كتاب : تدريب الراوي في شرح تقريب النووي
المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

والثالث ما اتفق في الكنية والنسبة كأبي عمران الجوني اثنان عبد الملك التابعي وموسى بن سهل البصري وأبو بكر بن عياش ثلاثة القارئ والحمصي وعن جعفر بن عبد الواحد والسلمي الباجدائي الأول قال العراقي ومن غرائب الاتفاق في ذلك محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم الأنباري والحافظ أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر النيسابوري وأبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن كنانة البغدادي ماتوا سنة ستين وثلثمائة ( والثالث ) من الأقسام ( ما اتفق في الكنية والنسبة ) معا ( كأبي عمران الجوني اثنان ) أحدهما ( عبد الملك ) بن حبيب الجوني ( التابعي ) وسماه الفلاس عبد الرحمن ولم يتابع عليه مات سنة تسع وعشرين ومائة ( و ) الآخر موسى ابن سهل بن عبد الحميد ( البصري ) متأخر الطبقة روى عن الربيع بن سليمان وعنه الإسماعيلي والطبراني ( و ) من ذلك ( أبو بكر بن عياش ثلاثة ) أحدهم ( القارئ و ) الثاني ( الحمصي ) الذي روى ( عنه جعفر بن عبد الواحد ) الهاشمي قال ابن الصلاح وهو مجهول وجعفر غير ثقة ( و ) الثالث ( السلمي الباجدائي ) ( 1 ) صاحب غريب الحديث واسمه حسين مات سنة أربع ومائتين وأفرد العراقي هذا المثال بقسم وهو ما اتفق فيه الكنية واسم الأب

الرابع عكسه كالصالح بن أبي صالح أربعة مولى التوأمة والذي أبوه أبو صالح السمان والسدوسي عن علي وعائشة ومولى عمرو ابن حريث الخامس من اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم وأنسابهم كمحمد ابن عبد الله الأنصاري القاضي المشهور عنه البخاري ( الرابع ) من الأقسام ( عكسه ) بأن اتفق فيه الاسم وكنى الأب ( كصالح ابن أبي صالح أربعه ) تابعيون أحدهم ( مولى التوأمة ) واسم أبيه نبهان وكنيته أبو محمد مدني روى عن أبي هريرة وابن عباس وأنس وغيرهم مختلف في الاحتجاج به والتوأمة بنت أمية بن خلف الجمحي ( و ) الثاني ( الذي أبوه أبو صالح ) ذكوان ( السمان ) مدني يكنى أبا عبد الرحمن روى عن أنس وأخرج له مسلم ( و ) الثالث ( السدوسي ) روى ( عن علي وعائشة ) وعنه خلاد بن عمر وذكره البخاري في التاريخ وابن حبان في الثقات ( 1 ) ( و ) الرابع ( مولى عمرو ابن حريث ) واسم أبيه مهران روى عن أبي هريرة وعنه ابو بكر بن عياش ذكره البخاري في التاريخ وضعفه ابن معين وجهله ولهم خامس أسدي روى عن الشعبي وعنه زكريا بن أبي زائدة وأخرج له النسائي ( الخامس ) من الأقسام ( من اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم وأنسابهم كمحمد بن عبد الله الأنصاري ) اثنان متقاربان في الطبقة أحدهما ( القاضي المشهور ) البصري الذي روى ( عنه البخاري ) والناس وجده المثنى بن عبد الله بن

والثاني أبو سلمة ضعيف السادس في الاسم أو الكنية كحماد أنس بن مالك مات سنة خمس عشرة ومائتين ( والثاني أبو سلمة ضعيف ) واسم جده زياد وهو بصري أيضا ولهم ثالث جده بن هشام بن زيد ابن أنس ابن مالك روى عنه ابن ماجه ووثقه ابن حبان ورابع جده زيد بن عبد ربه الأنصاري ذكره ابن حبان في ثقات التابعين ( السادس ) من الأقسام أن يتفقا ( في الاسم ) فقط ( أو الكنية فقط ويقع ذكره في المسند من غير ذكر أبيه أو نسبة تميزه ( كحماد ) لا يدري هل هو ابن زيد أو ابن سلمة ويعرف بحسب من روى عنه فإن كان سليمان بن حرب أو عارما فالمراد ابن زيد قاله محمد بن يحيى الذهلي والرامهر مزى والمزى أو موسى بن إسماعيل التبوذكى فابن سلمة قاله الرامهر مزى لكن قال ابن الجوزى إنه لا يروى إلا عنه فلا إشكاله حينئذ ورى الذهلى عن عفان قال إذا قلت لكم حدثنا حماد ولم أنسبه فهو ابن سلمة وكذا إذا أطلقه حجاج بن منهال أو هدبة بن خالد ذكره المزي وممن انفرد بالرواية عن ابن زيد أحمد بن إبراهيم الموصلي وأحمد بن عبد الملك الحراني وأحمد بن عبدة الضبي وأحمد بن المقدام العجلي وأزهر بن مروان الرقاشي وإسحق بن أبي إسرائيل وإسحق ابن عيسى الطباع والأشعث بن إسحق وبشر بن معاذ وجبارة بن المغلس وحامد بن عمرو البكراوي والحسن بن الربيع والحسين بن الوليد وحفص ابن عمر الحوضي وحماد بن أسامة وحميد بن مسعد وحوثرة بن محمد المنقري وخالد بن خداش وخلف بن هشام البزار وداود بن عمرو وداود بن معاذ وزكريا بن عدي وسعيد بن عمرو الأشعثي وسعيد بن منصور وسعيد بن يعقوب

الطالقاني وسفيان بن عيينة وسليمان بن داود الزهراني وصالح بن عبد الله الترمذي والصلت بن محمد الخاركي ( 1 ) والضحاك بن مخلد النبيل وعبد الله بن الجراح القهستاني وعبد الله بن داود التمار الواسطي وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي وعبد الله بن وهب وعبد الله بن المبارك العنسي وعبد العزيز بن المغيرة وعبد الله بن سعيد السرخسي وعبيد الله بن عمر القواريري وعلي بن المديني وعمر بن زيد السياري وعمر بن عوف الواسطي وعمران بن موسى القزاز وغسان بن الفضل السجستاني وفضل بن عبد الوهاب القناد ( 2 ) وفطر بن حماد وقتيبة بن سعيد وليث بن حماد الصفار وليث بن خالد البجلي ومحمد بن إسماعيل السكري ومحمد بن أبي بكر المقدمي ومحمد بن زنبور المكي ومحمد بن زياد الزنادي ومحمد بن سليمان لوين ومحمد بن عبد الله الرقاشي ومحمد بن عبيد بن حساب ومحمد بن عيسى بن الطباع ومحمد بن موسى الحرشي ومحمد بن النضر بن مساور المروزي ومحمد بن أبي نعيم الواسطي ومخلد بن الحسن البصري ومخلد ابن خداش البصري ومسدد بن مسرهد ومعلى بن منصور الرازي ومهدي ابن حفص وهلال بن بشر والهيثم بن سهل التستري وهو آخر من روى عنه ووهب بن جرير بن حازم ويحيى بن بحر الكرماني ويحيى بن حبيب بن عربي ويحيى بن درست البصري ويحيى بن عبد الله بن بكير المصري ويحيى بن يحيى النيسابوري ويوسف بن حماد المعني وممن انفرد بالرواية عن أبي سلمة إبراهيم

ابن الحجاج الشامي وإبراهيم بن أبي سويد الذارع وأحمد بن إسحق الحضرمي ( 1 ) وآدم بن أبي إياس وإسحق بن أبي عمر بن سليط وإسحق بن منصور السلولي وأسد بن موسى وبشر بن السري وبشر بن عمر الزهراني وبهز بن أسد وحبان بن هلال والحسن بن بلال والحسن بن موسى الأشيب والحسين ابن عروة وخليفة بن خياط وداود بن شبيب وزيد بن الحباب وزيد بن أبي الزرقاء وسريج بن النعمان وسعيد بن عبد الجبار البصري وسعيد بن يحيى اللخمي وأبو داود الطيالسي وشعبة وشهاب بن معمر البلخي وطالون ابن عباد والعباس بن بكار الضبي وعبد الله بن صالح العجلي وعبد الرحمن ابن سلام الجمحي وعبد الصمد بن حسان وعبد الصمد بن عبد الوارث وعبد الغفار بن داود الحراني وعبد الملك بن جريج وهو من شيوخه وعبد الملك بن عبد العزيز وأبو نصر التمار وعبد الواحد بن غياث وعبيد الله ابن محمد العبسي وعمرو بن خالد الحراني وعمرو بن عاصم الكلابي والعلاء ابن عبد الجبار وغسان بن الربيع وأبو نعيم الفضل بن دكين والفضل بن عنبسة الواسطي وقبيصة بن عقبة وقريش بن أنس وكامل بن طلحة الجحدري ومالك بن أنس وهو من أقرانه ومحمد بن إسحاق وهو من شيوخه ومحمد بن بكر البرساني ومحمد بن عبد الله الخزاعي ومحمد بن كثير المصيصي ومسلم بن أبي عاصم النبيل وأبو كامل مظفر بن مدرك ومعاذ بن خالد بن شقيق ومعاذ بن معاذ ومهنأ بن عبد الحميد وموسى بن داود الضبي والنضر بن شميل والنضر بن محمد الجرشي والنعمان بن عبد السلام وهشام

وعبد الله وشبهه قال سلمة بن سليمان إذا قيل بمكة عبد الله فهو ابن الزبير أو بالمدينة فابن عمر وبالكوفة ابن مسعود وبالبصرة ابن عباس وبخراسان ابن المبارك وقال الخليلي إذا قاله المصري فابن عمرو والمكي فابن عباس ابن عبد الملك الطيالسي والهيثم بن جميل ويحيى بن إسحاق السيلحيني ( 1 ) ويحيى بن حماد الشيباني ويحيى بن الضريس الرازي ويعقوب بن إسحاق الحضرمي وأبو سعيد مولى بني هاشم ذكر ذلك المزي في تهذيبه ( و ) من ذلك إذا أطلق ( عبد الله وشبهه قال سلمة بن سليمان إذا قيل بمكة عبد الله فهو ابن الزبير أو ) إذا قيل ( بالمدينة فابن عمر و ) إذا قيل ( بالكوفة ) فهو ( ابن مسعود و ) إذا قيل ( بالبصرة ) فهو ( ابن عباس و ) إذا قيل ( بخراسان ) فهو ( ابن المبارك وقال الخليلي ) في الإرشاد ( إذا قاله المصري فابن عمرو ) بن العاص ( أو المكي فابن عباس ) أو الكوفي فابن مسعود أو المدني فابن عمر وقال النضر بن شميل إذا قال الشامي عبد الله فابن عمرو بن العاص أو المدني فابن عمر قال الخطيب وهذا القول صحيح وكذا يفعل بعض البصريين في ابن عمرو

وقال بعض الحفاظ إن شعبة يروي عن سبعة عن ابن عباس كلهم أبو حمزة بالحاء والزاي إلا أبا جمرة بالجيم والراء نصر بن عمران الضبعي وأنه إذا أطلقه فهو بالجيم السابع في النسبة كالآملي قال السمعاني ( وقال بعض الحفاظ إن شعبة يروي عن سبعة عن ابن عباس كلهم ) يقال له ( أبو حمزة بالحاء ) المهملة ( والزاى إلا أبا جمرة بالجيم والراء نصر بن عمران الضبعي وأنه إذا أطلقه فهو بالجيم ) نصر بن عمران وإذا روى عن غيره ذكره باسمه ونسبه قال العراقي وربما أطلق غيره أيضا مثال ما روى أحمد في مسنده ثنا محمد ابن جعفر ثنا شعبة عن أبي حمزة سمعت ابن عباس يقول مر بي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا ألعب مع الغلمان فاختبأت منه خلف باب الحديث فهذا شعبة قد أطلق الرواية عن أبي حمزة وليس هو نصر بن عمران إنما هو بالحاء والزاي القصاب واسمه عمران بن أبي عطاء كما بينه مسلم في روايته قلت والخمسة الباقون أبو جمرة عبد الرحمن بن كيسان فائدة صنف الخطيب في هذا القسم كتابا مفيدا سماه المكمل في بيان المهمل وأفرد الناس التصنيف فيما وقع في صحيح البخاري من ذلك ( السابع ) من الأقسام أن يتفقا ( في النسبة ) من حيث اللفظ ويفترقا في المنسوب إليه ولابن طاهر فيه تأليف حسن ( كالآملي قال ) أبو سعد ( السمعاني

أكثر علماء طبرستان من آملها وشهر بالنسبة إلى آمل جيجون عبد الله بن حماد شيخ البخاري وخطئ أبو علي الغساني ثم القاضي عياض في قولهما إنه إلى آمل طبرستان ومن ذلك الحنفي إلى بني حنيفة وإلى المذهب وكثير من المحدثين ينسبون إلى المذهب حنيفي بزيادة ياء ووافقهم من النحويين ابن الأنباري وحده أكثر علماء طبرستان من آملها وشهر بالنسبة إلى آمل جيجون عبد الله بن حماد ) الآملي ( شيخ البخاري وخطئ أبو علي الغساني ثم القاضي عياض في قولهما إنه ) منسوب ( إلى آمل طبرستان ومن ذلك الحنفي ) نسبة ( إلى بني حنيفة ) قبيلة ( وإلى المذهب ) لأبي حنيفة رضي الله تعالى عنه ومن الأول أبو بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي وأخوه عبيد الله أخرج لهما الشيخان ( وكثير من المحدثين ينسبون إلى المذهب الحنفي بزيادة ياء ) للفرق وأكثر النحاة يأبون ذلك ( ووافقهم من النحويين ) الكمال أبو البركات ( ابن الأنباري وحده ) قلت والصواب معه وقد اخترته في كتاب جمع الجوامع في العربية فقد قال صلى الله عليه و سلم بعثت بالحنيفية السمحة فأثبت الياء في اللفظة المنسوبة إلى الحنفيه فلا مانع من ذلك

ثم ما وجد من هذا الباب غير مبين فيعرف بالراوي أو المروي عنه أو ببيانه في طريق آخر

النوع الخامس والخمسون المتشابه
يتركب من النوعين قبله وللخطيب فيه كتاب ( ثم ما وجد من هذا الباب ) في الأقسام كلها ( غير مبين فيعرف بالراوي ) عنه ( أو المروي عنه أو بيانه في طريق آخر ) كما تقدم فإن لم يبين واشتركت الرواة فمشكل جدا يرجع فيه إلى غالب الظنون والقرائن أو يتوقف قال ابن الصلاح وربما قيل في ذلك بظن لا يقوى كما حدث القاسم بن زكريا المطرز يوما بحديث عن أبي همام عن الوليد بن مسلم عن سفيان فقال له أبو طالب بن نصر الحافظ من سفيان هذا فقال هذا الثوري فقال له أبو طالب بل هو ابن عيينة فقال المطرز من أين قال لأن الوليد قد روى عن الثوري أحاديث معدودة محفوظة وهو ملئ بابن عيينة قال العراقي وفيه نظر لأنه لا يلزم من كونه مليا به أن يكون هذا من حديثه عنه إذا أطلقه بل يجوز أن يكون من تلك الأحاديث المعدودة قال على أني لم أر في شيء من كتب التاريخ وأسماء الرجال رواية الوليد عن ابن عيينة البتة وإنما ذكروا روايته عن الثوري ويرجح ذلك وفاة الوليد قبل ابن عيينة بزمن ( النوع الخامس والخمسون المتشابه ) وهو نوع ( يتركب من النوعين ) اللذين ( قبله وللخطيب فيه كتاب ) سماه تلخيص المتشابه وهو من أحسن كتبه

وهو أن يتفق أسماؤهما أو نسبهما ويختلف ويأتلف ذلك في أبويهما أو عكسه كموسى بن علي بالفتح كثيرون ( وهو أن يتفق اسماءهما أو نسبهما ) في اللفظ والخط ويفترقا في الشخص ( ويختلف ويأتلف ذلك في ) أسماء ( ابويهما ) بأن يأتلفا خطا ويفترقا لفظا ( أو عكسه ) بأن تأتلف أسماؤهما خطأ ويختلفا لفظا وتتفق أسماء أبويهما لفظا وخطا أو نحو ذلك بأن يتفق الاسمان أو الكنيتان وما أشبه ذلك ( كموسى بن علي بالفتح ) للعين ( كثيرون ) في المتأخ ليس في الكتب الستة ولا في تاريخ البخاري وابن أبي حاتم وابن أبي خيثمة والحاكم وابن يونس وأبي نعيم وثقات ابن حبان وطبقات ابن سعد وكامل بن عدي منهم أحد وفي تاريخ بغداد للخطيب منهم رجلان متأخران موسى بن علي أبو بكر الأحول البزار روى عن جعفر الفريابي وموسى بن علي أبو عيسى الختلي روى عنه ابن الأنباري وابن مقسم وفي تاريخ ابن عساكر موسى بن علي أبو عمران الصقلي النحوي روى عن أبي ذر الهروي وذكر في تلخيص المتشابه رابعا موسى بن علي القرشي مجهول ومنهم موسى بن علي بن قداح أبو الفضل بن الخياط المؤذن سمع منه ابن عساكر وابن السمعاني وموسى بن علي بن غالب الأموي الأندلسي وموسى بن علي بن عامر الحريري الإشبيلي النحوي ذكرهما ابن الأبار قال العراقي فهؤلاء المذكورون في تواريخ الإسلام من المشرق والمغرب إلى زمن ابن الصلاح لم يبلغوا عشرة فوصف النووي لهم بأنهم كثيرون فيه تجوز

وبضمها موسى بن علي بن رباح المصري ومنهم من فتحها وقيل بالضم لقب بالفتح اسم ( وبضمها موسى بن علي بن علي بن رباح ) اللخمي ( المصري ) أمير مصر اشتهر بضم العين ( ومنهم من فتحها ) نقله ابن سعد عن أهل مصر وصححه البخاري وصاحب المشارق ( وقيل بالضم لقب وبالفتح اسم ) قاله الدارقطني وروي عن موسى أنه قال اسم أبي علي ولكن بنو أمية قالوا علي وفي حرج من قال علي وعنه أيضا من قال موسى بن علي لم أجعله في حل وعن أبيه لا أجعل في حل أحد يصغر اسمي قال أبو عبد الرحمن المقرئ كانت بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه فبلغ ذلك رباحا فقال هو علي وقال ابن حبان في الثقات كان أهل الشام يجعلون كل علي عندهم عليا لبغضهم عليا رضي الله تعالى عنه ومن أجله قيل لوالد مسلمة ولابن رباح علي قلت ولما وقع الاختلاف في والد موسى فينبغي أن يمثل بمثال غيره وذلك أيوب بن بشر وأيوب بن بشير الأول أبوه مكبر عجلي شامي روى عنه ثعلبة ابن مسلم الخثعمي والثاني أبوه مصغر عدوي بصري روى عنه أبو الحسين خالد البصري وقتادة وغيرهما ومن أمثلة عكسه سريج بن النعمان وشريح بن النعمان وكلاهما مصغر الأول بالمهملة والجيم جده مروان اللؤلؤي البغدادي روى عنه البخاري

