كتاب : أساس البلاغة
المؤلف : أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري

أنا اليسف إلاّ أنّ للسيف نبوةً ... ومثلي لا تنبو عليك مضاربه
ونبا به منزله وفراشه. قال:
فأقم بدار ما أصبت كرامةً ... وإذا نبا بك منزل فتحول
وفي مثل " الصدق ينبي عنك لا الوعيد " . وأنشد سيبويه يصف جملاً:
أو معبر الظّهر ينبي عن وليّته ... ما حج ربّه في الدنيا ولا اعتمرا
ن ت أوقع على صخرةٍ ناتئةٍ من الجبل. ونتأت القرحة: ورمت. ونتأ ثدي الجارية. وفي مثل " تحقره وينتأ " أي يتقدّم بالنّكر ويشخص به وأنت تحسبه مغفّلاً.
ن ت جنتجت الناقة وهي منتوجةٌ، وأنتجت فهي منتجةٌ إذا وضعت، ونوقٌ مناتيج، ونتجها صاحبها وأنتجها: وليها حتى وضعت فهو ناتج ومنتج. قال الحارث بن حلّزة:
إنك لا تدري من النّاتج
وهذا وقت نتجها ونتاجها أي وضعها، وفرس نتوج ومنتج، وكذلك كل حافر إذا دنا نتاجها وعظم بطنها، وقد نتجت وأنتجت: حملت، وتنتّجت الناقة: تزخّرت في نتاجها، وتناتجت الإبل وانتجت: توالدت، ولي قلوص ما أركبت ولقد ولدت نتائجها أي لداتها. قال:
نتيجتها في العين حقّ وناقتي ... كبازل ذي عامين كوماء كالقصر
أي موافقتها في النتاج ومساويتها. وغنم فلان نتائج أي في سنّ واحدة.
ومن المجاز: الرّيح تنتج السّحاب. قال الراعي:
أربّت بها شهري ربيع عليهم ... جنائب ينتجن الغمام المتاليا
وفي مثل " إن العجز والتواني تزاوجا فانتجا الفقر " . قال ذو الرمة:
قد انتجت من جانب من جنوبها ... عواناً ومن جنبٍ إلى جنبها بكراً
وهذه المقدمة لا تنتج نتيجةً صادقةً إذا لم تكن لها عاقبة محمودة. ويقال: هذا الولد نتيج ولدي إذا ولدا في شهرٍ أو عامٍ واحد. وأنشد الكسائي:
أخي وطريدي قد رضيت نجاره ... وما بيننا من حاجزٍ ووليج
نتيجي وقرني لازم لخليقتي ... ولن تلزم الأشباه مثل نتيج
وهذه نتيجةٌ من نتائج كرمك. وقعد منتجاً: أي قاضباً حاجته، جعل ذلك نتاجاً له، ومنه: بيت الحماسة:
هم نتجوك تحت الليل سقباً ... خبيث الريح من خمرٍ وماء
وفي أوابدهم: ما ثلاث دجه، يحملن دجه، إلى الغيهبان فالمنتجه، وهما البطن والدبر،وروي: إلى الثقفان لأنه مظلم وهو يثقف الطّعام: ألغز عن ثلاث أنامل يحملن لقمةً بثلاث نحلات يحملن نحلةً والدّجة محذوفة عن الدجية وهي ولد النّحلة وتوحيد المميّز في الشذوذ كثلاث مائة والقياس: ثلاث دجًى. قال جميح الأسديّ:
تدبّ حميّاً لكأس فيهم إذا انتشوا ... دبيب الدّجى وسط الضّريب المعسّل
ن ت حنتح العرق من مناتحه، ورشح من مراشحه. ونحيٌ نتّاح: رشّاح.
قال جرير:
بأغبر وهّاج السّموم ترى به ... دفوف المهاري والذّفاري تنتّح
أي ترشح عرقاً ومن المجاز: فلان ينتح نتح الحميت إذا كان سميناً
ن ت خنتخت الشوكة من رجلي بالمنتاخ بالمنقاش. ونتخ البازي اللحم بمنسره. والغراب ينتخ الدّبرة عن ظهر البعير. ونتخ القلاع الضّرس: نزعه.
وقال زهير يصف غزواً:
تنبذ أفلاءها في كل منزلة ... تنتخ أعينها العقبان والرخم
ومن المجاز: نتخ فلا من أصحابه: نزع منهم. ونتخته المنيّة من بين قومه
ن ت رنتر الثوب: جذبه في جفوة. ونتر الوتر: مدّه حتى كاد ينكر القوس. وفي الحديث: " إذا بال أحدكم فلينتر ذكره ثلاث نتراتٍ " .
ن ت شنتش الشوكة بالمنتاش، ونقشها بالمنقاش. وما نتشت منه شيئاً: ما أخذت، وهو ينتش من كل علم وينتف منه.
ن ت فانتتف شعره وريشه، ونتفته أنا، وأخذت نتافته، ونتفت نتفةً من النبات ونتفاً. وفلان منتوف: مولع بنتف لحيته.
ومن المجاز: أعطاه نتفةً من الطعام وغيره: شيئاً منه. وأفاده نُتَفاً من العلم. وكان أبو عُبيدة يقول في الأصمعيّ: ذاك رجل نُتَفة. ونَتَف في القوس نتفة: نزع فيها نزعةً خفيفة. وانزع نزعة بين النتفة والنّترة. وما كانت بينهم نتفةٌ ولا قرصة أي شيء صغير ولا كبير.
ن ت قنتق البعير الرحل: زعزعه. ونتقت الزبد: أخرجته بالمخض. ونتق الله الجبل رفعه مزعزعاً فوقهم. ويأتي السائل فتقول: انتقوا له ما قدرتم من نتق الجراب إذا نفضه وأخرج ما فيه.

ومن المجاز: امرأة ناتق. نفضت بطنها أي أكثرت أولادها. قال:
أبى لهم أن يعرفوا الضيم أنهم ... بنو ناتقٍ كانت كثيراً عيالها
وزند ناتق: وارٍ. وقال:
أخذتها وهي بطان نتق ... فأصبحت وهي خماص خفق
شبّهت بالحوامل في بطنتها وبدانتها. وقال:
وفي ناتقٍ أجلت لدى حومة الوغى ... وولّت على الأدبار فرسان خثعما
أراد رمضان لأنه ينتق الصوّام كما يرمضهم.
ن ت ننتن الشيء نتناً ونتانةً وأنتن، وشيء نتنٌ ومنتنٌ. ورجال وآباط مناتين. والخنفساء إذا مست نتّنت. وفي الحديث " إذا رأى أحدكم امرأةً فأعجبته فليذكر مناتنها " .
ن ث رنثر اللؤلؤ وغيره، وقد انتثر وتناثر، ودر منثور ومنثّر ونثير، كأنّ لفظه الدرّ النثير ونثير الدرّ. والتقط نثار الخوان ونثارته وهو الفتات المتناثر حوله. وشهدت نثار فلان بالكسر، وكنّا في نثار فلان اليوم وهو اسم للفعل كالنثر، وما أصبت من نثر فلان شيئاً وهو اسم المنثور من السكر ونحوه كالنشر بمعنى المنشور.
ومن المجاز: نثرت المرأة بطنها، وامرأة نثور. ونثر الحمار والشّاة نثيراً: عطست وأخرجت من أنفها الأذى واستنثر مثله. واستنثر المتوضّيء وأنثر، يقال: إذا استنشقت فأنثر. وفي الحديث " الجراد نثرة حوت " ومنها، نثرة الأسد: لكوكب كأنّه لطخ سحاب، كأنّ الأسد نثر نثرةً أي مخط مخطةً، ومنها: قيل للخيشوم والفرجة بين الشاربين: النثرة. وطعنه فأنثره: ألقاه على نثرته. قال:
إن عليها فارساً كعشره ... إذا رأى فارس قومٍ أنثره
وضربه فأنثره: أرعفه. وأخذ درعاً فنثرها على نفسه: صبّها، ومنها: النثرة وهي الدرع السلسة الملبس. ورجل نثر: مهذار ومذياع للأسرار. قال نصر بن سيّار:
لقد علم الأقوام منّي تحلّمي ... إذا النثر الثرثار قال فأهجرا
وفي الوعيد: " لأنثرنك نثر الكرش " . ووجأه فنثر أمعاءه. وقد نثرت النّخلة فهي ناثر ومنثار: تنفض بسرها. ونثر كنانته فعجم عيدانها عوداً عوداً فوجدني أصلبها مكسراً فرماكم بي. ونثر قراءته: أسرع فيها. وتفرّق القوم وتنثّروا وانتثروا. ومرضوا فتناثروا موتاً. ورأيته يناثره الدرّ إذا حاوره بكلام حسن.
ن ث لنثل كنانته: نثرها. ونثلوا ركيّتهم: حفروها وأخرجوا نثيلتها: نبيثتها. ونثلوا حفرة فلان: حفروا قبره. ونثل الحافر: راث. قال يهجو فرسه بكثرة روثه فعبّر عن روثه بعبارتين بمثلٍّ ومنثلٍ:
مثلٌّ على آريّه الرّوث منثل
الثّلّ والنّثل وزاحد. وتقول: جملك يسل من ثيله، وحمارك يثل من نثيله.
ومن المجاز: نثل عليه درعه مثل نثرها إذا صبها، ونثلها عنه: نزعها كما يقال: خلع عليه الثوب وخلعه عنه، ومنه: النثلة. قال النابغة:
وكل صموت نثلة تبعية ... ونسج سليم كل قضاء ذائل
وقال كثير:
يغادي بفأر المسك طوراً وتارةً ... ترى الدّرع مرفضاً عليه نثيلها
أي منثولها.
ن ث ونثوت الحديث نثواً: ذكرته ونشرته، وهو حسن النّثا وقبيح النثا، وهو ينثو عليّ ما فعلت: يشيعه، وإنهم ليتناثون الحديث بينهم. وهم يتناثون أيامهم الماضية. قال يزيد ابن الطثريّة:
ولما تناثينا سقاط حديثنا ... غشاشاً ولان الطّرف منها فأطمعا
وناثيته كذا مناثاة، وتقول: كم ناجيته وناغيته، وجاثيته وناثيته.
ن ج بهو نجيب من النجباء والأنجاب. قال:
قد اغتدى بفتية أنجاب ... عكارميّين ذوي أحساب
وقد نجب نجابة، وله نجيبة ونجائب ونجب. وفحل منجب، وامرأة منجبة ومنجاب، ونساء مناجيب، وأنجب به أبواه. قال الأعشى:
أنجب أيام والداه به ... إذ نجلاه فنعم ما نجلا
وانتجبته واستنجبته. ونجبت الشجرة: أخذت نجبها: قشرها. قال ذو الرمة:
كأن رجليه مسماكان من عشر ... صقبان لم يتفرّق عنهما النجب
ن ج حرجع بنجحٍ ونجاحٍ. وتقول: من لي برسول يطير بجناح، ويرجع بنجاح. ونجحت طلبته: فاز بها، وطلبتك ناجحة. وسمعتهم يقولون لمن طلب إليهم: نجح أي تمّ مطلوبك وحصل. واستنجحني حاجته. وبالله أستفتح، وإياه أستنجح. قال القطامي يصف ناقته:
إ، ترجعي من أبي عثمان منجحة ... فقد يهون مع المستنجح العمل

وأنجح الله طلبتك فنجحت. وأنجحت يا فلان: صرت ذا نجح، ورجل منجح: ذو نجح. قال:
ليبلغ عذراً أو يصيب رغيبةً ... ومبلغ نفسٍ عذرها مثل منجح
ورأى نجيح، وسعى نجيح.
ومن المجاز: تناجحت أحلامه: تتابعت عليه رؤبيّات صدق. وسير نجيح: وشيك. ونهض في هذا الأمر نهضاً نجيحاً: سريعاً. وفي ملٍ " إذا رمت الباطل أنجح بك " أي غلبك وظفر بك.
ن ج دنجد الرجل نجدة، ورجل نجد ونجد ونجيد ومناجد. وناجده: بارزه للقتال. وكان جباناً فاستنجد: صار نجيداً شجاعاً. وتقول معه أجناد، ورجال أنجاد. وهو منجود: مكروب. وتقول: عنده نصرة المجهود، وعصرة المنجود. واستنجدني فأنجدته. قال:
إذا استنجدتهم ودعوت بكراً ... لنصرتنا كسرت بهم همومي
وغار وأنجد. وسار ذكره في الأغوار والنّجاد والنجود. قال:
هن الغياث إذا تهولت السرى ... وإذا توقد في الناد الحزور
واحتبى بنجاده. وبيت منجد: مزين بنجوده وهي ستوره التي تشد على الحيطان. ورجل نجاد: يعالج الفرش والوسائد. وذفراه تنضح النجد: العرق، وقد نجد إذا عرق. وروّقوا الخمر في النّاجود وهو إناء تصفّى فيه. قال الأخطل:
كأنما المسك نهبى بين أرحلنا ... مما تضوّع من ناجودها الجاري
ومن المجاز: " هو طلاع أنجد " : ركّاب لصعاب الأمور. وهو محتب بنجاد الحلم. وفلان طويل النّجاد. ويقال: " هو ابن نجدتها " أي الجاهل بها خلاف قولهم: " هو ابن بجدتها " ذهاباً إلى ابن نجدة الحروري.
ن ج ذأبدى ناجذه إذا بالغ في ضحكه أو غضبه، وعن النبيّ صلى الله عليه وسلم: " أنه ضحك حتى بدت نواجذه " .
ومن المجاز: أبدت الحرب ناجذيها. قال بشر:
إذا ما الحرب أبدت ناجذيها ... غداة الرّوع والتقت الجموع
وعضّ على ناجذه إذا بلغ أشدّه استحكم. وعض في العلم وغيره بناجذه إذا أتقنه، ومنه: جّذته التجارب: أحكمته. قال:
أخو خمسين مجتمع أشدّى ... ونجّذني مداورة الشؤون
ن ج رعود منجور، وقد نجره النجّار. والباب يدور على نجرانه وهو رجله. وهو أثقل من أنجر وهو المرساة. ونحن في شهر ناجر وهو الشهر الواقع في صميم الحرّ من النّجر وهو فرط العطش. وقد نجرت الإبل، وإبل نجرى ونجارى.
ومن المجاز: هو كريم النجر والنجار وهو الطبع والمنبت كما يقال: كريم النحت والنحيتة. ونجرته بيدي نجراً وهو أن تضم كفك ثم تخرج برجمة الإصبع الوسطى فتضرب بها رأسه. وتقول: هو أزكاهم نجراً، وأطيبهم مجرى. وتقول: غلام أغناه عن الزّجر والنّجر، كرم النفس وطيب النّجر. ونجر المرأة: جامعها.
ن ج زأنجز وعده إنجازاً، ونجز الوعد، وهو ناجز إذا حصل وتمّ، ومنه نجز الكتاب. ونجزت حاجته، وأنت على نجز حاجتك ونجزها. وبعته ناجزاً بناجز: يداً بيد. وناجزه القتال. وعن أكثم بن صيفيّ: إن رمت المحاجزة، فقبل المناجزه. واستنجزت منه كتاباً وتنجّزته. وقال النابغة يرثي أبا قابوس مات الناس موته:
وكنت ربيعاً لليتامى وعصمة ... فملك أبي قابوس أمسى وقد نجز
أي تمّ، يقال: نَجَزَ يَنْجِزوُ وينجُز ونجَز ينجَز.
ن ج سنجس ثوبه نجساً ونجاسةً، وتنجّس بالعذرة، وأنجسه ونجّسه. وعن الحسن رضي الله تعالى عنه في رجل تزوّج امرأة كان قد زنى بها: هو أنجسها فهو أحقّ بها. وشيء نجس ونجس صفة بالمصدر. وشيء رجس نجس إذا قرن برجس. وتقول: إذا جاء القدر لم يغن المنجّم والمنجّس، ولا الفيلسوف والمهندس؛ وهو الذي يعلّق على الذي يخاف عليه الأنجاس من عظام الموتى وغيرها ليطرد الجنّ لنفرتها عن الأقذار. قال:
ولو كان عندي حازيان وراقب ... وعلّق أنجاساً عليّ المنجّس
وقال حسان:
وحازية ملبوبةٍ ومنجّس ... وطارقة في طرقها لم تشدّد
لبيبة، ومنه: داء ناجس نجيس: أعيا المنجّسين. قال أبو أبو ذؤيب:
لشانئه طول الضراعة منهم ... وداء قد أعيا بالأطباء ناجس
وقال ساعدة بن جؤيّة:
والشيب داء نجيس لا دواء له ... للمرء كان صحيحاً صائب القحم
أي هو داء عياء للرجل الصحيح الجلد الذي إذا تقحم في الشدائد صاب فيها ولم يخطيء.

ومن المجاز: الناس أجناس، وأكثرهم أنجاس. ونجّسته الذنوب " إنما المشركون نجس " وتقول: لا ترى أنجس من الكافر، ولا أنحس من الفاجر.
ن ج شنهي عن النجش، وروي: " لا تناجشوا " وهو أن تستام السلعة بأزيد من ثمنها ليراك الآخر فيقع فيها وكذلك في النكاح وغيره. وقال النابغة:
وترخّى بال من يشربها ... ويفدّى كرمها عند النّجش
ومع الصائد ناجش وهو الحائش الذي يحوش عليه الصيد. وسائق نجّاش: حاثّ للإبل.
ن ج عخرجوا للانتجاع والنجعة وهي طلب الكف وقد انتجعوا ونجعوا. ومرّت بنا ناجعة ونواجع: قوم منتجعون. قال:
وأعلم أنني سأصير رسماً ... إذا انتجع النواجع لا أسير
ونجعت البعير: سقيته النّجوع المديد وهو الخبط يضرب بالدقيق والماء. ودخل المقداد على عليّ رضوان الله تعالى عليهما وهو ينجع بكراتٍ له. ونجع فيه طعامه: هنأه، ونجع فيه الدواء: نفعه. وماء نجوع: نمير. وطعنة تمجّ النجيع وهو دم الجوف. وتنجّع بالدم: تلطّخ به. قال أسد بن باعصة:
ولربّ كبش كتيبة غادرته ... يكبو لجبهته صريعاً أطحلا
متنجّعاً قد دقّ في حيزومه ... صدر القناة على العزاز مجدّلا
ومن المجاز: انتجعت فلاناً: طلبت معروفه. وعن معاوية رضي الله تعالى عنه: أن رجلاً تغدى معه فتناول من مخّة معاوية شيأ فقال له: إنك لبعيد النجعة فقال: " من أجدب جنابهُ انتجع " . قال ذو الرمة:
رأيت الناس ينتجعون غيثاً ... فقلت لصيدح انتجعي بلالاً
ونجع الصبيّ لبن الشاة وبلبن الشاة: غذيَ به وسقيه. وسئل أبيّ عن النبيذ فقال: عليك بالماء عليك بالسويق الذي نجعت به أي غذيت به في الغصر. وفلان لا ينجع فيه القول.
ن ج فقبر منجوف: محفور في جوانبه موسّع الجوف. وكلّ حفرة أو إناء كان كذلك فهو منجوف، وقد نجفه ينجفه. وقعد تحت نجفة الكثيب وهو إبطه الذي تصفّقه الرياح فتنجفه. وفي بطن الوادي نجفة ونجف وهي مكان مستطيل كالجدار لا يعلوه الماء. وعلى بابه نجاف وهو ما بني ناتئاً فوق الباب مشرفاً عليه كنجاف الغار وهو صخرة ناتئة تشرف عليه.
ن ج لنجلت الشيء نجلاً: رميت به. والناقة تنجل الحصى بمناسمها، ومنه: المنجل يقضب به العود من الشجرة ويرمى به. وعين نجلاء، وعيون نجل. والأسد أنجل.
ومن المجاز: نجله أب كريم، ونجل به. وفحل ناجل: منجب. وهو نجل فلان. وقبّح الله تعالى ناجليه. وطعنة نجلاء.
ن ج مطلع النجم والأنجم والنجوم. وكبد النجم أي الثريّا. ونجمت الكواكب: طلعت. ونجم فلان تنجيماً: قضى في النجوم. ونجماً نوء الأسد والسماك: انتظرنا طلوع نجمه. قال ابن الدمينة:
نجّمن أنواء الربيع لمأسل ... فلذي قضين إلى جنوب الساحل
ومن المجاز: نجم النبات والناب والقرن " والنجم والشجر يسجدان " . والحمار يحبّ النجمة ويلّقب بذي النجمة. وتنجّم: تتبّع النجمة واحتفر عنها. ونجم في بني فلان ناجم، ونجم فيهم شاعر أو فارس. ونجم السهم والرمح إذا نفذ النصل والسنان من المرميّ والمطعون وحده. قال:
وما هزموا حتى رأوا في سراتهم ... صدور القنا من مستكنّ وناجم
وفلان ينظر في النجوم إذا تفكّر كيف يصنع. وأثجمت السماء ثم أنجمت. وأنجم الشتاء. وأنجم عن الأمر. وضربه فما أنجم عنه حتى هلك. وأنجمت الحرب. قال:
إذا وردت ماء علتها زجاجها ... وتعلوا عواليها إذا الروع أنجما
تعلوها زجاجها لأنها تمال للطعن وإذا انكشف الروع ركزت فعلتها العوالي. وأنزل القرآن نجوماً. ونجّم عليه الدين: جعله عليه نجوماً. ونجّم الدية: أدّاها نجوماً. قال زهير:
ينجّمها قوم لقوم غرامة ... ولم يهريقوا بينهم ملء محجم
ن ج وناجيته، وتناجوا وانتجوا، وبينهم تناج ونجوى، وهم نجوى. و " خلصوا نجياً " : متناجين. قال جرير:
يعلوا النجي إذا النجيّ أصجّهم ... أمر تضيق به الصدور جليل
واجتمعوا أنجيةً. قال:
إني إذا ما القوم كانوا أنجية ... واضطربت أعناقهم كالأرشيه

وتقول: شهدت منهم أندية، فوجدتهم أنجيه وهو نجيّ فلان: مناجيه دون أصحابه. وانتجيت فلاناً: اختصصته بمناجاتي وجعلته نجيّي. ونجوت منه نجاةً، ونجّاني الله تعالى وأنجاني. وهو بمنجاة من السيل. أنشد أبو عمرو لأبي بثينة الباهلي:
فهل تأوي إلى المنجاة أني ... أخاف عليك معتلج السيول
وقال الراعي:
بأسحم من نوء الذراعين أتأقت ... مسايله حتى يلغن المناجيا
ونزلوا وراء النجوة. وناقة ناجية، ونوق نواجٍ. ونجا ينجو: أسرع نجاء، والنجاك النجاك.
ومن المجاز والكناية: إنك من ذلك الأمر بنجوة إذا كان بعيداً منه بريئاً سالماً. والهموم تنجي في صدره وتتناجي، وبات الهمّ يناجيه. قال الجعديّ:
إن ترى همّي أمسى شاغلي ... وإذا ما نوجي الهم شغل
وبات له نجياً. وقال بشر:
أجدّك ما تزال نجيّ همّ ... تبيت الليل أنت له ضجيع
وباتت في صدره نجيةٌ قد أسهرته وهي ما يناجيه من الهم. وأصابته النجواء: حديث النفس ونجواها. وأنشد ابن الأعرابيّ لمرّار بن منقذ:
إن الهموم لها إذا لم تقرها ... نجواء تدخل تحت كل شعار
وقال آخر:
وهم تأخذ النجواء منه ... يعك بصالبٍ أو بالملال
واستنجى: أصله الاتتار بالنجوة، ومنه: نجا ينجو إذا قضى حاجته نجواً. وما نجا المريض منذ ليال، وشرب الدواء فما انجاه، وقيل: هو من نجوت الغص واستنجيته إذا قطعته. ونجوت الجلد عن الجزور: كشطته.
ن ح بهو نحب عليه أي نذر. قال حسان:
مساميح أبطال يرجون للندى ... يرون عليهم فعل آبائهم نحباص
وقد نحب فلان نحباً ونحّب تنحيباً: أوجب على نفسه أمراً، وهو منحّب. قال نصيب:
وإني لساع في رضاك كما سعى ... ليلقي ثقل النحب عنه المنحّب
ومن المجاز: نحب الباكي ينحب نحيباً، وانتحب انتحاباً: جدّ في بكائه. ونحب القوم في سيرهم ونحّبوا: جدّوا وساروا على نحب، وسير نحب. وقربٌ منحّبٌ. قال ذو الرمّة:
وربّ مفازة قذف جموح ... تغول منحّب القرب اغتيالا
وسرنا إلى مكة ثلاث ليال منحباتٍ. وأصابته شوكة فنحّب عليها ينتقشها: أكبّ عليها. وناحبته على كذا: خاطرته. ومنه، لأناحبنّك: لأحاكمنك. وقضى نحبه: مات كأن الموت نذر في عنقه.
ن ح تعود نحيت ومنحوت، وهذه نحاتة العود. وفي يده المنحت والمنحات. وانتحت من الخشبة ما يكفي الوقود.
ومن المجاز: هو كريم النحيتة أي الطبيعة. وهو من نحت صدق. وهم كرام المنابت والمنحت. ونحت على الكرم، والكرم من نحته. وتقول: هو عجب النعت، كريم النحت، ونحت الجبل: حفره. قال أبو النجم:
وهو على عذب رواءِ المنهل ... دخل أبي المرقال خير الأدحل
من تحت عاد في الزمان الأول
وجمل نحيت: قد انتحت مناسمه، ونحت السفر الإبل. براها. ونحته بلسانه: لامه. ونحته بالعصا: ضربه بها.
ن ح حهو شحيح نحيح، وتقول: قوم نحانحة لئام. وهم الذين يتنحنحون إذا سئلوا. قال:
سيماهم حين تراهم واضحة ... ليسوا بأقزام ولا نحانحه
وتقول: هو من أقوام، غير أقزام؛ وجحاجحه، غير نحانحه.
ن ح رضرب نحره ونحورهم. ونه: نحر البعير: طعن في نحره نحراً، ونحر الإبل، وإبل منحرة، وهذا منحر البدن، وهذه مناحرها، وهم نحّارون للجزر. وتناحروا في الحرب.
ومن المجاز: جاء في نحر النهار، ونحر الشهر وناحرته ونحيرته. وما أراه إلا في نحور الشهور ونحائرها ونواحرها. قال الكميت:
والغيث بلالمتألقا ... ت من الأهلّة في النواحر
إذا وقع الغيث في أوّل الشهر كان غزيراً. وجلس فلان في نحر فلان: قابله، ونحرته نحراً: قابلته. ومنازل القوم تتناحر وتتناوح، وديارهم تنحر الطريق: تقابله. قال:
أبا حكم ها أنت عم مجالد ... وسيد أهل الأبطح المتناحر
ونحر الأمور علماً. ومنه: هو نحرير من النحارير. وعن زيد بن كثوة: ما نحر هلالاً شمالٌ إلا كان ممحلاً. وقال علقمةن:
وردته وصدور العيس مسنفةٌ ... والصبح بالكوكب الدريّ منحور

وسئل جرير عن شعراء الإسلام فقال: نبعة الشعر للفرزدق، فقيل له ما تركت لنفسك، فقال: أنا نحرت الشعر نحراً. وانتحروا على الأمر وتناحروا عليه: تشاحّوا وحرصوا. وفي مثل " سرق السارق فانتحر " . وطريق منتحر: واسع بيّن. قال أبو وجزة:
يعلو بهنّ قراديدا وراح له ... موعس في سواد الليل منتحر
موطأ من وعس المكان يعسه إذا وطئه. وانتحر السحاب: انبعق بالمطر. قال الراعي:
فمرّ على منازلها فألقى ... بها الأثقال وانتحر انتحارا
وقال ابن ميادة:
أطاع لها نبت الخزامى وجادها ... بأوطانها غرّ السحاب المنحّر
وتناحروا على الطريق وغيره: تتابعوا عليه. قال:
لقد ظلمتني عامر وتناحروا ... عليّ وما مثلي مجمران يقتل
وتناحروا عن الطريق: عدلوا عنه.
ن ح زنحز الدواء في المنحاز. ونحزت الناقة برجلي: ركلتها أستحثها. قال ذو الرمة:
والعيس من عاسج أو واسج خبيباً ... ينحزن في جانبيها وهي تنسلب
وقلقت نحائزها: أنساعها الواحدة تحيزة. وهو كريم النحيزة. وبه نحازٌ: سعال، وهو منحوز.
ن ح سسعد فلان على قومه ونحس، فهو مسعود ومنحوس، وهو يوم نحسٍ ونحوس ومناحس. وانتحس فلان وانتكس،وانتحس جدّه. ويقال: هو كريم النحّاس، طيب الجلاس. وقال:
يا أيها السائل عن نحاسي ... قصّر مقياسك عن مقياسي
وهو الأصل والطبع. وقال لبيد:
وكم فينا إذا ما المحل أبدى ... نحاس القوم من سمح هضوم
ن ح ضأطعمهم النحض، وسقاهم المحض، وهو اللحم المكتنز، واشو لنا هذه النّحضة وهي القطعة منه. وامرأة نحيضة: لحيمة، ومنحوضة: مهزولة كأنما نحضت أي عرقت.
ومن المجاز: سنان نحيض بمعنى منحوض، وقد نحضه إذا رقّقه. قال امرؤ القيس:
يبارى شباة الرمح خدّ مذلّق ... كحد السنان الصّلّي النحيض
ونحضت فلاناً: نهكته بالسؤال. وناحضته: ماحكته ولاحيته.
ن ح طله نحيط: زفير وقد نحط ينحط.
ن ح فرجل نحيف، وقد نحف نحافة، وأنحفه المرض.
ومن المجاز: فلان نحيف الدّين ونحيف الأمانة. وتقول: من كان حنيفاً، لم يكن نحيفاً.
ن ح لنحل جسمه نحولاً، وجسم ناحل ونحيل، ونحل نحل، وأنحله المرض ونحّله. ونحل ولده مالاً. ونحلت المرأة زوجها المهر. هذا نحل مني ونحل ونحلان ونحلة وهو العطاء بغير عوض. وقال شعراً فنحله غيره، وانتحل شعر غيره وتنحّله. قال جرير:
إذا ما قلت قافية شروداً ... تنحّلها ابن حمراء العجان
ومن المجاز: سيوف نواحل: رقاق الظبي. وهلال ناحل ونحيل، وأهلّة نحلٌ. قال:
ومجاز معتسف تركت به ... أدم الركاب كأنها النحل
ن ح منحم الفهد نحيماً: صوّت. والحمّال ينحم ويستعين بنحيمه على حمله وكذلك نازع الدلو. قال:
مالك لا تنحم يا رواحه ... إن النحيم للسقاة راحه
ورجل نحّامٌ: بخيل إذا سئل نحم.
ن ح وهو على أنحاء شتّى: لا يثبت على نحوٍ واحد. ونحوت نحوه. وعنده نحوٌ من مائة رجل. وإنكم لتنظرون في نحوّ كثيرة: وفلان نحويٌّ من النحاة. وانتحاه: قصده. وانتحى لقرنه: عرض له. وانتحى على شقّه الأيسر: اعتمد عليه. وانتحى على سيفه. قال متمم:
وهوّن وجدي بعد ما كدت أنتحي ... على السيف حتى يخرج الجوف والحشا
ونحّاه عن مكانه تنحيةً فتنحّى عنه، وتنحّ عني. ونحّ الدمع عن خدّك. وناحيته مناحاة: صرت نحوه وصار نحوي. وأنحى عليه بالسوط والسيف.
ومن المجاز: هو نحيّة القوارع أي تنحيه الشدائد، ونحن نحايا الأحزان. قال البعيث:
نحيّة أحزان جرت من جفونه ... نفاضة دمع مثل ما دمع الوشل
وأنحى عليه باللوائم إذا أقبل عليه. وأنا في ناحية فلان. وضربه بناحية سوطه. وأتاه من ناحية الكرم فوجده كريماً. ومن أيّ النواحي أتيته وجدته مرضياً.
ن خ بإنه لمنخوب ونخيب ونخب: لا فؤاد له. وقد نخب قلبه ونخب كأنما نزع، من قولهم: نخبت الشيء وانتخبته إذا نزعته، ومنه: الانتخاب: الاختيار كأنك تنتزعه من بين الأشياء، وهؤلاء نخبة قومهم: لخيارهم، وقيل: هو بفتح الخاء.
ن خ ر

للحمار نخيرٌ وقد نخر، ومنه: المنخران والنخرتان وقيل النخرة: الأنف.
ومن المجاز: للريح نخرة شديدة وهي عصفتها، ومنه: العظم والعود الناخر لنخير الريح فيه وما بالدار ناخر: أحدٌ.
ن خ سنخس الدابة، ومنه: الخاس. ونخسوا بفلان: نخسوا دابته وطردوه. قال:
الناخسين بمروان بذي خشبٍ ... والمقحمين على عثمان في الدار
أي نخسوا به من خلفه حتى سيّروه في البلاد. ونخس البكرة: جعل لها نخاساً وهو ما يلقمه ثقبها إذا اتسع. وبكرة نخيس.
ومن المجاز: رأيت غدراً تناخس كقولهم: الأمواج تناطح. وهو ابن نخسة أي ابن زنية. قال الشماخ:
أنا الجحاشيّ شماخ وليس أبي ... بنخسة لدعيّ غير موجود
غير معلوم " ووجدك ضالاً " وانخس به أي أبعده. وتكلّم فنخّسوا به. ووعلٌ ناخس: طويل القرنين لأنهما ينخسان ذنبه. قال ابن هرمة:
كأن فقاره اشتبكت عليه ... قرون الناخسات من الوعول
ن خ عتنخم وتنخّع. ورمى بالنخامة والنخاعة. ونخع الذبيحة: جاز بالذبح إلى النخاع. وأصاب المنخع وهو مفصل الفهقة بين العنق والرأس.
ومن المجاز: نخعته طاعتي وودّي ونصيحتي إذا بالغت له فيها. ونخع الأمر علماً، وفلان ناخع. قال:
إن الذي ربّضتما أمره ... سراً وقد بيّن للناخع
لكالتي يحسبها أهلها ... عذراء بكراً وهي في التاسع
وفي الحديث: " إن أنخع الأسماء عند الله أن يتسعّى الرجل باسم ملك الأملاك " أي أشدّها إهلاكاً. وتنخع السحاب: قاء ما فيه من المطر.
ن خ لنخل الدقيق بالمنخل وبالمناخل.
ومن المجاز: نخل له النصيحة. وبذل له نخيلة قلبه. وفي الحديث: " لا يقبل الله إلا نخائل القلوب " . قال عمارة:
تبحّثتم سخطي فغيّر بحثكم ... نخيلة نفس كان نصحاً ضميرها
ونصيحة ناخلة. وانتخل الشيء وتنخّله: اختاره، وهو نخيلتي من إخواني ونخيلة نفسي أي خيرتي. ونخلت السماء الثلج.
ن خ وبه نخوة، ونخي فلان، وهو منخو: مزهو. وانتخى من كذا: استنكف منه، والعرب تنتخي من الدنايا. وقال ذو الرمّة:
فربّ امريء ذي نخوة قد رميته ... بقاصمةٍ توهي عظام الحواجب
ن د ببه ندب من الجرح وندوب وأنداب. قال:
على طليح عضّها الأقتاب ... فهي بها من عضّها أنداب
وضربه فأندبه: أثّر بجلده. وندب لكذا وإلى كذا فانتدب له، وفلان مندوب لأمر عظيم ومندّب له. وأهل مكّة يسمّون الرسل إلى دار الخلافة: المندّبة. وتكلّم فانتدب له فلان إذا عارضه. وندبت الميّت النّادبة والنّوادب، وأطلن النّدبة. ورجل ندب إذا ندب لأمر خف له، وأراك ندباً في الحوائج. وقد ندبت ندابة. وفرس ندب: ماض. ويقول أهل النّضال: ندبنا يوم كذا أي انتدابنا للرّمي. وبينهم ندب: خطر ورهان، ومنه: أقام فلان على ندب: على خطر، وأندب نفسه: أخطرها. قال عروة بن الورد:
أيهلك معتم وزيد ولم أقم ... على ندبٍ يوماً ولي نفس مخطر
ومن المجاز: أضرّت به الحاجة فأندبته إنداباً شديداً أي أثرت فيه: وما ندبني إلى ما فعلت إلا النصح لك.
ن د حلك في هذه الدار منتدح: متّسع. وتندّحت الغنم في مرابضها: امتدّت واتسعت من البطنة. وندحت المكان ندحاً: وسّعته. وندحت النعامة أندوحة إذا فحصت أفحوصة ووسّعتها لبيضها. ومن ذلك: لك عنه مندوحة ومنتدح أي سعةٌ وبد.
ن د رندر نادر من الجبل إذا خرج ونتأ. وندر العظم: انفك وزال عن مكانه. وندر من بيته: خرج: وسمعت من يقول لامرأة: اندري. وأندرته: أخرجته. وأصاب المطر الحشيش فندر الرطب من أعراضه: خرج. وشبعت الإبل من نادره ونوادره. والمال يستندر الرطب: يتتبّعه.
ومن المجاز: استندروا أثره: اقتفروه. وهذا كلام نادر: غريب خارج عن المعتاد، وأسمعني النوادر، ولا يقع ذلك إلاّ في الندرة، وإني لألقاه في الندرة وعلى الندرة والندرى. وفلان يتنادر علينا. وأندر البكارة في الدية: أسقطها وألقاها. وأصلح نوادر المغلق: أسنانه. وأندرت يد فلان عن مالي إذا أزلت عنه تصرفه فيه. وضربه على رأسه فندرت عينه، وأندرها.
ن د سندسه بالرّمح: طعنه، ورماح نوادس. قال جرير:

ندسنا أبا مندوسة القين بالقنا ... ومار دم من جار بيبة ناقع
وقال الكميت:
ونحن صبحنا آل نجران غارة ... تميم بن مرّ والرماح النّوادسا
وفلان يتندس عن الأخبار ويتحدّس عنها: يتبحّث عنها ليعلم منها ما هو خفيّ على غيره. ورجل ندس: فطن، تقول: فلانٌ عاقل ندس، وأخوه غافل دنس.
ن د فقطن مندوف ونديف ومندّف.
ومن المجاز: الدابة تندف في سيرها: تسرع رجع يديها. وندفت السماء علينا بمطر أو ثلج. وندف العوّاد بمزهره، وفلان ندّاف: عوّاد. قال الأعشى:
جالس حوله النّدامى فما ين ... فك يؤتى بمزهر مندوف
ورجل نداف: كثير الأكل. ورأيته يندف الطعام ندفاً. وسقاني ندفة من لبن: شيئاً منه.
ن د لندل المال وغيره: نقله بسرعة. وأنشد سيبويه:
فندلاً زريق المال ندل الثعالب
ومنه: المنديل، وتندّلت بالمنديل: تمسّحت به وندلت الخبز من السفرة والتمر من الجلّة والدّلو من البئر.
ن د مندم على الأمر ندماً وندامةً، وتندّمت، وندّمني عليه كذا، وأنا ناد ومتندّم. ونادمه على الشّراب منادمة ونداماً، وتنادموا عليه، وهو نديم وندمان، وهم ندامى وندماء وندامٌ.
ن د ه" ادهبي فلا أنده سربك " : لا أزجره يقوله المطلق.
ن د يجلس في نادي قومه ونديّهم وندوتهم ومنتداهم، ولهم أندية وأنديات. قال كثير:
لهم أنديات بالعشيّ وبالضحى ... بهاليل يرجو الراغبون نهالها
وانتدوا وتنادوا: تجالسوا، وناديتهم: جالستهم. وندى المكان وتندّى، ومكان ندٍ، وأرض نديّة، وفيه ندوة ونداوةٌ وندّى. ووقع الندى. وأنا أنادي، ولا أناجيك. و " ونودي للصلاة " ، وإذا سمعت ابيداء فأجب.
ومن المجاز: رجل ند: جوادٌ. وتقول: كم نعشتني يداك، وكم أعاشني نداك. وإن يده لندية بالمعروف، وهو يتندّى على أصحابه: يتسخّى عليه، وما رأيت أندى منك يداً. وما تنديت من فلان وما انتديت منه: ما أصبت منه خيراً. وفلان لا تندى صفاته. وما تندّى إحدى يديه الأخرى: للبخيل، وما نديت كفّي لك بشرٍّ، ولا نديت بشيء تكرهه. قال النابغبة:
ما إن نديت بشيء أنت تكرهه ... إذن فلا رفعت سوطي إليّ يدي
وجاء بالمنديات: بالمخزيات لأنّها إذا ذكرت ندى جبين صاحبها حياء. قال الكميت:
وعاديّ حلمٍ إذا المندبا ... ت أنسين أهل الوقار الوقارا
وشرب حتّى تندّى أي تروّى، وندّيت الفرس: سقيته. وندّيته: ركضته حتى عرق. وهذا مسرح بهمنا ومندّى خيلنا. وهو أندى صوتاً منك، وندى صوته، وهو نديّ الصوت. وهو في أمر لا ينادى وليده.
ن ذ رنذر القوم بالعدوّ: علموا به فحذروه واستعدّوا له وأنذرتهم به، وأنذرتهم إيّاه، وهو نذير القوم ومنذرهم، وهم نذر القوم. " فستعلمون كيف نذير " أي إنذاري " فكيف كان عذابي ونذر " : وإنذاراتي. وهو نذيرة القوم: لطليعتهم الذي ينذرهم العدوّ. وتناذروه: خوف منه بعضهم بعضاً. قال النابغة:
تناذرها الرّاقون من سوء سمّها
وقال في صفة كتيبة المنذر:
وما تنفك محلولاً عراها ... على متناذر الأكلاء طامي
لا تزال تنزل المكان المخوف. وقالت الخنساء:
يا صخر ورّاد ماء قد تناذره ... أهل الموارد ما في ورده عار
ومن المجاز: أعطيت الرجل نذر جرحه، والقوم نذور جراحهم: أروشها لأنها مما نذر رسول الله أي أوجب كما يوجب الرّجل على نفسه وهو من كلام أهل الحجاز.
ن ذ لهو نذل ونذيل، وقد نذل نذالة.
ن ر بفلان ذو نيربٍ: تمّام.
ن ر دلعب بالنرد وبالنردشير.
ن ر جداس الطّعام بالنّيرج والنورج.
ن ر زجاء يوم النّوروز والنّير روز.
ن ز بللتيس نبيب، وللظّبي نزيب؛ وهو صوته عند السفاد.
ن ز حنزحت البئر، وبئر نزوح ونزح: قليلة الماء. وبلد نازح، وقد نزح نزوحاً، وانتزح انتزاحاً: بعد. وإبل منازيح: من بلاد بعيدة. قال أبو ذؤيب:
وصرّح الموت عن غلب كأنهم ... جرب يدافعها الساقي منازيح
ومن المجاز: أنت من الذّم بمنتزح. قال:
وأنت من الغوائل حين ترمى ... ومن ذم الرجال بمنتزاح
ويقال: إن شرّك لسرح، وخيرك نزح؛ قليل.

