كتاب : مُصنف ابن أبي شيبة
المصنف : أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي الكوفي
وَأُمِّي خَلِّنِي ، فَلأُسَابِقُ الرَّجُلَ ، قَالَ : إِنْ شِئْتَ ، قُلْتُ : اِذْهَبْ إِلَيْك ، فَطَفَرَ عَنْ رَاحِلَتِهِ ، وَثَنَيْت رِجْلِي فَطَفَرْت عَنِ النَّاقَةِ ، ثُمَّ إِنِّي رَبَطْتُ عَلَيْهَا شَرَفًا ، أَوْ شَرَفَيْنِ ، يَعَنْي اسْتَبْقَيْت نَفْسِي ، ثُمَّ إِنِّي عَدَوْتُ حَتَّى أَلْحَقَهُ ، فَأَصُكَّ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِيَدَي ، فَقُلْتُ سَبَقْتُك وَاللهِ ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا ، قَالَ : فَضَحِكَ ، وَقَالَ : إِنْ أَظُنُ ، حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ.
38158- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ بْنِ صُخَيْرةَ الْعَدَوِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الْخَوْفِ بِذِي قَرَدٍ ، أَرْضٌ مِنْ أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ ، فَصَفَّ النَّاسَ خَلْفَهُ صَفَّيْنِ : صَفٌّ خَلْفَهُ ، وَصَفٌّ مُوَازِي الْعَدُوَ ، فَصَلَّى بِالصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ رَكْعَةً ، ثُمَّ نَكَصَ هَؤُلاَءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلاَءِ ، وَهَؤُلاَءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلاَءِ ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً.
38159- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الرُّكَيْنِ الْفَزَارِيِّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى صَلاَةَ الْخَوْفِ ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
39- مَا حَفِظَ أَبُو بَكْرٍ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ.
38160- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ غَزْوَةً ، وَرَّى بِغَيْرِهَا حَتَّى كَانَ غَزْوَةُ تَبُوكَ ، سَافَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَرٍّ شَدِيدٍ ، وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا ، فَجَلَّى لِلْمُسْلِمِينَ عَنْ أَمْرِهِمْ ، وَأَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ عَدُوِّهِمْ ، وَأَخْبَرَهُمْ بِالْوَجْهِ الَّذِي يُرِيدُ.
38161- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ تَبُوكَ ، حَتَّى جِئْنَا وَادِيَ الْقُرَى ، وَإِذَا امْرَأَةٌ فِي حَدِيقَةٍ لَهَا ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : اُخْرُصُوا ، قَالَ : فَخَرَصَ الْقَوْمُ ، وَخَرَصَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةَ أَوْسُقٍ ، وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ : احْصِي مَا يَخْرُجُ مِنْهَا حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْك إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
قَالَ : فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَدِمَ تَبُوكَ ، فَقَالَ : إِنَّهَا سَتَهُبُّ
عَلَيْكُمَ اللَّيْلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ ، فَلاَ يَقُومَنَّ فِيهَا رَجُلٌ ، فَمَنْ كَانَ لَهُ بَعِيرٌ فَلْيُوثِقْ عِقَاْلهُ ، قَالَ : قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ : فَعَقَلْنَاهَا ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ هَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ ، فَقَامَ فِيهَا رَجُلٌ ، فَأَلْقَتْهُ فِي جَبَلَيْ طَيٍّء.
ثُمَّ جَاءَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَلِكُ أَيْلَةَ ، فَأَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَغْلَةً بَيْضَاءَ ، فَكَسَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بُرْدًا ، وَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبَحْرِهِمْ.
قَالَ : ثُمَّ أَقْبَلَ ، وَأَقْبَلْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا وَادِيَ الْقُرَى ، فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ : كَمْ حَدِيقَتُك ؟ قَالَتْ : عَشَرَةُ أَوْسُقٍ ، خَرْصُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنِّي مُتَعَجِّلٌ ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَتَعَجَّلَ فَلْيَفْعَلْ ، قَالَ : فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى إِذَا أَوْفَى عَلَى الْمَدِينَةِ ، قَالَ : هَذِهِ طَابَةُ ، فَلَمَّا رَأَى أُحُدًا ، قَالَ : هَذَا جَبَلٌ ، يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ.
38162- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأَنْصَارِيُّ ، قَالَ : حدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ كَعْبٍ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا هَمَّ بِبَنِي الأَصْفَرِ أَنْ يَغْزُوَهُمْ ، جَلَّى لِلنَّاسِ أَمْرَهُمْ ، وَكَانَ قَلَّمَا أَرَادَ غَزْوَةً إِلاَّ وَرَّى عنها بِغَيْرِهَا ، حَتَّى كَانَتَ تِلْكَ الْغَزْوَةُ ، فَاسْتَقْبَلَ حَرًّا شَدِيدًا ، وَسَفَرًا بَعِيدًا ، وَعَدُوًّا جَدِيدًا ، فَكَشَفَ لِلنَّاسِ الْوَجْهَ الَّذِي خَرَجَ بِهِمْ إِلَيْهِ ، لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ عَدُوِّهِمْ.
فَتَجَهَّزَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَتَجَهَّزَ النَّاسُ مَعَهُ ، وَطَفِقْتُ أَغْدُو لأَتَجَهَّزَ ، فَأَرْجِعُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا ، حَتَّى فَرَغَ النَّاسُ ، وَقِيلَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَادٍ وَخَارِجٌ إِلَى وُجْهَةٍ ، فَقُلْتُ : أَتَجَهَّزُ بَعْدَهُ بِيَوْمٍ ، أَوْ يَوْمَيْنِ ، ثُمَّ أُدْرِكُهُمْ ، وَعَنْدِي رَاحِلَتَانِ ، مَا اجْتَمَعَتْ عِنْدِي رَاحِلَتَانِ قَطُّ قَبْلَهُمَا ، فَأَنَا قَادِرٌ فِي نَفْسِي ، قَوِيٌّ بِعُدَّتِي ، فَمَا زِلْتُ أَغْدُو بَعْدَهُ وَأَرْجِعُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا ، حَتَّى أَمْعَنِ الْقَوْمُ وَأَسْرَعُوا ، وَطَفِقْتُ أَغْدُو لِلْحَدِيثِ ، وَيَشْغَلَنِي الرَّحَّالُ ، فَأَجْمَعْتُ الْقُعُودَ حَتَّى سَبَقَنِي الْقَوْمُ ، وَطَفِقْتُ أَغْدُو فَلاَ أَرَى إِلاَّ رَجُلاً مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ ، أَوْ رَجُلاً مَغْمُوصًا عَلَيْهِ فِي النِّفَاقِ ، فَيُحْزِنُنِي ذَلِكَ.
فَطَفِقْتُ أَعُدُّ الْعُذْرَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَاءَ ، وَأُهَيِّئُ الْكَلاَمُ ، وَقُدِّرَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ لاَ يَذْكُرَنِي حَتَّى نَزَلَ تَبُوكَ ، فَقَالَ فِي النَّاسِ بِتَبُوكَ وَهُوَ جَالِسٌ : مَا فَعَلَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي ، فَقَالَ : شَغَلَهُ بُرْدَاهُ ، وَالنَّظَرُ فِي
عِطْفَيْهِ ، قَالَ : فَتَكَلَّمَ رَجُلٌ آخَرُ ، فَقَالَ : وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنْ عَلِمْنَا إِلاَّ خَيْرًا ، فَصَمَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَلَمَّا قِيلَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَظَلَّ قَادِمًا ، زَاحَ عَنِّي الْبَاطِلَ ، وَمَا كُنْتُ أَجْمَعُ مِنَ الْكَذِبِ وَالْعُذْرِ ، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَنْ يُنْجِيَنِي مِنْهُ إِلاَّ الصِّدْقُ ، فَأَجْمَعْتُ صِدْقَهُ ، وَصَبَّحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فَقَدِمَ ، فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ ، فَإِذَا هُوَ فِي النَّاسِ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ ، وَكَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ ، فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ دَعَانِي ، فَقَالَ : هَلُمَّ يَا كَعْبُ ، مَا خَلَّفَك عَنِّي ؟ وَتَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لاَ عُذْرَ لِي ، مَا كُنْت قَطُّ أَقْوَى ، وَلاَ أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْك ، وَقَدْ جَاءَهُ الْمُتَخَلِّفُونَ يَحْلِفُونَ ، فَيَقْبَلُ مِنْهُمْ ، وَيَسْتَغْفِرُ لَهُمْ ، وَيَكِلُ سَرَائِرَهُمْ فِي ذَلِكَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَلَمَّا صَدَقْتُهُ ، قَالَ : أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَ ، فَقُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِيك مَا هُوَ قَاضٍ ، فَقُمْتُ.
فَقَامَ إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ ، فَقَالُوا : وَاللهِ مَا صَنَعْتَ شَيْئًا ، وَاللهِ إِنْ كَانَ لَكَافِيك مِنْ ذَنْبِكَ الَّذِي أَذْنَبْت اسْتِغْفَارُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَك ، كَمَا صَنَعَ ذَلِكَ لِغَيْرِكَ ، فَقَدْ قَبِلَ مِنْهُمْ عُذْرَهُمْ ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ ، فَمَا زَالُوا يَلُومُونَنِي حَتَّى هَمَمْتُ أَنْ أَرْجِعَ ، فَأُكَذِّبَ
نَفْسِي ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ : هَلْ قَالَ هَذِهِ الْمَقَالَةَ أَحَدٌ ، أَوِ اعْتَذَرَ بِمِثْلِ مَا اعْتَذَرْت بِهِ ؟ قَالَوا : نَعَمْ ، قُلْتُ : مَنْ ؟ قَالَوا : هِلاَلُ بْنُ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيُّ ، وَرَبِيعَةُ بْنُ مَرَارَةُ الْعَامِرِي ، وَذَكَرُوا لِي رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ قَدْ شَهِدَا بَدْرًا ، قَدَ اعْتَذَرَا بِمِثْلِ الَّذِي اعْتَذَرْت بِهِ ، وَقِيلَ لَهُمَا مِثْلُ الَّذِي قِيلَ لَكَ.
قَالَ : وَنَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَلاَمُنَا ، فَطَفِقْنَا نَغْدُو فِي النَّاسِ ، لاَ يُكَلِّمُنَا أَحَدٌ ، وَلاَ يُسَلِّمُ عَلَيْنَا أَحَدٌ ، وَلاَ يَرُدُّ عَلَيْنَا سَلاَمًا ، حَتَّى إِذَا وفََتْ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً ، جَاءَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَ اعْتَزِلُوا نِسَاءَكُمْ ، فَأَمَّا هِلاَلُ بْنُ أُمَيَّةَ ، فَجَاءَتِ امْرَأَتُهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَتْ لَهُ : إِنَّهُ شَيْخٌ قَدْ ضَعُفَ بَصَرُهُ ، فَهَلْ تَكْرَهُ أَنْ أَصْنَعَ لَهُ طَعَامَهُ ؟ قَالَ : لاَ ، وَلَكِنْ لاَ يَقْرَبَنَّكِ ، قَالَتْ : إِنَّهُ وَاللهِ مَا بِهِ حَرَكَةٌ إِلَى شَيْءٍ ، وَاللهِ مَا زَالَ يَبْكِي مُنْذُ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ إِلَى يَوْمِهِ هَذَا ، قَالَ : فَقَالَ لِي بَعْضُ أَهْلِي : لَوِ اسْتَأْذَنْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي امْرَأَتِكَ ، كَمَا اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةُ هِلاَلِ بْنِ أُمَيَّةَ ، فَقَدْ أَذِنَ لَهَا أَنْ تَخْدِمَهُ ، قَالَ : فَقُلْتُ : وَاللهِ ، لاَ أَسْتَأْذِنُهُ فِيهَا ، وَمَا أَدْرِي مَا يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنَ اسْتَأْذَنْتُهُ ، وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ ، وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌ ، فَقُلْتُ لاِمْرَأَتِي : اِلْحَقِي بِأَهْلِكَ ، حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ مَا هُوَ قَاضٍ ، وَطَفِقْنَا نَمْشِي فِي النَّاسِ ، وَلاَ يُكَلِّمُنَا أَحَدٌ ، وَلاَ يَرُدُّ عَلَيْنَا سَلاَمًا.
قَالَ :
فَأَقْبَلْتُ ، حَتَّى تَسَوَّرْتُ جِدَارًا لاِبْنِ عَمٍّ لِي فِي حَائِطِهِ ، فَسَلَّمْتُ ، فَمَا حَرَّك شَفَتَيْهِ يَرُدُّ عَلَيَّ السَّلاَمَ ، فَقُلْتُ : أُنْشِدُك بِاللهِ ، أَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، فَمَا كَلَّمَنِي كَلِمَةً ، ثُمَّ عُدْتُ فَلَمْ يُكَلِّمْنِي ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ، أَوِ الرَّابِعَةِ ، قَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
فَخَرَجْت ، فَإِنِّي لأَمْشِي فِي السُّوقِ إِذِ النَّاسُ يُشِيرُونَ إِلَيَّ بِأَيْدِيهِمْ ، وَإِذَا نَبَطِيٌّ مِنْ نَبَطِ الشَّامِ يَسْأَلُ عَنِّي ، فَطَفِقُوا يُشِيرُونَ لَهُ إِلَيَّ ، حَتَّى جَاءَنِي ، فَدَفَعَ إِلَيَّ كِتَابًا مِنْ بَعْضِ قَوْمِي بِالشَّامِ : إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنَا مَا صَنَعَ بِكَ صَاحِبُك ، وَجَفْوَتُهُ عَنْك ، فَالْحَقْ بِنَا ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْك بِدَارِ هَوَانٍ ، وَلاَ دَارِ مَضْيَعَةٍ ، نُوَاسِكَ فِي أَمْوَالِنَا ، قَالَ : قُلْتُ : إِنَّا لِلَّهِ ، قَدْ طَمِعَ فِي أَهْلُ الْكُفْرِ ، فَيَمَّمْتُ بِهِ تَنُّورًا ، فَسَجَرْتُهُ بِهِ.
فَوَاللهِ إِنِّي لَعَلَى تِلْكَ الْحَالِ الَّتِي قَدْ ذَكَرَ اللَّهُ ، قَدْ ضَاقَتْ عَلَيْنَا الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ، وَضَاقَتْ عَلَيْنَا أَنْفُسُنَا ، صَبَاحِيهُ خَمْسِينَ لَيْلَةً مُذْ نُهِيَ عَنْ كَلاَمِنَا ، أُنْزِلَتِ التَّوْبَةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، ثُمَّ آذَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِتَوْبَةِ اللهِ عَلَيْنَا حِينَ صَلَّى الْفَجْرَ ، فَذَهَبَ ألنَّاسُ يُبَشِّرُونَنَا ، وَرَكَضَ رَجُلٌ إِلَيَّ فَرَسًا ، وَسَعَى سَاعٍ مِنْ أَسْلَمَ ، فَأَوْفَى عَلَى الْجَبَلِ ، وَكَانَ الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنَ الْفَرَسِ ، فَنَادَى : يَا كَعْبَ بْنَ مَالِكَ ، أَبْشِرْ ، فَخَرَرْت سَاجِدًا ، وَعَرَفْتُ أَنْ قَدْ جَاءَ الْفَرَجُ ، فَلَمَّا جَاءَنِي الَّذِي سَمِعْت صَوْتَهُ ، خَفَفْتُ لَهُ ثَوْبَيْنِ بِبُشْرَاهُ ، وَوَاللهِ مَا أَمْلِكُ يَوْمَئِذٍ ثَوْبَيْنِ غَيْرَهُمَا.
وَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ ، فَخَرَجْتُ قِبَلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَلَقِيَنِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا ، يُهَنِّئُونَنِي بِتَوْبَةِ اللهِ عَلَيَّ ، حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، فَقَامَ إِلَيَّ
طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ يُهَرْوِلُ ، حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّأَنِي ، وَمَا قَامَ إِلَيَّ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرُهُ ، فَكَانَ كَعْبٌ لاَ يَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ حَتَّى وَقَفْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، كَأَنَّ وَجْهَهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ ، كَانَ إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ كَذَلِكَ ، فَنَادَانِي : هَلُمَّ يَا كَعْبُ ، أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْك مُنْذُ وَلَدَتْك أُمُّك ، قَالَ : فَقُلْتُ : أَمِنْ عَنْدِ اللهِ ، أَمْ مِنْ عَنْدِكَ ؟ قَالَ : لاَ ، بَلْ مِنْ عَنْدِ اللهِ ، إِنَّكُمْ صَدَقْتُمَ اللَّهَ فَصَدَّقَكُمْ.
قَالَ : فَقُلْتُ : إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي الْيَوْمَ أَنْ أُخْرِجَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَمْسِكْ عَلَيْك بَعْضَ مَالِكَ ، قُلْتُ : أُمْسِكُ سَهْمِي بِخَيْبَرَ ، قَالَ كَعْبٌ : فَوَاللهِ مَا أَبْلَى اللَّهُ رَجُلاً فِي صِدْقِ الْحَدِيثِ مَا أَبَلاَنِي.
38163- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ سَعْدٍ ، قَالَ : لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ، خَلَّفَ عَلِيًّا فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، تُخَلِّفُنِي فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ ؟ فَقَالَ : أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ، إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي.
38164- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ ؛ أَنَّ عُثْمَانَ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِدَنَانِيرَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَلِّبُهَا فِي حِجْرِهِ ، وَيَقُولُ : مَا عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذَا.
38165- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ ، وَدَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ ، قَالَ : إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لأَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا ، وَلاَ قَطَعْتُمْ مِنْ وَادٍ إِلاَّ كَانُوا مَعَكُمْ فِيهِ ، قَالَوا : يَا رَسُولَ اللهِ : وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ ، حَبَسَهُمَ الْعُذْرُ.
38166- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَخْبَرَنَا دَاوُد بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ ، حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِالْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ، ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلْمُسَافِرِ ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْمُقِيمِ.
38167- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَوْسَطَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي كَبْشَةَ الأَنْمَارِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ، سَارَعَ نَاسٌ إِلَى أَصْحَابِ الْحِجْرِ ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِمْ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَمَرَ فَنُودِي : إِنَّ الصَّلاَةَ جَامِعَةٌ ، قَالَ : فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ مُمْسِكٌ بِبَعِيرِهِ ، وَهُوَ يَقُولُ : عَلاَمَ تَدْخُلُونَ عَلَى قَوْمٍ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ؟ قَالَ : فَنَادَاهُ رَجُلٌ تَعَجُّبًا مِنْهُمْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَفَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِمَا هُوَ أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ ؟ رَجُلٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ، يُحَدِّثُكُمْ بِمَا كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَبِمَا يَكُونُ بَعْدَكُمْ ، اسْتَقِيمُوا وَسَدِّدُوا ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَعْبَأُ بِعَذَابِكُمْ شَيْئًا ، وَسَيَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ لاَ يَدْفَعُونَ عَنْ أَنْفُسِهِمْ بِشَيْءٍ.
40- حَدِيثُ عَبْدِِ اللهِ بْنِ أَبِِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيِّ.
38168- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ ، قَالَ : بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ إِلَى إِضَمٍ ، قَالَ : فَلَقِينَا عَامِرَ بْنَ الأَضْبَطِ ، قَالَ : فَحَيَّا بِتَحِيَّةِ الإِسْلاَمِ ، فَنَزَعْنَا عَنْهُ ، وَحَمَلَ عَلَيْهِ مُحَلَّمُ بْنُ جَثَّامَةَ فَقَتَلَهُ ، فَلَمَّا قَتَلَهُ سَلَبَهُ بَعِيرًا لَهُ ، وَأُهُبًا ، وَمُتِيعًا كَانَ لَهُ ، فَلَمَّا قَدِمْنَا ، جِئْنَا بِشَأْنِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَخْبَرْنَاهُ بِأَمْرِهِ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ، فَتَبَيَّنُوا وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ} الآيَةَ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : فَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ضُمَيْرَةَ ،
قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي وَعَمِّي ، وَكَانَا شَهِدَا حُنَيْنًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالاَ : صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ ، ثُمَّ جَلَسَ تَحْتَ شَجَرَةٍ , فَقَامَ إِلَيْهِ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ ، وَهُوَ سَيِّدُ خِنْدِفَ , يَرُدُّ عَنْ دَمِ مُحَلِّمٍ , وَقَامَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ يَطْلُبُ بِدَمِ عَامِرِ بْنِ الأَضْبَطِ الْقَيْسِيِّ ، وَكَانَ أَشْجَعِيًّا ، قَالَ : فَسَمِعْتُ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ يَقُولُ : لأُذِيقَنَّ نِسَاءَهُ مِنَ الْحُزْنِ مِثْلَ مَا أَذَاقَ نِسَائِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : تَقْبَلُونَ الدِّيَةَ ؟ فَأَبَوْا , فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ ، يُقَالُ لَهُ : مُكَيْتِلٌ ، فَقَالَ : وَاللهِ ، يَا رَسُولَ اللهِ , مَا شَبَّهْتُ هَذَا الْقَتِيلَ فِي غُرَّةِ الإِسْلاَمِ ، إِلاَّ كَغَنَمٍ وَرَدَتْ ، فَرُمِيَتْ ، فَنَفَرَ آخِرُهَا , اسْنُنِ الْيَوْمَ وَغَيِّرْ غَدًا ، قَالَ : فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيْهِ : لَكُمْ خَمْسُونَ فِي سَفَرِنَا هَذَا , وَخَمْسُونَ إِذَا رَجَعْنَا ، قَالَ : فَقَبِلُوا الدِّيَةَ.
قَالَ : فَقَالُوا : ائْتُوا بِصَاحِبِكُمْ يَسْتَغْفِرْ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : فَجِيءَ بِهِ ، فَوَصَفَ حِلْيَتَهُ ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ قَدْ تَهَيَّأَ فِيهَا لِلْقَتْلِ ، حَتَّى أُجْلِسَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : مَا اسْمُك ؟ قَالَ : مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيْهِ ، وَوَصَفَ أَنَّهُ رَفَعَهُمَا ، : اللَّهُمَّ لاَ تَغْفِرْ لِمُحَلِّمِ بْنِ جَثَّامَةَ ، قَالَ : فَتَحَدَّثْنَا بَيْنَنَا أَنَّهُ إِنَّمَا أَظْهَرَ هَذَا , وَقَدْ اسْتَغْفَرَ لَهُ فِي السِّرِّ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : فَأَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَمَّنْتَهُ بِاللهِ ثُمَّ قَتَلْتَهُ ؟ فَوَاللهِ مَا مَكَثَ إِلاَّ سَبْعًا حَتَّى مَاتَ مُحَلَّمٌ ، قَالَ : فَسَمِعْتُ الْحَسَنَ يَحْلِفُ بِاللهِ : لَدُفِنَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، كُلَّ ذَلِكَ تَلْفِظُهُ الأَرْضُ ، قَالَ : فَجَعَلُوهُ بَيْنَ سَدَّيْ جَبَلٍ وَرَضَمُوا عَلَيْهِ مِنَ الْحِجَارَةِ ، فَأَكَلَتْهُ السِّبَاعُ ، فَذَكَرُوا أَمْرَهُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : أَمَا وَاللهِ إِنَّ الأَرْضَ لَتُطْبِقُ عَلَى مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَرَادَ أَنْ يُخْبِرَكُمْ بِحُرْمَتِكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ.
41- مَا ذَكْرُوا فِي أَهْلِ نَجْرَانَ ، وَمَا أَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِهِمْ.
38169- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُلاَعَنْ أَهْلَ نَجْرَانَ قَبِلُوا الْجِزْيَةَ أَنْ يُعْطُوهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لَقَدْ أَتَانِي الْبَشِيرُ بِهَلَكَةِ أَهْلِ نَجْرَانَ ، لَوْ تَمُّوا عَلَى الْمُلاَعَنْة ، حَتَّى الطَّيْرِ عَلَى الشَّجَرِ ، أَوِ الْعُصْفُورِ عَلَى الشَّجَرِ ، وَلَمَّا غَدَا إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ ، وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي خَلْفَهُ.
38170- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : كَتَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ نَجْرَانَ وَهُمْ نَصَارَى : أَنَّ مَنْ بَايَعَ مِنْكُمْ بِالرِّبَا ، فَلاَ ذِمَّةَ لَهُ.
38171- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ؛ أَنَّ عُمَرَ أَجْلَى أَهْلَ نَجْرَانَ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى ، وَاشْتَرَى بَيَاضَ أَرْضِهِمْ وَكُرُومِهِمْ ، فَعَامَلَ عُمَرُ النَّاسَ ؛ إِنْ هُمْ جَاؤُوا بِالْبَقَرِ وَالْحَدِيدِ مِنْ عَنْدِهِمْ ، فَلَهُمَ الثُّلُثَانِ وَلِعُمَرَ الثُّلُثُ ، وَإِنْ جَاءَ عُمَرُ بِالْبَذْرِ مِنْ عَنْدِهِ ، فَلَهُ الشَّطْرُ ، وَعَامَلَهُمَ النَّخْلَ عَلَى أَنَّ لَهُمَ الْخُمْسَ وَلِعُمَرَ أَرْبَعَةُ أَخْمَاسٍ ، وَعَامَلَهُمَ الْكَرْمَ عَلَى أَنَّ لَهُمَ الثُّلُثَ ، وَلِعُمَرَ الثُّلُثَانِ.
38172- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ سَالِمٍ ، قَالَ : كَانَ أَهْلُ نَجْرَانَ قَدْ بَلَغُوا أَرْبَعِينَ أَلْفًا ، قَالَ : وَكَانَ عُمَرُ يَخَافُهُمْ أَنْ يَمِيلُوا عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، فَتَحَاسَدُوا بَيْنَهُمْ ، قَالَ : فَأَتَوْا عُمَرَ ، فَقَالُوا : إِنَّا قَدْ تَحَاسَدْنَا بَيْنَنَا فَأجِّلْنَا ، قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ كَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا أَنْ لاَ يُجْلُوا ، قَالَ : فَاغْتَنَمَهَا عُمَرُ فَأَجَلاَهُمْ ، فَنَدِمُوا ، فَأَتَوْهُ ، فَقَالُوا : أَقِلْنَا ، فَأَبَى أَنْ يُقِيلَهُمْ ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ أَتَوْهُ ، فَقَالُوا : إِنَّا نَسْأَلُك بِخَطِّ يَمِينِكَ ، وَشَفَاعَتِكَ عِنْدَ نَبِيِّكَ إِلاَّ أَقَلْتَنَا ، فَأَبَى ، وَقَالَ : وَيْحَكُمْ ، إِنَّ عُمَرَ كَانَ رَشِيدَ الأَمْرِ.
قَالَ سَالِمٌ : فَكَانُوا يَرَوْنَ ، أَنَّ عَلِيًّا لَوْ كَانَ طَاعِنًا عَلَى عُمَرَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ ؛ طعَنْ عَلَيْهِ فِي أََهْلِ نَجْرَانَ.
38173- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ زَكَرِيَّا ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُسْقُفَا نَجْرَانَ ؛ الْعَاقِبُ وَالسَّيِّدُ ، فَقَالاَ : ابْعَثْ مَعَنا رَجُلاً أَمِينًا ، حَقَّ أَمِينٍ ، حَقَّ أَمِينٍ ، فَقَالَ : لأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ رَجُلاً حَقَّ أَمِينٍ ، فَاسْتَشْرَفَ لَهَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ ، فَأَرْسَلَهُ مَعَهُمْ.
38174- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ ، عَنِ الْمُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ ، قَالَ : بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى نَجْرَانَ ، فَقَالُوا لِي : إِنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ : {يَا أُخْتَ هَارُونَ} وَبَيْنَ مُوسَى وَعِيسَى مَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ السِّنِينَ ؟ فَلَمْ أَدْرِ مَا أُجِيبُهُمْ بِهِ ، حَتَّى رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْتُهُ ، فَقَالَ : أَلاَ أَخْبَرْتَهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُسَمَّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ ، وَالصَّالِحِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ؟.
38175- حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَسْقُفِ نَجْرَانَ : يَا أَبَا الْحَارِثِ ، أَسْلِمْ ، قَالَ : إِنِّي مُسْلِمٌ ، قَالَ : يَا أَبَا الْحَارِثِ ، أَسْلِمْ ، قَالَ : قَدْ أَسْلَمْتُ قَبْلَك ، قَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم : كَذَبْتَ ، مَنَعَك مِنَ الإِسْلاَمِ ثَلاَثَةٌ : ادِّعَاؤُك لِلَّهِ وَلَدًا ، وَأَكْلُك الْخِنْزِيرَ ، وَشُرْبُك الْخَمْرَ.
42- مَا جَاءًَ فِي وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
38176- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، كَانَ أَبُو بَكْرٍ فِي نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ ، فَجَاءَ فَدَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُسَجًّى ، فَوَضْعَ فَاهُ عَلَى جَبِينِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَجَعَلَ يُقَبِّلُهُ وَيَبْكِي وَيَقُولُ : بِأَبِي وَأُمِّي ، طِبْتَ حَيًّا ، وَطِبْتَ مَيِّتًا ، فَلَمَّا خَرَجَ مَرَّ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَقُولُ : مَا مَاتَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَلاَ يَمُوتُ حَتَّى يَقْتُلَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ ، وَحَتَّى يُخْزِيَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ ، قَالَ : وَكَانُوا قَدَ اسْتَبْشَرُوا بِمَوْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَفَعُوا رُؤُوسَهُمْ ، فَقَالَ : أَيُّهَا الرَّجُلُ ، اِرْبَعْ عَلَى نَفْسِكَ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ قَدْ مَاتَ ، أَلَمْ تَسْمَعَ اللَّهَ يَقُولُ : {إِنَّك مَيِّتٌ ، وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} وَقَالَ : {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ، أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمَ الْخَالِدُونَ}.
قَالَ : ثُمَّ أَتَى الْمِنْبَرَ فَصَعِدَهُ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ إِلَهَكُمَ الَّذِي تَعْبُدُونَ ، فَإِنَّ إلَهَكُمْ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ ، وَإِنْ كَانَ إِلَهَكُمَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ ، فَإِنَّ إِلَهَكُمْ لَمْ يَمُتْ ، ثُمَّ تَلاَ : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ، أَفَإِنْ مَاتَ ، أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} حَتَّى خَتَمَ الآيَةَ ، ثُمَّ نَزَلَ ، وَقَدِ اسْتَبْشَرَ الْمُسْلِمُونَ بِذَلِكَ وَاشْتَدَّ فَرَحُهُمْ ، وَأَخَذَتِ الْمُنَافِقِينَ الْكَآبَةُ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ : فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَكَأَنَّمَا كَانَتْ عَلَى وُجُوهِنَا أَغْطِيَةٌ ، فَكُشِفَتْ.
38177- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّهُمْ شَكُّوا فِي قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَيْنَ يَدْفِنُونَهُ ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، يَقُولُ : إِنَّ النَّبِيَّ لاَ يُحَوَّلُ عَنْ مَكَانِهِ ، وَيُدْفَنُ حَيْثُ يَمُوتُ ، فَنَحَّوْا فِرَاشَهُ ، فَحَفَرُوا لَهُ مَوْضِعَ فِرَاشِهِ.
38178- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ جَرِيرٍ ، قَالَ : كُنْتُ بِالْيَمَنِ ، فَلَقِيت رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ذَا كَلاَعٍ وَذَا عَمْرٍو ، فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُمَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالاَ : إِنْ كَانَ حَقًّا مَا تَقُولُ ، فَقَدْ مَرَّ صَاحِبُك عَلَى أَجَلِهِ مُنْذُ ثَلاَثٍ ، فَأَقْبَلْتُ وَأَقْبَلاَ مَعِيَ ، حَتَّى إِذَا كُنَّا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ ، رُفِعَ لَنَا رَكْبٌ مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ ، فَسَأَلْنَاهُمْ ، فَقَالُوا : قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ ، وَالنَّاسُ صَالِحُونَ ، قَالَ : فَقَالاَ لِي : أَخْبِرْ صَاحِبَك أَنَّا قَدْ جِئْنَا ، وَلَعَلَّنَا سَنَعُودُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَرَجَعَا إِلَى الْيَمَنِ ، قَالَ : فَأَخْبَرْتُ أَبَا بَكْرٍ بِحَدِيثِهِمْ ، قَالَ : أَفَلاَ جِئْتَ بِهِمْ ، قَالَ : فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ ، قَالَ لِي ذُو عَمْرٍو : يَا جَرِيرُ ، إِنَّ بِكَ عَلَيَّ كَرَامَةً ، وَإِنِّي مُخْبِرُك خَبَرًا ، إِنَّكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا كُنْتُمْ ، إِذَا هَلَكَ أَمِيرٌ تَأَمَّرْتُمْ فِي آخَرَ ، فَإِذَا كَانَتْ بِالسَّيْفِ كَانُوا مُلُوكًا يَغْضَبُونَ غَضَبَ الْمُلُوكِ ، وَيَرْضَوْنَ رِضَا الْمُلُوكِ.
38179- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ مَاتَ ، قَالَ : أَقْبَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ فَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ ثُمَّ يَخْرُجُونَ ، وَيَدْخُلُ آخَرُونَ كَذَلِكَ ، قَالَ : قُلْتُ لِعَطَاءٍ : يُصَلُّونَ وَيَدْعُونَ ؟ قَالَ : يُصَلُّونَ وَيَسْتَغْفِرُونَ.
38180- حَدَّثَنَا حَفْصٌ ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمْ يُؤَمَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِمَامٌ ، وَكَانُوا يَدْخُلُونَ أَفْوَاجًا يُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَيَخْرُجُونَ.
38181- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَعَلَتْ أُمُّ أَيْمَنَ تَبْكِي ، فَقِيلَ لَهَا : لِمَ تَبْكِينَ يَا أُمَّ أَيْمَنَ ؟ قَالَتْ : أَبْكِي عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ ، انْقَطَعَ عَنَّا.
38182- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ ، أَوْ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ : انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا ، فَانْطَلَقَا إِلَيْهَا ، فَجَعَلَتْ تَبْكِي ، فَقَالاَ لَهَا : يَا أُمَّ أَيْمَنَ ، إِنَّ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَتْ : قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ ، انْقَطَعَ عَنَّا ، فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى الْبُكَاءِ ، فَجَعَلاَ يَبْكِيَانِ مَعَهَا.
38183- حَدَّثَنَا حَفْصٌ ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : خَرَجَتْ صَفِيَّةُ ، وَقَدْ قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، وَهِيَ تَلْمَعُ بِثَوْبِهَا ، يَعَنْي تُشِيرُ بِهِ ، وَهِيَ تَقُولُ :
قَدْ كَانَ بَعْدَك أَنْبَاءٌ وَهَنْبَثَةٌ
لَوْ كُنْتَ شَاهِدُهَا لَمْ تُكْثِرَ الْخُطبَ.
38184- حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ؛ أَنَّ الَّذِي وَلِيَ دَفْنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَإِجْنَانَهُ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ دُونَ النَّاسِ : عَلِيٌّ ، وَعَبَّاسٌ ، وَالْفَضْلُ ، وَصَالِحٌ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَلَحَدُوا لَهُ ، وَنَصَبُوا عَلَيْهِ اللَّبِنَ نَصْبًا.
38185- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ عَامِرٍ ، قَالَ : دَخَلَ قَبْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلِيٌّ ، وَالْفَضْلُ ، وَأُسَامَةُ.
قَالَ الشَّعْبِيُّ : وَحَدَّثَنِي مَرْحَبٌ ، أَوِ ابْنُ أَبِي مَرْحَبٍ ؛ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَن بْنَ عَوْفٍ دَخَلَ مَعَهُمَ الْقَبْرَ.
38186- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : غَسَّلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلِيٌّ ، وَالْفَضْلُ ، وَأُسَامَةُ.
قَالَ : وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْحَبٍ ؛ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَن بْنَ عَوْفٍ دَخَلَ مَعَهُمَ الْقَبْرَ.
قَالَ : وَقَالَ الشَّعْبِيُّ : مِنْ يَلِي الْمَيِّتَ إِلاَّ أَهْلُهُ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ إِدْرِيسَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ : وَجَعَلَ عَلِيٌّ يَقُولُ : بِأَبِي وَأُمِّي ، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا.
38187- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : غُسِّلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي قَمِيصٍ ، فَوَلِيَ عَلِيٌّ سِفْلَتَهُ ، وَالْفَضْلُ مُحْتَضنُهُ ، وَالْعَبَّاسُ يَصُبُّ الْمَاءَ ، قَالَ : وَالْفَضْلُ يَقُولُ : أَرِحْنِي ، قَطَعْتَ وَتِينِي ، إِنِّي لأَجِدُ شَيْئًا يَنْزِلُ عَلَيَّ ، قَالَ : وَغُسِّلَ مِنْ بِئْرِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَة بِقُبَاءَ ، وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا : بِئْرُ أَرِيسٍ ، قَالَ : وَقَدْ وَاللهِ شَرِبْتُ مِنْهَا وَاغْتَسَلْتُ.
38188- حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، وَابْنُ مُبَارَكٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ؛ أَنَّ عَلِيًّا الْتَمَسَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا يُلْتَمَسُ مِنَ الْمَيِّتِ ، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا ، فَقَالَ : بِأَبِي وَأُمِّي ، طِبْتَ حَيًّا وَطِبْتَ مَيِّتًا.
38189- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يُغَسِّلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ ، فَأَرَادُوا أَنْ يَنْزِعُوهُ ، فَسَمِعُوا نِدَاءً مِنَ الْبَيْتِ : أَنْ لاَ تَنْزِعُوا الْقَمِيصَ.
38190- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَبَّلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ مَا مَاتَ.
38191- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَكَى النَّاسُ ، فَقَامَ عُمَرُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيبًا ، فَقَالَ : لاَ أَسْمَعُ أَحَدًا يَزْعُمُ أَنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ ، وَلَكِنْ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَبُّهُ ، كَمَا أَرْسَلَ إِلَى مُوسَى رَبُّهُ ، فَقَدْ أَرْسَلَ اللَّهُ إِلَى مُوسَى ، فَلَبِثَ عَنْ قَوْمِهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، وَاللهِ إِنِّي لأَرْجُوَ أَنْ تُقْطَعَ أَيْدِي رِجَالٍ وَأَرْجُلِهِمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ مَاتَ.
38192- حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ أُنَيْسِ بْنِ أَبِي يَحْيَى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ ، وَهُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ فِي الْمَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ، فَأَهْوَى قِبَلَ الْمِنْبَرِ ، حَتَّى اسْتَوَى عَلَيْهِ فَاتَّبَعَنْاهُ ، فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنِّي لَقَائِمٌ عَلَى الْحَوْضِ السَّاعَةَ ، وَقَالَ : إِنَّ عَبْدًا عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ، فَاخْتَارَ الآخِرَةَ ، فَلَمْ يَفْطِنْ لَهَا أَحَدٌ إِلاَّ أَبُو بَكْرٍ ، فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَبَكَى ، وَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، بَلْ نَفْدِيك بِآبَائِنَا ، وَأُمَّهَاتِنَا ، وَأَنْفُسِنَا ، وَأَمْوَالِنَا ، قَالَ : ثُمَّ هَبَطَ ، فَمَا قَامَ عَلَيْهِ حَتَّى السَّاعَةِ صلى الله عليه وسلم.
38193- حَدَّثَنَا حَاتِمٌ ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : أَيْنَ أَكُونُ غَدًا ؟ قَالَوا : عَنْدَ فُلاَنَةَ ، قَالَ : أَيْنَ أَكُونُ بَعْدَ غَدٍ ؟ قَالَوا : عَنْدَ فُلاَنَةَ ، فَعَرَفْنَ أَزْوَاجُهُ أَنَّهُ إِنَّمَا يُرِيدُ عَائِشَةَ ، فَقُلْنَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ وَهَبْنَا أَيَّامَنَا لأُخْتِنَا عَائِشَةَ.
