالك الخزاعي. مولى أم الحرير، نزل البصرة.
أخبرنا يحيى بن محمد إذناً بإسناده إلى ابن أبي عاصم، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا سليمان بن حرب، عن محمد بن أبي رزين، قال: حدثتني أمي، قالت: كانت أم الحرير إذا مات رجل من العرب اشتد عليها ذلك، فقيل لها: يا أم الحرير، إنا نراك إذا مات رجل من العرب اشتد عليك ذلك. قالت: سمعت مولاي، هو طلحة بن مالك، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من اقتراب الساعة هلال العرب " .
أخرجه الثلاثة.
طلحة بن معاوية
" ب د ع " طلحة بن معاوية بن جاهمة السلمي. روى عنه ابنه محمد أنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إني أريد الجهاد معك في سبيل الله، أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة، قال: " أحيةٌ أمك " ؟ قال: قلت: نعم. قال: " الزمها، فثم الجنة " .
أخرجه الثلاثة.
طلحة بن نضيلة
" ب س " طلحة بن نضيلة. أورده أبو بكر بن أبي علي، وروى بإسناده عن الأوزاعي، عن أبي عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك، عن القاسم بن مخيمرة عن طلحة بن نضيلة قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: سعر لنا يا رسول الله، قال: " لا يسألني الله عن سنةٍ أحدثتها فيكم لم يأمرني بها، ولكن سلوا الله تعالى من فضله " .
وقد رواه أبو المغيرة، ومحمد بن كثير، عن الأوزاعي، وقالا: عن ابن نضيلة، ولم يسمياه.
وأورده ابن منده فيمن لم يسم من الصحابة.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
طلحة
طلحة، غير منسوب، ذكره ابن إسحاق فيمن قتل يوم خيبر شهيداً، هو وأوس بن الفائد، وأنيف بن حبيب، وثاابت بن وائلة، وطلحة.
طلق بن علي
" ب د ع " طلق بن علي بن طلق بن عمرو، وقيل: طلق بن قيس بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن عبد العزى بن سحيم بن مرة بن الدؤل بن حنيفة، الرعبي الحنفي السحيمي، وهو والد قيس بن طلق وكنيته أبو علي، وكان من الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمامة فأسلموا، مخرج حديثه عن أهل اليمامة.
أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة الفقيه الشافعي، بإسناده إلى أحمد بن شعيب، قال: حدثنا هنّاد، عن ملازم، عن عبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق، عن أبيه، قال: خرجنا وفداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعناه، وصلينا معه، وأخبرناه أن بأرضنا بيعةً، واستوهبناه من فضل طهوره، فدعا بماء فتوضأ وتمضمض، ثم صبّه في إداوة، وأمرنا فقال: " إذا أتيتم أرضكم فاكسروا بيعتكم وانضحوها بهذا الماء، واتخذوها مسجداً " .
فقدمنا بلدنا فكسرنا بيعتنا، ثم نضحنا مكانها، فاتخذناها مسجداً، ونادينا بالأذان، وراهبنا رجل من طيء، فلما سمع الأذان قال: دعوة حق. ثم استقبل تلعة من تلاعنا، فلم نره بعد.
وأخبرنا إسماعيل بن علي بن عبيد الله وغيره بإسنادهم إلى محمد بن عيسى الترمذي، حدثنا هنّاد، حدثنا ملازم بن عمرو، عن عبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق بن علي الحنفي، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " وهل هو إلا مضغةٌ منه، أو بضعةٌ منه " .
يعني الذكر.

وقد روى هذا الحديث أيوب بن عتبة، ومحمد بن جابر، عن قيس بن طلق، عن أبيه. وحديث ملازم عن عبد الله أصح وأحسن، وله عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث غير هذا.
أخرجه الثلاثة.

طلق بن يزيد
" س " طلق بن يزيد، وقيل يزيد بن طلق، وقيل غير ذلك. أورده سعيد القرشي وابن شاهين في هذه الترجمة.
أخبرنا أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني كتابة، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن مهرة المعلم، حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن طلق بن يزيد، أو يزيد بن طلق، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تبارك وتعالى لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء في أستاههن " .
ورواه إبراهيم، عن عبد الملك بن مسلم، عن عيسى بن حطان عن مسلم، عن علي بن طلق. وكذلك رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن عاصم.
أخرجه أبو موسى.
طليب بن أزهر
" ب " طليب بن أزهر بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، القرشي الزهري.
أسلم قديماً، وهاجر إلى الحبشة هو وأخوه المطلب، فماتا بها، وهما أخوا عبد الرحمن بن أزهر.
أخرجه أبو عمر.
طليب بن عرفة
" ب " طليب بن عرفة بن عبد الله بن ناشب. قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعه يقول: " اتق الله في عسرك ويسرك " .
لم يرو عنه غير ابنه كليب بن طليب، وكليب ابنه مجهول، حديثه عن أبي قرة موسى بن طارق، عن المثنى بن الصباح، عن كليب، عن أبيه.
أخرجه أبو عمر.
طليب بن عمير
" ب د ع " طليب بن عمير، وقيل: ابن عمرو بن وهب بن عبد بن قصي بن كلاب بن مرة، القرشي العبدي، أمه أروى بنت عبد المطلب، عمة النبي صلى الله عليه وسلم، يكنى أبا عدي.
من السابقين إلى الإسلام، أسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم، وخرج إلى أمه فقال: اتبعت محمداً، فقالت: إن أحق من وازرت ابن خالك، والله لو نقدر على ما يقدر عليه الرجال لمنعناه " . وهاجر إلى أرض الحبشة.
أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسميا من هاجر إلى أرض الحبشة، قال: ومن بني عبد بن قصي: طليب بن عمير بن وهب بن أبي كثير بن عبد بن قصي. ومثله قال موسى بن عقبة، والزهري.
وقال الواقدي وابن إسحاق: إنه شهد بدراً.
وكان من خيار الصحابة.
وقال الزبير بن بكار: كان طليب بن عمير بن المهاجرين الأولين، وشهد بدراً، وقتل بأجنادين شهيداً، وقيل: استشهد باليرموك، وليس له عقب، وانقرض ولد عبد بن قصي، قاله الزبير، وآخر من بقي منهم لم يكن له من يرثه من بني عبد بن قصي، فورثه عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس، وعبيد الله بن عروة بن الزبير بالقعدد إلى قصي، وهما سواء.
قيل: إنه أول من أراق دماً في الإسلام، وقيل: سعد بن أبي وقاص.
أخرجه الثلاثة.
طليحة بن خويلد
" ب س " طليحة بن خويلد بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن حجوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، الأسدي الفقعسي.
كان من أشجع العرب وكان يعد بألف فارس، قال الواقدي: قد وفد أسد بن خزيمة على النبي صلى الله عليه وسلم، وفيهم طليحة بن خويلد سنة تسع ورسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أصحابه، فسلموا وقالوا: يا رسول الله، جئناك نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك عبده ورسوله، ولم تبعث إليناس، ونحن لمن وراءنا، فأنزل الله تعالى: " يمنون عليك أن أسلموا " " الحجرات 7 " الآية.

فلما رجعوا تنبأ طليحة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم ضرار بن الأزور الأسدي ليقاتله فيمن أطاعه، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعظم أمر طليحة، وأطاعه الحليفان أسد وغطفان، وكان يزعم أنه يأتيه جبريل عليه السلام بالوحي، فأرسل إليه أبو بكر رضي الله عنه خالد بن الوليد، فقاتله بنواحي سميراء وبزاخة، وكان خالد قد أرسل ثابت بن أقرم وعكاشة بن محصن، فقتل طليحة أحدهما، وقتل أخوه الآخر، وكان معه عيينة بن حصن، فلما كان وقت القتار أتاه عيينة بن حصن، فقال: هل أتاك جبريل؟ فقال: لا، فأعاد إليه مرتين، كل ذلك يقول: لا، فقال عيينة: لقد تركك أحوج ما كنت إليه! فقال طليحة: قاتلوا عن أحسابكم، فأما دين فلا دين! ولما انهزم طليحة لحق بنواحي الشام، فأقام عند بني جفنة حتى توفي أبو بكر، ثم خرج محرماً في خلافة عمر بن الخطاب، فقال له عمر: أنت قاتل الرجلين الصالحين، يعني ثابت بن أقرم وعكاشة؟ فقال طليحة أكرمهما الله بيدي، ولم يهنّي بأيديهما، وإن الناس قد يتصالحون على الشنآن، وأسلم طليحة إسلاماً صحيحاً، وله في قتال الفرس في القادسية بلاءٌ حسن، وكتب عمر بن الخطاب إلى النعمان بن مقرن رضي الله عنهما: أن استعن في حربك بطليحة وعمرو بن معد يكرب، واستشرهما في الحرب، ولا تولهما من الأمر شيئاً، فإن كل صانع أعلم بصناعته. أخرجه أبو عمرو وأبو موسى.

طليحة الديلي
" ب " طليحة الديلي. قال أبو عمر: هو مذكور في الصحابة، لا أقف له على خبر.
أخرجه أبو عمر.
طليحة بن عتبة
طليحة بن عتبة الأنصاري. قاله موسى بن عقبة، وقال غيره: طلحة، وقد تقدم.
طليق بن سفيان
" ب " طليق بن سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، من المؤلفة هو وابنه حكيم بن طليق.
أخرجه أبو عمر، وقال: لا أعرفه بغير ذلك.
باب الطاء والهاء والياء
طهفة بن زهير
" ب " طهفة بن زهير النهدي. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم سنة تسع، حين وفد أكثر العرب.
روى ليث بن أبي سليم، عن حبة العربي، عن حذيفة بن اليمان، قال: لما اجتمعت وفود العرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قام طهفة بن زهير النهدي، فقال: يا رسول الله، أتيناك من غوري تهامة، بأكوار الميس، ترتمي بنا العيس، نستحلب الصبير ونستخلب الخبير، ونستحيل الجهام، من أرض غائلة النطا، غليظة الموطا، قد يبس المدهن، وجف الجعثن، وسقط الأملوج، ومات العسلوج، وهلك الهدي، ومات الودي، برئنا إليك يا رسول الله من الوثن والعنن، وما يحدث الزمن، لنا دعوة السلام، وشريعة الإسلام، ما طما البحر وقام تعار، لنا نعم همل أغفال، ما تبض ببلال، ووقير كثير الرسل قليل الرسل، أصابتهما سنة حمراء، ليس له علل ولا نهل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم بارك لهم في محضها ومخضها ومذقها، وابعث راعيها بالدثر ويانع الثمر، وافجز لهم الثمد، وبارك لهم في الولد، من أقام الصلاة كان مسلماً، ومن أدى الزكاة كان محسناً، ومن شهد أن لا إله إلا الله كان مخلصاً، لكم - يا بني نهد - ودائع الشرك، لا تلطط في الزكاة، ولا تغافل عن الصلاة " .
أخرجه أبو عمر هاهنا، وأما ابن منده وأبو نعيم فأخرجاه طهية بضم الطاء، وآخره ياء مشددة تحتها نقطتان، ويرد ذكره إن شاء الله تعالى.
غريبه: أكوار الميس: جمع كور بالضم، وهو رحل البعير، والميس، خشبٌ صلب تعمل منه الأكوار.
نستحلب الصبير، الصبير، سحاق رقيق أبيض، ونستحلب: نستدر ونستمطر.
ونستخلب الخبير، الخبير: النبات والعشب، واستخلابه: احتشاشه بالمخلب وهو المنجل.
نستخيل الجهام، الجهام: هو السحاب الذي قد فرع ماؤه، ونستخيل، أي: لا نتخيل في السحاب حالاً إلا المطر، وإن كان جهاماً، لحاجتنا إليه، وقيل: معناه لا ننظر من السحاب في حال إلا الجهام، من قلة المطر.
غائلة النطا، الغائلة: التي تغول سالكها ببعدها، والنطا: البعد، وبلد نطيء: بعيد.
يبس المدهن، المدهن: نقرة في الجبل يجتمع فيها الماء.
والجعثن: أصل النبات. والعسلوج: الغص إذا يبس، وقيل: هو القضيب الحديث الطلوع. الأملوج: نوى المقل، وقيل: هو ورقٌ من أوراق الشجر، يشبه الطرفاء، وقيل: هو ضرب من النبات، ورقه كالعيدان، ويسمى العبل.

مات الودي، أي النخل من شدة القحط، والهدي: ما يهدى إلى البيت الحرام من النعم، ومات لعدم ما يرعى. ويخفف ويثقل.
الوثن معروف: والعنن: الاعتراض، يقال: عن لي الشيء إذا اعترض، كأنه قال: برئنا إليك من الشرك والظلم، وقيل: أراد الخلاف والباطل.
طما البحر: ارتفع بأمواج، وتعار: اسم جبل.
نعم همل أغفال: أي غير مرعية، لإعواز النبات، والأغفال: التي لا ألبان لها، والأصل أنها لا سمات عليها، فكأنها مغفلة مهملة.
ما تبض ببلال: أي ما يقطر منها لبن، وما يسيل منها ما يبل.
كثير الرسل قليل الرسل، الرسل بفتح الراء والسين: من الإبل والغنم ما بين عشرة إلى خمس وعشرين، يريد أن الذي يرسل من المواشي إلى الرعي كثير، وقليل الرِّسْل بالكسر: اللبن، وقيل كثير الرّسَل، بالفتح: أي شديد التفرق في طلب المرعى.
المحض: اللبن الخالص. والمخض: تحريك السقاء الذي فيه اللبن ليخرج زبده.
والمذق: المزج والخلط، يقال: مذقت اللبن، فهو مذيق، إذا خلطته.
الدثر: المال الكثير، أراد بالدثر ها هنا الخصب والكثير من النبات.
ودائع الشرك: يريد العهود والمواثيق، يقال توادع الفريقان إذا أعطى كل واحد الآخر عهداً أن لا يغزوه.
لا تلطط في الزكاة أي لا تمنعها.

طهفة بن قيس
" ب د ع " طهفة بن قيس، وقيل: طخفة بن قيس الغفاري.
كان من أهل الصفة وقد اختلف في اسمه اختلافاً كثيراً، واضطرب فيه اضطراباً عظيماً.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحم، عن يعيش بن طخفة بن قيس الغفاري، قال: كان أبي من أصحاب الصفة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم، فجعل الرجل يذهب بالرجل، والرجل يذهب بالرجلين، حتى بقيت خامس خمسة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " انطلقوا بنا إلى بيت عائشة " فانطلقنا معه، فقال: يا عائشة، أطعمينا فجاءت بجشيشة " ، فأكلنا ثم قال: " يا عائشة، أطعمينا " . فجاءت بحيسة، فأكلنا، ثم قال: " يا عائشة اسقينا " . فجاءت بعسّ، فشربنا، ثم جاءت بقدح فيه لبن فشربنا، ثم قال: " إن شئتم نمتم وإن شئتم انطلقتم إلى المسجد " . فقلنا: بل ننطلق إلى المسجد. قال: فبينما أنا مضطجع من السحر على بطني إذا رجلٌ يحركني برجله، وقال: هذه ضجعةٌ يبغضها الله، عز وجل، قال: فنظرت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه إبراهيم بن طهمان، وخالد بن الحارث، ومعاذ بن هشام، ووهب بن جرير، عن هشام، مثله.
ورواه الأوزاعي، وشيبان، وموسى بن خلف، ويحيى بن عبد العزيز، وأبو إسماعيل القنّاد عن يحيى عن أبي سلمة، نحوه.
ورواه الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة، عن عبد الله بن طخفة عن أبيه.
ورواه ابن ابي العشري، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم " عن " الحارث، عن قيس بن طغفة، عن أبيه.
ورواه محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء عن نعيم المجمر، عن أبي طخفة، عن أبيه.
وروى مسلمة بن علي، عن زيد بن واقد، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن محمد بن عمرو بن عطاء " عن نعيم المجمر " عن ابن طهفة عن أبيه.
ورواه نعيم المجمر أيضاً، عن ابن طهفة الغفاري، وقال: عن أبي ذر.
ورواه ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن ، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن طهفة.
وفيه اختلاف كثير، والحديث واحد.
أخرجه الثلاثة.
طهمان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
" ب د ع " طهمان، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: ذكوان، وقيل غير ذلك.
روى شريك، عن عطاء بن السائب، قال: أوصى أبي بشيء لبني هاشم، فأتيت أبا جعفر فأخبرته، فبعثني إلى امرأة منهم كبيرة، فقالت: حدثني مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يقال له: طهمان، أو ذكوان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا طهمان، إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي، وإن مولى القوم من أنفسهم " .
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده جعل متن الحديث، عن إسماعيل بن أمية، عن أبيه، عن جده، قال: كان لهم غلام يقال لهك طهمان، أو ذكوان، فأعتق جده بعضه، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فقال: " يعتق في عنقك " . فكان يخدم سيده حتى مات.

وهذا المتن أخرجه أبو عمر في ترجمة طهمان، مولى سعيد بن العاص على ما نذكره، والحق مع أبي عمر، فإن هذا المتن يحكم أن المولى لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن معتقه جد إسماعيل بن أمية، لا رسول الله، وإنما اشتبه عليه حيث رأى فيهما طهمان وذكوان، والله أعلم.

طهمان مولى سعيد
" ب " طهمان، مولى سعيد بن العاص، وقيل: ذكوان، حديثه عن إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن جده أن غلاماً له، يقال له طهمان أعتقوا نصفه، وذكر الحديث مرفوعاً، وقد تقدم ذكره في ذكوان.
أخرجه أبو عمر.
طهية بن زهير
" د ع " طهية بن زهير النهدي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم سنة تسع، وقيل: طهفة، وقد تقدم في طفهة أتم من هذا.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
؟؟
الطيب بن عبد الله الداري
" ب د ع " الطيب بن عبد الله الداري، أخو أبي هند. قدم مع أخيه على النبي صلى الله عليه وسلم . . . فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن.
روى زياد بن فائد بن زياد بن أبي هند الداري، عن أبيه، عن جده، عن أبي هند، قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن ستة نفر: تميم بن أوس، وأخوه نعيم بن أوس، ويزيد بن قيس، وأبو هند بن عبد الله، وهو صاحب الحديث، وأخوه الطيب بن عبد الله، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن، و " رفاعة " بن النعمان، فأسلمنا، وسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطينا أرضاً من الشام، فأعطانا، وكتب لنا.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: الطيب بن البراء أخو أبي هند الداري لأمه، كان أحد الوفد، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله.
وقال هشام بن الكلبي: سواد بن مالك بن سواد الداري، سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن. وقد تقدم ذكره في سواد.
باب الظاء
ظالم بن سارق
" ع س " ظالم بن سارق، وقيل: سراق بن صبح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك، أبو صفرة، الأزدي العتكي والد المهلب بن أبي صفرة، وهو مشهور بكنيته.
ذكره الطبراني وغيره، وأخرجه ها هنا أبو نعيم وأبو موسى، وأخرجه الثلاثة في الكنى، ويرد هناك، إن شاء الله تعالى.
ظالم بن عمرو
" س " ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلبس بن نفاثة بن عدي بن الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، الكناني الديلي، أبو الأسود، وهومشهور بكنيته.
ذكره ابن شاهين في الصحابة، وروى بإسناده عن القاسم بن يزيد، عن سفيان، عن بكير بن عطاء الليثي، عن أبي الأسود الديلي، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة، فأتاه نفر من أهل نجد، فقالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة، فأتاه نفر من أهل نجد، فقالوا: يا رسول الله، كيف الحج، فأمر رجلاً فنادى: " الحج يوم عرفة، من جاء قبل صلاة الصبح ليلة جمع، فقد تم حجه " .
هكذا أورده، وهو خطأ، رواه شعبة، عن بكير، عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي. ورواه غير واحد عن سفيان، كذلك، وهو الصواب، ولا مدخل لأبي الأسود فيه.
وروى عبد الرزاق عن ابن جريج، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم: أن محمد بن خلف أخبره: أن أبا الأسود أتى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يبايع الناس يوم الفتح. وهذا أيضاً خطأ، رواه أبو عاصم عن ابن جريج، عن ابن خثيم، عن محمد بن الأسود بن خلف: أن أباه الأسود حضر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يبايع، فسقط على الراوي " الهاء " في الكتابة من أباه، فجعله أبا الأسود.
وليس لأبي الأسود الديلي صحبة، وهو تابعي، مشهود، وكان من أصحاب علي، فاستعمله على البصرة، وهو أول من وضع النحو، وله شعر حسن، وجواب حاضر، وأخباره مشهورة، وكلامه كثير الحكم والأمثال.
أخرجه أبو موسى.
ظبيان بن ربيعة
ظبيان بن ربيعة الأسدي. أقام على إسلامه في الردة أيام تنبؤ طليحة الأسدي، وهو القائل لطليحة: " إنما أنت كاهن، تصيب وتخطئ، والنبي يصيب ولا يخطئ " ، في كلام ذكره ابن إسحاق.
ظبيان بن عمارة
" د ع " ظبيان بن عمارة، ذكره البخاري في الصحابة، وهو ممن يروي عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، روى عنه سويد أبو قطبة، قاله ابن منده.