وكمحمد بن عبد الله المخرمي بضمة ثم فتحة ثم كسرة إلى مخرم بغداد مشهور ومحمد بن عبد الله المخرمي إلى مخرمة غير مشهور روى عن الشافعي وكثور بن يزيد الديلي في الصحيحين والأول في صحيح مسلم خاصة وكأبي عمرو الشيباني التابعي بالمعجمة سعد بن إياس ومثله اللغوي والثاني بالمعجمة والحاء المهملة الكوفي تابعي له في السنن الأربعة حديث واحد عن علي بن أبي طالب وكمحمد بن عبد الله المخرمي بضمة ) للميم ( ثم فتحة ) للخاء المعجمة ( ثم كسرة ) للراء المشددة نسبة ( إلى مخرم بغداد ) محلة بها ( مشهور ) جده المبارك ويكنى أبا جعفر القرشي البغدادي الحافظ قاضي حلوان روى عنه البخاري وأبو داود ( ومحمد بن عبد الله المخرمي ) بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة المكنى نسبة ( إلى مخرمة ) بن نوفل ( غير مشهور روى عن الشافعي ) وعنه عبد العزيز بن زبالة ( وكثور ) بن يزيد الكلاعي وثور ( بن يزيد ) روى عنهما مالك والثاني أخرج له ( في الصحيحين والأول في ) صحيح ( مسلم خاصة ) قال العراقي هذا وهم بل في البخاري خاصة روى له في الأطعمة عن خالد ابن معدان عن أبي أمامة كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا رفع مائدته قال الحمد لله الحديث وثلاثة أحاديث أخر ( وكأبي عمرو الشيباني التابعي بالمعجمة ) المفتوحة ( سعد بن إياس ) الكوفي

إسحق بن مرار كضرار وقيل كغزال وقيل كعمار وأبو عمرو السيباني التابعي بالمهملة زرعة والد يحيى وكعمرو بن زرارة بفتح العين جماعة منهم شيخ مسلم أبو محمد النيسابوري وبضمها معروف بالحدثي نزيل بغداد وأبوه بكسر الميم والتخفيف ( كضرار ) قاله عبد الغني بن سعيد ( وقيل ) بفتحها ( كغزال ) قاله الدارقطني ( وقيل ) بالفتح والتشديد الراء ( كعمار ) له ذكر في صحيح مسلم بكنيته في تفسير حديث أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك ولهم ثالث أيضا وهو أبو عمر الشيباني هرون بن عنترة بن عبد الرحمن الكوفي من أتباع التابعين حديثه في سنن أبي داود والنسائي كناه كذا يحيى بن سعيد وابن المديني وأحمد والبخاري والنسائي وأبو أحمد الحاكم والخطيب وغيرهم وما اقتصر عليه المزي من أن كنيته أبو عبد الرحمن فوهم قاله العراقي ( وأبو عمرو السيباني التابعي بالمهملة ) المفتوحة مخضرم من أهل الشام اسمه ( زرعة ) وهو عم الأوزاعي و ( والد يحيى ) له عند البخاري في كتاب الأدب حديث واحد موقوف على عقبة ( وكعمرو بن زرارة بفتح العين جماعة منهم شيخ مسلم أبو محمد النيسابوري ) روى عنه الشيخان ( وبضمها معروف الحدثي ) قال الدارقطني

النوع السادس والخمسون المتشابهون في الاسم والنسب المتمايزون بالتقديم
والتأخير
نسبة إلى مدينة بالثغر يقال لها الحدث وقال أبو أحمد الحاكم إلى الحدثية ( 1 ) روى عنه البغوي وغيره ومن أمثلته حنان الأسدي وحيان الأسدي الأول بفتح المهملة وتخفيف النون من بني أسد بن شريك بضم الشين البصري روى عن أبي عثمان النهدي حديثا مرسلا روى عنه حجاج الصواف وهو عم مسرهد والد مسدد والثاني بتشديد التحتية ابن حصين الكوفي أبو الهياج تابعي أيضا له في صحيح مسلم حديث عن علي في الجنائز وحيان الأسدي أبو النضر شامي تابعي أيضا له في صحيح ابن حبان حديث عن وائلة وأبو الرجال الأنصاري وأبو الرحال الأنصاري الأول بكسر الراء وتخفيف الجيم محمد بن عبد الرحمن مدني روى عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن حديثه في الصحيحين والثاني بفتح الراء وتشديد المهملة محمد بن خالد بصري له عند الترمذي حديث واحد عن أنس وهو ضعيف وابن عفير المصري وابن غفير المصري كلاهما مصغر الأول بالمهملة سعيد بن كثير بن عفير أبو عثمان روى عنه البخاري والثاني بالمعجمة اسمه الحسين متروك ( النوع السادس والخمسون ) المشتبه المقلوب وهو مما يقع فيه الاشتباه في الذهن لا في الخط والمراد بذلك الرواة ( المتشابهون في الاسم والنسب المتمايزون

كيزيد بن الأسود الصحابي الخزاعي والجرشي المخضرم المشتهر بالصلاح وهو الذي استسقى به معاوية والأسود بن يزيد النخعي التابعي الفاضل وكالوليد بن مسلم التابعي البصري والمشهور الدمشقي صاحب الأوزاعي ومسلم بن الوليد بن رباح المدني بالتقديم والتأخير ) بأن يكون اسم أحد الراويين كاسم أبي الآخر خطا ولفظا واسم الآخر كاسم أبي الأول فينقلب على بعض أهل الحديث كما انقلب على البخاري ترجمة مسلم بن الوليد المدني فجعله الوليد بن مسلم كالوليد بن مسلم الدمشقي وخطأه في ذلك ابن أبي حاتم في كتاب له في خطأ البخاري في تاريخه حكاية عن أبيه وصنف الخطيب في هذا النوع كتابا سماه رفع الارتياب في المقلوب من الأسماء والأنساب ( كيزيد بن الأسود الصحابي الخزاعي ) له في السنن حديث واحد قال ابن حبان عداده في أهل مكة وقال المزي في الكوفيين ( و ) يزيد بن الأسود ( الجرشي ) التابعي ( المخضرم المشتهر بالصلاح ) يكنى أبا الأسود سكن الشأم ( وهو الذي استسقى به معاوية ) فسقوا للوقت حتى كادوا لا يبلغون منازلهم ( والأسود بن يزيد النخعي التابعي ) الكبير ( الفاضل ) حديثه في الكتب الستة ( وكالوليد بن مسلم التابعي البصري ) روى عن جندب ابن عبد الله ( و ) الوليد بن مسلم ( المشهور الدمشقي صاحب الأوزاعي ) روى عنه أحمد والناس ( ومسلم بن الوليد بن رباح المدني ) روى عن أبيه وعنه الداروردي وانقلب اسمه على البخاري كما تقدم

النوع السابع والخمسون معرفة المنسوبين إلى غير آبائهم
وهم أقسام الأول إلى أمه كمعاذ ومعوذ وعوذ ويقال عوف بني عفراء وأبوهم الحارث وبلال بن حمامة أبوه رباح سهيل وسهل وصفوان بنو بيضاء أبوهم وهب شرحبيل بن حسنة أبوه عبد الله بن المطاع ( النوع السابع والخمسون معرفة المنسوبين إلى غير آبائهم ) ع وفائدة هذا النوع دفع توهم التعدد عند نسبتهم إلى آبائهم ( وهم اقسام الأول ) من نسبه ( إلى أمه كمعاذ ومعوذ وعوذ ويقال عوف ) بالفاء ( بني عفراء ) بنت عبيد ابن ثعلبة من بني النجار ( وأبوهم الحارث ) بن رفاعة بن الحارث من بني النجار أيضا وشهد بنو عفراء بدرا فقتل بها معوذ وعوف وبقي معاذ إلى زمن عثمان وقيل إلى زمن علي فتوفي بصفين وقيل جرح ببدر أيضا فرجع إلى المدينة فمات بها ( وبلال بن حمامة ) الحبشي المؤذن ( أبوه رباح سهيل وسهل وصفوان بنو بيضاء أبوهم وهب ) بن ربيعة بن عمرو بن عامر القرشي الفهري واسم بيضاء دعد قال سفيان بن عيينة أكبر أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم في السن أبو بكر وسهيل بن بيضاء مات سهيل وسهل في حياته صلى الله عليه و سلم وصلى عليهما في المسجد كما في صحيح مسلم عن عائشة وكانت وفاة سهيل سنة تسع ( شرحبيل بن حسنة أبو عبد الله بن المطاع ) الكندي وحسنة مولاة لمعمر الجمحي وما ذكره المصنف كابن الصلاح من أنها أمه جزم به غير واحد

ابن بحينة أبوه مالك محمد بن الحنفية أبوه علي بن أبي طالب إسماعيل بن علية أبوه إبراهيم الثاني إلى جدته كيعلى بن منية كركبة هي أم أبيه وقيل أمه وقال الزبير بن بكار ليست أمه وإنما تبنته عبد الله ( بن بحينة أبوه مالك ) القشب الأزدي الأسدي وهؤلاء صحابة ومن التابعين فمن بعدهم ( محمد بن الحنفية أبوه علي بن أبي طالب ) واسم أمه خولة من بني حنيفة ( إسماعيل بن علية أبوه إبراهيم ) وعلية أمه بنت حسان مولاة بني شيبان وزعم علي بن حجر أنها ليست أمه بل جدته أم أمه وقد صنف في هذا القسم الحافظ علاء الدين مغلطاي تصنيفا حسنا في ثلاث وستين ورقة وذكر المصنف في تهذيبه أنه ألف فيه جزءا ولم نقف عليه ( الثاني ) من نسب ( إلى جدته ) دنيا أو عليا ( كيعلى بن منية ) بضم الميم وسكون النون وتخفيف التحتية ( كركبة ) صحابي مشهور ( هي أم أبيه ) قاله الزبير بن بكار وابن ماكولا ( وقيل أمه ) هو من زوائد المصنف وعزى للجمهور والبخاري وابن المديني والقعنبي ويعقوب بن شيبة وابن جرير وابن قانع والطبراني وابن منده وآخرين ورجحه المزي وابن عبد البر وقال ابن وضاح أبوه ووهموه وهي بنت الحارث بن جابر قاله ابن ماكولا وقال الطبري بنت جابر عمة عتبة بن أبي عبيد

بشير بن الخصاصية بتخفيف الياء هي أم الثالث من أجداده وقيل أمه أبوه معبد الثالث إلى جده أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه عامر بن عبد الله بن الجراح حمل بن النابغة هو ابن مالك بن النابغة مجمع بالفتح والكسر ابن جارية بالجيم هو ابن يزيد بن جارية ابن جريج عبد الملك بن وقال الدارقطني بنت غزوان أخت عتبة ورجحه المزي وأبوه أمية بن ابي عبيد ( بشير بن الخصاصية بتخفيف الياء ) صحابي مشهور ( هي ام الثالث من أجداده ) أي ضبارى الآتي ( وقيل أمه ) واسمها كبشة وقيل مارية بنت عمرو بن الحارث الغطريف ( أبوه معبد ) وقيل نذير وقيل يزيد وقيل شراحيل بن سبع بن ضبارى بن سدود بن شيبان بن ذهل ومن ذلك من المتأخرين عبد الوهاب ابن سكينة هي أم أبيه وأبوه علي بن علي وابن تيمية هي جدة عليا من وادي التيم ( الثالث من نسب إلى جده ) منهم ( أبو عبيدة بن الجراح رضي الله تعالى عنه عامر بن عبد الله بن الجراح حمل ) بالحاء المهملة والميم المفتوحتين ( ابن النابغة هو ) حمل ( بن مالك بن النابغة ) بن جارية بن ربيعة الهذلي ابو نضلة له رواية عاش إلى خلافة عمر وفي الصحابة أيضا حمل بن سعدانة الكلبي من أهل دومة لا ثالث لهما في الاسم ( مجمع بالفتح والكسر ابن جارية بالجيم ) والتحتية ( هو ابن يزيد بن جارية ) هؤلاء صحابة ( ابن جريج عبد الملك بن

عبد العزيز بن جريج بنو الماجشون بكسر الجيم وضم الشين منهم يوسف ابن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون هو لقب يعقوب جرى على بنيه وبني أخيه عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ومعناه الأبيض والأحمر ابن أبي ليلى الفقيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ابن أبي مليكة عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة أحمد بن حنبل هو ابن محمد بن حنبل بنو أبي شيبة أبو بكر وعثمان والقاسم بنو محمد بن أبي شيبة الرابع إلى أجنبي لسبب كالمقداد بن عمرو الكندي يقال له بن الأسود لأنه كان في حجر الأسود بن عبد يغوث فتبناه والحسن بن دينار هو زوج أمه وأبوه واصل عبد العزيز بن جريج بنو الماجشون بكسر الجيم وضم الشين ) المعجمة ( منهم يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون هو لقب يعقوب جرى على بنيه وبني أخيه عبد الله بن أبي سلمة ومعناه ) بالفارسية ( الأبيض والأحمر ابن ابي ليلى الفقيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ابن أبي مليكة عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة أحمد بن حنبل هو ابن محمد بن حنبل بنو أبي شيبة أبو بكر وعثمان ) الحافظان ( والقاسم بنو محمد بن أبي شيبة ) إبراهيم بن عثمان الواسطي ( الرابع ) من نسب ( إلى أجنبي لسبب كالمقداد بن عمرو ) بن ثعلبة ( الكندي يقال له ابن الأسود لأنه كان في حجر الأسود بن عبد يغوث فتبناه ) فنسب إليه ( الحسن بن دينار ) أحد الضعفاء ( هو زوج أمه وأبوه واصل )

النوع الثامن والخمسون النسب التي على خلاف ظاهرها
أبو مسعود البدري لم يشهدها في قول الأكثرين بل نزلها سليمان التيمي نزل فيهم ليس منهم أبو خالد الدالاني نزل في بني دالان بطن من همدان وهو أسدي مولاهم إبراهيم الخوزي بضم المعجمة وبالزاي قال ابن الصلاح وكأن هذا خفي على ابن أبي حاتم حيث قال هو الحسن ابن دينار بن واصل فجعل واصلا جده وقال العراقي جعل بعضهم دينارا جده وأباه واصلا ( النوع الثامن والخمسون النسب التي على خلاف ظاهرها ) قد ينسب الراوي إلى نسبة من مكان أو وقعة به أو قبيلة أو صنعة وليس الظاهر الذي يسبق إلى الفهم من تلك النسبة مرادا بل لعارض عرض من نزوله ذلك المكان أو تلك القبيلة ونحو ذلك من ذلك ( أبو مسعود ) عقبة بن عمرو الأنصاري الخزرجي ( البدري لم يشهدها ) أي بدرا ( في قول الأكثرين ) منهم الزهري وابن إسحاق والواقدي وابن سعد وابن معين والحربي وابن عبد البر ( بل نزلها ) وقال الحربي سكنها وقال البخاري شهدها واختاره أبو عبيد القاسم بن سلام وجزم به الكلبي ومسلم في الكنى وآخرون ( سليمان ) بن طرخان ( التيمي ) ابو المعتمر ( نزل فيهم ) أي في بني تيم ( ليس منهم ابو خالد الدالاني نزل في بني دالان بطن من همدان وهو أسدي مولاهم إبراهيم ) بن يزيد ( الخوزي بضم المعجمة وبالزاي

ليس من الخوز بل نزل شعبهم بمكة عبد الملك العرزمي نزل جبانة عرزم قبيلة من فزارة بالكوفة محمد بن سنان العوقي بفتحها وبالقاف باهلي نزل في العوقة بطن من عبد القيس أحمد بن يوسف السلمي عنه مسلم هو أزدي وكانت أمه سلمية وأبو عمرو بن نجيد السلمي كذلك فإنه حافده وأبو عبد الرحمن السلمي الصوفي كذلك فإن جده ابن عم أحمد بن يوسف كانت أمه بنت أبي عمرو المذكور مقسم مولى ابن عباس هو مولى عبد الله بن الحارث قيل مولى ابن عباس للزومه إياه يزيد الفقير أصيب في فقار ظهره خالد الحذاء لم يكن حذاء وكان يجلس فيهم ليس من الخوز بل نزل شعبهم بمكة عبد الملك ) بن سليمان ( العرزمي نزل جبانة عرزم ) وهي قبيلة ( من فزارة بالكوفة ) فنسب إليهم ( محمد بن سنان العوقي بفتحها ) أي الواو ( وبالقاف باهلي نزل في العوقة بطن من عبد القيس ) فنسب إليهم ( أحمد بن يوسف السلمي ) الذي روى ( عنه مسلم هو أزدي وكانت أمه سلمية ) فنسب إليهم ( وأبو عمرو بن نجيد كذلك فإنه حافده ) أي ولد ولده ( وأبو عبد الرحمن السلمي الصوفي كذلك فإن جده ابن عم أحمد بن يوسف كانت أمه بنت أبي عمرو ) بن نجيد ( المذكور مقسم مولى ابن عباس هو مولى عبد الله بن الحارث قيل له مولى ابن عباس للزومه إياه ( يزيد الفقير أصيب في فقاز ظهره ) وكان يشكو منه فقيل له ذلك ( خالد ) بن مهران ( الحذاء لم يكن حذاء وكان يجلس فيهم ) فقيل له ذلك وقيل كان يقول احذ على هذا النحو فلقب بذلك

النوع التاسع والخمسون المبهمات
صنف فيه عبد الغني ثم الخطيب ثم غيرهما وقد اختصرت أنا كتاب الخطيب وهذبته ورتبته ترتيبا حسنا وضممت إليه نفائس ( النوع التاسع والخمسون المبهمات ) أي معرفة من أبهم ذكره في المتن أو الإسناد من الرجال والنساء ( صنف فيه ) الحافظ ( عبد الغني ) بن سعيد المصري ( ثم الخطيب ) فذكر في كتابه مائة وأحدا وسبعين حديثا ورتب كتابه على الحروف في الشخص المبهم وفي تحصيل الفائدة منه عسر فإن العارف باسم المبهم لا يحتاج إلى الكسف عنه والجاهل به لا يدري مظنته ( ثم غيرهما ) كأبي القاسم بن بشكوال وهو أكبر كتاب في هذا النوع وأنفسه جمع فيه ثلثمائة وعشرين حديثا لكنه غير مرتب وكأبي الفضل ابن طاهر ولكنه جمع فيه ما ليس من شرط المبهمات قال المصنف ( وقد اختصرت انا كتاب الخطيب وهذبته ورتبته ترتيبا حسنا ) على الحروف في راوي الحديث وهو أسهل للكشف ( وضممت إليه نفائس ) أخر زيادة عليه ومع ذلك فالكشف منه قد يصعب لعدم اختصار اسم صحابي ذلك الحديث وفاته أيضا الجم الغفير فجمع الشيخ ولي الدين العراقي في ذلك كتابا سماه المستفاد من مبهمات المتن والإسناد جمع فيه كتاب الخطيب وابن بشكوال والمصنف مع زيادات أخر ورتبه على الأبواب وهو أحسن ما صنف في هذا النوع ومن الناس من أفرد لمبهماته كتاب مخصوص كشيخ الإسلام في مقدمة شرح البخاري عقد فيها فصلا لميهماته استوعبت ما وقع فيه

