كتاب : التبيان في إعراب القرآن
المؤلف : أبو البقاء محب الدين عبدالله بن أبي عبدالله الحسين  العكبري

وإلى يتعلق بنظرة وأن تصدقوا يقرأ بالتشديد وأصله تتصدقوا فقلب التاء الثانية صادا وأدغمها ويقرأ بالتخفيف على أنه حذف التاء حذفا
قوله تعالى ترجعون فيه الجملة صفة يوم ويقرأ بفتح التاء على تسمية الفاعل وبضمها على ترسك التسمية على أنه من ترجعته أي رددته وهو متعد على هذا الوجه ولولا ذلك لما بنى لما لم يسم فاعله ويقرأ بالياء على الغيبة وهم لا يظلمون يجوز أن يكون حالا من كل لأنها في معنى الجمع ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يرجعون على القراءة بالياء على أنه خرج من الخطاب إلى الغيبة كقوله حتى إذا كنتم في ألفك وجرين بهم
قوله تعالى إلى أجل هو متعلق بتداينتم ويجوز أن يكون صفة لدين أي مؤخر ومؤجل وألف مسمى منقلبة عن ياء وكذا كل ألف وقعت رابعة فصاعدا إذا كانت منقلبة فانها تكون منقلبة عن ياء ثم ينظر في أصل الياء بالعدل متعلق بقوله وليكتب أي ليكتب بالحق فيجوز أن يكون أي وليكتب عادلا ويجوز أن يكون مفعولا به أي بسبب العدل وقيل الباء زائدة والتقدير وليتكتب العدل وقيل هو متعلق بكاتب أي كاتب موصوف بالعدل أو محضار كما علمه الله الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف وهو من تمام أن يكتب وقيل هو متعلق بقوله فليكتب ويكون الكلام قد تم عند قوله أن يكتب والتقدير فليكتب كما علمه الله وليملل ماضي هذا الفعل أمل وفيه لغة أخرى أملي ومنه قوله فهي تملي عليه وفيه كلام يأتي في موضعه ان شاء الله منه شيئا يجوز أن يتعلق من بيبخس ويكون لابتداء غاية البخس ويجوز أن يكون التقدير شيئا منه فلما قدمه صار حالا والهاء للحق أن يمل هو هو هنا توكيد والفاعل مضمر والجمهور على ضم الهاء لأنها كلمة منفصلة عما قبلها فهي مبدوء بها وقرىء بإسكانها على أن يكون أجرى المنفصل مجرى المتصل بالوأو أو يكون صفة لشهيدين ويجوز أن يتعلق باستشدوا فان لم يكونا الألف ضمير الشاهدين فرجل خبر مبتدأ محذوف أي فالمستشهد رجل و أمرأتان وقيل هو فاعل أي فليستشهد رجل وقيل الخبر محذوف تقديره رجل وامرأتان يشهدون ولو كان قد قرىء بالنصب لكان التقدير فاستشهدوا وقرىء في الشإذ وامرأتان بهمزة ساكنة ووجهه أنه خفف الهمزة فقربت من الألف والمقربة من

الألف في حكمها ولهذا لا يبتدأ بها فلما صارت كالألف قلبها همزة ساكنة كما قالوا خأتم وعألم قال ابن جنى ولا يجوز أن يكون سكن الهمزة لأن المفتوح لا يسكن لخفة الفتحة ولو قيل انه سكن الهمزة لتوالي الحركات وتوالي الحركات يجتنب وان كانت الحركة لفتحة كما سكنوا باء ضربت لكان حسنا ممن ترضون هو في موضع رفع صفة لرجل وامرأتين تقيرده مرضيون وقيل هو صفة لشهيدين وهو ضعيف للفصل الواقع بينهما وقيل هو بدل من من رجالكم وأصل ترضون ترضوون لأن لام الرضا وأو لقولك الرضوان من الشهداء يجوز أن يكون حالا من الضمير المحذوف أي ترضونه كائنا من الشهداء ويجوز أن يكون بدلا من من أن تضل يقرأ بفتح الهمزة على أنها المصدرية الناصبة للفعل وهو مفعول له وتقديره لأن تضل احداهما فتذكر بالنصب معطوف عليه
قان قلت ليس الغرض من استشهاد المرأتين مع الرجل أن تضل احداهما فكيف بقدر باللام فالجواب ما قاله سيبيويه ان هذا كلام محمول على المعنى وعادة العرب أن تقدم ما فيه السبب فيجعل في موضع المسبب لأنه يصير إليه ومثله قولك أعددت هذه الخشبة أن تميل الحائط فأدعمه بها ومعلوم أنك لم تقصد باعادة الخشبة ميل الحائط وإنما المعنى لأدعم بها الحائط إذ مال فكذلك الاية تقديرها لأن تذكر احداهما الاخرى إذا ضلت أو لضلالها ولا يجوز أن يكون التقدير مخافة أن تضل لأنه عطف عليه فتذكر فيصير المعنى مخافة أن تذكر احداهما الاخرى إذا ضلت وهذا عكس المراد ويقرأ فتذكر بالرفع على الاستئناف ويقرأ ان بكسر الهمزة على أنها شرط وفتحة اللام على هذا حركة بناء لالتقاء الساكين فتذكر جواب الشرط ورفع الفعل لدخول الفاء الجواب ويقرأ بتشديد الكاف وتخفيفها يقال ذكرته و احداهما للفاعل و الاخرى المفعول ويصح في المعنى العكس الا أنه يمتنع في الإعراب على ظاهر قول النحويين لأن الفاعل والمفعول إذا لم يظهر فيهما علامة الإعراب أوجبوا تقديم الفاعل في كل موضع يخاف فيه اللبس فعلى هذا إذا أمن اللبس جاز تقديم المفعول كقولك كسر عيسى العصا وهذه الاية من هذا القبيل لأن النسيان والاذكار لا يتعين في واحدة منهما بل ذلك على الايهام وقد علم بقوله فتذكر أن التي تذكر هي الذاكرة والتي تذكر هي الناسية كما علم لفظ كسر من يصح منه الكسر فعلى هذا يجوز أن يجعل احداهما فاعلا والاخرى مفعولا وأن يعكس

فان قيل لم لم يقل فتذكرها الاخرى قيل فيه وجهان أحدهما أنه أعداد الظاهر ليدل على الايهام في الذكر والنسيان ولو أضمر لتعين عوده إلى المذكور والثاني أنه وضع الظاهر موضع المضمر تقديره فتذكرها وهذا يدل على أن احداهما الثانية مفعول مقدم ولا يجوز أن يكون فاعلا في هذا الوجه لأن الضمير هو المظهر بعينه والمظهر الاول فاعل تضل فلو جعل الضمير لذلك المظهر لكانت الناسية هي المذكرة وذا محال والمفعول الثاني لتذكر محذوف تقديره الشهادة ونحو ذلك وكذلك مفعول يأب وتقديره ولا يأب الشهداء اقامة الشهادة وتحمل الشهادة و إذا ظرف ليأب ويجوز أن يكون ظرفا للمفعول المحذوف و أن تكتبوه في موضع نصب بتسأموا وتسأموا يتعدى بنفسه وقيل بحرف الجر و صغيرا أو كبيرا حالان من الهاء و إلى متعلقة بتكتبوه ويجوز أن تكون حالا من الهاء أيضا و عند الله ظرف لأقسط واللام في قوله للشهادة يتعلق بأقوم وأفعل يعمل في الظروف وحروف الجر وصحت الوأو في أقوم كما صحت في فعل التعجب وذلك لجموده واجرائه مجرى الاسماء الجامدة وأقوم يجوز أن يكون من أقام المتعدية لكنه حذف الهمزة الزائدة ثم أتى بهمزة أفعل كقوله تعالى أي الحزبين أحصى فيكون المعنى أثبت لاقامتكم الشهادة ويجوز أن يكون من قام اللازم ويكون المعنى ذلك أثبت لقيام الشهادة وقامت الشهادة ثبتت وألف أدنى منقلبة عن وأو لأنه من دنا يدنو و أن لا ترتابوا في موضع نصب وتقديره وأدنى لئلا ترتابوا أو إلى أن لا ترتابوا تجارة يقرأ بالرفع على أن تكون التامة و حاضرة صفتها ويجوز أن تكون الناقصة واسمها تجارة وحاضرة صفتها و تدبرونها الخبر و بينكم ظرف لتديرونها وقرىء بالنصب على أن يكون اسم الفاعل مضمرا فيه تقديره الا أن تكون المبايعة تجارة والجملة المستثناة في موضع نصب لأنه استثناء من الجنس لأنه أمر بالاستشهاد في كل معالمة واستثنى منه التجارة الحاضرة والتقدير الا في حال حضور التجارة ودخلت الفاء في فليس ايذانا بتعلق ما بعدها بما قبلها و أن لا تكتموها تقديره في الا تكتبوها وقد تقدم الخلاف في موضعه من الإعراب في غير موضع ولا يضار كاتب فيه وجوه من القراءات قد ذكرت في قوله لا تضار والدة وقرىء هنا بإسكان الراء مع التشديد وهي ضعيفة لأنه في التقدير جمع بين ثلاث سواكن الا أن له وجها وهو أن الألف لمدها تجري مجرى المتحرك فيبقى ساكنان والوقف عليه ممكن ثم أجرى الوصل

مجرى الوقف أو يكمون وقف عليه وقيقة يسيرة وقد جاء ذلك في القوافي والهاء في فانه تعود على الاباء أو الاضرار و بكم متعلق بمحذوف تقديره لاحق بكم ويعلمكم الله مستأنف لا موضع له وقيل موضعه حال من الفاعل في اتقوا تقديره واتقوا الله مضمونا التعليم أو الهداية ويجوز أن يكون حالا مقدرة
قوله تعالى فرهن خبر مبتدأ محذوف تقديره فالوثيقة أو التوثق ويقرأ بضم الهاء وسكونها وهو جمع رهن مثل سقف وسقف وأسد وأسد والتسكين لثقل الضمة بعد الضمة وقيل رهن جمع رهان ورهان جمع رهن وقد قرىء به مثل كلب وكلاب والرهن مصدر في الأصل وهو هنا بمعنى مرهون الذي أؤتمن إذا وقفت على الذي ابتدأت أو تمن فالهمزة للوصل والوأو بدل من الهمزة التي هي فاء الفعل فإذا وصلت حذفت همزة الوصل وأعدت الوأو إلى أصلها وهو الهمزة وحذفت ياء الذي لالتقاء الساكنين وقد أبدلت الهمزة ياء ساكنة وياء الذي محذوفة لما ذكرنا وقد قرىء به أمانته مفعول يؤد لا مصدر اؤتمن والامانة بمعنى المؤتمن ولا تكتموا الجمهور على التاء للخطاب كصدر الاية وقرىء بالياء على الغيبة لأن قبله غيبا الا أن الذي قبله مفرد في اللفظ وهو جنس فلذلك جاء الضمير مجموعا على المعنى فانه الهاء ضمير من ويجوز أن تكون ضمير الشأن و آثم فيه أوجه أحدها أنه خبر ان و قبلبه مرفوع به والثاني كذلك الا أن قبله بدل من آثم لا على نية طرح الاول والثالث أن قلبه بدل من الضمير في آثم والرابع أن قلبه مبتدأ وآثم خبر مقدم والجملة خبر ان وأجاز قوم قلبه بالنصب على التمييز وهو بعيد لأنه معرفة
قوله تعالى فيغفر لمن يشاء ويعذب يقرآن بالرفع على الاستئناف أي فهو يغفر وبالجزم عطفا على جواب الشرط وبالنصب عطفا على المعنى بإضمار أن تقديره فان يغفر وهذا يسمى الصرف والتقدير يكن منه حساب فغفران وقرىء في الشإذ بحذف الفاء والجزم على أنه بدل من يحاسبكم
قوله تعالى والمؤمنون معطوف على الرسول فيكون الكلام تاما عنده وقيل المؤمنون مبتدأ و وكل مبتدأ ثان والتقدير كل منهم و آمن خبر المبتدأ الثاني والجملة خبر الاول وأفرد الضمير في آمن ردا على لفظ كل وكتبه يقرأ بغير ألف على الجمع لأن الذي معه جمع ويقرأ و كتابه

على الافراد وهو جنس ويجوز أن يراد به القرآن وحده ورسله يقرأ بالضم والاسكان وقد ذكر وجهه لا نفرق تقديره يقولون وهو في موضع الحال وأضاف بين إلى أحد لأن أحدا في معنى الجمع وقالوا معطوف على آمن غفرانك أي اغفر غفرانك فهو منصوب على المصدر وقيل التقدير نسألك غفرانك
قوله تعالى كسبت وفي الثانية اكتسبت قال قوم لا فرق بينهما واحتجوا بقوله ولا تكسب كل نفس الا عليها وقال ذوقوا ما كنتم تكسبون فجعل الكسب في السيئات كما جعله في الحسنات وقال آخرون اكتسب افتعل يدل على شدة الكلفة وفعل السيئة شدشد لما يؤول إليه لا تؤاخذنا يقرأ بالهمزة والتخفيف والماضي آخذته وهو من الاخذ بالذنب وحكى وأخذته بالوأو

سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم
الم قد تقدم الكلام عليها في أول البقرة والميم من ميم حركت لالتقاء الساكنين وهو الميم ولام التعريف في اسم الله ولم تحرك لسكونها وسكون الياء قبلها لأن جميع هذه الحروف التي على هذا المثال تسكن إذا لم يلقها ساكن بعدها كقوله لام ميمم ذلك الكتاب وحم وطس وق وك وفتحت لوجهين أحدهما كثرة استعمال اسم الله بعدها والثاني ثقل الكسرة بعد الياء والكسرة وأجاز الأخفش كسرها وفيه من القبح ما ذكرنا وقيل فتحت لأن حركة همزة الله ألقيت عليها وهذا بعيد لأن همزة الوصل لاحظ لها في الثبوت في الوصل حتى تلقي حركتها على غيرها وقيل الهمزة في الله همزة قطع وإنما حذفت لكثرة الاستعمال فلذلك ألقيت حركتها على الميم لأنها تستحق الثبتوت وهذا يصح على قول من جعل أداة التعريف أل الله لا اله الا هو الحي القيوم قد ذكر اعرابه في آية الكرسي نزل عليك هو خبر آخر وما ذكرناه في قوله لا تأخذه فمثله هاهنا وقرىء نزل عليك بالتخفيف و الكتاب بالرفع وفي الجملة وجهان أحدهما هي منقطعة والثاني هي متصلة بما قبلها والضمير محذوف تقديره من عنده و بالحق حال من الكتاب و مصدقا ان شئت جعلته حالا ثانيا وان شئت جعلته بدلا من موضع قوله بالحق وان شئت جعلته حالا من الضمير في المجرور التوراة فوعلة من ورى الزنديري

إذا ظهر منه النار فكان التوراة ضياء من الضلال فأصلها وورية فأبدلت الوأو الأولى تاء كما قالوا تولج وأصله وولج وأبدلت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وقال ألفراء أصلها تورية على تفعلة كتوصية ثم أبدل من الكسرة الفتحة فانقلبت الياء ألفا كما قالوا في ناصية ناصاة ويجوز امالتها لأن أصل ألفها ياء والانجيل افعيل من النجل وهو الأصل الذي يتفرع عنه غيره ومنه سمى الولد نجلا واستنجل الوادي إذا نز ماؤه وقيل هو من السعة من قولهم نجلت الاهاب إذا شققته ومنه عين نجلاء واسعة الشق فالانجيل الذي هو كتاب عيسى تضمن سعة لم تكن لليهود وقرأ الحسن الانجيل بفتح الهمزة لا يعرف له نزير إذ ليس في الكلام أفعيل الا أن الحسن ثقة فيجوز أن يكون سمعها و من قبل يتعلق بأنمزل وبنيت قبل لقطعها عن الاضافة والأصل من قبل ذلك فقبل في حكم بعض الاسم وبعض الاسم لا يستحق اعرابا هدى حال من الانجيل والتوارة ولم يئن لأنه مصدر ويجوز أن يكون حالا من الانجيل ودل على حال للتوراة محذوفة كما يدل أحد الخبرين على الاخر للناس يجوز أن يكون صفة لهدى وأن يكون متعلقا به و ألفرقان فعلال من ألفرق وهو مصدر في الأصل فيجوز أن يكون بمعنى ألفارق أو المفروق ويجوز أن يكون التقدير ذا ألفرقان
قوله تعالى لهم عذاب ابتداء وخبر في موضع خبر ان ويجوز أن يرتفع العذاب بالظرف
قوله تعالى في الارض يجوز أن يكون صفة لشيء وأن يكون متعلقا بيخفى
قوله تعالى في الارحام في متعلقة بيصور ويجوز أن يكون حالا من الكاف والميم أي يصوركم وأنتم في الارحام مضغ كيف يشاء كيف في موضع نصب بيشاء وهو حال والمفعول محذوف تقديره يشاء تصويركم وقيل كيف ظرف ليشاء وموضع الجملة حال تقديره يصوركم على مشيئته أي مريدا فعلى هذا يكون حالا من ضمير اسم الله ويجوز أن تكون حالا من الكاف والميم أي يصوركم متقلبين على مشيئته لا اله الا هو العزيز الحكيم هو مثل قوله لا اله الا هو الرحمن الرحيم
قوله تعالى منه آيات الجملة في موضع نصب على الحال من الكتاب ولك أن ترفع آيات بالظرف لأنه قد اعتمد ولك أن ترفعه بالابتداء والظرف خبره هن أم الكتاب في موضع رفع صفة لآيات وإنما أفرد أم وهو خبر عن جمع

لأن المعنى أن جميع الايات بمنزلة آية واحدة فأفرد على المعنى ويجوز أن يكون أفرد في موضع الجمع على ما ذكرنا في قوله وعلى سمعهم ويجوز أن يكون المعنى كل منهن أم الكتاب كما قال الله تعالى فاجلدوهم ثمانين أي فاجلدوا كل واحد منهم و أخر معطوف على آيات و متشابهات نعت لأخر
فان قيل واحدة متشابهات متشابهة وواحدة أخر أخرى والواحد هنا لا يصح أن يوصف بهذا الواحد فلا يقال أخرى متشابهة الا أن يكون بعض الواحدة يشبه بعضا وليس المعنى على ذلك وإنما المعنى أن كل آية تشبه آية أخرى فكيف صح وصف هذا الجمع بهذا الجمع ولم يوصف مفرده بمفره
قيل التشابه لا يكون الا بين اثنين فصاعدا فإذا اجتمعت الاشياء المتشابهة كان كل منهما مشابها للآخر فلما لم يصح التشابه الا في حالة الاجتماع وصف الجمع بالجمع لأن كل واحد من مفرداته يشابه باقيها فأما الواحد فلا يصح فيه هذا المعنى ونظيره قوله تعالى فوجد فيها رجلين يقتتلان فثنى الضمير وان كان لا يقال في الواحد يقتتل ما تشابه منه ما بمعنى الذي ومنه حال من ضمير الفاعل والهاء تعود على الكتاب ابتغاء مفعول له والتأويل مصدر أول يؤول وأصله من آل يئول إذا انتهى نهايته و الراسخون معطوف على اسم الله والمعنى أنهم يعلمون تأويله أيضا و يقولون في موضع نصب على الحال وقيل الراسخون مبتدأ ويقولون الخبر والمعنى أن الراسخين لا يعلمون تأويله بل يؤمنون به كل مبتدأ أي كله أو كل منه و من عند الخبر وموضع آمنا وكل من عند ربنا نصب بيقولون
قوله تعالى لا تزغ قلوبنا الجمهور على ضم التاء ونصب القلوب يقال زاغ القلب وأزاغه الله وقرىء بفتح التاء ورفع القلوب على نسبة الفعل إليها و إذ هديتنا ليس بظرف لأنه أضيف إليه بعد من لدنك لدن مبنية على السكون وهي مضافة لأن علة بنائها موجودة بعد الاضافة ولحكم يتبع العلة وتلك العلة أن لدن بمعنى عند الملاصقة للشيء فعند إذا ذكرت لم تختص بالمقارنة ولدن عند مخصوص فقد صار فيها معنى لا يدل عليه الظرف بل هو من قبيل ما يفيده الحرف فصارت كأنها متضمنة للحرف الذي كان ينبغي أن يوضع دليلا على القرب ومثله ثم وهنا لأنهما بنيا لما تضمنا حرف الاشارة وفيها لغات هذه إحداها وهي فتح اللام وضم الدال وسكون النون والثانية كذلك الا أن الدال ساكنة وذلك

تخفيف كما خفف عضد والثالثة بضم اللام وسكون الدال والرابعة لدى والخامسة لد بفتح اللام وضم الدال من غير نون والسادسة بفتح اللام وإسكان الدال ولا شيء بعد الدال
قوله تعالى جامع الناس الاضافة غير محضة لأنه مستقبل والتقدير جامع الناس ليوم تقديره لعرض يوم أو حساب يوم وقيل اللام بمعنى في أي في يوم والهاء في فيه تعود على اليوم وان شئت على الجمع وان شئت على الحساب أو العرض ولا ريب في موضع جر صفة ليوم ان الله لا يخلف أعاد ذكر الله مظهرا تفخيما ولو قال انك لا تخلف كان مستقيما ويجوز أن يكون مستأنفا وليس محكيا عمن تقدم و الميعاد مفعال من الوعد قلبت وأوه ياء لسكونها وانكسار ما قبلها
قوله تعالى لن تغنى الجمهور على التاء لتأنيث الفاعل ويقرأ بالياء لأن تأنيث الفاعل غير حقيقي وقد فصل بينهما أيضا من الله في موضع نصب لأن التقدير منن عذاب الله والمعنى لن تدفع الاموال عنهم عذاب الله و شيئا على هذا في موضع المصدر تقديره غنى ويجوز أن يكون شيئا مفعولا به على المعنى لأن معنى تغني عنهم تدفع ويكون من الله صفة لشيء في الأصل قدم فصار حالا والتقدير لن تدفع عنهم الاموال شيئا من عذاب الله والوقود بالفتح الحطب وبالضم التوقد وقيل هما لغتان بمعنى
قوله تعالى كدأب الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف وفي ذلك المحذوف أقوال أحدها تقديره كفروا كفرا كعادة آل فرعون وليس الفعل المقدر هاهنا هو الذي في صلة الذين لأن الفعل قد انقطع تعلقه بالكاف لأجل استيفاء الذين خبره ولكن بفعل دل عليه كفروا التي هي صلة والثاني تقديره عذبوا عذابا كدأب آل فرعون ودل عليه أولئك هم وقود النار والثالث تقديره بطل انتفاعهم بالاموال والاولاد كعادة آل فرعون والرابع تقديره كذبوا تكذيبا كدأب آل فرعون فعلى هذا يكون الضمير في كذبوا لهم وفي ذلك تخويف لهم لعلمهم بما حل بآل فرعون وفي أخذه لآل فرعون والذين من قبلهم على هذا في موضع جر عطفا على آل فرعون وقيل الكاف في موضع رفع خبر ابتداء محذوف تقديره دأبهم في ذلك مثل دأب آل فرعون فعلى هذا يجوز في والذين من قبلهم وجهان أحدهما هو جر بالعطف أيضا وكذبوا في موضع الحال

وقد معه مرادة ويجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له ذكر لشرح حالهم والوجه الاخر أن يكون الكلام تم على فرعون والذين من قبلهم مبتدأ و كذبوا خبره و شديد العقاب تقديره شديد عقابه فالاضافة غير محضة وقيل شديد هنا بمعنى مشدد فيكون على هذا من إضافة اسم الفاعل إلى المفعول وقد جاء فعيل بمعنى مفعل ومفعل
قوله تعالى ستغلبون وتحشرون يقرآن بالتاء على الخطاب أي واجههم بذلك وبالياء تقديره أخبرهم بأحوالهم فانهم سيغلبون ويحشرون وبئس المهاد أي جهنم فحذف المخصوص بالذم
قوله تعالى قد كان لكم آية آية اسم كان ولم يؤنث لأن التأنيث غير حقيقي ولأنه فصل ولأن الاية والدليل بمعنى وفي الخبر وجهان أحدهما لكم و في فئتين نعت لآية والثاني أن الخبر في فئتين ولكم متعلق بكان ويجوز أن يكون لكم في موضع نصب على الحال على أن يكون صفة لآية أي آية كائنة لكم فيتعلق بمحذوف و التقتا في موضع جر نعت لمبتدأ محذوف تقديره وفئة أخرى كمافرة فان قيل إذا قررت في الاول احداهما مبتدأ كان القياس أن يكون والاخرى أي والاخرى فئة كافرة قيل لما علم أن التفريق هنا لنفس المثنى المقدم ذكره كان التعريف والتنكير واحدا ويقرأ في الشإذ فئة تقاتل وأخرى كافرة بالجر فيهما على أنه بدل من فئتين ويقرأ أيضا بالنصب فيهما على أن يكون حالا من الضمير في التقتا تقديره التقتا مؤمنة وكافرة وفئة وأخرى على هذا للحال وقيل فئة وما عطف عليها على قراءة من رفع بدل من الضمير في التقتا ترونهم يقرأ بالتاء مفتوحة وهو من رؤية العين و مثليهم حال و رأى العين مصدر مؤكد ويقرأ في الشإذ ترونهم بضم التاء على ما لم يسم فاعله وهو من أورى إذا دله غيره عليه كقولك أريتك هذا الثوب ويقرأ في المشهور بالياء على الغيبة فأما القراءة بالتاء فلأن أول الاية خطاب وموضع الجملة على هذا يجوز أن يكون نعتا صفة لفئتين لأن فيها ضميرا يرجع عليهما ويجوز أن يكون حالا من الكاف في لكم وأما القراءة بالياء فيجوز أن يكون في معنى التاء الا أنه رجع من الخطاب إلى الغيبة والمعنى واحد وقد ذكر نحوه ويجوز أن يكون مستأنفا ولا يجوز أن يكون من رؤية القلب على كل الاقوال لوجهين أحدهما قوله رأى العين

والثاني أن رؤية القلب علم ومحال أن يعلم الشيء شيئين يؤيد يقرأ بالهمز على الأصل وبالتخفيف وتخفيف الهمزة هنا جعلها وأوا خالصة لأجل الضمة قبلها ولا يصح أن تجعل بين بين لقربها من الألف ولا يكون ما قبل الألف الا مفتوحا ولذلك لم تجعل الهمزة المبدوء بها بين بين لاستحالة الابتداء بالألف
قوله تعالى زين الجمهور على ضم الزاي ورفع حب ويقرأ بالفتح ونصب حب تقديره زين للناس الشيطان على ما جاء صريحا في الاية الاخرى وحركت الهاء بفي الشهوات لأنها اسم غير صفة من النساء في موضع الحال من الشهوات والنون في القنطار أصل ووزنه فعلال مثل حملاق وقيل هي زائدة واشتقاقه من قطر يقطر إذا جرى والذهب وألفضة يشبهان بالماء في الكثرة وسرعة التقلب و من الذهب في موضع الحال من المقنطرة والخليل معطوف على النساء لا على الذهب وألفضة لأنها لا تسمى قنطارا وواحد الخيل خائل وهو مشتق من الخيلاء مثل طير وطائر وقال قوم لا واحد له من لفظه بل هو اسم للجمع والواحد فرس ولفظه لفظ المصدر ويجوز أن يكون مخففا من خيل ولم يجمع الحرث لأنه مصدر بمعنى المفعول وأكثر الناس على أنه لا يجوز ادغام الثاء في الذال هنا لئلا يجمع بين ساكنين لأن الراء ساكنة فأما الادغام في قوله يلهث ذلك فجائز و المآب مفعل من آب يؤب والأصل مأوب فلما تحركت الوأو وانفتح ما قبلها في الأصل وهو آب قلبت ألفا
قوله تعالى قل أؤنبئكم يقرأ بتحقيق الهمزتين على الأصل وتقلب الثانية وأوا خاصة لانضمامها وتليينها وهو جعلها بين الوأو والهمزة وسوغ ذلك انفتاح ما قبلها بخير من ذلكم من في موضع نصب بخير تقديره بما يفضل ذلك ولا يجوز أن يكون صفه لخير لأن ذلك يوجب أن تكون الجنة وما فيها مما رغبوا فيه بعضا لما زهدوا فيه من الاموال ونحوها للذين اتقوا خبر المبتدأ الذي هو جنات و تجري صفة لها وعند ربهم يحتمل وجهين أحدهما أن يكون ظرفا للاستقرار والثاني أن يكون صفة للجنات في الأصل قدم فانتصب على الحال ويجوز أن يكون العامل تجري و من تحتها متعلق بتجري ويجوز أن يكون حالا من الانهار أي تجري الانهار كائنة تحتها ويقرأ جنات بكسر التاء وفيه وجهان أحدهما هو مجرور بدلا من خير فيكون للذين اتقوا على هذا صفة لخير والثاني أن يكون منصوبا على إضمار أ ' نى أو بدلا من موضع بخير ويجوز أن يكون

الرفع على خبر مبتدأ محذوف أي هو جنات ومثله بشر من ذلكم النار ويذكر في موضعه ان شاء الله تعالى و خالدين فيها حال ان شئت من الهاء في تحتها وان شئت من الضمير في اتقوا والعامل الاستقرار وهي حال مقدرة وأزواج معطوف على جنات بالرفع فأما على القراءة الاخرى فيكون مبتدأ وخبره محذوف تقديره ولهم أزواج ورضوان يقرأ بكسر الراء وضمها وهما لغتان وهو مصدر ونظير الكسر الاتيان والقربات ونظير الضم الشكران والكفران
قوله تعالى الذين يقولون يجوز أن يكون في مضوع جر صفة للذين اتوقا أو بدل منه ويضعف أن يكون صفة للعباد لأن فيه تخصيصا لعلم الله وهو جائز على ضعفه ويكون الوجه فيه اعلامهم بأنه عالم بمقدار مشقتهم في العبادة فهو يجازيهم عليها كما قال والله أعلم بايمانكم ويجوز أن يكون في موضع نصب على تقدير أعنى وأن يكون في موضع رفع على إضمارهم
قوله تعالى الصابرين وما بعده يجوز أن يكون مجرورا وأن يكون منصوبا صفة للذين إذا جعلته في موضع جر أو نصب وان جعلت الذين رفعا نصبت الصابرين بأعنى
فان قيل لم دخلت الوأو في هذه وكلها لقبيل واحد ففيه جوابان أحدهما أن الصفات إذا تكررت جاز أن يعطف بعضها على بعض بالوأو وان كان الموصوف بها واحدا ودخول الوأو في مثل هذا الضرب تفخيم لأنه يؤذن بأن كل صفة مستقلة بالمدح والجواب الثاني أن هذه الصفات متفرقة فيهم فبعضهم صابر وبعضهم صادق فالموصوف بها متعدد
قوله تعالى شهد الله الجمهور على أنه فعل وفاعل ويقرأ شهداء الله جمع شهيد أو شاهد بفتح الهمزة وزيادة لام مع اسم الله وهو حال من يستغفرون ويقرأ كذلك الا أنه مرفوع على تقدير هم شهداء ويقرأ شهداء الله بالرفع والاضافة و أنه أي بأنه في موضع نصب أو جر على ما ذكرنا من الخلاف في غير موضع قائما حال من هو والعامل فيه معنى الجملة أي يفرد قائما وقيل هو حال من اسم الله أي شهد لنفسه بالوحدانية وهي حال مؤكدة على الوجهين وقرأ ابن مسعود القائم على أنه بدل أو خبر مبتدأ محذوف العزيز الحكيم مثل الرحمن الرحيم في قوله والهكم اله واحد وقد ذكر
قوله تعالى ان الذين الجمهور على كسر الهمزة على الاستئناف ويقرأ

بالفتح على أن الجملة مصدر وموضعه جر بدلا من أنه لا اله الا هو أي شهد الله بوحدانيته بأن الدين وقيل هو بدل من القسط وقيل هو في موضع نصب بدلا من الموضع والبدل على الوجوه كلها بدل الشيء وهو هو ويجوز بدل الاشتمال عند الله ظرف العامل فيه الدين وليس بحال منه لأن أن تعمل في الحال بغيا مفعول من أجله والتقدير اختلفوا بعد ما جاءهم العلم للبغي ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال ومن يكفر من مبتدأ والخبر يكفر وقيل الجملة من الشرط والجزاء هي الخبر وقيل الخبر هو الجواب والتقدير سريع الحساب له
قوله تعالى ومن اتبعني من في موضع رفع عطفا على التاء في أسلمت أي وأسلم من اتبعني وجوههم لله وقيل هو مبتدأ والخبر محذوف أي كذلك ويجوز إثبات الياء على الأصل وحذفها تشبيها له برؤوس الاي والقوافي كقول الاعشى
فهل يمنعني ارتيادي البلاد ... من حذر الموت أن يأتين وهو كثير في كلامهم أأسلمتم هو في معنى الامر أي أسلموا كقوله فهل أنتم منهون أي انتهوا
قوله تعالى فبشرهم هو خبر ان ودخلت الفاء فيه حيث كانت صلة الذي فعلا وذلك مؤذن باستحقاق البشارة بالعذاب جزاء على الكفر ولا تمنع ان من دخول الفاء في الخبر لأنها لم تغير معنى الابتداء بل أكدته فلو دخلت على الذي كان أو ليت لم يجز دخول الفاء في الخبر ويقرأ ويقاتلون النبيين ويقتلون هو المشهور ومعناهما متقارب
قوله تعالى يدعون في موضع حال من الذين وهم معرضون في موضع رفع صفة لفريق أو حالا من الضمير في الجار وقد ذكرنا ذلك في قوله أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
قوله تعالى ذلك هو خبر مبتدأ محذوف أي ذلك الامر ذلك فعلى هذا يكون قوله بأنهم قالوا في موضع نصب على الحال مما في ذا من معنى الاشارة أي ذلك الامر مستحقا بقولهم وهذا ضعيف والجيد أن يكون ذلك مبتدأ وبأنهم خبره أي ذلك العذاب مستحق بقولهم
قوله تعالى فكيف إذا جمعناهم كيف في موضع نصب على الحال

والعامل فيه محذوف تقديره كيف يصنعون أو كيف يكونو وقيل كيف ظرف لهذا المحذوف وإذا ظرف للمحذوف أيضا
قوله تعالى قل اللهم الميم المشددة عوض من ياء وقال ألفراء الأصل يا ألله أمنا بخير وهو مذهب ضعيف وموضع بيان ضعفه غير هذا الموضع مالك الملك هو نداء ثان أي يا مالك الملك ولا يجوز أن يكون صفة عند سيبويه على الموضع لأن الميم في آخر المنادى تمنع من ذلك عنده وأجاز المبرد والزجاج أن يكون صفة تؤتي الملك هو وما بعده من المعطوفات خبر مبتدأ محذوف أي أنت وقيل هو مستأنف وقيل الجملة في موضع الحال من المنادى وانتصاب الحال على المنادى مختلف فيه والتقدير من يشاء اتيانه إياه ومن يشاء انتزاعه منه بيدك الخير مستأنف وقيل حكمه حكم ما قبله من الجمل
قوله تعالى الميت من الحي يقرأ بالتخفيف والتشديد وقد ذكرناه في قوله انما حرم عليكم الميتة بغير حساب يجوز أن يكون حالا من المفعول المحذوف أي ترزق من تشاؤه غير محاسب ويجوز أن يكون حالا من ضمير الفاعل أي تشاء غير محاسب له أو غير مضيق له ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف أو مفعول محذوف أي رزقا غير قليل
قوله تعالى لا يتخذ المؤمنون هو نهي وأجاز الكسائي فيه الرفع على الخبر والمعنى لا يبتغي من دون في موضع نصب صفة لأولياء فليس من الله في شيء التقدير فليس في شيء من دين الله فمن الله في موضع نصب على الحال لأنه صفة للنكرة قدمت عليه الا أن تتقوا هذا رجوع من الغيبة إلى الخطاب وموضع أن تتقوا نصب لأنه مفعول من أجله وأصل تقاة وقية فأبدلت الوأو تاء لانضمامها ضما لازما مثل نحاة وأبدلت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وانتصابها على الحال ويقرأ تقية ووزنها فعيلة والياء بدل من الوأو أيضا ويحذركم الله نفسه أي عقاب نفسه كذا قال الزجاج وقال غيره لا حذف هنا
قوله تعالى ويعلم ما في السموات هو مستأنف وليس من جواب الشرط لأنه يعلم ما فيها على الاطلاق
قوله تعالى يوم تجد يوم هنا مفعول به أي إذكر وقيل هو ظرف والعامل فيه قدير وقيل العامل فيه وإلى الله المصير وقيل العامل فيه ويحذركم

الله عقابه يوم تجد فالعامل فيه العقاب لا التحذير وما عملت ما فيه بمعنى الذي والعائد محذوف وموضعه نصب مفعول أول و محضرا المفعول الثاني هكذا ذكروا والاشبه أن يكون محضرا حالا وتج المتعدية إلى مفعول واحد وما عملت من سوء فيه وجهان أحدهما هي بمعنى الذي أيضا معطوفة على الأولى والتقدير وما عملت من سوء محضرا أيضا و تود على هذا في موضع نصب على الحال والعامل تجد والثاني أنها شرط وارتفع تود على أنه أراد ألفاه أي فهي تود ويجوز أن يرتفع من غير تقدير حذف لأن الشرط هنا ماض وإذا لم يظهر في الشرط لفظ الجزم جاز في الجزاء الجزم والرفع
قوله تعالى فان تولوا يجوز أن يكون خطابا فتكون التاء محذوفة أي فان تتولوا وهو خطاب كالذي قبله ويجوز أن يكون للغيبة فيكون لفظه لفظ الماضي
قوله تعالى ذرية قد ذكرنا وزنها وما فيها من القراءت فأما نصبها فعلى البدل من نوح وما عطف عليه من الاسماء ولا يجوز أن يكون بدلا من آدم لأنه ليس بذرية ويجوز أن يكون حالا منهم أيضا والعامل فيها اصطفى بعضها من بعض مبتدأ وخبر في موضع نصب صفة لذرية
قوله تعالى إذ قالت قيل تقديره إذكر وقيل هو ظرف لعليم وقيل العامل فيه اصطفى المقدرة مع آل عمران محررا حال من ما هوهي بمعنى الذي لأنه لم يصر ممن يعقل بعد وقيل هو صفة لموصوف محذوف أي غلاما محررا وإنما قدروا غلاما لأنهم كانوا لا يجعلون لبيت المقدس الا الرجال
قوله تعالى وضعتها أنثى أنثى حال من الهاء أو بدل منها بما وضعت يقرأ بفتح العين وسكون التاء على أنه ليس من كلامها بل معترض وجاز ذلك لما فيه من تعظيم الرب تعالى ويقرأ بسكون العين وضم التاء على أنه من كلامها والأولى أقوى لأن الوجه في مثل هذا أن يقال وأنت أعلم بما وضع ووجه جوازه أنها وضعت الظاهر موضع المضمر تفخيما ويقرأ بسكون العين وكسر التاء كأن قائلا قال لها ذلك سميتها مريم هذا الفعل مما يتعدى إلى المفعول الثاني تارة بنفسه وتارة بجرف الجر تقول العرب سميتك زيدا وبزيد
قوله تعالى وأنبتها نباتا حسنا هو هنا مصدر على غير لفظ الفعل المذكور

