كتاب : قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة
المؤلف : شيخ الإسلام ابن تيمية
656 - وقد قال تعالى (4: 48، 116): {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} وقال تعالى (2: 22): {فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (16: 15): {وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياى فارهبون}، (29: 56) {فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} وقال تعالى (94: 7 - 8): {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}، وقال تعالى في فاتحة الكتاب التي هي أم القرآن: {إياك نعبد/ وإياك نستعين}، وقال تعالى (2: 165): {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} وقال تعالى (5: 44): {فَلاَ تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِي} وقال تعالى (33: 39): {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَ اللَّهَ}.
657 - ولهذا لما كان المشركون يخوّفون إبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليه. قال تعالى (6: 80 - 82): {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ * وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}.
658 - وفي الصحيحين(1) عن ابن مسعود، قال: لما نزلت هذه الآية {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: أينا لم يظلم نفسه؟ فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما ذاك الشرك كما قال العبد الصالح (31: 13): {يَابُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}. وقال تعالى (24: 52): {وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ}.
659 - فجعل الطاعة لله والرسول، فإنه من يطع الرسول فقد أطاع الله. وجعل الخشية والتقوى لله وحده فلا يخشى إلا الله، ولا يتقى إلا الله. وقال تعالى (5: 44): {فَلاَ تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِي وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً}. وقال تعالى: (3: 175): {فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. وقال تعالى (9: 59): {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ}. فجعل سبحانه الإيتاء لله والرسول في أول الكلام وآخره، كقوله تعالى (59: 7): {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}. مع جعله الفضل لله وحده، والرغبة إلى الله وحده وهو تعالى وحده. حسبهم لا شريك له في ذلك.
__________
(1) أخرجه البخاري في 2 - الإيمان 23 - باب ظلم دون ظلم، حديث 32، 65 - التفسير، تفسير سورة الأنعام، حديث (4629)، وتفسير سورة لقمان، حديث (4776) وفي مواضع أخر. ومسلم في الإيمان، 56 - باب صدق الإيمان وإخلاصه، حديث (197، 198)، وأحمد (1/378). كلهم من حديث ابن مسعود، رضي الله عنه.
660 - وروى البخاري(1) عن ابن عباس في قوله: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} قال: قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها محمد (3: 173): حين قَالَ لَهُمْ النَّاسُ: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.
661 - وقال تعالى (8: 64): {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ}. ومعنى ذلك [عند] جماهير السلف والخلف أن الله وحده حسبك وحسبُ من اتبعك من المؤمنين، كما بسط ذلك بالأدلة.
وذلك أن الرسل عليهم الصلاة والسلام هم الوسائط بيننا وبين الله في أمره ونهيه ووعده ووعيده.
662 - فالحلال ما أحله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله، والدين ما شرعه الله ورسوله. فعلينا أن نحب الله ورسوله، ونطيع الله ورسوله، ونرضي الله ورسوله، قال تعالى (9: 62): {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ}. وقال تعالى (4: 59): {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}. وقال تعالى (4: 80): {مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}. وقال تعالى (9: 24): {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ}.
__________
(1) تقدم تخريجه في ص (58)
663 - وفي الصحيحين(1) عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كنَّ فيه وجدَ بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُلقى في النار}.
664 - وقد قال تعالى (48: 8 - 9): {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}.
فالإيمان بالله والرسول، والتعزير والتوقير للرسول، وتعزيره نصره ومنعه، والتسبيح بكرة وأصيلا/ لله وحده، فإن ذلك من العبادة لله.
665 - والعبادة هي لله وحده: فلا يصلى إلا لله، ولا يصام إلا لله، ولا يحج إلا إلى بيت الله، ولا تشد الرحال إلا إلى المساجد الثلاثة، لكون هذه المساجد بناها أنبياء الله بإذن الله، ولا ينذر إلا لله، ولا يحلف إلا بالله، ولا يُدْعى إلا الله، ولا يستغاث إلا بالله.
666 - وأما ما خلقه الله سبحانه من الحيوان والنبات والمطر والسحاب وسائر المخلوقات، فلم يجعل غيره من العباد واسطة في ذلك الخلق، كما جعل الرسل واسطة في التبليغ بل يخلق ما يشاء بما يشاء من
__________
(1) البخاري، 2 - كتاب الإيمان، باب 9 حديث (16)، وباب 14، حديث (21). ومسلم، كتاب الإيمان، باب 15، حديث (67، 68). وأحمد (3/174، 230). والترمذي، 41 - كتاب الإيمان، باب 10، حديث (2624). (5/15). والنسائي، 47 - كتاب الإيمان، 2 - طعم الإيمان، حديث (4987، 4988). (8/95 - 96)، كلهم من حديث أنس رضي الله عنه.
الأسباب، وليس في المخلوقات شيء يستقل بإبداع شيء، بل لا بد للسبب من أسباب أخر تعاونه، ولا بد من دفع المعارض عنه، وذلك لا يقدر عليه إلا الله وحده، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، بخلاف الرسالة، فإن الرسول وحده كان [واسطة] في تبليغ رسالته إلى عباده.
667 - وأما جعل الهدى في قلوب العباد، فهو إلى الله تعالى لا إلى الرسول. كما قال الله تعالى (28: 56): {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} وقال تعالى (16: 37): {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ}.
668 - وكذلك دعاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، واستغفارهم وشفاعتهم هو سبب ينفع، إذا جعل الله تعالى المحل قابلاً له، وإلا فلو استغفر النبي للكفار والمنافقين لم يغفر لهم، قال الله تعالى (63: 6): {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}.
669 - و [أما] الرسل فقد تبين أنهم هم الوسائط بيننا وبين الله عز وجل، في أمره ونهيه ووعده ووعيده وخبره، فعلينا أن نصدقهم في كل ما أخبروا به، ونطيعهم فيما أوجبوا وأمروا، وعلينا أن نصدق بجميع أنبياء الله عز وجل، لا نفرق بين أحد منهم، ومن سبَّ واحدا منهم كان كافراً مرتداً مباح الدم.
670 - وإذا تكلمنا فيما يستحقه الله تبارك وتعالى من التوحيد، بينا أن الأنبياء وغيرهم من المخلوقين لا يستحقون ما يستحقه الله تبارك وتعالى من خصائص، فلا يشرك بهم ولا يتوكل عليهم، ولا يستغاث بهم كما يستغاث بالله، ولا يقسم على الله بهم، ولا يتوسل بذواتهم.
671 - وإنما يتوسل بالإيمان بهم، وبمحبتهم، وطاعتهم، وموالاتهم وتعزيرهم، وتوقيرهم، ومعاداة من عاداهم، وطاعتهم فيما أمروا، وتصديقهم فيما أخبروا، وتحليل ما حللوه، وتحريم ما حرموه.
والتوسل بذلك على وجهين:
672 - (أحدهما): أن يتوسل بذلك إلى إجابة الدعاء وإعطاء السؤال، كحديث الثلاثة الذين أووا إلى الغار، فإنهم توسلوا بأعمالهم الصالحة ليجيب دعاءهم ويفرج كربتهم، وقد تقدم بيان ذلك(1).
673 - (والثاني): التوسل بذلك إلى حصول ثواب الله وجنته ورضوانه، فإن الأعمال الصالحة التي أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم هي الوسيلة التامة إلى سعادة الدنيا والآخرة.
674 - ومثل هذا كقول المؤمنين (3: 193): {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلأيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ}. فإنهم قدموا ذكر الإيمان قبل الدعاء.
675 - ومثل ذلك ما حكاه الله سبحانه عن المؤمنين في قوله تعالى (23: 109): {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ}. وأمثال ذلك كثير.
676 - وكذلك التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعته، فإنه يكون على وجهين: (أحدهما): أن يطلب منه الدعاء والشفاعة، فيدعو ويشفع، كما كان يطلب منه في حياته، وكما يطلب منه يوم القيامة،
__________
(1) في ص (104).
حين يأتون آدم ونوحاً ثم الخليل ثم موسى الكليم ثم عيسى، ثم يأتون محمداً صلوات الله عليهم وسلامه فيطلبون منه الشفاعة.
677 - (الوجه الثاني): أن يكون التوسل مع ذلك [بأن] يسأل الله تعالى بشفاعته ودعائه، كما في حديث الأعمى المتقدم بيانه(1) وذكره. فإنه طلب منه الدعاء والشفاعة، فدعا له الرسول وشفع فيه، وأمره أن يدعو الله فيقول: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك به، اللهم فشفعه فيَّ". فأمره أن يسأل الله تعالى قبول شفاعته.
678 - بخلاف من يتوسل بدعاء الرسول وشفاعة الرسول، والرسول لم يدع له ولم يشفع فيه، فهذا/ توسل بما لم يوجد، وإنما يتوسل بدعائه وشفاعته من دعا له وشفع فيه.
679 - ومن هذا الباب قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وقت الاستسقاء كما تقدم(2)، فإن عمر والمسلمين(3) توسلوا بدعاء العباس، وسألوا الله تعالى مع دعاء العباس، فإنهم استشفعوا جميعاً، ولم يكن العباس وحده هو الذي دعا لهم، فصار التوسل بطاعته والتوسل بشفاعته كل منهما يكون مع دعاء المتوسل وسؤاله، ولا يكون بدون ذلك. فهذه أربعة أنواع كلها مشروعة، لا ينازع في واحد منها أحد من أهل العلم والإيمان.
__________
(1) (ص 202).
(2) (ص 86، 87).
(3) في خ: "المسلمون".
680 - ودين الإسلام مبني على أصلين، وهما: تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. وأول ذلك أن لا تجعل مع الله إلها آخر، فلا تحب مخلوقاً كما تحب الله، ولا ترجوه كما ترجو الله، ولا تخشاه كما تخشى الله، ومن سوَّى بين المخلوق والخالق في شيء من ذلك فقد عَدَل بالله(1)، وهو من الذين بربهم يعدلون، وقد جعل مع الله إلهاً آخر، وإن كان مع ذلك يعتقد أن الله وحده خلق السموات والأرض.
681 - فإن مشركي العرب كانوا مقرين بأن الله وحده خلق السموات والأرض، كما قال تعالى (31: 25 و 39: 38): {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}.
682 - وكانوا مع ذلك مشركين يجعلون مع الله آلهة أخرى، قال تعالى (6: 19): {أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لاَ أَشْهَدُ}، وقال تعالى (2: 165): {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}.
683 - فصاروا مشركين لأنهم أحبوهم كحبه، لا أنهم(2) قالوا إن آلهتهم خلقوا كخلقه. كما قال تعالى (13: 16): {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ}.
684 - وهذااستفهام إنكار بمعنى النفي، أي ما جعلوا لله
__________
(1) جعل له عدلاً، أي معادلاً ونظيراً.
(2) في: خ "لأنهم". والصواب ما أثبتناه.
شركاء خلقوا كخلقه، فإنهم مقرون أن آلهتهم لم يخلقوا كخلقه، وإنما كانوا يجعلونهم شعفاء ووسائط. قال تعالى (10: 18): {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} وقال صاحب يس (36: 22 - 25): {وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لاَ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِي * إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ * إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِي}.
685 - (الأصل الثاني) أن نعبده بما شرع على ألسن رسله، لا نعبده إلا بواجب أو مستحب، والمباح إذا قصد به الطاعة دخل في ذلك. والدعاء من جملة العبادات، فمن دعا المخلوقين من الموتى والغائبين واستغاث بهم - مع أن هذا أمر لم يأمر به الله ولا رسوله أمر إيجاب ولا استحباب - كان مبتدعاً في الدين، مشركا برب العالمين، متبعاً غير سبيل المؤمنين، ومن سأل الله تعالى بالمخلوقين أو أقسم عليه بالمخلوقين كان(1) مبتدعاً بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، فإن ذم من خالفه وسعى في عقوبته، كان ظالماً جاهلاً معتدياً، وإن حكم بذلك فقد حكم بغير ما أنزل الله، وكان حكمه منقوضا بإجماع المسلمين، وكان إلى أن يستتاب من هذا الحكم ويعاقب عليه أحوجَ منه إلى أن ينفذ له هذا الحكم ويعان
__________
(1) من قوله: "متبعاً غير سبيل"، إلى هنا، ساقط من ز، ب. وجاء الصواب في الفتاوى 1/312 كان مبتدعاً بدعة.
عليه، وهذا كله مجمع عليه بين المسلمين، ليس فيه خلاف لا بين الأئمة الأربعة ولا غيرهم.
686 - وقد بُسط الكلام على هذه الأمور في مجلدات، من جملتها مصنف ذكرنا فيه قواعد تتعلق بحكم الحكام، وما يجوز لهم الحكم فيه وما لا يجوز. وهو مؤلف مفرد يتعلق بأحكام هذا الباب، لا يحسن إيراد شيء من فصوله هاهنا، لإفراد الكلام في هذا الموضع على قواعد التوحيد ومتعلقاته، وسيأتي إيراد ما اختصر منه، وحررت فصوله في ضمن أوراق مفردة يقف عليها المتأمل، لمزيد الفائدة ومسيس الحاجة إلى معرفة هذا الأمر المهم. وبالله التوفيق.
* * *
687 - وكنت وأنا بالديار المصرية في سنة إحدى عشرة وسبعمائة قد استُفتيت عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، فكتبت في ذلك جواباً مبسوطاً، وقد أحببتُ إيراده هنا لما في ذلك من مزيد الفائدة، فإن هذه/ القواعد - المتعلقة بتقرير التوحيد، وحسم مادة الشرك والغلوِّ - كلما تنوع بيانها، ووضحت عبارتها، فإن ذلك نور على نور. والله المستعان.
688 - وصورة السؤال: المسئول من السادة العلماء أئمة الدين، أن يبينوا ما يجوز وما لا يجوز من الاستشفاع والتوسل بالأنبياء والصالحين.
689 - وصورة الجواب: الحمد لله رب العالمين. أجمع المسلمون على أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع للخلق يوم القيامة، بعد أن يسأله الناس ذلك، وبعد أن يأذن الله له في الشفاعة. ثم إن أهل السنة والجماعة متفقون على ما
اتفق عليه الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، واستفاضت به السنن، من أنه صلى الله عليه وسلم يشفع لأهل الكبائر من أمته، ويشفع أيضاً لعموم الخلق.
690 - فله صلى الله عليه وسلم شفاعات يختص بها لا يشركه فيها أحد، وشفاعات يشركه فيها غيره من الأنبياء والصالحين، لكن ما له فيها أفضل مما لغيره، فإنه صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق وأكرمهم على ربه عز وجل، وله من الفضائل التي ميزه الله بها على سائر النبيين ما يضيق هذا الموضع عن بسطه، ومن ذلك "المقام المحمود" الذي يغبطه به الأولون والآخرون.
وأحاديث الشفاعة كثيرة متواترة، منها في الصحيحين أحاديث متعددة، وفي السنن والمسانيد مما يكثر عدده(1).
691 - وأما الوعيدية من الخوارج والمعتزلة، فزعموا أن الشفاعة إنما هي للمؤمنين خاصة في رفع الدرجات، وبعضهم أنكر الشفاعة مطلقاً.
692 - وأجمعوا على أن الصحابة كانوا يستشفعون به، ويتوسلون به في حياته بحضرته، كما ثبت في صحيح البخاري(2) عن أنس بن مالك، أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: "اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا". فيسقون.
__________
(1) تقدم تخريج أحاديث الشفاعة في ص (240).
(2) تقدم تخريج حديث أنس في ص (86، 87).
693 - وفي البخاري(1) أيضاً عن ابن عمر أنه قال: ربما ذكرت قول الشاعر - وأنا انظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستقي، فما ينزل حتى يجيش(2) كل(3) ميزاب:
وأبيضَ يُستسقى الغمامُ بوجهه ... ثِمالُ اليتامى عصمةٌ للأرامل
694 - والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكره عمر بن الخطاب قد جاء مفسراً في سائر أحاديث الاستسقاء، وهو من جنس الاستشفاع به، وهو أن يطلب منه الدعاء والشفاعة(4)، ويطلب من الله أن يقبل دعاءه وشفاعته، ونحن نقدمه بين أيدينا شافعاً وسائلاً لنا، بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.
695 - وكذلك معاوية بن أبي سفيان - لما أجدب الناس بالشام - استسقى بيزيد بن الأسود الجرشي(5) فقال: "اللهم إنا نستشفع - أو نتوسل - بخيارنا. يا يزيد! ارفع يديك". فرفع يديه ودعا، ودعا الناس حتى سقوا.
__________
(1) البخاري، 15 - كتاب الاستسقاء، حديث (1008، 1009). وابن ماجه، 5 - إقامة الصلاة، 154 - باب ما جاء في الدعاء في الاستسقاء، حديث (1272). (1/405). وأحمد، (2/93).
(2) يقال: جاش الوادي إذا زخر بالماء، وجاشت القدر إذا غلت، وجاش الشيء: تحرك. وهي هنا كناية عن كثرة المطر.
(3) في الأصل: "له" والتصحيح من البخاري 2/413.
(4) من الأحاديث المفسرة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، حديث أنس رضي الله عنه، قال: جاء أعرابي من أهل البدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، فقال: يا رسول الله هلكت الماشية، هلك العيال، هلك الناس، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه يدعو، ورفع الناس أيديهم معه يدعون...الحديث. أخرجه البخاري، 15 - كتاب الاستسقاء، 21 - باب رفع الناس أيديهم مع الإمام في الاستسقاء، حديث (1029).
(5) تقدم تخريجه ص (127، 128).
696 - ولهذا قال العلماء: يستحبُّ أن يستسقى بأهل الدين والصلاح، وإذا كانوا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أحسن.
وهذا الاستشفاع والتوسل حقيقته التوسل بدعائه، فإنه كان يدعو للمتوسل به المستشفع به والناس يدعون معه.
697 - كما أن المسلمين لما أجدبوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليه أعرابي فقال: يا رسول الله هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يغيثنا، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال: "اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا". وما في السماء قُزعة. فنشأت سحابة من جهة البحر، فمطروا أسبوعاً لا يرون فيه الشمس، حتى دخل عليهم الأعرابي - أو غيره - فقال: يا رسول الله انقطعت السبل، وتهدم البنيان، فادع الله يكشفها عنا. فرفع يديه وقال: "اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب(1)، ومنابت الشجر وبطون الأودية". فانجابت عن المدينة كما ينجاب الثوب.
والحديث مشهور في الصحيحين وغيرهما(2).
698 - وفي حديث آخر في سنن أبي داود وغيره، أن رجلاً قال له: إنا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك. فسبح رسول الله
__________
(1) قال ابن الأثير: "الإكام بالكسر جمع أكمة، وهي الرابية وتجمع الإكام على أكم والأكم على آكام". النهاية، (1/59). والظراب، هي "الروابي الصغار". تهذيب الصحاح، (1/74). وفي القاموس، (1/99) الظَرِب - ككتِف: ما نتأ من الحجارة وحد طرفه، أو الجبل المنبسط أو الصغير، جمعه: ظراب.
(2) تقدم تخريجه ص 126.
صلى الله عليه وسلم حتى رؤي ذلك في وجوه أصحابه. وقال "ويحك! أتدري ما الله؟ إن الله لا يستشفع به على أحد من خلقه، شأن/ الله أعظم من ذلك"(1).
699 - وهذا يبين أن معنى الاستشفاع بالشخص - في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه - هو استشفاع بدعائه وشفاعته، ليس هو السؤال بذاته، فإنه لو كان هذا السؤال بذاته لكان سؤال الخلق بالله تعالى أولى من سؤال الله بالخلق.
700 - ولكن لما كان معناه هو الأول، أنكر النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "نستشفع بالله عليك" ولم ينكر قوله نستشفع بك على الله، لأن الشفيع يسأل المشفوع إليه أن يقضي حاجة الطالب، والله تعالى لا يسأل أحداً من عباده أن يقضي حوائج خلقه.
701 - وإن كان بعض الشعراء ذكر استشفاعه بالله تعالى في مثل قوله:
شفيعي إليك الله لا رب غيره ... وليس إلى ردِّ الشفيع سبيلُ
وكذلك بعض الاتحادية(2) ذكر أنه استشفع بالله سبحانه إلى النبي صلى الله عليه وسلم! وكلاهما خطأ وضلال.
702 - بل هو سبحانه المسئول المدعو الذي يسأله كل من في
__________
(1) تقدم تخريجه ص 159.
(2) الذين يقولون بوحدة الوجود، أي أن واجب الوجود وجائز الوجود واحد. ومعنى هذا أن الكون هو الله. وهذا إنكار لوجود الله، والعياذ بالله من الكفر بعد الإيمان.
السموات والأرض، ولكن هو تبارك وتعالى يأمر عباده فيطيعونه، وكل من وجبت طاعته من المخلوقين فإنما وجبت لأن ذلك طاعة لله تعالى، فالرسل يبلغون عن الله أمره، فمن أطاعهم فقد أطاع الله، ومن بايعهم فقد بايع الله. قال تعالى (4 : 64): {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} وقال تعالى (4: 80): {مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}. وأولو الأمر من أهل العلم وأهل الإمارة إنما تجب طاعتهم إذا أمروا بطاعة الله ورسوله.
703 - قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "على المرء المسلم السمع والطاعة في عسره ويسره ومنشطه ومكرهه، ما لم يؤمر بمعصية الله، فإذا أمر بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة"(1).
704 - وقال صلى الله عليه وسلم: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"(2).
__________
(1) لم أجد الحديث بهذا اللفظ. وفي معناه أحاديث كثيرة منها: حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، على السمع والطاعة، في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخشى في الله لومة لائم". أخرجه مسلم، 33 - الإمارة، حديث (41، 42). والبخاري، 93 - الأحكام، حديث (7199). ومالك، 21 - الجهاد، حديث (5). (2/445). وابن ماجه، 24 - الجهاد باب (40)، حديث (2866). (2/957). كلهم من حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه . وعند ابن ماجه، في 24 - الجهاد، (2864). من حديث ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: على المرء المسلم الطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة". وكذلك هو عند مسلم، 33 - الإمارة، حديث (38). وفي البخاري، في 93 - الأحكام، حديث (7144).
(2) في مسلم، 33 - الإمارة، حديث (39). وأبو داود، 9 - الجهاد، 96 - باب في الطاعة، حديث (26). (3/93). والبخاري، 93 - الأحكام، (7145). والطيالسي، رقم (159). والنسائي، 39 - البيعة، 24 - جزاء من أمر بمعصية فأطاع، حديث =
705 - وأما الشافع فسائل لا تجب طاعته في الشفاعة وإن كان عظيماً، وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل بريرة أن تمسك زوجها ولا تفارقه لما أعتقت، وخيرها النبي صلى الله عليه وسلم فاختارت فراقه، وكان زوجها يحبها فجعل يبكي، فسألها النبي صلى الله عليه وسلم أن تمسكه فقالت: أتأمرني؟ فقال : " لا! إنما أنا شافع"(1).
706- وإنما قالت " أتأمرني؟ " وقال " إنما أنا شافع" لما استقر عند المسلمين أن طاعة أمره واجبة بخلاف شفاعته، فإنه لا يجب قبول شفاعته، ولهذا لم يلمها النبي صلى الله عليه وسلم على ترك قبول شفاعته، فشفاعة غيره من الخلق أولى أن لا يجب قبولها.
707- والخالق جل جلاله أمُره أعلى وأجل من أن يكون شافعاً إلى مخلوق، بل هو سبحانه أعلى شأناً من أن يشفع أحد عنده إلا بإذنه. قال تعالى: (21 : 26-29): {وقالوا اتخذ الرحمن ولداً سبحانه، بل عبادٌ مكرمون، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، يعلم ما بين أيديهم
__________
= (4205). (7/159). وأحمد، (1/82)، 94، 124). كلهم من حديث علي وأخصرها لفظ البخاري، ولفظه: "إنما الطاعة في المعروف". وأخرجه أحمد (5/66)، من حديث عمران بن حصين، والحكم بن عمرو الغفاري، والطيالسي، (ص 114)، حديث (850).
(1) البخاري 68 - الطلاق 16 - باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، في زوج بريرة، حديث (5283).
وأبو داود في 7- الطلاق، 19- باب في المملوكة تعتق وهي تحت حر أو عبد، حديث 2231. وابن ماجه 10- الطلاق 29- باب خيار المرأة إذا عتقت، حديث (2075) (1/671). وقصة بريرة قد رواها أيضا الإمام مسلم والترمذي، ولكن ليس في روايتهما لفظ الشفاعة.
وماخلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى، وهم من خشيته مشفقون، ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين}.
708- ودل الحديث المتقدم على أن الرسول صلى الله عليه وسلم يستشفع به إلى الله عز وجل، أي يطلب منه الشفاعة في الدنيا والآخرة، فأما في الآخرة فيطلب منه الخلق الشفاعة في أن يقضي الله بينهم، وفي أن يدخلوا الجنة، ويشفع في أهل الكبائر من أمته، ويشفع في بعض من يستحق النار أن لا يدخلها، ويشفع في بعض من دخلها أن يخرج منها.