ويعرف بوروده مسمى في بعض الروايات وهو أقسام أبهمها رجل أو امرأة كحديث ابن عباس أن رجلا قال يا رسول الله الحج كل عام هو الأقرع بن حابس قال الشيخ ولي الدين ومن فوائد تبيين الأسماء المبهمة تحقيق الشيء على ما هو عليه فإن النفس متشوقة إليه وأن يكون في الحديث منقبة له فيستفاد بمعرفة فضيلته وأن يشتمل على نسبة فعل غير مناسب فيحصل بتعيينه السلامة من جولان الظن في غيره من أفاضل الصحابة وخصوصا إذا كان ذلك من المنافقين وأن يكون سائلا عن حكم عارضه حديث آخر فيستفاد بمعرفته هل هو ناسخ إن عرف زمن إسلامه وإن كان المبهم في الإسناد فمعرفته تفيد ثقته أو ضعفه ليحكم للحديث بالصحة أو غيرها ( ويعرف ) المبهم ( بوروده مسمى في بعض الروايات ) وذلك واضح وبتنصيص أهل السير على كثير منهم وربما استدلوا بورود حديث آخر أسند لذلك الراوي المبهم في لذك قال العراقي وفيه نظر لجواز وقوع تلك الواقعة لاثنين ( وهو اقسام ) الأول وهو ( أبهمها رجل وامرأة ) أو رجلان أو امرأتان أو رجال أو نساء ( كحديث ابن عباس أن رجلا قال يا رسول الله الحج كل عام هو الأقرع بن حابس ) بن عقال قاله الخطيب واقتصر عليه المصنف في كتاب المبهمات وكذا سمي في مسند أحمد وغيره وقيل هو سراقة بن مالك كذا في حديث سفيان من رواية ابن المقرى وقيل عكاشة بن محصن قاله ابن السكن

وحديث السائلة عن غسل الحيض فقال النبي صلى الله عليه و سلم خذي فرصة هي أسماء بنت يزيد بن السكن وفي رواية لمسلم أسماء بنت شكل وحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى رجلا قائما في الشمس الحديث قال الخطيب هو أبو إسرائيل قيصر العامري قال عبد الغني ليس في الصحابة رضي الله عنهم من يشاركه في اسمه وكنيته ولا يعرف إلا في هذا الحديث ومن ذلك الإسناد ما رواه أبو داود من طريق حجاج بن فرافصة عن رجل عن أبي سلمة عن أبي هريرة المؤمن غر كريم يحتمل أن هذا الرجل يحيى بن أبي كثير فقد رواه أبو داود والترمذي من حديث بشر بن رافع عنه عن أبي سلمة عن أبي هريرة ( وحديث السائلة عن غسل الحيض فقال النبي صلى الله عليه و سلم خذي فرصة ) من مسك ( 1 ) فتطهري بها الحديث رواه الشيخان من رواية منصور بن صفية عن أمه عن عائشة أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن غسلها من الحيض فذكره ( هي أسماء بنت يزيد بن السكن ) الأنصارية قاله الخطيب وغيره ( وفي رواية لمسلم أسماء بنت شكل ) بفتح المعجمة والكاف وقيل بسكون الكاف

الثاني الابن والبنت كحديث أم عطية في غسل بنت النبي صلى الله عليه و سلم بماء وسدر هي زينب رضي الله تعالى عنها قال المصنف في مبهماته فيحتمل أن تكون القصة جرت للمرأتين في مجلس أو مجلسين وحديث البخاري عن عائشة أيضا دخل النبي صلى الله عليه و سلم فرأى امرأة فقال من هذه فقلت فلانة لا تنام فقال مه قال الخطيب هي الحولاء بنت تويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزيز وذلك مصرح به عند مسلم وحديثه في ليلة القدر فتلاحى رجلان هما كعب بن مالك وعبد الله ابن أبي حدرد قاله ابن دحية وحديث أبي هريرة أن امرأتين من هذيل الحديث اسم الضاربة أم عفيف بنت مشروح وذات الجنين مليكة بنت عويمر وقيل عويم وحديث إن عبادة بن الصامت وهو أحد النقباء ليلة العقبة الحديث بقية النقباء سعد بن زرازة وسعد بن الربيع وسعد بن خيثمة والمنذر بن عمرو وعبد الله بن رواحة والبراء بن معرور وأبو الهيثم بن التيهان وأسيد بن حضير وعبد الله بن عمرو بن حرام ورافع بن مالك وحديث أم زرع بطوله الأولى والتاسعة لم يسميا والثانية عمرة بنت عمرو والثالثة حبي بنت كعب والرابعة مهدد بنت أبي هرمة والخامسة كبشة والسادسة هند والسابعة حبي بنت علقمة والثامنة دوس بنت عبد ويروى أسماء بنت عبد والعاشرة كبشة بنت الأرقم والحادية عشرة أم زرع بنت أكميل بن ساعدة وقيل عاتكة ( الثاني الابن والبنت ) والأخ والأخت والابنان والأخوان وابن الأخ وابن الأخت ( كحديث أم عطية في غسل بنت النبي صلى الله عليه و سلم بماء وسدر وهي زينب رضي الله تعالى عنها ) زوجة أبي العاص بن الربيع

ابن اللتبية عبد الله إلى بني لتب بإسكان التاء وقيل الأتبية ولا يصح ابن أم مكتوم عبد الله وقيل عمرو وقيل غيره واسمها عاتكة ( ابن اللتبية ) الذي استعمله النبي صلى الله عليه و سلم على الصدقة فقال هذا لكم وهذا لي اسمه ( عبد الله ) كما في صحيح البخاري وهذه النسبة ( إلى بني لتب بإسكان التاء ) الفوقية وضم اللام بطن من الأزد ( وقيل ) فيه ابن ( الأتبية ) بالهمزة ( ولا يصح ابن أم مكتوم ) تكرر في الأحاديث اسمه ( عبد الله ) ابن زائد قاله قتادة ورجحه البخاري وابن حبان ( وقيل عمرو ) ابن قيس حكاه ابن عبد البر عن الجمهور منهم الزهري وابن إسحاق وموسى ابن عقبة والزبير بن بكار واحمد بن حنبل ورجحه ابن عساكر والمزي وجعل زائدة جده قال ابن حبان وغيره من قال ابن زائدة فقد نسبه إلى جده ( وقيل غيره ) فقيل عبد الله بن شرحبيل بن قيس بن زائدة واختاره ابن ابي حاتم وحكاه عن ابن المديني والحسين بن واقد وقيل عبد الله بن عمرو بن شريح بن قيس ابن زائدة وقيل عبد الله بن الأصم قال ابن حبان وكان اسمه الحين فسماه النبي صلى الله عليه و سلم عبد الله ( و ) أمه ( اسمها عاتكة ) ومن ذلك حديث أن عمر رأى حلة سيراء الحديث وفيه فكساها عمر أخا له مشركا بمكة هو أخوه لأمه عثمان بن حكيم بن أمية السلمي قاله ابن بشكوال وحديث ربعي بن حراش عن امرأته عن أخت حذيفة في التحلي بالفضة هي فاطمة وقيل خولة وحديث عقبة بن عامر قلت يا رسول الله إن أختي نذرت أن تمشي الحديث هي أم

الثالث العم والعمة كرافع بن خديج عن عمه هو ظهير بن رافع زياد بن علاقة عن عمه هو قطبة بن مالك عمه جابر التي بكت أباه يوم أحد هي فاطمة بنت عمرو وقيل هند حبان بالكسر والموحدة بنت عامر ذكره ابن ماكولا وحديث اليهود فأسلم منهم ابنا شعبة أحدهما ثعلبة والآخر أسد أو اسيد أو اسيد أقوال وحديث قول أبي بكر لعائشة إنما هما أخواك وأختاك هم عبد الرحمن ومحمد وأسماء وأم كلثوم وحديث جاءت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط مسلمة فجاء أخواها يطلبانها هما عمارة والوليد ابنا عقبة قاله ابن هشام وغيره وحديث هل في البيت إلا قرشي قالوا غير ابن اختنا الحديث هو النعمان بن مقرن ( الثالث العم والعمة ) قال ابن الصلاح ونحوهما أي كالخال والخالة والأب والأم والجد والجدة وابن أو بنت العم والعمة والخال والخالة ( كرافع بن خديج عن عمه ) في النهي عن المخابرة ( هو ظهير ) بضم الظاء المعجمة ( ابن رافع ) ابن ظهير بن الحارث ( زياد بن علاقة عن عمه ) مرفوعا اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق الحديث رواه الترمذي ( هو قطبة بن مالك ) الثعلبي كما في صحيح مسلم في حديث آخر ومن ذلك ( عمة جابر التي بكت أباه ) لما قتل ( يوم أحد ) كما في الصحيح ( هي فاطمة بنت عمرو ) بن حرام وقعت مسماة في مسند الطيالسي ( قيل هند ) قاله الواقدي ومن ذلك حديث ابن عباس أهدت خالتي إلى النبي صلى الله عليه و سلم سمنا واقطعا وأضبا قيل اسمها هزيلة وقيل حفيدة بنت الحارث وتكنى أم حفيد وقيل أم عتيق وحديث أبي هريرة كنت أدعو أمي إلى الإسلام الحديث اسمها أمية بنت

الرابع الزوج والزوجة زوج سبيعة سعد بن خولة زوج بروع بالفتح وعند المحدثين بالكسر هلال بن مرة صفيح بن الحارث بن دوس قاله ابن قتيبة وحديث أم كردم بن سفيان قال يا رسول الله خرجت أنا وابن عم لي في الجاهلية فخفي فقال من يعطيني نعلا أنكحه ابنتي الحديث قال الخطيب ابن عمه ثابت بن المرفع وحديث نافع تزوج ابن عمر بنت خاله عثمان بن مظعون فقالت أمها بنتي تكره ذلك اسم بنت خاله زينب وأمها خولة بنت حكيم بن أمية ( الرابع الزوج والزوجة ) والعبد وأم الولد ( زوج سبيعة ) الأسلمية التي ولدت بعد وفاته بليال الحديث في الصحيحين هو ( سعد بن خولة زوج بروع ) بنت واشق ( بالفتح ) للباء عند أهل اللغة ( وعند المحدثين بالكسر ) هو ( هلال ابن مرة ) الأشجعي ومثل ابن الصلاح للزوجة بزوجة عبد الرحمن بن الزبير التي كانت تحت رفاعة القرظي فطلقها اسمها تميمة بنت وهب وقيل تميمة بضم الياء وقيل سهيمة ومثال أم الولد حديث أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف أنها سألت أم سلمة فقالت إني أطيل ذيلي وأمشي الحديث هي حميدة ذكره النسائي ومثال العبد حديث جابر أن عبد الحاطب قال يا رسول الله ليدخلن حاطب النار اسمه سعد تنبيه من المبهم مالم يصرح بذكره بل يكون مفهوما من سياق الكلام كقول

النوع الستون التواريخ والوفيات
هو فن مهم به يعرف اتصال الحديث وانقطاعه وقد ادعى قوم الرواية عن قوم فنظر في التاريخ فظهر انهم زعموا الرواية عنهم بعد وفاتهم بسنين البخاري وقال معاذ اجلس بنا نؤمن ساعة فالقول له ذلك مطوي وهو الأسود بن هلال ( النوع الستون التواريخ ) لمواليد الرواة والسماع والقدوم للبلد الفلاني ( والوفيات ) لهم ( 1 ) ( هو فن مهم به يعرف اتصال الحديث وانقطاعه وقد ادعى قوم الرواية عن قوم فنظر في التاريخ فظهر أنهم زعموا الرواية عنهم بعد وفاتهم بسنين ) كما سأل إسماعيل بن عياش رجلا اختبارا أي سنة كتبت عن خالد بن معدان فقال سنة ثلاث عشرة ومائة فقال أنت تزعم أنك سمعت منه بعد موته بسبع سنين فإنه مات سنة ست ومائة وقيل خمس وقيل أربع وقيل ثلاث وقيل ثمان وسأل الحاكم محمد بن حاتم الكسي ( 2 ) عن مولده لما حدث عن عبد بن حميد فقال سنة ستين ومائتين فقال هذا سمع من عبد بعد موته بثلاث عشرة سنة

قال حفص بن غياث القاضي إذا اتهمتم الشيخ فحاسبوه بالسنين يعني سنه وسن من كتب عنه وقال سفيان الثوري لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ وقال حسان بن يزيد لم نستعن على الكذابين بمثل التاريخ نقول للشيخ سنة كم ولدت فإذا أقر بمولده عرفنا صدقه من كذبه وقال أبو عبد الله الحميدي ثلاثة أشياء من علوم الحديث يجب تقديم التهم بها العلل والمؤتلف والمختلف ووفيات الشيوخ وليس فيه كتاب يعني على الاستقصاء وإلا ففيه كتب كالوفيات لابن زبر ولابن قانع وذيل على ابن زبر ( 1 ) الحافظ عبد العزيز بن أحمد الكتانى ثم أبو محمد الأكفانى ثم الحافظ أبو الحسن بن المفضل ثم الشريف عز الدين

فروع الأول الصحيح في سن سيدنا محمد سيد البشر رسول الله صلى الله عليه و سلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ثلاث وستون وقبض رسول الله صلى الله عليه و سلم ضحى الاثنين لثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من هجرته صلى الله عليه و سلم إلى المدينة أحمد بن محمد الحسيني ثم المحدث أحمد بن أيبك الدمياطي ثم الحافظ أبو الفضل العراقي فروع في عيون من ذلك ( الأول ) في وفاة النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه العشرة ( الصحيح في سن سيدنا محمد سيد البشر رسول الله صلى الله عليه و سلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ثلاث وستون ) سنة قاله الجمهور من الصحابة والتابعين فمن بعدهم وصححه ابن عبد البر والجمهور وقيل سن النبي صلى الله عليه و سلم ستون روي عن أنس وفاطمة البتول وعروة بن الزبير ومالك وقيل خمس وستون روي عن ابن عباس وأنس أيضا ودغفل بن طلحة وقيل اثنتان وستون قاله قتادة وحكى الآخران أيضا في أبي بكر وحكى الأول في عمر وقيل عاش عمر ستا وستين وقيل إحدى وستين وقيل تسعا وخمسين وقيل سبعا وخمسين وقيل ستا وخمسين وقيل خمسا وخمسين ( وقبض رسول الله صلى الله عليه و سلم ضحى ) يوم ( الاثنين لثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من هجرته صلى الله عليه و سلم إلى المدينة ) لا خلاف بين أهل السير في ذلك إلا في تعيين اليوم من الشهر

فالجمهور على ما ذكره المصنف أنه في يوم الثاني عشر وقال موسى بن عقبة والليث بن سعد مستهل الشهر وقال سليمان التيمي ثانيه قال العراقي والقول الأول وإن كان قول الجمهور فقد استشكله السهيل من حيث التاريخ وذلك لأن يوم عرفة في حجة الوداع كان يوم الجمعة بالإجماع لحديث عمر المتفق عليه وحينئذ فلا يمكن أن يكون ثاني عشر ربيع الأول من السنة التي تليها يوم الاثنين لا على تقدير كمال الشهور ولا نقصها ولا كمال بعض ونقص بعض لأن ذا الحجة أوله الخميس فإن نقص هو والمحرم وصفر كان ثاني عشر ربيع الأول يوم الخميس وإن كملت الثلاثة فثاني عشره الأحد وإن نقص بعض وكمل بعض فثاني عشره الجمعة أو السبت قال وقد رأيت بعض أهل العلم يجيب بأن تفرض الشهور الثلاثة كوامل ويكون قولهم لاثنتي عشرة ليلة خلت منه أي بأيامها كاملة فيكون وفاته بعد استكمال ذلك والدخول في الثالث عشر قال وفيه نظر من حيث إن الذي يظهر من كلام أهل السير نقصان الثلاثة أو اثنين منهما بدليل ما رواه البيهقي بسند صحيح إلى سليمان التيمي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مرض لاثنتين وعشرين ليلة من صفر وكان اول يوم مرض فيه يوم السبت وكانت وفاته اليوم العاشر يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع وهذا يدل على أن أول صفر السبت فلزم نقصان ذي الحجة والمحرم وقوله كانت وفاته صلى الله عليه و سلم يوم العاشر أي من مرضه فيدل على نقصان صفر أيضا روى الواقدي عن أبي معشر عن محمد بن قيس قال اشتكى رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الأربعاء لإحدى عشرة بقيت من صفر إلى أن قال

ومنها التاريخ اشتكى ثلاثة عشرة يوما وتوفي يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع فهذا يدل على نقص الشهر أيضا إلا أنه جعل مدة مرضه أكثر مما في حديث التيمي ويجمع بينهما بأن المراد بهذا ابتداء مرضه وبالأول اشتداده والواقدي وإن ضعف في الحديث فهو من أئمة السير وأبو معشر نجيح مختلف فيه وروى الخطيب في الرواة عن مالك من رواية سعيد بن مسلمة بن قتيبة الباهلي ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم مرض ثمانية فتوفي لليلتين خلتا من ربيع الأول الحديث فاتضح أن قول التيمي ومن وافقه راجح من حيث التاريخ قال وقول المصنف كابن الصلاح ضحى يشكل عليه ما في صحيح مسلم من رواية أنس آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم الحديث وفيه توفي من آخر ذلك اليوم وهذا يدل على أنه تأخر بعد الضحى ويجمع بينهما بأن المراد أول النصف الثاني ويدل عليه ما رواه ابن عبد البر بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت مات رسول الله صلى الله عليه و سلم ارتفاع الضحى وانتصاف النهار يوم الاثنين وذكر موسى بن عقبة في مغازيه عن ابن شهاب توفي يوم الاثنين حين زالت الشمس ( ومنها ) أي من الهجرة ( التاريخ ) هذه فائدة زادها المصنف روى البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد قال ما عدوا من مبعث النبي صلى الله عليه و سلم ولا من متوفاه إنما عدوا من مقدمه المدينة وروى في تاريخه الصغير عن ابن عباس قال كان التاريخ في السنة التي قدم فيها النبي صلى الله عليه و سلم وروى أيضا عن ابن المسيب قال عمر متى

نكتب التاريخ فجمع المهاجرين فقال له علي من يوم هاجر النبي صلى الله عليه و سلم فكتب التاريخ وروى ابن خيثمة في تاريخه عن ابن سيرين أن رجلا من المسلمين قدم من اليمن فقال لعمر رأيت باليمن شيئا يسمونه التاريخ يكتبون من عام كذا وشهر كذا فقال عمر إن هذا لحسن فأرخوا ز فلما أجمع على أن يؤرخ شاور فقال قوم بمولد النبي صلى الله عليه و سلم وقال قوم بالمبعث وقال قوم حين خرج مهاجرا من مكة وقال قائل بالوفاة حين توفي فقال أرخوا خروجه من مكة إلى المدينة ثم قال بأي شهر نبدأ فنصيره أول السنة فقالوا رجب فإن اهل الجاهلية كانوا يعظمونه وقال آخرون شهر رمضان وقال آخرون ذو الحجة فيه الحج وقال آخرون الشهر الذي خرج فيه من مكة وقال آخرون الشهر الذي قدم فيه فقال عثمان أرخوا من المحرم أول السنة وهو شهر حرام وهو أول الشهور في العدة وهو منصرف الناس عن الحج فصيروا أول السنة المحرم وكان ذلك في سنة سبع عشرة وقد روى سعيد بن منصور في سننه بسند حسن عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى والفجر قال الفجر شهر المحرم وهو فجر السنة قال شيخ الإسلام ابن حجر في أماليه بهذا يحصل الجواب عن الحكمة في تأخر التاريخ من ربيع الأول إلى المحرم بعد أن اتفقوا على جعل التاريخ من الهجرة وإنما كانت في ربيع الأول