ن ز ر
مال نزر: قليل. وقد نزل نزارة. وتنزّر من الشيء تقلّل منه، وعطاء منزور: نزر. ونزرت الرجل. ألححت عليه في مسألة العلم والعطاء فهو منزور. وفلان لا يعطى حتى ينزر، ولا يطيع حتى يهزر. قال:
فخذ عفو من آتاك لا تنزرنه ... فعند بلغوه الكدّ رنق المشارب
وتنزّر فلان: انتمى إلى نزار.
ن ز زفي أرضه نز ونزوز. وقد نزّت أرضهم وأنزّت. ورجل نزّ: لا يقرّ في مكان. وظليم وظبي نز: ذو نزوان، وقد نزّ نزيزاً. قال ذو الرمة:
فلاة ينزّ الرئم في حجراتها ... نزيز خطام القوس يحدى به النبل
والصبيّ في المنز: في المهد. والأم تنزنز صبيها: ترقصه.
ن ز عنزع الشيء من يده: جذبه وانتزعه. ورجل منزع: شديد النزع. ونزع الدلو من البئر. وقام على منزعته: على مكان نزعه. قال:
قام على منزعة زلحٍ فزل ... يا ليته أصدرها فيها غلل
ولم يدلّ رجله حيث نزل
وماء بعيد المنزع وهو المكان الذي ينزع منه. وبئر نزوع: ينزع منها باليد لقرب مائها. ونازعته على البئر: نزعت معه. وثمام منزّع. ونزّعنا لها العشب بأيدينا. ونازعه الثوب: جاذبه. وانتزع السهم من الكنانة. ورأى الصيد فانتزع له، ونزع في قوسه. وأيدٍ نوازع. وهم ينزعون في القسيّ. ومرهم فلينزعوا فيّ القسي نزعاً، ولينزوا على الخيل نزواً. وحنّت كأنها قوس نازع. والخيل تنزع في أعنّتها. قال النابغة:
والخيل تنزع غرباً في أعنّتها ... كالطير تنجو من الشؤبوب ذي البرد
ونزع عن الأمر نزوعاً: كفّ عنه. ورأيته مكبّاً على الشر فاستنزعته: سألته أن ينزع عنه. ورماه بالمنزع وهو السهم البعيد المرمى. قال يصف حماراً يعدو:
فهو كالمنزع المريش من الشو ... حط مالت به يمين المغالي
ورجل أنزع: برّاق النّزعتين، وقد نزع نزعاً.
ومن المجاز: نزع الأمير العامل من عمله: عزله. ونزع المحتصر، وهو في النّزع. ونزعت نفسه إلى الشيء نزاعاً ونزوعاً، ونازعت إليه. وبعير نازع ونزوع: ينزع إلى أوطانه. وخيل نزائع: غرائب نزعن عن قوم آخرين. ونساء نزائع: تزوّجن في غير غشائرهن. وعنده نزيع ونزيعة: نجيب ونجيبة من غير بلاده. ورياح نزائع: نكباوات تنزع بين ريحين. قال البعيث:
تمطّت إليها هول كلّ تنوفة ... تكلّ الصّبا في عرضها والنزائع
ويقال للمرء إذا أشبه أخواله أو أعمامه: نزعهم ونزعوه ونزع إليهم، ونزعه عرق الخال. قال الفرزدق:
أشبهت أمّك يا جرير فإنها ... نزعتك والأمّ اللئيمة تنزع
ونزعت له آية من القرآن وانتزعت. وفلان ينزع بحجّته: يحضر بها " ونزعنا من كلّ أمّة شهيداً " ونزع يده من الطاعة. وخرج فلان عاصياً نازع يدٍ. قال ابن مقبل:
فأصبحت شيخاً لا جميعاً صبابتي ... ولا نازعاً من كل ما رابني يدا
ونازعه الكلام، ونازعته في كذا: خاصمته منازعة ونزاعاً، وتنازعوا. والفرس ينازع فارسه العنان. ونازعني بنانه: صافحني. قال الراعي:
ينازعنا رخص البنان كأنما ... ينازعنا هدّاب ريط معضد
وتنازعوا الكأس: تعاطوها، ونازعته كأس الكرى. وقال الشمّاخ:
وراحت رواحاً من زرود فنازعت ... زبالة جلباباً من الليل أخضرا
وهو قريب المنزعة إذا لم يكن بعيد الهمّة. " وعاد الأمر إلى النّزعة " إذا رجع الحق إلى أهله، كقولهم: " أعط القوس باريها " . وشراب طيب المنزعة أي المقطع. وفلاة نزوع: بعيدة. قال البعيث:
وقد أعرضت دون الأشاهب وارتمى ... بها بالضحى خرق أمق نزوع
ن ز غنزغه مثل نسغه إذا طعنه ونخسه.
ومن المجاز: نزغه الشيطان: كأنه ينخسه ليحثه على المعاصي، ونزغ بين الناس: أفسد بينهم بالحثّ على الشرّ.
ن ز قرجل وفرس نزق، وفيه طيش ونزق. ونزق فرسه: ضربه لينزو.
ومن المجاز: في كلامه نزق: خفّة وسرعة. ونزقه النعيم.
ن ز كنزكه: طعنه بالنيزك ينزكه بالضم. وفي الحديث: " إن عيسى عليه السلام يقتل الدجال بالنيزك " ورأيت في أيديهم النيازك. قال ذو الرمّة:
يا من لقلب لا يزال كأنه ... من الوجد شكّته صدور النيازك
وللضبّ نزكان. قال:

سبحل له نزكان كانا فضيلةً ... على كلّ حافٍ في البلاد وناعل
ومن المجاز: نزكه: عابه بغير ما رأى منه. وشهرٌ قد نزكوه. وفلانة نزيكة: معيبة، ورجل نزّاك: عيّاب. وفي ذكر الأبدال: ليسوا بنزّاكين، ولا معجبين ولا متماوتين.
ن ز لنزل بالمكان ونزل في المكان نزلةً واحدةً، ونزل من علوٍ إلى سفلٍ، ونزل في البئر، ونزل عن الدابة، وهذا منزل القوم، واستنزلوهم من صياصيهم، وأنزل الله الغيث، وأنزل الكتاب ونزّله، وتنزّلت الملائكة " وما نتنزّل إلا بأمر ربك " وقال:
تنزّل من جو السماء يصوب
ونازله في الحرب وتنازلوا، وتداعوا نزال، ودعيت نزال. ونزل به ضيف ونزل عليه، وهو نزيله، وهم نزلاؤه أي ضيفه. قال:
نزيل القوم أعظمهم حقوقاً ... وحقّ الله في حقٌّ النزيل
وكنا في نزالة فلان: في ضيافته، وهو حسن النزل والنزالة، وأعدّ لضيفه النّزل، وطعام ذو نزلٍ ونزل وهو ريعه.
ومن المجاز: نزل به مكروه، وأصابته نازلة من نوازل الدهر. وأنزلت حاجتي على كريم. ونزل ل عن امرأته. وانزل لي عن هذه اعلأبيات. والبركة تنزل من السماء وتتنزّل. واستنزله عن رأيه. وأنزل المجامع. وفلان من نزالة سوء إذا كان لئيم الأب. ونزل الحاج: أتوا مِنَى، كما يقال: وافى إذا حجّ. قال ابن أحمر:
وافيت لما أتاني أنها نزلت ... إن المنازل مما يجمع العجبا
وتقول: هو من الكرم بمنزل، ومن اللؤم بمعزل. وله منزلة عند الأمير، وهو رفيع المنازل. والقمر يسبح في منازله. وسحاب نزل وذو نزل: كثير المطر. قال النمر:
إذا يجفّ ثراها بلّها ديمٌ ... من واكف نزل بالماء سجّام
وقال الكميت:
وكالغيث إلا أن نوء نجومها ... تخالف أنواء الكواكب في النّزل
ورجل ذو نزلٍ: ذو فضل. وخطّ نزلٌ إذا وقع في قرطاس يسير شيء كثير.
ن ز هسقيت إبلي ثم نزّهتها عن الماء: باعدتها. ويقال: تنزّهوا بحرمكم عن القوم: أبعدوها. ومكان نزه ونزيه: بعيد من الغمق ونحوه، وقد نزه نزاهة. وفي الحديث: " إن الأردنّ أرض غمقة وإن الجابية أرض نزهة " وأرض ذات نزهةٍ. وخرجوا يتنزّهون: يطلبون الأماكن النزهة، وهم في نزهة ونزهٍ.
ومن المجاز: رجل نزهٌ ونزيه عن الريب. ونزّه الله تنزيهاً. وهو يتنزه عن المطامع.
ن ز وفحل نزّاء، وفيه نزاء، ونزا على طروقته. ونزا الفارس على فرسه.
ومن المجاز: قلبه ينزو إلى كذا: ينازع إليه. وهو يتنزّى إلى الشرّ: يتسرّع إليه. ونزا الطعام: غلا. وعن النضر قال أبو طيبة رجل من بلعدوية: قد نزا البرّ في القنبع وهو وعاء الحبّ إذا جرى فيه. وأكمة نازية: مرتفعة عما حولها كأنّها نزت عن وجه الأرض. وقصعة نازية: قريبة القعر.
ن س أنسأ الأمر، أخره، ونسّأته فانتسأ أي تأخّر. ونسأ الإبل عن الحوض: أبعدها. ونسأت ناقتي بالمنسأة: ضربتها. ونسأت إبلي في ظمئها: زدتها فيه وأخّرته. ونسأ الله في أجلك، وأنسأ الله أجلك. وأنسأته الدّين وفي الدين: أخّرته، وأنسأته البيع، أخّرت ثمنه، عن يعقوب، واستنسأته فأنسأني. واستنسأت غريمي فأنسأني. واستنسأت غريمي فأنسأني. وقال هشام للشعراء: قولوا في فرسي فاستمهلوا، فقال أبو النّجم: هل لك فيمن ينقدك إذا استنسأوك. وبعته بالنّسيئة والنّساء. " ومن أراد النّساء ولا نساء " .
ن س بله نسب في بني فلان، وتفاخروا بالأنساب، وفلان حسيب نسيب: ذو حسب ونسب. وهو نسيبي، وهم أنسبائي، وقد ناسبوني. قال الشماخ:
فالحق بجلة ناسبهم وكن معهم ... حتى يعيروك مجداً غير موطود
بجلة: من بني سليم. وقال الراعي:
شم الكواهل جنّحاً أعضادها ... صهباً تناسب شدقماً وجديلاً
وقوم كرام المناصب والمناسب، وهو ينسب إليهم وينتسب. ورجل نسّابة: علاّمة بالأنساب. وتنسّب إليّ: ادّعى أنه نسيبي. قال:
وإن القريب من تقرّب نفسه ... لعمر أبيك الخير لا من تنسّبا
ونسب بالمرأة ينسب بها نسيباً.
ومن المجاز: بين الشيئين مناسبة وتناسب. ولا نسبة بينهما. وبينهما نسبة قريبة. وجلست إليه فنسبني فانتسبت له. وقال أبو وجزة:
ما زلن ينسبن وهناً كلّ صادقة
ن س ج

ثوب منسوج بالذّهب. ووضع رمحه على منسج الفرس وهو منتهى المعرفة.
ومن المجاز: الريح تنسج رسم الدار والتراب والرمل والماء إذا ضربته فانتسجت له طرائق كالحبك. والرّيحان تنتسجان الرسم. قال الطرماح:
تعاوره ريحان تنتسجانه ... كما اختلفت كفّا مفيضٍ بأقدح
وانتسجت العنكبوت نسجها. قال ذو الرمة:
وجاءت بنسجٍ من صناعٍ ضعيفةٍ ... تنوس كأخلاق الشفوف ذعالبه
هي انتسجته وحدها أو تعاونت ... على نسجه بين المثاب عناكبه
والشّاعر ينسج الشعر: يحوكه. والكذّاب ينسج الزور. وناقة وسوجٌ نسوج، وهي تنسج في سيرها إذا أسرعت نقل قوائمها. وهو نسيج وحده.
ن س خنسخت كتابي من كتاب فلان وانتسخته واستنسخته بمعنى، ويكون الاستنساخ بمعنى الاستكتاب " إنّا كنّا نستنسخ " وهذه نسخة عتيقة، ونسخ عتقٌ. وتقول: ما نسخه، وإنما مسخه. ونسخت الآية بالأخرى.
ومن المجاز: نسخت الشّمس الظّلّ والشّيب الشّباب. وأبلاه تناسخ الملوين. وتناسخت القرون وهذا مذهب التّناسخيّة. وتناسخت الورثة.
ن س ر" استنسر البغاث " ونسره البازي بمنسره إذا نتف لحمه بمنقاره. وخرج في مقنب ومنسرٍ وفي مقانب ومناسر. وحافر صلب النسور وهي أشباه النّوى قد أقتمها الحافر. وطلع النسران: كوكبان.
ومن المجاز: ما زال ينقر فلاناً وينسره، ويخذله ولا ينصره؛ أي يعيبه ويقع فيه.
ن س سنسّ الخبز في التّنّور ينسّ. وجاء بخبزة ناسّةٍ. ونضج اللحم حتى نسّ إذا ذهب طعمه وبالمه. وما بقي إلاّ نسيسه، وبلغ نسيسه وهو بقية روحه.
ومن المجاز: نست الجمّة: شعثت. ونسّت دابّتك: يبست من العطش. وقيل لمكّة: النّاسّة والنسّاسة: لجدبها ويبسها.
ن س عقلقت أنساعها ونسوعها إذا ضمرت. وبيده نسعة: قطعة من النسع.
ومن المجاز: هبّت نسع وهي الشمال. قال قيس بن خويلد الهذليّ:
ويلمّها لقحةً إما تأوبها ... نسع شآميّة فيها الأعاصير
ن س غنزغه ونسغه: نخسه. والجارية الواشمة تضير إضبارةً من إبرٍ ثم تنسغ بها حيث تشم، وهي المنسغة. والخبّاز ينسغ القرص بالمنسغة وهي إضبارة من ريش.
ن س فنسف الحبّ بالمنسف وهو الغربال الكبير عند الفاميّين.
ومن المجاز: نسفت الريح التراب. قال عقبة بن حجر:
نسفت معارفها صباً حنّانة ... أن لا تأوّبها بريحٍ تبكر
والله ينسف الجبال. والإبل تنسف الكلأ بمقاديم أفواهها: تقلعه. ونسفوا البناء: قلعوه من أصله. وبيني وبينه عقبة نسوف: بعيدة تنسف صاحبها. وانتسف لونه: تغيّر وبالشّين.
ن س قنسق الدرّ وغيره ونسّقه، ودرّ منسوق ومنسّق ونسقٌ، وتنسّقت هذه الأشياء وتناسقت.
ومن المجاز: كلام متناسق، وقد تناسق كلامه، وجاء على نسقٍ ونظامٍ. وثغر نسقٌ. وقام القوم نسقاً. ويقال لكواكب الجوزاء: النّسق، قال ريحان بن معقل:
زارت بريح خزامى طلّةٍ أنفٍ ... جاءت بها الدّلو فالأشراط فالنّسق
ن س كنسك لله ينسك ذبح لوجهه نسكاً ومنسكاً. ومن صنع كذا فعليه نسكٌ. وهذه نسيكة فلان: لذبيحته ونسائكه. ومِنَى منسك الحاج.
ومن المجاز: رجل ناسك وذو نسكٍ: عابد، وهو من النّسّاك: العبّاد. وقضى مناسك الحجّ: عباداته. ونسكت الأرض: طيّبت وبغرت. قال:
ولا تنبت المرعى سباخ عراعر ... ولو نسكت بالماء ستّة أشهر
وأرض منسوكة: مسمّدة. وأرض ناسكة: خضراء حديثة المطر. وعشب ناسك: شديد الخضرة.
ن س لنسل الرّيش والشّعر: سقط نسولاً، وأنسله الطائر والدابّة. وهذا نسال الطائر، ونسيل الدابة ونسالتها. قال الراعي:
أطار نسيله الشّتويّ عنه ... تتّبعه المذانب والقرارا
ومن المجاز: نسل الولد ينسل إذا ولد لأنه يسقط من بطن أمه إلى الأرض. ونسلت الناقة بولد كثير. وأنسل الرجل نسلاً كثيراً. وتوالدوا وتناسلوا. وهو من نسل طيب ونسل خبيث. وما لفلان نسولة. كقولك: حلوبة وركوبة وهي ما يتخذ للنسل من الإبل والغنم. ونسل الذئب إذا أسرع بإعناق، كما يقال: انسلّ في عدوه وهو الخروج بسرعة كنسول الريش.
ومن مجاز المجاز: نسل الرجل. وهو عسّال نسّال. قالت الخنساء:

حامى الحقيقة نسّال الوديقة مع ... تاق الوسيقة جلدٌ غير ثنيان
" إلى ربّهم ينسلون " .
ن س موجدت نسيم الريح: نفسها، وقد نسمت نسيماً ونسماناً. وتنسّمتها: تتّبعت نسيمها. " تنكّبوا الغبار فإنّ منه تكون النّسمة " أي النّفس وهو الرّبو. وهذه نسمةٌ مباركة. وأعتق نسمةً. والله باريء النّسم. وأملصت الناقة ولدها قبل أن تنسّم أي تجسّد وتمّ وصار نسمةً.
ومن المجاز: من أين منسمك؟: وجهك، وأصله: منسم البعير. وفي الحديث: " قد استقام المنسم " ووجدت منسماً من الأمر: علامةً وأثراً. قال الأحوص:
وإن أظلمت يوماً من الناس طخية ... أضاء بكم يا آل مروان منسم
وفي الحديث: " بعثت في نسيم الساعة " : في نفسها وأوّلها. قال ذو الرمة:
بجرعاء دهناوية التّرب طيّب ... بها نسم الأرواح من كل منسم
وتنسّمت الخبر. وتنسمت أثر فلان حتى استبنته. وتنسّمت منه علماً: أخذته. وقال:
أحبّك حبّ العود ماءً بقفرة ... تنسّم تحت الليل سمت الموارد
ونسم لي خبر وأثر: تبيّن. وناسمته. وهو طيّب المناسمة والمنامسة. قال:
سقياً لها وحبذا نسامها ... لو كان لي ميسّراً كلامها
وإن فلاناً لباقي النسيم إذا كان باقي القوّة والصلابة. قال:
هيّجها أروع ذو نسيم
وإن فلاناً ثقيل الظلّ بارد النسيم: للثقيل.
ن س يرأيت نسيّةً ونسيّاتٍ، ونسيته وتناسيته، وأنسانيه الشيطان ونسّانيه. وناساه العداوة. وشيء منسيّ، وتركته نسياً من الأنساء. وتتبّعوا أنساءكم. ورجل نسّاء وامرأة نسيٌّ. قال:
ونسيت وصاته وهي نسيّ
وضربته فنسيته: أصبت نساه، وهو منسيٌّ.
ومن المجاز: نسيت الشيء: تركته " نسوا الله فنسيهم " وكرمك ينسّى كرم البرامكة.
ن ش أأنشأ الله تعالى الخلق فنشأوا، " وننشئهم النّشأة الأخرى " وأنشأ حديثاً وشعراً وعمارة. واستنشأته قصيدة في الزهد فأنشأها لي. وأنشأ يفعل كذا. ومن أين نشأت وأنشأت أي نهضت. ونشأت السحابة، وأنشأها الله، ورأيت نشأً من السحاب وهو أوّل ما يبدو. وأنشأ العلم في المفازة والشّراع واستنشأ: رفعه. " وله الجوار المنشآت " . وقال الشمّاخ:
عليها الدجى المستنشآت كأنها ... هوادج مشدود عليها الجزائر
الدجية: القترة. والجزيزة: خصلة من صوفٍ. وإنه لينشأ لإبل فلان: ليعينها أي يعرض لها. ونشأت في بني فلان، ومولدي ومنشيء فيهم. ونشأ فلان نشأة حسنة ونشاءة. وأنشىء في النعيم ونشّيء، " أو من ينشّؤا في الحلية " . وغلام وجارية ناشيء من جوارٍ نواشيء. قال أبو قدامة الطائي:
قد أجلس المجلس لم يحرّج ... من ناشيء ذات شوًى خدلج
وقال عبد الواسع بن أسامة الخزاميّ من بني خزامة:
منازل من عوجاء إذ هي ناشيء ... مؤزّرة تصطاد من لا يصيدها
وهو نشء سوء ومن نشء سوء. قال بشر ابن أبي حازم:
سبته ولم تخش الذي فعلت به ... منعّمةٌ من نشء أسلم معصر
وقال نصيب:
ولولا أن يقال صبا نصيب ... لفلت بنفسي النّشأ الصغار
ن ش بنشب العظم في الحلق والصيد في الحبالة ومخالب الجارح في الأخيذة، وتنشّب. وأنشب فيه مخالبه. ورماه بنشّابة، وتراموا بالنّشّاب والنشاشيب. ومعهم ناشبة: رماة بالنشّاب. وبرد منشّب نحو: مسهّم وشيه يشبه أفاويق السهام. قال:
لكلّ حال قد لبست أثوباً ... رياطه واليمنة المنشّبا
وقال كثير:
هضيم الحشا رود المطا بختريّة ... جميل عليها الأتحميّ المنشّب
وله نشبٌ: مال أصيل. وتقول: لكم نسب، وما لكم نشب، ما أنتم إلا خشب.
ومن المجاز: نشب الشرّ والحرب بينهم نشوباً. وناشب عدوّه مناشبةً. وما نشبت أقول ذاك، نحو: ما علقت، بمعنى: ما زلت. وما نشب أن قال كذا، ولم ينشب أن قال، بمعنى: ما لبث. ونشب فلان منشب سوء إذا وقع موقعاً لا يتخلّص منه. وسمعت الأمير الشريف:
قد نشبت رجل حيضيٍّ منشب
ورجل نشبة إذا نشب في أمرٍ لم يكد ينحلّ عنه وإن كان غيّاً. وتنشّب في قلبي حبها. قال عمر بن أبي ربيعة:
فأرى القلب قد تنشب فيه ... حبٌّ هند فما يطيق نزوعاً
ن ش جنشج الباكي نشيجاً وهو الغصص بالبكاء وتردّده في الصدر.

ومن المجاز: سمعت نشيج الطعنة: عند خروج الدم، ونشيج القدر والزّقّ: عند الغليان، ونشيج الحمار: عند شحيجة.
ن ش د سمعت صوت النّشّاد وهو الذي ينشد الضّوالّ. وأصاخ الناشد للمنشد: الطالب للمعترف. وقال يصف ثوراً:
يصيخ للنبأة أسماعه ... أصاخة الناشد للمنشد
ومن المجاز: نشدتك الله وناشدتك الله ونشدك الله أي سألتك به. وقال الأعشى:
ربّي كريم لا يكدر نعمة ... وإذا تنوشد بالمهارق أنشدا
أي إذا تناشده العباد بمعنى تداعوه وطلبوا منه بحقّ الكتب المنزّلة أطلبهم وأجابهم. وتنشّدت الأخبار إذا كنت تريغ أن تعلمها من حيث لا يعلمها الناس. وأنشدني شعراً إنشاداً حسناً لأن المنشد يرفع بالمنشد صوته كما يفعل المعرف. واستنشدته إياه. وله أناشيد ملاح. وسمعت منهم نشيداً مليحاً وهو الشعر المتناشد بين القوم ينشده بعضهم بعضاً.
ن ش رنشر الثوب والكتاب، ونشّر الثياب والكتب، وصحف منشّرة، وملاء منشّر. وناشره الثياب، وتناشروا الثياب. واستنشره: طلب إليه أن ينشر عليه الثوب. وضمّ النّشر، واللهم اضمم نشري. ورأيتهم نشراً: منتشرين. وفي الحديث: " أتملك نشر الماء " وهو ما ترشش على المتوضيء. ونشر الشيء فانتشر وتنشّر. " وانتشروا في الأرض " : تفرّقوا. ودابة كثيرة النّشوار، وقد نشورت. وما أشبه خطّه بتناشير الصبيان وهي خطوطهم في المكتب.
ومن المجاز: نشر الله الموتى نشراً وأنشرهم ونشروا نشوراً وانتشروا، وأنشر الله الرياح. ونشرت الأرض، وأرض ناشرة. وظهر نشرها إذا أصابها الربيع فأنبتت. وقال أبو جندب الهذليّ:
وفينا وإن قبل اصطلحنا تضاغن ... كما طرّ أو بارُ الجراب على النشر
ترعاه فينبت وبرها وتحته الداء والعر. ونشرت عن العليل نشراً ونشّرت عنه تنشيراً إذا رقيته بالنشرة كأنك تفرّق عنه العلة. ونشر الخبر: أذاعه. وانتشر الخبر في الناس. قال جميل يشكو ناساً:
الشر منكشف تلقاه منتشراً ... والصالحات عليها مغلقاً باب
وانتشر عليّ فلان إذا تحرّك هنوه. " وجاء فلان ناشراً أذنيه " : طامعاً. ونشر الخشبة بالمنشارز وله نشرٌ طيّب وهو ما انتشر من رائحته. قال المرقش يصف نساء:
النشر مسك والوجوه دنا ... نير وأطراف الأكف عنم
ن ش زعلوت نشزاً من الأرض ونشزاً وأنشازاً. ونشز الشيء: ارتفع، ونشز عن مكانه: ارتفع ونهض " وإذا قل انشزوا فانشزوا " وأنشزه: رفعه عن مكانه. " كيف ننشزها " في قراءة زيد. ونشز اللبن: ارتفع. ونشزت بقرني: احتملته فصرعته. وتنشّز لكذا: استوفز له. وعرق ناشز: لا يزال منتبراً يضرب. ويقال للدابّة التي لا يستقرّ السرج والراكب على ظهرها: إنها لنشزة.
ومن المجاز: نشزت إليّ النفس: جاشت من الفزع. ونشزت المرأة على زوجها، ونشز عليها نشوزاً، وامرأة ناشز.
ن ش شنشّ اللحم في المقلاة نشيشاً. ونشّ الغدير: أخذ في النضوب. وكانوا في منشّ الساحل وهو ما انحسر عنه الماء. ونشّ أي نضب. قال ابن مقبل:
يلقين آرام الصريم وعفرها ... كالودع أصبح في منشّ الساحل
وسبخة نشاشة. ونش الماء في الكوز الجديد. والخمر تنش إذا أخذت تغلي. وما عنده إلا نش: نصف أوقيّة. ونشنش سراويله: حلّها. ونشنش قميصه: فسخه. ونشنش الجلد: كشطه.
ن ش صنشصت على زوجها وهي ناشص. ولمع البرق في قطر النّشاص وهو السحاب المرتفع، وقد نشص في السماء نشوصاً. وفرس نشاصي: مرتفع الأقطار، وروي: مقدّم الشين. قال مرّار بن منقذ:
ونشاصيّ إذا نفزعه ... لم نكد نلجم إلا ما قسر
ويقال: أقام القوم ما ينشصون وتداً: ما ينزعون.
ن ش طرجل نشيط: طيّب النفس للعمل. ودابة نشيطة. وأنشطه ونشّطه. وقد أنشطتم أي نشطت دوابكم. وافعلوا ذلك على المنشط والمكره. وثور ناشط: خارج من أرض إلى أرض. ونشط الدلو من البئر: نزعه بغير قامة. وبئر نشوط: تحتاج إلى نشط كثير لبعد قعرها. وبئر أنشاط: يخرج دلوها بجذبة واحدة. ونشط العقدة: شدها، وأنشطها وانتشطها: مدّها حتى انحلت وهي الأنشوطة كعقد التّكة " كأنما أنشط من عقال " وتنشطت الناقة الطريق: قطعته قطع الناشط في سرعتها أو توخّته بنشاط أو مرح. قال رؤبة:
تنشّطته كل مغلاة الوهق

ومن المجاز: طريق ناشط ينشط من الطريق الأعظم أي يخرج: ويقال: نشط بهم طريق فأخذوه. قال حميد:
معتزماً للطرق النواشط
ونشطته الحيّة: عضّته بنابها وانتشطته. وهذه نشطة منكرة. وتقول: رب نقطة بسن قلم، شرّ من نشطة بناب أرقم.
ن ش عنشع الصبيّ الدواء وأنشعه: أوجره وهو النشوع فانتشعه. وهذا منشع الصبيّ: لمسعطه.
ومن المجاز: نشع فلان كذا وبكذا. قال مرار بن منقذ:
إليكم يا لئام الناس إني ... نشعت العز في أنفي نشوعاً
وقال مغلس الرّبعي:
خليليّ إن أصعدتما أو مررتما ... على أهل حنفاء الغضا فاذكرانيا
وقولا أثيبي يا عليّ متيماً ... أخا الموت منشوعاً بذكراك عانيا
وقال عبدة بن الطبيب:
لا تأمنوا قوماً يشبّ صبيّهم ... بين القوابل بالعداوة ينشع
وإنه لمنشوع يأكل اللحم إذا كان مشغوفاً به مولعاً. ونشع الكاهن نشعاً: جعل له جعلاً.
ن ش فنشف الحوض الماء والثوب العرب ينشفه، ونشف الماء بنفسه: نضب. وغدير ناشف. ودلك رجله بالنشفة وهي الحجر ذو النخاريب ينقّى به الوسخ في اعلحمامات لأنه ينشّف الوسخ عن مواضعه والجمع: النّشف. وشرب النشافة وهي الرغوة.
ومن المجاز: نشف ماله: ذهب.
ن ش قنشق الظبي في الحبالة: نشب فيها، وأنشقه الصائد، وأنشقته الحبالة. قال:
مناتين أبرام كأنّ أكفّهم ... أكف ضباب أنشقت في الحبائل
ومن المجاز: نشق فلان في حبالة فلان إذا وقع منه فيما لا يتخلّص منه. وعن أبي زيد: نشق فلان إذا عطب. ونشق الريح نشقاً ونشقاً. قال:
حراً من الخردل مكروه النشق
واستنشقتها وتنشّقتها. قال المتلمّس:
فلو أن محموماً بخيبر مدنفاً ... تنشّق ريّاها لأقلع صالبه
وأنشقه اعلدواء وهو النشوق، وأنشقته الخردل والمسك.
ن ش لأطعموه النّشيل وهو اللحم المطبوخ بلا توابل. وتقول: فلان ألف النّشيل، وما عرف الطّفشيل. قال:
ولو أني أشاء نعمت بالاً ... وباكرني صبوحٌ أو نشيل
ونشل اللحم من القدر بالمنشل والمنشال وهو حديدة في رأسها عقّافة، وانتشله: أخرجه لنفسه وأخذه. قال الكميت:
ولانتشلت عضوين منها يحابر ... وكان لعبد القيس عضو مؤرّب
وانتشل ما على العظم بفيه: انتهسه. وفخذٌ ناشلة: قليلة اللحم. وقد نشل الرجل نشولاً: قلّ لحمه. وفي الحديث: " عليك بالمغفلة والمنشلة " : بالعنفقة وموضع الخاتم.
ن ش منشّم اللحم: أخذ يروح. قال علقمة:
وقد أصاحب فتياناً طعامهم ... خضر المزاد ولحم فيه تنشيم
أي يطعمون الماء المطحلب أو الفظوظ واللحم المروح، غلّب فقال: طعامهم. ومعه زوراء من نشمٍ وهو شجر تعمل منه القسيّ.
ومن المجاز: نشّموا في الشرّ. " ودقّوا بينهم عطر منشم " . وتقول: نشّموا وأنبضوا النّشم، ليدقّوا بينهم عطر منشم.
ن ش ورجل نشوان بيّن النشوة، وامرأة نشوى، وقوم نشاوى، وقد انتشوا، ووجدت منه نشوة المسك بالكسر ونشا المسك. قال:
وينشى نشا المسك في فأرة ... وريح الخزامى على الأجرع
ونشيت منه ريحاً طيّبة واستنشيت. قال:
ونشيت ريح الموت من تلقائهم ... ةوخشيت وقع مهندٍ قرضاب
ومن المجاز: من أين نشيت هذا الخبر؟ وهو نشيان للأخبار ونشوان، وإنه لذو نشوة للأخبار بالكسر.
ن ص بنصب العلم والباب فانتصب وتنصّب. وانتصب قائماً وتنصّب. قال ذو الرمّة:
تنصّبت حوله يوماً تراقبه ... صحرٌ سماحيج في أحشائها قبب
وثغر منصّب ومتنصّب. وتيس أنصب القرنين، وعنز نصباء. وناقة نصباء: منتصبة الصدر. ونصب حول الحوض نصائب وهي حجارة تجعل عضائد له. وصفيح منصّب. ونصّبت الحمر آذانها. وتقول للطاهي: انتصب أي أنصب قدرك. وكانوا يعبدون الأنصاب وهي حجارة تنصب تصبّ عليها دماء الذبائح وتعبد الواحد: نُصُبٌ. ونَصَبَ نصباً: غنًى غناء أرقّ من الحداء. وفي الحديث: " لو نصبت لنا نصب العرب " ونصب نصباً ونَصْباً: تعب، وأنصبه العمل.
ومن المجاز: غبار منتصب ومنتصِّب. قال:
سوابقها يخرجن من متنصّب ... خروج القواري الخضر من سبل الرعد
وقال الشمّاخ يصف نساء:

فقلت غمامات تنصّبن في الضحى ... طوال الذرى هبّت لهنّ جنوب
ونصبته لأمر كذا فانتصب له. ونصب فلان لعمارة البلد. ونصبنا لهم حرباً، وناصبناهم مناصبة. وناصبت لفلان: عاديته نصباً. قال جرير:
وإذا بنو أسد عليّ تحزّبوا ... نصبت بنو أسد لمن راماني
ومنه: الناصبيّة والنواصب. وأهل النّصب: الذين ينصبون لعليّ كرم الله تعالى وجهه. ونصبت له رأياً إذا أشرت عليه برأي لا يعدل عنه. وهو يرجع إلى منصب صدق ونصاب صدق وهو أصله الذي نصب فيه وركب. وفلان كريم المنصب والمركب، ومنه: نصاب السكين وهو أصله الذي نصب فيه وركّب سيلانه. ولي نصيب فيه: قسم منصوب مشخّص، وأنصباء. وهم ناصب: ذو نصب.
ن ص تأنصت للمحدّث وأنصته. وأنشد يعقوب:
إذا قالت حذام فأنصتوها ... فإن القول ما قالت حذام
وفي حديث طلحة: " أنصتوني " ، ونصت له ينصت واستنصت، ووقفت منصتاً ومستنصتاً، واستنصته: سأله أن ينصت. قال الطرماح:
يزيد غداً في عارض متألق ... مرته الصبا واستنصتته دبورها
ن ص حنصحته ونصحت له نصحاً ونصيحة، وأنا لك نصيح، وتنصحت له، وعن أكثم: يا بني إياكم وكثرة التّنصح فإنه يورث التهمة، وناصحته مناصحة. وناصح نفسه في التوبة إذا أخلصها. واستنصحته وانتصحته. قال الكميت:
تركت حل السوء إذ لم يواني ... ولم أنتصح فيه المنيم المهدهدا
وهو الذي ينيم الصبيّ ويناغيه حتى يهدأ. قال النابغة:
فلا عمر الذي أثنى إليه ... وما رفع الحجيج إلى ألال
لما أغفلت شكرك فانتصحني ... وكيف ومن عطائك جلّ مالي
أي فعمر الذي فزاد لا. وانتصح كتاب الله: اقبل نصحه.
ومن المجاز: هو ناصح الجيب. ونصح الغيث البلاد: جادها ووصل نبتها، وأرض منصوحة. ونصحت الإبل الريّ: صدقته. قال يخاطب إبله:
هذا مقامي لك حتى تنصحي ... رياً وتجتازي بلاد الأبطح
وغيوث نواصح: مترادفة. ونصح الخياط الثوب إذا أنعم خياطته ولم يترك فيه فتقاً ولا خللاً شبّه ذلك بالنصح. وصلّب نصاحك: خيطك. وقميص منصوح وآخر منصاح أي منشق، وبوب متنصّح، وإن في ثوبك لمترقّعا ومتنصّحا: موضع خياطة وترقيع. وسقاني ناصح العسل: ماذيّه، يقال: نصح العسل ونصع، وتوبة نصوح، وقد نصحت توبته نصوحاً.
ن ص رنصره الله تعالى على عدوّه ومن عدوّه: " ونصرناه من القوم الذين كذّبوا " نصراً ونصرة، والله ناصره ونصيره. واستنصرته عليه، وتناصروا،وهم أنصاري. وانتصرت منه. ورجل نصراني وامرأة نصرانيّة ونصران ونصرانة، وقوم نصارى، وتنصّر، ونصّر ولده. ومن المجاز: أرض منصورة: مغيثة، ونصر الله الأرض: سمّى المطر نصراً كما سمّى فتحاً. ومدّت الوادي النواصر: المسابل التي تأتي بالماء من بعيد، الواحد: ناصر. ووقف سائل على قوم فقال: انصروني نصركم الله: يريد أعطوني أعطاكم الله.
ن ص صالماشطة تنصّ العروس فتقعدها على المنصّة، وهي تلتص عليها أي ترفعها. وانتص السنام: ارتفع وانتصب. قال مسكين الدرامي:
حتى علاها تامك ... شبّهته وانتصّ فندا
ومن المجاز: نصّ الحديث إلى صاحبه. قال:
ونصّ الحديث إلى أهله ... فإن الوثيقة في نصّه
ونصّ فلان سيّدا: نصب. قال حاجز بن الجعيد الأزدي:
أأن قد نصصت بعد ما شبت سيّدا ... تقول وتهدي من كلامك ما تهدي
ونصصت الرّجل إذا أحفيته في المسألة ورفعته إلى حدّ ما عنده من العلم حتى استخرجته. وبلغ الشيء نصّه أي منتهاه.
ن ص عنصع لونه: خلص، وأبيض وأحمر ناصع. قال:
من صفرة تعلو البياض وحمرة ... نصّاعة كشقائق النعمان
وخرجوا إلى المناصع: المبارز، ونصعو إليها: برزوا.
ومن المجاز: نصع الحق، والحق ناصع. وله حسب ناصع. قال النابغة:
ولم يأتك الحق الذي هو ناصع
ن ص فأخذ نصف المال ونصيفه وهو أحد جزئي الكمال. وألقت الجارية نصيفها وهو كنصف الخمار. قال النابغة:
سقط النّصيف ولم ترد إسقاطه ... تناولته واتقتنا باليد

ونصف الجارية، وتنصّفت: تخمرت، ومنه: تنصّفه الشيب: صار نصيفاً له. وإناء نصفان، وقربة وقصعة نصفي. وشرب المنصّف وهو ما ذهب الطبخ بنصفه. وامرأة نصف، ونساء أنصاف. ونصف النهار وانتصف، وجئت منتصف النهار ومنتصف الشهر، ونصف الإزار ساقه. ونصفت عمري، ونصفت القرآن. وانصف هذه الدراهم بينهما: اقسمها بينهما نصفين. وبلغ منصف الطريق. وأنصف خصمه، وانتصف منه، وأعطاه النّصفة والنّصف. قال الفرزدق:
ولكنّ نصفاً لو سببت وسبّني ... بنو عبد شمس من مناف وهاشم
وناصفه المال: أعطاه نصفه، ونصفه ينصفه نصافةً. وتنصّفه. خدمه، وتنصّفه: استخدمه. قال:
بينا نسوس الناس والأمر أمرنا ... إذا نحن منهم سوقة نتنصّف
رويَ بفتح النون وضمّها. وله ناصف ومنصف ومناصف: خدم.
ن ص لنصلت أظلاف الوحش من الرمضاء، ونصل الحافر. ونصل الخضاب نصولاً. ونصلت يد الفأس. ونصل الدّرّ من السلك. قال بشر:
فأصبح ناصلاً منها ضحيّاً ... نصول الدّر أسلمته النّظام
الوحشيّ من الصريمة. ونصل علينا فلان من الشّعب ونحوه. ونصلت الخيل من الغبار. قال امرؤ القيس:
تراهنّ من تحت الغبار نواصلاًويخرجن من جعد الثرى متنصّب أي من غبار نار من مكان صلب لشدّة حضرها. واستنصلت الريح السّفا: استأصلته واستخرجته، ومنه: نصل السيف والرمح والسهم والمغزل. وأنصلت السهم: نزعت نصله. ونصلته: ركّبت نصله ونصّلته تنصيلاً. ويقال لرجبٍ: منصّل الإلّ. وضرب نصيله وهو المفصل بين الرأس والعنق من تحت اللّحيين.
ومن المجاز: أخرجت البهمى نصالها. قال ذو الرمّة:
رعى بارض البهمى جميماً وبسرةً ... وصمعاء حتى آنفتها نصالها
وأنصلت البهمى. ونصلت الناقة ونضت: تقدّمت الإبل. ونصل بحقّي صاغراً: أخرجه. وتنصّل من ذنبه. وعن النبي صلى الله عليه وسلم: " من لم يقبل من متنصّل صادقاً أو كاذباً لم يرد عليّ الحوض " .
ن ص ونصوته: قبضت على ناصيته، وناصيته، وتناصينا: تآخذنا بنواصينا في الخصومة. قال أبو النجم:
إن يمس رأسي أشمط العناصي ... كأنما فرّقه مناصي
وقال أيضاً:
منا التّكرم والحلوم وإن يهج ... فزع فليس قتالنا بنصاء
بمناصاة. ونصت الماشطة المرأة: سرّحت ناصيتها، وتنصّت بنفسها.
ومن المجاز: هو ناصية قومه، وهو من ناصية الناس ونواصيهم. قال:
وموقف قد كفيت الغائبين به ... في محفلٍ من نواصي الناس مشهود
وأذلّ فلان ناصية فلانٍ أي عزّه وشرفه.
وتنصيت بني فلانٍ وتذرّيتهم وتفرّعتهم: تزوّجت سيدة نسائهم، ومنه: هو نصيّة قومه. وانتصيت الشيء: اخترته، وهذه نصيّتي.
ن ض بنضب الماء ينضب وينضُبُ نُضوباً: ذهب في الأرض، وغدير ناضب، وعين منضّبة: غار ماؤها. قال الكميت:
ضفادع جيئةٍ حسبت أضاةً ... منضّبةً ستمنعها وطيناً
ونضبت عيون الطائف. ونوق كقداح التنضب. قال:
فحثّ خوضاً كقداح التّنضب
وكأنه حرباء تنضبةٍ: للدّاهي.
ومن المجاز: نضب القوم: بعدوا. ونضبت المفازة، وخرق ناضب: بعيد. ونضب الدّبر: اشتدّ أثره في الظهر وغار فيه. ونضب ماء وجهه إذا لم يستحي. وإن فلاناً لناضب الخير، وقد نضب بخيره.
ن ض جنضج اللحم والتمر. وهذا إبان نضج العنب. وهو نضيج ومنضج، وقد أنضجته.
ومن المجاز: هو نضيج الرأي. وأمر منضج، وأنضج رأيك، وهو لا يستنضج كراعاً. ونضّجت النّاقة الحمل: جاوزت به وقت الولادة. قال الحطيئة:
وصهباء منها كالسفينة نضّجت ... بها الحمل حتى زاد شهراً عديدها
وقال آخر:
هو ابن منضّجاتٍ كنّ قدماً ... يزدن على العديد قراب شهر
ن ض حنضح عليه الماء، ونضح البيت بالماء نضحاً وهو الرّشّ. ونضح جلده بالعرق.
ومن المجاز: قد نضح الشجر: تفطّر. ورأيت نضح الرمّان وغيره. قال أبو طالب:
بورك الميّت الغريب كما بو ... رك نضح الرمّان والزّيتون
ونضح غلّته بالماء: بلّها، ومنه: النضيح والنّضّح: للحوض لبلّه عطش الإبل وكذلك البعير الناضح، ونواضح يثرب، ونضح أديم الودّ بينهم. قال الكميت:

نضحت أديم الودّ بيني وبينهم ... بآصرة الأرحام لو يتبلّل
ونضحناهم بالنّبل. فرّقناهم كما يفرّق الماء بالرّش، ومنه: نضح عن نفسه: دفع عنها.
ن ض خ عين نضّاخة: فوّارة بالماء، وغيث نضاخ: غزير، وأرسلت السّماء نضخاً، وأصابتهم نضخة من مطر. قال حكيم بن مصعب:
تشكّى إليّ الكلب شدّة جوعه ... وبي مثل ما بالكلب أو بي أكثر
فقلت لعلّ الله يرسل نضخة ... فيضحى كلانا قائماً يتذمّر
وأنشد أبو عمرو:
لا يفرحون إذا ما نضخةٌ وقعت ... وهم كرام إذا اشتد الملازيب
وتقول: طلبنا رضخه، فأصبنا نضخه.
ن ض دنضدت المتاع ونضّدته وهو ضمّ بعضه إلى بعض متّسقاً أو مركوماً، تقول: رأيت نضداً من الثياب والفرش. ووضعتها على النّضد وهو السّرير الذي تنضد عليه. ورأيٌ منضّد: مرصّف. وتنضّدت الأسنان. وما أحسن تنضّدها!.
ومن المجاز: في السماء نضد من السحاب وأنضاد. وهم أعضاده وأنضاده: لعديده وأنصاره. وهم نضده وأنضاده: لأعمامه وأخواله. ورأيت منهم نضداً وأنضاداً: أصراماً. وقال الفرزدق:
من كلّ أصيد من ذؤابة دارم ... ملك إلى نضد الملوك همام
إلى جماعاتهم وجماهيرهم. وانتضدوا بمكان كذا: أقاموا واجتمعوا. ولبني فلانٍ نضد: عزّ وشرف.
ن ض رنضر الشّجر والنبات، ونضر ونضر نضرةً ونضارةً، وهو ناضر ونضير ونضر، وأنضر العود. قال الكميت:
ورت بك عيدان المكارم كلّها ... وأورق عودي في ثراك وأنضرا
ولها سوار من نضر ونضار وهو الذهب، وقيل: كلّ خالص نضار من ذهب وغيره. وقدح من نضار وهو أثل ورسيّ اللون بغور الحجاز.
ومن المجاز: نضر وجهه: حسن وغضّ. وجارية غضّة: ناضرة، وغلام غضّ: ناضر. ونضّر الله وجهه وأنضره: حسّنه وقد يقال: نضره بالتّخفيف، ووجهٌ منضور وليس بذاك. قال:
نضّر الله أعظماً دفنوها ... بسجستان طلحة الطّلحات
وفي الحديث: " نضّر الله من سمع مقالتي فوعاها " ونجارٌ نضار: خالص. قال الأفوه:
كرم الفعل إذا ما فعلوا ... ونجار في اليمانين نضار
ن ض ضنضّ الماء نضيضاً مثل بضّ بضيضاً وهو سيلان قليل، وما عندي من الماء إلا نضاضة: بقيّة يسيرة. وحيّةٌ نضناضة: تنضنض لسانها: تحرّكه. قال:
تبيت الحيّة النضناض منه ... مكان الحبّ يستمع السّرارا
ومن المجاز: خذ ما نضّ لك من دينك أي تيسّر. وهو يستنض معروف فلان: يستنجزه. وأعطاه من ناض ماله: من صامته من الورق والعين، وقد نضّ ماله: صار عيناً بعد أن كان متاعاً. واستوفيت حقّي وبقيت عليه نضاضة: شيء يسير. وهو نضاضة ولذة: عجزتهم وآخرهم.
ن ض لناضلته فضلته. وخرجوا إلى النضال، وهم يتناضلون وينتضلون: وانتضلت من الكنانة سهماً: اخترته.
ومن المجاز: هو يناضل عن قومه. وقعدوا ينتضلون: يفتخرون. وانتضلت منهم رجلاً: اخترته. والإبل تنتضل في سيرها: ترمى بأيديها. قال الطرماح:
تناضل رجلاها يديها من الحصى ... بمصعنفر يهوى خلال الفراسن
بذاهب سريع. وقال ذو الرمة:
إذا فرقد الموماة لاح انتضلته ... بمكحولة الأرجاء بيض المواكف
ن ض وركبت نضواً من الأنضاء. وقد أنضته الأسفار. ونضا الخضاب. وأعطيني نضاوة حنائك وهي سلاتته. ونضوت الثوب عنّى والجّل عن الفرس. ونضوت السيف من غمده وانتضيته. ورماه بالنّضيّ وهو السهم. قال الأعشى:
فمرّ نضيّ السهم تحت لبانه ... وجال على وحشيّه لم يعتمّ
وطعنه بنضيّ الرّمح وهو صدره. قال:
فظلّ لثيران الصّريم غماغم ... إذا دعموها بالنّضيّ المعلّب
ومن المجاز: الفرس ينضو الخيل إذا تقدّمها. قال زهير:
ورحنا به ينضو الجياد عشية ... مخضّبةً أرساغه وعوامله
وأنضبت الثوب: أبليته.
ن ط ببينهم مناصبة ومناطبة. وقد ناطبوهم: ساروهم. ونطبت الرجل أنطبه إذا ضربت بإصبعك أذنه. وهو من النواصب، المصفّاة بالنواطب؛ وهي خروق المصفاة.
ن ط حتناطحت الكباش وانتطحت.

