كتاب : أسد الغابة
المؤلف : ابن الأثير
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله وأبو جعفر بن السمين وإبراهيم بن محمد الفقيه بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي قال: أخبرنا ابن منيع، أخبرنا عباد بن العوام، أخبرنا ميمون أبو حمزة، عن أبي صالح، عن أم سلمة قالت: " رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً لنا يقال له: أفلح، إذا سجد نفخ " ، فقال: " يا أفلح ترب وجهك " فهذا أبو عيسى قد جعل الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " ترب وجهك " هو مولى أم سلمة، فما لابن منده عذر في أنه قال في الأول أراه الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ترب وجهك " ، قال الترمذي: وروى بعضهم عن أبي حمزة فقال: مولى لنا يقال له: رباح، ويرد في موضعه، إن شاء الله تعالى.
أفلح أبو فكيهة
أفلح أبو فكيهة، مولى بني عبد الدار، وقيل: مولى صفوان بن أمية، أسلم قديماً بمكة، وكان ممن يعذب في الله، وهو مشهور بكنيته، ويذكر هناك، إن شاء الله تعالى، وقيل: اسمه يسار، ذكره الطبري.باب الهمزة والقاف وما يثلثهما
الأقرع بن حابس
ب د ع الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم، ساقوا هذا النسب إلا أن ابن منه وأبا نعيم قالا: جندلة بدل حنظلة وهو خطأ، والصواب حنظلة، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع عطارد بن حاجب بن زرارة، والزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم وغيرهم من أشراف تميم بعد فتح مكة، وقد كان الأقرع بن حابس التميمي، وعيينة بن حصن الفزاري شهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلمفتح مكة، وحنيناً، وحضرا الطائف.فلما قدم وفد تميم كان معهم، فلما قدموا المدينة قال الأقرع بن حابس، حين نادى: يا محمد، إن حمدي زين، وإن ذمي شين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلكم الله سبحانه. وقيل: بل الوفد كلهم نادوا بذلك، فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ذلكم الله، فما تريدون؟ قالوا: نحن ناس من تميم جئنا بشاعرنا وخطيبنا لنشاعرك ونفاخرك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بالشعر بعثنا ولا بالفخار أمرنا، ولكن هاتوا، فقال الأقرع بن حابس لشاب منهم: قم يا فلان فاذكر فضلك وقومك، فقال: الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه، وآتانا أموالاً نفعل فيها ما نشاء، فنحن خير من أهل الأرض، أكثرهم عدداً، وأكثرهم سلاحاً، فمن أنكر علينا قولنا فليأت بقول هو أحسن من قولنا، وبفعال هو أفضل من فعالنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن شماس الأنصاري، وكان خطيب النبي صلى الله عليه وسلم: قم فأجبه، فقام ثابت فقال: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأؤمن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، دعا المهاجرين من بني عمه أحسن الناس وجوهاً، وأعظم الناس أحلاماً، فأجابوه، والحمد لله الذي جعلنا أنصاره ووزراء رسوله، وعزاً لدينه، فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، فمن قالها منع منا نفسه وماله، ومن أباها قاتلناه وكان رغمه في الله تعالى علينا هيناً، أقول قولي هذا وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات فقال الزبرقان بن بدر لرجل منهم: يا فلان، قم فقل أبياتاً تذكر فيها فضلك وفضل قومك فقال: " الطويل "
نحن الكرام فلا حي يعادلنا ... نحن الرؤوس وفينا يقسم الربع
ونطعم الناس عند المحل كلهم ... من السديف إذا لم يؤنس القزع
إذا أبينا فلا يأبى لنا أحد ... إنا كذلك عند الفخر نرتفع
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بحسان بن ثابت، فحضر، وقال: قد آن لكم أن تبعثوا إلى هذا العود، والعود: الجمل المسن. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثم فأجبه فقال: أسمعني ما قلت، فأسمعه، فقال حسان: " الطويل "
نصرنا رسول الله والدين عنوة ... على رغم عات من معد وحاضر
بضرب كإبزاغ المخاض مشاشه ... وطعن كأفواه اللقاح الصوادر
وسل أحداً يوم استقلت شعابه ... بضرب لنا مثل الليوث الخوادر
ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى ... إذا طاب ورد الموت بين العساكر
ونضرب هام الدارعين وننتمي ... إلى حسب من جذم غسان قاهر
فأحياؤنا من خير من وطئ الحصى ... وأمواتنا من خير أهل المقابر
فلولا حياء الله قلنا تكرماً ... على الناس بالخيفين هل من منافر
فقام الأقرع بن حابس فقال: إني، والله يا محمد، لقد جئت لأمر ما جاء له هؤلاء، قد قلت شعراً فأسمعه، قال: هات، فقال: " الطويل "
أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا ... إذا خالفونا عند ذكر المكارم
وأنا رؤوس الناس من كل معسر ... وأن ليس في أرض الحجاز كدارم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قم يا حسان فأجبه، فقال: " الطويل "
بني دارم لا تفخروا إن فخركم ... يعود وبالاً عند ذكر المكارم
هبلتم علينا؟ تفخرون وأنتم ... لنا خول من بين ظئر وخادم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد كنت غنياً يا أخا بني دارم أن يذكر منك ما كنت ترى أن الناس قد نسوه " ؛ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد عليهما من قول حسان.
ثم رجع حسان إلى قوله: " الطويل "
وأفضل ما نلتم ومن المجد والعلى ... ردافتنا من بعد ذكر المكارم
فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم ... وأموالكم أن تقسموا في المقاسم
فلا تجعلوا لله نداً وأسلموا ... ولا تفخروا عند النبي بدارم
وإلا ورب البيت مالت أكفنا ... على رؤوسكم بالمرهفات الصوارم
فقام الأقرع بن حابس فقال: يا هؤلاء، ما أدري ما هذا الأمر؟ تكلم خطيبنا فكان خطيبهم أرفع صوتاً، وتكلم شاعرنا فكان شاعرهم أرفع صوتاً، وأحسن قولاً، ثم دنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يضرك ما كان قبل هذا " .
وفي وفد بني تميم نزل قوله تعالى: " إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون " .
تفرد برواية هذا الحديث مطولاً بأشعاره المعلى بن عبد الرحمن بن الحكم الواسطي.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله بن علي، وإبراهيم بن محمد بن مهران، وأبو جعفر بن السمين بإسنادهم إلى محمد بن عيسى بن سورة قال: حدثنا ابن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن، قالا: أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال " أبصر الأقرع بن حابس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقبل الحسن، وقال ابن أبي عمر: أو الحسين، فقال: إن لي من الولد عشرة ما قبلت واحداً منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لا يرحم لا يرحم " .
وأخبرنا يحيى بن محمود بن سعد الأصفهاني إجازة بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم قال: حدثنا عفان، أخبرنا وهيب، أخبرنا موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن الأقرع بن حابس أنه نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات، فقال: " يا محمد، إن مدحي رين، وإن ذمي شين فقال: ذلكم الله عز وجل " كما حدث أبو سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وشهد الأقرع بن حابس مع خالد بن الوليد حرب أهل العراق، وشهد معه فتح الأنبار، وهو كان على مقدمة خالد بن الوليد.
قال ابن دريد: اسم الأقرع: فراس، ولقب الأقرع لقرع كان به في رأسه، والقرع: انحصاص الشعر، وكان شريفاً في الجاهلية والإسلام، واستعمله عبد الله بن عامر على جيش سيره إلى خراسان، فأصيب بالجوزجان هو والجيش.
الأقرع بن شفي
ب د ع الأقرع بن شفي العكي. نزيل الرملة، توفي في خلافة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قاله ضمرة بن ربيعة.روى حديثه المفضل بن أبي كريم بن لفاف، عن أبيه عن جده لفاف، عن الأقرع بن شفي العكي قال: " دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضي، فقلت: لا أحسب إلا أني ميت في مرضي هذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " كلا لتبقين ولتهاجرن إلى أرض الشام، وتموت وتدفن بالربوة من أرض فلسطين " .
ورواه ضمرة بن ربيعة، عن قادم بن ميسور القرشي، عن رجال من عك، عن الأقرح نحوه.
أخرجه ثلاثتهم.
الأقرع بن عبد الله
ب الأقرع بن عبد الله الحميري، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي مران وطائفة من اليمن.أخرجه أبو عمر مختصراً.
الأقرع الغفاري
د ع الأقرع الغفاري. في صحبته نظر، روى حديثه عاصم الأحول عن أبي حاجب، عن الأقرع الغفاري أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتوضأ الرجل بفضل وضوء المرأة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
الأقرم بن زيد
ب د ع أقرم، آخره ميم، هو الأقرم بن زيد أبو عبد الله الخزاعي.روى حديثه داود بن قيس، عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم الخزاعي، عن أبيه عبد الله قال: كنت مع أبي بالقاع من نمرة، فمر بنا ركب فأناخوا بناحية الطريق، فقال لي أبي: كن في بهمك حتى آتي هؤلاء القوم فإني سائلهم، قال: فخرج وخرجت في أثره، قال: فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفراتي، بإسناده إلى أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرنا علي بن حجر، أخبرنا إسماعيل، أخبرنا داود، عن قيس، عن عبيد الله بن أقرم، عن أبيه قال: " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أرى عقرة إبطه إذا سجد " .
رواه الوليد بن مسلم، وابن مهدي، والفضل بن دكين والطيالسي والقعنبي، فقالوا: عن عبيد الله، ورواه وكيع فقال: عبد الله بن عبد الله.
قال أبو عمر: وقال بعضهم: أرقم، ولا يصح، والصواب أقرم.
أخرجه ثلاثتهم.
أقعس بن سلمة
ب د ع أقعس بن سلمة وقيل: مسلمة الحنفي السحيمي.يعد في أهل اليمامة، وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو وطلق بن علي، وسلم بن حنظلة، وعلي بن شيبان، كلهم من بني سحيم بن مرة بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، بطن من بني حنيفة.
روى حديثه المنهال بن عبد الله بن صبرة بن هوذة، عن أبيه قال: " أشهد لجاء الأقعس بن سلمة بالإداوة التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم ينضح بها مسجد قران " .
هكذا رواه جماعة ورواه غيرهم فقال: الأقيصر بن سلمة ولا يصح.
أخرجه ثلاثتهم.
الأقمر أبو علي
س الأقمر أبو علي وكلثوم الوادعي، كوفي؛ قال ابن شاهين: يقال إن اسمه عمرو بن الحارث بن معاوية بن عمرو بن ربيعة بن عبد الله بن وادعة بطن من همدان، قال: إن صح وإلا فهو مرسل.أخبرنا أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى الأصفهاني الحافظ كتابة، أخبرنا أبو علي إذناً، عن كتاب أبي أحمد عبد الملك بن الحسين، حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان، أخبرنا هشام بن أحمد بن هشام القاري بدمشق، أخبرنا أبو مسلمة عبد الرحمن بن محمد الألهاني، أخبرنا عبد العظيم بن حبيب بن زغبان، أخبرنا أبو حنيفة، عن علي بن الأقمر، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
" المطعون شهيد، والنفساء شهيد، والغريب شهيد، ومن مات يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فهو شهيد " .
أخرجه أبو موسى.
باب الهمزة مع الكاف وما يثلثهما
أكبر الحارثي
أكبر الحارثي. كان اسمه أكبر فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيراً، قاله ابن ماكولا.أكتل بن شماخ
ب أكتل بن شماخ بن يزيد بن شداد بن صخر بن مالك بن لؤي بن ثعلب بن سعد بن كنانة بن الحارث بن عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة بن أد بن طابخة العكلي، نسبه هكذا هشام بن الكلبي، وقال: كان علي بن أبي طالب إذا نظر إلى أكتل قال: من أحب أن ينظر إلى الصبيح الفصيح فلينظر إلى أكتل.قال أبو عمر: وشهد يوم الجسر، وهو يوم قس الناطف مع أبي عبيد والد المختار الثقفي، وأسر فرخان شاه وضرب عنقه، وشهد القادسية، وله فيها آثار محمودة.
أخرجه أبو عمر.
أكثم بن الجون
ب د ع أكثم بن الجون. وقيل: ابن أبي الجون، واسمه: عبد العزى بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيص بن حرام بن حبشية بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو لحي بن حارثة بن عمرو مزيقياء، وعمرو بن ربيعة هو أبو خزاعة وإليه ينسبون، هكذا نسبه هشام.قيل: هو أبو معبد الخزاعي زوج أم معبد في قول، وهو الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأيت الدجال فإذا أشبه الناس به أكثم بن عبد العزى " فقام أكثم فقال: أيضرني شبهي إياه؟ فقال: لا أنت مؤمن وهو كافر، وقيل: بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخبرنا به أبو الفرج بن أبي الرجا الثقفي، أخبرنا أبو نصر محمد بن حمد بن عبد الله التكريتي الوزان، أخبرنا الأديب أبو مسلم محمد بن علي بن محمد بن مهرابزد، أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم، أخبرنا أبو عروبة، أخبرنا سليمان بن سيف، أخبرنا سعيد بن بزيع، أخبرنا محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن أبا صالح السمان حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأكثم بن الجون: " يا أكثم بن الجون، رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار، فما رأيت رجلاً أشبه برجل منك به، قال أكثم: عسى أن يضرني شبهه؟. قال: لا، إنك مؤمن وهو كافر، إنه كان أول من غير دين إسماعيل، فنصب الأوثان، وسيب السائبة، وبحر البحيرة، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي " .
قال أبو عمر: الحديث الذي فيه ذكر الدجال لا يصح، إنما يصح ما قاله في ذكر عمرو بن لحي.
وهو عم سليمان بن صرد الخزاعي، رأس التوابين الذي قتل بعين الوردة طالباً بثأر الحسين بن علي عليهما السلام، وسيرد ذكره، إن شاء الله تعالى.
ومن حديث أكثم ما رواه ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن أبي نهيك، عن شبل بن خليد المزني عن أكثم بن الجون قال: قلنا يا رسول الله، فلان لجريء في القتال قال: هو في النار، قال: قلنا: يا رسول الله، فلان في عبادته واجتهاده ولين جانبه في النار، فأين نحن؟ قال: إن ذاك اختار النفاق وهو في النار. قال: فكنا نتحفظ عليه في القتل فكان لا يمر به فارس ولا راجل إلى وثب عليه فكثر جراحه، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله، استشهد فلان، قال: هو في النار، فلما اشتد به ألم الجراح أخذ سيفه فوضعه بين ثدييه، ثم اتكأ عليه حتى خرج من ظهره، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أشهد أنك رسول الله، فقال: " إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، وإنه لمن أهل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، وإنه لمن أهل الجنة، تدركه الشقوة والسعادة عند خروج نفسه فيختم له بها " .
أخرجه الثلاثة.
أكثم بن صيفي بن عبد العزى
د ع أكثم بن صيفي. وهو ابن عبد العزى بن سعد بن ربيعة بن أصرم، من ولد كعب بن عمرو، عداده في أهل الحجاز.ساق هذا النسب ابن منده وأبو نعيم.
ولما بلغ أكثم ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إليه رجلين يسألانه عن نسبه، وما جاء به، فأخبرهما وقرأ عليهما " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون " فعادا إلى أكثم فأخبراه، وقرءا عليه الآية، فلما سمع أكثم ذلك قال: يا قوم، أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها فكونوا في هذا الأمر رؤوساً ولا تكونوا أذناباً، وكونوا فيه أولاً ولا تكونوا فيه آخراً، فلم يلبث أن حضرته الوفاة، فأوصى أهله: أوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم، فإنه لا يبلى عليها أصل، ولا يهتصر عليها فرع.
أكثم بن صيفي
د أكثم بن صيفي. قاله ابن منده، وقال: قد تقدم ذكره. روى عبد الملك بن عمير، عن أبيه، قال: بلغ أكثم بن أبي الجون مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يأتيه، فأبى قومه أن يدعوه قال: فليأته من يبلغه عني ويبلغني عنه، فأرسل رجلين فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقالا: نحن رسل أكثم، وذكر حديثاً طويلاً. أخرجه ابن منده وحده.قلت: أخرج ابن منده هذه التراجم الثلاث، وأخرج أبو نعيم الترجمتين الأوليين، ولم يخرج الثالثة، وذكر النسب فيهما كما سقناه عنهما، وهو من عجيب القول؛ فإنهما ذكرا النسب في الأولى والثاني واحداً، ولا شك أنهما رأيا في الأول النسب متصلاً إلى حارثة بن عمرو مزيقياء، ورأياه في الثاني لم يتصل، إنما هو ربيعة بن أصرم من ولد كعب بن ربيعة، فظناه غير الأول وهو هو، وزادا على ذلك بأن رويا عنه في الترجمة الأولى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " يا أكثم، أغز مع غير أهلك يحسن خلقك " ثم إنهما ذكراه في اسم حنظلة بن الربيع الكاتب الأسيدي، وجعلاه من أسيد بن عمرو بن تميم، وقالا: ابن أخي أكثم بن صيفي، فكيف يكون أكثم بن صيفي في هذه الترجمة خزاعياً، ويكون في ترجمة حنظلة تميمياً؟.
والصحيح فيه أنه أكثم بن صيفي بن رياح بن الحارث بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم، هكذا ساق نسبه غير واحد من العلماء، منهم ابن حبيب، وابن الكلبي، وأبو نصر بن ماكولا، وغيرهم لا اختلاف عندهم أنه من تميم، ثم من بني أسيد، ولو لم يسوقا نسبه مثل نسب أكثم بن أبي الجون الذي في الترجمة الأولى لكان أصلح، ثم قالا جميعاً في نسب أكثم بن صيفي: إنه من ولد كعب بن عمرو، يعني خزاعة، ثم إنهما جعلاه من أهل الحجاز لظنهما أنه خزاعي، وإلا فلو ظناه تميمياً لما جعلاه من أهل الحجاز، ومثل هذا لا يخفى على من هو دونهما فكيف عليهما؟ والجواد قد يكبو والسيف قد ينبو!!.
أكيدر بن عبد الملك
د ع أكيدر بن عبد الملك، صاحب دومة الجندل كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل سرية إلى أكيدر مع خالد بن الوليد وقال لهم: " إنكم ستجدون أكيدراً خارج الحصن " .وذكر ابن منده وأبو نعيم أنه أسلم وأهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم حلة حرير، فوهبها لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.
أخرجه ابن منده ونعيم.
قلت: أما سرية خالد فصحيح، وإنما أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصالحه ولم يسلم، وهذا لا اختلاف بين أهل السير فيه، ومن قال: إنه أسلم، فقد أخطأ ظاهراً، وكان أكيدر نصرانياً ولما صالحه النبي صلى الله عليه وسلم عاد إلى حصنه وبقي فيه، ثم إن خالداً لما أسره لما حصر دومة أيام أبي بكر، رضي الله عنه، فقتله مشركاً نصرانياً، وقد ذكر البلاذري أن أكيدراً لما قدم على النبي مع خالد أسلم وعاد إلى دومة، فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم ارتد ومنه ما قبله، فلما سار خلد من العراق إلى الشام قتله، وعلى هذا القول أيضاً فلا ينبغي أن يذكر في الصحابة، وإلا فيذكر كل من أسلم في حياة رسول الله ثم ارتد.
أكيمة الليثي
س أكيمة الليثي. وقيل: الزهري، ذكره الحافظ أبو موسى.أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي نصر التاجر بقراءتي عليه، عن كتاب عبد الرحمن بن محمد الحافظ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، أخبرنا أحمد بن علي بن زيد الدينوري، أخبرنا عبدان المروزي، أخبرنا محمد بن مصعب المروزي، أخبرنا عمر بن إبراهيم الهاشمي، حدثني محمد بن إسحاق بن سليمان بن أكيمة، عن أبيه عن جده، أن أكيمة قال: " يا رسول الله، إنا نسمع منك الحديث ولا نقدر على تأديته، قال: لا بأس زدت أو نقصت، إذا لم تحل حراماً أو تحرم حلالاً وأصبت المعنى " .
وقد روى بعضهم هذا الحديث أيضاً عن أبيه عن جده، قال: قلت: يا رسول الله، ولم يقل " إن أكيمة " .
وفي كتاب أبي نعيم أورده في ترجمة سليمان بن أكيمة.
وقد ذكر عامر بن أكيمة في حديث.
باب الهمزة والميم وما يثلثهما
أماناة بن قيس
أماناة بن قيس بن الحارث بن شيبان بن الفاتك الكندي، من بني معاوية الأكرمين، من كندة، وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد عاش دهراً طويلاً، وله يقول عوضة الشاعر: " الطويل "ألا ليتني عمرت يا أم خالد ... كعمر أماناة بن قيس بن شيبان
لقد عاش حتى قيل ليس بميت ... وأفنى فئاماً من كهول وشبان
وفد معه ابنه يزيد فأسلم ثم ارتد، قتل يوم النجير في خلافة أبي بكر رضي الله عنه.
أمد بن أبد
س أمد بن أبد الحضرمي.أخبرنا أبو موسى إجازة، حدثنا أبو سعيد أحمد بن نصر بن أحمد بن عثمان الواعظ لفظاً، أخبرنا أبو العلاء محمد بن عبد الجبار، أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب، أخبرنا علي بن عبد العزيز، أخبرنا أبو عبيد القاسم بن سلام، أخبرنا أبو عبيدة معمر بن المثنى، حدثني أخي يزيد بن المثنى، عن سلمة بن سعيد قال: كنا عند معاوية، فقال: وددت أن عندنا من يحدثنا عما مضى من الزمن، هل يشبه ما نحن فيه اليوم؟ قيل له: بحضرموت رجل قد أتت عليه ثلاثمائة سنة، فأرسل إليه معاوية، فأتى به، فلما دخل عليه أجله، ثم قال له: ما اسمك؟ قال: أمد بن أبد، فقال له: كم أتى عليك من السنين؟ قال: ثلاثمائة سنة، فقال له معاوية: كذبت، ثم أقبل على جلسائه فحدثهم ساعة، ثم أقبل عليه فقال: حدثنا أيها الشيخ، فقال له: وما تصنع بحديث الكذاب؟ فقال: إني والله ما كذبتك وأنا أعرفك بالكذب، ولكني أردت أن أخبر من عقلك، فأراك عاقلاً، حدثنا عما مضى من الزمن، هل يشبه ما نحن فيه؟ فقال: نعم كأنه ما ترى، ليل يجيء من هاهنا ويذهب من هاهنا، قال: أخبرني عن أعجب ما رأيت، قال: رأيت الظعينة تخرج من الشام حتى تأتي مكة، لا تحتاج إلى طعام ولا شراب، تأكل من الثمار وتشرب من العيون، ثم هي الآن كما ترى. قال: وما آية ذلك؟ قال: دول الله في البقاع كما ترى، ثم سأله عن عبد المطلب، وعن أمية بن عبد شمس، ثم قال له: فهل رأيت محمداً؟ قال: ومن محمد؟ قال: رسول الله، قال: سبحان الله، ألا عظمته بما عظمه الله سبحانه؟ ألا قلت: رسول الله صلى الله عليه وسلم؟... نعم، قال: صفه لي، قال: " رأيته بأبي وأمي، فما رأيت قبله ولا بعده مثله " وذكر الحديث.
أخرجه أبو موسى.
امرؤ القيس بن الأصبغ
ب امرؤ القيس بن الأصبغ الكلبي. من بني عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عاملاً على كلب، حين أرسل عماله على قضاعة، فارتد بعضهم وثبت امرؤ القيس على دينه، وامرؤ القيس هذا هو خال أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف فيما أظن، والله أعلم؛ لأن أم أبي سلمة تماضر بنت الأصبغ بن ثعلبة بن ضمام الكلبي، وكان الأصبغ زعيم قومه ورئيسهم.هذا كلام أبي عمر، وهو أخرجه وحده.
امرؤ القيس بن عابس
ب د ع امرؤ القيس بن عابس بن المنذر بن امرئ القيس بن السمط بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتح بن معاوية بن الحارث بن كندة الكندي.وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وثبت وعلى إسلامه، ولم يكن فيمن ارتد من كندة، وكان شاعراً نزل الكوفة، وهو الذي خاصم الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للحضرمي: " بينتك وإلا فيمينه قال: يا رسول الله، إن حلف ذهب بأرضي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مالاً لقي الله وهو عليه غضبان، فقال امرؤ القيس: يا رسول الله، ما لمن تركها وهو يعلم أنها حق؟ قال: " الجنة " قال: فأشهدك أني قد تركتها له " .
واسم الذي خاصمه ربيعة بن عيدان، وسيرد ذكره في الراء، إن شاء الله تعالى.
عيدان: بفتح العين المهملة، وسكون الياء تحتها نقطتان، وآخره نون، قال عبد الغني: ويقال: عبدان بكسر العين وبالباء الموحدة.
ومن شعر امرئ القيس: " مجزوء الكامل "
قف بالديار وقوف حابس ... وتأن إنك غير آيس
لعبت بهن العاصفات ... الرائحات من الروامس
ماذا عليك من الوقوف ... بهالك الطللين دارس؟
يا رب باكية علي ... ومنشد لي في المجالس
أو قائل: يا فارساً ... ماذا رزئت من الفوارس
لا تعجبوا أن تسمعوا ... هلك امرؤ القيس بن عابس
أخرجه الثلاثة.
امرؤ القيس بن الفاخر
د ع امرؤ القيس بن الفاخر بن الطماح بن شرحبيل الخولاني، شهد فتح مصر، ذكر ذلك أبو سعيد بن يونس، ولا تعرف له رواية، وقد ذكر أن له صحبة.أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
أمية بن الأشكر
ب د ع أمية بن الأشكر الجندعي. أدرك الإسلام وهو شيخ كبير، قاله علي بن مسمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه.أخرج الثلاثة.
قلت: هكذا نسبوه وهو: أمية بن حرثان بن الأشكر بن عبد الله - وهو سربال الموت - ابن زهرة بن زبينة بن جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة، الكناني الليثي الجندعي.
وكان شاعراً، وله ابنان: كلاب وأبي اللذان هاجرا، فبكاهما بأشعاره، ومما قال فيهما " الوافر " :
إذا بكت الحمامة بطن وج ... على بيضاتها أدعو كلابا
فردهما عمر بن الخطاب عليه، وحلف عليهما أن لا يفارقاه حتى يموت.
قال أبو عمر: خبره مشهور، رواه الزهري وهشام بن عروة عن عروة.
أخرجه الثلاثة.
أمية بن ثعلبة
أمية بن ثعلبة له حديثان في مسند ابن مفرج المستخرج من روايات قاسم بن أصبغ، ذكره الأشيري.أمية بن خالد الأموي
ب د ع أمية بن خالد بن عبد الله بن أسيد الأموي. في صحبته نظر. عداده في التابعين، أخرجه ابن أبي شيبة القواريري وابن منيع في الصحابة، وروى حديثه قيس بن الربيع، عن المهلب بن أبي صفرة، عن أمية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستفتح صعاليك المهاجرين.ورواه يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أمية ولم يذكر المهلب.. هكذا أخرج نسبه ابن منده.
وأما أبو عمر فإنه قال: أمية بن خالد، يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يستفتح بصعاليك المهاجرين. قال: ولا تصح عندي صحبته، قال: ويقال إنه أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن ابي العيص بن أمية بن عبد شمس الأموي، قاله الثوري وقيس بن الربيع.
وأما أبو نعيم فإنه ذكره على الصحيح فقال: أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص، مختلف في صحبته، وذكر الحديث عن أمية بن عبد الله، ورواه من طريق آخر عن أمية بن خالد بن عبد الله.
قلت: والصحيح أنه أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص، وكان عتاب بن أسيد عم أبيه عبد الله، وكان زياد ابن أبيه قد استعمل عبد الله على فارس، واستخلفه على عمله حين مات، فأقره عليه معاوية؛ وأما أمية بن عبد الله فإن عبد الملك استعمله على خراسان، والصحيح أنه لا صحبه له، والحديث مرسل.
وقد ذكر مصنفو التواريخ والسير أمية وولايته خراسان، وساقوا نسبه كما ذكرناه.
وذكر أبو أحمد العسكري عتاب بن أسيد بن أبي العيص ثم قال: وأخوه خالد بن أسيد، وابنه أمية بن خالد، ثم قال في ترجمة منفردة: أمية بن خالد بن أسيد، ذكر بعضهم أن له رواية، وقد روى عن ابن عمر وروى له: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستفتح بصعاليك المهاجرين.
وقد ذكره الزبير بن أبي بكر فقال بعد أن نسبه: واستعمل عبد الملك أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد على خراسان.
وأم خالد وأمية وعبد الرحمن بني عبد الله بن خالد بن أسيد: أم حجير بنت عثمان بن شيبة العبدرية.
وقد ذكر الزبير أيضاً أن أسيداً ولد خالداً وعتاباً، ثم قال: ومات خالد بن أسيد بمكة، وخلف من الولد عبد الله بن خالد، استعمله زياد على فارس، وأبا عثمان وأمية بن خالد.
فلعل من جعل أمية المذكور في هذه الترجمة ابن خالد بن عبد الله، قد أتي من هذا، ويكون قد أسقط خالداً والد عبد الله الذي هو ابن أسيد من نسبه، وليس بشيء؛ فإن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد المذكور في هذه الترجمة هو الذي وقع الوهم فيه، وقدموا خالداً على عبد الله، الصواب: عبد الله بن خالد بن أسيد.
أخرجه الثلاثة.
أمية بن خويلد الضمري
ب د ع أمية بن خويلد الضمري. وقيل: أمية بن عمرو، والد عمر بن أمية، حجازي له صحبة، ولابنه عمرو صحبة، وهو أشهر من أبيه.روى حديث جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه عيناً وحده هذا قول أبي عمر.
وأما ابن منده وأبو نعيم فإنهما قالا: أمية بن عمرو، وقيل: ابن أبي أمية الضمري، عداده، في أهل الحجاز، روى عنه ابنه عمرو، من حديث إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه عيناً إلى قريش، قال: فجئت إلى خشبة بن خبيب بن عدي، فرقيت فيها، فحللت خبيباً فوقع إلى الأرض، فذهبت غير بعيد، ثم التفت فلم أر خبيباً، ولكأنما الأرض ابتلعته. ولم ير لخبيب رمة حتى الساعة.
ورواه الترمذي ورواه الزهري عن جعفر عن أبيه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث وهو أصح، وقد اختلفوا في اسم أبي أمية على ما ذكرناه.
وأما هشام بن الكلبي فقال: أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن جدي بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكنانة الضمري، ولم يذكر له صحبة؛ وإنما قال: عن أبيه عمرو، صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة.
خبيب: بضم الخاء المعجمة، وفتح الباء الموحدة، وبالياء الساكنة تحتها نقطتان، وآخره باء ثانية موحدة.
وجدي: بضم الجيم.
أمية بن ضبادة
أمية بن ضفارة من بني الخصيب. قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع رفاعة بن زيد الجذامي في وفد جذام، قاله ابن إسحاق، ذكره ابن الدباغ الأندلسي.أمية بن سعد القرشي
س أمية بن سعد القرشي. استدركه الحافظ أبو موسى على أبن منده وقال: أخرجه أبو زكرياء، يعني ابن منده، فيما استدركه على جده، وقال: كان أحد السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، وهو جد سليمان بن كثير. أخرجه محمد بن حمدويه في تاريخ مرو، فيمن قدمها من الصحابة.قال أبو موسى: أخبرنا أبو زكرياء في كتابه، أخبرنا عمي الإمام: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسين، أخبرنا أبو عصمة محمد بن أحمد بن عباد بن عصمة، أخبرنا أبو رجاء محمد بن حمدويه السنجي، حدثنا عبد الله الحجاجي، أخبرنا خلف بن عامر، عن الفضل بن سهل، عن نصر بن عطاء الواسطي، عن همام، عن قتادة، عن عطاء، عن أمية القرشي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أتاك رسلي فأعطهم كذا وكذا درعاً أو قال بعيراً، قلت: والعارية مؤداة؟ قال: نعم " .
قال أبو موسى: كذا ترجم وروي، قال: وقد أخبرنا بهذا الحديث أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي سنة عشر وخمسمائة، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الأديب، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد القباب، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، أخبرنا فضل بن سهل، بإسناده المقدم إلى عطاء وقال: عن يعلى بن صفوان بن أمية، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله.
قال أبو موسى: وكذلك رواه حبان بن هلال، عن همام، والحديث محفوظ عن صفوان بن أمية، ويروى عن أمية بن صفوان عن أبيه. انتهى كلام أبي موسى.
قتل: أما الحديث فعن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي، وأما ترجمة أبي زكرياء، وقوله أمية بن سعد، فلم ينبه أبو موسى عليه، ولا أعلم من أين جاء بهذا النسب الذي لا يعرف، ومثل هذا تركه أولى، لكن نحن لا بد لنا من ذكره خوفاً من أن يأتي من لا يعلم فيظن أننا أهملناه أو لم يصل إلينا، وأما قول أبي زكرياء: كان أحد السبعين الذي بايعوا تحت الشجرة، فبيعة الشجرة هي بيعة الرضوان، ولم يكونوا سبعين، وإنما كانوا زيادة على ألف، وقد اختلف في الزيادة، وأما السبعون الذين بايعوا فكانوا عند العقبة، ولم يكن فيهم من غير الأنصار وحلفائهم أحد، ولم يشهدها قرشي إلا العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وكان حينئذ كافراً.
حبان بن هلال: بفتح الحاء المهملة، والباء الموحدة، وآخره نون.
أمية بن عبد الله بن عمرو
س أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان.قال أبو موسى: ذكره عبدان في الصحابة، وروى بإسناده عن عبد الملك بن قدامة الجمحي، عن عبد الله بن دينار عن أمية بن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة قام خطيباً، فقال: إن الله، عز وجل، قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعظمها بآبائها، فالناس رجلان: برتقي كريم على الله، عز وجل، وفاجر شقي هين على الله عز وجل، الناس بنو آدم وآدم من تراب، قال الله تعالى: " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير " أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم " .
أخرجه أبو موسى، وقال: هذا حديث مشهور بعبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الملك بن قدامة مشهور بالرواية عن ابن دينار، فلا أدري كيف وقع.
عبية الجاهلية يعني: كبرها وتضم عينه وتكسر.
أمية بن عبد الله القرشي
س أمية بن عبد الله القرشي.قال أبو موسى: هو أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد، أورده ابن منده؛ إلا أنه قال: أمية بن خالد بن عبد الله، قال: وكذا فيمن اسمه أمية من الصحابة في كتبهم أوهام.
أخرجه أبو موسى.
وقد ذكرناه في أمية بن خالد وذكر ما فيه كفاية، وهذا لم يتركه ابن منده حتى يستدركه عليه، وإنما وهم فيه؛ ولم يذكر أبو موسى أوهامه؛ فليس لذكره وجه.
أمية بن أبي عبيدة
د ب أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي الحنظلي. حليف بني نوفل بن عبد مناف، نسبه أبو عمر، وهو والد يعلى بن أمية الذي يقال له: يعلى ابن منية، وهي أمه، ولأبية أمية صحبة، ولابنه يعلى صحبة أيضاً، وهو أشهر من أبيه.وفد أمية على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " يا رسول الله، بايعنا على الهجرة قال: " لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية " .
أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد الثقفي، قال بإسناده إلى ابن أبي عاصم، أخبرنا أبو الربيع، أخبرنا فليح بن سليمان، عن الزهري، عن عمرو بن عبد الرحمن بن يعلى، عن أبيه، عن يعلى ابن منية، قال: جئت بأبي أمية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، فقلت: يا رسول الله بايع أبي على الهجرة. فقال رسول الله: " أبايعه على الجهاد؛ فقد انقطعت الهجرة " .
أخرجه ابن منده وأبو عمر.
منية: أم يعلى بضم الميم، وسكون النون، وبعدها ياء تحتها نقطتان.
أمية بن علي
د ب أمية بن علي. قال ابن منده: سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو وهم، روى يحيى بن زياد الفراء، عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن أمية بن علي قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر يا مال " .قال: والصواب ما رواه أصحاب ابن عيينة عنه عن عمرو، عن صفوان بن يعلى عن أبيه أن النبي قرأ: يا مال.
أخرجه ابن منده وأبو عمر.
أمية جد عمرو بن عثمان
ب أمية جد عمرو بن عثمان الثقفي. مدني.حديثه: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في الماء والطين على راحلته يوم إيماء، سجوده أخفض من ركوعه " .
أخرجه أبو عمر.
قلت: كذا أخرجه أبو عمر، وقد أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله وغيره بإسنادهم إلى الترمذي، حدثنا يحيى بن موسى، حدثنا شبابة بن سوار، أخبرنا عمر بن الرماح، عن كثير بن زياد، عن عمرو بن عثمان بن يعلى بن مرة، عن أبيه، عن جده أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فانتهوا إلى مضيق، وحضرت الصلاة فمطروا، السماء من فوقهم والبلة من أسفل منهم، فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته، وتقدم وهو على راحلته، وصلى بهم يومي إيماء يجعل السجود أخفض من الركوع، فسماه أبو عيسى كما ذكرناه؛ فعلى قوله الحديث ليعلى لا لأمية.
أمية بن لوذان
د ع أمية بن لوذان بن سالم بن مالك من بني غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. ثم من بني عوف بن الخزرج.شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف له حديث؛ قال ابن إسحاق: شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني غنم بن مالك: أمية بن لوذان بن سالم بن مالك، قاله ابن منده.
وروى أبو نعيم بإسناده عن عروة بن الزبير في تسمية من شهد بدراً من الأنصار، ثم من بني قربوس بن غنم بن سالم: أمية بن لوذان بن سالم بن ثابت بن هزال بن عمرو بن قربوس بن غنم مثل. ومثله قال ابن إسحاق في رواية سلمة عنه.
والذي رواه ابن منده عن ابن إسحاق فهو من رواية يونس بن بكير عن ابن إسحاق.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
أمية بن مخشي
ب د ع أمية بن مخشي الخزاعي. بصري، يكنى أبا عبد الله، قاله أبو نعيم وأبو عمر، وقال ابن منده: الخزاعي، وهو من الأزد.أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي الأمين، بإسناده عن أبي داود، حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، أخبرنا عيسى، أخبرنا جابر بن صبيح، حدثنا المثنى بن عبد الرحمن بن مخشي الخزاعي، عن عمه أمية بن مخشي، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " كان رسول الله جالساً، ورجل يأكل ولم يسم، حتى لم يبق إلا لقمة، فلما رفعها إلى فيه قال: بسم الله أوله وآخره، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " ما زال الشيطان يأكل معه حتى إذا ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه " .
رواه أحمد بن حنبل عن ابن المديني، عن يحيى بن سعيد، ولا يعرف له غير هذا الحديث.
أخرجه الثلاثة.
باب الهمزة والنون وما يثلثهما
أنجشة
ب د ع أنجشة العبد الأسود، وكان حسن الصوت بالحداء، فحدا بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فأسرعت الإبل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أنجشة، رويدك، رفقاً بالقوارير " .أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي، أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج، حدثنا عبيد الله بن عمر بن أحمد المرو الروذي، أخبرنا عبد الله بن ماسي، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله المصري، حدثنا الأنصاري، أخبرنا حميد عن أنس قال: كان يسوق بهم رجل، يقال له: أنجشة بأمهات المؤمنين، فاشتد بهم السير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أنجشة رفقاً بالقوارير " .
وأخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بإسناده إلى داود الطيالسي، عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: كان أنجشة يحدو بالنساء، وكان البراء بن مالك يحدو بالرجال، وكان أنجشة حسن الصوت، وكان إذا حدا أعنقت الإبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم " يا أنجشة، رويدك سوقك بالقوارير " .
أخرجه الثلاثة.
أنس بن أرقم
س أنس بن أرقم الأنصاري. قال أبو موسى: قال عبدان: قتل يوم أحد سنة ثلاث من الهجرة، لا يذكر له حديث؛ إلا أنه شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشهادة.وروي عن عمار بن الحسن، عن سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق قال: " وقتل من المسلمين يوم أحد من الأنصار ثم من الخزرج ثم من بني الحارث بن الخزرج: أنس بن الأرقم بن زيد، أو قال: ابن يزيد بن قيس بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج " .
أخرجه أبو موسى.
أنس بن أبي أنس
د أنس بن أبي أنس من بني عدي بن النجار من الأنصار يكنى: أبا سليط.شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: اسمه أسير أو أنيس.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي، بإسناده عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قال في تسمية من شهد بدراً من الأنصار ومن بني عدي بن النجار: أبو سليط واسمه أنس.
ورواه سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق فيمن شهد بدراً من الأنصار، قال: ومن بني عدي بن النجار أبو سليط وهو أسير بن عمرو، وعمرو هو أبو خارجة بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، وقيل: اسمه أنيس، وأسيرة تقدم ذكره في أسيرة.
أخرجه ابن منده.
أنس ابن أم أنس
س أنس ابن أم أنس: قال أبو موسى: ذكره البغوي وغيره في الصحابة.أخبرنا أبو موسى الأصفهاني إجازة، أخبرنا الحسن بن أحمد إذناً، عن كتاب أبي أحمد، أخبرنا عمر بن أحمد، حدثنا عبد الله بن محمد، أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، أخبرنا زيد بن الحباب، حدثني عبد الملك بن الحسن، حدثني محمد بن إسماعيل، أخبرنا يونس بن عمران بن أبي أنس، عن جدته أم أنس أنها قالت: " يا رسول الله، جعلك الله في الرفيق الأعلى وأنا معك، قال أنس: قالت: يا رسول الله، علمني عملاً، قال: " عليك بالصلاة فإنه أفضل الجهاد، واهجري المعاصي فإنه أفضل الهجرة " .
قال أبو موسى: كذا ذكره البغوي وابن شاهين وترجما لأنس لذكر أنس في خلال الحديث، ولا معنى لذكره فيه.
قال أبو موسى: حدثنا أبو غالب أحمد بن العباس، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله، أخبرنا سليمان بن أحمد، أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي، أخبرنا أبو كريب، أخبرنا زيد بن الحباب، أخبرنا عبد الملك بن الحسن الأحول مولى مروان بن الحكم، حدثني محمد بن إسماعيل الأنصاري، عن يونس بن عمران بن أبي أنس، عن جدته أم أنس قالت: " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: جعلك الله في الرفيق الأعلى في الجنة وأنا معك، وقلت: يا رسول الله علمني عملاً صالحاً أعمله، فقال: " أقيمي الصلاة؛ فإنه أفضل الجهاد " . الحديث.
قال: أورده الطبراني في ترجمة أم أنس الأنصارية وقال: ليس بأم أنس بن مالك، وأورده في ترجمة أم أنس بن مالك.
وأخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو غالب، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا سليمان، أخبرنا أحمد بن المعلى الدمشقي، أخبرنا هشام بن عمار، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، حدثني مربع، عن أم أنس أنها قالت:
" يا رسول الله، أوصني فقال: " اهجري المعاصي " . الحديث.
قال أبو موسى: فقد علمت من هذين الحديثين أنه لا معنى لذكر أنس في هذا الحديث.
أنس بن أوس الأوسي ب د ع أنس بن أوس الأنصاري الأوسي. وهو ابن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، وزعوراء هذا أخو عبد الأشهل، كذا نسبه ابن الكلبي، وهو أخو مالك وعمير والحارث بني أوس.
شهد أحداُ، وقتل يوم الخندق، قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب: رماه خالد بن الوليد بسهم فقتله، ولم يشهد بدراً، وقال غيره: إنه قتل يوم أحد.
أخرجه الثلاثة.
أنس بن أوس الأشهلي
ع أنس بن أوس الأنصاري، من بني عبد الأشهل، من بني زعوراء، استشهد يوم الجسر، في خلافة عمر بن الخطاب، انفرد أبو نعيم بإخراجه، وجعله غير الذي قبله، وروى بإسناده عن موسى بن عقبة أيضاً، عن الزهري، في تسمية من استشهد يوم الجسر من الأنصار ثم من بني عبد الأشهل: أنس بن أوس.قلت: وقد ساق الكلبي نسب أنس بن أوس الأنصاري المذكور في الترجمة التي قبل هذه، وجعله من زعوراء بن جشم بن الحارث أخي عبد الأشهل، وذكر أبو نعيم هذا وقال: أشهلي من بني زعوراء، ولعبد الأشهل ابن اسمه زعوراء، وأخ اسمهه زعوراء؛ فإن كان هذا من زعوراء بن عبد الأشهل فهو غير الأول وإن كان من زعوراء أخي عبد الأشهل، وقد نسب إلى عبد الأشهل كما يفعلونه من نسبة البطن القليل إلى أخيه البطن الكثير، فهو هو، فلينظر ويحقق.
وقد ذكر ابن هاشم فيمن قتل يوم الخندق من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ وأنس بن أوس بن عمرو، وقال يونس بن بكير عن ابن إسحاق: ولم يقتل من المسلمين يوم الخندث إلا ستة نفر: سعد بن معاذ، وأنس بن أوس بن عتيك، وعبد الله بن سهل، ثلاثة نفر، فهذان جعلاه من بني عبد الأشهل. والله أعلم.
أنس بن الحارث
ب د ع أنس بن الحارث. عداده في أهل الكوفة، روى حديثه أشعث بن سحيم، عن أبيه عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن ابني هذا يقتل بأرض من أرض العراق، فمن أدركه فلينصره " ، فقتل مع الحسين رضي الله عنه.أخرجه الثلاثة؛ إلا أن أبا نعيم قال: ذكره بعض المتأخرين، يعني ابن منده، في الصحابة، وهو من التابعين، وقد وافق ابن منده وأبو عمر وأبو أحمد العسكري، وقالا: له صحبة، وقال أبو أحمد: يقال هو أنس بن هزلة، والله أعلم.
أنس بن حذيفة
د ع أنس بن حذيفة البحراني. أرسل حديثه عنه الحكم بن عتيبة. روى مكحول عن أنس بن حذيفة صاحب البحرين، قال: " كتبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الناس قد اتخذوا بعد الخمر أشربة تسكرهم كما تسكر الخمر، من التمر والزبيب، يصنعون ذلك في الدباء والنقير والمزفت والختم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن كل شراب أسكر فهو حرام والمزفت حرام، والنقير حرام والحنتم حرام، فاشربوا في القرب وشدوا الأوكية " فاتخذ الناس في القرب ما يسكرهم، فبلغ ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقام في الناس فقال: " إنه لا يفعل ذلك إلا أهل النار، كل مسكر حرام، وكل مقير حرام وكل مخدر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام، وما خمر القلب فهو حرام " .أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عتيبة: بالتاء فوقها نقطتان، وآخره باء موحدة.
أنس بن رافع
دع أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل أبو الحيسر.قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في فتية من بني عبد الأشهل، فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الإسلام، وفيهم إياس بن معاذ، وكانوا قدموا مكة يلتمسون الحلف من قريش على قومهم. ذكر ذلك ابن إسحاق، عن حصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن محمود بن لبيد وسيأتي ذكرهم في إياس بن معاذ.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
أنس بن زنيم
س أنس بن زنيم أخو سارية بن زنيم.قال أبو موسى: أورده عبدان المروزي وابن شاهين في الصحابة، وقد ذكرناه في ترجمة أسيد بن أبي إياس، روى حديثه حزام بن هشام بن خالد الكعبي عن أبيه قال:
لما قدم ركب خزاعة على النبي صلى الله عليه وسلم يستنصرونه، فلما فرغوا من كلامهم قالوا: يا رسول الله ، إن أنس بن زنيم الديلي قد هجاك؛ فأهدر دمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان يوم الفتح أسلم أنس وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتذر إليه مما بلغه، وكلمه فيه نوفل بن معاوية الديلي، وقال: وأنت أولى الناس بالعفو فعفا عنه.
أخرجه أبو موسى، وهكذا سماه هشام بن الكلبي ونسبه فقال: أنس بن أبي إياس بن زنيم، وجعلة ابن أخي سارية بن زنيم، وقال: هو القائل يوم أحد يحرض على علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " الكامل "
في كل مجمع غاية أخزاكم ... جذع أبر على المذاكي القرح
أنس بن صرمة
أنس بن صرمة قال ابن منده في ترجمة صرمة بن أنس: وقيل: أنس بن صرمة بن أنس، وقيل: صرمة بن أنس، والله أعلم.أنس بن ضبع
ب س أنس بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جثم بن حارثة شهد أحداً.أخرجه أبو عمر وأبو موسى مختصراً.
ضبطه أبو عمر بالحاء المهملة والثاء المثلثة.
أنس بنظهير
ب د ع أنس بن ظهير الأنصاري الحارثي.قال أبو عمر: هو أخو أسيد بن ظهير.
وقال ابن منده وأبو نعيم: هو ابن عم رافع بن خديج، وقال أبو نعيم: هو تصحيف من بعض الواهمين، يعني ابن منده، وإنما هو أسيد بن ظهير،وقول أبي عمر يصدق قول ابن منده في أنه ليس بتصحيف.
وذكر أبو أحمد العسكري أسيد بن ظهير، ثم قال: وأخوه أنس بن ظهير شهد أحداً، وهذا أيضاً يصحح قول ابن منده، وقد ذكر البخاري أنس بن ظهير مثل ابن منده، والله أعلم.
روى حديثه إبراهيم الحزامي، عن محمد بن طلحة، عن حسين بن ثابت بن أنس بن ظهير، وهو حفيد أنس، عن أخته سعدى بنت ثابت، عن أبيها، عن جدها أنس قا: " لما كان يوم أحد حضر رافع بن خديج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستصغره، وقال: هذا غلام صغير، وهم برده، فقال له عمي رافع بن ظهير بن رافع: إن ابن أخي رجل رام، فأجازه " .
ورواه يوسف بن يعقوب الصفار وابن كاسب، ولم يسميا أنساً.
أخرجه الثلاثة.
أنس بن عبد الله
س أنس بن عبد الله بن أبي ذباب قال أبو موسى: ذكره أبو زكرياء، يعني ابن منده، فيما استدركه على جده أبي عبد الله محيلاً به على ذكر علي بن سعيد العسكري إياه، أخرجه في الأفراد، ولعله أراد إياس بن عبد الله بن أبي ذباب، وهو معروف مذكور مخرج، ولو أورد له شيئاً لعلم أنه هو أو غيره.قلت: وقد ذكر ابن أبي عاصم بعد إياس بن عبد الله بن أبي ذباب، فبان بهذا أنه ظنهما اثنين، والله أعلم.
أخبرنا يحيى بن محمود أبو الفرج إجازة، بإسناده إلى ابن أبي عاصم، أخبرنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو الوليد، أخبرنا سليمان بن كثير، عن الزهري، عن عبيد الله، عن أنس بن عبد الله بن أبي ذباب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لا تضربوا إماء الله، فأقبل عمر فقال: يا رسول الله، إن النساء قد ذئرن على أزواجهن، قال: فاضربوهن، قال: فأصبح عند باب رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعون امرأة يشتكين أزواجهن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد طاف بآل محمد سبعون إنساناً، لا تحسبون الذين يضربون خياركم " .
وهذا الحديث هو الذي ذكر في إياس بن عبد الله بن أبي ذباب، فلا أعلم لم فرق بينهما ابن أبي عاصم وهو قد روى الحديث في الترجمتين؟ والله أعلم.
أنس بن فضالة
ب ع أنس بن فضالة.قال أبو عمر: هو فضالة بن عدي بن حرام بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأخاه مؤنساً، حين بلغه دنو قريش، يريدون أحداً، فاعترضاهم بالعقيق فصارا معهم، ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه خبرهم وعددهم ونزولهم وشهدا معه أحداً، ومن ولد أنس بن فضالة يونس بن محمد الظفري، منزله بالصفراء.
روى ابن منده وأبو نعيم بإسنادهما، عن محمد بن أنس عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سلك شعب بني ذبيان وذكرا حديث يعقوب بن محمد الزهري عن إدريس بن محمد بن يونس بن محمد بن أنس بن فضالة الظفري، قال: حدثني جدي يونس بن محمد عن أبيه، قال: " قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن أسبوعين، فأتى بي إليه فمسح على رأسي ودعا لي بالبركة، وقال: " سموه باسمي، ولا تكنوه بكنيتي " .
قال: وحج بي معه عام حجة الوداع، وأنا ابن عشر سنين ولي ذؤابة، فلقد عمر حتى شاب رأسه ولحيته وما شاب موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو نعيم: أخرجه بعض الواهمي، يعني ابن منده، في ترجمة أنس بن فضالة، من حديث يعقوب الزهري، بعد أن أخرجه من حديثه في ترجمة محمد بن أنس بن فضالة، هذا الحديث بعينه، ولقد أصاب أبو نعيم؛ فإن ابن منده ذكر هذا الحديث في أنس، وذكره أيضاً في محمد بن أنس بن فضالة، وفي الموضعين ليس لأنس فيه ذكر؛ وإنما الذكر لمحمد بن أنس والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
وقال ابن منده: قتل أنس بن الفضالة يوم أحد، فأتى بابنه محمد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتصدق عليه بصدقة لا تباع ولا توهب.
أنس بن قتادة الأنصاري
د ع أنس بن قتادة بن ربيعة بن مطرف، هذا لقب، واسمه خالد بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد مناة بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي من بني عبيد بن زيد بن مالك، ويرد أيضاً في أنيس بن قتادة.قال موسى بن عقبة والزهري: شهد بدراً من الأنصار، ثم من بني عبيد بن زيد: أنس بن قتادة.
وقال غيرهما هو أنيس بن قتادة، قال أبو عمر: ومن قال: أنس، فليس بشيء.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم في أنس وفي أنيس، وأخرج أبو عمرو وأنيساً وقال: وقد قال بعضهم أنس.
وهو رواية يونس بن بكير وغيره عن ابن إسحاق، والله أعلم.
أنس بن قتادة الباهلي
أنس بن قتادة الباهلي، وقيل فيه: أنيس، ويستقصى الكلام عليه هناك، إن شاء الله تعالى.قال أبو عمر، وقد ذكره في أنيس: وقال بعضهم: أنس والأول أكثر.
وكان يجب على أبي موسى أن يستدركه ههنا على ابن منده، لأنه هكذا عادته في استدراكه عليه، ولم يخرجه واحد منهم هذه الترجمة.
أنس بن مالك القشيري
ب د ع أنس بن مالك أبو أمية القشيري. وقيل: الكعبي، قالوا: وكعب أخو قشير له صحبة نزل البصرة.روى عنه أبو قلابة ونسبه ابن منده فقال: أنس بن مالك الكعبي، وهو كعب بن ربيعة بن عامر بن عامر بن صعصعة القشيري، وكعب أخو قشير.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين الصوفي، بإسناده إلى أبي داود السجستاني، قال: حدثنا شيبان بن فروخ، أخبرنا أبو هلال الراسبي، أخبرنا ابن سوادة القشيري، عن أنس بن مالك، رجل من بني عبد الله بن كعب. أخوه قشير، قال: " أغارت علينا خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهبت، فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يأكل، فقال: " اجلس فأصب من طعامنا هذا " ، فقلت: إني صائم، قال: " اجلس أحدثك عن الصلاة وعن الصيام، إن الله عز وجل، وضع شطر الصلاة، أو نصف الصلاة، والصوم عن المسافر وعن المرضع والحبلى، والله لقد قالهما جميعاً أو أحدهما " ، قال: فتلهفت نفسي أن لا أكون أكلت من طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
أخرجه الثلاثة.
قلت: قولهم: إن كعباً أخو قشير، فكعب هو أبو قشير، فإنه قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، فكيف يقولون أول الترجمة إن كعباً أخو قشير؟ وإنما الذي جاء في هذا الإسناد أنه من بني عبد الله بن كعب، أخوه قشير فصحيح، لأن قشيراً وعبد الله أخوان، وكعب أبو قشير، فقولهم قشيري وكعبي كقولهم: عباسي وهاشمي، وكقولهم سعدي وتميمي؛ فهاشم جد للعباس وتميم جد لسعد والله أعلم.
أنس بن مالك بن النضر
ب د ع أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، واسمه تيم الله؛ بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بن النجار.خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يتسمى به ويفتخر بذلك، وكان يجتمع هو وأم عبد المطلب جدة النبي صلى الله عليه وسلم واسمها: سلمى بنت عمرو بن زيد بن أسد بن خداش بن عامر في عامر بن غنم، وكان يكنى: أبا حمزة، كناه النبي صلى الله عليه وسلم ببقلة كان يجتنيها، وأمه أم سليم بنت ملحان، ويرد نسبها عند اسمها.
وكان يخضب بالصفرة: وقيل: بالحناء، وقيل بالورس، وكان يخلق ذراعيه بخلوق للمعة بياض كانت به، وكانت له ذؤابة فأراد أن يجزها فنهته أمه، وقالت: كان النبي يمدها ويأخذ بها. وداعبه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: " يا ذا الأذنين " .
وقال محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثني أبي، عن مولى لأنس بن مالك أنه قال لأنس: أشهدت بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا أم لك؟ وأين غبت عن بدر؟ قال محمد بن عبد الله: خرج أنس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر وهو غلام يخدمه، وكان عمره لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجراً عشر سنين، وقيل: تسع سنين وقيل: ثماني سنين.
وروى الزهري عن أنس قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين، وتوفي وأنا ابن عشرين سنة وقيل: خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، وقيل: خدمه ثمانياً. وقيل سبعاً.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله، وأبو جعفر وإبراهيم بن محمد بإسنادهم إلى أبي عيسى، قال: حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا أبو داود، عن أبي خلدة قال: قلت لأبي العالية: سمع أنس من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: خدمه عشر سنين، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرتين، وكان فيه ريحان يجيء منه ريح المسك.
أبو خلدة اسمه: خالد بن دينار وقد أدرك أنس بن مالك.
وأخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي وغيره، قالوا أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الواحد، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، وزهير بن أبي زهير قالا: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، أخبرنا سلمة بن وردان قال: سمعت أنس بن مالك يقول: " ارتقى النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر درجة فقال: " آمين " فقيل له؛ علام أمنت يا رسول الله؟ فقال: " أتاني جبريل فقال: رغم أنف من أدرك رمضان فلم يغفر له، قل: آمين " .
روى ابن أبي ذئب عن إسحاق بن يزيد قال: رأيت أنس بن مالك مختوماً في عنقه ختمه الحجاج، أراد أن يذله بذلك، وكان سبب ختم الحجاج أعناق الصحابة ما ذكرناه في ترجمة سهل بن سعد الساعدي.
وهو من المكثرين في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابن سيرين، وحميد الطويل، وثابت البناني، وقتادة، والحسن البصري، والزهري، وخلق كثير.
وكان عنده عصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مات أمر أن تدفن معه، فدفنت معه بين جنبه وقميصه.
أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله، بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، أخبرنا يزيد، أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: أخذت أم سليم بيدي فأتت بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله. هذا ابني، وهو غلام كاتب، قال: فخدمته تسع سنين، فما قال لي لشيء قط صنعته: أسأت أو بئس ما صنعت.
ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرة المال والولد، فولد له من صلبه ثمانون ذكراً وابنتان، إحداهما: حفصة، والأخرى: أم عمرو، ومات وله من ولده وولد ولده مائة وعشرون ولداً، وقيل: نحو مائة.
وكان نقش خاتمة صورة أسد رابض، وكان يشد أسنانه بالذهب، وكان أحد الرماة المصيبين، ويأمر ولده أن يرموا بين يديه، وربما رمى معهم فيغلبهم بكثرة إصابته، وكان يلبس الخز ويتعمم به.
واختلف في وقت وفاته ومبلغ عمره، فقيل: توفي سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين، وقيل: سنة تسعين.
قيل: كان عمره مائة سنة وثلاث سنين، وقيل: مائة سنة وعشر سنين، وقيل: مائة سنة وسبع سنين، وقيل: بضع وتسعون سنة؛ قال حميد: توفي أنس وعمره تسع وتسعون سنة؛ أما قول من قال مائة وعشر سنين ومائة وسبع سنين فعندي فيه نظر؛ لأنه أكثر ما قيل في عمره عند الهجرة عشر سنين، وأكثر ما قيل في وفاته سنة ثلاث وتسعين، فيكون له على هذا مائة سنة وثلاث سنين؛ وأما على قول من يقول إن كان له في الهجرة سبع سنين أو ثمان سنين فينقص عن هذا نقصاً بيناً والله أعلم.
وهو آخر من توفي بالبصرة من الصحابة، وكان موته بقصره بالطف، ودفن هناك على فرسخين من البصرة، وصلى عليه قطن بن مدرك الكلابي.
أخرجه الثلاثة.
أنس بن مدرك
س أنس بن مدرك. قال أبو موسى: ذكره ابن شاهين في الصحابة.أخبرنا محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى الأصفهاني كتابة، أخبرنا الحسن بن أحمد إذناً، عن كتاب أبي أحمد العطار، أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان، أخبرنا محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله قال: أنس بن مدرك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عو بن العتيك بن حارثة بن عامر بن تيم الله بن مبشر بن أكلب بن ربيعة بن عفرس بن حلف بن أفتل، وهو خثعم، بن أنمار، قيل: إن خثعماً أخو بجيلة لأبيه، وإنما سمي خثعماً بجبل يقال له خثعم كان يقال: احتمل ونزل إلى خثعم ويكنى أنس أبا سفيان، وهو شاعر، وقد رأس ولا أعرف له حديثاً.
قلت: هذا كلام أبي موسى، وقد جعل خثعماً جبلاً، والذي أعرفه جمل بالميم، فكان يقال: احتمل آل خثعم، قال ابن حبيب: هذا قول ابن الكلبي، وقال غيره: إن أفتل بن أنمار لما تحالف بعض ولده على سائر ولده، نحروا بعيراً وتخثعموا بدمه أي تلطخوا به في لغتهم، فبقي الاسم عليهم، وقد ذكر ابن الكلبي أنساً، ونسبه مثل ما تقدم وقال: أبو سفيان الشاعر، وقد رأس، ولم يذكر له صحبة.
حارثة: بالحاء المهملة، قال ابن حبيب: كل شيء في العرب حارثة يعني بالحاء إلا جارية بن سليط بن يربوع في تميم، وفي سليم جارية بن عبد بن عبس، وفي الأنصار جارية بن عامر بن مجمع، قاله ابن ماكولا.
أنس بن أبي مرثد
د ع أنس بن أبي مرثد الغنوي الأنصاري، يكنى أبا يزيد، كذا قال ابن منده وأبو نعيم، وليس بأنصاري، وإنما هو غنوي، حليف حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وأبو مرثد اسمه: كناز بن الحصين بن يربوع بن طريف بن خرشة بن عبيد بن سعد بن عوف بن كعب بن جلان بن غنم بن غني بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر، واسم أعصر منبه، وكان يلقب دخاناً فيقال: باهلة وغنى ابنا دخان؛ وإنما قيل له ذلك؛ لأن بعض ملوك اليمن قديماً أغار عليهم، ثم انتهى بجمعه إلى كهف وتبعه بنو معد، فجعل منبه يدخن عليه فهلكوا، فقيل له: دخان، وإنما قيل له: أعصر ببيت قاله وهو: " الكامل "قالت عميرة: ما لرأسك بعد ما ... فقد الشباب أتى بلون منكر؟
أعمير، إن أباك غير رأسه ... مر الليالي واختلاف الأعصر
لأنس ولأبيه صحبة، وكان بينهما في السن عشرون سنة.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين بإسناده إلى أبي داود السجستاني، حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، أخبرنا معاوية بن سلام، عن يزيد بن سلام أنه سمع أبا سلام، حدثنا السلولي، يعني أبا كبشة، أنه حدثه سهل ابن الحنظلية: أنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فأطنبوا السير حتى كان عشية، فحضرت صلاة الظهر عند رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل فارساً فقال: يا رسول الله، إني انطلقت بين أيديكم حتى صعدت جبل كذا وكذا فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشائهم اجتمعوا إلى حنين، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " تلك غنيمة المسلمين غداً إن شاء الله تعالى " ، ثم قال: " من يحرسنا الليلة " ؟ قال أنس بن ابي مرثد الغنوي: أنا يا رسول الله. قال: " فاركب فركب فرساً له، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله: " استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه، ولا تغرن من قبلك الليلة " ، فلما أصبحنا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فركع ركعتين ثم قال: " أحسستم فارسكم " ؟ قالوا: يا رسول الله، ما أحسسنا، فثوب بالصلاة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يتلفت إلى الشعب، حتى إذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال: " أبشروا فقد جاء فارسكم " ، فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب، فإذا هو قد جاء، حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني انطلقت حتى إذا كنت في أعلى هذا الشعب، حيث أمرني رسول الله، فلما أصبحت أطلعت الشعبين كليهما فلم أر أحداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هل نزلت الليلة؟ " قال: لا، إلا مصلياً أو قاضي حاجة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فقد أوجبت، فلا عليك أن لا تعمل بعدها " .
أخرجه أحمد بن خليد الحلبي، وأبو حاتم الرازي عن أبي توبة مثله، وقد ذكره أبو عمر في أنيس، وجعله ابن مرثد بن أبي مرثد الغنوي، قال: ويقال أنس، والأول أكثر، والحديث المذكور يرد عليه، ونذكر الكلام عليه في أنيس إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
سلام: بالتشديد، وجلان: بالجيم، واللام المشدد، وآخره نون، وعيلان: بالعين المهملة.
أنس بن معاذ بن أنس
ب د ع أنس بن معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأنصاري الخزرجي النجاري: شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.واختلف في اسمه؛ فقيل: أنس، وقيل: أنيس، وقال ابن إسحاق: اسمه أنس بن معاذ، وقال الواقدي: أنس بن معاذ، ونسبه كما ذكرناه، وقال: شهد بدراً وأحداً والخندق، ومات في خلافة عثمان، هذا كلام أبي عمر.
وروى ابن منده وأبو نعيم بإسنادهما عن الزهري قال: وأنس بن معاذ بن أنس من بني عمرو بن مالك بن النجار. لا عقب له شهد بدراً.
أخرجه الثلاثة.
أنس بن معاذ الجهني
د أنس بن معاذ الجهني الأنصاري، عداده في أهل المدينة، روى حديثه سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن جده.قال ابن منده: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة، أخبرنا يحيى بن عثمان بن صالح حدثنا نعيم بن حماد، أخبرنا رشدين بن سعد، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: " والأرض ذات الصدع " قال: " تصدع بإذن الله عن الأموال والنبات " .
وروى أيضاً حديثاً آخر عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه عن جده، عن رسول الله في فضل الحراسة في سبيل الله.
ولم يذكر أبو نعيم ولا أبو عمر أنساً هذا؛ لأن أحاديث سهل بن معاذ بن أنس كلها عن أبيه حسب؛ فلو بين أبو عبد الله هذا لكان حسناً.
ويشهد بصحة ما ذهب إليه أبو نعيم وأبو عمر ما أخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن الطبري الفقيه الشافعي بإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي، أخبرنا محرز، أخبرنا رشدين بن سعد، عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من حرس من وراء المسلمين في سبيل الله متطوعاً لا يأخذه سلطان لم ير النار إلا تحلة القسم؛ فإن الله تعالى يقول: " وإن منكم إلا واردها " .
وأخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن أبي حبة، بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي أخبرنا الحسن عن ابن لهيعة، قال: وحدثنا أبي أخبرنا يحيى بن غيلان أخبرنا رشدين بن سعد، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل الغزاة في سبيل الله. فهذان الحديثان كفى بهما شاهداً.
أخرجه ابن منده.
أنس بن النضر
ب د ع أنس بن النضر بن ضمضم. وقد تقدم نسبه في أنس بن مالك، وهذا أنس هو عم أنس بن مالك، خادم النبي صلى الله عليه وسلم، قتل يوم أحد شهيداً.أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن سرايا ن علي البلدي وغير واحد بإسنادهم عن محمد بن إسماعيل البخاري، أخبرنا عمرو بن زرارة، أخبرنا زرارة، حدثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك، عن عمه أنس بن النضر، وبه سمي أنس: غاب عمي عن قتال بدر فقال: يا رسول الله؛ غبت عن أول قتال قاتلت فيه المشركين، والله لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون، فقال: اللهم إن أعتذر إليك مما صنع هؤلاء، يعني المسلمين، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء، يعني المشركين، ثم تقدم، فاستقبله سعد بن معاذ فقال: أي سعد، هذه الجنة ورب أنس أجد ريحها دون أحد، قال سعد بن معاذ: فما استطعت ما صنع، فقاتل. قال أنس: فوجدنا به بضعاً وثمانين ما بين ضربة بسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون، فما عرفته أخته الربيع بنت النضر إلى ببنانه.
قال أنس: كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه " .
قال: وأخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا محمد بن سلام، أخبرنا الفزاري عن حميد، عن أنس قال: " كسرت الربيع، وهي عمة أنس بن مالك، ثنية جارية من الأنصار، فطلب القوم القصاص، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمر النبي بالقصاص فقال أنس بن النضر عم أنس بن مالك: لا والله لا تكسر ثنيتها يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كتاب الله القصاص، فرضي القوم، وقبلوا الأرض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره " .
أخرجه الثلاثة: سلام: بالتخفيف، والربيع بضم الراء، وفتح الباء الموحدة، وتشديد الباء تحتها نقطتان.
أنس بن هزلة
ب أنس بن هزلة. وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه عمرو بن أنس، أخرجه أبو عمر مختصراً.قال أبو أحمد العسكري: أنس بن هزلة، ويقال: أنس بن الحارث له صحبة، قتل مع الحسين بن علي رضي الله عنهما، وهذا أنس بن الحارث، قد تقدم ذكره؛ فلا أعلم أهما واحد أم اثنان. وأبو أحمد عالم فاضل لو لم يعلم أنهما واحد لما قاله، وما أقرب أن يكونا واحداً؛ لأنه قد ذكر في أنس بن الحارث أنه قتل مع الحسين، والله أعلم.
أنسة
ب د ع أنسة، بزيادة هاء، هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مولدي السراة يكنى: أبا مسروح وقيل: أبا مسرح، وكان يأذن على النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس، وشهد معه بدراً؛ قاله عروة والزهري وابن إسحاق، وتوفي في خلافة أبي بكر الصديق.وقال داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس: إنه استشهد يوم بدر، قال الواقدي: ليس عندنا بثبت قال: ورأيت أهل العلم يثبتون أنه قد شهد أحداً، وبقي بعد ذلك زماناً، ومات بعد النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر.
