كتاب : الترغيب
والترهيب من الحديث الشريف
المؤلف : عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمد
كتاب الترغيب والترهيب
الترغيب في الإخلاص والصدق والنية الصالحة
1 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوا
فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه
الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فقال رجل منهم اللهم كان لي أبوان
شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فنأى بي طلب شجر يوما فلم
أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت أن أغبق
قبلهما أهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر
زاد بعض الرواة والصبية يتضاغون عند قدمي فاستيقظا فشربا غبوقهما
اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة
فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج منها
قال النبي صلى الله عليه و سلم قال الآخر اللهم كانت لي ابنة عم كانت أحب
الناس إلي فأردتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين
فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت
حتى إذا قدرت عليها قالت لا يحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من
الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها
اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه
فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها
قال النبي صلى الله عليه و سلم وقال الثالث اللهم إني استأجرت أجراء
وأعطيتهم أجرتهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه
الأموال فجاءني بعد حين فقال لي يا عبد الله أد إلي أجري فقلت كل ما ترى
من أجرك من الابل والبقر والغنم والرقيق
فقال يا عبد الله لا
تستهزىء بي فقلت إني لا أستهزىء بك فأخذه كله فساقه فلم يترك منه شيئا
اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه
فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون
وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بينما ثلاثة نفر ممن كان
قبلكم يمشون إذ أصابهم مطر فأووا إلى غار فانطبق عليهم فقال بعضهم لبعض
إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه
قد صدق فيه فقال أحدهم اللهم إن
كنت تعلم أنه كان لي أجير عمل لي
على فرق من أرز فذهب وتركه وإني عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته فصار من أمره
إلى أن اشتريت منه بقرا وإنه أتاني يطلب أجره فقلت له اعمد إلى تلك البقر
فإنها من ذلك الفرق
فساقها فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساحت عنهم الصخرة
فذكر الحديث قريبا من الأول
رواه البخاري ومسلم والنسائي ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه باختصار ويأتي لفظه في بر الوالدين إن شاء الله تعالى
قوله وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا
الغبوق بفتح الغين المعجمة هو الذي يشرب بالعشي ومعناه كنت لا أقدم عليهما
في شرب اللبن أهلا ولا غيرهم
يتضاغون بالضاد والغين المعجمتين أي يصيحون من الجوع
السنة العام المقحط الذي لم تنبت الأرض فيه شيئا سواء نزل غيث أم لم ينزل
تفض الخاتم هو بتشديد الضاد المعجمة وهو كناية عن الوطء
الفرق بفتح الفاء والراء مكيال معروف
فانساحت هو بالسين والحاء المهملتين أي تنحت الصخرة وزالت عن الغار
وعن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من فارق الدنيا على
الإخلاص لله وحده لا شريك له وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها والله عنه
راض
رواه ابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين
وعن أبي فراس رجل من أسلم قال نادى رجل فقال يا رسول الله ما الإيمان قال
الإخلاص
وفي لفظ آخر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سلوني عما شئتم فنادى
رجل يا رسول الله ما الإسلام قال إقام الصلاة وإيتاء الزكاة
قال فما الإيمان قال الإخلاص
قال فما اليقين قال التصديق
رواه البيهقي وهو مرسل
وعن معاذ بن جبل أنه قال حين بعث إلى اليمن يا رسول الله أوصني
قال أخلص دينك يكفك العمل القليل
رواه الحاكم من طريق عبيد الله بن زحر عن ابن أبي عمران وقال صحيح الإسناد كذا قال وروي عن ثوبان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
طوبى للمخلصين أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء
رواه البيهقي
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال في حجة الوداع
نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فرب حامل فقه ليس بفقيه
ثلاث لا يغل عليهن قلب امرىء مؤمن إخلاص العمل لله والمناصحة لائمة
المسلمين ولزوم جماعتهم فإن دعاءهم محيط من ورائهم
رواه البزار بإسناد حسن ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث زيد بن ثابت
ويأتي في سماع الحديث إن شاء الله تعالى
قال الحافظ عبد العظيم وقد روي هذا الحديث أيضا عن ابن مسعود ومعاذ بن جبل
والنعمان بن بشير وجبير بن مطعم وأبي الدرداء وأبي قرصافة جندرة بن خيشنة
وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم
وبعض أسانيدهم صحيح
وعن مصعب
بن سعد عن أبيه رضي الله عنه أنه ظن أن له فضلا على من دونه من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم إنما ينصر الله
هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم
رواه النسائي وغيره وهو في البخاري وغيره دون ذكر الإخلاص
وعن الضحاك بن قيس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تبارك
وتعالى يقول أنا خير شريك فمن أشرك معي شريكا فهو لشريكي يا أيها الناس
أخلصوا أعمالكم فإن الله تبارك وتعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له
ولا تقولوا هذه لله وللرحم فإنها للرحم وليس لله منها شيء ولا تقولوا هذه
لله ولوجوهكم فإنها لوجوهكم وليس لله منها شيء
رواه البزار بإسناد لا بأس به والبيهقي
قال الحافظ لكن الضحاك بن قيس مختلف في صحبته
وعن أبي أمامة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أرأيت
رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا
شيء له
فأعادها ثلاث مرار ويقول رسول الله صلى الله عليه و سلم لا شيء له ثم قال
إن الله عز و جل لا يقبل من العمل إلا ما كان له
خالصا وابتغي وجهه
رواه أبو داود والنسائي بإسناد جيد وسيأتي أحاديث من هذا النوع في الجهاد
إن شاء الله تعالى
10 - وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الدنيا ملعونة
ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله تعالى
رواه الطبراني بإسناد لا بأس به
11 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال يجاء بالدنيا يوم القيامة
فيقال ميزوا ما كان منها لله عز و جل فيماز ويرمى سائره في النار
رواه البيهقي عن شهر بن حوشب عنه موقوفا
12 - ورواه أيضا عن شهر عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال إذا كان يوم
القيامة جيء بالدنيا فيميز منها ما كان لله وما كان لغير الله رمي به في
نار جهنم
موقوف أيضا
قال الحافظ وقد يقال إن مثل هذا لا يقال من قبل الرأي والاجتهاد فسبيله
سبيل المرفوع
13 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال من أخلص لله أربعين يوما ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه
ذكره رزين العبدري في كتابه ولم أره في شيء من الأصول التي جمعها ولم أقف
له على إسناد صحيح ولا حسن إنما ذكر في كتب الضعفاء كالكامل وغيره لكن
رواه الحسين بن الحسين المروزي في زوائده في كتاب الزهد لعبد الله بن
المبارك فقال حدثنا أبو معاوية أنبأنا حجاج عن مكحول عن النبي صلى الله
عليه و سلم فذكره مرسلا وكذا رواه أبو الشيخ ابن حبان وغيره عن مكحول
مرسلا والله أعلم
14 - وروي عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان وجعل قلبه سليما ولسانه صادقا ونفسه
مطمئنة وخليقته مستقيمة وجعل أذنه مستمعة وعينه ناظرة فأما الأذن فقمع
والعين مقرة بما يوعي القلب وقد أفلح من جعل قلبه واعيا
رواه أحمد والبيهقي وفي إسناد أحمد احتمال للتحسين
فصل
15 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول إنما الأعمال بالنية وفي رواية بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى
فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته
إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
قال الحافظ وزعم بعض المتأخرين أن هذا الحديث بلغ مبلغ التواتر وليس كذلك
فإنه انفرد به يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي ثم رواه
عن الأنصاري خلق كثير نحو مائتي راو وقيل سبعمائة راو وقيل أكثر من ذلك
وقد روي من طرق كثيرة غير طريق الأنصاري ولا يصح منها شيء
كذا قاله الحافظ علي بن المديني وغيره من الأئمة
وقال الخطابي لا أعلم في ذلك خلافا بين أهل الحديث والله أعلم
16 - وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يغزو جيش الكعبة
فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم
قالت قلت يا رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم
أسواقهم ومن ليس منهم قال يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
17 - وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما يبعث
الناس على نياتهم
رواه ابن ماجه بإسناد حسن ورواه أيضا من حديث جابر إلا أنه قال يحشر الناس
18 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رجعنا من غزوة تبوك مع النبي صلى
الله عليه و سلم فقال إن أقواما خلفنا بالمدينة ما سلكنا شعبا ولا واديا
إلا وهم معنا حبسهم
العذر
رواه البخاري وأبو داود ولفظه إن
النبي صلى الله عليه و سلم قال لقد تركتم بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا
ولا أنفقتم من نفقة ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم
قالوا يا رسول الله وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة قال حبسهم المرض
19 - وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله لا
ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم
رواه مسلم
20 - وعن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه
و سلم يقول ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه
قال ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله
عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها
وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال إنما الدنيا لاربعة نفر عبد رزقه الله مالا
وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل
المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي
مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم
يرزقه علما يخبط في ماله بغير علم ولا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا
يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما
فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء
رواه أحمد والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح
ورواه ابن ماجه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل هذه الأمة
كمثل أربعة نفر رجل آتاه الله مالا وعلما فهو يعمل بعلمه في ماله ينفقه في
حقه ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا وهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت
فيه بمثل الذي يعمل
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فهما في
الأجر سواء ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يخبط في ماله ينفقه في
غير حقه ورجل لم يؤته الله علما ولا مالا وهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت
فيه مثل الذي يعمل
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فهما في الوزر سواء
وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فيما يروي عن
ربه عز و
جل إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها
كتبها الله عنده حسنة كاملة فإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات
إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده
حسنة كاملة وإن هو هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة زاد في رواية أو
محاها ولا يهلك على الله إلا هالك
رواه البخاري ومسلم
22 - وعن
أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يقول الله عز و جل إذا
أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها فإن عملها فاكتبوها
بمثلها وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة وإن أراد أن يعمل حسنة فلم
يعملها اكتبوها له حسنة فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة
رواه البخاري واللفظ له ومسلم
23 - وفي رواية لمسلم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من هم بحسنة فلم
يعملها كتبت له حسنة ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشر حسنات إلى سبعمائة
ضعف ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه وإن عملها كتبت
24 - وفي
أخرى له قال عن محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال الله عز و جل
إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعملها فإذا عملها
فأنا أكتبها له بعشر أمثالها وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما
لم يعملها فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة
إنما تركها من جراي
قوله من جراي بفتح الجيم وتشديد الراء أي من أجلي
25 - وعن معن بن يزيد رضي الله عنهما قال كان أبي يزيد أخرج دنانير يتصدق
بها فوضعها عند رجل في المسجد فجئت فأخذتها فأتيته بها فقال والله ما إياك
أردت فخاصمته إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لك ما نويت يا يزيد
ولك ما أخذت يا معن
رواه البخاري
وعن أبي هريرة رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال رجل لأتصدقن الليلة بصدقة
فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على سارق فقال
اللهم لك الحمد على سارق لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية
فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على زانية فقال اللهم لك الحمد على زانية
لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد غني فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة
على غني فقال اللهم لك الحمد على سارق وزانية وغني فأتي فقيل له أما صدقتك
على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته
وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها وأما الغني فلعله أن يعتبر فينفق
مما أعطاه الله
رواه البخاري واللفظ له ومسلم والنسائي قالا فيه فقيل له أما صدقتك فقد
تقبلت ثم ذكر الحديث
27 - وعن أبي الدرداء يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال من أتى فراشه
وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى أصبح كتب له ما نوى وكان
نومه صدقة عليه من ربه
رواه النسائي وابن ماجه بإسناد جيد ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي
ذر أو أبي الدرداء على الشك
قال الحافظ عبد العظيم رحمه الله وستأتي أحاديث من هذا النوع متفرقة في
أبواب متعددة من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى
2 - الترهيب من الرياء وما يقوله من خاف شيئا منه
28 - عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن أول
الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمته فعرفها قال
فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت
قال كذبت ولكنك قاتلت لأن
يقال هو جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل
تعلم العلم وعلمه وقرأالقرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها
قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك
القرآن
قال كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارىء فقد قيل ثم
أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من
أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها
قال فما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها
لك
قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى
ألقي في النار
رواه مسلم والنسائي ورواه الترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه كلاهما بلفظ
واحد
29 - وعن الوليد بن أبي الوليد أبي عثمان المديني أن عقبة بن مسلم حدثه أن
شفيا الأصبحي حدثه أنه دخل المدينة فإذا هو برجل قد اجتمع عليه الناس فقال
من هذا قالوا أبو هريرة قال فدنوت منه حتى قعدت بين يديه وهو يحدث الناس
فلما سكت وخلا قلت له أسألك بحق وبحق لما حدثتني حديثا سمعته من رسول الله
صلى الله عليه و سلم وعقلته وعلمته فقال أبو هريرة أفعل لأحدثنك حديثا
حدثنيه رسول الله صلى الله عليه و سلم علقته وعلمته ثم نشغ أبو هريرة نشغة
فمكثنا قليلا ثم أفاق فقال لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه
و سلم أنا وهو في هذا البيت ما معنا أحد غيري وغيره ثم نشغ أبو هريرة نشغة
أخرى ثم أفاق ومسح عن وجهه فقال أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى
الله عليه و سلم أنا وهو في هذا البيت ما معنا أحد غيري وغيره ثم نشغ أبو
هريرة نشغة شديدة ثم مال خارا على وجهه فأسندته طويلا ثم أفاق فقال حدثني
رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة
ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعى به رجل جمع
القرآن ورجل قتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله عز و جل للقارىء
ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي قال بلى يا رب قال فما علمت فيما علمت قال
كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله عز و جل له كذبت وتقول له
الملائكة كذبت ويقول الله تبارك وتعالى بل أردت أن يقال فلان قارىء وقد
قيل ذلك ويؤتى بصاحب المال فيقول الله عز و جل ألم أوسع عليك حتى لم أدعك
تحتاج إلى أحد قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما آتيتك قال كنت أصل الرحم
وأتصدق فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة كذبت ويقول الله تبارك وتعالى
بل أردت أن يقال فلان جواد وقد قيل
ذلك ويؤتى بالذي قتل في سبيل
الله فيقول الله له في ماذا قتلت فيقول أي رب أمرت بالجهاد في سبيلك
فقاتلت حتى قتلت فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة كذبت ويقول الله بل
أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذلك ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم
على ركبتي فقال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار
يوم القيامة قال الوليد أبو عثمان المديني وأخبرني عقبة أن شفيا هو الذي
دخل على معاوية فأخبره بهذا قال أبو عثمان وحدثني العلاء بن أبي حكيم أنه
كان سيافا لمعاوية قال فدخل عليه رجل فأخبره بهذا عن أبي هريرة فقال
معاوية قد فعل بهؤلاء هذا فكيف بمن بقي من الناس ثم بكى معاوية بكاء شديدا
حتى ظننا أنه هالك وقلنا قد جاء هذا الرجل بشر ثم أفاق معاوية ومسح عن
وجهه وقال صدق الله ورسوله ا صلى الله عليه و سلم من كان يريد الحياة
الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذي ليس
لهم في الأخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ورواه
ابن خزيمة في صحيحه نحو هذا لم يختلف إلا في حرف أو حرفين
قوله جريء
هو بفتح الجيم وكسر الراء وبالمد أي شجاع نشغ بفتح النون والشين المعجمة
وبعدها غين معجمة أي شهق حتى كاد يغشى عليه أسقا أو شوقا
30 - وعن
عبد الله بن عمرو بن العاص قال قلت يا رسول الله صلى الله عليه و سلم
أخبرني عن الجهاد والغزو فقال يا عبد الله بن عمرو إن قاتلت صابرا محتسبا
بعثك الله صابرا محتسبا وإن قاتلت مرائيا مكاثرا بعثك الله مرائيا مكاثرا
يا عبد الله بن عمرو على أي حال قاتلت أو قتلت بعثك الله على تلك الحال
رواه أبو داود
قال الحافظ وستأتي أحاديث من هذا النوع في باب مفرد في الجهاد إن شاء الله
تعالى
31 - وعن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بشر هذه الأمة
بالسناء والرفعة والدين والتمكين في الأرض فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا
لم يكن له في الآخرة من نصيب
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح
الإسناد وفي رواية للبيهقي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
بشر هذه
الأمة بالتيسير والسناء والرفعة بالدين والتمكين في البلاد والنصر فمن عمل
منهم بعمل الآخرة للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب
32 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رجل يا رسول الله إني أقف
الموقف أريد وجه الله وأريد أن يرى موطني
فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نزلت فمن كان يرجو لقاء
ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا الكهف 11
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطيهما والبيهقي من طريقه ثم قال رواه عبدان
عن ابن المبارك فأرسله لم يذكر فيه ابن عباس
33 - وعن أبي هند الداري أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول من قام
مقام رياء وسمعة رايا الله به يوم القيامة وسمع
رواه أحمد بإسناد جيد والبيهقي والطبراني ولفظه أنه سمع رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول من رايا بالله لغير الله فقد برىء من الله
34
- وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
و سلم يقول من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه وصغره وحقره
رواه الطبراني في الكبير بأسانيد أحدها صحيح والبيهقي
35 - وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و
سلم من سمع سمع الله به ومن يراء يراء الله به
رواه البخاري ومسلم
سمع بتشديد الميم ومعناه من أظهر عمله للناس رياء أظهر الله نيته الفاسدة
في عمله يوم القيامة وفضحه على رؤوس الأشهاد
36 - وعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول من قام مقام رياء رايا الله به ومن قام مقام سمعة سمع
الله به
رواه الطبراني بإسناد حسن
وعن معاذ بن جبل عن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال ما من عبد يقوم في الدنيا مقام سمعة ورياء
إلا سمع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة
رواه الطبراني بإسناد حسن
38 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال من رايا بشيء في الدنيا من عمله
وكله الله إليه يوم القيامة وقال انظر هل يغني عنك شيئا
رواه البيهقي موقوفا
39 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول من تزين بعمل الآخرة وهو لا يريدها ولا يطلبها لعن في السموات
والأرض
رواه الطبراني في الأوسط
40 - وروي عن الجارود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من طلب
الدنيا بعمل الآخرة طمس وجهه ومحق ذكره وأثبت اسمه في النار
رواه الطبراني في الكبير
41 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين يلبسون للناس جلود الضأن من
اللين ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب يقول الله عز و جل أبي
يغترون أم علي يجترئون فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم
حيران
رواه الترمذي من رواية يحيى بن عبيد سمعت أبي يقول سمعت أبا هريرة فذكره
ورواه مختصرا من حديث ابن عمر وقال حديث حسن
42 - وروي عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تحبب إلى الناس
بما يحبون وبارز الله بما يكرهون لقي الله وهو عليه غضبان
رواه الطبراني في الأوسط
43 - وروي عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تعوذوا بالله
من جب الحزن
قالوا يا
رسول الله وما جب الحزن قال واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم
مائة مرة
ومائة قيل يا رسول الله ومن يدخله قال القراء المراؤون بأعمالهم
رواه الترمذي وقال حديث غريب وابن ماجه ولفظه تعوذوا بالله من جب الحزن
قالوا يا رسول الله وما جب الحزن قال واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم
أربعمائة مرة قيل يا رسول الله ومن يدخله قال أعد للقراء المرائين
بأعمالهم وإن من أبغض القراء إلى الله عز و جل الذين يزورون الأمراء
وفي بعض النسخ الأمراء الجورة
ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال يلقى فيه الغرارون
قيل يا رسول الله وما الغرارون قال المراؤون بأعمالهم في الدنيا
44 - ورواه أيضا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن في جهنم
لواديا تستعيذ جهنم من ذلك الوادي في كل يوم أربعمائة مرة أعد ذلك الوادي
للمرائين من أمة محمد صلى الله عليه و سلم لحامل كتاب الله والمتصدق في
غير ذات الله والحاج إلى بيت الله وللخارج في سبيل الله
قال الحافظ رفع حديث ابن عباس غريب ولعله موقوف والله أعلم
45 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من أحسن الصلاة حيث يراه الناس وأساءها حيث يخلو فتلك استهانة استهان بها
ربه تبارك وتعالى
رواه عبد الرزاق في كتابه وأبو يعلى كلاهما من رواية إبراهيم بن مسلم
الهجري عن أبي الأحوص عنه
ورواه من هذه الطرق ابن جرير الطبري مرفوعا أيضا وموقوفا على ابن مسعود
وهو أشبه
46 - وعن شداد بن أوس رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم
يقول من صام يرائي فقد أشرك ومن صلى يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد
أشرك
رواه البيهقي من طريق عبد المجيد بن بهرام عن شهر بن حوشب وسيأتي أتم من
هذا إن شاء الله تعالى
47 - وعن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده قال خرج
علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن نتذاكر المسيح الدجال فقال ألا
أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال فقلنا بلى يا رسول الله
فقال الشرك الخفي أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل
رواه ابن ماجه والبيهقي
ربيح بضم الراء وفتح الباء الموحدة بعدها ياء آخر الحروف وحاء
مهملة ويأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى
48 - وعن محمود بن لبيد قال خرج النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا أيها
الناس إياكم وشرك السرائر قالوا يا رسول الله وما شرك السرائر قال يقوم
الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس إليه فذلك شرك
السرائر
رواه ابن خزيمة في صحيحه
49 - وعن زيد بن أسلم عن أبيه
أن عمر رضي الله عنه خرج إلى المسجد فوجد معاذا عند قبر رسول الله صلى
الله عليه و سلم يبكي فقال ما يبكيك قال حديث سمعته من رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال اليسير من الرياء شرك ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله
بالمحاربة إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إن غابوا لم
يفتقدوا وإن حضروا لم يعرفوا قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل غبراء
مظلمة
رواه ابن ماجه والحاكم والبيهقي في كتاب الزهد له وغيره قال الحاكم صحيح
ولا علة له
50 - وعن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أخوف ما
أخاف عليكم الشرك الأصغر
قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله قال الرياء يقول الله عز و جل إذا
جزى الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل
تجدون عندهم جزاء
ورواه أحمد بإسناد جيد وابن أبي الدنيا والبيهقي في الزهد وغيره
قال الحافظ رحمه الله ومحمود بن لبيد رأى النبي صلى الله عليه و سلم ولم
يصح له منه سماع فيما أرى
وقد خرج أبو بكر بن خزيمة حديث محمود المتقدم في صحيحه مع أنه لا يخرج فيه
شيئا من المراسيل وذكر ابن أبي حاتم أن البخاري قال له صحبة
قال
وقال أبي لا يعرف له صحبة ورجح ابن عبد البر أن له صحبة وقد رواه الطبراني
بإسناد جيد عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج وقيل إن حديث محمود هو
الصواب دون ذكر رافع بن خديج فيه والله أعلم
51 - وعن أبي سعيد بن أبي فضالة وكان من الصحابة قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم
يقول إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ليوم لا ريب فيه
نادى
مناد من كان أشرك في عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عنده فإن الله أغنى
الشركاء عن الشرك
رواه الترمذي في التفسير من جامعه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي
52 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال الله عز و
جل أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل لي عملا أشرك فيه غيري فأنا منه
بريء وهو للذي أشرك
رواه ابن ماجه واللفظ له وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي
ورواة ابن ماجه ثقات
53 - وعن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم قال لما دخلت مسجد الجابية
ألفينا عبادة بن الصامت فأخذ يميني بشماله وشمال أبي الدرداء بيمينه فخرج
يمشي بيننا ونحن ننتجي والله أعلم بما نتناجى فقال عبادة بن الصامت لئن
طال بكما عمر أحدكما أو كلاكما لتوشكان أن تريا الرجل من ثبج المسلمين
يعني من وسط قراء القرآن على لسان محمد صلى الله عليه و سلم قد أعاده
وأبداه فأحل حلاله وحرم حرامه ونزل عند منازله لا يحور منه إلا كما يحور
رأس الحمار الميت
قال فبينما نحن كذلك إذ طلع علينا شداد بن أوس
وعوف بن مالك رضي الله عنهما فجلسا إليه فقال شداد إن أخوف ما أخاف عليكم
أيها الناس لما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من الشهوة
الخفية والشرك فقال عبادة بن الصامت وأبو الدرداء اللهم غفرا أولم يكن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قد حدثنا أن الشيطان قد يئس أن يعبد في
جزيرة العرب فأما الشهوة الخفية فقد عرفناها هي شهوات الدنيا من نسائها
وشهواتها فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد فقال شداد أرأيتم لو رأيتم
رجلا يصلي لرجل أو يصوم لرجل أو يتصدق له لقد أشرك قال عوف بن مالك عند
ذلك أفلا يعمد الله إلى ما ابتغي به وجهه من ذلك العمل كله فيقبل ما خلص
له ويدع ما أشرك به قال شداد عند ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول إن الله عز و جل قال أنا خير قسيم لمن أشرك بي من أشرك بي شيئا
فإن جسده وعمله وقليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به أنا عنه غني
رواه أحمد وشهر يأتي ذكره ورواه البيهقي ولفظه عن عبد الرحمن بن غنم أنه
كان
في مسجد دمشق مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فيهم
معاذ بن جبل
فقال عبد الرحمن يا أيها الناس إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي فقال
معاذ بن جبل اللهم غفرا أوما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول حيث
ودعنا إن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرتكم هذه ولكن يطاع فيما تحتقرون
من أعمالكم فقد رضي بذلك فقال عبد الرحمن أنشدك الله يا معاذ أما سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صام رياء فقد أشرك ومن تصدق رياء
