كتاب : أساس البلاغة
المؤلف : أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري

وبه إلى أخرى الصحاب تلفت ... وبه إلى المكروب حريّ زعزع
ونزلت به زعازع الدهر: شدائده. قال سلمان ابن محيي البولان:
إنا لتحل الفضاء بيوتنا ... إذا زعزعت مولى الذليل الزعازع
وزعزعت الإبل في السير فتزعزعت: حثثتها. قال الأخطل:
وما خفت منها البين حتى تزعزعت ... هماليجها وآروز عني دليلها
ر ع فب زعفر الثوب: صبغه الزعفران. وثوب مزعفر. وتقول: لا يستوي الأعفر بالصريمه. والمزعفر ذو الصريمة. والأسد ذو الجدّ والعزيمة.
ز ع قماء زعاق: ملح غليظ لا يطاق شربه. ويروى لعليّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يوم حنين:
دونكها مترعة دهاقاً ... كأساً ذعافاً مزجت زعاقا
وبئر زعقة. وأزعق القوم: هجموا عليها وزعق طعامه: أفسده بكثرة الملح، وطعام مزعوق وأكلته زعاقاً. وزعق به: صاح به صيحة مفزعة، ونعق المؤذن وزعق، وسمعت نعقة المؤذن وزعقته.
ز ع لفي الفرس والحمار زعل شديد وهو النشاط والأشر وهو زعل. قال:
زعل تمسحه ما يستقر
وأزعله السمن والرعي. وأصاب المريض زعل شديد وعلز: اضطراب.
ز ع مزعم فلان أن الأمر كيت وكيت زعماً وزعما ومزعماً إذا شككت أنه حق أو باطل وأكثر ما يستعمل في الباطل، وزعموا مطيّة الكذب. وفي قوله مزاعم إذا لم يوثق به. وأفعل ذلك ولا زعماتك، وهذا القول ولا زعماتك أي ولا أتوهم زعماتك. قال ذو الرمة:
لقد خط رومي ولا زعماته ... لعتبة خطاً لم تطبق مفاصله
روميّ عريف كان بالبادية قضى عليه لعتبة ابن طرثوث رجل كان يخاصمه في بئر وكتب له سجلاً. وتزعم فلان تكذب. وعزمت به: كفلت زعامة " وأنا به زعيم " وهو زعيم بني فلان: لسيدهم. وقد زعم زعامة.
ومن المجاز: زعم فلان في غير مزعم: طمع في غير مطمع لأن الطامع زاعم ما لم يستيقنه، وأزعمته أنا: أطمعته. وأمر مزعم. وناقة زعوم: ضبوث وهو من أمراء الكلام وزعماء الحوار.
ز ع ن فاجتمع الصميم والزعانف وهم الأدعياء وهي في الأصل أطراف الأديم وأجنحة السمك.
ز غ بطار زغبه وهو ما لان وصغر من الشعر والريش أول ما ينبت، وزغب الفرخ: نبت زغبه، وفرغ أزغب وأزيغب، وفراخ زغب ورقبة زغباء.
ومن المجاز: ما أعطاني زغبة، وا أصبت منه زغابة أي أدنى شيء. وقثّلاء زغباء وقثاء زغب، و " أهدي إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أجر زغب " .
ز غ ز غزغزغ به: سخر منه. وزغزغ كلامه: لم يلخص معناه. يقال: لا تزغزغ الكلام وبين الحق.
ز غ قال: صب عليه الزغفة وهي الدرع الواسعة، ولبسوا الزغف. وتقول: لا تشهدوا الزحف، حتى تلبسوا الزغف.
ز غ لصبية زغاليل: صغار. ويقولون: كيف زغلولك؟ إذا سألوه عن صغيره. وأزلغت يا فلان: دخلت في حكم الزغاليل وصرت مثلهم. وقرأ مسعر على عاصم فلحن فقال عاصم: أزغلت يا أبا سلمة أي صرت كالصبي في لحنك. وزغل الماء وأزغله: صبه دفعة دفغة. وأزغلت القطاة في حلق فرخها زغلاً. قال ابن أحمر:
فأزغلت في حلقه زغلة ... لم تخطيء الجيد ولم تشفتر
وأزغل الشارب الشراب: مجه، ومنه المزغلة.
ز ف تطلاه بالزفت وهو القير أو القطران. قال طفيل:
وسفعا صلين النار حولاً كأنما ... ظلين بقار أو بزفت ملمع
وزق مزفت.
ز ف ررأيته يزفر زفرة الثكلى، وله زفير. وعلى ظهره زفر من الأزفار: حمل ثقيل يزفر منه، وقد زفره يزفره: حمله. ولهم زوافر: إماء يحملن القرب.
ومن المجاز: هم زافرته وزوافره: لعشيرته لأنهم يزفرون عنه الأثقال، وهو زافر قومه وزافرتهم عند السلطان: سيدهم وحامل أعبائهم. ولمجدهم زوافر: أعمدة وأسباب تقويه. قال الحطيئة:
فإن تك ذا عز حديث فإنهم ... ذوو إرث مجد لم تخنه زوافره
وفرس شديد الزوافر وهي الضلوع. قال يصف حمار الوحش:
وولّى يطنّ المرو عن صفحاته ... من الحقب همهيم شديد زوافره
وبأيديهم الزوافر أي القسيّ لزفيرها. قال الكميت:
وكنا إذا ما الجمع لم يك بيننا ... وبينهم إلا الزوافر تنحب
من النحيب. ودابة غليظ الجفره، عظيم الزفره؛ وهي من قول الراعي:

حوزية طويت على زفراتها ... طيّ القناطر قد بزلن بزولاً
وقول الجعديّ:
خيط على زفرة فتم ولم ... يرجع إلى دقة ولا هضم
كأنه زفر زفرة فطبع على ذلك منتفخ الجنبين. وفلان نوفل زف: للجواد شبه بالبحر الذي يزفر بتموجه.
ز ف فزف العروس إلى زوجها، وهذه ليلة الزفاف. وزف الظليم وزفزف. وزفت الريح وزفزفت زفيفاً وزفزفة وهي سرعة الهبوب والطيران مع صوت، وريح زفزف، وزفزفته الريح: حركته. وبات مزفزفاً. وأنشدني سلامة ابن عيّاش الينبعي بمكة يوم الصدر:
فبت مزفزفاً قد أنشبتني ... رسيسة ورد بينهم أ؛احا
لعلمي أن صرف البين يضحي ... ينيل العين قرّتها لماحا
واستزفه السيل: ذهب به. والين من زف النعام.
ومن المجاز: زفوا إليه: أسرعوا. ويقال للطائش الحلم: قد زف رأله. وجئته زفة أو زفتين: مرة أو مرتين وهي المرة من الزفيف كما أن المرة من المرور.
ز ف لجاؤا أزفلة وأجفلة وبأزفلتهم وأجفلتهم: بجماعتهم. قال:
إني لأعلم ما قوم بأزفلة ... جاؤا لأخبر من ليلى بأكياس
جاؤا لأخبر من ليلى فقلت لهم ... ليلى من الجن أم ليلى من الناس
ز ف نالصوفية زفانة حفانة، يزفنون: يرقصون، ويحفنون: يجرفون الطعام بحفناتهم. وامرأة زافنة: تكفي الرجل المؤنة عند الجماع. قال:
سبينا زوافن من حمير ... إلى كل شهباء مثل القمر
وناقة زفون: زبون. ودنوت منه فزفنني: دفعني عنه.
ز ف يالحادي يزفي المطي: يسوقها.
ومن المجاز: زفت الريح السحاب والتراب. والأمواج تزفي السفينة. والمحتضر يزفي بنفسه: يسوقها.
ز ق فتزقف اللقمة وازدقفها: ابتلعها.
ومن المجاز: تزقف الكرة بالصولجان. وقال أبو سفيان لبني أمية: تزقفوها تزقف الكرة يعني الخلافة.
ز ق قزقق مسك الشاة. قال الطرماح:
فلو أن برغوثاً يزقق مسكه ... إذاً نهلت منه تميم وعلت
وما هو إلا زق منفوخ. وطاف في أزقة مكة. والطائر يزق فرخه.
ومن المجاز: مازلت أزقه العلم. ومات لأعرابي أخ فم يحضر جنازته وقال: إنه كان والله قطاعاً زقاقً جردبيلا أي يقطع اللقمة بأسنانه ثم يغمشها في الأدم ويشرب الماء وفي فيه الطعام ويحفظ اللحم بشماله لئلا يأكله غيره.
ز ق لزوقل العمامة: أرخى طرفيها من ناحيتي رأسه. وأخرجوا الزواقيل من تحت العمائم والقلانس وهي الشعور التي يخرجونها تحتها.
ز ق متقول: من أنكر أن يقوم، أطعمه الله تعالى الزقو. ويقال: إن أهل أفريقية يسمون الزبد بالتمر: زقوماً وهو من قولهم: إنه ليزقم اللقم ويتزقمها ويزدقمها: يبتلعها. وبات يتزقم اللبن إذا أفرط في شربه.
ز ق وسمعت زقاء الديك والهامة والصبيّ. وزقي زقية واحدة. و " أثقل من الزواقي " وهي الديكة أو أصواتها كالرواغي في جمع الراغية بمعنى الرغاء لأن زقاءها يثقل على الأبحة والسمار. وقال:
فإن تك هامة بهراة تزقو ... فقد أزقيت بالمروين هاما
ز ك رمعه زكرة من خمر أو خل وهي وعاء من أدم.
ومن المجاز: تزكر بطنه. امتلأ حتى صار كالزكرة. وزكر القربة ووكرها: ملأها.
ز ك مبه زكام وزكمة وقد زكم فهو مزكوم.
ومن المجاز: زكم بالنطفة: حذف بها كمخطة المزكوم. ولفلان زكمة سوء أي ولد غير صالح. وهو ألأم زكمة في الأرض أي أحقر نطفة. ولعن الله أماً زكمت به. ويقال للعجزة: هو زكمة ولد أبويه.
ز ك نرجل ذهن زكن: فراس، وفيه زكن إياس، وهو " أزكن من إياس " وفي كلام سيبويه: وتقول لمن زكنت أنه يقصد مكة: مكة والله. ويقال: قد زكنت بك كذا وأزكنت. وغفل عن الشيء فأزكنته: فطّنته، وزاكنته: فاطنته. وقال قعنب:
ولن يراجع قلبي حبهم أبداً ... زكنت منهم على مثل الذي زكنوا
فضمنه معنى وقفت واطلعت، وروي زكنت من بغضهم مثل. وعن ان درستويه: زكن فلان وزكن: حزر وخمن، وفلان زكن ومزكن وصاحب إزكان.
ز ك وزرع زاك ومال زاك: نام بين الزكاء، وقد زكا الزرع وزكت الأرض وأزكت، وأزكى الله مالك وزكّاه. ويقال: أخساً أم زكاً.

ومن المجاز: رجل زكي: زائد الخير والفضل بن الزكاء والزكاة. " وحناناً من لدنا وزكاةً " وقوم أزكياء، وقد زكوا. وزكى نفسه: مدحها ونسبها إلى الزكاء. وزكى الشهود: عدلهم ووصفهم بأنهم أزكياء، وكاء فتزكى، وتزكى فلان: طلب أن يعد في الأزكياء. وكى الرجل ماله تزكية: أدى زكاته لأنه ينميه بما يبارك الله له فيه " يمحق الله الربا ويربي الصدقات " وهو مصدق بني فلان ومزكيهم: آخذ صدقاتهم وزكواتهم، وقد زكاهم وصدقهم، وتزكى الرجل: تصدق. ولفلان عمل زاك، وقد زكا عمله إذا فضل.
ز ل جمكان زلج: زلق؛ وقد زلجت رجله تزلج زلوجاً وتزلجت، وهذه مدحضة تزلج فيها الأقدام، وأزلج قدمه. وأزلج الباب: علقه بالمزلاج. ويقال: المزلاج يعلق به الباب ولا يغلق.
ومن المجاز: زلج الماء عن الحنجرة. قال ذو الرمة:
حتى إذا زلجت عن كل حنجرة ... إلى الغليل ولم يقصعنه نغب
وسهم زالج: يزلج على وجه الأرض ثم يمضي، وأزلجه صاحبه، وفي مثل " لا خير في سهم زلج " وزلج في مشيه: أسرع. ولج من فيه كلام، وزلج من فيه كلاماً ثم ندم عليه. وتقول: رب كلمة عوراء زلجت من فيك، ثم زلجت قدمك في مقام تلاقيك. ورجل مزلج: لئيم مدفع عن المكارم مزلق عنها. ومنه عيش مزلج وعطاء مزلج وحب مزلج: دون.
ز ل خمكان زلخ: دحض. قال يصف ساقي إبل وقع في البئر:
قام على مترعة زلخ فزل ... يا ليته أصدرها فيها غلل
ولم يدل رجله حيث نزل
وتقول: رمى الله بالزلخة، من طعن في المشيخة؛ وهي وجع قال: يالظهر لا يتحول من شدته. قال:
كأن ظهر أخذته زلخة ... لما تمطى بالفريّ المفضخه
تفضخ الظهر لثقلها.
ز ل زأخذه عز وزلز: قلق.
ز ل عتزلعت يده: تشققت. ويقال: في ظاهر يده زلع، وفي باطنها كلع؛ وهما الشقاق.
ز ل فله زلفة وزلفى، واحتمل فلان الكلف، حتى نال الزلف. وأزلفته: قربته، وأزلفني كذا عند الأمير، وازدلف إليه: اقترب. قال:
وكل يوم مضى أو ليلة سلفت ... فيها النفوس إلى الآجال تزدلف
ومضت زلفة من الليل وهي الطائفة. وأقاموا بالمزالف والمزارع وهي القرى بين البر والريف. قال المرقش:
دقاق الخصور لم تعفر قرونها ... لشجو ولم يحضرن حمى المزالف
وسرنا مزالف، حتى طوينا المتالف؛ وهي المراحل. والدليل يزلف الناس: يزعجهم مزلفة مزلفة.
ز ل قمكان زلق ومزلقة، " صعيداً زلقاً " وزلق المكان: ملسه حتى صار مزلقة.
ومن المجاز: أزلقت الرمكة: أسقطت، وهي مزلاق وولدها زليق. وزلق رأسه وزلقه: حلقه وملّسه، ورأسه محلوق مزلوق. وتزلق الرجل: صنع نفسه بالأدهان. ونظر إليه نظراً يزلق الأقدام.
ز ل لزل عن الصخرة وفي الطين زليلاً. وهذه مزلة من المزال. وسمع أزل. وامرأة زلاء. وزلزل الله الأرض زلزالاً.
ومن المجاز: زل في قوله ورأيه زلة وزللاً. وأزله الشيطان عن الحق واستزله. وزل من الشهر كذا: مضى. وزل الفرس زليلاً: أسرع. قال:
فزل ولم يدركن إلا غباره ... كما زل مريخ عليه مناكب ريش القدامى
وزل السهم عن الرمية. قال:
وحصداء كالنهي مسرودة ... تزل المعابل عنها زليلا
وزلت الدراهم: نقصت في وزنها زلولا، ودينار زال، وعن بعض العرب: من دنانيرك زلل ومنها وزن. وزل الماء في الحلق. وماء زلال: صاف يزل في الحلق، ومنه: ذهب وفضة زلال. قال ذو الرمة:
كأن جلودهن مموهات ... على أبشارها ذهباً زلالا
أي مشربات ماء ذهب صاف. وأزل إليه نعمة، ومنه: اتخذ فلان زلة: صنيعاً. وزل عن منزلته. وجاء بالإبل يزلزلها: يسوقها بعنف. وأصابته زلازل الدهر: شدائده.
ز ل م

إستقسموا بالأزلام وهي القداح. والزلم والقلم واحد. " وأن تستقسموا بالأزلام " " إذ يلقون أقلامهم " وهما فعل بمعنى مفعول من زلمه وقلمه إذا قطعه. يقال: زلم أذنه وأنفه زلماً. وهذا العبد زلماً: قداً وتقطيعاً أي قده قدّ العبيد ويقال: زلمة وزلمة. وقال رجل من بني سعد لرجل من مخارب: إذهب فأنت والله العبد زلمة يعني لا شك في عبوديتك ولم يخطئك شكل العبيد. وعنز زلماء زنمة. وقد زلمتها وزنمتها وهي هنة من خلقة في حنك بعض المعزى وهما هنتان كالقرطين توسان وهي من أكرم المعزى وأعزها.
ومن المجاز: قول لبيد يصف البقرة:
حتى إذا حسر الظلام وأسفرت ... بكرت نزل عن الثرى أزلامها
أراد قوائمها وجعلها أزلاماً لقوتها وصلابتها. كما قال رشيد:
بات يقاسيها غلام كالزلم
وقال المتنخل:
حلو ومر كعطف القدح مرته
وقال الطرماح:
فتولّى وهو مستوهل ... ترعى أزلامه بالرغام
ز م ترجل زميت وزميت بين الزماتة من رجال زمتاء. وقد زمت فلان وتزمت: توقر. وتقول: ما فيه زماته، إنما فيه زمانه.
ز م ج رسمعت لفلان زمجرة وصخباً وزجراً، وهو ذو زماجر وزماجير ويجوز أن تكون ميمها مزيدة
ز م خفلان زامخ: شامخ بأنفه، وأنوف زمخ: شمخ.
ومن المجاز: جبال لها أنوف زمخ. ونية زموخ: بعيدة، وسار عقبة زموخاً. قال رجل من هذيل في بعير شرد له:
لك الله عندي صحبة وكرامة ... وقيد وثيق في الضريع الأباهر
اليبس جمع الأبهر
وحمل ثقيل بعد ذاك وعقبة ... زموخ وحاد في الرقاق قراقر
صياح. وكيل زامخ: وافر. قال:
حتى إذا ما ملت المناوخا ... كال لها بالوزن كيلا زامخا
أي كال لها السير.
ز م رصبي زمر: زعر قليل الشعر، وشاة زمرة، وغنم زمرات: وشعر زمر. وجاءوا زمراً: جماعات في تفرقة بعضها في إثر بعض. والزمار يزمر في المزمار: ينفخ فيه.
ومن المجاز: فلان زمر المروءة. وعطية زمرة. واستزمر فلان عند الهوان: صار قليلاً ضئيلاً. وأنشد الأصمعي:
إن الكبير إذا يشاف رأيته ... مبرنشقا وإذا يهان استزمرا
وللظليم عرار، وللهيقة زمار. وقد زمرت تزمر. وأتي الحجاج بسعيد وفي عنقه زمارة وهي الساجور استعيرت للجامعة. قال:
له مسمعان وزمارة ... وظل مديد وحصن أمق
مسمعاه: قيداهه، ألغز فخيل أنه يصف ملكاً وهو يعني المسجون. ويقال للحسن الصوت: لقد أوتي من مزامير آل داود، وهو جمع مزمار، كأن في حلقه مزامير، لطيب صوته، أو جمع مزمار، كأنّ في حلقه مزامير، لطيب صوته، أو جمع مزمور من مزمورات داود عليه السلام. وزمر بالحديث: بثّه وأفشى ذكره. وزمر فلاناً بفلان: أغراه به.
ز م عالأرنب تمشي على زمعاتها وزمعها وهي زوائد وراء الأرساغ. ويقال: فرس وطفاء الزمع. قال دريد:
قوداء وطفاء الزمع ... كأنها شاة صدع
وأصابه زمع: رعدة من الخوف أو النشاط يقال: زمع زمعاً. ورجل زميع بين الزماع وهو الذي إذا أزمع لم يثنه شيء، وقوم زمعاء، وأزمع الأمر وأزمع عليه إذا ثبت عزمه على إمضائه. وتقول: فلان قلبه زميع، ورأيه جميع.
ومن المجاز: بدت زمعات الكرم وهي الأبن في مخارج العناقيد. وقد أزمعت الحبلة. وهو من الرعاع والزمع. وأزمع النبات إذا لم يستو وكان متفرقاً قطعاً.
ز م كأفلت المكاء، ونتف الزمكاء؛ وهو أصل الذنب ممدود ومقصور.
ز م لزملت القوس، ولها أزمل: صوت. والسقاة يزملون، ولهم زمل وهو الرجز، وتزاملوا: تراجزوا. قال:
لن يغلب النازع مادام الزمل ... فإن أكب صامتاً فقد خمل
وسمعت ثقيفاً وهذيلاً يتزاملون، ويسمّونه الزمل. وتقول: امرأة أزملة، وعيالات أزملة: جماعة كثيرة. وزملوه في ثيابه ليعرق، وتزمل هو: تلفف فيها. ورجل زمل وزميل وزميلة: رذل جبان يتزمل في بيته لا ينهض للغزو ويكسل عن مساماة الأمور الجسام. وزمل الشيء: حمله، ومنه الزاملة والزوامل التي يحمل عليها المتاع، وتقول: ركب الراحلة، وحمل على الزاملة. وزملت الرجل على البعير، وزاملته: عادلته في المحمل. وكنت زميله: رديفه. وقطعت الأديم بالإزميل وهو شفرة الحذاء.

ومن المجاز: ما نحن إلا من الحملة والرواه، وزوامل القلم والدواه. وأ،ت فارس العلم وأنا زميلك.
ز م مزممت بعيري أزمه، وبعير مزموم، وزممت الجمال، وإبل مزممة: مخطمة. وزمزم العلج عند الأكل والشرب وهو صوت مبهم يديره في خياشيمه وحلقه وهو مطبق فاه لا يعمل لساناً ولا شفة. والرعد يزمزم. قال:
يهدّ بين السحر والغلاصم ... هداً كهد الرعد ذي الزمازم
وسمعت زمازم الرعد وزمازم النار. وفي مثل " خول الصليان الزمزمة " لأن الصليان يقطع للخيل التي لا تفارق الحي مخافة الغارة فهي تزمزم حوله وتحمحم، وروي الزمزمة بالكسر وهي الجماعة. وزم الزنبور يزم زميماً: صوت.
ومن المجاز: هو زمام قومه وهم أزمة قومهم. قال ذو الرمة:
بني ذوأد إني وجدت فوارسي ... أزمة غارات الصباح الدوالق
الدلقة: الدفعة الشديدة. وألقى في يده زمام أمره، وهو يصرف أزمة الأمور. وما تكلمت بكلمة حتى أخطمها وأزمها. وزم النعل وأزمها: جعل لها زماماً. وهو على زمام من أمره: على شرف من قضائه، وهو زمام الأمر أي ملاكه. وزممت القوم: تقدمتهم، وزمت الناقة الإبل كانت زماماً لها تتقدمها. قال ذو الرمة:
مهرية بازل سير المطيّ بها ... عشية الخمس بالموماة مزموم
وقال أيضاً:
تزم بي الأركوب أدماء حرة ... نهوز وإن تستذمل العيس تذمل
وقال أيضاً:
كأني ورحلي فوق سيد عانة ... من الحقب زمام تلوح ملاحبه
آثار حوافره بالأرض. وزم بأنفه عنى: رفع رأسه كبرا، ورأيته زاماً: شامخاً لا يتكلم. والذئب يأخذ الشاة فيذهب بها زاماً: رافعاً رأسه. وزمّ ناب البعير، وزم بأنفه إذا نجم. قال ذو الرمة:
خدب الشوى لم يعد في آل مخلف ... إن اخضر أو إن زم بالأنف بازله
وملأ سقاءه حتى زم زموماً أي فاض وطلع من جوانبه، وزممته: ملأته. وداري زمم داره. ولا والذي وجهي زمم بيته ما كان كذا. وقال:
فقلت لأصحابي هل النار منكمو ... على زمم أو قصد أرض نريدها
وخرجت معه أزامه وأخازمه: أعارضه، ومنه الزمم.
ز م نخلا زمن فزمن، وخرجنا ذات الزمين. وأنشد أبو زيد لمعقل بن ريحان:
فكأن دمعك إذ عرفت محلّها ... ذات الزمين فضا جمان مرسل
الفضا: المتبدد. وأزمن الشيء: مضى عليه الزمان فهو مزمن. وأزمن الله فلاناً فهو زمن وزمين، وهم زمنة وزمني، وقد زمن زمناً وزمانة. وتقول معي نكايات الزمن، وشكايات الزمن.
ومن المجاز: أزمن عني عطاؤك: أبطأ عليّ. قال الكميت:
للنسوة العاطلات والصبية ال ... مزمن عنهم ما كان يكتسب
وفلان فاتر النشاط زمن الرغبة.
ز ن ج رزنجر فلان لفلان إذا قرع بظفر إبهامه ظفر سبّابته، يريد ولا أعطيك مثل هذا.
وأرسلت إلى سلمى ... بأن النفس مشغوفهْ
فما جادت لنا سلمى ... بزنجير ولا فوفهْ
تقول: طلبت العدل من سنجر، فما فوف ولا زنجر.
ز ن دزند النار يزندها: قدحها.
ومن المجاز: قولهم للحقير: " زندان في مرقعة " وهما الزند الأعلى والزندة السفلى. وزندوا نار الحرب. قال الكميت:
إذا زندوا ناراً ليوم كريهةٍ ... سبقنا إلى إيقادها من تنورا
وفلان زند: متين، ومزند: بخيل لا يبض بشيء. وعطاء مزند: متين، ومزند: بخيل لا يبض بشيء. وعطاء مزند: قليل مضيق. وثوب مزند: ضيق العرض قصيف. ومزادة مزندة: دقيقة في طول بينما ترى فيها شيئاً إذ لا شيء فيها. وتزند في أمر كذا: تضيق وحرج صدره. وسألته مسألة فتزند إذا ضاق بالجواب وغضب. قال عديّ:
إذا أنت فاكهت الرجال فلا تلع ... وقل مثل ما قالوا ولا تتزند
الولع: الكذب وقد ولع يلع. وللفرس منخر لم يزند: لم يضيق حين خلق. قال طلق بن عدي:
ومنخر إذ قيض لم يزند
وفلان وارى الزناد " وكابي الزناد " . و " وريت بك زنادي " وأنا مقتدح بزندك، وكل خير عندي من عندك. وما رأيت من يديها إلا كفيها وزنديها وهما عظما الساعد شبها بزندي القدح.
ز ن رشدّ الزنار أو الزنارة على وسطه. وتزنر النصراني. وتقول رمى الله تعالى بالزنانير، أصحاب الزنانير؛ أي بالحصى.

ومن المجاز: تزنر الشيء: دق حتى صار كالزنار. وزنر إليّ بعينه. وزنرت عينه إذا دقق النظر.
ز ن قزنق الفرس الجموح إذا جعل حلقة في جلدة تحت الحنك الأسفل، فيها حبل يشد في رأسه وهو الزناق، وجاء يقوده بالزناق. وزنقه: شكله في القوائم الأربع بزناقه: بشكاله.
ومن المجاز: لأقودنك، بالزناق، إلى موقف الوفاق. ورأى زنيق: محكم. وتقول: هذا تدبير أنيق، ورأي زنيق.
ز ن مله عنز مزنمة وذات زنمتين.
ومن المجاز: وضع الوتر بين الزنمتين وهما شرخا الفوق. وفي فلان زنمة خير وزنمة شر: علامة. وفلان زنيم ومزنم: دعي معلق بمن ليس منه. قال:
زنيم تداعاه الرجال زيادةكما زيد في عرض الأديم الأكارع وهم يقتفون المزنم وهو ما صغر من النعم لأ التزنيم يكون في حال الصغر.
ز ن نفلان يزن بكذا: يتهم به، وزننته به وأزننته. وقلت مرّة لبعض أشياخي: إن فلاناً يبخل وكان أبوه مبخلاً فقال: حامي على أمه أن تزن بغير أبيه وهو من الكلام المتباري في الحسن لفظه ومعناه. وتقول: أبو زنّه، شر منه أخو زنه؛ وهو الذي زن زنة أي اتهم اتهامة.
ز ن يهو زان بين الزنا والزناء بالمد والقصر. قال الفرزدق:
أبا خالد من يزن يعلم زناؤه ... ومن يشرب الخرطوم يصبح مسكراً
قال الفراء: المقصور من زنى والممدود من زاني. يقال: زاناها مزاناة وزناء. وخرجت فلانة تزاني وتباغي، وقد زنى بها، وجمع بين الزناة والزواني. وزناه تزنية: نسبه إلى الزنا. وهو ولد زنية، وإنه لزنية بالفتح والكسر. وتقول: ما كل ناز بزان.
ز ه دزهد في الشيء: رغب عنه. وفلان زاهد زهيد بيّن الزهادة والزهد وهي قلة الطعم، ويقال: زهيد الطعم و " أفضل الناس مؤمن مزهد " : قليل المال، وقد أزهد إزهاداً، وقدم إليهم طعاماً فتزاهدوه أي رأوه زهيداً قليلاً وتحاقروه. ومنه الحديث " إن الناس قد اندفعوا في الخمر وتزاهدوا الجلد " أي احتقروه ولم يبالوا به.
ومن المجاز: واد زهيد: قليل الأخذ للماء. ورجل زهيد: قليل الخير. والناس يزهدونه: يبخلونه. وهو زهيد العين: يقنعه القليل، ونقيضه: رغيب العين، وله عين زهيدة وعين رغيبة. ومالك تمنع الزهد بفتحتين وهو الزكاة لأن ربع العشر قليل. وخذ زهد ما يكفيك وهو القدر اليسير.
ز ه رزهرت النار والشمس. وقمر زاهر وأزهر. ولا أفعل ذلك ما طلع الأزهران. وأزهر السراج: نوّره. وفتنته زهرة الدنيا. وروض مزهر، وقد أزهر النبات، وله زهر وأزهار وأزاهير، وما أحسن هذه الزهره، كأنها الزهره؛ وكأن زهر النجوم، زهر النجوم. وازدهر به: احتفظ به واجعله من بالك. قال جرير:
فإنك قين وابن قينين فازدهر ... بكيرك إن الكير للقين نافع
وفلان يتضمخ بالساهريه، ويمشي الزاهريه؛ وهما الغالية والبخترية. واصطفقت المزاهر: العيدان.
ومن المجاز: زهرت بك ناري، وزهرت بك زنادي، وأزهرت زندي. ووجه زاهر وأزهر: أبيض مضيء. وماء أزهر. ودرّة زهراء. ولفلان دولة زاهرة.
ز ه قزهقت نفسه زهوقاً، وأزهقها الله.
ومن المجاز: " وزهق الباطل " فإذا هو زاهق وسهم زاهق: جاوز الهدف ووقع خلفه. وفي الحديث " إن حابياً خير من زاهق " وهو الذي يحبو حتى يصيب أي الضعيف الذي يصيب الحق خير من القوي الذي يخطئه. ومنه زهق الفرس الخيل: تقدمها، وجاء فرسك زاهقاً، وفرس ذات أزاهيق: ذات أعاجيب في الجري والسبق جمع أزهوقة. وهذا الجمل مزهقة لأرواح المطيّ: يجهدن أنفسهن ولا يلحقنه. وخليج زاهق: سريع الجرية. وبئر زهوق: بعيدة القعر.
ز ه ملحم زهم: متغير، ووجدت زهومة اللحم. وزهمت يده: دسمت.
ز ه وهم زهاء مائة: حزرهم وقدرهم. وزها البسر وأزهى: احمرّ واصفرّ وهو الزهو. وزهت الريح النبات: هزته. والمروحة تزهي الريح. قال مزاحم في وصف ذنب البعير:
كمروحة الداريّ ظل يكرها ... بكف المزهّى سكرة الريح عودها
من سكرت إذا سكنت. وازدهاني كذا: استفزني. وفلان لا يزدهيه الوعيد.
ومن المجاز: زها السراب الإكام والظعن. وزهي فلان بكذا يزهى به ومعناه زهاه الإعجاب بنفسه، وفيه زهو، وهو " أزهى من الغراب " . وقال طفيل:
عقاراً يظل الطير يخطف زهوه ... وعالين أعلافاً على كل مقام
ز و ج

هو زوجها وهي زوجه وزوجته، وهما زوجان، وله عدة أزواج وزوجات. وله زوجان من حمام وزوجا حمام. واشتريت زوجي نعال. وخلق الله النبات أزواجاً: أصنافاً وألواناً " وأنبتنا فيها من كل زوج " : من كل لون. وهذا زوجه أي قرينه. أنشد ابن الأعرابي:
لنا نعم لا يعتري الذم أهلا ... سواء علينا ذات زوج وطالق
أي ذات ولد ومنفردة " أحشروا الذين ظلموا وأزواجهم " : وقرناءهم، وزوجت إبلي: قرنت بعضها ببعض. " وإذا النفوس زوجت " . وتزوجت فلانة وبفلانة، وزوجنيها فلان وزوجني بها. " وزوجناهم بحور عين " وتزوج في بني فلان، وتزوجت فيهم، وبينهما حق الزواج والزوجية. والهديل يزاوج العكرمة.
ومن المجاز: تزاوج الكلامان وازدوجا. وقال هذا على سبيل المزاوجة والازدواج. وأزوج بينهما وزاوج.
ز و دهم ملاء المزاود، وما في مزودي كف سويق. وتزود منا فلان.
ومن المجاز: التقوى خير زاد، وتزودوا من الدنيا للآخرة. وهو زاد الركب، وهم أزواد الركب. وزودته كتاباً إلى فلان، وتزود من الأمير كتاباً إلى عامله. وتزود مني طعنة بين أذنيه، وسمة فاضحة بين عينيه. وتقول: هيهات إن زبيده، لا تشبه بزويده؛ وهي امرأ من المهالبة.
ز و رزرته زوراً وزيارة، وأزرته غيري، واعفوني عن الزيارات. وفلان مزور غير زوار. وأقبلت المزدارة وهم زوار قبل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم. واستزرته فزارني وازدراني، وهم يتزاورون، وبينهم تزاور. وهو زور صدق، وزور كريم، وهي وهم وهنّ زور. قال:
ومشيهن بالكثيب مور ... كما تهادى الفتيات الزور
وزوروا صاحبهم تزويراً إذا أكرموه واعتدوا بزيارته. وتقول: استضأت بهم فنوّروني، وزرتهم فزوّروني. وقال الكميت:
وجيش نصير جاءنا عن جنابة ... فكان علينا واجباً أن يزوّرا
وهو زير نساء، وفتية أزوار. وفي صدره زور: اعوجاج. ورجل أزور. وازورّ عنه وتزاور وازّاور. " تزاور عن كهفهم " وهو شاهد زور. وماله زور ولا صيور: قوة رأي. وما في هذا الحبل زور. وفرس عظيم الزور وهو أعلى الصدر. وزوّر الطائر: أكل حتى ارتفع زوره. وزوّرت عليّ: قلت الزور.
ومن المجاز: زور الحديث: ثقفه وأزال زوره أي اعوجاجه. وتزوّره: زوره لنفسه. قال:
ألغ أمير المؤمنين رسالة ... تزوّرتها من محكمات الرسائل
وألقى زوره: أقام. وكلمة زوراء: دنية معوجة. ومنارة زوراء: مائلة عن السمت. ورمى بالزوراء: بالقوس. وفلاة زوراء: بعيدة. وهو أزور عن مقام الذل. وتقول: قوم عن مواقف الحق زور، فعلهم رياء وقولهم زور؛ وما لكم تعبدون الزور وهو كل ما عبد من دون الله. وأنا أزيركم ثنائي، وأزرتكم قصائدي.
ز و قأنت " أثقل عليّ من الزاووق " وهو الزئبق. يقال: درهم مزأبق ومزوق بمعنى، ومنه: زوقوا المساجد: زينوها بالنقوش لأن الناقش يجعله في أصباغه. ويقال للمرأة: تزيني وتزيقي، وهو تفيعل نحو تديّن ويجوز أن يكون تفعل من زيق البناء لأن المتحسنة تسوّي أمرها وتثقفه بالزينة.
ومن المجاز: كلام مزوق، وقد زوقته تزويقاً. وعن يونس: قال لي رؤبة حتى متى تسألني عن هذه الأباطيل وأزوقها لك أما ترى الشيب قد بلّع في رأسك. وتقول: هذا شعر مزوّق، لو أنه مروّق؛ إذا كان محبراً غير منفح.
ز و لالدنيا وشيكة الزوال، والدنيا ظلّ زائل. وأزلته عن مكانه. وزاول الشيء حتى رفعه عن مكانه: عالجه. وزاوله ساعة حتى صرعه.
ومن المجاز: زالت له زائلة: شخص له شخص. وفي حديث سلمة بن الأكوع: " قد خالطه سهماي ولو كان زائلة لتحرك " وفلان رامي الزوائل إذا كان طباً بإصباء النساء. وقال:
وكنت امرأ أرمي الزوائل مرة ... فأصبحت قد ودعت رمي الزوائل
كان يصيدهن بشبابه فتقعده الكبر. وأرى النجوم تزول ولا تغيب أي تلمع وتتحرك. وليل زائل النجوم: طويل. قال:
ولي منك أيام إذا شحط النوى ... طوال وليلات تزول نجومها

وزالت الخيل بركبانها. وزيل بنعشه: رفع نعشه عبارة عن موته. وفتى زولٌ: خفيف ظريف، وفتاة زولة، وفتية أزوال، وفتيات زولات، ومنه سير زول: عجب في سرعته وخفته. ثم قيل شتوة زولة: عجيبة في بردها وشدّتها. وهذا زول من الأزوال: عجب من العجائب. وزالت الشمس زوالاً، وقيل الصواب: زءولاً وزيالاً وهو أن تدحض عن كبد السماء. وزيل زويله وزواله إذا استفز من الفرق وهو من إسناد الفعل إلى مصدره. وزال عنه ملكه. وأزال عنه يده وتصرفه. وهو ممارس للأعمال مزاول لها، ومللت مزاولة هذا الأمر. وتقول: مازال هذا الأمر مداولاً فيهم، مزاولاً بأيديهم.
ز و نتقول: أحسن من الزون، ومن رياض الحزون؛ وهو بيت الأصنام.
ز و يأدركه زوّ المنية: قدرها. وكان تواً ، فصار زواً: زوجاً. وركبوا في الزو وهو اسم لمجموع سفينتين تقرنان. وزوى وجهه، وفي وجهه مزاو. وأسمعه كلاماً فانزوى له ما بين عينيه، وزوى ما بين عينيه. وانزوت الجلدة في النار وتزوت: تقبضت. وزويت لي الأرض. وتزوى في الزاوية. وتقول: لا تزال في الزاوية، كأنك من أهل الزاوية؛ وهو موضع بالبصرة.
ومن المجاز: زوى المال وغيره: اختاره. وزوى عني حقه. وزوى الرجل الميراث عن ورثته: عدل به عنهم. وقد انزويت عنا أي انقبضت فلا تباسطنا.
ز ي تالزيت مخ الزيتون، والحواشي محخة المتون. وطعام مزيت ومزيوت: جعل فيه الزيت. قال أبو ذؤيب:
أتتكم بعير لم تكن هجرية ... ولا حنطة الشأم المزيت خميرها
وسوبق مزيوت، بالزيت ملتوت. وزت رأس الصبيّ: دهنته. وتقول خيراً زدتني، متى ما زتني. وزيته: زوّده الزيت. وجاؤوا يستزيتون: يطلبون الزيت. وجاءنا في ثياب الزيات: في ثياب وسخة.
ز ي حأزاح الله العلل، وأزحت علته فيما احتاج إليه، وزاحت علته وانزاحت. وهذا مما تنزاح به الشكوك عن القلوب.
ز ي دزاد الماء والمال وازداد، وازددت مالاً. وازداد الأمر صعوبة. وازدد من الخير ازدياداً، وزاده الله مالاً، وزاد في ماله، وزاد على ما أراد، وزاد على الشيء ضعفه. وأخذته بدرهم فزائداً. واستزاد: طلب الزيادة. ولا مستزاد على ما فعلت ولا مزيد عليه. وتزايد السعر وتزيد. وتزايدوا في ثمن السلعة حتى بلغ منتهاه. وزايد أحد المبتاعين الآخر مزايدة. وهو يتزيد في حديثه. وتزيدت الناقة: مدت بالعنق وسارت فوق العنق كأنها تعوم براكبها. قال:
وأتلع نهاض إذا ما تزيدت ... به مد أثناء الجديل المضفر
وهذه مزادة وفراء زمزايد وفر وهي الراوية تفأم بجلد ثالث يزاد بين الجلدين. وتقول: الولد كبد ذي الولد، وولد الولد زيادة الكبد؛ وهي قطعة معلقة بها وجمعها زبايد. ويقال: إن زكّيت مالك زيد أي زاد كثيراً.
ومن المجاز: فلان يستزيد فلاناً: يستقصره ويشكوه، وهو مستزيد. وكتب إليه كتاب استزادة. وهم زيد على مائة وزيادة. قال ذو الإصبع العدوانيّ:
وأنتم معشر زيد على مائة ... فأجمعوا أمركم طراً فكيدوني
أي زائدون.
ز ي رزير البيطار الدابة: شد جحفلته بالزيار وهو خيط في رأس خشبة.
ز ي غفيه زيغ عن الهدى، وزاغ عنه. وأزاغ الله قلبه. وقوم زائغون وزاغة.
ومن المجاز: زاغت الشمس. وزاغ البصر. وتزايغت أسنانه: تمايلت. وزيغت العود: أقمت زيغه أي عوجه.
ز ي فدراهم زيوف وزيف، ودرهم زيف وزائف، وقد زافت عليه الدراهم، وهي تزيف عليه، وزيفتها عليه. وزاف البعير يزيف وهي سرعة فيها تمايل، وجمل زياف، وناقة زيافة. وزافت المرأة في مشيها كأنها تستدير. والحمامة تزيف عند الذكر إذا مشت بين يديه مدلة.
ز ي قجيب القميص وزيقه: جعل له جيباً وزيقاً وهو ما يكف به. وقوم البناء بالزيق وهو المطمر.
ز ي لالحبيب المزايل: المباين، وأنا لا أزايلك، وتزايلوا وتزيّلوا: تباينوا. وزل ضأنك من معزاك: مزها منها. وتقول: زله عن مكانه واعزله. ورجل مخلط مزيل ومزيال.
ومن الكناية: هو متزيل عن فلان: محتشم لأنه إذا احتشم منه باينه بشخصه وانقبض عنه، وأنا أتزايل عنك فلا أتجاسر عليك.
ز ي ملحمه زيم: متفرق في أعضائه ليس بمجتمع في مكان فيبدن، وقد تزيم اللحم. قال امرؤ القيس:

زقاقها ضرم وجريها خذم ... ولحمها زيم والبطن مقبوب
ومنازلهم زيم. واجتمع الناس فصاروا زيماً زيماً.
ز ي نشيء مزين ومزين ومتزين. وازيّنت الأرض بعشبها وازدانت. وزنته وزينته. والكواكب للسماء زينة وزين. وهم يفخرون بالزين والزخارف. وامرأة زينة، ونساء زينات. وسمع صبيّ من العرب يقول لآخر: وجهي زين، ووجهك شين.
ومن المجاز: انظر إلى زين الدين وهو عرفه.
ز ي يتزيا بزي حسن. وزيّته أ،ا تزيّة نحو حيّيته تحية.
كتاب السين

س أ د
بات يسئد الير ليلته كلها: يديمه. قال لبيد:
يسئد السير عليها راكب ... رابط الجأش على كلّ وجل
وتقول قد أسعد يومه إسعاداً، من أسأد ليلته إسآدا.
س أ رأسأر الشارب في الإناء سؤرا وسؤرة: بقية. وأسأرت الإبل في الحوض وسأرت بقية سؤورا. وفلان يتسأر: يشرب الأسآر.
ومن المجاز: أسأر من الطعام سؤرة. وهذه سؤةر الصقر: لما يبقى من لحمته. وأسأر الحاسب من حسابه: أفضل ولم يستقص. وقال:
في هجمة يسئر منها القابض
ويقال للمرأة التي جاوزت الشباب ولم يهرمها الكبر: إن فيها لسؤرة: بقية. قال حميد بن ثور:
إزاء معاش ما تحل إزارها ... من الكيس فيها سؤرة وهي قاعد
وفلان سؤر شرّ إذا كان شريراً. وهذه سؤرة من القرآن وسؤر منه: لأنها قطعة منه. وفي مثل " أسائر اليوم وقد زال الظهر " لما يرجى نيله وقد فات وقته.
س أ لهو سآل وسؤول وسؤلة. وقوم سألة وسؤّال. وسألته عن كذا سؤالاً ومسألة، وساءلته عنه مساءلة، وتساءلوا عنه، وسألته حاجة. وأصبت منه سؤلي: طلبتي، فعل بمعنى مفعول كعرف ونكر.
ومن المجاز: هو سألتي من الدنيا. واللهم أعطنا سألاتنا. وقال:
وناديت يا رباه أول سألتي ... إليك سليمى ثم أنت حسيبها
وتعلمت مسئلة ومسائل، استعير المصدر للمفعول فيه.
س أ مفيه سأم وسأمة وسآمة وسآم. وسئمه وسئم منه، وأسأمتني. ورجل سؤوم. وتقول: يغضب غضب سؤوم، ثم يقضى قضاء سدوم.
س أ وفلان بطين الشأو، بعيد السأو؛ أي الهمة.
س ب أذهبوا أيدي سبا. وسبأ الخمر سباء. قال لبيد:
أغلي السباء بكل أدكن عاتق
قال أبو عبيدة: سبأها: شراها للشرب لا للبيع، واستبأها لنفسه. وعنده سبيئة بابلية. وتقول: ما تسبأ لكم الراح، ولكن تسبى منكم الأرواح.
س ب ببينهما سباب، والمزاح سباب النوكى، وقد سابه وتسابوا واستبوا. وفي الحديث " المستبان شيطانان " وهو سبة، وهذه سبة عليك وعلى عقبك، وأنت سبة على قومك. وإياك والمسبة والمساب. ولا تكن سببة ولا سبة كضحكة وضحكة. واستسب لأبويه. وبينهم أسبوبة وأسابيب. وتقول: ما هي أساليب، إنما هي أسابيب. وفرس ضافي السبيب، وقد عقدوا سبائب خيلهم، وأقبلت الخيل معقدات السبائب. وله سبيبة من ثوب وسبائب: شقق. وانقطع السبب أي الحبل. ومالي إليه سبب: طريق.
ومن المجاز: خيل مسببة، يقال لها: قاتلها الله تعالى أو أخزاها إذا استجيدت. قال الشماخ:
مسببة قب البطون كأنها ... رماح نحاها وجهة الريح راكز
وأشار إليه بالسبابة والمسببة. وسيف سباب العراقيب كأنه يعاديها ويسبها. وامرأة طويلة السبائب وهي الذوائب. وعليه سبائب الدم: طرائقه. ونشر الآل سبائبه. قال ذو الرمة:
فأصبحن بالجرعاء جرعاء مالك ... وآل الضحى يزهى الشبوح سبائبه
وانقطع بينهم السبب والأسباب: الوصل. وجرى في سبب الصبا. قال مصرف بن الأعلم العقيليّ:
فزع الفؤاد وطالما طاوعته ... وجريت في سبب الصبا ما تنزع
تكف. وسبب الله لك سبب خير. وسببت للماء مجرى: سويته. واستسب له الأمر. وطعنه في سبته: في استه لأنها مذمومة. وعن بعض الفرسان طعنته في الكبه، فوضعت رمحي في اللبه، فأخرجته من السبة. ومضت سبة من الدهر. قال:
والدهر سبات فحر وخصر
لأن الدهر أبداً مشكو، ولقولهم: كان ذلك على است الدهر.
س ب تيلبسون النعال السبتية ونعال السبت وهو الأدم، لأن شعره يسقط في الدباغ كأنه سبت أي حلق. وسبت رأسه، ورأس مسبوت. وسبتت اليهود وأسبتت. وجعل الله النوم سباتاً: موتاً، وأصبح فلان مسبوتاً: ميتاً.