وهو نائب عن انبات وقيل التقدير فنبتت نباتا والنبت والنبات بمعنى وقد يعبر بهما عن النابت وتقبلها أي قبلها ويقرأ على لفظ الدعاء في تقبلها وأنبتها وكفلها وربها بالنصب أي يا ربها و زكريا المفعول الثاني ويقرأ في المشهور كفلها بفتح الفاء وقرىء أيضا بكسرها وهي لغة يقال كفل يكفل مثل علم يعلم ويقرأ بتشديد الفاء والفاعل الله وزكريا المفعول وهمزة زكريا للتأنيث إذ ليست منقلبة ولا زائدة للتكثير ولا للالحاق وفيه أربع لغات هذه إحداها والثانية القصر والثالثة زكرى بياء مشدد من غير ألف والرابعة زكر بغير ياء كلما قد ذكرنا اعرابه أو البقرة و المحراب مفعول دخل وحق دخل أي يتعدى بفي أو بإلى لكنه اتسع فيه فأوصل بنفسه إلى المفعول و عندها يجوز أن يكون ظرفا لوجد وأن يكون حالا من الرزق وهو صفة له في الأصل أي رزقا كائنا عندها ووجد المتعدي إلى مفعول واحد وهو جواب كلما وأما قال يا مريم أنى لك فهو مستأنف فلذلك لم يعطفه بالفاء ولذلك قالت هو من عند الله ولا يجوز أن يكون قال بدلا من وجد لأنه ليس في معناه ويجوز أن يكون التقدير فقال فحذف الفاء كما حذفت في جواب الشرط كقوله وان أطعتموهم انكم وكذلك قول الشاعر
من يفعل الحسنات الله يشكرها ...
وهذا الموضع يشبه جواب الشرط لأن كلما تشبه الشرط في اقتضائها الجواب هذا مبتدأ وأنى خبره والتقدير من أين ولك تبيين ويجوز أن يرتفع هذا بلك وأنى ظرف للاستقرار
قوله تعالى هنالك أكثر ما يقع هنا ظرف مكان وهو أصلها وقد وقعت هنا زمانا فهي في ذلك كعند فانك تجعلها زمانا وأصلها المكان كقولك أتيتك عند يطلوع الشمس وقيل هنا مكان أي في ذلك المكان دعا زكريا والكاف حرف للخطاب وبها تصير هنا للمكان البعيد عنك ودخلت اللام لزيادة البعد وكسرت على أصل التقاء الساكنين هي والألف قبلها وقيل كسرت لئلا تلتبس بلام الملك وإذا حذفت الكاف فقلت هنا للمكان الحاضر والعامل في هنا دعا قال مثل قال أنى لك من لدنك يجوز أن يتعلق بهب لي فيكون من لابتداء غاية الهبة ويجوز أن يكون في الأصل صفة ل لذرية قدمت فانتصبت على الحال و سميع بمعنى سامع

قوله تعالى فنادته الجمهور على إثبات تاء التأنيث لأن الملائكة جماعة وكره قوم التاء لأنها للتأنيث وقد زعمت الجاهلية أن الملائكة اناث فلذلك قرأ من قرأ فناداه بغير تاء والقراءة به جيدة لأن الملائكة جمع وما اعتلوا به ليس بشيء لأن الاجماع على إثبات التاء في قوله وإذ قالت الملائكة يا مريم وهو قائم حال من الهاء في نادته يصلي حال من الضمير في قائم ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لقائم ان الله يقرأ بفتح الهمزة أي بأن الله وبكسرها أي قالت ان الله لأن النداء قول يبشرك الجمهور على التشديد ويقرأ بفتح الياء وضم الشين مخففا وبضم الياء وكسر الشين مخففا أيضا يقال بشرته وبشرته وأبشرته ومنه قوله وأبشروا بالجنة يحيي اسم أعجمي وقيل سمي بالفعل الذي ماضيه حي مصدقا حال منه وسيدا وحصورا ونبيا كذلك
قوله تعالى غلاما اسم يكون ولي خبره ويجوز أن يكون فاعل يكون على أنها تامة فيكون لي متعلقا بها أو حالا من غلام أي أنى يحدث غلام لي وأنى بمعنى كيف أو من أين بلغني الكبر وفي موضع آخر بلغت من الكبر والمعنى واحد لأن ما بلغك فقد بلغته عاقر أي ذات عقر فهو على النسب وهو في المعنى مفعول أي معقورة ولذلك لم يلحق تاء التأنيث كذلك في موضع نصب أي يفعل ما يشاء فعلا كذلك
يقوله تعالى اجعل لي آية أي صير لي فآية مفعول أول ولي مفعول ثان آيتك مبتدأ و الا تكلم خبره وان كان قد قرىء تكلم بالرفع فهو جائز على تقدير انك لا تكلم كقوله الا يرجع إليهم قولا الا رمزا استثناء من غير الجنس لأن الاشارة ليست كلاما والجمهور على فتح الراء وإسكان الميم وهو مصدر رمز ويقرأ بضمها وهو جمع رمزة بضمتين وأقر ذلك في الجمع ويجوز أن يكون مسكن الميم في الأصل وإنما أتبع الضم الضم ويجوز أن يكون مصدرا غير جمع وضم اتباعا كاليسر واليسر كثيرا أي ذكرا كثيرا و العشي مفرد وقيل جمع عشية والابكار مصدر والتقدير ووقت الابكار يقال أبكر إذا دخل في البكرة
قوله تعالى وإذ قالت تقديره وإذكر إذ قالت وان شئت كان معطوفا على إذ قالت امرأة عمران والأصل في اصطفى اصتفى ثم أبدلت التاء طاء لتوافق الصاد في الاطباق وكرر اصطفى اما توكيدا واما ليبين من اصطفاها عليهم

قوله تعالى ذلك من أنباء الغيب يجوز أن يكون التقدير الامر ذلك فعلى هذا من أنباء الغيب حال من ذا ويجوز أن يكون ذلك مبتدأ ومن أنباء خبره ويجوز أن يكون نوحيه خبر ذلك ومن أنباء حالا من الهاء في نوحيه ويجوز أن يكون متعلقا بنوحيه أي الايجاء مبدوء به من أنباء الغيب إذ يلقون ظرف لكان ويجوز أن يكون ظرفا للاستقرار الذي تعلق به لديهم والاقلام جمع قلم والقلم بمعنى المقولم أي المقطوع كالنقض بمعنى المنقوض والقبض بمعنى المقبوض أيهم يكفل مريم مبتدأ وخبر في موضع نصب أي يقترعون أيهم فالعامل فيه ما دل عليه يلقون و إذ يختصمون مثل إذ يلقون ويختصمون بمعنى اختصموا وكذلك يلقون أي ألقوا ويجوز أن يكون حكى الحال
قوله تعالى إذ قالت الملائكة إذ بدل من إذا التي قبلها ويجوز أن يكون ظرفا ليختصمون ويجوز أن يكون التقدير إذكر منه في موضع جر صفة للكلمة ومن هنا لابتداء الغاية اسمه مبتدأ و المسيح خبره و عيسى بدل منه أو عطف بيان ولا يجوةز أن يكون خبر آخر لأن تعدد الاخبار يوجب تعدد المبتدأ والمبتدأ والمبتدأ هنا مفرد وهو قوله اسمه ولو كان عيسى خبرا آخر لكان أسماؤه أو أسماؤها على تأنيث الكلمة والجملة صفة لكلمة و ابن مريم خبر مبتدأ محذوف أي هو ابن ولا يجوز أن يكون بدلا مما قبله ولا صفة لأن ابن مريم ليس باسم الا ترى أنك لا تقول اسم هذا الرجل ابن عمرو الا إذا كان قد علق علما عليه وإنما ذكر الضمير في اسمه على معنى الكلمة لأن المراد بيبشرك بمكون أو مخلوق وجيها ومن المقربين ويكلم أحوال مقدرة وصاحبها معنى الكلمة وهو مكون أو مخلوق وجاز أن ينتصب الحال عنه وهو نكرة لأنه قد وصف ولا يجوز أن تكون أحوالا من المسيح ولا من عيسى ولا من ابن مريم لأنها أخبار والعامل فيها الابتداء أو المبتدأ أو هما وليس شيء من ذلك يعمل في الحال ولا يجوز أن تكون أحوالا من الهاء في اسمه للفصل الواقع بينهما ولعدم العامل في الحال
قوله تعالى في المهد يجوز أن يكون حالا منن الضمير في يكلم أي يكلمهم صغيرا ويجوز أن يكون ظرفا وكهلاا يجوز أن يكون حالا معطوفة على وجيها وأن يكون معطوفا على موضع في المهد إذا جعلته حالا ومن الصالحين حال معطوفة على وجيها

قوله تعالى كذلك الله يخلق قد ذكر في قوله كذلك الله يفعل ما يساء قصة زكريا و إذا قضي أمرا مشروح في البقرة
قوله تعالى ونعلمه يقرأ بالنون حملا على قوله ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك ويقرأ بالياء حملا على يبشرك وموضعه حال معطوفة على وجيها ورسولا فيه وجهان أحدهما هو صفة مثل صبور وشكور فيكون حالا أيضا أو مفعولا به على تقدير ويجعله رسولا وفعول هنا بمعنى مفعل أي مرسلا والثاني أن يكون مصدرا كما قال الشاعر
أبلغ أبا سلمى رسولا تروعه ... فعلى هذا يجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال وأن يكون مفعولا معطوفا على الكتاب أي نعلمه رسالة فإلى على الوجهين تتعلق برؤسول لأنهما يعملان عمل الفعل ويجوز أن يكون إلى نعتا لرسول فيتعلق بمحذوف أنى في موضع الجملة ثلاثة أوجه أحدها جر أي بأنى وذلك مذهب الخليل ولو ظهرت الباء لتعلقت برسول أو بمحذوف يكون صفة لرسول أي ناطقا بأنى أو مخبرا والثاني موضعها نصب على الموضع وهو مذهب سيبويه أو على تقدير يذكر أنى ويجوز أن يكون بدلا من رسول إذا جعلته مصدرا تقديره ونعلمه أنى قد جئتكم والثالث موضعها رفع أي هو أنى قد جئتكم إذا جعلت رسولا مصدرا أيضا بأية في موضع الحال أي محتجا بآية من ربكم يجوز أن يكون صفة لآية وأن يكون متعلقا بجئت أنى أخلق يقرأ بفتح الهمزة وفي موضعه ثلاثة أوجه أحدها جر بدلا من آية والثاني ررفع أي هي أنى والثالث أن يكون بدلا من أنى الأولى ويقرأ بكسر الهمزة على الاستئناف أو على اضمشاق القول كهيئة الكاف في موضع نصب نعتا لمعفول محذوف أي هيئة كهيئة الطير والهيئة مصدر في معنى المهيا كالخلق بمعنى المخلوق وقيل الهيئة اسم لحال الشيء وليست مصدرا والمصدر التهيؤ والتهيؤ والتهيئة والتهيئة ويقرأ كهيئة الطير على إلقاء حركة الهمزة على الياء وحذفها وقد ذكر في البقرة اشتقاق الطير وأحكامه والهاء في فيه تعود على معنى الهيئة لأنها بمعنى المهيا ويجوز أن تعود على الكاف لأنها اسم بمعنى مثل وأن تعود على الطير وأن تعود على المفعول المحذوف فيكون أي فيصير فيجوز أن تكون كان هنا التامة لأن معناها صار وصار بمعنى انتقل ويجوز أن تكون الناقصة و طائرا على الاول حال وعلى الثاني خبر و بإذن الله يتعلق بيكون بما تأكلون يجوز أن تكون بمعنى الذي ونكرة موصوفة ومصدرية وكذلك

ما الاخرى والأصل في تدخرون الا أن الذال مجهورة والتاء مهموسة فلم يجتمعا فأبدلت التاء دالا لأنها من مخرجها لتقرب من الذال ثم أبدلت الذال دالا وأدغمت ومن العرب من يقلب التاء ذالا ويدغم ويقرأ بتخفيف الذال وفتح الخاء وماضيه ذخر
قوله تعالى ومصدقا حال معطوفة على قوله بآية أي جئتكم بآية ومصدقا لما بين يدي ولا يجوز أن يكون معطوفا على وجيها لأن ذلك يوجب أن يكون ومصدقا لما بين يديه على لفظ الغيبة من التوراة في موضع نصب على الحال من الضمير المستتر في الظرف وهو بين والعامل فيها الاستقرار أو نفس الظرف ويجوز أن يكون حالا من ما فيكون العامل فيها مصدقا ولأحل هو معطوف على محذوف تقديره لأخفف عنكم أو نحو ذلك وجئتكم بآية هذا تكرير للتوكيد لأنه قد سبق هذا المعنى في الاية التي قبلها
قوله تعالى منهم الكفر يجوز أن يتعلق من بأحس وأن يكون حالا من الكفر أنصارى هو جمع نصير كشريف وأشراف وقال قوم هو جمع نصر وهو ضعيف الا أن تقدر فيه حذف مضاف أي من صاحب نصرى أو تجعله مصدرا وصف به و إلى في موضع الحال متعلقة بمحذوف وتقديره من أنصاري مضافا إلى الله أو إلى أنصار الله وقيل هي بمعنى مع وليس بشيء فان إلى لا تصلح أن تكون بمعنى مع ولا قياس يعضده الحواريون الجمهور على تشدشد الياء وهو الأصل لأنها ياء النسبة ويقرأ بتخفيفها لأنه فر من تضعيف الياء وجعل ضمة الياء الباقية دليل على أصل كما قرءوا يستهزئون مع أن ضمة الياء بعد الكسرة مستثقل واشتقاق الكملة من الحور وهو البياض وكان الحواريون يقصرون الثياتب وقيل اشتقاقه من حار يحور إذا رجع فكأنهم الراجعون إلى الله وقيل هو مشتق من نقاء القلب وخلوصه وصدقه
قوله تعالى فاكتنبا مع الشاهدين في الكلام حذف تقديره مع الشاهدين تلك بالوحدانية
قوله تعالى والله خير الماكرين وضع الظاهر موضع المضمر تفخيما والأصل وهو خير الماكرين
قوله تعالى متوفيك ورافعك إلى كلاهما للمستقبل ولا يتعرفان

بالاضافة والتقدير رافعك الي ومتوفيك لأنه رفع إلى السماء ثم يتوفى بعد ذلك وقيل الوأو للجمع فلا فرق بين التقديم والتأخير وقيل متوفيك من بينهم ورافعك إلى السماء فلا تقديم فيه ولا تأخير وجاعل الذين اتبعوك قيل هو خطاب لنبينا عليه الصلاة و السلام فيكون الكلام تاما على ما قبله وقيل هو لعيسى والمعنى أن الذين اتبعوه ظاهرون على إليهود وغيرهم من الكفار إلى قبل يوم القيامة بالملك والغلبة فأما يوم القيامة فيحكم بينهم فيجازة كلا على عمله
قوله تعالى فأما الذين كفروا يجوز أن يكون الذي مبتدأ فأعذبهم خبره ويجوز أن يكون الذين في موضع نصب بفعل محذوف يفسره فأعذبهم تقديره فأعذب بغير ضمير مفعول لعمله في الظاهر قبله فحذف وجعل الفعل المشغول بضمير الفاعل مفسرا له وموضع الفعل المحذوف بعد الصلة ولا يجوز أن يقدر الفعل قبل الذين لأن أما لا يليها الفعل ومثله وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم وأما ثمود فهديناهم فيمن نصب
قوله تعالى ذلك نتلوه فيه ثلاثة أوجه أحدها ذلك مبتدأ ونتلوه خبره والثاني المبتدأ محذوف وذلك خبره أي الامر ذلك ونتلوه في موضع الحال أي الامر المشار إليه متلوا و من الايات حال من الهاء والثالث ذلك مبتدأ ومن الايات خبره ونتلوه حال والعامل فيه معنى الاشارة ويجوز أن يكون ذلك في موضع نصب بفعل دل عليه نتوله تقديره نتلو ذلك فيكون من الايات حالا من الهاء أيضا و الحكيم هنا بمعنى المحكم
قوله تعالى خلقه من تراب هذه الجملة تفسير للمثل فلا موضع لها وقيل موضعها حال من آدم وقد معه مقدرة والعامل فيها معنى التشبيه والهاء لآدم ومن متعلقة بخلق ويضعف أن يكون حالا لأنه يصير تقديره خلقه كائنا من تراب وليس المعنى عليه ثم قال له ثم هاهنا لترتيب الخبر لا لترتيب المخبر عنه لأن قوله كن لم يتأخر عن خلقه وإنما هو في المعنى تفسير لمعنى الخق وقد جاءت ثم غير مقيدة بترتيب المخبر عنه كقوله فالينا مرجعهم ثم الله شهيد وتقول زيد عالم ثم هو كريم ويجوز أن يكون لترتيب المخبر عنه على أن يكون المعنى صوره طينا ثم قال له كن لحما ودما
قوله تعالى فمن حاجك فيه الهاء ضمير عيسى ومن شطرية والماضي بمعنى المستقبل و ما بمعنى الذي و من العلم حال من ضمير الفاعل ولا

يجوز أن تكون ما مصدرية على قول سيبيويه والجمهور لأن ما المصدرية لا يعود إليها ضمير وفي حاجك ضمير فاعل إذ ليس بعده ما يصح أن يكون فاعلا والعلم لا يصح أن يكون فاعلا لأن من لا تزاد في الجواب ويخرج على قول الأخفش أن تكون مصدرية ومن زائدة والتقدير من بعد مجيء العلم اياك والأصل في تعالوا تعاليوا لأن الأصل في الماضي تعالى والياء منقلبة عن وأو لأنه من العلو فأبدلت الوأو ياء لوقوعها رابعة ثم أبدلت الياء ألفا فإذا جاءت وأو الجمع حذفت لالتقاء الساكنين وبقيت الفتحة تدل عليها و ندع جواب لشرط محذوف و نبتهل و نجعل معطوفان عليه ونجعل المتعدية إلى مفعولين أي نصير والمفعول الثاني على الكإذبين
قوله تعالى لهو القصص مبتدأ وخبر في موضع خبر ان الا الله خبر من اله تقديره وما اله الا الله
قوله تعالى فان تولوا يجوز أن يكون اللفظ ماضيا ويجوز أن يكون مستقبلا تقديره يتولوا ذكره النحاس وهو ضعيف لأن حرف المضارعة لا يحذف
قوله تعالى سواء الجمهور على الجر وهو صفة لكلمة ويقرأ سواء بالنصب على المصدر ويقرأ كلمة بكسر الكاف وإسكان اللام على التخفيف والنقل مثل فخذ وكبد بيننا وبينكم ظرف لسواء أي لتستوي الكلمة بيننا ولم تؤنث سواء وهو صفة مؤنث لأنه مصدر وصف به فأما قوله الا نعبد ففي موضعه وجهان أحدهما جر بدلا من سواء أو من كلمة تقديره تعالوا إلى ترك عبادة غير الله والثاني هو رفع تقديره هي أن لا نعبد الا الله وأن هي المصدرية وقيل تم الكلام على سواء ثم استأنف فقال بينننا وبينكم أن لا نعبد أي بيننا وبينكم التوحيد فعلى هذا يجوز أن يكون أن لا نعبد مبتدأ والظرف خبره والجملة صفة لكلمة ويجوز أن يرتفع الا نعبد بالظرف فان تولوا هو ماض ولا يجوز أن يكون التقدير يتولوا لفساد المعنى لأن قوله فقولوا اشهدوا خطاب للمؤمنين ويتولوا للمشركين وعند ذلك لا يبقى في الكلام جواب الشرط والتقدير فقولوا لهم
قوله تعالى لم تحاجون الأصل لما فحذفت الألف لما ذكرنا في قوله فلم تقتلون واللام متعلقة بتحاجون الا من بعده من يتعلق بأنزلت والتقدير من بعد موته

قوله تعالى ها أنتم ها للتنبيه وقيل هي بدل من همزة الاستفها ويقرأ بتحقيق الهمزة والمد وبتليين الهمزة والمد وبالقصر والهمز وقد ذكرنا اعراب هذا الكلام في قوله ثم أنتم هؤلاء تقتلون فيما هي بمعنى الذي أو نكرة موصوفة و علم مبتدأ ولكم خبره وبه في موضع نصب على الحال لأنه صفة لعلم في الأصل قدمت عليه ولا يجوز أن تتعلق الباء بعلم إذ فيه تقديم الصلة على الموصول فان علقتها بمحذوف يفسره المصدر جاز وهو الذي يسمى تبيينا
قوله تعالى بابراهيم البار تتعلق بأولى وخبر ان للذين اتبعوه وأولى أفعل من ولي يلي وألفه منقلبة عن ياء لأن فاءه وأو فلا تكون لامه وأوا إذ ليس في الكلام ما فاؤه ولامه وأو ان الا وأو وهذا النبي معطوف على خبر ان ويقرأ النبي بالنصب أي واتبعوا هذا النبي
قوله تعالى وجه النهار وجه ظرف لآمنوا بدليل قوله واكفر وآخره ويجوز أن يكون ظرفا لأنزل
قوله تعالى الا لمن تبع فيه وجهان أحدهما أنه استثناء مما قبله والتقدير ولا تقروا الا لمن تبع فعلى هذا اللام غير زائدة ويجوز أن تكون زائدة ويكون محمولا على المعنى أي اجحدوا كل أحد الا من تبع والثاني أن النية التأخير والتقدير ولا تصدقوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم الا من تبع دينكم فاللام على هذا زائدة ومن في موضع نصب على الاتصناء من أحد فأما قوله قل ان الهدى فمعترض بين الكلامين لأنه مشدد وهذا الوجه بعيد لأن فيه تقديم المستنثى على المستثنى منه وعلى العامل فيه وتقديم ما في صلة أن عليها فعلى هذا ما موضع أن يؤتى ثلاثة أوجه أحدها جر تقديره ولا تؤمنوا بأن يؤتى أحد والثاني أن يكون نصبا على تقدير حذف حرف الجر والثالث أن يكون مفعولا من أجله تقديره ولا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم مخافة أن يؤتى أحد وقيل أن يؤتى متصل بقوله قل ان الهدى هدى الله والتقدير أن يؤتى أي هو أن لا يؤتى فهو في موضع رفع أو يحاجوكم معطوف على يؤتى وجمع الضمير لأحد لأنه في مذهب الجمع كما قال لا تفرق بين أحد منهم ويقرأ أن يؤتى على الاستئناف وموضعه رفع على أنه متبدأ تقديره اتيان أحد مثل ما أوتيتم يمكن أو يصدق ويجوز أن يكون في موضع نصب سبفعل محذوف تقديره أتصدقون أن يؤتى أو أتشيعون ويقرأ شإذا أن يؤتى على تسمية الفاعل , احد فاعله والمفعول محذوف أي أن يؤتى أحد أحدا يؤتيه من يشاء

يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هو يؤتيه وأن يكون خبرا ثانيا
قوله تعالى من ان تأمنه من مبتدأ ومن أهل الكتاب خبره والشرط وجوابه صفة لمن لأنها نكرة وكما يقع الشرط خبرا يقع صلة وصفة وحالا وقرأ أبو الاشهب العقيلي تأمنه بكسر حرف المضارعة و بقنطار الباء بمعنى في أي في حفظ قنطار وقيل الباء بمعنى على يؤده فيه خمس قراءات إحداها كسر الهاء وصلتها بياء في اللفظ وقد ذكرنا علة هذا في أول الكتاب والثانية كسر الهاء من غير ياء اكتفى بالكسرة عن الياء لدلالتها عليها ولأن الأصل أن لا يزاد على الهاء شيء كبقية الضمائر والثالثة إسكان الهاء وذلك أنه أجري الوصل مجرى الوقف وهو ضعيف وحق هاء الضمير الحركة وإنما تسكن هاء السكت والرابعة ضم الهاء وصلتها بوأو في اللفظ على تبيين الهاء المضمومة بالوأو لأنها من جنس الضمة كما بينت المكسورة بالياء والخامسة ضم الهاء من غير وأو لدلالة الضمة عليها ولأنه الأصل ويجوز تحقيق الهمزة وإبدالها وأوا للضمة قبلها الا ما دمت ما في موضع نصب على الظرف أي الا مدة دوامك ويجوز أن يكون حالا لأن ما مصدرية والمصدر قد يقع حالا والتقدير الا في حال ملازمتك والجمهور على ضم الدال وماضيه دام يدوم مثل قال يقول ويقرأ بكسر الدال وماضيه دمت تدام مثل خفت تخاف وهي لغة ذلك بأنهم أي ذلك مستحق بأنهم في الاميين صفة ل سبيل قدمت عليه فصارت حالا ويجوز أن يكون ظرفا للاستقرار في علينا وذهب قوم إلى عمل ليس في الحال فيجوز على هذا أن يتعلق بها وسبيل اسم ليس وعلينا الخبر ويجوز أن يرتفع سبيل بعلينا فيكون في ليس ضمير الشأن ويقولون على الله يجوز أن يتعلق على بيقولون لأنه بمعنى يفترون ويجوز أن يكون حالا من الكذب مقدما عليه ولا يجوز أن يتعلق بالكذب لأن الصلة لا تتقدم على الموصول ويجوز ذلك على التبيين وهم يعلمون جملة في موضع الحال
قوله تعالى بلى في الكلام حذف تقديره بلى عليهم سبيل ثم ابتدأ فقال من أو في وهي شرط فان الله جوابه والمعنى فان الله يحبهم فوضع الظاهر موضع المضمر
قوله تعالى يلوون هو في موضع نصب صفة لفريق وجمع على المعنى ولو

أفرد جاز على اللفظ والجمهور على إسكان اللام وإثبات وأوين بعدها ويقرأ بفتح اللام وتشديد الوأو وضم الياء على التكثير ويقرأ بضم اللام ووأو واحدة ساكنة والأصل يلوون كقراءة الجمهور الا أنه همز الوأو لانضمامها ثم ألقى حركتها على اللام والالسنة جمع لسان وهو على لغة من ذكر اللسان وأما من أنثه فانه يجمعه على ألسن و بالكتاب في موضع الحال من الالسنة أي ملتبسة بالكتاب أو ناطقة بالكتاب و من الكتاب هو المفعول الثاني لحسب
قوله تعالى ثم يقول هو معطوف على يؤتيه ويقرأ بالرفع على الاستئناف بما كنتم في موضع الصفة لربانيين ويجوز أن تكون الباء بمعنى السبب فتتعلق بكان وما مصدرية أي يعلمكم الكتاب ويجوز أن تكون الباء متعلقة بربانيين تعلمون يقرأ بالتخفيف أي تعرفون وبالتشديد أي تعلمونه غيركم تدرسون يقرأ بالتخفيف أي تدرسون الكتاب فالمفعول محذوف ويقرأ بالتشديد وضم التاء أي تدرسون الناس الكتاب
قوله تعالى ولا يأمركم يقرأ بالرفع أي ولا يأمركم الله أو النبي فهو مستأنف ويقرأ بالنصب عطفا على يقول فيكون الفاعل ضمير النبي أو البشر ويقرأ بإسكان الراء فرارا من توالي الحركات وقد ذكر في البقرة إذ في موضع جر بإضافة بعد إليها وأنتم مسملمون في موضع جر بإضافة إذا إليها
قوله تعالى لما آتيتكم يقرأ بكسر اللام وفيما يتعلق به وجهان أحدهما أخذ أي لهذا المعنى وفيه حذف مضاف تقديره لرعاية ما آتيتكم والثاني أن يتعلق بالميثاق لأنه مصدر أي توثقنا عليهم لذلك وما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة والعائد محذوف و من كتاب حال من المحذوف أو من الذي ويقرأ بالفتح وتخفيف ما وفيها وجهان أحدهما أن ما بمعنى الذي وموضعها رفع بالابتداء واللام لام الابتداء دخلت لتوكيد معنى القسم وفي الخبر وجهان أحدهما من كتاب وحكمة أي الذي أو تيتموه من الكتاب والنكرة هنا كالمعرفة والثاني الخبر لتؤمنن به والهاء عائدة على المبتدأ واللام جواب القسم لأن أخذ الميثاق قسم في المعنى فأما قوله ثم جاءكم فهو معطوف على ما آتيتكم والعائد على ما من هذا المعطوف فيه وجهان أحدهما تقديره ثم جاءكم به واستغنى عن اظهاره بقوله به فيما بعد والثاني أن قوله لما معكم في موضع الضمير تقديره مصدق له لأن الذي معهم هو الذي آتاهم ويجوز أن يكون العائد ضمير الاستقرار العامل

في مع ويجوز أن تكون الهاء في به تعود على الرسول والعائد على المبتدأ محذوف وسوغ ذلك طول الكلام وأن تصديق الرسول تصديق للذي أوتيه والقول الثاني أن ما شرط واللام قبله لتلقي القسم كالتي في قوله لئن لم ينته المنافقون وليست لازمة بدليل قوله وان لم ينتهوا عما يقولون فعلى هذا تكون ما في موضع نصب بآتيت والمفعول الثاني ضمير المخاطب ومن كتاب مثل من آية في قوله ما ننسخ من آية وباقي الكلام على هذا الوجه ظاهر ويقرأ لما بفتح اللام وتشديد الميم وفيها وجهان أحدهما أنها الزمانية أي أخذنا ميثاقهم لما آتيناهم شيئا من كتاب وحكمة ورجع من الغيبة إلى الخطاب على المألوف من طريقتهم والثاني أنه أراد لمن ما ثم أبدل من النون ميما لمشابهتها إياها فتوالت ثلاث ميمات فحذف الثانية لضعفها بكونها بدلا وحصول التكرير بها ذكر هذا المعنى ابن جني في المحتسب ويقرأ آتيتكم على لفظ الواحد وهو موافق لقوله وإذ اخذ الله ولقوله اصرى ويقرأ آتيناكم على لفظ الجمع للتعظيم أء قرر تم فيه حذف أي بذلك و اصرى بالكسر والضم لغتان قرىء بهما
قوله تعالى فمن تولى من مبتدأ يجوز أن تكون بمعنى الذي وأن تكون شرطا فأولئك مبتدأ ثاني و هم ألفاسقون مبتدأ وخبره ويجوز أن يكون هم فصلا
قوله تعالى أفغير منصوب ب يبيغون ويقرأ بالياء على الغيبة كذلك قبله وبالتاء على الخطاب والتقدير قل لهم طوعا وكرها مصدران في موضع الحال ويجوز أن يكونا مصدرين على غير الصدر لأن أسلم بمعنى انقاد وأطاع ترجعون بالتاء على الخطاب وبالياء على الغيبة
قوله تعالى قل آمنا تقديره قل يا محمد آمنا أي أنا ومن معي أو أنا والانبياء وقيل التقدير قل لهم قولوا آمنا
قوله تعالى ومن يبتغ الجمهور على اظهار الغينين وروي عن أبي عمرو الادغام وهو ضعيف لأن كسرة الغين الأولى تدل على الياء المحذوفة و دينا تمييز ويجوز أن يكون مفعول يبتغ و غير صفة قدمت عليه فصارت حالا وهو في الاخرة من الخاسرين هو في الإعراب مثل قوله وانه في الاخرة لمن الصالحين وقد ذكر

قوله تعالى كيف يهدي الله حال أو ظرف والعامل فيها يهدي وقد تقدم نظيره وشهدوا فيه ثلاثة أوجه أحدها هو حال من الضمير في كفروا وقد معه مقدرة ولا يجوز أن يكون العامل يهدي لأن يهدي من شهد أن الرسول حق والثاني أن يكون معطوفا على كفروا أي كيف يهديهم بعد اجتماع الامرين والثالث أن يكون التقدير وأن شهدوا أي بعد أن آمنوا وأن شهدوا فيكون في موضع جر
قوله تعالى أولئك مبتدأ و جزاؤهم مبتدأ ثان و أن عليهم لعنة الله أن واسمها وخبرها خبر جزاء أي جزاؤهم اللعنة ويجوز أن يكون جزاؤهم بدلا من أولئك بدل الاشتمال
قوله تعالى خالدين فيها حال من الهاء والميم في عليهم والعامل فيها الجار أو ما يتعلق به وفيها يعني اللعنة
قوله تعالى ذهبا تمييزه والهاء في به تعود على الملء أو على ذهب
قوله تعالى مما تحبون ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة ولا يجوز أن تكون مصدرية لأن المحبة لا تتفق فان جعلت المصدر بمعنى المفعول فهو جائز على رأى أبي علي وما تنفقوا من شيء قد ذكر نظيره في البقرة والهاء في به تعود على ما أو على شيء
قوله تعالى حلا أي حلالا والمعنى كان كله حلا الا ما حرم في موضع نصب لأنه استثناء من اسم كان والعامل فيه كان ويجوز أن يعمل فيه حلا ويكون فيه ضمير يكون الاستثناء منه لأن حلا وحلالا في موضع اسم الفاعل بمعنى الجائز والمباح من قبل متعلق بحرم
قوله تعالى من بعد ذلك يجوز أن يتعلق بافترى وأن يتعلق بالكذب
قوله تعالى قل صدق الله الجمهور على اظهار اللام وهو الأصل ويقرأ بالادغام لأن الصاد فيها انبساط وفي اللام انبساط بحيث يتلاقي طرفاهما فصارا متقاربين والتقدير قل لهم صدق الله حنيفا يجوز أن يكون حالا من ابراهيم ومن الملة وذكر لأن الملة والدين واحد
قوله تعالى وضع للناس الجملة في موضع جر صفة لبيت والخبر

للذي ببكة و مباركا وهدى حالان من الضمير في موضع وان شئت في الجار والعامل فيهما الاستقرار
قوله تعالى فيه آيات بينات يجوز أن تكون الجملة مستأنفة مضمرة لمعنى البركة والهدى ويجوز أن يكون مضوعها حالا أخرى ويجوز أن تكون حالا من الضمير في قوله للعالمين والعامل فيه هدى ويجوز أن تكون حالا من الضمير في مباركا هو العامل فيها ويجوز أن تكون صفة لهدى كما أن للعالمين كذلك و مقام ابراهيم مبتدأ والخبر محذوف أي منها مقام ابراهيم ومن دخله معطوف عليه أي ومنها أمن من دخله وقيل هو خبر تقديره هي مقام وقيل بدل وعلى هذين الوجهين قد عبر عن الايات بالمقام وبأمن الداخل وقيل ومن دخله مستأنف ومن شرطية و حج البيت مصدر يقرأ بالفتح والكسر وهما لغتان وقيل الكسر اسم للمصدر وهو مبتدأ وخبره على الناس ولله يتعلق بالاستقرار في على تقديره استقر لله على الناس ويجوز أن يكون الخبر لله وعلى الناس متعلق به اما حالا واما مفعولا ولا يجوز أن يكون لله حالا لأن العامل في الحال على هذا يكون معنى والحال لا يتقدم على العامل المعنوي ويجوز أن يرتفع الحج بالجار الاول أو الثاني والحج مصدر أضيف إلى المفعول من استطاع بدل من الناس بدل بعض من كل وقيل هو في موضع رفع تقديره هم من استطاع والواجب عليه من استطاع والجملة بدل أيضا وقيل هو مرفوع بالحج تقديره ولله على الناس أن يحج البيت من استطاع فعلى هذا في الكلام حذف تقديره من استطاع منهم ليكون في الجملة ضمير يرجع على الاول وقيل من مبتدأ شرط والجواب محذوف تقديره من استطاع فليحج ودل على ذلك قوله ومن كفر وجوابها
قوله تعالى لم تصدون اللام متعلقة بالفعل و من مفعوله و تبغونها يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون حالا من الضمير في تصدون أو من السبيل لأن فيها ضميرين راجعين إليهما فلذلك صح أن تجعل حالا من كل واجحد منهما و عوجا حال
قوله تعالى بعد ايمانكم يجوز أن يكون ظرفا ليردوكم وأن يكون ظرفا ل كافرين وهو في المعنى مثل قوله كفروا بعد إيمانهم

في قوله ولا تفرقوا الأصل تتفرقوا فحذف التاء الثانيى وقد ذكر وجهه في البقرى ويقرأ بتشديد التاء والوجه فيه أنه سكن التاء الأولى حين نزلها متصلى بالألف ثم أدغم نعمة الله هو مصدر مضاف إلى الفاعل و عليكم يجوز أن يتعلق به كما تقول أنعمت عليك ويجوز أن يكون حالا من النعمة فيتعلق بمحذوف إذ كنتم يجوز أن يكون ظرفا للنعمة وأن يكون ظرفا للاستقرار في عليكم إذا جعلته حالا فأصبحتم يجوز أن تكون الناقصة فعلى هذا يجوز أن يكون الخبر بنعمته فيكون المعنى فأصبحتم في نعمته أو متلبسين بنعمته أو مشمولين و اخوانا على هذا حال يعمل فيها أصبح أو ما يتعلق به الجار ويجوز أن يكون اخوانا خبر أصبح ويكون الجار حالا يعمل فيه أصبح أو حالا من اخوان لأنه صفة له قدمنت عليه وأن يكون متعلقا بأصبح لأن الناقصة تعمل في الجار ويجوز أن يتعلق باخوانا لأن التقدير تآخيتم بنعمته ويجوز أن تكون أصبح تامة ويكون الكلام في بنعمته اخوانا قريبا من الكلام في الناقصة والاخوان جمع أخ من الصداقة لا من النسب والشفا يكتب بالألف وهي من الوأو تثنية شفوان و من النار صفة لحفرة ومن للتبعبض والضمير في منها للنار أو للحفرة ولتكن منكم يجوز أن تكون كان هنا التامة فتكون أمة فاعلا و يدعون صفته ومنكم متعلقة بتكن أو بمحذوف على أن تكون صفة لأمة قدم عليها فصار حالا ويجوز أن تكون الناقصة وأمة اسمها ويدعون لخبر ومنكم اما حال من أمة أو متعلق بكان الناقصة ويجوز أن يكون يدعون صفة ومنكم الخبر
قوله تعالى داءهم البينات انما حذف التاء لأن تأنيث البينة غير حقيقي ولأنها بمعنى الدليل
قوله نتعالى يوم تبيض هو ظرف لعظيم أو للاستقرار في لهم وفي تبيض أربع لغات فتح التاء وكسرها من غير ألف وتبياض بالألف مع فتح التاء وكسرها وكذلك تسود أكفرتم تقديره فقال لهم أكفرتم والمحذوف هو الخبر
قوله تعالى تلك آيات الله قد ذكر في البقرة
قوله تعالى كنتم خير أمة قيل كنتم في علمي وقيل هو بمعنى صرتم وقيل كان زائدة والتقدير أنتم خير وهذا خطأ لأن كان لا تزاد في أول الجملة ولا تعمل في خير تأمرون خبر ثان أو تفسير لخبر أو مستأنف لكان خيرا

لهم أي لكان الايمان لفظ الفعل على ارادة المصدر منهم المؤمنون هو مستأنف
قوله تعالى الا إذى إذى مصدر من معنى يضروكم لأن الاذى والضرر متقاربان في المعنى فعلى هذا يكون الاستثناء متصلا وقيل هو منقطع لأن المعنى لن يضروكم بالهزيمة لكن يؤذوكم بتصديكم لقتالهم يولوكم الادبار الادبار مفعول ثان والمعنى يجعلون ظهورهم تليكم ثم لا تنصرون مستأنف ولا يجوز الجزم عند بعضهم عطفا على جواب الشرط لأن جواب الشرط يقع عقيب المشروط وثم للتراخي فلذلك لم تصلح في جواب الشرط والمعطوف على الجواب كالجواب وهذا خطأ لأن الجزم في مثله قد جاء في قوله ثم لا يكونوا أمثالكم وإنما استؤنف هنا ليدل على أن الله لا ينصرهم قالتوا أو لم يقاتلوا
قوله تعالى الا بحبل في موضع نصب على الحال تقديره ضربت عليهم الذلة في كل حال الا في حال عقد العهد لهم فالباء متعلقة بمحذوف تقديره الا متمسكين بحبل
قوله تعالى ليسوا الوأو اسم ليس وهي راجعة على المذكورين قبلها و سواء خبرها أي ليسوا مستوين ثم أستأنف فقال من أهل الكتاب أمة قائمة فأمة مبتدأ نعت له والجابر قبله خبره ويجوز أن تكون أمة فاعل الجار وقد وضع الظاهر هنا موضع المضمر والأصل منهم أمة وقيل أمة رفع بسواء وهذا ضعيف في المعنى والإعراب لأنه منقطع مما قبله ولا يصح أن تكون الجملة خبر ليس وقيل أمة اسم ليس والوأو فيها حرف يدل على الجمع كما قالوا أكلوني البراغيث وسواء الخبر وهذا ضعيف إذ ليس الغرض بيان تفأوت الامة القائمة التالية لآيات الله بل الغرض أن من أهل الكتاب مؤمنا وكافرا يتلون صفة أخرى لأمة ويجوز أن يكون حالا من الضمير في قائمة أو من الامة لأنها قد وصفت والعامل على هذا الاستقرار و أناء الليل ظرف ليتلون لا لقائمة لأن قائمة قد وصفت فلا تعمل فيما بعد الصفة وواحد الاناء انى مثل معي ومنهم من يفتح الهمزة فيصير على ووزن عصا ومنهم من يقول انى بالياء وكسر الهمزة وهم يسجدون حال من الضمير في يتلون أو في قائمة ويجوز أن يكون مستأنفا وكذلك يؤمنون ويأمرون وينهون ان شئت جعلتها أحوالا وان شئت استأنفتها