فقد أشرك
فذكر الحديث وإسناده ليس بالقائم ورواه أحمد أيضا والحاكم
من رواية عبد الواحد بن زيد عن عبادة بن نسي قال دخلت على شداد بن أوس في
مصلاه وهو يبكي فقلت يا أبا عبد الرحمن ما الذي أبكاك قال حديث سمعته من
رسول الله صلى الله عليه و سلم
قلت وما هو قال بينما أنا عند رسول
الله صلى الله عليه و سلم إذ رأيت بوجهه أمرا ساءني فقلت بأبي وأمي يا
رسول الله ما الذي أرى بوجهك
قال أمرا أتخوفه على أمتي الشرك وشهوة خفية
قلت وتشرك أمتك من بعدك قال يا شداد إنهم لا يعبدون شمسا ولا وثنا ولا
حجرا ولكن يراؤون الناس بأعمالهم
قلت يا رسول الله الرياء شرك هو قال نعم
قلت فما الشهوة الخفية قال يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهوات
الدنيا فيفطر
قال الحاكم واللفظ له صحيح الإسناد
قلت كيف وعبد الواحد بن زيد الزاهد متروك ورواه ابن ماجه مختصرا من رواية
رواد بن الجراح عن عامر بن عبد الله عن الحسن بن ذكوان عن عبادة بن نسي عن
شداد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أخوف ما أخاف على أمتي
الإشراك بالله أما إني لست أقول يعبدون شمسا ولا قمرا ولا وثنا ولكن
أعمالا لغير الله وشهوة خفية
وعامر بن عبد الله لا يعرف ورواد يأتي
الكلام عليه إن شاء الله تعالى وروى البيهقي عن يعلى بن شداد عن أبيه قال
كنا نعد الرياء في زمن النبي صلى الله عليه و سلم الشرك الأصغر
54 - وعن القاسم بن مخيمرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يقبل الله
عملا فيه مثقال حبة من خردل من رياء
رواه ابن جرير الطبري مرسلا
55 - وروي عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤمر يوم
القيامة بناس من الناس إلى الجنة حتى إذا دنوا منها واستنشقوا ريحها
ونظروا إلى قصورها وما أعد الله
لاهلها فيها نودوا أن اصرفوهم
عنها لا نصيب لهم فيها فيرجعون بحسرة ما رجع الأولون بمثلها فيقولون ربنا
لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا من ثوابك وما أعددت فيها
لاوليائك كان أهون علينا قال ذاك أردت بكم كنتم إذا خلوتم بارزتموني
بالعظائم وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين تراؤون الناس بخلاف ما تعطوني
من قلوبكم هبتم الناس ولم تهابوني وأجللتم الناس ولم تجلوني وتركتم للناس
ولم تتركوني اليوم أذيقكم أليم العذاب مع ما حرمتم من الثواب
رواه الطبراني في الكبير والبيهقي
57 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إذا كان آخر الزمان صارت أمتي ثلاث فرق فرقة يعبدون الله خالصا وفرقة
يعبدون الله رياء وفرقة يعبدون الله ليستأكلوا به الناس فإذا جمعهم الله
يوم القيامة قال للذي يستأكل الناس بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي فيقول
وعزتك وجلالك أستأكل به الناس قال لم ينفعك ما جمعت انطلقوا به إلى النار
ثم يقول للذي كان يعبده رياء بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي قال بعزتك
وجلالك رياء الناس قال لم يصعد إلي منه شيء انطلقوا به إلى النار ثم يقول
للذي كان يعبده خالصا بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي قال بعزتك وجلالك أنت
أعلم بذلك من أردت به أردت به ذكرك ووجهك قال صدق عبدي انطلقوا به إلى
الجنة
رواه الطبراني في الأوسط من رواية عبيد بن إسحاق العطار وبقية
رواته ثقات والبيهقي عن مولى أنس ولم يسمه قال قال أنس قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم فذكره باختصار
58 - وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤتى يوم القيامة بصحف
مختمة فتنصب بين
يدي الله تعالى فيقول تبارك وتعالى ألقوا هذه واقبلوا هذه فتقول
الملائكة
وعزتك وجلالك ما رأينا إلا خيرا فيقول الله عز و جل إن هذا كان لغير وجهي
وإني لا أقبل إلا ما ابتغي به وجهي
رواه البزار والطبراني بإسنادين رواة أحدهما رواة الصحيح والبيهقي
59 - وروي عن معاذ رضي الله عنه أن رجلا قال حدثني حديثا سمعته من رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال فبكى معاذ حتى ظننت أنه لا يسكت ثم سكت ثم
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لي يا معاذ قلت له لبيك بأبي
أنت وأمي
قال إني محدثك حديثا إن أنت حفظته نفعك وإن أنت ضيعته ولم
تحفظه انقطعت حجتك عند الله يوم القيامة يا معاذ إن الله خلق سبعة أملاك
قبل أن يخلق السموات والأرض ثم خلق السموات فجعل لكل سماء من السبعة ملكا
بوابا عليها قد جللها عظما فتصعد الحفظة بعمل العبد من حين أصبح إلى أن
أمسى له نور كنور الشمس حتى إذا صعدت به إلى السماء الدنيا ذكرته فكثرته
فيقول الملك للحفظة اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنا صاحب الغيبة أمرني
ربي أن لا أدع عمل من اغتاب الناس يجاوزني إلى غيري قال ثم تأتي الحفظة
بعمل صالح من أعمال العبد فتمر فتزكيه وتكثره حتى تبلغ به إلى السماء
الثانية فيقول لهم الملك الموكل بالسماء الثانية قفوا واضربوا بهذا العمل
وجه صاحبه إنه أراد بعمله هذا عرض الدنيا أمرني ربي أن لا أدع عمله
يجاوزني إلى غيري إنه كان يفتخر على الناس في مجالسهم قال وتصعد الحفظة
بعمل العبد يبتهج نورا من صدقة وصيام وصلاة قد أعجب الحفظة فتجاوزوا به
إلى السماء الثالثة فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل
وجه صاحبه أنا ملك الكبر أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري إنه
كان يتكبر على الناس في مجالسهم
قال وتصعد الحفظة بعمل العبد يزهر
كما يزهر الكوكب الدري له دوي من تسبيح وصلاة وحج وعمرة حتى يجاوزوا به
إلى السماء الرابعة فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل
وجه صاحبه اضربوا ظهره وبطنه أنا صاحب العجب أمرني ربي أن لا أدع عمله
يجاوزني إلى غيري إنه كان إذا عمل عملا أدخل العجب في عمله
قال
وتصعد الحفظة بعمل العبد حتى يجاوزوا به إلى السماء الخامسة كأنه العروس
المزفوفة إلى بعلها فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل
وجه صاحبه واحملوه على عاتقه أنا ملك الحسد إنه كان يحسد الناس ممن يتعلم
ويعمل بمثل عمله وكل من كان يأخذ فضلا من العبادة يحسدهم ويقع فيهم أمرني
ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري قال وتصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة
وزكاة وحج وعمرة وصيام فيجاوزون به إلى السماء السادسة فيقول لهم الملك
الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه إنه كان لا يرحم إنسانا قط
من عباد الله أصابه بلاء أو ضر بل كان يشمت به أنا ملك الرحمة أمرني ربي
أن لا أدع
عمله يجاوزني إلى غيري قال وتصعد الحفظة بعمل العبد
إلى السماء السابعة من صوم وصلاة ونفقة واجتهاد وورع له دوي كدوي الرعد
وضوء كضوء الشمس معه ثلاثة آلاف ملك فيجاوزون به إلى السماء السابعة فيقول
لهم الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه واضربوا جوارحه اقفلوا
على قلبه إني أحجب عن ربي كل عمل لم يرد به وجه ربي إنه أراد بعمله غير
الله إنه أراد به رفعة عند الفقهاء وذكرا عند العلماء وصوتا في المدائن
أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري وكل عمل لم يكن لله خالصا فهو
رياء ولا يقبل الله عمل المرائي قال وتصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة
وزكاة وصيام وحج وعمرة وخلق حسن وصمت وذكر لله تعالى وتشيعه ملائكة
السموات حتى يقطعوا به الحجب كلها إلى الله عز و جل فيقفون بين يديه
ويشهدون له بالعمل الصالح المخلص لله قال فيقول الله لهم أنتم الحفظة على
عمل عبدي وأنا الرقيب على نفسه إنه لم يردني بهذا العمل وأراد به غيري
فعليه لعنتي فتقول الملائكة كلها عليه لعنتك ولعنتنا وتقول السموات كلها
عليه لعنة الله ولعنتنا وتلعنه السموات السبع ومن فيهن
قال معاذ قلت
يا رسول الله أنت رسول الله وأنا معاذ قال اقتد بي وإن كان في عملك تقصير
يا معاذ حافظ على لسانك من الوقيعة في إخوانك من حملة القرآن واحمل ذنوبك
عليك ولا تحملها عليهم ولا تزك نفسك بذمهم ولا ترفع نفسك عليهم ولا تدخل
عمل الدنيا في عمل الآخرة ولا تتكبر في مجلسك لكي يحذر الناس من سوء خلقك
ولا تناج رجلا وعندك آخر
ولا تتعظم على الناس فينقطع عنك خير الدنيا
والآخرة ولا تمزق الناس فتمزقك كلاب النار يوم القيامة في النار قال الله
تعالى والناشطات نشطا النازعات 2 أتدري ما هن يا معاذ
قلت ما هن بأبي أنت وأمي قال كلاب في النار تنشط اللحم والعظم
قلت بأبي أنت وأمي فمن يطيق هذه الخصال ومن ينجو منها قال يا معاذ إنه
ليسير على من يسره الله عليه
قال فما رأيت أكثر تلاوة للقرآن من معاذ للحذر مما في هذا الحديث
رواه ابن المبارك في كتاب الزهد عن رجل لم يسمه عن معاذ ورواه
ابن حبان في غير الصحيح والحاكم وغيرهما وروي عن علي وغيره
وبالجملة فآثار الوضع ظاهرة عليه في جميع طرقه وبجميع ألفاظه
فصل
60 - عن أبي علي رجل من بني كاهل قال خطبنا أبو موسى الأشعري فقال يا أيها
الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقام إليه عبد الله بن حزن
وقيس بن المضارب
فقالا والله لنخرجن مما قلت أو لنأتين عمر مأذونا لنا أو غير مأذون
فقال بل أخرج مما قلت خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فقال
يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل
فقال له من شاء الله أن يقول وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول
الله قال قولوا اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما
لا نعلمه
رواه أحمد والطبراني ورواته إلى أبي علي محتج بهم في الصحيح
وأبو علي وثقه ابن حبان ولم أر أحدا جرحه ورواه أبو يعلى بنحوه من حديث
حذيفة إلا أنه قال فيه يقول كل يوم ثلاث مرات
3 - الترغيب في اتباع الكتاب والسنة
61 - عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه
و سلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها
موعظة مودع فأوصنا
قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد
وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث
حسن صحيح
قوله عضوا عليها بالنواجذ أي اجتهدوا على السنة والزموها واحرصوا عليها
كما
يلزم العاض على الشيء بنواجذه خوفا من ذهابه وتفلته والن بالنون
والجيم والذال المعجمة هي الأنياب وقيل الأضراس
62 - وعن أبي شريح الخزاعي قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم
فقال أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قالوا بلى
قال إن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا
ولن تهلكوا بعده أبدا
رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد
63 - وروي عن جبير بن مطعم قال كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم بالجحفة
فقال أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله وأن
القرآن جاء من عند الله قلنا بلى
قال فأبشروا فإن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم
لن تهلكوا ولن تضلوا بعده أبدا
رواه البزار والطبراني في الكبير والصغير
64 - وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أكل
طيبا وعمل في سنة وأمن الناس بوائقه دخل الجنة قالوا يا رسول الله إن هذا
في أمتك اليوم كثير
قال وسيكون في قوم بعدي
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وغيره والحاكم واللفظ له وقال صحيح
الإسناد
65 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من تمسك بسنتي عند
فساد أمتي فله أجر مائة شهيد
رواه البيهقي من رواية الحسن بن قتيبة ورواه الطبراني من حديث أبي هريرة
بإسناد لا بأس به إلا أنه قال فله أجر شهيد
66 - وعنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خطب الناس في حجة الوداع
فقال إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم ولكن رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما
تحاقرون من أعمالكم فاحذروا إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا
أبدا كتاب الله وسنة نبيه الحديث
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
احتج البخاري بعكرمة واحتج مسلم بأبي أويس وله أصل في الصحيح
67 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال الاقتصاد في السنة أحسن من الاجتهاد
في البدعة
رواه الحاكم موقوفا وقال إسناده صحيح على شرطهما
68 - وعن أبي أيوب الأنصاري قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم
وهو مرعوب فقال
وأطيعوني ما كنت بين أظهركم وعليكم بكتاب الله أحلوا حلاله
وحرموا حرامه
رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات 69 وعن عبد الله بن مسعود قال إن هذا
القرآن شافع مشفع من اتبعه قاده إلى الجنة ومن تركه أو أعرض عنه أو كلمة
نحوها زج في قفاه إلى النار
رواه البزار هكذا موقوفا على ابن مسعود ورواه مرفوعا من حديث جابر وإسناد
المرفوع جيد
70 - وروي عن ابن عباس قال خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن
الله قد أعطى كل ذي حق حقه إلا أن الله قد فرض فرائض وسن سننا وحد حدودا
وأحل حلالا وحرم حراما وشرع الدين فجعله سهلا سمحا واسعا ولم يجعله ضيقا
ألا إنه لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له ومن نكث ذمة الله
طلبه ومن نكث ذمتي خاصمته ومن خاصمته فلجت عليه ومن نكث ذمتي لم ينل
شفاعتي ولم يرد على الحوض
الحديث رواه الطبراني في الكبير
قوله فلجت عليه بالجيم أي ظهرت عليه بالحجة والبرهان وظفرت به
71 - وعن عابس بن ربيعة قال رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقبل الحجر
يعني الأسود ويقول إني لأعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقبلك ما قبلتك
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
72 - وعن عروة بن عبد الله بن قشير قال حدثني معاوية بن قرة عن أبيه قال
أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في رهط من مزينة فبايعناه وإنه لمطلق
الأزرار فأدخلت يدي في جنب قميصه فمسست الخاتم
قال عروة فما رأيت معاوية ولا ابنه قط في شتاء ولا صيف إلا مطلقي الأزرار
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ له وقال ابن ماجه إلا مطلقة
أزرارهما
73 - وعن زيد بن أسلم قال رأيت ابن عمر يصلي محلولا أزراره فسألته عن ذلك
فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يفعله
رواه ابن خزيمة في صحيحه عن الوليد بن مسلم عن زيد ورواه البيهقي وغيره عن
زهير بن محمد عن زيد
74 - وعن مجاهد قال كنا مع ابن عمر رحمه الله في سفر فمر بمكان فحاد عنه
فسئل لم فعلت ذلك قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فعل هذا ففعلت
رواه أحمد والبزار بإسناد جيد
قوله حاد بالحاء والدال المهملتين أي تنحى عنه وأخذ يمينا أو شمالا
75 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يأتي شجرة بين مكة والمدينة
فيقيل تحتها ويخبر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يفعل ذلك
رواه البزار بإسناد لا بأس به
76 - وعن ابن سيرين قال كنت مع ابن عمر رحمه الله بعرفات فلما كان حين راح
رحت معه حتى أتى الإمام فصلى معه الأولى والعصر ثم وقف وأنا وأصحاب لي حتى
أفاض الامام فأفضنا معه حتى انتهى إلى المضيق دون المأزمين فأناخ وأنخنا
ونحن نحسب أنه يريد أن يصلي فقال غلامه الذي يمسك راحلته إنه ليس يريد
الصلاة ولكنه ذكر أن النبي صلى الله عليه و سلم لما انتهى إلى هذا المكان
قضى حاجته فهو يحب أن يقضي حاجته
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح
قال الحافظ رحمه الله والآثار عن الصحابة رضي الله عنهم في اتباعهم له
واقتفائهم سنته كثيرة جدا
والله الموفق لا رب غيره
4 - الترهيب من ترك السنة وارتكاب البدع والأهواء
77 - عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من
أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
رواه البخاري ومسلم وأبو داود ولفظه من صنع أمرا على غير أمرنا فهو رد
وابن ماجه
وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد
78 - وعن جابر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا
خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم
ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى
ويقول أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور
محدثاتها وكل بدعة ضلالة
ثم يقول أنا أولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالا فلاهله ومن ترك دينا أو
ضياعا فإلي وعلي
رواه مسلم وابن ماجه وغيرهما
79 - وعن معاوية رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم
فقال ألا إن من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة وإن
هذه الأمة ستفرق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة
وهي الجماعة
رواه أحمد وأبو داود وزاد في رواية وإنه ليخرج في أمتي
أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا
مفصل إلا دخله
قوله الكلب بفتح الكاف واللام
قال الخطابي هو
داء يعرض للإنسان من عضة الكلب الكلب قال وعلامة ذلك في الكلب أن تحمر
عيناه ولا يزال يدخل ذنبه بين رجليه فإذا رأى إنسانا ساوره
80 - وعن
عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ستة لعنتهم
ولعنهم الله وكل نبي مجاب الزائد في كتاب الله عز و جل والمكذب بقدر الله
والمتسلط على أمتي بالجبروت ليذل من أعز الله ويعز من أذل الله والمستحل
حرمة الله والمستحل من عترتي ما حرم الله والتارك السنة
رواه الطبراني في الكبير وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
ولا أعرف له علة
81 - وعن أبي برزة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إنما
أخشى عليكم شهوات الغي
في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى
رواه أحمد والبزار والطبراني في معاجيمه الثلاثة وبعض أسانيدهم رواته ثقات
82 - وعن عمرو بن عوف رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول إني أخاف على أمتي من ثلاث من زلة عالم ومن هوى متبع ومن حكم
جائر
رواه البزار والطبراني من طريق كثير بن عبد الله وهو واه وقد
حسنها الترمذي في مواضع وصححها في موضع فأنكر عليه واحتج بها ابن خزيمة في
صحيحه
83 - وروي عن غضيف بن الحارث الثمالي قال بعث إلي عبد الملك
بن مروان فقال يا أبا سليمان إنا قد جمعنا الناس على أمرين فقال وما هما
قال رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة والقصص بعد الصبح والعصر فقال أما
إنهما أمثل بدعتكم عندي ولست بمجيبكم إلى شيء منهما
قال لم قال لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما أحدث قوم بدعة إلا رفع
مثلها من السنة فتمسك بسنة خير من إحداث بدعة
رواه أحمد والبزار
84 - وروى عنه الطبراني أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من أمة
ابتدعت بعد نبيها في دينها إلا أضاعت مثلها من السنة
85 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم ما تحت ظل السماء من إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع
رواه الطبراني في الكبير وابن أبي عاصم في كتاب السنة
86 - وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وأما
المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه
رواه البزار والبيهقي وغيرهما ويأتي بتمامه في انتظار الصلاة إن شاء الله
تعالى
87 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته
رواه الطبراني وإسناده حسن ورواه ابن
ماجه وابن عاصم في كتاب السنة من حديث ابن عباس
ولفظهما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أبى الله أن يقبل عمل صاحب
بدعة حتى يدع بدعته
ورواه ابن ماجه أيضا من حديث حذيفة ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم لا يقبل الله لصاحب بدعة صوما ولا صلاة ولا حجا ولا عمرة ولا جهادا
ولا صرفا ولا عدلا يخرج من الاسلام كما يخرج الشعر من العجين
88 - وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم إياكم والمحدثات فإن كل محدثة ضلالة
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث
حسن صحيح وتقدم بتمامه بنحوه
89 - وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال إن إبليس قال أهلكتهم بالذنوب فأهلكوني بالاستغفار فلما رأيت ذلك
أهلكتهم بالأهواء فهم يحسبون أنهم مهتدون فلا يستغفرون
رواه ابن أبي عاصم وغيره
90 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن
كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك
رواه ابن أبي عاصم وابن حبان في
صحيحه ورواه ابن حبان في صحيحه أيضا من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فإن كان صاحبها ساد أو قارب
فارجوه وإن أشير إليه بالأصابع فلا تعدوه
الشرة بكسر الشين المعجمة وتشديد الراء بعدها تاء تأنيث هي النشاط والهمة
وشرة الشباب أوله وحدته
91 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من رغب
عن سنتي فليس مني
رواه مسلم
92 - وعن عمرو بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
لبلال بن الحارث
يوما اعلم يا بلال قال ما أعلم يا رسول الله قال اعلم أن من أحيا
سنة من
سنتي أميتت بعدي كان له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم
شيئا ومن ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل آثام من
عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئا
رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف
عن أبيه عن جده وقال الترمذي حديث حسن
قال الحافظ بل كثير بن عبد الله متروك رواه كما تقدم ولكن للحديث شواهد
93 - وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه
و سلم يقول لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا
هالك
رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة بإسناد حسن
94 - وعن
عمرو بن زرارة قال وقف علي عبد الله يعني ابن مسعود وأنا أقص فقال يا عمرو
لقد ابتدعت بدعة ضلالة أو إنك لأهدى من محمد وأصحابه فلقد رأيتهم تفرقوا
عني حتى رأيت مكاني ما فيه أحد
رواه الطبراني في الكبير بإسنادين أحدهما صحيح
قال الحافظ عبد العظيم وتأتي أحاديث متفرقة من هذا النوع في هذا الكتاب إن
شاء الله تعالى
الترغيب في البداءة بالخير ليستن به والترهيب من البداءة بالشر خوف أن
يستن به
95 - عن جرير رضي الله عنه قال كنا في صدر النهار عند رسول الله صلى الله
عليه و سلم فجاءه قوم غزاة مجتابي النمار والعباء متقلدي السيوف عامتهم من
مضر بل كلهم من مضر فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم لما رأى ما
بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال يا
أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة إلى آخر الآية إن الله كان
عليكم رقيبا النساء 1
والآية التي في الحشر
اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد الحشر 81
تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال ولو
بشق تمرة
قال فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت قال ثم تتابع
الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه
و سلم يتهلل كأنه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سن في
الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من
أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من
غير أن ينقص من أوزارهم شيء
رواه مسلم والنسائي وابن ماجه والترمذي باختصار القصة
قوله مجتابي هو بالجيم الساكنة ثم تاء مثناة وبعد الألف باء موحدة والنمار
جمع نمرة وهي كساء من صوف مخطط أي لابسي النمار قد خرقوها في رؤوسهم
والجوب القطع
وقوله تمعر هو بالعين المهملة المشددة أي تغير
وقوله كأنه مذهبة ضبطه بعض الحفاظ بدال مهملة وهاء مضمومة ونون وضبطه
بعضهم بذال معجمة وبفتح الهاء وبعدها باء موحدة وهو الصحيح المشهور ومعناه
على كلا التقديرين ظهر البشر في وجهه صلى الله عليه و سلم حتى استنار
وأشرق من السرور والمذهبة صحيفة منقشة بالذهب أو ورقة من القرطاس مطلية
بالذهب يصف حسنه وتلألؤه صلى الله عليه و سلم
96 - وعن حذيفة رضي
الله عنه قال سأل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمسك القوم
ثم إن رجلا أعطاه فأعطى القوم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سن
خيرا فاستن به كان له أجره ومثل أجور من تبعه غير منقص من أجورهم شيئا ومن
سن شرا فاستن به كان عليه وزره ومثل أوزار من تبعه غير منتقص من أوزارهم
شيئا
رواه أحمد والحاكم وقال صحيح الإسناد ورواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة
97 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس من
نفس تقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن
القتل
رواه البخاري ومسلم والترمذي
4 - وعن واثلة بن الأسقع
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من سن سنة حسنة فله أجرها
ما عمل بها في حياته وبعد مماته حتى تترك ومن سن سنة سيئة فعليه إثمها حتى
تترك ومن مات مرابطا جرى عليه عمل المرابط حتى يبعث يوم القيامة
رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به
قال الحافظ وتقدم في الباب قبله حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن
أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لبلال بن الحارث اعلم يا
بلال قال ما أعلم يا رسول الله قال إنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي
كان له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن ابتدع
بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص
ذلك من أوزار الناس شيئا
رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه
98 -
وعن سهل بن سعد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن هذا
الخير خزائن ولتلك الخزائن مفاتيح فطوبى لعبد جعله الله عز و جل مفتاحا
للخير مغلاقا للشر وويل لعبد جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير
رواه ابن ماجه واللفظ له وابن أبي عاصم وفي سنده لين وهو في الترمذي بقصة
99 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ما من داع يدعو إلى شيء إلا وقف يوم القيامة لازما لدعوته ما دعا إليه وإن
دعا رجل رجلا
رواه ابن ماجه ورواته ثقات
كتاب العلم الترغيب في العلم وطلبه وتعلمه وتعليمه وما جاء في فضل
العلماء والمتعلمين100 - عن معاوية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين رواه البخاري ومسلم وابن ماجه ورواه أبو يعلى وزاد فيه ومن لم يفقهه لم يبال به
ورواه الطبراني في الكبير ولفظه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يا أيها الناس إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين و إنما يخشى الله من عباده العلماء فاطر 82
وفي إسناده راو لم يسم
101 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين وألهمه رشده
رواه البزار والطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به
102 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل العبادة الفقه وأفضل الدين الورع
رواه الطبراني في معاجيمه الثلاثة وفي إسناده محمد بن أبي ليلى
103 - وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فضل العلم خير من فضل العبادة وخير دينكم الورع
رواه الطبراني في الأوسط والبزار بإسناد حسن
104 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قليل العلم خير من كثير العبادة وكفى بالمرء فقها إذا عبد الله وكفى بالمرء جهلا إذا أعجب برأيه
رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده إسحاق بن أسيد وفيه توثيق لين ورفع هذا الحديث غريب قال البيهقي ورويناه صحيحا من قول مطرف بن عبد الله بن الشخير ثم ذكره والله أعلم
فصل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبهرواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما
106 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي وقال الترمذي لا يعرف إلا من حديث عاصم بن رجاء بن حيوة وليس إسناده عندي بمتصل وإنما يروى عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم وهذا أصح
قال المملي رحمه الله ومن هذه الطريق رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي في الشعب وغيرها وقد روي عن الأوزاعي عن كثير بن قيس عن يزيد بن سمرة عنه وعن الأوزاعي عن عبد السلام بن سليم عن يزيد بن سمرة عن كثير بن قيس عنه قال البخاري وهذا أصح وروي غير ذلك وقد اختلف في هذا الحديث
اختلافا كثيرا ذكرت بعضه في مختصر السنن وبسطته في غيره والله
أعلم
107 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية وطلبه عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث
عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة لانه معالم الحلال
والحرام ومنار سبل أهل الجنة وهو الأنيس في الوحشة والصاحب في الغربة
والمحدث في الخلوة والدليل على السراء والضراء والسلاح على الأعداء والزين
عند الأخلاء يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة قائمة تقتص آثارهم
ويقتدى بفعالهم وينتهى إلى رأيهم ترغب الملائكة في خلتهم وبأجنحتها تمسحهم
ويستغفر لهم كل رطب ويابس وحيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه لأن
العلم حياة القلوب من الجهل ومصابيح الأبصار من الظلم يبلغ العبد بالعلم
منازل الأخيار والدرجات العلى في الدنيا والآخرة التفكر فيه يعدل الصيام
ومدارسته تعدل القيام به توصل الأرحام وبه يعرف الحلال من الحرام وهو إمام
العمل والعمل تابعه يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء
رواه ابن عبد
البر النمري في كتاب العلم من رواية موسى بن محمد بن عطاء القرشي حدثنا
عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن الحسن عنه وقال هو حديث حسن ولكن ليس
له إسناد قوي وقد رويناه من طرق شتى موقوفا كذا قال رحمه الله ورفعه غريب
جدا والله أعلم
108 - وعن صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه قال
أتيت النبي صلى الله عليه و سلم وهو في المسجد متكىء على برد له أحمر فقلت
له يا رسول الله إني جئت أطلب العلم فقال مرحبا بطالب العلم إن طالب العلم
تحفه الملائكة بأجنحتها ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من
محبتهم لما يطلب
رواه أحمد والطبراني بإسناد جيد واللفظ له وابن
حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد وروى ابن ماجه نحوه باختصار
ويأتي لفظه إن شاء الله تعالى
109 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله
عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم طلب العلم فريضة على كل مسلم
وواضع العلم عند أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب
رواه ابن ماجه وغيره
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم
من جاءه أجله وهو يطلب العلم لقي الله ولم يكن بينه وبين النبيين إلا درجة
النبوة
رواه الطبراني في الأوسط
111 - وعن واثلة بن الأسقع رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من طلب علما فأدركه كتب
الله له كفلين من الأجر ومن طلب علما فلم يدركه كتب الله له كفلا من الأجر
رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات وفيهم كلام
112 - وروي عن
سخبرة رضي الله عنه قال مر رجلان على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو
يذكر فقال اجلسا فإنكما على خير فلما قام رسول الله صلى الله عليه و سلم
وتفرق عنه أصحابه قاما فقالا يا رسول الله إنك قلت لنا اجلسا فإنكما على
خير ألنا خاصة أم للناس عامة قال ما من عبد يطلب العلم إلا كان كفارة ما
تقدم
رواه الترمذي مختصرا والطبراني في الكبير واللفظ له
سخبرة بالسين المهملة المفتوحة والخاء المعجمة الساكنة وباء موحدة وراء
بعدها تاء تأنيث في صحبته اختلاف والله أعلم
113 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سبع
يجرى للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته من علم علما أو كرى نهرا أو حفر
بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد
موته
رواه البزار وأبو نعيم في الحلية وقال هذا حديث غريب من حديث
قتادة تفرد به أبو نعيم عن العزرمي ورواه البيهقي ثم قال محمد بن عبد الله
العزرمي ضعيف غير أنه قد تقدمه ما يشهد لبعضه وهما يعني هذا الحديث
والحديث الذي ذكره قبله لا يخالفان الحديث الصحيح فقد قال فيه إلا من صدقة
جارية
وهو يجمع ما وردا به من الزيادة والنقصان انتهى
قال الحافظ عبد العظيم وقد رواه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه بنحوه من
حديث أبي هريرة ويأتي إن شاء الله تعالى
114 - وعن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما
اكتسب مكتسب مثل فضل علم يهدي صاحبه إلى هدى أو يرده عن ردى وما استقام
دينه حتى يستقيم عمله
رواه الطبراني في الكبير واللفظ له والصغير إلا أنه قال فيه حتى يستقيم
عقله
وإسنادهما متقارب
وروي عن أبي ذر و أبي هريرة رضي الله عنهما أنهما قالا لباب
يتعلمه الرجل
أحب إني من ألف ركعة تطوعا وقالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا
جاء الموت لطالب العلم وهو على هذه الحالة مات وهو شهيد
رواه البزار والطبراني في الأوسط إلا أنه قال خير له من ألف ركعة
116 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا
أبا ذر لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة ولأن
تغدو فتعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل به خير لك من أن تصلي ألف
ركعة
رواه ابن ماجه بإسناد حسن
117 - وعن أبي هريرة رضي الله
عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الدنيا ملعونة ملعون ما
فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما ومتعلما
رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي وقال الترمذي حديث حسن
118 - وروي عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من
تعلم بابا من العلم ليعلم الناس أعطي ثواب سبعين صديقا
رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس وفيه نكارة
119 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ما من رجل تعلم كلمة أو كلمتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا مما فرض الله عز
و جل فيتعلمهن ويعلمهن إلا دخل الجنة
قال أبو هريرة فما نسيت حديثا بعد إذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه و
سلم
رواه أبو نعيم وإسناده حسن لو صح سماع الحسن من أبي هريرة
120 - وعنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أفضل الصدقة أن يتعلم المرء
المسلم علما ثم يعلمه أخاه المسلم
رواه ابن ماجه بإسناد حسن من طريق الحسن أيضا عن أبي هريرة
121 - وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا حسد إلا في
اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة
فهو يقضي بها ويعلمها
رواه البخاري ومسلم الحسد يطلق ويراد به
تمني زوال النعمة عن المحسود وهذا حرام ويطلق ويراد به الغبطة وهو تمني
مثل ما له وهذا لا بأس به وهو المراد هنا
122 - وعن أبي موسى رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل ما بعثني الله به من
الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء وأنبتت
الكلأ والعشب الكثير فكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس
فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة أخرى منها إنما هي قيعان لا تمسك
ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله تعالى ونفعه ما بعثني الله
به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به
رواه البخاري ومسلم
123 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره وولدا صالحا
تركه أو مصحفا ورثه أو مسجدا بناه أو بيتا لابن السبيل بناه أو نهرا أجراه
أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته
رواه ابن ماجه بإسناد حسن والبيهقي ورواه ابن خزيمة في صحيحه مثله إلا أنه
قال أو نهرا كراه وقال يعني حفره ولم يذكر المصحف
124 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو
ولد صالح يدعو له
رواه مسلم وغيره
125 - وعن أبي قتادة رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير ما يخلف الرجل من
بعده ثلاث ولد صالح يدعو له وصدقة تجري يبلغه أجرها وعلم يعمل به من بعده
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح
126 - وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم علماء هذه
الأمة رجلان رجل آتاه الله علما فبذله للناس ولم يأخذ عليه طمعا ولم يشتر
به ثمنا فذلك تستغفر له حيتان
البحر ودواب البر والطير في جو
السماء ورجل آتاه الله علما فبخل به عن عباد الله وأخذ عليه طمعا وشرى به
ثمنا فذلك يلجم يوم القيامة بلجام من نار وينادي مناد هذا الذي آتاه الله
علما فبخل به عن عباد الله وأخذ عليه طمعا واشترى به ثمنا وكذلك حتى يفرغ
الحساب
رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده عبد الله بن خداش وثقه ابن حبان وحده
فيما أعلم
127 - وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عليكم بهذا
العلم قبل أن يقبض وقبضه أن يرفع وجمع بين إصبعيه الوسطى والتي تلي
الإبهام هكذا ثم قال العالم والمتعلم شريكان في الخير ولا خير في سائر
الناس
رواه ابن ماجه من طريق علي بن يزيد عن القاسم عنه
قوله
ولا خير في سائر الناس أي في بقية الناس بعد العالم والمتعلم وهو قريب
المعنى من قوله الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه
وعالما ومتعلما
وتقدم
128 - وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم يهتدى بها في
ظلمات البر والبحر فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة
رواه أحمد عن أبي حفص صاحب أنس عنه ولم أعرفه وفيه رشدين أيضا
129 - وعن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه رضي الله عنهم أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال من علم علما فله أجر من عمل به لا ينقص من أجر العامل شيء
رواه ابن ماجه وسهل يأتي الكلام عليه
130 - وعن أبي أمامة قال ذكر لرسول الله صلى الله عليه و سلم رجلان أحدهما
عابد والآخر عالم فقال عليه أفضل الصلاة والسلام فضل العالم على العابد
كفضلي على أدناكم ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله وملائكته
وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم
الناس الخير
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ورواه البزار من حديث عائشة مختصرا قال
معلم الخير يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر
وعن ثعلبة بن الحكم الصحابي قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول
الله عز و جل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لفصل عباده إني لم
أجعل علمي وحلمي فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان فيكم ولا
أبالي
رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات
قال الحافظ رحمه
الله وانظر إلى قوله سبحانه وتعالى علمي وحلمي وأمعن النظر فيه يتضح لك
بإضافته إليه عز و جل أنه ليس المراد به علم أكثر أهل الزمان المجرد عن
العمل به والإخلاص
132 - وروي عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم يبعث الله العباد يوم القيامة ثم يميز العلماء فيقول يا
معشر العلماء إني لم أضع علمي فيكم لأعذبكم اذهبوا فقد غفرت لكم
رواه الطبراني في الكبير
133 - وروي عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يجاء
بالعالم والعابد فيقال للعابد ادخل الجنة ويقال للعالم قف حتى تشفع للناس
رواه الأصبهاني وغيره
134 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم يبعث العالم والعابد فيقال للعابد ادخل الجنة ويقال
للعالم اثبت حتى تشفع بما أحسنت أدبهم
رواه البيهقي وغيره
135
- وروي عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فضل
العالم على العابد سبعون درجة ما بين كل درجتين حضر الفرس سبعين عاما وذلك
لان الشيطان يبدع البدعة للناس فيبصرها العالم فينهى عنها والعابد مقبل
على عبادة ربه لا يتوجه لها ولا يعرفها
رواه الأصبهاني وعجز الحديث يشبه المدرج
حضر الفرس يعني عدوه
136 - وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فقيه واحد أشد
على الشيطان من ألف عابد
رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي من رواية روح بن جناح تفرد به عن مجاهد
عنه
وروي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما عبد الله
بشيء
أفضل من فقه في دين ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ولكل شيء
عماد وعماد هذا الدين الفقه
وقال أبو هريرة لأن أجلس ساعة فأفقه أحب إلي من أن أحيي ليلة القدر
رواه الدارقطني والبيهقي إلا أنه قال أحب إلي من أن أحيي ليلة إلى الصباح
وقال المحفوظ هذا اللفظ من قول الزهري
138 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه مر بسوق المدينة فوقف عليها فقال يا
أهل السوق ما أعجزكم قالوا وما ذاك يا أبا هريرة قال ذاك ميراث رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقسم وأنتم ها هنا ألا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه
قالوا وأين هو قال في المسجد فخرجوا سراعا ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا
فقال لهم ما لكم فقالوا يا أبا هريرة قد أتينا المسجد فدخلنا فيه فلم نر
فيه شيئا يقسم فقال لهم أبو هريرة وما رأيتم في المسجد أحدا قالوا بلى
رأينا قوما يصلون وقوما يقرؤون القرآن وقوما يتذاكرون الحلال والحرام فقال
لهم أبو هريرة ويحكم فذاك ميراث محمد صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن
فصل
139 - وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم العلم علمان علم في
القلب فذاك العلم النافع وعلم على اللسان فذاك حجة الله على ابن آدم
رواه الحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخه بإسناد حسن ورواه ابن عبد البر
النمري في كتاب العلم عن الحسن مرسلا بإسناد صحيح
140 - وروي عن حرج أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم العلم علمان
فعلم ثابت في القلب فذاك العلم النافع وعلم في اللسان فذاك حجة الله على
عباده
رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس والأصبهاني في كتابه ورواه
البيهقي عن الفضيل بن عياض من قوله غير مرفوع
141 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العلماء بالله تعالى فإذا
نطقوا به لا ينكره إلا أهل الغرة بالله عز و جل
رواه أبو منصور الديلمي في المسند وأبو عبد الرحمن السلمي في
الأربعين التي له في التصوف
2 - الترغيب في الرحلة في طلب العلم
142 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة
رواه مسلم وغيره وتقدم بتمامه في الباب قبله
143 - وعن زر بن حبيش قال أتيت صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه قال ما
جاء بك قلت أنبط العلم قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
ما من خارج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما
يصنع
رواه الترمذي وصححه وابن ماجه واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال
صحيح الإسناد
قوله أنبط العلم أي أطلبه وأستخرجه
144 - وعن قبيصة بن المخارق رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه و
سلم فقال يا قبيصة ما جاء بك قلت كبرت سني ورق عظمي فأتيتك لتعلمني ما
ينفعني الله تعالى به فقال يا قبيصة ما مررت بحجر ولا شجر ولا مدر إلا
استغفر لك يا قبيصة إذا صليت الصبح فقل ثلاثا سبحان الله العظيم وبحمده
تعاف من العمى والجذام والفلج يا قبيصة قل اللهم إني أسألك مما عندك وأفض
علي من فضلك وانشر علي من بركاتك
رواه أحمد وفي إسناده راو لم يسم
145 - وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من غدا إلى المسجد
لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاما حجته
رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به
146 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول من جاء
مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو بمنزلة
المجاهدين في سبيل
الله ومن جاء بغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره
رواه ابن ماجه والبيهقي وليس في إسناده من ترك ولا أجمع على ضعفه
147 - وروي عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما
انتعل عبد قط ولا تخفف ولا لبس ثوبا في طلب علم إلا غفر الله له ذنوبه حيث
يخطو عتبة داره
رواه الطبراني في الأوسط
قوله تخفف أي لبس خفه
148 - وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من خرج في طلب العلم
فهو في سبيل الله حتى يرجع
رواه الترمذي وقال حديث حسن
149 - وعن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من
غدا يريد العلم يتعلمه لله فتح الله له بابا إلى الجنة وفرشت له الملائكة
أكنافها وصلت عليه ملائكة السموات وحيتان البحر وللعالم من الفضل على
العابد كالقمر ليلة البدر على أصغر كوكب في السماء والعلماء ورثة الأنبياء
إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكنهم ورثوا العلم فمن أخذه أخذ
بحظه
وموت العالم مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسد وهو نجم طمس موت قبيلة أيسر من
موت عالم
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وليس عندهم موت
العالم إلى آخره ورواه البيهقي واللفظ له من رواية الوليد بن مسلم
حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن عثمان بن أيمن عنه وسيأتي في الباب
بعده حديث أبي الردين إن شاء الله تعالى
الترغيب في سماع الحديث وتبليغه ونسخه والترهيب من الكذب على
رسول الله صلى الله عليه و سلم
150 - عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع
رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال رحم الله امرأ
وقال الترمذي حديث حسن صحيح
قوله نضر هو بتشديد الضاد المعجمة وتخفيفها حكاه الخطابي ومعناه الدعاء له
بالنضارة وهي النعمة والبهجة والحسن فيكون تقديره جمله الله وزينه وقيل
غير ذلك
151 - وعن زيد بن ثابت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو
أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل
لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من وراءهم ومن كانت
الدنيا نيته فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا
إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله أمره وجعل غناه في قلبه
وأتته الدنيا وهي راغمة
رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي بتقديم وتأخير وروى صدره إلى قوله ليس
بفقيه
رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه بزيادة عليهما
152 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله
عليه و سلم بمسجد الخيف من منى فقال نضر الله امرأ سمع مقالتي فحفظها
ووعاها وبلغها من لم يسمعها ثم ذهب بها إلى من لم يسمعها ألا فرب حامل فقه
لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه
الحديث
رواه الطبراني في الأوسط
153 - وعن جبير بن مطعم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم بالخيف
خيف منى يقول نضر الله عبدا سمع مقالتي فحفظها ووعاها وبلغها من لم يسمعها
فرب حامل فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه
ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن إخلاص العمل لله
والنصيحة لائمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحفظ من
وراءهم
رواه أحمد وابن ماجه والطبراني في الكبير مختصرا ومطولا إلا أنه قال تحيط
بياء بعد الحاء رووه كلهم عن محمد بن إسحاق عن عبد السلام عن الزهري عن
محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه وله عند أحمد طريق عن صالح بن كيسان عن
الزهري وإسناد هذه حسن
154 - وروي عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه و سلم اللهم ارحم
خلفائي
قلنا يا رسول الله ومن خلفاؤك قال الذين يأتون من بعدي يروون أحاديثي
ويعلمونها الناس
رواه الطبراني في الأوسط
155 - وعن أبي الردين قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من قوم
يجتمعون على كتاب الله يتعاطونه بينهم إلا كانوا أضيافا لله وإلا حفتهم
الملائكة حتى يقوموا أو يخوضوا في حديث غيره وما من عالم يخرج في طلب علم
مخافة أن يموت أو انتساخه مخافة أن يدرس إلا كان كالغازي الرائح في سبيل
الله ومن يبطىء به عمله لم يسرع به نسبه
رواه الطبراني في الكبير من رواية إسماعيل بن عياش
156 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو
ولد صالح يدعو له
رواه مسلم وغيره وتقدم هو وما ينتظم في سلكه ويأتي له نظائر في نشر العلم
وغيره إن شاء الله تعالى
قال الحافظ وناسخ العلم النافع له أجره وأجر من قرأه أو نسخه أو عمل به من
بعده ما بقي خطه والعمل به لهذا الحديث وأمثاله وناسخ غير النافع مما يوجب
الإثم عليه وزره ووزر من قرأه أو نسخه أو عمل به من بعده ما بقي خطه
والعمل به لما تقدم من الأحاديث من سن سنة حسنة أو سيئة
والله أعلم
157 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم من صلى علي في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك
الكتاب
رواه الطبراني وغيره وروي من كلام جعفر بن محمد موقوفا عليه وهو أشبه
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كذب علي متعمدا
فليتبوأ مقعده من النار
رواه البخاري ومسلم وغيرهما وهذا الحديث قد روي عن غير واحد من الصحابة في
الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها حتى بلغ مبلغ التواتر والله أعلم
160 - وعن المغيرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن كذبا
علي ليس ككذب على أحد فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
رواه مسلم وغيره
4 - الترغيب في مجالسة العلماء
161 - عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مررتم برياض
الجنة فارتعوا
قالوا يا رسول الله وما رياض الجنة قال مجالس العلم
رواه الطبراني في الكبير وفيه راو لم يسم
162 - عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لقمان قال
لابنه يا بني عليك بمجالسة العلماء واسمع كلام الحكماء فإن الله ليحيي
القلب الميت بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر
رواه
الطبراني في الكبير من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم
وقد حسنها الترمذي لغير هذا المتن ولعله موقوف والله أعلم
163 - وعن ابن عباس قال قيل يا رسول الله أي جلسائنا خير قال من ذكركم
الله رؤيته وزاد في علمكم منطقه وذكركم بالآخرة عمله
رواه أبو يعلى ورواته رواة الصحيح إلا مبارك بن حسان
الترغيب في إكرام العلماء وإجلالهم وتوقيرهم والترهيب من
إضاعتهم وعدم المبالاة بهم
164 - عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يجمع بين
الرجلين من قتلى أحد يعني في القبر ثم يقول أيهما أكثر أخذا للقرآن فإذا
أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد
رواه البخاري
165 - وعن أبي
موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن من إجلال الله
إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه
وإكرام ذي السلطان المقسط
رواه أبو داود
166 - وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال البركة مع
أكابركم
رواه الطبراني في الأوسط والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
167 - وعنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس منا من لم يوقر الكبير
ويرحم الصغير ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر
رواه أحمد والترمذي وابن حبان في صحيحه
168 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يبلغ به النبي صلى الله عليه و
سلم قال ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
169 - وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليس من
أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا
رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني والحاكم إلا أنه قال ليس منا
170 - وعن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس منا
من لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا
رواه الطبراني من رواية ابن شهاب عن واثلة ولم يسمع منه
171 - وعن عمرو بن شعيب عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليس
منا من لم يرحم
صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا
رواه الترمذي وأبو داود إلا أنه قال ويعرف حق كبيرنا
172 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والوقار وتواضعوا لمن تعلمون منه
رواه الطبراني في الأوسط
173 - وعن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اللهم
لا يدركني زمان أو قال لا تدركوا زمانا لا يتبع فيه العليم ولا يستحيى فيه
من الحليم قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب
رواه أحمد وفي إسناده ابن لهيعة
174 - وعن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاث لا يستخف
بهم إلا منافق ذو الشيبة في الإسلام وذو العلم وإمام مقسط
رواه الطبراني في الكبير من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن
القاسم وقد حسنها الترمذي لغير هذا المتن
175 - وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال لقد سمعت حديثا منذ زمان إذا
كنت في قوم عشرين رجلا أو أقل أو أكثر فتصفحت وجوههم فلم تر فيهم رجلا
يهاب في الله عز و جل فاعلم أن الأمر قد رق
رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناده حسن
176 - وروي عن أبي مالك الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول
لا أخاف على أمتي إلا ثلاث خلال أن يكثر لهم من الدنيا فيتحاسدوا وأن يفتح
لهم الكتاب يأخذه المؤمن يبتغي تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون
في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب آل
عمران 7 وأن يروا ذا علم فيضيعوه ولا يبالوا عليه
رواه الطبراني في الكبير
6 - الترهيب من تعلم العلم لغير وجه الله تعالى
177 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من
الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة
يعني ريحها
رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال
صحيح على شرط البخاري ومسلم وتقدم حديث أبي هريرة في أول باب
الرياء وفيه
رجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها
قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن
قال كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارىء فقد قيل ثم
أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار
الحديث رواه مسلم وغيره
178 - وروي عن كعب بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء ويصرف به وجوه الناس
إليه أدخله الله النار
رواه الترمذي واللفظ له وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وغيره والحاكم
شاهدا والبيهقي وقال الترمذي حديث غريب
179 - وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تعلموا العلم
لتباهوا به العلماء ولا تماروا به السفهاء ولا تخيروا به المجالس فمن فعل
ذلك فالنار النار
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي كلهم
من رواية يحيى بن أيوب الغافقي عن ابن جريح عن أبي الزبير عنه ويحيى هذا
ثقة احتج به الشيخان وغيرهما ولا يلتفت إلى من شذ فيه ورواه ابن ماجه أيضا
بنحوه من حديث حذيفة
180 - وروي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه
و سلم من طلب العلم ليباهي به العلماء ويماري به السفهاء أو ليصرف وجوه
الناس إليه فهو في النار
رواه ابن ماجه
181 - وروي عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تعلم العلم
ليباهي به العلماء ويماري به السفهاء ويصرف به وجوه الناس أدخله الله جهنم
رواه ابن ماجه أيضا
182 - وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من تعلم علما لغير
الله أو أراد به غير الله
فليتبوأ مقعده من النار
رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما عن خالد بن دريك عن ابن عمر ولم يسمع منه
ورجال إسنادهما ثقات
183 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن ناسا من أمتي
سيتفقهون في الدين يقرؤون القرآن يقولون نأتي الأمراء فنصيب من دنياهم
ونعتز لهم بديننا ولا يكون ذلك كما لا يجتنى من القتاد إلا الشوك كذلك لا
يجتنى من قربهم إلا قال ابن الصباح كأنه يعني الخطايا
رواه ابن ماجه ورواته ثقات
184 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من تعلم صرف الكلام ليسبي به قلوب الرجال أو الناس لم يقبل الله منه يوم
القيامة صرفا ولا عدلا
رواه أبو داود
قال الحافظ يشبه أن يكون فيه انقطاع فإن الضحاك بن شرحبيل ذكره البخاري
وابن أبي حاتم ولم يذكروا له رواية عن الصحابة والله أعلم
186 - وعن علي رضي الله عنه أنه ذكر فتنا تكون في آخر الزمان فقال له عمر
متى ذلك يا علي قال إذا تفقه لغير الدين وتعلم العلم لغير العمل والتمست
الدنيا بعمل الآخرة
رواه عبد الرزاق أيضا في كتابه موقوفا وتقدم
حديث ابن عباس المرفوع وفيه ورجل آتاه الله علما فبخل به عن عباد الله
وأخذ عليه طمعا وشرى به ثمنا فذلك يلجم يوم القيامة بلجام من نار وينادي
مناد هذا الذي آتاه الله علما فبخل به عن عباد الله وأخذ عليه طمعا واشترى
به ثمنا وكذلك حتى يفرغ الحساب
الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير
188 - وعن قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير
ما يخلف الرجل من بعده ثلاث ولد صالح يدعو له وصدقة تجري يبلغه أجرها وعلم
يعمل به من بعده
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح وتقدم حديث أبي هريرة
إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو
ولد صالح يدعو له
رواه مسلم
189 - وروي عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم ما تصدق الناس بصدقة مثل علم ينشر
رواه الطبراني في الكبير وغيره
190 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم نعم العطية كلمة حق تسمعها ثم تحملها إلى أخ لك مسلم فتعلمها إياه
رواه الطبراني في الكبير ويشبه أن يكون موقوفا
191 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم ألا أخبركم عن الأجود الأجود الله الأجود الأجود وأنا أجود ولد آدم
وأجودكم من بعدي رجل علم علما فنشر علمه يبعث يوم القيامة أمة وحده ورجل
جاد بنفسه لله عز و جل حتى يقتل
رواه أبو يعلى والبيهقي
192 - وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من رجل ينعش لسانه
حقا يعمل به بعده إلا
جرى له أجره إلى يوم القيامة ثم وفاه الله ثوابه يوم القيامة
رواه أحمد بإسناد فيه نظر ولكن الأصول تعضده
قوله ينعش أي يقول ويذكر
7 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت رجل مات مرابطا في سبيل الله
ورجل علم علما فأجره يجري عليه ما عمل به ورجل أجرى صدقة فأجرها له ما جرت
ورجل ترك ولدا صالحا يدعو له
رواه الإمام أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وهو صحيح مفرقا من
حديث غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم
فصل
193 - وعن أبي مسعود البدري أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم
ليستحمله فقال إنه قد أبدع بي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ائت
فلانا فأتاه فحمله
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من دل على خير فله مثل أجر فاعله أو
قال عامله
رواه مسلم وأبو داود والترمذي
قوله أبدع بي هو بضم الهمزة وكسر الدال يعني ظلعت ركابي يقال أبدع به إذا
كلت ركابه أو عطبت وبقي منقطعا به
194 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال أتى رجل النبي صلى الله عليه و سلم
فسأله فقال ما عندي ما أعطيكه ولكن ائت فلانا فأتى الرجل فأعطاه فقال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من دل على خير فله مثل أجر فاعله أو عامله
رواه ابن حبان في صحيحه ورواه البزار مختصرا الدال على الخير كفاعله
ورواه الطبراني في الكبير والأوسط من حديث سهل بن سعد
195 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الدال على
الخير كفاعله والله
يحب إغاثة اللهفان
رواه البزار من رواية زياد بن عبد الله النميري وقد وثق وله شواهد
196 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من دعا إلى هدى
كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى
ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا
رواه مسلم وغيره وتقدم هو وغيره في باب البداءة بالخير
197 - وعن علي رضي الله عنه في قوله تعالى قوا أنفسكم وأهليكم نارا
التحريم 6 قال علموا أهليكم الخير
رواه الحاكم موقوفا وقال صحيح على شرطهما
8 - الترهيب من كتم العلم
198 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار
رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي
ورواه الحاكم بنحوه وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وفي رواية لابن ماجه قال ما من رجل يحفظ علما فيكتمه إلا أتى يوم القيامة
ملجوما بلجام من نار
199 - وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من كتم
علما ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار
رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح لا غبار عليه
200 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من سئل عن علم فكتمه جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار ومن قال في
القرآن بغير ما يعلم جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار
رواه أبو يعلى ورواته ثقات محتج بهم في الصحيح ورواه الطبراني في الكبير
والأوسط بسند جيد بالشطر الأول فقط
وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و
سلم من كتم علما مما ينفع الله به الناس في أمر الدين ألجمه الله يوم
القيامة بلجام من نار
رواه ابن ماجه
قال الحافظ وقد روي هذا
الحديث دون قوله ما ينفع الله به عن جماعة من الصحابة غير من ذكر منهم
جابر بن عبد الله وأنس بن مالك وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن مسعود