ومن المجاز: سبت علاوته إذا قطع رأسه. وأروني سبتي. واخلع سبتيك.
س ب حسبحت الله وسبحت له، وهو السبوح القدوس، وكثرت تسبيحاته وتسابيحه. وقضى سبحته: صلاته، وسبح: صلّى " فلولا أنه كان من المسبحين " وصلّى المكتوبة والسبحة أي النافلة. وفي يده السبح يسبح بها. وتعلم الرماية والسباحة.
ومن المجاز: فرس سابح وسبوح، وخيل سوابح وسبح. والنجوم تسبح في الفلك، ونجوم سوابح وسبح. والنجوم تسبح في الفلك، ونجوم سوابح. وسبح ذكرك مسابح الشمس والقمر. وفلان يسبح النهار كله في طلب المعاش. وسبحان من فلان: تعجب منه. قال الأعشى:
أقول لما جاءني فخره ... سبحان من علقمة الفاخر
وأسألك بسبحات وجهك الكريم بما تسبح به من دلائل عظمتك وجلالك. وأشار إليه بالمسبحة والسباحة.
س ب خطارت سبائخ القطن. وفي الأرض سبخة وسباخ، وأرض سبخة وقد سبخت وأسبخت، وفيها سباخ بيض كالسبائخ.
ومن المجاز: وردت ماء محوله سبيخ الطير وسبائخه: ما نسل من ريشه. وسبخ الله عنك الحمى: خففها، وسبخ عنا الحر: خفف.
س ب دهو سبد أسباد: للداهية.
ومن المجاز: " ماله سبد ولا لبد " أي شعر ولا صوف لمن لا شيء له: وسبد رأسه: استقصى طمّه أو جزه ومنه السبدة: العانة، كناية عنها. وفي الحديث " التسبيد فيهم فاش " : في الخوارج.
س ب رسبر الجرح بالمسبار والسبار: قاس مقدار قعره بالحديدة أو بغيرها. وفي مثل " لولا المسبار ما عرف غور الجرح " وأتيته في حد السبرة وهي الغداة الباردة.
ومن المجاز: خبرت فلاناً وسبرته، وفيه خير كثير لا يسبر، وهذا أمر عظيم لا يسبر، وهذه مفازة لا تسبر: لا يعرف قدر سعتها. قال أبو نخيلة:
ومقفر قد جبته لا يسبر ... والقور في بحر السراب تمهر
تسبح. وعرفته بسبره: بما عرف وخبر من هيئته ولونه. وجاءت الإبل حسنة الأسبار والأحبار.
س ب طهو سبطه وهم أسباطه، والحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم. وتقول: كيف يتفق الأسباط والأقباط. ويقال: قبائل العرب وأسباط اليهود، وقريظة والنضير سبطان. وشعر سبط بالفتح والكسر والسكون: غير جعد. قال:
وساقيان سبط وجعد
وقد سبط وسبط سباطة وسبوطة. وبال في سباطة القوم وهي كناستهم. وقعدت في الساباط وهي سقيفة بين دارين تحتها طريق نافذ.
ومن المجاز: رجل سبط الأصابع وسبط البنان وسبط اليدين والكفين. وامرأة سبطة الخلق: رخصة ليّنة، ورجل سبطر. ورواق مسبطر، واسبطرت الكواكب: امتدت. قال ذو الرمة:
تلوم يهياه بياه وقد مضى ... من الليل جوز واسبطرت كواكبه
هو من أصوات الرعاة أي قال الراعي: ياه وانتظر أن يقول له الآخر: ياه ياه. وولد فلان في سباط إذا كان كثير الرياح وهو آخر شهور الشتاء.
س ب عهو سابع سبعة وسابع ستة، وثوب سباعيّ: سبع أذرع. ورجل سباعيّ البدن: تامة. وكانوا ستة فسبعتهم: جعلتهم سبعة. وسبع لامرأته: جعل لها سبعة أيام يقيم مغها حين يبني عليها. وسبّع القرآن: وظف عليه قراءته في سبعة أيام. وعن أعرابيّ: أعطه درهما يسبع الله تعالى به الأجر ويعشّر. واللهم سبع لفلان وعشّر من قوله تعالى " سبع سنابل " عشر أمثالها " وسبعت الإناء وغيره: غسلته سبع مرات. وأسبعت فلانة: ولدت لسبعة أشهر وولدها مسبع. وأقمت عندها أسبوعين وسبعين. قال أبو وجزة يصف السحاب:
وكركرته الصبا سبعين تحسبه ... كأنه بحيال الغور معقور
وطاف أسبوعاً وأسبوعات وأسابيع. وخلق الله تعالى السبعين وما بينها في ستة أيام. قال الفرزدق:
وكيف أخاف الناس والله قابض ... على الناس والسبعين في راحة اليد
وأرض مسبعة، وأسبع الطريق. قال:
طريق كنت تسلكه زمانا ... فأسبع فاجتنبه إلى طريق
وسبعت الذئاب الغنم، وسبعت الوحشية: أكل السبع ولدها فهي مسبوعة.
ومن المجاز: سبعه: وقع فيه. وما هو إلا سبع من السباع: للضرار. وفي مثل " أخذه أخذ سبعة " إذا كان أخذه أخذاً شديداً وهو سبعة بن عوف بن ثعلبة بن ثعل، أو اللبؤة، أو سبعة رجال.
س ب غثوب سابغ. وخرج وعليه سابغة، وهو صنع السوابغ. وسالت تسبغته على سابغته وهي رفرف البيضة. قال مزرد:

وتسبغة في تركة حميرية ... دلامصة يرفض عنها الجنادل
وقال:
وتسبغة يغشى المناكب ريعها ... لداود كانت نسجها لم يهلهل
وكميّ مسبغ: عليه سابغة.
ومن المجاز: أسبغ الله تعالى علينا النعم، والحمد لله على سبوغ نعمته وضفو نيله. وأسبغ وضوءه. وقد سبغ شعره، وله شعر سابغ، وعجيزة سابغة، وهو سابغ الأليتين. ومطر سابغ.
س ب قسابقته فسبقته، وتسابقنا واستبقنا. وتقول: من رزق السبقة أخذ السبقة؛ وهي ما يتراهن عليه. يقال: أحرز السبقة والسبق، وأحرزوا السبق والأسباق. وكان السبق مائةً من الإبل. وخيل سوابق وسبق. وسابق بين الخيل وسبق بينها.
ومن المجاز: له في هذا الأمر سبقة وسابقة. وهما سبقان في كذا إذا استبقا فيه. وسبقه في الكرم إلى غايته، وأردت كذا فسبقني به فلان. وسبقت عليه: غلبت، " وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم " . وبفلان سباق عن السباق: من سباق الطائر وهما قيداه. وسبقت الطائر: قيدته. وسبق بدرة بين الشعراء، من غلب أصحابه أخذها ومعناه جعلها سبقاً بينهم. وخرجوا يستبقون: ينتضلون " فاستبقوا الصراط " : ابتدروه.
س ب كسبك الفضة: خلصها من الخبث سبكاً، وسبكها تسبيكاً، وأفرغها في المسبكة، وعندي سبيكة من السبائك.
ومن المجاز: هذا كلام لا يثبت على السب، وهو سباك للكلام. وفلان قد سبكته التجارب. وسبك الدقيق: أخذ خالصه وحوّاراه، ورأيت على خوانه السبائك: الخبز الأبيض. وأراد أعرابي رقي جبل صعب فقال: أيّ سبيكة هذا، فسماه سبيكة لإملاسه.
س ب لخذ هذا السبيل فهو أوطأ السبل، وسبيل سابل: مسلوك، ومرت السابلة والسوابل وهم المختلفون في الطرقات لحوائجهم. وأسبل الستر والإزار: أرسله وهو من السبيل، والمرأة تسبل ذيلها: والفرس يسبل ذنبه.
ومن المجاز: أسبل المطر: أرسل دفعه وتكاثف كأنما أسبل ستراً. ووقفت على الدار فأسبلت مني عبرة. قال النابغة:
وأسبل مني عبرة فرددتها ... على النحر منها مستهل ودامع
منصب كثير وقليل بيض. ومطر مسبل، ووقع السبل وهو المطر المسبل. وأسبل الزرع وسنبل وخرج سبله وسنبله. وطالت سبلتك فقصها وهي شعر الشاربين، ويقال لمقدم اللحية: سبلة، ورجل مسبل: طويل اللحية، وقد سبل فلان. والزم سبيل الله خير السبيل. وجاءوني وقد نشروا سبالهم أي متوعدين. قال الشماخ:
وجاءت سليم قضها بقضيضها ... تنشر حولي بالبقيع سبالها
وسمعتهم يقولون: حيّا الله سبلتك، وحيّا الله هذه السبلة المباركة. وهو أصهب السبلة: عدو، وهم صهب السبال. وملأ الإناء إلى سبلته وإلى أسباله: أصباره. ووجأ بشفرته في سبلة البعير وهي منحره. وقد أسبل عليّ فلان إذا أكثر عليك كلامه كما يسبل المطر.
س ب يسبيت النساء سبياً وسباء، ووقع عليهن السباء، وهذه سبية فلان: للجارية المسبية، وتقول: خرجت السرايا، فجاءت بالسبايا. وتلاقوا فتآسروا وتسابوا. وبها أسابي الدماء: طرائقها. قال سلامة بن جندل:
والعاديات أسابيّ الدماء بها ... كأن أعناقها أنصاب ترجيب
ومن المجاز: هن يسبين القلوب ويستبين. وماله سباه الله أي غربه. قال امرؤ القيس:
فقالت سباك الله إنك قاتلي ... ألست ترى السمار والناس أحوالي
ويقولون: طال عليّ الليل ولا أسب له ولا أسبي له: دعاء لنفسه بأن لا يقاسي فيه من الشدة ما يكون بسببه مثل المسبي لليل. وجاءوا بسبي كثير: بسبايا. وجاء السيل يعود سبيّ: حمله من بلد إلى بلد. ودرع كسبي الهلال: كسلخ الحية. قال كثير:
يجرّر سربالاً عليه كأنه ... سبيّ هلال لم تخرق شرانقه
وعندي سبيه، كأنها سبيّه: درة. قال مزاحم:
بدت حسراً لم تحتجب أو سبيةً ... من البحر نحّى القفل عنها مفيدها
بائعها. وهو يتجر في السابياء: في المواشي، وبنو فلان يروح عليهم سابياء من أموالهم. وفي الحديث " تسعة أعشار الرزق في التجارة والجزء الباقي في السابياء " وأصلها الجلدة التي يخرج فيها الولد. قال ذو الرمة:
يحلّون من يبرين أو من سويقة ... مشق السوابي عن أنوف الجآذر
س ت رالله ستار العيوب، ودونه ستر وسترة وستارة وستار وستور وأستار وستر وستائر، واستترت بالثوب وتستر.

ومن المجاز: جارة مسترة وجوار مسترات، ورجل مستور، وقوم مساتير، وسترت المرأة ستارة فهي ستيرة. وشجر ستير: كثير الأغصان. وساتره العداوة مساترة، وهو مداج مساتر. وهتك الله سترك: أطلع على مساويك، وفلان لا يستتر من الله بستر: لا يتقي الله. ومدّ الليل ستاره، وأنا أمدّ إلى الله يدي تحت ستار اللّيل. قال:
لقد مددنا أيدياً بعد الدجى ... تحت ستار الليل والله يرى
وهم إستار أي أربعة. قال جرير:
إنّ الفرزدق والبعيث وأمّه ... وأبا الفرزدق شر ما إستار
س ت لخرجوا متساتلين، وقد تساتلوا عليّ إذا خرجوا من مكان واحد إثر واحد تباعاً.
ومن المجاز: انطقع السلك فتساتل اللؤلؤ. ونعي إليه ولده فتساتلت دموعه. وعن ذي الرمة قلت: ما بال عينك بيتاً واحداً ثم أرتج عليّ فمكثت حولاً لا أضيف إلى هذا البيت شيئاً حتى قدمت أصبهان فحممت بها حمىً شديدة فهديت لهذه القصيدة فتساتلت عليّ قوافيها فحفظت ما حفظت منها وذهب عليّ منها.
س ت هرجل أسته وستاهيّ.
ومن المجاز: كان ذلك على است الدهر: على وجهه. قال أبو نخيلة:
من كان لا يدري فإني أدري ... مازال مجنوناً على است الدهر
ذا جسد ينعي وعقل يحري ... هبه لإخوانك يوم النحر
وتقول: باست فلان إذا استخففت به. قال:
فباست بني عبس وأستاه طيىءٍ ... وباست بني دودان حاشا بني نصر
و " يا ابن استها " : كناية عن إحماض أمه إياها. و " تركته باست الأرض " : عديماً لا شيء له. " ومالك است مع استك " إذا لم يكن له عون. " ولقيت منه است الكلبة " أي ما كرهته. وأنت أضيق استاً من ذاك، وأنتم أضيق أستاهاً من أن تفعلوه: يريد العجز.
س ج جيوم وظل سجسج: لا حر ولا قر. وأرض سجسج: لا صلبة ولا سهلة. وسقاه سجاجاً: سماراً.
س ج حسجح خلقه سجاحة، وهو سجيح الخلق. وتقول: في عقله رجاحه، وفي خلقه سجاحه. ووجه أسجح: مستوى الصورة، ورجل أسجح الخدّين، وقد سجح. قال ذو الرمة:
لها أذن حشر وذفري أسيلة ... وخد كمرآة الغريبة أسجح
ومشى مشية سجحاً: سهلة مستقيمة. قال حسان:
دعوا التخاجر وامشوا مشية سجحا ... إن الرجال ذوو عصب وتذكير
التخاجؤ أن يورم مؤخره. وتنح عن سجح الطريق وهو سننه وجادّته، وتقول: من طلب بالحق ومشى في سجحه، أوصله الله إلى نجحه. و " ملكت فأسجح " فأحسن. وهو كريم السجية والسجيحة. وبنوا دروهم على سجيحة واحدة وعلى غرار واحد: على قدر واحد.
س ج درجال ونساء سجد، وباتوا ركوعاً سجوداً، ورجل سجاد، وعلى وجهه سجادة وهي أثر السجود، وبسط سجادته ومسجدته، وسمعت العرب يضمون السين. ويجعل الكافور على مساجد الميت جمع مسجد بفتح الجيم.
ومن المجاز: شجر ساجد وسواجد، وشجرة ساجدة: مائلة. والسفينة تسجد للرياح: تطيعها وتميل بميلها. قال بشر:
أجالد صفهم ولقد أراني ... على زوراء تسجد الرياح
وفلان ساجد المنخز إذا كان ذليلاً خاضعاً. وعين ساجدة: فاترة، وأسجدت عينها: غضّتها. قال كثير:
أغرك مني أن دلك عندنا ... وإسجاد عينيك الصّيودين رامج
وسجد البعير وأسجد: طأمن رأسه لراكبه. قال:
وقلن له أسجد لليلى فأسجدا
س ج ركلب مسجور ومسجّر ومسوجر، وقد سجرته وسجرته وسوجرته: طوقته الساجور وهو طوق من حديد مسمر بمسامير حديدة الأطراف. وبحر مسجور ومسجّر. وعين مسجورة ومسجّرة: مفعمة، وسجر السيل الآبار والأحساء. ومررنا بكل حاجر وساجر وهو كل مكان مرّ به السيل فملأه. وسجر التنور: ملأه سجوراً وهو وقوده. وسجره بالمسجرة وهي المسعر.
ومن المجاز: سجرت الناقة سجراً وسجرت تسجيراً: مدت حنينها في إثر ولدها وملأت به فاها. قال:
حنت إلى بركٍ فقلت لها قري ... بعض الحنين فإن سجرك شائقي
ومنه ساجرته مساجرة وهي المخالة والمخالطة، وهو سجيري وهم سجرائي لأن كلّ واحد منهما يسجر إلى صاحبه: يحنّ، ومنه ماء أسجر وهو الذي خالطته كدرة وحمرة من ماء السماء يقال: إن فيه لسجرة وإنه لأسجر، وقطرة سجراء. وعين سجراء. قال الحويدرة:
بغريض سارية أدرّته الصّبا ... من ماء أسجر طيب المستنقع

وعين سجراء: خالطت بياضها حمرة، وإن في عينك لسجرةً. وفي أعناقهم السواجير أي الأغلال.
س ج سلا آتيك سجيس الدهر وسجيس الليالي وسجيس الأوجس أي طوال الدهر. قال قيس بن زهير:
ولولا ظلمه ما زلت أبكي ... سجيس الدهر ما طلع النجوم
وقال الحنان الهذلي:
سجيس الدهر ما سجعت هتوف ... على قرع من البلد التهامي
وقال الشنفري:
هنالك لا أرجو حياة تسرني ... سجيس الليالي مبسلاً بالجرائر
وكبش ساجسي، ونعجة ساجسية: كثيرة الصوف.
س ج عحمامة ساجعة وسجوع، وحمام سجع وسواجع، وسجعت إذا ردّدت صوتها على وجه واحد، وكذلك سجعت الناقة في حنينها.
ومن المجاز: رجل سجاع وسجاعة، وكلام مسجوع ومسجع، وسجعه صاحبه وسجعه وسجع فيه وهو أن يأتي بالقرينتين فصاعداً على نهج واحد. وفلان ساجع في سيره: مستقيم لا يميل عن القصد. قال ذو الرمة:
إذا ما علوا أرضاً ترى وجه ركبها ... إذا ما علوها مكفاً غير ساجع
س ج قال: بيت مسجف، وحجلة مسجفة: مسترة. قال الفرزدق:
إذا القنبضات السود طوقن بالضحى ... رقدن عليهنّ الحجال المسجف
وأسجفت الستر: أرسلته.
ومن المجاز: أرخى الليل سجوفه، وأسجف الليل وأسدف: أظلم.
س ج لسقيته سجلاً وسجالاً وهو الدلو العظيمة، وساجله: باراه في الاستقاء. وكتب عليه سجلاً وعليهم سجلات، وسجل عليهم، وكتاب مسجل.
ومن المجاز: ساجله: فاخره مساجلة. و " الحرب سجال " : مرة على هؤلاء وأخرى على هؤلاء. وله من المجد سجل سجيل: ضخم. قال الحطيئة:
إذا قايسوه المجد أربى عليهم ... بمستفرغماء الذناب سجيل
وجواد عظيم السجل أي العطاء. وله برفائض السجال، وأسجله: أكثر له من العطاء، وأعطاه سجله من كذا أي نصيبه كما يقال: ذنوبه. قال زهير:
تهامون نجديّون كيداً ونجعة ... لكل أناس من وقائعهم سجل
وهذا مسجل له: مرسل مطلق إن شاء أخذه وإن شاء لم يأخذه. وأسجلت البهمة مع أمها وأرجلت إذا أرسلت.
س ج مدمع ساجم ومسجوم ومنسجم، ودموع سواجم، وعيون سواجم، وسجمت العين دمعها سجماً، وسجم الدمع سجوماً.
ومن المجاز: مطر وسحاب ساجم وسجام. قال جرير:
ضربت معارفها الرواسم بعدنا ... وسجال كل مجلجل سجام
وأرض مسجومة: ممطورة. وناقة سجوم ومسجام: درور، وقد سجمت. وسجم عن الأمر: أبطأ وانقبض. ورجل سجوم عن المكارم، ومنه بعير أسجم: لا يرغو.
س ج ن" السجن أحب إلي " وقريء السجن، ورجل مسجون، وقوم مسجنون، وسجنوهم، وتوعدهم السجان.
ومن المجاز: سجن لسانه، واسجن لسانك. وفي الحديث " ليس شيء أحق بطلو سجن من لسان " وسجن الهم: أضمره. قال:
ولا تسجنن الهم إن لسجنه ... عناء وحمله المطي النواجيا
وضرب سجين: يثبت المضروب مكانه ويحبسه.
س ج وسجا الليل والبحر إذا سكن سجواً، وليل وبحر ساج. قال:
يا حبذا القمراء والليل الساج ... وطرق مثل ملاء النساج
وريح سجواء: لينة. وناقة سجواء: تسكن حتى تحلب، وقد سجت الريح والحلوبة. وهو على سجية حميدة وسجيات وسجايا وهي ما سجا عليه طبعه وثبت. وسجى الميت تسجية: غطاه بثوب وهو من سجا الليل.
ومن المجاز: سج معايب أخيك. وامرأة ساجية الطرف: فاترته.
س ح بسحب ذيله فانسحب، وأسحبه الذيل. ومطرتهم السحابة والسحاب والسحائب والسحب.
ومن المجاز: سحبت فيها الرياح أذيالها، وانسحبت فيها ذلاذل الريح، واسحب ذيلك على ما كان مني، وتقول: ما استبقى الرجل ودّ صاحبه، بمثل سحب الذيل على معايبه. ورجل سحوب: أكول شروب، وسحبت وتسحبت من الطعام والشراب: تكثرت لأن من شأن المنهوم أن يجتر المطاعم إلى نفسه ويستأثر بها على أصحابه. وأقمت عنده سحابة نهاري: طوله، قيل ذلك في نهار مغيم ثم ذهب مثلاً في كلّ نهار.
س ح تسحت شعره في الحلق أو في الجزّ استأصله. وسحت الشحم عن اللحم: قشره. وسحت وجه الأرض: سحاه. وسحت في ختان الصبي: بولغ فيه واستقصى حتى نهك. وفلان يأكل السحت، وأسحت في تجارته: كسب السحت.
ومن المجاز: " فيسحتكم بعذاب " : فيجهدكم به. وفلان مسحوت المعدة: شره.
س ح ج

سحج جلده عود أو غيره: قشره. وحمار مسحج: معضض، وعليه المساحج والمكادم: آثار العض.
ومن المجاز: سحجت الرياح الأرض، ورياح سواهج سواحج.
س ح حسحّ الماء، وسحه غيره، يقال: سحابة سحوح، وسحت السماء مطرها، وسح المطر والدمع.
ومن المجاز: استنشدته قصيدة فسحها عليّ سحاً. وفرس مسح: عداء. وشاة ساح: تسح الودك لسمنها، وسحت سحوحاً. وتمر فذ وسح: متفرق. و " يمين الله سحّاء لا يغيضها شيء الليل والنهار " . وغارة سحاء: شعواء.
س ح ركل ذي ذحر أو سحر يتنفس وهو الرئة.
ومن المجاز: سحره وهو مسحور، وإنه لمسحر: سحر مرة بعد أخرى حتى تخبّل عقله " إنما أنت من المسحرين " وأصله من سحره إذا أصاب سحره. ولقيته سحراً وسحرة وبالسحر وفي أعلى السحرين وهما سحر مع الصبح وسحر قبله كما يقال: الفجران للكاذب والصادق، وأسحرنا مثل أصبحنا، واستحروا: خرجوا سحراً. وتسحرت: أكلت السحور، وسحرني فلان، وإنما سمي السحر استعارة لأنه وقت إدبار الليل وإقبال النهار فهو متنفس الصبح. ويقال: انتفخ سحره وانتفخت مساحره إذا ملّ وجبن. وانقطع منه سحري إذا يئست. وأنا منه غير صريم سحر: غير قانط. وبلغ سحر الأرض وأسحارها: أطرافها وأواخرها استعارة من أسحار الليالي. وجاء فلان بالسحر في كلامه. وفي الحديث " إن من البيان لسحرا " والمرأة تسحر الناس بعينها، ولها عين ساحرة، ولهن عيون سواحر. ولعب الصبيان بالسحارة وهي لعبة فيها خيط يخرج من جانب على لون ومن جانب على لون. وأرض ساحرة السراب. قال ذو الرمة:
وساحرة السراب من الموامي ... ترقص في عساقلها الأروم
وعنز مسحورة: قليلة اللبن. وأرض مسحورة: لا تنبت. وسحرته عن كذا: صرفته.
س ح طسحط الشاة سحطاً وهو ذبح وحيّ.
ومن المجاز: أنا كالشجي في مسحطه أي في حلقه. قال:
وساخط من غير شيء مسخطه ... كنت له مثل الشجي في مسحطه
وتقول: غم لا أبالك ساحط، ان تبيت والمولى عليك ساخط.
س ح فسحف الشعر عن الجلد إذا كشطه من أصوله. وسحف رأسه: حلقه. وأخذ سحفة الشاة وسحيفتها وسحائفها وهي طرائق الشحم من السمن. واسحنفر الخطيب في خطبته: جدّ فيها واحتشد. وجفنة مسحنفرة: ملأى. يقال: مرّ في خطبته مسحنفرا: لا تكفف ولا توقف.
س ح قسحق الدواء. ومسك سحيق. وبلد سحيق، وسحقاً له. وأسحقه الله. ونخلة سحوق، ونخيل سحق. وثوب سحق، ورأيت عليه سحق برد وسحق عمامة. وأسحق الضرع: ذهب لبنه.
ومن المجاز: سحقت الرياح الأرض: قشرتها بشدة هبوبها. وسحقه البلى ومحقه فانسحق. ولعن الله السحاقات، وقد سحقتها وساحقتها وهما تتساحقان. وسحقت العين الدمع: سحته، ودموع مساحيق، وجرت من عينه مساحيق الدموع.
س ح لسحل الخشبة بالمسحل وهو المبرد، وهذه سحالة الحديد: لبرادته. وثوب سحل: أبيض، وثياب سحول وسحل. وسحل الحمار سحيلاً وسحالا وهو مسحل. واستاكت بالإسحل وهو شجر.
ومن المجاز: سحلت الرياح الأرض: كشطت أدمتها. وقعد بالساحل وهو ما يسحله الماء من شاطيء البحر، وساحل فلان: أتى الساحل. وخطيب مسحل. ولسان مسحل: جعل كالمبرد. وركب فلان مسحله إذا مضى على عزمه. وتقول: إذا ركب فلان مسحله، أعجز الأعشى ومسحله؛ أي إذا مضى في قريضه، والمسحل تابعة الأعشى. وقال رجل من بني يشكر:
لأقضين قضاء غير ذي جنف ... بالحق بين حميد والطرماح
جرى الطرماح حتى دق مسحله ... وغودر العبد مقروناً بوضاح
وطعن في مسحل الضلالة: صمم عليها وأصله الفرس الجموح يعض على شكيمته ويمضي راكباً رأسه والمسحلان حلقتان في طرفي الشكيمة. وعن علي رضي الله تعالى عنه " إن بني أميّة لا يزالون يطعنون في مسحل ضلالة " وشاب مسحله أي عارضه استعير من مسحل اللجام. قال جندل:
علقتها وقد نزا في مسحلي ... شيب وقد حاز الجلا مرجلي
وقال:
بل إن ترى شمطا تفرع لمتي ... وحنى قناتي وارتقى في مسحلي
وأخذ في سورة كذا فسحلها كلها أي هذها هذاً.
س ح مغراب أسحم بيّن السحمة وهي السواد، وسحاب أسحم، وغمامة سحماء. وسحموا وجهه وسخموه: حمموه.
س ح نله سحنة حسنة وسحناء حسناء وهي الهيئة.
س ح و

أخذت من القرطاس سحاءة وهي ما يقشر عن ظاهره ليشد به الكتاب، وأسحيت الكتاب وسخيته تسحية. وفي الحديث " أتربوا الكتاب وسحوه من أسفله " وسحوت القرطاس والجلد: قشرت منه شيئاً رقيقاً. وسحوت الأرض بالمسحاة: جرفتها. والجزار يسحو الجلد عن اللحم والشحم عن الجلد. وقشرت سحاة النواة. وما في السماء سحاة من سحاب بوزن قطاة، ومطرة ساحية: تقشر الأرض.
س خ بما في جيدها سخاب وهو قلادة من قرنفل ومسلك ومحلب لا جوهر فيه وجمعه سخب.
ومن المجاز: وجدتك مارث السخاب أي مثل الصبيّ لا علم لك.
س خ رفلان سخرة سخرة: يضحك منه الناس ويضحك منهم، وسخرت منه واستسخرت، واتخذوه سخرياً، وهو مسخرة من المساخر، وتقول: رب مساخر، يعدها الناس مفاخر. وسخّره الله لك، وهؤلاء سخرة للسلطان يتسخرهم: يستعملهم بغير أجر.
ومن المجاز: مواخر سواخر: سفن طابت لها الريح. ويقولون: أنا أقول هذا ولا أسخر أي ولا أقول إلا ما هو حق. قال الراعي:
تغير قومي ولا أسخر ... وما حمّ من قدر يقدر
س خ طسخط عليه، سخطاً وسخطاً، وأنا ساخط، وهو مسخوط عليه وأسخطه، وأعطاه قليلاً فتسخطه: لم يرضه وسخطه، وعطاء مسخوط: مكروه. والبر مرضاة للرب مسخطة للشيطان. ولا تتعرّض لسخطة الملك.
س خ ففيه سخف، وهو سخيف العقل: ناقصه. قال:
وأمك حين تذكر أم صدق ... ولكن ابنها طبع سخيف
وقد سخف الثوب سخافة، وهو سخيف النسج. وأجد على كبدي سخفة من جوع وهي رقة الكبد وخفة تعتري الجائع، وسخفني الجوع تسخيفاً.
س خ لما الكباش اكالسخال. وسخلت النخلة: أتت بالسخل وهو الشيص.
س خ مسخم الله تعالى وجهه، وطلاه بالسخام وهو سواد القدر والفحم. وشعر وريش سخام: لين، وثوب سخام: لين المس كالخز. وقال أبو النجم يصف سراباً:
كأنه بالصحصحان الأنجل ... قطن سخام بأيادي غزل
وسلك سخيمته باللطف والترضي، وفي قلوبهم سخائم.
س خ نماء سخن وسخين، وسخنته وأسخنته في المسخنة، وسخن الماء سخونة، ويوم سخن وسخنان، وليلة سخن وسخنانة، وقد سخن يومنا وسخنت ليلتنا. وقروناً بالسخينة وهي حساء عملته قريش في قحط فنبزوا به. قال كعب بن مالك:
زعمت سخينة أن ستغلب ربها ... وليغلبن مغالب الغلاب
ولبسوا التساخين وهي الخفاف.
ومن المجاز: سخنت الدابة في سيرها إذا انبسطت فيه. قال لبيد:
رفعتها طرد النعام وفوقه ... حتى إذا سخنت وخف عظامها
وسخنت عينه بالكسر، وهذا سخنة لعينه، وعين سخينة، وأسخن الله تعالى عينك. وعليك بالأمر في سخنته أي في أوله قبل أن يبرد. وسخنه بالضرب إذا ضربه ضرباً موجعاً. وقد سخن ضربه سخونة، وما أسخن ضربك.
س خ ورجل سخيّ وقوم أسخياء، وفيه سخاء، وقد سخا وسخو، وهو يتسخى على أصحابه ويتندى. وأسخيت الجمر تحت القدر وسخيته وسخوته إذا فرجته لتجعل فيه مذهباً للنار.
ومن المجاز: سخيت نفسي وبنفسي عن هذا الأمر إذا تركته ولم تنازعك إليه نفسك. قال الخليل بن أحمد:
سخى بنفسي أني لا أرى أحداً ... يموت هزلاً ولا يبقى على حال
س د حرأيته منسدحاً: مستلقياً مفرجاً رجليه، وسدحته إذا بطحته، وسدح القربة: أضجعها. وأنشد المفضل:
بين الأراك وبين النخل تسدحهم ... زرق الأسنة في أطرافها شبم
س د دسد الثلمة فانسدت واستدت، وهذا سدادها. وضرب بينهما سد وسد، وضربت بينهما الأسداد، وغشيت سدة فلان وهي ما بين يدي بابه أو بابه. قال:
ترى الوفود قياماً عند سدته ... يغشون باب مزور غير زوار
وفي الحديث " الشعث الرءوس الذين لا تفتح لهم السدد " أي الأبواب. وهو على سداد من أمره وسدد. وقلت له سداداً من القول وسددا: صواباً. قال كعب:
ماذا عليها وماذا كان ينقصها ... يوم الترحل لو قالت لنا سددا
واللهم سددني: وفقني. وسد الرجل يسد بكسر السين: صار سديداً، وسدّ قوله وأمره يسد بفتح السين، وأمر سديد. وأسد واستد ساعده، وتسدد على الرمي: استقام. قال:
أعلمه الرماية كل يوم ... فلما استدّ ساعده رماني
وسدد السهم نحوه، وسد السهم بنفسه.