38194- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ ، قَالَ : حدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، قَالَ : أَتَيْتُ عَائِشَةَ ، فَقُلْتُ : حَدِّثِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَتْ : نَعَمْ ، مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَثَقُلَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ، قَالَتْ : فَأَفَاقَ ، فَقَالَ : ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ ، فَفَعَلْنَا ، قَالَتْ : فَاغْتَسَلَ ، فَذَهَبَ لِيَنُوءَ ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ، قَالَتْ : ثُمَّ أَفَاقَ ، فَقَالَ : ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ ، قَالَتْ : قَدْ فَعَلْنَا ، قَالَتْ : فَاغْتَسَلَ ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَفَاقَ ، فَقَالَ : أَصَلَّى النَّاسُ
بَعْدُ ؟ فَقُلْنَا : لاَ ، يَا رَسُولَ اللهِ ، هُمْ يَنْتَظِرُونَك ، قَالَتْ : وَالنَّاسُ عُكُوفٌ يَنْتَظِرُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ بِهِمْ عِشَاءَ الآخِرَةِ.
قَالَتْ : فَاغْتَسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَفَاقَ ، فَقَالَ : أَصَلَّى النَّاسُ بَعْدُ ؟ قُلْتُ : لاَ ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ، قَالَتْ : فَأَتَاهُ الرَّسُولُ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُك أَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ، فَقَالَ : يَا عُمَرُ ، صَلِّ بِالنَّاسِ ، فَقَالَ : أَنْتَ أَحَقُّ ، إِنَّمَا أَرْسَلَ إِلَيْك رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَتْ : فَصَلَّى بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الأَيَّامَ.
ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ خِفَّةً مِنْ نَفْسِهِ ، فَخَرَجَ لِصَلاَةِ الظُّهْرِ ، بَيْنَ الْعَبَّاسِ وَرَجُلٍ آخَرَ ، فَقَالَ لَهُمَا : أَجْلَسَانِي عَنْ يَمِينِهِ ، فَلَمَّا سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ حِسَّهُ ، ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَثْبُتَ مَكَانَهُ ، قَالَتْ : فَأَجْلَسَاهُ عَنْ يَمِينِهِ ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ ، وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاَةِ أَبِي بَكْرٍ.
قَالَ : فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ، فَقُلْتُ : أَلاَ أَعْرِضُ عَلَيْك مَا حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ ؟ قَالَ : هَاتِ ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ هَذَا ، فَلَمْ يُنْكِرْ مِنْهُ شَيْئًا ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : أَخْبَرَتْك مَنِ الرَّجُلُ الآخَرُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لاَ ، فَقَالَ : هُوَ عَلِيٌّ رَحِمَهُ اللهُ.
38195- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا دَاوُد ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ خُطَبَاءُ الأَنْصَارِ ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَقُولُ : يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَعْمَلَ رَجُلاً مِنْكُمْ ، قَرَنَ مَعَهُ رَجُلاً مِنَّا ، فَنَرَى أَنْ يَلِيَ هَذَا الأَمْرَ رَجُلاَنِ ؛ أَحَدُهُمَا مِنْكُمْ وَالآخَرُ مِنَّا ، قَالَ : فَتَتَابَعَتْ خُطَبَاءُ الأَنْصَارِ عَلَى ذَلِكَ ، فَقَامَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ، وَإِنَّ الإِمَامَ إِنَّمَا يَكُونُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ، وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ كَمَا كُنَّا أَنْصَارَ رَسُولِ اللهِ ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ : جَزَاكُمَ اللَّهُ خَيْرًا ، يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، وَثَبَّتَ قَائِلَكُمْ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللهِ لَوْ فَعَلْتُمْ غَيْرَ ذَلِكَ ، لَمَا صَالَحْنَاكُمْ.
38196- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، قَالَ : حدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ ، فَكَانَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ زُمَرًا زُمَرًا ، يُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَيَخْرُجُونَ ، وَلَمْ يَؤُمَّهُمْ أَحَد ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ ، وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ صلى الله عليه وسلم .
43- مَا جَاءَ فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، وَسِيرتِهِ فِي الرِّدّةِ.
38197- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ يُحَدِّثُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، قَالَ : حَجَّ عُمَرُ فَأَرَادَ أَنْ يَخْطُبَ النَّاسَ خُطْبَةً ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ : إِنَّهُ قَدَ اجْتَمَعَ عِنْدَكَ رِعَاعُ النَّاسِ وَسِفْلَتُهُمْ ، فَأَخِّرْ ذَلِكَ حَتَّى تَأْتِيَ الْمَدِينَةَ ، قَالَ : فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ دَنَوْتُ قَرِيبًا مِنَ الْمِنْبَرِ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : إِنِّي قَدْ عَرَفْتُ ، أَنَّ أُنَاسًا يَقُولُونَ : إِنَّ خِلاَفَةَ أَبِي بَكْرٍ فَلْتَةٌ ، وَإِنَّمَا كَانَتْ فَلْتَةً ، وَلَكِنَّ اللَّهَ وَقَى شَرَّهَا ، إِنَّهُ لاَ خِلاَفَةَ إِلاَ عَنْ مَشُورَةٍ.
38198- حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، وَنَحْنُ بِمِنًى مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، أُعَلِّمُ عَبْدَ الرَّحْمَن بْنَ عَوْفٍ الْقُرْآنَ ، فَأَتَيْتُهُ فِي الْمَنْزِلِ ، فَلَمْ أَجِدْهُ ، فَقِيلَ : هُوَعِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى جَاءَ ، فَقَالَ لِي : قَدْ غَضِبَ هَذَا الْيَوْمَ غَضَبًا
مَا رَأَيْته غَضِبَ مِثْلَهُ مُنْذُ كَانَ ، قَالَ : قُلْتُ لِمَ ذَاكَ ؟ قَالَ : بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ ذَكَرَا بَيْعَةَ أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالاَ : وَاللهِ مَا كَانَتْ إِلاَّ فَلْتَةً ، فَمَا يَمْنَعُ امْرَءًا إِنْ هَلَكَ هَذَا أَنْ يَقُومَ إِلَى مَنْ يُحِبُّ ، فَيَضْرِبُ عَلَى يَدِهِ ، فَتَكُونُ كَمَا كَانَتْ ، قَالَ : فَهَمَّ عُمَرُ أَنْ يُكَلِّمَ النَّاسَ ، قَالَ : فَقُلْتُ : لاَ تَفْعَلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَإِنَّك بِبَلَدٍ قَدَ اجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ أَفْنَاءُ الْعَرَبِ كُلُّهَا ، وَإِنَّك إِنْ قُلْتُ مَقَالَةً حُمِلَتْ عَنْك وَانْتَشَرَتْ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا ، فَلَمْ تَدْرِ مَا يَكُونُ فِي ذَلِكَ ، وَإِنَّمَا يُعِينُك مَنْ قَدْ عَرَفْتَ أَنَّهُ سَيَصِيرُ إِلَى الْمَدِينَةِ.
فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ رُحْتُ مَهْجَرًا ، حَتَّى أَخَذْتُ عِضَادَةَ الْمِنْبَرِ الْيُمْنَى ، وَرَاحَ إِلَيَّ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ، حَتَّى جَلَسَ مَعِي ، فَقُلْتُ : لَيَقُولَنَّ هَذَا الْيَوْمَ مَقَالَةً ، مَا قَالَهَا مُنْذُ اُسْتُخْلِفَ ، قَالَ : وَمَا عَسَى أَنْ يَقُولَ ؟ قُلْتُ : سَتَسْمَعُ ذَلِكَ.
قَالَ : فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ خَرَجَ عُمَرُ حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ ذَكَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَصَلَّى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ أَبْقَى رَسُولَهُ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ مِنَ اللهِ ، يُحِلُّ بِهِ وَيُحَرِّمُ ، ثُمَّ قَبَضَ اللَّهُ رَسُولَهُ ، فَرَفَعَ مِنْهُ مَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَ ، وَأَبْقَى مِنْهُ مَا شَاءَ أَنْ يُبْقِي ، فَتَشَبَّثْنَا بِبَعْضٍ ، وَفَاتَنَا بَعْضٌ ، فَكَانَ مِمَّا كُنَّا نَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ : لاَ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ، فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ، وَنَزَلَتْ آيَةُ الرَّجْمِ ، فَرَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَرَجَمْنَا مَعَهُ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَقَدْ حَفِظْتُهَا وَعَلِمْتُهَا وَعَقَلْتهَا ، وَلَوْلاَ أَنْ يُقَالُ : كَتَبَ
عُمَرُ فِي الْمُصْحَفِ مَا لَيْسَ فِيهِ ، لَكَتَبْتهَا بِيَدِي كِتَابًا ، وَالرَّجْمُ عَلَى ثَلاَثَةِ مَنَازِلَ : حَمْلٌ بَيِّنٌ ، أَوِ اعْتِرَافٌ مِنْ صَاحِبِهِ ، أَوْ شُهُودث عَدْلٌ ، كَمَا أَمَرَ اللَّهُ.
وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالاً يَقُولُونَ فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ : أَنَّهَا كَانَتْ فَلْتَةً ، وَلَعَمْرِي إِنْ كَانَتْ كَذَلِكَ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَعْطَى خَيْرَهَا ، وَوَقَى شَرَّهَا ، وَأَيَّكُمْ هَذَا الَّذِي تَنْقَطِعُ إِلَيْهِ الأَعَنْاقُ كَانْقِطَاعِهَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ.
إِنَّهُ كَانَ مِنْ شَأْنِ النَّاسِ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ ، فَأَتَيْنَا ، فَقِيلَ لَنَا : إِنَّ الأَنْصَارَ قَدَ اجْتَمَعَتْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ مَعَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ يُبَايِعُونَهُ ، فَقُمْتُ ، وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ نَحْوَهُمْ ، فَزِعِينَ أَنْ يُحْدِثُوا فِي الإِسْلاَمِ فَتْقًا ، فَلَقِيَنَا رَجُلاَنِ مِنَ الأَنْصَارِ ؛ رَجُلُ صِدْقٍ ، عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ ، وَمَعْن بْنُ عَدِي ، فَقَالاَ : أَيْنَ تُرِيدُونَ ؟ فَقُلْنَا : قَوْمَكُمْ ، لِمَا بَلَغَنَا مِنْ أَمْرِهِمْ ، فَقَالاَ : ارْجِعُوا فَإِنَّكُمْ لَنْ تُخَالِفُوا ، وَلَنْ يُؤْتَ شَيْءٌ تَكْرَهُونَهُ ، فَأَبَيْنَا إِلاَّ أَنْ نَمْضِي ، وَأَنَا أَزوّر كَلاَمُا أُرِيدُ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ ، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ ، وَإِذَا هُمْ عَكَر هُنَالِكَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، وَهُوَ عَلَى
سَرِيرٍ لَهُ مَرِيضٌ ، فَلَمَّا غَشَيْنَاهُمْ ، تَكَلَّمُوا فَقَالُوا : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ ، فَقَامَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، فَقَالَ : أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ ، وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ , إِنْ شِئْتُمْ وَاللهِ رَدَدْنَاهَا جَذَعَةً.
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : عَلَى رِسْلِكُمْ ، فَذَهَبْتُ لأَتَكَلَّمَ ، فَقَالَ : أَنْصِتْ يَا عُمَرُ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، إِنَّا وَاللهِ مَا نُنْكِرُ فَضْلَكُمْ ، وَلاَ بَلاَءَكُمْ فِي الإِسْلاَمِ ، وَلاَ حَقَّكُمَ الْوَاجِبَ عَلَيْنَا ، وَلَكِنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمْ أَنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنْ قُرَيْشٍ بِمَنْزِلَةٍ مِنَ الْعَرَبِ ، لَيْسَ بِهَا غَيْرُهُمْ ، وَأَنَّ الْعَرَبَ لَنْ تَجْتَمِعَ إِلاَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ ، فَنَحْنُ الأُمَرَاءُ وَأَنْتُمَ الْوُزَرَاءُ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ ، وَلاَ تَصَدَّعُوا الإِسْلاَمَ ، وَلاَ تَكُونُوا أَوَّلَ مَنْ أَحْدَثَ فِي الإِسْلاَمِ , أَلاَ وَقَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ ، لِي وَلأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ , فَأَيُّهُمَا مَا بَايَعْتُمْ فَهُوَ لَكُمْ ثِقَةٌ ، قَالَ : فَوَاللهِ مَا بَقِيَ شَيْءٌ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَقُولَهُ إِلاَّ وَقَدْ قَالَهُ ، يَوْمَئِذٍ ، غَيْرَ هَذِهِ الْكَلِمَةِ , فَوَاللهِ لأَنْ أُقْتَلَ ، ثُمَّ أُحْيَى ، ثُمَّ أُقْتَلَ ، ثُمَّ أُحْيَى ، فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ أَمِيرًا عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ.
قَالَ ، ثُمَّ قُلْتُ : يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِأَمْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَعْدِهِ : {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} أَبُو بَكْرٍ السَّبَّاقُ الْمَتِينُ ، ثُمَّ أَخَذْتُ بِيَدِهِ ، وَبَادَرَنِي رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَضَرَبَ عَلَى يَدِهِ قَبْلَ أَنْ أَضْرِبَ عَلَى يَدِهِ ، ثُمَّ ضَرَبْتُ عَلَى يَدِهِ ، وَتَتَابَعَ النَّاسُ ، وَمِيلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، فَقَالَ النَّاسُ : قُتِلَ سَعْدٌ ، فَقُلْتُ : اُقْتُلُوهُ ، قَتَلَهُ اللَّهُ ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا ، وَقَدْ جَمَعَ اللَّهُ أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ بِأَبِي بَكْرٍ ، فَكَانَتْ لَعَمْرُ اللهِ فَلْتَةٌ كَمَا قُلْتُمْ ، أَعْطَى اللَّهُ خَيْرَهَا وَوَقَى شَرَّهَا ، فَمَنْ دَعَا إِلَى مِثْلِهَا ، فَهُوَ الَّذِي لاَ بَيْعَةَ لَهُ ، وَلاَ لِمَنْ بَايَعَهُ.
38199- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ عَاصِمِ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَتِ الأَنْصَارُ : مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ ، قَالَ : فَأَتَاهُمْ عُمَرُ ، فَقَالَ : يَا مَعَاشِرَ الأَنْصَارِ ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ؟ قَالَوا : بَلَى ، قَالَ : فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ ؟ فَقَالُوا : نَعُوذُ بِاللهِ أَنْ نَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ.
38200- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، عْن أَبِيهِ أَسْلَمَ ؛ أَنَّهُ حِينَ بُويِعَ لأَبِي بَكْرٍ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، كَانَ عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ يَدْخُلاَنِ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَيُشَاوِرُونَهَا وَيَرْتَجِعُونَ فِي أَمْرِهِمْ ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ ، فَقَالَ : يَا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَاللهِ مَا مِنْ الْخَلْقِ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْ أَبِيك ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ أَحَبَّ إِلَيْنَا بَعْدَ أَبِيك مِنْك ، وَأَيْمُ اللهِ ، مَا ذَاكَ بِمَانِعِيَّ إِنَ اجْتَمَعَ هَؤُلاَءِ النَّفَرُ عِنْدَكِ ، أَنْ آمُرَ بِهِمْ أَنْ يُحَرَّقَ عَلَيْهِمَ الْبَيْتُ.
قَالَ : فَلَمَّا خَرَجَ عُمَرُ جَاؤُوهَا ، فَقَالَتْ : تَعْلَمُونَ أَنَّ عُمَرَ قَدْ جَاءَنِي ، وَقَدْ حَلَفَ بِاللهِ لَئِنْ عُدْتُمْ لَيُحَرِّقَنَّ عَلَيْكُمَ الْبَيْتَ ، وَأَيْمُ اللهِ ، لَيَمْضِيَنَّ لِمَا حَلَفَ عَلَيْهِ ، فَانْصَرِفُوا رَاشِدِينَ ، فَرُوْا رَأْيَكُمْ ، وَلاَ تَرْجِعُوا إِلَيَّ ، فَانْصَرَفُوا عنها ، فَلَمْ يَرْجِعُوا إِلَيْهَا ، حَتَّى بَايَعُوا لأَبِي بَكْرٍ.
38201- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَمْ يَشْهَدَا دَفْنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، كَانَا فِي الأَنْصَارِ ، فَبُويِعَا قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَا.
38202- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عْن أَبِيهِ ، قَالَ : دَخَلَ عُمَرُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ آخِذٌ بِلِسَانِهِ يُنَضْنِضُهُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : اللَّهَ اللَّهَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ ، وَهُوَ يَقُولُ : هَاهْ ، إِنَّ هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ.
38203- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لأَبِي بَكْرٍ : يَا خَلِيفَةَ اللهِ ، قَالَ : لَسْتُ بِخَلِيفَةِ اللهِ ، وَلَكِنِّي خَلِيفَةُ رَسُولِ اللهِ ، أَنَا رَاضٍ بِذَلِكَ.
38204- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ مَوْلًى لِرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : إِنِّي لاَ أَدْرِي مَا قَدْرُ بَقَائِي فِيكُمْ ، فَاقْتَدُوا بِاَللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي ، وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ ، وَمَا حَدَّثَكُمَ ابْنُ مَسْعُودٍ مِنْ شَيْءٍ فَصَدِّقُوهُ.
38205- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سَالِمٍ الْمُرَادِيِّ أَبِي الْعَلاَءِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ هَرِمٍ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ ، رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ حُذَيْفَةَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، إِلاَّ إِنَّهُ قَالَ : تَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ.
38206- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ حَتَّى أَتَيَا الأَنْصَارَ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، إِنَّا لاَ نُنْكِرُ حَقَّكُمْ ، وَلاَ يُنْكِرُ حَقَّكُمْ مُؤْمِنٌ ، وَإِنَّا وَاللهِ مَا أَصَبْنَا خَيْرًا إِلاَّ مَا شَارَكْتُمُونَا فِيهِ ، وَلَكِنْ لاَ تَرْضَى الْعَرَبُ
وَلاَ تُقِرُّ إِلاَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، لأَنَّهُمْ أَفْصَحُ النَّاسِ أَلْسِنَةً ، وَأَحْسَنُ النَّاسِ وُجُوهًا ، وَأَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا ، وَأَكْثَرُ النَّاسِ شُِجِنةً فِي الْعَرَبِ ، فَهَلُمُّوا إِلَى عُمَرَ فَبَايِعُوهُ ، قَالَ : فَقَالُوا : لاَ ، فَقَالَ عُمَرُ : لِمَ ؟ فَقَالُوا : نَخَافُ الأَثَرَةَ ، قَالَ عُمَرُ : أَمَّا مَا عِشْتُ فَلاَ ، قَالَ : فَبَايِعُوا أَبَا بَكْرٍ.
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ : أَنْتَ أَقْوَى مِنِّي ، فَقَالَ عُمَرُ : أَنْتَ أَفْضَلُ مِنِّي ، فَقَالاَهَا الثَّانِيَةَ ، فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ ، قَالَ لَهُ عُمَرُ : إِنَّ قُوَّتِي لَك مَعَ فَضْلِكَ ، قَالَ : فَبَايَعُوا أَبَا بَكْرٍ.
قَالَ مُحَمَّدٌ : وَأَتَى النَّاسُ عِنْدَ بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ أَبَا عبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ ، فَقَالَ : أَتَأْتُونِي وَفِيكُمْ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ ، يَعَنْي أَبَا بَكْرٍ.
قَالَ ابْنُ عَوْنٍ : فَقُلْتُ لِمُحَمَّدٍ : مَنْ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ ، قَالَ : قَوْلُ اللهِ : {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ}.
38207- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَائِشَةَ وَسَئِلَتْ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، مَنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَخْلِفُ ، أَوِ اسْتَخْلَفَ ؟ قَالَتْ : أَبُو بَكْرٍ ، قَالَ : ثُمَّ قِيلَ لَهَا : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَتْ : ثُمَّ عُمَرُ ، قِيلَ : مَنْ بَعْدَ عُمَرَ ؟ قَالَتْ : أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ، ثُمَّ انْتَهَتْ إِلَى ذَلِكَ.
38208- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ : قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى خَيْرِ مَا قُبِضَ عَلَيْهِ نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : ثُمَّ اُسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ ، فَعَمِلَ بِعَمَلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبِسُنَّتِهِ ، ثُمَّ قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى خَيْرِ مَا قُبِضَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ، وَكَانَ خَيْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صلى الله عليه وسلم ، ثُمَّ اُسْتُخْلِفَ عُمَرُ ، فَعَمِلَ بِعَمَلِهِمَا وَسُنَّتِهِمَا ، ثُمَّ قُبِضَ عَلَى خَيْرِ مَا قُبِضَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ، وَكَانَ خَيْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا وَبَعْدَ أَبِي بَكْرٍ.
38209- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، قَالَ : لَمَّا ارْتَدَّ مَنْ ارْتَدَّ عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ ، أَرَادَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يُجَاهِدَهُمْ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : أَتُقَاتِلُهُمْ وَقَدْ سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ إِلاَّ بِحَقِّهِ ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَنَّى لاَ أُقَاتِلُ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ ؟ وَاللهِ ، لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا حَتَّى أَجْمَعَهُمَا ، قَالَ عُمَرُ : فَقَاتَلْنَا مَعَهُ ، فَكَانَ وَاللهِ رَشَدًا ، فَلَمَّا ظَفِرَ بِمَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ ، قَالَ : اخْتَارُوا بَيْنَ خِطَّتَيْنِ : إِمَّا حَرْبٌ مُجَلِّيَةٌ ، وَإِمَّا الْخُطَّةُ الْمُخْزِيَةُ ، قَالَوا : هَذِهِ الْحَرْبُ الْمُجَلِّيَةُ قَدْ عَرَفْنَاهَا ، فَمَا الْخُطَّةُ الْمُخْزِيَةُ ؟ قَالَ : تَشْهَدُونَ عَلَى قَتْلاَنَا أَنَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ ، وَعَلَى قَتْلاَكُمْ أَنَّهُمْ فِي النَّارِ . فَفَعَلُوا.
38210- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ : تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَ بِأَبِي بَكْرٍ مَا لَوْ نَزَلَ بِالْجِبَالِ لَهَاضَهَا ، اشْرَأَبَّ النِّفَاقُ بِالْمَدِينَةِ ، وَارْتَدَّتِ الْعَرَبُ ، فَوَاللهِ مَا اخْتَلَفُوا فِي نُقْطَةٍ إِلاَّ طَارَ أَبِي بِحَظِّهَا وعَنَائِهَا فِي الإِسْلاَمِ ، وَكَانَتْ تَقُولُ مَعَ هَذَا : وَمَنْ رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَرَفَ أَنَّهُ خُلِقَ غِنَاءً لِلإِسْلاَمِ ، كَانَ وَاللهِ أَحْوَذِيًّا ، نَسِيجَ وَحْدِهُ ، قَدْ أَعَدَّ لِلأُمُورِ أَقْرَانَهَا.
44- مَا جَاءَ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
38211- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، وَابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ زُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ يَسْتَخْلِفُهُ ، فَقَالَ النَّاسُ : تَسْتَخْلِفُ عَلَيْنَا فَظًّا غَلِيظًا ، وَلَوْ قَدْ وَلِيَنَا كَانَ أَفَظَّ وَأَغْلَظَ ، فَمَا تَقُولُ لِرَبِّكَ إِذَا لَقِيتَهُ ، وَقَدِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْنَا عُمَرَ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَبِرَبِّي تُخَوِّفُونَنِي ؟ أَقُولُ : اللَّهُمَّ اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ خَلْقِك.
ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ ، فَقَالَ : إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ إِنْ أَنْتَ حَفِظْتَهَا : إِنَّ لِلَّهِ حَقًّا بِالنَّهَارِ لاَ يَقْبَلُهُ بِاللَّيْلِ
، وَإِنَّ لِلَّهِ حَقًّا بِاللَّيْلِ لاَ يَقْبَلُهُ بِالنَّهَارِ ، وَأَنَّهُ لاَ يَقْبَلُ نَافِلَةً حَتَّى تُؤَدِّيَ الْفَرِيضَةَ ، وَإِنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمْ فِي الدُّنْيَا الْحَقَّ وَثِقَلُهُ عَلَيْهِمْ ، وَحَقٌّ لِمِيزَانٍ لاَ يُوضَعُ فِيهِ إِلاَّ الْحَقُّ أَنْ يَكُونَ ثَقِيلاً ، وَإِنَّمَا خَفَّتْ مَوَازِينُ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمَ الْبَاطِلَ وَخِفَّتُهُ عَلَيْهِمْ ، وَحَقٌّ لِمِيزَانٍ لاَ يُوضَعُ فِيهِ إِلاَّ الْبَاطِلُ أَنْ يَكُونَ خَفِيفًا ، وَإِنَّ اللَّهَ ذَكَرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ بِصَالِحِ مَا عَمِلُوا ، وَأَنَّهُ تَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ ، فَيَقُولُ الْقَائِلُ : لاَ أَبْلُغُ هَؤُلاَءِ ، وَذَكَرَ أَهْلَ النَّارِ بِأَسْوَإِ مَا عَمِلُوا ، وَأَنَّهُ رَدَّ عَلَيْهِمْ صَالِحَ مَا عَمِلُوا ، فَيَقُولُ قَائِلٌ : أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَؤُلاَءِ ، وَذَكَرَ آيَةَ الرَّحْمَةِ وَآيَةَ الْعَذَابِ ، لِيَكُونَ الْمُؤْمِنُ رَاغِبًا وَرَاهِبًا ، لاَ يَتَمَنَّى عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ، وَلاَ يُلْقِي بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ.
فَإِنْ أَنْتَ حَفِظْت وَصِيَّتِي ، لَمْ يَكُنْ غَائِبٌ أَحَبَّ إِلَيْك مِنَ الْمَوْتِ ، وَإِنْ أَنْتَ ضَيَّعْت وَصِيَّتِي لَمْ يَكُنْ غَائِبٌ أَبْغَضَ إِلَيْك مِنَ الْمَوْتِ ، وَلَنْ تَعْجِزَهُ.
38212- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَبِيَدِهِ عَسِيبُ نَخْلٍ ، وَهُوَ يُجْلِسُ النَّاسَ ، وَيَقُولُ : اسْمَعُوا لِقَوْلِ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللهِ ، قَالَ : فَجَاءَ مَوْلًى لأَبِي بَكْرٍ يُقَالُ لَهُ : شَدِيدٌ بِصَحِيفَةٍ ، فَقَرَأَهَا عَلَى النَّاسِ ، فَقَالَ : يَقُولُ أَبُو بَكْرٍ : اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا لِمَنْ فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ ، فَوَاللهِ مَا أَلَوْتُكُمْ ، قَالَ قَيْسٌ : فَرَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ.
38213- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : أَفْرَسُ النَّاسِ ثَلاَثَةٌ : أَبُو بَكْرٍ حِين تَفَرَّسَ فِي عُمَرَ فَاسْتَخْلَفَهُ ، وَالَّتِي قَالَتْ : {اسْتَأْجِرْهُ ، إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} وَالْعَزِيزُ حِينَ قَالَ لاِمْرَأَتِهِ : {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ}.
38214- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ : جِئْتُ وَإِذَا عُمَرُ وَاقِفٌ عَلَى حُذَيْفَةَ ، وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، فَقَالَ : تَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لاَ تُطِيقُ ، فَقَالَ : حُذَيْفَةُ : لَوْ شِئْتُ لأَضْعَفْتُ أَرْضِي ، وَقَالَ عُثْمَان : لَقَدْ حَمَّلْتُ أَرْضِي أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ
، وَمَا فِيهَا كَثِيرُ فَضْلٍ ، فَقَالَ : اُنْظُرَا مَا لَدَيْكُمَا ، أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لاَ تُطِيقُ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللهِ لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ ، لأَدَعَنْ أَرَامِلَ أَهْلِ الْعِرَاقِ لاَ يَحْتَجْنَ بَعْدِي إِلَى أَحَدٍ أَبَدًا ، قَالَ : فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ أَرْبَعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ.
قَالَ : وَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَامَ بَيْنَ الصُّفُوفِ ، فَقَالَ : اسْتَوُوا ، فَإِذَا اسْتَوَوْا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ ، قَالَ : فَلَمَّا كَبَّرَ طُعَنْ مَكَانَهُ ، قَالَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : قَتَلَنِي الْكَلْبُ ، أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ ، قَالَ عَمْرٌو : مَا أَدْرِي أَيُّهُمَا قَالَ ؟ وَمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ غَيْرَ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ ، وَطَارَ الْعِلْجُ وَبِيَدِهِ سِكِّينٌ ذَاتُ طَرَفَيْنِ ، مَا يَمُرُّ بِرَجُلٍ يَمِينًا ، وَلاَ شِمَالاً إِلاَّ طَعَنْهُ حَتَّى أَصَابَ مِنْهُمْ ثَلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلا ، فَمَاتَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ ، قَالَ : فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا لِيَأْخُذَهُ ، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ.
قَالَ : فَصَلَّيْنَا الْفَجْرَ صَلاَةً خَفِيفَةً ، قَالَ : فَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَلاَ يَدْرُونَ مَا الأَمْرُ إِلاَّ أَنَّهُمْ حَيْثُ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ ، جَعَلُوا يَقُولُونَ : سُبْحَانَ اللهِ ، مَرَّتَيْنِ ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا كَانَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ : اُنْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي ؟ قَالَ : فَجَالَ سَاعَةً ، ثُمَّ جَاءَ ، فَقَالَ : غُلاَمُ الْمُغِيرَةِ الصَّنَّاعُ ، وَكَانَ نَجَّارًا ، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
لَمْ يَجْعَلْ مُنْيَتِي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الإِسْلاَمَ ، قَاتَلَهُ اللَّهُ ، لَقَدْ أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ : لَقَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوك تُحِبَّانِ أَنْ تَكْثُرَ الْعُلُوج بِالْمَدِينَةِ ، قَالَ : فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : إِنْ شِئْتَ فَعَلْنَا ، فَقَالَ : بَعْدَ مَا تَكَلَّمُوا بِكَلاَمِكُمْ وَصَلَّوْا صَلاَتَكُمْ وَنَسَكُوا نُسُكَكُمْ ؟.
قَالَ : فَقَالَ لَهُ النَّاسُ : لَيْسَ عَلَيْك بَأْسٌ ، قَالَ : فَدَعَا بِنَبِيذٍ فَشَرِبَ ، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ ، ثُمَّ دَعَا بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ ، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ ، فَظَنَّ أَنَّهُ الْمَوْتُ ، فَقَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ : اُنْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ فَاحْسِبْهُ ، فَقَالَ : سِتَّةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا ، فَقَالَ : إِنْ وَفَى بِهَا مَالُ آلِ عُمَرَ فَأَدِّهَا عَنِّي مِنْ أَمْوَالِهِمْ ، وَإِلاَّ فَسَلْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ ، فَإِنْ تَفِي مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَإِلاَّ فَسَلْ قُرَيْشًا ، وَلاَ تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ ، فَأَدِّهَا عَنِّي.
اذْهَبْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ، فَسَلِّمْ وَقُلْ : يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَلاَ تَقُلْ : أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَإِنِّي لَسْتُ لَهُمَ الْيَوْمَ بِأَمِيرٍ ، أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ ، قَالَ : فَأَتَاهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي ، فَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ ، قَالَتْ : قَدْ وَاللهِ كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي ، وَلأُوثِرَنَّهُ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي ، فَلَمَّا جَاءَ ، قِيلَ : هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : فَقَالَ : ارْفَعَانِي ، فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا لَدَيْك ؟ قَالَ : أَذِنَتْ لَك ، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ عِنْدِي مِنْ ذَلِكَ ، ثُمَّ قَالَ : إِذَا أَنَا مِتُّ فَاحْمِلُونِي عَلَى سَرِيرِي ، ثُمَّ اسْتَأْذِنْ ، فَقُلْ : يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَإِنْ أَذِنَتْ لَك ؛
فَأَدْخِلْنِي ، وَإِنْ لَمْ تَأْذَنْ فَرُدَّنِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ ، قَالَ : فَلَمَّا حُمِلَ كَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ إِلاَّ يَوْمَئِذٍ ، قَالَ : فَسَلَّمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ، وَقَالَ : يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَأَذِنَتْ لَهُ ، حَيْثُ أَكْرَمَهُ اللَّهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ.
فَقَالُوا لَهُ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ : اسْتَخْلِفْ ، فَقَالَ : لاَ أَجِدُ أَحَدًا أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ هَؤُلاَءِ النَّفَرِ ، الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ ، فَأَيَّهُمَ اسْتَخْلَفُوا فَهُوَ الْخَلِيفَةُ بَعْدِي ، فَسَمَّى عَلِيًّا ، وَعُثْمَانَ ، وَطَلْحَةَ ، وَالزُّبَيْرَ ، وَعَبْدَ الرَّحْمَن بْنَ عَوْفٍ ، وَسَعْدًا ، فَإِنْ أَصَابَتْ سَعْدًا فَذَلِكَ ، وَإِلاَّ فَأَيُّهُمَ اُسْتُخْلِفَ فَلْيَسْتَعَنْ بِهِ ، فَإِنِّي لَمْ أَنْزَعْهُ عَنْ عَجْزٍ ، وَلاَ خِيَانَةٍ ،
قَالَ : وَجَعَلَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يُشَاوِرُ مَعَهُمْ ، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ.
قَالَ : فَلَمَّا اجْتَمَعُوا ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ : اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلاَثَةِ نَفَرٍ ، قَالَ : فَجَعَلَ الزُّبَيْرُ أَمْرَهُ إِلَى عَلِيٍّ ، وَجَعَلَ طَلْحَةُ أَمْرَهُ إِلَى عُثْمَانَ ، وَجَعَلَ سَعْدٌ أَمْرَهُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : فَأَتْمِرُوا أُولَئِكَ الثَّلاَثَةَ حِينَ جُعِلَ الأَمْرُ إِلَيْهِمْ ، قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : أَيُّكُمْ يَتَبَرَّأُ مِنَ الأَمْرِ وَيَجْعَلُ الأَمْرَ إِلَيَّ ، وَلَكُمَ اللَّهُ عَلَيَّ أَنْ لاَ آلُو عَنْ أَفْضَلِكُمْ وَخَيْرِكُمْ لِلْمُسْلِمِينَ ؟ فَأُسْكِتَ الشَّيْخَانِ عَلِيٌّ وَعُثْمَان ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : تَجْعَلاَنِهِ إِلَيَّ وَأَنَا أَخْرُجُ مِنْهَا ، فَوَاللهِ لاَ آلُوكُمْ عَنْ أَفْضَلِكُمْ وَخَيْرِكُمْ لِلْمُسْلِمِينَ ؟ قَالَوا : نَعَمْ ، فَخَلاَ بِعَلِيٍّ ، فَقَالَ : إِنَّ لَك مِنَ الْقَرَابَةِ
مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْقَدَمِ ، وَلِي اللَّهُ عَلَيْك لَئِنَ اُسْتُخْلِفْتَ لَتَعْدِلَنَّ ، وَلَئِنَ اُسْتُخْلِفَ عُثْمَان لَتَسْمَعْن وَلَتُطِيعُنَّ ؟ قَالَ : فَقَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَخَلاَ بِعُثْمَانَ ، فَقَالَ : مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَان : نَعَمْ ، ثُمَّ قَالَ : يَا عُثْمَان ، أَبْسِطْ يَدَك ، فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعَهُ ، وَبَايَعَهُ عَلِيٌّ وَالنَّاسُ.
ثُمَّ قَالَ عُمَرُ : أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِتَقْوَى اللهِ ، وَالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ ، وَيَعْرِفَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الأَمْصَارِ خَيْرًا ، فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الإِسْلاَمِ ، وَغَيْظُ الْعَدُوِّ ، وَجُبَاةِ الأَمْوَالِ ، أَنْ لاَ يُؤْخَذَ مِنْهُمْ فَيْؤُهُمْ إِلاَّعَنْ رِضًا مِنْهُمْ ، وَأُوصِيهِ بِالأَنْصَارِ خَيْرًا ؛ الَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ ، أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَيَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ ، وَأُوصِيهِ بِالأَعْرَابِ خَيْرًا ، فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ وَمَادَّةُ الإِسْلاَمِ ، أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ ، أَنْ يُوفِيَ لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ ، وَأَنْ لاَ يُكَلَّفُوا إِلاَّ طَاقَتَهُمْ ، وَأَنْ يُقَاتِلَ مَنْ وَرَاءَهُمْ.
38215- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمَّا حُضِرَ ، قَالَ : اُدْعُوا لِي عَلِيًّا ، وَطَلْحَةَ ، وَالزُّبَيْرَ ، وَعُثْمَانَ ، وَعَبْدَ الرَّحْمَن بْنَ عَوْفٍ ، وَسَعْدًا ، قَالَ : فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ إِلاَّ عَلِيًّا ، وَعُثْمَانَ ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، لَعَلَّ هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ يَعْرِفُونَ لَكَ قَرَابَتَكَ ، وَمَا آتَاك اللَّهُ مِنَ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ ، فَاتَّقِ اللَّهَ ، وَإِنْ وُلِّيتَ هَذَا الأَمْرَ فَلاَ تَرْفَعْنَ بَنِي فُلاَنٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ ، وَقَالَ لِعُثْمَانَ : يَا عُثْمَان ، إِنَّ هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَ لَك صِهْرَك مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَسِنَّك ، وَشَرَفَك ، فَإِنْ أَنْتَ وُلِّيتَ هَذَا الأَمْرَ فَاتَّقِ اللَّهَ ، وَلاَ تَرْفَعْ بَنِي فُلاَنٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ ، فَقَالَ : اُدْعُوا لِي صُهَيْبًا ، فَقَالَ : صَلِّ بِالنَّاسِ ثَلاَثًا ، وَلْيَجْتَمِعْ هَؤُلاَءِ الرَّهْطُ فَلِيَخْلُوا ، فَإِنْ أَجْمَعُوا عَلَى رَجُلٍ ، فَاضْرِبُوا رَأْسَ مَنْ خَالَفَهُمْ.
38216- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ عَمَّيْهِ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالاَ : قَالَ عُمَرُ : لِيُصَلِّ لَكُمْ صُهَيْبٌ ثَلاَثًا ، وَانْظُرُوا ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ ، وَإِلاَّ فَإِنَّ أَمْرَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لاَ يُتْرَكُ فَوْقَ ثَلاَثٍ سُدًى.
38217- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ سَعيدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَامَ خَطِيبًا يَوْمَ جُمُعَةٍ ، أَوْ خَطَبَ يَوْمَ جُمُعَةٍ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ ذَكَرَ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رُؤْيَا كَأَنَّ دِيكًا أَحْمَرَ نَقَرَنِي نَقْرَتَيْنِ ، وَلاَ أَرَى ذَلِكَ إِلاَّ لِحُضُورِ أَجَلِي ، وَإِنَّ
النَّاسَ يَأْمُرُونَنِي أَنْ أَسْتَخْلِفَ ، وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُنْ لِيُضَيِّعَ دِينَهُ وَخِلاَفَتَهُ ، وَالَّذِي بَعَثَ بِهِ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم ، فَإِنْ عُجِّلَ بِي أَمْرٌ ، فَالْخِلاَفَةُ شُورَى بَيْنَ هَؤُلاَءِ الرَّهْطِ السِّتَّةِ ، الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ ، فَأَيُّهُمْ بَايَعْتُمْ لَهُ ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا ، وَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ رِجَالاً سَيَطْعَنْونَ فِي هَذَا الأَمْرِ ، وَإِنِّي قَاتَلْتُهُمْ بِيَدِي هَذِهِ عَلَى الإِسْلاَمِ ، فَإِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَأُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللهِ الْكَفَرَةُ الضُّلاَّلُ.
