كتاب : عيون الأخبار
المؤلف : ابن قتيبة الدينوري

المدائني قال: قال شبّة بن عقال: أقبلت من اليمن أريد مكة وخفت أن يفوتني الحج، ومعي ثلاث أجمال فمررت برجل من أهل اليمن على ناقة له فطويته فلما جزته قام بي بعير لي ثم آخر ثم قام الآخر فظننت أن الحج يفوتني فمرّ بي اليماني فقال: مررت بنا ولم تسلّم ولم تعرّض. فقلت: أجل يرحمك اللّه. قال: أتطيب نفساً عما أرى؟ قلت: نعم. فنزل فأرخى أنساع رحله ثم قدّمه فكاد يضعه على عنقهم ثم شدّه وقال لي: لولا أنك لا تضبط رأسهم لقدّمتكن. ثم قال لي: خذ حرّ متاعك إن لم تطب نفساً به. ففعلت، ثم ارتدفت، فجعلت تعوم عوماً ثم انسلّت كأنهم ثعبان يسيل سيلاً كالماء فما شعرت حتر أراني الأعلام وقال: أتسمع؟ فسمعت أصوات الناس لإإذا نحن بجمع، فقضيت حجّتي، وكان قال لي: حاجتي إليك ألاّ تذكر هذا فإن هذه عندي أثر من ولاية العروض، يعني مكة والمدينة، أدرك عليهم الثأر وهي ثمال العيال وأصيد عليهم الوحش وأوافي عليهم الموسم في كل عام من صنعاء في أقل من غبّ الحمار. فساللّه: من أين هي؟ قال: بجاويّة من هوامي نتاج " بدو " بجبيلة الأولى وهي من المهم رى التي يذكر الناس.
في جمل سامه عامل سليمان بن عبد الملك" وكتب سليمان بن عبد الملك إلى عامله: أصب لي نجائب كراماً. فقدم رجل على جمل سباعيٍّ عظيم الهم مة له خلق لم يروا مثله قطّ فساموا، فقال: لاأبيعه. قالوا: لا ندعك ولا نغصبك ولكنا نكتب إلى أمير المؤمنين بسببه. قال: فهلا خيرا من هذا؟ قالوا: ما هو؟ قال: معكم نجائب كرام وخيل سابقة، فدعوني أركب جملي وأبعثه واتبعوني فإن لحقتموني فهو لكم بغير ثمن. قالوا: نعم. فدنا منه فصاح في أذنه ثم أثاره فوثب وثبة شديدة فكبا ثم انبعث واتبعوه فلم يدروا كيف أخذ، ولم يروا له أثراً فجعل أهل اليمن علما على وثبته يقال له: الكفلان " .
أخبار الجبناءبين عبيد اللّه بن زياد ورجل أرسله
لحرب الخوارج ففرّ منهم، وشعر لخارجيّ حدّثني عبد الرحمن بن عبد اللّه عن عمه الأصمعيّ قال: أرسل عبيد اللّه بن زياد رجلاً في ألفين إلى مرداس بن أديّة وهو في أربعين فهزمه مرداس فعنّفه ابن زياد وأغلظ له فقال: يشتمني الأمير وأنا حي أحبّ إليّ من أن يدعو لي وأنا ميت. فقال شاعر الخوارج:
أألفا مؤمن منكم زعمتم ... ويهزمهم بآسك أربعونا
كذبتم ليس ذلكم كذاكم ... ولكن الخوارج مؤمنونا
هم الفئة القليلة قد علمتم ... على الفئة الكثيرة ينصرونا
للنبيحدّثني محمد بن عبيد عن معاوية عن أبي إسحاق عن عون عن الحسن قال: قال النبي: " ما التقت فئتان قطّ إلاّ وكفّ اللّه بينهما فإذا أراد أن يهزم إحدى الطائفتين أمال كفّه عليهم " .
لمعاوية" ورفع معاوية ثندوته وقال: لقد علم الناس أن الخيل لا تجري بمثلي، فكيف قال النجاشي:
ونجّى ابن حرب سابقٌ ذو علالة ... أجشّ هزيمٌ والرماح دواني "
بين عمرو بن العاص ومعاويةابن دأب قال: قال عمرو بن العاص لمعاوية: لقد أعياني أن أعلم أجبان أنت أم شجاع؟ فقال:
شجاع إذا ما أمكنتني فرصة ... وإلاّ تكن لي فرصة فجبان
شعر لأبي دلامة في حب الموتشهد أبو دلامة حرباً مع روح بن حاتم فقال له: تقدّم فقاتل. فقال:
إني أعوذ بروح أن يقدّمني ... إلى القتال فتخزى بي بنو أسد
إن المهلب حبّ الموت ورّثكم ... ولم أورّث حبّ الموت عن أحد
لعليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه في ذم ابن النابغة
أبو المنذر قال: حدّثنا زيد بن وهب قال: قال لي عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه: عجباً لابن النابغة! يزعم أني تلعابة أعافس وأمارس! أما وشرّ القول أكذبه، إنهخ يسأل فيلحف ويسأل فيبخل، فإذا كان عند البأس فإنه آمرؤ زاجر ما لم تأخذ السيوف مأخذهم من هم م القوم، فإذا كان كذلك كان أكبر همّه أن يبرقط ويمنح الناس آسته. قبحه اللّه وترحه.
شعر للفرّار السّلمي وغيره في ذمّ الشجاعة وتحسين الفرار
وقال الفرّار السّلمي:
وكتيبة لبّستهم بكتيبة ... حتى إذا التبست نفضت بهم يدي
وتركتهم تقص الرماح ظهورهم ... من بين منجدل وآخر مسند

ما كان ينفعني مقال نسائهم ... وقتلت دون رجالهم: لاتبعد
وقال آخر:
أضحت تشجعني هند وقد علمت ... أن الشجاعة مقرون بهم العطب
لا والذي حجت الأنصار كعبته ... ما يشتهي الموت عندي من له أرب
للحرب قوم أضل اللّه سعيهم ... إذا دعتهم إلى حوبائهم وثبوا
ولست منهم ولا أبغي فعالهم ... لا القتل يعجبني منهم ولا السّلب
وقال أيمن بن خريم:
إن للفتنة ميطا بينا ... فرويد الميط منهم يعتدل
فإذا كان عطاء فأتهم ... وإذا كان قتال فاعتزل
إنما يسعرهم جهم لهم ... حطب النار فدعهم تشتعل
وقال آخر:
كملقي الأعنة من كفّه ... وقاد الجياد بأذنابهم
لجران العود في الدهشوقال جران العود في الدهش:
يوم ارتحلت برحلي قبل تودعتي ... والقلب مستوهلٌ بالبين مشغول
ثم اعتضضت على نضوي لأدفعه ... إثر الحمول الغوادى وهو معقول
مثله لخالد بن عبد اللّه
كان خالد بن عبد اللّه من الجبناء خرج عليه المغيرة بن سعيد صاحب المغيريّة " من الرافضة " وهو من بجيلة فقال من الدهش: أطعموني ماء. فذكّره بعضهم فقال:
عاد الظلوم ظليما حين جدّ به ... واستطعم الماء لما جدّ في الهرب
لعبيد اللّه بن زياد في الدهش
وقال عبيد اللّه بن زياد إما للكنة فيه أو لجبن أو دهشة: افتحوا سيوفكم.
شعر لابن مفرّغ الحميري
وقال ابن مفرّغ الحميري:
ويوم فتحت سيفك من بعيد ... أضعت وكلّ أمرك للضياع
شعر كان يتمثل به معاويةوكان معاوية يتمثل بهذين البيتين كثيراً:
أكان الجبان يرى أنه ... سيقتل قبل انقضاء الأجل
فقد تدرك الحادثات الجبان ... ويسلم منهم الشجاع البطل
لخالد بن الوليد في ذم الجبنوقال خالد بن الوليد: لقد لقيت كذا وكذا زحفاً وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه طعنة أو ضربة أو رمية ثم هم أنا أموت على فراشي حتف أنفي، فلا نامت أعين الجبناء.
لأعرابي في كراهية الغزو" قيل لأعرابي: ألا تغزو فإن اللّه قد أنذرك. قال: واللّه إني لأبغض الموت على فراشي فكيف أمضي إليه ركضاً " وقال قرواش بن حوط وذكر رجلين:
ضبعا مجاهرة وليثاً هدنة ... وثعيلبا خمر إذا ما أظلما
شعر لعبد الملك بن مروان في جبن عبد اللّه بن خالد
وقال عبد الملك بن مروان في أمية بن عبد اللّه بن خالد:
إذا صوّت العصفور طار فؤاده ... وليثٌ حديد الناب عند الثرائد
ونحوه قول الآخر:
ولو أنهم عصفورة لحسبتهم ... مسوّمة تدعو عبيد اً وأزنما
لبعض الشطار في الجبانوقال اللّه عز وجل " يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم " .
ومن أشعار الشّطّار في الجبان:
رأى في النوم إنسانا ... فوارى نفسه أشهر
لابن المقفع في الجبنقال ابن المقفع: الجبن مقتلة والحرص محرمة فانظر " فيما رأيت وسمعت " : من قتل في الحرب مقبلاً أكثر أم من قتل مدبراً؟ وانظر من يطلب إليك بالإجمال والتكنرم أحقّ أن تسخو نفسك له بالعطية أم من يطلب إليك بالشره والحرص؟
شعر لحنش بن عمرووقال حنش بن عمرو:
وأنتم سماء يعجب الناس رزّهم ... لهم زجلٌ باق شديدٌ وئيدهم
تقطّع أطناب البيوت بحاصبٍ ... وأكذب شيء برقهم ورعودهم
فويلمّهم خيلاً تهم وى شرارهم ... إذا لاقت الأعداء لولا صدودهم
للفرزدق أو البعيث في هجاء سليط
وقال الفرزدق أو البعيث:
سائل سليطاً إذا ما الحرب أفزعهم ... ما بال خيلكم قعساً هواديهم
لا يرفعون إلى داعٍ أعنّتهم ... وفي جواشنهم داء يجافيهم
قصة أبو الأغرّ النهشلي مع الكلب

كان بالبصرة شيخ من بني نهشل يقال له عروة بن مرثد ويكنى أبا الأغرّ ينزل ببني أخت له في سكة بني مازن، وبنو أخته من قريش، فخرج رجالهم إلى ضياعهم في شهر رمضان وخرج النساء يصلين في مسجدهم فلم يبق في الدار إلا الإماء فدخل كلب يعتسّ فرأى بيتاً فدخله وانصفق الباب فسمع الحركة بعض الإماء فظنوا أن لصاً دخل الدار فذهبت إحداهنّ إلى أبي الأغر فأخبرته، فقال أبو الأغر: ما يبتغي اللص؟ ثم أخذ عصاه وجاء. فوقف على باب البيت وقال: إيه يا ملأمان، أما واللّه إنك بي لعارف فهل أنت إلا من لصوص بني مازن شربت حامضاً خبيثاً حتى إذا دارت القروح في رأسك منّتكن نفسك الأماني وقلت: أطرق ديار بني عمرو والرجال خلوف والنساء يصلين في مسجدهم فأسرقهم. سوءةً لك، واللّه ما يفعل هذا ولد الأحرار، وآيم اللّه لتخرجن أو لأهتفنّ هتفة مشؤومة يلتقي فيهم الحيّان عمرو وحنظلة وتجيء سعدٌ بعدد الحصى ويسيل عليك الرجال من هم هنا ومن هم هنا ولئن فعلت لتكوننّ أشأم مولود. فلما رأى أنه لا يجيبه أحد أخذ باللين فقال: اخرج بأبي وأمي، أنت مستور، إني واللّه ما أراك تعرفني ولو عرفتني لقنعت بقولي واطمأننت إليّ. أنا - فديتكن - أبو الأغر النّهشلي، وأنا خال القوم وجلّدة بين أعينهم لا يعصونني، ولن تضارّ الليلة فآخرج فأنت في ذمتي وعندي قوصرّتان أهداهما إليّ ابن أختي البارّ الوصول فخذ إحداهما فانتبذهم حلالاً من اللّه ورسوله. وكان الكلب إذا سمع الكلام أطرق وإذا سكت وثب يريغ المخرج، فتهم فت أبو الأغرّ ثم تضاحك وقال: يا ألأم الناس وأوضعهم، لا أرى إلا أني لك الليلة في واد وأنت لي في واد، أقلّب السوداء والبيضاء فتصيخ وتطرق، وإذا سكتّ عنك وثبت تريغ المخرج، واللّه لتخرجنّ أو لألجنّ عليك البيت. فلما طال وقوفه جاءت إحدى الإماء فقالت: أعرابي مجنون، واللّه ما أرى في البيت شيئاً. فدفعت الباب فخرج الكلب شدّاً وحاد عنه أبو الأغر ساقطاً على قفاه، ثم قال: يا اللّه ما رأيت كالليلة! واللّه ما أراه إلا كلباً، أما واللّه لو علمت بحاله لولجت عليه.
ومثله قصة أبي حية النميريوشبيه بهذا حديث لأبي حية النّميري، وكان له سيف ليس بينه وبين الخشبة فرق، وكان يسميه لعاب المنية. قال جار له: أشرفت عليه ليلة وقد آنتضاه وشمّر وهو يقول: أيهم المغترّ بنا والمجترىء عليّنا، بئس واللّه ما اخترت لنفسك، خير قليل وسيف صقيل، لعاب المنية الذي سمعت به، مشهور ضربته لا تخاف نبوته. آخرج بالعفو عنك وإلا دخلت بالعقوبة عليك، إني واللّه إن أدع قيساً تملأ الأرض خيلاً ورجلا. يا سبحان اللّه، ما أكثرهم وأطيبهم ! ثم فتح الباب فإذا كلب قد خرج، فقال: الحمد اللّه الذي مسخك كلبا وكفاني حربا.
من كتاب كليلة ودمنةوقرأت في كتاب كليلة ودمنة: يخاف غير المخوف طائر يرفع رجليه خشية السماء أن تسقط، وطائر يقوم على إحدى رجليه حذار الخسف إن قام عليهما، ودودة تأكل التراب فلا تشبع خوفاً أن يفنى إن شبعت فتجوع، والخفافيش تستتر بالنهم ر حذار أن تصطاد لحسنهم .
بين عبيد اللّه بن زياد وعبد اللّه بن خازم
السّلمي في خوفه من جرذ
بينا عبد اللّه بن خازم السّلمي عند عبيد اللّه بن زياد إذ دخل عليه بجرذ أبيض فعجب منه وقال: يا أبا صالح، هل رأيت أعجب من هذا؟ وإذا عبد اللّه قد تضاءل حتى صار كأنّه فرخ وآصفرّ حتى كأنه جرادةٌ ذكر. فقال عبيد اللّه: أبو صالح يعصى الرحمن ويتهم ون بالشيطان ويقبض على الثعبان ويمشي إلى الأسد الورد ويلقى الرماح بوجهه قد اعتراه من هذا الجرذ ما ترون! إن اللّه على كل شيء قدير!
لحسان بن ثابت يعيّر الحارث بن هشام بفراره يوم بدر
كان الحارث بن هشام أخو أبي جهل بن هشام شهد بدراً مع المشركين وانهزم، فقال فيه حسان:
إن كنت كاذبة الذي حدّثتني ... فنجوت منجى الحارث بن هشام
ترك الأحبّة لم يقاتل دونهم ... ونجا برأس طمرّةٍ ولجام
وللحارث يعتذر عن فرارهفاعتذر الحارث من فراره وقال:
اللّه يعلم ما تركت قتالهم ... حتى علوا فرسي بأشقر مزبد
وعلمت أني إن أقاتل واحداً ... أقتل ولا يضرر عدوي مشهدي
فصددت عنهم والأحبة فيهم ... طمعاً لهم بعقاب يوم مفسد

وأسلم يوم فتح مكة وحسن إسلامه، وخرج في زمن عمر من مكة إلى الشام بأهله وماله، فاتبعه أهل مكة يبكون، فرقّ وبكى ثم قال: أما إنا لو كنا نستبدل داراً بدارنا وجاراً بجارنا ما أردنا بكم بدلاً، ولكنهم النّقلة إلى اللّه. فلم يزل هنالك مجاهداً حتى مات.
بين معاوية وعمرو بن العاصالمدائني قال: رأى عمرو بن العاص معاوية يوماً يضحك فقال له: مم تضحك يا أمير المؤمنين أضحك اللّه سنّك؟ قال: أضحك من حضور ذهنك عند إبدائك سوءتكن يوم ابن أبي طالب، أما واللّه لقد وافقته منّاناً كريماً، ولو شاء أن يقتلك لقتلك. قال عمرو: يا أمير المؤمنين أما واللّه إني لعن يمينك حين دعاك إلى البراز فاحولّت عيناك وربا سحرك وبدا منك ما أكره ذكره لك فمن نفسك فاضحك أو دع.
بين الوليد بن عبد الملك وأم البنين بنت

عبد العزيز بن مروان، وبينهم وبين الحجاج
وقدم الحجاج على الوليد بن عبد الملك فدخل وعليه درع وعمامة سوداء وقوس عربية وكنانة، فبعثت إليه أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان فقالت: من هذا الأعرابي المستلئم في السلاح عندك وأنت في غلالة؟ فبعث إليهم أنه الحجاج، فأعادت الرسول إليه، فقال: تقول لك: واللّه لأن يخلو بك ملك الموت أحياناً أحبّ إليّ من أن يخلو بك الحجاج. فأخبره بذلك الوليد وهو يمازحه، فقال: يا أمير المؤمنين، دع عنك مفاكهة النساء بزخرف القول فإنما المرأة ريحانة وليست قهرمانةً فلا تطلعهم على سرك ومكايدة عدوّك. فلما دخل الوليد أخبرهم بمقالة الحجاج فقالت: يا أمير المؤمنين حاجتي أن تأمره غداً بأن يأتيني مستلئماً، ففعل ذلك وأتاهم الحجاج فحجبته فلم يزل قائماً، ثم قالت: " إيه يا حجاج، أنت الممتنّ على أمير المؤمنين بقتال ابن الزبير وابن الأشعث، أما واللّه لولا أن اللّه علم أنك شر خلقه ما ابتلاك برمي الكعبة الحرام ولا بقتل ابن ذات النّطاقين أول مولود ولد في الإسلام، وأما نهيك أمير المؤمنين عن مفاكهة النساء وبلوغ لذّاته وأوطاره فإن كنّ ينفرجن عن مثله فغير قابل لقولك، أما واللّه لقد نفض نساء أمير المؤمنين الطّيب من غدائرهن فبعنه في أعطية أهم الشأم حين كنت في أضيق من القرن قد أظلتكن رماحهم وأثخنك كفاحهم وحين كان أمير المؤمنين أحب إليهم من أبائهم وابنائهم فأنجاك اللّه من عدوّ أمير المؤمنين بحبهم إياه، قاتل اللّه القائل حين نظر إليك وسنان غزالة بين كتفيك:
أسد عليّ وفي الحروب نعامة ... فتخاء تنفر من صفيرالصافر
هلا كررت على غزالة في الوغى ... بل كان قلبك في جوانح طائر
وغزالة امرأة شبيب الخارجي. ثم قالت: آخرج، فخرج.
إقدام ليثيّ بعد جبنه
وكان في بني ليث رجل جبان بخيل فخرج رهطه غازين وبلغ ذلك ناساً من بني سليم وكانوا أعداء لهم فلم يشعر الرجل إلا بخيل قد أحاطت بهم فذهب يفرّ فلم يجد مفرّاً، ووجدهم قد أخذوا عليه كل وجه فلما رأى ذلك جلس ثم نثل كنانته وأخذ قوسه وقال:
ما علّتي وأنا جلد نابل ... والقوس من نبع لهم بلابل
يرزّ فيهم وترٌ عنابل ... إن لم أقاتلكم فأمّي هم بل
أكلّ يوم أنا عنكم ناكل ... لا أطعم القوم ولا أقاتل
الموت حقٌ والحياة باطل ثم جعل يرميهم حتى ردّهم، وجاءهم الصريخ وقد منع الحيّ، فصار بعد ذلك شجاعاً سمحاً معروفاً.
احتيال أهل الكوفة في إخراج روح بن زنباع عنهم لبخلهولما قتل عبد الملك مصعب بن الزبير وجّه أخاه بشر بن مروان على الكوفة ووجّه معه روح بن زنباع الجذامي كالوزير، وكان روح رجلاً علماً داهية غير أنه كان من أجبن الناس وأبخلهم، فلما رأى أهل الكوفة من بخله ما رأوا تخوّفوا أن يفسد عليهم أمرهم وكانوا قد عرفوا جبنه فاحتالوا في إخراجه عنهم فكتبوا ليلاً على بابه:
إنّ ابن مروان قد حانت منيّته ... فاحتل لنفسك يا روح بن زنباع
فلما أصبح ورألى ذلك لم يشكّ أنه مقتول فدخل على بشر فاستأذنه في الشخوص فأذن له وخرج حتى قدم على عبد الملك فقال له: ما أقدمك؟ قال: يا أمير المؤمنين تركت أخاك مقتولاً أو مخلوعاً. قال: كيف عرفت ذلك؟ فأخبره الخبر فضحك عبد الملك حتى فحص برجليه، ثم قال: احتال لك أهل الكوفة حتى أخرجوك عنهم.

خيل لأمية بن عبد اللّه جيء بهم إلى الحجاج
كان أميّة بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد وجّه إلى أبي فديك فانهزم وأتي الحجاج بدوابّ من دوابّ أمية قد وسم على أفخاذهم " عدّة " فأمر الحجاج فكتب تحت ذلك: " للفرار " .
لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه في الشجاعة والجبن
" وقال عمر رضي اللّه عنه: إن الشجاعة والجبن غرائز في الرجال، تجد الرجل يقاتل كمن لا يبالي ألا يؤوب إلى أهله، وتجد الرجل يفرّ عن أبيه وأمه، وتجد الرجل يقاتل ابتغاء وجه اللّه فذلك هو الشهيد " .
وقال الشاعر:
يفرّ الجبان عن أبيه وأمّه ... ويحمي شجاع القوم من لا يناسبه
باب من أخبار الشجعاء والفرسان وأشعارهم

للحرسي في الشجاعة والجبن
حدّثني أبو حاتم قال: حدّثني الأصمعيّ قال: سمعت الحرسيّ يقول: رأيت من الجبن والشجاعة عجباً. استثرنا من مزرعة في بلاد الشأم رجلين يذريان حنطة، أحدهما أصيفر أحيمس، والآخر مثل الجمل عظما، فقاتلنا الأصيفر بالمذرى لا تدنو منه دابة إلاّ نخس أنفهم وضربهم حتى شقّ عليّنا فقتل، ولم نصل إلى الآخر حتى مات فرقا فأمرت بهما فبقرت بطونهما فإذا فؤاد الضخم يابس مثل الحشفة، وإذا فؤاد الأصيفر مثل فؤاد الجمل يتخضخض في مثل كوز من ماء.
حديث صاحب النقبوحدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: حدّثنا أبو عمرو الصّفّار قال: حاصر مسلمة حصنا فندب الناس إلى نقب منه، فما دخله أحد. فجاء رجل من عرض الجيش فدخله ففتحه اللّه عليهم، فنادى مسلمة: أين صاحب النقب؟ فما جاءه أحد، فنادى: إني قد أمرت الآذن بإدخاله ساعة يأتي، فعزمت عليه إلاّ جاء. فجاء رجل فقال: استأذن لي على الأمير. فقال له: أنت صاحب النقب؟ قال: أ،ا أخبركم عنه. فأتنى مسلمة فأخبره عنه، فأذن له فقال له: إن صاحب النقب يأخذ عليكم ثلاثاً: ألاّ تسوّدوا اسمه في صحيفة " إلى الخليفة " ولا تأمروا له بشيء، ولا تسألوه ممن هو. قال: فذاك له. قال: أنا هو. فكان مسلمة لا يصلي بعدهم صلاة إلا قال: اللهم اجعلني مع صاحب النقب.
كتاب كسرى أنوشروان إلى مرازبتهحدّثني محمد بن عمرو الجرجاني قال: كتب أنوشروان إلى مرازبته: عليكم بأهل الشجاعة والسخاء فإنهم أهل حسن الظن باللّه تعالى.
وصف أعرابي لقوم تحاربواوذكر أعرابي قوماً تحاربوا فقال: أقبلت الفحول تمشي مشي الوعول، فلما تصافحوا بالسيوف فغرت المنايا أفواههم .
وذكر آخر قوماً اتبعوا قوماً أغاروا عليهم فقال: آحتثّوا كلّ جمالية عيرانةٍ فما زالوا يخصفون أخفاف المطيّ بحوافر الخيل حتى أدركوهم بعد ثالثة فجعلوا المرّان أرشية الموت وآستقوا بهم أرواحهم.
بين رجل من العرب وقطري بن الفجاءةحدّثني عبد الحمن عن عمه عن رجل من العرب قال: انهزمنا من قطريّ وأصحابه فأدركني رجل على فرس فسمعت حسّاً منكراً خلفي، فالتفتّ فإذا أنا بقطري فيئست من الحياة فلما عرفني قال: آشددعنانهم وأوجع خاصرتهم قطع اللّه يديك. قال: ففعلت فنجوت منه.
في شجاعة شبيبوحدّثني عبد الرحمن عن عمه قال: لما غرق شبيب " قالت آمرأة: الغرق يا أمير المؤمنين، قال: " ذلك تقدير العزيز العليّمقال: فأخرج فشقّ بطنه وأخرج فؤاده فإذا مثل الكوز، فجعلوا يضربون به الأرض فينزو.
وعلة الجرمي وأبو عمرو بن العلاء في يوم الكلابحدّثنا الرياشيّ قال: حدّثنا الأصمعيّ قال: أخبرنا صاحب لنا عن أبي عمرو بن العلاء قال: لما كان يوم الكلاب خرج رجل من بني تميم، أحسبه قال: سعديٌّ، فقال: لو طلبت رجلاً له فداءٌ! قال: فخرجت أطلبه، فإذا رجل عليه مقطّعة يمانية على فرس ذنوب، فقلت له: على يمينك. قال: على يساري أقصد لي. قلت: أيهم ت منك اليمن. قال: العراق مني أبعد. قلت: وتاللّه لا ترى أهلك العام. قال: لاو اللّه ولا أهلك لا أراهم. قال: فتركته ولما كان بعد أيام ونعتّ نعته بعد ذلك فقيل لي: هو وعلة الجرمي.
من شجاعة الأحنف بن قيس

حدّثنا محمد بن عبيد عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن هشام عن محمد بن سيرين قال: بعث عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه الأحنف بن قيس على جيش قبل خراسان فبيّتهم العدوّ ليلاً وفرّقوا جيوشهم أربع فرق وأقبلوا معهم الطبل ففزع الناس وكان أوّل من ركب الأحنف فأخذ سيفه وتقلّده ثم مضى نحو الصوت وهو يقول:
إن على كل رئيس حقّا ... أن يخضب الصّعدة أو تندقّا
ثم حمل على صاحب الطبل فقتله، فلما فقد أصحاب الطبل الصوت انهزموا. ثم حمل على الكردوس الآخر ففعل مثل ذلك وهو وحده، ثم جاء الناس وقد انهزم العدوّ فاتبعوهم يقتلونهم، ثم مضوا حتى فتحوا مدينة يقال لهم مرو الرّوذ.
ومن شجاعة عبد اللّه بن خازم وقت قتله
سأل ابن هبيرة عن مقتل عبد اللّه بن خازم، فقال رجل ممن حضر: سألنا وكيع ابن الدّورقية: كيف قتلته؟ قال: غلبته بفضل فتاء كان لي عليه فصرعته وجلست على صدره وقلت له: يا لثارات دويلة. يعني أخاه من أبيه. فقال من تحتي: قتلك اللّه! تقتل كبش مضر بأخيك وهو لا يساوي كفّ نوى! ثم تنخّم فملأ وجهي نخامة. فقال ابن هبيرة: هذه واللّه البسالة! استدلّ عليهم بكثرة الريق في ذلك الوقت.
من بسالة مسلمةقال هشام لمسلمة: يا أبا سعيد هل دخلك ذعر قطّ لحرب " أو عدوّ " ؟ قال: ما سلمت في ذلك من ذعر ينبّه على حيلة ولم يغشني فيهم ذعر سلبني رأيي. قال هشام: هذه البسالة.
رهم بن حزم الهلالي وجماعة من بني تغلبخرج رهم بن حزم الهلاليّ ومعه أهله وماله يريد النّقلة من بلد إلى بلد فلقيه ثلاثون رجلاً من بني تغلب فعرفهم، فقال: يا بني تغلب، شأنكم بالمال وخلّوا الظعينة. فقالوا: رضينا إن ألقيت الرمح. قال: وإن رمحي لمعي!! وحمل عليهم فقتل منهم رجلاً وصرع آخر وقال:
ردّا على آخرهم الأتاليا ... إن لهم بالمشرفيّ حاديا
ذكّرتني الطعن وكنت ناسيا
للزبيري في شجاعة عبد اللّه بن خازم السلمي
وقطري بن فجاءةقال الزّبيري: ما آستحيا شجاع أن يفرّ من عبد اللّه بن خازم السّلمي وقطريّ بن فجاءة.
شعر لحبيب بن عوف العبد يأبو اليقظان قال: كان حبيب بن عوف العبد ي فاتكنا، فلقي رجلاً من أهل الشأم قد بعثه زياد ومعه ستون ألفاً يتّجر بهم فسايره، فلما وجد غفلة قتله وأخذ المال فقال يوماً وهو يشرب " على لذته " :
يا صاحبي أقلاّ اللوم والعذلا ... ولا تقولا لشيء فات ما فعلا
ردّا عليّ كميت اللون صافية ... إني لقيت بأرض خاليا رجلا
ضخم الفرائص لو أبصرت قمّته ... وسط الرجال إذن شبهته جملا
ضاحكته ساعة طوراً وقلت له ... أنفقت بيعك إن ريثا وإن عجلا
سايرته ساعة ما بي مخافته ... ألا التلفّت حولي هل أرى دغلا
غادرته بين آجامٍ ومسبعة ... ولم يدر غيري بعد ما فعلا
يدعو زياداً وقد حانت منيّته ... ولا زياد لمن قد وافق الأجلا
فصل في شجاعة سليك بن سلكة

المفضّل الضّبّي: كان سليك بن سلكة التميمي من أشدّ فرسان العرب وأذكرهم وأدلّ الناس بالأرض وأجودهم عدوا على رجليه لا تعلق به الخيل وكانت أمّه سوداء وكان يقول: اللهم إنك تهيء ما شئت لما شئت إذا شئت، اللهم إني لو كنت ضعيفاً كنت عبد اً ولو كنت امرأة كنت أمة، اللهم إني أعوذ بك من الخيبة، فأما الهيبة فلا هيبة. وأملق حتى لم يبق له شيء، فخرج على رجليه رجاء أن يصيب غرّة من بعض من يمرّ عليه فيذهب بإبله، حتى إذا أمسى في ليلة باردة مقمرة واشتمل الصّمّاء ونام إذا هو برجل قد جثم على صدره وقال: آستأسر. فرفع سليك رأسه وقال: " إن الليل طويل وأنت مقمر " فجرى مثلاً، وجعل الرجل يلهزه ويقول: آستأسر يا خبيث. فلما آذاه ضمّه إليه ضمّةً ضرط منهم وهو رفوقه، فقال له سليك: " أضرطاً وأنت الأعلى " فجرى مثلاً، ثم قال له: ما أنت؟ قال: أنا رجل افتقرت، فقلت: لأخرجنّ ولا أرجع حتى أستغني. قال: فانطلق معي. فمضيا فوجدا رجلاً قصته مثل قصتهما، فأتوا جوف مراد وهو واد باليمن فإذا فيه نعم كثيرة، فقال لهما سليك: كونا قريباً حتى آتي الرّعاء وأعلم لكما علم الحي أقريب هو أم بعيد، فإن كانوا قريباً رجعت اليكما، وإن كانوا بعيداً قلت لكما قولاً أحي به لكما فأغيرا. فانطلق حتى أتى الرعاء، فجعل يستنطقهم حتى أخبروه بمكان الحي فإذا هم بعيد، فقال لهم سليك: ألا أغنّيكم؟ قالوا: بلى. فتغنّى بأعلى صوته ليسمع صاحبيه:
يا صاحبيّ ألا لا حيّ بالوادي ... إلا عبيد وآمٌ بين أذواد
أتنظران قليلاً ريث غفلتهم ... أم تعدوان فإن الربح للعادي
فلما سمعا ذلك أتيا السليك فأطردوا الإبل وذهبوا بهم .
شدة عدو سليك حتى في كبرهحدّثني سهل بن محمد عن الأصمعيّ قال: كان سليك يحضر فتقع السهم م من كنانته فترتنّ في الأرض من شدّة إحضاره. وقال له بنو كنانة حين كبر: أرأيت أن ترينا بعض ما بقي من إحضارك؟ قال: نعم، اجمعوا لي أربعين شاباً وآبغوني درعاً ثقيلة. فأخذهم فلبسهم وخرج بالشباب حتى إذا كان على رأس ميل أقبل يحضر فلاث العدو لوثاً واهتبصوا في جنبتيه فلم يصحبوه إلا قليلاً فجاء يحضر منبترا من حيث لا يرونه وجاءت الدّرع تخفق في عنقه كأنهم خرقة.
بين أعرابيين أحدهما من اللصوص والآخر من الرماة

قال سهل: وحدّثني العتبي قال: حدّثني رجل من بني تميم عن بعض أشياخه من قومه قال: كنتعند المهم جر بن عبد اللّه والي اليمامة فأتي بأعرابي قد كان معروفاً بالسّرق فقال له: أخبرني عن بعض عجائبك، قال: إنهم لكثيرة، ومن أعجبهم أنه كان لي بعير لا يسبق وكانت لي خيل لا تلحق، فكنت لا أخرج فأرجع خائباً فخرجت يوماً فاحترشت ضبّاً فعلّقته على قتبي، ثم مررت بخباء سريّ ليس فيه إلاّ عجوز، فقلت: أخلق بهذا الخباء أن يكون له رائحة من غنم وإبل، فلما أمسيت إذا بإبل مائة فيهم شيخ عظيم البطن مثدّن اللحم ومعه عبد أسود وغد، فلما رآني رحّب بي ثم قام إلى ناقة فاحتلبهم وناولني العلبة فشربت ما يشرب الرجل فتناول الباقي فضرب به جبهته ثم احتلب تسع أينق فشرب ألبانهن ثم نحر حواراً فطبخه ثم ألقى عظامه بيضاً وحثا كوماً من بطحاء وتوسّدهم وغطّ غطيط البكر، فقلت: هذه واللّه الغنيمة. ثم قمت إلى فحل إبله فخطمته ثم قرنته إلى بعيري وصحت به فآتبعني الفحل وآتبعته الإبل إرباباً به، فصارت خلفي كأنهم حبل ممدود، فمضيت أبادر ثنيّةً بيني وبينهم مسيرة ليلة للمسرع، فلم أزل أضرب بعيري بيدي مرّة وأقرعه برجلي أخرى حتى طلع الفجر، فأبصرت الثنيّة فإذا عليهم سواد فلما دنوت إذا أنا بالشيخ قاعداً وقوسه في حجره فقال: أضيفنا؟ قلت: نعم. قال: أتسخو نفسك عن هذه الإبل؟ قلت: لا. فأخرج سهما كأن نصله لسان كلب ثم قال: أبصر بين أذني الضب. ثم رماه فصدع عظمه عن دماغه، ثم قال: ما تقول؟ قلت: أنا على رأيي الأوّل. قال: انظر هذا السهم الثاني في فقرة ظهره الوسطى. ثم رمى به كأنما قدّره بيده ثم وضعه بأصبعه، ثم قال: أرأيت؟ قلت: إني أحب أن أستثبت. قال: انظر هذا السهم الثالث في عكوة ذنبه والرابع واللّه في بطنك. ثم رماه فلم يخطىء العكوة، فقلت: أنزل آمناً؟ قال: نعم. فنزلت فدفعت إليه خطام فحله وقلت: هذه إبلك لم يذهب منهم وبرة. وأنا أنتظر متى يرميني بسهم ينتظم به قلبي، فلما تنحّيت قال لي: أقبل. فأقبلت واللّه خوفاً من شرّه لا طمعاً في خيره، فقال: أي هذا، ما أحسبك جشمت الليلة ما جمشت إلا من حاجة. قلت: أجل. قال: فاقرن من هذه الإبل بعيرين وآمض لطيّتكن. قلت: أما واللّه حتى أخبرك عن نفسك قبلاً. ثم قلت: واللّه ما رأيت أعرابياً قط أشدّ ضرساً ولا أعدى رجلاً ولا أرمى يداً ولا أكرم عفواً ولا أسخى نفساً منك.
رمي بهرام جوروقرأت في كتاب سير العجم أن بهرام جور خرج ذات يوم إلى الصيد ومعه جارية له فعرضت له ظباء، فقال للجارية: في أيّ موضع تريدين أضع السهم من الوحش؟ فقالت: أريد أن تشبّه ذكرانهم بالإناث وإناثهم بالذكران، فرمى تيساً من الظباء بنشّابة ذات شعبتين فاقتلع قرنيه ورمى عنزا منهم بنشّابتين فآثبتهما في موضع القرنين. ثم ساللّه أن يجمع أذن الظبي وظلفه بنشّابة واحدة فرمى أصل أذن الظبي ببندقة فلما أهوى بيده إلى أذنه ليحتكن رماه بنشّابة فوصل ظلفه بأذنه ثم أهوى إلى القينة فضرب بهم الأرض وقال: شدّ ما اشتططت عليّ وأردت إظهم ر عجزي!
حديث المروزان في كتب العجم

وقرأت في كتبهم أن كسرى استعمل قرابة له على اليمن يقال له المروزان، فأقام بهم حيناً ثم خالفه أهل المصانع - والمصانع جبل باليمن ممتنع طويل ووراءه جبل آخر بينهما فصل إلا أنه متقارب ما بينهما - فسار إليهم المروزان فنظر إلى جبل لا يطمع أحد أن يدخله إلا من باب واحد يمنع ذلك الباب رجل واحد. فلما رأى أن لا سبيل إليهم صعد الجبل الذي هو وراء المصانع من حيث يحادي حصنهم فنظر إلى أضيق مكان فيه وتحته هواء لا يقدر قدره، فلم يرى شيئاً أقرب إلى افتتاح ذلك الحصن من ذلك الجبل، فأمر أصحابه أن يقوموا به صفّين ثم يصيحوا به صيحة واحدة ثم ضرب فرسه حتى إذا استجمع حضرا رمى به أمام الحصن وصاح به أصحابه فوثب الفرس الوادي فإذا هو على رأس الحصن، فلما نظرت إليه حمير قالوا: هذا أيم. والأيم بالحميرية شيطان، فانتهرهم بالفارسية وأمرهم أن يربط بعضهم بعضاً ففعلوا واستنزلهم من حصنهم فقتل طائفة وسبى طائفة وكتب بما كان منه إلى كسرى، فتعجّب كسرى و أمره بالاستخلاف على عمله والقدوم إليه وأراد أن يسامي به أساورته، فاستخلف الروزان ابنه ثم توجّه نحوه فلما صار ببعض بلاد العرب هلك فوضعوه فب تابوت ثم حملوه حتى قدموا به على كسرى فأمر كسرى بذلك التابوت فوّضع في خزانته فكان يخرج في كل عام إليه وإلى من عنده من أساورته فيقول: هذا الذي فعل كذا وكذا.
بين العباس بن ربيعة وعرار بن أدهم في صفّين
وروى أبو سوقة التميمي عن أبيه عن جدّه عن أبي الأغرّ التميمي قال: بينا أنا واقف بصفّين مر بي العباس بن ربيعة مكفّراً بالسلاح وعيناه تبصّان من تحت المغفر كأنهما عينا أرقم وبيده صفيحة له وهو على فرس له صعب يمنعه ويليّن من عريكته إذ هتف به هم تف من أهل الشأم يقال له عرار بن أدهم: يا عباس هلمّ إلى البراز. قال العباس: فالنزول إذاً فإنه إياسٌ من القفول. فنزل الشأمي وهو يقول:
إن تركبوا فركوب الخيل عادتنا ... أو تنزلون فإنّا معشر نزل
وثنى العباس وركه فنزل وهو يقول:
وتصدّ عنك مخيلة الرجل ال ... عرّيض موضحةٌ عن العظم
بحسام سيفك أو لسانك وال ... كلم الأصيل كأرغب الكلم
ثم غضن فضلات درعه في حجزته ودفع قوسه إلى غلام له أسود يقال له: أسلم، كأني أنظر إلى فلائل شعره، ثم دلف كلّ واحد منهما إلى صاحبه فذكرت بهما قول أبي ذؤيب:
فتنازلا وتواقفت خيلاهما ... وكلاهما بطل اللقاء مخدّع

وكف الناس أعنّة خيولهم ينتظرون ما يكون من الرجلين فتكنافحا بينهما مليّاً من نهم رهما لا يصل واحد منهما إلى صاحبه لكمال لأمته إلى أن لحظ العباس وهياً في درع الشأميّ فأهوى إليه بيده فهتكنه إلى ثندوته ثم عاد لمجاولته وقد أصحر له مفتّق الدرع فضربه العباس ضربة انتظم بهم جوانح صدره وخرّ الشامي لوجهه وكبّر الناس تكنبيرة ارتجت لهم الأرض من تحتهم وآنشام العباس في الناس " وآنساع أمره " وإذا قائل يقول من ورائي " قاتلوهم يعذّبهم اللّه بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قومٍ مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب اللّه على من يشاء واللّه عليّمٌ حكيمٌ " فالتفتّ وإذا أمير المؤمنين رضي اللّه عنه عليّ بن أبي طالب، فقال: يا أبا الأغر، من المنازل لعدوّنا؟ فقلت: هذا ابن أخيكم، هذا العباس بن ربيعة. فقال: إنه لهو، يا عباس الأأنهك وابن عباس أن تخلاّ بمركزكما أو تباشرا حرباً؟ قال: إن ذلك. يعني نعم. قال: فما عدا مما بدا؟ قال: فأدعى إلى البراز فلا أجيب؟ قال: نعم، طاعة إمامك أولى بك من إجابة عدوّك. ثم تغيظ وآستشاط حتى قلت: الساعة الساعة.ى ثم تطأمن وسكن ورفع يديه مبتهلاً فقال: اللهم اشكر للعباس مقامه واغفر له ذنبه، اللهم إني قد غفرت له فاغفر له. قال: وتأسّف معاوية على عرار وقال: متى ينطف فحلٌ بمثله! أيطلّ دمه! لا هم اللّه ذا. ألا اللّه رجل يشري نفسه يطلب بدم عرار؟ فآنتدب له رجلان من لخم. فقال: اذهبا فأيّكما قتل العباس برازاً فله كذا. فأتياه ودعواه إلى البراز فقال: إن لي سيداً أريد أن أؤامره. فأتى عليّاً فأخبره الخبر، فقال عليّ: واللّه لودّ معاوية أنه ما بقي من هم شم نافخ ضرمةٍ إلا طعن في نيطه إطفاءً لنور اللّه ويأبى اللّه إلاّ أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون، أما واللّه ليملكنهم منا رجال، ورجال يسومونهم الخسف حتى يحفروا الآبار ويتكنفّفوا الناس. ثم قال: يا عباس ناقلني سلاحك بسلاحي، فناقله ووثب على فرس العباس وقصد اللخميين. فلم يشكّا أنه العباس فقالا له: أذن لك صاحبك؟ فحرج أن يقول نعم، فقال: " أذن للّذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإنّ اللّه على نصرهم لقديرٌ " فبرز له أحدهما فضربه ضربة فكأنما أخطأه، ثم برز له الآخر فألحقه بالأوّل، ثم أقبل وهو يقول: " الشّهر الحرام بالشّهر الحرام والحرمات قصاصٌ فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " ثم قال: يا عباس خذ سلاحك وهم ت سلاحي، فإن عاد لك أحد فعد إليّ. ونمي الخبر إلى معاوية فقال: قبح اللّه اللّجاج إنه لقعود ما ركبته قط إلا خذلت. فقال عمرو بن العاص: المخذول واللّه اللخميان لا أنت. قال معاوية: اسكت أيهم الرجل فليس هذه من ساعتكن. قال: وإن لم تكن، رحم اللّه اللخميين وما أراه يفعل. قال: ذاك واللّه أخسر لصفقتكن وأضيق لحجرك. قال: قد علمت ذلك ولولا مصر لركبت المنجاة منهم. قال: هي أعمتكن ولولا هي لألفيت بصيرا.
شعر لعمرو بن العاص يتوجه به إلى معاويةوقال عمرو بن العاص لمعاوية:
معاوي لا أعطيك ديني ولم أنل ... به منك دنيا فانظرن كيف تصنع
فإ، تعطني مصراً فأربح بصفقة ... أخذت بهم شيخاً يضر وينفع
بين الأخينس الجهني والحصين العمريّ
خرج الأخينس الجهنيّ فلقي الحصين العمريّ، وكانا جميعاً فاتكنين، فسارا حتى لقيا رجلاً من كندة في تجارة أصابهم من مسك وثياب وغيرذلك، فنزل تحت شجرة يأكل، فلما انتهيا إليه سلّما. قال الكنديّ: ألا تضحّيان؟ فنزلا. فبينما هم يأكلون مرّ ظليم فنظر إليه الكنديّ وأيّده بصره فبدت له لبتّه، فاغترّه الحصين فضرب بطنه بالسيف فقتله، واقتسما ماله وركبا، فقال الأخينس: يا حصين ما صعلةٌ وصعل؟ قال: يوم شرب وأكل. قال: فآنعت لي هذه العقاب. فرفع رأسه لينظر إليهم فوجأ بطنه بالسيف فقتله مثل قتله الأوّل. ثم إن أختا للحصين يقال لهم صخرة لما أبطأ عليهم خرجت تسأل عنه في جيران لهم من مراح وجرم. فلما بلغ ذلك الأخينس قال:
وكم من فارس لا تزدريه ... إذا شخصت لموقفه العيون
يذلّ له العزيز وكل ليث ... شديد الهصر مسكنه العرين
علوت بياض مفرقه بعضب ... ينوء لوقعه الهم م السّكون
فأمست عرسه ولهم عليه ... هدوء بعد ليلته أنين