أخرجه الثلاثة.
أنيس الأنصاري
ب د ع أنيس. تصغير أنس، هو أنيس الأنصاري الشامي.روى عنه شهر بن حوشب؛ روى عباد بن راشد، عن ميمون بن سياه، عن شهر بن حوشب؛ عن أنيس الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إني لأشفع يوم القيامة لأكثر مما على ظهر الأرض من حجر ومدر " ، لم يرو عنه غير شهر.
أخرجه أبو عمر وأبو نعيم، واستدركه أبو موسى على ابن منده، قال أبو موسى: وهو عندي أنيس البياضي. والله أعلم.
أنيس بن جنادة
ب د ع أنيس بن جنادة الغفاري، أخو أبي ذر، وقد اختلف في نسبه اختلافاً كثيراً، يرد عند ذكر أخيه أبي ذر: جندب، أرسله أخوه أبو ذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه خبر ظهوره، فمضى إليه وعاد إلى أبي ذر فأخبره، ونذكره في خبر إسلام أبي ذر.أخرجه الثلاثة.
أنيس بن الضحاك
ب د ع أنيس بن الضحاك الأسلمي، وهو الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى الامرأة الأسلمية ليرجمها، إن اعترفت بالزنا.أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، حدثنا ابن أبي ذئب، وزمعة بن صالح. عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن زيد بن خالد، وأبي هريرة قالا: اختصم رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أحدهما: أنشدك الله لما قضيت بيننا بكتاب الله، وذكر قصته، فقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " واغد يا أنيس على امرأة هذا، فإن اعترفت، يعني بالزنا، فارجمها، فغدا عليها فسأله فاعترفت فرجمها " .
وذكر هذا الحديث ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو عمر: روى عنه عمرو بن سليم وقيل: عمرو بن مسلم، وروى أنيس أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبي ذر: " البس الخشن الضيق " .
أخرجه الثلاثة.
أنيس بن عتيك
س أنيس بن عتيك الأنصاري ويقال: أوس.أخبرنا أبو موسى محمد بن عمر الأصفهاني كتابة، أخبرنا أبو غالب الكوشيدي، أخبرنا أبو بكر بن زيدة، أخبرنا سليمان بن أحمد، أخبرنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني، أخبرنا أبي، أخبرنا ابن لهيعة؛ عن الأبي الأسود، عن عروة في تسمية من قتل يوم جسر المدائن من الأنصار من بني عبد الأشهل، ثم من بني زعوراء: أنيس بن عتيك بن عامر. ذكره محمد بن إسحاق فسماه أوساً. أخرجه أبو موسى.
قوله: جسر المدائن ربما يظن ظان أن بعض أيام المسلمين مع الفرس يسمى جسر المدائن؛ وليس كذلك، إنما هو يوم الجسر الذي قتل فيه أبو عبيد الثقفي والد المختار، وهو يوم قس الناطف أيضاً، ويقال له: جسر أبي عبيد؛ لأنه كان أمير الجيش وقتل فيه.
أخرجه أبو موسى.
أنيس أبو فاطمة
د ع أنيس أبو فاطمة الضمري. عداده في أهل مصر، وقيل: اسمه إياس، وقد اختلف في إسناد حديثه فروى ابن منده بإسناده عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو، أخبرنا رشدين بن سعد، عن زهرة بن معبد، عن عبد الله بن أنيس أبي فاطمة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أيحب أحدكم أن يصح فلا يسقم؟ قالوا: كلنا يا رسول الله، قال: " أتحبون أن تكونوا كالحمر الصالة ألا تحبون أن تكونوا أصحاب بلاء وأصحاب كفارات، والذي بعثني بالحق إن العبد لتكون له الدرجة في الجنة، فما يبلغها بشيء من عمله، فيبتليه الله بالبلاء ليبلغ تلك الدرجة، وما يبلغها بشيء من عمله " .
ورواه محمد بن أبي حميد، عن أبي عقيل الزرقي، وهو زهرة بن معبد، عن ابن أبي فاطمة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
ورواه الحجاج بن أبي الحجاج واسم أبي الحجاج: رشدين بن سعد، عن أبيه عن زهرة، عن عبد الله بن أنس أبي فاطمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر عن أبيه.
ويرد في إياس بن أبي فاطمة إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
أنيس بن قتادة الباهلي
ب د ع أنيس بن قتادة الباهلي. يعد في البصريين.روى عنه أسير بن جابر وشهر بن حوشب، حديثه عند عباد بن راشد، عن ميمون بن سياه؛ عن شهر بن حوشب قال: أقام فلان خطباء يشتمون علياً، رضي الله عنه وأرضاه، ويقعون فيه، حتى كان آخرهم رجل من الأنصار، أو غيرهم، يقال: أنيس؛ فحمد الله وأثنى عليه؛ ثم قال: إنكم قد أكثرتم اليوم في سب هذا الرجل وشتمه، وإني أقسم بالله أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إني لأشفع يوم القيامة لأكثر مما على الأرض من مدر وشجر " ، وأقسم بالله ما أحد أوصل لرحمه منه، أفترون شفاعته تصل إليكم وتعجز عن أهل بيته؟.
تفرد به ميمون بن سياه، وهو بصري يجمع حديثه، هكذا أورده ابن منده وأبو نعيم.
وأما أبو عمر فإنه قال: أنيس، رجل من الصحابة من الأنصار، ولم ينسبه، روى عنه شهر بن حوشب حديثه: " إني لأشفع يوم القيامة لأكثر مما على وجه الأرض من حجر ومدر " وقال: إسناده ليس بالقوي.
وقال أيضاً: أنيس بن قتادة الباهلي بصري، روى عنه أبو نضرة، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من بني ضبيعة. قال: ويقال فيه أنس، والأول أكثر.
وقد روى أبو نعيم حديث الشفاعة في أنيس الأنصاري البياضي، وجعل له ترجمة مفردة، واستدركه أبو موسى على ابن منده، وابن منده قد أخرج هذا المتن بهذا الإسناد؛ إلا أنه أضاف إلى الترجمة أن جعله باهلياً؛ فإذا كان الراوي واحداً، وهو عباد بن راشد، عن ميمون بن سياه وشهر بن حوشب والحديث واحد، وهو الشفاعة، وقد قال ابن منده وأبو نعيم: فقام رجل من الأنصار أو غيرهم؛ فبان بهذا أنهما واحد، فلا أدري كيف نقلا أنه باهلي؟ على أن أبا نعيم كثير ما يتبع ابن منده؛ وأما استدراك أبي موسى على ابن منده فلا وجه له؛ فإنه وإن لم يذكر الأنصاري فقد ذكر المعنى الذي ذكره أبو موسى في ترجمة الباهلي؛ إلا أنه لو لم يذكر في هذه الترجمة أنه باهلي لكان أحسن؛ فإنه ليس في الحديث ما يدل على أنه باهلي، وإنما فيه ما يدل على أنه أنصاري والله أعلم.
وأما أبو عمر فإنه ذكر ترجمة أنيس الباهلي، كما ذكرناه. وأورد له حديثاً آخر وهو: " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من ضبيعة " وذكر ترجمة أنيس الأنصاري، وأورد له حديث الشفاعة فلا مطعن عليه.
أخرجه الثلاثة.
أنيس بن قتادة بن ربيعة
ب د أنيس بن قتادة بن ربيعة بن مطرف بن خالد بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي.شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم أحد، قتله الأخنس بن شريق، وقال أبو عمر: ويقال إنه كان زوج خنساء بنت خذام الأسدية، قال: وقد قال فيه بعضهم: أنس، وليس بشيء.
وقد ذكرناه نحن في أنس، أيضاً، وقد روى مجمع بن جارية أن خنساء بنت خذام كانت تحت أنيس بن قتادة، فقتل عنها يوم أحد، فزوجها أبوها رجلاً من مزينة، فكرهته، فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد نكاحه، فتزوجها أبو لبابة، فجاءت بالسائب بن أبي لبابة.
أخرجه الثلاثة، وقد جعل أبو عمر خنساء أسدية، وإنما هي أنصارية.
أنيس بن مرثد
ب أنيس بن مرثد بن أبي مرثد الغنوي ويقال: أنس والأول أكثر، قاله أبو عمر، وقد أخرجناه في أنس، وذكرنا نسبه هناك.
قال أبو عمر: يكنى أبا يزيد، وقال بعضهم: إنه أنصاري لحلف كان له بينهم في زعمه، وليس بشيء، وإنما كان حليف حمزة بن عبد المطلب، ونسبه من غني بن أعصر، صحب هو وأبوه مرثد وجده أبو مرثد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل أبوه يوم الرجيع في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات جده في خلافة أبي بكر الصديق.
وشهد أنيس هذا مع النبي فتح مكة وحنيناً، وكان عين النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين بأوطاس ويقال: إنه الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " واغد يا أنيس على امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها " .
قيل: إنه كان بينه وبين أبيه مرثد بن أبي مرثد إحدى وعشرون سنة.
ومات أنيس في ربيع الأول سنة عشرين.
روى عنه الحكم بن مسعود عن النبي في الفتنة.
أخرجه أبو عمر.
وقيل: إن الذي أمره النبي صلى الله عليه وسلم برجم الامرأة الأسلمية أنيس بن الضحاك الأسلمي، وما أشبه ذلك بالصحة، لكثرة الناقلين له، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصد ألا يأمر في قبيلة بأمر إلا لرجل منها، لنفور طباع العرب من أن يحكم في القبيلة أحد من غيرها، فكان يتألفهم بذلك.
وقد ذكره أبو أحمد العسكري في الأنصار، فقال: أنيس بن أبي مرثد الأنصاري، وروى له حديث الفتنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ستكون فتنة عمياء صماء بكماء " الحديث وليس هذا من الأنصار في شيء.
أنيس بن معاذ
ع أنيس بن معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي. بدري، وقيل: اسمه أنس، وقيل في نسبه: معاذ بن قيس. أخرجه أبو نعيم وحده، وقال: قال عروة بن الزبير، في تسمية من شهد بدراً من الأنصار، من بني عمرو بن مالك بن النجار: أنيس بن معاذ بن قيس، وقال أبو بكر، عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من بني عمرو بن مالك بن النجار وهم بنو حديلة: أنس بن معاذ بن أنس بن قيس، ونسبه كما ذكرناه، وقد تقدم ذكره.أخرجه أبو نعيم، ولم يستدركه أبو موسى على ابن منده، وعادته يستدرك عليه أمثال هذا.
أنيف بن جشم
د ع أنيف، آخره فاء، هو ابن جشم بن عوذ الله بن تاج بن أراشة بن عامر بن عبيل بن قسميل بن فران بن بلى بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، حليف الأنصار، شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم، قاله محمد بن إسحاق، وأخرجه ابن منده وأبو نعيم.فران بالفاء، والراء المشدد، وآخره نون، وجشم: بالجيم، والشين المعجمة، وعبيل بالعين المهملة، والباء الموحدة، والياء، وآخره لام.
أنيف بن حبيب
ب س أنيف بن حبيب. ذكره الطبري فيمن قتل يوم خيبر شهيداً.أخرجه أبو عمر وأبو موسى، وقال: قتل بخيبر سنة سبع، ولم يحفظ له حديث.
أنيف بن ملة
د ع أنيف بن ملة اليمامي أخو حيان، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأخوه حيان ابنا ملة، ورفاعة وبعجة ابنا زيد في اثني عشر رجلاً في وفد أهل اليمامة. فلما رجعوا سأل أنيفاً قومه " ما أمركم النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أمرنا أن نضجع الشاة على شقها الأيسر، ثم نذبحها، ونتوجه إلى القبلة ونذبح ونهريق دمها، ونأكلها ثم نحمد الله عز وجل " .أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
أنيف بن وايلة ب أنيف بن وايلة. هكذا قال الواقدي، يعني بالياء تحتها نقطتان، وقال ابن إسحاق: واثلة، يعني بالثاء المثلثة، قتل يوم خيبر شهيداً.
أخرجه أبو عمر.
باب الهمزة والهاء وما يثلثهما
أهبان ابن أخت أبي ذر
ب د أهبان ابن أخت أبي ذر ب د أهبان ابن أخت أبي ذر.قال ابن منده: قال محمد بن إسماعيل: هو ابن صيفي، وخالفه غيره، روى عنه حميد بن عبد الرحمن وروى ابن منده بإسناده، عن محمد بن سعد الواقدي، قال: ممن سكن البصرة أهبان بن صيفي الغفاري، ويكنى: أبا مسلم، وأوصى أني يكفن في ثوبين فكفنوه في ثلاثة، فأصبحوا والثوب الثالث على المشجب. أخرجه ابن منده وأبو عمر، إلا أن ابن امنده أورد هذا الذي قاله محمد بن سعد في هذه الترجمة، وقال أهبان بن صيفي: فكان ذكر هذا في ترجمة أهبان أولى؛ وأما أبو عمر فلم يذكر من هذا شيئاً، وإنما قال: أهبان ابن أخت أبي ذر، روى عنه حميد بن عبد الرحمن الحميري، بصري، لا تصح له صحبة؛ وإنما يروي عن أبي ذر، وهذا لا كلام عليه فيه، والله أعلم.
أهبان بن أوس
ب د ع أهبان بن أوس الأسلمي يعرف بمكلم الذئب، يكنى أبا عقبة، سكن الكوفة وقيل: إن مكلم الذئب أهبان بن عياذ الخزاعي.قال ابن منده: هو عم سلمة بن الأكوع، أخبرنا محمد بن محمد بن سرايا البلدي، وغيره، قالوا: أخبرنا أبو الوقت بإسناده إلى محمد بن إسماعيل، أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا أبو عامر، أخبرنا إسرائيل، عن مجزأ بن زاهر، عن رجل منهم اسمه أهبان بن أوس، من أصحاب الشجرة، وكان اشتكى من ركبتيه، فكان إذا سجد جعل تحت ركبتيه وسادة.
وروى أنيس بن عمرو عنه أنه قال: كنت في غنم لي فشد الذئب على شاة منها، فصاح عليه، فأقعى الذئب على ذنبه وخاطبني وقال: من لها يوم تشتغل عنها؟ أتنزع مني رزقاً رزقني الله: قال: فصفقت بيدي وقلت: ما رأيت أعجب من هذا، فقال: تعجب ورسول الله في هذه النخلات؟ وهو يومئ بيده إلى المدينة يحدث الناس بأنباء ما سبق وأنباء ما يكون، وهو يدعو إلى الله وإلى عبادته، فأتى أهبان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بأمره وأسلم.
أورد أبو نعيم هذا الحديث في هذه الترجمة، وأورد ابن منده في ترجمة أهبان بن عياذ، وأما أبو عمر فإنه قال: في هذا: كان من أصحاب الشجرة في الحديبية، يقال أنه مكلم الذئب، قال: ويقال: إن مكلم الذئب أهبان بن عياذ.
انتهى كلامه.
ولم يسق واحد منهم نسبه وقال هشام الكلبي: هو أهبان بن الأكوع، واسم الأكوع: سنان بن عياذ بن ربيعة بن كعب بن أمية بن يقظة بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة الأسلمي، قال: وهكذا كان ينسب محمد بن الأشعث القائد، وجميع أهله، وكان من أولاده؛ لأنه محمد بن الأشعث بن عقبة بن أهبان، ولا يناقض هذا النسب قوله فيما تقدم: عم سلمة بن الأكوع فإن سلمة هو ابن عمرو بن الأكوع في قول بعضهم.
أخرجه الثلاثة.
عياذ بكسر العين، والياء تحتها نقطتان، وآخره ذال معجمة.
أهبان بن صيفي
ب د ع أهبان بن صيفي الغفاري. من بني حرام بن غفار، سكن البصرة، يكنى: أبا مسلم، وقيل: وهبان، ويذكر في الواو إن شاء الله تعالى.روت عنه ابنته عديسة.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله. بإسناده إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، أخبرنا مريج بن النعمان. أخبرنا حماد، يعني ابن زيد، عن عبد الكريم بن الحكم الغفاري، وعبد الله بن عبيد. عن عديسة عن أبيها قال: أتاني علي بن أبي طالب فقام على الباب فقال: أثم أبو مسلم؟ قال: نعم، قال يا أبا مسلم، ما يمنعك أن تأخذ نصيبك من هذا الأمر وتخف فيه؟ قال: يمنعني من ذلك عهد عهده إلى خليلي وابن عمك أن إذا كانت الفتنة أن اتخذ سيفاً من خشب، وقد اتخذته، وهو ذاك معلق.
قال الواقدي: وممن نزل البصرة أهبان بن صيفي الغفاري وأوصى أن يكفن في ثوبين فكفنوه في ثلاثة أثواب، فأصبحوا والثوب الثالث على المشجب.
قال أبو عمر: هذا رواه جماعة من ثقات البصريين: سليمان التيمي، وابنه المعتمر، ويزيد بن زريع، ومحمد بن عبد الله بن المثنى، عن المعلى بن جابر بن مسلم، عن عديسة بنت وهبان.
وقد أخرج ابن منده هذا الحديث في ترجمة أهبان ابن أخت أبي ذر، وقد تقدم.
أخرجه الثلاثة.
أهبان بن عياذ
د أهبان ن عياذ الخزاعي. قيل: إنه مكلم الذئب، وهو من أصحاب الشجرة.روى عنه يزيد بن معاوية البكائي، وقال: هو الذي كلمه الذئب، وقال: إنه كان يضحي عن أهله بالشاة الواحدة، والصحيح أن مكلم الذئب هو أهبان بن أوس الأسلمي. أقر - ابن منده هذا أهبان بن عياذ بترجمة؛ وأما أبو عمر وأبو نعيم فإنهما ذكراه في ترجمة أهبان بن أوس، وقالا: قيل إن مكلم الذئب هو أهبان بن عياذ الخزاعي، والله أعلم.
عياذ: بالعين المهملة وبالياء تحتها نقطتين، وآخر ذال معجمة.
أهود بن عياض
أهود بن عياض الأزدي، هو الذي جاء بنعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمير، وله عند ذلك كلام يدل على أنه كان مسلماً.ذكره ابن الدباغ عن محمد بن إسحاق.
باب الهمزة مع الواو وما يثلثهما
أوس بن الأرقم
ب د ع أوس بن الأرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، من بني الحارث بن الخزرج، أخو زيد بن الأرقم، قتل يوم أحد.أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق، في تسمية من قتل يوم أحد من بني الحارث بن الخزرج أخو زيد بن الأرقم، قتل يوم أحد، قال: وأوس بن الأرقم بن زيد بن قيس، وساق نسبه. أخرجه الثلاثة.
أوس بن الأعور
ب د ع أوس بن الأعور بن جوشن بن عمرو بن مسعود ذكره البخاري، ويرد ذكره في الأذواء.أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقالا: ابن جوشن بن عمرو بن مسعود، فهذا نسب غير صحيح، وأورده أبو عمر في الذال، في ذي الجوشن، وهو ذو الجوشن، واسمه: أوس في قول، وقيل غير ذلك، ويذكر الاختلاف في اسمه في الذال، إن شاء الله تعالى، وهو أوس بن الأعور بن عمرو بن معاوية، وهو الضباب بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وهو والد شمر بن ذي الجوشن، صاحب الحادثة مع الحسين بن علي رضي الله عنهما.
نزل أوس الكوفة. ويرد باقي خبره في ذي الجوشن إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة
أوس بن أنيس
دع أوس بن أنيس القرني. وقيل: أوس بن عامر، وهو الزاهد المشهور، ويرد في أويس إن شاء الله تعالى.أخرجه ابن متده أبو نعيم.
أوس بن أوس الثقفي
ب د أوس بن أوس الثقفي.قال ابن منده: جعلهم البخاري ثلاثة، وروى ابن منده عن ابن معين أنه قال: أوس بن أوس، وأوس بن أبي أوس واحد، روى عبد الرحمن بن يعلى الطائفي، عن عثمان بن عبد الله بن أوس، عن أبيه عن جده أوس بن حذيفة قال: " كنت في الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني مالك، يعني وفد ثقيف، وبنو مالك بطن منهم، قال: فأنزلهم النبي صلى الله عليه وسلم قبةً له بين المسجد وبين أهله، وكان يختلف إليهم بعد العشاء الآخرة يحدثهم " .
ورواه شعبة عن النعمان بن سالم، عن أوس بن أوس الثقفي وكان في الوفد، وقيل: عن شعبة عن أوس بن أوس، عن أبيه. انتهى كلام ابن منده.
أخرجه ابن منده وأبو عمر؛ إلا أن أبا عمر قال: ويقال أوس بن أبي أوس، وهو والد عمرو بن أوس، وقال: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها: " من غسل واغتسل " الحديث الذي أخرجه ابن منده في الترجمة التي نذكرها بعد هذه الترجمة، ولم ينسبه ابن منده إلى ثقيف.
وأما أبو نعيم فلم يفرده بترجمة، وإنما أورده في ترجمة أوس بن حذيفة على ما نذكره، إن شاء الله تعالى، وجعله أنس بن أبي أنس، واسم أبي أنس: حذيفة، ومثله قال أبو عمر، ونذكره هناك إن شاء الله تعالى.
أوس بن أوس
د ع أوس بن أوس وقيل: أوس بن أبي أوس. عداده في أهل الشام.روى عنه أبو الأشعث الصعناني، وعبد الله بن محيريز، أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الصوفي بإسناده إلى أبي داود سليمان بن الأشعث، حدثنا محمد بن حاتم الجرجاني، أخبرنا ابن المبارك عن الأوزاعي، حدثني حسان بن عطية عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من غسل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام، فاستمع ولم يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها " . قاله ابن منده.
ورواه أحمد بن شعيب، عن محمد بن خالد، عن عمر بن عبد الواحد، عن يحيى بن الحارث عن أبي الأشعث، فقال: عن أوس بن أوس الثقفي، فبان بهذا أن هذا والذي قبله واحد.
وأما أبو نعيم فإنه قال: أوس بن أبي أوس، وروى ما أخبرنا به عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر بإسناده، إلى أبي داود سليمان بن داود، عن شعبة؛ عن النعمان بن سالم قال: سمعت ابن عمرو بن أوس يحدث عن جده أوس بن أبي أوس أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فاستوكف ثلاثاً، فقلت: ما استوكف؟ قال: غسل يديه. وروى أيضاً عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن أوس بن أبي أوس. قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على نعليه، وقام إلى الصلاة.
فجعل أبو نعيم أوساً والد عمرو غير أوس الثقفي، وخالف أبا عمر؛ فإن أبا عمر جعله الثقفي، ولم يترجم لأوس بن أوس، ولا لأوس بن أبي أوس غير الثقفي.
ويرد الكلام على هاتين الترجمتين في أوس بن حذيفة إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
أوس بن بشير
ب س أوس بن بشير، رجل من أهل اليمن، يقال إنه من جيشان، قاله أبو عمر.وأخبرنا الحافظ محمد بن عمر بن أبي عيسى كتابة، أخبرنا أبو زكرياء، بن منده إذناً، أخبرنا أبو حفص عمر بن أبي بكر، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الهمداني، أخبرنا عم أبي العاصي أبو محمد أخبرنا علي بن سعيد، أخبرنا الوليد بن مسلم، أخبرنا عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد بن عامر بن يحيى، عن أبيه، عن أوس بن بشير أن رجلاً من أهل اليمن أحد بني خنساء، أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إن لنا شراباً يقال له: المزر من الذرة؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " له نشوة " قال: نعم. قال: " فلا تشربوه " ، فأعاد عليه ثلاثاً كل ذلك، يقول: له نشوة؟ فيقول: نعم، فيقول: لا تشربوه، قال: فإنهم لا يصبرون قال: " فإن لم يصبروا فاضربوا رؤوسهم " .
كذا قال أحد بني خنساء، وهو غلط؛ وإنما هو جيشان قبيلة من اليمن، وقد روي هذا الحديث عن جابر بن عبد الله، وعن ديلم الجيشاني.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى؛ فعلى رواية أبي موسى ليس أوس من أهل اليمن؛ إنما كان حاضراً حين سأل اليمني النبي صلى الله عليه وسلم.
أوس بن ثابت
ب د ع أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأنصاري الخزرجي البخاري أخو حسان بن ثابت الشاعر، شهد العقبة وبدراً.وقال ابن منده: أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام، من بني عمرو بن مالك بن النجار، قال: وقال غيره: من بني عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار فظن أن هذا اختلاف في النسب، وليس كذلك فإن قوله في الأول من بني عمرو بن زيد مناة، فهو عمرو الأول، وقوله: من بني عمرو بن مالك بن النجار فهو عمرو الأخير، وهو جد الأول، ومن رأى الذكر ذكرناه من نسبه أولاً علم أن لا اختلاف بين القولين.
قال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري: قتل أوس يوم أحد.
وقال الواقدي: شهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة عثمان بالمدينة. قال أبو عمر: والقول عندي قول عبد الله، والله أعلم.
وقال ابن إسحاق: إنه شهد بدراً، وقتل يوم أحد، ولم يعقب، وفيه نزل وفي امرأته قوله تعالى: " للرجال نصيب مما ترك الولدان والأقربون " .
أخرجه الثلاثة.
قلت: وقد ذكرت هذه القصة في خالد بن عرفطة، وذكرنا الكلام عليها هناك.
أوس بن ثعلبة
س أوس بن ثعلبة التيمي، ذكره الحاكم أبو عبد الله فيمن قدم نيسابور من الصحابة.أخرجه أبو موسى.
أوس بن جبير
ب س أوس بن جبير الأنصاري، من بني عمرو بن عوف؛ قتل بخيبر شهيداً على حصن ناعم؛ ذكره ابن شاهين.أخرجه أبو موسى وأبو عمر؛ إلا أن أبا عمر قال: أوس بن حبيب. والله أعلم.
أوس بن جهيش
س أوس بن جهيش بن يزيد النخعي، ويعرف بالأرقم، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد النخع، وقد تقدم في الأرقم.أخرجه أبو موسى.
أوس أبو حاجب الكلابي
أوس أبو حاجب الكلابي. ذكره ابن قانع، روى عنه ابنه حاجب أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه: وقال ابن أبي حاتم: أوس الكلابي، يروي عن الضحاك بن سفيان الكلابي، ويروي عنه ابنه حاجب.ذكره ابن الدباغ الأندلسي.
أوس بن حارثة
أوس بن حارثة بن لام بن عمرو بن ثمامة بن عمرو بن طريف الطائي. ذكره ابن قانع، وروى بإسناده عن حميد بن منهب، عن جده أوس بن حارثة قال: " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في سبعين راكباً من طيئ، فبايعته على الإسلام " . وذكر حديثاً طويلاً.
ذكره ابن الدباغ.
أوس بن حبيب
ب أوس بن حبيب الأنصاري، من بني عمرو بن عوف، قتل بخيبر شهيداً وقتل فيه: أوس بن جبير.أخرجه ههنا أبو عمر، وقد تقدم في أوس بن جبير.
أوس بن الحدثان
ب د ع أوس بن الحدثان بن عوف بن ربيعة بن سعد بن يربوع بن وابلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن.ساق هذا النسب أبو نعيم، له صحبة، يعد في أهل المدينة، وهو الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم أيام منى ينادي: " أن الجنة لا يدخلها إلا مؤمن، وإن أيام منى أيام أكل وشرب " .
وروى عنه ابنه مالك بن أوس في صدقة الفطر.
أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي إجازة بإسناده إلى ابن أبي عاصم، حدثنا محمد بن بكار العيشي، أخبرنا محمد بن بكر البرساني، أخبرنا محمد بن عمرو بن صهبان، أخبرني الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أخرجوا زكاة الفطر صاعاً من طعام، وطعامنا يومئذ البر والتمر والزبيب والأقط " .
روى عنه سلمة بن وردان، وقد اختلف في صحبة ابنه مالك بن أوس.
أخرجه الثلاثة.
أوس بن حذيفة
ب د ع أوس بن حذيفة بن ربيعة بن أبي سلمة بن غيرة بن عوف الثقفي، وهو أوس بن أبي أوس.قال البخاري: أوس بن حذيفة بن أبي عمرو بن وهب بن عامر بن يسار بن مالك بن حطيط بن جشم الثقفي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابنه وعثمان بن عبد الله، وعبد الملك بن المغيرة.
قال محمد بن سعد الواقدي: وممن نزل الطائف من الصحابة: أوس بن حذيفة الثقفي، كان في وفد ثقيف، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا جميعه ابن منده.
وأما أبو عمر فإنه قال: أوس بن حذيفة الثقفي، يقال فيه: أوس بن أبي أوس، قال: وقال خليفة بن خياط: أوس بن أوس، وأوس بن أبي أوس، واسم أبي أوس حذيفة.
قال أبو عمر: وهو جد عثمان بن عبد الله بن أوس، ولأوس بن حذيفة أحاديث، منها المسح على القدمين، في إسناده ضعف، وكان في الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني مالك، فأنزلهم في قبة بين المسجد وبين أهله، فكان يختلف إليهم فيحدثهم بعد العشاء الآخرة، وقال ابن معين: إسناد هذا الحديث صالح، وحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث ليس بالقائم في تحزيب القرآن.
فهذا كلام أبي عمر، وقد جعل أوس بن حذيفة هو ابن أبي أوس؛ فلا أدري لم جعلهما ترجمتين؟ وهما عنده واحد.
وأما أبو نعيم فإنه قال: أوس بن حذيفة الثقفي، وساق نسبه مثل ما تقدم أول الترجمة. وروى ما أخبرنا به أبو الفضل عبد الله الخطيب، بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي، عن جده أوس بن حذيفة قال: " قدمنا وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل الأحلافيون على المغيرة بن شعبة، وأنزل المالكيين قبته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا فيحدثنا بعد العشاء الآخرة، حتى يراوح بين قدميه من طول القيام، وكان أكثر ما يحدثنا اشتكاء قريش؛ يقول: كنا بمكة مستذلين مستضعفين، فلما قدمنا المدينة انتصفنا من القوم، فكانت سجال: الحرب لنا وعلينا، واحتبس عنا ليلة عن الوقت الذي كان يأتينا فيه، ثم أتانا فقلنا: يا رسول الله، احتبست عنا الليلة عن الوقت الذي كنت تأتينا فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه طرأ علي حزبي من القرآن، فأحببت أن لا أخرج حتى أقضيه " ، قال: فلما أصبحنا سألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحزاب القرآن: كيف تحزبونه؟ فقال: ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل " .
قال أبو نعيم: ورواه بعض المتأخرين عن عثمان بن عبد الله عن أبيه عن جده أوس بن حذافة، فصار واهماً في هذا الحديث من ثلاثة أوجه: أحدها أنه زاد فيه عن أبيه عن جده أوس بن حذافة، والثاني أنه جعل اسم حذيفة حذافة، والثالث أنه بنى الترجمة على أوس بن عوف، وأخرج الحديث عن أوس بن حذافة، وإنما اختلف المتقدمون في أوس الثقفي هذا؛ فمنهم من قال: أوس بن حذيفة، ومنهم من قال: أوس بن أبي أوس وكنى أباه، ومنهم من قال: أوس بن أوس؛ وأما أوس بن أبي أوس الثقفي وقيل: أوس بن أوس فروى عنه الشاميون وعداده فيهم، فممن روى عنه: أبو الأشعث الصنعاني - صنعاء دمشق - وأبو أسماء الرحبي، وعبادة بن نسي، وابن محيريز، ومرثد بن عبد الله اليزني، وعبد الملك بن المغيرة الطائفي، فروى عنه أبو الأشعث. " من غسل واغتسل " الحديث قال أبو نعيم: مات سنة تسع وخمسين.
هذا كلام أبو نعيم، وقد جعل أوس بن أبي أوس الثقفي، وأوس بن حذيفة واحداً، وجع الراوي عنه أبا الأشعث، وجعله شامياً.
والذي قاله محمد بن سعة: إن أوس بن حذيفة الثقفي نزل الطائف؛ فإذن يكون غير الذي نزل الشام، وروى عنه الشاميون، وقال أبو نعيم عن محمد بن سعد: إن الذي سكن الطائف أوس بن عوف الثقفي، وقال: هو أوس بن حذيفة ونسبه إلى جده، فلم ينقل ابن منده عن محمد بن سعد إلا أوس بن حذيفة لا أوس بن عوف، فليس لأبي نعيم فيه جحة، فصار الثلاثة عند أبي نعيم واحداً، وهم: أوس بن حذيفة، وأوس بن أبي أوس، وأوس بن عوف؛ وأما أبو عمر فجعلهم ثلاثة، وجعل لهم ثلاث تراجم.
وأما ابن منده فجعل الثقفيين ثلاثة وهم: أوس بن أوس، وأوس بن حذيفة، وأوس بن عوف، وقال في أوس بن عوف: توفي سنة تسع وخمسين، كما قال أبو نعيم في أوس بن حذيفة، وهذا يؤيد قول أبي نعيم أنهما واحد.
وقد جعل البخاري الثلاثة واحداً؛ فقال: أوس بن حذيفة الثقفي والد عمرو بن أوس، ويقال: أوس بن أبي أوس، ويقال: أوس بن أوس، هذا لفظه. وقد نقل عنه ابن منده في ترجمة أوس بن أوس أنه جعلهم ثلاثة، والذي نقلناه نحن من تاريخه ما ذكرناه فلا أدري كيف نقل هذا عن البخاري؟.
وقد جعل أحمد بن حنبل أوس بن أبي أوس هو أوس بن حذيفة، فقال في المسند: أوس بن أبي أوس الثقفي وهو أوس بن حذيفة.
أخبرنا به عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة، بإسناده إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل. قال حدثني أبي: أخبرنا هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه أوس بن أوس الثقفي قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى كظامة قوم فتوضأ " والله أعلم.
أوس بن حوشب
ب د ع أوس بن حوشب الأنصاري.أخبرنا أبو عيسى فيما أذن لي، أخبرنا والدي، عن كتابه أحمد بن علي بن محمد بن عبد الله أجاز له، حدثنا أبو بكر محمد بن عيسى العطار سنة ثمان وأربعين وثلثمائة، أخبرنا أبو محمد عبدان بن محمد بن عيسى الفقيه، أخبرنا أحمد الخليلي، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا الجريري عن أبي السليل قال: أخبرني أبي قال: " شهدت النبي صلى الله عليه وسلم جالساً في دار رجل من الأنصار يقال له: أوس بن حوشب، فأتي بعس فوضع في يده فقال: " ما هذا؟ " فقالوا: يا رسول الله، لبن وعسل، فوضعه من يده فقال: " هذان شرابان لا نشربه ولا نحرمه، فمن تواضع لله رفعه الله، ومن تجبر قصمه الله، ومن أحسن تدبير معيشته رزقه الله تعالى " .
قال أبو موسى: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وروي أن طلحة بن عبيد الله هو الذي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك بمكة، فقال ما قال، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
أوس بن خالد
أوس بن خالد بن عبيد بن أمية بن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، وهو الذي قال فيه حسان بن ثابت يوم اليرموك: " الطويل "وأفلت يوم الروع أوس بن خالد ... يمج دماً كالوعث مختضب النحر.