وعمرو بن عبسة وعلي بن طلق وغيرهم
202 - وروي عن جابر بن عبد الله
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا لعن آخر هذه
الأمة أولها فمن كتم حديثا فقد كتم ما أنزل الله
رواه ابن ماجه وفيه انقطاع والله أعلم
203 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
مثل الذي يتعلم العلم ثم لا يحدث به كمثل الذي يكنز الكنز ثم لا ينفق منه
رواه الطبراني في الأوسط وفي إسناده ابن لهيعة
204 - وعن علقمة بن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن جده قال خطب
رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فأثنى على طوائف من المسلمين خيرا
ثم قال ما بال أقوام لا يفقهون جيرانهم ولا يعلمونهم ولا يعظونهم ولا
يأمرونهم ولا ينهونهم وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون
ولا يتعظون
والله ليعلمن قوم جيرانهم ويفقهونهم ويعظونهم ويأمرونهم
وينهونهم وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفقهون ويتعظون أو لأعاجلنهم العقوبة
ثم نزل فقال قوم من ترونه عنى بهؤلاء قال الأشعريين هم قوم فقهاء ولهم
جيران جفاة من أهل المياه والأعراب فبلغ ذلك الأشعريين فأتوا رسول الله
صلى الله عليه و سلم فقالوا يا رسول الله ذكرت قوما بخير وذكرتنا بشر فما
بالنا فقال ليعلمن قوم جيرانهم وليعظنهم وليأمرنهم ولينهونهم وليتعلمن قوم
من جيرانهم ويتعظون ويتفقهون أو لأعاجلنهم العقوبة في الدنيا فقالوا يا
رسول الله أنفطن
غيرنا فأعاد قوله عليهم فأعادوا قولهم أنفطن
غيرنا فقال ذلك أيضا فقالوا أمهلنا سنة فأمهلهم سنة ليفقهوهم ويعلموهم
ويعظوهم ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الآية لعن الذين كفروا
من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم المائدة 87 الآية
رواه الطبراني في الكبير عن بكير بن معروف عن علقمة
205 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال
تناصحوا في العلم فإن خيانة أحدكم في علمه أشد من خيانته في ماله وإن الله
مسائلكم
رواه الطبراني في الكبير أيضا ورواته ثقات إلا أبا سعيد البقال واسمه سعيد
بن المرزبان فيه خلاف يأتي
الترهيب من أن يعلم ولا يعمل بعلمه ويقول ولا يفعله
206 - عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان
يقول اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع
ومن دعوة لا يستجاب لها
رواه مسلم والترمذي والنسائي وهو قطعة من حديث
207 - وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه فيدورها
كما يدور الحمار برحاه فتجتمع أهل النار عليه فيقولون يا فلان ما شأنك
ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول كنت آمركم بالمعروف ولا
آتيه وأنهاكم عن الشر وآتيه
قال وإني سمعته يقول يعني النبي صلى
الله عليه و سلم مررت ليلة أسري بي بأقوام تقرض شفاههم بمقاريض من نار قلت
من هؤلاء يا جبريل قال خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون
رواه
البخاري ومسلم واللفظ له ورواه ابن أبي الدنيا وابن حبان والبيهقي من حديث
أنس وزاد ابن أبي الدنيا والبيهقي في رواية لهما ويقرؤون كتاب الله ولا
يعملون به
قال الحافظ وسيأتي أحاديث نحوه في باب من أمر بمعروف أو نهى عن منكر وخالف
قوله فعله
وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال
الزبانية أسرع إلى فسقة القراء منهم إلى عبدة الأوثان فيقولون يبدأ بنا
قبل عبدة الأوثان فيقال لهم ليس من يعلم كمن لا يعلم
رواه الطبراني وأبو نعيم وقال غريب من حديث أبي طوالة تفرد به العمري عنه
يعني عبد الله بن عمر بن عبد العزيز الزاهد
قال الحافظ رحمه الله ولهذا الحديث مع غرابته شواهد وهو حديث أبي هريرة
الصحيح إن أول من يدعو الله يوم القيامة رجل جمع القرآن ليقال قارىء
وفي آخره أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة
وتقدم لفظ الحديث بتمامه في الرياء
209 - وروي عن صهيب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما آمن بالقرآن
من استحل محارمه
رواه الترمذي وقال هذا حديث غريب ليس إسناده بالقوي
210 - وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيم أفناه وعن علمه فيم فعل فيه
وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه
رواه الترمذي
وقال حديث حسن صحيح ورواه البيهقي وغيره من حديث معاذ بن جبل عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال ما تزال قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن
عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه
وعن علمه ماذا عمل فيه
211 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه و سلم قال لا يزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن
خمس عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم
أنفقه وما عمل فيما علم
رواه الترمذي أيضا والبيهقي وقال الترمذي
حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا
من حديث حسين بن قيس
قال الحافظ حسين هذا هو حنش وقد وثقه حصين بن نمير وضعفه غيره وهذا الحديث
حسن في المتابعات إذا أضيف إلى ما قبله والله أعلم
وروي عن الوليد بن عقبة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و
سلم إن أناسا من أهل الجنة ينطلقون إلى أناس من أهل النار فيقولون بم
دخلتم النار فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا منكم فيقولون إنا كنا
نقول ولا نفعل
رواه الطبراني في الكبير
213 - وعن مالك بن دينار عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ما من عبد يخطب خطبة إلا الله عز و جل سائله عنها
أظنه قال ما أراد بها
قال جعفر كان مالك بن دينار إذا حدث بهذا الحديث بكى حتى ينقطع ثم يقول
تحسبون أن عيني تقر بكلامي عليكم وأنا أعلم أن الله عز و جل سائلي عنه يوم
القيامة ما أردت به
رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي مرسلا بإسناد جيد
214 - وعن لقمان يعني ابن عامر قال كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول
إنما أخشى من ربي يوم القيامة أن يدعوني على رؤوس الخلائق فيقول لي يا
عويمر فأقول لبيك رب فيقول ما عملت فيما علمت رواه البيهقي
215 -
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال تعرضت أو تصديت لرسول الله صلى الله
عليه و سلم وهو يطوف بالبيت فقلت يا رسول الله أي الناس شر فقال رسول الله
صلى الله عليه و سلم اللهم غفرا سل عن الخير ولا تسأل عن الشر شرار الناس
شرار العلماء في الناس
رواه البزار وفيه الجليل بن مرة وهو حديث غريب
11 - وروي عن أبي برزة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه مثل الفتيلة تضيء على الناس
وتحرق نفسها
رواه البزار
216 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله
عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رب حامل فقه غير فقيه ومن لم
ينفعه علمه ضره جهله اقرإ القرآن ما نهاك فإن لم ينهك فلست تقرؤه
رواه الطبراني في الكبير وفيه شهر بن حوشب
217 - وعن جندب بن عبد الله الأزدي رضي الله عنه صاحب النبي صلى الله عليه
و سلم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال مثل الذي يعلم الناس الخير
وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه
الحديث رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن إن شاء الله تعالى
218 - وعن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل
بنيان وبال على صاحبه إلا
ما كان هكذا وأشار بكفه وكل علم وبال على صاحبه إلا من عمل به
رواه الطبراني في الكبير أيضا وفيه هانىء بن المتوكل تكلم فيه ابن حبان
219 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه رواه الطبراني في
الصغير والبيهقي
220 - وروي عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال بعثني
رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى حي من قيس أعلمهم شرائع الإسلام فإذا
قوم كأنهم الإبل الوحشية طامحة أبصارهم ليس لهم هم إلا شاة أو بعير
فانصرفت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا عمار ما عملت فقصصت
عليه قصة القوم وأخبرته بما فيهم من السهوة فقال يا عمار ألا أخبرك بأعجب
منهم قوم علموا ما جهل أولئك ثم سهوا كسهوهم
رواه البزار والطبراني في الكبير
221 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم إني لا أتخوف على أمتي مؤمنا ولا مشركا فأما المؤمن فيحجزه إيمانه
وأما المشرك فيقمعه كفره ولكن أتخوف عليكم منافقا عالم اللسان يقول ما
تعرفون ويعمل ما تنكرون
رواه الطبراني في الصغير والأوسط من رواية الحارث وهو الأعور وقد وثقه ابن
حبان وغيره
222 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان
رواه الطبراني في الكبير والبزار ورواته محتج بهم في الصحيح ورواه أحمد من
حديث عمر بن الخطاب
223 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
إن الرجل لا يكون مؤمنا حتى يكون قلبه مع لسانه سواء ويكون لسانه مع قلبه
سواء ولا يخالف قوله عمله ويأمن جاره بوائقه
رواه الأصبهاني بإسناد فيه نظر
224 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال إني لأحسب الرجل ينسى العلم
كما تعلمه للخطيئة يعملها
رواه الطبراني موقوفا من رواية القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله عن جده
عبد الله ولم يسمع منه ورواته ثقات
225 - وعن منصور بن زاذان قال نبئت أن بعض من يلقى في النار تتأذى أهل
النار بريحه فيقال له ويلك ما كنت تعمل ما يكفينا ما نحن فيه من الشر حتى
ابتلينا بك وبنتن ريحك فيقول كنت عالما فلم أنتفع بعلمي
رواه أحمد والبيهقي
الترهيب من الدعوى في العلم والقرآن
226 - عن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال قام
موسى صلى الله عليه و سلم خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم فقال
أنا أعلم فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه أن عبدا من
عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك
قال يا رب كيف به فقيل له احمل حوتا في مكتل فإذا فقدته فهو ثم
فذكر الحديث في اجتماعه بالخضر إلى أن قال فانطلقا يمشيان على ساحل البحر
ليس لهما سفينة فمرت بهما سفينة فكلموهم أن يحملوهما فعرف الخضر فحملوهما
بغير نول فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر
فقال الخضر يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور
في هذا البحر
فذكر الحديث بطوله
وفي رواية بينما موسى يمشي في
ملأ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال له هل تعلم أحدا أعلم منك قال موسى
لا فأوحى الله إلى موسى بل عبدنا الخضر فسأل موسى السبيل إليه
الحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما
227 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم يظهر الإسلام حتى تختلف التجار في البحر وحتى تخوض الخيل في سبيل الله
ثم يظهر قوم يقرؤون القرآن يقولون من أقرأ منا من أعلم منا من أفقه منا ثم
قال لاصحابه هل في أولئك من خير وقالوا الله ورسوله أعلم
قال أولئك منكم من هذه الأمة وأولئك هم وقود النار
رواه الطبراني في الأوسط والبزار بإسناد لا بأس به ورواه أبو يعلى والبزار
والطبراني أيضا من حديث العباس بن عبد المطلب
228 - وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و
سلم أنه قام ليلة بمكة من الليل فقال اللهم هل بلغت ثلاث مرات فقام عمر بن
الخطاب وكان أواها فقال اللهم نعم وحرضت وجهدت ونصحت فقال ليظهرن الإيمان
حتى يرد الكفر إلى
مواطنه ولتخاضن البحار بالإس وليأتين على
الناس زمان يتعلمون فيه القرآن يتعلمونه ويقرؤونه ثم يقولون قد قرأنا
وعلمنا فمن ذا الذي هو خير منا فهل في أولئك من خير قالوا يا رسول الله من
أولئك قال أولئك منكم وأولئك هم وقود النار
رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن إن شاء الله تعالى
229 - وعن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما لا أعلمه إلا عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال من قال إني عالم فهو جاهل
رواه الطبراني عن ليث هو ابن أبي سليم عنه وقال لا يروى عن النبي صلى الله
عليه و سلم إلا بهذا الإسناد
قال الحافظ وستأتي أحاديث تنتظم في سلك هذا الباب في الباب بعده إن شاء
الله تعالى
الترهيب من المراء والجدال والمخاصمة والمحاججة والقهر والغلبة والترغيب
في تركه للمحق والمبطل
230 - عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض الجنة ومن تركه وهو محق بني له
في وسطها ومن حسن خلقه بني له في أعلاها
رواه أبو داود والترمذي
واللفظ له وابن ماجه والبيهقي وقال الترمذي حديث حسن ورواه الطبراني في
الأوسط من حديث ابن عمر ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا زعيم
ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وهو محق وببيت في وسط الجنة لمن ترك
الكذب وهو مازح وببيت في أعلى الجنة لمن حسنت سريرته
ربض الجنة هو بفتح الراء والباء الموحدة وبالضاد المعجمة وهو ما حولها
231 - وروي عن أبي الدرداء وأبي أمامة و واثلة بن الأسقع و أنس بن مالك
رضي الله عنهم قالوا خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما ونحن
نتمارى في شيء من أمر الدين فغضب غضبا شديدا لم يغضب مثله ثم انتهرنا فقال
مهلا يا أمة محمد إنما هلك من كان قبلكم
بهذا ذروا المراء لقلة
خيره ذروا المراء فإن المؤمن لا يماري ذروا المراء فإن المماري قد تمت
خسارته ذروا المراء فكفى إثما أن لا تزال مماريا ذروا المراء فإن المماري
لا أشفع له يوم القيامة ذروا المراء فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنة في
رباضها ووسطها وأعلاها لمن ترك المراء وهو صادق ذروا المراء فإن أول ما
نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان المراء
الحديث رواه الطبراني في الكبير
232 - وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا زعيم
ببيت في ربض الجنة وببيت في وسط الجنة وببيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء
وإن كان محقا وترك الكذب وإن كان مازحا وحسن خلقه
رواه البزار والطبراني في معاجيمه الثلاثة وفيه سويد بن إبراهيم أبو حاتم
233 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند باب رسول الله
صلى الله عليه و سلم نتذاكر ينزع هذا بآية وينزع هذا بآية فخرج علينا رسول
الله صلى الله عليه و سلم كما يفقأ في وجهه حب الرمان فقال يا هؤلاء بهذا
بعثتم أم بهذا أمرتم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
رواه الطبراني في الكبير وفيه سويد أيضا
234 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل
ثم قرأ ما ضربوه لك إلا جدلا الزخرف 85
رواه الترمذي وابن ماجه وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وغيره وقال الترمذي
حديث حسن صحيح
235 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن
أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي
الألد بتشديد الدال المهملة هو الشديد الخصومة الخصم بكسر الصاد المهملة
هو الذي يحج من يخاصمه
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال كفى بك إثما أن لا تزال مخاصما
رواه الترمذي وقال حديث غريب
237 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
المراء في القرآن كفر
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه ورواه الطبراني وغيره من حديث زيد بن
ثابت
238 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم أن عيسى
عليه السلام قال إنما الأمور ثلاثة أمر تبين لك رشده فاتبعه وأمر تبين غية
فاجنتنبه وأمر اختلف فيه فرده إلى عالم رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا
بأس به
كتاب الطهارة الترهيب من التخلي على طرق الناس أو ظلهم أو مواردهم
والترغيب في الانحراف عن استقبال القبلة واستدبارها239 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اتقوا اللاعنين
قالوا وما اللاعنان يا رسول الله قال الذي يتخلى في طرق الناس أو في ظلهم
رواه مسلم وأبو داود وغيرهما
قوله اللاعنين يريد الأمرين الجالبين اللعن وذلك أن من فعلهما لعن وشتم فلما كانا سببا لذلك أضيف الفعل إليهما فكانا كأنهما اللاعنان
240 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اتقوا الملاعن الثلاث البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل
رواه أبو داود وابن ماجه كلاهما عن أبي سعيد الحميري عن معاذ وقال أبو داود هو مرسل يعني أن أبا سعيد لم يدرك معاذا
الملاعن مواضع اللعن
قال الخطابي والمراد هنا بالظل هو الظل الذي اتخذه الناس مقيلا ومنزلا ينزلونه وليس كل ظل يحرم قضاء الحاجة تحته فقد قضى النبي صلى الله عليه و سلم حاجته تحت حايش من النخل وهو لا محالة له ظل انتهى
241 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اتقوا الملاعن الثلاث قيل ما الملاعن الثلاث يا رسول الله قال أن يقعد أحدكم في ظل يستظل به أو في طريق أو نقع ماء
رواه أحمد
242 - وعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من آذى المسلمين في
طرقهم وجبت عليه لعنتهم
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن
243 - وعن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال قال رجل لابي هريرة أفتيتنا في
كل شيء يوشك أن تفتينا في الخراء فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول من سل سخيمته على طريق من طرق المسلمين فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين
رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي وغيرهما ورواته ثقات إلا محمد بن عمرو
الأنصاري
قوله يوشك بكسر الشين المعجمة وفتحها لغية
معناه يكاد ويسرع والخراء والسخيمة الغائط
244 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم إياكم والتعريس على جواد الطريق والصلاة عليها فإنها مأوى الحيات
والسباع وقضاء الحاجة عليها فإنها الملاعن
رواه ابن ماجه ورواته ثقات
245 - وعن مكحول رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن
يبال بأبواب المساجد
رواه أبو داود في مراسيله
246 - وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لم يستقبل
القبلة ولم يستدبرها في الغائط كتب له حسنة ومحي عنه سيئة
رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح
قال الحافظ وقد جاء النهي عن استقبال القبلة واستدبارها في الخلاء في غير
ما حديث صحيح مشهور تغني شهرته عن ذكره لكونه نهيا مجردا والله سبحانه
وتعالى أعلم
2 - الترهيب من البول في الماء والمغتسل والجحر
247 - عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه نهى أن يبال
في الماء الراكد
رواه مسلم وابن ماجه والنسائي
248 - وعنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبال في الماء
الجاري
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد
وعن بكر بن ماعز قال سمعت عبد الله بن يزيد يحدث عن النبي صلى
الله عليه و
سلم قال لا ينقع بول في طست في البيت فإن الملائكة لا تدخل بيتا فيه بول
منتقع ولا تبولن في مغتسلك
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن والحاكم وقال صحيح الإسناد
250 - وعن حميد بن عبد الرحمن قال لقيت رجلا صحب النبي صلى الله عليه و
سلم كما صحبه أبو هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يمتشط
أحدنا كل يوم أو يبول في مغتسله
رواه أبو داود والنسائي في أول حديث
251 - وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم
نهى أن يبول الرجل في مستحمه وقال إن عامة الوسواس منه
رواه أحمد والنسائي وابن ماجه والترمذي واللفظ له وقال حديث غريب لا نعرفه
مرفوعا إلا من حديث أشعث بن عبد الله ويقال له أشعث الأعمى
قال الحافظ إسناده صحيح متصل وأشعث بن عبد الله ثقة صدوق وكذلك بقية رواته
والله أعلم
252 - وعن قتادة عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى
الله عليه و سلم أن يبال في الجحر
قالوا لقتادة ما يكره من البول في الجحر قال يقال إنها مساكن الجن
رواه أحمد وأبو داود والنسائي
3 - الترهيب من الكلام على الخلاء
253 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال
لا يتناجى اثنان على غائطهما ينظر كل واحد منهما إلى عورة صاحبه فإن الله
يمقت على ذلك
رواه أبو داود وابن ماجه واللفظ له وابن خزيمة في صحيحه ولفظه كلفظ أبي
داود قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يخرج الرجلان يضربان
الغائط كاشفين عن عوراتهما يتحدثان فإن الله عز و جل يمقت على ذلك
رووه كلهم من رواية هلال بن عياض أو عياض بن هلال عن أبي سعيد وعياض هذا
روى له أصحاب السنن ولا أعرفه بجرح ولا عدالة وهو في عداد المجهولين
قوله يضربان الغائط قال أبو عمرو صاحب ثعلب يقال ضربت الأرض إذا أتيت
الخلاء وضربت في الأرض إذا سافرت
254 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لا يخرج اثنان من الغائط فيجلسان يتحدثان كاشفين عن عوراتهما فإن الله عز
و جل يمقت على ذلك
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد لين
الترهيب من إصابة البول الثوب وغيره وعدم الاستبراء منه
255 - عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر
بقبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير بلى إنه كبير
أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله
رواه البخاري وهذا أحد ألفاظه ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن
ماجه
256 - وفي رواية للبخاري وابن خزيمة في صحيحه أن النبي صلى الله عليه و
سلم مر بحائط من حيطان مكة أو المدينة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما
فقال النبي صلى الله عليه و سلم إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال
بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة
الحديث وبوب البخاري عليه باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله
قال الخطابي قوله وما يعذبان في كبير معناه أنهما لم يعذبا في أمر كان
يكبر
عليهما أو يشق فعله لو أرادا أن يفعلاه وهو التنزه من البول وترك
النميمة
ولم يرد أن المعصية في هاتين الخصلتين ليست بكبيرة في حق الدين وأن الذنب
فيهما هين سهل
قال الحافظ عبد العظيم ولخوف توهم مثل هذا استدرك فقال صلى الله عليه و
سلم بلى إنه كبير
والله أعلم
257 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
عامة عذاب القبر في البول فاستنزهوا من البول
رواه البزار والطبراني في الكبير والحاكم والدارقطني كلهم من رواية أبي
يحيى القتات عن مجاهد عنه وقال الدارقطني إسناده لا بأس به والقتات مختلف
في توثيقه
258 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تنزهوا
من البول فإن عامة عذاب القبر من البول
رواه الدارقطني وقال المحفوظ مرسل
259 - وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال بينما النبي صلى الله عليه و سلم
يمشي بيني وبين رجل آخر إذ أتى على قبرين فقال إن صاحبي هذين القبرين
يعذبان فائتياني بجريدة
قال أبو بكرة فاستبقت أنا وصاحبي فأتيته
بجريدة فشقها نصفين فوضع في هذا القبر واحدة وفي ذا القبر واحدة وقال لعله
يخفف عنهما ما دامتا رطبتين إنهما يعذبان بغير كبير الغيبة والبول
رواه أحمد والطبراني في الأوسط واللفظ له وابن ماجه مختصرا من رواية بحر
بن مرار عن جده أبي بكرة ولم يدركه
260 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
أكثر عذاب القبر من البول
رواه أحمد وابن ماجه واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ولا
أعلم له علة
قال الحافظ وهو كما قال
261 - وعن أمامة رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه و سلم في يوم
شديد الحر نحو بقيع الغرقد
قال وكان الناس يمشون خلفه قال فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في
نفسه فجلس
حتى قدمهم أمامه فلما مر ببقيع الغرقد إذا بقبرين قد دفنوا فيهما رجلين
قال فوقف النبي صلى الله عليه و سلم فقال من دفنتم هاهنا اليوم
قالوا فلان وفلان
قالوا يا نبي الله وما ذاك قال أما أحدهما فكان لا يتنزه من البول وأما
الآخر فكان يمشي بالنميمة وأخذ جريدة رطبة فشقها ثم جعلها على القبرين
قالوا يا نبي الله لم فعلت هذا قال ليخففن عنهما
قالوا يا رسول الله حتى متى هما يعذبان قال غيب لا يعلمه إلا الله ولولا
تمرغ قلوبكم وتزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع
رواه أحمد واللفظ له وابن ماجه كلاهما من طريق علي بن يزيد الالهاني عن
القاسم عنه
262 - وعن عبد الرحمن بن حسنة رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى
الله عليه و سلم في يده الدرقة فوضعها ثم جلس فبال إليها فقال بعضهم
انظروا إليه يبول كما تبول المرأة فسمعه النبي صلى الله عليه و سلم فقال
ويحك ما علمت ما أصاب صاحب بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم البول قرضوه
بالمقاريض فنهاهم فعذب في قبره
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه
263 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا نمشي مع رسول الله صلى الله
عليه و سلم فمررنا على قبرين فقام فقمنا معه فجعل لونه يتغير حتى رعد كم
قميصه فقلنا ما لك يا رسول الله فقال أما تسمعون ما أسمع فقلنا وما ذاك يا
نبي الله قال هذان رجلان يعذبان في قبورهما عذابا شديدا في ذنب هين قلنا
فيم ذلك قال كان أحدهما لا يستنزه من البول وكان الآخر يؤذي الناس بلسانه
ويمشي بينهم بالنميمة فدعا بجريدتين من جرائد النخل فجعل في كل قبر واحدة
قلنا وهل ينفعهم ذلك قال نعم يخفف عنهما ما دامتا رطبتين
رواه ابن حبان في صحيحه
قوله في ذنب هين يعني هين عندهما وفي ظنهما أو هين عليهما اجتنابه لا إنه
هين في نفس الأمر لأن النميمة محرمة اتفاقا
264 - وعن شفي بن ماتع الأصبحي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و
سلم أنه قال أربعة
يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى يسعون بين الحميم والجحيم
يدعون
بالويل والثبور يقول أهل النار بعضهم لبعض ما بال هؤلاء قد آذونا على ما
بنا من الأذى قال فرجل مغلق عليه تابوت من جمر ورجل يجر أمعاءه ورجل يسيل
فوه قيحا ودما ورجل يأكل لحمه
قال فيقال لصاحب التابوت ما بال
الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد مات وفي عنقه أموال
الناس ما يجد لها قضاء أو وفاء ثم يقال للذي يجر أمعاءه ما بال الأبعد قد
آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد كان لا يبالي أين أصاب البول
منه لا يغسله
وذكر بقية الحديث
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وكتاب ذم الغيبة والطبراني في الكبير
بإسناد لين وأبو نعيم وقال شفي بن ماتع مختلف فيه
فقيل له صحبة ويأتي الحديث بتمامه في الغيبة إن شاء الله تعالى
265 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال اتقوا
البول فإنه أول ما يحاسب به العبد في القبر
رواه الطبراني في الكبير أيضا بإسناد لا بأس به
الترهيب من دخول الرجال الحمام بغير أزر ومن دخول النساء بأزر وغيرها إلا
نفساء أو مريضة وما جاء في النهي عن ذلك
266 - عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من كان يؤمن
بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ومن كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فلا يدخل حليلته الحمام
رواه النسائي والترمذي وحسنه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
267 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال ستفتح عليكم أرض العجم وستجدون فيها بيوتا يقال لها الحمامات فلا
يدخلنها الرجال إلا بالأزر وامنعوها النساء إلا مريضة أو نفساء
رواه ابن ماجه وأبو داود وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى
عن دخول الحمامات ثم رخص للرجال أن يدخلوها في المآزر
رواه أبو داود ولم يضعفه واللفظ له والترمذي وابن ماجه ولم يرخص للنساء
قال الحافظ رحمه الله رووه كلهم من حديث أبي عذرة عن عائشة وقد سئل أبو
زرعة الرازي عن أبي عذرة هل يسمى فقال لا أعلم أحدا سماه وقال أبو بكر بن
حازم لا يعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه وأبو عذرة غير مشهور وقال
الترمذي إسناده ليس بذاك القائم
269 - وعنها رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
الحمام حرام على نساء أمتي
رواه الحاكم وقال هذا حديث صحيح الإسناد
270 - وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليقل خيرا أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر من نسائكم فلا يدخل
الحمام
قال فنهيت بذلك إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في
خلافته فكتب إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن سل محمد بن ثابت عن
حديثه فإنه رضي فسأله ثم كتب إلى عمر فمنع النساء عن الحمام
رواه
ابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح الإسناد ورواه الطبراني في
الكبير والأوسط من رواية عبد الله بن صالح كاتب الليث وليس عنده ذكر عمر
بن عبد العزيز
271 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
احذروا بيتا يقال له الحمام
قالوا يا رسول الله إنه ينقي الوسخ قال فاستتروا
رواه البزار وقال رواه الناس عن طاوس مرسلا
قال الحافظ ورواته كلهم محتج بهم في الصحيح ورواه الحاكم وقال صحيح على
شرط مسلم ولفظه اتقوا بيتا يقال له الحمام
قالوا يا رسول الله إنه يذهب الدرن
وينفع المريض قال فمن دخله فليستتر
ورواه الطبراني في الكبير بنحو الحاكم وقال في أوله شر البيوت الحمام ترفع
فيه الأصوات وتكشف فيه العورات
الدرن بفتح الدال والراء هو الوسخ
272 - وعن قاص الأجناد بالقسطنطينية أنه حدث أن عمر بن الخطاب رضي الله
عنه قال يا أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من
كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعدن على مائدة يدار عليها الخمر ومن
كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بإزار ومن كان يؤمن
بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام
رواه أحمد
وقاص الأجناد لا أعرفه وروي آخره أيضا عن أبي هريرة وفيه أبو خيرة لا
أعرفه أيضا
الحليلة بفتح الحاء المهملة هي الزوجة
273 - وعن أبي المليح الهذلي رضي الله عنه أن نساء من أهل حمص أو من أهل
الشأم دخلن على عائشة رضي الله عنها فقالت أنتن اللاتي تدخلن نساءكن
الحمامات سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من امرأة تضع ثيابها
في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر بينها وبين ربها
رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث حسن وأبو داود وابن ماجه والحاكم وقال
صحيح على شرطهما
وروى أحمد وأبو يعلى والطبراني والحاكم أيضا من طريق دراج أبي السمح عن
السائب أن نساء دخلن على أم سلمة رضي الله عنها فسألتهن من أنتن قلن من
أهل حمص
قالت من أصحاب الحمامات قلن وبها باس
قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أيما امرأة نزعت ثيابها في
غير بيتها خرق الله عنها ستره