كصخرة اذ تسائل في مراح ... وفي جرم، وعلمهما ظنون
تسائل عن حصين كل ركب ... وعند جهينة الخبر اليقين
فذهبت مثلاً.
؟؟؟؟؟؟؟؟بين المهدي وعليّ بن سليمان وشعر لأبي دلامة
" خرج المهديّ وعليّ بن سليمان إلى الصيد ومعهما أبو دلامة الشاعر. فسنحت لهم ظباء فرمى المهديّ ظبياً فأصابه، ورمى عليّ بن سليمان كلباً فعقره، فضحك المهدي وقال لأبي دلامة: قل في هذا فقال:
ورمى المهديّ ظبياً ... شكّ بالسهم فؤاده
وعليّ بن سليما ... ن رمى كلباً فصاده
فهنيئاً لهما كل ... امرىء يأكل زاده "
؟

فرار أبي دلامة
قال أبة دلامة: كنت في عسكر مروان أيام زحف إلى شبيب الخارجيّ، فلما التقى الزّحفان خرج منهم فارس ينادي: من يبارز؟ فجعل لا يخرج إليه إنسان إلا أعجله ولم ينهنهه، فغاظ ذلك مروان، فجعل يندب الناس على خمسمائة، فقتل أصحاب خمس المائة، وزاد مروان على ندبته فبلغ بهم ألفا، فما زال ذلك فعله حتى بلغ بالندبة خمسة آلاف درهم، وتحتي فرس لا أخاف خونه، فلما سمعت بخمسة الآلاف نزّقته واقتحمت الصفّ. فلما نظر إلي " الخارجيّ " علم أني خرجت للطمع، فأقبل يتهيأ لي وإذا عليه فروله قد أصابه فارمعلّ ثم أصابته الشمس فاقفعلّ وعيناه تذرّان كأنهما في وقبين، فدنا منّي وقال:
وخارج أخرجه حب الطمع ... فرّ من الموت وفي الموت وقع
من كان ينوي أهله فلا رجع فلما وقرت في أذني انصرفت عنه هم رباً، وجعل مروان يقول: من هذا الفاضح؟ آئتوني به. ودخلت في غمار الناس فنجوت.
؟
بين خالد بن جعفر والحارث بن ظالأفي حضرة النعمان
وكان خالد بن جعفر نديماً للنعمان، فبينما هو ذات يوم عنده وقد دعا النعمان بتمر وزبد فهما يأكلان منه إذ دخل عليهما الحارث بن ظالم. فقال النعمان: آدن يا حارث فكل. فدنا. فقال خالد: من ذا أبيت اللعن؟ قال: هذا سيد قومه وفارسهم الحارث بن ظالم. قال خالد: أما إن لي عنده يداً. قال الحارث: وما تلك اليد؟ قال: قتلت سيد قومك فتركتكن سيدهم بعده. يعني زهير بن جذيمة، قال الحارث: أما إني سأجزيك بتلك اليد. ثم أخذه الزّمع وأرعدت يده، فأخذ يعبث بالتمر فقال له خالد: أيّتهنّ تريد فأناولكهم ؟ قال الحارث: أيّتهم تهمّك فأدعهم ؟ ثم نهض مغضبا، فقال النعمان لخالد: ما أردت بهذا وقد عرفت فتكنه وسفهه؟ فقال: أبيت اللعن، وما تتخوّف عليّ منه؟ فواللّه لو كنت نائماً ما أيقظني. فانصرف خالد فدخل قبّة له من أدمٍ بعد هدأة من الليل وقام على بابهم أخ له يحرسه. فلما نام الناس خرج الحارث حتى أتى القبّة من مؤخّرهم فشقّهم ثم دخل فقتله، فقال عمرو بن الإطنابة:
علّلاني وعلّلا صاحبيّا ... وآسقياني من المروّق ريّا
إن فينا القيان يعزفن بالضر ... ب لفتياننا وعيشا رخيّا
يتناهين في النعيم ويضرب ... ن خلال القرون مسكا ذكيا
أبلغا الحارث بن ظالأالرّع ... ديد والناذر النّذور عليّا
إنما تقتل النّيام ولا تق ... تل يقظان ذا سلاحٍ كميّا
وكان عمرو قد آلى ألا يدعوه رجل بليل إلا أجابه ولم يسأله عن آسمه. فأتاه الحارث ليلاً فهتف به، فخرج إليه، فقال: ما تريد؟ قال: أعنّي على أبل لبني فلان وهي منك غير بعيد فإنهم غنيمة باردة. فدعا عمرة بفرسه وأراد أن يركب حاسراً. فقال له: البس عليك سلاحك فإني لا آمن من امتناع القوم. فاستلأو وخرج معه، حتى إذا برزا قال له الحارث: أنا أبو ليلى فخذ حذرك يا عمرو. فقال له: آمنن عليّ. فجزّ ناصيته. وقال الحارث:
علّلاني بلذّتي قينتيّا ... قبل أن تبكي العيون عليّا
قبل أن تذكر العواذل إني ... كنت قدما لأمرهنّ عصيّا
ما أبالي إذا أصطحبت ثلاثا ... أرشيداً دعوتني أم غويّا
غير ألاّ أسر اللّه إثما ... في حياتي ولا أخون صفيّا
بلغتني مقالة المرء عمرو ... بلغتني وكان ذاك بديّا
فخرجنا لموعد فالتقينا ... فوجدناه ذا سلاح كميّا

غير ما نائم يروّع باللي ... ل معدّاً بكفّه مشرفيّا
فرجعنا بالمنّ منّا عليه ... بعد ما كان منه منّا بديا
؟

بين بكر بن وائل وتميم بن مر
ّ
و وفد تميم بن مرّ وبكر بن وائل على بعض الملوك، وكانا ينادمانه فجرى بينهما تفاخر فقالا: أيهم الملك أعطنا سيفين، فأمر الملك بسيفين من عودين فنحتا وموّهم بالفضة وأعطاهما إياهما، فجعلا يضطربان بهما مليّا من نهم رهما، فقال بكر: لو كان سيفانا حديدا قطعا وقال تميم: أو نحتا من جندل تصدّعا ففرّق الملك بينهما، فقال بكر لتميم: أساجلك العدواة ما بقينا وقال تميم: و إن متنا نورّثهم بنينا فأورثاهم بنيهما إلى اليوم.
؟مثلٌ في شدة الصوت، وشعر في ذلك
حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ عن خلف الأحمر قال: كان أبو عروة السباع يصيح بالسبع وقد آحتمل الشاة فيسقط فيموت فيشقّ بطنه فيوجد فؤاده قد آنخلع. وهو مثل في شدّة الصوت.
قال الشاعر في ذلك:
زجر أبي عروة السباع إذا ... أشفق أن يلتبسن بالغنم
؟
ومثله في شدة الصوت لأبي عطية عفيف النصري
قال: وأبو عطية عفيف النصريّ نادى في الحرب التي كانت بين ثقيف وبين بني نصر لما رأى الخيل بعقوته: يا سوء صباحاه، أتيتم يا بني يربوع فألقت الحبالى أولادهم ، فقيل في ذلك:
وأسقط أحبال النساء بصوته ... عفيفٌ لدن نادى بنصرٍ فطرّبا
؟أيضاً بين يهوذا ويوسف
في أخبار وهب بن منبه أن يهوذا قال ليوسف: لتكنفنّ أو لأصيحنّ صيحة لا تبقى حامل بمصر الا ألقت ما في بطنهم .
؟
في شدة صوت العباس بن عبد المطلب
محمد بن الضحاك عن أبيه قال: كان العباس بن عبد المطلب يقف على سلع فينادي غلمانه وهم بالغابة فيسمعهم وذلك من آخر الليل. وبين الغابة وبين سلع ثمانية أميال، وسلع جبل وسط المدينة.
؟
مثله لشبيب بن ربعي
وكان شبيب بن ربعي يتنحنح في داره فيسمع تنحنحه بالكناسة، ويصيح براعيه فيسمع نداؤه على فرسخ وكان هذا مؤذن سجاح التي تنّبأت. " ذكر هذا خالد بن صفوان، وسمعه أبو المجيب النهديّ فقال: ما سمع له بصوت أبعد من صوته بأذانه فإنه كان مؤذنهم ، يعني سجاح " .
ذم رجل الأشتر فقال له قائد: اسكت فإن حياته هزمت أهل الشام وإن موته هزم أهل العراق.
المدائني قال: أتى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه رجل يستحمله، فقال له: خذ بعيراً من إبل الصدقة. فتناول ذنب بعير صعب فجذبه فاقتلعه، فعجب عهمر وقال له: هل رأيت أشدّ منك؟ قال: نعم، خرجت بامرأة من أهلي أريد بهم زوجهم فنزلنا منزلاً أهله خلوف فقربت من الحوض فبينما أنا كذلك إذ أقبل رجل ومعه ذود والمرأة ناحيةً فسرّب ذوده إلى الحوض ومضى إلى المرأة فساورهم ونادتني، فما انتهيت إليهم حتى خالطهم ، فجئت لأدفعه عنهم فأخذ برأسي فوضعه بين عضده وجنبه فما استطعت أن أتحرك حتى قضى ما أراد ثم استلقى. فقالت المرأة: أي فحل هذا؟؟! لو كانت لنا منه سخلة! وأمهلته حتى امتلأ نوماً فقمت إليه بالسيف فضربت ساقه فابنتهم ، فانتبه وتناول رجله فعدا فغلبه الدم فرماني برجله وأخطأني وأصاب عنق بعيري فقتله. فقال عمر: ما فعلت المرأة؟ قال: هذا حديث الرجل. فكرر عليه مراراً لا يزيده على هذا، فظنّ أنه قد قتلهم .
حديث أبو محجن وسعدحدّثني يزيد بن عمرو قال: حدّثنا أشهل بن حاتم قال: حدّثنا ابن عون عن عمير بن إسحاق قال: كان سعد على ظهر بيت وهو شاكٍ والمشركون يفعلون بالمؤمنين ويفعلون. وأبو محجن في الوثاق عند أم ولد لسعد فأنشأ يقول:
كفى حزنا أن تلتقي الخيل بالقنا ... وأترك مشدوداً عليّ وثاقيا
إذا شئت غنّاني الحديد وغلّقت ... مغاليق من دوني تصمّ المناديا
فقالت له أم ولد سعد: أتجعل لي إن أنا أطلقتكن أن ترجع إليّ حتى أعيدك في الوثاق؟ قال: نعم. فأطلقته فركب فرساً بلقاء لسعد وحمل على المشركين، فجعل سعد يقول: لولا أن أبا محجن في الوثاق لظننت أنه أبو محجن وأنهم فرسي. فانكشف المشركون وجاء أبو محجن فأعادته في الوثاق وأتت سعدا فأخبرته، فأرسل إلى أبي محجن فأطلقه وقال: واللّه لا حبستكن فيهم أبدا. يعني الخمر، فقال أبو محجن: وأنا واللّه لا أشربهم بعد اليوم أبداً. وقال الشاعر:

سأغسل عني العار بالسيف جالبا ... عليّ قضاء اللّه ما كان جالبا
وأذهل عن داري وأجعل هدمهم ... لعرضي من باقي المذمّة حاجبا
ويصغر في عيني تلادي اذا آنثنت ... يميني بإدراك الذي كنت طالباً
فيا لرزامٍ رشّحوا بي مقدّما ... إلى الموت خوّاضا إليه الكرائبا
إذا همّ لم يردع كريمة همه ... ولم يأت ما يأتي من الأمر هم ئبا
أخا غمراتٍ لا يريد على الذي ... يهمّ به من مفظع الأمر صاحبا
؟إذا همّ ألقى بين عينيه عزمه ونكّب عن ذكر العواقب جانبا
ولم يستشر في رأيه غير نفسه ... ولم يرض إلا قائم السيف صاحبا
عليكم بداري فاهدموهم فإنهم ... تراث كريم لا يخاف العواقبا
؟

شعر لرجل من بني العنبر يمدح
بني مازن ويهجو قومه، يعيرّهم بجبنهم
وقال رجل من بني العنبر:
لو كنت من مازن لم تستبح إبلي ... بنو اللّقيطة من ذهل بن شيبانا
إذن لقام بنصري معشر خشنٌ ... عند الكريهة إن ذو لوثةٍ لانا
قوم إذا الشرّ أبدى ناجذيه لهم ... طاروا إليه زرافاتٍ ووحدانا
لكنّ قومي وإن كانوا ذوي عدد ... ليسوا من الشرّ في شيء وإنا هم نا
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرةًججومن إساءة أهل السوء إحسانا
كأنّ ربّك لم يخلق لخشيته ... سواهم من جميع الناس إنسانا
فليت لي بهم قوماً إذا ركبوا ... شنّوا الإغارة فرسانا وركبانا
لا يسألون أخاهم حين يندبهم ... في النائبات على ما قال برهم نا
لكن يطيرون أشتات إذا فزعوا ... وينفرون إلى الغارات وحدانا
ولآخروقال آخر:
ولئن عمرت لأشفينّ ... النفس من تلك المساعي
ولأعلمنّ البطن أن ... الزاد ليس بمستطاع
أمّا النهم ر فرأى أص ... حابي بمرقبةٍ يفاع
أثر الشجاع بهم كسر ... د الخرز في سير الصّناع
ترد السباع معي فأل ... فى كالمدلّ من السباع
وقال آخر:
إنا محيوك يا سلمى فحييّنا ... وإن سقيت كرام الناس فاسقينا
إنا لنرخص يوم الرّوع أنفسنا ... ولو نسام بهم في الأمن أغلينا
بيضٌ مفارقنا تغليب مراجلنا ... نأسوا بأموالنا آثار أيدينا
وقال المعلوط:
ألم ترني خلقت أخا حروب ... إذا لم أجن كنت مجنّ جاني
وقال آخر:
لعمري لقد نادى بأرفع صوته ... نعيّ سويد أن فارسكم هوى
أجل صادقاً والقائل الفاعل الذي ... إذا قال قولا أنبط الماء في الثرى
فتىً قبلٌ لم تعنس السنّ وجهه ... سوى خلسة في الرأس كالبرق في الدّجى
أشارت له الحرب العوان فجاءهم ... يقعقع بالأقراب أوّل من أتى
ولم يجنهم لكن جناهم وليّه ... فآسى فآداه فكان كمن جنى
شعر لبشامةوقال بشامة:
إنا بني نهشلٍ لا ندّعي لأب ... عنه ولا هو بالابناء يشرينا
إن تبتدر غايةٌ يوماً لمكرمة ... تلق السوابق منا والمصلّينا
وإنا لمن معشر أفنى أوائلهم ... قيل الكماة ألا أين المحامونا
لو كان في الألف منا واحد فدعوا ... من فارس؟ خالهم إيّاه يعنونا
وقال زهير:
يطعنهم ما آرتموا حتى إذا آطّعنوا ... ضارب حتى إذا ما ضاربوا آعتنقا
ولامرأة من كندةوقالت امرأة من كندة:
أبوا أن يفرّوا وآلقنا في نحورهم ... ولم يرتقوا من خشية الموت سلّما
ولو أنهم فرّوا لكانوا أعزّة ... ولكن رأوا صبرا على الموت أكرما
وقال آخر:
بني عمّنا ردّوا فضول دمائنا ... ينم ليلكم، أو لا تلمنا اللّوائم
فإنا وإياكم وإن طال ترككم ... كذي الدّين ينأى ما نأى وهو غارم

ولأبي سعيد المخزومي
وقال أبو سعيد المخزومي وكان شجاعاً:
وما يريد بنو الأعيار من رجل ... بالجمر مكتحلٍ بالنّبل مشتمل
لا يشرب الماء إلا من قليب دم ... ولا يبيت له جارٌ على وجل
وقال عبد القدّوس بن عبد الواحد من ولد النعمان بن بشير:
ندًى تحكم الآمال فيه ونجدةٌ ... تحكّم في الأعداء بالأسر والقتل
وقال آخر:
ضربناكم حتى إذا قام ميلكم ... ضربنا العدا عنكم بأبيض صارم
شعر تمثل به زيد بن عليّ يوم قتل
تمثّل زيد بن عليّ يوم قتل بقول القائل:
أذلّ الحياة وعزّ الممات ... وكلاًّ أراه طعاماً وبيلا
فإن كان لا بدّ من واحد ... فسيروا إلى الموت سيراً جميلا
شعر لقيس بن الخطيم، وآخروقال قيس بن الخطيم:
أبلج لا يهمّ بالفرار ... قد طاب نفساً بدخول النار
وقال آخر:
ومن تكن الحضارة أعجبته ... فأيّ رجال باديةٍ ترانا
ومن ربط الجحاش فإن فينا ... قناً سلبا وأفراساً حسانا
وكن إذا أغرن على قبيل ... فأعوزهن كونٌ حيث كانا
أغرن من الضّباب على حلالٍ ... وضبّة إنه من حان حانا
وأحيانا نكرّ على أخينا ... إذا ما لم نجد إلا أخانا
شعر للخنساءوقالت الخنساء:
تعرّقني الدهر نهساً وحزّا ... وأوجعني الدهر قرعا وغمزا
وأفنى رجالي فبادوا معا ... فأصبح قلبي بهم مستفزّا
ومن ظن ممن يلاقي الحروب ... بأن لا يصاب فقد ظنّ عجزا
وفيهم تقول:
ونلبس للحرب أثوابهم ... ونلبس في الأمن خزّا وقزّا
وهذا كقولهم: البس لكل حالة لبوسهم .
لعبد اللّه بن سبرة الحرشي حيث قطعت يده
وقال عبد اللّه بن سبرة الحرشي حين فطعت يده:
ويلمّ جارٍ غداة الجسر فارقني ... أعزز عليّ به إذ بان فانصدعا
يمنى يديّ غدت منّي مفارقة ... لم أستطع يوم خلطاس لهم تبعا
وما ضننت عليهم أنو أصاحبهم ... لقد حرصت على أن نستريح معاً
وقائل غاب عن شأني وقائلة ... ألا اجتنبت عدوّ اللّه إذ صرعا
وكيف أتركه يمشي بمنصله ... نحوي وأجبن عنه بعد ما وقعا
ما كان ذلك يوم الرّوع من خلقي ... وإن تقارب مني الموت واكتنعا
ويلمّه فارساً ولّت كتيبته ... حامى وقد ضيّعوا الأحساب فآرتجعا
يمشي إلى مستميتٍ مثله بطلٍ ... حتى إذا مكّنا سيفيهما آمتصعا
كلٌّ ينوء بماضي الحدّ ذي شطبٍ ... جلّى الصّياقل عن درّيّه الطّبعا
حاشيته الموت حتى آشتفّ آخره ... فما استكنان لما لاقى وما جزعا
كأنّ لمّته هدّاب مخملةٍ ... أحمر أزرق لم يشمط وقد صلعا
فإن يكن أطربون الروم قطّعهم ... فقد تركت بهم أوصاله قطعا
وإن يكن أطربون الروم قطّعهم ... فإن فيهم بحمد اللّه منتفعا
بنانتان وجذمور أقيم بهم ... صدر القناة إذا ما آنسوا فزعا
وقال بعض الشعراء:
إن لنا من قومنا ناصرةً ... بيض الظّباء سمر القنا شهب اللّمم
يستنفرون الموت من مجثمه ... ويبعثون الحرب من عقد السّلم
أولاك قيسٌ قومنا أكرم بهم ... قيس النّدى قيس العلا قيس الكرم
لجعفر بن علبة الحارثيوقال جعفر بن علبة الحارثي:
ليهن عقيلا أنّني قد تركتهم ... ينوء بقتلاهم الذئاب الهوامل
لهم صدر سيفي يوم برقة سحبلٍ ... ولي منه ما ضمّت عليه الأنامل
إذا القوم سدّوا مأزقا فرّجت لنا ... بأيماننا بيضٌ جلتهم الصّياقل
لعمرو بن معد يكربوقال عمرو بن معد يكرب:
أعاذل شكّتي بزّي ورمحي ... وكل مقلّص سلس القياد

أعاذل إنما أفنى شبابي ... ركوبٌ في الصّريخ إلى المنادى
ولأبي دلفقال أبو دلف:
لقد علمت وائل أننا ... نخوض الحتوف غداة الحتوف
ولا نتقيهم بزحف الفرار ... إذا ما الصفوف آنبرت للصفوف
ويوم أفاءت لنا خيلنا ... لدى جبل الدّيلميّ المنيف
طوال الفتى بطوال القنا ... وبيض الوجوه ببيض السيوف
وكلّ حصان بكل حصان ... أمينٍ شظاه سليم الوظيف
ألا نعّماني فما نعمتي ... برادعتي عن ركوب المخوف
لي الصبر عند حلول البلا ... إذا نزلت بي إحدى الصّروف
وإن تسألي تخبري أنني ... أقي حسبي بألوف الألوف
وأحلم حتى يقولوا ضعيفوما أنا قد علموا بالضعيف
خفيف على فرسي ما ركبت ... ولست على ظالمي بالخفيف
باب الحيل في الحروب وغيرهم

للنبي حين خرج إلى بدر
قال ابن إسحاق: لما خرج رسول اللّه إلى بدر، مرّ حتى وقف على شيخ من العرب فسأله عن محمد وقريش وما بلغه من خبر الفريقين. فقال الشيخ: لا أخبركم حتى تخبروني ممن أنتم. فقال رسول اللّه: " إذا أخبرتنا أخبرناكفقال الشيخ: خبّرت أن قريشاً خرجت من مكة وقت كذا، فإن كان الذي خبّرني صدق فهي اليوم بمكان كذا، للموضع الذي به قريش. وخبرت أن محمداً خرج من المدينة وقت كذا، فإن كان الذي خبّرني صدق فهو اليوم بمكان كذا، للموضع الذي به رسول الله. ثم قال: من أنتم؟ فقال رسول اللّه: " نحن من ماء " ، ثم انصرف. فجعل الشيخ يقول: نحن من ماء! من ماء العراق أو ماء كذا أو ماء كذا!
في احتيال رجل من بني العنبر في نجاة أهلهحدّثني سهل بن محمد قال: حدّثني الأصمعيّ قال: حدّثني شيخ من بني العنبر قال: أسرت بنو شيبان رجلاً من بني العنبر فقال لهم: أرسل إلى أهلي ليفتدوني. قالوا: ولا تكنلّم الرسول إلا بين أيدينا. فجاءوه برسول فقال له: آئت قومي فقل لهم: إن الشجر قد أورق وإن النساء قد آشتكنت. ثم قال له: أتعقل ما أقول لك؟ قال: نعم أعقل. قال: فما هذا؟ وأشار بيده. قال: هذا الليل. قال: أراك تعقل. انطلق لأهلي فقل لهم: عرّوا جملي الأصهب وآركبوا ناقتي الحمراء وسلوا حارثاً عن أمري. فأتاهم الرسول فأخبرهم، فأرسلوا إلى حارث فقصّ عليه القصة، فلما خلامعهم قال لهم: أما قوله: " إن الشجر قد أورق " فإنه يريد أن القوم قد تسلّحوا. وقوله " إن النساء قد اشتكت " فإنه يريد أنهم قد اتخذت الشّكاء للغزو، وهي أسقية، ويقال للسقاء الصغير شكوة. وقوله: " هذا الليل " يريد أنهم يأتونكم مثل الليل أو في الليل. وقوله: " عرّوا جملي الأصهب " يريد ارتحلوا عن الصّمّان. وقوله: " اركبوا ناقتي الحمراء " يريد اركبوا الدّهناء. قال: فلما قال لهم ذلك تحوّلوا من مكانهم، فأتاهم القوم فلم يجدوا منهم أحدا.
بين عليّ بن أبي طالب و الزبير
أرسل عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه عبد اللّه بن عباس لما قدم البصرة فقال: ائت الزبير ولا تأت طلحة فإن الزبير ألأين وأنت تجد طلحة كالثور عاقصاً قرنه، يركب الصعوبة ويقول هي أسهل، فأقرئه السلام وقل له يقول لك ابن خالك: عرفتني بالحجاز وأنكرتني بالعراق، فما عدا ممّا بدا؟ قال ابن عباس: فأتيته فأبلغته. فقال قل له: بيننا وبينك عهد خليفة ودم خليفة، واجتماع ثلاثة وانفراد واحد، وأمٌّ مبرورة، ومشاورة العشرة، ونشر المصاحف، نحلّ ما أحللت ونحرّم ما حرمت.
بين شبيب الخارجي وغلامالهيثم بن عدي قال: مرّ شبيب الخارجي على غلام في الفرات يستنقع في الماء، فقال له شبيب: أخرج إليّ أسائلك. قال: فأنا آمن حتى ألبس ثوبي؟ قال: نعم. قال: فواللّه لا ألبسه.
بين عمر بن الخطاب والهرمزانقال الهيثم: أراد عمر رحمه اللّه قتل الهرمزان. فاستسقى فأتي بماء فأمسكه بيده واضطرب، فقال له عمر: لا بأس عليك، إني غير قاتلك حتى تشريه. فألقى القدح من يده وأمر عمر بقتله، فقال: أو لم تؤمنّي؟ قال: كيف آمنتك؟ قال: قلت: لا بأس عليك حتى تشربه، ولا بأس أمان، وأنا لم أشربه. فقال عمر: قاتله اللّه! أخذ أماناً ولن نشعر به. قال أصحاب رسول اللّه: صدق.

بين عبيد اللّه بن عضاه وابن الزبير في بيعة يزيد بن معاوية
العتبي: بعث يزيد بن معاوية عبيد اللّه بن عضاه الأشعريّ إلى ابن الزبير فقال له: إن أوّل أمرك كان حسناً فلا تفسده بآخره. فقال له ابن الزبير: إنه ليست في عنقي بيعة ليزيد. فقال عبيد اللّه: يا معشر قريش، قد سمعتم ما قال وقد بايعتم وهو يأمركم بالرجوع عن البيعة.
بين واصل بن عطاء وفرقة من الخوارجالمدائني قال: أقبل واصل بن عطاء في رفقة فلقيهم ناس من الخوارج، فقالوا لهم: من أنتم؟ قال لهم واصل: مستجيرون حتّى نسمع كلام اللّه، فاعرضوا عليّنا. فعرضوا عليهم فقال واصل: قد قبلنا. قالوا: فآمضوا راشدين. قال واصل: ما ذلك لكم حتى تبلغونا مأمننا. قال اللّه تعالى: " وإن أحدٌ من المشركين آستجارك فأجره حتى يسمع كلام اللّه ثم أبلغه مأمنه " فأبلغونا مأمننا. فجاءوا معهم حتى بلغوا مأمنهم.
قول لمعاوية وردّ الحسن بن عليّ
وقال معاوية: لا ينبغي أن يكون الهم شمي غير جواد ولا الأموي غير حليم ولا الزّبيري غير شجاع ولا المخزومي غير تيّاه. فبلغ ذلك الحسن بن عليّ فقال: قاتله اللّه! أراد أن يجود بنو هم شم فينفد ما بأيديهم، ويحلم بنو أمية فيتحبّبوا إلى الناس، ويتشجّع آل الزبير فيفنوا، ويتيه بنو مخزوم فيبغضهم الناس.
بين ابن عرباض اليهودي والخوارجحدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ عن عيسى بن عمر قال: استقبل الخوارج ابن عرباض اليهودي وهم بحرورى فقال: هل خرج اليكم في اليهود شيء؟ قالوا: لا. قال: فآمضوا راشدين.
بين قتيبة بن مسلم وسليمان بن عبد الملك

عندما عزم على عزله عن خراسان
المدائني قال: لما بلغ قتيبة بن مسلم أن سليمان يريد عزله عن خراسان واستعمال يزيد بن المهلّب كتب إليه ثلاث صحائف، وقال للرسول: ادفع إليه هذه، فإن دفعهم لإلى يزيد فادفع إليه هذه، فإن شتمني عند قراءتهم فادفع إليه الثالثة. فلما صار إليه الرسول دفع إليه الكتاب الأوّل وفيه: يا أمير المؤمنين، إن من بلائي في طاعة أبيك وطاعتكن وطاعة أخيك كيت وكيت. فدفع كتابه إلى يزيد فأعطاه الرسول الكتاب الثاني وفيه: يا أمير المؤمنين، تأمن ابن دحمة على أسرارك ولم يكن أبوه يأمنه على أمهم ت أولاده! فشتم قتيبة، فدفع إليه الرسول الكتاب الثالث وفيه: من قتيبة بن مسلم إلى سليمان بن عبد الملك، سلام على من اتبع الهدى أما بعد فواللّه لأوثقنّ لك آخيّة لا ينزعهم المهر الأرن. قال سليمان: عجّلنا على قتيبة. يا غلام، جدّد له عهده على خراسان.
تهديد أبو الهندام لأهل مزةلما صرف أهل مزّة الماء عن أهل دمشق ووجهوه إلى الصحارى كتب إليهم أبو الهندام: إلى بني آستهم أهل مزة، ليمسّيني الماء أو لتصبّحنكم الخيل. فوافاهم الماء قبل أن يعتموا فقال أبو الهندام: " الصدق ينبي عنك لا الوعيد " .
رسالة يزيد بن الوليد إلى مروان بشأن البيعةولما بايع الناس يزيد بن الوليد أتاه الخبر عن مروان ببعض التلكؤ والتربص، فكتب إليه يزيد: أما بعد فإني " أراك تقدّم رجلاً وتؤخر أخرى " فإذا أتاك كتابي هذا فاعتمد على أيتهما شئت، والسلام.
عبد الله بن الأهتم يعزيأمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد بعد هزيمته
ولما هزم أمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد لم يدر الناس كيف يعزّونه، فدخل عليه عبد اللّه بن الأهتم فقال: " مرحبا بالصابر المخذول " الحمد اللّه الذي نظر لنا عليك ولم ينظر لك عليّنا، فقد تعرّضت للشهم دة بجهدك إلا أن اللّه علم حاجة الإسلام إليك فأبقاك له بخذلان من كان معك لك. فصدر الناس عن كلامه.
رسالة الحارث بن خالد المخزومي إلى
مسلابن عقبة المري والرد عليهم
وكتب الحارث بن خالد المخزومي - وكان عامل يزيد بن معاوية على مكة - إلى مسلابن عقبة المرّيّ، فأتاه الكتاب وهو بآخر رمق، وفي الكتاب: أصلح اللّه الأمير، إن ابن الزبير أتاني بما لا قبل لي به فآنحزت. فقال: يا غلام اكتب إليه: أمّا بعد فقد أتاني كتابك تذكر أن ابن الزبير أتاك بما لا قبل لك به فانحزت. وآيم اللّه ما أبالي على أيّ جنبيك سقطت إلا أن شرهما لك أحبّهما إليّ، وباللّه لئن بقيت لك لأنزلنّك حيث أنزلت نفسك والسلام.
بين معاوية وملك الروم

أبو حاتم قال: حدّثنا العتبي قال: حدّثنا إبراهيم قال: لما أسنّ معاوية اعتراه أرق فكان إذا هوّم أيقظته نواقيس الروم، فلما أصبح يوماً ودخل عليه الناس قال: يا معشر العرب، هل فيكم فتى يفعل ما آمره وأعطيه ثلاث ديات أعجّلهم وديتين إذا رجع؟ فقام فتى من غسّان فقال: أنا يا أمير المؤمنين. قال: تذهب بكتبي إلى ملك الروم، فإذا صرت على بساطه أذّنت. قال: ثم ماذا؟ قال: فقط. فقال: لقد كلّفت صغيراً وآتيت كبيراً. فكتب له وخرج، فلما صار على بساط قيصر أذّن، فتناجزت البطارقة وآخترطوا سيوفهم فسبق إليه ملك الروم فجثا عليه وجعل يسألهم بحق عيسى وبحقهم عليه لمّا كفّوا، ثم ذهب به حتى صعد على سريره ثم جعله بين رجليه، ثم قال: يا معشر البطارقة، إن معاوية رجل قد أسنّ وقد أرق وقد آذته النواقيس، فأراد أن نقتل هذا على الأذان فيقتل من قبله منّا ببلاده على النواقيس، و اللّه ليرجعنّ إليه بخلاف ما ظنّ. فكساه وحمله فلما رجع إلى معاوية قال: أو قد جئتني سالماً؟ قال: نعم، أمّا من قبلك فلا.وكان يقال: ما ولي المسلمين أحد إلا ملك الروم مثله إن حازماً وإن عاجزاً. وكان الذي ملكهم على عهد عمر هو الذي دوّن لهم الدواوين ودوّخ لهم العدوّ، وكان ملكهم على عهد معاوية يشبه معاوية في حزمه وحلمه. وبهذا الإسناد قال: كانت القراطيس تدخل بلاد الروم من أرض العرب وتأتي من قبلهم الدنانير، وكان عبد الملك أوّل من كتب " قل هو اللّه أحدٌ " وذكر النبي في الطّوامير، فكتب إليه ملك الروم: إنكم قد أحدّثتم في طواميركم شيئاً من ذكرنبيكم نكرهه فانه عنه وإلا أتاكم في دنانيرنا من ذكره ما تكنرهون. فكئر ذلك في صدر عبد الملك وكره أن يدع شيئاّ من ذكر اللّه قد كان أمر به أو يأتيه في الدنانير من ذكرالرسول ما يكره، فأرسل إلى خالد بن يزيد بن معاوية فقال: يا أبا هم شم إحدى بنات طبق، وأخبره الخبر. فقال:: ليفرخ روعك، حرّم دنانيرهم وآضرب للناس سككا ولا تعفهم مما يكرهون. فقال عبد الملك: فرّجتهم عنّي فرّج اللّه عنك. حدّثنا الرياشيّ قال: لما هدم الوليد بن عبد الملك كنيسة دمشق كتب إليه ملك الروم: إنكقد هدمت الكنيسة التي رأى أبوك تركهم فإن كان حقاً فقد أخطا أبوك، وإن كان باطلاّ فقد خالفته. فكتب إليه الوليد: " وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث " إلى آخر القصة.
وبين قيصر ومعاوية

وقد أرسل يسأله فاستعان لجوابه بابن عباس
حدّثنا الزياديّ محمد بن زياد قال: حدّثنا عبد الوارث بن سعيد قال: حدّثنا عليّ بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: كتب قيصر إلى معاوية: سلام عليك، أمّا بعد فأنبئني بأحبّ كلمة إلى اللّه وثانية وثالثة ورابعة وخامسة، ومن أكرم عباده إليه وأكرم إمائه، وعن أربعة أشياء فيهنّ الروح لم يرتكنضن في رحم، وعن قبر يسير بصاحبه ومكان في الأرض لم تصبه الشمس إلا مرة واحدة، والمجرّة ما موضعهم من السماء، وقوس قزح وما بدء أمره؟ فلما قرأ كتابه قال: اللّهم ألعنه ! ما أدري ما هذا!. فأرسل إليّ يسألني فقلت: أمّا أحب كلمة إلى اللّه فلا إله إلا اللّه لا يقبل عملاّإلا وهي المنجية بهم ، والثانية سبحان اللّه وهي صلاة الخلق، والثالثة الحمد اللّه كلمة الشكر، والرابعة اللّه أكبر فواتح الصلوات والركوع والسجود، والخامسة لا حول ولا قوّة إلا باللّه. وأمّا أكرم عباد اللّه إليه فآدم خلقه بيده وعلّمه الأسماء كلهم ، وأكرم إمائه عليه مريم التي أحصنت فرجهم. والأربعة التي فيهنّ روح ولم يتركضن في رحم فآدم وحوّاء وعصا موسى والكبش.
والموضع الذي لا تصبه الشمس إلا مرة واحدة فالبحر حين انفلق لموسى وبني إسرائيل. والقبر الذي سار بصاحبه فبطن الحوت الذي كان فيه يونس.
بين عمرو بن العاص ومعاوية في مجلس عمر بن الخطاب أبو حاتم عن العتبيّ عن أبيه قال: قدم معاوية من الشام وعمرو بن العاص من مصر على

عمر فأقعدهما بين يديه وجعل يسألهما عن أعمالهما إلى أن اعترض عمرو في حديث معاوية، فقال له معاوية: أعليّ! تعيب وإليّ تقصد؟ هلمّ حتى أخبر أمير المؤمنين عن عملك وتخبره عن عملي. قال عمرو: فعلمت أنه بعملي أبصر مني بعمله وأنّ عمر لا يدع أول هذا الحديث حتى يأتي على آخره، فأردت أن أفعل شيئاّ أقطع به ذلك فرفعت يدي فلطمت معاوية، فقال عمر: تاللّه ما رأيت رجلًا أسفه منك، يا معاوية ألطمه. فقال معاوية: إن لي أميراً لا أقضي الأمور دونه. فأرسل عمر إلى أبي سفيان فلما رآه ألقى له وسادة ثم قال معتذراً: قال رسول اللّه " إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه " ثم قص عليه ما جرى بين عمرو ومعاوية فقال: ألهذا بعث إقي ؟أخوه وابن عمه وقد أتى غير كبير، قد وهبت له ذلك.
حكم معاوية بين بشر بن أرطأة وزيد بن عمرأبو حاتم عن الأصمعيّ عن نافع قال: ذكر بشر بن أرطاة عليّاً فنال منه فضرب زيد بن عمر - وأمه ابنة عليّ بن أبي طالب - على رأسه بعصا فشجّه فبلغ ذلك معاوية فبعث إلى زيد بن عمر: أ تدري ما صنعت ؟ وثبت على بشر بن أرطأة وهو شيخ أهل الشام فضربت رأسه بعصا، لقد أتيت عظماء. ثم بعث إلى بشر فقال: أتدري ما صنعت ؟ وثبت على ابن الفاروق وابن عليّ بن أبي طالب تسبّه وسط الناس وتزدريه، ولقد أتيت عظيماً. ثم بعث إلى هذا بشيء و إلى هذا بشيء.
المدائني قال: كان ابن المقفع محبوساً قي خراج كان عليه وكان يعذًب، فلما طال ذلك وخشى على نفسه تعيّن من صاحب العذاب مائة ألف درهم فكان بعد ذلك يرفق به إبقاء على ماله.
حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: قال المختار: ادعو إلى المهديّ محمد بن الحنفية، فلما خشي أن يجيء قال: أما إنّ فيه علامة لا تخفى، يضربه رجل بالسيف ضربة لا تعمل فيه. قال الأصمعيّ: عرّضه لأن تجرّب به.
حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ عن عوانة بن الحكم الكلي قال: ولىّ عليّ رضي اللّه عنه الأشترمصر فلما بلغ العريش أتى بطرا مصر فقال له مولى لعثمان وكان يقول: أنا مولى لآل عمر: هل لك في شربة من سويق أجدحهم لك ؟ قال: نعم. فجدح له بعسل وجعل فيهم سمّاً قاضيًا فلما شربهم يبس، فقال معاوية لما بلغه الخبر: يا بردهم على الكبد! " إنّ اللّه جنوداّ منهم العسل وقال عليّ: " لليدين وللفم
بين عليّ بن أي طالب وأولاد عثمان
حدّثنا أبو حاتم عن الأصمعيّ عن ابن أبي الزّناد قال: نظر عليّ إلى ولد عثمان كأنهم مستوحشون فسألهم فقالوا: نرمى بالليل. فقال: من أين يأتيكم الرمي ؟ قالوا: من ههنا. فصعد عليّ ولفّ رأسه ثم جعل يرمي وقال: إذا عاد فافعلوا مثل هذا. فانقطع الرمي.
سليمان النبي عليه السلام في كشف سارق الإوزةقال محمد بن كعب القرظيّ: جاء رجل إلى سليمان النبي عليه السلام فقال: يا نبيّ اللّه: إنّ لي جيراناً سرقوا إوزّتي. فنادى: الصلاة جامعةّ. ثم خطبهم فقال في خطبته: وأحدكم يسرق إوزة جاره ثم يدخل المسجد والريش على رأسه! فمسح رجل على رأسه، فقال سليمان. خذوه فهو صاحبكم.
بين الحكم بن أيوب الثقفي وإياس بن معاويةأخذ الحكم بن أيوب الثّقفي عامل الحجاج إياس بن معاوية في ظنّة الخوارج، فقال له الحكم: إنك خارجي منافق وشتمه، ثم قال: آئتني بمن يكفل بك. قال: ما أجد أحداً أعرف بي منك. قال: وما علمي بك وأنا من أهل الشام وأنت من أهل العراق. قال إياس. ففيم هذه الشهم دة منذ اليوم. فضحك وخلّى سبيله.
في حسن جواب رجل مخزومي على عبد الملك بن مرواندخل رجل من بني مخزوم على عبد الملك بن مروان وكان زبيريا، فقال له عبد الملك: أليس قد ردك اللّه على عقبيك ؟ قال: ومن ردّ عليك فقد ردّ على عقبيه ؟ فسكت عبد الملك وعلم أنه قد أخطأ.
بين الضحاك بن مزاحم ونصرانيوكان رجل من النصارى يختلف إلى الضّحّاك بن مزاحم فقال له يوماً: لو أسلمت! قال: يمنعني من ذلك حبّي للخمر. قال: فاسلم واشربهم. فاسلم، فقال له الضحاك: إنك قد أسلمت فإن شربت الخمر حددناك وإن رجعت عن الإسلام قتلناك. فحسن إسلامه.
بين أم أفعى العبد ية وعائشة رضي اللّه عنهم
دخلت أم أفعى العبد ية على عائشة رضي اللّه عنهم فقالت: يا أم المؤمنين ما تقولين في امرأة