ومن المجاز: تناطحت الأمواج والسبول. والكباش تنتطح في موطن القتال. وبين العالمين والتاجرين تناطح ونطاح، سمعت منهم من يقول: جرى لنا في السوق نطاح وأي نطاحٍ. وكلأك الله من نواطح الدهر: من شدائده. وأصابه ناطحٌ: أمر شديد. ونطحته عن كذا: دفعته وأزلته. وطلع النّطح والناطح وهو الشّرطان: قرنا الحمل. وفي أسجاعهم: إذا طلع النّطح، طاب السّطح. وتطيّر من النّطيحِ والناطح وهو المستقبل مما يزجر.
ومن مجاز المجاز: رجل نطيح: مشئوم.
ن ط رفزعوا منه فزع العصافير، من أيدي النّواطير، قال ابن دريد: هو بالظاء من النظر ولكن النّبط يقلبون الظاء طاء.
ن ط سرجل نطس وندس: فطن متنوّق في الأمور، وإن فلاناً ليتنطّس في اللبس والطّعمة فلا يلبس إلا حسناً ولا يأكل إلا نظيفاً. وتنطّس في الكلام: تأنّق فيه. وتنطّس في كل شيء إذا أدقّ فيه النظر، ومنه: النّطاسيّ والنّطّيس: للعالم بالطبّ وهو بالروميّة نسطاس.
وهو يتنطّس عن الأخبار: يتبحّث عنها ويستقصي. وفيه تنطّس: تفزّز، وتنطّس من مواكلته.
ن ط ععليّ بالسيف والنطع. ولجار الله العلامة رضي الله عنه:
خيّم العزّ حيث لم ينم الضّر ... غام إلا بجفني المرتاع
علم الملك ليس يخفق إلا ... حيث ذكر السيوف والأنطاع
وكسا أبو كرب بيت الله الأنطاع.
ومن المجاز: دلك التمرة على نطع فيه وهو ظهر الغار الأعلى. وهذا من الحروف النّطّعية وهي الطا والدال والتاء، ومنه: تنطّع في كلامه إذا تفصّح فيه وتعمّق. ورمى بلسانه إلى نطع الفم.
ومن مجاز المجاز: تنطّع الصانع: تحذّق في صناعته. قال أوس:
وحشو جفير من فروع غرائب ... تنطّع فيها صانع وتأملاً
ن ط فنطف الماء ينطف. وأقبل وسفه ينطف دماً، ومنه: الناطف القبيّطى. وسقاني نطفةً عذبة ونطفاً ونطافاً عذاباً وهي الماء الصافي قلّ أو كثر. وعلى جبينه نطاف من العرق. وما به نطف: تلطّخٌ بالعيب والفساد. ورجل نطف بيّن النّطف والنّظافة. وتقول: فلان لزمته النّطافة، وبعدت منه النّظافة؛ وأصله من نطف البعير إذا أصابته غدذة في بطنه تنطف. وفن ينطّف بالفجور: يقذف به. وتنطّف من كذا: تفزّز منه. وفلان يتنطّف ويتنظّف. ورأيت في آذانهن النّطف وهي الفرطة الواحدة: نطفةٌ: وأصلها اللؤلؤة التي صاف ماؤها تعلّقها الجارية في أذنها، ووصيفة منطّفة، وقد نطّفتها فتنطّفت.
ومن المجاز: ليلة نطوف: مطرت حتى الصباح.
ن ط قنطق بكذا نطفاً ومنطقاً ونطقةً واحدةً. وناطقني: كلّمني. وإنه لمنطيق ونطّيق. وأنطق الله الألسن، واستنطقته. وانتطق بنطاق ومنطقٍ وهو إزار له حجزة. قال ذو الرمة:
خبربجةٌ خود كأنّ نطاقها ... على رملة بين المقيّد والخصر
وتنّطق به وبالمنطقة. وأسماء ذات النّطاقين رضي الله تعالى عنها، ونطّقته.
ومن المجاز: فلان واسع النّطاق. وتنطّقت أرضهم بالجبال وانتطقت. قال ذو الرمّة:
دهاس سقتها الدلو حتى تنطّقت ... بنور الخزامى في التّلاع الجوائف
الواسعة الأجواف. وقال:
تنطّقن من رمل الغناء وعلّقت ... بأعناق أدمان الظباء القلائد
ونطّق الماء الشجر والأكمة: بلغ وسطها. وقال الأعشى:
قطعت إذا خبّ ريعانها ... ونطّق بالهول أغفالها
أي أحاط بها الهول كالنطاق. وفي حديث عليّ رضي الله عنه: من يطل أير أبيه ينتطق به أي من كثر بنو أبيه اعتضد بهم، ومنه: رجل منتطق: عزيز. وانتطق فرسه: قاده وبه فسّر قول خداش بن زهير:
وأبرح ما أدام الله قومي ... رخيّ البال منتطقاً مجيداً
صاحب فرسٍ جوادٍ. وقال ذو الرمّة:
إذا قيل من أنتم يقول خطيبهم ... هوازن أو سعدٌ وليس بصادق
ولكنّ أصل القوم قد تعلمونه ... بحوران أنباطٌ عراض المناطق
أي يهود ونصارى ومناطقهم زنانيرهم، كما قال حسان رضي الله تعالى عنه:
يسعى بها أحمر ذو برنس ... منتطق الجوف عريض الحزام
أراد بالحزام: الزّنار. ونطق العود والطائر. ومال صامت وناطق وهو ماله كبد. قال:
فما المال يخلدني صامتاً ... هبلت ولا ناطقاً ذا كبد
وكتابٌ ناطق: بيّن، وبذلك نطق الكتاب.

ن ط ل
سقاه من النطل ولم يسقه من السلاف وهو ما عصر بعد السلاف. والمناطل: المعاصر التي ينطل فيها. وعنده ناطل من نبيذ أو لبن أو دهن وهو مكيال. وما في الدنّ ناطلٌ ونطلةٌ أي شيء يسير. قال أبو ذؤيب:
ولو أن ما عند ابن بجرة عندها ... من الخمر لم تبلل لهاتي بناطل
وأخذت نطلةً من النّحى وهي ما تأخذه بطرف إصبعك.
ن ط يأرض نطيّة وخرق نطيٌّ: بعيد. قال العجاج:
وبلدة نياطها نطيّ
ن ظ رنظرت إليه ونظرته. قال:
ظاهرات الجمال ينظرن هوناً ... مثل ما تنظر الأراك الظباء
ونظرت إليه نظرةً حلوةً ونظراتٍ. ونظرت في المنظار وهو المرآة. وأنشد الفرّاء:
خود مهفهفة كأن جبينها ... تحت الوصاوص صفحة المنظار
ونظرت في الكتاب. ويقال: مرّ بي على بني نظري، ولا تمرّ بي على بنات نقري؛ أي على رجال ينظرون إليّ لا على نساء ينقرنني أي يعبنني. وله منظر حسن. وإنه لذو منظره، بلا مخبره. ورجل منظرانيّ ومخبرانيّ. وهو ينظّر حوله: يكثر النظر. قال زهير:
فأصبح محبوراً ينظّر حوله ... بمغبطة لو أن ذلك دائم
ونظرته وتنظّرته وانتظرته وأنظرته: أنسأته واستنظرته. واشتريته بنظرة " فنظرة إلى ميسرة " وكوى ناظريه وهما عرفان في جانبي الأنف. قال:
قليلة لحم الناظرين يزينها ... شباب ومخفوض من العيش بارد
وفقأ الله ناظريه. ورمتني بناظرتي وحشيّة. ونساء حور النواظر. ورجل منظور. معين، وبه نظرة. قال:
ما لقيت حمر أبي سوار ... من نظرة مثل أجيج النار
وإن فيك لنظرةً أي ردّة وقبحاً. قال:
وأنا سيفٌ من سيوف الهند ... ما شئت إلا نظرة في الغمد
وكلّ ما سرك عندي عندي
ومن المجاز: نظرت الأرض بعين وبعينين إذا ظهر نباتها. ونظر الدهر إليهم: أهلكهم. وحيّ حلالٌ ورئاء ونظر: متجاورون ينظر بعضهم إلى بعض. وبيننا نظرٌ أي قدر نظرٍ في القرب. ونظر إليك الجبل أي قابلك. ودورهم تتناظر. وهذا الحيش يناظر ألفاً: يقاربه، وهو نظيره بمعنى مناظره أي مقابله ومماثله، وهم نظراؤه، وهي نظيرتها، وهن نظائر: أشباه. وعن الزهريّ: لا تناظر بكلام الله ولا بكلام سرول الله صلى الله عليه وسلم أي لا تقابل به ولا تجعل مثلاً له. وما كان نظيراً لهذا ولقد أنظرته، وما كان خطيراً ولقد أخطرته. وإن فلاناً لفي منظر ومستمع، وريّ ومشبع؛ أي في خصب ودعة وفيما أحبّ أن ينظر إليه ويستمع. قال أبو زبيد:
قد كنت في منظر ومستمع ... عن نصر بهراء غير ذي فرس
وقال زنباع بن مخراق:
أقول وسيفي يفلق الهام حدّه ... لقد كنت عن هذا المقام بمنظر
وسيّد منظور: يرجَى فضله وترمقه الأبصار، وأنا أنظر إلى الله ثم إليك معناه أتوقع فضل الله ثم فضلك. وسمعت صبية سرويّة بمكة تقول: عيينتي نويظرة إلى الله واليكم. وناظرته في أمر كذا إذا نظر ونظرت كيف تأتيانه. وفلان شديد الناظر إذا كان بريء الساحة مما قرف به. وانظر لي فلاناً نظراً حسناً: اطلبه لي. وفرس نظّار: طامح الطرف لشهامته وحدّه فؤاده. وقال:
نابى المعدّين وأي نظّار ... محجلٌ لاح له خمار
أي غرة. وضربناهم من نظر وبنظر أي أبصرناهم. ورجل نظرو: لا يغفل عن النظر فيما أهمّه.
ن ظ فنظف الإناء، ونظّفته فهو نظيف.
ومن المجاز: استنظف الوالي الخراج: استوفاه نحو قولهم: استصفى الخراج، وعن بعض أهل اللغة الصواب بالضاد من انتضف الفصيل ما في الضرع والإبل ما في الحوض إذا اشتفّته. ورجل نظيف الأخلاق: مهذّب، وهو يتنظّف: يتنزّه من المساويء.
ن ظ منظمت الدر ونظّمته، ودر منظوم ومنظّم، وقد انتظم وتنظّم وتناظم، وله نظم منه ونظام ونظمٌ.
ومن المجاز: نظم الكلام. وهذا نظم حسن، وانتظم كلامه وأمره. وليس لأمره نظام إذا لم تستقم طريقته، وتقول: هذه أمور عظام، لو كان لها نظام، ورمى صيداً افنتظمه بسهم. وطعنه فانتظم ساقيه أو جنبيه. قال الأفوه:
تخلى الجماجم والأكفّ سيوفنا ... ورماحنا بالطعن تنتظم الكلى

وهذان البيتان ينتظمهما معنًى واحدٌ. وجاءنا نظم من جراد ونظام منه: صف. ونظمت الضبّة والسمكة ونظّمت فهي ناظم ومنظّم: امتلأت من البيض: ونظمت النخلة: قبلت اللقاح، خردلت إذا لم تقبل. وفي بطنها إنظامان وهما الكشيتان وأناظيم:
ن ع بنعب الغراب ينعب وينعب نعيباً وهو مدّه عنقه في نعاقه.
ومن المجاز: نعبت الإبل: مدّت أعناقها في سيرها. وناقة نعوب ونعّابة، وإبل نواعب، وتقول: ويلٌ للفتيان والكواعب، من السحم والصهب النواعب.
ن ع تهو منعوت بالكرم وبخصال الخير، وله نعوت ومناعت جميلة، وتقول هو حر المنابت، حسن المناعت، وشيء نعت: جيد بالغ. وفرس نعتٌ: بليغ في العتق. وإنّ عبدك لنعت وإن أمتك لنعتة. وانتعتت المرأة بالجمال، كما تقول: اتصفت. وقال:
رأته طوال السّاعدين عنطنطاً ... كما انتعتت من قوّةٍ وشباب
أي كما هي كذلك. واستنعته: استوصفه.
ن ع جنساء كنعاج الرمل وهي البقر. وإبل نواعج: سراع، وقد نعجت في سيرها. قال أبو حرام: سمّيت بذلك لأن النّعاج كانت تصاد عليها. ونعج نعجاً: خلص بياضه. يقال: جمل ناعج، وامرأة ناعجة، ونساء نعج المحاجر، دعج النّواظر.
ن ع رنعر الرجل نعيراً ونعرة شديدة. قال:
كلا وربّ الكعبة المستورة ... وما تلا محمد من سوره
والنعرات من أبي محذوره
وهو صوت في الخيشوم. وامرأة نعارة: صخّابة، ومنه: نعرة الحمار. قال:
والأخدريّات تغنّيها النعر
ونعر اعلحمار فهو نعر. وقيل للدّولاب: النّاعور: لنعيره، وما أكثر النّواعير على شطّ الفرات!.
ومن المجاز: ما كانت فتنةٌ إلاّ نعر فيها فلان إذا نهض فيها وتكلّم، وإنّه لنعّار في الفتن. ويقال: قد أطرت بهذا صوتاً نعّاراً أي أشعته. ونعر العرق بالدّم إذا فار وصوّت عند خروجه، وجرح نعور ونعّار. قال:
صرت نظرةً لو صادفت جوز دارع ... غدا والعواصي من دم الجوف تنعر
وسفر تعور: بعيد. قال عش بن نذير:
تسائل أم قيس بني معان ... أيأتي الشأم عشّ أم نذير
وهل مستنكر لي أم عمرو ... إذا ما اعتادني السفر النعور
وإن في رأسه لنعرةً: للمتكبّر، ولأطيّرنّ نعرتك. قال:
صعصع لا تغررك مني الخزره ... إذا غضبت واعترتني النّعره
الخزرة: الزلخة وهي وجع في الصلب، وقد استعار العجذاج النعر في قوله:
والشّدنيّات يساقطن النّعر
للأجنة. ويقال أنعر الأراك: أثمر شبّه ثمره بالنعر كما قيل. أدبي الرّمث: من الدّبا. ونعر فلان في قفا الإفلاس إذا استغنى.
ن ع سنعس ينعس نعاساً، وركبته نعسة شديدة، وتناعس الرجل. وناقة نعوس: سمحة الدّرّ إذا درّت نعست.
ومن المجاز: تناعس البرق إذا فتر. وجدّه ناعس تاعس.
ن ع شحُمِل على النّعش. وميت منعوش، وقد نعشوه. وانتعش العاثر من عثرته.
ومن المجاز: نشعته وانتعش إذا تداركته من ورطةٍ. وانتعش نعشك الله. ونعشني نعشة كريم والربيع ينعش النّاس. قال النابغة:
وإنّك غيث ينعش الناس سيبه ... وسيف أعيرته المنية قاطع
ومن مجاز المجاز: قول لبيد:
ومنّي على السيباق فضل ونعمة ... كما نعش الدكداك صوب البوارق
وهو أخفى من نعيش، في بنات نعش؛ هو السهى أوسط البنات.
ن ع ظأنعظ الرجل وأنعظت المرأة إذا انتشر ما عندهما واهتاج. قال:
إذا عرق المهقوع بالمرء أنعظت ... حليلته وابتلّ منها إزارها
وأنعظت الدّابة إذا فتحت ظبيتها وقبضتها. وقد نعظ متاعه نعظاً ونعوظاً، وذكر ناعظ. وشرب الناعوظ وهو دواء النعظ، ونحوه: أن العرب كانت تسمّى اللحم: الباصور، تعني أنه جيد للبصر.
ن ع ن عخير البقول النعنع والنعناع. وأكثر ما سمعت منهم: النعناع. وتنعنع الشيء: اضطرب وترجّح. ونعانع المنطقة: ذباذبها.
ن ع فنزلوا بالنعف وهو المكان المرتفع، والجمع: نعاف. وبدت مناعف الجبال وهي ما عرض من أعاليها وشماريخها. وما أحسن نعفة الدّيك! وهي رعثته. قال:
فيا ليتني ديك لشغبة داجن ... أحمّ الذنابي أحمر النعفات
ن ع ق

نعق الراعي بالغنم نعيقاً. " ينعق مما لا يسمع " . ونعق الغراب نعيقاً ونعاقاً والغبن أعلى. ونعق المؤذن، وسمعت نعقة المؤذن ونعقاته.
ن ع لرجل ناعل وقد نعل ينعل وانتعل وتنّعل، وأنعلت الخف ونعّلته. وأنعلت الدابّة ونعّلتها.
ومن المجاز: عيرٌ ناعل صلب الحوافر. وفي مثل " أطرّى فإنك ناعلة " كأن عليك نعلين لصلابة جلد قدميك. وفرس منعل ومخدّم: فالمنعل الذي في أسفل أرساغه بياض لا يعدوها والمخدّم فويق ذلك. ولسيفه نعل: حديدة في أسفل جفنه. قال:
إلى ملك لا ينصف الساق نعله ... أجل لا وإن كانت طوالاً محامله
وسلكوا نعلاً من الأرض وخفاً. قال ابن الأعرابيّ: النعل من الحرّة: شبه النّعل فيها طول، والخف: أطول منها، والكراع: أطول من الخف، والضلع: أطول من الكراع. وما كنت نعلاً أي ذليلاً أوطأكما توطأ النّعل، وفي مثل " أذل من النعل " ورماه بالمنعلات: بالدّواهي التي تذلّه وتجعله كالنّعل لعدوه. وانتعل الثوب وتنعّله إذا وطئه. قال أبو المنجم:
متنعلات بالضحى تنعّلاً ... عند القيام الرّيط والمرحّلا
ن ع مجلّت نعمة الله ونعماؤه، وأنعم الله عليهم. ونعم عيشه ينعم وينعم نعمةً، وعيش ناعم وفلان ينعم ويتنعّم، وهو ف يالنعمة والنعيم، ونعّم الله عيشه وناعمه. وجارية منعّمةٌ ومناعمة. ونبت وشعر ناعم ومتناعم. قال ذو الرمة يصف امرأة بيضاء:
هجان نفت المسك في متناعم ... سخام القرون غير صهب ولا زعر
ودقة دقاً نعماً، وأنعم دقّه. وإذا عملت عملاً فأنعمه: فأجده. وأحسن فلان وأنعم: وأجاد وزاد على الإحسان. وانعم صباحاً ومساءً ويقال: عم صباحاً بحذف النون. ونعم رجلاً زيد، ونعيماً هو. وإن فعلت كذا فيها ونعمت وأنعم الله بك عيناً، ونعم الله بك عيناً، ونعمك عيناً. وسألته حاجة فأنعم لي بها إذا قال: نعم، ويقال: نعم ونعمى عين ونعمة عين ونعام عين. وله نعم كثير وأنعام وأناعيم. قال البريق الهذليّ:
قد أشهد لحيّ جميعاً بها ... لهم نعام وعليهم نعم
أي لهم بكرات يستقون عليها ويروح عليهم نعم. وهبّتالنعامى وهي الجنوب. وأجفلوا نعاميّة أي إجفالة كما يجفل النّعام. قال الأفوه الأودي:
وأجفل القوم نعاميّةً ... عنا وفئنا بالنهاب النفيس
ومن المجاز: " خفّت نعامتهم " : ذهبوا. قال زياد الأعجم:
إذا اخترت أرضاً للمقام رضيتها ... لنفسي ولم يثقل عليّ مقامها
ضربت لها جأشاً فقرّت نعامتي ... إذا خفّ منها بالرجال نعامها
وقال السمهريّ العكليّ:
ولما استوت رجلاي في الأرض قلّصت ... نعامه ذي كبلين للشرّ حاذر
كان مسجوناً فأوثق في رجليه ملحفة وألقى نفسه من فوق السجن فحملته الريح حتى سقط فانكسرت قيوده وهرب. وباض النعام على رءوسهم إذا لبسوا البيض. ويقال للطوال: يا ظل النعامة. قال جرير:
فضح المنابر يوم يسلح قائماً ... ظل النعامة شبّة بن عقال
ن ع ينُعيَ إلينا فلان نعياً ونَعيّاً ونعياناً. يقال: يا نُعيان العرب. ويجوز أن يكون جمع ناعٍ كبغيان في باغ. وجاء نعيّ فلان، وقام النعي بموته، وهو الناعي. قال:
قام النعيّ فأسمعا ... ونعى الكريم الأروعا
وعن الفرّاء: النعيّ: رفع الصوت بذكر الموت، وعن الأصمعيّ: كانت العرب إذا مات من له قدرٌ ركب راكب وجعل يسير في الناس يقول: نعاء فلاناً، ويقال: يا نَعاءَ العرب أي انعهم.
ومن المجاز: نعى عليه هفواته إذا شهّره بها. ويقال: ذهبت تميم فلا تسمى ولا تنهى ولا تُنعى، أي لا تبلغ نهايتها كثرةً ولا يُرفع ذكرها. وإذا كان القوم مجتمعين فأخبروا بمفزع فتفرّقوا نافرين قيل: استنعوا أي انتشروا كما ينتشر النّعيّ.
ن غ بنغب من الماء نغباً: جرع منه جرعاً. قال ذو الرمة:
حتى إذا زلجت عن كلّ غلصمة ... إلى الغليل ولم يقصعنه نغب
وسقاه نغبةً من اللبن.
ومن المجاز: قول العرب إذا سمعت بموت عدوّ أو بلاء نزل به: واهاً ما أبردها من نغبة، ما أبردها على الفؤاد، تعساً لليدين والفم.
ن غ رقمح كقطع الأوتار وأفواه النّغران. قال:

يحملن أوعية المدام كأنّما ... يحملنا بأكارع النّغران
وفي الحديث: " يا أبا عمير، ما فعل النّغير " وتقول: أقمأه الصغر، كأنه النّغر. ونغرت القدر تنغر ونغرت تنغر إذا غلت.
ومن المجاز: نغر الرجل: اغتاظ. وفلانة غيرى نغرة. وجرح نغارٌ: جيّاش بالدّم.
ن غ شكل هامةٍ أو طائرٍ تحرّك في مكانه واضطرب فقد تنغّش وتنخّش. قال ذو الرمة: يصف قرداناً:
إذا سمعت وطء الرّكاب تنغّشت ... حشاشاتها في غر لحمٍ ولا دم
ودار تنتغش صبياناً، ورأس يتنغش صئباناً.
ن غ صنغّص عليه عيشه. إذا قطع عليه مراده منه. وتنغّص عليه وهو في نغص من أمره. وقد نغص أمره نغصاً. قال لبيد:
فأوردها العراك ولم يذدها ... ولم يشفق على نغص الدّخال
ن غ ضنغضت سنّه تنغض وتنغض نغضاناً وتنغّضت: رجفت. ونغض برأسه إلى صاحبه متعجباً: وأنغضته. ونغض الرحل. وإبل نغّاضة برحالها. وأصاب نغض كتفه وناغضها وهو غضروفها.
ومن المجاز: نغضوا إلى العدوّ: نهضوا إليه. قال الكميت:
حتى إذا نغض العدوّ ... وتمّ خصلك من تخاصل
ونغض الغيم: حيث تراه يتمخّض متحيراً لا يسير. قال:
أرّق عينيك عن التّغماض ... برق سرى في عارض نغاض
ن غ ن غغمزت العاذرة نغانغ الصّبي، قال الفرزدق:
غمز الطبيب نغانغ المعذور
وهي لحمات عند اللهاة.
ن غ فكثر النغف في الغنم وهو دود في أنوفها، ويقال: في كلّ رأس في عظمي الوجنتين نغفتان من تحرّكهما يكون العطاس.
ومن المجاز: قولهم للمحتقر: يا نغفة.
ن غ قنغق الغراب نغيقاً ونغاقاً، وغرابٌ نغّاق.
ن غ لنغل الأديم: فسد. وأديم نغل، ولا خير في دبغة على نغلة.
ومن المجاز: غلام نغل، وجارية نغلة: لزنية. ونغل الجرح ونغل عليه: ضغن. وفلان دغل نغل. وجوزة نغلة.
ن غ مهو حسن النّغمة، ونغم بكلمة، وناعمه.
ن غ يناغت المرأة ولدها: كلّمته بما يجدله. وسمعت نغمته ونغيته. قال أبو نخيلة:
لما أتتني نغبة كالشهد
ونغيت إليه ونغى إليّ إذا ألقيت إليه كلمةً وألقى إليك.
ومن المجاز: هذا الجبل يناغى ذاك: يدانيه. ويقال للموج إذا ارتفع: كاد يناغي السحاب. قال:
كأنك بالمبارك بعد شهر ... يناغي موجه غرّ السحاب
وناغى الماء الكواكب إذا رأيت بريقها في الماء.
ن ف تالقدر تنفت نفيتاً: تغلي.
ومن المجاز: صدره ينفت بالعداوة.
ن ف ثنفث الشيء من فيه: رمى به ونفث ريقه. ونفث في العقدة. ونفث عليه عند الرقية. قال:
فإن يبرأ فلم أنفث عليه ... وإن يهلك فذلك كان قدري
أي تقديري. ولو نفث عليك فلان لقطّرك: تقوله لمن يقاوي من فوقه. ولو سألتني نفاثة سواك ما أعطيتك. ودم نفيث: نفثه العرق.
ومن المجاز: امرا نفّاثة: سحّارة. ورجل منفوث: مسحور. وهذامن نفاثات فلان: من شعره. " ولا بدّ للمصدور أن ينفث " ، وهذه نفثه مصدور، ونفث في روعي كذا: ألهمته.
ن ف جالثدي الناهد ينفج الدرع. يرفعه. ورجل وجمل منتفج الجنبين: مرتفعهما. ونفج اليربوع وهو أرخى عدوه. وأنفج الصيد: أثاره من مجثمه. ونفجت الفرّوجة: خرجت من بيضتها. ونفجت الريح: جاءت بقوة، وريح نافجة، ورياح نوافج. قال ذو الرمة:
يرقد في ظل عرّاص ويطرده ... حفيف نافجة عثنونها حصب
ومن المجاز: فلان نفّاج، وفيه نفج، وسمعت من يقول: فيه نفاجة، وقد نفج ينفج. وكانوا يقولون: هنيئاً لك النافجة وهي البنت لأنه كان يأخذ مهرها فينفج ماله أي يوسّعه ويعظّمه، ومنه: النّفّاجة: للبنة القميص لأنها توسّعه. وأنشد الجاحظ:
وليس تلادي من وراثة والدي ... ولا شان مالي مستفاد النوافج
يعني أن أباه كان جواداً لم يدّخر ما يورث.
ن ف حنفح الطّيب نفحاً، وله نفحةٌ ونفحاتٌ طيّبة، ونافجة نافحة، ونوافج نوافح، وجبّن اللبن بالإنفحة. قال:
كم قد تمشّشت من قصٍّ وإنفحة ... جاءت بذاك إليك الأضؤن السود
وقال الشّماخ:
وإني من القوم الذين علمتهم ... إذا ألوموا لم يولموا بالأنافح

ومن المجاز: لا تزال له نفحات من المعروف. والله النفّاح بالخيرات. قال:
والله نفّاح اليدين بالخير
ورجل نفّاعٌ نفّاحٌ. ونفحه بالمال. ونفحه بالسيف: ضربه ضربة خفيفة، ومنه: نفحت عن فلان ونافحت عنه: دافعت. وكان حسان رضي الله تعالى عنه ينافح عن رسل الله صلى الله عليه وسلم. وقال:
وكم مشهدٍ نافحت عنك خصومه ... وكلّهم عضب اللسان منافح
ونفحته الدّابة: ضربته بحدّ حافرها. ونفحت الريح: نسمت وتحرّكت أوائلها. وأصابه لفح من حر ونفح من برد. ونفح اللبن نفحة: مخضه مخضةً واحدة. وطعنة نفّاحة: تنفح بالدم إذا نزا الدم منها نزواً. وقوس نفوح: بعيدة الدفع للسهم. وناقة نفوح: يخرج لبنها بغير حلب. وهو ينفح لمّته: يحرّكها ويكفّئها. قال:
ونفحتم لمماً لكم ... عصلاً كأذناب الثعالب
عصلاً: متجعّدة.
ن ف خ" نفخ في الصور " . وكم بين النّفختين. ونفخ في النار. ونفخ النار بالمنفاخ وهو الكير. ونصبوا على النار المنافيخ. ونفخت في الزقّ فانتفخ، ونفّخت فيه فتنفّخ. وهو يجد نفخة في بطنه ونفخةً: انتفاخاً من طعام وغيره. وعلى الماء والشراب نفّاخات.
ومن المجاز: انتفخ النهار: علا. ورجل منفوخ: سمين. ونفخ شدقيه: تكبّر. وجاءت نفخة الربيع: أيام إعشابه.
ن ف دالمال نافد، وقد نفد نفاداً، وأنفدوا ما عندهم واستنفدوه وانتفدوه. قال الحارثيّ يصف بقرة:
إذا استنفدت مرعًى طباها لغيره ... أغنّ كبرد الخال مقرته سهل
وأنفد القوم: فنى زادهم. ورجل منافد: يحاجّ الخصم حتى يقطع حجّته وينفدها. يقال: هل عنكم من منافد. ويقال: ليس له رافد، ولا منافد. قال أبّاق الدبيريّ في ابنه الرّكّاض:
وهو إذا ما قيل هل من رافد ... أو رجل عن حقكم منافد
يكون للغائب مثل الشاهد وتنافدوا: تخاصموا.
ن ف ذنفذ السهم في الرميّة نفوذاً ونفاذاً، ورميته فأنفذته، وأنفذت في السهم. وهذا منفذ القوم ونفذهم، وهذه منافذهم وأنفادهم، وطعنة نافذة، وطعنات نوافذ. وللجرح نفذ وللجراح أنفاذ. قال جرير:
وعاوٍ عوى من غير شيء رميته ... بقارعةٍ أنفاذها تقطر الدّما
وقارب الخرّاز بين النفذ وهي الخرز، الواحدة نفذة.
ومن المجاز: رجل نافذ في الأمور، وله نفاذ. ونفذ الكتاب والرسول، وأنفذته. ونفذهم البصر وأنفذهم. وقام المسلمون بنفذ الكتاب أي بإنفاذ ما فيه. وائتني بنفذ ما قلت: بالمخرج منه. وطريق نافذ: عام يسلكه كلّ أحد، وهذا الطريق ينفذ إلى مكان كذا.
ن ف رنفرت الدابة نفراً ونفوراً ونفاراً واستنفرت، ونفّرتها واستنفرتها، وقريء " مستنفرة ومستنفرة " . ونفر القوم إلى الثغر نفيراً. وجاء نفير بني فلان ونفرهم ونفرتهم وهم الجماعة الذين ينفرون إلى العدوّ. وجاء القوم أنفرةً: نفيراً نفيراً. واستنفر الإمام الرعيّة: كلّفهم أن ينفروا خفافاً وثقالاً. وهم نافرة فلان وزافرته: للذين يغضبون لغضبه وينفرون معه وينصرونه. قال:
لو أن حولي من عليم نافره ... ما غلبتني هذه الضّياطره
وهذه أيام النفر والنفور والنفر والنفير.
ومن المجاز: بي نفرة من هذا الأمر، وأنا نفرٌ منه إذا انقبضت منه ولم ترض به. ونفر فلان من صحبة فلان. ونفرت المرأة من زوجها، وهي فرقة منه نافرة. ونفر الجلد: ورم وتجافي عن اللحم. واستنفر فلان بثوبي وأعصف به: ذهب به ذهاب إهلاك. وفي مثل " لقيته قبل كلّ صبح ونفر " وصبّ عليّ زيد من غير صسح ونفر أي من غير شيء. ونافرته إلى الحكم فنفّرني عليه: حاكمته فغلّبني عليه وأصل المنافرة قولهم: أينا أعزّ نفراً. ولمن كانت النفرة أي الحكومة. وما هو بنفير فلان أي بكفئه في المنافرة.
ن ف زنفز الظبي ونقز إذا وثب. وتنافزت الدعاميص في الماء. والصبيان يتنافزون في لعبهم. ونفز السهم على الظّفر، ونفّزته تنفيزاً إذا أدرته. قال الشمّاخ:
إذا تفّزها بالأباهيم جرجرت ... عجيج الرّوايا من عروك الكراكر
كما تعج الإبل من الضاغط. ونفّزت ولدها: رفضته.
ن ف سشيء نفيس ومنفس، وقد نفس نفاسة وأنفس إنفاساً. وأنشد سيبويه:
لا تجزعي إن منفساً أهلكته ... وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعى

وأنفسته في الشيء ونفّسته فيه: رغّبته. وتنافسوا فيه: تراغبوا، ونافس صاحبه في كذا، وشيء متنافس فيه. وقد نفست عليّ بخير قليل. ونفست علي خيراً قليلاً حسدتني عليه ولم ترني أهلاً له نفساً ونفاسةً. وفلان ما ينفس علينا الغنيمة والظّفر. وما هذا النفس؟ أي الحسد.
ومن المجاز: دفق نفسه أي دمه. وعن النخعيّ: كلّ شيء ليست له نفس سائلة فإنه لا ينجس الماء. ومنه: النّفاس والنفساء، وقد نفست فهي منفوسة، ونفست بولدها فهو منفوس. قال:
كما سقط المنفوس بين القوابل
وأصابته نفس: عين. وفلان نفوس ونفساني. وشرب الماء بنفس واحد وبنفسين وبثلاثة أنفاس، وشرب الماء بنفسٍ واحد وبنفسين وبثلاثة أنفاس، وشربت من الماء نفساً وأنفاساً. قال جرير:
تعلّل وهي ساغبة بنيها ... بأنفاس من الشّم القراح
وشراب غير ذي نفس: كريه الطعم لا تنفّس فيه شاربه. قال الراعي:
وشربة من شراب غير ذي نفسٍ ... في كوكبٍ من نجوم الصيف وهاج
ومالي نفسٌ أي فرج. ونفّس الله عنك كربتك أي فرّجها. وأنت في نفسٍ من أمرك: في سعة. وتنفّس الصبح، وتنفّس النهار: طال. وتنفّس به العمر. وبلّغك الله أنفس الأعمار. وفي عمره تنفّس ومتنفس. قال عديّ بن الرعلاء الغسّانيّ:
والشيب إن يحلل فإنّ وراءه ... عمراً يكون خلاله متنفّس
وغائط متنفّس: بعيد. وهذا الثوب أنفس الثوبين: أطولهما وأعرضهما. وأرضي أنفس من أرضك. وهذا المنزل أنفس المنزلين. وأنشد الأصمعيّ:
ولكن تنحّى جنبةً بعد ما دنا ... فكان كقاب القوس أو هو أنفس
وبيني وبينه نفس: بعد. وأنفٌ متنفّس: أفطس. وتنفّست القوس: تصدّعت. وفلان يؤامر نفسيه إذا اتجه له رأيان.
ن ف شنفش الصوف والقطن، فانتفش. وانتفش الضبعان والديك وتنفّش إذا نفش شعره أو ريشه كأنه يخاف أو يرعد. وانتفشت الهرّة وتنفّشت: ازبأرّت. وأمةٌ متنفّشة الشعر. ونفشت الغنم بالليل: انتشرت، وأنفشها الراعي. قال:
أجرس لها يا ابن أبي كباش ... فما لها الليلة من إنفاش
غير السري وسائقٍ نجّاش
ومن المجاز: أنف متنفّش. قصير المارن منبسط على الوجه كأنف الزنجيّ. وقال العجاج:
ثار عجاج مسبطر قسطله ... تنفش منه الخيل ما لا تغزله
ن ف ضنفض الثوب والشجرة. ونفض عنه الغبار والتراب. ونفّض الثياب والشجر. قال أبو ذؤيب:
تنفّض مهده وتذود عنه ... وما تغنى التمائم والعكوف
وأصابوا اليوم نفضاً كثيراً وأنافيض وهو ما تساقط من الثمر في أصول الشجر. وبسطوا المنفض والمنفاض وهو ثوب أو كساء يقع عليه النفض. وأنفضت الجلّة: نفض ما فيها.
ومن المجاز: نفضته الحمّى، وبه نافض، وأخذته الحمّى بنافض، وانتفض من الرّعدة. وانتفض الفرس. وفلان يستنفض طرفه القوم أي يرعدهم لهيبته. ودجاجة منفض: نفضت بيضها وكفّت. وأنفض القوم: فني زادهم، وأصله: أن ينفضوا مزاودهم. وقريء " حتى ينفضوا " . واستنفضت ما عنده: استخرجته. قال رؤبة:
لا تنس مدحي لك واستنفاضي ... سيب فتى كالغيث ذي الرياض
وانتفض الفصيل ما في الضرع: امتكّه. وحلبت الناقة حتى انتفضت لبنها. وامرأة نفوض: نفضت ولدها عن بطنها. وعليه ثوب ينفض. يقال: نفض الثوب نفوضاً. وثوب نافض: قد ذهب صبغه. ونفض من مرضه نفوضاً: برئ منه. وذكر نصيب بناته فقال:
نفضت عليهنّ من جلدتي
ونفض الطريق: طهّره من اللصوص والدّعار. وقال زهير:
وتنفض عنها غيب كل خميلة ... وتخشى رماة الغوث في كل مرصد
ويقال: إذا كنت في نهار فانفض، وإذا كنت في ليلٍ فاخفض. وقام ينفض الكرى. قال الطرمّاح:
فقاموا ينفضون كرى ليالٍ ... تمكّن في الطّلى بعد العيون
وقال بشر:
وأضحى ينفض الغمرات عنه ... كوقف العاج ليس به كدوح
يريد الثور الناجي من الكلاب. ويقال نفض الأسقام عنه واستصحّ أي استحكمت صحته. واستنفض القوم: بعثوا النّفضة الذين ينفضون الطّرق. وخرج فلان نفيضة: نافضاً للطريق حافظاً له.
ن ف ط

