كتاب : حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار
المؤلف : محمد بن عمر بحرق الحضرمي الشافعي

التامات من شر ما خلق ، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ' ، رواه مسلم والإمام مالك والترمذي . دعاؤه [ صلى الله عليه وسلم ] إذا رجع من السفر وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] لما رأى ( المدينة ) قال : ' تائبون ، آيبون ، عابدون ، ساجدون ، لربنا حامدون ' ، ولم يزل يقول ذلك حتى قدم ( المدينة ) ، متفق عليه .

فصل
في الحج
وأما أذكاره [ صلى الله عليه وسلم ] في حجة : فثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' من حج فلم يرفث ولم يفسق ، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ' متفق عليه . وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' عمرة في رمضان تعدل حجة ' ، متفق عليه . وزاد مسلم : ' معي . وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ' ، متفق عليه . زاد أحمد وابن خزيمة والحاكم : قيل / : وما بره ؟ قال : ' إطعام الطعام وطيب الكلام ' .
فضل النفقة في الحج
وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله ، الدرهم بسبع مئة درهم ' ، رواه الإمام أحمد بإسناد حين .
ما لا يباح للمحرم بحج وعمرة
وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' لا يلبس المحرم القمص ، ولا العمائم ، ولا السراويلات ، ولا البرانس ، ولا الخفاف ' .
فضل التلبية
وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' ما من ملب يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله ، من حجر أو شجر أو مدر ' ، رواه الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في ' صحيحه ' والحاكم ، وقال : صحيح على شرطهما . وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' ما من مؤمن يظل محرما إلا غابت الشمس بذنوبه ' رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح .
فضل يوم عرفات
وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' إن الله يباهي بأهل عرفات ملائكة السماء فيقول : أنظروا إلى عبادي هؤلاء جاؤوني شعثا غبرا ' ، رواه الإمام أحمد وابن حبان في ' صحيحه ' والحاكم ، وقال : صحيح على شرطهما . وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو [ أي ] : يتجلى ثم يباهي بهم الملائكة ' ، رواه مسلم . وإنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' إن استلام الحجر و الركن اليماني يحط الخطايا ' .
فضل الطواف بالبيت
[ وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال ] : ' من طاف بالبيت لم يرفع قدما ولم يضع قدما إلا كتبت له عشر حسنات ، وحط عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات . ومن طاف بالبيت سبوعا وصلى ركعتين كان كعدل رقبة ' ، رواه الإمام أحمد والترمذي وابن خزيمة في ' صحيحه ' والحاكم ، وقال : صحيح الإسناد .
فضل استلام الحجر الأسود
وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال في الحجر الأسود : ' والله ليبعثنه الله يوم القيامة ، له عينان يبصر بهما ، ولسان ينطق به ، يشهد لمن استلمه بحق ' ، رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن ، وابن خزيمة وابن حبان في ' صحيحهما ' .
نزول الرحمة على حجاج البيت
وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' ينزل الله كل يوم على حجاج بيته / الحرام عشرين ومئة رحمة ، ستين للطائفين ، وأربعين للمصلين ، وعشرين للناظرين ' ، رواه البيهقي بإسناد حسن .
قلت : وفيه : ' أن الطواف أفضل من الصلاة ' . (
غفران ذنوب الحاج
) وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' إذا خرج الحاج من بيته لم تخط راحلته خطوة إلا كتب له بها حسنة وحط بها خطيئة ، فإذا وقف بعرفات غفرت له ذنوبه ، وإن كانت عدد قطر السماء ، وعدد رمل عالج ، وإذا رمى الجمار لا يدري أحد ماله حتى يوفاه يوم القيامة ، وإذا حلق شعره فله بكل شعرة نور يوم القيامة ، وإذا قضى آخر طوافه

خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ' ، رواه الطبراني والبزار وابن حبان في ' صحيحه ' .