قتلت ابناً لهم صغيراً؟ قالت: وجبت لهم النار. قالت: فما تقولين في امرأة قتلت من أولادهم الأكابر عشرين ألفا؟ قالت: خذوا بيد عدوة اللّه.
كتاب يزيد بن معاوية إلى أهل المدينة، وشعر تمثّل به
العتبيّ قال: كتب يزيد بن معاوية إلى أهل المدينة: أما بعد فإنّ اللّه لا يغير ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم وإذا أراد اللّه بقوم سوءاّ فلا مردّ له وما لهم من دونه من وال. إني واللّه قد لبستكنم فاخلقتكنم ورقعت بكم فآخترقتكنم ثم وضعتكنم على رأسي ثم على عيني ثم على فمي ثم على بطني. وآيم اللّه لئن وضعتكنم تحت قدمي لأطاّنكم وطأة أقلّ بهم عددكم واذلّ غابركم وأترككم أحاديث تنسخ بهم أخباركم مع أخبار عاد وثمود. ثم تمثّل:
لعل الحلم دل عليّ قومي ... وقد يستضعف الرجل الحليم
ومارست الرجال ومارسوني ... فمعوجٌّ عليّ ومستقيم
بين سراقة بن مرداس والمختارأبو حاتم قال: حدّثنا أبو عبيد ة قال: أخذ شراقة بن مرداس البارقيّ أسيراً يوم جبانة السّبيع، فقدّم في الأسرى فقال:
امنن عليّ اليوم يا خير معدّ ... وخير من حلّ بصحراء الجند
وخير من لبّى وصلّى وسجد فعفا عنه المختار. ثم خرج مع إسحاق بن الأشعث عليه فجيء بسراقة أسيراً فقال له المختار: الأأعف عنك ؟ أما واللّه لأقتلنّك. قال: إنّ أبي أخبرني أن الشام ستفتح لك حتى تهدم مدينة دمشق حجراً حجراً وأنا معك فواللّه لا تقتلني. ثم أنشده:
ألا أبلغ أبا إسحاق أنا ... نزونا نزوة كانت عليّنا
خرجنا لا نرى الضعفاء شيئا ... وكان خروجنا بطرا وحينا
نراهم في مصفّهم قليل ... وهم مثل الدّبا لما آلتقينا
فأسجح إن قدرت فلو قدرنا ... لجرنا في الحكومة وآعتدينا
تقبّل توبة مني فإني ... سأشكر إن جعلت النّقد ديناً
فخلّى سبيله. ثم خرج إسحاق عليه ومعه سراقة فأخذ أسيراً فقال: الحمد اللّه الذي أمكنني منك يا عدو اللّه. فقال سراقة: ما هؤلاء الذين أخذوني! فأين هم؟ لا أراهم! إنا لما التقينا رأينا قوماً عليهم ثياب بيض على خيل بلق تطير بين السماء والأرض. فقال المختار: خلّوا سبيله ليخبر الناس. " ثم عاد لقتاله وقال:
ألا من مخبر المختار عني ... بأن البلق بيض مصمتات
أري عينيّ ما لم ترأياه ... كلانا عالأبالتّرّهم ت
كفرت بدينكم وجعلت نذرا ... عليّ قتالكم حتى الممات "
المنير بن شعبة مع عليّ رضي اللّه عنه
خرج المغيرة بن شعبة مع النبيّ في بعض غزواته وكانت له عنزة يتوكأ عليهم فربما أثقلتهفيرمي بهم قارعة الطريق فيمرّ بهم المارّ فيأخذهم ، فإذا صار إلى المنزل عرفهم فأخذهم المغيرة ففطن له عليّ رضي اللّه عنه فقال: لأخبرن النبي ، فقال: لئن أخبرته لا تردّ بعدهم ضالةٌ أبداً. فأمسك عليّ.
باب من أخبار الدولة والمنصور والطالبيينحدّثني محمد بن عبيد قال: حدّثنا أبو أسامة عن زائدة عن سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه كان إذا سمعهم يقولون: يكون في هذه الأمة اثنا عشر خليفة، قال: ما أحمقكم! إنّ بعد الاثني عشر ثلاثة منا: السفاح والمنصور والمهدي يسلمهم إلى الدجّال. قال أبو أسامة: تأويل هذا عندنا أن ولد المهديّ يكونون بعده إلى خروج الدجال.
محمد بن عليّ العباسي عندما أرسل دعاته إلى خراسان

وقال محمد بن عليّ بن عبد اللّه بن عباس لرجال الدعوة حين اختارهم للدعوة وأراد توجيههم: أما الكوفة وسوادهم فهناك شيعة عليّ بن أبي طالب. وأما البصرة فعثمانية تدين بالكفّ وتقول كن عبد اللّه المقتول ولا تكن عبد الله القاتل. وأما الجزيرة فحرورية مارقة وأعراب كأعلاج ومسلمون في أخلاق النصارى. وأما أهل الشام فليس يعرفون إلا آل أبي سفيان وطاعة بني مروان، عداوة لنا راسخة وجهلًا متراكماً. وأما أهل مكة والمدينة فقد غلب عليهما أبو بكر وعمر، ولكن عليكم بخراسان فإن هناك العدد الكثير والجلد الظاهر وصدوراً سليمة وقلوبًا فارغة لم تتقسمهم الأهواء ولم تتوزّعهم النّحل ولم تشغلهم ديانة ولم يتقدّم فيهم فساد وليست لهم اليوم همم العرب ولا فيهم كتحازب الأتباع بالسادات وكتحالف القبائل وعصبيّة العشائر، ولم يزالوا يذلون ويمتهنون ويظلمون ويكظمون ويتمنّون الفرج ويؤمّلون " الدول " وهم جند لهم أجسام وأبدان ومناكب وكواهل وهم مات ولحىً وشوارب وأصوات هم ئلة ولغات فخمة تخرج من أفواه منكرة، وبعد فكأني أتفأّل إلى المشرق وإلى مطلع سراج الدنيا ومصباح الخلق.
بين مروان بن محمد وسعيد بن عمرو المخزوميوقال سعيد بن عمرو بن جعدة المخزومي: كنت مع مروان بن محمد بالزّاب فقال لي: يا سعيد من هذا الذي يقابلني ؟ قلت: عبد الله بن عليّ بن عبد الله بن عباس. قال: أعرفه؟ قلت: نعم، أما تعرف رجلًا دخل عليك حسن الوجه مصفراً رقيق الذراعين حسن اللسان فوقع في عبد الله بن معاوية؟ فقال: بلى قد عرفته واللّه، يا بن جعدة ليتً عليّ بن أبي طالب " في الخيل " يقابلني. إن عليّاً وأولاده لا حظ لهم في هذا الأمر، وهذا رجل من بني العباس ومعه ريح خراسان ونصر الشام، يا بن جعدة أتدري لم عقدت لعبد اللّه ولعبيد اللّه وتركت عبد الملك وهو أكبر منهما؟ قلت. لا أدري. قال: لأني وجدت الذي يلي هذا الأمر بعدي عبد الله أو عبيد اللّه، فكان عبيد اللّه أقرب إلى عبد الله من عبد الملكتاب مروان إلى عبد الله بن عليّ العباسي وكتب مروان إلى عبد الله بن عليّ: إني لا أظن هذا الأمر إلا صائرا إليكم، فإن لك فاعلم أن حرمنا جرمكم. فكتب إليه عبد اللّه. إن الحق لنا في دمك وإن الحق عليّنا في حرمك. لصالح بن عليّ بن عبد اللّه بن عباس والمنصور بذكر سيرة خلفاء بني أمية سمر المنصور ذات ليلة فذي ت طفاء بني أمية وسيرهم وم نهم لم يزالوا على استقامة حتى

أفضى أمرهم إلى أبنائهم المترفين فكانت هممهم من عظيم شان الملك وجلالة قدره قصد الشهوات الإيثار اللذان والدخول في معاصي اللّه ومساخطه جهلا منهم باستدراج اللّه وأمنا لمكره، فسلبهم اللّه العز ونقل عنهم النعمة. فقال له صالح بن عليّ. يا أمير المؤمنين إن عبد اللّه ) بن مروان لما دخل أرض النوبة هم ربأ فيمن معه سال ملك النوبة عنهم فأخبر فركب إلى عبد اللّه فكلمه بكلام عجيب في هذا النحو لا أحفظه وأزعجه عن بلده، فإن رأى أمير المؤمنين أن يدعو به من الحبس بحضرتنا في هذه الليلة ولمجماله عن ذلك. فأمر المنصور بإحضاره وسأله عن القصة فقال: يا أمير المؤمنين قدمت أرض النوبة بأثاث سلم لي فافترشته بهم وأقمت ثلاثأ، فأتاني ملك النوبة وقد خبر أمرنا، فدخل عليّ رجل طوال أقنى حسن الوجه فقعد على الأرض ولم يقرب الثياب، فقلت: ما يمنعك أن تقعد على ثيابنا؟ قال: لأني ملك، وحق على كل ملك أن يتواضع لعظمة اللّه إذ رفعه. ثم قال لي: لم تشربون الخمر وهي محرمة عليكم ؟ قلت: آجترأ على ذلك عبيد نا وأتباعنا لأن الملك زال عنا. قال: فلم تطاون الزروع بدوابكم والفساد محرم عليكم ؟ قلت. يفعل ذلك جهم لنا. قال: فلم تلبسون الديباج والحرير وتستعملون الذهب والفضة وذلك محرم عليكم ؟ قلت: ذهب الملك منا وقل أنصارنا فانتصرنا بقوم من العبم دخلوا في ديننا فلبسوا ذلك على الكره منا. قال: فاطرق مليا وجعل يقلب يديه وينكت الأرض أو يقول لأ: عبيد نا وأتباعنا دخلوا في ديننا وزال الملك عنا! يردده مرارأم ثم قال: ليس ذلك كما ذكرت بل أنتم قوم استحللتم ما حرم عليكم وركبتم ما عنه نهيتم، وظلمتم فيما ملكتم فسلبكم اللّه العز وألبسكم الذل بذنوبكم، واللّه فيكم نقمة لم تبلغ غايتهم وأخاف أن يحل بكم العذاب وأنتم ببلدي فيصيبني معكم، وإنما الضيافة ثلاثة أيام فتزودوا ما آحتجتم إليه وارتحلوا عن بلدي. ففعلت ذلك.
عبد اللّه بن عليّ والإجهم ز على بقية أهل آل مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية ولما افتتح المنصور الشام وقتل مروان قال لأبي ) عون ومن معه من أهل خراسان: إن لي في بقية آل مروان تدبيرا فتأهبوا يوم كذا وكذا في أكمل عذة، ثم بعث إلى آل مروان في ذلك اليوم فجمعوا وأعلمهم أنه يفرض لهم في العطاء، فحضر منهم ثمانون رجلا فصاروا إلى بابه ومعهم رجل من كلب قد وئدهم ثم أذن لهم فدخلوا، فقال الآذن للكلبي: ممن أنت ؟ قال: من كلب وقد وندتهم. قال: فانصرف ودع القوم. فأبى أن يفعل وقال: إني خالهم ومنهم. فلما استقر بهم المجلس خرج رسول المنصور وقال بأعلى صوته: أين حمزة بن عبد المطلب ؟ ليدخل، فأيقن القوم بالهلكة، ثم خرج الثانية فنادى: أين الحسن بن عليّ ؟ ليدخل، ثم خرج الثالثة فنادى: أين زيد بن عليّ بن الحسين ؟ ثم خرج الرابعة فقال: أين يحمص بن زيد؟ ثم قيل: ائذنوا لهم. فدخلوا وفيهم الغمر بن يزيد وكان له صديقا فاومأ إليه: أن ارتفع. فاجلسه معه على طنفسته وقال للباقين: اجلسوا. وأهل خراسان قيام بأيديهم العمد فقال: أين العبد قي الشاعر؟ فقام وأخذ في قصيدته التي يقول فيهم. ).
أما الدعاة إلى الجنان فهم شم وبنو أمبة من دعاة النار فلما أنشد أبياتا منهم قال الغمر: يا بن الزانية. فانقطع العبد ي وأطرق عبد اللّه ساعة ثم قال: امض في نشيدك. فلما فرغ رمى إليه بصرة فيهم ثلاثمائة دينار، ثم تمثل بقول القائل . ). ولقد ساءني وساء سواي قربهم من منابر وكراسي أنزلوهم بحيث أنزلهم الد ط بدار الهوان والإتعاس ألا تقيلن عبد شمس عثارا واقطعوا كل نخلة وغراس ، اذكروا مصرع الحسين وزيد وقتيلا بجانب اسهراس ) ثم قال لأهل خراسان: دهيدا. فشدخوا بالعمد حتى سالت أدمغتهم، وقام الكلبي فقال: أيهم الأمير: أنا رجل من كلب لست منهم. فقال. ): ومدخل رأسه لم يدنه أحد بين القرينين حتى لزه القرن

ثم قال: دهيد. فشدخ الكلبي معهم ثم التفت إلى الغمر فقال: لا خير لك في الحياة بعدهم. قال: أجالى. فقتل ! ثم دعا ببراذع فألقاهم عليهم وبسط عليهم الأنطاع ودعا بغدائه فأكل فوقهم وإن أنين بعضهم لم يهدأ، حتى فرغ ثم قال: ما تهنات بطعام منذ عقلت مقتل الحسين إلا يومي هذا. وقام فأمر بهم فجروا بأرجلهم وأغنم أهل خراسان أموالهم ثم صلبوا في بستانه. وكان يأكل يوما فأمر بفتح باب من الرواق إلى البستان فإذا رائحة الجيف تملأ الأنوف، فقيل له: لإل أيرلبئ أيهم الأمير برد هذا الباب ! فقال: واللّه لرائحتهم أحعبئ إلي وأطيب من رائحة المسك. ثم حسبت أمية أن سترضى هم شم عنهم ويذهب زيدهم وحسينهم كلا ورب محمد وإفهه حتى تباح سهولهم وحزونهم وتذنث زل حليلة لحليلهم بالمشرفي وتسترد ديونهم بين المهدي ورجل من بني أمية وأتي المهدي برجل من بني أمية كان يطلبه فتمثل بقول سديف شاعرهم)جرد السيف وارفع السوط حتى لا ترى فوق ظهرهم أمويا لايغرنك ما ترى اليوم منهم إن تحت الضلوع داء دويا فقال الأموي: لكن شاعرنا يقول : شمس العداوة حتى يستقاد لهم وأعظم الناس أحلاما إذا قدروا فقال المهدي: قال شاعركم ما يشبهكم وقال شاعرنا ما يشبهنا. ثم أمر به فقتل.
وقال رجل: كنا جلوسا مع عمرو بن عبيد في المسجد، فاتاه رجل بكتاب المنصور على لسان محمد بن عبد اللّه بن الحسن يدعوه إلى نفسه، فقرأه ثم وضعه فقال الرسول. الجواب. فقال: ليس له جواب، قل لصاحبك: دعنا نجلس في هذا الظل ونشرب من هذا الماء البارد حتى ناتينا اجالنا قي عافية.
عمرو بن عبيد والمنصور، وشعر للمنصور فيه وكان عمرو بن عبيد إذا رأى المحنصور يطوف حولي الكعبة في قرطين يقول: إن يرد اللّه بامة محمد خيرا يول أمرهم هذا الشاب من بني هم شم. وكان له صديقا ظما دخل عليه بعد الخلافة وكلمه وأراد الانصراف، قال: يا أبا عثمان سل حاجتكن. قال: حاجتي ألا تبعث إلي حتى آتيك ولا تعطيني حتى أسألك. ثم نهض فقال المنصور. ): سكم ماشي رويد سثكم خاتل صيد غير عمرو بن عبيد فلما مات عمرو رثاه المنصور فقال : صئى الافه عليك من متبرسد شبرا مررت به على مران قبرأتضقن مؤمنا متحنفا صدق )7 ت ودان بالقرآن وإذا الرجال تنازعوا في سنة فصل الحديث بحكمة ولمجان لو أن هذا الدهر أبقى صاسا أبقى لمحنا حيا أبا عثمان حديث وضاخ بن حبيب مع المنصور قال الوضاح بن حبيب: كنا إذا خرجنا - يعني أصحابه - من عند المنصور صرنا إلى المهدقي وهو يومئذ ولي عهده ففعلنا ذلك يوما فابرز إلي يده، ولم يكن ذلك من عادته، فاكببت عليهم فقئلتهم وضرب بيدي إلى يده، ثم علمت أنه لم يفعل ذلك إلا لشيء في يده، فوضع في يدي كتابا صغيرا تستره الكف، فلما خرجت فتحته فإذا فيه: يا وضهماح، إذا قرأت كتابي فاستأذن إلى ضياعك بالري. فرجعت فقلت للربيع ): استأذن لي. فدخل فاستأذن، فاه ذن لي، فدخلت فقلت: يا أمير المؤمنين، ضياعي بالرئ قدا اختئت وبي حاجة إلى مطالعتهم. فقال: لا، ولا كرامة. فخرجت ح ثم عدت إليه اليوم الثاني والقوم معي فدخلنا فاستأذنته، فرذ إلي مثل الجواب الأول. فقلت: يا أمير المؤمنين ما أريد إصلاحهم إلا لأقوى بهم على خدمتكن. فسري عنه، ثم قال: إذا شئت فودع. فقلت !! أمير المؤفين ولي حاجة أذكرهم. قال: قل. قلت: أحتاج إلى خلوة. فنهض القوم وبقي الربيع قلت: أخلني. قال: ومن الربيع وبينكما ما بينكما! قلت: نعم. فتنحى الربيع، فقال: قد خلوت فقل إن جدت لي بمالك ودمك. فقلت: يا أمير المؤمنين، وهل أنا ومالي إلا من نعمتكن، حقنت دمي ودم أبي ورددت عليّ مالي وآثرتني بصحبتكن. قال: إنه يهجر في نفسي أن جهورا " ا) على خلع وبيس له غيرك لما أعرفه بينكما، فاظهر إذا صرت ليه الوقيعة في والتنقص لي حتى تعرف ما عنده، لان رأيته يهم بخلع فاكتب !لي، ولا تكنتبن على يد بريد ولا مع رسول ولا يفوتني خبرك في كل يوم فقد نصبت لك فأناً القطان في دار القطن فهو يوصل كتبك في كل يوم إلي. قال: فمضيت حتى أتيت الري فدخلت على جهور فقال: أفلت ؟ فقلت: نعم والحمد اللّه. ثم أقبلت أؤانسه بالوتيعة فيه حتى أظهر ما ظن به المنصور فكتبت إليه بذلك.
دخول عبد اللّه بن الحسن الطالبي إلى المنصور وإعجاب إسحاق بن مسلم بكلامه، ثم كشفه

دخل عبد اللّه بن الحسن الطالبي على المنصور وعنده إسحاق بن مسلم العقيلي وعبد الملك بن حميد الشامي الكاتب، فتكنلم عبد اللّه بكلام أعجب إسحاق فغم ذلك المنصور، فلما خرج عبد اللّه لال: يا غلام رده. فلما رجع قال: يا أبا محمد إن إسحاق بن مسلم حدّثني أن رجلا هلك بدمشق وترك ناضا " كثيرا وأرضا ورقيقا وزعم أنه مولاكم وأشهد على ذلك. قال: نعم يا أمير المؤمنين، ذلك مولاف ا قد كنت أعرفه وأكاتبه. فقال المنصور: يا إسحاق، أعجبك كلامه فأحببت أن تعرفه.
شعر تمثل به عبد اللّه بن الحسن بحضرة أبو العباس لما بنى المدينة بالأنبار أبو الحسين المدائني قال: لما بنى أبو العباس المدينة بالأنبار قال لعبد اللّه بن الحسن. يا أبا محمد كيف ترى؟ فتمثل عبد اللّه فقال : ألم ترحوشبا أمسى!ي قصورأنفعهم لبني بقيله يؤمل أن يعمر عمر نوح وأمر اللّه يحدّث كل ليله ثم انتبه فقال: أقلني رأقالك اللّه أ. قال: لا أقالني اللّه إن بت في عسكري. لأخرجه إلى المدينة لأبي ذر وحديث للنبي يخف!قه أحنش بن المغيرة قال: جئت وأبو ذر آخذ بحلقة باب اسعبة وهو يقول: أنا أبو ذر الغفاري، من لم يعرفني فأنا جندب صاحب رسول اللّه مجسنظ، سمعت رسول اللّه سججيشه يقول: " مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبهم نجا " أ.
خروج ابن عمر إلى الحسين يناشده عدم الخروج إلى العراق ويرده حد!ا خالد بن محمد الأزدي قال: حدّثنا شبابة بن سؤار عن يحص بن إسماعيل بن سالم عن الشعبي قال: قيل لابن عمر: إن الحسين قد توجه إلى العراق، فلحقه على ثلاث ليال من المدينة وكان عند خروج الحسين غائبا في مال له فقال: أين تريد؟ قال: العراق. وأخرج إليه كتبا وطوامير قال: هذه كتبهم وبيعتم. فناشده اللّه أن يرجع فأبى فقال: أما إني ساحدّثك حديثا: إن جبريل عليه السلام أتى النبي !نه خيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة، وإنكم بضعة من النبي لمجف!فه، واللّه لا ظيهم أنت ولا أحد من أهل بيتكن وما صرفهم اللّه عنكم إلا لما هو خير لكم فارجع. فأبى فاعتنقه وبكى وقال: أستودعك اللّه من قتيل.
رد الأحنف على كتاب الحسين بن عليّ رضي اللّه عنهما يدعوه إلى نفسه حدّثني القاسم بن اسسن عن عليّ بن محمد عن مسلمة بن محارب عن السكن قال: كتب اسسين بن عليّ رضي اللّه ضهما إلى الأحنف يدعوه إلى نفسه فلم يرد الجواب وقال: قد جربنا آل أبي اسسن فلم نجد عندهم إيالة للملك ولا جمعاً للمال ولا مكيدة في الحرب.
وقال الشعبي. ما لقينا من ال أبي طالط ؟ إن أحشاهم قتلونا، لان ألغضناهم أدخلونا النار... ..
لسكينة بنت الحسين في أهل الكوفة ولما قتل مصعب بن الزبير خرجت شكينة بنت الحسين تريد المدينة فاطاف بهم أهل الكوفة فقالوا: أحسن اللّه صحابتكن يا بنت رسول اللّه. فقالت: واللّه لقد قتلتم جدي وأبي وعقي وزوجي مصعبا، أيتمتموني صغيرة وأرملتموني لمجيرة فلا عأماكم اللّه من أهل للد ولا أحسن طيكم الخلافة..
لبعض الشعراء في رثاء الحسين وأهل بيته وقال بعض الشعراء. ): إبك حسينا لمجوم مصرعه بالطف بين الكتائب الخرأضحت بنات النبي إذ قتلوا في مأتم والشاع في عرس روى سنان ) بن حكيم عن أبيه قال: انتهب الناس ورسا في عسكر الحسين بن عليّ يوم قتل فما تطيبت منه امرأة إلا برصت.
رثاء بنت عقيل بن أبي طالب للحسن . ولما قتل حسين قالت بنت لعقيل بن أبي طالب ): ماذا تقولون إن قال النبي لكم ماذا فعلتم وم نتم أفضل الأمم بعترتي وبأهلي بعد منطلقي منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم أما كان هذا جزائيأن نصحت سأأن تخلفوني بقتل في ذوي رحمياً ) فما سمعهم أحد إلا بكى.
ودخل زيد بن عليّ على هشام فقال: ما فعل أخوك البقرة؟ لمال زيل: سي اللّه لمجيط باقرا وتسمب بقرة! لقد اختلفتمام.
للنبي !ير أخبرنا جابر بن عبد اللّه أن النبي جي!ز قال: " يا جابر إنك ستعئر بعدي حتى يولد لي مولود

اسمه كاسمي يبقر العلم بقرا فإذا لقيته فاقرئه مني السلامأفكان جابر يتردد في سكك المدينة بعد ذهم ب بصره وهو ينادي: يا باقر، حتى قال الناس: قد جن جابر. فبينا هو ذات يوم بالبلاط !ذ بصر بجارية يتوركهم صبي فقال لهم: يا جايى ية، من هذا الصبي ؟ قالت: هذا محمد بن عليّ ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب. فقال: أدنيه مني. فأدنته منه فقبل بين عينيه وقال: يا حبيبي، رسول اللّه يقرئك السلام. ثم قال: نعيت إلي نفسي ورئي الكعبئ. ثم انصرف إلى منزله وم وصى فمات من ليلته.
حديث هشام وزيد بن عليّ أقال هشام). بلغني أنك ترئص نفسك للخلافة وتطح فيهم وم نت ابنأمة. قال له زيل: مهلا يا هشام فلو أن اللّه علم في أولاد السراري تقصيرا عن بلوغ غاية ما أعطى إسماعيل ما أعطاه، ثم خرج زيد وبعث إليه بهذه الأبيات).
مهلا بني عمنا عن نحت أثلتنا سيروا رويدا كما كنتم تسيرونا لا تجمعوا أن تهينونا ونكرمكم وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا فاللّه يعلم أنا لا نحبكم ولا نلومكم ألا تحبونا أثم إن زيدا أعطى اللّه عهدا ألا يلقى هشاما إلا في كتيبة بيضاء أو حمراء فدخل الكوفة فطبع بهم السيوف وكان من أمره ما كان حتى قتل رحمه اللّه أ.
ذكر الأمصار قالت الحكماء: المدائن لا تبنى إلا على ثلاثة أشياء: على الماء والكلأ والمحتطب. قال ابن شهم ب. من قدم أرضا فاخذ من ترابهم فجعله في مائهم ثم شربه عوفي من وبائهم. لمعاوية بن أبي سفيان وقال معاوية لقوم قدموا عليه. كلوا من فحا أرضنا فقلما أكل قوم من فحا أرض فضرهم ماؤهم.
حدّثني ارياشض قا،ل. حدّثني الأصمعيّ قال: قال معاوية: أغبط الناس عندي سعد مولاي، وكان يلي أمواله بالحجاز، يترتجع جذة ويتقيظ الطائف وبتشتى مكة.
حدّثنا الرياشيّ قال: حدّثنا الأصمعيّ قال: أربعة أشياء قد ملأت الدنيا لا تكون إلا باليمن: ا لخطر وا لكندز 113 وا لعصب وا لورس.
حدّثنا أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: اليهود لا تأكل من بقل سورى،) وتقول: هي مغيض ا لطوفان.
لمعمر عن المحفوظات والملعونات من المدن والقرى قال: وقال الأصمعيّ عن معمر قال: سبع محفوظات وسبع ملعونات، فمن المحفوظات نجران أ ومن الملعونات اثافت أوبرذعةأ. وأثافست باليمن. وقفت باليمن على قرية فقلت لامرأة: ما تسمى هذه القرية؟ فقالت: ويحك ! أما سمعت قول الشاعر: أحب أثافت عند القطاف وعند عصارة أعنابهم تقسيج أعكمال البلدان وسوادهم قال الأصمعيّ: سواد البصرة الأهواز ودستميسان وفارس، وسواد الكوفة كسكر إلى التراب إلى عمل حلوان إلى القادسية، وعمل العراق هيت إلى الصين والسند والهند ثم كذلك إلى الري وخراسان إلى الديلم والجبال كلهم ، وأصبهم ن صرة العراق افتتحهم أبو موسى الأشعريّ، والجزيرة ما بين دجلة والفرات، والموصل من الجزيرة، ومكة من المدينة ومصر لا تدخل في عمل العراق !.
أول قرية بنيت بعد الطوفان حدّثني عبد الرحمن بن عبد المنعم عن أبيه عن وهب بن منبه قال: أول قرية بنيت بعد الطوفان قرية ببردى تسمى سوق ثمانين، كان نوح لما خرج من السفينة ابتناهم وجعل فيهم لكل زجل آمن معه بيتا وكانوا ثمانين فهي اليوم تسمى سوق ثمانين. قال: وحران سميت بهم ران بن آزر أخي إبراهيم النبي جمجيهنه وهو أبو لوط.
للنبي غشيه يخاطب بريدة أقال النبي جسجز لبريدة: " يا بريدة إنه سيبعث بعدي بعوث فإذا بعثت فكن في أهل بعث المشرق ثم في بعث خراسان ثم في بعث أرض يقال لهم: مروا، فإذا أتيتهم فانزل مدينتهم فإنه بناهم ذو القرنين وصلى فيهم ، غزيرة أنهم رهم تجري بالبركة، في كل نقب منهم ملك شاهر سيفه يدفع عنهم السوء إلى يوم القيامة " فقدمهم بريدة) فمات بهم.
لأبي جلدة في صفة الدنيا حدّثني أحمد بن ابخليل قال: حدّثني الأصمعيّ قال: أخبرني النمر بن هلال الحبطي عن قتادة عن أبي جلدة قال: الدنيا كلهم أربعة وعشرون ألف فرسخ فملك السودان اثنا عشر ألف فرسخ وملك الروم ثمانية آلاف فرسخ وملك فارس ثلاثة آلاف فرسخ وأرض العرب ألف فرسخ. أ13 وقال أبو صالح: كنا عند ابن عباس فأقبل رجل فجلس، فقال له. ممن أنت ؟ قال: من

أهل خراسان، قال: من أي خراسان ؟ قال: من هراة،). قال: من أي هراة؟ قال: من بوشنج ). ثم قال: ما فعل مسجدهم ؟ قال: عامر يصلى فيه. قال ابن عباس. كان لإبراهيم مسجدان. المسجد الحرام ومسجد بوشنج. ثم قال: ما فعلت الشجرة التي عند المسجد؟ قال: بحالهم. قال أخبرني العباس أنه قال في ظلهم أ.
خطبة عليّ رضي اللّه عنه في أهل البصرة
حدّثني محمد بن عبد العزيز قال: حدّثنا يزيد بن خالد بن عبد اللّه بن ميمون الحراني عن عوف بن أبي جميلة عن الحسن البصري قال: لما قدم عليّ رضي اللّه عنه البصرة ارتقى على منبرهم فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال: يا أهل البصرة، يا بقايا ثمود ويا جند المرأة ويا أتباع البهيمة، رغا فاتبعتم وعقر فانهزمتم. أما إني لا أقبرل رغبة فيكم ولا رهبة منكم، غير أني سمعت رسول اللّه ب كصيقول: " تفتح أرض!ق يقال لهم البصرة اقوم الأرضين قبلة، قارئهم أقرأ الناس، وعابدهم وقال أبو رائل: اختط الناس البصرة سنة سبع عشرةأ).
لخالد بن صفوان في قوم من بني الحارث فخر ناس من بني الحارث بن كعب عند أبي العباس، فقال أبو العباس لخالد بن صفوان: ألا تكنتم يا خالد؟ قال: أخرال أمير المؤمنين وأهله. قال: فانتم أعمام أمير المؤمنين وعصبته. قال خالد: ما عسى أن أقول لقوم بين ناسج برد ودابغ جلد وسائر قرد، دذ عليهم هدهد وغرقتهم فارة وملكتهم امرأة.
وله في الكوفة أسئل 12 خالد عن الكوفة فقال: نحن أبعد منكم سرئة وأعظم منكم بحرية وأغذى منكم برية. وقال أبو بكر الهذلن: نحن أكثر منكم ساجا وعاجا وديباجا وخراجا ونهرا عخاجاأ. شعر الخليل في ظهر البصرة وقال الخليل في ظهر البصرة مما يلي قصر أوس من البصرة. ): زر وادي القصر نعم القصر والوادي لا بد من زورة عن غير ميعاد ترفا به السفن والظلمان واقفة والضعمث والنون والملآخ والحادي ومثله لابن أى عيينة وقال ابن أبي عيينة في مثل ذلك 60): يا جنة فاتت ) الجنان فما تبلغهم نهيهممة ولا ثمن ألفتهم فاتخذتهم وطنا إن فؤاد،9 لهحبهم وطن زؤج حيتانهم الضباب بهم فهذه كن!ة رذا ختن فانظر وفتهر فيما تطيف به اق الأريب المفنهر الفطن من لسفنن كالنعام مقلة ومن نعام كان!!هم سفن شعر لابن كناسة في ظهر الكوفة أنشد محمد بن عمر عن ابن كناسة في ظهر الكوفة،): وإن بهم لو تعلمين أصائلا وليلا رقيقا مثل حاشية البرد لإبراهيم التيمي في أرض الكوفة بلغني عن إبراهيم بن مهدي عن إسرائيل عن إبراهيم بن مهم جر عن إبراهيم التيمي قال: لما أمرت الأرض أن تغيض غاضت إلا أرض الكوفة فلعنت، فجميع الأرض تكنرب على ثورين وأرض الكوفة تكنرب على أربعة ثيران.
في كمال الرجل وكان يقال: إذا كان علم الرجل حجازيا وسخاؤه كوفيا وطاعته شامية فقد كمل.
أأ)لما اجتوى المسلمون المدائن بعدما نزلوا وآذاهم الغبار والذباب، كتب عمر إلى. سعد غ ل! بعثة رواد يرتادون منزلا بريا فإن العرب لا يصلحهم إلا ما يصلح الإبل الشاه. فسال من قبله عن هذه الصفة فيما يليهم، فأشار عليه من رأى العراق من وجوه العرب باللسان. وظهر الكوفة يقاك له اللسان، وهو فيما بين النهرين إلى عين بني الحداء، وكانت العرب تقول: أدلبر البر لسانه في الريف، فما كان يلي الفرات منه فهو الملطاط، وما كان يلي الظهز منه فهو النجاف، فكتب إلى سعد يأمره به أ.
شعر للنابغة الجعدي يمدح الشأم وقال النابغة الجعدي يمدح الشأم .): جاعليّن الشام حما14 لهم ولئن هئوا لنعم المنتقل موته أجر ومحياه غنى وإليه عن أذاه معتزل وقال أيضا: ولكن قومي أصبحوا مثل خيبر بهم داؤهم ولا تضر الأعاديا قال الأصمعيّ: لم يولد بغدير ختم مولود فعاش إلى أن يحتلم إلا أن يتحول عنهم. قال: وحوة ليلى ربما مر بهم الطائر فيسقط ريشه.
للجاحظ فيمن دخل أرض تبت والأهواز والموصل قال عمرو بن بحر: يزعمون أن من دخل أرض تبت لم يزل ضاحكا مسرورا من غير عجب حتى يخرج منهم ، ومن أقام بالموصل عاما ثم تفقد قوته وجد فيهم فضلا، ومن أقام بالأهواز حولا فتفقد عقله وجد النقصان فيه بينا.
والناس يقولون: حفى خيبر وطحال البحرين ودماميل الجزيرة وطواعين الشام.
في طبيعة الأهواز قالوا: من أطال الصوم بالمصيصة في الصيف خيف عليه الجنون. وأما قصبة الأهواز فتقلب

كل من ينزلهم من الأشراف إلى طبائع أهلهم ، ووباؤهم وحماهم يكون في وقت انكسار الوباء ونزوع الحمى عن جميع البلدان، وكل محموم فإن حماه إذا أقلعت عنه فقد أخذ عند نفسه منهم البراءة إلى أن يعود إلى التخليط وإلى أن يجتمع في جوفه الفساد إلا محموم الأهواز فإنهم تعاود من فارقته لغير علة حدّثت، ولذلك جمعت سوق الأهواز الأماعي في جبلهم المطل عليهم والجرارات في بيوتهم ومن ورائهم سباخ ومناقع مياه غليظة وفيهم أنهم ر تشقهم مسايل كنفهم ومياه أمطارهم فإذا طلعت الشمس وطال مقامهم واستمرت مقابلتهم لذلك الجبل قبل الصخرية التي فيهم الجرارات، فإذا امتلأت يبسا وحرا وعادت جمرة واحدة قذفت ما قبلت من ذلك عليهم وقد بخرت تلك السباخ ت تلك الأنهم ر، فإذا التقى عليهم ما بخرت به السباخ وما قذفه ذلك الجبل فسد الهواء وفسد بفساد الهواء كل ما يشتمل عليه الهواء.
لإبراهيم بن العباس عن أطفال الأهواز وقال إبراهيم بن العباس الكاتب: حدّثني مشايخ أهل الأهواز عن القوابل أنهن ربما قبلن الطفل فيجدنه في تلك الساعة محموما أيعرفن ذلك ويتحدّثن به،.
قال: ومن قدم من شق العراق إلى بلد الزنج لم يزل حزينا ما أقام بهم فإن أكثر من شرب نبيذهم وأكل النارجيل طمس الخمار على عقله حتى لا يكون بينه وبين المعتوه إلا شيء يسير.
قنافذ شستان قال: وفي عهد سعجستان على العرب حين افتتحوهم: ألأ يقيوا قنفذا ولا لمجيدوه. لأنهم بلاد م فاع والقنافذ تاكلهم ولولا ذلك ما كان لهم بهم قرار.
الفرق بين الكوفة والبصرة .وقال ابن عياش لأبي بكر الهذلي يوم فاخره عند أبي العباس: إنما مثل الكوفة مثل اللهم ة من البدن يأتيهم الماء ببرده وعذوبته، والبصرة بمش لة المثانة يأتيهم الماء بعد تنيره وفساده.
في وصف هواء الكوفة وقال محمد بن عمير بن عطارد: إن الكوفة قد سفلت عن الشام ووباثهم وارتفعت عن البصرة وعمقهم فهي مريئة مريعة عذبة ثرية، إذا أتتنا الشمال ذهبت مسيبرة شهر على مثل رضراض الكافور، لإذا هبت الجش ب جاءتنا بريح السوادده وياسميأ واترخه، وماؤنا عدب ولمجشنا خصبط.
الحجاج يصف الكوفة والبصرة وقال الحجاج: الكوفة بكر حسناء والبصرة عجوز بخراء أوتيت من كل حلى وزينة.
أيضا في الفرق بين الكوفة والبمرة اجتمع أهل العراق ليلة في سمر يزيد بن عمر بن هبيرة، فقال يزيد: أفي البلدين أطيب ثمرة: الكوفةأم البصرة؟ فقال خالد بن صفوان. بل ثمرتناأيهم الأمير منهم الأزاذ والمعقلف وكذا وكذا. فقال عبد الرحمن بن بشير العجلي: لستأشكأيهم الأميرم نكم قد اخترتم لأمير المؤمنين ما تبعثون به إليه. قال: أجل، قال: قد رضينا باختيارك لنا وعليّنا. قال: فائ الرطب تحملون إليه ؟ قال: الكلئشان. قال: ليس بالبصرة منه واحدة. ثمأئة؟ قال: السابري. قال: ولا بالبصرة منه واحدة. قال خالد بن صفوان: بلى عندنا بالبصرة منه شيء يسير. قال: فائ التئرتحملون إليه ؟ قال: الثرسيان. قال: ولا بالبصرة منه واحدة. قال: ثمأية؟ قال: الهيرون أزاذ. قال: ولا بالبصرة منه واحدة. قال: فاقي القسب تححملون إليه ؟ قال: قسب العنبر. قال: ولا بالبصرة منه واحدة. قال ابن هبيرة لخالد. اذعى عليك خمسا.فشاركته في واحدة رستمت لهم ربعا، ما أراه الا تد غلبك. ملايضض يصف البصرة دخل فتى من أهل المدينة البصرة ثم انمرف، فقال لهم صحابه. كيف رأيت البصرة؟ قال: يخريا لرهمح يهع.
خير بلاد اللّه للجائع والعزب والمفلس: أما الجائع فيأكل خبز الأرز والصحناء لا ينفق في الشهر درهمين، وأما العزب فيتزوج بشق درهم، وأما المحتاج فلا عيلة عليه ما بقيت، عليه آسته يخرأ وببيع.
بين معاوية وخالد بن الوليد بن المغيرة أبو الحسن المدائني قال: قال عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة لمعاوية: أما واللّه لو كنا بمكة على السواء لعملت. قال معاوية: إذا كنت أكون ابن أبي سفيان منزلي الأبطح ينثق عنه سيله، وكنت ابن خالد منزلك أجياد أعلاه مدرة وأسفله عذرة.
بين قرشي وآخر من بني تغلب

رأئ رجل من قريش رجلا له هيئة رثة، فسال عنه فقالوا: من بني تغلب. فوقف له وهو يطوف بالبيت، فقال له: أرى رجلين قئما وطتما البطحاء. قال له التغلب!: البطحاوات ثلاث. بطحاء الجزيرة وهي لي دونك، وبطحاء ذي قاروأنا أحق بهم منك البطحاء، وسواء العاكف فيه والبادي.
وقال بعض الأعراب: اللّهم لا تنزلني ماء سوء فاكون آمرأ سوء.
خالد بن صفوان يصف الأبلة قال خالد بن صفوان: ما رأينا أرضا مثل الأبتة أقرب مسافة ولا أعذب نطفة ولا أوطا مطية ولا أربح لتاجر ولا أخفى لعابد.
شعر لابن أء!ما عيينة يذكر قصر أنى بالبصرة وقال ابن أبي عيينة يذكر قصر أنس بالبصرة. ): فيا حسن ذاك القصر قصرا ونزهة بأفيح سهل غير وعر ولا ضنك بغرس كابكار الجواري وتربة كان ثر ورد على مسك كان قصور الأرض ينظرن حوله إلى ملك مخوف على منبر الملك يدذ عليهم مستطيلابحسنه ويضحك منهم وهي مطرقة تبكي قال جعفر بن سليمان: العراق عين الدنيا، والبصرة عين العراق، والمربد عين البصرة، ّوأت الأمور منازلهم المدائني قال: قال الحجاج: لما تبوّأت الأمور منازلهم قالت الطاعة. أنزل الشأأ، قال الطاعون: وأنا معك. وقال النفاق: أنزل العراق، قالت النعمة: وأنا معك. وقالت الصحة: أنزل البادية، قالت الشّقوة: و أنا معك.
تأكتاب الحرب ويتلوه كتاب السؤدد
كتاب السؤدد

مخايل السؤدد وأسبابه ومخايل السوء
للزبرقان في أبغض صبيانهم إليه وأحبّهم قال أبو محمد عبد اللّه بن مسلابن قتيبة رحمه اللّه: حدّثني عبد الرحمن بن عبد اللّه بن قريب عن عمه الأصمعيّ قال: أخبرنا جميع بن أبي غاضرة وكان شيخاً مسنّاً من أهل البادية وكان من ولد الزّبرقان بن بدر من قبل النساء، قال: كان الزبرقان يقول: أبغض صبياننا إليّ الأقيعس الذكر الذي كأنما يطّلع في حجره، وإن ساله القوم أين أبوك، هرّ في وجوههم وقال: ما تريدون من أبي. وأحبّ صبياننا إلي الطويل الغرلة السّبط الغرّة العريض الورك الأبله العقول الذي يطيع عمّه ويعصى أمه، وإن سأله القوم أين أبوك، قال: معكم.
لمعاوية في السؤددقال: وقال الأصمعيّ قال معاوية: ثلاث من السودد: الصلع، واندحاق البطن، وترك الإفراط في الغيرة.
لم عرابي في خصال السوددقال: وقيل لم عرابي: بم تعرفون سودد الغلم فيكم؟ فقال: إذا كان سائل الغرّة طويل الغرلة ملتاث الأزرة، وكانت فيه لوثة فلسنا نشكّ في سودده.
وقيل لآخر: أي الغلمان أسود؟ قال: إذا رأيته أعنق أشدق أحمق فأقرب به من السودد.
وكان يقال: إذا رأيت الغلام الغلام غائر العينين ضيق الجبهة حديد الأرنبة كأنما جبينه صلم ية فلاترجه، آلا أن يريد اللّه أمرا فيبلغه.
للأصمعي عن مدح قريش بالصلعحدّثنا الرياشيّ عن الأصمعيّ قال: قريش تمدح بالصلع. وأنشد:
أن سعيداً وسعيد فرع ... أصلع تنميه رجال صلع
لهند في ابنهم معاويةونظر رجل إلى معاوية وهو غلام صغير فقال: إني أظن هذا الغلام سيسود قومه. فقالت هند: ثكلته إن كان لايسود الأ قومه.
قول شبيب بن شيبة لبعض فرسان بني منقرقال شبيب بن شيبة لبعض فرسان بني منقر: ما مطلت مطل الفرسان ولافتقت فتق السادة.
قول رجل لسنان بن سلمةوقال آخر لسنان بن سلمة الهذليّ: ما أنت بأرسح فتكون فارساً ولابعظيم الرأس فتكون سيداً.
ولبعض الشعراءوقال بعض الشعراء:
فقبّلت رأساً لم يكن رأس سيّد ... وكفّا ككفّ الضّبّ أوهي أحقر
وقال آخر:
دعا ابن مطيع للبياع فجئته ... إلى بيعة قلبي لهم غير آلف
فناولني خشناء لمّا لمستهم ... بكفّي ليست من أكفّ الخلم ئف
من كتاب الهند في الفراسة والتوسّم
وقرأت في كتاب للهند أنه قد قيل في الفراسة والتّوسّم: إنه من صغرت عينه " و " دام اختلم جهم وتتابع طرفهم ومال أنفه إلى أيمن شقّيه وبعد ما بين حاجبيه وكانت منابت شعره ثلاثم ثلاثم وطال إكبابه إذا مشى، وتلفّت تارة بعد أخرى، غلبت عليه أخلم ق السوء.
أربع خصال للسوددكان يقال: أربع يسوّدن العبد: الأدب، والصّدق، والعفّة، والأمانة.
شعر لبعض الشعراء في النبيوقال بعض الشعراء في النبي :

لو لم تكن فيه آيات مبيّنة ... كانت بداهته تنبيك بالخبر
لمعاوية في السيدوقال معاوية: إني لم كره البكارة في السيد وأحب أن يكون عاقلامتغافلم.
ولشاعر في هذا المعنىوقال الشاعر في هذا المعنى:
ليس الغبي بسيّد في قومه ... لكنّ سيّد قومه المتغابي
ويقال في مثل: " ليس أمير القوم بالحبّ الخدع " .
مثله شعر للفرزدقوقال الفرزدق:
لم خير في خبّ من ترجى فواضله ... فاستمطروا من قريش كل منخدع
كأن فيه إذا حاولته بلهم ... عن ماله وهو وافي العقل والورع
ولإياس بن معاوية، وابن شهم ب في الكريموقال إياس بن معاوية: لست بخبّ والخبّ لايخدعني.
وقال مالك بن أنس عن ابن شهم ب: الكريم لمّا تحكمه التجارب.
قال بعض الشعراء:
غير أني أراك من أهل بيت ... ما على المرء أن يسودوه عار
لعمر بن الخطاب وعدي بن حاتم في صفات السيدوقال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: السيد الجواد حين يسأل، الحليم حين يستجهل، البارّ بمن يعاشر.
قال عديّ بن حاتم: السيد الذليل في نفسه، الأحمق في ماله، المطّرح لحقده، المعني بأمر عامّته.
سئل خالد بن صفوان عن الأحنف بم ساد، فقال: بفضل سلطانه على نفسه.
لقيس بن عاصموقيل لقيس بن عاصم: بم سدت قومك؟ فقال: ببذل القرى وترك المرا ونصرة المولى.
لعليّ بن عبد اللّه بن عباس في الدنيا والآخرة
وقال عليّ بن عبد اللّه بن عباس: سادة الناس في الدنيا الأسخياء وفى الآخرة الأتقياء.
سلابن قتيبة لولدهوقال سلابن قتيبة لولده: إنكم لن تسودوا حتى تصبروا على سرار الشيوخ البخر.
وقال: الدنيا هي العافية، والصحّة هي الشباب، والمروءة الصبر على الرجال.
قال عمرو بن هدّاب: كنا نعرف سودد سلابن قتيبة بأنه كان يركب وحده ويرجع في خمسين.
للم حنف بن قيس في تسويد قومه لهوقال رجل للم حنف وأراد عيبه: بم سدت قومك؟ قال: بتركي من أمرك ما لايعنيني كما عناك من أمري ما لايعنيك.
لابن مطاع العنزي يجيب

عبد الملك بن مروان عن مالك بن مسمع
وقال عبد الملك بن مروان لابن مطاع العنزيّ: أخبرني عن مالك بن مسمع. فقال له: لو غضب مالك لغضب معه مائة ألف لايسألونه في أي شيء غضب. فقال عبد الملك: هذا وأبيك السّودد. ولم يل شيئاً قط. وكذلك أسماء بن خارجة لم يل شيئاً قط.
لعرابة في تسود قومه لهقيل لعرابة الأوسيّ: بم سدت قومك؟ فقال بأربع: أنخدع لهم عن مالي، وأذلّ لهم في عرضي، ولاأحقر صغيرهم، ولاأحسد رفيعهم.
ومثله شعر للمقنّع الكندي
وقال المقنّع الكنديّ وهو محمد بن عميرة:
ولاأحمل الحقد القديأعليهم ... وليس رئيس القوم من يحمل اسقدم
وليسوا إلى نصري سراعاً وإن هم ... دعوني إلى نصر أتيتهم شدّا
إذا أكلوا لحمى وفرت لحومهم ... وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
يعيرني بالدّين قومي وإنما ... ديوني في أشياء تكنسبهم حمدا
وقال آخر:
هينون لينون أيسار ذوويسر ... سوّاس مكرمة أبناء أيساره
لاينطقون على الفحشاء إن نطقوا ... ولايمارون إن ماروا بإكثم ر
من تلق منهم تقل لم قيت سيّدهم ... مثل النجوم التي يسري بهم الساري
وقال آخر:
وإن سيادة الأقوام فاعلم ... لهم صعداء مطلعهم طويل
وقال رجل من العرب: نحن لانسوّد إلا من يوطّئنا رحله ويفرّشنا عرضه ويمكننا ماله.
للنبي في السيد وفي الحديث المرفوع: " من بذل معروفه وكفّ أذاه فذلك السيد " .
أقوال أخر في السيدويقال: لاسودد مع انتقام.
والعرب تقول " سيد معمّم " يريدون أنّ كل جناية يجنيهم أحد من عشيرته معصوبة برأسه.
ويقال: بل السيد منهم كان يعتمّ بعمامة صفراء لايعتم بهم غيره. وإنما سمّي الزّبرقان بصفرة عمامته. يقال: زبرقت الشيء إذا صفّرته، وكان اسمه حصينا.
لابن هبيرة في سيّد الناس في وقته
قيل لابن هبيرة: من سيد الناس اليوم؟ قال: الفرزدق، هجاني ملكاً ومدحني سوقةً.

شعر لعامر بن الطفيل في سودد الرجل بنفسه
وقال عامر بن الطّفيل:
إني وإن كنت ابن سيد عامر ... وفارسهم المشهور في كل موكب
فما سوّدتني عامر عن وراثة ... أبى اللّه أن أسمو بأمّ ولاأب
ولكنّني أحمي حماهم وأتّقي ... أذاهم وأرمي من رماهم بمنكب
هذا نحو قول الأخر:
نفس عصام سوّدت عصاما ... وعلّمته الكرّ والأقدم ما
وصيّرته ملكا هماما وعصام عبد كان للنعمان بن المنذر. وله يقول النابغة:
فإنّي لاألوم على دخول ... ولكن ما وراءك يا عصام؟
الكمال والتناهي في السّودد
للم حنف بن قيس عن الرجل الكاملحدّثني أبو حمزة الأنصاريّ عن العتبيّ قال: قال الأحنف: الكامل من عدت هفواته.
زياد بن أبيه يكتب إلى معاوية في الأحنفوكتب معاوية إلى زياد: أنظر رجل يصلح لثغر الهند فولّه، فكتب إليه: إن قبلي رجلين يصلحان لذلك: الأحنف بن قيس، وسنان بن سلمة الهذلي. فكتب إليه معاوية: بأيّ يومي الأحنف نكافيه: أبخذلم نه أمّ المؤمنين، أم بسعيه عليّنا يوم صفّين؟ فوجّه سنانا. فكتب إليه زياد: إن الأحنف قد بلغ من الشرف والحلم والسودد ما لاتنفعه الولاية ولايضره العزل.
لأبي نواس في مدح رجلوقال أبو نواس يمدح رجلاً:
أوحده اللّه فما مثله ... لطالب ذاك ولاناشد
وليس لله بمستنكر ... أن يجمع العالا في واحد
مثله لأبي نواس أيضاً في مدح محمد الأمين ابن الرشيد
وقال أيضا في نحو هذا:
يا ناق لاتسأمي أو تبلغي رجلاً ... تقبيل راحته والرّكن سيّان
متى تحطّي إليه الرّحل سالمة ... تستجمعي الخلق في تمثم ل إنسان
محمد خير من يمشي على قدم ... ممن برا اللّه من إنس ومن جان
ننازع الأحمدان الشّبه فاشتبهم ... خلقا وخلقا كما قدّ الشّراكان
سيّان لافرق في المعقول بينهما ... معناهما واحد والعدّة اثنان
شعر للطائيوقال الطائي:
لو أنّ إجماعنا في فضل سودده ... في الدين، لم يختلف في الملة اثنان
وقال أيضاً:
فلو صورت نفسك لم تزدهم ... على مافيك من كرم الطباع
لخالد بن صفوان في الأحنفوقال خالد بن صفوان: كان الأخنف يفرّ من الشرف والشرت يتبعه.
المنذر بن الجارود والأحنف بن قيسحدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: وفد الأحنف والمنذر بن الجارود على معاوية، فتهيأ المنذر وخرج الأحنف على قعود وعليه بتّ، فكلما مرّ المنذر قال الناس هذا الأحنف، فقال المنذر: أراني تزيّنت لهذا الشيخ.
بين الأحنف وبني تميموقالت بنو تميم للم حنف: ما أعظم منّتنا عليك! فضّلناك وسوّدناك. فقال: هذا شبل بن معبد ، من سوّده ولير بالحضرة بجليّ غيره؟ أو قال بالبصرة.
عبد اللّه بن عبد الأعلى يرد على عبد الملك
عن أكرم العرب وخير الناسقال عبد الملك بن مروان لعبد اللّه بن عبد الأعلى الشاعر الشّيباني: من أكرم العرب أو من خير الناس؟ قال: من يحبّ الناس أن يكونوا منه، ولايحب أن يكون من أحد، يعني بني هم شم. قال: من الأم الناس؟ قال: من يحب أن يكون من غيره، ولايحب غيره أن يكونوا منه.
قول لرجل من أشراف العجم لشريف عربيقال رجل من أشراف العجم لرجل من أشراف العرب: إن الشرف نسب مفرد، فالشريف من كل قوم نسيب.
وكان يقال: أكرم الصّفايا أشدّهم ولهم إلى أولم دهم ، وأكرم الإبل أحنّهم إلى أوطانهم ، وأكرم الأفلم ء أشدّهم ملازمة لإمهم تهم ، وخير الناس آلف الناس للناس.
السّيادة والكمال في الحداثة
لم لأحنف بن قيس في السوددقال الأحنف: السّودد مع السواد. يريد أنه يكون سيداً من أتته السيادة في حداثته وسواد رأسه ولحيته، وقد يذهب بمعناه إلى سواد الناس وعامّتهم، يراد أن السّودد يكون بتسويد العامّة.
شعر في سؤدد محمد بن القاسم الثقفي

وقال أبو اليقظان: ولّى الحجاج محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم الثقفي قتال الأكراد بفارس فأباد منهم، ثم ولم ه السّند فافتح السند والهند وقاد الجيوش وهو ابن سبع عشرة سنة، فقال فيه الشاعر:
إن السماحة والمرؤة والنّدى ... لمحمد بن القاسم بن محمد
قاد الجيوش لسبع عشرة حجّة ... يا قرب ذلك سودداً من مولد!
ويروى: يا قرب ذلك سورة من مولد السّورة: المنزلة الرفيعة.
قال أبو اليقظان: وهو جعل شيراز معسكراً ومنزلاً لولاة فارس.
شعر لحمزة بن بيض لمخلّد بن يزيد بن المهلّب
وقال حمزة بن بيض لمخلّد بن يزيد بن المهلّب:
بلغت لعشر مضت من سني ... ك ما يبلغ السيّد الأشيب
فهمّك فيهم جسام الأمور ... وهمّ لداتكن أن يلعبوا
سؤال الحطيئة عن ابن عبّاس ورد ابن مسعود
نظر الحطيئة إلى ابن عباس يتكنلم في مجلس عمر، فقال: من هذا الذي نزل عن الناس في سنه وعلم هم في قوله! وقال ابن مسعود: لو بلغ أسناننا ما عشره منّا رجل.
قول رجل في أبي دلفونظر رجل إلى أبي دلف في مجلس المأمون فقال: إن همته ترمي به وراء سنه.
في ولاية عبيد اللّه بن زياد خراسان
وولي عبيد اللّه بن زياد خراسان وهو ابن ثلاث وعشرين سنة، وليهم لمعاوية. وقيل لزياد عند موته: استخلف عبيد اللّه، فقال: إن يكن فيه خير فسيولّيه عمّه. فلما مات زياد شخص عبيد اللّه إلى عمه معاوية فقال له: ما منع أباك أن يوليّك؟ أما إنه لو فعل فعلت. فقال عبيد اللّه: يا أمير المؤمنين، لايقولنّهم أحد بعدك: ما منع أباه وعمه أن يكونا استعملاه. فرغب فيه فاستعمله على خراسان.
فيمن ولي أمراً وهو شاب لم يكتهل
وولي معاذ اليمن وهو ابن أقل من ثلاثين سنة.
وحمل أبو مسلم أمر الدبى لة والدعوة وهو ابن إحدى وعشرين سنة.
وحمل الناس عن إبراهيم النّخعي وهو ابن ثماني عشرة سنة.
وولى رسول اللّه عتاب بن سيد مكة وهو ابن خمس وعشرين سنة.
وسوّدت قريش أبا جهل ولم يطّر شاربه فأدخلته مع الكهول دار النّدوة.
قال الكميت:
رفعت إليك وما ثغر ... ت عيون مستمع وناظر
ورأوا عليك ومنك في ال ... مهد النّهى ذات البصائر
بين عمر بن عبد العزيز وفتى في وفد قدم عليه من العراققال: قدم وفد على عمر بن عبد العزيز من العراق، فنظر إلى شاب منهم يتحوّز يريد الكلم م، فقال عمر: كبّروا كبّروا. فقال الفتى: يا أمير المؤمنين إن الأمر ليس بالسن، ولو كان كذلك كان في المسلمين من هو أسنّ منك. قال: صدقت فتكنلّم.
لشاعر في أن الأمر يجب أن يكون لكهلقال الشاعر في خلاف هذا المعنى:
إنما الهلك أن يساسوا بغرّ ... لم تعره الأيام رأيا وثيقا
ولآخر مثلهوقال آخر:
آلا قالت الحسناء يوم لقيتهم ... كبرت، ولم تجزع من الشيب مجزعا
رأت ذا عصاً يمشي عليهم وشيبة ... تقنّع منهم رأسه ماتقنّعا
فقلت لهم: لم تهزئي بي فقلّما ... يسود الفتى حتى يشيب ويصلعا
وللقارح اليعبوب خير علاية ... من الجذع المجرى وأبعد منزعاً
شعر لبكير بن الأخنس في المهلّب
رأى بكير بن الأخنس المهلّب وهو غلام فقال:
خذوني به إن لم يسد سرواتهم ... ويبرع حتى لم يكون له مثل
الهمّة والخطار بالنفس
لدكين وقد أتى عمر بن عبد العزيز يستنجزه وعداً

قال: أخبرنا خالد بن جويرية عن محمد بن ذؤيب الفقيميّ وهو العمانيّ الراجز عن دكين الراجز قال: أتيت عمر بن عبد العزيز بعد ما استخلف أستنجز منه وعدا كان وعدنيه وهو وإلى المدينة، فقال لي: يا دكين ان لي نفساً توّاقة، لم تزل تتوق إلى الأمارة، فلما نلتهم تاقت إلى الخلافة، فلما نلتهم تاقت إلى الجنة. وما رزأت من أموال المسلمين شيئاً، وما عندي إلا ألفا درهم، فاختر أيّهما شئت. وهو يضحك. فقلت: يا أمير المؤمنين، قليلك خير من كثير غيرك، ويقال قليلك خير من كبير غيرك، فاختر لي أنت. فدفع إليّ ألفا وقال: خذهم بارك اللّه لك فيهم. فابتعت بهم إبلاً وسقتهم إلى البادية، فرمى اللّه في أذنابهم بالبركة بدعوته حتى رزقني اللّه ما ترون.
لمعاوية في طلب أمرٍ عظيم
قال معاوية لعمرو بن العاص حين نظر معسكر عليّ عليه السلم م: من طلب عظيماً خاطر بعظيمته.
وكان عمرو يقول: عليكم بكل أمر مزلقةٍ مهلكةٍ. أي عليكم بجسام الأمور.
شعر لكعب بن زهير في بعد الهمة والمخاطرة بالنفسوقال كعب بن زهير:
وليس لمن لم يركب الهول بغيةُ ... وليس لرحل حطّه اللّه حامل
إذا أنت لم تقصر عن الجهل والخنا ... أصبت حليما أو أصابك جاهل
من كتاب الهند في أشياء لاتنال إلا ببعد الهمّة
وفي كتاب للهند: ثلاثة أشياء لاتنال إلا بارتفاع همّة وعظيم خطر: عمل السلطان، وتجارة البحر، ومناحرة العدوّ.
وفيه أيضاً: لاينبغي أن يكون الفاضل من الرجال إلا مع الملوك مكرّماً أو مع النّسّاك متبتلاً، كالفيل لايحسن أن يرى إلا في موضعين: في البريّة وحشيّاً أو للملوك مركبا.
وفيه أيضاً: ذو الهمة ان حطّ فنفسه تأبى إلا علوّاً كالشّعلة من النار يصوّبهم صاحبهم وتأبى إلا ارتفاعاً.
وقال عبد اللّه بن أبي الشّيص:
أظنّ الدهر قد آلى فبرّا ... بأن لايكسب الأموال حرّا
لقد قعد الزمان بكل حرّ ... ونقّض من قواه المستمرّا
كأن صفائح الأحرار أردت ... أباه فحارب الأحرارا طرّا
فأصبح كلّ ذي شرف ركوبا ... لم عناق الدجى برّا وبحرا
فهتكن جيب درع الليل عنه ... إذا ما جيب درع الليل زرّا
يراقب للغنى وجهم ضحوكا ... ووجهم للمنيّة مكفهرّا
ومن جعل الظلم م له قعودا ... أصاب به الدجى خيرا وشرّا
وكان يقال: من سرّه أن يعيش مسروراً فليقنع، ومن أراد الذكر فليجهد.
للعتابي في رجل بعيد الهمةقيل للعتّابيّ: فلم ن بعيد الهمة. قال: إذن لايكون له غاية دون الجنة.
لبعض الحكماء في أسوأ الناس حالاً
وقيل لبعض الحكماء. من أسوأ الناس حالاً؟ قال: من اتّسعت معرفته وضاقت مقدرته وبعدت همّته.
وقال عديّ بن الرّقاع:
والمرء يورث جوده ابناءه ... ويموت آخر وهو في الأحياء
للحجاج عندما ولي البالة فرجع عنهمأبو اليقظان قال: كان أوّل عمل وليه الحجّاج تبالة، فسار إليهم فلما قرب منهم قال للدليل: أين هي وعلى أيّ سمت هي؟ قال: تسترهم عنك هذه الأكمة. قال: لاأراني أميراً إلا على موضع تستر منه أكمة! أهون بهم ولاية! وكرّ راجعاً. فقيل في المثل: " أهون من البالة على الحجاج " .
شعر للطائي، وغيره، في ضرورة التغرّب
وقال الطائيّ:
وطول مقام المرء في الحيّ مخلقُ ... لديباجتيه فاغترب تتجدّد
فإني رأيت الشمس زيدت محبّة ... إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد
وقال رجل لآخر: أبوك الذي جهل قدره وتعدّى طوره فشقّ العصا وفرّق الجماعة، لاجرم لقد هزم ثم أسر ثم قتل ثم صلب. قال الأخر: دعني من ذكر هزيمة أبي ومن صلبه، أبوك ما حدّث نفسه بشيء من هذا قطّ.
قال حاتم طيء:
لحى اللّه صعلوكاً مناه وهمّه ... من العيش أن يلقى لبوسا ومطعما
يرى الخمص تعذيبا وإن يلق شبعة ... يبت قلبه من قلّة الهمّ مبهما
واللّه صعلوكٌ يساور همّه ... ويمضي على الأهوال والدهر مقدما
يرى قوسه أو رمحه ومجنّه ... وذا شطبٍ لدن المهزّة مخذما

وأحناء سرج قاتر ولجامه ... معدّا لدي الهيجا وطرفا مسوّما
فذلك إن يهلك فحيٌّ ثناؤه ... وإن يحي لم يقعد لئيما مذمّما
وقال آخر:
لم يمنعنّك خفض العيش تطلبه ... نزاع شوق إلى أهل وأوطان
تلقى بكلّ بلم د إن حللت بهم ... أهلاً بأهل وجيرانا بجيران
ويقال: ليس بينك وبين البلدان نسبٌ فخير البلاد ما حملك.
شعر لعروة بن الوردوقال عروة بن الورد:
لحى اللّه صعلوكاً إذا جنّ ليله ... مصافي المشاش آلفا كلّ مجزر
يعدّ الغنى من دهره كلّ ليلة ... أصاب قراهم من صديق ميسّر
ينام عشاء ثم يصبح قاعدا ... يحتّ الحصامن جنبه المتعفّر
يعين نساء الحيّ لم يستعنّه ... ويمسي طليحا كالبعيرالمحسّر
واللّه صعلوكٌ صفيحةٌ وجهه ... كضوء شهم ب القابس المتنوّر
مطلّ على أعدائه يزجرونه ... بساحتهم زجر المنيح المشهّر
وقال آخر:
تقول سليمى: لو أقمت بأرضنا! ... ولم تدر أني للمقام أطوف
وقال الطائي في نحوه:
آلفة النّحيب كم افتراقٍ ... الأفكان داعية اجتماع
وما إن فرحة الأوبات الأ ... لموقوفٍ على ترح الوداع
لروح بن حاتم على باب المنصورنظر رجل إلى روح بن حاتم واقفاً في الشمس على باب المنصور فقال له. قد طال وقوفك في الشمس. فقال روح: ليطول مقامي في الظل.
شعر لخداج بن زهيروقال خداش بن زهير:
ولن أكون كمن ألقى رحاللّه ... على الحمار وخلّى صهوة الفرس
وقال آخر:
لاأنت قصّرت عن مجدٍ ولاأنا، إذ ... أسمو إليك بنفسي، قصّرت هممي
قول لعمر بن الخطابقال عمر بن الخطاب: أشنعوا بالكنى فإنهم منبّهة.
دخل عبيد اللّه بن زياد بن ظبيان التيميّ على أبيه وهو يجود بنفسه فقال له: ألا أوصي بك الأمير؟ فقال عبيد اللّه: إذا لم يكن للحيّ إلاّ وصيّة الميت فالحيّ هو الميت.
وقال الشاعر في نحوه:
إذا ما الحي عاش بعظم ميتٍ ... فذاك العظم حيٌّ وهو ميت
بين عمرو بن سعيد ومعاويةوقال معاوية لعمرو بن سعيد وهو صبيّ: إلى من أوصى بك أبوك؟ قال: أوصى إليّ ولم يوص بي.
نظر أبو الحارث حمير إلى برذونٍ يستقى عليه، فقال: المرء حيث يجعل نفسه، لو هملج هذا لم يبل بما ترون. قال الطائيّ:
وقلقل نابي من خراسان جاشهم ... فقل أطمئني أنضر الرّوض عازبه
وركب كأطراف الأسنّة عرّسوا ... على مثلهم ، والليل تسطو غياهبه
لأمرٍ عليهم أن تتمّ صدوره، ... وليس عليهم أن تتمّ عواقبه
وقال آخر:
وعش ملكاً أومت كريماً، وإن تمت ... وسيفك مشهور بكفك تعذر
شعر لامريء القيس في السعي للمجدوالمشهور في هذا قول امرىء القيس:
فلو أن ما أسعى لأدنى معيشةٍ ... كفاني ولم أطلب قليلٌ من المال
ولكنّما أسعى لمجد مؤثّلٍ ... وقد يدرك المجد المؤثّل أمثالي
وقوله:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ... وأيقن أنّا لاحقان بقيصرا
فقلت له: لا تبك عينك، إنما ... نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
لأبي نواس في طلب الغنىوقال أبو نواس:
أبغي الغنى إمّا جليس خليفةٍ ... نقوم سواءً، أو مخيف سبيل
في ارتفاع همة يزيد بن المهلّب
وقيل ليزيد بن المهلّب: ألاّ تبني دارأ؟ فقال: منزلي دار الإمارة أو الحبس.
للحطيئة في التخاذل وسقوط الهمةوالمشهور في سقوط الهمة قول الحطيئة:
دع المكارم لا ترحل لبغيتهم ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
شعر لمالك بن الرّيب
وقال مالك بن الّريب:
فإن تنصفونا آل مروان نقترب ... إليكم وإلا فأذنوا بتعادي
فإنّ لنا عنكم مراحأ ومرحلا ... بعيسٍ إلى ريح الفلاة صوادي
وفي الأرض عن دار المذلّة مذهبٌ ... وكلّ بلاد أوطنت كبلادي

فماذا عسى الحجاج يبلغ جهده ... إذا نحن جاوزنا حفير زياد
فبآست أبي الحجاج وآست عجوزه ... عتّيّد بهم يرتعي بوهم د
فلولا بنو مروان كان ابن يوسف ... كما كان عبد اً من عبيد إياد
زمان هو المقري المقرّ بذلّةٍ ... يراوح غلمان القرى ويغادي
بين ينحاب وابن عائشة المحدّث
بعث ينحاب خليفتهم إلى ابن عائشة المحدّث وهو عبيد اللّه بن محمد بن حفص التّيمي، فأتاه في حلقته في المسجد فقال له: أبو من؟ قال: هلاّ عرفت هذا قبل مجيئك! قال: أريد أن تخليني. قال: في حاجة لك أم في حاجة لي؟ قال: في حاجة لي. قال: فالقني في المنزل. قال: فإن الحاجة لك. قال: ما دون إخواني سرّ.
شعر لمالك بن حريم وكان لصاً
وقال بعض لصوص همدان، وهو مالك بن حريمٍ:
كذبتم وبيت اللّه لاتأخذونهم ... مراغمةً ما دام للسّيف قائم
متى تجمع القلب الذكيّ وصارماً ... وأنفاً حميًّا تجتنبك المظالم
ومن يطلب المال الممنّع بالقنا ... يعش مثرياً أو تخترمه المخارم
وكنت إذا قومٌ غزوني غزوتهم ... فهل أنا في ذا يال همدان ظالم
شعر لأبي النشناش، وكان لصاً أيضاً
وقال أبو النّشناش، من اللصوص:
إذا المرء لم يسرح سواماً ولم يرح ... سواماً ولم تعطف عليه أقاربه
فللموت خيرٌ للفتى من حياته ... فقيراً ومن مولًى تدبّ عقاربه
وسائلةٍ بالغيب عنّي وسائلٍ ... ومن يسأل الصّعلوك أين مذاهبه؟
وطامسة الأعلام ماثلة الصّوى ... سرت بأبي النشناش فيهم ركائبه
فلم أر مثل الفقر ضاجعه الفتى ... ولا كسواد الليل أخفق صاحبه
وشعر للص آخروقال آخر من اللصوص:
وأنّي لأستحي من اللّه أن أرى ... أطوف بأرض ليس فيه بعير
وأن أسأل المرء اللئيم بعيره ... وبعران ربّي في البلاد كثير
فللّيل إن واراني الليل حكمةٌ ... وللشمس إن غابت عليّ تدور
عوى الذّئب فاستأنست للذئب إذ عوى ... وصوّت إنسانٌ فكدت أطير
رأى اللّه إنّي للأنيس لشانيءٌ ... وتبغضهم لي مقلةٌ وضمير
شعر للنمّر بن تولب في المخاطرة بالنفس
وقال النمّر بن تولب:
خاطر بنفسك كي تصيب غنيمةً ... إنّ الجلوس مع العيال قبيح
فالمال فيه تجلّةٌ ومهم بةٌ ... والفقر فيه مذلّة وقبوح
مثله لآخروقال آخر:
تقول ابنتي: إن انطلاقك واحدا ... إلى الرّوع يوماً تاركي لا اباليا
ذريني من الإشفاق إن قّمي لنا ... من الحدّثان والمنيّة واقيا
ستتلف نفسي أو سأجمع هجمةً ... ترى ساقييهم يألمان التّراقيا
لمثله أيضاً لأوس بن حجر
وقال أوس بن حجر:
ومن يكن مثلي ذا عيالٍ ومقتراً ... من المال يطرح نفسه كلّ مطرح
ليبلي عذراً أو ليبلغ حاجةً ... ومبلغ نفسٍ عذرهم مثل منجح
وقال آخر:
رمى الفقر بالأقوام حتى كأنّهم ... بأطرار آفاق البلاد نجوم
لكسرى في صولة الكريم واللئيمقال كسرى: احذروا صولة الكريم إذا جاع، واللئيم إذا شبع.
وقال الشاعر:
خلقان لم أرضى اختلافهما ... تيه الغنى، ومذلّة الفقر
فإذا غنيت فلا تكن بطراً ... وإذا افتقرت فته على الدّهر
واصبر، فلست بواجدٍ خلقاً ... أدنى إلى فرجٍ من الصّبر
شعر لأعرابي كان أبوه يمنعه من التصرّف خوفاً عليه
كان إعرابيّ يمنع ابنه من التصرف إشفاقاّ عليه، فقال شعراّ فيه:
إذا ما الفتى لم يبغ إلا لباسه ... ومطعمه، فالخير منه بعيد
يذكّرني خوف المنايا، ولم أكن ... لأهرب ممّا ليس منه محيد
فلو كنت ذا مال لقرّب مجلسي ... وقيل إذا أخطأت: أنت رشيد

رأيت الغنى قد صار في الناس سودداً ... وكان الفتى بالمكرمات يسود
وإن قلت لم يسمع مقالي وإنّني ... لمبدىء حقٍّ بينهم ومعيد
فذرني أجوّل في البلاد لعلّه ... يسرّ صديقٌ أو يساء حسود
ألا ربّما كان الشّفيق مضرّةً ... عليك من الإشفاق وهو ودود
شعر لباهلي في طلب الغنىوقال أعرابي من باهلة:
سأعمل نصّ العيس حتى يكفّني ... غنى المال يوماّ أو غنى الحدّثان
فللموت خيرٌ من حياة يرى لهم ... على الحرّ بالإقلال وسم هوان
متى يتكنلّم يلغ حسن كلامه ... وإن لم يقل قالوا: عديم بيان
كأنّ الغني عن أهله بورك الغنى بغير لسانٍ ناطقٌ بلسان
الشرف والسّودد بالمال وذم الفقر والحض على الكسب
شعر لابن الأعرابي في ذم الفقر وقلة المالأنشد ابن الأعرابي:
ومن يفتقر في قومه يحمد الغنى ... وإن كان فيهم ماجد العمّ مخولا
يمنّون إن أعطوا يبخل بعضهم ... ويحسب عجزاً سكته إن تجمّلا
ويزري بعقل المرء قلّة ماله ... وإن كان أقوى من رجال وأحولا
من كتاب الهند في ما يمدح به الغني ويذم الفقيروقرأت في كتاب للهند: ليس من خلّة يمدح بهم الغنيّ إلا ذمّ بهم الفقير، فإن كان شجاعاً قيل أهوج، وإن كان وقوراً قيل بليد، وإن كان لسنا قيل مهذارٌ، وإن كان زمّيتاً قيل عيّي.
شعر في ذم الفقروقال آخر:
الفقر يزري بأقوام ذوي حسبٍ ... وقد يسوّد غير السيّد المال
مثله لابن الأعرابي في الحض على الكسبوأنشد ابن الأعرابي:
رزقت لبّا ولم أرزق مروءته ... وما المروءة إلاّ كثرة المال
إذا أردت مساماةً يقعّدني ... عما ينوّه باسمي رقّة الحال
ولآخر في مدح الغنىوقال آخر:
يغطّي عيوب المرء كثرة ماله ... يصدّق فيما قال وهو كذوب
ويزري بعقل المرء قلّة ماله ... يحمّقه الأقوام وهو لبيب
وقال آخر:
كم من لئيم الجدود سوّده ال ... مال أبوه وأمّه الورق
وكم كريم الجدود ليس له ... عيبٌ سوى أنّ ثوبه خلق
أدّبه سادةٌ كرام فما ... ثوباه إلا العفاف والخلق
مثله للرياشيوأنشد الرياشيّ:
غضبان يعلم أنّ المال ساق له ... ما لم يسقه له دينٌ ولا خلق
لولا ثلاثون ألفا سقتهم بطراً ... إلى ثلاثين ألفا ضاقت الطّرق
فمن يكن عن كرام الناس يسألني ... فأكرم الناس من كانت له ورق
لأحيحة بن الجلاح في المعنى نفسهوقال أحيحة بن الجلاح:
استغن أو مت ولا يغررك ذو نشب ... من ابن عمّ ولا عم ولا خال
يلوون ما عندهم من حق أقربهم ... وعن صديقهم والمال بالوالي
ولا أزال على الزّوراء أعمرها ... إن الكريم على الأخوان ذو المال
كلّ النداء إذا ناديت يخذلني ... إلا ندائي إذا ناديت يا ماليوقال حسّان :
ربّ حلمٍ أضاعه عدم الما ... ل وجهل غظى عليه النعيم
وقال الهذليّ:
رأيت معاشرا يثنى عليهم ... إذا شبعوا وأوجههم قباح
يظلّ المصرمون لهم سجودا ... ولولم يسق عندهم ضياح
ويروى يلف.
؟؟؟

لبعضهم في كسب المال
؟وقال بعضهم: وددت أنّ لي مثل أحد ذهبا لا أنتفع منه بشيء. قيل له: فما تصنع به؟ قال: لكثرة من يخدمني عليه.
قال الصّلتان:
إذا قلت يوماً لمن قد ترى: ... أروني السّريّ، أروك الغني
وسرّك ما كان عند امرىءٍ ... وسرّ الثلاثة غير الخفي
وقال آخر:
لا تسألي النّاس: ما مجدي وما شرفي ... الشأن في فضّتي والشأن في ذهبي
لولم يكن لي مال لم يطر أحد ... بابي ولم يعرفوا مجدي ومجد أبي
وقال آخر:

أجلّك قوم حين صرت إلى الغنى ... وكلّ غنيّ في العيون جليل
ولو كنت ذا عقل ولم تؤت ثروة ... ذللت لديهم والفقير ذليل
إذا مالت الدنيا على المرء رغّبت ... إليه ومال الناس حيث يميل
وليس الغنى إلا غنى زيّن الفتى ... عشيّة يقري أو غداة ينيل
وقال آخر:
وكلّ مقلٍّ حين يغدو لحاجةٍ ... إلى كنلّ من يعدو ومن الناس مذنب
وكان بنو عمي يقولون مرحبا ... فلما رأوني معدماً مات مرحب
وقال آخر:
أبا مصلح أصلح ولا تك مفسداً ... فإنّ صلاح المال خيرٌ من الفقر
ألم تر أنّ المرىء يزداد عزّة ... على قومه إن يعلموا أنه مثري
شعر لعروة بن الورد، وغيرهوقال عروة بن الورد:
ذريني للغنى أسعى فإني ... رأيت النّاس شرّهم الفقير
وأبعدهم وأهونهم عليهم ... وإن أمسى له حسب وخير
ويقصيه النّديّ وتزدريه ... حليلته وينهره الصغير
وتلفي ذا الغنى وله جلالٌ ... يكاد فؤاد صاحبه يطير
قليلٌ ذنبه والذنب جمٌّ ... ولكن للغني ربٌّ غفور
وقال زيد بن عمرو بن نفيل:
ويكأن من يكن له نشبٌ يح ... بب، ومن يفتقر يعش عيش ضرّ
وقال آخر:
ألم تر بيت الفقر يهجر أهله ... وبيت الغنى يهدى له ويزار
وقال آخر:
إذا ما قلّ مالك كنت فردا ... وأيّ الناس زوّار المقلّ؟
لعبد العزيز بن زرارة والطائي وغيرهموقال عبد العزيز بن زرارة:
وما لبّ اللبيب بغيرحظّ ... بأغنى في المعيشت من فتيل
رأيت الحظّ يستر عيب قوم ... وهيهات الحظوظ من العقول
وقال الطائيّ:
الصبر كاسٍ وبطن الكف عاريةٌ ... والعقل عارٍ إذا لم يكس بالنّشب
ما أضيع العقل إن لم يرع ضيعته ... وفرٌ، وأي رحاً دارت بلا قطب
وقال آخر:
عش بجدٍّ ولا يضّرك نوكٌ ... إنماعيش من ترى بالجدود
عش بجدّ وكن هبنّقة القي ... سيّ نوكا أوخالدبن يزيد
وقال الطائي:
ينال الفتى من عيشه وهو جاهلٌ ... ويكدي الفتى في دهره وهو عالم
ولو كانت الأرزاق تجري على الحجا ... هلكن إذاً من جهلهنّ البهائم
وقال المرّار:
إذا لم ترافد في الرّفاد ولم تسق ... عدوّاً ولم تستغن فالموت أروح
وقال ابن الدمينة الثقفي:
أطعت العرس في الشهوات حتى ... أعادتني عسيفاً عبد عبد
إذ ما جئتها قد بعت عذقا ... تعانق أو تقبّل أو تفدّي
وقال الأسعر الجعفيّ:
وخصاصة الجعفي ما داينته ... لا ينقضي أبداً وإن قيل انقضى
إخوان صدقٍ ما رأوك بغبطة ... فإن افتقرت فقد هوى بك ما هوى
وقال آخر:
إذا المرء لم يكسب معاشا لنفسه ... شكا الفقر أو لاقى الصدّيق فأكثرا
وصار على الأدنين كلاّ وأوشكت ... صلات ذوي القربى له أن تنكّرا
فسر في بلم د اللّه والتمس الغنى ... تعش ذا يسار أو تموت فتعذرا
وما طالب الحاجات من حيث تبتغى ... من الناس الأ من أجدّ وشمّرا
فلا ترض من عيشٍ بدونٍ ولا تنم ... وكيف ينام الليل من كان معسرا
وقال آخر:
من يجمع المال ولا يثب به ... ويترك العام لعام جدبه
يهن على الناس هوان كلبه
؟

لأبي اليقظان في عتبة بن ربيعة
قال أبو اليقظان: ما ساد مملق قط الا عتبة بن ربيعة.
لعبد اللّه بن عمرو في عمل الدين والدنيا
حدّثني أبوحاتم قال: حدّثنا الأصمعيّ عن حمّاد بن سلمة عن عبيد اللّه بن العيزار عن عبد اللّه بن عمرو أنه قال: أحرث لدنياك كأنّك تعيش أبدا وأحرث لآخرتك كأنك تموت غداً.
لأبي قلابة الرقاشي في الغنىقال: حدّثني أبو حاتم قال: حدّثنا الأصمعيّ قال: حدّثني أصحاب أيوب عن أيّوب قال:

كان أبو قلابة يحثّني على الاحتراف ويقول: إن الغنى من العافية.
لأعري في الرجل الكاملقال: وقال الأصمعيّ: سأل أعرابي عن رجل فقالوا: أحمق مرزوقٌ. فقال: ذاك واللّه الرجل الكامل.
في العمل وحفظ المالوكان يقال: من حفظ ماله فقد حفظ الأكرمين: الدّين والعرض.
ويقال في بعض كتب اللّه: أطعني فيما آمرك ولاتعلمني بما ينفعك وآمدد يدك لباب من العمل أفتح لك باباً من الرزق.
وكان يقال: من غلى دماغه في الصيف غلت قدره في الشتاء.
ويقال: حفظ المال أشدّ من جمعه.
وللحسنوقال الحسن: إذا أردتم أن تعلموا من أين أصاب المال فانظروا فيما ينفقه فإنّ الخبيث ينفق سرفاً.
ونحوه قولهم: من أصاب مالأ من نهاوش أذهبه اللّه في نهابر.
ويقال في مثل " الكدّ قبل المدّ " ، يراد الطلب قبل العجاجة والعجز.
وللقيط في الغزووقال لقيط: " الغزو أدّر للّقاح وأحدّ للسلاح " .
شعر لأبي المعافىوقال أبو المعافى:
وإن التواني أنكح العجز بنته ... وساق إليها حين زوّجها مهرا
فراشاً وطيئاً ثم قال لها اتّكي ... قصاراهما لابدّ أن يلدا الفقرا
لزيد بن جبلة في الفقيروقال زيد بن جبلة: لا فقير أفقر من غني أمن الفقر.
لعليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه في الغنى
وروي عن عليّ بن أبي طالب كرم اللّه وجهه أنه قال: ما دون أربعة آلاف درهم نفقةٌ، وما فوقها كنز.
ويقال : القبرولا الفبر.
ويقال : ما سبق عيال مالا قظ إلا. كان صاحئه فقيرا .
لرجل من البصريين صاحب عيال وقيل لرجل من البصريين : ما لك لا ينمي مالك ؟ قال : لأني اتخذت العيال قبل المال واتخذ الناس المال قبل العيال .
ويقال : العيال سوس المال .
وقيل لمديني : كيف حالك ؟ قال . كيف يكرن حال من ذهب ماله وبقيت عادته .
ويقال : الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة.
حدثني محمد بن يحعص باسناد ذكره قال : شكا نبب من الأنبياء إلى الشذة الفقر فاوحى الثه إليه : هكذا جرى أمرك عندي أفتريد من أجلك أن اعيد الدنيا .
ليونى بن حبيب قال . أبو حاتم قال : حذثنا العتي قال : سمعت يونس بن حبيب يقول : ما أجدب أهل البادية قظ حتى تسؤيهم السنة ثم جاءهم الخصب إلا عاد الننى إلى أهل الننى .
بين الأصمعي وأعرابية قال الأصمعف : رأيت أعرابية ذات جمال رائع تسال بمنى فقلت : يا أمة )لتسالين ولك هذا الجمال ! قال : قذر الكه فما اصنع ؟ قلت . فمن أين معاشكم ؟ قالت : هذا الحاخ نتقفمهم ونغسل ثيابهم . فقلت : فاذا ذهب الحاج فمن أين ؟ فنظرت إلن وقالت : يا صلب الجبين ! لو كنا انما نعيش من حيث نعلم لما عشنا.
لشاعر في الإقلال وقال الشاعر " . ) أتراني أرى من الدهريوسا لي فيه مطية غيبر رجلي لاذاكنت في جميع فقالوا قزبوا للرحيل قدمت نعلي حيثمانهنت لا أخلف رحلا من رآني .فقدرآني ورحلي لمديني ولأخرين في قلة ذات اليد قيل لمديني : ما عندك من آلة الحج ؟ قال . التلبية .
وقيل لآخر: ما عندك من الة العصيدة؟ قال: الماء.
وقيل لآخر: ما عندك من آلة القريس؟ قال: الشتاء.
ذم الغنى ومدح الفقرقال شريح: الجدة كنية البهل.
لأكثم بن صيفي في مدح الفقروقال أكثم بن صيفيّ: ما يسرّني أني مكفيُّ كلّ أمر الدنيا. قيل: وإن أسمنت وألبنت؟ قال: نعم، أكره عادة العجز.
عيب الغنىوكان يقال: عيب الغنى أنه يورث البله، وفضيلة الفقر أنه يورث الفكرة.
شعر لمحمد بن حازم في ذم الغنىوقال محمد بن حازم الباهليّ:
ما الفقرعارٌ ولا الغنى شرف ... وسخاء في طاعةٍ سرف
ما لك إلا شيءٌ تقدّمه ... وكلٌّ شيء أخرته تلف
تركك مالاً لوارثٍ يتهنّ ... اه وتصلى بحرّه أسف
؟

مثله لابن مناذر
وقال ابن مناذر:
رضينا قسمة الرحمن فينا ... لنا علمٌ وللثّقفيّ مالٌ
وما الثّقفيّ إن جادت كساه ... وراعك شخصه إلا خيال
لمروان بن الحكموقال أنس بن مالك: لمّا خرج مرران من المدينة مرّ بماله بذي خشب فلما نظر إليه قال: ليس المال إلا ما أشرجت عليه المناطق.