إنِّي وَاللهِ مَا أَدَعُ بَعْدِي أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ أَمْرِ الْكَلاَلَةِ ، وَقَدْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَمَا أَغْلَظَ لِي فِي شَيْءٍ مَا أَغْلَظَ لِي فِيهَا ، حَتَّى طَعَنْ بِأُصْبُعِهِ فِي جَنْبِي ، أَوْ صَدْرِي ، ثُمَّ قَالَ : يَا عُمَرُ ، تَكْفِيك آيَةُ الصَّيْفِ الَّتِي أُنْزِلَتْ فِي آخِرِ النِّسَاءِ ، وَإِنْ أَعِشْ فَسَأَقْضِي فِيهَا قَضِيَّةً لاَ يَخْتَلِفُ فِيهَا أَحَدٌ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ، أَوْ لاَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ.
ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُك عَلَى أُمَرَاءِ الأَمْصَارِ ، فَإِنِّي إِنَّمَا بَعَثْتُهُمْ لِيُعَلِّمُوا النَّاسَ دِينَهُمْ ، وَسُنَّةَ نَبِيِّهِمْ صلى الله عليه وسلم ، وَيَقْسِمُوا فِيهِمْ فَيْأَهُمْ ، وَيَعْدِلُوا فِيهِمْ ، فَمَنْ أَشْكَلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ رَفَعَهُ إِلَيَّ.
ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّكُمْ تَأْكُلُونَ شَجَرَتَيْنِ لاَ أَرَاهُمَا إِلاَّ خَبِيثَتَيْنِ ؛ هَذَا الثُّومُ وَهَذَا الْبَصَلُ ، لَقَدْ كُنْت أَرَى الرَّجُلَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوجَدُ رِيحُهُ مِنْهُ ، فَيُؤْخَذُ بِيَدِهِ حَتَّى يُخْرَجَ بِهِ إِلَى الْبَقِيعِ ، فَمَنْ كَانَ آكِلْهُمَا لاَ بُدَّ فَلِيُمِتْهُمَا طَبْخًا.
قَالَ : فَخَطَبَ بِهَا عُمَرُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَأُصِيبَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ ، لأَرْبَعٍ بَقِينَ لِذِي الْحَجَّةِ.
38218- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ ، عَنْ جَارِيَةَ بْنِ قُدَامَةَ السَّعْدِيِّ ، قَالَ : حجَجْتُ الْعَامَ الَّذِي أُصِيبَ فِيهِ عُمَرُ ، قَالَ : فَخَطَبَ ، فَقَالَ : إِنِّي رَأَيْتُ أَنَّ دِيكًا نَقَرَنِي نَقْرَتَيْنِ ، أَوْ ثَلاَثًا ، ثُمَّ لَمْ تَكُنْ إِلاَّ جُمُعَةٌ ، أَوْ نَحْوَهَا حَتَّى أُصِيبَ ، قَالَ : فَأُذِنَ لأَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، ثُمَّ أُذِنَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ ، ثُمَّ أُذِنَ لأَهْلِ الشَّامِ ، ثُمَّ أُذِنَ لأَهْلِ الْعِرَاقِ ، فَكُنَّا آخِرَ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ ، وَبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِبُرْدٍ أَسْوَدَ ، وَالدِّمَاءُ تَسِيلُ ، كُلَّمَا دَخَلَ قَوْمٌ بَكَوْا وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ ، فَقُلْنَا لَهُ : أَوْصِنَا ، وَمَا سَأَلَهُ الْوَصِيَّةَ أَحَدٌ غَيْرَنَا ، فَقَالَ : عَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللهِ ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا مَا اتَّبَعْتُمُوهُ ، وَأُوصِيكُمْ بِالْمُهَاجِرِينَ ، فَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَيَقِلُّونَ ، وَأُوصِيكُمْ بِالأَنْصَارِ ، فَإِنَّهُمْ شِعَبُ الإِيمَانِ الَّذِي لَجَأَ إِلَيْهِ ، وَأُوصِيكُمْ بِالأَعْرَابِ فَإِنَّهَا أَصْلُكُمْ وَمَادَّتُكُمْ ، وَأُوصِيكُمْ بِذِمَّتِكُمْ ، فَإِنَّهَا ذِمَّةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم ، وَرِزْقُ عِيَالِكُمْ ، قُومُوا عَنِّي ، فَمَا زَادَنَا عَلَى هَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ.
38219- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ : لَمَّا طُعَنْ عُمَرُ ، مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ ، حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَطْلُعَ ، فَنَادَى مُنَادٍ : الصَّلاَةُ ، فَقَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَن بْنَ عَوْفٍ فَصَلَّى بِهِمْ ، فَقَرَأَ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ : {إِنَّا أَعْطَيْنَاك الْكَوْثَرَ} ، وَ : {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ} ، فَلَمَّا أَصْبَحَ دَخَلَ عَلَيْهِ الطَّبِيبُ ، وَجُرْحُهُ يَسِيلُ دَمًا ، فَقَالَ : أَيُّ الشَّرَابِ أَحَبُّ إِلَيْك ؟ قَالَ : النَّبِيُّذُ ، فَدَعَا بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ ، فَقَالَ : هَذَا صَدِيدٌ ، ائْتُونِي بِلَبَنٍ ، فَأُتِيَ بِلَبَنٍ ، فَشَرِبَ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ ، فَقَالَ لَهُ الطَّبِيبُ : أَوْصِهِ ، فَإِنِّي لاَ أَظُنُّك إِلاَّ مَيِّتًا مِنْ يَوْمِكَ ، أَوْ مِنْ غَدٍ.
38220- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الرَّازِيّ ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ عَامِرٍ ، قَالَ : حَلفَ بِاللهِ ، لَقَدْ طُعَنْ عُمَرُ وَإِنَّهُ لَفِي النَّحْلِ يَقْرَؤُهَا.
38221- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ ابْنِ مِينَاءَ ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ ، وَإِنَّ إِحْدَى أَصَابِعِي فِي جُرْحِهِ هَذِهِ ، أَوْ هَذِهِ ، أَوْ هَذِهِ ، وَهُوَ يَقُولُ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، إِنِّي لاَ أَخَافُ النَّاسَ عَلَيْكُمْ ، إِنَّمَا أَخَافُكُمْ عَلَى النَّاسِ ، إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ ثِنْتَيْنِ ، لَنْ تَبْرَحُوا بِخَيْرٍ مَا لَزِمْتُمُوهُمَا : الْعَدْلُ فِي الْحُكْمِ ، وَالْعَدْلُ فِي الْقَسْمِ ، وَإِنِّي قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مِثْلِ مُخَرَفَةِ النَّعَمِ ، إِلاَّ أَنْ يَعَوَّجَ قَوْمٌ ، فَيُعْوَجَّ بِهِمْ.
38222- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا ، وَابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى عُمَرَ بَعْدَ مَا طُعَنْ ، وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَيْهِ ، فَقُلْنَا : لاَ يَنْتَبِهُ لِشَيْءٍ أَفْرَغَ لَهُ مِنَ الصَّلاَةِ ، فَقُلْنَا : الصَّلاَةُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَانْتَبَهَ ، وَقَالَ : الصَّلاَةُ ، وَلاَ حَظَّ فِي الإِسْلاَمِ لاِمْرِئٍ تَرَكَ الصَّلاَةَ ، فَصَلَّى وَإِنَّ جُرْحَهُ لَيَثْعَبُ دَمًا.
38223- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ : كُنْتُ أَدَعُ الصَّفَّ الأَوَّلَ هَيْبَةً لِعُمَرَ ، وَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي يَوْمَ أُصِيبَ ، فَجَاءَ ، فَقَالَ : الصَّلاَةُ عِبَادَ اللهِ ، اسْتَوُوا ، قَالَ : فَصَلَّى بِنَا ، فَطَعَنْهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ طَعَنْتَيْنِ ، أَوْ ثَلاَثًا ، قَالَ : وَعَلَى عُمَرَ ثَوْبٌ أَصْفَرُ ، قَالَ : فَجَمَعَهُ عَلَى صَدْرِهِ ، ثُمَّ أَهْوَى ، وَهُوَ يَقُولُ : {وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} فَقَتَلَ وَطَعَنَ اثْنَيْ عَشَرَ ، أَوْ ثَلاَثَةَ عَشَرَ ، قَالَ : وَمَالَ النَّاسُ عَلَيْهِ ، فَاتَّكَأَ عَلَى خِنْجَرِهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ.
38224- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن الْحَارِثِ الْخُزَاعِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ : إِنِّي رَأَيْت الْبَارِحَةَ دِيكًا نَقَرَنِي ، وَرَأَيْتُهُ يُجْلِيهِ النَّاسُ عَنِّي ، وَإِنِّي أُقْسِمُ بِاللهِ لَئِنْ بَقِيتُ لأَجْعَلَنَّ سِفْلَةَ الْمُهَاجِرِينَ فِي الْعَطَاءِ عَلَى أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ ، فَلَمْ يَمْكُثْ إِلاَّ ثَلاَثًا ، حَتَّى قَتَلَهُ غُلاَمُ الْمُغِيرَةِ ، أَبُو لُؤْلُؤَةَ.
38225- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَرِيكٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، قَالَ : مَا خَصَّ عُمَرُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الشُّورَى دُونَ أَحَدٍ ، إِلاَّ إِنَّهُ خَلاَ بِعَلِيٍّ وَعُثْمَانَ ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَةٍ ، فَقَالَ : يَا فُلاَنُ ، اتَّقِ اللَّهَ ، فَإِنَ ابْتَلاَك اللَّهُ بِهَذَا الأَمْرِ ، فَلاَ تَرْفَعْ بَنِي فُلاَنٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ ، وَقَالَ لِلآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ.
38226- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ حَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ لِعُثْمَانَ : اتَّقِ اللَّهَ ، وَإِنْ وُلِّيتَ شَيْئًا مِنْ أُمُورِ النَّاسِ ، فَلاَ تَحْمِلْ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ ، وَقَالَ لِعَلِيٍّ : اتَّقِ اللَّهَ ، وَإِنْ وُلِّيتَ شَيْئًا مِنْ أُمُورِ النَّاسِ ، فَلاَ تَحْمِلْ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ.
38227- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زُرْعَةَ ، عَالِمٍ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الشَّام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَنْ صَلَّى عَلَى عُمَرَ ؟ قَالَ : صُهَيْبٌ.
38228- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ ؛ أَنَّ عُمَرَ حِينَ طُعَنْ جَاءَ النَّاسُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ ، وَيَدْعُونَ لَهُ ، فَقَالَ عُمَرُ رَحِمَهُ اللهُ : أَبِالإِمَارَةِ تُزَكُّونَنِي ؟ لَقَدْ صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُبِضَ وَهُوَ عَنْي رَاضٍ ، وَصَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ فَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ ، فَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَأَنَا سَامِعٌ مُطِيعٌ ، وَمَا أَصْبَحْتُ أَخَافُ عَلَى نَفْسِي إِلاَّ إِمَارَتَكُمْ .
38229- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ ، وَأَشْيَاخٌ ، قَالَوا : رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي الْمَنَامِ ، فَقَالَ : رَأَيْتُ دِيكًا أَحْمَرَ نَقَرَنِي ثَلاَثَ نَقَرَاتٍ ، بَيْنَ الثَّنِيَّةِ وَالسُّرَّةِ ، قَالَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ ، أُمُّ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ : قُولُوا لَهُ فَلِيُوصِ ، وَكَانَتْ تَعْبُرُ الرُّؤْيَا ، فَلاَ أَدْرِي أَبَلَغَهُ ذَلِكَ ، أَمْ لاَ ، فَجَاءَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ الْكَافِرُ الْمَجُوسِيُّ ، عَبْدُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، فَقَالَ : إِنَّ الْمُغِيرَةَ قَدْ جَعَلَ عَلَيَّ مِنَ الْخَرَاجِ مَا لاَ أُطِيقُ ، قَالَ : كَمْ جَعَلَ عَلَيْك ؟ قَالَ ، كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : وَمَا عَمَلُك ؟ قَالَ : أَجُوبُ الأَرْحَاءَ ، قَالَ : وَمَا ذَاكَ عَلَيْك بِكَثِيرٍ ، لَيْسَ بِأَرْضِنَا أَحَدٌ يَعْمَلُهَا غَيْرُك ، أَلاَ تَصْنَعُ لِي رَحًى ؟ قَالَ : بَلَى ، وَاللهِ لأَجْعَلَنَّ لَك رَحًى يَسْمَعُ بِهَا أَهْلُ الآفَاقِ.
فَخَرَجَ عُمَرُ إِلَى الْحَجِّ ، فَلَمَّا صَدَرَ اضْطَجَعَ بِالْمُحَصَّبِ ، وَجَعَلَ رِدَاءَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ ، فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ فَأَعْجَبَهُ اسْتِوَاؤُهُ وَحُسْنُهُ ، فَقَالَ : بَدَأَ ضَعِيفًا ، ثُمَّ لَمْ يَزَلَ اللَّهُ يَزِيدُهُ وَيُنْمِيهِ حَتَّى اسْتَوَى ، فَكَانَ أَحْسَنَ مَا كَانَ ، ثُمَّ هُوَ يَنْقُصُ حَتَّى يَرْجِعَ كَمَا كَانَ ، وَكَذَلِكَ الْخَلْقُ كُلُّهُ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّ رَعِيَّتِي قَدْ كَثُرَتْ وَانْتَشَرَتْ ، فَاقْبِضْنِي إِلَيْك غَيْرَ عَاجِزٍ ، وَلاَ مُضَيِّعٍ.
فَصَدَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَذُكِرَ لَهُ أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَاتَتْ بِالْبَيْدَاءِ ، مَطْرُوحَةً عَلَى الأَرْضِ ، يَمُرُّ بِهَا النَّاسُ لاَ يُكَفِّنُهَا أَحَد ، وَلاَ يُوَارِيهَا أَحَدٌ ، حَتَّى مَرَّ بِهَا كُلَيْبُ بْنُ الْبُكَيْرِ اللَّيْثِي ، فَأَقَامَ
عَلَيْهَا ، حَتَّى كَفَّنَهَا وَوَارَاهَا ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ ، فَقَالَ : مَنْ مَرَّ عَلَيْهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ؟ فَقَالُوا : لَقَدْ مَرَّ عَلَيْهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ، فِيمَنْ مَرَّ عَلَيْهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَدَعَاهُ ، وَقَالَ : وَيْحَكَ ، مَرَرْتَ عَلَى امْرَأَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَطْرُوحَةً عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ ، فَلَمْ تُوَارِهَا وَلَمْ تُكَفِّنْهَا ؟ قَالَ : مَا شَعَرْتُ بِهَا ، وَلاَ ذَكَرَهَا لِي أَحَدٌ ، فَقَالَ : لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِيك خَيْرٌ ، فَقَالَ : مَنْ وَارَاهَا وَمَنْ كَفَّنَهَا ؟ قَالَوا : كُلَيْبُ بْنُ بُكَيْر اللَّيْثِيُّ ، قَالَ : وَاللهِ لَحَرِيٌّ أَنْ يُصِيبَ كُلَيْبٌ خَيْرًا.
فَخَرَجَ عُمَرُ يُوقِظُ النَّاسَ بِدِرَّتِهِ لِصَلاَةِ الصُّبْحِ ، فَلَقِيَهُ الْكَافِرُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ ، فَطَعَنْهُ ثَلاَثَ طَعَنْاتٍ بَيْنَ الثَّنِيَّةِ وَالسُّرَّةِ ، وَطَعَنْ كُلَيْبَ بْنَ بُكَيْر فَأَجْهَزَ عَلَيْهِ ، وَتَصَايَحَ النَّاسُ ، فَرَمَى رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ بِبُرْنُسٍ ، ثُمَّ اضْطَبَعَهُ إِلَيْهِ ، وَحُمِلَ عُمَرُ إِلَى الدَّارِ ، فَصَلَّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ بِالنَّاسِ ، وَقِيلَ لِعُمَرَ : الصَّلاَةُ ، فَصَلَّى وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ ، وَقَالَ : لاَ حَظَّ فِي الإِسْلاَمِ لِمَنْ لاَ صَلاَةَ لَهُ ، فَصَلَّى وَدَمُهُ يَثْعَبُ ، ثُمَّ انْصَرَفَ النَّاسُ عَلَيْهِ ، فَقَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّهُ لَيْسَ بِكَ بَأْسٌ ، وَإِنَّا لَنَرْجُو أَنْ يُنْسِئَ اللَّهُ فِي أَثَرِكَ ، وَيُؤَخِّرَك إِلَى حِينٍ ، أَوْ إِلَى خَيْرٍ.
فَدَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَكَانَ يُعْجَبُ بِهِ ، فَقَالَ : اُخْرُجْ ، فَانْظُرْ مَنْ صَاحِبِي ؟ ثُمَّ خَرَجَ فَجَاءَ ، فَقَالَ : أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، صَاحِبُك أَبُو لُؤْلُؤَةَ الْمَجُوسِيُّ ، غُلاَمُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، فَكَبَّرَ حَتَّى خَرَجَ صَوْتُهُ مِنَ الْبَابِ ، ثُمَّ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْهُ رَجُلاً مِنَ
الْمُسْلِمِينَ ، يُحَاجُّنِي بِسَجْدَةٍ سَجَدَهَا لِلَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ ، فَقَالَ : أَكَانَ هَذَا عَنْ مَلأٍ مِنْكُمْ ؟ فَقَالُوا : مَعَاذَ اللهِ ، وَاللهِ لَوَدِدْنَا أَنَّا فَدَيْنَاك بِآبَائِنَا ، وَزِدْنَا فِي عُمْرِكَ مِنْ أَعْمَارِنَا ، إِنَّهُ لَيْسَ بِكَ بَأْسٌ.
قَالَ : أَيْ يَرْفَأُ وَيْحَك ، اسْقِنِي ، فَجَاءَهُ بِقَدَحٍ فِيهِ نَبِيذٌ حُلْوٌ فَشَرِبَهُ ، فَأَلْصَقَ رِدَاءَهُ بِبَطْنِهِ ، قَالَ : فَلَمَّا وَقَعَ الشَّرَابُ فِي بَطْنِهِ خَرَجَ مِنَ الطَّعَنْاتِ ، قَالَوا : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، هَذَا دَمٌ اسْتَكَنَ فِي جَوْفِكَ ، فَأَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ جَوْفِكَ ، قَالَ : أَيْ يَرْفَأُ ، وَيْحَك اسْقِنِي لَبَنًا ، فَجَاءَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ ، فَلَمَّا وَقَعَ فِي جَوْفِهِ خَرَجَ مِنَ الطَّعَنْاتِ ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ عَلِمُوا أَنَّهُ هَالِكٌ.
قَالَوا : جَزَاك اللَّهُ خَيْرًا ، قَدْ كُنْتَ تَعْمَلُ فِينَا بِكِتَابِ اللهِ ، وَتَتَّبِعُ سُنَّةَ صَاحِبَيْك ، لاَ تَعْدِلُ عَنْهَا إِلَى غَيْرِهَا ، جَزَاك اللَّهُ أَحْسَنَ الْجَزَاءِ ، قَالَ : بِالإِمَارَةِ تَغْبِطُونَنِي ، فَوَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أَنْجُو مِنْهَا كَفَافًا لاَ عَلَيَّ ، وَلاَ لِي ، قُومُوا فَتَشَاوَرُوا فِي أَمْرِكُمْ ، أَمِّرُوا عَلَيْكُمْ رَجُلاً مِنْكُمْ ، فَمَنْ خَالَفَهُ فَاضْرِبُوا رَأْسَهُ ، قَالَ : فَقَامُوا ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ مُسْنِدُهُ إِلَى صَدْرِهِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : أَتُؤَمِّرُونَ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ حَيٌّ ؟ فَقَالَ عُمَرُ : لاَ ، وَلِيُصَلِّ صُهَيْبٌ ثَلاَثًا ، وَانْتَظِرُوا طَلْحَةَ ، وَتَشَاوَرُوا فِي أَمْرِكُمْ ، فَأَمِّرُوا عَلَيْكُمْ رَجُلاً مِنْكُمْ ، فَإِنْ خَالَفَكُمْ فَاضْرِبُوا رَأْسَهُ ، قَالَ : اذْهَبْ إِلَى عَائِشَةَ ، فَاقْرَأْ عَلَيْهَا مِنِّي السَّلاَمَ ، وَقُلْ : إِنَّ عُمَرَ يَقُولُ : إِنْ كَانَ ذَلِكَ لاَ يَضُرُّ بِكِ ، وَلاَ يَضِيقُ عَلَيْكِ ، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَي ، وَإِنْ كَانَ يَضُرُّ بِكِ وَيَضِيقُ عَلَيْكِ ، فَلَعَمْرِي لَقَدْ دُفِنَ فِي هَذَا الْبَقِيعِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ ، فَجَاءَهَا
الرَّسُولُ ، فَقَالَتْ : إِنَّ ذَلِكَ لاَ يَضُرُّ ، وَلاَ يَضِيقُ عَلَيَّ ، قَالَ : فَادْفِنُونِي مَعَهُمَا ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ : فَجَعَلَ الْمَوْتُ يَغْشَاهُ ، وَأَنَا أُمْسِكُهُ إِلَى صَدْرِي ، قَالَ : وَيْحَك ضَعْ رَأْسِي بِالأَرْضِ ، قَالَ : فَأَخَذَتْهُ غَشْيَةٌ ، فَوَجَدْتُ مِنْ ذَلِكَ ، فَأَفَاقَ ، فَقَالَ : وَيْحَك ، ضَعْ رَأْسِي بِالأَرْضِ ، فَوَضَعْتُ رَأْسَهُ بِالأَرْضِ ، فَعَفَّرَهُ بِالتُّرَابِ ، فَقَالَ : وَيْلُ عُمَرَ ، وَوَيْلُ أُمِّهِ إِنْ لَمْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو : وَأَهْلُ الشُّورَى : عَلِيٌّ ، وَعُثْمَان ، وَطَلْحَةُ ، وَالزُّبَيْرُ ، وَسَعْدٌ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ عَوْفٍ.
45- مَا جَاءَ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ وَقَتْلِهِ ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
38230- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ ، قَالَ : حجَجْتُ فِي إِمَارَةِ عُمَرَ ، فَلَمْ يَكُونُوا يَشْكُونَ أَنَّ الْخِلاَفَةَ مِنْ بَعْدِهِ لِعُثْمَانَ.
38231- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ حِين اُسْتُخْلِفَ عُثْمَان : مَا أَلَوْنَا عَنْ أَعْلاَهَا ذَا فُوْقٍ.
38232- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ حِينَ بُويِعَ عُثْمَان : مَا أَلَوْنَا عَنْ أَعْلاَهَا ذَا فُوْقٍ.
38233- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ كَهْمَسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ ، قَالَ : حدَّثَنِي هَرِمُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَأُسَامَةُ بْنُ خُرَيْمٍ ، قَالَ : وَكَانَا يُغَازِيَانِ ، فَحَدَّثَانِي جَمِيعًا ، وَلاَ يَشْعُرُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَّ صَاحِبَهُ حَدَّثَنِيهِ ، عَنْ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ ، قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ : كَيْفَ تَصْنَعُونَ فِي فِتْنَةٍ تَثُورُ فِي أَقْطَارِ الأَرْضِ كَأَنَّهَا صَيَاصِي بَقَرٍ ؟ قَالَوا : فَنَصْنَعُ مَاذَا يَا نَبِيَّ اللهِ ؟ قَالَ : عَلَيْكُمْ بِهَذَا وَأَصْحَابِهِ ، قَالَ : فَأَسْرَعْت حَتَّى عَطَفْتُ عَلَى الرَّجُلِ ، فَقُلْتُ : هَذَا يَا نَبِيَّ اللهِ ؟ قَالَ : هَذَا ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَان.
38234- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : أَنْبَأَنِي وَثَّابٌ ، وَكَانَ مِمَّنْ أَدْرَكَهُ عِتْقُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ ، وَكَانَ يَكُونُ بَعْدُ بَيْنَ يَدَيْ عُثْمَانَ ، قَالَ : فَرَأَيْتُ فِي حَلْقِهِ طَعَنْتَيْنِ ، كَأَنَّهُمَا كَيَّتَانِ طُعَنْهُمَا يَوْمَ الدَّارِ ، دَارِ عُثْمَانَ ، قَالَ : بَعَثَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَان ، قَالَ : اُدْعُ لِي الأَشْتَرَ ، فَجَاءَ ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ : أَظُنُّهُ قَالَ : فَطَرَحْتُ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وِسَادَةً ، وَلَهُ وِسَادَةً ، فَقَالَ : يَا أَشَتَرُ ، مَا يُرِيدُ النَّاسُ مِنِّي ؟ قَالَ : ثَلاَثًا ، لَيْسَ مِنْ إِحْدَاهُنَّ بُدٌّ ، يُخَيِّرُونَك بَيْنَ أَنْ تَخْلَعَ لَهُمْ أَمْرَهُمْ ، وَتَقُولُ : هَذَا أَمْرُكُمْ ، اخْتَارُوا لَهُ مَنْ شِئْتُمْ ، وَبَيْنَ أَنْ تُقِصَّ مِنْ نَفْسِكَ ، فَإِنْ أَبَيْتَ هَاتَيْنِ ، فَإِنَّ الْقَوْمَ
قَاتِلُوك ، قَالَ : مَا مِنْ إحْدَاهُنَّ بُدٌّ ؟ قَالَ مَا مِنْ إِحْدَاهُنَّ بُدٌّ.
قَالَ : أَمَّا أَنْ أَخْلَعَ لَهُمْ أَمْرَهُمْ ، فَمَا كُنْتُ أَخْلَعُ سِرْبَالاً سَرْبَلَنِيهِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَبَدًا ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ : وَقَالَ غَيْرُ الْحَسَنِ : لأَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَخْلَعَ أَمْرَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ، بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ : وَهَذَا أَشْبَهُ بِكَلاَمِهِ ، وَأَمَّا أَنْ أُقِصَّ لَهُمْ مِنْ نَفْسِي ، فَوَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ صَاحِبَيَّ بَيْنَ يَدَيَّ كَانَا يُقِصَّانِ مِنْ أَنْفُسِهِمَا ، وَمَا يَقُومُ بَدَنِي بِالْقِصَاصِ ، وَأَمَّا أَنْ يَقْتُلُونِي ، فَوَاللهِ لَوْ قَتَلُونِي لاَ يَتَحَابُّونَ بَعْدِي أَبَدًا ، وَلاَ يُقَاتِلُونَ بَعْدِي عَدُوًّا جَمِيعًا أَبَدًا.
قَالَ : فَقَامَ الأَشْتَرُ وَانْطَلَقَ ، فَمَكَثْنَا ، فَقُلْنَا : لَعَلَّ النَّاسَ ، ثُمَّ جَاءَ رُوَيْجِلٌ كَأَنَّهُ ذِئْبٌ ، فَاطَّلَعَ مِنَ الْبَابِ ، ثُمَّ رَجَعَ ، وَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فِي ثَلاَثَةِ عَشَرَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى عُثْمَانَ ، فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ ، فَقَالَ بِهَا ، حَتَّى سَمِعْتَ وَقَعَ أَضْرَاسَهُ ، وَقَالَ : مَا أَغْنَى عَنْك مُعَاوِيَةُ ، مَا أَغْنَى عَنْك ابْنُ عَامِرٍ ، مَا أَغْنَتْ عَنْك كُتُبُك ، فَقَالَ : أَرْسِلْ لِي لِحْيَتِي ابْنَ أَخِي ، أَرْسِلْ لِي لِحْيَتِي ابْنَ أَخِي.
قَالَ : فَأَنَا رَأَيْتُهُ اسْتَعْدَى رَجُلاً مِنَ الْقَوْمِ يُعِينُهُ ، فَقَامَ إِلَيْهِ بِمِشْقَصٍ ، حَتَّى وَجَأَ بِهِ فِي رَأْسِهِ فَأَثْبَتَهُ ، قَالَ : ثُمَّ مَهْ ؟ قَالَ : ثُمَّ دَخَلُوا عَلَيْهِ حَتَّى قَتَلُوهُ.
38235- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا لَيْلَى الْكِنْدِيَّ ، قَالَ : رَأَيْتُ عُثْمَانَ اطَّلَعَ إِلَى النَّاسِ وَهُوَ مَحْصُورٌ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، لاَ تَقْتُلُونِي وَاسْتَعْتِبُونِي ، فَوَاللهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُونِي لاَ تُقَاتِلُونَ جَمِيعًا أَبَدًا ، وَلاَ تُجَاهِدُونَ عَدُوًّا أَبَدًا ، وَلَتَخْتَلِفُنَّ حَتَّى تَصِيرُوا هَكَذَا ، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ،{وَيَا قَوْم لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ ، أَوْ قَوْمَ هُودٍ ، أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ ، وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ} . قَالَ : وَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ : الْكَفَّ الْكَفَّ ، فَإِنَّهُ أَبْلَغُ لَك فِي الْحُجَّةِ ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ.
38236- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُثْمَانَ ، يَقُولُ : إِنَّ أَعْظَمَكُمْ عِنْدِي غِنَاءً مَنْ كَفَّ سِلاَحَهُ وَيَدَهُ.
38237- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : جَاءَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ إِلَى عُثْمَانَ ، فَقَالَ : هَذِهِ الأَنْصَارُ بِالْبَابِ ، قَالَوا : إِنْ شِئْتَ أَنْ نَكُونَ أَنْصَارَ اللهِ مَرَّتَيْنِ ؟ فَقَالَ : أَمَّا قِتَالٌ فَلاَ.
38238- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : قُلْتُ لِعُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ : اُخْرُجْ فَقَاتِلْهُمْ ، فَإِنَّ مَعَك مَنْ قَدْ نَصَرَ اللَّهُ بِأَقَلَّ مِنْهُ ، وَاللهِ ، إِنَّ قِتَالَهُمْ لَحَلاَلٌ ، قَالَ : فَأَبَى ، وَقَالَ : مَنْ كَانَ لِي عَلَيْهِ سَمْعٌ وَطَاعَةٌ ، فَلِيُطِعْ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، وَكَانَ أَمَّرَهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الدَّارِ ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ صَائِمًا.
38239- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ؛ أَنَّ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ : جَهْجَاهٌ تَنَاوَلَ عَصًا كَانَتْ فِي يَدِ عُثْمَانَ ، فَكَسَرَهَا بِرُكْبَتِهِ ، فَرُمِيَ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ بِأكِلَةٍ.
38240- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الرَّازِيُّ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ؛ أَنَّ عُثْمَانَ أَصْبَحَ يُحَدِّثُ النَّاسَ ، قَالَ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ ، فَقَالَ : يَا عُثْمَان ، أَفْطِرْ عِنْدَنَا ، فَأَصْبَحَ صَائِمًا وَقُتِلَ مِنْ يَوْمِهِ.
38241- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُنِي مُوثِقِي عُمَرُ وَأُخْتَهُ عَلَى الإِسْلاَمِ ، وَلَوِ ارْفَضَّ أُحُدٌ مِمَّا صَنَعْتُمْ بِعُثْمَانَ كَانَ حَقِيقًا.
38242- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ : لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ فِي الدَّارِ ، قَالَ : لاَ تَقْتُلُوهُ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَجَلِهِ إِلاَّ قَلِيلٌ ، وَاللهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لاَ تُصَلُّونَ جَمِيعًا أَبَدًا.
38243- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ ، قَالَ : حدَّثَنَا أَبُو الْيَعْفُورِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ : وَاللهِ لَئِنْ قَتَلْتُمْ عُثْمَانَ لاَ تُصِيبُونَ مِنْهُ خَلَفًا.
38244- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ؛ أَنَّ رَجُلاً مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ : ثُمَّامَةُ كَانَ عَلَى صَنْعَاءَ ، فَلَمَّا جَاءَهُ قَتْلُ عُثْمَانَ بَكَى ، فَأَطَالَ الْبُكَاءَ ، فَلَمَّا أَفَاقَ ، قَالَ : الْيَوْمَ اُنْتُزِعَتِ النُّبُوَّةُ ، أَوَ قَالَ : الْخِلاَفَةُ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ، وَصَارَتْ مِلْكًا وَجَبْرِيَّةً ، فَمَنْ غَلَبَ عَلَى شَيْءٍ أَكَلَهُ.
38245- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، قَالَ : لَمَّا قُتِلَ عُثْمَان ، قَامَ خُطَبَاءُ إيلِيَاءَ ، فَقَامَ مِنْ آخِرِهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُقَالُ لَهُ : مُرَّةُ بْنُ كَعْبٍ ، فَقَالَ : لَوْلاَ حَدِيثٌ سَمِعْته مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا قُمْتُ ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ فِتْنَةً أَحْسَبُهُ ، قَالَ : فَقَرَّبَهَا ، فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ بِرِدَائِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : هَذَا يَوْمَئِذٍ وَأَصْحَابُهُ عَلَى الْحَقِ ، فَانْطَلَقْتُ ، فَأَخَذْتُ بِوَجْهِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقُلْتُ : هَذَا ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَان.
38246- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْمَلِيحِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَوْ أَنَّ النَّاسَ اجْتَمَعُوا عَلَى قَتْلِ عُثْمَانَ ، لَرُجِمُوا بِالْحِجَارَةِ كَمَا رُجِمَ قَوْمُ لُوطٍ.
38247- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانُ مِنَ الْقَصْرِ ، فَقَالَ : ائْتُونِي بِرَجُلٍ أُتَالِيهِ كِتَابَ اللهِ ، فَأَتَوْهُ بِصَعْصَعَةَ بْنِ صُوحَانَ ، وَكَانَ شَابًّا ، فَقَالَ : أَمَا وَجَدْتُمْ أَحَدًا تَأْتُونِي بِهِ غَيْرَ هَذَا الشَّابِّ ، قَالَ : فَتَكَلَّمَ صَعْصَعَةُ بِكَلاَمٍ ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَان : اُتْلُ ، فَقَالَ : {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ، وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} فَقَالَ : كَذَبْتَ ، لَيْسَتْ لَك ، وَلاَ لأَصْحَابِكَ ، وَلَكِنَّهَا لِي وَلأَصْحَابِي ، ثُمَّ تَلاَ عُثْمَان : {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ، وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} حَتَّى بَلَغَ : {وَإِلَى اللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ}.
46- مَا جَاءَ فِي خِلافَةِ علِيِّ بنِ أبِي طالِبٍ ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
38248- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ : كَانَ الْحَادِي يَحْدُو بِعُثْمَانَ وَهُوَ يَقُولُ :
إِنَّ الأَمِيرَ بَعْدَهُ عَلِيٌّ
وَفِي الزُّبَيْرِ خَلَفٌ رَضِيٌّ.
قالَ : فَقَالَ كَعْبٌ : وَلَكِنَّهُ صَاحِبُ الْبَغْلَةِ الشَّهْبَاءِ ، يَعَنْي مُعَاوِيَةَ ، فَقِيلَ لِمُعَاوِيَةَ : إِنَّ كَعْبًا يَسْخَرُ بِكَ ، وَيَزْعُمُ أَنَّك تَلِي هَذَا الأَمْرَ ، قَالَ : فَأَتَاهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا إِسْحَاقَ ، كَيْفَ وَهَا هُنَا عَلِيٌّ ، وَالزُّبَيْرُ ، وَأَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : أَنْتَ صَاحِبُهَا.
38249- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنِ الْعَوَّامِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، قَالَ : لَمَّا بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ ، قَالَ : قَالَ سَلْمَانُ : أَخْطَأْتُمْ وَأَصَبْتُمْ ، أَمَّا لَوْ جَعَلْتُمُوهَا فِي أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم ، لأَكَلْتُمُوهَا رَغَدًا.
38250- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَوْشَنٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : مَا رَزَأَ عَلِيٌّ مِنْ بَيْتِ مَالِنَا ، حَتَّى فَارَقَنَا إِلاَّ جُبَّةً مَحْشُوَّةً ، وَخَمِيصَةً دَرَابَجَرْدِيَّةً.
38251- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ أَبِي رَافِعٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ عَلِيًّا حِينَ ازْدَحَمُوا عَلَيْهِ حَتَّى أَدْمَوْا رِجْلَهُ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ كَرِهْتُهُمْ ، وَكَرِهُونِي ، فَأَرِحْنِي مِنْهُمْ ، وَأَرِحْهُمْ مِنِّي.
38252- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنِ الأَجْلَحِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : اكْتَنَفَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ ، وَشَبِيبٌ الأَشْجَعِيُّ عَلِيًّا حِينَ خَرَجَ إِلَى الْفَجْرِ ، فَأَمَّا شَبِيبٌ فَضَرَبَهُ فَأَخْطَأَهُ ، وَثَبَتَ سَيْفُهُ فِي الْحَائِطِ ، ثُمَّ أُحْصِرَ نَحْوَ أَبْوَابِ كِنْدَةَ ، وَقَالَ النَّاسُ : عَلَيْكُمْ صَاحِبَ السَّيْفِ ، فَلَمَّا خَشِيَ أَنْ يُؤْخَذَ رَمَى بِالسَّيْفِ ، وَدَخَلَ فِي عُرْضِ النَّاسِ ، وَأَمَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى قَرْنِهِ ، ثُمَّ أُحْصِرَ نَحْوَ بَابِ الْفِيلِ ، فَأَدْرَكَهُ عَرَيْضٌ ، أَوْ عُوَيْضٌ الْحَضْرَمِيُّ فَأَخَذَهُ ، فَأَدْخَلَهُ عَلَى عَلِيٍّ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : إِنْ أَنَا مِتُّ فَاقْتُلُوهُ إِنْ شِئْتُمْ ، أَوْ دَعُوهُ ، وَإِنْ أَنَا نَجَوْتُ كَانَ الْقِصَاصُ.
38253- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُبَيْعٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ : لَتُخْضَبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذَا ، فَمَا يُنْتَظَرُ بِالأَشْقَى ، قَالَوا : فَأَخْبِرْنَا بِهِ نُبِيرُ عِتْرَتَهُ ، قَالَ : إِذًا تَاللهِ تَقْتُلُوا غَيْرَ قَاتِلِي ، قَالَوا : أَفَلاَ تَسْتَخْلِفْ ؟ قَالَ : لاَ ، وَلَكِنِّي أَتْرُكُكُمْ إِلَى مَا تَرَكَكُمْ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَوا : فَمَا تَقُولُ لِرَبِّكَ إِذَا لَقِيتَهُ ؟ قَالَ : أَقُولُ : اللَّهُمَّ تَرَكْتَنِي فِيهِمْ ، ثُمَّ قَبَضْتَنِي إِلَيْك وَأَنْتَ فِيهِمْ ، فَإِنْ شِئْتَ أَصْلَحْتَهُمْ ، وَإِنْ شِئْتَ أَفْسَدْتَهُمْ.
38254- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا ، يَقُولُ : يَا لِلدِّمَاءِ ، لَتُخْضَبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذَا ، يَعَنْي لِحْيَتَهُ مِنْ دَمِ رَأْسِهِ.
38255- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبِيْدَةَ ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ : مَا يُحْبَسُ أَشْقَاهَا أَنْ يَجِيءَ فَيَقْتُلُنِي ، اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ سَئِمْتُهُمْ وَسَئِمُونِي ، فَأَرِحْنِي مِنْهُمْ وَأَرِحْهُمْ مِنِّي.
47- مَا جَاءَ فِي لَيْلَةِ الْعَقَبَةِ.
