كتاب : أساس البلاغة
المؤلف : أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري

مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين، والصلاة والسلام على النبي الكريم.
قال جار الله العلامة أستاذ الدنيا، شيخ العرب والعجم، فخر خوارزم، أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري، رضي الله تعالى عنه: خير منطوق به أمام كل كلام، وأفضل مثدر به كل كتاب، حمد الله تعالى ومدحه بما تمدح به في كتابه الكريم، وقرآنه المجيد: من صفاته المجراة على اسمه لا على جهة الإيضاح والتفصلة، ولا على سبيل الإبانة والتفرقة، إذ ليس بالمشارك في اسمه المبارك: " رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سمياً " . وإنما هي تماجيد لذاته المكونة لجميع الذوات، لا استعانة ثم بالأسباب ولا استظهار بالأدوات.
وأولى ما قفى به حمد الله تعالى الصلاة على النبي العرب المستل من سلالة عدنان، المفضل باللسان، الذي استخزنه الله الفصاحة والبيان، وعلى عترته وصحابته مداره العرب وفحولها، وغرر بني معد وحجولها.
هذا، ولما أنزل الله تعالى كتابه مختصاً من بين الكتب السماوية بصفة البلاغة التي تقطعت عليها أعناق العتاق السبق، وونت عنها خطا الجياد القرح، كان الموفق من العلماء الأعلام، أنصار ملة الإسلام، الذابين عن بيضة الحنيفية البيضاء، المبرهنين على ما كان من العرب العرباء، حين تحدوا به من الإعراض عن المعارضة بأسلات ألسنتهم، والفزع إلى المقارعة بأسنة أسلهم، من كانت مطامح نظره، ومطارح فكره، الجهات التي توصل إلى تبين مراسم البلغاء، والعثور على مناظم الفصحاء، والمخايرة بين متداولات لفاظهم، ومتعاورات أقوالهم، والمغايرة بين ما انتقوا منها وانتخلوا، وما انتفوا عنه فلم يتقبلوا، وما استركوا واستنزلوا، وما استفصحوا واستجزلوا، والنظر فيما كان الناظر فيه على وجوه الإعجاز أوقف، وبأسراره ولطائفه أعرف، حتى يكون صدر يقينه أثلج، وسهم احتجاجه أفلج، وحتى يقال: هو من علم البيان حظي، وفهمه فيه جاحظي، وإلى هذا الصوب ذهب عبد الله الفقير إليه محمود بن عمر الزمخشري، عفا الله تعالى عنه، في تصنيف كتاب أساس البلاغة، وهو كتاب لم تزل نعام القلوب إليه زفافة، ورباح الآمال حوله هفافة، وعيون الأفاضل نحوه روامق، وألسنتهم بتمنيه نواطق، فليت له العربية وما فصح من لغاتها، وملح من بلاغاتها، وما سمع من الأعراب في بواديها، ومن خطباء الحلل في نواديها، ومن قراضبة تجد في أكلائها ومراتعها، ومن سماسرة تهامة في أسواقها ومجمعها، وما تراجزت به السقاة على أفواه قلبها، وتساجعت به الرعاة على شفاه علبها، وما تقارضته شعراء قيس وتميم في ساعات المماتنة، وما تزاملت به سفراء ثقيف وهذيل في أيام المفاتنة؛ وما طولع في بطون الكتب ومنون الدفاتر من روائع ألفاظ مفتنة، وجوامع كلم في أحشائها مجتنة.
ومن خصائص هذا الكتاب تخير ما وقع في عبارات المبدعين وانطوى تحت استعمالات المفلقين، أو ما جاز وقوعه فيها، وانطواؤه تحتها، من التراكيب التي تملح وتحسن، ولا تنقيض عنها الألسن، لجريها رسلات على الأسلات، ومرورها عذبات على العذبات.
ومنها التوقيف على مناهج التركيب والتأليف، وتعريف مدارج الترتيب والترصيف، بسوق الكلمات متناسقة لا مرسلة بدداً، ومتناظمة لا طرائق قددا، مع الاستكثار من نوابع الكلم الهادية إلى مراشد حر المنطق. الدالة على ضالة المنطبق المفلق.
ومنها تأسيس قوانين فصل الخطاب والكلام الفصيح، بإفراد المجاز عن الحقيقة والكناية عن التصريح.
فمن حصل هذه الخصائص وكان له حظ من الإعراب الذي هو ميزان أوضاع العربية ومقياسها، ومعيار حكمة المواضع وقسطاسها، وأصاب ذرواً من علم المعاني، وحظى برش من علم البيان، وكانت له قبل ذلك كله فريحة صحيحة وسليقة سليمة، فحل نثره، وجزل شعره، ولم يطل عليه أن يناهز المقدمين، ويخاطر المقرمين.
وقد رتب الكتاب على أشهر ترتيب متداولاً، وأسهله متناولاً، يهجم فيه الطالب على طلبته موضوعة على طرف التمام وحبل الذراع، من غير أن يحتاج في التنفير عنها إلى الإيجاف والإيضاع؛ وإلى النظر فيما لا يوصل إلا بإعمال الفكر إليه، وفيما دقق النظر فيه الخليل وسيبويه، والله تعالى الموفق إلى إفادة أفاضل المسلمين، ولما يتصل برضا رب العالمين.
كتاب الهمزة
أ ب ب

اطلب الأمر في إبانه، وخذه بربانه، أي أوله، وأنشد ابنُ الأعرابي:
قد هرمتني قبل إبان الهرم ... وهي إذا قلت كلي قالت نعم
صحيحة المعدة من كل سقم ... لو أكلت فيلين لم تخش البشم
وأبَّ للمسير إذا تهيّأ له وتجهز. قال الأعشى:
صرمت ولم أصرمكم وكصارم ... أخ قد طوى كشحاً وأب ليذهبا
ونقول: فلان راع له الحب، وطاع له الأب، أي زكا زرعه واتسع مرعاه.
أ ب دلا أفعله أبد الآباد، وأبد الأبيد، وأبد الآبدين. ونقول: رزقك الله عمراً طويل الآباد، بعيد الآماد، وأبدت الدواب وتأبدت: توحشت، وهي أوابد ومتأبدات. وفرس قيد الأوابد وهي نفر الوحوش. وقد تأبد المنزل: سكنته الأوابد. وتأبد فلان: توحش. وطيور أوابد خلاف القواطع.
ومن المجاز: فلان مولع بأوابد الكلام وهي غرائبه، وبأوابد الشعر وهي التي لا تشاكل جودة. قال الفرزدق:
لن تدركوا كرمي بلؤم أبيكم ... وأوابدي بتنحل الأشعار
وقال النابغة:
نبئت زرعة والسفاهة كاسمها ... يهدي إليّ أوابد الأشعار
وجئتنا بآبدة ما نعرفها.
أ ب رشاة مأبورة: أكلت الإبرة في علفها. وعن مالك بن دينار مثل المؤمن كمثل الشاة المأبورة. ويقال: أشد من وخز الإبر. وأبر النخل وأبره. وتأبر النخل: قبل الإبار. وتقول: إذا رفق الأبار، سحق الجبار.
ومن المجاز: إبرة القرن لطرفه. قال ابن الرقاع:
تزجي أغن كأن إبرة روقه ... قلم أصاب من الدواة مدادها
وإبرة المرفق لطرفه، وإبرة العقرب والنحلة لشوكتها. وتقول: لا بدّ مع الرطب من سلاء النخل، ومع العسل من إبر النحل. وقد أبرته العقرب بمئبرها والجمع مآبر. ومنه: إنه لذو مآبر في الناس كما قالوا: دبت بينهم العقارب إذا مشت بينهم النمائم. وقال النابغة:
وذلك من قول أتاك أقوله ... ومن دس أعداء إليك المآبرا
وأبرني فلان إذا اغتابك وآذاك. وتقول: خبئت منهم المخابر، فمشت بينهم المآبر.
أ ب ستقول أبسوه وحبسوه أي قهروه.
أ ب شما عنده إلا أباشة وهباشة وأشابة أي أخلاط.
أ ب ضكأنه في الإباض، من فرط الانقباض، وهو حبل يشد به رسغ البعير أي عضده، وقد أبضته فهو مأبوض. وقد تقبض، كأنما تأبض، وهو تشنج في رجلي الفرس ونساه وهو مدح له وطعنه في مأبضه وهو باطن الركبة.
أ ب طرفع السوط حتى برقت إبطه. وتأبط السيف: جعله تحت إبطه، والسيف عطافي وإباطي أي ما أجعله على عطفي وتحت إبطي.
قال المتنخل: شربت بجمه وصدرت عنه وأبيض صارم ذكر إباطي.
ومن المجاز: نزل بإبط الرمل وهو مسقطه، وبإبط الجبل، وهو سفحه. وضرب آباط المفازة.
وتقول: ضرب آباط الأمور ومغابنها واستشف ضمائرها وبواطنها.
أ ب قعبد آبق وعبيد أباق. وتقول: الحر إلى الخير سابق، والعبد من مواطنه آبق. وتقول: في رقابهم الرباق، ومن شأنهم الإباق.
أ ب للفلان أثلة مال مؤثلة: غنم مغنمة وإبل مؤبلة. وتأبل إبلاً وتغنم غنماً: اتخذها. وهذه إبل أبل أي مهملة. وفلان حسن الإبالة والإبالة أي السياسة والقيام على ماله، لأن مال العرب الإبل. ومنها: آبل من حنيف الحناتم.
ومن المجاز: تأبل فلان إذا ترك النكاح ولم يقرب النساء، من أبلت الإبل وتأبلت إذا اجترأت بالرطب عن الماء. ومنه قيل للراهب: أبيل، وقد أبل أبالة فهو أبيل، كما تقول: فقه فقاهة فهو فقيه. وتقول: فلانة لو أبصرها الأبيل، لضاق به السبيل.
أ ب نقضيب كثير الأبن وهي العقد.
ومن المجاز: بينهم أبن أي عداوات وإحن، وفي حسبه أبن أي عيوب. ومنه الحديث: لا تؤبن فيه الحرم يقال أبنه إذا عابه. وأبنه: مدحه وعد محاسنه، وهو من باب التفزيع. وقد غلب في مدح النادب. تقول: لم يزل يقرظ أحياكم، ويؤبن موتاكم.
أ ب هلا يؤبه له، وما أبهتُ له. وما عليه أبهة الملك أي بهجته وعظمته. وفلان يتأبه علينا أي يتعظم، وتأبّه عن كذا: تنزه وتعظم.
أ ب وتقول: البر مع الأبوة، والعقوق مع البنوة. وأبوته أبوة صدق أي آباؤه. وأبوت فلاناً وأممته: كنت له أباً وأماً. قال:
تؤمهم وتأبوهم جميعاً ... كما قد السيور من الأديم

وأنه ليأبو يتيماً أي يغذوه ويربيه فعل الآباء. وتأبيت فلاناً وتأممت فلانة كما تقول تبنيته.
أ ب ىأبى الله إلا أن يكون كذا. وأبى عليَّ وتأبى: امتنع. وهو أبيُّ الضيم وآبي الضيم: له نفس أبية وفيه عبية. ونوق أواب: يأبين الفحل. وأصابه أباء بالضم إذا كان يأبى الطعام. تقول: فلانٌ إن شهد الطعان فالحمية والإباء، وإن حضر الطعام فالحمية والأباء.
ومن المجاز: لا أبا لك، ولا أبا لغيرك، ولا أبا لشانئك، يقولونه في الحث، حتى أمر بعضهم لجفائه بقوله: أمطر علينا الغيث لا أبا لكا ويقال: لعمر أ بيك ولعمر أبي سواك. قال الكميتُ:
إني لعمر أبي سوا ... ك من الصنائع والذخائر
وهو أبو الأضياف. ومن أبو مثواك؟ وهو أبو الرؤيس وأبو العمامة: للكبير الرأس والعمامة.
أ ت بتزوجها وهي في إتب وهو ثوب يشق فتلقيه الجارية في عنقها. قال الكميت:
وقد لقيت ظباء الإنس غادية ... من كل أحور بالمكّيّ مؤتتب
ومن المجاز: هذا غلام قد تأتب السلاح أي لبسه. وتأتب القوس: إذا أخرج منكبيه من حمالة القوس فصارت على كتفيه.
أ ت متقول ما حضرت المأتم، وإنما حضرت المأثم وهو جماعة النساء، من الأتم وهو القطع والفتق، كما قيل فئة وقطيع، وقد غلب على جماعتهن في المصائب.
أ ت ىأتى إليه إحساناً إذا فعله. ووعد الله مأتي. وأتيت الأمر من مأتاه ومأتاته أي من وجهه. قال:
وحاجة بت على صماتها ... أتيتها وحدي من مأتاتها
وأتى عليهم الدهر: أفناهم. وأتى امرأته. واستأتت الناقة: اغتلمت وطلبت أن تؤتى. ويقال: ما أتيتنا حتى استأتيناك إذا استبطئوه. وطريق ميتاءٌ مفعالٌ من الإتيان، كقولهم دارٌ محلال. تقول: الموت طريق ميتاء، وهو لكل حيّ ميداء، أي غابة. وهو أتيٌّ فينا وأتاويَّ أي غريبٌ. وسيلٌ أتيُّ، وأتاوي: أتى من حيث لا يدرى. وتقول: فلان كريم المواتاة، جميل المواساه. وهذا أمر لا يواتيني. وتأتي له إمره إذا تسهلت له طريقته. قال:
تأتي له الدهر حتى انجبر
وتأتيت لهذا الأمر: ترفقت له، وقيل تهيأت. وتأتيت له بسهم حتى أصبته إذا تفصدت له. وأتى للسيل: سهل له سبيله. وفتح الماء فأتّ له إلى أرضك. وكثر إتاء أرضه أي ريعها. ونخل ذو إتاء، ولبن ذو إتاء أي ذو زبدٍ كثير. قال عمرو ابن الإطنابة:
وبعض القول ليس له عناج ... كمخض الماء ليس له إتاء
وأدى إتاوة أرضه أي خراجها، وضربت عليهم الإتاوة وهي الجباية. قال جابر بن حنيّ التغلبي:
وفي كل أسواق العراق إتاوة ... وفي كل ما باع امرؤ مكس درهم
وشكم فاه بالإتاوة أي بالرشوة.
أ ث رفيه أثر السيف وآثاره. قال:
أداعيك ما مستصحبات على السري ... حسان وما آثارها بحسان
وجاء على أثره وإثره، وكان هذا إثر ذاك أي بعده. وما تأثر إلي أثراً إذا لم يصطنعك بشيء. ووجدت ذلك في الأثر أي السنة، وفلان من حملة الآثار. وفرس أثير: عظيم أثر الحافر. وحديث مأثور يأثره أي يرويه قرن عن قرن. ومنه السيف المأثور: للقديم المتوارث كابراً عن كابر، وقيل الذي له أثر أي فرند. يقال: ما أحسن أثر هذا السيف وإثره! ولهم مآثر أي مساع يأثرونها عن آبائهم. وسمنت الناقة على أثارةٍ من شحم وهي البقية منه. وعن ابن الأعرابي: أغضبني فلان على أثارة غضب أي على أثر غضب كان قبل ذلك. وهم على أثارة من علم أي بقية منه يأثرونها عن الأولين، وتقول: إذا أثرت فأعلم آثر، وإن عثرت فأسلم عاثر. وعن النضر: أثرت أن أفعل كذا بوزن علمت، وآثرت أن أقول الحق، وهو أثيري أي الذي أوثره وأقدمه، وله عندي أثرة: وهو ذو أثرة عند الأمير. واستأثر عليك بكذا، واستأثر الله تعالى بفلان إذا مات مرجواً له الرحمة. وإذا استأثر الله بشيء فآله عنه. وفي الحديث: " سترون بعدي أثرة " أي يستأثر أمراء الجور بالفيء. وافعل هذا آثراً ما وآثر ذي أثير أي أولاً قال الحارث بن مرارة الحنظلي:
رأتني قد بللت برأس طرف ... طويل الشخص آثر ذي أثير
أ ث فالأثفية ذات وجهين، تكون فعلوة وأفعولة. تقول أثفت القدر وثفيتها، وتأثفت القدر.
ومن المجاز: تأثفوه: اجتمعوا حوله، قال النابغة يخاطب النعمان:

لا تقذفني بركن لا كفاء له ... وإن تأثفك الأعداء بالرفد
وتأثفنا بالمكان: ألفناه فلم نبرحه. وتأثف القوم على الأمر: تألبوا عليه، وهم عليه أثفية واحدة. وفلان مرجوم بأثافي الشر. ورماه بثالثة الأثافي. وبقيت منهم أثفية خشناء أي جماعة كثيفة. ورجل مثفى: ماتت له ثلاث أزواج، وامرأة مثفاة. وأنشد اليزيدي:
نكحت مثفاة شهيراً جمالها ... وأعلم أن الموت لا بد واقع
وكنت مثفى ليت شعري من الذي ... هو اليوم مفجوع ومن هو فاجع
ويقال: لا تثف قدرك لهذا الأمر أي لا تنتدب له، ولا تثفّي لهذا الأمر قدري أي لا أندب لمثله. وثفيت قدرة لكذا إذا جعلته عدة له. وأنشد أبو زيد:
أأعقل قتلي العيص عيص شواحط ... وذلك أمرٌ لا تثفّى له قدري
أ ث لالأثلة السمرة، وقيل شجرة من العضاه طويلة مستقيمة الخشبة تعمل منها القصاع والأقداح، فوقعت مجازاً في قولهم تحت أثلته إذا تنقصه، وفلان لا تنحت أثلته. قال الأعشى:
ألست منتهياً عن نحت أثلتنا ... ولست ضائرها ما أطت الإبل
ولفلان أثلة مال أي أصل مال. ثم قالوا: أثلت مالاً وتأثلته، وشرف مؤثل وأثيل. وقد أثل أثالة، حتى سمي المجد بالأثال بالفتح. تقول: له أثال، كأنه أثال، أي مجد كأنه الجبل.
أ ث متقول: فلان من الحياء يتلثم، ومن اللمم يتأثم أي يتحرج. وتقول: كانوا يفزعون من الأنام أشد ما يفزعون من الأثام، وهو وبال الإثم، قال:
لقد فعلت هذي النوى بي فعلة ... أصاب النوى قبل الممات أثامها
أ ج جأجج النار فتأججت وأجت، وللنار أجيج، واشتدت أجة المصيف. وتقول: هجير أجاج، للشمس فيه مجاج، وهو لعاب الشمس. وماء أجاج: يحرق بملوحته.
ومن المجاز: مرّ يؤج في سيره إذا كان له حفيف كحفيف اللهب، وقد أج أجة الظليم. وسمعت أجة القوم: حفيف مشيهم واضطرابهم.
أ ج دالحمد لله الذي أجدني بعد ضعف وأوجدني بعد فقر أي قواني، من قولهم: ناقة أجد ومؤجدة القرا، وبناء وعقد مؤجد، وإنه لمؤجد الأنياب والأظافر، وثوب مؤجد النسج.
أ ج رأجرك الله على ما فعلت، وأنت مأجور عليه. ومنه قوله تعالى: " على أن تأجرني ثماني حجج " أي تجعلها أجري على التزويج، يريد المهر، من قوله تعالى: " وآتوهن أجورهن " كأنه قال: على أن تمهرني عمل هذه المدة، وأجر فلان ولده إذا ماتوا فكانوا له أجراً وآجرني فلان داره فاستأجرتها، وهو مؤجر ولا تقل مؤاجر فإنه خطأ وقبيح، وليس آجر هذا فاعل ولكن أفعل، وإنما الذي هو فاعل قولك: آجر الأجير مؤاجرة، كقولك شاهره وعاومه، وكما يقال: عامله وعاقده. وتقول: طلب الأجرة، فأعطاه الآجرة.
أ ج لضربت له أجلاً، وتقول: ابن آدم قصير الأجل، طويل الأمل؛ يؤثر العاجل، ويذر الآجل. وتقول: أجلن عيون الآجال، فأصبن النفوس بالآجال. وتأجلت الصوار: اجتمعت.
أ ج مالموت لا تنجو منه الأسد في الآجام، والملوك في الآطام، وداوم على طعام واحد حتى أجمه أي كرهه.
أ ج ننقول: يفسد الرجل المجون، كما يفسد الماء الأجون.
أ ح نتقول: إن الإحن، تجُر المحن. وبينهما مضاغنة عظيمة، ومؤاحنة قديمة.
أ خ ذما أنت إلا أخاذ نباذ: لمن يأخذ الشيء حريصاً عليه ثم ينبذه سريعاً، وفلان أخيذ في يد العدو. وهو أسير فتنه، وأخيذ محنه. وذهبوا ومن أخذ أخذهم، ولو كنت منا لأخذت بأخذنا أي بطريقتنا وشكلنا. ولفلانة أخذة تؤخذ بها الناس أي رقية، وهو مؤخذ عن النساء. وفي الحديث: " أؤخذ جملي " وهو يصطاد الناس بأخذ، والأخذة الرقية.
أ خ رجاءوا عن آخرهم. والنهار يحر عن آخر فآخر، والناس يرذلون عن آخر فآخر والستر مثل آخرة الرحل. ومضى قدماً وتأخر أخراً. وجاءوا في أخريات الناس. ولا أكلمه آخر الدهر وأخرى المنون، ونظر إليّ بمؤخر عينه. وجئت أخيراً وبأخرة. وبعته بيعاً بأخرة أي بنظرة معنى ووزناً. وهي نخلة مئخار من نخل مآخير.
ومن الكناية: أبعد الله الآخر أي من غاب عنا وبعد، والغرض الدعاء للحضور.
أ خ وإخوان الوداد، أقرب من إخوة الولاد.

ومن المجاز: بين السماحة والحماسة تآخٍ، ولقيته بأخي الشر أي بخير، وبأخي الخير أي بشر. وله عند الأمير آخية ثابتة. وشددت له آخية لا يحلها المهر الأرن. وشد الله بينكما أواخي الإخاء، وحل أواري الرياء.
أ د بهو من آدب الناس، وقد أدب فلان وأرب. وتقول: الأدب مأدبه، ما لأحد فيها مأربه. وأدبهم على الأمر: جمعهم عليه يأدبهم. يقال: إيدب جيرانك لتشاورهم. قال:
وكيف قتالي مشعراً يأدبونكم ... على الحق أن لا تأشبوه بباطل
وتقول: أدبهم عليه، وندبهم إليه. وإذا انتقر الآدب، نقره الجادب.
ومن المجاز: جاش أدب البحر إذا كثر ماؤه.
أ د دبقيت منه في داهية إده، ولقيت منه كل شده.
أ د ماستأدمني فأدمته وآدمته. وطعام أديم: مأدوم. ومنه: سمنكم هريق في أديمكم.
ومن المجاز: فلان مؤدم مبشر للين في خشونة. وليس تحت أديم السماء أكرم منه، وأتيته شد الضحى ورأد الضحى وأديم الضحى، بمعنىً. وظل أديم النهار صائماً، وأديم الليل قائماً، أي كله. قال بشر يصف إبلا:
فباتت ليلة وأديم يوم ... على المتهى يجز لها الثغام
وقال معقل بن عوف بن سبيع:
فباتوا حلونا حرساً وباتت ... أديم الليل لا يعذفن عوداً
وفلان إدام قومه وأدم بني أبيه: لثمالهم وقوامهم ومن يصلح أمورهم. وهو أدمة قومه: لسيدهم ومقدمهم. وأتدم العود إذا جرى فيه الماء.
ومن الكناية: ليس بين الدراهم والأدم مثله، يريدون بين العراق واليمن، لأن تبايع أهلهما بالدراهم والأدم قال أوس ن حجر:
وما عدلت نفسي بنفسك سيداً ... سمعت به بين الدراهم والأدم
أ د ىأخذ للحرب أداته، حتى قهر عداته. وفلان مؤد على هذا الأمر أي قوي عليه، من قولهم: شاك مؤد للكامل الأداة. وهو آدى للأمانة منك.
ومن المجاز قول الراعي:
غدت برعال من قطا في حلوقه ... أداوي لطاف الطي موثقة العقد
أراد الحواصل.
أ ذ ناطلب لي شاة أذناء قرناء. وحدثته فأذن لي أحسن الأذن، وآذنته بالأمر فأذن به " فأذنوا بحرب من الله ورسوله " . وتأذن بالشر إذا تقدم فيه وحذره وأنذر به. وإذا نادى منادي السلطان بشيء فقد تأذن به. وتأذنت لأفعلن كذا أي سأفعله لا محالة " وإذ تأذن ربك " . واستأذنت عليه فحجبني الآذن.
ومن المجاز: فلان أذن من الآذان إذا كان سمعة، وهي أذن وهما أذن، وخذ بأذن الكوز وهي عروته. والأكواب كيزان لا آذان لها. ومضت فيه أذنا السهم، قال الطرماح:
توهن فيه المضرحية بعدما ... مضت فيه أذنا بلقعي وعامل
وأنشدني بعض الحجازيين:
وبتنا بقرواحية لا ذرا لها ... من الريح إلا أن نلوذ بكور
فلا الصبح يأتينا ولا الليل ينقضي ... ولا الريح مأذون لها بسكور
وجاء فلان ناشراً أذنيه أي طامعاً. وجاء لابساً أذنيه أي متغافلاً. وفي المثل: أنا أعرف الأرنب وأذنيها أي أعرفه ولا يخفى عليّ كما لا تخفى عليّ الأرنب. وتقول: سيماه بالخير مؤذنه، والنفس بصلاحه موقنه. وقد آذن النبات إذا أراد أن يهيج أي نادى بإدباره.
أ ذ ىأعوذ بالله من جارة بذيه، تغادي وتراوح بأذيه. وتقول: اركب الآذي، تشرب الماذي.
أ ر بفي مثل: مأربة لا حفاوة. ويقولون: ألحق بمآربك من الأرض أي اذهب إلى حيث شئت. ولبعضهم:
في ماء مأرب للظماء مآرب
وما آربك إلى هذا الأمر؟ وما لي فيه أرب. وفلان مالك لإربه. وهو من غير أولي الإربة من الرجال. وفلان أرب وذو إرب وهو الدهاء. ومنه: الأربي الداهية. وهو آرب من صاحبه. وهو يؤارب أخاه. ويقال: مؤاربة الأريب جهل وعناء. وأرب الشاة: عضها وقطعها إرباً إرباً. وجذم فتساقطت آرابه. وتأربت العقدة: توثقت، وأربتها: وثقتها.
ومن المجاز: تأرب علينا فلان تعسر.
أ ر ثأرث نارك أوقدها. وما توقد به من روثة أو نحوها يسمى الأرثة والإراث.
ومن المجاز: أرث بين القوم: أفسد، وأوقد نار الفتنة.
أ ر جفغمني أرج اللطيمة وأريجها، وأرج الطيب وتأرج، وبيت أرج بالطيب.
أ ر ز

لا يزال فلان يأرز إلى وطنه أي حيثما ذهب رجع إليه. وفلان إذا سئل أرز أي تقبض. وما بلغ أعلى الجبل إلا آرزاً أي منقبضاً عن الانبساط في مشيه من شدة إعيائه. وشجرة آرزة: ثابتة، وإن هذه الدابة لآرزة الفقار.
ومن المجاز: بتنا بليلة آرزة: يأرز من فيها لشدة بردها، يقال أرزت أصابعه من البرد. قال:
وقد أرزت من بردهن الأنامل
أ ر شتقول: أجل من الحرش، أن يجرح ويؤخذ بالأرش.
أ ر ضهو آمن من الأرض، وأشد من الأرض. وتأرض فلان: لزم الأرض فلم يبرح. وتقول: فلان إن رأى مطمعاً تعرض، وإن أصاب مطعماً تأرض، وأتانا ابن أرض أي غريباً. ونزلنا بعروض عريضه، وأرض أريضه. وهو أريض للخير: خليق له. قال حميد الأرقط:
منا حماة المأزق العضوض ... كل أريب للعلى أريض
وهو أفسد من الأرضة، وخشبة مأروضة، وقد أرضت أرضاً " دابة الأرض تأكل منسأته " .
ومن المجاز: فرس بعيد ما بين سمائه وأرضه إذا كان نهداً. ويقال: من أطاعني كنت له أرضاً، يراد التواضع. وفلان إن ضرب فأرض أي لا يبالي بالضرب.
أ ر قأصابه أرق، وأرقني الهم. وتقول: له جفن مؤرق، ودمع مرقوق.
أ ر كأفديك من مستاكه، بعود أراكه. وكأنهن ظباء أوارك. وتقول: هم متكئون على الأرائك، مع بيض كالترائك.
أ ر متقول: نفس ذات أكرومه، من أطيب أرومه. وتقول: رأيت حسّادك العرم، يحرقون عليك الأرم.
أ ر نفيه أرن أي مرح، ومهر أرن. ويوم أرونان وأروناني: شديد. قال:
وظل لنسوة النعمان منا ... على سفوان يوم أروناني
أ ر ىتقول: أعطش إليك فما أروى، وأنت كبارح الأروى. وتقول: تدنيها روية الشعف، وكأنها أروية الشعف. وتقول: خيره كالأرى، وشره كالشرى؛ وهو عمل النحل العسل. يقال: أرت النحل تأرى أرياً، فسمي به العسل كما سمي المكسوب كسباً.
ومن المجاز: تسمية المطر أرى الجنوب في قول زهير:
يشمن بروقه ويرش أرى ال ... جنوب على حواجبها العماء
وقولهم: إن بينهم أرى عداوة وهو ما يتولد منها من الشر.
أ ز رشد به أزره، ومعه من يؤامره ويؤازره. وأردت كذا فآزرني عليه فلان إذا ظاهرك وعاونك. وإنه لحسن الإزرة، ولكل قوم من العرب إزرة يأتزرونها.
ومن المجاز: الزرع يؤازره بعضه بعضاً إذا تلاحق والتف، وتأزر النبت تأزراً. وأنشد ثعلب:
تأزر فيه النبت حتى تخايلت ... رباه وحتى ما ترى الشاء نوما
وشد للأمر مئزره إذا تشمر له. قال في صفة الحمار:
شد على أمر الورود مئزره
وقال الفرزدق:
فقلت لها ألما تعرفيني ... إذا شدت محافظتي الإزارا
وعم الحيا فتعممت به الآكام، وتأزرت به الأهضام. وفلان عفيف المئزر والأزار. قالت خرنق:
والطيبون معاقد الأزر
وتقول: هو عفيف الإزار، خفيف من الأوزار. وفي الحديث: " العظمة ردائي والكبرياء إزاري " وتأزير الحائط: تقويته بحويط يلزق به، ويسمى الإزار والردء. ونصره نصراً مؤزراً. ويسمى أهل الديوان ما يكتب في آخر الكتاب من نسخة عمل أو فصل في بعض المهمات الإزار، وأزر الكتاب تأزيراً، وكتب لي كتاباً مصدراً بكذا مؤزراً بكذا. وشاة مؤزرة كأنما أزرت بسواد، ويقال لها الإزار. وفرس آزر بوزن آدر: أبيض العجز، فإن نزل البياض إلى الفخذين فهو مسرول، وخيل أزر.
أ ز زأزت البرمة ولها أزيز وهو صوت نشيشها. وهالني أزيز الرعد، وصدعني أزيز الرحا وهزيزها. وأزه على كذا: أغراه به وحمله عليه بإزعاج. وهو يأتز من كذا: يمتعض منه وينزعج.
ومن المجاز: لجوفه أزيز.
أ ز فأزف الرحيل: دنا وعجل. ومنه: أقبل يمشي الأزفى بوزن الجمزى، وكأنه من الوزيف والهمزة عن واو. وساءني أزوف رحيلهم، وأزف رحيلهم. وأشتى بنو فلان فتآزفوا إذا تطانبوا متدانين. والآزفة القيامة لأزوفها. قال هدبة:
وبادرها قصر العشية قرمها ... ذرى البيت يغشاه من القر آزف
ومن المجاز: في عيشه أزف أي ضيق، كما يقال: أمره قريب ومتقارب، ورجل متآزف: قصير لتقارب خلقه. والمزادة المتآزفة: الصغيرة.
أ ز قثبتوا في المأزق المتضايق، وهم ثبت في المآزق.
أ ز ل

هم في أزل: ضيق من العيش. وتقول: قل نزلهم، وطال أزلهم، وأزلوا، حتى هزلوا، أي حبسوا وضيق عليهم، وقولهم: كان في الأزل قادراً عالماً وعلمه أزلي وله الأزلية، مصنوع ليس من كلام العرب، وكأنهم نظروا في ذلك إلى لفظ لم أزل.
أ ز مأزم الفرس على فأس اللجام: عض عليه وأمسكه، وفرس أزوم، وأخذ مالي فأزم عليه، ومنه قيل للحمية الأزم. وتقول العرب: أصل كل داء البردة، وأصل كل دواء الأزم. ويقال للمحتمي الآزم. ورجل أزوم: قليل الرزء من الطعام.
ومن المجاز: أزم الدهر علينا، وأزمتنا أزمة، وسنة آزمة وأزوم، وسنون أوازم، وأصابتهم أزمة، وتتابعت عليهم الأزمات. وأزم بالضيعة وعليها إذا حافظ. وقال:
جذام سيوف الله في كل موطن ... إذا أزمت يوم اللقاء أزام
وإن قصرت يوماً أكف قبيلة ... على المجد نالته أكف جذام
أي إذا عضت كريهة عضوض. والتقينا في مأزم الطريق أي في مضيقه. قال ساعدة:
ومقامهن إذا حبسن بمأزم ... ضيق ألف وصدهن الأخشب
أ ز ىيقال: جلس إزاءه وبإزائه أي بحذائه. ثم قالوا على سبيل المجاز هو حافظ ماله وأزاؤه: للقيم به. قال:
إزاء معاش ما تحل إزارها ... من الكيس فيها سورة وهي قاعد
ويقال: بنو فلان يؤازون بني فلان أي يقاومونهم في كونهم إزاء للحرب، وفلان لا يؤازيه أحدٌ.
أ س دفي أرض بني فلان مأسدة، وأكثر المآسد في بلاد اليمن.
ومن المجاز: استأسد عليه أي صار كالأسد في جرأته. واستأسد النبت: طال وجن وذهب كل مذهب. قال أبو النجم:
مستأسد ذبانه في غيطل
وآسد الكلب بالصيد: أغراه به. وآسد بين الكلاب: هارش بينها. وآسد بين القوم: أفسد.
أ س ريقال: حلّ إساره فأطلقه وهو القد الذي يؤسر به، وليس بعد الإسار إلا القتل أي بعد الأسر. واستأسر للعدو. وتقول: من تزوج فهو طليق قد استأسر، ومن طلق فهو بغاث قد استنسر. وبه أسر من البول وقد أخذه الأسر. وفي أدعيتهم: أبى لك الله أسراً. وعولج فلا بعود أسر، وهو الذي يوضع على بطن المأسور فيبرأ. وتقول العامة: عود يسر وهو خطأ إلا أن يقصدو به التفاؤل. وقد أسر فلان. وهم رهطي وأسرتي. وتقول: ما لك أسرة، إذا نزلت بك عسره.
ومن المجاز: شد الله تعالى أسره أي قوى إحكام خلقه، من قولهم: ما أحسن ما أسر قتبه، وهو أن يربط طرفي عرقوبي القنب برباط، وكذلك ربط أحناء السرج بالسيور.
أ س سبنى بيته على أساسه الأول، وقلعه من أسه.
ومن المجاز: مازال فلان مجنوناً على آست الدهر، وأس الدهر أي على وجهه، وفلان أساس أمره الكذب. ومن لم يؤسس ملكه بالعدل فقد هدمه.
أ س ف" يا أسفى على يوسف " وآسفني ما قلت: أغضبني وأحزنني.
ومن المجاز: أرض أسيفة: لا تموج بالنبات.
أ س لعنده غربال من الأسل وهو نبات دقيق الأغصان تتخذ من الغرابيل بالعراق الواحدة أسلة. وقيل للرماح الأسل على التشبيه، ولمستدق اللسان والذراع الأسلة. وقال أعرابي لآخر: كيف كانت مطرتكم أأسلت أم عظمت؟ يريد أبلغت أسلة الذراع أم عظمها، فقال: ما بلغت الضرائر وهي جمع ضرة الإبهام. وأسلت السلاح: حددته وجعلته كالأسل. قال مزاحم العقيلي:
يباري سديساها إذا ما تلمجت ... شباً مثل إبزيم السلاح المؤسل
وتقول أسلات ألسنتهم، أمضى من أسنة أسلهم. ومنه: أسل خده أسالة فهو أسيل، وكف أسيلة الأصابع. وكل سبط مسترسل أسيل. وتستحب في خد الفرس الأسالة وهي دليل الكرم، تقول: تنبيء أسالة خده، عن أصالة جده.
أ س مأجرأ من أسامة.
أ س نماء آسن، وتقول: بعض الوسن شبيه بالأسن، وهو الغشي من ريح البئر. أسن المائح فهو آسن.
أ س وأسوت الجرح أسواً وأساً. قال الأعشى: عنده البر والتقى وأسا الشق وحمل لمضلع الأثقال وهو آسٍ من قوم أساة، وآسية من نساء أواس. ويقولون للخافضة الآسية. وفي فلان إسوة، وهو خليق بأن يؤتسى به. وآسيته بمالي مؤاساة، وأسيت المصاب فتأسى. وتقول: إن الأسى، تدفع الأسى.
ومن المجاز: أسوت بين القوم: أصلحت. وملك ثابت الأواسي وهي الأساطين الواحدة آسية.
أ ش بغيضة أشبة. والأشب شدة النفاف الشجر حتى لا مجاز فيه، ومنه الحديث: " بيني وبينك أشب " .