للمسيح عليه السلام في المال
وروي عن المسيح أنه قال: في المال ثلاث خصال، قالوا. وما هي يا روح اللّه؟ قال: لا يكسبه من حلّه. قالوا: فإن فعل؟ قال: يمنعه من حقّه. قالوا: فإن لم يفعل؟ قال: يشغله إصلاحه عن عبادة ربه.
ولابن عمرقيل لابن عمر: توفّي زيد بن حارثة وترك مائة ألف درهم ، قال: لكنهم لاتتركه.
شعر للمعلوط في أن السؤدد للكريموقال المعلوط:
ولا سود المال الدّنيّ ولا دنا ... لذاك ولكنّ الكريم يسود
متى ما ير الناس الغنيّ وجاره ... فقيراً يقولوا عاجزٌ وجليد
وليس الغنى والفقر من حيلة الفتى ... ولكن أحاظٍ قسّمت وجدود
فكم قد رأينا من غنيّ مذمّمٍ ... وصعلوك قومٍ مات وهوحميد
إذا المرء أعيته المروءة ناشئاً ... فمطلبها كهلاً عليه شديد
وقال آخر:
ولا تهين الفقيرعلّك أن ... تركع يوماً والدهر قد رفعه
الأخفش قال: قال المبرّد: أريد النون الخفيفة في ولا تهين فاسقط التنوين لسكونه وسكون اللام.
وقال آخر:
ولست بنظّارٍ إلى جانب الغنى ... إذا كانت العلياء في جانب الفقر
وإني لصبّارٌعلى ما ينوبني ... لأنيّ رأيت اللّه أثنى على الصبر
لأعرابي يمدح قوماً
وقال أعرابي يمدح قوماً:
إذا افتقروا عضّوا على الصبر حسبةً ... وإن أيسروا عادوا سراعاً إلى الفقر
يقول: يعطون ما عندهم حتى يفتقروا.
للحسن عن اليهود وتعييرهم عيسى عليه السلام بالفقرقال الحسن: عيّرت اليهود عيسى بن مريم بالفقر فقال: من الغنى أتيتم.
وللحسن أيضأ في شرف الفقروقال: حسبك من شرف الفقر أنك لا ترى أحدا يعصي ليفتقر.
شعر لابن الأعرابي في ذم المالأنشد ابن الأّعرابي:
المال يغشى رجالأ لا طباخ بهم ... كالسّيل يغشى أصول الدّندن البالي
وقال الطائي:
لا تنكري عطل الكريم من الغنى ... فالسيل حرب للمكان العالي
لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه فيمن دخل على الأغنياء
قال عمر بن الخطاب: من دخل على الأغنياء خرج وهو ساخط على اللّه.
لأعرابي في الغنيّ والفقير وقال أعرابيّ: الغنيّ من كثرت حسناته، والفقير من قلّ نصيبه منها .
شعر لذي الأصبعوقال ذو الأصبع:
لي ابن عمّ على ماكان من خلقٍ ... مخالفٌ لي أقليه ويقليني
أزرى بنا أننا شالت نعامتنا ... فخالني دونه بل خلته دوني
وقال آخر:
إنّ الحرم غزيرةٌ حلباته ... ووجدت حالبة الحلال مصورا
قيل لأعرابي: إن فلاناً أفاد مالاً عظيماً. قال: فهل أفاد معه أياماً ينفقه فيها؟
من كتاب الهند في صاحب المروءةوفي كتاب للهند: ذو المروءة يكرم معدماً كالأسد يهاب وإن كان رابضاً، ومن لا مروءة له يهان وإن كان موسراً كالكلب وإن طوّق وحلّي.
شعر لخداش بن زهيروقال خداش بن زهير:
أعاذل إن المال أعلم أنّه ... وجامعه للغائلات الغوائل
متى تجعليني فوق نعشك تعلمي ... أيغني مكاني أبكري وأفائلي
وقال آخر:
إذا المرء أثرى ثمّ قال لقومه ... أنا السيّد المقضي إليه المعظّم
ولم يعطهم خيراً أبوا أن يسودهم ... وهان عليهم رغمه وهوأظلم
لزبان بن سيّار
وقال زبان بن سيّار:
ولسنا كقوم محدثين سيادةً ... يرى مالهم ولا يحسّ فعالها
مساعيهم مقصورةٌ في بيوتهم ... ومسعاتنا ذبيان طرًّا عيالها
لأبي عبيد اللّه الكاتب في ذلة الفقر وعز الغنى
وقال أبو عبيد اللّه الكاتب: الصبر على حقوق المرؤة أشدّ من الصبر على ألم الحاجة، وذلّة الفقر مانعةٌ من عزّ الصبر كما أن عزّ الغنى مانع من كرم الإنصاف.

وقال بعض المتكلمين في ذمّ الغنى: ألم تر ذا الغنى ما أدوم نصبه، وأقلّ راحته، وأخسّ من ماله حظّه، وأشدّ من الأيام حذره، وأغرى الدّهر بثلمه ونقضه، ثم هو بين سلطان يرعاه، وحقوق تسترثيه، وأكفاء يتنافسونه، وولد يوذون فراقه، قد بعث عليه الغنى من سلطانه العناء، ومن أكفائه الحسد، ومن أعدائه البغي، ومن ذوي الحقوق الذتمّ، ومن الولد الملامة، لاكذي البلغة قنع فدام له السرور، ورفض الدنيا فسلم له الجسد، ورضي بالكفاف فتنكّبته الحقوق.
شعر لأعرابي فقير كثير العيالضجر أعرابيٌّ بكثرة العيال والولد مع الفقر وبلغه أن الوباء بخيبر شديد فخرج إليهم بعياله يعرضهم للموت، وأنشأ يقول:
قلت لحمّى خيبر استعدّي ... هاك عيالي واجهدي وجدّي
وباكري بصالبٍ وورد ... أعانك اللّه على ذا الجند
فأخذته الحمى فمات هو وبقي عياله.
عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه يوصي ابنه عبد اللّه
وكتب عمر بن الخطاب إلى ابنه عبد اللّه: يا بني، اتق اللّه، فإنه من اتقى اللّه وقاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن شكره زاده، فلتكن التقوى عماد عينيك وجلم ء قلبك، وآعلم أنه لاعمل لمن لا نية له ولا أجر لمن لا حسبة له، ولا مال لمن لا رفق له، ولا جديد لمن لا خلق له.
شعر لمحمود الورّاق في مدح الفقر
وقال محمود الورّاق:
يا عائب الفقرالأ تزدجر ... عيب الغنى أكثر لو تعتبر
من شرف الفقر ومن فضله ... على الغنى إن صحّ منك النظر
أنك تعصي اللّه تبغي الغنى ... ولست تعصي اللّه كي تفتقر
وقال آخر:
ليس لي مالٌ سوى كرمي ... فيه لي أمن من العدم
لا أقول: اللّه أعدمني ... كيف أشكو غير متّهم
قنعت نفسي بما رزقت ... وتمطّت بالعلى هممي
وجعلت الصبر سابغةً ... فهي من قرني إلى قدمي
فإذا ما الدّهر عاتبني ... لم يجدني كافراً نعمي
التجارة والبيع والشراءللنبي (
قال: حدّثني محمد بن عبيد عن معاوية بن عمرو عن ابن إسحق عمن حدّثه يرفعه قال: قال رسول اللّه (: " بعثت مرغمةً ومرحمةً ولم ابعث تاجراً ولا زرّاعاً وإن شر هذه الأمة التًجار والزراعون إلاّ من شحّ عن دينه " .
وفي حديث آخر رواه أبو معاوية عن الأعمش عن وائل بن داود عن سعيد بن جبير. سئل النبي ( أيّ الكسب أطيب؟ قال: " عمل الرجل بيده وكلّ بيع مبرورٍ " .
لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه في التجارة
حدّثني يزيد بن عمرو قال: حدّثنا عون بن عمارة عن هشام بن حسان عن الحسن أن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال: من تجر في شيء ثلاث مرات فلم يصب فيه فليتحول منه إلى غيره.
وقال: فرّقوا بين المنايا، واجعلوا الرأس رأسين ولا تلثّوا بدار معجزةٍ.
وقال: إذا اشتريت بعيراً فاشتره عظيم الخلق فإن أخطأك خيرٌ لم يخطئك سوقٌ.
وقال: بع الحيوم ن أحسن ما يكون في عينك.
وللحسن في الأسواقوقال الحسن: الأسواق موائد اللّه في الأرض فمن أتاهم أصاب منهم .
للنبي (
ابن المبارك عن معمر عن الزبيري قال: مر رسول اللّه (برجل يبيع شيئاً، فقال: " عليك بالسّوم أول السوق فإن الرّباح مع السماح " .
وفي بعض الحديث المرفوع: " أمر رسول اللّه ( الأغنياء باتخاذ الغنم والفقراء باتخاذ الدّجاج " .
وقيل للزّبير: بم أبلغت ما بلغت من اليسار؟ قال: لم أردّ ربحاً ولم أستر عيباً.
ولمعاوية في التجارةدخل ناسٌ على معاوية فسألهم عن صنائعهم، فقالوا: بيع الرقيق. قال: بئس التجارة ضمان نفس ومؤونة ضرس.
بين رجل باع ضيعة ومشتريهاباع رجل ضيعة فقال للمشتري: أما واللّه لقد أخذتها ثقيلة المؤونة قليلة المنفعة. فقال: وأنت واللّه لقد أخذتهم بطيئة الاجتماع سريعة التفرّق.
واشترى رجل من رجل داراً فقال له المشتري: لو صبرت لم شتريت منك الذراع بعشرة.
فقال: وأنت لو صبرت بعتك الذراع بدرهم .
لعمر بن أبي زائدة في أبي سفيان بن العلاء يصفه بالحمق

حدّثنا أبو حاتم عن الأصمعيّ أن أبا سفيان بين العلاء باع غلاماً ما له بثلاثين ألفاً فقال عمر بن أبي زائدة: هذا أحمق، قالوا: كيف؟ قال: لأنّه لم يبلغ ثلاثين ألفاً حتى اعطي قبل ذلك عشرون ألفاً فكيف انتظر ولم يغتنمها؟
عبد اللّه بن جعفر وقد رؤي يماكس
ورئي عبد اللّه بن جعفر يماكس في درهم فقيل له: أتماكس في درهم وأنت تجود من المال بما تجود به؟ قال: ذلك مالي جدت به وهذا عقلي بخلته .
ولابن عمرابتاع ابن عمر شيئا فحثا له البائع على المكيال، فقال له ابن عمر: أرسل يدك ولا تمسك على رأسه فإنما لي ما يحمله المكيال.
كان جرير بن عبد اللّه إذا اشترى شيئاً قال لصاحبه: إن الذي أخذنا منك خيرٌ ممّا أعطيناك اذ أظنّ أنه كذلك فأنت بالخيار.
عمرو بن عبيد وقد اشترى إزاراً للحسن
اشترى عمرو بن عبيد إزاراً للحسن بستة دراهم ونصف فاعطاه سبعة دراهم فقال الرجل: إنما بعته بستة دراهم ونصف. فقال عمرو: إني اشتريته لرجل لايقاسم أخاه درهماً.
لأبي الزنادقال: حدّثنا أبو حاتم عن الأصمعيّ عن أبي الزناد قال: إذا عزب المال قلّت فواضله، لا بلحة ولا بسرة ولا رطية ولا كرنافة.
ونحوه قول بعض الحجازيّين:
سأبغيك مالاً بالمدينة إنّني ... أرى عازب الأموال قلت فواضله
بين سهل بن حنيف وعمر بن عبد الرحمن
قال عمر بن عبد الرحمن بن عوف. قسم سهل بن حنيف بيننا أموالنا وقال لي: يا بن أختي إني أؤثرك بالقرابة، اعلم أنه لامال لأخرق ولاعيلة على مصلح، وخير المال ما أطعمك لاما أطعمته، وإن الرقيق جمال وليس بمال.
قال زياد: ليس لذي ضعف مثل أرض عشر، وليس لذي جاه مثل خراج، وليس لتاجرٍ مثل صامتٍ.
بين رجل وتاجرقال رجل لآخر: بكم تبيع الشاة؟ تال. أخذتها بستة وهي خير من سبعة وقد أعطيت بها ثمانية فإن كانت من حاجتك بتسعة فزن عشرةً.
كان يقال: خير المال عين خرّارة، في أرض خوّارة، تفجّرها الفارة، تسهر إذا نمت، وتشهد إذا غبت، وتكون عقباً إذا متّ.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهريّ عن سعيد بن المسيب قال: إن اللّه إذا أبغض عبداً جعل رزقه في الصّياح.
وقال الفضيل مثل ذلك، وقال: أما سمعت إلى أهل دار البطيخ والملاحين ودوّيهم .
ابن عمر والمماكسةقال: حدّثنا أحمد بن الخليل قال: حدّثنا أحمد بن الحارث الهجيميّ قال: حدّثنا المبارك بن سعيد عن برد بن سنان عن نافع عن ابن عمر أنّه كان ل ايرى بالمكايسة والمماكسة في الشراء والبيع بأساً.
بين عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه وغلام له
قال: حدّثنى محمد قال: حدّثني الأصبهانيّ عن يحيى بن أبي زائدة عن مجالد عن أبي بردة، قال: أتى عمر غلام ما له يبيع الحلل، فقال له: إذا كان الثوب عاجزاً فانشره وأنت جالسٌ وإذا كان وساعا فانشره وأنت قائم. قال: فقلت له: اللّه اللّه يا عمر. قال: إنما هي السوق.
لعبد اللّه بن الحسين في الغلات
قال عبد اللّه بن الحسين: غلّة الدور مسكةٌ وغلّة النخل كقافٌ وغلّة الحب الغنى. قال أعرابيّ:
زيادة شيءٍ تلحق النفس بالمنى ... وبعض الغلاء في التجارة أربح
كتاب عتبة بن غزوانولما بلغ عتبة بن غزوان أن أهل البصرة قد اتخذوا الضّياع وعمروا الأرضين كتب إليهم: لا تنهكوا وجه الأرض فإن شحمتها في وجهها.
قال أعرابيّ:
وفي السّوق حاجاتٌ وفي النّقد قلّةٌ ... وليس بمقضي الحاجة غير الدّراهم
لميمون بن ميمون في الشراء بنعت أهل البضاعةقال ميمون بن ميمون: من اشترى الأشياء بنعت أهلها غبن.
بين شكر الحرشي والحسنحدّثني سهل بن محمد عن الأصمعيّ، قال: حدّثني شكر الحرشي قال: جاء الحسن بشاةٍ فقال لي: بعها وابرأ من أنّها تقلب المعلف وتنزع الوتد من قبل البيع لئلا يقولوا ندم.
قال الشاعر:
إذا ما تاجرٌ لم يوف كيلً ... فصبّ على أنامله الجذام
شعر لابن الزيات في الطائيابن الزيات في الطائي:
رأيتك سهل البيع سمحاً وإنما ... يغالي إذا ما ظنّ بالشيء بائعه
هو الماء إن أحميته طاب شربه ... ويكدر يوماً أن تباح مشارعه

حدّثت عن شيبان بن فروخ عن أبي الأشهب عن الحسن قال: كان رجل يتّجر في البحر ويحمل الخمر يأتي بهم قوماً، فعمد إليهم فمزجها نصفين وأتاهم بهم فباعهم بحساب الصّرف واشترى قرداً فحمله معه في السفينة، فلما لجّج في البحر لم يشعر إلا وقد أخذ القرد الكيس وعلاعلى الصّاري وجعل يلقي ديناراً في البحر وديناراً في السفينة حتى قسمه قسمين.
قال رجلٌ من الحاجّ: أتانا رجل من الأعراب بالرمل في طريق مكّة بغرارة فيهم كمأة، فقلنا له: بكم الغرارة؟ فقال: بدرهمين. فقلنا: لك ذلك. فاخذناها ودفعنا إليه الثمن، فلما نهض قال له رجل منا: في است المغبون عود. فقال: بل عودان، وضرب الأرض برجله فإذا نحن على الكمأة قيامٌ.
قيل لأعرابيّ: ألا تشتري لابنك بطّيخةً. فقال: لا، أو يبلغ من كساده أن يكون إذا تناول من بين يدي البقال وأخذه وعدا رماه بأخرى ولم يعد خلفه.
لأعرابيّ وقد اشترى غلام ما بعيب فيه
اشترى أعرابيّ غلاماً فقال للبائع: هل فيه من عيب؟ فقال: لا، غير أنه يبول في الفراش.
فقال: ليس هذا بعيب، إن وجد فراشا فليبل فيه.
الدّين
لثابت بن عقلة في الدّين
قال ثابت قطنة: الدّين عقلة الشريف.
شعر دليموقال دليم:
اللّه لقّى من عرابة ببيعةً ... على حين كاد النّقد يعسرعاجله
ولوّى بنان الكف يسب ربحه ... ولم يحسب المطل الذي أنا ماطله
سيرضى من الرّبح الذي كان يرتجي ... برأس الذي أعطى وهل هو قابله
بين عمر وابن جريج وقد تقنّع تستراً من دائنيه
عبد الرزاق عن ابن جريج قال: رآني عمر وأنا متقنّع، فقال: يا أبا خالد، إن لقمان كان يقول: القناع بالليل ريبة وبالنهار مذلّة. فقلت. إن لقمان لم يكن عليه دينٌ.
محمد بن النضر الحارثي لبعض العبادكتب يعقوب بن داود إلى بعض العباد يسأله القدوم عليه، فأتى محمد بن النضر الحارثي فاستشاره وقال: لعل اللّه يقضي ديني. فقال محمد بن النضر: لأن تلقى اللّه وعليك دين ولك دين خير من أن تلقاه وقد قضيت دينك وذهب دينك.
لعياض بن عبد اللّه في مضار الذين
قال عياض بن عبد اللّه: الذين راية اللّه في أرضه فإذا أراد أن يذل عبداً جعلها طوقاً في عنقه.
خالد القسري يعرّض بعتبة بن عمرو ورد عتبة عليه
دخل عتبة بن عمرو على خالد القسري. فقال خالد يعرض به: إنّ ههنا رجالاً يدّانون في أموالهم فإذا فنيت ادّانوا في أعراضهم. فقال عتبة: إن رجالاً تكون مروءاتهم أكثر من أموالهم فيدانون على سعة ما عند اللّه. فخجل خالد وقال: إنّك منهم ما علمت.
شعر لأعرابيّ يذكر غرماء له
وقال أعرابيّ يذكر غرماء لها:
جاءوا إليّ غضاباً يلغطون معا ... يشفي أذاتهم أن غاب أنصاري
لما أبوا جهرةً إلا ملازمتي ... أجمعت مكرم بهم في غير إنكار
وقلت إني سيأتيني غداً جلبي ... وإنّ موعدكم دار ابن هبّار
وما أواعدهم إلا لأربثهم ... عني فيحرجني نقضي وإمراري
وماجلبت اليهم غير راحلةٍ ... تخدي برحلي وسيفٍ جفنه عاري
إن القضاء سيأتي دونه زمنٌ ... فاطو الصحيفة واحفظها من الفار
مثله لآخروقال آخر لغرمائه:
ولو علّقتموني كلّ يوم ... برجلي أو يدي في المنجنيق
لما أعطيتكم إلا ترابا ... يطيّر في الخيااشم والحلوق
وقال آخر:
إذا جئت الأمير فقل سلامٌ ... عليك وركة اللّه الرحيم
وأما بعد ذلك فلي عريمٌ ... من الأعراب قبّح من غريم
له ألفٌ عليّ ونصف ألفٍ ... ونصف النصف في صكٍ قديم
دراهم ما انتفعت بها ولكن ... وصلت بها شيوخ بني تميم
بين الحارث بن عبد اللّه ورجل من بني مخزوم
حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ، قال: جاء رجل من بني مخزوم إلى الحارث بن عبد اللّه ابن نوفل وهو يقضي عن أخيه دينا فقال: إن لي على أخيك حقاً. قال: ثبّت حقّك تعطه. قال: أفمن ملاءة أخيك ووفائه ندّعي عليه ما ليس لنا؟ فقال: أمن صدقك وبرّك نقبل قولك بغير بينةٍ؟

لأعرابيّ يوصي سهل بن هارون بالتواري عن غرمائه
لزم سهل بن هارون دين كثير، فقال أعرابيّ يوصيه بالتّواري عن غرمائه:
انزل أبا عمرو على حدّ قريةٍ ... تربّع إلى سهل كثير السّلائق
وخذ نفق اليربوع فآسلك طريقه ... ودع عنك إنّي ناطقٌ وابن ناطق
وكن كأبي قطب على كلّ رائع ... له باب دار ضيق العرض سامق
وأبو قطبة خناق كان بالكوفة مولى لكندة.
في الأنظار وإرجاء دفع الدّين
حدّثني محمد بن عبيد، قال: حدّثني سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير أن رجلاً كان يبايع الناس ويداينهم ، وكان له كاتب ومتجرٌ، فيأتيه المعسر والمستنظر فيقول لكاتبه: أكليء وآستنظر وتجاوز ليوم يتجاوز اللّه عنا فيه. فمات لايعمل عملاً غيره فغفر اللّه له.
شعر للقضاعيقال شقران القضاعي:
لوكنت مولى قيس عيلان لم تجد ... عليّ لإنسان من الناس درهما
ولكنني مولى قضاعة كلها ... فلست أبالي أن أدين وتغرما
بين عبد الرحمن بن عوفوعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه وقد أرسل يستلف منه
بلغنى عن يحيى بن أيّوب عن الأعمش عن إبراهيم، قال: أرسل عمر إلى عبد الرحمن بن عوف يستسلفه أربعمائة درهم، فقال عبد الرحمن: أتستسلفني وعندك بيت المال، الا تأخذ منه ثم تردّه؟ فقال عمر: إني أتخوف أن يصيبني قدري، فتقول أنت وأصحابك: اتركوا هذا لأمير المؤمنين. حتى يؤخذ من ميزاني يوم القيامة، ولكني أتسلّفها منك لما أعلم من شحّك فإذا مت جئت فاستوفيتها من ميراثي.
بين أبي عبّاد المهلبي وصديق له اعتذر عن تسليفه
كتب أبو عبّاد المهلّبي إلى صديق له مكثرٍ يستسلفه مالاً، فاعتلّ عليه بالتعذر وضيق الحال، فكتب إليه ابن عبّاد: إن كنت كاذباً فجعلك اللّه صادقاً وإن كنت ملوماً فجعلك اللّه معذوراً.
لأبي اليقظان في الفضل بن العباسأبو اليقظان قال: كان الفضل بن العبّاس بن عتبة بن أبي لهب الشاعر يعين الناس فإذا حلت دراهمه ركب حماراً له يقال له شارب الريح فيقف على غرمائه ويقول:
بني عمّنا ردوا الدراهم إنما ... يفرّق بين الناس حبّ الدراهم
وكان رجل من بني الدّيل عسر القضاء فإذا تعلق به غرماؤه فرّ منهم وقال:
فلوكنت الحديد لكسّروني ... ولكني أشدّ من الحط يد
فعيّنه الفضل، فلما كان قبل المحلّ جاء فبنى معلفاً على باب داره، وكان يقال للرجل عقرب، فلقي كل واحد من صاحبه شّدةً، فهجاه الفضل فقال:
قد تجرت في دارنا عقربٌ ... لامرحباً بالعقرب التاجره
إن عادت العقرب عدنا لهم ... وكانت النّعل لهم حاضره
كل عدوّ يتّقى مقبلاً ... وعقربٌ تخشى من الدّابره
إن عدوا كيده في آسته لغيرذي كيد ولا نائره قال بعضم : ثلاثة من عازهم عادت عزته ذلة : السلطان ، والوالد ، والغريم .
للنبي لنهض وفي الحديث الفرفوع : " لصاحب الحق اليد واللسان) .
لبعفرخلفاء بني أمية وقد رأى غريما له المدائني قال . ساير بعض خلفاء بني أمية رجلا وهو يحادثه ثم قطع حديثه وآصفر لونه ، فقال له الرجل : ما هذا الذي رأيت منك ؟ قال . رأيت غريما لي .
قال الشاعر: إذا ما أخذت الدين بالذين لم يكن قضاء ولكن كان غرما على غرم وقال آخر أخذت الدين أدفع عن تلادي واخذ الدين أهلك للتلاد شعر لباهلي مديون ليحصبي كان لرجل من يحصب على رجل من باهلة دين ، فلما حل دينه هرب الباهل! وأنشا يقول !ذا حل دين اليحصبي فقل له : تزود بزاد وآستعن بدليل سيصبح فوقي أقتم الرأس واقعا بقالي قلاأو من وراء دبيل قال المحذث بهذا : فحذثني من رآه بقالي قلا أو بدبيل وهو مصلوب وقد وقعت عليه عقاب .
أبو فرعون الأعرابي وقوم استقرضهم فابوا وقف أبو فرعون الأعرابي على باب قوم يسالهم ، فحلفوا له : ما عندهم شيء يعطونه ، فقال: استقرضوا لنا شيئاً. فقالوا: ما يقرضنا أحد شيئاً. فقال أبو فرعون: ذلك لأنكم تأخذون ولاتعطون، أو قال ولاتقضون.
في الأعتذار من التسليف

أتى قومٌ عباديّاً فقالوا: نحبّ أن تسلف فلاناً ألف درهم وتؤخره بها سنة. قال: هاتان حاجتان وسأقضي لكن إحداهما، وإذا أنا فعلت فقد أنصفت، أنا أؤخرّه ما شاء.
كتاب عمر بن عبد العزيز إلى رجل له عليه دينكتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل له عليه دينُ: قد آن للحقّ الذي عندك أن يرجع إلى أهله، وتستغفر اللّه تعالى من حبسه.
اختلاف الهمم والشهوات والأمانياجتمع عبد اللّه بن عمر وعروة بن الزبير ومصعب بن الزبير وعبد الملك بن مروان بفناء الكعبة، فقال لهم مصعب: تمنوا. فقالوا: ابدأ أنت. فقال: ولاية العراق وتزوج سكينة ابنة الحسين وعائشة بنت طلحة بن عبيد اللّه. فنال ذلك وأصدق كل واحدة خمسمائة ألف درهم وجهزّها بمثلهم. وتمنى عروة بن الزبير الفقه وأن يحمل عنه الحديث فنال ذلك. وتمنى عبد الملك الخلافة فنالها. وتمنى عبد اللّه بن عمر الجنة.
وصف السرورقال قتيبة بن مسلم لحصين بن المنذر: ما السّرور؟ قال: امرأةٌ حسناء، ودارٌ قوراءا، وفرسٌ مرتبطٌ بالفناء.
وقيل لضرار بن الحسين. ما السّرور؟ قال: لواءٌ منشور، وجلوسٌ على السرير، والسلام عليك أيها الأمير.
أيضا لعبد الملك بن صالحوقيل لعبد الملك بن صالح: ما السرور؟ فقال:
كلّ الكرامة نلتها ... إلّا التحية بالسلام
يريد أنه لم يسلّم عليه بالخلافة.
وأخذه من قول الأخر:
من كل ما نال الفتى ... قد نلته إلا التحيه
يريدالملك.
قيل لعبد الملك بن الأهتم: ما السّرور؟ فقال: رفع الأولياء، وحطٌ الأعداء، وطول البقاء، مع القدرة والنماء.
وقال آخر:
أطيب الطّيبات قتل الأعادي ... واختيالٌ على متون الجياد
وأيادٍ حبوتهنّ كريماً ... إن عند الكريم تزكو الأيادي
قيل للفضل بن سهل: ما السرور؟ فقال: توقيع جائز وأمرٌ نافذ.
ليزيد بن أسد في أسرّ شيء للقلوب
وقال يزيد بن أسد يوماً. أفي شيء أسر للقلوب؟ فقالوا: رجل هوي زمانا ثم قدر، فقال: إن هذا السّرور.
وقال آخر: رجل طلب الولد زماناً فلم يولد له ثم بشر بغلام، فقال يزيد: أسرّ من هذا كلّه قفلةٌ على غفلة.
أماني لبعض الحكماءقيل لبعض الحكماء: تمنّ. فقال: محادثة الأخوان، وكفاف من عيش يسدّ خلّتي ويستر عورتي، والانتقال من ظلّ إلى ظل.
قيل لآخر. ما بقي من ملاذك؟ قال: مناقلة الأخوان الحديث على التّلاع العفر في الليالي القمر.
لامريء القيس في أطيب عيش الدنياقيل لامرىء القيس. ما أطيب عيش الدنيا؟ فقال: بيضاء رعبوبة، بالطّيب مشوبة، الشحم مكروبة.
مثله لطرفة بن العبد ، والأعشىوقيل لطرفة مثل ذلك فقال: مطعنمُ شهيّ وملبسُ دفيّ، ومركبٌ وطيّ.
وقيل للأعشى مثل ذلك، فقال: صهباء صافية، تمزجها ساقية، من صوب غادية.
شعر لطرفة بن العبدوقال طرفة:
ولولا ثلاث هنّ من عيشة الفتى ... وجدّك لم أحفل متى قام عودي
فمنهن سبقي العاذلات بشربة ... كميتٍ متى ما تعل بالماء تزبد
وتقصير يوم الدّجن والدجن معجبٌ ... ببهكنةٍ تحت الطّراف المعمّد
وكرّي إذا نادى المضاف محنباً ... كسيد الغضا نبهته المتورد
مثله لأبي نواس في طيب العيشوقال أبو نواس:
قلت بالقفص ليحيي ... ونداماي نيام
يارضيعي ثدي أمٍّ ... ليس لي عنه فطام
إنما العيش سماعٌ ... ومداتم وندام
فإذا فاتك هذا ... فعلى العيش السلام
ولسحيموقال سحيم:
تقول حدراء: ليس فيك سوى ال ... خمر معابٌ يعيبه أحد
فقلت: أخطأت، بل معاقرتي ال ... خمر وبذلي فيهم الذي أجد
هو السّناء الذي سمعت به ... لاسبدٌ محتدي ولالبد
ويحك لولا الخمورلم أحفل ال ... عيش ولا أن يضمني لحد
هي الحيا والحياة واللّهو لا ... أنت ولاثروة ولا ولد
شعر لأبي الهندي في ترك الخموروقال أبو الهندي:
تركت الخمور لأربابهم ... وأصبحت أشرب ماء قراحا

وقد كنت حينا بهم معجبا ... كحبّ الغلام أالفتاة الرّداحا
وما كان تركي لهم أنني ... يخاف نديمي عليّ افتضاحا
ولكن قولي له مرحباً ... وأهلاً مع السّهل وآنعم صباحا
ولآخر في شرب الخمروقال آخر:
اسقني بالكبير إني كبير ... إنما يشرب الصغير الصغير
لايغرنك يا غبيد خشوعي ... تحت هذا الخشوع فسق كثير
شعر لابن عائشةكان ابن عائشة ينشد:
لما رأيت الحظ حظ الجاهل ... ولم أر المغبون غير العاقل
رحلت عنسا من كروم بابل ... فبنت من عقلي على مراحل
وقال آخر:
شربنا من الداذي حتى كاننا ... ملوك لهم بر العراقين والبحر
فلما آنجلت شمس النهار رأيتنا ... تولى آلغنى عنا وعاودنا الفقر
؟

لبعضهم في العيش
قال بعضهم: العيش كله في كثرة المال وصحة البدن وخمول الذكر.
وكان يقال: ليس السرور للنفس بالجدة، إنما سروز النفس بالأمل.
ليزيد بن معاوية في ما يخلق العقلقال يزيد بن معاوية: ثلاث تخلق العقل وفيهم دليل على الضعف: سرعة الجواب، وطول التمني، والأستغراب في الضحك.
وكان يقال: المنى والخلم أخوان.
وسئل ابن أبي بكرة: أي شيء أدوم إمتاعا؟ فقال: المنى.
شعر في التمنيوقال الشاعر:
إذا تمنيت بت الليل مغتبطاً ... إن المنى رأس أموال المفاليس
وقال آخر:
ما فاتني منك فإن المنى ... تدنيه مني فكأنا معا
وقال آخر:
وإن لوّا ليس شيئاً سوى ... تسلية اللّوماء بالباطل
شعر لبعض الأعرابوقال بعض الأعراب:
منى إن تكن حقا تكن أحسن المنى ... والأ فقد عشنا بهم زمنا رغدا
أماني من سعدى عذابا كانما ... سقتكن بهم سعدى على ظمأ بردا
لبشار والمجنونوقال بشار:
كررنا أحاديث الزمان الذي مضى ... فلذ لنا محمودهم وذميمهم
وقال المجنون:
أيا حرجات الحي حيث تحملوا ... بذي سلم لاجادكن ربيع
وخيماتكن اللم تي بمنعرج اللوى ... بلين بئى لم تبلهن ربوع
فقدتكن من نفس شعاع فطالما ... نهيتكن عن هذا وأنت جميع
فقربت لي غير القريب وأشرفت ... إليك ثغايخا ما لهن طلوع
شعر لابن أبي الدمنيةوقل ابن أبي الدمينة:
يا اليتنا فردا وحش ندور معا ... نرعى المتان ونخفى في نواحيها
أو ليت كدر القطا حلقن بي وبها ... ذون السماء فعشنا في خوافيها
أكثرت من ليتنا لو كان ينفعني ... ومن منى النفس لو تعطى أمانيهم
لكثير عزةوقال كثير:
فياليتنا يا عز من غير ريبة ... بعيران نرعى في الفلم ة
ونعزب نكون لذي مال كثير يضيغنا ... فلاهو يرعانا ولانحن نطلب
مثله لجران العؤد ومالك بن أسماءوقال جران العود :
الأ ليتنا طارت عغلام س! لنا معا ... لهم سبب عند المجرة أو وكر
وقال مالك بن أسماء:
ولما نزلنا منزلاطله الندى ... أنيقا وبستانا من النور حاليا
أجذ لنا طيب المكان وحسنه ... منى فتمنينا فكنت الأمانيا
وأنشدنا الرياشيّ:
نهم ري نهم ر الناس حتى إذا دجا ... لي الليل متتني هناك المضاجع
أقضي نهم ري بالحديث وبالمنى ... ويجمعي والهتأبالليل جامع
وأنشد أبو زيد:
كأني إذ أسعى لم ظفر طائر ... مع النجم في جو السماء يطير
فتى متلهى بالمنى في خلائه ... وهن وإن حسنتهن غرور
لشيخ من بني القحيفأبو حاثم عن الأصمعيّ قال: زعأشيخ من بني القحيف قال: تمنيت دارا فمكثت أربعة أشهر مغتما للذرجة أين أضهم .
بين الوليد بن عبد الملك وبديح المغني

قال الوليد بن عبد الملك لبأيغ ألمغني: خذ بنا في التمن فواللّه لم غلبنك. قال: واللّه لاتغلبني أبدا. قال: بلى. قال بديح. فإني أتمنى كفلين من العذاب، وأن يلعنني اللّه لعنا كثيرا فخذ ضعفي ذلك. قال: غلبتني لعنك اللّه.
لمزبد في التمنيقيل لمزبد: أيسرك أن هذه الجنة لك؟ قال: وأضرب عشرين سوطا. قالوا: وبأتقول هذا؟ قال: لم نه لايكون شيء الأ بشيء.
لرجل كان يطلبه الحجاجالأصمعيّ عن مبشر بن بشير أن رجلاً كان يطلبه الحجاج فمر بساباط فيه كلب بين خئيني يقطر عليه ماؤهم. فقال: يا ليتني مثل هذا الكلب. فما لبث ساعة أن مر بالكلب في عنقه حبل، فسأل عنه، فقالوا: جاء كتاب الحجاج يأمر فيه بقتل الكلم.
بين مديني وكوفي في مبلغ حب كل منهما للنبي ج!زقال مديني لكوفي: ما بلغ من حبك لرسول اللّه سعس!ظ؟ فقال: وددت أني وقيته ولم يكن وصل إليه يوم أحد ولاغيره شيء من المكروه الأ كان بي دونه. قال المديني: وددت أن أبا طالب كان أسلم فسر به رسول اللّه جم!نه وأني كافر.
ابن أبي عتيق وجارتهتمنى ابن أبي عتيق أن يهدى له مسلوخ يتخذ منه طعامأ، فسمعته جارة له فظنت أنه قد أمر أن يشترى له، فانتظرت إلى وقت الطعاأثم جاءت تدق الباب، وقالت: شممت ريح قدورى فجئت لتطعموني. فقال ابن أبي عتيق: جيراني يشمون ريح الأماني.
من كتاب الهند الناسك وجزة العسلوفي كتاب للهند أن ناسكا كان له عسل وسمن في جرة، ففئهريوما فقال: أبيع الجرة بعشرة دراهم ، وأشتري خمسة أعنبر فأويدهن في كل سنتن مرتين، ويبلغ النتاخأفي سنين مائتين، وأبتاع بكل أربع في، وأصيب بذرا فأزرع، وينمي المال في يدي، فآثخذ المساكن والعبيد والأماء والأهل ويولد لي ابن فاسميه كذا وآخذه بالأدب، فإن هو عصاني ضربت بعصاي رأسه، وكانت في يده عصا فرفعهم حاكيا للفرب، فاصاب الجرة فانكسرت، وانصب العسل والسمن على رأسه.
شعر كان ابن عمر بن الخطاب يتمثل به في حال سرورهابن الكلبي قال: كان رجل من ولد عمر بن الخطاب مسرورا قال:
ليت أيامنا ببرقة خاخ ... لياليك يا طويل تعود
له إذا كان مغتمالي إذا كان مغتما قال .:
تر الشيء مما تتقي فتخافه ... ا لاترى مما يقي اللّه أكثر
زياد بن أبيه في أنعم لناسالأصمعيّ عن أبيه قال: قال زياد: أي الناس أنعم؟ قالوا: معاوية. قال: فأييئ ما يلقى من لناس ! قالوا: فأنت. قال: فاين ما ألقى من الثغور والخراج ! قالوا. فمن؟ قال: شاب له سداد من عيش، وامرأة قد رضيهم ورضيته، لايعرفنا ولانعرفه، فإن عرفنا وعرفناه أفسدنا عليه دينه ودنياه.
التواضع

تواضع عمر بن عبد العزيز
قال: حدّثني محمد بن خالد بن خداش قال: حدّثنا مسلابن قتيبة عن شيخ من أهل المدينة قال: أقال أ " رجاء بن حيوة: قاأعمر بن عبد العزيز ذات ليلة فاصلح من السراج فقلت: يا أمير المؤمنين لم لاأمرتني بذلك، أو دعوت له من يصلحه؟ فقال: قمت وأنا عمر وعدت وأنا عمر.
من تواضع محمد بن كعبقال: حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: كتب محمد بن كعب فانتسب وقال: القرظي، فقيل له: أو الأنصاريّ. فقال: أكره أن أمن على اللّه بما لم أفعل.
عمر بن الخطاب في سفره وشعر لهقال: حدّثني أحمد بن الخليل قال: حدّثنا عبد اللّه بن مسلمة عن يعقوب بن حقاب المدنن عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه قال: كان عمر بن الخطاب إذا سافر لايقوم في الظل، وكان يراحلنا رحالنا ويرخل رحله وحده. وقال ذات يوم :
لايأخذ الليل عليك بالهم ... وألبس له الهقميص واعتتأ
وكن شريك نافع وأسلم ... ثم آخدأالأقواأحتى تخدم
للنبي( وروى وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازأقال: جاء رجل إلى النبي( ه، فأصابته رعدة، فقال النبي( : " هؤن عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريثر كانت تاكل ا لقديد " .
للأحنفقال: حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: جلس الأحنف على باب دار، فمرت به ساقية فوضعت قربتهم وقالت. يا شيخ، احفظ قربتي حتى أعود. ومضت، فاتاه الأذن وقال: انهض. فقال: إن معي وديعة. وأقاأحتى جاءت.