وقال أبو نعيم: ظبيان بن عمارة، ذكره البخاري في الصحابة، فيما حكاه عنه بعض المتأخرين، والبخاري إنما ذكره أنه روى عن علي قوله.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
؟ظبيان بن كدادة " ب د ع " ظبيان بن كدادة، ويقال: كرادة.
روى يونس بن خباب، عن عطاء الخراساني، عن ظبيان، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " نعيم الدنيا يزول " .
وقال أبو عمر: ظبيان بن كداد الإيادي، وقيل: الثقفي، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل يرويه أهل الأخبار والغريب، وأقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعة من بلاده، ومن قوله فيه: " الطويل "
وأشهد بالبيت العتيق وبالصفا ... شهادةً من إحسانة متقبل
بأنك محمودٌ لدينا مباركٌ ... وفي أمينٌ صادق القول مرسل
أخرجه الثلاثة.
؟؟

ظهير بن رافع
" ب د ع " ظهير بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو، وهو النبيت بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي.
شهد العقبة الثانية وبدراً، قاله ابن إسحاق، وقال عروة - ورواه موسى بن عقبة عن ابن شهاب - :إنه شهد العقبة.
قال أبو عمر: لم يشهد بدراً وشهد أحداً وما بعدها من المشاهد، وهو عم رافع بن خديج، ووالد أسيد بن ظهير.
أخبرنا يحيى بن محمود وأبو ياسر بن أبي حبة بإسناديهما إلى مسلم بن الحجاج، قال: حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا أبو مسهر، حدثني يحيى بن حمزة، حدثني الأوزاعي، عن أبي النجاشي مولى رافع بن خديج، عن رافع بن خديج، قال: أتاني ظهير بن رافع فقال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أمر كان بنا رافقاً. فقلت: وما ذاك؟ ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فهو " حق. قال: " سألني: كيف تصنعون بمحاقلكم؟ قلت: تؤاجرها يا رسول الله على الربيع أو الأوسق من التمر والشعير. قال: فلا تفعلوا، ازرعوها " أو ازرعوها " أو أمسكوها " .
أخرجه الثلاثة.
ظهير بن سنان
" د ع " ظهير بن سنان الأسدي. عداده في أهل الحجاز، روى عيينة بن عاصم بن سعر بن نقادة الأسدي، قال: حدثني أبي، عن أبيه نقادة الأسدي، قال: " قدمت المدينة في جلب، فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أعرفه، فقال: " ممن الرجل؟ " فانتسبت له، فدعاني إلى الإسلام، فأسلمت فقلت: يا رسول الله، ما لي كذا وكذا، فخذ صدقته، فأخذ مني، فكنت أول من أدى صدقته من بني أسد، فقلت: يا رسول الله، أطلب إلي طلبة فإني أحب أن " أطلبكها " فقال: " ابتغ لي ناقة حلبانةً ركبانةً، غير أن لا توله ذات ولده " . قال: فخرجت فلم أجد في نعمي، فطلبتها فوجدتها في نعم ابن عم لي، يقال له: ظهير بن سنان، فقدمت بها على النبي صلى الله عليه وسلم، فقام يحلبها، فحلب، ثم ملأ القعب ثم سقاني، قال: فنظرت فإذا هو ملآن، فقمت أحلبها، فقال: " دع داعي اللبن " ، وقال: " اللهم بارك فيها وفيمن منحها " ،قال: فخشيت أن تكون الدعوة لظهير، لأنها خرجت من إبله، فقلت: يا رسول الله، وفيمن جاء بها، قال: " وفيمن جاء بها " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: صحف فيه المتأخر، يعني ابن منده، في سعر بن نقادة، فقال: سعد بن نقادة، يعني بالدال، ورواه في نقادة عن شيخه الذي روى عنه بهذا الإسناد غير مصحف فقال: سعر بن نقادة، يعني بالراء.
باب العين
باب العين والألف
عابس مولى حويطب
" د ع " عابس مولى حويطب بن عبد العزى.
روي الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، في قوله تعالى: " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله " " البقرة 207 " قال: نزلت في صهيب، وعمار، وأمه سمية، وأبيه ياسر، وبلال وخباب، وعابس مولى حويطب بن عبد العزى، أخذهم المشركون يعذبونهم.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عابس بن ربيعة
" د ع " عابس بن ربيعة بن عامر الغطيفي، والد عبد الرحمن بن عابس، له صحبة.
روى عمرو بن ثابت، عن عبد الرحمن بن عابس، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير إخوتي علي، وخير أعمامي حمزة " . رواه الكرماني بن عمرو، عن عمرو بن ثابت، مثله.

أخبرنا ابراهيم بن محمد الفقيه وغيره بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي، حدثنا هنّاد، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عابس بن ربيعة، قال: رأيت عمر بن الخطاب يقبل الحجر، ويقول: إني أقبلك، وأعلم أنك حجر، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك، لم أقبلك.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عابس بن عبس الغفاري
" ب د ع " عابس بن عبس الغفاري، وقيل: عبس بن عابس، نزل الكوفة، روى عنه أبو أمامة الباهلي، وعليم الكندي وزاذان أبو عمر.
روى يزيد بن هارون، عن شريك، عن عثمان بن عمير، عن زاذان أبي عمر، قال: " كنا جلوساً على سطح، ومعنا رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أعلمه إلا قال: عبس أو عابس الغفاري، والناس يخرجون من الطاعون، فقال عبس: يا طاعون، خذني: ثلاثاً، فقال له عليم الكندي: لم تقول هذا؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يتمنى أحدكم الموت " فإنه " عند انقطاع أمله " ؟ فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " بادروا بالموت ستاً: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم، واستخفافاً بالدم، وقطيعة الرحم، " ونشأ يتخذون القرآن مزامير " يقدمونه ليفتيهم، وإن كان أقل منهم فقهاً.
أخرجه الثلاثة.
عازب بن الحارث
" د ع " عازب بن الحارث بن عدي الأنصاري، تقدم نسبه عند ابنه البراء.
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد الخطيب، حدثنا أبو بكر بن بدران الحلواني، أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، أخبرنا أبو بكر أبو مالك، أخبرنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عمرو بن محمد أبو سعيد، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب، قال: اشترى أبو بكر من عازب رحلاً بثلاثة عشر درهماً، قال: فقال أبو بكر لعازب: مر البراء فليحمله إلى منزلي. فقال: لا حتى تحدثنا: كيف صنعت حيث خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت معه؟ قال: فقال أبو بكر: خرجنا فأدلجنا فأحثثنا يومنا وليلتنا، حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة، فضربت ببصري هل أرى ظلاً نأوي إليه؟ فإذا أنا بصخرة فأهويت إليها، فإذا بقية ظلها، فسويته لرسول الله صلى الله عليه وسلم . . . وذكر الحديث، ويرد في ترجمة أبي بكر عبد الله بن عثمان، إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
العاص بن عامر
العاص بن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب بن عامر بن صعصعة، العامري الكلابي.
له صحبة، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن اسمه، فقال: العاص، فقال: " أنت مطيع " .
قاله ابن الكلبي.
العاص بن هشام
" ع س " العاص بن هشام، أبو خالد المخزومي، جد عكرمة بن خالد. سكن مكة روى عكرمة بن خالد، عن أبيه - أو عمه - عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في غزوة تبوك: " إذا وقع الطاعون في أرضٍ، وأنتم فيها، فلا تخرجوا منها، وإن كنتم بغيرها فلا تقدموا عليها " .
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
عاصم الأسلمي
" ب د ع " عاصم الأسلمي. مدني، والد هشام، روى عنه ابنه هشام: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم بالغميم، ولا يصح، قاله ابن منده.
وقال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين وقال: لا يصح.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
عاصم بن ثابت
" ب د ع " عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح واسم أبي الأقلح: قيس بن عصمة بن النعمان بن مالك بن أمة بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، الأنصاري الأوسي ثم الضبعي، وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه، وهو حمي الدبر، شهد بدراً.
روى معمر، عن الزهري، عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي، عن أبي هريرة، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريةً عيناً، وأمّر عليهم عاصم بن ثابت، فانطلقوا، حتى كانوا بين عسفان ومكة ذكروا لحيٍّ من هذيل، وهم بنو لحيان، فتبعوهم في قريب من مائة رجل رام، حتى لحقوهم وأحاطوا بهم، وقالوا: لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجلاً. فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في جوار مشرك، اللهم فأخبر عنا رسولك. فقاتلوهم فرموهم حتى قتلوا عاصماً في سبعة نفر، وبقي خبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة، ورجل آخر، فأعطوهم العهد، فنزلوا إليهم، فأخذوهم.
وقد ذكرنا خبر خبيب عند اسمه، وأما عاصم فأرسلت قريش إليه ليؤتوا به أو بشيء من جسده ليعرفوه.

وكان قتل عقبة بن أبي معيط الأموي يوم بدر، وقتل مسافع بن طلحة وأخاه كلاب، كلاهما اشعره سهماً، فيأتي أمه سلافة ويقول: سمعت رجلاً حين رماني يقول: خذها وانا ابن الأقلح، فنذرت إن أمكنها الله تعالى من رأس عاصم لتشربن فيه الخمر، فلما أصيب عاصم يوم الرجيع أرادوا أن يأخذوا رأسه ليبيعوه من سلافة، فبعث الله سبحانه عليه مثل الظلة من الدبر، فحمته من رسلهم، فلم يقدروا على شيء منه، فلما أعجزهم قالوا: إن الدبر سيذهب إذا جاء الليل، فبعث الله مطراً، فجاء سيل فحمله فلم يوجد، وكان قد عاهد الله تعالى أن لا يمس مشركاً ولا يمسه مشرك، فحماه الله تعالى بالدبر بعد وفاته، فسمي حميّ الدبر، وقنت النبي صلى الله عليه وسلم شهراً يلعن رعلاً وذكوان بني لحيان، وقال حسان: " الطويل "
لعمري لقد شانت هذيل بن مدرك ... أحاديث كانت في خبيب وعاصم
أحاديث لحيان صلوا بقبيحها ... ولحيان ركّابون شرّ الجرائم
أخرجه الثلاثة.

عاصم ابن أبي جبل
عاصم ابن أبي جبل، واسمه قيس بن عمرو بن مالك بن عزيز بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف.
كذا نسبه الأمير أبو نصر بن ماكولا، وقال: صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان شريفاً زمن عمر بن الخطاب، قال العدوي، قال: وقال الواقدي: هو عاصم بن عبد الله بن قيس، وقيس هو أبو جبل بن مالك بن عمرو بن عزيز بن مالك، وقال: شهد أحداً.
استدركه ابن الدباغ الأندلسي على أبي عمر.
عاصم الحبشي
" س " عاصم الحبشي، غلام زرعة الشقري.
أخرجه أبو موسى، وقال: ذكره المستغفري، وقد أخرجه أبو عبد الله بن منده في: أصرم الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم زرعة، وهو مولى عاصم الحبشي من فوق.
عاصم بن حدرة
" ب د ع " عاصم بن حدرة، وقيل: ابن حدرد.
روى سعيد بن بشر، عن قتادة، عن الحسن، قال: دخلنا على عاصم بن حدرة، فقال: ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم بواب قط، ولا مشي معه بوسادة قط، ولا أكل على خوان قط.
أخرجه الثلاثة.
حَدْرَة: بحاء مهملة مفتوحة، ودال مهملة ساكنة، ثم راء، وهاء، قاله ابن ماكولا.
عاصم بن حصين.
" ب " عاصم بن حصين بن مشمت الحماني.
قيل: إنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه . روى عنه ابنه شعيب بن عاصم.
أخرجه أبو عمر.
عاصم بن الحكم
" س " عاصم بن الحكم. أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد السراج، أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أخبرنا أبو بكر بن المقري، أخبرنا أبو يعلى الموصلي في مسنده، حدثنا عمرو بن الضحاك بن مخلد، حدثنا أبي، حدثنا طالب بن مسلم بن عاصم بن الحكم، حدثني بعض أهلي: أن جدي حدثه: أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم في حجته في خطبته، فقال: " ألا إن أموالكم ودماءكم حرام كحرمة هذا البلد، في هذا اليوم، ألا فلا أعرفنكم بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا فليبلغ الشاهد الغائب، فإني لا أدري هل ألقاكم ها هنا أبداً بعد اليوم، اللهم اشهد، اللهم بلغت " .
وبالإسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا إن الله عز وجل نظر إلى أهل الجمع، فقبل من محسنهم، وشفع محسنهم في مسيئهم، فتجاوز عنهم جميعاً " .
أخبرنا أبو موسى.
؟عاصم بن سفيان " ب س ع " عاصم بن سفيان الثقفي، سكن المدينة.
روى حشرج بن نباتة، عن هشام بن حبيب، عن بشر بن عاصم، عن أبيه، قال: بعث إليه عمر يستعين به على بعض الصدقة، فأبى أن يعمل، وقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا كان يوم القيامة أتي بالوالي، فوقف على جسر جهنم، فيأمر الله الجسر فينتفض به انتفاضة، فإن كان لله مطيعاً أخذ بيده، وأعطاه كفلين من رحمته، وإن كان عاصياً حرق به الجسر، فهوى في جهنم مقدار سبعين خريفاً " .
كذا رواه حشرج بن نباتة، ورواه غيره ولم يقل: عن أبيه.
أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: لا يصح حديثه. وترجم عليه ابن منده، فقال: عاصم أبو بشر. وأخرجه أبو موسى فقال: استدركه أبو زكرياء على جده، وقد أخرجه جده فقال: عاصم أبو بشر.
والحق مع أبي موسى، ما كان لأبي زكرياء أن يستدركه على جده، والله أعلم.
؟عاصم بن عدي

" ب د ع " عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن ودم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن بلي، البلوي، حليف بني عبيد بن زيد، من بني عمرو بن عوف، من الأوس من الأنصار، يكنى أبا عبد الله، وقيل: أبو عمر، وأب عمرو، وهو أخو معن بن عدي، وكان سيد بني العجلان.
شهد بدراً وأحداً والخندق، والمشاهد كلها، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: لم يشهد بدراً بنفسه، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رده من الروحاء، واستخلفه على العالية من المدينة، قال محمد بن إسحاق، وابن شهاب، وضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره.
وهو الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لعويمر العجلاني، فنزلت قصة اللّعان، وهو والد أبي البداح بن عاصم.
وأخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفقيه بإسناده إلى أبي عبد الرحمن النسائي، قال: أخبرنا عمرو بن علي، حدثنا يحيى، حدثنا مالك، حدثنا عبد الله بن أبي بكر " عن أبيه " ، عن أبي البداح بن عاصم بن عدي، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخّص للرعاء في البيتوتة، يرمون يوم النحر واليومين اللذين بعده، يجمعونهما في أحدهما.
وتوفي سنة خمس وأربعين، وقد عاش مائة سنة وخمس عشرة سنة، وقيل: عاش مائة سنة وعشرين سنة.
أخرجه الثلاثة.
ودْم: بفتح الواو، والدال المهملة.
؟عاصم بن العكير " ب " عاصم بن العكير، المزني الأنصاري، حليف لنبي عوف الخزرج من الأنصار، ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً وأحداً، قال الطبري.
أخرجه أبو عمر، وقال: فيه نظر.
العُكيْر: بضم العين وفتح الكاف، وتسكين الياء وتحتها نقطتان، ثم راء.
؟

عاصم بن عمر
" ب د ع " عاصم بن عمر بن الخطاب، العدوي القرشي، أمه: جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح، كان اسمها عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة، وقيل: هي بنت عاصم بن ثابت، لا أخته.
ولد عاصم قبل وفارة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، وخاصمت فيه أمه أباه إلى أبي بكر الصديق وهو ابن أربع سنين، وقيل: ابن ثماني سنين، ولما طلّق عمر أمّ عاصم تزوجها يزيد بن جارية الأنصاري، فهي أم عبد الرحمن بن يزيد أيضاً، فهو أخو عاصم لأمه.
وكان عاصم طويلاً جسيماً، يقال: إنه كان ذراعه ذراعاً ونحواً من شبر، وكان خيراً فاضلاً يكنى أبا عمر.
مات سنة سبعين قبل وفاة أخيه عبد الله، ورثاه أخوه عبد الله فقال: " الطويل "
وليت المنايا كنّ خلّفن عاصماً ... فعشنا جميعاً أو ذهبن بنا معاً
وكان عاصم شاعراً أحسن الشعر، وقيل: ما من أحد إلا وهو يتكلم ببعض ما لا يريد، إلا عاصم بن عمر بن الخطاب.
وهو جدّ عمر بن عبد العزيز لأمه، أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهم.
أخرجه الثلاثة.
عاصم بن عمرو
" ب د ع " عاصم بن عمرو بن خالد بن حرام بن أسعد بن وديعة بن مالك بن قيس بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، الكناني الليثي.
روى عنه ابنه نصر أنه قال: دخلت مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله. قلت: مم ذاك؟ قالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان يخطب آنفاً، فقام رجل فأخذ بيد ابنه ثم خرجا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لعن الله القائد والمقود، ويلٌ لهذه الأمة من فلانٍ ذي الأستاه " .
أخرجه الثلاثة.
عاصم بن قيس
" ب د ع " عاصم بن قيس بن ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف الأنصاري.
شهد بدراً قاله محمد بن إسحاق وموسى بن عقبة، وشهد أحداً.
أخرجه الثلاثة.
عاقل بن البكير
" ب د ع " عاقل بن البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، الكناني اليثي، حليف بني عدي بن كعب.
شهد بدراً هو وإخوته: عامر، وخالد، وإياس، بنو البكير، وقتل عاقل ببدر، شهد قتله مالك بن زهير الجشمي وهو ابن أربع وثلاثين سنة.
كان اسمه غافلاً، بالفاء، فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عاقلاً، بالقاف، وكان أول من أسلم وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم.
أخرجه الثلاثة.
عامر بن الأسود

" س " عامر بن الأسود الطائي. ذكره سعيد القرشي، وروى عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لعامر بن الأسود: " بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتابٌ من محمد رسول الله لعامر بن الأسود المسلم، إنه له ولقومه من طيئ ما أسلموا عليه من بلادهم ومياههم، ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وفارقوا المشركين " . وكتب المغيرة.
أخرجه أبو موسى.

عامر بن الأضبط
" ب س " عامر بن الأضبط الأشجعي. هو الذي قتلته سرية رسول الله صلى الله عليه وسلم يظنونه: متعوذاً بالشهادة، قاله أبو عمر.
وقيل في سبب قتله ما روى القعقاع بن عبد الله، عن أبي عبد الله قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فمرّ بنا عامر بن الأضبط، فحيا بتحية الإسلام، قال: ففزعنا منه، فحمل عليه محلّم بن جثامة فقتله وسلبه بعيراً ووطباً من لبن، وشيئاً من متاع، فلما دفعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه، فأنزل الله تعالى: " يأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبيّنوا " " النساء 94 " ورواه محمد بن إسحاق عن القعقاع بن عبد اللن بن أبي حدرد، عن أبيه.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى .
وقيل: إن المقتول في تلك السرية: مرداس بن نهيك. والله تعالى أعلم.
عامر بن الأكوع
" ب د ع " عامر بن الأكوع. روى عنه ابن أخيه سلمة بن عمرو بن الأكوع، ويذكر في عامر بن سنان بن الأكوع، إن شاء الله تعالى.
أخرجه هاهنا الثلاثة.
عامر بن أمية
" ب د ع " عامر بن أمية بن زيد بن الحسحاس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري الخزرجي، من بني عدي بن النجار، وهو والد هشام بن عامر.
وشهد بدراً، قاله بان إسحاق وابن شهاب، وقتل يوم أحد شهيداً، قال أبو عمر، ولما دخل ابنه هشام على عائشة، قالت: " نعم المرء كان عامراً " . ولا عقب له.
أخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن الطبري الفقيه بإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي، قال: حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا حميد بن هلال، عن هشام بن عامر، قال: جاءت الأنصار يوم أحد فقالوا: يا رسوال الله، بنا قرحٌ وجهد، فكيف تأمرنا؟ قال: " احفروا وأوسعوا واجعلوا الرجلين والثلاثة في القبر الواحد " ، فقالوا: من نقدّم؟ قال: " قدموا أكثرهم قرآناً " . قال: فقدّم أبي بين يدي اثنين من الأنصار.
أو قال: واحد من الأنصار.
أخرجه الثلاثة.
قلت: كذا قال أبو عمر: إن ابنه هشام دخل على عائشة، وإنما الذي دخل عليها سعد بن هشام بن عامر، حين سألها عن الوتر.
الحسحاس: بحاءين وسينين مهملات.
عامر بن أبي أمية
" ب د ع " عامر بن أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، أخو أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أسلم عام الفتح، روى عن أم سلمة.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله الدقاق بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا همام، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن أبي أمية، عن أخته أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان يُصبح جنباً، فيصوم ولا يفطر " .
أخرجه الثلاثة.
عامر بن البكير
" ب د ع " عامر بن البكير الليثي. تقدم عند أخيه عاقل.
شهد بدراً، قاله ابن شهاب، شهدها هو وإخوته.
أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: لا أعلم له رواية.
امر بن بلحارث
" س " عامر بن بلحارث، وقيل: ابن ثعلبة بن زيد بن قيس بن أميّة بن سهل بن عامر، أبو الدرداء، أورده المستغفري هكذا، وقال: نسبه يحيى بن يونس هكذا، وخالفه غيره، وقال بعض ولد أبي الدرداء: اسم أبي الدرداء: عامر.
أخرجه أبو موسى.
قلت: هكذا نسبه فقال: ابن بلحارث، وهو وهم، وإنما هو من بني الحارث بن الخزرج الأكبر، ويقال لولده: بلحارث، كما يقال: بلهجيم، وبلعنبر وغيرهم، يعني بني الحارث وبني الهجيم وبني العنبر، بينه وبين الحارث عدة آباءٍ، ويذكر في عويمر أتم من هذا.
أخرجه أبو موسى.
عامر بن ثابت
" ب س " عامر بن ثابت، حليف لبني جحجبى بن عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف من الأنصار، ثم من الأوس.
شهد أحداً وقتل يوم اليمامة، قاله ابن إسحاق.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى مختصراً.
عامر بن ثابت بن سلمة

" ب " عامر بن ثابت بن سلمة بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف.
قتل يوم اليمامة شهيداً.
أخرجه أبو عمر مختصراً.