38256- حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ : أَخْرِجُوا إِلَيَّ اثْنَيْ عَشَرَ مِنْكُمْ ، يَكُونُوا كُفَلاَءَ عَلَى قَوْمِهِمْ ، كَكَفَالَةِ الْحَوَارِيِّينَ لِعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ، فَكَانَ نَقِيبَ بَنِي النَّجَّارِ ، قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ : وَهُمْ أَخْوَالُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ أَبُو أُمَامَةَ ، وَكَانَ نَقِيبَيْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ ، وَسَعْدُ بْنُ رَبِيعٍ ، وَكَانَ نَقِيبَيْ بَنِي سَلِمَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ وَالْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ ، وَكَانَ نَقِيبَيْ بَنِي سَاعِدَةَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَالْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو ، وَكَانَ نَقِيبَ بَنِي زُرَيْقٍ رَافِعُ بْنُ مَالِكَ ، وَكَانَ نَقِيبَ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَهُمَ الْقَوَاقِلُ ، عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ ، وَكَانَ نَقِيبَيْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ ، وَأَبُو الْهَيْثَم بْنُ التِّيهَانِ ، وَكَانَ نَقِيبَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ : سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَة.
38257- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : وَعَدَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَصْلَ الْعَقَبَةِ يَوْمَ الأَضْحَى ، وَنَحْنُ سَبْعُونَ رَجُلاً ، قَالَ عُقْبَةُ : إِنِّي مِنْ أَصْغَرِهِمْ ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : أَوْجِزُوا فِي الْخُطْبَةِ ، فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ كُفَّارَ قُرَيْشٍ ، قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، سَلْنَا لِرَبِّكَ ، وَسَلْنَا لِنَفْسِكَ ، وَسَلْنَا لأَصْحَابِكَ ، وَأَخْبِرْنَا مَا الثَّوَابُ عَلَى اللهِ وَعَلَيْك.
فَقَالَ : أَسْأَلُكُمْ لِرَبِّي أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَأَسْأَلُكُمْ لِنَفْسِي أَنْ تُطِيعُونِي ، أَهْدِيَكُمْ سَبِيلَ الرَّشَاد ، وَأَسْأَلُكُمْ لِي وَلأَصْحَابِي أَنْ تُوَاسُونَا فِي ذَاتِ أَيْدِيكُمْ ، وَأَنْ تَمْنَعُونَا مِمَّا مَنَعْتُمْ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ ، فَإِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ فَلَكُمْ عَلَى اللهِ الْجَنَّةُ وَعَلَيَّ ، قَالَ : فَمَدَدْنَا أَيْدِيَنَا فَبَايَعَنْاهُ.
38258- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : انْطَلَقَ الْعَبَّاسُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الأَنْصَارِ ، فَقَالَ : تَكَلَّمُوا وَلاَ تُطِيلُوا الْخُطْبَةَ ، إِنَّ عَلَيْكُمْ عُيُونًا ، وَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ كُفَّارَ قُرَيْشٍ ، فَتَكَلَّمَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُكَنَّى : أَبَا أُمَامَةَ ، وَكَانَ خَطِيبَهُمْ يَوْمَئِذٍ ، وَهُوَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ ، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : سَلْنَا لِرَبِّكَ ، وَسَلْنَا لِنَفْسِكَ ، وَسَلْنَا لأَصْحَابِكَ ، وَمَا الثَّوَابُ عَلَى ذَلِكَ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : أَسْأَلُكُمْ لِرَبِّي أَنْ تَعْبُدُوهُ ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَلِنَفْسِي أَنْ تُؤْمِنُوا بِي وَتَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ ، وَلأَصْحَابِي الْمُوَاسَاةَ فِي ذَاتِ أَيْدِيكُمْ ، قَالَوا : فَمَا لَنَا إِذَا فَعَلْنَا ذَلِكَ ؟ قَالَ : لَكُمْ عَلَى اللهِ الْجَنَّةُ.
38259- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : كَانَ بَيْنَ حُذَيْفَةَ وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْهُمْ مِنْ أَهْلِ الْعَقَبَةِ بَعْضُ مَا يَكُونُ بَيْنَ النَّاسِ ، فَقَالَ : أُنْشِدُك بِاللهِ ، كَمْ كَانَ أَصْحَابُ الْعَقَبَةِ ؟ فَقَالَ الْقَوْمُ : فَأَخْبِرْهُ ، فَقَدْ سَأَلَك ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ : قَدْ كُنَّا نُخْبَرُ أَنَّهُمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ : وَإِنْ كُنْتُ فِيهِمْ ، فَقَدْ كَانُوا خَمْسَةَ عَشَرَ ، أَشْهَدُ بِاللهِ أَنَّ اثْنَيْ عَشَرَ مِنْهُمْ حَرْبٌ للهِ وَرَسُولِهِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ، وَعُذِرَ ثَلاَثَةٌ ، قَالَوا : مَا سَمِعَنَّا مُنَادِيَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَلاَ عَلِمْنَا مَا يُرِيدُ الْقَوْمُ.
38260- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى ، وَكَانَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، يَقُولُ : دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الأَحْزَابِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ ، سَرِيعَ الْحِسَابِ ، هَازِمَ الأَحْزَابِ ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ.
38261- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ : كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ , أَلْفًا وَأَرْبَعَمِئَةٍ , أَوْ أَلْفًا وَثَلاَثَمِئَةٍ , وَكَانَتْ أَسْلَمُ ثُمُْنَ الْمُهَاجِرِينَ.
38262- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنْ عَامِرٍ ، قَالَ : أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَبُو سِنَانٍ الأَسَدِيُّ وَهْبٌ ، أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : أُبَايِعُك ، قَالَ : عَلاَمَ تُبَايِعُنِي ؟ قَالَ : عَلَى مَا فِي نَفْسِكَ ، قَالَ : فَبَايَعَهُ ، قَالَ : وَأَتَاهُ رَجُلٌ آخَرُ ، فَقَالَ : أُبَايِعُك عَلَى مَا بَايَعَك عَلَيْهِ أَبُو سِنَانٍ ، فَبَايَعَهُ ، ثُمَّ بَايَعَهُ النَّاسُ.
38263- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ عَامِرٍ ، قَالَ : السَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مَنْ أَدْرَكَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ.
المجلد الخامس عشر.
بسم الله الرحمن الرحيم.
وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليمًا كثيرًا.
40- كِتَابُ الْفِتَنِ
1- مَنْ كَرِهَ الْخُرُوجَ فِي الْفِتْنَةِ وَتَعَوَّذَ مِنْهَا.
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : حدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ :
38264- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ ، قَالَ : انْتَهَيْت إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَالنَّاسُ عَلَيْهِ مُجْتَمِعُونَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ إذْ نَزَلْنَا مَنْزِلاً ، فَمِنَّا مَنْ يَضْرِبُ خِبَاءَهُ ، وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ إذْ نَادَى مُنَادِيهِ : الصَّلاَةَ جَامِعَةً ، فَاجْتَمَعْنَا ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَخَطَبَنَا ، فَقَالَ : إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلاَّ كَانَ حَقَّ اللهِ عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُمْ ، وَيُنْذِرَهُمْ مَا يَعْلَمُهُ شَرًّا لَهُمْ ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَتْ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا ، وَإِنَّ آخِرَهَا سَيُصِيبُهُمْ بَلاَءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا فَمِنْ ثَمَّ تَجِيءُ الْفِتْنَةُ ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ : هَذِهِ مُهْلِكَتِي ، ثُمَّ تَنْكَشِفُ ، ثُمَّ تَجِيءُ الْفِتْنَةُ ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ : هَذِهِ ، ثُمَّ تَنْكَشِفُ ، فَمَنْ سَرَّهُ
مِنْكُمْ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ , فَلتُدْرِكْهُ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ، وَلْيَأْتِ النَّاسَ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يَأْتُوا إلَيْهِ ، وَمَنْ بَايَعَ إمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ ، فَإِنْ جَاءَ أَحَدٌ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا ، عُنُقَ الآخَرَ ، قَالَ : فَأَدْخَلْت رَأْسِي مِنْ بَيْنِ النَّاسِ ، فَقُلْتُ : أُنْشِدُك بِاللهِ ، أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ : فَأَشَارَ بِيَدَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ ، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي ، قَالَ : قُلْتُ : هَذَا ابْنُ عَمِّكَ ، يَأْمُرُنَا أَنْ نَأْكُلَ أَمْوَالَنَا بَيْنَنَا بِالْبَاطِلِ ، وَأَنْ نَقْتُلَ أَنْفُسَنَا ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ : {لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ ، قَالَ : فَجَمَعَ يَدَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَلَى جَبْهَتِهِ ، ثُمَّ نَكسَ هُنَيْهَةً ، ثُمَّ قَالَ أَطِعْهُ فِي طَاعَةِ اللهِ ، وَاعْصِهِ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ.
38265- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ إِلاَّ أَنَّ وَكِيعًا ، قَالَ : وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلاَءٌ وَفِتَنٌ يُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، وَقَالَ : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتُدْرِكْهُ مَنِيَّتُهُ ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ.
38266- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عُثْمَانَ الشَّحَّامِ ، قَالَ : حدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي بَكرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ ، الْمُضْطَجِعُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْجَالِسِ ، وَالْجَالِسُ خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا تَأْمُرُنِي ، قَالَ : مَنْ كَانَتْ لَهُ إبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ فَلْيَعْمَدْ إِلَى سَيْفِهِ فَلْيَضْرِبْ بِحَدِّهِ عَلَى صَخْرَةٍ ، ثُمَّ لِيَنْجُ إِنِ اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ.
38267- حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى وَعَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ سَعْدٍ رَفَعَهُ عَبِيدَةُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ عَبْدُ الأَعْلَى ، قَالَ : تَكُونُ فِتْنَةٌ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي ، وَالسَّاعِي خَيْرٌ مِنَ الْمُوضِعِ.
38268- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ نَجِيحٍ ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ ، عَنْ صَخْرِ بْنِ بَدْرٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُبَيْعٍ ، أَوْ سُبَيْعِ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ الْكُوفَةَ فَجَلَبْت مِنْهَا دَوَابَّ , فَإِنِّي لَفِي مَسْجِدِهَا , إذْ جَاءَ رَجُلٌ قَدَ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ ، قَالَ : فَجَلَسْت إلَيْهِ ، فَقَالَ : كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَيْرِ ، وَكُنْت أَسْأَلُهُ ، عَنِ الشَّرِّ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَرَأَيْت هَذَا الْخَيْرَ الَّذِي كُنَّا فِيهِ هَلْ كَانَ قَبْلَهُ شَرٌّ ؟ وَهَلْ كَائِنٌ بَعْدَهُ شَرٌّ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : فَمَا الْعِصْمَةُ مِنْهُ ؟ قَالَ : السَّيْفُ ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَهَلْ بَعْدَ السَّيْفِ مِنْ بَقِيَّةٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، هُدْنَةٌ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَمَا بَعْدَ الْهُدْنَةِ ؟ قَالَ : دُعَاةُ الضَّلاَلَةِ ، فَإِنْ رَأَيْت خَلِيفَةً فَالْزَمْهُ وَإِنْ نَهَكَ ظَهْرَك ضَرْبًا وَأَخَذَ مَالَك ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ خَلِيفَةٌ فَالْهَرَبُ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى شَجَرَةٍ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَمَا بَعْدَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : خُرُوجُ الدَّجَّالِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَمَا يَجِيءُ بِهِ الدَّجَّالُ ؟ قَالَ : يَجِيءُ بِنَارٍ وَنَهْرٍ ، فَمَنْ وَقَعَ فِي نَارِهِ وَجَبَ أَجْرُهُ ، وَحُطَّ وِزْرُهُ ، وَمَنْ وَقَعَ فِي نَهْرِهِ حبط أَجْرُهُ ، وَوَجَبَ وِزْرُهُ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَمَا بَعْدَ الدَّجَّالِ ؟ قَالَ : لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْتَجَ فَرَسَهُ مَا رَكِبَ مُهْرَهَا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.
38269- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : قَالَ حُمَيْدٌ : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ اللَّيْثِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا اليشكري ، قَالَ : سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُهُ النَّاسُ عَنِ الْخَيْرِ , وَكُنْت أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِ ، وَعَرَفْتُ أَنَّ الْخَيْرَ لَنْ يَسْبِقَنِي ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ : يَا حُذَيْفَةُ ، تَعَلَّمْ كِتَابَ اللهِ وَاتَّبِعْ مَا فِيهِ ، ثَلاَثًا ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرُّ ؟ قَالَ : فِتْنَةٌ وَشَرٌّ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَلْ بَعْدَ هَذَا الشَّرِّ خَيْرٌ ؟ قَالَ : يَا حُذَيْفَةُ ، تَعَلَّمْ كِتَابَ اللهِ وَاتَّبِعْ مَا فِيهِ ثَلاَثَ مِرَارٍ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرُّ ؟ قَالَ : فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ صَمَّاءُ عَلَيْهَا دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ النَّارِ ، فَأَنْ تَمُوتَ يَا حُذَيْفَةُ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جَِذْلٍ , خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَتْبَعَ أَحَدًا مِنْهُمْ.
38270- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ خَبَّابٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذْ ذَكَرَ الْفِتْنَةَ ، أَوْ ذُكِرَتْ عِنْدَهُ ، قَالَ : فَقَالَ : إِذَا رَأَيْت النَّاسَ مَرَجَتْ عُهُودُهُمْ وَخَفَّتْ أَمَانَاتُهُمْ ، وَكَانُوا هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ، قَالَ : فَقُمْت إلَيْهِ ، فَقُلْتُ : كَيْفَ أَفْعَلُ عِنْدَ ذَلِكَ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَك ، قَالَ : فَقَالَ لِي : الْزَمْ بَيْتَكَ , وَأَمْسِكْ عَلَيْك لِسَانَك , وَخُذْ بِمَا تَعْرِفُ , وَذَرْ مَا تُنْكِرُ ، وَعَلَيْك بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ ، وَذَرْ عَنْك أَمْرَ الْعَامَّةِ.
38271- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ ، وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ.
38272- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ حُجَيْرِ بْنِ الرَّبِيعِ ، قَالَ : قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ : ائْتِ قَوْمَك فَانْهَهُمْ أَنْ يَخِفُّوا فِي هَذَا الأَمْرِ ، فَقُلْتُ : إنِّي فِيهِمْ لَمَغْمُورٌ ، وَمَا أَنَا فِيهِمْ بِالْمُطَاعِ ، قَالَ : فَأَبْلِغْهُمْ عَنِّي لأَنْ أَكُونَ عَبْدًا حَبَشِيًّا فِي أَعْنُزٍ حَضَنِيَّاتٍ أَرْعَاهَا فِي رَأْسِ جَبَلٍ حَتَّى يُدْرِكَنِي الْمَوْتُ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أَرْمِيَ فِي أَحَدٍ مِنَ الصَّفَّيْنِ بِسَهْمٍ أَخْطَأْتُ ، أَوْ أَصَبْتُ.
38273- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : إِنَّ لِلْفِتْنَةِ وَقَفَاتٍ وَبَعَثَاتٍ ، فَإِنَ اسْتَطَعْت أَنْ تَمُوتَ فِي وَقَفَاتِهَا فَافْعَلْ.
38274- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، عَنْ زِيَاد بن سِمِيْنْ كُوشْ الْيَمَانِيَّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : تَكُونُ فِتْنَةٌ ، أَوْ فِتَنٌ تَسْتَنْظِفُ الْعَرَبَ ، قَتْلاَهَا فِي النَّارِ ، اللِّسَانُ فِيهَا أَشَدُّ مِنْ وَقْعِ السَّيْفِ.
38275- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّدُوسِيِّ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : خَطَبَنَا ، فَقَالَ : أَلاَ وَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، وَيُصْبِحُ كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ الرَّاكِبِ ، قَالُوا : فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ قَالَ : كُونُوا أَحْلاَسَ الْبُيُوتِ.
38276- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بَيْنَ يَدَيَ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا ، وَيَبِيعُ أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضِ الدُّنْيَا.
38277- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حدَّثَنَا هَمَّامٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ ، عَنِ هُذَيْلٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : اكْسِرُوا قِسِيَّكُمْ ، يَعْنِي فِي الْفِتْنَةِ ، وَقَطِّعُوا الأَوْتَارَ وَالْزَمُوا أَجْوَافَ الْبُيُوتِ ، وَكُونُوا فِيهَا كَالْخَيِّرِ مِنَ ابْنَيْ آدَمَ.
38278- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يَا أَبَا ذَرٍّ ، أَرَأَيْت إنِ اقْتَتَلَ النَّاسُ حَتَّى تَغْرَقَ حِجَارَةُ الزَّيْتِ مِنَ الدِّمَاءِ كَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ ؟ قَالَ : قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : تَدْخُلُ بَيْتَكَ ، قَالَ : قُلْتُ : أَفَأَحْمِلُ السِّلاَحَ ؟ قَالَ : إذًا تشارك ، قَالَ : قُلْتُ : فَمَا أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : إِنْ خِفْت أَنْ يَغْلِبَ شُعَاعُ الشَّمْسِ فَأَلْقِ مِنْ رِدَائِكَ عَلَى وَجْهِكَ يَبُوءُ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِهِ.
38279- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ , وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ , وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا الْهَرْجُ ؟ قَالَ : الْقَتْلُ.
38280- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : أَتَتْكُمَ الْفِتَنُ مِثْلَ قِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، يَهْلِكُ فِيهَا كُلُّ شُجَاعٍ بَطَلٍ , وَكُلُّ رَاكِبٍ موْضِعٍ , وَكُلُّ خَطِيبٍ مِصْقَعٍ.
38281- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَلْ لِلإِسْلاَمِ مُنْتَهًى ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ ، أَوِ الْعَجَمِ أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمَ الإِسْلاَمَ ، قَالَ : ثُمَّ مَهْ ؟ قَالَ : ثُمَّ الْفِتَنُ تَقَعُ كَالظُّلَلِ تَعُودُونَ فِيهَا أَسَاوِدَ صُبًّا ، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ، وَالأَسْوَدُ : الْحَيَّةُ تَرْتَفِعُ ، ثُمَّ تَنْصَبُّ.
38282- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ أُسَامَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَشْرَفَ عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ ، ثُمَّ قَالَ : هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى إنِّي لأَرَى مَوَاقِعَ الْفِتَنِ خِلاَلَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ.
38283- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ سَيَّارِ بْنِ سَلاَمَةَ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ زَمَنُ أُخْرِجَ ابْنُ زِيَادٍ وَثَبَ مَرْوَانُ بِالشَّامِ حِينَ وَثَبَ ، وَوَثَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ ، وَوَثَبَت الْقُرَّاءُ بِالْبَصْرَةِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو الْمِنْهَالِ : غُمَّ أَبِي غَمًّا شَدِيدًا ، قَالَ : وَكَانَ يُثْنِي عَلَى أَبِيهِ خَيْرًا ، قَالَ : قَالَ لِي أَبِي : أَيْ بُنَي ، انْطَلِقْ بِنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ مِنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ فِي يَوْمٍ حَارٍّ شَدِيدِ الْحَرِّ ، وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ عُلْوٍ مِنْ قَصَبٍ ، فَأَنْشَأَ أَبِي يَسْتَطْعِمُهُ الْحَدِيثَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا بَرْزَةَ ، أَلاَ تَرَى ؟ أَلاَ تَرَى ؟ فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ ، قَالَ : أَمَا إنِّي أَصْبَحْت سَاخِطًا عَلَى أَحْيَاءِ قُرَيْشٍ ، إنَّكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ كُنْتُمْ عَلَى الْحَالِ الَّتِي قَدْ عَلِمْتُمْ مِنْ قِلَّتِكُمْ وَجَاهِلِيَّتِكُمْ ، وَإِنَّ اللَّهَ نَعَشَكُمْ بِالإِسْلاَمِ وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَلَغَ بِكُمْ مَا تَرَوْنَ ، وَإِنَّ هَذِهِ الدُّنْيَا هِيَ الَّتِي قَدْ أَفْسَدَتْ بَيْنَكُمْ ، إِنَّ ذَاكَ الَّذِي بِالشَّامِ ، يَعْنِي مَرْوَانَ وَاللهِ إِنْ يُقَاتِلُ إِلاَّ عَلَى الدُّنْيَا ، وَإِنَّ ذَاكَ الَّذِي بِمَكَّةَ يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ , وَاللهِ إِنْ يُقَاتِلَ إِلاَّ عَلَى الدُّنْيَا ، وَإِنَّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ حَوْلَكُمْ تَدْعُونَهُمْ قُرَّاءَكُمْ وَاللهِ إِنْ يُقَاتِلُونَ إِلاَّ عَلَى الدُّنْيَا ، قَالَ : فَلَمَّا لَمْ يَدَعْ أَحَدًا ، قَالَ لَهُ أَبِي : أَبَا بَرْزَةَ ، مَا تَرَى ؟ قَالَ : لاَ أَرَى الْيَوْمَ خَيْرًا مِنْ عِصَابَةٍ مُلَبَّدَةٍ ، خِمَاصٌ بُطُونِهِمْ مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ ، خِفَافُ ظُهُورِهِمْ مِنْ دِمَائِهِمْ.
38284- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، وَابْنُ نُمَيْرٍ وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ ، فَقَالَ : أَيُّكُمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْفِتْنَةِ كَمَا قَالَ ؟ فَقُلْتُ : أَنَا ، قَالَ : فَقَالَ : إنَّك لَجَرِيءٌ ، وَكَيْفَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَنَفْسِهِ وَجَارِهِ يُكَفِّرُهَا الصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ ، عَنِ الْمُنْكَرِ ، فَقَالَ عُمَرُ : لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ ، إنَّمَا أُرِيدُ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ ، قَالَ : قُلْتُ : مَالَك وَلَهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا ، قَالَ : فَيُكْسَرُ الْبَابُ ، أَمْ يُفْتَحُ ، قَالَ : قُلْتُ : لاَ ، بَلْ يُكْسَرُ ، قَالَ : ذَاكَ أَحْرَى أَنْ لاَ يُغْلَقَ أَبَدًا ، قَالَ : قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ : هَلْ كَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ مَنِ الْبَابُ ، قَالَ : نَعَمْ ، كَمَا أَعْلَمُ ، أَنَّ غَدًا دُونَ اللَّيْلَةِ ، إنِّي حَدَّثْته حَدِيثًا لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ ، قَالَ : فَهِبْنَا حُذَيْفَةَ أَنْ نَسْأَلَهُ مَنِ الْبَابُ ، فَقُلْنَا لِمَسْرُوقٍ : سَلْهُ ، فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ : عُمَرُ.
38285- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : لَفِتْنَةُ السَّوْطِ أَشَدُّ مِنْ فِتْنَةِ السَّيْفِ ، قَالُوا : وَكَيْفَ ذَاكَ ، قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيُضْرَبُ بِالسَّوْطِ حَتَّى يَرْكَبَ الْخَشَبَةَ.
38286- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ يَِسَافٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ فِتْنَةً فَعَظَّمَ أَمْرَهَا ، قَالَ : فَقُلْنَا ، أَوْ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، لَئِنْ أَدْرَكْنَا هَذَا لَنَهْلِكَنَّ ، قَالَ : كَلاَّ ، إِنَّ بِحَسْبِكُمُ الْقَتْلُ.
قَالَ سَعِيدٌ : فَرَأَيْتُ إخْوَانِي قُتِلُوا.
38287- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : تَكُونُ ثَلاَثُ فِتَنٍ ، الرَّابِعَةُ تَسُوقُهُمْ إِلَى الدَّجَّالِ ، الَّتِي تَرْمِي بِالنَّشَفِ وَالَّتِي تَرْمِي بِالرَّضْفِ ، وَالْمُظْلِمَةُ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ.
38288- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : قَالَ حُمَيْدٌ : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْيَشْكُرِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ صَمَّاءُ عَلَيْهَا دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ النَّارِ ، فَأَنْ تَمُتْ يَا حُذَيْفَةُ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلٍ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتْبَعَ أَحَدًا مِنْهُمْ.
38289- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِحُذَيْفَةَ : كَيْفَ أَصْنَعُ إِذَا اقْتَتَلَ الْمُصَلُّونَ ؟ قَالَ : تَدْخُلْ بَيْتَكَ ، قَالَ : قُلْتُ : كَيْفَ أَصْنَعُ إِنْ دُخِلَ بَيْتِي ؟ قَالَ : قُلْ : إِنِّي لَنْ أَقْتُلَك {إنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}.
38290- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : وُكِّلَتِ الْفِتْنَةُ بِثَلاَثَةٍ : بِالْجَادِّ النِّحْرِيرِ الَّذِي لاَ يُرِيدُ أَنْ يَرْتَفِعَ لَهُ شيء إِلاَّ قَمَعَهُ بِالسَّيْفِ , وَبِالْخَطِيبِ الَّذِي يَدْعُو إلَيْهِ الأُمُورَ ، وَبِالشَّرِيفِ الْمَذْكُورِ ، فَأَمَّا الْجَادُّ النِّحْرِيرُ فَتَصْرَعُهُ ، وَأَمَّا هَذَانِ فَتَبْحَثُهُمَا قَتَبْلُو مَا عِنْدَهُمَا.
38291- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامُ ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ هَوْذَةَ ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا بَرَكَتْ تَجُرُّ خِطَامَهَا فَأَتَتْكُمْ مِنْ هَاهُنَا وَمِنْ هَاهُنَا ، قَالُوا : لاَ نَدْرِي وَاللهِ ، قَالَ : لَكِنِّي وَاللهِ أَدْرِي ، أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَالْعَبْدِ وَسَيِّدِهِ إِنْ سَبَّهُ السَّيِّدُ لَمْ يَسْتَطِعَ الْعَبْدُ أَنْ يَسُبَّهُ ، وَإِنْ ضَرَبَهُ لَمْ يَسْتَطِعَ الْعَبْدُ أَنْ يَضْرِبَهُ.
38292- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامُ ، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ هَوْذَةَ ، عَنْ خَرَشَةَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا انْفَرَجْتُمْ ، عَنْ دِينِكُمْ كَمَا تَنْفَرِجُ الْمَرْأَةُ ، عَنْ قُبُلِهَا لاَ تَمْنَعُ مَنْ يَأْتِيهَا ، قَالُوا : لاَ نَدْرِي ، قَالَ : لَكِنِّي وَاللهِ أَدْرِي ، أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ بَيْنَ عَاجِزٍ وَفَاجِرٍ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : قَبُحَ الْعَاجِزُ عَنْ ذَاكَ ، قَالَ : فَضَرَبَ ظَهْرَهُ حُذَيْفَةُ مِرَارًا ، ثُمَّ قَالَ : قُبِّحْت أَنْتَ ، قُبِّحْت أَنْتَ.
38293- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ هَوْذَةَ ، عَنْ خَرَشَةَ ، أَنَّ حُذَيْفَةَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ يُقْرِئُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، فَقَالَ : إِنْ تَكُونُوا علَى الطَّرِيقَةِ ، لَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بَعِيدًا ، وَإِنْ تَدَعُوهُ فَقَدْ ضَلَلْتُمْ ، قَالَ : ثُمَّ جَلَسَ إِلَى حَلْقَةٍ ، فَقَالَ : إنَّا كُنَّا قَوْمًا آمَنَّا قَبْلَ أَنْ نَقْرَأَ وَإِنَّ قَوْمًا سَيَقْرَؤُونَ قَبْلَ أَنْ يُؤْمِنُوا ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : تِلْكَ الْفِتْنَةُ ، قَالَ : أَجَلْ ، قَدْ أَتَتْكُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ حَيْثُ تَسُوءُ وُجُوهَكُمْ ، ثُمَّ لِتَأْتِيَكُمْ دِيَمًا دِيَمًا ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ فَيَأْتَمِرُ الأَمْرَيْنِ : أَحَدُهُمَا عَجْزٌ وَالآخَرُ فُجُورٌ ، قَالَ خَرَشَةُ : فَمَا بَرِحْت إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى رَأَيْت الرَّجُلَ يَخْرُجُ بِسَيْفِهِ يَسْتَعْرِضُ النَّاسَ.
38294- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : قِيلَ لِحُذَيْفَةَ : مَا وَقَفَاتُ الْفِتْنَةِ ، وَمَا بَعَثَاتُهَا ، قَالَ : بَعَثَاتُهَا سَلُّ السَّيْفِ ، وَوَقَفَاتُهَا إغْمَادُهُ.
38295- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ ، أَنَّ حُذَيْفَةَ ، قَالَ لَهُ : كَيْفَ أَنْتَ وَفِتْنَةٌ خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا غَنِيٌّ خَفِيٌّ ؟ قَالَ : قُلْتُ : وَكَيْفَ ؟ وَإِنَّمَا هُوَ عَطَاءٌ أَحَدُنَا يَطْرَحُ بِهِ كُلَّ مُطَّرَحٍ ، وَيَرْمِي بِهِ كُلَّ مَرْمًى ، قَالَ : كُنْ إذًا كَابْنِ الْمَخَاضِ لاَ رَكُوبَةَ فَتُرْكَبُ وَلاَ حَلُوبَةَ فَتُحْلَبُ.
38296- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الرُّوَّاعِ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : تَكُونُ فِتْنَةٌ تُقْبِلُ مُشَبَّهَةً وَتُدْبِرُ منتنة ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ فَالْبُدو لبود الرَّاعِي عَلَى عَصَاهُ خَلْفَ غَنَمِهِ ، لاَ يَذْهَبُ بِكُمَ السَّيْلُ.
38297- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ حَبِيبٍ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ ، قَالَ : قِيلَ لِحُذَيْفَةَ : أَكَفَرَتْ بَنُو إسْرَائِيلَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ، قَالَ : لاَ ، وَلَكِنْ كَانَتْ تُعْرَضُ عَلَيْهِمَ الْفِتْنَةُ فَيَأْبَوْنَهَا فَيُكْرَهُونَ عَلَيْهَا ، ثُمَّ تُعْرَضُ عَلَيْهِمْ فَيَأْبَوْنَهَا حَتَّى ضُرِبُوا عَلَيْهَا بِالسِّيَاطِ وَالسُّيُوفِ حَتَّى خَاضُوا إِخَاضَة الْمَاءَ حَتَّى لَمْ يَعْرِفُوا مَعْرُوفًا وَلَمْ يُنْكِرُوا مُنْكَرًا.
38298- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلاً فِي جِنَازَةِ حُذَيْفَةَ يَقُولُ : سَمِعْت صَاحِبَ هَذَا السَّرِيرِ يَقُولُ : مَا بِي بَأْسٌ مُذْ سَمِعْت مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم : وَلَئِنَ اقْتَتَلْتُمْ لأدْخُلَنَّ بَيْتِي ، فَلَئِنْ دُخِلَ عَلَيَّ لأَقُولَنَّ : هَا بُؤْ بِإِثْمِي وَإِثْمِك.
38299- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعْدٍ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فقد فَارَقَ الإِسْلاَمَ.
38300- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَن هَمَّامٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يَنْجُو فِيهِ إِلاَّ الَّذِي يَدْعُو بِدُعَاءٍ كَدُعَاءِ الْغَرِيقِ.
38301- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عُمَارَةَ ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يَنْجُو فِيهِ إِلاَّ مَنْ دَعَا بِدُعَاءٍ كَدُعَاءِ الْغَرِيقِ.
38302- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عُمَارَةَ ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : وَاللهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصْبِحُ بَصِيرًا ، ثُمَّ يُمْسِي ، وَمَا يَنْظُرُ بِشُفْرٍ.
38303- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ زيد ، قَالَ : قَرَأَ حُذَيْفَةُ هَذِهِ الآيَةَ {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} ، قَالَ : مَا قُوتِلَ أَهْلُ هَذِهِ الآيَةِ بَعْدُ.
38304- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ : أَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَيْفًا ، فَقَالَ : قَاتِلْ بِهِ الْمُشْرِكِينَ مَا قُوتِلُوا ، فَإِذَا رَأَيْت النَّاسَ يَضْرِبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا فَاعْمِدْ بِهِ إِلَى صَخْرَةٍ فَاضْرِبْهُ بِهَا حَتَّى يَنْكَسِرَ ، ثُمَّ اُقْعُدْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَك يَدٌ خَاطِئَةٌ ، أَوْ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ.
38305- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِي ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : إيَّاكُمْ وَقِتَالَ عِمِّيَّةٍ وَمِيتَةَ جَاهِلِيَّةٍ ، قَالَ : قُلْتُ : مَا قِتَالُ عِمِّيَّةٍ ، قَالَ : إِذَا قِيلَ : يَا لَفُلاَنُ ، يَا بَنِي فَُلاَنٍ ، قَالَ : قُلْتُ : مَا مِيتَةُ جَاهِلِيَّةٍ ، قَالَ : أَنْ تَمُوتَ وَلاَ إمَامَ عَلَيْك.
38306- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : مَنْ قُتِلَ فِي قِتَالِ عِمِّيَّةٍ فَمِيتَتُهُ مِيتَةُ جَاهِلِيَّةٍ.
38307- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ : لَمَّا تَشَعَّبَ النَّاسُ فِي الطَّعْنِ عَلَى عُثْمَانَ قَامَ أَبِي فَصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ، ثُمَّ نَامَ ، قَالَ : فَقِيلَ لَهُ : قُمْ فَاسْأَلِ اللَّهَ أَنْ يُعِيذَك مِنَ الْفِتْنَةِ الَّتِي أَعَاذَ مِنْهَا عِبَادَهُ الصَّالِحِينَ ، قَالَ : فَقَامَ فَمَرِضَ فَمَا رُئِيَ خَارِجًا حَتَّى مَاتَ.
38308- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْد ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : يَنْقُصُ الإِسْلاَم حَتَّى لاَ يُقَالُ : اللَّهُ اللَّهُ ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينَ بِذَنَبِهِ ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ بُعِثَ قَوْمٌ يَجْتَمِعُونَ كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَرِيفِ ، وَاللهِ إنِّي لأعْرِفُ اسْمَ أَمِيرِهِمْ وَمُنَاخَ رِكَابِهِمْ.
38309- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلاَم مِنْ عُنُقِهِ.
38310- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مَرْثَدٍ ، قَالَ : حدَّثَنِي عَمِّي أَبُو صادق ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : الأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَمَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَقَدْ نَزَعَ رِبْقَةَ الإِسْلاَم مِنْ عُنُقِهِ.
38311- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ الفِتْنَةُ يَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ , وَيَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ , وَيَتَّخِذُهَا النَّاسُ سُنَّةً ، فَإِنْ غُيِّرَ مِنْهَا شَيْءٌ قِيلَ : غُيِّرَتِ السُّنَّةُ ، قَالُوا : مَتَى يَكُونُ ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ قَالَ : إِذَا كَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ ، وَكَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ , وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ ، وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ.
38312- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُنْذِرٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : وَضَعَ اللَّهُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ خَمْسَ فِتَنٍ : فِتْنَةً عَامَّةً ، ثُمَّ فِتْنَةً خَاصَّةً ، ثُمَّ فِتْنَةً عَامَّةً ، ثُمَّ فِتْنَةً خَاصَّةً ، ثُمَّ فِتْنَةً تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ ، يُصْبِحُ النَّاسُ فِيهَا كَالْبَهَائِمِ.
38313- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَحْمَرَ ، أَوِ ابْنَ أَحْمَرَ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ : مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً.
38314- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا سُئِلْتُمَ الْحَقَّ ، فَأَعْطَيْتُمُوهُ ، وَمُنِعْتُمْ حَقَّكُمْ ؟ قَالَ : إذًا نَصْبِرُ ، قَالَ : دَخَلْتُمُوهَا إذا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.
38315- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى حُذَيْفَةَ وَإِلَى أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ وَهُمَا جَالِسَانِ فِي الْمَسْجِدِ وَقَدْ طَرَدَ أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ ، فَقَالَ : مَا يُجْلِسُكُمْ وَقَدْ خَرَجَ النَّاسُ ؟ فَوَاللهِ إنَّا لَعَلَى السُّنَّةِ ، فَقَالاَ : وَكَيْفَ تَكُونُونَ عَلَى السُّنَّةِ وَقَدْ طَرَدْتُمْ إمَامَكُمْ ، وَاللهِ لاَ تَكُونُونَ عَلَى السُّنَّةِ حَتَّى يُشْفِقَ الرَّاعِي وَتَنْصَحَ الرَّعِيَّةُ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : فَإِنْ لَمْ يُشْفِقِ الرَّاعِي وَتُنْصَحِ الرَّعِيَّةُ فَمَا تَأْمُرُنَا ، قَالَ : نَخْرُجُ وَنَدَعُكُمْ.
38316- حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ صُهَيْبٍ الْفَقِيرِ ، قَالَ : بَلَغَنِي ، أَنَّهُ مَا تَقَلَّدَ رَجُلٌ سَيْفًا فِي فِتْنَةٍ إِلاَّ لَمْ يَزَلْ مَسْخُوطًا عَلَيْهِ حَتَّى يَضَعَهُ.
38317- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ : أَيُّ يَوْمٍ أحرم ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَقَالُوا : يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ ، قَالَ : فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ , كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا , فِي شَهْرِكُمْ هَذَا , فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، أَلاَ لاَ يَجْنِي جَانٍ إِلاَّ عَلَى نَفْسِهِ ، لاَ يَجْنِي جَانٍ إِلاَّ عَلَى نَفْسِهِ , لاَ يَجْنِي وَالِدٌ عَلَى وَلَدِهِ , وَلاَ مَوْلُودٌ عَلَى وَالِدِهِ ، أَلاَ يَا أُمَّتَاهُ هَلْ بَلَّغْت ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ , ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
38318- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ أَبِي عَمْرٍو ، قَالَ : سَمِعْتُ الْعَدَّاءَ بْنَ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ ، قَالَ : حَجَجْت مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَجَّةَ الْوَدَاعِ ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا فِي الرِّكَابَيْنِ وَهُوَ يَقُولُ : تَدْرُونَ أَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ قَالَ : فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، هَلْ بَلَّغْت ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ.
38319- حَدَّثَنَا الثَّقَفِيُّ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ : أَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ قُلْنَا :
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ ، قَالَ : أَلَيْسَ ذَا الْحِجَّةِ ؟ قُلْنَا : بَلَى ، قَالَ : فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ قُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ ، قَالَ : أَلَيْسَ الْبَلَدَ الْحَرَامَ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ ، قَالَ : أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ ؟ قُلْنَا : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ ، قَالَ مُحَمَّدٌ : وَأَحْسَبُهُ ، قَالَ : وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ , كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا , فِي بَلَدِكُمْ هَذَا , فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ.
38320- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةٍ : أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً ؟ قَالَ : فَقُلْنَا : يَوْمَنَا هَذَا ، قَالَ : فَأَيُّ بَلَدٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً ، قَالَ : قُلْنَا : بَلَدُنَا هَذَا ، قَالَ : فَأَيُّ شَهْرٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً قلْنَا : شَهْرُنَا هَذَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا.
38321- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ مُرَّةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : قامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ مُخَضْرَمَةٍ ، فَقَالَ : أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمِكُمْ هَذَا أَتَدْرُونَ أَيُّ شَهْرِكُمْ هَذَا أَتَدْرُونَ أَيُّ بَلَدِكُمْ هَذَا ، قَالَ : فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا.
38322- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدٍ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَرَعَةِ قِيلَ لِحُذَيْفَةَ : أَلاَ تَخْرُجُ مَعَ النَّاسِ ، قَالَ : مَا يُخْرِجُنِي مَعَهُمْ قَدْ عَلِمْت أَنَّهُمْ لَمْ يُهْرِيقُوا بَيْنَهُمْ مِحْجَمًا مِنْ دَمٍ حَتَّى يَرْجِعُوا ، وَلَقَدْ ذُكِرَ فِي حَدِيثِ الْجَرَعَةِ حَدِيثُ كَثِيرٌ : مَا أُحِبّ ، أَنَّ لِي بِهِ مَا فِي بَيْتِكُمْ ، إِنَّ الْفِتْنَةَ تَسْتَشْرِفُ مَن اسْتَشْرَفَ لَهَا.