قوله تعالى و ما يفعلوا يقرأ بالتاء على الخطاب وبالياء حملا على الذي قبله
قوله تعالى كمثل ريح فيه حذف مضاف تقديره كمثل مهلك ريح أي ما ينفقون هالك كالذي تهلكه فيها صر مبتدأ وخبر في موضع صفة الريح ويجوز أن ترفع صرا بالظرف لأنه قد اعتمد على ما قبله و أصابت في موضع جر أيضا صفة لريح ولا يجوز أن تكون صفة لصر لأن الصر مذكر والضمير في أصابت مؤنث وقيل ليس في الكلام حذف مضاف بل تشبيه ما أنفقوا بمعنى الكلام وذلك أن قوله كمثل ريح إلى قوله فأهلكته متصل بعضه ببعض فامتزجت المعاني فيه وفهم المعنى ظلموا صفة لقوم
قوله تعالى من دونكم صفة لبطانة قيل من زائدة لأن المعنى بطانة دونكم في العمل والايمان لا يألونكم في موضع نعت لبطانة أو حال مما تعلقت به من ويألوا يتعدى إلى مفعول واحد و خبالا على التمييز ويجوز أن يكون انتصب لحذف صرف لجزء تقديره لا يألونكم في تخبيلكم ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال ودوا مستأنف ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يألونكم وقد معه مرادة وما مصدرية أي عنتكم قد بدت البغضاء حال أيضا ويجوز أن يكون مستأنفا من أفواههم مفعول بدت ومن لابتداء الغاية ويجوز أن يكون حالا أي ظهرت خارجة من أفواههم
قوله تعالى ها أنتم أولاء تحبونهم قد ذكر اعرابه في قوله ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم بالكتاب كله الكتاب هنا جنس أي بالكتب كلها وقيل هو واحد عضوا عليكم عليكم مفعول عضوا ويجوز أن يكون حالا أي حنقين عليكم من الغيظ متعلق بعضوا أيضا ومن لابتداء الغاية أي من أجل الغيظ ويجوز أن يكون حالا أي مغتاظين بغيظكم يجوز أن يكون مفعولا به كما تقول مات بالسم أي يسببه ويجوز أن يكون حالا أي موتوا مغتاظين
قوله تعالى لا يضركم يقرأ بكسر الضاد وإسكان الراء على أنه جواب الشرط وهو من ضار يضير ضيرا بمعنى ضر ويقال فيه ضاره يضوره بالوأو ويقرأ بضم الضاد وتشدشد الراء وضمها وهو من ضر يضر وفي رفعه ثلاثة أوجه أحدها أنه في نية التقديم أي لا يضركم كيدهم شيئا ان تتقوا وهو قول سيبيويه والثاني أنه حذف الفاء وهو قول المبرد وعلى هذين القولين الضمة اعراب والثالث أنها

ليست اعرابا بل لما اضطر إلى التحريك حرك بالضم اتباعا لضمة الضاد وقيل حركها بحركتها الإعرابية المستحقة لها في الأصل ويقرأ بفتح الراء على أنه مجزوم حرك بالفتح لالتقاء الساكنين إذ كان أخف من الضم والكسر شيئا مصدر أي ضررا
قوله تعالى وإذ غدوت أي وإذكر من أهلك من لابتداء الغاية والتقدير من بين أهلك وموضعه نصب تقديره فارقت أهلك و تبوىء حال وهو يتعدى إلى مفعول بنفسه وإلى آخر تارة بنفسه وتارة بحرف الجر فمن الاول هذه الاية فالاول المؤمنين والثاني مقاعد ومن الثاني وإذ بوأنا لابراهيم مكان البيت وقيل اللام فيه زائدة للقتال يتعلق يتبوىء ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أن يكون صفة لمقاعد ولا يجوز أن يتعلق بمقاعد لأن المقعد هنا المكان وذلك لا يعمل
قوله تعالى إذ همت إذ ظرف لعليم ويجوز أن يكون ظرفا لتبوىء وأن يكون لغدوت أن تفشلا تقديره بأن تفشلا فموضعه نصب أوجر على ما ذكرنا من الخلاف وعلى يتعلق بيتوكل دخلت الفاء لمعنى الشرط والمعنى ان فشلوا فتوكلوا أنتم وان صعب الامر فتوكلوا
قوله تعالى ببدر ظرف والباء بمعنى في ويجوز أن يكون حالا و إذلة جمع ذليل وإنما مجيىء هذا البناء فرارا من تكرير اللام الذي يكون في ذللا
قوله تعالى إذ تقول يجوز أن يكون التقدير إذكر ويجوز أن يكون بدلا من إذ همت ويجوز أ يكون ظرفا لنصركم ألن يكفيكم همة الاستفهام إذا دخلت على النفي نقلته الا الاثبات ويبقى زمان الفعل على ما كان عليه و أن يمدكم فاعل يكفيكم بثلاثة الاف الجمهور على كسر الفاء وقد أسكنت في الشوإذ على أنه أجرى الوصل مجرى الوقف وهذه التاء إذا وقف عليها كانت بدلا من الهاء التي يوقف عليها ومنهم من يقول ان تاء التأنيث هي الموقوف عليها إلىوهي لغة وقرىء شإذ بهاء ساكنة وهو اجراء الوصل مجرى الوقف أيضا وكلاهما ضعيف لأن المضاف والمضاف إليه كالشيء الواحد مسومين بكسر الوأو أي مسومين خيلهم أو أنفسهم وبفتحها على ما لم يسم فاعله

قوله تعالى الا بشرى مفعول ثان لجعل ويجوز أن يكون مفعولا له ويكون جعل المتعدية إلى واحد والهاء في جعله تعود على امداد أو على التسويم أو على النصر أو على التنزيل ولتطمئن معطوف على بشرى إذا جعلتها مفعولا له تقديره ليبشركم ولتطمئن ويجوز يتعلق بفعل محذوف تقديره ولتمطئن قلوبكم بشركم
قوله تعالى ليقطع طرفا اللام متعلقة بمحذوف تقديره ليقطع طرفا أمدكم بالملائكة أو نصركم أو يكبتهم قيل أو بمعنى الوأو وقيل هي للتصيل أي كان القطع لبعضهم والكبت لبعضهم والتاء في يكبتهم أصل وقيل هي بدل من الدال وهو من كبدته أصبت كبده فتنقلبوا معطوف على يقطع أو يكبتهم
قوله تعالى ليس لك اسم ليس شيء ولك الخبر ومن الامر حال من شيء لأنها صفة مقدمة أو يتوب أو يعذبهم معطوفان على يقطع وقيل أو بمعنى الا أن
قوله تعالى اضعافا مصدر في موضع الحال من الربا تقديره مضاعفا
قوله تعالى وسارعوا يقرأ بالوأو وحذفها فمن أثبتها عطفه على ما قبله من الاوامر ومن لم يثبتها استأنف ويجوز امالة الاللف هنا لكسرة الراء عرضها السموات الجملة في موضع جر وفي الكلام حذف تقديره عرضها مثل عرض السموات أعدت يجوز أن يكون في موضع جر صفة للجنة وأن يكون حالا منها لأنها قد وصفت وأن يكون مستأنفا ولا يجوز أن يكون حالا من المضاف إليه لثلاثة أشياء أحدها أنه لا عامل وما جاء من ذلك متأول على ضعفه والثاني أن العرض هنا لا يراد به المصدر الحقيقي بل يراد به المسافة والثالث أن ذلك يلزم منه ألفصل بين الحال وبين صاحب الحال بالخبر
قوله تعالى الذين ينفقون يجوز أن يكون صفة للمتقين وأن يكون نصبا على إضمار أعنى وأن يكون رفعا على إضمارهم وأما الكاظمين فعلى الجر والنصب
قوله تعالى والذين إذا فعلوا يجوز أن يكون معطوفا على الذين ينفقون في أوجهه الثلاثة ويجوز أن يكون مبتدأ ويكون أولئك مبتدأ ثانيا وجزاؤهم ثالثا ومغفرة خبر الثالث والجميع خبر الذين و ذكروا جواب إذا ومن مبتدأ و يغفر خبره الا الله فاعل يغفر أو بدل من المضمر فيه وهو

الوجه لأنك إذا جعلت الله فاعلا احتجت إلى تقدير ضمير أي ومن يغفر الذنوب له غير الله وهم يعلمون في موضع الحال من الضمير في يصروا أو من الضمير في استغفروا ومفعول يعلمون محذوف أي يعلمون المؤاخذة بها أو عفوا الله عنها
قوله تعالى ونعم أجر المخصوص بالمد محذوف أي ونعم الاجر الجنة
قوله تعالى من قبلكم سنن يجوز أن يتعلق بخلت وأن يكون حالا من سنن ودخلت الفاء في سيروا لأن المعنى على الشرط أي ان شككتم فسيروا كيف خبر كان و عاقبة اسمها
قوله تعالى ولا تهنوا الماضي وهو وحذفت الوأو في المضارع لوقوعها بين ياء وكسرة و الاعلون واحدها أعلى حذفت منه الألف لالتقاء الساكنين وبقيت الفتحة تدل عليها
قوله تعالى قرح يقرأ بفتح القاف وسكون الراء وهو مصدر قرحته إذا جرحته ويقرأ بضم القاف وسكون الراء وهو بمعنى الجرح أيضا وقال ألفراء بالضم ألم الجراح ويقرأ بضمها على الاتباع كاليسر واليسر والطنب والطنب ويقرأ بفتحها وهو مصدر قرح يقرح إذا صار له قرحة وهو بمعنى دمى وتلك مبتدأ و الايام خبره و ندأولها جملة في موضع الحال والعامل فيها معنى الاشارة ويجوز أن تكون الايام بدلا أو عطف بيان وندأولها الخبر ويقرأ بدأولها بالياء والمعنى مفعوم و بين الناس ظرف ويجوز أن يكون حالا من الهاء وليعلم اللام متعلقة بمحذوف تقديره وليعلم الله دوالها وقيل التقدير ليتعظوا وليعلم الله وقيل الوأو زائدة و منكم يجوز أن يتعلق بيتخذ ويجوز أن يكون حالا من شهداء وليمحص معطوف على وليعلم
قوله تعالى أم حسبتم أم هنا منقطعة أي بل أحسبتم و أن تدخلوا أن والفعل يسد مسد المفعولين وقال الأخفش المفعول الثاني محذوف ويعلم الصابرين يقرأ بكسر الميم عطفا على الأولى وبضمها على تقدير وهو يعلم والاكثر في القراءة الفتح وفيه وجهان أحدهما أنه مجزوم أيضا لكن الميم لما حركت لالتقاء الساكنين حركت بالفتح اتباعا للفتحة قبلها والوجه الثاني أنه منصوب على إضمار أن والوأو هاهنا بمعنى الجمع كالتي في قولهم لا تأكل السمك وتشرب اللبن

والتقدير أظننتم أن تدخلوا الجنة قبل أن يعلم الله المجاهدين وأن يعلم الصابرين ويقرب عليك هذا المعنى أنك لو قدرت الوأو بمع صح المعنى والإعراب
قوله تعالى من قبل أن تلقوه الجمهور على الجر بمن واضافته إلى الجملة وقرىء بضم اللام والتقدير ولقد كنتم تمنون الموت أن تلقوه من قبل فأن تلقوه بدل من الموت بدل الاشتمال والمراد لقاء أسباب الموت لأنه قال فقد رأيتموه وأنتم تنظرون وإذا رأى الموت لم تبق بعده حياة ويقرأ تلاقوه وهو من المفاعلة التي تكون بين اثنين لأن مالقيك فقد لقيته ويجوز أن تكون من واحد مثل سافرت
قوله تعالى قد خلت من قبله الرسل في موضع رفع صفة لرسول ويجوز أن يكون حالا من الضمير في رسول وقرأ ابن عباس رسل نكرة وهو قريب من معنى المعرفة ومن متعلقة بخلت ويجوز أن يكون حالا من الرسل أفان مات الهمزة عند سيبويه في موضعها والفاء تدل على تعلق الشرط بما قبله وقال يونس الهمزة في مثل حقها أن تدخل على جواب الشرط تقديره أتنقلبون على أعقابكم ان مات لأن الغرض التنبيه أو التوبيخ على هذا الفعل المشروط ومذهب سيبويه الحق لوجهين أحدهما أنك لو قدمت الجواب لم يكن للفاء وجه إذ لا يصح أن تقول أتزورني فان زرتك ومنه قوله أفن مت فهم الخالدون والثاني أن الهمزة لها صدر الكلام وان لها صدر الكلام وقد وقعا في موضعها والمعنى يتم بدخول الهمزة على جملة الشرط والجواب لأنهما كالشيء الواحد على أعقابكم حال أي راجعين
قوله تعالى وما كان لنفس أن تموت أي تموت اسم كان و الا بإذن الله الخبر واللام للتبيين متعلقة بكان وقيل هي متعلقة بمحذوف تقديره الموت لنفس وأن تموت تبيين للمحذوف ولا يجوز أن تتعلق اللام بتموت لما فيه من تقديم الصلة على الموصول قال الزجاج التقدير وما كان نفس لتموت ثم قدمت اللام كتابا مصدر أي كتب ذلك كتابا ومن يرد ثواب الدنيا بالاظهار على الأصل وبالادغام لتقاربهما نؤته منها مثل يؤده إليك وسنجزي بالنون والياء والمعنى مفعوم
قوله تعالى وكأين الأصل فيه أي التي هي بعض من كل أدخلت عليها كاف التشبيه وصارا في معنى كم التي للتكثير كما جعلت الكاف مع ذا في قولهم كذا المعنى

لم يكن لكل واحد منهما وكما أن معنى لولا بعد التركيب لم يكن لهما قبله وفيها خمسة أوجه كلها قد قرىء به فالمشهور كأين بهمة بعدها ياء مشددة وهو الأصل والثاني كائن بألف بعدها همة مكسورة من غير ياء وفيه وجهان أحدهما هو فاعل من كان يكون حكى عن المبرد وهو بعيد الصحة لأنه لو كان ذلك لكان معربا ولم يكن فيه معنى التكثير والثاني أن أصله كأين قدمت الياء المشددة على الهمزة فصار كيئن فوزنه الان كعلف لأنك قدمت العين واللام ثم حذفت الياء الثانية لثقلها بالحركة والتضعيف كما قالوا في أيها أيهما ثم أبدلت الياء الساكنة ألفا كما أبدلت في آية وطائي وقيل حذفت الياء الساكنة وقدمت المتحركة فانقلبت ألفا وقيل لم يحذف منه شيء ولكن قدمت المتحركة وبقيت الاخرى ساكنة وحذفت بالتنوين مثل قاض والوجه الثالث كأن على وزن كعن وفيه وجهان أحدهما أنه حذف احدى الياءين على ما تقدم ثم حذفت الاخرى لأجل التنوين والثاني أنه حذف الياءين دفعة واحدة واحتمل ذلك لما امتزج الحرفان والوجه الرابع كأي بياء خفيفة بعد الهمزة ووجهه أنه حذف الياء الثانية وسكن الهمزة لاختلاط الكلمتين وجعلهما كالكلمة الواحدة كما سكنوا الهاء في لهو وفهو وحرك الياء لسكون ما قبلها والخامس كيئن بياء ساكنة قبل الهمزة وهو الأصل في كائن وقد ذكر فأما التنوين فأبقى في الكلمة على ما يجب لها في الأصل فمنهم من يحذفه في الوقف لأنه تنوين ومنهم من يثبته فيه لأن الحكم تغير بامتزاج الكلمتين وأما أي فقال ابن جني هي مصدر أوى يأوى إذا انضم واجتمع وأصله أوى فاجتمعت الوأو والياء وسبقت الأولى بالسكون فقلبت وأدغمت مثل جيء وشيء وأما موضع كأين فرفع بالابتداء ولا تكاد تستعمل الا وبعدها من وفي الخبر ثلاثة أوجه أحدها قتل وفي قتل الضمير للنبي وهو عائد على كأين لأن كأين في معنى نبي والجيد أن يعود الضمير على لفظ كأين كما تقول مائة نبي قتل والضمير للمائة إذ هي المبتدأ
فان قلت لو كان كذلك لأنثت فقلت قتلت قيل هذا محمول على المعنى لأن التقدير كثير من الرجال قتل فعلى هذا يكون معه ربيون في موضع الحال من الضمير في قتل والثاني أن يكون قتل في موضع جر صفة لنبي ومعه ربيون الخبر كقولك كم من رجل صالح معه مال والوجه الثالث أن يكون الخبر محذوفا أي في الدنيا أو صائر ونحو تلك فعلى هذا يجوز أن يكون قتل صفة لنبي ومعه ربيون حال على

ما تقدم ويجوز أن يكون قتل مستندا لربيين فلا ضمير فيه على هذا والجملة صفة نبي ويجوز أن يكون خبرا فيصير في الخبر اربعة أوجة ويجوز أن يكون صفة لنبي والخبر محذوف على ما ذكرنا ويقرأ قاتل فعلى هذا يجوز أن يكون صفة لبني والخبر محذوف على ما ذكرنا ويقرأ قاتل فعلى هذا يجوز أن يكون الفاعل مضمرا وما بعده حال وأن يكون الفاعل ربيون ويقرأ قتل بالتشديد فعلى هذا لاضمير في الفعل لأجل التكثير والواحد لا تكثير فيه كذا ذكر ابن جنى ولا يمتنع فيه أن يكون فيه ضمير الاول لأنه في معنى الجماعة وربيون بكسر الراء منسوب إلى الربة وهي الجماعة ويجوز ضم الراء في الربة أيضا وعليه قريء ربيون بالضم وقيل من كسر أتبع والفتح هو الأصل وهو منسوب إلى الرب وقد قرىء به فما وهنوا الجمهور على فتح الهاء وقرىء بكسرها وهي لغة والفتح أشهر وقريء باء سكانها على تخفيف المكسور و استكانوا استفعلوا من الكون وهو الذل وحكى عن ألفراء أن أصلها استكنوا أشبعت الفتحة فنشأت الألف وهذا خطأ لأن الكلمة في جميع تصاريفها ثبتت عينها تقول استكان يستكين استكانة فهو مستكين ومستكان له والاشباع لا يكون على هذا الحد
قوله تعالى وما كان قولهم الجمهور على فتح اللام على أن اسم كان ما بعد الا وهو أقوى من أن يجعل خبرا والاول اسما لوجهين أحدها أن أن قالوا يشبه المضمر في أنه لا يضمر فهو أعرف والثاني أن ما بعد الا مثبت والمعنى كان قولهم ربنا اغفر لنا دأبهم في الدعاء ويقرأ برفع الاول على أنه اسم كان وما بعد الا الخبر في أمرنا يتسعلق بالمصدر وهو اسرافنا ويجوز أن يكون حالا منه أي اسرافا واقعا في أمرنا
قوله تعالى بل الله مولاكم مبتدأ وخبر وأجاز ألفراء النصب وهي قراءة والتقدير بل أطيعوا الله
قوله تعالى الرعب يقرأ بسكون العين وضمها وهما لغتان بما أشركوا الباء تتعلق بنلقي ولا يمنع ذلك لتعلق في به أيضا لأن في ظرف والباء بمعنى السبب فهما مختلفان وما مصدرية والثانية نكرة موصوفة أو بمعنى الذي وليست مصدرية وبئس مثوى الظالمين اي النار فالمخصوص بالذم محذوف والمثوى مفعل من ثويت ولامه ياء
قوله تعالى صدقكم الله وعده صدق يتعدى إلى مفعولين في مثل هذا النحو وقد يتعدى إلى الثاني بحرف الجر فيقال صدقت زيدا في الحديث إذ

ظرف لصدق ويجوز أن يكون ظرفا للوعد حتى يتعلق بفعل محذوف تقديره دام ذلك إلى وقت فشلكم والصحيح أنها لا تتعلق في مثل هذا بشيء وأنها ليست حرف جر بل هي حرف تدخل على الجملة بمعنى الغاية كما تدخل الفاء والوأو على الجمل وجواب إذا محذوف تقديره بأن أمركم ونحو ذلك ودل على المحذوف
قوله تعالى منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة ثم صرفكم معطوف على الفعل المحذوف
قوله تعالى إذ تصعدون تقديره إذكروا إذ ويجوز أن يكون ظرفا لعصيتم أو تنازعتم أو فشلتم ولا تلوون الجمهور على فتح التاء وقد ذكرناه في قوله يلوون ألسنتهم ويقرأ بضم التاء وماضيه ألوى وهي لغة ويقرأ على أحد بضمتين وهو الجبل
قوله تعالى والرسول يدعوكم جملة في موضع الحال بغم التقدير بعد غم فعلى هذا يكون في موضع نصب صفة لغم وقيل المعنى بسبب الغم فيكون مفعولا به وقيل التقدير بدل غم فيكون صفة لغم أيضا لكيلا تحزنوا قيل لا لأن المعنى أنه غمهم ليحزنهم عقوبة لهم على تركهم مواقفهم وقيل ليست زائدة والمعنى على نفي الحزن عنهم بالتوبة وكي هاهنا هي العاملة بنفسها لأجل اللام قبلها
قوله تعالى أمنة المشهور في القراءة فتح الميم وهو اسم للأمن ويقرأ بسكونها وهو مصدر مثل الامر و نعاسا بدل ويجوزأن يكون عطف بيان ويجوز أن يكون تعاسا هو المفعول وأمنة حال منه والأصل أنزل عليكم نعاسا ذا أمنة لأن النعاس ليس هو الامن بل هو الذي حصل الامن به ويجوز أن يكون أمنة مفعولا يغشى يقرأ بالياء على أنه النعاس وبالتاء للأمنة وهو في موضع نصب صفة لما قبله و طائفة مبتدأ و قد أهمتهم خبره يظنون حال من الضمير في أهمتهم ويجوز أن يكون أهمتهم صفة ويظنون الخبر والجملة حال والعامل يغشى وتسمى هذه الوأو وأو الحال وقيل الوأو بمعنى إذ وليس بشيء و غير الحق المفعول الاول أي أمرا غير الحق وبالله الثاني و ظن الجاهلية مصدر تقديره ظنا يمثل ظن الجاهلية منن شيء من زائدة وموضعه رفع بالابتداء وفي الخبر وجهان أحدهما لنا فمن الامر على هذا حال

إذا الأصل هل شيء من الامر والثاني أن يكون من الامر هو الخبر ولنا تبيين وتتم الفائدة كقوله ولم يكن له كفوا أحد كله لله يقرأ بالنصب على التوكيد أو البدل ولله الخبر وبالرفع على الابتداء ولله الخبر والجملة خبر ان يقولون حال من الضمير في يخفون و شيء اسم كان والخبر لنا أو من الامر مثل هل لنا لبرز الذين بالفتح والتخفيف ويقرأ بالتشديد على ما لم يسم فاعله أي أخرجوا بأمر الله
قوله تعالى إذا ضربوا في الارض يجوز أن تكون إذا هنا تحكى بها حالهم فلا يراد بها المستقبل لا محالة فعلى هذا يجوز أن يعمل فيها قالوا وهو للماضي ويجوز أن يكون كفروا وقالوا ماضيين ويراد بها المستقبل المحكى به الحال فعلى هذا يكون التقدير يكفرون ويقولون لاخوانهم أو كانوا غزى الجمهور على تشدشد الزاي وهو جمع غاز والقياس غزاة كقاض وقضاة لكنه جاء على فعل حملا على الصحيح نحو شاهد وشهد وصائم وصوم ويقرأ بتخفيف الزاي وفيه وجهان أحدهما أن أصله غزاة فحذفت الهاء تخفيفا لأن التاء دليل الجمع وقد حصل ذلك من نفس الصفة والثاني أنه أراد قراءة الجماعة فحذف احدى الزايين كراهية التضعيف ليجعل الله اللام تتعلق بمحذوف أي ندمهم أو أوفع في قلوبهم ذلك ليجعله حسرة وجعل هنا بمعنى صير وقيل اللام هنا لام العاقبة أي صار أمرهم إلى ذلك كقوله فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا
قوله تعالى أو متم الجمهور على ضم الميم وهو الأصل لأن الفعل منه يموت ويقرأ بالكسر وهو لغة يقال مات يمات مثل خاف يخاف فكما تقول خفت تقول مت لمغفرة مبتدأ و من الله صفته ورحمة معطوف عليه والتقدير ورحمة لهم و خير الخبر وما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة والعائد محذوف ويجوز أن تكون مصدرية ويكون المفعول محذوفا أي من جمعهم المال
قوله تعالى لإلى الله اللام جواب قسم محذوف ولدخولها على حرف الجر جاز أن يأتي يحشرون غير مؤكد بالنون والأصل لتحشرون إلى الله
قوله تعالى فبما رحمة ما زائدة وقال الأخفش وغيره يجوز أن تكون نكرة بمعنى شيء ورحمة بدل منه والباء تتعلق بلنت وشأورهم في الامر الامر هنا جنس وهو عام يراد به الخاص لأنه لم يؤمر بمشأورتهم في ألفرائض

ولذلك قرأ ابن عباس في بعض الامر فإذا عزمت الجمهور على فتح الزاي أي إذا تخيرت أمرا بالمشأورة وعزمت على فعله فتوكل على الله ويقرأ بضم التاء أي إذا أمرتك بفعل شيء فتوكل على فوضع الظاهر موضع المضمر
قوله تعالى فمن ذا الذي هو مثل من ذا الذي يقرض وقد ذكر من بعده أي من بعد خذلانه فحذف المضاف ويجوز أن تكون الهاء ضمير الخذلان
قوله تعالى أن يغل يقرأ بفتح الياء وضم الغين على نسبى الفعل إلى النبي أي ذلك غير جائز عليه ويدل على ذلك قوله يأت بما غل ومفعول يغل محذوف أي يغل الغنيمة أو المال ويقرأ بضم الياء وفتح الغين على مالم يسم فاعله وفي المعنى ثلاثة أوجه أحدها أن يكون ماضيه أغللته أي نسبته إلى الغلول كما تقول أكذبته إذا نسبته إلى الكذب أي لا يقال عنه انه يغل أي يخون الثاني هو من أغللته إذا وجدته غالا كقولك أحمدت الرجل إذا أصبته محمودا والثالث معناه أن يغله غيره أي ما كان لنبي أن يخان ومن يغلل مستأنفة ويجوز أن تكون حالا ويكون التقدير في حال علم الغال بعقوبة الغلول
قوله تعالى أفمن ابتع من بمعنى الذي في موضع رفع بالابتداء و كمن الخبر ولا يكون شرطا لأن كمن لا يصلح أن يكون جوابا و بسخط حال
قوله تعالى هم درجات مبتدأ وخبر والتقدير ذو درجات فحذف المضاف و عند الله ظرف لمعنى درجات كأنه قال هم متفاضلون عند الله ويجوز أن يكون صفة لدرجات
قوله تعالى من أنفسهم في موضع نصب صفة لرسول ويجوز أن يتعلق ببعث وما في هذه الاية قد ذكر مثله في قوله وابعث فيهم رسولا منهم
قوله تعالى قد أصبتم مثليها في موضع رفع صفة لمصيبة
قوله تعالى وما أصابكم ما بمعنى الذي وهو مبتدأ والخبر فبإذن الله أي واقع بإذن الله وليعلم اللام متعلقة بمحذوف أي وليعلم الله أصابكم هذا ويجوز أن يكون معطوفا على معنى فبإذن الله تقديره فبإذن الله ولأن يعلم الله تعالوا قاتلوا انما لم يأت بحرف العطف لأنه أراد أن يجعل كل واحدة من الجملتين مقصودة بنفسها ويجوز أن يقال ان المقصود هو الامر بالقتال وتعالوا ذكر

مالو سكت عنه لكان في الكلام دليل عليه وقيل الامر الثاني حال هم للكفر اللام في قوله للكفر و للايمان متعلقة بأقرب وجاز أن يعمل أقرب فيهما لأنهما يشبهان الظرف وكما عمل أطيب في قولهم هذا بسرا أطيب منه رطبا في الظرفين المقدرين لأن أفعل يدل على معنيين على أصل الفعل وزيادته فيعمل في كل واحد منهما بمعنى غير الاخر فتقديره تزيد قربهم إلى الكفر على قربهم على الايمان واللام هنا على بابها وقيل هي بمعنى إلى يقولون مستأنف ويجوز أن يكون حالا من الضمير في أقرب أي قربوا إلى الكفر قائلين
قوله تعالى الذين قالوا يجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار أعنى أو صفة للذين نافقوا أو بدلا منه وفي موضع جر بدلا من المجرور في أفواههم أو قلوبهم ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر قل فادرءوا والتقدير قل لهم وقعدوا ويجوز أن يكون معطوفا على الصلة معترضا بين قالوا ومعمولها وهو لو أطاعونا وأن يكون حالا وقد مرادة
قوله تعالى بل أحياء أي بل هم أحياء ويقرأ بالنصب عطفا على أمواتا كما تقول ظننت زيدا قائما بل قاعدا وقيل أضمر الفعل تقديره بل أحسبوهم أحياء وحذف ذلك لتقدم ما يدل عليه و عند ربهم صفة لأحياء ويجوز أن يكون ظرفا لأحياء لأن المعنى يحيون عند الله ويجوز أن يكون ظرفا ل يرزقون ويرزقون صفة لأحياء ويجوز أن يكون حالا من الضمير في أحياء أي يحيون مرزوقين ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الظرف إذا جعلته صفة
قوله تعالى فرحين يجوز أن يكون حالا من الضمير في يرزقون ويجوز أن يكون صفة لأحياء إذا نصب ويجوز أ ينتصب على المدح ويجوز أن يكون من الضمير في أحياء أو من الضمير في الظرف من فضله حال من العائد المحذوف في الظرف تقديره بما أتاهموه كائنا من فضله ويستبشرون معطوف على فرحين لأن اسم الفاعل هنا يشبه الفعل المضارع ويجوز أن يكون التقدير وهم يستبشرون فتكون الجملة حالا من الضمير في فرحين أو من ضمير المفعول في آتاهم من خلفهم متعلق بيلحقوا ويجوز أن يكون حالا تقديره متخلفين عنهم الا خوف عليهم أي بأن لا خوف عليهم فأن مصدرية وموضع الجملة بدل من الذين بدل الاشتمال أي ويستبشرون بسلامة الذين لم يلحقوا بهم ويجوز أن يكون التقدير لأنهم لا خوف عليهم فيكون مفعولا من أجله

قوله تعالى يستبشرون هو مستأنف مكرر للتوكيد وأن الله بالفتح عطفا على بنعمة من الله أي وبأن الله وبالكسر على الاستئناف
قوله تعالى الذين استجابوا في موضع جر صفة للمؤمنين أو نصب على إضمار أغنى أو رفع على إضمارهم أو مبتدأ وخبره للذين أحسنوا منهم واتقوا ومنهم حال من الضمير في أحسنوا و الذين قال لهم الناس بدل من الذين استجابوا أو صفة
قوله تعالى فزادهم ايمانا الفاعل مضمر تقديره زادهم القول حسبنا الله مبتدأ وخبر وحسب مصدر في موضع اسم الفاعل تقديره فحسبنا الله أي كافينا يقال أحسبني الشيء أي كفاني
قوله تعالى بنعمة من الله في موضع الحال ويجوز أن يكون مفعولا به لم يمسسهم حال أيضا من الضمير في انقلبوا ويجوز أن يكون العامل فيها بنعمة وصاحب الحال الضمير في الحال تقديره فانقلبوا منعمين بريئين من سوء واتبعوا معطوف على انقلبوا ويجوز أن يكون حالا أي وقد اتبعوا
قوله تعالى ذلكم مبتدأ والشيطان خبره و يخوف يجوز أن يكون حالا من الشيطان والعامل الاشارة ويجوز أن يكون الشيطان بدلا أو عطف بيان ويخوف الخبر والتقدير يخوفكم بأوليائه وقرىء في الشذوذ يخوفكم أولياؤه وقيل لا حذف فيه والمعنى يخوف من يتبعه فأما من توكل على الله فلا يخافه فلا تخافوهم انما جمع الضمير لأن الشيطان جنس ويجوز أن يكون الضمير للأولياء
قوله تعالى لا يحزنك الجمهور على فتح الياء وضم الزاي والماضي حزنه ويقرأ بضم الياء وكسر الزاي والماضي أحزن وهي لغة قليلة وقيل حزن حدث له الحزن وحزنته أحدثت له الحزن وأحزنته عرضته للحزن يسارعون يقرأ بالامالة والتفخيم ويقرأ يسرعون بغير ألف من أسرع شيئا في موضع المصدر أي ضررا
قوله تعالى ولا يحسبن الذين كفروا يقرأ بالياء وفاعله الذين كفروا وأما المفعولان فالقائم مقامهما قوله انما نملي لهم خير لأنفسهم فان وما عملت فيه تسد مسد المفعولين عند سيبويه وعند الأخفش المفعول الثاني محذوف

تقديره نافعا أو نحو ذلك وفي ما وجهان أحدهما هي بمعنى الذي والثاني مصدرية ولا يجوز أن تكون كافة ولا زائدة إذ لو كان كذلك لانتصب خير بنلي واحتاجت أن إلى خبر إذا كانت ما زائدة أو قدر الفعل يليها وكلاهما ممتنع وقد قرىء شإذا بالنصب على أن يكون لأنفسهم خبر ان ولهم تبيين أو حال من خير وقد قرىء في الشإذ بكسر ان وهو جواب قسم محذوف والقسم وجوابه يسدان مسد المفعولين وقرأ حمزة تحسبن بالتاء على الخطاب للنبي الذين كفروا المفعول الاول وفي المفعول الثاني وجهان أحدهما الجملة من أن وما عملت فيه والثاني أن المفعول الاول محذوف أقيم المضاف إليه مقامه والتقدير ولا تحسبن املاء الذين كفروا وقوله أنما نملي لهم بدل من المضاف المحذوف والجملة سدت مسد المفعولين والتقدير ولا تحسبن أن املاء الذين كفروا خير لأنفسهم ويجوز أن تجعل أن وما عملت فيه بدلا من الذين كفروا بدل الاشتمال والجملة سدت مسد المفعولين أنما نملي لهم ليزدادوا مستأنف وقيل أنما نملي لهم تكرير للأول وليزدادوا هو المفعول الثاني لتحسب على قراءة التاء والتقدير ولا تحسبن يا محمد املاء الذين كفروا خيرا ليزدادوا ايمانا بل ليزدادوا أنما ويروى عن بعض الصحابة أنه قرأه كذلك
قوله تعالى ما كان الله ليذر خبر كان محذوف تقديره ما كان الله مريدا لأن يذر ولا يجوز أن يكون الخبر ليذر لأن الفعل بعد اللام ينتصب بأن فيصير التقدير ما كان الله ليترك المؤمنين على ما أنتم عليه وخبر كان هو اسمها في المعنى وليس الترك هو الله تعالى وقال الكوفيون اللام زائدة والخبر هو الفعل وهذا ضعيف لأن ما بعدها قد انتصب فان كان النصب باللام نفسها فليست زائدة وان كان النصب بأن فسد لما ذكرنا وأصل يذر يوذر فحذفت الوأو تشبيها لها بيدع لأنها في معناها وليس لحذف الوأو في يذر علة إذا لم تقع بين ياء وكسرة ولا ما هو في تقديره الكسر بخلاف يدع فان الأصل يودع فحذفت الوأو لوقوعها بين الياء وبين ما هو في تقدير الكسرة إذ الأصل يودع مثل يوعد وإنما فتحت الدال من يدع لأن لامه حرف حلقي فيفتح له ما قبله ومثله يسع ويطأ ويقع ونحو ذلك ولم يستعمل من يذر ماضيا اكتفاء بترك يميز يقرأ بسكون الياء وماضيه ماز وبتشديدها وماضيه ميز وهما بمعنى واحد وليس التشديد لتعدي الفعل مثل فرح وفرحته لأن ماز وميز يتعديان إلى مفعول واحد

قوله تعالى ولا يحسبن يقرأ بالياء على الغيبة و الذين يبخلون الفاعل وفي المفعول الاول وجهان أحدهما هو وهو ضمير البخل الذي دل عليه يبخلون والثاني هو محذوف تقديره البخل وهو على هذا فصل ويقرأ تحسين بالتاء على الخطاب والتقدير ولا تحسبن يا محمد بخل الذين يبخلون فحذف المضاف وهو ضعيف لأن فيه إضمار البخل قبل ذكر ما يدل عليه وهو على هذا فصل أو توكيد والأصل في ميراث موراث فقلبت الوأو ياء لانكسار ما قبلها والميراث مصدر كالميعاد
قوله تعالى لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير العالم في موضع ان وما عملت فيه قالوا وهي المحكية به ويجوز أن يكون معمولا لقول المضاف لأنه مصدر وهذا يخرج على قول الكوفيين في اعمال الاول وهو أصل ضعيف ويزداد هنا ضعفا لأن الثاني فعل والاول مصدر واعمال الفعل أقوى سنكتب ما قالوا يقرأ بالنون وما قالوا منصوب به وقتلهم معطوف عليبه وما مصدرية أو بمعنى الذي ويقرأ بالياء وتسمية الفاعل ويقرأ بالياء على ما لم يسم فاعله وقتلهم بالرفع وهو ظاهر ونقول بالنون والياء
قوله تعالى ذلك مبتدأ بما خبره والتقدير مستحق بما قدمت و ظلام فعال من الظلم
فان قيل بناء فعال للتكثير ولا يلزم من نفي الظلم الكثير نفي الظلم القليل فلو قال بظالم لكان ادل على نفي الظلم قليله وكثيره
فالجواب عنه من ثلاثة أجوه أحدها أن فعالا قد جاء لا يراد به الكثرة كقوله طرفة
ولست بحلال التلاع مخافة ... ولكن متى يستر فد القوم أرفد
لا يريد هاهنا أنه قد يحل التلاع قليلا لأن ذلك يدفعه قوله متى يستر فد القوم أرفد وهذا يدل على نفي البخل في كل حال ولأن تمام المدح لا يحصل بارادته الكثرة والثاني أن ظلام هنا للكثرة لأنه مقابل للعباد وفي العباد كثرة وإذا قوبل بهم الظلم كان كثيرا والثالث أنه إذا نفي الظلم الكثير انتفى الظلم القليل ضرورة لأن الذي يظلم انما يظلم لانتفاعه بالظلم فإذا ترك الظلم الكثير مع زيادة نفعه في حق من يجوز عليه النفع والضر كان للظلم القليل المنفعة أترك وفيه وجه رابع وهو أن يكون على النسب أي لا ينسب إلى الظلم فيكون من بزاز وعطار