ومن المجاز: فيه " سداد من عوز " بكسر السين. وجراد سد: يسد الأفق من كثرته. قال العجاج:
سيل الجراد السد يرتاد الخضر ... آواه ليل غرضا ثم ابتكر
وفتأت عنه ضحى الشرق الخصر ... فمد أعراف العجاج وانتشر
أي غرض بمكانه يريد الانتشار ومع الجراد تهيج غبرة إذا طار، شبه به الجيش. وفلان بريء من الأسدة وهي العيوب، يقال: ما به سداد أي عيب يسد فاه فلا يتكلم. وهو يسد مسد أبيه، وهم يسدون مساد أسلافهم. وهو من أسد المسد وهو بستان بني معمر. وأتتنا الريح من سداد أرضهم: من قصدها. قال:
إذا الريح جاءت من سداد بلادها ... أتانا بها مسك ذكيّ وعنبر
وعين سادة: ذهب نورها وهي قائمة.
س د رسدر بصره واسمدرّ إذا تحير فلم يحسن الإدراك، وفي بصره سدر وسمادير، وعينه سدرة. وإنه لسادر في الغيّ: تائه. وتكلم سادراً: غير متثبت في كلامه. قال:
ولا تنطق العوراء في القوم سادراً ... فإن لها فاعلم من القوم واعيا
ومن المجاز: يقال للفارغ: " جاء يضرب أدريه " أي منكبيه.
س د سإزار سديس وسداسي: ستّ أذرع. قال عمر بن أبي ربيعة:
يعجز المطرف العشاريّ عنها ... والإزار السديس ذو الصنفات
وأسدس البعير: ألقى سديسه وذلك في الثامنة، وبعير سدس وسديس، وألقى سدسه وسديسه، ووردت الإبل سدساً.
ومن المجاز: قولهم " ضرب أخماساً لأسداس " . قال الكميت:
ألستم أيقظ الأقوام أفئدة ... وأضرب الناس أخماساً لأعشار
س د فأسدفت المرأة: أرخت قناعها. والجفان مكللة بالسديف وهو قطع السنام. وكلتمتني من وراء سدافتها أي ستارتها.
ومن المجاز: أسدف الليل: أظلم. وجاء فلان في السدف والسدفة، ومنه رأيت سدفه أي شخصه من بعيد كما تقول: رأيت سواده. وقال ابن دريد هو بالشين.
س د كسدك به: لزمه، وسدكت بهذا المكان لا تبرح، وفي مثل " سدك بآمريء جلعه " : لمن لزق بك فلا يفارقك. ورجل سدك: لجوج. وهو سدك بالرمح: رفيق بتصريفه والطعن به.
س د لسدل الثوب سدلاً: أرخاه، وسدلت سترها وشعرها، وستر وشعر مسدول، وقد انسدل فهو منسدل.
ومن المجاز: أرخى الليل سدوله. قال:
بأطيب من ريّاك يا أم سالم ... تنفّح والظلماء مرخًى سدولها
وجئته وستر الليل مسدول.
س د مسدم الماء: تغير لطول عهده وطحلب ووقع فيه التراب وغيره حتى اندفن، وماء سدم وسدوم ومياه أدسام وسدم، ويقال: ماء أسدام وسدم على وصف الواحد بالجمع مبالغة كقوله: ومعي جياعاً. قال:
ومنهل وردته سدوماً ... زجرت فيه عيهلاً رسوماً
جمل وناقة عيهل: صفة بالسرعة. ويقال: ماء سدام، وسدمه طول العهد بالشاربة. ورجل نادم سادم: متغير من الغمّ، وندمان سدمان. وبعير سدم ومسدم: قطم ممنوع من الضراب فهو شديد الغم والغضب. و " أجور من قاضي سدوم " .
س د نهم سدنة البيت: حجبته، والدسانة في بني شيبة. وسدن الستر وسدله: أرخاه، وأسبل على الهودج سدله وسدنه. قال زفيان:
ماذا تذكرت من الأظعان ... طوالعاً من نحو ذي بوان
كأنما علقن بالأسدان ... يانع حماضٍ وأرجوان
وهو سادن فلان وآذنه: لحاجبه.
س د يجمل سدّي، وإبل سدًى: مهملة، وقوم سدًى، وأرض سدًى: لا تعمر. ووقع الندى والسدى وهو ما يقع بالليل. وهذا الثوب سداه حرير، وأسديته، وأسدى الحائك الثوب وسداه.
ومن المجاز: قد أسديت فألحم، وأسرجت فألجم، وأسدى إليه معروفاً. وسدى منطقاً حسناً. وسدى عليه الوشاة. قال عمر بن أبي ربيعة:
وإنا لمحقوقون أن لا تردنا ... أقاويل ما سدوا علينا ولصقوا
ويقال: أمر مبرم، مسدى ملحم. قال أبو النجم:
رام بها أمراً مسدًى ملحماً
وأسدى بين القوم: أصلح وما أنت بلحمة ولا سداة: لا تضر ولا تنفع. والريح تسدي المعالم وتنيرها. قال عمر بن أبي ربيعة:
لمن الديار كأنه سطورتسدي معالمها الصبا وتنير وتسدّاه: علاه وأخذه من فوقه كما يفعل سدى الليل. قال:
وما أبو ضمرة بالرث ألوان ... يوم تسدّى الحكم بن مروان
وذلك أنه أخذ بناصيته وهو على فرس.
س ر أ

أسرأ من الجرادة: أبيض، وسرءها: بيضها، وقد سرأت.
س ر بسرب في الأرض سروباً: مضى فيها. وهو يسرب النهار كله في حوائجه. وسرب الماء: جرى على وجه الأرض، وهذا مسرب الماء. وسرب النعم: توجه للرعي. ومال سارب، ومن ذلك قيل للطريق: السرب لأنه يسرب فيه، وللمال الراعي: السرب لأنه يسرب وكلاهما بالفتح، يقال: خل له سربه: طريقه. قال ذو الرمة:
خلّى لها سرب أولاها وهيجها ... من خلفها لاحق الصقلين همهيم
وأطلق الأسير وخلّى سربه، ومنه " من أصبح آمناً في سربه " في متقلبه ومتصرّفه ويأبى تفسيره بالمال قوله: " لقه قوت يومه " وروي بالكسر أي في حرمه وعياله، مستعار من سرب الظباء والبقر والقطا. ويقال: مرّ سرب وأسراب، ومرت سربة وهي الطائفة من السرب. وأغير على سرب القوم: نعمهم. و " اذهبي فلا أنده سربك " . وقال:
يا ثكلها قد ثكلته أروعا ... أبيض يحمي السرب أن يفزعا
وللوحش والنعم والنحل: مسارب ومسارح. قال المسيب يصف نحلاً
سود الرءوس لصوتها زجل ... محفوفة بمسارب خضر
وفلان بعيد السربة أي المذهب. واتخذ سرباً وأسراباً ونفقاً وأنفاقاً. وسرب سرباً: عمله. وسال سرب القرية وهو الماء الذي يقطر من خرزها، وسقاء سرب، وماء سرب، وقد سرب سرباً، وسرب القربة: اجعل فيها ماء ليسد الخرز. وهو دقيق المسربة وهي الشعر السائل من الصدر إلى العانة. وتقول: أخدع من سراب و " أشأم من سراب " وهي ناقة البسوس.
ومن المجاز: سرب عليّ الخيل والإبل: أرسلها سرباً. وسربت إليه الأشياء: أعطيته إياها واحداً بعد واحد. وأخضلت مسارب عينيه وهي مجاري الدمع. قال عمر بن أبي ربيعة:
أقول لأسماء اشتكاءً وأخضلت ... مسارب عينيّ الدموع السواجم
س ر جأسرج السراج وهو الزاهر، ووضع المسرجة على المسرجة: المكسورة التي فيها الفتيلة، والمفتوحة التي توضع عليها، وكأن في وجهه السرج. والسيوف السريجية. قال يصف خيلاً:
كراماً أبت أربابها أن تبيعها ... وباعوا السريجيات والأسل السمرا
وفرس ملجم مسرج.
ومن المجاز: سرج الله تعالى وجهه: حسنه وبهجه، ووجه مسرج. والشمس سراج النهار. والهدى سراج المؤمنين، ومحمد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم السراج الوهاج. وإنه لسراج مراج: كذاب يزيد في حديثه، وقد سرج عليّ أسروجة. قال:
وإنّي فيما قلت فيه لصادق ... إذا هو أخطا خطة الحق سارج
وإنه ليسرج الأحاديث تسريجاً وتسرج عليّ: تكذب.
س ر حسرح الصبيان والدواب. وسرح إليه رسولاً. وسرحت شعرها: مشطته. وسرح الشاعر الشعر. قال جرير:
ألم تعلم مسرحي القوافي ... فلا عيا بهنّ ولا اجتلابا
وأمر سريح: لا مطل فيه. وإن خيرك لسريح. وفعل ذلك في سريح. وناقة سرح ومنسرحة: سريعة سهلة السير، وقد انسرحت في سيرها. وهو منسرح من ثيابه: خارج منها. قال رؤبة:
منسرح إلاّ ذعاليب الخرق
وأنشد الأصمعي:
ورب كل شوذبيّ منسرح ... من الثياب غير جرد ما نصح
ما خيط. وخرج إلى سرح له وهو المال السارح، وسرحه في المرعى سرحاً، وسرح بنفسه سروحاً. وسرح السيل، وسيل سارح: يجري جرياً سهلاً. وسرح البول بعد احتباسه: انفجر. وفرس كالسرحان، وخيل كالسراح. والدنيا ظل سرحه، مشفوعة فرحتها بترحه. وفرس سرحوب: طويل، وخيل سراحيب.
ومن المجاز: قولهم لامرأة الرجل: هي سرحته. وسرحك الله تعالى للخير: وفقك. وفلان يسرح في أعراض الناس: يغتابهم. وهو منسرح من أثواب الكرم: منسلخ. وفي مثل " السراح من النجاح " .
س ر دسرد النعل وغيرها: خرزها. قال الشماخ يصف حمراً:
شككن بأحساء الذناب على هوًى ... كما تابعت سرد العنان الخوارز
أي تتابعن على هوى الماء. وثقب الجلد بالمسرد والسراد وهو الإشفى الذي في طرفه خرق. وسرد الدرع إذا شك طرفي كلّ حلقتين وسمرهما، وردع مسرودة، ولبوس مسرد.
ومن المجاز: جاؤا عليهم السرد وهو الحلق تسمية بالمصدر، ولأمة سرد.
قال ذو الرمة:
كأن جنوب اللامة السرد شدها ... على نفسه عبل الذراعين مخدر
ونجوم سرد: متتابعة. قال:
دعوت سعداً النجوم سرد ... لرحلة وغيرها يود

فقال نم ما بالبلاد بعد ... أنى لك النوم هنا يا سعد
وقيل لأعرابيّ ما الأشهر الحرم فقال: ثلاثة سرد وواحد فرد. وتسرد الدر: تتابع في النظام: ولؤلؤ متسرد. قال النابغة:
أخذ العذارى عقده فنظمنه ... من لؤلؤ متتابع متسرد
وتسرد دمعه كما يتسرد اللؤلؤ. وسرد الحديث والقراءة: جاء بهما على ولاء. وفلان يخرق الأرعاض بمسرده أي بلسانه. وهو ابن أمّ مسرد: لابن الأمة لأنها من الخوارز. قال الراعي:
بكت عين من أبكى دموعك إنما ... وشى بك واشٍ من بني أم مسرد
وماشٍ مسرد: يتابع خطاه في مشيه.
س ر رأسر الحديث، واستسر الأمر: خفي، ووقفت على مستسره. واستسر القمر. وهذه ليلة السرار. وأفشى سره وسريرته وأسراره وسرائره. وهم طعانون في السرر، وتعلمت العلم قبل أن يقطع سرك وسررك وهو ما يقطع وأما السرة فهي الوقبة. وبرقت أسرة وجهه وأساريره. ونظرت إلى أسرار كفه. وهو في سرور ومسرة ومسار، وسر به واستسر.
ومن المجاز: أعطيتك سره: خاله. وهو في سرّ النسب: محضه. وواعدها سراً: نكاحاً. والتقى السران: الفرجان. قال:
ما بال عرسي لا تبش كعهدها ... لما رأت سري تغير وانثنى
وقالت:
لا يمدن إلى سري يدا ... وإلى ما شاء مني فليمد
ونزلوا بسر الوادي وسرته وسرارته. وهو في سرارة من عيشه. وضرب سرير رأسه وهو مستقره من العنق، وضربوا أسرة رءوسهم. قال:
ضرباً يزيل الهام عن سريره
وزال عن سريره: ذهب عزه ونعمته. وإذا حك بعض جسده أو غمز فاستلذه قيل: هو يتسار إلى ذلك، وإني لأتسار إلى ما تكره أي أستلذه.
س ر طسرط الشيء واسترطه وتسرطه قليلاً قليلاً. ورجل سرطان وسرطم، ومنه السيرطراط الفالوذ. وبقوائمه سرطان وهو داء الفيل. وسلكوا سراطاً سوياً.
ومن المجاز: سيف سراط: قطاع. وفرس سرطان وسرطان الجري كأنه يسترط العوّ ويلتهمه. وهو في دينه على سراط مستقيم. وفي مثل " الأخذ سريطي والقضاء ضريطي " .
س ر عسير سريع: وجاء سريعاً. وفرس سريع، وخيل سراع. وتقول: كيف يلحق البطاء السراع، والقطوف الوساع. وقد سرع إلى الأمر وما كان سريعاً، وقد سرع سراعة وسرعاً وسرعة، وأسرع المشيء. وأسرع في كفاية المهم، وهم يسارعون إلى الخير ويتسارعون إليه، " أولئك يسارعون في الخيرات " ، وفلان يتسرع إلى الشر. ولسرعان ما جئت ولوشكان ولعجلان وروى الكسائي فيه الحركات الثلاث. وفي مثل " سرعان ذا إهالة " . وقال:
أتخطب فيهم بعد قتل رجالهم ... لسرعان هذا والدماء تصبب
ويقال: سرع ذاك بغير ألف ونون والأصل سرع. قال مالك بن زغبة الباهلي:
أنوراً سرع هذا يا فروق ... وحبل الوصل متنكث حذيق
وخرج في سرعان الناس: في أوائلهم الذين يستبقون إلى أمر. وكأن بنانتها أسروع، وكأن بنانها أساريع. وأنشدني أبي رحمه الله تعالى:
أماطت لثاماً عن أقاحي الدمائث ... بمثل أساريع الحقوف العثاعث
وتقول: كأن جيدها جيد ظبي، وكأن بنانها أساريع ظبي. وقوس ذات أساريع: خطوط فيها وطرق. قال بشر:
فأنفذ حضنه من قوس نبع ... كتوم في أسارعها اصفرار
وثغر ذو أساريع: ذو ظلم. قال عمر بن أبي ربيعة:
نضير ترى فيه أساريع مائه ... صبيح تغاديه الأكف النواعم
أراد أسرته التي تبرق.
س ر فعود مسروف وقد سرف إذا أكلته السرفة، ومنه السرف الذي هو مجاوزة الحد في النفقة وغيرها. وقد أسرف في كذا وهو مسرف، وتقول: يفعل السرف بالنشب، ما يفعل السرف بالخشب. وأرض سرفة: كثيرة السرف.
ومن المجاز: شاة مسروفة: استؤصلت أذنها. وسرفت المرأة ولدها: أفسدته بكثرة اللبن. وذهب ماء البئر سرفاً: ضيعة. ورجل سرف الفؤاد وسرف العقل: فاسده؛ وأصله من سرفت السرفة الخشبة فسرفت، كما تقول: حطمته السن فحطم، وصعقته السماء فصعق.
س ر قسارق بين السرقة والسرق والسرق. ويقول بائع العبد: برئت إليك من الإباق والسرق. وأنشد أبو المقدام:
سرقت مال أبي يوماً فأدبني ... وجل مال أبي يا قومنا سرق
وهذه سراقة فلان: لما نال من السرقة؛ وبها سمي سراقة، ومعه من سراقات الشعر. قال ابن مقبل:

وأما سراقات الهجاء فإنني ... أنا ابن جلا قد تعرفون مكانيا
وسرق منه مالاً وسرقه مالاً. ويقال: " سرق السارق فانتحر " وسمعت منهم من يقول: سرقت يا قوم سرقت غرفتي. قال:
وتبيت منتبذ القذو ... ر كأنما سرقت بيوتك
أي حيث تعتزل القذور من النوق فتبرك ناحية من الإبل. وسرقته: نسبته إلى السرقة. وهو يتجر في السرق وهو أجود الحرير تعريب سره، ورأيته عليه سرقة.
ومن المجاز: استرق السمع، وسارقة النظر. واسترق الكاتب بعض المحاسبات إذا لم يبرزه. وسرقنا ليلة من الشهر إذا نعموا فيها. وسرق صوته، وهو مسروق الصوت إذا بحّ صوته، وغزال مسروق البغام. ورجل مسترق العنق: قصيرها مقبضها. وأنشد أبو عبيدة:
عكوك إذا مشى درحايه ... مسترق العنق قصير الدايهْ
رددته بالصغر والقمايه
وهو مسترق القوى: ضعيف. وسرقت مفاصله بوزن عرقت إذا ضعفت. وعضت به السارقة أي الجامعة. قال أبو الطمحان القيني:
ولم يدع داعٍ مثلهم لعظيمة ... إذا أزمت بالساعدين السوارق
وقال الراعي:
وأزهر سخي نفسه عن تلاده ... حنايا حديد مقفل وسوارقه
وسمعتهم يقولون: سرقتني عيني في معنى غلبتني عيني.
س ر و للبس السراويل والسروال والسروالة، ولبسوا السراويلات، وسرولته فتسول، وهو متسرول متسربل.
ومن المجاز: حمام مسرول: مريش الرجلين. وأبلق مسرول: تجاوز البياض إلى عضديه وفخذيه.
س ر وهو سري من السراة والسروات، ومن أهل السرو وهو السخاء في مروءة، وقد سرو وسرا، وسري وتسرّي. قال:
تسري فلما حاسب المرء نفسه ... رأى أنه لا يستقيم له السرو
وسروت الثوب عني: كشفته. وعلوا سروات الخيل: ظهورها. وعلوت سراته. وتسرّى فلان جارية: اتخذها سرّيّة. وسرى بالليل وأسرى، وسريت به وأسريت به، وطال بهم السري وطالت، يكون مصدرا كالهدي وجمع سرية، يقال: سرينا سرية من الليل وسرية كالغرفة والغرفة. وأنشد أبو زيد:
وأرفع صدر العنسي وهي شملة ... إذا ما السري مالت بلوث العمائم
وعليه قول أبي الطيب:
يرثني السري بري المدى فرددنني
وخرجت سارية من بني فلان حتى أوقعوا ببني فلان أي جماعة تسري. ورماه بالسروة: بالحركات الثلاث وبالسري. وتقول: هم أمضى من السرى، وإن طال بهم السرى. وقال النمر:
وقد رمى بسراء اليوم معتمدا ... في المنكبين وفي الساقين والرقبه
وغنمت السرية والسرايا. وساريت صاحبي مساراة: سرت معه، كما تقول: سايرته. وسارى الأسد القوم يطلب فيهم فرصة. قال أبو زبيد:
وساراهم حتى استراهم ثلاثة ... نهيكا ونزال المضيق وجعفرا
حتى اختارهم. تقول: استريته ثم اشتريته. واستق من السريّ وهو النهر. وقعدت إلى سارية المسجد وقعدوا إلى السّواري.
ومن المجاز: جثته سراة الضحى وسراة العشي: أوله حين يرتع النهار أو يقبل الليل. قال لبيد:
وبيض على النيران في كلّ شتوة ... سراة العشاء يزجرون المسابلا
جمع المسبل من القداح. وصعدت حتى استويت على سراة الجبل. و " ليس للنساء سروات الطريق " : معاظمها وظهورها ولكن جوانبها. وسرى ثوبه عنه الصبا. قال:
سرى ثوبه عنه الصبا المتخايل
وسروت عني الهم. وسرى عني. والفرس يسرّى العرق عن نفسه: ينضحه. قال:
ينضحن ماء العرق المسرّى ... نضح الأديم الصفق المصفرا
أراد سرب القرية القرى. وسروت السيف: سالمته. قال:
إذا سروها من الأغماد في فزع ... لاحت كأن تلالى ضوئها الشهب
وسقتك السواري والغوادي، والسارية والغادية.
س ط برأيتهم قاعدين على المساطب وهي الدكاكين حول رحبة المسجد، وبات فلان على المسطبة، وتقول: كم أبات هذا البيت رجالاً على المساطب، وأوقعهم في المتالف والمعاطب؛ تريد فسر في بلاد الله، وتقول: إما أن يبيتك على المسطبة، أو يرفعك إلى المسطبة؛ وهي المجرّة.
س ط ح

سطح الشيء: بسطه وسواه، ومنه سطح الخبز بالمسطح وهو المحور، وسطح الثريدة في الصحفة، ومنه سطح البيت، وسطح مسطح: مستو. وأنف مسطح: منبسط جداً. وبسط لنا المسطح والمساطح وهو ا لحصير من الخوص. وضربه فسطحه إذا بطحه على قفاه ممتداً فانسطح، وهو سطيح ومنسطح وبه سمي سطيح. وضربه بالمسطح وهو عمود الخباء. وشرب من السطيحة وهي المزادة. وبات بين سطيحتين.
س ط رسطر واستطر: كتب. وكتب سطراً من كتابه وسطراً وأسطرا وسطورا وأسطاراً، وهذه أسطورة من أساطير الأولين: مما سطّروا من أعاجيب أحاديثهم، وسطر علينا فلان: قص علينا من أساطيرهم. وهو مسيطر علينا ومتسيطر: متسلط، ومالك سيطرت علينا وتسيطرت، وما هذه السيطرة.
ومن المجاز: بنى سطراً من بنائه. وغرس سطراً من وديّه: صفاً. وقال ابن مقبل:
لهم ظعن سطر تخال زهاءها ... إذا ما حزاها الآل من ساعة نخلاً
أي بعد ساعة من مسيرهن.
س ط عنار ساطعة، ونور ساطع، وسطع ا لفجر، وسطع الغبار سطوعاً. وسطع البعير والظليم: مدّ عنقه إلى السماء. قال ذو الرمة يصف ظليماً:
يظل مختضعاً طوراً فتنكره ... حيناً ويسطع أحياناً فينتسب
وسطع بيديه: رفعهما مصفقاً بهما.
ومن المجاز: سطعت رائحة المسك، وأعجبني سطوع رائحته.
س ط لاغتسلت بالسطل والسيطل وهما القدس الذي يتطهر به في الحمام.
س ط محرك النار بالإسطام. وسيف مصقول السطام وهو الحد. وأنشد سيبويه لكعب بن جعيل:
وأبيض مصقول السطام مهنداً ... وذا حلق من نسج داود مسردا
وبلغوا أسطم البحر وأسطمته: لجته.
ومن المجاز: ليل طما أسطمه. وهو في أسطمة قريش: في وسطهم. وعاد الملك في أسطمه: في أصله. قال:
يا ليتها قد خرجت من فمه ... حتى يعود الملك في أسطمه
و " العرب سطام الناس " . وتقول: هو سطامهم، وبيده خطامهم.
س ط وله سطوة منكرة، وهو ذو سطوات ونقمات، وسطا بقرنه وعلى قرنه: وثب عليه وبطش به. والفحل يسطو على طروقته. وفرس ساط: رافع ذنبه في حضره.
ومن المجاز: سطا الماء: كثر وزخر، وما سطوت في طعام أحد: ما تناولته. ولهم أيد سواد عواط. قال المتنخل يصف خمرا:
ركود في الإناء لها حميا ... تلذ بأخذها الأيدي السواطي
س ع بإمتدت سعابيب العسل والخطميّ وهي خيوطه. يقال للصبيّ: فوه يجري سعابيب.
س ع دسعدت به وسعدت، وهو سعيد ومسعود، وهم سعداء ومساعيد، وأسعده الله، وأسعد جده، ويقال: إذا طلع سعد السعود نضر العود. وأسعدت النائحة الثكلى: أعانتها على البكاء والنوح. وساعده على كذا.
ومن المجاز: برك البعير على السعدانة وهي الكركرة. وعقد سعدانة النعل وهي عقدة الشسع تحتها، وسعدانات الميزان وهي العقد في أسفله. وما أملح سعدانة ثديها وهي السواد حول الحلمة. وشدّ الله على ساعدك وعلى سواعدكم. وساعد الله أشدّ، وموساه أحد. وطائر شديد السواعد وهي القوادم. وأمر ذو سواعد ذو وجوه ومخارج. قال أوس:
تخيرت أمراً ذا سواعد إنه ... أعف وادنى للرشاد وأجمل
واللبن يجري إلى الضرع من سواعده، والماء إلى النهر من سواعده وهي مجاريه. وفي مثل " أسعد أم سعيد " في السؤال عن الخير والشر. وفي مثل: " مرعًى ولا كالسعدان " .
س ع رسعر النار وأسعرها وسعرها فاستعرت وتسعرت، وخبا سعيرها، وبيده مسعر يسعر به. وقلص السعر والأسعار. وأسعر الأمير للناس وسعر لهم.
ومن المجاز: ضربه السعار وهو حر الليل وبه سعار وهو توهج العطش. وسعر الرجل: ضربته السموم فهو مسعور. وسعروا نار الحرب. وسعر على قومه وسعرهم شراً. قال الأسعر الجعفي:
فلا يدعني الأقوام من آل مالك ... لئن أنا لم أسعر عليهم وأثقب
وهخو مسعر حرب وهم مساعر الحروب. واستعر اللصوص. واستعر الجرب في البعير، وأخذ في مساعره وهي مغابنه. ورميٌ سعرٌ: شديد.
س ع طأسعطته الدواء وسعطته فاستعطه، وعليك بالسعوط، واستسعطني فأسعطته واجعل الدواء في المسعط فأسعطه. وروت قرونها بالسليط والسعيط: بدهن الزيت والخردل.
ومن المجاز: أسعطته الرمح كقولك: أوجرته. وكقول المتنبي:
إذا وصفوا له داء بثغر ... سقاه أسنة الأسل النهال

وأسعطته كلكمة فما فهمها إذا بالغت في تفهيمه وأكثرت عليه.
س ع فقطع أغصان النخلة شطبها وسعفها أي رطبها ويابسها، ومنه سعفت أصول أظفاره وتسعفت إذا تشققت وتشعثت. وفي رأسه سعفة وهي قروح تخرج برأس الصبيّ. وأسعفته بحاجته: قضيتها له. وأسعفت الحاجة: حانت وأسعفت الدار بفلان: أصقبت. قال الطرماح:
بان الخليط بسحرة فتبدّدوا ... والدار تسعف بالخليط وتبعد
وهو يساعدني على كذا ويساعفني به. قال:
إذ الناس ناس والزمان بغزة ... وإذ أم عمار خليل مساعف
ومن المجاز: قول امريء القيس:
كسا وجهها سعف منتشر
أراد الناصية. وفلان قد ساعفه جده وساعفته الدنيا، وتقول: الدنيا لك شاعفه، إلا أنها غير مساعفه.
س ع لبه سعال شديد، ويقال لعروق الرئة: قصب السعال لأن مخرجه منها. قال منظور ابن فروة:
أكوي دخيل دائك العضال ... كنا يصيب قصب السعال
وتقول: قد أغصك السؤال، فأخذك السعال؛ وإنه ليسعل سعلة منكرة. قال يصف خطيباً:
مليء ببهر والتفات وسعلة ... وسحة عثنون وفتل الأصابع
وأسعله السويق.
ومن المجاز: أعوذ بالله من هؤلاء السعالي، يريد النساء الصخّايات، وقد استسعلت فلانة، كما تقول: استكلبت. وأسعله الخصب والترفه. وروي قول أبي ذؤيب: وازعلته الأمرع بالسين أي جعلته كالسعلاة وأجنته نزواً ونشاطاً. وإنه لذو سعال ساعل.
س ع يسعى إلى المسجد. وهو يسعى إلى الغاية، وتساعوا إليها. وساعيته: سعيت معه.
ومن المجاز: هو يسعى على عياله: يكسب لهم ويقوم بمصالحهم. قال قيس بن الأسلت:
أسعى على جل بني مالك ... كل امريء في شأنه ساع
وهو من أهل المساعي وهي المكارم، وهل مسعاة جميلة. وسعى العيد في قيمته سعاية، واستسعاه سيده. وسعى به إلى السلطان: وشى به سعاية. وهو ساع من السعاة. وسعى على قومه سعاية. وبعث على السعاية وهي العمل على الصدقات. وأسعاه السلطان عليهم وعلى صدقاتهم. وأمة فلان مساعية: زانية، وكان الإماء يساعين في الجاهلية، وفلان يساعي اماء: يزانيهن.
س غ بهو ساغب لاغب، وقد سغب وسغب، وبه سغب ومسغبة وسغابة: جوع مع تعب. وهو سغبان. ويوم ذو مسغبة، وتقول: لو بقي الليث في الغابه، لات من السغابة.
س ف حماء سافح ومسفوح. وفلان سفاح: سفاك للدماء. وسفحت العين دمعها، وجفن سفوح. وللوادي مسافح: صاب.
ومن المجاز: ناقة مسفوحة الإبط: واسعتها، وجمل مسفوح الضلوع: ليس بكرها. وبينهم سفاح: قتال أو معاقرة لأنهم يتسافحون الدماء. وسافحها مسافحة: زاناها لأن كلاً منهما يسفح ماءه ويضيعه. وفي النكاح غنية عن السفاح. ونزلنا بسفح الجبل وهو ما اضطجع منه كأنما سفيح منه سفحاً. وفلان يضرب بالسفيح وهو سهم لا نصيب له، إذا عمل ما لا جدوى تحته. وقد سفح فلان تسفيحاً. قال:
ولطالما أربت غير مسفح ... وكشفت عن قمع الذرى بحسام
أي وفرت على الأيسار الآراب وهي الأنصباء ولم تضرب سفيحاً.
س ف دسفد الطائر أنثاء وسافدها سفاداً، وتسافدت الطيور ويكنى به عن الجماع، فيقال: سفد امرأته ومنه السفود لأنه يعلق بما يشوى به علوق السافد.
س ف رسافر سفراً بعيداً، وبيني وبينه مسافر بعيد، وهو مسفار: كثير الأسفار. وبعير مسفر: قويّ على السفر. وهم سفر وسفار. وأكلوا السفرة وهي طعام السفر. وسفرت بين القوم سفارة، ومشى بينهم السفير والسفراء. وامرأة سافر، ونساء سوافر، وسفرت قناعها عن وجهها. وما أحسن مسفر وجهه ومسافر وجوههم. قال امرؤ القيس:
ثياب بني عوف طهاري نقية ... وأوجههم عند المسافر غران
وسفر البيت: كنسه بالمسفرة. والريح تجول بالسفير وهو ما يتحات من الورق فتسفره. واعلف دابتك السفير. قال ذو الرمة:
وحائل من سفير الحول جائله ... حول الجراثيم في ألوانه شهب
وسفر الكتاب: كتبه، والكرام السفرة: الكتبة. وحملوا أسفار التوراة، وله سفر من الكتاب وأسفار منه، وحطمني طول ممارسة الأسفار، وكثرة مدارسة الأسفار. ورب رجل رأيته مسفراً، ثم رأيته مفسراً أي مجلداً. وأسفر الصبح: أضاء. وخرجوا في السفر: في بياض الفجر، ورح بنا بسفر: ببياض قبل الليل؛ وبقي عليك سفر من نهار.

ومن المجاز: وجه مسفر: مشرق سروراً. " وجوه يومئذ مسفرة " وسفرت الريح عن وجه السماء. وفرس سافر النّيّ، وسفر شحمه: ذهب. وسفر عن وجهك الشر. وسفرت الحرب: ولت، وأسفرت: اشتدت. وسافرت عنه الحمى. وسافرت الشمس عن كبد السماء. وهو مني سفر أي بعيد. قال النمر:
فلو أن جمرة تدنو له ... ولكن جمرة منه سفر
س ف ع بها سفعة سواد، وأثاف سفع. وكل صقر أسفع، وكل ثور وحشيّ أسفع. وحمامة سفعاء: في عنقها سفعة. قال:
من الورق سفعاء العلاطين باكرت ... فروع أشاء مطلع الشمس أسحما
وسفعته النار: لفحته. وتسفع بالنار: اصطفى. قال:
يا أيها القين ألا تسفع ... إن الدخان بالسراة ينفع
لأنها بلاد برد. وسفع بناصية الفرس ليلجمه أو يركبه. قال:
قوم إذا نقع الصريخ رأيتهم ... من بين ملجم مهره أو سافع
وسفع بناصية الرجل: ليلطمه ويؤدبه، " لنسفعاً بالناصية " وسفع الجارح ضريبته: لطمها، وسافعه مسافعة: لاطمه، وبه سمي مسافع.
ومن المجاز: رأى به سفعة غضب وهي تمعر لونه إذا غضب. وفي الحديث " أنا وسفعاء الخدين الحانية على ولدها كهاتين " أراد الشحوب من الجهد. وهذا مما يترك الوجه أسفع. قال جرير:
ألا ربما بات الفرزدق نائما ... على مخزيات تترك الوجه أسفعا
وأصابته سفعة: عين ولمم من الشيطان كأنه استحوذ عليه فسفع بناصيته، ورل مسفوع: معيون. وسافع فلان وليدة فلان: نكحها من غير تزويج. وسفع بيده فأقامه، وكان يقول بعض قضاة البصرة: إسفعا بيده فأقيماه.
س ف فهي سفة من خوص وسفيفة منه وسفائف وهي ما سف منه. يقال: سف الشيء وأسفه: نسجه بالأصابع. وسففت السويق وكل شيء يابس، ونعم السفوف هذا، وسففت سفة واحدة، وسففت منه سفة. وأسف الطائر: طار عداء الأرض دانياً منها حتى كادت رجلاه تصيبانها. وسحاب مسف. وشعر سفساف، وسفسفه صاحبه، وكذلك كل عمل لم يحكه عامله فقد سفسفه. وزجل مسفسف: لئيم العطية. وسفسفت دقيقها: نخلته، وسمعت سفسفة المنخل.
ومن المجاز: أسف للأمر الدنيّ وإليه. وتقول: تحفظ من العمل السفساف ولا تسف له بعض الإسفاف. قال:
وسام جسيمات الأمور ولا تكن ... مسفاً إلى ما دق منهن دانيا
وهو يسف النظر في الأمور: يدقه، وإياك أن تسف النظر إلى غير حرمتك: أي تحده وتدقه من إسفاف الناسج. وأسف الجرح دواءً والوشم نؤوراً كأنه جعله سفوفاً له. وأسففت الفرس اللجام. كما قال:
تمطيت أخليه اللجام وبذني
وحلف سفساف: كاذب لا عقد فيه.
س ف س قسيف تلوح سفاسقه: طرائقه وهي فرنده. وطريق واضح السفاسق وهي الآثار. قال:
إذا الطريق وضحت سفاسقه ... ولم ينم حتى الصباح واسقه
الذي يريد أن يجمع سير ليله.
س ف لسفل الحجر وغيره سفولاً. وعلا السنان وسفل الزج. ومررت بعالية النهر وسافلته. وما عالية الرمح كسافلته. واشترى الدار بعلوها وسفلها. ونزلوا في أعالي الوادي وأسافله، وأعلاه وأسفله. ونزل أسفل مني. " والركب أسفل منكم " . وقعد في علاوة الريح وسفالتها. وسفلة البعير سالمة وهي قوائمه. وأنا أسكن في معلاة مكة وفلان في مسفلتها. وسفل الشيء: صوبه.
ومن المجاز: سفلت منزلته عند الأمير.
وأمره كل يوم إلى سفال. وقد سفل في النسب والعلم واستفل وتسفل. وفلان جدّه آفل، وخدّه سافل. وهو من سفلى مضر. وهو من السفلة استعير من سفلة الدابة، ومن قال: السفلة فهو على وجهين أن يكون تخفيف السفلة كاللبنة في اللبنة وجمع سفيل كعلية في جمع علي. وهو يسافل فلاناً: يباريه في أفعال السفلة. وقد سفل الناس سفالة.
س ف نسفنت الريح التراب عن وجه الأرض. وسفن العود: قشره. قال امرؤ القيس:
فجاء خفياً يسفن الأرض صدره ... ترى الترب منه لاصقاً كل ملصق
وبرى العود بالسفن وهو مبراة السهام. قال الأعشى:
وفي كل عام له غزوةتحك الدوابر حك السفن ومنه السفينة لأنها تسفن الماء كما تمخره، والجمع سفين وسفن وسفائن. وقائم سيفه مغشّى بالسفن وهو جلد سمك أخشن يسفن به الخشب فيلين. و " أجود من أبي سفانة " وهو حاتم.
ومن المجاز: الإبل سفائن البرّ. وقال ذو الرمة:
طروقاً وجلب الرحل مشدودة به ... سفينة بر تحت خدي زمامها

س ف ه
فيه سفه وسفاه وسفاهة، وقد سفه الرجل فهو سفيه، وهم سفهاء، وسفه عليّ وتسافه. قال شتيم بن خويلد:
وما خير عيش يرتجى إن تسافهت ... عديّ ولم يعطف من الحلم عازب
وسفهه. نسبه إلى السفه، وسافهه مسافهة. وفي مثل " سفيه لم يجد مسافهاً " ويقال: سفه حلمه ورأيه ونفسه.
ومن المجاز: ثوب سفيه. رديء النسج كما يقال: سخيف. وزمام سفيه: مضطرب وذلك لمرح الناقة ومنازعتها إياه. قال ذو الرمة:
وأبيض موشى القميص نصبته ... إلى جنب مقلاق سفيه جديلها
وناقة سفيهة الزمام. وسفهت أحلامهم. والناقة تسافه الطريق إذا أقبلت عليه بسير شديد. قال:
أحدو مطيّات وقوماً تعساً ... مسافهات معملاً موعساً
وسافه الشراب: شربه جزافاً بغير تقدير. قال الشماخ:
فبت كأنني سافهت صرفاً ... معتقة حمياها تدور
وطعام مسفهة: يبعث على كثرة شرب الماء. وسفهت الطعنة: أسرع منها الدم وخف. وفي مثل " قرارة تسفهت قراراً " وهي الضأن. وتسفهت الرياح الغصون: تفيأتها. قال ذو الرمة:
مشين كما اهتزت رماح تسفهت ... أعاليها مر الرياح النواسم
س ف وبغلة سفواء: بيّنة السفا وهو خفة الناصية وهو محمود في البغال والحمير، مذموم في الخيل. قال:
جاءت به معتجرا في برده ... سفواء تخدى بنسيج وحده
وقال سلامة:
ليس بأسفى ولا أقنى ولا سفل
وطار سفا السنبل وهو شوكه. والريح تسفي التراب والورق: تذروه، وسفت عليه الرياح، ولعبت به السوافي. وتراب ساف كعيشة راضية. وقال أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه:
أو يهلكوا كهلاك عاد قبلهم ... بهبوب ريح ذات ساف حاصب
ومن المجاز: ريح سفواء: من السفا وهو السفه كما قيل: ريح هوجاء. قال:
سفواء هوجاء نؤوج الغدوه
وقولهم: بغلة سفواء: يحمل على هذا بمعنى السريعة المرّ كالريح.
س ق ب" الجار أحق بسقبه " : بقربه. وأسقبت الدار وسقبت، ومكان ساقب وبالصاد.
ونتجت الناقة سقباً والنوق سقباناً، وناقة مسقاب، وقد أسقبت.
س ق طسقط في مهواة، وسقط من الجبل، وسقط الشيء من يده. وهذا مسقط السوط. وهذه مساقط الغيث ومواقعة. وأسقطته وساقطته كقولك: أعليته وعاليته. قال بشر:
كادت تسقاط مني منة فزعاً ... معاهد الحيّ والحزن الذي أجد
وتساقط على المتاع: ألقى نفسه عليه، وتساقط على الرجل يفيه بنفسه. وأسقطت المرأة، وهي مسقط ومسقاط. ويقال: سقط الميت من بطن أمه ووقع الحيّ، وألقت سقطاً ميتاً. وانقدح سقط الزند. قال ذو الرمة:
فلما تمشى السقط في العود لم يدع ... ذوابل مما يجمعون ولا خضرا
وهذا سقط الرمل ومسقطه: لمنتهاه. وردّ الخيّاط السقاطات. وفي مثل " لكل ساقطة لاقطة " .
وأصبحت الأرض مبيضّة من السقيط وهو الجليد. قال:
وليلة يا ميّ ذات طلّ ... ذات سقيط وندي محضلّ
ومن المجاز: " على الخبير سقطت " . وفي مثل " سقط العشاء به على سرحان " . وقال الجعدي:
سقطوا على أسد بلحظة مش ... بوح السواعد باسل جهم
وهي مأسدة كبيشة وخفان وغيرهما. وسقط من منزلته. وأسقطه السلطان. و " سقط في يده " وأسقط. وسقط على المبنى للفاعل: ندم، وهو مسقوط في يده وساقط في يده: نادم. وهذا البلد مسقط رأسي، وفلان يحنّ إلى مسقطه. قال:
خرجنا جميعاً من مساقط رؤسنا ... على ثقة منا بجود ابن عامر
وسقط النجم والقمر: غابا. قال عمر بن أبي ربيعة:
هلا دسست رسولاً منك يعلمني ... ولم يعجل إلى أن يسقط القمر
وفلان ساقط من السقاط، وساقطة من السواقط: دنيء لئيم الحسب. قال:
نحن الصميم وهم السواقط
وقال ذو الرمة:
وكان أبوك ساقطة دعياً ... تردد دون منصبه فحارا
وامرأة سقيطة: لقيطة. وسقط من عيني، وهذا الفعل مسقطة لك من العيون. وسيف سقاط: قطاع يسقط من وراء الضريبة. قال الهذلي:
كلون الملح ضربته هبير ... يتر العظم سقاط سراطي

وما له إلا سقاطة البيت وسقطه وأسقاطه وهي أثاثه من نحو الفأس والإبرة والقدر، وأعطاني من سقاطة المتاع: من رذاله، وهو يبيع سقط المتاع وأسقاطه نحو التابل والسكر والزبيب، وهو سقطي وصاحب سقط وسقاط، وقد أبي. وهو من سقط الجند: ممن لا يعتد به. وأسقط العارض اسمه. وسقط من الديوان. وأسقط في كتابه وحسابه: أخطأ. وتكلم فما سقط بحرف وما أسقط حرفاً، وفي كتابه وحسابه سقط: خطأ. وفي الدار أسقاط من الناس وألقاط. ولا يخلو أحد من سقطة ومن سقطات، وفلان يتتبع السقطات، ويعدّ الفرطات.
والكامل من عدت سقطاته. وتسقطته: تتبعت عثرته وأن يندر منه ما يؤخذ عليه. قال:
ولقد تسقّطني الوشاة فصادفوا ... حصراً بسرّك يا أميم ضنينا
وتسقط الخبر: أخذه شيئاً بعد شيء. وإنه لفرس ساقط الشدّ إذا جاء منه شيء بعد شيء. وهو يساقط العدو: يأتي به على مهل. قال:
بذي ميعة كان أدنى سقاطه ... وتقريبه الأعلى ذآليل ثعلب
وساقط فلان إذا لم يلحق ملحق الكرام. وقال:
كيف يرجون سقاطي بعدما ... لفع الرأس مشيب وصلع
ورجل قليل السقاط. وتذاكرنا سقاط الأحاديث، وساقطهم أحسن الحديث وهو أن يحادثهم شيئاً بعد شيء. قال ذو الرمة:
ونلنا سقاطاً من حديث كأنه ... جنى النحل ممزوجاً بماء الوقائع
وقعد على سقط الخباء وهو رفرفه استعير من سقط الرمل، ومنه أرخت السحابة سقطها: هيدبها. قال الراعي:
أعبد الله للبرق اليماني ... يضيء حبيّ ذي سقطين داني
وخفق الظليم بسقطيه. قال:
عنس مذكرة كأن عفاءها ... سقطان من كنفي ظليم جافل
وقال الراعي:
حتى إذا ما أضاء الصبح واكشفت ... عنه نعامة ذي سقطين معتكر
أراد به الليل من قولك: رفع الظليم سقطيه ومضى. وهززت الغصن فساقط ثمره وتساقط ثمره. وتساقط إليّ خيره.
س ق فلبيوتهم سقف من ساج وسقوف، وسقف بيته، وبيت مسقف. قال حاتم:
وإني وإن طال الثواء لميت ... ويضطمني ماويّ بيت مسقف
وعلى باب داره سقيفة، وقعدوا تحت السقيفة وهي كل ما سقف من جناح أو صفة أو نحوهما. وللقترة سقيفة من لوح أو حجر عريض. قال:
لناموسه من الصفيح سقائق
وبايعوا أبا بكر اصديق رضي الله تعالى عنه تحت سقيفة بني ساعدة وهي ظلة كانت لهم. ورجل أسقف: بين السقف وهو طول في انحناء. قال المسيب في صفة غائص:
فانصب أسقف رأسه لبد ... نزعت رباعيتاه للصبر
ونعامة سقفاء. وهو من الأساقفة جمع أسقف النصارى.
ومن المجاز: سفينة محكمة السقائف وهي الألواح. وهدم السفر سقائف البعير: أضلاعه. ورأس عريض السقائف وهي قبائله. وضمت الكسر السقائف أي الجبائر. قال:
فكنت كذي ساق تهيض كسرها ... إذا انقطعت عنها سيور السقائق
س ق مبه سقم وسقم وسقام وهو سقيم وسقم، ورجل وامرأة مسقام. وأسقمه الله وسقمه، وترادفت عليه الأسقام. وأرض مسقمة. ورجل سقيم مسقم: سقم هو وأهله.
ومن المجاز: قلب سقيم، وكلام وفهم سقيم، وهو سقيم الصدر على أخيه: حاقد عليه.
س ق يسقاكم الله تعالى الغيث والدر وأسقاكم " نسقيكم مما في بطونه " وقيل: سقاه لشفته، وأسقاه لدابته. وسقيته قلت له: سقاك الله تعالى. وله سقي من النهر، وشرب من السقاية، وله سقاية، ومسقاة: يشرب بها وهي المشربة. وسقى أرضه، واسق أرضك فقد حان مسقاها: وقت سقيها. وساقاه في أرضه، وكره أبو حنيفة المساقاة. وملأ السقاء والأسقية. وساق كالسقية وهي البردية، وسوق كالسقي.
ومن المجاز: سقى ثوبه منا من العصفر، وسقاه تسقية: كرر غمسه في الصبغ، وسقي قلبه بالعداوة. وسقى المسن الماء: أكثر سقيه: وتسقى الماء والصبغ: تشربه. وتساقوا كأس الموت، وساقيته إياها، وإنه لمسقي الدم حمرة كقولك: مشرب الدم حمرة. وساقيت الحرب مالي: أنفقته فيها. قال وقد ورد سابقاً:
إنا إذا الحرب نساقيها المال ... وجعلت تلقح ثم تحتال
يرهب عنا الناس طعن إيغال ... شزر كأفواه المزاد الشلشال