ومن المجاز: عدد أشب: مختلط. وفي مثل: " عيصك منك وإن كان أشباً " . وتأشبوا واتشبوا: تجمعوا من هنا وهنا. وجمع مؤتشب ومؤتشب: غير صريح. قال:
رجراجة لم تك مما يؤتشب
وعنده أشابة من الناس وأشابة من المال: تخاليط من حرام وحلال، وهم أشابات وأشائب. قال النابغة:
وثقت لهم بالنصر إذ قيل قد غزت ... قبائل من غسان غير أشائب
وأشب الشر بينهم: اشتبك، وأشّبته بينهم.
أ ش رفلان بطر أشر، وقوم أشارى جمع أشران. وثغر مؤشر، وفي ثغرها أشر وهو حسنه وتحزيز أطرافه.
ومن المجاز: وصف البرق بالأشر إذا تردد في لمعانه، ووصف النبات به إذا مضى في غلوائه. قال نصيب الأصغر:
إن العروق إذا استسربها الثرى ... أشر النبات بها وطاب المزرع
أ ش ىليس الإبل كالشاء، ولا العيدان كالأشاء وهي صغار النخل الواحدة أشاءة.
أ ص دآصدت الباب وأوصدته: أغلقته. وباب مؤصد وقدر مؤصدة: مطبقة. وتقول: هو بالشر مرصد، وباب الخير عنه مؤصد.
أ ص رهو أوفى من أن يخيس بالعهد، أو ينقض الإصر، ولا إصر بيني وبينهم، وبينهم آصار يرعونها أي عهود ومواثيق. قال طرفة:
أيا بن الحواصن والحاصنات ... أتنقض إصرك حالاً فحالا
وحمل عنهم الإصر أي الثقل " ولا تحمل علينا إصراً " وقال النابغة:
يا مانع الضيم أن يغشى سراتهم ... والحامل الإصر عنهم بعدما غرقوا
وليس بيني وبينه آصرة رحم وهي العاطفة. وقطع الله آصرة ما بيننا، وما تأصرك عليّ آصرة. وتقول: عطف علي بغير آصرة ونظر في أمري بعين باصره. وفلان إصار بيتي إلى إصار بيته وهو الطنب. وهو جاري مطانبي ومؤاصري ومكاسري ومقاصري بمعنًى. ومضى فلان إلى المأصر وهو مفعل من الإصر، أو فاعل من المصر بمعنى الحاجز. ولعن الله أهل المآصر أو المواصر.
أ ص لقعد في أصل الجبل وأصل الحائط. وفلان لا أصل له ولا فصل أي لا نسب له ولا لسان. وأصلت الشيء تأصيلاً وإنه لأصيل الرأي وأصيل العقل، وقد أصل أصالةً. وإن النخل بأرضنا لأصيل أي هو بها لا يزال باقياً لا يفنى. وسمعت أهل الطائف يقولون: لفلان أصيلة أي أرض تليذة يعيش بها. وجاءوا بأصيلتهم أي بأجمعهم. وقد استأصلت هذه الشجرة: نبتت وثبت أصلها. واستأصل الله شأفتهم: قطع دابرهم. ويقال: أصله علماً يأصله أصلاً بمعنى قتله علماً، وهو إما من الأصل بمعنى أصاب أصله وحقيقته، وإما من الأصلة وهي حية قتالة تثب على الإنسان فتهلكه. ولقيته أصيلاً وأصلاً وأصيلالاً وأصيلاناً أي عشياً. ولقيته مؤصلاً أي داخلاً في الأصيل.
أ ض ضما كان سبب شرادهم وارفضاضهم، إلا الثقة بمصادهم وإضاضهم، وهو المجأ. قال:
لأنعتن نعامة ميفاضاً ... خرجاء ظلّت تبتغي الإضاضا
أ ض اعليه درع كالأضاة وهي الغدير، وعليهم دروع كالأضاء. وخرجوا لابسين الأضا، رامين بجمر الغضا.
أ ط رأطر العود أطر القوس إذا عطفه، ورأيت في يده مأطورةً أي قوساً. وتأطَّر القنا في ظهورهم وانأطر: انثنى. قال المغيرة بن حبناء:
وأنتم أناس تقمصون من القنا ... إذا مار في أكتافكم وتأطرا
وقال آخر:
نضرب بالسيف إذا الرمح انأطر
وتأطرت المرأة: تثنت في مشيها. قال:
وتشتاقها جاراتها فيزرنها ... وتعتل عن إتيانهن فتعذر
وإن هي لم تفصد لهن أتينها ... نواعم بيضاً مشيهن التأطر
وقص شاربك حتى يبدو الإطار وهو ما أحاط بالشفة، وكل محيط بالشيء فهو إطاره، كإطار الدف، وإطار المنخل.
ومن المجاز: أطرت فلاناً على مودتك. وبنو فلان إطار لبني فلان إذا حلوا حولهم. قال بشر:
وحل الحي حي بني نمير ... قراضبة ونحن لهم إطار
أ ط طلا آتيك ما أطت الإبل أي حنت. وشجاني أطيط الركاب، ويا حبذا نقيض الرحال وأطيط المحامل. وفي الحديث: " ليأتين على باب الجنة نومان وله أطيط " .
ومن المجاز: أطت بك الرحم أي ؤقت وحنت. وقال الأغلب:
قد عرفتني سرحتي وأطت ... وقد شمطت بعدها واشمطت
ونزلت ببني فلان فإذا هم أهل أطيط وصهيل أي أهل إبل وخيل.
أ ط ل

خيل لحق الآطال والأباطل، تقول: هم أهل العواتق العياطل، والعتاق اللحق الأياطل.
أ ط مما هو إلا أطم من آطام المدينة وهي حصونها. ويقال: آطام مؤطمة أي مرفعة.
ومن المجاز: تأطم السيل: ارتفعت أمواجه. وتأطمت النار: ارتفع لهبها. وتأطم عليّ فلان: تطاول في غضبه.
أ ف خركب يأفوخ فلان إذا غلبه وفضله. وضرب يأفوخ الليل إذا سرى في أوله.
أ ف فأفاً له وتفاً، وكلمه فتأفف به، واستمره فتأفف من مرارته.
أ ف قفلان جوال في الآفاق، وهو أفقي وأفقي، وما في آفاق السماء طرة سحاب، وعجت رائحة البخور في آفاق البيت. وفلان فائق آفق أي غالب في فضله، وقد أفق على أصحابه وأفقهم. قال الكميت:
الفاتقون الراتقو ... ن الآفقون على المعاشر
وقال أبو النجم:
بين أب ضخم وخال أفق
وفرس أفق بوزن واحد الآفاق: رائعة. تقول: رأيت آفقاً على أفق. وشربت الإبل حتى امتدت أفقها أي جلودها، جمع أفيق.
أ ف كأفكه عن رأيه: صرفه، وفلان مأفوك عن الخير. قال عروة بن أذينة:
إن تك عن أحسن الصنيعة مأ ... فوكاً ففي آخرين قد أفكوا
ورأيت أن أفعل كذا فأفكت عن رأيي. وأتفكت الأرض بأهلها: انقلبت. وإذا كثرت المؤتفكات زكت الأرض، وهي الرياح المختلفات المهاب. ورجل أفاك: كذاب. وما أبين إفكه! ورماه بالأفيكة. ويقول المفتري عليه يا للأفيكة. وقال ابن ميادة:
رجال يقولون الأفائك بيننا ... كذاك يقول الكاشحون الأفائكا
ومن المجاز: أرض مأفوكة: مجدودة من المطر والنبات. وسنة آفكة: مجدبة. وسنون أوافك.
أ ف لنجوم أفل وأفول. وفلان كعبه سافل، ونجمه آفل. والقرم من الأفيل أي الكبير من الصغير. وتقول: ما الشيوخ كالأطفال، ولا البزل كالإفال.
أ ف نفلان مأفون: منزوف العقل، وفي عقله أفن، من أفنت الناقة إذا استنزف الحالب لبنها.
أ ق طتلاحموا في مأقط الخرب. وتقول: فلان من عمله الأقط، لا من حملة المأقط.
أ ق نتقول: ليت بيتي بعض الأقن، في بعض القنن. والأقنة شبه حفرة في أعلى الجبل ضيقة الرأس قعرها قدر قامة أو قامتين.
أ ك فرايتهم على الهوان معكفه، كأنهم حمر مؤكفه.
أ ك لرب أكلة منعت أكلات. وكان لقمان من الأكلة. وجعلت كذا لفلان أكلة ومأكلة. وما ذقت عنده أكالاً بالفتح أي طعاماً. وتأكلت السن والعود: وقع فيهما أكال. ووقعت في رجله آكلة. وفلان أكيلي. وبليت منه بأكيل سوء. وأكل بستانك دائم أي ثمره. وما أطعمني أكلة واحدة أي لقمة أو قرصاً.
ومن المجاز: فلان أكل غنمي وشربها، وأكل مالي وشربه أي أطعمه الناس، وجرحه بآكلة اللحم وهي السكين. وأكلت أظفاره الحجارة. قال أوس بن حجر:
وقد أكلت أظفاره الصخر كلما ... تعنى عليه طول مرقًى توصلاً
وفلان ذو أكلة وإكلة وهي الغيبة. وهو يأكل الناس: يغتابهم. وآكل بين القوم: أفسد. وأكلت النار الحطب. وأتكلت النار: اشتد لهبها كأنما يأكل بعضها بعضاً. وتأكل السيف: توهج من شدة البريق. وكذلك تأكل الإثمد والفضة المذابة ونحوهما مما له بصيص. قال أوس:
إذا سل من جفن تأكل إثره ... على مثل مصحاة اللجين تأكلا
ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله. ومأكول حمير خير من آكلها أي رعيتها خير من واليها. وهو من ذوي الآكال أي من السادات الذين يأكلون المرباع ونحوه. وأكلتك فلاناً: أمكنتك منه. ولما قال الممزق.
فإن كنت مأكولاً فكن خير آكل ... وإلا فأدركني ولما أمزق
قال النعمان: لا آكلك ولا أؤكلك غيري. وفلان يستأكل القوم: يأكل أموالهم. وهذا حديث يأكل الأحاديث. وفي " كتاب العين " الواو في مرئيٍّ أكلتها الياء، لأن أصله مرءوي. وأكلني موضع كذا من جسدي. وتأكل جسده، وبه إكلة بوزن جلسة وأكال، وأكلة بوزن تبعة أي حكة، وهم أكلة رأس أي قليل. وانقطع أكله إذا مات. وهذا ثوب ذو أكل: صفيق كشير الغزل. وطلب أعرابي من تاجر ثوباً، فقال: أعطني ثوباً له أكل. وإنه لعظيم الأكل من الدنيا: إذا كان حظيظاً. وأكل البعير روقه إذا هرم وتحاتّت أسنانه. وهو الماجُّ لأنه يمج الماء مجاً. وعقدت لفلان حبلاً فسلم ولم يؤكل.
أ ك م

امرأة عظيمة المآكم. والمأكمتان اللحمتان الوثيرتان من العجز من الأكمة وهي التل.
ومن المجاز: لا تبل على أكمه، ولا تفش سرك إلى أمه.
أ ل بصاروا عليه ألباً واحداً إذا اجتمعوا على عداوته، وتألبوا عليه: تجمعوا، وألبوا عليه إذا استنجدوا عليه غيرهم. قال مالك الخناعي:
طرحت بذي الخبتين صفني وقربتي ... وقد ألبوا حولي وقل المسارب
أ ل ت" وما آلتناهم من عملهم " . وتقول ما في مزاودهم ألت، ولا في مزايدهم أمت.
أ ل سفلان لا يدالس، ولا يؤالس؛ أي لا يدامج. واللهم إنا نعوذ بك من الألس، والألق أي من الخيانة والكذب.
أ ل فهو إلفي، وأليفي. وهم ألاّفي، وألفائي. ولو تألف فلان وحشياً لألف. قال:
ولو تألف موشياً أكارعه ... من وحش شوط بأدنى دلهاً ألفا
وهذا من أوالف الطير أي من دواجنها. وهذه الطير قد ألفت هذا المكان. وهذه ألف مؤلفة أي مكملة. وفلان من المؤلفين أي من أصحاب الألوف. وقد ألف فلان: صارت إبله ألفاً.
أ ل قتألق البرق وأتلق. وبه أولق أي جنون. وما هي إلا إلفة وهي الذئبة. وكأنه ألوقة وهي الزبد بالرطب. قال:
وإني لمن سالمتم لألوقة ... وإني لمن عاديتم سم أسودا
وقال:
حديثك أشهى عندنا من ألوقة ... تعجلها طيان شهوان للطعم
ويقال: لوقة بطرح الهمزة. ولوق الطعام: لينه. وفي الحديث: " ولا آكل إلا مالوق لي " . وتقول: فلان لا يألك إلا الملوق، ولا يشرب إلا المروق.
أ ل كألكني إلى فلان، واحمل اليد ألوكي، ومألكتي، وهي الرسالة. قال:
ألكني إليها عمرك الله يا فتى ... بآية ما جاءت إلينا تهاديا
ومن يستألك لي إليه أي من يحمل رسالتي. وجاء فلان فاستألك ألوكته.
أ ل ل" لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمةً " أي قرابة. وعجب ربكم من ألكم وقنوطكم أي من جؤاركم بالفتح. يقال: ألّ في دعائه يؤلّ ألاً، وأللاً، وأليلاً: إذا جأر. وبات له أليل، كأنه أبيل؛ ومر وفي يده ألة أي حربة. ومنها قولهم: أذن مؤللة أي محددة. وأله: طعنه بالأة. ومنه قول الأعرابية في خاطبها: أل وغل.
أ ل مهو ألم ومتألم وضربه فآلمه، ومسه بضرب أليم، وبه ألم شديد، وهو مجوع مؤلم.
أ ل هفلان يتأله: يتعبد. وهو عابد متأله.
أ ل واستجمر بالألوة وهي العود. وهو لا يألو، ولا يأتلي أن يفعل كذا. ويقول الرجل: ما ألوت عن الجهد في حاجتك، فيقال له: بل أشد الألو. وآلى الرجل، وأتلى ليفعلن، وتألى على الله: إذا حلف ليغفرن الله له. وعلى ألية في ذلك. وعجبت من الألى فعلوا كذا. وكبش أليان ونعجة أليانة.
أ م تاستوت الأرض فما بها أمت، وامتلأ السقاء فلم يبق فيه أمت.
أ م دضرب له أمداً، وهو بعيد الآماد.
أ م رإنه لأمور بالمعروف نهو عن المنكر.
وأمرت فلاناً أمره أي أمرته بما ينبغي له من الخير. قال بشر بن سلوة:
ولقد أمرت أخاك عمراً أمره ... فعصى وضيعه بذات العجرم
وقال دريد:
أمرتهمو أرمي بمنعرج اللوى
أي ما ينبغي لي أن أقوله. وأمر إمر أي عجب.
وأتمرت ما أمرتني به: امتثلت. وفلان مؤتمر: مستبد. يقال: فلان لا يأتمر رشداً أي لا يأتي برشد من ذات نفسه. قال:
ويعدو على المرء ما يأتمر
وتقول أمرته فأتمر. وأبى أن يأمر أي استبد ولم يمتثل. وتآمر القوم وأتمروا مثل تشاوروا واشتوروا. ومرني بمعنى أشر عليّ. قال بعض فتّاكهم:
ألم تر أني لا أقول لصاحب ... إذا قال مرني أنت ما شئت فافعل
ولكنني أفري له فأريحه ... ببزلاء تنجيه من الشك فيصل

وتقول: فلان بعيد من المثمر، قريب من المئبر؛ وهو المشورة: مفعل من المؤامرة. والمئبر النميمة. وهو أميري أي مؤامري. وفلانة مطيعة لأميرها أي لزوجها. ورجل إمرة: يقول لكل أحد مرني بأمرك. وأمر علينا فلان فنعم المؤمر. وتأمر علينا فحسنت إمرته. ولك على أمرة مطاعة أي تأمرني مرة واحدة فأطيعك. واجعله في تأمورك، ولقد علم تأمورك ذاك، وهو تفعول من الأمر وهو القلب والنفس، لأنها الأمارة. وما في الدار تأمور أي أحد. وقل بنو فلان بعد ما أمروا أي كثروا وأمرهم الله تعالى. وتقول العرب: الشر أمر. وفي مثل " من قل ذل، ومن أمر فل " وتقول: إن ماله لأمر، وعهدي به وهو زمر. ويقولون: ألقى الله في مالك الأمرة وهي البركة والزيادة. وأمر فلان أمارة إذا نصب علماً قال:
إذا طلعت شمس النهار فإنها ... أمارة تسليمي عليك فسلمي
ومن المجاز: مهرة مأمورة: كثيرة التاج، كأنها أمرت بذلك. وقيل لها: كوني نثوراً فكانت. وما في الركية تأمور أي ماء، وهذا كما قيل له النفس. قال:
أتجعل النفس التي تدير ... في جلد شاة ثم لا تسير
أ م ستقول أصبح سالماً وأمس، كأن لم تغن بالأمس.
أ م علا يكونن أحدكم إمعةً.
أ م لفلان بحر المؤمل، بدر المتأمل.
أ م ممالك إلا أمك وإن كانت أمة. وفداه بأميه: بأمه وخالته أو جدته. وهو أمي، وفيه أمية.
وأمة محمد خير الأمم. وخرجوا يؤمون البلد. وذهبوا آمة مكة: تلقاءها؛ وهو إمامهم، وهم أئمتهم؛ وهو أحقّ بإمامة المسجد. وبإمة المسجد؛ وهو يؤم قومه، وهم يأتمون به. وما طلبت إلا شيئاً أمماً. وما الذي ركبته بأمم: بشيء هين قريب. وأخذته من أمم: من كثب.
ومن المجاز: من أم مثواك؟ وبلغت الشجة أم الدماغ وهي الجلدة التي تجمعه. وشجة آمة ومأمومة. ورجل أميم، وقد أممته بالعصا. وما أشبه مجلسك بأم النجوم وهي المجرة لكثرة كواكبها. وهو من أمهات الخير: من أصوله ومعادنه. وقوم البناء على الإمام وهو الزبق. وأنشد التوزي:
وخلقته حتى إذا تم واستوى ... كمخة ساق أو كمتن إمام
قرنت بحقويه ثلاثاً فلم يزغ ... عن القصد حتى بصرت بدمام
أي دميت من البصيرة بما دمه أي لطخه، يعني أنه نفذ في الرمية فتلطخ بالدم. وحفظ الصبي إمامه. وأم فلان أمراً حسنا: قصده وأراده. وهو أمة وحده.
أ م نأمنته وآمننيه غيري، وهو في أمن منه وأمنة، وهو مؤتمن على كذا. وقد ائتمنته عليه. " فليؤد الذي أؤتمن أمانته " . وبلغه مأمنه. واستأمن الحربي: استجار ودخل دار الإسلام مستأمناً. وهؤلاء قوم مستأمنة. ويقول الأمير للخائف: لك الأمان أي قد آمنتك. " وما أنت بمؤمن لنا " أي بمصدق. وما أومن بشيء مما يقول أي ما أصدق وما أثق. وما أومن أن أجد صحابة، يقوله ناوي السفر أي ما أثق أن أظفر بمن أرافقه. وفلان أمنة أي يأمن كل أحد ويثق به، ويأمنه الناس ولا يخافون غائلته. وأمن على دعائه. وتقول: رأيت جماعة مؤمنين: داعين لك مؤمنين.
ومن المجاز: فرس أمين القوى، وناقة أمون: قوية مأمون فتورها، جعل الأمن لها وهو لصاحبها، كقولهم: ضبوث وحلوب. وأعطيت فلاناً من آمن مالي أي من أعزه عليّ وأنفسه لأنه إذا عز عليه لم يعقره فهو في أمن منه. " أنا جعلنا حرماً آمناً " ذا أمن.
أ م ىيا أمة الله كما تقول: يا عبد الله، والنساء إماء الله. وتقول المرأة: أنا أمية الله، ويا رب اغفر لأميتك الضعيفة ولأمياتك الضعاف. وكانت حرة فتأمت.
أ ن بلا ينفع فيه تأنيب، ولا تأديب. وكم أنبوه وأذبوه، وعوتب فيه أمه وأبوه. وتقول: بلد عبق الجناب، كأنما ضمخ بالأناب وهو المسك. وأنشد الفراء:
يعبق داريّ الأناب الأدكن ... منه بجلد طييب لم يدرن
أ ن ثامرأة مئناث، وقد آنثت. وهذه امرأة أنثى للكاملة من النساء، كما يقال: رجل ذكر للكامل.
ومن المجاز: رجل محنث مؤنث. وسيف أنيث ومئناث ومئناثة. ونزع أنثييه ثم ضربه تحت أنثييه وهما أذناه، والأنوثة فيهما من جهة تأنيث الاسم. ويقال: أنثت في أمرك تأنيثاً: لنت ولم تشدد. وأرض أنيثة: بينة الأناثة، دميثة: بينة الدماثة.
أ ن ح

البخيل أنوح، على ماله ينوح؛ وهو الذي يأنح إذا سئل أي يزفر. وفي الحديث: " رأى رجلاً يأنح ببطنه " . وأنشد النضر:
يهمون لا يسطيع أحمال ثقلهم ... أنوح ولا جاذ قصير القوائم
أ ن سلقيت الأناسي، فلا مثل له ولا سيّ. وأنست به واستأنست به وأنست إليه وأستأنست إليه. قال الطرماح:
كل مستأنس إلى الموت قد خا ... ض إليه بالسيف كل مخاض
وقال آخر:
إذا غاب عنها بعلها لم أكن لها ... زءوراً ولم تأنس إليّ كلابها
ولي به أنس وأنسة. وإذا جاء الليل استأنس كل وحشي واستوحش كل إنسيّ. وهذه جارية آنسة من جوار أوانس وهي الطيبة النفس المحبوب قربها وحديثها. وفلان جليسي وأنيسي. وما بالدار أنيس وهو من يؤنس به. وأين الأنس المقيم؟ وعهدت بها مأنساً، ومكان مأنوس: فيه أنس كقولك مأهول: فيه أهل. قال جرير:
حي الهدملة من ذات المواعيس ... فالحنو أصبح قفراً غير مأنوس
وكلب أنوس: نقيض عقور، وكلاب أنس: غير عقر. وآنست ناراً، وآنست فزعاً، وآنست منه رشداً. واستأنس له وتأنس: تسمع. والبازي يتأنس إذا جلى ونظر رافعاً رأسه طامحاً بطرفه.
ومن المجاز: هو ابن إنس فلان لخليله الخاصّ به. ويقال: كيف ترى ابن إنسك. وإنسك أي نفسك. وباتت الأنيسة أنيسته أي النار، ويقال لها: المؤنسة. ولبس المؤنسات أي الأسلحة لأنهنّ يؤنسنه ويطامن قلبه. وتخيرت من كتابه سويداوات القلوب، وأناسيّ العيون. وكتب بإنسيّ القلم. وإنسيّ الدابة ووحشيها فيهما اختلاف.
أ ن ضلحم أنيض: فيه نهوءة. وقد أنض أناضة.
أ ن فأرغم أنوفهم، وآنفهم. ونفست عن أنفيه أي منخريه. قال مزاحم:
يسوف بأنفيه النقاع كأنه ... عن البقل من فرط النشاط كعيم
وامرأة أنوف: طيبة الأنف. وتزوج أعرابي فقال: وجدتها رصوفاً، رشوفاً، أنوفاً.
ومن المشتق منه: فيهم أنفة وأنف، وقد أنف من كذا. ألا ترى أنهم قالوا الأنف في الأنف. والمؤمن كالجمل الأنف وهو الذي أوجعت أنفه الخزامة.
ومن المجاز: هو أنف قومه، وهم أنف الناس. قال الحطيئة:
ويحرم سر جارتهم عليهم ... ويأكل جارهم أنف القصاع
وجارية أنف: لم تطمث. وقال طريح الثقفي:
أيام سلمى غريرة أنف ... كأنها خوط بانة رؤد
وأتيته آنفاً. ومضت آنفة الشباب. وهو يتأنف الإخوان أي يطلبهم آنفين لم يعاشروا أحداً. واستأنف الشيء وأتنفه. ونصل مؤنف: محدد. وفلان يتبع أنفه أي يتشمم. قال:
وجاء كمثل الرأل يتبع أنفه ... لخفيه من وقع الصخور قعاقع
أ ن قهو شبه الأنوق، في القدر والموق. وهذا شيء أنيق وآنق ومونق. ورأيت له حسناً وأنقاً، وبهاءً ورونقاً. وقد آنقني بحسنه. وقد أنقت به أي أعجبت، ولي به أنق. وتأنق في الروضة: وقع فيها متتبعاً لما يونقه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه: إذا وقعت في آل حم، وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهنّ. وعن محمد بن عمير: ما من عاشية أشد أنقاً ولا أبعد شبعاً من طالب العلم. أراد بالأنق التأنق.
ومن المجاز: تأنق في عمله وفي كلامه: إذا فعل فعل المتأنق في الرياض، من تتبع الآنق والأحسن.
أ ن ملو رزقنا الله عدل سلطانه، لأنام أنامه في ظل أمانه.
أ ن نأنّ المريض إلى عواده. وما له حانة ولا آنة وهما الناقة والشاة. وفلان مئنة للخير ومعساة: من إن وعسى أي هو موضع لأن يقال فيه: إنه لخير وعسى أن يفعل خيراً. وتقول: فلان للخير مئنة، وللفضل مظنة. وقال ابن الزبير لفضالة بن شريك: لعن الله ناقة حملتني إليك، فقال: إن وراكبها. وقال:
فقلت سلام قلن إن ومثله ... عليك فقد غاب اللذون تراقب
يعني الوشاة. ولا أفعل ذلك ما أن في السماء نجم، وما أن في الفرات قطرة أي ما ثبت أنه في السماء نجم، وإنما جاز ذلك في هذا الكلام لأن حكم الأمثال حكم الشعر.
أ ن ىانتظرنا إنى الطعام أي إدراكه. وبلغت البرمة إناها. " غير ناظرين إناه " . يقال أنى الطعام أنًى، وحميم آن، وعين آنية: قد انتهى حرهما. وهو يقوم آناء الليل أي ساعاته. وأما أنى لك وألم يأن لك أن تفعل. وإنه لذو أناة ورفق. قال النابغة:
الرفق يمن والأناة سعادة ... فتأن في رفق تلاق نجاحا

وامرأة أناة: فتور، ونساء أنوات. وتأنّى في الأمر واستأنى. يقال تأن في أمرك، واتئد. قال حارثة بن بدر:
استأن تظفر في أمورك كلها ... وإذا عزمت على الهوى فتوكل
واستأنى في الطعام: انتظر إدراكه. واستأنيت فلاناً: لم أعجله. واستأنى به: رفق به. ويستأني بالجراحة: ينتظر مآل أمرها. قال ابن مقبل:
وقوم بأيديهم رماح ردينة ... شوارع تستأني دماً أو تسلف
تنتظره أو تتعجله. وآنيت الأمر: أخرته عن وقته. يقال: لا تؤن فرصتك. وقال الحطيئة:
وآنيت العشاء إلى سهيل ... أو الشعرى فطال بي الأناء
أ ه بأخذ للسفر أهبته وتأهب له. وبنو فلان جاعوا حتى أكلوا الأهب. وكاد يخرج من إهابه في عدوه. قال أبو نواس في طردياته:
تراه في الحضر إذا هاهابه ... كأنما يخرج من إهابه
أ ه لرجعوا إلى أهاليهم. وفلان أهل لكذا وقد استأهل لذلك وهو مستأهل له، سمعت أهل الحجاز يستعملونه استعمالاً واسعاً. ومكان آهل ومأهول. وأهل فلان أهولاً، وتأهل: تزوج، ورجل آهل. وفي الحديث: " أنه أعطى العزب حظاً وأعطى الآهل حظين " . وآهلك الله في الجنة إيهالاً: زوجك " ووشكان ذا إهالة " وهي الودك، وكل من الأدهان يؤتدم به كالخل والزيت ونحوهما، واستأهلها: أكلها. قال حاتم:
قلت كلي يا ميّ واستأهلي ... فإن ما أنفقت من ماليه
وثريدة مأهولة. تقول: حبذا دار مأهولة، وثريدة مأهولة.
أ و بتهنئك أوبة الغائب. وفلان أواه أواب تواب أي رجاع إلى التوبة. وآبت الشمس: غابت. وفي الحديث: " شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى آبت الشمس ملأ الله قلوبهم ناراً " . وغابت الشمس في مآبها أي في مغربها. وآب بيده إلى سيفه ليستله، وإلى سهمه ليرمي به، وإلى قوسه لينزع فيها. وأوّبوا تأويباً: ساروا النهار كلّه. ولهم إسآد وتأويب. وما أعجب أوب يديها أي رجعهما في السير. ويقال للمسرع في سيره: الأوب أوب نعامة. وقال كعب:
كأن أوب ذراعيها إذا عرقت ... وقد تلفع بالقور العساقيل
أوب يدي فاقد شمطاء معولة ... ناحت وجاوبها نكد مثاكيل
وهذا كلام ليس له آيبة ولا رائحة أي مرجوع وفائدة. وأبت بني فلان وتأوبتهم: جئتهم ليلاً. قال امرؤ القيس:
تأوبني الداء القديم فغلسا ... أحاذر أن يرتد دائي فأنكسا
وابك ما رابك دعاء سوء. وتقول لمن أمرته بخطة فعصاك ثم وقع فيما يكره آبك أي آبك ما تكره. قال رجل من بني عقيل:
أخبرتين يا قلب أنك ذو غرًى ... بليلي فذق ما كنت قبل تقول
فآبك هلا والليالي بغرة ... تلم وفي الأيام عنك غفول
وجاءوا من كل أوب أي من كل وجه ومرجع. ورمينا أوباً أو أوبين وهو الرشق، وهما شاطئا للوادي وأوباه. وكنت على صوب فلان وأوبه أي على طريقته ووجهه. وما يدرى في أي أوب هو. ومازال هذا أوبه أي طريقته وعادته.
أ و دآده الحمل أي أثقله. وآدت الخيل الأرض بكثرتها. وآد العود: اعتمد عليه فثناه، وانآد: انعطف. وتقول: رجعت منه بالداهية النآد، وبالصلب المنآد. وأود الشيء وتأود وفيه أود أي عوج.
ومن المجاز: آدني هذا الأمر: بلغ مني المجهود والمشقة. وآد الفيء انثنى ورجع، وآد العشي. قال المرقش:
والعدو بين المجلسين إذا ... آد العشي وتنادى العم
أ و رلحني أوار النار، وأوار الشمس ومررت بتنور فلفحني بأواره.
ومن المجاز: كاد يغشي عليه من الأوار وهو العطش، كما قيل له الحرة. قال:
ظللنا نخبط الظلماء ظهراً ... لديه والمطيُّ به أوار
جوعهم حتى أظلمت أبصارهم، فكأنهم ظهراً في ليل مظلم. ورجل أواري: شديد العطش.
أ و سآسه أوساً وإياساً، كقولك عاضه عوضاً وعياضاً. تقول: بئس الإياس، بلال من إياس؛ أراد بلال بن أبي بردة، وإياس بن معاوية ابن قرة. واستآسني فأسته. قال الجعدي:
ثلاثة أهلين أفنيتهم ... وكان الإله هو المستآسا
أ و قألقى عليه أوقه، وركب فوقه أي ثقله.
أ و ل

آل الرعية يؤولها إيالة حسنة، وهو حسن الإيالة، وأتالها وهو مؤتال لقومه مقتال عليهم أي سائسٌ محتكم. قال زياد في خطبته: قد ألنا وإيل علينا أي سسنا وسسنا، وهو مثل في التجارب. قال الكميت:
وقد طالما يا آل مروان ألتم ... بلا دمس أمر العريب ولا غمل
وهو آيل مالٍ. وأول القرآن وتأوله. وهذا متأول حسن: لطيف التأويل جداً. قال عبد الله ابن رواحة رضي الله تعالى عنه:
نحن ضربناكم على تنزيله ... فاليوم نضربكم على تأويله
ضرباً يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله
وتقول جمل أول وناقة أولة إذا تقدما الإبل. ويقال أول الحكم إلى أهله: رده إليهم. وفي الدعاء للمضل: أول الله عليك أي رد عليك ضالتك. وخرج في أوائل الليل وأولياته.
ومن المجاز: فلان يؤول إلى كرم، ومالك تؤول إلى كتفيك إذا انضم إليهما واجتمع. وطبخت الدواء حتى آل المنان منه إلى من واحد. وتقول: لا تعول على الحسب تعويلاً، فتقوى الله أحسن تأويلا أي عاقبة. وتأملته فتأولت فيه الخير أي توسمته وتحريته. وحمل على الآلة الحدباء وهي النعش.
أ و مفي جوفه أوامٌ وأوارٌ وهو حرارة العطش. ودعا جرير إلى مهاجاته رجلاً من كليب، فقال الكليبي: إن نسائي بآمتهنّ ولم تدع الشعراء في نسائك مترقعاً. يعني أن نساءه سليمات من الهجاء فلا أعرضهن له، ونساؤك مهجوات. يقال: فلانة بآمتها أي بعذرتها.
أ و نهو يفعل ذلك آونة بعد آونة، وأنا آتية آونة بعد آونة. وعن النضر: الآن آنك إن فعلت. وامش على الأون وهو الرويد من المشي عن الأصمعي. وأن على نفسك أي ارفق. وعن بعض العرب: أونوا في سيركم شيئاً. ويقال: على رسلك وأونك وهونك. قال:
غير يا بنت الجنيد لوني ... مر الليالي واختلاف الجون
وسفر كان قليل الأون
وبيننا وبين مكة ثلاث ليال أوائن وآئناتٍ. وكان في إيوان كسرى، والإيوان والإوان بيت مؤزج غير مسدود الوجه، وكل سناد لشيء فهو إوان له.
أ و هتأوه من خشية الله تعالى. وفلان متأله متأوه.
أ و ياللهم آوني إلى ظل كرمك وعفوك. وتقول: أنا أهوي إلى معاقلك هوياً، وآوي إلى ظلالك أوياً. وما لفلان امرأة تؤويه. وقال ابن عباس للأنصار رضي الله عنهم: بالإيواء والنصر ألا جلستم. وأنتم مأوى المحاويج. وتألبوا عليّ وتآووا، ثم شنعوا عليّ وتعاووا. وأويت عن كذا إذا تركته، وأيوت لفلان: رثيت له أيةً ومأويةً. قال:
ولو أنني استأويته ما أوى ليا
وتقول: وجدني يتيماً فآوى، وشهرني وأنا أخمل من ابن آوى.
أ ي درجل أيد وذو أيد، ورفع الله السماء بأيده، وكان ابن الحنفية أيداً. وقال الجعدي:
أيد الكاهل جلد بازل ... أخلف البازل عاماً أو بزل
وقد آد وتأيد. قال امرؤ القيس يصف النخل:
فأثت أعاليه وآدت أصوله ... ومالت بقنوان من البسر أحمرا
وأيد الحائط بإياد. وكر علي إيادي العسكر وهما جناحاه. قال العجاج:
بذي إيادين لهام لو دسر ... بركنه أركان دمخ لانقعر
وأتى بعنقفير مؤيد.
ومن المجاز: إنه لأيد الغداء والعشاء إذا كان حاضراً كثيراً، وقد آدت ضيافته. قال يصف امرأة مضيافة:
رأيتك للزوار كالمشرب الذي ... إذا عطشوا يوماً فمن شاء أوردا
جذامية آدت لها عجوة القرى ... وتخلط بالمأقوط حيساً مجعداً
أ ي ضآض سواد شعره بياضاً، وفعل ذلك أيضاً.
أ ي كفلان فرع من أيكة المجد. وتقول: كذب صاحب مليكه، كما كذب أصحاب الأيكه.
أ ي مالحرب مأيمة ميتمة. وتركوا النساء أيامى، والأولاد يتامى. وفي المثل: " كل ذات بعل ستئيم " وقد آمت أيمة وتأيمت، ورجل أيم: طالت عزوبته. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الأيمة. قال:
ما للسرندي أطال الله أيمته ... خلى أباه بغبر البيد وادلجا
وتأيم الرجل. قال:
فإن تنكحي أنكح وإن تتأيمي ... يد الدهر ما لم تنكحي أتأيم
وتقول: هي أيم، ما لها قيم. وأيم امرأته: جعلها أيماً. وأنشد ابو عمرو:
يضرب رأس البطل المدجج ... بصارم مؤيم مزوج
وأنشد:

وعرسك أيمتها والبني ... ن أيتمت والغزو من بالكا
أ ي نآن وقتك بمعنى حان. وأما آن لك أن تفعل. ووجفت الإبل على الأين أي على الإعياء. وتقول: أين منها الأين؟ وقال:
أقول للمرار والمهاجر ... إنا ورب القلص الضوامر
أي أعيينا من الأين. ومن أين لك هذا؟ وأيان ترجع بمعنى متى.
أ ي هأيهت به إذا صحت به. وإيه حديثاً: استرادة. وإيهاً لا تحدث: كف. قال ذو الرمة:
وقفنا فقلنا إيه عن أم سالم ... وكيف بتكليم الديار البلاقع
أ ي يما هي بدار تئية أي تمكث. يقال أييت بالمكان وتأييت به. قال زهير:
وعلمت أن ليست بدار تئية ... فكصفقة بالكف كان رقادي
وكأنما ألقت عليه الشمس أياتها أي شعاعها.
كتاب الباء

ب أ ب أ
هو ابن بجدتها، وبؤبؤها. قال رجل من قريش:
ومن يبت والهموم قادحة ... في صدره بالزناد لم ينم
جربت ذا الجهر أنت بؤبؤه ... لست بعيابة ولا برم
وفلان في بؤبؤ المجد أي في مصاصه. وهو أعز علي من بؤبؤ عيني وهو إنسانها.
ب أ رالفاسق من ابتأر، والفويسق من ابتهر. يقال: ابتأرت الجارية إذا قال فعلت بها وهو صادق، وابتهرتها إذا قال ذلك وهو كاذب. وأنشد الكميت:
قبيح بمثلي نعت الفتا ... ة إما ابتهاراً وإما ابتئارا
ب أ سفلان ذو بأس، وشجاع بئيس، وقد بؤس. وبؤس بعد غناه: افتقر فهو بائس. ووقع في البؤس والبأساء. وفي أمر بئيس: شديد. وابتأس بذلك إذا اكتأب واستكان من الكآبة " فلا تبتئس بما كانوا يعملون " . قال حسان:
ما يقسم الله أقبل غير مبتئس ... منه واقعد كريماً ناعم البال
ب أ لهو ضئيل بئيل، وقد ضؤل وبؤل، وما به تعب من الضؤولة والبؤولة.
ب أ وهو يبأى على أصحابه بأواً شديداً إذا زهي عليهم وافتخر. وإن فيه لبأواً وزهواً. قال حاتم:
فما زادنا بأواً على ذي قرابة ... غنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقر
وأنشد الأصمعي:
متى تبأى بقومك في معد ... يقل تصديقك العلماء جير
ب ت تبتّ عليه القضاء وبت النية: جزمها. وساق دابته حتى بتها، وبته السفر. وسكران ما يبت، وهذه صدقة بتة بتلة. وخذ بتاتك أي زادك. وأنا على بتات الأمر إذا أشرف عليه. قال أبو محمد الفقعسي:
وحاجة كنت على بتاتها
وسار حتى انبت أي انقطع. وانبت الرجل: انقطع ماؤه من الكبر. قال:
لقد وجدت رثية من الكبر ... عند القيام وانبتاتاً بالسحر
ب ت رما هم م إلا كالحمر البتر. وليته أعارنا أبتريه وهما عبده وعيره لقلة خيرهما. وطلعت البتيراء وهي الشمس في أول النهار، وخطب زياد خطبته البتراء وهي التي ما حمد فيها ولا صلى. ورجل أباتر: قاطع رحم. قال أبو الربيس:
شديد وكاء الوطب ضب ضغينة ... على قطع ذي القربى أحد أباتر
ب ت كبتك الحبل، وسيف باتك وبتوك. وخرج إلى تبوك، ومعه سيف بتوك. وانفلت منه الطائر وفي يده بتكة من ريشه. قال زهير:
حتى إذا ما هوت كف الغلام لها ... طارت وفي كفه من ريشها بتك
ب ت لتبتل إلى الله، وهو متنسك متبتل. وبتل عملك لله: أخلصه من الرياء والسمعة وأفرده عن ذلك. وبتل العمرة: أوجبها وحدها، وعمرة بتلاء. وامرأة مبتلة: لم يتراكب لحمها كأن اللحم بتل عنها. وخضر مبتل وبتيل. تقول: لها ثغر مرتل، وخضر مبتل. وقال ابن الطثرية:
عقيلية أما ملاث إزارها ... قد عص وأما خصرها فبتيل
وطلقها بتة بتلة. وقيل لمريم عليها السلام العذراء البتول، لانقطاعها عن الأزواج. ثم قيل لفاطمة تشبيهاً بها في المنزلة عند الله: البتول.
ب ث ثبثوا الخيل في الغارة، وبث كلاه على الصيد، وخلق الله الخلق فبثهم في الأرض. وبث المتاع في نواحي البيت إذا بسطه، وبثت البسط " وزرابي مبثوثة " وتمر بث ومنبث: متفرق غير مكنوز، وانبث الجراد في الأرض.
ومن المجاز: بثثته ما في نفسي ابثه، وابثثته إياه، وباثثته سري وباطن أمري إذا أطلعته عليه. قال ذو الرمة:

وأسقيه حتى كاد مما أبثه ... تكلمني أحجاره وملاعبه
وكطانت بيننا مباثة ومنافثة. وبث الخبر في البلد وبثثه وبثبثه، وقد انبث هذا الخبر. وسمعت من يقول: الروح في القلب على سبيل الركز، وفي غيره على سبيل الانبثاث.
ب ث رخرجت به بثرة فعصرها فنغرت عليه. وبجلده بثر شتى وبثور، وبثر جلده وتبثر. وله من المال كثير بثير.
ب ث قانبثق عليهم الماء إذا خرق الشط أو كسر السكر فجرى من غير فجر، وبثقته أنا أبثقه بثقاً، وقد سدوا البثق والبثق وهو المكان المكسور، فعل بمعنى مفعول، أو تسمية بالمصدر كالضرب والصيد. وهؤلاء أهل الوثوق في سد البثوق.
ومن المجاز: انبثق عليهم بنو فلان إذا أقبلوا عليهم ولم يظنوا بهم، وانبثق علينا فلان بالشر، وانبعق بكلام السوء.
ب ث نأخصبت الأرض، وصارت بثنية وعسلا وهي حنطة موصوفة. سمعت شامياً يصفها بالحمرة ويقول: قمح الشام أنواعك منه البثني، والكيون، والحسين، والهويدي، والناقونسي، والشيلوني، والسوادي. وقيل هي الزبدة. وسميت المرأة بثينة كما سميت زبيدة.
ب ج جضربه فشجه، وطعنه فبجه، إذا وسع الطعنة. ورجل أبج العين كقولهم: مضروج العين إذا اتسع شقها. قال ذو الرمة:
ومختلق للملك أبيض فدغم ... أشم أبج العين كالقمر البدر
وامرأة زجاء، بجاء. وفلان فجفاج، بجباج، أي نفاج مهدار. وتقول العرب: أقصر من بجابجك قليلاً.
ومن المجاز: قولهم للماشية: قد بجها الكلأ إذا فتق خواصرها سمناً. قال:
فجاءت كأن القسور الجون بجها ... عاليجه والثامر المتناوح
وانبجت ماشيتك عن الكلأ.
ب ج حأنا متبجح بمكان فلان وبجح به وقد بجحني ذلك. والنساء يتباجحن فيما بينهن إذا تباهين وتفاخرن وعدت كل واحدة حظوتها. ولقيت منه المناجح والمباجح.
ب ج داشتمل ببجاده، واحتبى بنجاده، وهو كساء مخطط، ومنه ذو البجادين. وهو عالم ببجدة أمرك أي بحقيقته، وما ثبت منه عند خابره. من بجد بالمكان إذا أقام وثبت فلم يبرح. يقال: أصبح فلان باجداً بأرضه إذا كان لابداً بها لا يريم. ويقال للخريت: هو ابن بجدتها.
ب ج رلقيت منه البجاري أي الدواهي. قال:
تزبدها حداء يعلم أنه ... هو الكاذب الآتي الأمور البجاريا
وجاء فلان بأمر بجر. قال:
تعجبت من أم حصان رأيتها ... لها ولد من زوجها وهي عاقر
فقلت لها بجراً فقالت مجيبتي ... أتعجب من هذا ولي زوج آخر
ومن المجاز: ألقيت إليه عجري وبجري إذا أطلعته على معائبك لثقتك به. وأصل العجر العروق المتعقدة الناتئة، والبجر ما تعقد منها على البطن خاصة. وتقول: صرر بجر، وأكياس عجر. أنشد سيبويه:
يمرّون بالدهنا خفافاً عيابهم ... ويخرجن من دارين بجر الحقائب
ب ج سإنبجس الماء من السحاب والعين: انفجر، وتبجش: تفجر. قال العجاج:
وكيف غربي دالج يتبجسا ... وانبجست عيناه من فرط الأسا
وسحائب بجس، وبجسها الله. قال ابن مقبل:
له قائد دهم الرباب وخلفه ... روايا يبجسن الغمام الكنهورا
وأتانا بثريد يتبجس ويتضاغى، وذلك من كثرة الودك. وبه قرحة يبجسها الظفر.
ب ج لبجله في أعينهم: عظمه، وفلان مبجل في قومه، وجئت بأمر بجيل، وبخير بجيل. قال زهير:
هم الخير البجيل لمن بغاه ... وهم جمر الغضا لمن اصطلاها
وفصد أبجل الفرس أو البعير وهو كالأكحل من الإنسان. وبجل بمعنى حسبي. قال لبيد:
بجل الآن من العيش بجل
ب ح تعربي بحت: خالص. وبرد بحت محت: صادق. ومسك بحت وظلم بحت. وقدم إليه قفاراً بحتاً: لا أدم معه. وباحته الود: خالصه إياه. وباحت الشراب: شربه صرفاً لم يمزجه، وباحت الماء: شربه على غير ثفل. وباحت دابته بالضريع. قال مالك بن عوف الغامدي:
ألا منعت ثمالة بطن وج ... بجرد لم تباحت بالضريع
أي لم تعلف الضريع وحده، يعني أنها مقربة مكرمة بحسن التعهد. وباحت القتال: جد فيه ولم يشبه بهوادة.
ب ح حفي صوته بحة، ورجل أبح الصوت.

