كتاب :لباب الآداب
المؤلف : أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي النيسابوري
أبو بكر محمد بن هاشم الخالديغُرة شعره قوله : يا شبيه البدرِ حُسْناً . . . وضياءً ومنالا وشبيهَ الغُصنِ ليناً . . . وقواماً واعتدالا أنتَ مثلُ الوردِ لوناً . . . ونسيماً وملالا زَارَنا حتى إذا ما . . . سَرَّنا بالقُربِ زالا وله : ومُدامَةٍ صفراء في قارورةٍ . . . زرقاءَ تحملُها يدٌ بيضاءُ فالراحُ شمسٌ والحبابُ كواكبٌ . . . والكفّ قُطبٌ والإناءُ سماءُ
أخوه أبو عثمان سعيد
من غرر ملحه قوله : أما ترى الغيمَ يا من قلبُه قاسي . . . كأنه أنا مقياساً بمقياسِ قَطْرٌ كدَمْعي وبَرقٌ مثلُ نارِ هوى . . . في القلبِ منه وريحٌ مثلُ أنفاسي وقوله : شِعرُ عبدِ السلام فيه رديءٌ . . . ومحالٌ وساقطٌ وبديعُ فهو مثلُ الزمانِ فيه مَصِيْفٌ . . . وخَريفٌ وشَتوة وربيعُ
أبو بكر الخَبَّاز البَلدي
إذا استثقلتَ أو أبغضتَ خَلقاً . . . وسرَّك بعدُه حتى التنادي فشرِّدْه بقرضِ دُريهماتٍ . . . فإن القرضَ داعيةُ الفَسادِ
أبو محمد المهَلَّبي
من غُرر ملحه قوله : ألا إنّ أخواني الذين عهدتُهم . . . أفاعي رمالٍ لا تقصِّر عن لَسْعي ظننتُ بهم خيراً فلما بكوتُهم . . . نزلتُ بوادٍ منهم غيرِ ذي زَرعِ وقوله : خليليَّ إني للثريا لحاسدٌ . . . وإني على رَيْبِ الزمانِ لواجدُ أيُجمَعُ منها شملُها وهي سبعةٌ . . . وأفقِدُ من أحببتهُ وهو واحدُ وقوله : أراني اللَهُ وجهَك كلَّ يومٍ . . . صباحاً للتيمنِ والسرورِ وأمتِعُ ناظري بصحيفَتَيْه . . . لأقرأ الحُسنَ من تلك السُّطور ؟
أبو الفضل بن العميد
من وسائط قلائده في غلام قائم يظلله على رأسه : ظلّتْ تظللُني من الشمسِ . . . نفسٌ أعز عليَّ من نَفْسي فأقول يا عجباً ومن عَجبي . . . شمسٌ تظلّلني من الشمسِ وقوله : اَخ الرجالَ من الأباعدِ . . . والأقارب لا تقاربْ إنَ الأقاربَ كالعقاربِ . . . بل أمضى من العقاربْ
ابنه أبو الفتح ذو الكِفايتين
من غُرر ملحه قوله : دعوتُ الغِنى وصنوفَ المُنى . . . فلما أَجَبنَ دعوتُ القَدَحْ إذا بلغ المرءُ آمالَه . . . فليس له بعدها مُقتَرَحْ وقوله أيضاً : بَطِرتُم فطِرتُم والعصا جزاءُ من عصى . . . وتقويمُ عبدِ الهُونِ بالهون نافعُ
الصاحب كافي الكُفاة أبو القاسم إسماعيل بن عبّاد