حدّثني أبوحاتم عن الأصمعيّ عن جرير بن حازأعن الزبير بن الحارث عن أبي لبيد، قال: مر بنا زياد وهو أمير البصرة ومعه رجل أو رجلاً ن وهو على بغلة قد طوق الحبل في عنقهم تحت ا للجاأ.
ليحيى بن خالد في الشريف والوضيعالأصمعيّ قال: قال يحمى بن خالد: الشريف إذا نقر تواضع، والوضيع اذا نقر تكنتر. الأصمعيّ قال: لاأراه أخذه الأ من كيس غيره.ا
لعروة بن الزبيرحدّثنا حسين بن حسن المروزقي قال: حدّثنا عبد اللّه بن المبارك عن يحعى بن أيوب عن عمارة بن غزتة عن عبد اللّه بن عروة بن الزبير قال: إلى اللّه أشكو حمدي ما لاآتي، وذتن ما لاأترك.
لأنس، وغيره، في تواضع النبي (
قال: حدّثني أحمد بن الخليل عن أبي نعيأعن مندل حميد عن أنس قال: مرالنبي (تن وأنا في غالماني فسلم عليّنا.
وحدّثني أحمد بن الخليل عن عمر بن عامر عن شعبة عن جابر عن طارق التيم! عن جرير ابن عبد اللّه البجلي قال: مر رسول اللّه جج! بنسوة فستأعليهم .
تواضع عطاء السلميقال: حدّثنا أبوحاتم عن الأصمعي قال: أخبرني معمر قال: قلت لجار لعطاء السلمي: من كان يخدأعطاء؟ قال: مخنثون كانوا في الدار يستقون له وضؤه. فقلت: أيوضئه خنثون ! فقال: هو كان يظنهم خيرأ منه.
محمد بن راسع لم بنه وقد آذى رجلاً
الأصمعيّ عن رجل عن البتي قال: آذى ابن لمحمد بن واسع رجلاً، فقال له محمد: أتؤذيه وأنا أبوك وإنما اشتريت أمك بمائة درهم .
عامر بن الظرب يخاطب قومهقال عامر بن الظرب العدواني: يا معشر عذوان، إن الخير ألوف عروف عزوف، وإنه لن يفارق صاحبه حتى يفارقه، وإني لم أكن حكيما حتى صحبت الحكماء، ولم أكن سيدكأحتى تعتدت لكأ.
عروة بن الزبير يصف التواضعقال عروة بن الزبير: التواضع أحد مصايد الشرف.
كان يقا اء: اسمان متضاذان بمعنى واحد: التواضع والمثمرف.
ولبزرجمهروقال بزرجمهر: ثمرة القناعة الراحة، وثمرة التواضع المحبة.
وقال الوليد: خدمة الرجل أخاه شرف.
شعر في التواضع

للمسيح عليه السلام
قال المسيح عليه السلام لأصحابه: إذا اتخذكأالناس رؤوسا فكونوا أذنابا.
هشام بن عبد الملك والأبرشاعتم هشام بن عبد الملك فقاأالأبرش ليسؤي عمامته، فقال هشاأ: مه إنا لانتخذ الأخوان خولا.
لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه
كان عمر بن الخطاب يلقط النوى وياخذ النكث من الطريق، فاذا مر بدار رمى بهم فيهم انتفعوا بهذا.
ليوسف بن أسباط في الورع والتواضعقال يوسف بن أسباط: يجزي قليل الورع من كثير العلم، ويجزي قليل التواضع من كثير الاجتهاد.
ولبكر بن عبد اللّه
وقال بكر بن عبد اللّه: إذا رأيت أكبر منك فقل: سبقني بالأسلم أوالعمل لصالح فهو خير مني، وإذا رأيت أصغر منك فقل: سبقته بالذنوب والمعاصي فهو خير مني، لم ذا رأيت اخوانك يكرمونك فقل: نعمة أحدّثوهم ، وإذا رأيت منهم تقصيرا فقل. بذنب أحدّثته.
لعبد الملك بن مروان في أفضل الرجالقال عبد الملك بن مروان. أفضل الرجال من تواضع عن رفعة، وزهد عن قدرفي، وأنصف عن قوة.
قول ابن السماك لعيسى بن موسىقال ابن السماك لعيسى بن موسى: تواضعك في شرفك خير لك من شرفك.
لعبد الملك بن مروان، والنخعيوقال عبد الملك بن مروان: ثلاثة من أحسن شيء: جود لغير ثواب، ونصعت لغير دنيا، وتواضع لغير ذل.
وقال إبراهيم النخعي: كان رسول اللّه غي!ز يجيب دعوة العبد ويركب الحمار ردفا.
لأنس، وغيره، عن تواضع النبي (
الأعمش عن أنس: كان رسول اللّه ( ( يدعى إلى خبز الشعير والأهم لة السنخة فيجيب. قال غيره. وكان لايأكل متكنئا ويأكل بالحضيض، وهو الأرض، ويقول. إنما أنا عبذ آكل كما يأكل العبذ.
أوس بن الحدّثم ن عن أبي هبيرة
قال أوس بن الحدّثان: رأيت أبا هبيرة وهو أمير المدينة راكبا على حمار عري يقول. الطريق الطريق، قد جاء الأمير.
تواضع الأعمشقال حفص بن غياث: رأيت الأعمش خارجا إلى العيد على حمار مقطوع الذنب قد سدل رجليه من جانب.
لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه

المدائني قال: بينا عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه على المنبر إذ أحق من نفسه بريح خرجت منه، فقال: أيهم الناس إني قد مئلت بين أن أخافكأفي اللّه وبينن أن أخاف اللّه فيكأ، فكان أن أخاف اللّه فيكأأحب إلف، الأ لم ني قد فسوت، وهم نذا انزل لم عيد الوضوء.
الأستحياء من الحلالكان يقال: من لم يستحي من الحلم ل تلظ كبرياؤه وخفت موازينه.
قال معاوية: ما منا أحد الأ فتش ر) عن جائفة أو منقلة خلاعمر بن الخطاب. المنقلة الشجة التي لخرج منهم العظاأ، والجائفة التي تبلغ جوف الدماغ.
يحيى بن آدأعن محمد بن طلحة عن أبي حمزة قال: رقال أ2اإبراهيأ: لقد تكنلمت ولو وجدت بدا ما تكنلمت، وإن زمانا تكنلمت فيه لزمان سؤ.
شعر للخثعميكان رجل من خثعم ردي فقال في نفسه:
لو كنت أصعد في التكّرم والعلا ... كتحّري أصبحت سيّد خثعم
فباد أهل بيته حتى ساد فقال:
خلت الدّيار فسدت غير مسوّد ... ومن الشقاء تفرّدي بالسّودد
أنشدني أبو حاتم عن الأصمعّ في مثله:
إن بقوم سوّدوك لحاجةً ... إلى سيّدٍ لو يظفرون بسيد
ليحيى بن خالد فيمن ولي إمارة، ومثله لابن بسّام
قال يحى بن خالد: لست ترى أحدأ تكبّر في إمارته إلاّ وهو يعلم أن الذي نال فوق قدره، ولست ترى أحداً يضع نفسه في إمارة إلاّ وهو في نفسه أكثر مما نال في سلطانه. ومثله، قيل لعبيد اللّه بن بسام: فلان غيّرته الأمارة، فقال: إذا ولي الرجل ولايةً فرآها أكثر منه تغير، وإذا ولي ولايةً يرى أنه أكثر منهم لم يتغير.
التواضع مع السخافة والبخلويقال: التواضع مع السخافة والبخل أحمد من السخاء والأدب مع الكبر، فأعظم بنعمةٍ عفت من صاحبهم بسيّئتين، وأقبح بسيئةٍ حرمت صاحبهم حسنتين.
من كتاب للعجم في علامات الأحراروفى بعض كتب العجم: علامة الأحرار، أن يلقوا بما يحبون ويحرموا أحبّ إليهم من أن يلقوا بما يكرهون ويعطوا؟ فانظر إلى خلّة أفسدت مثل الجود فاجتنبهم ، وآنظر إلى ختة عفت مثل البخل فالزمهم .
الشرف والعز والغنىكان يقال: الشرف في التواضع، والعزّ في التّقوى، والغنى في القناعة.
بين عمرو بن العاص وسلمانأبو الحسن قال: خطب سلمان إلى عمر فاجمع على تزويجه، فشقّ ذلك على عبد اللّه بن عمر وشكاه إلى عمرو بن العاص فقال: أنا أردّه عنك. فقال: إن رددته بما يكره أغضبت أمير المؤمنين. قال: عليّ أن أردّه عنك راضياً. فأتى سلمان فضرب بين كتفيه بيده، ثم قال: هنيئاً لك أبا عبد اللّه، هذا أمير المؤمنين يتواضع بتزويجك. فالتفت إليه مغضباً وقال: أبي يتواضع! واللّه لاأتزوّجها أبداً.
شعر للمرار بن منقذوقال المرار بن منقذ العدوق:
يا حبّذا حين تمسي الريح باردةً ... وادي أشيٍّ، وفتيان به هضم
يخدّمون كرامٌ في مجالسهم، ... وفي الرحال إذا لاقيتهم خدم
وما أصاحب قوماً ثم أذكرهم ... إلاّ يزيدهم حباً إليّ هم
بين عبد اللّه بن عباس وزيد بن ثابت
ابن المبارك عن ذرّ عن الشعبيّ قال: ركب زيد بن ثابت، فدنا عبد اللّه بن عباس لياخذ بركابه، فقل: لاتفعل يا بن عمّ رسول اللّه، فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا. فقال زيد: أرني يدك. فأخرج يده فقبّلها زيد، ثم قال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا عليه السلام
لعبد اللّه بن مسعود في رأس التواضع
قال عبد اللّه بن مسعود: رأس التواضع أن تبدأ من لقيت بالسلام، وأن ترضى بالدّون من المجلس.
تواضع عمر وعثمان رضي اللّه عنهما للعباس بن عبد الطلب
ابن أبي الزّناد عن أبيه أن العباس بن عبد المطلب لم يمرّ قط بعمر ولابعثمان وهما راكبان الأ ترجلاً حتى يجوزهما إجلالاً له أن يمرّ وهما راكبان وهو يمشي.
كان سلمان يتعوّذ باللّه من الشيطان والسلطان والعلج إذا استعرب.
المدائني قال: سلّم رجل على حسان بن أبي سنان فدعا له، فقيل: أتدعو لمثل هذا! فقال:إن مما يفضلني به أن يرى أنّي خير منه.
لعبد اللّه بن شداد في أربع خصال تنفي الكبر

قال عبد اللّه بن شداد: أربعٌ من كنّ فيه فقد برىء من الكبر: من اعتقل العنز، وركب الحمار، ولبس الصوف، وأجاب دعوة الرجل الدّون.
باب الكبر والعجب

الحجاج ومقاتل ؤابن ظبيان ومعبد وأبو السماك
حدّثني إبراهيم بن مسلم قال: حدّثنا أبو السكين قال: حدّثني عمّ أبي زحر بن حصن قال: قال رجل للحجاج. أصلح اللّه الأمير، كيف وجدت منزلك بالعراق؟ قال: خير منزل لو كان اللّه بلغني أربعة فتقربت بدمائهم إليه. قال: ومن هم ؟ قال: مقاتل بن مسمع، ولي سجستان فأتاه الناس فأعطاهم الأموال، فلمّا عزل دخل مسجد البصرة فبسط الناس له أرديتهم فمشى عليهم ، وقال لرجل يماشيه: " لمثل هذا فليعمل العاملون " . وعبيد اللّه بن زياد بن ظبيان التميمى، حزب أهل البصرة أمر فخطب خطبةً أوجز فيهم ، فنادى الناسق من أعراض المسجد: أكثر اللّه فينا أمثالك. فقال: لقد كلفتم اللّه شططا. ومعبد بن زرارة، كان ذات يوم جالساً في طريق، فمرّت به امرأة فقالت: يا عبد اللّه كيف الطريق إلى موضع كذا، فقال: لهدّ عبد اللّه! أنا لهد؟ أراد كفى بك أنا، يريد الفخر. وأبو سماك الأسديّ، أضلّ راحلته فألتمسهما الناس فلم يجدوهم ، فقال: واللّه لئن لم يردد عليّ راحلتي لا صلّيت له أبداً. فآلتمسهم الناس حتى وجدوهم ، فقالوا: قد رد اللّه عليك راحلتك فصل. فقال: إن يميني كانت صريا.
لبعض المتكّبرين
قال أبو حاتم عن الأصمعيّ عن كردين المسمعيّ: قيل لرجل متكبّر: هل مرّت بك أحمرة؟ فقال للسائل: تلك دوابّ لايراهم عمّك.
قال: وقال كرذين: رآني ابن ميادة الشاعر فأعجبته لما رأى من جلدي وبياني، فقال: ممن أنت؟ قلت: من بكر بن وائل. فقال: وفي أي الأرض يكون بكر بن وائل.
قال أبو اليقظان. جلس رافع بن جبير بن مطعأفي حلقة العلاء بن عبد الرحمن الخرقيّ وهويقريء الناس. فلما فرغ قال: أتدرون لم جلست إليكم؟ قالوا: لتسمع. قال: لا، ولكن أردت التواضع للّه بالجلوس إليكم.
قال: ومرّ محمد بن المنذر بن الزبير بن العواأفي حاجة له، فانقطع قبال نعله، فنزع الأخرى بقدمه ومضى وتركهما ولم يعرّج عليهما.
قال بعض الشعراء:
وأعرض عن ذي المال حتى يقال لي ... قد آحدّث هذا نخوةً ولخما
وما بي كبرعن صديقٍ ولاأخٍ ... ولكنه فعليّ إذا كنت معدما
لبعضهم في صفة الكبرقيل لبعضهم: ما الكبر. قال: حمقٌ لم يدر صاحبه أين يضعه.
بين معاوية بن أبي سفيان وعلقمة بن وائل الحضرميقال معاوية بن أبي سفيان: قدم علقمة بن وائل الحضرمي على رسول اللّه ((فأمرني رسول اللّه أن أنطلق به إلى منزل رجل من الأنصار أنزله عليه، وكان منزله في أقصى المدينة، فآنطلقت معه وهو على ناقة له وأنا أمشي في ساعة حارة وليس عليّ حذاء، فقلت: احملني يا عأمن هذا الحر فإنه ليس عليّ حذاء. فقال: لست من أرداف الملوك. قلت: إني ابن أبي ئمفيان. قال: قد سمعت رسول اللّه عليه السلم أيذكر ذلك. قال: قلت: فألق إلي نبلك. قال:؟ تقبلهم قدماك ولكن امش في ظل ناقتي فكفاك بذلك شرفا، وإن الظل لك لكثير. قال معاوية: لما مرّ بي مثل ذلك اليوم قط، ثم أدرك سلطاني فلم أؤاخذه بل أجلسته.معي على سريري هذا.
شعر لابن يسار في الزهو والكبرقال ابن يسار:
ولو لحظ الأرض لي والدٌ ... تطأطأت الأرض من لحظته
مثله لآخروقال آخر:
أتيه على جنّ البلاد وإنسها ... ولولم أجد خلقا لتهت على نفسي
أتيه فما أدري من التيه من أنا ... سوى ما يقول الناس فيّ وفي جنسي
فإن زعموا أني من الأنس مثلهم ... فما لي عيبٌ غيرأني من الأنس
للرستمي وقد حضرت الصلاةوكان عند الرستمي قوم من التّجار فحضرت الصلاة فنهض ليصلي فنهضوا فقال: ما لكم ولهذا وما أنتم منه! الصلاة ركوع وسجود وخضوع، وإنما فرض الله هذا يريد به المتكبّرين والمتجبّرين والملوك والأعاظم مثلي ومثل فرعون ذي الأوتاد ونمروذ وأنوشروان.
وكان يقال: من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه.
قال الحسن. ليس بين العبد وبين ألاّ يكون فيه خير الأ أن يرى أن فيه خيراً.

رأى رجل رجلاً يختال في مشيته ويتلفت في أعطافه، فقال: جعلني الل مثلك في نفسك ولا جعلني مثلك في نفسي.
لعبد اللّه بن المبارك
قيل لعبد اللّه بن المبارك: رجلٌ قتل رجلاً فقلت إني خيرٌ منه، فقال: ذنبك أشدّ من ذنبه.
للأحنف في التعجب من المتكبّر
قال الأحنف: عجبت لمن جرى في مجرى البول مرتين كيف يتكبّر.
لمطرّف في ذم التكبّر
ابن غليّة عن صالح بن رستم عن رجل عن مطرّف، قال: لأن أبيت نائمأ وأصبح نادماً أحبّ إليّ من أن أبيت قائماً وأصبح منجباً.
و قال هشام بن حسان. سيئة تسؤك خير من حسنة تعجبك.
قال أبوحازم: إن الرجل ليعمل السيئة ما عمل حسنة قظ أنفع له منهم وإنه ليعمل الحسنة ما عمل سيئة قط أضرعليه منهم .
شعر في متكبّر
قال الشاعر:
أما ابن فروة يونس فكأنه ... من كبره أير الحمار القائم
ما آلناس عندك غير نفسك وحدها ... والناس عندك ما خلاك بهائم
شعر للمسعوديقال المسعودي:
مسّا تراب الأرض منهم خلقتما ... وفيها المعاد والمصير إلى الحشر
ولا تعجبا أن ترجعا فتسلّما ... فما خشي الأقوام شرّاً من الكبر
ولوشئت أدلى فيكما غير واحد ... علانيةً أو قال عندي في ستر
فإن أنا لم آمرولم أنه عنكما ... ضحكت له حتى يلحٌ ويستشري
الأصمعيّ قال: قال رجل: ما رأيت ذا كبر قط الأ تحؤل داوّه في. يريد أني أتكبّر عليه. وقال آخر: ما تاه أحد قط عليّ مرتين. يريد إذا تاه مرة لم أعاوده.
أيضاً شعر في متكبّر
قال الشاعر:
يا مظهر الكبر إعجاباً بصورته ... انظر خلاءك إن النّتن تثريب
لوفكرالناس فيما في بطونهم ... ما آستشعر الكبرشبّانٌ ولم شيب
هل فى ابن آدم غير الرأس مكرمة ... وهو بخمسٍ من الأقذار مضروب
أنفٌ يسيل وأذنٌ ريحها سهكٌ ... والعين مرمصةٌ والثغر ملعوب
يا بن التراب وماكول التراب غدأ ... أقصر فإنك مأكول ومشروب
لأردشير في ضبط النفس، ومثله للسنديدفع أردشير الملك إلى رجل كان يقوم على رأسه كتاباً، وقال له: إذا رأيتني قد اشتدّ غضبي فادفعه إليّ، وفي الكتاب: أمسك فلست بإله إنما أنت جسد يوشك أين يأكل بعضه بعضا ويصير عن قريب للدود والتراب.
كان للسنديّ والي الجسر غلامٌ صغير قد أمره بأن يقوم إليه إذا ضرب الناس بالسياط فيقول له: ويلك يا سنديّ، اذكر القصاص.
كتاب إبراهيم بن العباس إلى محمد بن عبد الملك شعراً
كتب إبراهيم بن العباس إلى محمد بن عبد الملك :
أباجعفرعرّج على خلطائكا ... وأقصرقليلاً عن مدى غلوائكا
فإن كنت قد أعطيت في اليوم رفعةً ... فإن رجائي في غد كرجائكا
قال لي بعض أصحابنا وأحسبه محمد بن عمر: سمعت رجلاً ينشد:
ألا رب ذي أجل قد حضر ... طويل التمني قليل الفكر
إذاهزفي المشي أعطافه ... تبينت في منكبيه البطر
عاقبة الكبرالمدائني قال: رأيت فلاناً مولى باهلة يطوف بين الصفا والمروة على بغلة ثم رأيته بعد ذلك راجلًافي سفر، فقلت له: أراجلٌ في هذا الموضع؟ قال: نعم، إني ركبت حيث يمشي الناس فكان حقا على اللّه أن يرجلني حيث يركب الناس.
لأبي نواس يهجو جعفر البرمكيوقال أبو نواس في جعفر بن يحيى البرمكي:
وأعظم زهواً من ذباب على خرء ... وأبخل من كلب عقورعلى عرق
ولوجاءغيرالبخل من عندجعفر ... لماوضعوه النّاس إلا على حمق
وقال آخر:
ألجّ لجاجاً من الخنفساء ... وأزهى إذا ما مشى من غراب
من كبر رجل من بني عبد الدارقيل لرجل من بني عبد الدار: الأ تأتي الخليفة؟ قال: أخشى ألاّ يحمل الجسر شرفي. وقيل له: البس شيئا فإن البرد شديد. فقال: حسبي يدفئني.
شعر في جيش بيبي

قال أبو اليقظان: كان الحجاج آستعمل بلالاالضبي على جيش وأغزاه قلاع فارس، وكان يقال لذلك الجيش: بيبي، سمّي بذلك لأنه فرض فرضا من أهل البصرة فكان أهلوهم وأمهم تهم يأتونهم يقولون. بيبي. وفي جيشه قال الشاعر؟
إلى اللّه أشكوأنني بت حارساً ... فقام بلاليٌّ فبال على رجلي
فقلت لأصحابي آقطعوها ... فإنني كريمٌ وإني لن أبلغها رحلي
فخر أعرابي نجفسهمد أعرابي يده في الموقف وقال: اللهم إن كنت ترى يدا أكرم منهم فاقطعهم .
للحجاج بن أرطأة في الفخر والزهوقال نوح: سمعت الحجاج بن أرطاة يقول: قتلني حب الشرف. وقيل له: ما لك لاتحضر الجماعة؟ قال: أكره أن يزحمني البقالون.
أيضأ لجذيمة الأبرشكان جذيمة الأبرش - وهو الوضّاح سمّي بذلك لبرص كان به - لاينادم أحدأ ذهابا بنفسه، وقال: أنا أعظم من أن أنادم إلا الفرقدين ، فكان يشرب كأساً ويصبّ لكلّ واحد منهما في الأرض كأساً، فلما أتاه مالك وعقيل بابن أخته الذي استهوته الشياطين قال لهما: احتكنما. فقالأ له. منادمتكن. فنادماه أربعين سنة يحادثم نه فيهم ما أعادا عليه حديثاً.
شعر لمتمم بن نويرة، خ للهذلي، في مالك وعقيل نديما جذيمةوفيهما يقول متفابن نويرة:
وكناكندماني جذيمة حقبةً ... من الدهر حتى قيل لن نتصدّعا
وقال الهذليّ:
الم تعلمي أن قد تفرق قبلنا ... خليلا صفاءٍ مالك وعقيل
لإياس بن معاوية في عجبه بنفسهقيل لإياس بن معاوية: ما فيك عيب إلا أنك معجب. قال: أفأعجبكم؟ قالوا: نعم.
قال: فأنا أحق أن أعجب بما يكون مني.
ويقال: للعادة سلطانٌ على كل شيء، وما آستنبط الصواب بمثل المشاورة، ولاحصنت النعم بمثل المواساة، ولااكتسبت البغضة بمثل الكبر.
باب مدح الرجل نفسه وغيرهقال اللّه عز وجل حكاية عن يوسف: " إجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليّأ " .
للنبي (
وقال رسول اللّه (: أنا سيد ولد آدم ولافخر.
وقال للأنصار: " واللّه ما علمتكنم إلاّ تقلّون عند الطمع وتكنثرون عند الفزع " .
لأعرابي يمدح نفسه وقومهوذكر أعرابي قوماً فقال: واللّه ما نالوا بأطراف أناملهم شيئاً الأ وقد وطئناه بأخامص أقدامنا، وإن أقصى مناهم لأدنى فعالنا.
أبي سلمة يمدح نفسهابن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: كنت أمشي مع الشعبي وأبي سلمة، فسال الشعبي أبا سلمة: من أعلم أهل المدينة؟ فقال: الذي يمشي بيتكنما، يعني نفسه.
أيضاً للشعبي في ذلك المعنى
وقال الشعبي: ما رأيت مثلي، وما أشاء أن ألقى رجلاً أعلم مني بشيء الأ لقيته.
بين معاوية ورجلقال معاوية لرجل: من سيد قومك؟ قال: أنا. قال: لوكنت كذلك لم تقل .
للحسن في ذم الرجل نفسه علانيةالوليد بن مسلم عن خليد عن الحسن قال: ذم الرجل نغسه في العلانية مدح لها في السر.
كان يقال: من أظهر عيب نفسه فقد زكّاها.
الأعمش عن إبراهيم عن عبد اللّه قال: إذا أثنيت على الرجل بما فيه في وجهه لم تزكه.
لعمر بن الخطاب وعليّ بن الحسن في المدح
قال عمر بن الخطاب: المدح ذبح.
ويقال: المدح وافد الكبر.
وقال عليّ بن الحسين: لايقول رجل في رجل من الخير ما لايعلم الأ أوشك أن يقول فيه من الشر ما لايعلم، ولايصطحب آثنان على غير طاعة اللّه الأ أوشكا أن يفترقا على غير طاعة اللّه.
لوهب بن منبه في الرجل يمدحك بما ليس فيكقال وهب بن منبه: إذا سمعت الرجل يقول فيك من الخير ما ليس فيك فلاتأمن أن يقول فيك من الشرما ليس فيك.
ويقال في بعض كتب اللّه عزوجل: عجبا لمن قيل فيه الخيروليس فيه كيف يفرح ! ولمن قيل فيه الشر وليس فيه كيف يغضب ! وأعجب من ذلك من أحمت نفسه على اليقين وأبغض الناس على الظنون ! وكان يقال: لاينلبن جهل غيرك بك علمك بنفسك.
لأعرابي يصف مادحاً مرائياً وقال أعرابي: كفى جهلاأن يمدح المادح بخلاف ما يعرف الممدوح من نفسه، وإني واللّه ما رأيت أعشق للمعروف منه.
وصية لابن المقفعقال ابن المقفع: إيّاك إذا كنت والياً أن يكون من شأنك حبّ المدح والتزكية وأن يعرف

شعر للأعشى، وغيره، في مدح الرجل نفسه
ومن أحسن ما قيل في مدح الرجل نفسه قول أعشى بني ربيعة:
ما أنافي أهلي ولافي عشيرتي ... بمتهضم حقي ولاقارع
ولا مسلم فؤاداً بين جنبي عالمٌ ... بما أبصرت عيني وما سمعت أذني
وفضلني في الشعرواللّب أنّني ... أقول على علم وأعلم ما أعني
فأصبحت إن فضّلت مروان وابنه ... على الناس قد فضلت خيرأب وابن
وقال آخر:
إذا المرء لم يمدحه حسن فعاله ... فمادحه يهذي وإن كان مفصحا
وقال آخر:
لعمرأبيك الخيرإني لخادم ... لصحبي وإني إن ركبت لفارس
وقال آخر:
ونحن ضياء الأرض ما لمنسربها ... غضاباً، وإن نغضب فنحن ظلامها
للحسن البصري في مدح رجل وهجاء قبيلتهوأنشد الحسن البصري قول الشاعر:
لولاجريرهلكت بجيله ... نعم الفتى وبئست القبيله
قال الحسن: ما مدح رجلٌ هجي قومه.
ولأبي الهندام يمدح نفسهتخرّالأرض إن نوديت باسمي ... وتنهد الجبال إذا كنيت
ومدّح النفس في الشعر كثير، وهو فيه أسهل منه في الكلام المنثور.
باب الحياءللنبي ( في معنى هذا العنوان
حدّثنا أبو مسعود الدارمي، قال: حدّثني جدي خراش عن أنس أن رسول اللّه (قال: " الحياء شعبة من الإيمان " .
وروى ابن نمير عن الأحوص بن حكيم، قال: حدّثني أبو عون المدني قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: قال رسول اللّه (: " قنة الحياء كفرا.
لابن عمر في الحياء والإيمانوروى جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن رجل عن ابن عمر، قال: الحياء والإيمان مقرونان جميعأ فإذا رفع أحدهما آرتفع الأخر.
وكان يقال: أحيوا الحياء بمجالسة من يستحيا منه.
لبعض الأعراب في وصف حييذكر أعرابيٌّ رجلا فقال: لا تراه الدهر إلا وكانه لا غنى به عنك لان كنت إليه أحوج، فإن أذنبت غفر وكانه المذنب، لان أسات إليه أحسن وكانه المسيء.
شعر لليلى الأخيلية في مثلهوقالت ليلى الأخيلية:
ومقدرعنه القميص تخاله ... وسط البيوت من الحياءسقيما
حتى إذا رفع اللواء رأيته ... تحت اللواءعلى الخميس زعيما
ونحوه قول الاخر إلا أنه في التواضع:
يبدو فيبدوضعيفامن تواضعه ... ويكفهرّفيلفى الأسود اللّحما
شعر لأبي دهبل الجمحيوقال أبو دهبل الحجمحي:
إن البيوت معادنٌ فنجاره ... ذهبٌ وكل جدوده ضخم
متهلل بنعم للاء مجانب ... سيان منه الوفر والعدم
نزرالكلام من الحياءتخاله ... ضمنا وليس بجسمه سقم
عقم النساءفل ايلدن شبيهه ... إن النسطء بمثله عقم
لابن مسعود عن أخر ما حفظ من كلام النبوةحدّثنا أبو الخطاب قال: حدّثنا المعتمر، قال. سمعت ليث بن أبي سليم يحدّث عن واصل بن حتان عن أبي وائل عن ابن مسعود، قال: كان آخر ما حفظ من كلام النبوة " إذا لم تستح فاصنع ماشئت.
لبعض الشعراء قال الشاعر:
تخالهم للحلم صما عن الخنا ... وخرساً عن الفحشاء عند التهاجر
ومرضى إذا لوقوا حياء وعفة ... وعند الحفاظ كالليوث الخوادر
وقال آخر:
عليه من التقوى رداء سكينةٍ ... وللحق نور بين عينيه ساطع
للشعبي فيما يتعايش به الناس وقال الشعبي: تعايش الناس زماناً بالدين والتقوى، ثم رفع ذلك فتعايشوا بالحياء والتذمم، ثم رفع ذلك فما يتعايش الناس إلا بالرغبة والرهبة، وأظنه سيجيء ما هو أشد من هذا.
باب العقلللنبي صلى الله عليه وسلم في العقل حدّثني إسحاق بن إبراهيم الشهيدي، قال: حدّثنا الحارث بن النعمان، قال: حدّثنا خليد ابن دعلج عن معاوية بن قرة يرفعه، قال: إن الناس يعملون الخير وإنما يعطون أجورهم يوم القيامة على قدر عقولهم.
ولمطرف في المعنى نفسه مهدي بن غيلان بن جرير قال: سمعت مطرفا يقول: عقول الناس على قدر زمانهم.
حكمة داود في ما ينبني للعاقل حدّثني عبد الرحمن عن عبد المنعم عن أبيه وهب بن منبه قال: وجدت في حكمة داود:

ينبغي للعاقل أن لا يشغل نفسه عن أربع ساعاتٍ: ساعةٍ يناجي فيها ربه، وساعةٍ يحاسب فيها نفسه، وساعةٍ يخلو فيها هو وإخوانه والذين ينصحون له في دينه ويصدقونه عن عيوبه، وساعةٍ يخلي بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويحمد فإن هذه الساعة عون لهذه الساعات وفضل بلغةٍ واستجمامٌ للقلوب. وينبغي للعاقل أن لا يرى إلا في إحدى ثلاث خصا لٍ: تزودٍ لمعادٍ، أو مرمةٍ لمعاشٍ، أو لذةٍ، في غير محرم. وينبغي للعقل أن يكون عارفاً بزمانه، حافظاً للسانه، مقبلاً على شأنه عمرو بن العاص يصف العاقل قال: حدّثني أبو حاتم عن الأصمعي قال: حدّثنا هلال بن حق قال: قال عمرو بن العاص: ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر ولكنه الذي يعرف خير الشرين، والشر الواصل الذي يصل من يصله ولكنه الذي يصل من قطعه.
ولزياد في هذا المعنى وقال زياد: ليس العاقل الذي يحتال للأمر إذا وقع ولكنه الذي يحتال للأمر ألا يقع فيه.
بين معاوية وعمرو بن العاص قال معاوية لعمرو: ما بلغ من دهائك يا عمرو؟ قال عمرو: لم أدخل في أمرٍ قط فكرهته إلا خرجت منه. قال معاوية: لكني لم أدخل في أمرٍ قط فأردت الخروج منه.
من كتاب الهند وقرأت في كتابٍ للهند: الناس حازمان وعاجزٌ، فأحد الحازمين الذي إذا نزل به البلاء لم ينظر به وتلقاه بحيلته ورأيه حتى يخرج منه، وأحزم منه العارف بالأمر إذا أقبل فيدفعه قبل وقوعه، والعاجز في ترددٍ وتثنٍ حائرٌ بائرٌ لا يأتمر رشداً ولا يطيع مرشداً.
لأعرابي وقال أعرابيٌ: لو صور العقل لأظلمت معه الشمس، ولو صور الحمق لأضاء معه الليل.
لبعض الحكماء في فضل العقل ما عبد الله بشيءٍ أحب إليه من العقل وما عصي اللّه بشيٍ أحب إليه من الستر.
أبو روقٍ عن الضحاك في قول اللّه عز وجل " لينذر من كان حياً " قال: من كان عاقلاً.
للمغير بن شعبة في عمر بن الخطاب ذكر المغيرة بن شعبة عمر بن الخطاب فقال: كان أفضل من أن يخدع وأعقل من أن يخدع.
لإياس في مثله حدّثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد عن قريش بن أنس عن حبيب ابن الشهيد قال: قال إياس: لست بخب والخب لا يخدعني ولا يخدع ابن سيرين ويخدع أبي ويخدع الحسن.
قال غيره: وكان كثيراً ما ينشد:
أبى لي البلاء وإني امرؤ ... إذا ما تثبت لم أرتب
من كتاب كليلة ودمنة في قيمة العقل وفي كتاب كليلة ودمنة: الأدب يذهب عن العاقل السكر ويزيد الأحمق سكراً، كما أن النهار يزيد كل ذي بصرٍ بصراً ويزيد الخفافيش سوء بصرٍ.
وفيه: ذو العقل لا تبطره المنزلة والعز كالجبل لا يتزعزع وإن اشتدت عليه الريح، والسخيف يبطره أدنى منزلةٍ كالحشيش يحركه أضعف ريحٍ.
شعر لتأبط شراً في هذا المعنى وقال تأبط شرا في هذا المعنى :
ولست بمفراحٍ إذا الدهر سرني ... ولا جازع من صرفه المتقلب
ولا أتمنى الشر والشر تاركي ... ولكن متى أحمل على الشر أركب
أيضاً من كتاب كليلة ودمنة . وفي كتاب كليلة: رأس العقل التمييز بين الكائن والممتنع، وحسن العزاء عما لا يستطاع. وفيه: العاقل يقل الكلام ويبالغ في العمل ويعترف بزلة عقله ويستقليها كالرجل يعثر بالأرض وبها ينتعش.
ويقال: كل شيءٍ محتاج إلى العقل، والعقل محتاج إلى التجارب.
ليحيى بن خالد قال يحيى بن خالد: ثلاثة أشياء تدل على عقول الرجال: الكتاب، والرسول، والهدية.
وكان يقال: دل على عقل الرجل اختياره، وما تم دين أحدٍ حتى يتم عقله، وأفضل الجهاد جهاد الهوى.
لأنوشروان سئل أنوشروان: ما الذي لا تعلم له، وما الذي لا تغير له، وما الذي لا مدفع له، وما الذي لا حيلة له؟ فقال: تعلم العقل، وتغير العنصر، ودفع القدر، وحيلة الموت.
وكان يقال: كتابك عقلك تضع عليه خاتمك.
وقالوا: كتاب الرجل موضع عقله، ورسوله موضع رأيه.
كان الحسن إذا أخبر عن رجلٍ بصلاح قال: كيف عقله.
حديث بين جبريل وآدم عليهما السلام وفي الحديث " أن جبريل عليه السلام أتى آدم عليه السلام فقال له: إني أتيتك بثلاثٍ فاختر واحدةً. قال: وما هي يا جبريل؟ قال: العقل والحياء والدين. قال. قد اخترت العقل. فخرج جبريل إلى الحياء والدين فقال: ارجعا فقد اختار العقل عليكما. فقالا: أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان.

كان يقال: العقل يظهر بالمعاملة وشيم الرجال تظهر بالولاية. ويقال: العاقل يقي ما له بسلطانه، ونفسه بماله، ودينه بنفسه.
للحسن البصري قال الحسن: لو كان للناس جميعاً عقول لخربت الدنيا.
خير رجل فأبى أن يختار وقال : أنا بحظي أوثق مني بعقلي فأقرعوا بيننا ص ص325 بين الأحنف ورجل شتمه فسكت عنه حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ عن عبد اللّه بن دينار عن عبد اللّه بن بكر المزني قال: جاء رجل فشتم الأحنف فسكت عنه، وأعاد فسكت، فقال: والهفاه؛ ما يمنعه من أن يرد عليّ إلا هواني عليه.
عبد الله بن صالح الحارثي وآخر تغلبي حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: أخبرنا عبد الله بن صالح من آل حارثة بن لأمٍ، قال: نزلت برجلٍ من بني تغلب فأتاني بقرًى فانفلت مني فقال :
والتغلبي إذا تنحنح للقرى ... حك آسته وتمثل الأمثالا
فانقبضت فقال: كل أيها الرجل فإنما قلت كلمةً مقولة.
للشعبي حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ، قال: أسمع رجلٌ الشعبي كلاماً فقال له الشعبي: إن كنت صادقاً فغفر الله لي وإن كنت كاذبا فغفر اللّه لك.
ومر بقوم ينتقصونه فقال :
هنيئاً مريئاً غير داءٍ مخامرٍ ... لعزة من أعراضنا ما استحلت
لأي معاوية الأسود واستطال رجلٌ على أبي معاوية الأسود فقال: أستغفر اللّه من الذنب الذي سلطت به عليّ.
ولمعاوية بن أبي سفيان قال معاوية: إني لأرفع نفسي أن يكون ذنبٌ أوزن من حلمي.
معاوية وأبي جهم وشعر لأبي جهم فيه وقال معاوية لأبي جهم العدوي: أنا أكبر أم أنت يا أبا جهم؟ قال: لقد أكلت في عرس أمك هندٍ. قال: عند أي أزواجها؟ قال: عند حفص بن المغيرة. قال: يا أبا جهم، إياك والسلطان فإنه يغضب غضب الصبي ويعاقب عقوبة الأسد، وإن قليله يغلب كثير الناس. وأبو الجهم هذا هو القائل في معاوية:
نميل على جوانبه كأنا ... إذا ملنا نميل على أبينا
نقلبه لنخبر حالتيه ... فنخبر منهما كرماً ولينا
سمع الأحنف رجلاً ينازع رجلاً في أمرٍ فقال له الأحنف: حسبك إلا ضعيفاً فيما تحاول. فقال الرجل: ما على ظنك خرجت من عند أهلي. فقال الأحنف: لأمرٍ ما قيل: احذروا الجواب.
بين عمرو بن العاص ورجل سأله عن أمه جعل رجلٌ جعلاً لرجل على أن يقوم إلى عمرو بن العاص يسأله عن أمه، فقام إليه وهو يخطب على منبر تنيس، فقال له: أيها الرجل أخبرنا من أمك؟ فقال: كانت امرأ ةً من عنزة أصيبت بأطراف الرماح فوقعت في سهم الفاكه بن المغيرة فاشتراها أبي فوقع عليهم، انطلق وخذ ما جعل لك على هذا.
قال الشاعر
قل ما بدا لك من زورٍ ومن كذبٍ ... حلمي أصم وأذني غير صماء
بين معاوية وابنه يزيد نظر معاوية إلى ابنه يزيد وهو يضرب غلاماً له، فقال له: أتفسد أدبك بأدبه؟ فلم ير ضارباً غلاماً له بعد ذلك.
ليحيى بن خالد قيل ليحيى بن خالد: إنك لا تؤدب غلمانك ولا تضربهم. قال: هم أمناؤنا على أنفسنا فإذا نحن أخفناهم فكيف نأمنهم.
وكان يقال: الحليم مطية الجهول أعرابي يصف رجلاً وذكر أعرابي رجلاً فقال: كان أحلم من فرخ طائر.
وفي الإنجيل: كونوا حلماء كالحيات وبلهاء كالحمام.
لبعض الشعراء قال بعض الشعراء. ا:
إني لأعرض عن أشياء أسمعها ... حتى يقول رجال إن بي حمقا
أخشى جواب سفيهٍ لا حياء له ... فسلٍ، وظن أنا سٍ أنه صدقا
للأحنف في الحلم قال الأحنف: من لم يصبر على كلمةٍ سمع كلما تٍ ورب غيظٍ قد تجرعته مخافة ما هو أشد منه.
قال أكثم بن صيفي: العز والغلبة للحلم.
لعليّ عليه السلام وقال عليّ بن أبي طالب عليه السلام: أول عوض الحليم من حلمه أن الناس أنصاره على الجهول.
وللمنصور وقال المنصور: عقوبة الحلماء التعريض، وعقوبة السفهاء التصريح.
قال: حدّثني سهيل قال: حدّثنا الأصمعيّ قال: بلغني أن رجلاً قال لآخر: والله لئن قلت واحدةً لتسمعن عشراً، فقال له الآخر: لكنك إن قلت عشراً لم تسمع واحدةً.
بين عمر بن ذر ورجل شتمه وبلغني أن رجلاً شتم عمر بن ذر فقال له: يا هذا لا تغرق في شتمنا ودع للصلح موضعاً

فإني أمت مشاتمة الرجال صغيراً ولن أحييها كبيراً، وإني لا أكافئ من عصى اللّه في بأكثر من أن أطيع الله فيه.
لبعض المحدّثين وقال بعض المحدّثين:
وإن الله ذو حلم ولكن ... بقدر الحلم ينتقم الحليم
لقد ولت بدولتك الليالي ... وأنت معلق فيها ذميم
وزلت لم يعش فيها كريم ... ولا استغنى بثروتها عديم
فبعداً لا انقضاء له وسحقاً ... فغير مصابك الحدّث العظيم
المدائني قال: كان شبيب بن شيبة يقول: من سمع كلمة يكرهها فسكت عنهم انقطع عنه ما يكره، فإن أجاب عنهم سمع أكثر مما يكره. وكان يتمثل بهذا البيت:
وتجزع نفس المرء من وقع شتمةٍ ... ويشتئم ألفاً بعدها ثم يصبر
للأحنف قاتل الأحنف في بعض المواطن قتالاً شديداً، فقال له رجل: يا أبا بحر، أين الحلم ؟قال: عند الحبى.
شعر لمسلم بن الوليد وقال مسلم بن الوليد:
حبًى لا يطير الجهل في جنباتها ... إذا هي حلت لم يفت حلهم ذحل
الأحنف وزيد بن جبلة أغضب زيد بن جبلة الأحنف، فوثب إليه فأخذ بعمامته وتناصبا، فقيل للأحنف: أين الحلم اليوم؛ فقال: لو كان مثلي أو دوني لم أفعل هذا به.
كان يقال: آفة الحلم الضعف.
للجعدي وغيره في هذا المعنى وقال الجعدي :
ولا خير في حلم إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
وقال إياس بن قتادة:
تعاقب أيدينا ويحلم رأينا ... ونشتم بالأفعال لا بالتكلم
وأنشد الرياشي:
إني امرؤ يذب عن حريمي ... حلمي وتركي اللوم للئيم
والعلم أحمى من يد الظلوم للأحنف بن قيس وقال الأحنف: أصبت الحلم أنصر لي من الرجال.
حلم المتشمس بن معاوية قال أبو اليقظان: كان المتشمس بن معاوية عم الأحنف يفضل في حلمه على الأحنف قبل، فأمره أبو موسى أن يقسم خيلاً في بني تميم فقسمها، فقال رجل من بني سعد: ما منعك أن تعطيني فرساً؟ ووثب عليه فمرش وجهه، فقام إليه قوم ليأخذوه، فقال. دعوني وإياه، إني لا أعان على واحد، ثم انطلق به إلى أبي موسى، فلما رآه أبو موسى سأله عما بوجهه فقال: دع هذا ولكن ابن عمي ساخط فاحمله على فرسٍ ففعل للأحنف في قيس بن عاصم المنقري قيل للأحنف: ما أحلمك؛ قال: تعلمت الحلم من قيس بن عاصم المنقري، بينا هو قاعد بفنائه محتبٍ بكسائه، أتته جماعةٌ فيهم مقتولٌ ومكتوفٌ وقيل له: هذا ابنك قتله ابن أخيك. فوالله ما حل حبوته حتى فرغ من كلامه، ثم التفت إلى ابن له في المجلس، فقال له: قم فأطلق عن ابن عمك ووار أخاك واحمل إلى أمه مائةً من الإبل فإنها غريبة، ثم أنشأ يقول:
إني أمرؤٌ لا شائن حسبي ... دنس يغيره ولا أفن
من منقرٍ في بيت مكرمة ... والغصن ينبت حوله الغصن
خطباء حين يقول قائلهم ... بيض الوجوه، أعفة لسن
لا يفطنون لعيب جارهم ... وهم لحفظ جواره فطن
ثم أقبل على القاتل فقال: قتلت قرابتك، وقطعت رحمك، وأقللت عددك، لا يبعد اللّه غيرك.
شعر عبد ة بن الطيب يمدح قيس بن عاصم وفي قيس بن عاصم يقول عبد ة بن الطبيب، إسلامي :
عليك سلام الله قيس بن عاصمٍ ... ورحمته ما شاء أن يترحما
تحية من ألبسته منك نعمةً ... إذا زارعن شحطٍ بلادك سلما
وما كان قيس هلكه هلك واحدٍ ... ولكنه بنيان قومٍ تهدما
الأحنف يمدح قيساً وقال الأحنف: لقد اختلفنا إلى قيس بن عاصم في الحلم كما نختلف إلى الفقهاء في الفقه بين الأحنف ورجل شتمه شتم رجلٌ الأحنف يتبعه حتى بلغ حيه، فقال الأحنف: يا هذا إن كان بقي في نفسك شيء فهاته وانصرف لا يسمعك بعض سفهائنا فتلقى ما تكره.
مثله بين الحسن ورجل شتم رجلٌ الحسن وأربى عليه، فقال له: أما أنت فما أبقيت شيئاً، وما يعلم اللّه أكثر. قال بعض الشعراء:
لن يدرك المجد أقوامٌ وإن كرمواحتى يذلوا وإن عزوا لأقوام
ويشتموا فترى الألوان مشرقةً ... لا صفح ذل ولكن صفح أحلام
للأصمعي

قال: حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: لا يكاد يجتمع عشرةً إلا وفيهم مقاتل وأكثر، ويجتمع ألف ليس فيهم حليمٌ.
بين عليّ بن عبد الله وعروة بن الزبير ابن عيينة قال: كان عروة بن الزبير إذا أسرع إليه رجل بشتمٍ أو قولٍ سيءٍ لم يجبه وقال: إني أتركك رفعاً لنفسي عنك. فجرى بينه وبين عليّ بن عبد الله كلامٌ، فأسرع إليه، فقال له عليّ: خفض عليك أيها الرجل فإني أتركك اليوم لما كنت تترك له الناس.
للأصمعي عن رجل خاصم رجلاً قال: حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: قال رجل: لمثل هذا اليوم كنت أدع الفحش على الرجال فقال له خصمه: فإني أدع الفحش عليك اليوم لما تركته أنت له قبل اليوم.
لسيد وقد أغاظه عبد له وأغلظ عبدٌ لسيده، فقال: إني أصبر لهذا الغلام على ما ترون لأروض نفسي بذلك، فإذا صبرت للمملوك على المكروه كانت لغير المملوك أصبر.
بين عمر بن عبد العزيز وعقيل بن علفة كلم عمر بن عبد العزيز رجلاً من بني أمية وقد ولدته نساء بني مرة فعاب عليه جفاءً رآه منه، فقال: قبح الله شبهاً غلب عليك من بني مرة. وبلغ ذلك عقيل بن علفة المري وهو بجنفاء من المدينة على أميال في بلد بني مرة، فركب حتى قدم على عمر وهو بدير سمعان، فقال: هيه يا أمير المؤمنين؛ بلغني أنك غضبت على فتى من بني أبيك، فقلت: قبح الله شبهاً غلب عليك من بني مرة، وإني أقول: قبح الله ألأم طرفيه. فقال عمر: دع ويحك هذا وهات حاجتك. فقال. والله ما لي حاجة غير حاجته. وولى راجعاً من حيث جاء، فقال عمر: يا سبحان الله؛ من رأى مثل هذا الشيخ؟ جاء من جنفاء ليس إلآ يشتمنا ثم انصرف؛ فقال له رجل من بني مرة. إنه واللّه يا أمير المؤمنين ما شتمك وما شتم إلا نفسه، نحن واللّه ألأم طرفيه.
بين أمية بن عبد الله المدائني قال: لما عزل الحجاج أمية بن عبد الله عن خراسان أمر رجلاً من بني تميم فعابه بخراسان وشنع عليه، فلما قفل لقيه التميمي فقال: أصلح الله الأمير لا تلمني فإني كنت مأموراً. فقال: إن لنفسك عندك قدرا! كان يقال: طيروا دماء الشباب في وجوههم.
ويقال: الغضب غول الحلم.
ويقال: القدرة تذهب الحفيظة.
كتاب كسرى ابرويز يوصي ابنه شيرويه وكتب كسرى أبرويز إلى ابنه شيرويه من الحبس. إن كلمة منك تسفك دماً، وإن كلمة أخرى منك تحقن دماً، وإن سخطك سيوفك مسلولةً على من سخطت عليه، وإن رضاك بركة مستفيضة على من رضيت عنه، وإن نفاذ أمرك مع ظهور كلامك، فاحترس في غضبك من قولك أن يخطئ، ومن لونك أن يتغير ومن جسدك أن يخف، وإن الملوك تعاقب قدرةً وحزما، وتعفو تفضلا وحلما، ولا ينبغي للقادر أن يستخف ولا للحليم أن يزهو، وإذا رضيت فأبلغ بمن رضيت عنه يحرص من سواه على رضاك، وإذا سخطت فضع من سخطت عليه يهرب من سواه من سخطك، وإذا عاقبت فانهك لئلا يتعرض لعقوبتك، واعلم أنك تجل عن الغضب وأن غضبك يصغر عن ملكك، فقدر لسخطك من العقاب كما تقدر لرضاك من الثواب.
شعر لمحمد بن وهيب قال محمد بن وهيب :
لئن كنت محتاجاً إلى الحلم إنني ... إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج
ولى فرس للحلم بالحلم ملجم ... ولي فرس للجهل بالجهل مسرج
؟فمن رام تقويمي فإني مقوم ومن رام تعويجي فإني معوج
وما كنت أرضى الجهل خدنا وصاحبا ... ولكنني أرضى به حين أحرج
ألا ربما ضاق الفضاء بأهله ... وأمكن من بين الأسنة مخرج
وإن قال بعض الناس فيه سماجة ... فقد صدقوا، والذل بالحر أسمج
لابن المقفع فيما لا ينبغي للملك وقال ابن المقفع: لا ينبغي للملك أن يغضب لأن القدرة من وراء حاجته، ولا يكذب لأنه لا يقدر أحد على استكراهه على غير ما يريد، ولا يبخل لأنه لا يخاف الفقر، ولا يحقد لأن خطره قد جل عن المجازاة.
قال سويد بن الصامت:
إني إذا ما الأمر بين شكه ... وبدت بصائره لمن يتأمل
أدع التي هي أرفق الحالات بي ... عند الحفيظة للتي هي أجمل
بين عمر بن عبد العزيز ورجل كان واجداً عليه أتى عمر بن عبد العزيز رجل كان واجداً عليه، فقال: لولا أني غضبان لعاقبتك. وكان إذا