ولا نزاع بين جماهير الأئمة أنه يجوز أن يشفع لأهل الطاعة المستحقين الثواب.
709-ولكن كثيراً من أهل البدع والخوارج والمعتزلة [أنكروا](1) شفاعته لأهل الكبائر، فقالوا: لا يشفع لأهل الكبائر. بناء على أن أهل الكبائر عندهم لا يغفر الله لهم ولا يخرجهم من النار بعد أن يدخلوها لا بشفاعة ولا غيرها.
710- ومذهب الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين وسائر أهل السنة والجماعة أنه صلى الله عليه وسلم يشفع في أهل الكبائر، وانه لا يخلد في النار من أهل الإيمان أحد. بل يخرج من النار من في قلبه مثقال حبة من إيمان أو مثقال ذرة من إيمان(2).
__________
(1) في خ بياض بمقدار الكلمة .
(2) تقدم تخريج أحاديث الشفاعة، ص(240).
711- لكن هذا الاستسقاء والاستشفاع والتوسل به وبغيره كان يكون في حياته، بمعنى أنهم يطلبون منه الدعاء فيدعو لهم، فكان توسلهم بدعائه، والاستشفاع به طلب شفاعته، والشفاعةُ دعاء.
712- فأما التوسل بذاته في حضوره أو مغيبه أو بعد موته/ - مثل الإقسام بذاته أو بغيره من الأنبياء أو السؤال بنفس ذواتهم لا بدعائهم - فليس هذا مشهوراً عند الصحابة والتابعين.
713- بل عمر بن الخطاب ومعاوية بن أبي سفيان ومن بحضرتهما من أصحاب رسول الله والتابعين لهم بإحسان لما أجدبوا استسقوا وتوسلوا واستشفعوا بمن كان حياً كالعباس وكيزيد بن الأسود، ولم يتوسلوا ولم يستشفعوا ولم يستسقوا في هذه الحال بالنبي صلى الله عليه وسلم لا عند قبره ولا غير قبره، بل عدلوا إلى البدل كالعباس وكيزيد، بل كانوا يصلوا عليه في دعائهم، وقد قال عمر: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. فجعلوا هذا بدلاً عن ذاك لما تعذر أن يتوسلوا به على الوجه المشروع الذي كانوا يفعلونه.
714- وقد كان من الممكن أن يأتوا إلى قبره ويتوسلوا هناك ويقولوا في دعائهم بالجاه ونحو ذلك من الألفاظ التي تتضمن القسم بمخلوق على الله عز وجل أو السؤال به، فيقولون: نسألك أو نقسم عليك بنبيك، أو بجاه نبيك ونحو ذلك مما يفعله بعض الناس.
715- وروى بعض الجهال عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا سألتم الله فاسألوا بجاهي، فإن جاهي عند الله عظيم"(1).
وهذا الحديث كذب ليس في شيء من كتب المسلمين التي يعتمد عليها أهل الحديث، ولاذكره أحد من أهل العلم بالحديث.
مع(2) أن جاهه عند الله تعالى أعظم من جاه جميع الأنبياء والمرسلين.
716- وقد أخبر سبحانه عن موسى وعيسى عليهما السلام أنهما وجيهان عند الله، فقال تعالى (33: 69): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ ءَاذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا}، وقال تعالى(3: 45): {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَاوَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}.
717- فإذا كان موسى وعيسى وجيهين عند الله عز وجل فكيف بسيد ولد آدم(3).
__________
(1) لم أجده في أي مصدر بعد بحث.
(2) في خ "من".
(3) إشارة إلى حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- (... أنا سيد الناس يوم القيامة...) وهو حديث طويل في الشفاعة أخرجه البخاري في 65 -التفسير- تفسير سورة الإسراء حديث (4712). ومسلم -كتاب الإيمان- حديث (327-328) (1/184-186). والترمذي 38- قيامه 10- باب ما جاء في الشفاعة، حديث 2434 (4/622). واحمد (2/435، 540). وإلى حديث ابن عباس - رضي الله عنهما- الذي أخرجه الإمام أحمد (1/281-295). وإلى حديث أنس الذي اخرجه الإمام أحمد (3/144). والدارمي (حديث 25) (1/31). وإلى حديث أبي سعيد الذي رواه أحمد (3/2). وإلى حديث حذيفة الذي رواه الإمام أحمد (5/388).
718- صاحب المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون(1).
719- وصاحب الكوثر والحوض المورود الذي آنيته عدد نجوم السماء، وماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً(2).
720- وهو صاحب الشفاعة يوم القيامة حين يتأخر عنها آدم وأولو العزم، نوح وإبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ويتقدم هو إليها وهو صاحب اللواء، آدم ومن دونه تحت لوائه، وهو سيد ولد آدم وأكرمهم على ربه عز وجل(3)، وهو إمام الأنبياء إذا اجتمعوا، وخطيبهم إذا وفدوا، ذو الجاه العظيم صلى الله عليه وسلم وعلى آله.
721- ولكن جاه المخلوق عند الخالق تعالى ليس كجاه المخلوق عند المخلوق، فإنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه (19: 93-94): {إِنْ
__________
(1) إشارة إلى حديث ابن عمر الذي رواه البخاري في 25 - التفسير تفسير سورة الإسراء حديث (4718)، وحديث جابر بعده رقم (4719) وهما من أحاديث الشفاعة المتواترة، وقد مر ذكر شيء منه ص(240).
(2) أحاديث الحوض متواترة. وقد روى منها الإمام مسلم عدداً: منها: حديث جندب، وسهل، وأبي سعيد الخدري، وعبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وأسماء بنت أبي بكر، - رضي الله عنهما- وعائشة -رضي الله عنها- وأم سلمة -رضي الله عنها-، وعقبة بن عامر -رضي الله عنه-، وعبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-، وحذيفة -رضي الله عنه-، وحارثة بن وهب -رضي الله عنه-، وابن عمر -رضي الله عنهما-، وأبي ذر رضي الله عنه، وثوبان رضي الله عنه، وأبي هريرة وأنس رضي الله عنهما، وجابر بن سمرة -رضي الله عنه-. مسلم 43- كتاب الفضائل 9- باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم، حديث (25-44) (4/1792-1802).
(3) هذه إشارات إلى أحاديث الشفاعة وقد تقدم تخريجها في ص (240).
كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا ءَاتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا، لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا}، وقال تعالى: (4: 172-173): {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا، فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا}.
722- والمخلوق يشفع عند المخلوق بغير إذنه فهو شريك له في حصول المطلوب، والله تعالى لاشريك له، كما قال سبحانه (34: 22-23): {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ، وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ}.
723- وقد استفاضت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن اتخاذ القبور مساجد(1)، ولعن من يفعل ذلك، ونهى عن اتخاذ قبره عيداً(2).
724- وذلك لأن أول ما أحدث الشرك في بني آدم كان في قوم نوح.
قال ابن عباس : كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام(3).
__________
(1) تقدم تخريجها، ص(29، 155).
(2) تقدم تخريجها، ص(29، 155).
(3) تفسير ابن جرير (2/334)؛ وابن كثير (1/364)؛ تفسير سورة البقرة، الآية (213)؛ والحاكم في المستدرك (2/442) قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
725- وثبت في الصحيحين(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم أن نوحاً أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض .
726- وقد قال الله تعالى عن قومه أنهم قالوا (71-23: 24): {لا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا، وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا}.
قال غير واحد من السلف: هؤلاء كانوا قوماً صالحين في قوم نوح، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم، فلما طال عليهم الأمد/ عبدوهم .
727- وقد ذكر البخاري في صحيحه هذا عن ابن عباس، وذكر أن هذه الآلهة صارت إلى العرب، وسمى قبائل العرب الذين كانت فيهم هذه الأصنام(2).
728- فلما علمت الصحابة رضوان الله عليهم أن النبي صلى الله عليه وسلم حسم مادة الشرك بالنهي عن اتخاذ القبور مساجد، وإن كان المصلي يصلي لله عز وجل، كما نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس لئلا يشابه المصلين للشمس، وإن كان المصلي إنما يصلي لله تعالى. وكان الذي يقصد الدعاء بالميت أو عند قبره أقرب إلى الشرك من الذي لا يقصد إلا الصلاة لله -عز وجل- لم يكونوا يفعلون ذلك.
__________
(1) البخاري 65 - التفسير، حديث (4476). و 81- الرقاق، 51- باب صفة أهل الجنة والنار. حديث (6565) من حديث أنس. ومسلم 1- الإيمان 84- باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها. حديث (327) (1/184-186) من حديث أبي هريرة. وابن ماجه 37- كتاب الزهد حديث (4312) (2/1442).
(2) تقدم تخريجه ص15 .
729- وكذلك علم الصحابة أن التوسل به إنما هو التوسل بالإيمان به وطاعته ومحبته وموالاته، أو التوسل بدعائه وشفاعته، فلهذا لم يكونوا يتوسلون بذاته مجردة عن هذا وهذا .
730- فلما لم يفعل الصحابة رضوان الله عليهم شيئاً من ذلك، ولا دعوا بمثل هذه الأدعية، وهم أعلم منا، وأعلم بما يجب لله ورسوله، وأعلم بما أمر الله به ورسوله من الأدعية، وما هو أقرب إلى الإجابة منا، بل توسلوا بالعباس وغيره ممن ليس مثل النبي صلى الله عليه وسلم، دل عدولهم عن التوسل بالأفضل إلى التوسل بالمفضول أن التوسل المشروع بالأفضل لم يكن ممكناً.
731- وقد قال صلى الله عليه وسلم : " اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"(1)، رواه مالك في موطئه ورواه غيره.
732- وفي سنن أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا تتخذوا قبري عيداً، وصلوا عليَّ حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني"(2).
733- وفي الصحيحين أنه قال في مرض موته: " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما فعلوا. قالت عائشة : " ولولا ذلك لأبرز قبره، ولكن كره أن يتخذ مسجداً"(3).
__________
(1) تقدم تخريجه في ص (35).
(2) تقدم تخريجه في ص (155).
(3) تقدم تخريجه في ص (30).
734- وفي صحيح مسلم عن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قبل أن يموت بخمس: "إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، فإن الله قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك"(1).
735- وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد فقولوا: عبدالله ورسوله"(2).
736- وقد روى الترمذي حديثاً صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه علم رجلاً أن يدعو فيقول: " اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد يا رسول الله! إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها لي، اللهم شفعه في"(3).
وروى النسائي نحو هذا الدعاء(4).
737- وفي الترمذي وابن ماجه عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني فقال: إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت، فهو خير لك. فقال: فادعه. فأمره أن يتوضا فيحسن
__________
(1) تقدم تخريجه في ص (29،30).
(2) تقدم تخريجه في ص (252).
(3) ، (4) تقدم تخريجه في ص (201).
وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا رسول الله يا محمد! إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى، اللهم فشفعه فيَّ"، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح(1).
738- ورواه النسائي عن عثمان بن حنيف ولفظه أن رجلاً أعمى قال: يا رسول الله ! أدع الله أن يكشف لي عن بصري. قال: " فانطلق فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبي محمد نبي الرحمة، يا محمد! إني أتوجه بك إلى ربي أن يكشف عن بصري، اللهم فشفعه فيَّ" قال: فرجع وقد كشف الله عن بصره(2).
739- وقال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا روح حدثنا شعبة عن عمير بن يزيد الخطمي المديني قال: سمعت عمارة بن خزيمة بن ثابت يحدث عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله! ادع الله أن يعافيني فقال: "إن شئت أخرت ذلك فهو خير لآخرتك، وإن شئت دعوت لك" قال: لا! بل ادع الله لي، فأمره أن يتوضأ وأن يصلي ركعتين وأن يدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى/، اللهم فشفعني فيه وشفعه فيَّ. قال ففعل الرجل فبرأ(3).
__________
(1) تقدم تخريجه في ص (202).
(2) تقدم تخريجه في ص (201، 202).
(3) تقدم تخريجه في ص (201، 202).
فهذا الحديث فيه التوسل به إلى الله في الدعاء.
740- فمن الناس من يقول: هذا يقتضي جواز التوسل به مطلقاً حياً وميتاً، وهذا يحتج به من يتوسل بذاته بعد موته وفي مغيبه.
741- ويظن هؤلاء أن توسل الأعمى والصحابة في حياته كان بمعنى الإقسام به على الله أو بمعنى أنهم سألوا الله بذاته أن يقضي حوائجهم، ويظنون أن التوسل به لا يحتاج إلى أن يدعو هو لهم ولا إلى أن يطيعوه، فسواء عند هؤلاء دعا الرسول لهم أو لم يدع ، الجميع عندهم توسل به، وسواء أطاعوه أو لم يطيعوه .
742- ويظنون أن الله تعالى يقضي حاجة هذا الذي توسل به بزعمهم ولم يدع له الرسول، كما يقضي حاجة هذا الذي توسل بدعائه ودعا له الرسول صلى الله عليه وسلم ، إذ كلاهما متوسل به عندهم.
743- ويظنون أن كل من سأل الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد توسل به كما توسل به ذلك الأعمى، وأن ماأمر به العمى مشروع لهم. وقول هؤلاء باطل شرعاً وقدراً، فلا هم موافقون لشرع الله ولا ما يقولونه مطابق لخلق الله.
744- ومن الناس من يقول: هذه قضية عين يثبت الحكم في نظائرها التي تشبهها في مناط الحكم، لا يثبت الحكم بها فيما هو مخالف لها لامماثل لها. والفرق ثابت شرعاً وقدراً بين من دعا له النبي صلى الله عليه وسلم وبين من لم يدعُ له، ولا يجوز أن يجعل أحدهما كالآخر، وهذا الأعمى شفع له النبي صلى الله عليه وسلم فلهذا قال في دعائه: " اللهم فشفعه فيَّ". فعلم أنه شفيع فيه،
ولفظه: "إن شئتَ صبرت وإن شئت دعوتُ لك" فقال: ادع لي. فهو طلبَ من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي ويدعو هو أيضاً لنفسه، ويقول في دعائه " اللهم فشفعه فيَّ" فدل ذلك على أن معنى قوله: "أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد" أي بدعائه وشفاعته كما قال عمر: "اللهم إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا إليك بنبينا فتسقينا"(1).
745- فالحديثان معناهما واحد، فهو صلى الله عليه وسلم علم رجلاً أن يتوسل به في حياته، كما ذكر عمر أنهم كانوا يتوسلون به إذا أجدبوا.
ثم إنهم بعد موته إنما كانوا يتوسلون بغيره بدلاً عنه، فلو كان التوسل به حياً وميتاً سواء، والمتوسل به الذي دعا له الرسول كمن لم يدع له الرسول، لم يعدلوا عن التوسل به، وهو أفضل الخلق وأكرمهم على ربه، وأقربهم إليه وسيلة، إلى أن يتوسلوا بغيره ممن ليس مثله .
746- وكذلك لو(2) كان أعمى توسل به ولم يدع له الرسول بمنزلة ذلك الأعمى، لكان عميان الصحابة(3) أو بعضهم يفعلون مثل ما فعل الأعمى، فعدولهم عن هذا إلى هذا، مع أنهم السابقون الأولون
__________
(1) تقدم تخريجه في ص (86، 87).
(2) كذا في خ وسائر النسخ وفي مختصر الرد على البكري، ص130 لو كان كل أعمى، وهذه العبارة أسلم وأقوم.
(3) وقد عمى منهم جماعة -رضوان الله عليهم- منهم: العباس بن عبدالمطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنه عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- وعقيل بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجابر بن عبدالله -رضي الله عنهما-.
المهاجرون والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، فإنهم أعلم منا بالله ورسوله، وبحقوق الله ورسوله، ومايشرع من الدعاء وينفع، وما لم يشرع ولا ينفع، ومايكون أنفع من غيره، وهم في وقت ضرورة ومخمصة وجدب يطلبون تفريج الكربات، وتيسير العسير، وإنزال الغيث بكل طريق ممكن، دليل على أن المشروع ماسألوه دون ما تركوه.
747- ولهذا ذكر الفقهاء في كتبهم في الاستسقاء ما فعلوه دون ما تركوه، وذلك أن التوسل به حياً هو من جنس مسألته أن يدعو لهم، وهذا مشروع. فما زال المسلمون يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته أن يدعو لهم.
748- وأما بعد موته، فلم يكن الصحابة يطلبون منه الدعاء، لا عند قبره ولا عند غير قبره، كما يفعله كثير من الناس، عند قبور الصالحين، يسأل أحدهم الميت حاجته، أو يقسم على الله به ونحو ذلك وإن كان قد روي في ذلك حكايات عن بعض المتأخرين .
749- بل طلب الدعاء مشروع من كل مؤمن لكل مؤمن، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر لما استأذنه في العمرة:" لاتنسنا يا أخي من دعائك"(1) إن صح الحديث.
750- وحتى أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يطلب من أويس القرني أن يستغفر للطالب وإن كان الطالب أفضل من أويس بكثير(2).
__________
(1) تقدم تخريجه في ص (73، 74).
(2) قصة أويس القرني في صحيح مسلم (4/1969) حديث (244)، 44 -كتاب- فضائل الصحابة - رواها مسلم في حديث طويل.
751- وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ فإنه من صلى عليَّ مرة صلى الله عليه عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو / أن أكون أنا ذلك العبد، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي يوم القيامة"(1).
752- مع أن طلبه من أمته الدعاء ليس هو طلب حاجة من المخلوق، بل هو تعليم لأمته ماينتفعون به في دينهم، وبسبب ذلك التعليم والعمل بما علمهم يعظم الله أجره، فإنا إذا صلينا عليه مرة صلى الله علينا عشراً، وإذا سألنا الله له الوسيلة، حلت علينا شفاعته يوم القيامة.
753- وكل ثواب يحصل لنا على أعمالنا فله مثل أجرنا من غير أن ينقص من أجرنا شيء، فإنه صلى الله عليه وسلم قال: " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئاً"(2).
754- وهو الذي دعا أمته إلى كل خير، وكل خير تعمله أمته له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً ولهذا لم يكن الصحابة والسلف يهدون إليه ثواب أعمالهم ولا يحجون عنه ولا يتصدقون ولا يقرءون القرآن ويهدون له؛ لأن كل مايعمله المسلمون من صلاة وصيام وحج وصدقة وقراءة له صلى الله عليه وسلم مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً، بخلاف الوالدين، فليس كل ماعمله المسلم من الخير يكون
__________
(1) تقدم تخريجه في ص (73).
(2) تقدم تخريجه في ص (71) حاشية (1)
لوالديه مثل أجره، ولهذا يهدي الثواب لوالديه وغيرهما.
755- ومعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم مطيع لربه عز وجل في قوله تعالى (94: 7-8) {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ، وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} فهو صلى الله عليه وسلم لا يرغب إلى غير الله .
756- وقد ثبت في الصحيح(1) أنه قال: "يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفاً بغير حساب،هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون".
757- فهؤلاء من أمته وقد مدحهم بأنهم لا يسترقون، والاسترقاء أن يطلب من أحد أن يرقيه، والرُّقية من نوع الدعاء، وكان هو صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه وغيره، ولا يطلب من أحد أن يرقيه.
758- ورواية من روى في هذا " لا يرقون"(2) ضعيفة غلط. فهذا مما يبين حقيقة أمره لأمته بالدعاء أنه ليس من باب سؤال المخلوق للمخلوق الذي غيره أفضل منه، فإن من لا يسأل الناس - بل لا يسأل إلا الله - أفضل ممن يسأل الناس، ومحمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم .
759- ودعاء الغائب للغائب، أعظم إجابة من دعاء الحاضر، لأنه أكمل إخلاصاً وابعد عن الشرك، فكيف يشبه دعاء من يدعو لغيره بلا سؤال منه، إلى دعاء من يدعو الله بسؤاله وهو حاضر؟ وفي الحديث:
__________
(1) تقدم تخريجه في ص (57).
(2) تقدم ص (57) إن هذه الزيادة في صحيح مسلم.
"أعظم الدعاء إجابة دعاء غائب لغائب"(1).
760- وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما من رجل يدعو لأخيه بظهر الغيب بدعوة إلا وكل الله به ملكاً كلما دعا لأخيه بدعوة، قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل"(2).
761- وذلك أن المخلوق يطلب من المخلوق مايقدر المخلوق عليه، والمخلوق قادر على دعاء الله ومسألته، فلهذا كان طلب الدعاء جائزاً، كما يطلب منه الإعانة بما يقدر عليه، والأفعال التي يقدر عليها .
762- فأما ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، فلا يجوز أن يطلب إلا من الله سبحانه، لا يطلب ذلك لا من الملائكة، ولا من الأنبياء ولا من غيرهم، ولا يجوز أن يقال لغير الله: اغفر لي، واسقنا الغيث، وانصرنا على القوم الكافرين، أو اهد قلوبنا، ونحو ذلك.
763- ولهذا روى الطبراني في معجمه(3) أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين، فقال الصديق: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق، فجاءوا إليه فقال: " إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله" وهذا في الاستعانة مثل ذلك.
__________
(1) أخرجه أبو داود (1535) بلفظ: "إن أسرع الدعاء إجابة...الخ"؛ والترمذي (1980) بلفظ "ما دعوة أسرع إجابة ...الخ"؛ والبخاري في الأدب المفرد (623) بلفظ "أسرع الدعاء إجابة"؛ وابن أبي شيبة (10/198)، وضعفه الترمذي بالافريقي والألباني في ضعيف الأدب المفرد (ص62) قام بتخريجه بعض الأخوة.
(2) تقدم تخريجه في ص (61).
(3) تقدم تخريجه ص (254).
764- فأما مايقدر عليه البشر، فليس من هذا الباب وقد قال سبحانه(8: 9) {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}، وفي دعاء موسى عليه السلام: "اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى، وإليك المستعان، وبك المستغاث، وعليك التكلان، لاحول ولاقوة إلا بك"(1).
765- وقال أبو يزيد البسطامي: استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة الغريق بالغريق.
766- وقال أبو عبدالله القرشي استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة المسجون بالمسجون.
767- وقال تعالى (17: 56-57) : {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلا، أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}.
768- قال طائفة من السلف(2): كان أقوام يدعون الملائكة والأنبياء فقال الله تعالى: هؤلاء الذين تدعونهم/ هم عبادي كما أنتم
__________
(1) رواه الطبراني في الصغير (1/211، حديث 339) من حديث عبدالله بن مسعود مرفوعاً، وقال عقبه: " لم يروه عن الأعمش إلا وكيع، ولا عنه إلا زكريا بن فروخ، تفرد به جعفر بن النضر ابن بنت إسحاق بن يوسف الأزرق". وأورده الهيثمي في المجمع (10/183). وقال: "رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه من لم أعرفهم". وقال المنذري في الترغيب (2/618) نقلاً عن محقق (المعجم الصغير): "رواه الطبراني في الصغير بإسناد جيد". ولقد بحثت كثيراً عن ترجمة جعفر بن النضر فلم اقف له على ترجمة مما يؤيد قول الهيثمي .
(2) تقدم تخريجه في ص (238).
عبادي، يرجون رحمتي كما ترجون رحمتي، ويخافون عذابي كما تخافون عذابي ويتقربون إليَّ كما تتقربون إليَّ، فنهى سبحانه عن دعاء الملائكة والأنبياء، مع إخباره لنا أن الملائكة يدعون لنا ويستغفرون.
769- ومع هذا فليس لنا ان نطلب ذلك منهم، وكذلك الأنبياء والصالحون، وإن كانوا أحياء في قبورهم، وإن قدر أنهم يدعون للأحياء وإن وردت به آثار فليس لأحد أن يطلب منهم ذلك، ولم يفعل ذلك أحد من السلف؛ لأن ذلك ذريعة إلى الشرك بهم وعبادتهم من دون الله تعالى.
770- بخلاف الطلب من أحدهم في حياته، فإنه لا يُفضي إلى الشرك، ولأن ماتفعله الملائكة ويفعله الأنبياء والصالحون بعد الموت هو بالأمر الكوني، فلا يؤثر فيه سؤال السائلين، بخلاف سؤال أحدهم في حياته فإنه يشرع إجابة السائل، وبعد الموت انقطع التكليف عنهم.
771- وقال تعالى (3: 79-80): {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ، وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}. فبين سبحانه أن من اتخذ الملائكة والنبيين أرباباً فهو كافر، وقال تعالى (34: 22-23): {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ، وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ}، وقال تعالى (2 : 255): {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ}، وقال
تعالى (10-3): {مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ}، وقال تعالى(32-4): {مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ}، وقال تعالى (10-18): {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}، وقال تعالى عن صاحب يس (36: 22-25): {وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، ءَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ ءَالِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلا يُنْقِذُون، إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلالٍ مُبِين، إِنِّي ءَامَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ}.