38323- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَدِيٍّ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : وَدِدْت أَنَّ عِنْدِي مِئَةَ رَجُلٍ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذَهَبٍ فَأَصْعَدُ عَلَى صَخْرَةٍ فَأُحَدِّثُهُمْ حَدِيثًا لاَ تَضُرُّهُمْ فِتْنَةٌ بَعْدَهُ أَبَدًا ، ثُمَّ أَذْهَبُ قَلِيلاً قَلِيلاً فَلاَ أَرَاهُمْ وَلاَ يَرَوْنَنِي.
38324- حدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنِ الْمِنْهَالِ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : لَوْ حَدَّثْتُكُمْ مَا أَعْلَمُ لافْتَرَقْتُمْ عَلَى ثَلاَثِ فِرَقٍ : فِرْقَةٍ تُقَاتِلُنِي ، وَفِرْقَةٍ لاَ تَنْصُرُنِي ، وَفِرْقَةٍ تُكَذِّبُنِي.
38325- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، قَالَ : حدَّثَنِي ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَةَ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : مَا مِنْ رَجُلٍ إِلاَّ بِهِ أُمَّةٌ يُنَجِّسُهَا الظَّفَرُ إِلاَّ رَجُلَيْنِ : أَحَدُهُمَا قَدْ بَرَزَ وَالآخَرُ فِيهِ مُنَازَعَةٌ ، فَأَمَّا الَّذِي بَرَزَ فَعُمَرُ ، وَأَمَّا الَّذِي فِيهِ مُنَازَعَةٌ فَعَلِيٌّ.
38326- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنِ الْحَارِثِ الأَزْدِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، قَالَ : رَحِمَ اللَّهُ امْرَءًا كَفَّ يَدَهُ وَأَمْسَكَ لِسَانَهُ وَأَغْنَى نَفْسَهُ وَجَلَسَ فِي بَيْتِهِ ، لَهُ مَا احْتَسَبَ وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَعَ مَنْ أَحَبَّ ، أَلاَ إِنَّ الأَعْمَالَ أَسْرَعُ إلَيْهِمْ مِنْ سُيُوفِ الْمُؤْمِنِينَ ، أَلاَ إِنَّ لِلْحَقِّ دَوْلَةً يَأْتِي بِهَا اللَّهُ إِذَا شَاءَ.
38327- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَوَكِيعٌ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، وَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمَ الأُمَمَ فَلاَ تَقْتَتِلُنَّ بَعْدِي.
38328- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، وَأَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ الأَحْمَسِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ.
38329- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يُحَدِّثُ ، عَنْ عبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ : وَيْحَكُمْ ، أَوَ قَالَ : وَيْلَكُمْ ، لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.
38330- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ ، قَالَ : بَلَغَنَا ، أَنَّ جَرِيرًا ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : اسْتَنْصِتِ النَّاسَ ، ثُمَّ قَالَ عِنْدَ ذَلِكَ : لاَ أعَرِّفَنَّكُمْ بَعْدُ مَا أَرَى ، تَرْجِعُونَ بَعْدِي كُفَّارًا ، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.
38331- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ يُحَدِّثُ ، عن جرير أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ : اسْتَنْصِتِ النَّاسَ ، وَقَالَ : لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.
38332- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ وَلأُنَازَعَنَّ أَقْوَامًا ، ثُمَّ لأُغْلَبَنَّ عَلَيْهِمْ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِ ، أَصْحَابِي ، فَيُقَالُ : إنَّك لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَك.
38333- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : الْكَوْثَرُ نَهْرٌ وَعَدَنِي رَبِّي ، عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ ، هُوَ حَوْضِي تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ ، فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ : رَبِّ ، إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي ، فَيَقُولُ : لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثَ بَعْدَك.
38334- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ : إنِّي سَلَفٌ لَكُمْ عَلَى الْكَوْثَرِ ، فَبَيْنَمَا أَنَا عَلَيْهِ إذْ مُرَّ بِكُمْ أَرْسَالاً مُخَالَفًا بَكُمْ ، فَأُنَادِي : هَلُمَ ، فَيُنَادِي مُنَادٍ فَيَقُولُ : أَلاَ إنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَك ، فَأَقُولُ : أَلاَ سُحْقًا.
38335- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ مُرَّةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : قامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : أَلاَ إنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، أَنْظُرُكُمْ وَأُكَاثِرُ بِكُمَ الأُمَمَ , فَلاَ تُسَوِّدُوا وَجْهِي.
38336- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى : إِنَّ لِلنَّاسِ نُفْرَةً عَنْ سُلْطَانِهِمْ ، فَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكَنِي وَإِيَّاكُمْ ضَغَائِنَ مَحْمُولَةً , وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً , وَأَهْوَاءَ مُتَّبَعَةً ، وَإِنَّهُ سَتُدْعَى الْقَبَائِلُ , وَذَلِكَ نِخْوَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ فَالسَّيْفَ السَّيْفَ ، الْقَتْلَ الْقَتْلَ ، يَقُولُونَ : يَا أَهْلَ الإِسْلاَم ، يَا أَهْلَ الإِسْلاَم.
38337- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ كَهْمَسٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : مَن اتَّصَلَ بِالْقَبَائِلِ فَأَعْضُوهُ بِهَنِ أَبِيهِ وَلاَ تَكْنُوه.
38338- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ ضَمْرَةَ ، عَنْ أُبَيٍّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ.
38339- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عِمْرَانَ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : مَن اعْتَزَى بِالْقَبَائِلِ فَأَعِضُّوهُ ، أَوْ فَأَمِصُّوهُ.
38340- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرَيْزٍ ، قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أُمَرَاءِ الأَجْنَادِ : إِذَا تَدَاعَتِ الْقَبَائِلُ فَاضْرِبُوهُمْ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَصِيرُوا إِلَى دَعْوَةِ الإِسْلاَم.
38341- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ سَهْلٍ أَبِي الأَسَدِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ : مَنْ قَالَ يَا آلَ بَنِي فَُلاَنٍ ، فَإِنَّمَا يَدْعُو إِلَى جُثَا النَّارِ.
38342- حَدَّثَنَا حَفْصٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لاَ أَلْفِيَنَّكُمْ بِهِ ، تَرْجِعُونَ بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ، لاَ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ بِجَرِيرَةِ أَخِيهِ وَلاَ بِجَرِيرَةِ أَبِيهِ.
38343- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ خَيْثَمَة ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : إِنَّهَا سَتَكُونُ هَنَاتٌ , وَأُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ ، فَعَلَيْك بِالتُّؤَدَةِ , فَتَكُونُ تَابِعًا فِي الْخَيْرِ , خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَكُونَ رَأْسًا فِي الشَّرِّ.
38344- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، أَنَّ رَجُلاً ، قَالَ : يَا لَضَبَّة ، قَالَ : فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ ، قَالَ فَكَتَبَ إلَيْهِ عُمَرُ أَنْ عَاقِبْهُ ، أَوَ قَالَ : أَدِّبْهُ ، فَإِنَّ ضَبَّةَ لَمْ تَدْفَعْ عَنْهُمْ سُوءًا قَطُّ وَلَمْ يَجُرَّ إلَيْهِمْ خَيْرًا قَطُّ.
38345- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : حدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ ، قَالَ : تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ، وَمَا بَطَنَ ، قُلْنَا : نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ، وَمَا بَطَنَ.
38346- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : لَمَّا بَعَثَ عُثْمَانُ إلَيْهِ يَأْمُرُهُ بِالْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَةِ اجْتَمَعَ النَّاسُ إلَيْهِ ، فَقَالُوا لَهُ : أَقِمْ لاَ تَخْرُجْ ، فَنَحْنُ نَمْنَعُك ، لاَ يَصِلُ إلَيْك مِنْهُ شَيْءٌ تَكْرَهُهُ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : إِنَّهَا سَتَكُونُ أُمُورٌ وَفِتَنٌ ، لاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَنَا أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهَا وَلَهُ عَلَيَّ طَاعَةٌ ، قَالَ : فَرَدَّ النَّاسَ وَخَرَجَ إلَيْهِ.
38347- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ يُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : شَيَّعْنَا ابْنَ مَسْعُودٍ حِينَ خَرَجَ ، فَنَزَلَ فِي طَرِيقِ الْقَادِسِيَّةِ فَدَخَلَ بُسْتَانًا ، فَقَضَى الْحَاجَةَ ، ثُمَّ تَوَضَّأَ ، وَمَسَحَ عَلَى جَوْرَبَيْهِ ، ثُمَّ خَرَجَ ، وَإِنَّ لِحْيَتَهُ لَيَقْطُرُ مِنْهَا الْمَاءُ ، فَقُلْنَا لَهُ : اعْهَدْ إلَيْنَا فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ وَقَعُوا فِي الْفِتَنِ وَلاَ نَدْرِي هَلْ نَلْقَاك أَمْ لاَ قَالَ : اتَّقُوا اللَّهَ وَاصْبِرُوا حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ ، أَوْ يُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ ، وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَجْمَعُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ عَلَى ضَلاَلَةٍ.
38348- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : إِنَّهَا سَتَكُونُ مُلُوكٌ ، ثُمَّ جَبَابِرَةٌ ، ثُمَّ الطَّوَاغِيتُ.
38349- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللهِ إِلَى أَهْلِ الْحُجُرَاتِ ، فَقَالَ : يَا أَهْلَ الْحُجُرَاتِ سُعِّرَتِ النَّارُ وَجَاءَتِ الْفِتَنُ كَأَنَّهَا قِطَعُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا.
38350- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ ابْنِ مُبَارَكٍ وَمُفَصَّلِ بْنِ يُونُسَ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي إدْرِيسَ عن حذيفة ، قَالَ : إِنَّهَا فِتَنٌ قَدْ أَظَلَّتْ كَجِبَاهِ الْبَقَرِ يَهْلِكُ فِيهَا أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ مَنْ كَانَ يَعْرِفُهَا قَبْلَ ذَلِكَ.
38351- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ ، قَالَ : قَالَ لَنَا حُذَيْفَةُ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا ضَيَّعَ اللَّهُ أَمْرَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ رَجُلٌ : مَا تَزَالُ تَأْتِينَا بِمُنْكَرَةٍ ، يُضَيِّعُ اللَّهُ أَمْرَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : أَرَأَيْتُمْ إِذَا وَلِيَهَا مَنْ لاَ يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ : أَفَتَرَوْنَ أَمْرَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ضَاعَ يَوْمَئِذٍ.
38352- حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالاَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ : يَا خَالِدُ ، إِنَّهَا سَتَكُونُ أَحْدَاثٌ وَاخْتِلاَفٌ ، وَقَالَ عَفَّانُ : وَفُرْقَةٌ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَإِنَ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ الْمَقْتُولَ لاَ الْقَاتِلَ ، قَالَ عَفَّانُ : فَافْعَلْ.
38353- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، أَوْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ ، فَقُلْتُ لَهُ : رَحِمَك اللَّهُ ، إنَّك مِنْ هَذَا الأَمْرِ بِمَكَانٍ ، فَلَوْ خَرَجْتَ إِلَى النَّاسِ فَأَمَرْتَ وَنَهَيْتَ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ وَفُرْقَةٌ وَاخْتِلاَفٌ ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَأْتِ بِسَيْفِكَ أُحُدًا فَاضْرِبْهُ حَتَّى تَقْطَعَهُ ، ثُمَّ اجْلِسْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَك يَدٌ خَاطِئَةٌ ، أَوْ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ ، فَقَدْ وَقَعَتْ وَفَعَلْتُ مَا قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
38354- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ الشَّامَ لاَ تَزَالُ مُوَائمَةً مَا لَمْ يَكُنْ بَدُوّهَا مِنَ الشَّامِ.
38355- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ مَاتَ وَلاَ طَاعَةَ عَلَيْهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ، وَمَنْ خَلَعَهَا بَعْدَ عَقْدِهِ إيَّاهَا فَلاَ حُجَّةَ لَهُ.
38356- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا الأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : قَالَ عَاصِمٌ الْبَجَلِيُّ : سَلُوا بِكَاليَّكُمْ ، يَعْنِي نَوْفًا ، عَنِ الآيَةِ فِي شَعْبَانَ , وَالْحُِدْثَانِ فِي رَمَضَانَ وَالتَّمْيِيزُ فِي شَوَّالَ ، وَالْحَسُّ ، يَعْنِي الْقَتْلَ وَالْمَعْمَعَةُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ ، وَالْقَضَاءُ فِي ذِي الْحِجَّةِ.
38357- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ عُمَرَ ، قَالَ : إِنَّهَا سَتَكُونُ أُمَرَاءُ وَعُمَّالٌ صُحْبَتُهُمْ فِتْنَةٌ وَمُفَارَقَتُهُمْ كُفْرٌ ، قَالَ : قُلْتُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، أَعِدْ عَلَيَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَرَّجْتَ عَنِّي ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ ، قَالَ سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ : قَالَ اللَّهُ : {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} وَالْفِتْنَةُ أَحَبُّ إلَيَّ مِنَ الْقَتْلِ.
38358- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ عَلَى حُذَيْفَةَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَاعْتَنَقَهُ ، فَقَالَ : الْفِرَاقُ ، فَقَالَ : نَعَمْ حَبِيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ ، لاَ أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ ، أَلَيْسَ بَعْدُ مَا أَعْلَمُ مِنَ الْفِتَنِ.
38359- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ الأَجْلَحِ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : ضَرَبَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمْثَالاً وَاحِدًا وَثَلاَثَةً وَخَمْسَةً وَسَبْعَةً وَتِسْعَةً وَأَحَدَ عَشَرَ ، وَفَسَّرَ لَنَا مِنْهَا وَاحِدًا وَسَكَتَ ، عَنْ سَائِرِهَا ، فَقَالَ : إِنَّ قَوْمًا كَانُوا أَهْلَ ضَعْفٍ وَمَسْكَنَةٍ فَقَاتَلُوا قَوْمًا أَهْلَ حِيلَةٍ وَعِدَاءٍ ، فَظَهَرُوا عَلَيْهِمْ فَاسْتَعْمَلُوهُمْ وَسَلَّطُوهُمْ فَأَسْخَطُوا رَبَّهُمْ عَلَيْهِمْ.
38360- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَعْرَابِيٌّ لَنَا ، قَالَ : هَاجَرْت إِلَى الْكُوفَةِ فَأَخَذْت أُعْطِيَةً لِي ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ أَخْرُجَ ، فَقَالَ النَّاسُ : لاَ هِجْرَةَ لَكَ ، فَلَقِيت سُوَيْد بْنَ غَفَلَةَ فَأَخْبَرْته بِذَلِكَ ، فَقَالَ : لَوَدِدْت أَنَّ لِي حَمُولَةً ، وَمَا أَعِيشُ بِهِ وَأَنِّي فِي بَعْضِ هَذِهِ النَّوَاحِي.
38361- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ أَنْبَأَنَا هِلاَلُ بْنُ خَبَّابٍ أَبُو الْعَلاَءِ ، قَالَ : سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ ، قُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، مَا عَلاَمَةُ هَلاَكِ النَّاسِ ، قَالَ : إِذَا هَلَكَ عُلَمَاؤُهُمْ.
38362- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا زَائِدَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : وَاللهِ لاَ يَأْتِيهِمْ أَمْرٌ يَضِجُّونَ مِنْهُ إِلاَّ أَرْدَفَهُمْ أَمْرٌ يُشْغِلُهُمْ عَنْهُ.
38363- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، قَالَ : مَا بَيْنَ الْمَلْحَمَةِ وَفَتْحِ الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَخُرُوجِ الدَّجَّالِ إِلاَّ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ ، وَمَا ذَاكَ إِلاَّ كَهَيْئَةِ الْعِقْدِ يَنْقَطِعُ فَيَتْبَعُ بَعْضُهُ بَعْضًا.
38364- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ، قَالَ : عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة خُرُوجُ الدَّجَّالِ ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِ رَجُلِ ، وَقَالَ : وَاللهِ إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ.
38365- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْهَزْهَازِ ، عَنْ يُثَيْعٍ ، قَالَ : إِذَا رَأَيْت الْكُوفَةَ حُوِّطَ عَلَيْهَا حَائِطٌ فَاخْرُجْ مِنْهَا وَلَوْ حبوًا يَرِدُهَا كُمْتُ الْخَيْلِ وَدُهْمُ الْخَيْلِ حَتَّى يَتَنَازَعَ الرَّجُلاَنِ فِي الْمَرْأَةِ يَقُولُ هَذَا : لِي طَرَفُهَا ، وَيَقُولُ هَذَا : لِي سَاقُهَا.
38366- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مُنْذِرٍ ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، قَالَ : لَوْ أَنَّ عَلِيًّا أَدْرَكَ أَمْرَنَا هَذَا كَانَ هَذَا مَوْضِعَ رَحْلِهِ ، يَعْنِي الشِّعْبَ.
38367- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ ، قَالَ : حدَّثَنَا أَبُو الْعَلاَءِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صُحَارٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُخْسَفَ بِقَبَائِلَ حَتَّى يُقَالُ لِلرَّجُلِ : مَنْ بَقِيَ مِنْ بَنِي فَُلاَنٍ ؟ قَالَ : فَعَرَفْت أَنَّ الْعَرَبَ تُدْعَى إِلَى قَبَائِلِهَا ، وَأَنَّ الْعَجَمَ تُدْعَى إِلَى قُرَاهَا.
38368- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : إِنَّ فِي أُمَّتِي خَسْفًا وَمَسْخًا وَقَذْفًا.
38369- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ حَبِيبة ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، أَنَّهَا ، قَالَتْ : اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ نَوْمِهِ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ وَهُوَ يَقُولُ : لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدَ اقْتَرَبَ ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، وَعَقَدَ بِيَدِهِ ، يَعْنِي عَشَرَةً ، قَالَتْ زَيْنَبُ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنُهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ، قَالَ : نَعَمْ ، إِذَا ظَهَرَ الْخَبَثُ.
38370- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ جَامِعٍ ، عَنْ مُنْذِرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ امْرَأَةٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا ظَهَرَ السُّوءُ فِي الأَرْضِ أَنْزَلَ اللَّهُ بِأَهْلِ الأَرْضِ بَأْسَهُ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَفِيهِمْ أَهْلُ طَاعَةِ اللهِ ، قَالَ : نَعَمْ ، ثُمَّ يَصِيرُونَ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ.
38371- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : بَيْنَ يَدَيَ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، وَيُصْبِحُ كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا ، وَيَبِيعُ قَوْمٌ دِينَهُمْ بِعَرَضِ الدُّنْيَا.
38372- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ بَيَانٍ ، عَنْ قَيْسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ قَالَ : سُبْحَانَ اللهِ ، تُرْسَلُ عَلَيْهِمَ الْفِتَنُ إرْسَالَ الْقَطْرِ.
38373- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ وَهُوَ عِنْدَ عُمَرَ : اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفِتْنَةِ ، أَوِ الْفِتَنِ ، فَقَالَ عُمَرُ : اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضَّفَاطَةِ ، أَتُحِبُّ أَنْ لاَ يَرْزُقَك اللَّهُ مَالاً وَوَلَدًا ، أَيُّكُمَ اسْتَعَاذَ مِنَ الْفِتَنِ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ مُضِلاَتِهَا.
38374- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ ، قَالَ : دَخَلَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوَانَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَأَنَا مَعَهَا ، فَسَأَلاَهَا عَنِ الْجَيْشِ الَّذِي يُخْسَفُ بِهِ ، وَذَلِكَ فِي زَمَانِ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، فَقَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يَعُوذُ عَائِذٌ بِالْبَيْتِ فَيُبْعَثُ إلَيْهِ بَعْثٌ فَإِذَا كَانَ بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ يُخْسَفُ بِهِمْ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، كَيْفَ بِمَنْ كَانَ كَارِهًا ، قَالَ : يُخْسَفُ بِهِ مَعَهُمْ ، وَلَكِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نِيَّتِهِ ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : هِيَ بَيْدَاءُ الْمَدِينَةِ.
38375- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا تَوَاجَهَ الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فَهُمَا فِي النَّارِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَذَا الْقَاتِلُ ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ ، قَالَ : إِنَّهُ أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ.
38376- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا رَزِينٌ الْجُهَنِيُّ ، قَالَ : حدَّثَنَا أَبُو الرُّقاد ، قَالَ : خَرَجْت مَعَ مَوْلاَيَ وَأَنَا غَُلاَمٌ ، فَدُفِعْتُ إِلَى حُذَيْفَةَ وَهُوَ يَقُولُ : إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَكَلَّمَ بِالْكَلِمَةِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَيَصِيرُ مُنَافِقًا , وَإِنِّي لأَسْمَعُهَا مِنْ أَحَدِكُمْ فِي الْمَقْعَدِ الْوَاحِدِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلْتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَلَتُحَاضُّنَّ عَلَى الْخَيْرِ ، أَوْ لَيُسْحِتَنَّكُمَ اللَّهُ بِعَذَابٍ جَمِيعًا ، أَوْ لَيُؤَمِّرَنَّ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ.
38377- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ ، عَنْ إسْرَائِيلَ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ ثَرْوَانَ بْنِ مِلْحَانَ ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ فَمَرَّ عَلَيْنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَقُلْنَا لَهُ : حَدِّثْنَا حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ فِي الْفِتْنَةِ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ يَقْتَتِلُونَ عَلَى الْمُلْك ، يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ عَلَيْهِ بَعْضًا ، فَقُلْنَا لَهُ : لَوْ حَدَّثَنَا بِهِ غَيْرُك كَذَّبْنَاهُ ، قَالَ ، أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ.
38378- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ عِدَّة أَهْل بَدْرٍ ، فَتَأْتِيهِ عَصَائِبُ الْعِرَاقِ وَأَبْدَالِ الشَّامِ ، فَيَغْزُوهُمْ جَيْشٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ يُخْسَفُ بِهِمْ ، ثُمَّ يَغْزُوهُمْ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ فَيَلْتَقُونَ فَيَهْزِمُهُمَ اللَّهُ ، فَكَانَ يُقَالُ : الْخَائِبُ مَنْ خَابَ مِنْ غَنِيمَةِ كَلْبٍ.
38379- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِي إدْرِيسَ الْمُرْهبيِّ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صَفْوَانَ ، عَنْ صَفِيَّةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لاَ يَنْتَهِي نَاسٌ عَنْ غَزْوِ هَذَا الْبَيْتِ حَتَّى يَغْزُوَ جَيْشٌ , حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ ، أَوْ بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ , خُسِفَ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ وَلَمْ يَنْجُ أَوْسَطُهُمْ ، قُلْتُ : فَإِنْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يَكْرَهُ ، قَالَ : يَبْعَثُهُمَ اللَّهُ عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمْ.
38380- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَوْسٍ ، عَنْ بِلاَلٍ الْعَبْسِيِّ ، عَنْ مَيْمُونَةَ ، قَالَتْ : قَالَ لَنَا نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا مَرِجَ الدِّينُ وَظَهَرَتِ الرَّغْبَةُ وَاخْتَلَفَتِ الإِخْوَانُ وَحُرِّقَ الْبَيْتُ الْعَتِيقُ.
38381- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السَّوِيقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ.
38382- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ ، عَنْ حَنَشٍ الْكِنَانِيِّ ، عَنْ عُلَيمٍ الْكِنْدِيِّ عن سلمان ، قَالَ : لَيُخَرَّبَنَّ هَذَا الْبَيْتُ عَلَى يَدِ رَجُلٍ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ.
38383- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ ابْن أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : سَمِعَ ابْنَ عَمْرٍو وهو يَقُولُ : كَأَنَّي بِهِ أُصَيْلِعِ أُفَيْدِعِ ، قَائِمٌ عَلَيْهَا يَهْدِمُهَا بِمِسْحَاتِهِ ، فَلَمَّا هَدَمَهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ جَعَلْت أَنْظُرُ إِلَى صِفَةِ ابْنِ عَمْرٍو فَلَمْ أَرَهَا.
38384- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : لَمَّا أَجْمَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى هَدْمِهَا خَرَجْنَا إِلَى مِنًى ثَلاَثًا نَنْتَظِرُ الْعَذَابَ.
38385- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ حَفْصَةَ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْحَبَشِ أَصْلَعَ أَصْمَعَ حَمْشَ السَّاقَيْنِ جَالِسٌٍ عَلَيْهَا وَهِيَ تُهْدَمُ.
38386- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِينَاءَ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَمْرٍو يَقُولُ : إِذَا رَأَيْتُمْ قُرَيْشًا قَدْ هَدَمُوا الْبَيْتَ ، ثُمَّ بَنَوْهُ فَزَوَّقُوهُ فَإِنَ اسْتَطَعْت أَنْ تَمُوتَ فَمُتْ !.
38387- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنْتُ آخِذًا بِلِجَامِ دَابَّةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، فَقَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا هَدَمْتُمَ الْبَيْتَ ، فَلَمْ تَدَعُوا حَجَرًا عَلَى حَجَرٍ ، قَالُوا : وَنَحْنُ عَلَى الإِسْلاَم ؟ قَالَ : وَأَنْتُمْ عَلَى الإِسْلاَم ، قلت : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : ثُمَّ يُبْنَى أَحْسَنَ مَا كَانَ ، فَإِذَا رَأَيْت مَكَّةَ قَدْ بُعجَتْ كَظَائِمَ , وَرَأَيْت الْبِنَاءَ يَعْلُو رُؤُوسَ الْجِبَالِ فَاعْلَمْ ، أَنَّ الأَمْرَ قَدْ أَظَلَّك.
38388- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : تَمَتَّعُوا مِنْ هَذَا الْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ ، فَإِنَّهُ سَيُرْفَعُ وَيُهْدَمُ مَرَّتَيْنِ وَيُرْفَعُ فِي الثَّالِثَةِ.
38389- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِشْرٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ ، فَقَالَ : مَتَى أَضِلُّ ، فَقَالَ : إِذَا كَانَ عَلَيْك أُمَرَاءُ إِنْ أَطَعْتَهُمْ أَضَلُّوك ، وَإِنَّ عَصَيْتَهُمْ قَتَلُوك.
38390- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ كَامِلٍ أَبِي الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ رَأْسِ السَّبْعِينَ وَمِنْ إمْرَةِ الصِّبْيَانِ.
38391- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدَ اقْتَرَبَ : إمَارَةُ الصِّبْيَانِ إِنْ أَطَاعُوهُمْ أَدْخَلُوهُمَ النَّارَ ، وَإِنْ عَصَوْهُمْ ضَرَبُوا أَعْنَاقَهُمْ.
38392- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ ، قَالَ : سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ أَبِي شبيب يُحَدِّثُ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ : أَتَمَنَّى لِحَبِيبِي أَنْ يَقِلَّ مَالُهُ ، أَوْ يُعَجَّلَ مَوْتُهُ ، فَقَالُوا : مَا رَأَيْنَا مُتَمَنِّيًا مُحِبًّا لِحَبِيبِهِ ، فَقَالَ : أَخْشَى أَنْ يُدْرِكَكُمْ أُمَرَاءُ ، إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَدْخَلُوكُمَ النَّارَ ، وَإِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ ، فَقَالَ رَجُلٌ : أَخْبِرْنَا مَنْ هُمْ حَتَّى نَفْقَأَ أَعْيُنَهُمْ ، قَالَ شُعْبَةُ : أَوْ نَحْثُوَ فِي وُجُوهِهِمَ التُّرَابَ ، فَقَالَ : عَسَى أَنْ تُدْرِكُوهُمْ فَيَكُونُوا هُمَ الَّذِينَ يَفْقَئُونَ عَيْنَك , وَيَحْثُونَ فِي وَجْهِكَ التُّرَابَ.
38393- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامٌ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : مَا أَحَدٌ تُدْرِكُهُ الْفِتْنَةُ إِلاَّ وَأَنَا أَخَافُهَا عَلَيْهِ إِلاَّ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ ، فَإِنِّي سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَهُ : لاَ تَضُرُّك الْفِتْنَةُ.
38394- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، أَنَّ عَلِيًّا أَرْسَلَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ أَنْ يَأْتِيَهُ ، فَأَرْسَلَ إلَيْهِ ، وَقَالَ : إِنْ هُوَ لَمْ يَأْتِنِي فَاحْمِلُوهُ ، فَأَتَوْهُ فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ ، فَقَالُوا : إنَّا قَدْ أُمِرْنَا إِنْ لَمْ تَأْتِهِ أَنْ نَحْمِلَك حَتَّى نَأْتِيَهُ بِكَ ، قَالَ : ارْجِعُوا إلَيْهِ فَقُولُوا لَهُ : إِنَّ ابْنَ عَمِّكَ وَخَلِيلِي عَهِدَ إلَيَّ ، أَنَّهُ سَتَكُونُ فِتْنَةٌ وَفُرْقَةٌ وَاخْتِلاَفٌ ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَاجْلِسْ فِي بَيْتِكَ وَاكْسِرْ سَيْفَك حَتَّى تَأْتِيَك مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ ، أَوْ يَدٌ خَاطِئَةٌ ، فَاتَّقِ اللَّهَ يَا عَلِيُّ وَلاَ تَكُنْ تِلْكَ الْيَدَ الْخَاطِئَةَ ، فَأَتَوْهُ فَأَخْبَرُوهُ ، فَقَالَ : دَعُوهُ.
38395- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ ، عَنْ أَشْيَاخٍ ، قَالُوا : قَالَ حُذَيْفَةُ : تَكُونُ فِتْنَةٌ ، ثُمَّ تَكُونُ بَعْدَهَا تَوْبَةٌ وَجَمَاعَةٌ ، ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ لاَ تَكُونُ بَعْدَهَا تَوْبَةٌ وَلاَ جَمَاعَةٌ.
38396- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سَوَّارِ بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ : حدَّثَنِي شَيْخٌ لَنَا مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ يُقَالُ لَهُ بَشِيرُ بْنُ غَوْثٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ : إِذَا كَانَتْ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِئَةٍ مَنَعَ الْبَحْرُ جَانِبَهُ ، وَإِذَا كَانَتْ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِئَةٍ مَنَعَ الْبَرُّ جَانِبَهُ ، وَإِذَا كَانَتْ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِئَةٍ ظَهَرَ الْخَسْفُ وَالْمَسْخُ وَالرَّجْفَةُ.
38397- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : لَقِيَنِي رَاهِبٌ فِي الْفِتْنَةِ ، فَقَالَ : يَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، تَبَيَّنَ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ ، أَوْ يَعْبُدُ الطَّاغُوتَ.
38398- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ بْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِي قَيْسِ بْنِ رِيَاحٍ الْقَيْسِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ : مَنْ تَرَكَ الطَّاعَةَ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَة جَاهِلِيَّة ، وَمَنْ خَرَجَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَتِهِ ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَتَهُ ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَتِهِ فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا لاَ يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلاَ يَفِي لِذِي عَهْدٍ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْت مِنْهُ.
38399- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُخْبِرُ أَبَا قَتَادَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلاَّ أَهْلُهُ ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلاَ تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ ، ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَ خَرَابًا لاَ يُعْمَرُ بَعْدَهُ أَبَدًا وَهُمَ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ.
38400- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : حدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ : وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ ، لإِزَالَةُ الْجِبَالِ مِنْ مَكَانِهَا أَهْوَنُ مِنْ إزَالَةِ مُلْكٍ مُؤَجَّلٍ ، فَإِذَا اخْتَلَفُوا بَيْنَهُمْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَادَتْهُمَ الضِّبَاعُ لَغَلَبَتْهُمْ.
38401- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ خَيْثَمَة ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ النِّسَاءِ حَوْلَ الأَصْنَامِ.
38402- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ ثَوْبَانَ ، قَالَ : تُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْقَوْمُ عَلَى قَصْعَتِهِمْ ، يُنْزَعُ الْوَهْنُ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيُجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمْ وَتُحَبَّبُ إلَيْكُمَ الدُّنْيَا ، قَالُوا : مِنْ قِلَّةٍ ، قَالَ : أَكْثَرُكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ.
38403- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، قَالَ : تَكُونُ فِتْنَةٌ فَيَقُومُ لَهَا رِجَالٌ فَيَضْرِبُونَ خَيْشُومَهَا حَتَّى تَذْهَبَ ، ثُمَّ تَكُونُ أُخْرَى فَيَقُومُ لَهَا رِجَالٌ فَيَضْرِبُونَ خَيْشُومَهَا حَتَّى تَذْهَبَ ، ثُمَّ تَكُونُ أُخْرَى فَيَقُومُ لَهَا رِجَالٌ فَيَضْرِبُونَ خَيْشُومَهَا حَتَّى تَذْهَبَ ، ثُمَّ تَكُونُ الْخَامِسَةُ دَهْمَاءُ مُجَلّلَةٌ تنبثق فِي الأَرْضِ كَمَا ينبثق الْمَاءُ.
38404- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا آلَ بَنِي تَمِيمٍ ، فَحَرَمَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَطَاءَهُمْ سَنَةً ، ثُمَّ أَعْطَاهُمْ إيَّاهُ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ.
38405- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِي إدْرِيسَ ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ نَجَبَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَلاَ يَطْعَنْ بِرُمْحٍ وَلاَ يَضْرِبْ بِسَيْفٍ وَلاَ يَرْمِ بِحَجَرٍ ، وَاصْبِرُوا فَإِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ.
38406- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدَ اقْتَرَبَ ، أَظَلَّتْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ أَظَلَّتْ ، وَاللهِ لَهِيَ أَسْرَعُ إلَيْهِمْ مِنَ الْفَرَسِ الْمُضَمَّرِ السَّرِيعِ ، الْفِتْنَةُ الْعَمْيَاءُ الصَّمَّاءُ الْمُشْبِهَةُ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا عَلَى أَمْرٍ وَيُمْسِي عَلَى أَمْرٍ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي ، وَلَوْ أُحَدِّثُكُمْ بِكُلِّ الَّذِي أَعْلَمُ لَقَطَعْتُمْ ، عُنُقِي مِنْ هَاهُنَا ، وَأَشَارَ عَبْدُ اللهِ إِلَى قَفَاهُ بِحَرْفِ كَفِّهِ يَحُزّه ، وَيَقُولُ : اللَّهُمَّ لاَ يُدْرِكُ أَبَا هُرَيْرَةَ إمْرَةُ الصِّبْيَانِ.
38407- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدَ اقْتَرَبَ ، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ كَفَّ يَدَهُ.
38408- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ مُنَخِّلِ بْن غَضْبَانَ ، قَالَ : صَحِبْت عَاصِمَ بْنَ عَمْرٍو الْبَجَلِيَّ فَسَمِعْته يَقُولُ : يَا ابْنَ أَخِي ، إِذَا فُتِحَ بَابُ الْمَغْرِبِ لَمْ يُغْلَقْ.
38409- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُخَارِقِ بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ : إنِّي لاَ أَرَى هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ إِلاَّ ظَاهِرِينَ عَلَيْكُمْ لِتُفَرِّقَكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ وَاجْتِمَاعُهُمْ عَلَى بَاطِلِهِمْ ، وَإِنَّ الإِمَامَ لَيْسَ بِشَاقٍّ شَعْرَةً ، وَإِنَّهُ يُخْطِئُ وَيُصِيبُ ، فَإِذَا كَانَ عَلَيْكُمْ إمَامٌ يَعْدِلُ فِي الرَّعِيَّةِ وَيَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا ، وَإِنَّ النَّاسَ لاَ يُصْلِحُهُمْ إِلاَّ إمَامٌ بَرٌّ ، أَوْ فَاجِرٌ ، فَإِنْ كَانَ بَرًّا فَلِلرَّاعِي وَلِلرَّعِيَّةِ ، وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا عَبَدَ فِيهِ الْمُؤْمِنُ رَبَّهُ وَعَمِلَ فِيهِ الْفَاجِرُ إِلَى أَجَلِهِ ، وَإِنَّكُمْ سَتُعْرَضُونَ عَلَى سَبِّي ، وَعَلَى الْبَرَاءَةِ مِنِّي ، فَمَنْ سَبَّنِي فَهُوَ فِي حِلٍّ مِنْ سَبِّي ، وَلاَ تَبْرَؤُوا مِنْ دِينِي فَإِنِّي عَلَى الإِسْلاَم.
38410- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ نَمِرٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ بِرِجَالٍ إِلَى عَلِيٍّ ، فَقَالَ : إنِّي رَأَيْت هَؤُلاَءِ يَتَوَعَّدُونَك فَفَرُّوا ، وَأَخَذْتُ هَذَا ، قَالَ : أَفَأَقْتُلُ مَنْ لَمْ يَقْتُلْنِي ، قَالَ : إِنَّهُ سَبَّك ، قَالَ : سُبَّهُ ، أَوْ دَعْ.
38411- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شِمْرٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، قَالَ : كُنْتُ عَرِيفًا فِي زَمَانِ عَلِيٍّ ، قَالَ : فَأَمَرَنَا بِأَمْرٍ ، فَقَالَ : أَفَعَلْتُمْ مَا أَمَرْتُكُمْ ، قُلْنَا ، لاَ قَالَ : وَاللهِ لَتَفْعَلُنَّ مَا تُؤْمَرُنَّ بِهِ ، أَوْ لَيَرْكَبَنَّ أَعْنَاقَكُمَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى.
38412- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ يَحْيَى وَعُبَيْدِ اللهِ ، وَابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ وَعَلَى أَثَرَةٍ عَلَيْنَا وَعَلَى أَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ ، وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا ، لاَ نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ.
38413- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَشَجِّ ، قَالَ : قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ لِجُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ الأَنْصَارِيِّ : تَعَالَ حَتَّى أُخْبِرَك مَاذَا لَكَ وَمَاذَا عَلَيْك , السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ وَأَثَرَةٍ عَلَيْك ، وَأَنْ تَقُولَ بِلِسَانِكَ ، وَأَنْ لاَ تُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ إِلاَّ أَنْ تَرَى كُفْرًا بَوَاحًا.
38414- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ بن أبي حازم عَنْ جَرِيرٍ ، قَالَ : قَالَ ذُو عَمْرٍو : يَا جَرِيرُ ، إِنَّ بِكَ عَلَيَّ كَرَامَةً وَإِنِّي مُخْبِرُك خَبَرًا إنَّكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ ، لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا كُنْتُمْ ، إِذَا هَلَكَ أَمِيرٌ تَأَمَّرْتُمْ فِي آخَرَ ، فَإِذَا كَانَتْ بِالسَّيْفِ غَضِبْتُمْ غَضَبَ الْمُلُوكِ وَرَضِيتُمْ رِضَا الْمُلُوكِ.
38415- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ حَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ بَنِي إسْرَائِيلَ كَانَتْ تَسُوسُهُمْ أَنْبِيَاؤُهُمْ ، كُلَّمَا ذَهَبَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِي ، وَإِنَّهُ لَيْسَ كَائِنًا فِيكُمْ نَبِيٌّ بَعْدِي ، قَالُوا : فَمَا يَكُونُ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : تَكُونُ خُلَفَاءُ وَتَكْثُرُ ، قَالُوا : فَكَيْفَ نَصْنَعُ ، قَالَ : أَوْفُوا بَيْعَةَ الأَوَّلِ فَالأَوَّلِ ، أَدُّوا الَّذِي عَلَيْكُمْ فَسَيَسْأَلُهُمَ اللَّهُ عَنِ الَّذِي عَلَيْهِمْ.