ذكره الكلبي.
أوس بن خذام
د ع أوس بن خذام، أحد الستة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، فربط نفسه إلى سارية في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لتخلفه، فنزل فيه وفي أصحابه: " وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً " وأسماء الستة: أوس بن خذام، وأبو لبابة، وثعلبة بن وديعة، وكعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية، وقيل إن أبا لبابة إنما ربط نفسه بسبب بني قريظة، وسيذكر عند اسمه وكنيته إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
أوس بن خولي
ب د ع أوس بن خولي بن عبد الله بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم الحبلي بن غنم بن عوف بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي السالمي أبو ليلى.شهد بدراً وأحداً، وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال: كان من الكملة، وآخر رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين شجاع بن وهب الأسدي.
ولما قبض النبي صلى الله عليه وسلم قال أوس لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: أنشدك الله وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمره فحضر غسله، ونزل في حفرته صلى الله عليه وسلم وقيل: إن الأنصار اجتمعت على الباب وقالوا: الله الله؛ فإنا أخواله فليحضره بعضنا؛ فقيل: اجتمعوا على رجل منكم، فاجتمعوا على أوس بن خولي فحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنه. قال ابن عباس: نزل في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الفضل بن عباس وأخوه قثم وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوس بن خولي. وتوفي أوس بالمدينة في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنهما.
أخرجه الثلاثة.
أوس بن ساعدة
س أوس بن ساعدة الأنصاري.أخبرنا محمد بن عمر بن أبي عيسى إجازة، أخبرنا أبو عبد الله بن مرزوق بن عبد الله الهروي الحافظ إذناً، أخبرنا أبو عمرو بن محمد، أخبرنا والدي، أخبرنا محمد بن أيوب بن حبيب الرقي، أخبرنا محمد بن سليمان بحلب، أخبرنا إبراهيم بن حيان، أخبرنا شعبة، عن الحكم، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: دخل أوس بن ساعدة الأنصاري على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى في وجهه الكراهية، فقال: " يا ابن ساعدة، ما هذه الكراهية التي أراها في وجهك " ؟ قال: يا رسول الله، إن لي بنات وأنا أدعو عليهن بالموت، فقال: " يا ابن ساعدة، لا تدع؛ فإن البركة في البنات؛ هن المجملات عند النعمة والمنعيات عند المصيبة " . وروى من وجه آخر وزاد فيه: " والممرضات عند الشدة، ثقلهن على الأرض، ورزقهن على الله عز وجل " .
أخرجه أبو موسى.
أوس بن سعد
س أوس بن سعد أبو زيد، ذكره عبدان المروزي، وقال: توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان وخمسين سنة.روى يحيى بن بكير، عن أبيه، عن مشيخة له أن أوس بن سعد والي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، على الشام، أحد بني أمية بن زيد، يكنى أبا زيد، مات سنة ست عشرة، وهو ابن أربع وستين سنة. أخرجه أبو موسى.
أوس بن سعيد
ع س أوس بن سعيد الأنصاري، غير منسوب.روى أبو الزبير عن سعيد بن أوس الأنصاري عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم العيد وقفت الملائكة على أبواب الطريق فنادوا: اغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم، يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل، وقد أمرتم بقيام الليل فقمتم، وأمرتم بصيام النهار فصمتم وأطعتم ربكم تبارك وتعالى، فاقبضوا جوائزكم، فإذا صلوا نادى مناد: ألا إن ربكم عز وجل قد غفر لكم فارجعوا راشدين إلى رحالكم، فهو يوم الجوائز، ويسمى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة " .
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
أوس بن سمعان
ب د ع أوس بن سمعان أبو عبد الله الأنصاري. له ذكر في حديث أنس بن مالك.روى سعيد بن أبي مريم، عن إبراهيم بن سويد، عن هلال بن زيد بن يسار، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " بعثني الله، عز وجل، هدى ورحمة للعالمين، وبعثني لأمحو المزامير والمعازف والأوثان وأمر الجاهلية، وحلف ربي بعزته لا يشرب عبد الخمر في الدنيا إلى حرمتها عليه يوم القيامة، ولا يتركها عبد في الدنيا إلى سقاه الله إياها في حظيرة القدس " فقال أوس بن سمعان: والذي بعثك بالحق إن لأجدها في التوراة: حق أن لا يشربها عبد من عبيده إلا سقاه من طينة الخبال. قالوا: وما طينة الخبال يا أبا عبد الله؟ قال: صديد أهل النار " .
قال ابن منده: هذا حديث غريب تفرد به سعيد بن أبي مريم.
أخرجه الثلاثة.
أوس بن شرحبيل
ب د ع أوس بن شرحبيل. وقيل: شرحبيل بن أوس، أحد بني المجمع، يعد في الشاميين.روى عنه نمران أبو الحسن الرحبي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من مشى مع ظالم ليعينه، وهو يعلم أنه ظالم، فقد خرج من الإسلام " .
أخرجه الثلاثة.
أوس بن الصامت
ب د ع أوس بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم، وهو قوقل بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي أخو عبادة بن الصامت.شهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي ظاهر من امرأته ووطئها قبل أن يكفر فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكفر بخمسة عشر صاعاً من شعير على ستين مسكيناً.
أخبرنا عبد الوهاب بن أبي منصور الأمين بإسناده إلى أبي داود سليمان بن الأشعث، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا يحيى بن آدم، أخبرنا ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن معمر بن عبد الله بن حنظلة، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن خويلة بنت مالك بن ثعلبة قالت: ظاهر مني زوجي أوس بن الصامت، وذكر الحديث.
قال ابن عباس: أول ظهار كان في الإسلام أوس بن الصامت، وكان تحته بنت عم له، فظاهر منها وكان شاعراً ومن شعره: " الوافر "
أنا ابن مزيقيا عمرو وجدي ... أبوه عامر ماء السماء
وسكن هو وشداد بن أوس الأنصاري البيت المقدس، وتوفي بالرملة من أرض فلسطين سنة أربع وثلاثين، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، ومات أخوه عبادة بالرملة، وقيل بالبيت المقدس، قاله أبو أحمد العسكري.
أخرجه الثلاثة.
أوس بن ضمعج
س أوس بن ضمعج الحضرمي، من أهل الكوفة، أدرك الجاهلية، يروي عن الصحابة، مات سنة ثلاث وسبعين.أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران الفقيه، وإسماعيل بن عبيدة، وأبو جعفر عبيد الله بن أحمد قالوا: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بإسناده إلى محمد بن عيسى بن سورة قال: حدثنا هناد، أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أوس بن ضمعج أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يؤم رجل في سلطانه ولا يجلس على تكرمته في بيته إلا بإذنه " .
هذا حديث حسن. أخرجه أبو موسى.
أوس بن عابد
ب أوس بن عابد. أخرجه أبو عمر مختصراً وقال: قتل يوم خيبر شهيداً.أوس بن عبد الله
ب د ع أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي. وقيل: أوس بن حجر الأسلمي، وقيل: أبو أوس تميم بن حجر الأسلمي، قيل: كنيته أبو تميم، وقال بعضهم: أوس بن حجر. بفتحتين.كاسم الشاعر التميمي الجاهلي.قال أبو عمر: أسلم بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وكان يسكن العرج.
روى إياس بن مالك بن أوس بن عبد الله، عن أبيه مالك، عن أبيه أوس بن عبد الله قال: " مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر رضي الله عنه بقحداوات بين الجحفة وهرشى، وهما على جمل واحد، متوجهان إلى المدينة، فحملهما على فحل إبله وبعث معهما غلاماً له اسمه: مسعود، فقال: اسلك بهما حيث تعلم، فسلك بهما الطريق حتى أدخلهما المدينة، ثم رد رسول الله صلى الله عليه وسلم مسعوداً إلى سيده، وأمره أن يأمر أوساً أن يسم إبله في أعناقها قيد الفرس، وهو حلقتان، ومد بينهما مداً، فهي سمتهم.
ولما أتى المشركون يوم أحد أرسل غلامه مسعود بن هنيدة من العرج على قدميه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بهم.
ذكره ابن ماكولا عن الطبري.
وكذا جاء في هذا الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر كانا على جمل واحد والصحيح أنهما كانا على بعيرين.
أخرجه الثلاثة.
أوس بن عرابة
د ع أوس بن عرابة الأنصاري.روى نافع عن ابن عمر أنه عرض على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فاستصغره، فرده، ورد معه زيد بن ثابت، وأوس بن عرابة، ورافع بن خديج، كذا قاله ابن منده وأبو نعيم.
وأما أبو عمر فإنه ذكره: عرابة بن أوس بن قيظي وقال: استصغره النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فرده، وهذا أصح.
ويذكر في عرابة إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
أوس بن عوف الثقفي
ب د ع أوس بن عوف الثقفي. سكن الطائف، وقدم في الوفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي سنة تسع وخمسين، قاله محمد بن سعد كاتب الواقدي، نقله ابن منده وأبو نعيم.
قال أبو نعيم: وهو أوس بن حذيفة فنسبه إلى جده، وقد تقدم الكلام عليه في أوس بن حذيفة.
وقال أبو عمر: أوس بن حذيفة الثقفي، حليف لهم من بني سالم، أحد الوفد الذين قدموا بإسلام ثقيف على النبي صلى الله عليه وسلم مع عبد ياليل بن عمرو، فأسلموا، وأسلمت ثقيف كلها.
أخرجه الثلاثة.
أوس بن عوف
د أوس بن عوف الثقفي. مات سنة تسع وخمسين.أخرج ابن منده هذه الترجمة، وهي الأولى التي قبلها؛ فلا أدري لأي معنى جعلهما اثنتين في ترجمتين وهما واحد؟ وليس فيه ما يشكل ولا يخفى على أحد، ولا شك أنه سهو، ولولا أني لا أترك ترجمة مما ذكروه لتركت هذه وأمثالها.
أوس بن الفاتك
ب س أوس بن الفاتك. وقيل: الفائد بالدال، وقيل الفاكه.قال أبو موسى: ذكره عبدان على الشك، قال: وقال محمد بن إسحاق: وقتل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر، ثم من بني أوس، ثم من بني عمرو بن عوف: أوس بن فائد. وروى عن مشيخة له أن أوس بن الفاتك من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قتل يوم خيبر، هكذا قاله أبو موسى.
وقال أبو عمر: أوس بن الفاكه الأنصاري من الأوس، قتل يوم خيبر شهيداً، فقد اختلفا في اسم أبيه فقيل: فاكه، وقيل: فاتك، وقيل: فائد.
والله أعلم أخرجه أبو موسى وأبو عمر.
أوس بن قيظي
د أوس بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي. شهد أحداً هو وابناه: كباثة وعبد الله، ولم يحضر عرابة بن أوس أحداً مع أبيه وأخويه، استصغره رسول الله فرده يومئذ، هذا كلام أبي عمر.وأخرجه أبو موسى فيما استدركه على ابن منده.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أخبرنا أبو محمد بن حبان أبو الشيخ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الطبركي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عيسى الدامغاني، أخبرنا سلمة بن الفضل، أخبرنا محمد بن إسحاق، حدثني الثقة، عن زيد بن أسلم قال: مر شاس بن قيس، وكان شيخاً قد عسا، عظيم الكفر، شديد الضغن على المسلمين شديد الحسد لهم، على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه، فغاظه ما رأى من جماعتهم وألفتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فقال: قد اجتمع ملأ بني قيلة - يعني الأوس والخزرج - بهذه البلاد، لا، والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار؛ فأمر فتى شاباً من يهود كان معه، قال: فاعمد فاجلس إليهم، ثم ذكرهم يوم بعاث وما كان فيهم، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار، وكان يوم بعاث يوماً اقتتلت فيه الأوس والخزرج؛ ففعل.
فتكلم القوم عند ذلك، فتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب: أوس بن قيظي أحد بني حارثة بن الحارث بن أوس، وجبار بن صخر أحد بني سلمة، فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه: إن شئتم والله رددناها الآن جذعة، وغضب الفريقان وقالوا: قد فعلنا، السلاح السلاح، وموعدكم الظاهرة، والظاهرة: الحرة فخرجوا إليها، وتجاور الناس، فانضمت الأوس بعضها إلى بعض على دعوتهم التي كانوا عليها في الجاهلية.
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليه فيمن معه من المهاجرين من أصحابه، حتى جاءهم فقال: " يا معشر المسلمين، الله الله، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله تعالى إلى الإسلام، وأكرمكم به، وقطع عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر، وألف بينكم، ترجعون إلى ما كنتم عليه كفاراً " ؟ فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان، وكيد من عدوهم لهم، فألقوا السلاح من أيديهم، وبكون وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضاً، ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين، وأطفأ الله عنهم كيد عدوهم وعدو الله: ساش بن قيس.
فأنزل الله تعالى في شاس بن قيس وما صنع: " قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون، قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن " إلى آخر الآية.
وأنزل في أوس بن قيظي وجبار بن صخر ومن كان معهما من قومهما الذين صنعوا ما صنعوا عما أدخل عليهم شاس بن قيس من أمر الجاهلية: " يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين " الآيات إلى قوله تعالى: " عذاب عظيم " .
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
أوس أبو كبشة
ع أوس أبو كبشة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل: سليمان، وهو دوسي، ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدراً.أخرجه أبو نعيم وحده مختصراً.
أوس بن مالك الأشجعي
د أوس بن مالك الأشجعي. له ذكر في حديث رواه مكي بن إبراهيم، أخرجه ابن منده مختصراً.أوس بن مالك
س أوس بن مالك بن قيس بن محرث بن الحارث يكنى: أبا السائب، شهد أحداً فيما ذكره أبو حفص بن شاهين.أخرجه ابو موسى مختصراً.
أوس بن محجن
س أوس بن محجن أبو تميم الأسلمي. أسلم بعد أن قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجراً.كذا ذكره ابن شاهين، وإنما هو أوس بن حجر، وقد ذكروه في كتبهم، وأعاده ابن شاهين على الصواب، ويقال فيه: حجر بالفتح، قاله أبو موسى، وقد تقدم في أوس بن عبد الله بن حجر.
أخرجه أبو موسى.
أوس المرئي
س أوس المرئي من بني امرئ القيس.روت ابنته أم جميل بنت أوس المرئية التي قالت: " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي، وكنت مستسرة في الجاهلية، وعلى ذوائب لي وقنزعة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أحلق عنها زي الجاهلية، وائتني بها " ، فذهب بي أبي وحلق عني زي الجاهلية، وردني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا لي، وبارك علي، ومسح يده على رأسي.
أخرجه أبو موسى، ونقله عن أبي محمد عبدان بن محمد بن عيسى.
أوس بن معاذ
د ع أوس بن معاذ بن أوس الأنصاري. بدري، استشهد يوم بئر معونة، قاله محمد بن إسحاق، ورواه أبو الأسود عن عروة.أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
أوس بن المعلى
أوس بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلة بن عدي بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج له ولإخوته صحبة، ومنهم من شهد بدراً، وترد أخبارهم في مواضعها إن شاء الله تعالى.ذكره الكلبي.
أوس بن معير
ب د ع أوس بن معير بن لوذان بن ربيعة بن عريج بن سعد بن جمح، أبو محذورة القرشي الجمحي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد الفتح، غلبت عليه كنيته.وقد اختلف في اسمه، فقيل ما ذكرناه، وهو قول ابن منيع عن الزبير بن بكار، وقيل: سمرة ويرد هناك إن شاء الله تعالى، وقيل إن أوساً اسم أخي أبي محذورة وفيه نظر، والأول أكثر، والصحيح أن أخاه اسمه أنيس، قتل يوم بدر كافراً. قاله الزبير وهشام الكلبي وغيرهما، وسمي هشام أبا محذورة: أوساً، مثل الزبير، ولا عقب لهما.
وورث الأذان عن أبي محذورة بمكة إخوتهم من بني سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح.
قال ابن محيريز: " رأيت أبا محذورة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وله شعر، قلت: يا عم، ألا تأخذ من شعرك؟ فقال: ما كنت لآخذ شعراً مسح عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا فيه بالبركة " .
أخرجه الثلاثة.
أوس بن المنذر
د ع أوس بن المنذر من بني عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري. استشهد يوم أحد، قاله ابن إسحاق وعروة بن الزبير.أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
أوس بن يزيد
ع س أوس بن يزيد بن أصرم الأنصاري. قال ابن شهاب: شهد العقبة من بني النجار: أوس بن يزيد بن أصرم.أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
أوس
أوس، غير منسوب، ذكره ابن قانع، روى عنه ابنه يعلى أنه قال: " كنا نعد الرياء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر " .ذكره ابن الدباغ الأندلسي.
أوسط بن عمرو البجلي
د ع أوسط بن عمرو البجلي. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره.أخبرنا ابو ياسر بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن سليم بن عامر، عن أوسط البجلي قال: " قدمت المدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعام، فألفيت أبا بكر يخطب الناس، فقال: قام فينا رسول الله عام الأول " . الحديث.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
أوفى بن عرفطة
ب أوفى بن عرفطة. له ولأبيه عرفطة صحبة، واستشهد أبوه يوم الطائف.
أخرجه أبو عمر.
أوفى بن موله
ب د ع أوفى بن موله التميمي العنبري، من بني العنبر بن عمرو بن تميم، له صحبة، يعد في البصريين.روى حديثه منقذ بن حصين بن حجوان بن أوفى بن موله، عن أبيه عن جده عن أوفى بن موله قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأقطعني الغميم، وشرط علي: وابن السبيل أول ريان. وأقطع ساعدة رجلاً منا بئراً بالفلاة، وأقطع إياس بن قتادة العنبري الجابية، وهي دون اليمامة، وكنا أتيناه جميعاً، وكتب لكل رجل منا بذلك في الأديم.
أخرجه الثلاثة.
أويس بن عامر
د ع أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن مسعدة بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد المرادي، ثم القرني الزاهد المشهور، هكذا نسبه ابن الكلبي.أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، وسكن الكوفة، وهو من كبار تابعيها.
روى أبو نضرة، عن أسير بن جابر قال: كان محدث يتحدث بالكوفة فإذا فرغ من حديثه تفرقوا، ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحداً يتكلم بكلامه، فأحببته، ففقدته، فقلت لأصحابي: هل تعرفون رجلاً كان يجالسنا كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم: نعم أنا أعرفه؛ ذاك أويس القرني، قلت: أو تعرف منزله؟ قال: نعم، فانطلقت معه حتى جئت حجرته، فخرج إلي فقلت: يا أخي ما حبسك عنا؟ فقال: العري. قال: وكان أصحابه يسخرون منه ويؤذونه، قال: قلت: خذ هذا البرد فالبسه، قال: لا تفعل فإنهم يؤذونني، قال: فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم، فقالوا: من ترى خدع عن برده هذا؟ فجاء فوضعه، وقال: قد ترى، فأتيت المجلس فقلت: ما تريدون من هذا الرجل؟ قد آذيتموه، الرجل يعرى مرة ويكتسي مرة، وأخذتهم بلساني.
فقضى أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيهم رجل ممن كان يسخر بأويس، فقال عمر: هل هاهنا أحد من القرنيين؟ فجاء ذلك الرجل، قال: فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: " إن رجلاً يأتيكم من اليمن يقال له: أويس لا يدع باليمن غير أم، وقد كان به بياض، فدعا الله فأذهبه عنه إلا مثل الدينار أو الدرهم؛ فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم " .
فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله، فقال أويس: ما هذه بعادتك؟ قال: سمعت عمر يقول: كذا وكذا فاستغفر لي، قال: لا أفعل حتى تجعل لي عليك أنك لا تسخر بي ولا تذكر قول عمر لأحد فاستغفر له.
أخبرنا أبو الفرج بن محمود بن سعد بإسناده عن مسلم بن الحجاج، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن مثنى، ومحمد بن بشار، قال إسحاق، أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا، واللفظ لابن مثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أسير بن جابر قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتى أمداد اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم، قال: كان بك برص، فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والده هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره؛ فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل " ، فاستغفر لي، فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي.
قال: فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر، فسأله عن أويس، قال: تركته رث البيت قليل المتاع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليك أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن، ثم من مراد ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والده هو بها بر؛ لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل " فأتى أويساً فقال: استغفر لي، قال: أنت أحدث عهداً بسلف صالح فاستغفر لي، قال: لقيت عمر؟ قال: نعم، فاستغفر له.
ففطن له الناس، فانطلق على وجهه، قال أسير: وكسوته بردة فكان كلما رآه إنسان قال: من أين لأويس هذه البردة؟.
قال هشام الكلبي: قتل أويس القرني يوم صفين مع علي.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
باب الهمزة مع الياء وما يثلثهما
إياد أبو السمح
ب إياد أبو السمح. مولى النبي صلى الله عليه وسلموهو مذكور بكنيته، لم يرو عنه فيما علمت إلا محل بن خليفة، وسنذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.أخرجه أبو عمر.
إياس بن أوس
ب د ع إياس بن أوس بن عتيك بن عمرو الأنصاري الأشهلي: نسبه هكذا ابن منده وأبو نعيم.وأما أبو عمر فإنه قال: إياس بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو، وهو النبيت بن مالك بن الأوس، وزعوراء بن جشم أخو عبد الأشهل، قال: ويقال فيه الأنصاري الأشهلي، وهذا أصح، وكذلك نسبه ابن الكلبي وابن حبيب؛ إلا أن أبا عمر قال: عبد الأعلى، وقيل: عبد الأعلم، والصحيح عبد الأعلم.
استشهد يوم أحد، قاله ابن إسحاق من راوية يونس والبكائي وسلمة بن الفضل، وجعله ابن إسحاق من بني عبد الأشهل، وتناقض قول فيه؛ لأنه قال في تسمية من استشهد يوم أحد قال: ومن بني عبد الأشهل، وذكر جماعة منهم ومن حلفائهم، ثم قا: ومن أهل راتج وهو حصن بالمدينة، فهذا يدل على أن أهل راتج غير بني عبد الأشهل، فذكر إياس بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن عبد الأشهل، فجعله من أهل راتج، والجميع قد جعلوا أهل راتج ولد زعوراء بن جشم أخي عبد الأشهل بن جشم، وإنما ابن إسحاق جعلهم في أول كلامه منهم، وفي آخر كلامه من بني عبد الأشهل، وهو جعل هذا زعوراء بن جشم بن عبد الأشهل، وزعوراء بن عبد الأشهل هو ابنه لصلبه ليس بينهما جشم ولا غيره؛ فلو كان بينهما أب آخر لقلنا إنهم اختلفوا فيه كغيره، وإنما هو ابنه لصلبه، وهذا تناقض ظاهر، والصحيح أنه من زعوراء أخي عبد الأشهل.
وقال عروة وموسى بن عقبة: إنه استشهد بأحد، وقال ابن الكلبي: قتل يوم الخندق، والأول أصح.
أخرجه الثلاثة.
عتيك: بالتاء فوقها نقطتان، والياء تحتها نقطتان، وآخره كاف.
إياس بن البكير
ب د ع إياس بن البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس الكناني الليثي، حليف بني عيد بن كعب بن لؤي.شهد بدراً، وأحداً، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من السابقين إلى الإسلام، أسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم، وكان من المهاجرين الأولي، وإياس هذا هو والد محمد بن إياس بن بكير، يروي عن ابن عباس، وتوفي إياس سنة أربع وثلاثين.
وكانوا أربعة إخوة: إياس، وعاقل، وعامر، وخالد بنو البكير، شهدوا كلهم بدراً، وترد أسماؤهم في مواضعها إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
إياس بن ثعلبة
ب د ع إياس بن ثعلبة، أبو أمامة الأنصاري الحارثي، أحد بني الحارث بن الخزرج، وقيل: إنه بلوي وهو حليف بني حارثة، وهو ابن أخت أبي بردة بن نيار، روى عنه ابنه عبد الله، ومحمود بن لبيد، وعبد الله بن كعب بن مالك.روى معبد بن كعب، عن أخيه عبد الله بن كعب، عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة. وأوجب له النار " . قالوا: وإن كان شيئاً يسيراً؟ قال: " وإن كان قضيباً من أراك " .
وروى عنه أيضاً ابنه عبد الله ومحمود بن لبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " البذاذة من الإيمان " .
وتوفي منصرف النبي صلى الله عليه وسلم من أحد، فصلى عليه.
قلت: رواية من روى عنه مرسلة؛ فإن عبد الله بن كعب لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم؛ وأما محمود بن لبيد، فولد بعد وفاة إياس على قول من يقول: إنه قتل يوم أحد؛ وأما عبد الله بن إياس فلم يذكره أحد منهم في الصحابة، وهذا رد على من يقول: إنه قتل يوم أحد؛ على أن الصحيح أنه لم تكن وفاته مرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد، وإنما كانت وفاة أمه عند منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم عليها، وكانت مريضة عند مسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر، فأراد الخروج معه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أقم على أمك " ، فأقام، فرجع رسول الله وقد توفيت، فصلى عليها؛ فمنعه مرضها من شهود بدر.
ومما يقوي أنه لم يقتل بأحد أن مسلماً روى في صحيحه بإسناده عن عبد الله بن كعب عن ابي أمامة بن ثعلبة: " من اقتطع حق مسلم " الحديث، فلو كان منقطعاً لم يسمعه عبد الله من أبي أمامة، ولم يخرجه مسلم في الصحيح.
أخرجه الثلاثة.
إياس بن رباب
د إياس بن رباب المزني، جد معاوية بن قرة، روي يوسف بن المبارك، عن ابن إدريس، عن خالد بن أبي كريمة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أباه جد معاوية، إلى رجل أعرس بامرأة أبيه، فضرب عنقه، وخمس ماله.قال ابن منده: هذا غريب من هذا الوجه، قال: وقال يحيى بن معين: هذا صحيح، كان ابن إدريس أسنده لقوم وأرسله لآخرين.
أخرجه ابن منده.
وقال أبو نعيم في ترجمة إياس بن معاوية المزني بإسناده عن عبد الله بن الوضاح عن عبد الله بن إدريس، عن خالد، عن معاوية بن قرة، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى رجل أعرس بامرأة أبيه فقتله وخمس ماله، فأخرج أبو نعيم هذا الحديث في ترجمة إياس بن معاوية بن قرة، وقال: أخرج بعض المتأخرين هذا الحديث عن يوسف بن المبارك عن ابن إدريس، عن خالد، عن معاوية بن قرة، عن أبيه " أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أباه، جد معاوية، إلى رجل أعرس بامرأة أبيه " فجعله في ترجمة إياس بن رباب جد معاوية بن قرة، وجد معاوية هو إياس بن هلال بن رباب، وذكر جده في هذا الحديث غير متابع عليه.
قلت: الصحيح ما قاله أبو نعيم، فإن إياس بن معاوية بن قرة بن إياس بن هلال بن رباب بن عبيد بن سواءة بن سارية بن ذبيان بن محارب بن سليم بن أوس بن عمرو بن أد، وولد عثمان وأوس ابني عمرو، وهم مزينة، نسبوا إلى أمهم زينة بنت كلب بن وبرة.
إياس بن سهل
د ع إياس بن سهل الجهني. عداده في المدنيين في الأنصار.روى ابن منده بإسناده عن سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن موسى بن جبير قال: سمعت من حدثني عن إياس بن سهل الجهني أنه كان يقول: قال معاذ: يا رسول الله، أي الإيمان أفضل؟ قال: " تحب لله، وتبغض لله، وتعمل لسانك فيذكر الله " .
قال أبو نعيم: ذكره، يعني إياس بن سهل، في الصحابة، وهو فيما أراه من التابعين، وروايته عن معاذ تدل على أنه تابعي، وذكرا جميعاً الحديث عن أبي حازم، عن إياس بن سهل الأنصاري الساعدي.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
إياس بن شراحيل
إياس بن شراحيل بن قيس بن يزيد الذائد، واسمه: امرؤ القيس بن بكر بن الحارث بن معاوية، وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذكره أبو بكر بن مفور الأندلسي على أبي عمر.إياس بن عبد الأسد
د إياس بن عبد الأسد، حليف بني زهرة. له ذكر في الصحابة، شهد فتح مصر واختط بها داراً. قاله ابن عفير.أخرجه ابن منده.
إياس بن عبد الله.
ب د ع إياس بن عبد الله، أبو عبد الرحمن الفهري. روى عنه عبد الله بن يسار أبو همام.أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر، بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، عن حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن يسار أبي همام، عن أبي عبد الرحمن الفهري، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم قائظ شديد الحر، فنزلنا تحت ظلال الشجر، فلما زالت الشمس أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فسطاطه فقلت: يا رسول الله، حان الرحيل. وذكر الحديث بطوله.
قال إبراهيم بن المنذر الحزامي: اسمه إياس بن عبد الله، وشهد حنيناً.
أخرجه الثلاثة.
إلا أن أبا عمر قال: إياس بن منده، والله أعلم.
إياس بن عبد الله الدوسي
ب د ع إياس بن عبد الله بن أبي ذباب الدوسي. وقيل: المزني، والأول أكثر سكن مكة، وقال أبو عمر: هو مدني له صحبة، وقال ابن منده وأبو نعيم: اختلف في صحبته.أخبرنا عبد الوهاب بن أبي منصور الصوفي، بإسناده عن سليمان بن الأشعث، عن ابن أبي خلف، وأحمد بن عمرو بن السرح، قالا: أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا تضربوا إماء الله عز وجل، فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ذئر النساء على أزواجهن، فرخص في ضربهن، فأطاف بآل رسوم الله نساء كثير يشكون أزواجهن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخياركم " .
أخرجه الثلاثة.
قوله: ذئر النساء أي: اجترأن على أزواجهن ونشزن عليهم.
إياس بن عبد
ب د ع إياس بن عبد أبو عوف المزني، وقيل: أبو الفرات، كوفي، تفرد بالرواية عنه أبو المنهال عبد الرحمن بن مطعم.أخبرنا إسماعيل، وإبراهيم، وأبو جعفر قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى، قال: حدثنا قتيبة، أخبرنا داود بن عبد الرحمن العطار، عن عمرو بن دينار، عن أبي المنهال، عن إياس بن عبد المزني أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الماء.
قال علي بن المديني: قلت لسفيان: إياس بن عبد المزني، روى عنه أبو المنهال، يعرف؟ قال: نعم، سألت عبد الله بن الوليد عن عبد الله بن معقل بن مقرن عنه فقال: هو جدي أبو أمي.
وقال أبو عمر: هو حجازي روى عنه أبو المنهال عبد الرحمن بن مطعم، وروى أبو المنهال هذا عن ابن عباس والبراء، قال: وأما أبو المنهال سيار بن سلامة فلا أعلم له رواية عن صاحب إلا عن أبي برزة الأسلمي، وأكثر روايته عن أبي العالية الرياحي. كذا ذكره الثلاثة.
إياس بن عبد: غير مضاف إلى اسم الله تعالى، والذي ذكره الترمذي: عبد الله، وكلهم رووا عنه النهي عن بيع الماء.
إياس بن عدي
ب إياس بن عدي الأنصاري النجاري، من بني عمرو بن مالك بن النجار، قتل يوم أحد شهيداً، ولم يذكره ابن إسحاق.أخرجه أبو عمر.
إياس أبو فاطمة
د ع إياس أبو فاطمة، وقيل: ابن أبي فاطمة، ويقال: اسم أبي فاطمة أنيس، وقد تقدم ذكره.قال ابن منده، بإسناده عن أحمد بن عصام، عن أبي عامر، هو العقدي، عن محمد بن أبي حميد، عن مسلم أبي عقيل مولى الزرقيين قال: دخلت على عبد الله بن إياس بن أبي فاطمة فقال: يا أبا عقيل، حدثني أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أيكم يحب أن يصح فلا يسقم؟ " . فذكر الحديث.
وقال: ورواه ابن وهب عن ابن أبي حميد، فقال: عن أبيه عن جده، وقد روى عن ابن أبي حميد، عن عبد الله بن إياس عن جده، وذكر اختلافاً على محمد بن أبي حميد، فتارة عن أبيه، وتارة عن أبيه عن جده.
قال أبو نعيم: إياس هذا من التابعين، وجعله بعض المتأخرين، يعني ابن منده، في الصحابة، وروى أبو نعيم حديث ابن وهب، عن ابن أبي حميد، عن مسلم، عن عبد الله بن إياس بن أبي فاطمة، فقال: عن أبيه عن جده، قال أبو نعيم: وأخرجه الواهم من حديث أبي عامر العقدي، عن ابن أبي حميد، عن مسلم، عن عبد الله بن إياس، عن أبيه، وأسقط ذكر جده في الصحابة.
قال: ومما يبين وهمه رواية إسحاق بن راهويه، عن أبي عامر، عن محمد بن أبي حميد، عن أبي عقيل قال: دخلت على عبد الله بن إياس بن أبي فاطمة فقال: يا عقيل، حدثني أبي أن أباه أخبره قال: " بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس " ، فذكره مثل رواية ابن وهب، مجوداً عن أبيه عن جده.
قلت: لا مطعن على ابن منده؛ فإن الذي ذكره أبو نعيم من الاختلاف على محمد بن أبي حميد تارة عن أبيه، وتارة عن جده، قد ذكره أبو عبد الله بن منده، وإنما أورد ابن منده رواية أبي عامر التي رواها أحمد بن عصام؛ لئلا يراها من لا علم عنده، فيظنه قد أسقط صحابياً، فلما ذكرها ذكر الاختلاف فيها، ولا حجة على ابن منده برواية ابن راهويه عن أبي عامر، وقوله عن أبيه عن جده؛ فإن الأئمة ما زالوا كذلك يروي عنهم راو بزيادة رجل في الإسناد ويروي آخر بإسقاطه، وكتبهم مشحونة بذلك، ويكون الاختلاف على أبي عامر كالاختلاف على محمد بن أبي حميد، ولولا خوف التطويل لذكرنا له أمثلة، ولعل أبا عمر ترك إخراج هذا الاسم في إياس وأنيس لهذا الاختلاف، والله أعلم.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
إياس بن قتادة
س إياس بن قتادة العنبري، أو الغبري، كذا ذكره أبو موسى على الشك، وذكر حديث أوفى بن موله أنه قال: " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقطعني الغميم، وشرط علي: وابن السبيل أول ريان، وأقطع ساعدة - رجلاً منا - بئراً بالفلاة يقال لها: الجعونية، وأقطع إياس بن قتادة العنبري الجابية، وهي دون اليمامة، وكنا أتيناه جميعاً وكتب رجل منا بذلك في أديم " .
قال أبو موسى: وقع هذا النسب في مواضع مختلفة النسخ، ففي بعضها العنبري وفي بعضها الغبري، وفي بعضها: العنزي، ولا أتحققه، وكذلك أسامي المواضع المذكورة.
أخرجه أبو موسى.
قلت: الصحيح أنه عنبري من بني العنبر، ويقوي هذا أن ابن أوفى بن موله تميمي عنبري وساعدة عنبري أيضاً، وكلهم من بني العنبر، على عادتهم في الوفادة، يفد من كل قبيلة جماعة، فلا مدخل لرجل من غبر وهو بطن من يشكر، ويشكر من ربيعة، وكذلك العنزي، إن فتحت النون أو سكنتها، فهو قبيلة من ربيعة أيضاً، والصحيح أنه عنبري.