ومن المجاز: وصف الجماد بذلك كالعود وغيره إذا غلظ صوته وأشبه البحة، نحو قول خفاف في صفة القداح:
قروا أضيافهم ربحاً ببح ... يعيش بفضلهن الحي سمر
وقول آخر في صفة العظم:
وعاذلة باتت بليل تلومني ... وفي كفها كسر أبح رذوم
وقوله:
وأبح جندي وثاقبة ... سبكت كثاقبة من الجمر
الجندي منسوب إلى أجناد الشام، والثاقبة السبيكة من الذهب. وتبحبح في الأمر: توسع فيه، من بحبوحة الدار وهي وسطها. وتبحبحت العرب في لغاتها: اتسعت فيها.
ب ح رهو من البحارة، وهم الذين يتبحرون في البحر. وبحر أذن الناقة: شقها طولاً وهي البحيرة.
ومن المجاز: استبحر المكان: اتسع وصار كالبحر في سعته. وتبحر في العلم واستبحر فيه. واستبحر الخطيب: اتسع له القول، وفي مديحك يستبحر الشاعر. قال الطرماح:
بمثل ثنائك يحلو المديح ... وتستبحر الألسن المادحه
و " إن وجدناه لبحراً " وصف بالبحر لسعة جريه. قال العجاج:
بحر الأجاري حنيك مسهل
محتنك قوي. وماء بحر، وصف به لملوحته. وقد أبحر المشرب العذب. قال ذو الرمة:
بأرض هجان الترب وسمية الثرى ... غداة نأت عنها الملوحة والبحر
ودم بحراني: أسود، نسب إلى بحر الرحم وهو عمقه. وامرأة بحرية: عظيمة البطن، شبهت بأهل البحرين وهم مطاحيل عظام البطون. قال الطرماح:
ولم تنتطق بحرية من مجاشع ... عليه ولم يدعم له جانب المهد
ب خ ترجل مبخوت وبخيت: مجدود.
ب خ خبخ لك: كلمة مدح وإعجاب بالشيء وقد تشدد. قال:
بخ لك بخ لبحر خضم
وتكرر فيقال: بخ بخ. قال أعشى همدان في عبد الرحمن بن الأشعث:
بين الأشج وبين قيس باذخ ... بخ بخ لوالده وللمولود
فقال الحجاج: والله لا تبخبخ علي بعدها، فقتله. وأما قول العجاج:
في حسب بخ وعز أقعسا
فوصف بهذا الصوت مبالغة في كون حسبه ممدحاً معجباً به، كما يقال: رجل أفة لمن يتأفف به.
ب خ رثياب مبخرة: مطيبة. وتبخر بالبخور، وفلان يتبخر ويتبختر. ويقال: بخرت لنا: طيبت، وبخرت علينا: نتنت، وأردنا أن تبخر لنا فبخرت علينا. وبه بخر شديد. وفي كلام الدؤلي: لا يصلح للخلافة من لا يصبر على سرار الشيوخ البخر.
ب خ سبخس الكيال مكياله. وفي المثل: " تحسبها حمقاء وهي باخس " . وبخس الناس: مكسهم، وضرب عليهم بخساً فاحشاً. قال:
وفي كل أسواق العراق إتاوة ... وفي كل ما باع امرؤ بخس درهم
ولا تبخس أخاك حقه. وباعه بثمن بخس أي مبخوس. ومنه بخس المخ وتبخس إذا دخل في السلامى والعين وهو آخر ما يبقى.
ب خ صعين مبخوصة: عوراء، وبخصت عينه، وبخصها: عورها، وبعينه بخص ولخص هما لحمتان: البخص بالجفن الأسفل، واللخص بالأعلى، وبخصت عينه ولخصت.
ب خ عبخع الشاة: بلغ بذبحها القفا.
ومن المجاز: بخعه الوجد إذا بلغ منه المجهود. قال ذو الرمة أنشده سيبويه:
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه ... لشيء نحته عن يديه المقادر
وبخعت له نفسي ونصحي: جهدتهما له. وأهل اليمن أبخع طاعة. وبخع أرضه بالزراعة: نهكها ولم يجمها. وبخع لي بحقي إذا أقر إقرار مذعن بالغ جهده في الإذعان به.
ب خ قبخق عينه مثل بخصها، وبخقت: عورت فهي مبخوقة وباخقة، وبه بخق وهو أقبح العور وأكثره غمصاً. قال رؤبة:
كسر من عينيه تقويم الفوق ... وما بعينيه عواوير البخق
وفي الحديث: " في العين إذا بخقت مائة دينار " .
ب خ لفلان لم يبخل ولم يبخل، وما كانت منه بخلة قط. قال عدي:
وللبخلة الأولى لمن كان باخلاً ... أعف ومن يبخل يلم ويزهد
وفلان أصيل في اللؤم بخال، ماله عم كريم ولا خال. ويقال: لا يكاد يفلح النخيل، إذا أبرها البخيل. وقيل لرجل: بفلان خبل، وبأخيه بخل. فقال: الخبل أهون من البخل، والمبخل فداء للمخبل.
ومن المجاز: قول أبي النجم:
والضامنين عثرات الدهر ... إذا السماء بخلت بالفطر
ب خ ن ق

برزن على وجوههن البخانق، وفي أعناقهن المخانق. وتبخنقت المرأة: تبرقعت. وأملت علي أم هبة أم مثواي بالطائف في كتاب استكتبتنيه إلى ابنتها بمكة خفرة تقول: لكم يا عمتي أشكو إليك حر العرى في وجهي، فأرسلي إلي من مخاضب حنائكم ما اتبخنق به. والمبخنق من الخيل الذي أخذت غرته لحييه إلى أصول أذنيه.
ب د أبدأ الله الخلق وابتدأه، وكان ذلك في بدء الإسلام ومبتدإ الأمر. وافعل هذا بدأ وباديء بدء وبادىء بدىء. وافعله بدأً ما تريد أول شيء. وهاتها من ذي تبدئت أي أعد الكلمة أو القصة من أولها. وأبدأ في الأمر وأعاد، والله المبديء المعيد، وفلان ما يبدىء وما يعيد إذا لم يكن له حيلة. قال عبيد:
أقفر من أهله عبيد ... فاليوم لا يبدى ولا يعيد
وفعله عوداً وبدأً وعوداً على بدء، وفي عودته وبدأته. واكتريت للبدأة بكذا، وللرجعة بكذا وأنت في بدأتك أحسن حالاً منك في مرجعك. وأمر بديء: عجيب. وبدءوا بفلان: قدموه. ومنه: هو بدء بني فلان لسيدهم ومقدمهم، وهم بدأة قومهم لخيارهم. قال سويد بن أبي كاهل:
أبت لي عبس أن أسام دنية ... وسعد وذبيان الهجان وعامر
وحي كرام بدأة من هوازن ... لهم في الملمات الأنوف الفواخر
وخذ أبداء الجزور وبدوءها وهي خير أعضائها.
قال نهشل بن حرى:
ترك البدوء من الجزور لأهلها ... وأحال ينقي مخة العرقوب
وبدأ يفعل كذا نحو أنشأ يفعل. وأبدأت من أرض إلى أخرى، ومن أين أبدأت وبئر بدىء: حديدة الحفر ليست بعادية. وفعل هذا باديء الرأي.
ب د دأبد ضبعيك في السجود: جافهما. وأبدهم العطاء: أعطي كل واحد بدته أي نصيبه. أنشد الكسائي:
لما التقيت عميراً في كتيبته ... عاينت كأس المنايا بيننا بددا
وليت جبهة خيلي شطر خيلهم ... وواجهونا بأسد قاتلوا أسدا
ويا جارية أبديهم تمرة تمرة، قالته أم سلمة لما كثر السؤال. وعن عمر بن عبد العزيز أنه أبد بصره عند موته وقال: إني لأرى حضرة ما هم بإنس ولا جن، ثم قبض. ويقال للفارس: ضم باديك وهما باطنا الفخذين. وكان الزبير حسن الباد على السرج، أريد حسن ركبته وقيل لأعرابية: علام تمنعين زوجك القضة، فإنه يعتل بك؟ قالت: كذب والله، إنّي لأطأطيء الوساد، وأرخي الباد، تريد أنها لا تضم فخذيها. والسبعان يتبادان الرجل إذا أتياه من جانبيه. والضاربان يتبادان المضروب، والتوءمان يتبادان أمهما: يرتضعان ثدييها. وتبدد الحلي صدر الجارية أخذ جانبيه. وباديته بكذا: عارضته مبادة وبداداً، وبايعته مبادة. وتبادوا في الحرب: تبارزوا وأخذوا أقرانهم. وبدد ماله. وتفرقوا بداد. واستبد برأيه: انفرد. واستبد بأميره إذا غلب على رأيه، فهو لا يسمع إلا منه.
ومن المجاز: استبد الأمر بفلان، إذا غلبه فلم يقدر على ضبطه. قال الأخطل:
ثم استبد بسلمى نية قذف ... وسير منقضب الأقران مغيار
هو واليها الذي إذا عزم على أمر أمضاه ولم يثنه عنه شيء واستبد بهم إذا ذهبوا. قال الأخطل:
كأنني شارب يوم استبد بهم ... من قرقف ضمنتها حمص أو جدر
ومن الكناية: سمعت مرشد بن معضاد الخفاجي يقول: خرجت أبدد، كنى بذلك عن البول.
ب د ربدر إلى الخير، وبادره الغاية وإلى الغاية. قال:
فبادرها ولجات الخمر
وفلان يبادر في أكل مال اليتيم بلوغه بداراً. وتبادروا الباع وابتدروها. وهو مخشي البادرة، وأنا أخاف بادرته وهي ما تبدر منه عند حدته. وتقول: فلان حار النوادر، حاد البوادر. وأصابته بادرة السهم وهي طرفه من قبل النصل، واحمرت بوادر الخيل وهي اللحمات بين المناكب والأعناق. قال خراش بن عمرو:
وجاءت الخيل محمراً بوادرها ... زوراً وزلت يد الرامي عن الفوق
وفلان يهب البدور، وينهب البدور، وهي البدر، وأبدر القوم: طلع عليهم البد، كما يقال: أقمروا وأشرقوا: من الشرق بمعنى الشمس.
ب د عأبدع الشيء وابتدعه: اخترعه، وابتدع فلان هذه الركية، وسقاء بديع: جديد. ويقال أبدعت الركاب إذا كلت. وحقيقته أنها جاءت بأمر حادث بديع. وأبدع بالراكب: إذا كلت راحلته، كما يقال: انقطع به، وانكسر إذا انكسرت سفينته.

ومن المجاز: أبدعت حجتك إذا ضعفت، وأبدع بي فلان إذا لم يكن عند ظنك به في أمر وثقت به في كفايته وإصلاحه.
ب د لأبدله بخوفه أمناً وبدله مثله. وبدل الشيء: غيّره. وتبدلت الدار بإنسها وحشاً. واستبدلته وبادلته بالسلعة إذا أعطيته شروى ما أخذته منه. وتبادلا ثوبيهما. وهذا بدل منه وبديل منه، وهم أبدال منهم وبدلاء. وهذا بديل ما له عديل، ورب بدل شر من بدل وهو وجع العظام. أنشد أبو عمرو لابن نعيم:
وتمدرت نفسي لذاك ولم أزل ... بدلاً نهاري كله حتى الأصل
وهو من الأبدال أي الزهاد.
ب د نبدنت لما بدنت أي سمنت لما أسننت، يقال: بدن الرجل وبدن بدناً وبدانة فهو بدين وبادن. وبادنني فلان فبدنته أي كنت أبدن منه. ورجل مبدان: مبطان سمين، ضخم البطن. وتقول: أراك أضعف السنة، وأنت في قد البدنة. وخرجت وعليها بدنة أي بقيرة.
ب د هبدهه أمر: فجئه. وبدهني بكذا بدأني به. وهو ذو بديهة، وأجاب على البديهة، وله بدائع وبدائه، وهذا معلوم في بدائه العقول، وبادهني أمر كذا، وابتده الخطبة، وبنو فلان يتبادهون الخطب، ولحقه في بداهة جريه.
ب د ولقد بدوت يا فلان أي نزلت البادية وصرت بدوياً، ومالك والبداوة؟ وتبدى الحضري. ويقال: أين الناس فتقول: قد بدوا أي خرجوا إلى البدو. وكانت لهم غنيمات يبدون إليها. وفعل كذا ثم بدا له، وبدا له في هذا الأمر بداء وهو ذو بدوات. وكلفني من بدواتك أي من حوائجك التي تبدو لك. وركي مبد: بارز ماؤه، ونقيضه ركي غامد.
ب د يباداه بارزه، وكاشفت الرجل وباديته وجاليته بمعنًى. وباد بين الرجلين: قايس بينهما وباين.
ومن الكناية: أبدى الرجل قضى حاجته.
ب ذ أفلان بذيء اللسان، وقد بذؤ علي وبذأ بذاءة وبذاء. وبذىء فلان: عيب وازدرى. وسألته عن رجل فبذأه. وقد أبذأت يا رجل أي جئت بالبذاء، كما تقول أفحشت وأقدعت. وباذأني فلان فبذأني. وبينهم مباذأة: مفاحشة. قال ابن مقبل:
هل كنت إلا مجناً تتقون به ... قد لاح في عرض من باذاكم علبي
ومن المجاز: بذأت عيني فلاناً: ازدرته ولم تقبله. ووصفت لي أرض بني فلان فأبصرتها فما بذأتها عيني.
ب ذ خجبل باذخ: عال، وجبال بواذخ.
ومن المجاز: عز باذخ، وشرف شامخ. وتبذخ فلان: تطاول، وهو بذاخ، وفيه بذخ. وجمل بذاخ الهدير. قال جرير في مرثية الفرزدق:
عماد تميم كلها ولسانها ... وناطقها البذاخ في كل منطق
ب ذ ذرجل باذ الهيئة وبذها، وجاء في هيئة بذة وحال بذة وفيه بذاذة. وبذ فلان أصحابه: غلبهم، قال النابغة الجعدي:
يبذ الجياد بتقريبه ... ويأوي إلى حضر ملهب
ب ذ ربذر الحب في الأرض، وبذر الله الخلق في الأرض: فرقهم، وتبذر من يدي كذا: تفرق. ورجل بذر: يبذر ماله، ووصفت زوجها فقالت: لا سمح بذر، ولا بخيل حكر، وفلان هيذارة ببذارة: أي مهذار مبذر.
ومن المجاز: إن هؤلاء لبذر سوء أي نسل سوء. ومال مبذور: كثير مبارك فيه. وبذرت الأرض: أخرجت نباتها متفرقاً. وأرض أنيثة مبذار النبات: لذات الريع. ولو بذرت فلاناً لوجدته رجلاً أي لو جربته وقسمت أحواله. وفلان من المذاييع البذر، جمع بذور وهو الذي يفشي الأسرار. وقد بذر بذارة.
ب ذ لهم مباذيل للمعروف. قال قدامة بن موسى:
مباذيل للمولى محاشيد للقرى ... وفي الروع عند النائبات أسود
وخرج علينا في مباذله وفي ثياب بذلته. والرجل يتبذل في منزله، وفلان ماله مصون وعرضه مبتذل. وابتذل نفسه في كذا إذا امتهنها. قال:
ومن يبتذل عينيه في الناس لا يزل ... يرى حاجة محجوبة لا ينالها
وهذا كلام ومثل مبتذل أي ملهوج بذكره مستعمل. وسألته فأعطاني بذل يمينه أي ما قدر عليه.
ومن المجاز: لهذا الفرس صون وبذل أي يصون بعض جريه ويبذل بعضه لا يخرجه كله دفعة، وذلك محمود. ومنه قولهم: صونه خير من بذله أي باطنه خير من ظاهره.
ب ذ مثوب ذو بذم إذا كان كثير الغزل صفيقاً.
ومن المجاز: فلان ماله بذم إذا لم يكن له رأي وحزم. قال:
كريم عروق النبعتين مظفر ... ويغضب مما منه ذو البذم يغضب
ب ر أ

اللهم أبرأ إليك من الحول والقوة. وهو بريء الساحة مما قذف به، وأنا الخلاء البراء منه. وقد بارأت شريكي: فاصلته، وتبارأنا. وتقول: أسعد الناس البراء، كما أن أسعد الليالي البراء وهي آخر ليلة من الشهر. قال:
إن سعيداً لا يكون غسّاً ... كما البراء لا يكون نحساً
وأبرأت الرجل: علته بريئاً من حلق لي عليه. وبرأته: صححت براءته " فبرأه الله مما قالوا " . واستبرأت الشيء: طلبت آخره لأقط الشبهة عني. واستبرأت أرض بني فلان فما وجدت فيها ضالتي. وأستبرأ من بوله إذا استنزه. وفلان باريء من علته. وتقول: حق على الباريء من اعتلاله، أن يؤدي شكر الباري على إبلاله.
ب ر تفلان يشرب المبرد بالمبرت أي الماء البارد بالطبرزذ.
ب ر ثحبذا تلك البراث الحمر، والدماث العفر، وهي الأراضي السهلة اللينة.
ب ر جامرأة زجاء، برجاء. ورأيت برجاً في برج أي نسوة في عيونهن برج في قصر. وتقول: لها وجه مسرج، وعليها ثوب مبرج، وهو الذي عليه تصاوير كبروج السور. وخرجن متبرجات، متفرجات.
ب ر حلا يبرح يفعل كذا، وبرح مكانه وأبرحته أنا. وبرح بي فلان: ألح عليّ بالأذى والمشقة، وأنا مبرح بي من قبله. وبه تباريح الشوق وبرحاء الحمى، وبرح به الهم، وضربه ضرباً مبرحاً، وأبرح فلان رجلاً! وأبرح فارساً! إذا فضلته وتعجبت منه. قال العباس بن مرادس:
وقرة يحميهم إذا ما تبددوا ... ويطعنهم شزراً فأبرحت فارساً
وأبرحت كرماً، وأبرحت لؤماً؛ وهذا الأمر أبرح من ذاك. قال جران العود:
خذا حذراً يا جارتي فإنني ... رأيت جران العود قد كاد يصلح
ألاقي الخنا والبرح من أم جابر ... وما كنت ألقى من رزينة أبرح
وريح بارح: شديدة. ولقيت منه برحاً بارحاً، ولقيت منه بنات برح. وبرح الله عنك أي كشف البرح ونفس عنك، وجرى له البارح أي الطائر الأشأم. ويقال للرامي: برحى أم مرحى. وهي كلمة تقال عند الخطأ، ومرحى عند الإصابة. ونزلوا بالراح وهي الأرض الواسعة. وجاء بالكفر براحاً، وبالشر صراحاً. ودلكت براح: غابت الشمس.
ومن المجاز: هذه فعلة بارحة: لم تقع على قصد وصواب، وقتلة بارحة: شزر، أخذت من الطائر البارح. وفي المثل: " برح الخفاء " أي وضح الأمر وزالت خفيته.
ب ر دمنع البرد البرد وهو النوم. وبردت فؤادك بشربة، واسقني ما أبرد به كبدي. قال:
وعطل قلوصى في الركاب فإنها ... ستبرد أكباداً وتبكي بواكيا
وبرد عني بالبرود وهو الدواء الذي يبرد العين. وخبر مبرود: مبلول بالماء البارد، واسمه البريد تطعمه المرأة للسمنة. تقول: نفخ فيها الثريد، والبريد، حتى آضت كما تريد. وباتت كيزانهم على البرادة. وهم يتبردون بالماء ويبتردون. قال الراهب المكي:
إذا وجدت أوار الحب في كبدي ... عمدت نحو سقاء القوم أبترد
هبني بردت ببرد الماء ظاهره ... فمن لنيران حب حشوة تقد
وأصل كل داء البردة وهي التخمة لأنها تبرد الطبيعة فلا تنضج الطعام بحرارتها. وأبردوا بالظهر، وجاءوا مبردين، وسحاب برد، وبرد بنو فلان، وأرض مبرودة كمثلوجة. ولا أفعل ذلك ما نسم البردان والأبردان وهما الغداة والعشي. ولها ساق كأنها بردية. وأبردت إليه بريداً وهو الرسول المستعجل، وأعوذ بالله من قعقعة البريد. وسارت بينهم البرد، وهذا بريد منصب وهو ما بين المنزلين. وفلان يسحب البرود، وكان يشتمل بالبردة.
ومن المجاز: برد لي على فلان حق، وما برد لك على فلان. وإن أصحابك لا يبالون ما بردوا عليك أي ما أوجبوا وأثبتوا. وبرد فلان أسيراً في أيديهم إذا بقي سلماً لا يفدى. وضربته حتى برد وحتى جمد. وبرد ظهر فرسك ساعة: رفهه عن الركوب. قال الراعي:
فبرد متنيها وغمض ساعة ... وطافت قليلاً حوله وهو مطرق
وبرد مضجعه إذا سافر. ولا تبرد عن ظالمك: لا تخفف عنه بدعائك عليه، لقوله صلى الله عليه وسمل: " لا تسبخي عنه " . وبرد مخه وبردت عظامه إذا هزل وضعف. وقد جاءنا فلان بارداً مخه. قال ذو الرمة:
لدي كل مثل الجفن يهوي بآله ... بقايا مصاص العتق والمخ بارد

وفلان بارد العظام وصاحبه حار العظام: للهزيل والسمين. ورعب فبرد مكانه إذا دهش. وبرد الموت عليه: بان أثره. قال أبو زبيد يصف ميتاً:
بادياً ناجذاه قد برد المو ... ت على مصطلاه أي برود
وعيش بارد: ناعم. قال:
قليلة لحم الناظرين يزينها ... شباب ومخفوض من العيش بارد
وسلب الصهباء بردتها أي جريالها. قال:
كأس ترى بردتها مثل الدم ... تدب بين لحمه والأعظم
من آخر الليل دبيب الأرقم
وقال الأعشى:
وشمول تحسب العين إذا ... صفقت بردتها نور الذبح
شبه ما يعلوها من لونها بالبردة التي يشتمل بها. وجعل لسانه عليه مبرداً إذا آذاه وأخذه بلسانه. قال حاتم:
أعاذل لا آلوك إلا خليقتي ... فلا تجعل فوقي لسانك مبرداً
أي لا أدخر عنك شيئاً إلا خليقتي. واستبردت عليه لساني: أرسلته عليه كالمبرد. ووقع بينهما قد برود يمنية إذا تخاصما حتى تشاقا ثيابهما الغالية، وهو مثل في شدة الخصومة.
ب ر ذأثقل من البرذون وأضر من الحرذون، وهو من الأحناش، وهو من الأحناش، وقيل من السباع وبرذن الجواد إذا صير برذوناً. قال القلاخ
لله در جياد أنت سائسها ... برذنتها وبها التحجيل والغرر
ولقيت فلاناً مجيداً وأخاه مبرذناً أي راكب جواد وبرذون. وسألته حاجة فبرذن عنها أي ثقل. قال:
إليكم إليكم إن مركض غايتي ... يبرذن فيه البحزج المتجاذع أي يعيا ويثقل عن المشي.
ب ر رهو بر بوالديه، وبار بهما. ويقال: صدقت وبررت " ولا يعرف هراً من بر " وحج مبرور، وبر حجك، وبر الله حجك. وبرت يمينه، وأبرها صاحبها: أمضاها على الصدق. ولو أقسم على الله لأبره. ونزلوا بالبرية. وجلست براً وخرجت براً إذا جلس خارج الدار أو خرج إلى ظاهر البلد. وافتح الباب الراني و " من أصلح جوانبه، أصلح الله برانيه " ويقال: أريد جواً، ويريد براً أي أريد خفية وهو يريد علانية. وقد أبر فلان وأبحر أي هو مسفار قد ركب البر والبحر. وأبر على خصمه. وجواد مبر، وهو أقصر من برة. وأطعمنا ابن برة وهو الخبز.
ومن المجاز: فلان يبر ربه أي يطيعه. قال:
لا هم لولا أن بكراً دونكا ... يبرك الناس ويفجرونكا
وبرت بي السلعة إذا نفقت وربحت فيها. قال الأعشى:
ورجى برها عاماً فعاما
ب ر زأبرز الكتاب وغيره وبرزه " وبرزت الجحيم " كشف الغطاء عنها. وبارزه في الحرب برازاً ومبارزة وقد برزت برازة. قال العجاج:
برز وذو العفافة البرزيُّ
وذهب إبريز: خالص. وتقول: ميز الخبث من الإبريز، والناكصين من أولى التبريز.
ومن الكناية: خرج إلى البراز، وتبرز.
ب ر سطار له لغام كبالبرس المندوف، وأطيب من الزبد بالبرسيان، وهو ضرب من التمر. يقال: تمرة برسيانة. وبرسم فلان، وهو مبرسم، وبه برسام.
ب ر شفي أذنه طرش، وفي جلده برش، وهو نقط بيض. وقيل لجذيمة: الأبرش، كناية عن الأبرص.
ب ر صكثرت الأبارص في أرضهم، وهو جمع سام أبرص، ويقال: سوام أبرص. قال:
والله لو كنت لهذا خالصاً ... لكنت عبداً يأكل الأبارصا
له بصيص وبريص أي بريق.
ومن المجاز: بت لا يؤنسني إلا الأبرص وهو القمر. وأرض برصاء وهي العارية من النبات. وتبرصت الإبل الأرض: لم تدع فيها رعياً. وبرص رأسه: حلقه تبريصاً.
ب ر ضما بقي في الحوض إلا برض أي ماء قليل. وما فيه إلا شفافة لا تفضل عن التبرض وهو الترشف، وأن يؤخذ قليلاً قليلاً. قال:
لعمرك إنني وطلاب سلمى ... لكالمتبرض الثمد الظنونا
وأطلعت الأرض بارضها وهو أول نباتها.
ومن المجاز: تبرض فلان حاجته: أخذها شيئاً بعد شيء. وفلان يتبرض بالقليل: يتبلغ به. وبرض لي من ماله: رضخ. وبقيت من ماله براضة.
ب ر ط لرأس مبرطل: طويل من البرطيل وهو الحجر المستطيل: قال بيهس:
وقد ركبتم صماء معضلة ... تفري البراطيل تفلق الحجرا
ومنه ألقمه البرطيل وهو الرشوة. وإن البراطيل، تنصر الأباطيل. وبرطل فلان: رشى.
ب ر ع

برع الجبل وفرعه: علاه. وكل مشرف بارع، وفارع. وبرع أصحابه في علمه. وما رأيت أبرع منه ولا أبدع منه، وكانت رابعة امرأة بارعة. وقال:
محت الأقارب والأكفاء بارعة ... من المكارم لا تمتاحها القلب
وفعل ذلك تبرعاً من غير طلب إليه، كأنه يتكلف البراعة فيه والكرم.
ب ر قبرقت السماء ورعدت وأبرقت وأرعدت. ونشأت بارقة. ونزلنا في برقة من البرق والبراق وفي أبرق من الأبارق وفي برقاء من البرقاوات. وجبل أبرق. وناقة بروق: تلمع بذنبها من غير لقاح. ويقال للوعد الكاذب: لمع البروق بالذنب. وأشكر من بروقة، وأقصف من بروقة. وبرق طعامه بزيت. وما في ثريده إلا برقة وبرق وتباريق من زيت؛ وبرق بصره. وكلمته فبرق أي تحير. وأبرقت فلانة عن وجهها: كشفت. وأبرق بسيفه: لمع به.
ومن المجاز: فلان يبرق لي ويرعد إذا تهدد.
ورأيت في يده بارقة وهي السيوف. وحدثته فأرسل برقاويه أي عينيه لبرق لونيهما. قال:
ومنحدر من رأس برقاء حطه ... مخافة بين من حبيب مزايل
وبرق عينيه: فتحهما جداً ولمعهما. وأبرقت لي فلانة وأرعدت إذا تحسنت لك وتعرضت.
ب ر ق شوهو أبو براقش للمتلون. قال:
كأبي براقش كل لو ... ن لونه يتخيل
ونقشه وبرقشه: زينه. وتبرقش فلان: تزين. وتبرقشت: تلونت.
ب ر كبارك الله فيه وبارك له وبارك عليه وباركه. وبرك على الطعام، وبرك فيه إذا دعا له بالبركة، وطعام بريك، وما أبرك هذا وأيمنه وابترك الصيقل إذا مال على المدوس. وابترك الفرس في عدوه: اعتمد فيه واجتهد، وفرس مستقدم البركة. وفي بستانه بركة مصهرجة وفيه برك تفيض.
ومن المجاز: حكّت الحرب بركها بهم. قال:
فأقعصتهم وحكت بركها بهم ... وأعطت النهب هيان بن بيان
ووضع عليهم الدهر بركه. قال الجعدي:
وضع الدهر عليهم بركه ... فأراه لم يغادر غير فل
وابترك في عرض فلان يقصبه إذا وقع فيه. ووصف أعرابي أرضاً خصبة، فقال: تركت كلأها كأنه نعامة باركة. وابتركوا في الحرب: جثوا على الركب.
ب ر مأنا برم بهذا الأمر، وقد برمت به. وخيط مبرم. وفلان برم، ما فيه كرم. وفي الحديث: " أأبرام بنو المغيرة " .
ومن المجاز: أبرم الأمر وأمر مبرم، وبرم فلان بحجته إذا لم تحضره. قال:
يخبر طرفانا بما في قلوبنا ... إذا برمت بالمنطق الشفتان
كأنما مل الحجة أو المنطق فتركه. وهو برم اللسان: للعي. وأمر سحيل ومبرم. قال زهير:
يميناً لنعم السيدان وجدتما ... على كل حال من سحيل ومبرم
وقال رؤبة:
بات يصادي أمره أمبرمه ... أعصمه أم السحيل أعصمه
والأصل الخيط السحيل، وهو ما كان طاقاً واحداً، والمبرم طاقان يفتلان حتى يصيرا واحداً.
ب ر ننزلنا به فأطعمنا الخبز الفرني، والنمر البرني. ورأيت عنده براني العسل جمع برنية.
ب ر هأقمت عنده برهة من الدهر، وأقام عندنا بريه بريهة: يريد مصغر إبراهيم على الترخيم حكي عن الفراء. وأبره فلان: جاء بالبرهان، وبرهن مولد. والبرهان بيان الحجة وإيضاحها من البرهرهة وهي البيضاء من الجواري، كما اشتق السلطان من السليط لإضاءته. وتقول: لا تشبه العدلية بالمشبهه، وافصل بين إبراهيم وأبرهه.
ب ر يما عندي قلم بري أي مبري، وأرفع براية القلم. قال المتنخل:
وصراء البراية عود نبيع ... كوقف العاج عاتكة اللياط
وبفيه البري وحمىً خيبرا، وشر ما يرى.
ومن المجاز: بريت الناقة بالسير، وبرآها السفر، وناقة ذات براية: بها بقية بعد بري السفر إياها. وإنك لذو براية: لمن فيه بقية بعد السفر. وفلان يباري الريح جوداً، وأعطته الدنيا برتها إذا تمكن منها وحظي بها.
ب ز خبه بزخ وهو شبه القعس. ورجل أبزخ وارمأة بزخاء. ومشى بزخاً ومشى فلان متبازخاً كمشية العجوز إذا تكلفت إقامة صلبها فتقاعس كاهلها وانحنى ثبجها.
ومن المجاز: تبازخ عن الأمر: تقاعس عنه. ورأى أعرابي عيداناً فقال: أراهن بزخاً عوجاً.
ب ز ربزر برمتك وألق فيها الأبزار والأبازير. وتقول: اللحم المبزر أشهى والنفس عليه أشره، وإلا فهو بجزر السباع أشبه.

ومن المجاز: مثل لا تخفي عليه أبازيرك أي زياداتك في القول ووشاياتك. وقد بزر فلان كلامه وتوبله، ومنه قيل للرجل المريب: البازور. قال:
أما بنو يشكر لا در درهم ... ولا سقوا فهم قوم بوازير
ب ز زخرجوا عليهم الخزوز والبزوز وهي الثياب الجياد. وأشبه أمرأً بعض بزه. وغزا في بزة كاملة وهي السلاح، وتقلد بزاً حسناً وهو السيف. قال:
ولا بكهام بزه عن عدوه
وإنه لذو بزة حسنة وهي الهيئة واللباس، وبزه ثوبه وابتزه: سلبه، وابتزت من ثيابها: جردت. قال امرؤ القيس:
إذا ما الضجيع ابتزها من ثيابها ... تميل عليه هونة غير متفال
ومن عز بز. وجيء به عزاً وبزاً، بمعنى لا محالة. ورجعت الخلافة بزيزي أي تبز بزاً ولا تؤخذ بالاستحقاق.
ومن المجاز: قول الجعدي:
وتبتز يعفور الصريم كناسه ... فتخرجه منه وإن كان مظهراً
أي بحفيف سيرها ينفر الوحشي من كنه وقت الظهر.
ب ز عغلام بزيع: ظريف ذكي، وجارية بزيعة. وفيه براعة وبزاعة وهي من صفة الأجداث، وقد تبزع الغلام: تظرف.
ب ز غبزغ البيطار الدابة بزغاً، وبزغها تبزيغاً إذا شق أشعرها بمبزغه. وبزغ الناب إذا شق اللحم فخرج. ألا ترى إلى قولهم: شق الناب وفطر، ومنه بزغت الشمس وبزغ القمر ونجوم بوازغ.
ب ز لبزل ناب البعير مثل شق وفطر. وبزل الشراب من المبزل: أساله منه وهو شبه طبي في الدن ونحوه يسيل منه. وقد تبزل الشراب: سال من المبزل. وجمل بازل، وقد بزل بزولاً، وإبل بزل وبوازل.
ومن المجاز: بزل الأمر والرأي: استحكم، وأمر بازل. وتقول: خطب بازل لا يكفيه إلا رأي قارح. وإنه لذو بزلاء أي ذو صريمة محكمة. وهو نهاض ببزلاء أي بخطة عظيمة. قال:
إني إذا شغلت قوماً فروجهم ... رحب المسالك نهاض ببزلاء
وقال:
من أمر ذي بدوات لا تزال له ... بزلاء يعيا بها الجثامة اللبد
وقال زهير:
سعى ساعياً غيظ بن مرة بعدما ... تبزل ما بين العشيرة بالدم
وبزل القضاء كما يقال فصله، وفتحه. وتقول: نزلت بي نازله، وما عندي بازله: أي بلغة تبزل حاجتي أي تقضيها وتفصلها.
ب ز يفلان يتحين كالحازي، ثم ينقض كالبازي.
ب س أبسأ فلان بهذا الأمر إذا ألفه ومرن عليه. ولقد بسيء بكرمك، وأنس بحسن خلقك، فدم عليه. وناقة بسوء: لا تمنع الحالب لإلفها إياه.
ب س رهو بسراً أطيب منه رطباً، وقد أبسرت النخلة.
ومن المجاز: ابتسر الحاجة: طلبها قبل وقتها. وابتسر الفحل الناقة: ضربها من غير ضبعة، وابتسر الجارية وابتكرها واختضرها: افتضها قبل الإدراك. وغلام بسر وجارية بسرة: غضا الشباب. ويقولون صبحته والشمس حمراء بسرة: لما يصف شعاعها. قال البعيث:
فصبحه والشمس حمراء بسرة ... بسائفة الأنقاء موت مغلس
وإن خرجت بك بثرة فلا تبسرها أي لا تفقأها، وهي بسرة غضة.
ب س سبست الجبال: فتتت كالدقيق والسويق، ومنه قيل للسويق الملتوت: البسيسة. وأبس الحالب بالناقة: مسحها وسكنها بلسانه. ولا أفعل ذلك ما أبس عبد بناقة. وجيء به من حسك وبسك. وتقول أكلت ابني وائل البسوس، كما يأكل الحب السوس.
ومن المجاز: بس عليه عقاربه إذا أرسل عليه نمائمه. وجاء بالترهات البسابس أي بالأباطيل.
ب س طبسط الثوب والفراش إذا نشره.
ومن المجاز: بسط رجله وقبضها، وإنه ليبسطني ما بسطك ويقبضني ما قبضك أي يسرني ويطيب نفسي ما سرك ويسوءني ما ساءك. وبسط عليهم العذاب. وزاده الله بسطة في العلم والجسم: أي فضلاً وبسطني الله عليه: فضلني، ونحن في بساط واسعة. قال العديل ن الفرخ:
ودون يد الحجاج من أن تنالني ... بساط لأيدي الناعجات عريض
ومكان بسيط: واسع. وفلان بسيط الباع واللسان، وقد بسط بساطة. وبسط إلينا يده ولسانه بما نحب أو بما نكره. وبلاد باسطة. قال:
وذاك الذي شبهت عسكر طاهر ... إذا ما بدا بالباسطات الجفاجف
الجفجف الغليظ من الأرض.

وحفر قامة باسطة وبسطة وهو أن يمد يده رافعها. وفرش لي فراشاً لا يبسطني، وهذا فراش يبسطك إذا كان واسعاً لا يقبضه. وفلان مركبه المبسوطة وهي الرحالة البعيدة ما بين الحنوين، ووردنا بعد خمس باسط وانبسط إليه، وباسطه، وبينهما مباسطة. ويده بسط بالعطاء. وفي الحديث: " يد الله بسطان " ، وما على البسيطة مثله وذهب في بسيطة، غير مصروفة، كما تقول ذهب في الأرض.
ب س قبسقت النخلة ونخلة باسقة ولفلان البواسق.
ومن المجاز: بسق على أصحابه: طالهم وفضلهم. ويقولون: لا تبسق علينا أي لا تطول. وفلان سوابق، وعلي بواسق.
ب س لفيه بسالة وما أبسله ولقد بسل وتبسل إذا تشجع، وأسد باسل. وله وجه باسر باسل: شديد العبوس. وأبسله للهلكة: أسلمه. وأبسل بعمله: أفضح. واستبسل للموت إذا استسلم. وأنشد الكسائي:
إذا جاء ساع لهم فاجر ... تجهمنا قبل أن ينزلا
وأوعدنا قبل عير وما ... جرى كي نذل ونستبسلا
ويقولون عند الدعاء على الرجل: آمين وبسلاً أي وأبسله الله ولحاه. وهذا بسل: محرم.
ومن المجاز: نبيذ باسل: شديد، وغضب باسل، ويوم باسل. قال الأخطل:
فهو فداء أمير المؤمنين إذا ... أبدى النواجذ يوم باسل ذكر
ب س مهو أغر بسام. وأول مراتب الضحك التبسم، ومتى جئته فهو متبسم. وكان ابتسامتها ومضة برق. وهن غر المباسم.
ومن المجاز: تبسم البرق وتبسم الطلح: تفلقت أطرافه. ويقال: والله ما بسمت فيه أي ما ذقته.
ب ش ربشرته بكذا وبشرته وأبشرته، فبشر وأبشر وبشر واستبشر وتبشر وتباشروا به، وتتابعت البشارات والبشائر، وجاء البشراء، وهو حسن البشر، واستقبلني ببشره. وبشر الأديم وأبشره: قشر وجهه.
ومن المجاز: فلان مؤدم مبشر. وما أحسن بشرة الأرض وهي ما يخرج من نباتها فيلبسها. وطلعت تباشير الصبح وهي أوائله التي تبشر به، كأنها جمع تبشير وهو مصدر بشر. وفيه مخايل الرشد وتباشيره. ورأى الناس في النخل التباشير وهي البواكير. وهبت المبشرات وهي الرياح التي تبشر بالغيث. وباشر الأمر: حضره بنفسه. وباشره النعيم. قال عمر بن أبي ربيعة:
لها وجه يضيء كضوء بدر ... عتيق اللون باشره النعيم
والفعل ضربان: مباشر ومتولد.
ب ش شلقيته فبش بي، وهش لي. وما رأيت أبش منه باللاقي. وأقر ضيفك بوجه البشاشة، ثم بالبرمة النشاشة.
ومن الكناية: بش لي فلان بخير إذا أعطاك، لأن العطاء تلو البشاشة.
ب ش عطعام بشع: فيه حفوف ومرارة كطعم الإهليلج، وقد أبشعني الطعام واستبشعته. وامرأة بشعة الفم إذا تركت التخلل والاستياك فتغيرت ريحه.
ومن المجاز: رجل بشع الخلق وبشع المنظر إذا كان لا يحلى بالعين. وعود بشع: ذو أبن. ونحت متن العود حتى ذهب بشعه. وقد بشع الوادي بالناس إذا ضاق بهم، فاستبشعوا المقام فيه.
ب ش مبشم الفصيل من اللبن والرجل من الطعام إذا اتخم. وفي كلام الحسن: وأنت تتجشأ من الشبع بشماً. واستاكت بفرع بشامة، وتقول ما أهل الشام إلا كشجر البشامك دهنه من أطيب الأفواه، وعوده مطيبة الأفواه.
ومن المجاز: بشم من كذا إذا سئم منه.
ب ص رأبصر الشيء، وبصر به وقد بصر بعمله إذا صار عالماً به وهو بصير به وذو بصر وبصارة، وهو من البصراء بالتجارة. وبصرته كذا وبصرته به إذا علمته إياه، وتبصر لي فلاناً. قال امرؤ القيس:
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن
وهو مستبصر في دينه وعمله. وعمى الأبصار أهون من عمى البصائر. وبصر فلان وكوف. قال ابن أحمر:
أخبر من لاقيت أني مبصر ... وكائن ترى مثلي من الناس بصرا
وما في البصرتين مثله، وهما البصرة والكوفة. وما أثخن بصر هذا الثوب! وهذا ثوب ماله بصر. وبصر كل سماء مسيرة خمسمائة عام وهو الثخن والغلظ.
ومن المجاز: هذه آية مبصرة. وأبصر الطريق: استبان ووضح. ورتبت في بستاني مبصراً أي ناظراً وهو الحافظ. وأريته لمحاً باصراً أي أمراً مفزعاً، وأرأني الزمان لمحاً باصراً. واجعلني بصيرة عليهم أي رقيباً وشاهداً، كقولك: عيناً عليهم. وأما لك بصيرة في هذا أي عيرة. قال قس:
في الذاهبين الأولي ... ن من القرون لنا بصائر