أراد أن يعاقب رجلاً حبسه ثلاثة أيام، فإذا أراد بعد ذلك أن يعاقبه عاقبه، كراهة أن يعجل عليه في أول غضبه.
وأسمعه رجل كلاماً فقال له. أردت أن يتسفزني الشيطان يعز السلطان فأنال منك اليوم ما تناله مني غداً، انصرف رحمك الله.
للقمان في ثلاث يكمل بها الإيمان قال لقمان لحكيم: ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان: من إذا رضي لم يخرجه رضاه إلى الباطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا قدر لم يتناول ما ليس له.
وقال لابنه: إن أردت أن تؤاخي رجلاً فأغضبه، فإن أنصفك في غضبه وإلا فدعه.
لمعاوية في إطفاء الغضب خطب معاوية يوماً فقال له رجل: كذبت. فنزل مغضباً فدخل منزله، ثم خرج عليهم تقطر لحيته ماءً، فصعد المنبر فقال: أيها الناس إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان من النار، فإذا غضب أحدكم فليطفئه بالماء، ثم أخذ في الموضع الذي بلغه من خطبته.
للنبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث المرفوع: " إذا غضب أحدكم فإن كان قائماً فليقعد وإن كان قاعداً فليضطجع وقال الشاعر:
احذر مغايظ أقوامٍ ذوي أنفٍ ... إن المغيظ جهول السيف مجنون
لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وقال عمر بن عبد العزيز: متى أشفي غيظي؟ أحين أقدر فيقال لي: لو عفوت، أو حين أعجز فيقال لي: لو صبرت؟ والعرب تقول: " إن الرثيئة مما يفثأ الغضب والرثيئة اللبن الحامض يصب عليه الحليب، وهو أطيب اللبن.
بين المنصور وابن عياش كان المنصور ولى سلم بن قتيبة البصرة ولى مولى له كور البصرة والأبلة، فورد كتاب مولاه أن سلما ضربه بالسياط، فاستشاط المنصور وقال: عليّ تجرأ سلم؛ لأجعلنه نكالاً. فقال ابن عباس - وكان جريئاً عليه - : يا أمير المؤمنين، إن سلماً لم يضرب مولاك بقوته ولا قوة أبيه، ولكنك قلدته سيفك وأصعدته منبرك، فأراد مولاك أن يطأطىء منه ما رفعت ويفسد ما صنعت، فلم يحتمل ذلك، يا أمير المؤمنين إن غضب العربي في رأسه فإذا غضب لم يهدأ حتى يخرجه بلسان أو يد، وإن غضب النبطي في آسته فإذا غضب وخريء ذهب غضبه. فضحك أبو جعفر وقال: فعل اللّه بك يا منتوف وفعل. فكف عن سلمٍ كان يقال: إياك وعزة الغضب فإنها مصيرتك إلى ذل الاعتذار.
لبعض الشعراء قال بعض الشعراء:
الناس بعدك قد خفت حلومهم ... كأنما نفخت فيها الأعاصير
أبو بكر بن عياش عن الأعمش قال: كنت مع رجل فوقع في إبراهيم، فأتيت إبراهيم فأخبرته وقلت. والله لهممت به. فقال: لعل الذي غضبت له لو سمعه لم يقل شيئاً.
باب العز والذل والهيبةبين سليمان بن عبد الملك ويزيد بن المهلب أبو حاتم عن الأصمعي قال: حدّثنا عمر بن السكن قال: قال سليمان بن عبد الملك ليزيد ابن المهلب: فيمن العز بالبصرة؟ فقال: فينا وفي حلفائنا من ربيعة. فقال عمر بن عبد العزيز: ينبغي أن يكون العز فيمن تحولف عليه يا أمير المؤمنين.
لقريبة قالت قريبة: إذا كنت في غير قومك فلا تنس نصيبك من الذلة.
بين شيخ من قريش ورجل طلب إليه أن يعلمه الحلم قال رجل من قريش لشيخ منهم: علمني الحلم، قال: هويا بن أخي الذل، أفتصبر عليه ؟.
للأحنف وقال الأحنف: ما يسرني بنصيبي من الذل حمر النعم، فقال له رجل: أنت أعز العرب، فقال: إن الناس يرون الحلم ذلاً، فقلت ما قلت على ما يعلمون.
من كتاب الهند وقرأت في كتاب للهند أن الريح العاصف تحطم دوح الشجر ومشيد البنيان ويسلم عليها ضعيف النبت للينه وتثنيه.
ويقال في المثل: تطأطأ لهم تخطئك .
لزيد بن عليّ بن الحسين حين خرج من عند هشام وشعر تمثل به وقال زيد بن عليّ بن الحسين حين خرج من عند هشام مغضبا: ما أحب أحد قط الحياة إلا ذل ؛ وتمثل :
شرده الخوف وأزرى به ... كذاك من يكره حر الجلاد
منخرق الخفين يشكو الوجى ... تنكبه أطراف مروٍ حداد
قد كان في الموت له راحة ... والموت حتم في رقاب العباد
شعر للمتلمس وقال المتلمس:
إن الهوان، حمار البيت يعرفه ... والمرء ينكره والجسرة الأجد
ولا يقيم بدار الذل يعرفها ... إلا الحمار حمار الأهل و الوتد
وللزبير بن عبد المطلب وقال الزبير بن عبد المطلب :

ولا أقيم بدار لا أشد بها ... صوتي إذا ما اعترتني سورة الغضب
وقال آخر:
إذا كنت في قومٍ عداً لست منهم ... فكل ما علفت من خبيثٍ وطيب
للعباس بن مرداس، وغيره وقال العباس بن مرداسٍ:
أبلغ أبا سلم رسولاً نصيحة ... فإن معشر جادوا بعرضك فابخل
وإن بوءوك منزلا غير طائل ... غليظا فلا تنزل به وتحول
ولا تطعمن ما يعلفونك إنهم ... أتوك على قربانهم بالمثمل
أراك إذن قد صرت للقوم ناضحا ... يقال له بالغرب أدبر وأقبل
وقال آخر:
فأبلغ لديك بني مالكٍ ... على نأيها وسراة الرباب
بأن امرأ أنتم حوله ... تحفون قبته بالقباب
يهين سراتكم عامدا ... ويقتلكم مثل قتل الكلاب
فلو كنتم إبلا أملحت ... لقد نزعت للمياه العذاب
ولكنكم غنم تصطفى ... ويترك سائرهم للذئاب
وقال آخر:
تالله لولا انكسار الرمح قد علموا ... ما وجدوني ذليلا كالذي أجد
قد يحطم الفحل قسراً بعد عزته ... وقد يرد على مكروهه الأسد
وقال بعض العبديين:
ألا أبلغا خلتي راشداً ... وصنوي قديماً إذا ما اتصل
بأن الدقيق يهيج الجليل ... وأن العزيز إذا شاء ذل
وأن الحزامة أن تصرفوا ... لحي سوانا صدور الأسل
فإن كنت سيدنا سدتنا ... وإن كنت للخال فاذهب فخل
للبعيث وقال البعيث:
ولو ترمى بلؤم بني كليب ... نجوم الليل ما وضحت لساري
ولو لبس النهار بنو كليب ... لدنس لؤمهم وضح النهار
وما يغدو عزيز بني كليب ... ليطلب حاجة إلا بجار
لابن سيابة وقوم أزعجوه، وقد جاورهم جاور ابن سيابة مولى بني أسد قوماً فازعجوه، فقال لهم: لم تزعجوني من جواركم ؟ فقالوا: أنت مريب. فقال: فمن أذل من مريب ولا أحسن جواراً.
لعوانة أبو عبيدة عن عوانة قال: إذا كنت من مضر ففاخر بكنانة وكاثر بتميم والق بقيس، وإذا كنت من قحطان فكاثر بقضاعة وفاخر بمذحج والق بكلب، وإذا كنت من ربيعة ففاخر بشيبان وألق بشيبان وكاثر بشيبان.
كان يقال: من أراد عزا بلا عشيرة وهيبةً بلا سلطان فليخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعة الله.
لرجل من العرب في السيد وقيل لرجل من العرب: من السيد عندكم؟ قال: الذي إذا أقبل هبناه لاذا أدبر اغتبناه.
شعر لمسلم في معناه ونحوه قول مسلم:
وكم من معدٍ في الضمير لي الأذى ... رآني فألقى الرعب ما كان أضمرا
وقال أيضاً:
يا أيها الشاتمي عرضي مسارقةً ... أعلن به، أنت إن أعلنته الرجل
شعر في الهيبة ومن أحسن ما قيل في الهيبة:
في كفه خيزران ريحها عبقٌ ... من كف أروع في عرنينه شمم
يغضي حياءً ويغضى من مهابته ... فما يكلم إلا حين يبتسم
لابن هرمة يمدح المنصور وقال ابن هرمة في المنصور:
له لحظاتٌ عن حفافي سريره ... إذا كرها فيها عقاب ونائل
فأم الذي آمنت آمنة الردى ... وأم الذي أوعدت بالثكل ثاكل
كريم له وجهان وجه لدى الرضا ... أسيلٌ، ووجه في الكريهة باسل
وليس بمعطي العفو عن غير قدرة ... ويعفو إذا ما أمكنته المقاتل
لأخر في العفو عند المقدرة وقال آخر في العفو بعد القدرة:
أسدٌ على أعدائه ... ما إن يلين ولا يهون
فإذا تمكن منهم ... فهناك أحلم ما يكون
لأخر يمدح مالك بن أنس وقال آخر في مالك بن أنس :
يأبى الجواب فما يراجع هيبةً ... والسائلون نواكس الأذقان
هدي التقي وعز سلطان التقى ... فهو المطاع وليس ذا سلطان
وقال آخر:
وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم ... خضع الرقاب نواكس الأبصار
لأبي نواس وقال أبو نواس:
أضمر في القلب عتاباً له ... فإن بدا أنسيت من هيبته
وصية ابن شبرمة لابنه

المدائني قال: قال ابن شبرمة القاضي لابنه: يا بني لا تمكن الناس من نفسك، فإن أجرأ الناس على السباع أكثرهم لهم معاينةً.
لأعرابي .قيل لأعرابي: كيف تقول: استخذأت أو استخذيت؟ قال: لا أقوله. قيل: ولم؟ قال: لأن العرب لا تستخذي .
وكان يقال: اصفح أو اذبح.
باب المروءةللنبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المرفوع: قام رجل من مجاشع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ألست أفضل قومي؟ فقال: " إن كان لك عقل فلك فضل، وإن كان لك خلق فلك مروءة، وإن كان لك مال فلك حسب، وإن كان لك تقًى فلك دين " .
وفيه أيضاً: " إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها لعبد الملك بن عمير في المروءة روى كثير بن هشام عن الحكم بن هشام الثقفي قال: سمعت عبد الملك بن عمير يقول: إن من مروءة الرجل جلوسه ببابه.
للحسن قال الحسن. لا دين إلا بمروءة .
لابن هبيرة وغيره في المروءة قيل لابن هبيرة: ما المروءة؟ قال: إصلاح المال، والرزانة في المجلس، والغداء والعشاء بالفناء.
قال إبراهيم: ليس من المروءة كثرة الالتفات في الطريق ولا سرعة المشي. ويقال: سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن.
قال معاوية: المروءة ترك اللذة.
بين معاوية وعمرو بن العاص للنبي وقال لعمرو: ما ألذ الأشياء؟ فقال عمرو: مر أحداث قريش أن يقوموا. فلما قاموا قال: إسقاط المروءة.
للنبي صلى الله عليه وسلم قال جعفر بن محمد عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وروا لذوي المروءات عن عثراتهم، فوالذي نفسي بيده إن أحدهم ليعثر وإن يده لفي يد اللّه " لعروة بن الزبير، وللأحنف كان عروة بن الزبير يقول لولده. يا بني العبوا، فإن المروءة لا لكون إلا بعد اللعب.
قيل للأحنف: ما المروءة؟ فقال: العفة والحرفة لمحمد بن عمران التيمي قال محمد بن عمران التيمي. ما شيءٌ أشد حملا عليّ من المروءة قيل: وأي شيءٍ المرؤة؟ قال: لا تعمل شيئاً في السر تستحي منه في العلانية.
شعر لزهير وقال زهير في نحو هذا:
الستر دون الفاحشات، ولا ... يلقاك دون الخير من ستر
وقال آخر:
فسري كإعلاني، وتلك خليقتي ... وظلمة ليلي مثل ضوء نهاريا
لعمر بن الخطاب رضي الله عنه قال عمر بن الخطاب: تعلمو العربية فإنها تزيد في المروءة، وتعلموا النسب فرب رحمٍ مجهولة قد وصلت بنسبها .
للأصمعي، ولابن ميمون قال الأصمعي: ثلاثة تحكم لهم بالمروءة حتى يعرفوا: رجل رأيته راكباً، أو سمعته يعرب، أو شممت منه رائحةً طيبة. وثلاثة تحكم عليهم بالدناءة حتى يعرفوا: رجل شممت منه رائحة نبيذ في محفل، أو سمعته يتكلم في مصرٍ عربي بالفارسية، أو رأيته على ظهر الطريق ينازع في القدر.
قال ميمون ابن ميمون: أول المروءة طلاقة الوجه، والثاني التودد، والثالث قضاء الحوائج. وقال: من فاته حسب نفسه لم ينفعه حسب أبيه.
لمسلمة بن عبد الملك، ولعمر بن الخطاب قال مسلمة بن عبد الملك: مروءتان ظاهرتان: الرياسة والفصاحة.
وقال عمر بن الخطاب: المروءة الظاهرة الثياب الطاهرة. قالوا: كان الرجل إذا أراد يشين جاره طلب الحاجة إلى غيره.
لبعض الشعراء وقال بعض الشعراء:
نوم الغداة وشرٌ العشيات ... موكلان بتهديم المروءات
باب اللباس لابن عباس حدّثني محمد بن عبيد قال: حدّثنا ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس، قال: كل ما شئت والبس ما شئت إذا ما أخطأك شيئان: سرفٌ أو مخيلةٌ.
قال: حدّثني يزيد بن عمرو قال: حدّثنا المنهال بن حماد عن خارجة بن مصعب عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن أبيه، قل: كانت ملحفة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم التي يلبس في أهله مورسة حتى إنها لتردع على جلده.
لعليّ ولابن عباس في لباس عمر بن الخطاب حدّثني أبو الخطاب، قال: حدّثنا أبو عتاب قال: حدّثنا المختار بن نافعٍ عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عليّ، قال: رأيت لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما إزاراً فيه إحدى وعشرون رقعة من أدم ورقعةٌ من ثيابنا. حدّثنا الزيادي قال: حدّثنا عبد الوارث بن سعيد عن الجريري عن ابن عباس، قال: رأيت عمر بن الخطاب يطوف بالبيت وإزاره مرقوع بأدمٍ.
بين معاوية والنخار العذري

نظر معاوية إلى النخار العذري الناسب في عباءة فازدراه في عباءة، فقال: يا أمير المؤمنين إن العباءة لا تكلمك وإنما يكلمك من فيها .
شعر لسحيم، وغيره قال سحيم بن وثيل:
ألا ليس زين الرحل قطعاً يمزق ... ولكن زين الرحل يا مي راكبه
وقال آخر:
إياك أن تزدري الرجال فما ... يدريك ماذا يكنه الصدف
نفس الجواد العتق باقيةٌ ... يوماً وإن مس جسمه العجف
والحر حر وإن ألم به الض ... ر وفيه العفاف والأنف
وقال آخر من المحدّثين:
تعجبت در من شيبي فقلت لها ... لا تعجبي قد يلوح الفجر في السدف
وزادها عجباً أن رحت في سملٍ ... وما درت در أن الدر في الصدف
ابن عون ومعاذة العدوية وابن سيرين في برنس لابن عون حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ أن ابن عون اشترى برنساً من عمر بن أنس بن سيرين فمر على معاذة العدوية، فقالت: أمثلك يلبس هذا! قال: فذكرت ذلك لابن سيرين فقال: ألا أخبرتها أن تميماً الداري اشترى صلة بألفٍ يصلي فيها.
بعض ما كان يلبس الرسول صلى الله عليه وسلم حدّثني أحمد بن الخليل قال: حدّثنا مصعب بن عبد الله من ولد عبد الله بن الزبير عن أبيه، قال: أخبرني إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه، قال: رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عليه ثوبان مصبوغان بالزعفران: رداءٌ وعمامةٌ.
مثل من ترف ابن الحنفية حدّثني محمد بن عبيد قال: حدّثنا عليّ بن عاصم قال: أخبرنا أبو إسحاق الشيباني قال: رأيت محمد ابن الحنفية واقفاً بعرفات على برذونٍ عليه مطرف خزٍ أصفر.
لحفص بن الفرافصة عن لباس وجوه أهل البصرة حدّثنا الرياشيّ عن الأصمعي عن حفص بن الفرافصة قال: أدركت وجوه أهل البصرة، شقيق بن ثور فمن دونه وآنيتهم في بيوتهم الجفان والعسسة فإذا قعدوا بأفنيتهم لبسوا الأكسية وإذا أتوا السلطان ركبوا ولبسوا المطارف.
كلام حماد بن أبي سليمان لفرقد السبخي في ثوب صوف لفرقد قدم حماد بن أبي سليمان البصرة فجاءه فرقدٌ السبخي وعليه ثياب صوف فقال حماد: ضع نصرانيتك هذه عنك، فلقد رأيتنا ننتظر إبراهيم فيخرج عليّنا وعليه معصفرة ونحن نرى أن الميتة قد حلت له.
من ترف ابن عباص وروى زيد بن الحباب عن الثوري عن ابن جريج عن عثمان بن أبي سليمان أن ابن عباس كان يرتدي رداءً بألفٍ.
بين معمر وأيوب السختياني في قميص لأيوب قال معمر: رأيت قميص أيوب يكاد يمس الأرض، فكلمته في ذلك فقال: إن الشهرة فيما مضى كانت في تذييل القميص وإنها اليوم في تشميره.
بين سيار ومالك بن دينار حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال أخبرني بعض أصحابنا قال: جاء سيار أبو الحكم إلى مالك بن دينار في ثياب اشتراها مالكٌ، فقال له مالك: ما هذه الشهرة؟ فقال له سيار: أتضعني عندك أم ترفعني؟ قال: بل تضعك. قال: أراك تنهاني عن التواضع. فنزل مالك فقعد بين يديه.
بين جعفر بن يحيى والأصمعيّ وشعر لنصيب قال أبو يعقوب الخريمي: أراد جعفر بن يحيى يوماً حاجة كان طريقه إليهم على باب الأصمعي فدفع إلى خادم كيساً فيه ألف دينارٍ وقال: إني سأنزل في رجعتي إلى الأصمعي وسيحدّثني ويضحكني فإذا ضحكت فضع الكيس بين يديه. فلما رجع ودخل عليه رأى حبًا مكسور الرأس وجرة مكسورة العنق وقصعة مشغبة وجفنةً أعشاراً، ورآه على مصلى بالٍ وعليه بركان أجرد، فغمز غلامه ألا يضع الكيس بين يديه ولم يدع الأصمعيّ شيئاً مما يضحك الثكلان إلا أورده عليه فما تبسم وخرج، فقال لرجل كان يسايره: من استرعى الذئب ظلم، ومن زرع سبخةً حصد الفقر، فإني واللّه لو علمت أن هذا يكتم المعروف بالفعل لما حفلت نشره له باللسان، وأين يقع مدح اللسان من مدح آثار الغنى، لأن اللسان قد يكذب والحال لا تكذب. ولله در نصيبٍ حيث يقول:
فعاجوا فأثئوا بالذي أنت أهله ... لو سكتوا أثنت عليك الحقائب
ثم قال له: أعلمت أن ناووس أبرويز أمدح لأبروبز من شعر زهير لآل سنان.
لربيعة بن أبي عبد الرحس في بضع مشايخ المدينة قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن: رأيت مشيخةً بالمدينة في زي الفتيان لهم الغدائر وعليهم المورد والمعصفر وفي أيديهم المخاصر وبهم أثر الحناء، ودين أحدهم أبعد من الثريا إذا أريد دينه.

ابن التوأم يذم رجلاً ذم ابن التوأم رجلاً فقال: رأيته مشحم النعل درن الجورب مغضن الخف دقيق الخزامة.
شعر لابن الأعرابي أنشد ابن الأعرابي :
فإن كنت قد أعطيت خزا تجره ... تبدلته من فروةٍ وإهاب
فلا تأيسن أن تملك النسا إتني ... أرى أمةً قد أدبرت لذهاب
نقص صفحة 346 للنبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث المرفوع: " إن الله إذا أنعم على عبدٍ نعمةً أحب أن يرى أثرها عليه " لحبيب بن أبي ثابت قال حبيب بن أبي ثابت: أن تعز في خصفةٍ خيرٌ لك من أن تذل في مطرفٍ، وما اقترضت من أحد خير من أن أقترض من نفسي.
شعر لعمرو بن معد يكرب، ولابن هرمة قال عمرو بن معد يكرب:
ليس الجمال بمئزرٍ ... فاعلم وإن رديت بردا
إن الجمال معادن ... وموارث أورثن مجدا
وقال ابن هرمة:
لو كان حولي بنو أمية لم ... ينطق رجال إذا هم نطقوا
إن جلسوا لم تضق مجالسهم ... أو ركبوا ضاق عنهم الأفق
كم فيهم من أخ وذي ثقةٍ ... عن منكبيه القميص منخرق
تجهم عوذ النساء إذا ... ما احمر تحت القوانس الحدق
فريحهم عند ذاك أندى من آل ... مسك وفيهم لخابطٍ ورق
بين أحمد بن إسماعيل وأبي سعد المخزرمي قال: حدّثني أحمد بن إسماعيل قال: رأيت على أبي سعد المخزومي الشاعر كردوانياً مصبوغاً بسواد، فقلت له: يا أبا سعد، هذا خز؟ فقال: لا، ولكنه رعي على دعي.
شعر لأي البرق في أبي سعد وكان أبو سعد دعياً في بني مخزوم، وفيه يقول أبو البرق:
لما تاه على الناس ... شريفٌ يا أبا سعد
فته ما شئت إذ كنت ... بلا أصلٍ ولا جد
وإذ حظك في النسب ... ة بين الحر والعبد
إذا قاذفك المفح ... ش في أمنٍ من الحد
بين عمر بن عبد العزيز ومؤدبه قال عمر بن عبد العزيز لمؤدبه: كيف كانت طاعتي إياك وأنت تؤدبني؟ قال: أحسن طاعةٍ. قال: فأطعني الآن كما كنت أطيعك، خذ من شاربك حتى تبدو شفتاك، ومن ثوبك حتى يبدو عقباك لوكيع عن الأعمش وكيع قال: راح الأعمش إلى الجمعة وقد قلب فروةً جلدها على جلده وصوفها إلى خارج، وعلى كتفيه منديل الخوان مكان الرداء.
لأبي حصين عن الشعبي قال: حدّثني أبو الخطاب عن أبي داود عن قيس عن أبي حصين قال: رأيت الشعبي يقضي على جلدٍ.
للأحنف قال الأحنف: استجيدوا النعال فإنها خلاخيل الرجال.
بين قتيبة بن مسلم ومحمد بن واسع أبو الحسن المداثني قال: دخل محمد بن واسع على قتيبة بن مسلم في مدرعة صوف، فقال له قتيبة: ما يدعوك إلى لبس هذه؟ فسكت، فقال له قتيبة: أكلمك فلا تجيبني؛ قال: أكره أن أقول زهداً فأزكي نفسي، أو أقول فقراً فأشكو ربي.
لابن السماك في لابس الصوف قال ابن السماك لأصحاب الصوف: والله إن كان لباسكم هذا موافقاً لسرائركم لقد أحببتم أن يطلع الناس عليهم ،وإن كان مخالفاً لهم فقد هلكتم.
شعر لبعض المحدّثين وقال بعض المحدّثين يعتذر من أطمارٍ عليه:
فما أنا إلا السيف يأكل جفنه ... له حليةٌ من نفسه وهو عاطل
التختم تختم النبي صلى الله عليه وسلم قال. حدّثني أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني قال: حدّثنا عبد الله بن ميمون قال: حدّثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم تختم في يمينه.
قال: حدّثني أبو الخطاب قال: حدّثنا سهل بن حماد قال: حدّثنا أبو خلدة خالد بن دينار قال: سألت أبا العالية ما كان نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: " صدق اللّه " .
قال: فألحق الخلفاء بعد صدق الله " محمد رسول اللّه.
لابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو الخطاب: حدّثنا عتاب قال: حدّثنا سالم بن عبد الأعلى عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يذكر الشيء أوثق في خاتمه خيطاً.
نقش خاتم عليّ كرم الله وجهه حدّثني أبو الخطاب قال: حدّثنا عبد اللّه بن ميمون قال: حدّثنا جعفر بن محمد عن أبيه أن خاتم عليّ كان من ورق نقشه نعم القادر اللّه نقش خاتم عليّ بن الحسين بن عليّ

كان على خاتم علي بن الحسين بن عليّ علمت فأعمل .
وخاتم صالح بن عبيد الله بن عليّ كان نقش ختم صالح بن عبيد اللّه بن عليّ تبارك من فخري باني له عبد " .
نقش خاتم شريح ونقش خاتم شريح الخاتم خير من الظن .
وطاهر ونقش خاتم طاهر وضع الخد للحق عز.
أبو النواس وخاتميه وكان لأبي نواس خاتمان: أحدهما عقيق مربع وعليه:
تعاظمني ذنبي فلما عدلته ... بعفوك ربي كان عفوك أعظما
والآخر حديد صيني مكتوب عليه: الحسن يشهد أن لا إله إلا الله مخلصاً فأوصى عند موته أن يقلع الفص ويغسل ويجعل في فمه.
باب الطيبللنبي صلى الله عليه وسلم في أفضل الطيب للرجال والنساء قال: حدّثنا محمد بن عبيد قال: حدّثنا سفيان بن عيينة عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : " خير طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وخير طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه " .
لابن نافع عن استجمار ابن عمر حدّثنا القطعي قال: حدّثنا بشر عن ابن لهيعة قال: حدّثني بكير عن نافع: أن ابن عمر كان يستجمر بعودٍ غير مطرى ويجعل معه الكافور ويقول: هكذا كان رسول الله يستجمر.
طيب رائحة ابن مسعود قال: حدّثنا زياد بن يحيى قال: حدّثنا زياد بن الربيع عن يونس، قال: قال أبو قلابة: كان ابن مسعود إذا خرج إلى المسجد عرف جيرانه ذاك بطيب ريحه.
ابن الزبير والمسك حدّثني القومسي قال: حدّثنا أبو نعيم عن شقيق عن الأعمش قال: قال أبو الضحى: رأيت على رأس ابن الزبير من المسك ما لو كان لي كان رأس مال.
من ترف ابن عباس قال: حدّثني أبو الخطاب قال: حدّثنا أبو قتيبة وأبو داود عن الحسن بن زيد الهاشمي عن أبيه قال: رأيت ابن عباس حين أحرم والغالية على صلعته كأنها الرب.
لمحمد بن حبان في عبد الله بن زيد قال :حدثني أحمد بن الخليل عن عمرو بن عون عن خالد عن عمرو بن يحيى عن محمد بن يحيى بن حبان قال: كان عبد الله بن زيد يتخلق بالخلوق ثم يجلس في المجلس.
عندما بنى عمر بن عبد العزيز بفاطمة بنت عبد الملك زوجته وحدّثني أيضاً عن سويد بن سعيد عن ضمام بن إسماعيل عن عمارة بن غزية قال: لما أولم عمر بن عبد العزيز بفاطمة بنت عبد الملك أسرج في مسارجه تلك الليلة الغالية.
للنبي صلى الله عليه وسلم قال: وحدّثني عن أبي عبد الرحمن المقرئ عن سعيد بن أبي أيوب عن عبيد اللّه ابن أبي جعفر عن الأعرج، قال: قال أبو هريرة: قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تردوا الطيب فإنه طيب الريح خفيف المحمل " .
لعائشة رشي الله عنها في طيب النبي صلى الله عليه وسلم قال: حدّثني زيد بن أخزم قال: حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا أنس بن مالك قال: حدّثنا عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت: كأني أنظر إلى وبيض الطيب في مفارق رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو محرم.
لعكرمة في طيب ابن عباس إبراهيم بن الحكم عن أبيه قال: قال عكرمة: كان ابن عباس يطلي جسده بالمسك فإذا مر بالطريق قال ابن عباس: أمر ابن عباس أم مر المسك ؟ المسيب بن علس يمدح بني شيبان شعراً قال المسيب بن علس يمدح بني شيبان:
تبيت الملوك على عتبها ... وشيبان إن غضبت تعتب
وكالشهد بالراح أحلامهم ... وأحلامهم منهما أعذب
وكالمسك ترب مقاماتهم ... وترب قبورهم أطيب
للعباس بن الأحنف أخذه العباس بن الأحنف فقال :
وأنت إذا ما وطئت الترا ... ب صار ترابك للناس طيبا
شعر لكعب بن زهير يمدح قوماً وقال كعب بن زهير يمدح قوماً:
المطعمون إذا ما أزمة أزمت ... والطيبون ثياباً كلما عرقوا
لابن الأعرابي وأنشد ابن الأعرابي:
خود يكون بهم القليل تمسه ... من طيبها عبقاً يطيب ويكثر
شكر الكرامة جلدهم فصفا لها ... إن القبيحة جلدها لا يشكر
لأيوب في الذين يتقشفون حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: ذكر لأيوب هؤلاء الذين يتقشفون فقال: ما علمت أن القذر من الدين.
باب المجالس والجلساء والمحادثةللنبي صلى الله عليه وسلم في المجالس

قال: حدّثني أحمد بن الخليل عن حبان بن موسى قال: حدّثنا ابن المبارك عن معمر عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : " الرجل أحق بمجلسه إذا قام لحاجةٍ ثم رجع " .
وحدّثني أيضاً عن سعيد بن سليمان عن إسحاق بن يحيى عن المسيب بن رافع عن عبد الله بن يزيد الخطمي عن عبد اللّه بن الغسيل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المرء أحق بصدر بيته وصدر دابته وصدر فراشه، وأحق أن يؤم في بيته " .
لعليّ بن أبي طالب فيمن يأبى الكرامة قال: حدّثني محمد بن عبيد قال: حدّثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر محمد بن عليّ قال: ألقي لعلي وسادةٌ فجلس عليها وقال: إنه لا يأبى الكرامة إلا حمارٌ.
للنبي صلى الله عليه وسلم في الجليس الصالح والجليس السوء وفي الحديث المرفوع عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل الجليس الصالح مثل الداري إن لم يحدك من طيبه علقك من ريحه، ومثل الجليس السوء مثل الكير إن لم يحرقك بشرار ناره علقك من نتنه " .
قال أبو إدريس الخولاني: المساجد مجالس الكرام.
للأحنف في أطيب المجالس وشعر لعليّ بن الجهم في معناه قال الأحنف: أطيب المجالس ما سافر فيه البصر واتدع فيه البدن.
فأخذه عليّ بن الجهم فقال :
صحون تسافر فيها العيون ... وتحسر عن بعد أقطارها
للمهلب، وللأوسية، في خير المجالس وقال المهلب: خير المجالس ما بعد فيه مدى الطرف وكثرت فيه فائدة الجليس.
قيل للأوسية: أي منظرٍ أحسن؟ فقالت: قصورٌ بيضٌ في حدائق خضرٍ.
شعر لعدي بن زيد ونحوه قول عدي بن زيد:
كدمى العاج في المحاريب أو كال ... بيض في الروض زهره مستنير
للأصمعي عن الأحنف وغيره حدّثنا سهل بن محمد قال: حدّثنا الأصمعي قال: كان الأحنف إذا أتاه إنسان أوسع له، فإن لم يجد موضعاً تحرك ليريه أنه يوسع له. وكان آخر لا يوسع لأحد ويقول: " ثهلان ذو الهضبات ما يتحلحل .
لابن عباس في حق جليسه عليه قال ابن عباس: لجليسي علي ثلاثٌ: أن أرميه بطرفي إذا أقبل، وأن أوسع له إذا جلس، وأصغي إليه إذا تحدّث.
وللأحنف وقال الأحنف: ما جلست مجلساً فخفت أن أقام عنه لغيري.
وكان يقول: لأن أدعى من بعيد فأجيب أحب إلي من أن أقصى من قريب.
سلوك القعقاع بن شور مع جليسه كان القعقاع بن شور إذا جالسه رجل فعرفه بالقصد إليه جعل له نصيباً في ماله، وأعانه على عدوه، وشفع له في حاجته، وغدا إليه بعد المجالسة شاكراً.
وقسم معاوية يوماً آنية فضةٍ ودفع إلى القعقاع حظه منها، فآثر به القعقاع أقرب القوم إليه، فقال :
وكنت جليس قعقاع بن شور ... ولا يشقى بقعقاع جليس
ضحوك السن إن نطقوا بخير ... وعند الشر مطراقٌ عبوس
كان يقال: إياك وصدر المجلس فإنه مجلس قلعة.
لمحمد بن واسع، ولعمرو بن العاص قيل لمحمد بن واسع: ألا تجلس متكئاً؟ فقال: تلك جلسة الآمنين.
قال عمرو بن العاص: ثلاثة لا أملهم: جليسي ما فهم عني، وثوبي ما سترني، ودابتي ما حملت رجلي .
وزاد آخر: وامرأتي ما أحسنت عشرتي.
لرجل عن عبد الملك بن مروان ذكر رجل عبد الملك بن مروان فقال: إنه لأخذ بأربع، تاركٌ لأربع: آخذٌ بأحسن الحديث إذا حدّث، وبأحسن الاستماع إذا حدّث، وبأحسن البشر إذا لقي، وبأيسر المؤونة إذا خولف. وكان تاركاً لمحادثة اللئيم، ومنازعة اللجوج، ومماراة السفيه، ومصاحبة المأبون. لرجل من الأشراف وقد أتاه رجل عند الانصراف كان رجل من الأشراف إذا أتاه رجل عند انقضاء مجلسه قال: إنك جلست إلينا على حين قيامٍ منا أفتأذن؟ بين الفضيل بن عياض وسفيان الثوري قال الفضيل بن عياض للثوري: دلني على من أجلس إليه. قال: تلك حالةٌ لا توجد.
لمطرف قال مطرف: لا تطعم طعامك من لا يشتهيه، يريد: لا تقبل بحديثك على من لا يقبل عليك بوجهه.
لسعيد بن سلم في أدب المحادثة، ومثله لابن مسعود وقال سعيد بن سلم: إذا لم تكن المحدّث أو المحدّث فانهض.
ونحوه قول ابن مسعود: حدّث القوم ما حدثوك بأبصارهم.
عمر بن عبد العزيز وزياد مولى عياش بن أي ربيعة قال زياد مولى عياش بن أبي ربيعة: دخلت على عمر بن عبد العزيز، فلما رآني زحل عن

مجلسه وقال: إذا دخل عليك رجل لا ترى لك عليه فضلاً فلا تأخذ عليه شرف المجلس.
لابن عباس في الجليس وقال ابن عباس: ما أحدٌ أكرم عليّ من جليسي، إن الذباب يقع عليه فيشق علي.
الشعبي يذكر قوماً ذكر الشعبي قوماً فقال: ما رأيت مثلهم أشد تناوباً في مجلس ولا أحسن فهماً عن محدّث.
لسليمان بن عبد الملك قال سليمان بن عبد الملك: قد ركبنا الفاره ووطئنا الحسناء ولبسنا اللين وأكلنا الطيب حتى أجدنا، ما أنا اليوم إلى شيء أحوج مني إلى جليس أضع عني مؤونة التحفظ فيما بيني وبينه.
لعمر بن الخطاب رضي الله عنه روى ابن أبي ليلى عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة قال: قال عمر بن الخطاب: لولا أن أسير في سبيل اللّه أو أضع جبهتي في التراب لله أو أجالس قوماً يلتقطون طيب القول كما يلتقط طيب الثمر لأحببت أن أكون قد لحقت باللّه.
لعامر بن عبد قيس يتذكر العراق قال عامر بن عبد قيس: ما آسى على شيء من العراق إلا على ظمأ الهواجر، وتجاوب المؤذنين، وإخوان لي منهم الأسود بن كلثوم.
ومثله لأخر يذكر البصرة وقال أخر: ما آسى من البصرة إلا على ثلاث: قصب السكر، وليل الخرير، وحديث ابن أبي بكرة.
لابراهيم النخعي في صيرفي وخارجي وقال المغيرة: كان يجالس إبراهيم صيرفي ورجل متهمٌ برأي الخوارج، فكان يقول لنا: لا تذكروا الربا إذا حضر هذا، ولا الأهواء إذا حضر هذا.
إمام المسجد الحرام واللهبيين وكان إمام مسجد الحرام لا يقول " تبت يدا أبي لهب " إلا عند ختم القرآن في شهر رمضان من أجل اللّهبيين.
كان يقال: محادثة الرجال تلقح ألبابها.
لبعض الملوك في المحادثة كان بعض الملوك في مسير له ليلاً فقال لمن حوله: إنه لا يقطع سرى الليل بمثل الحديث فيه فلينفض كل رجل منكم بنا جوشاً منه.
بين معاوية وعمرو بن العاص قال معاوية لعمرو بن العاص: ما بقي من لذة الدنيا تلذه؟ قال: محادثة أهل العلم، وخبرٌ صالح يأتيني من ضيعتي.
لأبي مسهر قال أبو مسهر: ما حدّثت رجلاً قط إلا حدّثني إصغاؤه: أفهم أم ضيع.
باب الثقلاء قال إبراهيم: إذا علم الثقيل أنه ثقيلٌ فليس بثقيل.
كان يقال: من خاف أن يثقل لم يثقل.
لأيوب وسئل لم لم يكتب عن طاوس قيل لأيوب: ما لك لا تكتب عن طاوس؟ فقال: أتيته فوجدته بين ثقيلين: ليث بن أبي سليم، وعبد الكريم بن أبي أمية.
للحسن قال الحسن: قد ذكر اللّه الثقل في كتابه قال: " فإذا طعمتم فانتشروا " .
لأبي هريرة كان أبو هريرة إذا استثقل رجلاً قال: اللهم اغفر له وأرحنا منه.
وكتب رجل على خاتمه: أبرمت فقم، فكان إذا جلس إليه ثقيلٌ ناوله إياه .
نصيحة بختيشوع الطبيب للمأمون قال بختيشوع للمأمون: لا تجالس الثقلاء فإنا نجد في الطب: مجالسة الثقيل حمى الروح.
لبعض الشعراء قال بعض الشعراء:
إني أجالس معشراً ... نوكى أخفهم ثقيل
قومٌ إذا جالستهم ... صدئت بقربهم العقول
لا يفهموني قولهم ... ويدق عنهم ما أقول
فهم كثيرٌ بي وأع ... لم أنني بهم قليل
لصدقة بن خالد في مجلس أي حنيفة أخبرنا النوشجاني عن عمر بن سعيد القرشي قال: حدّثني صدقة بن خالد قال: أتيت الكوفة فجلست إلى أبي حنيفة، فقام رجل من جلسائه فقال :
فما الفيل تحمله ميتاً ... بأثقل من بعض جلاسنا
فما حملت عنه شيئاً.
شعر في ثقيل مر رجل بصديق له ومعه رجل ثقيل، فقال له: كيف حالك؟ فقال :
وقائلٍ كيف أنت قلت له ... هذا جليسي فما ترى حالي
لبشار في أبي سفيان وقال بشار:
ربما يثقل الجليس وإن كا ... ن خفيفاً في كفة الميزان
ولقد قلت حين وتد في الأر ... ض ثقيلٌ أربى على ثهلان
كيف لم تحمل الأمانة أرضٌ ... حملت فوقهم أبا سفيان !
لأخر في ثقيل وقال آخر:
هل غربة الدار منك منجيتي ... إذا اغتدت بي قلائصٌ ذمل
وما أظن الفلاة تنجيني ... منك ولا الفلك أيها الرجل
ولو ركبت البراق أدركني ... منك على نأي دارك الثقل
هل لك فيما ملكت نافلةٌ ... تأخذه جملةً وترتحل
لأعرابي وقال أعرابي :

كأني عند حمزة في مقامي ... ألا حييت عنا يا مدينا
بلينا عنده حتى كأنا ... ألا هبي بصحنك فاصبحينا
لآخر في ثقيل وقال آخر
ثقيلٌ يطالعنا من أمم ... إذا سره رغم أنفي ألم
لطلعته وخزةٌ في الحشا ... كوخزالمشارط في المحتجم
أقول له إذ بدا طالعاً ... ولا حملته إلينا قدم
فقدت خيالك لا من عمى ... وأذني كلامك لا من صمم
لسهيل بن عبد العزيز قال سهيل بن عبد العزيز: من ثقل عليك بنفسه وغمك في سؤاله فألزمه أذناً صماء وعيناً عمياء.
لبعض الكتاب وكتب بعض الكتاب في فصل من كتابه: ما آمن نزغ مستميحٍ حرمته، وطالب حاجةٍ رددته، ومثابرٍ ثقيلٍ حجبته، أو منبسط نابٍ قبضته، ومقبلٍ بعنانه عليّ لويت عنه، فقد فعلت هذا بمستحقين وبتعذر الحال، فتثبت رحمك الله، ولا تطع كل حلاف مهين.
لبعض المحدّثين في زياد أبو صعصعة وقال بعض المحدّثين للخليل :
خرجنا نريد غزاةً لنا ... وفينا زيادٌ أبو صعصعه
فستة رهطٍ به خمسةٌ ... وخمسةٌ رهطٍ به أربعه
باب البناء والمنازل رجل من العجم ينصح السائب بن الأقرع بمكان لا يخرب ليبني فيه الهيثم بن عدي عن مجالدٍ عن الشعبي قال: قال السائب لن الأقرع لرجل من العجم: أخبرني عن مكان من القرية لا يخرب حتى أستقطع ذلك الموضع. فقال له: ما بين الماء إلى دار الإمارة، فاختط لثقيفٍ ذلك الموضع. قال الهيثم بن عدي: فبت عندهم فإذا ليلهم بمنزلة ا لنهار.
وقال قائل في الدار: ليكن أول ما تبتاع وآخر ما تبيع.
يحيى بن خالد وابنه جعفر حين اختط داره ليبنيها وقال يحيى بن خالد لأبنه جعفر حين اختط داره ليبنيها: هي قميصك فإن شئت فوسعه، وإن شئت فضيقه.
وأتاه وهو يبني داره التي ببغداد بقرب الدور، وإذا هم يبيضون حيطانها فقال: اعلم أنك تغطي الذهب بالفضة. فقال جعفر: ليس في كل مكانٍ يكون الذهب أنفع من الفضة، ولكن هل ترى عيباً؟ قال: نعم، مخالطتها دور السوقة.
ابن التوأم لبعض البصريين دخل ابن التوأم على بعض البصريين وهو يبني داراً كثيرة الذرع، واسعة الصحن، رفيعة السمك، عظيمة الأبواب، فقال: اعلم أنك قد ألزمت نفسك مؤونة لا تطاق، وعيالاً لا يحتمل مثلهم، ولا بد لك من الخدم والستور والفرش على حسب ما آبتليت به نفسك، وإن لم تفعل هجنت رأيك.
من كتاب الآيين وقرأت في كتاب الآيين أنه كان يستقبل بفراش الملك ومجلسه المشرق، أو يستقبل به مهب الصبا، وذلك أن ناحية المشرق وناحية الصبا يوصفان بالعلو والارتفاع، وناحية الدبور وناحية المغرب يوصفان بالفضيلة والانخفاض، وكان يستقبل بصدور إيوانات الملك المشرق أو مهب الدبور، ويستقبل بصدور الخلاء وما فيه من المقاعد مهب الصبا، لأنه يقال: إن استقبال الصبا في موضع الخلاء آمن من سحر السحرة ومن ريح الجنة.
لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان عمر يقول: على كل خائنٍ أمينان: الماء والطين.
ومر ببناء يبنى بآجر وجص فقال: لمن هذا؟ قالوا: لفلان، عاملٍ له، فقال: تأبى الدراهم إلا أن تخرج أعناقها. وشاطره ماله.
عمر بن الخطاب لسعد وأصحابه أبو الحسن قال: لما بلغ عمر أن سعداً وأصحابه قد بنوا بالمدر قال: قد كنت أكره لكم البنيان بالمدر، فاتا إذ قد فعلتم فعرضوا الحيطان، وأطيلوا السمك، وقاربوا بين الخشب.
ليزيد بن المهلب في عدم بناءه داراً البصرة وقيل ليزيد بن المهلب: لم لا تبني بالبصرة داراً؟ فقال: لأني لا أدخلها إلا أميراً أو أسيراً، فإن كنت أسيراً فالسجن داري، وإن كنت أميراً فدار الإمارة داري.
وقال: الصواب أن تتخذ الدور بين الماء والسوق، وأن تكون الدور شرقية والبساتين غربية.
لبعض الشعراء قال بعض الشعراء:
بنو عميرٍ مجدهم دارهم ... وكل قومٍ لهم مجد
وقال آخر لأبي محمد اليزيدي:
قومي خيارٌ غير ما أنهم ... صولتهم منهم على جارهم
ليس لهم مجدٌ سوى مسجدٍ ... به تعدوا فوق أطوارهم
لو هدم المسجد لم يعرفوا ... يوماً ولم يسمع بأخبارهم
وقال رجل من خزاعة:
فخص المسيب بالمناره ... ومناره برحا عماره