رمي الجمار
وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' لما أتى إبراهيم خليل الله المناسك عرض له الشيطان عند ( جمرة العقبة ) ، فرماه إبراهيم بسبع حصيات ' ، رواه ابن خزيمة في ' صحيحه ' والحاكم ، وقال : صحيح على شرطهما . قال ابن عباس : فارموا فإن الشيطان ترمون وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] سئل عن حصى الرمي ؟ فقال : ' ما تقبل منها رفع ، ولولا ذلك لرأيتموها مثل الجبال ' ، رواه الطبراني والحاكم وقال : صحيح الإسناد . (
ماء زمزم
) وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' خير ماء على وجه الأرض : ماء زمزم ، فيه طعام الطعم أي : المشبع من الجوع وشفاء السقم ' ، رواه الطبراني وابن حبان في ' صحيحه ' . وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' ماء زمزم لما شرب له ' ، رواه الدارقطني والحاكم ، وقال : صحيح الإسناد .
مواقيت الحج والعمرة المكانية
وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] وقت للإحرام بالحج لأهل المدينة : ( ذا الحليفة ) . ولأهل الشام : ( الجحفة ) . ولأهل نجد : ( قرنا ) . ولأهل اليمن : ( يلملم ) . اغتساله [ صلى الله عليه وسلم ] للإحرام ولدخول مكة وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] اغتسل لإحرامه . رواه الترمذي . واغتسل أيضا لدخول ( مكة ) . متفق عليه . دخوله [ صلى الله عليه وسلم ] مكة وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] كان يدخل ( مكة ) من ( الثنية العليا ) ، ويخرج من ( الثنية السفلى ) . متفق عليه . دعاؤه [ صلى الله عليه وسلم ] حين رأى البيت وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] / كان إذا أبصر ( البيت ) رفع يديه ودعا : ' اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما ، وتكريما وبرا ومهابة ، وزد من شرفه وكرمه ؛ ممن حجه أو اعتمره تشريفا وتكريما وتعظيما وبرا ' ، رواه الإمام الشافعي في ' مسنده ' والبيهقي . دخوله [ صلى الله عليه وسلم ] من باب بني شيبة وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] دخل ( المسجد ) من باب ( بني شيبة ) ، وقال عند دخول المسجد : ' اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، فحينا ربنا بالسلام ' ، رواه البيهقي . طوافه [ صلى الله عليه وسلم ] بالبيت وأن أول شيء بدأ به [ صلى الله عليه وسلم ] الطواف بالبيت . متفق عليه .

وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' الطواف بالبيت بمنزلة الصلاة ، إلا أن الله قد أحل فيه النطق ، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير ' ، رواه الحاكم ، وقال : صحيح على شرط مسلم . وثبت أيضا أنه [ صلى الله عليه وسلم ] لما قدم ( مكة ) ، أتى ( الحجر ) فاستلمه ، ثم مشى عن يمينه فرمل ثلاثا ، ومشى أربعا . استلامه [ صلى الله عليه وسلم ] الركن الأسود وتقبيله وروى الشيخان أنه [ صلى الله عليه وسلم ] استلم ( الحجر ) ، ثم قبله ، ثم وضع جبهته الكريمة عليه في كل طوفة ، وأنه كان يستلم الركن اليماني في كل طوفة ولا يقبله ، وأنه كان لا يستلم الركنين اللذين يليان ( الحجر ) - بكسر الحاء - . دعاؤه [ صلى الله عليه وسلم ] بين الركنين اليمانيين وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] كان يقول بين الركنين اليمانيين : ! ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) ! ' ، رواه أبو داود . اضطباعه ورمله [ صلى الله عليه وسلم ] في الطواف وروي أيضا أنه [ صلى الله عليه وسلم ] وأصحابه اعتمروا من ( الجعرانة ) ، فرملوا بالبيت ، واضطبعوا ، فجعلوا أرديتهم تحت آباطهم ، وأطرافها على عواتقهم اليسرى .