وله فراسة ذات بصيرة وذات بصائر وهي الصادقة. ورأيت عليك ذات البصائر. قال الكميت:
ورأوا عليك ومنك في ال ... مهد النهى ذات البصائر
وأتيته بين سمع الأرض وبصرها أي بأرض خلاء ما يبصرني ولا يسمع بي إلا هي. وبصرته بالسيف: ضربته فبصر بحاله وعرف قدره. قال:
فلما التقينا بصر السيف رأسه ... فأصبح منبوذاً على ظهر صفصف
وهو من معنى قوله:
أرجأته عني فأبصر قصده ... وكويته فوق النواظر من عل
ب ص صله بصيص أي بريق. ورماه بالبصاصة وهي العين. وتقول: طرقته في السنة الحصاصة وهي العين. وتقول: طرقته في السنة الحصاصه، فما رمقني بذنب البصاصة. وبصص الجرو وبصر: فتح عينيه.
ومن المجاز: بصص النور إذا تفتح. وبصبص عندي بذنبه إذا تملق.
ب ص قبصق في وجهه إذا استخف به. وهو أبيض كأنه بصاقة القمر وهي حجر أبيض يتلألأ. وبصقة مني أفضل منك.
ب ص لجئت أعرى من المغزل ورجعت أكسى من البصل. وقد تبصل الشيء إذا تضاعف تضاعف قشر البصلة: وبصلت الرجل من ثيابه جردته.
ومن المجاز: خرجوا كأنهم الأصل، وعلى رءوسهم البصل أي البيض، والأصل جمع أصلة وهي حية خبيثة.
ب ض ضالأصمعي: أبيض بض ولهق بمعنى واحد وهو الشديد البياض. وقال ابن دريد: هو الناصع اللون في سمن. وقال المبرد هو الرقيق البشرة الذي يؤثر فيه كل شيء. وامرأة غضة بضة وبضيضة، وقد بضضت بضاضة بالكسر. قال:
يترك ذا اللون البضيض أسودا
وقال النابغة:
محطوطة المتنين غير مفاضة ... نفج الحقيبة بضة المتجرد
وبض الحجر: رشح بقليل من الماء بضيضاً. وما وقع العام إلا بضيضة وإلا بضائض، والبضاضة منه. كأن البشرة لرقتها تبض بما وراءها.
ومن المجاز: ما يبض حجره إذا لم يند بخير. وما بض له بشيء من المعروف. قال رؤبة:
لو كان خرزاً في الكلى ما بضا
وما عندي منه إلا بضيضة.
ب ض عبضع من الشاة بضعة إذا قطع قطعة، وبضع الخشبة. قال أوس في صفة القوس:
ومبضوعة من رأس فرع شظية ... بطود تراه بالسحاب مكللا
وفلان جيد البضعة إذا كان لحيماً، كقولك جيد الكدنة. وهو خاظى البضيع أي سمين. وعندي بضعة عشر من الرجال، وبضع عشرة من النساء الذكور بالتاء، والإناث بطرحها، على سنن حكم العدد. وأقمت عنده بضع سنين وهو ما بين الثلاث والعشر. وشجة باضعة وهي التي تبلغ اللجم. وسمعت للسيوف بضعه، وللسياط خضعه، أي صوت قطع وصوت وقع. وهذه بضاعة مزجاة. وتقول: قد نعشت ضائعنا، ونفقت بضائعنا. وقال:
إحمل عليها إنها بضائع ... وما أضاع الله هو ضائع
وأبضعته كذا إذا جعلته بضاعة له. واستبضعت كذا. إذا جعلته بضاعة لك. قال زميل:
فإنك واستبضاعك الشعر نحونا ... كمستبضع تمراً إلى أهل خيبرا
ويقولون: هو باضع الحي لمن يحمل بضائعهم.
ومن المجاز: من رضع معك رضعه، فهو منك بضعه، أي هو بعضك.
ومن الكناية: بضع المرأة بضعاً وباضعها بضاعاً وملك بضعها إذا عقد عليها. وبضعت من الماء: رويت لأنك تقطع الشرب عند الريّ. يقال: حتى متى تكرع، ولا تبضع. وبضعت من فلان إذا سئمت من تكرير النصح عليه فقطعته.
ب ط أأبطأ علي فلان، وبطؤ في مشيته، وتباطأ في أمره، وتباطأ عني، وفيه بطء، وما كنت بطيئاً ولقد بطؤت، وفرس بطيء من خيل بطاء، وما أبطأ بك عنا؟ وما بطأ بك، وما بطأك؟. قال عمر بن أبي ربيعة:
فقمت أمشي وقامت وهي فاترة ... كشارب الراح بطا مشيه السكر
واستبطأته، واستبطأت عطاءه، وكتب إليّ كتاب استزادة واستبطاء، وكتب إليّ يستزيدني ويستبطئني.
ب ط حبطحه على وجهه فانبطح.
ونظر حويص إلى قبر عامر بن الطفيل، فقال: هو في طول بطحتي. أراد في طول قدي منبطحاً على الأرض وهي من البطح كما أن القامة من القيام. تقول للرجل: كيف بيتك؟ فيقول: قامة في بطحة، يريد سمكه وسعته. وحبذا بطحاء مكة! وهو من أهل الأبطح. وأنشد:
لنا نبعة فرعها في السماء ... ومغرسها سرة الأبطح
وهم قريش البطاح والأباطح. قال:
قريش البطاح لا قريش الظواهر
وبطاح بطح: واسعة عريضة. وتبطح السيل: اتسع مجراه. قال ذو الرمة

ولازال من نوء السماك عليكما ... ونوء الثريا وابل متبطح
وتبطح فلان: تبوأ الأبطح. قال:
هلاّ سألت عن الذين تبطحوا ... كرم البطاح وخير سرة وادي
ب ط خأبطخ القوم، وأقثئوا: كثرا عندهم. وظر الليث إلى قوم يأكلون بطيخاً، فقال:
لما رأيت المبطخين أبطخوا ... فأكلوا منه ومنه لطخوا
ورأيته يدور بين المطابخ، والمباطخ. وتبطخ: أكل البطيخ. وتقول: التبطح، خير من التبطخ، أي النزول بمكة خير منه بخوارزم.
ب ط رفيه طرب وبطر وهو مجاوزة الحد في المرح وخفة النشاط والزعل. ورجل أشر بطر، وأبطره الغني. وفقر مخطر، خير من غنى مبطر. وما أمطرت، حتى أبطرت، يعني السماء. وإن الخصب يبطر الناس، كما قال:
قوم إذا اخضرت نعالهم ... يتناهقون تناهق الحمر
وامرأة بطيرة: شديدة البطر. وبيطر الدابة ببطرة و " أشهر من راية البيطار " والدنيا فحبة: يوماً عند عطار، ويوماً عند بيطار. وعهدي به وهو لدوابنا مبيطر، فهو اليوم علينا مسيطر.
ومن المجاز: لا يبطرن جهل فلان حلمك أي لا يجعله بطراً خفيفاً. ولا تبطرن صاحبك ذرعه أي لا تقلق إمكانه ولا تستفزه بأن تكلفه غير المطاق، وذرعه من بدل الاشتمال. وبطر فلان نعمة الله: استخفها فكفرها، ولم يسترجحها فيشكرها، ومنه بطرت معيشتها وذهب دمه بطراً أي مبطوراً مستخفاً حيث لم يقتص به. وهو بهذا الأمر عالم بيطار. قال عمر بن أبي ربيعة:
ودعاني ما قال فيها عتيق ... وهو بالحسن عالم بيطار
ب ط شبطش به بطشة شديدة، وأصابته يد باطشة.
ومن المجاز: فلان يبطش في العلم بباع بسيط. وبطشت بهم أهوال الدنيا. وسلكوا أرضاً بعيدة المسالك، قريبة المهالك، وقذوا بمباطشها، وما أنقذوا من معاطشها. وجاءت الركاب تبطش بالأحمال أي ترجف بها. وبطش من الحمى: أفاق منها.
ب ط طبط القرحة بالمبط وهو المبضع، وعنده بطة من السليط.
ب ط لهو باطل بين البطلان. وبطال بين البطالة بالكسر. وقد بطل بالفتح. وبطل بين البطالة بالفتح، وقد بطل بالضم. ويقال: لبطل الرجل هذا في التعجب من البطل، ولبطل القول هذا في التعجب من الباطل. وقال فلان قولاً بطلاً، وساق كلمات خطلاً؛ من الخطل، وأعوذ بالله من البطلة وهم الشياطين. وأبطل فلان: جاء بالباطل. وجاء بالأضاليل والأباطيل. ولقد تبطل ولدك، وشر الفتيان المتبطل المتعطل. وبطله فلان، وكانت فلانة شجاعة بطلة. وذهب دمه بطلاً.
ب ط نألقت الدجاجة ذا بطنها. ونثرت المرأة للزوج بطنها إذا أكثرت الولد. وبطنه وظهره: ضربهما منه. وقد بطن فلان إذا اعتل بطنه. وهو مبطون وبطين ومبطان ومبطن أي عليل البطن وعظيمه وأكول وخميص. وأبطن البعير: شد بطانه. وباطنت صاحبي: شددته معه. وبطن ثوبه بطانة حسنة، وبطائن ثيابهم الديباج. وهم أهل باطنة الكوفة، وإخوانهم أهل ضاحيتها.
ومن المجاز: رش سهمك بظهران، ولا ترشه ببطنان؛ وهو في بطنان الشباب أي في وسطه. والبحبوحة بطنان الجنة. قال الراعي:
فإن يود ربعي الشباب فقد أرى ... ببطنانه قدام سرب أوانقه
أي يونقني السرب وأونقه. وطلع البطين وهو بطن الحمل. قال:
وقاء عليه الليث أفلاذ كبده ... وكهله قلد من البطن مردم
ونزلوا بطن الوادي، وهم في بطن مكة. وبطنه من أكرم بطون العرب. واستبطن الشيء: دخل بطنه، كما يستبطن العرق اللحم. واستبطن أمره: عرف باطنه. وتبطن الكلأ: جول فيه وتوسطه. قالت الخنساء:
فجاء يبشر أصحابه ... تبطنت يا قوم غيثاً خصيباً
وتبطن الجاية: جعلها بطانة له. قال امرؤ القيس:
ولم أتبطن كاعباً ذات خلخال
وفلان مجرب قد بطن الأمور، كأنه ضرب بطونها عرفاناً بحقائقها.
ويقال: أنت أبطن بهذا الأمر خبره، وأطول له عشره. وهو بطانتي وهم بطانتي، وأهل بطانتي. وإذا اكتريت، فاشترط العلاوة والبطانة وهي ما يجعل تحت العكم من قربة ونحوها. ونزت به البطنة أي أبطره الغنى. وفلان عريض البطان أي غني. وشأو بطين: بعيد. قال زهير:
فبصبص بين أداني الغضى ... وبين عنيزة شأواً بطيناً
وتباطن المكان: تباعد.
ب ظ ر

هو أبظر وبه بظارة وهي هنة نائتة في وسط الشفة العليا تكون لبعض الناس.
وفي حديث عليّ رضي الله عنه: " ما تقول فيها أيها العبد الأبظر " وفي شتائمهم: علجة بظراء. وأمصه الله بظر أمه، وبظرمه إذا قال له ذلك. وهو مبظرم ومتبظرم. ويقول الحجام للرجل: تبظرم، فيرفع بطرف لسانه شفته العليا حتى يجف شاربه. ورد خاتمك إلى بظره، وهو موضعه من الخنصر.
ب ع ثبعث الله الرسول إلى عباده، وابتعثه. ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خير مبعوث، ومبتعث. وفي حديث المبعث كذا. وبعثه من منامه، وبعثه على الأمر. وتواصوا بالخير وتباعثوا عليه. وبعثه لكذا فانبعث له. و " كره الله انبعاثهم فثبطهم " وفلان كسلان لا ينبعث. وبعث الشيء وبعثره: أثاره. قال:
فبعثها تقص الإكام
وفلان يكره الانبعاث، كأنما بعث ليوم بعاث وهو يوم بين الأوس والخزرج. ويوم البعث: يوم يبعثنا الله تعالى من القبور. ورجل بعث: لا يزال ينبعث من نومه. قال حميد بن ثور:
يهوي بأشعث قد وهى سرباله ... بعث تؤرقه الهموم فيسهر
وضرب البعث عليهم. وخرج في البعوث وهم الجنود يبعثون إلى الثغور.
ب ع ث طداري من البطحاء في أوسطها، وفي سرتها وبعثطها.
ب ع جبعج بطنه.
ومن المجاز: بعج أرضه: شقها. وبعجه حب فلانة إذا أبلغ إليه. وبعجت له بطني إذا أفشيت إليه سرك. قال الشماخ:
بعجت إليه البطن ثم انتصحته ... وما كل من يفشي إليه بناصح
أي استنصحته. وبعجت الأرض عذاة طيبة التربة: توسطتها.
وقال أعرابي: أرض بعجتها العذوات، وحفتها الفلوات؛ فلا يملولح ماؤها، ولا يمعر جنابها. وبعجت الأرض آباراً: حفرت فيها آبار كثيرة. وفي الحديث: " إذا رأيت مكة بعجت كظائم وساوى بناؤها رءوس الجبال فاعلم أن الساعة قد أظلت " . وتبعج السحاب: انفرج عن الودق. قال العجاج:
حيث استهل المزن أو تبعجا
وانبعجت دفعة من مطر، وانبعج علي بالكلام، ودفقت مباعج الوادي وبواعجه وهي متسعاته التي يتبعج فيها السيل.
ب ع دأما بعد فقد كان كذا. وأتيته بعيدات بين إذا أتيته بعد حين. وأنشد أبو زيد:
وأشعث منقد القميص أتيته ... بعيدات بين لاهدان ولا نكس
وتنح غير باعد وغير بعد أي غير صاغر. ولا تبعد، وإن بعدت عني فلا بعدت. وتقول: بعداً وسحقاً، وقبحاً ومحقاً. وهو محسن إلى الأباعد دون الأقارب. قال:
من الناس من يغشى الأباعد نفعه ... ويشقى به حتى الممات أقاربه
فإن يك خير فالبعيد يناله ... وإن يك شر فابن عمك صاحبه
وفلان يستجر الحديث من أباعد أطرافه. وأبعد الله الأبعد و " مثل العالم كمثل الحمة يأتيها البعداء ويتركها القرباء " وأبعد في السوم. وأبعط فيه إذا أشط. وإن قلت كذا لم أبعده ولم أستبعده. وقلت قولاً بعيداً، وما أبعده من الصواب. وباعدني وتباعد مني وابتعد وتبعد. قال عمر بن أبي ربيعة:
اذهب فديتك غير مبتعد ... لا كان هذا آخر العهد
وكانوا متقاربين فتباعدوا. ويقال: إذا لم تكن من قربان الأمير فكن من بعدانه لا يصبك شره، جمع قريب وبعيد، كذليل، وذلان. وفلان بعيد الهمة وذو بعدة. قال الشنفري:
وأعدم أحياناً وأغنى وإنما ... ينال الغنى ذو البعدة المتبدل
الذي يبتذل نفسه في الأسفار والمتاعب.
ب ع رفلان لا يفت بعره، ولا يبت شعره. وهو أون عليّ من بعرة يرمى بها كلب، وأصله من فعل المعتدة بعد وفاة زوجها. وياقل منه بعرت المعتدة فهي باعرة إذا انقضت عدتها أي رمت بالبعرة. يقال بعرته إذا رميته بها. وصرعتني بعير لي، وحلبت بعيري: تريد الناقة. قال:
لا تشتري لبن البعير وعندنا ... عرق الزجاجة واكف التهتان
ويقولون: كلا هذين البعيرين ناقة. وتقول: إن هذا الداعر، مازال ينحو الأباعر، وينثل المباعر.
ب ع ضبعض الشر أهون من بعض. ويقال للرجل من القوم: من فعل كذا؟ فيقول: أحدنا أو بعضنا يريد نفسه. ومنه قول لبيد:
تراك أمكنة إذا لم أرضها ... أو يرتبط بعض النفوس حمامها

يريد نفيه. وهذه جارية حسانة يشبه بعضها بعضاً. وأخذوا ماله فبعضوه تبعيضاً إذا فرقوه. وبعض الشاة وبعضها. وأبعض القوم فهم مبعضون: كثر في أرضهم البعوض. وليلة مبعوضة وبعضة. وسمع بعض هذيل يقول: باتت علينا ليلة بعضة كادت تأكلنا.
ومن المجاز: كلفتني مخ البعوض أي الأمر الشديد.
ب ع قبعق البئر: حفرها. ومبعق المفازة متسعها. قال جندل الطهوي:
للريح في مبعقها المجهول ... مساحف مياسة الذيول
مبنوقة في عرضها بطول
وفلان يبعق اللقاح للأضياف: ينحرها.
ومن المجاز: تبعق المطر وانبعق وهو انفتاحه بشدة. وانبعق فلان بالجود والكرم. وانبعق عليهم الخوف: فاجأهم. قال أبو دؤاد:
بينما المرء آمن راعه را ... ئع خوف لم يخش منه انبعاقه
ب ع لالنساء ما يعلوهن، إلا بعولهن. وبعل فلان بعولة حسنة. قال:
يا رب بعل ساء ما كان بعل
أي ساء ما قام بالبعولة. وامرأة حسنة التبعل. وهو يباعل أهله أي يلاعبها. وبينهما مباعلة وملاعبة، وهما يتباعلان، وهم يتباعلون، وهذه أيام أكل وشرب وبعال. وبعل بالأمر إذا عيّ به. وامرأة بعلة: لا تحسن اللبس.
ومن المجاز: هذا بعل النخل لفحلها. ومن بعل هذه الدابة؟ لربها.
ب غ تبغته الأمر وباغته، وجاءه بغتة، ولا رأى للمبغوت، والمبغوت مبهوت.
ب غ ثصفر أبغث، والبغث الغبرة، وهو من أباغث الطير. وشاة بغثاء وغثم بغث: فيها سواد وبياض.
ومن المجاز: خرج فلان في البغثاء والغثراء وهم أخلاط الناس. وتقول: هم من بغثاء الخيل، وغثاء السيل. وفي مثل: " إن البغاث بأرضنا تستنسر " .
ب غ ضهو من أهل البغض والبغضة والمبغضة والبغضاء. قال ساعدة بن جؤية:
ومن العوادي أن تقيك ببغضة ... وتقاذف منها وأنك ترقب
وتقول: هو حقيق بالبغضاء، قذأة يجل عن الإغضاء. وهو بغيض من البغضاء وقد بغض بغاضة، وقد أبضغته وباغضته، وبينهما مباغضة، وما رأيت أشد تباغضاً منهما، ولم يزالا متباغضين، وحبب الله إلي زيداً وبغض إليَ عمراً، وتحبب إلي فلان وتبغض إليّ أخوه.
ومن المجاز: يقولون: أنعم الله بك عيناً، وأبغض بعدوك عيناً. وبغض حده إذا عثر.
ب غ لالبغل نغل، وهو لذلك أهل. وفلانة أعقر من بغلة. وطريق فيه أبوال البغال إذا كان صعباً.
ومن المجاز: يقول أهل مصر: اشترى فلان بغلة حسناء، يريدون الجارية. وفي بيت فلان بغال كثير. واستريت من بغال اليمن، ولكن بغالي الثمن. ونكح فلان في بني فلان فبغل أولادهم أي هجنهم. وبغلت في المشي: بلدت وأعييت. وبغل بغولة إذا بلد. وهو من الثور أبغل، ومن الحمار أنغل.
ب غ مللظبية والناقة بغام، وهو أرخم صوتها، وهي تبغم ولدها فهي باغمة وهو مبغوم، وظباء بواغم وتبغمت. ومررت بروضة يتباغم فيها الظباء. ومررته بغزلان يتباغمن.
ومن المجاز: امرأة بغوم: رخيمة الصوت. وباغمها مباغمة وهو أن يغازلها بكلام رقيق. وكانت بيننا مباغمة ومفاغمة. وهي الملائمة.
ب غ يبغيته وابتغيته، وطال بي البغاء فما وجدته. وفلان بغيتي: أي طلبتي وظنتي. وعند فلان بغيتي. وابغني ضالتي: اطلبها لي. وأبغني ضالتي: أعني على طلبها. قال رؤبة:
واذكر بخير وابغني ما يبتغى
أي اصنع بي ما يحب أن يصنع. وخرجوا بغياناً لضوالهم. وبغت فلانة بغاء وهي بغي: طلوب للرجال وهن بغايا. ومنه قيل للإماء البغايا، لأنهن كن يباغين في الجاهلية. يقال: قامت البغايا على رءوسهم وقال الأعشى:
والبغايا يركضن أكسية الإض ... ريح والشرعي ذا الأذيال
وخرجت أمة فلان تباغي، وهو ابن بغية وغية بمعنى. وإنك لعالم ولا تباغ أي لا تصبك عين فتباغيك بسوء. وروي ولا تبغ ولا تباغ بالرفع، من تبيغ الدم أي لا تبيغت بك عين فتؤذيك، كما يتبيغ الدم فيؤذى. وأقبلت البغايا وهي الطلائع. وبغى علينا فلان: خرج علينا طالباً أذاناً وظلمنا. وهي الفئة الباغية وهم البغاة وأهل البغي والفساد. وقد تباغوا: تظالموا.
ومن المجاز: بغي الجرح: ترامى إلى الفساد. وبغت السماء: ألح مطرها. ودفعنا بغي السماء خلفنا. ويقال للفرس إنه لذو بغي في عدوه أي ذو مرح، وفرس باغ.
ب ق ر

بقر بطنه، وتبقر في العلم والمال: توسع. وهو باقر وباقرة: بقر عن العلوم وفتش عنها. وتبقر بالكلام: تفتق به. وفتنة باقرة.
ومن المجاز: جاء فلان يجر بقرة. وعلى فلان بقرة من عيال وكرش من عيال، وفلان في بقرة من الناس، والمراد الكثرة والاجتماع. كما يقال: لفلان قنطار من ذهب وهو ملء مسك البقرة. لما استكثروا ما يسع جلد البقرة ضربوها مثلاً في الكثرة.
ب ق عنادى الله تعالى موسى عليه السلام في البقعة المباركة، ونزلوا في بقاع طيبة. وفي الثوب يقع لم يصبها الصبغ. وبقع الصباغ الثوب إذا لم يبهم الصبغ فبقيت فيه لمع. وبقع الساقي ثوبه: إذا انتضح عليه الماء فابتلت منه بقع، وقد تبقعت ثيابه. وغراب أبقع: فيه بقع من سواد وبياض. وكلاب بقع وهو من بقع الكلاب. ومنه ابتقع لونه.
ومن المجاز: سنة بقعاء وعام أبقع: لعام الجدب. وتشاتما فتقاذفا بما أقى ابن بقيع وهو الكلب، وما أبقاه هو بقايا الجيف، أي قذف كل واحد صاحبه بالقاذورات. وهو باقعة من البواقع: للكيس الداهي من الرجال. شبه بالطائر الذي يرد البقع وهي المستنقعات دون المشارع خوف القناص. وفلا حسن البقعة عند الأمير أي المكان والنزلة.
ب ق لأبقلت الأرض إذا اخضرت بالنبات، وبلد باقل وبقل. قال عمرو بن قميئة:
يهب المخاض على غواربها ... زبد الفحول معانها بقل
وتبقلت الإبل وابتقلت. قال أبو النجم:
تبقلت في أول التبقل ... بين رماحي مالك ونهشل
وبقلها راعيها. وأبقل الشجر: خرج وقت الربيع في أعراضه شبه أعناق الجراد، ويقال حينئذ: صار الشجر بقلة واحدة. وفلان لا يعرف البواقيل، من الشواقيل، فالباقول الكوب والشاقول عصا قدر ذراع في رأسها زج، يشد إليها المساح حبله، ثم يرزها في الأرض، ويتضبطها حتى يمد الحبل.
ومن المجاز: بقل وجه الغلام وبقل. وبقل ناب البعير: نجم. قال أبو وجزة:
فسل أسباب شوق من لبانتها ... بباقل الناب كالقرقور وساج
ب ق يما بقيت منهم باقية، ولا وقتهم من الله واقية. وما لفلان مبقى أي بقاء. وأين للإنسان المبقى؟ وأين للناس المباقي؟ وعليهم بواقي الخراج. واستبقى الأمير الجاني واستحياه إذا عفا عنه فلم يقتله. واستبقى أخاه إذا عفا عن زلله لتبقى مودته. قال النابغة:
ولست بمستبق أخاً لا تلمسه ... على شعث، أي الرجال المهذب؟
وتبقاه بمعنى استبقاه. وفي مثل: " لا ينفعك من زاد تبق، ولا مما هو واقع توق " . وأبقى عليه بقيا وبقية، وهم مباق على قومهم. قال النابغة:
وأخبرتهم أبقوا على الأصل إذ علوا ... على أنهم قدماً مباقٍ على الأصل
ومالي عليه بقيا وبقية، ومالي عليه رعوى ولا بقوى، قال لبيد:
فما بقيا على تركتماني ... ولكن خفتما صرد النبال
وقال:
وما صد عني خالد من بقية ... ولكن أتت دوني الأسود الهواصر
وقال:
كلفني حبي للدراهم ... وقلة البقوى على المغارم
خدمة من لست له بخادم
ويقولون: أنشدك الله والبقيا أي أسألك بالله أن تبقي عليّ. وبقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم: انتظرناه. وابن المؤذن: انتظره.
ومن المجاز: ركبوا المبقيات، وجنبوا المنقيات، وهي الخيل التي لا يخرجن ما عندهن من الجري فهن أحرى أن لا يلغبن. قال بشر بن أبي حازم:
لدن غدوة حتى أتى الليل دونهم ... وأدرك جري المبقيات لغوبها
وناقة مبقية: لا تعطي الدركلة. قال النضر: هي التي لا تستفرغ غزراً، تحلب نصف العلبة، ليست بصاحبة إثراع المحلب. فإذا نضبت الإبل وبكأت كانت على حالها ذات بقية. والمنقيات السمان ذوات النقي.
ب ك أناقة بكىء: قليلة اللبن، وقد بكؤت.
ومن المجاز: بكؤت العين: قل ماؤها وركي بكي، وبكؤت عيني وعيون بكاء: قل دمعها، وألسنة بكاء: قل كلامها، وأيد بكاء: قل عطاؤها. تقول: عيونهم بكاء، ما بهم بكاء. وقد أبكأ فلان: صار ذا بكء وقلة خير. قال رؤبة:
هل لك في ذي شيبة مجاهد ... على عيال في زمان جاحد
يرجوك إذ أبكأ كل رافد
ونحن معاشر الأنبياء فينا بكء أي قلة كلام.
ب ك ت

بكته بالحجة وبكته: غلبه. تقول: بكته حتى أسكته. وبكته: قرعه على الأر وألزمه ما عيّ بالجواب عنه. وبكته بالعصا: ضربه.
ب ك ربكر المسافر وأبكر وبكر وابتكر وتبكر: خرج في البكرة. قال ذو الرمة:
خوص برى أشرافها التبكر ... قبل انصداع الفجر والتهجر
وباكره: بكر إليه. وتقول: المباكرة مباركة. وأتيته باكراً وبكرة وبكراً.
ومن المجاز: بكر بالصلاة إذا صلاها في أول وقتها. وفي الحديث: " لا يزال الناس بخير ما بكروا بصلاة المغرب " وبكر إلى صلاة الجمعة: خرج إليها في أول وقتها. وابتكر الشيء: أخذ أوله. وابتكر الفاكهة: أكل باكورتها وهي أول ما يدرك منها. وابتكر الجارية: اقتضها. وابتكر الخطبة: سمع أولها. ونخلة باكر وبكور: تبكر بحملها. وغيث باكر وبكور: وقع في أول الوسمي. وسحابة مدلاج بكور. قال:
جرر السيل بها عثنونه ... وتهادتاها مداليج بكر
وضربة بكر: لا تثنى. وكانت ضربات علي أبكاراً. وأشد الناس بكر ابن بكرين. وما هذا الأمر منك ببكر ولا ثني أي بأول ولا ثان. وكرم بكر: حمل أول حمله، وكروم أبكار. وحاجة كبر وهي أول حاجة رفعت. قال ذو الرمة:
وقوف لدى الأبواب طلاب حاجة ... عواناً من الحاجات أو حاجة بكراً
ونار بكر: لم تقتبس من نار. وعسل أبكار: عملته أبكار النحل، وقيل الجواري الأبكار يلينه. وجاءوا على بكرة أبيهم أي جميعاً. والأصل حديث الدهيم.
ب ك عبكعه بالسيف والعصا: ضربه ضرباً شديداً.
ومن المجاز: كلمته فبكعني بجواب خشن، وخشيت أن تبكعني بما أكره.
ب ك كتباكت الإبل على الحوض: تزاحمت. وتقول: تباكوا، فتداكوا. وسميت بكة لأنها كانت تبك أعناق الجبابرة، إذا ألحدوا فيها بظلم لم يناظروا أي لم ينتظر بهم. وتقول أحمق باك، من هو في الحق شاك.
ب ك متلكم فلان فتبكم عليه إذا أريج عليه.
ب ك يبكى على الميت وبكاه وبكى له وبكي عليه وبكاه. وفعلت به ما أبكاه وبكاه. قال:
سمية قومي ولا تعجزي ... وبكي النساء على حمزة
واستبكيته فبكى، وباكيته فبكيته: كنت أبكى منه. قال جرير:
الشمس طالعة ليست بكاسفة ... تبكي عليك نجوم الليل والقمرا
وفي الحديث: " لكن حمزة لا بواكي له " وهو من البكائين.
ومن المجاز: بكت السحابة في أرضهم " فما بكت عليهم السماء والأرض " .
ب ل جانبلج الفجر وتبلج. ولقيته عند البلجة، وسريت الدلجة والبلجة حتى وصلت. قال:
أغدو عليها وأشد أزري ... ببلجة قبل طلوع الفجر
ورجل أبلج: بين البلج والبلجة. قال:
أبلج بين حاجبيه نوره ... إذا تغدى رفعت ستوره
وما أحسن بلجته! ومن المجاز: صباح أبلج. قال العجاج:
حتى بدت أعناق صبح أبلجا ... تسور في أعجاز ليل أدعجا
والحق أبلج وقد أبلج الحق إبلاجاً.
ويقال للرجل الطلق الوجه ذي الكرم والمعروف: هو أبلج وإن كان أقرن. وبلجت به الصدور فرحاً إذا انشرحت، تقول: ثلج به صدري وبلج، بعدما حر وحرج.
ب ل حطلبت منه حقي فبلح أي عجز عن الأداء. وجرى الفرس حتى بلح إذا انقطع. وتقول هو آنس من الملح، وأيمن من البلح، وهو طائر أعظم من النسر محترق الريش لا تقع منه ريشة في ريش طائر إلا أحرقته، واسمه بالفارسية هماي أي ميمون وهو أقدر اللواحم على كسر العظام وابتلاعها. ويقال: مر البلح فمسحني تمثاله أي وقع على ظله. وما أحسن بلح هذه النخلة! وقد أبلحت.
ب ل دوضعت الناقة بلدتها وهي صدرها إذا بركت. قال ذو الرمة:
أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة ... قليل بها الأصوات إلا بغامها
ويقال: تجلد فلان ثم تبلد. وأبلد من ثور. وبلد بعد نشاطه إذا فتر ونكس. قال:
جرى طلقاً حتى إذا قيل سابق ... تداركه أعراق سوء فبلدا
وهو أذل من بيضة البلد، وأعز من بيضة البلد.
ومن المجاز: إن لم تفعل كذا فهي بلدة بيني وبينك، يريد القطيعة أي أباعدك حتى تفصل بيننا بلدة من البلاد. ويقال للمتلهف: تبلد. وضرب بلدته على بلدته أي صفحة راحته على صدره. قال كثير:
وأجمعن بيناً عاجلاً وتركنني ... بفيفا خزيم واقفاً أتبلد

وتبلدت الجبال: تقاصرت في رأي العين من ظلمة الليل. قال:
إذا لم ينازع جاهل القوم ذا النهى ... وبلدت الأعلام بالليل كالأكم
ب ل سناقة مبلاس: لا ترغو من شدة الضبعة، وقد أبلست. ومنه: أبلس فلان فهو مبلس إذا سكت من يأس " وهم فيه مبلسون " . وتقول: حب البلس أنساني حب البلسان، وهو التين.
ب ل طأحلت عليه بسوطي فلزق ببلاط الأرض وهو ما صلب من متنهاومستواها. ومنه بلط داره إذا فرشها بصخر أو آجر، وما أحسن بلاط صحنك! ورأيت داره مصهرجة مبلطة. وأرض الكعبة مبلطة بالرخام. وقال كثير:
وكنتم تزينون البلاط ففارقت ... عشية بنتم زينها وجمالها
ونزلوا فتبالطوا أي تجالدوا، ولا تكون المبالطة إلا على الأرض. ويقال: ما خالطه، حتى بالطه. وإذا هفا صبيك فبلط له، والتبليط أن يضرب فرع أذنه بطرف سبابته، يقال: بلط له وبلط أذنه.
ومن المجاز: إنها لحسنة البلاط إذا جردت، وهو متجردها. واعترضهم اللصوص فأبلطوهم إذا تركوهم على ظهر الغبيراء لم يبقوا لهم شيئاً. ومشيت حتى انقطع بلوطي.
ب ل عوهو واسع المبلع والبلعوم، وأعوذ بالله من قلة المطاعم، وسعة البلاعم. وفلان مبلع هبلع للأكول. وبلع الشيب في رأسه: ظهر وارتفع.
ومن المجاز: أبلغني ريقي: أي أهلني حتى أقول أو أفعل: وقلت لبعض شيوخي: أبلغني ريقي فقال: قد أبلعتك الرافدين. وقدر بلوع: كبيرة تبلع ما يلقى فيها. قال ابن هرمة:
وقرب طاهينا بلوعاً كأنها ... لدى الكسر مطلي المغابن أخشف
أجرب غطى الجرب جلده وذهب فيه كل مذهب، من خشف في الأرض إذا ذهب فيها.
ب ل غأبلغه سلامى وبلغه. بولغت ببلاغ الله: بتبليغه. قال الكميت:
فهل تبلغنيهم على نأي دارهم ... نعم ببلاغ الله وجناه ذعلب
وبلغ في العلم المبالغ. وبلغ الصبي. وبلغ الله به فهو مبلوغ به. وبلغ مني ما قلت، وبلغ منه البلغين. وأبلغت إلى فلان: فعلت به ما بلغ به الأذى والمكروه البليغ. واللهم سمعاً لا بلغاً. وتبالغ فيه المرض والهم إذا تناهى. وتبلغ بالقليل: اكتفى به، وما هي إلا بلغة أتبلغ بها. وتبلغت به العلة: اشتدت. وبلغ الرجل بلاغة فهو بليغ وهذا قول بليغ. وتبالغ في كلامه: تعاطى البلاغة وليس من أهلها، وما هو ببليغ ولكن يتبالغ، وبلغ الفارس: مد يده بعنان فرسه ليزيد في عدوه. ووصل رشاءه بتبلغة وهو حبيل يوصل به حتى يبلغ الماء وهو الدرك، ولا بد لأرشيتكم من تبالغ.
ب ل قأنهر من الأبلق. وأبلق الباب ثم أصفقه أي فتحه ثم رده. والناسك في ملقه، أعظم من الملك في بلقه، أي في فسطاطه. قال امرؤ القيس:
فليأت وسط قبابه بلقي ... وليأت وسط خميسه رجلي
ب ل ق عدار بلقع وديار بلاقع، ونزلنا ببلقعة ملساء.
ب ل لفي صدره غله، وما في لسانه بله. وما في سقائه بلال وهو ما يبل به. ويقال: اضربوا في الأرض أميالاً، تجدوا بلالاً؛ وما فيه بلالة، ولا علالة. وريح بليل: باردة مع مطر. وبل من مرضه وأبل واستبل. وكثيراً ما كان يتمثل سيبويه بقوله:
إذا بل من داء به ظن أنه ... نجا وبه الداء الذي هو قاتله
وبللت به: ظفرت. قال طرفة:
منيعاً إذا بلت بقائمه يدي
وهو حل بل. وفي صدره بلبال وبلابل. وتقول: متى أخطرتك بالبال، وقعت في البلبال.
ومن المجاز: بلو أرحامكم، ونحوه ند رحمك، وضحت ودك. قال:
نضحت أديم الود بيني وبينكم
وبلك الله بابن. وما أحسن بلة لسانه إذا كان واقعاً على مخارج الحروف. وفلان بزيع المنطق بليل الريق. ولم أر أبل منه ريقاً. ولا تبلك عند بالة أي لا يصيبك خير. وابتل فلان وتبلل: حسنت حاله بعد الهزال. وطويته على بلته إذا احتملته على فساده، وأصله السقاء يطوى وهو مبتل فيعفن. قال:
ولقد طويتكم على بللاتكم ... وعلمت ما فيكم من الأذراب
ب ل مالمال بيني وبينك شق الأبلمة وهي خوصة المقل. قال:
أتونا ثائرين فلن يؤبوا ... بأبلمة تشد على بزيم
أي على دستجة بقلٍ.
ب ل هخير أولادنا الأبله العقول، وخير النساء البلهاء الخجول. قال:
ولقد لهوت بطفلة مبالة ... بلهاء تطلعني على أسرارها

وتباله فلان. قال عمر بن أبي ربيعة:
تبالهن بالعرفان لما عرفنني ... وقلن امرؤ باغ أكل وأوضعا
وتقول: هذا ما أظهره لك بله ما أضمره أي دع ما أضمره فهو خير مما أظهره.
ومن المجاز: هو في شباب أبله وعيش أبله، يراد غفل صاحبهما عن الطوارق. قال رؤبة:
بعد غداني الشباب الأبله
ومنه: هو في بلهنية من عيشه. تقول: لازلت ملقى بتهنيه، مبقى في بلهنيه. وجمل أبله وناقة بلهاء: لا تنحاش من ثقل كأنها حمقاء. وفلان يتبله في المفازة أي يتعسف من غير هداية ولا مسئلة.
ب ل وبلوته فكان خير مبلو وتقول: اللهم لا تبلنا إلا بالذي هو أحسن. وقد بلي بكذا وابتلي به. وبلي فلان: أصابته بلية. قال:
بليت وفقدان الحبيب بلية ... وكم من كريم يبتلى ثم يصبر
وأصابته بلوى. ونزلت بلاء على الكفار.
وفي الحديث: " أعوذ بالله من جهد البلاء، إلا بلاء فيه علاء " أي علو منزلة عند الله. وهما يتباريان ويتباليان أي يتخابران. ومنه قولهم: لا أباليه: أي لا أخابره لقلة اكتراثي له، وهو أفصح من لا أبالي به. قال زهير:
لقد باليت مظعن أم أوفى ... ولكن أم أوفى لا تبالي
وقيل: هو قلب لا أباوله من البال أي لا أخطره ببالي ولا ألقي إليه بالاً. ولذلك قالوا: لا أباليه بالة، وقيل: أصلها بالية. وناقة بلو سفر: قد بلاها السفر أو أبلاها. وقولهم: أبليته عذراً إذا بينته له بياناً لا لوم عليك بعده، حقيقته جعلته بالياً لعذري أي خابراً له عالماً بكنهه. وكذلك أبليته يميناً. قال جرير:
فأبلى أمير المؤمنين أمانة ... وأبلاه صدقاً في الأمور الشدائد
ومنه أبلى في الحرب بلاء حسناً إذا أظهر بأسه حتى بلاه الناس وخبروه. وكان له يوم كذا بلاء وأبلى الله العبد بلاء حسناً أو سيئاً. والله يبلي ويولي، كما تقول: عرفك الله بركاته. وابتليت الأمر: تعرفته. قال:
تسائل أماء الرفاق وتبتلي ... ومن دون ما يهوين باب وحاجب
يريد أنه محبوس.
ومن المجاز: بلوت الشيء: شممته. قال يصف الماء الآجن القديم:
بأصفر ورد آل حتى كأنما ... يسوف به البالي عصارة خردل
ب ن دهو كثير البنود أي كثير الحيل والدواهي. وأقبل العدو مع الجنود والبنود وهي أعلام الروم تحت كل بند عشرة آلاف.
ب ن ققميص واسع البنائق وهي الدخاريص، وقيل اللبن. قال ذو الرمة:
على كل كهل أزعكي ويافع ... من اللؤم سربال جديد البنائق
وتقول إذا خطت البنيقة، فخطها بنيقه. وبنق الكتاب: ذره. وإذا فرغت من قراءة الكتاب فبنقه ولا تدعه غير مبنق.
ومن المجاز: جعبة مبنقة: زيد في أعلاها شبه بنيقة لتتسع. وطريق مبنق: واسع. ومفازة مبنوقة بأخرى: موصولة بها.
ب ن نشممت منه بنة طيبة. وأجد في هذا الثوب بنة تفاح أو سفرجل. وأجد بنة الغزل منك أي أنت حائك. وفيها بنة مرابض الغنم. ومنها قيل للروضة: البنانة لطيب البنة وأبنت ديارهم: عادت فيها بنة النعم. قال الجعدي:
أقاموا بها حتى أبنت ديارهم ... على غير دين ضارب بجران
وما زاد عليه بنانةً أي إصبعاً واحدةً. قال:
لا هم كرمت بني كنانه ... ليس لحي فوقهم بنانه
ومن المجاز: أبنوا بالمكان: أقاموا به، وأصله ما يحدث فيه من بنة نعمهم، ثم كثر حتى قيل لكل إقامة إبنان. وقيل: ابنت السحابة إذا دامت أياماً.
ب ن يبنى بيتاً أحسن بناء وبنيان، وهذا بناء حسن وبنيان حسن " كأنهم بنيان مرصوص " سمي المبني بالمصدر. وبناؤك من أحسن الأبنية. وبنيت بنية عجيبة. ورأيت البنى فما رأيت أعجب منها. وبنى القصور. قال:
ألم تر حوشباً أمسى يبنّى ... قصوراً نفعها لبني بقيله
يؤمل أن يعمر عمر نوح ... وأمر الله يحدث كل ليله
وفلان يباني فلاناً: يباريه في البناء. وابتنى لسكناه داراً وأبنيته بيتاً. وفي مثل " المعزى تبهي، ولا تبني " . وقال:
لو وصل الغيث أبنين أمراً ... كانت له قبة سحق بجاد
وحلف بالبنية وهي الكعبة. وتبناه وبنى زيد عمرا: دعي ابناً له.