رمى بالنّفط. وخرجوا ومعهم النّفّاطة: جماعة الرّماة بالنّفط، وخرج النّفّاطون، وبأيديهم النّفّاطات: مراميهم التي يرمون فيها بالنّفط. واستعمل فلان على النّفّاطات وهي معادن النّفط. ونفطت يده من العمل وتنفّطت، وأنفطها العمل. وخرجت بيده نفطة ونفطة ونافطة. وهذيل تقول: بالصّبيان والغنم نفط كثير أي جدريٌّ. " وماله عافطة ولا نافطة " : ضائنة ولا ماعزة.
ن ف عفيه نفع ومنفعة ومنافع، ونفعك الله بعلمك، وما نفعني فلان بنافعة، وانتفعت به واستنفعت. قال نصيب:
ولو كان فوق الأرض حيّ فعاله ... كفعلك أوفى الفعل منك يقارب
لقلت له مثلاً ولكن تعذّرت ... سواك على المستنفعين المذاهب
وفلان نفاع ضرّار. وإنه لحاضر النفيعة أي النفع. قال:
وإني لأرجو من سعاد نفيعة ... وإني من عيني سعاد لأوجر
مشفق. وتقول: منزل فلانٍ نافع، وساكنه رافع، أي سجنٌ وهو يرفع عليك.
ن ف ن فقطعت نفنفاً: سبسباً بعيداً. قال:
إذا علون نفنفاً فنفنفا
وبيني وبينه نفانف وتنائف. وكل شيء كان بينه وبين الأرض مهوًى فهو نفنف. ويقال للرّكيّة: إنها لبعيدة النّفنف، وهو ما بين أعلاها وأسفلها. قال ذو الرمة:
ترى قرطها في واضح اللّيت مشرفاً ... على هلك في نفنف يتطوّح
كما قال:
بعيدة مهوى القرط
ن ف قنفقت الدّراهم، وأنفقتها، كقولك: نفدت وأنفدتها، وأنفق الرجل على عياله واستنفق، وخذ هذه الدّراهم فاستنفقها. ونفقت نفقة القوم ونفقاتهم ونفاقهم. وهو يبتغي نفقاً في الأرض. وأخذوا عليه الأنفاق. ونفق اليربوع وانتفق: خرج من نافقائه، ونفّق ونافق: دخل فيها، وتنفّقته: أخرجته منها. ونفقت سلعته نفاقاً، ونفّقتها. قال سدوس بن ضباب:
عبد ينفق نفسه ويسومها ... ويقول إني آبرٌ زرّاع
وأنفق التاجر: نفقت تجارته، ومنه المثل " من باع بعرضه أنفق " . وقال:
أبيت فلا أهجو الصديق ومن يبع ... بعرض أخيه في المعاشر ينفق
ووسّع نيفق السراويل. ويقال: وسّع منفّقها وخدّل مسوّقها وأحكم منطّقها. وله نافجة من مسك ونافقة.
ومن المجاز: فرس نفق الجري إذا كان قصير الغاية قريب مدى الجري. قال علقمة:
فلا تزيّده في مشيه نفق ... ولا الزّفيف دوين الشدّ مسئوم
وطعام نفق: نقيض نزل وهو الذي لا ريع له. ونفق روحه: خرج. قال:
وهارب منّي بروح نافق ... قد كاد إلاّ رمق المرامق
ومنه: نفقت الدابّة نفوقاً. ونافق الرجل نفاقاً. وامرأة نفق بوزن: فنق: تنفق عند الأزواج وتحظى عندهم. وأنشد أبو عثمان المازنيّ:
إنّ لنا لكنّةً غير نفق ... كريمة الأحساب بيضاء الخلق
وهي على ذلك ليّاء العنق
أي لا تنفق وهي كريمة سخيّة تلوي عنقها إلى الأضياف من بعيد تدعوهم إلى طعامها.
ن ف لأصاب الغازي نفلاً وأنفالاً. ونفّله الإمام وأنفله، والإمام ينفّل الجند. وأعطى نافلةً سنيّةً ونوافل. ورجل نوفل: معطاء. وتنفّل المصلّي: تطوّع، وهو يصلي النافلة والنّوافل. وتنفّل على أصحابه: أخذ من النّفل أكثر ممّا أخذوا. ويقال: نفّلوا كبركم أي زيدوا أكبركم على حصّته. وقال لي قولاً فانتفلت منه أي انتفيت وأنكرت أن أكون فعلته. وانتفل من بني فلان: انتفى من نصرهم ومعونتهم. قال المتلمس:
أمنتفلاً من نصر بهثة خلتني ... ألا إنّني منهم وإن كنت أينما
ن ف هرجل نافه ومنفّه: معي. ونفهت نفسه. وتقول: كم بين المرفّه والمنفّه. وركابهم نافهةٌ ونفّه.
ن ف ينفيته من المكان: نحيّته عنه فانتفى. ونفي فلانٌ من البلد: أخرج وسيّر " أو ينفو من الأرض " وانتفى شعره: تساقط. وانتفى الشجر من الوادي: ذهب. وانتفى من ولده، وانتفى من الأمر. وهذه نفاية المتاع ونفيته. وهو من النفايات والنّفى. وهذا نفيّ الريح: لما يبقى من التّراب الذي تأتى به في أصول الحيطان. ونفي المطر ونفايته: لرشاشه، ونفيّ الرشاء: لما يترشّش منه على ظهر الماتح. ونفيّ الرحى: لما ترامت به من الطّحين. وفلان نفيّ: دعيٌّ قد نُفِيَ.
ومن المجاز: فلان من نفايات القوم ونفاهم. قال:

عشيرتك الأدنون خير عشيرة ... وأنت دنيّ من نفيَ القوم راضع
ن ق بنقب الحائط. ونقب البيطار سرّة الدابّة بالمنقب فأخرج ماءً أصفر. قال يصف فرساً:
كالسّيد لم ينقب البيطار سرّته ... ولم يسمه ولم يلمس له عصباً
وكلب نقيب: نقبت حنجرته ليضعف صوته فلا يدلّ على اللئيم بنباحه. وخرجت به الناقبة والنّقابة: قرحة تخرج بالجنب تهجم على الجوف رأسها من داخل. ونقب خفّ البعير: رقّ وتثقّب. قال:
ما إن بها من نقبٍ ولا دبر
ونقّب عنه ونقّر: بحث. " فنقّبوا في البلاد " : ساروا. وسلكوا النّقب والمنقب والمنقبة والنّقاب والمناقب وهي طرق الجبال. ورجل نقاب: نافذ في الأمور، وذو مناقب وهي المخابر والمآثر. وميمون النّقيبة: محمود المخبر. وما لهم من نقيبة: من نفاذ رأي. وهو نقيب القوم، وقد نقب عليهم ونقب نقابة. وفرس حسن النّقبة أي اللون. قال ذو الرمة:
ولاح أزهر مشهور بنقبته ... كأنه حين يعلو عاقراً لهب
وما عليها إلاّ النقبة وهي إزار كالنّطاق إلاّ أن لها حجزةً. وظهرت بالبعير نقبة وهي أول الجرب. وانتقبت المرأة وتنقّبت.
ومن المجاز: نقب خفّي: تخرّق. وفلان يضع الهناء مواضع النقب إذا كان ماهراً مصيباً. وجلوت السيف والنّصل من النقب وهي آثار الصدأ شبّهت بأوّل الجرب. قال الكميت يصف ثوراً:
كالهالكيّ أمال الرأس مجتنحاً ... يجلو عن البيض في أكنافها النّقب
وكانا عند الناس ف ينقابٍ واحدٍ إذا كانا مثلين ونظيرين.
ن ق حنقّح العود: شذّبه.
ومن المجاز: نقّح الكلام. وخير الشعر الحوليّ المنقّح. وتقول: ما قرض الشعر المنقّح، إلا بالذّهن الملقّح. ورجل منقّح: مجرّبٌ. ونقّحته السنون: نالت منه. وتنقّح شحم النّاقة: ذهب بعض الذّهاب.
ن ق خشرب النقاخ وهو الماء البارد العذب. قال:
وأحمق ممّن يلعق الماء قال لي ... دع الخمر واشرب من نقاخ مبرّد
وتقول: أفصح الشعراء القلاخ، وأطيب الماء النّقاخ.
ومن المجاز: هذا نقاخ العربيّة: لمخّها وخالصها.
ن ق دنقده الثّمن، ونقده له فانتقده. ونقد النقّاد الدراهم. ميّز جيدها من رديئها. ونقدٌ جيد، ونقود جياد. وتنوقد الورق. قال:
كما تنوقد عند الجهبذ الورق
و " أسرى من أنقد " و " بات بليلة أنقد " وهو القنفذ. وتقول: إن جعلتم ليلتكم ليلة أنقد، فقد وصلتم وكأن قد. والطائر ينقد الفخ: ينقره. ونقد الصبيّ الجوزة بإصبعه. ونقدت رأسه بإصبعي نقدةً. قال خلف بن خليفة:
وأرنبة لك محمرّة ... تكاد تقطّرها نقده
ونقدته الحيّة: لدغته. وله نقد ونقاد وهي صغار الغنم، وصاحبها: النّقّاد. قال أبو زبيد:
كأن أثواب نقّاد قدرن له ... يعلو بخملتها كهباء هدّابا
ومن المجاز: هو من نقّادة قومه: من خيارهم. ونقد الكلام. وهو من نقدة الشعر ونقّاده. وتقول: هو أشبه بالنّقّاد، منه بالنّقّاد؛ من النّقد والنّقد. وتقول: النّقدة إليهم كأنهم النّقد، وقد عاث فيها الذئب الأعقد. وانتقد الشعر على قائله. وهو ينقد بعينه إلى الشيء: يديم النظر إليه باختلاس حتى لا يفطّن له، وما زال بصره ينقد إلى ذلك نقوداً: شبّه بنظر الاقد إلى ما ينقده.
ن ق ذأنقذه من البؤس واستنقذه وتنقّذه، وقد نقذ نقذاً إذا نجا. وتقول العرب: نقذاً له إذا دعوا له بالسلامة. وهو نقيذة بؤس، وهم نقائذ بؤس إذا استنقذوا منه. وهذا الفرس أو البعير أو غيرهما من النقائذ وهي ما أخذه العدوّ وتملّكه ثم رجعت فأخذته منه وتنقّذته من يده وهو نقيذٌ ونقيذةٌ ونقذٌ. قال عنترة:
إذ لا أزال على رحالة سابح ... نقذ توارثه الكماة مكلّم
ومن المجاز: قول ابن مقبل:
وخود خرود السّري طفلة ... تنقّذت منها حديثاً حلالاً
أخذته منها واستخرجته، خرود السري: تستحيي أن تخرج ليلاً.
ن ق رنقر الطائر الحب بمنقاره. ونقر النقّار الرحى بمنقاره. ونقر العود والدّف. ونقر رأسه بإصبعه نقرةً. ونقرت الخيل بحوافرها: احتفرت بها. واستنقع الماء في النقرة والنّقر. واحتجم في نقرة القفا. وله إبريق من النقرة وهي الفضة المذابة.

ومن المجاز: نقرته: عبته وغبته. ورميته بناقرة وبنواقر. وبينهما مناقرة: مراجعة كلام. ونقرت عن الخبر ونقّرت عنه: بحثت. ونقرت بالرجل وانتقرت به: دعوته من بين القوم وهي النّقرى. وهو يصلّي النّقرى إذا نقر في صلاته نقر الديك. ونقر باسمه إذا سمّاه من بين الناس. وسهم ناقر: أصاب عين الرقعة، وسهام نواقر. قال:
رميت بالنواقر الصّيّاب ... أعداءكم فنالهم ذبابي
أي حدّي أو شرّي. وما أغنى عني نقرةً أي أدنى شيء. ولم يكترث لي بمقدار نقرة إصبع. قال جميل:
بالله ربّك أن سألتك فاصدقي ... لا تكتميني نقرةً وفتيلاً
وقال آخر:
رأيتك لا تغنين عنّي نقرةً ... إذا ابتدروني بالهراوَي الدمالك
وما أثابني نقيراً، وأصله: النكتة في ظهر النواة. ونقر بدابّته وأنقر إذا ضرب بطرف لسانه مخرج النون وصوت كذلك إذا ضمّ إبهامه إلى طرف الوسطى وصوّت بها و " نقّر في النّاقور " : نفخ. وخفّ له منقار. ونقر في الحجر: كتب.
ن ق زنقز الظبي: وثب على نواقزه وهي قوائمه. قال الشمّاخ:
هتوف إذا ما خالط الظبي سهمها ... وإن ريع منها أسلمته النواقز
وأعطاه من نقز المال وشرطه: رديئه.
ن ق سكتب بالنّقس والأنقاس. ونقست النصارى وانتقست: قرعت الناقوس وهو خشبتهم الطويلة، والوبيل: القصيرة. قال:
كأن أصوات لحييها إذا اصطفقت ... أصوات عيدان رهبانٍ إذا انتقسوا
ونقسه: عابه ونبزه، وناقسه، وبينهما منافسة ومناقسة.
ن ق شثوب منقوش ومنقّش. ونقش في خاتمة كذا، وفيه نقش ونقوش. وانتقش الرجل على فصّه: أمر أن ينقش عليه. تقول: اضطربت خاتماً وانتقشت على فصّه. ونقَش الشوكة وانتقشها: استخرجها. ونقش الشّعر بالمنقاش: نتفه بالمنتاف. وناقشه الحساب وفي الحساب. وعن عائشة رضي الله عنها " من نوقش الحساب عذّب " .
ومن المجاز: استخرجت منه حقي بالمناقيش إذا تعبت في استخراجه. وانتقش منه حّقه. وإذا تخيّر الرجل رجلاً لنفسه قالوا: جاد ما انتقشه لنفسه. ونقش الرحى: نقرها.
ن ق صنقصه حقّه نقصاً وانتقصه. ونقص بنفسه نقصاناً. وانتقص واستنقص الثمن: استحطّه. وانتقصه وتنقّصه: عابه. وما فيه نقيصة ومنقصة، وفلان ذو نقائص ومناقص.
ن ق ضنقض البناء والحبل، وانتقض وتنقّض. وتنقّضت الأرض عن الكمأة. وأصلح نقض بنائك: ما نقض منه. وأنقضت الفرّوجة والدّجاجة عند البيض. وأنقض الرّحل والأصابع والأضلاع. ولها نقيض. وأنقض الحمل ظهره. ورأيته نتقض أصابعه. وأنقض بالعنز: دعاها. وأنقض بالقعود: نقربها. قال:
ربّ عجوز من أناس شهبره ... علّمتها الإنقاض بعد القرقره
سرق بعيرها الذي كانت تقرقر به وترك لها بكراً تنقض به.
ومن المجاز: نقض العهد. وناقض قوله الثاني الأول. وفي كلامه تناقض. وهذا نقيض ذاك أي مناقضه. وتناقض القولان والشاعران، وناقض أحدهما الآخر: يقول قصيدة فينقض صاحبه عليه. وهذه القصيدة نقيضة قصيدة فلان. ولهما نقائض، ومنه: نقائض جرير والفرزدق. وانتقض عليه الثغر. وانتقضت الأمور. وانتقضت القرحة، نكست. ونقض فلان وتره إذا أخذ ثأره. قال بيهس:
شفيت يا مازن حرّ صدري ... نقمت ثأري ونقضت وتري
ن ق طنقط المصحف ونقّطه. ويقال: رأس الخطّ النقطة. وكتاب منقوط: مشكول. ونقّطت المرأة وجهها بالسواد: تتحسّن بذلك.
ومن المجاز: أعطاه نقطة من العسل. ولفلان نقطة من النخل: قطعة منه. ووجدنا نقطة من الكلإ ونقطاً منه ونقاطاً. والتّنوم ينبت نقاطاً: في أماكن تعثر على نقطة ثم تقطعها فتجد نقطة أخرى. وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها: ما اختلف الناس في نقطة إلا طار أبي بحظها وغنائها في الإسلام: وتنقّطت الخبز: أكلته نقطة نقطة أي شيأ شيأ.
ن ق عنقع الماء في بطن الوادي واستنقع: ثبت واجتمع. ووردوا مستنقعات المياه ومناقعها. واستنقعت في النهر: مكثت فيه أتبرّد. وأنقع الدواء وغيره في الماء، وهو النّقوع والنّقيع، والمنقع والمنقعة: ما ينقع فيه من تورٍ ونحوه. قال:
ندهدق بضع اللحم للباع والندى ... وبعضهم تغلي بذمّ مناقعه
ونقع السم في ناب الحيّة: اجتمع فيه. قال النابغة:

في أنيابها السم ناقع
وسم نقيع ومنقع: مربّى. ونقع الماء غلته. ونقع من الماء وبالماء: رويَ. وأسرعت يده إلى أنقوعة الثريد وهي وقبته التي يجتمع فيها الودك. وأنقوعة الميزاب ما يسيل فيه. وثار النّقع أي الغبار. ونقع الصراخ: ارتفع.
ومن المجاز: أنقع له الشرّ: أثبته وأدامه. وأنقعوا لهم من الشر ما يكفيهم. والناس نقائع الموت من النّقيعة التي هي ذبيحة القادم. وفي مثل " إنّه لشّرابٌ بأنقع " للمجرّب شبّه بالطائر الذي يرد مناقع الفلوات ولا يرد المياه المعروفة خيفة القنّاص.
ن ق فالظّليم ينقف الحنظل عن الهبيد. وضربٌ ينقف الهام عن الدّماغ. وبينهم مناقفة ونقاف: مضاربة. ويقال: " اليوم قحاف، وغداً نقاف " . ونقفت البيضة: استخرجت ما فيها. وأنقفتك العظم إذا أعطيته إيّاه ليستخرج مخّه. وأنقف الجراد: رمى ببيضه. وصقل الورق بالمنقاف.
ومن المجاز: رجل نقّاف: صاحب تدبير ونظر في الأشياء كأنه ينقف عنها أي يبحث. ويقال للسائل المبرم: نقّاف. قال:
إذا جاء نقّاف يعدّ عياله ... طويل العصا عدّيته عن شياهيا
وجذع منقوف ونقيف: مأروض. ورجل منقوف الوجه: ضامره.
ن ق قأرّقني نقيق الضفادع و " أروى من النقّاقة " : من الضّفدع، وقد نقّت ونقنقت. ونقنق الظليم، وهو النقنق. وكأن أعناقهم أعناق النّقانق.
ن ق لنقلته فانتقل وتنقّل، ونقّلته كثيراً، وتناقلوه، وانتقلته: نقلته إلى نفسي. قال الجعيدي:
ما تظنّون بقوم قتلوا ... أهل صفّين وأصحاب الجمل
وابن عفّان حنيفاً مسلماً ... ولحوم البدن لما تنتقل
وأسرعوا النقلة. وسرنا منقلةً: مرحلة. وفرس وبعير مناقل ومنتقل، وقد ناقل مناقلة، وانتقل انتقالاً إذا وضع رجليه مواضع يديه في السّير. قال جرير:
من كلّ مشترفٍ وإن بعد المدى ... ضرم الرّفاق مناقل الأجرال
وقال الأخطل:
تنزو يرابيع متنيه إذا انتقلاى
ورجل نقيل: غريب. وهو ابن نقيلة: غريبة. قال رؤبة:
فوجدوا آباءك الأفاضلا ... لأمّهاتٍ لم تكن نقائلاً
ورفع خفّ بعيره بنقيلةٍ: برقعة، وخفاف إبله بنقائل. ونقل الخفّ والثّوب ونقّله وأنقله: رقعه. ونعل نقل: مرقّعة، ونعال نقال. وجاءنا في نعلين نقلين. وشجّه منقّلةً وهي التي تنقّل منها فراش العظام. وتفكّهوا بالنّقل. وعن ابن دريد: بالفتح.
ومن المجاز: نقل الحديث. وهم نقلة الأخبار. ونقل ما في النسخة. وناقله الحديث إذا حدّثته وحدّثك. وناقل الشّاعر الشّاعر: ناقضه. ورجل نقلٌ وذو نقلٍ إذا كان جليلاً مناقلاً. قال لبيد:
ولقد يعلم صحبي كلّهم ... بعدان السّيف صبري ونقل
وأصابته نواقل الدهر: نوائبه التي تنقل من حال إلى حال. وقسمت النواقل: الأخرجة التي تنقل من كورة إلى كورة.
ن ق مانتقم منه. وحلّت به النّقمة والنّقم ونقمت منه كذا: أنكرته عليه وعبته " وما نقموا منهم إلاّ أن يؤمنوا " .
ن ق هنقه من مرضه نقوهاً. ورجل ناقهٌ. وله في كلّ عام مرضة ونقهة. قال عمران ابن حطّان:
أفي كلّ عامٍ مرضةٌ ثم نقهة ... وننعي ولا تُنعَى فكم ذا إلى متى
وفقهت الشيء ونقهته: فهمته.
ن ق يشيء نقيٌّ. ونقّيت الثوب وأنقيته حتى نقي نقاءً. وغسل حتى ظهر نقاؤه. وانتقيت العظم: أخرجت نقيه. وأنقى البعير. وإبل منقيات. قال:
لا يشتكين عملاً ما أنقين
وحللنا في نقاً من الأنقياء وهي الكثبان.
ومن المجاز: انتقيت أجودها. وأنقى البرّ: سمن وجرى فيه الدقيق.
ن ك أنكأت القرحة: قرفتها بعد البرء فنكستها. قال:
ولم تنسني أوفى المصيبات بعده ... ولكنّ نّكء القرح بالقرح أوجع
ن ك بنكب عنه ونَكِب وتنكّب عنه وتنكّبه، ونكّب عنه ونكّبه، ونكّبتُه عنه، ونكّبته إيّاه. ورجل وجمل أنكب: يمشي في شسقّ. ونكبت الريح: مالت عن مهابّ الرياح، وريحٌ نكباء، ورياح نكبٌ، والنّكبياء: التي تهبّ بين الصّبا والشّمال خاصّةً. ونكب كنانته: نكسها فأخرج ما فيها. ونكب كنانته: نكسها فأخرج ما فيها. ونكب الإناء: استنظف ما فيه.

ومن المجاز: هزّ منكبه لكذا، وهزّوا له مناكبهم: فرحوا به. وإنّه لأنكب عن الحقّ وناكبٌ عنه. وسرنا في منكب من الأرض والجبل: في ناحيةٍ. " فامشوا في مناكبها " . وقال ذو الرمّة:
تخطّيت باسمي دونه ونباهتي ... مصاريع أبواب غلاظ المناكب
يريد أبواب الملوك. وهو منكب العرفاء: رأسهم، على كذا عريفاً منكب. وقال الحجّاج للشّعبيّ: ألم أجعلك منكباً على جميع همدان. وله النكابة في قومه. وقد نكب عليهم. وراش سهمه بمناكب: ريشات تكون في مناكب النّسر أو العقاب وهي أقوى الريش وأجوده. قال:
يقلّب سهماً راشه بمناكب ... ظهارٍ لؤامٍ فهو أعجف شاسف
وقال الراعي:
يقلّب بالأنامل مرهفات ... كساهنّ المناكب والظّهارا
وقال القطامي:
ومطّرد الكعوب كأنّ فيه ... قدامي ذي مناكب مضرحيّ
أي نسرٍ ذي مناكب.
ن ك تنكت الأرض بقضيبه أو بإصبعه فأقبل ينكت الأرض. ومرّ الفرس ينكت إذا نبا عن الأرض في عدوه. ونكت العظم: أخرج مخّه. ونكت كنانته: نكبها. وطعنه فنكته على رأسه: ألقاه. وبالبعير ناكت: حازٌّ ينكت بمرفقه حدّ كركرته. وفي العين نكتة: بياض أو حمرة. وكلّ نقطة من بياض في سواد أو سواد في بياض: نكتة تقول: هو كالنّكتة البيضاء في جلد الثور الأسود.
ومن المجاز: جاء بنكتة وبنكت في كلامه، وقد نكّت في قوله، ورجل منكّت ونكّات. وفلان نكّات في الأعراض: طعان.
ن ك ثنكث الحبل والسّواك والسأف في أصول الأظفار، وقد انتكث بنفسه، وهذه نكاثة الحبل: لما انتكث من طرفه. ونكاثة السواك: لما تشعّث من رأسه. وهي تغزل النّكث والأنكاث وهو ما نكث من الأكسية والأخبية ليغزل ثانية. وبحلٌ أنكاث.
ومن المجاز: نكث العهد والبيعة. وناكثه العهد. وهو نكّاث للعهود. وهذا قول لا نكيثة فيه: لا خلف. ووقعوا في النكيثة: في الخطّة الصّعبة التي تناكثوا فيها العهود. وانتكث ما كان بينهم. وطلب فلان حاجةً ثم انتكث لأخرى إذا انصرف عنها لحاجةٍ أخرى.
ن ك حنكحها واستنكحها " أن يستنكحها خالصة " . وقال النابغة:
وهم قتلوا الطائيّ بالحجر عنوةً ... أبا جابر واستنكحوا أم جابر
وتناكحوا تكثروا. وفلانة ناكح في بني فلانٍ. ورجل نكحة.
ومن المجاز: أنكحوا الحصى أخفاف الإبل. واستنكح النوم عيونهم. قال عمر بن أبي ربيعة:
واستنكح النوم الذين نخافهم ... ورمى الكرى بوّابهم فتجدّلا
ن ك دفيه نكادة ونَكَدٌ ونُكْدٌ، وهو نَكِد وأنكد، وقوم أنكاد ونُكدٌ، وقد نَكِد وتنكّد. وسألته فأنكدته: وجدته نكداً. وطلب فلان حاجة فأنكد أي أكدى. وعطاء منكود ومنكّد: قليل غير مهنّأٍ. قال:
وأعط ما أعطيته طيّباً ... لا خير في المنكود والنّاك
ونكّد عطاءه بالمنّ. وتنكّد عيشه. ونكد فلان وشفه: استنفد ما عنده بكثرة السؤال. وقد نكدوه. ونكد الماء: نزف. ونكد الغراب وتنكد: استقصى في شحيجه كأنه يقيء. قال الطرماح:
وجرى بينهم غداة تحملّوا ... من ذي الأبارق شاحج يتنكد
وناقة نكداء: لا لبن بهاِ، وإبل نكد. ويقال للغزار: نكد: لئلا تعان.
ن ك رأنكر الشيء ونكره وساتنكره، وقيل: نكر أبلغ من أنكر. وقيل: نكر بالقلب وأنكر بالعين. قال الأعشى:
وأنكرتني وما كان الذي نكرت ... من الحوادث إلا الشيب والصلعا
وفيهم العرف والنكرن والمعروف والمنكر. وشتم فلان فما كان عنده نكير. وهم يركبون المنكرات والمناكير، وهو من مناكير قوم لوط. وقد نكر الأمر نكارة: صار منكراً. ونكّرته فتنكّر: غيّرته. وخرج متنكّراً. وتنكّر لي فلان: لقيني لقاء بشعاً. وتناكر فلان: تجاهل. وبينهما مناكرة: محاربة. وعن أبي سفيان: أنّ محمداً لم يناكر أحداً إلا كانت معه الأهوال. وتناكروا: تعادوا. وفلان فيه نكارة ونكر بالفتح ونكراء: دهيٌ وفطنة، وإنه لذو نكراء: وأصابتهم من الدّهر نكراء: شدّة.
ن ك زالحيّة تنظز بأنفها، والناكز: ضرب من الحيات لا يعض بفيه ولكن ينكز بأنفه فلا يكاد يعرف ذنبه من أنفده لدقّة رأسه. ونكز البحر: غاض، وبئر ناكز.
ن ك س

نكس رأسه ونكّسه: ونكست الشيء. قلبته فانتكس. والولد المنكوس: الذي تخرج رجلاه قبل رأسه. وسهم نكس: انكسر فوقه فجعل أعلاه أسفله، وسهام أنكاس. قال الحطيئة:
مجد تليد ونبل غير أنكاس
ومن المجاز: نكس في مرضه. وأكل كذا فنكّسه. ونكس الخضاب على رأسه: أعاده مراراً. وإنّه لنكس من الأنكاس: للرذل.
ن ك شنكش الشيء نكشاً: فرغ منه، والبئر نزفها.
ن ك صنكص على عقبيه نكوصاً.
ومن المجاز: فلان حظّه ناقص، وجدّه ناكص.
ن ك فاستنكف منه ونكف: امتنع وانقبض أنفاً وحميّة.
ن ك لنكل عن اليمين وعن العدو نكولاً. ونكّلته عن كذا: فطمته. ونكّلت به: جعلت غيره ينكل أن يفعل مثل فعله، وهو النّكال.
ن ك ههو طيّب النّكهة. واستنكهت الشارب ونكهته: تشمّمت ريح فيه، ونكه الشارب في وجهه.
ن ك ينكيت في العدوّ نكايةً إذا أكثرت الجراح، وتقول: فلان قليل النّكاية، طويل الشّكاية.
ن م رسبع نمر وأنمر: فيه سواد وبياض، وسباع نمر. وشاة نمراء. وسحابة نمرة. ويقال: أرونيهنّ نمرات، أركموهنّ مطرات. ولبس النّمرة وهي من أكسية الأرعاب. قال ابن مقبل:
ومجالس تمشى العطارف بينها ... كالجنّ ليس لبوسهم بنمار
وماء نمير: عذب ناجع، وتقول: أقبلت نمير وما نمّروا أي ما جمّعوا من قومهم، كما تقول: مضر مضّرها الله تعالى. قال دريد:
فأبلغ سليماً وألفافها ... وأبلغ نميراً وما نمّروا
أي ما جمّعوا. وجلس على النّمرقة والنّمرق " ونمارق مصفوفة " : وسائد. وقال أوس:
إذا ناقة شدّت برحل ونمرق ... إلى حكم بعدي فضلّ ضلالها
ومن المجاز: " لبس له جلد النمر " ، وتنمّر. وحسب نمير: زاك.
ن م سنمس السّمن والطّيب ونحوهما نمساً فهو نمسٌ إذا فسد. ونمس بصاحبه: نمّ به، وهو نمّام نمّاس. وفلان صاحب ناموس ونواميس: ذو مكر وخديعة. ونمّس عليّ تنميساً: لبّس، ومنه: النّمس: الدّابة التي يقال لها: دله، ويقال: في هؤلاء الناس، أنماس. وتنمّس الصائد: اتخذ ناموساً: قترةً. وهو ناموس الأمير: صاحب سرّه، ونامسته: ساررته، وما أشوقني إلى مناسمتك ومنامستك. ويقال لجبريل صلوات الله تعالى عليه: الناموس الأكبر.
ن م شفي وجهه نمشٌ، وله وجهٌ نمشٌ إذا كان فيه بقع تخالف لونه. وثورٌ نمش القوائم: فيها خطوط سود.
ومن المجاز: سيف نمشٌ: فيه شطب وهي خطوط فرنده. قال أسد بن ناعصة:
أيها السائل عني إنني ... غير زمّيل ولا فانٍ رعش
وأعض الكبش إن بادهني ... في احتدام الرّوع بالعضب النمش
ن م صفي وجهها نمصٌ: شبه الزّغب. ونمصته الماشطة بالمنماص: نتفته. " ولعنت النامصة والمتنمصة " . وهو أنمص الحاجبين إذا رق مؤخّرهما.
ومن المجاز: تنمّص البهم إذا رعى أوّل العشب.
ن م ططرحوا الأنماط على الهوادج وهي ثياب من صوف. والزم هذا النّمط أي الطريقة والمذهب. وفي الحديث: " خير هذه الأمة النّمط الأوسط " وعندي متاعٌ من هذا النّمط وهو النّوع. وما عنده نمطٌ من العلم: نوع منه.
ن م قنمق الشيء. نقشه وزيّنه. ونمّق الكتاب. حسّنه.
ومن المجاز: قول ووعد منمّق.
ن م لهو " أضبط من نملة " ، وكأنه مدج النّمال. قال الأخطل:
تدبّ دبيباً في العظام كأنه ... دبيب نمال في نقاً يتهيّل
وطعام منمول. ورجل نمل الأنامل، وقد نملت يده إذا لم تكفّ عن العبث. ويقال للفرس النشيط الذي لا يستقرّ مرحاً: إنه لنمل القوائم. وتنمّل القوم: تحرّكوا وتمّوجوا.
ن م مهو نمّام بيّن النّميم والنّميمة، وهو يمشي بالنّمائم، ونمّ الحديث ينمّه، ونمّ على الرّجل. وسمعت نميمة القانص. همس كلامه. قال أبو ذؤيب:
ونميمة من قانص متلبب ... في كفّه جشء أجشّ وأقطع
وثوب منمنم: موشيٌّ. ونمنم كتابه: قرمط خطّه. ونمنمت الرّيح الرمل والماء. وعلى ظفر الصبيّ نمنمة: بياض في أصله وجمعها نمنم ونمانم بالكسر ورواه أبو حاتم بالضّم.
ومن المجاز: نمّت على المسك رائحته. وهذه الإبل لا تنم جلودها أي لا تعرق.
ن م ي

نميَ المال نماءً وأنماه الله تعالى، ومنه: نامية الله: خلقه لأنّهم ينمون. وما على الأرض نامٍ وصامت، فالنّامي: نحو النبّات، والصامت: كالحجر. ونمى الشيء وتنمّى: ارتفع، ونميته. قال القطاميّ:
فأصبح سيل ذلك قد تنمّى ... إلى من كان منزله يفاعا
ونميت الرحل على البعير.
ومن المجاز: فلان ينميه حسبه، وقد نماه جد كريم. قال النابغة:
إلى صعب المقادة منذريٍّ ... نماه في فروع المجد نامي
يمدح المنذر بن المنذر بن ماء السماء. ونميت الحديث إلى فلانٍ: رفعته وأسندته، ونميَ إليه الحديث. قال:
من حديثٍ نُمِي إليّ فما تر ... قأ عيني ولا يسوغ شرابي
ويقال: نميت الحديث: بلغته على جهة الإصلاح، ونمّيته تنميةً: بلّغته على جهة الإفساد، وفلان ينمّى أحاديث الناس. ونمّيت النار تنميةً: ألقيت عليها شيوعها، ونمت الناقة: سمنت، وناقة نامية: ناوية. ورجل نامٍ وقد نمى. ونمت الرّمية إذا تحاملت بالسّهم، وأنماها الصائد. قال امرؤ القيس:
فهو لا تنمى رميّته
ويروى لا ينمي رميّته. ونمى الخضاب في اليد والشعر إذا ازداد سواداً. ونمى الحبر في الكتاب: اشتدّ سواده وزاد بعد ما كتب. قال:
يا حبّ ليلى لا تغيّر وازدد ... وانم كما ينمي الخضاب في اليد
ن ه ألحم نهيء: نيء، وفيه نهوءة، وقد نهيء ونهؤ، وفي مثل: " ما أبالي ما نهيء من ضبّك ولا ما نضج " وأنأت اللحم.
ومن المجاز: قول الرّاعي:
لا أنهيء الأمر إلا ريث أنضجه ... ولا أكلّف عجز الأمر أعواني
ن ه بماله نهب ونهبة ونهبى. وكثرت النّهاب. ووقعوا في النّهاب والنّهابير وهي المهالك وأصلها حبال الرّمل المرتفعة. قال الكميت:
فلأقحمنّك إن بقي ... ت إلى مدًى وعث النّهابر
ونهبوه وانتهبوه، وأنهبهم ماله.
ومن المجاز: الإبل ينهبن السرى ويتناهبن، وهنّ نواهب للسّرى، وتناهبت الأرض، وناهب الفرس الفرس: باراه في حضره مناهبة، وجواد مناهب. وإنّه لينتهب الغاية. قال ذو الرمة:
تبرى له صعلة خرجاء خاضعة ... فالخرق دون بنات البيض ينتهب
ونهبت فلاناً إذا تناولته بلسانك وأغلظت له. وسمع غلام بدويّ يقول وقد اجتمع عليه النّاس يسمعون كلامه: إنّ تراب قعرها لمنتهب: شبّه نفسه بالبئر التي يذاق ترابها فيعلم عذوبة مادّتها فيتبادر به الصبيان إلى الحيّ يبشّرونهم.
ن ه جأخذ النّهج والمنهج والمنهاج. وطريق نهج، وطرق نهجة. ونهجت الطّريق: بيّنته، وانتهجته: استبنته، ونهج الطريق وأنهج: وضح. قال يزيد بن حذّاق الشنّيّ:
ولقد أضاء لك الطّريق وأنهجت ... منه المسالك والهدى يعدى
وأنهج الثوب: أخلق، وأنهجه البلى، وبردٌ منهج. ومشى حتى أنهج: لهث من البهر. قال:
فوضعت كفّي عند مقطع خصرها ... فتنفّست بهراً ولما تنهج
ن ه دنهد إلى العدوّ وناهد العدو. ناهضه. وتناهدوا في الحرب: نهض بعضهم إلى بعض للمحاربة. وتنهّدت المرأة: تنهّضت، ونهد ثديها نهوداً، وثديٌ وامرأة ناهد، وثديٌّ ونساء نواهد. وفرس نهد، ونهدُ القذال: مشرف. وتناهدوا من النّهد وهو أن يخرجوا نفقاتهم على التّساوي. وناهد بعضهم بعضاً. ونهدت القربة: قربت من الامتلاء. وإناء نهدان. وأنهدت القدح. وغلام ناهد: مراهق.
ن ه رنَهْرٌ نَهِرٌ: كثير الماء، واستنهر النّهر: اتّسع. وأنهرت فتق الضربة: وسّعته. وأنهرت الدّم: أسلته. وأمام داره منهرة: فضاء يلقون فيه الكناسات. ورجل نهر: عامل نهار. قال:
لست بليليّ ولكنّي نهر ... لا أدلج الليل ولكن أبتكر
ونهر وانتهره: استقبله بكلام يزجره به. وسمعت من بعض شحاحذة الحجاز يقول لأصحابه: ليس الرجل من يكترث لأوّل نهرةٍ ولا الثانية ولا الثالثة.
ن ه زنهزت النّاقة بصدرها: نهضت به للسّير. قال ذو الرمّة:
نهوز بأولاها زجول برجلها
ونهزت بالدّلو في البئر: حرّكتها لتمتليء. والدّابة تنهز برأسها إذا ذبّت عن نفسها. قال ذو الرمة:
قياماً تذبّ البقّ عن نخراتها ... بنهزٍ كإيماء الرءوس الموانع
ونهز في صدره: ضرب بجمعه. وناهز الصّبيّ للفطام والحلم: قارب. قال:

ترضع شبلين في مغارهما ... قد ناهزا للفطام أو فطما
وناهز للخمسين. وانتهز الفرصة: اغتنمها، ويقال: انتهز فقد أعرض لك، وناهزوهم الفرص وتناهزوها. وهذه نهزة فاختلسها.
ن ه سنهسته الحيّة ونهشته، ومنه: النّهشل: الذئب. ونهس اللحم وانتهسه: أخذه بمقدّم فيه. ونسر منهس. وأرض كثيرة المناهس والمعالق أي المآكل والمراتع تعلق في الجنّة. قال:
مشيطنةٌ علّلتها بزمامها ... وليس لها في عرصة الدار منهس
ن ه ضنهض له وإليه نهضاً ونهوضاً وانتهض. وحانت منه نهضة إلى موضع كذا، وهو كثر النّهضات. وأنهضه واستنهضه للأمر. وناهض قرنه. وتناهضوا في الحرب.
ومن المجاز: نهض النّبت: استوى وأنهضت القربة: أنهدتها. ونهض الشّيب في الشباب. قال الفرزدق:
والشّيب ينهض في الشّباب كأنه ... ليلٌ يصيح بجانبيه نهار
ونهض الطائر: نشر جناحيه ليطير، وفرخٌ ناهض: وفر جناحاه وقدر على الطّيران. وفراخٌ نواهض: قال الطرمّاح:
قطاً قربٌ تروّح عن فراخٍ ... نواهض بالفلا صفر البطون
وقال لبيد:
رقميّاتٌ عليها ناهض ... يكلح الأروق منها والأيل
أي ريش ناهض. وما لفلان ناهضة: قوم يقومون بأمره. وفرخٌ عاجز النّهض. وهو نهّاضٌ ببزلاء.
ن ه قتناهقت الحمر. وفرس عاري النّواهق وهي النّاهقان وما حولهما: عظمان شاخصان في مجرى الدّمع. قال:
بعاري النواهق صلت الجب ... ين أتلع كالصّدع الأشعب
ن ه كبدت فيه نهكة المرض. ونهكته الحمّى. وأنهكه السلطان عقوبةً. وانتهكت حرمته: تنوولت بما لا يحلّ. ورجل نهيك: بليغ الشّجاعة، وقد نهك نهاكةً. وفي الحديث: " أنهكوا وجوه القوم " أي أبلغوا جهدهم.
ن ه لنهل الشارب نهلا. وسقى النّهل والعلل، وعلّلا بعد نهل، وما سقى إلاّ النّهلة، وأنهلته. ورجل منهال: كثير الإنهال. وإبل نهالٌ: عطاش. قال:
إنّك لن تتأثىء النهالا ... بمثل أن تدارك السجالا
لن تسكّن عطشها. ووردوا المنهل والمناهل.
ومن المجاز: أسلٌ ناهل ونهال. وأنهلوا القنا. قال:
نهلنا من دماء بني لؤيّ ... وأنهلنا القنا حتى روينا
وقال النابغة:
الطّاعن الطّعنة يوم الوغى ... ينهل منها الأسل النّاهل
وأنهلوا زرعهم: سقوه السقية الأولى.
ن ه منهم الأسد نهيماً وهو فوق الزّئير. ونهمت الإبل: زجرتها. وله في هذا الأمر نهمة: شهوة، وقضى منه نهمته. قال أوس:
فلما قضى منهنّ في الصّنع نهمةً ... فلم يبق إلا أن تسنّ وتصقلا
وهو منهوم به: لا يشبع منه. وقد نهم به أشدّ النّهمة: أولع به.
ومن المجاز: للقدر نهيم. قال الراعي:
فبات شريكاً في ركود مدامة ... يميت المحال أزّها ونهيمها
وقال جرير:
والقدر تنهم بالمحال وترتمي ... بالزور همهمة الحصان الأدهم
ن ه ن هنهنهته عن كذا فتنهنه.
ن ه ينهاه فانتهى. وتناهوا عن المنكر. وانتهى الشيء: بلغ النهاية. وتناهى البعير سمناً وجمل نهيٌّ، وناقة نهيّة. وهو بعيد المنتهى. ولا ينتهي حتى ينتهى عنه. وروَى بنو حنيفة أهاجيّ الفرزدق في جرير فأحفظوه فاستنهاهم أي قال لهم: انتهوا. وهذا منتهى الأمر ونهايته ومنهاته. قالت ليلى الأخيلية:
ألم تعلم جزاك الله شراً ... بأن الموت منهاة الرجال
وقال جرير:
حتى أنخنا عند أبواب الحكم ... في بؤبؤ العزّ ومنهاة الكرم
وهم أمرةٌ بالمعروف نهاةٌ عن المنكر. وهو نهوٌّ عن الشرّ. وما تنهاه عنا ناهية أي ما تكفّه كافّةٌ. وما ينظر في أوامر الله ونواهيه. وأنهي إليه الخبر. وهو من أولى النّهى. وإنه لذو نهيةٍ. ورجل نهٍ، وقوم نهون. ودرع كالنّهي، ودروع كالنّهاء وهي الغدران.
ومن المجاز: قول ابن مقبل:
يمشين هيل النّقا مالت جوانبه ... ينهال حيناً وينهاه الثرى حيناً
أي إذا مطر لم ينهل.
ن و أ