من أمثاله السائرة قوله : وقائلةٍ : لمَ عَرَتْكَ الهُمُومُ . . . وأمرُكَ ممتَثَلٌ في الأمَمْ فقلتُ : دعيني على غُصَّتي . . . فإنَّ الهُمومَ بقَدْرِ الهِممْ ومن ملحه قوله : إن كنتَ تنكرُه فالشمسُ تعرفُه . . . أو كنتَ تظلمُه فالحُسْنُ ينصِفُهُ ما جاءَه الشعرُ كي يمحو محاسِنَه . . . وإنما جاءَه عَمْداً يغلِّفُهُ وقوله في الثلج : أقبلَ الجوُّ في غلائلِ نورِ . . . وتهادى بلؤلؤٍ منثورِ فكأنَ السماءَ صاهرتِ الأرضَ . . . فكأنَّ النِّثارَ من كافورِ وقوله : لقد قلتُ لما آَتوا بالطبيبِ . . . وصادَفَني في أحرِّ اللهيبِ وداواني فلم أنتفعْ بالدواءِ . . . دَعُوني فإنَّ طبيبي حَبيبي ولستُ أريد طبيبَ الجُسومِ . . . ولكنْ أريدُ طبيبَ القلوبِ وليس يزيلُ سَقامي سوى . . . حضورِ الحبيبِ وبُعْدِ الرَّقيبِ
أبو إسحاق إبراهيم بن بِلال الصَّابي
من غُرر ملحه قوله : تورَّدَ دَمعي إذْ جَرى ومدامتي . . . فمِن مثلِ ما في الكأسِ عيني تسكُبُ فواللَّهِ ما أدْري أبِالخَمْرِ أسبَلَتْ . . . جفوني أمْ مِنْ دَمعتي كنتُ أشربُ وقوله في المدح : لك في المجالس مَنطقٌ يَشفي الجَوى . . . ويسوغُ في أُذنِ الأديبِ سُلافهُ فكأن لفظكَ لؤلؤٌ متخيَّرٌ . . . وكأنما اَذاننا أصدافُهُ وقوله في وصفِ الفُستق : النَّقْلُ من فُستق حديثٍ . . . رَطب يَنْدى به الجَفَافُ لي فيه تشبيهُ فيلسوفٍ . . . ألفاظه عَذْبةٌ ظِرافُ زمزُدٌ صانَه حريرٌ . . . في حُقِّ عاجٍ له غلافُ العباس بن إبراهيم الضَّبِّي
من ملحه قوله : زَعَمَ البنفسجُ أنه كعِذاره . . . حُسناً فسلُّوا من قفاه لسانَهُ لم يظلمُوا في الحكم إذْ مثلوا به . . . فلشدَّ ما رفعَ البنفسجُ شانَه وقوله : ألا يا ليتَ شعري ما مُرادُك . . . فجِسمي قد أضرَّ به بعادُكْ وأي محاسن لكَ قد سبقتْ . . . جمالُكَ أم كمالُكَ أم ودادُكْ وأيّ ثلاثةٍ أوفى سَواداً . . . أخالُكَ أم عِذارُكَ أم فؤادُكْ وقوله : لا تركنَنَّ إلى الفراقْ . . . فإنه مُرُّ المذاقْ
أبو سعيد محمد بن محمد الرُّسْتُمي الأصفهاني
من غرر شعره : بنفسي حبيبٌ زارَ بعد ازورارِ . . . وعاودَني بالأُنس بعد نفارِه وإن استعان الجلَّنارُ بخدِّه . . . أعارَ الحشى من خدِّه جُل نارِه وقوله من قصيدة في الصاحب : يسيلُ على العافِينَ فضلُ نَوالهِ . . . فيكفي ابتذال الوجه للبذلِ سائلُهْ ولم تجتمعْ كفاهُ والمالُ ساعةً . . . كأني وهَبَني مالَه وأنامِلَهْ وقوله : من الناسِ من يُعطي الجزيلَ على الغِنى . . . ويُحرمُ ما دونَ الغنى شاعرٌ مِثلي كما لحقتْ واوٌ بعمرو زيادةً . . . وضويقَ باسمِ اللَّهِ في ألِفِ الوَصْلِ
أبو القاسم غانم بن أبي العَلاء الأصفهاني
من دُرَّة تاجِه وغُرة كلامِه للصاحب في الشكوى والاستزادة : فإنْ قيلَ لي صَبراً فلا صَبْرَ للذي . . . غَدا بيدِ الأيَّامِ تقتُلُه صَبْرا وإنْ قيلَ لي عُذراً فوالله لا أرى . . . لمن مَلكَ الدنيا إذا لم يجدْ عُذْرا وله : أصبحتُ صباً دمِعاً . . . بين عَناءٍ وكَمَدْ أعوذُ من شرِّ الهوى . . . بقُلْ هو اللَّهُ أحدْ
أبو محمد عبد الله بن أحمد الخازن الأصفهاني