إياس بن مالك
د ع إياس بن مالك بن أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي.قال ابن منده: أخرجه محمد بن إسحاق السراج في الصحابة، وهو تابعي ولجده أوس صحبة، وروى عن محمد بن إسحاق، هو السراج، عن محمد بن عباد بن موسى العكلي، عن أخيه موسى بن عباد، عن عبد الله بن يسار، عن إياس بن مالك بن أوس الأسلمي قال: " لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر مروا بإبل لنا بالجحفة " وذكر الحديث.
ورواه صخر بن مالك بن إياس بن مالك بن أوس بن عبد الله بن حجر، عن أبيه مالك، عن أبيه إياس عن أبيه مالك عن أبيه أوس بن حجر مر به النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث، وقد تقدم في أوس بن عبد الله بن حجر.
قال أبو نعيم في هذا: إياس ذكره بعض الواهمين في الصحابة، وهو تابعي، ولجده أوس صحبة، وروى حديث السراج في تاريخه عن محمد العكلي عن أخيه موسى، عن عبد الله بن يسار، عن إياس بن مالك بن الأوس عن أبيه قال: لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث.
قال أبو نعيم: نسب الواهم خطأه إلى السراج، والسراج منه بريء؛ لأنه رواه على ما ذكرناه عن إياس بن مالك عن أبيه مالك مجوداً، وذكر أبو نعيم حديث صخر بن مالك المذكور أولاً مستدلاً به على أن الصحبة لأوس.
قلت: قد ذكر ابن منده الحديث أيضاً، وقال:هو تابعي، فلم يبق عليه اعتراض إلا أنه نسبه إلى السراج، وفي تاريخ السراج خلافة، وإلا فهو قد أخبر أنه تابعي.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
إياس بن معاذ
ب د ع إياس بن معاذ الأنصاري الأوسي الأشهلي.أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي البغدادي، بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن محمود بن لبيد، أخي بني عبد الأشهل، قال: لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة، ومعه فتية من بني عبد الأشهل، فيهم إياس بن معاذ، يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج، سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم فجلس إليهم فقال: " هل لك إلى خير مما جئتم له " ؟ قالوا: وما ذاك؟ قال: " أنا رسول الله، بعثني إلى العباد، أدعوهم إلى أن يعبدو ولا يشركوا به شيئاً، وأنزل علي الكتاب " ، ثم ذكر لهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن.
فقال: إياس بن معاذ، وكان غلاماً حدثاً: يا قوم، هذا والله خير مما جئتم له، فأخذ أبو الحيسر حفنة من البطحاء وضرب بها وجه إياس وقال: دعنا منك، فلعمري لقد جئنا لغير هذا فسكت، وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم، وانصرفوا إلى المدينة، فكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج، ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك.
قال محمود بن لبيد: فأخبرني من حضره من قومه أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره، ويحمده، ويسبحه حتى مات، فكانوا لا يشكون أن قد مات مسلماً؛ قد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس، حين سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمع في ذلك المجلس.
أخرجه الثلاثة.
الحيسر: بفتح الحاء المهملة، وسكون الياء تحتها نقطتان، وبالسين المهملة وآخره راء.
وبعاث: بضم الباء الموحدة، وفتح العين المهملة، وآخره ثاء مثلثة، وقيل: بالغين المعجمة، وليس بشيء.
إياس بن معاوية
س ع إياس بن معاوية المزني.روى يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن إياس بن معاوية المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا بد من قيام الليل ولو حلب ناقة، ولو حلب شاة، وما كان بعد عشاء الآخرة فهو من الليل " .
وروى أيضاً حديث خالد بن أبي كريمة، عن معاوية بن قرة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى رجل أعرس بامرأة أبيه، فقتله وخمس ماله.
وذكر أبو نعيم هنا الرد على ابن منده، وقد نقلنا قوله في إياس بن رباب، فلا حاجة إلى ذكره هنا.
وأخرج أبو موسى إياس بن معاوية مستدركاً على ابن منده، وذكر حديث قيام الليل، وقال: قد ذكره الطبراني وأبو نعيم في الصحابة قال: وأظن إياس هذا هو ابن معاوية بن قرة وهو يروي عن أنس بن مالك وعن التابعين؛ وإنما الصحبة لجده قرة دون أبيه.
قلت: والحق هو الذي قاله أبو موسى، وهذا إياس هو الذي كان قاضي البصرة الموصوف بالذكاء، وتوفي سنة إحدى وعشرين ومائة، والله أعلم.
إياس بن ودقة
ب س ع إياس بن ودقة الأنصاري، من بني سالم بن عوف بن الخزرج، روى موسى بن عقبة عن ابن شهاب، في تسمية من استشهد من يوم اليمامة من بني سالم إياس بن ودقة.أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى.
وقال أبو موسى: رأيت في نسخة مكتوبة عن أبي نعيم فوق ودقة فاء كأنه أملاه بالفاء، قال أبو موسى: والصحيح فيه القاف. قلت: والصواب عندي بالفاء، والله أعلم.
أيفع بن عبد الكلاعي
أيفع بن عبد الكلاعي الشامي. ذكره أبو بكر الإسماعيلي وعبدان بن محمد في الصحابة.فقال عبدان: سمعت محمد بن المثنى يقول: توفي أيفع بن عبد سنة ست ومائة، وقال أبو الفتح الأزدي الموصلي: أيفع بن عبد كلال له صحبة، روى عنه صفوان بن عمرو. وقيل عن أيفع عن عبد الله بن عمر قال: فإن صح فهما اثنان.
أخبرنا أبو موسى محمد بن عمر كتابة، أخبرنا أبو زكرياء إذناً، أخبرنا محمد بن عبد الواحد المحدث، أخبرنا إبراهيم بن عامر العلوي، إمام جامع بسطام، أخبرنا والدي عامر ب محمد، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أخبرني أبو عبد الله الصوفي أحمد بن الحسن، أخبرنا الحكم بن موسى، أخبرنا الوليد عن صفوان بن عمرو قال: سمعت أيفع بن عبد الكلاعي على منبر حمص يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أدخل الله تعالى أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، قال: يا أهل الجنة: كم لبثتم في الأرض عدد سنين؟ قالوا: لبثنا يوماً أو بعض يوم، قال: نعم ما اتجرتم في يوم أبو بعض يوم رضواني وجنتي، امكثوا خالدين مخلدين، ثم يقول: يا أهل النار، كم لبثتم في الأرض عدد سنين؟ قالوا: لبثنا يوماً أو بعض يوم قال: بئس ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم، غضبي وسخطي، امكثوا فيها خالدين مخلدين، فيقولون: ربنا، أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون، فيقول: اخسئوا فيها ولا تكلمون، فيكون ذلك آخر عهدهم بكلام ربهم عزل وجل " .
أخرجه أبو موسى.
إيماء بن رحضة
ب د ع إيماء بن رحضة بن خربة بن خفاف بن حارثة بن غفار، سيد غفار في زمانه، ووافدهم، كان يسكن غيقة من ناحية السقيا، ثم انتقل إلى المدينة فاستوطنها قبيل الحديبية، وقال أبو عمر: أسلم قبيل الحديبية، وله ولابنه خفاف صحبة.أخبرنا عبد الله بن أحمد بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال: " خرجنا مع قومنا غفار، وكانوا يحلون الشهر الحرام، فخرجت أنا وأخي أنيس وأمي، وذكر إسلامه. وفيه: فجئنا قومنا غفاراً فأسلم نصفهم، قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فكان يؤمهم إيماء بن رحضة وكان سيدهم " .
أخرجه الثلاثة.
أيمن بن خريم
ب د ع أيمن بن خريم بن فاتك بن الأخرم بن شداد بن عمرو بن الفاتك بن القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة الأسدي، وأمه الصماء بنت ثعلبة بن عمرو بن حصين بن مالك الأسدية.أسلم يوم الفتح، وهو غلام يفاع، وروى عن أبيه وعمه، وهما بدريان، وقالت طائفة: أسلم أيمن بن خريم مع أبيه يوم الفتح؛ قال أبو عمر والصحيح أن أباه شهد بدراً، وهو شامي الأصل، نزل الكوفة.
روى عنه الشعبي وفاتك بن فضالة وأبو إسحاق السبيعي. أخبرنا إسماعيل بن عبيد، وإبراهيم بن محمد، وعبيد الله بن أحمد، بإسنادهم عن أبي عيسى قال: حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا مروان بن معاوية أخبرنا سفيان، عن زياد الأسدي، عن فاتك بن فضالة، عن أيمن بن خريم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أيها الناس، عدلت شهادة الزور الإشراك بالله " ، ثم قرأ " فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور " .
وأخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن الطبري، بإسناده إلى أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا رحمويه أخبرنا صالح بن عمر، عن مطرف، عن عامر هو الشعبي، قال: لما قاتل مروان، هو ابن الحكم، الضحاك بن قيس، أرسل إلى أيمن بن خريم: إنا نحب أن تقاتل معنا قال: إن أبي وعمي شهدا بدراً، وإنهما عهدا إلي أن لا أقاتل أحداً يشهد أن لا إله إلا الله؛ فإن جئتني ببراءة من النار قاتلت معك، قال: اذهب، ووقع فيه، وسبه فأنشأ يقول: " الوافر " :
ولست مقاتلاً رجلاً يصلي ... على سلطان آخر من قريش
له سلطانه وعلي إثمي ... معاذ الله من سفه وطيش
أأقتل مسلماً في غير جرم؟ ... فلست بنافعي ما عشت عيشي
قال الدارقطني: روى أيمن عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما أنا فما وجدت له رواية إلا عن أبيه وعمه.
أخرجه الثلاثة.
أيمن بن عبيد
ب د ع أيمن بن عبيد بن عمرو بن بلال بن أبي الحرباء بن قيس بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج، وهو ابن أم أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويرد ذكرها عند اسمها، وهو أخو أسامة بن زيد بن حارثة لأمه، استشهد يوم حنين؛ قاله ابن إسحاق، وقال: هو الذي عني العباس بن عبد المطلب بقوله: " الطويل "نصرنا رسول الله في الدين سبعة ... وقد فر من قد فر عنه فأقشعوا
وثامننا لاقى الحمام بنفسه ... بما مسه في الدين لا يتوجع
والسبعة: العباس، وعلي، والفضل بن عباس، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وأسامة بن زيد؛ هؤلاء من أهل بيته، وأما غيرهم: فأبو بكر، وعمر رضي الله عنهم أجمعين.
روى عنه مجاهد وعطاء: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقطع إلا في ثمن المجن وكان ثمن المجن يومئذ ديناراً، وهذا حديث مرسل؛ فإن مجاهداً وعطاء لم يدركا أيمن.
وقال ابن إسحاق: كان أيمن على مطهرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعاطيه حاجته، ولأيمن ابن يقال له: الحجاج بن أيمن، له خبر مع عبد الله بن عمر.
أخرجه الثلاثة.
أيمن بن يعلى
د ع أيمن بن يعلى أبو ثابت الثقفي.روى العلاء بن هلال، عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن أيمن بن يعلى أبي ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من سرق شبراً من الأرض، أو غلة جاء يحمله يوم القيامة على عنقه إلى أسفل الأرضين " .
قال عبيد الله: وقد سمعته أنا من إسماعيل، ورواه عمرو بن زرارة، وعلي بن معبد، في جماعة، عن عبيد الله بن عمرو، عن إسماعيل، عن الشعبي، عن أيمن عن يعلى بن مرة الثقفي.
وذكر الحديث.
قلت: هذا الحديث فيه نظر؛ لأن أيمن هذا ليس بصحابي، وإنما هو تابعي كوفي مولى بني ثعلبة؛ قال البخاري: أيمن أبو ثابت مولى بني ثعلبة سمع ابن عباس، ويعلى بن مرة روى عنه أبو يعفور، ومثله قال ابن أبي حاتم، والحاكم أبو أحمد، والحديث يرويه أبو يعفور عن أبي ثابت، عن يعلى بن مرة، فصحف عن بابن، ويقع الغلط مثل هذا كثيراً.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
أيمن...
س أيمن. قدم من الشام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ذكرناه في ترجمة أبرهة.أخرجه أبو موسى.
أيوب بن بشير
س أيوب بن بشير الأنصاري. ذكره عبدان وابن شاهين في الصحابة.روى محمد بن يحيى بن حبان، عن أيوب بن بشير الأنصاري أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
" قد جمعت على أن أجعل ثلث صلاتي دعاء لك وصلاة عليك، قال: " لا عليك أن تفعل " ، فمكث ما شاء الله، ثم قال: يا رسول الله، بل نصف صلاتي صلاة عليك ودعاء لك، فقال: " لا عليك أن تفعل " فمكث ما شاء الله تعالى، ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إني قد أجمعت أن أجعل صلاتي كلها صلاة ودعاء لك، قال: " إذن يكفيك الله تعالى ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك " .
وروى يحيى بن حمزة، والفرج بن فضالة، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، عن أيوب بن بشير الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح " .
قال أبو موسى: قال ابن أبي حاتم: أيوب بن بشير الأنصاري: أبو سليمان المعاوية، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، روى عنه الزهري؛ فإذن هذا الأخير ليس بصحابي؛ فأما الأول فالظاهر أنه صحابي؛ على أن ذلك الحديث يروي أن غيره قاله للنبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: رواه أبي بن كعب، وأبو هريرة، ورواه محمد بن يحيى بن حبان عن أبيه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد، أخبرنا أبو عدنان محمد بن أبي بكر بن أحمد بن المطهر اللفتواني، أخبرنا أبو سعيد محمود بن عبد الله بن أحمد بن زكرياء " ح " قال أبو الفرج: وأخبرنا عم جدي أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد بن محمود الثقفي، قال: أنبأنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن شاذان الأعرج، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك القباب، قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة، أخبرنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي كعب عن أبيه قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: " أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك؟ قال: " إذن يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك " .
أيوب بن مكرز
س أيوب بن مكرز. ذكره ابن شاهين أيضاً، عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، قال: وممن عد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أيوب بن مكرز.أخرجه أبو موسى.
باب الباء
باب الباء والألف
باقوم الرومي
ب د ع باقوم، وقيل: باقول الرومي، مولى سعيد بن العاص كان نجاراً بالمدينة، روى عنه صالح مولى التوأمة: " أنه صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبره، من طرفاء، ثلاث درجات: القعدة ودرجتيه " .أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: إسناده ليس بالقائم.
باذان الفارسي
باذان الفارسي من الأبناء، وهم من أولاد الفرس الذين سيرهم كسرى أنو شروان مع سيف بن ذي يزن إلى اليمن لقتال الحبشة، فأقاموا باليمن، وكان باذان بصنعاء فأسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وله أثر كبير في قتل الأسود العنسي، وقد أتينا على خبره في الكامل في التاريخ.ذكره ابن الدباغ الأندلسي.
باب الباء والجيم
بجاد بن السائب
ب بجاد، ويقال: بجار بن السائب بن عويمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي المخزومي.قتل يوم اليمامة شهيداً، في صحبته نظر، وأخواه: جابر وعويمر ابنا السائب، قتلا يوم بدر كافرين، وليسا في كتاب موسى بن عقبة، وأخوهم عائذ بن السائب، أسر يوم بدر كافراً، وقيل: أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو عمر.
بجراة بن عامر
ب بجراة بن عامر. حديثه قال: " أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمنا، وسألناه أن يضع عنا صلاة العتمة فإنا نشتغل بحلب إبلنا فقال: " إنكم إن شاء الله ستحلبون إبلكم وتصلون " .أخرجه أبو عمر.
وأما ابن منده وأبو نعيم، فإنهما أخرجا هذا المتن في بيجرة وقالا: وقيل: بجرة ونذكره في بيرجة إن شاء الله تعالى.
بجير بن أوس
ب بجير بن أوس بن حارثة بن لام الطائي. هو عم عروة بن مضرس الطائي، في إسلامه نظر.أخرجه أبو عمر.
بجير: بضم الباء وفتح الجيم، وحارثة: بالحاء المهملة والثاء المثلثة.
بجير بن بجرة الطائي
ب د ع بجير بن بجرة الطائي، مثله، قاله أبو عمر: لا أعلم له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وله في قتال أهل الردة في خلافة أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، آثار وأشعار ذكرها ابن إسحاق.وأما ابن منده وأبو نعيم فرويا عن أبي المعارك الشماخ بن المعارك بن مرة بن صخر بن بجير بن بجرة الطائي الفيدي عن أبيه المعارك عن جده عن أبيه صخر عن أبيه بجير بن بجرة قال: " كنت في الجيش الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع خالد بن الوليد حين بعثه إلى أكيدر ملك دومة الجندل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنك تجده بصيد البقر في ليلة مقمرة " ، قال: فوافقناه، وقد خرج كما نعته رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذنا، وقتلنا أخاه وكان قد حاربنا، فلما أتينا النبي صلى الله عليه وسلم أنشدته: " الوافر "
تباك سائق البقرات إني ... رأيت الله يهدي كل هاد
فمن يك عائداً عن ذي تبوك ... فإنا قد أمرنا بالجهاد
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " لا يفضض الله فاك " ، قال، فأتت عليه تسعون سنة، وما تحركت له سن ولا ضرس.
أخرجه ثلاثتهم.
بجرة: بفتح الباء، وسكون الجيم.
بجير بن أبي بجير
ب د ع بجير بن أبي بجير العبسي، من بني عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان وقيل: بل هو من جهينة، حليف لبني دينار بن النجار، شهد بدراً أو أحداً، وبنو دينار بن النجار يقولون: هو مولانا، قاله أبو عمر.وقال ابن منده وأبو نعيم: قال الزهري: أنه شهد بدراً.
بجير: بضم الباء، وفتح الجيم أيضاً.
بجير الثقفي
بجير، مثله، هو الثقفي، قال ابن ماكولا: له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم روت عنه حفصة بنت سيرين، وقال: رواه أبو بكر الشافعي، فقال: بجير، ورواه الإسماعيلي فقال: بشير بالفتح وقيل: بشير بالضم.بجير بن زهير
ب د ع بجير مثله هو ابن زهير بن أبي سلمى، واسم أبي سلمى: ربيعة بن رياح بن قرط بن الحارث بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة المزني، أخو كعب بن زهير.أسلم قبل أخيه كعب، وكلاهما شاعران مجيدان، وكان أبوهما زهير من فحول الشعراء المجيدين المبرزين.
روى حجاج بن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير بن أبي سلمى، عن أبيه عن جده قال: خرج كعب وبجير ابنا زهير حتى أتيا أبرق العزاف فقال بجير لكعب: اثبت في غنمنا في هذا المكان حتى آتي هذا الرجل، يعني النبي صلى الله عليه وسلم، فأسمع ما يقول، قال: فثبت كعب، وخرج بجير، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام، فأسلم، فبلغ ذلك كعباً فقال: " الطويل "
ألا أبلغا عني بجيراً رسالة ... على أي شيء ويب غيرك دلكا
الأبيات، وترد في اسم كعب بن زهير.
وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف، ثم لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف، كتب بجير إلى كعب: إن كانت لك في نفسك حاجة فاقدم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقتل أحداً جاءه تائباً، وبعث إليه بجير: " الطويل "
من مبلغ كعباً فهل لك في التي ... تلوم عليها باطلاً وهي أحزم
إلى الله، لا العزى ولا اللات، وحده ... فتنجو إذا كان النجاء وتسلم
لدى يوم لا ينجو وليس بمفلت ... من النار إلا طاهر القلب مسلم
فدين زهير وهو لا شيء عنده ... ودين أبي سلمى علي محرم
وبجير هو القائل يوم الطائف: " الطويل "
كانت علالة بطن حنينكم ... وغزاة أوطاس ويوم الأبرق
جمعت هوازن جمعها فتبددوا ... كالطير تنجو من قطام أزرق
لم يمنعوا منا مقاماً واحداً ... إلا جدارهم وبطن الخندق
ولقد تعرضنا لكيما يخرجوا ... فتحصنوا منا بباب مغلق
في شعر له غير هذا.
أخرجه ثلاثتهم.
سلمى: بضم السين، وبالإمالة، قاله الأمير أبو نصر.
بجير بن عبد الله
ب بجير بن عبد الله بن مرة بن عبد الله بن صعب بن أسد، هو الذي سرق عيبة النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه أبو عمر.بجير بن عمران
بجير بن عمران الخزاعي، وهو القائل في الفتح: " الطويل "وقد أنشأ الله السحاب بنصرنا ... ركام سحاب الهيدب المتراكب
وهجرتنا في أرضنا عندنا بها ... كتاب لنا من خير ممل وكاتب
ومن أجلنا حلت بمكة حرمة ... لندرك ثأراً بالسيوف القواضب
أخرجه أبو علي الغساني، وابن مفوز.
باب الباء والحاء
بحاث بن ثعلبة
ب س بحاث بن ثعلبة بن خزمة بن اصرم بن عمرو بن عمارة بن مالك بن عمرو بن بثيرة بن مشنوء بن القشر بن تميم بن عوذ مناة بن تاج بن تيم بن أراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة البلوي حليف الأنصار؛ يجتمع هو والمجذر بن ذياد في عمرو بن عمارة. نسبه هكذا هشام؛ وأما أبو عمر فنسبه إلى مالك، ثم قال: البلوي حليف بني عوف بن الخزرج.قال أبو عمر: قال الكلبي: بحاث، يعني بالباء الموحدة، وروى إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق: نحاب بالنون ويرد هناك.
شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو عمر: والقول عندي قول ابن الكلبي.
وله أخوان: عبد الله ويزيد، شهد عبد الله بدراً، وشهد يزيد العقبتين، ولم يشهد بدراً.
واستدركه أبو موسى على ابن منده فقال: بحاث بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم من بني عوف بن الخزرج من بلحبلى، أخو عبد الله بن ثعلبة، وقيل: ابن أصرم بن عمرو بن عمارة، شهد بدراً مع النبي هو وأخوه عبد الله، وروى إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق: نحاب بالنون. انتهى كلام أبي موسى.
قلت: قوله من بلحبلى، واسمه سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج، رهط عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق، إن أراد به نسباً فليس فيهم هذا النسب، وإن أراد به حليفاً فكان ينبغي أن يذكره؛ على أن قوله: وقيل: أصرم بن عمرو بن عمارة يدل على أنه قد ظن أن نسبه الأول غير هذا حتى قال: وقيل كذا، والله أعلم.
عمارة: بفتح العين المهملة وتشديد الميم.
وبثيرة: بفتح الباء الموحدة، وكسر الثاء المثلثة، وسكون الياء تحتها نقطتا، وبعد الراء هاء.
ومشنوء: بفتح الميم، وسكون الشين المعجمة، وضم النون، وبعد الواو همزة.
والقشر: بضم القاف، وفتح الشين المعجمة وبالراء.
بحر بن ضبع
ب د ع بحر بن ضبع بن أته الرعيني. وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر، واختط بها، وخطته معروفة برعين.ومن ولده: أبو بكر السمين بن محمد بن بحر ولي مراكب دمياط سنة إحدى ومائة في خلافة عمر بن عبد العزيز، ومن ولده أيضاً مروان بن جعفر بن خليفة بن بحر الشاعر، وكان فصيحاً، وهو القائل يمدح جده: " الطويل "
وجدي الذي عاطى الرسول يمينه ... وخبت إليه من بعيد رواحله
ببدر لنا بيت أقامت أصوله ... على المجد يبنى علوه وأسافله
قال أبو عمر: ذكر ذلك كله حفيد يونس، يعني: أبا سعيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى صاحب تاريخ مصر.
وقد ساق نسبه الأمير أبو نصر بن ماكولا فقال: بحر بن ضبع بن أتة بن يحمد بن موهشل بن عقب بن الليشرح بن سعد بن بدر بن شرحبيل بن حجر بن زيد بن مالك بن زيد بن رعين، وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع يعفر بن غريب بن عبد كلال.
أخرجه الثلاثة.
بحر: بضم الباء والحاء المهملة، وضبع: بضم الضاد والباء الموحدة.
بحيرا الراهب
د ع بحيرا الراهب. رأى النبي صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه، وآمن به.روى ابن عباس أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، والنبي ابن عشرين سنة، وهما يريدان الشام في تجارة، حتى إذا نزلوا منزلاً فيه سدرة قعد النبي صلى الله عليه وسلم في ظلها، ومضى أبو بكر إلى راهب اسمه بحيرا يسأله عن شيء. فقال له: من الرجل الذي في ظل السدرة؟ فقال: ذلك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، فقال له: هذا والله نبي، ما استظل تحتها بعد عيسى بن مريم إلا محمد، فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق، فلما نبئ النبي صلى الله عليه وسلم اتبعه أبو بكر رضي الله عنه.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
بحيرا
ب بحيرا. ذكره أبو موسى فيما استدركه على ابن منده، عن مقاتل أو غيره، قال: قدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع جعفر بن أبي طالب أربعون رجلاً، اثنان وثلاثون من الحبشة، وثمانية من الشما: بحيرا وأبرهة والأشرف وتمام وإدريس وأيمن ونافع وتميم، فلو لم يكن عنده أن هذا غير الذي قبله لما استدركه؛ فإن الراهب قد ذكره ابن منده، ولأن الراهب لم يكن عاش إلى هذا الوقت غالباً. والله أعلم.بحير الأنماري
بحير بغير ألف. هو الأنماري، قال ابن ماكولا: له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أبو سعد الخير، يرد ذكره في الكنى. ذكره ابن سميع في الطبقات، روى عنه قيس بن حجر الكندي، وابن لهيعة، وبكر بن مضر.
بحير بن أبي ربيعة
د بحير، مثله، هو ابن أبي ربيعة، واسمه عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، كان اسمه بحيراً فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، وهو والد عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة الشاعر المشهور، وابن عم خالد بن الوليد وأبي جهل بن هشام.أخرجه ههنا ابن منده، وقد أخرجه الثلاثة في عبد الله بن أبي ربيعة.
بحينة..
س بحينة. قال الحافظ أبو موسى مستدركاً على ابن منده: ذكره عبدان، وروى بإسناده عن عبدان بن محمد، عن عباس بن محمد، عن أبي نعيم، عن عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن بحينة قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا منتسب أصلي بعد طلوع الفجر فقال: " لا تصلوا هذه الصلاة مثل قبل الظهر وبعدها، واجعلوا بينهما فصلاً " .قال: كذا رواه وترجمه، والصحيح ما أخبرنا وذكر إسناده إلى السري بن يحيى، عن أبي نعيم عن عبد السلام بن حرب، عن يزيد بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن ابن بحينة.
قال: وكذلك رواه يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان وسمي ابن بحينة: أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن عبد الرزاق، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن عبد الله بن مالك ابن بحينة نحوه، قال: وبحينه اسم أمه، وربما نسب إليها وإلى أبيه، وههنا قد نسب إليهما جميعاً.
قلت: الصحيح هو الذي قاله أبو موسى، وهو ظاهر مشهور، ولا شك أنه قد سقط من أصل عبدان: " ابن " فطنه بحينة، ولم يكفه هذا حتى ظن الامرأة رجلاً؛ صارت العصا ركوة.
أخرجه أبو موسى.
باب الباء والدال
بدر بن عبد الله الخطمي
د ع بدر بن عبد الله الخطمي. وقيل: برير، وهو جد مليح بن عبد الله بن بدر روى مليح عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خمس من سنن المرسلين: الحياء والحلم والحجامة والسواك والتعطر " .أخرجه ابن منده وأبو نعيم؛ إلا أن ابن منده جعله سعدياً وجعله أبو نعيم خطمياً، ووهم ابن منده لأنه رأى مليح بن عبد الله السعدي فظنه حافد بدر، فنسبه كذلك، ومليح السعدي يروي عن أبي هريرة ومليح بن عبد الله بن بدر يروي عن أبيه عن جده والحق مع أبي نعيم، ذكرهما الأمير أبو نصر بن ماكولا.
بدر بن عبد الله المزني
د ع بدر بن عبد الله المزني. روى عنه بكر بن عبد الله المزني أنه قال: قلت: يا رسول الله، إني رجل محارب أو محارف لا ينمى لي مال، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا بدر بن عبد الله، قل إذا أصبحت: بسم الله على نفسي، بسم الله على أهلي ومالي، اللهم رضني بما قضيت لي، وعافني فيما أبقيت، حتى لا أحب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير ما عجلت " . فكنت أقولهن، فأثمر الله مالي،وقضى عني ديني، وأغناني وعيالي.أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
بدر أبو عبد الله
س بدر أبو عبد الله مولى النبي صلى الله عليه وسلم.أخبرنا محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى كتابة، أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد، قال: وقرأته على جعفر بن عبد الواحد قالا: أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أخبرنا عبد الله بن محمد أبو الشيخ الحافظ، أخبرنا ابن أعين، أخبرنا إسحاق بن أبي إسرائيل، أخبرنا محمد بن جابر، عن عبد الله بن بدر، عن أبيه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدين قبل الوصية، وأن الإخوة من الأب والأم يتوارثون دون الأخوة من الأب " . ورواه إسحاق الطباع، ورواه ابن الجراح، عن محمد بن جابر عن عبد الله بن بدر، عن ابن عمر.
أخرجه أبو موسى.
بديل بن سلمة
ب س بديل بن سلمة بن خلف بن عمرو بن الأحب بن مقباس بن حبتر بن عدي بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة، وهو لحي بن حارثة الخزاعي السلولي، وهو بديل ابن أم أصرم هي بنت الأجحم بن دندنة بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة من خزاعة أيضاً، وأمها: حية بنت هاشم بن عبد مناف بن قصي. عرف بديل بأمه. هكذا نسبه هشام بن الكلبي، تجتمع هي وابنها في كعب بن عمرو وهي عمة أبي مالك أسيد بن عبد الله بن الأجحم، ويجتمع عو وعمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين في: عمرو.
وبديل هو الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم وبعث معه بسر بن سفيان إلى بني كعب يستنفرهم لغزو مكة، أخرجه أبو عمر.
وأخرجه أبو موسى على ابن منده، فقال: بديل بن عبد مناف بن سلمة بن خلف بن عمرو بن الأحب بن مقابس بن حنين، وساق باقي النسب كما ذكرناه، ثم قال في آخره: وهذه الأسامي التي أوردتها لا أتحققها، وهذا من مثل ذلك الإمام غريب؛ فإنها قد ذكرها ابن الكلبي، وابن عبد البر، والأمير أبو نصر كما ذكرناه.
فأما قوله: مقابس، بتقديم الألف على الباء، فليس كذلك، وإنما هو مقباس.
وقوله: حنين بنونين فليس كذلك وإنما هو: حبتر بحاء مهملة وباء موحدة وتاء فوقها نقطتان وآخره راء.
بديل: بضم الباء وفتح الدال المهملة.
وأسيد: بفتح الهمزة وكسر السين.
وحية: بالياء تحتها نقطتان.
والأجحم: بتقديم الجيم على الحاء المهملة قاله: الأمير أبو نصر.
بديل بن عمرو الأنصاري
د ع بديل، مثله، هو ابن عمرو الأنصاري الخطمي، له صحبة. روى حليس بن عمرو، عن أمه الفارعة، عن جدها بديل بن عمرو الخطمي، قال: عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية الحية، فأذن لي فيها ودعا فيها بالبركة.أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
وقال ابن منده: هذا حيدث غريب لا يعرف عنه إلا من هذا الوجه.
بديل بن كلثوم
د بديل بن كلثوم الخزاعي، وقيل: عمرو بن كلثوم، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في عهد خزاعة لما غدرت بهم قريش، وأنشده: " الرجز "لا هم إني ناشد محمدا
أخرجه ابن منده وحده.
فأما قوله: وقيل عمرو بن كلثوم فلا أعرفه، وكان يجب عليه أن يذكره في عمرو بن كلثوم، فلم يذكره وإنما هو عمرو بن سالم بن كلثوم، فأسقط الأب.
بديل بن مارية
د ع بديل، مثله، هو ابن مارية، مولى عمرو بن العاص السهمي، روى عنه المطلب بن أبي وداعة وابن عباس قصة الجام، لما سافر هو وتميم الداري، وعدي بن بداء، هكذا أورده ابن منده، وأبو نعيم.بديل: بضم الباء وفتح الدال المهملة، والذي ذكره الأئمة في كتبهم: بزيل بضم الباء وبالزاي، ونحن نذكره في موضعه إن شاء الله تعالى.
بديل بن ورقاء
ب د ع بديل بن ورقاء بن عمرو بن ربيعة بن عبد العزى بن ربيعة بن جزي بن عامر بن مازن الخزاعي. كذا نسبه ابن منده وأبو نعيم.وقال ابن الكلبي: بديل بن ورقاء بن عبد العزى بن ربيعة بن جزي بن عامر بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة وهو لحي الخزاعي؛ كذا نسبه ابن الكلبي.
وقال أبو عمر: بديل بن ورقاء بن عبد العزى بن ربيعة الخزاعي.
وساق ابن ماكولا نسبه إلى جزي مثل هشام، وما فوق جزء متفق عيه عند الجميع.
قال ابن منده وأبو نعيم: تقدم إسلامه.
وقال أبو عمر: أسلم هو وابنه عبد الله وحكيم بن حزام، يوم فتح مكة بمر الظهران، في قول ابن شهاب.
قال: وقال ابن إسحاق: إن قريشاً يوم فتح مكة لجأ إلى دار بديل بن ورقاء الخزاعي، ودار مولاه رافع، وشهد بديل وابنه عبد الله حنيناً والطائف وتبوك، وكان من كبار مسلمة الفتح.
قال: وقيل أسلم قبل الفتح.
أخبرنا يحيى بن محمود الثقفي، فيما أذن لي، بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن بشر بن عبد الله بن سلمة بن بديل بن ورقاء قال: حدثني أبي محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن محمد، عن أبيه محمد بن بشر، عن أبيه بشر بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن سلمة، عن أبيه سلمة قال: دفع إلى أبي بديل بن ورقاء الكتاب، وقال: يا بني، هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستوصوا به، فلن تزالوا بخير ما دام فيكم:
" بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى بديل بن ورقاء، وسروات بني عمرو، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإني لم آثم بإلكم ولم أضع في جنبكم، وإن أكرم أهل تهامة علي أنتم، وأقربهم لي رحماً ومن معكم من المطيبين، وإني قد أخذت لمن هاجر منكم مثل ما أخذت لنفسي، ولو هاجر بأرضه غير ساكن مكة إلا معتمراً أو حاجاً، وإني لم أضع فيكم إذا سلمت، وإنكم غير خائفين من قبلي ولا محصرين " .
هذا حديث غريب، وكان الكتاب بخط علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وتوفي بديل بن ورقاء قبل النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يحبس النساء والأموال بالجعرانة معه حتى يقدم. يعني التي غنمها من حنين.
أخرجه الثلاثة.
بديل..