قوله تعالى الذين قالوا هو في موضع جر بدلا من قوله الذين قالوا ويجوز أن يكون نصبا بإضمار أعنى ورفعا على إضمارهم الا نؤمن يجوز أن يكون في موضع جر على تقدير بأن لا نؤمن لأن معنى عهد وصى ويجوز أن يكون في موضع نصب على تقدير حرف الجر وافضاء الفعل إليه ويجوز أن ينتصب بنفسي عهد لأنك تقول عهدت إليه عهدا لا على أنه مصدر لأن معناه ألزمته ويجوز أن تكتب أن مفصولة وموصولة ومنهم من يحذفها في الخط اكتفاء بالتشديد حتى يأتينا بقربان فيه حذف مضاف تقديره بتقريب قربان أي يشرع لنا ذلك
قوله تعالى والزبر يقرأ بغير باء اكتفاء بحرف العطف وبالباء على اعادة الجار والزبر جمع زبور مثل رسول ورسل والكتاب جنس
قوله تعالى كل نفس مبتدأ وجاز ذلك وان كان نكرة لنا فيه من العموم و ذائقة الموت الخبر وأنث على معنى كل لأن كل نفس نفوس ولو ذكر على لفظ كل جاز وإضافة ذائقة غير محضة لأنها نكرة يحكى بها الحال وقرىء شإذا ذائقة الموت بالتنوين والاعمال ويقرأ شإذا أيضا ذائقة الموت على جعل الهاء ضمير كل على اللفظ وهو مبتدأ وخبر وإنما ما هاهنا كافة فلذلك نصب أجوركم بالفعل ولو كانت بمعنى الذي أو مصدرية لرفع أجوركم
قوله تعالى لتبلون الوأو فيه ليست لام الكلمة بل وأو الجمع حركت لالتقاء الساكنين وضمة الوأو دليل على المحذوف ولم تقلب الوأو ألفا مع تحركها وانفتاح ما قبلها لأن ذلك عارض ولذلك لا يجوز همزها مع انضمامها ولو كانت لازمة لحاز ذلك
قوله تعالى لتبيننه ولا تكتمونه يقرآن بالياء على الغيبة لأن الراجع إليه الضمير اسم ظاهر وكل ظاهر يكنى عنه بضمير الغيبة ويقرآن بالتاء على الخطاب تقديره وقلنا لهم لتبيننه ولما كان أخذ الميثاق في معنى القسم جاء باللام والنون في الفعل ولم يأت بها في يكتمون اكمتفاء بالتوكيد في الفعل الاول لأن تكتمونه توكيد
قوله تعالى لا يحسبن الذين يفرحون يقرأ بالياء على الغيبة وكذلك فلا يحسبنهم بالياء وضم الباء وفاعل الاول الذين يفرحون وأما مفعولاه فمحذوفان اكتفاء بمعفولي يحسبانهم لأن الفاعل فيهما واحد فالفعل الثاني تكرير

للأول وحسن لما طال الكلام المتصل بالاول والفاء زائدة فليست للعطف ولا للجواب وقال بعضهم بمفازة هو مفعول حسب الاول ومفعوله الثاني محذوف دل عليه مفعول حسب الثاني لأن التقدير لا يحسبن الذين يفرحون أنفسهم بمفازة وهم في فلا يحسبنهم هو أنفسهم أي فلا يحسبن أنفسهم وأغنى بمفازة الذي هو مفعول الاول عن ذكره ثانيا لحسب الثاني وهذا وجه ضعيف متعسف عنه مندوحة بما ذكرنا في الوجه الاول ويقرأ بالتاء فيهما على الخطاب وبفتح الباء منهما والخطاب للنبي والقول فيه أن الذين يفرحون هو المفعول الاول والثاني محذوف لدلالة مفعول حسب الثاني عليه وقيل التقدير لا تحسبن الذين يفرحون بمفازة وأغنى المفعول الثاني هنا عن ذكره لحسب الثاني وحسب الثاني مكرر أو بدل لما ذكرنا في القراءة بالياء فيهما لأن الفاعل فيهما واحد أيضا وهو النبي ويقرأ بالياء في الاول وبالتاء في الثاني ثم في التاء في الفعل الثاني وجهان أحدهما الفتح على أنه خطاب لواحد والضم على أنه لجماعة وعلى هذا يكون مفعولا الفعل الاول محذوفين لدلالة مفعولي الثاني عليهما والفاء زائدة أيضا والفعل الثاني ليس ببدل ولا مكرر لأن فاعله غير فاعل الاول والمفازة مفعلة من ألفوز و من العذاب متعلق بمحذوف لأنه صفة للمفازة لأن المفازة مكان والمكان لا يعمل ويجوز أن تكون المفازة مصدر فتتعلق من به ويكون التقدير فلا تحسبنهم فائزين فالمصدر في مضوع اسم الفاعل
قوله تعالى الذين يذكرون الله في موضع جر نعتا لأولى أو في موضع نصب بإضمار أعنى أو رفع على إضمارهم ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف تقديره يقولون ربنا قياما وقعودا حالان من ضمير الفاعل في يذكرون وعلى جنوبهم حال أيضا وحرف الجر يتعلق بمحذوف هو الحال في الأصل تقديره ومضطجعين على جنوبهم ويتفكرون معطوف على يذكرون ويجوز أن يكون حالا أيضا أي يذكرون الله متفكرين باطلا مفعول من أجله والباطل هنا فاعل بمعنى المصدر مثل العاقبة والعافية والمعنى ما خلقتهما عبثا ويجوز أن يكون حالا تقديره ما خلقت هذا خاليا عن حكمة ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف أي خلقا باطلا
فان قيل كيف قال هذا والسابق ذكر السموات والارض والاشارة إليها بهذه ففي ذلك ثلاثة أوجه أحدها أن الاشارة إلى الخلق المذكور في قوله خلق السموات

وعلى هذا يجوز أن يكون الخلق مصدرا وأن يكون بمعنى المخلوق ويكون من إضافة الشيء إلى ما هو هو في المعنى والثاني أن السموات والاراضي بمعنى الجمع فعادت الاشارة إليه والثالث أن يكون المعنى ما خلقت هذا المذكور أو المخلوق فقنا دخلت الفاء لمعنى الجزاء فالتقدير إذا نزهناك أو وحدناك فقنا من تدخل النار في موضع نصب بتدخل وأجاز قوم أن يكون منصوبا بفعل دل عليه جواب الشرط وهو فقد أخزيته وأجاز قوم أن يكون من مبتدأ والشرط وجوابه الخبر وعلى جميع الاوجه الكلام كله في موضع رفع خبر ان
قوله تعالى ينادى صفة لمناديا أو حال من الضمير في مناديا
فان قيل ما الفائدة في ذكر الفعل مع دلالة الاسم الذي هو مناد عليه قيل فيه ثلاثة أوجه أحدها هو توكيد كما تقول قم قائما والثاني أنه وصل به ما حسن التكرير وهو قوله للايمان والثالث أنه لو اقتصر على الاسم لجاز أن يكون سمع معروفا بالنداء يذكر ما ليس بنداء فلما قال ينادى ثبت أنهم سمعوا نداءه في تلك الحال ومفعول ينادى محذوف أي نادى الناس أن آمنوا أن هنا بمعنى أي فيكون النداء قوله آمنوا ويجوز أن تكون أن المصدرية وصلت بالامر فيكون التقدير على هذا ينادى للايمان بأن آمنوا مع الابرار صفة للمفعول المحذوف تقديره أبرارا مع الابرار وأبرارا على هذا حال والابرار جمع بر وأصله برر ككتف وأكتاف ويجوز الامالة في الابرار تغليبا لكسرة الراء الثانية
قوله تعالى على رسلك أي على السنة رسلك وعلى متعلقة بوعدتنا ويجوز أن يكون ب ' تنا و الميعاد مصدر بمعنى الوعد
قوله تعالى عامل منكم منكم صفة لعامل و من ذكر أو أنثى بدل من منكم وهو بدل الشيء من الشيء وهما لغين واحدة ويجوز أن يكون من ذكر أو انثى صفة أخرى لعامل يقصد بها الايضاح ويجوز أن يكون من ذكر حالا من الضمير في منكم تقديره استقر منكم كائنا من ذكر أو أنثى و بعضكم من بعض مستأنف ويجوز أن يكون حالا أو صفة فالذين هاجروا مبتدأ و لأكفرن وما اتصل به الخبر وهو جواب قسم محذوف ثوابا مصدر وفعله دل عليه الكلام المتقدم لأن تكفير السيئات اثابة فكأنه قال لأثيبنكم ثوابا وقيل هو حال وقيل تمييز وكلا القولين كوفى والثواب بمعنى الاثابة وقد يقع بمعنى الشيء المثاب به كقولك هذا الدرهم ثوابك فعلى هذا يجوز أن يكون

حالا من الجنات أي مثابا بها أو حالا من ضمير المفعول في لأدخلنهم أي مثابين ويجوز أن يكون مفعولا به لأن معنى أدخلنهم أعطينهم فيكون على هذا بدلا من جنات ويجوز أن يكون مستأنفا أي يعطيهم ثوابا
قوله تعالى متاع قليل أى تقلبهم متاع فالمبتدأ محذوف
قوله تعالى لكن الذين اتقوا الجمهور على تخفيف النون وقرىء بتشديدها والإعراب ظاهر خالدين فيها حال من الضمير في لهم والعامل معنى الاستقرار وارتفاع جنات بالابتداء وبالجار نزلا مصدر وانصابه بالمعنى لأن معنى لهم جنات أي نزلهم وعند الكوفيين هو حال أو تمييز ويجوز أن يكون جمع نازل كما قال الاعشى أو ينزلون فانا معشر نزل وقد ذكر ذلك أبو علي في التذكرة فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من الضمير في خالدين ويجوز إذا جعلته مصدرا أن يكون بمعنى المفعول فيكون حالا من الضمير المجرور في فيها أي منزولة من عند الله ان جعلت نزلا مصدرا كان من عند الله صفة له وان جعلته جمعا ففيه وجهان أحدهما هو حال من المفعول المحذوف لأن التقدير نزلا إياها والثاني أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي ذلك من عند الله أي بفعله وما عند الله ما بمعنى الذي وهو مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما هو خير و للأبرار نعت لخير والثاني أن يكون الخبر للأبرار والنية به التقديم أي والذي عند الله مستقر للأبرار وخير على هذا خبر ثان وقال بعضهم للأبرار حال من الضمير في الظرف وخبر خير المبتدأ وهذا بعيد لأن فيه ألفصل بين المبتدأ والخبر بحال لغيره وألفصل بين الحال وصاحب الحال بخير المبتدأ وذلك لا يجوز في الاختيار
قوله تعالى لمن يؤمن من في موضع نصب اسم ان ومن نكرة موصوفة أو موصولة و خاشعين حال من الضمير في يؤمن وجاء جمعا على معنى من ويجوز أن يكون حالا من الهاء والميم في إليهم فيكون العامل أنزل و لله متعلق بخاشعين وقيل هو متعلق بقوله لا يشترون وهو في نية التأخير أي لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا لأجل الله أولئك مبتدأ و لهم أجرهم فيه أوجه أحدها أن قوله لهم خبر أجر وبالجملة خبر الاول و عند ربهم ظرف للأجر لأن التقدير لهم أن يؤجروا عند ربهم ويجوز أن يكون حالا من الضمير في لهم وهو ضمير الاجر والاخر أن يكون الاجر مرتفعا بالظرف ارتفاع

الفاعل بفعله فعلى هذا يجوز أن يكون عند ظرفا للأجر وحالا منه والوجه الثالث أن يكون أجرهم مبتدأ وعند ربهم خبره ويكون لم يتعلق بما دل عليه الكلام من الاستقرار والثبوت لأنه في حكم الظرف

سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم
قد مضى القول في قوله تعالى يا أيها الناس في أوائل البقرة من نفس واحدة في موضع نصب بخلقكم ومن لابتداء الغاية وكذلك منها زوجها و منهما رجالا كثيرا نعت لرجال ولم يؤنثه لأنه حمله على المعنى لأن رجالا بمعنى عدد أو جنس أو جمع كما ذكر الفعل المسند إلى جماعة المؤنث كقوله وقال نسورة وقيل كثيرا نعت لمصدر محذوف أي بثا كثيرا تساءلون يقرأ بتشديد السين والأصل تتساءلون فأبدلت التاء الثانية سينا فرارا من تكرير المثل والتاء تشبه السين في الهمس ويقرأ بالتخفيف على حذف التاء الثانيى لأن الباقية تدل عليها ودخل حرف الجر في المفعول لأن المعنى تتحألفون به والارحام يقرأ بالنصب وفيه وجهان أحدهما معطوف على اسم الله أي واتقوا الارحام أن تقطعوها والثاني هو محمول على موضع الجار والمجرور كما تقول مررت بزيد وعمرا والتقدير الذي تعظمونه والارحام لأن الحلف به تعظيم له ويقرأ بالجر قيل هو معطوف على المجرور وهذا لا يجوز عند البصريين وإنما جاء في الشعر على قبحه وأجازه الكوفيون على ضعف وقيل الجر على القسم وهو ضعيف أيضا لأن الاخبار وردت بالنهي عن الحلف بالاباء ولأن التقدير في القسم وبرب الارحام هذا قد أغنى عنه ما قبله وقد قرىء شإذا بالرفع وهو مبتدأ والخبر محذوف تقديره والارحام محترمة أو واجب حرمتها
قوله تعالى بالطيب هو المفعول الثاني لتتبدلوا إلى أموالكم إلى متعلقة بمحذوف وهو في موضع الحال أي مضافة إلى أموالكم وقيل هو مفعول به على المعنى لأن معنى لا تأكلوا أموالهم لا تضيعوا انه الهاء ضمير المصدر الذي دل عليه تأكلوا أي أن الاكل والاخذ والجمهور على ضم الحاء من حوبا وهو اسم للمصدر وقيل مصدر ويقرأ بفتحها وهو مصدر حاب يحوب إذا أثم

قوله تعالى وان خفتم في جواب هذا الشرط وجهان أحدهما هو قوله فانكحوا ما طاب لكم وإنما جعل جوابا لأنهم كانوا يتحرجون من الولاية في أموال اليتامى ولا يتحرجون من الاستكثار من النساء مع أن الجور يقع بينهن إذا كثرن فكأنه قال إذا تحرجتم من هذا فتحرجوا من ذاك والوجه الثاني أن جواب الشرط قوله فواحدة لأن المعنى ان خفتم أن لا تقسطوا في نكاح اليتامى فانكحوا منهن واحدة ثم أعاد هذا المعنى في قوله فان خفتم أن لا تعدلوا لما طال ألفصل بين الاول وجوابه ذكر هذا الوجه أبو علي أن لا تقسطوا الجمهور على ضم التاء وهو من أقسط إذا عدل وقرىء شإذا بفتحها وهو من قسط إذا جار وتكون لا زائدة ما طاب ما هنا بمعنى من ولها نظائر في القرآن ستمر بك أن شاء الله تعالى وقيل ما تكون لصفات من يعقل وهي هنا كذلك لأن ما طاب يدل على الطيب منهن وقيل هي نكرة موصوفة تقديره فانكحوا جنسا طيبا يطيب لكم أو عدد يطيب لكم وقيل هي مصدرية والمصدر المقدر بها وبالفعل مقدر باسم الفاعل أي انكحوا الطيب من النساء حال من ضمير الفاعل في طاب مثنى وثلاث ورباع نكرات لا تنصرف للعدل والوصف وهي بدل من ما وقيل هي حال من النساء ويقرأ شإذا وربع بغير ألف ووجهها أنه حذف الألف كما حذفت في خيم والأصل خيام وكما حذفت في قولهم أم والله والوأو في وثلاث ورباع ليست للعطف الموجب للجمع في زمن واحد لأنه لو كان كذلك لكان عبئا إذ من أدرك الكلام يفصل التسعة هذا التفصيل ولأن المعنى غير صحيح أيضا لأن مثنى ليس عبارة عن ثنتين فقط بل عن ثنتين ثنتين وثلاث عن ثلاث ثلاث وهذا المعنى يدل على أن المراد التخيير لا الجمع فواحدة أي فانكحوا واحدة ويقرأ بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي فالمنكوحة واحدة ويجوز أن يكون التقدير فواحدة تكفى أو ما ملكت أو للتخيير على بابها ويجوز أن تكون للاباحة و ما هنا بمنزلة ما في قوله ما طاب أن لا تعولوا أي إلى أن لا تعولوا وقد ذكرنا مثله في آية الدين
قوله تعالى نحلة مصدر لأن معنى آتوهن أنحلوهن وقيل هو مصدر في موضع الحال فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من الفاعلين أي ناحلين وأن يكون من الصدقات وأن يكون من النساء أي منحولات نفسا تمييز والعامل فيه طبن والمفرد هنا في موضع الجمع لأن المعنى مفعوم وحسن ذلك أن

نفسا هنا في معنى الجنس فصار كدرهما في قولك عندي عشرون درهما فكلوه الهاء تعود على شيء والهاء في منه تعود على المال لأن الصدقات مال هنيئا مصدر جاء على فعيل وهو نعت لمصدر محذوف أي أكلا هنيئا وقيل هو مصدر في موضع الحال من الهاء والتقدير مهنأ أو طيبا و مريئا مثله والمريء فعيل بمعنى مفعل لأنك تقول أمرأني الشيء إذا لم تستعمله مع هناني فان قلت هناني ومراني لم تأت بالهمزة في مراني لتكون تابعة لهناني
قوله تعالى أموالكم التي الجمهور على افراد التي لأن الواحد من الاموال مذكر فلو قال اللواتي لكان جمعا كما أن الاموال جمع والصفة إذا جمعت من أجل أن الموصوف جمع كان واحدها كواحد الموصوف في التذكير والتأنيث وقرىء في الشإذ اللواتي جمعا اعتبارا بلفظ الاموال جعل الله أي صيرها فهو متعد إلى مفعولين والاول محذوف وهو العائد ويجوز أن يكون بمعنى خلق فيكون قياما حالا قياما يقرأ بالياء والألف وهو مصدر قام والياء بدل من الوأو وأبدلت منها لما أعلت في الفعل وكانت قبلها كسرة والتقدير التي جعل الله لكم سبب قيام أبدانكم أي بقائها ويقرأ قيما بغير ألف وفيه ثلاثة أوجه أحدها أنه مصدر مثل الحول والعوض وكان القياس أن تثبت الوأو لتحصنها بتوسطها كما صحت في الحول والعوض ولكن أبدلوها ياء حملا على قيام على اعتلالها في الفعل والثاني أنها جمع قيمة كديمة وديم والمعني أن الاموال كالقيم للنفوس إذ كان بقاؤها بها وقال أبو على هذا لا يصح لأنه قد قرىء في قوله دينا قيما ملة ابراهيم وفي قوله الكعبة البيت الحرام قيما ولا يصح معنى القيمة فيهما والوجه الثالث أن يكون الأصل قياما فحذفت الألف كما حذفت في خيم ويقرأ قواما بكسر القاف وبوأو وألف وفيه وجهان أحدهما هو مصدر قأومت قواما مثل لأوذت لوإذا فصحت في المصدر لما صحت في الفعل والثاني أنها اسم لما يقوم به الامر وليس بمصدر ويقرأ كذلك الا أنه بغير ألف وهو مصدر صحت عينه وجاءت على الأصل كالعوض ويقرأ بفتح القاف ووأو وألف وفيه وجهان أحدهما هو اسم للمصدر مثل السلام والكلام والدوام والثاني هو لغة في القوام الذي هو بمعنى القامة يقال جارية حسنة القوام والقوام والتقدير التي جعلها الله سبب بقاء قاماتكم وارزقوهم فيها فيه وجهان أحدهما أن في على أصلها والمعنى اجعلوا لهم فيها رزقا والثاني أنها بمعنى من

قوله تعالى حتى إذا بلغوا حتى هاهنا غير عاملة وإنما دخلت على الكلام لمعنى الغاية كما تدخل على المبتدأ وجواب إذا فان آنستم وجواب ان فادفعوا فالعامل في إذا ما يتلخص من معنى جوابها فالتقدير إذا بلغوا راشدين فادفعوا اسرافا وبدارا مصدران مفعول لهما وقيل هما مصدران في موضع الحال أي مسرفين ومبادرين والبدار مصدر بادرت وهو من باب المفاعلة التي تكون بين اثنين لأن اليتيم مار إلى الكبر والولي مار إلى أخذ ماله فكأنهما يستبقان ويجوز أن يكون من واحد أن يكبروا مفعول بدارا أي بدارا كبرهم وكفى بالله في فاعل كفى وجهان أحدهما هو اسم الله والباء زائدة دخلت لتدل على معنى الامر إذ التقدير اكتف بالله والثاني أن الفاعل مضمر والتقدير كفى الاكتفاء بالله فبالله على هذا في موضع نصب مفعول به و شهيدا حال وقيل تمييز وكفى يتعدى إلى مفعولين وقد حذفا هنا والتقدير كفاك الله شرهم ونحو ذلك والدليل على ذلك قوله فسيكفيكهم الله
قوله تعالى قل منه يجوز أن يكون بدلا مما ترك ويجوز أن يكون حالا من الضمير المحذوف في ترك أي مما تركه قليلا أو كثيرا أو مستقرا مما قل نصيبا قيل هو واقع موقع المصدر والعامل فيه معنى ما تقدم إذ التقدير عطاء أو استحقاقا وقيل هو حال مؤكدة والعامل فيها معنى الاستقرار في قوله للرجال نصيب ولهذا حسنت الحال عنها وقيل هو حال من الفاعل في قل أو كثر وقيل هو مفعول لفعل محذوف تقديره أوجب لهم نصيبا وقيل هو منصوب على إضمار أعنى
قوله تعالى فارزقوقهم منه الضمير يرجع إلى المقسم لأن ذكر القسمة عدل عليه
قوله تعالى من خلفهم يجوز أن يكون ظرفا لتركوا وأن يكون حالا من ذرية ضعافا يقرأ بالتفخيم على الأصل وبالامالة لأجل الكسرة وجاز ذلك مع حرف الاستعلاء لأنه مكسور مقدم ففيه انحدار خافوا يقرأ بالتفخيم على الأصل وبالامالة لأن الخاء تنكسر في بعض الاحوال وهو خفت وهو جواب لو ومعناها ان
قوله تعالى ظلما مفعول له أو مصدر في موضع الحال في بطونهم نارا قد ذكر في البقرة فيه شيء والذي يخص هذا الموضع أن في بطونهم حال من نارا

أي نارا كائنة في بطونهم وليس بظرف ليأكلون ذكره في التذكرة وسيصلون يقرأ بفتح الياء وماضيه صلى النار يصلاها ومنه قوله لا يصلاها الا الاشقى ويقرأ بضمها على مالم يسم فاعله ويقرأ بتشديد اللام على التكثير
قوله تعالى للذكر مثل حظ الانثيين الجملة في موضع نصب بيوصي لأن المعنى يفرض لكم أو يشرع في أولادكم والتقدير في أمر أولادكم فان كن الضمير للمتروكات أي فان كانت المتروكات ودل ذكر الاولاد عليه فوق اثنتين صفة النساء أي أكثر من اثنتين وان كانت واحدة بالنصب أي كانت الوارثة واحدة بالرفع على أن كان تامة و النصف بالضم والكسر لغتان وقد قرىء بهما فلأمه بضم الهمزة وهو الأصل وبكسرها اتباعا لكسرة اللام قبلها وكسر الميم بعدها وان كانوا اخوة الجمع هنا للاثنين لأن الاثنين يحجبان عند الجمهور وعند ابن عباس هو على بابه والاثنان لا يحجبان والسدس والثلث والربع والثمن بضم أوساطها وهي اللغة الجيدة وإسكانها لغة وقد قرىء بها من بعد وصية يجوز أن يكون حالا من السدس تقديره مستحقا من بعد وصية والعامل الظرف ويجوز أن يكون ظرفا أي يستقر لهم ذلك بعد اخراج الوصية ولا بد من تقدير حذف المضاف لأن الوصية هنا المال الموصى به وقيل تكون الوصية مصدرا مثل ألفريضة أو دين أو لأحد الشيئين ولا تدل على الترتيب إذ لا فرق بين قولك جاءني زيد أو عمرو وبين قولك جاء عمرو أو زيد لأن أو لأحد الشيئين والواحد لا ترتيب فيه وبهذا يفسر قول من قال التقدير من بعد دين أو وصية وإنما يقع الترتيب فيما إذا اجتمعا فيقدم الدين على الوصية آباؤكم وأبناؤكم مبتدأ لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا الجملة خبر المبتدأ وأيهم مبتدأ وأقرب خبره والجملة في موضع نصب بتدرون وهي معلقة عن العمل لفظا لأنها من أفعال القلوب ونفعا تمييز و فريضة مصدر لفعل محذوف أي فرض ذلك فريضة
قوله تعالى وان كان رجل في كان وجهان أحدهما هي تامة ورجل فاعلها و يورث صفة له و كلالة حال من الضمير في يورث والكلالة على هذا اسم للميت الذي لم يترك ولدا ولا والدا ولو قرىء كلالة بالرفع على أنه صفة أو بدل من الضمير في يورث لجاز غير أنى لم أعرف أحدا قرأ به فلا يقرآن الا بما نقل والوجهع الثاني أن كان هي الناقصة ورجل اسمها ويورث خبرها

وكلالة حال أيضا وقيل الكلالة اسم للمال الموروث فعلى هذا ينتصب كلالة على المفعول الثاني ليورث كما تقول ورث زيد مالا وقيل الكلالة اسم للورثة الذين ليس فيهم ولد ولا والد فعىل هذا لأوجه لهذا الكلام على القراءة المشهورة لأنه لا ناصب له الا ترى أنك لو قلت زيد يورث اخزة لم يستقم وإنما يصح على قراءة من قرأ بكسر الراء مخففة ومثقلة وقد قرىء بهما وقيل يصح هذا المذهب على تقدير حذف مضاف تقديره وان كان رجل يورث ذا كلالة فذا حال أو خبر كان ومن كسر الراء جعل كلالة مفعولا به اما الورثة واما المال وعلى كلا الامرين أحد المفعولين محذوف والتقدير يورث أهله مالا وله أخ أو أخت ان قيل قد تقدم ذكر الرجل والمرأة فلم أفرد الضمير وذكره قيل أما افراده فلأن أو لأحد الشيئين وقد قال أو امرأة فأفرد الضمير لذلك وأما تذكيره ففيه ثلاثة أوجه أحدها يرجع إلى الرجل لأنه مذكر مبدوء به والثاني أنه يرجع إلى أحدهما ولفظ أحد مذكر والثالث أنه راجع إلى الميت أو الموروث لتقدم ما يدل عليه فان كانوا الوأو ضمير الاخوة من الام المدلول عليهم بقوله أخ أو اخت و ذلك كتابة عن الواحد يوصى بها يقرأ بكسر الصاد أي يوصى بها المحتضر وبفتحها على مالم يسم فاعله وهو في معنى القراءة الأولى ويقرأ بالتشديد على التكثير غير مضار حال من ضمير الفاعل في يوصى والجمهور على تنوين مضار والتقدير غير مضار بورثته و وصية مصدر لفعل محذوف أي وصى الله بذلك ودل على المحذوف قوله غير مضار وقرأ الحسن غير مضار وصية بالاضافة وفيه وجهان أحدهما تقديره غير مضار أهل وصية أو ذي وصية فحذف المضاف والثاني تقديره غير مضار وقت وصية فحذف وهو من إضافة الصفة إلى الزمان ويقرب من ذلك قولهم هو فارس حرب أي فارس في الحرب ويقال هو فارس زمانه أي في زمانه كذلك التقدير للقراءة غير مضار في وقت الوصية
قوله تعالى يدخله في الايتين بالياء والنون ومعناهما واحد نارا خالدا فيها نارا مفعول ثان ليدخل وخالدا حال من المفعول الاول ويجوز أن يكون صفة لنار لأنه لو كان كذلك لبرز ضمير الفاعل لجريانه على غير من هوله ويخرج على قول الكوفيين جواز جعله صفة لأنهم لا يشترطون ابراز الضمير في هذا النحو
قوله تعالى واللاتي هو جمع التي على غير قياس وقيل هي صيغة موضوعة للجمع وموضعها رفع بالابتداء والخبر فاستشهدوا عليهن وجاز ذلك وان

كان أمرا لأنه صار في حكم الشرط حيث وصلت التي بالفعل وإذا كان كذلك لم يحسن النصب لأن تقدير الفعل قبل أداة الشرط لا يجوز وتقديره بعد الصلة يحتاج إلى إضمار فعل غير قوله فاستشهدوا لأن استشهدوا لا يصح أن يعمل النصب في اللاتي وذلك لا يحتاج إليه مع صحة الابتداء وأجاز قوم النصب بفعل محذوف تقديره اقصدوا اللاتي أو تعمدوا وقيل الخبر محذوف تقديره وفيما يتلى عليكم حكم اللاتي ففيما يتلى هو الخبر وحكم هو المبتدأ فحذفا لدلالة قوله فاستشهدوا لأنه الحكم المتلو عليهم أو يجعل الله أو عاطفة والتقدير أو إلى أن يجعل الله وقيل هي بمعنى الا أن وكلاهما مستقيم لهن يجوز أن يتعلق بيجعل وأن يكون حالا من سبيلا
قوله تعالى واللذان يأتيانها الكلام في اللذان كالكلام في اللاتي الا أن من أجاز النصب يصح أن يقدر فعلا من جنس المذكور تقديره إذوا اللذين ولا يجوز أن يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها هاهنا ولو عرا من ضمير المفعول لأن الفاء هنا في حكم الفاء الواقعة في جواب الشرط وتلك تقطع ما بعدها عما قبلها ويقرأ اللذان بتخفيف النون على أصل التثنية وبتشديدها على أن احدى النونين عوض من اللام المحذوفة لأن الأصل اللذيان مثل العميان والشجيان فحذفت الياء لأن الاسم مبهم والمبهمات لا تثنى التثنية الصناعية والحذف مؤذن بأن التثنية هنا مخألفة للقياس وقيل حذفت لطول الكلام بالصلة فأما هذان وهاتين وفذانك فنذكرها في مواضعها
قوله تعالى انما التوبة مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما هو على الله أي ثابتة على الله فعلى هذا يكون للذين يعملون السوء حالا من الضمير في الظرف وهو قوله على الله والعامل فيها الظرف أو الاستقرار أي كائنة للذين ولا يجوز أن يكون العامل في الحال التوبة لأنه قد فصل بينهما بالجار والوجه الثاني أن يكون الخبر للذين يعملون وأما على الله فيكون حالا من شيء محذوف تقديره انما التوبة إذ كانت على الله أو إذا كانت على الله فإذ أو إذا ظرفان العامل فيهما الذين يعملون السوء لأن الظرف يعمل فيه المعنى وان تقدم عليه وكان التامة وصاحب الحال ضمير الفاعل في كان ولا يجوز أن يكون على الله حالا يعمل فيها الذين لأنه عامل معنوي والحال لا يتقدم على المعنوي ونظير هذه المسألة قولهم هذا بسرا أطيب منه رطبا

قوله تعالى ولا الذين يموتون في موضعه وجهان أحدهما هو جر عطفا على الذين يعملون السيئات أي ولا الذين يموتون والوجه الثاني أن يكون مبتدأ وخبره أولئك أعتدنا لهم واللام لام الابتداء وليست لا النافية
قوله تعالى أن ترثوا في موضع رفع فاعل يحل و النساء فيه وجهان أحدهما هو المفعول الاول والنساء على هذا هن الموروثات وكانت الجاهلية ترث نساء آبائها وتقول نحن أحق بنكاحهن والثاني أنه المفعول الثاني والتقدير أن يرثوا من النساء المال و كرها مصدر في موضع الحال من المفعول وفيه الضم والفتح وقد ذكر في البقرة ولا تعضلوهن فيه وجهان أحدهما هو منصوب عطفا على ترثوا أي ولا أن تعضلوهن والثاني هو جزم بالنهي فهو مستأنف لتذهبوا اللام متعلقة بتعضلوا وفي الكلام حذف تقديره ولا تعضلوهن من النكاح أو من الطلاق على اختلافهم في المخاطب به هل هم الاولياء أو الازواج ما آتيتموهن العائد على ما محذوف تقديره ما آتيتموهن إياه وهو المفعول الثاني الا أن يأتين بفاحشة فيه وجهان أحدهما هو في موضع نصب على الاستثناء المنقطع والثاني هو في موضع الحال تقديره الا في حال اتيانهن ألفاحشة وقيل هو استثناء متصل تقديره ولا تعضلوهن في حال الا في حال اتيان ألفاحشة مبينة يقرأ بفتح الياء على مالم يسم فاعله أي أظهرها صاحبها وبكسر الياء والتشديد وفيه وجهان أحدهما أنها هي الفاعلة أي تبين حال مرتكبها والثاني أنه من اللازم يقال بأن الشيء وأبان وتبين واستبان وبين بمعنى واحد ويقرأ بكسر الباء وسكون الياء وهو على الوجهين في المشددة المكسورة بالمعروف مفعول أو حال أن تكرهوا فاعل عسى ولا خبر لها هاهنا لأن المصدر إذا تقدم صارت عسى بمعنى قرب فاستغنت عن تقدير المفعول المسمى خبرا
قوله تعالى وان أردتم استبدال زوج مكان زوج ظرف للاستبدال وفي قوله وآتيتم احداهن قنطارا اشكالان أحدهما أنه جمع الضمير والمتقدم زوجان والثاني أن التي يريد أن يستبدل بها هي التي تكون قد أعطاها مالا فينهاه عن أخذه فأما التي يريد أن يستحدثها فلم يكن أعطاها شيئا حتى ينهي عن أخذه ويتأيد ذلك بقوله وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض والجواب عن الاول أن المراد بالزوج الجمع لأن الخطاب لجماعة الرجال وكل منهم قد يريد الاستبدال ويجوز أن يكون جمعا لأن التي يريد أن يستحدثها يفضي حالها إلى أن

تكون زوجا وأن يريد أن يستبدل بها كما استبدل بالأولى فجمع على هذا المعني وأما الاشكال الثاني ففيه جوابان أحدهما أنه وضع الظاهر موضع المضمر والصل آتيتموهن والثاني أن المستبدل بها مبهمة فقال احداهن إذ لم تتعين حتى يرجع الضمير إليها وقد ذكرنا نحوا من هذا في قوله فتذكر احداهما الاخرى بهتانا فعلان من البهت وهو مصدر في موضع الحال ويجوز أن يكون مفعولا له
قوله تعالى وكيف تأخذونه كيف في موضع نصب على الحال والتقدير أتأخذونه جائرين وهذا يتبين لك بجواب كيف الا ترى أنك إذ قلت كيف أخذت مال زيد كان الجواب حالا تقديره أخذته ظالما أو عادلا ونحو ذلك وأبدا يكون موضع كيف مثل موضع جوابها وقد أفضى في موضع الحال أيضا وأخذن أي وقد أخذن لأنها حال معطوفة والفعل ماض فتقدر معه قد ليصبح حالا وأغنى عن ذكرها تقدم ذكرها منكم متعلق بأخذن ويجوز أن يكون حالا من ميثاق
قوله تعالى ما نكح مثل قوله فانكحوا ما طاب لكم وكذلك الا ما ملكت أيمانكم وهو يتكرر في القرآن من النساء في موضع الحال من ما أو من العائد عليها الا ما قد سلف في ما وجهان أحدهما هي بمعنى من وقد ذكر والثاني هي مصدرية والاستثناء منقطع لأن النهي للمستقبل وما سلف ماضي فلا يكون من جنسه وهو في موضع نصب ومعنى المنقطع أنه لا يكون داخلا في الاول بل يكون في حكم المستأنف وتقدر الا فيه بلكن والتقدير هنا ولا تتزوجوا من تزوجه آباؤكم ولا تطئوا من وطئه آباؤكم لكن ما سلف من ذلك فمعفو عنه كما تقول ما مررت برجل الا بامرأة أي لكن مررت بامرأة والغرض منه بيان معنى زائد المرور بامرأة أو نفيه فإذا قلت الا بامرأة كان إثباتا لمعنى مسكوت عنه غير معلوم بالكلام الاول نفيه ولا إثباته انه الهاء ضمير النكاح ومقتا تمام الكلام ثم يستأنف وساء سبيلا أي وساء هذا السبيل من نكاح من نكحهن الاباء وسبيلا تمييزه ويجوز أن يكون قوله وساء سبيلا معطوفا على خبر كان ويكون التقدير مقولا فيه ساء سبيلا
قوله تعالى أمهاتكم الهاء زائدة وإنما جاء ذلك فيمن يعتل فأما مالا يعقل فيقال أمات البهائم وقد جاء في كل واحد منهما ما جاء في الاخر قليلا فيقال

أمات الرجال وأمهات البهائم وبناتكم لام الكلمة محذوفة ووزنه فعاتكم والمحذوف وأو أو ياء وقد ذكرناه فأما ينت فالتاء فيها بدل من اللام المحذوفة وليست تاء التأنيث لأن تاء التأنيث لا يسكن ما قبلها وتقلب هاء في الوقف فينات ليس بجمع بنت بل بنه وكسرت الباء تنبيها على المحذوف هذا عند ألفراء وقال غيره أصلها الفتح وعلى ذلك جاء جمعها ومذكرها وهو بنون وهو مذهب البصريين وأما أخت فالتاء فيها بدل من الوأو لأنها من الاخوة فأما جمعها فأخوات
فان قيل لم رد المحذوف في أخوات ولم يرد في بنات قيل حمل كل واحد من الجمعين على مذكره فمذكر بنات لم يرد فيه المحذوف بل جاء ناقصا في الجمع فقالوا بنون وقالوا في جمع أخ اخوة واخوان فرج المحذوف والعمة تأنيث للعم والخالة تأنيث الخال وألفه منقلبة عن وأو لقولك في الجمع أخوال من الرضاعة في موضع الحال من أخواتكم أي وحرمت عليكم أخواتكم كائنات من الرضاعة اللاتي دخلتم بهن نعت لنسائكم التي تليها وليست صفة لنسائكم التي في قوله وأمهات نسائكم لوجهين أحدهما أن نساءكم الأولى مجرورة بالاضافة ونساءكم الثانية مجرورة بمن فالجران مختلفان وما هذا سبيله لا تجري عليه الصفة كما إذا اختلف العمل والثاني أن أم المرأة تحرم بنفس العقد عند الجمهور وبنتها لا تحرم الا بالدخول فالمعنى مختلف ومن نسائكم في موضع الحال من ربائبكم وان شئت من الضمير في الجار الذي هو صلة تقديره اللاتي استقررن في حجوركم كائنات من نسائكم وأن تجمعوا في موضع رفع عطفا على أمهاتكم و الا ما قد سلف استثناء منقطع في موضع نصب
قوله تعالى والمحصنات هو معطوف على أمهاتكم و من النساء حال منه والجمهور على فتح الصاد هنا لأن المراد بهن ذوات الازواج وذات الزوج محصنة بالفتح لأن زوجها أحصنها أي أعفها فأما المحصنات في غير هذا الموضع فيقرأ بالتفح والكسر وكلاهما مشهور فالكسر على أن النساء أحصن فروجهن أو أزواجهن والفتح على أنهن أحصن بالازواج أو بالاسلا واشتقاق الكلمة من التحصين وهو المنع الا ما ملكت استثناء متصل في موضع نصب والمعنى حرمت عليكم ذوات الازواج الا السبايا فانهن حلال وان كن ذوات أزواج كتاب الله هو منصوب على المصدر بكتب محذوفة دل عليه قوله حرمت لأن