772- فالشفاعة نوعان: أحدهما الشفاعة التي نفاها الله تعالى كالتي أثبتها المشركون ومن ضاهاهم من جهال هذه الأمة.
والثاني: أن يشفع الشفيع بإذن الله، وهذه التي أثبتها الله تعالى لعباده الصالحون، ولهذا كان سيد الشفعاء إذا طلب منه الخلق الشفاعة يوم القيامة يأتي ويسجد، قال: "فأحمد ربي بمحامد يفتحها علي لا أحسنها الآن، فيقال: أي محمد، ارفع رأسك، وقل تسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع"(1). فإذا اذن له في الشفاعة شفع صلى الله عليه وسلم تسليماً.
773- قال أهل هذا القول: ولا يلزم من جواز التوسل والاستشفاع به -بمعنى أن يكون هو داعياً للمتوسل به- أن يشرع ذلك في مغيبه وبعد موته، مع أنه هو لم يدع للمتوسل به، بل المتوسل به أقسم به أو سأل بذاته.
__________
(1) تقدم تخريجه في ص (240).
774- مع كون الصحابة فرقوا بين الأمرين وذلك لأنه في حياته يدعو هو لمن توسل به، ودعاؤه هو لله سبحانه أفضل دعاء الخلق، فهو أفضل الخلق وأكرمهم على الله، فدعاؤه لمن دعا له وشفاعته له أفضل دعاء مخلوق لمخلوق، فكيف يقاس هذا بمن لم يدع له الرسول ولم يشفع له؟ ومن سوى بين من دعا له الرسول وبين من لم يدع له الرسول، وجعل هذا التوسل كهذا التوسل، فهو من أضل الناس.
775- وأيضاً فإنه ليس في طلب الدعاء منه، ودعائه هو، والتوسل بدعائه، ضرر، بل هو خير بلا شر، وليس في ذلك محذور ولامفسدة، فإن أحداً من الأنبياء عليهم السلام لم يعبد في حياته بحضوره، فإنه ينهى من يعبده ويشرك به ولو كان شركاً أصغر، كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم من سجد له عن السجود له(1).
__________
(1) يشير إلى حديث عبدالله بن أبي أوفى -رضي الله عنه- قال: "لما قدم معاذ من الشام سجد للنبي صلى الله عليه وسلم ، قال: " ما هذا يا معاذ؟ قال: أتيت الشام فوافقتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم، فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فلا تفعلوا، فإني لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ..." الحديث. أخرجه ابن ماجه (1/595) 9- كتاب النكاح، حديث (1854) وابن حبان، كما في الإحسان (6/186) حديث (4159) وموارد الظمآن حديث (1390) والبيهقي (7/292). كلهم من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن القاسم بن عوف الشيباني عن عبدالله بن أبي أوفى. وتابع حماد بن زيد إسماعيل بن عليه عن أيوب به. رواه أحمد في المسند (4/381). قال المحدث الألباني في الإرواء (7/56): " وخالفه معاذ بن هشام الدستوائي حدثني أبي، حدثني القاسم بن عوف الشيباني، ثنا معاذ بن جبل، إنه أتى الشام فرأى النصارى ... الحديث نحوه أخرجه الحاكم (4/172) وقال: "صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذهبي كذا قالا! والقاسم لم يخرج له البخاري، ثم إن معاذ بن هشام الدستوائي، فيه كلام من قبل حفظه، وفي =
776- وكما قال: "لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء محمد"(1). وأمثال ذلك .
777- وأما بعد موته، فيخاف الفتنة والإشراك به كما أشرك بالمسيح والعزير وغيرهما عند قبورهم وغير قبورهم.
778- ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبد / ، فقولوا: عبد الله ورسوله" أخرجاه في الصحيحين(2).
779- وقال: " اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد"(3).
__________
= التقريب: "صدوق ربما وهم". فأخشى أن يكون وهم في جعله من مسند معاذ نفسه، وفي تصريح القاسم بسماعه منه -والله أعلم"أهـ.
أقول: ورواه الإمام أحمد (4/381): ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي عن القاسم بن عوف، رجل من أهل الكوفة - أحد بني مرة بن همام - عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن معاذ بن جبل، قال: أنه أتى الشام... الحديث مع اختلاف في الألفاظ، وزيادة. وقد سأل ابن أبي حاتم أبا زرعة عن هذا الاختلاف على القاسم فقال أبو زرعة: "أيوب أحفظهم". انظر العلل لابن أبي حاتم (1/426) رقم (1282). ولقوله في الحديث "لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد..." إلخ شاهدان: الأول: من حديث عائشة - رضي الله عنها- في سنن ابن ماجه حديث (1852) وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف. والشاهد الثاني: من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أخرجه ابن حبان كما في الموارد حديث (1291)، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا أبو أسامة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً، وهذا إسناد حسن - وبه يرتقي الحديث إلى الصحيح لغيره، والله أعلم .
(1) تقدم تخريجه في ص (252).
(2) تقدم تخريجه في ص (252).
(3) تقدم تخريجه في ص (35).
780- وقال: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذر ما فعلوا(1).
781- وبالجملة فمعنا اصلان عظيمان، أحدهما: أن لا نعبد إلا الله. والثاني: ان لا نعبده إلا بما شرع، لا نعبده بعبادة مبتدعة.
782- وهذان الأصلان هما تحقيق: " شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله" كما قال تعالى: (11: 7): {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}.
783- قال الفضيل بن عياض : أخلصه وأصوبه. قالوا: يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً. والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة. وذلك تحقيق قوله تعالى (18: 110): {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}.
784- وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يقول في دعائه: اللهم اجعل عملي كله صالحاً، واجعله لوجهك خالصاً، ولا تجعل لأحد فيه شيئاً. وقال تعالى (42: 21): {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}.
785- وفي الصحيحين عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من
__________
(1) تقدم تخريجه في ص (30).
أحدث في أمرنا [هذا] ما ليس منه فهو رد"(1).
786- وفي لفظ في الصحيح: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"(2).
787- وفي الصحيح وغيره أيضاً يقول الله تعالى: " أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه غيري فأنا منه بريء، وهو كله للذي أشرك"(3).
788- ولهذا قال الفقهاء: العبادات مبناها على التوقيف، كما في الصحيحين عن عمر بن الخطاب أنه قبل الحجر الأسود، وقال: "والله إني لأعلم أنك حجر لاتضر ولاتنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك لما قبلتك"(4).
__________
(1) أخرجه البخاري 53 - الصلح، 5- باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود، حديث (2695). ومسلم (3/1343)، 30- كتاب الأقضية، حديث (17). واحمد (6/170). وأبو داود (5/12)، 34- كتاب السنة، حديث (4605) وابن ماجه (1/7) مقدمة، حديث (14) كلهم من طريق القاسم عن عائشة -رضي الله عنها-.
(2) البخاري تعليقاً مجزوماً به في 96 - الاعتصام 20 - باب إذا اجتهد العامل أو الحاكم فأخطأ، قبل حديث (7350). ومسلم (3/1344) 30 - أقضية، حديث (18).
(3) مسلم (4/2289)، كتاب الزهد 53- باب من أشرك في عمله غير الله، حديث (46) من حديث أبي هريرة. والترمذي (4/375) أبواب التفسير، تفسير سورة الكهف، حديث (5161) ، من حديث أبي سعيد بن أبي فضالة.
(4) البخاري 25- كتاب الحج 60- باب تقبيل الحجر، حديث (1610). ومسلم (2/925)، 15- الحج 41- باب استحباب تقبيل الحجر حديث (248-250). والنسائي (5/227) 24- كتاب الحج حديث (2937-2938). والترمذي أبواب الحج، 36- باب ما جاء في تقبيل الحجر، حديث (862). وابن ماجه (2/981) 27- باب استلام الحج، حديث (2943). وأحمد في المسند (1/21، 39، 51). =
789- والله سبحانه أمرنا باتباع الرسول وطاعته، وموالاته ومحبته، وأن يكون الله ورسوله أحب إلينا مما سواهما، وضمن لنا بطاعته ومحبته محبة الله وكرامته. فقال تعالى (3: 31): {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} وقال تعالى (24: 54): {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} وقال تعالى (4: 13): {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. وأمثال ذلك في القرآن كثير.
790- ولا ينبغي لأحد أن يخرج في هذا عما مضت به السنة، وجاءت به الشريعة، ودل عليه الكتاب والسنة، وكان عليه سلف الأمة، وما علمه قال به، وما لم يعلمه أمسك عليه، ولا يقفو ما ليس له به علم، ولا يقول على الله ما لم يعلم؛ فإن الله تعالى قد حرم ذلك كله .
791- وقد جاءت في الأحاديث النبوية ذكر مايسأل الله تعالى به، كقوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أنسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، يا حي، يا قيوم". رواه أبو داود وغيره، وفي لفظ: "اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد"(1). رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه(2).
__________
= ومالك في الموطأ 20 -كتاب الحج باب تقبيل الركن الأسود في الاستلام، حديث (115).
(1) من قوله: "رواه أبو داود وغيره" إلى هنا سقط من ز، ب .
(2) تقدم تخريجه في ص (97).
792- وقد اتفق العلماء على أنه لا ينعقد اليمين بغير الله تعالى، وهو الحلف بالمخلوقات(1)، فلو حلف بالكعبة، أو بالملائكة، أو بأحد من الشيوخ، أو الملوك لم ينعقد يمينه، ولا يشرع له ذلك، بل ينهى عنه، إما نهي تحريم، وإما نهي تنزيه.
793- ففي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من كان حالفاً فليحلف بالله، أو ليصمت"(2).
794- وفي الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من حلف بغير الله فقد أشرك"(3).
795- ولم يقل أحد من العلماء المتقدمين: إنه ينعقد اليمين بأحد من الخلق، إلا في نبينا صلى الله عليه وسلم، فإن عن أحمد روايتين في أنه ينعقد اليمين به(4)، وقد طرد بعض أصحابه - كابن عقيل - الخلاف في سائر الأنبياء، وهذا ضعيف .
796- وأصل القول بانعقاد اليمين بالنبي ضعيف شاذ، ولم يقل به أحد من العلماء فيما نعلم، والذي عليه الجمهور كمالك والشافعي وأبي حنيفة أنه لا ينعقد اليمين به، كإحدى الروايتين عن أحمد، وهذا
__________
(1) انظر: مراتب الإجماع، ص158 حيث قال: "واتفقوا أن من حلف ممن ذكرنا بحق زيد أو عمرو أو بحق أبيه أنه آثم، ولا كفارة عليه".
(2) تقدم ص (89، 90).
(3) تقدم تخريجه في ص (89).
(4) انظر: المغني لابن قدامة (9/513 المسألة 7983) ورجح أنها لاتنعقد، لأدلة منها: "من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت".
هو الصحيح .
797- وكذلك لا يستعاذ بالمخلوقات، بل إنما يستعاذ بالخالق تعالى وأسمائه وصفاته، ولهذا احتج السلف -كأحمد وغيره- على أن كلام الله غير مخلوق فيما احتجوا به بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بكلمات الله التامات"(1) قالوا: فقد استعاذ بها، ولا يستعاذ بمخلوق.
798- وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لابأس بالرُّقى ما لم تكن شركا"(2).
799- فنهى عن الرقى التي فيها شرك، كالتي فيها استعاذة بالجن كما قال تعالى (72: 6):{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ/ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}، ولهذا نهى العلماء عن التعازيم والأقسام التي يستعملها بعض الناس في حق المصروع وغيره، التي تتضمن الشرك، بل نهوا عن كل ما لا يعرف معناه من ذلك خشية أن يكون فيه شرك، بخلاف ما كان من الرقى المشروعة فإنه جائز. فإذاً(3) لا يجوز أن يقسم لاقسماً مطلقاً، ولاقسماً على غيره إلا بالله عز وجل، ولا يستعيذ إلا
__________
(1) أخرجه مسلم (4/2080-2081)، 48 - الذكر والدعاء حديث (54، 55). وأحمد (6/377، 409). والترمذي (5/496)، 49- الدعوات، حديث (3437). كلهم من حديث خولة بنت حكيم. وأخرجه مسلم من حديث أبي هريرة تابعاً لحديث (55).
(2) أخرجه مسلم (4/1727)، 39- كتاب السلام، حديث (64). وأبو داود (4/214)، 22- كتاب الطب،حديث (3886). كلاهما من حديث عوف بن مالك الأشجعي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(3) في خ " فإذا كان ".
بالله عز وجل.
800- والسائل لله بغير الله إما أن يكون مقسماً عليه، وأما أن يكون طالباً بذلك السبب: كما توسل الثلاثة في الغار بأعمالهم(1)، وكما يتوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين. فإذا كان إقساماً على الله بغيره فهذا لا يجوز، وإن كان سؤالاً بسبب يقتضي المطلوب(2) كالسؤال بالأعمال التي فيها طاعة الله ورسوله، مثل السؤال بالإيمان بالرسول، ومحبته، وموالاته ونحو ذلك فهذا جائز.
801- وإن كان سؤالاً بمجرد ذات الأنبياء والصالحين فهذا غير مشروع، وقد نهى عنه غير واحد من العلماء وقالوا: إنه لا يجوز، ورخص فيه بعضهم، والأول أرجح كما تقدم،(3) وهو سؤال بسبب لا يقتضي حصول المطلوب.
802- بخلاف من كان طالباً بالسبب المقتضي لحصول المطلوب، كالطلب منه سبحانه بدعاء الصالحين، وبالأعمال الصالحة، فهذا جائز؛ لأن دعاء الصالحين سبب لحصول مطلوبنا الذي دعوا به، وكذلك الأعمال الصالحة سبب(4) لثواب الله لنا، وإذا توسلنا بدعائهم وأعمالنا كنا متوسلين إليه تعالى بوسيلة، كما قال تعالى (5: 35): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
__________
(1) تقدم ص (104).
(2) في خ "المخلوق".
(3) تقدم في ص (87- 91).
(4) من قوله "سبب لحصول مطلوبنا" إلى هنا سقط من ز، ب .
ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}، والوسيلة هي الأعمال الصالحة، وقال تعالى (17: 57): {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ}.
803- وأما إذا لم نتوسل إليه سبحانه بدعائهم، ولا بأعمالنا، ولكن توسلنا بنفس ذواتهم لم تكن نفس ذواتهم سبباً(1) يقتضي إجابة دعائنا، فكنا متوسلين بغير وسيلة،ولهذا لم يكن هذا منقولاً عن النبي صلى الله عليه وسلم نقلاً صحيحاً، ولامشهوراً عن السلف.
804- وقد نقل في (منسك المروذي)(2) عن أحمد دعاء فيه سؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا قد يخرج على إحدى الروايتين عنه في جواز القسم به، وأكثر العلماء على النهي في الأمرين. ولاريب أن لهم عند الله الجاه العظيم - كما قال تعالى في حق موسى وعيسى عليهما السلام، وقد تقدم ذكر ذلك - لكن مالهم عند الله من المنازل والدرجات أمر يعود نفعه إليهم، ونحن ننتفع من ذلك باتباعنا لهم ومحبتنا لهم، فإذا توسلنا إلى الله تعالى بإيماننا بنبيه ومحبته وموالاته واتباع سنته فهذا من أعظم الوسائل.
805- وأما التوسل بنفس ذاته مع عدم التوسل بالإيمان به وطاعته فلا يجوز أن يكون وسيلة، فالمتوسل بالمخلوق إذا لم يتوسل لا بما
__________
(1) في خ : "سبب".
(2) يراجع منسك المروذي.
من المتوسل به ولا بما منهم(1)، فبأي شيء يتوسل؟ والإنسان إذا توسل إلى غيره بوسيلة فإما أن يطلب من الوسيلة الشفاعة له عند ذلك، مثل أن يقال لأبي الرجل أو صديقه أو من يكرم عليه: اشفع لنا عنده، وهذا جائز .
806- وإما أن يقسم عليه، والإقسام على الله تعالى بالمخلوقين لا يجوز، ولا يجوز الإقسام على مخلوق بمخلوق، وإما أن يسأل بسبب يقتضي المطلوب، كما قال الله تعالى(4: 1):{ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} وسيأتي بيان ذلك.
807- وقد تبين أن الإقسام على الله سبحانه بغيره لا يجوز، ولا يجوز أن يقسم بمخلوق أصلاً، وأما التوسل إليه بشفاعة الماذون لهم في الشفاعة فجائز.
808- والأعمى كان قد طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له كما طلب الصحابة منه الاستسقاء، وقوله: " أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة"(2)، أي بدعائه وشفاعته لي، ولهذا تمام الحديث: "اللهم فشفعه فيَّ"، فالذي في الحديث متفق على جوازه، وليس هو مما نحن فيه. وقد قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ}.
809- فعلى قراءة الجمهور بالنصب إنما يسألون بالله وحده، لا
__________
(1) هذا الكلام من قوله "لابما من المتوسل به" إلى هنا، لا يستقيم المعنى إلا بتكلف. وقد كتب بدله في ز، ب: " بإيمان المتوسل به ولا بطاعته". وهو كلام جيد يتمشى مع السياق وظاهر المعنى، وكان ينبغي التنبيه عليه .
(2) تقدم ص (179).
بالرحم، وتساؤلهم بالله تعالى يتضمن إقسام بعضهم على بعض بالله، وتعاهدهم بالله.
810- وأما على قراءة الخفض، فقد قال طائفة من السلف: هو قولهم أسألك بالله وبالرحم، وهذا إخبار عن سؤالهم، وقد يقال: إنه ليس بدليل على جوازه، فإن كان دليلاً على جوازه، فمعنى قوله أسألك بالرحم ليس إقساماً بالرحم -والقسم هنا لا يسوغ - لكن بسبب الرحم، أي لأن/ الرحم توجب لأصحابها بعضهم على بعض حقوقاً كسؤال الثلاثة لله تعالى بأعمالهم الصالحة(1)، وكسؤالنا بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعته. ومن هذا الباب ماروى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن
ابن أخيه عبدالله بن جعفر كان إذا سأله بحق جعفر أعطاه.
811- وليس هذا من باب الإقسام، فإن الإقسام بغير جعفر أعظم، بل من باب حق الرحم؛ لأن حق الله إنما وجب بسبب جعفر، وجعفر حقه على علي(2).
812- ومن هذا الباب، الحديث الذي رواه ابن ماجه عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الخارج إلى الصلاة: " اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق ممشاي هذا، فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياءً ولا سمعةً، ولكن خرجت اتقاء سخطك، وابتغاء مرضاتك. أسألك أن تنقذني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".
__________
(1) تقدم ص (104).
(2) أي بسبب الرحم، وصلة الرحم ورعايتها من الأعمال التي يتقرب بها إلى الله.
وهذا الحديث في إسناده عطية العوفي وفيه ضعف(1).
فإن كان من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فهو من هذا الباب لوجهين :
813- أحدهما : لأن فيه السؤال لله تعالى بحق السائلين، وبحق الماشين في طاعته، وحق السائلين أن يجيبهم، وحق الماشين أن يثيبهم، وهذا حق أوجبه الله تعالى، وليس للمخلوق أن يوجب على الخالق تعالى شيئاً. ومنه قوله تعالى (6: 54): {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}، وقوله تعالى (30: 47): {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، وقوله تعالى (9: 111): {وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْءَانِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ}.
814- وفي الصحيح(2) في حديث معاذ: "حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم".
815- وفي الصحيح(3) عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال : "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا". وإذا كان حق السائلين والعابدين له هو الإجابة والإثابة بذلك فذاك سؤال لله بأفعاله كالاستعاذة بنحو ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: " أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على
__________
(1) تقدم الكلام عليه ص (233).
(2) تقدم تخريجه ص (109).
(3) تقدم ص (108).
نفسك"(1). فالاستعاذة بمعافاته التي هي فعله، كالسؤال بإثابته التي هي فعله.
816- (الوجه الثاني): أن الدعاء له سبحانه وتعالى والعمل له سبب بحصول مقصود العبد، فهو كالتوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين من أمته .
817- وقد تقدم أن الدعاء بالنبي صلى الله عليه وسلم والصالح إما أن يكون إقساماً به، أو سبباً به، فإن كان قوله: "بحق السائلين عليك" إقساماً فلا يقسم على الله إلا به، وإن كان سبباً فهو سبب بما جعله هو سبحانه سبباً، وهو دعاؤه وعبادته. فهذا كله يشبه بعضه بعضاً، وليس في شيء من ذلك دعاء له بمخلوق من غير دعاء منه، ولاعمل صالح منا.
818- وإذا قال السائل: أسألك بحق الملائكة، أو بحق الأنبياء، وحق الصالحين - ولا يقول لغيره أقسمت عليك بحق هؤلاء- فإذا لم يجز له ان يحلف به، ولا يقسم على مخلوق به، فكيف يقسم على الخالق به؟ وإن كان لا يقسم به، وإنما يتسبب به فليس في مجرد ذوات هؤلاء سبب
__________
(1) أخرجه مسلم (1/352)، 4- كتاب الصلاة، 425 -باب ما يقال في الركوع والسجود، حديث (222) . والترمذي (5/524)، 49- الدعوات، حديث (3493). والنسائي (8/283)، 50 - الاستعاذة، حديث (5534). ومالك في الموطأ (1/214)، 15- كتاب القرآن، حديث (31). وأحمد (6/58، 201). كلهم من حديث عائشة -رضي الله عنها-. وأخرجه أحمد (1/96). والترمذي 49 - الدعوات، حديث (3566). وابن ماجه (1/373)، 5- الإقامة حديث (1179). كلهم من حديث علي -رضي الله عنه-. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من حديث علي، لانعرفه إلا في هذا الوجه من حديث حماد بن سلمة.
يوجب تحصيل مقصوده، ولكن لا بد من سبب منه كالإيمان بالملائكة والأنبياء، أو منهم كدعائهم، ولكن كثيراً من الناس تعودوا ذلك، كما تعودوا الحلف بهم، حتى يقول أحدهم: وحقك على الله، وحق هذه الشيبة على الله .
819- وإذا قال القائل: أسألك بحق فلان، أو بجاهه، أي أسألك بإيماني به، ومحبتي له، وهذا من أعظم الوسائل. قيل: من قصد هذا المعنى، فهو معنى صحيح، لكن ليس هذا مقصود عامة هؤلاء، فمن قال: أسألك بإيماني بك وبرسولك ونحو ذلك، أو بإيماني برسولك ومحبتي له ونحو ذلك، فقد أحسن في ذلك كما قال تعالى في دعاء المؤمنين (3: 193): {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ ءَامِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ}، وقال تعالى (3: 19): {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا ءَامَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، وقال تعالى (22: 109): {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا ءَامَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ}. وقال تعالى (3: 53): {رَبَّنَا ءَامَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}.
820- وكان ابن مسعود يقول: اللهم أمرتني فأطعت، ودعوتني فأجبت وهذا سحر فاغفر لي(1).
821- ومن هذا الباب حديث الثلاثة الذين أصابهم المطر، فأووا إلى الغار، وانطبقت عليهم الصخرة، ثم دعوا الله سبحانه بأعمالهم
__________
(1) تقدم ص (104).
الصالحة، ففرج عنهم وهو ماثبت في الصحيحين(1).
822- وقال أبو بكر بن أبي الدنيا(2): حدثنا خالد بن خراش العجلاني وإسماعيل بن إبراهيم، قال حدثنا صالح المري(3) عن ثابت عن أنس قال: دخلنا/ على رجل من الأنصار وهو مريض ثقيل، فلم نبرح حتى قبض، فبسطنا عليه ثوبه، وله أم عجوز كبيرة عند رأسه، فالتفت إليها بعضنا، وقال: ياهذه احتسبي مصيبتك عند الله. قالت: وما ذاك، مات ابني؟ قلنا : نعم. قالت: أحق ماتقولون؟ قلنا: نعم. فمدت يديها إلى الله فقالت: اللهم إنك تعلم أني أسلمت وهاجرت إلى رسولك رجاء أن تعقبني عند كل شدة فرجاً، فلاتحمل عليَّ هذه المصيبة اليوم. قال: فكشفت الثوب عن وجهه فما برحنا حتى طعمنا معه.
823- وروي في كتاب الحلية لأبي نعيم أن داود قال: بحق آبائي عليك، إبراهيم وإسحاق ويعقوب. فأوحى الله تعالى إليه: ياداود! وأي حق لآبائك عليَّ؟(4).
وهذا وإن لم يكن من الأدلة الشرعية فالإسرائيليات يعتضد بها، ولا يعتمد عليها.
__________
(1) تقدم ص (104).
(2) في كتابه "مجابو الدعاء" ص87 ومن عاش بعد الموت، ص 45 .
(3) هو صالح بن بشير المتوفى سنة 176هـ بصري من القدماء الزاهدين. ضعفه ابن معين، والدارقطني، وقال أحمد صاحب قصص، ليس هو صاحب حديث، ولا يعرف الحديث. وقال الفلاس: منكر الحديث جداً. وقال النسائي: متروك. وقال البخاري: منكر الحديث. ميزان الاعتدال (2/289). وقال الحافظ في التقريب: ضعيف .