صلاته [ صلى الله عليه وسلم ] ركعتي الطواف واستلامه الحجر ثانية وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] صلى بعد الطواف ركعتين خلف ( المقام ) . متفق عليه . زاد مسلم : يقرأ في الأولى : ! ( قل يا أيها الكافرون ) ! وفي الثانية : الإخلاص . وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] استلم ( الحجر الأسود ) بعد أن صلى ركعتين خلف ( المقام ) . سعيه [ صلى الله عليه وسلم ] بين الصفا والمروة ثم خرج للسعي من باب ( الصفا ) / وبدأ بالصفا ، وقال : ' ابدؤوا بما بدأ الله به ' ، وقرأ : ! ( إن الصفا والمروة من شعائر الله ) ! [ سورة البقرة 2 / 158 ] ، فرقي على ( الصفا ) ، حتى رأى ( البيت ) ، فوحد الله وكبره ، وقال ، : ' لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير . لا إله إلا الله [ وحده ] ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ' ، ثم دعا بين ذلك . قال [ مثل ] هذا ثلاث مرات ، وفعل على ( المروة ) كما فعل على ( الصفا ) . جمع النبي [ صلى الله عليه وسلم ] الصلوات وقصرها وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] صلى بالناس الظهر والعصر جمعا في وقت الظهر ب ( نمرة ) ، ثم وقف ب ( عرفة ) إلى الغروب . ثم أفاض إلى ( المزدلفة ) ، فلما وصلها صلى بها المغرب والعشاء جمعا في وقت

العشاء ، متفق عليه . دعاؤه [ صلى الله عليه وسلم ] يوم عرفة وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' خير الدعاء : دعاء يوم ( عرفة ) ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي - أي : يوم ( عرفة ) - لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ' ، رواه الترمذي والبيهقي وزاد : ' اللهم اجعل في قلبي نورا ، وفي سمعي نورا ، وفي بصري نورا . اللهم اشرح لي صدري ، ويسر لي أمري ' . وروى البيهقي أيضا أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' ما من مسلم يقف عشية ( عرفة ) بالموقف ، فيستقبل القبلة بوجهه ، ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ؛ مئة مرة ، ثم يقرأ : ! ( قل هو الله أحد ) ! مئة مرة ، ثم يقول : اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد - وعلينا معهم - مئة مرة إلا قال الله تعالى : يا ملائكتي ، ما جزاء عبدي هذا ، هللني ، وأثنى علي ، وعلى نبيي ، أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت له ، وشفعته في نفسه ، ولو سألني عبدي هذا لشفعته في أهل الموقف ' .

مبيته [ صلى الله عليه وسلم ] بمزدلفة وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] بات ب ( مزدلفة ) حتى صلى الصبح بها بغلس . متفق عليه . زاد مسلم : فلما صلى الصبح / ركب القصواء ، حتى أتى ( المشعر الحرام ) ، فاستقبل القبلة ، ودعا الله تعالى ، وكبر ، وهلل ، ووحد ، ولم يزل واقفا حتى أسفر جدا ، ثم سار إلى ( منى ) ، فلما أتى ( الجمرة ) رماها بسبع حصيات ، يكبر مع كل حصاة ، ثم ذبح ، ثم حلق ، ثم سار إلى ( مكة ) ، فطاف ب ( البيت ) طواف الركن ، ثم عاد إلى ( منى ) . دعاؤه [ صلى الله عليه وسلم ] للمحلقين وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' اللهم ارحم المحلقين ' ، فقالوا : والمقصرين يا رسول الله ؟ فقال : اللهم ارحم المحلقين ' ، قالوا : والمقصرين ؟ قال في الرابعة : ' والمقصرين ' ، متفق عليه . إفتاؤه [ صلى الله عليه وسلم ] الناس بمنى وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] ما سئل عن شيء يومئذ قدم ولا أخر - أي : من الرمي والحلق والذبح والطواف - إلا قال : ' افعل ولا حرج ' ، متفق عليه . مبيت النبي [ صلى الله عليه وسلم ] بمنى وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] بات ب ( منى ) ليالي التشريق ، يرمي كل يوم إلى ( الجمرات الثلاث ) ، كل جمرة بسبع حصيات ، يبدأ ب ( الجمرة