وسقى العرق: سال، وبه عرق يسقى، لا يرقئه من يرقى؛ وسقى بطنه واستسقى، وبه سقي وهو أن يقع الماء الأصفر في بطنه، وأسقاه الله تعالى، وتقول: أسقاك الله تعالى ولا أسقاك. وتقول: من لقي جالينوس استجهل الرواقي، ومن ورد البحر استقل السواقي.
س ك بماء ودمع ساكب ومسكوب ومنسكب وقد سكبته سبكاً، وسكب هو بنفسه سكوباً. ويقول أهل المدينة: اسكب على يدي. واستكب الماء إذا سكب له. وماء ودم أسكوب. قالت جنوب أخت عمرو ذي الكلب:
الطاعن الطعنة النجلاء يتبعها ... مثعنجر من دم الأجواف أسكوب
وأرسل الماء في المكبة وهي الدبرة العليا التي منها تسقى الدبار.
ومن المجاز: ماء سكب، وفرس سكب وأسكوب: ذريع. قال سلامة:
من كل سكب إذا ما ابتل ملبده ... صافي الأديم أسيل الخد يعبوب
وقال عتبة بن مكرم يصف فرساً:
كبداء مشرفة القطرين لينة ... سباقة مرطي الغارات أسكوب
وهذا أمر سكب، وسنة سكب: حتم. قال لقيط بن زرارة لأخيه معبد وقد طلب إليه حين أسر أن يفديه بمائتين من الإبل: ما أنا بمنط عنك شيئاً يكون على أهل بيتك سنة سكباً، ويدرب له الناس بنا درباً.
س ك ترجل سكوت وساكوت وسكيت، وبه سكات إذا كان طويل السكوت من علة. وتكلم فلان ثم سكت فإذا أفحم قيل: أسكت. وللحبلى صرخة ثم سكتة. وأسكت الناطق وسكته. وأسكت الصبي بسكتة وهي ما يسكت به. ورمى خصمه بسكاتة: بما أسكته عنه. وهذه هاء السكت.
ومن المجاز: ضربته حتى أسكت حركته. وسكت عنه الغضب والحزن وكل ماله أثر ناطق. وحية سكات: لا يشعر به الملسوع حتى يلسعه. قال:
وما تزدري من حية جبلية ... سكات إذا ما عض ليس بأدردا
وفلان سكيت الحلبة: للمتخلف في صناعته.
س ك رسكر من الشراب سكراً وسكرا بوه سكرة شديدة، وأسكره الشراب، وتساكر. أنشد سيبويه:
أسكران كان ابن المراغة إذا هجا ... تميماً بجوف الشأم أم متساكر
ورجل سكران وسكر وسكير، وقوم سكرى وسكارى وامرأة سكرى، وشرب السكر وهو النبيذ. وقيل: شراب يتخذ من التمر والكسب والآس وهو أمر شراب في الدنيا. وفلان يشرب السكر والسكركة وهي نبيذ الحبش. وبثقوا الماء وسكروه: فجروه وسدوه، والبثق والسكر: ما يبثق ويسكر.
ومن المجاز: غشيته سكرة الموت. وران به سكر النعاس. قال الطرماح:
وركب قد بعثت إلى رذايا ... طلائح مثل أخلاق الجفون
مخافة أن يرين النوم فيهم ... بسكر سناته كل الريون
وقال عمر بن أبي ربيعة:
بينما أنظرها في مجلس ... إذ رماني الليل منه بسكر
لم يرعني بعد أخذي هجمة ... غير ريح المسك منها والقطر
منه من الليل. وسكر عليّ فلان، وله عليّ سكر: غضب شديد. قال:
فجاءونا لهم سكر علينا ... فأجلى اليوم والسكران صاحي
وسكر الحر: فتر، وكذلك الطعام والماء الحارّ إذا سكنت فورته. تقول: اصبر حتى يسكر. قال:
جاء الشتاء واجتال القبر ... وساتخفت الأفعى وكانت تظهر
وجعلت عين الحرور تسكر
وسكرت الريح وسكرت: سكنت، وريح ساكرة، وليلة ساكرة: ساكنة الريح. وماء ساكر: دائم لا يجري. قال:
أأن غرّدت يوماً بواد حمامة ... بكيت ولم يعذرك بالجهل عاذر
تغنى الضحى والعصر في مرجحنة ... نياف الأعالي تحتها الماء ساكر
وسكرت أبصارهم وسكرت: حبست من النظر
س ك عفلان يتسكع لا يدري أين يتوجه من أرض الله تعالى: يتعسف. وتسكع في الظلمة: خبط فيها. قال:
أيادي بيضاً بيضت وجه مطلبي ... وقد كنت في ظلمائه أتسكع
ومن المجاز: فلان يتسكع في أمره: لا يهتدي لوجهه، وأراك متسكعاً في ضلالك. وسئل بعض العرب عن قوله تعالى " في طغيانهم يعمهون " فقال: في عمههم يتسكعون.
س ك فهو إسكاف من الأساكفة وهو الخزاز، وقيل: كل صانع. قال:
وشعبتا ميس براها إسكاف
وما وطئت أسكفة بابه، وما تسكفت بابه، ووالله لا أتسكف له بيتاً.
ومن المجاز: وقفت الدمعة على أسكفة عينه أي على جفنها الأسفل.
س ك ك

إذن سكاء بيّنة السكك وهو قصرها وصغرها، وقيل: صغر قوفها وضيق صماخها، وآذان سك. ورجل أسك. ويقال لما لا أذن له أصلاً: أسك. وكل الطير سك: مصلمة الآذان، وسكه يسكه إذا اصطلم أذنيه. وضرب هذا الدرهم في سكة فلان. وشق الأرض بالسكة. وله سكة من نخل. وهو يسكن سكة بني فلان وهي الزقاق الواسع. ودرع مشدودة السك وهو مسمارها. ودخلت العقرب في سكها: في جحرها. وحلق النسر في السكاك: في الجو.
ومن المجاز: استكت مسامعه: صمت. قال النابغة:
وأخبرت خير الناس أنك لمتني ... وتلك التي تستك منها المسامع
واستك البيت: استد خصاصه. واستكّت الرياض: التفت واستد خصاصها التفافاً. قال الطرماح يصف ظليماً:
صنتع الحاجبين خرطه البق ... ل بدياً قبل استكاك الرياض
ودرع سكاء: ضيقة الحلق. ويقال: خذ في هذه السكة أي الطريقة، وأنت على سكة واضحة. قال الشماخ:
حنت على سكة الساري تجاوبها ... حمامة من حمام ذات أطواق
والساري: موضع. وفلان صعب السكة إذا لم يقر لنزاقة فيه.
س ك نسكن المتحرك، وأسكنته وسكنته، وتناسبت حركاته وسكناته. وسكنوا الدار وسكنوا فيها، وأسكنتهم الدار وأسكنتهم فيها، وهم سكن الدار وساكنتها وساكنوها وسكانها، وهي مسكنهم. وتركتهم على سكناتهم ومكناتهم ونزلاتهم: على مساكنهم وأماكنهم ومنازلهم التي كانوا فيها. واتخذ فلان طعاماً لسكان الدار وهم عمارها من الجن. وليس في دارنا ساكن. ودبر لي فلان سكنى وسكناً ونزلاً ورزقاً، لأن المكان به يسكن. وهذا مرعًى مسكن ومنزل. وساكنه في دار واحدة وتساكنوا فيها. وقعد على السكان وهو ذنب السفينة الذي به تقوم وتسكن.
ومن المجاز: سكنت نفسي بعد الاضطراب، وعلمته علماً سكن النفس. وسكنت إلى فلان: استأنست به، ولا تسكن نفسي إلى غيره، ومالي سكن أي من أسكن إليه من امرأة أو حميم، وفلان سكني من الناس، ومنه سمّيت النار سكناكما سميت مؤنسة. وعليه سكينة ودعة ووقار، وفلان ساكن وهاديء ووديع. ولهم ضرب يزيل الهام عن سكناته. قال النابغة:
بضرب يزيل الهام عن سكناته ... وطعن كإيزاغ المخاض الضوارب
وتركتهم على سكناتهم: على أحوال استقامتهم التي كانوا عليها لم ينتقلوا إلى غيرها.
س ل أسلأت السالئة السمن: غلته وأخرجته من الزبد، واستلأته. ونساء سواليء. و " أكذب من السالئة " : لا تصدق لمخافة العين. وسلأه. أفرغه في النحى، ومادام السمن خالصاً طرياً فهو سلاء، وهو عند أهل الحجاز سمن الغنم الصافي الرقيق الطيب الريح الذي يشبه ماء الورد في القوارير لا يغيره مرور المدد الطوال. تقول: أريد سمناً سلاءً وسمن سلاء. وسلأ النخل: نزع سلاءه وهو شوكه. وسلأ أطراف النصل: جعلها في حدة السلاءة. قال:
قرنت له معابل مرهفات ... مسلأة الأغرة كالقراط
وتقول: ليس العسل مع السلاء، كالرطب مع السلاء أي ليس الصافي كالكدر.
ومن المجاز: إنك لتسليء الشحم في مسك واسع، يقال للسمين. وسلأه مائة درهم ومائة سوط.
س ل بسلبه ثوبه، وهو سليب. وأخذ سلب القتيل وأسلاب القتلى. ولبست الثكلى السلاب وهو الحداد، وتسلبت وسلبت على ميتها فهي مسلب، والإحداد على الزوج، والتسليب عام. وسلكت أسلوب فلان: طريقته. وكلامه على أساليب حسنة.
ومن المجاز: سلبه فؤاده وعقله واستلبه، وهو مستلب العقل. وشجرة سليب: أخذ ورقها وثمرها، وشجر سلب. وناقة سلوب: أخذ ولدها، ونوق سلائب. ويقال للمتكبر: أنفه في أسلوب إذا لم يلتفت يمنة ولا يسرة.
س ل تأسلت القصعة: خذ ما عليها بأصابعك. والمرأة تسلت الحناء عن يدها. وأعطيني من سلاتة حنائك. وامرأة سلتاء: لا تختضب.
ومن المجاز: سلت أنفه بالسيف: جدعه.
س ل حأخذ سلاحه، وخذوا أسلحتكم وتسلح فلان، وسلحته، وكل عدة للحرب فهو سلاح. وفي موضع كذا مسلحة ومسالح وهم قوم وكلوا بمرصد معهم السلاح، وفلان مسلحي. وهذه الحشيشة تسلح الإبل. و " أسلح من حبارى " .
ومن المجاز: أخذت إليّ الإبل سلاحها، وتسلحت بأسلحتها إذا سمنت في عينك وحسنت. وطلع ذو السلاح وهو السماك الرامح.
س ل خ

سلخ الشاة، وكشط مسلاخها: إهابها، وأعطاني مسلوخة: شاة سلخ جلدها. وأرق من سلخ الحية ومسلاخها. وأسود سالخ. وانسلخ جلده وتسلخ.
ومن المجاز: سلخنا الشهر، وانسلخ الشهر. قال:
إذا ما سلخت الشهر أهلكت مثله ... كفى قاتلاً سلخى الشهور وإهلالي
وسلخ الله النهار من الليل وانسلخ منه. وسلخت عنها درعها. وسلخ الحرّ والجرب جلده. وفلان حمار في مسلاخ إنسان.
س ل سمسمار سلس: قلق. وفرس سلس القياد، وفيه سلس.
ومن المجاز: في كلامه سلاسة. وقد سلس لي بحقي. وإن فلاناً لسلس القياد ومسلاس القياد.
س ل طامرأة سليطة: طويلة اللسان صخابة، ورجل سليط. وقد سلط سلاطة. وسلط عليهم فلان وتسلط، وله عليهم سلطان " وما كان لي عليكم من سلطان " وله سلطان مبين: حجة. وسنابك سلطات: طوال. قال الجعديّ يصف فرساً:
مدلاً على سلطات النسو ... ر شم السنابك لم تقلب
وري ذباله بالسليط وهو الزيت الجيد.
س ل عهذه سلعة مربحة، وهي من أربح السلع وهي المتاع المتجور فيه. وتقول: ما هذه سلعه، إنما هي سلعه؛ وهي الغدة الدائصة وبالفتح الشجة، ورجل مسلوع فيهما. وأمر من السلع وهو شجر، وتقول: قدم الصبر والمهل تجن من السلع العسل.
س ل فالسلف تلف. وأسلفته مالاً وسلفته، واستلف فلان واستسلف وتسلف. قال:
تذكر أياماً تسلف لبنها ... على لذة لو يرجع المتسلف
وسلف القوم: تقدموا سلوفاً، وهم سلف لمن وراءهم، وهم سلاف العسكر. وكان ذلك في الأمم السالفة والقرون السوالف. وضم إلى سالف نعمته آنفها. وامرأة حسنة السالفة والسالفتين وهما جانبا العنق. قال ذو الرمة:
ومية أحسن الثقلين جيداً ... وسالفةً وأحسنه قذالا
وشرب السلاف والسلافة وهي أفضل الخمر وأخلصها ما تحلب من غير عصر. وتسلفوا: أكلوا السلفة وهي اللهنة. وسلفوا ضيفكم. وهو سلفى وهي سلفتي، وبيننا سلف كما تقول: بيننا صهر.
ومن المجاز: سقاه سلافة المودة. وسلاف الليل: مقدماته. قال مزاحم:
فجاءت ومن أخرى النهار بقية ... أضر بها سلاف أدعج مقبل
جعل مقدمات الليل مضرة ببقية النهار، ويجوز أن يريد دنا من القطاة التي وصفها كقوله:
غداة أضر بالحسن السبيل
س ل قأخذته فسلقته لقفاه وسلقيته. قال:
حتى إذا قالوا تيفع مالك ... سلقت أميمة مالكاً لقفاه
وسلقت اللحم عن العظم: قشرته. وركبت الدابة فسلقتني إذا سحجت باطن فخذيك وأليتيك. وسلق الرأس في الماء الحار حتى ذهب شعره. وطبخ لنا سليقة وهي الذرة المهروسة. وتقول: الكرم سليقته، والسخاء خليقته. وهو يتكلم بالسليقة، وكلام سليقي، ورجل سليقي قال:
ولست بنحويّ يلوك لسانه ... ولكن سليقي أقول فأعرب
وكلب سلوقيّ: منسوب إلى قرية باليمن. وتسلق الحائط.
ومن المجاز: سلقه بلسانه، ولسان مسلق وسلاق. وهي سلقة من السلق وهي الذئبة: للسليطة.
س ل كطريق مسلوك، وما سلك طريق أقوم منه. وسلك الخيط في الإبرة. وسلك السنان في المطعون " ما سلككم في سقر " ونظم الدر في السلك وفي السلوك.
ومن المجاز: ذهب في مسلك خفيّ، وخذ في مسالك الحق. وهذا كلام دقيق السلك: خفي المسلك.
س ل لسل السيف من غمده واستله وانسل منه، وسيف مسلول. وسل الشعرة من العجين فانسلت انسلالاً. وانسلّ من المضيق والزحام وتسلل. " رمتني بدائها وانسلت " وخلق الإنسان من سلالة من طين. وأسل من المغنم. وتقول: أهديت لك من مال حلال، من غير إسلال ولا إغلال. وفي بني فلان سلة: سرقة. قال:
فلسنا كمن كنتم تصيبون سلة ... فنقبل ضيماً أو نحكم قاضياً
واستل بكذا: ذهب به في خفية. أنشد ابن الأعرابي:
إذ بيتوا الحيّ فاستلوا بجاملهم ... ونحن يسعى صريخانا إلى الداعي
وجاء فلان انسلال السيل: لا يؤبه له. وهو سليله وهي سليلته. وسل فلان وبه سل وسلال، وقد سله الداء.
ومن المجاز: سل السخيمة من قلبه، والهدايا تسل السخائم، وتحل الشكائم. وهو سلالة طيبة. وخرجت سلة هذا الفرس على سائر الخيل وهي دفعته في جريه. واستل النهر جدول إذا انشق منه. قال ذو الرمة:
يستلها جدول كالسيف منصلت

وبرق ذو سلاسل، وبدت سلاسل البرق، وقد تسلسل البرق: استطال في خفقانه. وتسلسل فرند السيف، وسيف مسلسل. ورمل ذو سلاسل. وما أقوم سلاسل كتابه وهي سطوره. قال البعيث:
لمن طلل بالسدرتين كأنه ... كتاب زبور وحيه وسلاسله
وثوب مسلسل: رق من البلى، ولبسته حتى تسلسل. قال ذو الرمة:
قف العنس في أطلال مية فاسأل ... رسوماً كأخلاق الرداء المسلسل
س ل مسلم من البلاء سلامة وسلاماً، وسلم من المرض: بريء، وسلمه الله. وسلم إليه الشيء فتسلمه. وسالمت العدو مسالمة، وتسالموا، وخذوا بالسلم، وفلان سلم لفلان وحرب له. وعقد عقد السلم، وأسلم في كذا. وأسلم لأمر الله وسلم واستسلم. وأسلمه للهلكة. وهو سلم في يد العدو: مسلم. واستلم الحجر، من السلام وهي الحجارة. وفي مثل " أكتم للسر من السلام " وتقول: عصب سلمته، وقرع سلمته. وفصد الأسيلم وهو عرق في ظاهر الكف. و " على كلّ سلامى من أحدكم صدقة " وهي عظام الأصابع اللينة.
ومن المجاز: قول ذي الرمة:
ولم يستطع إلف لإلف تحية ... من الناس إلا أن يسلم حاجبه
وبات بليلة سليم وهو اللديغ. وسلمت له الضيعة: خلصت، ومنه " ورجلاً سالماً لرجل " . وأسلم وجهه لله. وأسلم السلك الجمال. قال عمر بن أبي ربيعة:
فقالا لها فارفض فيض دموعها ... كما أسلم السلك الجمان المنظما
واذهب بذي تسلم، ولا بذي تسلم ما كان كذا. ورجل مستلم القدمين: لينهما. وقد استلم الخف قدميه: لينهما. وفلان " ما تسالم خيلاه كذباً " . وكلمة سالمة العينين: حسنة: قال:
وعوراء من قيل امريء قد دفعتها ... بسالمة العينين طالبة عذرا
س ل ه بفرس سلهب: طويل، وخيل سلاهب.
ومن المجاز: رمح سلهب. قال سليم بن محرز:
ونمنع سرب الجار إن رامه العدا ... جهارا بخطيّ تهز سلاهبه
ويجوز أن تكون الهاء مزيدة لقولهم: رمح سلب.
س ل وسلوت عنه وسليت ولا أسلو عنك ولا أسلى ولا أسلاك أخرى الليالي، وأسلاني عنه وسلاني، وفيه مسلاة عن الكرب. وإنه لفي سلوة من عيشه: في رغد يسليه. ولا آتيك ولو حملتني على داحس وجلوى، وأطعمتني المن والسلوى.
ومن المجاز: شرب فلان السلوان إذا سلا، ولقد سقيتني سلوة من نفسك: رأيت منك ما سلوت به عنك. و " انقطع السلى في البطن " إذا اشتد الأمر. و " وقع فلان في سلى جمل " : في أمر صعب لأن الجمل لا سلى له.
س م تخذ في هذا السمت وهو النحو والطريق، وما أحسن سمته، وقد سمت نحوه يسمت سمتاً.
قال:
خواضع بالركبان خوضاً عيونها ... وهن إلى البيت العتيق سوامت
وسامته مسامتة. وتسمته: تعمده وقصد نحوه. وسمت على الشيء: ذكر اسم الله تعالى عليه. وسمت العاطس.
س م جشيء سَمْج وسَمِج وسميج: لا ملاحة فيه، وقد سمج سماجة. قال أبو ذؤيب:
فإن تصرمي حبلي وإن تتبدّلي ... خليلاً فمنهم صالح وسميج
وما أسمج فعله، وهو سمج لمج، وأنا أستسمج فعلك. وما سمجه عندي إلا كذا.
س م حهو سمح بين السماح و السماحة من قوم سمحاء، وهي سمحة من نسوة سماح، ورجل مسماح من قوم مساميح. وسامحني بكذا، وتسامح في كذا وتسمح. " وأسمحت قرونته " إذا تبعته نفسه وأطاعته. وسمح البعير: ذل بعد الصعوبة. قال المتلمس:
صبا من بعد سلوته فؤادي ... وسمح للقرينة بانقياد
ويقال: عليك بالحق فإن في الحق مسمحاً أي متسعاً ومندوحة عن الباطل. قال ابن مقبل:
وإني لأستحي وفي الحق مسمح ... إذا جاء باغي الخير أن اتعذرا
وبلغت الشجة السمحاق وهو الجلدة الرقيقة على العظم.
ومن المجاز: عود سمح: بين السماحة مستو لا أبن فيه. وشجه السمحاق، وفي السماء سماحيق وهي القطع الرقاق من الغيم.
س م درجل سامد، وقد سمد سمودا إذا قام رافعاً رأسه ناصباً صدره كما يسمد الفحل إذا هاج، ومنه قيل للغافل الساهي: سامد، " وأنتم سامدون " . ورجل سميدع من قوم سمادع وسمادعة. قال الراعي:
قليلاً ثم قام إلى المطايا ... سمادعة يجرّون الثنايا
وقال عويف القوافي:
لعمري لقد فارقت من آل مالك ... سمادع سادات ومرداً خضارما

وهو يأكل السميد والسميد وهو الحواري.
ومن المجاز: وطب سامد: ملآن منتصب. وسمد إذا غنى لأن المغني يرفع رأسه وينصب صدره. واسمدي لنا يا جارية.
س م رباب مسمر ومسمور. وهو أسمر بين السمرة. وقناة سمراء، وقنا سمر. وسقاه السمار: المذيق. وهو مسامره وسميره، وباتوا سماراً وسامراً، وكنت في السامر، وهذا سامر الحيّ. وهو سمسار من السماسرة.
ومن المجاز: " لا أفعل ذلك ما سمر ابنا سمير " ، " ولا آتيه السمر والقمر " . وأتيته سمراً: ليلاً. وقال زهير:
باتا وباتت ليلة سمارة ... حتى إذا تلع النهار من الغد
أي لا ينامان فيها يعني العير والأتان. وقال ابن مقبل:
كأن السرى أهدى لنا بعد ما ونى ... من الليل سمار الدجاج ونؤما
يعني الديكة. وسمرت الإبل ليلتها كلها: رعت. وباتوا يسمرون الخمر: يشربونها ليلتهم. قال يصف إبلاً:
يسمرن وحفاً فوقه ماء الندى
وقال القطامي:
ومصرعين من الكلال كأنما ... سمروا الغبوق من الطلاء المعرق
وجارية مسمورة معصوبة الخلق. وفلان مسمار إ بل: ضابط لها حاذق برعيتها. وأنشد ابن الأعرابي:
فاعرض لليث مائة يختارها ... بهازراً قد طيرت أوبارها
وقام دوس إنه مسمارها ... في لبسة ما رفل ائتزارها
وأخذت غريمي ثم سمرته أي أرسلته.
س م طسمط الجدي: نقاه من الصوف وشواه، وجديٌ مسموط. ومعه سمط من لؤلؤ وسموط. وعلقه بسموط سرحه وهي معاليقه من ا لسيور. وأرسل سموط عمامته وهي ما فضل منها فناس. وقام بين السماطين. وخذوا سماطي الطريق: جانبيه. وقال أبو النجم:
حتى إذا الشمس اجتلاها المجتلى ... بين سماطي شفق مهول
ملون من تهاويل الوشي. وسمط قصيدته، وقصيدة مسمطة: شبهت أبياتها المقفاة بالسموط. ولك " حكمك مسمطاً " : مرسلاً لا اعتراض عليك. وقال الفرزدق للهذم حين عاذ بقبر أبيه: يا لهذم لك حكمك مسمطاً فقال: ناقة كوماء سوداء الحدقة. ورأيته متسمطاً لحماً يحمله. ورأيت سميطاً من الآجر وهو القائم بعضه على بعض. ونعل سمط وأسماط: لا رقعة عليها. وأنشد أبو زيد:
بيض السواعد أسماط نعالهم ... بكل ساحة قوم منهم أثر
وسراويل أسماط: غير محشوة. قال:
يلحن من ذي زجل شرواط ... محتجز بخلق شمطاط
على سراويل له أسماط
ورجل سمط: خفيف في جسمه داهية في أمره.
ومن المجاز: قول الطرماح:
فلما غدا استذرى له سمط رملة ... لحولين أدنى عهده بالدواهن
أراد الصائد جعله في لزومه للرملة كالسمط اللازم للعنق.
س م عسمعته وسمعت به، واستمعوه وتسامعوا به، واستمع إلى حديثه، وألقى إليه سمعه، وملأ مسمعيه ومسامعه وسامعته، وهو مني بمرأى ومسمع. وسمع به: نوه به. وفعل كذا رياء وسمعة، وإنما يفعل هذا تسمعة وترئية. وذهب سمعه في الناس: صيته، ويقال: لا وسمع الله، يعنون لا وذكر الله. قال الأعشى:
سمعت بسمع الباع والجود والندي ... فألقيت دلوي فاستقت برشائكا
و " أسمع من سمع " وهو ولد الذئب من الضبع. وضربه على أمّ السمع وأم السميع وهي أم الدماغ. واللهم سمعاً لا بلغا بالفتح والكسر. وهذا حسن في السماع وقبيح في السماع. وأصاب فلاناً سماع سوء. قال الشماخ:
وأمر تشتهيه النفس حلو ... تركت مخافة سوء السماع
وباتوا في لهو وسماع، وغنتهم مسمعة ومسمعات.
ومن المجاز: " سمع الله لمن حمده " : أجاب وقبل. والأمير يسمع كلام فلان. وقال:
تمنى رجال ما أحبوا وإنما ... تمنيت أن أشكو إليها فتسمعا
وأخذ بمسمع المزادة والدلو والزبيل وهو العروة. قال:
ونعدل ذا الميل إن رامنا ... كما يعدل الغرب بالمسمع
وأسمعت الزبيل: جعلت له مسمعاً.
س م قسمق النبات والشجر سموقاً: طال وعلا. وكذب سماق، وحلف سماق: شديد قد سمق على كل كذب وحلف. وكأنه الثور بين السمقين وهما عودان تحت غبغب الثور الدائس، لوقي بين طرفيهما وأسرا بخيط.
س م كسمك الله السماء و " رفع سمكها " . وهو رب المسموكات السبع. واطب لي سماكاً أسمك به الحائط والسقف. وسنام سامك تامك: مرتفع.

ومن المجاز: بعير طويل السمك، وإبل طوال السمك. قال ذو الرمة:
نجائب من نتاج بني غرير ... طوال السمك مفرعة نبالا
وفرس مسموك الجوانح: وثيقها. قال مكحول ابن عبد الله:
ذريني وعدي من عيالك شطبة ... عنوداً ومسموك الجوانح أقودا
س م لثوب أسمال: أخلاق، وما عليه إلا سمل وإلا أسمال، ودخل عليّ وعليه أسمال مليّتين. وقد أسمل الثوب. وما في الحوض إلا سملة وسمل: بقية ماء. وسملت عينه: ففأتها، ومنه بنو السمال. وقال أبو ذؤيب:
فالعين بعدهم كأن حداقها ... سملت بشوك فهي عور تدمع
وسملت بين القوم: أصلحت. واسمأل الظل: قلص ولزق بأصل الحائط. و " أوفى السموأل " .
س م م" أضيق من سم الإبرة " . وسد سمي أنفه. وعرف ذلك السامة والعامة. وسلاح مسموم ومسمم. وتقول: فلان بهيّ السمامه، ظاهر الوسامه؛ وهي الشخص. ورجل مسمسم الوجه: به نقط كالسمسم.
س م نسمن الشاة وأسمنها. وسمن حتى زمن. وتعالجت فلانة بالسمنة. وفي الحديث " ويل للمسمنات يوم القيامة من فترة في العظام " واستسمنه. وطعام مسمون: فيه سمن، وسمنت القوم: أطعمتهم السمن. وذهب مذهب السمنية وهم دهريون من الهند.
ومن المجاز: كلام غث وسمين. وقد أسمنت القدر. ودار سمينة: كثيرة الأهل. وسمنوا لفلان: أعطوه عطاء كثيراً، وسمنت في الحمد: أعطيت فيه الكثير. قال ابن مقبل:
تركت الخنا لست من أهله ... وسمنت في الحمد حتى سمن
وسمع أعرابيّ يقول لآخر: جعلت لك الدار بغير ثمن ليكون أسمن لحظي عندك. وانقلب بلدهم سمنة وعسلة إذا كثرتا فيه. وفي مثل " سمنكم هريق في أديمكم " أي مالكم ينفق عليكم.
س م وخاض لجة بحر طام، واقتحم قلة جبل سام. وهو يطاوله ويساميه، ويساجله ويسانيه. ورأيت سماوته: شخصه. وأصلح سماء بيته وسماوته.
ومن المجاز: سمت نفسه إلى كذا، وهمته تسمو إلى معالي الأمور، وسما في الحسب والشرف. وسموت إليه ببصري، وسما إليه بصري. قال جرير:
سمت لي نظرة فرأيت برقاً ... تهامياً فراجعني ادّكاري
وسمالي شخص من بعيد. قال:
سما لي فرسان كأن وجوههم ... مصابيح تبدو في الظلام زواهر
وسما الفحل: تطاول على شوله. وسما الهلال: طلع مرتفعاً. وما سموت لكم: لم أنهض لقتالكم. وسما لي شوق بعد ما أقصر. قال امرؤ القيس:
سما لك شوق بعد ما كان أقصرا
وتساموا على الخيل: ركبوا. وأسميته من بلد إلى بلد: أشخصته. وفرس رفيع السماء: نهد. قال:
وأحمر كالديباج أما سماؤه ... فرياً وأما أرضه فمحول
أي ظهره وقوائمه. وهم يسمون على المائة: يزيدون. وأصابتهم سماء غزيرة مطر، وأسمية وسمي. وهو من مسمى قومه ومسماة قومه: خيارهم. وذهب اسمه في الاس: ذكره.
س ن ب كحكت الخيل سنابكها على بلدهم، وأصبحوا تحت سنابك الخيل.
س ن تأسنت القوم، وبنو فلان مسنتون مسحتون. وتقول: هم في السنوت، كالسمن بالسنوت؛ أي في السنين، والسنوت: العسل. وتسنت اللئيم الشريفة إذا تزوجها في النسة لغناه وفقرها.
س ن جلابد للسراج، من السناج؛ وهو أثر الدخان. واتزن مني بالسنجة لاراجحة وبالسنج الوافية. قال مراس بن عقيل من بني بهتة وقد غبته بائع جبة منه:
ألصق عمّي سحدل باستي يدي ... وسحدل من ذاك عمي في حرج
أخذ مني وازناً في كفه ... من الهرقليات يرسو بالسنج
أي يرجح.
س ن حمر به الطائر سانحاً وسنيحاً: عن يمينه، وقد سنح له وسنحه.
ومن المجاز: سنح له رأي أي عرض له.
س ن خحفرت أسناخ أسنانه، وسنخت: ائتكلت أصولها.
ومن المجاز: سنخ الطعام، وطعام سنخ، وأصله من سنخ الأسنان.
س ن دتساند إلى الحائط. وسوند المريض، وقال: ساندوني. ونزلنا في سند الجبل والوادي وهو مرتفع من الأرض في قبله، والجمع أسناد. وناقة سناد: طويلة القوائم. وساند الشاعر سناداً. ولا أفعله آخر المسند وهو الدهر. ورأيت مكتوباً بالمسند كذا وهو خطّ حمير.

ومن المجاز: أسندت إليه أمري، وأقبل عليه الذئبان متساندين: متعاضدين. يقال: غزا فلان وفلان متساندين، وخرجوا متساندين على رايات شتى كل على حاله. وهو سندي ومستندي، وسيد سند. وحديث مسند، والأسانيد قوائم الحديث، وهو حديث قويّ السند. وكان فلان في مشربة فأسندت إليه أي صعدت. وناقة مساندة القرا: قويته كأنما سوند بعضه إلى بعض. قال الجعديّ:
وتيه عليها نسج ريح مريضة ... قطعت بحرجوج مساندة القرا
وأحسن إليه فهو يسانده: يكافئه.
س ن رلبسوا السنور وهو كل سلاح من حديد. قال النابغة:
سهكين من صدإ الحديد كأنهم ... تحت السنور جنة البقار
وتقول: أصفى من البلور، ومن عين السنور.
س ن فأسنف البعير: شده بالسناف وهو نحو اللبب للفرس.
ومن المجاز: عيّ فلان بالإسناف إذا دهش من الفرزع كمن لا يدري أين يشد السناف. قال:
إذا ما عيّ بالإسناف قوم ... من الهول المشبه أن يكونا
وأسنف القوم أمرهم: أحكموه. وبعير مسناف: يقدم رحله. قال:
ومسناف يقدم كل سرج ... يصير دفتيه على القذال
س ن قأصاب الدابة سنق: بشم. قال الأعشى:
ويأمر لليحوم كل عشية ... بقت وتعليق فقد كاد يسنق
وقد سنقت.
ومن المجاز: أسنقه النعيم.
س ن مجمل سنم وناقة سنمة: عظيمة السنام. قال:
يسفن عطفي سنيم همرجل
سريع.
ومن المجاز: بدت أسنمة الرمال: أثباجها المرتفعة. وتسنم الفحل الناقة: نزا عليها، وتسنم الرجل المرأة. قال:
تسنمتها غضبي فجاء مسهدا ... وأفضل أولاد الرجال المسهد
وتسنمت الحائط: علوته. وتسنم السحاب الرياض: جادها. وفلان قد تسنم ذروة الشرف. ورجل سنيم: عالي القدر، وهو سنام قومه. وقبر مسنم، وتسنيم القبور سنة. وكيل مسنم، وسنمت المكيال تسنيماً: ملأته ثم حملت فوقه مثل السنام من الطعام. وأسنمت النار: ارتفع لهبها. قال لبيد:
كدخان نار ساطع إسنامها
وماء سنيم: ظاهر على وجه الأرض ليس بماء البئر. وفي الحديث " خير الماء السنيم " وروي الشبم.
س ن نسن سنّة حسنة: طرق طريقة حسنة، واستن بسنته، وفلان متسنن: عامل. بالسنة. والزم سنن الطريق: قصده، وتنح عن سنن الخيل، واكتن عن سنن الريح. وجاء من الخيل سنن ما يرد. ورأيت سنن بني فلان: إبلهم المستنة نشاطاً. قال:
ومنا عصبة أخرى سراع ... زفتها الريح كالسنن الطراب
واستن الفرس وهو عدوه إقبالاً وإدباراً في نشاط وزعل. وسن الماء على وجهه: صبه صباً سهلاً. وسن الحديدة: حددها، وسنان مسنون وسنين. وسن سكينه بالمسن والسنان. قال:
وزرق كستهن الأسنة هبوة ... أرق من الماء الزلال كليلها
وأسننت الرمح: جعلت له سناناً. وسنّ أسنانه بالسنون وهو السواك. وما أحسن سنة وجهه: صورته إذا كانت معتدلة.
ومن المجاز: كبرت سنه، وهو حديث السن وكبير السن، وقد أسن. وهو من مسان الإبل وجلتها. وله ابن سن ابنك وسنينة ابنك، وأولاد أسنان بنيك. قال أبو النجم:
إن يك أمسى الرأس كالثغام ... وشاب أسناني من الأقوام
وبعت شيطاني بالإسلام
وأعطني سناً من رأس الثوم وأسناناً منه. وكلت أسنان المنجل والمنشار. وأصلح أسنان مفتاحك. و " وقع في سن رأسه " : في عدد شعر رأسه من الخير والنعم، وروي: في سني رأسه. وشق الأرض بالسنة والسكة. ورجل مسنون الوجه: مخروطه كأن اللحم قد سن عنه. وسن إبله: أحسن رعيتها وصقلهاكما يسن السيف. قال مالك بن نويرة:
قاظت أثال إلى الملا وتربعت ... بالحزن عازبة تسن وتودع
وقال أبو عبيد السلامي:
منازل قوم دمّنوا تلعاتها ... وسنوا السوام في الأنيق المنور
وسن الأمير رعيته: أحسن سياستها. وفرس مسنونة: متعهدة يحسن القيام عليها. وسن فلان فلاناً: مدحه وأطراهز وهذا مما يسنك على الطعام: يشحذك على أكله ويشهيه إليه. والحمض يسن الإبل على الخلة. وسن الله على يدي فلان قضاء حاجتي: أجراه. وسن عليه درعه حصبّها وأما شن الغارة فمعجم. وجاء بالحديث على سننه: على وجهه. واستن المطر. قال عمر بن أبي ربيعة:
قد جرت الريح بها ذيلها ... واستن في أطلالها الوابل

وهذا مستن السيل. واستنت الطرق: وضحت. قال:
ولو شهدت مقامي بالحسام على ... حدّ المسناة حيث استنت الطرق
واستن به الهوى حيث أراد إذا ذهب به كل مذهب. قال:
دعاني إلى ما يشتي فأجبته ... وأصبح بي يستن حيث يريد يعني الهوى.
س ن وأقمت عنده سنوات وسنيات، ووقعوا في السنيات البيض وهي سنوات اشتددن على أهل المدينة. وأكريته مساناة ومسانهة. ولم يتسن: لم تغيره السنون. وسنوت الماء سناية. و " أذل من السانية " وهي البعير يسنى عليه، وأعرني سانيتك: غربك مع أداته، واستنى القوم: سنوا لأنفسهم. وسنيت العقدة والقفل: فتحتهما، وتسنى القفل: انفتح. قال:
هما غزوتان جميعاً معاً ... تسنى شبا قفلها المبهم
وعقدوا مسناة ومسنيات: لحبس الماء. وهذا أمر سني. وإنه لسني الحسب، وقد سني يسنى سناء. وأجازه بجائزة سنية، وولاه ولاية سنية، وأسنى له الجائزة. وجاورته فأسنى جواري. ورأيت سنا البدر والبرق، وأسنى البرق: أضاء سناه.
ومن المجاز: السحاب يسنو المطر، وسناك الغيث. قال:
شحيح غادرت منه السواني ... ككحل العين دقته اليهود
وسانيتفلاناً حتى استخرجت ما عنده: تلطفت به وداريته. وأخذهم الله تعالى بالسنة وبالسنين. وسنيت لك الأمر: يسرته. قال:
فلا تيأسا واستغورا الله إنه ... إذا الله سنى عقد أمر تيسرا
س ه بأسهب في الكلام: أطال، وفي كلامه إسهاب وإطناب. وأسهب في العطاءز ورجل مسهب بالفتح. وطويل مسهب: مفرط الطول. وقطعوا سهباً من الأرض وسهوباً: مستوية بعيدة. وبئر سهبة: بعيدة القعر.
س ه جريح سيهوج: عاصف. قال:
جرت عليها كل ريح سيهوج ... هوجاء جاءت من هجبال يأجوج
وسمع بعض العرب: أخذ بي اليوم أساهيج ليس فيها نصف أي أفانين من الباطل ليس لي فيها نصفة.
س ه دفي عينه سهد وسهاد، وسهده الهم وأسهده، وهو مسهد وسهد: قليل النوم.
ومن المجاز: رجل مسهد وسهد: لليقظ الحذر، وهو ذو سهدة في أمره، كقولك: ذو يقظة. وما رأيت من فلان سهدة أي نبهة للخير ورغبة فيه. وهو أسهد رأياً منك أي أحزم رأياً وأيقظ.
س ه رفلان يحب السهر والسمر، وقد سهرت البارحة، وأسهرني كذا. ودخل القمر في الساهور إذا كسف، وخرج من الساهور إذا انجلى. قال:
كأنها بهثة ترعى بأقرية ... أو شقة خرجت من جوف ساهور
ومن المجاز: قطعوا ساهرة: أرضاً بسيطة عريضة يسهر سالكها. وأرض ساهرة: سريعة للنبات كأنها سهرت بالنبات. قال:
يرتدن ساهرة كأن غميمها ... وجميمها أسداف ليل مظلم
وبرق ساهر، وقد سهر البرق إذا بات يلمع. وعين ساهرة: تجري لا تفتر. و " خير المال عين ساهرة لعين نائمة " وهي عين صاحبها لنأه فارغ البال لا يهتم بها. وليل فلان ساهر. قال النابغة:
كتمتك ليلاً بالجمومين ساهراً ... وهمين همّاً مستكناً وظاهراً
س ه كإنه لسهك الريح، وفيه سهك وهو ريح العرق والصدإ، ورأيتهم سهكين من صدإ السلاح. والرياح تسهك التراب عن وجه الأرض: تسحقه، وريح سيهوك. وسهك العطر: سحقه. وبعينه ساهك: عائر.
س ه لأمر سهل، وقد سهل بعد صعوبته، وسهله الله تعالى، وما تسهل لي أن أفعل ذلك، وتساهل الأمر عليه: ضد تعاسر عليه. وأسهل الدواء بطنه. والأرض سهل وحزن، وسهول وحزون، وسهولة وحزونة، وقد أسهلوا إذا نزلوا من الجبل إلى السهل. وجاء السيل بالسهلة وهي الرمل ليس بالدقاق.
ومن المجاز: رجل سهل الخلق: سهل المقادة والقياد. وكلام فيه سهولة، وهو سهل المأخذ.
س ه ممعه قوس وأسهم وسهام، وأجالوا السهام. ورجل ساهم الوجه، وفي وجهه سهوم، ووجدوه سواهم وسهم. قال عنترة:
والخيل ساهمة الوجوه كأنما ... سقيت فوارسها نقيع الحنظل
وسهم الرجل وهو مسهوم: أصابه السهام من وهج الحر.
ومن المجاز: أصابه في القسمة كذا سهماً، وله سهمان من المغنم. ولي في هذا الأمر سهمة: نصيب. وأخذت نهمتك من النوم وسهمتك: حاجتك ونصيبك. واستهموا وتساهموا: اقترعوا، وساهمته فسهمته: قارعته فقرعته، وتساهموا الشيء: تقاسموه. قال:

تساهم ثوباها ففي الدرع رأدة ... وفي المرط لفاوان ردفهما عبل
وأسهم للغازي. وفلان مسهم له في كذا. وانكسر سهم بيته: جائزه. وضرب المساح بسهمه في الأرض وهو مقدار ست أذرع يمسح به.
س ه وإنه لساه بين السهو، وسها في الصلاة وسها عنها. وفي مثل " إن الموصين بنو سهوان " وهو يساهي أصحابه: يخالقهم ويحسن عشرتهم، وفيه مساهلة ومساهاة. وقوس سهوة: سهلة. قال ذو الرمة يصف صائدا:
قليل تلاد المال إلا سهامه ... وإلا زجوماً سهوة بالأصابع
وبلغة سهوة: سهلة السير. وافعل ذلك سهواً رهواً: بغير تقاض ولا لزاز. وحملت به أمه سهواً: على حيض. وفي بيته سهوة: بيت خفي صغير منحدر في الأرض وسمكه مرتفع. وفلان لا يفرق بين السها والفرقد وهو كوكب خفي صغير مع أوسط بنات نعش يسمى أسلم.
س و أفعل سيء، وأفعال سيئة، وأتى بالسيئة وبالسيئات، وفلان يحبط الحسنى بالسوءى، وقد ساء عمله، وساءت سيرته، ولساء ما وجد منه، وساء به ظناً، وساءني أمرك، وهذا مما ساءك وناءك ومما يسوءك وينوءك. وقال الجاحظ: هو من السوء: البرص. وسؤت وجه فلان. ووقاك الله من السوء ومن الأسواء وهو اسم جامع لك آفة وداء. وسؤته فاستاء. وقصت على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم رؤيا فاستاء لها. وهو رجل سوء، وسوأة لك، ووقعت في السوءة السوآء. قال أبو زبيد:
لم يهب حرمة النديم وحقت ... يا لقومي للسوءة السوآء
و " سوآء ولود خير من حسناء عقيم " . وسوّأت على فلان ما صنع إذا قلت له أسأت، ويقال: سو ولا تسويء. أصلح ولا تفسد.
ومن الكناية: بدت سوءته، و " بدت لهما سوآتهما " " تخرج بيضاء من غير سوء " من غير برص.
س و جعملت سفينة نوح عليه السلام من ساج وهي خشب سود رزان لا تكاد الأرض تبليها تجلب من الهند مشرجعة مربعة. ورأيت في أساس بنائه ساجة. ولبسوا السيجان وهي الطيالسة المدورة الواسعة، الواحد ساج، وكساء مسوج: اتخذ ساجاً. وأصلح سياج كرمك وهو ما أحيط به عليه، وسوجت على النخل والكرم، والجمع أسوجة وسوج. وساج الحائك نسيجه بالمسوجة إذا جاء بها وذهب عليه وهي المرشة.
س و حعمر الله تعالى بك ساحتك. وتقول: احمرّ اللوح، واغبرت السوح؛ إذا وقع الجدب. وقال أبو ذؤيب:
وكان سيان أن لا يسرحوا نعماً ... أو يسرحوه بها واغبرت السوح
س و خساخت قوائم الدابة في الأرض، وهذه أرض تسوخ فيها الأقدام، وساخت بهم الأرض.
س و دساد قومه يسودهم سوددا، وساودته فسدته: غلبته في السودد، وسوده قومه، وهو سيد مسود. وصاد سودانية وهي طؤير قبضة الكف يأكل التمر والعنب. وأسودت فلانة: ولدت سوداً.
ومن المجاز: رأيت سواداً وأسودة وأساود: شخوصاً. قال الأعشى:
تناهيتمو عنا وقد كان منكم ... أساود صرعى لم يوسد قتيلها
ومنه ساودته: ساررته لأنك تدني سوادك من سواده. وخرجوا إلى سواد المدينة وهو ما حولها من القرى والريف، ومنه سواد العراق: لما بين البصرة والكوفة وحولهما من قراهما. وعليكم بالسواد الأعظم وهو جماعة المسلمين، ويقال: كثرت سواد القوم بسوادي أي جماعتهم بشخصي. وفي النصح سم الأساود، جمع أسود سالخ. وما طعامهم إلا الأسودان: التمر والماء. وكلمته فما ردّ عليّ سوداء ولا بيضاء: كلمة. وهو أسود الكبد: عدوّ، وهم سود الأكباد. و " رمى بسهمه الأسود " وهو المبارك المدمى. قال راشد:
قالت أميمة لما جئت زائرها ... هلا رميت ببعض الأسهم السود
واجعل هذا في سواد قلبك وسويدائه. وسادت ناقتي المطايا إذا خلفتهن. قال زهير ابن مسعود:
تسود مطايا القوم ليلة خمسها ... إذا ما المطايا في النجاء تبارت
س و رسار عليه: وثب، وساوره، والحية تساور الراكب. وله سورة في الحرب، وهو ذو سورة فيه. وتسورت إليه الحائط وسرته إليه. قال:
سرت إليه في أعالي السور
وكلب سوار: جسور على الناس. وجلس على المسورة، وجلسوا على المساور وهي الوسائد. وهو سوار في الشراب: معربد. وسور المدينة.
ومن المجاز: سار الشراب في رأسه. وساورتني الهموم. وله سورة في المجد: رفعة. وله سورة عليك: فضل ومنزلة. قال:

فما من فتى إلا له فضل سورة ... عليك وإلا أنت في اللؤم غالبه
وعنده سور من الإبل: رام فاضلة. وملك مسور: مسود مملك. قال ابن ميادة:
وإني من قيس وقيس هم الذرى ... إذا ركبت فرسانها في السنور
جيوش أمير المؤمنين التي بها ... يقوم رأس المرزبان المسور
من الإسوار أو من السوار. وهو إسوار من الأساورة: للترامي الحاذق والأصل أساورة الفرس: قوادها، وكانوا رماة الحدق.
س و سهو يسوس الدواب، وهو من ساستها وسواسها. والكرم من سوسه: من طبعه. وساس الطعام وسوس وأساس. قال:
قد أطعمتني دقلاً حولياص ... مسوساً مدوداً حجرياً
من حجر: قصبة اليمامة. وتقول: كيف تكون الرعية مسوسه، إذا كان راعيها سوسه.
ومن المجاز: الوالي يسوس الرعية ويسوس أمرهم، ويسوس أمورهم، وسوس فلان أمر قومه. قال الحطيئة:
لقد سوست أمر بنيك حتى ... تركتهم أدق من الطحين
وروى شوست. وسوس عظمي ودود لحمي من ذاك إذا تهالكت عما.
س و طضربه سوطاً وأسواطاً. وسطت الدابة وسيطت تساط. قال:
فصوبته كأنه صوب غبية ... على الأمعز الضاحي إذا سيط أحضرا
وساط الهريشة بالمسوط والمسواط وسوطها. وساط الأقط: خلطه. وأموالهم وأماتعهم سويطة فوضى مختلطة.
ومن المجاز: صب عليهم سوط عذاب. وساق الأمور بسوط واحد. وهما يتعاطيان سوطاً واحداً إذا اتفقا على نجر واحد وخلق واحد. وخذوا في هذا السوط وهو طريق دقيق بين شرفين، وفي هذه السياط والأسواط. ووردنا على سوط من الماء وهي فضلة غدير ممتدة كالسوط، وعلى سياط. وسيط حبك بدمي ومن دمي: قال كعب:
لكنها خلة قد سيط من دمها ... فجمع وولع وإخلاف وتبديل
وقال عمر بن أبي ربيعة:
أفق إن هندا حبها سيط من دمي ... ولحمي فمهما اسطعت منه فغيّر
وقال أيضاً:
هنيئاً لكم قلبي وصفو مودتي ... فقد سيط من لحمي هواك ومن دمي
ونحن نسوط هذا الأمر: نقلبه ظهراً لبطن وندبره. وفلان يسوط الحرب ويوسطها: يباشرها قال:
فسطها ذميم الرأي غير موفق ... فلست على تسويطها بمعان
س و عالأيام تأكلها الساع، وساعة سوعاء، كليلة ليلاء. وعاملته مساوعة. وهو ضائع سائع.
س و غساغ له الطعام والشراب، وأساغه الله تعالةى، وماء سائغ وسيغ. قال عويف القوافي:
فسوف أجزيك بشرب شربا ... لا سيغاً ولا هنياً عذبا
وهذا سوغ هذا: لأخيه الذي يليه في الولادة.
ومن المجاز: لا يسوغ لك أن تفعل كذا: لا يجوز. وسوغته ما أصاب: جوزته له. ولا أجد له مساغاً. قال المتلمس:
فأطرق إطراق الشجاع ولو رأى ... مساغاً لنابيه الشجاع لصمما
س و فسوف الأمر إذا قال سوف أفعل. وسافه سوفاً واستافه: شمه. قال رؤبة:
إذا الدليل استاف أخلاق الطرق
وساوفته: شاممته. وأسافني ريحاً فسفته. قال:
إذا دفن ريحاناً بمسك أسفنه ... عرانين شما زينت أعيناً نجلا
وفلان مضيف مسيف، وقد أساف: وقع في ماله السواف بالفتح والضم وهو الفناء. قال طفيل الغنويّ:
فأبل واسترخى به الخطب بعدما ... أساف ولولا سعينا لم يؤبل
وفي مثل: " أساف حتى ما يشتكى السواف " لمن مرن على الشدائد. ويقال: أصبر على السواف، من ثالثة الأثاف. وبني سافاً وسافين وثلاث سافات.
ومن المجاز: كم مسافة هذه الأرض، وبيننا مسافة عشرين يوماً: للمضرب البعيد، وأصلها موضع سوف الأدلاء يتعرفون حالها من قرب وبعد وجور وقصد. قال امرؤ القيس:
على لاحب لا يهتدى بمناره ... إذا سافه العود الديافي جرجرا
وبينهم مساوف ومراحل جمع مسافة. قال ذو الرمة:
فقام إلى حرف طواها بطية ... بها كل لماع بعيد المساوف
وركية مسوفة، يقال: سوف يوجد فيها الماء أو يساف ماؤها فيعاف. قال جران العود:
فناشحون قليلاً من مسوفة ... من آجن ركضت فيه العداميل
وساوفته: ساررته. وساوفتها: ضاجعتها. قال الراعي:
يثني مساوفها غرضوف أرنبة ... شماء من رخصة في جيدها غيد

وفلان يقتات السوف أي يعيش بالأماني، وما قوته إلا السوف. قال الكميت:
وكان السوف للفتيان قوتاً ... تعيش به وهنئت الرقوب
بقلة أولادها.
ومن مجاز المجاز: قول ذي الرمة:
وأبعدهم مسافة غور عقل ... إذا ما الأمر ذو الشبهات عالا
س و قساق النعم فانساقت، وقدم عليك بنو فلان فأقدتهم خيلاً، وأسقتهم إبلاً. قال الكميت:
ومقل أسقتموه فأثرى ... مائة من عطائكم جرجورا
وهو من السوقة والسوق وهم غير الملوك. وتسوق القوم: اتخذوا سوقاً. وسوق وأسوق وسيقان خدال، ورجل أسوق: طويل الساق، وامرأة سوقاء وفيها سوق. ودعت الحمامة ساق حر. ونجى العدو الوسيقة والسيقة وهي الطريدة التي يطردها من إبل الحي. قال:
وما الناس إلا مثل سيقة العدا ... إن استقدمت نحر وإن جبأت عقر
ومن المجاز: ساق الله إليه خيراً. وساق إليها المهر. وساقت الريح السحاب. وأردت هذه الدار بثمن، فساقها الله إليك بلا ثمن. والمحتضر يسوق سياقاً. وفلان في ساقة العسكر: في آخره وهو جمع سائق كقادة في قائد. وهو يساوقه ويقاوده، وتساوقت الإبل: تتابعت. وهو يسوق الحديث أحسن سياق، و " إليك يساق الحديث " وهذا الكلام مساقة إلى كذا، وجئتك بالحديث على سوقه: على سرده. وضرب البخور بكمه وقال: سوقاً إلى فلان. والمرء سيقه القدر: يسوقه إلى ما قدر له لا يعدوه. قال:
وما الناس في شيء من الدهر والمنى ... وما الناس إلا سيقات المقادر
وقطع ساق الشجرة. وقامت الحرب على ساقها. وكشف الأمر عن ساقه. قال:
عجبت من نفسي ومن إشفاقها ... ومن طرادي الطير عن أرزاقها
في سنة قد كشفت عن ساقها
وقام على ساق وعلى رجل في حاجتي إذا جد فيها، و " قرع للأمر ساقه وظنبوبه " : تشمر له. وولدت فلانة ثلاثة بنين على ساق واحد: بعضهم في أثر بعض ليس بينهم جارية. ورأيته يكر في سوق الحرب: في حومة القتال ووسطه.
س و كساك أسنانه بالسواك والمسواك، واستاك وتسوك. وجاءت الغنم تساوك هزلاً أي يحكّ بعض عظامها بعضاً.
س و لسول له الشيطان ونفسه أمراً: سهل له وزين، وهذا من تسويلات الشياطين.
س و مسام البائع السلعة إذا عرضها للبيع وذكر ثمنها، وما أغلى سومته وسميته، وسامها المشتري واستامها، وبعته من أول سائم سامني. وساومها وتساوماها وهي المقاولة في المبايعة. وسوم فرسه: أعلمه بسومة وهي العلامة، وخيل مسومة. وسامت الماشية: رعت، وأسامها الراعي وسومها، ولهم سوام وسائمة سوائم.
ومن المجاز: سمت المرأة المعانقة: أردتها منها وعرضتها عليها. وسمته خسفاً. قال:
إذا سمته وصل القرابة سامني ... قطيعتها تلك السفاهة والظلم
وقال الطرماح:
وطعنهم الأعداء شزراً وإنما ... يسام ويقني الخسف من لم يطاعن
وسام ناقته على الحوض: عرضها عليه. وعرض عليّ الأمر سوم عالة أي عرضاً سابرياً كما تسام العالة على الشرب لا يستقصى في ذلك لأنها رويت بالنهل. وسومت غلامي: خليته وما يريد. وسومت فلاناً في مالي، وفلان محكم مسوم: محلّى لا تثنى له يد في أمر. وفيه سيما الصلاح وسيماؤه. قال القطامي:
أبي عنه ورثت سوام مجد ... وكل أب سيورث ما يسم
س و يإستوى الشيئان وتساويا، وساوى أحدهما صاعحبه، وفلان يساويك في العلم. وساوى بين الشيئين، وسوّى بينهما، وساويت هذا بهذا وسوّيته. قال الرا عي:
يجرد عليهن الأجلة سويت ... بضيف الشتاء والبنين الأصاغر
أي يصونها صيانة الضيوف والأطفال. وسويت المعوج فاستوى، وهو سويّ. ورزقك الله تعالى ولداً سوياً: لا داء به ولا عيب. وهما على سوية من الأمر وسواء. ويه النصفة والسوية. وهما سواء، وهم سواسية في الشر، وأنتما سيان. وما هو بسيٍّ لك. وفعل القوم كذا ولا سيما زيد. ومكان سوى: وسط بين الحدين. وجاؤا سوى فلان وسواءه " فرآه في سواء الجحيم " : في وسطها، وضرب سواءه: وسطه. وضربه على مستوى مفرقه. قال بعض بني أزنم:
نحن من خير معد حسباً ... ولنا قدماً على الناس المهل
إذا ضربنا الصمة الخير على ... مستوى مفرقه حتى انجدل

ورجل سواء القدم: مستويها ليس لها أخمص. وأسوى برزخاص من القرآن: أسقطه وسها عنه.
ومن المجاز: إذا صليت الفجر استويت إليك. قصدتك قصداً لا ألوي على شيء. " ثم استوى إلى السماء " واستوى على الدابة وعلى السري والفراش. وانتهى شبابه واستوى. واستوى على البلد. وهذا المتاع لا يساوي هذا الثمن. وسو أخدعيك.
س ي بساب الماء يسيب سيباً، وهذا سيب الماء: لمجراه.
ومن المجاز: الحية تسيب وتنساب. وسابت الدابة وسيبتها أنا، ودوابهم سوائب وسيب: مهملة. وعبده سائبة من السوائب. وساب في منطقه: أفاض فيه من غير روية. وفاض سيبه على الناس: عطاؤه. ووجد فلان سيباً: ركازاً " وفي السيوب الخمس " . وسيب الفرس جردانه إذا أدلى.
س ي حساح الماء على وجه الأرض سيحاً، وماء سائح وسيح، وأساح فلان نهراً: أجراه. قال الفرزدق:
وكم للمسلمين أسحت فيهم ... بإذن الله من نهر ونهر
وكساء مسيح: مخطط.
ومن المجاز: ساح الرجل في الأرض سياحة، ورجل سائح وسياح " فسيحوا في الأرض " وشبه الصائم به فقيل له: سائح. قال أبو طالب:
وبالسائحين لا يذوقون قطرة ... لربهم ولاراتكات العوامل
وأساح الفرس جردانه وسيحه، والعير مسيح العجيزة: للبياض على عجزه. قال ذو الرمة:
تهاوى به الظلماء حرف كأنها ... مسيح أطراف العجيزة أصحر
وسيح فلان تسييحاً كثيراً إذا نمق كلامه.
س ي دهو عليّ كالسيد وهو الذئب، وهم عليّ كالسيدان، نحو صنو وصنوان.
ومن المجاز: امرأة سيدانة: جرية كالذئبة ويقال للذئبة: السيدانة.
س ي ررجل سيار، وقوم سياة، وساروا من بلد إلى بلد، وأسارهم غيرهم وسيرهم، وسار دابته وسيرها وأسارها إلى المرعى. وسيره من البلد: أشخصه وغربه. وسايرته مسايرة، وتسايرنا. وشده بالسير والسيور، ومنه ثوب مسير: مخطط شبهت خطوطه بالسيور، ومنه: عليه ثوب من السيراء: لضرب من برود الحرير. وسيرت المرأة خضابها: خططته. قال ابن مقبل:
وأشنب تجلوه بعود أراكة ... ورخصاً علته بالخضاب مسيراً
ومن المجاز: سيرت الجل عن الدابة: ألقيته. وتسير جلده: تقشر. وتساير عن وجهه الغضب. وسار الوالي في الرعية سيرة حسنة، وأحسن السير. وهذا في سير الأولين. وقال خالد بن زهير:
فلا تغضبن من سنة أنت سرتها ... فأول راضي سنة من يسيرها
س ي عسيع الجدار: طلاه بالسياع وهو الطين أو الجص. قال القطامي:
فلما أن جرى سمن عليها ... كما بطنت بالفدن السياعا
والمسيعة والسياع بالكسر آلته. وساع الماء والآل يسيعان.
س ي فسافه وتسيفقه: ضربه بالسيف، وسايفه وتسايفوا، وهو مسيف سائف: ذو سيف ضارب به، وهو سياف الأمير: للذي يضرب أعناق الجناة. وأقبلت السيافة وهي المقاتلة بالسيوف. وجارية سيفانة: شطبة كأنها تصل سيف. وبردٌ سيف: عريض الخطوط كالسيوف. ونزلوا بالسيف: بالساحل. وهم أهل أسياف وأرياف.
ومن المجاز: بين فكيه سيف صارم. ولبعضهم:
تقلقل بين فكيك ابن غمد ... صليل غراره الكلم الفصاح
تقط به مفاصل كل قول ... ونت عنها المهندة الصفاح
س ي لسال الماء في مسيله ومسايله، وأسلته وسيلته، ونزلنا بواد نبته ميال، وماؤه سيال. ولبعضهم.
النبت ميال على رملاته ... والماء سيال على أحجاره
وطول سيلان السيف والسكين وهو ذنبه الداخل في النصاب. وكأن ثغرها شوك السيال وهو شجر الخلاف بلغة اليمن.
ومن المجاز: سالت عليه الخيل. وقال:
أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا ... وسالت بأعناق المطي الأباطح
وقال:
سالت عليه شعاب الحيّ حين دعا ... أنصاره بوجوه كالدنانير
وقال عبيد بن أيو العنبريّ:
وواعد مخوف لا تسيل فجاجه ... بركب ولم تعنق لديه أراجله
ورأيت سائلة من الناس وسيالة: جماعة سالوا من ناحية. وإن فلاناً لمسال الخدين: أسيلهما، وإنه لطويل المسالين وهما جانبا لحييه. وتقول: نازلت الأبطال ولما يسل وجهي.
كتاب الشين

ش أ ش أ
شأشأت بالحمار إذا زجرته ليمضي أو يلحق أو دعوته إلى العلف.
ش أ ب

جاء شؤبوب من مطر وشآبيب. وتقول: جواد يعبوب، يكفيك من جوده شؤبوب.
ش أ زمكان شئز وشأز وشأس: خشن، وقد شئز المكان. وأشأزه الهم: أقلقه.
ش أ فشئفت رجله وشئفت إذا خرجت عليها الشأفة وهي قرحة، وقيل: تشققت مثل سئفت بالسين.
ومن المجاز: بينهم شأفة: عداوة. وقد شئفت له مثل شنفت له إذا شنفت له إذا شنئته. واستأصل الله تعالى شأفتهم: عداوتهم وأذاهم. قال الكميت:
ولم نفتأ كذلك كل يوم ... لشأفة واغرٍ مستأصلينا
ش أ مهو من أهل الشأم، ورجل شآم، وقد أشأم، وتقول: جمع بين المتفرق، وقرن المشئم بالمعرق. وقعد شأمة: يسرة. والشأم عن مشأمة القبلة و " هم أصحاب المشأمة " . وشائم بأصحابك: ياسر، واعتمد على رجله الشؤمى: اليسرى، ومضى على شؤمي يديه. وشئم فلان وهو مشئوم، وأصابهم بالشؤم والمشأمة، وجرى لهم الطائر الأشأم والطير الأشائم. قال:
فإذا الأشائم كالأيا ... من والأيامن كالأشائم
وقال زهير:
فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم ... كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم
أي غلمان طائر أشأم من كل مشئوم، وتشأمت به وتشاءمت.
ش أ نما شأنك؟ وهذا شأن من الشأن، وكلفني شؤونك. وفاضت شؤونه وهي عروق الدمع.
ش أ وعدا شأواً، وهو بعيد الشأو، وشأوته: سبقته، وتشاءوا.
ش ب بشببت النار: رفعتها. وشبّ الصبي شباباً، وقوم شبّان وشباب وشببة، وسقى الله تعالى عصر الشبيبة وعصور الشبائب، وتقول: كان عصر شبابي، أحلى من العسل الشبابي؛ منسوب إلى بني شبابة من أهل الطائف. وأشبه الله تعالى. وشب الفرس شباباً وشبيباً. وتقول: المرء في شبابه، كالمهر في شبابه.
ومن المجاز والكناية: شبت الحرب بينهم. وسمعت من يحي النار وهو يقول:
تشبّبي تشبّب النميمة ... تسعى بها زهراً إلى تميمه
وهو كقولهم: أوقد بالنميمة ناراً. قال عمر بن أبي ربيعة:
ليس كالعهد إذ علمت ولكن ... أوقد الناس بالنميمة ناراً
وشبّ الخمار وجهها، وهو شبوب لوجهها. والجوهر يشب بعضه بعضاً. و " لبس رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مدرعة سوداء فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: ما أحسنها عليك يشب سوادها بياضك وبياضك سوادها " أي يرفعه ويزيده. ورجل مشبوب: حسن الوجه. قال العجاج:
ومن قريش كل مشبوب أغر
وطلعت المشبوبتان أي الزهرتان وهما الزهرة والمشتري لحسنهما وإشراقهما. وقال الشاخ:
وعنس كألواح الإران نسأتها ... إذا قيل للمشبوبتين هما هما
وشب له كذا وأشب: رفع وأتيح. قال: يصف امرأة مذءوبة:
أشب لها القلوب من بطن قرقري ... وقد يجلب الشيء البعيد الجوالب
ولقيته في شباب النهار، وقدم في شباب الشهر. وقال مليح الهذليّ يصف ظعائن:
مكثن على حاجاتهن وقد مضى ... شباب الضحى والعيس ما تتبرح
وقصيدة حسنة الشباب وهو التشبيب. قال كثير:
إذا شبّبت في غير ابن ليلى ... عروض قصيدة بغض الشباب
وكان جرير أرق الناس شباباً. وكان أبو الحسن الأخفش يقول: الشباب قطيعة لجرير دون الشعراء، وشبب قصيدته بفلانة. قال عمر بن أبي ربيعة:
فبتلك أهذي ما حييت صبابة ... وبها الحياة أشبب الأشعارا
وأشب الله تعالى قرنك. وأشب فلان بنين إذا شب بنوه. وهو مشبوب الأظافر: محدّدها كأنها تلتهب لحدتها. قال:
صعب البديهة مشبوب أظافره ... مواثب أهرت الشدقين حساس
ش ب ثتشبث به، وشابثه. وكأن فرنده مدارج شبثان وهو جمع شبث.
ش ب حلاح لي شبح: شخص، وهم أشباح بلا أرواح، و " أدق من شبح باطل " وهو الهباء، وقيل: الأسماء ضربان أسماء الأشباح وهي التي أدركتها الرؤية والحس، وأسماء الأعمال وهي التي لا تدركها الرؤية ولا الحس، وهو كقولهم: أسماء الأعيان وأسماء المعاني. وشبح الإهاب: مدّه بين الأوتاد، وشبحه وشبّحه بين العقابين. ورجل مشبوخ الذراعين، وشبح الداعي: مد يديه في الدعاء ورفعهما. قال جرير:
فعليك من صلوات ربك كلّما ... شبح الحجيج مبلدين وغاروا
هبطوا غور تهامة.
ومن المجاز: الحرباء يشبح على العود أي يمد يديد كالداعي.
ش ب ر

شبره يشبره: قدّره بشبره، وهو أشبر من صاحبه: أوسع شبراً.
ومن المجاز: هو قصير الشبر مقارب الخلق. قالت الخنساء:
معاذ الله ينكحني حبركي ... قصير الشبر من جشم بن بكر
وشبره مالاً وأشبره: أعطاه، والشبر العطاء وهو من الشبر كما قيل: الباع واليد: للكرم والنعمة. ومن لك بان تشبر البسيطة: لمن يتكلّف ما لا يطيق.
ش ب طقربوا إليهم شبابيط كالبرابط وهي سمك صغار الرءوس دقاق الأذناب عراض الأوساط، الواحد شبوط وشبه به البربط.
ش ب عرجل شبعان، وامرأة شبعى، وقوم شباع، وتقول: قوم إذا جاعوا كاعوا، وتراهم سباعاً إذا كانوا شباعاً، وقد شبع شبعاً، وأصاب شبعا لبطنه وهو القدر الذي يشبع منه، وتروّوا وتشبّعوا.
ومن المجاز: شبعت من هذا الأمر ورويت إذا مللته وكرهته. وأشبع الثوب صبغاً، وثوب شبيع الغزل: كثيره. وأشبع الرجل كلامه. وساق في هذا المعنى فصلاً مشبعاً. وكل ما وفّرته فقد أشبعته. وتشبع بأكثر مما عنده. وامرأة شبعى الوشاح والخلخال والدرع إذا كانت سمينة. وهذا بلد قد شبعت غنمه أي خصيب.
ش ب قتخرج المرأة تفلة فإن العبق، يهيج الشبق.
ش ب كاشتبكت الرياح، واشتبكت النجوم. وشبك أصابعه تشبيكاً. وشبك الأشياء فتشبكت، وشابك بينها فتشابكت. وشيء مشبك. ورأيته ينظر من الشباك. ونصبوا الشبكة والشبك والشباك، ورأيت على الماء الشباك وهم الصيادون بالشبك. قال الراعي:
أو رعلة من قطا فيحان حلأها ... من ماء يثربة الشباك والرصد
ومن المجاز: اشتبكت الأرحام، وبينهم أرحام مشتبكة ومتشابكة، وتقول: بينهما شبهة سبب، لا شبكة نسب؛ ولحمة شابكة. واشتبك الظلام. وهجمنا على شبكة وشباك وهي آبار متقاربة. قال جرير:
سقى ربي شباك بني كليب ... إذا ما الماء أسكن في البلاد
ش ب للبوة مشبل: معها أشبالها.
ومن المجاز: أشبلت فلانة بعد بعلها: صبرت على أولادها لم تتزوج، ومنه أشبلت عليه إذا عطفت، وتقول: هي في إشبالها، كاللّبوة على أشبالها.
ش ب مماء شبم. وغداة شبمة. ويوم شديد الشبم. وجعل الشبام ف يفم الجدي لئلا يرضع وهو عويد. ويقال: هو كالأسد المشبم. وشدت المرأة الشبامين: خيطي البرقع في قفاها. قال:
إذا أنا في عهد الشباب الرائع ... أجر برديّ إلى المصانع
هناك أغلي شبم البراقع
ش ب هماله شبه وشبه وشبيه، وفيه شبه منه، وقد أشبه أباه وشابهه، وما أشبههبأبيه. وفي الحديث " اللبن يشبه عليه " وتشابه الشيئان واشتبها، وشبّهته به وشبّهته إياه، واشتبهت الأمور وتشابهت: التبست لإشباه بعضها بعضاً. وفي القرآن المحكم والمتشابه. وشبه عليه الأمر: لُبّس عليه، وإياك والمشبهات: الأمور المشكلات. ووقع في الشبهة والشبهات. وعنده أواني الشبه والشبه. قال يصف ناقة:
تدين لمزرور إلى جنب حلقة ... من الشبه سواها برفق طبيبها
ش ب وكأنهم شبا الأسنة وكأنه شباة سنان.
ومن المجاز: رجل شباة: سفيه. قال الأعشى:
فما أنا عما تفعلون بغافل ... ولا بشباةٍ جهله يتدفق
وفرس شباة: حديدة تمطو في العنان وتثب فيه. قال:
ومن دونها قوم حموها أعزة ... بسمر القنا والمرهفات البواتر
وكل شباة في اللجام كأنها ... إذا ضمها المشوار قدح المخاطر
ش ت تشت الشعب شتاتاً. وشتتهم الله تعالى فتشتتوا. وفرقهم البين المشت فتفرقوا شتّى وأشتاتاً. وقال معاوية: في الحيس طيبات جمعن من شتى. وصار جمعهم شتيتاً. وثغر شتيت: مفلج. وشتان ما هما، وشتان ما بينهما. قال:
شتان خلو نائم ... وهو على سهر مكب
ش ت ررجل أشتر وبه شتر وهو انقلاب الجفن الأسفل.
ش ت ويوم شاتٍ، وليلة شاتية، وشتونا بمكان كذا، وهو مشتانا، وأشتوا: دخلوا في الشتاء، وهذا وقت الشتاء والمشتاة. قال طرفة:
نحن في المشتاة ندعو الجفلى
وشتوة باردة، ومكان شتوي. قال ذو الرمة:
كأن الندى الشتوي يرفض ماؤه ... على أشنب الأنياب متسق الثغر
ش ث نرجل شثن الأصابع، وبنان شثن. قال امرؤ القيس:

وتعطو برخص غير شثن كأنه ... أساريع ظبي أو مساويك إسحل
وأسد شثن البراثن. قال الطرماح يصف كلباً:
معيد قمطر الرجل مختلف الشبا ... شرنيث شوك الكفّ شثن البراثن
ش ج بنشروا ثيابهم على المشاجب. وشجب فلان: هلك شجباً، وهو شجب وشاجب. قال عنترة:
فمن يك في قتله يمتري ... فإن أبا نوفل قد شجب
ش ج جشجّه في رأسه أو وجهه شجة منكرة. والشجاج عشر. وبينهم شجاج أي مشاجة قد شج بعضهم بعضاً. ورجل أشج بين الشجج: به شجة.
ومن المجاز: ما بالدار إلا نؤيٌ وشجيج القذال ومشجج وهو الوتد. قال:
أقوين إلا شجيجاً لا انتصار به ... بان الذين أصابوه ولم يبن
وأنشد سيبويه:
ومشجج أما سواء قذاله ... فبدا وغيب ساره المعزاء
وشج المفازة: قطعها. قال زهير:
يشج بها الأماعز وهي تهوي ... هويّ الدلو أسلمها الرشاء
وشجت السفينة البحر. وشج الشراب بالمزاج. وفلان يشج مرة ويأسو مرة إذا أخطأ وأصاب.
ش ج رواد شجير، وأرض شجرة: كثيرة الشجر، وهذه الأرض أشجر من هذه. وكنا في الشجراء وهي الجشر الملتف كالأجمة. وقد شاجر المال إذا فنى البقل فصار إلى الشجر يرعاه. وبعير مشاجر. واشتجر القوم وتشاجروا: اختلفوا، وبينهم مشاجرة، وشجر ما بينهم. وبات مرتفقاً ومشتجراً: من شجر الفم وهو مفتحه. والضاد من الحروف الشجرية. وشجرته بالرمح: طعنته، وتشاجروا بالرماح. وفلان شجير وشطير: غريب. وتقول: ما رأيت شجيرين، إلا سجيرين: صديقين. وما شجرك عن كذا: ما صرفك. وشجروا فاه فأوجروه إذا فتحوه بعود.
ومن المجاز: هو من شجرة النبوّة. ومن شجرة طيبة. وما أحسن شجرة ضرعها أي شكله وهيئته.
ش ج عرجل شجاع وشجيع، وقوم شجعاء وشجعة وشجعان، وامرأة شجاعة وشجيعة، ونساء شجاعات وشجيعات وشجائع، وشجع شجاعة. وتشجعوا فحملوا عليهم. وما شجعك على هذا أي جرأك. وشاجعته فشجعته. وتقول: ما تغني عنك المساجعة، إذا طلبت منك المشاجعة. وامرأة شجعة وشجعاء: جريئة على الرجال في كلامها وسلاطتها.
ومن المجاز: نفثه الشجاع وهو الحية الجريئة الشديدة. وبه جوع شجاع. قال:
أردّ شجاع الجوع قد تعلمينه ... وأوثر غيري من عيالك بالطعم
ش ج نهو أخو شجن وأشجان وشجون وهي الهموم والحاجات التي تهم. وأنشد ابن الأعرابي:
من كان يرجو بقاء لا نفاد له ... فلا يكن عرض الدنيا له شجنا
وأنشد أبو زيد:
ذكرتك حيث استأمن الوحش والتقت ... رفاق من الآفاق شتّى شجونها
و " الحديث ذو شجون " : ذو شعب وبينهما شجنة رحم، والرحم شجنة من الله. والشجنة: الشعبة.
ش ج وشجاه الهم شجوا. وأمر شاج: محزن. وبكى فلان شجوه، وبكت الحمامة شجوّها. وتشاجت فلانة على زوجها: تحازنت عليه. وشجي بالعظم وغيره شجي. قال:
في حلقكم عظم وقد شجينا
وتقول: عليك بالكظم، وإن شجيت بالعظم. ورجل شج. وفي مثل " ويل للشجي من الخلي " وروي مشدداً بمعنى المشجو، وعزي إلى الأصمعيّ وأنشد:
ويل الشجي من الخليّ فإنه ... نصب الفؤاد بحزنه مهموم
وقال أبو داود:
من لعين بدمعها موليه ... ولنفس بما عناها شجية
وأشجاه بكذا: أغصه به. قال:
إني أتاني خبر فأشجان ... أن الغواة قتلوا ابن عفان
خليفة الله بغير برهان
ومن المجاز: في حلقه شجاً ما ينتزع وهو ما يشجى به. قال سويد:
ويراني كالشجا في حلقه ... عسراً مخرجه ما ينتزع
ش ح بهو شاحب اللون وقد شحب وشحب شحوباً. قال:
تقول ابنتي لما رأتني شاحباً ... كأنك فينا يا أبات غريب
وقال أبو زيد: الشحوب في لغة بني كلاب: الهزال وأنشد:
بمنزلة أما اللئيم فسامن ... بها وكرام القوم باد شحوبها
ش ح ثرجل شحاثٌ شحاذ وهو الملح في مسألته.
ش ح جشجني الشواحج بالضحى: الغبربان. ومراكبهم بنات شحّاج وهي البغال والحمير. والشحيج: ترجيع الصوت.
ش ح ح

هو يشح بماله. وهو يشاحني بكذا. وهما يتشاحان عليه أن لا يفوتهما. وقوم شحاح وأشحة على الخير. وعن نهار الضبابيّ: أوصى فلان بكذا في صحته وشحته. ورجل شحيح وشحاح. وخطيب شحشح: ماض في خطبته.
ومن المجاز: زند شحاح: لا يرى. وإبل شحائح: قليلات الدر. وأنشد الكسائيّ:
تروح علينا ثلّة في ضروعها ... نحاء تروّى كل غاد ورائح
يوفين أرفاداً ويملأن بعدها ... أساقي ليست بالبكاء الشحائح
ش ح ذسكين شحيذ.
ومن المجاز: فلان يشحذ الناس: يسألهم ملحاً عليهم. وهو شحاذ. ورأيته يتشحذ. وشحذته ببصري: حدجته. ووابل شحاذ: ملح. واشحذ له غرب ذهنك. وهذا الكلام مشحذة للفهم.
ش ح ركأنه العنبر الشحري: منشوب إلى شحر عمان وهو ساحله.
ش ح طمنزل شاحط. ولا أنساك على شحط الدار. والقتيل يتشحّط في الدم. والولد يتشحط في السلي: يضطرب. وتقول: ما أرنّ الشوحط، إلا خرّ يتشحط؛ وهو من شجر القسيّ.
ش ح مهو لحيم شحيم، شحم، شاحم، مشحم، شحام: سمين، محبّ للشحم، مطعم له، مستكثر منه، بيّاع له.
ومن المجاز: علقت القرط في شحمة أذنها استعيرت لتلك اللحمة للينها. وكأن بنانها شحمة الأرض وهي دود لطيف. وهم بشحم الكلى أي في نعمة وخصب. قال الأعشى:
وكانوا بشحم الكلى قبلها ... فقد جرّبوها لمرتادها
الضمير للحرب. وعن ابن الأعرابي: لقيت الأصمعي بشحم كلاه أي بجن نشاطه. وفلان يلوك الجود شحمة ماله. وقال أبو نواس:
فتىً لا تلوك الخمر شحمة ماله ... ولكن أياد عود وبوادي
ش ح نشحن السفينة: ملأها وأتمّ جهازها كلّه " في الفلك المشحون " وبينهما شحناه: عداوة، وهو مشاحن لأخيه. ويقال: للشيء الشديد الحموضة: إنه ليشحن الذباب أي يطرده.
ش ح وشحا فاه: فتحه، وشحا فوه بنفسه، وشحا اللجام فم الفرس، وجاءت الخيل شواحي: فواغر، وتقول: شحا فاه، فحسا لهاه، ومنه فرس بعيد الشحوة وهي سعة الخطو وبعد الوثوب.
ومن المجاز: إناء واسع الشحوة أي الجوف. ورجل بعيد الشحوة في مقاصده. قال:
رميت بالنفس بعيد الشحوه ... ثم توكلت على ذي القوة
ش خ بشخبت اللقاح وشخبت اللبن: حلبت، أشخب وأشخب، وانشخب اللبن انشخاباً. وفي مثل " شخب في الإناء وشخب في الأرض " لمن يصيب ويخطيء وهو ما يمتد من اللبن كالخيط عند الحلب وهو فعل بمعنى مفعول كالخبز والقوت.
ومن المجاز: أوداجه تشخب دماً كأنها تحلبه.
ش ح تهو شخت وشخيت: دقيق، وقوائمه شخات.
ومن المجاز: فلان شخت الخلق: دنيّه. قال:
أقاسيم جزأها صانع ... فمنها النبيل ومنها الشخت
ش خ خشخّ ببوله: أرسله بصوت.
ش خ ستشاخس فوه إذا اختلفت أسنانه، وشاخس فاه الدهر ودلك عند الهرم. وكرف الحمار ثم شاخس إذا فتح فاه رافعاً رأسه بعد شم الروثة.
ومن المجاز: فلان أخلاقه متشاكسه، وأفعاله متشاخسة.
ش خ صرأيت أشخاصاً وشخوصاً، وامرأة شخيصة، كقولك: جسيمة. وشخص من مكانه، وأشخصته.
ومن المجاز: شخّص الشيء إذا عينه، وشيء مشخص، وشخص بصر الميت، وشخص إليك بصري، والأبصار نحوك شاخصة وشواخص، وتقول: سمعت بقدومك فقلبي بين جناحيّ راقص، وبصري تحت حجاجيّ شاخص. وشخص بفلان إذا ورد عليه أمر أقلقه. وأشخص فلان بفلان إذا اغتابه. وأشخصت له في المنطق إذا تجهمته، ومنطق شخيص: فيه تجهم. وأشخص الرامي إذا جاز سهمه الغرض من أعلاه، وأشخص بسهمه وأشخص سهمه، وقد شخص السهم، وسهم شاخص. ورمي بالشاخصات. قال حميد بن ثور:
تغلغل سهم بين صدّين أشخصت ... به كف رام وجهةً لا يريدها
وقال آخر:
لها أسهم لا قاصرات عن الحشا ... ولا شاخصات عن فؤادي طوالع ش د خ
شدخ الشيء الأجوف أو الرخص إذا كسره أو غمزه، ويقال: شدخ الرأس والحنظل، وشدخ البسر فانشدح، وحنظل وبسر مشدخ، وعندهم المشدخ وهو بسر يغمز وييبس للشتاء. وغلام شادخ: شاب. وغرة شادخة: غشت الوجه من الناصية إلى الأنف.