التحريم كتب وقيل انتصابه بفعل محذوف تقديره الزموا كتاب الله و عليكم اغراء وقال الكوفيون هو اغراء والمفعول مقدم وهذا عندنا غير جائز لأن عليكم وبابه عامل ضعيف فليس له في التقديم تصرف وقرىء كتب عليكم أي كتب الله ذلك عليكم وعليكم على القول الاول متعلق بالفعل الناصب للمصدر لا بالمصدر لأن المصدر هنا فضلة وقيل هو متعلق بنفس المصدر لأنه ناب عن الفعل حيث لم يذكر معه فهو كقولك مرورا بزيد أي أمر وأحل لكم يقرأ بالفتح على تسمية الفاعل وهو معطوف على الفعل الناصب لكتاب وبالضم عطفا على حرمت ما وراء ذلكم في ما وجهان أحدهما هي بمعنى من فعلى هذا يكون قوله أن تبتغوا في موضع جر أو نصب على تقدير بأن تبتغوا أو لأن تبتغوا أي أبيح لكم غير ما ذكرنا من النساء بالمهور والثاني أن ما بمعنى الذي والذي كناية عن الفعل أي وأحل لكم تحصيل ما وراء ذلك الفعل المحرم وأن تبتغوا بدل منه ويجوز أن يكون أن تبتغوا في هذا الوجه مثله في الوجه الاول و محصنين حال من الفاعل في تبتغو فما استمتعتم في ما وجهان أحدهما هي بمعنى من والهاء في به تعود على لفظها والثاني هي بمعنى الذي والخب ر فآتوهن والعائد منه محذوف أي لأجله فعلى الوجه الاول يجوز أن تكون شرطا وجوابها فآتوهن والخبر فعل الشرط وجوابه أو جوابه فقط على ما ذكرناه في غير موضع ويجوز على الوجه الاول أن تكون بمعنى الذي ولا تكون شرطا بل في موضع رفع بالابتداء واستمتعتم صلة لها والخبر فآتوهن ولا يجوز أن تكون مصدرية لفساد المعنى ولأن الهاء في به تعود على ما والمصدرية لا يعود عليها ضمير منهن حال من الهاء في به فريضة مصدر لفعل محذوف أو في موضع الحال على ما ذكرنا في آية الوصية
قوله تعالى ومن لم يستطع شرط وجوابه فما ملكت و منكم حال من الضمير في يستطع طولا مفعول يستطع وقيل هو مفعول له وفيه حذف مضاف أي لعدم الطول وأما أن ينكح ففيه وجهان أحدهما هو بدل من طول وهو بدل الشيء من الشيء وهما لشيء واحد لأن الطول هو القدرة أو ألفضل والنكاح قوة وفضل والثاني أن لا يكون بدلا بل هو معمول طول وفيه على هذا وجهان أحدهما هو منصوب بطول لأن التقدير ومن لم يستطع أن ينال

نكاح المحصنات وهو من قولك طلته أي نلته ومنه قول ألفرزدق
ان ألفرزدق صخرة عادية ... طالت فليس ينالها الاوعالا
أي طالت الاوعالا والثاني أن يكون على تقدير حذف حرف الجر أي إلى أن ينكح والتقدير ومن لم يستطع وصلة إلى نكاح المحصنات وقيل المحذوف اللام فعلى هذا يكون في موضع صفة طول والطول المهر أي مهرا كائنا لأن ينكح وقيل هو مع تقدير اللام مفعول الطول أي طولا لأجل نكاحهن فمن ما في من وجهان أحدهما هي زائدة والتقدير فلينكح ما ملكت والثاني ليست زائدة والفعل المقدر محذوف تقديره فلينكح امرأة مما ملكت ومن على هذا صفة للمحذوف وقيل مفعول الفعل المحذوف فتيانكم ومن الثانية زائدة و والمؤمنات على هذه الاوجه صفة ألفتيات وقيل مفعول الفعل المحذوف المؤمنات والتقدير من فتياتكم ألفتيات المؤمنات وموضع من فتياتكم إذا لم تكن من زائدة حال من الهاء المحذوفة في ملكت وقيل في الكلام تقديم وتأخير تقديره فلينكح بعضكم من بعض ألفتيات فعلى هذا يكون قوله والله أعلم بايمانكم معترضا بين الفعل والفاعل و بعضكم فاعل الفعل المحذوف والجيد أن يكون بعضكم مبتدأ و من بعض خبره أي بعضكم من جنس بعض في النسب والدين فلا يترفع الحر عن الامة عند الحاجة وقيل فما ملكت خبر مبتدأ محذوف أي فالمنكوحة مما ملكت محصنات حال من المفعول في وآتوهن ولا متخذات معطوف على محصنات والاضافة غير محضة والاخدان جمع خدن مثل عدل وأعدال فإذا أحصن يقرأ بضم الهمزة أي بالازواج وبفتحها أي فروجهن فان أتين الفاء جواب إذا فعليهن جواب ان من العذاب في موضع الحال من الضمير في الجار والعامل فيها العامل في صاحبها ولا يجوز أن تكون حالا من ما لأنها مجرورة بالاضافة فلا يكون لها عامل ذلك مبتدأ لمن خشي الخبر أي جائز للخائف من الزنا وأن تصبروا مبتدأ و خير لكم خبره
قوله تعالى يريد الله ليبين لكم مفعول يريد محذوف تقديره يريد الله ذلك أي تحريم ما حرم وتحليل ما حلل ليبين واللام في ليبين متعلقة بيريد وقيل اللام زائدة والتقدير يريد الله أن يبين فالنصب بأن
قوله تعالى ويريد الذين يتبعون الشهوات معطوف على قوله والله

يريد أن يتوب عليكم الا أنه صدر الجملة الأولى بالاسم والثانيى بالفعل ولا يجوز أن يقرأ بالنصب لأن المعنى يصير والله يريد أن يتوب عليكم ويريد أن يريد الذين يتبعون الشهوات وليس المعنى على ذلك
قوله تعالى وخلق الانسان ضعيفا ضعيفا حال وقيل تمييز لأنه يجوز أن يقد بمن وليس بشيء وقيل التقدير وخلق الانسان من شيء ضعيف أي من طين أو من نطفة وعلقة ومضغة كما قال الله الذي خلقكم من ضعف فلما حذف الجار والموصوف انتصبت الصفة بالفعل نفسه
قوله تعالى الا أن تكون تجارة الاستثناء منقطع ليس من جنس الاول وقيل هو متصل والتقدير لا تأكلوها بسبب الا أن تكون تجارة وهذا ضعيف لأنه قال بالباطل والتجارة ليسب من جنس الباطل وفي الكلام حذف مضاف أي الا في حال كونها تجارة أو في وقت كونها تجارة وتجارة بالرفع على أن كان تامة وبالنصب على أنها الناقصة التقدير الا أن تكون المعاملة أو التجارة تجارة وقيل تقديره الا أن تكون الاموال تجارة عن تراض في موضع صفة تجارة ومنكم صفة تراض
قوله تعالى ومنكم يفعل من في موضع رفع بالابتداء والخبر فسوف نصليه وعدوانا وظلما مصدران في موضع الحال أو مفعول من أجله والجمهور على ضم النون من نصليه ويقرأ بفتحها وهما لغتان يقال أصليته النار وصليته
قوله تعالى مدخلا يقرأ بفتح الميم وهو مصدر دخل والتقدير وندخله فيدخل مدخلا أي دخولا ومفعل إذا وقع مصدرا كان مصدر فعل فأما أفعل فمصدره مفعل بضم الميم كما ضمت الهمزة وقيل مدخل هنا المفتوح الميم مكان فيكون مفعولا به مثل أدخلته بيتا
قوله تعالى ما فضل الله ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة والعائد الهاء في به والمفعول بعضكم واسئلوا الله يقرأ سلوا بغير همزة واسئلوا بالهمزة وقد ذكر في قوله سل بني إسرائيل ومفعول اسئلوا محذوف أي شيئا من فضله
قوله تعالى ولكل جعلنا المضاف إليه محذوف وفيه وجهان أحدهما تقيره ولكل أحد جعلنا موالي يرثونه والثاني ولكل مال والمفعول الاول لجعل موالي والثاني لكل والتقدير وجعلنا وراثا لكل ميت أو لكل مال مما ترك فيه

وجهان هو صفة مال المحذوف أي من مال تركه الوالدان والثاني هو يتعلق بفعل محذوف دل عليه الموالي تقديره يرثون ما ترك وقيل ما بمعنى من أي لكل أحد ممن ترك الوالدان والذين عقدت في موضعها ثلاثة أوجه أحدها هو معطوف على موالي أي وجعلنا الذين عاقدت وارثا وكان ذلك ونسخ فيكون قوله فآتوهم نصيبهم توكيدا والثاني موضعه نصب بفعل محذوف فسره المذكور أي وآتوا الذين عاقدت والثالث هو رفع بالابتداء وفآتوهم الخبر ويقرأ عاقدت بالألف والمفعول محذوف أي عاقدتهم ويقرأ بغير ألف والمفعول محذوف أيضا هو والعائد تقديره عقدت حلفهم أيمانكم وقيل التقدير عقدت حلفهم ذو أيمانكم فحذف المضاف لأن العاقد لليمين الحألفون لا الايمان نفسها
قوله تعالى قوامون على النساء على متعلقة بقوامون و بما متعلقة به أيضا ولما كان الحرفان بمعنيين جاز تعلقهما بشيء واحد فعلى على هذا لها معنى غير معنى الباء ويجوز أن تكون الباء في موضع الحال فتتعلق بمحذوف تقديره مستحقين بتفضيل الله إياهم وصاحب الحال الضمير في قوامون وما مصدرية فأما ما في قوله وبما أنفقوا فيجوز أن تكون مصدرية فتتعلق من بأنفقوا ولا حذف في الكلام ويجوز أن تكون بمعنى الذي والعائد محذوف أي وبالذي أنفقوه فعلى هذا يكون من أموالهم حالا فالصالحات مبتدأ قانتات حافظات خبران عنه وقرىء فالصوالح قوانت حوافظ وهو جمع تكثير دل على الكثرة وجمع التصحيح لا يدل على الكثرة بوضعه وقد استعمل فيها كقوله تعالى وهم في الغرفات آمنون بما حفظ الله في ما ثلاثة أوجه بمعنى الذي ونكرة موصوفة والعائد محذوف على الوجهين ومصدرية وقرىء بما حفظ الله بنصب اسم الله وما على هذه القراءة بمعنى الذي أو نكرة والمضاف محذوف والتقدير بما حفظ أمر الله أو دين الله وقال قوم هي مصدرية والتقدير حفظهن الله وهذا خطأ لأنه إذا كان كذلك خلا الفعل عن ضمير الفاعل لأن الفاعل هنا جمع المؤنث وذلك يظهر ضميره فكان يجب أن يكون بما حفظهن الله وقد صوب هذا القول وجعل الفاعل فيه للجنس وهو مفرد مذكر فلا يظهر له ضمير واللاتي تخافون مثل قوله واللاتي يأتين ألفاحشة ومثل واللذان يأتيانها وقد ذكرا واهجروهن في المضاجع في في وجهان أحدهما هي ظرف للهجران أي اهجروهن في مواضع الاضطجاع أي اتركوا مضاجعهن دون ترك مكالمتهن

الثاني هي بمعنى السبب أي واهجروهن المضاجع كما تقول في هذه الجناية عقوبة فلا تبغو عليهن في تبغو وجهان أحدهما هو من البغي الذي هو الظلم فعلى هذا هو غير متعد و سبيلا على هذا منصوب على تقدير حذف حرف الجر أي بسبيل ما والثاني هو من قولك بغيت الامر أي طلبته فعلى هذا يكون متعديا وسبيلا مفعوله وعليهن من نعت السبيل فيكون حالا لتقدمه عليه
قوله تعالى شقاق بينهما الشقاق الخلاف فلذلك حسن اضافته إلى بين وبين هنا الوصل الكائن بين الزوجين حكما من أهله يجوز أن يتعلق من بابعثوا فيكون الابتداء غاية البعث ويجوز أن يكون صفة للحكم فيتعلق بمحذوف ان يريدا ضمير الاثنين يعود على الحكمين وقيل على الزوجين فعلى الاول والثاني يكون قوله يوفق الله بينهما للزوجين
قوله تعالى وبالوالدين إحسانا في نصب إحسانا أوجه قد ذكرناه في البقرة عند قوله وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل و الجنب يقرأ بضمتين وهو وصف مثل ناقة أجد ويد سجح ويقرأ الجيم وسكون النون وهو وصف أيضا وهو المجانب وهو مثل قولك رجل عدل والصاحب بالجنب يجوز أن تكون الباء بمعنى في وأن تكون على بابها وعلى كلا الوجهين هو حال من الصاحب والعامل فيها المحذوف
قوله تعالى الذين يبخلون فيه وجهان أحدهما هو منصوب بدل من من في قوله من كان مختلا فخورا وجمع على معنى من ويجوز أن يكون محمولا على قوله مختالا فخورا وهو خبر كان وجمع على المعنى أيضا أو على إضمار إذم والثاني أن يكون مبتدأ والخبر محذوف تقديره مبغضون ودل عليه ما تقدم من قوله لا يحب ويجوز أن يكون الخبر معذبون لقوله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا ويجوز أن يكون التقدير هم الذين ويجوز أن يكون مبتدأ والذين ينفقون معطوف عليه والخبر ان الله لا يظلم أي يظلمهم والبخل والبخل لغتان وقد قرىء بهما وفيه لغتان أخريان البخل بضم الخاء والباء والبخل بفتح الباء وسكون الخاء و من فضله حال من ما أو من العائد المحذوف
قوله تعالى والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس رئاء مفعول من أجله والمصدر مضاف إلى المفعول فعلى هذا يكون قوله ولا يؤمنون بالله معطوفا

على ينفقون داخلا في الصلة ويجوز أن يكون مستأنفا ويجوز أن يكون رئاء الناس مصدرا في موضع الحال أي ينفقون مرائين فساء قريبنا أي فساء هو والضمير عائد على من أو على الشيطان وقرينا تمييز وساء هنا منقولة إلى باب نعم وبئس ففاعلها والمخصوص بعدها بالذم مثل فاعل بئس ومخصوصها والتقدير فساء الشيطان والقرين فأما قوله والذين ينفقون ففي موضعه ثلاثة أوجه أحدها هو جر عطفا على الكافرين في قوله وأعتدنا للكافرين والثاني نصب على ما انتصب عليه الذين يبخلون والثالث رفع على ما ارتفع عليه الذين يبخلون وقد ذكرا فأما رئاى الناس فقد ذكرنا أنه مفعول له أو حال من فاعل ينفقون ويجوز أن يكون حالا من الذين ينفقون أي الموصول فعلى هذا يكون قوله ولا يؤمنون مستأنفا لئلا يفرق بين بعض الصلة وبعض بحال الموصول
قوله تعالى ومإذا عليهم فيه وجهان أحدهما ما مبتدأ و ذا بمعنى الذي وعليهم صلتها والذي وصلتها خبر ما وأجاز قوم أن تكون الذي وصلتها مبتدأ وما خبرا مقدما وقد الخبر لأنه استفهام والثاني أن ما وذا اسم واحد مبتدأ وعليهم الخبر وقد ذكرنا هذا في البقرة بأبسط من هذا و لو فيها وجهان أحدهما هي على بابها والكلام محمول على المعنى أي لو آمنوا لم يضرهم والثاني أنها بمعنى أن الناصبة للفعل كما ذكرنا في قوله لو يعمر ألف سنة وغيره ويجوز أن تكون بمعنى ان الشرطية كما جاء في قوله ولو أعجبتكم أي وأي شيء عليهم ان آمنوا وتقديره على الوجه الاخر أي شيء عليهم في الايمان
قوله تعالى مثقال ذرة فيه وجهان أحدهما هو مفعول ليظلم والتقدير لا يظلمهم أو لا يظلم أحدا ويظلم بمعنى ينتقص أي ينقص وهو متعد إلى مفعولين والثاني هو صفة مصدر محذوف تقديره ظلما قدر مثقال ذرة فحذف المصدر وصفته وأقام المضاف إليه مقامهما وان تك حسنة حذفت نون تكن لكثرة استعمال هذه الكلمة وشبه النون لغنتها وسكونها بالوأو فان تحركت لم تحذف نحو ومن يكن الشيطان ولم يكن الذين وحسنة بالرفع على أن كان التامة وبالنصب على أنها الناقصة و من لدنه متعلق بيؤت أو حال من الاجر
قوله تعالى فكيف إذا الناصب لها محذوف أي كيف تصنعون أو تكونوا وإذا ظرف لذلك المحذوف من كل أمة متعلق بجئنا أو حال من شهيد على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه وجئنا بك معطوف على جئنا الأولى

ويجوز أن يكون حالا وتكون قد مرادة ويجوز أن يكون مستأنفا ويكون الماضي بمعنى المستقبل و شهيدا حال وعلى يتعلق به ويجوز أن يكون حالا منه
قوله تعالى يومئذ فيه وجهان أحدهما هو ظرف ل يود فيعمل فيه والثاني يعمل فيه شهيدا فعلى هذا يكون يود صفة ليوم والعائد محذوف أي فيه وقد ذكر ذلك في قوله واتقوا يوما لا تجزى والأصل في إذا إذا وهي ظرف زمان ماض فقد استعملت هنا للسمتقبل وهو كثير في القرآن فزادوا عليها التنوين عوضا من الجملة المحذوفة تقديره يوم إذ تأتى بالشهداء وحركت الذال بالكسر لسكونها وسكون التنوين بعدها وعصوا الرسول في موضع الحال وقد مرادة وهي معترضة بين يود وبين مفعولها وهو لو تسوى ولو بمعنى أن المصدرية وتسوى على مالم يسم فاعله ويقرأ تسوى بالفتح والتشديد أي تتسوى فقلبت الثانية سينا وأدغم ويقرأ بالتخفيف أيضا على حذف الثانية ولا يكتمون فيه وجهان أحدهما هو حال والتقدير يودون أن يعذبوا في الدنيا دون الاخرة أو يكونوا كالارض ولا يكتمون الله في ذلك اليوم حيثا
قوله تعالى لا تقربوا الصلاة قيل المراد مواضع الصلاة فحذف المضاف وقيل لا حذف فيه وأنتم سكارة حال من ضمير الفاعل في تقربوا وسكارى جمع سكران ويجوز ضم السين وفتحها وقد قرىء بهما وقرىء أيضا سكرى بضم السين من غير ألف وبفتحها كذلك وهي صفة مفردة يفي موضع الجمع فسكرى مثل حبلى وسكرى مثل عطشى حتى تعلموا أي إلى أن وهي متعلقة بتقربوا و ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة والعائد محذوف ويجوز أن تكون مصدرية ولا حذف ولا جنبا حال والتقدير لا تصلوا جنبا أو لا تقربوا مواضع الصلاة جنبا والجنب يفرد مع التثنية والجمع في اللغة ألفصحى يذهب به مذهب الوصف بالمصادر ومن العرب من يثنيه ويجمعه فيقول جنيان وأجاب واشتقاقه من المجانبة وهي المباعدة الا عابري سبيل هو حال أيضا والتقدير لا تقربوها في حال الجناية الا في حال السفر أو عبور المسجد على اختلاف الناس في المراد بذلك حتى تغتسلوا متعلق بالعامل في جنب منكم صفة لأحد و من الغائط مفعول جاء والجمهور يقرءون الغائط على فاعل والفعل منه غاط المكان يغوط إذا امأن وقرأ ابن مسعود بياء ساكنة من غير ألف وفيه وجهعان أحدهما هو مصدر يغوط وكان القياس غوطا فقلب الوأو ياء وأسكنت

وانفتح ما قبلها لخفتها والثاني أنه أراد الغيط فخففت مثل سيد وميت أو لمستم يقرأ بغير ألف وبألف وهما بمعنى وقيل لامستم ما دون الجماع أو لمستم الجماع فلم تجدوا الفاء عطفت ما بعدها على جاء وجواب الشرط فتيمموا وجاء معطوف على كنتم أي وان جاء أحد صعيدا مفعول تيمموا أي اقصدوا صعيدا وقيل هو على تقدير حذف الباء أي بصعيد بوجوهكم الباء زائدة أي امسحوا وجوهكم وفي الكلام حذف أي فاسمحوا وجوهكم به أو منه وقد ظهر ذلك في آية المائدة
قوله تعالى من الكتاب صفة لنصيب يشترون حال من الفاعل في أوتوا ويريدون مثله وان شئت جعلتهما حالين من الموصول وهو قوله من الذين أوتوا وهي حال مقدرة ويقال ضللت السبيل وعن السبيل وهو مفعول به وليس بظرف وهو كقولك أخطأ الطريق وليا و نصيرا منصوبان على التمييز وقيل عىل الحال
قوله تعالى من الذين هادوا فيه ثلاثة أوجه احدها أنة خبر مبتدأ محذوف وفي ذلك تقديران احدهما تقديره هم من الذين ف يحرفون على هذا حال من الفاعل في هادوا والثاني تقديره من الذين هادوا قوم فقوم هو المبتدأ وما قبله الخبر ويحرفون نعت لقوم وقيل التقدير من الذين هادوا من يحرفون كما قال وما منا الا له أي من له ومن هذه عندنا نكرة موصوفة مثل قوم وليست بمعنى الذي لأن الموصول لا يحذف دون صلته والوجه الثاني أن من الذين متعلق بنصير فهو في موضع نصب به كما قال فمن ينصرنا من بأس الله أي يمنعنا والثالث أنه حال من الفاعل في يريدون ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في ا , توا لأن شيئا واحدا لا يكون له أكثر من حال واحدة الا أن يعطف بعض الاحوال على بعض ولا يكون حالا من الذين لهذا المعنى وقيل هو حال من أعدائكم أي والله أعلم بأعدائكم كائنين من الذين وألفصل المعترض بينهما مسدد فلم يمنع من الحال وفي كل موضع جعلت فيه من الذين هادوا حالا فيحرفون فيه حال من الفاعل في هادوا و الكلم جمع كلمة ويقرأ الكلام والمعنى متقارب و عن مواضعه متعلق بيحرفون وذكر الضمير المضاف إليه حملا على معنى الكلم لأنها جنس ويقولون عطف على يحرفون و غير مسمع حال والمفعول الثاني محذوف أي لا أسمعت مكروها هذا ظاهر قولهم فأما ما أرادوا

فهو لا أسمعت خيرا وقيل أرادوا غير مسموع منك وراعنا قد ذكر في البقرة و ليا وطعنا مفعول له وقيل مصدر في موضع الحال والأصل في لي لوى فقلبت الوأو ياء وأدغمت و في الدين متعلق بطعن خيرا لهم يجوز أن يكون بمعنى أفعل كما قال وأقوم ومن محذوفة أي من غيره ويجوز أن يكنون بمعنى فاضل ويجد فلا يفتقر إلى من الا قليلا صفة مصدر محذوف أي ايمانا قليلا
قوله تعالى من قبل متعلق بآمنوا و على أدبارها حال من ضمير الوجوه وهي مقدرة
قوله تعالى ويغفر ما دون ذلك هو مستأنف غير معطوف على يغفر الأولى لأنه لو عطف عليه لصار منفيا
قوله تعالى بل الله يزكي من يشاء تقديره أخطئوا بل الله يزكي ولا يظلمون ضمير الجمع يرجع إلى معنى من ويجوز أن يكون مستأنفا أي من زكى نفسه ومن زكاه الله و فتيلا مثل مثقال ذرة في الإعراب وقد ذكر
قوله تعالى كيف يفترون كيف منصوب بيفترون وموضع الكلام نصب بانظروا و على الله متعلق بيفترون ويجوز أن يكون حالا من الكذب ولا يجوز أن يتعلق بالكذب لأن معمول المصدر لا يتقدم عليه فان جعل على التبيين جاز
قوله تعالى هؤلاء أهدى مبتدأ وخبر في موضع نصب بيقولون وللذين كفروا تخصيص وتبيين متعلق بيقولون أيضا ويؤمنون بالجبت ويقولون مثل يشترون الضلالة ويريدون وقد ذكر
قوله تعالى أم لهم نصيب أم منقطعة أي بل ألهم وكذلك أم يحسدون فإذن حرف ينصب الفعل إذا اعتمد عليه وله مواضع يلغي فيها وهو مشبه في عوامل الافعال بظننت في عوامل الاسماء والنون أصل فيه وليس بتنوين فلهذا يكتب بالنون وأجاز ألفراء أن يكتب بالألف ولم يعمل هنا من أجل حرف العطف وهي الفاء ويجوز في غير القرآن أن يعمل مع الفاء وليس المبطل لعمله لا لأن لا يتخطاها العامل
قوله تعالى من آمن به الهاء تعود على الكتاب وقيل على ابراهيم وقيل على محمد و سعيرا بمعنى مستعر نضجت جلودهم

يقرأ بالادغام لأنهما من حروف وسط ألفم والاظهار هو الأصل بدلناهم جلودا أي بجلود وقيل يتعدى إلى الثاني بنفسه
قوله تعالى والذين آمنوا يجوز أن يكون في موضع نصب عطفا على الذين كفروا وأن يكون رفعا على الموضع أو على الاستئناف والخبر سندخلهم خالدين فيها حال من المفعول في ندخلهم أو من جنات لأن فيهما ضمير الكل واحد منهما ويجوز أن يكون صفة لجنات على رأي الكوفيين و لهم فيها أزواج حال أو صفة
قوله تعالى وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل العامل في إذا وجهان أحدهما فعل محذوف تقديره يأمركم أن تحكموا إذا حكمتم وجعل أن تحكموا المذكورة مفسرة للمحذوف فلا موضع لأن تحكموا لأنه مفسر للمحذوف والمحذوف مفعول يأمركم ولا يجوز أن يعمل في إذا أن تحكموا لأن معمول المصدر لا يتقدم عليه والوجه الثاني أن تنصب إذا بيأمركم وأن تحكموا به أيضا والتقدير أن يكون حرف العطف مع أن تحكموا لكن فصل بينهما بالظرف كقول الاعشى
يوم يراها كشبه أردية الغضب ... ويوما أديمها ثفلا
وبالعدل يجوز أن يكون مفعولا به ويجوز أن يكون حالا نعما يعظكم به الجملة خبر ان وفي ما ثلاثة أوجه أحدها أنها بمعنى الشيء معرفة تامة ويعظكم صفة موصوف محذوف هو المخصوص بالمدح تقديره نعم الشيء شيء يعظكم به ويجوز أن يكون يعظكم صفة لمنصوب محذوف أي نعم الشيء شيئا يعظكم به كقولك نعم الرجل رجلا صالحا زيد وهذا جائز عند بعض النحويين والمخصوص بالمدح هنا محذوف والثاني أن ما بمعنى الذي وما بعدها صلتها وموضعها رفع فاعل نعم والمخصوص محذوف أي نعم الذي يعظكم بتأدية الامانة والحكم بالعدل والثالث أن تكون ما نكرة موصوفة والفاعل مضمر والمخصوص محذوف كقوله تعالى بئس للظالمين بدلا
قوله تعالى وأولي الامر منكم حال من أولي و تأويلا تمييز
قوله تعالى يريدون حال من الذين يزعمون أو من الضمير في يزعمون ويزعمون من أخوات ظننت في اقتضائها مفعولين وان وما عملت فيه تسد مسدها وقد أمروا في موضع الحال من الفاعل في يريدون والطاغوت يؤنث ويذكر

وقد ذكر ضميره هنا وقد تكلمنا عليه في البقرة أن يضهم ضلالا أي فيضلوا ضلالا ويجوز أن يكون ضلالا بمعنى اضلالا فوضع أحد المصدرين موضع الاخر
قوله تعالى تعالوا الأصل تعاليوا وقد ذكرنا ذلك في آل عمران ويقرأ شإذا بضم اللام ووجه أنه حذف الألف من تعالى اعتباطا ثم ضم اللام من أجل وأو الضمير يصدون مفي موضع الحال و صدودا اسم للمصدر والمصدر صد وقيل هو مصدر
قوله تعالى فكيف إذ أصابتهم مصيبة أي فكيف يصنعون ويحلفون حال
قوله تعالى في أنفسهم يتعلق بقل لهم وقيل يتعلق ب بليغا أي يبلغ في نفسوهم وهو ضعيف لأن الصفة لا تعمل فيما قبلها
قوله تعالى الا ليطاع في موضع نصب مفعول له واللام تتعلق بأرسلنا و بإذن الله حال من الضمير في يطاع وقيل هو مفعول به أي بسبب أمر الله و ظلموا ظرف والعامل فيه خبر ان وهو جاءوك واستغفر لهم للرسول ولم يقل فاستغفرت لهم لأنه رجع من الخطاب إلى الغيبة لما في الاسم الظاهر من الدلالة على أنه الرسول و وجدوا يتعدى إلى مفعولين وقيل هي المتعدية إلى واحد و توابا حال و رحيما بدل أو حال من الضمير في تواب
قوله تعالى فلا وربك فيه وجهان أحدهما أن لا الأولى زائدة والتقدير فوربك لا يؤمنون وقيل الثانية زائدة والقسم معترض بين النفي والمنفي والوجه الاخر أن لا نفي لشيء محذوف تقديره فلا يفعلون ثم قال وربك لا يؤمنون و بينهم ظرف لشجر أو حال من ما أو من فاعل شجر و ثم لا يجدوا معطوف على يحكموك و في أنفسهم يتعلق بيجدوا تعلق الظرف بالفعل و حرجا مفعول يجدوا ويجوز أن يكون في أنفسهم حالا من حرج وكلاهما على أن يجدوا المتعدية إلى مفعول واحد ويجوز أن تكون المتعدية إلى اثنين وفي أنفسهم أحدهما و مما قضيت صفة لحرج فيتعلق بمحذوف ويجوز أن يتعلق بحرج لأنك تقول حرجت من هذا الامر و ما يجوز أن تكنون بمعنى الذي ونكرة موصوفة ومصدرية

قوله تعالى أن أقتلوا فيه وجهان أحدهما هي أن المصدرية والامر صلتها وموضعهما نصب بكتبنا والثاني أن أن بمعنى أي المفسرة للقول وكتبنا قريب من معنى أمرنا أو قلنا أو اخرجوا يقرأ بكسر الوأو على أصل التقاء الساكنين وبالضم اتباعا لضمة الراء ولأن الوأو من جنس الضمة ما فعلوه الهاء ضمير أحد مصدري الفعلين وهو القتل أو الخروج ويجوز أن يكون ضمير المكتوب ودل المعنى فعله قليل منهم وبالنصب على أصل باب الاستثناء والأولى أقوى و منهم صفة قليل و تثبيتا تمميز وإذن جواب ملغاة و من لدنا يتعلق بآتيناهم ويجوز أن يكون حالا من أجرا و صراطا مفعول ثان
قوله تعالى من النبيين حال من الذين أو من المجرور في عليهم وحسن الجمهور على ضم السين وقرىء بإسكانها مع فتح الحاء على التخفيف كما قالوا في عضد عضد و أولئك فاعله و رفيقا تمميز وقيل هو حال وهو واحد في موضع الجمع أي رفقاء
قوله تعالى ذلك مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما ألفضل و ف من الله حال والعامل فيها معنى ذلك والثاني أن ألفضل صفة ومن الله الخبر
قوله تعالى ثبات جمع ثبة وهي للجماعة وأصلها ثبوت تصغيرها ثبية فأما ثبة الحوض وهي وسطه فأصلها ثوبة من ثاب يثوب إذا رجع وتصغيرها ثويبة وثبات حال وكذلك جميعا
قوله تعالى لمن اسم ان وهي بمعنى الذي أو نكرة موصوفة و ليبطنن صلة أو صفة ومنكم خبر ان و إذ لم ظرف لأنعم
قوله تعالى ليقولن بفتح اللام على لفظ من وقرىء بضمها حملا على معنى من وهو الجمع كأن لم هي مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي كمأنه لم يكن بالياء لأن المودة والود بمعنى ولأنه قد فصل بينهما ويقرأ بالتاء على لفظ المودة وهو كلام معترض بين يقول وبين المحكى بها وهو قوله يا ليتني والتقدير يقول ياليتني وقيل ليس بمعترض بل هو محكي أيضا بيقول أي يقول كأن لم تكن ويا ليتني وقيل كأن لم وما يتصل بها حال من ضمير الفاعل في ليقولن يا ليتني المنادى محذوف تقديره يا قوم ليتني وأبو علي يقول في نحو هذا ليس في الكلام منادى

محذوف بل يدخل ياء على الفعل والحرف للتنبيه فأفوز بالنصب على جواب التمني وبالرفع على تقدير فأنا أفوز
قوله تعالى أو يغلب فسوف أدغمت الباء في الفاء لأنهما من الشفتين وقد أظهرها بعضهم
قوله تعالى وما لكم ما استفهام مبتدأ ولكم خبره و لا تقاتلون في موضع الحال والعامل فيها الاستقرار كما تقول مالك قائما و المستضعفين عطف على اسم الله أي وفي سبيل المستضعفين وقال المبرد هو معطوف على السبيل وليس بشيء الذين يقولون في موضع جر صفة لمن عقل من المذكورين ويجوز أن يكون نصبا بإضمار أعنى الظالم أهلها الألف واللام بمعنى التي ولم يؤنث اسم الفاعل وان كان نعتا للقريبة في اللفظ لأنه قد عمل في الاسم الظاهر المذكور وهو أهل وكل اسم فاعل إذا جرى على غير من هو له فتذكيره وتأنيثه على حسب الاسم الظاهر الذي عمل فيه
قوله تعالى إذا فريق منهم إذا هنا للمفاجأة والتي للمفاجأة ظرف مكان وظرف المكان في مثل هذا يجوز أن يكون خبر للاسم الذي بعده وهو فريق هاهنا ومنهم صفة فريق و ويخشون حال والعامل في الظرف على هذا الاستقرار ويجوز أن تكون إذا غير خبر فيكون فريق مبتدأ ومنهم صفته ويخشون الخبر وهو العامل في إذا وقيل إذا هنا الزمانية وليس بشيء لأن إذا الزمانية يعمل فيها اما ما قبلها أو ما بعدها وإذا عمل فيها ما قبلها كانت من صلته وهذا فاسد هاهنا لأنه يصير التقدير فلما كتب عليهم القتال في وقت الخشية فريق منهم وهذا يفتقر إلى جواب لما ولا جواب لها وإذا عمل فيها ما بعدها كان العامل فيها جوابا لها وإذا هنا ليس لها جواب بل هي جواب لما كخشية الله أي خشية كخشية الله والمصدر مضاف إلى المفعول أو أشد معطوف على الخشية وهو مجرور ويجوز أن يكون منصوبا عطفا على موضع الكاف والقول في قوله أشد خشية كالقول في قوله أو أشد ذكرا وقد ذكر
قوله تعالى أينما هي شرط هاهنا وما زائدة ويكثر دخولها على أين الشرطية لتقوى معناها في الشرط ويجوز حذفها و يدرككم الجواب وقد قرىء يدرككم بالرفع وهو شإذ ووجهه أنه حذف الفاء ولو كنتم بمعنى وان كنتم وقد ذكر مرارا قل كل مبتدأ والمضاف إليه محذوف أي كل ذلك و من عند الله الخبر لا يكادون

حال ومن القراء من يقف على اللام من قوله ما لهؤلاء وليس موضع وقف واللام في التحقيق متصلة بهؤلاء وهي خبر المبتدأ
قوله تعالى ما أصابك من حسنة ما شرطية واصابك بمعنى يصيبك والجواب فمن الله ولا يحسن أن تكون بمعنى الذي لأن ذلك يقتضي أن يكن المصيب لهم ماضيا مخصصا والمعنى عل العموم والشرط أشبه والتقدير فهو من الله والمراد بالاية الخصب والجدب ولذلك لم يقل أصبت رسولا حال مؤكدة أي ذا رسالة ويجوز أن يكون مصدرا أي ارسالا وللناس يتعلق بأرسلنا ويجوز أن يكون حالا من رسول
قوله تعالى حفيظا حال من الكاف وعليهم يتعلق بخفيظ ويجوز أن يكون حالا منه فيتعلق بمحذوف
قوله تعالى ت طاعة خبر مبتدأ محذوف أي أمرنا طاعة ويجوز أن يكون مبتدأ أي عندنا أو منا طاعة بيت الأصل أن تفتح التاء لأنه فعل ماض ولم تلحقه تاء التأنيث لأن الطائفة بمعنى النفر وقد قرىء بادغام التاء في الطاء على أنه سكن التاء لتمكن ادغامها إذ كانت من مخرج الطاء والطاء أقوى منها لاستعلائها وإطباقها وجهرها و تقول يجوز أن يكون خطابا للنبي وأن يكون للطائفة ما يبيتون يجوز أن تكون ما بمعنى الذي وموصولة ومصدرية
قوله تعالى إذاعوا به الألف في إذاعو بدل من ياء يقال ذاع الامر يذيع والباء زائدة أي إذاعوه وقيل حمل على معنى تحدثوا به يستنبطونه منهم حال من الذين أو من الضمير في يستنبطونه الا قليلا مستثنى من فاعل اتبعتم والمعنى لولا أن من الله علكيم لضللتم باتباع الشيطان الا قليلا منكم وهو من مات في ألفترة أو من كان غير مكلف وقيل هو مستثنى من قوله إذاعوا به أي أظهروا ذلك الامر أو الخوف الا القليل منهم وقيل هو مستثنى من قوله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا أي لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه التناقض الا القليل منهم وهو من لا يمعن النظر
قوله تعالى الفاء عاطفة لهذا الفعل على قوله فليقاتل في سبيل الله وقيل عىل وما لكم لا تقاتلون وقيل على قوله فقاتلوا أولياء الشطيان

لا تكلف في موضع نصب عىل الحال الا نفسك المفعول الثاني بأسا و تنكيلا تمييز
قوهل تعالى مقيتا الياء بدل من الوأو وهو مفعل من القوت
قوله تعالى بتحية أصلها تحيية وهي تفعلة من حييت فنقلت حركة الياء إلى الحاء ثم أدغمت و حيوا أصلها حييوا ثم حذفت الياء على ما ذكر في مواضع بأحسن أي بتحية أحسن أو ردوها أي ردوا مثلها فحذف المضاف
قوله تعالى الله لا اله الا هو قد ذكر في آية الكرسي ليجمعنكم جواب قسم محذوف فيجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له ويجوز أن يكون خبرا آخر للمبتدأ إلى يوم القيامة قيل التقدير في يوم القيامة وقيل هي على بابها أي ليجمعنكم في القبور أو من القبور فعسىل هذا يجوز أن يكون مفعولا به ويجوز أن يكون حالا أي يجمعنكم مفضين إلى حساب يوم القيامة لا ريب فيه يجوز أن يكون حالا من يوم القيامة والهاء تعود على اليوم ويجوز أن سيكون صفة لمصدر محذوف أي جمعا لا ريب فيه والهاء تعود على الجمع و حديثا تمييز
قوله تعالى فما لكم مبتدأ وخبر و فئتين حال والعامل فيها الظرف الذي هو لكم أو العامل في الظرف وفي المنافقين يحتمل وجهين أحدهما أن يكون متعلقا بمعنى فئتين والمعنى ومالكم تفترقون في أمور المنافقين فحذف المضاف والثاني أن يكون حالا من فئتين أي فئتين مفترقتين في المنافقين فلما قدمه نصبه على الحال
قوله تعالى كما كفروا الكاف نعت لمصدر محذوف وما مصدرية سفتكونون عطف على تكفرون و سواء بمعنى مستوين وهو مصدر في موضع اسم الفاعل
الا الذين يصلون في موضع نصب استثناء من ضمير المفعول في فاقتلوهم بينكم وبينهم ميثاق يجوز أن ترفع ميثاق بالظرف لأنه قد وقع صفة وأن ترفع ميثاق باظرف لأنة قد وقع صفة وأن ترفعة بالابتداء والجملة في موضع جر حصرت فية وجهان أحدهما لاموضعلهإذة الجملة وهي دعاء عليهم بضيق صدورهم عن القتال والثاني لها وجهان أحدهما هو جر صفو لقوم وما بينهما صفة ايضا وجاءوكم معترض وقد قرأ بعض الصحابة بينكم وبينهم ميثاق حضرت بحذف