(4) "بحثت عنه في الحلية فلم أجده".
824- وقد مضت السنة أن الحي يطلب منه الدعاء كما يطلب منه سائر مايقدر عليه، وأما المخلوق الغائب والميت، فلا يطلب منه شيء. يحقق هذا الأمر أن التوسل به والتوجه به لفظ فيه إجمال واشتراك بحسب الاصطلاح، فمعناه في لغة الصحابة أن يطلب منه الدعاء والشفاعة، فيكونون متوسلين ومتوجهين بدعائه وشفاعته. ودعاؤه وشفاعته صلى الله عليه وسلم من أعظم الوسائل عند الله عز وجل. وأما في لغة كثير من الناس فمعناه أن يسأل الله تعالى ويقسم عليه بذاته.
825- والله تعالى لا يقسم عليه بشيء من المخلوقات، بل لا يقسم بها بحال، فلا يقال أقسمت عليك يا رب بملائكتك، ولابكعبتك، ولابعبادك الصالحين، كما لا يجوز أن يقسم الرجل بهذه الأشياء، بل إنما يقسم بالله تعالى بأسمائه وصفاته، ولهذا كان السنة أن يسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته ، فيقول : " أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم"(1).
826- وأسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد(2).
827- وكذلك قوله: " اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهي الرحمة من كتابك، وباسمك الأعظم، وجدك الأعلى، وبكلماتك التامات".
مع أن هذا الدعاء الثالث، في جواز الدعاء به قولان للعلماء :
__________
(1) ، (2) تقدم ص (295).
828- قال الشيخ أبو الحسين القدوري في كتابه المسمى بشرح الكرخي: قال بشر بن الوليد، سمعت أبا يوسف قال: قال أبو حنيفة لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به، وأكره أن يقول: "بمعاقد العز من عرشك" أو "بحق خلقك"(1).
829- وهو قول أبي يوسف، قال أبو يوسف: "معقد العز من عرشه" هو الله، فلا أكره هذا، وأكره أن يقول: "بحق أنبيائك ورسلك، وبحق البيت والمشعر الحرام".
830- قال القدوري: المسألة بخلقه لا تجوز؛ لأنه لاحق للمخلوق على الخالق، فلا يجوز - يعني وفاقا - وهذا من أبي حنيفة، وأبي يوسف، وغيرهما يقتضي المنع أن يسأل الله بغيره(2).
831- فإن قيل: الرب سبحانه وتعالى يقسم بما شاء من مخلوقاته، وليس لنا أن نقسم عليه إلا به. فهلا قيل: يجوز أن يقسم عليه بمخلوقاته، وأن لا يقسم على مخلوق إلا بالخالق تعالى؟.
832- قيل: لأن إقسامه سبحانه بمخلوقاته من باب مدحه والثناء عليه وذكر آياته، وإقسامنا نحن بذلك شرك إذا أقسمنا به لحض غيرنا أو لمنعه أو تصديق خبر أو تكذيبه.
833- ومن قال لغيره: أسألك بكذا؛ فإما أن يكون مقسماً فهذا لا يجوز بغير الله تعالى، والكفارة في هذا على المقسم، لا على المقسم عليه،
__________
(1) تقدم ص (88).
(2) تقدم ص (88).
كما صرح بذلك أئمة الفقهاء، وإن لم يكن مقسماً فهو من باب السؤال، فهذا لا كفارة فيه على واحد منهما.
834- فتبين أن السائل لله بخلقه إما أن يكون حالفاً بمخلوق، وذلك لا يجوز. وإما أن يكون سائلاً به، وقد تقدم تفصيل ذلك.
835- وإذا قال: "بالله افعل كذا" فلا كفارة فيه على واحد منهما، وإذا قال: " أقسمت عليك بالله لتفعلن" أو "والله لتفعلن" فلم يبر قسمه لزمت الكفارة للحالف. والذي يدعو بصيغة السؤال فهو من باب السؤال به.
836- وأما إذا أقسم على الله تعالى مثل أن يقول: أقسمت عليك يا رب لتفعلن كذا، كما كان يفعل البراء بن مالك وغيره من السلف، فقد ثبت في الصحيح(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو/ أقسم على الله لأبره".
837- وفي الصحيح(2) أنه قال، لما قال أنس بن النضر: والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنية الربيع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أنس، كتاب الله القصاص" فعفا القوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره".
838- وهذا من باب الحلف بالله لتفعلن هذا الأمر، فهو إقسام
__________
(1) تقدم تخريجه ص (93).
(2) تقدم تخريجه ص (92-93).
عليه تعالى، وليس إقساماً عليه بمخلوق.
839- وينبغي للخلق أن يدعوا بالأدعية الشرعية التي جاء بها الكتاب والسنة، فإن ذلك لاريب في فضله وحسنه، وأنه الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
840- وقد تقدم(1) أن مايذكره بعض العامة من قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا كانت لكم حاجة فاسألوا الله بجاهي"، حديث باطل لم يروه أحد من أهل العلم، ولا هو في شيء من كتب الحديث، وإنما المشروع الصلاة عليه في كل دعاء.
841- ولهذا لما ذكر العلماء الدعاء في الاستسقاء وغيره ذكروا الصلاة عليه، ولم يذكروا فيما شرع للمسلمين في هذه الحال التوسل به، كما لم يذكر أحد من العلماء دعاء غير الله والاستعانة المطلقة بغيره في حال من الأحوال. وإن كان بينهما فرق فإن دعاء غير الله كفر، ولهذا لم ينقل دعاء أحد من الموتى والغائبين -لا الأنبياء ولا غيرهم- عن أحد من السلف وأئمة العلم، وإنما ذكره بعض المتأخرين ممن ليس من أئمة العلم المجتهدين، بخلاف قولهم: أسألك بجاه نبينا أو بحقه، فإن هذا مما نقل عن بعض المتقدمين فعله، ولم يكن مشهوراً بينهم ولافيه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بل السنة تدل على النهى عنه كما نقل ذلك عن ابي حنيفة وأبي يوسف وغيرهما.
__________
(1) ص (275) .
842- ورأيت في فتاوي الفقيه أبي محمد بن عبدالسلام(1) قال: لا يجوز أن يتوسل إلى الله بأحد من خلقه إلا برسول الله صلى الله عليه وسلم إن صح حديث الأعمى(2). فلم يعرف صحته.
843- وقد تقدم أن هذا الحديث لا يدل إلا على التوسل بدعائه، ليس من باب الإقسام بالمخلوق على الله تعالى، ولا من باب السؤال بذات الرسول كما تقدم.
844- والذين يتوسلون بذاته لقبول الدعاء وعدلوا عما أمروا به وشرع لهم -وهو من أنفع الأمور لهم- إلى ما ليس كذلك، فإن الصلاة عليه من أعظم الوسائل التي بها يستجاب الدعاء، وقد أمر الله بها.
845- والصلاة عليه في الدعاء هو الذي دل عليه الكتاب والسنة والإجماع، قال الله تعالى (33: 56): {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
__________
(1) هو العز بن عبدالسلام (577-660) مؤلف رسالتي (الأبدال والغوث) و(الواسطة) المطبوعتين في حلب مع رسالة (الرهص والرقص لمستحل الرقص) للشيخ إبراهيم الحلبي صاحب (ملتقي الأبحر).
(2) راجعت فتاوي العز بن عبد السلام بتعليق عبدالرحمن عبدالفتاح وتوزيع دار الباز، فلم أجد فيه ماذكره شيخ الإسلام ووجدت في ص(126) منه إجابة على سؤال عن الإقسام على الله بمعظم من خلقه في دعائه كالنبي صلى الله عليه وسلم، والولي، والملك، هل يكره ذلك أو لا؟ فأجاب بقوله: "أما مسألة الدعاء، فقد جاء في بعض الأحاديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم بعض الناس الدعاء، فقال: في أقواله: " قل اللهم إني أقسم عليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة"، وهذا الحديث إن صح فينبغي أن يكون مقصوراً على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه سيد ولد آدم، وأن لا يقسم على الله بغيره من الأنبياء، والملائكة؛ لأنهم ليسوا في درجته، وأن يكون هذا مما خص به تنبيهاً على علو درجته ومرتبته". فلتراجع المسألة التي أشار إليها شيخ الإسلام.
846- وفي الصحيح عنه أنه قال: "من صلى عليَّ مرة صلى الله عليه عشراً"(1).
847- وعن فضالة بن عبيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمع رسول اله صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في صلاته لم يحمد الله، ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول اله صلى الله عليه وسلم: "عجل هذا!" ثم دعاه فقال له أو لغيره: " إذا صلى أحدكم فليبدأ بحمد ربه، ثم يصلي على النبي ، ثم يدعو بعده بما شاء" رواه أحمد(2) وأبو داود(3). -وهذا لفظه- والترمذي(4) والنسائي(5). وقال الترمذي حديث صحيح .
848- وفي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإن من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة"(6).
849- وفي سنن أبي داود(7) والنسائي(8) عنه أن رجلاً قال:
__________
(1) تقدم ص (61).
(2) (6/18).
(3) (2/162)، كتاب الصلاة، حديث (1481).
(4) (5/516)، 49 - كتاب الدعوات، حديث (3476).
(5) تقدم تخريجه ص (101).
(6) تقدم ص (61).
(7) (1/360)، 2- الصلاة، 36- باب ما يقول المؤذن، حديث (524). وابن حبان (3/101)، حديث (1393). وأحمد (2/172).
(8) في عمل اليوم والليلة (ص157)، حديث (44). كل هؤلاء بأسانيد صحيحة إلى ابن =
يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قل كما يقولون، فإذا انتهيت سل تعطه".
850- وفي المسند(1) عن جابر بن عبدالله قال: "من قال حين ينادي المنادي: اللهم رب هذه الدعوة القائمة والصلاة النافعة صل على محمد وارض عنه رضا لاسخط بعده. استجاب الله له دعوته".
851- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة". رواه أحمد(2) وأبو داود(2) والترمذي(2) والنسائي(2)، وقال الترمذي: حديث حسن.
__________
= وهب عن حيي بن عبدالله عن أبي عبدالرحمن الحبلي عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم به إلا أحمد فعن ابن لهيعة عن حيي به. وحيي بن عبدالله، قال البخاري: "فيه نظر". وقال ابن معين: " ليس به بأس". وقال النسائي: "ليس بالقوي". وقال أحمد: "أحاديثه مناكير"، وحسن له الترمذي. راجع هذه الأقوال في الميزان (1/623) وقال الحافظ في التقريب "صدوق يهم". ومثل هذا لا يحتمل تفرده، فالحديث ضعيف بهذا الإسناد وقد صححه شيخنا الألباني في صحيح الجامع (4/140) وأشار إليه في صحيح أبي داود، فلعله وجد له متابعة أو شاهداً.
(1) (3/337) والطبراني في الأوسط (1/157) حديث (196) كلاهما من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير، عن جابر. وقال الطبراني عقبه: "لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا ابن لهيعة، ولا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (1/332)، وقال: "رواه أحمد والطبراني في الأوسط، وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف".
(2) في المسند (3/119، 155، 225، 254). وأبو داود (1/358)، 2- كتاب الصلاة. 35- باب ما جاء في الدعاء بين الأذان والإقامة. حديث 521. والترمذي (1/415)، أبواب الصلاة 158- باب ما جاء في أن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة. والنسائي في عمل اليوم والليلة ص168 حديث (70)، حديث (212)، وعبدالرزاق (1/495)، حديث (1909). والبيهقي (1/410)، كتاب الصلاة، باب الدعاء بين الآذان والإقامة.والحاكم في المستدرك (1/198). أمَّا أبو داود، والنسائي، وعبدالرزاق، والبيهقي، فمن طريق سفيان الثوري، عن زيد العمي عن أبي إياس معاوية بن قرة عن =
852- وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء قلما ترد على داعٍ دعوته: عند حصول النداء، والصف في سبيل الله"، رواه أبو داود(1).
__________
= أنس، رضي الله عنه مرفوعاً. وأما الحاكم فمن طريق حميد الطويل عن أنس وكذا أحمد في رواية (3/119)، وفي الموضعين الآخرين، فمن طريق أبي إسحاق، ويونس كلاهما عن بُريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك. وقال النسائي: وقفه سليمان التيمي واختلف عليه في لفظه، ثم ساقه من طريقين، برقم (71-72) عن سليمان التيمي عن قتادة عن أنس موقوفاً. وفي زيد العمي كلام. والحديث قال فيه الترمذي حسن صحيح. وحسنه الحافظ في "نتائج الفكار" (ص374) ونقل عن الترمذي تحسينه. قال الحافظ: " وقد رواه أبو إسحاق السبيعي عن بريد بن أبي مريم، عن أنس، قال أبو الحسن بن القطان: وإنما لم نصححه لضعف زيد العمي وأما بريد فهو موثوق، وينبغي أن يصحح من طريقه". وصححه الألباني في الإرواء (1/262) ، واعتمد في تصحيحه على رواية بريد بن أبي مريم وكذلك صححه أحمد شاكر في حاشية الترمذي (1، 516، 517) والأمر كذلك لصحة إسناد بريد بن أبي مريم، ولكثرة طرقه، فإنها يقوي بعضها بعضا.
(1) (3/45)، 9- الجهاد، حديث (2540). بلفظ " ثنتان لاتردان، أو قلما تردان؛ الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا". والحاكم في المستدرك (1/198) كلاهما من طريق موسى بن يعقوب الزمعي عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعاً. وقال الحاكم عقبه: هذا حديث ينفرد به موسى بن يعقوب. قال الحافظ: "موسى بن يعقوب الزمعي، صدوق سيء الحفظ". وقال الذهبي في الميزان (4/227-228): "وثقه ابن معين". وقال النسائي: " ليس بالقوي"، وقال أبو داود: "صالح". وقال ابن المديني: ضعيف، منكر الحديث. وقال ابن عدي: لابأس به وبرواياته. وأخرجه مالك في الموطأ (1/70) 3- الصلاة، حديث 7 وعبدالرزاق في المصنف (1/495)، والبيهقي (1/411) كلاهما من طريق مالك موقوفاً. وأخرجه ابن حبان، الإحسان (3/128)، باب ذكر استحباب الاجتهاد في الدعاء، من طريق أيوب بن سويد، عن مالك عن ابي حازم، عن سهل بن سعد مرفوعاً. والبيهقي (1/410) من طريق موسى ابن يعقوب مرفوعاً أيضاً، وأيوب بن سويد الرملي الشيباني: "صدوق يخطئ" قاله الحافظ في التقريب. ويبدو أن الوقف هو الراجح من حيث الإسناد لكنه مع رجحان وقفه، فمثله لا يقال من قبل الرأى كما قال ابن عبدالبر.
853- وفي المسند(1) والترمذي(2) وغيرهما عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال: "يَا أَيُّهَا الناس اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة. جاء الموت بما فيه". قال أبي: قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: "ما شئت" قلت:/ الربع؟ قال: "ما شئت، وإن زدت فهو خير لك" قلت: النصف؟ قال: "ما شئت، وإن زدت فهو خير لك" قلت: الثلثين؟ قال: "ما شئت، وإن زدت فهو خير لك" قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: "إذا هذا يكفيك الله ماأهمك من أمر دنياك وآخرتك".
وفي لفظ " إذا تكفى همك، ويغفر ذنبك".
854- وقول السائل: أجعل لك من صلاتي؟ يعني من دعائي. فإن الصلاة في اللغة هي الدعاء. قال تعالى (9: 103): {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم صل على آل أبي أوفى"(3).
__________
(1) (5/136) مختصراً.
(2) تقدم ص (74).
(3) أخرجه البخاري 80 - الدعوات، 33 - باب هل يصلى على غير النبي صلى الله عليه وسلم ، حديث (6359). ومسلم (2/756)، 12- الزكاة، 45- باب الدعاء لمن أتى بصدقة، حديث (176). وأبو داود (2/246)، 3- الزكاة، 6- باب دعاء المصدق لأهل الصدقة حديث (1590). والنسائي (5/31) 23- الزكاة، 13- باب صلاة الإمام على صاحب الصدقة، حديث (2459). وابن ماجه (1/572)، 8- كتاب الزكاة، 8- باب ما يقال عند إخراج الزكاة حديث (1796). وأحمد (4/353-355، =
وقالت امرأة: صل عليَّ يا رسول الله وعلى زوجي، فقال: صل الله عليك وعلى زوجك"(1).
855- فيكون مقصود السائل أي يا رسول الله إن لي دعاء أدعو به،أستجلب به الخير، واستدفع به الشر، فكم أجعل لك من الدعاء، قال: "ما شئت" فلما انتهى إلى قوله: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال له: "إذا تكفى همك ويغفر ذنبك"(2).
856- وفي الرواية الأخرى " إذا يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك"(3)، وهذا غاية مايدعو به الإنسان من جلب الخيرات ودفع المضرات، فإن الدعاء فيه تحصيل المطلوب، واندفاع المرهوب، كما بسط ذلك في مواضعه.
857- وقد ذكر علماء الإسلام وأئمة الدين الأدعية الشرعية،
__________
= 381، 383). كلهم من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبدالله بن أبي أوفي مرفوعاً.
(1) أخرجه أبو داود (2/185)، 2- الصلاة، 363- باب الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم، حديث (1533). والنسائي في عمل اليوم والليلة، (ص319). وأحمد (3/303، 397-398). والدارمي (1/28-29) مقدمة، حديث (46). كلهم عن الأسود بن قيس، عن نُبَيح العنزي، عن جابر مرفوعاً. وفي إسناده نبيح، قال الحافظ في التقريب: "مقبول". وقال الحافظ الذهبي في الكاشف: "ثقة". وقال الحافظ في تهذيب التهذيب (10/417): قال أبو زرعة: ثقة، لم يرو عنه إلا الأسود بن قيس، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال العجلي: ثقة. وذكره علي بن المديني في جملة المجهولين الذين يروي عنهم الأسود بن قيس وزاد الحافظ أبو خالد الدالاني، وصحح الترمذي حديثه، وكذلك ابن خزيمة وابن حبان والحاكم. ويبدو أن حديثه حسن. والله أعلم .
(2) جزءان من حديث أُبي السابق.
(3) جزءان من حديث اُبي السابق.
وأعرضوا عن الأدعية البدعية، فينبغي اتباع ذلك. والمراتب في هذا الباب ثلاث:
858- (إحداها): أن يدعو غير الله وهو ميت أو غائب، سواء كان من الأنبياء والصالحين أو غيرهم فيقول: يا سيدي فلان أغثني أو أنا أستجير بك أو أستغيث بك أو انصرني على عدوي.
859- وأعظم من ذلك أن يقول: اغفر لي وتب عليَّ، كما يفعله طائفة من الجهال المشركين. وأعظم من ذلك أن يسجد لقبره ويصلي إليه ويرى الصلاة إليه أفضل من استقبال القبلة، حتى يقول بعضهم: هذه قبلة الخواص والكعبة قبلة العوام(1).
860- وأعظم من ذلك أن يرى السفر إليه من جنس الحج حتى يقول: إن السفر إليه مرات يعدل حجة، وغلاتهم يقولون: الزيارة إليه مرة أفضل من حج البيت مرات متعددة. ونحو ذلك، فهذا شرك بهم وإن كان يقع كثير من الناس في بعضه.
861- (الثانية): أن يقال للميت أو الغائب من الأنبياء والصالحين: ادع الله لي، أو ادع لنا ربك، أو اسأل الله لنا، كما تقول النصارى لمريم وغيرها.
__________
(1) والإسماعيلية يقولون: رسائل إخوان الصفا كتاب الأئمة، والقرآن كتاب العامة. والشيعة يسمون أهل السنة وأئمتهم وعلماءهم: العامة. وكلهم يلتقون عند غرض واحد وهو تغير دين الإسلام.
862- فهذا أيضاً لا يستريب عالم أنه غير(1) جائز، وأنه من البدع التي لم يفعلها أحد من سلف الأمة، وإن كان السلام على أهل القبور جائزاً، ومخاطبتهم جائزة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقول قائلهم :
863- " السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. يغفر الله لنا ولكم، نسأل الله لنا ولكم العافية. اللهم لاتحرمنا أجرهم، ولاتفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم"(2).
864- وروى أبو عمر بن عبدالبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما من رجل يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام"(3).
__________
(1) سقطت من ز .
(2) تقدم تخريجه في ص (34).
(3) ذكره في كنز العمال (15/646) رقم (42556) وعزاه إلى الخطيب وابن عساكر. وهو في تاريخ الخطيب (6/137)، الترجمة (3175) من طريق بشر بن بكير عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوعاً. وعبدالرحمن بن زيد "ضعيف جداً"، نقله البخاري والنسائي عن علي بن المديني وقال الحاكم عنه: "روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا يخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه ". وقال ابن سعد: كان ضعيفاً جداً، وقال ابن معين: ضعيف. وانظر الكلام عليه في الميزان (2/564). والمدخل للحاكم (ص154) الترجمة (97). وذكر الذهبي هذا الحديث في الميزان، من طريق الخطيب بسنده إلى عبدالرحمن بن زيد به. هذا وقد ضعف الحديث الحافظ ابن رجب، فقال: إنه ضعيف بل منكر، نقله الألباني من كتاب الأهوال (ق 83/2). انظر حاشية الآيات البينات في عدم سماع الأموات حاشية ص28.
865- وفي سنن أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما من مسلم يسلم عليَّ إلا رد الله عليَّ روحي حتى أرد عليه السلام"(1) لكن ليس من المشروع أن يطلب من الأموات لا دعاء ولا غيره.
866- وفي موطأ مالك أن ابن عمر كان يقول: " السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبة"(2) ثم ينصرف.
867- وعن عبدالله بن دينار قال: رأيت عبدالله بن عمر يقف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعو لأبي بكر وعمر(3).
868- وكذلك أنس بن مالك وغيره نقل عنهم أنهم كانوا يسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم .
869- فإذا أرادوا الدعاء استقبلوا القبلة يدعون الله تعالى، لا يدعون مستقبلي الحجرة. وإن كان قد وقع في بعض ذلك طوائف من الفقهاء والصوفية والعامة، فلم يذهب إلى ذلك إمام متبع في قوله، ولا من له في الأمة لسان صدق عام.
870- ومذهب الأئمة الأربعة - مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد - وغيرهم من أئمة الإسلام أن الرجل إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وأراد أن يدعو لنفسه فإنه يستقبل القبلة .
__________
(1) تقدم ص (142).
(2) تقدم تخريجه ص (136).
(3) تقدم تخريجه ص (137) رقم (4) .
871- واختلفوا في وقت السلام عليه فقال الثلاثة - مالك والشافعي وأحمد-: يستقبل الحجرة ويسلم عليه من تلقاء وجهه.
872- وقال أبو حنيفة : لا يستقبل الحجرة وقت السلام، كما لا يستقبلها وقت الدعاء باتفاقهم .
873- ثم في مذهبه قولان: قيل يستدبر الحجرة وقيل يجعلها على يساره. فهذا نزاعهم في وقت السلام، وأما في وقت الدعاء فلم يتنازعوا [في] أنه إنما يستقبل القبلة لا الحجرة.
874- والحكاية التي تذكر عن مالك / أنه قال للمنصور لما سأله عن استقبال الحجرة فأمره بذلك وقال: " هو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم".
كذب على مالك ليس لها إسناد معروف وهو خلاف الثابت المنقول عنه بأسانيد الثقات في كتب أصحابه، كما ذكره إسماعيل بن إسحاق القاضي وغيره.
875- مثل ماذكروا عنه أنه سئل عن أقوام يطيلون القيام مستقبلي الحجرة يدعون لأنفسهم، فأنكر مالك ذلك، وذكر أنه من البدع التي لم يفعلها الصحابة والتابعون لهم بإحسان، وقال: لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ماأصلح أولها.
876- ولاريب أن الأمر كما قاله مالك، فإن الآثار المتواترة عن الصحابة والتابعين تبين أن هذا لم يكن من عملهم وعادتهم، ولو كان استقبال الحجرة عند الدعاء مشروعاً لكانوا هم أعلم بذلك وكانوا أسبق إليه ممن بعدهم.
877- والداعي يدعو الله وحده، كما نهى عن استقبال الحجرة عند دعائه لله تعالى، كما نهى عن استقبال الحجرة عند الصلاة لله تعالى كما ثبت في صحيح مسلم وغيره عن أبي مرثد الغنوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لاتجلسوا على القبور ولاتصلوا إليها"(1).