ومن المجاز: بنى على أهله: دخل عليها. وأوصله أن العرس كان يبني على أهله خباءً، وقالوا: بنى بأهله، كقولهم: أعرس بها. واستبنى فلان وابتنى إذا أعرس. قال:
أرى كل ذي أهل يقيم ويبتني ... مقيماً وما استبنيت إلاّ على ظهر
تزوّج وهو مسافر على ظهر راحلته. وبنى مكرمة وابتناها، وهو من بناة المكارم. قال:
بناة مكارمٍ وأساة كلم ... دماؤهم من الكلب الشفاء
وملعون من هدم بنيان الله أي ما ركبه وسواه. وبني فلان على الحزم. وقال زهير:
قوم هم ولدوا أبي ولهم ... لصب الحجاز بنوا على الحزم
وقال الراعي أنشده سيبويه:
بنيت مرافقهن فوق مزلة ... لا يستطيع بها القراد مقيلا
المزلة الجنب. وبنى الأكل فلاناً وبناه إذا سمنه. قال:
بنى السويق لحمة واللت ... كما بنى بحت العراق القت
وجمل مبني: سمين. وبنى له المرعى سناماً تامكاً. وبنى كلاماً وشعراً، وهذا كلام حسن المباني. وبنى على كلامه: احتذاه. وهذا البيت مبني على بيت كذا. وكل شيء صنعته فقد بنيته. وطرحوا له بناء ومبناة وهي النطع، لأنه كان يتخذ منه القباب. وألقى فلان بوانيه إذا أقام. والبواني أضلاع الصدر كما يقال: ألقى كلكله وبركه. وبنى البيت على بوانيه أي على قواعده. واستبنت الدار: تهدمت وطلبت البناء. وطلع ابن ذكاء وهو الصبح. وسادوا بنات الماء وهي الغرانيق، وكأن الثريا ابن ماء محلق. وهو ابن جلا: للرجل المشهور. وأنا ابن ليلها، وابن ليلتها: لصاحب الأمر الكبير. وإنه لابن أقوال: للكلاميّ. وهو ابن أحذار: للحذر. قال:
أبلغ زياداً وخير القول أصدقه ... وإن تكبس أو كان ابن أحذار
وهو ابن أديم وأديمين: للغرب المتخذ من ذلك. وكأنه ابن الفلاة وابن البلاد وابن البليدة وهو الحرباء. وكأنه ابن الطود وهو الصدى. قال:
دعوت خليداً دعوة فكأنما ... دعوت به ابن الطود أو هو أسرع
وخذ بابني ملاطيه: هما عضداه، والملاطان الجنبان. وهذه من بنات فكري. وغلبتني بنات الصدر وهي الهموم. وبنات ليله صوادق وهي أحلامه. وأصابته بنات الدهر وبنات المسند وهي النوائب. ووقعت بنات السحابة بأرضهم وهي البرد. قال:
كأن ثناياها بنات صحابة ... سقاهن شؤبوب من الغيث باكر
هن هو المفعول الثاني. وكثرت في البئر بنات المعى وهي البعر. وكأن أصابعها بنات النقا وهي اليساريع. ونزلت به بنات بئس وهي الدواهي. وسمعت منه بنات غير وهي الأكاذيب. قال:
إذا ما جئت جاء بنات غير ... وإن وليت أسرعن الذهابا
وهو يحب بنات الليل وبنات المثال أي النساء، والمثال الفراش. وفلان يتوسد أذرع بنات الليل وهي المنى. وهي من بنات طارق أي من بنات الملوك. وقد ملك بنات صهال وبنا شحاج أي الخيل والبغال. وهو يصيد بنات الدوّ وبنات صعدة وبنات أخدر أي حمر الوحش. وحياني بابن المسرة وهو الريحان. وأبصرت ابن المزنة وهو الهلال. وأسهرني ابن طامر وهو البرغوث. وذهبوا في بنيات الطريق.
ب ه تبهته بكذا وباهته به، وبينهما مباهتة. ومن عادته أن يباحت ويباهت. ولا تباهتوا، ولا تماقتوا. ورماه بالبهيتة وهي البهتان، ويا للبهيتة. ورآه فبهت بنظر إليه نظر المتعجب، وكلمته فبقي مبهوتاً. قال:
وما هي إلاّ أن أراها فجاءة ... فأبهت حتى ما أكاد أجيب
ب ه جنبات بهيج، وروضة ذات بهجة وهي الحسن والنضارة. وأبهجه الأمر: سره، فبهج به وابتهج، وهو بهج به ومبتهج. قال النابغة:
كمضيئة صدفية غواصها ... بهج متى يرها يهل ويسجد
وجئتهم فتباهشوا إليّ، وتباهجوا بي. وأبهجت الأرض: بهج نباتها. وامرأة مبهاج: ذات بهجة غالبة، ونساء مباهيج. قال ابن مقبل:
وبيض مباهج كأن خدودها ... خدود مهاً آلفن من عالج هجلاً
وباهجه مباهجة إذا باهاه.
ومن المجاز: رأيت ناقة لها سنام مبهاج، ونوقاً لها أسنمة مباهيج أي سمان لأن البهجة من السمن.
ب ه ربهره: غلبه. وبهراً له: دعاء عليه بأن يغلب. قال ابن ميادة:
فبهراً لقومي إذ يبيعون مهجتي ... بجارية بهراً لهم بعدها بهراً

ويقولون: بهراً له ما أسخاه، كما يقولون: تعساً له جميماً. وسرينا حتى ابهار الليل إذا انتصف من بهرة الشيء وهو وسطه.
ومن المجاز: قمر باهر وهو الذي بهر ضوءه ضوء الكواكب. وطاول الرجل صاحبه فبهره أي طاله. وبهره الحمل أو العدو فانبهر، وعلاه البهر فهو مبهور وبهير ومنبهر. وبهرت السيف فما حاك فيه أي أكرهته في الضرب. ومازال يراجعه الألم حتى قطع أبهره أي أهلكه، وهو عرق مستبطن الصلب إذا انقطع لم يبق صاحبه. قال بشر بن أبي حازم:
على كل ذي ميعة سابح ... يقطع ذو أبهريه الحزاما
أي بطنه.
ب ه ر جدرهم بهرج ومبهرج: رديء الفضة.
ومن المجاز: كلام بهرج، وعمل بهرج. وكذلك كل موصوف بالرداءة. ودم بهرج: هدر. وبهرج بهم الطريق إذا أخذ بهم في غير المحجة. وماء مبهرج: مهمل للواردة. قال ثعلبة ابن أوس الكلابي:
فلو كنت ثوباً كنت سبعاً وأربعاً ... ولو كنت ماء كنت ماء له نخل
مبهرجةً للواردين حياضه ... وليس له أهل فيمنعه الأهل
ب ه زبهزته عني: دفعته. وهو باهز، لاكز. وهم بنو بهزة أي أولاد علة.
ب ه سهو في حمق بيهس، وفي جرأة بيهس. الأول نعامة، والثاني أسامة.
ب ه شأتينا بني فلان فبهشوا إلينا إذا أقبلوا إليهم مسرورين ضاحكين: وبهش إليه الذئب والحية إذا أقبل عليه يقصده. وأنت كالباهش الناهش. وأنت كالحية تبهش، ثم تنهش. وفلان من أهل البهش أي من أهل الحجاز، لأن البهش وهو المقل الرطب ينهت به.
ب ه ظبهظه الحمل: أثقله.
ومن المجاز: بهظني هذا الأمر، وهذا أمر باهظ. قال:
تألى علينا لا تجوز وقد دنا ... من الماء ورد يبهظ الماء باكر
أي لا نشرب. قال:
كلي هدب الأرطى فقد منع الغضا ... وجوزي بأملاح فقد منع العذب
وأجازه: سقاه.
ب ه قفي جلده توليع البهق، وهو من قولهم للشديد البياض: أمهق وأبهق.
ب ه لأبهل الناقة: تركها عن الحلب؛ وناقة باهل: غير مصرورة يحلبها من شاء. وأبهل الوالي الرعية. واستبهلهم: تركهم يركبون ما شاءوا لا يأخذ على أيديهم. وأبهل عبده: خلاه وإرادته ومالك بهللاً سبهللاً أي مخلًّى فارغاً. ومنه بهله: لعنه، وعليه بهلة الله. وباهلت فلاناً مباهلة إذا دعوتما باللعن على الظالم منكما. وتباهلا، وابتهلا: التعنا " ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " وهو بهلول وهم بهاليل وهو الحي الكريم. قال:
كم فيهم من فارس ذي مصدق ... عند اللقاء سميدع بهلول
وقال حسان:
بهاليل منهم جعفر وابن أمه ... عليّ ومنهم أحمد المتخير
ومن المجاز: رجل باهل: متردد بغير عمل. وراع باهل: يمشي بغير عصاً. وابتهل إلى الله: تضرع واجتهد في الدعاء اجتهاد المبتهلين. وقال لبيد:
في قروم سادة من قومه ... نظر الدهر إليهم فابتهل
فاجتهد في إهلاكهم.
ب ه مأبهم الباب أغلقه. أنشد سيبويه:
الفارجي باب الأمير المبهم
واللون البهيم: ما لا شية فيه أي لون كان إلا الشهبة. يقال ليل بهيم، وليال دهم بهم. وفلان بهمة من البهم: للشجاع الذي يستبهم على أقرانه مأتاه. وقيل: سمي بالبهمة التي هي الصخرة المصمتة المبهمة.
ومن المجاز: أمر مبهم: لا مأتي له. وأبهم فلان عليّ الأمر وكلام مبهم: لا يعرف له وجه واستبهم عليه الأمر: استغلق. واستبهم على الرجل: أرتج عليه. وصوت بهيم: لا ترجيع فيه.
ب ه نامرأة بهنانة وهنانة: فاترة مكسال. قال:
بهنانة تستعير القوم أعينهم ... حتى ترد إلى ذي النيقة البصرا
ب ه يشيء بهي إذا علا العين حسنه وروعته، وقد بهو الشيء وبهيَ. وقد ملأ عيني بهاؤه. وفلان يفتخر بكذا ويبتهي به، ولي به افتخار وابتهاء. قال أبو النجم:
ليس المحاذر أن يعد قديمه ... والمبتهي بقديمه بسواء
وتقول: باهيته فبهوته. وكيف تباهيه، ولا تضاهيه. وتباهوا به، وأنا أتباهى به. وقعدوا في البهو وهو مقدم البيوت.
ومن المجاز: حلب اللبن فعلاه البهاء، يريد وبيص الرغوة. وفي قول امرىء القيس:
وبهو هواء تحت صلب كأنه ... من الهضبة الخلقاء زحلوق ملعب

أراد الجوف. وكل فجو يستعار لها البهو.
ب و أبوأك الله مبوأ صدق. وتبوأ فلان منزلاً طيباً. ونزلوا في مباءتهم وباءتهم. وأناخوا إبلهم في مباءتها وهي معطنها. وبنو فلان تبوء عليهم إبل كثيرة أي تروح. وأباء الله عليكم نعماً لا يسعها المراح. وبوأت الرمح نحوه: سددته. قال:
بوأته الرمح شرراً ثم قلت له ... هذي المروءة لا لعب الزحاليق
وهم أكفاء سواء، ودماؤهم بواء. وباء فلان بفلان: صار كفاً له. وأبأت فلاناً بفلان: قتله به. قال:
إن يقتلوا منا الوليد فإننا ... أبأنا به قتلى تذل المعاطسا
وباء بدمه: أقر به على نفسه واحتمله. وباء بحقي عليه وبذنبه. وباءوا بغضب من الله.
ومن المجاز: الناس في هذا الأمر بواء أي سواء. وكلمناهم فأجابوا عن بواء واحد إذا لم يختلف جوابهم. وفلان طسب الباءة: للعفيف الفرج، جعل طيب الباءة، وهي المباءة والمنزل مجازاً عن ذلك. وهو رحب المباءة: للسخي الواسع المعروف. وقرأ فلان كتاب الباءة إذا كان نكاحاً.
ب و بيقال: هذا ليس من بابتك أي مما يصلح لك. وفلان من أهون باباته الكذب وهي أنواع خبثه. قال ابن مقبل:
بني عامر ما تأمرون بشاعر ... تخير بابات الكتاب هجائياً
أي اختار من وجوه الكتاب هجائي. وتبوب فلان: اتخذ بواباً. وبوب المصف كتابه وكتاب مبوب، وتراجم أبواب سيبويه عظيمة النفع.
ب و جتبوج البرق.
ب و حباح السر: ظهر. يقال: باح ما كتمت، وباح الرجل بسره، وأعوذ بالله من بوح السر، وكشف الستر، وبح باسمك ولا تكن عنه. وأباح الأمر: أظهره. ومن لك بكتم المسك الفاتح، والسر البائح. ونشأ فلان في ساحتك، وباحتك، وهي العرصة. وعربة باحة العرب.
وفي مثل: ابنك ابن بوحك، يشرب من صبوحك، وهو جمع باحة كساحة وسوح أي الذي ولد في عراصك. وأبحتك الشيء. وأوقعوا بهم فاستباحوا مالهم، وفلان يستبيح أموال الناس كما تقول يستحلها. وعن أبي عبيدة: استباحوهم سلبوهم باحتهم. قال جرير:
سار القصائد واستبحن مجاشعاً ... ما بين مصر إلى جنوب وبار
ب و خباخت النار وأباخها مطفئها. وباخ الحر: سكن، وأباخه الله.
ومن المجاز: عدا فلان حتى باخ، وشاخ حتى باخ. وبينهم حرب ما يبوخ سعيرها. وباخ غضبه. وباخ عنه الورد: فترت عنه الحمى. وأباخ النائرة بينهم.
ب و رفلان له نوره، وعليك بوره، أي هلاكه. وقوم بور. وأحلوا دار البوار، ونزلت بوار على الكفار. قال أبو مكعت الأسدي:
قتلت فكان تظالما وتباغياً ... إن التظالم في الصديق بوار
لو كان أول ما أتيت تهارشت ... أولاد عرج عليك عند وجار
جعلها علماً للضباع فاجتمع التعريف والتأنيث. وبنو فلان بادوا وباروا، وأبادهم الله وأبارهم.
وهو حائر بائر. وإنه لفي حور وبور. وبرت الناقة فأنا أبورها إذا أدنيتها من الفحل تنظر أحائل هي أم حامل. ويقال لذلك الفحل المبور.
ومن المجاز: بارت البياعات: كسدت، وسوق بائرة. وبارت الأيم إذا لم يرغب فيها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من بوار الأيم. وبارت الأرض إذا لم تزرع، وأرض بوار وأرضون بور. وبر لي ما عند فلان واخبر.
ب و سباس له الأرض بوساً. وتقول: اليوم بساطك مبوس، وغداً أنت محبوس. وتقول: أيها البائس، ما أنت إلا البائس.
ب و شجاءوا في هوش وبوش، وهو الجمع والكثرة، وقد بوشوا:
ب و صباصني فلان إذا فاتك. ويقول من تستعجله في تحميلكه أمراً لا تدعه يتمهل في الروية: لا تعجل عليّ ولا تبصني.
وفي المثل: البوص بالنوص أي النجاة بالفرار. وقيل في رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وما كان إلاّ سابقاً وهو سائقٌ وما كان إلا بائصاً وهو نائص " . وسار القوم خمساً بائصاً. واشترى جارية كالقلوص، عريضة البوص، وهو العجز. وكان أبو الدقيش يقول: بوصها لين شحمة عجزها وامرأة بوصاء، وهو من البوص لأنه يربو فيستقدم.
ب و عباع الثوب يبوعه إذا قدره بباعه، نحو ذرعه إذا قدره بذراعه. وتقول: كم بوع ثوبك وكم ذرع ثوبك وباع البعير والفرس وتبوع إذا مد باعه في سيره. وفرس طيع بيع: بعيد الخطو. قال العباس بن مرداس:

على متن جرداء السراة نبيلة ... كعالية المران بيعة القدر
ومر يتبوع. وناقة بائعة، ونوق بوائع. وما بيعت هذه الثياب حتى بيعت.
ومن المجاز: لفلان سابقة وباع. وقال العجاج:
إذا الكرام ابتدروا الباع بدر
وتبوع للمساعي: مد باعه. قال الطرماح:
يماني تبوع للمساعي ... يداه وكل ذي حسب يماني
ب و غارتفعت بوغاء الطيب أي ريحه. وأصلها ما يثور من الغبار ودقاق التراب. قال:
لعمرك لولا هاشم ما تعفرت ... ببغدان في بوغائها القدمان
ب و قأصابته بائقة وبوائق. وهو كثير البوائق أي الشرور. و " لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه " . وفلان يعمل البوائق وهي عظام الذنوب.
ومن المجاز: فلان ينفخ في البوق إذا نطق بالكذب والباطل وما لا طائل تحته. وجاء بالبوق، ونطق بوقاً أي باطلاً. قال حسان:
إلا الذي نطقوا بوقاً ولم يكن
وتبوق فلان: تكذب. قال رويشد:
فمن قائل يأتي بمثل مقالتي ... من القول قول صادق وتبوق
وتبوق الوباء في الماشية: فشا فيها وانتشر كأنما نفخ فيها. وقال أبو النجم:
إذا زفى أبواقه ترسلا
أي رفع أصواته.
ب و نبينهما بون بعيد.
ب و وفلان أخدع من البو، وأنكد من اللو.
ب ي تماله بيت ليلة وبيته ليلة. وفلان لا يستبيت أي لا يملك البيتة. وتبيت الطعام: أكلته عند المضجع، وشر الطعام المتبيت. وبيته العدو، ومن عادته البيات. وبيت الأمر: دبره ليلاً " إذ يبيتون ما لا يرضى من القول " وهذا أمر قد بيت بليل. وخفت بيوت أمر. قال جرير
أعد لبيوت الهموم إذا سرت ... جمالية حرفاً وميساً مفرداً
وبت عنده في مبيت صدق، وبيتوتة طيبة. وأباتك الله إباتة حسنة، وبيتك الله في عافية. وفلان من أهل البيوتات، وهو من بيت كريم. وقلت أبياتاً من الشعر وبيوتاً. ولي في هذا المعنى أبيات. وكم من أبا بيت ملاح للعرب.
ومن المجاز: قال بدوي لآخر: هل لك بيت أي امرأة. وقال:
مالي إذا أنزعها صأيت ... أكبر غيرني أم بيت
وقال:
هنيئاً لأرباب البيوت بيوتهم ... سوى بعل جمل لا هنيئاً له جمل
وبات فلان إذا تزوج. وبني فلان عليه بيتاً إذا أعرس. وتزوجت فلانة على بيت أي على فرش يكفي البيت.
ب ي دنزلنا بالبيداء، وقطعنا بيداً عن بيد. وأبادهم الله فبادوا. وفي الحديث: " بعث الله جبريل فقال يا بيداء بيدي بهم فيخسف بهم " وصاد عيراً وبيدانة. وهو كثير المال بيد أنه بخيل.
ب ي شأعجب من فارة البيش، تغتذي بالسموم وتعيش.
ب ي ضاجتمع للمرأة الأبيضان الشحم والشباب، وهو لا يشرب إلا الأبيضين. قال:
ولكنه يأتي لي الحول كاملاً ... وما لي إلاّ الأبيضين شراب
يريد بالأبيضين اللبن والماء. وما رأيته مد أبيضان أي يومان. ودجاجة بيوض ودجاج بيض وغراب بائض.
ومن المجاز: فلان يحوط بيضة الإسلام وبيضة قومه. وباض بني فلان وابتاضهم: دخل في بيضتهم. وأوقعوا بهم فابتاضوهم أي استأصلوا بيضتهم. وباضت الأرض: أنبتت الكمأة وهي بيض الأرض وبه فسر المثل: " هو أذل من بيضة البلد " وباض الحر. اشتد. وأتيته في بيضة القيظ وبيضاء القيظ، وهي صميمه بين طلوع سهيل والدبران. قال الشماخ:
طوى ظمأها في بيضة القيظ بعدما ... جرت في عنان الشعريين الأماعز
وبايضني فلان: جاهرني، من بياض النهار. وفرس ذو بيض وهي نفخ وغدد تحدث في أشاعره. يقال باضت يداه ورجلاه. قال:
وقد كان عمرو يزعم الناس شاعراً ... فباضت يدا عمرو بن عمرو وثلبا
أي صار ثلباً وهو الهرم كعود، وهي بيضة الخدر ومن بيضات الحجال. وفي مثل " كانت بيضة العقر " للمرة الأخيرة. ولا يزايل سوادي بياضك أي شخصي شخصك. وبيض الإناء: ملأه وفرغه. وعن بعض العرب: ما بقي لهم صميل إلا بيض أي سقاء يابس إلا ملي. وفي مثل " سد ابن بيض الطريق " .
ب ي ع

باعه الشيء وباعه منه. وباع عليه القاضي ضيعته " ولا يبيع أحدكم على بيع أخيه " . وهذا المتاع لا يبتاع، ونعم المتاع وبئس المبتاع. واستباعه عبده " والبيعان بالخيار " أي البائع والمشتري. ولفلان بيوع وبياعات كثيرة أي سلع. وما أرخص هذا البيع، وهذه البياعة يريد السلعة. وبايعت فلاناً وشاريته وتبايعنا. وبايعه على الطاعة وتبايعوا عليها. وهذه بيعة مربحة. وأتيناه للبياع والمبايعة والبيعة وهو من أهل البيعة أي نصراني.
ومن المجاز: باع فلان على بيعك، وحل بواديك أي قام مقامك. وما باع على بيعك أحد أي لم يساوك في المنزلة. وتزوج يزيد بن معاوية أم مسكين بنت عمرو بن عاصم على أم هاشم، فقال:
مالك أم هاشم تبكين ... من قدر حل بكم تضجين
باعت على بيعك أم مسكين ... ميمونة من نسوة ميامين
وجارية بائع: نافقة كأنها تبيع نفسها. كما يقال ناقة تاجرة. وأنشد:
وإنك لولا ذروة في ثنية ... وناب لمقلاق الوشاحين بائع
يقول: لولا أنه ذرأ نابي أي سقط من السن لرغبت فيك. وباعه من السلطان: وشى به. وأنشد رجل من بني أسد:
طوال اللحى من آل سعد بن مالك ... يواشون بي والحرب يشرى وقودها
أكلهم لا بارك الله فيهم ... معد لبيعي حجة يستجيدها
وباع دنياه بآخرته: استبدلها.
ب ي غتبيغ به الدم: ثار به.
ب ي نبان عنه بيناً وبينونة. وباينه مباينة. ولقيته غداة البين. وبئر بيون: بعيدة القعر. قال:
إنك لو دعوتني ودوني ... زوراء ذات منزع بيون
لقلت لبيه لمن يدعوني
وطول بائن، ونخلة بائنة: طويلة. قال العباس ابن مرداس:
فرط العنان كأن ملجمها ... في رأس بائنة من النخل
ورجل أبين المرفق: أبد، ورجال بين المرافق. وبان مرفق الناقة عن جنبها. قال الطرماح:
بأفتل عن سعدانة الزور بائن
وقوس بائن: بان وترها عن كبدها. وبينهما بين وهي الأرض قدر مد البصر. وعليك بذاك البين فانزله. وبينا نحن كذلك إذ جاء فلان. وبينما نتحدث إذ طلع. وبان لي الشيء وتبين وبين، وأبان واستبان، وبينته وأبنته وتبينته واستبنته. وجاء ببيان ذلك وبينته أي بحجته. ومن بينات الكرم التواضع. ورجل بين: فصيح ذو بيان. وما أبينه، وما رأيت أبين منه، وقوم أبيناء. وتقول لحالبي الناقة: من البائن ومن المستعلي. قال:
يبشر مستعلياً بائن ... من الحاليين بأن لا غراراً
البائن من عن يمينها. وهذه مباين الحق ومواضحه، وظهرت أمارات الخير وتبايينه. وتبين في أمرك: تثبت وتأن.
ب ي يحيّاك الله وبيّاك.
كتاب التاء

ت أ ق
إناء متأق شديد الامتلاء، وقد تئق.
ومن المجاز: تئق الرجل: امتلأ غضباً. وفي المثل " أنت تئق، وأنا مئق، فكيف نتفق " وفرس تئق: ممتلىء جرياً. وأتأق القوس: ملأها نزعاً وأغرق السهم. وعن بعض العرب هو أن لا يدع لها موترها متنفساً من شدة ما وترها، وربما أصبحت وقد انقطع وترها.
ت ب بأوسعه سباً، وأسمعه تباً. وتبب القوم: دعا عليهم بالتب " وما زادوهم غير تتبيب " .
ومن المجاز: تب الرجل إذا شاخ، وكنت شاباً، فصرت تاباً، شبه فقد الشباب بالتباب. وأشابة أنت أم تابة واستتب الطريق: ذل وانقاد، كما يقال: طريق معبد. واستتب له الأمر. ويجوز أن يقال للاستقامة والتمام: الاستتباب أي طلب التباب، لأن التباب يتبع التمام. قال:
أودى السرى بقتاله ومراسه ... شهراً موارد مستتب معمل
يريد الطريق.
ت ب تما أودعت تابوتي شيئاً ففقدته أي ما أودعت صدري علماً فعدمته. وأنشد أبو حاتم:
تجاوب الصوت بترنموتها ... وتخرج الحية من تابونها
ت ب رأدركه التبار، وقد تبر وتبره الله. والحر بتبر، وهو بصبر. والعين تضرب من التبر.
ت ب عتبجه تبعاً. قال مصرف بن الأعلم العقيلي:
فلعمر عاذلتي على تبع الصبا ... إني بحب الغانيات لمولع

وأتبع أثره وأتبعه زاده. وأتبع القوم: سبقوه فلحقهم. يقال: تبعتهم فأتبعتهم أي تلوتهم فلحقتهم. وقيل: أتبعه إذا تبعه يريد به شراً كما أتبع فرعون موسى. وهو تابعه وتبيعه، وهو له تبع وهم له تبع، لأنه مصدر وهم أتباعه وتباعه. وهذا أصل وغيره توابع. وهو طلبها وتبعها: للزير الذي لا يترك اتباعها. وبقرة متبع: معها تبيعها وهو عجلها المدرك: وخادم متبع: معها تبيعها أي ولدها. وهو تابعه وهي تابعتها: للخادم والخادمة. ولكل شاعر تابعة وهو رثيه. وتابعه على كذا: وافقه عليه: وما وجدت لي على فلان تبيعاً أي متابعاً ناصراً لي عليه " ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعاً " ولي قبل فلان تبعة وتباعة وهي الظلامة. وهو يتتبع مساوي فلان، ويتتبع مداق الأمور. وهو يتابع بين الأعمال: يوالي بينها. وصام صوماً متتابعاً. ورميته بسهمين تباعاً. وتابعني بمال له عليّ: طالبني به، وهو تبيعي. واسمأل التبع: ارتفع الظل. وطلع التابع والتوبيع والتبع أي الدبران. وهبت تبوع الشمس والنكيباء وهي ريوحة تهب مع طلوع الشمس من قبل القبول نكداء لا نشء معها، فالعرب تكرهها. قال:
وهبت حرجف منها بليل ... تبوع الشمس عاجفة المهار
ومن المجاز: تبعت النحل تبعها وهو يعسوبها الأعظم. وتبعت الأغصان الريح. قال ابن مقبل:
إذا ظلت العيس الخوامس والقطا ... معاً في هدال يتبع الريح مائله
وفلان متتابع العمل إذا كان غير متفاوت فيه. وفرس متتابع: معتدل الأعضاء متناصفها. وتتابع الفرس إذا جرى جرياً مستوياً لا يرفع بعض أعضائه. وغصن متتابع: معتدل. قال حميد:
ترى طرفيه يعسلان كلاهما ... كما اهتز عود النبعة المتتابع
وتابع المرعى الإبل فتتابعت: سوى خلقها وسمنها. قال أبو وجرة:
حرف مليكية كالفحل تابعها ... في خصب عامين إفراق وتهميل
أفرقت الناقة: فارقها ولدها فسمنت وقيل حالت.
وفلان يتابع الحديث إذا أحسن سياقه، ومنه حديث أبي واقد الليثي: " تابعنا الأعمال فلم نجد أبلغ في طلب الآخرة من الزهد في الدنيا " . ومن أتبع على مليءٍ فليتبع أي من أحيل فليحتل. وقرأ ابن عباس آية لم يعرفها ابن عمر، فقال: " أتبع يا بن عباس، فقال: أتبعك على أبي بن كعب " .
ت ب للي عندهم تبل وهو الوغم في القلب. وبينهم تبول وذحول. قال المقدام التميمي:
أبى الله أن الغدر منكم وأنكم ... بني مالك لا تدركون لكم تبلاً
وتقول: لم يزل إضمار التبول، سبب إظهار الحبول، وهي الدواهي. وتبلني فلان: أصابني بالتبل. وتوبل قدره: ألقى فيها التوابل. قال لبيد:
فسافت قديماً عهده بأنيسه ... كما خالط الخل العتيق التوابلا
وفي مثل " أهون من تبالة على الحجاج و " ما حللت بطن تبالة لتحرم الأضياف " .
ومن المجاز: تبلته فلانة إذا هيمته كأنما أصابته بتبل، وقلب متبول. قال كعب:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم إثرها لم يفد مكبول
وتبلهم الدهر وأتبلهم. ودهر خابل تابل. وقزح كلامه وتوبله.
ت ب نأقل من تبنة في لبنة. وكان نتباً فصار تبناً. وخرج وعليه رداء تبني. والجواد ملبون، والبرذون متبون. قال ابن عضاة:
هل الكودن المتبون كالطرف صانه ... جلال وحبلان من القضب أخضرا
وهي الحبال التي تباع بمكة. ورأيت تبّاناً، يلبس تباناً، وهي سراويل صغيرة. وتبنه: ألبسه إياه، ويجوز بيع التبن بالتبن متفاضلاً، التبن القدح الكبير الذي يروي عشرين.
ت ج رفلان يتجر في البز ويتجر، وقد تجر تجارة رابحة. وتاجرت فلاناً فكانت أربح متاجرة. وما أتجر فلاناً وتجر العراق وتجاره كثير. وبلد متجر وبلاد متاجر: يتجر إليها.
ومن المجاز: عليكم بتجارة الآخرة، وصفقته في متجر الحمد رابحة. وناقة تاجرة: حسنة نافقة، ونوق تواجر. قال:
إذا قومت سدت خلال فروجها ... قلاص كنخل الخزرجي تواجر
وقال:
بزاخية ألوت بليف كأنها ... عفاء قلاص طار عنها تواجر
وقال الأفوه الأودي:
وقومي إذا كحل على الناس صرخت ... ولاذت بأذراء البيوت التواجر
وكان اتياماً كل جلس غزيرة ... أهانوا لها الأموال والعرض وافر

الاتِّيام اتخاذ التيمة، وكذلك كل سلعة تنفق. تقول: عليك بالسلع التواجر.
ت ح تفي الحديث: " حتى تهلك الوعول وتظهر التحوت " أي السفلة.
ت ح مزانه من الثناء الأهتميّ، بأبهى من البرد الأنجمي.
ت خ ذاتخذه خليلاً.
ت خ م" ملعون من غير تخوم الأرض " . قال:
يا بني التخوم لا تظلموها ... إن ظلم التخوم ذو عقال
وبلاد عمان تتاخم بلاد الشحر. وبلادنا متاخمة لبلادهم أي محادة.
ومن المجاز: فلان طيب التخوم أي طيب العروق. وقد جعلت سرك على تخوم قلبي: لا أغفله. واجعل لي فيما أمرتني تخوماً انتهى إليه لا أجاوزه. قال عدي:
جاعل همك التخوم فما أح ... فل قول الوشاة والأنذال
ت ر بأرض طيبة التربة. ووطئت كل تربة في أرض العرب، فوجدت تربة أطيب الترب، وهي واد على مسيرة أربع ليال من الطائف ورأيت ناساً من أهلها، وكان عندنا بمكة التربي المؤتى بعض مزامير آل داود. وترب الكتاب وأتربه. ولحم ترب: عفر بالتراب. وبارح ترب: يأتى بالسافياء. وبينهما ما بين الجرباء والترباء وهما السماء والأرض. ولأضربنه حتى بعض بالترباء. ورأى أعرابي عيوناً ينظر إلى إبله وهو يفوق فواقاً من شدة عجبه بها، فقال: فق بلحم حرباء، لا يلحم ترباء، أي أكلت لحم الحرباء ولا أكلت لحم ناقة تسقط فتنحر فيترب لحمها. وترب فلان بعد ما أترب أي افتقر بعد الغنى، وهما تربان، وهم وهن أتراب. وتاربت الجارية الجارية: خادنتها. وقال كثير:
تتارب بيضاً إذا استلعبت ... كأدم الظباء ترف الكباتا
ومن المجاز: تربت يداك إذا دعوت كانك تقول: خبت وخسرت.
ت ر حما الدنيا إلا فرح وترح. وما من فرحة، إلا وبعدها ترحة. وأترحه وترحه: أحزنه، وترحته المتارح. وعيش مترح: شديد. ورجل ترح: قليل الخير يترح سائله. قال أبو وجزة:
يحبون فياض الندي متفضلاً ... إذا الترح المناع لم يتفضل
ت ر رجارية تارة، وفي بدنها ترارة، وهي امتلاؤه من اللحم وريّ العظم. وقصبة تارة، وغلام تار طار. وترت النواة من المرضاخ: ندرت. وضرب يده بالسيف فاترها، وضربها فترت. والغلام بتر القلة بالمقلاة.
وفي مثل " ضعف عصور، وقعل أترور " وهو الغلام الصغير. وقبض على يده يترتره. والحرب فيها التراتر أي الشدائد. قال هذيل الأشجعي:
وحتى تقولوا بعد ما يشمت العدا ... بكم إن أصل الحرب فيها التراتر
ومن المجاز: لأقيمنه على التر.
ت ر زهو صلب تارز، وإن عجيبكم لتارز، وأترزت المرأة عجبتها. وقد ترزت كلاها من الهزال: يبست. وقال الشماخ:
فليسل التلاد غير قوس وأسهم ... كأن الذي يرمي من الوحش تارز
أي ميت يابس.
ت ر سرجل تارس وتراس: ذو ترس.
تقول: لا يستوي الراجل والفارس، والأكشف والتارس. واترس وتترس.
ومن المجاز: تسترت بك من الحدثان، وتترست من نبال الزمان. وهو مترسة لك. وأخذت إيلي سلاحها، وتترست بترستها إذا سمنت وحسنت، ومنعت بذلك صاحبها من العقر. وغاب ترس الشمس. وواجهنا ترساً من الأرض، وهو القاع الأملس المستدير. قال ابن ميادة:
سفين تراب الأرض حتى أبدنه ... وواجهن ترساً من متون صحاري
ت ر صأترص الشيء وترصه: أحكمه. قال:
ترص أفواقها وقومها ... أنيل عدوان كلها صنعا
وميزان مترص وتريص: عدل لا يحيف، وقد ترص تراصه. وأترص ميزانك فإنه شائل.
ت ر عأترع الكأس: ملأها، وجفان مترعات، وكوز ترع، وصف بالمصدر: من ترع الإناء ترعاً. وسد الترعة، وهي مفتح الماء إلى الحوض أو إلى الأرض أو إلى الجدول من النهر. وتسرع إلينا بالشر وتترع.
ومن المجاز: فتح ترعة الدار وهي بابها. وحجبني التراع أي البواب. تقول: جاء القراع، فرده التراع. وقال:
يخيرني تراعه بين حلقة ... أزوم إذا عضت وكيل مضبب
ت رفقال: أترفته النعمة: أبطرته. وأترف فلان وهو مترف. وأعوذ بالله من الإتراف، والإسراف. واستترفوا: تعفرتوا وطغوا. ولم أزل معهم في ترفة أي في نعمة.
ت ر ق

بلغت الروح التراقي إذا شارف الموت. وتقول: لو ملأه إلى عرقوته، لترقت روحه إلى ترقوته. وضربته فترقيته أي أصبت ترقوته.
ت ر كتركه ترك ظبي ظله. وترك فلان مالاً وعيالاً. وأخرجوا الثلث من تركته. وتاركه البيع وغيره، وتتاركوا الأمر فيما بينهم. وقال فيه فما اتَّرك. ومن بذل نفسه فما اترك ولا مترك. وفتل الحبل حتى تركه شديداً. وتركته حزر السباع. وتقول: تراك تراك، صحبة الأتراك. ورعوا الكلأ وتركوا منه ترائك أي بقايا. وفلانة تريكة: متروكة لا تتزوج. ولا بارك الله عليه ولا تارك ولا دارك. ورأيت على الأريكه، تركية كالتريكه، وهي بيضة النعامة. ورأيت نساء كالسبائك والترائك، لينات العرائك؛ متكئات على الأرائك.
ت ر هجاء بالترهات البسائس، وهي القفار البيد، استعيرت للأباطيل والأقاويل الخالية من الطائل. قال ابن مقبل:
وما ذكره دهماء بعد مزارها ... بنجران إلا الترهات الصحاصح
وقال معاوية:
تطاول ليلى واعترتني وساوسني ... لآت أتى بالترهات البسابس
ت ع باستخراج المعمى متعبة للخواطر. وهذا أمر لو حمل المصاعب، للقيت منه المتاعب. وأتعب القوم: تعبت دوابهم.
ومن المجاز: أمر تعب. وأتعب العظم: أعنت. قال ذو الرمة:
إذا ما رآها رأية هيض قلبه ... بها كانهياض المتعب المتهشم
وعظم متعب. وسمع بعض الفصحاء يقول لغلامه: أتعب العتاد وهاته أي املأ القدح الكبير إلى أصباره. وبنو فلان يشربون الماء المتعب، وهو المعتصر من الثرى.
ت ع ستعس فلان بالفتح، والكسر غير فصيح، وتعساً له وتعسه الله وأتعسه. قال:
غداة هزمنا جمعهم بمتالع ... فآبوا بإتعاس على شر طائر
وتقول: أضرع الله خده، وأتعس جده. وهو منحوس متعوس. وهذا الأمر متعسة منحسة.
ومن المجاز: جد تاعس ناعس.
ت ف ثرفضوا رفثهم، وقضوا تفثهم.
ت ف حفلان تحفته تفاحة. وقد أتحفك، من أتفحك.
ومن المجاز: ضربه على تفاحتيه وهما رأسا الفخذين في الوركين. ولطمن بالعناب التفاح أي بالبنان الحدود.
ت ف لفلان تفل إذا لم يتطيب وعادته التفل. وامرأة تفلة ومتفال، وقوم سفلة تفلة. وفي الحديث: " فليخرجن تفلات " . وأتفلت الشمس رائحته، والشمس متفلة. وتقول: لو مس صوار المسك ببنانه، لأتفل رياه بصنانه. وذاق ماء البحر فتفله أي مجه كراهة له. قال ذو الرمة:
ومن جوف ماء عرمض الحول فوقه ... متى يحس منه مائح القوم يتفل
وتفل في عينه، وتفل عليه الراقي، وقذف عليه التفال وهو البصاق. قال ابن مقبل يصف القروم:
تعرض تصرف أنيابها ... ويقذفن فوق اللحاء التفالا
جمع لحى.
ت ف هشيء تافه وتفه: قليل خسيس. وفي صفة القرآن: " لا يتفه ولا يتشان " . وقد تفه عطاء فلان. وأعطى رجل أعرابياً، فقال: قد أتفهت أي أقللت.
ت ق نإذا عملت عملاً فأتقنه. ورجل متقن، وتقن، وفلان تقن من الأتقان: موصوف بالإتقان أي حاذق في عمله. وإنه لأرمى من ابن تقن. والفصاحة من تقنه أي من سوسه.
ت ك كفلان يستتك بالحرير، من التكة.
ت ل باتلأب الطريق: اطرد واستقام، ومروا فاتلأب بهم الطريق. قال الحطيئة:
ألا طرقتنا بعد ما هجدوا هند ... وقد سرن خمساً واتلأب بنا نجد
واتلأب أمرهم وهذا قياس متلئب.
ت ل عرجل أتلع: طويل العنق، وامرأة تلعاء، وجيد تليع. قال الأصمعي قال الأعشى:
يوم تبدى لنا قتيلة عن جي ... د تليع تزينه الأطواق
وأتلعت الظبية: سمت بجيدها. قال ذو الرمة:
كما أتلعت من تحت أرطاة رملة ... إلى نبأة الصوت الظباء الكوانس
وأتلعت فلانة فنظرت إذا أطلعت رأسها. وإنه ليتتالع في مشيته إذا مد عنقه ورفع رأسه. وأعشبت التلاع، ونزلنا بتلعة كذا، والتلعة مكرم للنبات.
ومن المجاز: " ما يوثق بسيل تلعته " : مثل للكاذب. وتلع النهار وأتلع: ارتفع. قال:
وكأنهم في الآل إذا تلع الضحى ... سفن تعوم قد ألبست أجلالاً
ت ل فالسلف تلف، وأتلف ماله، وهو متلاف مخلاف. قال:
فأتلف وأخلف إنما المال عارة ... وكله مع الدهر الذي هو آكله

ووقعوا في متلفة، وفي متالف.
ت ل لتله للجبين. وتل الشيء في يده: وضعه فيها وله تليل كجدع السحوق أي عنق. وتلتله: أزعجه. وهو يتلتل الأقران. ولقوا منه التلاتل.
ت ل وما زلت أتلوه حتى أتليته أي سبقته وجعلته يتلوني. وناقة متلية: يتلوها ولدها، ونوق متليات، ومتال. وغربت توالي النجوم. وتقول: توالت عليّ الأوالي، وللتوالي عليّ توالي. وهو تلو فلان أي تاليه. وفلان يصلي ويتلي إذا أتبع المكتوبة النافلة. قال البعيث:
على متن عاديّ كأن أرومه ... رجال يتلون الصلاة خشوع
أي يتبعون الصلاة الصلاة لا يفترون، والأروم الأعلام. وتلوت القرآن والقرآن خير متلوّ. وهذه تلاوه، ما عليها طلاوة. وتلا زيد، وعمرو يتاليه أي يراسله، وهو رسيله ومتاليه.
ومن المجاز: ذهبت تلية الشباب أي بقيته، لأنها آخره الذي يتلو ما تقدم منه. وعليك تلية من الدين. قال ابن مقبل:
يا حر أمست تليات الصبا ذهبت ... فلست منها على عين ولا أثر
وفلان بقية الكرام، وتلية الأحرار. وأتلي فلان على فلان: أتبع عليه أي أحيل. والتلاء الحوالة. قال زهير:
جوار شاهد عدل عليكم ... وسيان الكفالة والتلاء
وأتليت فلاناً سهماً إذا أعطيته سهم الجوار، ومعناه جعلته تلوه وصاحبه. واستتلى فلان: طلب سهم الجوار.
ومن الكناية: تلوت الإبل: طردتها لأن الطارد يتبع المطرود. قال ذو الرمة:
يتلو نحائص أشباهاً محملجة ... صحر السراويل في أحشائها قبب
وروي يقلو. ويقال للحادي التالي، كما يقال له القالي.
ت م رأعط أخاك تمره، فإن أبى فجمره. وعليك بالتمران والسمنان. وأتمرت النخلة. وتمرني فلان: أطعمني التمر. وعن أبي الجراح: ما نعجز عن ضيف في بدونا إن ذبحنا له وإلا تمرناه ولبناه. وقال:
إذا نحن لم نقر المضاف ذبيحة ... تمرناه تمراً أو لبناه راغياً
أي لبناً له رغوة. وفلان تامر، مثمر، تمار، تمري: أي ذو تمر، مكثر منه، بياع تمر، محب له.
ومن المجاز: تمر اللحم: قدده ولحم متمر وقد تتمر. وقال الأبيرد بن المعذر:
لعبد العصا ما كان أهلاً لذلكم ... تقدد لحمي عندكم وتتمرا
ونفسه تمرة بكذا أي طيبة. ودعني إن نفسي ليست بتمرة. ووجد عنده تمرة الغراب أي ما أرضاه. وبارك الله فيه وملح وأتمر. قال:
فلعمر نعمتي التي لم تجزها ... ولعمر طعنتك التي لم تتمر
أي لم يبارك فيها.
ت م كتمك السنام: ارتفع، وسنام تامك.
ومن المجاز: بناء تامك. وتقول: شرفك تامك، وإقبالك سامك. وقد تمك فيه الحسن، وإنه لتامك الجمال. وأتمك الربيع سنامه. وقال الكميت:
إلى الذي أتمك المعروف أسنمة ... معروفة كان فيها قبله جبب
ت م متم تماماً وأتمه وتممه واستتمه واستتم نعمة الله بالشكر. وذهبت فلانة إلى جارتها تستتمها أي تطلب منها تمة وهي ما تتم به نسجها من صوف أو شعر أو وبر. قال أبو دؤاد في صفة الإبل:
فهي كالبيض في الأداحي ما يو ... هب منها لمستتم عصام
لعزتها على أهلها. وهذه الدراهم تمام المائة وتتمتها. وقد تممت المائة تتمة. ورجل تميم وامرأة تميمة: تاماً الخلق وثيقاه. واجتمعوا فتتاموا عشرة. وجعلته لك تماً أي بتمامه. قال طفيل:
عوازب لم تسمع نبوح مقامة ... ولم تر ناراً تم حول مجرم
وأبى قائلها إلا تما أي تماماص ومضيا فيها. وأحيا ليل التمام والتمام وهو أطول ليلة في السنة. قال امرؤ القيس:
فبت أكابد ليل الثما ... م والقلب من خشية مقشعر
وهذه ليلة الثمام والتمام: لليلة تمام القمر. وولدت لتمام وتمام. وألقت ولدها لغير تمام وتمام. وقد أتمت فهي متم كما تقول: مقرب.
ومدن للتي دنا نتاجها. قال:
زفير المتم بالمشيأ طرقت ... بكاهله فما يريم الملافيا
وصبي متمم: علقت عليه التمائم. وتممت عنه العين أتمها تماً أي دفعتها عنه بتعليق التميمة عليه. وفي الحديث: " من علق تميمة فلا أتم الله له " .
ومن المجاز: تم على الجريح إذا أجهز عليه. وتم على أمره: مضى عليه. وتم على أمرك، وتم إلى مقصدك، وتم تمامه.
ت م ه ل