الأولى ) ، التي تلي ( مسجد الخيف ) ، ثم ( الوسطى ) ، ثم ( جمرة العقبة ) ، بعد أن تزول الشمس ، ويغتسل ، وقبل أن يصلي الظهر ، ويقف عند ( الأولى والثانية ) طويلا ، يذكر الله تعالى ويدعو ، ولا يقف عند ( الثالثة ) ، وانصرف بعد الرمي من عندها في اليوم الثالث إلى ( مكة ) ، فنزل ب ( المحصب ) ، فصلى به الظهر والعصر جمعا . متفق عليه . نهيه [ صلى الله عليه وسلم ] عن صيام أيام التشريق وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' أيام التشريق : أيام أكل وشرب ، وذكر لله تعالى ' ، رواه مسلم . أمره [ صلى الله عليه وسلم ] بطواف الوداع وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] لما فرغ من أعمال الحج ، طاف ب ( البيت ) للوداع . رواه البخاري . وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده ب ( البيت ) ' رواه مسلم . وأبو داود وزاد - أي : الطواف - . وروى الشيخان عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : أمر الناس أن يكون آخر عهدهم ب ( البيت ) ، إلا أنه خفف عن المرأة الحائض .

( دعاؤه [ صلى الله عليه وسلم ] للحاج ) وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' اللهم اغفر / للحاج ، ولمن استغفر له الحاج ' ، رواه البيهقي والحاكم ، وقال : صحيح على شرط مسلم . وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال لغلام رجع من الحج : ' قبل الله حجك ، وغفر ذنبك ، وأخلف نفقتك ' ، رواه ابن السني . فضل زيارة النبي [ صلى الله عليه وسلم ] وروى الدار قطني أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' من زار قبري وجبت له شفاعتي ' . وروى ابن عدي في ' الكامل ' أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' من حج فلم يزرني ، فقد جفاني ' . (

الروضة الشريفة
) وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على حوضي ' ، متفق عليه . ولابن عساكر : ' ما بين قبري ومنبري ' .
فائدة
في المسافة بين قبر الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ومنبره قدر ما بين القبر والمنبر ثلاثة وخمسون ذراعا . والجمهور على أن الحديث على ظاهره ، فينقل ذلك المكان بعينه إلى الجنة لشرفه . رده [ صلى الله عليه وسلم ] السلام على من سلم عليه وروى أبو داود بإسناد صحيح أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام ' . [ صلى الله عليه وسلم ] ، وشرف وعظم وكرم . وروى الشيخ محيي الدين النووي ، عن العتبي - رحمه الله تعالى ، بفوقية قبل الموحدة - قال : كنت جالسا عند قبر النبي [ صلى الله عليه وسلم ] ، فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله ، سمعت الله سبحانه وتعالى يقول : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) [ سورة النساء 4 / 64 ] ، وقد جئتك مستغفرا من ذنبي ، مستشفعا بك إلى ربي ، ثم أنشأ يقول ، [ من البسيط ] ( يا خير من دفنت في الترب أعظمه ** فطاب من طيبهن القاع والأكم ) ( نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ** فيه العفاف وفيه الجود والكرم ) ( أنت النبي الذي ترجى شفاعته ** عند الصراط إذا ما زلت القدم ) قال : ثم انصرف . فأخذتني سنة ، فرأيت النبي [ صلى الله عليه وسلم ] في النوم ، فقال لي : يا عتبي ، الحق الأعرابي ، فبشره بأن الله قد غفر له / .
فصل
في الجهاد
وأما أذكاره [ صلى الله عليه وسلم ] في الجهاد : فثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله تعالى ، وبمن معه من المسلمين خيرا ، ثم قال / ' اغزوا باسم الله في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليدا ' ، متفق عليه .
قلت : كذا عزاه الإمام النووي في ' أذكاره ' إلى البخاري ومسلم ؛ وإنما أورده الحميدي في ' أفراد مسلم ' ، وهو كذلك ، فإني لم أظفر به في البخاري ، بعد بلوغ الجهد في الكشف عنه . والله أعلم . كتمانه [ صلى الله عليه وسلم ] جهة مسيره وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] لم يكن يريد غزوة إلا ورى بغيرها . متفق عليه . دعاؤه [ صلى الله عليه وسلم ] إذا هم بدخول أرض العدو وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] لما صبح ( خيبر ) قال : ' الله أكبر ، خربت ( خيبر ) ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ' ، متفق عليه . وروي أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' دعوتان لا تردان : الدعاء عند النداء