878- فلا يجوز أن يصلى إلى شيء من القبور، لاقبور الأنبياء ولا غيرهم؛ لهذا الحديث الصحيح، ولا خلاف بين المسلمين أنه لا يشرع أن يقصد الصلاة إلى القبر، بل هذا من البدع المحدثة وكذلك قصد شيء من القبور لا سيما قبور الأنبياء والصالحين عند الدعاء، وإذا لم يجز قصد استقباله عند الدعاء لله تعالى فدعاء الميت نفسه أولى أن لا يجوز، كما أنه لا يجوز أن يصلي مستقبله فلأن لا يجوز الصلاة له بطريق الأولى.
879- فعلم أنه لا يجوز أن يسأل الميت شيئاً، لا يطلب منه أن يدعو الله ولا غير ذلك، ولا يجوز أن يشكى إليه شيء من مصائب الدنيا والدين .
880- ولو جاز أن يشكى إليه ذلك في حياته، فإن ذلك في حياته لا يُفضي إلى الشرك، وهذا يُفضي إلى الشرك؛ لأنه في حياته مكلف أن يجيب سؤال من سأله لما له في ذلك من الأجر والثواب، وبعد الموت ليس مكلفاً.
881- بل مايفعله من ذكر لله تعالى ودعاء ونحو ذلك، كما أن موسى يصلي في قبره.
__________
(1) تقدم ص (153).
وكما صلى الأنبياء خلف النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج ببيت المقدس(1)، وتسبيح أهل الجنة والملائكة - فهم يتمتعون بذلك، وهم يفعلون ذلك بحسب ما يسره الله لهم ويقدره لهم، ليس هو من باب التكليف الذي يمتحن به العباد.
882- وحينئذٍ فسؤال السائل للميت لا يؤثر في ذلك شيئاً، بل ماجعله الله فاعلاً له هو يفعله وإن لم يسأله العبد، كما تفعل الملائكة ماتؤمر به، وهم إنما يطيعون أمر ربهم لا يطيعون أمر مخلوق، كما قال سبحانه وتعالى (21: 26- 27): {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ، لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} فهم لا يعملون إلا بأمره سبحانه وتعالى .
883- ولا يلزم من جواز الشيء في حياته جوازه بعد موته، فإن بيته كانت الصلاة فيه مشروعة، وكان يجوز أن يجعل مسجداً. ولما دفن فيه حرم أن يتخذ مسجداً.
884- كما في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". يحذر ما فعلوا، ولولا ذلك لأبرز قبره، ولكن كره أن يتخذ مسجداً(2).
__________
(1) أخرجه مسلم (1/156-157) الإيمان، حديث (278) ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من قصة الإسراء، وأنه رأى كلا من موسى وعيسى وإبراهيم يصلي، ثم قال: " فحانت الصلاة، فأممتهم فلما فرغت من الصلاة، قال قائل: يا محمد! هذا مالك خازن النار فسلم عليه فالتفت إليه فبدأني بالسلام".
(2) تقدم ص (30).
885- وفي صحيح مسلم وغيره عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك"(1).
886- وقد كان صلى الله عليه وسلم في حياته يصلى خلفه، وذلك من أفضل الأعمال، ولا يجوز بعد موته أن يصلي الرجل خلف قبره، وكذلك في حياته يطلب منه أن يأمر وأن يفتي وأن يقضي، ولا يجوز أن يطلب ذلك منه بعد موته. وأمثال ذلك كثيرة.
887- وقد كره مالك وغيره أن يقول الرجل: زرت قبر رسول الله(2) لأن هذا اللفظ لم يرد، والأحاديث المروية في زيارة قبره كلها ضعيفة بل كذب(3). وهذا اللفظ صار مشتركاً في عرف المتأخرين يراد به (الزيارة البدعية) التي في معنى الشرك كالذي يزور القبر ليسأله أو يسأل الله به أو يسأل الله عنده .
888- و(الزيارة الشرعية) هي أن يزوره لله تعالى للدعاء له، والسلام عليه كما يصلي على جنازته. فهذا الثاني هو المشروع، ولكن كثيراً من الناس لا يقصد بالزيارة إلا المعنى الأول، فكره مالك أن يقول: زرت قبره. لما فيه من إيهام المعنى الفاسد الذي يقصده أهل البدع والشرك / .
__________
(1) تقدم ص (29).
(2) تقدم ص150.
(3) وقد تكلم عليها ابن عبدالهادي في الصارم المنكي.
889- (الثالثة(1)) أن يقال: أسألك بفلان أو بجاه فلان عندك ونحو ذلك الذي تقدم عن أبي حنيفة وأبي يوسف وغيرهما أنه منهيِّ عنه. وتقدم أيضاً أن هذا ليس بمشهور عن الصحابة، بل عدلوا عنه إلى التوسل بدعاء العباس وغيره.
890- وقد تبين ما في لفظ " التوسل" من الاشتراك بين ما كانت الصحابة تفعله وبين ما لم يكونوا يفعلونه.
891- فإن لفظ التوسل والتوجه في عرف الصحابة ولغتهم هو التوسل والتوجه بدعائه وشفاعته، ولهذا يجوز أن يتوسل ويتوجه بدعاء كل مؤمن، وإن كان بعض الناس من المشايخ المتبوعين يحتج بما يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأهل القبور، أو فاستعينوا بأهل القبور(2).
892- فهذا الحديث كذب مفترى على النبي صلى الله عليه وسلم بإجماع العارفين بحديثه، لم يروه أحد من العلماء بذلك، ولا يوجد في شيء من كتب الحديث المعتمدة .
893- وقد قال تعالى (25: 58): {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا}.
__________
(1) أي المرتبة الثالثة من مراتب الدعاء البدعي .
(2) بحثت عنه فلم أجده إلا في كشف الخفاء للعجلوني (1/85) بلفظ: " إذا تحيرتم في الأمور، فاستعينوا بأصحاب القبور" وعزاه للأربعين لابن كمال باشا المتوفى سنة 940. راجع ترجمته في معجم المؤلفين (1/238).
894- وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام أنه غير مشروع، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عما هو أقرب من ذلك - عن اتخاذ القبور مساجد ونحو ذلك - ولعن أهله تحذيراً من التشبه بهم، فإن ذلك أصل عبادة الأوثان. كما قال تعالى (71: 23): {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}.
895- فإن هؤلاء [كانوا] قوماً صالحين في قوم نوح، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم، ثم صوروهم، ثم اتخذوا الأصنام على صورهم، كما تقدم ذكر ذلك عن ابن عباس(1) وغيره من علماء السلف .
896- وهذا الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الشرك هو كذلك في شرائع غيره من الأنبياء:
897- ففي التوراة أن موسى عليه السلام نهى بني إسرائيل عن دعاء الأموات وغير ذلك من الشرك، وذكر أن ذلك من أسباب عقوبة الله لمن فعله.
898- وذلك أن دين الأنبياء عليهم السلام واحد وإن تنوعت شرائعهم، كما في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد"(2).
__________
(1) تقدم ص (15).
(2) أخرجه البخاري، 60 - الأنبياء، 48 - باب قول الله تعالى {واذكر في الكتاب مريم} حديث (3443). ومسلم (4/1837) 43- فضائل، 40 - فضائل عيسى عليه السلام، حديث (145)، وأحمد (2/319، 406). كلهم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً.
899- وقد قال تعالى (42: 13): {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ}، وقال تعالى (23: 51-53): {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ، وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ، فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}، وقال تعالى (30: 30-32): {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ، مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}.
وهذا هو دين الإسلام الذي لا يقبل الله ديناً غيره من الأولين والآخرين، كما قد بسط الكلام عليه في غير هذا الموضع .
فصل
900 - وإذا تبين ما أمر الله به ورسوله، وما نهى الله عنه ورسوله، في حق أشرف الخلق وأكرمهم على الله عز وجل، وسيد ولد آدم وخاتم الرسل والنبيين، وأفضل الأولين والآخرين، وارفع الشفعاء منزلة وأعظمهم جاهاً عند الله تبارك وتعالى، تبين أن من دونه من الأنبياء والصالحين أولى بأن لا يشرك به، ولا يُتخذ قبره وثناً يعبد، ولا يُدعى من دون الله لا في حياته ولا في مماته.
901 - ولا يجوز لأحد أن يستغيث بأحد من المشايخ الغائبين ولا الميتين، مثل أن يقول: يا سيدي فلاناً أغثني وانصرني وادفع عني، أو أنا في حسبك. ونحو ذلك.
902 - بل كل هذا من الشرك الذي حرم الله ورسوله، وتحريمه مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام، وهؤلاء المستغيثون بالغائبين والميتين عند قبورهم وغير قبورهم - لما كانوا من جنس عباد الأوثان - صار الشيطان يضلهم ويغويهم، كما يضل عباد الأصنام ويغويهم فتتصور الشياطين في صورة ذلك المستغاثُ به، وتخاطبهم بأشياء على سبيل المكاشفة، كما تخاطب الشياطين الكهان، وبعض ذلك صدق، لكن لا بد أن يكون في ذلك ما هو كذب، بل الكذب أغلب عليه/ من الصدق.
903 - وقد تقضي الشياطين بعض حاجاتهم، وتدفع عنهم بعض ما يكرهونه، فيظن أحدهم أن الشيخ هو ا لذي جاء من الغيب حتى فعل ذلك، أو يظن أن الله تعالى صور ملكاً على صورته فعل ذلك،
ويقول أحدهم: هذا سر الشيخ وحاله! وإنما هو الشيطان تمثل على صورته ليضل المشرك به المستغيث به.
904 - كما تدخل الشياطين في الأصنام وتكلم عابديها وتقضي بعض حوائجهم، كما كان ذلك في أصنام مشركي العرب، وهو اليوم موجود في المشركين من الترك والهند وغيرهم.
905 - وأعرفُ من ذلك وقائع كثيرة في أقوام استغاثوا بي وبغيري في حال غيبتنا عنهم، فرأوني أو ذاك الآخر الذي استغاثوا به قد جئنا في الهواء ورفعنا عنهم، ولما حدثوني بذلك بينتُ لهم أن ذلك إنما هو شيطان تصور بصورتي وصورة غيري من الشيوخ الذين استغاثوا بهم ليظنوا أن ذلك كرامات للشيخ فتقوى عزائمهم في الاستغاثة بالشيوخ الغائبين والميتين.
906 - وهذا من أكبر الأسباب التي بها أشرك المشركون وعبدةُ الأوثان، وكذلك المستغيثون من النصارى بشيوخهم الذين يسمونهم العلاّس يرون أيضاً من يأتي على صورة ذلك الشيخ النصراني الذي استغاثوا به فيقضي بعض حوائجهم.
907 - وهؤلاء الذين يستغيثون بالأموات من الأنبياء والصالحين والشيوخ وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم غاية أحدهم أن يجري له بعض هذه الأمور أو يحكي لهم بعض هذه الأمور فيظن أن ذلك كرامة وخرق عادة بسبب هذا العمل.
908 - ومن هؤلاء من يأتي إلى قبر الشيخ الذي يشرك به ويستغيث به فينزل عليه من الهواء طعام أو نفقة أو سلاح أو غير ذلك مما يطلبه فيظن ذلك كرامة لشيخه، وإنما ذلك كله من الشياطين.
909 - وهذا من أعظم الأسباب التي عبدت بها الأوثان. وقد قال الخليل عليه السلام (14: 35 - 36): {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ}. كما قال نوح عليه السلام، ومعلوم أن الحجر لا يضل كثيراً من الناس إلا بسبب اقتضى ضلالهم، ولم يكن أحد من عباد الأصنام يعتقد أنها خلقت السموات والأرض، بل إنما كانوا يتخذونها شفعاء ووسائط لأسباب:
910 - منهم من صورها على صور الأنبياء والصالحين، ومنهم من جعلها تماثيل وطلاسم للكواكب والشمس والقمر، ومنهم من جعلها لأجل الجن، ومنهم من جعلها لأجل الملائكة.
911 - فالمعبود لهم في قصدهم إنما هو للملائكة والأنبياء والصالحين أو الشمس أو القمر وهم في نفس الأمر يعبدون الشياطين، فهي التي تقصد من الإنس أن يعبدها وتظهر لهم ما يدعوهم إلى ذلك، كما قال تعالى (34: 40 - 41): {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ أَهَؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ}.
912 - وإذا كان العابد ممن(1) لا يستحل عبادة الشياطين أوهموه أنه إنما يدعو الأنبياء والصالحين والملائكة وغيرهم ممن يحسن العابد ظنه به. وأما إن كان ممن(2) لا يحرم عبادة الجن عرفوه أنهم الجن.
913 - وقد يطلب الشيطان الممثل له في صورة الإنسان أن يسجد له، أو أن يفعل به الفاحشة أو أن يأكل الميتة ويشرب الخمر، أو أن يقرّب لهم الميتة، وأكثرهم لا يعرفون ذلك، بل يظنون أن من يخاطبهم إما ملائكة وإما رجال من الجن يسمونهم رجال الغيب، ويظنون أن رجال الغيب أولياء الله غائبون عن أبصار الناس.
914 - وأولئك جن تمثلت بصور الإنس أو رؤيت في غير صور الإنس، قال تعالى (72: 6): {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الْأنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}.
915 - كان الإنس إذا نزل أحدهم بواد يخاف أهله قال: أعوذ بعظيم هذا الوادي من سفهائه، وكانت الإنس تستعيذ بالجن فصار ذلك سبباً لطغيان الجن، وقالت: الإنس تستعيذ بنا!.
916 - وكذلك الرقى والعزائم الأعجمية هي تتضمن أسماء رجال من الجن يُدعون ويُستغاث بهم ويُقسم عليهم بمن يعظمونه، فتطيعهم الشياطين بسبب ذلك في بعض الأمور.
917 - وهذا من جنس السحر والشرك قال تعالى (2: 102): {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ / وَلَكِنَّ
__________
(1) في خ "مما" في كلا الموضعين
الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْأخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.
918 - وكثير من هؤلاء يطير في الهواء وتكون الشياطين قد حملته وتذهب به إلى مكة وغيرها، ويكون مع ذلك زنديقاً يجحد الصلاة وغيرها مما فرض الله ورسوله، ويستحل المحارم التي حرمها الله ورسوله.
919 - وإنما يقترن به أولئك الشياطين لما فيه من الكفر والفسوق والعصيان، حتى إذا آمن بالله ورسوله وتاب والتزم طاعة الله ورسوله، فارقته تلك الشياطين، وذهبت تلك الأحوال الشيطانية من الإخبارات والتأثيرات.
920 - وأنا أعرف من هؤلاء عدداً كثيراً بالشام ومصر والحجاز واليمن، وأما الجزيرة والعراق وخراسان والروم ففيها من هذا الجنس أكثر مما بالشام وغيرها، وبلاد الكفار من المشركين وأهل الكتاب أعظم.
921 - وإنما ظهرت هذه الأحوال الشيطانية التي أسبابها الكفر والفسوق والعصيان بحسب ظهور أسبابها، فحيث قوي الإيمان والتوحيد ونور الفرقان والإيمان وظهرت آثار النبوة والرسالة ضعفت هذه الأحوال الشيطانية.
922 - وحيث ظهر الكفر والفسوق والعصيان قويت هذه الأحوال الشيطانية، والشخص الواحد الذي يجتمع فيه هذا وهذا الذي تكون في مادة تمدّه للإيمان ومادة تمدُّه للنفاق يكون فيه من هذا الحال وهذا الحال.
923 - والمشركون الذين لم يدخلوا في الإسلام مثل البخشية والطونية والبُدّى ونحو ذلك من علماء المشركين وشيوخهم الذين يكونون للكفار من الترك والهند والخُطا وغيرهم تكون الأحوال الشيطانية فيهم أكثر، ويصعد أحدهم في الهواء ويحدثهم بأمور غائبة، ويبقى الدف الذي يغني لهم به يمشي في الهواء، ويضرب رأس أحدهم إذا خرج عن طريقهم، ولا يرون أحداً يضرب له، ويطوف الإناء الذي يشربون منه عليهم ولا يرون من يحمله، ويكون أحدهم في مكان فمن نزل منهم عنده ضيفه طعاماً يكفيهم، ويأتيهم بألوان مختلفة.
924 - وذلك من الشياطين تأتيه من تلك المدينة القريبة منه أو من غيرها تسرقه وتأتي به.
925 - وهذه الأمور كثيرة عند من يكون مشركاً أو ناقص الإيمان من الترك وغيرهم، وعند التتار من هذا أنواع كثيرة.
وأما الداخلون في الإسلام إذا لم يحققوا التوحيد واتباع الرسول، بل دعوا الشيوخ الغائبين واستغاثوا بهم، فلهم من الأحوال الشيطانية نصيب بحسب ما فيهم مما يرضي الشيطان.
926 - ومن هؤلاء قوم فيهم عبادة ودين مع نوع جهل. يُحمل أحدهم فيوقف بعرفات مع الحجاج من غير أن يحرم إذا حاذى المواقيت،
ولا يبيت بمزدلفة، ولا يطوف طواف الإفاضة، ويظن أنه حصل له بذلك عمل صالح وكرامة عظيمة من كرامات الأولياء، ولا يعلم أن هذا من تلاعب الشيطان به، فإن(1) مثل هذا الحج ليس مشروعاً ولا يجوز باتفاق علماء المسلمين. ومن ظن أن هذا عبادة وكرامة لأولياء الله فهو ضال جاهل.
927 - ولهذا لم يكن أحد من الأنبياء والصحابة يفعل بهم مثل هذا، فإنهم أجل قدراً من ذلك.
928 - وقد جرت هذه القضية لبعض من حُمل وطائفة معه من الإسكندرية إلى عرفة، فرأى ملائكة تنزل وتكتب أسماء الحجاج فقال: هل كتبتموني؟ قالوا: أنت لم تحج كما حج الناس، أنت لم تتعب ولم تحرم ولم يحصل لك من الحج الذي يثاب الناس عليه ما حصل للحجاج.
929 - وكان بعض الشيوخ قد طلب منه بعض هؤلاء أن يحج معهم في الهواء فقال لهم: هذا الحج لا يسقط به الفرض عنكم لأنكم لم تحجوا كما أمر الله ورسوله.
930 - ودين الإسلام مبني على أصلين: على أن يُعبد الله وحده لا يُشرك به شيء، وعلى أن يُعبد بما شرعه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم.
931 - وهذان هما حقيقة قولنا: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده / ورسوله".
__________
(1) في خ "قال".
فالإله هو الذي تألهه القلوب عبادة واستعانة ومحبة وتعظيماً وخوفاً ورجاء وإجلالاً وإكراماً. والله عز وجل له حق لا يشركه فيه غيره فلا يُعبد إلا الله، ولا يُدعى إلا الله، ولا يخاف إلا الله، ولا يُطاع إلا الله.
932 - والرسول صلى الله عليه وسلم هو المبلغ عن الله تعالى أمره ونهيه وتحليله وتحريمه، فالحلال ما حلله، والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه. والرسول صلى الله عليه وسلم واسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ أمره ونهيه، ووعده ووعيده، وتحليله وتحريمه، وسائر ما بلغه من كلامه.
933 - وأما في إجابة الدعاء، وكشف البلاء، والهداية والإغناء، فالله تعالى هو الذي يسمع كلامهم ويرى مكانهم ويعلم سرهم ونجواهم، وهو سبحانه قادر على إنزال النعم، وإزالة الضر والسقم، من غير احتياج منه إلى أن يعرِّفه أحد أحوال عباده، أو يعينه على قضاء حوائجهم.
934 - والأسباب التي بها يحصل ذلك هو خلقها ويسرها، فهو مسبب الأسباب، وهو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد: (55: 29): {يسأله من في السموات والأرض كل يومٍ هو في شأن}.
935 - فأهل السموات يسألونه وأهل الأرض يسألونه، وهو سبحانه لا يشغله سمع كلام هذا عن سمع كلام هذا، ولا يغلطه اختلاف أصواتهم ولغاتهم، بل يسمع ضجيج الأصوات، باختلاف اللغات، على تفنن الحاجات، ولا يبرمه إلحاح الملحين، بل يحبُّ الإلحاح في الدعاء.
936 - وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الأحكام أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجابتهم كما قال تعالى (2: 189) {يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}، (2: 219): {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ}، (2: 217) {يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} إلى غير ذلك من مسائلهم.
937 - فلما سألوه عنه سبحانه وتعالى قال: (2: 186): {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ} فلم يقل سبحانه: "فقل"، بل قال تعالى: {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ} فهو قريب من عباده.
938 - كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث لما كانوا يرفعون أصواتهم بالذكر والدعاء فقال: "أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، إنما تدعون سميعاً قريباً، إن الذي تدعونه أقربُ إلى أحدكم من عنق راحلته"(1).
__________
(1) أخرجه البخاري، 56 - جهاد (131) - باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير (حديث 2992) 64 - كتاب المغازي، 38 - باب غزوة خيبر، حديث (4205) وفي عدد من المواضع. وأحمد (4/394، 402). ومسلم، (4/2076)، 48 - كتاب الذكر والدعاء، 13 - باب استحباب خفض الصوت بالذكر، حديث (44، 45). وأبو داود (2/182 - 183)، 2 - الصلاة، حديث (1526 - 1528). والترمذي (5/509) 58 - باب ما جاء في فضل التسبيح والتهليل والتحميد، حديث (3461). وعبد الرزاق في مصنفه (5/159)، حديث (9244). والنسائي في "عمل اليوم والليلة" ص (364 - 365)، حديث (538). كلهم من حديث أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه.
939 - وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدكم إلى صلاته فلا يبصقن قبل وجهه فإن الله قبل وجهه، ولا عن يمينه فإن عن يمينه ملكاً، ولكن عن يساره وتحت قدمه"(1) وهذا الحديث في الصحيح من غير وجه.
940 - وهو سبحانه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه، ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته، وهو سبحانه غني عن العرش وعن سائر المخلوقات لا يفتقر إلى شيء من مخلوقاته، بل هو الحامل بقدرته العرش وحملة(2) العرش.
941 - وقد جعل تعالى العالم طبقات، ولم يجعل أعلاه مفتقراً إلى أسفله، فالسماء لا تفتقر إلى الهواء، والهواء لا يفتقر إلى الأرض، فالعليّ الأعلى ربُّ السموات والأرض وما بينهما الذي وصف نفسه بقوله تعالى (39: 67): {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} أجل وأعظم وأغنى وأعلى من أن يفتقر إلى شيء بحمل أو
__________
(1) أخرجه البخاري في عدد من المواضع، منها في 8 - كتاب الصلاة، 33 - باب حك البزاق باليد في المسجد، حديث (405)، (406). و 34 - حك المخاط بالحصى من المسجد، (408)، (409)، وحديث (417) عن أبي هريرة، وابن عمر، وأنس، رضي الله عنهم. ومسلم (4/2303)، 53 - الزهد، حديث (74) من حديث جابر (3707)، 5 - المساجد 13 - باب النهي عن البصاق، حديث (50) عن ابن عمر مرفوعاً. والنسائي (2/51)، 8 - مساجد، 31 - باب النهي عن أن يتنخم الرجل في قبلة المسجد حديث (734) من حديث ابن عمر، و 32 - حديث (725) من حديث أبي سعيد. و 32 - حديث (726) من حديث طارق بن عبد الله المحاربي. ومالك في الموطأ (1/194)، 14 - قبلة 35 - باب النهي عن البصاق في القبلة حديث (4). وأحمد (2/32، 66) كلاهما من حديث نافع عن ابن عمر مرفوعاً.
(2) في خ: "بحملة".
غير حمل، بل هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، الذي كل ما سواه مفتقر إليه، وهو مستغن عن كل ما سواه.
وهذه الأمور مبسوطة في غير هذا الموضع، قد بين فيه التوحيد الذي بعث الله به رسوله قولاً وعملاً.
942 - فالتوحيد القولي مثل سورة الإخلاص {قل هو الله أحد} والتوحيد العملي {قل يَا أَيُّهَا الكافرون} ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهاتين السورتين في ركعتي الفجر(1) وركعتي الطواف(2) وغير ذلك.
943 - وقد كان أيضاً يقرأ في ركعتي الفجر وركعتي الطواف (2: 136): {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا} الآية. وفي الركعة الثانية بقوله تعالى (3: 64): {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَ نَعْبُدَ إِلاَ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}(3).
944 - فإن هاتين الآيتين فيهما دين الإسلام، وفيهما الإيمان القولي والعملي، فقوله/ تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأسْبَاطِ} إلى آخرها يتضمن الإيمان القولي والإسلام، وقوله {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء
__________
(1) أخرجه مسلم رقم 726 (1/502) 6 - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، 14 باب استحباب ركعتي سنة الفجر، والحث عليهما وتخفيفهما والمحافظة عليهما وبيان ما يستحب أن يقرأ فيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) أخرجه مسلم رقم (1218) (2/888)، 15 كتاب الحج، 190 باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم عن جابر رضي الله عنه.
(3) ما يتعلق بركعتي الفجر خرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين حديث 737.
بيننا وبينكم} - الآية إلى آخرها - يتضمن الإسلام والإيمان العملي فأعظم نعمةً أنعمها الله على عباده الإسلام والإيمان وهما في هاتين الآيتين، والله سبحانه وتعالى أعلم.