عامر بن ثابت بن قيس
" ب " عامر بن ثابت بن قيس، وقيس هو أبو الأقلح، الأنصاري الأوسي، تقدم نسبه عند ذكر أخيه عاصم، كان سيداً في قومه، وهو الذي ضرب عنق عقبة بن أبي معيط يوم بدر، في قول: وقيل: إنما قتله أخوه عاصم بن ثابت، أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك.
أخرجه أبو عمر.
عامر بن الحارث
" د " عامر بن الحارث بن ثوبان. له صحبة، شهد فتح مصر، ولا تعرف له رواية.
أخرجه ابن منده.
عامر بن الحارث الفهري
" د ع " عامر بن الحارث الفهري. من بني الحارث بن فهر بن مالك.
شهد بدراً، ولا تعرف له رواية، قال محمد بن إسحاق من رواية يونس بن بكير عنه، في تسمية من شهد بدراً، من بني الحارث بن فهر: عامر بن الحارث.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: عامر بن الحارث الفهري، وذكر قول ابن منده، ثم قال: ذكره بعض المتأخرين عن يونس عن ابن إسحاق. وقال إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق: هو عامر بن عبد الله بن الجراح، أبو عبيدة، وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: هو عمرو بن عامر بن الحارث، من بني ضبة بن فهر.
قلت: هذا قول أبي نعيم، وفيه نظر، فإن ابن إسحاق ذكره كما قال ابن منده، أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً، قال: ومن بني الحارث بن فهر: أبو عبيدة وهو عامر بن عبد الله بن الجراح، وعامر بن الحارث، وكذلك ايضاً رواه سلمة عن ابن إسحاق، مثل يونس سواءً، وإنما عبد الملك بن هشام روى عن زياد بن عبد الله البكائي، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً، قال: ومن بني الحارث بن فهر: أبو عبيدة بن الجراح، وهو عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث، وعمرو بن الحارث بن زهير بن أبي شدّاد بن ربيعة بن هلال. وذكر غيرهما، ولم يذكر عامر بن الحارث، إنما ذكر عوضه: عمرو بن الحارث. ولم يزل أصحاب ابن إسحاق وغيره يختلفون، فكان هذا مما اختلفوا فيه، وبالجملة فإن ابن منده نقل عن ابن بكير، عن ابن إسحاق الصحيح، فلا يلزمه أن يكون إبراهيم بن سعد لم يذكره، فلا حجة على ابن منده، وقد وافق يونس سملة، والله أعلم.
عامر بن الحارث الأشعري
" د ع " عامر بن الحارث بن هانئ بن كلثوم الأشعري، يكنى أبا مالك، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في السفينة.
وهو ممن ورد إلى مصر، روى عنه من أهلها: إبراهيم بن مقسم مولى هذيل، ومن أهل الشام عبد الرحمن بن غنم، وأبو سلام الحبشي، قاله يونس بن عبد الأعلى.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: قد اختلف في اسم أبي مالك، فقيل: عمرو، وقيل: عبيد، وقيل: الحارث. وقد ذكر كل اسم في موضعه.
عامر بن حذيفة
" ب د ع " عامر بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي، يكنى أبا جهنم، اختلف في اسمه، فقيل: عامر، وقيل: عبيدة، وهو بكنيته أشهر، ونذكره في عبيدة، وفي الكنى إن شاء الله تعالى.
وهو صاحب الخميصة التي أرسلها إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة.
عامر الرّام
" ب د ع "
عامر الرام
الخضري، والخضر قبيلة من قيس عيلان، ثم من محارب بن خصفة بن قيس عيلان، وهم ولد مالك بن طريف بن خلف بن محارب. قيل لمالك وأولاده: الخضر، لأنه كان آدم، وكان عامر أرمى العرب.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بإسناده إلى أبي داود، حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أبي منظور، عن عمه عامر الرام، أخي الخضر، قال: إنا لبلادنا إذ رفعت لنا رايات وألوية، فقلت: ما هذا؟ قالوا: رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأقبلت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً تحت شجرة، وحوله أصحابه.
وذكر الحديث في ثواب الأسقام ورحمة الله سبحانه لعباده.
أخرجه الثلاثة.
عامر بن ربيعة

" ب د ع " عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك بن ربيعة بن عامر بن سعد بن عبد الله بن الحارث بن رفيدة بن عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، وقيل: ربيعة بن مالك بن عامر بن حجير بن سلامان بن هنب بن أفصى، وقيل: عامر بن ربيعة بن عامر بن مالك بن ربيعة بن حجير بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل.
هذا الاختلاف كله ممن نسبه إلى عنز بن وائل، وعنز، بسكون النون، هو أخو بكر وتغلب ابني وائل، ومنهم من ينسبه إلى مذحج، كنيته أبو عبد الله، وهو حليف الخطاب بن نفيل العدوي، والد عمر بن الخطاب.
أسلم قديماً بمكة وهاجر إلى الحبشة، هو وامرأته، وعاد إلى مكة، ثم هاجر إلى المدينة أيضاً، ومعه امرأته ليلى بنت أبي حثمة، وقيل: إن ليلى أول من هاجر إلى المدينة. وقيل إن أبا سلمة بن عبد الأسد أول من هاجر.
وشهد عامر بدراً وسائر المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو منصور مسلم بن علي بن محمد، حدثنا أبو البركات محمد بن محمد بن خميس ، حدثنا أبو النصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن الخليل المرجي، أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا يحيى، هو ابن معين، حدثنا حجاج، قال: أخبرنا عاصم بن عبيد الله، عن رجل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " سيكون أمراء بعدي، يصلون الصلاة لوقتها، ويؤخرونها عن وقتها، فصلوها معهم، فإن صلّوها لوقتها وصليتموها معهم فلكم " ولهم، وإن أخّروها عن وقتها فصليتموها معهم، فلكم " وعليهم، ومن فارق الجماعة مات ميتة جاهلية، ومن نكث العهد ومات ناكثاً للعهد جاء يوم القيامة ولا حجة له " . قلت لعاصم: من أخبرك هذا الخبر؟ قال: عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه عامر.
وروى نافع عن ابن عمر، عن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: " إذا رأى أحدكم الجنازة فإن لم يكن ماشياً معها، فليقم حتى تخلفه أو توضع " .
وتوفي سنة اثنتين وثلاثين حين نشم الناس في أمر عثمان.
روى مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن ابيه: " أنه قام من الليل يصلي، حين نشّم الناس في أمر عثمان والطعن عليه، ثم نام فأتي في المنام فقيل له: قم فاسأل الله أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالح عباده، فقام فصلى، ثم دعا ثم اشتكى، فما خرج بعد إلا بجنازته.
وقيل: توفي بعد قتل عثمان، رضي الله عنهما، بأيام.
قال علي بن المديني، هو من عنز، بفتح النون. والصحيح سكونها، وعنز قليل، وإنما عنزة بالتحريك آخره هاء كثير، وهم من ولد عنزة بن أسد بن ربيعة، أيضاً.

عامر بن أبي ربيعة
" س " عامر بن أبي ربيعة، أورده أبو بكر بن أبي علي في الصحابة.
روى يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن باسط، عن عامر بن أبي ربيعة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يزال الناس بخير ما عظّموا هذه الحرمة، فإذا ضيعوها، أو قال: تركوها، هلكوا " .
أخرجه أبو موسى.
عامر بن ساعدة
" ب س " عامر بن ساعدة بن عامر الأنصاري الحارثي، أبو حثمة والد سهل بن أبي حثمة الذي كان بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم خارصاً إلى خيبر، ذكره المستغفري، وقال: توفي زمن معاوية، وكان دليل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وسماه الواقدي عامراً، وكذلك سماه الحسن بن محمد، وهو من بعض أهليه، وقيل: اسمه عبد الله، وضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه من خيبر وسهم فرسه.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى، ويذكر في الكنى، إن شاء الله تعالى.
عامر بن سعد بن الحارث
عامر بن سعد بن الحارث بن عبار بن سعد بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى، استشهد هو وأخوه عمرو يوم مؤتة، قاله ابن هشام عن الزهري.
ذكره ابن الدباذغ فيما استدركه على أبي عمر.
عامر بن سعد الأنماري " ب " عامر بن سعد أبو سعد الأنماري. شامي، قال أبو عمر في أبي سعد الخير الأنماري: اسمه عامر بن سعد، وقيل: عمرو بن سعد، ويذكر هناك، إن شاء الله تعالى.
عامر بن سعد بن ثقف
عامر بن سعد بن عمرو بن ثقف، شهد بدراً وما بعدها فيما قاله العدوي وابن القداح.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي على أبي عمر.
عامر بن سلمة

" ب د ع " عامر بن سلمة بن عامر البلوي. حليف الأنصار، قاله أبو عمر، وقال ابن منده: من الأنصار، ولم يذكر أنه حليف الأنصار، وذكر أبو نعيم أنه حليف لهم، وقالوا كلهم: إنه شهد بدراً، وقال موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق في تسمية من شهد بدراً، من الأنصار: عامر بن سلمة بن عامر، حليف لهم.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً، قال: ومن بني جزي بن عدي بن مالك . . . وعامر بن سلمة بن عامر، حليف لهم، من أهل اليمن. فقوله: من أهل اليمن، لا يناقض قولهم: إنه من بلي، لأن بليّا من قضاعة، وقضاعة من اليمن في قول الأكثر، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: وقيل في اسمه عمرو.

عامر بن سليم
" س " عامر بن سليم الأسلمي. صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض المغازي. توفي بنيسابور ودفن بها في مقبرة ملقاباذ، قاله الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور.
أخرجه أبو موسى.
عامر بن سنان
" ب د ع " عامر بن سنان، وهو الأكوع بن عبد الله بن قشير بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم الأسلمي، عم سلمة بن عمر بن الأكوع، ويقال: سلمة بن الأكوع وإنما هو ابن عمرو بن الأكوع.
وكان عامر شاعراً، وسار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، فقتل بها.
أخبرنا أبو جعفر بن السمين، قال بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي الهيثم: أن أباه حدثه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مسيره إلى خيبر لعامر بن الأكوع، وكان اسم الأكوع سناناً: " انزل يا ابن الأكوع، فخذلنا من هناتك " ، فنزل يرتجز برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول: " الرجز " .
والله لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدّقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا
إنا إذا قومٌ بغوا علينا ... وإن أرادوا فتنةً أبينا
كذا قال يونس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رحمك ربك " ، فقال عمر بن الخطاب: وجبت والله. لو متّعتنا به! فقتل يوم خيبر شهيداً، وكان قتله، فيما بلغني، أن سيفه رجع عليه وهو يقاتل. فكلمه كلماً شديداً، " وهو يقاتل " ، فمات منه.
أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفقيه الشافعي بإسناده إلى أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب، أخبرنا عمرو بن سؤّاد، أخبرنا ابن وهب، أخبرنا يونس، عن ابن شهاب، أخبرني عبد الرحمن وعبد الله ابنا كعب بن مالك أن سلمة بن الأكوع قال: لما كان يوم خيبر قاتل أخي قتالاً شديداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتد سيفه عليه، فقتله، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وشكوا فيه، رجل مات بسلاحه. قال سلمة: فقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر، فقلت: يا رسول الله أتأذن لي أن أرجز بك. فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: " الرجز "
والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدّقنا ولا صلينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صدقت " . فقلت: " الرجز "
فأنزلن سكينةً علينا ... و ثبت الأقدام إن لاقينا
والمشركون قد بغوا علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال هذا؟ " قلت: أخي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يرحمه الله " . فقلت: يا رسول الله، إنّ ناساً ليهابون الصلاة عليه، يقولون: رجلٌ مات بسلاحه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مات جاهداً مجاهداً " .
قال ابن شهاب: ثم سألت ابناً لسلمة بن الأكوع، فحدثني " عن أبيه " مثل ذلك، غير أنه قال، حين قلت أن ناساً ليهابون الصلاة عليه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كذبوا، مات جاهداً مجاهداً، فله أجره مرتين، وأشار بأصبعيه " .
أخرجه مسلم، عن أبي الطاهر، عن ابن وهب.
والصحيح أن عامراً أعم سلمة وليس بأخ له، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
؟عامر بن شهر " ب د ع " عامر بن شهر الهمداني. ويقال: البكيلي، ويقال: الناعطي. وهما بطنان من همدان، يكنى أبا شهر، ويقال: أبو الكنود.

وسكن الكوفة، روى عنه الشعبي، روى عكرمة، عن ابن عباس، قال: أول من اعترض على الأسود العنسي وكابره: عامر بن شهر الهمداني في ناحيته، وفيروز وداذويه في ناحيتهما.
وكان عامر بن شهر أحد عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم على اليمن: أخبرنا المنصور بن أبي الحسن الديني الطبري بإسناده إلى أبي يعلى، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا أبو أسامة، عن مجالد، عن الشعبي، عن عامر بن شهر، قال: كانت همدان قد تحصنت في جبل يقال له: الحقل - من الحبش - قد منعهم الله به حتى جاء أهل فارس، فلم يزالوا محاربين، حتى همّ القوم الحرب، وطال عليهم الأمر، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت لي همدان: يا عامر بن شهر، إنك قد كنت نديماً للملوك مذ كنت، فهل أنت آت هذا الرجل ومرتادٌ لنا؟ فإن رضيت لنا شيئاً فعلناه، وإن كرهت شيئاً كرهناه. قلت: نعم، وقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجلست عنده، فجاء رهط، فقالوا: يا رسول الله، أوصنا، فقال: أوصيكم بتقوى الله، أن تسمعوا من قول قريش وتدعوا فعلهم، فاجتزأت بذلك - والله - من مسألته ورضيت أمره. ثم بدا لي أن أرجع إلى قومي حتى أمر بالنجاشي، وكان للنبي صلى الله عليه وسلم صديقاً، فمررت به، فبينا أنا عنده جالس إذ مر ابن له صغير، فاستقرأه لوحاً معه، فقرأه الغلام، فضحكت، فقال النجاشي: مم ضحكت؟ فوالله لهكذا أنزلت على لسان عيسى بن مريم: إن اللعنة تنزل إلى الأرض إذا كان أمراؤها صبياناً. قلت: فما قرأ هذا الغلام؟ قال: فرجعت، وقد سمعت هذا من النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من النجاشي.
وأسلم قومي ونزلوا إلى السهل، وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الكتاب إلى عمير ذي مران، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك بن مرارة الرهاوي إلى اليمن جميعاً، وأسلم عك ذو خيوان، فقيل: انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخذ منه الأمان على قومك ومالك، وقد ذكرناه في ذي خيوان.
أخرجه الثلاثة.
؟عامر بن صبرة عامر بن صبرة بن عبد الله المنتفق، والد أبي رزين لقيط ابن عامر العقيلي.
أخبرنا أبو القاسم بن يعيش بن صدقة بإسناده إلى أحمد بن شعيب، قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا خالد، حدثنا شعبة، قال: سمعت النعمان بن سالم قال: سمعت عمرو بن أوس - يحدث عن أبي رزين أنه قال. يا نبي الله، إن ابي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الظّعن؟ قال: حجّ عن أبيك واعتمر.
؟عامر بن الطفيل بن الحارث.
عامر بن الطفيل بن الحارث. قال وثيمة: قال محمد بن إسحاق: كان وافد قومه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر مقامه في الأزد في الردة يوصيهم بالإسلام، وذكره الترمذي في الصحابة أيضاً.
استدركه ابن الدباغ على ابن عبد البر.
؟عامر بن الطفيل العامري " س " عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، العامري الجعفري، كان سيد بني عامر في الجاهلية.
أخرجه أبو موسى وقال: اختلف في إسلامه، فأورده أبو العباس المستغفري في الصحابة، وروى بإسناده، عن ابي أمامة، عن عامر بن الطفيل: أنه قال: يا رسول الله، زودني كلمات أعيش بهن، قال: " يا عامر، أفش السلام وأطعم الطعام واستحي من الله كما تستحي رجلاً من أهلك ذا هيئة، وإذا اسأت فأحسن، فإن الحسنات يذهبن السيئات " .
وروى المستغفري وغيره ليس بحجة في إسلام عامر، فإن عامراً لم يختلف أهل النقلا من المتقدمين أنه مات كافراً، وهو الذي قال - لما عاد من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم كافراً، هو وأربد بن قيس، أخو لبيد لأمه، وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما، وقال: " اللهم اكفنيهما بما شئت " فأنزل الله تعالى على أربد صاعقة، وأخذت عامراً الغدة، فكان يقول: عدة كعدة البعير وموت في بيت سلولية.
ولم يختلفوا في ذلك، فتركه كان أولى من ذكره.
؟؟

عامر بن أبي عامر
" س " عامر بن أبي عامر الأشعري. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه، وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا إذن على عامر " ثم وفد على معاوية فكان يدخل عليه بغير إذن، وأدرك عبد الملك بن مروان، وتوفي بالأزدن في ملكه، قاله ابن شاهين عن ابن سعدٍ.
أخرجه أبو موسى.
عامر بن عبد الله بن الجراح

" ب د ع " عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن اهيب بن ضبة بن الحراث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة، أبو عبيدة، اشتهر بكنيته ونسبه إلى جده، فيقال: أبو عبيدة بن الجراح.
وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وشهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من السابقين إلى الإسلام، وهاجر إلى الحبشة وإلى المدينة أيضاً، وكان يدعى القوي الأمين.
وكان أهتم، وسبب ذلك أنه نزع الحلقتين اللتين دخلتا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المغفر يوم أحد، فانتزعت ثنيتاه فحسنتا فاه، فما رئي أهتم قط، أحسن منه.
وقال أبو بكر الصديق يوم السقيفة: " قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين: عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح " .
وكان أحد الأمراء المسيرين إلى الشام، والذي فتحوا دمشق، ولما ولي عمر بن الخطاب الخلافة عزل خالد بن الوليد واستعمل أبا عبيدة، فقال خالد: ولّي عليكم أمين هذه الأمة وقال أبو عبيدة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن خالداً لسيفٌ من سيوف الله " .
ولما كان أبو عبيدة ببدر يوم الوقعة، جعل أبوه يتصدى له، وجعل أبو عبيدة يحيد عنه، فلما أكثر أبوه قصده قتله أبو عبيدة، فأنزل الله تعالى: " لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم " " المجادلة 22 " الآية. وكان الواقدي ينكر هذا، ويقول: توفي أبو أبي عبيدة قبل الإسلام، وقد رد بعض أهل العلم قول الواقدي.
أخبرنا إسماعيل بن علي بن عبيد الله وغيره، قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي، قال: حدثنا عبد الله بن شقيق، عن عبد الله بن سراقة، عن أبي عبيدة بن الجراح، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر قومه الدجال، وإني أنذركموه " . فوصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " لعله يدركه بعض من رآني وسمع كلامي " . قالوا: يا رسول الله، فكيف قلوبنا يومئذ؟ قال: " مثلها - يعني اليوم - أو خيرٌ " .
أخبرنا أبو الفضل المخزومي الطبري بإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي، حدثنا أبو بكر بن ابي شيبة وأبو خيثمة، قالا: حدثنا إسماعيل بن علية، عن خالد، عن أبي قلابة، قال: قال أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكل أمة أمين، وإن أميننا، أتيها الأمة، أبو عبيدة بن الجراح " .
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد الخطيب، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني، أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري، أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري، أخبرنا أبو أحمد الغطريفي، أخبرنا أبو خليفة الجمحي، أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا شعبة، عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن أنس: أنه قال: " لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " .
ولما هاجر أبو عبيدة بن الجراح إلى المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي طلحة الأنصاري.
وأخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم بن عساكر الدمشقي، إجازة، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو غالب بن المثنى، حدثنا أبو محمد الجواهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّويه وأبو بكر بن إسماعيل، قالا: حدثنا يحيى بن محمد بن ساعدن حدثنا الحسين بن الحس، أخبرنا عبد الله بن المبارك، حدثنا معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قدم عمر بن الخطاب الشام فتلقاه أمراء الأجناد وعظماء أهل الأرض، فقال عمر: أي أخي؟ قالوا: من؟ قال: أبو عبيدة. قالوا: يأتيك الآن. قال: فجاء على ناقة مخطومة بحبل، فسلم عليه وسأله، ثم قال للناس: انصرفوا عنا. فسار معه حتى أتى منزله، فنزل عليه، فلم ير في بيته إلا سيفه وترسه " ورحله " ، فقال عمر: لو اتخذت متاعاً؟ أو قال شيئاً. قال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين، إن هذا سيبلغنا المقيل.
قال: وحدثنا معمر، عن قتادة، قال: قال أبو عبيدة بن الجراح: لوددت أني كبش يذبحني أهلي فيأكلون لحمي، ويحسون مرقي " .
قال: وقال عمران بن حصين: " لوددت أني كنت رماداً تسفيني الريح في يوم عاصف حثيث " .
وروى عنه العرباض بن سارية، وجابر بن عبد الله، وأبو أمامة الباهلي، وأبو ثعلبة الخشني وسمرة بن جندب، وغيرهم.