أو جاءوكم والثاني موضوعها نصب وفيه وجهان أحدهما موضعها حال وقد مرادة تقديره أو جاءوكم قد حصرت والثاني هو صفة لموصوف أي جاءوكم قوما حصرت والمحذوف حال موطئة ويقرأ حصرت بالنصب على الحال وبالجر صفة لقوم وان كان قد قرئ حصرت بالرفع فعلى أنه خبر وصدورهم مبتدأ والجملة حال أن يقاتلوكم أي عن أن يقاتلوكم فهو في موضع نصب أو جر على ما ذكرنا من الخلاف لكم عليهم سبيلا لكم يتعلق بجعل وعليهم حال من السبيل لأن التقدير سبيلا كائنا عليهم
قوله تعالى أركسوا الجمهور على إثبات الهمزة وهو متعد إلى مفعول واحد وقرىء ركسوا والتشديد للنقل والتكثير معا وفيها لغة أخرى وهي ركسة الله بغير همزة ولا تشديد ولم أعلم أحد قرأ به
قوله تعالى وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا أن يقتل في موضع رفع اسم كان ولمؤمن خبره الا خطأ استثناء ليس من الاول لأن الخطأ لا يدخل تحت التكليف والمعنى لكن ان قتل خطأ فحكمه كذا فتحرير رقبة فتحرير مبتدأ والخبر محذوف أي فعليه تحرير رقبة ويجوز أن يكون خبرا والمبتدأ محذوف أي فالواجب عليه تحرير والجملة خبر من وقرىء خطأ بغير همز وفيه وجهان أحدهما أنه خفف الهمزة فقلبها ألفا فصار كالمقصور والثاني أنه حذفها حذفا فبقي مثل دم ومن قبتل مؤمنا خطأ صفة مصدر محذوف أي قتلا خطأ ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي مخطئا وأصل دية ودية مثل عدة وزنة وهذا المصدر اسم للمؤدى به مثل الهبة في معنى الموهوب ولذلك قال مسلمة إلى أهله والفعل لا يسلم الا أن يصدقوا قيل هو استثناء منقطع وقيل هو متصل والمعنى فعليه دية في كل حال الا في حال التصدق عليه بها فان كان أي المقتول و من قوم خبر كان و لكم صفة عدو وقيل يتعلق به لأن عدوا في معنى معاد وفعول يعمل عمل فاعل فتحرير رقبة أي فعىل القاتل فصيام أي فعليه صيام ويجوز في غير القرآن النصب على تقدير فليصم شهرين توبة مفعول من أجله والتقدير شرع ذلك لكم توبة منه ولا يجوز أن يكون العامل فيه صوم الا على تقدير حذف مضاف تقديره لوقوع توبة أو لحصول توبة من الله وقيل هو مصدر منصوب بفعل محذوف تقديره تاب عليكم توبة منه ولا يجوز أن يكون في موضع الحال لأنك لو قلت فعليه صيام شهرين

تائبا من الله لم يجز فان قدرت حذف مضاف جاز أي صاحب توبة من الله و من الله صفة توبة ويجوز في غير القرآن توبة بالرفع أي ذلك توبة
قوله تعالى ومن يقتل من مبتدأ و متعمدا حال من ضمير القاتل فجزاؤه مبتدأ و جهنم خبره والجملة خبر من و خالدا حال من محذوف تقديره يجازها خالدا فيها فان شئت جعلته من الضمير المرفوع وان شئت من المنصوب وقيل التقدير جازاه بدليل قوله وغضب الله عليه ولعنه فعطف عليه الماضي فعلى هذا يكون خالدا حالا من المنصوب لا غير ولا يجوز أن يكون حالا من الهاء في جزاؤه لوجهين أحدهما أنه حال من المضاف إليه والثاني أنه فصل بين صاحب الحال والحال بخبر المبتدأ
قوله تعالى فتبينوا يقرأ بالباء والياء والنون من التبيين والبثاء والباء والتاء من التثبت وهما متقاربان في المعنى لمن القى من بمعنى الذي أو نكرة موصوفة وألقى بمعنى يلقى لأن النهي لا يصح الا في المستقبل والذي نزلت فيه الاية قالم لمن ألقى إليه السلام لست مؤمنا وقتله و السلام بالألف التحية ويقرأ بفتح اللام من غير ألف وبإسكانها مع كسرة السين وفتحها وهو الاستسلام والصلح لست مؤمنا في موضع نصب بالقول والجمهور على ضم الميم الأولى وكسر الثانية وهو مشتق من الايمان ويقرأ بفتح الميم الثانية وهو اسم المفعول من أمنته تبتغون حال من ضمير الفاعل في يقولوا كذلك الكاف خبر كان وقد تقدم عليها وعلى اسمها ان الله كان الجمهور على كسر ان على الاستئناف وقرىء بفتحها وهو معمول تبينوا
قوله تعالى من المؤمنين في موضع الحال وصاحب الحال القاعدون والعامل يستوي ويجوز أن يكون حالا من الضمير في القاعدين فيكون العامل فيه القاعدون لأن الألف واللام بمعنى الذي غير أولي الضرر بالرفع على أنه صفة القاعدون لأنه لم يقصد به قصد قوم بأعيانهم وقيل هو بدل من القاعدين ويقرأ بالنصب على الاستثناء من القاعدين أو من المؤمنين أو حالا وبالجر على الصفة للمؤمنين والمجاهدون معطوف على القاعدين بأموالهم يتعلق بالمجاهدين درجة قيل هو مصدر في معنى تفضيلار وقيل حال أي ذوي درجة وقيل هو على تقدير حذف الجار أي بدرجة وقيل هو واقع موقع الظرف أي في درجة ومنزلة وكلا المفعول الاول ل وعد و الحسنى هو الثاني وقرىء

وكل أي وكلهم والعائد محذوف أي وعده الله أجرا قيل هو مصدر من غير لفظ الفعل لأن معنى فضلهم أجرهم وقيل هو مفعول به لأن فضلهم أعطاهم وقيل التقدير بأجر
قوله تعالى درجات قيل هو بدل من أجرا وقيل التقدير ذوي درجات وقيل في درجات ومغفرة قيل هو معطوف على ما قبله وقيل هو مصدر أي وغفر لهم مغفرة و رحمة مثله
قوله تعالى توفاهم الأصل تتوفاهم ويجوز أن يكون ماضيا ويقرأ بالامالة ظالمي حال من ضمير الفاعل في تتوفاهم والاضافة غير محضة أي ظالمين أنفسهم قالوا فيه وجهان أحدهما هو حال من الملائكة وقد معه مقدرة وخبر ان فأولئك ودخلت الفاء لما في الذي من الايهام المشابه به الشرط وأن لا تمنع من ذلك لأنها لا تغير معنى الابتداء والثاني أن قالوا خبر ان والعائد محذوف أي قالوا لهم فيم كنتم حذفت الألف من ما في الاستفهام مع حرف الجر لما ذكرنا في قوله فلم تقتلون أنبياء الله والجار والمجرور خبر كنتم و في الارض يتعلق بمستضعفين ألم تكن استفهام بمعنى التوبيخ فتهاجروا منصوب على جواب الاستفهام لأن النفي صار إثباتا بالاستفهام وساءت في حكم بئست
قوله تعالى الا المستضعفين استثناء ليس من الاول لأن الاول قوله تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم وإليه يعود الضمير من مأواهم وهؤلاء عصاة بالتخلف عن الهجرة مع القدرة والا المستضعفين من الرجال هم العاجزون فمن هنا كان منقطعا و من الرجال حال من الضمير في المستضعفين أو من نفس المستضعفين لا يستطيعون يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون حالا مبينة عن معنى الاستضعاف
قوله تعالى مهاجرا حال من الضمير في يخرج ثم يدركه مجزوم عطفا على يخرج ويقرأ بالرفع على الاستئناف أي ثم هو يدركه وقرىء بالنصب على إضمار أن لأنه لم يعطفه على الشرط لفظا فعطفه عليه معنى كما جاء في الوأو والفاء
قوله تعالى أن تقصروا أي في أن تقصروا وقد تقدم نظائره ومن زائدة عند الأخفش وعند سبيويه هي صفة المحذوف أي شئيا من الصلاة عدوا

في موضع أعداء وقيل عدو مصدر على فعول مثل القبول والولوع فلذلك لم يجمع و لكم حال من عدو أو متعلق بكان
قوله تعالى لم يصلوا في موضع رفع صفة لطائفة وجاء الضمير على معنى الطائفة ولو قال لم تصل لكان على لفظها و لو تغفلو بمعنى أن تغفلوا و أن تضعوا أي في أن تضعوا
قوله تعالى قياما وقعودا وعلى جنوبكم أحوال كلها اطمأننتم الهمزة أصل ووزن الكلمة افعلل والمصدر الطمأنينة على فعليلة وأما قولهم طامن رأسه نفأصل آخر و موقوتا مفعول من وقت التخفيف
قوله تعالى ان تكونوا تألمون الجمهور على كسر ان وهي شرط وقرىء أن تكونوا بفتحها أي لأن تكونوا ويقرأ تيلمون بكسر التاء وقلب الهمزة ياء وهي لغة
قوله تعالى بالحق هو حال من الكتاب وقد مر نظائره أراك الهمزة هاهنا معدية والفعل من رأيت الشيء إذا ذهبت إليه وهو من الرأي وهو متعد إلى مفعول واحد وبعد الهمزة يتعدى إلى مفعولين أحدهما الكاف والاخر محذوف أي أراكه وقيل المعنى علمك وهو متعد إلى مفعولين أيضا وهو قيل التشديد متعد إلى واحد كقوله لا تعلمونهم خصيما بمعنى مخاصم واللام على بابها أي لأجل الخائنين وقيل هي بمعنى عن
قوله تعالى يستخفون بمعنى يطلبون الخفاء وهو مستأنف لا موضع له إذ يبيتون ظرف للعامل في معهم
قوله تعالى ها أنتم هؤلاء جادلتم قد ذكرناه في قوله ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم أم من هنا منقطعة
قوله تعالى أو يظلم نفسه أو لتفصيل ما أبهم وقد ذكرنا مثله في غير موضع
قوله تعالى ثم برم به بريئا الهاء تعود على الاثم وفي عودها عليه دليل على أن الخطيئة في حكم الاثم وقيل تعود على أحد الشيئين المدلول عليه بأو وقيل تعود على الكسب المدلول عليه بقوله ومن يكسب وقيل تعود على المكسوب والفعل يدل عليه

قوله تعالى ولو لا فضل الله في جواب لولا وجهان أحدهما قوله لهمت وعلى هذا لا يكون قد وجد من الطائفة المشار إليها هم باضلاله والثاني أن الجواب محذوف تقديره لأضلوك ثم استأنف فقال لهمت أي لقد همت تلك ومثل حذف الجواب هنا حذفه في قوله ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم وما يضرونك من شيء من زائدة وشيء في معنى ضرر فهو في موضع المصدر
قوله تعالى من نجواهم في موضع جر صفة لكثير وفي النجوى وجهان أحدهما هي التناجي فعلى هذا يكون في قوله الا من أمر وجهان أحدهما هو استثناء منقطع في موضع نصب لأن من للأشخاص وليست من جنس التناجي والثاني أن في الكلام حذف مضاف تقديره الا نجوى من أمر فعلى هذا يجوز أن يكون في موضع جر بدلا من نجواهم وأن يكون في موضع نصب على أصل باب الاستثناء ويكون متصلا والوجه الاخر أن النجوى القوم الذين يتناجون ومنه قوله وإذ هم نجوى فعلى هذا الاستثناء متصل فيكون أيضا في موضع جر أو نصب على ما تقدم بين الناس يجوز أن يكون ظرفا لاصلاح وأن يكون صفة له فيتعلق بمحذوف و ابتغاء مفعول له وألف مرضات من وأو فسوق نؤتيه بالنون والياء وهو ظاهر
قوله تعالى ومن يشاقق انما جاز اظهار القاف لأن الثانية سكنت بالجزم وحركتها عارضة لالتقاء الساكنين والهاء في قوله ونصله مثل الهاء في يؤده إليك وقد تكلمنا عليها
قوله تعالى لمن يشاء اللام تتعلق بيغفر
قوله تعالى الا اناثا هو جمع أنثى على فعال ويراد به كل مالا روح فيه من صخرة وشمس ونحوهما ويقرأ أنثى على الافراد ودل الواحد على الجمع ويقرأ انثا مثل رسل فيجوز أن تكون صفة مفردة مثل امرأة جنب ويجوز أن يكون جمع أنيث كقليب وقلب وقد قالوا حديد أنيث من هذا المعنى ويقرأ أثنا والواحد وثن وهو اصنم وأصله وثن في الجمع كما في الواحد الا أن الوأو قلبت همزة لما انضمت ضما لازما وهو مثل أسد وأسد ويقرأ بالوأو على الأصل جمعا ويقرأ بسكون الثاء مع الهمزة والوأو و مريدا فعيل من التمرد

قوله تعالى لعنه الله يجوز أن يكون صفة أخرى لشيطان وأن يكون مستأنفاعلى الدعاء وقال يحتمل ثلاثة أوجه أحدها أن تكون الوأو عاطفة لقال على لعنه الله وفاعل قال ضمير الشيطان والثاني أن تكون للحال أي وقد قال والثالث أن تكون الجملة مستأنفة
قوله تعالى ولا ضلنهم مفعول هذه الافعال محذوف أي لأضلنهم عن الهدى ولأمنينهم الباطل ولآمرنهم بالضلال
قوله تعالى يعدهم المفعول الثاني محذوف أي يعدهم النصر والسلامة وقرأ الاعمش بسكون الدال وذلك تخفيف لكثرة الحركات
قوله تعالى عنها هو حال من محيصا والتقدير محيصا عنها والمحيص مصدر فلا يصح أن يعمل فيما قبله ويجوز أن يتعلق عنها بفعل محذوف وهو الذي يسمى تبيينا أي أعنى عنها ولا يجوز أن يتعلق بيجدون لأنه لا يتعدى بعن والميم في المحيص زائدة وهو من حاص يحيص إذا تخلص
قوله تعالى والذين آمنوا مبتدأ والخبر سندخلهم ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف يفسره ما بعده أي وندخل الذين و وعد الله نصب على المصدر لأن قوله سندخلهم بمنزلة وعدهم و حقا حال من المصدر ويجوز أن يكون مصدر الفعل محذوف أي حق ذلك حقا
قوله تعالى ليس بأمانيكم اسم ليس مضمر فيها ولم يتقدم له ذكر وإنما دل عليه سبب الاية وذلك أن إليهود قالوا نحن أصحاب الجنة وقالت النصارى ذلك وقال المشركون لا نبعث فقال ليس بأمانيكم أي ليس ما ادعيتموه
قوله تعالى من ذكر أو أنثى في موضع الحال وفي صاحبها وجهان أحدهما ضمير الفاعل في يعمل والثاني من الصالحات أي كائنة من ذكر أو أنثى أو واقعة ومن الأولى زائدة عند الأخفش وصفة عند سيبويه أ شيئا من الصالحات وهو مؤمن حال أيضا
قوله تعالى ممن أسلم يعمل فيه أحسن وهو مثل قولك زيد أفضل من عمرو أي يفضل عمرا و لله يتعلق بأسلم ويجوةز أن يكون حالا من وجهه واتبع معطوف على أسلم و حنيفا حال وقد ذكر في البقرة ويجوز أن يكون هاهنا حالا من الضمير في اتبع واتخذ الله مستأنف

قوله تعالى وما يتلى في ما وجوه أحدها موضعها جر عطفا على الضمير المجرور بفي وعلى هذا قول الكوفيين لأنهم يجيزون العطف على الضمير المجرور من غير اعادة الجار والثاني أن يكون في موضع نصب على معنى ونبين لكم ما يتلى لأن يفتيكم يبين لكم والثالث هو في موضع رفع وهو المختار وفي ذلك ثلاثة أوجه أحدها هو معطوف على ضمير الفاعل في يفتيكم وجرى الجار والمجرور مجرى التوكيد والثاني هو معطوف على اسم الله وهو قل الله والثالث أنه مبتدأ والخبر محذوف تقديره وما يتلى عليكم في الكتاب يبين لكم وفي تتعلق بيتلى ويجوز أن تكون حالا من الضمير في يلتى و في يتامى تقديره حكم يتامى ففي الثانية تتعلق بما تعلقت به الأولى لأن معناها مختلف فالأولى ظرف والثانية بمعنى الباء أي بسبب اليتامى كما تقول جئتك في يوم الجمعة في أمر زيد وقيل الثانية بدل من الأولى ويجوز أن تكون الثانية تتعلق بالكتاب أي ما كتب في حكم اليتامى ويجوز أن تكون الأولى ظرفا والثانية حالا فتتعلق بمحذوف ويتامى النساء أي في اليتامى منهن وقال الكوفيون التقدير في النساء اليتامى فأضاف الصفة إلى المصوف ويقرأ في ييامى بياءين والأصل أيامى فأبدلت الهمزة ياء كما قالوا فلان ابن أعسر ويعصر وفي الايامى كلام نذكره في موضعه ان شاء الله وترغبون فيه وجهان أحدهما هو معطوف على تؤتون والتقدير ولا ترغبون والثاني هو حال أي وأنتم ترغبون في أن تنكحوهن والمستضعفين في موضع جر عطفا على المجرور في يفتيكم فيهن وكذلك وأن تقوموا وهذا أيضا عطف على الضمير المجرور من غير اعادة الجار وقد ذكره الكوفيون ويجوز أن يكون في موضع نصب عطفا على موضع فيهن والتقدير ويبين لكم حال المستضعفين وبهذا التقدير يدخل في مذهب البصريين من غير كلفة والجيد أن يكون معطوفا على يتامى النساء وأن تقوموا معطوف عليه أيضا أي وفي أن تقوموا
قوله تعالى وان امرأة امرأة مرفوع بفعل محذوف أي وان خافت امرأة واستغنى عنه بخافت المذكور وقال الكوفيون هو مبتدأ وما بعده الخبر وهذا عندنا خطأ لأن حرف الشرط لا معنى له في الاسم فهو مناقض للفعل ولذلك جاء الفعل بعد الاسم مجزوما في قول عدي
ومتى واغل ينبهم يحيوه ... ويعطف عليه كأس الساق

من بعلها يجوز أن يكون متعلقا بخافت وأن يكون حالا من ن نشوزا و صلحا على هذا مصدر واقع موقع تصالح ويجوز أن يكون التقدير أن التاء صادا وأدغمت فيها الأولى ويقرأ بتشديد الصاد من غير ألف وأصله يصطلحا فأبدلت في موضع اصطلااح وقرىء بضم الياء وإسكان الصاد وماضيه أصلح وصلحا على هذا فيه وجهان أحدهما هو مصدر في موضع اصلاح والمفعول به بينهما ويجوز أن يكون ظرفا والمفعول محذوف والثاني أن يكون صلحا مفعولا به وبينهما ظرف أو حال من صلح وأحضرت الانفس الشح أحضرت يتعدى إلى مفعولين تقول أحضرت زيدا الطعام والمفعول الاول الانفس وهو القائم مقام الفاعل وهذا الفعل منقول بالهمزة من حضر وحضر يتعدى إلى مفعول واحد كقولهم حضر القاضي اليوم امرأة
قوله تعالى كل الميل انتصاب كل على المصدر لأن لها حكم ما تضاف إليه فان أضيفت إلى مصدر كانت مصدرا وان أضيفت إلى ظرف كانت ظرفا فتذروها جواب النهي فهو منصوب ويجوز أن يكون معطوفا على تميلوا فيكون مجزوما كالمعلقة الكاف في موضع نصب على الحال
قوله تعالى وإياكم معطوف على الذين وحكم الضمير المعطوف أن يكون مفصلا و أن اتقوا الله في موضع نصب عند سيبويه وجر عند الخليل والتقدير بأن اتقوا الله وأن على هذا مصدرية ويجوز أن تكون بمعنى أي لأن وصينا في معنى القول فيصح أن يفسر بأي التفسيرية
قوله تعالى شهداء خبر ثان ويجوز أن يكون حالا من الضمير في قوامين على أنفسكم يتعلق بفعل دل عليه شهداء أي ولو شهدتم ويجوز أن يتعلق بقوامين ان يكن غنيا اسم كان مضمر فيها دل عليه تقدم ذكر الشهادة أي ان كان الخصم أو ان كان كل واحد من المشهود عليه والمسهود له وفي أو وجهان أحدهما هي بمعنى الوأو وحكى عن الأخفش فعلى هذا يكون الضمير في بهما عائدا على لفظ غني وفقير والوجه الثاني أن أو على بابها وهي هنا لتفصيل ما أبهم في الكلام وذلك أن كل واحد من المشهود عليه والمشهود له يجوز أن يكون غنيا وأن يكون فقيرا فقد يكونان غنيين وقد يكونان فقيرين وقد يكون أحدهما غنيا والاخر فقيرا فلما كانت الاقسام عند التفصيل على ذلك ولم تذكر

أتى بأو لتدل على هذا التفصيل فعلى هذا يكون الضمير في بهما عائدا على المشهود له والمشهود عليه على أي وصف كانا عليه لا على الصفة وقيل الضمير عائد إلى ما دل عليه الكلام والتقدير فالله أولى بالغني وألفقير وقي يعود على الغني وألفقير لدلالة الاسمين عليه أن تعدلوا فيه ثلاثة أوجه أحدها تقديره في أن لا تعدلوا فحذف لا أي لا تتبعوا الهوى في ترك العدل والثاني تقديره ابتغاء أن تعدلوا عن الحق والثالث تقديره مخافة أن تعدلوا عن الحق وعلى الوجهين هو مفعول له وان تلووا يقرأ بوأوين الأولى منهما مضمومة وهو من لوى يلوي ويقرأ بوأو واحدة ساكنة وفيه وجهان أحدهما أصله تلووا كالقراءة الأولى الا أنه أبدل الوأو المضمومة همزة ثم ألقى حركتها على اللام وقد ذكر مثله في آل عمران والثاني أنه من ولى الشيؤ أي وان تتولوا الحكم أو تعرضوا عنه أو ان تتولوا الحق عن الحكم
قوله تعالى لم يكن الله ليغفر لهم قد ذكر في قوله ما كان الله ليذر المؤمنين
قوله تعالى جميعا هو حال من الضمير في الجار وهو قوله لله
قوله تعالى وقد نزل يقرأ على ما لم يسم فاعله والقائم مقام الفاعل أن وما هو تمام لها وأن هي المخففة من الثقيلة أي أنه إذا سمعتم آيات الله ويقرأ نزل على تسمية الفاعل وأن في موضع نصب وتلخيص المعنى وقد نزل عليكم المنع من مجالستهم عند سماع الكفر منهم و ويكفر بها في موضع الحال من الايات وفي الكلام حذف تقديره يكفر بها أحد فحذف الفاعل وأقام الجار مقامه والضمير في معهم عائد على المحذوف فلا تفعلوا محمول على المعنى أيضا لأن هاهنا ملغاة لوقوعها بين الاسم والخبر ولذلك لم يذكر لم يذكر بعدها الفعل وأفرد مثلا لأنها في معنى المصدر ومثله أنؤمن لبشرين مثلنا وقد جمع في قوله ثم لا يكونوا أمثالكم وقرىء شإذا مثلهم بالفتح وهو مبني لاضافته إلى المبهم كما بني في قوله مثل ما أنكم تنطقون ويذكر في موضعه ان شاء الله تعالى وقيل نصب على الظرف كما قيل في بيت ألفرزدق
وإذ ما مثلهم بشر ... أي أنكم في مثل حالهم

قوله تعالى الذين يتربصون في موضع جر صفة للمنافقين والكافرين ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هم ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر فان كان لكم فتح من الله وما يتصل به ويجوز أن يكون في موضع نصب عن إضمار أعنى نستحوذ هو شإذ في القياس والقياس نستحذ على المؤمنين يجوز أن يتعلق بيجعل وأن يكون حالا من سبيل
قوله تعالى وهو خادعهم و كسإلى حالان يراءون يقرأ بالمد وتخفيف الهمزة ويقرأ بحذف الألف وتشديد الهمزة أي يحملون غيرهم على الرياء وموضعه نصب على الحال من الضمير في كسإلى ويجوز أن يكون بدلا من كسإلى ويجوز أن يكون مستأنفا الا قليلا نعت لمصدر محذوف أو زمان محذوف
قوله تعالى مذبذبين هو منصوب على الذم وقيل هو حال من الضمير في يذكرون والجمهور على فتح الذال على ما لم يسم فاعله أي أن نفاقعهم حملهم على التقلب ويقرأ بكسر الذال الثانية أي منقلبين وليست الذال الثانية بدلا عند البصريين بل ذبذب أصل بنفسه وقال الكوفيون الأصل ذبب فأبدل من الباء الأولى ذالا وذلك في موضع بينهما أي بين الايمان والكفر أو بين المسلمين وإليهود لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء وإلى يتعلق بفعل محذوف أي لا ينتسبون إلى هؤلاء بالكلية ولا إلى هؤلاء بالكلية وموضع لا إلى هؤلاء نصب على الحال من الضمير في مذبذبين أي يتذبذبون متلونين
قوله تعالى في الدرك يقرأ بفتح الراء وإسكانها وهما لغتان و من النار في موضع الحال من الدرك والعامل فيه معنى الاستقرار ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الاسفل
قوله تعالى الا الذين تابوا في موضع نصب استثناء من الضمير المجرور في قوله ولن تجد لهم ويجوز أن يكون من قوله في الدرك وقيل هو في موضع رفع بالابتداء والخبر فأولئك مع المؤمنين
قوله تعالى
ما يفعل الله في ما وجهان أصحهما أنهما استفهام في موضع نصب بيفعل و بعذابكم متعلق بيفعل والثاني أنها نفي والتقدير ما يفعل الله بعذابكم والمعنى لا يعذبكم
قوله تعالى بالسوء الباء تتعلق بالمصدر وفي موضعهما وجهان أحدهما نصب

تقديره لا يحب أن تجهروا بالسوء والثاني رفع تقديره أن يجهر بالسوء و من القول حال من السوء الا من ظلم استثناء منقطع في موضع نصب وقيل هو متصل والمعنى لا يحب أن يجهر أحد بالسوء الا من يظلم فيجهر أي يدعو الله بكشف السوء الذي أصابه أو يشكو ذلك إلى امام أو حاكم فعلى هذا يجوز أن يكون في موضع نصب وأن يكون في موضع رفع بدلا من المحذوف إذ التقدير أن يجهر أحد وقرىء ظلم بفتح الظاء على تسمية الفاعل وهو منقطع والتقدير لكن الظالم فانه مفسوح لمن ظلمه أن ينتصف منه وهي قراءة ضعيفة
قوله تعالى بين ذلك سبيلا ذلك يقع بمعنى المفرد والتثنية والجمع وهو هنا بمعنى التثنية أي بينهما
قوله تعالى حقا مصدر أي حق ذلك حقا ويجوز أن يكون حالا أي أولئك هم الكافرون غير شك
قوله تعالى أكبر من ذلك أي شيئا أو سؤالا أكبر جهرة مصدر في موضع الحال أي مجاهرين وقيل التقدير قولا جهرة وقيل رؤية جهرة
قوله تعالى ورفعنا فوقهم فوقهم يجوز أن يكون ظرفا لرفعنا وأن يكون حالا من ال الطور بميثاقهم في موضع نصب متعلق برفعنا تقديره بنقض ميثاقهم والمعنى ورفعنا فوقهم الجبل تخويفا لهم بسبب نقضهم الميثاق و سجدا حال لا تعدوا يقرأ بتخفيف الدال وإسكان العين يقال عدا يعدو إذا تجأوز الحد ويقرأ بتشديد الدال وسكون العين وأصله تعتدوا فقلب التاء دالا وأدغم وهي قراءة ضعيفة لأنه جمع بين ساكنين وليس الثاني حرف مد
قوله تعالى فبما نقضهم ما زائدة وقيل هي نكرة تامة ونقضهم بدل منها وفيما تتعلق به الباء وجهان أحدهما هو مظهر وهو قوله بعد ثلاث آيات حرمنا علهم وقوله فبظلم بدل من قوله فبما نقضهم وأعاد ألفاعء في البدل لما طال ألفصل والثاني أن ما يتعلق به محذوف وفي الاية دليل عليه والتقدير فبنقضهم ميثاقهم طبع على قلوبهم أو لعنوا وقيل التقدير فبما نقضهم ميثاقهم لا يؤمنون والفاء زائدة بل طبع الله عليها أي لس كما ادعوا من أن قلوبهم أوعية للعلم و بكفرهم أي بسبب كفرهم ويجوز أن يكون المعنى أن كفرهم صار مغطيا على قلوبهم كما تقول طبعت على الكيس بالطين أي جعلته الطابع الا قليلا أي ايمانا أو زمانا قليلا

قوله تعالى وبكفرهم معطوف على وبكرفهم الاول و بهتانا مصدر يعمل فيه القول لأنه ضرب منه فهو كقولهم قعد القرفصاء فهو على هذا بمثابة القول في الانتصاب وقال قوم تقديره قولا بهتانا وقيل التقدير بهتوا بهتانا وقيل هو مصدر في موضع الحال مباهتين
قوله تعالى وقولهم انا قتلنا هو معطوف على وكفرهم و عيسى بدل أو عطف بيان من المسيح و رسول الله كذلك ويجوز أن يكون رسول الله صفة لعيسى وأن يكون على إضمار أعنى لفي شك منه منه في موضع جر صفة لشك ولا يجوز أن يتعلق بشك وإنما المعنى لفي شك حادث منه أي من جهته ولا يقال شككت منه فان ادعى أن من بمعنى في فليس بمستقيم عندنا ما لهم به من علم يجوز أن يكون موضع الجملة المنفية جرا صفة مؤكدة لشك تقديره لفي شك منه غير علم ويجوز أن تكون مستأنفة ومن زائدة وفي موضع من علم وجهان أحدهما هو رفع بالابتداء وما قبله الخبر وفيه وجهان أحدهما هو به ولهم فضلة مبينة مخصصة كالتي في قوله ولم يكن له كفوا أحد فعلى هذا يتعلق به الاستقرار والثاني أن لهم هو الخبر وفي به على هذا عدة أوجه أحدهما أن يكون حالا من الضمير المستكن في الخبر والعامل فيه الاستقرار والثاني أن يكون حالا من العلم لأن من زائدة فلم تمنع من تقديم الحال على أن كثيرا من البصريين يجيز تقديم حال المجرور عليه والثالث أنه على التبيين أي ما لهم أعنى به ولا يتعلق بنفس علم لأن معمول المصدر لا يتقدم عليه والوجه الاخر أن يكون موضع من علم رفعا بأنه فاعل والعامل فيه الظرف اما لهم أو به الا اتباع الظن استثناء من غير الجنس وما قتلوه الهاء ضمير عيسى وقيل ضمير العلم أي وما قتلوا العلم يقينا كما يقال قتلته علما و يقينا صفة مصدر محذوف أي قتلا يقينا أو علما يقينا ويجوز أن يكون مصدرا من غير لفظ الفعل بل من معناه لأن معنى ما قتلوه ما عملوا وقيل التقدير تيقنوا ذلك يقينا بل رفعه الله الجيد ادغام اللام في الراء لأن مخرجهما واحد وفي الراء تكرير فهي أقوى من اللام وليس كذلك الراء إذا تقدمت لأن ادغامها يذهب التكرير الذي فيها وقد قرىء بالاظهار هنا
قوله تعالى وان من أهل الكتاب ان بمعنى ما والجار والمجرور في موضع رفع بأنه خبر المبتدأ والمبتدأ محذوف تقديره وما من أهل الكتاب أحد وقيل المحذوف من وقد مر نظيره الا أن تقدير من هاهنا بعيد لأن الاستثناء يكون بعد

تمام الاسم ومن الموصولة والموصوفة غير تامة ليؤمنن جواب قسم محذوف وقيل أكد بها في غير القسم كما جاء في النفي والاستفهام والهاء في موته تعود على أحد المقدر وقيل تعود على عيسى ويوم القيامة ظرف لشهيد ويجوز أن يكون العامل فيه يكون
قوله تعالى فبظلم الباء تتعلق بحرمنا وقد ذكرنا حكم الفاء قبل كثيرا أي صدا كثيرا أو زمانا كثيرا
قوله تعالى وأخذهم وأكلهم معطوف على صدهم والجميع متعلق برحمنا والمصادر مضافة إلى الفاعل وقد نهوا عنه حال
قوله تعالى لكن الراسخون الراسخون مبتدأ و في العلم متعلق به و منهم في موضع الحال من الضمير في الراسخون والمؤمنون معطوف على الراسخون وفي خبر الراسخون وجهان أحدهما يؤمنون وهو الصحيح والثاني هو قوله أولئك سنؤتيهم والمقيمين قراءة الجهور بالياء وفيه عدة أوجه أحدها أنه منصوب على المدح أي وأعنى المقيمين وهو مذهب البصريين وإنما يأتي ذلك بعد تمام الكلام والثاني أنه معطوف على ما أي يؤمنون بما أنزل إليك وبالمقيمين والمراد بهم الملائكة وقيل التقدير وبدين المقيمن فيكون المراد بهم المسلمين والثالث أنه معطوف على قبل تقديره ومن قبل المقيمين فحذف قبل وأقيم المضاف إليه مقامه والرابع أنه معطوف على الكاف في قبلك والخامس أنه معطوف على الكاف في إليك والسادس أنه معطوف على الهاء والميم في منهم وهذه وهذه الاوجه الثلاثة عندنا خطأ لأن فيها عطف الظاهر على المضمر من غير اعادة الجار وأما المؤتون الزكاة ففي رفعه أوجه أحدها هو معطوف على الراسخون والثاني هو معطوف على الضمير في الراسخون والثالث هو معطوف على الضمير في المؤمنون والرابع هو معطوف على الضمير في يؤمنون والخامس هو خبر مبتدأ محذوف أي وهم المؤتون والسادس هو مبتدأ والخبر أولئك سنؤتيهم وأولئك مبتدأ وما بعده الخبر ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف أي ونؤتي أولئك
قوله تعالى كما أوحينا الكاف نعت لمصدر محذوف وما مصدرية ويجوز أن تكون ما بمعنى الذي فيكون مفعولا به تقديره أوحينا إليك مثل الذي أوحينا

إلى نوح من التوحيد وغيره و من بعده في موضع نصب متعلق بأوحينا ولا يجوز أن يكون حالا من النبيين لأن ظروف الزمان لا تكون أحوالا للجثث ويجوز أن يتعلق من النبيين وفي يونس لغات أفصحها ضم النون من غير همز ويجوز فتحها وكسرها مع الهمز وتركه وكل هذه الاسماء أعجمية الا الاسباط وهو جمع سبط والزبور فعول من الزبر وهو الكتابة والاشبه أن يكون فعول بمعنى مفعول كالركوب والحلوب ويقرأ بضم الزاي وفيه وجهان أحدهما هو جمع زبور على حذف الزائد مثل فلس وفلوس والثاني أنه مصدر مثل القعود والجلوس وقد سمي به الكتاب المنزل على دأود
قوله تعالى ورسلا منصوب بفعل محذوف تقديره وقصصنا رسلا ويجوز أن يكون منصوبا بفعل دل عليه أوحينا أي وأمرنا رسلا ولا موعض لقوله قد قصصناهم و لم نقصصهم على الوجه الاول لأنه مفسر للعامل وعلى الوجه الثاني هما صفتان و تكليما مصدر مؤكد رافع للمجاز
قوله تعالى رسلا يجوز أن يكون بدلا من الاول وأن يكون مفعولا أي أرسلنا رسلا ويجوز أن يكون حالا موطئة لما بعدها كما تقول مررت بزيد رجلا صالحا ويجوز أن يكون على المدح أي أعنى رسلا واللام في لئلا يتعلق بما دل عليه الرسل أي أرسلناهم لذلك ويجوز أن تتعلق بمنذرين وعلى الله حال من حجة والتقدير للناس حجة كائنة على الله ويجوز أن يكون الخبر على الله وللناس حال ولا يجوز أن يتعلق على الله بحجة لأنها مصدر و بعد ظرف لحجة ويجوز أن يكون صفة لها لأن ظرف الزمان يوصف به المصادر كما يخبر به عنها
قوله تعالى أنزله لا موضع له و بعلمه حال من الهاء أي أنزله معلوما أو أنزله وفيه علمه أي معلومه ويجوز أن يكون حالا من الفاعل أي أنزله عالما به والملائكة يشهدون يجوز أن يكون لا موضع له ويكون حكمه كحكم لكن الله يشهد ويجوز أن يكون حالا أي أنزله والملائكة شاهدون بصدقه
قوله تعالى لم يكن الله ليغفر لهم قد ذكر مثله في قوله وما كان الله ليضيع و ما كان الله ليذر

قوله تعالى الا طريق جهنم استثناء من جنس الاول لأن الاول في معنى العموم ا كان في سياق النفي و خالدين حال مقدرة
قوله تعالى قد جاء الرسول بالحق بالحق في موضع الحال أي ومعه الحق أو متكلما بالحق ويجوز أن يكون متعلقا بجاء أي جاء بسبب اقامة الحق و من حال من الحال ويجوز أن تكون متعلقة بجاء أي جاء الرسول من عند الله فآمنوا خيرا تقديره عند الخليل وسيبويه وأتوا خيرا فهو مفعول به لأنه لما أمرهم بالايمان فهو يريد إخراجهم من أمر وادخالهم فيما هو خير منه وقيل التقدير ايمانا خيرا فهو نعت لمصدر محذوف وقيل هو خبر كان المحذوف أي يكن الايمان خيرا وهو غير جائز عند البصريين لأن كان لا تحذف هي واسمها ويبقى خبرها الا فيما لا بد منه ويزيد ذلك ضعفا أن يكون المقدرة جواب الشرط محذوف فيصير المحذوف للشرط وجوابه وقيل هو حال ومثله انتهوا خيرا في جميع وجوهه
قوله تعالى ولا تقولوا على الله الا الحق الحق مفعول تقولوا أي ولا تقولوا الا القول الحق لأنه بمعنى لاتذكروا ولا تعتقدوا والقول هنا هو الذي تعبر عنه الجملة في قولك قلت زيد منطلق ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف و المسيح مبتدأ و عيسى بدل أو عطف بيان و رسول الله خبره وكلمته عطف على رسول و ألقاها في موضع الحال وقد معه مقدرة وفي العامل في الحال ثلاثة أوجه أحدها معنى كلمته لأن معنى وصف عيسى بالكلمة المكون بالكلمة من غير أب فكأنه قال ومنشؤه ومبتدعه والثاني أن يكون التقدير إذ كان ألقاها فإذا ظرف للكلمة وكان تامة وألقاها حال من فاعل كان وهو مثل قولهم ضربى زيدا قائما والثالث أن يكون حالا من الهاء المجرور والعامل فيها معنى الاضافة تقديره وكلمة الله ملقيا إياها وروح منه معطوف على الخبر أيضا و ثلاثة خبر مبتدأ محذوف أي الهنا ثلاثة أو الاله ثلاثة انما الله مبتدأ و اله خبره و واحد توكيد أن يكون أي من أن يكون أو عن أن يكون وقد مر نظائره ومثله لن يستنكف المسيح أن يكون ولا الملائكة معطوف على المسيح وفي الكلام حذف أي أن يكونوا عبيدا
قوله تعالى برهان من ربكم ان شئت جعلت من ربكم نعتا لبرهان أو متعلقا بجاء

قوله تعالى صراطا مستقيما هو مفعول ثان ليهدي وقيل هو مفعول ليهدي على المعنى لأن المعنى يعرفهم
قوله تعالى في الكلالة في يتعلق بيفيتكم وقال الكوفيون بيستفتونك وهذا ضعيف لأنه لو كان كذلك لقال يفتيكم فيها في الكلالة كما لو تقدمت ان امرؤ هلك هو مثل وان امرأة خافت ليس له ولد الجملة في موضع الحال من الضمير في هلك وله أخت جملة حالية أيضا وجواب الشرط فلها وهو يرثها مستأنف لا موضع له وقد سدت هذه الجملة مسد جواب الشرط الذي هو قوله ان لم يكن لها ولد فان كانتا اثنتين الألف في كانتا ضمير الاختين ودل على ذلك قوله وله أخت وقيل هو ضمير من التقدير فان كان من يرث ثنتين وحمل ضمير من على المعنى لأنها تستعمل في الافراد والتثنية والجمع بلفظ واحد
فان قيل من شرط الخبر أن يفيد مالا يفيده المبتدأ والألف قد دلت على الاثنين قيل الفائدة في قوله اثنتين بيان أن الميراث وهو الثلثان هاهنا مستحق بالعدد مجردا عن الصغر والكبر وغيرهما فلهذا كان مفيدا مما ترك في موضع الحال من الثلثان فان كانوا الضمير للورثة وقد دل عليه ما تقدم فللذكر أي منهم أن تضلوا فيه ثلاثة أوجه أحدها هو مفعول يبين أي يبين لكم ضلالكم لتعرفوا الهدى والثاني هو مفعول له تقديره مخافة أن تضلوا والثالث تقديره لئلا تضلوا وهو قول الكوفيين ومفعول يبين على الوجهين محذوف أي يبين لكم الحق