وأبو بكر في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وعمر في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وعثمان رضي الله عنه فيه وروى ابن عساكر في تاريخه بسنده عن ميمون بن مهران قال رفع إلى عمر صك سجله شعبان فقال أي شعبان الذي نحن فيه أم الذي مضى أم الذي هو آت ثم قال للصحابة ضعوا للناس شيئا يعرفونه من التاريخ فأجمعوا على الهجرة لكن رأيت في مجموع بخط ابن القماح عن ابن الصلاح أنه قال ذكر أبو طاهر بن محسن الزيادي في كتاب الشروط أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أرخ بالهجرة حين كتب الكتاب لنصارى نجران وأمر عليا أن يكتب فيه إنه كتب لخمس من الهجرة قال فالمؤرخ بها إذن رسول الله صلى الله عليه و سلم وعمر تبعه في ذلك وقد اشبعت الكلام في ذلك في مؤلف مستقل يختص بهذه المسألة ( و ) توفي ( أبو بكر ) رضي الله تعالى عنه ( في جمادى الأول سنة ثلاث عشرة ) يوم الاثنين وقيل ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء لثمان وقيل لثلاث بقين وقيل في جمادى الآخرة ليلة الاثنين لسبع عشرة مضت منه وقيل يوم الجمعة لسبع ليال بقين وقيل لثمان بقين منه والصحيح الذي جزم به الأئمة وصححه الحافظ وثبت بأسانيد صحيحة عن عائشة وغيرها عشية ليلة يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة ( و ) توفي ( عمر في ذي الحجة ) آخر يوم منه يوم الجمعة ( سنة ثلاث وعشرين ) ودفن يوم السبت مستهل المحرم ( و ) قتل ( عثمان فيه ) أي ذي الحجة يوم الجمعة ثاني عشرة وقيل ثامنه وقيل

سنة خمس وثلاثين ابن اثنتين وثمانين سنة وقيل ابن تسعين وقيل غيره وعلي رضي الله تعالى عنه في شهر رمضان سنة أربعين ابن ثلاث وستين وقيل أربع وقيل خمس وطلحة والزبير في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين قال الحاكم كانا ابني أربع وستين وقيل غير قوله ثامن عشريه وقيل ثاني عشره وقيل ثالث عشره ( سنة خمس وثلاثين ) وقيل أول سنة ست وثلاثين وفي تاريخ البخاري سنة أربع وثلاثين قال ابن ناصر وهو خطأ من راويه وهو ( ابن اثنتين وثمانين ) قاله أبو اليقظان وادعى الواقدي الاتفاق عليه ( وقيل ابن تسعين وقيل غيره ) فقال ابن إسحاق بن ثمانين وقال قتادة ست وثمانين وقيل ثمان وثمانين ( و ) قتل ( علي في شهر رمضان ) ليلة الحادي والعشرين منه وقيل يوم الجمعة وقيل ليلتها سابع عشره وقيل حادي عشره وقيل غير ذلك ( سنة أربعين ) وقال ابن زبر سنة تسع وثلاثين وهو وهم لم يتابع عليه وهو ( ابن ثلاث وستين وقيل أربع ) وستين ( وقيل خمس ) وستين وقيل اثنتين وستين وقيل ثمان وخمسين وقيل سبع وخمسين ( وطلحة والزبير ) ماتا معا ( في ) يوم واحد قتلا في وقعة الجمل وقيل الآخر يوم الخميس وقيل يوم الجمعة عاشر ( جمادى الأولى ) وعليه الجمهور ( سنة ست وثلاثين ) ومن قال في رجب أو ربيع فقولان مرجوحان ( قال الحاكم كانا ابني أربع وستين ) سنة وهو قول الوافدي وتابعه ابن حبان ( وقيل غير قوله ) فقال أبو نعيم كان لطلحة ثلاث وستون وقال عيسى بن طلحة اثنتان وستون وقال المدائني ستون وقيل خمس وسبعون وقيل كان للزبير سبع وستون وقيل ست وستون وقيل ستون وقيل بضع وخمسون وقيل خمس وسبعون

وسعد بن أبي وقاص سنة خمس وخمسين على الأصح ابن ثلاث وسبعين وسعيد سنة إحدى وخمسين ابن ثلاث أو أربع وسبعين وعبد الرحمن ابن عوف سنة اثنتين وثلاثين ابن خمس وسبعين وأبو عبيدة سنة ثماني عشرة ابن ثمان وخمسين وفي بعض هذا خلاف فائدة قال الزبير بن بكار أعرق الناس في القتل عمارة بن حمزة بن مصعب ابن الزبير بن العوام قتل عمارة وأبوه حمزة يوم قديد وقتل مصعبا عبد الملك ابن مروان وقتل الزبير يوم الجمل وقتل العوام يوم الفجار زاد أبو منصور الثعالبي في كتابه لطائف المعارف وقتل خويلد أبو العوام في حرب خزاعة قال ولا نعرف من العرب والعجم ستة مقتولين في نسب إلا في آل الزبير رضي الله عنه ( و ) توفي ( سعد بن أبي وقاص سنة خمس وخمسين على الأصح ) وقيل سنة خمسين وقيل إحدى وقيل أربع وقيل ست وقيل سبع وقيل ثمان ( ابن ثلاث وسبعين ) وقيل أربع وسبعين وقيل اثنتين وثمانين وقيل ثلاث وثمانين وهو آخر العشرة موتا ( و ) توفي ( سعيد ) بن زيد ( سنة إحدى وخمسين ) وقيل اثنتين وقيل ثمان وخمسين ( ابن ثلاث ) وسبعين ( أو أربع وسبعين ) قال الأول المدائني والثاني الفلاس ( و ) توفي ( عبد الرحمن بن عوف سنة اثنتين وثلاثين ) وقيل إحدى وقيل ثلاث ( ابن خمس وسبعين ) وقيل اثنتين وسبعين وقيل ثمان وسبعين ( و ) توفي ( أبو عبيدة ) بطاعون عمواس ( سنة ثماني عشرة ) وهو ( ابن ثمان وخمسين ) بلا خلاف في الأمرين ( وفي بعض هذا خلاف ) كما

رضي الله عنهم أجمعين الثاني صحابيان عاشا ستين سنة في الجاهلية وستين في الإسلام وماتا بالمدينة سنة أربع وخمسين حكيم بن حزام وحسان بن ثابت ابن المنذر بن حرام قال ابن إسحاق عاش حسان وآباؤه الثلاثة كل واحد مائة وعشرين ولا يعرف لغيرهم من العرب مثله وقيل مات حسان سنة خمسين تقدم التنبيه عليه ( رضي الله تعالى عنهم أجمعين ) ( الثاني صحابيان عاشا ستين سنة في الجاهلية وستين في الإسلام وماتا بالمدينة سنة أربع وخمسين ) أحدهما ( حكيم بن حزام ) بن خويلد بن اسد بن عبد العزى ابن قصي الأسدي ابن أخي خديجة وكان مولده في جوف الكعبة قبل عام الفيل بثلاث عشرة وقيل مات سنة خمسين وقيل سنة ثمان وخمسين وقيل ست وستين ( و ) الثاني ( حسان بن ثابت عاش حسان وآباؤه الثلاثة ) ثابت والمنذر وحرام ( كل واحد ) منهم ( مائة وعشرين سنة ولا نعرف لغيرهم من العرب مثله وقيل مات حسان سنة خمسين ) وقيل في خلافه علي وقيل سنة أربعين وأيام قتل علي وقيل مات وهو ابن مائة سنة وأربع وستين وكذا أبوه وجده قاله ابن حبان والجمهور على الأول تنبيهان أحدهما في الصحابة أيضا من شارك حكيما وحسان في ذلك كحويطب بن عبد

العزي القرشي العامري من مسلمة الفتح عاش ستين سنة في الجاهلية وستين سنة في الإسلام كما رواه الواقدي ومات سنة اربع وخمسين وقيل اثنتين وخمسين وسعيد بن يربوع مات سنة أربع وخمسين وله مائة وعشرون وقيل أربع وعشرون وحمنن بفتح الحاء وسكون الميم وفتح النون الأولى آخره نون فيما ضبطه ابن ماكولا وقال بعضهم حمز آخره زاي أخو عبد الرحمن ابن عوف ذكر الزبير بن بكار والدارقطني في كتاب الإخوة وابن عبد البر أنه عاش ستين سنة في الجاهلية وستين سنة في الإسلام ومات سنة أربع وخمسين ومخرمة بن نوفل والد المسور مات سنة أربع وخمسين وله مائة وعشرون جزم به ابو زكريا بن منده في جزء له جمع فيه من عاش من الصحابة مائة وعشرون وقيل عاش مائة وخمس عشرة وقد ذكر ابن منده في كتابه هذا جماعة عاشوا مائة وعشرين ولكن لم يعلم كون نصفها في الجاهلية ونصفها في الإسلام كعاصم ابن عدي العجلاني مات سنة خمس وأربعين والمنتجع جد ناجية ونافع بن سليمان العبدي واللجلاج العامري وسعد بن جنادة العوفي والد عطية وفاته عدي بن حاتم الطائي قال ابن سعد وخليفة توفي سنة ثمان وستين عن مائة وعشرين وقيل سنة ستين وقيل سبع والنابغة الجعدي ولبيد بن ربيعة وأوس بن مغراء السعدي ذكر الثلاثة الصريفيني ونوفل ابن معاوية ذكره ابن قتيبة وعبد الغني في الكمال ومن التابعين أبو عمرو الشيباني صاحب ابن مسعود وزر بن حبيش وقد لخصت جزء ابن منده المذكور وزدت عليه ما فاته الثاني قال الزبير بن بكار كان مولد حكيم في جوف الكعبة قال

الثالث أصحاب المذاهب المتبوعة سفيان الثوري مات بالبصرة سنة إحدى وستين ومائة مولده سنة سبع وتسعين مالك بن أنس مات بالمدينة سنة تسع وسبعين ومائة قيل ولد سنة ثلاث وتسعين وقيل إحدى وقيل أربع أبو حنيفة النعمان بن ثابت مات ببغداد سنة خمسين ومائة ابن سبعين أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي مات بمصر آخر رجب سنة اربع ومائتين وولد سنة خمسين ومائة شيخ الإسلام ولا يعرف ذلك لغيره وما وقع في مستدرك الحاكم من أن عليا ولد فيها ضعيف ( الثالث ) في وفيات ( أصحاب المذاهب المتبوعة ) ابو عبد الله ( سفيان ) ابن سعيد ( الثوري ) كان له مقلدون إلى بعد الخمسمائة ( مات بالبصرة سنة إحدى وستين ومائة ) قال ابن حبان في شعبان ( مولده سنة سبع وتسعين ) وقيل خمس وتسعين ( و ) أبو عبد الله ( مالك بن أنس مات بالمدينة سنة تسع وسبعين ومائة ) قيل في صفر وقيل صبيحة أربع عشرة من ربيع الأول ( قيل ولد سنة ثلاث وتسعين وقيل ) سنة ( إحدى ) وتسعين ( وقيل أربع ) وتسعين ( وقيل سبع ) وتسعين وقيل ستة وتسعين ( ابو حنيفة النعمان بن ثابت مات ببغداد سنة خمسين ومائة ) في رجب وقيل إحدى وخمسين وقيل ثلاث ( ابن سبعين ) سنة فإن مولده سنة ثمانين ( أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي مات بمصر ) ليلة الخميس ( آخر رجب سنة أربع ومائتين ) وقال ابن حبان آخر ربيع الأول والأول أشهر ( وولد سنة خمسين ومائة ) بغزة من الشام

ابو عبد الله أحمد بن حنبل مات ببغداد في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين وولد سنة أربع وستين ومائة الرابع أصحاب كتب الحديث المعتمدة أبو عبد الله البخاري وقيل بعسقلان وقيل باليمن ( أبو عبد الله أحمد بن حنبل مات ببغداد في ) ضحوة يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ( شهر ربيع الآخر ) وقيل لثلاث عشرة بقين منه وقيل من ربيع الأول ( سنة إحدى وأربعين ومائتين وولد سنة أربع وستين ومائة ) في ربيع الأول رضي الله تعالى عنهم أجمعين تنبيه من أصحاب المذاهب المتبوعة الأوزاعي وكان له مقلدون بالشام نحوا من مائتي سنة ومات ببيروت سنة سبع وخمسين ومائة وإسحاق بن راهويه ومات سنة ثمان وثلاثين ومائتين وأبو جعفر بن جرير الطبري ووفاته سنة عشر وثلثمائة وداود الظاهري ووفاته في ذي القعدة وقيل في رمضان ببغداد سنة تسعين ومائتين ومولده بالكوفة سنة ثنتين ومائتين ( 1 ) ( الرابع ) في وفيات ( أصحاب كتب الحديث المعتمدة أبو عبد الله ) محمد ابن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه بفتح الموحدة وسكون الراء وكسر الدال المهملة وسكون الزاي وفتح الموحدة ثم هاء الجعفي ( البخاري ) نسبة إلى

ولد يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من شوال سنة أربع وتسعين ومائة ومات ليلة الفطر سنة ست وخمسين ومائتين ومسلم مات بنيسابور لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين ابن خمس وخمسين بخارى بالقصر أعظم مدينة وراء النهر ( ولد يوم الجمعة ) بعد الصلاة ( لثلاث عشرة خلت من شوال سنة أربع وتسعين ومائة ومات ليلة ) السبت وقت العشاء ليلة عيد ( الفطر سنة ست وخمسين ومائتين ) بخرتنك قرية بقرب سمرقند خرج إليها لما طلب منه والي بخارى خالد بن أحمد الذهلي أن يحمل له الجامع والتاريخ ليسمعه منه فقال لرسوله قل له أنا لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب السلاطين فأمره بالخروج من بلده فخرج إلى خرتنك وكان له بها أقرباء فنزل عندهم وسأل الله عز و جل أن يقبضه فما تم الشهر حتى مات له من التصانيف غير الصحيح الأدب المفرد ورفع اليدين في الصلاة والقراءة خلف الإمام وبر الوالدين والتاريخ الكبير والأوسط والصغير وخلق أفعال العباد والضعفاء وكلها موجودة الآن وما لم نقف عليه الجامع الكبير ذكره ابن طاهر والمسند الكبير والتفسير الكبير ذكره الفربري والأشربة ذكره الدارقطني والهبة ذكره وراقة وأسامي الصحابة ذكره القاسم ابن منده وأبو القاسم البغوي والوحدان وهو من ليس له إلا حديث واحد من الصحابة ذكره البغوي والمبسوط ذكره الخليلي والعلل ذكره ابن منده والكنى ذكره أبو أحمد الحاكم والفوائد ذكره الترمذي في جامعه ( ومسلم ) ابن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري أبو الحسين ( مات بنيسابور ) عشية يوم الأحد ( لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين ابن خمس وخمسين ) وقيل ستين وقيل سبع وخمسين لأن المعروف أن مولده سنة أربع ومائتين

وأبو داود السجستاني مات بالبصرة في شوال سنة خمس وسبعين ومائتين وأبو عيسى الترمذي مات بترمذ وقيل ستين وقيل سبع وخمسين لأن المعروف ن مولده كان سنة أربع ومائتين قال الحاكم له من الكتب غير الصحيح الجامع على الأبواب رأيت بعضه و المسند الكبير على الرجال ما أرى أنه سمع منه أحد و الأسماء والكنى والتمييز و العلل و الوحدان و الأفراد و الأقران و الطبقات و أفراد الشاميين و أولاد الصحابة و أوهام المحدثين و المخضرمون و حديث عمرو بن شعيب و الانتفاع بأهب السباع و سؤالات أحمد و مشايخ مالك والثوري شعبة ( وأبو داود ) سليمان بن الأشعث بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران الأزدي ( السجستاني ) بكسر المهملة والجيم وسكون السين المهملة أيضا نسبة إلى سجستان وينسب إليها سجزي أيضا على غير قياس ( مات بالبصرة في ) يوم الجمعة سادس عشر ( شوال سنة خمس وسبعين ومائتين ) ومولده سنة ثنتين ومائتين له من التصانيف السنن و المراسيل و الرد على القدرية و الناسخ والمنسوخ و ما تفرد به أهل الأمصار و مسند مالك بن أنس و المسائل و معرفة الأوقات و الإخوة وغير ذلك ( وأبو عيسى ) محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك ( الترمذي ) السلمي الضرير ( مات بترمذ ) وهي مدينة على طرف جيحون بكسر التاء وقيل بفتحها وقيل بضمها وكسر الميم وقيل مضمومة وذال معجمة ليلة الاثنين

لثلاث عشرة مضت من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين وأبو عبد الرحمن النسائي مات سنة ثلاث ومائتين ثم سبعة من الحفاظ في ساقتهم أحسنوا التصنيف وعظم النفع بتصانيفهم لثلاث عشرة مضت من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين ) وقال الخليلي بعد الثمانين وهو وهم له من التصانيف الجامع و العلل المفرد و التاريخ و الزهد و الشمائل و الأسماء والكنى ( وأبو عبد الرحمن ) أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار الخراساني ( النسائي ) ويقال النسوي نسبة إلى نسا بالفتح والقصر مدينة بخراسان ( مات ) بفلسطين يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر وقيل بمكة في شعبان ( سنة ثلاث وثلاثمائة ) ومولده سنة أربع عشرة وقيل خمس عشرة ومائتين له من الكتب السنن الكبرى والصغرى و خصائص علي و مسند علي رضي الله عنه و مسند مالك و الكنى و عمل يوم وليلة و أسماء الرواة والتمييز بينهم و الضعفاء و الإخوة وما أغرب شعبة على سفيان وسفيان على شعبة و مسند منصور بن زاذان وغير ذلك وأبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني مات في رمضان سنة ثلاث وسبعين ومائتين ولم يذكر المصنف كابن الصلاح وفاته كما لم يذكرا كتابه في الأصول وله من التصانيف السنن و التفسير ( ثم سبعة من الحفاظ في ساقتهم أحسنوا التصنيف وعظم النفع بتصانيفهم

أبو الحسن الدارقطني مات ببغداد في ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وولد فيه سنة ست وثلاثمائة ثم الحاكم ابو عبد الله النيسابوري مات بها في صفر سنة خمس وأربعمائة وولد بها في شهر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ثم أبو محمد عبد الغني بن سعيد حافظ مصر ولد في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة ومات بمصر في صفر سنة تسع وأربعمائة أبو الحسن ) علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله ( الدارقطني ) بفتح الراء وضم القاف وسكون الطاء نسبة إلى دار القطن محلة ببغداد ( مات ببغداد في يوم الأربعاء لثمان خلون من ( ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلثمائة وولد فيه ) أي ذي القعدة ( سنة ست وثلثمائة ) له السنن و العلل و التصحيف و الافراد وغير ذلك ( ثم الحاكم أبو عبد الله ) محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم بن البيع ( النيسابوري مات بها في ) ثالث ( صفر سنة خمس وأربعمائة وولد بها في ) صبيحة الثالث من ( شهر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلثمائة ) له المستدرك و تاريخ نيسابور و علوم الحديث و التفسير و المدخل و الإكليل و مناقب الشافعي وغير ذلك ( ثم أبو محمد عبد الغني بن سعيد ) بن علي بن سعيد بن بشير بن مروان الأزدي ( حافظ مصر ولد في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة ومات بمصر في صفر ) لسبع خلون منه ( سنة تسع وأربعمائة ) له من المصنفات المؤتلف والمختلف وغيره

أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني ولد سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ومات في صفر سنة ثلاثين وأربعمائة بأصبهان وبعدهم أبو عمر بن عبد البر حافظ المغرب ولد في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستين وثلثمائة وتوفي بشاطبة فيه سنة ثلاث وستين وأربعمائة ( أبو نعيم أحمد بن عبد الله ) بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران ( الأصبهاني ) نسبة إلى أصبهان بفتح الهمزة وكسرها وفتح الباء ويقال بالفاء أيضا أشهر بلاد الجبال ( ولد ) في رجب ( سنة أربع ) وقيل ست ( وثلاثين وثلثمائة ومات في ) يوم الاثنين الحادي والعشرين من ( صفر سنة ثلاثين وأربعمائة بأصبهان ) له من التصانيف الحلية و معرفة الصحابة و تاريخ أصبهان و دلائل النبوة و علوم الحديث و المستخرج على البخاري و المستخرج على مسلم و فضائل الصحابة و صفة الجنة و الطب وغيرها ( وبعدهم أبو عمر ) يوسف بن عبد الله بن محمد ( بن عبد البر ) بن عاصم النميري القرطبي ( حافظ المغرب ولد في ) يوم الجمعة والخطيب على المنبر لخمس بقين من ( شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستين وثلثمائة وتوفي بشاطبة ) وهي مدينة بالأندلس في ليلة الجمعة سلخ ربيع الآخر ( سنة ثلاث وستين وأربعمائة ) له من التصانيف التمهيد في شرح الموطأ و الاستذكار مختصره و التقصي على الموطأ و الاستيعاب في الصحابة و فضل العلم و قبائل الرواة و الشواهد في إثبات خبر الواحد و الكنى و المغازي و الأنساب وغير ذلك

ثم أبو بكر البيهقي ولد سنة أربع وثمانين وثلثمائة ومات بنيسابور في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ثم أبو بكر الخطيب البغدادي ولد في جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة ومات ببغداد في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وأربعمائة ( ثم أبو بكر ) أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى ( البيهقي ) نسبة إلى بيهق بفتح الموحدة والهاء بينهما تحتية ساكنة كورة بنواحي نيسابور ( ولد ) في شعبان ( سنة أربع وثمانين وثلثمائة ومات بنيسابور في ) عاشر ( جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ) ونقل تابوته إلى بيهق له من التصانيف السنن الكبرى والصغرى و المعرفة و المبسوط و المدخل و شعب الإيمان و الأسماء والصفات و البعث والنشور و الزهد الكبير والصغير و مناقب الشافعي و الخلافيات و الأدب و الاعتقاد وغير ذلك ( ثم أبو بكر ) أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي ( الخطيب البغدادي ولد في ) يوم الخميس لست بقين من ( جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وثلثمائة ) وقيل اثنتين ( ومات ببغداد في ) سابع ( ذي الحجة سنة ثلاث وأربعمائة ) وله من التصانيف تاريخ بغداد و الجامع في أدب الراوي والسامع و الكفاية في قوانين الرواية و الرحلة و تلخيص المتشابه والذيل عليه و الفصل للمدرج و المبهمات وأشياء كثيرة جدا في الفن

النوع الحادي والستون معرفة الثقات والضعفاء
هو من أجل الأنواع فبه يعرف الصحيح والضعيف وفيه تصانيف كثيرة منها مفرد في الضعفاء ككتاب البخاري والنسائي والعقيلي والدارقطني وغيرها وفي الثقاة كالثقاة لابن حبان ومشترك كتاريخ البخاري وابن أبي خيثمة وما أغزر فوائده وابن أبي حاتم وما أجله وجوز الجرح والتعديل صيانة للشريعة ( النوع الحادي والستون معرفة الثقات والضعفاء هو من أجل الأنواع فبه يعرف الصحيح والضعيف وفيه تصانيف كثيرة ) لأئمة الحديث ( منها مفرد في الضعفاء ككتاب البخاري والنسائي والعقيلي والدارقنطني وغيرها وفي الثقاة كالثقاة لابن حبان ) ككتاب الساجي وابن حبان والأزدي والكامل لابن عدي إلا أنه ذكر كل من تكلم فيه وإن كان ثقة وتبعه على ذلك الذهبي في الميزان إلا أنه لم يذكر أحدا من الصحابة والأئمة المتبوعين وفاته جماعة ذيلهم عليه الحافظ أبو الفضل العراقي في مجلد وعمل شيخ الإسلام لسان الميزان ضمنه الميزان و زوائد وللذهبي في هذا النوع المغنى كتاب صغير الحجم نافع جدا من جهة أنه يحكم على كل رجل بالأصح فيه بكلمة واحدة على إعواز فيه سأجمعه إن شاء الله تعالى في ذيل عليه ( و ) منها ( مشترك ) جمع فيه الثقات والضعفاء ( كتاريخ البخاري وابن أبي خيثمة وما أغزر فوائده و ) الجرح والتعديل تصنيف ( ابن أبي حاتم وما أجله ) وطبقات ابن سعد وتمييز النسائي وغيرها ( وجوز الجرح والتعديل صيانة للشريعة ) وذبا عنها قال تعالى إن جاءكم

ويجب على المتكلم فيه التثبت فقد أخطأ غير واحد بجرحهم بما لا يجرح فاسق بنبأ فتبينوا وقال صلى الله عليه و سلم في التعديل إن عبد الله رجل صالح وفي الجرح بئس أخو العشيرة وقال حتى متى ترعون عن ذكر الفاجر هتكوه يحذره الناس وتكلم في الرجال جمع من الصحابة والتابعين فمن بعدهم وأما قول صالح جزرة أول من تكلم في الرجال شعبة ثم تبعه يحيى بن سعيد القطان ثم أحمد وابن معين فيعني أنه أول من تصدى لذلك وقد قال أبو بكر بن خلاد ليحيى بن سعيد أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماءك عند الله فقال لأن يكونوا خصمائي أحب إلي من أن يكون خصمي رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لم لم تذب الكذب عن حديثي وقال أبو تراب النخشبي لأحمد بن حنبل لا تغتب العلماء فقال له أحمد ويحك هذا نصيحة ليس هذا غيبة وقال بعض الصوفية لابن المبارك تغتاب قال اسكت إذا لم نبين كيف نعرف الحق من الباطل ( ويجب على المتكلم فيه التثبت ) فقد قال ابن دقيق العيد أعراض المسلمين حفرة من النار وقف على شفيرها طائفتان من الناس المحدثون والحكام ومع ذلك ( فقد أخطأ غير واحد ) من الأئمة ( بجرحهم ) لبعض الثقات ( بما لا يجرح ) كما جرح النسائي أحمد بن صالح المصري بقوله غير ثقة ولا مأمون وهو ثقة إمام حافظ احتج به البخاري ووثقه الأكثرون قال الخليلي اتفق الحفاظ على أن كلام النسائي فيه تحامل ولا يقدح كلام

وتقدمت أحكامه في الثالث والعشرين أمثاله فيه قال ابن عدي وسبب كلام النسائي فيه أنه حضر مجلسه فطرده فحمله ذلك على أن تكلم فيه قال ابن الصلاح وذلك لأن عين السخط تبدى لها مساوى لها في الباطن مخارج صحيحة تعمى عنها بحجاب السخط لا أن ذلك يقع منهم تعمدا للقدح مع العلم ببطلانه وقال ابن يونس لم يكن أحمد بن صالح كما قال النسائي لم تكن له آفة غير الكبر وقد تكلم فيه ابن معين بما يشير إلى ذلك فقال كذاب يتفلسف رأيته يخطر في جامع مصر فنسبه إلى الفلسفة وأنه يخطر في مشيته ولعل ابن معين لا يدري ما الفلسفة فإنه ليس من أهلها وقال شيخ الإسلام إنما ضعف ابن معين أحمد بن صالح الشمومي لا المصري المتكلم عليه هنا قال ابن دقيق العيد والوجوه التي تدخل الآفة منها خمسة أحدها الهوى والغرض وهو شرها وهو في تاريخ المتأخرين كثير الثاني المخالفة في العقائد الثالث الاختلاف بين المتصوفة وأهل علم الظاهر الرابع الكلام بسبب الجهل بمراتب العلوم وأكثر ذلك في المتأخرين لاشتغالهم بعلوم الأوائل وفيها الحق كالحساب والهندسة والطب والباطل كالطبيعي وكثير من الإلهي وأحكام النجوم الخامس الأخذ بالتوهم مع عدم الورع وقد عقد ابن عبد البر في كتاب العلم بالكلام الأقران المتعاصرين في بعضهم ورأى أن أهل العلم لا يقبل جرحهم إلا ببيان واضح ( وتقدمت أحكامه في ) النوع ( الثالث والعشرين ) فأغنى عن إعادتها هنا

النوع الثاني والستون من خلط من الثقات
هو فن مهم لا يعرف فيه تصنيف مفرد وهو حقيق به فوائد الأولى قال في الاقتراح تعرف ثقة الراوي بالتنصيص عليه من رواته أو ذكره في تاريخ الثقات أو تخريج أحد الشيخين له في الصحيح وإن تكلم في بعض من خرج له فلا يلتفت إليه أو تخريج من اشترط الصحة له أو من خرج على كتب الشيخين الثانية قال الحاكم في المدخل المجروحون طبقات الأولى قوم وضعوا الحديث الثانية قلبوه فوضعوا لأحاديث أسانيدها الثالثة قوم حملوه الشره على الرواية عن قوم لم يدركوهم الرابعة قوم عمدوا إلى الموقوفات فرفعوها الخامسة قوم عمدوا إلى المراسيل فوصلوها السادسة قوم غلب عليهم الصلاح فلم يتفرغوا لضبط الحديث فدخل عليهم الوهم السابعة قوم سمعوا من شيوخ ثم حدثوا عنهم بما لم يسمعوا الثامنة قوم سمعوا كتبا ثم حدثوا من غير أصول سماعهم التاسعة قوم جيء إليهم ليحدثوا بها فأجابوا من غير أن يدروا أنها سماعهم العاشرة قوم تلفت كتبهم فحدثوا من حفظهم على التخمين كابن لهيعة ( النوع الثاني والستون ) معرفة ( من خلط من الثقات هو فن مهم لا يعرف فيه تصنيف مفرد وهو حقيق به )

فمنهم من خلط لخرفه أو لذهاب بصره أو لغيره فيقبل ما روى عنهم قبل الاختلاط ولا يقبل ما بعد أوشك فيه فمنهم عطاء بن السائب فاحتجوا برواية الأكابر كالثوري وشعبة إلا حديثين سمعهما شعبة بأخرة قال العراقي وبسبب ذلك أفرده بالتصنيف من المتأخرين الحافظ صلاح الدين العلائي قلت قد ألف فيه الحازمي تأليفا لطيفا رأيته ( فمنهم من خلط لخرفه أو لذهاب بصره أو لغيره ) كتلف كتبه والاعتماد على حفظه ( فيقبل ما روى عنهم ) مما حدثوا به ( قبل الاختلاط ولا يقبل ما ) حدثوا به ( بعده أو شك فيه ) ويعرف ذلك باعتبار الرواة عنهم ( فمنهم عطاء بن السائب ) أبو السائب الثقفي الكوفي اختلط في آخر عمره ( فاحتجوا برواية الأكابر عنه كالثوري وشعبة ) بل قال يحيى بن معين جميع من روى عن عطاء سمع منه في الاختلاط غيرهما لكن زاد يحيى بن سعيد القطان والنسائي وأبو داود والطحاوي حماد ابن زيد ونقل ابن المواق الاتفاق على أنه سمع منه قديما قال العراقي واستثنى الجمهور أيضا كابن معين وأبي داود والطحاوي وحمزة الكتاني وابن عدي رواية حماد بن سلمة عنه وقال العقيلي إنما سمع منه في الاختلاط وكذا سائر أهل البصرة لأنه إنما قدم عليهم في آخر عمره وتعقب ذلك ابن المواق بأنه قدمها مرتين فمن سمع منه في القدمة الأولى صح حديثه واستثنى أبو داود أيضا هشاما الدستوائي قال العراقي وينبغي استثناء ابن عيينة أيضا فقد روى الحميدي عنه قال سمعت عطاء قديما ثم قدم علينا قدمة فسمعته يحدث ببعض ما كنت سمعت فخلط فيه فاتقيته واعتزلته قال يحيى بن سعيد القطان ( إلا حديثين سمعهما ) منه ( شعبة بأخرة ) عن زاذان فلا يحتج بهما وممن سمع منه

ومنهم أبو إسحاق السبيعي يقال سماع ابن عيينة منه بعد اختلاطه ومنهم سعيد الجريري بعد الاختلاط جرير بن عبد الحميد وخالد الواسطي وابن علية وعلي بن عاصم ومحمد بن فضيل بن غزوان وهشيم وإن روى له البخاري في صحيحه حديثا من رواية هشيم عنه فقد قرنه بأبي بشر جعفر بن إياس وليس له عنده غيره وممن سمع منه في الحالتين أبو عوانة ( ومنهم أبو إسحاق ) عمرو بن عبد الله ( السبيعي ) اختلط أيضا وأنكر ذلك الذهبي وقال شاخ ونسي ولم يختلط ( ويقال سماع ) سفيان ( بن عيينة منه بعد اختلاطه ) قاله الخليلي ولذلك لم يخرج له الشيخان من روايته عنه شيئا وقال الذهبي سمع منه وقد تغير قليلا وممن سمع منه حينئذ إسرائيل بن يونس وزكريا بن أبي زائدة وزهير ابن معاوية وزائدة بن قدامة قاله ابن معين وأحمد وخالف ابن مهدي وأبو حاتم في إسرائيل وروايته ورواية زكريا وزهير عنه في الصحيحين وكذا رواية الثوري وأبي الأحوص سلام بن سليم وشعبة وعمرو بن أبي زائدة ويوسف بن أبي إسحاق وأخرج له البخاري من رواية جرير بن حازم ومسلم من رواية إسماعيل بن أبي خالد ورقبة بن مصقلة والأعمش وسليمان ابن معاذ وعمار بن زريق ومالك بن مغول ومسعر بن كدام ( ومنهم سعيد ) ابن إياس ( الجريري ) اختلط وتغير حفظه قبل موته ولم يشتد تغيره قال النسائي وغيره وأنكر أيام الطاعون وممن سمع منه قبل التغير شعبة وابن عليه والسفيانان والحمادان ومعمر وعبد الوارث ويزيد بن زريع ووهب ابن خالد وعبد الوهاب الثقفي وكل من أدرك أيوب السختياني كما قاله أبو داود وسمع بعده يحيى القطان ولم يحدث عنه شيئا وإسحاق الأزرق ومحمد بن أبي عدي وعيسى بن يونس ويزيد بن هرون وقد روى له الشيخان

وابن أبي عروبة من رواية بشر بن المفضل وخالد بن عبد الله وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وعبد الوارث بن سعد وروى له مسلم من رواية ابن علية وجعفر بن سليمان الضبعي وحماد بن أسامة وحماد بن سلمة وسالم بن نوح والثوري وسليمان ابن المغيرة وشعبة وابن المبارك وعبد الواحد بن زياد وعبد الوهاب الثقفي ووهب بن خالد ويزيد بن هرون ( و ) منهم سعيد ( بن ابي عروبة ) مهران اختلط فوق عشر سنين وقيل خمس سنين وممن سمع منه قبل الاختلاط يزيد بن هرون وعبدة بن سليمان وأسباط بن محمد وخالد بن الحارث وسوار ابن مجشر وسفيان بن حبيب وشعيب بن إسحاق وعبد الله بن بكر النهمي وعبد الله بن المبارك وعبد الأعلى الشامي وعبد الله بن عطاء ومحمد بن بشر ويحيى بن سعيد القطان ويزيد بن زريع قال ابن معين أثبت الناس فيه عبدة وقال ابن عدي أرواهم عنه عبد الأعلى ثم شعيب ثم عبدة واثبتهم فيه يزيد ابن زريع وخالد ويحيى القطان قال العراقي وقد قال عبدة عن نفسه إنه سمع عنه في الاختلاط وأخرج له الشيخان عن خالد وروح بن عبادة وعبد الأعلى وعبد الرحمن بن عثمان ومحمد بن سواء السدوسي ومحمد بن أبي عدي ويحيى القطان ويزيد بن زريع والبخاري عن بشر بن المفضل وسهل بن يوسف وابن المبارك وعبد الوارث ابن سعد وكهمس بن المنهال ومحمد بن عبد الله الأنصاري ومسلم عن ابن علية وحماد بن أسامة وسالم بن نوح وسعيد بن عامر الضبعي وابن خالد الأحمر وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف وعبد وعلي بن مسهر وعيسى بن يونس ومحمد بن بشر العبدي ومحمد بن بكر البرساني وغندر وممن سمع منه

وعبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود المسعودي وربيعة الرأي شيخ مالك في الاختلاط المعافى بن عمران ووكيع والفضل بن دكين ( و ) منهم ( عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود المسعودي ) قال أبو حاتم اختلط قبل موته بسنة أو سنتين وقال أحمد إنما اختلط ببغداد فمن سمع منه بالكوفة أو البصرة فسماعه جيد وقال ابن معين من سمع منه زمن أبي جعفر المنصور فهو صحيح السماع ومن سمع منه زمن المهدي فليس بشيء وقد شدد بعضهم في أمره فرد حديثه كله لأنه لا يتميز حديثه القديم من حديثه الأخير قال ذلك ابن حبان وأبو الحسن بن القطان قال العراقي والصحيح خلاف ذلك فمن سمع منه في الصحة وكيع و أبو نعيم الفضل قاله أحمد وممن سمع منه قبل قدومه بغداد أمية بن خالد وبشر بن المفضل وجعفر بن عون وخالد بن الحارث وسفيان بن حبيب والثوري وسليم بن قتيبة وطلق بن غنام وعبد الله بن رجاء وعثمان بن عمرو بن فارس وعمرو بن مرزوق وعمرو بن الهيثم والقاسم بن معن بن عبد الرحمن ومعاذ العنبري والنضر بن شميل ويزيد بن زريع وسمع منه بعد الاختلاط أبو النضر هاشم بن القاسم وعاصم بن علي وابن مهدي ويزيد بن هارون وحجاج الأعور وأبو داود الطيالسي وعلي بن الجعد ( و ) منهم ( ربيعة الرأي ) بن أبي عبد الرحمن ( شيخ مالك ) قال ابن الصلاح قيل إنه تغير