ومن المجاز: شدخ دماءهم تحت قدمه: أبطلها، ومنه قيل ليعمر بن الملوح الذي حكم بين خزاعة وقصيّ حين اقتتلوا فأبطل دماء خزاعة وقضى بالبيت لقصيّ: الشداخ، وله يقول قصيّ:
إذا خطرت بنو الشداخ حولي ... ومد البحر من ليث بن بكر
ش د درجل شديد وشديد القوى، وقوم شداد وأشداء. وشد العقدة فاشتدت. " فشدوا الوثاق " : وشده الله: قواه يشده فاشتد، ويقال: شد الله منك. وهو شديد على قومه، وقد شدد عليهم. ومن شدد شدد الله تعالى عليه. ورجل شديد مشد: شديد الدابة. وأشد القوم. وهذا مشد العصابة. وشاده: قاواه " ومن يشاد الدين يغلبه " . وشدّ في العدو واشتدّ. وأتاني شداً. قال:
وبقي الهيق يشد شدّاً ... يكاد عنه الجلد أن ينقدّا
وامش في شدة الأرض وصلابتها. وقاسيت من فلان الشدة. وبلغ أشده. وفلان شديد ومتشدد: بخيل، وفيه شدة وتشدد. وأتانا شد النهار وشد الضحى وهو ارتفاعه. وشدوا عليهم شدة صادقة. قال خداش بن زهير:
يا شدة ما شددنا غير كاذبة ... على سخينة لولا الليل والحرم
ش د قهو أشدق: واشع الشدقين وهما نهيتا الفم من الجانبين. وتقول: غضبوا فانقلبت أحداقهم، وأزبدت أشداقهم. ورجل أشدق: واسع الشدق، وقوم شدق، وفيهم شدق.
ومن المجاز: خطيب أشدق: مفوه كليم. ومنه قيل لعمرو بن سعيد: الأشدق، وتشدق في كلامه: تشبه بالأشدق تفصحاً. ونزلوا بشدق الوادي. ونزلنا بشدق العراق: بناحيته. وأقبل سيل فأفعم أشداق الأودية.
ش د نجارية كأنها شدن: ظبي. وقد شدن أي ترعرع. وظبية مشدن، وقد أشدنت. وناقة شدنية. وشدن بلد أو فحل.
ش د ههو مشدوه: مسغول مدهوش، وهو في مشاده: في مشاغل.
ش د وشدا من العلم شيئاً وهو شاد، وأخذ منه شداً: طرفاً وذرواً. قال:
فاطم ردي لي شداً من نفسي
وكذلك شداً من الغناء، ثم قيل للمغني: الشادشي، وهو يشدو بكذا: يغنّي به، وذكره يشدو به الشداه، ويحدو به الحداه.
ش ذ بشذب الشجرة. ونخل مشذب، وطار عن النخل شذبه وهو ما قطع عنه.
ومن المجاز: فرس مشذب: طويل استعير من الجذع المشذب. قال يصف فرساً:
بمشذب كالجذع صا ... ك على حواجبه خضابه
يعني دم الصيد. وفي الأرض شذب من كلأ: بقية منه. وبقي عنده شذب من مال. وما بقي له إلا شذب من العسكر. وتشذب القوم: تفرقوا.
ش ذ ذشذ عن الجماعة شذوذاَ: انفرد عنهم. وهو من شذاذ القوم: من الذين هم فيهم وليسوا منهم. وجاءني شذان الناس: متفرقوهم.
ومن المجاز: هو شاذ عن القياس. وهذا مما شذ عن الأصول. وكلمة شاذة. وأصابه شذان الحصى: ما تفرق منه.
ش ذ رالتقط الشذر من المعدن والشذور. وتشذر القوم وغيرهم: تفرقوا. وذهبت غنمك شذر مذر. وأقبل يتشذّر. يتهدّد. ولبست الجارية شوذرها: إتبها. قال:
كأن إذا استقبلته أجنحاته ... شواذر جافتها ثديٌّ نواهد
ش ذ والسفيه وأذاه، كالكلب وشذاه؛ وهو ذبانه.
ومن المجاز: لقيت منه الأذى والشذا، وضرمت شذاته واضطرمت إذا اشتدّت أذاته. قال الطرماح:
لعل حلومكم تأوي إليكم ... إذا شمرت واضطرمت شذاتي
وقال:
ضرم الشذاة على الحمي ... ر إذا غدا صخب الصلاصل
وضرم شذاه إذا اشتد جوعه. ونامت شذاته وماتت شذاته إذا كفي شرّه، والأصل شذا الكلب: ذبابه وهو مؤذ.
ش ر بشرب الماء والعشل والدواء. ورجل شروب وشريب، وهو من الشرب. وسقاني بالمشربة وهي الإناء، وهذا مشرب القوم ومشربتهم، ومنه قيل للغرفة: المشربة لأنهم كانوا يشربون فيها وهي مشاربهم. وطعام ذو مشربة: من أكله شرب عليه. وهو شريبي: لمن يشاربك. وماء شروب: يصلح للشرب مع بعض كراهة، وله شرب من الماء. ومررت بالشاربة وهم الذين مسكنهم على ضفة النهر.
ومن المجاز: قول ذي الرمة:
إذا الركب راحوا راح فيها تقاذف ... إذا شربت ماء المطيّ الهواجر
و " أشربتني ما لم أشرب " إذا ادّعى عليه ما لم يفعل. وأشرب الثوب حمرة، وفيه شربة من الحمرة. وأشرب حب كذا، " وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم " . وقال زهير:
فصحوت عنها بعد حب داخل ... والحب يشربه فؤادك داء

وشرب ما ألقى عليه شرباً إذا فهمه، يقال: اسمع ثم اشرب. والثوب يتشرب الصبغ: يتنشفه. ويقول الرجل لناقته: لأشربنك الحبال والنسوع. وأشربوا إبلكم الأقران: أدخلوها فيها وشدّوها بها. قال:
فأشربتها الأقران حتى أنختها ... بقرح وقد ألقين كل جنين
وقال أبو النجم:
يرتج منها تحت كفّ الذائق ... مآكم أشربن بالمناطق
وشرب السنبل الدقيق إذا جرى فيه، ويقال للسنبل حينئذ: شارب قمح بالإضافة. وأكل فلان مالي وشربه. و " أكل عليه الدهر وشرب " . قال الجعدي:
سألتني عن أناس هلكوا ... شرب الدهر عليهم وأكل
وسمعت من يقول: رفع يده فأشربها الهواء ثم قال بها على قذالي. وقال الراعي:
إذا شرب الظمءُ الأداوى ونضبت ... ثمائلها حتى بلغن العزاليا
ذهبت بقايا مائها. وللسيف شاربان وهما الأنفان في أسفل قائمه. واشرأب له إذا رفع رأسه كالمقامح عند الشرب. ويقال للمنكر الصوت: سخب الشوارب يشبه بالحمار وهي عروق الحلقوم. قال أبو ذؤيب:
صخب الشوارب لايزال كأنه ... عبد لآل أبي ربيعة مسبع
ش ر جعقد شرج العيبة: عراها، وأشرجها. وخباء مشرج. وهذا شرجه وشريجه: لدته. قال يوسف بن عمر: أنا شريج الحجاج. وإذا شق العود بنصفين فأحدهما شريح الآخر. وأصبحوا في هذا الأمر شرجين: فرقتين. وشرّج الشيء: مزجه وجعله شريجين: لونين. قال أبو ذؤيب:
قصر الصبوح لها فشرج لحمها ... بالنّيّ فهي تتوخ فيها الإصبع
وشرج اللبن: نضده. ورجل أشرج: له خصية واحدة.
ومن المجاز: المؤمن بي شريجي غم وسرور. وأشرج صدره على كذا.
ش ر حشرح الله تعالى صدره للإسلام، وانشرح صدره. وشرح اللحم وشرحه، وأخذ شريحة من اللحم وشرائح.
ومن المجاز: شرح أمره: أظهره. وشرح المسئلة. بيّن جوابها. وشرح المرأة: أتاها مستلقية، ومنه: غطت مشرحها أي فرجها. قال دريد بن الصمة:
فإنك واعتذارك من سويد ... كحائضة ومشرحها يسيل
يعني أنك تتبرأ من دمه وأنت متدنس به. وفلان يشرح إلى الدنيا. ومالي أراك تشرح إلى كل دنيّة وهو إظهار الرغبة إليها.
ش ر خهو في شرخ الشباب: في ريعانه. وهو شرخي: لدتي. وصبيّ شارخ: حدثٌ. قال الأعشى:
وما إن أرى الدهر في صرفه ... يغادر من شارخ أو يفن
ولايزال فلان بين شرخي رحله إذا كان مسفاراً. ووضع الوتر بين شرخي الفوق وهما زنمتاه. وشرح ناب البعير: شق. وخرجوا وفي أيديهم الشروخ، جمع شرخ وهو بالفارسية: ناجح.
ش ر دبعير شارد وشرود، وإبل شرد وشرد، وبه شراد، وشردته، وشرد عني فلان: نفر، وهو طريد شريد، ومطرد مشرد، وقد شردته عني وشردت به. وتقول: حسبتك راشداً، فوجدتك شارداً.
ومن المجاز والكناية: قافي شرود: عاثرة في البلاد، وقواف شرد وشرد. قال:
شرود إذا الراوون حلّوا عقالها ... محجلة فيها كلام محجل
وقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لخوّات " أما يشرد بك بعيرك " . فقال: أمّا منذ قيّده الإسلام فلا.
ش ر رشر فلان يشر شرارة، وهو شرير. ونار ذات شرار وشرر، وطارت منها شرارة وشررة، وتقول: كان أبوك نار شرارة، وأنت منها شراره. وشرّه في الشمس وأشره وشرره وشرشره: بسطه. وضربه الكلب بشراشر ذنبه وهي أطرافه، وما تشرشر منه أي تفرق. قال ابن هرمة:
فعوين يستعجلنه ولقينه ... يضربنه بشراشر الأذناب
ومن المجاز: ألقى عليه شراشيره إذا حرص عليه وأحبه. قال ذو الرمة:
وكائن ترى من رشده في كريهة ... ومن غيةٍ تلقى عليها الشراشر
وأشرّ الأمر: أظهره.
ش ر سفيه شكاسة وشراسة، وهو عسر شرس. ومارسه فشارسه، وهو ذو شراس وشريس، وقد لان شريسه. قال:
قد علمت عمرة بالغميس ... أن أبا المسوار ذو شريس
وله نفس شريسة: قال:
فظلت ولي نفسان نفس شريسة ... ونفس تعنّاها الفراق جزوع
ش ر طشرط عليه كذا واشترط، وشارطه على كذا، وتشارطا عليه، وهذا شرطي وشريطتي. وطلع الشرطان: قرنا الحمل وذلك في أول الربيع. ونوء أشراطي. قال:
من باكر الأشراط أشراطي

ومن ثم قيل لأوائل كل شيء يقع أشراطه، ومنه أشراط الساعة، ومنه: أشرط إليه رسولاً إذا قدّمه وأعجله. يقال: أفرطه وأشرطه. وهؤلاء شرطة الحرب: لأول كتيبة تحضرها. قال يرثي أخاه:
ألا لله درك من ... فتى قومٍ إذا رهبوا
فكان أخي لشرطتهم ... إذا يدعى لها يثب
ومنه: صاحب الشرطة، والصواب في الشرطي سكون الراء نسبة إلى الشرطة والتحريك خطأ لأنه نسب إلى الشرط الذي هو جمع. وأشرط نفسه وما له في هذا الأمر إذا قدّمها. قال أوس يصف فرساً:
فأشرط فيها نفسه وهو معصم ... وألقى بأسباب له وتوكلا
وهو من شرط الناس والمال وأشراطهم. ويقال للجالب: هل في حلوبتك شرط قال: لا، كلها لباب. وقد تشرط فلان في عمله إذا تتوق وتكلّف شروطاً ما هي عليه. وشدّه بالشريط والشرط وهي خيوط من خوص. وشرطه الحجام بمشرطه، وتقول رب شرط شارط، أوجع من شرط شارط.
ش ر ععمل بالشرع والشريعة والشرعة، وشرع الله تعالى الدين. وشرع في الماء شروعاً، وورد المشرع والشريعة. والشرائع نعم الشرائع من وردها رويَ إلا دويَ. وأشرعت الماعشية وشرعتها. وشرع الباب إلى الطريق، وأشرعته. والناس فيه شرع: سواء. و " شرعك ما بلغك المحل " وركبوا فيها فمدّوا الشرع، وضربوا الشرع؛ وهي الأوتار الواحدة شرعة.
ومن المجاز: مدّ البعير شراعه إذا مدّ عنقه شبهت بشراع السفينة، وبعير شراعي العنق وشراعيها. قال:
شراعية الأعناق تلقى قلوصها ... قد استلأت في مسك كوماء بازل
أي هي في بدن البازل وجسامتها وهي قلوص. ثم قيل: رمح شراعيّ: طويل.
ش ر فعلا شرفاً من الأرض، وعلوا أشرافاً وهو المكان المشرف، وحلّوا مشارف الأرض: أعاليها، ومنه: شارف الشأم. واستشرف الشيء: رفع رأسه ينظر إليه. قال مزرد:
تطاللت فاستشرفته فرأيته ... فقلت له آأنت زيد الأراقم
وصعد مستشرفاً: عالياً. ومدينة شرفاء، ومدائن شرف: ذوات شرف، وشرفت المدينة. وأذن شرفاء: طويلة القوف. ومنكب أشرف: له ارتفاع حسن. ورجل أشرف: خلاف الأهدإ. وحارك شريف: رفيع. قال:
ويحملني في الروع أجرد سابح ... ممر ككر الأندريّ سنوف
إذا واضح التقريب أخّر سرجه ... له حارك عال أشم شريف
ومن المجاز: لفلان شرف وهو علو المنزلة، وهو شريف من الأشراف، وقد شرفت فلاناً وشرفت عليه فهو مشروف ومشروف عليه. وشرّفه الله تعالى. وتشرف بنو فلان: قتل شريفهم. قال عبد الرحمن بن حسان:
ألم تر أن القوم أمس تشرفوا ... بأغلب عود لا دنيّ ولا بكر
وفي الحديث " أمرنا أن تستشرف العين والأذن " يعني في الأضاحي أي تتفقد وتتأمل فعل الناظر المستشرف أو تطلبا شريفتين بسلامتهما من العيوب. وناقة شارف: عالية السن، وقد شرفت وشرفت شروفاً، ونوق شرف وشوارف. قال ذو الرمة:
قلائص ما تنفك تدمى أنوفها ... على منزل من عهد خرقاء شاعف
كما كنت تلقى قبل في كل منزل ... أقامت به ميّ فتيٍّ وشارف
وهو من مجاز المجاز. وبعير عظيم الشرف وهو السنام، وإبل عظام الأشراف. وقال الراعي:
لم يبق نصي من عربكتها ... شرفاً يجن سناسن الصلب
وقال:
أسعيد إنك في بني مضر ... شرف السنام وموضع القلب
وقطع شرفه وأشرافهم: أنوفهم، ويقال: قطع أشرافه. قال عدي:
كقصير إذا لم يجد غير أن جد ... ع أشرافه لمكر قصير
وهو على شرف من كذا إذا كان مشارفاً يقال في الخير والشر: وأشرف على الموت وأشفى عليه. وأشرفت نفسه على الشيء. حرصت عليه وتهالكت. قال الكميت لمسلمة بن هشام:
وعليك إشراف النفو ... س غداو إلقاء الشراشر
يعني يحرص الناس على بيعتك بالخلافة. وشارف البلد. وساروا إليهم حتى إذا شارفوهم. وهذا شرفة ماله، وهذه شرفة أموالهم: لخيارها. وفرس مشترف: سامي النظر سابق. قال جرير:
من كل مشترف وإن بعد المدى ... ضرم الرقاق مناقل الأجرال
ش ر قشرقت الشمس شروقاً: طلعت، وأشرقت: أضاءت، ويقال: طلع الشرق والشارق: للشمس، وتقول: لا أفعل ذلك ما ذرّ شارق، وما درّ بارق. وقعدوا في المشرقة، وتشرقوا. قال:

وما العيش إلا نومة وتشرق ... وتمر كأكباد الجراد وماء
ونظر إليّ من مشريق الباب وهو الشق الذي تقع فيه الشمس. وشجرة شرقية: تطلع عليها الشمس من شروقها إلى نصف النهار. وهو يسكن شرقيّ البلد وغربيّه وشرّق اللحم في الشمس، ومنه: أيام التشريق. وخرجوا إلى المشرق: المصلى. وشرق وغرب. وشرق بالربق وبالماء، وأخذته شرقة كاد يموت منها. وما دخل شرق فمي شيء أي شق فمي، من شرق الشيء إذا شقه، ومنه: شرقت الثمرة إذا قطفتها. ويقولون في النداء على الباقلي: شرق الغداة طريّ أي قطف الغداة.
ومن المجاز: جفنه شرق بالدمع. وشرق بهم الوادي. كما تقول: غص. وثوب شرق بالجاديّ، وأشرقته بالصبغ، وهو مشرق حمرة، ومنه: لحم شرق: أحمر لا دسم عليه. وأشرقت فلاناً بريقه إذا لم تسوغ له ما يأتي من قول أو فعل. ورجل مشراق إذا كان ذلك عادته. قال مضرس:
وعوراء قد قيلت فلم أسمع لها ... ولم أك مشراقاً بها من يجيزها
وشرق ما بينهم بشرّ إذا وقع الشر بينهم. وشرقت الشمس: خالطتها كدورة.
ش ر كشركته فيه أشركه، وشاركته، واشتركوا، وتشاركوا، وهو شريكي، وهم شركائي، ولي فيه شركة وشرك، وأشركه في الأمر. وأشرك بالله تعالى، وهو من أهل الشرك. وطريق مشترك. ورأي وأمر مشترك. قال زهير يصف ظعناً:
ما إن يكاد يخليهم لوجهتهم ... تخالج الأمر إن الأمر مشترك
ورأيت فلاناً مشتركاً إذا كان يحدث نفسه كالموسوس. ونصب الصائد الشركة والشرك والأشراك. وشرك النعل، وأصلحوا شكر نعالكم.
ومن المجاز: مضوا على شراك واضح. وقال السمهري العكليّ:
طواها اعتقال الرجل في مدلهمة ... إذا شرك الموماة أودى نظامها
هو وضع الرجل قدّام الواسطة كالوروك.
ش ر مشرمه فانشرم: قطعه قطعاً يسيراً. ورجل أشرم: مشروم الأرنبة. وجاء أبرهة حجر فشرم أنفه فسمي الأشرم. وارأة شريم: مفضاة. وقال:
يوم أقيمي بقّة الشريم ... أفضل من يوم احلقي وقومي
أي يا واسعة الحر الشريم، وروي:
يوم أديم بقّة الشريم
من قولهم: كلّفني أديم بقّةٍ وهو الأمر الشديد. ومصحف قد تشرمت حواشيه: تمزقت.
ش ر هشره على الطعام: حرص عليه، وهو شره.
ش ر وماله شروى: مثل، وهو وهي وهما وهم وهنّ شرواك. قالت الخنساء:
أخوان كالصقرين لم ... ير ناظر شرواهما
ورأيت سِرياً، ركب شَرياً؛ فرساً مختاراً. وهو أحلى من الأرى، وأمر من الشرى. وكأنهم أسود الشرى وهو جانب الفرات. ودخلوا أشراء الحرم: نواحيه. وأصابه الشرى، وقد شري جلده، وشري غضباً: استشاط، وهما تشاريان: يتغاضبان. وشرى الفرس في لجامه والبعير في زمامه: مده وجذبه. وشريَ البرق: كثر لمعانه. وأنشد الأصمعي:
ترى البرق لم يغتمض ليلة ... يموت فواقاً وسشرى فواقاً
وشري الشر بينهم. وأغربت بين القوم وأشريت. واستشرى البعير عراً. واستشرى في الأمر وفي العدو: لج فيه.
ومن المجاز: " اشتروا الضلالة بالهدى " : استبدلوه " يشرون الحياة الدنيا بالآخرة " .
ش ز بفرس شازب، وخيل شرّبٌ، وقد شربت شزوباً وهو الضمر واليبس. قال طرفة:
وقناً سمر وخيل شزب ... ضمر من طول تعلاك اللجم
ورجل شاحب شازب: شديد النحافة.
ش ز رحبل مشزور: مفتول ممايلي اليسار وهو أشد لفتله. وطحن بالرحى شزراً وبتاً: إدارة عن يمين ويسار. قال:
ونطحن بالرحى شزراً وبتاً ... ولو نعطى المغازل ما عيينا
وطعن شزر: من ناحية ليست على سجيحة. ونظر إليه شزراً وهو نظر في إعراض كنظر المباغض.
ش ز زفيه كزازة وشزازة: يبس شديد لا ينقاد للتثقيف.
ش ز ننزلوا شزناً من الأرض: غلظاً. قال الأعشى:
تيممت قيساً وكم دونه ... من الأرض من مهمهٍ ذي شزن
وهو في شزن من العيش. وتشزن له: تخشن في الخصومة وغيرها. وتشزن عليه: تعسر. وتشزن للسفر: تهجهز له. ورماه عن شزن وشزن:
ش س عأدنى من اشسع. قال:
وأدنى إلى المرء من شسعه ... وأبعد وصلاً من الكوكب
وشسع النعل: جعل لها شسوعاً. وسفر شاسع، وقد شسع شسوعاً.

ومن المجاز: له شسع من المال: قليل منه، وقيل: ذهب بشسع ماله: بأكثره. قال بعض بني سعد:
عداني عن بنيّ وشسع مالي ... حفاظ شفني ودم ثقيل
ورجل شسع مال: قائم عليه لازم لرعيته. ونزلنا بشسع من الوادي: بطرف منه، ورأيتهم حلولاً بشسعي الدهناء: بطرفها. وشسع بعض أعضائه من الثوب: نتأ. قال بلال بن جرير:
لها شاسع تحت الثياب كأنه ... قفا الديك أوفى غرفةً ثم طرباً
ش س فبعير شاسف: قاحل. قال لبيد:
تتقي الريح بدف شاسف ... وضلوع تحت صلب قد نحل
ش ط أشاطأت صاحبي إذا مشيت على شاطيء وهو على آخر. وأشطا الشجر والنبات: أخرج شطأه وهو ما ينبت حواليه. وتقول: طال أشاؤه، وكثرت أشطاؤه.
ش ط بلها قد كالشطبة وهي اسعفة الخضراء. وأعطني شطبة من السنام ومن الأديم وهي قطعة تقطع طولاً، وشطبته: قطعته طولاً. وسيف مشطب وذو شطب وهي طرائقه.
ومن المجاز: جارية شطبة، وغلام شطب إذا كانا تارّين. وقال ذو الرمة:
بطعن كتضريم الحريق اختلاسه ... وضرب بشطبات صوافي روانق
وأرض مشطبة: قد خط فيها السيل.
ش ط رأخذ شطره، وشطرت الشيء: جعلته شطرين. ومنه: مشطور الرجز. وشطر بصره ونظره: كأنه ينظر إليك وإلى آخر. وثوب مشطور: أحد طرفيه أطول من الآخر. وشاطرته مالي. و " حلب الدهر أشطره " . وولده شطرة: نصف ذكور ونصف إناث. وإناء شطران: نصفان. وشعر شطران: سواد وبياض. وحي شطير ومنزل شطير: بعيد. ورجل شطير: منفرد. قال:
لا تتركني فيهم شطيراً ... إني إذاً أهلك أو أطيرا
وقصد شطره: نحوه. وفلان شاطر: خليع. وشطر على أهله: راغمهم.
ش ط طشطّت الدار. وعقبة شاطة، وقد شطت شطوطاً. وأشط في السوم واشتط. و " لا وكس ولا شطط " . وأشط في الحكم، " ولا تشطط " . وأشطوا في طلبه: أمعنوا. وجارية شاطة: مقدودة، وحسنة الشطاط وهو القوام.
ومن المجاز: أخذ شطي السنام: شقبه.
ش ط نشطنت الدار. ونوى شطون. وعندي شطن قوي وهو الحبل الطويل يستقى به وتربط به الدابة، وكأنه شيطان، في أشطان. و " إنه لينزو بين شطنين " وهو الفرس يستعصي فيشد بحبلين من جانبين ويشبه به الأشر. وشيطن فلان وتشيطن، وفيه شيطنة.
ومن المجاز: بئر شطون: بعيدة القعر. وركبه شيطانه إذا غضب. وعن أبي الوجيه العكليّ: كان ذلك حين ركبني شيطاني، قيل: وأي الشياطين تعني؟ قال: الغضب. قال منظور ابن رواحة:
ولما أتاني ما يقول ترقصت ... شياطين رأسي وانتشين من الخمر
وقال ابن ميادة:
فلما أتاني ما تقول محارب ... بعثت شياطيني وجن جنونها
ونزع شيطانه: كبره. وكأنه شيطان الحماطة وهو الداهية من الحيات.
ش ط وجاءت تسحب ثياباً شطويّه، وتمشي مشية قطويّه، وشطاة: بلد تنسج فيه ثياب الكتان، ومشية القطاة مستملحة. قال:
ودفعتها فتدافعت ... مشي القطاة إلى الغدير
ش ط طشظظت الغرارة إذا أدخلت الشظاظين في العروتين، كما تقول: زررت القميص إذا أدخلت الزر في العروة. و " ألصّ من شظاظ " وهو لص كان في الجاهلية صلب في الإسلام. وأشظ: أنعظ.
ش ظ فهو في شظف من العيش. قال ابن الرقاع:
ولقد لقيت من المعيشة لذةً ... ولقيت من شظف الأمور شدادها
وفي خلقه شظف. وأنه لشظف الخلق. قالت عبلة العبسية:
لقد منيت ببعل غير ذي شظف ... جل قواه كريم زنده واري
وأرض شظفة: خشناء. وعود شظف: متكسر، وهم يتشظفون المليل: يتكسرونه.
ش ظ مفرس ورجل شيظم، وفتيان شياظمة: طوال جسام.
ش ظ يفرس سليم الشظى وهو عظيم لازق بالوظيف، وشظى الفرس: دوى شظاه. وطارت شظية من عود أو قصبة أو عظم: شقة، وتشظى العود: تشقق، وشظيته. قال أبو النجم:
سمر تشظى جندل الإكام
وفي الحديث " لما أراد الله أن يخلق لإبليس نسلاً وزوجة ألقى عليه الغضب فطارت منه شظية من نار فخلق منها امرأته " .
ومن المجاز: تشظى القوم: تفرقوا. وقال الطرماح:
تتشظى عنه الضراء فما ... تثبت أغماره ولا صيده أي الكلاب عن الثور. وشظيتهم. قال:

وردهم عن لعلع وبارق ... ضرب يشظيهم عن الخنادق
وتشظى الصدف عن اللؤلؤ. قالت:
يا من أحسّ بنيّ اللذين هما ... كالدرّتين تشظّى عنهما الصدف
ش ع بشعب الشعاب القدح، وله مشعب جيد وهو مثقبه. وتقول: أشعبه فما ينشعب. وشعبه: صدعه فانشعب، وانشعب الطريق والنهر. وظبي أشعب: متباين القرنين جداً، وظباء شعب. وتشعبتهم الفتنة. وشعب الرجل أمره. وشعبته المنية، ونشطته شعوب والشعوب. وقطع شعبة من الشجرة. وهذه عصا في رأسها شعبتان. وذهبوا في شعاب مكة: والعرب شعوب. وفلان شعوبي ومن الشعوبية وهم الذين يصغرون شأن العرب ولا يرون لهم فضلاً على غيرهم.
ومن المجاز: التأم شعب بني فلان وشت شعبهم. قال الطرماح:
شت شعب الحي بعد التئام ... وشجاك اليوم ربع المقام
وأنا شعبة من دوحتك، وغصن من سرحتك. وفرس منيف الشعب وهي أقطاره كرأسه وحاركه وحجباته. قال:
أشم خنذيذ منيف شعبه
وترادفت عليه نوب الزمان وشعبه وهي حالاته. وقعد بين شعبتيها: بين رجليها. وقبض عليه بشعب يده وهي أصابعه. واغرز اللحم في شعب السفود. قال ذو الرمة:
وذي شعب شتّى كسوت فروجه
ش ع ثرجل أشعث، وامرأة شعثاء، وبه شعث وهو انتشار الشعر وتغيره لقلة التعهد.
ومن المجاز: قولهم للوتد: أشعث، لتشعث رأسه وشعث رأس السواك. ولم الله تعالى شعثكم، وجمع شعبكم، ولم الله تعالى شعوثكم. قال الطرماح:
ولمهم شعوث الحي حتى ... يصير معاً معاً بعد الشتات
وتشعث القوم: تفرقوا. وشعث مني فلان إذا غضّ منك. وشعثت من فلان شيئاً إذا انتشت منه. وشعثه بخير: أصابه به.
ش ع ذفلان شعوذي ومشعوذ ومشعبذ، وعمله الشعوذة والشعبذة وهي خفة في اليد وأخذ كالسحر، وقيل للبريد: الشعوذي لخفته، وتقول: رأيته يعوذن ويشعوذ.
ش ع رالمال بيني وبينك شق الأبلمة وشق الشعرة. ورجل أشعر وشعراني: كثير شعر الجسد، ورجال شعر، ورأى فلان الشعرة: الشيب. والتقت الشعرتان، ونبتت شعرته: شعر عانته. وأشعر خفّه وجبته وشعرهما. وخف مشعر ومشعور: مبطن بالشعر. وميثرة مشعرة: مظهرة بالشعر. وأشعر الجنين. نبت شعره. وما أحسن ثنن أشاعره وهي منابتها حول الحوافر. وعليه شعار عليهم شعر، وأشعره: ألبسه إياه فاستشعره. وشعرت المرأة وشاعرتها: ضاجعتها في شعار. ولبني فلان شعار: نداء يعرفون به. وعظم شعائر الله تعالى وهي أعلام الحج من أعماله، ووقف بالمشعر الحرام. وما شعرت به: ما فطنت له وما علمته. وليت شعري ما كان منه، وما يشعركم: وما يدريكم. وهو ذكيّ المشاعر وهي الحواس واستشعرت البقرة: صوتت إلى ولدها تطلب الشعور بحاله. قال الجعدي:
فاستشعرت وأبى أن يستجيب لها ... فأيقنت أنه قد مات أو أكلا
وأشعر البدن. وأشعرت أمر فلان: علته معلوماً مشهوراً، وأشعرت فلاناً: جعلته علماً بقبيحة أشدتها عليه. وحملوا دية المشعرة، ودية المشعرة ألف بعير وهو الملك خاصة. وقد أشعر إذا قتل. وشعر فلان: قال الشعر، يقال: لو شعر بنقصه لما شعر. وتقول: بينهما معاشرة ومشاعرة. ورعينا شعريّ الراعي: ما نبت منها بنوء الشعري.
ومن المجاز: سكين شعيرته ذهب أو فضة، وأشعرت السكين. وأشعره الهم، وأشعره شراً: غشيه به. واستشعر خوفاً. وقال طفيل:
وراداً مدمّاةً وكمتاً كأنما ... جرى فوقها واستشعرت لون مذهب
ولبس شعار الهم. وداهية شعراء: وبراء. وجئت بشعراء: ذات وبر. وروضة شعراء: كثيرة العشب، وأرض شعراء: كثيرة الشعار بالفتح ذات شجر. وفلان أشعر الرقبة: للشديد يشبه بالأسد. وتقول: له شعر، كأنه شعر؛ وهو الزعفران قبل أن يسحق. قال:
كأن دماءها تجري كميتاً ... على لبّاتها شعر مدوف
ش ع عنفس شعاع: تفرقت هممها وآراؤها فلا تتجه لأمر جزم. قال يخاطب نفسه:
فقدتك من نفس شعاع ألم أكن ... نهيتك عن هذا وأنت جميع
وتطايروا شعاعاً: متفرقين، وطال شعاع السنبل وهو سفاه إذا يبس.
ش ع فتوقلوا شعف الجبال وشعافها. قال:
وكعباً قد حميناهم فحلوا ... محل العصم في شعف الجبال

وضرب على شعفة رأسه وشعافه. وشعف الحب فؤاده: علاه وغلب عليه. وكل شيء علا شيئاً فقد شعفه. وشعف بها فهو مشعوف. وقال امرؤ القيس:
لتقتلني وقد شعفت فؤادها ... كما شعف المهنوءة الرجل الطالي
لأنه يلذها فهي تشعف به.
ومن المجاز: له شعفتان وشعيفتان تنوسان أي ذؤابتان، وفي صفة يأجوج ومأجوج صهب الشعاف صغار العيون. ويقال لمن يعطيك قليلاً وأنت محتاج إلى الكثير " ما تفعل الشعفة في الوادي الرغب " وهي المطرة الهينة تبل وجه الصعيد وأعلاه. والرغب: الواسع.
ش ع لأشعلت النار في الحطب فاشتعلت. وكأنه شعلة قبس. وجاءوا بين أيديهم المشاعل، جمع مشعلة، وأضاءت الشعيلة وهي الفتيلة المشتعلة. قال لبيد:
أصاح ترى بريقاً هبّ وهناً ... كمصباح الشعيلة في الذبال
ومن المجاز: " واشتعل الرأس شيباً " وقال لبيد:
إن ترى رأسي أمسى واضحاً ... سلط الشيب عليه فاشتعل
وأشعلت الخيل في الغارة: بثثتها. وجراد مشتعل بالفتح والكسر. وأشعل إبله بالقطران. وأشعلت فلاناً فاشتعل غضباً.
ش ع وغارة شعواء: متفرقة. قال ابن الرقيات:
كيف نومي على الفراش ولما ... تشمل الشام غارة شعواء
ش غ بشغبت على القوم: هيجت عليهم الشر: وفلان طويل الشغب والشغب. قال:
ولا بقتاتة سبهللة ... عاضهة في كلامها شغب
وقال آخر:
أغص أخا الشغب الألد بريقه ... فينطق بعدي والكلام غضيض
وهو شغاب ومشغب. قال:
وإني على ما نال مني بصرفه ... على الشاغبي التاركي الحق مشغب
ومن المجاز: ناقة شغابة إذا لم تعتدل في المشي وتحيدت. وأتان ذات شغب وضضغن: مستعصية على الفحل. وطلبت منه كذا فتشاغب وامتنع إذا تعاصى.
ش غ ركلب شاغر. وشغرت الناقة: رفعت رجلها فضربت الفصيل. واشتغر عليه حسابه إذا لم يهتد له. واشتغرت عليه ضيعته: فشت و " لا شغار في الإسلام " وهو أن يزوجه أخته على أن يزوجه الآخر أخته ولا مهر إلا ذاك.
ومن المجاز: بلدة شاغر برجلها: لا تمتنع من غارة. وشغر السعر إذا نقص.
ش غ ف" شغفها حباً " : أصاب به شغافها وهو غشاء القلب وغلافه وهو جلدة ألبسها. وأنشد أبو عبيدة:
يعلم الله أن حبك مني ... في سواد الفؤاد وشط الشغاف
ش غ لأنا في شغل شاغل. وشغلتني عنك الشواغل، وشغلت عنك، واشتغلت بكذا، وتشاغلت به، ولي أشغال وشغول ومشاغل، وفلان فارغ مشغول: متعلق بما لا ينتفع به. وهو " أشغل من ذات النحبين " .
ومن المجاز: دار مشغولة: فيها سكان. وجارية مشغولة: لها بعل. ومال مشغول: معلق بتجارة.
ش غ يرجل أشغى بين الشغا، وشغيت أسنانه: اختلفت نبتتها وتراكبت، وقيل: هو أن لا تقع الأسنان العليا على السفلى. وامرأة شغواء، وقيل للعقاب: شغواء لفضل منقارها الأعلى.
ش ف رقعدوا على شفير النهر والبئر والقبر. وقرحت أشفار عينيه من البكاء وهي منابت الهدب الواحد شفر بالضم وقد يفتح. وسيف كليل الشفرة. وسيوف كليلة الشفار. وشحذ الجزار شفرته وشفاره.
ومن المجاز: " ما بالدار شفر " . وما رأيت منهم شفرا أي أحداً وهو من شفر العين أي ذا شفر كقولهم: ما بها عين تطرف. قال توبة ابن مضرس:
وسائلة عن توبة بن مضرس ... وهان عليها ما أصاب به الدهر
رأت إخوتي بعد التوافي تفرّقوا ... فلم يبق إلا واحداً مهم شفر
و " ما تركت السنة شفرا ولا ظفراً " أي شيئاً وقد فتحوا شفراً وقالوا طفرا بالفتح على الإتباع.
ش ف عشفعت له إلى فلان، وأنا شافعه وشفيعه، ونحن شفعاؤه، وأهل شفاعته، وتشفعت له إليه فشفعني فيه، واللهم اجعله لنا شفيعاً مشفّعاً، واستشفعني إليه فشفعت له، واستشفع بي، وإن فلاناً ليستشفع به. قال الأعشى:
واستشفعت من سراة الحيّ ذا ثقةٍ ... فقد عصاها أبوها والذي شفعا
وقال آخر:
مضى زمن والناس يستشفعون بي ... فهل لي إلى ليلى الغداة شفيع
وكان وتراً فشفعته بآخر، وهو مشفوع به. وامرأة مشفوعة، وأصابتها شفعة: عين. وأخذ الدار بالشفعة.

ومن المجاز: فلان يعاديني وله شافع أي معين يعينه على عداوتي كما يعين الشافع المشفوع له. قال النابغة:
أتاك امرؤ مستعلن لي بغضه ... له من عدو مثل ذلك شافع
وقال الأحوص:
كأن من لامني لأصرمها ... كانوا علينا بلومهم شفعوا
وقال قيس بن خويلد:
إذا صدرت عنه تشمت مخاضها ... إلى السّرْو تدعوها إليه الشفائع
يريد الرياض التي في هذا المكان كأنها شفعت إليها حتى أتتها. وشاة شافع: معها ولدها. وناقة شفوع: تجمع بين محلبين.
ش ف فشف الثوب يشف شفيفاً: رقّ، واستشف الثوب: نشره في الضوء وفتشه ليطلب عيباً إن كان فيه، وثوب شف: رقيق يستشف ما وراءه: يبصر، وزجاجة شفافة، ورقيقة المستشف. قال ذو الرمة:
وألمحن لمحاً عن حدود أسيلة ... رواء خلاماً إن تشف المعاطس
وقال:
وشففن عن أجياد آرام رملة ... فلاة فكنّ القتل أو شبه القتل
وشف جسمه: رق من النحول شفوفاً، وشفه الحزن يشفه. ونفسه مشعوفة مشفوفة. واشتف ما في الإناء وتشافه، و " ليس الريّ عن التشاف " ، وما في الإناء شفافة، وماء مشفوف. وشربت شرباً ليس فيه شفوف: قلة. قال أبو ثمامة بن عازب الضبي:
وقلن ألا تعشار أول مشرب ... غداً ثم شرب ليس فيه شفوف
وهبت الشفان. وتقول: عند هبوب الشفان، وتقلص الشفتان. ولها شفيف: برد، وقد شفّت شفيفاً. قال يصف ثوراً:
ألجاه شفان لها شفيف ... في دفء أرطاة لها دفوف
ووجدت في أسناني شفيفاً: برداً.
ومن المجاز: قول ذي الرمة:
أخي قفرات دببت في عظامه ... شفافات أعجاز الكرى فهو أخضع
ش ف قغاب الشفق.
ومن المجاز: ثوب شفق: سخيف رديء النسج، وشفقه النساج. وأشفقت العطاء أو تحته. ولي عليه شفقة وشفق: رحمة ورقة وخوف من حلول المكروه به مع نصح، وأشفقت عليه أن يناله مكروه، وأنا مشفق عليه وشفيق وشفق. قال:
قل للأمير أمير آل محمد ... قول امريء شفق عليك محامي
وأنا مشفق من هذا الأمر: خائف منه خوفاً يرق القلب ويبلغ منه.
ش ف هشافهته بحديثي. ورجل شفاهي: عظيم الشفة. وماء مشفوه: كثرت عليه الواردة. وما أظن إبلك إلا ستشفه علينا الماء. وما التفت الشفاه على كلام أحسن منه.
ومن المجاز: قول أبي مسلم لرؤبة: أتيتنا وأموالنا مشفوهة. وطعام مشفوه: كثرت عليه الأيدي. وفي الحيدث " إذا صنع لأحدكم خادمه طعاماً فليقعده معه فإن كان مشفوهاً فيضع في يده منه أكلة " وكاد العيال يشفهون مالي. وما سمعت به ذات شفة وذات فم: كلممة، وما كلمني ببنت شفة. وفلان خفيف الشفة: قليل الاستجداء. وله في الناس شفة حسنة: ذكر جميل، وما أحسن شفة الناس عليك. وشافهت البلد والأمر إذا دانيته.
ش ف يشفي مريضهم واستشفى من علته، وأشفني هب لي ما يشفيني. وأشفى على الهلاك. وخرزه بالإشفى وبالأشافي.
ومن المجاز: " شفاء العي السؤال " . وقال ذو الرمة:
فأدلى غلامي دلوه يبتغي بها ... شفاء الصدى والليل أدهم أبلق
أراد الماء. واستشفى برأيه. ومواعظه لقلوب الأولياء أشاف، وفي أكباد الأعداء أشاف؛ الأول جمع جمع الشفاء. وهو على شفا الهلاك. وما بقي منه إلا شفاً أي طرف ونبذ.
ش ق حقبيح شقيح. و " نهي عن بيع ثمر النخل قبل أن يشقح " : أن يزهى.
ش ق رأحمر كالشقر وهو شقائق النعمان، وقيل: السنجرف. قال:
وتساقي القوم كأساً مرة ... وعلا الخيل دماء كالشقر
وأبثه شقوره. وأشأم من الشقراء.
ش ق صأخذ شقصه. وهو شقيصي: شريكي. وشقص الشاة تشقيصاً: عضاها. ويقال للقصاب: المشقص. وفي الحديث " من باع الخمر فليشقص الخنازير " .
ش ق ق

برجله شقوق وشقاق. وفي القدح شق وشقوق. ولا تكتب بقلم ملتو، ولا ذي مشق غير مستو. وأخذ شقه: نصفه " لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس " بمشقتها ومجهودها. ووقع في شق من هذا الأمر ومشقة ومشاق. وشق عليه ذلك. وقعدوا في شق من الدار: في ناحية منها. وخذ من شق الثياب: من عرضها ولا تختر. وقد اشتق الفرس في عدوه: مال في أحد شقيه. وسمعت بمكة من يقول لحامل الجوالق: استشق به أي حرفه على أحد شقيه حتى ينفذ الباب. وطارت من الخشبة أو القصبة شقة: شظية. وشقه فانشق، وشققه فتشقق. وأعطني شقة من الثوب وشققاً. وعنده شقاق الكتان. و " بعدت عليهم الشقة " : الطريق، وشقة شاقة، وقطعوا شقق الفلا وشاقه. وبينهما شقاق ومشاقة. وفرس أشق أمق. ونزلوا في شقيقة من شقائق الرمل وهي أرض صلبة بين رملتين تنبت الشجر والعشب.
ومن المجاز: " شق فلان عصا المسلمين " : خالفهم. وانشقت العصا بينهم: تفرقوا. وشق الصبح والناب وبصر الميت شقوقاً. ورأيت برقا يشق شقاً إذا استطال ولم يأخذ يميناً وشمالاً. وقال الشماخ:
إذا ما الليل كان الصبح فيه ... أشق كمفرق الرأس الدهين
أراد ذنب السرحان. وتشقق الفرس: ضمر. واشتق في الكلام والخصومة: أخذ يميناً وشمالاً وترك القصد. قال رؤبة:
وكيد مطال وخصم مبده ... ينوي اشتقاقاً في الضلال المتيه
وقال:
لو صخبت حولاً وحولاً لم تفق ... يشتق في الباطل منها الممتذق
تذهب في كل شق منه. واشتق الطريق في الفلاة: مضى فيها. قال الشماخ:
وأغبر وراد العداد كأنه ... إذا اشتق في جوز الفلاة فليق
يرد العد سالكوه، فليق صبح، وقيل: موضع حلقوم البعير. وهو أخي وشقيقي وشق نفسي. ورجل شاق: مطرمذ يتنفج ويقول كان وكان ويتبجح بصحبة السلطان وما أشبه ذلك. ويقال للفصيح: هدرت شقشقته وأصلها لهاة الفحل ولا تكون إلا للعربيّ.
ش ق وهو شقيّ بيّن الشَّقوة والشِّقوة والشقاوة، وأشقاه الله تعالى، وما أشقاكم، وتقول: فلان يدعي لنفسه السعود، وهو أشقى من أشقى ثمود.
ومن المجاز: أشقى من رائض مهر أي أتعب منه، ولم يزل في شقاء من امرأته: في تعب. ومازلت تشاقي فلاناً منذ اليوم مشاقاة: تعاسره ويعاسرك. وشاقيته على كذا: صابرته: قال في صفة جمل:
إذا يشاقي الصابرات لم يرث
ش ك رشكرت لله تعالى نعمته. " واشكروا لي " وقد يقال: شكرت فلاناً، يريدون نعمة فلان، وقد جاء زياد الأعجم بهما في قوله:
ويشكر تشكر من ضامها ... ويشكر لله لا تشكر
وعليه: فلان محمود مشكور، وهو كثير الشكر والشكران والشكور. ورجل شكور، وقوم شكر، وتشكرت له ما صنع، وكاشرته وشاكرته: أريته أني شاكر له.
ومن المجاز: دابة شكور: يكفيها قليل العلف وهي تسمن عليه وتصلح، وناقة وشاة شكرة: تعتلف أي علف كان ويصبح ضرعها ملآن، وقد شكرت حلوبتهم، وضرة شكرى: حفول بالدرة. قال الراعي:
أغن غضيض الطرف باتت تعله ... صرى ضرة شكرى فأصبح طاوياً
وفردة شكرى، وفدر شكارى: سيالة دسماً. قال الراعي:
تبيت المحال الغرّ في حجراتها ... شكارى مراها ماؤها وحديدها
وشكر فلان: بعد أن كان شحيحاً صار سخياً. وشكرت الشجرة: كثر شكيرها وهي قضبان غضة تنبت من ساقها أو ورق صغار تحت ورقها الكبار. واشتكر الجنين: نبت عليه الشكير وهو الزغب، وكل شعر لين رقيق فهو شكير كشعر الشيخ والنابت تحت الضفائر، وفلانة ذات شكير وهو ما ولي الوجه والقفا. وقال عمر بن عبد العزيز لهلال بن مجاعة: هل بقي من شيوخ مجاعة أحد؟ فقال: نعم وشكير كثير، يريد الأحداث.
ش ك زبطن خفه بالأشكز. ورجل شكاز: معربد وهو من شكزه يشكزه إذا طعنه ونخسه بالأصابع.
ش ك سهو شكس بين الشكاسة و " فيه شركاء متشاكسون " .
ومن المجاز: الليل والنهار يتشاكسان: يختلفان.
ش ك كرجل شكاك من قوم شكاك. وشككني أمرك وتشككت فيه، وهذا مما ينفي الشكوك، وشك عليّ الأمر إذا شككت فيه. وقال الركاض الدبيري:
يشك عليك الأمر مادام مقبلاً ... وتعرف ما فيه إذا هو أدبرا
وقال ابن أحمر:
وأشياء مما يعطف المرء ذا النهى ... تشك على قلبي فما أستبينها