من غُرر ملحه قوله في غُبار المواكب : إن هذا الغبارَ ألبسَ عِطفي . . . عَسلياً وديني التوحيدُ وكسا عارضيَّ ثوبَ مشيبٍ . . . ورداءُ الشبابِ غَضٌّ جديدُ وقوله في الصاحب : لنارِ الهَمِّ في قلبي لهيبٌ . . . فعفوُك أيها الملكُ المهيبُ وأحسن أنني أحسنتُ ظَنِّي . . . وأرجو أن ظني لا يخيبُ أبو الحسن البَديهي الشَّهْرزوري
أمير شعره قوله : مرَّ من كنتُ أصطفيه وللدهرِ . . . صُروفٌ تشوبُ حلواً بمرِّ أتمنى على الزمانِ مُحالاً . . . أن ترى مقلتاي طلعةَ حرِّ
أبو القاسم عمرو بن إبراهيم الزعفراني
من غرر ملحه قوله : لي لسانٌ كأنّه لي مُعَادِ . . . ليس ينبي عن كُنهِ ما في فؤادي حكمَ اللَّهُ لي عليه فلو غيَّرَ . . . عَنِّي عرفتُ قدرَ ودادي وقوله في الصاحب يهنيه بدار جديدة وهو أحسن ما قيل في معناه : سرَّكَ اللَّهُ بالبناءِ الجديدِ . . . نلتَ حالَ الشَكورِ لا المستزيدِ هذه الدارُ جنةُ الخلدِ في الدنيا . . . فَصِلْهَا وأختها بالخلودِ
أبو القاسم عبد الصَّمد بن بابَك
من قلائد قصائده قوله : إنما العيشُ رنَّةٌ من حِمامٍ . . . وسُلافٍ يُديره معشوقُ وملاءٌ من الشباب قَشيبٌ . . . ورداءٌ من النَّسيمِ رَقيقُ
إسماعيل بن محمد الشَّاشي
من غرر شعره قوله في شكاية الإخوان : أخلاي أمثالُ الكواكبِ كثرةً . . . وما كلُ نجمٍ لاحَ في الأفقِ ثاقِبُ بل كلُّهم مثلُ الزمانِ تلوُناً . . . إذا سَرَّ منه جانبٌ ساءَ جانبُ وكنتُ أرى أن التجاربَ عدة . . . فخانتْ ثقاتُ الناسِ حتى التجارِبُ وقوله في الزمان : بلوتُ الليالي فلمْ يتَّزِنْ . . . بأدنى الإساءَةِ إحسانُها فلا تحمِدْنَها على وصْلِها . . . ففي نفسِ الوصْلِ هجرانُها
أبو الفيَّاض سعيد بن أحمد الطَّبَري
من وسائط قلائده قوله من قصيدة في الصاحب : يدٌ تراها أبداً . . . فوقَ يدٍ منه وفمِ ما خُلِقَتْ مُذ خُلِقتْ . . . إلا لسيفٍ أو قلمِ
أبو الحُسين أحمد بن فارس القزويني
بهمدان أمير شعره : إسمَعْ مقالةَ ناصح . . . جَمَعَ النصيحةَ والمِقَهْ إياكَ واحذَرَ أن . . . تَبِيْتَ من الثِّقاتِ على ثِقَهْ وقوله : إذا كنتَ في حاجةٍ مُرسِلاً . . . وأنتَ بها كَلِف مُغْرَمُ فأرسِلْ حكيماً ولا تُوصِه . . . وذاكَ الحكيمُ هو الدِّرْهَمْ أبو العلاء محمد بن إبراهيم السَّرَوي
من طُرَفِهِ وملحه قوله : مررْنا على الرَّوضِ الذي قد تبسّمت . . . ذُراه وأَرواحُ الأباريقِ تُسفَكُ فلم نرَ شيئاً كان أحسنَ منظراً . . . من الروضِ يجري دمعُه وهو يَضْحَكُ وقوله : أما ترى قُضبَ الأشجارِ قد لبِسَتْ . . . حُسناَ يبيحُ دمَ العنقودِ للحاسي وغرَّدَتْ خطباءُ الطيرِ ساجِعةً . . . على منابرَ من وَرْدٍ ومن آس
أبو الحَسَن المُرادي