945 - فهذا آخر السؤال والجواب الذي أحببت إيراده هنا بألفاظه لما اشتمل عليه من المقاصد المهمة والقواعد النافعة في هذا الباب، مع الاختصار، فإن التوحيد هو سرُّ القرآن ولب الإيمان، وتنويع العبارة بوجوه الدلالات من أهم الأمور وأنفعها للعباد في مصالح المعاش والمعاد. والله أعلم.
تم الكتاب ولله الحمد والمنة
الفهارس
1 - فهرس الآيات ... (339)2 - فهرس الأحاديث ... (351)
3 - فهرس الآثار ... (362)
4 - فهرس الأعلام والكنى ... (365)
أ - الأعلام ... (365)
ب - الكنى ... (378)
5 - فهرس الطوائف ... (383)
6 - فهرس موارد المؤلف ... (385)
7 - فهرس مصادر ومراجع التحقيق والتخريج ... (388)
8 - فهرس الموضوعات ... (401)
9 - فهرس المقدمة ... (418)
1 - فهرس الآيات
الآية ... الفقرة{أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً} ... 771
{آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم} ... 944
{أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلاهين من دون الله...} الآية ... 48 حاشية (1)
أإنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد} ... 682
{أتأمرون الناس بالبر وتنسون...} الآية ... 233
{ادعوهم لآبائهم} ... 125 حاشية (2)
{إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم} ... 764
{إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يُبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين} ... 716
{أطيعوا الله وأطيعوا الرسول} ... 662
{اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} ... 38
{أفرأيتم ما كنتم تعبدون} ... 456
{المص * كتاب أنزل إليكم} ... 228
{ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون} ... 132
{ألم أعهد إليكم يا بني آدم} ... 228
الآية ... الفقرة
{الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما} ... 23
{الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله} ... 656
{الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به} ... 48
{الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار} ... 819
أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً} ... 23
{أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم} ... 683
{أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} ... 50، 784
{إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} ... 633
{إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا * لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا} ... 664
{إنا إلى الله راغبون} ... 155، 216
{إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون..} ... 195
{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} ... 228
{إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل} ... 667
الآية ... الفقرة
{إن ربي لسميع الدعاء} ... 289
{إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين} ... 108 - 228
إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا * لقد أحصاهم وعدهم عدا} ... 721
{إن الذين يغضون أصواتهم} ... 384
{إن الذين ينادونك من وراء الحجرات} ... 384
{رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي} ... 102
{رب إني أعوذ بك أن أسألك} ... 284
{ربنا أفرغ علينا صبرا} ... 195
{ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين} ... 819
{ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا} ... 296، 595، 674، 819
{ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد} ... 172، 284
{ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا...} ... 284
{سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون} ... 235
{سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم...} ... 6، 668
{شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا...} ... 899
الآية ... الفقرة
{صلوا عليه وسلموا تسليما} ... 206
{ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبلٍ من الله وحبل من الناس} ... 637
{ضرب لكم مثلاً من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم} ... 42
{فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب} ... 154، 610، 656، 755
{فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله...} ... 228
{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون...} ... 174
{فأقم وجهك للدين حنيفا} ... 899
{فإما يأتينكم مني هدى} ... 228
{فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك} ... 174
{فإياي فاعبدون} ... 656
{فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر} ... 180
{فلا تجعلوا لله أنداداً} ... 656
{فلا تخافوهم وخافونِ} ... 659
{فلا تخشوا الناس واخشوني} ... 656، 659
{فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به} ... 64، 627، 635
{فما تنفعهم شفاعة الشافعين} ... 21
الآية ... الفقرة
{فمن كان يرجو لقاء ربه} ... 783
{قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم} ... 11
{قل ادعوا الذين زعمتم من دونه} ... 145، 238، 607
{قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله فلا يملكون مثقال ذرة} ... 23، 145، 612، 722
{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} ... 789
{قل أؤنبئكم بخير من ذلكم} ... 595
{قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً} ... 646
{قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون} ... 40
{قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء} ... 458، 943
{قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} ... 943
{كبرت كلمة تخرج من أفواههم} ... 458
{كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات} ... 813
{لا تذرون آلهتكم} ... 726
{لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} ... 384
{لنتخذن عليهم مسجداً} ... 633
{لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله} ... 721، 782
{ليس لك من الأمر شيء} ... 646
{ما سلككم في سقر} ... 22
الآية ... الفقرة
{ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة} ... 607، 640
{ما كان للنبي والذين آمنوا} ... 10
{ما للظالمين من حميم} ... 21
{ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع} ... 770
{ما من شفيع إلا من بعد إذنه} ... 770
{من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} ... 23، 303، 771
{من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه} ... 21
{وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت} ... 172
{واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} ... 174
{واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} ... 221
{وإلى ربك فارغب} ... 216 حاشية (2)
{وأما السائل فلا تنهر} ... 180
{وأمرت أن أكون من المسلمين} ... 195
{وإن تطيعوه تهتدوا} ... 789
{وأنذر عشيرتك الأقربين} ... 14
{وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم..} ... 23
{وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا} ... 799، 914
{وتوكل على الحي الذي لا يموت} ... 893
الآية ... الفقرة
{وجعل كلمة الذين كفروا السفلى} ... 458
{وجيها في الدنيا والآخرة} ... 4
{وحاجة قومه قال أتحاجوني في الله وقد هداني ولا أخاف ما تشركون به..} ... 657
{وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا} ... 23
{وسيجنبها الأتقى...} ... 185، 187
{وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم} ... 854
{وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله} ... 638
{وعدًا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله} ... 813
{وفيكم سماعون لهم} ... 289
{وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد...} ... 656
{وقال موسى ياقوم إن كنتم...} ... 195
{وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه} ... 707، 882
{وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه} ... 23
{وقالوا لا تذرن آلهتكم} ... 24، 91، 894
{وكان حقاً علينا نصر المؤمنين} ... 813
{وكان عند الله وجيها} ... 4
{وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا} ... 621
الآية ... الفقرة
{وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا} ... 228
{وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا} ... 23
{ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره} ... 77
{ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} ... 771
{ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا} ... 771
{ولا تقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة} ... 21
{ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة} ... 23
{ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله} ... 681
{والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم} ... 180
{ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} ... 38
{ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة} ... 23
{والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين} ... 662
{ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله...} ... 154، 659
{ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم} ... 48، 384
{ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم...} ... 292
{ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا} ... 7
الآية ... الفقرة
{وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} ... 154، 610، 659
{وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله} ... 702
{وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه ...} ... 38
{وما أسألكم عليه من أجر} ... 187
{وما تفرق الذين أوتوا الكتاب} ... 197
{وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة} ... 940
{وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة} ... 10
{وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون} ... 23، 684، 771
{ومن الذين هادوا سماعون للكذب...} ... 289
{ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله} ... 682، 656
{ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون} ... 155، 609، 658
{ومن يبتغ غير الإسلام دينا...} ... 194
{ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من...} ... 195
الآية ... الفقرة
{ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار} ... 789
{ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض...} ... 228
{والنجم إذا هوى} ... 229
{ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو} ... 936
{ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات} ... 295
{ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم} ... 23، 684، 771
{ويوم يحشرهم جميعاً ثم يقول للملائكة} ... 45، 911
{هل أنبئكم على من تنزل الشياطين * تنزل على كل أفاك أثيم} ... 135
{يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم} ... 234
{يَا أَيُّهَا الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا} ... 899
{يَا أَيُّهَا الذين آمنوا اتقوا الله...} ... 2، 238، 249، 802
{يَا أَيُّهَا الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم} ... 638
{يَا أَيُّهَا الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى} ... 716
{يَا أَيُّهَا النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين} ... 610، 661
{يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم} ... 658
الآية ... الفقرة
{ياعيسى إني متوفيك ورافعك إليّ ومطهرك من الذين كفروا} ... 638
{يجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب إن لهم الحسنى} ... 44
{يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} ... 936
{يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} ... 936
{يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن} ... 934
{يعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون...} ... 41
{من يطع الرسول فقد أطاع الله} ... 249، 702، 662
{واتبعوا ما تتلوا الشياطين} ... 917
{واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} ... 179، 808
{واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً} ... 21
{واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا} ... 235
{واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} ... 909
{وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًّا} ... 44
{وإذا سألك عبادي عني} ... 937
{وإذا مسكم الضر في البحر} ... 278
الآية ... الفقرة
{وإذ أوحيت إلى الحواريين} ... 195
{وإذ تقول للذي أنعم الله} ... 188
2 - فهرس الأحاديث
الحديث ... الفقرة"أتاني آت من عند ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة" ... 37
"أجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده" ... 645، 655
"إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأهل القبور" ... 891
"إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم" ... 715
"إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا عليّ" ... 207، 209، 551، 751، 848
"إذا صلى أحدكم فليبدأ بحمد الله ثم يصلي على النبي ثم يدعو بعده بما شاء" ... 290، 847
"إذا قام أحدكم إلى صلاته فلا يبصق قبل وجهه" ... 939
"إذا مات ابن آدم انقطع عمله" ... 205
"إذا تكفى همك ويغفر ذنبك" ... 855، 856
"إذاً هذا يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك" ... 853، 856
"إذهبوا إلى محمد عبد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر" ... 614
"أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد" ... 280
الحديث ... الفقرة
"أسألك بأن لك الحمد أنت الله المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام" ... 279، 287
"أسألك بكل اسم هو لك" ... 281
"استأذنت ربي أن أستغفر لأمي" ... 12، 842
"أسعد الناس بشفاعتي" ... 35، 310
"اشتد غضب الله على قوم" ... 87، 398
"أعظم الدعاء إجابة" ... 759
"أعوذ برضاك من سخطك" ... 815
"أعوذ بك من علم لا ينفع" ... 288
"أعوذ بكلمات الله التامات" ... 101، 797
"أعوذ بالله منك" ... 106
"اقطعوا عني لسان هذا" ... 711
"أكثروا عليّ من الصلاة" ... 423
ألا أخبركم بأهل الجنة" ... 273
"اللهم أعني عليهم بسبع" ... 8 حاشية (3)
"اللهم أغثنا" ... 697
"اللهم أغفر لقومي" ... 7
"اللهم انجز لي ما وعدتني" ... 297
"اللهم إنك عفوٌّ" ... 282
"اللهم إني أسألك بأن لك الحمد" ... 791
الحديث ... الفقرة
"اللهم إني أسألك بأني أشهد" ... 791
اللهم إني أسألك بحق السائلين" ... 593، 812
"اللهم إني أسألك وأتوسل إليك" ... 736، 737، 677
"اللهم اهد أم أبي هريرة" ... 7
"اللهم صل على آل أبي أوفى" ... 854
"اللهم لا تجعل قبري وثنا" ... 398، 642، 731، 779
"اللهم لك الحمد وإليك المشتكى" ... 764
"إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد" ... 898
"إن أبي وأباك في النار" ... 13
"إن أحدكم ليسألني المسألة" ... 181
"إن أمن الناس علينا في صحبته" ... 186
"إن أهون أهل النار عذابا" ... 6
"إن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة" ... 851
"إن رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه وسلم" ... 530، 531، 533، 537
"إن شئت دعوت" ... 529، 737، 839
"إن عفريتا من الجن" ... 102
الحديث ... الفقرة
"إن لله ملائكة سياحين" ... 422
"إنه لما اقترف آدم الخطيئة" ... 493
"إن من عباد الله لو أقسم على الله" ... 271، 274
"إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد" ... 68، 89، 648، 723، 734، 885
"إن النبي صلى الله عليه وسلم سأل بريرة أن تمسك زوجها ولا تفارقه" ... 705
"إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بثلاث ركوعات" ... 503
"إن النبي صلى الله عليه وسلم علم رجلاً أن يدعو فيقول: اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة" ... 736
"إن النبي صلى الله عليه وسلم قال قبل أن يموت بخمس "إني أبرأ إلى الله..." ... 734
"إن نوحاً أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض" ... 725
"إنكم تأتون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء" ... 561
"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ... 222
"إنما ذاك الشرك كما قال العبد الصالح..." ... 658
"أن تجعل لله ندا وهو خلقك" ... 654
"أن لا تسألوا الناس شيئاً" ... 159
"أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا" ... 787
"أنا سيد ولد آدم يوم القيامة" ... 388
الحديث ... الفقرة
"أنتم ومن مات لا يشرك بالله شيئاً في شفاعتي" ... 37، حاشية (1)
"إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله" ... 647، 763
"إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل" ... 734
"أول ما خلق الله العقل" ... 451
"أيها الناس أربعوا على أنفسكم" ... 938
"بعثت بالسيف" ... 39
"ثلاث من كن فيه" ... 663
"ثنتان لا تردان" ... 852
"حتى وجدت برد لسانه" ... 103
"حق الله على عباده" ... 814
"حيثما مررت بغير مشرك" ... 13
"خلق الله التربة يوم السبت" ... 506
"خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة" ... 37
"رُبَّ أشعث أغبر ذي طمرين" ... 272، 836
"ساعتان تفتح فيهما" ... 852
"سل تعطه..." ... 291
"السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين المسلمين..." ... 81
"السلام عليكم دار قوم مؤمنين..." ... 82
"السلام على النبي صلى الله عليه وسلم. السلام على أبي بكر..." ... 391
"سلو الله لي الوسيلة" ... 243
الحديث ... الفقرة
"سلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل" ... 80
"شفاعتي لمن يشهد أن لا إله إلا الله مخلصاً يصدق قلبه لسانه" ... 35
"صدقك وهو كذوب" ... 98
"صلى الله عليك وعلى زوجك" ... 854
"صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا" ... 427
"عجل هذا" ... 847
"على المرء المسلم السمع والطاعة في عسره ويسره" ... 703
"فأحمد ربي بمحامد يفتحها عليّ لا أحسنها الآن" ... 772
"فانطلق فتوضأ ثم صلِ ركعتين" ... 738
"قل كما يقولون" ... 849
"كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق" ... 763
"كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه وغيره" ... 162، 163
"كلمتان حبيبتان إلى الرحمن" ... 458
"كم من أشعث أغبر ذي طمرين" ... 837
"لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة" ... 15
"لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا" ... 798
"لا تتخذوا بيتي عيداً" ... 430
"لا تتخذوا قبري عيداً" ... 424، 428، 723
الحديث ... الفقرة
"لا تجعلوا قبري عيداً" ... 399
"لا تجلسوا على القبور" ... 420، 649، 877
"لا تحلفوا بآبائكم" ... 263
"لا تحلفوا إلا بالله" ... 263، 605
"لا تسبوا أصحابي" ... 407
"لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد" ... 650، 651
"لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم" ... 643، 735، 778
"لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد" ... 644، 776
"لا تنسنا يا أخي من دعائك" ... 210، 749
"لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" ... 704
"لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة" ... 6
"لعن الله اليهود والنصارى أتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" ... 69، 88، 780، 884
"لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذو قبور أنبيائهم مساجد" ... 641، 733
"لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته" ... 36
"لم تصرف وجهك عنه" ... 431
الحديث ... الفقرة
"لو رأيتموني وإبليس، فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه" ... 105
"ما بين بيتي ومنبري روضة" ... 418
"ما شئت وما زدت فهو خير لك" ... 853
"ما شئت؟ قال: الربع" ... 212
"ما من أحد يسلم على" ... 405
"ما من داعٍ يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم" ... 386
"ما من رجل يدعو لأخيه بظهر الغيب بدعوة" ... 173، 760
"ما من رجل يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فسلم عليه" ... 864
"ما من مسلم يسلم عليّ إلا رد الله عليّ روحي" ... 865
"مكانكم حتى آتيكم" ... 12
"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" ... 785
"من استطاع أن يطيل غرته" ... 559
"من أسدى إليكم معروفا" ... 191
"من حلف بغير الله فقد أشرك" ... 262، 605، 794
"من حلف باللات والعزى" ... 264
"من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه" ... 202، 753
الحديث ... الفقرة
"من رآني في المنام فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي" ... 116
"من زارني بعد مماتي" ... 406
"من سألكم بالله فأعطوه" ... 277
"من سئل عن علم يعلمه فكتمه" ... 175
"من سره أن يحفظ فليصم سبعة أيام" ... 513
"من سره أن يوعيه الله حفظ القرآن" ... 511
"من شغله قراءة القرآن عن ذكري وسألني أعطيته" ... 170
"من صلى علي عندي قبري سمعته" ... 425
"من صلى عليّ مرة صلى الله عليه عشرا" ... 846
"من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" ... 786
"من قال إذا يسمع النداء" ... 551
"من قال حين يسمع النداء" ... 208، 244
"من قال حين ينادي المنادي: اللهم رب..." ... 850
"من كان حالفاً فليحف بالله أو ليصمت" ... 263، 605، 793
"من الكلمات التي تاب الله بها على آدم" ... 494
"من مات وهو يدعو ندا من دون الله دخل النار" ... 653
"من نذر أن يطيع الله فليطعه" ... 412
"نعم، وجدته في غمرات..." ... 6
"نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ قبره مسجدا" ... 641، 723
الحديث ... الفقرة
"وأسألك بحق السائلين عليك" ... 294
"وسئل: أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك" ... 654
"ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه ضرير" ... 546
"والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع" ... 788
"ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا" ... 734
"ومن لقي الله لا يشرك به شيئا فهو في شفاعتي" ... 37
"وهل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم" ... 634
"ويحك! أتدري ما الله؟ إن الله لا يستشفع به على أحد" ... 698
"هذا سبيل الله وهذه سُبل على كل سبيل منها شيطان" ... 64
"هو موضع الغل" ... 559
"يا أنس! كتاب الله القصاص" ... 837
"يَا أَيُّهَا الناس اذكروا الله. جاءت الراجفة" ... 853
"يا بني كعب بن لؤي، أنفذوا" ... 14
"يا رسول الله جهدت الأنفس" ... 434
"يا عبادي إني حرمت الظلم عن نفسي" ... 815
"يا غلام إني معلمك كلمات" ... 156
"يا فاطمة بنت محمد. ياصفية" ... 14
"يامعشر قريش اشتروا أنفسكم" ... 14
"يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا من غير حساب" ... 160، 756
الحديث ... الفقرة
"اليد العليا خير من اليد السفلى" ... 223
"اليد العليا هي المعطية واليد السفلى السائلة" ... 224
"يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة" ... 11
"اليهود مغضوب عليهم، النصارى ضالون" ... 230
3 - فهرس الآثار
الأثر ... الفقرة(احذروا فتنة العالم) عن غير واحد من السلف ... 232
(إذا قال لك السائل بارك الله فيك) بعض السلف ... 793
(استغاثة المخلوق بالمخلوق) البسطامي ... 765
(اسمع ما يدعون به لنا) عائشة ... 192
(اللهم اجعل عملي كله صالحا) ... 784
(اللهم اعصمنا بدينك وطواعيتك) ... 301
(اللهم أمرتني فأطعتك) ... 820
(اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك) عمر ... 578
(اللهم إنك قلت وقولك الحق) ابن عمر ... 301
(أما إليك فلا) إبراهيم عليه السلام ... 166
(إن كان أراد القبر فلا يأته) ... 651
(إن أبا بكر كان يسقط السوط من يده) ... 58
(إن الكتابية لا يجوز نكاحها) ابن عمر ... 573
(إن المبتوتة لها السكنى والنفقة) ابن مسعود ... 573
(إن المحرم إذا مات بطل إحرامه) ابن عمر ... 573
(إن الريق نجس) سلمان ... 573
(إنها تعتد أبعد الأجلين) علي وابن عباس ... 573
(إنه لا مهر لها إذا مات الزوج [أي المفوضة]) ... 573
(بحق آبائي عليك) داود عليه السلام ... 823
الأثر ... الفقرة
(حسبي من سؤالي علمه بحالي) إبراهيم عليه السلام ... 64
(حسبي الله ونعم الوكيل) ابن عباس ... 165
(دخلنا على رجل من الأنصار) أنس ... 822
(ربما ذكرت قول الشاعر) ابن عمر ... 693
(السلام عليك يا رسول الله) ابن عمر ... 866
(قل كما قالت الأنبياء) مالك ... 685
(كيف بنا إذا لقينا العدو) عمر ... 183
(كنت أصلي والنبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر) ابن مسعود ... 291
(كانوا يقولون من فسد من علمائنا) سفيان بن عيينة ... 231
(كان عمر في سفر فصلى الغداة) المعرور بن سويد ... 566
(كان من بين آدم ونوح عشرة قرون) ابن عباس ... 91، 724
(لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليَّ) ابن مسعود ... 267
(لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به) أبو حنيفة ... 256، 828
(لا يجوز الاشتراط في الحج) ابن عمر ... 573
(لا يجوز لأحد أن يتوسل إلى الله بأحد من خلقه) ابن عبد السلام ... 842
(ليس عليها لزوم المنزل) ابن عباس ... 573
(ولولا ذلك لأبرز قبره) عائشة ... 69، 733
(هؤلاء قوم صالحون كانوا في قوم نوح) ابن عباس ... 24
(هو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم) منسوب إلى مالك ... 872
الأثر ... الفقرة
(يادليل الحيارى) ... 283
(يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك) ... 853
4 - فهرس الأعلام والكنى
أ - الأعلام
العلم ... الفقرةآدم عليه السلام: ... 614، 657، 676، 717، 720، 724، 758، 874.
إبراهيم الهجري ... 486، 504، 614، 657، 660، 676، 720، 823، 899، 909
أحمد بن إسحاق الجوهري: ... 513
أحمد بن إسماعيل السهمي أبو حذيفة ... 385
أحمد بن زيد الجريش ... 522
أحمد بن سيار ... 554
أحمد بن شبيب بن سعيد ... 537، 542، 543
أحمد بن شعبة ... 400
أحمد بن عمر أبو العباس ... 384
أحمد بن محمد بن حنبل ... 266، 268، 283، 374، 375، 389، 405، 411، 481، 486، 491، 496، 504، 516، 521، 525، 533، 555، 587، 593، 739، 795، 796، 797، 804، 870، 871.
العلم ... الفقرة
إسحاق عليه السلام ... 823، 944
إسحاق بن بشر ... 509
إسحاق بن راهوية ... 516
القاضي إسماعيل ... 651
إسماعيل عليه السلام ... 944
إسماعيل بن أبان الغنوي ... 520، 521
إسماعيل بن إبراهيم ... 822
إسماعيل بن إسحاق القاضي ... 874
إسماعيل بن سلمة ... 493
إسماعيل بن شبيب الحبطي ... 536
إسماعيل بن عياش ... 545
أصبغ بن الفرج ... 546
أنس ... 371، 663، 692، 822، 851، 868
أنس بن النضر ... 837
أوس بن أوس ... 423
أويس القرني ... 750
أيوب السختياني ... 377
البراء بن مالك ... 274، 275، 836
بريرة ... 705
العلم ... الفقرة
البزار ... 406
بشر بن البراء ... 627
بشر بن الوليد ... 256، 828
بطرس ... 248
ثابت ... 822
جابر بن عبد الله ... 551، 850
جرجس ... 48
جعفر ... 811
جعفر بن محمد ... 379
جندب ... 734
الحاكم ... 491، 495، 498، 539، 629
الحسن بن علي ... 427، 430
حماد بن سلمة ... 535، 538، 541، 548
حيوة بن شريح المصري ... 405
خالد بن خداش العجلاني ... 822
الخضر ... 46، 115
خيثمة بن سليمان ... 515
داود ... 823
داود بن سلمة ... 627
داود بن علي ... 516
العلم ... الفقرة
الربيع بن أنس ... 628
رزين بن معاوية العبدري ... 489
روح ... 739
روح بن عبادة ... 532، 541، 540، 547، 556
روح بن الفرج ... 541
روح بن القاسم ... 534، 536، 538، 540، 544، 545، 546، 549
زاذان ... 422
زَرِيب بن ثرملا ... 497
زهير بن العلاء ... 513
زيد ... 573
زيد بن حارثة ... 188
زيد بن الحباب ... 490
سابق بن ناجية ... 542
سعيد بن جبير ... 627، 629
سفيان الثوري ... 520، 521، 522
سفيان بن حسين ... 545
سفيان بن عيينة ... 231، 516
سلام بن مشكم ... 627
سلمان ... 573
العلم ... الفقرة
سلمة ... 532
سليمان بن مهران الأعمش ... 426
سهل بن سعد ... 852
شبيب بن سعيد ... 534، 536، 540، 542، 543، 546
شعبة ... 530، 531، 535، 538، 541، 546، 548، 554، 566، 739.