وقال عروة بن الزبير: لما نزل طاعون عمواس كان أبو عبيدة معافى منه وأهله، فقال: " اللهم، نصيبك في آل أبي عبيدة. قال: فخرجت بأبي عبيدة في خنصره بثرة، فجعل ينظر إليها، فقيل له: إنها ليست بشيء، فقال: إني لأرجو أن يبارك الله فيها، فإنه إذا بارك في القليل كان كثيراً " .
وقال عروة بن رويم: إن أبا عبيدة بن الجراح انطلق يريد الصلاة ببيت المقدس، فأدركه أجله بفحل، فتوفي بها. وقيل: إن قبره ببيسان، وقيل: توفي بعمواس سنة ثمان عشرة، وعمره ثمان وخمسون سنة.
وكان يخضّب رأسه ولحيته بالحناء والكتم.
وبين عمواس والرّملة أربعة فراسخ مما يلي البيت المقدس، وقد انقرض ولد أبي عبيدة، ولما حضره المنوت استخلف معاذ بن جبل على الناس.
أخرجه الثلاثة.

عامر بن عبد الله البدري
" ع س " عامر بن عبد الله البدري.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس وأبو بكر محمد بن القاسم وأبو محمد نوشروان بن شهرزاد، قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة، أخبرنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا مسدّد " ح " قال أبو القاسم: وحدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا مسلم بن إبراهيم، قالا: حدثنا خالد بن عبد الله، حدثنا عمرو بن يحيى، عن عمرو بن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عامر بن عبد الله البدري، قال: كانت صبيحة بدر يوم الاثنين لسبع عشرة من رمضان.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
عامر بن عبد الله الخولاني
" د ع " عامر بن عبد الله بن جهم، الخولاني، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد فتح مصر.
قاله ابن منده، عن عبد الرحمن بن يونس، وأخرجه معه أبو نعيم مختصراً.
عامر بن عبد الله بن أبي ربيعة
" س " عامر بن عبد الله بن أبي ربيع. أورده ابن شاهين في الصحابة.
روى بشر بن عمر، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عامر بن عبد الله بن أبي ربيعة، عن أبيه عن جده، قال: استسلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين ألفاً، فأتاه مال، فقال: " ادعوا لي ابن أبي ربيعة . فقال: هذا مالك، فبارك الله لك في مالك، إنما جزاء السلف الوفاء والحمد " .
ورواه غير واحد، عن إسماعيل، فقال: ابن إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة، عن أبيه، عن جده، فعلى هذا يكون الصحابي: عبد الله، لا مدخل لعامر فيه.
أخرجه أبو موسى، وهذا أصح، والأول وهم.
عامر بن عبد الله
" س " عامر بن عبد الله، أبو عبد الله. مر به مالك بن عبد الله الخثعمي أمير الجيوش، وعامر يقود بغلاً له، وهو يمشي، فقال له مالك: يا أبا عبد الله، ألا تركب؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من أغيرت قدماه في سبيل الله فهما حرامٌ على النار " .
كذا روي، والصواب جابر بن عبد الله، ويتصحف عامر من جابر.
أخرجه أبو موسى.
عامر بن عبد عمرو
" ب د ع " عامر بن عبد عمرو، وقيل: عامر بن عمروبن ثابت بن كلفة بن ثعلبة بن مالك بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، أبو حبّة البدري، وهو أخو سعد بن خيثمة لأمه أمهما هند بنت أوس بن عدي بن أمية بن عامر بن خطمة.
شهد بدراً، واستشهد يوم أحد، نسبة هكذا ابن منده وأبو نعيم، وقال: أبو نعيم: هكذا ذكره بعض المتأخرين.
وأخرجه أبو عمر ترجمتين في الأسماء، ولعله قد نسي، وقال: عامر بن عبد عمرو، ويقال: عامر بن عمير أبو حبّة الأنصاري البدري، وهو من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، غلب عليه أبو حبة البدري لشهوده بدراً، واختلف في اسمه، وهو مذكور في الكنى.
روى عنه أبو بكر بن حزم، وعمار بن أبي عمار، روى ابن شهاب، عن ابن حزم، عن أبي حبة البدري وابن عباس، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما عُرج بي إلى السماء ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام " .
أخرجه الثلاثة، وفيه اختلاف كثير، يرد في الكنى، إن شاء الله تعالى.
عامر بن عبد غنم
" ب " عامر بن عبد غنم بن زهير بن أبي شدّاد بن ربيعة بن هلال، القرشي الفهري.
قجديم الإسلام، من مهاجرة الحبشة، في قول جميعهم، وقال هشام الكلبي: هو عامر بن عبد غنم، وأخرجه أبو عمر، في: عثمان بن " عبد " غنم، وقال: سماه الكلبي: عامر بن عبد غنم.
عامر بن عبد القيس

" س " عامر بن عبد القيس، وقيل: ابن عبد الله بن عبد قيس بن ناشب بن أسامة بن خدينه بن معاوية بن شيطان بن معاوية بن أسعد بن جون بن العنبر بن عمرو بن تميم التميمي العنبري، أبو عبد الله، وقيل: أبو عمرو البصري.
يعد من الزهاد الثمانية، ذكره أبو موسى في كتابه في الصحابة، وهو تابعي، قيل: أدرك الجاهلية، وكان أعبد أهل زمانه، وأشدهم اجتهاداً، وسعي به إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه لأنه لا يأكل اللحم ولا ينكح النساء وأنه يطعن على الأئمة، ولا يشهد الجمعة، فأمره أن يسير إلى الشام، فسار، فقدم على معاوية فوافقه وعنده ثريد، فأكل معه أكلاً غريباً، فعلم أن الرجل مكذوب عليه، فقال: يا هذا، أتدري فيم أخرجت؟ قال: لا. قال: بلغ الخليفة: أنك لا تأكل اللحم، وقد رأيتك تأكل، وأنك لا ترى التزويج، ولا تشهد الجمعة. قال: أما الجمعة فإني أشهدها في مؤخر المسجد، ثم أرجع في أوائل الناس، وأما اللحم فقد رأيت، ولكن رأيت قصاباً يجر الشاة ليذبحها وهو يقول: النفاق النفاق، حتى ذبحها ولم يذكر اسم الله، فإذا اشتهيت اللحم ذبحت الشاة وأكلتها، وأما التزويج فقد خرجت وأنا يخطب علي. قال: فترجع إلى بلدك. قال: لا أرجع إلى بلد استحل أهله مني ما استحلوا، فكان يقيم في السواحل، فكان يكثر معاوية أن يقول له: حاجتك، فقال يوماً: حاجتي أن ترد علي حر البصرة فإن ببلاكم لا يشتد عليّ الصوم.
وكان عامر إذا خرج إلى الجهاد وقف يتوسم الناس، فإذا رأى رفقة توافقه قال: أريد أن أصحبكم على ثلاث خلال، فإذا قالوا: ما هي؟ قال: أكون لكم خادماً، لا ينازعني أحد الخدمة، وأكون مؤذناً، وأنفق عليكم بقدر طاقتي. فإذا قالوا: نعم، صحبهم، فإذا نازعه أحد من ذلك شيئاً فارقهم.
وكان ورده كل يوم ألف ركعة، ويقول لنفسه: بهذا أمرت، ولهذا خلقت. ويصلي الليل أجمع، وقيل لعامر: أتحدث نفسك بشيء في الصلاة؟ قال: نعم، أحدث نفسي بالوقوف بين يدي الله عز وجل، ومنصر في من بين يديه.
وقال عامر: لقد أحببت الله تعالى حباً سهّل عليّ كل مصيبة، ورضائي بكل قضية فما أبالي مع حبي إياه ما لأأصبحت عليه، وما أمسيت.
وكان إذا رأى الناس في حوائجهم يقول: يا رب غدا الغادون في حوائجهم، وغدوت إليك أسألك المغفرة.
ولما نزل به الموت بكى، وقال: لمثل هذا المصرع فليعمل العاملون، اللهم، إني استغفرك من تقصيري وتفريطي، وأتوب إليك من جميع ذنوبي، لا إله إلا أنت. وما زال يرددها حتى مات.
قيل: إن قبره بالبيت المقدس.

عامر بن عبدة الرقاشي
" د ع " عامر بن عبدة. روى حديثه الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن عامر بن عبدة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الشيطان يأتي في صورة الرّجل، يعرفون وجهه ولا يعرفون نسبه، فيحدثهم فيقولون: حدثنا فلان، ما اسمه؟ ليس يعرفونه " .
عامر بن عبدة
" ب " عامر بن عبدة. روى حديثه الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن عامر بن عبدة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الشيطان يأتي في صورة الرجل، يعرفون وجهه ولا يعرفون نسبه، فيحدثهم فيقولون: حدثنا فلانٌ، ما اسمه؟ ليس يعرفونه " .
أخرجه أبو عمر.
قلت: كذا ذكره أبو عمر، وهو تابعي يروي عن ابن مسعود، قال ابن أبي حاتم: عامر بن عبدة أبو إياس البجلي سمع ابن مسعود، روى عنه المسيب بن رافع. قال ابن معين: هو ثقة، وهذا الحديث أخرجه مسلم في صدر كتابه، عن ابن مسعود قوله.
وقال ابن مالولا في عبدة: بفتح العين والباء، عامر بن عبدة أبو إياس البجلي. كوفي. روى عن ابن مسعود، روى عنه المسيّب بن رافع، وأبو إسحاق السبيعي، وقيل: عبدة، بسكون الباء، وهذا غير الذي قبله، لأن هذا يجلي والأول رقاشي.
عامر بن العكير
" س " عامر بن العكير، حليف الأنصار. شهد بدراً.
أخرجه أبو موسى، وقال: ذكره المستغفري.
عامر بن عمرو التجيبي
" د ع " عامر بن عمرو بن حذافة بن عبد الله بن المهزم بن الأغم بن الأعجم التجيبي، أبو بلال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، شهد فتح مصر، لا تعرف له رواية.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم كذا مختصراً.
المهزم: بكسر الميم، وسكون الهاء، وفتح الزاي وتخفيفها.
عامر بن عمرو المزني

" ب ع " عامر بن عمرو المزني، أبو هلال، انفرد بحديثه أبو معاوية الضرير، ويقال: أخطأ فيه: لأن يعلى بن عبيد قال فيه: عن هلال بن عامر، عن رافع بن عمرو، وقال أبو معاوية: هلال بن عامر عن أبيه، قاله أبو عمر.
وقال أبو نعيم: حدثنا أبو بكر بن مالك، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن أبي معاوية " ح " قال أبو نعيم: وحدثنا أبو عمرو بن حمدان، عن الحسن بن سفيان، عن إبراهيم بن أبي معاوية، عن أبيه، عن هلال بن عامر المزني، عن أبيه، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس بمنى، على بغلة بيضاء، وعليه برد أحمر، ورجل من أهل بدر يعبر عنه. وقال إبراهيم بن أبي معاوية: وعلي بن أبي طالب يعبر عنه.
أخبرنا أبو بكر مسمار بن عمر بن العويس البغدادي، أخبرنا أبو العباس بن الطلاية، أخبرنا أبو القاسم الأنماطي، أخبرنا أبو طاهر المخلص، حدثنا أبو محمد بن صاعد، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي، حدثنا أمية بن خالد، حدثنا شعبة، عن بسطام بن مسلم، عن عبد الله بن خليفة الغبري، عن عامر بن عمرو: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فأعطاه، فلما وضع رجله على أسكفة الباب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحدٌ إلى أحدٌ يسأله شيئاً " .

عامر بن عمير
" د ع " عامر بن عمير النميري. شهد حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم، يعد في أهل الكوفة.
روى ثابت البناني، عن أبي يزيد المدني، عن عامر بن عمير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني وجدت ربي عز وجل ماجداً، أعطاني سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، مع كل واحد من السبعين سبعين " . فقلت: إن أمتي لا تبلغ أو لا تكمل هذا، قال أكملهم من الأعراب.
وروى موسى بن أكتل بن عمير النميري، عن عمزه عامر بن عمير وكان شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: الصلاة الصلاة " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عامر بن عوف
" ع س " عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي.
روى سلمة، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً، من الأنصار، من الخزرج. من بني البدن: عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
عامر بن غيلان
عامر بن غيلان بن سلمة بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، الثقفي.
أسلم قبل أبيه، وهاجر ومات بالشام في طاعون عمواس، وأبوه يومئذ حي.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
عامر الفقيمي
" س " عامر الفقيمي، أبو عروة، ذكره المستغفري.
روى غاضرة بن عروة، عن أبيه، قال: قدمت المدينة مع أبي، والناس ينتظروننا، فمر بنا - يعني - رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأسه يقطر من وضوء أو غسل، فسمعت الناس يقولون له: يا رسول الله، يا رسول الله، فسمعته يقول بيده هكذا: " يا أيها الناس: " إن دين الله تعالى في اليسر " وأشار بعض الرواة بيده.
ومما يدل على أن اسم أبي عروة " عامر " ما رواه عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن حبيب، عن عروة بن عامر، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطيرة.
أخرجه أبو موسى، وقال: الحديث الأول رواه غير واحد، ولا أعلم أحداً منهم قال: مع أبي، فإن كان محفوظاً فهو عزيز.
عامر بن فهيرة
" ب د ع " عامر بن فهيرة، مولى أبي بكر الصديق، يكنى أبا عمرو، وكان مولداً من مولّدي الأزد، أسود اللون، مملوكاً للطفيل بن عبد الله بن سخبرة، أخي عائشة لأمها.
وكان من السابقين إلى الإسلام، أسلم قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، أسلم وهو مملوك، وكان حسن الإسلام، وعذّب في الله، فاشتراه أبو بكر، فأعتقه.

ولما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار بثور مهاجرين، أمر أبو بكر مولاه عامر بن فهيرة أن يروح بغنم أبي بكر عليهما، وكان يرعاها، فكان عامر يرعى في رعيان أهل مكة، فإذا أمسى أراح عليهما غنم أبي بكر فاحتلباها، وإذا غدا عبد الله بن أبي بكر من عندهما اتبع عامر بن فهيرة أثره بالغنم حتى يعفّي عليه، فلما سار النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من الغار هاجر معهما، فأدرفه أبو بكر خلفه، ومعهم دليلهم من بني الديل، وهو مشرك، ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة اشتكى أصحابه، فاشتكى أبو بكر وبلال وعامر بن فهيرة رضي الله عنهم.
وشهدعامر بدراً وأحداً، وقتل يوم بئر معونة، سنة أربع من الهجرة، وهو ابن أربعين سنة، وقال عامر بن الطفيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لما قدم عليه: من الرجل الذي لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه، قال: هو عامر بن فهيرة.
أخبرنا به أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، أو محمد بن إسحاق، عن هشام - شك يونس - عن أبيه، قال: قدم عامر بن الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثله.
وروى ابن المبارك وعبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة قال: طلب عامر يومئذ في القتلى فلم يوجد، فيرون أن الملائكة دفنته، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا أصحابه ببئر معونة أربعين صباحاً، حتى نزلت: " ليس لك من الأمر شيء " " آل عمران 128 " وقيل: منزلت في غير هذا.
وروى ابن منده بإسناده، عن أيوب بن سيار عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن عامر بن فهيرة، قال: تزوّد أبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش العسرة بنحي من سمن، وعكيكة من عسل،على ما كنا عليه من الجهد.
قال أبو نعيم: أظهر، يعنى ابن منده، في روايته هذا الحديثغفلته وجهالته، فإن عامراً لم يختلف أحد من أهل النقل أنه استشهد يوم بئر معونة وأجمعوا أن جيش العسرة هو غزوة تبوك، وبينهما ست سنين، فمن استشهد ببئر معونة كيف يشهد جيش العسر.
وصوابه أنه تزود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مخرجه إلى الهجرة، والحق مع أبي نعيم.
أخرجه الثلاثة.

عامر بن قيس
" ب د ع " عامر بن قيس الأشعري، أبو بردة، أخو أبي موسى الأشعري، ويرد نسبة في ترجمة أخيه أبو موسى، إن شاء الله تعالى.
قال أبو أحمد العسكري: نزل أبو عامر الأشعري بالكوفة، وكناه مسلم بن الحجاج، وقال: اسمه عامر، وله صحبة. ومن حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " اللهم، اجعل فناء أمتي قتلاً في سبيلك بالطعن والطاعون " .
رواه عاصم الأحول، عن كريب بن الحارث بن أبي موسى، عن أبي بردة.
أخرجه الثلاثة.
عامر بن كريز
" ب س " عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، والد عبد الله بن عامر القرشي العبشمي، وأمه البيضاء بنت عبد المطلب.
أسلم يوم الفتح، ذكره ابن شاهين والمستغفري، وبقي إلى خلافة عثمان، وقدم على ابنه عبد الله بن عامر البصرة، لما استعمله عثمان، رضي الله عنه، عليها وعلى خراسان.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى مختصراً.
عامر بن لدين
" س ع " عامر بن لدين الأشعري. أورده ابن شاهين في الصحابة، وروى بإسناده عن أسد بن موسى، عن معاوية بن صالح، عن أبي بشر، مؤذن دمشق، عن عامر بن لدين الأشعري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الجمعة يو عندكم، فلا تجعلوا يوم عندكم يوم صيامكم، إلا أن تصوموا يوماً قبله أو بعده " .
ورواه عبد الله بن صالح، عن معاوية، فقال: عامر عن أبي هريرة.
أخرجه أبو موسى وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: عامر بن لدين الأشعري، مختلف في صحبته، وهو معدود في أهل الشام.
عامر بن لقيط العامري
" س ع " عامر بن لقيط العامري.

أخبرنا أبو موسى، أخبرنا أبو غالب، وأبو بكر، ونوشروان، وحمد، قالوا: أخبرنا ابن ريذة " ح " قال أبو موسى: وأخبرنا الحسن، أخبرنا أحمد، قالا: حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا أحمد بن عمرو القطراني، حدثنا هاشم بن القاسم الحراني، حدثنا يعلى بن الأشدق، حدثني عامر بن لقيط العامري، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشره بإسلام قومي وطاعتهم ووافداً إليه، فلما أخبرته قال: " أنت الوافد الميمون، بارك الله تعالى فيك " . ومسح ناصيتي، ثم صافحني.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، وقال أبو موسى: رواه غير القطراني عن هاشم، فقال: عن يعلى، عن عاصم.

عامر بن ليلى
" س " عامر بن ليلى بن ضمرة، أورده أبو العباس بن عقدة.
روى عبد الله بن سنان، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد الغفاري وعامر بن ليلى بن ضمرة، قالا: لما صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع، ولم يحج غيرها، أقبل حتى إذا كان بالجحفة، وذلك يوم غدير خمّ من الجحفة، وله بها مسجد معروف، فقال: " أيها الناس، إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي قبله، وإني يوشك أن أدعى فأجيب " . . ثم ذكر الحديث إلى أن قال: فأخذ بيد عليّ فرفعها، وقال: " من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . . . . " وذكر الحديث.
قال أبو موسى: هذا حديث غريب جداً، لا أعلم أني كتبته إلا من رواية ابن سعيد.
أخرجه أبو موسى.
عامر بن ليلى
" س " عامر بن ليلى الغفاري. ذكره ابن عقدة أيضاً في ترجمة مفردة عن الأول.
قال أبو موسى: وأظنهما واحداً، وروى بإسناده عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرّة، عن أبيه، عن جده يعلى، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " . فلما قدم علي الكوفة نشد الناس: من سمع النبي صلى الله عليه وسلم، فانتشد له بضعة عشر رجلاً، فيهم عامر بن ليلى الغفاري.
أخرجه أبو موسى.
قلت: قول أبي موسى: أظنهما واحداً، صحيح، والحق معه، وإنما دخل الوهم على ابن عقدة أنه رأى عامر بن ليلى من ضمرة، فظنه ابن ضمرة، وغفار بن مليل بن ضمرة، فرآه في موضع غفارياً، ورآه في موضع من ضمرة، فظنه ابن ضمرة، وكثيراً ما يشتبه ابن بمن، فاعتقد أنهما اثنان وهما واحد، فإن كل غفاري ضمري، والله أعلم.
عامر بن مالك الأشجعي
" س " عامر بن مالك الأشجعي. قال المستغفري: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه أبو عثمان النهدي.
أخرجه أبو موسى.
عامر بن مالك القرشي
" ب " عامر بن مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، القرشي الزهري، وهو عامر بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص مالك.
أسلم بعد عشرة رجال، وهو من مهاجرة الحبشة، ولم يهاجر إليها أخوه سعد.
أخرجه أبو عمر مختصراً. وقد أخرجناه في عامر بن أبي وقاص.
عامر بن مالك العامري
" د ع " عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، العامري الكلابي، أبو براء وهو ملاعب الأسنة، وهو عم عامر بن الطفيل.
أرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يلتمس منه دواء أو شفاء، فبعث إليه بعكة عسل.
كذا أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
قلت: الصحيح أن أبا براء لم يسلم، وقال المستغفري: لم يخرجه في الصحابة إلا خليفة بن خياط، ونحن نذكر خبر ملاعب الأسنة حتى يعلم أنه لم يسلم.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثني والدي إسحاق بن يسار، عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وغيرهما من أهل العلم، قالوا: قدم أبو البراء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة، على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام، وقال: يا محمد، لو بعثت رجالاً من أصحابك إلى أهل نجد فدعوهم إلى أمرك، رجوت أن يستجيبوا لك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني أخشى عليهم أهل نجد " ، فقال أبو البراء: أنا لهم جار، فابعثهم فليدعوا الناس إلى أمرك.

فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو " المعنق ليموت " في أربعين رجلاً من أصحابه، من خيار المسلمين. وذكر قصة بئر معونة وقتل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر فيه إسلامه وكذلك غير ابن إسحاق " ولهذا " لم يذكره أبو عمر في كتابه، والله أعلم.

عامر بن مالك بن صفوان
" ب " عامر بن مالك بن صفوان. ذكره ابن قانع في الصحابة، وروى بإسناده عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن عامر بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الطاعون شهادة والغرق شهادة " .
أخرجه ابن الدباغ على أبي عمر.
عامر بن مالك القشيري
" س " عامر بن مالك القشيري، وقيل: عمرو بن مالك، وقيل: مالك بن عمرو، وقيل: أنس بن مالك، وقيل غير ذلك.
روى إسحاق بن يوسف الأزرق، عن شريك، عن أشعث بن سوار، عن علي بن زيد، عن زرارة بن أوفى، عن عامر بن مالك، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه سائل، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " هلم أحدثك أن الله، عز وجل، وضع عن المسافر الصور وشطر الصلاة " .
أخرجه أبو موسى.
عامر بن مالك الكعبي
" س " عامر بن مالك الكعبي، قال المستغفري: له صحبة.
أخرجه أبو موسى كذا مختصراً.
قلت: أظن هذا والذي قبله واحداً فإن أبا موسى وغيره نقلوا في الأول اختلافاً كثيراً منه: أنس بن مالك القشيري، وقيل له: كعبي، أيضاً، وقيل: عامر بن مالك، وقيل غير ذلك، وقد تقدم في أنس بن مالك ما فيه كفاية.
عامر بن محرمة
" د " عامر بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة، القرشي الزهري، أخو المسور بن مخرمة.
يقال: إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه عبد الرحمن الأعرج مقطوعاً.
أخرجه ابن منده.
عامر بن مخلد
" ب د ع " عامر بن مخلد بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار، الأنصاري الخزرجي، ثم من بني مالك بن النجار.
شهد بدراً، قاله ابن إسحاق وموسى بن عقبة، وقتل يوم أحد شهيداً، ولا عقب له.
أخرجه الثلاثة.
عامر بن مرقش " س " عامر بن مرقش الهذلي. ذكره سعيد القرشي، وروى بإسناده عن عبد الله بن الفضل بن رجاء، عن أبي قيس البكري، عن عامر بن مرقش: أن حمل بن مالك بن النابغة الهذلي مر بأثيلة بنت راشد، وقد رفعت برقعها عن وجهها، وهي تهش على غنمها، فلما أبصرها ونظر إلى جمالها أناخ راحلته، ثم عقلها، ثم أتاها فذهب يريدها عن نفسها، فقالت: مهلاً يا حمل، فإنك في موضع وأنا في موضع، واخطبني إلى أبي، فإنه لا يردك. فأتى عليها فحملته فجدلت به الأرض، وجلست على صدره، وأخذت عليه عهداً وميثاقاً أن لا يعود، فقامت عنه، فلم تدعه نفسه، فوثب عليها، ففعلت به مثل ذلك ثلاث مرات، وأخذت في الثالثة فهراً فشدخت به رأسه، ثم ساقت غنمها، فمر به ركب من قومه، فقالوا: يا حمل، من فعل بك هذا؟ قال: راحلتي عثرت بي. قالوا: هذه راحلتك معقولة، وهذا فهر إلى جنبك قد شدخت به. قال: هو ما أقول لكم، فاحملوني. فحملوه إلى منزله، فحضره الموت، فقالوا: يا حمل، من نأخذ بك؟ قال: الناس من دمي أبرياء غير أثيلة. فلما مات حاءت هذيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن دم حمل بن مالك عند راشد، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فأتاه، فقال: " يا راشد، إن هديلا تزعم أن دم حمل عندك، وكان راشدٌ يسمى في الشرك ظالماً، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم راشداً، فقال: يا رسول الله، ما قتلت، قالوا: أثيلة، قال: أما أثيلة فلا علم لي بها، فجاء إلى أثيلة فقال: إن هذيلا تزعم أن دم حمل عندك. قالت: وهل تقتل المرأة الرجل! ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكذب، فجاءت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: بارك الله فيك، وأهدر دمه " .
أخرجه أبو موسى.
عامر المزني
" د " عامر المزني، أبو هلال. رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو وهم.
روى أبو معاوية، عن هلال بن عامر المزني، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بمنى على بغلة، وعليه برد أحمر.
كذا رواه أبو معاوية، فقال: هلال بن عامر، عن أبيه. والصواب: هلال بن عامر، عن رافع بن عمرو.

أخرجه ابن منده هكذا. وقد أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، عن أبي معاوية الضرير، بإسناده، وذكره. وقد رواه أحمد ايضاً عن محمد بن عبيد، عن شيخ من بني فزارة، عن هلال بن عامر المزني، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلمن نحوه. وقد تقدم ذكر ذلك في: رافع بن عمرو، والله أعلم.

عامر بن مسعود القرشي
" ب د ع " عامر بن مسعود بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح، القرشي الجمحي.
مختلف في صحبته، قال أبو داود: قلت لأحمد بن حنبل: عامر بن مسعود القرشي، له صحبة؟ قال: لا أدري، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أبو داود: وسمعت مصعباً الزبيري يقول: له صحبة، وهو والد إبراهيم بن عامر، الذي روى عنه الثوري وشعبة.
وهو الذي ولي الكوفة بعد موت يزيد بن معاوية باتفاق من أهلها عليه. ولما وليهم خطبهم فقال في الخطبة: إن لكل قوم أشربةً ولذات، فاطلبوها في مظانّها، وعليكم بما يحل ويحمد واكسروا شرابكم بالماء، فقال شاعر: " البسيط "
من ذا يحرّم ماء المزن خالطه ... في قعر خابية ماء العناقيد
إني لأكره تشديد الرواة لنا ... فمها، ويعجبني قول ابن مسعود
وكثير من الناس يظنون أنه أراد تابن مسعود، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما ولي ابن الزبير الخلافة أقره على الكوفة، وكان يقلت دحروجة الجعل، لقصره. وعزله ابن الزبير بعد ثلاثة أشهر، واستعمل بعده عبد الله بن يزيد الخطمي.
عامر بن مطر
" ع س " عامر بن مطر الشيباني. ذكره الطبراني في معجمه، وروى وكيع عن مسعر، عن جبلة بن سحيم، عن عامر بن مطر، قال: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلمن ثم قمنا إلى الصلاة . . . كذا قاله سهل بن زنجلة، عن وكيع. ورواه غيره عن وكيع، قال: تسحرنا مع ابن مسعود، وهو الصحيح.
أخبرجه أبو نعيم وأبو موسى.
عامر بن نابي
" ب " عامر بن نابي بن زيد بن حرام. قال هشام الكلبي: إنه شهد العقبة.
أخرجه ابن الدباع مستدركاً على أبي عمر.
عامر بن الهذيل
" س " عامر بن الهذيل. ذكره سعيد القرشي.
روى زياد النميري، عن نفيع، عن عامر بن هذيل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من حضر الجمعة بالسكوت والإنصات، وصلّى حتى يخرج الإمام، فهي كفارة له ما بينها وبين الجمعة الأخرى، وزيادة ثلاثة أيام " .
أخرجه أبو موسى.
عامر أبو هشام
" ب د ع " عامر، أبو هشام الأنصاري. استشهد بأحد منن النبي صلى الله عليه وسلم .
روى همام، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام بن عامر، قول: سألت ابن عباس عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ائت عائشة، فإنها أعلم الناس بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخلت أنا وحكيم بن أفلح على عائشة، فقالت: من معك يا حكيم؟ قال: سعد بن هشام. قالت: هشام بن عامر الذي قتل بأحد؟ قلت: نعم. قالت: نعم المرء كان عامراً.
ولعامر وابنه هشام صحبة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وأما أبو عمر فإنه ذكر في ابنه هشام أن أباه عامراً له صحبة وقتل بأحد.
عامر بن هلال
" ب س " عامر بن هلال، من بني عبس بن حبيب بن خارجة بن عدوان، يكنى أبا سيارة المتعي، كتب له النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً هو عند بني عمه المتعيين.
كذلك سماه أبو أحمد العسكري، وقيل: اسمه الحارث، ويرد في الكنى، وهناك أخرجه ابن منده وأبو عمر، وأخرجه ها هنا أبو عمر وأبو موسى.
عامر بن واثلة
" ب د ع " عامر بن وائلة بن عبد الله بن عمير بن جابر بن حميس بن حدي بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، الكناني الليثي، أبو الطفيل، وهو بكنيته أشهر.
ولد عام أحد، أدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم ثمان سنين، وكان يسكن الكوفة، ثم انتقل إلى مكة.
روى عمارة بن ثوبان، عن أبي الطفيل، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لحماً بالجعرانة، فجاءت امرأة فبسط لها رداءه، فقلت: من هذه؟ قالوا: أمه التي أرضعته.
وروى سعيد الجريري، عن أبي الطفيل: أنه قال: لا يحدثك اليوم أحد على وجه الأرض أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم غيري، قال: فقلت له: فهل تنعت من رؤيته؟ قال: نعم، مقصداً، أبيض مليحاً.

وكان أبو الطفيل من أصحاب علي المحبين له، وشهد معه مشاهده كلها، وكان ثقة مأموناً يعترف بفضل أبي بكر وعمر وغيرهما، إلا أنه كان يقدم علياً.
توفي سنة مائة، وقيل: مات سنة عشر ومائة، وهو آخر من مات ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة.
حدي: بالحاء المضمومة المهملة، قاله ابن ماكولا. قال: ووجدته في جمهرة ابن الكبي: جدي، بالجيم والله أعلم.

عامر بن أبي وقاص
" ب س " عامر بن أبي وقاص، أخو سعد بن أبي وقاص، لأبيه وأمه وأمهما حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس. قال الواقدي: أسلم بعد عشرة رجال، وكان هو الحادي عشر، فلقي من أمه ما لم يلق أحد من قريش، وحلفت لا يظلها ظل، ولا تأكل طعاماً ولا تشرب شراباً، حتى يدع دينه، فأقبل سعد فرأى الناس مجتمعين، فقال: ما شأن الناس؟ قالوا: هذه أمك قد أخذت أخاك عامراً، وقد عاهدت الله تعالى أن لا يظلها ظل ولا تأكل طعاماً ولا تشرب شراباً حتى يدع الصبأ. فقال لها سعد: يا أمّه، عليّ فأحلفي أن لا تستظلي ولا تأكلي ولا تشربي حتى تري مقعدك من النار، فقالت: إنما أحلف على ابني البر، فأنزل الله تعالى: " وإن جاهداك على أن تشرك بي " " العنكبوت 8 " الآية.
وهاجر إلى أرض الحبشة.
أخرجه هاهنا أبو عمر وأبو موسى، وقد تقدم في: عامر بن مالك.
عامر بن يزيد
" ب " عامر بن يزيد بن السكن. أخو أسماء بنت يزيد بن السكن.
استشهد مع أبيه يوم أحد، ذكره أبو عمر في باب أبيه مدرجاً، وذكره العدوي أيضاً.
عائذ بن ثعلبة
" د ع " عائذ بن ثعلبة بن وبرة البلوي. له صحبة، شهد فتح مصر، وقتله الروم ببرلس سنة ثلاثة وخمسين، قاله ابن يونس.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً.
عائد بن سعيد
" ب د ع " عائد بن سعيد بن زيد بن جندب بن جابر بن عبد الحارث بن بغيض الجسري، حي من عنزة بن ربيعة.
كان فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وقتل مع علي بصفين سنة سبع وثلاثين.
روى عبد الله بن إبراهيم القرشي، عن أبي بكر بن النضر، عن أم البنين بنت شراحيل العبدية، عن عائذ بن سعيد الجسري، قال: وفدنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت اسمح على وجهي وادع لي بالبركة. ففعل، قالت أم البنين، وهي ارمأته: ما رأيته قام من نوم قط إلا وكأن وجهه مدهنٌ وإن كان ليتجزأ بالتمرات.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده جعله حميرياً، وقال في اسم امرأته: أم اليسر وإنما هو جسري بالجيم، وأم البنين: بالباء الموحدة والنون.
وقال أبو نعيم: هو عائذ بن سعد الجسري، حي من عنزة بن ربيعة. وليس كذلك، وإنما هو من جسر بن محارب بن خصفة، فهو محاربي جسري، ولعله قد رأى في عنزه جسراً، وهو جسر بن النمر بن يقدم بن عنزة، فظن عائداً منهم، وليس كذلك، وإنما هو عائذ بن سعيد بن جابر بن زيد بن عبد الحارث بن بغيض بن شكم بن عبد بن عوف بن زيد بن بكر بن عميرة بن علي بن جسر بن محارب، والله أعلم.
عائض بن أبي عائذ
" ب د ع " عائذ بن أبي عائذ الجعفي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه الجعد بن أبي الصلت أنه قال: مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بقوم يرفعون الحجر، وكنا نسميه حجر الأشداء.
أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: أخشى أن يكون الحديث مرسلاً.
عائذ بن عبد عمرو
" د ع " عائذ بن عبد عمرو الأزدي، عداده في البصريين، توفي بعد عثمان، ذكره البخاري في الوحدان، ولم يذكر عنه حديثاً.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم مختصراً.
عائذ بن عمرو
" ب د ع " عائذ بن عمرو بن هلال بن عبيد بن رواحة بن زبينة بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، المزني، يكنى أبا هبيرة، ويقال لولد عثمان وأوس ابني عمرو: مزينة، نسباً إلى أمهما.
وكان ممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة، وكان من صالحي الصحابة، سكن البصرة، وابتنى بها داراً، وتوفي في إمارة عبيد الله بن زياد، أيام يزيد بن معاوية، وأوصى أن يصلي عليه أبو برزة الأسلمي، لئلا يصلي عليه ابن زياد.
روى عنه الحسن، ومعاوية بن قرة، وعامر الأحول، وغيرهم.

أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد إجازة بإسناده إلى ابن أبي عاصم، حدثنا محمد بن بكار، حدثنا أمية بن خالد، حدثنا شعبة، عن بسطام بن مسلم، عن خليفة، بن عبد الله، عن عائذ بن عمرو: أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاه، فلما وضع رجله خارجاً من اسكفة الباب وقال: " لو يعلم ما في المسألة ما سأل رجلٌ يجد شيئاً " .
أخرجه الثلاثة.

عائذ بن قرط
" ب د ع " عائذ بن قرط، السكوني، شامي.
أخبرنا يحيى بن محمود إذناً بإسناده إلى أحمد بن عمرو بن الضحاك، قال: حدثنا الحوطي، حدثنا محمد بن حمير، عن عمرو بن قيس السكوني، عن عائذ بن قرط: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من صلّى صلاة لم يتمها زيد فيها من سبحاته حتى تتم " .
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر جعله سكونياً، وأما ابن منده وأبو نعيم فلم ينسباه، وجعله ابن أبي عاصم ثمالياً.
عائذ بن ماعص
" ب س " عائذ بن ماعص بن قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق، الأنصاري الخزرجي ثم الزرقي.
شهد بدراً مع أخيه: معاذ بن ماعص، وقتل عائذ يوم اليمامة شهيداً، وقيل: إنه استشهد يوم بئر معونة. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين سويبط بن حرملة العبدري.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
عائذ الله بن سعيد
" ب " عائذ الله. هذا منسوب إلى اسم الله تعالى، هو ابن سعيد بن جندب، وقيل: عائذ بن سعيد، غير مضاف إلى اسم الله، عز وجل، وقد تقدم ذكره.
وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ولده لقيط الرواية ابن بكر بن النضر بن سعيد بن عائذ، العلامة.
أخرجه أبو عمر.
عائذ الله بن عبد الله
" ب " عائذ الله بن عبد الله، أبو إدريس الخولاني. ولد عام حنين، وهو مذكور في الكنى إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
باب العين والباء
عباد بن أخضر، وقيل: ابن أحمر.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا أخذ مضجعه قرأ: " قل يأيها الكافرون " حتى يختمها ذكره الحضرمي، في المفاريد، وابن أبي شيبة في الوحدان.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر وأبو موسى.
؟؟
عبار بن بشر
" د ع " عباد بن بشر بن قيظي. قال ابن منده: وهو ابن وقش، من بني النبيت، ثم من بني عبد الأشهل.
شهد بدراً، وقتل يوم اليمامة، قاله محمد بن إسحاق عن الزهري.
وروى ابن منده بإسناده عن يعقوب بن محمد الزهري، عن إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن مسلمة، حدثنا أبي، عن جدته تويلة بنت أسلم بن عميرة، قالت: صلينا في بني حارثة الظهر - أو العصر - فصلينا سجدتين إلى بيت المقدس، فجار رجل فأخبرهم أن القبلة قد صرفت إلى المسجد الحرام. قالت: فتحولنا، فتحول الرجال مكان النساء، والنساء مكان الرجال. قال: هذا الرجل الذي أخبرهم أن القبلة قد صرفت هو: عباد بن بشر.
وروى عن إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن إبراهيم بن جعفر، عن أبيه، عن تولية وكانت من المبايعات قالت: جاء رجل من بني حارثة، يقال له: عباد بن بشر بن قيظي الأنصاري، فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد استقبل البيت الحرام، فتحولوا عنه، وذكر نحوه، هذا كلام ابن منده.
وقال أبو نعيم: عباد بن بشر بن قيظي الأنصاري، قيل: هو المتقدم من بني عبد الأشهل، يعني عباد بن بشر بن وقش الذي يأتي ذكره قال: وقيل غيره، فرقه بعض المتأخرين، وأخرج له هذا الحديث، وذكر حديث إبراهيم بن جعفر، عن أبيه، عن تويلة: أنها قالت: إنا لنصلي في بني حارثة، فقال عباد بن بشر بن قيظي . . . وذكره.
رواه يعقوب الزرهي، عن إبراهيم بن جعفر، ولم يسم عباداً، ورواه يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن شريك، عن أبي بكر بن صخير، عن إبراهيم بن عباد الأنصاري، عن أبيه، وكان إمام بني حارثة على عهد النبي صلى الله عليه وسلمن قال: بينما هو يصلي إذ سمع: ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حوّل نحو الكعبة، فاستداروا.

قلت: هذا كلام أبي نعيم، ولم يقطع فيه بشيء وأما ابن منده فإنه قطع بأنهما اثنان، أحدهما هذا، والثاني عباد بن بشرب بن وقش، الذي يأتي ذكره، ولا يبعد أن يكونا اسمين، فإنه قد جعل في نسب هذا بشر بن قيظي، وليس في نسب الذي يأتي ذكره قيظي، حتى يقال: قد نسب إلى جده، ثم جعل هذا من بني حارثة، وبنو حارثة ليسوا من بني عبد الأشهل، فإن حارثة هو ابن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، وعبد الأشهل هو ابن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، ويجتمعان في الحارث بن الخزرج، وإنما في بني حارثة عرابة بن أوس بن قيظي بن عمرو بن جشم بن حارثة، فيكون هذا ابن عمه، ومن بني حارثة: مربع بن قيظي بن عمرو، عم عرابة، فيكون هذا ابن أخيه أيضاً. وقد ذكر أبو عمر: عبّاد بن قيظي الأنصاري الحارثي، وقال: هو أخو عبد الله وعقبة ابني قيظي، وهذا يؤيد أنهما اثنان، والله أعلم.