سورة المائدة
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى الا ما يتلى عليكم في موضع نصب على الاستثناء من بهيمة الانعام والاستثناء متصل والتقدير أحلت لكم بهيمة الانعام الا الميتة وما أهل لغير الله به وغيره مما ذكر في الاية الثالثة من السورة غير حال من الضمير المجرور عليكم أو لكم وقيل هو حال من ضمير الفاعل في أوفوا و محلى اسم فاعل مضاف إلى المفعول وحذفت النون للإضافة و الصيد مصدر بمعنى المفعول أي المصدر ويجوز أن يكون على بابه هاهنا أي غير محلين الاصطياد في حال الاحرام

قوله تعالى ولا القلائد أي ولا ذوات القلائد لأنها جمع قلادة والمراد تحريم المقلدة لا القلادة ولا آمين أي ولا قتال آمين أو إذى آمين وقرىء في الشإذ ولا آمي البيت بحذف النون والاضافة يبتغون في موضع الحال من الضمير في آمين ولا يجوز أن يكون صفة لآمين لأن اسم الفاعل إذا وصف لم يعمل في الاختيار فاصطادوا قرىء في الشإذ بكسر الفاء وهي بعيدة من الصواب وكأنه حركها بحركة همزة الوصل ولا يجرمنكم الجمهور على فتح الياء وقرىء بضمها وهما لغتان يقال جرم وأجرم وقيل جرم متعد إلى مفعول واحد وأجرم متعد إلى اثنين والهمزة للنقل فأما فاعل هذا الفعل فهو شنآن ومفعوله الاول الكاف والميم و أن تعتدوا هو المفعول الثاني على قول من عداه إلى مفعولين ومن عداه إلى واحد كأنه قدر حرف الجر مرادا مع أن تعتدوا والمعنى لا يحملنكم بغض قوم على الاعتداء والجمهور على فتح النون الأولى من شنآن وهو مصدر كالغليان والنزوان ويقرأ بسكونها وهو صفة مثل عطشان وسكران والتقدير على هذا لا يحملنكم بغيض قوم أي عدأوة بغيض قوم وقيل من سكن أراد المصدر أيضا لكنه خفف لكثرة الحركات وإذا حركت النون كان مصدرا مضافا إلى المفعول أي لا يحملنكم بغضكم لقوم ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل أي بغض قوم اياكم أن صدوكم يقرأ بفتح الهمزة وهي مصدرية والتقدير لأن صدوكم وموعه نصب أو جر على الاختلاف في نظائره ويقرأ بكسرها على أنها شرط والمعنى أن يصدوكم مثل ذلك الصد الذي وقع منهم أو يستديموا الصد وإنما قدر بذلك لأن الصد كان قد وقع من الكفار للمسلمين ولا تعأونوا يقرأ بتخفيف التاءين على أنه حذف التاء الثانية تخفيفا أو بتشديدها إذا وصلتها بلا على ادغام احدى التاءين في الاخرى وساغ الجمع بين ساكنين لأن الاول منهما حرف مد
قوله تعالى الميتة أصلها الميتة والدم أصله دمى وما أهل لغير الله به قد ذكر ذلك كله في البقرة والنطيحة بمعنى المنطوحة ودخلت فيها الهاء لأنها لم تذكر الموصوفة معها فصارت كالاسم فان قلت شاة نطيح لم تدخل الهاء وما أكل السبع ما بمعنى الذي وميوضعه رفع عطفا على الميتة والاكثر ضم الباء من السبع وتسكينها لغة وقد قرىء به الا ما ذكييتم في موضع نصب استثاء من الموجب قبله والاستثناء راجع إلى المتردية والنطيحة وأكيلة السبع

وما ذبح مثل وما أكل السبع على النصب فيه وجهان أحدهما هو متعلق بذبح تعلق المفعول بالفعل أي ذبح على الحجارة التي تسمى نصبها أي ذبحت في ذلك الموضع والثاني أن النصب الاصنام فعلى هذا في على وجهان أحدهما هي بمعنى اللام أي لأجل الاصنام فتكون مفعولا له والثاني أنها على أصلها وموضعه حال أي وما ذبح مسمى على الاصنام وقيل نصب بضمتين ونصب بضم النون وإسكان الصاد ونصب بفتح النون وإسكان الصاد وهو مصدر بمعنى المفعول وقيل يجوز فتح النون والصاد أيضا وهو اسم بمعنى المنصوب كالقبض والنقض بمعنى المقبوض والمنقوض وأن تستقسموا في موضع رفع عطفا على الميتة و الازلام جمع زلم وهو القدح الذي كانوا يضربون به على أيسار الجزور ذلكم فسق مبتدأ وخبر ولكم اشارة إلى جميع المحرمات في الاية ويجوز أن يرجع إلى الاستقسام اليوم ظرف ل يئس و اليوم الثاني ظرف ل أكملت و عليكم يتعلق بأتممت ولا يتعلق ب نعمتي فان شئت جعلته على التبيين أي أتممت أعنى عليكم و رضيت يتعدى إلى مفعول واحد وهو هنا الاسلام و دينا حال وقيل يتعدى إلى مفعولين لأن معنى رضيت هنا جعلت وصيرت ولكم يتعلق برضيت وهي للتخصيص ويجوز أن يكون حالا من الاسلام أي رضيت الاسلام لكم فمن اضطر شرط في موضع رفع بالابتداء و غير حال والجمهور على متجانف بالألف والتخفيف وقرىء مجنف بالتشديد من غير ألف يقال تجانف وتجنف لاثم متعلق بمتجانف وقيل اللام بمعنى إلى أي مائل إلى اثم فان الله غفور رحيم أي له فحذف العائد على المبتدأ
قوله تعالى مإذا أحل لهم قد ذكر في البقرة وما علمتم ما بمعنى الذي والتقدير صيد ما علمتم أو تعليم ما علمتم و من الجوارح حال من الهاء المحذوفة أو من ما والجوارح جمع جارحة والهاء فيها للمبالغة وهي صفة غالبة إذ لا يكاد يذكر معها الموصوف مكلبين يقرأ بالتشديد والتخفيف يقال كلبت الكلب وأكلبته فكلب أي أرغيته على الصيد وأسدته فاستأسد وهو حال من الضمير في علمتم تعلمونهن فيه وجهان أحدهما هو مستأنف لا موضع له والثاني هو حال من الضمير في مكلبين ولا يجوز أن يكون حالا ثانية لأن

العامل الواحد لا يعمل في حالين ولا يحسن أن يجعل حالا من الجوارح لأنك قد فصلت بينهما حال لغير الجوارح مما أي شيئا مما علمكم الله
قوله تعالى وطعام الذين مبتدأ و حل لكم خبره ويجوز أن يكون معطوفا على الطيبات وحل لكم خبر مبتدأ محذوف وطعامكم حل لهم مبتدأ وخبر والمحصنات معطوف على الطيبات ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي والمحصنات من المؤمنات حل لكم أيضا وحل مصدر بمعنى الحلال فلا يثني ولا يجمع و من المؤمنات حال من الضمير في المحصنات أو من نفس المحصنات إذا عطفتها على الطيبات إذا آتيتموهن طرف لأحل أو لحل المحذوفة محصنين حال من الضمير المرفوع في آتيتموهن فيكون العالم آتيتم ويجوز أن يكون العامل أحل أو حل المحذوفة غير صفة لمحصنين أو حال من الضمير الذي فيها ولا متخذي معطوف على غير فيكون منصوبا ويجوز أن يعطف على مسافحين وتكون لا لتأكيد النفي ومن يكفر بالايمان أي بالمؤمن به فهو مصدر في موضع المفعول كالخلق بمعنى المخلوق وقيل التقدير بموجب الايمان وهو الله وهو في الاخرة من الخاسرين اعرابه مثل اعراب وانه في الاخرة لمن الصالحين وقد ذكر في البقرة
قوله تعالى إلى المرافق قيل إلى بمعنى مع كقوله ويزدكم قوة إلى قوتكم وليس هذا المختار والصحيح أنها على بابها وأنها لانتهاء الغاية وإنما وجب غسل المرافق بالسنة وليس بينهما تناقض لأن إلى تدل على انتهاء الفعل ولا يتعرض بنفي المحدود إليه ولا بإثباته الا ترى أنك إذا قلت سرت إلى الكوفة فغير ممتنع أن تكون بلغت أول حدودها ولم تدخلها وأن تكون دخلتها فلو قام الدليل على أنك دخلتها لم يكن مناقضا لقولك سرت إلى الكوفة فعلى هذا تكون إلى متعلقة باغسلوا ويجوز أن تكون في موضع الحال وتتعلق بمحذوف والتقدير وأيدكم مضافة إلى المرافق برءوسكم الباء زائدة وقال من لا خبرة له بالعربية الباء في مثل هذا للتبعيض وليس بشيء يعرفه أهل النحو ووجه دخولها أنها تدل على الصاق المسح بالرأس وأرجلكم يقرأ بالنصب وفيه وجهان أحدهما هو معطوف على الوجوه والايدي أي فاغسلوا وجوهكم وأيديكم وأرجلكم وذلك جائز في العربية بلا خلاف والسنة الدلالة على وجوب غسل الرجلين تقوى ذلك والثاني أنه معطوف على موضع برءوسكم والاول أقوى لأن العطف على اللفظ أقوى من العطف على الموضع

ويقرأ في الشذوذ بالرفع على الابتداء أي وأرجلكم مغسولة أو كذلك ويقرأ بالجر وهو مشهور أيضا كشهرة النصب وفيها وجهان أحدهما أنها معطوفة على الرءوس في الإعراب والحكم مختلف فالرءوس ممسوحة والارجل مغسولة وهو الإعراب الذي يقال هو على الجوار وليس بممتنع أن يقع في القرآن لكثرته فقد جاء في القرآن وتالشعر فمن القرآن قوله تعالى وحور عين على قراءة من جر وهو معطوف على قوله بأكواب وأباريق والمعنى مختلف إذ ليس المعنى يطوف عليهم ولدان مخلدون بحور عين قال الشاعر وهو النابغة
لم يبق الا أسير غير منفلت ... أو موثق في حبال القيد مجنوب
والقول في مجرورة والجوار مشهور عندهم في الإعراب وقلب الحروف ببعضها إلى بعض والتأنيث وغير ذلك فمن الإعراب ما ذكرنا في العطف ومن الصفات قوله عذاب يوم محيط واليوم ليس بمحيط وإنما المحيط العذاب وكذلك قوله في يوم عاصف واليوم ليس بعاصف وإنما العاصف الريح ومن قلب الحروف قوله عليه الصلاة و السلام
ارجعن مأزورات غير مأجورات والأصل موزورات ولكن أريد التآخي وكذلك قولهم انه لا يأتينا بالغدايا والعشايا ومن التأنيث قوله فله عشر أمثالها فحذفت التاء من عشر وهي مضافة إلى الامثال وهي مذكرة ولكن لما جأورت الامثال الضمير المؤنث أجرى عليها حكمه وكذلك قول الشاعر
لما أتى خبر الزبير تضعضعت ... سور المدينة والجبال الخشع
وقولهم ذهبت بعض أصابعه ومما راعتب العرب فيه الجوار قولهم قامت هند فلم يجيزوا حذف التاء إذا لم يفصل بينهما فان فصلوا بينهما أجازوا حذفها ولا فرق بينهما الا المجأورة وعدم المجأورة ومن ذلك قولهم قام زيد وعمرا كلمته استحسنوا النصب بفعل محذوف لمجأورة الجملة اسما قد عمل فيه الفعل ومن ذلك قلبهم الوأو المجأورة للطرف همزة في قولهم أوائل كما لو وقعت طرفا وكذلك إذا بعدت عن الطرف لا تقلب نحو طوأويس وهذا موضع يحتمل أن يكتب فيه أوراق من الشواهد وقد جعل النحويون له بابا ورتبوا عليه مسائل ثم أصلوه بقولهم جحر ضب خرب حتى اختلفوا في جواز جر التثنية والجمع فأجاز الاتباع فيهما جماعة من حذاقهم قياسا على المفرد المسموع ولو كان لا وجه له في القياس بحال لاقتصروا فيه على المسموع فقط ويؤيد ما ذكرناه أن الجر في الاية قد أجيز غيره وهو

النصب والرفع والنصب غير قاطعين ولا ظاهرين على أن حكم الرجلين المسح وكذلك الجر يجب أن يكون كالنصب والرفع في الحكم دون الإعراب والوجه الثاني أن يكون جر الارجل بجار محذوف تقديره وافعلوا بأرجلكم غسلا وحذف الجار وإبقاء الجر جائز قال الشاعر
مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة ... ولا ناعب الا ببين غربها
وقال زهير
بدا لي أني لست مدرك ما مضى ... ولا سابق شيئا إذا كان جائيا
فجر بتقدير الباء وليس بموضع ضرورة وقد أفردت لهذه المسألة كتابا إلى الكعبين مثل إلى المرافق وفيه دليل على وجوب غسل الرجلين لأن المسموح ليس بمحدود والتحديد في المغسول الذي أريد بعضه وهو قوله وأيديكم إلى المرافق ولم يحدد الوجه لأن المراد جميعه وأيدكم منه منه في موضع نصب بامسحوا ليجعل اللام غير زائدة ومفعول يريد محذوف تقديره ما يريد الله الرخصة في التيمم ليجعل عليكم حرجا وقيل اللام زائدة وهذا ضعيف لأن أن غير ملفوظ بها وإنما يصح أن يكون الفعل مفعولا ليريد بأن ومثله ولكن يريد ليطهركم أي يريد ذلك ليطهركم عليكم يتعلق بيتم ويجوز أن يتعلق بالنعمة ويجوز أن يكون حالا من النعمة
قوله تعالى إذ ظرف لواثقكم ويجوز أن يكون حالا من الهاء المجرورة وأن يكون حالا من الميثاق
قوله تعالى شهداء بالقسط مثل قوله تعالى شهداء لله وقد ذكرناه في النساء هو أقرب هو ضمير العدل وقد دل عليه أعدلوا وأقرب للتقوى قد ذكر في البقرة
قوله تعالى وعد الله وعد يتعدى إلى معفولين يجوز الاقتصار على أحدهما والمفعول الاول هنا الذين آمنوا والثاني محذوف استغنى عنه بالجملة التي هي قوله لهم مغفرة ولا موضع لها من الإعراب لأن وعد لا يعلق عن العمل كما تعلق ظننت وأخواتها
قوله تعالى نعمت الله عليكم يتعلق بنعمة ويجوز أن يكون حالا منها
211 - فيتعلق بمحذوف و إذ ظرف للنعمة أيضا وإذا جعلت عليكم حالا جاز أن يعمل في إذ أن يبسطوا أي بأن يبسطوا وقد ذكرنا الخلاف في موضعه
قوله تعالى منهم اثنى عشر يجوز أن يتعلق منهم ببعثنا وأن يكون صفة لاثني عشر تقدمت فصارت حالا وعزرتموهم يقرأ بالتشديد والتخفيف والمعنى واحد قرضا يجوز أن يكون مصدرا محذوف الزوائد والعامل فيه أقرضتم أي اقراضا ويجوز أن يكون القرض بمعنى المقرض فيكون مفعولا به لأكفرن جواب الشرط فمن كفر بعد ذلك منكم في موضع الحال من الضميرؤ في لأكفرن و سواء السبيل قد ذكر في البقرة
قوله تعالى فبما نقضهم الباء تتعلق ب لمعناهم ولو تقدم الفعل لدخلت الفاء عليه وما زائدة أو بمعنى شيء وقد ذكر في النساء وجعلنا يتعدى إلى مفعولين بمعنى صيرنا و قاسية المفعول الثاني وياؤه وأو في الأصل لأنه من القسوة ويقرأ قسية على فعيلة قلبت الوأو ياء وأدغمت فيها ياء فعيل وفعيلة في لعناهم وأن يكون حالا من الضمير في قاسية ولا يجوز أن يكون حالا من هنا للمبالغة بمعنى فاعلة يحرفون مستأنف ويجوز أن يكون حالا من المفعول في لعناهم وأن يكون حالا من الضمير في قاسية ولا يجوز أن يكون حالا من القلوب لأن الضمير في يحرفون لا يرجع إلى القلوب ويضعف أن يجعل حالا من الهاء والميم في قلوبهم عن مواضعه قد ذكر في النءا على خائنة أي على طائفة خائنة ويجوز أن تكون فاعلة هنا مصدرا كالعاقبة والعافية و منهم صفة لخائنة ويقرأ خيانة وهي مصدر والياء منقلبة عن وأو لقولهم يخون وفلان أخون من فلان وهو خوان الا قليلا منهم استثناء من خائنة ولو قرىء بالجر على البدل لكان مستقيما
قوله تعالى ومن الذين قالوا من تتعلق بأخذنا تقديره وأخذنا من الذين قالوا انا نصارى ميثاقهم والكلام معطوف على قوله ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل والتقدير وأخذنا من الذين قالوا انا نصارى ميثاقهم ولا يجوز أن يكون التقدير وأخذنا ميثاقهم من الذين قالوا انا نصارى لأن فيه إضمارا قبل الذكر لفظا وتقديرا والياء في وأغرينا من وأو واشتقاقه من الغراء وهو الذي يلصق به يقال سهم مغرو و بينهم ظرف لأغرينا أو حال من العدأوة ولا يكون ظرفا للعدأوة لأن المصدر لا يعمل فيما قبله إلى يوم القيامة يتعلق بأغرينا أو بالبغضاء أو بالعدأوة أي تباغضوا إلى يوم القيامة

قوله تعالى يبين لكم حال من رسولنا و من الكتاب حال من الهاء المحذوفة في يخفون قد جاءكم لا موضع له من الله يتعلق بجاءكم أو حال من نور
قوله تعالى يهدي به الله يجوز أن يكون حالا من رسولنا بدلا من يبين وأن يكون حالا من الضمير في يبين ويجوز أن يكون صفة لنور أو لكتاب والهاء في به تعود على من جعل يهدي حالا منه أو صفة له فلذلك أفرد و من بمعنى الذي أو نكرة موصوفة و سبل السلام المفعول الثاني ليهدي ويجوز أن يكون بدلا من رضوانه والرضوان بكسر الراء وضمها لغتان وقد قرىء بهما وسبلي بضم الباء والتسكين لغة وقد قرىء به بإذنه أي بسبب أمره المنزل على رسوله
قوله تعالى فمن يملك أي قل لهم ومن استفهام تقير و من الله يجوز أن يكون حالا متعلقا بيملك وأن يكون حالا من و شيئا و جميعا حال من المسيح وأمه ومن في الارض ويجوز أن يكون حالا من من وحدها ومن هاهنا عام سبقه خاص من جنسه وهو المسيح وأمه يخلق مستأنف
قوله تعالى قل فلم يعذبكم أي قل لهم بل أنتم رد لقوهلم نحن أبناء الله وهو محكي بقل
قوله تعالى على فترة في موضع الحال من الضمير في يبين ويجوز أن يكون حالا من الضمير المجرور في لكم و من الرسل نعت لفترة أن تقولوا أي مخألفة أن تقولوا ولا نذير معطوف على لفظ بشير ويجوز في الكلام الرفع على موضع من بشير
قوله تعلاى نعمت الله عليكم إذ جعل هو مثل قوله نعمة الله عليكم إذ هم قوم وقد ذكر
قوله تعالى على أدباركم حال من الفاعل في ترتدوا فتنقلبوا يجوز أن يكون مجزوما عطفا على ترتدوا وأن يكون منصوبا على جواب النهي
قوله تعالى فانا داخلون أي داخلوها فحذف المفعول لدلالة الكلام عليه
قوله تعالى من الذين يخافون في موضع رفع صفة لرجلين ويخافون صلة الذين والوأو العائد ويقرأ بضم الياء على مالم يسم فاعله وله معنيان أحدهما

هو من قولك خيف الرجل أي خوف والثاني أن يكون المعنى يخافهم غيرهم كقولك فلان مخوف أي يخافه الناس أنعم الله صفة أخرى لرجلين ويجوز أن يكون حالا وقد معه مقدرة وصاحب الحال رجلان أو الضمير في الذين
قوله تعالى ما داموا هو بدل من أبدا لأن ما مصدرية تنوب عن الزمان وهو بدل بعض و هاهنا ظرف ل قاعدون والاسم هنا وها للتنبيه مثل التي في قولك هذا وهؤلاء
قوله تعالى وأخى في موضعه وجهان أحدهما نصب عطفا على نفسي أو على اسم ان والثاني رفع عطفا على الضمير في أملك أي ولا يملك أخي الا نفسه ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي وأخي كذلك وبين القوم ألفاسقين الأصل أن لا تكرر بين وقد تكرر توكيدا كقولك المال بين زيد وبين عمرو وكررت هنا لئلا يعطف على الضمير من غير اعادة الجار
قوله تعالى أربعين سنة ظرف لمحرمة فالتحريم على هذا مقدر و يتيهون حال من الضمير المجرور وقيل هي ظرف ليتيهون فالتحريم على هذا غير مؤقت فلا تأس ألف تأسا بدل من وأو لأنه من الاسى الذي هو الحزن وتثنيته أسوان ولا حجة في أسيت عليه لانكار السين ويقال رجل أسوان بالوأو وقيل هي من الياء يقال رجل أسيان أيضا
قوله تعالى نبأ ابنى آدم الهمزة في ابنى همزة وصل كما هي في الواحد فأما همزة أبناء في الجمع فهمزة قطع لأنها حادثة للجمع إذ قربا ظرف لنبأ أو حال منه ولا يكون ظرفا لاتل وبالحق حال من الضمير في اتل أي محقا أو صادقا قربانا هو في الأصل مصدر وقد وقع هنا موضع المفعول به والأصل إذ قربا قربانين لكنه لم يثن لأن المصدر لا يثنى وقال أبو علي تقديره إذ قرب كل واحد منهما قربانا كقوله فاجلدوهم ثمانين جلدة أي كل واحد منهم قال لأقتلنك أي قال المردود عليه للمقبول منه ومقعلو يتقبل محذوف أي يتقبل من المتقين قرابينهم وأعمالهم
قوله تعالى باثمي واثمك في موضع الحال أي ترجع حاملا للاثمين
قوله تعالى فطوعت الجمهور على تشديد الوأو ويقرأ طأوعت بالألف

والتخفيف وهما لغتان والمعنى زينت قال قوم طأوعت تتعدى بغير لام وهذا خطأ لأن التي تتعدى بغير اللام تتعدى إلى مفعول واحد وقد عداه هاهنا إلى قتل أخيه وقيل التقدير طأوعته نفسه على قتل أخيه فزاد اللام وحذف على
قوله تعالى كيف يوارى كميف في موضع الحال من الضمير في يوارى والجملة في موضع نصب بيرى والسوأة يجوز تخفيف همزتها بإلقاء حركتها على الوأو فتبقى سوأة أخيه ولا تقلب الوأو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها لأن حركتها عارضة والألف في ويلتي بدل من ياء المتكلم والمعنى يا ويله احضري فهذا وقتك فأوارى معطوف على أكون وذكر بعضهم أنه يجوز أن ينتصب على جواب الاستفهام وليس بشيء إذ ليس المعنى أيكون مني عجز فمواراة الا ترى أن قولك أين بيتك فأزورك معناه لو عرفت لزرت وليس المعنى هنا لو عجزت لواريت
قوله تعالى من أجل من تتعلق ب كتبنا ولا تتعلق بالنادمين لأنه لا يحسن الابتداء بكتبنا هنا والهاء في انه للشان و من شرطية و بغير حال من الضمير في قتل أي من قبتل نفسا ظالما أو فساد معطوف على نفس وقرىء في الشإذ بالنصب أي أو عمل فسادا أو أفسد فسادا أي افساد فوضعه موضع المصدر مثل العطاء و بعد ذلك ظرف ل مسرفون ولا تمنع لام لتوكيد ذلك
قوله تعالى يحاربون الله أي أولياء الله فحذف المضاف و أن يقتلوا خبر جزاء وكذلك المعطوف عليه وقد قرىء فيهن بالتخفيف و من خلاف حال من الايدي والارجل أي مختلفة أو ينفوا من الارض أي من الارض التي يريدون الاقامة بها فحذف الصفة و ذلك مبتدأ و لهم خزي مبتدأ وخبر في موضع خبر ذلك و في الدنيا صفة خزي ويجوز أن يكون ظرفا له ويجوز أن يكون خزي خبر ذلك ولهم صفة مقدمة فتكون حالا ويجوز أن يكون في الدنيا ظرفا للاستقرار
قوله تعالى الا الذين استثناء من الذين يحاربون في موضع نصب وقيل يجوز أن يكون في موضع رفع بالابتداء والعائد عليه من الخبر محذوف أي فان الله غفور لهم أو رحيم بهم
قوله تعالى إليه الوسيلة يجوز أن يتعلق إلى بابتغوا وأن يتعلق بالوسيلة

لأن الوسيلة بمعنى المتوسل به فيعمل فيما قبله ويجوز أن يكون حالا أي الوسيلة كائنة إليه
قوله تعالى من عذاب يوم القيامة العذاب اسم للتعذيب وله حكمه في العمل وأخرجت اضافته إلى يوم يوما عن الظرفية
قوله تعالى والسارق والسارقة مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما هو محذوف تقديره عند سيبيويه وفيما يتلى عليكم ولا يجوز أن يكون عنده فاقطعوا هو الخبر من أجل الفاء وإنما يجوز ذلك فيما إذا كان المبتدأ الذي وصلته بالفعل أو الظرف لأنه يشبه الشرط والسارق ليس كذلك والثاني الخبر فاقطعوا أيديهما لأن الألف واللام في السارق بمنزلة الذي لا يراد به سارق بعينه وأيديهما بمعنى يديهما لأن المقطوع من السارق والسارقة يميناهم فوضع الجمع موضع الاثنين لأنه ليس في الانسان سوى يمين واحدة وما هذا سبيله يجعل الجمع فيه مكان الاثنين ويجوز أن يخرج على الأصل وقد جاء في بيت واحد قال الشاعر
ومهمهين فد فدين مرتين ... ظهراهما مثل ظهور الترسين
جزاء مفعول من أجله أو مصدر لفعل محذوف أي جازهما جزاء وكذلك نكالا
قوله تعالى لا يحزنك نهى والجيدي فتح الياء وضم الزاي ويقرأ بضم الياء وكسر الزاي من أحزنني وهي لغة من الذين قالوا في موضع نصب على الحال من الضمير في يسارعون أو من الذين يسارعون بأفواههم يتعلق بقالوا أي قالوا بأفواههم آمنوا ولم تؤمن قلوبهم الجملة حال ومن الذين هادوا معطوف على قوله من الذين قالوا آمنوا و سماعون خبر مبتدأ محذوف أي هم سماعون وقبل سماعون مبتدأ ومن الذين هادوا خبره للكذب فيه وجهان أحدهما اللام زائدة تقديره سماعنون الكذب والثاني ليست زائدة والمفعول محذوف والتقدير سماعون أخباركم للكذب أي ليكذبوا عليكم فيها و سماعون الثانية تكريرا للأولى و لقوم متعلق به أي لأجل قوم ويجوز أن تتعلق اللام في لقوم بالكذب لأن سماعون الثانية مكررة والتقدير ليكذبوا لقوم آخرين و لم يأتوك في موضع جر صفة أخرى لقوم يحرفون فيه وجهان أحدهما هو مستأنف لا موضع له أو في موضع رفع خبر لمبتدأ محذوف أي هم يحرفون والثاني ليست بمستأنف بل هو صفة لسماعون أي سماعون محرفون ويجوز أن يكون

حالا من الضمير في سماعون ويجوز أن يكون صفة أخرى لقوم أي محرفين و من بعد مواضعه مذكور في النساء يقولون مثل يحرفون ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يحرفون من الله شيئا في موضع الحال التقدير شيئا كائنا من أمر الله
قوله تعالى سماعون للكذب أي هم سماعون ومثله أكالون للسحت والسحت والسحت لغتان وقد قرىء بهما فلن يضروك شيئا في موضع المصدر أي ضررا
قوله تعالى وكيف يحكمونك كيف في موضع نصب على الحال من الضمير الفاعل في يحكمونك وعندهم التوراة جملة في موضع الحال والتوراة مبتدأ وعندهم الخبر ويجوز أن ترفع التوراة بالظرف فيها حكم الله في موضع الحال والعامل فيها ما في عند من معنى الفعل وحكم الله مبتدأ أو معمول الظرف
قوله تعالى فيها هدى ونور في موضع الحال من التوراة يحكم بها النبيون جملة في الحال من الضمير المجرور في فيها للذين هادوا اللام تتعلق بيحكم والربانيون والاحبار عطف على النبيون بما استحفظوا يجوز أن يكون بدلا من قوله بها في قوله يحكم بها وقد أعاد الجار لطول الكلام وهو جائز أيضا وان لم يطل وقيل الربانيون مرفوع بفعل محذوف والتقدير ويحكم الربانوين والاحبار بما تسحفظوا وقيل هو مفعول به أي يحكمون بالتوراة بسبب استحفاظهم ذلك و ما بمعنى الذي أي بما استحفظوه من كتاب الله حال من المحذوف أو من ما و عليه يتعلق ب شهداء
قوله تعالى النفس بالنفس بالنفس في موضع رفع خبر أن وفيه ضمير وأما العين إلى قوله والسن فيقرأ بالنصب عطفا على ما عملت فيه أن وبالرفع وفيه ثلاثة أوجه أحدها هو مبتدأ والمجرور خبره وقد عطف جملا على جملة والبثاني أن المرفوع منها معطوف على الضمير في قوله بالنفس والمجررات على هذا أحوال مبينة للمعنى لأن المرفوع على هذا فاعل للجار وجاز العطف من غير توكيد كقوله تعالى ما أشركنا ولا آباؤنا والثالث أنها معطوفة على المعنى لأن معنى كتبنا عليهم قلنا لهم النفس بالنفس ولا يجوز أن يكون معطوفا على أن وما عملت فيه لأنها وما عملت فيه في موضع نصب وأما قوله والجروح فيقرأ بالنصب حملا على على النفس وبالرفع وفيه الاوجه الثلاثة ويجوز أن يكون مستأنفا أي والجروح

قصاص في شريعة محمد والهاء في به للقصاص و فهو كناية عن التصدق والهاء في له للمتصدق
قوله تعالى مصدقا الأولى حال من عيسى و من التوراة حال من ما أو من الضمير في الظرف و فيه هدى جملة في موضع الحال من الانجيل ومصدقا الثاني حال أخرى من الانجيل وقيل من عيسى أيضا وهدى وموعظة حال من الانجيل أيضا ويجوز أن يكون من عيسى أي هاديا وواعظا أو ذا هدى وذا موعظة ويجوز أن يكون مفعولا من أجله أي قفينا للهدى أو وآتيناه الانجيل للهدى وقد قرىء في الشإذ بالرفع أي وفي الانجيل هدى وموعظة وكرر الهدى توكيدا
قوله تعالى وليحكم يقرأ بسكون اللام والميم على الامر ويقرأ بكسر اللام وفتح الميم على أنها لام كي أي وقفينا ليؤمنوا وليحكم
قوله تعالى بالحق حال من الكتاب مصدقا حال من الضمير في قوله بالحق ولا يكون حالا من الكتاب إذ لا يكون حالان لعامل واحد ومهيمنا حال أيضا ومن الكتاب حال من ما أو من الضمير في الظرف والكتاب الثاني جنس وأصل ميهيمن ميمن لأنه مشتق من الامانة لأن المهيمن الشاهد وليس في الكلام همن حتى تكون الهاء أصلا عما جاءك في موضع الحال أي عادلا عما جاءك و من الحق حال من الضمير في جاءك أو من ما لكل جعلنا منكم لا يجوز أن يكون منكم صفة لكل لأن ذلك يوجب ألفصل بين الصفة والموصوف بالاجنبي الذي لا تشديد فيه للكلام ويوجب أيضا أن يفصل بين جعلنا وبين معمولها وهو شرعة وإنما يتعلق بمحذوف تقديره أعنى وجعلنا هاهنا ان شئت جعلتها المتعدية إلى مفعول واحد وان شئت جعلتها بمعنى صيرنا ولكن ليبلوكم اللام تتعلق بمحذوف تقديره ولكن فرقكم ليبلوكم مرجعكم جميعا حال من الضمير المجرور وفي العامل وجهان أحدهما المصدر المضاف لأنه في تقدير إليه ترجعون جميعا والضمير المجرور فاعل في المعنى أو قائم مقام الفاعل والثاني أن يعمل فيه الاستقرار الذي ارتفع به مرجعكم أو الضمير الذي في الجار
قوله تعالى وأن احكم بينهم في أن وجهان أحدهما هي مصدرية والامر صلة لها وفي موضعها ثلاثة أوجه أحدها نصب عطفا على الكتاب

في قوله وأنزلنا إليك الكتاب أي وأنمزلنا إليك الحكم والثاني جر عطفا على الحق أي أنزلنا إليك وبالحكم ويجوز على هذا الوجه أن يكون نصبا لما حذف الجار والثالث أن يكون في موضع رفع تقديره وأن احكم بينهم بما نزل الله أمرنا أو قولنا وقيل أن بمعنى أي وهو بعيد لأن الوأو تمنع من ذلك والمعنى يفسد ذلك لأن أن التفسيرية ينبغي أن يسبقها قول يفسر بها ويمكن تصحيح هذا القول على أن يكون التقدير وأمرناك ثم فسر هذا الامر باحكم أن يفتنوك فيه وجهان أحدهما هو بدل من ضمير المفعول بدل الاشتمال أي احذرهم فتنتهم والثاني أن يكون مفعولا من أجله أي مخافة أن يفتنوك
قوله تعالى أفحكم الجاهلية يقرأ بضم الحاء وسكون الكاف وفتح الميم والناصب له يبغون ويقرأ بفتح الجميع وهو أيضا منصوب بيبغون أي احكم حكم الجاهلية ويقرأ تبغون بالتاء على الخطاب لأن قبله خطايا ويقرأ بضم الحاء وسكون الكاف وضم الميم على أنه مبتدأ والخبر يبغون والعائد محذوف أي يبغونه وهو ضعيف وإنما جاء في الشعر الا أنه ليس بضرورة في الشعر والمستشهد به على ذلك قول أبي النجم
قد أصبحت أم الخيار تدعى ... على ذنبا كله لم أصنع
فرفع كله ولو نصب لم يفسد الوزن ومن أحسن مبتدأ وخبر وهو استفهام في معنى النفي و حكما تمييز و لقوم هو في المعنى عند قوم يوقنون وليس المعنى أن الحكم لهم وإنما المعنى أن الموقن يتدبر حكم الله فيحسن عنده ومثله ان في ذلك لآية للمؤمنين ولقوم يوقنون ونحو ذلك وقيل هي على أصلها والمعنى ان حكم الله للمؤمنين على الكافرين وكذلك الاية لهم أي الحجة لهم
قوله تعالى بعضهم أولياء بعض مبتدأ وخبر لا موضع له
قوله تعالى فترى الذين يجوز أن يكون من رؤية العين فيكون يسارعون في موضع الحال ويجوز أن يكون بمعنى تعرف فيكون يسارعون حالا أيضا ويجوز أن يكون من رؤية القلب المتعدية إلى مفعولين فيكون يسارعون المفعول الثاني وقرىء في الشإذ بالياء والفاعل الله تعالى و يقولون حال من ضمير الفاعل في يسارعون و دائرة صفة غالبة لا يذكر معها الموصوف أن يأتي في موضع

نصب خبر عسى وقيل هو في موضع رفع بدلا من اسم الله فيصبحوا معطوف على يأتي
قوله تعالى ويقول يقرأ بالرفع من غير وأو العطف وهو مستأنف ويقرأ بالوأو كذلك ويقرأ بالوأو والنصب وفي النصب أربعة أوجه أحدها أنه معطوف على يأتي حملا على المعنى لأن معنى عسى الله أن يأتي وعسى أن يأتي الله واحد ولا يجوز أن يكون معطوفا على لفظ أن يأتي لأن أن يأتي خبر عسى والمعطوف عليه في حكمه فيفتقر إلى ضمير يرجع إلى اسم عسى ولا ضمير في قوله ويقول الذين آمنوا فيصير كقولك عسى الله أن يقول الذين آمنوا والثاني أنه معطوف على لفظ يأتي على الوجه الذي جعل فيه بدلا فيكون داخلا في اسم عسى واستغنى عن خبرها بما تضمنه اسمها من الحدث والوجه الثالث أن يعطف على لفظ يأتي وهو خبر ويقدر مع المعطوف ضمير محذوف تقديره ويقول الذين آمنوا به والرابع أن يكون معطوفا على الفتح تقديره فعسى الله أن يأتي بالفتح وبأن يقول الذين آمنوا جهد إيمانهم فيه وجهان أحدهما أنه حال وهو هنا معرفة والتقدير وأقسموا بالله يجهلون جهد إيمانهم فاحال في الحقيقة مجتهدين ثم أقيم الفعل المضارع مقامه ثم أقيم المصدر مقام الفعل لدلالته عليه والثاني أنه مصدر يعمل فيه أقسموا وهو من معناه لا من لفظه
قوله تعالى من يرتد منكم يقرأ بفتح الدال وتشديدها على الادغام وحرك الدال بالفتح لالتقاء الساكنين ويقرأ يرتدد بفك الادغام والجزم على الأصل ومنكم في موضع الحال من ضمير الفاعل يحبهم في موضع جر صفة لقوم ويحبونه معطوف عليه ويجوز أن يكون حالا من الضمير المنصوب تقديره وهم يحبونه إذلة و أعزة صفتان أيضا يجاهدون يجوز أن يكون صفة لقوم أيضا وجاء بغير وأو كما جاء إذلة وأعزة ويجوز أن يكون حالا من الضمير في أعزة أي يعزون مجاهدين ويجوز أن يكون مستأنفا
قوله تعالى الذين يقيمون الصلاة صفة للذين آمنوا وهم راكعون حال من الضمير في يؤتون
قوله تعالى فان حزب الله هم الغالبون قيل هو خبر المبتدأ الذي هو من ولم يعد منه ضمير إليه لأن الحزب من في المعنى فكأنه قال فانهم هم الغالبون

قوله تعالى من الذين أوتوا الكتاب في موضع الحال من الذين الأولى أو من الفاعل في اتخذوا والكفار يقرأ بالجر عطفا على الذين المجرورة وبالنصب عطفا على الذين المنصوبة والمعنيان صحيحان
قوله تعالى ذلك بأنهم ذلك مبتدأ وما بعده الخبر أي ذلك بسبب جهلهم أي واقع بسبب جهلهم
قوله تعالى هل تنقمون يقرأ باظهار اللام على الأصل وبادغامها في التاء لقربها منها في المخرج ويقرأ تنقمون بكسر القاف وفتحها وهو مبني على الماضي وفيه لغتان نقم ينقم ونقم ينقم و منا مفعول تنقمون الثاني وما بعد الا هو المفعول الاول ولا يجوز أن يكون منا حالا من أن والفعل لأمرين أحدهما تقدم الحال على الا والثاني تقدم الصلة على الموصول والتقدير هل تكرهون منا الا ايماننا
وأما قوله وأن أكثركم فاسقون ففي موضعه وجهان أحدهما أنه معطوف على أن آمنا والمعنى على هذا انكم كرهتم ايماننا وامتناعكم أي كرهتم مخألفتنا اياكم وهذا كقولك للرجل ما كرهت مني الا أنني محبب إلى الناس وأنت مبغض وان أن آمنا بالله وبأن أكثركم فاسقون
قوله تعالى مثوبة منصوب على التمييز والمميز بشر ويقرأ مثوبة بسكون الثاء وفتح الوأو وقد ذكر في البقرة و عند الله صفة لمثوبة من لعنه في موضع من ثلاثة أوجه أحدها هو في موضع جر بدلا من شر والثاني هو في موضع نصب بفعل دل عليه أنبئكم أي أعغرفكم من لعنه الله والثالث هو في موضع رفع أي هو من لعنه الله وعبد الطاغوت يقرأ بفتح العين والباء ونصب الطاغوت على أنه فعل معطوف على لعن ويقرأ بفتح العين وضم الباء وجر الطاغوت وعبد هنا اسم مثل يقظ وحدث وهو في معنى الجمع وما بعده مجرور باضافته إليه وهو منصوب بجعل ويقرأ بضم العين والباء ونصب الدال وجر ما بعده وهو جمع عبد مثل سقف وسقف أو عبيد مثل قتيل وقتل أو عابد مثل نازل ونزل أو عباد مثل كتاب وكتب فيكون جمع جمع مثل ثمار وثمر ويقرأ عبد الطاغوت بضمش العين وفتعح الباء وتشديها مثل ضارب وضرب ويقرأ عباد الطاغوت مثل صائم وصوام ويقرأ عباد الطاغوت وهو ظاهر مثل صائم