شقيق ... 512
شهريار الديلمي ... 518
صالح المُرّي ... 522
صفوان بن سليم ... 382
الضحاك ... 626
طارق بن عبد العزيز ... 520، 521
الطفيل بن أبي كعب ... 853
عائشة رضي الله عنها ... 418، 419، 733، 785
عاصم بن عمر بن قتادة ... 625
عامر بن شرحبيل الشعبي ... 520
عامر بن عبد الله بن الزبير ... 381
العباس بن عبد المطلب ... 372، 580، 689، 692، 713، 730
العلم ... الفقرة
عبد الرحمن بن أبي الزناد ... 494، 522
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ... 493، 495
عبد الرحمن بن القاسم ... 380
عبد الرحمن بن مهدي ... 516
عبد العزيز الكناني ... 515
الحافظ عبد الغني ... 515
عبد القادر الجيلاني ... 112
عبد الله بن إسماعيل بن أبي مريم ... 493
عبد الله بن جعفر ... 810
عبد الله بن الحسين ... 542
عبد الله بن حسين بن حسن بن علي بن أبي طالب ... 428
عبد الله بن دينار ... 867
عبد الله بن السائب ... 422
عبد الله بن عباس ... 511، 569، 573، 626، 627، 628، 629، 660، 724، 727، 895
عبد الله بن عمر (رضي الله عنه) ... 371، 391، 394، 395، 562، 563، 569، 573، 693، 866، 867
العلم ... الفقرة
عبد الله بن عمر العمري ... 406
عبد الله بن عمرو بن العاص ... 551، 848
عبد الله بن المبارك ... 516
عبد الله بن مسعود ... 422، 512، 563، 573، 596، 658
عبد الله بن مسلم الفهري ... 493
عبد الله بن المنتاب أبو الحسن ... 384
عبد الله بن نافع ... 424، 427
عبد الله بن وهب ... 541، 526، 547
عبد الملك بن سعيد بن أبجر ... 524
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ... 511
عبد الملك بن هارون بن عنترة ... 488، 490، 491، 629
عبيدة ... 512
عثمان بن حنيف ... 530، 531، 534، 536، 539، 546، 548، 557، 577، 737، 738، 739
عثمان بن عفان ... 526، 546، 563
عثمان بن عمر ... 530، 531، 539، 546، 548، 554
العلم ... الفقرة
عدي بن حاتم ... 542
العزير ... 608، 640، 777
عطاء ... 511
عطية بن سعد العوفي ... 593، 812
عكرمة ... 627
العلاء بن عبد الرحمن ... 427
علي بن الحسين زين العابدين ... 429
علي بن أبي طالب ... 429، 563، 573، 810
علي بن عمر الدارقطني ... 406، 491، 521
علي بن فهر أبو الحسن ... 384
علي بن المديني ... 516، 542
عمارة بن خزيمة بن ثابت ... 530، 531، 535، 538، 539، 548، 739
عمر بن الخطاب ... 372، 373، 374، 394، 444، 493، 559، 563، 565، 566، 567، 573، 577، 578، 582، 639، 679، 692، 694، 712، 744، 745، 749، 784، 788
عمر بن عبد العزيز ... 419، 512
عمر الملا الموصلي ... 518
العلم ... الفقرة
عمرو بن الحريث ... 569
عمرو بن شعيب ... 486
عمير بن يزيد الخطمي المديني ... 739
عون بن عمارة ... 540
القاضي عياض ... 376، 382، 390، 425، 430، 508
عيسى بن مريم ... 614، 643، 676، 716، 717، 720، 735، 778، 804، 899
فاطمة بنت رسول الله ... 542
فضالة بن عبيد ... 847
الفضيل بن عياض ... 783
فضيل بن مرزوق ... 593
قتادة بن دعامة السدوسي ... 626
كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ... 476
رفاعة ... 524
كعب الأحبار ... 509
لبيد ... 458
العلم ... الفقرة
مالك بن أنس ... 49، 68، 639، 375، 384، 385، 389، 394، 396، 401، 404، 411، 412، 417، 432، 440، 444، 516، 587، 642، 651، 731، 796، 866، 870، 871، 874، 875، 876، 887
المأمون ... 521
مجاهد بن جبر ... 512
محرز بن هشام ... 490
أبو بكر بن محمد بن أحمد بن الفرج ... 384
محمد بن إدريس الشافعي ... 266، 268، 375، 389، 411، 424، 504، 516، 587، 736، 870، 871
محمد بن إسحاق ... 625، 627
محمد بن جرير الطبري ... 516
محمد بن حميد الرازي ... 385
محمد بن شهاب الزهري ... 382، 512، 542، 543، 545
محمد بن عبد الواحد المقدسي ... 429
محمد بن عجلان ... 521
العلم ... الفقرة
محمد بن أبي محمد ... 627
محمد بن مروان السدي ... 426
محمد بن المنكدر ... 378
محمد بن نصر المروزي ... 516
محمود بن غيلان ... 531، 554
مروان بن محمد الطاطري ... 386
مريم عليها السلام ... 861
مسلم بن إبراهيم ... 548
المسيح ... 608، 615، 638، 640، 717، 720، 777
مسيلمة الكذاب ... 275
مصعب بن عبد الله ... 378
معاذ بن جبل ... 563، 573، 627، 652، 814
معاذ بن هشام ... 538
معاوية بن أبي سفيان ... 373، 507، 573، 579، 695، 713
المعرور بن سويد ... 566
معمر ... 626
مقاتل ... 511
المنصور ... 874
العلم ... الفقرة
موسى عليه السلام ... 614، 676، 716، 720، 764، 804، 881، 899، 897
موسى بن إبراهيم ... 512
موسى بن إبراهيم المروزي ... 512
موسى بن عبد الرحمن ... 511
موسى بن محمد بن حبان ... 427
نافع ... 391
نوح عليه السلام ... 614، 676، 720، 724، 726، 899، 909
وكيع ... 512، 516، 593
الوليد بن عبد الملك ... 419
الوليد بن مسلم ... 386
وهب بن منبه ... 509
هارون بن يوسف التاجر ... 494
هشام الدستوائي ... 535، 537، 541
يحيى بن زكريا ... 638
يحيى بن سعيد القطان ... 516
يحيى بن معين ... 491، 506، 512، 521، 629
يحيى بن يحيى الليثي ... 394
يزيد بن الأسود ... 372، 580، 695، 713
العلم ... الفقرة
يزيد بن عبد الله بن قسيط ... 405
يعقوب ... 823، 944
يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل ... 384
يعقوب بن سفيان ... 537
يعقوب بن شيبة ... 385
يوسف ... 633
يوسف بن يزيد ... 513
يونس ... 542، 543
ب - الكنى
الكنية ... الفقرةأبو أحمد بن عدي ... 517، 542
أبو إسماعيل الأنصاري ... 517
أبو الأشعث ... 513
أبو الأشعث الصنعاني ... 423
أبو أمامة بن سهل ... 534، 536، 537، 540، 546
أبو بكر الآجري ... 493، 494
أبو بكر الإسماعيلي ... 517
أبو بكر البيهقي ... 517
أبو بكر الحنفي ... 42
أبو بكر الخطيب ... 15
أبو بكر بن أبي خيثمة ... 548
أبو بكر بن أبي الدنيا ... 822
أبو بكر بن أبي شيبة ... 425
أبو بكر الصديق ... 394، 396، 488، 490، 563، 629، 647، 866، 867
أبو جعفر الخطمي ... 530، 531، 535، 537، 540، 546، 548
أبو جعفر المديني ... 533، 534، 536
الكنية ... الفقرة
أبو جعفر المنصور ... 384
أبو حاتم ... 496، 516، 517، 521
أبو حاتم السجستاني ... 522
أبو الحسن الدارقطني ... 517
أبو الحسين القدوري ... 255، 257، 302، 828، 830
أبو حنيفة ... 251، 254، 256، 266، 268، 285، 369، 411، 587، 796، 828، 830، 841، 870، 872، 889
أبو ذر ... 815
أبو روق ... 626
أبو زرعة ... 123، 516، 385، 496، 521
أبو سعيد البصري التميمي ... 542
أبو سعيد الخدري ... 593، 650، 812
أبو سفيان بن حرب ... 507
أبو الشيخ الأصبهاني ... 489، 513، 515
أبو صالح ... 426
أبو صخر ... 405
أبو طلحة ... 572
أبو العالية ... 624، 628
الكنية ... الفقرة
أبو عبد الله القرشي ... 766
أبو عبد الله المقدسي ... 514، 546
أبو عثمان بن خالد ... 494
أبو العلاء ... 467، 475
أبو علي ... 783
أبو علي بن البناء ... 515
أبو عمر بن عبد البر ... 517، 864
أبو الفرج بن الجوزي ... 467، 491
أبو الفضل بن ناصر ... 515
أبو القاسم الزنجاني ... 517
أبو القاسم بن عساكر ... 515
أبو الليث السمرقندي ... 508، 515
أبو محمد المكي ... 508
أبو محمد بن حزم ... 517
أبو محمد بن عبد السلام ... 842
أبو مرثد الغنوي ... 420، 877
أبو مروان العثماني ... 494
أبو مصعب ... 385
أبو موسى المديني ... 490، 491، 514، 515
أبو نعيم ... 489، 515، 522، 823
الكنية ... الفقرة
أبو الوليد الباجي ... 395، 397
أبو هاشم ... 524
أبو هريرة ... 405، 422، 424، 426، 559، 561، 650، 898
أبو الهياج الأسدي ... 27
أبو يزيد البسطامي ... 765
أبو يعلي الموصلي ... 427
أبو يوسف ... 256، 828، 829، 830، 841، 889
أم حبيبة ... 507
أم سليم ... 184
أم أبي هريرة ... 7، 184
الأبناء
ابن الأثير ... 489
ابن أبي حاتم ... 625، 626
ابن حبان ... 521
ابن حبيب ... 396
ابن حميد ... 384
ابن أبي الدنيا ... 520، 524
ابن أبي ذئب ... 424
الكنية ... الفقرة
ابن خزيمة ... 499، 519
ابن سلام ... 542
ابن السني ... 489
ابن سينا ... 92، 455
ابن عدي ... 491، 542، 543، 544، 545، 547
ابن عقيل ... 542، 597، 868
ابن القاسم ... 394، 396
ابن أبي قسيط ... 393
ابن المنذر ... 268، 516
ابن وارة ... 385
ابن وهب ... 389، 394، 543، 544، 549
5 - فهرس الطوائف والفرق
الطائفة ... الفقرةالاتحادية ... 701
بنو إسرائيل ... 897
الإسماعيلية ... 447
الخوارج ... 19، 471، 691
الرافضة ... 471
الزيدية ... 19
الشيعة ... 474
الصوفية ... 447، 869
القدرية ... 471
قريظة حلفاء الأوس ... 630، 636
قوم إبراهيم ... 45
قوم نوح ... 45، 90، 91
المتكلمة ... 447
المرجئة ... 471
المعتزلة ... 19، 691
ملاحدة الفلاسفة الدهرية ... 92
المنافقون ... 5، 6، 77، 763
النصارى ... 735، 778، 780، 861، 884، 906
الطائفة ... الفقرة
النضير حلفاء الخزرج ... 630، 636
الوعيدية ... 691
اليهود ... 625، 628، 629، 630، 631، 636، 637، 638، 780، 884
6 - فهرس موارد المؤلف
المورد ... الفقرةالأحاديث الجياد المختارة بما ليس في الصحيحين أو أحدهما لضياء الدين المقدسي ... 104
الجامع الصحيح للإمام البخاري ... 11، 15، 26، 35، 91، 98، 116، 165، 208، 223، 660، 692، 693، 727، 735، 751، 756، 786، 787، 793، 798، 814، 815، 836، 837، 846، 898، 939
جواب المسائل البغدادية ... 213
الحلية لأبي نعيم ... 823
سنن الترمذي ... 37، 170، 210، 212، 230، 262، 290، 291، 736، 737، 794، 847، 851، 853
السنن لأبي داود ... 80، 84، 105، 210، 290، 698، 732، 791، 847، 849، 851، 852، 865
السنن لابن ماجه ... 84، 210، 294، 593، 737، 791، 812
المورد ... الفقرة
السنن للنسائي ... 84، 104، 736، 738، 791، 847، 849، 851
شرح الكرخي لأبي الحسين القدوري ... 255، 828
الصحيحان ... 15، 69، 102، 160، 263، 264، 271، 273، 641، 643، 650، 653، 658، 663، 697، 725، 733، 778، 785، 788، 821، 884
صحيح مسلم ... 12، 13، 14، 15، 27، 36، 68، 82، 84، 106، 116، 159، 173، 202، 205، 207، 223، 225، 272، 273، 648، 649، 760، 848، 885
فتاوى الفقيه أبي محمد بن عبد السلام ... 842
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لابن تيمية ... 137
مجابو الدعاء لابن أبي الدنيا ... 822
المبسوط للقاضي إسماعيل ... 651
المورد ... الفقرة
مستدرك الحاكم ... 104، 222، 262، 629
مسند الإمام أحمد ... 39، 105، 158، 166، 210، 212، 294، 593، 739، 847، 850، 851، 853
المضنون به على غير أهله ... 455
المعجم للطبراني ... 647، 763
منسك المروذي ... 804
الموطأ للإمام مالك ... 642، 731، 866
7 - فهرس مصادر ومراجع التحقيق والتخريج
( أ )الإحسان بتقريب صحيح ابن حبان للأمير علاء الدين علي بن بلبان (739) ط بيروت 1407هـ.
أحوال الرجال للحافظ أبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (ت 259) ط بيروت 1405هـ.
الأدب المفرد للإمام محمد بن إسماعيل البخاري (256) ط القاهرة 1379هـ.
الأذكار ليحيى بن شرف النووي (676) ط بيروت 1401هـ.
أسد الغابة لعز الدين علي بن محمد بن الأثير (630) ط القاهرة 1390هـ.
الأسماء والصفات للحافظ أحمد بن الحسين البيهقي (458) تصوير دار التراث بيروت.
الإصابة للحافظ أحمد بن علي بن حجر (852) نشر دار الكتب العلمية بيروت.
اقتضاء الصراط المستقيم للإمام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية (728) ط السنة المحمدية 1369هـ.
الأم للإمام محمد بن إدريس الشافعي (204) نشر مكتبة الكليات الأزهرية (1381هـ).
الأنوار الكاشفة للعلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي ط لاهور 1402هـ.
الإيضاح ليحيى بن شرف النووي (676) ط دار التأليف بمصر.
(ب)
البحر الرائق للعلامة إبراهيم بن محمد بن نجيم الحنفي (ت 970) تصوير دار المعرفة بيروت.
البدع والنهي عنها للعلامة محمد بن وضاح القرطبي (286).
(ت)
تأريخ بغداد للحافظ أحمد بن علي الخطيب (463) نشر دار الكتاب العربي بيروت.
تأريخ أبي زرعة الدمشقي عبد الرحمن بن عمرو (281).
تأريخ دمشق للحافظ أبي القاسم علي بن حسن بن عساكر (ت 571) صورة عن مخطوطة بالظاهرية.
التأريخ للإمام يحيى بن معين (ت233) رواية الدوري تحقيق الدكتور أحمد نور سيف ط 1399هـ.
التأريخ للإمام محمد بن جرير الطبري (ت310)، ط دار المعارف بمصر 1387هـ.
التأريخ الكبير للإمام محمد بن إسماعيل البخاري (256) مصورة ببيروت 1407هـ.
التأريخ لأحمد بن يعقوب اليعقوبي (ت 284) تصوير بيروت 1400هـ.
تحذير الساجد للمحدث محمد ناصر الدين الألباني ط المكتب الإسلامي بيروت.
تحفة الأحوذي للعلامة عبد الرحمن المباركفوري (1353) ط السلفية بمصر.
تخريج أحاديث مشكلة الفقر للعلامة محمد ناصر الدين الألباني ط بيروت 1405.
تذكرة الحفاظ للحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748)، تصوير دار التراث، بيروت.
ترتيب المدارك للقاضي عياض بن موسى (544)، ط الأوقاف المغربية.
تعجيل المنفعة للحافظ أحمد بن علي بن حجر (ت 852)، ط دار المحاسن، 1386هـ.
التفسير للإمام محمد بن جرير الطبري (ت 310هـ)، ط الحلبي 1373هـ.
التفسير للحافظ عماد الدين إسماعيل بن كثير القرشي (774)، ط الحلبي.
التقريب للحافظ أحمد بن علي بن حجر الطبعتان المتداولتان.
تلخيص المستدرك للحافظ محمد بن أحمد الذهبي (ت 748)، المصورة مع المستدرك.
التمهيد للحافظ أبي عمر يوسف بن عبد البر (ت 463)، ط وزارة الأوقاف المغربية 1405هـ.
تنزيه الشريعة للحافظ علي بن محمد بن عراق الكناني (963)، ط عاطف بمصر.
تهذيب الكمال للحافظ أبي الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي (742)، مصورة الظاهرية.
تهذيب التهذيب للحافظ أحمد بن علي بن حجر (852)، تصوير دار صادر عن الهندية.
(ث)
الثقات للإمام محمد بن حبان البستي (ت 345)، ط حيدر آباد - الهند 1395 - 1403هـ.
(ج)
جامع بيان العلم للحافظ أبي عمر يوسف بن عبد البر النمري (ت463)، نشر السلفية 1388هـ.
جامع العلوم والحكم للحافظ عبد الرحمن بن أحمد بن رجب (ت795)، نشر دار المعرفة - بيروت.
الجامع للحافظ أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت 463)، ط مكتبة المعارف - الرياض.
الجرح والتعديل للحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (ت327)، تصوير دار الكتب - بيروت عن الهندية.
حلية الأولياء للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت 430) تصوير دار الكتاب - بيروت.
(د)
الدر المنثور، للحافظ عبد الرحمن السيوطي (ت 911) ط دار الفكر 1403هـ.
دلائل النبوة للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (430)، دار المعرفة - بيروت.
دلائل النبوة للحافظ أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458)، دار الكتب العلمية - بيروت.
الرد على الأخنائي للإمام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية (ت 728)، نشر الرئاسة العامة - الرياض.
الروض الأنف للعلامة عبد الرحمن السهيلي (ت581)، دار النصر القاهرة.
(ر)
الرسالة اللدنية لأبي حامد محمد بن محمد الغزالي (ت 505)، نشر مكتبة الجندي بمصر.
(ز)
زاد المعاد للإمام محمد ابن أبي بكر ابن القيم (ت 751)، ط مؤسسة الرسالة.
(س)
سلسلة الأحاديث الضعيفة للمحدث محمد ناصر الدين الألباني، ط المكتب الإسلامي - بيروت.
السنة للحافظ أبي بكر عمرو بن أبي عاصم (ت 287)، ط المكتب الإسلامي.
السنن للإمام أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني (385) تحقيق عبد الله هاشم ، 1386هـ.
السنن للحافظ عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (ت255)، تحقيق عبد الله هاشم 1386هـ.
السنن للإمام سعيد بن منصور (ت227) تحقيق الأعظمي.
السنن الكبرى للحافظ أحمد بن الحسين البيهقي (ت458)، تصوير دار صادر - بيروت.
السيرة لأبي محمد عبد الملك بن هشام (ت 218)، مؤسسة علوم القرآن.
سير أعلام النبلاء للحافظ محمد بن أحمد الذهبي (ت 748)، ط مؤسسة الرسالة (1401 - 1405)هـ.
(ش)
شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي (ت416) نشر مكتبة وهبة - القاهرة.
شرح السنة للإمام حسين بن مسعود البغوي (ت 516)، نشر المكتب الإسلامي، بيروت، (1390 - 1400هـ).
شرح صحيح مسلم ليحيى بن شرف النووي (676).
شرح معاني الآثار للإمام الطحاوي أحمد بن محمد بن سلامة (ت 321)، ط الأنوار المحمدية.
شرح الموطأ للعلامة محمد الزرقاني (ت1122)، ط القاهرة.
الشريعة للإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجري (ت 360)، ط السنة المحمدية القاهرة 1369هـ.
الشفاء للقاضي عياض بن موسى (ت 544)، ط القاهرة.
(ص)
الصارم المنكي لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي (ت 744) ط الإمام بمصر.
الصحيح للإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة (ت 311) المكتب الإسلامي.
(ض)
الضعفاء للإمام محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256).
الضعفاء والمتروكون للإمام علي بن عمر الدارقطني (ت 385)، مكتبة المعارف - الرياض 1404هـ.
الضعفاء لأبي جعفر محمد بن عمرو العقيلي (322)، دار الكتب العلمية - بيروت 1404هـ.
الضعفاء للإمام أحمد بن شعيب النسائي (ت 303)، مؤسسة الكتب الثقافية 1405هـ.
ضعيف الجامع للمحدث ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي 1399هـ.
(ط)
الطبقات للإمام محمد بن سعد (ت230)، دار صادر - بيروت.
طبقات المدلسين للحافظ ابن حجر (ت 852)، ط دار الكتب العلمية - بيروت 1405هـ.
(ع)
عمل اليوم والليلة للحافظ أبي بكر أحمد بن محمد بن السني (ت 364)، دار الطباعة القاهرة 1389هـ.
عمل اليوم والليلة للإمام أحمد بن شعيب النسائي (303)، الرئاسة العامة الرياض 1401هـ.
العلل للإمام أحمد بن محمد بن حنبل (ت 241)، أنقرة 1963م.
العلل للحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم (ت 327) تصوير عن طبعة القاهرة.
(غ)
غريب الحديث للحافظ عبد الرحمن بن علي الجوزي القرشي (ت 597) ط دار الكتب العلمية - بيروت.
فتح الباري للحافظ أحمد بن علي بن حجر (ت 852) ط السلفية.
فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، للقاضي إسماعيل (ت 282)، المكتب الإسلامي.
(ك)
الكاشف للحافظ محمد بن أحمد الذهبي (ت 748)، ط دار النصر، 1392هـ.
الكافي للحافظ أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري (463)، ط مكتبة الرياض 1400هـ.
الكامل، لأبي أحمد عبد الله بن عدي (ت 365)، ط دار الفكر 1404هـ.
كتاب الصمت، لأبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا (ت 281)، دار الغرب 1406هـ.
كتاب المجروحين، للحافظ محمد بن حبان البستي (ت 354)، دار الوعي، حلب 1396هـ.
كشف الأستار، للحافظ علي بن أبي بكر الهيثمي (807)، مؤسسة الرسالة 1399هـ.
كشف الخفاء للعلامة إسماعيل بن محمد العجلوني (ت 1162)، مصورة عن دار إحياء التراث العربي.
كنز العمال، للمحدث علي المتقي بن حسام الهندي (ت 975) تصوير مؤسسة الرسالة.
(ل)
اللآلئ المصنوعة، للحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (911) ط القاهرة.
لسان الميزان، للحافظ أحمد بن علي بن حجر (852)، تصوير مؤسسة الأعلمي، بيروت.
(م)
مجابو الدعوة، للحافظ أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا (ت 281) ط دار الكتب العلمية - بيروت.
مجمع الأنهر للعلامة عبد الله بن محمد داماد أفندي الحنفي (تصوير إحياء التراث العربي).
مجمع الزوائد، للحافظ علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807)، تصوير دار الكتاب بيروت.
مجموع الفتاوى للإمام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية (728) ط الرياض.
المجموع ليحيى بن شرف النووي (ت 676)، ط العامة القاهرة.
مختصر قيام الليل، لتقي الدين أحمد بن علي المقريزي (845)، نشر أكاديمي باكستان.
المدخل إلى الصحيح، للحافظ أبي عبد الله الحاكم (405)، مؤسسة الرسالة 1404هـ.
المدونة للإمام سحنون بن سعيد التنوخي (240)، تصوير دار صادر - بيروت.
مراتب الإجماع، للحافظ علي بن أحمد بن حزم (ت 456)، دار الكتب العلمية - بيروت.
المستخرج، للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني (430)، مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية.
المسند للإمام أحمد بن محمد بن حنبل (241)، تصوير دار صادر - بيروت.
المسند، للحافظ أبي عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرائيني (ت 316) ط حيدر آباد 1385هـ.
المسند، للحافظ أبي يعلى أحمد بن علي الموصلي (ت307)، ط دار المأمون دمشق 1404 - 1407هـ.
المسند للحافظ عبد الله بن الزبير الحميدي (ت219)، نشر المجلس العلمي - كراتشي.
المسند، للإمام سليمان بن داود الطيالسي (204)، مصورة عن طبعة حيدر آباد.
مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي (ت بعد 737)، المكتب الإسلامي 1380هـ.
مشكل الآثار، لأبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي (ت 321)، تصوير دار صادر.
مصباح الزجاجة للمحدث أحمد بن أبي بكر البوصيري (ت 840) مطبعة حسان القاهرة.
المصنف للحافظ أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة (ت 235) ط الدار السلفية الهند.
المصنف للحافظ عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت211) تحقيق الأعظمي ط 1390هـ.