38416- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ ، قَالَ : قامَ سَلَمَةُ الْجُعْفِيُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَرَأَيْت إِنْ كَانَ عَلَيْنَا مِنْ بَعْدِكَ قَوْمٌ يَأْخُذُونَنَا بِالْحَقِّ وَيَمْنَعُونَ حَقَّ اللهِ ، قَالَ : فَلَمْ يُجِبْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ ، قَالَ : ثُمَّ قَامَ الثَّانِيَةَ فَلَمْ يُجِبْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ ، ثُمَّ قَامَ الثَّالِثَةَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ فَاسْمَعُوا لَهُمْ وَأَطِيعُوا.
38417- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ.
38418- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : أَظَلَّتْكُمَ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، أَنْجَى النَّاس فِيهَا صَاحِبُ شَاهِقَةٍ ، يَأْكُلُ مِنْ رِسْلِ غَنَمِهِ ، أَوْ رَجُلٌ مِنْ وَرَاءِ الدَّرْبِ آخِذٌ بِعَنَانِ فَرَسِهِ ، يَأْكُلُ مِنْ فِيء سَيْفِهِ.
38419- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ : قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ : إِنِ اسْتَطَعْت أَنْ تَمُوتَ فَمُتْ ، قَالَ : قُلْتُ : لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَمُوتَ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ أَجَلِي.
38420- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّهُ سَتَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ ، قَالَ : تُعْطُونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ.
38421- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ : أَيُّهَا النَّاسُ ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ، قَالُوا : يَوْمٌ حَرَامٌ ، قَالَ : فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا ، قَالُوا : بَلَدٌ حَرَامٌ ، قَالَ : فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا ، قَالُوا : شَهْرٌ حَرَامٌ ، قَالَ : فَإِنَّ أَمْوَالَكُمْ وَدِمَاءَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، ثُمَّ أَعَادَهَا مِرَارًا ، قَالَ : ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْت مِرَارًا ، قَالَ : يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَاللهِ ، إِنَّهَا لَوَصِيَّتُهُ إِلَى رَبِّهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَلاَ فَلْيُبَلِّغَ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ، لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا ، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.
38422- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ مَعَ كَعْبٍ فِي سَفِينَةٍ ، فَقَالَ لِكَعْبٍ ذَاتَ يَوْمٍ : يَا كَعْبُ ، أَتَجِدُ هَذِهِ فِي التَّوْرَاةِ كَيْفَ تَجْرِي وَكَيْفَ وَكَيْفَ ؟ فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ : لاَ تَسْخَرْ مِنَ التَّوْرَاةِ ، فَإِنَّهَا كِتَابُ اللهِ ، وَإِنَّ مَا فِيهَا حَقٌّ ، قَالَ : فَعَادَ ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثم عَادَ ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ قَالَ : لاَ وَلَكِنْ أَجِدُ فِيهَا ، أَنَّ رَجُلاً مِنْ قُرَيْشٍ أَشَطَّ النَّابِ يَنْزُو فِي الْفِتْنَةِ كَمَا يَنْزُو الْحِمَارُ فِي قَيْدِهِ فَاتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تَكُنْ أَنْتَ هُوَ قَالَ مُحَمَّدٌ : فَكَانَ هُوَ.
38423- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاعٍ ، قَالَ : ذَكَرْت الْفِتْنَةَ عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : ادْخُلْ بَيْتَكَ ، فَإِنْ دُخِلَ عَلَيْك فَكُنْ كَالْبَعِيرِ الثَّفَالِ ، لاَ يَنْبَعِثُ إِلاَّ كَارِهًا وَلاَ يَمْشِي إِلاَّ كَارِهًا.
38424- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ ، قَالَ : قَاعَدَنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْجَرَعَةِ ، قَالَ : وَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ قَدْ بَعَثَ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ عَلَى الْكُوفَةِ ، قَالَ : فَخَرَجَ أَهْلُ الْكُوفَةِ فَأَدْرَكُوهُ ، قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : إنَّا عَلَى السُّنَّةِ ، فَقَالَ : لَسْتُمْ عَلَى السُّنَّةِ حَتَّى يُشْفِقَ الرَّاعِي وَتُنْصَحُ الرَّعِيَّةُ.
38425- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُوس ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ , وَعَقَدَ وُهَيْبٌ بِيَدِهِ تِسْعِينَ.
38426- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي حَكِيمٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَمْ يُجَبْ لَكُمْ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ ، قَالُوا : وَمَتَى يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : إِذَا نَقَضْتُمَ الْعَهْدَ شَدَّدَ اللَّهُ قُلُوبَ الْعَدُوِّ عَلَيْكُمْ فَامْتَنَعُوا مِنْكُمْ.
38427- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ لِلرَّجُلِ أَحْمُرَةٌ يَحْمِلُ عَلَيْهَا إِلَى الشَّامِ أَحَبُّ إلَيْهِ مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا.
38428- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ ، عَنْ مُسْلِمِ بْن يَسَارٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو ، قَالَ : إِذَا كَانَتْ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِينَ وَمِئَةٍ وَلَمْ تَرَوْا آيَةً فَالْعَنْونِي فِي قَبْرِي.
38429- حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : الآيَاتُ خَرَزٌ مَنْظُومَاتٌ فِي سِلْكٍ انْقَطَعَ السِّلْكُ فَيَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا.
38430- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : لَوْ أَنَّ رَجُلاً ارْتَبَطَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللهِ فَأَنْتَجَتْ مُهْرًا عِنْدَ أَوَّلِ الآيَاتِ مَا رَكِبَ الْمُهْرَ حَتَّى يَرَى آخِرَهَا.
38431- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ صِلَةَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : إِذَا رَأَيْتُمْ أَوَّلَ الآيَاتِ تَتَابَعَتْ.
38432- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْف ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَسَافَدَ النَّاسُ فِي الطُّرُقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ.
38433- حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ وَيَنْقُصُ الْعِلْمُ وَيُلْقَى الشُّحُّ وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا الْهَرْجُ ؟ قَالَ : الْقَتْلُ.
38434- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : قدِمْنَا عَلَى عُمَرَ ، فَقَالَ : كَيْفَ عَيْشُكُمْ فَقُلْنَا : أَخْصَبُ قَوْمٍ مِنْ قَوْمٍ يَخَافُونَ الدَّجَّالَ ، قَالَ : مَا قَبْلَ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمَ الْهَرْجُ ، قُلْتُ : وَمَا الْهَرْجُ ، قَالَ : الْقَتْلُ ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَقْتُلُ أَبَاهُ.
38435- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ سَعِيدٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : وَلاَ يُحَدِّثُكُمْ بَعْدِي أَحَدٌ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ ، وَأَنْ تُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا وَيَقِلَّ الرِّجَالُ وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ.
38436- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ وَمِسْعَرٍ ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ ، عَنْ مُعَاذٍ ، قَالَ : إنَّكُمَ ابْتُلِيتُمْ بِفِتْنَةِ الضَّرَّاءِ فَصَبَرْتُمْ ، وَسَتُبْتَلَوْنَ بِفِتْنَةِ السَّرَّاءِ ، وَإِنَّ أَخْوَف مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ فِتْنَةُ النِّسَاءِ إِذَا سُوِّرْنَ الذَّهَبَ وَلَبِسْنَ رَيْطَ الشَّامِ فَأَتْعَبْنَ الْغَنِيَّ وَكَلَّفْنَ الْفَقِيرَ مَا لاَ يَجِدُ.
38437- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَا تَرَكْت عَلَى أُمَّتِي بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ.
38438- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنِ ابْن سِيرِينَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : مَا ذُكِرَ مِنَ الآيَاتِ فَقَدْ مَضَى إِلاَّ أَرْبَعٌ : طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَالدَّجَّالُ وَدَابَّةُ الأَرْضِ وَخُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، قَالَ : وَالآيَةُ الَّتِي تُخْتَتمُ بِهَا الأَعْمَالُ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِ اللهِ عز وجل : {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} الآيَةَ.
38439- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، قَالَ : زَعَمَ الْحَسَنُ ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ مُوسَى صلى الله عليه وسلم سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُرِيَهُ الدَّابَّةَ ، قَالَ : فَخَرَجَتْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ يَرَى وَاحِدٌ مِنْ طَرَفَيْهَا ، قَالَ : فَقَالَ : رَبِّ رُدَّهَا ، فَرُدَّتْ.
38440- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مَرَّتَيْنِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُضْرَبَ فِيهَا رِجَالٌ ، ثُمَّ تَخْرُجُ الثَّالِثَةُ عِنْدَ أَعْظَمِ مَسَاجِدِكُمْ ، فَتَأْتِي الْقَوْمَ وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ عِنْدَ رَجُلٍ فَتَقُولُ : مَا يَجْمَعُكُمْ عِنْدَ عَدُوِّ اللهِ ، فَيَبْتَدِرُونَ فَتَسِمُ الْكَافِرَ حَتَّى أَنَّ الرَّجُلَيْنِ لَيَتَبَايَعَانِ ، فَيَقُولُ هَذَا : خُذْ يَا مُؤْمِنُ ، وَيَقُولُ هَذَا : خُذْ يَا كَافِرُ.
38441- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو ، قَالَ : تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مِنْ جَبَلِ جِيَادٍ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ وَالنَّاسُ بِمِنًى ، قَالَ : فَلِذَلِكَ حُيِّيَ سَابِقَ الْحَاجِّ إِذَا جَاءَ بِسَلاَمَةِ النَّاسِ.
38442- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنِ ابْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مِنْ صَدْعٍ فِي الصَّفَّا جَرْيَ الْفَرَسِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ يَخْرُجُ ثُلُثُهَا.
38443- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنِي أَبُو حَيَّانَ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، قَالَ : جَلَسَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فَسَمِعُوهُ يُحَدِّثُ ، عَنِ الآيَاتِ ، أَنَّ أَوَّلَهَا خُرُوجُ الدَّجَّالِ ، فَانْصَرَفَ النَّفَرُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو ،
فَحَدَّثُوهُ بِاَلَّذِي سَمِعُوهُ مِنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فِي الآيَاتِ ، أَنَّ أَوَّلَهَا خُرُوجُ الدَّجَّالِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : لَمْ يَقُلْ مَرْوَانُ شَيْئًا ، قَدْ حَفِظْت مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ ؛ سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : إِنَّ أَوَّلَ الآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، أَوْ خُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى ، وَأَيَّتُهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالأُخْرَى عَلَى أَثَرِهَا قَرِيبًا ، ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ وَكَانَ يَقْرَأُ الْكُتُبَ : وَأَظُنُّ أَوَّلُهُمَا خُرُوجًا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَذَاكَ أَنَّهَا كُلَّمَا غَرَبَتْ أَتَتْ تَحْتَ الْعَرْشِ فَسَجَدَتْ فَاسْتَأْذَنَتْ فِي الرُّجُوعِ فَأُذِنَ لَهَا فِي الرُّجُوعِ حَتَّى إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَطْلُعَ مِنْ مَغْرِبِهَا أَتَتْ تَحْتَ الْعَرْشِ فَسَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنَتْ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهَا بِشَيْءٍ ، ثُمَّ تَعُودُ فَتَسْتَأْذِنُ فِي الرُّجُوعِ فَلاَ يَرُدُّ عَلَيْهَا بِشَيْءٍ ، ثُمَّ تَعُودُ فَتَسْتَأْذِنُ فِي الرُّجُوع فَلاَ يَرُدُّ عَلَيْهَا بِشَيْءٍ ، حَتَّى إِذَا ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَذْهَبَ ، وَعَرَفَتْ أَنَّهَا لَوْ أُذِنَ لَهَا لَمْ تُدْرِكَ الْمَشْرِقَ ، قَالَتْ : رَبِّ ، مَا أَبْعَدَ الْمَشْرِقُ ، قالت رب : مَنْ لِي بِالنَّاسِ ، حَتَّى إِذَا أَضَاءَ الأُفُقُ كَأَنَّهُ طَوْقٌ اسْتَأْذَنَتْ فِي الرُّجُوعِ ، قِيلَ لَهَا : مَكَانَك فَاطْلُعِي ، فَطَلَعَتْ عَلَى النَّاسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، ثُمَّ تَلاَ عَبْدُ اللهِ هَذِهِ الآيَةَ وَذَلِكَ : {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إيمَانِهَا خَيْرًا} .
38444- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : أَحْصُوا كُلَّ مَنْ تَلَفَّظَ بِالإِسْلاَمِ ، قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، تَخَافُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ مَا بَيْنَ السِّتِّ مِئَةِ إِلَى السَّبْعِمِئَةِ ، فَقَالَ : إنَّكُمْ لاَ تَدْرُونَ لَعَلَّكُمْ أَنْ تُبْتَلَوْا ، قَالَ : فَابْتُلِينَا حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا مَا يُصَلِّي إِلاَّ سِرًّا.
38445- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عن أبي وائل , عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أَنْ يُرْسَلَ عَلَيْكُمَ الشَّرُّ فَرَاسِخَ إِلاَّ مَوْتَةٌ فِي عُنُقِ رَجُلٍ يَمُوتُهَا , وَهُوَ عُمَرُ.
38446- حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : مَا أَعْرِفُ شَيْئًا إِلاَّ الصَّلاَةَ.
38447- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ كَانَ يَبِيعُ الطَّعَامَ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ حُذَيْفَةُ عَلَى جُوخَا أَتَى أَبَا مَسْعُودٍ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ : مَا شَأْنُ سَيْفِكَ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ؟ قَالَ : أَمَّرَنِي عُثْمَان عَلَى جُوخَا ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، أَتَخْشَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ فِتْنَةً ، حِينَ طَرَدَ النَّاسُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ ، قَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ : أَمَا تَعْرِفُ دِينَك يَا أَبَا مَسْعُودٍ ، قَالَ : بَلَى ، قَالَ : فَإِنَّهَا لاَ تَضُرُّك الْفِتْنَةُ مَا عَرَفْتَ دِينَك ، إنَّمَا الْفِتْنَةُ إِذَا اشْتَبَهَ عَلَيْك الْحَقُّ وَالْبَاطِلُ فَلَمْ تَدْرِ أَيَّهُمَا تَتَّبِعُ ، فَتِلْكَ الْفِتْنَةُ.
38448- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : مَا أَدْرَكَتِ الْفِتْنَةُ أَحَدًا مِنَّا إِلاَّ لَوْ شِئْت أَنْ أَقُولَ فِيهِ لَقُلْت فِيهِ إِلاَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ.
38449- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ شَقِيقٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : أيها الناس إِنَّ هَذَا السُّلْطَانَ قَدَ اُبْتُلِيتُمْ بِهِ ، فَإِنْ عَدَلَ كَانَ لَهُ الأَجْرُ وَعَلَيْكُمَ الشُّكْرُ ، وَإِنْ جَارَ كَانَ عَلَيْهِ الْوِزْرُ وَعَلَيْكُمَ الصَّبْرُ.
38450- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ الحسن عن عُتَيٍّ ، قَالَ : قَالَ لِي أُبَيّ : هَلَكَ أَهْلُ هَذِهِ الْعُقْدَةِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ هَلَكُوا وَأَهْلَكُوا كَثِيرًا ، أَمَا وَاللهِ مَا عَلَيْهِمْ آسِي وَلَكِنْ عَلَى مَنْ يَهْلَكُونَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه السلام.
38451- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامٌ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّهَا سَتَكُونُ أُمَرَاءُ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ ، فَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ بَرِئَ ، وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ ، قَالَ : لاَ ، مَا صَلَّوْا.
38452- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : لَتُؤْخَذَنَّ الْمَرْأَةُ فَلْيُبْقَرَنَّ بَطْنُهَا ، ثُمَّ لَيُؤْخَذَنَّ مَا فِي الرَّحِمِ فَلْيُنْبَذَنَّ مَخَافَةَ الْوَلَدِ.
38453- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : يَا وَيْحَه ، يُخْلَعُ وَاللهِ كَمَا يُخْلَعُ الْوَظِيفُ ، يَا وَيْلَتَاهُ ، يُعْزَلُ كَمَا يُعْزَلُ الْجَدْيُ.
38454- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْتَلِمُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : الْعِبَادَةُ فِي الْفِتْنَةِ كَالْهِجْرَةِ إِلَيَّ.
38455- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَقْنَعِ الْبَاهِلِيِّ ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ ، فَأَقْبَلَ رَجُلٌ لاَ تَرَاهُ حَلْقَةٌ إِلاَّ فَرُّوا مِنْهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْحَلْقَةِ الَّتِي كُنْت فِيهَا ، فَثَبَتُّ وَفَرُّوا ، فَقُلْتُ : مَنْ أَنْتَ ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ : مَا يَفِرُّ النَّاسُ مِنْك ، قَالَ : إنِّي أَنْهَاهُمْ عَنِ الْكُنُوزِ ، قَالَ : قُلْتُ : إِنَّ أُعْطِيَاتِنَا قَدْ بَلَغَتْ وَارْتَفَعَتْ فَتَخَافُ عَلَيْنَا مِنْهَا ، قَالَ : أَمَّا الْيَوْمُ فَلاَ وَلَكِنَّهَا يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ أَثْمَان دِينِكُمْ ، فَدَعُوهُم وَإِيَّاهَا.
38456- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الْجَحَّاف ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو مُعَاوِيَةُ بْنُ ثَعْلَبَةَ ، قَالَ : أَتَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ ، فَقُلْتُ : إِنَّ رَسُولَ الْمُخْتَارِ أَتَانَا يَدْعُونَا ، قَالَ : فَقَالَ لِي : لاَ تُقَاتِل ، إنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَسُوءَ هَذِهِ الأُمَّةَ ، أَوْ آتِيهَا مِنْ غَيْرِ وَجْهِهَا.
38457- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ ، قَالَ : قَالَ لِي إبْرَاهِيمُ : إيَّاكَ أَنْ تُقْتلَ مَعَ فتنة.
38458- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : دَخَلَ أَبُو مُوسَى ، وَأَبُو مَسْعُودٍ عَلَى عَمَّارٍ وَهُوَ يَسْتَنْفِرُ النَّاسَ ، فَقَالاَ : مَا رَأَيْنَا مِنْك مُنْذُ أَسْلَمْت أَمْرًا أَكْرَهُ عِنْدَنَا مِنْ إسْرَاعِكَ فِي هَذَا الأَمْرِ ، فَقَالَ : عَمَّارٌ : مَا رَأَيْت مِنْكُمَا مُنْذُ أَسْلَمْتُمَا أَمْرًا أَكْرَهُ عِنْدِي مِنْ إبْطَائِكُمَا عَنْ هَذَا الأَمْرِ ، قَالَ : فَكَسَاهُمَا حُلَّةً حُلَّةً.
38459- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حُبَيْشٍ الأَسَدِيِّ ، قَالَ : بَعَثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ بِهَدَايَا إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَفَضَّلَ عَلِيًّا ، قَالَ : وَقَالَ لِي : قُلْ لَهُ : إِنَّ ابْنَ أَخِيك يُقْرِئُك السَّلاَمَ وَيَقُولُ : مَا بَعَثْتُ إِلَى أَحَدٍ بِأَكْثَرَ مِمَّا بَعَثْتُ إلَيْك إِلاَّ مَا كَانَ فِي خَزَائِنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : أَشَدُّ مَا يُحْزَنُ عَلَى مِيرَاثِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ، أَمَا وَاللهِ لَئِنْ مَلَكْتهَا لأَنْفُضَنَّهَا نَفْضَ الْوِذَامِ التَّرِبَةَ.
38460- حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنِ الرُّكَيْنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : كَانَ يَقُولُ لَنَا فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ : إِنَّهَا سَتَكُونُ هَنَات وَهَنَات ، وَأَنَّ بَحَسْب الرَّجُلُ إِذَا رَأَى أَمْرًا يَكْرَهُهُ أَنْ يُعْلِمَ اللَّهَ ، أَنَّهُ لَهُ كَارِهٌ.
38461- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ ابْنِ طَاوُوس ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قُلْتُ : لاِبْنِ عَبَّاسٍ : أَنْهَى أَمِيرِي عَنْ مَعْصِيَةٍ ، قَالَ : لاَ تَكُونُ فِتْنَةٌ ، قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ أَمَرَنِي بِمَعْصِيَةٍ ، قَالَ : فَحِينَئِذٍ.
38462- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لاِبْنِ عَبَّاسٍ : آمُرُ أَمِيرِي بِالْمَعْرُوفِ ، قَالَ : إِنْ خِفْت أَنْ يَقْتُلَك فَلاَ تُؤَنِّبَ الإِمَامَ ، فَإِنْ كُنْتَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً فَفِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ.
38463- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الْعَلاَءِ ، عَنْ خَيْثَمَة ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : إِذَا أَتَيْتَ الأَمِيرَ الْمُؤَمِنُ فَلاَ تؤتيه أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ.
38464- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، قَالَ : ذَكَرْت الأُمَرَاءَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَابْتَرَكَ فِيهِمْ رَجُلٌ فَتَطَاوَلَ حَتَّى مَا أَرَى فِي الْبَيْتِ أَطْوَلَ مِنْهُ ، فَسَمِعْت ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ : لاَ تَجْعَلْ نَفْسَك فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ، فَتَقَاصَرَ حَتَّى مَا أَرَى فِي الْبَيْتِ أَقْصَرَ مِنْهُ.
38465- حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هَمَّامٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَيُّوب السِّخْتِيَانِيُّ ، قَالَ : اجْتَمَعَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَسَعْدٌ ، وَابْنُ عُمَرَ وَعَمَّارٌ فَذَكَرُوا فِتْنَةٌ تَكُونُ ، فَقَالَ سَعْدٌ : أَمَّا أَنَا فَأَجْلِسُ فِي بَيْتِي وَلاَ أَخْرُجُ مِنْهُ وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : أَنَا عَلَى مَا قُلْتَ ، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : أَنَا عَلَي مِثْلَ ذَلِكَ ، وَقَالَ عَمَّارٌ : لَكِنِّي أَتَوَسَّطُهَا فَأَضْرِبُ خَيْشُومَهَا الأَعْظَمَ.
38466- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، قَالَ : كَانَ الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْد فِي نَفَرٍ ، فَقَالَ : إيَّاكُمْ وَالْفِتَنَ فَإِنَّهَا قَدْ ظَهَرَتْ ، فَقَالَ رَجُلٌ : فَأَنْتَ قَدْ خَرَجْت مَعَ عَلِيٍّ ، قَالَ : وَأَيْنَ لَكُمْ إمَامٌ مِثْلُ عَلِيٍّ.
38467- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ زِيَادٍ ، عَنْ تُبَيْعٍ ، قَالَ : قَالَ كَعْبٌ : إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ كَلْبًا ، فَاتَّقِ اللَّهَ لاَ يَضُرَّنَّكَ شَرُّهُ.
38468- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حميد ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ سياه ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّهُ قَالَ فِي الْفِتْنَةِ : إِنَّهُ مَن شخص لَهُ أَردته.
38469- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ مبشر بْنِ الْمُحَرَّر ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : تُوشِكُ الْمَدِينَةُ أَنْ لاَ يُحْمَلَ إلَيْهَا طَعَامٌ عَلَى قَتَبٍ ، وَيَكُونُ طَعَامُ أَهْلِهَا بِهَا ، مَنْ كَانَ لَهُ أَصْلٌ ، أَوْ حَرْثٌ ، أَوْ مَاشِيَةٌ يَتْبَعُ أَذْنَابَهَا فِي أَطْرَافِ السَّحَابِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمَ الْبُنْيَانَ قَدْ عَلاَ سَلَعًا فَارْتَبضُوهُ.
38470- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ عَمْرو بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَفَرٍ ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ تَعَجَّلَ قَوْمٌ عَلَى رَايَاتِهِمْ ، فَأَرْسَلَ فَجِيءَ بِهِمْ ، فَقَالَ : مَا أَعْجَلَكُمْ ، قَالُوا : أَوَلَيْسَ قَدْ أَذِنْت لَنَا ، قَالَ : لاَ ، وَلاَ شَبَّهْت وَلَكِنَّكُمْ تَعَجَّلْتُمْ إِلَى النِّسَاءِ بِالْمَدِينَةِ ، ثُمَّ قَالَ : أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي مَتَى تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ قِبَلِ جَبَلِ الْوِرَاقِ تُضِيءُ لَهَا أَعْنَاقُ الإِبِلِ بُرُوكًا إِلَى بَرْكِ الْغِمَادِ مِنْ عَدَنَ أَبْيَنَ كَضَوْءِ النَّهَارِ.
38471- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلاَمٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم : مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ ، فَقَالَ : أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ آنِفًا ، أَنَّ نَارًا تَحْشُرُهُمْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ.
38472- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : أَيُّهَا النَّاسُ ، هَاجِرُوا قِبَلَ الْحَبَشَةِ ، تَخْرُجُ مِنْ أَوْدِيَةِ بَنِي عَلِيٍّ نَارٌ تُقْبِلُ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ تَحْشُرُ النَّاسَ ، تَسِيرُ إِذَا سَارُوا ، وَتُقِيمُ إِذَا ناموا حَتَّى إِنَّهَا لِتَحْشُر الْجِعْلاَنَ حَتَّى تَنْتَهِيَ بِهِمْ إِلَى بُصْرَى ، وَحَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَقَعُ فَتَقِفُ حَتَّى تَأْخُذَهُ.
38473- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ ، عَنْ جُوَيْبِرٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَوْلُهُ {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ ونحاس}، قَالَ : نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ تَحْشُرُ النَّاسَ حَتَّى ، أَنَّهَا لَتَحْشُرُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ ، تَبِيتُ حَيْثُ بَاتُوا ، وَتَقِيلُ حَيْثُ قَالُوا.
38474- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ حِمَازٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَيْتَ شِعْرِي مَتَى تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ قِبَلِ الْوِرَاقِ تُضِيءُ لَهَا أَعْنَاقُ الإِبِلِ بِبُصْرَى بُرُوكًا كَضَوْءِ النَّهَارِ.
38475- حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ يَحْيَى ، قَالَ : حدَّثَنِي أَبُو قِلاَبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : سَتَخْرُجُ نَارٌ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مِنْ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ ، تَحْشُرُ النَّاسَ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَمَا تَأْمُرُنَا ، قَالَ : عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ.
38476- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ حَبِيبٍ ، عَنْ هُذَيْلٍ بْن شُرَحْبِيلَ ، قَالَ : خَطَبَهُمْ مُعَاوِيَةُ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إنَّكُمْ جِئْتُمْ فَبَايَعْتُمُونِي طَائِعِينَ وَلَوْ بَايَعْتُمْ عَبْدًا حَبَشِيًّا مُجْدَعًا لَجِئْت حَتَّى أُبَايِعَهُ مَعَكُمْ ، فَلَمَّا نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ ، قَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : تَدْرِي أَيَّ شَيْءٍ جِئْت بِهِ الْيَوْمَ زَعَمْت أَنَّ النَّاسَ بَايَعُوك طَائِعِينَ ، وَلَوْ بَايَعُوا عَبْدًا حَبَشِيًّا لَجِئْت حَتَّى تُبَايِعَهُ مَعَهُمْ ، قَالَ : فَنَدِمَ فَعَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، وَهَلْ كَانَ أَحَدٌ أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنِّي ، وَهَلْ هُوَ أَحَدٌ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنِّي ، قَالَ : وَابْنُ عُمَرَ جَالِسٌ ، قَالَ : فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : هَمَمْت أَنْ أَقُولَ : أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْك مَنْ ضَرَبَك وَأَبَاك على الإِسْلاَم ، ثُمَّ خِفْت أَنْ تَكُونَ كَلِمَتِي فَسَادًا وَذَكَرْت مَا أَعَدَّ اللَّهُ فِي الْجِنَانِ ، فَهَوَّنْ عَلَيَّ مَا أَقُولُ.
38477- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ مَعَ عَلِيٍّ عَلَى مُقَدَّمَتِهِ وَمَعَهُ خَمْسَةُ آَلاَفٍ قَدْ حَلَقُوا رُؤُوسَهُمْ بَعْدَ مَا مَاتَ عَلِيٌّ ، فَلَمَّا دَخَلَ الْحَسَنُ فِي بَيْعَةِ مُعَاوِيَةَ أَبَى قَيْسٌ أَنْ يَدْخُلَ ، فَقَالَ : لأَصْحَابِهِ : مَا شِئْتُمْ ، إِنْ شِئْتُمْ جَالَدْت بِكُمْ أَبَدًا حَتَّى يَمُوت الأَعْجَلِ ، وَإِنَّ شِئْتُمْ أَخَذْت لَكُمْ أَمَانًا ، فَقَالُوا : خُذْ لَنَا , فَأَخَذَ لَهُمْ أَنَّ لَهُمْ كَذَا وَكَذَا ، وَأَنْ لاَ يُعَاقَبُوا بِشَيْءٍ ، وَأَنِّي رَجُلٌ مِنْهُمْ ، وَلَمْ يَأْخُذْ لِنَفْسِهِ خَاصَّةً شَيْئًا ، فَلَمَّا ارْتَحَلَ نَحْوَ الْمَدِينَةِ وَمَضَى بِأَصْحَابِهِ جَعَلَ يَنْحَرُ لَهُمْ كُلَّ يَوْمٍ جَزُورًا حَتَّى بَلَغَ.
38478- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ شَهِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ : رَحِم اللَّهُ ابْنَ الزُّبَيْرِ ، أَرَادَ دَنَانِيرَ الشَّامِ ، رَحِم اللَّهُ مَرْوَانَ ، أَرَادَ دَرَاهِمَ الْعِرَاقِ.
38479- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، عَنْ فِطْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا مُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، قَالَ : اتَّقُوا هَذِهِ الْفِتَنَ فَإِنَّهَا لاَ يَسْتَشْرِفُ لَهَا أَحَدٌ إِلاَّ اسْتَبْقَتْهُ ، أَلاَ إِنَّ هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ لَهُمْ أَكلٌ وَمُدَّةٌ ، لَوِ اجْتَمَعَ مَنْ فِي الأَرْضِ أَنْ يُزِيلُوا مُلْكَهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى ذَلِكَ ، حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يَأْذَنُ فِيهِ ، أَتَسْتَطِيعُونَ أَنْ تُزِيلُوا هَذِهِ الْجِبَالَ.
38480- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : لَمَّا بُويِعَ لِعَلِيٍّ أَتَانِي ، فَقَالَ : إنَّك امْرُؤٌ مُحَبَّبٌ فِي أَهْلِ الشَّامِ ، فَإِنِّي قَدَ اسْتَعْمَلْتُك عَلَيْهِمْ فَسِرْ إلَيْهِمْ ، قَالَ : فَذَكَرْت الْقَرَابَةَ وَذَكَرْت الصِّهْرَ ، فَقُلْتُ : أَمَّا بَعْدُ ، فَوَاللهِ لاَ أُبَايِعُك ، قَالَ : فَتَرَكَنِي وَخَرَجَ ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ جَاءَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى أُمِّ كُلْثُومٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهَا وَتَوَجَّهَ إِلَى مَكَّةَ فَأَتَى عَلِي ، فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ ابْنَ عُمَرَ قَدْ تَوَجَّهَ إِلَى الشَّامِ فَاسْتَنْفِرَ النَّاسَ ، قَالَ : فَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُعَجِّلُ حَتَّى يُلْقِيَ رِدَاءَهُ فِي عُنُقِ بَعِيرِهِ ، قَالَ : وَأَتَيْت أُمَّ كُلْثُومٍ فَأُخْبرْت ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِيهَا : مَا الَّذِي تَصْنَعُ قَدْ جَاءَنِي الرَّجُلُ وَسَلَّمَ عَلَيَّ وَتَوَجَّهَ إِلَى مَكَّةَ ، فَتَرَاجَعَ النَّاسُ.
38481- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : دَخَلْت أَنَا ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى أَسْمَاءَ قَبْلَ قَتْلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِعَشْرِ لَيَالٍ وَأَسْمَاءُ وَجِعَةٌ ، فَقَالَ لَهَا عَبْدُ اللهِ : كَيْفَ تَجِدِينَك ، قَالَتْ : وَجِعَةٌ ، قَالَ : إِنَّ فِي الْمَوْتِ لَعَافِيَةٌ ، قَالَتْ : لَعَلَّك تَشْتَهِي مَوْتِي ، فَلِذَلِكَ تَمَنَّاهُ ، فَوَاللهِ مَا أَشْتَهِي أَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَأْتِيَ عَلَى أَحَد طَرَفَيْك ، إمَّا أَنْ تُقْتَلَ فَأَحْتَسِبَك ، وَإِمَّا أَنْ تَظْهَرَ فَتَقَرَّ عَيْنِي ، فَإِيَّاكَ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْك خُطَّةٌ لاَ تُوَافِقُك ، فَتَقْبَلهَا كَرَاهَةَ الْمَوْتِ ، وَإِنَّمَا عَنْى ابْنُ الزُّبَيْرِ لِيُقْتَلَ فَيُحْزِنُهَا بِذَلِكَ.
38482- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، قَالَ : أَتَيْتُ أَسْمَاءَ بَعْدَ قَتْلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، فَقُلْتُ : بَلَغَنِي أنَّهُمْ صَلَبُوا عَبْدَ اللهِ مُنَكَّسًا ، وَعَلَّقُوا مَعَهُ هِرَّةً ، وَاللهِ إنِّي لَوَدِدْت أَنْ لاَ أَمُوت حَتَّى يُدْفَعَ إلَيَّ فَأُغَسِّلَهُ وَأُحَنِّطَهُ وَأُكَفِّنَهُ ، ثُمَّ أَدْفِنَهُ ، فَمَا لَبِثُوا أَنْ جَاءَ كِتَابُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنْ يُدْفَعَ إِلَى أَهْلِهِ ، فَأُتِيَتْ بِهِ أَسْمَاءَ فَغَسَّلَتْهُ وَحَنَّطَتْهُ وَكَفَّنَتْهُ ، ثُمَّ دَفَنَتْهُ.
38483- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ مَنْصُورِ ابْنِ صَفِيَّةَ ، عَنْ أُمِّهِ ، قَالَتْ : دَخَلَ ابْنُ عُمَرَ الْمَسْجِدَ ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ مَصْلُوبٌ ، فَقَالُوا لَهُ : هَذِهِ أَسْمَاءُ ، فَأَتَاهَا وَذَكَّرَهَا وَوَعَظَهَا ، وَقَالَ : إِنَّ الْجُثَّةَ لَيْسَتْ بِشَيْءٍ ، وَإِنَّ الأَرْوَاحَ عِنْدَ اللهِ فَاصْبِرِي وَاحْتَسِبِي ، فَقَالَتْ : وَمَا يَمْنَعُنِي مِنَ الصَّبْرِ وَقَدْ أُهْدِيَ رَأْسُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا إِلَى بِغَيٍّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إسْرَائِيلَ.
38484- حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أُخْبِرت ، أَنَّ الْحَجَّاجَ حِينَ قَتَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ جَاءَ بِهِ إِلَى مِنًى فَصَلَبَهُ عِنْدَ الثَّنِيَّةِ فِي بَطْنِ الْوَادِي ، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ : انْظُرُوا إِلَى هَذَا ، هَذَا شَرُّ الأُمَّةِ ، فَقَالَ : إنِّي رَأَيْت ابْنَ عُمَرَ جَاءَ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ فَذَهَبَ لِيُدْنِيَهَا مِنَ الْجِذْعِ فَجَعَلَتْ تَنْفَرُ ، فَقَالَ لِمَوْلًى لَهُ : وَيْحَك ، خُذْ بِلِجَامِهَا فَأَدْنِهَا ، قَالَ : فَرَأَيْته أَدْنَاهَا فَوَقَفَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَهُوَ يَقُولُ : رَحِمَك اللَّهُ إِنْ كُنْت لَصَوَّامًا قَوَّامًا ، وَلَقَدْ أَفْلَحَتْ أُمَّةٌ أَنْتَ شَرُّهَا.
38485- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شِمْرٍ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ يَِسَافٍ ، قَالَ : حدَّثَنِي الْبَرِيدُ الَّذِي جَاءَ بِرَأْسِ الْمُخْتَارِ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : لَمَّا وَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ : مَا حَدَّثَنِي كَعْبٌ بِحَدِيثٍ إِلاَّ رَأَيْت مِصْدَاقَهُ غَيْرَ هَذَا ، فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَنَّه يَقْتُلَنِي رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ ، أَرَانِي أَنَا الَّذِي قَتَلْتُهُ.
38486- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ ، عَنْ مُنْذِرٍ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ فَرَأَيْته يَتَقَلَّبُ عَلَى فِرَاشِهِ وَيَنْفُخُ ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : مَا يَكْرُبُك مِنْ أَمْرِ عَدُوِّكَ هَذَا ابْنِ الزُّبَيْرِ ، فَقَالَ : وَاللهِ مَا بِي عَدُوُّ اللَّه هَذَا ابْنُ الزُّبَيْرِ ، وَلَكِنْ بِي مَا يَفْعَلُ فِي حَرَمِهِ غَدًا ، قَالَ : ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْت أَعْلَمُ مِمَّا عَلَّمْتَنِي ، أَنَّهُ يَحْرُمُ مِنْهَا قَتِيلاً يُطَافُ بِرَأْسِهِ فِي الأَمْصَارِ ، أَوْ فِي الأَسْوَاقِ.
38487- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَتَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ ، إيَّاكَ وَالإِلْحَادَ فِي حَرَمِ اللهِ ، فَإِنِّي سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : إِنَّهُ سَيُلْحِدُ فِيهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لَوْ أَنَّ ذُنُوبَهُ تُوزَنُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَرَجَحَتْ عَلَيْهِ ، فَانْظُرْ لاَ تَكُونَهُ.
38488- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَتَى مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ وَهُوَ يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : ابْنُ أَخِيك مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : صَاحِبُ الْعِرَاقِ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : جِئْت لأَسْأَلَك ، عَنْ قَوْمٍ خَلَعُوا الطَّاعَةَ وَسَفَكُوا الدِّمَاءَ وَجَبَوا الأَمْوَالَ فَقُوتِلُوا فَغُلِبُوا , فَدَخَلُوا قَصْرًا فَتَحَصَّنُوا فِيهِ ، ثُمَّ سَأَلُوا الأَمَانَ فَأُعْطَوْهُ ، ثُمَّ قُتِلُوا ، قَالَ : وَكَمَ الْعُدَّةُ ، قَالَ : خَمْسَةُ آَلاَفٍ ، قَالَ : فَسَبَّحَ ابْنُ عُمَرَ عِنْدَ ذَلِكَ ، وَقَالَ : عَمَّرَك اللَّهُ يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ ، لَوْ أَنَّ رَجُلاً أَتَى مَاشِيَةَ الزُّبَيْرِ فَذَبَحَ مِنْهَا فِي غَدَاةٍ خَمْسَةَ آلاَفٍ أَكُنْتَ تَرَاهُ مُسْرِفًا ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَتَرَاهُ إسْرَافًا فِي بَهَائِمَ لاَ تَدْرِي مَا اللَّهُ ، وَتَسْتَحِلُّهُ مِمَّنْ هَلَّلَ اللَّهَ يَوْمًا وَاحِدًا.
38489- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، قَالَ : مَا رَأَيْت رَجُلاً هُوَ أَسَبُّ مِنْهُ ، يَعني ابْنَ الزُّبَيْرِ.
38490- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ أَهْلَ الشَّامِ كَانُوا يُقَاتِلُونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَيَصِيحُونَ بِهِ : يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ ، فَقَالَ : ابْنُ الزُّبَيْرِ :
وَتِلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْك عَارُهَا.
قَالَتْ أَسْمَاءُ : عَيَّرُوك بِهِ ؟ قَالَ نَعَمْ ، قَالَتْ : فَهُوَ وَاللهِ حَقُّ.