د ع بديل، غير منسوب. عداده في أهل مصر، روى حديثه موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن بديل قال: " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين " .أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
بديل
د ع بديل، غير منسوب، انفرد ابن منده بإخراجه، وقال: أخرج في الصحابة، وذكره أهل المعرفة في التابعين، وروى عنه: " كان كم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرسغين " .باب الباء والذال المعجمة
بذيمة
د بذيمة والد علي، ذكره يحيى بن محمد بن صاعد فيمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه أحمد بن منيع، عن أشعث بن عبد الرحمن، عن الوليد بن ثعلبة، عن علي بن بذيمة عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من قال... " وذكر حديثاً في الدعاء كذا أخرجه ابن منده وحده مختصراً.بذيمة: بفتح الباء وكسر الذال المعجمة.
قال أبو نعيم: ذكر بعض الناس بذيمة في الصحابة، وهم وهم؛ قاله في بريل الشهالي.
باب الباء والراء
بر بن عبد الله
بر بن عبد الله أبو هند الداري. له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويرد ذكره في الكنى أتم من هذا.قال الأمير أبو نصر.
البراء بن أوس
ب د ع البراء بن أوس بن خالد. شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم إحدى غزواته، وقاد معه فرسين، فضرب له النبي صلى الله عليه وسلم خمسة أسهم؛ قاله ابن منده وأبو نعيم.وأما أبو عمر فإنه قال: البراء بن أوس بن خالد بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن عدي بن النجار، هو أبو إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة؛ لأن زوجدته أم بردة أرضعته بلبنه.
وإن كان واحداً، وهو الظاهر، وإلا فهما اثنان، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
البراء بن عازب
ب د ع البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، يكنى أبا عمرو، وقيل أبا عمارة، وهو أصح.رده رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بدر، استصغره، وأول مشاهده أحد، وقيل الخندق، وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة غزوة.
وهو الذي افتتح الري سنة أربع وعشرين صلحاً أو عنوة، في قول أبي عمرو الشيباني، وقال أبو عبيدة: افتتحها حذيفة سنة اثنتين وعشرين، وقال المدائني: افتتح بعضها أبو موسى، وبعضها قرظة بن كعب، وشهد غزوة تستر مع أبي موسى، وشهد البراء مع علي بن أبي طالب الجميل وصفين والنهروان، هو وأخوه عبيد بن عازب، ونزل الكوفة وابتنى بها داراً، ومات أيام مصعب بن الزبير.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا شريك بن عبد الله، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: استصغرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وابن عمر، فردنا يوم بدر فلم نشهدها. ورواه عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، فقال: عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء نحوه، وزاد: " وشهدنا أحداً " ، تفرد عمار بذكر عبد الرحمن بن عوسجة.
وقد رواه شعبة والثوري وزهير وابن نمير، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن البراء: أخبرنا عمر بن محمد بن المعمر بن طبرزد، أخبرنا هبة الله بن عبد الواحد، أخبرنا أبو طالب غيلان. أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج، أخبرنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي. أخبرنا عبثر، عن برد أخي يزيد بن زياد، عن المسيب بن رافع قال: سمعت البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من صلى على جنازة فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان، أحدهما مثل أحد " .
وكان البراء يقول: أنا الذي أرسل معه النبي صلى الله عليه وسلم السهم إلى قليب الحديبية فجاش بالري، وقيل: إن الذي نزل بالسهم ناجية بن جندب، وهو أشهر.
أخرجه الثلاثة.
رزيق: بتقديم الراء على الزاي.
البراء بن قبيصة
س البراء بن قبيصة: قال أبو موسى: ذكره عبدان المروزي، وقال: رأيته في التذكرة، ولا أعلم له صحبة.استدركه أبو موسى على ابن منده، وليس له فيه حجة؛ لأن الذي ذكره عنه لا تعرف له صحبة، وأظنه البراء بن قبيصة بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب الثقفي، والله أعلم، ولا أعلم لقبيصة صحبة.
معتب: بضم الميم، وفتح العين المهملة، وتشديد التاء، فوقها نقطتان.
البراء بن مالك
ب د ع البراء بن مالك بن النضر الأنصاري.تقدم نسبه عند أخيه أنس بن مالك، وهو أخوه لأبيه وأمه، وشهد أحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بدراً، وكان شجاعاً مقداماً، وكان يكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن لا تستعملوا البراء على جيش من جيوش المسلمين؛ فإنه مهلكة من المهالك، يقدم بهم.
ولما كان يوم اليمامة، واشتد قتال بني حنيفة على الحديقة التي فيها مسيلمة، قال البراء: يا معشر المسلمين، ألقوني عليهم، فاحتمل حتى إذا أشرف على الجدار اقتحم، فقاتلهم على باب الحديقة حتى فتحه للمسلمين، فدخل المسلمون، فقتل الله مسيلمة، وجرح البراء يومئذ بضعاً وثمانين جراحة ما بين رمية وضربة، فأقام عليه خالد بن الوليد شهراً حتى برأ من جراحه.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي، وإبراهيم بن محمد بن مهران، وغيرهما، بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد، حدثنا سيار، أخبرنا جعفر بن سليمان، أخبرنا ثابت وعلي بن زيد، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رب أشعث أغبر لا يؤبه له لو أقسم على الله عز وجل لأبره، منهم البراء بن مالك " .
فلما كان يوم تستر، من بلاد فارس، انكشف الناس فقال له المسلمون: يا براء: أقسم على ربك، فقال: أقسم عليك يا رب لما منحتنا أكتفاهم، وألحقتني بنبيك، فحمل وحمل الناس معه، فقتل مرزبان الزأرة، من عظماء الفرس، وأخذ سلبه، فانهزم الفرس، وقتل البراء، وذلك سنة عشرين في قول الواقدي، وقيل: سنة تسع عشرة وقيل: سنة ثلاث وعشرين، فقتله الهرمزان " .
وكان حسن الصوت يحدو بالنبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره، فكان هو حادي الرجال، وأنجشة حادي النساء، وقتل البراء على تستر مائة رجل مبارزة سوى من شرك في قتله.
أخرجه الثلاثة.
البراء بن معرور
ب د ع البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي السلمي، كنيته: أبو بشر، وأمه: الرباب بنت النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، عمه سعد بن معاذ.كان أحد النبقاء، كان نقيب بني سلمة، وأول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة الأولى في قول، وأول من استقبل القبلة، وأوصى بثلث ماله، وتوفي أول الإسلام على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى كعب بن مالك، وكان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة، قال: خرجنا في حجاج قومنا من المشركين، وقد صلينا وفقهنا، ومعنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا، فقال البراء لنا: يا هؤلاء، قد رأيت أن لا أدع هذه البنية، يعني الكعبة، مني بظهر وأن أصلي إليها، قال: قلنا لنا: لكنا لا نفعل، قال فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام وصلى إلى الكعبة حتى قدمنا مكة، فقال: يا ابن أخي، انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا، فإنه والله قد وقع في نفسي منه شيء لما رأيت من خلافكم إياي فيه.
قال: فخرجنا نسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنا لا نعرفه ولم نره قبل ذلك، قال: فدخلنا المسجد، ثم جلسنا إليه، قال: فقال البراء بن معرور: يا نبي الله، إني خرجت في سفري هذا، وقد هداني الله عز وجل للإسلام، فرأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر، فصليت إليها، وقد خالفني أصحابي في ذلك، حتى وقع في نفسي من ذلك فماذا ترى يا رسول الله؟ قال: " لقد كنت على بلة لو صبرت عليها " قال: فرجع البراء إلى قبلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى معنا إلى الشام.
قال: وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات وليس ذلك كما قالوا؛ نحن أعلم به منهم.
قال: فخرجنا إلى الحج، فواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق، فلما فرغنا من الحج اجتمعنا تلك الليلة بالشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء، وجاء معه العباس، يعني عمه، قال: فتكلم العباس، فقلنا له: قد سمعنا ما قلت، فتكلم أنت يا رسول الله، فخذ لنفسك ولربك عز وجل فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا القرآن، ودعا إلى الله عز وجل ورغب في الإسلام، وقال: " أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم " . قال: فأخذ البراء بن معرور بيده وقال: والذي بعثك بالحق لنمنعك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا رسول الله، فنحن - والله - أهل الحلقة ورثناها كابراً عن كابر.
قال: فاعترض القول - والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم - أبو الهيثم بن التيهان حليف بني عبد الأشهلن فكان البراء أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تتابع القوم.
وتوفي في سفر قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجراً بشهر، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى قبره في أصحابه، فكبر عليه، وصلى وكبر أربعاً، ولما حضره الموت أوصى أن يدفن ونستقبل به الكعبة، ففعلوا ذلك " .
أخرجه الثلاثة.
سلمة: بكسر اللام، فإذا نسبت إليه فتحتها.
وتزيد: بالتاء فوقها نقطتان، وبالزاي.
ومعرور: بالعين المهملة.
وساردة: بالسين المهملة، والراء والدال المهملة.
برح بن عسكر
د ع برح بن عسكر بن وتار. قاله ابن منده وأبو نعيم وقالا: إنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر، عن ابن يونس.وقال ابن ماكولا: وأما برح بكسر الباء المعجمة بواحدة، وسكون الراء، وبالحاء المهملة، فهو: برح بن عسكر بن وتر بن كرع بن حضرمي بن النعمان بن مهري بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر، واختط بها وسكنها، وهو معروف من أهل مصر، وقال: قال ابن يونس: ورأيت في بعض الكتب القديمة في النسب القديم خط ابن لهيعة: برح بن عسكر وذكر نسبه الذي ذكرناه.. كذا ضبطه ابن ماكولا بالعين، والكاف المضمومتين، والله أعلم.
برذع بن زيد الجذامي
د ع برذع بن زيد الجذامي. أخو رافعة بن زيد، نزل بيت جبرين بالشام.روى حديثه محمد بن سلام بن زيد بن رفاعة بن زيد الرفاعي من بني الضبيب. عن أبيه سلام، عن أبيه زيد، عن أبيه رفاعة بن زيد قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وجماعة من قومي، وكنا عشرة، فذكر رجوعه إلى قومه، وإسلام برذع وسويد " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
برذع بن زيد بن النعمان
برذع بن زيد بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاري الأوسي. شهد أحداً وما بعدها، وهو ابن أخي قتادة بن النعمان، وهو شاعر، قاله ابن ماكولا وهذا غير الذي قبله، لأنه هذا أنصاري والأول جذامي، وهذا قديم الإسلام، والأول متأخر الإسلام.برز بن قهطم
برز، وقيل: بلز، وقيل: مالك، وقيل: رزن بن قهطم أو العشراء الدارمي، يرد ذكره في الكنى، وغيرها.بريح بن عرفجة
د ع بريح بن عرفجة أو عرفجة بن بريح. قال ابن منده: عكذا قاله عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن ليث بن أبي سليم، عن زياد بن علاقة، عن بريح بن عرفجة أو عرفجة بن بريح، شك المحاربي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ستكون بعدي هنات وهنات " .رواه غيره عن ليث بإسناده، فقال: عن عرفجة بن شريح، وهو الصواب، وقيل: عرفجة بن ضريح، قاله ابن منده وقال أبو نعيم وذكره: هكذا حكى، وهو وهم؛ وإنما هو عرفجة بن ضريح أو ضريح بن عرفجة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
بريدة بن الحصيب
ب د ع بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن زراح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر الأسلمي، يكنى: أبا عبد الله، وقيل: أبا سهل وقيل: أبا الحصيب، وقيل: أبا ساسان، والمشهور: أبو عبد الله.أسلم حين مر به النبي صلى الله عليه وسلم مهاجراً، هو ومن معه، وكانوا نحو ثمانين بيتاً، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة فصلوا خلفه، وأقام بأرض قومه، ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد، فشهد معه مشاهده، وشهد الحديبية، وبيعة الرضوان تحت الشجرة، وكان من ساكني المدينة، ثم تحول إلى البصرة، وابتنى بها داراً، ثم خرج منها غازياً إلى خراسان، فأقام بمرو حتى مات ودفن بها، وبقي ولده بها.
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله الشافعي الدمشقي، أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي، أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا زيد بن الحباب، أخبرنا ابن ناجية الخراساني، حدثنا أبو طيبة عبد الله بن مسلم، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما من أحد من أصحاب يموت بأرض إلا كان قائداً ونوراً لهم يوم القيامة " .
وروى عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له وللحكم بن عمرو الغفاري: " أنتما عينان لأهل المشرق " فقدما مرو، وماتا بها.
وقال عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتفاءل ولا يتطير، فركب بريدة في سبعين راكباً من أهل بيته من بني سهم، فلقي النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: " ممن أنت " ؟: قال: من أسلم، فقال لأبي بكر: " سلمنا " ، ثم قال: " من بني من " ؟ قال: من بني سهم، قال: " خرج سهمك " .
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران. وأبو جعفر بن أحمد وغيرهما، قالوا بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا محمد بن حميد، أخبرنا زيد بن الحباب وأبو تميلة، عن عبد الله بن مسلم، عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: " جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه خاتم من حديد، فقال: " ما لي رأى عليك حلية أهل النار " ؟ ثم جاءه وعليه خاتم من صفر فقال: " ما لي أجد منك ريح الأصنام " ؟ ثم أتاه وعليه خاتم من ذهب، فقال: " ما لي أرى عليك حلية أهل الجنة " ؟ قال: من أي شيء أتخذه؟، قال: " من ورق ولا تتمه مثقالاً " .
وأخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله، أخبرنا الرئيس أبو القاسم الكاتب، أخبرنا أبو علي الحسن المذكر أخبرنا أحمد بن مالك أبو بكر، أخبرنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا روح، عن علي بن سويد بن منجوف، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً إلى خالد بن الوليد ليقسم الخمس، وقال روح مرة: ليقبض الخمس، قال: وأصبح علي ورأسه يقطر، قال: فقال خالد لبريدة: ألا ترى إلى ما يصنع هذا؟ قال: فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته بما صنع علي، قال: وكنت أبغض علياً فقال: " يا بريدة، أتبغض علياً " ؟ قال: قلت: نعم، قال: " فلا تبغضه " وقال روح مرة: فأحبه، فإنه له في الخمس أكثر من ذلك " .
أخرجه الثلاثة.
الحصيب: بضم الحاء المهملة، وفتح الصاد.
وبريدة: بضم الباء الموحدة، وفتح الراء، وبعد الدال المهملة هاء.
ورزاح: قد ضبطه ابن ماكولا في باب رزاح: بكسر الراء وبعدها زاي ثم ألف وحاء مهملة وضبطه هو أيضاً في باب رياح بكسر الراء وبالياء تحتها نقطتان وبعد الألف حاء مهملة، ولا شك قد اختلف العلماء فيه، فنقله على ما قالوه.
وأفصى: بالفاء الساكنة، وبالصاد المهملة المفتوحة.
بريدة بن سفيان الأسلمي
س بريدة بن سفيان الأسلمي. ذكره عبدان، وقال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، حدثنا هارون بن معروف، أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث أن عبد الرحمن بن عبد الله الزهري، أخبره عن بريدة بن سفيان الأسلمي؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عاصم بن عدي، وزيد بن الدثنة، وخبيب بن عدي، ومرثد بن أبي مرثد، يعني إلى جماعة من بني لحيان بالرجيع، فقاتلوهم حتى أخذوا لأنفسهم عهداً إلا عاصماً فإنه أبى، وقال: " لا أقبل اليوم عهداً من مشرك " . وذكر الحديث.
قال أبو موسى: هكذا رواه، وأورده، والمحفوظ في هذا الحديث: عن الزهري عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي، عن أبي هريرة، وأما بردة بن سيفان فرجل ليس من الصحابة، وليس هو أيضاً بذاك في الرواية، إلا أن يكون هذا غير ذاك.
قلت: هكذا ذكر عاصم بن عدي، وهو خطأ؛ وإنما هو عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وأما عاصم بن عدي فمن بني العجلان، وهو أيضاً أنصاري، وتوفي سنة خمس وأربعين، ولم يقتل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو موسى.
برير بن جندب
برير بن جندب. وقيل: ابن عشرقة أبو ذر الغفاري؛ قد اختلف في اسمه، وسيرد ذكره في جندب، وفي الكنى إن شاء الله تعالى.برير: بضم الباء وفتح الراء، وبعد الياء تحتها نقطتان، راء ثانية.
برير بن عبد الله
ب د ع برير، مثله، هو برير بن عبد الله، ويقال: بر بن عبد الله بن رزين بن عميث بن ربيعة بن دراع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم، وهو مالك بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد، أبو هند الداري، أخو تميم والطيب، سماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، وسكن فلسطين بالبيت المقدس.روى مكحول الشامي عن أبي هند عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من قام مقام رياء وسمعة راءى الله به يوم القيامة وسمع " .
وروى زياد بن أبي هند عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قال الله تعالى: من لم يرض بقضائي ويصبر على بلائي، فليلتمس له رباً غيري " . قال أبو عمر: لا يوجد هذا الحديث إلا عند ولده، وليس إسناده بالقوي.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول أبي نعيم وابن منده أنه أخو تميم والطيب وهم، وهما حكما على أنفسهما بالغلط في كتابيهما؛ فإنهما ذكرا في تميم الداري أنه تميم بن أوس، ويجتمع هو وأبو هند في دراع بن عدي، فكيف يكون أخاه، ويجتمعان في الأب الخامس؟ ولا شك أنهما لم يريدا أخاً في القبيلة؛ لأنه لا وجه لتخصيصه، وإنما يقال: أخو تميم وأخو بني فلان، وأما الطيب ففيه اختلاف، قال هشام بن الكلبي: إنه أخو أبي هند الطيب، وقيل: إن الطيب أخوه، قال: وقال البخاري: برير بن عبد الله أبو هند أخو تميم الداري، كان بالشام سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهذا مما غلط فيه البخاري غلطاً لا خفاء به عند أهل العلم بالنسب، وذلك أن تميماً ليس بأخ لأبي هند؛ وإنما يجتمع هو وأبو هند في دراع بن عدي، وساق نسبهما كما ذكره ابن منده وأبو نعيم، فظهر الوهم، وقال: هكذا نسبهما ابن الكلبي وخليفة وجماعتهم.
برير أبو هريرة
د ع برير أبو هريرة. سماه مروان بن محمد، عن سعيد بن عبد العزيز: بريراً، ولم يتابع عليه، قال أبو نعيم: هذا وهم؛ أراد أن يقول: اسم أبي هند برير، وقد اختلف في اسم أبي هريرة اختلافاً كثيراً، ويرد ذكره في الأبواب التي سمي بها، وإنما نستقصي ذكره عند كنيته فإنها أشهر من جميع أسمائه.أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
بريل الشهالي
د ع بريل الشهالي. قال ابن منده: ذكر في الصحابة، ولا يثبت وروى بإسناده عن أبيه، عن أبي عمرو السلفي، عن بريل الشهالي، قال: " مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يعالج طعاماً لأصحابه، فآذاه وهج النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن يصيبك حر جهنم بعدها " . قال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه، قال أبو نعيم: ذكر بعض الناس بريلاً الشهالي في الصحابة، وهو وهم.قلت: وقد قال ابن منده: لا يثبت، يعني أنه من الصحابة، وقد ذكره ابن منده وأبو نعيم في الباء كما ذكرناه، وقال ابن ماكولا: وأما نزيل، أوله نون مضمومه فهو نزيل الشهالي، ويقال الشاهلي؛ شيخ له حكاية في الرباط، روى عنه شيخ يقال له: أبو عمرو في عداد المجهولين من شيوخ بقية، وقال أبو سعد السمعاني: السلفي بضم السين: بطن من الكلاع من حمير.
باب الباء والزاي
بزيع الأزدي
س بزيع الأسدي، والد عباس، ذكره عبدان، وقال: لم يبلغا نسبه ولا ندري سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو هو مرسل؟ روى عنه ابنه العباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قالت الجنة: يا رب زينتني فأحسنت زينتي، فأحسن أركاني، فأوحى الله، تبارك وتعالى، إليها أني قد حشوت أركانك بالحسن والحسين جنبيك بالسعود من الأنصار، وعزتي وجلالي لا يدخلك مراء ولا بخيل " .أخرجه أبو موسى مستدركاً على ابن منده، وقال هذا حديث غريب جداً.
باب الباء والسين
بسبس الجهني
ب د ع بسبس الجهني الأنصاري. من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج، حليف لهم، قال عروة بن الزبير: هو من بني طريف بن الخزرج، شهد بدراً، قاله الزهري هذا جميع ما ذكره ابن منده.وأما أبو نعيم فقال: بسبس الأنصاري الجهني، وقيل: بسبسة بن عمرو، ولم يزد في نسبه على هذا.
وقال أبو عمر: بسبس بن عمرو بن ثعلبة بن خرشة بن عمرو بن سعد بن ذبيان الذبياني، ثم الأنصاري، قال: ويقال بسبس بن بشر، شهد بدراً.
ونسبه ابن الكلبي مثله وزاد بعد ذبيان: ابن رشدان بن غطفان بن قيس بن جهينة بن زيد بن ليث بن سواد بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، وعداده في الأنصار، وله يقول الراجز:
أقم لها صدورها يا بسبس
أ ه كلام الكلبي.
قالوا: وشهد بدراً؛ قال أبو عمر وأبو نعيم عن أنس قال: " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبس، وقيل: بسبسة، مع عدي بن أبي الزغباء إلى عير أبي سفيان، فعاد إليه، فأخبره فسار إلى بدر. أخرجه الثلاثة.
قلت: ليس بين قولهم إنه من بني ساعدة وبين قولهم هو من بني طريف بن الخزرج تناقض؛ فإن طريفاً هو ابن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر، وطريف بطن من بني ساعدة.
بسر بن أرطاة
ب د ع بسر بضم الباء وسكون السين هو بسر بن أرطاة وقيل: ابن أبي أرطاة، واسمه عمرو بن عويمر بن عمران بن الحليس بن سيار بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وقيل: أرطاة بن أبي أرطاة واسمه عمير، والله أعلم.يكنى: أبا عبد الرحمن وعداده في أهل الشام.
قال الواقدي: ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين، وقال يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل وغيرهما: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صغير، وقال أهل الشام: سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أحد من بعثه عمر بن الخطاب مدداً لعمرو بن العاص لفتح مصر، على اختلاف فيه أيضاً فمن ذكره فيهم قال: كانوا أربعة: الزيبر، وعمير بن وهب، وخارجة بن حذافة، وبسر بن أرطاة، والأكثر يقولون: الزبير والمقداد، وعمير، وخارجة. قال أبو عمر: وهو أولى بالصواب، قال: ولهم يختلفوا أن المقداد شهد فتح مصر.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين، أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن المارودي، مناولة، بإسناده إلى سليمان بن الأشعث قال: حدثنا أحمد بن صالح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني حيوة، عن عياش بن عباس القتباني، عن شييم بن بيتان، ويزيد بن صبح الأصبحي، عن جنادة بن أبي أمية قال: كنا مع بسر بن أبي أرطاة في البحر، فأتى بسارق يقال له: مصدر، قد سرق، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تقطع الأيدي في السفر " .
وشهد صفين مع معاوية، وكان شديداً على علي وأصحابه:
قال أبو عمر: كان يحيى بن معين يقول: لا تصح له صحبة، وكان يقول: هو رجل سوء وذلك لما ركبه في الإسلام من الأمور العظام، منها ما نقله أهل الأخبار وأهل الحديث أيضاً؛ من ذبحه عبد الرحمن وقثم ابني عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، وهما صغيران، بين يدي أمهما، وكان معاوية سيره إلى الحجاز واليمن ليقتل شيعة علي ويأخذ البيعة له، فسار إلى المدينة ففعل بها أفعالاً شنيعة وسار إلى اليمن، وكان الأمير على اليمن عبيد الله بن العباس عاملاً لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، فهرب عبيد الله، فنزلها بسر ففعل فيها هذا، وقيل: إنه قتلهما بالمدينة، والأول أكثر.
قال: وقال الدارقطني: بسر بن أرطاة له صحبة، ولم تكن له استقامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولما قتل ابني عبيد الله أصاب أمهما عائشة بنت عبد المدان من ذلك حزن عظيم فأنشأت تقول:
ها من أحس بني اللذين هما ... كالدرتين تشظى عنهما الصدف
الأبيات، وهي مشهورة، ثم وسوست؛ فكانت تقف في الموسم تنشد هذا الشعر، ثم تهيم على وجهها. ذكر هذا ابن الأنباري، والمبرد، والطبري، وابن الكلبي، وغيرهم، ودخل المدينة، فهرب منه كثير من أهلها منهم: جابر بن عبد الله، وأبو أيوب الأنصاري، وغيرهما وقتل فيها كثيراً. وأغار على همدان باليمن، وسبى نساءهم، فكن أول مسلمات سبين في الإسلام، وهدم بالمدينة دوراً، وقد ذكرت الحادثة في التواريخ، فلا حاجة إلا الإطالة بذكرها.
قيل: توفي بسر بالمدينة أيام معاوية، وقيل: توفي بالشام أيام عبد الملك بن مروان، وكان قد خرف آخر عمره.
أخرجه الثلاثة.
بسر بن أبي بسر المازني
ب د ع بسر - مثله أيضاً - وهو بسر بن أبي بسر المازني.قال أبو سعد السمعاني: هو من مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان روى عنه ابنه عبد الله قال: " جاء النبي صلى الله عليه وسلم فنزل على أبي، فأتاه بطعام وسويق وحيس فأكل، وأتاه بشراب فشرب، فناول من عن يمينه، وأتى بتمر فأكل، وكان إذا أكل التمر ألقى التمر على ظهر أصبعيه، يعني السبابة والوسطى، فلما ركب النبي صلى الله عليه وسلم جاء أبي فأخذ بلجامه فقال: يا رسول الله، ادع الله لنا، فقال: " اللهم بارك لهم فيما رزقتهم، واغفر لهم وارحمهم " .
أخرجه الثلاثة؛ إلا أن أبا عمر قال: السلمي وقيل: المازني نزل عندهم النبي صلى الله عليه وسلم ودعا لهم، وهو والد عبد الله بن بسر، روى عنه ابنه عبد الله بن بسر، وليس من الصماء في شيء. وقد جعله في ترجمة الصماء أخاها.
وقال الأمير أبو نصر بن ماكولا: بسر، وعبد الله بن بسر أبو صفوان، وأخوه عطية، وأختهم الصماء لهم صحبة، وهم من بني سليم من بني مازن وقد ذكره ابن أبي عاصم في بني سليم، والله أعلم.
بسر بن جحاش
ع بس بن جحاش القرشي. عداده في الشاميين.أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد الثقفي إجازة بإسناده عن ابن أبي عاصم قال: حدثنا دحيم، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن جبير بن نفير، عن بسر بن جحاش " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بزق في كفه، يوماً، فوضع عليها إصبعه، ثم قال: " إن الله عز وجل يقول: ابن آدم، إنك لن تعجزني، وقد خلقتك من مثل هذه، حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت: أتصدق وأنى أوان الصدقة؟ " .
أخرجه أبو نعيم هاهنا، وأخرجه أبو نعيم وأبو عمر في بشر بالباء، والشين المعجمة، ويرد الكلام عليه هناك إن شاء الله تعالى.
لا يعرف له عقب.
الوئيد: هو صوت شدة المشي، حريز: بالحاء المهملة المفتوحة، وكسر الراء وبعدها ياء تحتها نقطتان، وآخره زاي، ونفير: بالنون والفاء.
بسر الأشجعي
د ع بسر بالسين المهملة أيضاً هو ابن راعي العير الأشجعي، روى إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يقال له: بسر بن راعي العير يأكل بشماله، فقال له: " كل بيمينك " ، قال: لا أستطيع، قال: " لا استطعت " ، قال: فما وصلت يمينه بعد إلى فيه " .أخرجه أبو نعيم وابن منده.
قال أبو نصر بن ماكولا: بسر يعني بالباء الموحدة، والسين المهملة: بسر بن راعي العير الذي أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل بيمينه، فقال: لا أستطيع. ولم يذكر فيه اختلافاً على عادته في الأسماء المختلف فيها.
بسر السلمي
بسر، مثله، أبو رافع السلمي، قاله ابن ماكولا في بشير بضم الباء الموحدة، وفتح الشين المعجمة، قال: بشير السلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم: " تخرج نار من حبس سيل " .روى عنه ابنه رافع، في حديثه اختلاف كثير، وفي اسمه أيضاً اختلاف، فقيل ما ذكرناه، وقيل: بشير، يعني بفتح الباء، وقيل: بشر، يعني بغير ياء، وقيل: بسر بضم الباء وبالسين المهملة، ويذكر في مواضعه.
بسر بن سفيان
ب د ع بسر، مثله، هو ابن سفيان بن عمرو بن عويمر بن صرمة بن عبد الله بن قمير بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة، وهو لحي، الخزاعي الكعبي.كان شريفاً، كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام، له ذكر في قصة الحديبية، وهو الذي لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اعتمر عمرة الحديبية، وساق معه الهدي، فأخبره أن قريشاً خرجت بالعوذ المطافيل، قد لبسوا جلود النمور، وأسلم سنة ست من الهجرة، وشهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة.
قوله: العوذ المطافيل، يريد النساء والصبيان، والعوذ: في الأصل جمع عائذ: وهي الناقة إذا وضعت، وبعدما تضع أياماً حتى يقوى ولدها، والمطافيل: جمع مطفل وهي الناقة التي معها ولدها.
قمير: بضم القاف وبعد الميم والياء راء، وحبشية: بضم الحاء المهملة وسكون الباء الموحدة وكسر الشين المعجمة.
بسر بن سليمان
بسر - مثله - أيضاً هو بسر بن سليمان، روت عنه ابنته سعية أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصليت خلفه. هكذا قاله الأمير أبو نصر.سعية: بفتح السين، وسكون العين المهملتين، وفتح الياء تحتها نقطتان.
بسر بن عصمة
بسر، مثله، أيضاً هو ابن عصمة المزني أحد بني ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة، أحد سادات بني مزينة، يقال: له صحبة، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من آذى جينة فقد آذاني " . ذكر ذلك الآمدي، قاله ابن ماكولا.بسر بن محجن
د ع بسر، مثله أيضاً، وهو ابن محجن الدؤلي.سكن المدينة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه حنظلة بن علي الأسلمي أنه قال: " صليت الظهر في منزلي، ثم مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس الظهر في مسجده، فلم أصل، فذكرت ذلك له فقال: " ما منعك أن تصلي معنا " ؟. قلت: صليت، قال: " وإن كنت قد صليت " ، رواه زيد بن أسلم عن بسر بن محجن عن أبيه، وهو الصواب، قاله ابن منده، قال: وقال البخاري: هو تابعي، وقال أبو نعيم: هو تابعي، وأخرجه بعض الناس، يعني ابن منده، في الصحابة، ولا تصح صحبته وتصح صحبة أبيه محجن.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
بسرة الغفاري
د ع بسرة: بزيادة هاء، وقيل: بصرة، وقيل: نضلة الغفاري، روى عنه سعيد بن المسيب " أنه تزوج امرأة بكراً فدخل بها فوجدها حبلى، ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما؛ وقال: " إذا وضعت فأقيموا عليها الحد، وأعطاها الصداق بما استحل من فرجها " .وروى عن سعيد عن رجل من الأنصار يقال له: بصرة، وزاد: " والولد عبد لك " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
بسيسة بن عمرو
د بسيسة بن عمرو. بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى عير أبي سفيان، وروى عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بسيسة بن عمرو عيناً إلى عير أبي سفيان فجاء فأخبره. وذكر الحديث. أخرجه ابن منده وحده، ورأيته مضبوطاً في ثلاث نسخ صحيحة مسموعة، وقد ضبطها أصحابها، أما إحداها فيقال: إنها أصل أبي عبد الله بن منده، وعليها طبقات السماع من ذلك الوقت إلى الآن، وقد ضبطوها بسيسة، بضم الباء وفتح السين وبعدها ياء تحتها نقطتان، وليس بشيء.قلت: هكذا ذكر ابن منده هذه الترجمة وظنها غير الأولى؛ لأنه لم يذكر في تلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه عيناً، وهما واحد، وقيل: بسيس بغير هاء، وقيل: بسيسة بباءين موحدتين، وقد تقدم القول في بسبس.
أخبرنا أبو الفرج بن محمود الأصبهاني بإسناده، عن مسلم بن الحجاج، حدثنا أبو بكر بن النضر بن أبي النضر، وهارون بن عبد الله، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، وألفاظهم متقاربة، قالوا: حدثنا هاشم بن القاسم، أخبرنا سليمان - هو ابن المغيرة - عن ثابت عن أنس قال: " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبسة عيناً، ينظر ما فعلت عير أبي سفيان، فجاء، وما في البيت أحد غير وغير الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: ما أدري ما استثنى بعض نسائه، قال: فحدثه الحديث. قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم، وقال: " إن لنا طلبة فمن كان ظهره حاضراً فليركب معنا " ، فجعل رجال يستأذنونه في ظهرهم في علو المدينة فقال: " لا؛ إلا من كان ظهره حاضراً " ، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر " . وذكر الحديث.
باب الباء والشين
بشر بن البراء
ب د ع بشر بن البراء بن معرور الأنصاري الخزرجي. من بني سلمة، وقد تقدم نسبه عند ذكر أبيه. شهد بشر العقبة وبدراً وأحداً، ومات بخيبر حين افتتاحها سنة سبع من الهجرة، من الأكلة التي أكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشاة المسمومة، قيل: إنه لم يبرح من مكانه الذي أكل فيه حتى مات، وقيل: بل لزمه وجعه ذلك سنة، ثم مات، وآخر رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين واقد بن عبد الله التميمي حليف بني عدي، وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سيدكم يا بني سلمة؟ قالوا: الجد بن قيس على بخل فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وأي داء أدوى من البخل؟ بل سيدكم: الأبيض الجعد بشر بن البراء " .كذا ذكره ابن إسحاق، ووافقه صالح بن كيسان، وإبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه.
وروى معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبني ساعدة: " من سيدكم " ؟ قالوا: الجد بن قيس " .
وهذا ليس بشيء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسود على كل قبيلة رجلاً منهم، ويجعله عليهم، وكذلك فعل في النقباء ليلة العقبة، لامتناع طباعهم أن يسودهم غيرهم، والجد من بني سلمة وليس من بني ساعدة، وإنما كان سيد بني ساعدة سعد بن عبادة، وهو لم يمت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إنما مات بعده، وقال الشعبي، وابن عائشة: " إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبني سلمة: " بل سيدكم عمرو بن الجموح " . وقول ابن إسحاق، والزهري أصح.
أخرجه الثلاثة.
سلمة: بكسر اللام.
بشر الثقفي
ب بشر الثقفي: ويقال: بشير. روت عنه حفصة بنت سيرين.أخرجه أبو عمر ههنا، وقد أخرجه ابن منده وأبو نعيم في بشير.
بشر بن جحاش
ب د بشر بن جحاش. ويقال: بسر، بضم الباء وبالسين المهملة وقد تقدم، وهو الأكثر.قال أبو عمر: هو القرشي، ولا أدري من أيهم؟ سكن الشام ومات بحمص. روى عنه جبير بن نفير.