من أمثاله السائرة قوله : لا تنزلَنْ بنيسابور مُغترِباً . . . إلا وحبُّك موصولٌ بسُلطانِ أوْ لا فلا أدبٌ يغني ولا حَسَبٌ . . . يُجدي ولا حُرْمة تُرعى لإنسانِ
محمد بن موسى البَلخي
من أمثاله السائرة قوله : إنْ كنتُ أشكو مَن يَدِ قْ . . . قُ عن الشِّكاية في القريضِ فالفيلُ يضجر وهو أع . . . ظمُ ما رأيتُ من البعوضِ
أبو الحَسَن علي بن الحَسَن اللّحَّام الحرّاني
من ملحه وقلائده قوله : كنتُ من فَرْطِ ذكاءٍ واشتعَال . . . كتَلَظِّي النارِ في الجزلِ اليبيس فتبلَّدْتُ ولا غرْوَ إذا . . . خَفَّ كَيْسُ المرءِ مع خِفَّةِ كَيسَ وقوله : إنَّ الذي أفنى الحُطيئةَ بعدما . . . أفنى القُرونَ وباءَ بالآثامِ وأباد هجاء الخلائقِ دِعْبلاً . . . من بعدِه وفتى بني بسَّامِ سيريحُ أعراضَ الكِرامِ بفضلِه . . . وبديع قدرتِه من اللحامِ
أبو محمد الحسن بن علي بن مُطران الشاشي
أحسن ما قيل في الشراب المطبوخ قوله : وراحٍ عذبَتْها النارُ حتى . . . دَرَّتْ بشرابنا نار العذابِ يذيبُ الهمَّ قبل الحَسْو لونٌ . . . لها في مثلِ ياقوتٍ مُذابِ ومن وسائط قلائده قوله : مهفهفةٌ لها نصفُ قَضِيف . . . كخُوطِ البانِ في نِصفِ رَداحِ حكَتْ لوناَ ولِيْناً واعتدالاً . . . و لَحْطاً قاتلاَ سُمْرَ الرِّماحِ
الهُزيمي الأبيوردي
أميز شعره قولُه من قصيدة : لما رأيتُ الزمانَ نِكْساً . . . وفيه للرِّفعة اتّضاعُ كل رئيسٍ به مُلال . . . وكل رأس له صُداعُ لزمتُ بيتي وصنْتُ عِرضاً . . . به عن الذِّلَّة اتِّساعُ أشربُ مما نَبذتُ راحاً . . . لها على راحتي شعاعُ لي من قواريرِها نَدامى . . . ومن قرارِها سَماعُ وأجتني من عقولِ قومٍ . . . قد أقفرَتْ منهمُ البقاعُ وله أيضاً : إنَّ الزَّعفرانَ عِطرُ العَذارى . . . وسَوادُ المِدادِ عِطرُ الرجالِ وله : عوى الذئبُ فاستأنستُ بالذي إذْ . . . عوى وصَرَخ إنسانٌ فكِدْتُ أطيرُ
أبو طالب المأمون
له من قصيدة له في الصاحب : وعُصبة باتَ فيها الغيظُ مُتَّقِداً . . . إذْ شُدْتَ لي فوقَ أعناقِ الورى رُتَبا فكنتُ يوسفَ والأسباطُ هُم وأبو ال . . . أسباطِ أنت ودعواهُم وما كذِبا وقوله : لو كنت معنًى بديعَ اللفظِ مُختَرَعاً . . . لم يقطعِ السيرُ في الأرضِ ما قَطَعَا
القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني
من أمثاله السائرة قوله : أَفْدي الذي قالَ وفي كَفِّهِ . . . مثلُ الذي أَشْرَبُ من فِيْهِ الورْدُ قد أينَعَ من وجنتي . . . قلتُ : فمي باللثمِ يَجنيهِ وقوله أيضاً : يقولون لي : فيكَ انقباضٌ وإنما . . . رأَوا رجلاً عن مَوطِنِ الذُّلِّ أحْجَما إذا قيل : هذا موردٌ ، قلت : قد أرى . . . ولكنَ نفسَ الحرِّ تحتَمِلَ الظَّما
أبو الحسن علي بن حميد الجَوهري