274 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ومن كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام ومن كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فليسع إلى الجمعة
ومن استغنى عنها بلهو أو تجارة استغنى الله عنه والله غني حميد
رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له والبزار دون ذكر الجمعة وفيه علي بن
يزيد الألهاني
وعن عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه و
سلم عن
الحمام فقال إنه سيكون بعدي حمامات ولا خير في الحمامات للنساء فقالت يا
رسول الله إنها تدخله بإزار فقال لا وإن دخلته بإزار ودرع وخمار وما من
امرأة تنزع خمارها في غير بيت زوجها إلا كشفت الستر فيما بينها وبين ربها
رواه الطبراني في الأوسط من رواية عبد الله بن لهيعة
276 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من
كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام ومن كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فلا يدخل حليلته الحمام من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يشرب
الخمر من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها
الخمر من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينه وبينها
محرم
رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن أبي سليمان المدني
277 - وروي عن المقدام بن معديكرب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إنكم ستفتحون أفقا فيها بيوت يقال لها الحمامات حرام على
أمتي دخولها
فقالوا يا رسول الله إنها تذهب الوصب وتنقي الدرن قال فإنها حلال لذكور
أمتي في الأزر حرام على إناث أمتي
رواه الطبراني
الأفق بضم الألف وسكون الفاء وبضمها أيضا هي الناحية والوصب المرض
6 - الترهيب من تأخير الغسل لغير عذر
278 - عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
ثلاثة لا تقربهم الملائكة جيفة الكافر والمتضمخ بالخلوق والجنب إلا أن
يتوضأ
رواه أبو داود عن الحسن بن أبي الحسن عن عمار ولم يسمع منه
ورواه هو وغيره عن عطاء الخراساني عن يحيى بن يعمر عن عمار قال قدمت على
أهلي ليلا وقد تشققت يداي فخلقوني بزعفران فغدوت على رسول الله صلى الله
عليه و سلم فسلمت عليه فلم يرد علي السلام ولم يرحب بي وقال اذهب فاغسل
عنك هذا
فغسلته ثم جئت فسلمت عليه فرد علي ورحب بي وقال إن الملائكة لا
تحضر جنازة الكافر بخير ولا المتضمخ بزعفران ولا الجنب
قال ورخص للجنب إذا نام أو أكل أو شرب أن يتوضأ
قال الحافظ رحمه الله المراد بالملائكة هنا هم الذين ينزلون بالرحمة
والبركة دون الحفظة فإنهم لا يفارقونه على حال من الأحوال ثم قيل هذا في
حق كل من أخر الغسل لغير عذر ولعذر إذا أمكنه الوضوء فلم يتوضأ وقيل هو
الذي يؤخره تهاونا وكسلا ويتخذ ذلك عادة والله أعلم
279 - وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب ولا جنب
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه
280 - وعن البزار بإسناد صحيح عن ابن عباس قال ثلاثة لا تقربهم الملائكة
الجنب والسكران والمتضمخ بالخلوق
7 - الترغيب في الوضوء وإسباغه
281 - عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم في سؤال
جبرائيل إياه عن الإسلام فقال الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج وتعتمر وتغتسل من
الجنابة وأن تتم الوضوء وتصوم رمضان
قال فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم قال نعم قال صدقت
رواه ابن خزيمة في صحيحه هكذا وهو في الصحيحين وغيرهما بنحوه بغير هذا
السياق
282 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع
منكم أن يطيل غرته فليفعل
رواه البخاري ومسلم وقد قيل إن قوله من استطاع إلى آخره إنما هو مدرج
من كلام أبي هريرة موقوف عليه ذكره غير واحد من الحفاظ والله
أعلم
283 - ولمسلم عن أبي حازم قال كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة فكان
يمد يده حتى يبلغ إبطه فقلت له يا أبا هريرة ما هذا الوضوء فقال يا بني
فروخ أنتم هاهنا لو علمت أنكم هاهنا ما توضأت هذا الوضوء سمعت خليلي رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول تبلغ الحلية من المؤمن حيث الوضوء
ورواه ابن خزيمة في صحيحه بنحو هذا إلا أنه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول إن الحلية تبلغ مواضع الطهور
الحلية ما يحلى به أهل الجنة من الأساور ونحوها
284 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتى المقبرة
فقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم عن قريب لاحقون
وددت أنا قد رأينا إخواننا
قالوا أولسنا إخوانك يا رسول الله قال أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم
يأتوا بعد
قالوا كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله قال أرأيت لو أن رجلا
له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله قالوا بلى يا رسول
الله
قال فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض
رواه مسلم وغيره
285 - وعن زر عن عبد الله رضي الله عنه أنهم قالوا يا رسول الله كيف تعرف
من لم تر من أمتك قال غر محجلون بلق من آثار الوضوء
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه ورواه أحمد والطبراني بإسناد جيد نحوه
من حديث أبي أمامة
286 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم أنا أول من يؤذن له بالسجود يوم القيامة وأنا أول من يرفع رأسه فأنظر
بين يدي فأعرف أمتي من بين الأمم ومن خلفي مثل ذلك وعن يميني مثل ذلك وعن
شمالي مثل ذلك
فقال رجل كيف تعرف أمتك يا رسول الله من بين الأمم
فيما بين نوح إلى أمتك قال هم غر محجلون من أثر الوضوء ليس لاحد كذلك
غيرهم وأعرفهم أنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم وأعرفهم تسعى بين أيديهم ذريتهم
رواه أحمد وفي إسناده ابن لهيعة وهو حديث حسن في المتابعات
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال إذا
توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها
بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة
كانت بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل
خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب
رواه مالك ومسلم والترمذي وليس عند مالك والترمذي غسل الرجلين
288 - وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره
وفي رواية أن عثمان توضأ ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم توضأ
مثل وضوئي هذا ثم قال من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه وكانت صلاته
ومشيه إلى المسجد نافلة
رواه مسلم والنسائي مختصرا ولفظه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من امرىء يتوضأ فيحسن وضوءه إلا
غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يصليها
وإسناده على شرط
الشيخين ورواه ابن خزيمة في صحيحه مختصرا بنحو رواية النسائي ورواه ابن
ماجه أيضا باختصار وزاد في آخره وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا
يغتر أحد
وفي لفظ النسائي قال من أتم الوضوء كما أمره الله فالصلوات الخمس كفارات
لما بينهن
289 - وعنه رضي الله عنه أنه توضأ فأحسن الوضوء ثم قال من توضأ مثل وضوئي
هذا ثم أتى المسجد فركع ركعتين ثم جلس غفر له ما تقدم من ذنبه قال وقال
رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تغتروا
رواه البخاري وغيره
290 - وعنه رضي الله عنه أيضا أنه دعا بماء فتوضأ ثم ضحك فقال لاصحابه ألا
تسألوني ما أضحكني فقالوا ما أضحكك يا أمير المؤمنين قال رأيت رسول الله
صلى الله عليه و سلم توضأ كما توضأت ثم ضحك فقال ألا تسألوني ما أضحكك
فقالوا ما أضحكك يا رسول الله فقال إن العبد إذا دعا بوضوء فغسل وجهه حط
الله عنه كل خطيئة أصابها
بوجهه فإذا غسل ذراعيه كان كذلك وإذا طهر قدميه كان كذلك
رواه أحمد بإسناد جيد وأبو يعلى ورواه البزار بإسناد صحيح وزاد فيه فإذا
مسح رأسه كان كذلك
291 - وعن حمران رضي الله تعالى عنه قال دعا عثمان رضي الله عنه بوضوء وهو
يريد الخروج إلى الصلاة في ليلة باردة فجئته بماء فغسل وجهه ويديه فقلت
حسبك الله والليلة شديدة البرد فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول لا يسبغ عبد الوضوء إلا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
رواه البزار بإسناد حسن
292 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
إن الخصلة الصالحة تكون في الرجل فيصلح الله بها عمله كله وطهور الرجل
لصلاته يكفر الله بطهوره ذنوبه وتبقى صلاته له نافلة
رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط من رواية بشار بن الحكم
293 - وعن عبد الله الصنابحي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال إذا توضأ العبد فمضمض خرجت الخطايا من فيه فإذا استنثر خرجت
الخطايا من أنفه فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من تحت
أشفار عينيه فإذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أظفار
يديه فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه فإذا غسل
رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من تحت أظفار رجليه ثم كان مشيه إلى
المسجد وصلاته نافلة
رواه مالك والنسائي وابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرطهما ولا علة له
والصنابحي صحابي مشهور
294 - وعن عمرو بن عنبسة السلمي رضي الله عنه قال كنت وأنا في الجاهلية
أظن أن الناس على ضلالة وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان فسمعت
برجل في مكة يخبر أخبارا فقعدت على راحلتي فقدمت عليه فإذا رسول الله صلى
الله عليه و سلم فذكر الحديث إلى أن قال فقلت يا نبي الله فالوضوء حدثني
عنه فقال ما منكم رجل يقرب وضوءه فيمضمض ويستنشق فيستنثر إلا خرت خطايا
وجهه من فيه وخياشيمه ثم إذا غسل وجهه
كما أمره الله إلا خرت
خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت
خطايا يديه من أنامله مع الماء ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف
شعره مع الماء ثم يغسل رجليه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله
مع الماء فإن هو قام وصلى فحمد الله تعالى وأثنى عليه ومجده بالذي هو له
أهل وفرغ قلبه لله تعالى إلا انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه
رواه مسلم
295 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
أيما رجل قام إلى وضوئه يريد الصلاة ثم غسل كفيه نزلت كل خطيئة من كفيه مع
أول قطرة فإذا مضمض واستنشق واستنثر نزلت خطيئته من لسانه وشفتيه مع أول
قطرة فإذا غسل وجهه نزلت كل خطيئة من سمعه وبصره مع أول قطرة فإذا غسل
يديه إلى المرفقين ورجليه إلى الكعبين سلم من كل ذنب كهيئته يوم ولدته أمه
قال فإذا قام إلى الصلاة رفع الله درجته وإن قعد قعد سالما
رواه
أحمد وغيره من طريق عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب وقد حسنها الترمذي
لغير هذا المتن وهو إسناد حسن في المتابعات لا بأس به
296 - وفي
رواية له أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ فأسبغ
الوضوء غسل يديه ووجهه ومسح على رأسه وأذنيه وغسل رجليه ثم قام إلى صلاة
مفروضة غفر له في ذلك اليوم ما مشت إليه رجله وقبضت عليه يداه وسمعت إليه
أذناه ونظرت إليه عيناه وحدث به نفسه من سوء
قال والله لقد سمعته من نبي الله صلى الله عليه و سلم ما لا أحصيه
297 - ورواه أيضا بنحوه من طريق صحيح وزاد فيه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال الوضوء يكفر ما قبله ثم تصير الصلاة نافلة
298 - وفي أخرى له قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا توضأ الرجل
المسلم خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ويديه ورجليه فإن قعد قعد مغفورا له
وإسناد هذه حسن
299 - وفي أخرى له أيضا إذا توضأ المسلم فغسل يديه كفر عنه ما عملت ليداه
فإذا
غسل وجهه كفر عنه ما نظرت إليه عيناه وإذا مسح برأسه كفر به ما
سمعت أذناه
فإذا غسل رجليه كفر عنه ما مشت إليه قدماه ثم يقوم إلى الصلاة فهي فضيلة
وإسناد هذه حسن أيضا
300 - وفي رواية للطبراني في الكبير قال أبو أمامة لو لم أسمعه من رسول
الله صلى الله عليه و سلم إلا سبع مرات ما حدثت به
قال إذا توضأ الرجل كما أمر ذهب الإثم من سمعه وبصره ويديه ورجليه وإسناده
حسن أيضا
301 - وعن ثعلبة بن عباد عن أبيه رضي الله عنه قال ما أدري كم حدثنيه رسول
الله صلى الله عليه و سلم أزواجا أو أفرادا قال ما من عبد يتوضأ فيحسن
الوضوء فيغسل وجهه حتى يسيل الماء على ذقنه ثم يغسل ذراعيه حتى يسيل الماء
على مرفقيه ثم غسل رجليه حتى يسيل الماء من كعبيه ثم يقوم فيصلي إلا غفر
له ما سلف من ذنبه
رواه الطبراني في الكبير بإسناد لين
الذقن بفتح الذال المعجمة والقاف أيضا وهو مجتمع اللحيين من أسفلهما
302 - وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله
تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر
ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها
رواه مسلم والترمذي وابن ماجه إلا أنه قال إسباغ الوضوء شطر الإيمان ورواه
النسائي دون قوله كل الناس يغدو إلى آخره
قال الحافظ عبد العظيم وقد أفردت لهذا الحديث وطرقه وحكمه وفوائده جزءا
مفردا
303 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما
من مسلم يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقوم في صلاته فيعلم ما يقول إلا انفتل وهو
كيوم ولدته أمه
الحديث
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة والحاكم واللفظ له
وقال صحيح الإسناد
304 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال إسباغ الوضوء في المكاره وإعمال الأقدام إلى المساجد وانتظار الصلاة
بعد الصلاة يغسل الخطايا غسلا
رواه أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
305 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات
قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى
المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم
الرباط
رواه مالك ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه بمعناه ورواه
ابن ماجه أيضا وابن حبان في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري إلا أنهما قالا
فيه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أدلكم على ما يكفر الله به
الخطايا ويزيد به في الحسنات ويكفر به الذنوب قالوا بلى يا رسول الله قال
إسباغ الوضوء على المكروهات وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد
الصلاة فذلكم الرباط
رواه ابن حبان في صحيحه عن شرحبيل بن سعد عنه
306 - وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال من أسبغ الوضوء في البرد الشديد كان له من الأجر كفلان
رواه الطبراني في الأوسط
307 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
أتاني الليلة آت من ربي قال يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى قلت نعم
في الكفارات والدرجات ونقل الأقدام للجماعات وإسباغ الوضوء في السبرات
وانتظار الصلاة بعد الصلاة ومن حافظ عليهن عاش بخير ومات بخير وكان من
ذنوبه كيوم ولدته أمه
رواه الترمذي في حديث يأتي بتمامه إن شاء الله تعالى في صلاة
الجماعة وقال حديث حسن
السبرات جمع سبرة وهي شدة البرد
308 - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من
توضأ واحدة فتلك وظيفة الوضوء التي لا بد منها ومن توضأ اثنين فله كفلان
من الأجر ومن توضأ ثلاثا فذلك وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي
رواه
الإمام أحمد وابن ماجه وفي إسنادهما زيد العمي وقد وثق وبقية رواة أحمد
رواة الصحيح ورواه ابن ماجه أطول منه من حديث ابن عمر بإسناد ضعيف
309 - وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
من أتم الوضوء كما أمره الله فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن رواه
النسائي وابن ماجه بإسناد صحيح
310 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول من توضأ كما أمر وصلى كما أمر غفر له ما تقدم من عمل
رواه النسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال غفر له ما تقدم من
ذنبه
8 - الترغيب في المحافظة على الوضوء وتجديده
311 - عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولن يحافظ على الوضوء
إلا مؤمن
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرطهما
ولا علة له سوى وهم أبي بلال الأشعري ورواه ابن حبان في صحيحه من غير طريق
أبي بلال وقال في أوله سددوا وقاربوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة
الحديث ورواه ابن ماجه أيضا من حديث ليث هو ابن أبي سليم عن مجاهد عن عبد
الله بن عمر من حديث أبي حفص الدمشقي وهو مجهول عن أبي أمامة يرفعه
وعن ربيعة الجرشي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال استقيموا
ونعما إن
استقمتم وحافظوا على الوضوء فإن خير أعمالكم الصلاة وتحفظوا من الأرض
فإنها أمكم وإنه ليس أحد عامل عليها خيرا أو شرا إلا وهي مخبرة به
رواه الطبراني في الكبير من رواية ابن لهيعة
قال المملي الحافظ عبد العظيم وربيعة الجرشي مختلف في صحبته وروى عن عائشة
وسعد وغيرهما قتل يوم مرج راهط
313 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء ومع كل وضوء بسواك
رواه أحمد بإسناد حسن
314 - وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال أصبح رسول الله
صلى الله عليه و سلم يوما فدعا بلالا فقال يا بلال بم سبقتني إلى الجنة
إني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي فقال بلال يا رسول الله ما
أذنت قط إلا صليت ركعتين ولا أصابني حدث قط إلا توضأت عنده فقال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لهذا
رواه ابن خزيمة في صحيحه
315 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول من توضأ على طهر كتب له عشر حسنات
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه
قال الحافظ وأما الحديث الذي يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال
الوضوء على الوضوء نور على نور
فلا يحضرني له أصل من حديث النبي صلى الله عليه و سلم ولعله من كلام بعض
السلف والله أعلم
9 - الترهيب من ترك التسمية على الوضوء عامدا
316 - قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله ثبت لنا أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال لا وضوء لمن لم يسم الله
كذا قال
317 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لا صلاة لمن لا وضوء
له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه
رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والطبراني والحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ عبد العظيم وليس كما قال فإنهم رووه عن يعقوب بن سلمة الليثي
عن أبيه عن أبي هريرة وقد قال البخاري وغيره لا يعرف لسلمة سماع من أبي
هريرة ولا ليعقوب سماع من أبيه انتهى وأبو سلمة أيضا لا يعرف ما روي عنه
غير ابنه يعقوب فأين شرط الصحة
318 - وعن رباح بن عبد الرحمن بن أبي
سفيان بن حويطب عن جدته عن أبيها قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه
رواه الترمذي واللفظ له
وابن ماجه والبيهقي وقال الترمذي قال محمد بن إسماعيل يعني البخاري أحسن
شيء في هذا الباب حديث رباح بن عبد الرحمن عن جدته عن أبيها قال الترمذي
وأبوها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل
قال الحافظ وفي الباب أحاديث كثيرة لا يسلم شيء منها عن مقال
وقد ذهب الحسن وإسحاق بن راهويه وأهل الظاهر إلى وجوب التسمية في الوضوء
حتى إنه إذا تعمد تركها أعاد الوضوء وهو رواية عن الإمام أحمد ولا شك أن
الأحاديث التي وردت فيها وإن كان لا يسلم شيء منها عن مقال فإنها تتعاضد
بكثرة طرقها وتكتسب قوة والله أعلم
الترغيب في السواك وما جاء في فضله
319 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة
رواه البخاري واللفظ له ومسلم إلا أنه قال عند كل صلاة
والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال مع الوضوء عند كل صلاة
ورواه أحمد وابن خزيمة في صحيحه وعندهما لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء
320 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن
321 - وعن زينب بنت جحش رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه
و سلم يقول لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة كما يتوضؤون
رواه أحمد بإسناد جيد ورواه البزار والطبراني في الكبير من حديث
العباس بن عبد المطلب ولفظه لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك عند
كل صلاة كما فرضت عليهم الوضوء
ورواه أبو يعلى بنحوه وزاد فيه وقالت
عائشة رضي الله عنها وما زال النبي صلى الله عليه و سلم يذكر السواك حتى
خشيت أن ينزل فيه قرآن
322 - وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال السواك
مطهرة للفم مرضاة للرب
رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحيهما ورواه البخاري معلقا مجزوما
وتعليقاته المجزومة صحيحة ورواه الطبراني في الأوسط والكبير من حديث ابن
عباس وزاد فيه ومجلاة للبصر
323 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
أربع من سنن
المرسلين الختان والتعطر والسواك والنكاح
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
324 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال عليكم
بالسواك فإنه مطيبة للفم مرضاة للرب تبارك وتعالى
رواه أحمد من رواية ابن لهيعة
325 - وعن شريح بن هانىء قال قلت لعائشة رضي الله عنها بأي شيء كان يبدأ
النبي صلى الله عليه و سلم إذا دخل بيته قالت بالسواك
رواه مسلم وغيره
326 - وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال ما كان رسول الله صلى الله
عليه و سلم يخرج من بيته لشيء من الصلاة حتى يستاك
رواه الطبراني بإسناد لا بأس به
327 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
يصلي بالليل ركعتين ركعتين ثم ينصرف فيستاك
رواه ابن ماجه والنسائي ورواته ثقات
328 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
تسوكوا فإن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ما جاءني جبريل إلا أوصاني
بالسواك حتى لقد خشيت أن يفرض علي وعلى أمتي ولولا أني أخاف أن أشق على
أمتي لفرضته عليهم وإني لأستاك حتى خشيت أن أحفي مقادم فمي
رواه ابن ماجه من طريق علي بن يزيد عن القاسم عنه
329 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لقد
أمرت بالسواك حتى ظننت أنه ينزل علي فيه قرآن أو وحي
رواه أبو يعلى وأحمد ولفظه قال لقد أمرت بالسواك حتى خشيت أن يوحى إلي فيه
شيء
ورواته ثقات
330 - وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم أمرت بالسواك
حتى خشيت أن يكتب علي
رواه أحمد والطبراني وفيه ليث بن أبي سليم
331 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ما زال جبريل يوصيني بالسواك حتى خفت على أضراسي
رواه الطبراني بإسناد لين
332 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لزمت السواك حتى خشيت أن يدرد في
رواه الطبراني في الأوسط ورواته رواة الصحيح ورواه البزار من حديث أنس
ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لقد أمرت بالسواك حتى خشيت أن
أدرد
الدرد سقوط الأسنان
333 - وعن علي رضي الله عنه أنه أمر
بالسواك وقال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن العبد إذا تسوك ثم قام
يصلي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه أو كلمة نحوها حتى يضع فاه
على فيه فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك فطهروا
أفواهكم للقرآن
رواه البزار بإسناد جيد لا بأس به وروى ابن ماجه بعضه موقوفا ولعله أشبه
334 - وعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم عن النبي
صلى الله عليه و سلم قال فضل الصلاة بالسواك على الصلاة بغير سواك سبعون
ضعفا
رواه أحمد والبزار وأبو يعلى وابن خزيمة في صحيحه وقال في
القلب من هذا الخبر شيء فإني أخاف أن يكون محمد بن إسحاق لم يسمعه من ابن
شهاب ورواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم كذا قال ومحمد بن إسحاق إنما
أخرج له مسلم في المتابعات
335 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأن أصلي ركعتين بسواك أحب إلي من أن
أصلي سبعين ركعة بغير سواك
رواه أبو نعيم في كتاب السواك بإسناد جيد
336 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك
رواه أبو نعيم أيضا بإسناد حسن
الترغيب في تخليل الأصابع والترهيب من تركه وترك الإسباغ إذا
أخل بشيء من القدر الواجب
337 - عن أبي أيوب يعني الأنصاري رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله
صلى الله عليه و سلم فقال حبذا المتخللون من أمتي
قال وما المتخللون يا رسول الله قال المتخللون في الوضوء والمتخللون من
الطعام
أما تخليل الوضوء فالمضمضة والاستنشاق وبين الأصابع وأما تخليل الطعام فمن
الطعام إنه ليس شيء أشد على الملكين من أن يريا بين أسنان صاحبهما طعاما
وهو قائم يصلي
رواه الطبراني في الكبير ورواه أيضا هو والإمام أحمد
كلاهما مختصرا عن أبي أيوب وعطاء قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
حبذا المتخللون من أمتي في الوضوء والطعام
ورواه في الأوسط من حديث أنس
ومدار طرقه كلها على واصل بن عبد الرحمن الرقاشي وقد وثقه شعبة وغيره
338 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم تخللوا فإنه نظافة والنظافة تدعو إلى الإيمان والإيمان مع
صاحبه في الجنة
رواه الطبراني في الأوسط هكذا مرفوعا ووقفه في الكبير على ابن مسعود
بإسناد حسن وهو الأشبه
339 - وروي عن واثلة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من لم
يخلل أصابعه بالماء خللها الله بالنار يوم القيامة
رواه الطبراني في الكبير
340 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم لتنتهكن الأصابع بالطهور أو لتنتهكنها النار
رواه الطبراني في الأوسط مرفوعا ووقفه في الكبير على ابن مسعود بإسناد
والله أعلم
341 - وفي رواية له في الكبير موقوفة قال خللوا الأصابع الخمس لا يحشوها
الله نارا
قوله لتنتهكن أي لتبالغن في غسلها أو لتبالغن النار في إحراقها والنهك
المبالغة في كل شيء
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى
رجلا لم يغسل عقبيه فقال ويل للأعقاب من النار
343 - وفي رواية أن أبا هريرة رأى قوما يتوضؤون من الطهرة فقال أسبغوا
الوضوء فإني سمعت أبا القاسم صلى الله عليه و سلم قال ويل للأعقاب من
النار أو ويل للعراقيب من النار
رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه مختصرا
344 - وروى الترمذي منه ويل للأعقاب من النار ثم قال وقد روي عن النبي صلى
الله عليه و سلم أنه قال ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار
قال
الحافظ وهذا الحديث الذي أشار إليه الترمذي رواه الطبراني في الكبير وابن
خزيمة في صحيحه من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي مرفوعا ورواه
أحمد موقوفا عليه
345 - وعن أبي الهيثم قال رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم أتوضأ فقال
بطن القدم يا أبا الهيثم
رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة
346 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم رأى قوما وأعقابهم تلوح فقال ويل للأعقاب من النار أسبغوا الوضوء
رواه مسلم وأبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه ورواه البخاري بنحوه
348 - وفي رواية فتردد في آية فلما انصرف قال إنه لبس علينا القرآن إن
أقواما
منكم يصلون معنا لا يحسنون الوضوء فمن شهد الصلاة معنا فليحسن
الوضوء
رواه أحمد هكذا ورجال الروايتين محتج بهم في الصحيح ورواه النسائي عن أبي
روح عن رجل
349 - وعن رفاعة بن رافع أنه كان جالسا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم
فقال إنها لا تتم صلاة لاحد حتى يسبغ الوضوء كما أمر الله يغسل وجهه ويديه
إلى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين
رواه ابن ماجه بإسناد جيد
12 - الترغيب في كلمات يقولهن بعد الوضوء
350 - روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب
الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء
رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه وقالا فيحسن الوضوء
وزاد أبو داود ثم يرفع طرفه إلى السماء ثم يقول فذكره ورواه الترمذي كأبي
داود وزاد اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين
الحديث وتكلم فيه
351 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم من قرأ سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة ومن
قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره ومن توضأ فقال سبحانك اللهم
وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق
ثم جعل في طابع فلم يكسر إلى يوم القيامة
رواه الطبراني في الأوسط ورواته رواة الصحيح واللفظ له ورواه النسائي وقال
في آخره ختم عليها بخاتم فوضعت تحت العرش فلم تكسر إلى يوم القيامة
وصوب وقفه على أبي سعيد
وروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه
و سلم يقول من توضأ فغسل يديه ثم مضمض ثلاثا واستنشق ثلاثا وغسل وجهه
ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاثا ومسح رأسه ثم غسل رجليه ثم لم يتكلم حتى
يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
غفر له ما بين الوضوءين
رواه أبو يعلى والدارقطني
13 - الترغيب في ركعتين بعد الوضوء
353 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
لبلال يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام إني سمعت دف نعليك بين
يدي في الجنة
قال ما عملت عملا أرجى عندي من أني لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل أو نهار
إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي
رواه البخاري ومسلم
الدف بالضم صوت النعل حال المشي
354 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما
إلا وجبت له الجنة
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه في حديث
356 - وعن حمران مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه رأى عثمان بن عفان
رضي
الله عنه دعا بوضوء فأفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاث مرات
ثم أدخل
يمينه في الوضوء ثم تمضمض واستنشق واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى
المرفقين ثلاثا ثم مسح برأسه ثم غسل رجليه ثلاثا ثم قال رأيت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يتوضأ نحو وضوئي هذا ثم قال من توضأ نحو وضوئي هذا ثم
صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
357 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول من توضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى ركعتين أو أربعا يشك سهل يحسن
الركوع والخشوع ثم استغفر الله غفر له
رواه أحمد بإسناد حسن
كتاب الصلاة الترغيب في الأذان وما جاء في فضله