فإذا تفاخرت القبا ... ئل من تميم أو فزاره
حفلت عليك شيوخ ضب ... ة بالمسيب والمناره
لخارجي وقد مر بدار تبنى مر رجل من الخوارج بدار تبنى فقال: من هذا الذي يقيم كفيلاً؟ وقالوا: كل مال لا يخرج بخروجك ولا يرجع برجوعك ولا ينتقل في الوجوه بانتقالك فهو كفيلٌ.
لحكماء من الروم وقالت الحكماء من الروم: أصلح موضع البنيان أن يكون على تل أو كبسٍ وثيقٍ ليكون مطلا، وأحق ما جعلت إليه أبواب المنازل وأفنيتها وكواؤها المشرق واستقبال الصبا، فإن ذلك أصلح للأبدان لسرعة طلوع الشمس وضوئها عليهم.
شعر لعليّ بن الجهم في البناء ومن حسن التشبيه في البناء قول علي بن الجهم:
صحون تسافر فيها العيون ... وتحسر عن بعد أقطارها
وقبة ملكٍ كأن النجو ... م تصغي إليها بأسرارها
وفوارةٌ ثأرها في السماء ... فليست تقصر عن ثارها
!ذا أوقدت نارها بالعراق ... أضاء الحجاز سنا نارها
ترد على المزن ما أنزلت ... على الأرض من صوب أقطارها
لها شرفا تٌ كأن الربيع ... كساها الرياض بأنوارها
فهن كمصطحباتٍ خرجن ... لفصح النصارى وإفطارها
فمن بين عاقصةٍ شعرها ... ومصلحةٍ عقط زنارها
للوليد بن كعب وقال الوليد بن كعب :
بكت دار بشرٍ شجوها أن تبدلت ... هلال بن عياد ببشر بن غالب
وما هي إلا مثل عرسٍ تنقلت ... على رغمها من هاشم في محارب
وقال آخر:
ألم تر حوشباً أمسى يبني ... قصوراً نفعها لبني بقيله
يؤمل أن يعمر عمر نوح ... وأمر الله يحدث كل ليله
شعر مالك بن أسماء في جارية يهواها كان مالك بن أسماء يهوى جاريةً من بني أسد وكانت تنزل خصا وكانت دار مالك مبنيةً بآجر فقال :
يا ليت لي خصا يجاورها ... بدلًا بداري في بني أسد
الخص فيه تقر أعنينا ... خيرٌ من الآجر والكمد
سليمان بن داود عليه السلام لابنه حدّثني محمد بن خالد بن خداش عن أبيه قال: حدّثنا إسحاق بن الفرات قاضي مصر عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان بن داود لابنه: يا بني إن من ضيق العيش شراء الخبز من السوق، والنقلة من منزلٍ إلى منزلٍ.
بين المأمون وأحد الزهاد بلغني أن رجلاً من الزهاد مر في زورق، فلما نظر إلى بناء المأمون وأبوابه صاح: واعمراه؛ فسمعه المأمون فدعا به فقال: ما قلت؟ قال: رأيت بناء الأكاسرة فقلت ما سمعت. قال المأمون: أرأيت لو تحولت من هذه المدينة إلى إيوان كسرى بالمدائن هل كان لك أن تعيب نزولي هناك؟ قال: لا. قال: فأراك إنما عبت إسرافي في النفقة. قال: نعم. قال: فلو وهبت قيمة هذا البناء لرجل أكنت تعيب ذلك؟ قال: لا. قال: فلو بنى هذا الرجل بما كنت أهب له بناء أكنت تصيح به كما صحت بي؟ قال: لا. قال: فأراك إنما قصدتني لخاصتي في نفسي لا لعلة هي في غيري، ثم قال له: هذا البناء ضربٌ من مكايدنا نبنيه ونتخذ الجيوش ونعد السلاح والكراع وما بنا إلى أكثره حاجةٌ، فلا تعودن إلي فتمسك عقوبتي، فإن الحفيظة ربما صرفت ذا الرأي إلى هواه، فاستعمله.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

باب المزاح والرخص فيه
لعائشعة رضي الله عنها قال: حدّثنا محمد بن عبيد عن معاوية عن أبي إسحاق عن هشام بن عروة عن أبي سلمة قال: أخبرتني عائشة أنها سابقت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فسبقته، وسابقته في سفر آخر فسبقها وقال: " هذه بتلك " ، لأبي رافع عن أبي هريرة حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع قال: كان أبو هريرة على المدينة خليفةً لمروان، فربما ركب حماراً قد شد عليه برذعةً وفي رأسه حليةٌ فيلقى الرجل فيقول: الطريق، قد جاء الأمير. وربما دعاني إلى عشائه بالليل فيقول: دع العراق للأمير، فأنظر فإذا هو ثريدٌ بزيت. مزاح الشعبي مع خياط مر به قال: حدّثني محمد بن محمد بن مرزوق عن زاجر بن الصلت الطاحي عن سعيد بن عثمان قال: قال الشعبي لخياط مر به: عندنا حبٌ مكسور تخيطه؟ فقال الخياط: إن كان عندك خيوطٌ من ريح.
أيضاً للشعبي

وحدّثني بهذا الإسناد قال: دخل رجل على الشعبي ومعه في البيت امرأة فقال: أيكم الشعبي؟ قال الشعبي: هذه.
وسئل الشعبي عن لحم الشيطان فقال: نحن نرضى منه بالكفاف. قال: فما تقول في الذبان؟ قال: إن اشتهيته فكله.
بين خالد بن صفوان والفرزدق قال خالد بن صفوان للفرزدق وكان يمازحه: ما أنت يا أبا فراس بالذي لما رأينه أكبرنه و قطعن أيديهن. قال: ولا أنت يا أبا صفوان بالذي قالت فيه الفتاة لأبيها: يا أبت أستأجره إن خير من أستأجرت القوي الأمين " .
بين ابن سيرين وغالب وقد سأله عن هشام بن حسان حماد بن زيد عن غالب أنه سأل ابن سيرين عن هشام بن حسان قال: توفي البارحة، أما شعرت؟ فجزع واسترجع، فلما رأى ابن سيرين جزعه قرأ الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها.
بين الشعبي وحمال سأله عن اسم امرأة إبليس مر بالشعبي حمالٌ على ظهره دن خل، فلما رآه وضع الدن وقال: ما كان اسم امرأة ابليس؟ فقال الشعبي: ذاك نكاحٌ ما شهدناه.
لإبراهيم وهو يعود الأعمش حدّثني محمد بن عبد العزيز عن الأصبهاني عن يحيى بن أبي زائدة عن الأعمش قال: عادني إبراهيم فنظر إلى منزلي فقال: أما أنت فتعرف في منزلك أنك لست من أهل القريتين عظيم.
بين نعيمان وسويبط بن حرملة وقد خرجا في تجارة مع أبي بكر رضي الله عنه و روى وكيع عن ربيعة عن الزهري عن وهب بن عبد بن زمعة قال: قالت أم سلمة: خرج أبو بكر في تجارة ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة، وكانا شهدا بدراً، وكان نعيمان على الزاد فقال له سويبط وكان مزاحاً: أطعمني. فقال: حتى يجيء أبو بكر. فقال: أما والله لأغيظنك. فمروا بقوم فقال لهم سويبط: أتشترون مني عبداً لي؟ قالوا: نعم. قال: إنه عبدٌ له كلام وهو قائل لكم: إني حر، فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه فلا تفسدوا عليّ عبدي. فقالوا: بل نشتريه فك بعشر قلائص. ثم جاءوا فوضعوا في عنقه حبلاً وعمامة واشتروه، فقال نعيمان: إن هذا يستهزئ بكم وإني حر. قالوا: قد أخبرنا بخبرك. وانطلقوا به، وجاء أبو بكر فأخبروه فاتبعهم فرد عليهم القلائص وأخذه، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه فضحك هو وأصحابه منهما حولاً.
بين عدي بن أرطأة وشريح القاضي حدّثني محمد بن عبد العزيز قال: حدّثنا عبد اللّه بن عبد الوهاب الحجبي عن أبي عوانة عن قتادة أن عدي بن أرطاة تزوج امرأة بالكوفة وشرط لهم دارها فأراد أن ينقلها فخاصمته إلى شريح، فقال: أين أنت أصلحك الله؟ قال: بينك وبين الحائط. قال: إني رجل من أهل الشام. قال: بعيد سحيق. قال: إني تزوجت امرأة. قال: بالرفاء والبنين. قال: وولدت غلاماً. قال: ليهنئك الفارس. قال: وشرطت لهم دارها. قال: الشرط أملك. قال: اقض بيننا. قال: قد قضيت. قال: بمه؟ قال شريح: حدّث امرأة حديثين فإن أبت فأربع .
قال لي المحدّث: فأربعة، وإنما هو فأربع أي كف وأمسك.
قضاء شريح على رجل وقد أقر على نفسه وهو لا يعلم وتقدم رجلان إلى شريح في خصومة فأقر أحدهما بما يدعي الآخر عليه وهو لا يعلم، فقضى عليه شريح، فقال الرجل: أتقضي عليّ بغير بينة؟ فقال: قد شهد عندي ثقة. قال: ومن هو؟ قال: ابن أخت خالتك.
لابن سيرين كان ابن سيرين ينشد:
نبئت أن فتاة كنت أخطبها ... عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول
وقال أيضاً:
لقد أصبحت عرس الفرزدق ناشزا ... ولو رضيت رمح استه لاستقرت
وكان ابن سيرين يضحك حتى يسيل لعابه.
بين معاوية وعمرو بن العاص المدائني قال: قال عمرو بن العاص لمعاوية: إني رأيت البارحة في المنام كأن القيامة قد قامت ووضعت الموازين وأحضر الناس للحساب، فنظرت إليك وأنت واقف قد ألجمك العرق، وبين يديك صحف كأمثال الجبال. فقال معاوية: فهل رأيت شيئاً من دنانير مصر! بين معن بن زائدة وابن عياش المنتوف كان معن بن زائدة ظنينا في دينه، فبعث إلى ابن عياش المنتوف بألف دينار، وكتب إليه: قد بعثت إليك بألف دينار اشتريت بهم دينك، فاقبض المال وأكتب إلي بالتسليم، فكتب إليه: قد قبضت الدنانير وبعتك بها ديني خلا التوحيد لما عرفت من زهدك فيه.
بين الرشيد ويزيد بن مزيد قال الرشيد ليزيد بن مزيد: ما أكثر الخلفاء من ربيعة! فقال يزيد: أجل، ولكن منابرهم آ لجذوع.

بين بلال بن أبي بردة وابن أبي علقمة قال بلال بن أبي بردة لابن أبي علقمة: إنما دعوتك لأسخر منك. فقال له ابن أبي علقمة: لئن قلت ذاك لقد حكم المسلمون رجلين سخر أحدهما من الآخر.
كان يقال: السباب مزاح النوكى.
وقال الشاعر:
أخو آلجد إن جاددت أرضاك جده ... وذو باطل إن شئت ألهاك باطله
شعر مسعر بن كدام لابنه ينصحه بالبعد عن المزاح وقال مسعر بن كدام لابنه:
ولقد حبوتك يا كدام نصحيتي ... فاسمع لقول أ بٍ عليك شفيق
أما المزاحة والمراء فدعهما ... خلقان لا أرضاهما لصديق
ولقد بلوتهما فلم أحمدهما ... لمحاور جارٍ ولا لرفيق
شعر للكميت، ولغيره وقال الكميت:
وفي الناس أقداعٌ ملاهيج بالخنا ... متى يبلغ الجهد الحفيظة يلعبوا
ومما يقارب هذا قول بعض المحدّثين 30:
أراني سأبدي عند أول سكرة ... هواي لفضل في خفاءٍ وفي ستر
فإن رضيت كان الرضا سبب الهوى ... وإن غضبت حملت ذنبي على السكر
وقال الراعي - في نحو هذا يصف نساء:
يناجيننا بالطرف دون جديثنا ... ويقضين حاجاتٍ وهن موازح
بين أمير ورجل مزح عنده عرض بعض الأمراء على رجل عملين ليختار أحدهما فيوليه، فقال: كلاهما وتمراً، فقال: أعندي تمزح؛ لا وليت لي عملا.
لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فيمن كثر ضحكه وقال عمر بن الخطاب: من كثر ضحكه قلت هيبته.
مثله لعليّ كرم الله وجهه، ولأكثم وقال عليّ: إذا ضحك العالم ضحكةً مج من العلم مجةً.
وقال أكثم: المزاحة تذهب المهابة الأخطل يعرض برجل كان يحسده في مجلس عبد الملك بن مروان الهيثم عن عوانة الكلبي قال: دخل الأخطل على عبد الملك بن مروان وهو مغمرم وعنده رجل كان يحسده الأخطل ويقارضه، فقال الأخطل: يا أمير المؤمنين عهدي بأبي هذا الفتى وهو سيدنا معشر بني جشم، وشيخنا الذي نصدر عن رأيه. فاهتز لها الفتى وقال: يا أمير المؤمنين، هو أعلم بنا قديماً وحديثاً. قال الأخطل: إن أباه أمرنا ذات يوم وقد نورت الرياض أن نخرج إلى روضة في ظهر بيوت الحي فنتحدّث فيها، فخرجنا وابتسطنا لعباً، وخرج الرجل منا بالبكرة الكوماء وبالخروف والجدي، وقام الفتيان فاجتزروا واشتووا ودارت السقاة عليّنا، فبينما نحن كذلك رعف أبوه فما تركنا في الحي روثة حمار إلا نشقناه إياهم فلم يرقأ دمه، فقال لنا شيخ: شدوا خصيي الشيخ عصباً. ففعلنا ذلك فرقأ الدم، فوالله ما دارت الكأس إلا دورة حتى أتانا الصريخ عن أمه أنها قد رعفت، فبادرنا إليها، فوالله ما درينا ما نعصب منها حتى خرجت نفسها. وعبد الملك يفحص برجليه ضحكاً، والفتى يقول: كذب واللّه. فقال عبد الملك: ألم تزعم أنه أعلم الناس بقديمكم وحديثكم ! بين رجل من الفقهاء وجمال حدّثني أحمد بن عمرو قال: كان رجل من الفقهاء في طريق مكة، فرأى وهو محرم يربوعاً فرماه بعصا كانت في يده فقتله، فقال الجمال: ألست محرماً؟ قال: بلى وما كانت بي إلى رميه حاجة إلا أن تعلم أن إحرامي لا يمنعني من ضربك.
للأعمش في تمام الحج قال: وكان الأعمش يقول: من تمام الحج ضرب الجمال.
نعيمان المزاح ومخرمة بن نوفل المدائني قال: كان نعيمان رجلاً من الأنصار وشهد بدراً وجلده النبي عليه السلام في الخمر م ربع مرات، فمر نعيمان بمخرمة بن نوفل وقد كف بصره فقال: ألا رجل يقودني حتى أبول؟ فأخذ بيده نعيمان، فلما بلغ مؤخر المسجد قال: ها هنا فبل. فبال فصيح به، فقال: من قادني؟ قيل: نعيمان. قال: لله عليّ أن أضربه بعصاي هذه، فبلغ نعيمان فأتاه فقال له: هل لك في نعيمان؟ فقال: نعم. فقال: قم. فقام معه فأتى به عثمان بن عفان وهو يصلي، فقال: دونك الرجل. فجمع يديه في العصا ثم ضربه، فقال الناس: أمير المؤمنين. فقال: من قادني؟ قالوا: نعيمان. قال: لا أعود إلى نعيمان أبداً.
لخارجة بن زيد حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ عن ابن أبي الزناد عن أبيه قال: قلت لخارجة بن زيد: هل كان الغناء يكون في العرسات؟ قال: قد كان ذاك، ولا يحضر بما يحضر اليوم من السفه، دعانا أخوالنا بنو نبيط في مدعاةٍ لهم فشهد المدعاة حسان بن ثابت وابنه عبد الرحمن وأنا، وجاريتان تغنيان.

أنظر خليلي بباب جلق هل ... تؤنس دون البلقاء من أحد
فبكى حسان وقد كف بصره، وجعل عبد الرحمن يومئ إليهما أن زيداً، فلا أدري ماذا يعجبه من أن تبكيا أباه، ثم جيء بالطعام، فقال حسان: أطعام يدٍ أم طعام يدين؟ فقالوا: طعام يد، يريدون الثريد فأكل، ثم أتي بطعام آخر فقال: أطعام يد أم طعام يدين؟ قالوا: طعام يدين، يعنون الشواء، فكف.
للنعمان بن بشير وقد سمع شعرا لطويس يذكر فيه أمه حدّثنا أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: كان طويسٌ يتغنى في عرس، فدخل النعمان ابن بشير العرس وطويسٌ يقول:
أجد بعمرة غنيانها ... فتهجر أم شأننا شانها
وعمرة أم النعمان، فقيل له: اسكت اسكت. فقال النعمان: إنه لم يقل بأساً وإنما قال:
وعمرة من سروات النسا ... ء تنفح بالمسك أردانها
لابن عباس وهو محرم حدّثني يزيد بن عمرو قال: حدّثنا الحجاج بن نصير قال: حدّثنا شعبة عن قتادة عن أبي العالية أنه كان مع ابن عباس وهو محرم، فقال ابن عباس :
وهن يمشين بنا هميسا ... إن تصدق الطير ننل لميسا
فقالوا: تقول الرفث وأنت محرم يا بن عباس؛ فقال: إنما الرفث عند النساء.
بين جابر الجعفي والشعبي قال جابر الجعفي: رأيت الشعبي خارجاً من الكوفة فقلت له: أين؟ قال: أنظر إلى الفيل.
لعكرمة عندما ختن ابن عباس بينه حدّثني أبو الخطاب قال: حدّثنا سلم بن قتيبة قال: حدّثنا شريك عن جابر الجعفي عن عكرمة قال: ختن ابن عباس بنيه فأرسلني فدعوت اللعابين فلعبوا فأعطاهم أربعمائة درهم. للأوقص المخزومي وقد مر به سكران حدّثني شيخ لنا من أهل المدينة قال: ولي الأوقص المخزومي قضاء مكة فما رئي مثله في العفاف والنبل، فبينا هو نائم ذات ليلة في جناحٍ له مر به سكران يتغنى، فأشرف عليه فقال له: يا هذا، شربت حراماً، وأيقظت نواما، وغنيت خطأ، خذ عني. فأصلحه له.
نصيحة أم الأوقص له وقال الأوقص: قالت لي أمي: يا بني إنك خلقت خلقةً لا تصلح معها لمجامعة الفتيان في بيوت القيان، إنك لا تكون مع أحد ألا تخطتك إليه العيون، فعليك بالدين فإنه يرفع الخسيسة ويتم النقيصة، فنفعني الله بكلامها فبلغت القضاء.
لعبد الله بن جعفر قال عبد الله بن جعفر لرجل: لو غنتك فلانة جاريتي صوت كذا ما أدركت دكانك.
لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حدّثني شيخ لنا عن سلم قتيبة عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: مر بي عمر، وأنا وعاصم بن عمر نتغنى غناء النصب، فقال: أعيدا، فأعدنا، فقال: مثلكما مثل حماري العبادي، قيل له: أي حماريك أشر؟ قال: هذا ثم هذا.
لعطاء عن القراءة على ألحان الغناء والحداء وحدّثني أيضاً عن ابن عاصم عن ابن جريج قال: سألت عطاء عن القراءة على ألحان الغناء والحداء فقال: وما بأس، لقد حدّثني عبيد بن عمير الليثي قال: كانت لداود نبي الله معزفةٌ يضرب بها إذا قرأ الزبور، فكان إذا قرأ اجتمع إليه الإنس والجن والطير فبكى وأبكى من حوله. وقال لي غيره. ولهذا قيل: مزامير داود، كأنه أغاني داود.
شعر لأي معاوية الضرير خرج أبو معاوية الضرير يوماً على أصحابه فقال:
وإذا المعدة جاشت ... فارمها بالمنجنيق
بثلاثٍ من نبيذٍ ... ليس بالحلو الرقيق
للأسود وقد شرب النوشجاني قال: حدّثني محمد بن سابق قال: حدّثنا مالك بن مغول عن أبي حصين قال: شرب الأسود فقال: لو سقيتموني آخر لغنيت.
لعم الشعي في ابن مسعود حدّثني محمد بن عبيد قال: حدّثنا أبو أسامة عن المجالد عن الشعبي عن عمه قال: صحبت ابن مسعود حولا من رمضان إلى رمضان لم يصم يوماً واحداً، فأهمني ذلك وسألت عنه، ولم أره صلى الضحى حتى خرج من بين أظهرنا.
مثله عن مهدي بن ميمون في أي صادق قال: حدّثني محمد بن عبيد قال: حدّثنا مسلم بن إبراهيم عن مهدي بن ميمون قال: كان أبو صادق لا يتطوع من السنة بصوم يوم، ولا يصلي رجعةً سوى الفريضة قبلها ولا بعدها، وكان به من الورع شيء عجيب.
لأيوب حدّثني الزيادي قال: قال حماد بن زيد عن أيوب قال: دخلت على رجل من الفقهاء وهو يلعب بالشطرنج.
لابن سيرين ولأي المعتمر في اللعب بالشطرنج

وحدّثني الزيادي قال: حدّثنا حماد بن زيد عن هشام بن حسان قال: سئل ابن سيرين عن اللعب بالشطرنج فقال: لا بأس به هو رفقٌ.
حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ عن معتمر قال: قال أبي: ترون أن الشطرنج وضعت على أمر عظيم ؟.
قال: وحدّثنا الأصمعي عن ابن أبي زائدة عن إسماعيل بن أبي خالد قال: كان قيس بن أبي حازم في مدعاةٍ فقال لصاحب المنزل: طير.
حدّثني شبابة قال: حدّثني القاسم بن الحكم العرني قال: حدّثني سليمٌ مولى الشعبي أن الشعبي كان إذا اختضب فغرض لاعب ابنته بالنرد حتى يعلق الخضاب.
لسعيد بن المسيب في اللعب بالنرد حدّثنا إسحاق بن راهويه قال: أخبرنا النضر بن شميلٍ قال: حدّثنا شعبة عن عبد ربه قال: سمعت سعيد بن المسيب وسئل عن اللعب بالنرد فقال: إذا لم يكن قماراً فلا بأس.
مثله في اللعب بالنرد حدّثنا إسحاق بن راهويه قال: أخبرنا الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب قال: رأيت عكرمة أقيم قائماً على اللعب بالنرد.
قال إسحاق: إن كان لعبه على غير معنى القمار يريد به التعليّم والمكايدة فهو مكروه، ولا يبلغ ذلك إسقاط شهادته.
وروى عبد الملك بن عمير عن إبراهيم بن محمد قال: أخبرني أبي قال: رأيت أبا هريرة يلعب مع أبي بأربعة عشر على ظهر المسجد.
بين عبد الله بن مسعود ورجل يسأله حدّثني محمد بن عبيد قال: حدّثني علي بن عاصم عن أبي إسحاق الشيباني عن خوات التميمي عن الحارث بن سويد قال: أتى عبد اللّه بن مسعود رجلٌ فقال: يا أبا عبد الرحمن إن لي جاراً يربي وما يتورع من شيء أصابه، وإني أعسر فأستسلفه، ويدعوني فأجيبه. فقال: كل فلك مهنؤه وعليه وزره.
لأي فضالة كان أبو فضالة أسن وشقت عليه الصلاة، فكان يقول: مشقيةٌ منصبة، مقيمةٌ مقعدة، لا تزال بصاحبها حتى يضع أكرمه ويرفع أفحشه.
شعر لعبد الله بن القعقاع، ولغيره، في الشرب قال عبد اللّه بن القعقاع الأسدي :
أتانا بها صفراء يزعم أنها ... زبيبٌ، فصدقناه وهو كذوب
فهل هي إلا ليلةٌ غاب نحسها ... أصلي لربي بعدها وأتوب
قال آخر:
من ذا يحرم ماء المزن خالطه ... في جوف آنيةٍ ماء العناقيد
إني لأكره تشديد الرواة لنا ... فيها ويعجبني قول ابن مسعود
للمؤلف في متخير الشعر في الشراب وعيون الأخبار ومتخير الشعر في الشراب يقع في كتابي المؤلف في الأشربة، ولذلك تركت ذكرها.
من كتاب كاتب إلى صديق له وكتب بعض الكتاب إلى صديق له في فصل: ونحن نحمد اللّه إليك فإن عقدة الإسلام في قلوبنا صحيحةٌ، وأواخيه ثابتةٌ، ولقد اجتهد قومٌ أن يدخلوا قلوبنا من مرض قلوبهم، وأن يلبسوا يقيننا بشكهم، فمنعتنا عصمة الله منهم، وحال توفيقه دونهم، ولنا بعد مذهبٌ في الدعابة جميلٌ، لا يشوبه أذًى ولا قذًى، يخرج إلى الأنس من العبوس، وإلى الاسترسال من القطوب، ويلحقنا بأحرار الناس وأشرافهم الذين ارتفعوا عن لبسة الرياء والتصنع.
نقص صفحة 375 ولعليّ بن أبي طالب في التوسط في الأمور وقال عليّ أيضاً: خير هذه الأمة النمط الأوسط، يرجع إليهم الغالي ويلحق بهم التالي.
لحذيفة في خيار الناس وروى وكيع عن محمد بن قيس عن عمرو بن مرة قال: قال حذيفة: خياركم الذي يأخذون من دنياهم لآخرتهم، ومن آخرتهم لدنياهم.
وكان يقال: دين الله بين المقصر والغالي.
لمطرف يعظ ابنه بالتوسط في أمر الدين وقال المطرف لابنه: يا بني، الحسنة بين السيئتين، يعني بين الإفراط والتقصير، وخير الأمور أوساطها، وشر السير الحقحقة.
للنبي صلى الله عليه وسلم وفي بعض الحديث المرفوع: " ليس خيركم من ترك الدنيا للآخرة ولا الآخرة للدنيا ولكن خيركم من أخذ من هذه وهذه " .
وقال: " إن الله بعثني بالحنيفية السهلة، ولم يبعثني بالرهبانية المبتدعة، سنتي الصلاة والنوم، والإفطار والصوم، فمن رغب عن سنتي فليس مني " .
وفي الحديث: " إن هذا الدين متينٌ فأوغل فيه برفقٍ، فإن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى " .
في طلب العلم وعامل البر وكان يقال: طالب العلم وعامل البر كآكل الطعام إن أخذ منه قوتاً عصمه، وإن أسرف في الأخذ منه بشمه، وبما كانت فيه منيته، وكآخذ الأدوية التي قصدها شفاءٌ، ومجاوز القدر فيها السم المميت.

ما كان يقوله ابن أبي نعم في تلبيته حدّثني محمد بن عبيد قال: حدّثنا سفيان بن عيينة عن سالم بن أبي حفصة أن ابن أبي نعمٍ كان يهل. من السنة إلى السنة ويقول في تلبيته: لبيك، لو كان رياء لاضمحل.
لعمر بن ميمون في ابن أبي نعم حدّثني أحمد بن الخليل قال: حدّثنا موسى بن مسعود عن سفيان عن أبي إسحاق قال: قال عمر بن ميمون: لو أدرك أصحابنا محمد بن أبي نعمٍ لرجموه، كان يواصل كذا وكذا يوماً ويهل بالحج إذا رجع الناس من الحج.
لسلمان الفارسي في القصد والدوام وقال سلمان: القصد والدوام وأنت السابق الجواد.
بين عيسى بن مريم ورجل متعبد وفي بعض الحديث أن عيسى بن مريم لقي رجلاً فقال: ما تصنع؟ قال: أتعبد. قال: من يعود عليك؟ قال: أخي. قال: أخوك أعبد منك.
للحجاج بن الأسود روح بن عبادة عن الحجاج بن الأسود قال: من يدلني على رجل بكاءٍ بالليل بسامٍ بالنهار؟ لمطرف يوصي وروى أبو أسامة عن حماد بن زيد عن إسحاق بن سويد قال: قال مطرفٌ: انظروا قوماً إذا ذكروا ذكروا بالقراءة فلا تكونوا منهم، وانظروا قوماً إذا ذكروا ذكروا بالفجور فلا تكونوا منهم، كونوا بين هؤلاء وهؤلاء.
باب التوسط في المداراة والحلممن كتاب الهند في معنى هذا العنوان قرأت في كتاب للهند: بعض المقاربة حزمٌ، وكل المقاربة عجزٌ، كالخشبة المنصوبة في الشمس تمال فيزيد ظلها، ويفرط في الإمالة فينقص الظل.
وفي أمثال العرب ومن أمثال العرب في هذا: لا تكن حلواً فتسترط ولا مراً فتلفظ.
وأبو زيد يقول: ولا مراً فتعقى. يقال: أعقى الشيء إذا اشتدت مرارته.
وقال الشاعر:
وإني لصعب الرأس غير جموح
وقال آخر في صفة قوس:
في كفه معطيةٌ منوع
وقال آخر:
شريانةٌ تمنع بعد اللين
وصية أبرويز لابنه وقال أبرويز لابنه: اجعل لاقتصادك السلطان على إفراطك، فإنك إذا قدرت الأمور على ذلك وزنتها بميزان الحكمة وقومتها تقويم الثقاف، ولم تجعل للندامة سلطاناً على الحلم.
شعر للنابغة الجعدي وقال النابغة الجعدي:
ولا خير في حلمٍ إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
وقال آخر:
ولا خير في عرض امرء لا يصونه ... ولا خير في حلم امرءٍ ذل جانبه
لأكثم بن صيفي وقال أكثم بن صيفي: الانقباض من الناس مكسبةٌ للعداوة، وإفراط الأنس مكسبةٌ لقرناء السوء.
باب التوسط في العقل والرأيبين معاوية وعمر بن الخطاب روي في الحديث أن زياد بن أبي سفيان كان كاتباً لأبي موسى الأشعريّ فعزله عمر عن ذلك، فقال له زياد: أعن عجرٍ عزلتني يا أمير المؤمنين أم عن خيانة؟ فقال: لا عن ذاك ولا عن هذا، ولكني كرهت أن أحمل على العامة فضل عقلك.
ويقال: إفراط العقل مضرٌ بالجد.
بين العقل والجد ومن الأمثال المبتذلة: استأذن العقل على الجد فقال: اذهب لا حاجة بي إليك.
وقال الشاعر:
فعش في جد أنوك حالفته ... مقاديرٌ يساعدها الصواب
وقال آخر:
إن المقادير إذا ساعدت ... ألحقت العاجز بالحازم
وقال آخر:
أرى زمناً نوكاه أسعد أهله ... ولكنه يشقى به كل عاقل
للحسن في زياد والحجاج وقال الحسن: تشبه زيادٌ بعمر وأفرط، وتشبه الحجاج بزيادٍ فأهلك الناس.
للحكماء في فضل الأدب وفضل الرأي وقالت الحكماء: فضل الأدب في غير دين مهلكةٌ، وفضل الرأي إذا لم يستعمل في رضوان الله ومنفعة الناس قائدٌ إلى الذنوب، والحفظ الزاكي الواعي لغير العلم النافع مضرٌ بالعلم الصالح، والعقل غير المورع عن الذنوب خازن الشيطان.
بين المأمون وسوقي ضربه سلطاني تنازع اثنان: أحدهما سلطاني والآخر سوقي، فضربه السلطاني فصاح واعمراه؛ ورفع خبره إلى المأمون فأمر بإدخاله عليه، قال: من أين أنت؟ قال: من أهل فامية. قال: إن عمر ابن الخطاب كان يقول: من كان جاره نبطيا واحتاج إلى ثمنه فليبعه، فإن كنت تطلب سيرة عمر فهذا حكمه فيكم. وأمر له بألف درهم.
باب ذم فضل الأدب والقوللبعض الحكماء قيل لبعض الحكماء: متى يكون الأدب شرًا من عدمه؟ قال: إذا كبر الأدب ونقص العقل.
وكانوا يكرهون أن يزيد منطق الرجل على عقله.

ويقال: من لم يكن عقله أغلب خصال الخير عليه كان حتفه في أغلب خصال الخير عليه.
وقال الشاعر:
رأيت اللسان على أهله ... إذا ساسه الجهل ليثاً مغيرا
لسليمان بن عبد الملك وقال سليمان بن عبد الملك: زيادة منطقٍ على عقلٍ خدعةٌ، وزيادة عقلٍ على منطقٍ هجنةٌ، وأحسن من ذاك ما زين بعضه بعضاً.
ضرار بن عمرو ويوصي ابنته حين زوجها قال ضرار بن عمرو لابنته حين زوجها: أمسكي عليك الفضلين: فضل الغلمة وفضل الكلام.
لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال عمر بن الخطاب رحمه الله. رحم الله أمرءاً أمسك فضل القول وقدم فضل العمل.
المنذر بن المنذر ورجل نزل المنذر بن المنذر في كتيبةٍ موضعاً، فقال له رجل: أبيت اللعن إن ذبح رجلٌ ها هنا، إلى أي موضع يبلغ دمه من هذه الرابية؟ فقال المنذر: المذبوح والله أنت، ولأنظرن أين يبلغ دمك. فقال رجل ممن حضر: رب كلمةٍ تقول لصاحبها، دعني لزياد وهو على المنبر قال زياد على المنبر: إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يقطع بها ذنب عنز مصورٍ ولو بلغت إمامه سفكت دمه.
لأكثم بن صيفي في مقتل الرجل، ومثله للأحنف وقال أكثم بن صيفي: مقتل الرجل بين فكيه.
وقال الأحنف: حتف الرجل مخبوءٌ تحت لسانه.
باب التوسط ني الجدة دعاء للرسول صلى الله عليه وسلم كان دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم إني أعوذ بك من غنًى مبطرٍ ومن فقرٍ ملبٍ أو مربٍ " ، وكذلك " اللهم لا غنًى يطغي ولا فقراً ينسي " .
لأبي المعتمر السلمي في أصناف الناس وقال أبو المعتمر السلمي: الناس ثلاثة أصناف: أغنياء وفقراء وأوساط، فالفقراء موتى إلا من أغناه الله بعز القناعة، والأغنياء سكارى إلا من عصمه بتوقع الغير، وأكثر الخير مع أكثر الأوساط وأكثر الشر مع الفقراء والأغنياء لسخف الفقر وبطر الغنى.
ومن أمثال العرب في هذا: بين الممخة والعجفاء.
باب الاقتصاد في الإنفاق والإعطاءقال اللّه عز وجل: " ولا تجعل يدك مغلولةً إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط " ، وقال عز وجل: " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً " .
للنبي صلى الله عليه وسلم حدّثني أحمد بن الخليل عن مسلم بن إبراهيم عن سكين بن عبد العزيز بن مسلم عن أبي الأحوص عن عبد الله قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " ما عال مقتصدٌ " .
لأبي الدرداء في حسن التقدير في المعيشة وحدّثني أيضا عن مسلم قال: حدّثنا أبو قدامة الحارث بن عبيد قال: حدّثنا برد بن سنان عن الزهري قال: قال أبو الدرداء: حسن التقدير في المعيشة أفضل من نصف الكسب، ولقط حبا منثوراً وقال: إن فقه الرجل رفقه في معيشته.
أبو الأسود ينصح ولده قال أبو الأسود لولده: لا تجاودوا الله فإنه أجود وأمجد، وإنه لو شاء أن يوسع على الناس كلهم حتى لا يكون محتاجٌ لفعل، فلا تجهدوا أنفسكم في التوسعة فتهلكوا هزلاً.
لمحمد بن عمران وقد نسبوه إلى البخل قيل لمحمد بن عمران قاضي المدينة - وهو من ولد طلحة بن عبيد الله - : إنك تنسب إلى البخل. فقال: والله إني لا أجمد في الحق ولا أذوب في الباطل.
وكان يقال: لا تصن كثيراً عن حقٍ ولا تنفق قليلاً في باطل.
ومن أمثال العرب في ذلك: لا وكس ولا شطط وإذا جد السؤال جد المنع.
وقال الشاعر:
إلا أكن كل الجواد فإنني ... على الزاد في الظلماء غير لئيم
وإلا أكن كل الشجاع فإنني ... أرد سنان الرمح غير سليم
وقد علمت عليّا هوازن أنني ... فتاها وسفلى عامرٍ وتميم
لمعاوية بن أبي سفيان قال معاوية: ما رأيت شرفاً قط إلا وإلى جانبه حق مضيعٌ.
أفعال من أفعال السادة والأشراف لأبي عمران قاضي المدينة عن طلحة حدّثني الرياشي قال: حدّثنا ألأصمعي قال: حدّثنا ابن عمران قاضي المدينة أن طلحة كان يقال له: طلحة الخير، وطلحة الفياض، وطلحة الطلحات وأنه فدى عشرة من أسارى بدر وجاء يمشي بينهم، وأنه سئل برحمٍ فقال: ما سئلت بهذه الرحم قبل اليوم، وقد بعت حائطاً لي بتسعمائة ألف درهم وأنا فيه بالخيار، فإن شئت ارتجعته وأعطيتكه، وإن شئت أعطيتك ثمنه.
من أفعال ضرار بن القعقاع بن معبد بن زرارة

حدّثني سهل بن محمد عن الأصمعيّ قال: أخبرني شيخ من مشيختنا، - وربما قال: هارون الأعور - أن قتيبة بن مسلم قال: أرسلني أبي إلى ضراب بن القعقاع بن معبد بن زرارة فقال: قل له قد كان في قومك دماء وجراح، وقد أحبوا أن تحضر المسجد فيمن يحضر. قال: فأتيته فأبلغته فقال: يا جارية. غديني فجاءت بأرغفة خشنٍ فشردتهن في مريس ثم برقتهن فأكل، قال قتيبة: فجعل شأنه يصغر في عيني ونفسي، ثم مسح يده وقال: الحمد لله، حنطة الأهواز وتمر الفرات وزيت الشأم. ثم أخذ نعليه وارتدى، ثم انطلق معي وأتى المسجد الجامع فصلى ركعتين ثم احتبى، فما رأته حلقة إلا تقوضت إليه، فاجتمع الطالبون والمطلوبون فأكثروا الكلام، فقال: إلى ماذا صار أمرهم؟ قالوا: إلى كذا وكذا من إبل. قال: هي عليّ. ثم قام.
لمعد يكرب بن أبرهة وعبد العزيز بن مروان الهيثم عن ابن عباس قال: كان معد يكرب بن أبرهة جالساً مع عبد العزيز بن مروان على سريره فأتي بفتيانٍ قد شربوا الخمر، فقال: يا أعداء الله، أتشربون الخمر! فقال معديكرب: أنشدك الله أن تفضح هؤلاء. فقال: إن ألحق في هؤلاء وفي غيرهم واحد. فقال معد يكرب: يا غلام صب من شرابهم في القدح. فصب له فشربه وقال: واللّه ما شرابنا في منازلنا إلا هذا. فقال عبد العزيز: خلوا عنهم. فقيل له حين انصرفوا: شربت الخمر! فقال: أما والله إن اللّه ليعلم أني لم أشربها قط في سر ولا علانية، ولكني كرهت أن يفضح مثل هؤلاء بمحضري . الحسن بن سهل وشاع مدحه وحكمه في الصلة وحدّثني شيخ لنا قال: مدح شاعر الحسن بن سهل، فقال له: احتكم، وظن أن همته قصيرةٌ، فقال: ألف ناقة، فوجم الحسن ولم يمكنه، وكره أن يفتضح وقال: يا هذا إن بلادنا ليست بلاد إبل، ولكن ما قال امرؤ القيس :
إذا ما لم يكن إبلٌ فمعزى ... كأن قرون جلتها العصي
قد أمرت لك بألف شاة، فالق يحيى بن خاقان. فأعطاه بكل شاة ديناراً.
لأبي دلف قال: وقدم زائر على أبي دلفٍ فأمر له بألف دينار وكسوةٍ ثم قال: - ويقال إن الشعر لعبد اللّه بن طاهر - :
أعجلتنا فأتاك عاجل برنا ... قلاً ولو أمهلتنا لم يقلل
فخذ القليل وكن كأنك لم تقل ... شيئاً، ونحن كأننا لم نفعل
لبعض الشعراء في الجود وقال بعض الشعراء:
ليس جود الفتيان من فضل مالٍ ... إنما الجود للمقل المواسي
وقال دعبل في نحوه:
لئن كنت لا تولي يداً دون إمرة ... فلست بمولٍ نائلاً آخر الدهر
فأي إناءٍ لم يفض عند ملئه! ... وأي بخيلٍ لم ينل ساعة الوفر!
وليس الفتى المعطي على اليسر وحده ... ولكنه المعطي على العسر واليسر
بين عبد الله وعبيد الله ابنا العباس وسخاء عبيد الله ابن الكلبي قال: أخبرني غير واحد من قريش قالوا: أراد عبد اللّه وعبيد اللّه ابنا العباس أن يقتسما ميراثهما من أبيهما بمكة، فدعي القاسم ليقسم، فلما مد الحبل قال له عبد الله: أقم المطمر، يعني الحبل الذي يمد. فقال له عبيد الله: يا أخي، الدار دارك لا يمد واللّه فيها اليوم مطمرٌ.
وكان يقال: من أراد العلم والسخاء والجمال فليأت دار العباس، كان عبد الله أعلم الناس، وعبيد الله أسخى الناس، والفضل أجمل الناس.
لعبد الله بن عتبة باع عبد الله بن عتبة أرضا بثمانين ألفاً، فقيل له: لو اتخذت لولدك من هذا المال ذخراً! فقال: أنا أجعل هذا المال ذخراً لي عند الله، وأجعل الله ذخراً لولدي. وقسم المال.
في أول سؤدد خالد بن عبد الله القسري ويقال: إن أول ما عرف به سؤدد خالد بن عبد اللّه القسري أنه مر في بعض طرق دمشق وهو غلام فأوطأ فرسه صبياً فوقف عليه، فلما رآه لا يتحرك أمر غلامه فحمله، ثم انتهى به إلى أول مجلس مر به فقال: إن حدّث بهذا الغلام حدّث الموت فأنا صاحبه، أوطأته فرسي ولم أعلم.
بين عدي بن حاتم وابن له قال عدي بن حاتم لابنٍ له حدّثٍ: قم بالباب فامنع من لا تعرف وأذن لمن تعرف. فقال: لا واللّه، لا يكون أول شيءٍ وليته من أمر الدنيا منع قومٍ من الطعام.
لبني زياد العبسيين وضيف لهم

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6