قال ابن منده: أهل الشام يقولون: هو بشر، وأهل العراق يقولون: بسر، قال الدارقطني: هو بسر - يعني بالسين المهملة - ولا يصح بشر، ومثله قال الأمير أبو نصر بن ماكولا.
أخرجه أبو عمر وابن منده؛ وأما أبو نعيم فذكره في بسر، بالباء الموحدة والسين المهملة، وقال: وقيل: بشر، يعني بالشين المعجمة.
بشر بن الحارث الأنصاري
ب بشر بن الحارث، وهو أبيرق بن عمرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الظفري.شهد أحداً، هو وأخواه مبشر وبشير، وكان بشير شاعراً منافقاً، يهجو أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا أهل حجة؛ فسرق بشير من رفاعة بن زيد درعة، ثم ارتد في شهر ربيع الأول من سنة أربع من الهجرة، ولم يذكر لبشر نفاق، والله أعلم. وقد ذكر فيمن شهد أحداً مع النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو عمر.
بشير: بضم الباء وفتح الشين المعجمة.
بشر بن الحارث بن قيس
ب س بشر بن الحارث. ذكره أبو موسى عن عبدان أنه قال: سمعت أحمد بن يسار يقول: بشر بن الحارث من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من قريش، من المهاجرين إلى الحبشة، وهو: بشر بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم، وقال أبو موسى: بشر بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعيد بن سعد بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي، وكان ممن أقام بأرض الحبشة، ولم يقدم إلا بعد بدر؛ فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم، لا يعرف له ذكر إلا في المهاجرين إلى الحبشة.
قلت: قدسها الحافظ أبو موسى، رحمه الله تعالى، فجعل قيس بن عدي بن سعيد بن سعد بن عمرو وليس كذلك، وإنما هو عدي بن سعد بن سهم، ذكر ذلك ابن منده وأبو نعيم، ومن القدماء ابن حبيب، وهشام الكلبي، والزبير بن بكار وغيرهم، والوهم الثاني: أنه جعل سعد: ابن عمرو، وإنما هو ابن سهم بن عمرو، ورأيته في نسختين صحيحتين من أصل أبي موسى كذلك، فلا ينسب الغلط إلى الناسخ، وقد أخرجه أبو عمر كما ذكرناه.
بشر بن حزن النضري
د ع بشر بن حزن النضري.أخبرنا الخطيب أبو الفضل بن الطوسي بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن بشر بن حزن النصري قال: " افتخر أصحاب الإبل وأصحاب الغنم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بعث داود، وهو راعي غنم، وبعث موسى، وهو راعي غنم، وبعثت أنا، وأنا أعرى غنماً لأهلي بجياد " .
قال أبو نعيم: رواه أبو داود عن شعبة، وتابعه غيره عليه، ورواه ابن أبي عدي وغيره، عن شعبة، عن أبي إسحاق عن عبدة بن حزن، وهو الصواب، ورواه الثوري وزكريا بن أبي زائدة، وإسرائيل، وغيرهم عن أبي إسحاق فقالوا: عبدة، وهناك أخرجه أبو عمر، وأخرجه في بشر ابن منده وأبو نعيم.
بشر بن حنظلة الجعفي
بشر بن حنظلة الجعفي. ذكره ابن قانع، وروى بإسناده عن سويد بن غفلة أو غيره، عن بشر بن حنظلة الجعفي قال: " خرجنا مع وائل بن حجر الحضرمي نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فمررنا بعدو لوائل وأهل بيته، وكانوا يطلبونهم، فقالوا: فيكم وائل؟ قلنا: لا، قالوا: فإن هذا وائل، فحلفت لهم أنه أخي ابن أبي وأمي، فكفوا، فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه، فقال: " صدقت، هو أخوك: أبوكما آدم وأمكما حواء " .هذا الحديث لسويد بن حنظلة، وذكره ههنا ابن الدباغ الأندلسي.
بشر أبو خليفة
د ع بشر أبو خليفة. له صحبة عداده في أهل البصرة، تفرد بالرواية عنه ابنه خليفة أنه أسلم فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ماله وولده، ثم لقيه النبي فرآه هو وابنه مقرونين فقال له: ما هذا يا بشر؟ قال: حلفت لئن رد الله علي مالي وولدي لأحجن بيت الله مقروناً، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الحبل فقطعه وقال لهما: " حجا، فإن هذا من الشيطان " . أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال ابن منده: هذا حديث غريب.بشر بن راعي العير
د ع بشر بن راعي العير. قال ابن منده وأبو نعيم: له ذكر في حديث سلمة بن الأكوع أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلاً من أشجع يقال له: بشر بن راعي العير، يأكل بشماله. الحديث، وتقدم في بسر، قال أبو نعيم: صوابه بسر، يعني بالسين المهملة.أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
بشر أبو رافع
ب د ع بشر أبو رافع وقيل: بشير، وقيل: بشير: وقيل: يسر، وقد تقدم.أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر، عن محمد بن علي أبي جعفر، عن رافع بن بشر السلمي، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تخرج نار بأرض حبس سيل، تسير سير بطيء الإبل، تكمن بالليل وتسير بالنهار تغدو وتروح، يقال: غدت النار أيها الناس فاغدوا، وقالت النار أيها الناس فقيلوا؛ وراحت النار أيها الناس فروحوا؛ من أدركته أكلته " .
وروى: تخرج نار ببصرى.
ورواه أبو عاصم عن عبد الحميد، عن عيسى بن علي، عن رافع بن بشير، عن أبيه، بزيادة ياء، ورواه عبيد الله بن موسى، عن عبد الحميد، عن عيسى بن علي، عن رافع بن بشير، يعني بضم الباء وزيادة الياء.
أخرجه الثلاثة.
بشر بن سحيم
ب د ع بشر بن سحيم الغفاري. من ولد حرام بن غفار بن مليل. وقيل: البهزي، عداده في أهل الحجاز، كان يسكن كراع الغميم وضجنان. قاله ابن منده وأبو نعيم، عن محمد بن سعد، وقال أبو عمر: بشر بن سحين بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الغفاري. روى عنه نافع بن جبير بن مطعم حديثاً واحداً في أيام التشريق: أنها أيام أكل وشرب قال: لا أحفظ له غيره ويقال: البهزي، قال: وقال الواقدي: بشر بن سحيم الخزاعي، كان يسكن كراع الغميم وضجنان، والغفاري أكثر.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا وكيع، أخبرنا سفيان " ح " وعبد الرحمن، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن بشر بن سحيم أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوم التشريق، قال عبد الرحمن: في أيام الحج فقال: " لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن هذه الأيام أيام أكل وشرب " .
أخرجه الثلاثة.
بشر بن صحار
س بشر بن صحار. ذكره عبدان بن محمد في الصحابة، وقال بإسناده عن سلم بن قتيبة، عن بشر بن صحار قال: " رأيت ملحفة النبي صلى الله عليه وسلم مورسة " قال: " وأدركت مربط حمار النبي صلى الله عليه وسلم وكان اسمه عفيراً، وكنت أدخل بيوت النبي صلى الله عليه وسلم فأنال أسقفها " . أخرجه أبو موسى، وقال: بشر هذا هو ابن صحار بن عباد بن عمرو، وقيل: ابن عبد عمرو الأزدي من أتباع التابعين، يروي عن الحسن البصري ونحوه، ورؤيته للملحفة والمربط لا تصيره صحابياً؛ إذ لم كان كل من رأى من آثار النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً كان صحابياً، لكان أكثر الناس صحابة، وسلم بن قتيبة من المتأخرين لا يقضى له إدراك التابعين، فكيف بالصحابة؟بشر بن عاصم الثقفي
ب د ع بشر بن عاصم بن سفيان الثقفي. كذا نسبه أكثر العلماء، وقد جعله بعضهم مخزومياً؛ فقال: بشر بن عاصم بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، والأول أصح، وكان عامل عمر بن الخطاب رضي الله عنه على صدقات هوازن، روى أبو وائل أن عمر بن الخطاب استعمله على صدقات هوازن، فتخلف عنها ولم يخرج، فلقيه فقال: ما خلفك، أما ترى أن عليك سمعاً وطاعة؟ قال: بلى، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من ولي من أمور المسلمين شيئاً أتي به يوم القيامة حتى يقف على جسر جهنم فإن كان محسناً نجا، وإن كان مسيئاً انخرق به الجسر فهوى فيها سبعين خريفاً " قال: فخرج عمر كئيباً حزيناً، فلقيه أبو ذر، فقال: ما لي أراك كئيباً حزيناً؟ قال: ما يمنعني أن أكون كئيباً حزيناً، وقد سمعت بشر بن عاصم يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من ولي من أمور المسلمين شيئاً " . وذكر الحديث، فقال أبو ذر: وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: من يأخذها مني بما فيها؟ فقال أبو ذر: من سلت الله أنفه وألصق خده بالأرض؛ شقت عليك يا عمر؟ قال: نعم " .وقد أخرج البخاري فقال: بشر بن عاصم بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي، حجازي أخو عمرو، وقال: قال لي علي: مات بشر بعد الزهري، ومات الزهري سنة أربع وعشرين ومائة، يروي عن أبيه، سمع منه ابن عيينة ونافع بن عمر وقال: حدثني أبو ثابت، حدثنا الدراوردي، عن ثور بن زيد عن بشر بن عاصم بن عبد الله بن سفيان، عن أبيه، عن جده سفيان عامل عمر، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
بشر بن عاصم
بشر بن عاصم، قال البخاري: بشر بن عاصم، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم هذا جميع ما ذكره، وجعله ترجمة منفردة. عن بشر بن عاصم بن سفيان المقدم ذكره، وجعل هذا صحابياً، ولم يجعل الأول صحابياً، وجعله غيره في الصحابة. والله أعلم.بشر بن عبد الله
ب بشر بن عبد الله الأنصاري. من بني الحارث بن الخزرج قتل باليمامة شهيداً، ولم يوجد له في الأنصار نسب، ويقال: بشير؛ قاله أبو عمر.أخبرنا عمار عن سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق في تسمية من قتل باليمامة من الأنصار من بني الحارث بن الخزرج: وبشر بن عبد الله، ولم ينسبه، ويرد في بشير إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو عمر.
بشر بن عبد
ب بشر بن عبد. سكن البصرة، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم فسمعه يقول: " إن أخاكم النجاشي قد مات فاستغفروا له " . لم يرو عنه غير ابنه عفان فيما علمت.أخرجه أبو عمر.
بشر بن عرفطة
د ع بشر بن عرفطة بن الخشخاش الجهني، وقيل: بشير، قال ابن منده: والأول أصح، شهد فتح مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه عبد الله بن حميد الجهني شعراً قاله وهو: " الطويل "
ونحن غداة الفتح عند محمد ... طلعنا أمام الناس ألفاً مقدما
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
بشر بن عصمة
ب د ع بشر بن عصمة الليثي وقيل: ابن عطية، روى عنه أبو الطفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الأزد مني وأنا منهم؛ أغضب لهم إذا غضبوا، ويغضبون إذا غضبت، وأرضى لهم إذا رضوا، ويرضون إذا رضيت " ، قاله ابن منده وأبو نعيم.وقال أبو عمر: بشر بن عصمة المزني، قال: " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " خزاعة مني وأنا منهم " .
روى عنه كثير بن أفلح مولى أبي أيوب، في إسناده شيخ مجهول، ووافقه على هذا أبو أحمد العسكري، وقد روى ابن منده وأبو نعيم بإسنادهم، عن مكحول، عن غضيف بن الحارث، عن أبي ذر قال: سأل بشر بن عطية رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على أنه له صحبة، ولعله هذا، فقد قيل في أبيه: عصمة وقيل: عطية، والله أعلم.
بشر بن عقربة الجهني
ب د بشر بن عقربة الجهني وقيل: بشير، عداده في أهل فلسطين، يكنى أبا اليمان، روى عنه عبد الله بن عوف أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من قام مقاماً يرائي فيه الناس أقامه الله عز وجل يوم القيامة مقام رياء وسمعة " . أخرجه ابن منده وأبو عمر: وأما أبو نعيم فأخرجه في بشر بن راعي العير، وقال: صوابه بشير، بزيادة ياء، ونذكره هناك إن شاء الله تعالى.بشر بن عمرو
د ع بشر بن عمرو بن محصن بن عمرو من بني عمرو بن مبذول ثم من بني النجار أبو عمرة الأنصاري الخزرجي النجاري، كذا نسبه ابن منده وأبو نعيم، وقال هشام الكلبي: عمرو بن محصن بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج، وهو ممن شهد بدراً، وكنيته: أبو عمرة، كذا ذكره ابن الكلبي، كنية عمرو بن محصن: أبو عمرة، ونقل أبو عمر في الكنى أن اسم أبي عمرة: عمرو، وقال الكلبي في موضع آخر: اسم أبي عمرة بشير، ولا شك أن الاختلاف في اسمه قديم، والله أعلم.وقيل: اسمه بشير، وقيل: ثعلبة، وقيل ثعلبة أخوه. عداده في أهل المدينة،
وهو جد أبي المقوم يحيى بن ثعلبة بن عبد الله بن أبي عمرة، وكان تحت أبي عمرة بنت المقوم بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم فولدت له عبد الله وعبد الرحمن، روى عنه ابنه عبد الرحمن أنه قال: " قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، أرأيت من آمن بك ولم يرك؟ قال: " أولئك منا وأولئك معنا " .وروى عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن جده أبي عمرة: أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أخوه يوم بدر أو يوم خيبر ومعهم فرس، وهم أربعة، فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال بأعيانهم سهماً سهماً، وأعطى الفرس سهمين " .
وروى أبو عمر هذا الحديث عن ثعلبة بن عمرو بن محصن وقد اختلف فيه كثيراً، وسنذكره في بشير، وثعلبة، وفي أبي عمرة إن شاء الله تعالى.
أخرج بشراً ابن منده وأبو نعيم؛ وأما أبو عمر فأخرجه في بشير.
بشر الغنوي
ب د ع بشر الغنوي أبو عبد الله، وقيل: الخثعمي، روى عنه ابنه عبيد الله. أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن محمد، وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، أخبرنا زيد بن الحباب، حدثني الوليد بن المغيرة المعافري، حدثني عبيد الله بن بشر الخثعمي عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لتفتحن القسطنطينية، ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش " .قال: فدعاني مسلمة بن عبد الملك، فسألني فحدثته فغزا القسطنطينية. ورواه أبو كريب، عن زيد بن الحباب، عن الوليد بن المغيرة عن عبد الله بن بشر الغنوي، عن أبيه.
أخرجه الثلاثة.
بشر بن قحيف
د ع بشر بن قحيف، ذكره أحمد بن سيار المروزي في الصحابة، ممن سمع النبي صلى الله عليه وسلم، ووهم فيه، وليست له صحبة، وذكره البخاري في التابعين، وروى أحمد بن سيار عن يحيى بن يحيى، عن محمد بن جابر، عن سماك بن حرب، عن بشر بن قحيف قال: كنت أشهد الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان ينصرف حيث كان وجهه، مرة عن يمينه، ومرة عن يساره.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: ليست له صحبة ولا رؤية.
بشر بن قدامة الضبابي
ب د ع بشر بن قدامة الضبابي. عداده في أهل اليمن، روى عنه عبد الله بن حكيم الكناني من أهل اليمن قال: أبصرت عيناي حبي رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفاً بعرفات مع الناس، على ناقة حمراء قصواء وتحته قطيفة بولانية، وهو يقول: " اللهم اجعلها حجة غير رياء ولا سمعة " ، والناس يقولون: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم " .قال عبد الله بن حكيم: أحسب القصواء المبترة الآذان، فإن النوق تبتر آذانها لتسمع وقد قيل: إنها لم تكن مقطوعة الآذان، وإنما كان ذلك لقباً لها والله أعلم. أخرجه الثلاثة، وقد أخرجه أبو نعيم في موضعين من كتابه بلفظ واحد بينهما ثلاثة أسماء.
حكيم: بضم الحاء وفتح الكاف؛ من أهل اليمن من مواليهم.
بشر بن معاذ الأسدي
س بشر بن معاذ الأسدي. روى أبو نصر أحمد بن أحمد بن نوح البزاز أنه سمع أبا سعيد جابر بن عبد الله بن جابر العقيلي، سنة ست وأربعين ومائتين، قال: حدثني بشر بن معاذ الأسدي، من أهل توز وسميراء: أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه وكان غلاماً ابن عشر سنين، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إمامنا وكان جبريل إمام النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى خيال جبريل شبه ظل سحابة إذا تحرك الخيال ركع النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يكن عند بشر بن معاذ غير هذا، قال أبو نصر: أتى على جابر مائة وخمسون سنة، ولا يعرف إلا من هذا الوجه.أخرجه أبو موسى.
بشر بن معاوية
ب د ع بشر بن معاوية بن ثور البكائي، من بني كلاب بن عامر بن صصعة، يعد في أهل الحجاز، روى عنه حفيده ماعز بن العلاء بن بشر، عن أبيه العلاء، عن أبيه بشر: أنه قدم هو وأبوه معاوية بن ثور وافدين على النبي صلى الله عليه وسلم وكان معاوية قال لابنه بشر يوم قدم، وله ذؤابة: " إذا جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل ثلاث كلمات لا تنقص منهن ولا تزد عليهن، قل: السلام عليك يا رسول الله، أتيتك يا رسول الله لأسلم عليك، ونسلم إليك، وتدعو لي بالبركة " ، قال بشر: ففعلتهن، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي ودعا لي بالبركة، وأعطاني أعنزاً عفراً، فقال ابنه محمد بن بشر في ذلك " الكامل "وأبى الذي مسح النبي برأسه ... ودعا له بالخير والبركات
أعطاه أحمد إذا أتاه أعنزا ... عفراً ثواجل لسن باللجبات
يملأن رفد الحي كل عشية ... ويعود ذاك الملء بالغدوات
بوركن من منح وبورك مانح ... وعليه مني ما حييت صلاتي
قوله ثواجل: يعني عظام البطون.
أخرجه هكذا مطولاً ابن منده وأبو نعيم، وأما أبو عمر فإنه قال: بشر بن ماوية البكائي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه وافدين.
قلت: لم يرفع أحد منهم نسبه، وقد نسبه هشام وابن البرقي فقال: معاوية بن ثور بن معاوية بن عبادة بن البكار، واسمه: ربيعة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
وقال خليفة: البكاء ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وهو شيخ كبير، ومعه ابنه بشر، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم ومسح رأسه.
ولم يذكر واحد منهم في نسبه كلاباً، على ما قالوه، وقد جعل ابن منده وأبو نعيم كلاباً بن عامر بن صعصعة، وإنما هو ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة؛ وأما أبو عمر فكثير الاعتماد على ما يذكره من النسب على ابن الكلبي، وقد خالفه ههنا فجعل بشراً من كلاب، والله أعلم.
بشر بن المعلى
د ع بشر بن المعلى، وقيل: بشر بن عمرو بن حنش بن المعلى، وقيل: حنش بن النعمان أبو المنذر العبدي، ويلقب الجارود، روى يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أبي مسلم الجذمي، عن الجارود قال: قلت - أو قال رجل - يا رسول الله؛ اللقطة نجدها؟ قال: " انشدها ولا تكتم ولا تغيب فإن وجدت ربها فادفعها إليه، وإلا فهو مال الله يؤتيه من يشاء " .
ورواه بشر بن المفضل، وابن علية، وعبد الوارث فقالوا: يزيد، عن أخيه مطرف، عن أبي مسلم.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، ولم يرفعا نسبه، وهو بشر بن حنش بن المعلى، وهو الحارث بن زيد بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، فزادوا فيه حنشاً، والله أعلم.
بشر بن الهجنع البكائي
ب د ع بشر بن الهجنع البكائي، كان ينزل ناحية ضرية، ذكره محمد بن سعد كاتب الواقدي، في الطبقة السادسة ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: بشر بن الهجنع البكائي، كان ينزل ناحية ضرية، وكان ممن قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم.أخرجه الثلاثة.
بشر بن هلال العبدي
س بشر بن هلال العبدي. ذكره عبدان في الصحابة وقال: ليس له إلا ذكره في الحديث الذي رواه بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أربعة سادة في الإسلام: بشر بن هلال العبدي، وعدي بن حاتم، وسراقة بن مالك المدلجي، وعروة بن مسعود الثقفي " .أخرجه أبو موسى.
بشير بن أكال
د ع بشير، بزيادة ياء بعد الشين، هو بشير بن أكال المعاوي وقيل: الحارثي، عداده، في المدنيين، روى عنه ابنه أيوب قال: " كانت ثائرة في بني معاوية فخرج النبي صلى الله عليه وسلم يصلح بينهم، فبينما هم كذلك التفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبر فقال: " لا دريت " ، فقال له رجل: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما نرى قربك أحداً، فقال: إني مررت به وهو يسأل عني فقال: لا أدري، فقلت: " لا دريت " .قلت: هكذا أخرجه ابن منده وأبو نعيم، ولم ينبساه، ولا نسبا قبيلته، والذي أظنه أنه: بشر بن أكال بن لوذان بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، ويكون على هذا أخا زيد بن أكال المعاوي، والد النعمان الذي خرج حاجاً بعد بدر، فأسره أبو سفيان بن حرب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أسر عمرو بن أبي سيفان ببدر، فقال أبو سفيان يحرض بني أكال على مفاداة النعمان بعمرو: " الطويل "
أرهط ابن أكال أجيبوا دعاءه ... تعاقدتم لا تسلموا السيد الكهلا
وترد القصة في النعمان، إن شاء الله تعالى، ولا أعرف من اجتمع أنه من بني أكال وأنه معاوي غير هذا النسب، والله أعلم.
بشير بن أنس
ب بشير، مثله أيضاً، وهو ابن أنس بن أمية بن عامر بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، شهد أحداً، قاله أبو عمر.بشير الأنصاري
س بشير الأنصاري، أخرجه أبو موسى وقال: ذكره عبدان فيمن استشهد يوم بئر معونة، وهو ماء لبني عامر. أخرجه أبو موسى.معونة: بفتح الميم وضم العين وبالنون.
بشير بن تيم
ع س بشير بن تيم. ذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة في الوحدان، أخبرنا أبو موسى إذناً، أخبرنا الحسن بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا محمد بن أحمد، أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا منجاب، أخبرنا عبد الله بن الأجلح، عن أبيه عن عكرمة، عن بشير بن تيم الله " أن النبي صلى الله عليه وسلم فادى أهل بدر فداء مختلفاً، وقال للعباس: " فك نفسك " .وروى عن معروف بن خربوذ قال: " لما كان ليلة ولد النبي صلى الله عليه وسلم رأى موبذان كسرى خيلاً وإبلاً قطعت دجلة، وغاض بحر ساوة وطفئت نار فارس " . وذكر الحديث، والشعر بطوله.
أخرجه أبو موسى وأبو نعيم.
بشير الثقفي
د ع بشير الثقفي، روت عنه حفصة بنت سيرين أنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني نذرت في الجاهلية أن لا آكل لحوم الجزر، ولا أشرب الخمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما لحوم الإبل فكلها، وأما الخمبر فلا تشرب " . أخرجه ابن منده وأبو نعيم.قال ابن ماكولا: وقد اختلف في اسمه؛ فقيل: بشير، وقيل: بشير بالضم، وقيل بجير بالباء الموحدة والجيم.
بشير بن جابر
ب د ع بشير، هو ابن جابر بن عراب بن عوف بن ذؤالة العبسي، قاله ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو عمر: العكي، وقيل: الغافقي، قالوا: ذكره ابن يونس فيمن شهد فتح مصر.وقال: له صحبة ولا رواية له.
قلت: ليس بين قولهم عكي وعبسي تناقض؛ فإنه يريد عبس بن صحار بن عك، لا عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان، وسياق نسبه يدل عليه، وهو: بشير بن جابر بن عراب بن عوف بن ذؤالة بن شبوة بن ثوبان بن عبس بن صحار، وكذلك ليس بين العكي والغافقي تناقض؛ فإن غافقاً هو ابن الشاهد بن عك بن عدثان، وعبس وغافق ابنا عم.
عراب: بضم العين المهملة، وشبوة: بفتح الشين المعجمة وتسكين الباء الموحدة، وذؤالة: بضم الذال المعجمة وبالواو.
بشير أبو جميلة
د ع بشير أبو جميلة. من بني سليم، من أنفسهم، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ذكره ابن منده عن ابن سعد كاتب الواقدي، وقال أبو نعيم: صحف فيه بعض الناس، يعني ابن منده، فجعله ترجمة ولم يخرج له شيئاً؛ وإنما هو سنين أبو جميلة.أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
بشير بن الحارث
ب د ع بشير بن الحارث الأنصاري. ذكره عبد بن حميد، فيمن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وهو وهم، وعداده في التابعين، روى داود الأودي عن الشعبي عن بشير بن الحارث فقال: بشر أبو بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا اختلفتم في الياء والتاء فاكتبوها بالياء " رواه جماعة عن الشعبي عن بشر بن الحارث عن ابن مسعود. قوله هذا قول ابن منده وأبي نعيم؛ وأما أبو عمر فإنه ذكره عن ابن أبي حاتم في الصحابة، ولم يخطئ قائله.أخرجه الثلاثة.
بشير بن الحارث العبسي
بشير بن الحارث العبسي، أحد التسعة الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبس فأسلموا.بشير الحارثي
ب د ع بشير، هو الحارثي، وقيل: الكعبي، يكنى: أبا عصام، قال أبو نعيم: هو بشير بن فديك، وجعل ابن منده: بشير بن فديك غير بشير الحارثي أبي عصام، ويرد الكلام عليه في بشير بن فديك، إن شاء الله تعالى، له رؤية، ولأبيه صحبة، روى عنه ابنه عصام بن بشير أنه قال: " وفدني قومي بنو الحارث بن كعب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامهم فدخلت عليه فقال: " من أين أقبلت " ؟ قلت: أنا وافد قومي بني الحارث بن كعب إليك بالإسلام، فقال: " مرحباً، ما اسمك " ؟ قلت: اسمي أكبر، قال: " أنت بشير " .والحارث بن كعب: هو ابن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ؛ ذكر هذا النسب أبو عمر وحده، أخرجه ابن منده وأبو عمر؛ إلا أن ابن منده قال: بشير الكعبي، أحد بني الحارث بن كعب، وهذه نسبة غريبة؛ فإن أحداً لا ينسب إليهم إلا الحارثي.
علة: بضم العين المهملة وتخفيف اللام، وجلد: بالجيم واللام الساكنة، وعريب: بالعين المهملة.
بشير ابن الخصاصية
ب د ع بشير هو المعروف بابن الخصاصية، وقد اختلفوا في نسبه فقالوا: بشير بن يزيد بن معبد بن ضباب بن سبع وقيل: بشير بن معبد بن شراحيل بن سبع بن ضباري بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعبة بن علي بن بكر بن وائل، وكان اسمه زحماً، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيراً.أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد كتابة بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، أخبرنا عفان، أخبرنا حماد بن زيد، عن أيوب بن ديسم السدوسي، عن بشير ابن الخصاصية أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيراً، وإنما قيل له: ابن الخصاصية نسبة إلى أمه، في قولهم.
وقال هشام الكلبي: ولد سدوس بن شيبان: ثعلبة وضباريا، وأمهما، الخصاصية من الأزد، والوافد إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشير ابن الخصاصية، نسب إلى جدته هذه، وهو ممن سكن البصرة، روى عنه بشير بن نهيك، وجري بن كليب، وليلى امرأة بشير، وغيرهم. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث صالحة وهو من المهاجرين من ربيعة، روى عنه أبو المثنى العبدي أنه قال: " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبايعه، فقال: " أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وتصوم رمضان، وتحج البيت، وتؤدي الزكاة، وتجاهد في سبيل الله " ؟ قال: قلت: يا رسول الله، أما إتيان الزكاة فما لي إلا عشر ذود هن رسل أهلي وحمولتهن، وأما الجهاد فيزعمون أنه من ولى فقد باء بغضب من الله، عز وجل، فأخاف إن حضرني قتال جبنت نفسي وكرهت الموت، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم حركها وقال: " لا صدقة ولا جهاد فبم تدخل الجنة؟ فبايعه عليهن كلهن " .
أبو المثنى العبدي: هو موثر بن عفارة، والخصاصية منسوبة إلى خصاصة، واسمه إلاءة مثل خلافة، ابن عمرو بن كعب بن الغطريف الأصغر، واسمه الحارث بن عبد الله بن الغطريف الأكبر واسمه: عامر بن بكر بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر من الأزد.
أخرجه الثلاثة.
بشير أبو خليفة
د بشير، وقيل: بشر أبو خليفة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد، تقدم ذكره في بشر.أخرجه ابن منده.
بشير أبو رافع
ب د ع س بشير، هو أبو رافع الأنصاري السلمي، وقيل: بشر وقد تقدم. أخرجه ابن منده ههنا مختصراً فقال: له صحبة، روى عنه ابنه رافع، مختلف في اسمه، وأخرجه أبو نعيم، وذكر رواية ابنه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تخرج نار " الحديث.وقد أخرجه أبو موسى فقال: ذكره أبو زكرياء مستدركاً على جده أبي عبد الله بن منده، قال أبو موسى: وهذا قد أخرجه أبو عبد الله في بشر وبشير، والحق بيد أبي موسى فإن ابن منده أخرجه فيهما، قال أبو موسى: أخرجه أبو زكرياء في الزيادات حيث رأى بشيراً السلمي بزيادة ياء ورأى جده قد أخرجه في بشر، فظن أنه غيره، وهو في المواضع كلها بفتح السين واللام نسبة إلى بني سلمة بكسر اللام من الأنصار، وأظن أن أبا زكرياء رأى في كتاب جده في بشر ما علم منه أنه أنصاري، وفي بشير السلمي، فظن أنه بضم السين من سليم بن منصور، فاعتقد أنه فات جده، والله أعلم.
وأخرجه أبو عمر فقال: بشير السلمي قال: ويقال: بشير بضم الباء، قاله الدارقطني، روى عنه ابنه حديثاً واحداً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يوشك أن تخرج نار تضيء لها أعناق الإبل ببصرى تسير سير بطئ الإبل، تسير النهار وتقوم الليل " .
بشير بن أبي زيد
ب د بشير بن أبي زيد، واسمه ثابت بن زيد، وأبو زيد: أحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتل يوم الحرة؛ قاله ابن منده عن محمد بن سعد، وقوله: قتل يوم الحرة وهم وتصحيف؛ وإنما قتل يوم الجسر، يوم قتل أبو عبيد الثقفي بالعراق في خلافة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، يوم قس الناطف، وتصحف الجسر بالحرة إذ أسقطت صورة السين وكتبت معلقة، والله أعلم، وذكره أبو عمر والكلبي أيضاً؛ إلا أنهما سميا أبا زيد: قيس بن السكن الذي جمع القرآن، وقد اختلف الناس في اسم أبي زيد اختلافاً كثيراً يرد في أبي زيد، وقد أخرج أبو عمر بشير بن أبي زيد الأنصاري وقال: قال الكلبي: استشهد أبوه أبو زيد يوم أحد، وشهد بشير بن أبي زيد وأخوه وداعة بن أبي زيد صفين مع علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، فلا أدري أهو المذكور في هذه أو غيره؟.أخرجه ابن منده وأبو عمر.
بشير بن سعد بن ثعلبة
ب د ع بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. يكنى أبا النعمان بابنه النعمان بن بشير، شهد العقبة الثانية وبدراً وأحداً والمشاهد بعدها، يقال: إنه أول من بايع أبا بكر الصديق، رضي الله عنه، يوم السقيفة من الأنصار وقتل يوم عين التمر، مع خالد بن الوليد، بعد انصرافه من اليمامة سنة اثنتي عشرة، روى عنه ابنه النعمان، وجابر بن عبد الله، وروى عنه، مرسلاً، عروة، والشعبي؛ لأنهما لم يدركاه.وروى محمد بن إسحاق عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن النعمان بن بشير عن أبيه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بابن له يحمله، فقال: يا رسول الله، إني نحلت ابني هذا غلاماًن وأنا أحب أن تشهد، قال: " لك ابن غيره " ؟ قال: نعم، قال: " فكلهم نحلت مثل ما نحلته " ؟ قال: لا، قال: " لا أشهد على هذا " . وقد روى عن الزهري نحوه، وقال: عن النعمان أن أباه بشير بن سعد جاء بالنعمان ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جعله من مسند النعمان.
أخرجه الثلاثة.
بشير بن سعد بن النعمان
بشير بن سعد بن النعمان بن أكال. شهد أحداً والخندق مع أبيه والمشاهد كلها، قاله العدوي عن ابن القداح، ذكره ابن الدباغ.بشير بن عبد الله
ب د ع بشير بن عبد الله الأنصاري. من بني الحارث بن الخزرج، قاله الزهري، وقيل: بشر، وقد تقدم. استشهد يوم اليمامة، قال محمد بن سعد: لم يوجد له في الأنصار نسب.أخرجه الثلاثة.
بشير بن عبد المنذر
ب د ع بشير بن عبد المنذر أبو لبابة الأنصاري الأوسي ثم من بني عمرو بن عوف، ثم من بني أمية بن زيد. لم يصل نسبه أحد منهم، وهو: بشير بن عبد المنذر بن زنبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وقيل: اسمه رفاعة، وهو بكنيته أشهر، ويذكر في الكنى، إن شاء الله تعالى، سار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد بدراً، فرده من الروحاء واستخلفه على المدينة، وضرب له بسهمه، وأجره، فكان كمن شهدها.أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله بن عساكر، أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي، حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلا المصيصي، حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، حدثنا محمد بن حماد الظهراني، أخبرنا سهل بن عبد الرحمن أبو الهيثم الرازي، عن عبد الله بن عبد الله أبي أويس المديني، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي لبابة قال: " استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال أبو لبابة: إن التمر في المربد، فقال رسول الله: " اللهم اسقنا " ، فقال أبو لبابة: إن التمر في المربد وما في السماء سحاب نراه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اسقنا في الثالثة حتى يقوم أبو لبابة عرياناً، فيسد ثعلب مربده بإزاره، قال: فاستهلت السماء فمطرت مطراً شديداً، وصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطافت الأنصار بأبي لبابة يقولون: يا أبا لبابة، إن السماء لن تقلع حتى تقوم عرياناً تسد ثعلب مربدك بإزارك، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو لبابة عرياناً فسد ثعلب مربده بإزاره، قال: فأقلعت السماء " .
وتوفي أبو لبابة قبل عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويرد باقي أخباره في كنيته، إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
بشير بن عرفطة
ع بشير بن عرفطة بن الخشخاش الجهني. شهد فتح مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل: اسمه بشر، وقد تقدم في بشر، وقال شعراً في الفتح منه: " الطويل "ونحن غداة الفتح عند محمد ... طلعنا أمام الناس ألفاً مقدما
وهي أبيات. أخرجه أبو نعيم.
بشير بن عقبة
ب د ع بشير بن عقبة، وكنية عقبة: أبو مسعود بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الحارثي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم صغيراً وله ولأبيه صحبة. روى أبو بكر بن حزم أن عروة بن الزبير كان يحدث عمر بن عبد العزيز، وهو يومئذ أمير المؤمنين، قال: حدثني أبو مسعود، أو بشير بن أبي مسعود، وكلاهما قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم أن جبريل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين دلكت السماء، فقال: يا محمد، صل الظهر، فقام فصلى. فذكر قصة المواقيت.وقال أبو معاوية بن مسعر بن ثابت عن عبيد الله قال: " رأيت بشير بن أبي مسعود الأنصاري وكانت له صحبة، وشهد بشير صفين مع علي رضي الله عنه.