عباد بن بشر بن وقش
" ب د ع " عباد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو، وهو النبيت، بن مالك بن الأوس، الأنصاري الأوسي ثم الأشهلي، يكنى أبا بشر، وقيل: أبو الربيع.
أسلم بالمدينة على يد مصعب بن عمير، قبل إسلام سعد بن معاذ، وأسيد بن خضير. وشهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان ممن قتل كعب بن الأشرف اليهودي، الذي كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، وكان الذين قتلوه عباداً ومحمد بن مسلمة، وأبا عبس بن جبر، وأبا نائلة، وغيرهم. وقال في ذلك شعراً.
وكان من فضلاء الصحابة، قالت عائشة: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتد عليهم فضلاً، كلهم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر.
وروت عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع صوت عباد بن بشر، فقال: " اللهم ارحم عباداً " .
أخبرنا عبد الوهاب بن لأأبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، حدثنا بهر بن أسد حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس: أن أسيد بن حضير وعباد بن بشر كانا عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة، فخرجا من عنده، فأضاءت عصا أحدهما، فكانا يمشيان بضوئها، فلما افترقا أضاءت عصا هذا وعصا هذا.
وروى محمد بن إسحاق، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن ثابت، عن عباد بن بشر الأنصاري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يا معشر الأنصار، أنتم الشعار، والناس الدثار، لا أوتين من قبلكم " .
وقتل عباد يوم اليمامة، وكان له يومئذ بلاءٌ عظيم، وكان عمره خمساً وأربعين سنة. ولا عقب له.
أخرجه الثلاثة.
عباد أبو ثعلبة
" د ع " عباد، أبو ثعلبة العبدي، يعد في أهل الكوفة.
روى عنه ابنه ثعلبة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من مسلم يقرب وضوءه، فيغسل وجهه . . . " والحديث في فضل الوضوء.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عباد بن جعفر
" د ع " عباد بن جعفر المخزومي. روى عنه ابنه محمد. ذكر في الصحابة، ولا يعرف له رؤية ولا صحبة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً.
عباد بن الحارث
" ب " عباد بن الحارث بن عدي بن الأسود بن الأصرم بن جحجبى بن كلفة بن عوف الأنصاري الأوسي. يعرف بفارس ذي الخرق، فرس له كان يقاتل عليه.
شهد أحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرسه ذلك، وقتل يوم اليمامة شهيداً.
أخرجه أبو عمر.
عباد بن خالد
" س " عباد بن خالد الغفاري. من أهل الصفة، أورده المستغفري ولم يورد له حديثاً.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
عباد بن الخشخاش
" ب " عباد بن الخشخاش، وقيل: قبادة. ويذكر في عبادة أتمّ من هذا، إن شاء الله تعالى.
أخرجه هاهنا أبو عمر.
عباد بن سايس
" س " عباد بن سايس. روى عنه أبو هريرة. قال أبو موسى: ذكره الحافظ أبو زكرياء هكذا، لم يزد.
أخرجه أبو موسى.
عباد بن سحيم
" د ع " عباد بن سحيم الضبي. ذكره ابن أبي عاصم في الصحابة ولم يورد له شيئاً، وقال البخاري: هو تابعي.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً.
عباد بن سنان
" ب د ع " عباد بن سنان - وقيل: ابن شيبان - بن جابر بن سالم بن مرّة بن عبس من رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم، أبو إبراهيم السلمي، حليف قريش.

خطب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أمامة بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، فأنكحه ولم يشهد. روى عنه ابنه إبراهيم.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا نعيم قال: سنان، وقيل شيبان، وأما ابن منده وأبو عمر فقالا: شيبان. فحسب، وقال الكلبي: سنان.

عباد بن سهل
" ب د ع " عباد بن سهل بن مخرمة بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل، الأنصاري الأشهلي.
قتل يوم أحد شهيداً، قتله صفوان بن أمية الجمحي، قاله ابن إسحاق وموسى بن عقبة.
أخرجه الثلاثة.
عباد بن شرحبيل
عباد بن شرحبيل الغربي الشكري. يعد في البصريين. وهو من بني غبر بن يشكر بن وائل.
أخبرنا أبو الفرج بن محمود إذناً بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شبابة، عن شعبة، عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، عن عباد بن شرحبيل، رجل من بني غبر، قال: أصابنا عام مخمصة، فأتيت المدينة، فدخلت حائطاً من حيطانها، فأخذت سنبلاً ففركته فأكلته، وحملت في كسائي، فجاء صاحب الحائط فضربني، وأخذ ثوبي، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما علمته إذ كان جاهلاً، ولا أطعمته إذ كان جائعاً، أو ساغباً " . " وأمره النبي صلى الله عليه وسلم فرد إليه ثوبه، وأمر له بوسقٍ من طعام أو نصف وسق " .
أخرجه الثلاثة.
عباد بن شيبان
عباد بن شيبان، أبو يحيى، روى عنه ابنه يحيى، مختلف في إسناد حديثه.
روى جنادة بن مروان، عن أشعث بن سوار، عن يحيى بن عباد، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " أبا يحيى، هلم إلى الغداء المبارك " .
ورواه حفص بن غياث، عن أشعث، عن أبي هبيرة يحيى بن عباد، عن جده شيبان. وقد ذكر في شيبان.
عباد بن عبد العزى
" ب " عباد بن عبد العزى بن محصن بن عقيدة بن وهب بن الحاث بن جشم بن لؤي بن غالب، كان يقلب الخطيم، لأنه ضرب على أنفه يوم الجمل.
أخرجه أبو عمر عن ابن الكلبي.
عباد بن عبيد
" ب " عباد بن عبيد بن التيهان. شهد بدراً، ذكره الطبري.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
عباد العدوي
" د ع " عباد العدوي. ذكره البخاري في الصحابة، وروى عن ثابت بن محمد، عن أبي بكر بن عياش، عن عائشة بنت ضرار، عن عباد العدوي، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ويلٌ للعرفاء ويلٌ للأمناء " .
وخالفه غيره، فقال: عن عباد، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عباد بن عمرو
" د ع " عباد بن عمرو الديلي، وقيل: الليثي. يعد في الكوفيين.
روى عطاء بن السائب، عن ابن عباد، عن أبيه: أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفاً في موقف، ثم رآه بعد ما بعث وقف فيه بعرفات، قال: وجاء رجل من بني ليث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ألا أنشدك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا. ثلاث مرات، فأنشده الرابعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن كان من الشعراء من أحسن فقد أحسنت " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عباد بن عمرو
" د ع " عباد بن عمرو، وقيل: عباد بن عبد عمرو. كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم.
روى الضحك بن مخلد، عن بشر بن صحار الأعرجي، عن المعارك " بن " بشر بن عبّاد وغير واحد من أعمامي، عن عباد بن عمرو، وكان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فخاطبه يهودي فسقط رداؤه عن منكبه، وكان يكره أن يرى الخاتم، فسويته عليه، فقال: من فعل هذا؟ قلت: أنا. قال: تحول إلي. فجلست بين يديه، فوضع يده على رأسي، فأمّرها على وجهي وصدري، وقال: إذا أتانا سبي فأتني، فأتيته، فأمر لي بجذعة، وكان الخاتم على طرف كتفه الأيسر كأنها ركبة عنز.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
وأخرجه الأمير أبو نصر بن ماكولا عياذ: بكسر العين وبالياء تحتها نقطتان، والذال المعجمة. ومثله أخرجه أبو عمر ويرد في موضعه، إن شاء الله تعالى، وأخرجه ابن منده وأبو نعيم في الموضعين.
عباد بن عمرو
" س " عباد بن عمرو. يحدّث بحديث فتح مكة، يرويه أبو عاصم، ذكره جعفر.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
عباد بن قيس
" ب " عباد بن قيس بن عبسه، وقيل: عيشة، بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي.
شهد بدراً هو وأخوه سبيع بن قيس، وقتل يوم مؤتة شهيداً.

أخرجه أبو عمر.

عباد بن قنظي
" ب " عباد بن قيظي الأنصاري الحارثي، أخو عبد الله وعقبة ابني قيظي.
قتل هو وأخوه يوم الجسر جسر أبي عبيد، له صحبة.
أخرجه أبو عمر.
عباد بن مرّة، وقيل مرة بن عباد. عداده في الشاميين، روى أبو الزاهرية، عن جبير بن نفير، عن عباد بن مرة الأنصاري: أنه خرج يوماً فإذا النبي صلى الله عليه وسلم جالس مختلج لونه، ثم عاد فقال: بأبي أنت وأمي، أرى لونك مختلجاً! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الجوع " .
وروراه عباد بن عباد، عن أبان بن أبي عياش، عن سعيد بن المسيب، عن مرة بن عباد، نحو معناه.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عباد
" ذ ع " عباد. له ذكرى في المهاجرين ولا تعرف له رواية.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في هجرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، قال: ونزل عبيدة بن الحارث، والطفيل، ومسطح بن أثاثة، وعباد بن المطلب، وذكر غيرهم، على عبد الله بن سلمة العجلاني.
وذكره ابن منده هكذا، وقال أبو نعيم: عباد بن المطلب ذكره بعض المتأخرين، وزعم أنه له ذكر في المهاجرين، ولا تعرف له رواية، وذكر قول ابن إسحاق، قال: وهذا وهم شنيع، وخطأ قبيح، وإنما هو مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب ونزل هو وعبيدة بن الحارث وأخوه، وذكر غيرهم، بقباء على أخي بني العجلان، قال: واتفقوا على أنه ليس في المهاجرين أحد اسمه عباد بن المطلب.
وقال أبو موسى: عباد بن المطلب، من المهاجرين الأولين إلى المدينة، ذكره جعفر بإسناده إلى ابن إسحاق، قال: وأظنه عياذ، بالياء والذال المعجمة.
قلت: الذي قاله أبو نعيم صحيح، ولكنت ليس على ابن منده فيه مأخذ، فإنه نقل رواية يونس عن ابن إسحاق، وقد صدق في روايته فإنها رواية يونس كما ذكرناه، وقد ذكره سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق أيضاً مثل يونس، وأما عبد الملك بن هشام فذكره كما قال أبو نعيم، وأما استدراك أبو موسى على ابن منده فلا وجه له ، لأنه قد أخرجه في عباد وعياذ، كما تراه.
عباد بن نهيك
" ب " عباد بن نهيك الأنصاري الخطمي. هو الذي أنذر قومه حين وجدهم يصلون إلى البيت المقدس، وأخبرهم أن القبلة قد حولت، في قول، وقيل غيره.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
عباد أبو ثعلبة
" ب " عباد، بكسر العين وتخفيف الباء، وهو عباد أبو ثعلبة، يعد في أهل الكوفة، روى الأسود بن قيس، عن ثعلبة بن عباد العبدي، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما من عبد يتوضأ فيحسن الوضوء، فيغسل وجهه حتى يسيل الماء على ذقنه، ثم يغسل ذراعيه حتى يسيل الماء على مرفقيه، ثم يغسل رجليه حتى يسيل الماء من قبل كعبيه، ثم يقوم فيصلي إلا غفر له ما سلف من ذنوبه " .
أخرجه أبو عمر وقال أبو عمر: بكسر العين. ووافقه الأمير أبو نصر، وأما ابن منده وأبو نعيم فذكراه في عباد، المفتوح العين المشدد الباء ولم يتعرضا إلى كسره، والصواب كسر العين، وكذلك قاله ابن يونس أيضاً، وقد ذكرناه في عباد بفتح العين.
عباد بن خالد
" ب " عباد بن خالد الغفاري، بكسر العين أيضاً. له صحبة ورواية، له حديثان عند عطاء بن السائب، عن أبيه، عن خالد بن عباد، عن أبيه عباد بن خالد.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
عبادة بن الأشيب
" د ع " عبدة - بضم العين وفتح الباء المخففة، وبعد الدال هاءٌ - هو عبادة بن الأشيب العنزي، عداده في أهل فلسطين، روى عنه أنه قال: خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت، وكتب لي كتاباً: " بسم الله الرحمن الرحيم، من نبي الله لعبادة بن الأشيب العنزي: إني أمّرتك على قومك، ممن جرى عليه عمالي وعمل بني أبيك، فمن قرئ عليه كتابي هذا فلم يطع فليس له من الله معونٌ " قال: فأتيت قومي، فأسلموا.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عنزل: بسكون النون، نسبة إلى عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى، وعنزل: أبو بكر بن وائل.
عبادة بن أوفى
" ب د ع " عبادة بن أوفى، وقيل: ابن أبي أوفى بن حنظلة بن عمرو بن رياح بن جعونة بن الحارث بن نمير بن عامر بن صعصعة، أبو الوليد النميري.

اختلف في صحبته، قال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، ولم يذكره أحد في الصحابة وهو شامي سكن قنسرين، وقيل: سكن دمشق، وشهد صفين مع معاوية، يروي عن عمرو بن عبسة، روى عنه أبو سلام الأسود، ومكحول، ويزيد بن أبي مريم.
روى عن عمرو بن عبسة. فيمن أعتق امرأ مسلماً.
قال أبو عمرو: يقال: إن حديثه مرسل، لأنه يروي عن عمرو بن عبسة. قول ابي نعيم: " لم يذكره في الصحابة " يرده إخراج أبي عمر له.

عبادة بن الخشخاش
" ب د ع " عبادة بن الخشخاش العنبري، قاله ابن منده، ولم يذكره غيره أنه عنبري، وهو ابن الخشخاش بن عمرو بن زمزمة بن عمرو بن عمارة بن مالك بن عمرو بن بثيرة بن مشنوء بن القشر بن تميم بن عوذ مناة " بن ناج " بن تيم بن أراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فرّان بن بلي البلوي.
لم يختلفوا أنه من بلى، إلا ابن منده، فإنه جعله عنبرياً، قالوا: وهو ابن عم المجذر ابن ذياد وأخوه لأمه وهو حليف بني سالم من بني عوف من الأنصار. شهد بدراً وقتل يوم أحد شهيداً.
وقد روى ابن منده بإسناد إلى يونس بن بكير، عن أبي إسحاق، قال: قتل يوم أحد من المسلمين، من بني عوف بن الخزرج، ثم من بني سالمك عبادة بن الخشخاش، ودفن هو والنعمان بن مالك، والمجذر بن ذياد في قبر واحد.
أخرجه الثلاثة.
قلت: وقيل فيه: عباد، بفتح العين، وبغير هاء في آخره، وقيل: الخشخاش، بخاءين وشينين معجمات وقيل: بحاءين وسينين مهملات. وقول ابن منده أنه عنبري، وهم منه، وأظنه رأى أن الخشخاش العنبري له صحبة، فظن أن هذا ابن له، ثم هو نقضه على نفسه بقوله: قتل بأحد من الأنصار من بني سالم: عبادة، ومع أنه قد نسبه إلى سالم ثم إلى الخزرج، ولم ير في نسبه العنبر، كيف قال: إنه عنبري!! وقد ذكره ابن ماكولا فقال: عبادة بن الخشخاش بن عمرو بن زمزمة، له صحبة، وشهد بدراً، وقتل يوم أحد، قاله ابن إسحاق وأبو معشر، يعني بالخاءين والشينين المعجمات، وقال الواقدي: هو عبدة بن الحسحاس، بالحاءين والسينين المهملات، وهو ابن عم المجذّر بن ذياد وأخوه لأمه، قتل يوم أحد، وهذا جميعه يرد قول ابن منده، وسياق النسب أول الترجمة عن ابن الكلبي يقوي ما قلناه، والله أعلم.
عبادة بن رافع
" س " عبادة بن رافع. ذكره يحيى بن يونس، عن سلمة بن شبيب، عن أبي المغيرة، عن ثابت بن سعيد، عن عمه خالد بن ثابت، عن عبادة بن رافع، قال: إن المؤمنين إذا التقيا يحضرهما سبعون حسنة، فأيهما كان أبشّ بصاحته كان له تسع وستون حسنة. قال: كان عبادة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو موسى.
عبادة الزرقي
" ب د ع " عبادة الزرقي، وقيل: عباد، وقيل: أبو عبادة، فإن كان أبا عبادة فاسمه: سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، الأنصاري.
يعد في أهل الحجاز، وهو بدري، وقد روى عنه ابناه: عبد الله وسعد، روى يعلى عن عبد الرحمن بن هرمز، عن عبد الله بن عبادة، أنه كان يصيد العصافير في بئر أبي إهاب، قال: فرآني عبادة، يعني أباه، وقد أخذت عصفوراً، فانتزعه مني، فأرسله، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتيها، كما حرم إبراهيم مكة.
قال موسى بن هارون: من قال: إن هذا عبادة بن الصامت فقد وهم، هذا عبادة بن الزرقي صحابي.
أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: لا تدفع صحبته.
عبادة بن الصامت
" ب د ع " عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن قوفل، واسمه غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي، أبو الوليد، وأمه قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان.
شهد العقبة الأولى والثانية، وكان نقيباً عل القواقل بني عوف بن الخزرج، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي مزئد الغنوي، وشهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على بعض الصدقات، وقال له: " التق الله، لا تأتي يوم القيامة ببعير تحمله له رعاء، أو بقرة لها حوارٌ، أو شاةٌ لها ثواجٌ " ! قال: فوالذي بعثك بالحق لا أعمل على اثنين.

قال محمد بن كعب القرظي: جمع القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم خمسةٌ من الأنصار: معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وأبي بن كعب، وأبو أيوب، وأبو الدرداء.
وكان عبادة يعلم أهل الصفة القرآن، ولما فتح المسلمون الشام أرسله عمر بن الخطاب. وأرسل " معه " معاذ بن جبل وأبا الدرداء، ليعلموا الناس القرآن بالشام ويفقهوهم في الدين، وأقام عبادة بحمص، وأقام أبو الدرداء بدمشق، ومضى معاذ إلى فلسطين، ثم صار عبادة بعد إلى فلسطين، وكان معاوية خالفه في شيءٍ أنكره عبادة، فأغلط له معاوية في القول، فقال عبادة: لا أساكنك بأرض واحدة أبداً، ورحل إلى المدينة، فقال عمر: ما أقدمك؟ فأخبره، فقال: ارجع إلى مكانك، فقبح الله أرضاً لست فيها أنت ولا أمثالك، وكتب إلى معاوية: لا إمرةٌ لك عليه.
روى عنه أنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وفضالة بن عبيد، والمقدام بن عمرو بن معد يكرب، وأبو أمامة الباهلي، ورفاعة بن رافع، وأوس بن عبد الله الثقفي، وشرحبيل بن حسنة، وكلهم صحابى. وروى عنه جماعة من التابعين.
قال الأوزاعي: أول من ولي قضاء فلسطين عبادة بن الصامت.
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله الدمشقي، أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن أبي بكر الخطيب الكشمهني وولده أبو البديع محمود، والقاضي أبو سليمان بن داود بن محمد بن الحسن بن خالد الموصلي، أخبرنا أبو منصور محمد بن علي بن محمود المروزي، حدثنا جدي أبو غانم أحمد بن علي بن الحسين الكراعي، أخبرنا أبو العباس عبد الله بن الحسين بن الحسن البصري، قال: قرئ على الحارث بن أبي أسامة: حدثنا عبد الوهاب، هو ابن عطاء، أخبرنا سعيد، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن عبادة بن الصامت، وكان عقبياً بدرياً، أحد نقباء الأنصار: بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يخاف في الله لومة لائم، فقام في الشام خطيباً فقال: يأيها الناس، إنكم قد أحدثتم بيوعاً، لا أدري ما هي؟ ألا إن الفضة بالفضة وزناً بوزن، تبرها وعينها، والذهب بالذهب وزناً بوزن، تبره وعينه، ألا ولا بأس ببيع الذهب بالفضة يداً بيد، والفضة أكثرها، ولا يصلح نسيئة، ألا وإن الحنطة بالحنطة مدياً بمدي، والشعير بالشعير مدياً بمدي، ألا ولا بأس ببيع الحنطة بالشعير، والشعير أكثرهما، يداً بيد، ولا يصلح نسيئة، والتمر بالتمر مدياً بمدي، والملح بالملح مديٌ بمدي، فمن زاد أو ازداد فقد أربى.
وتوفي عبادة سنة أربع وثلاثين بالرملة، وقيل بالبيت المقدس، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، وكان طيولاً جسيماً جميلاً، وقيل: توفي سنة خمس وأربعين أيام معاوية، والأول أصح.
أخرجه الثلاثة.

عبادة بن عمرو
عبادة بن عمرو بن محصن بن عمرو بن مبذول، الأنصاري ثم النجاري ، قتل يوم بئر معونة.
هكذا نسبه أبو أحمد العسكري، ولا شك قد أسقط من نسبه شيئاً، فإن من يعاصره من مالك بن النجار يعدون أكثر من هذا، منهم: ثعلبة بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن مالك بن النجار، فقد أسقط عتيكاً وعمراً، وأظنه أخا عبادة والله أعلم.
عبادة أبو عوانة
" س " عبادة أبو عوانة بن الشماخ. ممن حضر كتاب العلاء بن الحضرمي، ذكرناه فيما تقدم.
أخرجه أبو موسى كذا مختصراً.
عبادة بن قرط
" ب د ع " عبادة بن قرط الليثي، وقيل: ابن قرص وهو أصح، وهو عبادة بن قرص بن عروة بن بجير بن مالك بن قيس بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، الكناني الليثي.
عداده في أهل البصرة، قتله الخوارج بالأهواز، وكان قد خرج سهم بن غالب الهجيمي والخطيم الباهلي، فلقوه فقتلوه، فأرسل معاوية عبد الله بن عامر إلى البصرة، فاستأمن إليه سهم والخطيم، فآمنهما، وقتل عدة من أصحابهما، ثم عزل عبد الله بن عامر واستعمل زياداً سنة خمس وأربعين، فقدم البصرة، فقتل سهم بن غالب والخطيم الباهلي أحد بني وائل.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، حدثنا إسماعيل - هو ابن إبراهيم - ، أخبرنا أيوب، عن حميد بن هلال، قال: قال عبادة بن قرط: إنكم لتأتون أموراً هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات. قال: فذكر ذلك لمحمد بن سيرين، فقال: صدق، وأرى جرّ الإزار منها " .

أخرجه الثلاثة.