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوارواه البخاري ومسلم
قوله لاستهموا أي لاقترعوا والتهجير هو التبكير إلى الصلاة
359 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لو يعلم الناس ما في التأذين لتضاربوا عليه بالسيوف
رواه أحمد وفي إسناده ابن لهيعة
360 - وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال له إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة
قال أبو سعيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم
ورواه مالك والبخاري والنسائي وابن ماجه وزاد ولا حجر ولا شجر إلا شهد له وابن خزيمة في صحيحه ولفظه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يسمع صوته شجر ولا مدر ولا حجر ولا جن ولا إنس إلا شهد له
361 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يغفر للمؤذن منتهى
أذانه ويستغفر له كل رطب ويابس سمعه
رواه أحمد بإسناد صحيح والطبراني في الكبير والبزار إلا أنه قال ويجيبه كل
رطب ويابس
362 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم فال
المؤذن يغفر له مدى صوته ويصدقه كل رطب ويابس
رواه أحمد واللفظ له وأبو داود وابن خزيمة في صحيحه وعندهما ويشهد له كل
رطب ويابس
والنسائي وزاد فيه وله مثل أجر من صلى معه
وابن ماجه وعنده يغفر له مد صوته ويستغفر له كل رطب ويابس وشاهد الصلاة
تكتب له خمس وعشرون حسنة ويكفر عنه ما بينهما
قال الخطابي رحمه الله مدى الشيء غايته والمعنى أنه يستكمل مغفرة الله
تعالى إذا استوفى وسعه في رفع الصوت فيبلغ الغاية من المغفرة إذا بلغ
الغاية من الصوت
قال الحافظ رحمه الله ويشهد لهذا القول رواية من قال يغفر له مد صوته
بتشديد الدال أي بقدر مدة صوته
قال الخطابي رحمه الله وفيه وجه آخر وهو أنه كلام تمثيل وتشبيه يريد أن
الكلام الذي ينتهي إليه الصوت لو يقدر أن يكون ما بين أقصاه وبين مقامه
الذي هو فيه ذنوب تملأ تلك المسافة غفرها الله انتهى
363 - وعن
البراء بن عازب رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله
وملائكته يصلون على الصف المقدم والمؤذن يغفر له مدى صوته وصدقه من سمعه
من رطب ويابس وله أجر من صلى معه
رواه أحمد والنسائي بإسناد حسن جيد
ورواه الطبراني عن أبي أمامة ولفظه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
المؤذن يغفر له مد صوته وأجره مثل أجر من صلى معه
364 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يد
الرحمن فوق رأس
المؤذن وإنه ليغفر له مدى صوته أين بلغ
رواه الطبراني في الأوسط
365 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين
رواه أبو داود والترمذي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما إلا أنهما قالا
فأرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين
ولابن خزيمة رواية كرواية أبي داود
366 - وفي أخرى له قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المؤذنون أمناء
والأئمة ضمناء اللهم اغفر للمؤذنين وسدد الأئمة
ثلاث مرات
ورواه أحمد من حديث أبي أمامة بإسناد حسن
367 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن فأرشد الله الأئمة وعفا عن المؤذنين
رواه ابن حبان في صحيحه
368 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضي
الأذان أقبل فإذا ثوب أدبر فإذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء
ونفسه يقول اذكر كذا اذكر كذا لما لم يكن يذكر من قبل حتى يظل الرجل ما
يدري كم صلى
رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
قال
الخطابي رحمه الله التثويب هنا الإقامة والعامة لا تعرف التثويب إلا قول
المؤذن في صلاة الفجر الصلاة خير من النوم ومعنى التثويب الإعلام بالشيء
والإنذار بوقوعه وإنما سميت الإقامة تثويبا لأنه إعلام بإقامة الصلاة
والأذان إعلام بوقت الصلاة
369 - وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة
ذهب حتى يكون مكان الروحاء
قال الراوي والروحاء من المدينة على ستة وثلاثين ميلا
رواه مسلم
370 - وعن معاوية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول المؤذنون أطول
الناس أعناقا يوم القيامة
رواه مسلم ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
371 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم لو أقسمت لبررت إن أحب عباد الله إلى الله لرعاة الشمس والقمر
يعني المؤذنين وإنهم ليعرفون يوم القيامة بطول أعناقهم
رواه الطبراني في الأوسط
372 - وعن ابن أبي أوفى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن
خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم لذكر الله
رواه
الطبراني واللفظ له والبزار والحاكم وقال صحيح الإسناد ثم رواه موقوفا
وقال هذا لا يفسد الأول لأن ابن عيينة حافظ وكذلك ابن المبارك انتهى
ورواه أبو حفص بن شاهين وقال تفرد به ابن عيينة عن مسعر وحدث به غيره وهو
حديث غريب صحيح
373 - وروي عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن
المؤذنين والملبين يخرجون من قبورهم يؤذن المؤذن ويلبي الملبي
رواه الطبراني في الأوسط
374 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال ثلاثة على كثبان المسك
وأراه قال يوم القيامة
زاد في رواية يغبطهم الأولون والآخرون عبد أدى حق الله وحق مواليه ورجل أم
قوما وهم به راضون ورجل ينادي بالصلوات الخمس في كل يوم وليلة
رواه أحمد والترمذي من رواية سفيان عن أبي اليقظان عن زاذان عنه وقال حديث
حسن غريب
قال الحافظ وأبو اليقظان واه وقد روى عنه الثقات واسمه عثمان بن قيس قاله
الترمذي وقيل عثمان بن عمير وقيل عثمان بن أبي حميد وقيل غير ذلك ورواه
الطبراني في الأوسط والصغير بإسناد لا بأس به
375 - ولفظه قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يهولهم الفزع الأكبر ولا ينالهم الحساب
هم على كثب من مسك حتى يفرغ من حساب الخلائق رجل قرأ القرآن ابتغاء
وجه الله وأم به قوما وهم به راضون وداع يدعو إلى الصلاة ابتغاء
وجه الله وعبد أحسن فيما بينه وبين ربه وفيما بينه وبين مواليه
ورواه في الكبير
376 - ولفظه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لو لم أسمعه من رسول الله صلى
الله عليه و سلم إلا مرة ومرة ومرة حتى عد سبع مرات لما حدثت به سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول ثلاثة على كثبان المسك يوم القيامة لا
يهولهم الفزع ولا يفزعون حين يفزع الناس رجل علم القرآن فقام به يطلب به
وجه الله وما عنده ورجل نادى في كل يوم وليلة خمس صلوات يطلب وجه الله وما
عنده ومملوك لم يمنعه رق الدنيا من طاعة ربه
377 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمع النبي صلى الله عليه و سلم
رجلا وهو في مسير له يقول الله أكبر الله أكبر
فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم على الفطرة
فقال أشهد أن لا إله إلا الله قال خرج من النار فاستبق القوم إلى الرجل
فإذا راعي غنم حضرته الصلاة فقام يؤذن
رواه ابن خزيمة في صحيحه وهو في مسلم بنحوه
378 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و
سلم فقام بلال ينادي
فلما سكت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال مثل هذا يقينا دخل
الجنة
رواه النسائي وابن حبان في صحيحه
379 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله
عليه و سلم فقال علمني أو دلني على عمل يدخلني الجنة قال كن مؤذنا قال لا
أستطيع قال كن إماما قال لا أستطيع فقال فقم بإزاء الإمام
رواه البخاري في تاريخه والطبراني في الأوسط
380 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه يتمنى على الله ما يشتهي بين
الأذان والإقامة
رواه الطبراني في الأوسط ورواه في الكبير
381
- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه إذا مات لم يدود في قبره
وفيهما إبراهيم بن رستم وقد وثق
وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم إذا أذن في قرية أمنها الله عز و جل من عذابه ذلك اليوم
رواه الطبراني في معاجيمه الثلاثة
383 - ورواه في الكبير من حديث معقل بن يسار ولفظه قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم أيما قوم نودي فيهم بالأذان صباحا إلا كانوا في أمان الله حتى
يمسوا وأيما قوم نودي فيهم بالأذان مساء إلا كانوا في أمان الله حتى
يصبحوا
384 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول يعجب ربك من راعي غنم على رأس شظية للجبل يؤذن
بالصلاة ويصلي
فيقول الله عز و جل انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف مني قد
غفرت لعبدي وأدخلته الجنة
رواه أبو داود والنسائي
الشظية بفتح الشين وكسر الظاء معجمتين وبعدهما ياء مثناة تحت مشددة وتاء
تأنيث هي القطعة تنقطع من الجبل ولم تنفصل منه
385 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من
أذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة وكتب له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة
وبكل إقامة ثلاثون حسنة
رواه ابن ماجه والدارقطني والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري
قال الحافظ وهو كما قال فإن عبد الله بن صالح كاتب الليث وإن كان فيه كلام
فقد روى عنه البخاري في الصحيح
386 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم من أذن محتسبا سبع سنين كتب له براءة من النار
ورواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث غريب
387 - وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إذا كان الرجل بأرض قي فحانت الصلاة فليتوضأ فإن لم يجد ماء فليتيمم
فإن أقام صلى معه ملكاه وإن
أذن وأقام صلى خلفه من جنود الله ما لا يرى طرفاه
رواه عبد الرزاق في كتابه عن ابن التميمي عن أبيه عن أبي عثمان النهدي عنه
القي بكسر القاف وتشديد الياء هي الأرض القفر
2 - الترغيب في إجابة المؤذن وبماذا يجيبه وما يقول بعد الأذان
388 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
389 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى
الله عليه و سلم يقول إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي
فإنه من صلى علي صلاة صلى الله بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها
منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن
سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
390 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر
ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله
قال أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال
أشهد أن محمدا رسول الله قال أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال حي على
الصلاة قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال حي على الفلاح قال لا حول ولا
قوة إلا بالله ثم قال الله أكبر الله أكبر قال الله أكبر الله أكبر ثم قال
لا إله إلا الله
قال لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة
رواه مسلم وأبو داود والنسائي
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال
من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت
محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم
القيامة
رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ورواه البيهقي في
سننه الكبرى وزاد في آخره إنك لا تخلف الميعاد
392 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله
عليه و سلم رسولا غفر الله له ذنوبه
رواه مسلم والترمذي واللفظ له والنسائي وابن ماجه وأبو داود ولم يقل ذنوبه
وقال مسلم غفر له ذنبه
393 - وعن هلال بن يساف رضي الله عنه أنه سمع معاوية يحدث أنه سمع رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول من سمع المؤذن فقال مثل ما يقول فله مثل
أجره
رواه الطبراني في الكبير من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين لكن متنه
حسن وشواهده كثيرة
394 - وروي عن ميمونة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام بين صف الرجال
والنساء فقال يا معشر النساء إذا سمعتم أذان هذا الحبشي وإقامته فقلن كما
يقول فإن لكن بكل حرف ألف ألف درجة
قال عمر رضي الله عنه هذا للنساء فما للرجال قال ضعفان يا عمر
رواه الطبراني في الكبير وفيه نكارة
395 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و
سلم فقام بلال ينادي فلما سكت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال
مثل ما قال هذا يقينا دخل الجنة
رواه النسائي
وابن ماجه في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد ورواه أبو يعلى
عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك
ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عرس ذات ليلة فأذن بلال فقال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من قال مثل مقالته وشهد مثل شهادته فله الجنة
عرس المسافر بتشديد الراء إذا نزل آخر الليل ليستريح
396 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال من قال حين ينادي المنادي اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة
النافعة صل على محمد وارض عني رضى لا سخط بعده استجاب الله له دعوته
رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وسيأتي في باب الدعاء بين
الأذان والإقامة حديث أبي أمامة إن شاء الله تعالى
397 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا قال يا رسول الله إن
المؤذنين يفضلوننا
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه
398 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان
يقول إذا سمع المؤذن اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة صل على
محمد وأعطه سؤله يوم القيامة وكان يسمعها من حوله ويحب أن يقولوا مثل ذلك
إذا سمعوا المؤذن قال ومن قال مثل ذلك إذا سمع المؤذن وجبت له شفاعة محمد
صلى الله عليه و سلم يوم القيامة
رواه الطبراني في الكبير والأوسط
ولفظه كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا سمع النداء قال اللهم رب هذه
الدعوة التامة والصلاة القائمة صل على عبدك ورسولك واجعلنا في شفاعته يوم
القيامة
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال هذا عند النداء جعله الله في
شفاعتي يوم القيامة
وفي إسنادهما صدقة بن عبد الله السمين
399 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
سلوا الله لي الوسيلة فإنه لم يسألها لي عبد في الدنيا إلا كنت له شهيدا
أو شفيعا يوم القيامة
رواه الطبراني في الأوسط من رواية الوليد
بن عبد الملك الحراني عن موسى بن أعين والوليد مستقيم الحديث فيما رواه عن
الثقات وابن أعين ثقة مشهور
400 - ورواه في الكبير أيضا ولفظه قال
من سمع النداء فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا
عبده ورسوله اللهم صل على محمد وبلغه درجة الوسيلة عندك واجعلنا في شفاعته
يوم القيامة وجبت له الشفاعة
وفيه إسحاق بن عبد الله بن كيسان وهو لين الحديث
401 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا
سمع المؤذن يتشهد قال وأنا وأنا
رواه أبو داود واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
3 - الترغيب في الإقامة
402 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضي
الأذان أقبل فإذا ثوب أدبر الحديث تقدم والمراد بالتثويب هنا الإقامة
403 - وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا ثوب
بالصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء
رواه أحمد من رواية ابن لهيعة
404 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ساعتان لا ترد على داع دعوته حين تقام الصلاة وفي الصف في سبيل الله
رواه ابن حبان في صحيحه
4 - الترهيب من الخروج من المسجد بعد الأذان لغير عذر
405 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرج رجل بعدما أذن المؤذن فقال أما
هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه و سلم ثم قال أمرنا رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إذا كنتم في المسجد فنودي
بالصلاة فلا يخرج أحدكم حتى يصلي
رواه أحمد واللفظ له وإسناده صحيح ورواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
وابن ماجه دون قوله أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم الخ
406 -
وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يسمع النداء
في مسجدي هذا ثم يخرج منه إلا لحاجة ثم لا يرجع إليه إلا منافق
رواه الطبراني في الأوسط ورواته محتج بهم في الصحيح
407 - وروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم من أدركه الأذان في المسجد ثم خرج لم يخرج لحاجة وهو لا يريد
الرجعة فهو منافق
رواه ابن ماجه
408 - وعن سعيد بن المسيب رضي
الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يخرج من المسجد أحد بعد
النداء إلا منافق إلا لعذر أخرجته حاجة وهو يريد الرجوع
رواه أبو داود في مراسيله
5 - الترغيب في الدعاء بين الأذان والإقامة
409 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد
رواه أبو داود والترمذي واللفظ له والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في
صحيحيهما وزاد فادعوا وزاد الترمذي في رواية قالوا فماذا نقول يا رسول
الله قال سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة
410 - وعن سهل بن سعد
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ساعتان تفتح فيهما
أبواب السماء وقلما ترد على داع دعوته عند حضور النداء والصف في سبيل الله
وفي لفظ قال ثنتان لا تردان أو قال ما يردان الدعاء عند النداء
وعند البأس حين يلحم بعض بعضا
رواه أبو داود وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما إلا أنه قال في هذه عند
حضور الصلاة
411 - وفي رواية له ساعتان لا ترد على داع دعوته حين تقام الصلاة وفي الصف
في سبيل الله
ورواه الحاكم وصححه ورواه مالك موقوفا
قوله يلحم هو بالحاء المهملة أي حين ينشب بعضهم ببعض في الحرب
412 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا
نادى المنادي فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء فمن نزل به كرب أو شدة
فليتحين المنادي فإذا كبر كبر وإذا تشهد تشهد وإذا قال حي على الصلاة قال
حي على الصلاة وإذا قال حي على الفلاح قال حي على الفلاح ثم يقول اللهم رب
هذه الدعوة التامة الصادقة المستجابة المستجاب لها دعوة الحق وكلمة التقوى
أحينا عليها وأمتنا عليها وابعثنا عليها واجعلنا من خيار أهلها أحياء
وأمواتا ثم يسأل الله حاجته
رواه الحاكم من رواية عفير بن معدان وهو واه وقال صحيح الإسناد
قوله فليتحين المنادي أي ينتظر بدعوته حين يؤذن المؤذن فيجيبه ثم يسأل
الله تعالى حاجته
413 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا قال يا رسول الله إن
المؤذنين يفضلوننا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قل كما يقولون فإذا
انتهيت فسل تعطه
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه وقالا تعط بغير هاء
الترغيب في بناء المساجد في الأمكنة المحتاجة إليها
414 - وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال عند قول الناس فيه حين بنى
مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم إنكم أكثرتم علي وإني سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول من بنى مسجدا
يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة وفي رواية بنى
الله له مثله في الجنة
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
415 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من
بنى لله مسجدا قدر مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة
رواه البزار واللفظ له والطبراني في الصغير وابن حبان في صحيحه
416 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول من بنى لله مسجدا يذكر فيه بنى الله له بيتا في الجنة
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه
417 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا
آجره الله يوم القيامة ومن بنى لله مسجدا كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له
بيتا في الجنة
رواه ابن خزيمة في صحيحه وروى ابن ماجه منه ذكر
المسجد فقط بإسناد صحيح ورواه أحمد والبزار عن ابن عباس عن النبي صلى الله
عليه و سلم إلا أنهما قالا كمفحص قطاة لبيضها
مفحص القطاة بفتح الميم والحاء المهملة وهو مجثمها
418 - وروي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من
بنى لله مسجدا صغيرا كان أو كبيرا بنى الله له بيتا في الجنة
رواه الترمذي
419 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا أوسع منه
رواه أحمد بإسناد لين
وروي عن بشر بن حيان قال جاء واثلة بن الأسقع ونحن نبني مسجدا
قال فوقف
علينا فسلم ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من بنى مسجدا
يصلى فيه بنى الله عز و جل له في الجنة أفضل منه
رواه أحمد والطبراني
421 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم من بنى بيتا يعبد الله فيه من مال حلال بنى الله له بيتا في الجنة من
در وياقوت
رواه الطبراني في الأوسط والبزار دون قوله من در وياقوت
422 - وروي عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من
بنى مسجدا لا يريد به رياء ولا سمعة بنى الله له بيتا في الجنة
رواه الطبراني في الأوسط
423 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره أو ولدا
صالحا تركه أو مصحفا ورثه أو مسجدا بناه أو بيتا لابن السبيل بناه أو نهرا
أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته
رواه ابن ماجه واللفظ له وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي وإسناد ابن ماجه
حسن والله أعلم
7 - الترغيب في تنظيف المساجد وتطهيرها وما جاء في تجميرها
424 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد ففقدها
رسول الله صلى الله عليه و سلم فسأل عنها بعد أيام فقيل له إنها ماتت فقال
فهلا آذنتموني فأتى قبرها فصلى عليها
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه بإسناد صحيح واللفظ له وابن خزيمة في صحيحه
إلا أنه قال إن امرأة كانت تلقط الخرق والعيدان من المسجد
425 - ورواه ابن ماجه أيضا وابن خزيمة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال كانت
سوداء
تقم المسجد فتوفيت ليلا فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم
أخبر بها
فقال ألا آذنتموني فخرج بأصحابه فوقف على قبرها فكبر عليها والناس خلفه
ودعا لها ثم انصرف
426 - وروى الطبراني في الكبير عن ابن عباس رضي
الله عنهما أن امرأة كانت تلقط القذى من المسجد فتوفيت فلم يؤذن النبي صلى
الله عليه و سلم بدفنها
فقال النبي صلى الله عليه و سلم إذا مات لكم ميت فآذنوني وصلى عليها وقال
إني رأيتها في الجنة تلقط القذى من المسجد
427 - وروى أبو الشيخ الأصبهاني عن عبيد الله بن مرزوق قال كانت امرأة
بالمدينة تقم المسجد فماتت فلم يعلم بها النبي صلى الله عليه و سلم فمر
على قبرها فقال ما هذا القبر فقالوا قبر أم محجن
قال التي كانت تقم المسجد قالوا نعم
فصف الناس فصلى عليها ثم قال أي العمل وجدت أفضل قالوا يا رسول الله أتسمع
قال ما أنتم بأسمع منها فذكر أنها أجابته قم المسجد وهذا مرسل
قم المسجد بالقاف وتشديد الميم هو كنسه
428 - وروي عن أبي قرصافة أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول ابنوا
المساجد وأخرجوا القمامة منها فمن بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في
الجنة فقال رجل يا رسول الله وهذه المساجد التي تبنى في الطريق قال نعم
وإخراج القمامة منها مهور الحور العين
رواه الطبراني في الكبير
القمامة بالضم الكناسة واسم أبي قرصافة بكسر القاف جندرة بن خيشنة
429 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عرضت
علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم
أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها
رواه
أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه كلهم من رواية المطلب بن
عبد الله بن حنطب عن أنس وقال الترمذي حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا
الوجه قال وذاكرت به محمد بن إسماعيل يعني البخاري فلم يعرفه واستغربه
وقال محمد لا أعرف للمطلب بن عبد الله سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى
الله عليه و سلم إلا قوله حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه و سلم
وسمعت عبد الله بن
عبد الرحمن يقول لا نعرف للمطلب سماعا من أحد
من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال عبد الله وأنكر علي بن المديني أن
يكون المطلب سمع من أنس
قال الحافظ عبد العظيم قال أبو زرعة المطلب
ثقة أرجو أن يكون سمع من عائشة ومع هذا ففي إسناده عبد المجيد بن عبد
العزيز بن أبي رواد وفي توثيقه خلاف يأتي في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى
430 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم من أخرج أذى من المسجد بنى الله له بيتا في الجنة
رواه ابن ماجه وفي إسناده احتمال للتحسين
431 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه و
سلم أن نتخذ المساجد في ديارنا وأمرنا أن ننظفها
رواه أحمد والترمذي وقال حديث صحيح
432 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم
ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب
رواه أحمد والترمذي وقال حديث صحيح إلي وأبو داود وابن ماجه وابن خزيمة في
صحيحه ورواه الترمذي مسندا ومرسلا وقال في المرسل هذا أصح
433 -
وروي عن واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه و سلم قال جنبوا مساجدكم
صبيانكم ومجانينكم وشراءكم وبيعكم وخصوماتكم ورفع أصواتكم وإقامة حدودكم
وسل سيوفكم واتخذوا على أبوابها المطاهر وجمروها في الجمع
رواه ابن
ماجه ورواه الطبراني في الكبير عن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة ورواه في
الكبير أيضا بتقديم وتأخير من رواية مكحول عن معاذ ولم يسمع منه
جمروها أي بخروها وزنا ومعنى
الترهيب من البصاق في المسجد وإلى القبلة ومن إنشاد الضالة فيه
وغير ذلك مما يذكر هنا
434 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم
يخطب يوما إذ رأى نخامة في قبلة المسجد فتغيظ على الناس ثم حكها قال
وأحسبه قال فدعا بزعفران فلطخه به وقال إن الله عز و جل قبل وجه أحدكم إذا
صلى فلا يبصق بين يديه
رواه البخاري ومسلم وأبو داود واللفظ له
435 - وروى ابن ماجه عن القاسم بن مهران وهو مجهول عن أبي رافع عن أبي
هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى نخامة في قبلة
المسجد فأقبل على الناس فقال ما بال أحدكم يقوم مستقبل ربه فيتنخع أمامه
أيحب أحدكم أن يستقبل فيتنخع في وجهه إذا بصق أحدكم فليبصق عن شماله أو
ليتفل هكذا في ثوبه ثم أراني إسماعيل يعني ابن علية يبصق في ثوبه ثم يدلكه
436 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم كان يعجبه العراجين أن يمسكها بيده فدخل المسجد ذات يوم وفي يده
واحد منها فرأى نخامات في قبلة المسجد فحتهن حتى أنقاهن ثم أقبل على الناس
مغضبا فقال أيحب أحدكم أن يستقبله رجل فيبصق في وجهه إن أحدكم إذا قام إلى
الصلاة فإنما يستقبل ربه والملك عن يمينه فلا يبصق بين يديه ولا عن يمينه
الحديث
رواه ابن خزيمة في صحيحه
437 - وفي رواية له بنحوه إلا أنه قال فيه فإن الله عز و جل بين أيديكم في
صلاتكم فلا توجهوا شيئا من الأذى بين أيديكم
الحديث وبوب عليه ابن خزيمة باب الزجر عن توجيه جميع ما يقع عليه اسم أذى
تلقاء القبلة في الصلاة
438 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال أتانا رسول الله صلى الله
عليه و سلم في مسجدنا وفي يده عرجون فرأى في قبلة المسجد نخامة فأقبل
عليها فحتها بالعرجون ثم قال أيكم يحب أن يعرض الله عنه إن أحدكم إذا قام
يصلي فإن الله تعالى
قبل وجهه فلا يبصقن قبل وجهه ولا عن يمينه
وليبصق عن يساره تحت رجله اليسرى فإن عجلت به بادرة فليتفل بثوبه هكذا
ووضعه على فيه ثم دلكه
الحديث رواه أبو داود وغيره
439 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من
تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفلته بين عينيه
رواه أبو داود وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ورواه الطبراني في الكبير
من حديث أبي أمامة ولفظه قال من بصق في قبلة ولم يوارها جاءت يوم القيامة
أحمى ما تكون حتى تقع بين عينيه
تفل بالتاء المثناة فوق أي بصق بوزنه ومعناه
440 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
يبعث صاحب النخامة في القبلة يوم القيامة وهي في وجهه
رواه البزار وابن خزيمة في صحيحه وهذا لفظه وابن حبان في صحيحه
441 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال البصاق في
المسجد خطيئة وكفارتها دفنها
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
442 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
التفل في المسجد سيئة ودفنه حسنة
رواه أحمد بإسناد لا بأس به
443 - وعن أبي سهلة السائب بن خلاد من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أن
رجلا أم قوما فبصق في القبلة ورسول الله صلى الله عليه و سلم ينظر فقال
رسول الله صلى الله عليه و سلم حين فرغ لا يصلي لكم هذا فأراد بعد ذلك أن
يصلي لهم فمنعوه وأخبروه بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك
لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال نعم وحسبت أنه قال إنك آذيت الله
ورسوله
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه
وعن عبد الله بن
عمر رضي الله عنهما قال أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا يصلي
بالناس الظهر فتفل في القبلة وهو يصلي للناس فلما كانت صلاة العصر أرسل
إلى آخر فأشفق الرجل الأول فجاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا
رسول الله أأنزل في شيء قال لا ولكنك تفلت بين يديك وأنت قائم تؤم الناس
فآذيت الله والملائكة
رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد
445
- وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن العبد
إذا قام في الصلاة فتحت له الجنان وكشفت له الحجب بينه وبين ربه واستقبله
الحور العين ما لم يمتخط أو يتنخع
رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده نظر
446 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل لا ردها الله عليك فإن
المساجد لم تبن لهذا
رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه وغيرهم
447
- وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا رأيتم من
يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك وإذا رأيتم من ينشد
ضالة فقولوا لا ردها الله عليك
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي وابن خزيمة والحاكم وقال صحيح
على شرط مسلم ورواه ابن حبان في صحيحه بنحوه بالشطر الأول
448 - وعن بريدة رضي الله عنه أن رجلا نشد في المسجد فقال من دعا إلى