وصالح مولى التوأمة وحصين بن عبد الرحمن الكوفي في آخر عمره وترك الاعتماد عليه لذلك قال العراقي وما حكاه ابن الصلاح لم أره لغيره وقد احتج به الشيخان ووثقه الحفاظ والأئمة ولا أعلم أحدا تكلم فيه باختلاط ولا ضعف إلا ابن سعد قال بعد أن وثقه كانوا يتقونه لموضع الرأي وذكره البتاني في ذيل الكامل كذلك وقال ابن عبد البر ذمه جماعة من أهل الحديث لإغراقه في الرأي وكان سفيان والشافعي وأحمد لا يرضون عن رأيه لأن كثيرا منه يخالف السنة ( و ) منهم ( صالح ) بن نبهان ( مولى التوأمة ) قال ابن معين خرف قبل أن يموت وقال أحمد أدركه مالك بعد اختلاطه وقال ابن حبان تغير سنة خمس وعشرين ومائة واختلط حديثه الأخير بالقديم ولم يتميز فاستحق الترك قال العراقي بل ميز الأئمة بعض ذلك فسمع منه قديما محمد بن أبي ذئب قاله ابن معين وغيره وابن جرير وزياد بن سعد قاله ابن عدي وأسيد بن أبي أسيد وسعيد بن أبي أيوب وعبد الرحمن الأفريقي وعمارة بن غزية وموسى بن عقبة وسمع بعده مالك والسفيانان ( و ) منهم ( حصين بن عبد الرحمن الكوفي ) السلمي قال أبو حاتم ساء حفظه في الآخر وقال يزيد بن هارون اختلط وقال النسائي تغير وأنكر ذلك على بن عاصم ولهم بهذا الاسم ثلاثة أخر كوفيون ليس فيهم سلمي ولا من اختلط إلا هذا وممن سمع منه قديما سليمان التميمي والأعمش وشعبة وسفيان

وعبد الوهاب الثقفي وسفيان بن عيينة قبل موته بسنتين وعبد الرزاق عمي في آخر عمره فكان يلقن فيتلقن ( و ) منهم ( عبد الوهاب ) بن عبد المجيد ( الثقفي ) قال ابن معين اختلط بآخره وقال عقبة العمى قبل موته بثلاث سنين أو أربع قال الذهبي لكنه ما ضر تغيره فإنه لم يحدث بحديث في زمن التغير ثم استدل بقول أبي داود وتغير جرير بن حازم وعبد الوهاب الثقفي فحجب الناس عنهم ( و ) منهم ( سفيان بن عيينة ) اختلط ( قبل موته بسنتين ) قاله ابن الصلاح أخذا من قول يحيى بن سعيد أشهد أن سفيان اختلط سنة سبع وتسعين وقد مات سنة تسع وتسعين قال العراقي وذلك وهم فإن المعروف أنه مات سنة ثمان أول رجب قال الذهبي وما نقل عن يحيى بن سعيد فيه بعد لأن ابن سعيد مات في صفر سنة ثمان وقت قدوم الحاج ووقت تحدثهم عن أخبار الحجاج فمتى تمكن من أن يسمع اختلاط سفيان ثم يحكم به والموت قد نزل به قال فلعله بلغه ذلك في أثناء سنة سبع ومن سمع منه في التعبير محمد بن عاصم صاحب ذلك الجزء العالي قال الذهبي ويغلب على ظني أن سائر شيوخ الأئمة الستة سمعوا منه قبل ذلك ( وعبد الرزاق ) بن همام الصنعاني ( عمي في آخر عمره فكان يلقن فيتلقن ) قاله أحمد قال فمن سمع منه بعد أن عمي فهو ضعيف السماع وممن سمع منه قبل ذلك أحمد وابن راهويه وابن معين وابن المديني ووكيع في آخرين وبعده أحمد بن محمد بن شبويه ومحمد بن حماد الطبراني وإسحاق بن إبراهيم الديري قال ابن الصلاح وجدت فيما روى الطبراني عن الديري عنه أحاديث استنكرتها جدا فأحلت أمرها على ذلك

وعارم وأبو قلابة الرقاشي وقال إبراهيم الحربي مات عبد الرزاق وللدبري ست سنين أو سبع قال ابن عدي استصغرني عبد الرزاق قال الذهبي إنما اعتنى به أبوه فأسمعه منه تصانيفه وله سبع سنين أو نحوها وقد احتج به أبو عوانة في صحيحه وغيره قال العراقي وكأن من احتج به لم يبال بتغيره لكونه إنما حدث من كتبه لا من حفظه قال والظاهر أن الذين سمع منهم الطبراني في رحلته إلى صنعاء من أصحاب عبد الرزاق كلهم سمع منه بعد التغير وهم أربعة الدبري وإبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني وإبراهيم بن محمد بن عبد الله بن سويد والحسين بن عبد الأعلى الصنعاني ( و ) منهم ( عارم ) محمد بن الفضل أبو النعمان السدوسي قال البخاري تغير في آخر عمره وقال أبو حاتم من سمع منه سنة عشرين ومائتين فسماعه جيد قال وأبو زرعة لقيه سنة اثنتين وعشرين وقال أبو داود بلغنا أنه أنكر سنة ثلاث عشرة ثم راجعه عقله ثم استحكم به الاختلاط سنة ست عشرة وقال الدارقطني وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وأما ابن حبان فقد اختلط وتغير حتى كان لا يدري ما يحدث فوقعت المناكير الكثيرة في روايته فما روى عند القدماء فصحيح وأما رواية المتأخرين فيجب التنكب عنها وأنكر ذلك الذهبي ونسب ابن حبان إلى التخفيف والتهوير وممن سمع منه قبل الاختلاط أحمد وعبد الله المسندي وأبو حاتم وأبو علي محمد بن أحمد بن خالد وجماعة وبعده علي بن عبد العزيز والبغوي وأبو زرعة ( و ) منهم ( أبو قلابة ) عبد الملك بن محمد ( الرقاشي ) قال ابن خزيمة ثنا أبو قلابة بالبصرة قبل أن

وأبو أحمد الغطريفي وأبو طاهر ححفيد الإمام ابن خزيمة وأبو بكر القطيعي راوي مسند أحمد يختلط ويخرج إلى بغداد فظاهره أن من سمع منه بالبصرة فسماعه صحيح وذلك كأبي داود السجستاني وابنه أبي بكر وابن ماجه وأبي مسلم الكجي ومحمد بن إسحاق الصنعاني وأحمد بن يحيى البلاذري وأبي عروبة الحراني وممن سمع منه ببغداد أحمد بن سلمان النجاد وأحمد بن كامل القاضي وأبو سهل ابن زياد القطان وعثمان بن أحمد السماك وأبو العباس الأصم وأبو بكر الشافعي وغيرهم ( و ) منهم في المتأخرين ( أبو أحمد ) محمد بن أحمد بن الحسين ( الغطريفي ) الجرجاني قال الحافظ أبو علي البرذعي بلغني أنه اختلط في آخر عمره قال العراقي لم اره لغيره وقد ترجمه الحافظ حمزة في تاريخ جرجان فلم يذكر عنه شيئا في ذلك وهو أعرف به فإنه شيخه وقد حدث عنه الإسماعيلي في صحيحه إلا أنه دلس اسمه لكونه من أقرانه لا لضعفه وقد مات الإسماعيلي قبله وآخر أصحاب الغطريفي القاضي أبو الطيب الطبري وسماعه منه في حياة الإسماعيلي فهو قبل تغيره إن كان تغير قال وثم آخر يقال له الغطريفي وافق هذا في اسمه واسم أبيه وبلده ونسبه وتقاربا في اسم جده وتعاصرا وذاك قد اختلط بآخره كما ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور فيحتمل أن يكون اشتبه بالغطريفي هذا ( و ) منهم ( أبو طاهر ) محمد بن الفضل ( حفيد الإمام ) أبي بكر ( ابن خزيمة ) قال الحاكم اختلط قبل موته بسنتين ونصف قال الذهبي ولم يسمع أحد منه في تلك المدة ( و ) منهم ( أبو بكر القطيعي راوي مسند أحمد ) والزهد له عن ابنه عبد الله

ومن كان من هذا القبيل محتجا به في الصحيح فهو مما عرف روايته قبل الاختلاط

النوع الثالث والستون طبقات العلماء والرواة
هذا فن مهم قال ابن الصلاح اختل في آخر عمره وخرف حتى كان لا يعرف شيئا مما يقرأ عليه قال الذهبي ذكر هذا أبو الحسن بن الفرات وهو غلو وإسراف وقد وثقه البرقاني والحاكم والدارقطني ولم يذكروا شيئا من ذلك وقال العراقي في ثبوت ذلك نظر وما ذكره ابن الفرات لم يثبت إسناده إليه قال وعلى تقدير ثبوته فمن سمع منه في حال صحته الحاكم والدارقطني وابن شاهين والبرقاني وأبو نعيم وأبو علي التميمي راوي المسند عنه فإنه سمعه عليه سنة ست وستين ومات سنة ثمان وستين وثلثمائة ( ومن كان من هذا القبيل محتجا به في الصحيح فهو مما عرف روايته قبل الاختلاط ) ( النوع الثالث والستون طبقات العلماء والرواة ( 1 ) هذا فن مهم ) فإنه قد يتفق

وطبقات ابن سعد عظيم كثير الفوائد هو ثقة لكنه كثير الرواية فيه عن الضعفاء منهم شيخه محمد بن عمر الواقدي لا ينسبه والطبقة القوم المتشابهون وقد يكونان من طبقة باعتبار ومن طبقتين باعتبار كأنس وشبهه من أصاغر الصحابة وهم مع العشرة في طبقة الصحابة وعلى شذا الصحابة كلهم طبقة والتابعون ثانية وأتباعهم ثالثة وهلم جرا وباعتبار اسمان في اللفظ فيظن أن أحدهما الآخر فيتميز ذلك بمعرفة طبقاتهما وصنف في ذلك جماعة كمسلم وخليفة ( وطبقات ابن سعد ) الكبير ( عظيم كثير الفوائد ) وله كتابان آخران في ذلك ( وهو ثقة ) في نفسه ( لكنه كثير الرواية فيه عن الضعفاء منهم شيخه محمد بن عمر الواقدي لا ينسبه ) بل يقتصر على اسمه واسم أبيه وشيخه هشام بن محمد بن السائب الكلبي ( والطبقة ) في اللغة ( القوم المتشابهون ) وفي الاصطلاح قوم تقاربوا في السنن والإسناد أو في الإسناد فقط بأن يكون شيوخ هذا هم شيوخ الآخر أو يقاربوا شيوخه ( وقد يكونان ) أي الراويان ( من طبقة باعتبار ) لمشابهته لها من وجه ( ومن طبقتين باعتبار ) آخر لمشابهته لها من وجه آخر ( كأنس وشبهه من أصاغر الصحابة هم مع العشرة في طبقة الصحابة وعلى هذا الصحابة كلهم طبقة ) باعتبار اشتراكهم في الصحبة ( والتابعون ) طبقة ( ثانية وأتباعهم ) طبقة ( ثالثة ) بالاعتبار المذكور وهلم جرا

السوابق تكون الصحابة بضع عشرة طبقة كما تقدم ويحتاج الناظر فيه إلى معرفة المواليد والوفيات ومن رووا عنه وروى عنهم

النوع الرابع والستون معرفة الموالي أهمه المنسوبون إلى القبائل مطلقا
كفلان القرشي ويكون مولى لهم ثم منهم من يقال مولى فلان ويراد مولى عتاقة وهو الغالب ومنهم مولى الإسلام كالبخاري الإمام مولى الجعفيين ولاء إسلام لأن جده كان مجوسيا فأسلم على يد اليمان الجعفي وكذلك الحسن آخر وهو النظر إلى ( السوابق تكون الصحابة بضع عشرة طبقة كما تقدم ) في معرفة الصحابة أنهم اثنتا عشرة طبقة أو أكثر وفي معرفة التابعين أنهم خمس عشرة طبقة وهكذا ( ويحتاج الناظر فيه إلى معرفة المواليد ) للرواة ( والوفيات ومن رووا عنه وروى عنهم ) ( النوع الرابع والستون معرفة الموالي ) من العلماء والرواة وصنف في ذلك ابو عمر الكندي بالنسبة إلى المصريين ( أهمه المنسوبون إلى القبائل مطلقا كفلان القرشي ويكون مولى لهم ) فربما ظن أنه منهم بحكم ظاهر الإطلاق فيترتب على ذلك خلل في الأحكام الشرعية في الأمور المشترط فيها النسب كالإمامة العظمى والكفاءة في النكاح ونحو ذلك ( ثم منهم من يقال ) فيه ( مولى فلان ويراد مولى عتاقة وهو الغالب ) وستأتي أمثلته ( ومنهم ) من يراد به ( مولى الإسلام كالبخاري الإمام مولى الجعفيين ولاء إسلام لأن جده ) المغيرة ( كان مجوسيا فأسلم على يد اليمان ) بن أخنس ( الجعفي وكذلك الحسن ) بن عيسى

الماسرجسي مولى عبد الله بن المبارك كان نصرانيا فأسلم على يديه ومنهم مولى الحلف كمالم بن أنس الإمام ونفره أصبحيون صليبة موالي لتيم قريش بالحلف ومن أمثلة مولى القبيلة أبو البختري الطائي التابعي مولى طيء وأبو العالية الرياحي التابعي مولى امرأة من بني رياح والليث بن سعد المصري الفهمي مولاهم عبد الله ابن المبارك الحنظلي مولاهم عبدالله بن وهب القرشي مولاهم عبدالله بن صالح الجهني مولاهم وربما نسب إلى القبيلة مولى مولاها كأبي الحباب الهاشمي مولى شقران مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكره المصنف في تهذيبه ابن ماسرجس ( الماسرجسي ) أبو علي النيسابوري من رجال مسلم ( مولى عبد الله بن المبارك كان نصرانيا فأسلم على يديه ومنهم مولى الحلف كمالك بن أنس الإمام ونفره ) هم ( أصبحيون صليبة ) ويقال له التيمي لأن نفره أصبح ( موالي لتيم قريش بالحلف ومن أمثلة موالي القبيلة ) عتاقة ( أبو البختري الطائي التابعي مولى طيء وأبو العالية ) رفيع بن مهران ( الرياحي ) بالتحية ( التابعي مولى امرأة من بني رياح ) ابن يربوع حي من بني تميم ( والليث بن سعد المصري الفهمي مولاهم عبد الله بن وهب القرشي مولاهم عبد الله بن صالح الجهني مولاهم وربما نسب إلى القبيلة مولى مولاها كأبي الحباب ) سعيد بن يسار ( الهاشمي ) لأنه ( مولى شقران مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم ) وقيل هو مولى ميمونة أم المؤمنين وقيل مولى الحسين ابن علي فليس حينئذ من هذا القسم ومنه عبد الله بن وهب القرشي الفهري فإنه مولى يزيد بن رمانة مولى يزيد بن أنيس الفهري

النوع الخامس والستون معرفة أوطان الرواة وبلدانهم
هو مما يفتقر إليه حفاظ الحديث في تصرفاتهم ومصنفاتهم ومن مظانه الطبقات لابن سعد وقد كانت العرب إنما تنسب إلى قبائلها فلما جاء الإسلام وغلب عليهم سكنى القرى انتسبوا إلى القرى كالعجم ثم من كان ناقله من بلد إلى بلد وأراد الانتساب إليهما فليبدأ بالأول فيقول في ناقله مصر إلى دمشق المصري والدمشقي والأحسن ثم الدمشقي ومن كان من أهل قرية بلدة فيجوز ان ينسب إلى القرية وإلى البلدة وإلى الناحية وإلى الأقليم ( النوع الخامس والستون معرفة أوطان الرواة وبلدانهم وهو مما يفتقر إليه حفاظ الحديث في تصرفاتهم ومصنفاتهم ) فإن بذلك يميز بين الاسمين المتفقين في اللفظ ( ومن مظانه الطبقات لابن سعد وقد كانت العرب إنما تنتسب إلى قبائلها فلما جاء الإسلام وغلب عليهم سكنى القرى انتسبوا إلى القرى ) والمدائن ( كالعجم ثم من كان ناقلة من بلد إلى بلد وأراد الانتساب إليهما فليبدأ بالأول فيقول في ناقلة مصر إلى دمشق المصري الدمشقي والأحسن ثم الدمشقي ) لدلالة ثم على الترتيب وله أن ينتسب إلى أحدهما فقط وهو قليل قاله المصنف في تهذيبه ( ومن كان من أهل قرية بلدة ) بإضافة قرية إليها ( فيجوز أن ينسب إلى القرية ) فقط ( وإلى الناحية ) التي فيها تلك البلدة فقط زاد المصنف ( وإلى الإقليم ) فقط فيقول فيمن هو من حرستا مثلا وهي قرية من قرى الغوطة التي هي كورة من كور دمشق الحرستائي أو الغوطي أو الدمشقي أو الشامي وله

قال عبد الله بن المبارك وغيره من أقام في بلدة أربع سنين نسب إليها الجمع فيبدأ بالأعم وهو الإقليم ثم الناس ثم البلد ثم القرية فيقال الشامي الدمشقي الغوطي الحرستائي وكذا في النسب إلى القبائل يبدأ بالعام قبل الخاص ليحصل بالثاني فائدة لم تكن لازمة في الأول فيقال القرشي ثم الهاشمي ولا يقال الهاشمي القرشي لأنه لا فائدة للثاني حينئذ إذ يلزم من كونه هاشميا كونه قرشيا بخلاف العكس ذكره المصنف في تهذيبه قال فإن قيل فينبغي أن لا يذكر الأعم بل يقتصر على الأخص فالجواب أنه قد يخفى على بعض الناس كون الهاشمي قرشيا ويظهر هذا الخفاء في البطون الخفية كالأشهل من الأنصار إذ لو اقتصر على الأشهل لم يعرف كثير من الناس أنه من الأنصار أم لا فذكر العام ثم الخاص لدفع هذا الوهم قال وقد يقتصرون على الخاص وقد يقتصرون على العام وهذا قليل قال وإذا جمع بين النسب إلى القبيلة والبلد قدم النسب إلى القبيلة انتهى ( قال عبد الله بن المبارك وغيره من أقام في بلدة أربع سنين نسب إليها ) فائدة صنف في الأنساب الحازمي كتاب العجالة وهو صغير الحجم والرشاطي ثم الحافظ أبو سعد السمعاني كتابا ضخما حافلا واختصره ابن الأثير في ثلاث مجلدات وسماه اللباب وزاد فيه شيئا يسيرا وقداختصرته أنا في مجلدة لطيفة وزدت فيه الجم الغفير وسميته لب اللباب ولله الحمد

هذا آخر ما أورده المصنف رحمه الله تعالى من أنواع علوم الحديث تبعا لابن الصلاح وقد بقيت أنواع أخر ها أنا أوردها والله سبحانه وتعالى المستعان النوع السادس والسابع والستون المعلق والمعنعن تقدم ذكرهما في نوع المعضل النوع الثامن والتاسع والستون المتواتر والعزيز تقدما في نوع المشهور والغريب النوع السبعون المستفيض أشرت إليه في نوع المشهور النوع الحادي والثاني والسبعون المحفوظ والمعروف حررتهما في نوع الشاذ والمنكر النوع الثالث والسبعون المتروك وتقدم في نوع المنكر وعقيب المقلوب النوع الرابع والسبعون المحرف تقدمت الإشارة إليه في نوع المصحف النوع الخامس والسبعون معرفة أتباع التابعين قد ذكره الحاكم في علوم الحديث عقب معرفة التابعين النوع السادس والسابع والسبعون رواية الصحابة بعضهم عن بعض والتابعين بعضهم عن بعض هذان ذكرهما البلقيني في محاسن الاصطلاح وقال إنهما مهمان لأن الغالب رواية التابعين عن الصحابة ورواية أتباع التابعين