أبي - الأذان - وحين البأس - أي : القتال - ' ، رواه أبو داود بإسناد صحيح . دعاؤه [ صلى الله عليه وسلم ] عند لقاء العدو وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] كان إذا غزا قال : ' اللهم أنت عضدي ، ونصيري ، بك أحول ، وبك أصول ، وبك أقاتل ' ، رواه أبو داود والترمذي والنسائي . دعاؤه [ صلى الله عليه وسلم ] إذا خاف قوما وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] كان إذا خاف قوما قال : ' اللهم إنا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك من شرورهم ' ، رواه بإسناد صحيح أبو داود والنسائي . كراهيته [ صلى الله عليه وسلم ] تمني لقاء العدو وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' لا تتمنوا لقاء العدو ، فإنكم لا تدرون ما يبتليكم الله به منهم ، فإذا لقيتوهم فقولوا : اللهم أنت ربنا وربهم ، وقلوبنا وقلوبهم بيدك ، وإنما تغلبهم أنت ' ، رواه ابن السني . دعاؤه [ صلى الله عليه وسلم ] عند النظر إلى عدوه وروى أيضا - [ أي : ابن السني ] - أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال لما لقي العدو - أي : يوم ( بدر ) - ' يا مالك يوم الدين ، ! ( إياك نعبد وإياك نستعين ) ! ' . قال الراوي : فلقد رأيت / الرجال صرعى تضربها الملائكة من بين يديها ، ومن خلفها .

وقد سبق في آخر خطبة الجهاد ، وفي غزوة ( بدر ) ما قاله [ صلى الله عليه وسلم ] عند لقاء العدو . دعاؤه [ صلى الله عليه وسلم ] إذا نزل به كرب أو شدة وثبت أيضا أنه [ صلى الله عليه وسلم ] كان يقول عند الكرب وفي رواية مسلم إذا حزبه أمر بالموحدة ، أي : كربه : ' لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ، ورب الأرض ، ورب العرش الكريم ' ، متفق عليه . دعاؤه [ صلى الله عليه وسلم ] إذا رجع من السفر وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] كان إذا رجع من غزو ، أو حج ، أو عمرة ، يكبر على كل شرف من الأرض ثلاثا ، ثم يقول : ' لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، آيبون ، تائبون ، عابدون ، ساجدون ، لربنا حامدون ، صدق الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ' ، رواه البخاري .

فصل
في المعاش
وأما أذكاره [ صلى الله عليه وسلم ] في المعاش : فثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] كان يقول إذا قرب إليه الطعام : ' اللهم بارك لنا فيما رزقنا ، وقنا عذاب النار ، باسم الله ' ، رواه ابن السني . وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال لغلام كان تطيش يده في الصحفة : ' يا غلام ، سم الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك ' ، متفق عليه . وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى ، فإن نسي أن يذكر الله في أوله ، فليقل : باسم الله أوله وآخره ' ، رواه أبو داوود والترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح . وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' إذا دخل الرجل بيته ، فذكر الله عند دخوله ، وعند طعامه ، قال الشيطان [ أي : لأعوانه ] : لا مبيت لكم ولا عشاء ، وإذا دخل فلم يذكر اسم الله عند دخوله ، قال الشيطان : أدركتم المبيت . وإذا لم يذكر الله عند طعامه ، قال :

أدركتم المبيت والعشاء ' ، رواه مسلم . وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] / ما عاب طعاما قط ، إن اشتهاه أكله ، وإن كرهه تركه . متفق عليه . ولمسلم : وإن لم يشتهه سكت . وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قيل له : أحرام الضب يا رسول الله ؟ قال : ' لا ، ولكنه لم يكن بأرض قومي ، فأجدني أعافه ' . وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : لو دعيت إلى كراع أي : كراع شاة لأجبت ، ولو أهدي إلي ذراع لقبلت ' ، متفق عليه .