نؤت بالحمل: نهضت به، وناء بي الحمل: مال بي إلى السقوط. والمرأة تنوء بها عجيزتها. " ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة " . وفلان نوءه متخاذل إذا كان ضعيف النّهض. وناوأت الرجل: عاديته، ومعناه: ناهضته للعداوة. وناء النّجم: سقط، وناء: طلع. ومعه علم الأنواء. وما بالبادية أنوأ من فلانٍ: أعلم منه بالأنواء. وتقول: أطفأ الله ضوءك، وخطّأ نوءك؛ وهو أن يسقط نجم مع طلوع الفجر ويطلع في حياله نجم على رأس أربعة عشر منزلاً من منازل القمر فيسمّى ذلك السّقوط والطّلوع: نوءاً.
ن و بنابه أمرٌ نوبةً. وأصابته نوائب ونوبٌ ونائبةٌ ونوبةٌ، والخطوب تنوبه وتتناوبه. قال:
أجدّك أيّما رجل ترامت ... به الغارات يشحط أو يؤوب
تناوبه المنية كل يوم ... وتطرقه الحوادث لا يشيب
وناب إليه نوبة ومنابا: رجع مرة بعد أخرى. والنّحل تنوب إلى الخلايا ولذلك سمّيت النّوب. قال أبو ذؤيب:
إذا لسعته النّحل لم يرج لسعها ... وحالفها في بيت نوبٍ عوامل
" وإليه مناب " : مرجعي. وخير نائب: كثيرٌ عوّادٌ. وهو ينتابنا، وهو منتاب: مغادٍ مراوح. وأناب إلى الله. وعبد منيب. وأتاني فلان فما أنبت إليه إذا لم تحفل به. وناوبه مناوبة. وتناوب القوم في الماء وغيره. ونوّب فلان: جعلت له النّوبة. وناب عنه نوبةً، وهو ينوب منابه. وأنبته منابي، واستنبته.
ن و حناحت على الميّت نوحاً ونياحةً، وهي نواحة بني فلان، ونساء نوائح ونوْحٌ وأنواحٌ، واجتمعن في المناحة والمناحات والمناوح. والطّير تنوح وتتناوح.
ومن المجاز: تناوح الجبلان: تقابلا. والرّيحان يتناوحان. وهذه نيّحة تلك: مقابلتها. وقال كثيّر:
أألحيُّ أم صيران دومٍ تناوحت ... بتريم قصراً واستحثّ شمالها
الصّور: جماعة الشّجر.
ن و خأنخت الإبل ونوّختها فاستناخت. وفي الحديث: " وإن أنيخ على صخرة استناخ " وتنوّخ الفحل الناقة إذا اعترضها اعتراضاً من غير أن توطّأ له وهو أكرم النِّتاج.
ومن المجاز: أناخ به البلاء والذل. وهذا مناخ سوء: للمكان غير المرضيّ. وأناخ به الحاجة. قال رؤبة:
إنك بعد الله إن لم تتّرك ... مفتاح حاجات أنخناهنّ بك
ونوّخ الله الأرض طروقةً الماء.
ن و رنار وأنار واستنار. وشيء منير ومستنير ونيّر. وأنار السراج ونوره. وصلّى الفجر في التّنوير. واهتدوا بمنار الأرض: بأعلامها. وهدم فلانٌ منار المساجد: جمع منارة. ووضع السّراج على المنارة. وتنوّر النّار: تبصّرها وقصدها. قال الكميت:
إذا زندوا ناراً ليوم كريهةٍ ... سبقنا إلى إيقادها من تنوّرا
وبينهم نائرة: عداوة وشحناء، وأطفأ الله تعالى هذه النائرة. وتنوّر: اطلى بالنّورة. ونارت المرأة من الرّيبة نوْراً ونوِاراً بالكسر، وهي نَوَارٌ، وهنّ نُورٌ. وتقول: الشيب نور، عنه النساء نور. ونوّر الشّجر. خرج نوّاره ونوره.
ومن المجاز: نوّر الأمر: بيّنه. وهذا أنور من ذاك: أبين. و " أوقدوا ناراً للحرب " . وما نار هذه الإبل: ما سمتها ولا تستضيء بنار فلانٍ: لا تستشره. وفي الحديث: " إن للإسلام صوًى. ومنارا " .
ن و سناست الذؤابة: تذبذبت، وأناسها صاحبها، وله نواسة: ذؤابة تنوس. والقرط ينوس في الأذن. وأزل نواس الدّخان وهو ما تدلّى منه من السّقف.
ن و شتناوشوه: تناولوه. وناشه ينوشه نوشاً، ونوشةً خفيفةً، وناشوهم وناوشوهم. قال طفيل:
فنشناهم بأرماحٍ طوال ... مثقّفةٍ بها نفري النحوارا
والظّبي ينوش الأراك وينتاشه. وانتاشه من الهلكة. وتنوّش يده بالمنديل: مشّها من الغمر.
ن و صناص عن قرنه: فرّ عنه ونجا. وما لك من مناصٍ: من منجًى.
ن و طنطت القربة بنياطها نوطاً. وعنده أنواط من التّمر والعنب: معاليق. وكلّ ما نيط بشيءٍ فهو نوطٌ. وفي المثل " عاطٍ بغير أنواطٍ " وله نوطٌ يأكل منه متى شاء أي مزودٌ منوطٌ بمحمله. وفي مثل " إن ضجّ فزده نوطاً " وهو العلاوة لأنها تناط بالوقر. وانقطع نياطه. ونوطه وهو عرق غليظ علّق به القلب من الوتين. قال أبو طالب في رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بُنيّ أخي ونوط القلب منّي ... وأبيض ماؤه غدق كثير

" وأصنع من تنوّط " . وعرق مناط عذاره. قال امرؤ القيس:
فأدرك لم يعرق مناط عذاره ... يمرّ كخذروف الوليد المثقّب
ومن المجاز: أبطأ حتّى نوّط الرّوح. ومفازةٌ بعيدة النّياط أي الحسد والمتعلّق، ومنه: غاية منتاطة: بعيدة. وقد انتاطت المسافة. ويقال للأرنب: مقطّعة النّياط كأنّها تقطّع نياط من يطلبها لشدّة عدوها. وهو مني مناط الثريا أي شديد البعد. وبنو فلان مناط الثريا: لشرفهم وعلو منزلتهم.
ن و عهو نوعٌ من الأنواع. ونوّعته فتنوّع، وما أدري على أي نوعٍ هو أي على أي وجه. وهو جائع نائع، وجوعاً له ونوعاً. ونوّعت الشيء: دلّيته فتركته يتذبذب فتنوّع. قال:
له هيدب دانٍ كأن ربابه ... نعام بأطراف الحبال ينوّع وقال ذو الرمة:
ترى كلّ مغلوبٍ يميد كأنّه ... بحبلين في منشوطةٍ يتنوّع
ويقال: تنوّع الصّبيّ في الأرجوحة. وتنوّع الناعس على الرّحل.
ن و فجبل منيف، وقد أناف إذا ارتفع. وأناف عليه: أشرف. وأنافوا على مائة ونيّفوا. وأنافت هذه الدراهم على ألف ونيّفت، وهي ألف ونيّف. وهذا الحبل نيّف على هذا. قال ابن الرّقاع:
ولدت برابيةٍ رأسها ... على كلّ رابية نيّف
وجبل عالي المناف أي المرتقى، ومنه: عبد منافٍ. وجمل وناقة نيافٌ.
ومن المجاز: له عزّ منيف. وامرأ منيفة: تامّةٌ.
ن و قتنوّق في الأمر. وفلان له نيقه، وصناعته أنيقه. وفي مثل " خرقاء ذات نيقة " : لجاهل يدّعي المعرفة. وله نوقٌ ونياقٌ وأينُق وأيانِقُ. قال:
خيّبكنّ الله من نياق ... إن لم تنجّين من الوثاق
وبعير منوّق: مذلّل كأنه ناقة. وأضيق من النّاق وهو الحزّ بين صرّة الإبهام وألية الخنصر ونحوه في باطن المرفق وأصل العصعص وفي مؤخّر حافر الفرس.
ومن المجاز: " استنوق الجمل " .
ن و كهو أنوك بيّن النّوك والنّواكة من قوم نوكى. واستنوك: استحمق، ورجل مستنوك.
ن و لأناله معروفاً وناله ونوّله. قال:
لو ملك البحر والفرات معاً ... ما نالني من نداهما بللا
وقال طرفة:
إن تنوّله فقد تمنعه ... وتريه النّجم يجري بالظّهر
وهو كثير النذول والنّوال والنائل، ورجلٌ منيلٌ ونالٌ. قال:
إذا كان مالاً كان نالاً مرزّأ ... ونال نداه كلّ دانٍ وجانب
مالاً: متموّلاً. ونوّلني كذا فتنوّلته: أخذته، وناولني الشيء فتناولته. وهو قريب المتناول. وناولني المحدّث الكتاب مناولةً. وأرويه عنه على سبيل المناولة وهي فوق الإجازة.
ومن المجاز: نولك أن تفعل كذا بمعنى حقّك. وما ينبغي أن تعطيه من نفسك، وما نولك أن تفعل. وفي الحديث: " ما نول امرئ مسلمٍ أن يقول غير الصواب " . وقال:
أأن حنّ أجمالٌ وفارق جيرةٌ ... عنيت بنا ما كان نولك تفعل
ومنه قول ذي الرمّة:
وقفت بهنّ حتى قال صحبي ... جزعت وليس ذلك بالنذوال
أي بما ينبغي. وتقول: ما أنالوا مثل نواله، ولا نسج أحد على منواله. وتناولت بنا الرّكاب مكان كذا. قال ذو الرمّة:
إذا لم نزرها من قريبٍ تناولت ... بنا دار صيداء القلاص الطلائح
وقال أيضاً:
تصابيت واستعبرت حتى تناولت ... لحيَ القوم أطراف الدموع الذّوارف
ن و مقوم نيامٌ ونوذام. وعيون نوّم. ونام نومةً طيّبةً. وهو ينام نومة الضّحى. قال:
ألا إنّ نومات الضّحى تورث الفتى ... خبالاً ونومات العصير جنون
ورأى في المنام كذا، وفلان يرون له المنامات الحسنة. وتناوم، وأنامه ونوّمه، ونوّمت الإبل. قال ابن مقبل:
ثم نوّمن ونمنا ساعةً ... خشع الطّرف سجوداً في الخطم
ورجل نؤوم ونومةٌ ونوّام: كثير النّوم، ويا نومان، وتنوّمت المرأة: أتيت وهي نائمة.
وأنمته: وجدته نائماً. قال:
وإذا خليل سعاد أيقظ طارقاً ... جاراتها بعد الهدوّ أ،امها
لأنّهنّ ممتهناتٌ بالأعمال وهي مكفيّة. وبه نوامٌ كقولك: به قوامٌ وبوال، وطعامٌ منومةٌ كقولك: شراب مبولة، وفلان لا ينام ولا ينيم.

ومن المجاز: رجل نومة: خامل الذّكر. وفي الحديث: " لا ينجو من شرّ ذلك الزمان إلا كلّ نومةٍ " وباتت همومه غير نيام. قال جرير:
سرت الهموم فبتن غير نيام ... وأخو الهموم يروم كلّ مرام
ونامت السوق: كسدت. ونام الثّوب: أخلق. ونام العرق: لم ينبض. قال الجعديّ يصف الخيل:
ظماء الفصوص لطاف الشظى ... نيام الأباجل لم تضرب
ونام الرجل: مات. وأنامتهم السّنةُ وأهمدتهم: هزلتهم أبادتهم. ونمت عنيّ نومة الأمة: غفلت عني وعن الاهتمام بي. وثأر منيم. وبات في المنامة وهي القطيفة. واستنام إليه: سكن سكون النائم. وهذا مستنام الماء: لمستقرّه.
ن و هنوّهت به تنويهاً: رفعت ذكره وشهّرته، وأردت بذلك التّنويه بك. وإذا رفعت صوتك فدعوت إنساناً قلت: نوّهت به. ونوّهت بالحديث: أشدّت به وأظهرته.
ن و ينوى القوم منزلاً بمكان كذا وانتووه. ونووا نيّة قذفاً، ونوًى غربةً. وأنا نويّك أي نويت المسافرة معك ومرافقتك.
ومن المجاز: نواك الله بالخير: قصدك به وأوصله إليك. قال:
يا عمرو أحسن نواك الله بالرّشد ... واقرأ السّلام على الأنقاء بالثّمد
ن ي بنيّبه: عضّه بنابه. ونيّب سهمه: أثّر فيه بنابه: وظفّر فيه السبع ونيّب: أنشب فيه ظفره ونابه. و " لا أفعل ذلك ما حنّت النّيب " ونيّبت الناقة: صارت ناباً.
ومن المجاز: عضّته أنياب الدهر ونيوبه. وظفّر فلان في كذا ونيّب إذا نشب فيه. وهو ناب قومه: سيّدهم. قال:
كنت لهم في الحدثان نابا ... أنِفى العدى وضيغما وثابا
ولم أكن هردبّةً وجّابا
جباناً.
ن ي رأنار الثوب وناره ونيّره: أعلمه وألحمه، والنيّير: العلم واللحمة جميعاً. قال:
خودٌ كأنّ مرطها المنيّرا ... جلّل دعصاً رابياً كنهورا
عظيماً. وثوبٌ ذو نيرين: محكم نسج على لحمتين. ووضع النّير على عنق الثور.
ومن المجاز: أخذوا نير الطريق: أخدوده الواضح. قال النابغة:
له خلجٌ تهوي فرادى وترعوي ... إلى كلّ ذي نيرين بادي الشواكل
ورجل ذو نيرين: شديد محكم. ورأيٌ ذو نيرين. وحرب ذات نيرين: شديدة. وناقة ذات نيرين وذات أنيار: عليها سحائف من شحم. قال الطّرماح:
عدا عن سليمى أنني كلّ شارق ... أهزّ لحرب ذات نيرين ألّتي
وقال حميد:
ضناكٌ على نيرين أضحى لداتها ... بلين بلى الرّيطات وهي جديد
وجلد منيّرٌ: غليظ كالثوب ذي النيرين. وهو يُسدي الأمور ويُنيرها.
ن ي قهو كالأنوق في النّيق.
ن ي لناله نيلاً ومنالاً، ونلته بخير. وما أصبت منه نيلاً: معروفاً. ونال من عدوّه. ونيل فلانٌ: قتل. قال أبو ذؤيب:
وإن غلاماً نيل في عهد كاهل ... لطرف كنصل السمهريّ قريح
مختار كقريع. وأجود من النّيلين وهما نيل مصر ونيل الكوفة.
كتاب الهاء

ه ب ب
ريح هابّة، وقد هبّت هبوباً، وأهبّها الله تعالى واستهبها. قال الكميت:
والحياض المملآت من الشر ... ب إذا المرزم استخبّ الحرورا
وجاءت من مهبّها، وقعد في مهبّ الريح، ومهابّ الرياح أربعة.
ومن المجاز: من أين هببت يا فلان: من أين جئت. وهبّ فلان حيناً ثم قدم أي سافر. وهبّ من نومه. وهبّت الناقة في سيرها هبوباً وهباباً. وللسيف هبّة: هزّة ومضاء. قال امرؤ القيس:
وأبيض كالمراق بلّيت حدّه ... وهبّته في الساق والقصرات
وقال الأعشى:
وذا هبّةٍ غامضاً كلمه ... وأرقب مطّرداً كالشّطن
وهبّ السيف، وأهببته. وهبذ التيس هبيباً.
وهبّ يفعل كذا: طفق. وعشنا هبّةً من الدهر. وتهيّب الثوب، وذهب هبباً: قطعاً، وثوبٌ هبب.
ه ب جخرج مهبّج الوجه ومتهبّج الوجه: منتفخه.
ه ب درأيتهم يأكلون الهبيد وهو حب الحنظل. وتقول: صحبة العبيد، أمرّ من طعم الهبيد. وتهبّد الظليم: كسر الحنظل فأكل هبيده. خرج القوم يتهبّدون.
ه ب رقطع هبرةً من اللحم: بضعةً. وضربٌ هبرٌ: يسقط الهبر. ورجل هبرٌ وبرٌ: سمينٌ أشعر.
ومن المجاز: " لا آتيك هبيرة بن سعدٍ " : أبداً.
ه ب شخرج يتهبّش لعياله: يجمع ويتكسّب. ومعه هباشات: مكاسب.

ه ب ط
هبط من السطح، وهبط من بلد إلى بلد. وهبطوا الوادي: نزلوه، ومكة مهبط الوحي، وأهبطته وهبطّته، ولهذا الجبل صعود وهبوط صعب. وهم في هبطةس من الأرض: في وهدةٍ. وهبّط العدل فتهبّط: مهّده على البعير.
ومن المجاز: هبط المرض لحمه. وبعير هبيط وهابط: قد هبط سمنه. قال عبيد بن الأبرص:
وكأن أنساعي تضمّن كورها ... من وحش أورالٍ هبيط مفرد
ثور ضامر. وقال أسامة بن الحارث الهذليّ:
ومن أينها بعد إبدانها ... ومن شحم أثباجها الهابط
وهبط الرجل من منزلته. وهبطوا من حال الغنى إلى حال الفقر. قال:
إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا ... يوماً يصيروا للهلك والنّك
ويقال: بعد الغبط الهبط. وهبط ثمن السلعة: نقص.
ه ب للأمّه الهبل: الثكل، وهبلته أمّه، وأمه هابل، وهبلته الهبول. وفلان مهبل: مقولٌ له ذلك. قال أبو كبير:
فشبّ غير مهبّل
ويقال: أصبح مهبّلاً مهبّجاً: مورّماً. وفي الحديث: " والنساء يومئذ لم يهبلهنّ اللحم " واستقرّت النّطفة في المهبل وهو موضعها من الرحم. واهتبل الصائد الصيد: احتال عليه واختدعه. وهو هبذال. قال ذو الرمة:
ومطعم الصيد هبّال لبغيته ... ألفى أباه بذاك الكسب يكتسب
ومن المجاز: هو يهتبل غرته. وسمعت كلمة فاهتبلتها: اغتنمتها وافترصتها.
ه ب ن" أحمق من هبنّقه " : لقب رجل يقال له: ذو الودعات واسمه يزيد بن حرثان أحد بني قيس بن نعامة يضرب به المثل في الحمق.
ه ب وسطعت الهبوة والهبوات. وصار هباءً وهو دقاق التراب الساطع في الجوّ كالدخان وما ينبث في ضوء الشمس. وتراب ورماد هاب. قال مالك بن الرّيب:
ترى جدثاً قد جرّت الريح فوقه ... تراباً كلون القسطلانيّ هابيا
وهبا الغبار يهبو. وأهبى الفرس: أثار الغبار.
ه ت ر" إنه لهتر أهتار " : داهية من الدواهي. وجاء بهترٍ من القول: بسقط. وتهاترت الشهادات: كذّب بعضها بعضاً. وتهاتر الرجلان: ادّعى كلّ واحد على الآخر باطلاً. وفي الحديث: " المستبّان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان وما قالا فهو على البادئ ما لم يعتد الآخر " . وهو مهتر وهي مهترة، وأهتر: خرف.
ومن المجاز: هو مهتر به، ومستهتر به: مفتون به ذاهب العقل، وقد أهتر بفلانة واستهتر بها.
ه ت فهتفت الحمامة، وهي هتوف الضحى. وقوس هتوف وهتّافة، ولها هتافٌ، وهتفت به: صحت به. وسحابة هتوف: راعدة. قال لبيد:
أربّت عليه كلّ وطفاء جونةٍ ... هتوفٍ متى ينزف لها الوبل تسكب
ه ت كهتك السّتر هتكاً وهو أن تجذبه حتى تنزعه من مكانه أو تشقّه حتى يظهر ما وراءه. وهتك الثوب: شقّه طولاً. وانهتك الستر وتهتّك.
ومن المجاز: هتك الله تعالى ستر الفاجر: فضحه. وصبّحوهم فهتكوا أستارهم. وتهتّك في البطالة: أهمل نفسه فيها. ورجل مستهتك: لا يبالي هتك ستره. وهتك عرشه. كقولك: ثلّ عرشه إذا ذهب عزّه. وهاتكنا اللّبّة: هتكنا سدولها. قال رؤبة:
هاتكته حتى انجلت أكراؤه
جمع الكرى، ومنه: سرنا هتكةً من الليل: طائفةً منه.
ه ت لهتلت السماء وهتنت. وجاءهم تهتان من المطر وهو تتابع القطر.
ه ت مهتم أسنانه، ورجل أهتم وامرأة هتماء، هتماً. الهتم: انكسار الثنايا من أصلها.
ه ج دقوم هجود وهجّد، ونساء هجّدٌ. وقال:
يثرن بالليل الغطاط الهجّدا
وهجد الرجل هجوداً، وتهجّد: ترك الهجود للصلاة، " فتهجّد به " . وبات فلان متهجّداً: متوحّداً. وهجّدنا: مكّنّا من الهجود. قال لبيد:
قال هجّدنا فقد طال السّرى ... وقدرنا إن خنى الدهر غفل
ه ج رهجره وهاجره واهتجره. قال عديّ:
فإن لم تندموا فثكلت عمراً ... وهاجرت المروّق والسماعا
وقال السائب أخو الزبير:
يا قوم جدّوا في قتال القوم ... واهتجروا النوم فما من نوم

وتهاجروا أياماً. والمهاجرون من الصحابة: جماعة. وما هذا الهجر والهجرة والهجران، وهاجرت من بلد إلى بلد مهاجرةً وهجرةً " ولا هجرة بعد الفتح " وفي الحديث: " هاجروا ولا تهجّروا " : ولا تشّبهوا بالمهاجرين. وهجر المبرسم هجراً بالفتح وهو دأبه في الهذيان. يقال: رأيته يهجر هجراً وهجّيري، ومنه قولهم: ما زال ذلك هجّيراه وهجّيره. وقول ذي الرمة:
والويل هجّيراه والحرب
يحتمل ألفه التأنيث والتثنية. وأهجر: نطق بالهجر، بالضّم وهو الفحش. يقال: " من أكثر أهجر " ورماه بالهاجرات والمهجرات: بالفواحش، والهاجرات: الكلمات التي فيها فحش فهي من باب لابنٍ وتامرٍ. قال بشر:
إذا ما شئت نالك هاجرات ... ولم تعمل بهنّ إليك ساقي
وخرج وقت الهجير والهاجرة. وطبخته الهواجر، وأهجروا دخلوا فيه كأظهروا وهجّروا، وتهجّروا ساروا فيه. قال:
وتهجير قذّاف بأجرام نفسه ... على الهول لاحته الهموم الأباعد
وقيل لأعرابية: هل عندك من غداء، قالت: نعم خبزٌ خمير، وحيسٌ فطير، ولبن هجير، وماء نمير؛ وهو اللبن الخاثر الطيّب لم يحمض بعد. وشدّ بعيره بالهجار وهو حبل يشدّ به يده إلى رجله مخالف للشّكال، وهو مهجور، وهجره، وبه فسّر قوله تعالى: " واهجروهن في المضاجع " .
ومن المجاز: هجر الفحل: ترك الضّراب، ونحوه قولهم: عدل الفحل. وقوس قويّة الهجار أي الوتر.
ه ج سهجس في قلب أمرٌ، ووقع له هاجس، وهذا بعض هواجسه. وقال يصف فرسه:
فطأطأت النّعامة من قريب ... وقد وفّرت هاجسها وهجسي
ه ج عهجع هجوعاً وهو النوم بالليل وقلّته. وأتيته وهو هاجع وهم هجوع، ونساء هجّع وهواجع. ولقيته بعد هجعة من الليل.
ومن المجاز: هجع غرثه: سكن من ضرمه. وأهجعت جوعهم. ورجل هجعٌ: يستنيم إلى كلّ أحد. وهجعت إليه فخدعني.
ه ج لهو أهوج هوجل: ثقيل بطيء. قال أبو كبير:
سهداً إذا ما نام ليل الهوجل
وتقول: إن الهوجل، لا يقطع الهوجل؛ أي المفازة البعيدة.
ومن المجاز: أرسى السفينة بالهوجل وهو الأنجر الثقيل.
ه ج مهجمت على القوم هجوماً: أتيتهم بغتة، وهجمتك عليهم وأهجمتك. وهجمنا عليهم الخيل.
ومن المجاز: هجم عليهم البيتُ: سقط، وهجمته، وبيت مهجوم: حلّت أطنابه وانضمت سقابه أي أعمدته، وهجم البيت: هدم من وبرٍ كان أو مدرٍ. وريح هجوم: تهجم البيوت. والريح تهجم التراب على الدار: تلقيه عليها. قال ذو الرمة:
أودى بها كلّ عرّاص ألثّ بها ... وجافل من عجاج الصيف مهجوم
وهجم الحرّ والبرد والمطر. وجاءنا فلما هجم الليل ذهب، ونحن في هجمة الشتاء والصيف: في شدّة حره أو برده، وهاجرة هجوم. قال ذو الرمة يصف ناقته:
ضنينة جفن العين بالماء كلّما ... تضرّج من هجم الهواجر جيدها
وأهجموا الإبل: أراحوها. يقال: ركبتهم الظّهيرة فأهجموا. وإذا استقصى ما في الضّرع قيل: هجم ما فيه. ويقال: اهجم إبلك وأهجمها أي احلبها وأرحها. وله هجمة من الإبل: ما دون المائة من قولهم: جئته بعد هجمة من الليل لما يهجم من أول ظلامه.
ه ج نجمل وناقة هجان وإبل هجان: بيض كرام. ورجل وفرس هجين إذا لم تكن الأم عربية. والأصل في الهجنة: بياض الروم الصّقالبة. وقوم مهجنة بوزن مشيخة هجناء ومهاجين ومهاجنة. وأنشد أبو زيد:
مهاجنة إذا نسبوا عبيد ... عضاريط مغالثة الزناد
وناقة مهجّنة: منسوبة إلى الهجان. قال كعب:
حرف أخوها أبوها من مهجّنة ... وخالها عمها قوداء شمليل
ومن المجاز: رجل وامرأة هجانٌ. وأرض هجانٌ: كريمة التّربة. قال ذو الرمة:
بأرض هجان التّرب وسمية الثّرى ... غداة نأت عنها الملوحة والبحر
وقال: " هذا جناي وهجانه فيه " وأنا أستهجن فعلك، وهذا مما يستهجن. وفيه. هجنة. وهجّنته تهجيناً. ولبنٌ هجين: ليس بصريح ولا لباءٍ، قال:
تريع إنّي الفواق إلى ابن سبع ... غضيض الطّرف أثقله الهجين
وفي زناده هجنة إذ كان أحد الزندين وارياً والآخر صلودا.
ه ج وتعلم هجاء الحروف وتهجيتها وتهجيّها، وهو يهجوها ويهجّيها ويتهجاها: يعدّدها: وقيل لرجل من قيس: أنقرأ القرآن؟ فقال: والله ما أهجو منه حرفاً.

ومن المجاز: فلان يهجو فلاناً، هجاء: يعدّد معايبه، وهو هجّاء، وله أهاجيّ، وهاجاه مهاجاة، وتهاجيا، وبينهما تهاجٍ، والمرأة تهجو زوجها هجاء قبيحاً إذا ذمّت صحبته وعدّدت عيوبه. وهو على هجاء فلان: على مقداره في الطول والشّكل.
ه د أهدأ القوم، وهدأت أصواتهم هدوءاً، وصوت هادئ. وقوم هادئون. وأهدأت المرأة ولدها: ضربت بيدها عليه رويداً لينام. قال عديّ:
شئز جنبي كأني مهدأ ... تجعل القين على الدّفّ الإبر
ولا أهدأهم الله تعالى: لا أسكن نصبهم. ورجل أهدأ. ومنكب أهدأ: مائل إلى الصدر.
ومن المجاز: أتيته حين هدأت العين والرّجل أي حين نام الناس. وتساقطوا إلى بلد كذا فهدأ فيه أي أقاموا. وأهدأت الثوب: أبليته.
ه د بهو طويل الهدب والأهداب. وطال هدب الثوب وهدّابه. ورجل أهدب: سابغ الهدب، وامرأة هدباء. قال الجاحظ: ليس للعرب اسم لمن لا يبصر بالليل وهو الذي يقال له: شبكور أكثر من أن يقولوا: به هدبدٌ. قال:
ليس دواء الهدبد ... إلا سنام وكبد
ومن المجاز: نسر أهدب: سابغ الريش. ولبد أهدب: طال زئبره. قال:
عن ذي درانيك ولبدٍ أهدبا
وشجر أهدب: متدلّي الأغصان من حواليه، وشجرة هدباء؛ وقد هدبت هدباً. وقطع هدب الشجرة وهدّابها: أغصانها. وعثنون هدب: مسترسل. وسحاب هدب كأن له هدباً. قال جندل:
نازعنيهنّ مصافٍ لي محب ... من الخوافي وحفيّ بي نصب
إذا رآني وقليلاً نصطحب ... ليلاً وللظلماء عثنون هدب
أحال يملي وعبأت أكتتب
الخوافي: الجنّ، والمصافي الحفيّ: رئيه، عبأت: طفقت. وتدلى هيدب السحاب: ما تراه كأنه خيوط عند انصباب ودقه. وضربه فبدأ هدب بطنه أي ثربه.
ه د جهدج الظليم واستهدج: مشى في ارتعاش، وظليم هدّاج، ونعام هدّج وهوادج. وتقول: نظرت إلى الهوادج، على الهوادج. وهدجت الريح: حنّت.
ومن المجاز: الشيخ يهدج في مشيته هدجاناً. قال:
وهدجانا لم يكن من مشيتي ... كهدجان الهقل حول الهقلة
وهدجت القدر: غلت بشدّة، وقدر هدوج. قال الراعي:
ثلاث صلين النار حولاىً وأرزمت ... عليهنّ رجزاء القيام هدوج
ه د دهدّ البيت فانهدّ وهو هدم بشدّة صوت. وسمعت هدّةً: صوت وقع حائط أو صخرة. وسمع أهل الساحل هادّاً من قبل البحر: صوتاً له هديدٌ أي دويّ وربما كانت منه الزلزلة. قال:
داع شديد الصوت ذي هديد
وهد هدّ يهدّ. وهدّده وتهدّده: أوعده. وهدهدت المرأة ولدها: حركته لينام. وهدهد الحمام: صوّت.
ومن المجاز: هدّني هذا الأمر، هدّ ركني إذا بلغ منك وكسرك. قال النمر:
على فاجع هدّ العشيرة فقده ... به أعلن الناعي الحديث المجمجما
وهذا رجل هدّك من رجل إذا وُصف بجلد وشدّة أي غلبك وكسرك، وهذه امرأة هدّتك من امرأة. وعن أبي عمر الجرميّ: مررت برجل هدّك من رجل وبامرأة هدّك من امرأة بمعنى هادّك وهادّتك والأوّل هو الكثير. وقال يعقوب: لهدّ الرجل هو إذا أُثني عليه بالجلد والشدّة. وأنشد الأصمعيّ لدكين:
ولي صاحب بالقاع هدّك صاحباً ... أخو الجون إلا أنه لا يعلّل
وإن فؤادي منه في طول صحبتي ... وأنسى به في الفينتين لأوجل
هرب من مروان والتجأ إلى عماية فألفه الأسد، والجون: الليل لأنه يصطاد بالليل. وجاءوا متهادّين ومتساتلين أي متتابعين كأن بعضهم يهدّ بعضاً.
ه د رذهب دمه هدراً، وهدر دمه يهدر ويهدر، وأهدره السلطان وهدره: أبطله وأسقطه. وهدر الفحل هدراً وهديراً وتهداراً، وفحل هادر وهدّار، وهدّر: كرّر. وفي مثل " كالمهدّر في العنّة " لمن يصيّح وليس وراءه شيء. قال الوليد بن عقبة يخاطب معاوية رضي الله تعالى عنه:
قطعت الدهر كالسدم المعنّى ... تهدّر في دمشق وما تريم
يريد المعنّن. وفي معناه قول ابن هرمة:
فاهدر مكانك مطوياً على حنق ... هدر المعنّى على أذواده السّدم
ومن المجاز: ضربه فهدرت رئته إذا سقطت. وقوم هدرةٌ: ساقطون. وفلان فحل هادر، وقد هدرت شقشقته، وهو يهدر في منطقه وفي خطبته. وجرة النبيذ تهدر. قال:

وجرّةٍ خضراً لها هديريظل منها الشيخ يستدير وأرض هادرة، وعشب هادر إذا تحرّك وطال. وهدر كافور النخل: انشقّ. وهدر اللبن: خثر وراب. وهدر الرعد، ورعد هدّار، وسمعت هديره. وهدر الحمام: قرقر وكرّر صوته في حنجرته.
ه د فرموا في الهدف والأهداف.
ومن المجاز: أهدف له الشيء واستهدف: انتصب وأعرض. وقال عبد الرحمن لأبيه أبي بكر رضي الله تعالى عنهما: لقد أهدفت لي يوم بدرٍ فصغت عنك. وهدف للخمسين وأهدف: قارب. وركب مستهدف: عريض. وفلان هدفٌ لهذا الأمر وغرض له.
ه د لهدل الحمام هديلاً. وتهدّلت الثمرة. وتهدّل الثوب: استرسل؛ وهدّلته هدلاً. ومشفر أهدل ومشافر هدلٌ. وشفة هدلاء، وبها هدلٌ.
ه د مبناء مهدوم ومهدّم، وقد انهدم وتهدّم. وانقضّ هدم من الحائط وهو ما انهدم منه. قال يهجو امرأة:
تمضي إذا زجرت عن سوءة قدماً ... كأنها هدمٌ في الجفر منقاض
ومن المجاز: عجوز متهدمة: فانية. وتهدّم الثوب: بلي، وعليه هدمٌ وأهدام: أخلاق. ودمه هدمٌ: هدرٌ. وجاءت هدمةٌ من مطر: دفعة منه. وتهدّمت الناقة من شدّة الضّبعة. وهو يتهدّم بالمعروف. قال ابن هرمة:
ماذا بمنبج إن تنشر مقابرها ... من التهدّم بالمعروف والكرم
وتهدّم عليه غضباً. وهو يتهدّم عليّ بالكلام ويتهوّر ويقال: " إنّ جُرفك إلى الهدم " و " إن حبلك إلى أنشوطة " إذا وصف بقلّة النّصرة. وهدم الرجل في البحر: دير به، وأخذه الهدام.
ه د نهدّنت الرجل: سكّنته وثبّطته فهدن هدوناً. قال الحماسيّ:
ولا يرعون أكناف الهوينا ... إذا حلّوا ولا روض الهدون
وهدّنت صبيّها بكلامها لينام. وهدّنوه بالقول حتى هدن. وإن ملغاة أوّل الليل مهدنةٌ لآخره ومن المجاز: هادنه: صالحه مهادنة. وتهادنوا: تصالحوا. وبينهم هدنة. وتهادن الأمر: استقام.
ه د يهو هادٍ من الهداة. وهداه للسبيل وإلى السبيل والسبيل هدايةً وهدًى. وهداه من الضلالة فاهتدى. وهدى هدي فلان: سار سيرته. وفي الحديث: " واهدو هديَ عمّار " وما أحسن هديه!، ورأى هديض أمره وهدية أمره: جهته. واستهديته فهداني. وهو لا يتهدّى لذلك، وتركه على مهيديته: على جهته وحالته التي كان عليها. وجاء يهادي بين اثنين ويتهادى.
ومن المجاز: هداه: تقدّمه كما يتقدّم الهادي المهديّ: وجاءت الخيل يهديها فرس أشقر. واقتنص هاديات البقر وهواديها: متقدّماتها. وضرب هاديته: عنقه. وأقبلت هوادي الخيل. وانتصب هادي الفلق. قال ذو الرمة:
حتى إذا ما جلا عن وجهه فلقٌ ... هاديه في أخريات الليل منتصب
وتوكأ على الهادية وهي العصا. وأصابه هادي السهم: نصله. قال ذو الرمة:
يمشي بزرقٍ هدت قضباً مصدّرة ... ملس المنون حداها الريش والعقب
ومنه: أهدى له وإليه هديّة لأنها تقدّم أمام الحاجة في مهدًى: في طبق. واستهدى صدّيقه. " وتهادوا تحابّوا " ورجل وامرأة مهداء. وفلان يهدّى للناس إذا كان كثير الهدايا. قال أبو خراش:
لقد علمت أم الأديبر أنني ... أقول لها هدّي ولا تذخري لحمى
وأهدى إلى الحرم هدياً وهديّاً: وهدى العروس إلى زوجها هداءً وأهداها إليه، لغة تميم هديتها بمعنى دللتها، ولغة قيس أهديتها: جعلتها هديّة.
ه ذ بهذّبته فتهذّب، و " أي الرجال المهذب " . وفرس وطائر مهذب: سريع، ومرّ يهذب.
ه ذ ذهذّه هذّاً: أسرع قطعه. وسكين هذوذ.
ومن المجاز: هذّ القرآن وهو يهذّه هذّاً إذا أسرع فيه وتابعه، ومنه: قول رؤبة:
ضرباً هذاذيك وطعناً وخضاً
وقول معبد بن سعنة:
فباكر مختوماً عليه سياعه ... هذاذيك حتى أنفذ الدّنّ أجمعا
أراد سرعة الضرب والشرب ومتابعتهما.
ه ذ ررجل مهذار ومهذارة وهذريان. قال:
هذريان هذر هذّاءة ... موشك السقطة ذو لببٍّ نثر
وقد هذر في منطقه يهذر ويهذر هذراً وهذرا، يقال: سكت عشراً، ونطق هذراً.
ه ذ مهذمه: أسرع قطعه. وسيف مخذم ومهذمٌ هذام.
ه ذ يهو يهذي في كلامه، وهو هذّاء: كثير الهذيان، وهذى هذاءً من القول وهراءً. وقعد يهاذي أصحابه، وسمعتهم يتهاذون.
ومن المجاز: سراب هاذٍ.
ه ر أ

تهرأ اللحم. وهرأه الطابخ. ومنطق هراء: فاسد. قال ذو الرمة:
لها بشر مثل الحرير ومنطق ... رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر
وأهرأ في كلامه: جاء بالهراء.
ه ر بجدّ به الهرب والمهرب، ويقال: إليك منك المهرب. وفلان لنا مهرب، " وما له هارب ولا قارب " .
ه ر تأسدٌ أهرت، وأسودٌ هرتٌ. قال ابن مقبل:
عاد الأذلّة في دار وكان بها ... هرت الشقاشق ظلاّمون للجزر
وعن بعض العرب: لعلمهم الرّجز يهرت أشداقهم.
ه ر جهذا زمن الهرج أي الفتنة: وهرج في حديثه: خلّط. وإنه ليهرج. وهرج المرأة. وتهارجت البهائم. ورأيتهم يتهارجون: يتسافدون. وهرج البعير، وأصابه هرج من الحرّ والقطران وهو إظلام البصر.
ه ر رله هرّ وهرّةٌ: ذكر وأنثى. وكلب هرّار، وهرّ هريراً وهو دون النباح، وهرّت إليّ الكلاب، وهرّتني الكلاب.
ومن المجاز: قول حرام بن وابصة الفزاري:
وإن الكناز اللحم من بكراتكم ... تهرّ عليها أمكم وتكالب
يريد أنها ترضعها للؤمها فتشق عليها وتؤذيها. وهرّ في وجه السائل: تجهّمه. وفلان هرّه الناس إذا كرهوا ناحيته. قال:
أرى الناس هرّوني وشهّر مدخلي ... وفي كلّ ممشًى أرصد النّاس عقربا
وهرّ الكأس إذا كرهها. وهرّ الحرب. وقال ابن الدمينة:
نهاري نهار الناس حتى إذا دنا ... ليَ الليل هرّتني إليك المضاجع
وهرّ الشوك إذا يبس فاجتنبته الراعية كأنه يهرّ في وجهها، وقيل معناه: صار كأنه أظفار هرّ. قال:
رعين الشّبرق الريّان حتى ... إذا ما هر وامتنع المذاقا
وأنشد المبرّد:
حلفت لهم والخيل تردي بنا معاً ... نفارقهم حتى يهرّوا العواليا
عوالي زرقاً من رماح ردينةٍ ... هرير الكلاب يتّقين الأفاعيا
وهذا يدلك على وجه المجاز دلالة مكشوفة. وهرّه الشتاء، وللشتاء هرير، كما يقال: كلب الشتاء والبرد. وطلع الهرّاران وهما قلب العقرب والنّسر الواقع لأن هرير الشتاء عند طلوعهما. و " فلان لا يعرف هرّاً من برّ " أي لا يميزّ فعل من يهرّ في وجهه من فعل من يبرّ به. ويقال: هلك من لا هرّار له أي لا سفيه له يهرّ عنه عدوّه. كما قال:
لا بدّ للسؤدد من أرماح ... ومن عديد يتّقى بالراح
من سفيه دائم النّباح
ه ر سهرس الحبّ: دقّه في المهراس. واتخذ هريسة وهرائس، وعنده هريسٌ: للهريسة وهو البرّ المهروس.
ومن المجاز: توضأ من المهراس وهو حجر مستطيل منقور يتوضّأ منه شبّه بمهراس الحبّ. والفحل يهرس القرن بكلكله، وإبل مهاريس: جسام ثقال تهرس الأرض بشدّة وطئها أو شديدات الأكل تهرس ما تأكله هرساً شديداً. قال الحطيئة:
مهاريس يروى رسلها ضيف أهلها ... إذا النار أبدت أوجه الخفرات
وعن النضر: رجل مهراس: لا يتهيّبه ليل ولا سرًى. ويقال: لبني فلان هراسة عزّ وقهر يهرسون به أعداءهم. وقال أعرابيّ لآخر: لتجدنّي أفظّ هراسه، وأشدّ شراسه.
ه ر شتهارشت الكلاب واهترشت، وهارش بعضها بعضاً، وهارشت بينها مهارشةً وهراشاً، وهما كلبا هراش. قال:
كأن طبييها إذا ما درّا ... جروا ربيضٍ هورشا فهراً
ومن المجاز: هرّش بين القوم وحرّش. وهرش الزمان يهرش إذا اشتدّ. قال أميّة:
لا نخاف المحول إن هرش الده ... ر ولا ننتوي لأهل سواكا
وقال في صفة الفرس:
مهارشة العنان كأنّ فيها ... جرادة هبوة فيها اصفرار
أراد وثوبه في العنان ومرحه كأنما يهارشه. وفي مثل في التخيير " خذا أنف هرشى أو قفاها " وهي ثنيّة في طريق مكّة قريبة منها.
ه ر عأهرع الرجل إهراعاً وهو إسراع في رعدة. ويقال: أقبل الشيخ يهرع. وفلان يهرع من الغضب والبرد والحمّى. ويقال للمجنون والمصروع: مهروع، ومنه قوله تعالى: " فهم يهرعون " .
ه ر فهو يهرف بفلان نهاره كلّه وهو الإطناب في النثاء شبه الهذيان للإعجاب به. وجاءت رفقة يهرفون بصاحب لهم، ويقال: لا تهرف، قبل أن تعرف، و " لا تهرف، بما لا تعر " . وهرّفت النخلة: عجّلت إتاءها تهريفاً. وهرفته الريح: استخفّته، ومنه قول أهل بغداد: الهرف جرف أي من جاء بالبواكير جرف أموال الناس.