رنَّ الصباحُ علينا شَمْلةَ السُّحبِ . . . ومدتِ الريحُ منها شَملةَ الطنُبِ صَك النسيمُ فِراخَ الغيثِ فأزعجتْ . . . بنَقْضِ أجنحةٍ من عَنبَرِ الزَّغَبِ وقوله : يا ليلةَ غمّضَتْ عيني كواكبُها . . . ترمقني بجفونٍ غَمضُها رَمَدُ بكيتُ بعد دُموعي في الهوى جَلَدي . . . وهل سمعتَ بباكٍ دمعُه جَلَد تذوبُ نارُ فؤادي في الهوى بَرَداً . . . وهلْ سمعتَ بنارٍ ذوبُها بَرَدُ
أبو بكر محمد بن العباس الخُوارزمي الطبري
قوله : وشمس ما بدَتْ إلا أرتْنا . . . بأنَ الشَمسَ مَطلعُها فُضولُ لاُْ تزيد على السِّنين صَبّاً وحُسْناً . . . كما رَقَتْ على العِتْق الشَمُولُ وقوله : خليليَّ عَهدي بالليالي صَوافيا . . . فما بالُها أبدَلنَ جِسْماً يصادُها وقوله : ومتى شَتمتَ الدهرَ تَشتُمْ صابراً . . . تبكي ويضحَكُ خَصمُكَ المشتومُ وقوله : يبكي من الملكِ أبو طيِّبٍ . . . دمعاً لعَمري غير مَرحومِ ويشتكي ما يشتهي غيرُه . . . شكاية الخيرِ من الشُّومِ وقوله : لا تغرنْكَ هذهِ الأوجهُ الغرُّ . . . فيا رُبَّ حيَّةٍ في رياضِ
أبو الفضل أحمد بن الحسين الهَمذاني البديع
من غُرره في السلطان المعظم شمس الدولة محمود : تعالى اللّه ما شاءَ . . . وزاد اللَّهُ إيماني أأفريدون في التاجِ . . . أمِ الإسكندرُ الثاني أم الرجعةُ قد عاد . . . تْ إلينا بسليمانِ أطلَّت شمسُ محمودٍ . . . على أنجم سامانِ وأمسى آلُ بهرام . . . عبيداً لابنِ خاقانِ إذا ما ركِبَ الفيل . . . لحربٍ أو لمِيدانِ رأتْ عيناكَ سلطاناً . . . على منكبِ شيطانِ ومن واسطة الهندِ . . . إلى ساحةِ جُرجانِ ومن قاصيةِ السِّند . . . إلى أقصى خُراسانِ على مقتبَلِ العمرِ . . . وفي مفتَتَح الشانِ لكَ السرجُ إذا شُدَّ . . . على كاهلِ كيوانِ يَمينُ الدولةِ العُقبى . . . لبغدادَ وغَمدانِ وما يغرُبُ بالمغربِ . . . عن طاعتِكَ اثنانِ إذا شِئتَ ففي يُمنٍ . . . وفي أَمْنٍ وإيمانِ تأملْ مئتي فيلٍ . . . على أربعةِ أركانِ يقلِّبنَ أساطينَ . . . ويلعَبْنَ بثُعبانِ عليهِنَ تجافيفٌ . . . يُشْهَرْنَ بألوانِ
أبو الفتح علي بن البُسْتي
من غرر نوادره قوله : لمّا أتاني كتابٌ منكَ مبتسِمٌ . . . عن كلِّ برٍّ وفضلٍ غير محدود حكَتْ معانيه في أثناءِ أسطُرِهِ . . . آثارَكَ البيضَ في أحوالي السُّودِ وقوله : إذا ملِكٌ لم يكنْ ذا هِبَهْ . . . فدعهُ فدولَتُه ذاهبه وقوله : لا يغرَّنْكَ أنني ليِّنُ المسِّ . . . فعزمي إذا انتضيْتُ حسامُ أنا كالورد فيه راحةُ قومٍ . . . وفيه لآخرين زُكام وقوله في مؤلف هذا الكتاب : أخٌ لي ذكيُ الأصْلِ والنفسِ والطبْعِ . . . يحلُّ محلَّ العينِ مني والسَّمْعِ تمسَّكتُ منه إذ بَلوتُ إخاءَه . . . على حالتي رفعِ النوائبِ والوضعِ وقوله : إذا ازدرى ساقِطٌ كريماً . . . فلا يطولنّ ضيقُ صَدْرهْ فأكثرُ الناسِ مُذْ كانوا . . . ما قَدَروا اللَّه حّقًّ قدرهِ وقوله : إذا تحدثْتَ في قومِ لتؤنسَهم . . . بما تخبرُ عن ماضٍ وعن آتِ فلا تُعيدَنْ قولاً إنّ طبعَهم . . . مُوكَل بمعاداةِ المعاداتِ وقوله : أراني اللَّهُ وجهَكَ كل يومٍ . . . لأسعدَ بالأمانِ وبالأماني فوجهُكَ حينَ ألحظُه بعيني . . . يُريني البِشْرَ في وجْهِ الزَّمان وقوله : لا يَستخفنَ الفتى بعدوِّهِ . . . أبداً وإنْ كان العدوُّ ضَئيلا إنَّ القَذَى يؤذي العيونَ قليلُه . . . ولربما جَرَحَ البعُوضُ الفِيْلا وقوله : قلتُ له لمّا قضى نَحبَه . . . لا رَدَّكَ اللَّهُ من هالكِ أما وقد فارقْتَنا فانتقِلْ . . . من مَلِكِ الموتِ إلى مالكِ
أبو النَّصر محمد بن عبد الجبار العُتْبي
من غرر إحسانه قوله في الغزل : بنفسي مَنْ غدا ضَيْفاً عزيزاً . . . عليَّ وإن لقيتُ به عَذابا ينالُ هَواه من كَبِدي كتاباً . . . ويَشرَبُ من دمي أبداً شَرابا وقوله في الاستزادة : لا تحسَبَن بَشَاشتي لَكَ عن رِضىً . . . فَوَحَقِّ فَضلِكَ إنني أتملَّقُ ولئن نَطَقْتُ بشكرِ بِرك مُفصِحاً . . . فلسان حالي في الشَكاية أنطقَ وقوله لأبي الطيب سَهل بن محمد الصّعلوكي يعزيه عن ابنه : من مُبلغٌ شَيْخَ أهلِ العِلمِ قاطِبَةً . . . عنِّي رِسالةَ مَحْزونٍ وأوَّاهِ أولى البرايا بحُسْنِ الصَّبْرِ ممتحناً . . . من كان فُتياه توقيعاً عن اللَّهِ
أبو الحَسَن بن المُوسَوي النَّقيب
من وسائط قلائده قوله لأبي إسحاق الصَّابي من قصيدة : لقد تمازجَ قلبانا كأنَّهما . . . تراضعا بدمِ الأْحشاءِ لا اللبنِ أنتَ الكَرى مؤنساً طَرفي وبعضُهم . . . مثلُ القَذَى مانعاً عيني من الوَسَنِ وقوله : اشتر العِزَّ بما بيعَ . . . فما العِزُّ بغالِ بالقِصارِ الصُّفْرٍ إنْ شِئ . . . تَ أو السُّمْرِ اَلطَوالِ ليسَ بالمغبونِ عقلاً . . . مُشتَري عزاً بمالِ إنما يُذَخَرُ المالُ . . . لحاجاتِ الرجالِ وقوله في مرض وزير : يا دهرُ ماذا الطروقُ بالألمِ . . . حامِ لنا عن بقيَةِ الكَرَم إنْ كنْتَ لا بدَّ آخذاً عِوَضاً . . . فخُذْ حَياتي وَدع حيا الأُمَمِ لا دَرَّ دَرُّ السَّقامِ كيفَ رمى . . . طيبَ آَمالِنا مِنَ السَّقَمِ وقوله : ما عُذرُ من ضَربتْ به أعراقُه . . . حتى بلغنَ إلى النبي محمَّدِ أن لا يمدَّ إلى المكارم باعَه . . . وينال غاياتِ العُلى والسُّؤدَد متحلقاً حتى تكونَ ذيولُه . . . أبدَ الزمانِ عَمائماً للفَرْقَدِ
أبو الفَرَج بن هندو