38491- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ كَانَ يَشُدُّ عَلَيْهِمْ حَتَّى يُخْرِجَهُمْ ، عَنِ الأَبْوَابِ وَيَقُولُ :
لَوْ كَانَ قَرْنِي وَاحِدًا كُفِيْتُه.
ويقول :
وَلَسْنَا عَلَى الأَعْقَابِ تَدْمَى كُلُومُنَا ... وَلَكِنْ عَلَى أَقْدَامِنَا تَقْطُرُ الدِّمَا.
38492- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ الأَسَدِيُّ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قُطْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : الْزَمُوا هَذِهِ الطَّاعَةَ وَالْجَمَاعَةَ ، فَإِنَّهُ حَبْلُ اللهِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ ، وَأَنَّ مَا تَكْرَهُونَ فِي الْجَمَاعَةِ خَيْرٌ مِمَّا تُحِبُّونَ فِي الْفُرْقَةِ ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا قَطُّ إِلاَّ جَعَلَ لَهُ مُنْتَهًى ، وَإِنَّ هَذَا الدِّينَ قَدْ تَمَّ ، وَإِنَّهُ صَائِرٌ إِلَى نُقْصَانٍ ، وَإِنَّ أَمَارَةَ ذَلِكَ أَنْ تَنْقَطِعَ الأَرْحَامُ ، وَيُؤْخَذَ الْمَالُ بِغَيْرِ حَقِّهِ ، وَتُسْفَكَ الدِّمَاءُ وَيَشْتَكِي ذُو الْقَرَابَةِ قَرَابَتَهُ لاَ يَعُودُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ ، وَيَطُوفُ السَّائِلُ بَيْنَ جُمُعَتَيْنِ لاَ يُوضَعُ فِي يَدِهِ شَيْءٌ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إذْ خَارَتِ الأَرْضُ خُوَارَ الْبَقَرَةِ يَحْسِبُ كُلُّ أُنَاسٍ ، أَنَّهَا خَارَتْ مِنْ قِبَلِهِمْ ، فَبَيْنَمَا النَّاسُ كَذَلِكَ إذْ قَذَفَتِ الأَرْضُ بِأَفْلاَذِ كَبِدِهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، لاَ يَنْفَعُ بَعْدُ شَيْءٌ مِنْهُ ذَهَبٌ وَلاَ فِضَّةٌ.
38493- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنْ يَحْيَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : أَشْرَفَ عَبْدُ اللهِ عَلَى دَارِهِ ، فَقَالَ : أَعْظِمْ بِهَا خِرْبَةً ، لَيُحِيطُنَّ فَقِيلَ : مَنْ ؟ فَقَالَ : أُنَاسٌ يَأْتُونَ مِنْ هَاهُنَا ، وَأَشَارَ أَبُو حَصِينٍ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَغْرِبِ.
38494- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنْ أَرَقْمَ بْنِ يَعْقُوبَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ يَقُولُ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا خَرَجْتُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ هَذِهِ إِلَى جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَمَنَابِتِ الشِّيحِ قُلْتُ : مَنْ يُخْرِجُنَا مِنْ أَرْضِنَا ، قَالَ : عَدُوُّ اللهِ.
38495- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : كَأَنِّي بِهِمْ مُشْرِفِي آذَانَ خَيْلِهِمْ رَابِطِيهَا بِحَافَّتَيَ الْفُرَاتِ.
38496- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : مَا تَلاعَنَ قَوْمٌ قَطُّ إِلاَّ حَقَّ عَلَيْهِمَ الْقَوْلُ.
38497- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَن هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : مَا أُبَالِي عَلَى كَفِّ مَنْ ضَرَبْتُ بَعْدَ عُمَرَ.
38498- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : إِنَّ الْفِتْنَةَ لَتُعْرَضُ عَلَى الْقُلُوبِ ، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُقِطَ عَلَى قَلْبِهِ نُقَطٌ سُود ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُقِطَ عَلَى قَلْبِهِ نُقْطَةٌ بَيْضَاءُ ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْلَمَ أَصَابَتْهُ الْفِتْنَةُ أَمْ َلا ، فَلْيَنْظُرْ ، فَإِنْ رَأَى حَرَامًا مَا كَانَ يَرَاهُ حَلاَلاً ، أَوْ يَرَى حَلاَلاً مَا كَانَ يَرَاهُ حَرَامًا فَقَدْ أَصَابَتْهُ.
38499- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا قُطْبَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ قيْسِ بْنِ سَكَنٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَوِ اعْتَرَضَتْهُمْ فِي الْجُمُعَةِ بِنَبْلٍ مَا أَصَابَتْ إِلاَّ كَافِرًا.
38500- حَدَّثَنَا حَفْصٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدٍ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : إِنَّ لِلْفِتْنَةِ وَقَفَاتٍ وَبَعَثَاتٍ ، فَإِنَ اسْتَطَعْت أَنْ تَمُوتَ فِي وَقَفَاتِهَا فَافْعَلْ ، وَقَالَ : مَا الْخَمْرُ صِرْفًا بِأَذْهَبَ لِعُقُولِ الرِّجَالِ مِنَ الْفِتَنِ.
38501- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قالاَ : أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ ، عَنْ رُفَيْعٍ أَبِي كَثِيرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيًّا يَقُولُ : تَمْتَلِئُ الأَرْضُ ظُلْمًا وَجَوْرًا حَتَّى يَدْخُلَ كُلَّ بَيْتٍ خَوْفٌ وَحَرْبٌ يَسْأَلُونَ دِرْهَمَيْنِ وَجَرِيبَيْنِ فَلاَ يُعْطَوْنَهُ ، فَيَكُونُ تَقْتَالٌ بِتَقْتَالٍ وَتَسْيَارٌ بِتَسْيَارٍ حَتَّى يُحِيطَ اللَّهُ بِهِمْ فِي مِصْرِهم ، ثُمَّ تُمَْلأَ الأَرْضُ عَدْلاً وَقِسْطًا ، وَقَالَ وَكِيعٌ : حَتَّى يُحِيطَ اللَّهُ بِهِمْ فِي مِصْرِهِ.
38502- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : جَلَدَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَجُلاً حَدًّا ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جَلَدَ رَجُلاً آخَرَ حَدًّا ، فَقَالَ رَجُلٌ هَذِهِ وَاللهِ الْفِتْنَةُ ، جَلَدَ أَمْسُ رَجُلاً فِي حَدٍ ، وَجَلَدَ الْيَوْمَ رَجُلاً فِي حَدٍّ ، فَقَالَ : خَالِدٌ : لَيْسَ هَذِهِ بِفِتْنَةٍ ، إنَّمَا الْفِتْنَةُ أَنْ تَكُونَ فِي أَرْضٍ يُعْمَلُ فِيهَا بِالْمَعَاصِي فَتُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا إِلَى أَرْضٍ لاَ يُعْمَلُ فِيهَا بِالْمَعَاصِي فَلاَ تَجِدُهَا.
38503- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ سعد بْنِ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : لَمَّا تَحَسَّر النَّاسُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ كَتَبُوا بَيْنَهُمْ كِتَابًا أَنْ لاَ يَسْتَعْمِلَ عَلَيْهِمْ إِلاَّ رَجُلاً يَرْضَوْنَهُ لأَنْفُسِهِمْ وَدِينِهِمْ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إذْ قَدِمَ حُذَيْفَةُ مِنَ الْمَدَائِنِ فَأَتَوْهُ بِكِتَابِهِمْ فَقَالُوا : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، صَنَعنَا بِهَذَا الرَّجُلِ مَا قَدْ بَلَغَك ، ثُمَّ كَتَبْنَا هَذَا الْكِتَابَ وَأَحْبَبْنَا أَنْ لاَ نَقْطَعَ أَمْرًا دُونَك ، فَنَظَرَ فِي كِتَابِهِمْ وَضَحِكَ ، وَقَالَ : وَاللهِ مَا أَدْرِي أَيُّ الأَمْرَيْنِ أَرَدْتُمْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَتَوَلَّوْا سُلْطَانَ قَوْمٍ لَيْسَ لَكُمْ أو أَرَدْتُمْ أَنْ تَرُدُّوا هَذِهِ الْفِتْنَةَ حَيْثُ أَطْلَعتْ خِطَامَهَا وَاسْتَوَتْ ، إِنَّهَا لَمُرْسَلَةٌ مِنَ اللهِ فِي الأَرْضِ تَرْتَعِي حَتَّى تَطَأَ عَلَى خِطَامِهَا ، لَنْ يَسْتَطِيعَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ لَهَا رَدًّا وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يُقَاتِلُ فِيهَا إِلاَّ قُتِلَ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ قَزَعًا كَقَزَعِ الْخَرِيفِ يَكُونُ بِهِمْ بَيْنَهُمْ.
38504- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ شَيْبَانَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ زَاذَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ : لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْكُمْ زَمَانٌ خَيْرُكُمْ فِيهِ مَنْ لاَ يَأْمُرُ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ يَنْهَى عَنْ مُنْكَرٍ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : أَيَأْتِي عَلَيْنَا زَمَانٌ نَرَى الْمُنْكَرَ فِيهِ فَلاَ نُغَيِّرُهُ ؟ فَلاَ وَاللهِ لَنَفْعَلنَّ ، قَالَ : فَجَعَلَ حُذَيْفَةُ يَقُولُ بِأُصْبُعِهِ فِي عَيْنِهِ : كَذَبْت وَاللهِ ثَلاَثًا ، قَالَ الرَّجُلُ : فَكَذَبْت وَصَدَقَ.
38505- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ ، عَنْ شَيْبَانَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ : لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يَتَمَنَّى الرَّجُلُ فِيهِ الْمَوْتَ فَيُقْتَلُ ، أَوْ يَكْفُرُ ، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يَتَمَنَّى الرَّجُلُ الْمَوْتَ مِنْ غَيْرِ فَقْرٍ.
38506- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْضًا يُقَالُ لَهَا الْبَصْرَةُ ، أَوِ الْبَصِيرَةُ إِلَى جَنْبِهَا نَهْرٌ يُقَالُ لَهُ دِجْلَةُ ذُو نَخْلٍ كَثِيرٍ يَنْزِلُ بِهِ بَنُو قَنْطُورَاءَ فَتَفْتَرِقُ النَّاسُ ثَلاَثَ فِرَقٍ : فِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِأَصْلِهَا وَهَلَكُوا ، وَفِرْقَةٌ تَأْخُذُ عَلَى أَنْفُسِهَا وَكَفَرُوا ، وَفِرْقَةٌ يَجْعَلُونَ ذَرَارِيَّهُمْ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ فَيُقَاتِلُونَ ، قَتْلاَهُمْ شُهَدَاءُ ، يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى بَقِيَّتِهِمْ.
38507- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمَ الشَّعْرُ ، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا صِغَارَ الأَعْيُنِ.
38508- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمَ الشَّعْرُ ، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا صِغَارَ الأَعْيُنِ ذُلْفَ الآنُفِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمَ الْمَجَانُ الْمُطْرَقَةُ.
38509- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيُّ يَقُولُ : بِحَسْبِ أَصْحَابِي الْقَتْلُ.
38510- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنْ أُسَيْدَ بْنِ حُضَيْرٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ لِلأَنْصَارِ : إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ.
38511- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ نُسَيْرٍ ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ حُزيمَةَ ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ ، قَالَ : لَمَّا جَاءَ قَتْلُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ.
38512- حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو رَوْقٍ الْهَمْدَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْغَرِيف قَالَ : كُنَّا مُقَدَّمَةَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا بِمَسْكَنٍ مُسْتَمِيتِينَ تَقْطُرُ سُيُوفُنَا مِنَ الْجِدِّ عَلَى قِتَالِ أَهْلِ الشَّامِ وَعَلَيْنَا أَبُو الْعَمَرَّطة ، قَالَ : فَلَمَّا أَتَانَا صُلْحُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ كَأَنَّمَا كُسِرَتْ ظُهُورُنَا مِنَ الْحُزْنِ وَالْغَيْظِ ، قَالَ : فَلَمَّا قَدِمَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفَةَ قَامَ إلَيْهِ رَجُلٌ مِنَّا يُكْنَى أَبَا عَامِرٍ ، فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْك يَا مُذِلَّ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ : لاَ تَقُلْ ذَاكَ يَا أَبَا عَامِرٍ ، وَلَكِنِّي كَرِهْت أَنْ أَقْتُلَهُمْ طَلَبَ الْمُلْكِ ، أَوْ عَلَى الْمُلْكِ.
38513- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ : حدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى ، عَنْ جَدِّهِ رِيَاحِ بْنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : قَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بَعْدَ وَفَاةِ عَلِي ، فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ ، وَإِنَّ أَمْرَ اللهِ وَاقِعٌ وَإِنْ كَرِهَ النَّاسُ ، وَإِنِّي وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنْ إِلَيَّ مِنْ أَمْرِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مَا يَزِنُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ يُهْرَاقُ فِيهَا مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ مُنْذُ عَلِمْت مَا يَنْفَعُنِي مِمَّا يَضُرُّنِي ، فَالْحَقُوا بِمَطِيِّكُمْ .
38514- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : دَخَلْت أَنَا وَرَجُلٌ علَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ نَعُودُهُ ، فَجَعَلَ يَقُولُ لِذَلِكَ الرَّجُلِ : سَلْنِي قَبْلَ أَنْ لاَ تَسْأَلنِي ، قَالَ : مَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَك شَيْئًا ، يُعَافِيك اللَّهُ ، قَالَ : فَقَامَ فَدَخَلَ الْكَنِيفَ ، ثُمَّ خَرَجَ إلَيْنَا ، ثُمَّ قَالَ : مَا خَرَجْت إلَيْكُمْ حَتَّى لَفَظْت طَائِفَةً مِنْ كَبِدِي أُقَلِّبُهَا بِهَذَا الْعُود ، وَلَقَدْ سُقِيت السُّمَّ مِرَارًا مَا شَيْءٌ أَشَدُّ مِنْ هَذِهِ الْمَرَّةِ ، قَالَ : فَغَدَوْنَا عَلَيْهِ مِنَ الْغَدِ فَإِذَا هُوَ فِي السُّوقِ ، قَالَ : وَجَاءَ الْحُسَيْنُ فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَقَالَ : يَا أَخِي ، مَنْ صَاحِبُك ؟ قَالَ : تُرِيدُ قَتْلَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : لَئِنْ كَانَ الَّذِي أَظُنُ ، لَلَّهُ أَشَدُّ نِقْمَةً ، وَإِنْ كَانَ بَرِيئًا فَمَا أُحِبُّ أَنْ يُقْتَلَ بَرِيءٌ.
38515- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ شَرِيكٍ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ غَالِبٍ ، قَالَ : لَقِيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ بِمَكَّةَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، بَلَغَنِي أَنَّك تُرِيدُ الْعِرَاقَ ، قَالَ : أَجَلْ ، قَالَ : فَلاَ تَفْعَلْ فَإِنَّهُمْ قَتَلَةُ أَبِيك ، الطَّاعِنُونَ فِي بَطْنِ أَخِيك ، وَإِنْ أَتَيْتَهُمْ قَتَلُوك.
38516- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْعِتْرِيُّ ، عَنْ جَبَلَةَ بِنْتِ المصفح ، قَالَتْ : أَوْصَى مَالِكُ بْنُ ضَمْرَةَ بِسِلاَحِهِ لِلْمُجَاهِدِينَ مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ أَلاَّ يُقَاتَلُ بِهِ أَهْلُ نُبُوَّةٍ ، قَالَ : فَقَالَ : أَخُوهُ عِنْدَ رَأْسِهِ : يَا أَخِي عِنْدَ الْمَوْتِ تَقُولُ هَذَا ، قَالَ : هُوَ ذَاكَ ، قَالَ : فَنَحْنُ فِي حِلٍّ إِنِ احْتَاجَ وَلَدُك أَنْ يَبِيعَ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَذَهَبَ السِّلاَحُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلاَّ رُمْحٌ ، قَالَتْ : فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَعْثِ الَّذِينَ سَارُوا إِلَى الْحُسَيْنِ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ مَالِكَ ، يَا مُوسَى ، أَعِرْنِي رُمْحَ أَبِيك أَعْتَرِضْ بِهِ ، قَالَ : فَقَالَ : يَا جَارِيَةُ ، أَعْطِهِ الرُّمْحَ ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِهِ : يَا مُوسَى ، أَمَا تَذْكُرُ وَصِيَّةَ أَبِيك ، قَالَتْ : وَقَدْ مَرَّ الرَّجُلُ بِالرُّمْحِ ، قَالَتْ : فَلَحِقَ الرَّجُلُ فَأَخَذَ الرُّمْحَ مِنْهُ فَكَسَرَهُ.
38517- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : رَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ مَعَهُ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَقَالَ : إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّد ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
38518- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ ، عَنِ ابْن الْحَنَفِيَّةِ ، قَالَ : الْفِتْنَةُ مَنْ قَابَلَهَا اجْتِيحَ.
38519- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنِ ابْنِ طَاوُوس ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : جَاءَنِي حُسَيْنٌ يَسْتَشِيرُنِي فِي الْخُرُوجِ إِلَى مَا هَاهُنَا يَعْنِي الْعِرَاقَ ، فَقُلْتُ : لَوْلاَ أَنْ يُزْرُوا بِي وَبِكَ لَشَبَّثْتُ يَدِي فِي شَعْرِكَ ، إِلَى أَيْنَ تَخْرُجُ ؟ إِلَى قَوْمٍ قَتَلُوا أَبَاك وَطَعَنُوا أَخَاك ، فَكَانَ الَّذِي سَخَا بِنَفْسِي عَنْهُ أَنْ قَالَ لِي : إِنَّ هَذَا الْحَرَمَ يُسْتَحَلُّ بِرَجُلٍ ، وَلأَنْ أُقْتَلَ فِي أَرْضِ كَذَا وَكَذَا غَيْرَ أَنَّهُ يُبَاعِدُهُ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ.
38520- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا إسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : لَيُقْتَلَنَّ الْحُسَيْنُ قَتْلاً ، وَإِنِّي لأَعْرِفُ تُرْبَةَ الأَرْضِ الَّتِي بِهَا يُقْتَلُ ، يُقْتَلُ قَرِيبًا مِنَ النَّهْرَيْنِ.
38521- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَرْبَدَ النَّخَعِيِّ ، قَالَ : قالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : دَخَلَ الْحُسَيْنُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا جَالِسَةٌ عَلَى الْبَابِ ، فَتَطَلَّعْت فَرَأَيْتُ فِي كَفِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا يُقَلِّبُهُ وَهُوَ نَائِمٌ عَلَى بَطْنِهِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، تَطَلَّعْتُ فَرَأَيْتُكَ تُقَلِّبُ شَيْئًا فِي كَفِّكَ ، وَالصَّبِيُّ نَائِمٌ عَلَى بَطْنِكَ وَدُمُوعُكَ تَسِيلُ ، فَقَالَ : إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي بِالتُّرْبَةِ الَّتِي يُقْتَلُ عَلَيْهَا ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّ أُمَّتِي يَقْتُلُونَهُ.
38522- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ : حدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ مُدْرِكٍ الْجُعْفِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَيٍّ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ سَافَرَ مَعَ عَلِي ، وَكَانَ صَاحِبَ مَطْهَرَتِهِ حَتَّى حَاذَى نِينَوَى وَهُوَ مُنْطَلِقٌ إِلَى صِفِّينَ فَنَادَى : صَبْرًا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، صَبْرًا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، فَقُلْتُ : مَاذَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَيْنَاهُ تَفِيضَانِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا لِعَيْنَيْك تَفِيضَانِ أَأَغْضَبَك أَحَدٌ ، قَالَ : قَامَ مِنْ عِنْدِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي ، أَنَّ الْحُسَيْنَ يُقْتَلُ بِشَطِّ الْفُرَاتِ ، فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ أَنْ فَاضَتَا.
38523- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ ، قَالَ : حدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ سَلاَّمٍ أَبِي شُرَحْبِيلَ ، عَنْ أَبِي هُرَيم ، قَالَ : بَعَرَتْ شَاةٌ لَهُ ، فَقَالَ لِجَارِيَةٍ لَهُ : يَا جَرْدَاءُ ، لَقَدْ أَذَكَرَنِي هَذَا الْبَعْرُ حَدِيثًا سَمِعْته مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَكُنْت مَعَهُ بِكَرْبَلاَءَ فَمَرَّ بِشَجَرَةٍ تَحْتَهَا بَعْرُ غِزْلاَنٍ فَأَخَذَهُ مِنْهُ قَبْضَةً فَشَمَّهَا ، ثُمَّ قَالَ : يُحْشَرُ مِنْ هَذَا الظَّهْرِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ.
38524- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ وَائِلِ بْنِ عَلْقَمَةَ ، أَنَّهُ شَهِدَ الْحُسَيْنَ بِكَرْبَلاَءَ ، قَالَ : فَجَاءَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : أَفِيكُمْ حُسَيْنٌ ؟ فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ ، فَقَالَ : أَبْشِرْ بِالنَّارِ ، قَالَ : بَلْ رَبٌّ غَفُورٌ رَحِيمٌ مُطَاعٌ ، قَالَ : وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا ابْنُ حُوَيْزَةَ ، قَالَ : اللَّهُمَّ حُذْهُ إِلَى النَّارِ ، قَالَ : فَذَهَبَ فَنَفَرَ بِهِ فَرَسُهُ عَلَى سَاقَيْهِ ، فَتَقَطَّعَ فَمَا بَقِيَ مِنْهُ غَيْرُ رِجْلِهِ فِي الرِّكَابِ.
38525- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ ، قَالَتْ : لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ , وَأَنَا يَوْمَئِذٍ جَارِيَةٌ قَدْ بَلَغْت مَبْلَغَ النِّسَاءِ ، أَوْ كِدْت أَنْ أَبْلُغَ مَكَثَتِ السَّمَاءُ بَعْدَ قَتْلِهِ أَيَّامًا كَالْعَلَقَةِ.
38526- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : جَاءَنَا قَتْلُ عُثْمَانَ وَأَنَا أُؤنِسُ مِنْ نَفْسِي شَبَابًا وَقُوَّةً , وَلَوْ قَتَلْتُ الْقِتَالَ ، فَخَرَجْتُ أُحْضِرُ النَّاسَ حَتَّى إِذَا كُنْت بِالرَّبَذَةِ إِذَا عَلِيٌّ بِهَا ، فَصَلَّى بِهِم الْعَصْرَ ، فَلَمَّا سَلَّمَ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ فِي مَسْجِدِهَا , وَاسْتَقْبَلَ الْقَوْمَ ، قَالَ : فَقَامَ إلَيْهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُكَلِّمُهُ وَهُوَ يَبْكِي ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : تَكَلَّمْ وَلاَ تخِنَّ خَنِينَ الْجَارِيَةِ ، قَالَ : أَمَرْتُك حِينَ حَصَرَ النَّاسُ هَذَا الرَّجُلَ أَنْ تَأْتِيَ مَكَّةَ فَتُقِيمَ بِهَا فَعَصَيْتنِي ، ثُمَّ أَمَرْتُك حِينَ قُتِلَ أَنْ تَلْزَمَ بَيْتَكَ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَى الْعَرَبِ غَوَارِبُ أَحْلاَمِهَا ، فَلَوْ كُنْت فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَضَرَبُوا إلَيْك آبَاطَ الإِبِلِ حَتَّى يَسْتَخْرِجُوك مِنْ جُحْرِكَ فَعَصَيْتنِي ، وَأَنَا أُنْشِدُك بِاللهِ أَنْ تَأْتِيَ الْعِرَاقَ فَتُقْتَلَ بِحَالِ مَضْيَعَةٍ ، قَالَ : فَقَالَ : عَلِيٌّ : أَمَّا قَوْلُك : آتِي مَكَّةَ ، فَلَمْ أَكُنْ بِالرَّجُلِ الَّذِي تُسْتَحَلُّ لِي مَكَّةُ ، وَأَمَّا قَوْلُك : قَتَلَ النَّاسُ عُثْمَانَ ، فَمَا ذَنْبِي إِنْ كَانَ النَّاسُ قَتَلُوهُ ، وَأَمَّا قَوْلُك : آتِي الْعِرَاقَ ، فَأَكُون كَالضَّبُعِ تَسْتَمِعُ اللَّدْمِ.
38527- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ الصُّلْحُ بَيْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ أَرَادَ الْحَسَنُ الْخُرُوجَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : مَا أَنْتَ بِاَلَّذِي تَذْهَبُ حَتَّى تَخْطُبَ النَّاسَ ، قَالَ : قَالَ الشَّعْبِيُّ : فَسَمِعْته عَلَى الْمِنْبَرِ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أما بعد فَإِنَّ أَكْيَسَ الْكَيْسِ التُّقَى ، وَإِنَّ أَعْجَزَ الْعَجْزِ الْفُجُورُ ، وَإِنَّ هَذَا الأَمْرَ الَّذِي اخْتَلَفْتُ أَنَا فِيهِ وَمُعَاوِيَةُ حَقٌّ كَانَ لِي ، فَتَرَكْتُهُ لِمُعَاوِيَةَ ، أَوْ حَقٌّ كَانَ لامْرِىءٍ أَحَقَّ بِهِ مِنِّي ، وَإِنَّمَا فَعَلْت هَذَا لِحَقْنِ دِمَائِكُمْ {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين} ثُمَّ نَزَلَ.
38528- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا مُجَالِدٌ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شريك ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ أُمَّتِي وَهُمْ جَمِيعٌ فَاضْرِبُوا رَأْسَهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ.
38529- حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ الشَّامِيِّ ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهَا فُسيلة ، عَنْ أَبِيهَا ، قَالَتْ : سَمِعْت أَبِي يَقُولُ : سَأَلْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَمِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُحِبَّ الرَّجُلُ قَوْمَهُ ، قَالَ : لاَ ، وَلَكِنْ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُعِينَ الرَّجُلُ قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْمِ.
38530- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِين أَتَى حُنَيْنًا مَرَّ بِشَجَرَةٍ يُعَلِّقُ الْمُشْرِكُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ يُقَالُ لَهَ : ذَاتُ أَنْوَاطٍ , فَقَالُوا : اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسَى : {اجْعَلْ لَنَا إلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً} ، لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ.
38531- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لَتَتَّبِعُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بَاعًا بِبَاعٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ وَشِبْرًا بِشِبْرٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمْ فِيهِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ، قَالَ : فَمَنْ إذَنْ.
38532- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ : لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حُلْوَهَا وَمُرَّهَا.
38533- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ ، عَنْ هُزَيْلٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : أَنْتُمْ أَشْبَهُ النَّاسِ سَمْتًا وَهَدْيًا بِبَنِي إسْرَائِيلَ لِتَسْلُكُنَّ طَرِيقَهُمْ حَذْو القذة بِالْقُذَّةِ وَالنَّعْلِ بِالنَّعْلِ ، وَقَالَ عَبْدُ اللهِ : إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا.
38534- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : لاَ يَكُونُ فِي بَنِي إسْرَائِيلَ شَيْءٌ إِلاَّ كَانَ فِيكُمْ مِثْلُهُ ، فَقَالَ رَجُلٌ يكون فِينَا قَوْمُ لُوطٍ ، قَالَ : نَعَمْ ، وَمَا تَرَى بَلَغَ ذَلِكَ لاَ أُمَّ لَك.
38535- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْن عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ : قَالَ : لَتَعْمَلُنَّ عَمَلَ بَنِي إسْرَائِيلَ فَلاَ يَكُونُ فِيهِمْ شَيْءٌ إِلاَّ كَانَ فِيكُمْ مِثْلُهُ ، فَقَالَ رَجُلٌ : تَكُونُ منَّا قِرَدَةٌ وَخَنَازِيرُ ، قَالَ : وَمَا يُبْرِيكَ مِنْ ذَلِكَ ، لاَ أُمَّ لَكَ ، قَالُوا : حَدِّثْنَا يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : لَوْ حَدَّثْتُكُمْ لاَفْتَرَقْتُمْ عَلَى ثَلاَثِ فِرَقٍ : فِرْقَةٍ تُقَاتِلنِي ، وَفِرْقَةٍ لاَ تَنْصُرُنِي ، وَفِرْقَةٍ تُكَذِّبُنِي أَمَا إنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ وَلاَ أَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَرَأَيْتُكُمْ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ أَنَّكُمْ تَأْخُذُونَ كِتَابَكُمْ فَتُحَرِّقُونَهُ وَتُلْقُونَهُ فِي الْحُشُوشِ ، صَدَّقْتُمُونِي ، قَالُوا : سُبْحَانَ اللهِ ، وَيَكُونُ هَذَا ، قَالَ : أَرَأَيْتُكُمْ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ أَنَّكُمْ تَكْسِرُونَ قِبْلَتَكُمْ ، صَدَّقْتُمُونِي ، قَالُوا : سُبْحَانَ اللهِ ، وَيَكُونُ هَذَا ، قَالَ : أَرَأَيْتُكُمْ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ ، أَنَّ أُمَّكُمْ تَخْرُجُ فِي فِرْقَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَتُقَاتِلُكُمْ ، صَدَّقْتُمُونِي ، قَالُوا : سُبْحَانَ اللهِ وَيَكُونُ هَذَا.
38536- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ حَبِيبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ : يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ ، تَأْتُونَ بِالْمُعْضِلاَتِ.
38537- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : اسْتَأْذَنْت عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : ادْخُلْ ، قُلْتُ : فَأَدْخُلُ كُلِّي ، أَوْ بَعْضِي ، قَالَ : ادْخُلْ كُلَّك ، فَدَخَلْت عَلَيْهِ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ وُضُوءًا مَكِيثًا ، فَقَالَ : يَا عَوْفَ بْنَ مَالِكَ ، سِتٌّ قَبْلَ السَّاعَةِ مَوْتُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم خُذْ إحْدَى ، فَكَأَنَّمَا انْتُزِعَ قَلْبِي مِنْ مَكَانِهِ ، وَفَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَمَوْتٌ يَأْخُذُكُمْ تُقْعَصُونَ بِهِ كَمَا تُقْعَصُ الْغَنَمُ ، وَأَنْ يَكْثُرَ الْمَالُ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَسْخَطُهَا ، وَفَتْحُ مَدِينَةِ الْكُفْرِ , وَهُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ، ثَمَانِينَ غَايَةً ، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا , فَيَكُونُونَ أَوْلَى بِالْغَدْرِ مِنْكُمْ.
38538- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ النَّهَّاسِ بْنِ قَهْمٍ ، قَالَ : حدَّثَنِي شَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : سِتٌّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ : مَوْتِي وَفَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَأَنْ يُعْطَى الرَّجُلُ أَلْفَ دِينَارٍ فَيَسْخَطُهَا , وَفِتْنَةٌ يَدْخُلُ حَزْنُهَا بَيْتَ كُلِّ مُسْلِمٍ , وَمَوْتٌ يَأْخُذُ فِي النَّاسِ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ ، وَأَنْ تَغْدِرَ الرُّومُ فَيَسِيرُونَ باثْنَي عَشَرَ أَلْفًا , تَحْتَ كُلِّ بَنْدٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا.
38539- حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ الْمُتَشَمِّسِ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى ، فَقَالَ : أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُنَاهُ ، قُلْنَا : بَلَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْهَرْجُ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا الْهَرْجُ ، قَالَ : الْقَتْلُ الْقَتْلُ ، قُلْنَا : أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ الْيَوْمَ ، قَالَ : لَيْسَ بِقَتْلِكُمَ الْكُفَّارَ ، وَلَكِنْ يِقَتْلُ الرَّجُلِ جَارَهُ وَأَخَاهُ ، وَابْنَ عَمِّهِ ، قَالَ : فَأُبْلَسْنَا حَتَّى مَا يُبْدِي أَحَدٌ مِنَّا عَنْ وَاضِحَةٍ : قَالَ : قُلْنَا : وَمَعنَا عُقُولُنَا يَوْمَئِذٍ ، قَالَ : تُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ ، وَيَخْلُفُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ يَحْسِبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ ، وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَقَدْ خَشِيت أَنْ يُدْرِكَنِي وَإِيَّاكُمَ الأُمُورُ ، وَلَئِنْ أَدْرَكَتْنَا مَا لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجٌ إِلاَّ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْنَا.
38540- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلىِّ الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ : إِذَا الْمُسْلِمَانِ حَمَلَ أَحَدُهُمَا عَلَى أَخِيهِ بِالسِّلاَحِ فَهُمَا عَلَى جُرْف جَهَنَّمَ ، فَإِذَا قَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ دَخَلاَهَا جَمِيعًا.
38541- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : الْمَلاَئِكَةُ تَلْعَنْ أَحَدَكُمْ إِذَا أَشَارَ بِحَدِيدَةٍ ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ.
38542- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ طُفَيْلٍ ، أَبِي سِيدَان ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، قَالَ : قَالَ حذَيْفَةُ : لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ بَنِي إسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَالْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ غَيْرَ أَنِّي لاَ أَدْرِي تَعْبُدُونَ الْعِجْلَ أَمْ لاَ.
38543- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : إِذَا فَشَتْ بُقْعَانُ أَهْلِ الشَّامِ ، فَمَنَ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ فَلْيَمُتْ.
38544- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامٌ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : قَدِمْت الشَّامَ ، قَالَ : فَقُلْتُ : لَوْ دَخَلْتَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو فَسَلَّمْتَ عَلَيْهِ , فَأَتَيْته فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لِي : مَنْ أَنْتَ ؟ فَقُلْتُ : أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : يُوشِكُ بَنُو قنطوراء أَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ أَرْضِ الْعِرَاقِ ، قُلْتُ : ثُمَّ نَعُودُ ؟ قَالَ : أَنْتَ تَشْتَهِي ذَاكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : وَتَكُونُ لَكُمْ سَلْوَةٌ مِنْ عَيْشٍ.
38545- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : مَاتَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ حُذَيْفَةُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : أَمِنَ الْقَوْمِ هُوَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : بِاللهِ مِنْهُمْ أَنَا ؟ قَالَ : لاَ ، وَلَنْ أُخْبِرَ بِهِ أَحَدًا بَعْدَك.
38546- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : مَا بَقِيَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ إِلاَّ أَرْبَعَةٌ ، أَحَدُهُمْ شَيْخٌ كَبِيرٌ لاَ يَجِدُ بَرْدَ الْمَاءِ مِنَ الْكِبَرِ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : فَمَنْ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَنْقُبُونَ بُيُوتَنَا وَيَسْرِقُونَ عَلاَئِقَنَا ، قَالَ : وَيْحَك ، أُولَئِكَ الْفُسَّاقُ.
38547- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدٍ ، قَالَ : قرَأَ حُذَيْفَةُ {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} ، قَالَ ، مَا قُوتِلَ أَهْلُ هَذِهِ الآيَةِ بَعْدُ.
38548- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : اللَّهُمَّ أَهْلِكَ الْمُنَافِقِينَ ، فَقَالَ : حُذَيْفَةُ : لَوْ هَلَكُوا مَا انْتَصَفْتُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ.
38549- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شِمْرٍ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : أَيَسُرُّك أَنْ تَقْتُلَ أَفْجَرَ النَّاسِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : إذًا تَكُونُ أَفْجَرَ مِنْهُ.
38550- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ : قَلْبٌ مُصَفَحٌ فَذَاكَ قَلْبُ الْمُنَافِقِ ، وَقَلْبٌ أَغْلَفُ ، فَذَاكَ قَلْبُ الْكَافِرِ ، وَقَلْبٌ أَجْرَدُ كَأَنَّ فِيهِ سِرَاجًا يَزْهر ، فَذَاكَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ ، وَقَلْبٌ فِيهِ نِفَاقٌ وَإِيمَانٌ فَمِثْلُهُ مِثْلُ قُرْحَةٍ يَمُدُّهَا قَيْحٌ وَدَمٌ ، وَمِثْلُهُ مِثْلُ شَجَرَةٍ يَسْقِيهَا مَاءٌ خَبِيثٌ وَمَاءٌ طَيِّبٌ ، فَأَيُّ مَاءٍ غَلَبَ عَلَيْهَا ؛ غَلَبَ.
38551- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ فِيكُمَ الْيَوْمَ شَرٌّ مِنَ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ كَانُوا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : قُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، وَكَيْفَ ذَاكَ ، قَالَ : إِنَّ أُولَئِكَ كَانُوا يُسِرُّونَ نِفَاقَهُمْ ، وَإِنَّ هَؤُلاَءِ أَعْلَنُوهُ.
38552- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقِيسِ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : مَا أُبَالِي بَعْدَ سَنَةِ سَبْعِينَ لَوْ دَهْدَهْت حَجَرًا مِنْ فَوْقِ مَسْجِدِكُمْ هَذَا فَقَتَلَتْ مِنْكُمْ عَشْرَةً.
38553- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُخَوَّلٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ فَأَخَذَ حَصًى فَوَضَعَ بَعْضَهُ فَوْقَ بَعْضٍ ، ثُمَّ قَالَ لَنَا : انْظُرُوا مَا تَرَوْنَ مِنَ الضَّوْءِ قُلْنَا : نَرَى شَيْئًا خَفِيًّا ، قَالَ : وَاللهِ لَيَرْكَبَنَّ الْبَاطِلُ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى لاَ تَرَوْنَ مِنَ الْحَقِّ إِلاَّ مَا تَرَوْنَ مِنْ هَذَا.
38554- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : لَيُوشِكَنَّ أَنْ يُصَبَّ عَلَيْكُمَ الشَّرُّ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى يَبْلُغَ الْفَيَافِيَ ، قَالَ : قِيلَ : وَمَا الْفَيَافِيُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : الأَرْضُ الْقَفْرُ.
38555- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِنْ مُحَارِبٍ يُقَالُ لَهُ عَمْرُو بْنُ صُلَيعٍ إِلَى حُذَيْفَةَ ، فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، حَدِّثْنَا مَا رَأَيْت وَشَهِدْت ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ : يَا عَمْرُو بْنَ صُلَيعٍ ، أَرَأَيْت مُحَارِبَ ؟ أَمِنْ مُضَرَ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنَّ مُضَرَ لاَ تَزَالُ تَقْتُلُ كُلَّ مُؤْمِنٍ وَتَفْتِنُهُ ، أَوْ يَضْرِبُهُمَ اللَّهُ وَالْمَلاَئِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ حَتَّى لاَ يَمْنَعُوا بَطْنَ تَلْعَةٍ ، أَرَأَيْت مُحَارِبَ ؟ أَمِنْ قَيْسَ عَيْلاَنَ ، قَالَ : نَعَمْ ، فَإِذَا رَأَيْت عَيْلاَنَ قَدْ نَزَلَتْ بِالشَّامِ فَخُذْ حِذْرَك.
38556- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنِ الْعَوَّامِ ، قَالَ : حدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : ادْنُوا يَا مَعْشَرَ مُضَرَ , فَوَاللهِ لاَ تَزَالُونَ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ تَفْتِنُونَهُ , وَتَقْتُلُونَهُ حَتَّى يَضْرِبَكُمَ اللَّهُ وَمَلاَئِكَتُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ , حَتَّى لاَ تَمْنَعُوا بَطْنَ تَلْعَةٍ ، قَالُوا : فَلِمَ تُدْنِينَا وَنَحْنُ كَذَلِكَ ، قَالَ : إِنَّ مِنْكُمْ سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ ، وَإِنَّ مِنْكُمْ سَوَابِقَ كَسَوَابِقِ الْخَيْلِ.