ه ر و ل
مشى هرولةً. والطائف يهرول.
ومن المجاز: هرول السراب. قال الطّرماح:
حتى إذا صغت الظلا ... ل بعيد هرولة العساقل
ه ر مشيخ هرمٌ وشيوخٌ هرمى، وقد هرِمَ هرماً ومهرماً، وهرّمته السنون. وهو ابن هرمةٍ وابن عجزةٍ: لولد الشيخ. وولد لهرمةٍ. وأذل من الهرمة: واحدة الهرم وهو يبيس الشّبرق أذلّ اعلحمض وأشدّه اسلنطاحاً. قال:
ووطئتنا وطئاً على حنقٍ ... وطء المقيّد نابت الهرم
ومن المجاز: خشبٌ هرمي: قديمة يابسة، وقيل لرائد: كيف وجدت واديك؟ قال: وجدت فيه خشباً هرمى، وعشباً شرمي. وجاء فلان يهرّم علينا الأمر والخبر أي يعظّمه ويصفه فوق قدره. وما عنده هرمٌ: رأيٌ محنّك. وما أدري بم يولع هرمك أي رأيك القارح.
ه ر ورجل هرّاءٌ: يبيع الثياب الهرويّة. وسمعت في رواية الهرّاء عن الفرّاء كذا، وهرّيت الثوب: اتخذته هروباً. قال:
يا قوم هل أخبرتم أو سمعتم ... بما احتال مذ ضمّ المواريث مصعب
رأيتك هرّيت العمامة بعد ما ... مكثت زماناً قاصعاً لا تعصّب
قصع عمامته إذا حسرها. وضربه بالهراوة والهراوي. وهروت عبدي وتهرّيته: ضربته بها.
ه ز أهزيء به ومنه وهزأ وتهزّأ واستهزأ. واتخذه هزؤاً. وفعل ذلك استهزاءً به. ورجل هزاءٌ وهزأة، وهو هزأة بين الناس: يهزءون به.
ومن المجاز: مفازة هازئة بالرّكب أي فيها سراب وهزّاءة بهم، والسارب يهزأ بالقوم ويتهزّأ بهم. وغداة هازئة: شديدة البرد كأنها تهزأ بالناس حين يعتريهم الانقباض والرّعدة والرنين ونحوها.
ه ز جهزج المغنّى في غنائه والقارئ في قراءته إذا طرّبا في تدارك الصوت وتقاربه. وله هزجٌ مطّربٌ وأهازيج، كقولك: أغانيّ. قال الشمّاخ:
يكلّفها أن لا يخفّض جأشها ... أهازيج ذبّانٍ على غصن عرفج
الأتان تسكن إلى أغانيّ الذبّان فتقف عندها فلا يدعها العير ويطردها. ومغنٍّ هزجٌ. قال عنترة:
وخلا الذباب بها فليس ببارح ... هزجاً كفعل الشارب المترنّم
وهزذج صوته تهزيجاً: داركه وقاربه فتهزّج.
ومن المجاز: سحاب هزجٌ بالرعد. وسمعت هزج الرعد والعود، وقد هزج وتهزّج. وتهزّجت القوس: أرنّت. وعودٌ هزجٌ، وللقوس أهازيج. قال الكميت يصف القوس:
لم يعب ربّها ولا الناس منها ... غير إنذارها عليها الحميرا
بأهازيج من أغانيّها الج ... شّ وإتباعها الحنين الزفيرا
ه ز زهزّ السّيف والقناة وغيرهما " وهزّي إليك بجذع النّخلة " وهزّت الريح الأغصان. وسيفٌ هزهاز. قال:
فوردت مثل اليماني الهزهاز ... تدفع عن أعناقها بالأعجاز
أي ماءً كالسيف. وهزهز الثور قرنه فتهزهز. وفي الحديث: " ما تهزهزت رءوسكما " وفلان يشهد الهزاهز وهي الحروب والشدائد التي تهزهز.
ومن المجاز: هو يهتز للمعروف. وهززته وهززت منه. وقد هزّ عطفيه لكذا، وهزّ منكبيه. وهزّ الحادي الإبل بحدائه فاهتزّت، ولها هزيز عند الحداء: نشاط في السير وحركة. وللريح هزيز. قال امرؤ القيس:
إذا ما جرى شأوين وابتل عطفه ... تقول هزيز الريح مرّت بأثأب
وهو حفيفها وسرعة هبوبها. قال الطرمّاح:
يظلّ هزيز الريح بين مسامعي ... بها كالتجاج المأتم المتنوّح
واهتزّ الماء في جريانه والكوكب في انقضاضه. ويقال: قد هزّ الكوكب إذا انقضّ. قال:
كأنّ من يأخذ وهو مذنب ... يخرّ من حيث يهزّ الكوكب
واهتزّ النبات إذا طال. وهزّته الرياح والأمطار. واهتزت الأرض إذا أنبتت. وامرأة هزّةٌ: نشيطة للشرّ مرتاحة له، ونساءٌ هزّاتٌ.
ه ز عمضى هزيعٌ من الليل. وتهزّع. فلان لفلان: تنكّر له وتعبّس، من الهزيع لأنه ساعةٌ وحشةٌ. وما ترك في القوس منزعاً، ولا في الكنانة أهزعا. وما له أهزع أي شيء وهو السهم الذي يبقى في أسفل الكنانة.
ه ز لهزل معه وهازله. قال:
ذو الجدّ إن جدّ الرجال به ... ومهازل إن كان في هزل
وقال القطاميّ:
يهازل ربّات البراقع بالضحى ... ويخرج من باب ويدخل باباً

وأزلٌ أنت أم جادّ؟ وهو يهزل في كلامه. وشاة هزيلٌ وشاءٌ هزلى. وجمل مهزول وإبل مهازيل، وبه هزالٌ وهزيلة، وفشت الهزيلة في الإبل. قال:
حتى إذا نوّر الجرجار وارتفعت ... عنها هزيلتها والفحل قد ضربا
وهزلها صاحبها وهزّلها. وأهزل القوم: هزلت دوابّهم.
ومن المجاز: انسابت الهزلى وهي الحيّات، صفة غالبة كالأعلم في البعير والأقرح في الذباب. قال جثّامة الكلبيّ:
كأنّ مزاحف الهزلى صباحاً ... خدود رصائع جدلت تؤاما
وهزلت حال فلان. وتقول: له فضل جزيل، وحال هزيل. وهزله السفر والجدب والمرض.
ه ز مهزم الجيش وانهزم. وجيش مهزوم وهزيم، وهزمته واستهزمته، وهو يستهم الجيوش. وهو هزّام فرّاس. ووقعت عليهم الهزيمة. وهزمت البئر: حفرتها. وهزمت في الأرض هزمةً. وهزمت في البطيخة والقربة إذا غمزتها بيدك فانهزمت إلى جوفها، وفي القربة هزمة وهزومٌ، وتهزّم السقاء: ثني بعضه على بعض وهو جاف فتكسّر وتصدّع. وتهزّم البناء: تهدّم. وشجّةٌ هازمة. وفي الحديث: " إن زمزم هزمة جبريل " وغيث هزيم: منبعق. وسمعت هزمة الرعد وهزيمه: صوته، وتهزّم الرعد. وللسنّور هزمة وهي صوت حلقه.
ومن المجاز: فرس هزمٌ: له صهيل مثل هزمة الرعد. وهزمت على زيد: عطفت عليه. وهزم عني معروفك نوائب الدهر. ولقاؤك يهزم الأحزان.
ه ش ششيء هشٌّ: رخو ليّن، وفيه هشاشة. وهششت الورق على الغنم: خبطته خبطاً برفق. وروَى جابر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: " لا يخبط ولا يعضد حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن يهشّ هشّاً رفيقاً " " وأهشّ بها على غنمي " .
ومن المجاز: فرس هشٌّ: غير صلود. قال أبو النجم:
يفيض من هشّ رقيق منخّله
وناقة هشوش: ثرور. ورجل هشّ، وهو يهشّ إلى إخوانه، وإنه لذو هشاشٍ إلى الخير. واستهشّه كذا. وفلان ما يستهشه النعميم. قال:
مقيماً كأني لم يكن يستهشّني ... رواح الفتى ذي الهمة المتقلّب
يعني إقامته في قبره. وقال ذو الرمة:
وسايرت ركبان الصّبا واستهشّني ... مسرّات أضغان القلوب الطوامح
ودخلت عليه فاهترّ لي واهتشّ بي. وإنه لهشّ المكسر: سهل الجانب إذا سئل.
ه ش مشجّة هاشمة. وهشم الرأس وكلّ شيء أجوف. وهشم أنفه: كسر قصبته. وهشم الثريد. ورعت الماشية الهشيم: النبات اليابس المتكسّر. ورأيت هشيمةً: شجرة يابسة. قال:
وإني لأستسقي لأصل هشيمة ... بأرض بني وقدان من سبل القطر
كان يلتقي عندها وحبيبته، وتهشّمت أغصانها.
ومن المجاز: رجل هشيمٌ: ضعيف. وما هو إلا هشيمة كرم إذا لم يمنع شيئاً. وتهشّم عليّ: تعطّف، وتهشّمته: استعطفته وترضيّته. قال الحادرة بن أوس:
سمح الحلائق مكراماً ضريبته ... إذا تهشّمته للنائل اختالا
ه ص رهصر الغصن: أماله إليه.
ومن المجاز: هصر الأسد الفريسة. وأسد هصور وهصار وهصير. وهصرت رأسها وبرأسها. قال امرؤ القيس:
هصرت بفودى رأسها فتمايلت
ه ص صإن قيل لك ما الهاصّه، فقل عين الفيل خاصّه.
ه ص مهصمه: كسره. وله ناب هيصم. وزأر الهيصم: الأسد.
ه ض بعلوت هضبةً وهضاباً. واستهضب: صار هضبة. قال رؤبة:
تمنّعت أركانه واستهضبا
وفي مثل " ثهلان ذو الهضبات ما يتحلحل " . وأصابتهم هضبةٌ وأهضوبة: مطرة، وهضبٌ وأهاضيب. قال ذو الرمة:
فبات يشئزه ثأد ويسهره ... تذؤّب الريح والوسواس والهضب
وقال الرّكّاض الدبيريّ يخاطب الدارين:
ولا زال يجري السيل في عرصتيكما ... إذا جفّ مدّته أهاضيب هيدب
وهضبتهم السماء. وروضة مهضوبة.
ومن المجاز: هضبوا في الحديث: أفاضوا فيه. وهو يهضب بالشعر وبالخطب: يسحّ سحاً. وحادٍ مهضبٌ. قال:
إذا سمعن صوت حادٍ مهضب ... أدلجن تحت الدامس المغلولب
وفرس مهضبٌ: كثير العرق.
ه ض ضهضّ الحجر وغيره: رضّه. وفحل هضّاض: يهضّ أعناق الفحول. وأقبلت الهضّاء: الجماعة من الخيل.
ه ض م

هضم الشيء الرّخو: شدخه وكسره. وسقطت الثمرة من الشجرة فانهضمت وتهضّمت، وهضمتها بيدي. وقصب مهضوم ومهضّم: غمز حتى كاد ينشدخ. وقيل: المزمار المهضّم: أكسار يضمّ بعضها إلى بعض. وقال ابن السكيت: هو النّرم ناي. قال لبيد:
يرجّع في الصّوى بمهضّماتٍ ... يجبن الصدر من قصب العوالي
ونزلنا في أهضام الوادي: في بطونه المطمئنة. وفي مثل " الليل وأهضام الوادي " أي لا تسر فيها لا ينلك مكروه. وتبخّر بالأهضام وهو ضرب من البخور.
ومن المجاز: كشح مهضوم ومهضّم وهضيم وأهضم، وفي كشحه هضمٌ. قال:
لفّاء عجزاء وفي الكشح هضم
وطلع هضيم. ورأيته متهضّماً: متكسّر الوجه من الحزن. وهضم الهاضوم الطعام فانهضم، وطعام بطئ الهضم، ومعدةٌ هضوم. ورجل هضوم الشتاء: يكسر فيه ماله وينفقه. قال الأعشى:
هضوم الشتاء إذا المرضعا ... ت جالت جبائر أعضادها
وقال آخر:
سمحاً هضوماً في الشتاء الأروق
وهضمه حقّه: نقصه، وهضمت لك من حقّي طائفةً: تركتها لك وكسرتها من حقّي. وهضمت المرأة من مهرها لزوجها إذا وهبت له منه شيئاً. وهضمه واهتضمه وتهضّمه: ظلمه. وتهضّمت نفسي له إذا رضيت منه بدون النّصفة. ولحقته في هذا هضيمةٌ: ظلم.
ه ط عبعير مهطع: في عنقه تصويب، وقيل: هو المسرع، وقد أهطع في سيره واستهطع، " مهطعين إلى الدّاع " . وقال:
تعبّدني نمر بن سعد وقد أرى ... ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع
وقال آخر يصف ثوراً:
بمستهطع رسلٍ كأن زمامه ... بقيدوم رعنٍ من رضامٍ ممتّع
طويل من الماتع.
ه ط لهطل السحاب والمطر هطلاناً وتهطّل، وعارض هطلٌ وهاطل، وسحائب هطّل. وأوقعت بهم الهياطلة وهم جنس من الترك والسّند. قال:
حملتهم فيها مع الهياطله ... أثقل بهم من تسعة في قافله
ومن المجاز: دمع هاطل. وأقبل الناس يهطلون، وأقبلوا هطلى. وتهاطلوا عليّ: تتابعوا، وكذلك الإبل والوحش وغيرها، تقول: أقبلت هطلى. قال الراعي:
فلما مضت عنها السنون هوت لها ... مقانب هطلى من غريم وسائل
أي لما وقع الخصب تتابع إليها الغرماء والسؤّال.
ه ف تتهافت الفراش في النار: تساقط متتابعاً. وتهافت الناس في الأمر.
ه ف فهفّت الريح هفيفاً إذا سمعت هبوبها، وريح هفّافة: سريعة المرّ، ولها هفهفة وهفاهف. قال الأفوه:
والدهر لا يبقى على صرفه ... مغفرة في حالقٍ مر مريس
من دونها الطير ومن فوقها ... هفاهف الريح كجثّ القليس
القليس: النحل، وجثّه: دويّه: وسحاب هفٌّ: أراق ماءه. وشهدة هفّ هفّة: لا عسل فيها. وزرع هفّ: انتثر حبّه لتأخّر حصاده. وقد هفّ الزرع، وهو هافٌّ. وسرابٌ هفّافٌ، وقد اهتفّ السراب إذا برق. قال ذو الرمة:
في صحن يهماء يهتفّ السراب بها ... في قرقرٍ بلعاب الشمس مضروج
وثغرٌ هفافٌ. قال القطاميّ:
تناولت منها مسفراً أقبلت به ... عليّ وهفّاف الغروب عذاباً
وامرأة مهفهفة: ضامرة. وقميص هفهاف: رقيق.
ومن المجاز: هفّت الإبل هفيفاً: أسرعت. قال ذو الرمة:
إذا ما نعسنا نعسة قلت غنّنا ... بخرقاء وارفع من هفيف الرواحل
ورجل هفّ: خفيف. قال:
هفّ خفيفٌ قليل المال ليس له ... إلا مذلّقةً أو وفضةً سبد
ه ف و" لكلّ عالم هفوة " . والإنسان كثير الهفوات. وهفت الريح: تحرّكت. وهفت الريشة أو الصوفة في الهواء: ذهبت. وهفا الظليم بجناحيه: حرّكهما: ومرّ الظبي يطفو ويهفو: يخفّ على الأرض ويشتدّ عدوه. وهذا من هوامي الإبل وهوافيها: ضلاّلها. وهفا الثوب ورفرف الفسطاط: وهفت به الريح: حرّكته.
ومن المجاز: هفا قلبي في إثرهم، وهفا قلبه من الحزن أو الطرب: استطير. والألف هافية في الهواء.
ه ق عثلاثة كهقعة الجوزاء وهي ثلاثة كواكب فوق منكبها. وطلّق رجل امرأته ألفاً فقيل له: " يكفيك منها هقعة الجوزاء " . ولا تسم الهقعة وهي دائرة في جنب الفرس حيث رجل الراكب وقد يتشاءم بها، وفرس مهقوع، وهقع. وسمعت للسيوف هيقعةً وهي صوت وقعها.
ه ق لرأيت هقلاً وهيقلاً وهو الظليم.
ه ك ل

كأنه الراهب في هيكله: في ديره. قال الأعشى:
فما أبيليٌّ على هيكلٍ ... بناه فصلّب فيه وصارا
وقيل: هو بيتٌ للنصارى فيه صنمٌ على صورة مريم عليها السلام. وفرس هيكلٌ: مرتفع. قال امرؤ القيس:
بمنجردٍ قيد الأوابد هيكل
وتقول: التناسخيّة عصوا في هياكل ثم نقلوا عنها إلى غيرها: يريدون الصّور والأشخاص. ولفلان طلل وهيكلٌ. ولبعضهم:
يقول إذا بدا ملكٌ كريم ... كساه الله هيكل آدميّ
ه ك متهكّمت البئر: تهدّمت: وتهكّم عليه من شدّة الغضب مثل تهدّم عليه. وتهكّم فلان على ما لا يعنيه: اقتحم عليه. وتهكّم علينا: تعدّى. قال:
تهكّم عمرو على جارناوألقى عليه له كلكلا وتهكّم به: تهزّأ به. وقال ذلك على سبيل التهكّم. قال حسان رضي الله تعالى عنه:
بني أمّ البنين ألم يرعكم ... وأنتم من ذوائب أهل نجد
تهكّم عامر بأبي براء ... ليخفره وما خطأ كعمد
وعن الأصمعيّ: أنه قال في قول زهير:
فتغلل لكم
هذا منه تهكمٌ.
ه ل بفي مثل " كلاّ إنه لبهلبه " وهو شعر الذنب. وفرس مهلوب: مجزوز الهلب، وقد هلب.
ومن المجاز: هلبه بلسانه: نال منه نيلاً شديداً. وعيش أهلب، كما يقال: أزبّ: واسع.
ه ل سأخذه الهلاس وهو السّلال، ورجل مهلوس. وأهلست المرأة: أخفت ضحكها. قال:
تضحك مني ضحكاً إهلاساً ... سرّاً ولم تعلم علينا باساً
إلا كلالاً خالط النعاسا
ه ل عرجل هلوع وهلع، وبه هلع: جزع شديد. وناقة هلواعٌ: سريعة.
ه ل كفيه الهلاك والهلك والهلكة: ووقعوا في المهلكة والمهالك. وألقى بيده إلى التّهلُكة. وهلكوا مهلكاً واحداً. وفلان هالك في الهوالك. واهتلك فلان: ألقى نفسه في التّهلكة. وأهلك الشيء واستهلكه. وهوى في هلكٍ وهو مهوًى بين جبلين. قال ذو الرمة:
ترى قرطها في واضح اللّيت مشرفاً ... على هلكٍ في نفنفٍ يتطوّح
ومن المجاز: مفازة تهلك فيها الأرواح. قال زهير:
وخرقٍ تهلك الأرواح فيه ... بعيد الغور مشتبه المتان
وهلك على الشيء وتهالك عليه إذا اشتدّ حرصه وشرهه. وأنا متهالك في مودّتك ومستهلك. قال القطاميّ:
لمستهلك قد كاد من شدّة الهوى ... يموت ومن طول العدات الكواذب
وتهالكت في هذا الأمر واستهلكت فيه إذا كنت مجداً فيه مستعجلاً. قال الحطيئة يصف طريقاً:
مستهلك الورد كالأسديّ قد جعلت ... أيدي المطيّ به عاديةً رغباً
ومرّ يهتلك في عدوه ويتهالك: يجدّ. قال الحارث ابن حرجة:
فلما يئست نسأت القلوص ... تهالك في سبسبٍ أغبر
وتهالك على الفراش: تساقط عليه. وتهالكت في مشيتها: تفيّأت وتكسّرت، ومنه الهلوك: للفاجرة، والجمع الهلك. وقوم هلاّكٌ: صعاليك سيئو الحال. قال أبو طالب في مدح رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم:
يلوذ به الهلاّك من آل هاشم ... فهم عنده في نعمة وفواضل
وقال جميل:
أبيت مع الهلاّك ضيفاً لأهلها ... وأهلي قريبٌ موسعون ذوو فضل
ه ل لسبّح وهلّل تهليلاً. وأهلّ بذكر الله: رفع به صوته " وما أهلّ به لغير الله " . وأهلّ المحرم بالحجّ والعمرة: رفع صوته بالتلبية. وقال ابن أحمر:
يهلّ بالفرقد ركبانها ... كما يهلّ الراكب المعتمر
وأهلّوا الهلال واستهلّوه: رفعوا أصواتهم عند رؤيته، وأهلّ الهلال واستهلّ إذا أبصر. وأهلّ الصبيّ واستهلّ إذا رفع صوته بالبكاء. وانهلّت السماء بالمطر واستهلّت وهو صوت المطر. وتهلّل السحاب بالبرق: تلألأ. وجئته عند مهلّ الشهر ومستهلّه. وكاريته مهالّةً كما تقول: مشاهرة. وهلهل النسّاج الثوب، وثوب هلهل: سخيف النسج.
ومن المجاز: ما أحسن مستهل قصيدته!: مطلعها. وتهلّل وجهه من الفرح. وهلّل البعير: استقوس من الهزال. وهلل الزاي والراء: كتبهما ولا يقال: هلّل الألف واللام لاستقواس فيهما. واستهلّ السيف: استلّ. وأهلّ الكلب بالصيد وهو صوت يخرج من حلقه إذا أخذه. وما بقي في الرّكيّ إلاّ هلالٌ: قليل من ماء. وكأنّ زمامها هلالٌ: حيّة ذكر. وهلهل الشعر: أرقّه.
ه م ج

أذلّ من الهمج وهو ضرب من البعوض وقيل: الذباب الصغير الذي يقع على وجوه الحمير وأعينها وقيل: دودٌ يتفقّأ عن ذباب وبعوض.
ومن المجاز: ما هم إلا همجٌ ورعاع.
ه م دهمدت النار تهمد هموداً، ورماد هامد: قد تلبّد وتغير.
ومن المجاز: أرض هامدة: مقشعرة قد يبس نباتها وتحطّم، ونبات وشجر هامد: يابس. وهمد القوم وخمدوا: ماتوا، كما همدت ثمود، وأهمدهم الله. وأتوا على بني فلان فأهمدوهم. وأهمد فلانٌ الأمر: أماته. وثمرة هامدة: اسودّت وتعفّنت. وهمد الثوب وهمد إذا بلي من طول الطّيّ فإذا مسسته تناثر، وثوب هامد، وثياب همّد.
ه م رماء منهمر، وهمره: صبّه. وسحاب هامر. وهمرت عينه بالدمع وهملت.
ومن المجاز: همر في كلامه: أكثر. وخطيب مهمر. وفلان مهذار مهمار.
ه م زهمز رأسه: عصره وهمز الجوزة بكفّه.
ومن المجاز: همز الرجل في قفاه: غمز بعينه. ورجل همزة وهمّاز. والشيطان يهمز الإنسان: يهمس في قلبه وسواساً، ويقال: أعوذ بالله من همسه وهمزه ولمزه، و " أعوذ بك من همزات الشّياطين " .
ه م سهمس الكلام: أخفاه همساً، وكلام مهموس. وحروف مهموسة: غير مجهورة " فلا تسمع إلاّ همساً " وهمس إليّ بحديثه. قال:
قد خطب النوم إليّ نفسي ... همساً وأخفى من نجيّ الهمس
وما بأن أطلبه من بأس
والشيطان يهمس بوسوسته في صدر الإنسان، وهامسته مهامسة: ساررته. وهو يأكل همساً: لا يفغر فاه بالأكل. وسمعت همس الأخفاف والأقدام. وأسد همّاسٌ.
ه م ععين دامعة: هامعة وقد همعت بالدمع هموعاً.
ه م كانهمك في الباطل. وفلان منهمك في الغيّ.
ه م لإبلٌ هملٌ وهوامل، وقد أهملها الراعي فهملت. وما ترك الله عباده هملاً. وأمر مهمل. وهملت عينه هملاناً، وهمل دمعه وانهمل، وجرى في مهمله حيث ينهمل. وفرس هملاج، وهو يهملج براكبه، وخيل هماليج.
ه م مأهمّه الأمر حتّى همّه أي أذابه. ووقعت السوسة في الطعام فهمّته همّاً: أكلت لبابه وجوّفته. واهتمّ به. ونزل به مهم ومهمّات. وسمعتهم يقولون: استهمّ لي في كذا. ورجل ذو همّة وهمم، وهمام: عظيم الهمّة، وهذا رجلٌ همتك من رجل. وهذا سيف كهمّك وكهمّتك. قال زهير:
كهمّك إن تجهد تجدها نجيبةً ... صبوراً وإن تسترخ عنها تزيّد
تزد في سيرها. وقال القطامي:
تلاهين عنّي واستنعت بأربع ... كهمّة نفسي شارةً وشباباً
ومضيت بهنّ والهم أمر كذا. قال ذو الرمة:
والهمّ عين أثال ما ينازعه ... من نفسه لسواها مورداً أرب
وهمّ بالأمر. ولا همام لي أي لا أهمّ. قال الكميت:
عادلاً غيرهم من الناس طرّاً ... بهم لا همام لي لا همام
وهمّ النمل هميماً: دبّ، ومنه الهامّة والهوامّ. وشيخ همّ، وعجوز همّةٌ: لهميمهما. وهمهم الأسد.
ومن المجاز: قدح همّ: قديم متكسّر. وللشراب هميم في العظام. قال لبيد:
أميلت عليه قرقف بابليّةٌ ... لها بعد كأس في العظام هميم
ه ي م نهيمن الطائر على فراخه: رفرف عليها. وهيمن على كذا إذا كان رقيباً عليه حافظاً. والله عزّ سلطانه المهيمن.
ه م يهمي القطر والدمع يهمى، وهمت العين. ورأيت الخيل تهمي أفواهها دماً. وهذا من هوامي الإبل، وهمت على وجوهها: ذهبت. وله هميانٌ أعجر وهمايين عجر.
ه ن أطعام هنىء، وقد هنؤ هناءة، وما كان هنيئاً، ولقد هنؤ، وهنأني ومرأني، ويقال للآكل: هنيئاً مريئاً، ولك المهنأ، وهنأك الله. وهنأته: أعطيته، واستهنأته: استعطيته. وسمع الكسائيّ أعرابيّاً يقول: إنما سميّت هانئاً لتهنىء. وهنأ البعير بالهناء، وناقة مهنوءة. قال امرؤ القيس:
ليقتلني وقد شعفت فؤادها ... كما شعف المهنوءة الرجل الطالي
ومن المجاز: هذا أمرٌ أتاك هنيئاً. وملك هنىء، وهنأته بالولاية.
ه ن دسيف هندواني ومهنّد. وأعطاه هنيدة: مائةً من الإبل، وهنداً: مائتين.
ومن المجاز: قوله:
ونصر بن دهمان الهنيدة عاشها ... وخمسين عاماً ثم قوم فانصاتا
أراد مائة سنةٍ.
ه ن فتهانف: ضحك باستهزاء، وهانف صاحبه مهانفةً.
ه ي ن م

هينم هينمةً: أخفى كلامه: وفي النوابغ: لا تمس بالرّيبة مهينماً، ولا تنس أن عليك مهيمناً.
ه ن و فيه هناتٌ وهنواتٌ وهنيّاتٌ: خصال سوء. قال لبيد:
أكرمت عرضي أن ينال بنجوة ... إن البريّ من الهنات سعيد
ويا هني ويا هناة ويا هناه. قال امرؤ القيس:
وقد رابني قولها يا هنا ... ه ويحك ألحقت شراً بشر
أي تهمةً بتهمة. وأقمت عنده هنيّة وهنيهةً. واقعد هنا وهناً.
ه و جرجل أهوج، وامرأة هوجاء، وفيه هوج: حمق مع طول.
ومن المجاز: فلان أهوج: شجاع يرمي بنفسه في الحرب. وهو أهوج الطّول: مفرطه. وناقة هوجاء: كأنّ بها هوجاً لسرعتها لا تتعهّد مواضع المناسم من الأرض. وريح هوجاء، ورياح هوج، ولعبت بها هوج الرّياح. قال ابن أحمر.
هوجاء ليس للبّها زبر
ه و دلعنت الهود واليهود، ويهود، وهاد الرجل وتهود، وهوّد ابنه. وهاد المذنب إلى الله: رجع وتاب هوداً " إنّا هدنا إليك " . وهوذد في مشيه تهويداً إذا مشي مشياً ساكناً فاتراً. وفي حديث عمران بن الحصين رضي الله تعالى عنه: " إذا مت فأخرجتموني فأسرعوا بي المشي ولا تهوّدوا كما تهوّد اليهود والنصارى " . وهاوده: وادعه مهاودة، وبينهم مهاودة وهوادة. وما في فلان هوادة أي لين ورفق.
ه و رهوّر البناء فتهوّر: هدمه. وهار الجرف وانهار وتهوّر، وجرف هائر وهارٍ.
ومن المجاز: تهوّر الليل وتهوّر الشتاء: أدبر. وفلان يتهوّر في الأمور: يقع فيها من غير فكرٍ. وإنّ فيه لهورةً. وإنه لهير.
ه و سأسد هوّاسٌ: طوّاف بالليل مع جرأة في الطلب وهو شديد الهوس. ورجل هوّاس: أكول. وحمل على العسكر فداسهم وهاسهم. وفي رأسه هوسٌ: دوران ودويّ. ورجل مهوّس: يحدّث نفسه.
ه و شهاش القوم هوشاً. هاجوا واضطربوا. وهاش أهل الحرب بعضهم إلى بعض: خفّوا ونهضوا، وتهاوشوا. قال الطّرماح:
كأن الخيم هاش إليّ منه ... نعاج صرائم جمّ القرون
وهاشت الخيل في الغارة: نفرت وتردّدت. وهنّ هوائش. وسمعتهم يقولون: وقعت هوشةٌ في السوق وجفلة وهو أني نفر الناس لخوف يلحقهم. وهاش الشيء وهوّشه: خلطه وجمعه من هنا وهنا. وجمع مالاً من مهاوش وتهاوش: جمع مهوّش وتهويش.
ه و عهاع الرجل وتهوّع: قاء. ولدّوه اللبن فهاعه. والهمزة نبرةٌ في الصدر شبه التهوّع، وبه هواعٌ.
ومن المجاز: قولهم في الوعيد: لأهوّعنّه ما أكله.
ه و لأمر هائل، وقد هالني يهولني وهوّلني. وفلان يهوّل بما يفعل، وهوّل عنيد الأمر: جعله هائلاً. وركب هول الليل وهلو البحر وأهواله وتهاويله. قال حميد يصف الفيل:
إن الذي يركبه محمول ... على تهاويل لها تهويل
وتهوّلت للناقة وتذأبت لها إذا ستخفيت لها حين تظأرها على غير ولدها وتشبّهت لها بالسبع وذلك أرأم لها. وتقول: فلان لا يخرج من جهالته، حتى يخرج القمر من هالته؛ وهي دارته.
ومن المجاز: مكان مهولٌ: فيه هولٌ، وتقول: هذا البلد لو لم يكن مهولاً، لكان مأهولاً؛ وهو عكس قولهم: سيل مفعم. وعقبةٌ هولةٌ: صعبة. وأمر هولٌ. وإنه لهولةٌ من الهولِ: للقبيح المنظر وأصلها النار التي كانت توقد في بئر ويطرح فيها ملح وكبريت فإذا انتقضت واستشاطت. قال المهوّل وهو الطارح للمستحلف عندها: هذه النار قد تهدّدتك فينكل عن اليمين. قال أوس:
إذا استقبلته الشمس صدّ بوجهه ... كما صدّ عن نار المهوّل حالف
وقال الكميت:
كهولة ما أوقد المحلفون ... لدى الحالفين وما هوّلوا
وزيّنت بالتهاويل وهي النقوش والألوان تهوّل من نظر إليها، كما يقال: شيء رائع، ولو أبصرته لراعك، وهو يروع بجماله. وقال بشر وذكر الظعائن:
عليهنّ أمثال الخداريّ خلقةً ... من الرّيط والرّقم التهاويل كالدم
وهوّلت المرأة بحليّها وثيابها.
ه و مهوّموا وتهوّموا: هزّوا هامهم من النعاس، وما نمت غير تهويم وغير تهويمة.
ومن المجاز: هذا مما يرقّص الهام أي يعجب الناس فينغضون رءوسهم، وحدّثني فرقّص هامتي. وهو هامة القوم: لسيّدهم. ورأيت هاماً من الناس: جماعةً بعد جماعة. وهو هامة اليوم أو غدٍ: مشفٍ على الموت.
ه و ن

هان عليه ذلك: سهل، وهو يهون عليه. وفي مثل " هان على الأملس ما لاقى الدّبر " وهوّنته عليه تهويناً، وما أهونه عليه! وشيء هيّنٌ: حقير، و " أهون من قعيس على عمّته " وأهانه إهانة، وهان هوانا وهُوناً، وتهاونت به، واستهنت به استهانةً. وهو " يمشي هوناً " . و " أحبب حبيبك هوناً ما " . وجاء على هونه وهينته، وامش على هينتك. ورجلٌ هينٌ وهينٌ: وقور ساكن. و " إذا عز أخوك فهن " . وإنه لهون المؤونة وهين المؤونة: للشيء الخفيف. وهو يهاون نفسه: يرفق بها. قال الشمردل بن شريك اليربوعيّ:
دخلت هوادجهن كلّ ربحلةٍ ... قامت تهاون خلقها الممكورا
ه و يهويه يهواه، وهوَ هوٍ، وهي هويةٌ. قال:
أراك إذا لم أهو أمراً هويته ... ولست لما أهوى من الأمر بالهوي
وهو من أهل الأهواء " ولا تتّبع الهوى " ومن هويَ هوَى. وهوى من الجبل. وهوت الدلو في البئر هوياص بالفتح. وهوى إلى الجبل، وهوى الجبل: صعده هوياً. قال:
يهوي مخارمها هويّ الأجدل
وقال الشماخ:
على طريق كظهر الأيم مطّردٍ ... يهوي إلى قنّة في منهل عالي
والناقة تهوي براكبها: تسرع به. وطاح في المهواة والهاوية وهي ما بين الجبلين. وتهاووا فيها: تساقطوا. وأهوى بيده إلى الشيء ليأخه. وهذه هوّةٌ عميقة وهوًى. وهوى الرجل: مات، وهوت أمّه، و " أمُّهُ هاويةٌ " وجلست عنده هويّاً: مليّاً. ومضى هويٌّ من الليل. و " استهوته الشياطين " .
ومن المجاز: قولهم للجبان: إنه لهواء: خالي القلب عن الجرأة. " وأفئدتهم هواء " والأصل الجوّ.
ه ي أهو مهيّأ لكذا، ومتهيء له، وهيّأته فتهيّأ. وما أحسن هيئته!، وهيئاتهم. وقالت العامرية: كان لي أخ هيّيءٌ: ذو هيئة.
ه ي بهبته هيبةً ومهابةً وتهيّبته. ورجل مهيبٌ: ذو هيبة يهابه الناس. وهيّبه إليّ: جعله مهيباً عندي. وفلان هيوب وهيوبة وهيبان: جبان. قال أنس بن أبي إياس:
وباه تميماً بالغنى إن للغنى ... لساناً به المرء الهيوبة ينطق
وأهاب الراعي بالإبل: صاح بها وقال: هاب هاب. قال:
أهيبا بها يا ابني ضباح فإنها ... جلت عنكم أعناقها لون عظلم
ومن المجاز: قول أبي النجم:
إذا غريضاً نسعتيها حولاً ... بين الشراسيف وهابا الكلكلا
و " الإيمان هيوب " وهيوبة. وأهبت به إلى الخير: دعوته.
ه ي تهيت لك بمعنى هلمّ لك. وهيّت به: صاح به. ورجل هيّاتٌ. قال:
يحدو بها كلّ فتًى هيّات
ه ي جهاج به الدم والمرّةُ. وهاج الغبار، وهاجه وهيّجه. وهايجوه فلم يجد محيصاً. وهاجت له الدار الشوق فاهتاج. قال:
هيه وإن هجناك يا ابن الأطول ... ضرباً بكفّي بطل لم ينكل
وهيّجت الناقة فانبعثت، وناقة مهياج: نزوع إلا وطنها. وشهدت الهيج والهياج والهيجاء.
ومن المجاز: هاج الشرّ بين القوم، وهيّجه فلان. وهاج الفحل هيجاً وهياجاً: هدر. وإذا استقلّ الرجل غضباً قيل: هاج هائجه. وهاج المخبّل بالزّبرقان فهجاه، وهاج الهجاء بينهما. وهاج البقل إذا أخذ في اليبس. وهاجت الأرض، وأرض هائجة. وكلّ ضررٍ عرض فقد هاج.
ه ي دلا يهيدنّك هذا الأمر، من هاده يهيده إذا حرّكه وكرثه.
ه ي ضعظم مهيض ومنهاض: كسر بعد الجبر، وهاض عظمه.
ومن المجاز: هاضه الكرى، وبه هيضةُ الكرى: تكسيره وتفتيره. قال الكميت يصف المسافرين:
لا يتداوى بنزلةٍ منهم ال ... مدنف من هيضة الكرى الوصب
وتماثل المريض فهاضه كذا: نكسه. وتهيّضه الغرام. قال ذو الرمة:
فما أقول ارعوى إلا تهيّضه ... حظّ له من خبال الشوق مقسوم
ه ي طهم في هياط ومياط: في اضطراب ومجيء وذهاب، والهياط: السّوق في الورد، والمياط: السّوق في الصّدر.
ه ي فرجل أهيف، وامرأة هيفاء، وفي خصرها هيفٌ، وهم وهنّ هيف. وفلان مهياف: لا يصبر عن الماء، واهتاف إذا عطش. وهبّت الهيف: الريح الحارّة.
ه ي مهام في البرّيّة. وهامت الإبل على وجوهها. ورملٌ هيامٌ بالفتح: لا يتماسك. ورجل هيمان. عطشان، وقوم هيمى، وقد هام يهيم، وإبل هيمٌ، عطاش، وبها هُيامٌ. وتقول: مهيم بمعنى ما وراءك.

ومن المجاز: هو هائم بفلانة ومستهام، وقد هام بها، وتهيّمته، وبه هيام وهو الجنون من العشق.
كتاب الواو

و أ و أ
وأوأ الكلب، وتقول: ما سمعت إلا وعوعة الذئاب، ووأوأة الكلاب.
و أ بأتّأب: استحيا. قال الكميت:
وصرت عمّ الفتاة تتّئب ال ... عاتق من رؤيتي وأتّئب
وما بك في هذا إبةٌ. قال ذو الرمة:
إذا المرئيّ شبّ له بنات ... عقدن برأسه إبةً وعارا
وما طعامك بطعام تؤبَةٍ أي لا يُستحيا من أكله.
و أ دوأد ابنته: أثقلها بالتراب " وإذا الموءودة سئلت " . وقال الفرزدق:
وجدّ الذي منع الوائدات ... وأحيا الوئيد فلم يوأد
وسمعت للهدّة وئيدا: صوتاً شديداً. قال:
صوت يقوم الخلق من وئيده ... يسمعه البعيد من بعيده
ولمشي الجمال الموقرة وئيد. قال:
ما للجمال مشيها وئيداً
واتأد في الأمر وتوأد: تمهّل وترزّن. وفعل ذلك في تؤدةٍ ووقارٍ، وفي فلان تؤبةٌ وتؤدةٌ.
و أ لوأل إلى المكان وواءل إليه مواءلةً، وهذا موئل القوم. وهو موائل منه: خائف. وواءل الطائر مواءلة وهي ملاوذته بشيء مخافة الصقر.
و أ مواءمه مواءمة وهي شبه المباراة والمحاكاة. وفلانة توائم صاحباتها وئاماً شديداً إذا تكلّفت ما يصنعن في الزينة وغيرها، ومنه قولهم: " لولا الوئام، هلكت جذام " ، ورُوِيَ اللئام والأنام أي لولا أن الكرام وأهل الخير يحكيهم غيرهم ويتشبّهون بهم لكان الهلاك. وغناء متوائم: متناسب. قال ابن أحمر:
أرى ناقتي حنّت بليل وشاقها ... غناء كنوح الأعجم المتوائم
و أ يوأيته وأياً: وعدته. وتقول: لا خير في وأي، إنجازه بعد لأي.
و ب أوقع في أرضهم الوباء والوبأ، وأرض وبئة ووبيئة وموبوءة، وقد وبئت ووبئت.
و ب خوبّخه توبيخاً.
و ب دفلان في وبدٍ وهو سوء الحال، وهو وبدٌ. وتقول: لا ترك الله له سبداً ولا لبداً، ولا لقي أبداً إلا وبداً. وقوم أوباد: محاويج. قال:
لأصبح الحيّ أوباداً ولم يجدوا ... عند التفرّق في الهيجا جمالين
و ب ربعير وبرٌ وأوبر. وناقة وبرةٌ ووبراء: كثيرة الوبر، ووبّرت الأرنب توبيراً وهو أن تمشي على وبر قوائمها لئلا يقصّ أثرها. قال يصف فرساً:
مرطي مقطّعة سحور بغاتها ... من سوسها التّوبير مهما تطلب
ومن المجاز: وبّر فلان أمره توبيراً إذا عمّاه.
قال جرير:
فما عرفتك كندة عن يقين ... وما وبّرت في شعبي ارتغاباً
أي ما أخفيت أمرك فيها رغبة لكن اضطررت. ووبّر الرأل: ازلغبّ، يقال: أخذ الشيء بوبره وزوبره وزغبه وزئبره: كلّه.
و ب شبظفره وبش وهو النمنم. وبالبعير وئش من جرب وهو ما تفشّى في جلده وتفرّق. وقد وبش جلده. وما بهذه الأرض إلا أوباش من شجر ونبات وهي القليل المتفرق: وهو من أوباش الجند: من أخلاطه ورذاله.
و ب صوبص القمر وبيصاً. وقمرٌ وبّاص. وأوبصت ناري: ذكيتها. وإنّ فلاناً لوابصة سمعٍ إذا كان يسمع كلاماً فيثق به.
و ب طوبط رأيه وبوطاً إذا ضعف، ورأيٌ وابط، وتقول: فلان له رأيٌ وابط، وليس له جأش رابط.
و ب قوبق يبق وبوقاً ووبق يوبق. وأوبقته ذنوبه. وركب الموبقات " وجعلنا بينهم موبقاً " : مهلكاً من أودية جهنم يحول بينهم أو مسافة تهلك فيها الأشواط لبعدها.
و ب لجاده وبل ووابل. ووبلت السماء وكلأ وبيل: وخيمٌ، واستوبلت المكان: استوخمته. ويقال: والله لتستوبلنّه. وهو يشكو الوابلة وهي عظم في مفصل الركبة. وضربه بالوبيل وهي العصا الضخمة، ودقّ القصّار الثوب بالوبيل وهو مدقّه. وصكّ النصرانيّ الناقوس بالوبيل. قال الأعشى:
وما صك ناقوس الصلاة وبيلها
وتقول: كأنه الأبيل، في يده الوبيل.
ومن المجاز: رجل وابل: جواد يبل بالعطايا. أنشد الفرّاء:
فأصبحت المنازل قد أذاعت ... بها الإعصار بعد الوابليا
بعد الأجواد من أهلها. ووبله بالسياط: تابعها عليه كالوابل. وضربه بالمبيلة: بالدّرّة مفعلة من وبله. وأخذ وبيل: شديد، ومنه: الوبال: لسوء العاقبة.
و ت ح

شيء وتح: قليل. وأوتح له العطاء. وتوتّح من الشراب: تقلّل.
و ت دضرب الوتد والودّ والأوتاد بالميتدة، ويقال: تد وتدك وأوتده. وانتصب كأنه وتد. وهو " أذلّ من وتد " . ووتدٌ واتدٌ: ثابت.
ومن المجاز: وتد الله الأرض بالجبال وأوتدها ووتّدها. والجبال أوتاد الأرض. وقيل لأعرابيّ: ما النّطشان، فقال: يوتّد العطشان. وروي: شيء نتد به كلامنا. ووتد بالمكا وهو واتد: لا يبرح ثابت. قال:
لاقت على الماء جذيلاً واتداً ... وكان لا يخلفها المواعدا
وقرن واتدٌ: منتصب. قال أبو دؤاد:
باتت له أذنٌ توجّ ... س حرّة وأحمّ واتد
ونقدت أوتاده: أسنانه. وما أملح وتدي أذنه! وهما الهنتان الناشرتان في مقدّمها كالثولولين.
و ت رتواترت كتبه وواترها. وتواتر القطا والإبل. وجئن متواتراتٍ وتترى: متتابعاتٍ وتراً بعد وترٍ. وناقة مواترة: تضع إحدى ركبتيها ثم الأخرى. إذا شربتم فأوتروا. وأوتر: صلّى الوتر. وهم على وتيرةٍ واحدةٍ: على طريقة وسجية من التواتر، وفي الحديث: " ما زال على وتيرة واحدة حتى مات " . وغرّر الفرس بوتيرة وهي الغرّة الصغيرة المستديرة شبّهت بالوتيرة التي هي الوردة البيضاء. وخرم وترة أنفه ووتيرته وهي حجاز ما بين المنخرين. وما في عمله وتيرةٌ: فتورٌ. قال زهير:
نجاءٌ مجدّ ليس فيه وتيرة ... وتذبيبها عنها بأسحم مذود
ووترت الرجل: قتلت حميمه فأفردته منه. وطلب وتره وترته، وهو طلاّب الأوتار والتّرات. ويقال: ضربوا الخيل على الأوتار. وقال أبو زبيد:
لا ترةٌ عندهم فتطلبها ... ولا هم نهزة لمختلس
وفلان موفور، غير موتور. ووترت القوس ووتّرتها.
ومن المجاز: وترته حقّه. وفي الحديث: " كأنما وتر أهله وماله " . وقد توتّر عصبه. وفرس موتّر الأنساء: فيها شنجٌ كأنما وتّرت توتيراً.
و ت غأوتغه: أهلكه. وهذا مما يوتغ الدين والمروءة. ووتغ وتغاً: هلك.
و ت نقطع الله وتينه وهو عرق يسقي القلب، ووتن فهو موتون. ومنه: وتن بالمكان فهو واتن: لازم مقيم، وواتنه: لازمه وقارنه مواتنةً.
و ث أإذا أصاب العظم وهنٌ ووصمٌ لا يبلغ أن يكون كسراً قيل: أصابه وثءٌ. ووثأ يده كذا. وقد وثئت يده فهي موثوءة.
ومن المجاز: وثأ الوتد: شعّثه. والميثأة: الميتدة.
و ث بوثب من مكان إلى مكان وثباً ووثوباً ووثيباً، ووثب إليه، وواثبه، وتواثبوا. وظبي وثّاب.
ومن المجاز: توثّب على منزلته، وتوثّب على أخيه في أرضه: استولى عليها ظلماً. وقد وثب إلى الشّرف وثبةً. قال الكميت:
ووثبةٍ لك في الأحساب بالغةٍ ... كذاك إنّك في المعروف ذو وثب
كنوبة ونوبٍ. وفرس وثّابة: سريعة.
و ث جفرس وثيج: قويّ مكتنز، وقد وثج وثاجةً.
ومن المجاز: ثوب وثيج: محكم النّسج. واستوثج النّبات: كثف. قال العجّاج:
بلجب مثل الدّبا أو أوثجا
أي أكثف.
و ث رفراش وثير: وطيء، وقد وثر وثارة، وما أوثر فراشك! واستوثر الفراش. ووثر مركبك: وطّئه، ومنه: ميثرة السّرج. وجمعها مواثر ومياثر.
ومن المجاز: إنّها لوثيرة، ووثيرة العجز، وقد وثرت وثارةً إذا سمنت. قال القطامي:
وكأنما اشتمل الضّجيع بريطةٍ ... لا بل تزيد وثارةً ولياناً
وإذا تزوجت امرأةً فاستوثرها.
و ث قوثقت به ثقةً ووثوقاً، وبه ثقتي، وهو ثقتي، وهو ثقةٌ من الثقات، وأنا به واثق، وهو موثوق به. وعقد وثيق، وقد وثق وثاقةً، وأوثقته ووثّقته. وناقة وثيقة الخلق، وموثّقة الخلق، وشدّه بالوثاق والوثق. وبيننا موثق وميثاق. وواثقه: عاهده، وواثقني بالله ليفعلنذ. وتواثقوا على كذا. قال كعب بن زهير:
ليوفوا بما كانوا عليه تواثقوا ... بخيف منًى والله راءٍ وسامع
وأخذ بالوثيقة في أمره، وتوثّق في أمره. واستوثقت منه: أخذت في أمره بالوثيقة.
واستوثقوا من الأموال بالأبواب والأقفال استيثاقاً شديداً.
و ث لشدّه بالوثيل وهو الحبل من الليف، وفتل للكرم وثائل. ووثّل الكرم توثيلاً.
و ث نكأنه وثن من الأوثان.
ومن المجاز: هي وثن فلانس أي امرأته.
و ج أ