وشكه بالرمح: خرقه وأدخله اللحم. وشك الجلد بالمسرد. وقال عنترة:
فشككت بالرمح الأصم ثيابه
وخرج في شكة تامة وهي السلاح، وهو شاك السلاح وشاك في السلاح. وبعير شاك: ظالع، وفيه شك. قال ذو الرمة:
كأنه مستبان الش أو جنب
ومن المجاز: ناقة شكوك: يشك في سمنها.
ش ك لهذا شكله أي مثله، وقلت أشكاله، وهذه الأشياء أشكال وشكول، وهذا من شكل ذاك: من جنسه " وآخر من شكله أزواج " وليس شكله شكلي، وهو لا يشاكله، ولا يتشاكلان. وأشكل المريض وشكل وتشكل، كما تقول: تماثل. وأشكل النخل: طاب بسره وحلا وأشبه أن يصير رطباً، ومنه: أشكل الأمر كما يقال: أشبه وتشابه. وامرأة ذات شكل وشكلة، ومتشكلة وقد تشكلت وتدللت. وأصاب شاكلة الرمية: خاصرته. ورجل أشكل العين، وعين شكلاء، وفيها شكلة وهي حمرة في بياضها. ولي قبلك أشكلة وشكلاء: حاجة. وحبستني عنك أشكلة. وشكلت دابتي بالشكال.
ومن المجاز: أصاب شاكلة الصواب. وهو يرمي برأيه الشواكل. وامشوا في شاكلتي الطريق وهما جانباه، وطريق ظاهر الشواكل. قال يصف طريقاً:
له خلج تهوي فرادى وترعوى ... إلى كل ذي نيرين بادي الشواكل
ودابة بها شكال: إحدى يديه وإحدى رجليه بيضاوان. وشكل الكتاب: قيده، وهذا كتاب مشكول. والماء من الدم أشكل. قال جرير:
فمازالت القتلى تمج دماءها ... بدجلة حتى ماء دجلة أشكل
وجرى الشكيل على الشكيم وهو الروال على وزن فعال: اللعاب المختلط بالدم.
ش ك معض الفرس على الشكيمة والشكيم، وعضت الخيل على الشكائم والشكيم. قال:
يلح على كرائمنا بقتل ... كإلحاح الجواد على الشكيم
أراد بكرائمهم نفوسهم.
ومن المجاز: إن فلاناً لشديد الشكيمة إذا كان ذا حدّ وعارضة. وصقر ذو شكيمة. قال الراعي:
ضوارب بالأذقان من ذي شكيمة ... إذا ما هوى كالنيزك المتوقد
وقال:
أنا ابن سيّار على شكيمه ... إن الشراك قد من أديمه
أي على ما كان عليه سيار من حده وشدته وعزيمته. وقال جرير:
فأبقوا عليكم واتقوا ناب حية ... أصاب ابن حمراء العجان شكيمها
حدّها وشدتها. وارفع القدر بشكيمها وهي عراها. قال الراعي:
وكانت جديراً أن يقسم لحمها ... إذا صلّ بين الملجمين شكيمها
وهذا من إيماضهم في الاستعارة إلى أصلها حيث جعل المزاولين للقدر ملجمين ووصف الشكيم بالصليل كما يصل شكيم الدابة عند إلجامها. وفي الحديث " اشكموه " أي أعطوه حتى تلجموه، كما قال: اقطعوا لسانه، والشكم: العطاء على سبيل المكافأة. قال:
وما خير معروف إذا كان للشكم
وقال كثير:
أويت لوامق لم تشكميه ... بوافدة تلذع بالزناد
ش ك هبينهما مشابهة ومشاكهة. وشاكه أبا فلان: قارب.
ش ك وشكوت إليه واشتكيت وتشكيت، وبلغته شكايتي وشكواي وشكوتي وشكاتي. وما شكيتك؟: مم تشكو، فتقول: شكيتي مرض أو غم وهي كالرمية اسم للمشكو كما أنها اسم للمرميّ، ويقال: أشكاني فشكوته، وشكوته فأشكاني الأول حمل على الشكاية وإلجاء إليها والثاني إزالة لها. قال جرير:
أشكو إليك فأشكني ذرية ... لا يشبعون وأمهم لا تشعب
وقال آخر:
تمد بالأعناق أو تثنيهاوتشتكي لو أننا نشكيها ونحوه أطلبته بمعنى الإحواج إلى الطلب والإسعاف بالطلبة. وشكوت إليه فلاناً فأشكاني منه أي أخذ لي منه ما أرضاني به. وشكّيت شاكيَ فلان: طيبت نفسه. وفلان شكي: شاك أو مشكو، فعيل أو فعول. ورأيت معه ركوة وشكوة وهي سقاء صغير. وكأنه مصباح في مشكاة وهي طويق في الحائط غير نافذ.
ش ل فامرأة شلافة: زانية.
ش ل قرجل شولقي: محب للحلاوة مولعبها. وفلان مشليق محليق: يفتح فاه إذا ضحك.
ش ل لجاء يشل النعم، وهو شلال النعم. وذهبوا شلالاً: متفرقين. قال ذو الرمة:
أما والذي حجت قريش قطينه ... شلالاً ومولى كل باقٍ وهالك
وشلت يده شللاً، ولا تشلل يداك. قال الحطيئة:
لقد قاتلت أمس قتال صدق ... فلا تشلل يداك أبا الرباب
ويقال: لا تشلل ولا تكلل. وألقى على الفرس شليله: جله. ولبس الشليل تحت الدرع وهو ثوب يلبس تحتها. قال دريد:

تقول هلال خارج من سحابة ... إذا جاء يعدو في شليل وقونس
وقال أوس:
وجئنا بها شهباء ذات أشلة ... لها عارض فيه الأسنة تلمع
وشلشل الماء: قطره بتتابع.
ومن المجاز: الصبح يشل الظلام. وقال:
والليل منهزم الظلام يشله ... ضوء كنكاصية الحصان الأشقر
وعين شلاء: ذهب بصرها، وقد أشله الله تعالى. وفي ثوبك شلل: أثر سواد أو غيره لا يذهب.
ش ل وإئتني بشلو من أشلائها. وأشليت الكلب للصيد والشاة للحلب: دعوت. قال:
أشليت عنزي ومسحت قعبي
وقام إلى فرسه بأشلاء اللجام. ورأيته معرقاً كأشلاء اللجام وهي سيوره. قال امرؤ القيس:
فقمنا بأشلاء اللجام ولم نقد ... إلى غصن بانٍ ناضر لم يحرق
ومن المجاز: بقيت أشلاء من تميم: بقايا. وأدركه فاشتلاه واستشلاه: استنقذه.
ش م تشمت به، وأشمت به العدو " فلا تشمت بي الأعداء " . وبات بليلة الشوامت: بليلة شديدة تشمت به الشوامت، وبات طوع الشوامت: كما أحب من يشمت به. قال النابغة:
فارتاع من صوت كلاب فبات له ... طوع الشوامت من خوف ومن صرد
وشمت العاطس. وملك مشمت: محياً. قال كثير:
كأن ابن ليلى حين يبدو فتنجلي ... سجوف الحباء عن مهيب مشمت
ولا ترك الله تعالى له شامتة: قائمةً. وفسر قول النابغة: بأنه بات طوعاً لقوائمه.
ش م خشمخ بأنفه. وجبل شامخ، وجبال شوامخ وشمخ. ولبعضهم:
نرى شمخ الأطواد من شم خندف ... ذراهن في ضحضاح بحرك تغرق
ش م رشمر أذياله. وتشمر للعمل. ونزف ماء البئر وانشمر: ذهب. ولثة منشمرة: لازقة بأسناخ الأسنان. وأجاءه الخوف إلى شر شمر أي خاف شراً فرده الخوف إلى شر منه. قال طلق بن حنظلة:
والهقل قد أيقن بالشر الشمر ... يفري بهن في الخبار والصحر
يدف بين الطيران والحضر
ومن المجاز: شمر للأمر، وشمر له أذياله، ومنه: رجل شمري. وشمر هذا الشيء: أرسله. وشمرت السهم: أرسلته. قال الشماخ:
كما سطع المريخ شمّره الغالي
وشمر الملاح السفينة. ونجاء مشمر: جاد. قال النمر:
وقال أخو جرم ألا لا هوادة ... ولا وزر إلا النجاء المشمر وقال النابغة:
مشمرين على خوص مزممة ... ترجو الإله وترجو البر والطعما
الأرزاق، مشمرين: جادين. وشمرت الحرب، وشمرت عن ساقها. قال بشر:
إذا ما شمرت حرب عوان ... يخاف الناس عرتها كفاها
وشمر النخل: صرمه. وشمر الصقر: أرسله.
ش م زقلت له كذا فاشمأز منه.
ش م سيوم شامس ومشمس، وقد أشمست الأيام وأقمرت الليالي: وتشمس الحرباء. قال ذو الرمة:
كأن يدي حربائها متشمساً ... يدا مذنب يستغفر الله تائب
ودابة شموس، وخيل شمس: لا تكاد تستقر، وقد شمست شماساً. وكأنه سماس من شمامسة النصارى وهو من بعض رءوسهم يحلق وسط رأسه ويلزم البيعة.
ومن المجاز: رجل شموس الأخلاق. وقد شمس لي فلان إذا أبدى عداوته وكاد يوقع. قال:
شمس العداوة حتى يستقاد لهم ... وأعظم الناس أحلاماً إذا قدروا
ش م صشمصه: نزقه. والخيل تشمص بالقنا.
ش م طرجل أشمط، وامرأة شمطاء، وقالوا: شمط الرجل في لحيته وشمط المرأة في رأسها، يقال: شمطاء، ولا يقال: شيباء. وشمط بين الماء واللبن: خلط. وشمط ماله: خلط حلاله بحرامه. وإياك أن تشمط أبا عرك إلى أباعر فلان. وإنه لشميط الذنابي: فيها سواد وبياض. وطرح في برمته الشمط بالفتح والكسر أي التابل. وهذه قدر تسع الشاة بشمطها. وجاءت الخيل شماطيط: فرقاً.
ومن المجاز: طلع الشميط وهو الصبح. قال:
وأعجلها عن حاجة لم تفه بها ... شميط يتلى آخر الليل ساطع
وكان يقول أبو عمرو لأصحابه: أشمطوا أي خوضوا في الفنون، مرة في نحو ومرة في فقه ومرة في ديث.
ش م عجاؤا بالسرج والشموع، وبالفتاة الشموع. وأشمع السراج: سطع نوره. وفتاة شموع: مزاحة طروب. وشمع فلان شموعاً. وفيه مشمعة. قال الهذلي:
سأبدؤهم بمشمعة وأثني ... بجهدي من طعام أو بساط

ويقال: أشامع أنت أم جاد. وقال أبو ذؤيب يصف حمرا:
فلبثن حناً يعتلجن بروضة ... فيجد حيناً في العلاج ويشمع
ش م قما خلق الشمقمق، إلا لينادي بيا أحمق.
ش م لهو خير شامل، وشملهم الخير شمولاً، وأنا مشمول بنعمة الله تعالى، وجمع الله تعالى شملهم. وهو كريم الشمائل. وما ذلك من شمالي: من خلقي. قال لبيد:
هم قومي وقد أنكرت منهم ... شمائل بدّلوها من شمالي
وتقول: ليس من شمالي أن أعمل بشمالي وشملت الريح تشمل. وغدير مشمول: تضربه الشمال، وليلة مشمولة: باردة ذات شمال. قال النمر:
ولرفقة في ليلة مشمولة ... نزلت بها فغدت على أسآرها
وأشملنا: دخلنا في الشمال. والتف في شملته، واشتمل بثوبه. وهو حسن الشملة بالكسر. واشتمل به الشملة الصماء وهو أن يدير الثوب على جسده كله لا يخرج منه يده. قال:
أوردها سعد وسعد مشتمل ... يا سعد لا تروى بهذاك الإبل
والرحم مشتملة على الولد. وسقاه الشمول. قال الأصمعي: هي التي لها عصفة كعصفة الشمال. وضربه بالمشمل وهو سيف صغير يشتمل عليه الرجل بثوبه. وعليه مشملة: كساء مخمل كالقطيفة. وما بقي على النخلة من الرطب إلا شمل وشماليل: بقايا متفرقة.
ومن المجاز: هو مشتمل على داهية. وعجبت من حاله واشتماله على أخلاق جميلة وسير مرضية. واشتمل عليه: وقاه بنفسه. قال عبيد الله بن زياد للمنذر بن الزبير: إن شئت اشتملت عليك ثم كانت نفسي دون نفسك. ورجل مشمول الخلائق: طيبها. قال:
كأن لم أعش يوماً بصهباء لذة ... ولم أند مشمولاً خلائقه مثلي
ولم أدع. وخمر مشمولة: طيّبة الطعم. ونوًى مشمولةٌ: مفرقة بين الأحبة لأن الشمال تفرق السحاب. قال زهير:
جرت سنحاً فقلت لها أجيزي ... نوًى مشمولةً فمتى اللقاء
وزجرت له طير الشمال أي طير الشؤم. قال الحارث بن حرجة الفزاريّ:
وهون وجدي أنني لم أكن لهم ... غراب شمال ينتف الريش حاتماً
وقال شتيم بن خويلد:
أطعت غريب إبط الشمال ... ينحي بحد المواسي الحلوقا
أراد معاوية بن حذيفة بن بدر تشأم به. وأدفأتنا أم شملة وهي كنية الشمس وتكنى بها الدنيا. وضم عليه الليل شملته. قال ذو الرمة:
ضم الظلام على الوحشيّ شملته ... ورائح من نشاص الدلو منسكب
ش م متمتعت بشميمه. والأرواح تتشأم كما تتشام الخيل، وأشممته الريحان. ورجل أشم وامرأة شماء، ورجال ونساء شم. وفي عرنينه شمم: ارتفاع. وهو أبذخ من شمام.
ومن المجاز: شاممته: دانيته، وشاممنا العدو وناوشناهم. وشامم فلاناً: انظر ما عنده. ويقال للوالي: أشممني يدك، مكان ناولنيها. وعرضت عليه كذا فإذا هو مشم لا يريده ومعناه مشم أنفه: رافعه شامخ به. وقال:
جرى بين باب البون والهضب دونه ... رياح أسفت بالنقا وأشمت
أي أدنت النقا كأنها تسفه وتشمه. ورأيته من أمم وزمم وشمم. قال أبو داود:
ولت رجال بني شهران تتبعها ... خضراء يرمونها بالليل من شمم
وجبل أشم: طويل الرأس.
ش ن أشنئته شنأة وشنآناً، وهو عدو شانيء، ولا أبا لشانئك، ومشنوء من يشنؤك. وهو مشنأ، ومشنأ الخلق: للقبيح المنظر مصدر يستوي فيه الواحد وغيره. ورجل شنوءة: يتقزز من كل شيء.
ومن المجاز: شنئت حقك، وشنئت لك هذا فلا أرجع فيه أبداً إذا طابت له نفسه به وهو من قولهم: أبغض حق أخيك لأنه إذا أحبه منعه وإذا أبغضه أعطاه.
ش ن بثغر أشنب، وفيه شنب وهو رقته وصفاؤه وبرده. ورمانة شنباء: إمليسية. وشنب يومنا: برد، ويوم شنب وشانب: بارد.
ش ن جشنج وتشنج: تقبض. وفي أعضائه تشنج وتشنيج. وشنج وجهه. وشنج الخياط القباء، وقباء مشنج. وفرس شنج النسا وذلك أقوى له وأشد. قال امرؤ القيس:
سليم الشظى عبل الشوى شنج النسا ... له حجبات مشرفات على الفال
ش ن عفعل شنيع: قبيح، وشنع شناعة، وأنا أستشنع، وفلان يأتي أموراً شنعاً، وشنعت عليه هذا الأمر: قبحته عليه. وله اسم شنيع، وقوم شنع الأسامي.
ش ن ففي آذانهن الشنوف والقرطة. وشنفت له شنفاً: أبغضته. ورجل شنف.
ومن المجاز: شنف كلامه وقطره: حلاه.

ش ن ق
حل شناق القربة وهو عصامها الذي يشد به فوهاً، واشنق القربة: شدّها. ولا زكاة في الشنق والأشناق وهو ما بين الفريضتين. ولحم مشنق: مشرح مقطع. وشنق الجزار الجزور، وقل للقصاب يشنق اللحم تشنيقاً حسناً. وعجين مشنق: يقطع ويعمل بالزيت. وهو من أشناق الديات.
ومن المجاز: شنق الناقة بالزمام أو الخطام إذا جذب به رأسها ليكفها كما يكبح الدابة بالعنان، وبعير مشنوق. وأنشد طلحة بن عبيد الله قصيدة فمازال شانقاً ناقته حتى كتبت له. وشنقت رأس الدابة إذا شدّدتها إلى شجرة أو شيء مرتفع.
ش ن نشيخ كالشن البالي والشنة البالية. والماء يبرد في الشنان، وشن عليه الماء: صبه مفرقاً. وفي مثل " شنشنة أعرفها من أخزم " غريزة وطريقة، وفيه من أبيه شناشن.
ومن المجاز: في صفة القرآن " لا يتفه ولا يتشان " لا يخلق من الشنة، واستشن ما بينهما كما تقول: يبس الثرى بيني وبينه. واستشن فلان: هزل. وتشنن جلده من الهرم وتشنج. وجاء فلان بشنة: يراد جبهته المزوية. وقوس شنة: قديمة. قال:
معابل زرق وقوس شنّه ... ولا صريخ اليوم إلا هنّه
وأوقعوا في البلاد فشنوا فيها الغارة.
ش ه بفيه شهبة وشهب وهو بياض يصدعه سواد خلاله، واشهاب واشتهب. قال:
قالت الخنساء لما جئتها ... شاب بعدي رأس هذا واشتهب
ومن المجاز: نصل أشهب: برد فذهب سواده. واشهاب الزرع: هاج. وسقاه الشهاب: الضياح. وعام أشهب، وسنة شهباء كما يقال: بيضاء وحمراء وغبراء وكهباء وظلماء، وشهبتهم السنة. وكتيبة شهباء: لشهبة الحديد. ويوم أشهب وليلة شهباء إذا هبت فيهما ريح باردة. وفلان شهاب حرب، وهؤلاء شهبان الجيش. قال ذو الرمة:
إذا عم داعيها أتته بمالك ... وشهبان عمرو كل شوهاء صلدم
ش ه دشهدته وشاهدته، وشوهدت منه حال جميلة. ومجلس مشهود. وكلمته على رءوس الأشهاد، وهم شهودي وشهدائي. والله يشهد لي، ولا أستشهده كاذباً، وهو من أهل المشهد والمشاهد، وشهدت بكذا وشهدت عليه، وأشهدني فلان " والله على كل شيء شهيد " وقتل شهيداص، واستشهد، ورزق الشهادة، وهو من الشهداء، وامرأة مشهد: خلاف مغيبة، وقد يقال مشهدة ومغيبة ومشهد ومغيب. وللفرس غائب وشاهد أي جرى غائب مصون وشاهد مبذول، كما يقال له: صون وبذل. وصلينا صلاة الشاهد وهي صلاة المغرب لأنها لا تقصر فيصليها الغائب كما يصليها الشاهد. وطلع الشاهد وهو معشي البقر. وتشهد المصلي.
ش ه رشهر بكذا واشتهر به واشتهر، وشهره وشهره فهو مشهور وشهير ومشهر. قال:
كناصاة الأغر المشهر
واشتهروه بذلك وتشاهروه. ولبس المشهرة. ونهي عن الشهرتين. وشهر سيفه: انتضاه ورفعه على الناس. وطلع الشهر: الهلال. قال ذو الرمة:
فأصبح أجلي الطرف ما يستزيده ... يرى الشهر قبل الناس وهو نحيل
وأشهر الصبي، وصبي مشهر: أتى عليه شهر كما قيل: أحول فهو محول. قال:
وما مشهر الأشبال رئبال غابة ... تنكبه غلب الليوث الخوادر
وسمع أعرابيّ: أترانا أشهرنا منذ لم نلتق. وهو يركب الشهرية والشهاري. والبرذون الشهري: بين الرمكة والفرس العتيق، والرمكة: البرذونة، والحجر: العربية.
ومن المجاز: اشتهرت فلاناً: استخففت به وفضحته، وجعلته شهرة. قال الأخطل:
فلأجعلن بني كليب شهرة ... بعوارم ذهبت مع القفال
بقواف.
ش ه قله زفير وشهيق: إخراج نفس ورده. وجبل شاهق: ممتنع طولاً.
ومن المجاز: فحل ذو شاهق وصاهل إذا هاج فسمع له صوت خارج من جوفه. وإن فلاناً لذو شاهق وصاهل إذا اشتدّ غضبه. وشهقت عيني عليه إذا أعجبك فأدمت النظر إليه. قال مزاحم:
إذا شهقت عيني عليه عزوته ... لغير أبيه لست أبرح راقيا
أي أقول: هو هجين لأكسر الناظر إليه حتى لا يعان.
ش ه لهو أشهل العين، وفي عينه شهلة: يشوب شوادها زرقة، وتقول: شهله، في عينها شهله؛ وهي العجوز.
ش ه مرجل شهم، وفيه شهامة.
ومن المجاز: فرس شهم: سريع نشيط. وقال طفيل:
وأصفر مشهوم الفؤاد كأنه ... غداة الندى بالزعفران مطيب
يريد القدح جعله لخروجه في أول القداح مذعور القلب ذكيه إذا وقع عليه الندى اصفرّ.
ش ه و

طعام شهي، وقد شهو، وأشهيته، ورجل شهوان من قوم شهاوي. وتمنى وتشهى عليّ كذا. وتشهت عليه امرأته فأشهاها.
ش و بشاب العسل بالماء. وكأن ريقتها خمر يشوبها عسل. ولهم المشاجب والمشاوب وهي أسفاط وحقق تتخذ من الخوص. وسقاه الشوب بالروب أي العسل باللبن، ويقال: سقاه الشوب بالذوب أي اللبن بالعسل.
ش و رشورت به فتشور، ومنه قيل: أبدى الله تعالى شوارك أي عورتك كما قيل: الحياء. وفي حديث الزباء: أشوار عروس ترى. وشرت الدابة وشورتها: عرضتها للبيع. ويقال: شورها تنظر كيف مشوارها أي اختبرها تعلم كيف سيرتها. وفرس حسن المشوار. قال جرير:
طاح الفرزدق في الغبار وغمه ... غمر البديهة صادق المشوار
واعرضه في المشوار وهو مكان العرض. وشار العسل واشتاره. واستشاره فأشار عليه بالصواب، وشاوره، وتشاوروا واشتوروا، وعليك بالمشورة والمشورة في أمورك. وترك عمر رضي الله تعالى عنه الخلافة شورى، والناس في ذلك شورى كقوله تعالى: " وإذ هم نجوى " : متناجين. ورجل حسن الشاره، حلو الإشاره. وفلان صير شير: حسن الصورة والشارة. وأومأ إليه بالمشيرة وهي السبابة.
ومن المجاز: الخطب مشوار، كثير العثار. واستشارت إبله: سمنت لأنه يشار إليها بالأصابع كأنها طلبت الإشارة. وفحل مستشير. قال ابن مقبل:
غدت كالفنيق المستشير إذا غدا ... سما فثناها عن سنان فأرقلا
من سانّ الناقة حتى نوخها أي تركها وجفر عنها.
ش و سرجل أشوس، وامرأة شوساء، وقوم شوس. وفيه شوس وهو النظر بشق العين وقيل: أن يصغر عينه ويضم الأجفان، وقد تشاوس. قال أوس بن حجر:
رأيت يزيداً يدّريني بعينه ... تشاوس رويداً إنني من تأمل
ومن المجاز: بلي فلان بشوس الخطوب. وصرى مشاوس: بعيد الغور قليل لا يكاد يرى كأنه يشاوس الوارد. وأنشد أبو عمرو:
أدليت دلوي في صرًى مشاوس
ش و صشاص أسنانه، ومالك لا تشوص أسنانك وهو سوكها عرضاً. وبفلان شوصة وهي ريح تتعقد في الأضلاع. وأعوذ بالله من الشوص واللوص.
ش و طجرى شوطاً وأشواطاً. وفلان شوطه شوط باطل وهو الهباء أي ليس بشيء.
ش و ظكأنه شواظ من نار، وتقول: فلان إذا اغتاظ، أرسل عليك الشواظ.
ومن المجاز: جمل به شواظ: هباب.
ش و فشاف الصائغ الحلي يشوفه: يجلوه. والمرأة تشوف وجهها. وتشوفت: تزينت، وهذه جارية تشوف للرجال: تشرئب لهم. وتشوفت الأوعال: أشرفت من أعالي الجبل. وتشوف فلان أمره: طمح له.
ش و قشقتني إليك وشوقتني، واشتقت إليك واشتقتك، وبرح بي الشوق، وبلغت مني الأشواق، وما أشوقني إليك. وقلب شيق.
ومن المجاز: شقت الطنب إلى الوتد: نطته به.
ش و كشجرة شاكة وشوكة وشائكة ومشيكة. وشاكت إصبعه شوكة، وشيكت رجلي تشاك: وشوكت النخلة: خرج شوكها، وشوكت الحائط: جعلت عليه الشوك.
ومن المجاز: شوك الزرع، وزرع مشوك إذا خرج أوله. وشوك الفرخ: أنبت. وشوك ذدي الجارية وشاك وتشوك إذا بدا خروجه. قال:
أحببت هذي قديماً وهي ماشية ... وما تشوك ثدياها وما نهدا
وشوك البعير: طلعت أنيابه. وحلة شوكاء: خشنة المس. ولهم شوكة في الحرب. وفلان ذو شوكة. وهو شاك السلاح. و " جاؤا بالشوك والشجر " : بالعدد الجم. ويقال لمن ضربته الحمرة: قد ضربته الشوكة. لأن الشوكة وهي إبرة العقرب إذا ضربت إنساناً فما أكثر ما تعتري منه الحمرة. قال القطاميّ يصف ضيفاً:
سرى في جليد الليل حتى كأنما ... تخزم بالأطراف شوك العقارب
وأصابهم شوك القنا وهي شبا الأشنة. ولا تشوكك مني شوكة: لا يلحقك مني أذى. ومشطته بشوكة الكتان وهي المشط الذي يمشط به تؤخذ طينة فتغرز فيها سلاء ويمشط بها.
ش و لشال الميزان: ارتفعت إحدى كفتيه. قال الأخطل:
وإذا وضعت أباك في ميزانهم ... قفزت حديدته إليك فشالا
وشالت الناقة إذا رفعت ذنبها للقاح، وهي شائلة وهن شؤل، وشالت إذا ارتفع لبنها وهي شائل وهن شول. وشالت العقرب بذنبها. وشالت القربة والزق: ارتفعت قوائمها عند الملء أو النفخ. وأشال الحجر: رفعه. وأشال بضبعه. وضربته الشوالة بشولتها أي العقرب بذنبها. وتقول في الناصح الضار بنصحه: نصيحة شوله، ضرب بشوله.

ش و ه
رجل أشوه، وامرأة شوهاء، وشاهت الوجوه؛ قبحت. وشهه الله تعالى فهو مشوه. ولا تشوه عليّ: لا تصبني بعين. وهو رب الشويهة والبعير. وأرض مشاهة مأبلة.
ش و يسمعت كذا فاقشعرت منه شواتي: جلدة رأسي. قال:
قالت فتيلة ماله ... قد جللت شيباً شواته
ورمي الصيد فأشواه إذا أصاب شواه وما ليس بمقتل. وشويت اللحم، واشتويته لنفسي، وأشويت أصحابي: أطعمتهم شواء.
ومن المجاز: أعطاني من الشوى وهو رذال المال. قال:
أكلنا الشوى حتى إذا لم ندع شوًى ... أشرنا إلى خيراتها بالأصابع
ويقال: كلّ ذلك شوًى ما سلم ديني أي هو حقير. قال:
وكنت إذا الأيام أحدثن هالكاً ... أقول شوًى ما لم يصبن صميمي
وتعشّى فلان فأشوى من عشائه أي أبق شوًى منه. وما بقي من الشاء إلا شواية: بقية يسيرة. ويقال: القتل الخطة التي لا شوى لها أي لا بقيا لها أي لا تشوى ولا تبقى. وقال الهذلي:
فإن من القول التي لا شوى لها ... إذا زل عن ظهر اللسان انفلاتها
ش ي أأنت في لا شيء، ورأى غير شيء. وتأخرت عنه شيئاً أي تأخرا قليلاً. وروى الكسائي: يا شيء مالي: في التلهف على الشيء. وأنشد:
يا شيء مالي من يعمر يفنه ... مر الزمان عليه والتقليب
وقال زهير بن مسعود:
يا شيء ما هم حين يدعوهم ... داع ليوم الروع مكروب
وغلام مشيأ: مختلف الخلق كأن فيه من كل قبح شيئاً. وشيأ الله تعالى خلقه. ويقولون لمن أرادوا قيامه: إذا شئت.
ش ي بشيبه الحزن وأشابه، وبدا فيه الشيب والمشيب، وشاب شيبة، ورجل أشيب، وقوم شيب. وشيب شائب. قال:
عجائز يطلبن شيئاً ذاهباً ... يخضبن بالحناء شيباً شائباً
يقلن كنا مرة شبائبا
ومن المجاز: شابت رءوس الإكام. ورأيت الجبال شيباً: يريد بياض الصقيع والثلج. وذهب شيبان وملحان: لشهري الشتاء وهما شهرا قماح. و " باتت بليلة شيباء " إذا غلبها على نفسها الزوج ليلة هدائها كأنها دهيت بأمر شديد تشيب منه الذوائب.
ش ي حرجل مشايح ومشيح وشيح: جاد حذر. قال أبو ذؤيب
تبعتهم ثم اعتقنقت أمامهم ... وشايحت قبل اليوم إنك شيح
وقال:
إذا سمعت الرز من رباح ... شايحن منه أيما شياح
ويقال: أشاح منه وشايح: حذر. وأشاح في الأمر وشايح: جدّ. وكلمته فأشاح بوجهه: أعرض. وعامل مشيح: جاد مواظب على عمله. قال أبو النجم.
قباً أطاعت راعياَ مشيحاً
ش ي خشاخ شيخوخة وشيخ تشييخاً، وهو شيخ، وهي شيخة: عجوز، وهم شيوخ وأشياخ ومشيخة ومشايخ ومشيوخاء وشيخان، وفي حديث رقيقة " شيخان قريش " . وأنشد المفضل:
فلا تصرمي الشيخان يا حمز إنهم ... هم يعصمون الناس في اليوم ذي الوغى
وقال:
بني لي به الشيخان من آل دارم ... بناء يرى عند المجرة عالياً
ومن المجاز: ورث من شيخه الكرم ومن أشياخه: من آبائه.
ش ي دشاد القصر وأشاده وشيده: رفعه، وقصر مشيد ومشيّد، وقيل: المشيد المعمول بالشيد وهو الجص، والمشيد بالمعنيين.
ومن المجاز: أشاد بذكره: رفعه بالثناء عليه وأشاد عليه: أفشى عليه مكروهاً، ويقال: أشاد عليه قبيحاً وبقبيح. وفي الحديث " من أشاد على مسلم عورة يشينه بها شانه الله تعالى بها يوم القيامة " وقال:
أتاني أنّ داهية نآداً ... أشاد بها على خطل هشام
وأشاد صوته وبصوته: رفعه. وأشاد بالضالة: عرفها.
ش ي زمشط من الشيز وهو خشبة سوداء يعمل منها، وجفان من الشيزى وهي شجر تعمل منه. قال الشماخ:
فتى يملأ الشيزى ويروى سنانه ... ويضرب في رأس الكميّ المدجج
ش ي صما عندهم إلا الشيص والشيصاء وهو أردأ التمر والواحدة شيصة وشيصاءة، وقد أشاصت النخلة.
ش ي طشيط اللحم في الشيّ إذا دخنه وأحرق بعضه ولم ينضجه، وشاط لحم الشاوي وتشيط.
ومن المجاز: شاط دمه إذا بطل. قال الأعشى:
وقد يشيط على أرماحنا البطل

وأشاط السلطان دمه: أهدره. وأشاطوا لحم الجزور. إذا بضعوه وقسموه، وشاط لحم الجزور: ذهب مقسماً لم يبق منه شيء، ويقال: أشيط فلان كما يشاط لحم الجزور. وشيط الصقيع النبت. وشيط الدواء الجرح: أحرقه. وتشيط فلان من الهبة: نحل من كثرة الجماع وهلك. واستشاط غضباً. واستشاط في الحرب: استقتل. قال:
أشاط دماء المستشيطين كلهم ... وغل رءوس القوم فيها وسلسلوا
وناقة مشياط: يطير فيها السمن أي يسرع سمنها وهو من إسراع المشيط وعجلته، لا يصبر بالشواء حتى يسكن لسان النار.
ش ي عشيعته يوم رحيله. وشايعتك على كذا: تابعتك عليه. وتشايعوا على الأمر، وهم شيعته وشيعه وأشياعه. وهذا الغلام شيع أخيه: ولد بعده. وآتيك غداً أو شيعه. قال:
قال الخليط غداً تصدعنا ... أو شيعه أفلا تشيعنا
وأقمت عنده شهراً أو شيع شهر. وكان معه مائة رجل أو شيع ذلك. ونزلوا موضع كذا أو شيعه. وشاع الحديث والسر، وأشاعه صاحبه. ورجل مشياع مذياع. وقطرت قطرة من اللبن في الماء فتشيع فيه: تفرق. وأشاعت الناقة بولها وأشاعت به. وجاءت الخيل شوائع: متفرقة. وتشايعت الإبل. وله سهم في الدار شائع ومشاع. وشيع بالإبل وشايع بها: صاح بها، ومنه قيل لمنفاخ الراعي: الشياع. وشايع بهم الدليل فأبصروا الهدى: نادى بهم.
ومن المجاز: شيعنا شهر رمضان بصوم الستة. وشيعت النار بالحطب. وأعطني شياعاً كما تقول: شباباً: لما تشيع به وتشب. وشيع هذا بهذا: قوّه به. قال الراعي:
إليك يقطع أجواز الفلاة بنا ... نص تشيعه الصهب المراسيل
ورجل مشيع القلب: للشجاع، وقد شيع قلبه بما يركب كل هول. وشاع في رأسه الشيب. وشاعكم الله تعالى بالسلام، وشاعكم السلام. قال:
ألا يا نخلة في ذات عرق ... برود الظل شاعكم السلام
وقال لبيد:
فشاعهم حمد وزانت قبورهم ... أسرة ريحان بقاع منور
وقد شيعه الغضب: استخفه وضرمه كما تشيع النار. ورجل مشيع: عجول.
ش ي مبرق مشيم، وقد شيم في فرع السحاب شيما. وشمت السيف: سللته وقربته. ورجل أشيم: به شامة، وامرأة شيماء. وهو حسن الشيمة والشيم، وتقول: ليس بمفطوم عن شيمه، مفطور عليها في المشيمه. وتشيم الحرق القصب: دخل فيه وخالطه. قال ساعدة
أفمنك لا برق كأن وميضه ... غاب تشيمه ضرام مثقب
ومن المجاز: قول ذي الرمة:
حتى إذا الهيق أمسى شام أفرخه ... وهن لا مؤيس نأياً ولا كثب
وشم ما بين البلدين: قدّر. وانظر كم بينهما. وإن فلاناً لموسر ولا أشيمه أي لا أنظر إليه من فقر يعني أنه غنيّ عنه. وتشيمه الشيب: خالطه. وماله شامة ولا زهراء: ناقة سوداء ولا بيضاء. وصاروا شاماً في البلاد: متفرقين تفرق الشام في الجسد. قال:
أتت أم اللهيم فصيرتهم ... أحاديثاً وشاماً في البلاد
ش ي نهو فعل شائن، وهذه شائنة من الشوائن. ووجهك شين، ووجهي زين.
ش ي يجاء بالعي والشيّ، وهو عييٌّ شييٌّ.
كتاب الصاد

ص أ ص أ
صأصأ الجرو: حرك عينيه ولما يفقح، وضربه الديك بالصئصئة وهي مخلبه في ساقه. وأسنّة كصياصي البقر وهي قرونها. وتقول: استنزلوهم مصفدين من صياصيهم، ثم أطلقوهم بعد جز نواصيهم؛ أي من حصونهم. وما عندهم إلا الشيصاء والصيصاء وهو حشف البسر، وأصله الهمز.
ومن المجاز: فحقنا وصأصأتم.
ص أ بمعه صبيان، كأنهم صئبان. وقد صئب رأسه.
ص ب أصبأ من دين إلى دين، وهو من الصابئين والصابئة. وصبأ ناب البعير، وصبأ النجم: طلع. وصبأت على القوم: هجمت. وقال:
أقيمي في تهامة لا تصيفي ... إلى نجد فقد صبأ الشتاء
وقال:
وكنت إذا ما خلة لم توانني ... صيأت على هجرانها غير حافل
ص ب بصب الماء فانصب. وتصبب العرق والدم. قال بشر:
وحالفتم قوماً هراقوا دماءكم ... لوشكان هذا والدماء تصبب
وما بقي في الإناء إلا صبابة وصبة، واصطببت الماء وتصاببته: شربت صبابته. قال كثير:
يقبّلن بالبزواء والجيش واقف ... مزاد الروايا يصطببن فضالها
ومشوا في صبب وفي أصباب وهو الحدور.
وفي الحديث " كأنما يمشي في صبب " وقال:

بل بلد ذي صعد وأصباب
وصب إليه صبابةً، وهو صب بها: كلف، وهي صبة به. وتصبصب الليل والحر: ذهب إلا أقله. وجرى صبيب العرق الدم. ووردنا آجناً كأنه صبيب العصفر. قال:
يبكون من بعد الدموع الغزر ... دماً سجالاً كصبيب العصفر
ومن المجاز: صب عليه البلاء من صب: من فوق. قال أبو النجم:
صب عليه كوكب من صب
وأخذ مائةً فصباً: نقيض فصاعداً، وقيل: هو مثله. ورأيت عنده صبةً من الدراهم، وصبة من الخيل والغنم وهي القطعة. وقال:
قليل جهازي غير صبة أسهم ... وصفراء من نبع وأبيض مذود
وتحسّوا صبابات الكرى. وهو يصب إلى الخير. وصب عليه درعه إذا لبسها، وصببتها عليه. وصب الله تعالى عليه صاعقة، وصب عليه سوط عذاب. وانصب البازي على الصيد، والحية على الملدوغ. وصب نفسه عليه. وصب الذئب على الغنم. قال أبو النجم:
مر القطا صب عليه أجدله
وقال السمهري بن أسد العكليّ:
لئن كان عكل سرها ما أصابني ... لقد كنت مصبوباً على ما يريبها
أي إن سرهم سجني، لقد كنت أسرق منهم وكنت مصبوباً محثوثاً على ذلك. وصب رجله في القيد: قيده. قال الفرزدق:
وما صب رجلي في حديد مجاشع ... مع القدر إلا حاجة لي أريدها
ولم أدرك من العيش إلا صبابة وإلا صبابات.
وتصاببت العيش: عشت بقية منه. قال الشماخ:
لقوم تصاببت المعيشة بعدهم ... أعزّ عليّ من عفاء تغيراً
أي فقدهم أشدّ عليّ من الشيب.
ص ب حأتيته صباحاً وذا صباح وصبيحة يوم كذا، وآتيه أصبوحة كل يوم وأمسيته، وآتيه صباح مساء، وأتانا لصبح خامسة وصبح خامسة، وأصبح يفعل كذا. وهو فالق الإصباح، وأنا أصبحه وأمسيه، وصبحك الله تعالى، والناس في تصبيح الأمير، وفلان يتصبح، وينام الصبحة، والصبحة: نومة الضحى. وشرب الصبوح. وصبحته وغبقته، واصطبح واغتبق، وهو صبحان غبقان. وقرب تصبيحنا: غداءنا، وقرب إلى الضيوف تصابيحهم. وفي حديث المبعث " وكان يتيماً في حجر أبي طالب وكان يقرب إلى الصبيان تصبيحهم فيختلسون ويكف " ووجه صبيح، وقد صبح صباحة. وفلان يتصابح ويتحاسن. وأصبح لنا مصباحاً: أسرجه. وفلان يستصبح بالشموع، ويستصبح بالسليط. وصبت عليه الأصبحية وهي سياط تنسب إلى قيل يقال له: ذو أصبح. وأسد أصبح: أحمر، وأسود صبح.
ومن المجاز: هذا يوم الصباح، ولقيتهم غداة الصباح وهو الغارة. وصبحني فلان الحق ومحضنيه. وأصبح يا رجل: انتبه من غفلتك. قال رؤبة:
بل أيها القائل قولاً أقذعا ... أصبح فمن نادى تميماً أسمعا
كما يقال للنائم: أصبح أي استيقظ، وقد أصبح القوم إذا استيقظوا وذلك في جوف الليل. ورأيت المصابيح تزهر في وجهه. وفي مثل " أصبح ليل " وقال بشر:
كأخنس ناشط باتت عليه ... بحربة ليلة فيها جهام
فبات يقول أصبح ليل حتى ... تجلى عن صريمته الظلام
مخاطبة الليل وخطاب الوحشيّ مجازان.
ص ب رصبرت على ما أكره. وصبرت عما أحب، وصابرته على كذا مصابرة، وهو صبير القوم: للذي يصبر لهم ومعهم في أمورهم، والصبر أمر من الصبر، وهو صبور ومصطبر ومتصبر. وصبرت نفسي على كذا: حبستها. وإنه ليصبرني عن حاجتي أي يحبسني. واستصبر الشيء إذا اشتدّ، ومنه قيل للجمد: الصبر والقطعة منه: صبرة. ونهي عن المصبورة: البهيمة المحبوسة على الموت. ونهى عن صبر ببذي الروح وهو الخصاء. وكل من حبس لقتل أو حلف فقد صبر، وهو قتل صبرٍ ويمين صبرٍ. وصبرت بفلان. كفلت به، وأنا به صبير. ووقعوا في أم صبور وأم صبار: داهية، وسلكوا أم صبارٍ وهي الحرة. قال حميد:
ليس الشباب عليك الدهر مرتجعاً ... حتى تعود كثيباً أم صبار
واصطبرت منه: اقتصصت. وفي حديث عثمان " هذه يدي لعمّار فليصطبر " وأصبرني القاضي: أقصّني. وملأ المكيال إلى أصباره. وأدهق الكأس إلى أصبارها: حروفها. وقال النمر:
غربت وباكرها الشتي بديمة ... وطفاء تملؤها إلى أصبارها