فضيلة الخل والتأدم به
وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] سأل أهله الأدم ، فقالوا : ما عندنا إلا خل ، فدعا به فجعل يأكل منه ، ويقول : ' نعم الأدم الخل ' ، رواه مسلم .
ما يفعل الضيف إذا تبعه غير من دعاه صاحب الطعام
وثبت أن رجلا دعا النبي [ صلى الله عليه وسلم ] لطعام صنعه له خامس خمسة ، فتبعهم رجل ، فلما بلغ الباب ، قال النبي [ صلى الله عليه وسلم ] : ' إن هذا اتبعنا ، فإن شئت أن تأذن له ، وإن شئت رجع ' قال : لا ، بل آذن له يا رسول الله . متفق عليه .
من آداب الطعام
وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] رأى رجلا يأكل بشماله ، فقال له : ' كل بيمينك ' ، قال : لا أستطيع ، قال : ' لا استطعت ' ، ما منعه إلا الكبر ، فما رفعها إلى فيه . رواه مسلم .
الاجتماع على الطعام
وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' اجتمعوا على طعامكم ، واذكروا اسم الله يبارك لكم فيه ' ، رواه أبو داود وابن ماجه .
ما يقال إذا فرغ من الطعام
وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] كان إذا فرغ من الطعام قال : ' الحمد لله رب العالمين ، حمدا كثيرا ، طيبا مباركا فيه ، غير مكفي ، ولا مكفور ، ولا مودع ، ولا مستغنى عنه ربنا ' ، رواه البخاري . وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، أو يشرب الشربة فيحمده عليها ' ، رواه مسلم . وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] كان إذا فرغ من طعامه قال : ' الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين ' ، رواه أبو داود والترمذي . وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] كان إذا أكل وشرب قال : ' الحمد لله الذي أطعم وسقى ، وسوغه وجعل / له مخرجا ' ، رواه بإسناد صحيح

أبو داود والنسائي . وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' من أكل طعاما ، فقال : الحمد الله الذي أطعمني هذا الطعام ، ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة ؛ غفر الله له ما تقدم من ذنبه ' ، رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي ، وقال : حديث حسن .

ما جاء في اللبن
وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' من أطعمه الله طعاما ، فليقل : اللهم بارك لنا فيه ، وأطعمنا خيرا منه ، ومن سقاه الله لبنا ، فليقل : اللهم بارك لنا فيه ، وزدنا منه . فإنه ليس شيء يجزئ عن الطعام والشراب غير اللبن ' ، رواه أبو داود والترمذي ، وقال : حديث حسن .
استحباب التنفس ثلاثا خارج الإناء
وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] كان إذا شرب من الإناء تنفس ثلاثة أنفاس ، يحمد الله في كل نفس ، ويشكره في آخرهن . رواه ابن السني .
استحباب إكرام الضيف
وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ؛ فليكرم ضيفه ' ، متفق عليه .
استحباب ذكر الله بعد الطعام
وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' أذيبوا طعامكم بذكر الله عز وجل [ والصلاة ] ، ولا تناموا عليه فتقسو [ له ] قلوبكم ، رواه ابن السني .
فصل
في المعاشرة إفشاء السلام وأما أذكاره في المعاشرة : كالسلام ، واللقاء ، وتشميت العاطس ، والدعاء للمتزوج وللمولود ، وتسمية المولود ، ونحوهم . فثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' حق المسلم على المسلم ست : إذا لقيته فسلم عليه ، وإذا دعاك فأجبه ، وإذا استنصحك فانصح له ، وإذا عطس فحمد الله فشمته ، وإذا مرض فعده ، وإذا مات فاتبعه ' ، رواه مسلم . وثبت أن رجلا سأله [ صلى الله عليه وسلم ] : أي الإسلام خير ؟ قال : ' تطعم الطعام ، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ' ، متفق عليه . وروى أبو داود والترمذي أن رجلا جاء إلى النبي [ صلى الله عليه وسلم ] فقال : السلام عليكم ، فرد عليه السلام ثم جلس ، فقال النبي [ صلى الله عليه وسلم ] : ' عشر ' ، فجاء آخر فقال : السلام / عليكم ورحمة الله ، فرد عليه وجلس فقال : ' عشرون ' ، ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فرد عليه فجلس فقال : ' ثلاثون ' . قال الترمذي : حديث حسن .