اتمهل الرجل: طال واعتدل، وإنه لمتمهل القوام. قال أبو تمام:
إن الأشاء إذا أصاب مشذب ... منه اتمهل ذري وأث أسافلا
واتمهلت الروضة: طال نباتها أخذت حروف المهل مع التاء فبنى منها رباعي فيه معنى السبق في البسوق. وتقول: تمهل في المجد، واتمهل في الشرف.
ت ن أتنأ بالبلد وتنخ بمعنًى، وهو تانيء ببلده، وهو من تناء تلك الكورة إذا كان أصله منها. ويقال: أمن تنائها أنت أم من طرائها.
وقال أبو النجم:
والله من شاء برزق كرما ... وهو الذي أروى بوادي زمزما
ثناءها والراكب المعمما
وتنأ ضيفنا شهرا. قال أبو نخيلة
إذا لقيت ابن قشير هانيا ... لقيت من بهراء شيخاً وانيا
شيخا يظل الحجج الثمانيا ... ضيفاً ولا تلقاه إلا تانيا
ومن المجاز: تنأ على أمر كذا إذا قرّ عليه لازماً لا يفارقه.
ت ن فقطعوا تنوفة ذات أهوال. وذكرته وبيننا تنائف.
ت ن مانكسفت الشمس فآضت كأنها تنومة.
ت ن نهو سنة وتنه أي تربه، وهما سنان وتنان. وتقول: ما هما تنان، ولكن تنينان. والتنين حية عظيمة يزعمون أن السحابة تحملها فتلقيها على يأجوج ومأجوج فيأكلونها.
ت ه روقعوا في تيهور من الرمل وهو الذي ينهار ولا يتماسك.
ت ه مأتهموا وتاهموا: أتوا تهامة ونزلوها، وهم متهمون ومتاهمون. وتقول: نحن تهم وهم شأم. وإذا هبطوا الحجاز أتهموه أي استوخموه.
ت و بتاب العبد إلى الله من ذنبه، وتاب الله على عبده، والله تواب، وإلى الله المتاب. واستتاب الحاكم فلاناً: عرض عليه التوبة، والمرتد يستتاب. وأدرك فلان زمن التوبة أي الإسلام، لأنه يتاب فيه من الشرك. قال الجعدي:
دار حي كانت لهم زمن التو ... بة لا عزل ولا أكفال
ت و جعقد عليه التاج، وملك متوج، وتوجوه فتتوج. وفي صفة العرب: العمائم تيجانها، والسيوف سيجانها. وتقول: خرج تحته الأعوجي، وعلى يده التوجي أي الصقر المنسوب إلى توج، من قرى فارس. قال الشمردل اليربوعي:
أحم من توج محض حسبه ... ممكن على الشمال مركبه
ت و رفعل ذلك تارات وتارة بعد أخرى، وهذه شر تاراتك. ومنها قولهم: تاورته بمعنى عاودته: " وكان رسول الله صلى الله يتوضأ بالتور " وهو إناء صغير، وهو مذكر عند أهل اللغة. ومررت بباب العمرة على امرأة تقول لجارتها: أعيريني تويرتك، وسمي بذلك لأنه يتعاور ويردد، أو سمي بالتور وهو الرسول الذي يتردد ويدور بين العشاق. قال:
والتور فيما بيننا معمل ... يرضى به المأتي والمرسل
ومأخذه من التارة، لأنه تارة عند هذا وتارة عند هذا.
ت و قتاقت نفسي إلى كذا، وإن نفسي لتتوق إلى معالي الأمور، وهي تواقة إليها، وأنا تائق إليك.
ومن المجاز: تاق إلى الغاية: أسرع إليها وخف. وتاقت عينه بالدموع: بدرت بها. وتق إليّ: أسرع.
ت و مصبي ذو تومتين ومتوم: مقرط بدرتين. وقيل: التومة حبة من فضة شبه الدرة. وقيل: القرط. قال المسيب بن علس:
عانية صرف معتقة ... يسعى بها ذو تومة لبق
وقال أبو النجم:
يا دجل قد كنت زماناً محرما ... ما كنت تعطين الفقير درهما
وتغرقين الشيخ والمتوما ... وتمنعين السنبل المحزما
كان خالد القسريّ قد سدّها فزرع في أرضها. ويقال للصدفة أم تومة، علم لها، ولذلك لم تصرف كابن داية.
ومن المجاز: قول ذي الرمة:
وحتى أتى يوم يكاد من اللظى ... به التوم في أفحوصه يتصيح
يتشقق، أراد البيض فسماه توماً على الاستعارة.
ت و هتوهه بمعنى تيهه. وفي شتائمهم: يا متوه، ويا مروع، وما بال ذلك المتوه يفعل كذا؟
ت و وفتل الحبل والخيط تواً واحداً أي طاقاً واحداً لا قوى له. وكان تواً، فصار زواً، أي زوجاً معه آخر. وفي الحديث: " الطواف تو والاستجمار تو " .
ت و يتويّ ماله توي: ذهب لا يرجى، ومال تاو، وأتوي ماله. وفي مثل " أتوى من دين " .
ت ي ح

وقع فلان في مهلكة فأتيح له من أنقذه. وتاح له من خلصه وأتاح الله لعبده كذا: قدره. وفرس تياح ومتيح وتيحان: يعترض في مشيه ويميل على قطريه. ورجل تيحان: عريض، وقلب متيح. قال الراعي:
أفي أثر الأظعان عينك تلمح ... نعم لات هنا إن قلبك متيح
ت ي ربحر متلاطم التيار وهو الموج. قال عدي:
عف المكاسب ما تكدي خساسته ... كالبحر يقذف بالتيار تيارا
وخساسته: علالته.
ومن المجاز: فرس تيار: يموج في عدوه كما قيل بحر. قال عدي:
وإذا استقبل اتلأب منيفاً ... رهل الصدر مفرغاً تيارا
وقطع عرقاً تيّاراً: سريع الجرية. ورجل تيّار تيّاه: يطمح طموح الموج من تيهه.
ت ي سعنز تيساء إذا كان قرناها طويلين كقرني التيس.
ومن المجاز: تتايس الماء: تناطحت أمواجه. وتايس قرنه: مارسه. وبينهم متايسة وتياس. وتيّس البعير وخيسه: ذلَّله. " وتيسي جعار " أي كوني كالتيس في حمقه يا ضبع، مثل في الأحمق. " وعنز استتيست " مثل في ذليل عز. ويقال للنكاح: هو من متيوساء بني حمان.
ت ي عفلان يتتايع في الأمور: يرمي بنفسه فيها من غير تثبت، وتتايع الناس في الشر: تهافتوا فيه. ومالكم تتابعتم وتتايعتم؟
ت ي مهو تيم الله أي عبد الله. وتيمه: عبده.
ومن المجاز: تامت فلانة قلبه وتيمته، وهو متيم وقرأت شعر المتيمين. قال لقيط بن زرارة:
تامت فؤادك لو تجزيك ما صنعت ... إحدى نساء بني ذهل بن شهباناً
وعن ابن الأعرابيّ: تيمت قلبه: علقته، من التيمة وهي التميمة. وقيل ضللته، من التيماء وهي المفازة المضلة.
ت ي نأرض متانة: كثيرة التين.
ت ي هتاه في أمره: تحير، وتيهته. وأرض متيهة: يتاه فيها. ووقعوا في تيه وتيهاء. وتاه علينا فلان: تكبر، وهو يتيه على قومه. وكان في الفضل تيه عظيم. وقيل له: ته ما شئت فلا يصلح التيه لغيرك. ورجل تيهان وتيهان: جسور يركب رأسه في الأمور. وجمل تيهان وناقة تيهانة. قال الخيبريّ:
تقدمها تيهانة جسور
كتاب الثاء

ث أ ب
تثاءب الرجل، وكره التثاؤب للمصلي. وفي مثل: " أعدى من الثؤباء " . وقال عتبة بن مرداس:
فما قمت حتى راعني ثؤباؤها ... وصوت مناد للصلاة مكبر
وهو من ثئب الرجل إذا استرخى وكسل.
ث أ جلا بد للنعاج، من الثؤاج؛ وهو الثغاء، ثأجت النعجة. ولهم الصاهل والشاحج، والخائر والثائج. قال الكميت:
رأيه فيهم كرأي ذوي الثل ... ة في الثائجات جنح الظلام
ث أ دمكان ثئد وليلة ثئدة وذات ثأد وهو الندى. ومنه قولهم: يا بن الثأداء وهي الأمة، كما يقال: يا بن الرطبة. وإذا استضعف رأى الرجل قيل إنه لابن ثأداء.
ومن المجاز: أقمت فلاناً على ثأد إذا أقلقه، لأن المكان الندي لا يقر عليه. ويقال لأثئدن مبركك، ولأدعن نومك توثاباُ. وفخذ ثئدة: ناعمة، عبر عن النعمة بالرطوبة.
ث أ رثأرت فلاناً بحميمي إذا قتلته به. وثأرت حميمي وبحميمي إذا قتلت قاتله، فعدوّك مثئور وحميمك مثئور به. قال قيس بن الخطيم:
ثأرت عدياً والخطيم فلم أضع ... وصية أشياخ جعلت إزاءها
وقال كبشة:
فإن أنتم لم تأثروا بأخيكم ... فمشوا بآذان النعام المصلم
وثأري عند فلان. أي ذحلي، وأنا أطلب ثأري عنده. قال الفرزدق:
وقوفاً بها صحبي عليّ كأنني ... بها سلم في كف صاحبه ثأر
وفلان ثأري أي الذي عنده ذحلي وهو قاتل حميمه. قال:
قتلت به ثأري وأدركت ثؤرتي ... إذا ما تناسى ذحله كل غيهب
ويقال للثائر أيضاً: ثأر، فكل واحد من الطالب والمطلوب ثأر صاحبه، وكل واحد منهما يقول فلان ثأري، أحدهما كالصيد والثاني كالعدل. ويجوز أن يكون الذي بمعنى الثائر محذوفاً من الثائر، كالشاك واللاث من الشائك واللائث، فلا تهمز ألفه كما لا تهمز ألفاهما لأنها ألف فاعل.
وأدرك فلان ثأراً منيماً وأصاب الثأر المنيم إذا قتل نبيلاً فيه وفاء لطلبته. وجمع الثأر الذي هو معنًى فقيل: يا لثارات الحسين، أريد: تعالين يا ثاراته أي يا ذحوله فهو أوان طلبكن. قال حسان:
إني لمنهم وإن غابوا وإن شهدوا ... حتى الممات وما سميت حسانا

لتسمعن وشيكاً في دياركم ... الله أكبر يا ثارات عثماناً
وأثأإرت من فلان إذا أخذت ثأرك. واستثأر ولي القتيل إذا استغاث ليثأر بمقتوله. قال:
إذا جاءهم مستثئر كان نصره ... دعاء ألا طيروا بكل وأي نهد
ومن المجاز: لا ثأرت فلاناً يداه أي لا نفعتاه، مستعار من ثأرت حميمي إذا قتلت به.
ث أ طالشمس تغرب في ثأطة أي في حمأة. وفي مثل " ثأطة مدت بماء " لفاسد يقرن بمثله، لأن الحمأة إذا صب عليها ماء زادت فسادا.
ومن المجاز: ثئط اللحم: فسد، مستعار من فساد الثأطة.
ث أ لتثألل جسده: خرجت به الثآليل، وقد ثؤلل الرجل.
ث أيفلان يرأب الثأي أي يصلح الفساد، من ثئي الخرز إذا انخزم، وأثأته الخارزة. وقد عظم الثأي بينهم إذا وقعت بينهم جراحات وقتل.
ث ب تفلان ثابت القدم من رجال ثبت. ورجل ثبت الجنان وثبت الغدر إذا لم يزل في خصام أو قتال. وفارس ثبت وثبيت. قال العجاج:
ثبت إذا ما صيح بالقوم وقر
ورجل ثبت وثبيت: عاقل متماسك، وقيل: هو القليل السقط في جميع خصاله، وقد ثبت ثباتة. وفلان له ثبت عند الحملة أي ثبات. قال:
وعندهم مصادق من وقائعنا ... فما لهم لدي حملاتنا ثبت
وهو ثبت من الأثبات إذا كان حجة لثقته في روايته. ووجدت فلاناً من الثقات، والأعلام الأثبات. وتثبت في الأمر واستثبت فيه إذا تأنى. ورجل ثبت في الأمور: متثبت. وتثبت الشيء واستثبته. وضرب الوتد في الحائط فأثبته فيه.
ومن المجاز: أثبتوه: حبسوه. وضربوه حتى أثبتوه أي أثخنوه. وأثبتته الجراحات وأثبته السقم إذا لم يقدر على الحراك. وبه ثبات لا ينجو منه. ونظرت إليه فما أثبته ببصري. وأثبت اسمه في الديوان: كتبه. وأثبت الشيء معرفة إذا قتله علماً. وثبت لبدك وأثبت الله لبدك: دعاء بدوام الأمر.
ث ب جلبجه فكسر ثبجه أي ضربه. يقال: لبجه بالعصا. والبج ما بين الكاهل إلى الظهر. ورجل أثبج: ناتيء الثبج. وتثبج الراعي بالعصا: جعلها على ظهره وجعل يديه من ورائها.
وفي مثلٍ " عارض فلان في قومه ثبجاً " هو رجل من اليمن خاف بعض الملوك فصالحه عن نفسه وأهله دون قومه، فضرب مثلاً لمن لا يهمه أمر قومه. ورجل مثبج: مضطرب الخلق في وطولٍ. وثبج الكلام: لم يأت به على وجهه. وثبج الخط: لم يبينه، وهذا خط مثبج.
ومن المجاز: تسنمت الحمر أثباج الآكام. قال الراعي:
إذا الرمل قدم أثباجه ... أبان لراكبها المخصر
لراكب الناقة يعني نفسه، أي تبين له موضع اختصار الطريق لمعرفته بالطرق. وركب ثبج البحر. ومضى ثبج من الليل. والتقم لقماً مثل أثباج القطا وهي أوساطها. وقال ذو ا لرمة:
بحرعٍ كأثباج القطا التتابع
ث ب رثابر على الأمر مثابرة: داوم عليه. وهو مثابر على التعلم: مواظب. وثبره الله: أهلكه هلاكاً دائماُ لا ينتعش بعده، ومن ثم يدعو أهل النار: واثبوراه. وما ثبرك عن حاجتك: ما ثبطك؟ وهذا مثبر فلانة: لمكان ولادتها، حيث يثبرها النفاس. وهذا مثبر الناقة: لمنتجها. قال الطرماح:
بجاوية لم تستدر حول مثبر ... ولم يتخون درها ضب آفن
يعني لم تلد ولم تحلب. ويقال: لا أفعل ورب الأثبرة الغبر، وهو جمع ثبير وهي أربعة.
ث ب طثبطه عن الأمر: ريثه فتثبط، وما ثبطك عن ذلك؟ وغلام ثبط وجارية ثبطة: فيهما كسل وثقل. قال:
وفوق متنيه غلام ثقف ... لا ثبط القبض ولا ألف
وفرس ثبط: ثقيل النزو على الحجر.
ث ب ونفروا إلى العدو ثبات وثبين أي جماعات متفرقة. وعنده أثبية من الخيل وأثابي. قال حميد الأرقط:
قد أغتدي والصبح محمر الطرر ... بسحق الميعة ميال العذر
كأنه يوم الرهان المحتضر ... دون أثابي من الخيل زمر
ضار غدا ينفض صئبان المطر
ومن المجاز: قولهم ما يعدله عندي مال مثبّى، ولا ولد عربي؛ أي مجموع مجعول ثبات. وثبى الله لك النعم: ساقها إليك ثبات. قال الحارث ابن ثعلبة الأزدي:
أثني على الله إما كنت في بلد ... حسن الثناء بما ثبى لي النعما
وثبى على الرجل: أثنى عليه ثناء كثيراً كأنما أورد عليه ثبات منه.
ث ج ج

ثج الماء والدم يثجه ثجاً، وسحاب ثجاج، وثج الماء بنفسه يثج بالكسر ثجيجاً. يقال: اكتظ الوادي بثجيجه. قال حذافة بن غانم:
بنوها دياراً رحبة وسقوا بها ... سحابا تثج الماء من ثبج البحر
وقال عبيد:
حلت عزاليه الجنو ... ب فثج واهية خروقه
ومن المجاز: خطيب مثج مسح. وفلان غيثه ثجاج، وبحره عجاج.
ث ج رطعنوهم في الثغر والثجر. والثجرة وسط النحر. وتقول أخذ سلافة العصير، وترك حثالة الثجير؛ وهو الثفل.
ومن المجاز: أقاموا في ثجرة الوادي أي في وسطه.
ث ج لرجل أنجل عثجل، والثجل عظم البطن واسترخاؤه. واطلبها لي خمصاء نجلاء، لا خوصاء ثجلاء.
ومن المجاز: حلة ثجلاء، ومزادة ثجلاء: واسعة. قال أبو النجم:
تمشي من الردة مشي الحفّل ... مشيَ الروايا بالمزاد الأثجل
الردة، من قولهم شاة مرد إذا أضرعت. وطعنّا أثجل الليل إذا سروا في وسطه. قال العجاج:
وأطعن الأثجل بعد الأثجل ... من حومة الليل بهادي جملي
وقال أبو النجم:
حتى إذا الليل تولّى أثجله
ث ج مأثجمت السماء ثم أنجمت أي أمطرت بسرعة ثم أقلعت.
ث خ نثخن الشيء: كثف وغلظ، ثخناً وثخانة وثخونة، وثوب ثخين، وهذا ثوب له ثخن وبصر.
ومن المجاز: أثخنته الجراحات، وتركه مثخناً وقيداً، وأثخن في العدوّ: بالغ في قتلهم وغلظ. وأثخن في الأرض: أكثر القتل، وأثخن في الأمر: بالغ فيه. وأثخنته معرفة، ورصنته معرفة إذا قتلته علماً. وأثخنه قوله: بلغ منه. وامرأة مثخنة: ضخمة. واستثخن مني الإعياء والمرض: غلباني واستثخن مني النوم: غلبني. وفلان رزين ثخين الحلم. وهو أعزل ثخين، ومؤد ثخين.
ث د قسحاب وادق ثادق: منصب.
ث د يامرأة ثدياء: عظيمة الثديين، ونساء ثدي. وكأن هذه اليديه، يد ذي الثدية؛ وهو رأس الخوارج. واجعله في الثدية وهيوعاء يتعلقه الفارس قدر جمع الكف يجعل فيه الريش والعقب.
ومن المجاز: قد ارتضع فلان ثديّ الكرم.
ث ر ب" لا تثريب عليكم " . وقال تبع:
فعفوت عنهم عفو غير مثرب ... وتركتهم لعقاب يوم سرمد
ث ر دثردت الخبز أثرده وهو أن تفته ثم تبله بمرق وتشرفه في وسط الصحفة وتجعل له وقبة، وهو الثريد، والثريدة، والثردة. يقال: جاء بثريدة كربضة الأرنب، وهن الثرد، والثرد، والثرائد. وقال:
ألا يا خبز يا ابنة أثردان ... أبي الحلقوم دونك أن يناما
ومن المجاز: في شفتيك تثريد أي تشقيق.
وثردت ذبيحتك إذا كانت مديته كالة ففت ولم يفر.
ث ر رسحابة ثرة، وعين ثرة: غزيرة، وقد ثرت تثر بالكسير، وثرت السحابة ماءها تثره بالضم. قال عنترة:
جادت عليها كل عين ثرة ... فتركن كل قرارة كالدرهم
أراد بالعين السحابة الناشئة من عين القبلة. ورجل ثرثار: مهذار.
ومن المجاز: ناقة ثرة وثرور: واسعة الأحاليل، كثيرة الدر. وطعنة ثرة وثرور. وفرس ثر: مسح. قال:
وقد أغدو على الفتيا ... ن بالمنجرد الثر
وفي كفي كالملح ... وفي متنيه كالذر
به أختلس الضرب ... ة تثني أول الشر
ث ر مرجل أثرم، وامرأة ثرماء، وبه ثرم وهو سقوط الثنية. وثرمت الرجل وأثرمته فثرم، وثرمت ثنيته فثرمت، وانثرمت.
ث ر يشهر ثري، وشهر تري، وشهر مرعي أي تكون الأرض ندية أولاً، ثم ترى الخضرة، ثم يطول النبات حتى يصلح للراعية. وثرى المطر التراب يثريه، وهو مثري، ونريَ التراب فهو ثرٍ، وثريت التراب: نديته، وثريت السويق.
ومن المجاز: أثرى الرجل نحو أترب أي صار ذا ثرىً وذا تراب، والمراد كثرة المال. ورجل مثر وذو ثروة وثراء، ومنه ثرى القوم يثرون إذا كثر عددهم. وهم في ثروة وثراء. قال ابن مقبل:
وثروة من رجال لو رأيتهم ... لقلت إحدى حراج الحر من أقر
و " التقى الثريان " مثل في سرعة تواد الرجلين؛ وأصله أن يسقط الغيث الجود فيلتقي نداه وندى الأرض العتيق تحتها. ولا توبس الثرى بيني وبينك أي لا تقاطعني. قال جرير:
فلا توبسوا بيني وبينكم الثرى ... فإن الذي بيني وبينكم مثري

وبدا ثرى الماء من الفرس إذا ندي بالعرق. قال طفيل:
يذدن ذياد الخامسات وقد بدا ... ثرى الماء من أعطافها يتحلب
ويقال: إني أرى ثرى الغضب في وجهه. قال:
وإني لتراك الضغينة قد بدا ... ثراها من المولى فما استثيرها
وإن فلاناً لقريب الثرى، بعيد النبط: لمن يعطي بلسانه ولا يفي بما يقول. وبلغت ثرى فلان إذا أدركت ما تطلب منه. وثريت بك إذا فرحت به وسررت. قال كثير:
وإني لأثرى أن أراكم بغبطة ... وإني أبا بكر بكم لجميل
وهو ابن بجدتها، وابن ثراها. وفلان ما يثريه شيء، وما يثرى فيه أي ما ينجع فيه لقساوته.
ث ط طرجل ثط وأثط، ورجال ثط، وفيه ثطط، وهو خفة اللحية. تقول: إذا خلوت من الشطط، فلا تبال بالثطط. ورجل ثط الحاجبين، وامرأة ثطة الحاجبين. قال:
ولا ألقى ثطة الحاجبي ... ن محرفة الساق ظمأى القدم
فلما يجتمع الثطا والثطط وهو الحملق لأن الثط الغالب عليهم الدهاء. ومرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بجارية ترقص صبياً لها وهي تقول:
ذؤال يا بن القرم يا ذؤالة ... تمشي الثطا وتجلس الهبنقعة
أي تمشي مشي الأحمق. ورجل ثط بوزن عمٍ، وهو مقلوب عن ثئطٍ. يقال: فلان ثئط بين الثأط، من قولهم: " ثأطة مدت بماء " .
ث ع بثعب الماء: فجره فانثعب، ومنه مثعب السطح، ومثعب الحوض. وتقول: أقبلت أعناق السيل الزاعب، فأصلحوا خراطيم المثاعب. وسيل أثعوب. وسالت الثعبان، كما انساب الثعبان؛ جمع ثعب وهو المسيل. قال:
وما ثعب باتت تطرده الصبا ... بسراء واد منجد غير أتهما
ومن المجاز: صاح به فانثعب إليه إذا وثب يجري إليه. وشد أثعوب. قال:
لها إذا حر الحرار واللوب ... قوائم عوج وشد أثعوب
وقال أبو دؤادك
وكل قائمة تهوي لوجهتها ... لها أتي كفرغ الدلو أثعوب
وكلاهما من باب الاستعارة إلا أن الطريق مختلف. وثعب عليهم الغارة: شنها، وثعب البعير شقشقته: أخرجها. قال:
يثعب رقشاء كلون الأرقم.
ث ع دعشب ثعد معد، كأسؤق نساء بني سعد، أي غض ناعم.
ث ع لبأسنانه ثعل وهو زيادة سن، أو دخول سن تحت سن مع اختلاف المنابت. ورجل أثعل، وامرأة ثعلاء، وقوم ثعل. والثعل اسم السن الزائدة، وكذلك الطبي الزائد. قال ابن همام السلولي:
وذموا لنا الدنيا وهم يرضعونها ... أفاويق حتى ما يدر لها ثعل
ومنه قولهم: ورد مثعل إذا كثر وازدحم. وتقلو: تعاله، يا أروغ من ثعاله. وإن دعوت على أبناء رجل اسمه عمر أو زفر فقل: أتيح لكم يا بني فعل، رام من بني ثعل. قال امرؤ القيس:
رب رام من بني ثعل ... مثلج كفيه في قتره
ث ع ل بوتمكن فيه تمكن الثعلب في الجبة أي رأس الرمح في أسفل السنان.
ث غ برضاب كالثغب وهو الماء المستنقع في صخرة أو صلابة من الأرض. ويقال لذوب الجمد الثغب.
ث غ رله صبيان مثغر ومثغور، فالمثغر الذي أنبت ثغره، والمثغور الذي أسقط ثغره. ويقال للمكسور الثغر مثغور أيضاً. يقال ثغر فلان. وعن ابن دريد اثغر الصبي: أسقط ثغره. وطعنه قال: يثغرته، وهم الطعانون في الثغرز ولقوهم فثغروهم إذا سدّوا عليهم المخرج فلا يدرون أين يأخذون. وثغرت من الحائط شيئاً أي كسرت، وكل شيء ثلمته فقد ثغرته.
ومن المجاز: أمسى الناس ثغوراً أي متفرقين ضيعا. وفلان يسد الثغر، وكل فرجة يقال لها ثغرة. وهو يخترق ثغر المجد أي طرفه ومسالكه.
ث غ مكأن رأسه ثغامة وهي شجرة بيضاء الزهر والثمر كأن جماعتها هامة شيخ. وأثغم الوادي: كثر ثغامه.
ومن المجاز: أثغم رأس الرجل إذا ابيض.
ث غ يتجاوب في أفنيتهم الثغاء والرغاء، وما لفلان ثاغية ولا راغية أي شاة ولا ناقة. وأتيته فما أثغى، ولا أرغى أي ما أعطى شاة ولا ناقة. قال:
أبا مالك أوقدت نارك للقرى ... وأرغبت إذ أثغي الموالي في حبلي
ث ف رأثفر الدابة، ودابة مثفار: يرمي بسرجه إلى مؤخره.
ومن المجاز: استثفرت المستحاضة: تلجمت. واستثفر المصارع: رد طرف ثوبه إلى خلفه فغرزه في حجزته. واستثفر الكلب بذنبه. قال:

تعدو الذئاب على من لا كلاب له وتتقي مربض المستثفر الحامي
وقيل: كان أبو جهل مثفاراً وكذب قائله. وأثفره: ساقه من ورائه. وأثفروه بيعة سوء: ألزقوه باسته.
ث ف ر قأقل جدً من الثقاريق، وصول المال بالتفاريق؛ جمع ثفروق وهو علاقة قمع التمرة.
ث ف ليقال في الماء والمرق والدواء وغيرها: علا صفوه، ورسب ثفله؛ وهو خثارته. وأثفل الشيء إذا رسب ثفله في أسفله. وبت راكب ثفال، قائد جرور، وهو الجمل الثقيل البطيء. ولأعركنك عرك الرحا بثفالها، وهو نطع أو غيره يبسط تحتها عند الطحن، وهو في محل الحال، كأنه قال: عرك الرحا مطحوناً بها.
ومن المجاز: وجدت بني فلان مثافلين أي مبتلغين بالثفل، وأهل البدو يسمون ما سوى اللبن: من التمر والحب ونحوهما ثفلاً، وتلك أشد الحال عندهم. وليس الثفل كالمحض أي ليس الذي يأكل الثفل كشارب المحض. وبها رحاً من الناس وثفال أي جماعة نزول. وتبرذعت فلاناً وتثفلته إذا علوته أي جعلته تحتي بمنزلة البرذعة والثفال. وتثفل استه إذا قعد.
ث ف نخوَّى البعير على ثفناته إذا برك.
ومن المجاز: قولهم لعلي بن عبد الله ذو الثفنات. وثافنته: جالسته. وثافنته على كذا: أعنته عليه. وثفنت يده: أكنبت ومجلت.
ث ق بثقب الشيء بالمثقب، وثقب القداح عينه ليخرج الماء النازل. وثقب اللألُ الدر، ودر مثقب، وعنده درعذاري: لم يثقبن.
وحن كما حن اليراع المثقب
وثقبن البراقع لعيونهن قال المثقب العبدي:
أرين محاسناً وكنن أخرى ... وثقبن الوصاوص للعيون
وبه سمي المثقب. وثقب الحلم الجلد فتثقب وهذا إهاب متثقب، وفيه ثقب، وثقبة، وثقوب، وثقب.
ومن المجاز: كوكب ثاقب ودرِّىء: شديد الإضاءة والتلألؤ، كأنه يثقب الظلمة فينفذ فيها ويدرؤها، وقد ثقب ثقوباً، وكذلك السراج والنار. وثقبتهما، وأثقبتهما، وأثقب نارك بثقوب، وهو ما تثقب به من حراق وبعر ونحوهما. ورجل ثقيب، وامرأة ثقيبة مشبهان للهب النار في شدة حمرتهما، وفيهما ثقابة. وحسب ثاقب: شهير. ورجل ثاقب الرأي إذا كان جزلاً نظاراً. وأتتني عنك عين ثاقبة أي خبر يقين. وثقب الطائر إذا حلق كأنه يثقب السكاك. وثقب الشيب في اللحية: أخذ في نواحيها.
ويقال: ثقبه الشيب إذا وخطه. وهو طلاع المثاقب أي الثنايا، الواحد مثقب لأنه ينفذ في الجبل فكأنه يثقبه. ومنه قيل لطريق العراق إلى مكة: المثقب. يقال: سلكوا المثقب أي مضوا إلى مكة وثب غزر الناقة، وناقة ثاقب. وعن أبي زيد يقال: إن الفلانة لثقيب، وهي الغزيرة تحالب غزار الإبل فتغزرهن، وقد ثقبت ثقابة أي للغزر فيها منافذ، ونوق ثقب، ومنه: ثقب عود العرفج وثقب إذا جرى فيه الماء وأورق.
ث ق فثقف القناة، وعض بها الثقاف. وطلبناه فثقفناه في مكان كذا أي أدركناه. وثقفت العلم أو الصناعة في أوحى مدة: إذا أسرعت أخذه. وغلام ثقف لقف، وثقف لقف، وقد ثقف ثقافة. وثاقفه مثاقفة لاعبه بالسلاح وهي محاولى إصابة الغرة في المسايفة ونحوها. وفلان من أهل المثاقفة، وهو مثاقف: حسن الثقافة بالسيف بالكسر. ولقد تثاقفوا فكان فلان أثقفهم. وخل ثقيف وثقّيف. وفي كتاب العين: ثقيف، وقد ثقف ثقافة.
ومن المجاز: أدبه وثقفه. ولولا تثقيفك وتوقيفك لما كنت شيئاً. وهل تهذبت وتثقفت إلاّ على يدك.
ث ق لثقل الشيء ثقلاً، وثقل الحمل على ظهره، وأثقله الحمل، ورجل مثقل: حمل فوق طاقته. وحملت الدابة ثقلها، والدواب أثقالها اي أحمالها. ولفلان ثقل كثير أي متاع وحشم. وارتحلوا بثقلهم وأثقالهم وثقلتهم بكسر القاف. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مبعوثاً إلى الثقلين. وأثقلت الحامل، وامرأة مثقل. وتثاقل عن الأمر. وأثاقل إلى الدنيا: أخلد إليها. ووطئه وطأة المتثاقل، وهو المتحامل على الشيء بوطئه. وثقلت الشيء أثقله: إذا رزنته. ودينار ثاقل: راجح. وهذه الكفة أثقل من الأخرى.
ومن المجاز: ثقل سمعي، وثقل علي كلامك، وأنت ثقيل على جلسائك، وما أنت إلا ثقيل الظل بارد النسيم، وأنت والله من الثقلاء، وأنت مستثقل: يستثقلك الناس. وأثقله المرض، ومريض ثاقل قال لبيد:
رأيت التقى والحمد خير تجارة ... رباحاً إذا ما المرء أصبح ثاقلاُ

ووجدت ثقلة في جسدي، ووهناً في عظامي. وأخذتني ثقلة وهي النعسة الغالبة، واستثقل في نومه، وهو مستثقل كالميت " وأخرجت الأرض أثقالها " أي ما في بطنها من كنوز وأموات. وقد استعار الثقل للبيض منم قال وهو ثعلبة المازني:
فتذكّرا ثقلاً رثيداً بعدما ... ألقت ذكاء يمينها في كافر
جعله ثقل الهلق والنعامة مجازاً. ويقول العالم لغلامه: هات ثقلي، يريد كتبه وأقلامه. ولكل صاحب صناعة ثقل.
ث ق وهل من بقية في ثقية هي تصغير الثقوة بضم الثاء وهي السكرجة، وجمعها ثقوات، كخطوة وخطوات.
ث ك لثكلتك الثواكل، وهي ثاكل بولدها، وثكلى، وهن ثكالى، وأثكلها الله ولدها، وأثكلته، وهي مثكلة إياه. ويقال: أثكلت: صارت ذات ثكل، فهي مثكلة، ونساء مثاكل. وامرأة مثكال: كثيرة الثكل. ونساء الغزاة مثاكيل. قال ذو الرمة:
ومستشحجات بالفراق كأنها ... مثاكيل من صيابة النوب نوح
ومن المجاز: قصيدة مثكلة وهي التي ذكر فيها الثكل.
ث ك مخل عن ثكم الطريق وهو وضحه.
ث ل بما ثلبت مسلماً قط. ومالك تثلب الناس، وتثلم أعراضهم؟ وما اشتهى الثلب، إلا من أشبه الكلب. وما عرفت في فلان مثلبة. وفلان مثلوب، وذو مثالب. وما أنت إلا مثلب أي عادتك الثلب. وبعير ثلب: هرم، ورمح ثلب: خوار. وقد ثلب ثلباً.
ومن المجاز: ما هو إلا ثلب أي شيخ هرم. استعيرت للرجل صفة الجمل. تقول رأيت ثلباً على ثلب، بيده ثلب.
ث ل ثحبل مثلوث: فتل على ثلاث قوًى. ومزادة مثلوثة: عملت من ثلاثة جلود. قال:
هل لكم في سلعة نبيلهْ ... مزادة مثلوثة ثقيلهْ
وقال أبو دؤاد:
فكأن العين من مثلوثة ... نضح الماء كلاها فهمل
وما مثلوث: أخذ ثلثه. تقول: ثلثت التركة.
وأرض مثلوثة: كربت ثلاث مرات، ومثنية: كربت مرتين، وقد ثنيتها وثلثتها. وفلان يثني ولا يثلث أي يعد من الخلفاء اثنين وهما الشيخان، ويبطل غيرهما وفلان يثلث ولا يربع أي يعد منهم ثلاثة ويبطل الرابع. وهذا شيخ لا يثني ولا يثلث أي لا يقدر في المرة الثانية ولا الثالثة أن ينهض. وهو يسقى نخلة الثلث بالكسر أي مرة في ثلاثة أيام. وهؤلاء بكرها، وثنيها، وثلثها أي ولدها الأول والثاني والثالث وكذلك إلى العشرة. وثوب ثلاثي: طوله ثلاث أذرع. وناقة ثلوث: تملأ ثلاثة آنية في حلبة، وهي التي يبس ثلاثة من أخلافها. ويقال: خلف بناقته: صر خلفاً واحداً من أخلافها، وشطر بها: صر خلفين، وثلث بها: صر ثلاثة، وأجمع بها: صر جمعها.
ومن المجاز: التقت عرى ذي ثلاثها إذا ضمرت. قال الممزق:
وقد ضمرت حتى التقى من نسوعها ... عرى ذي ثلاث لم تكن قبل تلتقي
يريد عرى وضينها، وذلك أن له ثلاث عرى في طرفيه ووسطه، وانطوى ذو ثلاثها إذا لحق بطنها، والثلاث: الخرصيان. والجلد، والكرش. قال الطرماح:
طواها السرى حتى انطوى ذو ثلاثها ... إلى أبهري درماء شعب السناسن
وروى: حتى ارتقى ذو ثلاثها أي ولدها، والثلاث السلى، والسابياء، والرحم أي صعد إلى الظهر، وعليه ذو ثلاث أي كساء عمل من صوف ثلاث من الغنم. قال:
وأبردنا لهفي عليها وندم ... من خير ما يعمل من صوف الغنم
ذات ثلاث لونها لون الحمم ... صوف اللقاع والبيهم والفحم
وهي أعلام لشاءٍ.
ث ل جوقعت الثلوج في بلادهم، وثلجتنا السماء تثلُج وتثلِج، وثُلِجنا العام ثلجاً كثيراً، وأثلج عامنا، وأثلج الناس بمكان كذا، وثلجت الأرض فهي مثلوجة.
ومن المجاز: ثلج فؤاده، وهو مثلوج الفؤاد. قال كعب بن لؤي:
لئن كنت مثلوج الفؤاد لقد بدا ... لجميع لؤي منك ذلة ذي غمض
وهو الأحمق البليد، وهو كما يقال: ماء القلب، قال:
إنك يا جهضم ماء القلب
لأن الذكي يوصف بالأشتعال والتوقد، ولفظ الذكاء شاهد لذلك، وثلجت فؤاده بالخير فثلج. وثلجت نفسه بكذا: بردت وسرت، تثلج ثلجاً، وثلجت تثلج وتثلج ثلوجاً، وأثلجت تثلج. والحمد لله على بلج الحق وثلج اليقين. وأثلجت صدري بخبرك. قال:
فقرّت بهم عيني وأفنيت جمعهم ... وأثلجت لما أن قتلتهم صدري

وحفر حتى أثلج إذا باشر برد الثرى وقرب من الماء. وأثلجت الركية: بلغ حفرها الندى، وأنبطت إذا بلغ حفرها الماء. وأثلجت عنه الحمّى وثلجت: أقلعت. وأثلج ماء البئر: انقطع. ونصل ثلاجي، وحديدة ثلاجية: شديدة البياض.
ث ل طما ثرطه ثرطاً، ولكن ثلط عليه ثلطاً، الثرط الزراية والعيب.
ث ل غثلغ رأسه وفلغه: شدخه. ورطب مثلغ: سقط من النخلة فانشدخ، وتناثرت الثمار فثلغت.
ث ل للا يفرق بين الثلة، وبين هذه الثلة؛ الثلة جماعة الغنم، والثلة جماعة الناس. قال:
آليت بالله ربي لا أسالمهم ... حتى يسالم رب الثلة الذيب
وبنو فلان مثلون: أصحاب غنم. وكساء جيد الثلة أي الصوف، سمِّي باسم ما هو منه كتسمية المطر بالسماء. وفي الحديث في ماشية اليتيم: " للوصيّ أن يصيب من ثلتها ورسلها " .
وفي المثل " خرقاء وجدت ثلة " . وقد أثل فلان: كثر عنده الصوف. وثللت عرش البيت وهو سقفه: هدمته، وبيت مثلول.
ومن المجاز: ثل عرشه إذا ذهب قوام أمره. وفلان كثير الثلة إذا كان أشعر البدن. قال:
وأنت في الحي قليل العلة ... ضخم الكراديس كثير الثلة
ذو سبلات ولحىً عثولة
ث ل مثلمت الحائط ثلماً وثلمته، وحائط مثلوم ومثلم، وقد انثلم وتثلم، وفيه ثلمة وثلم، وحوض ونؤىً أثلم، وقد ثلم ثلماً. ويقال: في السيف ثلم، وفي الإناء ثلم. قال النابغة:
رماد ككحل العين ما إن أبينه ... ونؤى كجذم الحوض أثلم خاشع
ومن المجاز: هذا مما يكلم الدين، ويثلم اليقين. وموت فلان ثلمة في الإسلام لا تسد. وقد انثلموا عليه، وانثلوا، وانثالوا، وانهالوا، وانهدّوا، وانصبوا.
ث م دلو كنتم ماء لكنتم ثمداً أي قليلاً. وقال الأصمعي: هو ماء المطر يبقى محقوناً تحت رمل، فإذا كشف عنه أدته الأرض. وتركناهم يمصون الثماد. وقال بشر يصف خيلاً:
يبارين الأسنة مصغيات ... كما يتفارط الثمد الحمام
وثمد الماء يثمد فهو ثامد، وأثمد العين: كحلها بالإثمد.
ومن المجاز: أصبح فلان مثموداً: فني ماء صلبه، والنساء ثمدنه. ورجل مثمود: ثكر عليه السؤال حتى أنفدوا ما عنده، وأصبح الناس يثمدونه. قال زياد بن منقذ:
غمر الندى لا يكاد الحي يثمده ... إلا غدا وهو سامي الطرف يبتسم
وقال آخر:
قعوداً لدى أبوابهم يثمدونهم ... رمى الله في تلك الأكف الكوانع
أي الضوارع للمسألة. وقد استثمدني فلان فثمدته أي استعطاني وأعطيته. وثمدت الناقة بالحلب: اشتففتها.
ث م رشجر مثمر، وله ثمر وثمر وثماروثمرة حسنة، واشتريت ثمرة بستانه.
ومن المجاز: دق الجلاد ثمرة سوطه، وسوط عظيم الثمرة وهي العقدة في طرفه. قال:
وإذا الركاب تكلفتها عطفت ... تمر السياط قطوفها ووساعها
وفي الحديث: " تكون في آخر الزمان فتنة كثمرة السوط يتبعها ذباب السيف " . وقطفت ثمرة فلان إذا طهر وهي قلفته، وقطفت ثمارهم. قال:
مازال عصياننا لله يسلمنا ... حتى دفعنا إلى يحيى ودينار
إلى عليجين لم تقطف ثمارهما ... قد طال ما سجد للشمس والنار
وفلان خصن بثمرة قلبه: بمودته. قال الكميت:
خلائق أنزلتك بقاع مجد ... وأعطتك الثمار بها القلوب
وقال ابن مقبل:
لفتاة جعفيٍّ ليالي تجتني ... ثمر القلوب بجيد آدم خاذل
وفي السماء ثمرة وثمر: لطخ من سحاب. وضربني بثمرة لسانه: بعذبتها إذا لسنك. " وكان له ثمر " أي مال، وانظر ثمر مالك ونماءه، ومال ثمر: مبارك فيه، وأثمر القوم، وثمروا ثموراً: كثر مالهم، وثمر ماله يثمر: كثر، وفلان مجدود ما يثمر له مال، وثمر ماله تثميرا. وإن لبنك لحسن الثمر، وهو ما يرى عليه إذا مخض من أمثال الحصف في الجلد، ولبن مثمر، وقد ثمر تثميراً، وأثمر إثماراً، وشرب الثميرة وهي اللبن المثمر، والعرب تقول: لقّانا الله مضيره، وأسقانا ثميره. وقال ابن مقبل:
وكنا اجتنبنا مرة ثمر الصبا ... فلم يبق منه الدهر إلا تذكرا
ث م لشرب حتى ثمل، وهو نشوان ثمل. قال الأعشى:
أقول للركب في درنا وقد ثملوا ... شيموا وكيف يشيم الشارب الثمل