عن التابعين فيحتاج إلى التنبيه على ما يخالف الغالب قلت هذا تقدم في نوع الأقران ومن أمثلة الأول حديث اجتمع فيه أربعة صحابة وهو حديث الزهري عن السائب ابن يزيد عن حويطب بن عبد العزى عن عبد الله بن السعدي عن عمر بن الخطاب مرفوعا ما جاءك الله به من هذا المال عن غير إشراف ولا سائل فخذه ولا تتبعه نفسك وحديث خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن نعيم بن هبار عن المقداد بن معدي كرب عن أبي أيوب عن عوف بن مالك قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو مرعوب متغير اللون فقال أطيعوني ما دمت فيكم وعليكم بكتاب الله فأحلوا حلاله وحرموا حرامه ( 1 ) وحديث اجتمع فيه أربع من نساء الصحابة اثنتان من أمهات المؤمنين وربيبتان للنبي صلى الله عليه و سلم وهو ما رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه من طريق ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن زينب بنت أم سلمة عن حبيبة بنت أم حبيبة عن أمها أم حبيبة عن زينب بنت جحش قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما محمرا وجهه وهو يقول لا إله إلا الله ثلاث مرات ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد عشرا قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث وقد أفرد بعضهم هذه الأحاديث الثلاثة في جزء قلت وقع في بعض الأجزاء حديث اجتمع فيه خمسة من الصحابة أخبرني أبو عبد الله ابن مقبل مكاتبة عن أحمد بن عبد العزيز ومحمد علي الحراوي كلاهما عن الحافظ شرف الدين الدمياطي أنا الحافظ يوسف بن خليل أنا ذاكر بن كامل

أنبأنا أبو زكريا يحيى بن ابي عمر الأصبهاني أنا أحمد بن الفاضل أنا أبو علي الحسين بن أحمد البردعي ثنا محمد بن العباس الجوزي ثنا محمد بن حبان الأنصاري ثنا الشاذكوني ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن عثمان بن عفان عن عمر بن الخطاب عن أبي بكر الصديق عن بلال قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الموت كفارة لكل مسلم النوع الثامن والسبعون ما رواه الصحابة عن التابعين عن الصحابة هذا النوع زدته أنا وقد ألف فيه الخطيب وقد أنكر بعضهم وجود ذلك وقال إن رواية الصحابة عن التابعين إنما هي في الإسرائيليات والموقوفات وليس كذلك فمن ذلك حديث سهل بن سعد الساعدي عن مروان بن الحكم عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه و سلم أملى عليه لا يستوي القاعدون من المؤمنين فجاء ابن أم مكتوم الحديث رواه البخاري والترمذي والنسائي وحديث السائب بن يزيد عن عبد الرحمن بن عبد القارئ عن عمر ابن الخطاب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر إلى صلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل رواه مسلم وأصحاب السنن الأربعة وحديث جابر بن عبد الله عن أم مكتوم بنت أبي بكر الصديق عن عائشة أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الرجل يجامع ثم يكسل هل عليهما من غسل وعائشة جالسة فقال إني لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل رواه مسلم وحديث عمرو بن الحارث بن المصطلق عن ابن أخي زينب امرأة عبد الله بن مسعود عن زينب امرأة ابن مسعود قالت خطبنا سول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا معشر النساء تصدقن ولو من

حليكن فإنكن أكثر أهل جهنم يوم القيامة رواه الترمذي والنسائي والحديث متفق عليه من رواية عمرو عن زينب نفسها وحديث يعلى بن أمية عن عنبسة بن أبي سفيان عن أخته أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه و سلم من صلى اثنتي عشرة ركعة بالنهار أو بالليل بني له بيت في الجنة رواه النسائي وحديث جابر بن عبد الله عن أبي عمرة مولى عائشة واسمه ذكوان عن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يكون جنبا فيريد الرقاد فيتوضأ وضوءه للصلاة ثم يرقد رواه أحمد في مسنده وحديث أبي هريرة عن أم عبد الله ابن أبي ذئاب عن أم سلمة مرفوعا ما ابتلى الله عبدا ببلاء وهو على طريقة يكرهها إلا جعل الله ذلك البلاء كفارة له رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات وقد جمع الحافظ أبو الفضل العراقي الأحاديث التي بهذه الشريطة فبلغت عشرين حديثا النوع التاسع والسبعون والثمانون معرفة من وافقت كنيته اسم أبيه وعكسه ذكرهما شيخ الإسلام في النخبة وصنف الخطيب في النوع الأول كتابا قال فيه جلت في أسماء رواة الحديث فوجدت جماعة منهم واطأت كناهم أسماء آبائهم ولبعضهم نظرا لخلاف ذلك فربما جاءت رواية عن بعضهم باسمه وكنيته مضاهيا لآخر في اسمه وكنيته وهما اثنان فلا يؤمن وقوع الخطأ فيها وقال شيخ الإسلام فائدة معرفة ذلك نفي الغلط عمن نسبه إلى أبيه وصنف أبو الفتح الأزدي في النوع الثاني كتابا ومن أمثلة الأول في الصحابة وفي غيرهم أبو مسلم الأغر بن مسلم المدني روى عن أبي هريرة وغيره وأبي خالد البصري روى عن أبي هريرة وسمرة وأبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق المديني من أتباع التابعين وأبو إسماعيل إدريس بن إسماعيل الكوفي

روى عن الأعمش وطلحة بن مصرف وأبو زياد أيوب بن زياد الحمصي روى عن عبادة بن الوليد بن عبادة وابو الجواب الأحوص بن جواب الكوفي الضبي روى عن أسباط بن نصر وغيره ومن أمثلة الثاني في الصحابة أوس بن أوس وسنان بن أبي سنان الأسدي ومعقل ابن أبي معقل وفي غيرهم الحسن بن أبي الحسن البصري وإسحاق بن أبي إسحاق السبيعي وعامر بن أبي عامر الأشعري النوع الحادي والثمانون معرفة من وافقت كنيته كنية زوجه وهذا النوع ذكره شيخ الإسلام في النخبة وصنف فيه أبو الحسن بن حيويه جزءا خاصا بالصحابة ثم الحافظ أبو القاسم بن عساكر وقد رأيت جزءا ابن حيويه وهذه أسماء من ذكر فيه أبو أسيد الساعدي مالك بن ربيعة الأنصاري وزوجة أم أسيد الأنصاري أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد وزوجه أم أيوب بنت قيس بن أسد الأنصارية ابو بكر الصديق وزوجه أم بكر في الجاهلية لم يصح إسلامها أبو الدحداح وزوجه أم الدحداح أبو الدرداء وزوجه أم الدرداء الكبرى خيرة بنت أبي حدرد صحابية وأم الدرداء الصغرى هجيمة تابعية أبو ذر الغفاري وزوجه أم ذر أبو رافع أسلم مولى النبي صلى الله عليه و سلم وزوجه أم رافع سلمى مولاته أيضا أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسود وزوجه أم سلمة هند بنت أبي أمية تزوجها بعده النبي صلى الله عليه و سلم أبو سيف القين ظئر إبراهيم وزوجه أم سيف أبو طليق وزوجه أم طليق أبو الفضل العباس ابن عبد المطلب وزوجه أم الفضل لبابة بنت الحارث أبو معقل الأسدي هيثم بن أبي معقل وزوجه أم معقل الأسدية هذا ما ذكره ابن حيويه وقد روى عن كل من المذكورين حديثا وفاته أبو معبد وأم معبد وأبو رعلة وأم رعلة

النوع الثاني والثمانون معرفة من وافق اسم شيخه اسم أبيه هذا النوع ذكره شيخ الإسلام في النخبة ومثله بالربيع بن أنس عن أنس هكذا يأتي في الروايات فيظن أنه يروي عن أبيه كما وقع في الصحيح عامر بن سعد عن سعد وهو أبوه وليس أنس شيخ الربيع والده بل هو أنس بن مالك الصحابي المشهور وأبوه بكري النوع الثالث والثمانون معرفة من اتفق اسمه واسم أبيه وجده هذا النوع ذكره شيخ الإسلام في النخبة ومثله بالحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وقد صنف أبو الفتح الأزدي كتابا فيمن وافق اسمه اسم أبيه كالحجاج بن الحجاج الأسلمي له صحبة وعدي بن عدي الكندي وهند بن هند بن أبي هالة وحجر بن حجر الكلاعي وهاشم بن هاشم بن عتبة وعباد بن عباد المهلبي وصالح بن صالح بن حي الهمداني وسعيد بن سعيد بن العاص وغيرهم وقد يتفق الاسم واسم الأب مع الاسم واسم الأب فصاعدا كأبي اليمن الكندي زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن النوع الرابع والثمانون معرفة من اتفق اسمه واسم شيخه وشيخ شيخه ذكره شيخ الإسلام في النخبة كعمران عن عمران عن عمران الأول يعرف بالقصير والثاني أبو رجاء العطاردي والثالث ابن حصين الصحابي وكسليمان عن سليمان عن سليمان الأول أبو أحمد بن أيوب الطبراني والثاني أبو أحمد الواسطي والثالث ابن عبد الرحمن الدمشقي المعروف بابن بنت شرحبيل قال وقد يقع ذلك للراوي ولشيخه معا كأبي العلاء الهمداني العطار يروى

عن أبي علي الأصبهاني الحداد وكل منهما اسمه الحسن بن أحمد بن الحسن بن الحسن بن أحمد فاتفقا في ذلك وافترقا في الكنية والبلد والصنعة وصنف في ذلك ابو موسى المديني جزءا حافلا قلت وقال الحاكم في أواخر علوم الحديث ثنا خلف ثنا خلف ثنا خلف ثنا خلف ثنا خلف فالأول الأمير خلف بن أحمد السجزي والثاني أبو صالح خلف بن محمد البخاري والثالث خلق بن سليمان السلفي صاحب المسند والرابع خلف بن محمد الواسطي كردوس والخامس خلف بن موسى ابن خلف قلت ومن هذا النوع حديث المسلسل بالمحمدين في كل رواته أخبرني محمد بن إبراهيم المالكي الأديب إجازة عن محمد بن أحمد المهدوي أن محمد ابن زين مشرف أخبره عن الزكي محمد بن يوسف البرزاني الحافظ ثنا محمد بن أبي الحسين الصوفي ثنا محمد بن عبد الله بن محمود الطائي ثنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق ثنا محمد بن علي الركاني ثنا الحافظ أبو عبدالله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى العبدي ثنا أبو منصور محمد بن سعد الباوردي ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن المثنى ثنا محمد بن بشر ثنا محمد بن جحش عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه مر في السوق على رجل فخذاه مكشوفتان فقال له غط فخذيك فإن الفخذين عورة قال شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر هذا حجيث عجيب التسلل وليس في إسناده من ينظر في حاله سوى محمد بن عمرو واسم جده سهل ضعفه يحيى

القطان ووثقه ابن حبان وله متابع رواه أحمد وابن خزيمة من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبي كثير أتم منه وعلقه البخاري في الصحيح النوع الخامس والثمانون معرفة من اتفق اسم شيخه والراوي عنه ذكره شيخ الإسلام في النخبة وقال هو نوع لطيف لم يتعرض له ابن الصلاح وفائدته رفع اللبس عمن يظن أن فيه تكرارا أو انقلابا ومن أمثلته أن البخاري روى عن مسلم وروى عنه فشيخه مسلم بن إبراهيم أبو مسلم الفراديسي البصري والراوي عنه مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح وروى عنه مسلم ابن الحجاج في صحيحه حديثا بهذه الترجمة بعينها ومنها يحيى بن أبي كثير روى عن هشام وروى عنه هشام فشيخه هشام بن عروة وهو من أقرانه والراوي عنه هشام الدستوائي ومنها ابن جريج روى عن هشام فشيخه ابن عروة والراوي عنه ابن يوسف الصنعاني ومنها الحكم بن عتيبة روى عن ابن أبي ليلى وروى عنه ابن أبي ليلى فالأعلى عبد الرحمن والأدنى محمد بن عبد الرحمن المذكور النوع السادس والثمانون معرفة من اتفق اسمه وكنيته ذكره شيخ الإسلام في أول نكته على ابن الصلاح ولم يذكره في النخبة وصنف فيه الخطيب وفائدته نفي الغلط عمن ذكره بأحدهما ومن أمثلته ابن الطيلسان الحافظ محدث الأندلس اسمه القاسم وكنيته أبو القاسم النوع السابع والثمانون معرفة من وافق اسمه نسبه لم يذكروه أيضا من ذلك حميري بن بشير الحميري روى عن جندب البجلي وأبي الدرداء ومعقل بن يسار وغيرهم وقريب منهم الأسماء التي بلفظ النسب كالحضرمي والد العلاء

النوع الثامن والثمانون معرفة الأسماء التي يشترك فيها الرجال والنساء وهو قسمان أحدهما أن يشتركا في الاسم فقط كأسماء بن حارثة وأسماء بن رباب صحابيان وأسماء بنت أبي بكر وأسماء بنت عميس صحابيتان وبريدة بن الحصيب صحابي وبريدة بنت بشر صحابية وبركة أم أيمن صحابية وبركة بن العريان عن ابن عمر وابن عباس وهنيدة بن خالد الخزاعي عن علي وهنيدة بنت شريك عن عائشة وجويرية أم المؤمنين وجويرية بن أسماء الضبعي والثاني أن يشتركا في الاسم واسم الأب كبسرة بن صفوان حدث عن إبراهيم بن سعد وبسرة بنت صفوان صحابية وهند بن مهلب روى عنه محمد بن الزبرقان وهند بنت المهلب حدثت عن أبيها وأمية بن عبد الله الأموي عن ابن عمر وأمية بنت عبد الله عن عائشة وعنها علي بن زيد بن جدعان أخرج لها الترمذي النوع التاسع والثمانون معرفة أسباب الحديث هذا النوع ذكره البلقيني في محاسن الاصطلاح وشيخ الإسلام في النخبة ن وصنف فيه أبو حفص العكبري وأبو حامد بن كوتاه الجوباري قال الذهبي ولم يسبق إلى ذلك وقال ابن دقيق العيد في شرح العمدة شرع بعض المتأخرين في تصنيف أسباب الحديث كما صنف في أسباب النزول ومن أمثلته حديث إنما الأعمال بالنيات سببه أن رجلا هاجر من مكة إلى المدينة لا يريد بذلك الهجرة بل ليتزوج امرأة يقال لها أم قيس فسمي مهاجر أم قيس ولهذا حسن في الحديث ذكر المرأة دون سائر الأمور الدنيوية

قال البلقيني والسبب قد ينقل في الحديث كحديث سؤال جبريل عليه الصلاة و السلام عن الإيمان والإسلام والإحسان وحديث القلتين سئل عن الماء يكون بالفلاة وما ينوبه من السباع والدواب وحديث صل فإنك لم تصل وحديث خذي فرصة من مسك وحديث سؤال أي الذنب أكبر وغير ذلك وقد لا ينقل فيه أو ينقل في بعض طرقه وهو الذي ينبغي الاعتناء به فبذكر السبب يتبين الفقه في المسألة من ذلك حديث الخراج بالضمان في بعض طرقه عند أبي داود وابن ماجه إن رجلا ابتاع عبدا فأقام عنده ما شاء الله أن يقيم ثم وجد به عيبا فخاصمه إلى النبي صلى الله عليه و سلم فرده عليه فقال الرجل يا رسول الله قد استعمل غلامي فقال صلى الله عليه و سلم الخراج بالضمان النوع التسعون معرفة تواريخ المتون ذكره البلقيني وقال فوائده كثيرة وله نفع في معرفة الناسخ والمنسوخ قال والتاريخ يعرف بأول ما كان كذا ويذكر القبلية والبعدية وبآخر الأمرين ويكون بذكر السنة والشهر وغير ذلك فمن الأول أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه و سلم من الوحي الرؤيا الصالحة وأول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان شرب الخمر وملاحاة الرجال رواه ابن ماجه وقد صنف العلماء في الأوائل وأفرد ابن أبي شيبة في مصنفه بابا للأوائل

ومن القبلية ونحوها حديث جابر كان رسول الله صلى الله عليه و سلم نهانا أن نستدبر القبلة أو نستقبلها بفروجنا إذا أهرقنا الماء ثم رأيته قبل موته بعام يستقبلها رواه أحمد وأبو داود وغيرهما وحديثه كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه و سلم ترك الوضوء مما مست النار رواه أبو داود وغيره وحديث جرير أنه رأى النبي صلى الله عليه و سلم يمسح على الخف فقيل له أقبل نزول سورة المائدة أم بعدها فقال ما أسلمت إلا بعد نزول سورة المائدة ومن المؤرخ بذكر السنة ونحوها حديث بريدة كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوضأ لكل صلاة فلما كان يوم الفتح صلى الصلوات بوضوء واحد أخرجه مسلم وحديث عبد الله بن حكيم أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل موته بشهر أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب رواه الأربعة النوع الحادس والتسعون معرفة من لم يرو إلا حديثا واحدا هذا النوع زدته أنا وهو نظير ما ذكروه فيمن لم يرو عنه إلا واحد ثم رأيت أن للبخاري فيه تصنيفا خاصا بالصحبة وبينه وبين الواحدان فرق فإنه قد يكون روى عنه أكثر من واحد وليس له إلا حديث واحد وقد يكون روى عنه غير حديث وليس له إلا راو واحد وذلك موجود معروف ومن أمثلته في الصحابة ابن أبي عمارة المدني قال المزي له حديث واحد في المسح على الخفين رواه أبو داود وابن ماجه

آبي اللحم الغفاري قال المزي له حديث واحد في الاستسقاء رواه الترمذي والنسائي أحمد بن جزء البصري قال المزي له حديث واحد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا سجد جافى عضديه عن جنبيه رواه أبو داود وابن ماجه تفرد به عنه الحسن البصري أدرع السلمي قال المزي له حديث جئت ليلة أحرس النبي صلى الله عليه و سلم فإذا رجل قراءته عالية الحديث رواه ابن ماجه بشير بن جحاش القرشي ويقال بشر قال المزي صحابي شامي له حديث واحد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بزق يوما 2 في كفه فوضع عليها أصبعه ثم قال يقول الله ابن آدم أنى تعجزني الحديث رواه أحمد وابن ماجه حدرد بن أبي حدرد السلمي روى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه رواه أبو داود ربيعة بن عامر بن الهاد الأزدي قال المزي له حديث واحد عن النبي صلى الله عليه و سلم ألظوا بياذا الجلال والإكرام رواه النسائي أبو حاتم صحابي روى عنه محمد وسعيد ابنا عتبة حديث إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ليس لأبي حاتم غيره قال الذهبي في طبقات الحفاظ وأبو علي بن السكن ومن غير الصحابة إسحاق بن يزيد الهذلي المدني روى عن عون بن عبد الله عن ابن مسعود حديث