من غرر ملحه قوله : عابوه لمّا التحى فقلنا . . . عبتُم وغبتُم عن الجَمالِ هذا غزالٌ وما عجيبٌ . . . تولدُ المِسكِ في الغزالِ وقوله : كم من ملحٍّ عليَّ إذ أتى . . . يسل من فكه حُساما صبَّ قَذى القولِ في صِماخي . . . فصارَ حلمي له فِداما وقوله : لا يؤيسنكَ من مجدٍ تباعده . . . فإن للمجدِ تدريجاً وترتيبا إن القناةَ التي شاهدتَ رفعتَها . . . تمن وتنبتُ أنبوباً فأنبوبا وقوله : يسرُّ زماني أن أُناطَ بأهلِه . . . وآنفُ أن أعزى إليه لجَهلهِ ويعجبني إن أخزتنيِ صروفُه . . . فتأخيرُها لإنسانٍ برهانُ فضلهِ وقِدماً رأينا قائمَ السيفِ كلَّما . . . تقَلَّده الأبطالُ قدام نصلِه
أبو سعيد بن خَلَف الهَمذاني
من أحاسن محاسنه قوله : أُصرّحُ بالشكوى ولا أتأولُ . . . إذا أنت لم تُجمل فلم أتجملُ أفي كل يومٍ من هواكَ تحاملٌ . . . عليَّ ومني كلَّ يومٍ تحملُ وإني على ما سُمتَنيه لصابرٌ . . . وإنْ كان من أدناه يذبلُ وما أدعي أني جليدٌ وإنما . . . هي النفسُ ما حملتها تتحملُ
القاضي أبو رَوْح ظفر عبد اللّه الهروي
من غرر ملحه قوله : بأبي وأمي من شمائِلِه . . . ريحُ الشمالِ تنفَّسَت سِحرا وإذا امتطت قلماً أناملُه . . . سحرَ العقولَ به وما سَحَرا وقوله من قصيدة : ولا تأمنن الناسَ إني أمنتُهم . . . فلم يبدُ لي منهم سِوى الشرِّ فاعلمْ فإن تلق ذئباً فاطلب الخيرَ عنده . . . وإنْ تلقَ إنساناً فقل : ربَّ سلِّمْ ومن أفراد معانيه قوله في مدح الطفيلي : إن الطفَيلي له حُرمة . . . زادتْ على حَرْمة ندمانِ لأنه جاء ولم أدعُه . . . مبتدئاً منه بإحسانِ أحببْ بمن أنساه لا عن قِلى . . . وهو ذَكُورٌ ليس ينساني مائدتي للناسِ مبذولةٌ . . . فليأتِها القاصي معَ الداني
القاضي أبو القاسم الداؤدي
من غُرر شعره قوله في الاعتذار من قلّة المَضرَّة : ربما قصَّر الصديقُ المُقِل . . . في حقوقٍ بهن لا يستقلْ ولئن قَلَّ نائل فصفاءٌ . . . في ودادٍ وخَلَّة لا تقل أرخِ ستراً على حقارة بِرِّي . . . هَتكُ سَتْرِ الصَّديقِ ليس يَحل وقوله : إن الودادَ لدى أناسٍ خدعةٌ . . . كومِيض بَرْقٍ في جَهامِ غمام فهو المقالُ الفردُ عند القومِ كا . . . لإيمان عند مُحمّد بن كرّام
القاضي أبو محمد منصور بن محمد
فمن غُرر شعره وورد سِحره قولُه : يومُ دَجْنٍ هو . . . فاختي رداؤه مطرتْنا مسرّة . . . حين صافت سماؤُه أشبه الماء راحةً . . . وحكى الراحَ ماؤه داو بالقهوة الخما . . . ر ففيها شفاؤه لا نعاتب زمانَنا . . . إنْ عَرانا جَفاؤُه شِدة الدهر تنقضي . . . ثم يأتي رَخاؤه كَدَرُ العيش للفتى . . . يقتضيه صفاؤه وكذا الماء يسبقُ . . . الصفو منه جفاؤه وقوله في غُلام تركي : خَشْفٌ من التُّركِ مثلُ البدرِ طلعتُه . . . يحوزُ ضِدَّين من ليلٍ وإصباحِ كأنَ عينيه والتفتيرُ كُحلُهما . . . آثارُ ظفرٍ بدتْ في صَحْنِ تُفاحِ وقوله من قصيدة : شمائلُ مُشرقة عَذبةٌ . . . تعادلُ رقتُها