عبادة بن قيس
" ب د ع " عبادة بن قيس بن زيد بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي، ثم من بني الحارث بن الخزرج. وقيل: قيس بن عبسة ابن أمية.
شهد بدراً وأحداً والخندق والحديبية وخيبر، وقتل يوم مؤته شهيداً، وقيل فيه: عباد بن قيس. وقد ذكرناه، إلا أن في نسبه اختلافاً قد ذكرناه قبل.
أخرجه الثلاثة.
عبادة بن مالك
" س " عبادة بن مالك الأنصاري. كان على ميسرة الناس يوم مؤته، وكان على ميمنتهم قطبة بن قتادة. أورده المستغفري عن ابن إسحاق. وقيل: عباية. ويذكر إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو موسى.
عباس بن أنس
" س " عباس بن أنس بن عامر السلمي.
روى سعيد بن العلاء القرشي، عن عبد الملك بن عبد الله الفهري، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم أنه قال: كان العباس شريكاً لعبد الله بن عبد المطلب، والد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وقد كان شهد يوم الخندق مع قومه، فلما هزم الله تعالى الأحزاب رجعت بنو سليم إلى بلادهم. وذكر إسلام العباس وبني سليم بطوله.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
عباس بن عبادة
" ب د ع " عباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج بن ثعلبة، الأنصاري الخزرجي.
شهد بيعة العقبة، وقيل: شهد العقبتين، وقيل بل كان في النفر الستة من الأنصار الذين لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا قبل جميع الأنصار.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي البغدادي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق في بيعة العقبة الثانية، قال ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم: أن العباس بن عبادة بن نضلة أخا بني سالم قال: يا معشر الخزرج، هل تدرون علام تبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود، فإن كنتم ترون أنها إذا انهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتلاً أسلمتموه، فمن الآن، فهو والله، إن فعلتم، خوي الدنيا والآخرة. وإن كنت ترون أنكم مستضلعون به، وافون له بما عاهدتموه عليه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف فهو والله خير الدنيا والآخرة.
قال عاصم: فوالله ما قال العباس هذه المقالة إلا ليشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بها العقد.
وقال عبد الله بن أبي بكر، ما قالها إلا ليؤخر بها أمر القوم تلك الليلة، ليشهد عبد الله بن أبي أمرهم، فيكون أقوى لهم.
قالوا: فما لنا بذلك - يا رسول الله - إن نحن وفّينا؟ قال: " الجنة " . قالوا: أبسط يدك. فبسط يده، فبايعوه. فقال عباس بن عبادة للنبي صلى الله عليه وسلم: لئن شئت لنميلن عليهم غداً بأسيافنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لم نؤمر بذلك.
ثم إن عباساً خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو بمكة، وقام معه حتى هاجر إلى المدينة فكان أنصارياً مهاجرياً.
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عثمان بن مظعون، ولم يشهد بدراً. وقتل يوم أحد شهيداً.
أخرجه الثلاثة.
عباس بن عبد المطلب
" ب د ع " عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة. عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنوا أبيه. يكنى أبا الفضل، بابنه.
وأمه نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر - وهو الضحيان - بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط. وهي أول عربية كست البيت الحرير والديباج وأصناف الكسوة، وسببه أن العباس ضاع، وهو صغير، فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت، فوجدته، ففعلت.
وكان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، وقيل بثلاث سنين.
وكان العباس في الجاهلية رئيساً في قريش، وإليه كانت عمارة المسجد الحرام " والسقاية في الجاهلية، أما السقاية فمعروفة، وأما عمارة المسجد الحرام " فإنه كان لا يدع أحداً يسب في المسجد الحرام، ولا يقول فيه هجراً لا يستطيعون لذلك امتناعاً، لأن ملأ قريش كانوا قد اجتمعوا وتعاقدوا على ذلك، فكانوا له أعواناً عليه.

وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة، لما بايعها الأنصار، ليشدد له العقد، وكان حينئذ مشركاً وكان ممن خرج مع المشركين إلى بدر مكرهاً، وأسر يومئذ فيمن أسر، وكان قد شدّ وثاقه، فسهر النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ولم ينم، فقال له بعض أصحابه: ما يسهرك يا نبي الله؟ فقال: " أسهر لأنين العباس " . فقام رجل من القوم فأرخى وثاقه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما لي لا أسمع أنين العباس " ؟ فقال الرجل: أنا أرخيت من وثاقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فافعل ذلك بالأسرى كلهم " ، وفدى يوم بدر نفسه وابني أخويه: عقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث، وأسلم عقيب ذلك وقيل: إنه أسلم قبل الهجرة، وكان يكتم إسلامه، وكان بمكة يكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبار المشركين، وكان من بمكة من المسلمين يتقوّون به وكان لهم عوناً على إسلامهم، وأراد الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مقامك بمكة خيرٌ " ، فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: " من لقي العباس فلا يقتله، فإنه أخرج كرهاً " وقصة الحجاج بن علاط تشهد بذلك. وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " أنت آخر المهاجرين كما أنني آخر الأنبياء " .
أخبرنا أبو الفضل الطبري الفقيه بإسناده إلى أبي يعلى الموصلي قال: حدثنا شعيب بن سلمة بن قاسم الأنصاري، من ولد رفاعة بن رافع بن خديج، حدثنا أبو مصعب إسماعيل بن قيس بن زيد بن ثابت، حدثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد الساعدي، قال: استأذن العباس بن عبد المطلب النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة، فقال له: " يا عم، أقم مكانك الذي أنت به، فإنّ الله تعالى يختم بك الهجرة كما ختم بي النبوة " .
ثم هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وشهد معه فتح مكة، وانقطعت الهجرة، وشهد حنيناً، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انهزم الناس بحنين.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظمه ويكرمه بعد إسلامه، وكان وصولاً لأرحام قريش، محسناً إليهم، ذا رأي سديد وعقل غزير، وقال النبي صلى الله عليه وسلم له: " هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفاً، وأوصلها، وقال: هذا بقية آبائي " .
أخبرنا إبراهيم بن محمد واسماعيل بن علي وغيرهما قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى السلمي: حدثنا قتيبة، حدثنا أبو عوانة، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث قال: حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب: أن العباس دخل على النبي صلى الله عليه وسلم مغضباً، وأنا عنده. فقال: ما أغضبك؟ فقال: يا رسول الله، ما لنا ولقريش؟ إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة وإذا لقونا لقونا بغير ذلك. قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه. ثم قال: " والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله " . ثم قال: " أيها الناس، من آذى عمي فقد آذاني، فإنما عم الرجل صنو أبيه " .
وأخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفقيه، أخبرنا أبو محمد يحيى بن علي بن الطراح، أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي، أخبرنا عمر بن شاهين، أخبرنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن بعد الرحمن بن جبير بن نفير، عن كثير بن مرة عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ومنزلي ومنزل إبراهيم تجاهين في الجنة، ومنزل العباس بن عبد المطلب بيننا مؤمن بين خليلين " .
روى عنه عبد الله بن الحارث، وعامر بن سعد، والأحنف بن قيس، وغيرهم وله أحاديث منها: ما أخبرنا به عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن العباس قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: علمني - يا رسول الله - شيئاً أدعو به قال: فقال: " سل الله العافية " ثم أتيته مرة أخرى، فقلت: يا رسول الله علمين شيئاً أدعو به فقال: " يا عباس، يا عم رسول الله، سل الله العافية في الدنيا والآخرة " .

أخبرنا أبو نصر عبد الرحيم بن محمد بن الحسن بن هبة الله، وأبو إسحاق إبراهيم بن ابي طاهر بركات بن الخشوعي وغيرهما، قالوا: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الفرحان السمناني، أخبرنا الأستاذ أبو القاسم القشيري، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الخفاف، أخبرنا أبو العباس السراج، أخبرنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم بن معمر، أخبرنا الدراوردي، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً " .
وأخبرنا أبو الفضل المخزومي الفقيه، بإسناده إلى أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن عباد، حدثنا محمد بن طلحة، عن أبي سهيل بن مالك، عن ابن المسيب، عن سعد قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ببقيع الخيل، فأقبل العباس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا العباس عم نبيكم، أجود قريش كفاً وأوصلها " .
واستسقى عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنهما عام الرمادة لما اشتد القحط. فسقاهم الله تعالى به، وأخصبت الأرض. فقال عمر: هذا والله الوسيلة إلى الله، والمكان منه. وقال حسان بن ثابت: " الكامل "
سأل الإمام وقد تتابع جدبنا ... فسقى الغمام بغرة العباس
عم النبي وصنو والده الذي ... ورث النبي بذاك دون الناس
أحيا الإله به البلاد فأصبحت ... مخضرة الأجناب بعد الياس
ولما سقي الناس طفقوا يتمسحون بالعباس، ويقولون: هنيئاً لك ساقي الحرمين.
وكان الصحابة يعرفون للعباس فضله، ويقدمونه ويشاورونه ويأخذون برأيه، وكفاه شرفاً، وفضلاً أنه كان يعزى بالنبي صلى الله عليه وسلم لما مات، ولم يخلف عن عصباته أقرب منه.
وكان له من الولد عشرة ذكور سوى الإناث، منهم: الفضل، وعبد الله، وعبيد الله، وقثم، وعبد الرحمن، ومعبد، والحارث، وكثير، وعون، وتمام، وكان أصغر ولد أبيه.
وأضرّ العباس في آخر عمره، وتوفي بالمدينة يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب، وقيل: بل من رمضان، سنة اثنتين وثلاثين، قبل قتل عثمان بسنتين. وصل عليه عثمان، ودفن بالبقيع، وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وكان طويلاً جميلاً أبيض بضا، ذا ضفيرتين.
ولما أسر يوم بدر لم يجدوا قميصاً يصلح عليه إلا قميص عبد الله بن أبي ابن سلول، فألبسوه إياه ولهذا لما مات عبد بن أبي كفنّه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قميصه. وأعتق العباس سبعين عبداً.
أخرجه الثلاثة.

عباس بن قيس
" س " عباس بن قيس الحجري. أخرجه يحيى بن يونس، ذكره المستغفري هكذا، ولم يورد له شيئاً: قاله أبو موسى.
وقد ذكره أبو بكر الإسماعيلي، وروى بإسناده عن قيس بن بدر الحجري، عن عباس بن قيس الحجري، عن النبسي صلى الله عليه وسلم - فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى: " ابن آدم، أعطيتك ثلاثاً، لم يكن لك ذلك حق حتى إذا أخذت بكظمك جعلت لك ثلث مالك يكفر لك خطاياك. ودعوة عبادي الصالحين لك بعد موتك، وستري عليك عيوبك، لو أبديتها لنبذك أهلك فلم يدفنوك " .
عباس بن مرداس السلمي
" ب د ع " عباس بن مرداس بن أبي عامر بن جارية بن عبد عبس بن رفاعة بن الحارث بن حبي بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور السلمي، وقيل في نسبه غير ذلك. يكنى أبا الهيثم، وقيل: أبو الفضل.
أسلم قبل فتح مكة بيسير، وكان أبوه مرداس شريكاً ومصافياً لحرب بن أمية، فقتلتهما الجن جميعاً، وخبرهما معروف، وذكروا أن ثلاثة نفر ذهبوا على وجوههم، فهاموا فلم يوجدوا، ولم يسمع لهم بأثر: طالب بن أبي طالب، وسنان بن حارثة المري، ومرداس.
وكان العباس من المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم، وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثمائة راكب من قومه، فأسلموا وأسلم قومه، ولما أعطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المؤلفة قلوبهم، وهم: الأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن وغيرهما من غنائم حنين مائة من الإبل، ونقص طائفة من المائة، منهم عباس بن مرداس، فقال عباس: " المتقارب "
أتجعل نهبي ونهب العبيد ... بين عيينة والأقرع

فما كان حصن ولا حابسٌ ... يفوقان مرداس في مجمع
وما كنت دون أمرئ منهما ... ومن تضع اليوم لا يرفع
وقد كنت في القوم ذا تدرأ ... فلم أعط شيئاً ولم أمنع
فصالا أفاثل أعطيتها ... عديد قوائمها الأربع
وكانت نهاباً تلافيتها ... بكري على المهر في الأجرع
وإيقاظي القوم أن يرقدوا ... إذا هجع القوم لم أهجع
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اذهبوا فاقطعوا عني لسانه " . فأعطوه حتى رضي، وقيل: " أتمّها له مائة " .
وكان شاعراً محسناً، وشجاعاً مشهوراً. قال عبد الملك بن مروان: أشجع الناس في شعره عباس بن مرداس حيث يقول: " الوافر "
أقاتل في الكتيبة لا أبالي ... أفيها كان حتفي أم سواها
وكان العباس بن مرداس ممن حرّم الخمر في الجاهلية، فإنه قيل له: ألا تأخذ من الشراب فإنه يزيد في قوتك وجراءتك؟ قال: لا أصبح سيد قومي وأمسي سفيهها، لا والله لا يدخل جوفي شيءٌ يحول بيني وبين عقلي أبداً. وكان ممن حرمها أيضاً في الجاهلية: أبو بكر الصديق، وعثمان بن مظعون، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف - وفيه نظر - وقيس بن عاصم. وحرمها قبل هؤلاء: عبد المطلب بن هاشم، وعبد الله بن جدعان. ويقال: أول من حرمها على نفسه في الجاهلية عامر بن الظرب العدواني. وقيل: بل عفيف بن معد يكرب العبدي.
وكان عباس بن مرداس ينزل بالبادية بناحية البصرة، وقيل: إنه قدم دمشق وابتنى بها داراً.
أخبرنا المنصور بن أبي الحسن الفقيه بإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا عبد القاهر بن السري السلمي، حدثني كنانة بن العباس بن مرداس، عن أبيه العباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة، وأكثر الدعاء، فأجابه الله عز وجل: " أني قد فعلت وغفرت لأمتك إلا ظلم بعضهم بعضاً " . فأعاد فقال: " يا رب إنك قادرٌ أن تغفر للظالم، وتثيب المظلوم خيراً من مظلمته. فلم يكن تلك العشية إلا ذا. فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة، فعاد يدعو لأمته، فلم يلبث النبي صلى الله عليه وسلم أن تبسم " . فقال بعض أصحابه: بأبي أنت وأمي تبسمت في ساعة لم تكن تضحك فيها، فما أضحكك؟ قال: " تبسمت من عدو الله إبليس، حين علم أن الله تعالى أجابني في أمتي وغفر للظالم، أهوى يدعوى بالثبور والويل، ويحثو التراب على رأسه. وقال مرة: فضحكت من جزعه " .
أخرجه الثلاثة.

عباس بن معد يكرب
" س " عباس بن معد يكرب الزبيدي. له صحبة. ذكره المستغفري هكذا ولم يورد له شيئاً، ويرد نسبه عند ذكر أبيه، إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
عباس مولى بني هاشم
" د ع " عباس بن مولى بني هاشم. قديم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
روى قيس بن الربيع، عن عاصم بن سليمان، عن العباس مولى بني هاشم، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إلى المسجد، فرأى نخامة في المسجد في القبلة، فحكه ثم لطخه بالزعفران.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عباية أبو قيس
" د ع " عباية أبو قيس. روى حديثه الجريري، عن قيس بن عباية: عن ابيه في الصوم. ذكر في الصحابة، ولا يصح.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عباية بن مالك
عباية بن مالك الأنصاري. كان على ميسرة المسلمين يوم مؤته.
أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكر، عن محمد بن إسحاق قال: ثم مضى الناس فتعبأ المسلمون " فجعلوا " على ميمنتهم رجلاً من عذرة، يقال له: قطبة بن قتادة، وعلى ميسرتهم رجلاً من الأنصار، يقال له: عباية بن مالك، فالتقى الناس، يعني بمؤتة. قال ابن هشام: ويقال: عبادة بن مالك.
عبد الأعلى بن عدي
" ع س " عبد الأعلى بن عدي البهراني.
روى عبد الرحمن بن عدي البهراني، عن أخيه عبد الأعلى بن عدي: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا علي بن أبي طالب يوم غدير خم، فعممه وأرخى عذبة العمامة من خلفه، ثم قال: " هكذا فاعتموا، فإن العمائم سيما الإسلام، وهي حاجزٌ بين المسلمين والمشركين " .
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
عبد الله بن أبي بن خلف
" ب " عبد الله بن أبي بن خلف القرشي الجمحي. أسلم يوم الفتح، وقتل يوم الجمل.
أخرجه أبو عمر.

عبد الله بن أبي أحمد بن جحش
" د ع " عبد الله بن أبي أحمد بن جحش. ذكر نسبه عند ذكر أبيه. أتي به النبي صلى الله عليه وسلم لما ولد، فسماه عبد الله له ولأبيه صحبة.
أخبرنا أبو الفرج بن محمود بن سعد بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم، حدثنا محمد بن يحيى الباهلي، حدثنا يعقوب بن محمد، حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن مجمع بن يعقوب بن حسين بن أبي لبابة، عن عبد الله بن أبي أحمد. قال: هاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط في الهدنة، فخرج أخواها عمارة والوليد حتى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلماه فيها أن يردها إليهما، فنقض الله العهد بينه وبين المشركين خاصة في النساء، ومنعهن أن يرددن إلى المشركين، فأنزل الله تعالى آية الامتحان.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عبد الله بن الأخرم
عبد الله بن الأخرم واسم الأخرم ربيعة - بن سيدان بن فهم بن غيث بن كعبد بن عامر بن الجهيم التميمي الهجيمي. روى عنه ابن أخيه المغيرة بن سعد بن الأخرم.
روى عبد الله بن داود عن الأعمش عن عمرو بن مرة. عن المغيرة بن سعد بن الأخرم، عن عمه: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بعرفات، قال: فحال الناس بيني وبينه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعوه فأربٌ ما له " . فقلت يا رسول الله، دلني على عمل يقربني من الجنة، ويباعدني من النار. قال: " لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت وأطولت، تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتأتي إلى الناس ما تحب أن يؤتى إليك " .
قاله هكذا أبو أحمد العسكري. وقد تقدم هذا الحديث في ترجمة سعد بن الأخرم، فإن عيسى بن يونس ويحيى بن عيسى روياه عن الأعمش، عن عمرن، عن المغيرة، عن أبيه أو عمه. وقال ابن نمير في حديثه: شك الأعمش في أبيه أو عمه.
عبد الله بن الأدرع
عبد الله بن الأدرع. وقيل: الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، شهد بيعة الرضوان، وشهد ابوه أبو حبيبة بدراً والمشاهد، قاله ابن منده، عن ابن أبي داود. وروى عن محمد بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري قال: قلت لعبد الله بن أبي حبيبة: أدركت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً؟ قال جاءنا في مسجدنا - يعني مسجد قباء - قال: فجلست إلى جنبة، وجلس الناس حوله، ثم رأيته قام، فرأيته يصلي في نعليه.
أخرجه هكذا ابن منده وأبو نعيم.
عبد الله بن الأرقم
" ب د ع " عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشي الزهري. كانت آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمة أبيه الأرقم، وأمه أميمة بنت حرب بن أبي همهمة بن عبد العزى الفهري. وقيل: عمرة بنت الأوقص بن هاشم بن عبد مناف.
أسلم عام الفتح، وكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، ولأبي بكر، وعمر رضي الله عنهما. وأعطاه رسول الله بخيبر خمسين وسقاً، واستعمله عمر على بيت المال، وعثمان بعده، ثم إنه استعفي عثمان من ذلك فأعفاه.
ولما استكتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمن إليه ووثق به، فكان إذا كتب له إلى بعض الملوك يأمره أن يختمه ولا يقرؤه لأمانته عنده.
وروى مالك قال: بلغني أنه ورد على النبي صلى الله عليه وسلم كتاب فقال: من يجيب عنه؟ فقال عبد الله بن الأرقم: أنا. فأجاب، وأتى به النبي صلى الله عليه وسلم، فأعجبه وأنفذه، وكان عمر حاضراً فأعجبه ذلك من عبد الله، حيث أضاف ما أراده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ولي عمر استعمله على بيت المال.
وروى مالك قال: بلغني أن عثمان أجاز عبد الله بن الأرقم - وهو على بيت المال - بثلاثين ألفاً فأبى أن يقبلها. وروى عمر بن دينار أن عثمان، رضي الله عنه، أعطاه ثلاثمائة ألف درهم فأبى أن يقبلها. وقال: عملت لله، وإنما أجري على الله.
وقال له عمر بن الخطاب: لو كان لك مثل سابقة القوم ما قدمت عليك أحداً. وكان عمر يقول: ما رأيت أخشى لله تعالى من عبد الله بن الأرقم.
وعَمِي قبل وفاته.

أخبرنا إسماعيل بن علي بن عبيد الله وغير واحد قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى، حدثنا هناد، حدثنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن ابيه، عن عبد الله بن الأرقم قال: أقيمت الصلاة، فأخذ بيد رجل فقدّمه، وكان إمام القوم، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا أقيمت الصلاة ووجد أحدكم الخلاء فليبدأ بالخلاء " .
رواه شعبة، والثوري، والحمّادان، ومعمر، وابن عيينة، ومحمد بن إسحاق، وغيرهم عن هشام بن عروة مثله. ورواه وهيب، وشعيب بن إسحاق، وابن جريج في بعض الروايات عنه فقالوا: عن هشام، عن أبيه، عن رجل، عن عبد الله بن الأرقم. ورواه أبو الأسود، عن عروة، عن عبد الله بن الأرقم. ورواه أبو معشر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة.
أخرجه الثلاثة.