إذا ركع أو سجد فليسبح ثلاثا وذلك أدناه رواه الترمذي والنسائي قال المزي وليس له غيره إسماعيل بن بشير المدني روى عن جابر بن عبد الله وأبي طلحة زيد بن سهل الأنصاريين قالا سمعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته الحديث رواه أبو داود وقال المزي ولا يعرف له غيره الحسن بن قيس روى عن كرز التميمي دخلت على الحسين بن علي أعوده في مرضه فبينما أنا عنده إذ دخل علينا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه الحديث في فضل عيادة المريض رواه النسائي في مسند علي قال المزي ليس له ولا لشيخه إلا هذا الحديث ( 1 ) النوع الثاني والتسعون معرفة من أسند عنه من الصحابة الذين ماتوا في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا النوع زدته أنا وفائدة معرفة ذلك الحكم بإرساله إذا كان الراوي عنه تابعيا وأرجو أن أجمع لهم مسندا من ذلك أبو سلمة زوج أم سلمة توفي مرجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من بدر روت أم سلمة عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مسلم يصاب بمصيبة فيفزع إلى ما أمر الله

به من قول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني عليها إلا أعقبه الله خيرا منها رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه من طريق عمر بن أبي سلمة أن أبا سلمة أخبرها أنه سمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول فذكره وجعفر بن أبي طالب روى أحمد له في مسنده حديث الهجرة وحمزة عم رسول الله صلى الله عليه و سلم روى له الطبراني حديثا في الحوض وخديجة وأبو طالب إن صح إسلامه النوع الثالث والتسعون معرفة الحفاظ وصنف فيه جماعة أشهرهم الذهبي وقد لخصت طبقاته وذيلت عليه من جاء بعده وها أنا أورد هنا نوعا لطيفا منه قال البيهقي في المدخل أنا عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا محمد بن عبد الله بن الحكم أنا ابن وهب سمعت مالكا يحدث عن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب قال يوما عدوا الأئمة فعدوها نحوا من خمسة قال أفمتروك الناس بغير أئمة فسألت مالكا عن الأئمة من هم قال هم أئمة الدين في الفقه والورع وقال جعفر بن ربيعة قلت لعراك بن مالك من أفقه أهل المدينة قال أما أعلمهم بقضايا رسول الله صلى الله عليه و سلم وقضايا أبي بكر وعمر وعثمان وأفقههم فقها وأعلمهم علما بما مضى من أمر الناس فسعيد بن المسيب وأما أغزرهم حديثا فعروة بن الزبير ولا تشاء أن تفجر من عبيد الله بن عبد الله

بحرا إلا فجرته وأعلمهم عندي جميعا ابن شهاب فإنه جمع علمهم جميعا إلى علمه وقال الزهري العلماء أربعة سعيد بن المسيب بالمدينة والشعبي بالكوفة والحسن بالبصرة ومكحول بالشام وقال أبو الزناد كان فقهاء أهل المدينة أربعة سعيد بن المسيب وقبيصة ابن ذؤيب وعروة بن الزبير وعبد الملك بن مروان وقال الزهري أربعة من قريش وجدتهم بحورا سعيد بن المسيب وعروة ابن الزبير وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله وقال ابن سيرين قدمت الكوفة وبها أربعة آلاف يطلبون الحديث وشيوخ اهل الكوفة أربعة عبيدة السلماني والحارث الأعور وعلقمة بن قيس وشريح القاضي وكان أحسنهم وقال الشعبي كان الفقهاء بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بالكوفة من أصحاب ابن مسعود هؤلاء علقمة وعبيدة وشريح ومسروق وكان مسروق أعلم بالفتوى من شريح وشريح أعلم بالقضاء وكان عبيدة يوازيه وقال أبو بكر بن أبي إدريس ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية وبعده سعيد بن جبير وبعده السدي وبعده سفيان الثوري وقال ابن عون وقيس بن سعد لم نر في الدنيا مثل ابن سيرين بالعراق والقاسم بن محمد بالحجاز ورجاء بن حيوة بالشام وطاوس باليمن وقال قتادة أعلم التابعين أربعة عطاء بن أبي رباح أعلمهم بالمناسك

وسعيد بن جبير أعلمهم بالتفسير وعكرمة مولى ابن عباس أعلمهم بسيرة النبي صلى الله عليه و سلم والحسن أعلمهم بالحلال والحرام وقال سليمان بن موسى إن جاءنا العلم من ناحية الجزيرة عن ميمون بن مهران قبلناه وإن جاءنا من البصرة عن الحسن البصري قبلناه وإن جاءنا من الحجاز عن الزهري قبلناه وإن جاءنا من الشام عن مكحول قبلناه كان هؤلاء الأربعة علماء الناس في زمن هشام وقال أبو داود الطيالسي وجدنا الحديث عند أربعة الزهري وقتادة والأعمش وأبي إسحق قال وكان الزهري أعلمهم بالإسناد وكان قتادة أعلمهم بالاختلاف وكان أبو إسحق أعلمهم بحديث علي وعبد الله وكان عند الأعمش من كل هذا وقال ابن مهدي أئمة الناس في الحديث في زمانهم أربعة مالك بن أنس بالحجاز والأوزاعي بالشام وسفيان الثوري بالكوفة وحماد بن زيد بالبصرة وقال ابن المديني شعبة أحفظ الناس للمشايخ وسفيان أحفظ الناس للأبواب وابن مهدي أحفظهم للمشايخ والأبواب ويحيى القطان أعرف بمخارج الأسانيد وأعرف بمواضع الطعن فيهم وقال الخطيب أنا البرقاني قال أنا الإسماعيلي قال سئل الفرهباني عن يحيى بن معين وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل وأبي خيثمة فقال أما علي فأعلمهم بالحديث والعلل ويحيى أعلمهم بالرجال وأحمد أعلمهم بالفقه وأبو خيثمة من النبلاء وأسند الخطيب عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال

الحفاظ أربعة وفي رواية انتهى علم الحديث إلى أربعة أبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له وأحمد بن حنبل أفقههم فيه وعلي بن المديني أعلمهم به ويحيى بن معين أكتبهم له وعنه أيضا قال ربانيو الحديث أربعة فأعلمهم بالحلال والحرام أحمد بن حنبل وأحسنهم سياقة للحديث وأداء له علي ابن المديني وأحسنهم وضعا للكتاب ابن أبي شيبة وأعلمهم بصحيح الحديث وسقيمه يحيى بن معين وقال أبو علي صالح بن محمد البغدادي أعلم من أدركت بالحديث وعلله ابن المديني وأفقهم بالحديث أحمد بن حنبل وأعلمهم بتصحيف المشايخ ابن معين وأحفظهم عند المذاكرة ابو بكر بن أبي شيبة وقال هلال بن العلاء الرقي من الله على هذه الأمة بأربعة في زمانهم أحمد ابن حنبل ثبت في المحنة ولولا ذلك لكفر الناس وبالشافعي ثقة في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم يحيى بن معين نفى الكذب عن حديثه وبأبي عبيد فسر الغريب ولولا ذلك لاقتحم الناس الخطأ وقال ابن وارة أركان الدين أربعة أحمد بن صالح بمصر وأحمد بن حنبل ببغداد وابن نمير بالكوفة والنقيلي بحران وقال يحيى بن يحيى النيسابوري كان بالعراق أربعة من الحفاظ شيخان وكهلان الشيخان يزيد بن زريع وهشيم والكهلان وكيع ويزيد بن هرون ويزيد أحفط الكهلين وقال عبد الصمد سليمان البلخي سألت أحمد ابن حنبل عن يحيى بن سعيد وابن مهدي ووكيع وأبي نعيم الفضل بن دكين

فقال ما رأيت اشد تثبتا في أمور الرجال من يحيى بن سعيد وبعده عبد الرحمن أفقه الرجلين قيل له فوكيع وأبو نعيم قال إبراهيم أعلم بالشيوخ وأساميهم وبالرجال ووكيع أفقه وقال قتيبة كانوا يقولون الحفاظ أربعة إسماعيل بن علية وعبد الوارث ويزيد بن زريع ووهب وكان عبد الرحمن يختار وهيبا على إسماعيل وقال أبو حاتم هو الرابع من حفاظ أهل البصرة لم يكن يعد شعبة أعلم بالرجال منه وسفيان صاحب أبواب وقال حجاج ابن الشاعر ما بالمشرق أنبل من أربعة أبو جعفر الرازي وأبو زرعة وأبو حاتم وابن وارة وقال أحمد بن حنبل المتثبتون في الحديث أربعة سفيان وشعبة وزهير ابن معاوية وزائدة بن قدامة وقال شعيب بن حرب زهير أحفظ من عشرين مثل شعبة وقال قتيبة بن سعيد فتيان خراسان أربعة زكريا بن يحيى اللؤلؤي والحسن ابن شجاع وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي ومحمد بن إسماعيل البخاري وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لأبي يا أبت ما الحفاظ قال يا بني شباب كانوا عندنا من أهل خراسان وقد تفرقوا قلت من هم يا أبت قال محمد ابن إسماعيل ذاك البخاري وعبيد الله بن عبد الكريم ذاك الرازي وعبد الله ابن عبد الرحمن ذاك السمرقندي يعني الدارمي والحسن بن شجاع ذاك البلخي قلت يا أبت فمن أحفظ هؤلاء قال أما أبو زرعة فأسردهم وأما محمد إسماعيل فأعرفهم أما عبد الله بن عبد الرحمن فأتقنهم وأما الحسن بن شجاع فأجمعهم

للأبواب وعنه أيضا قال سمعت أبي يقول انتهى الحفظ إلى أربعة من أهل خراسان أبو زرعة الرازي ومحمد بن إسماعيل البخاري وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي يعني الدارمي والحسن بن شجاع البلخي وقال بندار حفاظ الدنيا أربعة أبو زرعة بالري ومسلم بن الحجاج بنيسابور وعبد الله بن عبد الرحمن بسمرقند ومحمد بن إسماعيل ببخارى وقال أبو حاتم الرازي البخاري أعلم من دخل العراق ومحمد بن يحيى أعلم من بخراسان اليوم ومحمد بن أسلم أورعهم والدرامي أثبتهم وقال أبو علي النيسابوري رأيت من أئمة الحديث أربعة في وطني وأسفاري اثنان بنيسابور ابن خزيمة وإبراهيم بن أبي طالب وعبدان بالأهواز والنسائي بمصر وقال ابن كامل أربعة ما رأيت أحفظ منهم محمد بن أبي خيثمة وابن جرير ومحمد البربري والمعمري وقال ابن خليل في الإرشاد كان يقال الأئمة ثلاثة في زمن واحد ابن أبي داود ببغداد وابن خزيمة بنيسابور وابن أبي حاتم بالري قال الخليلي ورابعهم ببغداد أبو محمد بن صاعدة وقال الحافظ أبو الفضل بن طاهر سألت سعد بن علي الزجاني الحافظ بمكة وما رأيت مثله قلت أربعة من الحفاظ تعاصروا أيهم أحفظ قال من قلت الدارقطني ببغداد وعبد الغني بن سعيد بمصر وأبو عبد الله بن منده بأصبهان وابو عبد الله الحاكم بنيسابور فسكت فألححت عليه فقال أما الدارقطني

فأعلمهم بالعلل أما عبد الغني فأعلمهم بالأنساب وأما ابن منده فأكثرهم حديثا مع معرفة تامة وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفا وقال المنذري سألت شيخنا الحافظ أبا الحسن بن المفضل المقدسي وقلت له أربعة من الحفاظ تعاصروا ايهم أحفظ قال من هم قلت ابن عساكر وابن ناصر قال ابن عساكر أحفظ قلت الحافظ أبو العلاء العطار وابن عساكر قال ابن عساكر أحفظ قلت السلفي وابن عساكر قال السلفي أستاذنا قال المنذري والذهبي هذا دليل على أن عنده أن ابن عساكر أحفظ إلا أنه وقر شيخه أن يصرح بأن ابن عساكر أحفظ منه وسأل ثشيخ الإسلام أبو الفضل ابن حجر شيخه الحافظ أبا الفضل العراقي عن أربعة تعاصروا أيهم أحفظ مغلطاي وابن كثير وابن رافع والحسيني فأجاب ومن خطه نقلت أن أوسعهم اطلاعا وأعلمهم للأنساب مغلطاي على أغلاط تقع منه في تصانيفه وأحفظهم للمتون والتواريخ ابن كثير واقعدهم بطلب الحديث وأعلمهم بالمؤتلف والمختلف ابن رافع وأعرفهم بشيوخ المتأخرين وبالتاريخ الحسيني وهو دونهم في الحفظ ( 1 ) ورأيت في تذكرة صاحبنا الحافظ جمال الدين سبط ابن حجر أربعة تعاصروا التقي بن دقيق العيد والشرف الدمياطي والتقي بن تيمية والجمال المزي

وقد رويت في الإرشاد هنا ثلاثة أحاديث بأسانيد كلهم دمشقيون منى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا دمشقي حماها الله وصانها وسائر بلاد الإسلام وأهله قال الذهبي أعلمهم بعلل الحديث والاستنباط ابن دقيق العيد وأعلمهم بالأنساب الدمياطي وأحفظهم للمتون ابن تيمية وأعلمهم بالرجال المزي أربعة تعاصروا السراج البلقيني والسراج بن الملقن والزين العراقي والنور الهيثمي أعلمهم بالفقه ومداركه البلقيني وأعلمهم بالحديث ومتونه العراقي وأكثرهم تصنيفا ابن الملقن وأحفظهم للمتون الهيثمي وهذا آخر ما تيسر جمعه من الأنواع قال الشيخ محيي الدين رحمه الله تعالى في آخر التقريب ( وقد رويت في الإرشاد هنا ثلاثة أحاديث بأسانيد كلهم دمشقيون مني إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا دمشقي حماها الله تعالى وصانها وسائر بلاد الإسلام وأهله ) والمصنف اقتدى في ذلك بابن الصلاح حيث قال ولنقتد بالحاكم أبي عبد الله الحافظ فنروي أحاديث بأسانيدها منبهين على بلاد رواتها ومستحسن من الحافظ أن يورد الحديث بإسناده ثم يذكر أوطان رجاله واحدا واحدا وهكذا وغير ذلك من أحوالهم ثم روى ثلاثة أحاديث الأول بإسناد أوله مصريون وآخره بغداديون والثاني اوله مصريون وآخره نيسابوريون والثالث أوله كوفيون ثم مكي ويماني ثم نيسابوريون وأنا مقتد بهم في ذلك فمورد هنا ثلاثة أحاديث بأسانيدها الحديث الأول مسلسل بالفقهاء الشافعيين اخبرني شيخنا قاضي القضاة

شيخ الإسلام والمسلمين علم الدين صالح بن شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني أنا والدي أنا قاضي القضاة تقي الدين السبكي أنا الحافظ شرف الدين عبد المؤمن ابن خلف الدمياطي أنا الإمام زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أنا العلامة أبو الحسن بن المفضل المقدسي أنا الحافظ أبو طاهر السلفي أنا أبو الحسن الكيا الهراسي أنا إمام الحرمين أبو المعالي أنا والدي الشيخ أبو محمد الجويني أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الجيزي أنا أبو العباس الأصم أنا الربيع بن سليمان المرادي أنا الإمام ابو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال المتبايعان كل واحد منهما بالخيار على صاحبه ما لم يتفرقا إلى بيع الخيار الحديث الثاني مسلسل بالحفاظ أخبرني الحافظ أبو الفضل الهاشمي أنا الحافظ أبو الفضل بن الحسين العراقي أنا الحافظ أبو سعيد العلائي أنا الحافظ ابو عبد الله الذهبي أنا الحافظ أبو الحجاج المزي ح وأخبرني عاليا بدرجتين حافظ العصر شيخ الإسلام أبو الفضل العسقلاني إجازة عامة ولم أرو بها غير هذا الحديث أنا شيخ الإسلام الحافظ أبو حفص البلقيني أنا الحافظ أبو الحجاج المزي أنا الحافظ محمد بن عبد الخالق بن طرخان أنا الحافظ أبو الحسن المقدسي أنا الحافظ أبو طاهر السلفي أنا الحافظ أبو الغنائم النرسي أنا الحافظ أبو نصر ابن ماكولا العجلي أنا الحافظ أبو بكر الخطيب ثنا الحافظ أبو حازم العبدري ثنا الحافظ أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن يوسف الهسنجاني الحافظ ثنا الفضل بن زياد صاحب أحمد بن حنبل ثنا أحمد بن حنبل

ثنا زهير بن حرب ثنا يحيى بن معين ثنا علي بن المديني ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن أبي بكر بن حفص عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كن أزواج النبي صلى الله عليه و سلم يأخذن من رءوسهن حتى يكون كالوفرة قال العلائي هذا إسناد عجيب جدا من تسلسله بالحفاظ ورواية الأقران بعضهم عن بعض والحديث في صحيح مسلم من طريق عبيد الله بن معاذ وهو عال لنا من طريقه بتسع درجات على هذه الطريق الحديث الثالث مسلسل بالمصريين أخبرني شيخنا الإمام انشمني بقراءتي عليه غير مرة أنا أبو طاهر بن الكوبك ح وقرئ على أم الفضل بنت محمد المصرية وأنا أسمع شيخ الإسلام أبو حفص البلقيني ومحمد ومريم ولدا أحمد ابن إبراهيم سماعا قالوا كلهم أنا أبو الفتح محمد بن محمد الميدومي أنا أبو عيسى بن علاق أنا أبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري ثنا أبو صادق مرشد بن يحيى أنا أبو الحسن علي بن عمر الصواف ثنا أبو القاسم حمزة بن محمد الحافظ أنا عمران بن موسى بن حميد الطبيب ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني الليث بن سعد عن عامر بن يحيى المعافري عن أبي عبد الرحمن الختلي أنه قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يصاح برجل من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة فتنشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر ثم يقول الله تبارك وتعالى أتنكر من هذا شيئا فيقول لا يا رب فيقول عز و جل ألك عذر أو حسنة فيهاب

العبد فيقول لا يا رب فيقول عز و جل بلى إن لك عندنا حسنات وإنه لا ظلم عليك اليوم فيخرج الله بطاقة فيها أشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فيقول عز و جل إنك لا تظلم قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة وبه قاله حمزة لا نعلم أحدا روى هذا الحديث وبه قال أبو الحسن لما أملى علينا حمزة هذا الحديث صاح غريب من الحلقة صيحة فاضت نفسه معها قلت هذا حديث صحيح أخرجه الترمذي عن سويد بن نصر عن المبارك وابن ماجه عن محمد بن يحيى عن ابن أبي مريم كلاهما عن الليث فوقع لنا عاليا وزاد الترمذي في آخره ولا يثقل مع اسم الله شيء وقال هذا حديث حسن غريب وأخرجه الترمذي أيضا عن قتيبة عن ابن لهيعة عن عامر ابن يحيى نحوه وبه يرد قول حمزة ما رواه غير الليث وأخرجه الحاكم في المستدرك من رواية يونس بن محمد عن الليث وقال صحيح على شرط مسلم فقد احتج بأبي عبد الرحمن الحبلي عن ابن عمرو وعامر بن يحيى مصري ثقة احتج به مسلم أيضا والليث إمام ويونس المؤدب ثقة متفق على إخراجه في الصحيحين انتهى ورجال الإسناد الذي سقناه مني إلى عبد الله بن عمرو كلهم مصريون والله سبحانه وتعالى أعلم

أقسام الكتاب
1 2 3 4