وأثملهم الشراب. وأنا لا أشرب إلا على ثميلة وهي بقية العلف في البطن. وما بقي من الماء إلا ثمل وهو الثمد. وشرب ثمالة اللبن وهو رغوته، وأثمل اللبن وثمل إذا رغا. وسقاء السم المثمل وهو المنقع. وثمل السم: ترك في الإنقاع أياماً حتى اختمر وهو الثمال. وهو ثمال قومه أي قوامهم وغياثهم، وقد ثملهم يثملهم.
ومن المجاز: رنحه ثمل الكرى. قال:
وفتية أرقتهم من مهجع ... والنوم أحلى عندهم من العسل
فنهضوا مائلة عماتهم ... كأنهم من الكلال والثمل
شرب تساقوا قرقفا حمصية ... كرت عليهم عللا بعد نهل
وأثملة النعاس، وهو ثمل مما غلبه الوسن. ووطب ثمل: ملآن ثقيل. وأصبحت نفسي ثملة غائية أي مسترخية خبيثة. وثمل الحمام، وحمام مثمل، وهو المطرب الذي يكاد يثمل من يسمع صوته.
ث م مكنا أهل ثمه ورمه أي أهل إصلاح شأنه والاهتمام بأمره، ثم الشيء يثمه، ورمه يرمه إذ جمعه واصلحه. وفلان لا يملك ثماً ولا رماً. وفلان مثم مقم إذا كان يكتب كل شيء..
ومن المجاز: هو لك على طرف الثمام، وعلى ظهر العس إذا كان هين المتناول. وتكلم فما تثمثم ولا تلعثم أي ما توقف.
ث م نثمنتهم أثمنهم: كنت ثامنهم بالكسر، وبالضم أخذت ثمن أموالهم. وكانوا سبعة فأثمنوا أي صاروا ثمانية، وأخذت فلانة ثمينها من تركة زوجها. قال:
ألا لا تعينيني على البخل وابتغى ... ثمينك إن مرت عليّ شعوب
وقال:
فإنّي لست منك ولست مني ... إذا ما طار من مالي الثمين
وإبل ثوامن: من الثمن بمعنى الظء. وكساء ذو ثمان: عمل من ثمان جزات. قال الراعي:
سيكفيك المرحل ذو ثمان ... حصيف تبرمين له جفالا
ومتاع ثمين: كثير الثمن، وسلعة ثمينة، وقد ثمنت ثمانة. وتقول: هذا المتاع الثمين، لك منه الثمين. وأثمنت الرجل بمتاعه، وأثمنت له: أعطيته ثمنه. وأثمنت البيع: سميت له ثمناً. قال عدي:
لا يثمن البيع ولا يحمل الرد ... قال: ولا يعطي به قلب خوص
وثمن هذا المتاع: بين ثمنه، كما تقول: قومه. وضع بين يدي البائع الثمن والمثمن أو المثمن.
ث ن نفرس وافى الثنة وهي الشعر المشرف على مؤخر رسغ الدابة، ويحمد وفوره. قال امرؤ القيس:
لها ثنن كخوافي العقا ... ب سود يفين إذا تزبئر
من وفى شعره، ويكره أن يكون أمرط.
وفي مثل: " بلغت الدماء الثنن " وطعنه في ثنته وهي ما بين السرة والعانة، وهي مراق البطن.
ومن المجاز: كنا في ثنة من الكلإ وغنة، مستعارة من ثنة الفرس، والغنة من الروضة الغناء.
ث ن يدمه في ثني ثوبه. وكل شيء ثني بعضه على بعض أطواقاً. فكل طاق من ذلك ثني. حتى يقال: اثناء الحية لمطاويها. وتشبه الثريا بأثناء الوشاح. قال امرؤ القيس:
إذا ما الثريا في السماء تعرضت ... تعرض أثناء الوشاح المفصل
وأخذوا في ثني الجبل والوادي أي في منعطفه. وليس هذا من فعلاته ببكر ولا ثني. وقبض بنثي الحبل وهو ما فضل في كفه إذا قبض عليه. وعقل البعير بثنايين، وهو أن يعقل يديه جميعاً بطرفي حبل. وعقد المثناة في الخشاش والمثاني في الأخشة وهي طرف الزمام، وثنى العود فانثنى، وتثنى الغصن وقوام الجارية، وثنى وسادته فجلس عليها، وثنى رجله فنزل. وهما بدء قومهما وثنيانهم أي أولهم في السادة والذي يليه. ونحر الجزّار الناقة وأخذ الثنيا، وهي ما يستثنيه لنفسه من الرأس والأطراف، وأبيعك هذه الشاة ولي ثنياها. وهذه هبة ليس فيها منوية وثنيا أي استثناء. وهو ثنيتي من القوم أي خاصتي، وهؤلاء ثناياي. قال ذو الرمة:
تئن إذا ما النسع بعد اعوجاجها ... تحدر في حيزومها وتصعدوا
أنين الفتى المسلول أبصر حوله ... على جهد حال من ثناياه عوداً
ومن المجاز: ثنيت فلاناً على وجهه إذا رجعته إلى حيث جاء، وثنى عنانه عنّي، ولوى عذاره إذا أعرض، وجاء ثانياً من عنانه إذا جاء ظافراً ببغيته. وفلان تثنى به الخناصر أي يبدأ به. ولا تثنى به الخناصر أي لا يؤبه به. وعرفت ذلك في أثناء كلامه. وثنى فلان رجله أي جلس. وهو طلاع الثنايا أي ركاب الميثاق. وتثنّى في صدري كذا أي تردد.
ث ه ل

ثهلان ذو الهضبات ما يتحلحل مثل للوقور. وكان كهلان بن سبأ، أرزن من ثهلان وأجاز.
ث و بتفرّق عنه اصحابه ثم ثابوا إليه، والبيت مثابة للناس. والخطّاب يراسلونها ويثاوبونها أي يعاودونها. وثوب في الدعاء، وثوب بركعتين: تطوع بهما بعد كل صلاة. وأثابه الله وثوبه " هل ثوب الكفار " وجزاك الله المثوبة الحسنى.
ومن المجاز: ثاب إليه عقله وحلمه. وجمت مثابة البئر وهي مجتمع مائها، وهذه بئر لها ثائب أي ماء يعود بعد الترح. وقو لهم ثائب إذا وفدوا جماعة إثر جماعة. قال الجعدي:
ترى المعشر الكلف الوجوه إذا انتدوا ... لهم ثائب كالبحر لم يتصرم
ومنه ثاب له مال إذا كثر واجتمع. وثاب الغبار إذا سطع وثكر. وثوب فلان بعد خصاصة. وثاب الحوض: امتلأ. وثاب إليه جسمه بعد الهزال إذا سمن، وأثاب الله جسمه، وقد أثاب فلان إذا ثاب إليه جسمه. وجمت مثابة جهله إذا استحكم جهله. ونشأت مستثابات الرياح، وهي ذوات اليمن والبركة التي يرجى خيرها. قال كثير:
إذا مستثابات الرياح تنسمت ... ومر بسفساف التراب عقيمها
سميّ خير الرياح ثواباً، كما سمي خير النحل وهو العسل ثواباً، يقال: أحلى من الثواب. وذهب مال فلان فاستثاب مالاً أي استرجع، ويقول الرجل لصاحبه: استثبت بمالك، أي ذهب مالي فاسترجعته بما أعطيتني. وفلان نقي الثوب، بريّ من العيب؛ وعكسه دنس الثياب. ولله ثوبا فلان، كما تقول: لله بلاده تريد نفسه. قال الراعي:
فأومأت إيماء خفياً لحبتر ... فلله ثوبا حبتر أيما فتى
وقالت ليلى الأخيلية:
رموها بأثواب خفاف فلا ترى ... لها شبهاً إلا النعام المنفّرا
واسلل ثيابك من ثيابي أي اعتزلني وفارقني قال امرؤ القيس:
وإن كنت قد ساءتك مني خليقة ... فسل ثيابي من ثيابك تنسل
وتعلق بثياب الله أي بأستار الكعبة.
ث و رثار العسكر من مركزه، وثار القطا من مجاثمه، والتقوا فثار هؤلاء في وجوه هؤلاء. ويقال: كيف الدبا فتقول: ثائر ونافر. وأثرت الصيد والأسد، واستثرته: هيجته. قال:
أثار الليث في رعيس غيل ... له الويلات مما يستثير
وأثار الأرض، وثور السفر. وثاوره وساوره: واثبه. وهو ثور القوم: لسيدهم، وبه كني عمرو ابن معد يكرب.
ومن المجاز: ثارت بينهم الفتنة والشر، وثارت به الحصبة، وثور عليه شراً. وسقط ثور الشفق، وهو ما ظهر منه وانتشر. وثار بالمحموم الثور وهو ما يخرج بفيه من البثر. ورأيته ثائر الرأس: شعثاً. وثارت نفسه: جاشت، وثار ثائره، وفار فائره إذا اشتعل غضباً، وثار الدم في وجهه، ورأيته ثائراً فريص رقبته. وثار الدخان والغبار.
ث و لشاة ثولاء: مجنونة. قال:
نلقى الأمان على حياض محمد ... ثولاء مخرفة وذئب أطلس
وانثالوا عليه، وتثولوا: اجتمعوا.
ث و معندي سيف ثومته من فضة أي قبيعته
ث و يثوي بالمكان وأثوى: أقام. وفلان أكرم مثواي، وطال بي الثواء، وهو أبو مثواي، وهي أم مثواي: لمن أنت نازل به. قال:
أفي كل يوم أم مثوىً تسوسني ... تنفض أثوابي وتسألني ما اسمي
وأنزلني فلان فأثواني إثواء حسناً، وثواني تثوية حسنة. قال:
أثوى فأحسن في الثواء وقضيت ... حاجاتنا من عند أروع ماجد
وأنا ثوي فلان أي ضيفه. وهذه ثوية فلان اي امرأته التي يثوي إليها. ويقال للغريب إذا أقام ببلدة: هو ثاويها. وأراح غنمه إلى الثاية والثوية وهي مأوى الغنم، وهذه ثايات القوم وثايهم بغير همز: حظائرهم كراي وراياتٍ. ويقال للمقبور: قد ثويَ.
كتاب الجيم

ج أ أ
دفعه يجؤجؤه وهو عظم الصدر، وقيل وسطه، وعليك بجأجىء الطير. قال:
كعقيلة الأدحيّ بات يحفها ... ريش النعام وزال عنها الجؤجؤ
ومن المجاز: شقت السفينة الماء بجؤجؤها. وحيززومها.
ج أ بحمار جأب: صلب شديد، وظبية وبقرة جابة المدري: شديدة القرن. قال طرفة يصف ظبية ذات غزال:
جابة المدري خذول مغزل ... تنفض الضّال وأفنان السمر
ج أ رجأر العجل، وجأر الداعي إلى الله: ضج ورفع صوته " إذا هم يجأرون " وبات له جؤار، وهو جأار بالليل. قال:

جأر ساعات النيام لربه
ومن المجاز: جأر النبات: طال وارتفع، كما يقال: صاحت الشجرة إذا طالت، وجأرت أرض بني فلان: ارتفع نباتها، وعشب جار: غمر. قال:
عفراء حفت برمال عفر ... وكللت بالأقحوان الجأر
وغيث جؤر بوزن جعل: غزير يجأر عنه النبات.
ج أ زفلان جئز شئز أي شرق قلق. وتقول: يا ماء إن أجأزت، فكم أجزت، من أجاز الغصة.
ج أ شفلان رابط الجأش، وواهي الجأش وقد ربط لذلك الأمر جأشاً. والجأش والجؤشوش الصدر.
ج أ وكتيبة جأواء: كدراء اللون في حمرة وهو لون صدإ الحديد. قال:
غشيته وهو في جأواء باسلة ... عضباً أصاب سواء الرأس فانفلقا
وتقول: جاء في كتيبة جأواء، ثم لوى ذنبه مع لأواء.
ج ب بجب الرجل، فهو مجبوب، بين الجباب بالكسر إذا استؤصلت مذاكيره. وجبوا النخل: أبروه، وهو زمن الجباب بالفتح. وبعير أجب: لا سنام له. وناقة جباء. قال النابغة:
ونأخذ بعده بذناب عيش ... أجب الظهر ليس له سنام
ويقال: سمع المسبة، فركب المجبة؛ وهي لقم الطريق. وعن بعض العلماء: من رضي بما سمع منا، وإلا فليلتحم المجبة " وألقوه في غيابة الجب " . ولبسوا جباب الخز. واندس في جبته كما يندس الثعلب في جبته. وضربت على بابه الجباجب أي الطبول، جمع جبجبة بالضم وهي في الأصل زبل لطاف من جلود. ويقال للكروش الجباجب، جمع جبجبة بالفتح. يقال: تجبجبوا أي اتخذوا جباجب، والتقينا بالجباجب، وهي علم لمنحر منًى: لأن الكروش تلقى فيها. وارمأة جباء: صغيرة الثديين، استعارة من الناقة الجباء. ومنه حديث الأشتر: أنه قال لعلي رضي الله عنه صبيحة بنائه بالنهشلية " كيف وجد أمير المؤمنين أهله فقال كالخير من امرأة قباء جباء " . وجبت فلانة النساء حسناً: بذتهن حتى قطعتهن عن المفاخرة، يقال جابتهن فجبتهن، وجابه في القرى فجبه، إذا كان أحسن قرىً منه، وقد تجابوا.
ج ب تهو شر من أصحاب السبت، ومن المؤمنين بالجبت.
ج ب ذتقول: جبذه ثم نبذه.
ج ب رجبر المجبر يده فجبرت. قال العجاج:
قد جبر الدين إلا له فجبر
ومسح على الجبائر، وليس الجبائر، وهي الأسورة، وقيل الدماليج، والواحدة فيهما جبارة وجبيرة. وذهب دمه جبارا، و " جرح العجماء جبار " وهو جبار من الجبابرة، وقد تجبر، وويل لجبار الأرض من جبار السماء. وفيه جبرية، وقوم جبرية، وفيهم جبرية. وهو كذا ذراعاً بذراع الجبّار أي بذراع الملك.
وفي الحديث: " دعوها فإنها جبارة " وما كانت نبوة إلا تناسخها ملك جبرية أي إلا تجبر الملوك بعدها.
ومن المجاز: نخلة جبارة: طويلة تفوت اليد، وهي دون السحوق. وناقة جبار: عظيمة، بغير تاء. وقد فسر قوله تعالى: " قوماً جبارين " بعظام الأجرام. وقلب جبار: لا يقبل موعظة وطلع الجبار أي الجوزاء لأنها في صورة ملك متوج على كرسي. وقلبي إلى جابر بن حبة وهو الخبز. قال:
فلا تلوميني ولومي جابراً ... فجابر كلفني الهواجرا
وجبر الله يتمه، وجبرت الفقير: أغنيته، شبه فقره بانكسار عظمه. وفي الدعاء: اللهم اجبرنا. وجبرت فلاناً فاجتبر أي نعشته فانتعش. قال:
من عال منا بعدها فلا اجتبر
واستجبرته إذا بالغت في تعهده، وفلان جابر لي مستجبر. وقال الراعي:
أعبد بن حار للدموع البوادر ... وللجد أمسى عظمه في الجبائر
أي عثر فتكسر حتى احتاج إلى المجبر، وهو من المجاز الحسن.
ج ب سفلان جبس من الأجباس، وهو الدنيء الجبان. قال:
ماض إذا الأجباس بعد الكرى ... تناكحت أزواج أحلامها
ج ب لجبله الله على الكرم: خلقه، وهو مجبول عليه، وأجن الله جباله أي قبر خلقه من الجنن. وجبلة فلان على كذا، وهو من الجبلة الأولين " ولقد أضل منكم جبلاً كثيراً " وأجبل القوم وتجبلوا: صاروا في الجبال.
ومن المجاز: امرأة بجلة: عظيمة الخلق. وناقة جبلة السنام: تامكته. ورجل جبل الوجه، وجبل الرأس: غليظهما. وسيف جبل ومجبال: لم يرقق. قال:
صافي الحديدة لا ناب ولا جبل

وامرأة مجبال: غليظة الخلق. ويقال للثوب المحكم: إنه لجيد الجبلة. وأجبل الحافر: بلغ الصلابة وإن لم تكن جبلاً. وأجبل الشاعر: أفحم. وسألناهم فأجبلوا إذا لم ينولوا. قال الكميت:
فبان وأبقى لنا من بنيه ... لهاميم سادوا ولم يجبلوا
وطلب حاجة فأجبل أي أخفق. وأجبل القوم لم ينفذ حديدهم.
ج ب نرجل جبان، ورجال جبناء، وفي حديث خالدك " فلا نامت أعين الجبناء " وامرأة جبان، ونساء جبانات. قال كثير:
أخاضت إلي الليل خود غريرة ... جبان السري لم تنتطق عن تفضل
كقولهم: امرأة جواد، ويقال جبانة. سمع بعض العرب يقول: الضبع جبانة لا تقبل على الصفير، إذا صفر بها فرت. وأجبنت فلاناً وأبخلته: وجدته كذلك. وعن عمرو بن معد يكرب: قاتلناكم فما أجبناكم، وجبنته: نسبته إلى الجبن. وخرجوا إلى الجبانة والجبان وهي الصحراء. قال أبو النجم:
يهوي بروقين ما ضلا فرائصها ... حتى تجدلن بالجبان واختضبا
أي ما أخطأ فرائص الكلاب. ورجل صلت الجبين. وتجبن اللبن وتكبد: صار كالجبن والكبد.
ومن المجاز: فلان شجاع القلب، جبان الوجه أي حييّ.
ج ب هجبهة ذات بهجة. ورجل أجبه: عريض الجبهة. وجبهته: ضربت جبهته.
ومن المجاز: هو جبهة قومه، كما يقال وجههم، وجاءني جبهة بني فلان: لسرواتهم، وجاءت جبهة الخيل: لخيارها. قال بعض بني فزارة:
وليت جبهة خيلي شطر خيلهم ... وواجهونا بأسد قابلوا أسدا
وجبهه: لقيه بما يكره. ولقيت منه جبهة أي مذلة وأذًى. وجبهنا الماء: وردناه ولا آلة سقي، فلم يكن منا إلا النظر إلى وجه الماء، ومنه جبهنا الشتاء: جاءنا ولم نتهيأ له.
ج ب يجبي الخراج جباية: جمعه " تجبى إليه ثمرات كل شيء " وجبى الماء في الحوض. واسقوني من جبي حوضكم. ولفلان قدر كالخابية، وجفنة كالجابية؛ وجفان كالجوابي. وجبى تجبية، إذا ركع. وفلان لا يجبّي: لا يصلي.
ومن المجاز: فلان يجتبي جبي المجد أي يقوم بالمجد ويجمعه لنفسه. قال ذو الرمة:
وما زلت تسمو بالمعالي وتجتبي ... جبى المجد مذ شدت عليك المآزر
واجتباه: اختاره، مستعار منه لأن من جمع شيئاً لنفسه فقد اختصه واصطفاه، وهو من جبوة الله وصفوته.
ج ث ثفلان صغير الجثة وهي شخصه قاعداً، ولهم همم دقاق إلى جثث ضخام. وجثه واجتثه: استأصله " اجتثت من فوق الأرض " وشجر مجتث: لا أصل له في الأرض.
ج ث لشعر جثل: كثير لين، وقد جثل جثولة وجثالة قال الأعشى:
وأثيث جثل النبات تروي ... ه لعوب غريرة مفناق
ولحية جثلة، وللفرس ناصية جثلة، ولمة جثلة. قال الكميت:
إذ لمتي جثلة أكفئها ... يضحك منها الغواني العجب
واجثأل الطائر: نفش ريشه من البرد. قال:
جاء الشتاء واجثأل القبر ... وطلعت شمس عليها مغفر
وجعلت عين الحرور تسكر
ومن المجاز: نبات جثل، وشجرة جثلة الأفنان. واجثأل النبات: طال والتف.
ج ث مجثم الطائر، وهذا مجثمه. ونهى عن المجثمة وهي المصبورة. وجاء بثريدة كجثمان القطاة. ورأيت ترماً مثل جثمان الجزور.
ومن المجاز: فلان جثامة: لا ينهض للمكارم.
ج ث وجثا على ركبتيه جثواً، ورأيته جاثياً بين يديه " وترى كل أمة جاثية " ورأيتهم جثياً عنده. وفي الحديث: " أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي الله تعالى يوم القيامة " وتجاثوا على الركب، وجاثى خصمه مجاثاة. وصار فلان جثوة من تراب. قال طرفة:
ترى جثوتين من تراب عليهما ... صفائح صم من صفيح منضد
ج ح ج حسيد جحجاح: مسارع إلى المكارم، من قول بعض هذيل: غلامي بشعب كذا يخبط ويجحجح أي يسرع فيه، وقوم جحاجح وجحاجحة. قال ابن الزبعري:
ماذا ببدر فالعقن ... قل من مرازبة جحاجح
وجحجحت فلانة بولدها: جاءت به جحجاحاً. وجحجح عن الأمر: كف ونكص. يقال: حملوا ثم جحجحوا.
ج ح دجحده حقه وبحقه، جحداً وجحوداً. وما أنت إلا جاحد جحد أي قليل الخير، وفيك جحد وجحد كعدم وعدم، وقد جحد فلان وأجحد. قال الفرزدق:
لبيضاء من أهل المدينة لم تذق ... يبيساً ولم تتبع حمولة مجحد

وقلة الخير على معنيين: الشح والفقر. ويقال: قد جحد عامنا، وعام جحد.
ج ح رجحرت الضباب، وانجحرت: دخلت في جحرتها. قال:
ولا ترى الضب بها ينجحر
وأجحرها المطر.
ومن المجاز: حصني جحرك. ومنه قول عائشة رضي الله عنها: " إذا حاضت المرأة حرم الجحران " أي اجتمع الاثنان في الحرمة بعد ما كانت الحرمة في أحدهما. ودخلوا في مجاحرهم أي في مكامنهم، وأجحرهم الفزع وأجحرت السنة الناس: أدخلتهم في المضايق، ولذلك سميت جحرة. يقال: أقحمتهم الجحرة. وقال الحطيئة:
وجدتكم لم تجبروا عظم مغرم ... ولا تنحرون النيب في الجحرات
وجحرت عينه: غارت. وجحر الربيع: احتبس. وأنشد أبو زيد:
لنعم القوم في الأزمات قومي ... بنو كعب إذا جحر الربيع
كهول معقل الطرداء فيهم ... وفتيان غطارفة فروع
ج ح شفلان يرتبط الجحاش.
ومن المجاز: هو جحيش وحده، وعبير وحده، في ذم المستبد برأيه، والمستأثر بكسبه. وجاحش عن خيط رقبته إذا دافع عن نفسه وفي مثل: " الجحش لما بذلك الأعيار " وقد يستعار للمهر والغزال، ويشتق منه للصبي. قال المعترض الظفري:
قلنا مخلداً وابني حراق ... وآخر جحوشاً فوق الفطيم
ج ح ظعين جاحظة: ناتئة الحدقة، وقد جحظت جحوظاً، وقوم جحظ، وجحظ إلي بصره. ومنه عمرو بن بحر الجاحظ. وتجاحظ فلان في كلامه.
ومن المجاز: لأجحظن إليك أثر يدك أي لأرينك سوء عملك. وجحظ إليه عمله إذا عرف إساءته.
ج ح فأجحف بهم الدهر، واجتحفهم: استأصلهم. وأجحف بهم فلان: كلفهم ما لا يطاق. وسنة مجحفة، وموت جحاف، وسيل جحاف وجراف. وتجاحفوا في القتال: تناوشوا بالسيوف. وتجاحف الفتيان بالكرة بينهم. ودلوا جحوف: تأخذ الماء. وإنه ليجحف الزبد بالتمر. قال جرير:
ودعا الزبير فما تحركت الحبى ... لو سمتهم جحف الخزير لثاروا
ج ح ف لوجاءوا في جحفل عظيم، والتفت عليهم الجحافل.
ج ح منار جاحمة: شديدة الحر مضطرمة، ومكان جاحم، ومنه قيل لعيني الأسد: جحمتاه تزران، لتوقدهما.
ومن المجاز: اصطلى فلان بجاحم الحربفبرد أي فتر وسكنت حفيظته. قال:
الباغي الحرب يسعى نحوها ترعاً ... حتى إذا ذاق منها جاحماً بردا
ج د بجدب المكان جدوبة، وجدب وأجدب، نحو خصب وأخصب. ومكان جدب وجديب، وأرض جدبة وجديبة، وبلد مجدب وبلاد مجادب. وفلان ربيع في المجادب. قال حرام بن وابصة:
ألا مات أهل الحلم والباع والندى ... ربيع اليتامى صوبه في المجادب
وأجدب القوم: أصابهم الجدب، وأجدبت السنة، ومرت عليهم سنو جدب، وسنون جدبات. وأجدبنا أرض بني فلان: وجدناها جدبة. وجادبت الإبل العام إذا لم تصادف إلا الدرين لجدوبته. وإبل مجادبة ومجاديب. وجدب عمر رضي الله عنه السمر بعد العتمة أي ذمه وعابه. ودعا رجل عتبة بن غزوان إلى منزله، فقال: امض في رشد الله وصحبته فما أتجدب أن اصحبك أي لا أتذمم.
ومن المجاز: نزلنا ببني فلان فأجدبناهم إذا لم يجدوا عندهم قزّي وإن كانوا مخصبين. وعن الحسن: " أجدب قلوب وأخصب ألسنة " . ورحل فلان جديب. وفي نوابغ الكلم: من كان آدب، كان رحله أجدب.
ج د ثغيّبوه في الجدث أي في القبر. وتقول: شرد الأحداث، نزول الأجداث.
ج د حجدح السويق واللبن بالمجدح وهو عود في رأسه عودان معترضان يخاض به حتى يختلط. وخفق المجدح: أي الدبران، ونوءه غزير. يقولون: أرسلت السماء مجاديح الغيث. وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه: " لقد استسقيت بمجاديح السماء " أراد الاستغفار.
ج د درجل مجدود وجد: ذو جد، وهو أجد من فلان، ويقال: أغطي فلان جداً، فلو بال لجد ببوله أي لكان الجد في بوله أيضاً. وجد في عيني: عظم. وسلك الجدد. وقد أجددت فسر، ومشى على الجادة، وامشوا على الجواد. وجد في الأمر وأجد، وأجد المسير. وأجاد أنت أم هازل؟ وأجدك تفعل كذا. وأرض جداء: لا ماء بها. وشاة جداء وجدود: لا لبن بها. وعلى ظهره جدة، وفي السماء جدة، وهي الطريقة. ولا أفعل ماكر الجديدان والأجدّان. وهذا زمن الجداد والحداد، وأجد النخل. وملحفة جديد، وأجد ثوباً واستجده بمعنى.

ومن المجاز: جد به الأمر، وجد جده، وهو على جد أمر. وركب جدةً من الأمر أي طريقة ورأى رأياً. وهذه نخل جاد مائه وسق أي تجدها، كما تقول: ناقة حالبة علبتين، وتحلب علبتين.
ج د رناداه من وراء الجدار. وللحجر ثلاثة أسام: الحجر والحطيم والجدر، وهو أصل الجدار، سمي بذلك: لأن جداره مستوطيء. وهو جدير بكذا. وما كنت جديراً به. قال زهير:
بخيل عليها جنة عبقرية ... جديرون يوماً أن ينالوا فيستعلوا
ولقد جرد به، وما أجرده بالخير، وهو أجدر به. وجدر الصبي، وجدر، وهو مجدور الوجه، ومجدر.
ج د عجدع أنفه وأذنه فهو مجدوع، وإذا لزم النعت، قيل: هو أجدع، وهي جدعاء، وبه جدع. ولا يقال: جدع، ولكن جدع، كما لا يقال في الأقطع: قطع، ولكن قطع. وما أقبح جدعته وهي موضع الجدع، كالصلعة والقطعة. وجدعه إذا قال له: جدعاً لك. وحبشي مجدع.
ومن المجاز: جدع الصبي: أسيء غذاره وقطع، فهو جدع، وبه جدع. قال أبو زبيد:
ثم استفاها فلم يقطع فطامهما ... عن التضبب لا غيل ولا جدع
أي انهمكا في الرضاع، من استفاه الرجل إذا كثر أكله، والتضبب السمن وجدعت غذاءه. وقال: جدعوا وليدهم، وأجدعوه. وجدع القحط النبات. قال ابن مقبل:
وغيث مريع لم يجدع نباته ... ولته أهاليل السماكين معشب
وأجحفت بهم جداع وهي السنة، لأنها تجدع النبات وتذل الناس. وجادع صاحبه: شاره وشاتمه بجدعاً لك. وتركت البلاد تجادع أفاعيها أي تتآكل أشرارها وتتعادى. ويقال: جدعه وشراه إذا لقاه شراً وسخرية، كمن يجدع أذن عبده ويبيعه.
ج د فجدف الملاح السفينة إذا دفعها بالمجداف. قال أعشى همدان:
لمن الظعائن سيرهن تزحف ... عوم السفين إذا تقاعس تجدف
وخفق الطائر بمدافيه أي بجناحيه، وجدف بهما: ردهما إلى خلفه في طيرانه كما يفعل الملاح بمجدافيه.
ج د لجدل الحبل: فتله، وزمام مجدوزل وهو الجديل. تقول: كأن في الجديل، إحدى بنات جديل. وطعنه فجدله: ألقاه على الجدالة وهي الأرض. قال:
قد أركب الآلة بعد الآلة ... وأترك العاجز بالجدالة
وتقول: إن وقفن فمجادل، وإن مررن فأجادل: إن وقفن فقصور وإن مررن فصقور. قال الأعشى:
في مجدل شد بنيانه ... يزل عنه ظفر الطائر
وكان فلان جدالاً فصار تماراً، وهو بائع الجدال وهو البلح، سمي لاشتداده، أو بائع الحمام في الجديلة وهي الشريجة. وشاد قصره بصم الجندل، وبصم الجنادل، الواحدة جندلة، والنون مزيدة، والوزن فنعلة من الجدل.
ومن المجاز: امرأة مجدولة الخلق: قضيفة. ودرع مجدولة وجدلاء: محكمة وعمل على جديلته أي على شاكلته التي جدل عليها. وركب جديلته أي عزيمة رأيه. واستقام جدول القوم إذا انتظم أمرهم، كالدول إذا اطرد وتنابع جريه. ونظر أعرابي إلى قافلة الحاج متتابعة، فقال: أما الحاج فقد استقام جدولهم.
ج د يوقع الجدا وهو المطر العام. وأجداه أعطاه، وهو عظيم الجدا والجدوى. قال العجاج:
ما بال رياً لا نرى جدواها ... نلقى هوى رياً ولا نلقاها
وجدا علينا فلان: أفضل. وجدوته، واجتديته، واستجديته: سألته. قال:
جدوت أناساً موسرين فما جدوا ... ألا الله أجدوه إذا كنت جادياً
وقوم جداة، ومجتدية، ومستجدية. وفلان سخي جدي. وما يجدي عليك وقل جداء عنك وهو الغناء. قال:
لقل جداء على مالك ... إذا الحرب شبت بأجذالها
وتقول: أكل الجداء، قليل الجداء. وتقول ثلاثة في اثنين، جداء ذلك ستة أي مبلغه. ولها جيد جداية وهي الغزالة. قال جميل:
بجيد جداية وبعين أحوى ... تراعى بين أكثبة مهاها
وأوثر جديتي سرجك لا يعقر، وهما ما يبطن به الدفتان من لبد محشو، وكذلك جديتا الرحل والجمع جديٌ وجديات. قال مسكين الدارمي:
ما مس رحلي العنكبوت ولا ... جدياته من وضعه غبر
ويقال لهما: الجديتان، والعوام تسميهما: الجديدتين. ويقال جدا عليه شؤمه إذا جر عليه وهو من باب التعكيس، كقوله تعالى: " فبشره بعذاب أليم " قال ابن شعاء الفزاري:
رعى طرفها الواشون حتى تبينوا ... هواها وقد يجدو على النفس شؤمها

ولا أفعل ذلك جدا الدهر أي أبداً. قال الأعشى:
رواح العشي وسير الغدو ... جدا الدهر حتى تلاقي الخيارا
وتضمخ بالجادي وهو الزعفران، نسب إلى الجادية وهي من أعمال البلقاء. سمعت من يقول: أرضالبلقاء تلد الزعفران.
ج ذ بجذب الحبل وغيره، واجتذبه إذا مده، وجاذبه الثوب وتجاذبوه.
ومن المجاز: جذب المهر عن أمه: فطمه. قال أبو النجم:
ثم جذبناه فطاماً نفصله
وجذبت المرأة صبيها. وخطبت فلانة فجذبت خاطبها أي ردته، كأنخها جاذبته فجذبته أي غلبته فبان منها مغلوباً. وناقة فلان تجذب لبنها إذا حلبت أي تسرقه. وجذب فلان الحبل بيننا إذا قاطع. وجذبت الماء نفساً أو نفسين. وتجذب الراعي اللبن، وناقة جاذب: مدت وقت حملها إلى أحد عشر شهراً. وجذب الشهر: مضت عامته. وانجذبوا في السير، وانجذب بهم السير إذا ساروا مسيراً بعيداص. ومنه: وقعوا في وادي جذبات، وما أعطاه جذبة غزل أي شيئاً. وتجاذبوا أطراف الكلام، وكانت بينهم مجاذبات ثم اتفقوا.
ج ذ ذجذ الحبل، وعطاء غير مجذوذ وجعله جذاذاً، وسقاهم الجذيذ، والشراب اللذيذ؛ وهو السويق.
ج ذ رنزلت المحبة في جذر قلبه أي في أصله. وغلظ جذر لسانه. وما أغلظ جذر قرن هذا الثور. قال زهير:
وسامعتين تعرف العتق فيهما ... إلى جذر مدلوك الكعوب محدد
وما جذر هذا العدد وما جداؤه أي أصله ومبلغه: إذا ضربت ثلاثة في ثلاثة، فالجذر الثلاثة، والجداء التسعة. وجذرت الشيء جذراً: استأصلته.
ج ذ عصلب في جذع نخلة وهي ساقها، وبه سمي سهم السقف جذعاً. وأجذع المهر: صار جذعاً. ولا تستوي الجذعان والثنيان. والخروف المتجاذع: الداني من الإجذاع.
ومن المجاز: فلان في هذا الأمر جذع إذا أخذ فيه حديثاً. وأهلكهم الأزلم الجذع أي الدهر. قال:
يا بشر لو لم أكن منكم بمنزلة ... ألقى عليّ يديه الأزلم الجذع
وطفئت حرب بين قوم فقال أحدهم: إن شئتم أعدناها جذعة. ويقال: فر له الأمر جذعاً إذا عاوده من الرأس. وغرق الآل جذعان الجبال.
ج ذ لانتصب كالجذل وهو أصل الشجرة. وهو جذل بكذا، وجذلان، ونفسه جذلى بذلك، وهو شديد الجذل به، وقد ابتهج بالأمر واجتذل.
ومن المجاز: إنه لجذل حكاك، وأنا جذيلها المحكك. قال:
لاقت على الماء جذيلاً واتدا
وعاد الشيء إلى جذله أي إلى أصله. وفلان جذل مال إذا كان قائماً به. واشتق منه على طريق المجاز: قد جذل الحرباء، واستجذل إذا انتصب. وبات فلان جاذلاً على ظهر دابته، وبات يستجذل على ظهرها إذا نام منصباً لا يضطرب. وقد جذل للقوم يخاصمهم. وتجاذلوا في الحرب.
ج ذ مجذم الحبل فانجذم وهو سرعة القطع. ورأيت في يده جذمة حبل: قطعة منه. وشالت الجذم وهي بقايا السياط بعد ذهاب أطرافها. قال ساعدة بن جؤية:
يوشونهن إذا ما حثهم فزع ... تحت السنور بالأعقاب والجذم
وعض من نابه على جذم. ومن نسي القرآن لقي الله وهو أجذم أي مقطوع اليد. قال المتلمس:
وما كنت إلاّ مثل قاطع كفّه ... بكفّ له أخرى فأصبح أجذما
وقال عويف القوافي:
ولم أر قتلى لم تدع لي بعدها ... يدين فما أرجو من العيش أجذما
وقيل مجذوم، وقوم جذم ومجاذيم. ويقال: ما الذي جذم يده فانجذمت، وما الذي أجذمها فجذمت، وهي جذماء. وأجذم في سيره: أسرع.
ومن المجاز: انجذم الحبل بينهما إذا تصارما. ونوًى جذوم: قطوع بين الأحبة. وأجذم عن الأمر: أقلع. ورجل مجذام ومجذامة للذي يواد، فإذا أحس ما ساءه أسرع الصرم. ورأيت عنده جذمة من الناس: فئة. ونعل جذماء: منقطعة القبال، وقد جدمت.
ج ذ وجذا القراد في جنب البعير، وظلفة الإكاف في جنب الحمار إذا ثبت وارتكز. ومنه جذوة الشجرة: أصلها. قال ابن مقبل:
باتت حواطب ليلى يلتمسن لها ... جزل الجذا غير خوار ولا دعر
وأتى بجذوة من نار، وهي عود في رأسه نار. و " مثل الكافر كمثل الأرزة المجذية على الأرض " أي الثابتة. وأجذوذى على الرحل لا يفارقه إذا لزمه. قال أبو الغريب النضريّ:
ألست بمجذوذ على الرحل دائباً ... فمالك إلا ما رزقت نصيب

ورأيتهم يتجاذون الحجر: يتشاولونه. وأثقل من مجذي ابن ركانة، وهو الربيعة. والحمام يتجذى للحمامة، وهو أن يمسح الأرض بذنبه إذا هدر.
ومن المجاز: فلان جذوة شر.
ج ر أما كان جريئاً، ولقد جرؤ جراءة، وهو جريء المقدم. وكان الحجاج شديد الجرأة على الله. وجرأتك عليّ حتى اجترأت، وتجرّأت، واستجرأت. وما كنت أظن أن مثلك يستجريء على مثلي. وهو أجرأ من أسامة.
ج ر بأعدى من الجرب، عند العرب؛ ورجل جرب وأجرب، وامرأة جربة وجرباء، وقوم جرب وجربى، وإبل جربى. وأجرب فلان: جربت إبله.
وفي مثل: " لا إله لمجرب " قالوا: كأنه بريء من إلهه لكثرة حلفه به كاذباً أنه لا هناء عنده إذا طلب إليه. ورجل مجرب ومجرب: ذو تجارب، قد جرب وجرب. وله جريب من الحب، وهو مكيال أربعة أقفزة، وما يبذر فيه هذا القدر من الأرض يقال له: جريب، كما قيل للبغل وللمسافة التي يسير فيها: بريد. وهو أنتن من ريح الجورب. قال:
أثني عليّ بما علمت فإنني ... مثن عليك بمثل ريح الجورب
وجاءوا في أيديهم جرب، وفي أرجلهم جوارب. ولهم موازجة وجواربة.
ومن المجاز: نزلوا بأرض جرباء: مقحوطة. وتقول: إذا أصحت الجرباء، وهبت الجربياء؛ فقد كشر البرد عن أنيابه، وابيضت لعم الدنيا به؛ وهي السماء. شبهت نجومها بآثار الجرب. وتالب عليه الأجربان، وهما عبس وذبيان؛ تحوموا لفوتهم كما تتحامى الجرب. قال حسان:
وفي عضادته اليمنى بنو أسد ... والأجربان بنو عبس وذبيان
وتقول: اطو جرابها بالحجارة، وما أصلب جرابها، وإنها لمستقيمة الجراب تريد جوف البئر، شبه بالجراب. قال:
يضرب أقطار الدلا جرابها
جمع الدلاة وهي الدلو. وأنشد بعض العرب:
هذي دلاتي أيما دلاتي ... قاتلتي وملؤها حياتي
وعن ابن الأعرابي: سيف أجرب إذا كثف الصدأ عليه حتى يحمر فلا ينقلع عنه إلا بالمسحل. وأنشد:
من القلعيات لا محدث ... كليل ولا طبع أجرب
وقال أبو النجم:
وصارمات في الأكف قضباً ... تخالهن في الأكف شهبا
كل سريحي صموت أجربا
فأراد بالجرب الشطب، كما قيل: الجرباء للشهب. وبأجفانه جرب، وهو شبه الصدإ يركب بواطنها.
ج ر ث مهو من جرثومة صدق. وفلان من جرثومة العرب.
ج ر جخاتم مرج، وسوار جرج؛ وهو القلق. وسكين جرج النصاب.
ج ر حبه جرح، وجروح، وجراح، وجراحة، وجراحات، وجرائح؛ وهو جريح، وهم جرحى، وجاءوا مجرحين مكلمين.
ومن المجاز: جرحه بلسانه: سبه، وجرحه بأنياب وأضراس إذا شتموه وعابوه. وبئس ما جرحت يداك، واجترحت يداك أي عملتا وأثرتا، وهو مستعار من تأثير الجارح، ومنه جوارح الإنسان وهي عوامله من يديه ورجليه، وجوارح الصيد. وجرح القاضي الشاهد، ويقال للمشهود عليه: هل معك جرحة وهي ما تجرح به الشهادة.
وكان يقول حاكم المدينة للخصم إذا أراد أن يوجه عليه القضاء: قد أقصصتك الجرحة، فإن كان عندك ما تجرح به الحجة التي توجهت عليك فهلمها أي أمكنتك من أن تقص ما تجرح به البهنة.
واستجرح فلان: استحق أن يجرح.
وعن عبد الملك بن مروان " وعظتكم فلم تزدادوا على الموعظة إلا استجراحاً " وعن ابن عون: " استجرحت هذه الأحاديث " أي استحقت أن ترد لكثرتها وقلة الصحيح منها.
ج ر دجرده من ثيابه، فمتجرد، وانجرد، وهي بضة المتجرد، والمجرد أيضاً، وفلانة حسنة الجردة.