وخذه بأصباره. وشربها بأصبارها: كلها. وفي الحديث: " سدرة المنتهى صبر الجنة " أي أعلاها. وعنده صبرة من طعام وصبر. والمال بين يديه مصبر. وأكلوا صبير الخون وهو الرقاقة التي تبسط تحت الطعام. وشرب من الصنبور وهو قصبة الإداوة من صفر أو حديد يشرب منها. وإن فلاناً لصنبور: فرد لا ولد له ولا أخ، وأصله النخلة تبقى منفردة ويدق أصلها.
ومن المجاز: صبرت يمينه إذا حلفته جهد القسم. ويمين مصبورة. ويدي لا تصبر على البرد، وهذا شجر لا يضره البرد وهو صابر عليه. و " هو أصبر على الضرب من الأرض " .
ص ب عما صبعك علينا أي ما دلك. وصبع بأخيه وعلى أخيه: أشار إليه بإصبعه مغتاباً. وصبع ما في الإناء: أراقه بين إصبعيه لئلا يهراق. وصبع الدجاجة: أدخل يده لينظر أبها بيض أم لا.
ومن المجاز: إن له على ماله إصبعاً. ورأيت على نعم بني فلان إصبعاً لهم أي يشار إليها بالأصابع لحسنها وسمنها وحسن أثرهم فيها. وقال لبيد:
من يبسط الله عليه إصبعاً ... بالخير والشر بأي أولعا
يملأ له منه ذنوباً مترعاً
وفي الحديث " إن قلب العبد بين إصبعين من أصابع الرحمن " ويقال لمن يتكبر في ولايته: صبعه الشيطان، وأدركته أصابع الشيطان.
ص ب غصبغ الثوب بصباغ حسن وصبغ وهو ما يصبغ به. وطائر أصبغ، وعنز صبغاء وهو أن يبيض طرف الذنب أو يكون على لون يخالف لون الجسد.
ومن المجاز: نعم الصبغ والصباغ الخل لأن الخبز يغمس فيه ويتلون به. واصطبغ بكذا. وكثرت الأصبغة على مائدته. وصبغ يده بالعمل وبفن من العلم. وقال الله تعالى " صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة " وتصبغ فلان في الدين إذا حسن دينه وتمكن فيه. وذنبت الرطبة وصبغت كما تقول: لونت. وصبغت الإبل مشافرها في الماء: غستها. وصبغت يدي فيه. قال:
قد صبغت مشافراً كالأشبار
وقد صبغوني في عينك: غيروني عندك بإساءة قولهم فيّ. قال:
دع الشر وانزل بالنجاة تحرزاً ... إذا أنت لم يصبغك في الشر صابغ
ولكن إذا ما الشر أرخى قناعه ... عليك فجود دبغ ما أنت دابغ
أي إذا لم يدخلك فيه مدخل ولم يغمسك غامس. ويقال: انفلت وهو أصبغ أي لثق الذنب من الفزع، ومعناه أنه أحدث فزعاً فصبغ الحدث ذنبه بلون يخالف جسده، فهو أصبغ لذلك من قولهم: طائر أصبغ.
ص ب وصبوت إليه صبواً، وبي صبوة إليه. وفي فلان صبوة وهي جهلة الفتوة. وأصباه الهوى وتصبّاه. قال ذو الرمة:
ولو كلمت مستوعلاً في عماية ... تصباه من أعلى عماية قيلها
وتصابى الشيخ. ورأيته في صباه. وله صِبية صغار وأصبية وأصيبية وصبيان، وقد أصبت المرأة: كثر صبيانها، وامرأة مصب ومصبية، ونساء مصبيات. وصابى الشيء: قلبه وأماله. قال:
وفتية غير أنكاس بنيت لهم ... على جياد قسيّ النبع أبراداً
فقائل منهم صابيت بنيته ... وقائل منهم دعه فقد جادا
وصابيت هذا البيت إذا لم يقمه في إنشاده. ومالك تصابي الكلام: لا تجريه على وجهه. وصابي سيفه وسكينه: قربه على غير وجهه المستقيم، وتقول لمن يناولك السكين: صاب سكينك أي اقلبه واجعل مقبضه إليّ، وتقول: إذا ناولت السكين فصابه، ومل إلى أخيك بنصابه. وصبت الريح: هبت صباً، كقولك: جنبت وشملت. قال:
وأوفت له والريح تعدل متنه ... وتقتاده تصبو عليه وتجنب
وتقول: إذا صبت الأرواح، صبت الأرواح. وهبت الأصباء. قال:
أذاع بمغناها مع الدجن والبلى ... رياح من الأصباء هوج دوافن
وقيل: سميت صباص لأنها تستقبل البيت فكأنها تحنّ إليه.
ومن المجاز: وقعت صبيان الجليد وهي ما تحبب منه كأنه اللؤلؤ الصغار، وغدوت انفض صبيان المطر وهي صغار قطره. قال:
ضار غدا ينفض صبيان المطر
وقال:
فأضحى وصبيان الصقيع كأنه ... جمان بضاحي جلده يتحدّر
وقال ابن مقبل:
تحدّر صبيان الصبا فوق متنه ... كما لاح في سلك جمان مثقب
ورواه صاحب الحصائل وغيره: صئبان. واضطرب صبيّاه وهما ما استدق في طرفي اللحيين ممايلي الذقن. قال ذو الرمة:
ترى كل شرواط كأن قتودها ... على مكدم عاري الصبيين صائف

وبه وجع في صبي قدمه وهو ما بين حمارتها إلى الأصابع. ضربه بصبي السيف وهو ما دون ظبته. قال الهذليّ:
بضرب يزيل الهام شدّة وقعه ... بكل حسام ذي صبيٍّ ورونق
وفلان يصبو إلى معالي الأمور. وأصبته المكارم، وبه صبوة إليها، وإن نفسه لتصبو إلى الخير.
ص ح بهو صاحبي وصويحبي وهم صحبى وصحبتي وأصحابي وصحابي وصحابتي وصحباني، وصحبته صحبة وصحابة، وصحبه فأحسن صحابته، وصاحبته صحاباً كريماً، واصطحبوا وتصاحبوا، وهما خير صاحب ومصحوب، ووجدته صاحب صدق، وأصحبته فلاناً، واستصحبته.
ومن المجاز: هو صاحب مال وعلم وكل شيء، وفي كتاب العين: وصاحب كلّ شيء: ذوه. وخرج وصاحباه: السيف والرمح. واستصحبت كتاباً لي. وصحبك الله تعالى وصاحبك، وأحسن الله تعالى صحابتك، وامض مصحوباً ومصاحباً بمعنى مسلّماً معافًى، ومنه " ولاهم منا يصحبون " : يعافون ويحفظون، ومنه: فلان ما يتصحب من شيء: ما يتوقي وما يستحي. وأصحب فلان إذا بلغ ابنه ومعناه كان فرداً فصار ذا صاحب. وأصحب الماء: طحلب أي صار ذا صاحب وهو الطحلب. وأصحب له الرجل والدابة إذا انقاد له ومعناه دخل في صحبته بعد أن كان نافراً عنه أو صار ذا صاحب وهو الانقياد بعد خلوّه منه، تقول: استصعب ثم أصحب. قال امرؤ القيس:
ولست بذي رثية إمر ... إذا قيد مستكرهاً أصحباً
وأصحبته فهو مصحب أي فعلت به ما جعلته صاحباً لي غير نافر عني. وأصحبته الطاعة وكان خلواً منها. وأديم مصحب بالفتح: ترك عليه شعره ولم يعطن أي جعل الشعر صاحباً له، وقد أصحبت الأديم، وأصحب أديمك، ويقال: أديم مصحوب أي صحبه شعره لم يفارقه، وعود مصحب: ترك لحاؤه ولم يقشر. قال كثير:
تباري حراجيجاً عتاقاً كأنها ... شرائج معطوف من القضب مصحب
ص ح حصحّ من علته، ورجل صحيح وصحاح، وقوم صحاح وأصحاء وأصحّة. " والسفر مصحة " . وهو صحيح مصح: صحيح أهله وماله، وقد أصح القوم وهم مصحون. وفي الحديث " لا يوردنّ ذو عاهة على مصح " وأصحّه الله تعالى وصحّحه، وأصح الله تعالى بدنك وصحّح جسمك. وسرنا في صحصح من الأرض وصحصحان وفي صحاصح.
ومن المجاز: صحّ عند القاضي حقه وصحت شهادته. وصح لي على فلان كذا. وصح قوله، وأنا أستصح ما يقول. وتقول: مذهب أهل العدل هو المذهب الصحيح، وهو الحق الصريح. وسائر المذاهب ترهات صحاصح، لا سدائد ولا صحائح. قال ابن مقبل:
وما ذكره دهماء بعد مزارها ... بنجران إلا الترهات الصحاصح
وهي الأباطيل التي لا أصل لها، ومثله: " جاء بالترهات البسابس " ، وفلان مصحصح: يأتي بالأباطيل. قال مليح الهذلي:
ويلحاك في ليلى العريف المصحصح
ص ح رأصحروا: برزوا إلى الصحراء، ورأيتهم مصحرين. وأخبرني بالأمر صحرة بحرة، " ولقيته صحرة بحرة " : بغير سترة. وسقوه صحيرة: حليباً سخن حتى احترق. وصحرته الشمس مثل صهرته، وقد صحروه. وحمار أصحر، وفيه صحرة وهي غبرة في حمرة، ولحمارك صحير: صوت شديد.
ومن المجاز: أصحر بالأمر وأصحره: أظهره، ولا تصحر أمرك. وأصحر بما في قلبك. وألقى زوره بصحراء التمرد. وفي مثل " مالي ذنب إلا ذنب صحر " وهي بنت لقمان بن عاد.
ص ح فمعه صحيفة وصحف وصحائف وهي قطعة من جلد أو قرطاس يكتب فيه، وهو صحفي وصحاف. وهو لحانة مصحف. وصحف الكلمة. ووجهه كورقة المصحف.
قال الراعي:
تقلّب خدّين كالمصحفي ... ن خطهما واضح أ.هر
وتقول: صحائف الكتب، خير من صحاف الذهب. والصحفة: القصعة المسلنطحة.
ومن المجاز: صن صحيفة وجهك وهي بشرته.
ص ح نقعد في صحن الدار وهو ساحة وسطها ومستواه ومتسعه. وسرنا في صحن الفلاة وصحون الفلا. وما بصحن العراق مثله. وسقاهم في الصحن وهو عس عريض قصير الجدار كالجام. وأطعمهم الصحناة والحصناء.
ومن المجاز: جرى الدمع على صحني وجنتيه. وفرس واسع الصحن وهو جوف الحافر الذي يقال له: السكرجة.
ص ح وصحا من سكره صحواً وصحوا، وأصحيته أنا من سكره. قال:
وجدتني ألوي بعيد القسر ... شغباً وأصحى نشوات الخمر
وأصحت السماء، والسماء مصحية، وأصحى يومنا، ويومنا، ويوم مصح، وهذا يوم صحو: ووجهه كمصحاة اللجين وهي نحو الجام يشرب به.

ومن المجاز: صحا العاشق من عشقه إذا سلا وتقول: فيه مسلاة من كرب الهم، ومصحاة من سكر الغنم.
ص خ بفي البيت صخب وهو اختلاط الأصوات، وقد صخب فلان يصخب فهو صخب وصاخب. وتقول: ما هو صاحب، إنما هو صاخب. وهو صخاب في الأسواق. واصطخبوا وتصاخبوا. وسمعت اصطخاب الطير. وصاخبه مصاخبةً.
ومن المجاز: واد صخب الآذيّ، واصطخبت أمواجه. قال:
مفعوعم صخب الآذي منبعق
وعين صخبة إذا اصطفقت عند الجيشان. وعود صخب الأوتار.
ص خ خصخه يصخه: ضرب أذنه فأصمها، وصاح بهم صيحة تصخ الآذان. و " إذا جاءت الصاخة " : الداهية الشديدة. وسمعت للحجر صخة، وقد صخ صخيخاً وهو صوته إذا قرع. وصخ لحديثه إذا أصاخ له.
ومن المجاز: صخّني فلان بعظمة: رماني بها وبهتني.
ص خ دصخده الحر: صهره، وهاجرة صيخود، وأقبلت صياخيد الحر. وأنشد الشماخ:
خوض العيون تباري في أزمتها ... إذا تفصدن من حر الصياخيد
وتقول: رماني الحر بصياخيده، والبرد بصناديده. وصخرة صيخود: لا تعمل فيها المعاول. وذاب صيخد الشمس: عينها. واصطخد الحرباء: تصلّي بالوديقة. وهام صواخد، وصخدت الهامة: صاحت.
ص خ رصخرة صماء، وصخر وصخور وصخورة صم. وشرب بالصاخرة وهي مشربة من خرف.
ومن المجاز: رجل صخر الوجه: وقاح.
ص د أسيف صديء. ومرآة صدئة، وقد ركبه الصدأ. وقد صديء، وأصدأه طول العهد بالصقل. وفرس أصدأ وصدءاء: بينة الصدأة وهي شقرة تضرب إلى سواد كما ترى لون الصدأ. وكتيبة صدءاء.
ومن المجاز: رجع فلان صاغراً صدئاً: لزمه صدأ العار واللؤم.
ص د حديك صدوح وصداح: رفيع الصوت.
ومن المجاز: قينة صادحة. وحاد صيدح. ومزهر صداح. قال لبيد:
وقينة ومزهر صداح
ص د دما صدك عني؟ ولم تصد عني؟ وفلان مصدود عن الخير. وأرى فيك صدوداً ازوراراً. وأخذ يصاده ويضادّه. ولا حدد لي دونه ولا صدد أي لا مانع من حدّه عنه وصده. وداري صدد داره وبصددها أي قبالتها. وأخذته من صدد: من قرب. وأنا بصدد من هذا الأمر. وهم بين الصدين وهما جانبا الوادي. وهو يصد من ذلك صديداً إذا ضج منه " إذا قومك منه يصدون " وسمعت لهم صديداً وفديداً. وأصد الجرح، وسال صديده.
ومن المجاز: صد السبيل: إذا اعترض دونه مانع من عقبة أو غيرها فأخذت في غيره. قال:
إذا الشرك العادي صد رأيتها ... لرؤس الحذاريّ الغلاظ غشوءاً
أي لرءوس الآكام جمع الحذرياء بوزن الكبرياء بمعنى الحذرية. ووضع السهم بين الصدين: بين جانبي السكة. وانضم عليهم الصدان إذا توسطوا الطريق.
ص د رصدروا عن الماء صدوراً وصدراً. " وتركتهم على مثل ليلة الصدر " . وأصدرتهم عنه. وتصادروا. وليست المحد الصدار. وأخضل الدمع صدارها وهو ثوب تغطّى به الرأس والصدر. وشد البعير بالتصدير وهو حبل يشد في صدره. قال ذو الرمة:
يكاد من التصدير ينسل كلما ... ترنم أو مس العمامة راكبه
وأسد مصدر: شديد الصدر. ورجل أصدر مصدر: مشرف الصدرة قويّ الصدر، والصدرة: أعلى الصدر. وضربته فصدرته: أصبت صدره. ورجل مصدور: يشكو صدره. ونعجة مصدرة: سوداء الصدر.
ومن المجاز: طريق وارد صادر: يرد فيه الناس ويصدرون. ورصفت صدر السهم وهو ما فوق نصفه إلى المراش. وسهم مصدر: غليظ الصدر. وطعنه بصدر القناة. وأخذ الأمر بصدره: بأوله، والأمور بصدورها. وهو يعرف موارد الأمور ومصادرها. وإذا أورد أمراً أصدره. وفلان يورد ولا يصدر: يأخذ في الأمر ولا يتمه، ورجل مصدر: متم للأمور. وصادرت فلاناً من هذا الأمر على نجح. وتصادروا على ما شاؤا. وهؤلاء صدرة القوم: مقدموهم. وصدر فلان فتصدر: قدم فتقدم. وصدر كتابه بكذا. وجاء فرس فلان مصدراً: سابقاً. قال الراجز:
مصدر لا وسط ولا تالي
وأكلوا حتى صدروا. وأطعمهم حتى أصدرهم أي أشبعهم.
ص د عفي العود ونحره من الأشياء صدع وصدوع، وصدعته فانصدع، وكأنه صدع الزجاجة.
ومن المجاز: صدع البين شملهم. وصدع الظعائن يوم بن فؤاده. وتصدع الحي. وتصدعوا عني. وانصدع الفجر. وجئته وعمود الصبح منصدع. قال ذو الرمة:
فغلت وعمود الصبح منصدع ... عنه وسائره بالليل محتجب

وطلع الصديع وهو الفجر. وانصدعت الأرض بالنبات. وصدعها الله تعالى " والأرض ذات الصدع " وصدعت الفلاة: قطعتها. وصدعت النهر. وصدعت الغنم صدعتين. وصدع ثوبه صدعتين. وقال:
وأنحر للشرب الكرام مطبتي ... وأصدع بين القينتين ردائياً
وفي مثل " صدعه صدع الرداء " " وبان منه كشق صديع " وهو الرداء المصدوع. قال لبيد:
دعي اللوم أو بيني كشق صديع ... فقد لمت قبل اليوم غير مضيع
وصدع بالحق: جهر به وصرح مفرقاً بينه وبين الباطل. " فأصدع بما تؤمر " وخطيب مصقع: مصدع، ويقال: هو أصدعهم بالصواب، في أسرع جواب. وقال ذو الرمة:
صدوع بحكم الله في كل شبهة ... ترى الناس في ألباسها كالبهائم
جمع لبس. ورأيت منهم صدعات: تفرقا في الرأي والهوى، وأصلحوا ما فيكم من الصدعات، وإنهم على ما فيهم من الصدعات لألباء كرام. وسبيل صادع، وجبل وواد صادع: ذاهب في الأرض طولاً، وهذا الطريق يصدع في أرض كذا.
ص د غضربه في صدغه وهو ما بين اللحاظ إلى أصل الأذن، ومنه: المصدغة، كما قيل: المخدة من الخد. وصادغته: عارضته في المشي صدغى إلى صدغه، كما تقول: خاصرته من الخصر. ووسمه الصداغ وهو سمة على مستوى الصدغ طولاً إلى أسفل الحنك. وإبل مصدغة. وتقول: فلان ما يصدغ نمله، وما يقصع قمله. وصبي صديغ: إلى أن يشكل سبعة أيام.
ص د فصدف عن الشيء صدوفاً: أعرض عنه، وفيه صدوف عن الفحشاء. وامرأة صدوف: تصد عن الريبة. وصادفته: وجدته، وصادفه: قابله، وتصادفا: تقابلا، ومنه: صدفا المحارة: لتقابلهما. و " ساوى بين الصدفين " : بين رأسي الجبلين المتقابلين.
ومن الكناية: رجل صدوف: أبخر لأنه كلما حدّث صدف بوجهه لئلا يوجد بخره.
ص د قصدقته الحديث، وفي مثل " صدقني سن بكره " وصادقه ولم يكاذبه، وتصادقا ولم يتكاذبا. وصدقه فيما قال، وقوله مصدق. ورجل صدوق من قوم صدق. ورجل صديق. وعنده مصداق ذلك وهو ما يصدقه من الدليل. وصادقته فكان خير صديق، وهو صديقي ومصادقي وهم أصدقائي وصدقائي وصديقي، ولست من صديق فلان. قال رؤبة:
دعها فما النحوي من صديقها
وقال نصيب:
دعون الهوى ثم ارتمين قلوبنا ... بأعين أعداء وهن صديق
وأعطاها الصداق والصدقة، وأصدقها كذا. وتصدق بما له عليه. وأخذ المصدق الفريضة. قال:
ود المصدق من بني غبر ... أن القبائل كلها غنم ورمح صدق: صلب، وقناة صدقة.
ومن المجاز: رجل صادق الحملة، وذو مصدق في القتال. وفرس ذو مصدق في الجري. وعند بني فلان مصادق. وصدقوهم القتال. قال جرير:
أولئك خير مصدقاً من مجاشع ... إذا الخيل جالت في القنا المتكسر
وقال زهير:
حتى تجلّت مصاديق الصباح له ... وبات منحسر المتنين طيّاناً
دلائله: جمع مصداق. ونجم صادق: لم يخلف. قال زهير:
في عانة بذل العهاد لها ... وشميّ غيث صادق النجم
وصادقته المودّة والنصيحة. وهو رجل صدق، وهم قوم صدق، وله قدم صدق، وكذلك كل ما كان رضاً، وفلان صدق. وصدق المعاجم، وفلانة امرأة صدقة.
ص د مصدمه الحمار. وصدمته الغرارة وصادمته. والفارسان يتصادمان. وتصادم الفحلان والجيشان واصطدما. وضربه على صدمته وهما العظمان بينهما الجبهة.
ومن المجاز: صدمت الشرّ بالشرّ. وصدمهم أمر شديد. " والصبر عند الصدمة الأولى " . وأتيت على الأمرين صدمةً واحدة، كما تقول: ضربة، وأعطاه رزق شهرين صدمة. وقال عبد الملك للحجاج: إني استعملتك على العراقين صدمة فاخرج إليهما كميش الإزار. وصدمته حميّا الكأس. ورجل مصدم: مجرب:
ص د يرجل صد وصاد وصديان، وامرأة صديا، وقد صدى، وقتله الصدى وهو العطش الشديد. وتصديت له. وصدّى بيديه: صفق، ولهم مكاء وتصدية. وصاديته، وظللت أصاديه: أداريه، وتقول: من صاداك فقد صادك.
ومن المجاز: أنا صديان إلى حديثك. ولي أحشاء صواد إليك. وصم صداه، وأصم الله تعالى صداه: دعاء بالهلاك لأنه إذا هلك لم يجبه الصدى وتقول: أنت غداً صدًى. وتقول: هم اليوم أعداء، وهم غداً أصداء؛ أي موتى.
ص ر ب

" جاء بصربة تزوي الوجه " . وتقول: جزى الله بضربه، من جاءنا بصربه؛ وهي القارص. وتقول: الضريب لا الصريب أي الخائر من عدة لقاح ضرب بعضه على بعض لا الحقين الحامض.
ص ر حلبن صريح: ذهبت رغوته وخلص. وعربي صريح من عرب صرحاء: غير هجناء، ونسب صريح. وكأس صراح: لم تمزج. وصرحت الخمرة: ذهب عنها الزبد. ولقيته مصارحة: مجاهرة. وصرح النهار: ذهب سحابه وأضاءت شمسه. قال الطرماح في صفة ذئب:
إذا امتلّ بعدو قلت ظل طخاءة ... ذرى الريح في أعقاب يوم مصرح
وصرح بما في نفسه. وبنى صرحاً وصروحاً. وقعد في صرحة داره: في ساحتها.
ومن المجاز: شر صراح. " وصرح الحق عن محضه " .
ص ر ختقول: له عولة كعولة الثكلى، وصرخة كصرخة الحبلى. وصرخ يصرخ صراخاً وصريخاً، وهو صارخ وصريخ، وقد نقع الصريخ. قال:
قوم إذا نقع الصريخ رأيتهم ... من بين ملجم مهره أو سافع
والصراخ: صوت المستغيث وصوت المغيث إذا صرخ بقومه للإغاثة. قال سلامة:
إذا إذا ما أتانا صارخ فزع ... كان الصراخ له قرع الظنابيب
أي كان الغياث له. وتقول: جاء فلان صارخاً وصريخاً ومستصرخاً: مستغيثاً. وأقبل صارخاً وصارخةً وصريخاً ومصرخاً: مغيثاً. قال:
وكانوا مهلكي الأبناء لولا ... تداركهم بصارخة شفيق
وفي المثل " عبد صريخه أمة " أي مغيثه. وأصرخته: أغثته. واستصرخني: استغاثني. وتصارخوا واصطرخوا: تصايحوا.
ص ر دهذا يوم صرد وصرد، ويوم صرد، وقد صرد يومنا، وليلة صردة. ورجل صرد، وقوم صردى، وقد صردت اليوم صدراً شديداً، وريح مصراد: باردة. قال:
إذا رأين حرجفاً مصراداً ... ولينها أكسية جيادا
ورجل مصراد: جزوع من البرد، وقيل: قوي عليه. وسهم صارد: خرجت شباة حدّه من الرمية، ونافذ: خرج بعضه، ومارق: خرج كله. ونبل صوارد، وقد صرد من الرمية يصرد فهو صارد، وصرد صرداً فهو صرد. قال الصلتان:
فما بقيا عليّ تركتماني ... ولكن خفتما صرد النبال
وقد أصرده الرامي. وصرد السقي: قطعه دون الري. وشرب مصرد. وسقاه سقياً غير تصريد. وصردت الشارب عن الماء: قطعت عليه شربه. قال النابغة:
وتسقى إذا ما شئت غير مصرد ... بصهباء في حافاتها المسك كارع
وصرد شرابه: قلله.
ومن المجاز: قولك إذا انتهى قلبك عن الشيء: قد صرد قلبي عنه. قال:
أصبح قلبي صرداً ... لا يشتهي أن يردا
وجيش صرد وصرد: كأنه من تؤدة سيره جامد. قال خفاف:
صرد يوقص بالأقدام جمهور
وبظهر دابتك صردان وهي البقع البيض من الشعر النابت على الدبرة، الواحد: صرد شبه ذلك بلون الصرد وهو طائر أبقع أبيض البطن. وفرس مصرد. وصرد له العطاء: قلله.
ص ر رريح صر وصرصر. وأقبل في صرة: في شدة صياح. وصر الجندب والباب والقلم صريراً. وصرت الآذان: سمع لها طنين. قال:
إذا صرت الآذان قلت ذكرتني
وصر صماخه من العطش. وصرصر الأخطب. وصرّ الحمار أذنيه، وأصر بهما، وأصر الحمار من غير ذكر الأذنين. وفلان صرورة. وقطع صارته: عطشه. ومضت صرة القيظ: شدة حره. وصر الدراهم في الصرة والصرر. وصر الأطباء بالصرار والأصرة. وهو من الصراصرة: نبط الشام. ودرهم ودينار صَري وصِري: له طنين إذا نقر. وما عنده صريٌّ: درهم ولا دينارٌ. وهذا منه صريٌّ عزم.
ومن المجاز: أصر على الذنب: من إصرار الحمار على العانة. وحافر مصرور ومصطرّ. وصر فلان عليّ الطريق فلا أجد مسلكاً. وصرت عليّ هذه البلدة وهذه الخطة فلا أجد منها مخلصاً. وجعلت دون فلان صراراً: سدّاً وحاجزاً فلا يصل إليّ. وفلان مصرور: مغلول، وقد صرّ. وامرأة مصطرّة الحقوين. قال:
مصطرة الحقوين مثل الدبره
وهي النحلة.
ص ر عتركته صريعاً وتركتهم صرعى، وصرعهم ريب المنون، وهذه مصارع القوم، و " لكل جنب مصرع " . ودعي إلى الصراع والمصارعة. ورجل صريع وصرعة. يصرع الناس كثيراً. وصرعة: لا يزال يصرع، وتصارعا واصطرعا. وفتح مصراعي الباب. وصرع الباب، وباب مصرع. وهو يحلب ناقته الصرعين والعصرين. وآتيه صرعي النهار وهما طرفاه. وفلان ذو صرعين: ذو لونين. وطلبت منه حاجة فما أدري على أي صرعي أمره هو؟ أي على أي حالي أمره نجح أم خيبة. قال:

فرحت وما ودعت ليلي وما درت ... على أي صرعي أمرها أتروح
ومن المجاز: بات صريع الكأس. وغصن صريع: متهدل ساقط إلى الأرض. وصرع الشجر إذا قطع وطرح. ورأيت شجرهم صرعى ومصرعات، ونبات صريع: لما نبت على وجه الأرض غير نائم. وتصرع فلان لفلان: تواضع له. وما زلت أتصرع له وأتضرع إليه حتى أجابني. وبيت مصرع.
ص ر فمر الشباب فما له من مصرف
وصرف الله تعالى عنك السوء. وحفظك من صرف الزمان وصروفه وتصاريفه. وصرف الدراهم: باعها بدراهم أو دنانير. واصطرفها: اشتراها. تقول لصاحبك: بكم اصطرفت هذه الدراهم؟ فيقول: اصطرفتها بدينار. وفلان صراف وصيرف وصيرفي، وهو من الصيارفة. وللدرهم على الدرهم صرف في الجودة والقيمة أي فضل. وصرفه في أعماله وأموره فتصرف فيها. وتصرفت به الأحوال. و " لا يقبل الله تعالى له صرفاً " توبة. وهو يشرب الصريح والصريف وهو الحليب الحار ساعة يصرف عن الضرع. وعنز صارف، وبها صراف. ولأنيابه صريف. وللبكرة صريف. وشراب صرف. وقد صرفه صاحبه وصرفه بالشدة والخفة.
ومن المجاز: لهذا على هذا صرف. وفلان لا يحسن صرف الكلام: فضل بعضه على بعض. وصرف عن عمله: عزل. وإنه ليتصرف: يحتال. وفلان يصطرف لعياله: يكتسب.
ص ر مزرع صريم ومصروم: مجزوز. وصرم النخل واصطرمه، وهو وقت الصرام والاصطرام. وأصرم النخل والزرع. وصرمت أخي وصارمته وتصارمنا، وبينهما صرم وصريمة: قطيعة. وسيف صارم، وسيوف صوارم. وناقة مصرمة: صرم طبياها فيبس الإحليل وذلك أقوى لها. وطبيٌ مصرم. قال عنترة:
لعنت بمحروم الشراب مصرم
وتصرمت السنة. وانصرم الشتاء. وله صرمة من الإبل وصرم. ومنه: أصرم فلان وهو مصرم أي افتقر وفيه تماسك. قال:
نسوّد ذا المال القليل إذا بدت ... مروته فينا وإن كان مصرما
وحول الماء أصرام وأصاريم : طوائف نزلوا ناحية من الماء، الواحد: صرم. " وتركته بوحش الأصرمين " : بمفازة ليس فيها إلا الذئب والغراب. قال مالك بن نويرة:
على صرماء فيها أصرماها ... وخريت الفلاة بها مليل
على مفازة لا ماء فيها. ونزلوا بالصريمة وبالصرائم وبالصريم وهي الرملة المنصرمة من الرمال ذات الشجر. قال:
ظلت تلوذ أمس بالصريم ... وصلّيان كسبال الروم
ورجل ذو صريمة وصرائم: ذو عزيمة.
ومن المجاز: الريح تحدو صرماً من السحاب. قال النابغة:
وهبت الريح من تلقاء ذي أركٍ ... تزجي مع الليل من صرّادها صرماً
وله صرمة من النخل. ورجل صارم: ماض في الأمور، وقد صرم صرامة. ويقال: رجل صرامة وصفاً بالمصدر. وفلان صريم سحر على هذا الأمر: متعب حريص عليه. قال:
أيذهب ما جمعت صريم سحر ... طليقاً إن ذا لهو العجيب
الأول حال من الجامع والثاني من الذاهب، وأنا منه " صريم سحر " : آيس. قال:
وإني منك غير صريم سحر
ص ر يماء صري: مجموع. قال ذو الرمة:
صري آجن يزوي له المرء وجهه ... ولو ذاقه ظمآن في شهر ناجر
وصرى الماء: جمعه. ونهي عن المصراة وهي الشاة أو الناقة تترك عن الحلب أياماً حتى يعظم صرعها يدلس بها البائع. وصرّى اللبن تصرية. وفي الحديث " التصرية خلابة " وصراك الله تعالى: منعك وحفظك. قال الكميت:
أصبحت لحم ضباع الأرض مقتسماً ... بين الفراعل إن لم يصرني الصاري
ص ع بأمر صعب، وخطة صعبة، وعقبة صعبة، وهي من العقاب الصعاب، ووقع في خطط صعاب، وصعب عليه الأمر وتصعب واستصعب، وأصعبت الأمر. وجمل صعب: غير ذلول، وأصعب الجمل: لم يركب ولم يمسسه حبل فهو مصعب، وأصعبنا جملنا فتركناه.
ومن المجاز: فلان مصعب من المصاعب، كما تقول: قرم من القروم.
ص ع د

صعد السطح، وصعد إلى السطح، وصعد في السلم وفي السماء، وتصعد وتصاعد، وصعد في الجبل، وطال في الأرض تصويبي وتصعيدي. وأصعد في الأرض: ذهب مستقبل أرض أرفع من الأخرى. وأصعدت السفينة: مد شراعها فذهبت بها الريح. وعليك بالصعيد أي اجلس على الأرض. وصعيد الأرض: وجهها. وبتنا على صعيد طيب. وتقول: طار صيتك في القريب والبعيد، وبلغ منتهى الصعيد. وخرجوا إلى الصعدات يجارون إلى الله تعالى: إلى الصحارى: جمع صعد: جمع صعيد. " وإياكم والقعود في الصعدات " وهي الطرقات والمماز. وذهب السهم صعداً. وتنفس الصعداء إذا علا نفسه. وهذه صعود صعبة. ومنها: تصعده الأمر وتصاعده: شق عليه. وعذاب صعد: شاق. وتطاعنوا بالصعاد. وكأ قامته صعد وهي القناة النابتة مستقيمة. قال الأحنف:
إن على كل رئيس حقاً ... أن يخضب الصعدة أو تندقاً
وحلب لهم الصعود والصعائد وهي الناقة يموت حوارها فترفع إلى ولدها الأول.
ومن المجاز: له شرف صاعد، وجد مساعد. ورتبة بعيدة المصعد والمصاعد. وعنق صاعد: طويل. وجارية صعدة: مستقيمة القامة، وجوار صعدات بالسكون، وأما المستعار منه فبالحركة، تقول: ثلاث صعدات. وأخذ مائة فصاعداً بمعنى فزائداً. وأرهقته صعوداً: حملته مشقة. وللسيادة صعداء: ارتفاع شاق على صاعده. قال الهذلي:
وإن سيادة الأقوام فاعلم ... لها صعداء مطلبعها طويل
وفلان يتبع صعداءه: يرفع رأسه ولا يطأطئه كبراً. قال ذو الرمة:
قطعت بنهاض إلى صعدائه ... إذا شمرت عن ساق خمس ذلاذله
ويقال للناقة إذا دنت من البزول. إنها لفي صعيدة بازليها. قال:
سديس في صعيدة بازليها ... عبناة ولم تسق الجنينا
ص ع رفي عنقه وخدّه صعر: ميل من الكبر، يقال: " لأقيمن صعرك " وتقول: في عينه صور، وفي خده صعر. وهو أصعر، وصعر خده وصاعره " ولا تصاعر خدك " وفلان متصاعر، وقد تصاعر. قال حسان:
ألسنا نذود المعلمين لدى الوغى ... ذياداً يسلّي نخوة المتصاعر
والنعام صعر خلقة. والأبل تصاعر في البرى. وفي الحديث " يأتي على الناس زمان ليس فيهم إلا أصعر أو أبتر " .
ص ع ف قهو من الصعافقة وهم الذين يحضرون السوق بغير رأس مال فإذا اشترى أحد شيئاً دخلوا معه فيه.
ص ع قصعقتهم السماء وأصعقتهم: أصابتهم بصاعقة وهي نار لا تمر بشيء إلا أحرقته مع وقع شديد. وصعق الرعد فهو صاعق. وسمعت صعاق الرعد وهو صوته إذا اشتد. وصعق الرجل وصعق إذا غشي عليه من هدّة أو صوت شديد يسمعه، وصعق إذا مات.
ص ع لظليم ورجل صعل وأصعل: صغير الرأس، ونعامة وامرأة صعلة وصعلاء. وقد صعل صعلاً، وتقول: في رأسه صعل، وفي رأيه عصل؛ أي اعوجاج.
ص ع ل كهو صعلوك من الصعاليك، وتصعلك. وصعلكه: أضمره وأدقه. قال أبو دواد:
مثل عير الفلاة صعلكة البق ... ل مشيح بأربع عسرات
أربع أتن. وقال ذو الرمة:
تخيل في المرعى لهن بشخصه ... مصعلك أعلى قلة الرأس نقنق
ص غ رهو صاغر بين الصغر والصغار، وقد صغر وصغر بالكسر والضم. وقم صاغراً وغير صاغر، وقم من غير صغرك وهو الرضا بالضيم. وتصاغرت إليه نفسه: صارت صغيرة الشأن ذلاً ومهانةً. قال ذو الرمة:
تصاغر أشراف البرية حوله ... لأبيض صافي اللون من نفر زهر
وصغره في عيون الناس. وأصغر فعله، واستصغره، وهو صغير القدر، وصغير في العلم. وأصغرت الخارزة القربة: خرزتها صغيرة. قال:
لو كانت الساقي أصغرتها
ومن المجاز: أصغرت الناقة وأكبرت: جاءت بحنينها خفيضاً وعالياً. قالت الخنساء:
حنين والهة ضلت أليفتها ... لها حنينان إصغار وإكبار
ص غ وصغوت إلى فلان، وصغا فؤادي إليه. وصغوي معه: وصغت النجوم: مالت للغروب، وهن صواغٍ. وأصغى الإناء للهرة: أماله. وأصغت الخيل جحافلها للشرب. وأصغى إلى حديثه: مال بسمعه إليه. ورجل أصغى، وقد صغي صغًى وهو ميل في الحنك وإحدى الشفتين، وامرأة صغواء، وأقام صغاه: ميله. قال:
قراع تكلح الروقاء منه ... ويعتدل الصغا منه سوياً
وهؤلاء صاغية فلان: قومه الذين يميلون إليه. وأكرموا فلاناً في صاغيته. وصغت إلينا صاغية من بني فلان.

ومن المجاز: فلان يصغي إناء فلان إذا نقصه ووقع فيه. وأصغى حقه: نقصه. قال:
فإن ابن أخت القوم مصغًى إناؤه ... إذا لم يمارس خاله بأبٍ جلد
وقال الكميت:
فإن تصغ تكفأه العداة إناءنا ... وتسمع لنا أقوال أعدائنا تخل
" والصبي أعلم بمصغى خدّه " أي هو أعلم بمن يذهب إليه وبمن ينفعه. وتقول: من عرض له فل صفاه، وأقام صغاه. وتقول: الصغا في الأديان، أقبح من الشغا في الأسنان.
ص ف حنظر إليه بصفح وجهه وبصفح وجهه. وضربته على صفحه وعلى صفحته: على جنبه. وجلا صفحتي السيف. وكتب في صفحتي الورقة. وتصفح الشيء: تأمله ونظر في صفحاته. وتصفح القوم: نظر في أحوالهم أو نظر في خلالهم هل يرى فلاناً. وتصفح الأمر. وصفحت عنه: أعرضت عن ذنبه. وأتيت فلاناً في حاجة فصفحني عنها: ردني. وضربه بالسيف مصفحاً ومصفحاً: بعرضه لا بحده. ورأس مصفح: عريض. وصافحه بيده. وصفح بيديه وصفق. " والتسبيح للرجال والتصفيح للنساء " . واستلوا الصفائح: السيوف العراض. وكأنه صفيحة يمانية. ووضعت على القبر الصفائح والصفاح: الحجارة العراض.
ومن المجاز: " أفنضرب عنكم الذكر صفحاً " وأبدي له صفحته: كاشفه.
ص ف درأيته يرسف في الصفد والصفاد، وقرنوا في الأصفاد، وصفده وصفّده: أوثقه بالحديد. وصفده وأصفده: أعطاه. وتقول: إن أفدتني حرفاً، فقد أصفدتني ألفاً: وتقول: الصفد صفد أي العطاء قيد.
ومن المجاز: صفدته بكلامي تصفيداً إذا غلبته.
ص ف رإناء صفر. ويد صفر: يستوي فيه الجميع. وقد صفر صفراً وصفارة. ويقال: نعوذ بالله من قرع الفناء، وصفر الإناء. وما أصغيت لك إناء، ولا أصفرت لك فناء. وفي الحديث " صفرة في سبيل الله خير من حمر النعم " وهي الجوعة وخلو البطن من الطعام. وصفر للدابة. وصفر الصبي في الصفارة: هنة من نحاس. وهو " أجبن من صافر " وهو الذي يصفر لريبة فهو وجل أن يظهر عليه. وقيل: هو طائر ينكس رأسه ليلاً ويتعلق برجليه وهو يصفر خيفة أن ينام فيؤخذ. ورجل مصفور، وبه صفار: داء يصفر منه. ووقع في البر الصفار: صفرة تقع فيه قبل أن يسمن وسمنه أن يمتليء حبه. وغلبت بنو الأصفر الروم: سموا لصفرة في أبيهم.
ومن المجاز: " صفرت وطابه " ، وصفر إناؤه إذا هلك. قال امرؤ القيس:
وأفلتهن علباء جريضاً ... ولو أدركته صفر الوطاب
" ولا يلتاط بصفري " إذا لم تحبه. وعض على شرسوفه الصفر إذا جاع.
ص ف فصف القوم وصففهم. وتصافوا واصطفوا. وصافوهم في القتال. ورأيته في المصف وفي المصاف وهي مواقف القتال. وصف الصبيان الكعاب. وطير صواف: تصف أجنحتها ولا تحركها. والبدن صواف: صففت لتنحر. وفي داره صفة وصفاف. وهو جاري مصافي: صفته بحذاء صفتي، كقولك: مراوقي. ولحم صفيف: صف في الشمس ليقدّد أو على النار ليشوى. وصف قدميه في الصلاة " وإنا لنحن الصافون " وقاع صفصف: أملس.
ومن المجاز: ناقة صفوف: تصف بين محلبين أو ثلاثة في الحلب. وأصلح صفة سرجك. وأصففت السرج: جعلت له صفة.
ص ف قضربه على صفقي عنقه: على جانبيها. وأنا أحب أهل ذلك الصفق وهو الناحية. وهذه صفقة مباركة وهي ضرب اليد على اليد في البيع والبيعة، ومنها: أصفقوا على أمر واحد: اجتمعوا عليه. وصفقت رأسه وعينه صفقة: ضربته، وصفقت به الأرض. وصفقت الريح الأغصان فاصطفقت. وتصفقت الريح. قال الراعي:
إذا أتى جانباً منها يصرّفه ... تصفق الريح تحت الديمة الدرر
أتى الوحش جانباً من الشجرة ليكتنس تحتها. والنساء يصطفقن على الميت. قال قيس بن عنبس الفزاريّ:
كرام يصطفقن على كريم ... بأيديهن أخلاق النعال
واصطفقت المزاهر لما صفقت. وصفق الباب: رده. وباب داره صفق واحد إذا لم يكن مصراعين. وباب مصفوق. وصفقته عما يريد: رددته. والثوب المعلق واللواء تصفقه الرياح وتصفقه كل مصفق. ورجل صفاق: أفاق متصرف في النواحي. وأصفقت يدي بكذا بلت به. قال النمر:
حتى إذا طرح النصيب وأصفقت ... يده بجلدة ضرعها وحوارها

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9