معالم التنزيل للإمام حسين بن مسعود البغوي (ت516) المكتب الإسلامي بيروت.
المعجم الأوسط للحافظ سليمان بن أحمد الطبراني، ط مكتبة المعارف الرياض 1405هـ.
المعجم الصغير للحافظ سليمان بن أحمد الطبراني، ط المكتب الإسلامي بيروت 1405هـ.
المعجم الكبير للحافظ سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق حمدي السلفي 1398هـ فما بعدها.
معراج السالكين لأبي حامد محمد بن محمد الغزالي (ت 505) دار الطباعة القاهرة.
المعرفة والتأريخ لأبي يعقوب يوسف بن يعقوب البسوي (ت277) مطبعة الإرشاد بغداد 1394هـ.
المغني للإمام عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة (ت 620) مطبعة الفجالة 1388هـ القاهرة.
المغني في الرجال للحافظ محمد بن أحمد الذهبي (748)، نشر دار المعارف حلب 1391هـ.
مقالات الإسلاميين للإمام أبي الحسن الأشعري علي بن إسماعيل (ت324) نشر دار النشر فرانز شتاينر 1400هـ.
المهذب للعلامة أبي إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي (476)، ط الحلبي.
موارد الظمآن للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807) تصوير دار الكتب العلمية.
الموضوعات للحافظ عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (597). نشر عبد المحسن الكتبي.
ميزان الاعتدال للحافظ محمد بن أحمد الذهبي (ت 748)، ط الحلبي 1382هـ.
(ن)
النهاية لمجد الدين المبارك بن محمد بن الأثير (606) ط الحلبي 1383هـ.
وفاء الوفاء لنور الدين علي بن أحمد السمهودي (911). تصوير دار إحياء التراث العربي - بيروت 1401هـ.
8 - فهرس الموضوعات
الموضوع ... الفقرةخطبة الحاجة ... 1
الحلال: ما حلله الله ورسوله ... 2
التوسل بالإيمان بالنبي وطاعته فرض على كل أحد ... 3
هو صلى الله عليه وسلم شفيع الخلائق يوم القيامة ... 4
التوسل في عرف الصحابة ... 5
سبب نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار لعمه وأبيه ... 6
اتفاق المسلمين أنه صلى الله عليه وسلم أعظم الناس جاها ... 9
الانتفاع بالشفاعة موقوف على شروط وأدلة ذلك ... 10-16
شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ودعاؤه تنفع المؤمنين في الدنيا والآخرة باتفاق المسلمين ... 17
إيمان الصحابة والتابعين لهم بإحسان بشفاعته صلى الله عليه وسلم لأهل الذنوب وإنكار أهل البدع لذلك ... 18، 19
إقرار الصحابة والتابعين والأئمة بأحاديث الشفاعة المتواترة ... 20
تعلق منكري الشفاعة ببعض الآيات القرآنية ... 21
جواب أهل السنة على منكري الشفاعة من وجهين وأدلتهم على ذلك ... 22، 23
الشفاعة التي أثبتها المشركون للملائكة والأنبياء ... 24
النبي صلى الله عليه وسلم حسم مادة الشفاعة الشركية وسد ذرائعها ... 26، 27
الموضوع ... الفقرة
الفصل الثاني
لفظ التوسل يراد به ثلاثة أمور: اثنان منها متفق عليهما ... 28-33
التوسل بالإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته هو أصل الدين ومنكر هذا كافر ... 31
للرسول صلى الله عليه وسلم شفاعات خاصة وعامة ... 34
التوحيد هو أصل الدين ... 38
إقرار المشركين بتوحيد الربوبية وأدلة ذلك ... 40
المشركون مقرون بأن آلهتهم مخلوقة ولكنهم يتخذونهم شفعاء، وأدلة ذلك ... 41
المشركون صنفان ... 45
خطاب الملائكة والأنبياء والصالحين بعد موتهم ودعاؤهم من أعظم أنواع الشرك بالله ... 50
كثير من الناس يذكرون في هذه الأنواع من الشرك مصالح ويحتجون عليها بحجج من جهة الرأي أو الذوق... والأجوبة على ذلك ... 51-61
أصل جامع (يعني صراط الله) يجب على كل مؤمن اتباعه ... 65
سد ذرائع الشرك وأدلته ... 67-75
زيارة قبور المسلمين على وجهين - شرعية وبدعية وأدلة ذلك وما يستنبط منها ... 76-91
الموضوع ... الفقرة
ما أحدثه فلاسفة الإلحاد من الشرك والشفاعة مما لا يعرفه أتباع الأنبياء ... 92-94
تصرفات شيطانية عند الأوثان والقبور من أعمال وأفعال هي من أعظم أسباب اختلاف البشر ... 95-96
أمور تفضح أعمال الشياطين منها قراءة القرآن ومنها الاستعاذة بالله ... 97-100
قد تتعرض الشياطين للأنبياء لتؤذيهم وتفسد عباداتهم وأدلة ذلك ونصر الله أنبياءه ... 101-107
من كان متبعاً للأنبياء نصره الله بما ينصر به أنبياءه وهي أشياء ... 108-110
أعمال شيطانية أضلت أناسا ونجا منها آخرون بعلمهم وإيمانهم ... 111-129
أهل الجاهلية تجاه فعل الشياطين نوعان - مكذب ومصدق على أساس أنها كرامات 130-137
أولياء الله هم المؤمنون المتقون وكراماتهم ثمرة تقواهم ... 138-139
أعظم أسباب ضلال المشركين ما يرونه أو يسمعونه عند الأوثان، وعرض نماذج من أفعال الشياطين ... 140-144
قد يتخذ المشركون من الأنبياء والملائكة أرباباً من دون الله والأنبياء والملائكة براء من ذلك والأدلة عليه ... 145-146
الموضوع ... الفقرة
الملائكة تدعو للمؤمنين وتستغفر لهم من دون أن يسألهم أحد ومع ذلك لا يجوز دعاؤهم وبيان ذلك ... 148-153
أصل سؤال الخلق محرم لكنه أبيح للضرورة وأدلة ذلك ... 153-163
ما نسب إلى إبراهيم صلى الله عليه وسلم من قول: حسبي من سؤالي علمه بحالي وتزييف المؤلف ذلك وإثباته عكسه بالأدلة من الكتاب والسنة ... 164-167
علم الله بحاجة العباد لا ينافي أن يأمرهم بالتوبة والاستغفار والدعاء ... 168
قد يكون العبد مأموراً أحياناً بما هو أفضل من الدعاء ... 169-170
أفضل العبادات البدنية الصلاة ... 171
السؤال المشروع حسن مأمور به ... 172
دعاء المسلم لأخيه حسن مأمور به ... 173
أمر الله بسؤال العلم ويجب على المسئول بذله ... 174-175
أمور أجاز الشرع طلبها كالأمانات والودائع وما شاكل ذلك ... 176-179
من السؤال ما لا يكون مأموراً به والمسئول مأمور بالإجابة ... 180-182
لم يعرف أن الصديق ونحوه من أكابر الصحابة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً وقد يطلبون منه أن يدعو للمسلمين ... 183
سؤال الأعمى، ثم سؤال أم أنس ... 184
فضل الصديق، ومكانته، وأدلة ذلك ... 185-190
الموضوع
دين الإسلام الذي بعث الله به الأولين والآخرين ... 194-195
دين الإسلام مبني على أصلين، وبيان ذلك ... 196-198
إذا كان المؤمنين غير مأمورين بسؤال المخلوقين، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بذلك 199
سؤال المخلوقين فيه ثلاث مفاسد ... 200
من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، ولهذا لم تجر عادة السلف بأن يهدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثواب الأعمال ... 202-207
طلب النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء، طلب أمر وترغيب، ومن ذلك أمره بطلب الوسيلة وأدلة ذلك ... 206-2014
ينبغي الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في طلب الدعاء من الغير أن يكون القصد نفع الداعي المأمور بالدعاء ... 215-216
سؤال الميت ليس بمشروع ...
الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالقيام بحقوق الله، وحقوق عباده ... 220
ما شرعه الله ورسوله، توحيد وعدل وإحسان، وعكس ذلك ما شرعه المبتدعون وأدلة ذلك ... 221
لا طريق إلى الله إلا اتباع الصراط المستقيم، وما خالف ذلك فهو من طريق أهل الغي والضلال وأدلة ذلك ... 229-230
الفصل الثالث
لفظ التوسط فيه إجمال واشتباه ... 236
الموضوع ... الفقرة
ما أحدثه المحدثون في لفظ التوسل ... 237
لفظ الوسيلة في القرآن، ومعناه ... 238-242
لفظ الوسيلة في السنة، ومعناه ... 243-245
التوسل بالنبي في كلام الصحابة ... 245
التوسل في عرف كثير من المتأخرين ... 247
خلاصة ما سبق ... 248-249
عود إلى بيان معنى التوسل، وأنواعه ... 251-253
رأي الإمام أبي حنيفة وأصحابه في التوسل بحق المخلوقين ... 254-259
إقسام الله بمخلوقاته، لتضمنه ذكر آياته الدالة على قدرته وحكمته ... 260-261
الحلف بغير الله، وحكمه ... 262-269
إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره، وأحاديث في معناه ... 271-274
الإقسام بالله على عباده ... 276-277
الخلق كلهم يسألون الله، مؤمنهم وكافرهم، وقد يجيب الله دعاء الكفار ... 278
سؤال الله بأسمائه وصفاته ليس إقساماً على الله ... 279-284
اسم الله الحي القيوم يجمع أصل معاني الأسماء والصفات ... 286
سماع الله قد يكون بمعنى الإجابة، آيات وأحاديث في هذا المعنى ... 288-289
الموضوع ... الفقرة
مشروعية حمد الله، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يدي الدعاء ... 290-291
ما المراد بحق السائلين على فرض صحة الحديث ... 294
لفظ السمع له عدة معانٍ ... 292
السؤال بالإيمان، والعمل الصالح من أسباب إجابة الدعاء ... 295-301
الباء قد تكون للقسم، وقد تكون للسببية ... 302
للأنبياء والملائكة والصالحين جاه عظيم، ومنازل رفيعة تقتضي أن يرفع الله درجاتهم، لكن مجرد قدرهم لا يعتبر سببا لإجابة دعاء من توسل بجاههم؛ لأن ذلك أمر أجنبي ... 303-306
السؤال بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ومحتبه سبب عظيم للإجابة ... 307
شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل التوحيد المخلصين ... 308-312
السؤال بحق فلان مبني على أصلين، وتوضيح ذلك ... 313-325
الفروق العظيمة، بين الخالق والمخلوق، وبيان شيء من ذلك ... 326-336
توضيح معنى حق المخلوق على الله ... 336-337
سؤال الله بأسمائه وصفاته، أعظم ما يسأل الله به ... 340-341
بيان معنى حق العباد على الله، ومعنى امتناع الظلم عليه وأمور تتعلق بهذا المعنى ... 342-354
السؤال بحق الرحم وبيان هذا الحق ... 353-361
الموضوع ... الفقرة
قول أبي حنيفة وأصحابه بمنع التوسل بالمخلوق يتضمن أمرين ... 362 - 364
حديث الأعمى صريح في أنه إنما توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ... 365
توسل عمر بالعباس يدل على أنَّ التوسل المشروع إنما هو بالدعاء، لا بالذات. ... 366
لا يصح أن مالكاً يجيز التوسل بمعنى الإقسام، أو السؤال369 - ... 370
الصحابة إنما كانوا يتوسلون بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم، ودليل ذلك ... 371 - 372
كذب من ينقل عن مالك، والأئمة جواز سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته ... 375
حب السلف واحترامهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ... 376 - 382
حكاية غريبة الإسناد منقطعة، بل هي كذب نسبت إلى مالك فيها التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومناقشتها سنداً ومتنا ً ... 384 - 404
دليل الأئمة على السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قبره ... 405
أحاديث زيارة قبره صلى الله عليه وسلم، كلها ضعيفة ... 406
لا يجب الوفاء بنذر زيارة قبره صلى الله عليه وسلم ولا قبر غيره باتفاق الأئمة ومذاهبهم في السفر إلى المساجد ... 410 - 412
زيارة القبور تنقسم إلى، شرعية، وبدعية ... 414
أحاديث في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... 422 - 430
عود إلى مناقشة الحكاية المنسوبة إلى مالك ... 431 - 438
الكلام على حكاية العتبي ... 439 - 440
الموضوع ... الفقرة
مناقشة الخطأ في استعمال لفظ الشفاعة الوارد في الحكاية ... 441 - 444
من لا يعرف لغة الصحابة التي كانوا يتخاطبون بها يقع في التحريف ... 445
أناس يتعمدون وضع ألفاظ الأنبياء وأتباعهم على معان مخالفة لمعانيهم، ومنها الملائكة والعقول، والنفوس، والشفاعة، والمحدث، والقديم، والتوسل ... 446 - 461
أمرنا الله أن نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، وأن نطلب له الوسيلة ... 462
الوسيلة التي أمرنا الله أن نبتغيها والتوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم وشفاعته ... 463 - 464
ليس في شيء من دواوين الإسلام، حديث صحيح مرفوع يدل على التوسل الذي يتعلق به المبتدعون ... 466
رأي ابن الجوزي وأبي العلاء الهمداني في المراد بالحديث الموضوع ... 467 - 470
لا يعرف في الصحابة من تعمد الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم كما لم تعرف فيهم البدعة ... 471
المصنفون في الفضائل يتساهلون في إيراد الأحاديث الضعيفة ... 477
لا يجوز أن يحرم شيء إلا بدليل شرعي ... 479
الإسرائيليات لا يثبت بها شرع ... 481
تقسيم السلف للحديث إلى صحيح وضعيف ... 483 - 484
الموضوع ... الفقرة
تقسيم الترمذي الحديث إلى ثلاثة أقسام وتعقب شيخ الإسلام له ... 485
الأحاديث التي فيها السؤال بنفس المخلوقين ضعيفة وواهية، ومنها حديث عبد الملك بن هارون ومناقشة شيخ الإسلام لهذا الحديث ... 487 - 491
حديث عبد الملك بن هارون في استفتاح أهل الكتاب ... 492
حديث عبد الرحمن بن زيد في توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وسلم ومناقشته ونقد تصحيح الحاكم ومقارنته بغيره من الأئمة ... 493 - 499
حديث عن الشيخين وكتابيهما ... 500 - 507
حديث توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وسلم من الإسرائيليات لا يجوز أنْ تبنى عليه شريعة ... 508 - 509
شرع من قبلنا شرع لنا إذا لم يرد شرعنا بخلافه ... 510
حديث في التوسل يرويه موسى بن عبد الرحمن الصنعاني الكذاب ونقد الكتب التي روته وأمثاله ... 511 - 515
منهج أئمة الحديث الذين يروون الأحاديث للاحتجاج بها ... 516
إشارة إلى أئمة الجرح والتعديل ... 517
في الباب آثار ضعيفة منها حكاية الأربعة الذين اجتمعوا عند الكعبة وتوسل بعضهم ومناقشتها ... 520 - 525
قد يدعو البعض عند الكنائس والأوثان ويحصل ما يحصل من أغراضهم ... 526
الموضوع ... الفقرة
كما أن كثيراً من الأمور كالعبادات والجهاد تكون فيها مضرة ... 527
حديث الأعمى ورواته ومصادره واختلاف الرواة فيه وبيان علله ... 529 - 557
عمل الصحابي إذا لم يوافقه غيره لا تثبت به شريعة وأمثلة ذلك ... 558 - 563
المتابعة: أن نفعل مثل ما فعل على الوجه الذي فعل، وما فعله صلى الله عليه وسلم بحكم الاتفاق لا يشرع لنا أن نفعله وتوضيح ذلك ... 564 - 569
إذا فعل الصحابي فعلاً لم يشرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقال إنه سنة مستحبة وأمثلة ذلك ... 569 - 574
من قال من العلماء: إن قول الصحابي حجة فذلك إذا لم يخالفه نص ولم يخالفه غيره من الصحابة ... 574
لو سلم أن عثمان بن حنيف روى مشروعية التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته فإن الصحابة قد خالفوه والحق معهم ... 577 - 582
الفصل الرابع
التوسل بمعنى الإقسام على الله بالأنبياء والصالحين أو السؤال بهم لا يستطيع أحد أن يثبت فيه شيئاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... 583
لا يجوز القسم بغير الله لا بالأنبياء ولا بغيرهم ولا يجوز أن ينذر لهم ... 585 - 587
الموضوع ... الفقرة
السؤال بغير الله من غير إقسام به والآثار الواردة فيه وبيان ضعفها وأقوال أهل العلم في ذلك ... 588 - 594
أسئلة فرضت في الإقسام بالمخلوقات وأجوبتها ... 598 - 606
قد سوى الله بين جميع المخلوقات في ذم الشرك بها وإن كانت معظمة وأدلة ذلك ... 607 - 613
أحاديث الشفاعة تدل على أن الأمر كله لله ... 614 - 616
كلام حول الإقسام بغير الله والسؤال به ... 617 - 620
التفسير الصحيح لقول الله {وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا}، والآثار الثابتة المطابقة لمعنى الآية، والآثار غير الثابتة التي يتعلق بها المبتدعون ... 621 - 638
آيات وأحاديث في إخلاص التوحيد لله والزجر عن الشرك وأسبابه ووسائله ... 639 - 649
حديث "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد" واحتجاج مالك به ... 650 - 651
آيات وأحاديث في إخلاص العبادة والتوحيد لله، وتوضيح الفرق بين حقوق الله وحقوق الرسول صلى الله عليه وسلم ... 653 - 665
أشياء يخلقها الله بما يشاء من الأسباب ولم يجعل غيره من العباد واسطة في خلق تلك الأشياء ... 666
أَمَّا جعل الهدى في القلوب فإلى الله ... 667
الأنبياء وسائط في تبليغ ما أنزل الله من الوحي ... 669
الموضوع ... الفقرة
أسلوب عظيم في بيان ما يستحقه الله ... 670
الأنبياء إنما يتوسل بالإيمان بهم ومحبتهم وطاعتهم والتوسل بهم يكون على وجهين وتفصيل ذلك ... 671 - 679
دين الإسلام مبني على أصلين وتوضيح ذلك بالأدلة ... 680 - 686
الملحق
السبب الداعي إلى هذا الإلحاق ... 687
صورة السؤال وفكرة عن صورة الجواب ... 688 - 689
للنبي صلى الله عليه وسلم شفاعات منها الخاصة ومنها المشتركة ... 690
موقف الوعيدية من الشفاعة ... 691
التوسل الذي ذكره عمر قد جاء مفسراً في أحاديث الاستسقاء ... 694
توسل معاوية بيزيد بن الأسود أي بدعائه ... 695
الاستسقاء بأهل الدين والصلاح أي بدعائهم ... 696
استسقاء الصحابة برسول الله صلى الله عليه وسلم أي بدعاءه ... 697 - 701
كل من وجبت طاعته من المخلوقين فلأن ذلك طاعة لله مثل أولي الأمر، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ... 702 - 704
الشافع لا تجب طاعته ... 705 - 706
الخالق أمره أعلى وأجل من أن يكون شافعاً ... 707
كثير من أهل البدع ينكر الشفاعة في أهل الكبائر وعلى العكس الصحابة وأهل السنة ... 709 - 710
الموضوع ... الفقرة
الاستسقاء والاستشفاع بالنبي وبغيره في حال الحياة ... 711 - 714
منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه صاحب الشفاعة والمقام المحمود ... 718 - 720
جاه المخلوق عند الخالق ليس كجاه المخلوق عند المخلوق ... 721
استفاضت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن اتخاذ القبور مساجد، وسبب ذلك ... 723 - 727
علم الصحابة من النبي حسم مادة الشرك فلم يتخذوا القبور مساجد ... 728
وعلم الصحابة أنَّ التوسل إنَّما هو بالإيمان به صلى الله عليه وسلم وطاعته ودعائه لهم فلم يكونوا يتوسلون بذاته ... 729-730
أحاديث تنهى عن اتخاذ القبور مساجد وتنهى عن الإطراء والغلو ... 731 - 735
حديث الأعمى وبيان أنه إنما توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ... 736 - 739
مناقشة لمن فهم مقصود حديث التوسل فهما خاطئاً ... 740 - 744
اتفاق حديث الأعمى وقول عمر في التوسل وأن معناهما واحد ... 745
لم يتوسل عميان الصحابة بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو بذاته لأنه غير مشروع ... 746
الصحابة لم يطلبوا من النبي الدعاء بعد موته ... 748
طلبه صلى الله عليه وسلم من أمته الدعاء له إنما هو تعليم لهم، ينتفعون به ويعظم الله أجره بسبب هذا التعليم ... 752-754
الموضوع ... الفقرة
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرغب إلى غير الله وقد علم أمته ذلك ... 755 - 758
يطلب الدعاء من المخلوق لأنه مما يقدر عليه وأما ما لا يقدر عليه المخلوق، فلا يجوز طلبه لا من الأنبياء ولا من الملائكة ولا من غيرهم ... 761 - 769
ما يفعله الملائكة ويفعله الأنبياء والصالحون بعد موتهم هو بالأمر الكوني فلا يؤثر فيه سؤال السائلين ... 770
آيات في تقرير التوحيد وإبطال الشرك ... 770
تقرير الشفاعة المشروعة والشفاعة الممنوعة ... 772 - 775
أحاديث تنهى عن الغلو وذرائع الشرك ... 776 - 779
لا يعبد إلا الله ولا يعبد الله إلا بما شرع وتقرير ذلك ... 781 - 787
العبادات مبناها على التوقيف ... 788
لا ينبغي لأحد أن يخرج عما قضت به السنة وجاءت به الشريعة ... 790
اتفاق العلماء على أنه لا ينعقد اليمين بغير الله والاستدلال على ذلك، وتوضيحه ... 792 - 796
لا يستعاذ بالمخلوقات ... 797
النهي عن الرقى التي فيها شرك ... 799
التفريق بين الأسباب المقتضية لحصول المطلوب - كالتوسل بالأعمال الصالحة - وبين الأسباب التي لا تقتضي حصوله، وبين السؤال والإقسام وتفصيل ذلك ... 800 - 813
الموضوع ... الفقرة
معنى حق العباد على الله، وهل يقسم على الله بهذا الحق أو يسأله به، وشرح ذلك ... 814 - 819
لا يقسم على الله بشيء من المخلوقات ومذهب أبي حنيفة، وأصحابه ... 825 - 830
إقسام الله بمخلوقاته من باب مدحه والثناء عليه وذكر آياته ... 832
من قال لغيره أسألك بكذا إما أن يكون مقسما، أو سائلاً، وحكم ذلك ... 833 - 838
حديث: إسألوا الله بجاهي باطل ... 840
دعاء غير الله كفر ... 841
رأي ابن عبد السلام في التوسل وكلام المؤلف حوله ... 842 - 844
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء هو الذي دل عليه الكتاب والسنة والإجماع، والأدلة على ذلك ... 845-856
ذكر علماء الإسلام وأئمة الدين الأدعية الشرعية، وأعرضوا عن الأدعية البدعية فينبغي اتباع ذلك ... 857
مراتب الدعاء البدعي وأدلتها، وحكمها، وأن عمل الصحابة ضدها ... 858 - 873
كذب الحكاية المنسوبة إلى مالك وبيان بطلانها من مذهبه، وعمل السلف ضدها ... 874 - 876
الموضوع ... الفقرة
لا يدعى إلا الله، ولا يجوز أن يسأل الأموات شيئاً والنهي عن اتخاذ قبورهم مساجد، والأمر بزيارة قبورهم ... 877 - 888
المرتبة الثالثة من مراتب الدعاء البدعي أن يقال: أسألك بحق فلان ... 889
دين الأنبياء واحد وإن تنوعت شرائعهم وأدلة ذلك ... 898 - 899
الفصل الخامس
خلاصة ما سبق بحثه ... 900
لا يجوز لأحد أن يستغيث بغير الله، وبيان تحريم الشرك، وبيان تصرفات الشياطين الداعية إلى الشرك وتلاعبهم بكثير من طوائف الضلال ... 901 - 929
دين الإسلام مبني على أصلين، وتوضيح ذلك والفصل بين حقوق الله وبين حقوق الرسل وبيان عظمة الله جل جلاله ...930-939
إثبات علو الله وأنه على العرش استوى مع غناه سبحانه عن العرش، وإغنائه بعض مخلوقاته عن بعض ... 940 - 941
لمحة عن التوحيد القولي والتوحيد العملي، وأدلتهما ... 942 - 944
الخاتمة ... 945
9 - فهرس المقدمة
الموضوع ... الصفحةخطبة الحاجة ... 5
الأسباب الدافعة إلى العمل في هذا الكتاب ... 6
الكتب التي ألفت في هذا الفن ... 9
خطة العمل ... 11
لمحة عن حياة الإمام ابن تيمية ... 13
موضوع كتاب التوسل والوسيلة ... 20
منهج شيخ الإسلام في هذا الكتاب ... 24