وفي رواية لأبي داود زاد : ثم أتى آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ، فقال : ' أربعون ' ، وقال : ' هكذا تكون الفضائل ' .

فضيلة المبتدئ بالسلام
وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام ' ، رواه أبو داود بإسناد جيد والترمذي ، وقال حديث حسن .
ما جاء في السلام على الصبيان والنساء
وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] مر على صبيان فسلم عليهم . متفق عليه . وأنه [ [ صلى الله عليه وسلم ] ] مر على نسوة فسلم عليهن . رواه أبو دواد وابن ماجه والترمذي ، وقال حديث حسن . استحباب أن يسلم الراكب على الماشي ، والصغير على الكبير وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' يسلم الراكب على الماشي ، والماشي على القاعد ، والقليل على الكثير ' ، متفق عليه . زاد البخاري : ' والصغير على الكبير ' .
استحباب السلام عند دخول المجلس وعند الخروج منه
وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم ، فإذا أراد أن يقوم فليسلم ، فليست الأولى بأحق من الآخرة ' ، رواه

أبو داود بإسناد جيد والترمذي ، وقال : حديث حسن .

استحباب الاستئذان ثلاثا
وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : : ' الاستئذان ثلاث ، فإن أذن لك ، وإلا فارجع ' ، متفق عليه .
تحريم النظر في بيت غيره
وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' إنما جعل الاستئذان من أجل البصر ' ، متفق عليه . وأن رجلا دخل عليه [ [ صلى الله عليه وسلم ] ] فقال له : ' ارجع ، فقل : السلام عليكم ، أأدخل ' ، رواه أبو داود والترمذي ، وقال : حديث حسن .
استحباب المصافحة
وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا ' ، رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه . وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' تصافحوا يذهب الغل من قلوبكم ، وتهادوا تحابوا ، وتذهب الشحناء ' ، رواه الإمام مالك . وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' إذا التقى المسلمان فتصافحا ، وحمدا الله

تعالى ، واستغفرا ، غفر الله لهما ' رواه ابن / السني . وروى أيضا - [ أي : ابن السني ] - ما أخذ رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] بيد رجل ففارقه حتى قال : ' اللهم ! ( آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) ! ' .

ما جاء في العطاس والتثاؤب
وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' إن الله يحب العطاس ، ويكره التثاؤب ، فإذا عطس أحدكم فحمد الله تعالى كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له : يرحمك الله . وأما التثاؤب ؛ فإنما هو من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان ' ، رواه البخاري . وزاد في رواية : ' فإذا قال له صاحبه : يرحمك الله ، فليقل يهديكم الله ويصلح بالكم ' - أي : شأنكم - . وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] كان إذا جاءه العطاس وضع يده أو ثوبه على فيه ، وخفض بها صوته . رواه أبو داود والترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح . وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' إذ تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه ، فإن

الشيطان يدخله ' ، رواه مسلم .

خطبة النكاح
وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] علمهم خطبة النكاح : ' الحمد الله نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ الله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . ! ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ! [ سورة آل عمران 3 / 103 ] ! ( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) ! [ سورة النساء 4 / 1 ] ! ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) ! [ سورة الأحزاب 33 / 70 - 71 ] . رواه أصحاب السنن الأربعة . وقال الترمذي : حديث حسن .
الدعاء للمتزوج
وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] دعا للمتزوج : ' بارك الله عليك ' ، متفق عليه / . وعند أبي داود والترمذي وابن ماجه : ' بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير ' ، قال الترمذي : حديث حسن صحيح .
ما يستحب أن يقوله عند الجماع
وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' لو أن أحدكم إذا جامع أهله قال : باسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقنا ، فقضي بينهما بولد لم يضره ' ، متفق عليه . وفي رواية للبخاري : ' لم يضره شيطان أبدا ' .
لا نكاح إلا بولي
وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' لا نكاح إلا بولي ' ، رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في ' صحيحه ' والحاكم وصححه . وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : السلطان ولي من لا ولي له ' ، رواه أبو داود والترمذي وابن خزيمة في ' صحيحه ' .
الرخصة في اللعب الذي لا حرمة فيه
وفي ' صحيحي البخاري ومسلم ' ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : رأيت النبي [ صلى الله عليه وسلم ] يسترني بردائه ، وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في ( المسجد ) ، حتى أكون أنا الذي أسأم ، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن ، الحريصة على اللهو .
حسن معاشرة الأهل من كمال الإيمان
وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم

خلقا ، وألطفهم لأهله ' ، رواه الترمذي والنسائي . وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] أذن في أذن الحسن بن علي رضي الله عنهما . رواه أبو داود والترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح .

ما جاء في أحكام المولود
وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى ، وأقام في أذنه اليسرى ؛ لم تضره أم الصبيان ' . رواه ابن السني . وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] كان يؤتى بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ، ويحنكهم . رواه أبو داود بإسناد صحيح . وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] أمر بتسمية المولود يوم سابعه ، ووضع الأذى عنه . والعق . رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن . وروى أيضا _ [ أي : الترمذي ] - أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' كل غلام رهين بعقيقته ، تذبح عنه يوم سابعه ، ويحلق ، ويسمى ' . قال الترمذي : حديث حسن صحيح . وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم ، وأسماء أبائكم ؛ فأحسنوا أسماءكم ' ، رواه أبو داود بإسناد جيد .

وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' إن أحب أسماءكم إلى الله عز وجل : عبد الله وعبد الرحمن ' ، رواه مسلم . وأنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' تسموا بأسماء الأنبياء ' ، رواه أبو داود والنسائي . وفي ' صحيحي البخاري ومسلم ' ، أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' إن أخنع اسم عند الله - أي : أوضع وأذل - رجل تسمى ملك الأملاك ' . زاد مسلم : ' لا مالك إلا الله ' . قال ابن عيينة : ومثل : ملك الأملاك شاهان شاه . متفق عليه . وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] غير اسم حزن ، فقال : ' أنت سهل ' ، رواه البخاري . وغير اسم عاصية ، فقال : ' أنت جميلة ' ، رواه مسلم . وغير اسم أصرم ، فقال : ' أنت زرعة ' ، رواه أبو داود بإسناد حسن . وسمى حربا : ' سلما ' ، رواه أبو داود أيضا .

وثبت أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' تسموا باسمي ، ولا تكتنوا بكنيتي ' ، متفق عليه . قال الشيخ محيي الدين النووي - رحمه الله تعالى - : ذهب الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - إلى تحريم التكني بأبي القاسم مطلقا ، أخذا بظاهر النهي ، وذهب مالك - رحمه الله تعالى - إلى أن النهي خاص بحياته [ صلى الله عليه وسلم ] . قال الإمام النووي : وهو قوي ، لأن الأئمة الأعلام لا يزالون يكتنون بأبي القاسم في جميع الأعصار ، فيكونون قد فهموا من النهي ذلك لما هو مشهور من نداء اليهود بحضرته : يا أبا القاسم ، ويقولون أردنا غيرك للإيذاء ، وقد زال هذا المعنى . والله أعلم .

فصل الختام
في كفارة المجلس
قال [ صلى الله عليه وسلم ] : ' من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ، فقال قبل أن يقوم من مجلسه / ذلك : سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك ؛ إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك ' ، رواه أبو داود والنسائي والترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح ، وابن حبان في ' صحيحه ' . وروى الحافظ أبو نعيم ، عن علي رضي الله عنه أنه قال : من أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى فليقل في آخر مجلسه - أو حين يقوم - : ! ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ) ! [ سورة الصافات 37 / 180 - 182 ] . تم الكتاب بحمد الله وعونه وحسن توفيقه . نسأل الله أن ينفعنا به ، ويرزقنا العمل بما فيه ، وشفاعة قائله يوم لقائه [ صلى الله عليه وسلم ] 
أقسام الكتاب
1 2 3