أخرجه الثلاثة.
بشير بن عقربة الجهني
ب د ع بشير بن عقربة الجهني، ويقال: الكناني، وقيل: اسمه بشر، يكنى: أبا اليمان.قال أبو عمر: وبشير، يعني بالياء أكثر، نزل فلسطين، وقتل أبوه عقربة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته.
روى عبد الله بن عوف الكناني قال: شهدت يزيد بن عبد الملك قال لبشير بن عقربة يوم قتل عمرو بن سعيد بن العاص: أبا اليمان، قد احتجت إلى كلامك؛ فقم فتكلم، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من قام بخطبة لا يلتمس بها إلا رياء وسمعة وقفه الله موقف رياء وسمعة " .
قلت: روى أبو نعيم هذا الحديث فقال: يزيد بن عبد الملك؛ وإنما هو عبد الملك بن مروان؛ لأنه هو الذي قتل عمرو بن سعيد بن العاص، وقد عاد أورده هو وأبو عمر من طريق آخر على الصواب.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده، عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا سعيد بن منصور قال عبد الله: حدثنا به أبي عنه وهو حي قال: حدثنا حجر بن الحارث الغساني من أهل الرملة، عن عبد الله بن عوف الكناني، وكان عاملاً لعمر بن عبد العزيز على الرملة، أنه شهد عبد الملك بن مروان قال لبشير بن عقربة يوم قتل عمرو بن سعيد: يا أبا اليمان، قد احتجت اليوم إلى كلامك؛ فقم فتكلم، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من قام بخطبة لا يلتمس بها إلا رياء وسمعة وقفه الله يوم القيامة موقف رياء وسمعة " .
أخرجه الثلاثة.
بشير بن عمرو بن محصن
ب س بشير بن عمرو بن محصن أبو عمرة الأنصاري وقد اختلف في اسمه؛ فقيل: بشير، وقيل: بشر، وقد تقدم أتم من هذا. أخرجه أبو عمر وقال: قتل بصفين، أخرجه أبو موسى وأبو عمر وقال: وقد اختلف في اسم أبي عمرة هذا والد عبد الرحمن بن أبي عمرة، وسنذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.بشير بن عمرو
ب بشير بن عمرو. ولد عام الهجرة، قال بشير: " توفي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين " . وروى عنه أنه كان عريف قومه زمن الحجاج، وتوفي سنة خمس وثمانين.أخرجه أبو عمر.
بشير بن عنبس
ب بشير بن عنبس بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر، واسمه: كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الظفري، شهد أحداً، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم جسر أبي عبيد، ذكره الطبري، ويعرف بشير بن العنبس بفارس الحواء، اسم فرسه.وهذا بشير هو ابن عم قتادة بن النعمان بن زيد الذي أصيبت عينه يوم أحد، فردها النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ابن أخي رفاعة بن زيد بن عامر الذي سرق بنو أبيرق درعه، وقيل فيه: يسير بالياء المضمومة تحتها نقطتان، وفتح السين المهملة، ويرد ذكره إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو عمر.
بشير الغفاري
ب د ع بشير الغفاري، له ذكر في حديث أخبرنا به عمر بن محمد بن طبرزد، أخبرنا أبو العباس بن الكلاية الزاهد البغدادي، أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي، أخبرنا أبو طاهر المخلص، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا سوار بن عبد الله، أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا عبد السلام بن عجلان العجيفي، عن أبي يزيد المديني عن أبي هريرة أن بشيراً الغفاري كان له مقعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخطئه، ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً، ثم جاء فرآه شاحباً، فقال: " ما غير لونك " ؟ قال: اشتريت بعيراً من فلان، فشرد، فكنت في طلبه، ولم أشترط فيه شرطاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما إن الشرود يرد " ، ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما غير لونك غير هذا " ؟ قال: لا، قال: فكيف بيوم مقداره خمسون ألف سنة يوم يقوم الناس لرب العالمين " .أخرجه الثلاثة.
بشير بن فديك
ب د ع بشير، هو ابن فديك، قال ابن منده وأبو نعيم: يقال: له رؤية ولأبيه صحبة، وجعل ابن منده بشير بن فديك غير بشير الحارثي المقدم ذكره، وروى هو وأبو نعيم في ترجمة بشير بن فديك حديث الأوزاعي عن الزهري عن صالح بن بشير بن فديك أن جده فديكاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنهم يقولون من لم يهاجر هلك قال: " يا فديك أقم الصلاة وآت الزكاة واهجر السوء واسكن من أرض قومك حيث شئت " .ورواه الأوزاعي من طريق أخرى، عن صالح بن بشير، عن أبيه قال: جاء فديك.
ورواه عبد الله بن حماد الآملي عن الزبيدي عن الزهري، عن صالح بن بشير بن فديك، عن أبيه قال: جاء فديك إلى النبي صلى الله عليه وسلم. الحديث.
اتفق ابن منده وأبو نعيم على رواية هذه الأحاديث في هذه الترجمة، وزاد أبو نعيم فيها على هذه الأحاديث فقال: ذكره عبد الله بن عبد الجبار الخبائري عن الحارث بن عبيدة عن الزبيدي عن الزهري عن صالح بن بشير عن أبيه بشير الكعبي يكنى: أبا عصام أحد بني الحارث، كان اسمه: أكبر، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم بشيراً، وروى أيضاً فيها الحديث الذي رواه عصام عن أبيه قال: " وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: " ما اسمك " ؟ قلت: أكبر، فقال: " أنت بشير " . وقد تقدم الحديث في بشير الحارثي، فاستدل أبو نعيم بقول عبد الله بن عبد الجبار على أنهما واحد، ولا حجة في قوله؛ لأنه قد ذكر أولاً له رؤية ولأبيه صحبة، وذكر أخيراً أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فغير اسمه، ومن يقال: له رؤية، يدل على أنه صغير، والوافد لا يكون إلا كبيراً؛ لا سيما وفي بعض طرق الحديث: " وفدني قومي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامهم " . وهذا فعل الرجل الكامل المقدم فيهم لا الصغير.
وأما ابن منده فإنه جعلهما ترجمتين كما ذكرناه، وليس في ترجمة بشير بن فديك ما يدل على صحبته؛ فإن مدار الجميع على صالح بن بشير، فمن الرواة من يقول: إن جده فديكاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يقول عن أبيه قال: جاء فديك؛ فهو راو لا غير، وقد وافق الأمير أبو نصر أبا عبد الله بن منده في أنهما اثنان فقال: " وبشير الحارثي كان اسمه أكبر، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم بشيراً " ، روى عنه عصام ثم قال: وبشير بن فديك قيل: إن له صحبة، روى عنه ابنه صالح، والحديث يعطي أن أباه له صحبة، وذكره البغوي في الصحابة. انتهى كلامه.
وأما أبو عمر فإنه لم يذكر ترجمة بشير بن فديك، وإنما ذكر بشيراً الحارث، وذكر قدومه إلى النبي.
وأنه غير اسمه لا غير؛ فخلص بهذا من الاشتباه عليه، والله أعلم.
بشير بن معبد
ب د ع بشير بن معبد أو بشر الأسلمي. من أصحاب بيعة الرضوان تحت الشجرة، روى عنه ابنه بشر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من أكل من هذه البقلة، يعني الثوم، فلا يناجينا " .قال أبو عمر: هو جد محمد بن بشر بن بشير الأسلمي، وله حديث آخر رواه ابنه أيضاً عنه أنه أتى بأشنان يتوضاً به فأخذه بيمينه فأنكر عليه بعض الدهاقين فقال إنا لا نأخذ الخير إلا بأيماننا " .
أخرجه الثلاثة.
بشير بن النهاس العبدي
س بشير بن النهاس العبدي. قال أبو موسى. ذكره عبدان وقال: يقال له صحبة، روى حديثه أبو عتاب القرشي، عن يحيى بن عبد الله، عن بشير بن النهاس العبدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما استرذل الله عبداً إلا حرم العلم " .أخرجه أبو موسى.
بشير بن يزيد الضبعي
ب بشير بن يزيد الضبعي. أدرك الجاهلية، عداده في أهل البصرة قال أبو عمر: وقال خليفة بن خياط فيه مرة: يزيد بن بشر، والأول أكثر، روى عنه شهب الضبعي قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي قار: " هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم " .أخرجه أبو عمر.
بشير الثقفي
بشير، بضم الباء وفتح الشين، هو بشير الثقفي، قاله ابن ماكولا، له صحبة وراوية؛ روت عنه حفصة بنت سيرين أنه قال: " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني نذرت في الجاهلية أن لا آكل لحوم الجزر، ولا أشرب الخمر، فقال رسو الله صلى الله عليه وسلم: " أما لحوم الجزر فكلها، وأما الخمر فلا تشرب " .وقد اختلف في اسمه؛ فقيل: بشير بفتح الباء، وقد تقدم، وقيل: بشير بضم الباء، وقيل: بجير بضم الباء وبالجيم، وقد تقدم أيضاً.
بشير أبو رافع
ب بشير، بالضم أيضاً، هو بشير أبو رافع السلمي روى عنه ابنه رافع: " تخرج نار من حبس سيل " . الحديث، وقيل: بشير بفتح الباء، وقيل: بشر بكسر الباء، وسكون الشين المعجمة، وقيل: بسر بضم الباء وسكون السين المهملة، وقد تقدم الجميع.أخرجه أبو عمر.
بشير العدوي
س بشير العدوي، بالضم، وهو: بشير بن كعب أبو أيوب العدوي بصري، قال أبو موسى: قال عبدان: وإنما ذكرناه، يعني في الصحابة، لأن بعض مشايخنا وأستاذينا ذكره، ولا نعلم له صحبة، وهو رجل قد قرأ الكتب، وروى طاووس عن ابن عباس أنه قال لبشير بن كعب العدوي: " عد في حديث كذا وكذا فعاد له، ثم قال: عد لحديث كذا وكذا فعاد له، وقال: والله ما أدري أنكرت حديثي له، وعرفت هذا أو عرفت حديثي كله وأنكرت هذا، قال: كنا نحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن يكذب عليه، فلما ركب الناس الصعب والذلول تركنا الحديث " .
قال: وروى ظلق بن حبيب عن بشير بن كعب قال: " جاء غلامان شابان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله، أنعمل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أو في أمر يستأنف؟ قال: " لا بل في أمر جفت به الأقلام وجرت به المقادير " ، قالا: ففيم العمل إذاً يا رسول الله؟ قال: " كل عامل ميسر لعمله. قالا: فالآن نجد ونعمل " .
قال أبو موسى: هذان الحديثان يوهما أن لبشير صحبة، ولا صحبة له.
قلت: لا شك أنه لا صحبة له، وإنما روايته عن أبي ذر، وعن أبي الدرداء، وأبي هريرة، ويروي عن طلق، وعبد الله بن بريدة، والعلاء بن زياد.
أخرجه أبو موسى.
باب الباء والصاد والعين والغين
بصرة بن أبي بصرة
ب د ع بصرة بن أبي بصرة الغفاري، له ولأبيه صحبة، وقد اختلف في اسم أبيه، وهما معدودان فيمن نزل مصر من الصحابة.أخبرنا مكي بن زيان بن شبة النحوي المقري بإسناده عن يحيى بن يحيى، عن مالك بن أنس، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرجت إلى الطور فلقيت به بصرة بن أبي بصرة الغفاري، فقال: من أين أقبلت؟ فقلت: من الطور، فقال: لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي، ومسجد بيت المقدس " .
قال أبو عمر: هذا الحديث لا يوجد هكذا إلا في الموطأ لبصرة بن أبي بصرة، ورواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن أبي بصرة، وكذلك رواه سعيد بن المسيب، وسعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة فقالا: عن أبي بصرة قال: وأظن الوهم جاء فيه من يزيد بن الهاد. والله أعلم.
قلت: قول أبي عمر: " لا يوجد هكذا إلا في الموطأ " وهم منه؛ فإنه قد رواه الواقدي عن عبد الله بن جعفر، عن ابن الهاد مثل رواية مالك، عن بصرة بن أبي بصرة، فبان بهذا أن الوهم من ابن الهاد، أو من محمد بن إبراهيم؛ فإن أبا سلمة قد روى عنه غير محمد، فقال: عن أبي بصرة، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
بصرة الأنصاري
د ع بصرة وقيل: بسرة، وقيل: نضلة الأنصاري.روى عنه سعيد بن المسيب أنه تزوج امرأة بكراً فدخل بها فوجدها حبلى، ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما، وقال: إذا وضعت فأقيموا عليها الحد، وأعطاها الصداق بما استحل من فرجها " . وقد ذكرناه في بسرة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
بعجة بن زيد
د ع بعجة بن زيد الجذامي.روت ظبية بنت عمرو بن حزابة بن بهيسة مولاة لهم قالت: " خرج رفاعة وبعجة ابنا زيد، وحيان وأنيف ابنا ملة في اثني عشر رجلاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رجعوا قلنا: ما أمركم النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: أمرنا أن نضجع الشاة على شقها الأيسر، ثم نذبحها، ونتوجه القبلة ونسمي الله عز وجل ونذبح " . هذا حديث لا يعرف إلا من هذا الوجه. أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
بعجة بن عبد الله
س بعجة بن عبد الله الجذامي، وقيل: الجهني.قال أبو موسى: ذكره عبدان في الصحابة، وروى بإسناده عن أبي إسحاق، عن أبي إسماعيل، عن أسامة بن زيد، عن بعجة الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يأتي على الناس زمان، خير الناس فيه رجل آخذ بعنان فرسه، إذا سمع هيعة تحول على متن فرسه، ثم التمس الموت في مظانه، أو رجل في غنيمة له في شعب من الشعاب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة حتى يأتيه الموت " .
قال عبدان: لا نعلم لبعجة هذا رؤية ولا سماعاً، وإنما عرفنا الصحبة لأبيه عبد الله بن بدر، وبعجة يروي عن أبيه وعثمان وعلي وأبي هريرة، وإنما كتابنا على رسم بعض أصحابنا.
قلت: الذي قاله عبدان من أن بعجة لا صحبة له صحيح، وأمثال هذا من المراسيل لا أعلم لأي معنى يثبتها؟ وأما هذا الحديث الذي ذكره فهو مرسل، أخبرنا به أبو بكر محمد بن رمضان بن عثمان التبريزي الشيخ الصالح، قدم حاجاً، حدثني القاضي محمود بن أحمد بن الحسن الحداد التبريزي، أخبرني أبي، أخبرنا الأستاذ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد البصري، أخبرنا عبد العزيز بن معاوية، أخبرنا القعنبي، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن بعجة بن عبد الله بن بدر الجهني، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من خير الناس رجلاً آخذاً بعنان فرسه في سبيل الله، إن سمع فزعة، أو هيعة، كان على متن فرسه " الحديث، أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى عن عبد العزيز بن أبي حازم، فبان بهذا أن الحديث الذي ذكره عبدان مرسل لا احتجاج فيه، والله أعلم.
أخرجه أبو موسى.
حازم: بالحاء المهملة والزاي.
بغيض بن حبيب
بغيض بن حبيب بن مروان بن عامر بن ضباري بن جحبة بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم التميمي. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن اسمه فقال: بغيض، قال: " أنت حبيب " ، فهو يدعى حبيباً.ذكره هشام الكلبي.
باب الباء والكاف
بكر بن أمية الضمري
ب د ع بكر بن أمية الضمري، أخو عمرو بن أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن حدي بن ضمرة الكناني الضمري، عداده في أهل الحجاز، انفرد بحديثه محمد بن إسحاق.أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر، أخبرنا النقيب طراد بن محمد إجازة، إن لم يكن سماعاً، أخبرنا ابو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو علي بن صفوان البرذعي، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد، أخبرنا الفضل بن غانم الخزاعين حدثني محمد بن إسحاق، عن الحسن بن الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية، عن أبيه عن عمه بكر بن أمية، قال: كان لنا في بلاد بني ضمرة جار من جهينة في أول الإسلام، ونحن إذ ذاك على شركنا، وكان منا رجل محارب خبيث قد جعلناه، يقال له: ريشة، وكان لا يزال يعدو على جارنا ذلك الجهني، فيصيب له البصر والشارف، فيأتينا يشكوه إلينا فنقول: والله ما ندري ما نصنع به، فاقتله، قتله الله، حتى عدا عليه مرة، فأخذ له ناقة خياراً، فأقبل بها إلى شعب في الوادي فنحرها، وأخذ سنامها ومطايب لحمها ثم تركها، وخرج الجهني في طلبها حين فقدها فاتبع أثرها حتى وجدها عند منحرها، فجاء إلى نادي ضمرة وهو آسف وهو يقول: " الرجز "
أصادق ريشة يال ضمره ... أن ليس لله عليه قدره
ما إن يزال شارفاً وبكره ... يطعن منها في سواد الثغره
بصارم ذي رونق أو شفره ... لا هم إن كان معداً فجره
فاجعل أمام العين منه فجره ... تأكله حتى يوافي الحفره
قال: فأخرج الله أمام عينيه في مآقيه حيث وصف بثيره مثل النبقة، وخرجنا إلى المواسم فرجعنا من الحج وقد صارت أكلة أكلت رأسه أجمع، فمات حين قدمنا.
أخرجه الثلاثة.
بكر بن جبلة الكلبي
د ع بكر بن جبلة الكلبي. كان اسمه عبد عمرو بن جبلة بن وائل بن قيس بن بكر بن عامر، وهو الجلاح بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة، وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فغير اسمه. روى عنه أنه كان له صنم يقال له: عتر، يعظمونه، قال: فعبرنا عنده، فسمعنا صوتاً يقول لعبد عمرو: يا بكر بن جبلة، تعرفون محمداً.ثم ذكر إسلام بكر بطوله من ولده الأبرش، واسمه سعيد بن الوليد بن عبد عمرو بن جبلة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً.
بكر بن الحارث
بكر بن الحارث أبو ميفعة الأنصاري. سكن حمص، قال عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي: اسم أبي ميفعة: بكر.ذكره ابن الدباغ الأندلسي.
بكر بن حارثة
د ع بكر بن حارثة الجهني. روى حديثه الحسن بن بشير بن مالك بن نافد بن مالك الجهني قال: حدثني أبي، عن أبيه أنه سمع أباه يحدث عن جده قال: حدثني بكر بن حارثة الجهني قال: " كنت في سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقتتلنا نحن والمشركون، وحملت على رجل من المشركين، فتعوذ مني بالإسلام، فقتلته فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فغضب، وأقصاني فأوحى الله إليه: " وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأ " . الآية، قال: فرضي عني وأدناني " .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
بكر بن حبيب
ع س بكر بن حبيب الحنفي. قال أبو نعيم: له ذكر في حديث بكر بن حارثة الجهني، سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بريراً، هذا الذي ذكره أبو نعيم، وقد تقدم ذكر بكر بن حارثة وليس له فيه ذكر، وقال أبو موسى: بكر بن حبيب الحنفي، ذكره أبو نعيم في الصحابة، وأن له ذكراً، هذا القدر ذكره أبو موسى.بكر بن شداخ
د ع بكر بن شداخ الليثي. وقيل: بكير، كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه عبد الملك بن يعلى الليثي أنه كان ممن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام، فلما احتلم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني كنت أدخل على أهلك وقد بلغت مبلغ الرجال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم صدق قوله ولقه الظفر " ؛ فلما كان في خلافة عمر بن الخطاب جاء وقد قتل يهودياً، فأعظم ذلك عمر وخرج، وصعد لمنبر وقال: أفيما ولاني الله واستخلفني تقتل الرجال؟ أذكر الله رجلاً كان عند علم إلا أعلمني، فقام إليه بكر بن الشداخ فقال: أنه به، فقال: الله أكبر بؤت بدمه، فهات المخرج، فقال: بلى، خرج فلان غازياً ووكلني بأهله فجئت إلى بابه، فوجدت هذا اليهودي في منزله وهو يقول: " الوافر "وأشعث غره الإسلام مني ... خلوت بعرسه ليل التمام
أبيت على ترائبها ويمسي ... على قود الأعنة والحزام
كأن مجامع الربلات منها ... فئام ينهضون إلى فئام
قال: فصدق عمر قوله، وأبطل دمه بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: أخرجه ابن منده وأبو نعيم ولم يذكر نسبه، وقد نسبه الكلبي، وسماه بكيراً مصغراً وسمى أباه شداداً بدالين، فقال: بكير بن شداد بن عامر بن الملوح بن يعمر الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة الكناني الليثي وهو فارس أطلال، وله يقول الشماخ: " الطويل "
وغيب عن خيل بموقان أسلمت ... بكير بني الشداخ فارس أطلال
قال: وبكير الذي ذكر القصة، وأظن الحق قول الكلبي لعلمه بالنسب، ولأن في نسبه الشداخ فظناه أبا قريباً، وإنما هو في النسب فوق الأب الأدنى، ويكون أبو نعيم قد تبع ابن منده في ذلك، والله أعلم.
بكر بن عبد الله
د س بكر بن عبد الله بن الربيع الأنصاري. روي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " علموا أبناءكم السباحة والرماية، ونعم لهو المؤمنة في بيتها المغزل، وإذا دعاك أبواك فأجب أمك " .أخرجه ابن منده وأبو موسى.
بكر بن مبشر
ب د ع بكر بن مبشر بن خير الأنصاري. من بني عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وبنو عبيد بطن من الأوس، له صحبة، عداده في أهل المدينة.روى عنه إسحاق بن سالم، روى سعيد بن أبي مريم، عن إبراهيم بن سويد، عن أنيس بن أبي يحيى، عن إسحاق بن سالم، مولى بني نوفل بن عدي، عن بكر قال: كنت أغدو إلى المصلى يوم الفطر ويوم الأضحى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسلك بطن بطحان، حتى نأتي المصلى فنصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نرجع من بطن بطحان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه الثلاثة.
قال ابن منده: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، تفرد به سعيد عن إبراهيم.
قلت: قال أبو عمر: روى عنه إسحاق بن سالم، وأنيس بن أبي يحيى وليس كذلك؛ إنما أنيس راو عن إسحاق والله أعلم.
بكير بن شداد
بكير، بضم الباء وزيادة ياء التصغير، هو: بكير بن شداد بن عامر بن الملوح بن يعمر الشداخ الكناني الليثي، وقد تقدم الكلام عليه في بكر بن الشداخ.نسبه هكذا ابن الكلبي.
باب الباء واللام
بلال بن الحارث
ب د ع بلال بن الحارث بن عصم بن سعيد بن قرة بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هدمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة، أبو عبد الرحمن المزني، وولد عثمان يقال لهم: مزينة، نسبوا إلى أمه مزينة، وهو مدني قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد مزينة في رجب سنة خمس، وكان ينزل الأشعر والأجرد وراء المدينة، وكان يأتي المدينة، وأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم العقيق وكان يحمل لواء مزينة يوم فتح مكة ثم سكن البصرة.
روى عنه ابنه الحارث وعلقمة بن وقاص.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله بن علي المذكر وإبراهيم بن محمد الفقيه، وأحمد بن عبيد الله بن علي، قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال: حدثنا حماد، هو ابن السري، حدثنا عبدة عن محمد بن عمرو، عن أبيه عن جده قال: سمعت بلال بن الحارث المزني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب عليه سخطه إلى يوم يلقاه " .
رواه سفيان بن عيينة، ومحمد بن فليح، ومحمد بن بشر، والثوري، والدراوردي، ويزيد بن هارون هكذا موصولاً، ورواه محمد بن عجلان ومالك بن أنس، عن محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة عن بلال. ورواه ابن المبارك، عن موسى بن عقبة عن علقمة عن بلال.
وتوفي بلال سنة ستين آخر أيام معاوية، وهو ابن ثمانين سنة. أخرج ثلاثتهم؛ إلا أن ابن منده قال: روى عنه ابناه: الحارث، وعلقمة؛ وإنما هو علقمة بن وقاس. والله أعلم.
وقال هو وأبو نعيم في نسبه: مرة بالميم، وإنما هو قرة بالقاف، وقد وهم فيه بعض الرواة فجعل الصحابي الحارث بن بلال، ويرد الكلام عليه هناك إن شاء الله تعالى.
خلاوة: بفتح الخاء المعجمة وثور: بالثاء المثلثة، هدمه: بضم الهاء وسكون الدال، ولاطم: بعد اللام ألف وطاء مهملة وميلم.
بلال بن حمامة
س بلال بن حمامة.روى كعب بن نوفل المزني، عن بلال بن حمامة قال: " طلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم يضحك، فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال: يا رسول الله، ما أضحكك؟ قال: " بشارة أتتني من الله عز وجل، في أخي وابن عمي وابنتي؛ أن الله عز وجل لما أراد أن يزوج علياً من فاطمة رضي الله عنهما أمر رضوان فهز شجرة طوبي فنثرت رقاقاً، يعني صكاكاً، بعد محبينا أهل البيت، ثم أنشأ من تحتها ملائكة من نور، فأخذ كل ملك رقاقاً، فإذا استوت القيامة غدا بأهلها، ماجت الملائكة في الخلائق؛ فلا يقلون محباً لنا أهل البيت إلا أعطوه رقا فيه براءة من النار، فنثار أخي وابن عمي فكاك رجال ونساء من أمتي من النار " .
أخرجه أبو موسى وقال: هذا حديث غريب لا طريق له سواه، وبلال هذا قيل: هو بلال بن رباح المؤذن، وحمامة: أمه نسب إليها.
بلال بن رباح
ب د ع بلال بن رباح. يكنى: أبا عبد الكريم، وقيل: أبا عبد الله، وقيل: أبا عمرو وأمه حمامة من مولدي مكة لبني جمح، وقيل: من مولدي السراة، وهو مولى أبي بكر الصديق، اشتراه بخمس أواقي، وقيل: بسبع أواقي، وقيل: بتسع أواقي، وأعتقه الله عز وجل وكان مؤذناً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وخازناً.شهد بدراً والمشاهد كلها، وكان من السابقين إلى الإسلام، وممن يعذب في الله عز وجل فيصبر على العذاب، وكان أبو جهل يبطحه على وجهه في الشمس، ويضع الرحا عليه حتى تصهره الشمس، ويقال: أكفر برب محمد، فيقول: أحد، أحد؛ فاجتاز به ورقة بن نوفل، وهو ذعب ويقول، أحد، أحد؛ فقال: يا بلال، أحد أحد، والله لئن مت على هذا لأتخذن قبرك حناناً.
قيل: كان مولى لبني جمح، وكان أمية بن خلف يعذبه، ويتابع عليه العذاب، فقدر الله سبحانه وتعالى أن بلالاً قتله ببدر.
قال سعيد بن المسيب، وذكر بلالاً: كان شحيحاً على دينه، وكان يعذب؛ فإذا أراد المشركون أن يقاربهم قال: الله الله، قال: فلقي النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر، رضي الله عنه، فقال: " لو كان عندنا شيء لاشترينا بلالاً " : قال: فلقي أبو بكر العباس بن عبد المطلب فقال: اشتر لي بلالاً، فانطلق العباس فقال لسيدته: هل لك أن تبيعيني عبدك هذا قبل أن يفوتك خيره؟ قالت: وما تصنع به؟ إنه خبيث، وإنه، وإنه... ثم لقيها، فقال لها مثل مقالته، فاشتراه منها، وبعث به إلى أبي بكر، رضي الله عنه، وقيل: إن أبا بكر اشتراه مدفون بالحجارة يعذب تحتها.
وآخر رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح، وكان يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته سفراً وحضراً، وهو أول من أذن له في الإسلام.
أخبرنا يعيش بن صدقة بن علي الفراتي الفقيه الشافعي بإسناده إلى أحمد بن شعيب قال: حدثنا محمد عن معدان بن عيسى، أخبرنا الحسن بن أعين، حدثنا زهير، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم عن الأسود بن بلال قال: " آخر الأذان، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله " .
فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يخرج إلى الشام، فقال له أبو بكر: بل تكون عندي، فقال: إن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني، وإن كنت أعتقتني لله، عز وجل، فذرني أذهب إلى الله عز وجل فقال: اذهب، فذهب إلى الشام، فكان به حتى مات. وقيل: إنه أذن لأبي بكر، رضي الله عنه، بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم الدمشقي إجازة، أخبرنا عمي، أخبرنا أبو طالب بن يوسف، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا الحسين بن الفهم، أخبرنا محمد بن سعد، أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، أخبرنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد المؤذن، حدثني عبد الله بن محمد بن عمار بن سعد وعمار بن حفص بن سعد، وعمر بن حفص بن عمر بن سعد، عن آبائهم، عن أجدادهم أنهم أخبروهم قالوا: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال إلى أبي بكر، رضي الله عنه، فقال: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أفضل أعمال المؤمن الجهاد في سبيل الله " وقد أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت، فقال أبو بكر: أنشدك الله يا بلال، وحرمتي وحقي، فقد كبرت واقترب أجلي، فأقام بلال مع أبي بكر حتى توفي أبو بكر، فلما توفي جاء بلال إلى عمر رضي الله عنه فقال له كما قال لأبي بكر، فرد عليه كما رد أبو بكر، فأبى، وقيل إنه لما قال له عمر، ليقيم عنده، فأبى عليه: ما يمنعك أن تؤذن؟ فقال: إني أذنت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض، ثم أذنت لأبي بكر حتى قبض؛ لأنه كان ولي نعمتي، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يا بلال، ليس عمل أفضل من الجهاد في سبيل الله، فخرج إلى الشام مجاهداً، وإنه أذن لعمر بن الخطاب لما دخل الشام مرة واحدة، فلم ير باكياً أكثر من ذلك اليوم.
روى عنه أبو بكر، وعمر، وعلي، وابن مسعود، وعبد الله بن عمر، وكعب بن عجرة، وأسامة بن زيد، وجابر، وأبو سعيد الخدري، والبراء بن عازب، وروى عنه جماعة من كبار التابعين بالمدينة والشام، وروى أبو الدرداء أن عمر بن الخطاب لما دخل من فتح بيت المقدس إلى الجابية سأله بلال أن يقره بالشام، ففعل ذلك، قال: وأخي أبو رويحة الذي آخر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبينه؟ قال: وأخوك، فنزلا داريا في خولان، فقال لهم: قد أتيناكم خاطبين، وقد كنا كافرين، فهدانا الله، وكنا مملوكين فأعتقنا الله، وكنا فقيرين فأغنانا الله، فإن تزوجونا فالحمد لله، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله، فزوجوهما.
ثم إن بلالاً رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وهو يقول: " ما هذه الجفوة يا بلال؟ ما آن لك أن تزورنا " فانتبه حيزناً، فركب إلى المدينة فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وجعل يبكي عنده ويتمرغ عليه، فأقبل الحسن والحسين، فجعل يقبلهما ويضمهما، فقالا له: نشتهي أن تؤذن في السحر، فعلا سطح المسجد، فلما قال: " الله أكبر، الله أكبر " ارتجت المدينة، فلما قال: " أشهد أن لا إله إلا الله " زادت رجتها، فلما قال: " أشهد أن محمداً رسول الله " خرج النساء من خدورهن فما رئي يوم أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم.
أخبرنا أبو جعفر بن أحمد بن علي، وإسماعيل بن عبيد الله بن علي، وإبراهيم بن محمد بن مهران، قالوا: بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا الحسين بن حريث، أخبرنا علي بن الحسين بن واقد، حدثني أبي، أخبرنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: " أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بلالاً فقال: " يا بلال، بم سبقتني إلى الجنة؟ ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشختك أمامي " .
وأخبرنا عمر بن محمد بن المعمر وغيره قالوا: أخبرنا هبة الله بن عبد الواحد الكاتب، أخبرنا أبو طالب محمد بن غيلان، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، أخبرنا أبو منصور بن سليمان بن محمد بن الفضل البجلي، أخبرنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي أن بلالاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: " لا تسبقني بآمين " .
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: " أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا " يعني: بلالاً.
وقال مجاهد: أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة: رسول الله، وأبو بكر، وخباب، وصعيب، وعمار، وبلال، وسمية أم عمار؛ فأما بلال فهانت عليه نفسه في الله، عز وجل، وهان على قومه فأخذوه فكتفوه، ثم جعلوا في عنقه حبلاً من ليف فدفعوه إلى صبيانهم، فجعلوا يلعبون به بين أخشبي مكة، فإذا ملوا تركوه، وأما الباقون فترد أخبارهم في أسمائهم.
وروى شبابة، عن أيوب بن سيار، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن أبي بكر الصديق، عن بلال. قال: " أذنت في غداة باردة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلم ير في المسجد أحداً فقال: " أين الناس " ؟ فقلت: حبسهم القر، فقال: " اللهم أذهب عنهم البرد " ، قال: فلقد رأيتهم يتروحون في الصلاة " . ورواه الحماني، وغيره عن أيوب، ولم يذكروا أبا بكر.
قال محمد بن سعد كاتب الواقدي: توفي بلال بدمشق، ودفن بباب الصغير سنة عشرين، وهو ابن بضع وستين سنة، وقيل: مات سنة سبع أو ثماني عشرة، وقال علي بن عبد الرحمن: مات بلال بحلب، ودفن على باب الأربعين، وكان آدم شديد الأدمة، نحيفاً طوالاً، أجنى خفيف العارضين.
قال أبو عمر: وله أخ اسمه خالد، وأخت اسمها: غفيرة، وهي مولاة عمر بن عبد الله مولى غفرة المحدث، ولم يعقب بلال.
أخرجه الثلاثة.
بلال بن مالك المازني
ب بلال بن مالك المزني، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني كنانة في سرية، فأشعروا به ففارقوا مكانهم فلم يصب منهم إلا فرساً واحداً، وذلك في سنة خمس من الهجرة.أخرجه أبو عمر مختصراً.
بلال بن يحيى
ع س بلال بن يحيى، ذكره الحسن بن سفيان في الوحدان.أخبرنا محمد بن عمر بن أبي عيسى كتابة، أخبرنا الحسن بن أحمد أبو علي، أخبرنا الحافظ أبو نعيم، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، أخبرنا المقدمي محمد بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عثمان القرشي، أخبرنا حبيب بن سليم، عن بلال بن يحيى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن معافاة الله العبد في الدنيا أن يستر عليه سيئاته في الدنيا، وإن أول خزي الله تعالى العبد أن يظهر عليه سيئاته " .
قال أبو نعيم: أراه العبسي الكوفي وهو صاحب حذيفة، لا صحبة له.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
بلال
ب بلال، رجل من الأنصار، ولاه عمر بن الخطاب عمان، ثم عزله وضمها إلى عثمان بن أبي العاص، أخرجه أبو عمر وقال: لا أقف على نسبه، وخبره هذا مشهور.بلز
د ع بلز، وقيل: برز وقيل: رزن، وقيل: مالك بن قهطم أبو العشراء الدارمي، يرد ذكره في الكنى وغيرها من أسمائه إن شاء الله تعالى.أخرجه ابن منده وأبو نعيم.