عبد الله بن إسحاق
" د ع " عبد الله بن إسحاق الأعرج، جد حاجب بن أبان. أصيبت رجله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماه الأعرج.
روى عبد الملك بن إبراهيم، عن حاجببن عمر قال: كان اسم جدي عبد الله بن إسحاق وكان أصيبت رجله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسماه رسول الله الأعرج.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم. ذكره - يعني ابن منده - في الترجمة: حاجب بن أبان، وفي الحديث: حاجب بن عمر.
عبد الله بن أسعد بن زرارة الأنصاري، وهو ابن أبي أمامة أسعد بن زرارة.
تقدم نسبه عند ذكر أبيه. له ولأبيه صحبة.
روى يحيى بن أبي بكير، عن جعفر الأحمر، عن هلال الصيرفي قال: حدثنا أبو كثير الأنصاري، عن عبد الله بن اسعد بن زرارة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما أسري بي إلى السماء انتهى بي إلى قصر من لؤلؤ، فراشه من ذهب يتلألأ، فأوحى الله إلي - أو أمرني في علي بثلاث خصال: أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين " .
ورواه أبو غسان وغير واحد، عن جعفر هكذا، وقيل: عن أبي غسان، عن إسرائيل، عن هلال الوزان، عن رجل من الأنصار، عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة. ورواه عمران بن الحصين، عن يحيى بن العلاء، عن هلال الوزان، عن عبد الله بن أسعد بن زرارة. عن أبيه.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابا عمر قال: عبد الله بن أبي أمامة، وهو أسعد بن زرارة.
عبد الله بن الأسقع
" د ع " عبد الله بن الأٍقع الليثي. روى حديثه أبو شهاب: عن المغيرة بن زياد، عن مكحول مرسلاً.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً.
عبد الله بن الأسود السدوسي
" ب د ع " عبد الله بن الأسود بن شعبة بن شهاب بن عوف بن عمرو بن الحارث بن سدوس السدوسي. نسبه هكذا أبو أحمد العسكري. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني سدوس: روى محمد بن عمرو، عن ابيه، عن جده، عن أبيه عبد الله بن الأسود قال: خرجنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني سدوس من القرية، ومعنا تمر من البرود - برود بني عمير - حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنثرنا التمر على بطع بين يديه. فقال: أي تمر هذا؟ فقلنا: الجذامي. فقال: " اللهم بارك في الجذامي، وفي حديثة خرج هذا منها " .
وقال قتادة: هاجر من ربيعة أربعة: بشير بن الخصاصية، وعمرو بن تغلب، وعبد الله بن الأسود، وفرات بن حيان.
أخرجه الثلاثة.
عبد الله بن الأسود المزني
" س " عبد الله بن الأسود المزني، أخرجه أبو موسى وقال: ذكرناه في ترجمة الخمخام، ويمكن أن يكون السدوسي الذي ذكروه، إلا أن في تلك الترجمة قال: المزني، ومزينة غير سدوس.
قلت: هذا لفظ أبي موسى. وقال في الخمخام: ابن الحارث البكري. وروى بإسناده عن مجالد بن خمخام. قال: " هاجر أبي الخمخام إلى النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بكر بن وائل مع أربعة من سدوس، أحدهم: بشير بن الخصاصية، وفرات بن حيان العجلي، وعبد الله بن أسود المزني، ويزيد بن ظبيان " . فهذا يدل على أن المزني غلط من الكتاب، فإنه قد جعله تارة من بكر، ثم من سدوس، وهو من بكر ايضاً، فلا مدخل للمزني فيه، والصحيح أنه الأول، والله أعلم.
عبد الله بن أصرم

" س " عبد الله بن أصرم. أورده ابن شاهين في الصحابة وروى بإسناده عن المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد عوف بن أصرم بن عمرو بن شعيثة بن الهزم بن زويبة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أنت " ؟ قال: عبد عوف. قال: " أنت عبد الله " فأسلم.
أخرجه أبو موسى.

عبد الله بن الأعور
" ب د ع " عبد الله بن الأعور. وقيل: عبد الله بن الأطول الجرمازي المازني، من بني مازن بن عمرو بن تميم، وهو الشاعر المعروف بالأعشى المازني، وقد تقدم في الهمزة في الأعشى أكثر من هذا، لأنه بلقبه أشهر منه باسمه.
أخرجه الثلاثة.
عبد الله بن أقرم
" ب د ع " عبد الله بن أقرم بن زيد الخزاعي، أبو معبد. روى عنه ابنه عبيد الله: أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد. قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن داود بن قيس، عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم الخزاعي، عن أبيه قال: كنت مع أبي بالقاع من نمرة، فمر بنا ركب فأناخوا فقال لي أبي: كن في بهمنا حتى آتي هؤلاء القوم فأسائلهم. فدنا منهم ودنوت معه، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم، فكنت أنظر إلى عفرة إبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد.
رواه ابن عيينة وابن المبارك، وعبد الرزاق، ووكيع، وأبو أسامة وغيرهم عن داود مثله. ورواه عبد الحميد بن سليمان، عن رجل من بني أقرم، عن أبيه، عن جده.
أخرجه الثلاثة.
عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة
" ب د ع " عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، واسم أبي أمية حذيفة، وهو أخو أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. وأمه عاتكة بنت عبد المطلب. عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان يقال لأبيه أبي أمية: زاد الركب. وزعم الكلبي أن أزواد الركب من قريش ثلاثة: زمعة بن الأسود بن المطلب بن عبد مناف، قتل يوم بدر كافراً. ومسافر بن أبي عمرو بن أمية. وأبو أمية بن المغيرة، وهو أشهرهم بذلك. وإنما سموا زاد الركب لأنهم كانوا إذا سافر معهم أحد كان زاده عليهم. وقال مصعبد والعدوي: لا تعرف قريش زاد الركب إلا أبا أمية وحده.
وكان عبد الله بن أبي أمية شديداً على المسلمين، مخالفاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي قال له: " لن نؤمن لك خحتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً أو تكون لك جنة من نخيل " " الإسراء 90 - 91 " الآية. وكان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يزل كذلك إلى عام الفتح، وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبيل الفتح هو وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فلقيا النبي صلى الله عليه وسلم بالطريق: أخبرنا أبو جعفر بن السمين البغدادي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: وكان ابو سفيان بن الحارث، وعبد الله بن أبي أمية قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنيق العقاب فيما بين مكة والمدينة، فالتمسا الدخول، فمنعهما، فكلمته أم سلمة فيهما، فقالت: يا رسول الله، ابن عمك، وابن عمتك وصهرك قال: لا حاجة لي بهما، أما ابن عمي فهتك عرضي، وصهري قال لي بمكة ما قال: ثم أذن لهما، فدخلا عليه، فأسلما وحسن إسلامهما.
وشهد عبد الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة مسلماً، وحنيناً، والطائف، ورمي من الطائف بسهم فقتله، ومات يومئذ.
وله قال هيت المخنث عند أم سلمة: يا عبد الله، إن فتح الله الطائف فإني أدلك على ابنة غيلان، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل هؤلاء عليكن " .
وروى مسلم بن الحجاج بإسناده، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن أبي أمية: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في بيت أم سلمة، في ثوب واحد متلحفاً به، مخالفاً بين طرفيه.
ومثله روى ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن عبد الله بن أبي أمية.
وذلك غلط، لأن عروة لم يدرك عبد الله، إنما روى عن عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية، ورواه أصحاب هشان، عن هشام، عن أبيه، عن عمر أبي سلمة، وهو المشهور.
عبد الله بن أبي أمية بن وهب
" ب " عبد الله بن أبي أمية بن وهب. حليف بني أسد بن عبد العزى بن قصي وابن أختهم. قتل بخيبر شهيداً، ذكره الواقدي، ولم يذكره ابن إسحاق.
أخرجه أبو عمر.

عبد الله بن أنس
" ب د ع " عبد الله بن انس، أبو فاطمة الأسدي تقدم ذكره في حرف الهمزة. وقال أبو عمر: روى عنه زهرة بن معبد وأبو عقيل، وجعله أبو عمر، وأبو أحمد العسكري أزدياً.
أخرجه الثلاثة مختصراً.
عبد الله بن أنيس " د ع " عبد الله بن أنيس الأسلمي. روى عنه جابر بن عبد الله الأنصاري.
روى عبد الله بن محم بن عقيل، عن جابر بن عبد الله قال: بلغني حديث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، لم أسمعه منه، فسرت شهراً إليه حتى قدمت الشام، فإذا هو عبد الله بن أنيس، فأرسلت إليه أن جابراً على الباب، فرجع إلي الرسول فقال: أجابر بن عبد الله؟ قلت نعم. فخرج إلي فاعتنقني واعتنقته. قال: قلت: حديثٌ بلغني أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أسمعه منه في المظالم، فخشيت أن أموت أو تموت. قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " يحشر الناس - أو العباد - عراةً غرلاً بهما، فيناديهم بصوت يسمعه من بعد، كما يسمعه من قرب، أنا الملك، أنا الديان، لا ينبغي لأحدٍ من أهل الجنة أن يدخل الجنة وأحدٌ من أهل النار يطلبه بمظلمة، ولا ينبغي لأحد من أهل النار يدخل النار، وأحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة، حتى يقتصه منه، حتى اللطمة، قال: وكيف، وإنما نأتي عراة غرلاً؟ قال: بالحسنات والسيئات " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، إلا أن ابا نعيم جعل هذا وعبد الله بن أنيس الجهني ترجمة واحدة، وقال: فرق بعض المتأخرين بينهما، وجعلهما ترجمتين، وجمعنا بينهما، وخرجنا عنهما ما خرج. وقال ابن منده: فرق أبو حاتم بينه وبين ابن أنيس الجهني، وأراهما واحداً.
عبد الله بن أينس الجهني
" ب د ع " عبد اللن بن انيس الجهني ثم الأنصاري. حليف بن سلمة من الأنصار، وقال الواقدي: هو من البرك بن وبر، أخى كلب بن وبرة من قضاعة، ومثله قال الكلبي: وقال: هو عبد الله بن أنيس بن اسعد بن حرام بن حبيب بن مالك بن غنم بن كعبد بن تيم بن نفاثة بن إياس بن يربوع بن البرك بن وبرة. دخل ولد البرك بن وبرة في جهينة.
وكان مهاجرياً أنصارياً عقبياً. شهد بدراً وأحداً وما بعدهما.
وقال ابن إسحاق: وهو من قضاعة، حليف لبني نأبي من بين سلمة، وقيل: هو من جهينة حليف للأنصار. وقيل: هو من الأنصار، وقول الكلبي يجمع هذه الأقوال كلها، فإنه من البرك ابن وبرة نسباً. وقال: إنهم دخلوا في جهينة، فقيل لكل منهم جهني، وقال: له حلف في الأنصار فقيل: أنصاري يكنى أبا يحيى.
روى عنه أولاده: عطية، وعمرو، وضمرة، وعبد الله. وجابر بن عبد الله، وبسر بن سعيد. وهو الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر، وقال: إني شاسع الدار، فمرني بليلة أنزل لها. قال: " انزل ليلة ثلاث وعشرين " .
وهو أحد الذين كانوا يكسرون أصنام بني سلمة.
أخبرنا أبو منصور مسلم بن علي بن محمد السيحي أخبرنا أبو البركات محمد بن محمد بن خميس، أخبرنا ابو نصر بن طوق، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد المرجي، أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا وهب بن بقية الواسطي. حدثنا خالد بن عبد الله، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن محمد بن زيد، عن عبد الله بن أبي أمية، عن عبد الله بن أنيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكبر الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، واليمين المغموس، والذي نفسي بيده لا يخلف أحد ولو على مثل جناح بعوضة إلا كانت وكتةٌ في قلبه إلى يوم القيامة " .
وتوفي سنة أربع وسبعين، قاله أبو عمر.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده جعل هذا والذي قبله ترجمتين، وقال: أراهما واحداً، وقول أبي عمر في هذه الترجمة: روى عنه - يعني الجهني - جابر بن عبد الله. يدل على أنه لا يرى غيره، فإن كان قول ابن منده في الأولى أسلمياً ليس غلطاً، فهما اثنان، لأن هذا لا كلام في صحته، ولم يقل فيه أحد من العلماء: إنه أسلمي. وإنما قالوا: أنصاري، وجهني، وقضاعي، والبرك بن وبرة وجهينة من قضاعة، والأصح أنهما واحد.
عبد الله بن أنيس الزهري

" س " عبد الله بن أنيس الزهري. ذكره ابن أبي علي، وروى عن سليمان بن أحمد، عن الحسن بن عبد الأعلى البوسي الصنعاني، عن عبد الرزاق، عن عبد الله بن عمر، عن عيسى بن عبد الله بن أنيس الزهري، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى إلى قربة معلقة، فخنقها، ثم شرب منها وهو قائم.
أخرجه أبو موسى وقال: هذا الحديث أخبرنا به أبو غالب الكوشيدي، أخبرنا ابن ريذة أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا الحسن، وآخر ذكره معه، عن عبد الرزاق بإسناده إلا أنه لم يقل فيه: الزهري. وأورده في ترجمة عبد الله بن أنيس الجهني.
؟؟

عبد الله بن أنيس
" س " عبد الله بن أنيس، أو ابن أنس. قال أبو موسى: ذكره أبو عبد الله في ترجمة هزال أنه هو الذي رمى ماعزاً، فقتله حين رجم، ويمكن أن يكون الجهني أيضاً، والله أعلم.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
عبد الله بن أنيس العامري
" س " عبد الله بن أنيس العامري. روى يعلى بن الأِدق، عن عبد الله بن أنيس بن المنتفق بن عامر الوافد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قدمت عليه أبشره بإسلام قومي، فقال: " أنت الوافد المبارك " . فلما أصبح صبحته بنو عامر فأسلموا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأبى الله، عز وجل، لبني عامر إلا خيراً " . قالها ثلاث مرات.
أخرجه أبو موسى.
عبد الله بن أوس بن قيظي
عبد الل بن أوس بن قيظي، أخو عرابة وكباثة، أخرجه ابو عمر مدرجاً في ترجمة والدته أوس بن قيظي، وقال: شهد أحد مع أبيه وأخيه كباثة.
عبد اللن بن أوس بن وقش
" د ع " عبد الله بن أوس بن وقش بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. شهد بدراً، ولا تعرف له رواية.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق - في تسمية من شهد بدراً قال: ومن بني طريف بن الخزرج: عبد الله بن أوس بن وقش.
كذا أخرجه ابن منده. وقال أبو نعيم: عبد الله بن سعد بن أوس بن وقش، وقيل: عبد الله بن أحق، وقيل: ابن حق بن أوس بن وقش. وقال عن ابن إسحاق - في تسمية من شهد بدراً: عبد الله بن أحق بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج. رواه بعض المتأخرين عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق فقال: عبد الله بن أوس، وأسقط أباه حقاً أو أحق.
قلت: الذي نقله ابن منده عن يونس عن ابن إسحاق صحيح، كذا رويناه أيضاً كما تقدم أول الترجمة، فلا ذنب له، فإن يونس، كذا قال، وقد روى عبد الملك بن هشام، عن البكائي، عن ابن إسحاق فقال: عبد ربه بن حق بن أوس بن وقش بن ثعلبة بن طريف.
ورواه مسلمة بن الفضل ب ابن إسحاق فقال: عبد الله بن حق بن أوس بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة، فهذا الاختلاف عن ابن إسحاق كما تراه، فأي ذنب لابن منده؟! وهذا عبد الله يجتمع هو وسعد بن عبادة في ثعلبة بن طريف، ويذكر في عبد الله بن سعد، إن شاء الله تعالى.
عبد الله بن أبي أوفى
" ب د ع " عبد الله بن أبي أوفى، واسم أبي أوفى: علقمة بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوزان بن أسلم الأسلمي. يكنى أبا معاوية. وقيل: أبو إبراهيم. وقيل: أبو محمد.
شهد الحديبية، وبايع بيعة الرضوان، وشهد خيبر وما بعدها من المشاهد، ولم يزل بالمدينة حتى قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تحول إلى الكوفة، وهو آخر من بقي بالكوفة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
روى أحمد بن حنبل، عن يزيد بن هارون، عن إسماعيل بن أبي خالد قال: رأيت على ساعد عبد الله بن أبي أوفى ضربة، فقلت: ما هذه؟ قال: ضربتها يوم حنين. فقلت: أشهدت معه حنيناً؟ قال: نعم، وقبل ذلك.
روى عنه عمرو بن مرة أنه قال:كان أصحاب الشجرة ألفاً وأربعمائة، وكانت أسلم ثُمن المهاجرين يومئذ.
روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، والشعبي، وعبد المالك بن عميرن وأبو إسحاق الشيباني، والحكم بن عتيبة، وسلمة بن كهيل، وغيرهم.
أخبرنا إبراهيم بن محمد الفقيه وغيره بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا سفيان، عن أبي يعفور العبدي، عن عبد الله بن أبي أوفى. أنه سئل عن الجراد. فقال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست غزوات نأكل الجراد. كذا رواه سفيان بن عيينة، ورواه الثوري عن أبي يعفور قال: سبع غزوات.

وأخبرنا أبو عبد الله بن محمد بن سرايا بن علي الفقيه البلدي، وغير واحد قالوا بإسنادهم إلى محمد بن إسماعيل الجعفي قال: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق، عن موسى بن عقبة، عن سالم أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله، وكان كاتبه، قال: كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اعلم أن الجنة تحت ظلال السيوف " .
توفي عبد الله بن أبي أوفى بالكوفة سنة ست وثمانين، وقيل: سبع وثمانين، بعد ما كفّ بصره، وكان يصبغ رأسه ولحيته بالحناء، وكان له ضفيرتان.
أخرجه الثلاثة.

عبد الله ابن بحينة
" ب " عبد الله ابن بحينة - وهي أمه - وهي بحينة بنت الحارث بن المطلب بن عبد مناف. وقيل: أنها أزدية، واسم أبيه مالك بن القشب الأزدي، من أزد شنوءة. كان حليفاً لبني الملطلب بن عبد مناف. وله صحبة. وقد ينسب إلى أبيه وأمه معاً، فيقال: عبد الله بن مالك ابن بحينة. يكنى أبا محمد. وكان ناسكاً فاضلاً يصوم الدهر، وكان ينزل بطن ريم على ثلاثين ميلاً من المدينة.
أخرجه ها هنا أبو عمر، لأنه مشهور بأمه، ويذكر في عبد الله بن مالك، إن شاء الله تعالى، فإنه ابن منده وأبا نعيم أخرجاه هناك.
عبد الله بن بدر
" ب د ع " عبد الله بن بدر بن بعجة بن زيد بن معاوية بن خشان بن سعد بن وديعة بن عدي بن غنم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة بن زيد الجهني مدني. كان اسمه عبد العزى فسمان رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله. يكنى أبا بعجة.
وهو أحد الذين حملوا راية جهينة يوم الفتح. روى عنه ابنه بعجة، ومعاذ بن عبد الله بن خبيب.
روى يحيى بن أبي كثير، عن بعجة بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن بدر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لهم يوماً: " هذا يوم عاشوراء فصوموه " . فقال رجل من " بني " عمرو بن عوف: إني تركت قومي، منهم صائم ومنهم مفطر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اذهب إلى قومك، فمن كان منهم مفطراً فليتم صومه " .
أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: مات بعجة قبل القاسم بن محمد، وله ابن يقال له: معاوية، روى عنه الدّراوردي.
خشان: بكسر الخاء والشين المعجمتين ووديعة: بفتح الواو وكسر الدال.
عبد الله بن بدر
" ع س " عبد الله بن بدر. غير منسوب، ذكره الحضرمي في المفاريد، وسليمان بن أحمد في المعجم.
أخبرنا أبو موسى بن أبي بكر المديني، كتابة، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن محمد، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة، عن شعبة، عن أبي الجويرية قال: سمعت عبد الله بن بدر يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا نذر في معصية " .
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
عبد الله بن بديل
" ب د ع " عبد الله بن بديل بن ورقاء بن عبد العزى الخزاعي تقدم نسبه عند ذكر أبيه.
أسلم مع أبيه قبل الفتح، وكان سيد خزاعة، وقيل: بل هو من مسلمة الفتح. والأول أصح وشهد الفتح، وحنيناً، والطائف، وتبوك، وكان له نخل كثير، وقتل هو وأخوه عبد الرحمن بصفين مع علي، وكان على الرّجّالة، وهو من أفاضل أصحاب علي وأعيانهم. وهو الذي صالح أهل أصبهان مع عبد الله بن عامر، في خلافة عثمان سنة تسع وعشرين.
قال الشعبي: كان على عبد الله بن بديل درعان وسيفان، وكان يضرب أهل الشام ويقول: " الرجز "
لم يبق إلا الصبر والتوكل ... ثم التمشي في الرّعيل الأول
مشى الجمال في حياض المنهل ... والله يقضي ما يشاء ويفعل
فلم يزل يقاتل حتى انتهى إلى معاوية، فأحاط به أهل الشام فقتلوه، فلما رآه معاوية قال: والله لو استطاعت نساء خزاعة لقاتلتنا فضلاً عن رجالها. وتمثل بقول حاتم: " الطويل "
كليث هزبرٍ كان يحمي ذماره ... رمته المنايا قصدها فتقطرا
أخو الحرب إن عضّت به الحرب عضها ... وإن شمّرت يوماً به الحرب شمّرا
وكانت صفين سنة سبع وثلاثين.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده ذكره فقال: عبد الله بن بديل بن ورقاء، ذكر في كتاب الطبقات في الأصبهانيين هذا القدر.
وقال أبو نعيم: ذكر بعض المتأخرين عبد الله بن بديل بن ورقاء، هذا جميع ما ذكره.
عبد الله بن بديل

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23