38557- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَنْظَلَةَ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : لاَ تَدْعُ مُضَرُ عَبْدا للهِ مُؤْمِنًا إِلاَّ فَتَنُوهُ ، أَوْ قَتَلُوهُ ، أَوْ يَضْرِبَهُمَ اللَّهُ وَالْمَلاَئِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ حَتَّى لاَ يَمْنَعُوا ذَنبَ تَلْعَةٍ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، تَقُولُ هَذَا وَأَنْتَ رَجُلٌ مِنْ مُضَرَ ، قَالَ : أَلاَ أَقُولُ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
38558- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : إِنَّ أَهْلَ الْبَصْرَةِ لاَ يَفْتَحُونَ بَابَ هُدَى وَلاَ يَتْرُكُونَ بَابَ ضَلاَلَةٍ ، وَإِنَّ الطُّوفَانَ قَدْ رُفِعَ مِنَ الأَرْضِ كُلِّهَا إَلاَّ عَنِ الْبَصْرَةِ.
38559- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَخِيهِ رَبِيعَةَ بْنِ جَوْشَنٍ ، قَالَ : قَدِمْت الشَّامَ فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، فَقَالَ : مِمَّنْ أَنْتُمْ ؟ قُلْنَا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، قَالَ : إِمَّا لاَ فَاسْتَعِدُّوا يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ ، قُلْنَا : بِمَاذَا ، قَالَ : بِالمَزَّادِ وَالْقِرَبِ ، خَيْرُ الْمَالِ الْيَوْمَ أَجْمَالٌ يَحْتَمِلُ الرَّجُلُ عَلَيْهِنَّ أَهْلَهُ وَيَمِيرُهُمْ عَلَيْهَا ، وَفَرَسٌ وَقَاحٌ شَدِيد ، فَوَاللهِ لَيُوشِكَ بَنُو قَنْطُورَاءَ أَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْهَا حَتَّى يَجْعَلُوكُمْ بِرُكْبَة ، قَالَ : قُلْنَا : وَمَا بَنُو قَنْطُورَاءَ ، قَالَ : أَمَّا فِي الْكِتَابِ فَهَكَذَا نَجِدُهُ ، وَأَمَّا فِي النَّعْتِ فَنَعْتُ التُّرْكِ.
38560- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَمْ يَجِبْ لَكُمْ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ وَلاَ قَفِيزٌ.
38561- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عِمْرَانَ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ ، قَالَ : أَرَادَ عُمَرُ أَنْ لاَ يَدَعَ مِصْرًا مِنَ الأَمْصَارِ إِلاَّ أَتَاهُ ، فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ : لاَ تَأْتِ الْعِرَاقَ فَإِنَّ فِيهِ تِسْعَةَ أَعْشَارِ الشَّرِّ.
38562- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ : إِنَّ لِهَذِهِ ، يَعْنِي الْبَصْرَةَ أَرْبَعَةَ أَسْمَاءٍ : الْبَصْرَةُ وَالْخُرَيْبَةُ وَتَدْمُرُ وَالْمُؤْتَفِكَةُ.
38563- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : رَأَيْتُ كَثِيرَ بْنَ أَفْلَحَ فِي الْمَنَامِ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا ابْنَ أَفْلَحَ ، كَيْفَ أَنْتُمْ ، قَالَ : بِخَيْرٍ ، قَالَ : قُلْتُ : أَنْتُمَ الشُّهَدَاءُ ، قَالَ : لاَ ، إِنَّ قَتْلَى الْمُسْلِمِينَ لَيْسُوا بِشُهَدَاءَ وَلَكِنَّا النُّدَبَاءُ.
38564- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : سَمِعَتِ الْحَيَّ غَيْرَ وَاحِدٍ يُحَدِّثُونَ ، عَنْ أُبَيّ ، أَنَّهُ قَالَ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ : مَا يَمْنَعُك مِنَ الْقِتَالِ ، قَالَ : لاَ ، حَتَّى تُعْطُونِي سَيْفًا يَعْرِفُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الْكَافِرِ.
38565- حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : يَقْتَتِلُ النَّاسُ بَيْنَهُمْ عَلَى دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ عِنْدَ قَتْلِ أَمِيرٍ ، أَوْ إخْرَاجِهِ فَتَظْهَرُ إحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ حِينَ تَظْهَرُ وَهِيَ ذَلِيلَةٌ فَيَرْغَبُ فِيهِمْ مَنْ يَلِيهِمْ مِنَ الْعَدُوِّ فَيَسِيرُونَ إلَيْهِمْ وَيَتقَحَّمُ أُنَاسٌ فِي الْكُفْرِ تَقَحُّمًا.
38566- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَرَّبُوذَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّهُ قَالَ : وَيْلٌ لِلْجَنَاحَيْنِ مِنَ الرَّأْسِ ، وَيْلٌ لِلرَّأْسِ مِنَ الْجَنَاحَيْنِ ، قَالَ شُعْبَةُ : فَقُلْتُ : وَمَا الْجَنَاحَانِ ، قَالَ : الْعِرَاقُ وَمِصْرُ ، وَالرَّأْسُ : الشَّامُ.
38567- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُخْتَارِ ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : لَيُخْسَفَنَّ بِالدَّارِ إِلَى جَنْبِ الدَّارِ وَبِالدَّارِ إِلَى جَنْبِ الدَّارِ حَيْثُ تَكُونُ الْمَظَالِمِ.
38568- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ غَالِبِ بْنِ عَجْرَدٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو أَنَا وَصَاحِبٌ لِي وَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ ، فَقَالَ : مِمَّنْ أَنْتُمَا فَقُلْنَا : مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، قَالَ : فَعَلَيْكُمَا إذًا بضواحيها ، فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ دَنَوْنَا مِنْهُ فَقُلْنَا : رَأَيْت قَوْلَك مِمَّنْ أَنْتُمَا وَقَوْلَك عَلَيْكُمَا بِضَوَاحِيهَا إذًا ، قَالَ : إِنَّ دَارَ مَمْلَكَتِهَا ، وَمَا حَوْلَهَا مَشُوبٌ بِهِمْ ، قَالَ ثَابِتٌ : فَكَانَ غَالِبُ بْنُ عَجْرَدٍ إِذَا دَخَلَ عَلَى الرَّحْبَةِ سَعَى حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهَا.
38569- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى حُذَيْفَةَ ، فَقَالَ : إنِّي أُرِيدُ الْخُرُوجَ إِلَى الْبَصْرَةِ ، فَقَالَ : إِنْ كُنْت لاَ بُدَّ لَكَ مِنَ الْخُرُوجِ فَانْزِلْ عَرَوَاتِهَا وَلاَ تَنْزِلْ سُرَّتَهَا.
38570- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ هُرْمُزَ أَبِي الْمِقْدَامِ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى ، قَالَ : سُئِلَ حُذَيْفَةُ : مَن الْمُنَافِقُ ، قَالَ : الَّذِي يَصِفُ الإِسْلاَمَ وَلاَ يَعْمَلُ بِهِ.
38571- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الطَّائِفِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَتَهَارَجُونَ فِي الطُّرُقِ تَهَارُجَ الْحَمِيرِ فَيَأْتِيهِمْ إبْلِيسُ فَيَصْرِفُهُمْ إِلَى عِبَادَةِ الأَوْثَانِ.
38572- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شِمْرٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : يَقْتَتِلُ الْقُرْآنُ وَالسُّلْطَانُ ، قَالَ : فَيَطَأُ السُّلْطَانُ عَلَى سِمَاخِ الْقُرْآنِ , فَلأْيًا بِلأْي وَلأْيًا بَلأْي ، مَا تَنْفَلِتنَّ مِنْهُ.
38573- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : يُوشِكُ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ ، قَالَ : تَسُوقُ النَّاسَ تَغْدُو مَعَهُمْ إِذَا غَدَوْا ، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا : وَتَرُوحُ مَعَهُمْ إِذَا رَاحُوا ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ فَاخْرُجُوا إِلَى الشَّامِ.
38574- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ كَعْبٌ : إِذَا رَأَيْت الْقَطْرَ قَدْ مُنِعَ فَاعْلَمْ ، أَنَّ النَّاسَ قَدْ مَنَعُوا الزَّكَاةَ فَمَنَعَ اللَّهُ مَا عِنْدَهُ ، وَإِذَا رَأَيْت السُّيُوفَ قَدْ عَرِيَتْ فَاعْلَمْ أَنَّ حُكْمَ اللهِ قَدْ ضُيِّعَ فَانْتَقَمَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، وَإِذَا رَأَيْت الزِّنَا قَدْ فَشَا فَاعْلَمْ ، أَنَّ الرِّبَا قَدْ فَشَا.
38575- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ ، قَالَ : قَالَ لِي سَلْمَانُ : كَيْفَ أَنْتَ إِذَا اقْتَتَلَ الْقُرْآنُ وَالسُّلْطَانُ ، قَالَ : إذًا أَكُونُ مَعَ الْقُرْآنِ ، قَالَ : نِعْمَ الزويد أَنْتَ إذًا ، فَقَالَ أَبُو قُرَّةَ وَكَانَ يَبْغَضُ الْفِتَنَ : إذًا أَجْلِسُ فِي بَيْتِي ، فَقَالَ سَلْمَانُ : لَوْ كُنْت فِي أَقْصَى تِسْعَةِ أَبْيَاتٍ كُنْت مَعَ إحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ.
38576- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عن مالك بن مغول : قَالَ : حدَّثَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : لَمَّا رَجَعنَا مِنَ النَّهْرَوَانِ ، قَالَ عَلِيٌّ : لَقَدْ شَهِدَنَا قَوْمٌ بِالْيَمَنِ ، قُلْنَا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، كَيْفَ ذَاكَ ، قَالَ : بِالْهَوَى.
38577- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَشْهَدُ الْمَعْصِيَةَ فَيُنْكِرُهَا , فَيَكُونُ كَمَنْ غَابَ عَنْهَا ، وَيَكُونُ يَغِيبُ عَنْهَا فَيَرْضَاهَا فَيَكُونُ كَمَنْ شَهِدَهَا.
38578- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدٍ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ مِنَ الْفِتْنَةِ ، وَمَا هُوَ فِيْهَا.
38579- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُبَيعٍ ، قَالَ : خَطَبَنَا عَلِيٌّ ، فقَالَ : لَتُخْضَبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذَا ، يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ رَأْسِهِ ، قَالُوا : أَخْبِرْنَا بِهِ نَقْتُلُهُ ، قَالَ : إذًا تَاللهِ تَقْتُلُونَ بِي غَيْرَ قَاتِلِي ، قَالُوا : فَاسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا ، قَالَ : لاَ ، وَلَكِنِّي أَتْرُكُكُمْ إِلَى مَا تَرَكَكُمْ إلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : فَمَا تَقُولُ لِرَبِّكَ إِذَا لَقِيته ، قَالَ : أَقُولُ : اللَّهُمَّ كُنْت فِيهِمْ , وَأَنْتَ فِيهِمْ ، فَإِنْ شِئْتَ أَصْلَحْتهمْ وَإِنْ شِئْتَ أَفْسَدْتهمْ.
38580- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : وَاللهِ لأَنْ أُزَاوِلَ جَبَلاً رَاسِيًا أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أُزَاوِلَ مَلِكًا مُؤَجَّلاً.
38581- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ جَبَلَةَ ، عَنْ عَامِرٍ بْنِ مَطَرٍ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ حُذَيْفَةَ ، فَقَالَ : يُوشِكُ أَنْ تَرَاهُمْ يَنْفَرِجُونَ ، عَنْ دِينِهِمْ كَمَا تَنْفَرِجُ الْمَرْأَةُ ، عَنْ قُبُلِهَا ، فَأَمْسِكْ بِمَا أَنْتَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ فَإِنَّهُ الطَّرِيقُ الْوَاضِحُ ، كَيْفَ أَنْتَ يَا عَامِرُ بْنُ مَطَرٍ إِذَا أَخَذَ النَّاسُ طَرِيقًا وَالْقُرْآنُ طَرِيقًا ، مَعَ أَيُّهُمَا تَكُونُ قُلْتُ : مَعَ الْقُرْآنِ , أَحْيَا مَعَهُ وَأَمُوتُ مَعَهُ ، قَالَ : فَأَنْتَ أَنْتَ إذًا.
38582- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي يَعْلَى ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، إِنَّ قَوْمًا مِنْ قَبْلِكُمْ تَحَيَّرُوا وَنَفَرُوا حَتَّى تَاهُوا ، فَكَانَ أَحَدُهُمْ إِذا نُودِيَ مِنْ خَلْفِهِ أَجَابَ مِنْ أَمَامِهِ ، وَإِنْ نُودِيَ مِنْ أَمَامِهِ أَجَابَ مِنْ خَلْفِهِ.
38583- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ ، قَالَ : حدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ عُثْمَانَ ، عَنْ زَاذَانَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا أَتَاكُمْ زَمَانٌ يَخْرُجُ أَحَدُكُمْ مِنْ حَجَلَتِهِ إِلَى حُشِّهِ فَيَرْجِعُ وَقَدْ مُسِخَ قِرْدًا فَيَطْلُبُ مَجْلِسَهُ فَلاَ يَجِدُهُ.
38584- حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنِ بِشْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَابِصَةَ الأَسَدِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : إنِّي بِالْكُوفَةِ فِي دَارِي إذْ سَمِعْت عَلَى بَابِ الدَّارِ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، أَلِجُ ؟ فَقُلْتُ : وَعَلَيْكُمَ السَّلاَمُ ، فَلِجْ ، فَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَيَّةُ سَاعَةِ زِيَارَةٍ , وَذَلِكَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ ، قَالَ : طَالَ عَلَيَّ النَّهَارُ فَتَذَكَّرْت مَنْ أَتَحَدَّثُ إلَيْهِ ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأُحَدِّثُهُ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : تَكُونُ فِتْنَةٌ النَّائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمُضْطَجِعِ وَالْمُضْطَجِعُ خَيْرٌ مِنَ الْقَاعِد ، وَالْقَاعِدُ خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي ، قَتْلاَهَا كُلُّهَا فِي النَّارِ ، قَالَ : قُلْتُ : وَمَتَى ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ ذَاكَ أَيَّامَ الْهَرْجِ ، قُلْتُ : وَمَتَى أَيَّامُ الْهَرْجِ ، قَالَ : حِينَ لاَ يَأْمَنُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ ، قَالَ : قُلْتُ ، فَبِمَ تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ ، قَالَ : اُدْخُلْ بَيْتَكَ ، قُلْتُ : أَفَرَأَيْت إِنْ دُخِلَ عَلَيَّ ، قَالَ : تُوَالِ مَخْدَعَك ، قَالَ : قُلْتُ : أَفَرَأَيْت إِنْ دُخِلَ عَلَيَّ ، قَالَ : قُلْ هَكَذَا ، وَقُلْ : بُؤْ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ ، وَكُنْ عَبْدَ اللهِ الْمَقْتُولَ.
38585- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامُ ، قَالَ : حدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي جُنْدُبُ بْنُ سُفْيَانَ , رَجُلٍ مِنْ بَجِيلَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : سَتَكُونُ بَعْدِي فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، تَصْدِمُ الرَّجُلَ كَصَدْمِ جِبَاهِ فُحُولِ الثِّيرَانِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُسْلِمًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، وَيُمْسِي مُسْلِمًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَكَيْفَ نَصْنَعُ عِنْدَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : ادْخُلُوا بُيُوتَكُمْ وَأَخْمِلُوا ذَكَرَكُمْ ، قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ : أَفَرَأَيْت إِنْ دَخَلَ عَلَى أَحَدِنَا بَيْتَهُ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : فَلْيُمْسِكْ بِيَدَيْهِ وَلْيَكُنْ عَبْدَ اللهِ الْمَقْتُولَ ، وَلاَ يَكُنْ عَبْدَ اللهِ الْقَاتِلَ ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ فِي قُبَّةِ الإِسْلاَم فَيَأْكُلُ مَالَ أَخِيهِ وَيَسْفِكُ دَمَهُ وَيَعْصِي رَبَّهُ وَيَكْفُرُ بِخَالِقِهِ فَتَجِبُ لَهُ جَهَنَّمُ.
38586- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ إِذَا أَتَاهُ الرَّجُلُ يَقْتُلُهُ ، يَعْنِي مِنْ أَهْلِ كَذَا أَنْ يَقُولَ هَكَذَا ، وَقَالَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى فَيَكُونُ كَالْخَيْرِ مِنَ ابْنَيْ آدَمَ ، وَإِذَا هُوَ فِي الْجَنَّةِ وَإِذَا قَاتِلُهُ فِي النَّارِ.
38587- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ شُرَيْحٍ ، قَالَ : مَا أَخْبَرْت وَلاَ اُسْتُخْبِرْت مُذْ كَانَتِ الْفِتْنَةُ ، قَالَ لَهُ مَسْرُوقٌ : لَوْ كُنْتُ مِثْلَك لَسَرَّنِي أَنْ أَكُونَ قَدْ مِتُّ ، قَالَ له شُرَيْحٌ : فَيَكْفِ بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ مَا فِي الصُّدُورِ ، وَتَلْتَقِي الْفِئَتَانِ وَإِحْدَاهُمَا أَحَبُّ إلَيَّ مِنَ الأُخْرَى.
38588- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ ، قَالَ : حدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ ، قَالَ : لِيَتَّقِ أَحَدُكُمْ ، لاَ يَحُولَنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ مِلْءُ كَفٍّ مِنْ دَمِ مُسْلِمٍ.
38589- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، قَالَ : كُنَّا نَتَحَدَّثُ ، أَنَّهُ سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ خَيْرُ أَهْلِهِ الَّذِي يَرَى الْخَيْرَ فَيُجَانِبَهُ قَرِيبًا.
38590- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لاَ يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ ، الإِيمَانُ قَيَّدَ الْفَتْكِ.
38591- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الزُّبَيْرِ أَيَّامَ الْجَمَلِ ، فَقَالَ : أَقْتُلُ لَكَ عَلِيًّا ، قَالَ : وَكَيْفَ ، قَالَ : آتِيهِ فَأُخْبِرُهُ أَنِّي مَعَهُ ، ثُمَّ أَفْتِكُ بِهِ ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ : لاَ ، سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : الإِيمَانُ قَيَّد الْفَتْك ، لاَ يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ.
38592- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : إِنَّ أَصْحَابِي تَعَلَّمُوا الْخَيْرَ , وَإِنِّي تَعَلَّمْت الشَّرَّ ، قَالُوا : وَمَا حَمَلَك عَلَى ذَلِكَ ، قَالَ : إِنَّهُ مَنْ يَعْلَمُ مَكَانَ الشَّرِّ يَتَّقْهِ.
38593- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيُقْتَلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلْفَ قَتْلَةٍ ، فَقَالَ لَهُ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ : يَا أَبَا زُرْعَةَ ، أَلْفَ قَتْلَةٍ ، قَالَ : بِضُرُوبِ مَا قَتَلَ.
38594- حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : لاَ تَزْرَعُوا مَعِي فِي السَّوَادِ فَإِنَّكُمْ إِنْ تَزْرَعُوا تَقْتَتِلُوا عَلَى مائهِ بِالسُّيُوفِ ، وَإِنَّكُمْ إِنْ تَقْتَتِلُوا تَكْفُرُوا.
38595- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : عُرَيْنَةُ وَعَقِيدَةُ وَعُصِيَّةُ وَقَطِيعَةُ عَقَدُوا اللُّؤْمِ.
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ :
38596- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ عُمَرَ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ : اعْتَقِدْ مَالاً وَاِتَّخِذْ سَابياء , فَيُوشِكُ أَنْ تُمْنَعُوا الْعَطَاءَ.
38597- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ فُضَيْلٍ ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ : خُذُوا الْعَطَاءَ مَا كَانَ طُعْمَةً ، فَإِذَا كَانَ عَنْ دِينِكُمْ فَارْفُضُوهُ أَشَدَّ الرَّفْضِ.
38598- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنِ الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ ، قَالَ : قَالَ سَلْمَانُ : خُذُوا الْعَطَاءَ مَا صَفَا لَكُمْ ، فَإِذَا كُدِّرَ عَلَيْكُمْ فَاتْرُكُوهُ أَشَدَّ التَّرْكِ.
38599- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ حَتَّى يَقْضِيَ الثَّعْلَبُ وَسْنَتَهُ بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ ، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكَ ، هُوَ مَسْجِدُ الْمَدِينَةِ ، يَقُولُ : مِنَ الْخَرَابِ.
38600- حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : لاَ تُقتل هَذِهِ الأُمَّةُ حَتَّى يَقْتُلَ الْقَاتِلُ لاَ يَدْرِي عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قَتَلَ ، وَلاَ يَدْرِي الْمَقْتُولُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قُتِلَ.
38601- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةُ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، قَالَ : لَيُقْتَلَنَّ الْقُرَّاءُ قَتْلاً حَتَّى تَبْلُغَ قَتْلاَهُمَ الْيَمَنَ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : أَوَ لَيْسَ قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ الْحَجَّاجُ ، قَالَ : مَا كَانَتْ تِلْكَ بَعْدُ.
38602- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ ، قَالَ : قَالَ لِي إبْرَاهِيمُ : إيَّاكَ أَنْ تَقْتُلَ مَعَ فتنة.
38603- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنِي شَيْبَانُ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، قَالَ : أَلاَ لاَ يَمْشِيَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ شِبْرًا إِلَى ذِي سُلْطَانٍ لِيُذِلَّهُ ، فَلاَ وَاللهِ لاَ يَزَالُ قَوْمٌ أَذَلُّوا السُّلْطَانَ أَذِلاَءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
38604- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : تَقْتَتِلُ بِهَذَا الْغَائِطِ فِئَتَانِ لاَ أُبَالِي فِي أَيِّهِمَا عَرَفْتُك ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : أَفِي الْجَنَّةِ هَؤُلاَءِ أَمْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : ذَاكَ الَّذِي أَقُولُ لَكَ ، قَالَ : فَمَا قَتْلاَهُمْ ، قَالَ : قَتْلَى جَاهِلِيَّةٍ.
38605- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْعَامِرِيِّ ، عَنْ سُحَيْمِ بْنِ نَوْفَلٍ ، قَالَ : قَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا اقْتَتَلَ الْمُصَلُّونَ قُلْتُ : وَيَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ، قُلْتُ : وَكَيْفَ أَصْنَعُ ، قَالَ : كُفَّ لِسَانَك وَأَخِفَّ مَكَانَك ، وَعَلَيْك بِمَا تَعْرِفُ ، وَلاَ تَدَعْ مَا تَعْرِفُ لِمَا تُنْكِرُ.
38606- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ ، عنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : قَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ : أَتُحِبُّ أَنْ يُسْكِنَك اللَّهُ وَسَطَ الْجَنَّةِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : جُعِلْت فِدَاك ، وَهَلْ أُرِيدُ إِلاَّ ذَاكَ ، فقَالَ : عَلَيْك بِالْجَمَاعَةِ ، أَوْ بِجَمَاعَةِ النَّاسِ.
38607- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، قَالَ : قَالَ لِي الْحَسَنُ : أَلاَ تَعْجَبُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، دَخَلَ عَلِيَّ فَسَأَلَنِي عَنْ قِتَالِ الْحَجَّاجِ وَمَعَهُ بَعْضُ الرُّؤَسَاءِ ، يَعْنِي أَصْحَابَ ابْنِ الأَشْعَثِ.
38608- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، قَالَ : كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ أَرْفَعَ عِنْدَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنَ الْحَسَنِ حَتَّى خَفَّ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ ، وَكَفَّ الْحَسَنُ ، فَلَمْ يَزَلْ أَبُو سَعِيدٍ فِي عُلُوٍّ مِنْهَا بَعْدُ وَسَقَطَ الآخَرُ.
38609- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، قَالَ : حدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ فِي أَيَّامِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا السِّلاَحُ فَجَعَلَ يَقُولُ : لَقَدْ أَعْظَمْتُمَ الدُّنْيَا ، لَقَدْ أَعْظَمْتُمَ الدُّنْيَا ، حَتَّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ.
2- ما ذكِر فِي فِتنةِ الدّجّالِ.
قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، قَالَ :
38610- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَنَا أَخْتِمُ أَلْفَ نَبِيٍّ ، أَوْ أَكْثَرَ , وَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ بُعِثَ إِلَى قَوْمٍ إِلاَّ يُنْذِرُ قَوْمَهُ الدَّجَّالَ ، وَإِنَّهُ قَدْ بُيِّنَ لِي مَا لَمْ يُبَيَّنْ لأَحَدٍ ، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ.
38611- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ الْمَسِيحَ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ ، وَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، وَإِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ.
38612- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلاَّ وَقَدْ وَصَفَ الدَّجَّالَ لأُمَّتِهِ ، وَلاَصِفَنَّهُ صِفَةً لَمْ يَصِفْهَا أَحَدٌ قَبْلِي ، إِنَّهُ أَعْوَرُ ، وَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْوَرَ.
38613- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَالِه ، يَعْنِي الْفَلَتَانَ بْنَ عَاصِمٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَمَّا مَسِيحُ الضَّلاَلَة , فَرَجُلٌ أَجْلَى الْجَبْهَةِ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى ، عَرِيضُ النَّحْرِ فِيهِ دَفَاءٌ كَأَنَّهُ فُلاَنُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى ، أَوْ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ فُلاَنٍ.
38614- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ أَبِي الدَّهْمَانِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَمِعَ مِنْكُمْ بِخُرُوجِ الدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ مَا اسْتَطَاعَ ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ ، أَنَّهُ مُؤْمِنٌ ، فَمَا يَزَالُ بِهِ حَتَّى يَتَّبِعَهُ مِمَّا يَرَى مِنَ الشُّبُهَاتِ.
38615- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسٍ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، قَالَ : مَا كَانَ أَحَدٌ يَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، عَنِ الدَّجَّالِ أَكْثَرَ مِنِّي ، قَالَ : وَمَا تَسْأَلُنِي عَنْهُ قُلْتُ : إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ : إِنَّ مَعَهُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ ، قَالَ : هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ ذَلِكَ.
38616- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : حدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ المسيح الدَّجَّالِ ، قُلْنَا : نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.
38617- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعَنْ يَحْيَى ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.
38618- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.
38619- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ فُرَاتٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ ، قَالَ : اطَّلَعَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ , ذَكَرَ طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا , وَالدَّجَّالَ.
38620- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ : أَنَا أَخْتِمُ أَلْفَ نَبِيٍّ ، أَوْ أَكْثَرَ ، مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ إِلَى قَوْمِهِ إِلاَّ حَذَّرَهُمَ الدَّجَّالَ ، وَإِنَّهُ قَدْ بُيِّنَ لِي مَا لَمْ يُبَيَّنْ لأَحَدٍ قَبْلِي ، إِنَّهُ أَعْوَرُ ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ عَيْنِ الْيُمْنَى ، لاَ حَدَقَةَ لَهُ ، جَاحِظَةٌ , وَالأُخْرَى كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّي ، وَإِنَّهُ يَتَّبِعُهُ مِنْ كُلِّ قَوْمٍ يَدْعُونَهُ بِلِسَانِهِمْ إلَهًا.
38621- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : ذَكَرُوهُ ، يَعْنِي الدَّجَّالَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ : ك ف ر ، قَالَ : فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ ذَلِكَ ، وَلَكِنَّهُ قَالَ : أَمَّا إبْرَاهِيمُ فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ ، قَالَ يَزِيدُ : يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، وَأَمَّا مُوسَى فَرَجُلٌ آدَم جَعْدٌ طُوَالٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَخْطُومٍ بِخُلْبَةٍ ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إلَيْهِ قَد انْحَدَرَ مِنَ الْوَادِي يُلَبِّي.
38622- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ عْن شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ يَزِيدَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لَيْسَ عَلَيْكُمْ مِنْهُ بَأْسٌ ، إِنْ خَرَجَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَنَا حَجِيجُهُ ، وَإِنْ خَرَجَ بَعْدَ مَوْتِي فَاَللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ.
38623- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.
38624- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى ، عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ.
38625- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : إِنَّ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ جَعْدٌ هِجَانٌ أَقْمَرُ , كَأَنَّ رَأْسَهُ غَصْنَةُ شَجَرَةٍ ، أَشْبَهُ النَّاسِ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ ، فَإِمَّا هَلَكَ الْهُلُكُ فَإِنَّهُ أَعْوَرُ ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ.
38626- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، قَالَ : كَانَ هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ الأَنْصَارِيُّ يَرَى رِجَالاً يَتَخَطَّوْنَهُ إِلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَغَضِبَ ، وَقَالَ : وَاللهِ إنَّكُمْ لَتَخْطَوْنَ إِلَى مَنْ لَمْ يَكُنْ أَحْضَرَ لِرَسُولِ اللهِ مِنِّي وَلاَ أَوْعَى لِحَدِيثِهِ مِنِّي ، لَقَدْ سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ فِتْنَةٌ أَكْبَرُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ.
38627- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لأَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنَ الدَّجَّالِ ، مَعَهُ نَهْرَانِ يَجْرِيَانِ أَحَدُهُمَا رَأْيَ الْعَيْنِ مَاءٌ أَبْيَضُ ، وَالآخَرُ رَأْيَ الْعَيْنِ نَارٌ تَأَجَّجُ ، فَإِمَّا أَدْرَكَ أَحَدٌ ذَلِكَ فَلْيَأْتِ النَّارَ الَّذِي يَرَاهُ فَلْيُغْمِضْ ، ثُمَّ لِيُطَأْطِئْ رَأْسَهُ لِيَشْرَبَ فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ ، وَإِنَّ الدَّجَّالَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ ، عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ ، يقرؤه كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ.
38628- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : لأَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنَ الدَّجَّالِ إِنَّ مَعَهُ نَارًا تُحْرِقُ ، وَنَهْرَ مَاءٍ بَارِدٍ ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلاَ يَهْلِكَنَّ بِهِ فَلْيُغْمِضْ عَيْنَيْهِ ، وَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى أَنَّهُ نَارٌ , فَإِنَّهُ نَهْرُ مَاءٍ بَارِدٍ.
38629- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنْ يَحْيَى ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ بْنِ لاَحِقٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيك ؟ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، ذَكَرْت الدَّجَّالَ ، قَالَ : فَلاَ تَبْكِي فَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا حَيٌّ أَكْفِيكُمُوهُ ، وَإِنْ أَمُتْ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ مَعَهُ يَهُودُ أَصْبَهَانَ ، فَيَسِيرُ حَتَّى يَنْزِلَ بِضَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ ، وَلَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكَانِ ، فَيَخْرُجُ إلَيْهِ شِرَارُ أَهْلِهَا ، فَيَنْطَلِقُ حَتَّى يَأْتِيَ لُدَّ ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَيَقْتُلُهُ ، ثُمَّ يَمْكُثُ عِيسَى فِي الأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً إمَامًا عَادِلاً وَحَكَمًا مُقْسِطًا.
38630- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ يَزِيدِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ لَقِيطٍ التُّجِيبِيِّ ، عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ الأَزْدِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ : مَنْ نَجَا مِنْ ثَلاَثٍ فَقَدْ نَجَا ، قَالَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، قَالُوا : مَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : مَوْتِي ، وَالدَّجَّالُ ، وَمِنْ قَتْلِ خَلِيفَةٍ مُصْطَبِرٍ بِالْحَقِّ مُعْطِيهِ.
38631- حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ بَعْدَ نُوحٍ إِلاَّ وَقَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ الدَّجَّالَ ، وَإِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ ، وَصَفَهُ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَقَالَ : سَيُدْرِكُهُ بَعْضُ مَنْ رَآنِي ، أَوْ سَمِعَ كَلاَمُي ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، كَيْفَ قُلُوبُنَا يَوْمَئِذٍ أَمِثْلُهَا الْيَوْمَ ؟ قَالَ : أَوْ خَيْر.
38632- حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ بْنِ ثَوْبَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : عِمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة خُرُوجُ الدَّجَّالِ ، ثُمَّ يَضْرِبُ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ ، أَوْ مَنْكِبَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ هَذَا هُوَ الْحَقُّ كَمَا أَنَّك هَاهُنَا ، أَوْ كَمَا أَنْتَ قَاعِدٌ ، يَعْنِي مُعَاذًا.
38633- حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، قَالَ : أَتَيْنَا عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ لِنَعْرِضَ مُصْحَفًا لَنَا بِمُصْحَفِهِ ، فَجَلَسْنَا إِلَى رَجُلٍ يُحَدِّثُ ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَان بْنُ أَبِي الْعَاصِ فَتَحَوَّلْنَا إلَيْهِ ، فَقَالَ عُثْمَان : سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : يَكُونُ لِلْمُسْلِمِينَ ثَلاَثَةُ أَمْصَارٍ : مِصْرٌ بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ ، وَمِصْرٌ بِالْجَزِيرَةِ ، وَمِصْرٌ بِالشَّامِ ، فَيَفْزَعُ النَّاسُ ثَلاَثَ فَزَعَاتٍ , فَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أعْرَاضِ جَيْشٍ , فَيَهَزِمُ مَنْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ ، فَأَوَّلُ مِصْرٍ يَرِدُهُ الْمِصْرُ الَّذِي بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ , فَيَصِيرُ أَهْلُهُ ثَلاَثَ فِرَقٍ : فِرْقَةٌ تُقِيمُ تَقُولُ : نُشَامُّهُ وَنَنْظُرُ مَا هُوَ , وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالأَعْرَابِ ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ , وَمَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمَ
السِّيجَانُ ، فَأَكْثَرُ تُبَّاعِهِ الْيَهُودُ وَالنِّسَاءُ .
2- ثُمَّ يَأْتِي الْمِصْرَ الَّذِي يَلِيهِمْ فَيَصِيرُ أَهْلُهُ ثَلاَثَ فِرَقٍ : فِرْقَةٌ تُقِيمُ وَتَقُولُ : نُشَامُّهُ وَنَنْظُرُ مَا هُوَ , وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالأَعْرَابِ ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ .
3- ثُمَّ يَأْتِي الشَّامَ فَيَنْحَازُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى عَقَبَةِ أَفِيقَ ، يَبْعَثُونَ سَرْحًا لَهُمْ فَيُصَابُ سَرْحُهُمْ ، وَيَشْتَدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ، وَتُصِيبُهُمْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ وَجَهْدٌ , حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُحْرِقُ وَتَرَ قَوْسِهِ فَيَأْكُلُهُ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إذْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّحَرِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَتَاكُمَ الْغَوْثُ , ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : إِنَّ هَذَا الصَّوْتَ لِرَجُلٍ شَبْعَانَ ، فَيَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عِنْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ فَيَقُولُ لَهُ أَمِيرُ النَّاسِ : تَقَدَّمْ يَا رُوحَ اللهِ فَصَلِّ بِنَا ، فَيَقُولُ : إنَّكُمْ مَعْشَرَ هَذِهِ الأُمَّةِ أُمَرَاءُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ ، تَقَدَّمْ أَنْتَ فَصَلِّ بِنَا ، فَيَتَقَدَّمُ الأَمِيرُ فَيُصَلِّي بِهِمْ ، فَإِذَا انْصَرَفَ أَخَذَ عِيسَى حَرْبَتَهُ فَيَذْهَبُ نَحْوَ الدَّجَّالِ ، فَإِذَا رَآهُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ ، وَيَضَعُ حَرْبَتَهُ بَيْنَ ثدييه فَيَقْتُلُهُ ، ثُمَّ يَنْهَزِمُ أَصْحَابُهُ.
38634- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَشْرَجٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ ، عَنْ سَفِينَةَ ، قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلاَّ حَذَّرَ الدَّجَّالَ أُمَّتَهُ ، هُوَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى ، بِعَيْنِهِ الْيُمْنَى
ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ مَعَهُ وَادِيَانِ أَحَدُهُمَا جَنَّةٌ وَالآخَرُ نَارٌ ، فَجَنَّتُهُ نَارٌ وَنَارُهُ جَنَّةٌ ، وَمَعَهُ مَلَكَانِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ يُشْبِهَانِ نَبِيَّيْنِ مِنَ الأَنْبِيَاءِ أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرُ ، عَنْ شِمَالِهِ ، فَيَقُولُ لأُنَاسٍ : أَلَسْت بِرَبِّكُمْ أَلَسْت أُحْيِي وَأُمِيتُ فَيَقُولُ لَهُ أَحَدُ الْمَلَكَيْنِ : كَذَبْت فَمَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلاَّ صَاحِبُهُ ، فَيَقُولُ صَاحِبُهُ : صَدَقْت ، فَيَسْمَعُهُ النَّاسُ فَيَحْسَبُونَ إنَّمَا صَدَّقَ الدَّجَّالَ ، وَذَلِكَ فِتْنَةٌ ، ثُمَّ يَسِيرُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ فَلاَ يُؤْذَنُ لَهُ فِيهَا ، فَيَقُولُ : هَذِهِ قَرْيَةُ ذَاكَ الرَّجُلِ ، ثُمَّ يَسِيرُ حَتَّى يَأْتِيَ الشَّامَ فَيَقْتُلُهُ اللَّهُ عِنْدَ عَقَبَةِ أَفِيقَ.
38635- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أُسَيرِ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالْكُوفَةِ ، فَجَاءَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ هِجِّيرَى إِلاَّ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ جَاءَتِ السَّاعَةُ ، قَالَ وَكَانَ عَبْدُ اللهِ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ ، فَقَالَ : إِنَّ السَّاعَة َلاَ تَقُومُ حَتَّى لاَ يُقْسَمَ مِيرَاثٌ وَلاَ يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ ، وَقَالَ : عَدُوٌّ يَجْمَعُونَ لأَهْلِ الإِسْلاَم وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الإِسْلاَم ، وَنَحَّا بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ قُلْتُ : الرُّومَ تَعْنِي ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَيَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمَ الْقِتَالِ رَدَّةٌ شَدِيدَةٌ ، فَيَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ
شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَةً ، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمَ اللَّيْلُ ، فَيَفِيءُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ .
2- ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَةً ، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُوا فَيَفِيءُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ , وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ، فَإِذَا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ نَهَدَ إلَيْهِمْ جُنْدُ أَهْلِ الإِسْلاَم ، فَيَجْعَلُ اللَّهُ الدَّبَرَةَ عَلَيْهِمْ , فَيَقْتَتِلُونَ مَقْتَلَةً عَظِيمَةً ، إمَا قَالَ : لاَ يُرَى مِثْلُهَا ، أَوَ قَالَ : لَمْ يُرَ مِثْلُهَا , حَتَّى إِنَّ الطَّيْرَ لَيَمُرُّ بِجَنْبَاتِهِم مَا يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيِّتًا فَيَتَعَادُّ بَنُو الأَبِ كَانُوا مِئَة فَلاَ يَجِدُونَهُ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلاَّ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ ، فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يَفْرَحُ ، أَوْ بِأَيِّ مِيرَاثٍ يُقَاسَمُ .
3- فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إذْ سَمِعُوا بِبَأْسٍ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ , إذْ جَاءَهُمَ الصَّرِيخُ ، إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خُلِّفَ فِي ذَرَارِيِّهِمْ ، فَرَفَضُوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إنِّي لأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ ، أَوَ قَالَ : هُمْ خَيْرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ يومئذ.
38636- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَمْكُثُ أَبَوَا الدَّجَّالِ ثَلاَثِينَ عَامًا لاَ يُولَدُ لَهُمَا ، ثُمَّ يُولَدُ لَهُمَا غَُلاَمٌ أَعْوَرُ أَضَرُّ شَيْءٍ وَأَقَلُّهُ نَفْعًا ، تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ ، ثُمَّ نَعَتَ أَبَوَيْهِ ، فَقَالَ : أَبُوهُ رَجُلٌ طُوَالٌ ضَرْبُ اللَّحْمِ طَوِيلُ الأَنْفِ ، كَأَنَّ أَنْفَهُ مِنْقَارٌ وَأُمُّهُ امْرَأَةٌ فِرْضَاخِيَّةٌ عَظِيمَةُ الثَّدْيَيْنِ.