ومن المجاز: جرد السيف من غمده، وسيف مجرد، كقولهمسيف عريان. ورجل أجرد: لا شعر على جسده. " وأهل الجنة جرد مرد مكحلون " وفرس أجرد، وخيل جرد. ومكان أجرد، وأرض جرداء: منجردة عن النبات، وقد جردت جرداً، ونزلنا في جرد: في فضاء بلا نبات، وهي تسمية بالمصدر، وجردنا القحط. وناقة جرود: أكول، ورجل جارود: يجرد الخير بشؤمه، وجردهم اعلجارود، وجردتهم الجارودة أي العام أو السنة. وجرد الجراد الأرض، وبه سمي الجراد. وقيل للجرادة: اللحاسة. ومضى عليهم عام أجرد وجريد، وسنة جرداء: كاملة منجردة من النقصان. وما رأيته منذ أجردان، وجريدان أي نهاران كاملان. وتجرد لأمر كذا، وتجرد للعبادة، وجرد للقيام بكذا. وتجدرت السنبلة من لفائفها: خرجت. وانجرد بنا السير: امتد بنا من غير ليٍّ على شيء. وما أنت بمنجرد السلك أي لست بمشهور. ولبن أجرد: لا رغوة عليه. وضربه بجريدة أي سعفة جردت من الخوص. وجاءت جريدة من الخيل وهي التي جردت من معظم الخيل لوجه، وقيل: الخالية من الرجالة والسقاط. وياقل: تنق إبلاً جريدة أي خياراً. وما عليه إلا بردة جرد، وقد جردت، لأنها إذا خلقت انتقض زئبرها واملاست. قال:
وجعلت أسعد للرماح دريئة ... هبلتك أمسك أي جرد ترقع
وفي مثل " ما أدري أي الجراد عاره " أي أيّ شيء ذهب به. وأشأم من جرادة وهي قينة كانت بمكة.
ج ر ذأرض جرذة كما تقول: فئرة.
ومن المجاز: جرذ الفرس، وأصابه الجرذ وهو أن ينتفخ عصب قوائمه، شبهت تلك النفخ بالجرذان. ومنه قولهم: جرذ الشجرة: شدّبها، كأنه أزال جرذها أي عيبها، أو أبنها التي هي كالجرذان. ومنه: رجل مجرذ ومنجذ قد هذبته الأمور وشذبته. ومنالكناية: أكثر الله جرذان بيتك أي ملاه طعاماً.
ج ر ررأيت مجرّ ذيله، وجرروا أذيالهم. وأجره الرمح إذا طعنه وتركه فيه يجره. وجر على نفسه جريرة، وكثرت جرائرهم وجرائمهم. وكظم البعير جرته. ولا أفعل ذلك ما اختلفت الجرة والدرة. وفعلته من جراك. وكثرت بنصيبين الطيارات والجرارات وهي عقارب صفر صغار. واجتررته فأكلته. وجرجر العود: تضور. وجرجر الشراب في جوفه: جرعه جرعاً متداركاً له صوت. وفي الحديث: " فكأنما يجرجر في جوفه نار جهنم " .
ومن المجاز: داره يجر الجبل أي بأسفله، كما يقال: بذيل الجبل. وإنه ليجر جيشاً كثيراً، وجيش جرار: يجر عتاد الحرب. قال:
ستندم إذ يأتي عليك رعيلنا ... بأرعن جرار كثير صواهله
والإبل الجارة: العوامل، لأنها تجر الأثقال، أو تجر بالأزمة. ولا جارة لي في هذا أي لا منفعة تجرني إليه وتدعوني. وأجر لسانه: منعه من الكلام، واصله من إجرار الفصيل، وهو أن يشق لسانه ويشد عليه عود لئلا يرتضع، لأنه يجر العود بلسانه. وأجررت فلاناً رسنه: تركته وشأنه. وأجررته الدين إذا أخرته. وأجرني أغاني إذا غناك صوتاً ثم أردفه أصواتاً متتابعة. قال:
فلما قضى مني القضاء أجرني ... أغاني لا يعيا بها المترنم
وكان ذلك عام كذا وهلم جرا إلى اليوم. وفلان يجر الإبل على أفواهها إذا سارها سيراً ليناً وهي تأكل. قال:
لطالما جررتكن جراً ... حتى نوى الأعجف واستمرا
فاليوم لا آلو الركاب شراً
أي سمن الأعجف وثابت إليه نفسه. وأصابتنا السماء بجار الضبع، وهو السيل الذي يخرجها من وجارها. وهذا مطر جار الضبع، ومطرة جارة الضبع. وجرت الخيل الأرض بسنابكها إذا خذتها. وجرت الحامل، فهي جرور إذا زادت على وقت حملها. واستجررت لفلان: انقدت له. وألقاه في جريته أي أكله وهي الحوصلة. وفرس جرور ضد قوود. وبئر جرور، ومتوح، ونزوع أي يسنى منها، ويستقي على البكرة، وينزع بالأيدي.
وفي مثل " سطى مجر، ترطب هجر " أي يا مجرة. وفي الحديث: " خلوا بين جرير والجرير " وهو زمام من أدم، وكان ينازع على زمام ناقته عليه السلام وهو مثل في التخلية.
ج ر زجرزه الزمان: اجتاحه. قال تبع:
لا تسقني بيديك إن لم ألقها ... جرزاً كأن أشاءها مجروز
وأرض مجروزة، وقد جرزت: قطع نباتها. وأرض جرز، وأرضون أجراز، وسنون أجراز: جدبة. ومفازة مجراز. قال الراعي:
وغبراء مجراز يبيت دليلها ... مشيحاً عليها للفراقد راعياً

وسيف جراز. و " لن ترضى شانئة إلا بجرزة " مثل في العداوة، وأن المبغض لا يرضى إلا باستئصال من ببغضه. وضربه بالجرز، وخرجوا بأيديهم الجرزة. وجاء بجرزة من قت، وبجرز منه وهي الحزمة.
ومن المجاز: رجل جروز: أكول لا يدع على المائدة شيئاً. وامرأة جارز: عاقر.
ج ر سما سمعنا له جرساً ولا همساً وهما الخفي من الصوت، وسمعت جرس الطير وهو صوت مناقيرها إذا نقرت، وأجرس الطائر، وأجرس لإبلك: ارفع جرسك بالحداء. قال:
تنجو إذا ما الحاديان أجرسا ... تسير فيها القوم خمساً أملسا
وجرس الكلام: نغم به. والحروف كلها مجروسة إلا أحرف اللين. وفلان مجرس لي أي موضع للكلام معه. قال:
أنت لي مجرس إذا ... ما نبا كل مجرس
وجرس بالقوم: صوت بهم. وأجرسني السبع: سمع جرسي. وجرست النحل نور الشجر: أكلته، ولها عند ذلك جرس وهي جوارس. قال أبو ذؤيب:
تظل على الثمراء منها جوارس ... مراضيع صهب الريش زغب رقابها
ومن المجاز: رجل مضرس مجرس أي عضته الأمور بأضراسها وأكلته حتى عرفته. وأجرس الحلي والجرس، واجرس به صاحبه. قال العجاج:
تسمع للحلي إذا ما وسوسا ... والتج في أجيادها وأجرسا
زفزفة الريح الحصاد اليبسا
ج ر شجرش الملح والحب جرشاً: لم ينعم طحنه ودقه، وملح جريش. وجرش الرأس بالمشط: حكه حتى يهيج هبريته، ويقال للمشاطة: الجراشة، وكذلك ما يتحات من الخشب.
ج ر ضجرض بريقه جرضاً: غصّ به. وجرض ريقه وجرعه بمعنىً. يقال: فلان يجرض عليك ريقه غيظاً.
وفي مثل " حال الجريض دون القريض " قال أبو الدقيش: الجريض الغصة، والقريض الجرة، أي منعت الغصة من الاجترار. وأفلت فلان جريضاً أي مشرفاً على الهلاك قد بلغت نفسه حلقه فجرض بها، كقولهم: " أفلت بجريعة الذقن " وكقول الهذلي:
نجا سالم والنفس منه بشدقه ... ولم ينإلاّ جفن سيفٍ ومئزرا
وكقوله تعالى: " كلاّ إذا بلغت التّراقي " . " فلولا إذا بلغت الحلقوم " . فالجريض في " حال الجريض " بمعنى الريق المجروض، أو اسم غير مصدر بمعنى الغصة، وفي " أفلت جريضاً " بمعنى الجرض، كالسقيم والسقم، وينصره جمعه على جرضى كمرضى. قال رؤبة:
أصبح أعداء تميم مرضى ... ماتوا جوًى والمفلتون جرضي
وعن النضر أي أفلتك ولم يكد، فجرضت عليه ريقك، وأنشد البيت، فجعله فعيلاً بمعنى مفعول، مجروض عليه، وجمعه فعلى، كجريح وجرى، ولا يساعد عليه القرآن والشعر، والقول ما قدمته.
ج ر عجرعت الماء، واجترعته بمرة، وتجرعته شيئاً بعد شيء، وما سقاني إلا جرعة، وجريعة، وجرعاً. وبتنا بالأجرع، وبالجرعاء، ونزلوا بالأجارع وهي أرضون حزنة يعلوها رمل.
ومن المجاز: تجرع الغيظ. وقال:
والحرب يكفيك من أنفاسها جرع
و " أفلت بجريعة الذقن " .
ج ر فجرف الشيء واجترفه: ذهب به كله. وجرف الطين والزبل عن وجه الأرض: سحاه بالمجرفة. وتجرفته السيول، وسيل جراف.
ومن المجاز: فلان يبني على جرف هار، لا يدري ما ليل من نهار. وجرف الدهر ماله، وعام وطاعون جارف، وفيه شؤم جارف.
ج ر لسمعت من يقول: اللبن دم سلبته الطبيعة جرياله أي حمرته. وسئل الأعشى عن قوله:
وسبيئة مما تعتق بابل ... كدم الذبيح سلبتها جريالها
فقال: شربتها حمراء، وبلتها صفراء.
ج ر مجرم النخل، وجرم صوف الغنم، وهو زمن الجرام. وهذه نخلة كثيرة الجريم أي التمر. وهب لنا جرامة نخلك وهو ما يترك على الكرب. قال الأعشى:
فلو كنتم تمراً لكنتم جرامة ... ولو كنتم نبلاً لكنتم معاقصا
وتجرم العام، والشتاء، والصيف: تصرم. وجرمناه: قطعناه وأتممناه، وعام مجرم. وأقمت عنده تم عام مجرم. ويقول أهل الحجاز: أعطيته كذا جريماً من التمر، وهو مد النبي صلى الله عليه وسلم. وجرم فلان، وأجرم، وهو جارم على نفسه وقومه. قال:
وإن جار لهم جرمت يداه ... وحلوه البلاء عن النعيم
كفوه ما جنى حدباً عليه ... بطول الباع والحسب العميم

ومالي في هذا جرم، وأخذ فلان بجريمته، وهم أهل الجرائم، وهذا جريمة أهله، وجارمتهم وجارحتهم أي كاسبهم. والعقاب جريمة فرخها. ولا جرم لأحسنن إليك. ورجل جريم: عظيم الجرم، وامرأة جريمة، وجلة جريم. ورمي عليه بأجرامه. وما عرفته إلا بجرم صوته أي بجهارته. وهذه بلاد جرم وبلاد صرد أي حر وبرد. وجمع جراميزه إذا تقبض ثم وثب عليه.
ج ر نجرن التمر في الجرين أي في المربد.
ومن المجاز: ضرب الإسلام بجرانه أي ثبت واستقر، وهو من المجاز المنقول من الكناية من قولهم: ضرب البعير بجرانه، وألقى جرانه إذا برك. ويقال: ألقى فلان على هذا الأمر جرانه إذا وطن عليه نفسه.
ج ر وكلبة ذات جراء وأجر. وولد كل سبع جروه. وذئبة مجرٍ ومجريةٌ. ويقال للأسد أبو أشبال، وأبو أجرٍ. قال زهير:
ولأنت أشجع حين تتجه ال ... أبطال من ليث أبي أجر
ونهر سريع الجرية، وما أجرى نهركم، وعيناه تستجريان الدموع. قال امرؤ القيس:
متى تر داراً من سعاد تقف بها ... وتستجر عيناك الدموع فتدمعا
وجارية بينة الجراء والجراء. وكان ذلك في أيام جرائها. وهو جري بين الجراية والجراية وهي الوكالة. وجريت فلاناً، واستجريته.
ومن المجاز: " أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأجر زغب " وهي الضغابيس. وياقل جرو البطيخ، والرمان، والحنظل: للصغير منها. و " ضرب على الأمر جروته " إذا وطن عليه نفسه، وكان أصله أن قانصاً كانت له كلبة يصيد بها، فضربها على الصيد فقيل " ضرب عليه جروته " فسير مثلاً. قال:
فضربت جروتها وقلت لها اصبري ... وشددت من ضيق المقام إزاري
وضرب عنه جروته إذا طاب عنه نفساً.
ج ر يوالشمس تجري، والريح تجري. وجرت الخيل، وأجروا الخيل. وجاراه في كذا مجاراة، وتجاروا. وفرس ذو أجاري، وغمر الجراء. وأخبرني عن مجاري أمورك. وأجرى إليه ألف دينار، وأجرى عليهم الرزق. واستجراه في خدمته. وسميت الجارية لأنها تستجرى في الخدمة. وتقول: عمل على هجيراه، وجرى على إجرياه، وهي طريقته وعادته التي يجري عليها وفي الحديث " ولا يستجرينكم الشيطان " أي لا يستتبعنكم حتى تكونوا منه بمنزلة الوكلاء من الموكل.
ج ز أجزأت الماشية بارطب من الماء، واجتزأت، وتجزأت، وهن جازئات وجوازيء.
قال الشماخ:
إذا الأرطى توسد أبرديه ... خدود جوازيء بالرمل عين
وقد اجتزأت بالقليل عن الكثير، وتجزأت، وهو من الجزء. وجزأت الشيء تجزئة، وشيء مجزأ: مبعض. وتجزأ المال: تفرق. وجزأت الشيء بالتخفيف: نقصت منه جزءاً، ومنه المجزوء من الشعر. وأجزأني كذا: كفاني، وهذا مجزيء، وتقول تميم: البدنة تجزيء عن سبعة، وأهل الحجاز تجزي. وبهما قريء " لا تجزي نفس " وأجزأت عنك مجزأ فلان أي أغنيت. وأجزأت السكين: جعلت له جزأة وهي الحلقة التي ينقذها السيلان من نصابه.
ومن المجاز: أجزأت الروضة إذا التفت وحسن نبتها، لأنها حينئذ تجزيء الراعية، وروضة مجزئة. وبعير مجزيء: قوي سمين، لأنه يجزيء الراكب والحامل، وإبل مجازيء.
ج ز رجزر لهم الجزار: نحر لهم جزوراً، واجتزروا: جزر لهم، وهم نحارون للجزر. وأخذ الجازر جزارته وهي حقه، كما يقال: أخذ العامل عمالته، وهي الأطراف والعنق. " وإياكم وهذه المجازر " . وذبح جزرة وهي الشاة، وقد أجزرتك بعيراً أو شاة: دفعته إليك لتجزره.
ومن المجاز: جزر الماء عن الأرض: انفرج وحسر. قال أبو ذؤيب:
حتى إذا جزرت مياه زرانه ... وبأيّ حزملاوة يتقطع
ومنه الجزر والمد، والجزيرة والجزائر. ويقال جزيرة العرب: لأرضها ومحلتها، لأن بحر فارس وبحر الحبش ودجلة والفرات قد أحدقت بها.
ج ز زجز الشعر، والزرع، والنخل، وهذا زمن الجزاز. ويقال: جزوا ضأنهم وحلقوا معزهم، وهذه جزازة الضائنة، وحلاقة الماعزة. وأعطني جزازة أديمك وهي سقاطته إذا قطع. ولمن هذه الجزوزة وهي الغنم تجز أصوافها، كالقتو به والركوبة لما يقتب ويركب. وعندي جزيزة من الصوف وجزة وجزائز وجزز. وأجز الشعر والنبات.
ومن المجاز: عندي بطاقات وجزازات وهي الوريقات التي تعلق فيها الفوائد. تقول: كم لي من الحزازات، على تلك الجزازات. ويقال للحياني: هو عاض على جزة.

وفي مثل " ما أعرفني من أين يجز الظهر " . ويقال: ما هكذا يجز الظهر.
ج ز عجزع الوادي: قطعه عرضاً. قال امرؤ القيس:
وآخر منهم جازع تجد كبكب
وهم بجزع الوادي وهو منقطعه. ونزلوا بين أجراعٍ وأجزاع. وتجزع الشيء: تقطع وتفرق. قال الراعي:
ومن فارس لم يحرم السيف حظه ... إذا رمحه في الدارعين تجزعا
ومنه الجزع الظفاري لأن لونه قد تجزع إلى بياض وسواد. قال امرؤ القيس:
كأنّ عيون الوحش حول خبائنا ... وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب
ويقال: فلان ينظم الجزع بالليل لحدة بصره. ومالي من اللحم إلاّ مزعه، ومن الماء إلاّ جزعه؛ وهي أقل من نصف السقاء. وجزع البسر، وجزع، وبسر مجزع ومجزع: قد أرطب بعضه وبعضه غض أي صار كالجزع في اختلاف لونه أو صير. وفي الحديث " كان يسبح بالنوى المجزع " وهو الذي حكك حتى صار ذا لونين، ومنه لحم مجزع: فيه بياض وحمرة. ودابة مجزع: فيها اختلاف ألوان. ووتر مجزع: لم يحسنوا إغارته فاختلفت قواه. وجزع فلان أي ساعة مجزع.
ومن المجاز: مضت صبة من الليل وجزعة وهي ساعة من أوله.
ج ز فباعه كذا وابتاعه منه جزافاً وبالجزاف. وجازفه في البيع مجازفة وجزافاً. واجتزفت هذا الشيء: أخذته جزافاً. وبيع جزيف: مجتزف.
ج ز لحطب جزل، وأنشد ثعلب:
فويهاً لقدرك ويهاً لها ... إذا اختير في المحل جزل الحطب
لأن اللحم غث يبطىء نضجه. وأنشد سيبويه:
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا ... تجد حطباً جزلاً وناراً تأججا
وضرب الصيد فجزله جزلتين أي قطعتين. وأعطاه جزلة من رغيف، وعنده حمامة بجواز لها.
ومن المجاز: رجل جزل: ذو عقل ورأي، وقد جزل، وما أبين الجزالة فيه، وقد استجزلت رأيك في هذا الأمر. وهو جزل العطاء، وله عطاء جزل وجزيل، وأجزل عطيته، وأجزل له في العطاء. وإن فعلت كذا فلك الذكر الجميل، والثواب الجزيل. وامرأة جزلة: ذات أرداف. وإن قيل لك: فلان جزل الرأي فأردت إنكاره فقل: بل جزل الرأي أي فاسده، من الجزل في الغارب وهو حدوث دبرة فيه تهجم على الجوف فتهلكه.
ج ز مجزمت ما بيني وبينه: قطعته، وجزم اليمين: قطعها البتة. وجزم على كذا: عزم عليه. وأمرته أمراً جزماً، وحلف يميناً جزماً. وتقول: هذا حكم جزم، وقضاء حتم. وقلم جزم: مستوى القط لا حرف له. و " التكبير جزم والسلام جزم " وهو ترك الإفراط في الهمز والمدّ.
ج ز يالله يجزيك عني ويجازيك. قال لبيد:
وإذا جوزيت قرضاً فاجزه ... إنما يجزي الفتى ليس الجمل
وكما تجازي تجازي. وأحسن إليه فجزاء خيراً إذا دعا له بالمجازاة. وهذا رجل جازيك من رجل أي كافيك. وهذا لا يجزي عنك أي لا يقضي، ومنه جزية أهل الذمة لأنها تقضي عنهم. يقال: أدّوا جزيتهم وجزاهم. واشترى من دهقان أراضاً على أن يكفيه جزيتها أي خراجها.
ومن المجاز: جزتك الجوازي أي أفعالك أي وجدت جزاء ما فعلت. قال:
جزتك الجوازي عن صديقك نضرة ... وأدناك ربي في الرفيق المقرب
أو ألطاف الله وأسباب رحمته. قال الحطيئة:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس
أو أراد جمع جازية بمعنى الجزاء.
ج س أجسأت مفاصله جسوءاً، وجست تجسو جسواً وهو يبس وصلابة. وفي عنق الدابة جسأة وهي يبس المعطف، ودابة جاسئة القوائم:
يابستها لا تكاد تنعطف ... وأرض جاسئة وجبل
جاسيء وجاسٍ. قال ابن الرقاع:
يتعاوران من الغبار ملاءة ... بيضاء مخملة هما نسجاها
تطوى إذا هبطا مكاناً جاسياً ... وإذا السنابك أسهلت نشراها
ولهم قلوب قاسية، كأنها صخور جاسية. ويد جاسئة من العمل، وقد جسأت منه وبسأت به.
ج س ددم جاسد وجسيد: جامد يابس. ودم كلون الجساد وهو الزعفران. ولبسن المجاسد وهي الشعر، جمع مجسد أو مجسد، وعليها مجسد مجسد أي شعار مزعفر. ولا تخرجن إلى المساجد في المجاسد.
ج س ررجل جسور، وفيه جسارة، وقد جسر على عدوه، ولا يجسر أن يفعل كذا، وإن فلاناً يشجع أصحابه ويجسرهم، وتجاسرت على كذا: تجرأت عليه، وإنك لقيل التجاسر علينا. وناقة جسرة: قوية جريئة على السفر.
قال الأعشى:

قطعت إذا خب ريعانها ... بدوسرة جسرة كالفدن
وقال امرؤ القيس:
فدعها وسل الهم عنك بجسرة ... ذمول إذا صام النهار وهجرا
وجارية جسرة السواعد، وجسرة المخدم: ممتلئتها. وأرادوا العبور، فعقدوا الجسور.
ومن المجاز: رحم الله امرأ جعل طاعته جسراً إلى نجاته. وجسرت الركاب المفازة واجتسرتها: عبرتها عبور الجسر. قال ذو الرمة:
فلا وصل إلا أن تقارب بيننا ... قلائص يجسرن الفلاة بنا جسرا
واجتسرت السفينة البحر: عبرته. قال أمية ابن أبي الصلت في وصف سفينة نوح عليه السلام
فهي تجري فيه وتجتسر البح ... ر بأقلاعها كقدح المغالي
وفي حديث عوج " فوقع على نيل مصر فجسرهم سنة " أي صار لهم جسراً. والخيل تجاسر بالكماة: تمضي بها وتعبر. قال:
تجاسر بالكمآة إلى ضراح ... عليها الخط والحلق الحصين
وقال الطرماح
قوداً تجاسر بالحدو ... ج بشاطيء الشرف المقابل
ج س سجس الطبيب يده، ومجسته حارة. وجس الشاة: غبطها. وكيف ترى مجستها فتقول: دالة على السمن.
وفي مثل " أفواهها مجاسها " أي إذا رأيتها تجيد الأكل أولاً فكأنما جسستها.
ومن المجاز: جسوه بأعينهم، وفلان واسع المجس، كما تقول: رحيب الذراع، وفي ضده ضيق المجس، وإنّ في مجستك لضيقاً. وتجسسوا الأخبار وهو من جواسيس العدو. واجتست الإبل البارض: التمسته بأفواهها.
ج س مرجل جسيم، وفيه جسامة. وتقول: رجال جسام، ووجوه وسام، وما فيهم حسام.
ومن المجاز: أمر جسيم، وهو من جسام الأمور وجسيمات الخطوب. وتجسمت الأمر: ركبت جسيمه ومعظمه. وفلان يتجشم المجاشم، ويتجسم المعاظم. قال الراعي:
رأيت الكلب كلب بني كليب ... تجسم حول دجلة ثم هابا
وتجسموا من العشيرة رجلاً فأرسلوه أي اختاروا أكبرهم. وتجسموا من الإبل ناقة فانحروها. وتجسم في عيني كذا: تصور. وتجسم فلان من الكرم، وكأنه كرم قد تجسم.
ج ش أ" تجشأ لقمان من غير شبع " مثل فيمن يتحلّى بغير ما هو فيه. وتقول: ما بك إلا الغداء والعشاء، والكظة والجشاء. وجشأت نفسه من شدة الفزع والغم إذا نهضت إليه وارتفعت. قال عمرو بن الإطنابة:
أقول لها إذا جشأت وجاشت ... مكانك تحمدي أو تستريحي
وتقول: إذا رأى طرة من الخرب نشأت، جاشت نفسه وجشأت.
ومن المجاز: جشأت الأرض: أخرجت جميع نباتها، كما يقال: قاءت الأرض أكلها، وجشأت الرياض برياها، وجشأت البلاد بأهلها: لفظتها. وجشأت علينا النعم: طرأت. وجشأ البحر بأمواجه.
ج ش رجشروا دوابهم، وجشروها: رعوها قريباً من البيوت. ومنه حديث ابن مسعود " لا يغرنكم جشركم من صلاتكم فإنّما هي من كوفتكم " ونعم جشر، وهو جشار أنعامنا. وأصبح بنو فلان جشراً إذا باتوا مع النعم لا يروحون إلى بيوتهم. وجشر المال عن أهله: خرج إلى الرعي.
ومن المجاز: جشر الرجل عن أهله إذا سافر. وجشر الصبح: خرج، ولاح أبلق جاشر. واصطبحوا الجاشرية وهي الشربة مع جشور الصبح نسيت إلى الصبح الجاشر. قال:
إذا ما شربنا الجاشرية لم نبل ... أميراً وإن كان الأمير من الأزد
ج ش شجش الحب: لم ينعم طحنه، وأعرني مجشتك وهي رحاً صغيرة يجش بها. واسقني جشيشة وهي السويق. ورجل أجش الصوت: جهيره، وفي صوته جشة. وفرس أجش وعد أجش.
ج ش عقبح الله الجزع والجشع وهو الحرص الشديد. وفلان جشع على الطعام. وهو من جشعه، يأكل الطعام على بشعه. وفلان مطعمه بشع، وهو عليه جشع.
ج ش مجشمت الأمر، وتجشمته: تكلفته على مشقة. وألقى عليه جشمه أي كلفته وثقله، وروي بضم الجيم. وقال العجاج:
يدق إبزيم الحزام جشمه
أراد جوفه المنتفخ، سماه جشماً لثقله. وجشمتك ما أتعبك. وقال المرقش:
ألم تر أن المرء يجذم كفه ... ويجشم من أجل الصديق المجاشما
ج ع بنكبوا الجعاب، وسكبوا النشاب. ومعه جعبة فيها بنات الموت. وهو جعاب حسن الجعابة، وقد جعب لي فأحسن.
ج ع دشعر جعد، وقد جعد جعودة، ورجل جعد الشعر، وقوم جعاد، وجعد شعره تجعيداً. قال:
قد يتمتني طفلة أملود ... بفاحم زينه التجعيد

ومن المجاز: ثرًى جعد، ونبات جعد. ورجل جعد الأصابع، وجعد البنان: للبخيل. وأما قولهم: جعد للجواد فمن للكناية عن كونه عربياً سخياً، لأن العرب موصوفون بالجعودة. قال:
هل يروين ذودك نزع معد ... وساقيان سبط وجعد
أي عجمي وعهربي، لأنهما لا يتفاهمان فلا يشتغلان بالكلام عن السقي. وزبد جعد: متراكم. قال ذو الرمة:
تنجو إذا جعلت تدمى أخشتها ... واعتم بالزيد الجعد الخراطم
ورجل جعد القفا: لئيم الحسب. قال:
امسح من الدرمك عندي فاكاً ... إني أراك رجلاً كذاكا
جعد القفا قصيرة رجلاكا
وقدم جعدة: قصيرة. وقال شريح لرجل: إنك لسبط الشهادة، قال: إنها لم تجعد عني.
ج ع رفي مثل " أعيث من جعار " وهي الضبع، سميت لكثرة جعرها وهو نجو السباع. تقول: رمي الجمل ببعره، والذئب بجعره. وكوى دابته في جاعرتيه وهما مضربا ذنبه.
ج ع لجعل الله الظلمات والنور: خلقهما. وجعل الشمس سراجاً: صيرها كذلك. وجعل يفعل كذا. وأنزل القدر بالجعال والجعالة وهي الخرقة. وأعطى العامل جعله وجعالته وجعيلته أي أجره. وأعطى العمال جعالاتهم وجعائلهم. وقسموا الجعالات وهي ما يتجاعله الناس بينهم عند البعث والأمر، يحزبهم من السلطان. وأجعلت لفلان فعمل لي كذا أي بينت له جعلاً. وفلان يجاعل فلاناً: يصانعه برشوة. وقد أجعلت الكلبة أي اشتهت الفحل، وكلبة مجعل. وكأنهم الجعلان يدفعن النتن بآنافها.
ومن المجاز: سدك به جعله إذا لزمه أمر مكروه. وتقول: مررت بجعل، يرمي بشعل؛ أي بأسود يأتي بحجج زهر.
ج ف أذهب الزبد جفاء أي مدفوعاً مرمياً به، قد جفأه الوادي إلى جنباته. ويقال: جفأت القدر بزبدها. ومر جفاء من العسكر إلى البيات أي جماعة معتزلة من معظمه. وتقول سامه جفاء، ونبذه جفاء إذا عزله عن صحبته.
ج ف رفرس مجفر الجنبين: منتفجهما، وقد أجفر جنباه. قال امرؤ القيس:
بمجفرة حرف كأن قتودها ... على أبلق الكشحين ليس بمغرب
أي ليس بلقه بإغراب وهو المتسلخ بياضاً حتى يحمرّ. وفرس عظيم الجفرة وهي وسطه. وذبح لهم جفرة وهي الماعزة الجذعة، والذكر جفر لإجفار جنبيه. وحفروا جفراً: بئراً واسعة لم يطووها. وتقول: أكب فلان على حفره، حتى انكب في جفره. وجفر الفحل عن الإبل، وربض الكبش عن الغنم إذا امتنع عن الضراب، وفحل جافر. والشمس مجفرة مبخرة. وتقول: يملأ الجفير، قبل أن يقع النفير؛ وهو الواسع من الكنائن.
ومن المجاز: غلام جفر: وقد استجفر إذا اتسع جفره أي جوفه وأكل. وفلان منهدم الجفر: لا رأي له. وإن جفرك إليّ لهارٌّ أي شرك إليّ متسرع.
ج ف فجفف أهل الحرب: صنعوا التجافيف.
ومن المجاز: فلان لا يجف لبده إذا لم يفتر عن سعيه. والبس للفقر تجفافاً أي استعدّ له.
ج ف لجفل القوم، وأجفلوا، وانجفلوا، وتجفلوا: أسرعوا في الهزيمة والهرب، وأتوهم فجفلوهم عن مراكزهم، وجفل القناص الوحش عن مراعيها. ووقعت في الناس جفلة إذا خافوا فانجفلوا. ورجل أجفيل: جبان فرور، وظليم إجفيل. وهم يدعون الجفلى وهي الدعوة العامة، يجفلون إليها.
ومن المجاز: ريح جافل، وجافلة، وجفول: سريعة الهبوب. وأجفل الغيم: أقشع، وانجفل الليل والظل: ذهب. وانجفل الخبز في التنور: لم يلتزق بسطحه فسقط. وإنه لجافل الشعر، وقد جفل شعره إذا ثار شعثاً وتنصب. وتجفل الديك: تنفش عرفه.
ج ف نبنو فلان يقرون في الجفان. وجفنوا: صنعوا جفاناً، وجفن فلان لفلان، وأتنا نجفن لك. وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه " انكسرت قلوص من إبل الصدقة فجفنها " وتجفن فلان: انتسب إلى آل جفنة. وشرب فلان ماء الجفن وهو الكرم، والجفنة الكرمة. وتحالفوا على القتال ففضوا أجفانهم، وغضوا أجفانهم أي كسروا غمودهم.
ومن المجاز: أنت الجفنة الغراء: للجواد المضياف. قال يرثيه:
يا جفنة كإزاء الحوض قد كفئت ... ومنطقاً مثل وشي اليمنة الحبرهْ
ولب الخبز ما بين جفنيه وهما وجهاه.
ج ف و

جفاني فلان: فعل بي ما ساءني واستجفيته. والأدب صناعة مجفو أهلها. وجفت المرأة ولدها فلم تتعاهده. وثوب جاف: غليظ، وقد جفا ثوبه. وهو من جفاة العرب. وجفا السرج عن ظهر الفرس، وجنب النائم عن الفراش وتجافى " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " وأجفاه صاحبه وجافاه. قال:
وتشتكي لو أننا نشكيها ... غمز حوايا قلما نجفيها
وجافى عضديه.
ومن المجاز: أصابته جفوة الزمان وجفاوته.
ج ل بجلب الشيء واجتلبه، والجالب مرزوق. واشتر من الجلب، وعبد جليب. وطارت جلبة الجرح، وجلب الجراح أي قشورها. وأجلب عليهم، وما هذه الجلبة، وما هذا الجلب واللجب، وأدنت عليها من جلبابها، وتجلببت، وجلببتها.
ومن المجاز: جلبته جوالب الدهر، وهذا مما يجلب الأحزان، ولكل قضاء جالب، ولكل در حالب.
ج ل حرجل أجلح، وبرأسه جلحة.
ومن المجاز: هودج أجلح: لا قبة له. وتيس وثور أجلح، وعنز وبقرة جلحاء: بلا قرن. وقرية جلحاء: لا حصن لها. وهضبة جلحاء ملساء. ويوم أجلح وأصلع: شديد. قال:
قد لاحها يوم سموم ملهاب ... أجلح ما لشمسه من جلباب
وجالحني فلان وجلح عليّ: كاشفني بالعداوة، ولا تجلح علينا يا فلان، وجلح فلان تجليح الذئب. وفلان وقع مجلح. وفي وجهه تجيح وهو الإقدام على الشر وتكشيف العداوة وتصريحها. وقال العجاج:
وقول لا تهلكن وقول ... جلح ولا تحصر ومن لا يحتل
يضعف ويقتل بالليالي القتل
أي صمم.
ج ل دجلده بالسياط. وجلد الكتاب: ألبسه الجلد. وجلد البعير: كشطه عنه. وأريد دابة من دواب رجلك، وكسوة من ثياب جلدك. وجالدوهم بالسيوف: ضاربوهم. واستحر بينهم الجلاد والمجالدة، وتجالدوا واجتلدوا. وجلدت به الأرض: صرعته: قال العباس بن مرداس:
إذا حملت سلاحي فوق مشرفة ... من الجياد تردى العير مجلودا
وجلدت الأرض: من الجليد، وأرض مجلودة. وهو عظيم الأجلاد والتجاليد وهي جسه وأعضاؤه. ورجل جلد وجليد، وفيه جلد، ومجلود، وتجلد للشامتين.
ومن المجاز: جلدته على هذا الأمر: أجبرته عليه. وإن فلاناً ليجلد بخير أي يظن به الخير.
ج ل زما أعطاه جلاز سوط، وهو ما يجلز به أي يعصب من عقب وغيره، وكذلك جلاز نصاب السكين والقوس. وقيل الجلازة أخص من الجلاز، كما أن العصابة أخص من العصاب، والجمع جلائز. قال الشماخ:
مطل بزرق لا يداوي رميها ... وصفراء من نبع عليها الجلائز
والجلز شدة العصب، ومنه رجل مجلوز الخلق: معصوبة. وهو جلواز من الجلاوزة وهم الشرط. ونقول: المراوزة، أكثرهم جلاوزه. وعن بعض العرب: لا تنكحن حنانةً ولا منّانةً ولا ذات جلاوزة، أي امرأة تحن إلى زوجها الأول ولا ذات مويلٍ تتطاول به عليك ولا ذات أولاد. وسمّي الجلواز لجلوزته، وهي شدة سعيه وذفيفه بين يدي أميره.
ج ل سهو حسن الجلسة، وهذا جليسه وجلسه ومجالسه. ولا تجالس، من لا تجانس. وتجالسوا فتآنسوا. ورأيتهم مجلساً أي جالسين. قال ذو الرمة:
لهم مجلس صهب السبال أذلة ... سواسية أحرارها وعبيدها
ورآني قائماً فاستجلسني. وجلس القوم: أنجدوا، ورأيتهم يعدون جالسين أي منجدين و " أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم بلال بن الحارث معادن القبلية: جلسيّها وغوريّها " وقال دريد:
حرام عليها أن ترى في حياتها ... كمثل أبي جعد فغوري أو اجلسي
وناقة جلس: مشرفة. وكأنه كسرى مع جلسائه في جلّسانه، وهو قبة كانت له ينثر عليه من كوًى في أعلاها الورد، تعريب " كلشان " .
ومن المجاز: قول الشمّاخ:
فأضحت على ماء العذيب وعينها ... كوقب الصفا جلسيها قد تغوّرا
أي غار ما كان مرتفعا منها. وجلست الرخمة: جثمت. وفلان جليس نفسه إذا كان من أهل العزلة.
ج ل فجلفت ظفره عن إصبعه: استأصلته، وهو أبلغ من جرفت. وجلفت السنون أموالهم، وتعرقتهم الجلائف، وأصابتهم جليفة عظيمة وهي السنة. قال العجير:
وإذا تعرقت الجلائف ماله ... خلطت صحيحتنا إلى جربائه

وتقول: من استؤصل بالجلائف استوصل بالخلائف. وجلف الطين عن رأس الدن. وأطل جلفة قلمك وهي من مبراه إلى سنه، سميت بالمرّة من الجلف. يقال: جلفته بالسيف جلفة إذا بضعت من لحمه بضعة. وعندي جلف شاة وهي المسلوخة، جلف رأسها وقوائمها. وأعرابي جلف: جاف.
ج ل لجل في عيني، وجلّ عن كذا. وهذه ناقة تجل عن الإعياء. قال:
بناجية تجل عن الكلال
وأجللت فلاناً: وجدته جليلاً. وأنا أجلك عن هذا. وماله دق ولا جل، ولا دقيقة ولا جليلة. وأتيته فما أدقني ولا أجلني. وما أجلني ولا أحشاني أي ما أعطاني من الجلة ولا الحاشية. وأخذ جله، وكبره، وعظمه بمعنى. وهذا شيء جلل أي هين. قال:
ألا كل شيء سواه جلل
وقوم أجلة. وإبل جلة. قال امرؤ القيس:
ألا إن لم تكن إبل فمعزى ... كأن قرون جلتها العصيّ
وجلت هذه الناقة: أسنت. وفلان يتجال علينا: يتعاظم. وهو من إخواني وصدقاني وجلاني. وأنا أتجاله أي أعظمه. وركب فلان الجلّى، وركبوا الجلل، كالكبرى والكبر. وقرأ مجلة لقمان أي صحيفته. وكان ابن عباس رضي الله تعالى عنهما إذا أنشد شعر أمية قال: مجلة ابن أبي الصلت. وعن ابن الأعرابي: قلت لأعرابي: ما المجلة وكانت في يده كراسة فقال: التي في يدك، وأنشد لرجل من بني يربوع:
هل تعرف الدار عفت بالعرفة ... فبطن قوَّ فأعالي الجلّة
مثل الكتاب لاح في المجلة
وجلله: غطاه، وتجلل بثوبه: تغطى به. وحصان مجلل. وسحاب مجلجل مجلل أي راعد مطبق بالمطر. وجلجل الياسر القداح: حركها. واستعمل فلان على الجالية والجالة وهم الذين ينهضون من أرض إلى أرض، يقال: جلّ عن البلد جلولاً بمعنى جلا عنه.
ومن المجاز: تجلله الهم والمرض. قال النمر:
وثارت إلينا بالصعيد كأنما ... تجللها من نافض الورد أفكل
واستقر ذلك في جلجلان قلبه أي في سويدائه. وهذا كلام خرج من جلجلان القلب إلى قمع الأذن وهو في الأصل السمسم. وفلان يعلق الجلجل في عنقه إذا خاطر بنفسه وأعلمها للأمر.
ج ل مجلم الصوف والشعر بالجلم: جزّه. وما هو إلا جلمد من الجلامد.
ج ل هنزلوا بجلهتي الوادي وهما جهتاه.
ج ل يجليت فلانة على زوجها أحسن جلوة، فاجتلاها وتجلاّها، وأعطى العروس جلوتها وجلوتها وهي ما يعطيها عند الزفاف. ويقال: ما جلوتك؟ فتقول: وصيف. ونظرت إلى مجاليها. وجلا الصقل السيف والمرآة جلاء. ومرآة مجلوة. وسيفي عند الجلاء. وهذا دواء يجلو البصر. وجلا لي الشيء وانجلى وتجلّى، وجلاّه لي فلان. وجلوا عن بلادهم جلاءً. ووقع عليهم الجلاء. وأجليناهم عنها وجلوناهم. ويقال للقوم إذا كانوا مقبلين على شيء محدقين به ثم انكشفوا عنه: قد أفرجوا عنه وأجلوا عنه. يقال: أجلوا عن قتيل. ورجل أجلى الجبين، وبه جلاً.
ومن المجاز: هو ابن جلا: للرجل المشهور أي ابن رجل قد وضح أمره وشهر. وما جلاؤك؟ أي ما اسمك. وما أقمت عنده إلا جلاء يوم واحد أي بياضه. وانجلت عنه الهموم. وقد أجلوا الهموم بكذا. وجلا الله عنك المرض. وهذا أمر جلي غير خفيّ. وأخبرني عن جلية الأمر وهي ما ظهر من حقيقته.
ج م حجمح الفرس براكبه: اعترّه على رأسه وذهب جرياً غالباً لا يملكه. وتقول: هذه دابة سمحه، ما بها جمحة ولا رمحه. وفرس جموح، وبه جماح وجموح.
ومن المجاز: جمحت المرأة إلى أهلها: ذهبت إليهم من غير إذن بعلها. وفلان جموح وجامح: راكب لهواه. قال:
خلعت عذاري جامحاً ما يردني ... عن البيض أمثال الدمى زجر زاجر
" لولوا إليه وهم يجمحون " أي يجرون جري الخيل الجامحة. وجمحت السفينة: تركت قصدها. وجمحت المفازة بالقوم: طوحت بهم من بعدها. قال ذو الرمة:
وربّ مفازةٍ قذفٍ جموحٍ ... تغول منحّب القرب اغتيالا
أي جادّه يقال: نحب في سيره وعمله: جد فيه واجتهد اجتهاد الناذر. ألا ترى إلى قولهم: سار فلان على نحب. وجمح بفلان مراده إذا لم ينله.
ج م دأنقش وعدك في الجلمد، ولا تنقشه في الجمد.

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9