وصيام ويقرأ وعابد الطاغوت و عبد الطاغوت على أنه صفة مثل حطم ويقرأ وعبد الطاغوت على أنه فعل مالم يسم فاعله والطاغوت مرفوع ويقرأ وعبد مثل ظرف أي صار ذلك للطاغوت كالغريزي ويقرأ وعبدوا على أنه فعل والوأو فاعل والطاغوت نصب ويقرأ وعبدى الطاغوت وهو جمع عابد مثل قاتل وقتلة
قوله تعالى وقد دخلوا في موضع شالحال من الفاعل في قالوا أو من الفاعل في آمنا و بالكفر في موضع شالحال من الفاعل في دخلوا أي دخلوا كفارا وهم قد خرجوا حال أخرى ويجوز أن يكون التقدير وقد كانوا خرجوا به
قوله تعالى وأكلهم المصدر مضاف إلى الفاعل و السحت مفعوله ومثله عن قولهم الاثم
قوله تعالى ينفق مستأنف ولا يجوز أن يكون حالا من الهاء لشيئين أحدهما أن الهاء مضاف إليها والثاني أن الخبر يفصل بينهما ولا يجوز أن يكون حالا من اليدين إذ ليس فيها ضمير يعود إليهما للحرب يجوز أن يكون صفة لنار فيتعلق بمحذوف وأن يكون متعلقا بأوقدوا و فسادا مفعول من أجله
قوله تعالى لأكلوا من فوقهم مفعول أكلوا محذوف ومن فهوقهم نعت له تقديره رزقا كائنا من فوقهم أو مأخوذا من فوقهم ساء ما يعملون ساء هنا بمعنى بئس وقد ذكر فيما تقدم
قوله تعالى فما بلغت رسالته يقرأ على الافراد وهو جنس في معنى الجمع وبالجمع لأن جنس الرسالة مختلف
قوله تعالى والصابئن يقرأ بتحقيق الهمزة على الأصل وبحذفها وضم الباء والأصل على هذا صبا بالألف المبدلة من الهمزة ويقرأ بياء مضمومة ووجهه أنه أبدل الهمزة ياء لانكسار ما قبلها ولم يحذفها لتدل على أن أصلها حرف يثبت ويقرأ بالهمزة والنصب عطفا على الذين وهو شإذ في الرواية صحيح في القياس وهو مثل الذي في البقرة والمشهور في القراءة الرفع وفيها أقوال أحدها قول سيبيويه وهو أن النية به التأخير بعد خبر ان وتقديره و ولا هم يحزنون والصابئون كذلك فهو مبتدأ والخبر محذوف ومثله
فانى وقيار بهما لغريب

أي فاني لغريب وقيار بها كذلك والثاني أنه معطوف على موضع ان كقولك ان زيدا وعمرو قائمان وهذا خطأ لأن خبر ان لم يتم وقائمان ان جعلته خبر ان لم يبق لعمرو خبر وان جعلته خبر عمرو لم يبق لان خبر ثم هو ممتنع من جهة المعنى لأنك تخبر بالمثنى عن المفرد فأما قوله تعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي على قراءة من رفع ملائكته فخبر ان محذوف تقديره ان الله يصلي وأغنى عنه خبر الثاني وكذلك لو قلت ان عمرا وزيد قائم فرفعت زيدا جاز على أن يكون مبتدأ وقائم خبره أو خبر ان والقول الثالث أن الصابئون معطوف على الفاعل في هادوا وهذا فاسد لوجهين أحدهما أنه يوجب كون الصابئين هودا وليس كذلك والثاني أن الضمير لم يؤكد والقول الرابع أن يكون خبر الصابئين محذوفا من غير أن ينوي به التاير وهو ضعيف أيضا لما فيه من لزوم الحذف وألفصل والقول الخامس أن ان بمعنى نعم فما بعدها في موضع رفع فالصابئون كذلك والسادس أن الصابئون في موضع نصب ولكنه جاء على لغة بلحرث الذين يجعلون التثنية بالألف على كل حال والجمع بالوأو على كل حال وهو بعيد والقول السابع أن يجعل النون حرف الإعراب فان قيل فأبو على انما أجاز ذلك مع الياء لا مع الوأو قيل قد أجازه غيره والقياس لا يدفعه فأما النصارى فالجيد أن يكون في موضع نصب على القياس المطرد ولا ضرورة تدعوا إلى غيره
قوله تعالى فريقا كذبوا فريقا الاول مفعول كذبوا والثاني مفعول يقتلون وكذبوا جواب كلما ويقتلون بمعنى قتلوا وإنما جاء كذلك لتتوافق رءوس الاى
قوله تعالى أن لا تكون يقرأ بالنصب على أن أن الناصبة للفعل وحسبوا بمعنى الشك ويقرأ بالرفع على أن أن المخففة من الثقيلة وخبرها محذوف وجاز ذلك لما فصلت لا بينها وبين الفعل وحسبوا على هذا بمعنى علموا وقد جاء الوجهان فيها ولا يجوز أن تكون المخففة من الثقيلة مع أفعال الشك والطبع ولا الناصبة للفعل مع علمت وما كان في معناها وكان هناي التامة فعموا وصموا هذا هو المشهور ويقرأ بضم العين والصاد وهو من باب زكم وأزكمه الله ولا يقال عميته وصممته وإنما جاء بغير همزة فيما لم يسم فاعله وهو قليل واللغة ألفاشية أعمى وأصم كثير منهم هو خبر مبتدأ محذوف أي العمى والصم كثير وقيل هو بدل منضمير الفاعل في صموا وقيل هو مبتدأ والجملة قبله خبر عنه أي كثير منهم

عموا وهو ضعيف لأن الفعل قد وقع في موضعه فلا ينوي به غيره وقيل الوأو علامة جمع لا اسم وكثير فاعل صموا
قوله تعالى ثالث ثلاثة أي أحد ثلاثة ولا يجوز في مثل هذا الا الاضافة وما من اله من زائدة واله في موضع مبتدأ والخبر محذوف أي وما للخلق اله الا الله بدل من اله ولو قرىء بالجر بدلا من لفظ اله كان جائزا في العربية لمسن جواب قسم محذوف وسد مسد جواب الشرط الذي هو وان لم ينتهوا و منهم في موضع الحال اما من الذين أو من ضمير الفاعل في كفروا
قوله تعالى قد خلت من قبله الرسل في موضع رفع صفة لرسول كانا يأكلان الطعام لا موضع له من الإعراب أنى بمعنى كيف في موضع الحال والعامل فيها يؤفكون ولا يعمل فيها نظرا لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله
قوله تعالى مالا يملك يجوز أن تكون ما نكرة موصوفة وأن تكون بمعنى الذي
قوله تعالى تغلوا فعل لازم و غير الحق صفة لمصدر محذوف أي غلوا غير الحق ويجوز أن يكون حالا من ضمير الفاعل أي لا تغلوا مجأوزين الحق
قوله تعالى من بني إسرائيل في موضع الحال من الذين كفروا أو من ضمير الفاعل في كفروا على لسان دأود متعلق بلعن كقولك جاء زيد على ألفرس ذالك بما عصوا قد تقدم ذكره في غير موضع وكذلك و لبئس ما كانوا و لبئس ما قدمت لهم
قوله تعالى أن سخط الله عليهم أن والفعل في تقدير مصدر مرفوع خبر ابتداء محذوف أي هو سخط الله وقيل في موضع نصب بدلا من ما أي بئس شيئا سخط الله عليهم وقيل هو في موضع جر بلام محذوفة أي لأن سخط
قوله تعالى عدأوة تمييز والعامل فيه أشد و للذين آمنوا متعلق بالمصدر أو نعت له إليهود المفعول الثاني لتجد ذلك مبتدأ و بأن منهم الخبر أي ذلك كائن بهذه الصفة
قوله تعالى وإذا سمعوا الوأو هاهنا عطفت إذا على خبر أن وهو قوله لا يستكبون فصار الكلام داخلا في صلة أن وإذا في موضع نصب ب ترى وإذا

وجوابها في موضع رفع عطفا على خبر أن الثانية ويجوز أن يكون مستأنفا في ألفظ وان كان له تعلق بما قبله في المعنى و تفيض في موضع نصب على الحال لأن ترى من رؤية العين و من الدمع فيه وجهان أحدهما أن من لابتداء الغاية أي فيضها من كثرة الدمع والثاني أن يكون حالا والتقدير تفيض مملوءة من الدمع وأما مما عرفوا فمن لابتداء الغاية ومعناها من أجل الذي عرفوه و من الحق حال من العائد المحذوف يقولون حال من ضمير الفاعل في عرفوا
قوله تعالى وما لنا ما في موضع رفع بالابتداء ولنا الخب رو لا نؤمن حال من الضمير في الخبر والعمل فيه الجار أي مالنا غير مؤمنين كما تقول مالك قائما وما جاءنا يجوز أن يكون في موضع جر أي وبما جاءنا من الحق حال من ضمير الفاعل ويجوز أن تكون لابتداء الغاية أي ولما جاءنا من عند الله ويجوز أن يكون مبتدأ ومن الحق الخبر والجملة في موضع الحال ونطمع يجوز أن يكون معطوفا على نؤمن أي ومالنا لا نطمع ويجوز أن يكون التقدير ونحن نطمع فتكونه الجملة حالا من ضمير الفاعل في نؤمن و أن يدخلنا أي في أن يدخلنا فهو في موضع نصب أو جر على الخلاف بين الخليل وسيبيوية
قوله تعالى حلالا فيه ثلاثة أوجه أحدها هو مفعول كلوا فعلى هذا يكون مما في موضع الحال لأنه صفة للنكرة قدمت عليها ويجوز أن تكون من لابتداء غاية الاكل فتكون متعلقة بكلوا كقولك أكلت من الخبز رغيفا إذا لم ترد الصفة والوجه الثاني أن يكون حالا من ما لأنها بمعنى الذي ويجوز أن يكون حالا من العائد المحذوف فيكون العامل رزق والثالث أن يكون صفة لمصدر محذوف أي أكلا حلالا ولا يجوز أن ينصب حلالا برزق على أنه مفعوله لأن ذلك يمنع من أن يعود إلى ما ضمير
قوله تعالى باللغو في أيمانكم فيه ثلاثة أوجه أحدهما أن تكون متعلقة بنفس اللغو لأنك تقول لغا في يمينه وهذا مصدر بالألف واللام يعمل ولكن معدي بحرف الجر والثاني أن تكون حالا من اللغو أي باللغو كائنا أو واقعا في أيمانكم والثالث أن يتعلق في بيؤاخذكم عقدتم يقرأ بتخفيف القاف وهو الأصل وعقد اليمين هو قصد الالتزام بها ويقرأ بتشديدها وذلك لتوكيد اليمين

كقوله والله الذي لا اله الا هو ونحوه وقيل التشديد يدل على تأكيد العزم بالالتزام بها وقيل انما شدد لكثرة الحألفين وكثرة الايمان وقيل التشديد عوض من الألف في عاقد ولا يجوز أن يكون التشديد لتكرير اليمين لأن الكفارة تجب وان لم تكرر ويقرأ عاقدتم بالألف وهي بمعنى عقدتم كقولك قاطعته وقطعته من الهجران فكفارته الهاء ضمير العقد وقد تقدم الفعل الدال عليه وقيل تعود على اليمين بالمعنى لأن الحألف واليمين بمعنى واحد و اطعام مصدر مضاف إلى المفعول به والجيد أن يقدر بفعل قد سمي فاعله لأن ما قبله وما بعده خطاب ف عشرة على هذا في موضع نصب من أوسط صفة لمفعول محذوف تقديره ان تطعموا عشرة مساكين طعاما أو قوتا من أوسط أي متوسطا ما تطعمون أي الذي تطعمون منه أو تطعمونه أو كسوتهم معطوف على اطعام ويقرأ شإذا أو كاسوتهم فالكاف في موضع رفع أي أو مثل أسوة أهليكم في الكسوة أو تحرير معطوف على اطعام وهو مصدر مضاف إلى المفعول أيضا إذا حلفتم العامل في إذا كفارة أيمانكم لأن المعنى ذلك يكفر أيمانكم وقت حلفكم كذلك الكاف صفة مصدر محذوف أي يبين لكم آياته تبيينا مثل ذلك
قوله تعالى رجس انما أفرد لأن التقدير انما عمل هذه الاشياء رجس ويجوز أن يكون خبرا عن الخمر واخبار المعطوفات محذوف لدلالة خبر الاول عليها و من عمل صفة لرجس أو خبر ثان والهاء في اجتنبوه ترجع إلى الفعل أو إلى الرجس والتقدير رجس من جنس عمل الشيطان
قوله تعالى في الخمر والميسر في متعلقة بيوقع وهي بمعنى السبب أي بسبب شرب الخمر وفعل الميسر ويجوز أن تتعلق في بالعدواة أو بالبغضاء أي أن تتعادوا وأن تتباغضوا بسبب الشرب وهو على هذا مصدر بالألف واللام معمل والهمزة في البغضاء للتأنيث وليس مؤنث أفعل إذ ليس مذكر البغضاء أبغض وهو مثل البأساء والضراء فهل أنتم منتهون لفظه استفهام ومعناه الامر أي انتهوا لكن الاستفهام عقيب ذكر هذه المعايب أبلغ من الامر
قوله تعالى إذا ما اتقوا العامل في إذا معنى ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح أي لا يأثمون إذا ما اتقوا
قوله تعالى من الصيد في موضع جر صفة لشيء ومن لبيان الجنس

وقيل للتبعيض إذ لا يحرم الا الصيد في حال الاحرام وفي الحرم وفي البر والصيد في الأصل مصدر وهو هاهنا بمعنى المصيد وسمي مصيدا وصيدا لماآله إلى ذلك وتوفر الدواعي إلى صيده فكأنه لما أعد للصيد صار كأنه مصيد تناله صفة لشيء ويجوز أن يكون حالا من شيء لأنه قد وصف وأن يكون حالا من الصيد لشيء ويجوز أن يكون حالا من شيء لأنه قد وصف وأن يكون حالا من الصيد ليعلم اللام متعلقة بليبلونكم بالغيب يجوز أن يكون في موضع الحال من من أو من ضمير الفاعل في يخافه أي يخافه غائبا عن الخلق ويجوز أن يكون بمعنى في أي في الموضع الغائب عن الخلق والغيب مصدر في موضع فاعل
قوله تعالى وأنتم حرم في موضع الحال من ضمير الفاعل في تقتلوا و متعمدا حال من ضمير الفاعل في قتله فجزاء مبتدأ والخبر محذوف وقيل التقدير فالواجب جزاء ويقرأ بالتنوين فعلى هذا يكون مثل صفة له أو بدلا ومثل هنا بمعنى مماثل ولا يجوز على هذه القراءة أن يعلق من النعم بجزاء لأنه مصدر وما يتعلق به من صلته وألفصل بين الصلة والموصول بالصفة أو البدل غير جائز لأنه الموصول لم يتم فلا يوصف ولا يبدل منه ويقرأ شإذا جزاء بالتوين ومثل بالنصب وانتصابه بجزاء ويجوز أن ينتصب بفعل دل عليه جزاء أي يخرج أو يؤدي وهذا أولى فان الجزاء يتعدى بحرف الجر ويقرأ في المشهور بإضافة جزاء إلى المثل واعراب الجزاء على ما تقدم ومثل في هذه القراءة في حكم الزائدة وهو كقولهم مثلى لا يقول ذلك أي أنا لا أقول وإنما دعا إلى هذا التقدير أن الذي يجب به الجزاء المقتول لا مثله وأما من النعم ففيه أوجه أحدها أن تجعله حالا من الضمير في قتل لأن المقتول يكون من النعم والثاني أن يكون صفة لجزاء إذا نونته أي جزاء كائن من النعم والثالث أن تعلقها بنفس الجزاء إذا أضفته لأن المضاف إليه داخل في المضاف فلا يعد فصلا بين الصلة والموصول وكذلك ان نونت الجزاء ونصبت مثلا لأنه عامل فيهما فهما من صلته كما تقول يعجبني ضربك زيدا بالسوط يحكم به في موضع رفع صفة لجزاء إذا نونته وأما على الاضافة فهو في موضع الحال والعامل فيه معنى الاستقرار المقدر في الخبر المحذوف ذوا عدل اللف للتثنية ويقرأ شإذا ذو على الافراد والمراد به الجنس كما تكون من محمولة على المعنى فتقديره على هذا فريق ذو عدل أو حاكم ذو عدل و منكم صفة لذوا ولا يجوز أن يكون صفة العدل لأن عدلا هنا مصدر غير وصف هديا حال من الهاء في به وهو بمعنى

مهدي وقيل هو مصدر أي يهديه هديا وقيل على التمييز و بالغ الكعبة صفة لهدى والتنوين مقدر أي بالغا الكعبة أو كفارة معطوف على جزاء أي أو عليه كفارة إذا لم يجدل المثل و طعام بدل من كفارة أو خبر مبتدأ محذوف أي هي طعام ويقرأ بالاضافة والاضافة هنا لتبيين المضاف و صياما تمييز ليذوق اللام متعلقة بالاستقرار أي عليه الجزاء ليذوق ويجوز أن تتعلق بصيام وبطعام فينتقم الله جواب الشرط وحسن ذلك لما كان فعل الشرط ماضيا في اللفظ
قوله تعالى وطعامه الهاء ضمير البحر وقيل ضمير الصيد والتقدير واطعام الصيد يأنفسكم والمعنى أنه أباح لهم صيد البحر وأكل صيده بخلاف صيده البر متاعا مفعول من أجله وقيل مصدر أي متعتم بذلك تمتيعا ما دمتم يقرأ بضم الدال وهو الأصل وبكسرها وهي لغة يقال دمت تدام حرما جمع حرام ككتاب وكتب وقرىء في الشإذ حرما بفتح الحاء والراء أي ذوي حرم أي احرام وقيل جعلهم بمنزلة المكان الممنوع منه
قوله تعالى جعل الله هي بمعنى صير فيكون قياما مفعولا ثانيا وقيل هي بمعنى خلق فيكون قياما حالا و البيت بدل من الكعبة ويقرأ قياما بالألف أي سببا لقيام دينهم ومعاشهم ويقرأ قيما بغير ألف وهو محذوف من قيام كخيم في خيام ذلك في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف أي الحكم الذي ذكرناه ذلك أي لا غيره ويجوز أن يكون المحذوف هو الخبر ويجوز أن يكون في موضع نصب أي فعلنا ذلك أو شرعنا واللام في لتعملموا متعلقة بالمحذوف
قوله تعالى عن أشياء الأصل فيها عند الخليل وسيبيوه شيئا بهمزتين بينهما ألف وهي فعلاء من لفظ شيء وهمزتها الثانية للتأنيث وهي مفردة في ألفظ ومعناها الجمع مثل قصباء وطرفاء ولأجل همزة التأنيث لم تنصرف ثم ان الهمزة الأولى التي هي لام الكلمة قدمت فجعلت قبل الشين كراهية الهمزتين بيننهما ألف خصوصا بعد الياء فصار وزنها لفعاء وهذا قول صحيح لا يرد عليه اشكال وقال الأخفش وألفراء أصل الكلمة شيء مثل هين على فعل ثم خففت ياؤه كما خففت ياء هين فقيل شيء كما قيل هين ثم جمع على أفعلاء وكان الأصل أشياء كما قالوا هين وأهوناء ثم حذفت الهمزة الأولى فصار وزنها أفعاء فلامها محذوفة وقال آخرون الأصل في شيء شيء مثل صديق ثم جمع على أفعلاء كأصدقاء وأنبياء ثم حذفت

الهمزة الأولى وقيل هو جمع شيء من غير تغيير كبيت وأبيات وهو غلط لأن مثل هذا الجمع ينصرف وعلى الاقوال الاول يمتنع صرفه لأجل همزة التأنيث ولو كان أفعالا لا نصرف ولم يسمع أشياء منصرفة البتة وفي هذه المسألة كلام طويل فموضعه التصريف ان تبد لكم تسؤكم الشرط وجوابه في موضع جر صفة لأشياء عفا الله عنها قيل هو مستأنف وقيل هو في موضع جر أيضا والنية به التقديم أي عن أشياء قد عفا الله لكم عنها
قوله تعالى من قبلكم هو متعلق بسألها ولا يجوز أن يكون صفة لقوم ولا حالا لأن ظرف الزمان لا يكون صفة للجثة ولا حالا منها ولا خبرا عنها
قوله تعالى ما جعل الله من بحيرة من زائدة وجعل هاهنا بمعنى سمي فعلى هذا يكون بحيرة أحد المفعولين والاخر محذوف أي ما سمى الله حيوانا بحيرة ويجوز أن تكون جعل متعدية إلى مفعول واحد بمعنى ما شرع ولا وضع وبحيرة فعيلة بمعنى مفعولة والسائبة فاعلة من ساب يسيب إذا جرى وهو مطأوع سيبه فساب وقيل هي فاعلة بمعنى مفعولة أي مسيبة والوصيلة بمعنى الواصلة والحامي فاعل من حمى ظهره يحميه
قوله تعالى حسبنا هو مبتدأ وهو مصدر بمعنى اسم الفاعل و ما وجدنا هو الخبر وما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة والتقدير كافينا الذي وجدناه ووجدنا هنا يجوز أن تكون بمعنى علمنا فيكون عليه المفعول الثاني ويجوز أن تكون بمعنى صادفنا فتتعدى إلى مفعول واحد بنفسها وفي عليه على هذا وجهان أحدهما هي متعلقة بالفعل معدية له كما تتعدى ضربت زيدا بالسوط والثاني أن تكون حالا من الاباء وجواب أو لو كان محذوف تقديره أو لو كانوا يتبعونهم
قوله تعالى عليكم أنفسكم عليكم هو اسم للفعل هاهنا وبه انتصب أنفسكم والتقدير احفظوا أنفسكم والكاف والميم في عليكم في موضع جر لأن اسم الفعل هو الجار والمجرور وعلى وحدها لم تستعمل اسما للفعل بخلاف رويدكم فان الكاف والميم هناك للخطاب فقط ولا موضع لهما لأن رويدا قد استعملت اسما للأمر للمواجه من غير كاف الخطاب وهكذا قوله مكانكم أنتم وشركاؤكم الكاف والميم في موضع جر أيضا ويذكر في موضعه ان شاء الله تعالى لا يضركم يقرأ بالتشديد والضم على أنه مستأنف وقيل حقه الجزم على جواب الامر ولكنه حرك بالضم اتباعا لضمة الضاد ويقرأ بفتح الراء على أن حقه الجزم وحرك بالفتح

ويقرأ بتخفيف الراء وسكونها وكسر الضاد وهو من ضاره يضيره ويقرأ كذلك الا أنه بضم الضاد وهو من ضاره يضوره وكل ذلك لغات فيه و إذا ظرف ليضر ويبعد أن يكون ظرفا لضل لأن المعنى لا يصح معه
قوله تعالى شهادة بينكم يقرأ برفع الشهادة واضافتها إلى بينكم والرفع على الابتداء والاضافة هنا إلى بين على أن تجعل بين مفعولا به على السعة والخبر اثنان والتقدير شهادة اثنين وقيل التقدير ذوا شهادة بينكم اثنان فحذف المضاف الاول فعلى هذا يكون إذا حضر ظرفا للشهادة وأما حين الوصية ففيه على هذا ثلاثة أوجه أحدها هو ظرف للموت والثاني ظرف لحضر وجاز ذلك إذ كان المعنى حضر أسباب الموت والثالث أن يكون بدلا من إذا وقيل شهادة بينكم مبتدأ وخبره إذا حضر وحين على الوجوه الثلاثة في الإعراب وقيل خبر الشهادة حين وإذا ظرف للشهادة ولا يجوز أن يكون إذا خبرا للشهادة وحين ظرفا لها إذ في ذلك ألفصل بين المصدر وصلته بخبره ولا يجوز أن تعمل الوصية في إذا لأن المصدر لا يعمل فيما قبله ولا المضاف إليه في الإعراب يعمل فيما قبله وإذا جعلت الظرف خبرا عن الشهادة فاثنان خبر مبتدأ محذوف أي الشاهدان اثنان وقيل الشهادة مبتدأ وإذا وحين غير خبرين بل هما على ما ذكرنا من الظرفية واثنان فاعل شهادة وأغنى الفاعل عن خبر المبتدأ و ذوا عدل صفة لاثنين وكذلك منكم أو آخران معطوف على اثنان و من غيركم صفة لآخران و ان أنتم ضربتم في الارض معترض بين آخران وبين صفته وهو تحبسونهما أي أو آخران من غيركم محبوسان و من بعد متعلق بتحبسون وأنتم مرفوع بأنه فاعل فعل محذوف لأنه واقع بعد ان الشرطية فلا يرتفع بالابتداء والتقدير ان ضربتم فلما حذف الفعل وجب أن يفصل الضمير فيصبر أنتم ليقوم بنفسه وضربتم تفسير للفعل المحذوف لا موضع له فيقسمان جملة معطوفة على تحبوسنهما و ان ارتبتم معترض بين يقسمان وجوابه وهو لا نشتري وجواب الشرط محذوف في الموضعين أغنى عنه معنى الكلام والتقدير ان ارتبتم فاحبوسهما أو فحلفوهما وان ضربتم في الارض فأشهدوا اثنين ولا نشتري جواب يقسمان لأنه يقوم مقام اليمين والهاء في به تعود إلى الله تعالى أو على القسم أو اليمين أو الحلف أو على تحريف الشهادة أو على الشهادة لأنها قول و ثمنا مفعول نشتري ولا حذف فيه لأن

الثمن يشتري كما يشتري به وقيل التقدير ذا ثمن ولو كان ذا قربى أي ولو كان المشهود له لم يشتر ولا نكتم معطوف على لا نشتري وأضاف الشهادة إلى الله لأنه أمر بها فصارت له ويقرأ بشهادة بالتنوين والله بقطع الهمزة من غير مد وبكسر الهاء على أنه جره بحرف القسم محذوفا وقطع الهمزة تنبيها على ذلك وقيل قطعها عوض من حرف القسم ويقرأ كذلك الا أنه بوصل الهمزة والجر على القسم من غير تعويض ولا تنبيه ويقرأ كذلك الا أنه يقطع الهمزة ومدها والهمزة على هذا عوض من حرف القسم ويقرأ بتنوين الشهادة ووصل الهمزة ونصب اسم الله من غير مد على أنه منصوب بفعل القسم محذوفا
قوله تعالى فان عثر مصدره العثور ومعناه اطلع فأما مصدر عثر في مشيه ومنطقه ورأيه فالعثار و على أنهما في موضع رفع لقيامه مقام الفاعل فآخران خبر مبتدأ محذوف أي فالشاهدان آخران وقيل فاعل فعل محذوف أي فليشهد آخران وقيل هو مبتدأ والخبر يقومان وجاز الابتداء هنا بالنكرة لحصول الفائدة به وقيل الخبر الاوليان وقيل المبتدأ الاوليان وآخران خبر مقدم ويقومان صفة آخران إذا لم تجعله خبرا و مقامهما مصدر و من الذين صفة أخرى لآخران ويجوز أن يكون حالا من ضمير الفاعل في يقومان استسحق يقرأ بفتح التاء على تسمية الفاعل والفاعل الاوليان والمفعول محذوف أي وصيتهما ويقرأ بضمها على مالم يسم فاعله وفي الفاعل وجهان أحدهما ضمير الاثم لتقدم ذكره في قوله استحقا اثما أي استحق عليهم الاثم والثاني الاوليان أي اثم الاوليين وفي عليهم ثلاثة أوجه أحدها هي على بابها كقولك وجب عليه الاثم والثاني هي بمعنى في أي استحق فيهم الوصية ونحوها والثالث هي بمعنى من أي استحق منهم الاوليان ومثله اكتالوا على الناس يستوفون أي من الناس الاوليان يقرأ بالألف على تثنية أولى وفي رفعه خمسة أوجه أحدها هو خبر مبتدأ محذوف أي هما الاوليان والثاني هو مبتدأ وخبره آخران وقد ذكر والثالث هو فاعل استحق وقد ذكر أيضا والرابع هو بدل من الضمير في يقومان والخامس أن يكون صفة لآخران لأنه وان كان نكرة فقد وصف والاوليان لم يقصد بهما قصد اثنين بأعيانهما وهذا محكي عن الأخفش ويقرأ الاولين وهو جمع أول وهو صفة للذين استحق أو بدل من الضمير في عليهم ويقرأ الاولين وهو جمع أولى واعرابه كاعراب الاولين ويقرأ الاولان تثينة الاول واعرابه

كاعراب الاوليان فيقسمان عطف على يقومان لشهادتنا أحق مبتدأ وخبر وهو جواب يقسمان
قوله تعالى ذلك أدنى أن يأتوا أي من أن يأتوا أو إلى أن يأتوا وقد ذكر نظائره و على وجهها في موضع الحال من الشهادة أي محققة أو صحيحة أو يخافوا معطوف على يأتوا و بعد إيمانهم ظرف لترد أو صفة الايمان
قوله تعالى يوم يجمع الله العامل في يوم يهدي أي لا يهديهم في ذلك اليوم إلى حجة أو إلى طريق الجنة وقيل هو مفعول به والتقدير واسمعوا خبر يوم يجمع الله فحذف المضاف مإذا في موضع نصب ب أجبتم وحرف الجر محذوف أي بمإذا أجبتم وما وذا هنا بمنزلة اسم واحد ويضعف أن يجعل ذا بمعنى الذي هاهنا لأنه لا عائد هنا وحذف العائد مع حرف الجر ضعيف انك أنت علام الغيوب و انك أنت العزيز الحكيم مثل انك أنت العليم الحكيم وقد ذكر في البقرة
قوله تعالى إذ قال الله يجوز أن يكون بدلا من يوم والتقدير إذ يقول ووقعت هنا إذ هي للماضي على حكاية الحال ويجوز أن يكون التقدير إذكر إذ يقول يا عيسى ابن يجوز أن يكون على الألف من عيسى فتحة لأنه قد وصف بابن وهو بين علمين وأن يكون عليها ضمة وهي مثل قولك يا زيد بن عمر بفتح الدال وضمها فإذا قدرت الضم جاز أن تجعل ابن مريم صفة وبيانا وبدلا إذ أيدتك علامل في إذ نعمتي ويجوز أن يكون حالا من نعمتي وأن يكون مفعولا به على السعة وأيدتك وآيدتك قد قرىء بهما وقد ذكر في البقرة تكلم الناس في موضع الحال من الكاف في أيدتك و في المهد ظرف لتكلم أو حال من ضمير الفاعل في تكلم وكهلا حال منه أيضا ويجوز أن يكون من الكاف في أيدتك وهي حال مقدرة وإذ علمتك وإذ تخلق وإذ تخرج معطوفات على إذ أيدتك من الطين يجوز أن يتعلق بتخلق فتكون من لابتداء غاية الخلق وأن يكون حالا من هيئة الطير على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه والكاف مفعول تخلق وقد تكلمنا على قوله هيئة الطير في آل عمران فتكون طيرا يقرأ بياء ساكنة من غير ألف وفيه وجهان أحدهما أنه مصدر في معنى الفاعل والثاني أن يكون أصله طيرا مثل سيد ثم خفف الا أن ذلك يقل فيما عينه

ياء وهو جائز ويقرأ طائرا وهي صفة غالبة وقيل هو اسم للجمع مثل الحامل والباقر و تبرىء معطوف على تخلق إذ جئتهم ظرف لكففت سحر مبين يقرأ بغير ألف على أنه مصدر ويشار به إلى ما جاء به من الايات ويقرأ ساحر بالألف والاشارة به إلى عيسى وقيل هو فاعل في معنى المصدر كما قالوا عائذا بالله منك أي عوذا أو عيإذا
قوله تعالى وإذ أو حيت معطوف على إذ أيدتك أن آمنوا يجوز أن تكون أن مصدرية فتكون في موضع نصب بأوحيت وأن تكون بمعنى أي وقد ذكرت نظائره
قوله تعالى إذ قال الحواريون أي إذكر إذ قال ويجوز أن يكون ظرفا لمسلمون هل يستطيع ربك يقرأ بالياء على أنه فعل وفاعل والمعنى هل يقدر ربك أو يفعل وقيل التقدير هل يطيع ربك وهما بمعنى واحد مثل استجاب وأجاب واستجب وأجب ويقرأ بالتاء وربك نصب والتقدير هل يستطيع سؤال ربك فحذف المضاف فأما قوله أن ينزل فعلى القراءة الأولى هو مفعول يستطيع والتقدير على أن ينزل أو في أن ينزل ويجوز أن لا يحتاج إلى حرف جر على أن يكون يستطيع بمعنى يطيق وعلى القراءة الاخرى يكون مفعولا لسؤال المحذوف
قوله تعالى أن قد صدقتنا أن مخففة من الثقيلة واسمها محذوف وقد عوض منه وقيل أن مصدرية وقد لا تمنع مع ذلك نكون صفة لمائدة و لنا يجوز أن يكون خبر كان ويكون عيدا حالا من الضمير في الظرف أو حالا من الضمير في كان على قول من ينصب عنها الحال ويجوز أن يكون عيدا الخبر وفي لنا على هذا وجهان أحدهما أن يكون حالا من الضمير في تكون والثاني أن تكون حالا من عيد لأنه صفة له قدمت عليه فأما لأولنا وآخرنا فإذا جعلت لنا خبرا أو حالا من فاعل تكون فهو صفة لعيد وان جعلت لنا صفة لعيد كان لأولنا وآخرنا بدل من الضمير المجرور باعداة الجار ويقرأ لأولنا وأخرانا على تأنيث الطائفة أو ألفرقة وأما من السماء فيجوز أن يكون صفة لمائدة وأن يتعلق بينزل وآية عطف على عيد و منك صفة لها
قوله تعالى منكم في موضع الحال من ضمير الفاعل في يكفر عذابا اسم للمصدر الذي هو التعذيب فيقع موقعه ويجوز أن يجعل مفعولا به على السعة

وأما قوله لا أعذبه يجوز أن تكون الهاء للعذاب وفيه على هذا وجهان أحدهما أن يكون حذف حرف الجر أي لا أعذب به أحدا والثاني أن يكون مفعولا به على السعة ويجوز أن يكون ضمير المصدر المؤكد كقولك ظننته زيدا منطلقا ولا تكون هذه الهاء عائدة على العذاب الاول
فان قلت لا أعذبه صفة لعذاب فعلى هذا التقدير لا يعود من الصفة إلى الموصوف شيء قيل ان الثاني لما كان واقعا موقع المصر والمصدر جنس وعذابا نكرة كان الاول داخلا في الثاني والثاني مشتمل على الاول وهو مثل زيد نعم الرجل ويجوز أن تكون الهاء ضمير من وفي الكلام حذف أي لا أعذب الكافر أي مثل الكافر أي مثل عذاب الكافر
قوله تعالى اتخذوني هذه تتعدى إلى مفعولين لأنهما بمعنى صيروني و من دون الله في موضع صفة الهين ويجوز أن تكون متعلقة باتخذوا أن أقول في موضع رفع فاعل يكون ولي الخبر و ما ليس بمعنى الذي أو نكرة موصوفة وهو مفعول أقول لأن التقدير أن أدعى أو إذكر واسم ليس مضمر فيها وخبرها لي و بحق في موضع الحال من الضمير في الجار والعامل فيه الجار ويجوز أن يكون بحق مفعولا به تقديره ما ليس يثبت لي بسبب حق فالباء تتعلق بالفعل المحذوف لا بنفس الجار لأن المعاني لا تعمل في المفعول به ويجوز أن يجعل بحق خبر ليس ولي تبيين كما في قولهم سقيا له ورعيا ويجوز أن يكون بحق خبر ليس ولي صفة بحق قدم عليه فصار حالا وهذا يخرج على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه ان كنت قلته كنت لفظها ماض والمراد المستقبل والتقدير ان يصح دعواي لي وإنما دعا هذا لأن ان الشرطية لا معنى لها الا في المستقبل فآل حاصل المعنى إلى ما ذكرناه
قوله تعالى ما قلت لهم الا ما أمرتني به ما في موضع نصب بقلت أي ذكرت أو أديت الذي أمرتني به فيكون مفعولا به ويجوزأن تكون ما نكرة موصوفة وهو مفعول به أيضا أن اعبدوا الله يجوز أن تكون أن على إضمار هو والنصب على إضمار أعنى أو بدلا من موضع به ولا يجوز أن تكون بمعنى أن المفسرة لأن القول قد صرح به وأي لا تكون مع التصريح بالقول ربى صفة لله أو بدل منه و عليهم يتعلق شهيدا ما دمت ما هنا مصدرية والزمان معها محذوف أي مدة ما دمت ودمت هنا يجوز أن تكون

الناقصة و فيهم خبرها ويجوز أن تكون التامة أي ما أقمت فيهم فيكون فيهم ظرفا للفعل و الرقيب خبر كان وأنت فصل أو توكيد للفاعل ويقرأ بالرفع على أ يكون مبتدأ وخبرا في موضع نصب
قوله تعالى ان تعذبهم فانهم عبادك الفاء جواب الشرط وهو محمول على المعنى أي ان تعذبهم تعدل وان تغفر لهم تتفضل
قوله تعالى هذا يوم هذا مبتدأ ويوم خبره وهو معرب لأنه مضاف إلى معرب فبقى على حقه من الإعراب ويقرأ يوم بالفتح وهو منصوب على الظرف وهذا فيه وجهان أحدهما هو مفعول قال أي قال الله هذا القول في يوم والثاني أن هذا مبتدأ ويوم ظرف للخبر المحذوف أي هذا يقع أو يكون يوم ينفع وقال الكوفيون يوم في موضع رفع خبر هذا ولكنه بنى على الفتح لاضافته إلى الفعل وعندهم يجوز بناؤه وان أضيف إلى معرب وذلك عندنا لا يجوز إلى إذا أضيف إلى مبنى و صدقهم فاعل ينفع وقد قرىء شإذا صدقهم بالنصب على أن يكون الفاعل ضمير اسم الله وصدقهم بالنصب على أربعة أوجه أحدها أن يكون مفعولا له أي لصدقهم والثاني أن يكون حذف حرف الجر أي بصدقهم والثالث أن يكون مصدرا مؤكدا أي الذين يصدقون صدقهم كما تقول تصدق الصدق والرابع أن يكون مفعولا به والفاعل مضمر في الصادقين أي يصدقون الصدق كقوله صدقته القتال والمعنى يحققون الصدق

سورة الانعام
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى بربهم الباء تتعلق ب يعدلون أي الذين كفروا يعدلون بربهم غيره والذين كفروا مبتدأ ويعدلون الخبر والمفعول محذوف ويجوز على هذا أن تكون الباء بمعنى عن فلا يكون في الكلام مفعول محذوف بل يكون يعدلون لازما أي عدلون عنه إلى غيره ويجوز أن تتعلق الباء بكفروا فيكون المعنى الذين جحدوا ربهم مائلون عن الهدى
قوله تعالى خلقكم من طين في الكلام حذف مضاف أي خلق أصلكم ومن طين متعلق بخلق ومن هنا لابتداء الغاية ويجوز أن تكون حالا أي خلق اصلكم كائنا من طين وأجل مسمى مبتدأ موصوف و عنده الخبر

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5