الجمل الأحمر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا وجدت إنما بنيت
المساجد لما بنيت له
رواه مسلم والنسائي وابن ماجه
449 - وعن ابن سيرين رضي الله عنه أو غيره قال سمع ابن مسعود رجلا ينشد
ضالة في المسجد فأسكته وانتهره وقال قد نهينا عن هذا
رواه الطبراني في الكبير وابن سيرين لم يسمع من ابن مسعود وتقدم حديث
واثلة في الباب قبله
جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم وشراءكم وبيعكم
الحديث
450 - وعن مولى لابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال بينا أنا مع أبي سعيد
وهو مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ دخلنا المسجد فإذا رجل جالس في
وسط المسجد محتبيا مشبكا أصابعه بعضها في بعض فأشار إليه رسول الله صلى
الله عليه و سلم فلم يفطن الرجل لإشارة رسول الله صلى الله عليه و سلم
فالتفت إلى أبي سعيد فقال إذا كان أحدكم في المسجد فلا يشبكن فإن التشبيك
من الشيطان وإن أحدكم لا يزال في صلاة ما كان في المسجد حتى يخرج منه
رواه أحمد بإسناد حسن
451 - وعن أبي هريرة خ رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إذا توضأ أحدكم في بيته ثم أتى المسجد كان في الصلاة حتى يرجع فلا يقل
هكذا وشبك بين أصابعه
رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما وفيما قاله نظر
452 - وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول إذا توضأ أحدكم ثم خرج عامدا إلى الصلاة فلا يشبكن بين يديه فإنه
في صلاة
رواه أحمد وأبو داود بإسناد جيد والترمذي واللفظ له من
رواية سعيد المقبري عن رجل عن كعب بن عجرة وابن ماجه من رواية سعيد
المقبري أيضا عن كعب وأسقط الرجل المبهم
453 - وفي رواية لأحمد رضي
الله عنه قال دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم في المسجد وقد شبكت
بين أصابع فقال لي يا كعب إذا كنت في المسجد فلا تشبكن بين أصابعك فأنت في
صلاة ما انتظرت الصلاة
ورواه ابن حبان في صحيحه بنحو هذه
454 -
وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال خصال لا
ينبغين في المسجد لا يتخذ طريقا ولا يشهر فيه سلاح ولا ينبض فيه بقوس ولا
ينثر فيه نبل ولا يمر فيه بلحم نيء ولا يضرب فيه حد ولا يقتص فيه من أحد
ولا يتخذ سوقا
رواه ابن ماجه وروى منه الطبراني في الكبير ولا تتخذوا المساجد طرقا إلا
لذكر أو صلاة
وإسناد الطبراني لا بأس به
قوله ولا ينبض فيه بقوس يقال أنبض القوس بالضاد المعجمة إذا حرك
وترها لترن
نيء بكسر النون وهمزة بعد الياء ممدودا هو الذي لم يطبخ وقيل لم ينضج
455 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أبو بدر أراه رفعه إلى النبي صلى
الله عليه و سلم قال إن الحصاة تناشد الذي يخرجها من المسجد
رواه أبو داود بإسناد جيد وقد سئل الدارقطني عن هذا الحديث فذكر أنه روي
موقوفا على أبي هريرة وقال رفعه وهم من أبي بدر والله أعلم
456 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم سيكون في آخر الزمان قوم يكون حديثهم في مساجدهم ليس لله
فيهم حاجة
رواه ابن حبان في صحيحه
9 - الترغيب في المشي إلى المساجد سيما في الظلم وما جاء في فضلها
457 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين درجة
وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة لا يخرجه إلا الصلاة لم
يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة فإذا صلى لم تزل
الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه اللهم صل عليه اللهم ارحمه ولا يزال
في صلاة ما انتظر الصلاة
وفي رواية اللهم اغفر له اللهم تب عليه ما لم يؤذ فيه ما لم يحدث فيه
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه باختصار
ومالك في الموطأ ولفظه
من توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج عامدا إلى الصلاة فإنه في صلاة ما
كان يعمد
إلى الصلاة وإنه يكتب له بإحدى خطوتيه حسنة ويمحى عنه بالأخرى سيئة فإذا
سمع أحدكم الإقامة فلا يسع فإن أعظمكم أجرا أبعدكم دارا
قالوا لم يا أبا هريرة قال من أجل كثرة الخطا
458 - ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من
حين يخرج أحدكم من منزله إلى مسجدي فرجل تكتب له حسنة ورجل تحط عنه سيئة
حتى يرجع ورواه النسائي والحاكم بنحو ابن حبان وليس عندهما حتى يرجع وقال
الحاكم صحيح على شرط مسلم وتقدم في الباب قبله حديث أبي هريرة قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إذا توضأ أحدكم في بيته ثم أتى المسجد كان في
صلاة حتى يرجع
الحديث
459 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال إذا تطهر الرجل ثم أتى المسجد يرعى
الصلاة كتب له كاتباه أو كاتبه بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر حسنات
والقاعد يرعى الصلاة كالقانت ويكتب من المصلين من حين يخرج من بيته حتى
يرجع إليه
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط وبعض طرقه صحيح وابن
خزيمة في صحيحه ورواه ابن حبان في صحيحه مفرقا في موضعين
القنوت يطلق بإزاء معان منها السكوت والدعاء والطاعة والتواضع وإدامة الحج
وإدامة الغزو والقيام في الصلاة وهو المراد في هذا الحديث والله أعلم
460 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة وخطوة تكتب له حسنة
ذاهبا وراجعا
رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني وابن حبان في صحيحه
461 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
على كل ميسم من الإنسان صلاة كل يوم
فقال رجل من القوم هذا من أشد ما أوتينا به
قال أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صلاة وحلمك على الضعيف صلاة وإنحاؤك
القذر عن
الطريق صلاة وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صلاة
رواه ابن خزيمة في صحيحه
462 - وعن عثمان رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاها مع الإمام غفر
له ذنبه
رواه ابن خزيمة أيضا
463 - وعن سعيد بن المسيب رضي
الله عنه قال حضر رجلا من الأنصار الموت فقال إني محدثكم حديثا ما
أحدثكموه إلا احتسابا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا
توضأ أحدكم فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة لم يرفع قدمه اليمنى إلا كتب
الله عز و جل له حسنة ولم يضع قدمه اليسرى إلا حط الله عز و جل عنه سيئة
فليقرب أحدكم أو ليبعد فإن أتى المسجد فصلى في جماعة غفر له فإن أتى
المسجد وقد صلوا بعضا وبقي بعض صلى ما أدرك وأتم ما بقي كان كذلك فإن أتى
المسجد وقد صلوا فأتم الصلاة كان كذلك
رواه أبو داود
464 - وعن
ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتاني
الليلة آت من ربي فذكر الحديث إلى أن قال قال لي يا محمد أتدري فيم يختصم
الملأ الأعلى قلت نعم في الدرجات والكفارات ونقل الأقدام إلى الجماعة
وإسباغ الوضوء في السبرات وانتظار الصلاة بعد الصلاة ومن حافظ عليهن عاش
بخير ومات بخير وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه
الحديث رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب ويأتي بتمامه إن شاء الله تعالى
465 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه فيسبغه ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة إلا
تبشش الله إليه كما يتبشش أهل الغائب بطلعته
رواه ابن خزيمة في صحيحه
466 - وعن جابر رضي الله عنه قال خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة أن
ينتقلوا قرب المسجد فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال لهم بلغني
أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد قالوا نعم يا رسول الله قد أردنا ذلك
فقال يا بني سلم دياركم تكتب آثاركم
دياركم تكتب آثاركم فقالوا ما يسرنا أنا كنا تحولنا
رواه مسلم وغيره
وفي رواية له بمعناه وفي آخره إن لكم بكل خطوة درجة
467 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت الأنصار بعيدة منازلهم من
المسجد فأرادوا أن يتقربوا فنزلت ونكتب ما قدموا وآثارهم يس 21 فثبتوا
رواه ابن ماجه بإسناد جيد
468 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجرا
رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم وقال حديث صحيح مدني الإسناد
469 - وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال كنت أمشي مع رسول الله صلى الله
عليه و سلم ونحن نريد الصلاة فكان يقارب الخطا فقال أتدرون لم أقارب الخطا
قلت الله ورسوله أعلم
قال لا يزال العبد في صلاة ما دام في طلب الصلاة
وفي رواية إنما فعلت لتكثر خطاي في طلب الصلاة
رواه الطبراني في الكبير مرفوعا وموقوفا على زيد وهو الصحيح
470 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم والذي ينتظر
الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
471 - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال كان رجل من الأنصار لا أعلم أحدا
أبعد من المسجد منه كانت لا تخطئه صلاة فقيل له لو اشتريت حمارا تركبه في
الظلماء وفي الرمضاء فقال ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد إني أريد أن
يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي فقال رسول الله صلى
الله عليه و سلم قد جمع الله لك ذلك كله
وفي رواية فتوجعت له
فقلت له يا فلان لو أنك اشتريت حمارا يقيك الرمضاء وهوام الأرض قال أما
والله ما أحب أن بيتي مطنب ببيت محمد صلى الله عليه و سلم قال فحملت به
حملا حتى أتيت نبي الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته فدعاه فقال له مثل
ذلك وذكر أنه يرجو أجر الأثر فقال النبي صلى الله عليه و سلم لك ما احتسبت
رواه مسلم وغيره ورواه ابن ماجه بنحو الثانية
الرمضاء ممدودا هي الأرض الشديدة الحرارة من وقع الشمس
472 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين صدقة
وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة والكلمة
الطيبة صدقة وبكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة وتميط الأذى عن الطريق صدقة
رواه البخاري ومسلم
السلامى بضم السين وتخفيف اللام والميم مقصور هو واحد السلاميات وهي مفاصل
الأصابع
قال أبو عبيد هو في الأصل عظم يكون في فرسن البعير فكان المعنى على كل عظم
من عظام ابن آدم صدقة
تعدل بين الاثنين أي تصلح بينهما بالعدل
تميط الأذى عن الطريق أي تنحيه وتبعده عنها
473 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا
رسول الله
قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد
الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط
رواه مالك ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كفارات الخطايا إسباغ الوضوء
على المكاره وإعمال الأقدام إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة
ورواه ابن ماجه أيضا من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه إلا
أنه قال
ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا
رسول الله فذكره
475 - ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث جابر وعنده ألا أدلكم على ما يمحو
الله به الخطايا ويكفر به الذنوب
476 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال إسباغ الوضوء في المكاره وإعمال الأقدام إلى المساجد وانتظار الصلاة
بعد الصلاة تغسل الخطايا غسلا
رواه أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح
477 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من
غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
478 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
الغدو والرواح إلى المسجد من الجهاد في سبيل الله
رواه الطبراني في الكبير من طريق القاسم عن أبي أمامة
479 - وعن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال بشر
المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث غريب
قال الحافظ عبد العظيم رحمه الله ورجال إسناده ثقات ورواه ابن ماجه بلفظ
من حديث أنس
480 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
إن الله ليضيء للذين يتخللون إلى المساجد في الظلم بنور ساطع يوم القيامة
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن
481 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من
مشى في ظلمة الليل
إلى المسجد لقي الله عز و جل بنور يوم القيامة
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن وابن حبان في صحيحه
ولفظه قال من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد آتاه الله نورا يوم القيامة
482 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال بشر
المدلجين إلى المساجد في الظلم بمنابر من النور يوم القيامة يفزع الناس
ولا يفزعون
رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده نظر
483 - وعن
سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ليبشر المشاؤون في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة
رواه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرط
الشيخين كذا قال
قال الحافظ وقد روي هذا الحديث عن ابن عباس وابن عمر وأبي سعيد الخدري
وزيد بن حارثة وعائشة وغيرهم
484 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
المشاؤون إلى المساجد في الظلم أولئك الخواضون في رحمة الله تعالى
رواه ابن ماجه وفي إسناده إسماعيل بن رافع تكلم فيه الناس وقال الترمذي
ضعفه بعض أهل العلم وسمعت محمدا يعني البخاري يقول هو ثقة مقارب الحديث
485 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحج المحرم ومن خرج
إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر وصلاة على إثر صلاة
لا لغو بينهما كتاب في عليين
رواه أبو داود من طريق القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة
تسبيح الضحى يريد صلاة الضحى وكل صلاة يتطوع بها فهي تسبيح وسبحة
قوله لا ينصبه أي لا يتعبه ولابن عجة إلا ذلك
والنصب بفتح النون والصاد المهملة جميعا هو التعب
486 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة كلهم
ضامن على الله إن عاش رزق وكفي وإن مات أدخله الله الجنة من دخل بيته فسلم
فهو ضامن على الله ومن خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله ومن خرج في سبيل
الله فهو ضامن على الله
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه ويأتي أحاديث من هذا النوع في الجهاد
وغيره إن شاء الله تعالى
487 - وعن سلمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من توضأ
في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على المزور أن يكرم
الزائر رواه الطبراني في الكبير بإسنادين أحدهما جيد وروى البيهقي نحوه
موقوفا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بإسناد صحيح
488 -
وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم من خرج من بيته إلى الصلاة فقال اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك
وبحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة وخرجت اتقاء
سخطك وابتغاء مرضاتك فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا
يغفر الذنوب إلا أنت أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك
رواه ابن ماجه
قال المملي رضي الله عنه ويأتي باب فيما يقوله إذا خرج إلى المسجد إن شاء
الله تعالى
قال الهروي إذا قيل فعل فلان ذلك أشرا وبطرا فالمعنى أنه لج في البطر
وقال الجوهري الأشر والبطر بمعنى واحد
489 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أحب
البلاد إلى الله تعالى مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها
رواه مسلم
وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله أي
البلدان أحب
إلى الله وأي البلدان أبغض إلى الله قال لا أدري حتى أسأل جبريل عليه
السلام فأتاه فأخبره جبريل أن أحسن البقاع إلى الله المساجد وأبغض البقاع
إلى الله الأسواق
رواه أحمد والبزار واللفظ له وأبو يعلى والحاكم وقال صحيح الإسناد
491 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله
عليه و سلم أي البقاع خير وأي البقاع شر قال لا أدري حتى أسأل جبريل عليه
السلام فسأل جبريل فقال لا أدري حتى أسأل ميكائيل فجاءه فقال خير البقاع
المساجد وشر البقاع الأسواق
رواه الطبراني في الكبير وابن حبان في صحيحه
492 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم لجبريل أي البقاع خير قال لا أدري
قال فاسأل عن ذلك ربك عز و جل
قال فبكى جبريل عليه السلام وقال يا محمد ولنا أن نسأله هو الذي يخبرنا
بما يشاء فعرج إلى السماء ثم أتاه فقال خير البقاع بيوت الله في الأرض
قال فأي البقاع شر فعرج إلى السماء ثم أتاه فقال شر البقاع الأسوا
رواه الطبراني في الأوسط
10 - الترغيب في لزوم المساجد والجلوس فيها
493 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل والشاب نشأ
في عبادة الله عز و جل ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله
اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف
الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر
الله خاليا ففاضت عيناه
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان
قال الله عز و جل إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر التوبة
81
رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب وابن ماجه وابن خزيمة وابن
حبان في صحيحيهما والحاكم كلهم من طريق دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن
أبي سعيد وقال الحاكم صحيح الإسناد
495 - وعن أبي هريرة رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما توطن رجل المساجد للصلاة والذكر
إلا تبشبش الله تعالى إليه كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم
رواه ابن أبي شيبة وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم
وقال صحيح على شرط الشيخين
وفي رواية لابن خزيمة قال ما من رجل كان توطن المساجد فشغله أمر أو علة ثم
عاد إلى ما كان إلا يتبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا
قدم
496 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال ست مجالس المؤمن ضامن على الله تعالى ما كان في شيء
منها في مسجد جماعة وعند مريض أو في جنازة أو في بيته أو عند إمام مقسط
يعزره ويوقره أو في مشهد جهاد
رواه الطبراني في الكبير والبزار وليس إسناده بذاك لكن روي من حديث معاذ
بإسناد صحيح ويأتي في الجهاد وغيره إن شاء الله تعالى
497 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
و سلم يقول إن عمار بيوت الله هم أهل الله عز و جل
رواه الطبراني في الأوسط
498 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم من ألف المسجد ألفه الله
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة
499 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية فإياكم
والشعاب وعليكم بالجماعة
والعامة والمسجد
رواه أحمد من رواية العلاء بن زياد عن معاذ ولم يسمع منه
500 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن
للمساجد أوتادا الملائكة جلساؤهم إن غابوا يفتقدوهم وإن مرضوا عادوهم وإن
كانوا في حاجة أعانوهم ثم قال جليس المسجد على ثلاث خصال أخ مستفاد أو
كلمة حكمة أو رحمة منتظرة
رواه أحمد من رواية ابن لهيعة ورواه
الحاكم من حديث عبد الله بن سلام دون قوله جليس المسجد إلى آخره فإنه ليس
في أصلي وقال صحيح على شرطهما
501 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول المسجد بيت كل تقي وتكفل
الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان
الله إلى الجنة
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار وقال
إسناده حسن وهو كما قال رحمه الله تعالى وفي الباب أحاديث غير ما ذكرنا
تأتي في انتظار الصلاة إن شاء الله تعالى
11 - الترهيب من إتيان المسجد لمن أكل بصلا أو ثوما أو كراثا أو فجلا ونحو
ذلك مما له رائحة كريهة
502 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أكل
من هذه الشجرة يعني الثوم فلا يقربن مسجدنا
رواه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم فلا يقربن مساجدنا وفي رواية لهما فلا
يأتين المساجد وفي رواية لابي داود من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن
المساجد
503 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم من أكل من
هذه الشجرة فلا يقربنا ولا يصلين معنا
رواه البخاري ومسلم ورواه الطبراني ولفظه قال إياكم وهاتين
البقلتين المنتنتين أن تأكلوهما وتدخلوا مساجدنا فإن كنتم لا بد
آكلوهما اقتلوهما بالنار قتلا
504 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم من أكل
بصلا أو ثوما فليعتزلنا أو فليعتزل مساجدنا وليقعد في بيته
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
وفي رواية لمسلم من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا فإن
الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم
وفي رواية نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أكل البصل والكراث
فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها فقال من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن
مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الناس
رواه الطبراني في
الأوسط والصغير ولفظه قال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أكل من
هذه الخضراوات الثوم والبصل والكراث والفجل فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة
تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم
ورواته ثقات إلا يحيى بن راشد البصري
505 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه ذكر عند رسول الله صلى الله
عليه و سلم الثوم والبصل والكراث
وقيل يا رسول الله وأشد ذلك كله الثوم أفتحرمه فقال رسول الله صلى الله
عليه و سلم كلوه من أكله منكم فلا يقرب هذا المسجد حتى يذهب ريحه منه
رواه ابن خزيمة في صحيحه
506 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه خطب يوم الجمعة فقال في خطبته
ثم إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين البصل والثوم لقد
رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد
أمر به فأخرج إلى البقيع فمن أكلهما فليمتهما طبخا
رواه مسلم والنسائي وابن ماجه
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم من أكل من هذه الشجرة الثوم فلا يؤذينا بها في مسجدنا هذا
رواه مسلم والنسائي وابن ماجه واللفظ له
508 - وعن أبي ثعلبة رضي الله عنه أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه و
سلم خيبر فوجدوا في جنانها بصلا وثوما فأكلوا منه وهم جياع فلما راح الناس
إلى المسجد إذا ريح المسجد بصل وثوم فقال النبي صلى الله عليه و سلم من
أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربنا
فذكر الحديث بطوله
رواه الطبراني بإسناد حسن وهو في مسلم من حديث أبي سعيد الخدري بنحوه ليس
فيه ذكر البصل
509 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من
تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفله بين عينيه ومن أكل من هذه البقلة
الخبيثة فلا يقربن مسجدنا ثلاثا
رواه ابن خزيمة في صحيحه
ترغيب النساء في الصلاة في بيوتهن ولزومها وترهيبهن من الخروج منها
510 - عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما أنها جاءت إلى
النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله إني أحب الصلاة معك قال قد
علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك وصلاتك
في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك
وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي
قال فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه وكانت تصلي فيه حتى
لقيت الله عز و جل
رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
وبوب عليه ابن خزيمة باب اختيار صلاة المرأة في حجرتها على
صلاتها في
دارها وصلاتها في مسجد قومها على صلاتها في مسجد النبي صلى الله عليه و
سلم وإن كانت صلاة في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم تعدل ألف صلاة في
غيره من المساجد والدليل على أن قول النبي صلى الله عليه و سلم صلاة في
مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إنما أراد به صلاة
الرجال دون صلاة النساء
هذا كلامه
511 - وعن أم سلمة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
خير مساجد النساء قعر بيوتهن
رواه أحمد والطبراني في الكبير وفي إسناده ابن لهيعة ورواه ابن خزيمة في
صحيحه والحاكم من طريق دراج أبي السمح عن السائب مولى أم سلمة عنها وقال
ابن خزيمة لا أعرف السائب مولى أم سلمة بعدالة ولا جرح وقال الحاكم صحيح
الإسناد
512 - وعنها رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في حجرتها وصلاتها في
حجرتها خير من صلاتها في دارها وصلاتها في دارها خير من صلاتها في مسجد
قومها
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد
513 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن
رواه أبو داود
514 - وعنه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال المرأة
عورة وإنها إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان وإنها لا تكون أقرب إلى
الله منها في قعر بيتها
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح
515 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها
أفضل من صلاتها في بيتها
رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه وتردد في سماع قتادة هذا الخبر من مورق
والمخدع بكسر الميم وإسكان الخاء المعجمة وفتح الدال المهملة هو الخزانة
في البيت
وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال المرأة
عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
بلفظه وزاد وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها
518 - ورواه ابن خزيمة في صحيحه من رواية إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص
عنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن أحب صلاة المرأة
إلى الله في أشد مكان في بيتها ظلمة
519 - وفي رواية عند الطبراني
قال النساء عورة وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها بأس فيستشرفها الشيطان
فيقول إنك لا تمرين بأحد إلا أعجبته وإن المرأة لتلبس ثيابها فيقال أين
تريدين فتقول أعود مريضا أو أشهد جنازة أو أصلي في مسجد وما عبدت امرأة
ربها مثل أن تعبده في بيتها
وإسناد هذه حسن
قوله فيستشرفها الشيطان أي ينتصب ويرفع بصره إليها ويهم بها لأنها قد
تعاطت سببا من أسباب تسلطه عليها وهو خروجها من بيتها
520 - وعن أبي عمرو الشيباني أنه رأى عبد الله يخرج النساء من المسجد يوم
الجمعة ويقول اخرجن إلى بيوتكن خير لكن
رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به
13 - الترغيب في الصلوات الخمس والمحافظة عليها والإيمان بوجوبها فيه حديث
ابن عمر وغيره
521 - عن النبي صلى الله عليه و سلم قال بني الإسلام على خمس شهادة أن لا
إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان
وحج البيت
رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن غير واحد من الصحابة
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس عند رسول
الله صلى
الله عليه و سلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا
يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه و
سلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه فقال يا محمد أخبرني عن
الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت
الحديث رواه البخاري ومسلم وهو مروي عن غير واحد من الصحابة في الصحاح
وغيرها
523 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من
درنه شيء قالوا لا يبقى من درنه شيء
قال فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ورواه ابن ماجه من حديث عثمان
الدرن بفتح الدال المهملة والراء جميعا هو الوسخ
524 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر
رواه مسلم والترمذي وغيرهما
525 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و
سلم يقول الصلوات الخمس كفارة لما بينها ثم قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم أرأيت لو أن رجلا كان يعتمل وكان بين منزله وبين معتمله خمسة أنهار
فإذا أتى معتمله عمل فيه ما شاء الله فأصابه الوسخ أو العرق فكلما مر بنهر
اغتسل ما كان ذلك يبقي من درنه فكذلك الصلاة كلما عمل خطيئة فدعا واستغفر
غفر له ما كان قبلها
رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير بإسناد لا بأس به وشواهده كثيرة
وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
مثل الصلوات
الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات
رواه مسلم
والغمر بفتح الغين المعجمة وإسكان الميم بعدهما راء هو الكثير
527 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الصبح غسلتها ثم تحترقون تحترقون
فإذا صليتم الظهر غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العصر غسلتها ثم
تحترقون تحترقون فإذا صليتم المغرب غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم
العشاء غسلتها ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وإسناده حسن ورواه في الكبير موقوفا عليه
وهو أشبه ورواته محتج بهم في الصحيح
528 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إن لله ملكا ينادي عند كل صلاة يا بني آدم قوموا إلى نيرانكم التي
أوقدتموها فأطفئوها
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وقال تفرد به يحيى بن زهير القرشي
قال المملي رضي الله عنه ورجاله كلهم محتج بهم في الصحيح سراة
529 - وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه
و سلم أنه قال يبعث مناد عند حضرة كل صلاة فيقول يا بني آدم قوموا فأطفئوا
ما أوقدتم على أنفسكم فيقومون فيتطهرون ويصلون الظهر فيغفر لهم ما بينهما
فإذا حضرت العصر فمثل ذلك فإذا حضرت المغرب فمثل ذلك فإذا حضرت العتمة
فمثل ذلك فينامون فمدلج في خير ومدلج في شر
رواه الطبراني في الكبير
530 - وعن طارق بن شهاب أنه بات عند سلمان الفارسي رضي الله عنه لينظر ما
اجتهاده
قال فقام يصلي من آخر الليل فكأنه لم ير الذي كان يظن فذكر ذلك له فقال
سلمان حافظوا على هذه الصلوات الخمس فإنهن كفارات لهذه الجراحات ما لم تصب
المقتلة
رواه الطبراني في الكبير موقوفا هكذا بإسناد لا بأس به ويأتي بتمامه إن
شاء الله تعالى
وعن عمر بن مرة الجهني رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى
الله عليه
و سلم فقال يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
وصليت الصلوات الخمس وأديت الزكاة وصمت رمضان وقمته فممن أنا قال من
الصديقين والشهداء
رواه البزار وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما واللفظ لابن حبان
532 - وعن أبي مسلم التغلبي قال دخلت على أبي أمامة رضي الله عنه وهو في