والصَّفاءْ فهُن العتابُ وهُنّ الدموعُ . . . وهُنَّ المُدامُ وهُنّ الهَواءْ وقوله : فداؤك مُهجتي لو أن كتبي . . . بحسبِ تكثُّري بكَ واعتدادي إذاً لجعلت أقلامي عِظامي . . . وطِرسي ناظري ودَمي مُدامي وقوله من قصيدة : وأسكرني بدرُ تَمٍّ غَدَتْ . . . من الوردِ وجنتُه نِقابِ بخمرِ الدِّنان وخمرِ الجُفون . . . وخمرِ المُحيا وخمرِ الرُّضابِ وقوله من أبيات : كتبتُ ولي بذكراكَ انتعاشٌ . . . ولكنَّ بي من السُّكر ارتعاشْ وللشادي نَشاطٌ وانبساطٌ . . . وللسّاقي احتثاثٌ وانكماش وما يروى العطاشُ بغير ماءٍ . . . وأنت الماءُ إذ نحن العِطاشُ فإنْ تُسرعْ فوجهي والنَدامى . . . وإنّ تبطئ فوجهي والفِراش وقوله : نظمتُ لؤلؤَ دمعي ثم بِت فخذ . . . بكلِّ لؤلؤةٍ إن شئتَ ياقوته وأنت قُوتٌ لروحٍ لا بقاءَ لها . . . إلا به فعلامَ الهجرُ يا قوتهْ أبو سَهْل مُحمد بن الحَسَن
من غُرر شعره قوله في الشراب : كشُعاعٍ في هواء . . . تتوقَّاه العيونْ هي في الدَّن جَنين . . . وهي في الرأسِ جُنونْ
أبو بكر علي بن الحَسَن
من أفراد معانيه قولُه من أبيات : أقمتَ لي قيامةً مذ صرتَ تلحظُني . . . شمسُ الكُفاة بعيني مُحسنِ النظرِ كذا اليواقيتُ فيما قد سَمعتَ به . . . من حُسنِ تأثيرِ عَيْنٍ في الحجرِ ومن ملَح تشبيهاته : يا حَبَّذَا وجهُ الغزالِ الذي . . . أصبحَ من عِلَّته ناقِها كوردةٍ بيضاءَ لم تنفتحْ . . . مصفرَةٍ أطرافُ أوراقِها
أبو الفَتْح مَسعود بن اللَّيث
من غُرر قوله : حبيبٌ زارَني والليلُ داجي . . . وفي عينيه تفتيرُ المُدامِ وقد نالَ الكَرى من مُقلتيه . . . منالَ الحادثاتِ من الكِرَامِ وقوله : يا رامياً عن لَحْظِ طَرْفِك أسهُماً . . . تقبيل دُرَّة وجنتيكَ شِفائي عَجَباً لطرفِكَ كيفَ دائي كامنٌ . . . فيه وثغرُك كيف فيه دَوائي
أبو الفَضْل عبيد اللّه بن أحمد المِيكالي
من وسائط قلائده ، وأبيات قصائده قوله : ألفانيَ الدهرُ لما مسَّني حَجَراً . . . أذكى من المِسْك لما مسَّني الحجرُ وقوله : عيَّرَتْني تركَ المُدامِ وقالت : . . . فهل جَفاها من الكِرام أديبُ هي تحتَ الظَّلامِ نورٌ وفي الأ . . . كبادِ بَرْدٌ وفي الخُدودِ لهيبُ قلت : يا هذه عدلتِ عن النُّصح . . . وما للرَشادِ منكِ نصيبُ إنها للسُّتور هَتْكٌ وبالأ . . . لبابِ فَتْكٌ وبالمَعادِ ذُنوبُ وقوله : عمرُ الفتى ذِكْرُه لا طولُ مُدّته . . . وموتُه حزنُه لا يومُه الداني فأحْيِ ذكركَ بالإحسانِ تزرعُه . . . تجمعْ به لكَ في الدُّنيا حياتان وقوله : كم والدٍ يحرِم أولادَه . . . وخَيرُه يَحظى بِه الأبعدُ كالعينِ لا تُبصرُ ما حَولَها . . . ولحظُها يُدرِك ما يبعد اَخز الكتابِ وإليه المرجع والماَب سنة 1319 هجرية .