وجأه في عنقه وتوجّأه. وتكلّم فلان فتوجّأوه بالأيدي وتوطأوه بالأرجل. وكبشٌ موجوء: وجئت خُصيتاه حتى انفضختا وهو ضرب من الخصاء، وضحّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين موجوءين، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: " الصوم وجاء " .
ومن المجاز: وجأ المرأة: نكحها. ووجأ التّمر فاتجأ إذا دقّه حتى تلزّج. وأطعمه الوجيئة وهي جراد يدقّ ويلتّ بسمن. وطلبت أعرابية إلى زوجها أن يرثي أباها مرثيةً حسنة. فقال:
لتبك الباكيات أبا خبيب ... لدهرٍ أو لنائبة تنوب
وقعب وجيئةٍ بلّت بماء ... يكون إدامها لبن حليب
و ج بوجب لي عليه كذا، وأوجبه على نفسه. واستوجب العقاب. ووجب البيع، وأوجبته. وفعلت ذلك إيجاباً لحقّك. وهذا أقل مواجب الأخوّة. وقلب وجّاب، وقد وجب وجيباً، وضربه فوجب: خرّ ميّتاً. وفي مثل " بك الوجبة " و " بجنبه فلتكن الوجبة " . وسمعت للحائط وجبةً: وقعةص. ووجب البعير: برك حتى سمع صوت كركرته. ووجبت الشّمس: غابت.
وأوجب فلان: وجبت له الجنة أو النار. وهذه موجبة. وركب الموجبات.
ومن المجاز: هو يأكل الوجبة: الأكلة في اليوم والليلة، والأصل أن لا يقع الأكل إلا وقعةً واحدةص، وقد أوجب وتوجّب. ووجّب عياله وفرسه توجيباً: عوّدهم الوجبة.
و ج حما دونه وجاح: ستر، وجاء وما عليه وجاح: ما يستره. وتقول: معه كلّ فوزٍ ونجاح، وما دون معروفه من وجاح.
و ج دوجد الشّيء وجوداً خلاف عدم، ووجدت الضّالّة، وأوجدنيه الله. وهو واجدٌ بفلانة وعلى فلانة ومتوجّد، ووجد بها وتوجذد، وله بها وجدٌ وهو المحبّة. وتواجد فلان: أرى من نفسه الوجد. ووجد عليه موجدةً: غضب عليه، وهو واجد على صاحبه. وهو غنيٌّ واجد، وقد وجد وجداً وجدةً، وأوجده الله: أغناه. ووجدت زيداً ذا الحفاظ: علمته. قال:
إن الكريم وأبيك يعتمل ... إن لم يجد يوماً على من يتّكل
إن لم يعلم على من يتّكل " ووجدك عائلاً فأغنى " .
و ج رالضّبع في وجارها. ووجرته الدواء. وأوجرته بالميجرة وهو الوجور. وتوجّرته أنا. وإنّي من هذا الأمر لأوجر: لخائف. وإن فلانة لوجراء. قال الشماخ:
تقول ابنتي أصبحت شيخاً ومن أكن ... له لدةً يصبح من الشيب أوجرا
ومن المجاز: أوجرته الرّمح. قال:
أوجرته الرمح شرراً ثم قلت له ... هذي المروءة لا لعب الزحاليق
و ج زكلام وجيز وموجز، وقد وجز منطقك وجازةً، وأوجزته إيجازاً، وأوجز العطيّة: عجّلها. وتوجّزت الشّيء: تنجّزته.
و ج ستوجّس الصّوت: تسمّعه. وأوجس كذا: أضمره.
و ج عوجع رأسه وتوجّع وأوجعه، وبه وجع وأوجاع، ويقال: أوجع رأسي، ويوجعني رأسي، وضربٌ وجيع، ورجل وجيع، وقوم وجاعي، وفي كلام بعض الرواد: رأيت كلأ تيجع له كبد المصرم أي ما له إبل كثيرة يرعاها فيه.
و ج لرجل وجل، وقوم وجال، وقد وجل وجلاً، وفي قلبه وجل، وفي قلوبهم أوجال، وإني منه لأوجل أي وجل. قال:
لعمرك ما أدري وإنّي لأوجل ... على أيّنا تعدو المنيّة أوّل
وتقول: لو واجلت فلاناً لوجلته: لغلبته في الوجل وكنت أوجل منه.
و ج ممالي أراك واقفاً واجماً؟. وقد وجمت وجوماً وهو سكوت مع غيظ وهمّ، وتقول: رأيته وهو واجم، ودمعه ساجم.
و ج نناقة وجناء: عظيمة الوجنتين أو صلبة من الوجين وهي الأرض الغليظة، وقد وجنت وجناً. ولا يقال: أوجن. ورجل موجّنٌ، كقولك: مظهّر ومصدّر إذا قويت منه هذه الأعضاء وعظمت. ووجن الوتد وجناً. ووجّن الثّياب توجيناً بالميجنة والمواجن وهي الكذينقات. ووجنت به الأرض: ضربت به. ووجّن الدّبّاغ الجلد: ضربه ودقّه ليلين. قال الجعدي:
ولم أر فيمن وجّن الجلد نسوةٌ ... أسبّ لأضيافٍ وأقبح محجراً
ويقال: ما أدري أيّ من وجّن الجلد هو، وأيّ من مرّن الجلد هو أي أيّ الخلق هو.
و ج هواجهته مواجهة ووجاهاً. وداري تجاه داره. ووجاه داره، وقعدت وجاهك وتجاهك بالضم والكسر فيهما. ونظروا إليّ بأويجه سوءٍ. ورجعت إلينا بغير الوجه الذي فارقتنا به. وتوجّهت إليه ووجّهت، " أينما أوجّه ألق سعداً " ووجّهت إليه رسولاً. وتوجّه جهة كذا ووجهة كذا، وجعلته وجهةً لي. قال ذو الرمة:

فأمسين بالحومان يجعلن وجهةً ... لأعناقهنّ الجديَ أو مطلع النّسر
وهبّت الريح من جهة المشرق ومن سائر الجهات. ومهرٌ وجيهٌ: خرجت يداه أولاً وهو نقيض اليتن. ووجّه الأعمى والمريض والميت: جعل وجهه نحو القبلة.
ومن المجاز: هذا وجه الثّوب. ووجه القوم، وهؤلاء وجوه البلد، ورجل وجيه: بيّن الوجاهة. وله جاه وحرمة. قال العبّاس بن مرداس:
وقال بني عادٍ هلكتم فجهّزوا ... خياركم أهل الوجاهة والمجد
وهو من الوجهاء. ووجّهه الأمير توجيهاً وأوجهه إيجاهاً: جعله وجيهاً. قال أميّة:
فتوجهنا أقوالها وملوكها ... ويعرفنا ذو رأيها وصليبها
وهو موجّه عند السلطان. وكساء موجّه: له وجهان. وأحدب موجّه: له حدبتان من خلف وقدّام. ووجهتك عند النّاس أجهك أي صرت أوجه منك. وهو يبتغي بذلك وجه الله. وسمعت في المسجد الحرام سائلاً يقول: من يدلّني على وجه عربيّ كريم يحملني على نعيله. وجاءنا في وجه النّهار. قال:
من كان مسروراً بمقتل مالكٍ ... فليأت نسوتنا بوجه نهار
وتفرّقوا في كل وجهٍ وجهةٍ. و " من يردّ وجه السّيل " وصرفت الشيء عن وجهه. وليس لكلامك هذا وجه: صحّةٌ. ومسح وجهه بالوجيهة وهي خرزة حمراء أو عسلية لها وجهان يتراءى فيها الوجه كالمرآة يمسح بها الرجل وجهه إذا أراد الدّخول على السّلطان. وفي مثل " وجه الحجر وجهةٌ ما له " وجهةً ما له بالنصب والرفع أي دبر الأمر على وجهه وأصله في البناء إذا لم يقع الحجر موقعه أي أدره حتى يقع على وجهه الذي ينبغي أن يقع عليه. وتوجّه الشيخ: ولّى وأدبر. و " أحمق ما يتوجّه " أي ما يحسن أن يأتي الغائط.
و ج يوجيَ الماشي إذا حفيَ وهو أن يرقّ القدم والفرسن والحافر وينسحج، وأصابه وجًى، وفرس وجٍ، ودابة وجيّة، وإنّه ليتوجّى في مشيته.
ومن المجاز: أوجبته عنّي: أبعدته كأنك سيّرته مسافة طويلة قد وجى فيها. قال ابن عنّاب:
وكان أبي أوصى بكم أن أضمّكم ... إليّ وأوجي عنكم كلّ ظالم
وقال آخر:
وأشوس ظالمٍ أوجبت عنّي ... فأبصر قصده بعد اعوجاج
و ح دهو واحد، وهم وحدان، ولا تنس وحدة القبر ووحشته. وجاء وحده. وأكرم كل رجل على حدةٍ. وجاءوا أحاد وموحد. وهو من آحاد الناس. وهو واحد قومه وأوحدهم. وهو واحد أمّه. قال حاتم:
أماويّ إني ربّ واحد أمّه ... أجرت فلا منّ عليه ولا أسر
وما أنت في هذا بأوحد. قال:
وتلك سبيل لست فيها بأوحد
واتحد الرّجلان، وبينهما اتحاد. ووحّد الله توحيداً. وله الوحدانية. وأحّد ربك، وتوحّد الله تعالى بالربوبية. وتوحّد فلان برأيه. وتوحّده الله بالفضل. وفلان وحدٌ ووحيدٌ: منفرد، واستوحد: انفرد. ومعي عشرة فأحدهنّ أي اجعلهنّ أحد عشر. وشاة موحدٌ ومفردٌ ومفذٌّ: تلد واحداً. وقد أوحدت إيحاداً. وأوحد الله فلاناً: جعله بلا نظير. وما بالدّار أحد. ونزلت به إحدى الإحد أي إحدى الدّواهي. قال رجل من غطفان:
إنّكم لن تنتهوا عن الحسد ... حتى يدلّيكم إلى إحدى الإحد
وتحلبوا صرماء لم ترأم أحد
و ح روغر عليه صدره ووحر، وإنه لوحر الصدر. وفي الحديث: " تهادوا فإن الهديّة تذهب وحر الصدر " .
و ح شأرض كثيرة الوحش والوحوش. وهذا حمار وحشٍ، وحمارٌ وحشيّ، ويقال إذا أقبل الليل: استأنس كلّ وحشيٍّ، واستوحش كلّ إنسيّ. وأرض موحوشة: ذات وحشٍ. واستوحشت منه، وأوحشني، وأوحش المكان وتوحّش، ومكان موحش ومتوحش ووحشٌ: خالٍ من الإنس. وتركوا الدّار وحشاً ووحشةً. وباتوا أوحاشاً: جوعاً. وأوحش الرّجل وتوحّش: جاع. وبات موحشاً ومتوحشاً ووحشاً. قال حميد:
وإن بات وحشاً ليلةً لم يضيق بها ... ذراعاً ولم يصبح لها وهو خاشع
وتوحّش للدّواء: تجوّع له. ووحّش المهزوم ثيابه وسلاحه تخفّفاً: رمى به بعيداً. ومال الرّجل لوحشيّه: لشقّه الأيسر.
و ح فشعرٌ ونباتٌ وحفٌ، وقد وحف وحافةً: كثف واسود.
و ح لطريق ذو وحل ووحول وأوحال. قال الأعشى:
تدبّ كمشي القطاة القطو ... ف في وحل النّهي تخشى رقيباً

وهذا موحل لا يطاق فيه المشي، واستوحل المكان. ووحل الرّجل: وقع في الوحل يوحل وحلاً فهو وحلٌ، ووحل وحلاً فهو موحولٌ، وأوحلته أنا.
ومن المجاز: أوحله شراً: ورّطه فيه.
و ح مليلة ذات وحمٍ، ويومٌ وحمٌ: شديد الحرّ. وارمأة وحمى، وقد وحمت، وبها وحمٌ ووحام وهو الشّهوة على الحبل. وفي مثل " وحمى ولا حبل " : للحريص السآّل ولا حاجة به. وقال:
وكلّفت الوحمى بليل حليها ... شحوم الذرى والآبدات البجاريا
أي الأشياء الغريبة التي لا سبيل إلى نيلها. ووحمناها: أذهبنا وحمها.
و ح يأوحي إيه وأومي بمعنًى، ووحيت إليه وأوحيت إذا كلّمته بما تخفيه عن غيره، وأوحى الله إلى أنبيائه. " وأوحى ربك إلى النّحل " ووحى وحيا: كتب. قال رؤبة:
لقدرٍ كان وحاه الواحي
ويقال: الوحا الوحا والوحاك الوحاك: في الاستعجال، وتوحّى: أسرع. قال الأعشى:
مثل ريح المسك ذاكٍ ريحها ... صبّها السّاقي إذا قيل توحّ
واستوحيته: استعجلته. واستوح لي بني فلان ما خبرهم: استخبرهم.
و خ دجمل واحد ووخاد: واسع الخطو، وقد وخد يخد وخداً ووخداناً.
و خ زوخزه بالرّمح ووخضه وهو طعن ليس بنافذٍ، وهو أشدّ من وخز الإبر.
ومن المجاز: وخزه الشيب.
و خ شهو من الأوباش والأوخاش، ومن الوخش. ورجل وخش: رذل.
و خ طوخطه بالرّمح، ووخطته بالسّيف: تناولته به من بعيد. ومرّ الظليم يخط وخطاً وهو سعة خطوه.
ومن المجاز: وخطه الشيب. ووخط فلان فهو موخوط، وبها وخطٌ من الوحش ووخزٌ: نبذٌ منها. قال رجلٌ من بني ذهل:
غدونا إلى وخطٍ من الوحش آمن ... فصبّحه منا عذاب معجّل
و خ فأوخف الخطميّ والسويق ووخفه: صبّ فيه الماء وضربه ليختلط. وكأن لغامها وخيفة الخطميّ.
و خ مشيء وخمٌ ووخم ووخيمٌ، وقد وخُمَ وخامةً، واستوخمته وتوخّمته، وكلأٌ متوخّم. قال:
إلى كلإ مستوبل متوخّم
وأوخمه الطّعام فوخم واتّخم، وأصابته التخمة.
و خ يتوخّيت هذا الأمر: تعمّدته دون ما سواه. ويقولون: ألا وخذ على سمت هذا الوخى. وهو الصّوب.
و د جقطع الودجين وهما الوريدان. وودج الذبيحة يدجها، ودج ذبيحتك.
ومن المجاز: حزّ على الفائت الودج إذا اشتدّ تلهفه عليه. قال عبد الله بن الزبير بفتح الزاي الأسديّ الشاعر:
لا أحسب الشرذ جاراً لا يفارقني ... ولا أحُزّ على ما فاتني الودجا
وكان فلان ودجي إلى كذا أي سببي إليه ووصلتي. ويقال للمتواصلين: هما ودجان: شبّها بالعرقين في تصاحبهما. وقال زيد الخيل:
فقبّحتما من وافدين اصطفيتما ... ومن ودجي حرب تلقّح حائل
أي من أخوي حربٍ أو تحيا بكما الحرب كما يحيا الحيوان بودجيه. وودجت بين القوم: أصلحت وقطعت الشرّ وأمتّه. ووادجه موادجة: سالمه. قال الكميت:
الصّادعون صفا من لا يوادجهم ... والمرأبون بإذن الله ما شعبوا
و د دوددته وداً ومودّةً، وبيننا موادّ ومواتّ، وهو وديدي وودّي، وواددته وداداً، ونحن نتوادّ، ووددت لو كان كذا ودادةً، وبودّي لو كان.
و د رودّرته توديراً إذا غيبته. وسمعتهم يقولون: ودّر فلان. وودّره الأمير، وأمر به أن يودّر: يريدون تسييره وتغريبه وطرده عن البلد وعن النضر: ودّرت رسولي قبل ناحية كذا.
و د عدعه يفعل كذا، وما ينبغي أن تدعه. ووادعه موادعة: تاركه العداوة. وتوادعوا. وأودعته الوديعة والودائع، واستودعته إياها. وهو في خفض ودعة، وقد ودع وداعة، واتّدع وتودّع. وقال عمر بن أبي ربيعة:
تودّع من نساء الناس طراً ... فأصبح خالصاً بكم يهيم
وفي الحديث: " فقد تودّع منهم " ورجل وديع ووادع ومتدع ومتودع. ونال الملك وادعاً: من غير كلفة. وودّع الثوب توديعاً، وتودّعه: صانه في الميدع وهو الصّوان. قال الراعي:
ثناء تشرق الأحساب منه ... به نتودّع الحسب المصونا
وهذا الجمل يودّع للفحلة: يصان.
ومن المجاز: أودعته سرّي. وأودع الوعاء متاعه. وأودع كتابه كذا. وأودع كلامه معنى حسناً. قال:
أستودع العلم قرطاساً فضيّعه ... فبئس مستودع العلم القراطيس

وسقطت الودائع: الأمطار، لأنها أودعت السحاب. وفلان وديع: للساكن الطائر استعير من المستريح. قال حسان:
وديع وسهل للصديق وإنه ... ليعدل رأس الأصيد المتمايل
و د قودقت السماء والمطر، وسحاب وادق. وودق العير إلى الماء. وهذا مودق الحمر: مأتاها، ومودق الظّبي: لموقفه حيث يتناول الشجر. قال امرؤ القيس:
دخلت على بيضاء جمّ عظامها ... تعفّى بذيل الدرع إذ جئت مودقي
وودق لك الصيد: أكثبك. وما ودق إلى الأرض منه شيء. وبعير وادق السرّة: للسمين لأن سرته تدنو من الأرض. قال:
مندحّة السرّات وادقاتها
وإنه لوادق السّنة إذا كان قريب النّعاس نومةً. وسيف وادق: حديد. واشتدّت الوديقة والودائق وهي حرذ الهاجرة. وودق إلى الصلح: مال. وأتانٌ وادق وودوق ووديق، وكذلك كل ذات حافر. وقد ودقت وأودقت واستودقت.
ومن المجاز: حرب ذات ودقين: شبّهت بسحابة ذات مطرتين شديدتين. ويروى عن علي كرم الله وجهه:
فإن بقيت فرهنٌ ذمتي لكم ... بذات ودقين لا يعفو لها أثر
و د كودكت يده، ولحم ودك، ودجاجة ودكة.
ومن المجاز: ما فيه ودكٌ. وما رأيت عنده متودّكاً إذا لم يكن عنده طائل، ونحوه: ما فيه دسم.
و د نودنه بالعصا: ضربه، ومنه: الميدان لأن الخيل تودن فيه.
و د يوديت القتيل: أدّيت ديته، واتّدى وليّ القتيل: أخذ الدية. يقال: اتّدى فلان ولم يثأر. وقالت أخت عمرو:
فإن أنتم لم تثأروا واتّديتم ... فمشّوا بآذان النّعام المصلّم
وغرس الوديّ: الفسيل. وودى الرجل ودياً.
ومن المجاز: حلّ بواديك أي نزل بك المكروه وضاق بك الأمر.
و ذ رذره، واحذره. والعرب أماتت المصدر منه فيقولون: ذر تركاً، وإذا قيل لهم ذروه قالوا قد وذرناه. وعندي وذرة من لحم: قطعة بلا عظم.
ومن المجاز: قولهم في الشتم: يا ابن شامّة الوذر: يريدون الزانية، والوذر كناية عن ا لمذاكير. وعن عثمان رضي الله عنه: أنه رفع إليه من قاله فحدّه. وامرأة لمياء الوذرتين وهما الشفتان.
و ذ فخرج علينا يتوذّف في مشيته: يتبختر. قال بشر بن أبي حازم:
يعطي النجائب بالرّحال كأنها ... بقر الصرائم والجياد توذف
تمرح.
و ذ لأقبل عليّ بوجه كالوذيلة وهي المرآة أو القطعة من الفضة. قال الهذلي:
وبياض وجه لم تحل أسراره ... مثل الوذيلة أو كشنف الأنضر
وقال المسيّب بن علس:
أرتك بذات الضّال منها معاصماً ... وخداً أسيلاً كالوذيلة ناعماً
ولهم وجوه كالوذائل، لم توسم بالرذائل.
و ذ مانقطعت الوذم والأوذام وهي سيور تشدّ بها العراقيّ.
ومن المجاز: أوذم عليه الحجّ والنّذر: ألزمه نفسه، وأصله من أوذم الدلو إذا عمل لها وذماً.
و ر ثورثته المال، وورثته منه وعنه، وحزت الإرث والميراث، وأورثنيه وورّثنيه، وهم الورثة والورّاث.
ومن المجاز: أورثه كثرة الأكل التّخم والأدواء، وأورثته الحمذى ضعفاً، وهو في إرث مجد، والمجد متوارث بينهم.
و ر دورد الماء ووداً وورداً. قال:
رِدِي رِدي وِردَ قطاةٍ صمّاء ... كدرية أعجبها برد الماء
واستورد الماء: ورده. قال أبو النجم:
فجئن ليلاً لم يكن تصبيحاً ... فاستوردت لا ثمداً رشوحاً
وقال:
فانصرفت عنه وما تزوّدا ... ولو أرادت ورده لاستوردا
وشاحها والدّملج المعضّدا ... والأقحوان الناضر المبرّدا
وواردته: وردت معه الواردة، وتواردناه. وقال امرؤ القيس يصف حماراً:
يوارد مجهولات كل خميلة ... يمجّ لفاظ البقل في كلّ مشرب
وأوردت القوم الماء إيراداً، وأوردت الإبل. وهذا ورد القوم وموردهم. ونعم وطير ورد: واردات، وقوم وِردٌ: واردون. ورأيتهم وِردا وِردا. ومنه " إلى جهنّم ورداً " وهذا زمن الورد. وورّدت الأشجار.
ومن المجاز: وردت البلد. وورد عليّ كتاب سرّني مورده. وهو حسن الإيراد. وتورّدت الخيل البلد. وهو يتورّد المهالك. وورد عليه أمرٌ لم يطقه. وأوردت عليّ ما غمّني. ووردته الحمّى. وهو يوم الورد. قال:

إذا ذكرتها النفس ظلت كأنما ... علاها من الورد التهامي أفكل
ووُرِد المحموم فهو مورود. وقال أعرابيّ لآخر: ما أمار إفراق المورود، قال: الرّحضاء أي ما علامات إفاقته. وفرغ من ورده ومن أوراده. واستورد الضلالة: وردها. ويقال: استورده الضلالة: أورده إيّاها. كما قال ابن الزّبعري:
حيران يعمه في ضلالتهمستورداً لشرائع الظلم واستقامت الموارد أي الطرق، وأصلها: طرق الواردين. قال جرير:
أمير المؤمنين على صراط ... إذا اعوجّ الموارد مستقيم
وشجرة واردة الأغصان. قال الراعي يصف كرماً:
تلقى نواطيره في كلّ مرقبة ... يرمون عن وارد الأفنان منهصر
وشعر وارد: يرد الكفل لطوله. وأرنبة واردة: مقبلة على السّبلة. قال:
كرام تنال الماء قبل شفاههم ... لهم واردات الغرض شم الأرانب
وفلان وارد الأنف، ووارد الغضروف. وبين الشاعرين مواردة وتوارد. وورد ثوبه. وخدّ مورد. وتورّد خدّاها. وفرس وأسد وردٌ، وقد ورد وردَةً، وخيلٌ ورادٌ. قال طفيل:
وراداً وحسوّا مشرفاً حجباتها ... بنات حصان قد تعولم منجب
" فكانت وردةً كالدّهان " وليلة وردةٌ: حمراء الطرفين وذلك في الجدب. ورجع مورّد القذال: مصفوعاً.
و ر سأورس الرمث: اصفرّ ثمره فهو وارس ومورس. ورداء مورّس، وملاءة مورّسة: مصبوغة بالورس. وقدح ورسيّ: من الأثل. وحمامٌ ورسيّ: أصفر. وزعفران وارس. وصخرة وارسة بالطحلب. قال امرؤ القيس:
وتخطو على صمّ صلابٍ كأنها ... حجارة غيل وارسات بطحلب
و ر شجاء ومعه وارش، كأنه كلب هارش؛ وهو الطفيليّ. وفي مثل " بعلّة الورشان، يأكل رطب المشان " .
و ر طوقع في ورطة لا يتخلّص منها: في بليّة، وأصلها: الهوّة الغامضة. قال:
إن تأت يوماً مثل هذي الخطّة ... تلاقِ من ضرب نمير ورطه
وتورّطت الماشية: وقعت في موحل ومكان لا يتخلّص منه. وتورّط فلان في بليّة، وورّطه فيها، وأورطه شرّ مورطٍ، ووارطه موارطة ووراطاً: خادعه، ومنه: " لا وِراط " . ويقال: لا توارط جارك فإن الوِراط، يورد الأوراط؛ جمع ورطةٍ. واستورط فلان في حبالتي: نشب فيها.
و ر عرجل ورعٌ ومتورّع، وقد ورع يرع ويرع ويورع ورعاً ورعةً. وفلان ورع ضرع: جبان ضعيف، وقد ورع وراعة. وورّعت الرجل عن الأمر: كففته فتورّع عنه. وفي الحديث: " ورّع اللصّ ولا تراعه " وعن بعض العرب: كانت عجوز على شمس وأنا في خباء فقالت: تورّع عن اللظى إلى الظلّ، تقول: أحسنت حيث قعدت في الظلّ وتركت ما أنا فيه. وورّعت نفسي عما لا ينبغي. وورّعت الإبل عن الماء. قال:
وقال الذي يرجو العلالة ورّعوا ... عن الماء لا يطرق وهنّ طوارق
أي لا يكدّر، والإبل مكدّرات من الماء الطّرق. وورّعت بين المتخاصمين إذا فرعت بينهما.
و ر فظلّ وارف: ممدود واسع. وورف النبات وريفاً فهو وارف: له بهجة من الريّ.
و ر قأورقت الشجرة وورّقت، وشجرة مورقة: ذات ورق، وورقة ووريقة: كثيرة الورق، ووارقة: خضراء الورق حسنة، وورقت الشجرة: أخذت ورقها. وتورّق الظبي: أكل الورق. قال امرؤ القيس:
وقد ركدت وسط السماء نجومها ... ركود نوادي الربرب المتورّق
وأعطاه ألف درهم ورقاً ورقةً ورقين. قال ثمامة السدوسيّ:
ألا ربّ ملتاث يجرّ كساءه ... نفي عنه وجدان الرّقين العظائما
وأورق الرجل: صار ذا ورقٍ. وياقل: إن تتجر فإنه مورقة لمالك. وحمامة ورقاء. وجمل أورق. وذئب أورق. وهو من وُرقِ الذئاب.
ومن المجاز: رأيت في الأرض ورق الدم وهي القطع المستديرة منه. وثمّر الله تعالى ورقه: ماشيته. قال العجاج:
إغفر خطاياي وثمّر ورقي
وهم من ورق القوم: من أحداثهم. وإنه إنها لورقة إذا كانا ضعيفين حديثين. وما أحسن أوراق فلان! إذا كان حسن الهيئة واللّبسة. وكتب في الورق وهي جلود رقاق، وصنعته الوِراقة. وكأن وجهه ورقة مصحف. وعام أورق: لا مطر فيه. وأورق الصائد والغازي، وطالب الحاجة: أخفق.
و ر ك

ورّك على الدابة وتورّك: ركبها واضعاً رجله بين يدي الواسط وهو مقدّم الرحل على الموركة وهي شبه مصدغة يجعلها تحت رجله ويحتضن الواسط بمأبضها وهو منثني الركبة. وزيّن رحله بالوراك وهو قطعة من حبرة أو أديم يحفّ بها الرحل وقد تجعل على الموركة: وسجد متورّكاً وهو أن يلصق وركيه بعقبيه ولا يتجافى. وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: " أنه كره أن يسجد الرجل متوركاً أو مضطجعاً " . ونام متورّكاً متكئاً على أحد وركيه.
ومن المجاز: قعد الملاّح على ورك السفينة، وهم عليّ وركٌ واحد إذا تألبوا عليه. وورّكوا في الوادي: عدلوا. قال زهير:
وورّكن في السّوبان يعلون متنه ... عليهن دلّ الناعم المتنعّم
وورّك عليه السيف: حمله عليه. قال ساعدة ابن جؤيّة:
فورّك لينا لا يثمثم نصله ... إذا صاب أوساط العظام صميم
لا يردّ. وورّك عليه ذنبه. وعن الحسن: من أنكر القدر فقد فجر، ومن ورّك ذنبه على الله فقد كفر. وتورّك عن الحاجة: تبطّأ عنها. وقال القطاميّ:
وقد تعرّجت لما ورّكت أركاً ... ذات الشمال عن أيماننا الرحل
أي خلّفته.
و ر مورم جلده، وفيه ورم وأورام، وتورّم وجهه، وأصبح مورّماً.
ومن المجاز: ورم أنفه إذا غضب. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه: " فكلكم ورِم أنفه أن يكون له الأمر من دونه " . وشجر وارم: كثير مجتمع. قال الجعديّ:
فتسامى زمخريّ وارم ... مالت الأعراف منه واكتهل
لا يمسك ماءه.
و ر هامرأة ورهاء: حمقاء.
ومن المجاز: ريح ورهاء، كقولهم: هوجاء إذا كان في هبوبها خرق وعجرفة. وسحاب وردهٌ.
و ر يواريته فتوارى. ووري الزند يرى ووريَ يرى، نحو: وليَ يلي. وأوريته. وهل عندك ريّةٌ؟: شيء تورَى به النار من بعرة أو قطنة. ووراه الداء. وبعير موريٌّ. قال:
وراهنّ ربّي مثل ما قد ورينني ... وأحمى على أكبادهنّ المكاويا
قال النضر: الوريُ شرقق يقع في قصب الرئتين فيقتل. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً ورّى بغيره. وما أدري أيّ الورى هو؟. ويقال: " وراءك أوسع لك " . وقيل للمخبّل: قاوم الزبرقان فقال: إنه أندى مني صوتاً وأكثر مني ريقاً وإني لا أقوم له في المواجهة ولكن دعوني أهاديه الشعر من وراء وراء.
ومن المجاز: " ورت بك زنادي " ووريت. قال:
ورت بعمرو بن عليّ ناري ... ساعة تبدو أسؤق العذارى
وفلان كثير الرماد، وارى الزناد. واستوريت فلاناً رأياً: سألته أن يورِيه لي، كما يقال: استضيء برأيه. وسمعتهم يقولون: أورنيه. بمعنى أرنيه وهو من الورى أي أبرزه لي. وورى النّقيُ ورياً: خرج منه ودك كثير. وسنامٌ وارٍ. قال الأخطل:
والمطعمين إذا هبت شآمية ... تزجي الجهام سديف المربع الواري
الناقة التي لقحت أوّل الربيع، والواري وصفٌ للسّديف منصوبٌ أو مجرور على الجوار أو وصفٌ للمربع على معنى النسب أي ذات ورى.
و ز بسالت الموازيب والميازيب، من وزب إذا مال عن ابن الأعرابي.
و ز رحمّلته الوزر وهو الحمل الثقيل، ووزره يزره: حمله، وهو وازره، ووازَرَه: حامَلَه. وهو موازِره ووزيره، كقولك: مجالسه وجليسه. وأنت حصني ووزري.
ومن المجاز: أعدّ أوزار الحرب: آلاتها. قال الأعشى:
وأعددت للحرب أوزارها ... رماحاً طوالاً وخيلاً ذكوراً
ووضعت الحرب أوزارها. وقد وزر فلان: أذنب فهو وازر، ووُزِرَ فهو موزور. يقال: فلان موزور، غير مأجور. واتزر فهو متّزر. قال مرار بن سعيد:
أستغفر الله من جدّي ومن لعبي ... وزري فكل امريء لا بدّ متّزر
وعليك في هذا وزر وأوزار. وهو وزير الملك: للذي يوازره أعباء الملك أي يحامله وليس من المؤازرة: المعاونة لأن واوها عن همزة وفعيل منها أزيرٌ. ووزر فلان للأمير يزر له زارةً، واستوزر استيزاراً. وعن النضر: سمعت رجلاً فصيحاً من جذام يقول: نحن أوزاره أجمعون أي وزراؤه وأنصاره نحو أشراف وأيتام.
و ز عوزعته: كففته فاتزع، ووازعته: مانعته. والشيب وازع. وهو وازع العسكر: لمن يزع من يتقدّم منهم. ولا بدّ للناس من وزعةٍ: من كففة عن الشرّ والبغي. ووزع نفسه عن الجهل والهوى. قال:

إذا لم أزع نفسي عن الجهل والصّبا ... لينفعها علمي فقد ضرّها جهلي
وفلان متّزع: عزيز النفس ممتنع. وأوزعه الله الشكر. وأنا أستوزع الله شكر نعمته. وأولعت به وأوزعت، وأنا به مولع وموزع، ولي به ولوع ووزوع، وأولعته به وأوزعته. ووزّع المال والخاج توزيعاً: قسمه. وبها أوزاع من الناس وأوشاب: ضروب متفرّقون. وتقول: ذهبت نفسه شعاعاً، ولحمه أوزاعاً. قال يزيد بن الحكم الثقفيّ:
فرددت عادية الكتيبة عن فتى ... قد اد يترك لحمه أوزاعاً
وما لهم إلا أوزاع من الصّرم. قال:
فاستدبروا كلّ ضحضاح مدفّئة ... والمحصنات وأوزاعاً من الصرم
استدبروا: استاقوا: والضحضاح: الإبل الكثيرة.
ومن المجاز: توزّعته الأفكار، وهو متوزّع القلب.
و ز غأحمر كأنه وزغةٌ. ووزّغ الجنين: صوّر في البطن. وأوزغت الناقة ببولها: رمت به.
ومن المجاز: ما هو إلا وزغ من الأوزاغ: فسلٌ.
و ز نوزنه وزناً وزنة، ووزنت له الدراهم، فاتّزنها، كقولك: نقدتها له فانتقدها. واتّزن العدل: اعتدل بالآخر. ودينار وازن، ودراهم وازنة بوزن مكة. ووازن الشيء الشيء: ساواه في الوزن، وتوازنا واتّزنا. وسمعتهم يقولون: أخذت كذا بكذا وزنة بوزنة، ووزنت الشيء ووزنته وثقلته إذا رزته بيدك لتعرف وزنه.
ومن المجاز: استقام ميزان النهار: انتصف. وكلام موزون. وتقول: زن كلامك ولا تزنه. وهو وزين الرأي، وقد وزن وزانة أي رزينه. وداري توازن دارك أي تحاذيها، وهي بوزانها ووزنها وزنتها: بحذائها. قال محمد بن يزيد الأموي:
حتى إذا ما الحوت في ... حوض من الدلو كرع
ووازن الكفّ التي ... فيها خضاب قد نصع
للثريا كفان: الجذماء والخضيب. وهو بميزان الجبل: بحذائه. وفلان راجح الوزن: موصوف برجاحة العقل والرأي. ووازنت الرجل: كافأته على فعاله. ووزن نفسه على كذا: وطّنها عليه. وما أكله إلا وزنةٌ واحدة أي وجبة.
و س جوسجت الإبل وسيجاً وهو ضرب من السير. قال ذو الرمة:
والعيس من عاسج أو واسجٍ خبباً ... ينحزن في جانبيها وهي تنسلب
وإبل وسجٌ. وأوسجتها: حملتها على الوسيج.
و س خوسخ الثوب وسخاً واتسخ وتوسّخ واستوسخ، وبه وسخ وأوساخ، ووسّخته وأوسخته.
ومن المجاز: لا تأكل من أوساخ الناس.
و س دتحته وسادة من حرّ الوسائد، وأما الوساد فكل ما يتوسد به وإن كان من تراب، ووسّدته كذا فتوسده.
ومن المجاز: هو عريض الوساد: للأبله. وهو يتوسد الهمّ.
و س و سوسوس الرجل بلفظ ما سمى فاعله فهو موسوس بالكسر. قال:
وسوس يدعو مخلصاً رب الفلق
وهو فعل غير متعدّ نحو ولول ووعوع. ووسوس إليه الشيطان.
ومن المجاز: وسوس الحليّ والقصب، وسمعت وسواسه.
و س طجلس وسط الدار. وضرب وسطه وأوساطهم. وهو أوسط أولاده، ووسطى بناته. ووسط القوم وتوسّطهم: حصل في وسطهم. قال:
وقد وسطت مالكاً وحنظلاً
وتوسّطت الشمس السماء. ووسّطته القوم. وتوسّط بين الخصوم. ووسّطته. وهي واسطة القلادة، ووسائط القلائد.
ومن المجاز: هو وسطٌ في قومه، وسطةٌ ووسيطٌ فيهم، وقد وسط وساطة، وقوم وسطٌ وأوساط: خيار. " وكذلك جعلناكم أمة وسطاً " . وقال زهير:
هم وسط يرضى الأنام بحكمهم ... إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم
وهو من واسطة قومه. وهو أوسط قومه حسباً. واكتريت من أعرابيّ فقال لي: أعطني من سطاتهنّه: أراد من خيار الدنانير.
و س عوسع المكان وغيره سعةً واتسع وتوسع واستوسع. قال النابغة:
تسع البلاد إذا أتيتك زائراً ... وإذا هجرتك ضاق عنّي مقعدي
ولي في هذا المكان متّسع. وأوسعت الموضع: وجدته واسعاً. يقال: " أوسعت فابنِ " . وفرس وساعٌ ووسيعٌ: واسع الخطو، وقد وسع وساعة. ووسع الرجل المكان، ووسعه المكان.
ومن المجاز: إنه ليسعني ما يسعك، ولا يسعني شيء ويضيق عنك، ولا يسعك أن تفعل كذا. ووسّع الله عليه العيش وأوسعه. وأوسع الرجل واستوسع: اتسعت حاله. وهو في عيش واسع " والله واسع " ، ووسعت رحمته كل شيء، ولا تكلف نفسٌ إلا ما تسع. قال الأخطل:
ولا تكلّف نفسٌ فوق ما تسع
ووسع القوم عطاء فلان.
و س ق

عنده وسق من تمر ووسوق وأوساق. ووسّق متاعه: جعله وسوقاً. وأوسقت البعير: حمّلته الوسق. ووسقه. حمله. وكلّ شيء جمعته وحملته فقد وسقته. قال:
وإني وإياكم وشوقاً إليكم ... كقابض ماء لم تسقه أنامله
والراعي يسق الإبل حتى استوسقت: اجتمعت. وساق العدوّ الوسيقة والوسائق وهي الطريدة. وناقة واسق: حامل، وقد وسقت. ونخلة موسقة، وقد أوسقت. قال لبيد يصف الجنة:
يوم أرزاق من يفضّل عمّ ... موسقات وحفّلٌ أبكار
ومن المجاز: اتّسق القمر. واتسق أمره واستوسق. وطرد الحمار وسيقته وهي عانته. وهو لا يواسق فلاناً: لا يعادله، وأصل المواسقة: المحاملة. قال جندل:
فلست إن جاريتني مواسقي ... ولست إن عضّ شكيمي صادقي
" والليل وما وسق " . ولا أفعل ذلك ما وسقت عيني الماء.
و س للي إليه وسيلة ووسائل. وأنا متوسّل إليه بكذا وواسل، ووسلت إليه، وتوسّلت إلى الله بالعمل: تقرّبت. قال لبيد:
أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم ... بلى كلّ ذي دينٍ إلى الله واسل
و س موسم دابته بالميسم وسماً وسمةً، وما سمة دابّتك وسمات إبلك؟.
ومن المجاز: وسمه بالهجاء. قال الفرزدق:
لقد قلّدت جلف بني كليب ... مواسم في السوالف ثابتات
وقال:
إني امرؤ أسم القصائد للعدا ... إن القصائد شرّها أغفالها
وهو موسوم بالخير والشرّ ومتّسم به، ومنه: موسم الحاجّ ومواسم العرب: لأنها عالم كانوا يجتمعون فيها. ووسّموا نحو عيّدوا إذا شهدوا الموسم. وامرأة ذات ميسم: عليها أثر الجمال. وإنها لوسيمة قسيمة، وإنه لوسيم قسيم، وهم وهنّ وسامٌ. وتوسّمت فيه الخير: تبيّنت فيه أثره. قال:
توسّمته لمّا رأيت مهابة ... عليه وقلت الشيخ من آل هاشم
وأرض موسومة: أصابها الوسميّ، والوسميُّ. منسوب إلى وسمه الأرض بالنبات، وتوسّم الرجل: طلب نبات الوسميّ. قال الجعديّ يصف الظعائن:
وأصبحن كالدّوم النواعم غدوةً ... على وجهة من ظاعن يتوسّم
هو قيّمهنّ الذي ينتجع بهنّ، والوجهة: الوجه الذي يؤمّه.
و س نأخذه الوسن والسّنة، وهم في سكر سناتهم، وقد علته وسنةٌ. ورزق فلان ما لم يوسن به في نومه. ورجلٌ وسنان وامرأة وسنى. وفلانة ميسان الضحى، كقولك: نؤوم الضحى، وتوسّنها نحو تنوّمها إذا أتاها نائمة. قال:
كأن فاها لمن توسّنها ... أو هكذا موهناً ولم تنم
وقال حميد بن ثور:
ولقد نظرت إلى أغر مشهر ... بكرٍ توسن بالخميلة عوناً
أراد بالأغر: السحاب، وبالعون: الأرضين التي مطرت قبله، جعله بكراً وإياهنّ عوناً.
ومن المجاز: هو في سنة: في غفلة. وهو غارز رأسه في سنةٍ. وما هو من همي ومن سنتي أي حاجتي. وقضت الإبل أوسانها من الماء. وتقول: الخيل قضت أرسانها، حتى قضت أوسانها.
و ش جوشجت العروق والأغصان تشج وشيجاً، ومنه: الوشيج: عروق القصب. قال زهير:
وهل ينبت الخطيّ إلا وشيجه ... ويغرس إلا في منابتها النخل
ومن المجاز: بينهم واشجة رحم، ووشائج النسب. ووشج ما بينهم وتوشّج. قال:
والقرابات بيننا واشجات ... محكمات القوى بعقدٍ شديد
وقال يصف نساءً:
مصاصٌ لبابٌ لم تشب فيه أشبةٌ ... وما وشجت فيه عروق الزعانف
وتطاعنوا بالوشيج: بالرّماح. قال أوس:
نبيح حمى ذي العزّ حين نريده ... ونحمي حمانا بالوشيج المقوّم
وقد وشجت في قلبي هموم.
و ش حامرأة جائلة الوشاح والوشاحين، ولها وشح وأوشحة، وتوشّحت واتشحت، ووشّحتها.
ومن المجاز: توشّح بثوبه وبنجاده: وخرج متوشّحاً بسيفه ومتّشحاً به، وظبية موشّحة: في جنبيها طرّتان مسكّيتان. قال أبو ذؤيب:
موشّحةٌ بالطرّتين دنا لها ... جنى أيكة يضفو عليها قصارها
وقال الطرمّاح:
ونبّه ذا العفاء الموشّج
وتوشّحت الجبل: سلكته. وتوشّح المرأة: جامعها. وقال:
جعلت يديّ وشاحاً له ... وبعض الفوارس لا يعتنق
أي عانقته.
و ش ظشعب الإناء بوشيظةٍ: بشظيّة.
ومن المجاز: فلان وشيظ في قومه ووشيظة، وهو من وشائظهم. قال جرير:

يخزي الوشيظ إذا قال الصميم لهم ... عدّوا الحصى ثم قيسوا بالمقاييس
وقال الأخطل:
هم أهل بطحاوي قريشٍ كليهما ... هم صلبها ليس الوشائظ كالصلب
ذكّر البطحاء على تأويل الأبطح أ جعل كلاً مثل كل حيث يقول: كلّهنّ فعلت، وعن ناس من العرب: كلّتهنّ.
و ش عبرد موشّع: موسيٌّ ذو رقوم وطرائق وهي الوشيع والوشائع، الواحدة: وشيعة. ووشّعه الحائك توشيعاً. قال ابن دريد: التوشيع: رقم الثوب بعلم ونحوه. ووشّع القطن: لفّه بعد الندف، ووشّع الغزل: لفّه على القصب للنسج، ونسج الثوب بالوشيع والوشائع أي بهاذ القصب الملفوف عليه، وقيل: هي كببٌ من ألوان الخيوط كبّة حمراء وأخرى صفراء. قال:
كنسج الحميريّ برود عصبٍ ... يردّ على جوانبها الوشيعا
وقال ذو الرمّة:
به ملعب من مجفلاتٍ نسجنه ... كنسج اليماني برده بالوشائع
و ش قوشق اللحم يشقه: شرحه وقدّده، وانشقه لنفسه. قال:
إذا عرضت منها كهاة سمينة ... فلا تهد منها وانشق وتجبجب
وعنده وشيقة ووشائق.
و ش كأوشك ذا خروجاً ووشك، وأوشك أن يفعل، ويوشك أن يخرج. قال:
وصار على الأذنين كلاً وأوشكت ... صلات ذوي القربى له أن تنكّرا
وأمر وشيك. وأخاف وشك البين. ووشكان ما كان ذاك. قال يخاطب خالد بن الوليد:
أتقتلهم ظلماً وتنكح فيهم ... لوشكان هذا والدماء تصبّب
وناقة مواشكة: سريعة، وسيرٌ مواشك، وقد واشكت في سيرها مواشكة ووشاكاً.
ولبعضهم:
مواشكةً فلو جنبت إليها ... لعيّت أن تعارضها الجنوب
و ش لما فيه إلا وشلٌ وأوشال وهو ما يتحلّب من صخرة قليلاً قليلاً. قال لبيد يصف فرساً:
وعلاه زبد المحض كما ... زلّ عن ظهر الصفا ماء الوشل
وماء واشل، وقد وشل يشل. وحفر بئراً فأوشلها: وجد ماءها وشلاً.
ومن المجاز: ما أصاب إلا وشلاً من الدنيا وأوشالاً منها: وإنه لواشل الحظّ: ناقصه، وفي مثل " هل بالرمل أوشال " يضرب للنّكد. وهو من أشال القوم وأوشابهم: لفيفهم.
و ش مبيدها وشم ووشومٌ ووشام، وقد وشمتها الواشمة، واستوشمت واتشمت.
ومن المجاز: في الأرض وشمٌ من النبات ووشوم، وأوشمت الأرض: ظهر نباتها كالوشم. وأوشمت الإبل: أصابت وشماً من المرعى. وأوشم البرق: لمع لمعاً خفياً. وما أصابتنا العام وشمةٌ: قطره مطرٍ. وما عصيتك وشمةً: أدنى معصيةٍ.
و ش يثوب موشيٌّ وموشّى، وهو يلبس الوشيَ. ورجل وشاءٌ، وقد وشاه يشيه وشياً وشيةً. وما أحسن شية هذا الفرس! وهي بياض في سواد أو سواد في بياض. " لاشية فيها " .
ومن المجاز: هو واش من الوشاة: لأنه يشي كلامه بالزور ويزخرفه: وقد وشى به إلى السلطان وشاية، وهو كثير الوشايات. وما زال فلان يمشي ويشي. وثور موشيّ القوائم. ووشت الماشية: فشت وكثرت، وفيها مشاءٌ وفشاءٌ ووشاءٌ: لأنها تشي وتزين بكثرتها " ولكم فيها جمالٌ " ، وأوشت الأرض: ظهر فيها وشيٌ من النبات. وأوشت النخلة: بدا أوّل رطبها.
و ص ببه وصب وأوصاب، وهو نصب وصب. قال ذو الرمة:
تشكو الخشاش ومجرى النّسعتين كما ... أن المريض إلى عواده الوصب
وقد وصب من العمل، وأوصبه العل. ورجل وصبٌ موصبٌ إذا وصب. ووصب أهله. وأنا أتوصّب: أجد وصباً. فوي بدني توصّبٌ. وأمر واصب: واجب دائم. " وله الدّين واصباً " . وهي موصبةٌ وقد وصب وصوباً: ووصب شحم الناقة ولبنها: دام، وأوصبت الناقة وواصبت، وهي موصبةٌ ومواصبة. ومفازة واصبة: لا تكاد تنتهي لبعدها.
و ص د" باسط ذراعيه بالوصيد " : بالفناء وقيل: بالباب. قال مزرّد:
حملت عليه الهم والليل جانح ... تمام ولم يفتح لحيذ وصيدها
وأوصد الباب: أغلقه. وأوصد القدر: أطبقها. وأوصدوا واستوصدوا: اتخذوا وصيدة للغنم: حظيرةً، وغنمهم في الوصائد.
ومن المجاز: أوصدوا على فلانٍ: ضيّقوا عليه وأرهقوه، وهو موصدٌ عليه.
و ص رأقطعه أرضاً وكتب له الوصر والوصرة: الصكّ بوزن جربّة وشربّة. قال عديّ:
فأيكم لم ينله عرف نائله ... داثراً سواماً وفي الأرياف أوصارا
وقال الآخر يخاطب خاتمه:

وما اتخذت صداماً للمكوث بها ... ولا انتقشتك إلاّ للوصرّات
هو السامي ولي بعض كور فارس وانتقش على خاتمه واتخذ فرساً اسمه صدام.
و ص فوصفته وصفاً وصفةً، وله أوصاف وصفات حسنة. وتواصفوا بالكرم، وهو شيء موصوف ومتواصف ومتّصف. قال طرفة:
إني كفاني من أمرٍ هممت به ... جار كجار الحذاقيّ الذي اتصفا
الحذاقيّ: أبو دؤاد الإياديّ وقد اتصف جاره أي صار منعوتاً متواصفاً بين العرب ممدّحاً. وواصفته الشيء مواصفةً. " ونهي عن بيع المواصفة " وهو أن يبيع الشيء بصفته وليس عنده ثم يبتاعه ويدفعه. واستوصفته الشيء: سألته أن يصفه لي. والمريض يستوصف الطبيب لدائه: يسأله أ يصف له ما يتعالج به. وهذا مما يعجز الوصاف. وهذا وصيف بيّن الوصافة والإيصاف. وقد أوصف: بلغ أوان الخدمة. وله وصفاء ووصائف، وتوصّفت وصيفاً ووصيفةً: اتخذته، كقولك: تسرّيت.
ومن المجاز: وجهها يصف الحسن، وتقول: وصيفة موصوفة بالجمال، واصفة للغزالة والغزال. ولسانه يصف الكذب، " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب " . وهذه ناقة تصف الإدلاج. قال الشمّاخ:
إذا ما أدلجت وصفت يداها ... لها الإدلاج ليلة لا هجوع
وقد كثر حتى قالوا: وصفت الناقة وصوفاً إذا أجادت السير وجدّت فيه. ويقال للمهر إذا توجه وأخذ في حسن السيرة: هذا مهرٌ قد وصف أي وصف المشي وأجاده.
و ص لوصل الشيء بغيره فاتصل. ووصّل الحبال وغيرها توصيلاً: وصل بعضها ببعض ومنه: " ولقد وصّلنا لهم القول " . وخيط موصّل: فيه وصل كثير. ووصلني بعد الهجر وواصلني، وصرمني بعد الوصل والصلة والوصال، وتصارموا بعد التواصل. وهذا موصل الحبلين والعظمين. ووصلت شعرها بشعر غيرها. " ولعن الله الواصلة والمستوصلة. وقطع الله أوصاله: مفاصله جمع وصلٍ ووصلٍ. قال ذو الرمة:
إذا ابن أبي موسى بلالاً بلغته ... فقام بفاس بين وصليك جازر
" ما جعل الله من بحيرةٍ ولا سائبةٍ ولا وصيلةٍ " وهي التي وصلت أخاها من أولاد الغنم فلم تذبح، وإذا مات رجل أو نكب قيل للآخر: لا كنت له بوصيلٍ أي لا وصلت به فيصيبك ما أصابه. وهو وصيل فلان: لمواصله الذي لا يكاد يفارقه. ووصل إليه وصولاً. وأوصلته إليه. وتوصّلت إليه: تلطّفت حتى وصلت إليه. وهذا وصلةٌ إلى كذا، وبينهم وصلةٌ ووصلٌ. وساق الله إليّ وصلةً حتى بلغت مقصدي أي رفقة حملوني. وسمعتهم يسمون الزاد: صلةً بالضم.
ومن المجاز: وصله بألف درهم، وهذه صلة الأمير وصلاته. ووصل إلى بني فلان واتصل: انتمى. قال الأعشى:
إذا اتصلت قالت أبكر بن وائل ... وبكر سبتها والأنوف رواغم
وضربه ضربة لا توصل: لا تداوي. قال الفرزدق:
وهم الذين علوا عمارة ضربة ... شوهاء فوق شؤونه لا توصل
ووصل رحمه، وأمر الله تعالى بصلة الرحم.
و ص مفي العود والعظم وصمٌ: صدع، وفيه وصوم كثيرة. ووصم الرمح فهو موصوم.
ومن المجاز: إن في حسبك لوصماً: عيباً. قال:
فإن تك جرمٌ ذات وصم فإننا ... دلفنا إلى جرم بالأم من جرم
ووصّمته الحمّى: فترته وكسّرته. وأجد في جسدي توصيماً. وفيه توصيم الكسل قال لبيد:
وإذا رمت رحيلاً فارتحل ... واعص ما يأمر توصيم الكسل
و ص يوصى الشيء بالشيء: وصله به. قال ذو الرمة:
نصى الليل بالأيام حتى صلاتنا ... مقاسمة يشتق أنصافها السّفر
ووصى النبت: اتصل وكثر. وأرض واصيةٌ النبات. وواصى البلد البلد: واصله. وأوصيت إلى زيد لعمرو بكذا ووصّيت، وهذا وصيّي، وهم أوصيائي، وهذه وصيّتي ووصاتي، وقبل الوصيّ وصايته، وهي مصدر الوصيّ.
ومن المجاز: أوصيك بتقوى الله " ووصّى بها إبراهيم بنيه " ووصيتك بفلان أن تبره وبأرضي أن تعمرها. واستوص بفلان خيراً.
و ض أرجل وضيء الوجه: ظاهر الوضاءة ووضّاء. قال:
والمرء يلحقه بفتيان الندى ... خلق الكريم وليس بالوضّاء
وقد وضوّ. وتوضّأ وضوءاً سابغاً بوضوءٍ طاهرٍ من ميضأةً له وميضاءة.
و ض حوضح الشيء وتوضّح. قال ذو الرمة:
تبسّم لمح البرق عن متوضّح ... كأن الأقاحي شاف ألوانها القطر

وأوضحته ووضّحته واستوضحته: وضعت يدي على عيني أطلب أن يضح لي. واستوضحت الشمس: تخاوصت إليها. وشجّه الموضحة وهي التي توضح عن العظم. ومن أين وضح الراكب وأوضح. وأرى وضحةً ما هي: شبحاً يضح لي. وإنه لوضّاح: للرجل الحسن البسّام. وجاء في وضح الصبح. قال الأعشى:
إذا أتتكم شيبان في وضح الصب ... ح بكبشٍ ترى له قدّاما
وقال الفرزدق:
ولو لبس النهار بنو كليب ... لدنس لؤمهم وضح النهار
" وصوموا من وضحٍ إلى وضحٍ " : من ضوء إلى ضوء. واسلكوا وضح الطريق: محجّته. قال جرير:
قيس على وضح الطريق وتغلب ... يتردّدون تردّد العميان
وفرس ذو أوضاح وهي الغرّة والتحجيل. وعليها وضحٌ وأوضاح: حليّ من فضة. ولا ترك الله له واضحة: سنّاً تضح عند الضحك، واستوضح عن هذا الشيء: ابحث عنه.
ومن المجاز: له النسب الوضّاح. ووضحت الحامل باللبن إذا ألمعت، وحبّذا الوضح أي اللبن.
و ض خواضخه: ساجله مواضخةً وهي المباراة في الاستقاء.
ومن المجاز: واضخه في السير وغيره. قال نصف الحمار وأتنه:
إذا وضخ التقريب واضخن مثله ... وإن سحّ سحاً خذرفت بالأكارع
و ض رإناء وضرٌ. ويدٌ وضرةٌ، وبها وضرٌ: وسخ من دسم أو غيره. قال أبو الهنديّ:
سيغني أبا الهنديّ عن وطب سالم ... أباريق لم يعلق بها وضر الزبد
وطهّر الوضراء، وعن الجاحظ: الوري وأنشد:
إذا ملا بطنه ألبانها حلباً ... باتت تغنّيه وضرى ذات أجراس
وهي الاست.
ومن المجاز: فلان وضر الخلاق، وفي أخلاقه وضر، وهو ذو أوضارٍ إذا كان خبيثاً. وكان نقيّ العرض فوضّره بالدناءة.
و ض عوضع الشيء موضعه ومواضعه. والخياط يوضّع القطن على الثوب توضيعاً.
ومن المجاز: وضعه الشحّ ودناءة النسب. ووضع منه: غضّ منه. وتكلّمت بموضوع الكلام ومخفوضه. قال ذو الرمة:
يقطّع موضوع الحديث ابتسامها ... تقطّع ماء المزن في نطف الخمر
وهو من وضّاع اللغة والصناعة. ووضعت ولدها. ووضع في تجارته وأوضع، ولا أزال أوضع في تجاراتي، ولم أزل موضوعاً فيها. وكم من وضيعة وضعتها. وهو كثير الوضائع، في بيع البضائع. والدابة تضع في سيرها وهو سير دون. ولها موضوع ومرفوع. وأوضعتها. " ولأوضعوا خلالكم " . وواضعته على كذا، وتواضعنا عليه. وفي كلام بعضهم: إذا كان وجه السّحر فاقرع عليّ بابي حتى تعرف موضع رأيي. ورجل وضيع، وقد وضع ضعةً ووضاعة، واتضع وتواضع. وارمأة واضعٌ: لا خمار عليها. وتعال أواضعك الرهان. وفلان موضع. وفي كلامه توضيع: تخنيث وهو من وضّع الشجرة إذا هصرها. وجملٌ عارف الموضع أي يعرف التوضيع لأنه ذلول فيضع عند الركوب رأسه وعنقه. قال:
فعوّجت من بازل جلنفع ... رخو السنام عارف الموضّع
و ض مأوضمت اللحم وأوضمت له: جعلت له وضماً وهو كلّ ما وُقيَ به من الأرض من خشبة أو خصفة أو يغرهما. ووضمته أضمه وضماً: إذا وضعته على الوضم ورويَ على العكس. وأطعموا الوضيمة: طعام المأتم.
ومن المجاز: هو لحم على وضم: للذليل. واستضمت فلاناص واستوضمته: ظلمته وجعلته كالوضم في الذل. قال:
إن لا يكن جسم فإنّ قلباً ... أصمع للضيم أبياً شغباً
يستوضم الجبّاءة الجخبا
الجبّأ والجبّاء والجبّاءة: الضعيف، والجخب مثله، وتوضّم المرأة: وقع عليها.
و ض ندرع موضونة: منسوجة حلقتين حلقتين. ووضن النّسع، وقلق وضينها: بطانها من الهزال، وقلقت وضنها.
و ط ئوطئه برجله وطأً وطئةً، ورايت موطئ قدمه ومواطئ أقدامهم، وتوطؤوه بالأقدام حتى قتلوه. قال ذو الرمة:
وإنا لحيّ ما تزال جيادنا ... توطّأ أكباد الكماة وتأسر
وأوطأته دابتي حتى وطئته. ووطّات الفراش توطئة، ووطؤ وطاءة، وفراش وطئ، وما له وطاءٌ ولا غطاء، وواطأه على الأمر مواطأة، وتواطأوا عليه، وكلّ أحد يخبر عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من غير تواطؤ. وأوطأ في شعره إيطاء وهو اتفاق القافيتين من المواطأة.

ومن المجاز: وطئهم العدوّ وطأةً منكرة. وفي الحديث: " اللهم اشدد وطأتك على مضر " وثبّت الله وطأته. وفلان وطئ الخلق، وقد وطؤ وطاءة، وتقول: فيه وطاءة الخلق، ووضاءة الخلق. ويقال للمضياف: موطّأ الأكتاف إذا لم ينب جنابه عن النّزل. ودابة وطيئة: بيّنة الوطاءة. وهو في عيش وطيء، وأنا أحب وطاءة العيش.
و ط بعنده وطابٌ من لبن وأوطاب، ومنه: الوطباء: العظيمة الثديين.
ومن المجاز: رجل وطبٌ: جافٍ. قال:
أفي أن سرى كلبٌ فبيّت علبةً ... وجبجبةً للوطب سلمى تطلّق
و ط دوطد المكان ووطّده إذا ضربه بالميطدة ليتصلّب لأساس بناء أو غيره.
ومن المجاز: وطّد الملك توطيداً. وعزّ موطّد وموطود وواطد: ثابت. ووطّدت منزلة فلان عند فلان، وتوطّدت له عنده منزلةٌ، ومنه: وطائد المسجد: لأساطينه، ووطائد القدر: لأثافيه. وفلان من وطائد الإسم. قال:
فأنت لدين الله فينا وطيدة ... وأنت عن الأحساب فينا المذبب
أي دعامة.
و ط رقضيت منه وطري وأوطاري.
و ط سوطست الركاب اليرمع: كسرته، ووطست الأرض: هزمت فيها. وحفر وطيساً: حفرة يختبز فيها ويشتوي.
ومن المجاز: حمي الوطيس إذا اشتدت الحرب. وتواطست الأمواج: تلاطمت.
و ط شوطشت القوم عني: دفعتهم. وضربوه فما وطّش إليهم توطشيشاً: ما مد يده إليهم ولا دفع عن نفسه. ووطّش لي شيئاً من الحديث حتى أذكره أي افتح.
و ط ففي أشفاره وطفٌ: طول شعر واسترخاء.
ومن المجاز: سحابة وطفاء: لها هيدب، وسحاب وطف. وعيش أوطف: رخيّ.
و ط ن كلّ يحب وطنه وأوطانه وموطنه ومواطنه، والإبل تحن إلى أوطانها. وأطن الأرض ووطذنها وتوطذنها واستوطنها. وأرسلت الخيل من الميطان: من حيث توطّن للسباق.
ومن المجاز: هذه أوطان الغنم: لمرابضها. وثبت في موطن القتال ومواطنه وهي مشاهده. وإذا أتيت مكة فوقفت في تلك المواطن فادع لي ولإخواني أي في تلك المشاهد. ووطّنت نفسي على ذا فتوطّنت. قال:
ولا يخر فيمن لا يوطّن نفسه ... على نائبات الدهر حين تنوب
وواطنته على الأمر: وافقته.
و ظ بوظب على الأمر وظوباً، وواظب عليه مواظبة: داوم.
و ظ فله وظيفة من رزق، ووظائف ووظف، وعليه كلّ يوم وظيفة من عمل، ووظّف عليه لاعمل: وهو موظّف عليه، ووظّف له الرزق: ووظّف لدابّته العلف. وضرب وظيف دابّته وأوظفة دوابّه وهو مقدّم الساق.
ومن المجاز: للدنيا وظائف أي نوب ودول. قال:
أبقت لنا وقعات الدهر مكرمةً ... ما هبت الريح والدنيا لها وظف
وجاءت الإبل على وظيفٍ واحد وخفّ واحد إذا جاءت قطاراً.
و ع بأوعبت الشيء واستوعبته إذا استنظفته.
ومن المجاز: استوعب الجراب الدقيق. وفي الحديث: " إن النّعمة الواحدة تستوعب عمل العبد يوم القيامة " وأوعب الجدع أنفه، وجدعه جدعاً موعباً. وركض وعيب وهو أقصى ما عند الفرس. قال بعض العبديّين:
أخال بها كفّه مدبراً ... وهل ينجينك ركض وعيت
وأتبعه طعنةً ثرةً ... يسيل على السرج منها صبيب
وبيت وعيب: واسع يستوعب ما يجعل فيه، وأوعب بنو فلان لبني فلان: جاءوهم بأجمعهم. وأوعبوا جلاءً: لم يبق في بلدهم أحد.
و ع ثهو يمشي في الوعث والوعوث: في دهاسٍ يشق فيه المشيُ، وقد أوعثوا، كقولك: أسهلوا.
ومن المجاز: " أعوذ بالله من وعثاء السفر " : من شدّته. وركب فلان الوعثاء إذا أذنب. قال الكميت:
وأين ابنها منكم ومنّا وبعلها ... خزيمة والأرحام وعثاء حوبها
ويده وعثة: منكسرة. قال:
ألستم تغضبون إذا رأيتم ... يميني وعثةً وفمي رتاما
ورجل وعث اللسان إذا عجز عن الكلام. قال ابن هرمة:
ومغوثٍ بعد الهدوّ أجبته ... ولسانه وعث اللّهاة قطيع
وأوعث المتكلم. وامرأة وعثة الأرداف: عجزاء. قال ابن هرمة:
ثم قامت حولها أترابها ... وعثة الأرداف غرثى الملتزم
و ع د

وعدته كذا. وأوعدته بالعقوبة وتوعدته. وقد أخلف وعده وعدته وموعده وموعدته وموعوده وميعاده، وهذا الوقت والمكان ميعادهم وموعدهم، وتواعدوا واتعدوا، ووعدته فاتعد: قبل الوعد نحو وعظته فاتعظ. واشتدّ الوعيد.
ومن المجاز: وعدته شراً " الشيطان يعدكم الفقر " وأصبحت أرضهم واعدة إذا رُجيَ خيرها، وقد وعدت. ويوم وعام واعد. ورأيت شجرها ونباتها واعداً. وفرس واعد يعد الجري. قال في صفة النخل:
كيف تراها واعداً صغارها ... تسوء شنّاء العدا كبارها
وأنشد ابن دريد:
راحت ركائبهم وفي أكوارها ... ألفان من عم الأثيل الواعد
ما إن رأيت ولا سمعت بأركبٍ ... حملت حدائق كالظّلام الرّاكد
أراد السجل بالنخل الموهوب. وقال سويد:
رعى غير مذعور بهنّ وراقه ... لعاع تهاداه الدّكادك واعد
وقال ابن ميّادة يصف مطراً:
سبقت أوائله أواخر نوئه ... بمشرّع عذبٍ ونبتٍ واعد
وقال خفاف:
جدّ سبوحاً غير ذي سقطةٍ ... مستفراً ميعته واعد
وقال:
إذا ما استحمّت أرضه من سمائه ... جرى وهو مودوع وواعد مصدق
وأوعد الفحل وعيداً شديداً إذا هدر وهم أن يصول. قال أبو النجم:
يرعد أن يوعد قلب الأعزل
و ع رمشى في الوعر والوعور والأوعار والوعورة. ووعر المكان ووعر وتوعر: صلب، وطريق وعر ووعر وأوعر. وأوعروا: وقعوا في الوعورة، واستوعروا الطريق.
ومن المجاز: هو وعر المعروف: قليله، وشيء وعر: قليلٌ، وأوعرته: قلّلته.
و ع زأوعز إليه ووعز ووعز.
و ع سمشى في الوعس والوعساء والأوعاس. ورمل أوعس. والإبل تواعس ليلها مواعسةً وهو ضرب من السّير. قال ذو الرمة:
كم اجتبن من ليلٍ إليك وواعست ... بنا البيد أعناق المهاري الشّعاشع
و ع ظهو من بين الوعّاظ حسن الوعظ والعظة والموعظة والمواعظ.
و ع و عوعوع الكلب. وسمعت وعوعة الذئاب وبنات آوى. وخطيب وعوعٌ: مدحٌ، ووعواع: ذمّ.
و ع كإذا أخذت الكلاب الصيد فمرّغته قيل: وعكته وعكاً.
ومن المجاز: وعكته الحمّى: دكّته، ووعك فهو موعوك، وبه وعك الحمّى، ووعكة الحمّى. ويوم وعكٌ: شديد الحر. قال الأخطل:
رعاها بصحراوين حتّى تقيّظت ... وأقبل شهراً وقدةٍ وعكان
و ع لهلك الوعول أي الأشراف والعلية.
و ع يوعيت العلم وعياً " وتعيها أذن واعية " ولفلان عين راعية، وأذن واعية: وأوعيت المتاع. ووعى الجرح: انضم فوه على مدّة، ويقال برئ جرحه على وعى. ووعى عظمه: انجبر. وسمعت وعَى الجيش: جلبته، ووعى البعوض. قال الهذليّ:
كأن وعى الخموش بجانبيه ... وعى ركبٍ أميم ذوي هيّاط
وارتفعت الواعية: الصراخ على الميت. وسمعت واعية القوم: أصواتهم. قال الراعي:
فلما علا وجه النهار ورفّعت ... به الطير أصواتاً كواعية الجند
و غ دهو وغد من الأوغاد: دنيّ وأصله سهم لا حظّ له.
و غ رجاء في وغرة القيظ. ووغرته الشمس: اشتدّ وقعها عليه. ووغر عليه صدره، وأوغر صدره: غاظه. وأوغر النصاري الخنزير: أغلوا له الماء وسمطوه وهو حيّ ثم ذبحوه، وفي مثل " كرهت الخنازير الماء المغر " . وقال:
ولقد رأيت مكانهم فكرهتهم ... ككراهة الخنزير للإيغار
وأوغره السلطان أرضاً: جعلها له من غير خراج، وقيل: إيغارالخراج: استيفاؤه.
و غ لأوغلوا في السّير وتوغلوا: أمعنوا، ويستعمل في كل إمعان. ووغل في الشجر وغولاً: توارى فيه: ودخل على القوم واغلاً.
و غ مفي قلبه وغم: حقد. ووغم وغماً ووغماً: حقد، ووغمت وغماً إذا أخبرت الإنسان بما لم تستيقنه.
و غ يشهدت الوغى وأصله الجلبة في الحرب.
و ف دوفدت عليه وغليه وفوداً ووفادة، وهو كثير الوفادات على الملوك، وأوفدت عليه فلاناً، وما أوفدك علينا، واستوفدني، ووافدت فلاناً لى الملك، وتوافدنا عليه، ورأيت عنده الوفد والوفود والوفّاد.
ومن المجاز: الحاج وفد الله. وقال رؤبة:
يكلّ وفد الريح من حيث انخرق

أي اتسع. وبينما أنا في المضيق إذ وفد الله عليّ برجل فأخرجني منه بمعنى جاءني به. ورأيت وافد الإبل ووافد الطير وهو الذي يتقدّم سائرها في السير والورود. ويقال للهرم: غاب وافداه وهما الناشزان من الخدين عند المضغ وإذا هرم الإنسان غارا. قال الأعشى:
رأيت رجلاً غائب الوافدي ... ن مختلف الخلق أعشى ضريرا
وأوفد الشيء: ارتفع وأشرف. وسنام موفد، وما أحسن ما أوفد حاركه!. قال:
ترى العلافيّ عليها موفدا ... كأن برجاً فوقها مشيّدا
وقال:
ذو وركٍ عظيمة كالترس ... وذو سنام موفد المجسّ
وأوفده غيره. قال ابن أحمر:
كأنما المكّاء في بيدها ... سرادق قد أوفدته الأصر
رفعته. واستوفد في قعدته: ارتفع وانتصب. ورأيته مستوفداً. وتوفّدت الأوعال فوق الجبل: تشرّفت.
و ف رشيء وافر وموفور وموفّر ومستوفر، وقد وفر ووفر، ووفرته، ووفرت عليه حقّه فاستوفره نحو: وفّيته إياه فاستوفاه. وهذه أرض في نبتها وشجرها وفرة وفرة أي وفور لم يرع ولم يحطمه المال. ولفلان وفر: مال وافر، وهو في فرة من المالس. وسقاء أوفر، ومزادة وفراء: لم يقص من أديمها شيء. وجارية ذات وفرة: ذات جمّة إلى أذنيها. وأكلت من الوافرة وهي ألية الكبش إذا كانت عظية.
ومن المجاز: وفرته عرضه وفراً إذا أثنيت عليه ولم تعبه، ويقال: فر صاحبك عرضه. وفي مثل: " توفر وتحمد " أي يصان عرضك ويثنى عليك. وتركته على أحسن موفر: على أحسن حال. ووفر شعره: أعفاه. وتوفّر على صاحبه إذا رعى حرماته. وتوفّر على كذا إذا كان مصروف الهمّة إليه. وكان ذلك وأصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم متوافرون.
و ف زأنا مستوفز، وأنا على وفزٍ وعلى أوفاز ووفاز. قال يخاطب الموت:
وهذا الخلق منك على وفاز ... وأرجلهم جميعاً في الركاب
وأوفزته: أعجلته. وبات يتوفز على فراشه: يتقلب، وبات متوفّزاً. وتوفزت لكذا: تهيأت له.
و ف ضأوفض في سيره واستوفض: أسرع. " إلى نصب يوفضون " . واستوفضته: استعجلته. ومعه وفضة، ومعهم وفضات ووفاض. قال الطرماح:
قد تجاوزتها بهضّاء كالجن ... ة يخفون بعض قرع الوفاض
و ف قوافقته على كذا. وبينهما وفاق. وهما متفقان ومتوافقان. ووفّقت بينهما، ووفّقت بين الأشياء المختلفة. والله يوفّق عبده للطاعة وفي الطاعة. وهو يستوفق ربّه للخير، ويقال: لا يتوفّق عبد حتى يوفّه الله تعالى، وإنه لموفّق رشيد. وجاء القوم وفقاً: متوافقين. قال:
يهوين شتّى ويقعن وفقا
متوافقة. وحلوبته وفق عياله أي لبنها يكفيهم. قال الراعي يشكو الساعي:
أما الفقير الذي كانت حلوبته ... وفق العيال فلم يترك له سبر
ووفق الأمر يفق: كان صواباً موافقاً للمراد. ووفقت أمرك: صادفته موافقاً لإرادتك. ووفّقت أمرك: أعطيته موافقاً لمرادك. ووافقت فلاناً في موضع كذا، ووافقته على أمر كذا بمعنى صادفته.
و ف يدرهم واف. وكيل واف. وله شعر واف. ووفى جناح الطائر، وله جناح واف: ضافٍ. ووزن له بالوافية: بالصنجة التامة، وصار هذا وفاء لذاك: تماماً له. ويقال مات فلان وأنت بوفاء أي بتمام عمرك وطوله دعاء له بالبقاء. ووفى بالعهد وأوفى به، وهو وفيّ من قوم أوفياء ووفاة. ووفّاه حقّه وأوفاه " وأوفوا الكيل " واستوفاه وتوفّاه: استكمله. ووافيته في الميعاد: مفاعلة من الوفاء. ووافيته بمكان كذا: أتيته وفاجأته. ووافاني كتابك. وقال بشر:
كأن الأتحمية قام فيها ... لحسن دلالها رشأ موافي
مفاجيء. وقال آخر:
وكأن ما وافاك يوم لقيتها ... من وحش وجرة عاقد متربّب
وأوفى على شرف من الأرض: أشرف.
ومن المجاز: أوفى على المائة إذا زاد عليها. ووافيت العام: حججت. وتوفّي فلان، وتوفّاه الله تعالى، وأدركته الوفاة.
و ق بوقب اليل، وظلام واقب. ووقبت الشمس: وجبت. ووقبت عيناه: غارتا. وشربت من الوقب وهو القلت. وحبذا وقبة الثريد. وسمعت وقيب الفرس ووعيقه وهو صوت قنبه. وتقول العرب: تعوذوا بالله من حميّة الأوقاب واللئام، الوقب: الأحمق. وامرأ ميقاب: محماق.
و ق ت

شيء موقوت وموقّت: مدود. وجاؤا للميقات وبلغوا الميقات: من مواقيت الحج. والهلال ميقات الشهر. والآخرة مقات الخلق وهو مصير الوقت.
و ق ححافر وقاح: صلب، وقد وقح ووقح واستوقح، ووقحه البيطار بالشحمة المذابة.
ومن المجاز: رجل وقح ووقاح: بين الوقاحة والقحة، وقد وقح وتوقح، ورجل موقّع وموقّح: كدّته البلايا حتى استحكم. وبعير موقّح: مكدد بالعمل.
و ق دوقدت النار وقوداً ووقداً، واتقدت وتوقّدت، وأوقدتها ووقّدتها واستوقدتها، ورفعتها بالوقود، وهذا موقد النار وموقدها ومستوقدها، وما أعظم هذا الوقد! وهو النار. وزند ميقاد: سريع الوري. ووقفنا قريباً من الميقدة وهي بالمشعر الحرام على قزحٍ كان أهل الجاهلية يوقدون عليها النار.
ومن المجاز: طبختهم وقدة الصيف. ووقد الحصى. قال الشمّاخ:
رعين الندى حتى إذا وقد الحصى ... ولم يبق من نوء السماك بروق
وقلب وقّاد. ويقال للأعمى: هو غائر الواقدين، ورُويَ:
رأت رجلاً غائر الواقدين
و ق ذوقذه بالضرب. وشاة موقوذة ووقيذ ووقذت بالعصا حتى ماتت، وكان أهل الجاهلية يقذون البهائم. وضربت الحيّة حتى وقذتها. وضربه على موقذ من مواقذه وهي المواضع التي يشتدّ عليها الضرب وهي المرفق وطرف المنكب والركبة والكعب.
ومن المجاز: وقذته العبادة. ووقذتني كلمة سمعتها. وفي قلب وقذة من ذلك: أثر باق من مشقّته. ووقذه النعاس. ووقذه المرض. قال الأعشى:
يلوينني ديني النهار وأجتري ... ديني إذا وقذ النعاس الرقدا
وأجتزي: أقتضي: وحمل فلان وقيذاً: دنفاً مشفياً. ووقذت الناقة: حلبت على كره حتى قلّ لبنها.
و ق رله وقر وأوقار. وأوقر البغل أو الحمار. وأوقرت النخلة وأوقرت فهي موقرة وموقر وموقرة، ونخل مواقير. قال:
لأتبعنّ حمولاً قد علت شرفاً ... كأنها بالضحى نخلٌ مواقير
واستوقرت الإبل شحماً: أثقلها السمن.
ومن المجاز: أوقره الدين. وبأذنه وقر: ثقل، وأذن وقرة وموقورة، وقد وقرت أذني، ووقرت عن استماع كلامه. قال:
كم كلام سيء قد وقرت ... أذني عنه وما بي من صمم
ووقرها الله، ويقال: اللّهم قر أذنه. ورجل وقور، ورجال وقر: رزان، وقد وقر ووقر وقاراً وتوقّر. ويقال: قر في مجلسك " وقرن في بيوتكنّ " . ووقّرته توقيراً إذا بجلته، ولم تستخفّ به. وجنان واقر: لا ستخفّه الفزع. قال:
صهصلق ذات جنان واقر
ووقر في قلبه كذا: وقع وبقي أثره. وكلّمته كلمة وقرت في أذنه: ثبتت، يقال: وقر في السمع ووعاه القلب. وفيه وقرة: صدع باقٍ. ووقر العظم: كسره. ووقرت الدّابة، ووقرت فهي موقورة ووقرة: في حافرها هزمة. وشيء موقّر: فيه وقرات: هزمات. قال:
ويلمّ بزّجرّ شعلٌ على الحصى ... فوقّر بزّ ما هنالك ضائع
و ق صوقصت عنقه: دقت، وهو موقوص العنق، وبه وقص وهو قصر العنق. وهو وهي أوقص ووقصاء.
ومن المجاز: وقصت الدّواب الإكام. كسرت رءوسها. قال ابن مقبل:
فبعثتها تقص المقاصر بعد ما ... كربت حياة النار للمتنّور
والدابة تذب بذنبها فتقص عنها الذباب. وتوقّصت الرّكاب توقصاً وهو نزوها مع القرمطة كأنها تكسر الخطو، ومنه: خذ أوقص الطّريقين: أخصرهما. ووقّص على نارك من دقّ الحطب: ألق عليها الوقص وهو الدقاق التي تشبّع بها. ولا شيء في الأوقاص وهي الأشناق.
و ق عوقع الشيء على الأرض وقوعاص. وأوقعته إيقاعاً. ووقع الطائر على الشجرة. وهذه ميقعة البازي: لكندرته. وتوقعته: ترقّبت وقوعه. ووقع الربيع في الأرض. وانتجعوا مواقع الغيث ومساقطه. وأصفى من ماء الوقيعة والوقائع وهي المناقع. وقال ذو الرمة:
سقين البشام المسك ثمّ رشفنه ... رشيف الغريريّات ماء الوقائع
وتقول: في فم الوقّاع الوقيعة، أعذب من ماء الوقيعة، وسكّين وقيع وموقّع: حديد، ووقّعه القين بالميقعة. واستوقع السّيف: أنى له أن يشحذ.
ومن المجاز: حافر موقّع: وقعته الحجارة. ووقعت الدابة بثرة الركوب: سحجت فتحاصّ عنها الشعر فنبت أبيض. قال:
ولم يوقّع بركوب حجبه

وإنه لموقّع الظهر. ووقّع في كتابه توقيعاً. وهذه النعل لا تقع على رجلي. ووقع الأمر حصل ووجد، ووقع في قلبي السفر. وفلان يسف ولا يقع إذا دنا من الأمر ثمّ لا يفعله. وإنه لقع منّي موقع مسرّة أو مساءة. وله موقع حسن عندي. ووقع فيه: اغتابه. وهو صاحب قيعة ووقائع. ووقع به السوء، وأوقعت به ما يسوء وأنزلته به، ومنه: أوقع بالعدو، ووقع به وواقعه. وبينهما وقاع، وتواقعا. وشهدت الوقعة والوقيعة. قال عنترة:
يخبرك من شهد الوقيعة أنني ... أغشى الوغى وأعف عند المغنم
وزلت به وقعة من وقعات الدّهر ووقائعه. وواقع امرأته.
و ق فوقفته وقفاً فوقف وقوفاً، وقف وقفة، وله وقفات. وهذا موقف من مواقفك. وما وقفني الله على خزية قطّ. وواقفه في حرب أو خصومة. وتوقّف بمكان كذا. واستوقف الركب. ووقّف الناس في الحج: وقفوا بالمواقف. ووقف القارئ توقيفاً: علّمته مواضع الوقوف. ولها وقف: مسك من عاج ونحوه. ووقّفت الجارية، وجارية موقفة.
ومن المجاز: وقّفته على ذنبه وعلى سوء صنيعه. ووقف على المعنى وأحاط به. ووقفت الحديث: توقيفاً: بيّتته. ووقف أرضه على ولده. ووقف القدر بالميقاف وقفاً: أدام غليانها. وتوقّف على المر، تلبّث عليه. وتوقّف عن جواب كلامه. وأنا متوقّف في هذا: لا أمضى رأياً. وفلان لا تواقف خيلاه كذباً ونميمة أي لا يطاق. وإنها لحسنة الموقفين وهما وجهها وقدمها أو وجهها ويدها لأن الأبصار تقف عليهما لأنهما مما تظهره من زينتها، ويقولون: إنها لجميلة موقف الراكب، و " أحسن من الدهم الموقفة " وهي الخيل في أرساغها بياض. وقال أبو أسامة:
فلولا موقفي قامت عليه ... موقفة القوائم أم أجرى
يريد الضبع.
و ق لوقل في الجبل وتوقّلز. ووعل وقل.
ومن المجاز: توقّل فلان في مصاعد الشّرف.
و ق موقم الدّابة: جذب عنانها يكفّ منها. ووقم الله العدوّ: أذلّه. ووقم القدر: وقفها أي أدامها، يقال: قمي قدرك. قال:
إن القدر لم توقم إذا فاض غليها ... أكلت ثريد الماء ليس له طعم
و ق يوقاه الله كلّ سوء ومن السوء وقاية، ووقّاه توقية. وفي مثل " الشجاع موقّى " . وقال رؤبة:
إن الموقّى مثل ما وقيت
أراد التوقية. واتقيته وتوقّيته، واتقى الله حق تقاته وتقاه وتقواه، وفيه تقيّاً: تصغير تقوى. قال النّمر:
إني كما قد تعلمين لأتّقى ... تقياً وأعطى من تلادي للحمد
واستعمل التّقيّة. " ومن عصى الله لم تقه منه واقية " وعلى فلان واقية كواقية الكلاب. وهذا وقاء له ووقاية: لما يوقّ به الشيء. وصاح الواقي: الصرد.
ومن المجاز: سرج واق: غير معقر. وفرس واق: يهاب المشي من وجع يجده في حافره. واتقاه بحجفته. واتقاه بحقّه.
و ك أجاء يتوكأ على هراوته: يتحال عليها، ورأيته متكئاً على وسادة، وسوّيت له متّكأً وتكأةً، ورجل تكأةٌ: كثير الاتكاء، وأوكأت الرجل: نصبت له متّكأ، وأتكأته: حملته على الاتكاء.
ومن المجاز: ضربه فأتكأكه: ألقاه على هيئة المتكئ. واتكأنا عند فلان: طعمنا. قال جميل:
فظللنا نعمة واتكأنا ... وشربنا الحلال من قلله
ومنه " وأعتدت لهنّ متكأً " لأن من دعوته أعددت له تكأةً. ويقال: إنه لتكأةٌ: للثقيل الذي لا براح به.
و ك بمر في موكب: في جماعةٍ ركوب، وهو زين المواكب. وواكبتهم مواكبة: سايرتهم. قال دريد بن الصمة:
واكبتهم بأمون جسرة أجدٍ ... كأنها فدن بالطين ممدور
مطيّن. وواكب الأمير. ركب معه في موكبه. وناقة مواكبة: لا تستأخر عن الركاب. قال ذو الرمة:
وكنت إذا ما الهم ضاف قريته ... مواكبةً ينضو الرّعان ذميلها
و ك تبسر موكّت: بدت فيه نقط من الإرطاب من قبل رأسه كالمذنّب من قبل ذنبه، وقد وكّتت البسرة، وبدت فيها وكتةٌ: نقطة.
ومن المجاز: في عينه وكتةٌ من حمرة أو بياض، وعين موكوتة. وفي قلبي وكتةٌ مما قلت: أثر يسير.
و ك ربيوت كأوكار الطّير، ووكّر الطائر: اتخذ وكراً. ووكّر الرجل: اتخذ طعاماً عند بناء وكره أو شرائه. وصنع وكيرةً. قال:
كل الطعام تشتهي عميره ... الخرس والإعذار والوكيره

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9