المسجد فقلت يا أبا أمامة إن رجلا حدثني عنك أنك سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول من توضأ فأسبغ الوضوء فغسل يديه ووجهه ومسح على رأسه
وأذنيه ثم قام إلى صلاة مفروضة غفر الله له في ذلك اليوم ما مشت إليه
رجلاه وقبضت عليه يداه وسمعت إليه أذناه ونظرت إليه عيناه وحدث به نفسه من
سوء
فقال والله قد سمعته من النبي صلى الله عليه و سلم أمرا
رواه أحمد والغالب على سنده الحسن وتقدم له شواهد في الوضوء والله أعلم
533 - وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم المسلم يصلي وخطاياه مرفوعة على رأسه كلما سجد تحات عنه فيفرغ من
صلاته وقد تحاتت عنه خطاياه
رواه الطبراني في الكبير والصغير وفيه أشعث بن أشعث السعداني لم أقف على
ترجمته
534 - وعن أبي عثمان قال كنت مع سلمان رضي الله عنه تحت شجرة فأخذ غصنا
منها يابسا فهزه حتى تحات ورقه ثم قال يا أبا عثمان ألا تسألني لم أفعل
هذا
قلت ولم تفعله قال هكذا فعل بي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا معه
تحت شجرة وأخذ منها غصنا يابسا فهزه حتى تحات ورقه
فقال يا سلمان ألا تسألني لم أفعل هذا
قلت ولم تفعله قال إن المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى الصلوات الخمس
تحاتت خطاياه كما تحات هذا الورق وقال أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من
الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين هود 411
رواه أحمد والنسائي والطبراني ورواة أحمد محتج بهم في الصحيح إلا علي بن
زيد
وعن أبي هريرة و أبي سعيد رضي الله عنهما قالا خطبنا رسول الله
صلى الله
عليه و سلم يوما فقال والذي نفسي بيده ثلاث مرات ثم أكب فأكب كل رجل منا
يبكي لا ندري على ماذا حلف ثم رفع رأسه وفي وجهه البشرى وكانت أحب إلينا
من حمر النعم
قال ما من رجل يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج
الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يوم
القيامة حتى إنها لتصطفق ثم تلا إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم
سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما النساء 13
وقال الحاكم صحيح الإسناد
536 - وعن عثمان رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم
عند انصرافنا من صلاتنا أراه قال العصر
فقال ما أدري أحدثكم أو أسكت قال فقلنا يا رسول الله إن خيرا فحدثنا وإن
كان غير ذلك فالله ورسوله أعلم
قال ما من مسلم يتطهر فيتم الطهارة التي كتب الله عليه فيصلي هذه الصلوات
الخمس إلا كانت كفارات لما بينها
وفي رواية أن عثمان رضي الله عنه قال والله لأحدثكم حديثا لولا آية في
كتاب الله ما حدثتكموه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يتوضأ
رجل فيحسن وضوءه ثم يصلي الصلاة إلا غفر الله له ما بينها وبين الصلاة
التي تليها
رواه البخاري ومسلم
537 - وفي رواية لمسلم قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء ثم مشى
إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس أو مع الجماعة أو في المسجد غفر له
ذنوبه
538 - وفي رواية أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول ما من امرىء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها
إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله
539 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم يقول إن كل
صلاة تحط ما بين يديها من خطيئة
رواه أحمد بإسناد حسن
وعن الحارث مولى عثمان قال جلس عثمان رضي الله عنه يوما وجلسنا
معه فجاء
المؤذن فدعا بماء في إناء أظنه يكون فيه مد فتوضأ ثم قال رأيت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يتوضأ وضوئي هذا ثم قال من توضأ وضوئي هذا ثم قام
يصلي صلاة الظهر غفر له ما كان بينها وبين الصبح ثم صلى العصر غفر له ما
كان بينها وبين الظهر ثم صلى المغرب غفر له ما كان بينها وبين العصر ثم
صلى العشاء غفر له ما كان بينها وبين المغرب ثم لعله يبيت يتمرغ ليلته ثم
إن قام فتوضأ فصلى الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء وهن الحسنات
يذهبن السيئات
قالوا هذه الحسنات فما الباقيات يا عثمان قال هي لا إله إلا الله وسبحان
الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله
رواه أحمد بإسناد حسن وأبو يعلى والبزار
541 - وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبكم الله من ذمته بشيء فإنه من
يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم
رواه مسلم واللفظ له وأبو داود والترمذي وغيرهم
ويأتي في باب صلاة الصبح والعصر إن شاء الله تعالى
542 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح
وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم كيف
تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون
رواه مالك والبخاري ومسلم والنسائي
543 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إن أول ما افترض الله على الناس من دينهم الصلاة وآخر ما يبقى الصلاة
وأول ما يحاسب به الصلاة ويقول الله انظروا في صلاة عبدي فإن كانت تامة
كتبت تامة وإن كانت ناقصة يقول
انظروا هل لعبدي من تطوع فإن وجد
له تطوع تمت الفريضة من التطوع ثم قال انظروا هل زكاته تامة فإن كانت تامة
كتبت تامة وإن كانت ناقصة قال انظروا هل له صدقة فإن كانت له صدقة تمت له
زكاته
رواه أبو يعلى
544 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة من
حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وصام رمضان
وحج البيت إن استطاع إليه سبيلا وآتى الزكاة طيبة بها نفسه وأدى الأمانة
قيل يا رسول الله وما أداء الأمانة قال الغسل من الجنابة إن الله لم يأمن
ابن آدم على شيء من دينه غيرها
رواه الطبراني بإسناد جيد
545 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
و سلم يقول خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن ولم يضيع منهن
شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن
فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة
رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه
546 - وفي رواية لابي داود سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول خمس
صلوات افترضهن الله من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وسجودهن
وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ومن لم يفعل فليس على الله عهد إن
شاء غفر له وإن شاء عذبه
547 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
قال كان رجلان أخوان فهلك أحدهما قبل صاحبه بأربعين ليلة فذكرت فضيلة
الأول منهما عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ألم يكن الآخر مسلما قالوا بلى وكان لا بأس به فقال رسول الله
صلى الله عليه و سلم وما يدريكم ما بلغت
به صلاته إنما مثل
الصلاة كمثل نهر عذب غمر بباب أحدكم يقتحم فيه كل يوم خمس مرات فما ترون
في ذلك يبقي من درنه فإنكم لا تدرون ما بلغت به صلاته
رواه مالك
واللفظ له وأحمد بإسناد حسن والنسائي وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال عن
عامر بن سعد بن أبي وقاص قال سمعت سعدا وناسا من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقولون كان رجلان أخوان في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم
وكان أحدهما أفضل من الآخر فتوفي الذي هو أفضلهما ثم عمر الآخر بعد أربعين
ليلة ثم توفي فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ألم يكن يصلي
قالوا بلى يا رسول الله وكان لا بأس به فقال رسول الله صلى الله عليه و
سلم وماذا يدريكم ما بلغت به صلاته
الحديث
548 - وعن أبي هريرة
رضي الله عنه قال كان رجلان من بلي حي من قضاعة أسلما مع رسول الله صلى
الله عليه و سلم فاستشهد أحدهما وأخر الآخر سنة
قال طلحة بن عبيد
الله فرأيت المؤخر منهما أدخل الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك فأصبحت فذكرت
ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم أو ذكر لرسول الله صلى الله عليه و سلم
فقال أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة صلاة سنة
رواه أحمد بإسناد حسن ورواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي كلهم عن
طلحة بنحوه أطول منه وزاد ابن ماجه وابن حبان في آخره فلما بينهما أبعد من
السماء والأرض
549 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال ثلاث أحلف عليهن لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا
سهم له وأسهم الإسلام ثلاثة الصلاة والصوم والزكاة ولا يتولى الله عبدا في
الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة ولا يحب رجل قوما إلا جعله الله معهم
والرابعة لو حلفت عليها رجوت أن لا إثم لا يستر الله عبدا في الدنيا إلا
ستره يوم القيامة
رواه أحمد بإسناد جيد ورواه الطبراني في الكبير من حديث ابن مسعود
550 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال مفتاح الجنة الصلاة
رواه الدارمي وفي إسناده أبو يحيى القتات
551 - وعن عبد الله بن قرط رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم أول ما
يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن
فسدت فسد سائر عمله
رواه الطبراني في الأوسط ولا بأس بإسناده إن شاء الله
552 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة ينظر في صلاته فإن صلحت فقد
أفلح وإن فسدت خاب وخسر
رواه في الأوسط أيضا
553 - وعن ابن عمر
رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا إيمان لمن لا
أمانة له ولا صلاة لمن لا طهور له ولا دين لمن لا صلاة له إنما موضع
الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وقال تفرد به الحسين بن الحكم الحبري
553 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لا إيمان لمن لا أمانة له ولا صلاة لمن لا طهور له ولا دين لمن لا صلاة له
إنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وقال تفرد به الحسين بن الحكم الحبري
554 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه
قال لمن حوله من أمته اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة
قالوا وما هي يا رسول الله قال الصلاة والزكاة والأمانة والفرج والبطن
واللسان
رواه الطبراني في الأوسط وقال لا يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا
بهذا الإسناد
قال الحافظ ولا بأس بإسناده
555 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا أتى رسول الله صلى
الله عليه و سلم فسأله عن أفضل الأعمال فقال رسول الله صلى الله عليه و
سلم الصلاة
قال ثم مه قال ثم الصلاة
قال ثم مه قال ثم الصلاة ثلاث مرات
قال ثم مه قال الجهاد في سبيل الله فذكر الحديث
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه واللفظ له
556 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولن يحافظ على الوضوء
إلا مؤمن
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما ولا علة له سوى وهم أبي
بلال ورواه ابن حبان في صحيحه من غير طريق أبي بلال بنحوه وتقدم هو وغيره
في المحافظة على الوضوء ورواه الطبراني في الأوسط من حديث سلمة بن الأكوع
وقال فيه واعلموا أن أفضل أعمالكم الصلاة
وعن حنظلة الكاتب رضي
الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من حافظ على
الصلوات الخمس ركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وعلم أنهن حق من عند الله دخل
الجنة أو قال وجبت له الجنة أو قال حرم على النار
رواه أحمد بإسناد جيد ورواته رواة الصحيح
558 - وعن عثمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من
علم أن الصلاة حق مكتوب واجب دخل الجنة
رواه أبو يعلى وعبد الله ابن الإمام أحمد على المسند والحاكم وصححه وليس
عنده ولا عند عبد الله لفظة مكتوب
قال الحافظ رضي الله تعالى عنه وستأتي أحاديث أخر تنتظم في سلك هذا الباب
في الزكاة والحج وغيرهما إن شاء الله تعالى
14 - الترغيب في الصلاة مطلقا وفضل الركوع والسجود والخشوع
559 - عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله
تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر
ضياء والقرآن حجة لك أو عليك
رواه مسلم وغيره وتقدم
560 - وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج في
الشتاء والورق يتهافت فأخذ بغصن من شجرة
قال فجعل ذلك الورق يتهافت فقال يا أبا ذر
قلت لبيك يا رسول الله قال إن العبد المسلم ليصلي الصلاة يريد بها وجه
الله فتهافت عنه ذنوبه كما تهافت هذا الورق عن هذه الشجرة
رواه أحمد بإسناد حسن
561 - وعن معدان بن أبي طلحة رضي الله عنه قال لقيت ثوبان مولى رسول الله
صلى الله عليه و سلم فقلت أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة أو قال
قلت بأحب الأعمال إلى الله
فسكت ثم سألته فسكت ثم سألته الثالثة
فقال سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال عليك بكثرة السجود
فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط بها عنك خطيئة
رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
562 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه
و سلم يقول ما من عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله له بها حسنة ومحا عنه
بها سيئة ورفع له بها درجة فاستكثروا من السجود
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح
563 - وعن ا بي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
أقرب ما يكون العبد من ربه عز و جل وهو ساجد فأكثروا الدعاء
رواه مسلم
564 - وعن ربيعة بن كعب رضي الله عنه قال كنت أخدم النبي صلى الله عليه و
سلم نهاري فإذا كان الليل آويت إلى باب رسول الله صلى الله عليه و سلم فبت
عنده فلا أزال أسمعه يقول سبحان الله سبحان الله سبحان ربي حتى أمل أو
تغلبني عيني فأنام فقال يوما يا ربيعة سلني فأعطيك فقلت أنظرني حتى أنظر
وتذكرت أن الدنيا فانية منقطعة فقلت يا رسول الله أسألك أن تدعو الله أن
ينجيني من النار ويدخلني الجنة فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال
من أمرك بهذا قلت ما أمرني به أحد ولكني علمت أن الدنيا منقطعة فانية وأنت
من الله بالمكان الذي أنت منه فأحببت أن تدعو الله لي قال إني فاعل فأعني
على نفسك بكثرة السجود
رواه الطبراني في الكبير من رواية ابن إسحاق
واللفظ له ورواه مسلم وأبو داود مختصرا ولفظ مسلم قال كنت أبيت مع رسول
الله صلى الله عليه و سلم فآتيه بوضوئه وحاجته فقال لي سلني
فقلت أسألك مرافقتك في الجنة
قال أو غير ذلك قلت هو ذاك قال فأعني على نفسك بكثرة السجود
وعن أبي فاطمة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أخبرني بعمل
أستقيم عليه
وأعمله قال عليك بالسجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة
وحط عنك بها خطيئة
رواه ابن ماجه بإسناد جيد ورواه أحمد مختصرا
ولفظه قال قال لي نبي الله صلى الله عليه و سلم يا أبا فاطمة إن أردت أن
تلقاني فأكثر السجود
566 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما
من حالة يكون العبد عليها أحب إلى الله من أن يراه ساجدا يعفر وجهه في
التراب
رواه الطبراني في الأوسط وقال تفرد به عثمان
قال الحافظ عثمان هذا هو ابن القاسم ذكره ابن حبان في الثقات
567 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم الصلاة خير موضوع فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر
رواه الطبراني في الأوسط
569 - وعن مطرف رضي الله عنه قال قعدت إلى نفر من قريش فجاء رجل فجعل يصلي
ويرفع ويسجد ولا يقعد فقلت والله ما أرى هذا يدري ينصرف على شفع أو على
وتر فقالوا ألا تقوم إليه فتقول له قال فقمت فقلت له يا عبد الله أراك
تدري تنصرف على شفع أو على وتر قال ولكن الله يدري وسمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول من سجد لله سجدة كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها
خطيئة ورفع له بها درجة فقلت من أنت فقال أبو ذر فرجعت إلى أصحابي فقلت
جزاكم الله من جلساء شرا أمرتموني أن أعلم رجلا من أصحاب النبي صلى الله
عليه و سلم
وفي رواية فرأيته يطيل القيام ويكثر الركوع والسجود
فذكرت ذلك له فقال ما آلوت أن أحسن إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول من ركع ركعة أو سجد سجدة رفع
الله له بها درجة وحط عنه بها خطيئة
رواه أحمد والبزار بنحوه وهو بمجموع طرقه حسن أو صحيح
ما آلوت أي قصرت
570 - وعن يوسف بن عبد الله بن سلام قال أتيت أبا الدرداء رضي الله عنه في
مرضه الذي قبض فيه فقال يا ابن أخي ما علمت إلى هذه البلدة أو ما جاء بك
قال قلت لا إلا صلة ما كان بينك وبين والدي عبد الله بن سلام فقال بئس
ساعة الكذب هذه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ فأحسن
الوضوء ثم قام فصلى ركعتين أو أربعا يشك سهل يحسن فيهن الركوع والخشوع ثم
يستغفر الله غفر له
رواه أحمد بإسناد حسن
571 - وعن زيد بن
خالد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من توضأ
فأحسن وضوءه ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه
رواه أبو داود
وفي رواية عنده ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه
وبوجهه عليهما إلا وجبت له الجنة
572 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنهما قال كنا مع رسول الله صلى الله
عليه و سلم خدام أنفسنا نتناوب الرعاية رعاية إبلنا فكانت علي رعاية الإبل
فروحتها بالعشي فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب الناس فسمعته
يوما يقول ما منكم من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقوم فيركع ركعتين يقبل
عليهما بقلبه ووجهه فقد أوجب فقلت بخ بخ ما أجود هذه
رواه مسلم وأبو
داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه وهو بعض حديث
ورواه الحاكم إلا أنه قال ما من مسلم يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقوم في صلاته
فيعلم ما يقول إلا انفتل وهو كيوم ولدته أمه
الحديث وقال صحيح الإسناد
أوجب أي أتى بما يوجب له الجنة
573 - وعن عاصم بن سفيان الثقفي رضي الله عنه أنهم غزوا غزوة السلاسل
ففاتهم الغزو فرابطوا ثم رجعوا إلى معاوية وعنده أبو أيوب وعقبة بن عامر
فقال عاصم يا أبا أيوب فاتنا الغزو العام وقد أخبرنا أنه من صلى في
المساجد الأربعة غفر له ذنبه فقال يا بن أخي ألا أدلك على أيسر من ذلك إني
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من توضأ كما أمر وصلى كما أمر
غفر له ما قدم من عمل كذلك يا عقبة قال نعم
رواه النسائي وابن ماجه
وابن حبان في صحيحه وتقدم في الوضوء حديث عمرو بن عبسة وفي آخره فإن هو
قام فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل وفرغ قلبه لله تعالى إلا
انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه
رواه مسلم وتقدم في الباب قبله حديث
عثمان وفيه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من امرىء مسلم
تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها
من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وكذلك الدهر كله
رواه مسلم وتقدم أيضا
حديث عبادة سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول خمس صلوات افترضهن
الله من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وسجودهن وخشوعهن كان له
على الله عهد أن يغفر له
ويأتي في الباب بعده حديث أنس إن شاء الله تعالى
15 - الترغيب في الصلاة في أول وقتها
574 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله
عليه و سلم أي العمل أحب إلى الله تعالى قال الصلاة على وقتها قلت ثم أي
قال بر الوالدين
قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال حدثني بهن رسول الله صلى الله عليه
و سلم ولو استزدته لزادني
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي
وروي عن رجل من بني عبد القيس يقال له عياض أنه سمع النبي صلى
الله عليه و
سلم يقول عليكم بذكر ربكم وصلوا صلاتكم في أول وقتكم فإن الله يضاعف لكم
رواه الطبراني في الكبير
576 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال الوقت الأول من الصلاة رضوان الله والآخر عفو الله
رواه الترمذي والدارقطني
578 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
فضل أول الوقت على آخره كفضل الآخرة على الدنيا رواه أبو منصور الديلمي في
مسند الفردوس
579 - وعن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي العمل أفضل قال شعبة قال أفضل
العمل الصلاة لوقتها وبر الوالدين والجهاد
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح
580 - وعن أم فروة رضي الله عنها وكانت ممن بايع النبي صلى الله عليه و
سلم قالت سئل النبي صلى الله عليه و سلم أي الأعمال أفضل قال الصلاة لأول
وقتها
رواه أبو داود والترمذي وقال لا يروى إلا من حديث عبد الله بن عمر العمري
وليس بالقوي عند أهل الحديث
واضطربوا في هذا الحديث
قال الحافظ رضي الله عنه عبد الله هذا صدوق حسن الحديث فيه لين
قال أحمد صالح الحديث لا بأس به وقال ابن معين يكتب حديثه وقال ابن عدي
صدوق لا بأس به وضعفه أبو حاتم وابن المديني
وأم فروة هذه هي أخت أبي بكر الصديق لأبيه ومن قال فيها أم فروة الأنصارية
فقد وهم
581 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال أشهد أني سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم
يقول خمس صلوات افترضهن الله عز و جل من أحسن وضوءهن وصلاهن
لوقتهن وأتم
ركوعهن وسجودهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ومن لم يفعل فليس
له على الله عهد إن شاء غفر له وإن شاء عذبه
رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه
582 - وروي عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله
عليه و سلم ونحن سبعة نفر أربعة من موالينا وثلاثة من غربنا مسندي ظهورنا
إلى مسجده فقال ما أجلسكم قلنا جلسنا ننتظر الصلاة قال فأرم قليلا ثم أقبل
علينا فقال هل تدرون ما يقول ربكم قلنا لا قال فإن ربكم يقول من صلى
الصلاة لوقتها وحافظ عليها ولم يضيعها استخفافا بحقها فله علي عهد أن
أدخله الجنة ومن لم يصلها لوقتها ولم يحافظ عليها وضيعها استخفافا بحقها
فلا عهد له علي إن شئت عذبته وإن شئت غفرت له
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأحمد بنحوه
أرم هو بفتح الراء وتشديد الميم أي سكت
583 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم
مر على أصحابه يوما فقال لهم هل تدرون ما يقول ربكم تبارك وتعالى قالوا
الله ورسوله أعلم قالها ثلاثا قال وعزتي وجلالي لا يصليها أحد لوقتها إلا
أدخلته الجنة ومن صلاها بغير وقتها إن شئت رحمته وإن شئت عذبته
رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن إن شاء الله تعالى
584 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم من صلى الصلوات لوقتها وأسبغ لها وضوءها وأتم لها قيامها وخشوعها
وركوعها وسجودها خرجت وهي بيضاء مسفرة تقول حفظك الله كما حفظتني ومن
صلاها لغير وقتها ولم يسبغ لها وضوءها ولم يتم لها خشوعها ولا ركوعها ولا
سجودها خرجت وهي سوداء مظلمة تقول ضيعك الله كما ضيعتني حتى إذا كانت حيث
شاء الله لفت كما يلف الثوب الخلق ثم ضرب بها وجهه
رواه الطبراني في الأوسط وتقدم في باب الصلوات الخمس حديث أبي الدرداء
وغيره
الترغيب في صلاة الجماعة وما جاء فيمن خرج يريد الجماعة فوجد
الناس قد صلوا
585 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا
وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم
يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة فإذا صلى لم تزل
الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه ما لم يحدث اللهم صل عليه اللهم ارحمه
ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة
رواه البخاري واللفظ له ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه
586 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة
رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي
587 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال من سره أن يلقى الله غدا مسلما
فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله تعالى شرع لنبيكم صلى
الله عليه و سلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم
كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم
لضللتم وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد
إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة
ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى
به يهادي بين الرجلين حتى يقام في الصف
وفي رواية لقد رأيتنا وما
يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه أو مريض إن كان الرجل ليمشي بين
رجلين حتى يأتي الصلاة وقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم علمنا سنن
الهدى وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
قوله يهادي بين الرجلين يعني يرفد من جانبه ويؤخذ بعضده يمشى به إلى
المسجد
588 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فضل صلاة
الرجل في الجماعة على صلاته وحده بضع وعشرون درجة
وفي رواية كلها مثل صلاته في بيته
رواه أحمد بإسناد حسن وأبو يعلى والبزار والطبراني وابن خزيمة في صحيحه
بنحوه
589 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول إن الله تبارك وتعالى ليعجب من الصلاة في الجمع
رواه أحمد بإسناد حسن وكذلك رواه الطبراني من حديث ابن عمر بإسناد حسن
590 - وعن عثمان رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاها مع الإمام غفر
له ذنبه
رواه ابن خزيمة في صحيحه
591 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
أتاني الليلة آت من ربي
وفي رواية رأيت ربي في أحسن صورة فقال لي يا محمد
قلت لبيك رب وسعديك
قال هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى قلت لا أعلم فوضع يده بين كتفي حتى
وجدت بردها بين ثديي أو قال في نحري فعلمت ما في السموات وما في الأرض أو
قال ما بين المشرق والمغرب
قال يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى قلت نعم
في الدرجات والكفارات ونقل الأقدام إلى الجماعات
وإسباغ
الوضوء في السبرات وانتظار الصلاة ومن حافظ عليهن عاش بخير ومات
بخير وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه
قال يا محمد قلت لبيك وسعديك فقال إذا صليت قل اللهم إني أسألك فعل
الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك
غير مفتون
قال والدرجات إفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
الملأ الأعلى هم الملائكة المقربون
والسبرات بفتح السين المهملة وسكون الباء الموحدة جمع سبرة وهي شدة البرد
592 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لو
يعلم هذا المتخلف عن الصلاة في الجماعة ما لهذا الماشي إليها لأتاها ولو
حبوا على يديه ورجليه
رواه الطبراني في حديث يأتي بتمامه في ترك الجماعة إن شاء الله تعالى
593 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان
براءة من النار وبراءة من النفاق
رواه الترمذي وقال لا أعلم أحدا رفعه إلا ما روى مسلم بن قتيبة عن طعمة بن
عمرو
قال المملي رضي الله عنه ومسلم وطعمة وبقية رواته ثقات وقد تكلمنا على هذا
الحديث في غير هذا الكتاب
594 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه
كان يقول من صلى في مسجد جماعة أربعين ليلة لا تفوته الركعة الأولى من
صلاة العشاء كتب الله له بها عتقا من النار
رواه ابن ماجه واللفظ له والترمذي وقال نحو حديث أنس يعني المتقدم ولم
يذكر لفظه وقال هذا الحديث مرسل
يعني أن عمارة بن غزية الراوي عن أنس لم يدرك
أنسا وذكره رزين العبدري في جامعه ولم أره في شيء من الأصول
التي جمعها والله أعلم
595 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من توضأ فأحسن وضوءه ثم راح فوجد الناس قد صلوا أعطاه الله مثل أجر من
صلاها وحضرها لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا
رواه أبو داود والنسائي
والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وتقدم في باب المشي إلى المساجد حديث سعيد
بن المسيب عن رجل من الأنصار قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
فذكر الحديث وفيه فإن أتى المسجد فصلى في جماعة غفر له فإن أتى المسجد وقد
صلوا بعضا وبقي بعض صلى ما أدرك وأتم ما بقي كان كذلك فإن أتى المسجد وقد
صلوا فأتم الصلاة كان كذلك
17 - الترغيب في كثرة الجماعة
596 - عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و
سلم يوما الصبح فقال أشاهد فلان قالوا لا
قال أشاهد فلان قالوا لا
قال إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين ولو تعلمون ما فيهما
لأتيتموها ولو حبوا على الركب وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة ولو
علمتم ما فضيلته لابتدرتموه وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده
وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وكل ما كثر فهو أحب إلى الله عز
و جل
رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم
وقد جزم يحيى بن معين والذهلي بصحة هذا الحديث
597 - وعن قباث بن أشيم الليثي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم صلاة الرجلين يؤم أحدهما صاحبه أزكى عند الله من صلاة أربعة
تترى وصلاة أربعة أزكى عند الله من صلاة ثمانية تترى وصلاة ثمانية يؤمهم
أحدهم أزكى عند الله من صلاة مائة تترى
رواه البزار والطبراني بإسناد لا بأس به
الترغيب في الصلاة في الفلاة قال الحافظ رحمه الله وقد ذهب بعض
العلماء إلى تفضيلها على الصلاة في الجماعة
598 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم الصلاة في الجماعة تعدل خمسا وعشرين صلاة فإذا صلاها في فلاة فأتم
ركوعها وسجودها بلغت خمسين صلاة
رواه أبو داود وقال قال عبد الواحد بن زياد في هذا الحديث صلاة الرجل في
الفلاة تضاعف على صلاته في الجماعة
رواه الحاكم بلفظه وقال صحيح على شرطهما وصدر الحديث عند البخاري وغيره
ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده بخمس وعشرين درجة فإن صلاها بأرض
قي فأتم ركوعها وسجودها تكتب صلاته بخمسين درجة
القي بكسر القاف وتشديد الياء هو الفلاة كما هو مفسر في رواية أبي داود
599 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم ما من بقعة يذكر الله عليها بصلاة أو بذكر إلا استشرفت بذلك إلى
منتهاها إلى سبع أرضين وفخرت على ما حولها من البقاع وما من عبد يقوم
بفلاة من الأرض يريد الصلاة إلا تزخرفت له الأرض
رواه أبو يعلى
600 - وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إذا كان الرجل بأرض قي فحانت الصلاة فليتوضأ فإن لم يجد ماء فليتيمم
فإن أقام صلى معه ملكاه وإن أذن وأقام صلى خلفه من جنود الله ما لا يرى
طرفاه
رواه عبد الرازق عن ابن التيمي عن أبيه عن أبي عثمان النهدي عن سلمان
وتقدم حديث عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه و سلم يعجب ربك من راعي
غنم في رأس شظية يؤذن بالصلاة ويصلي فيقول الله عز و جل انظروا إلى عبدي
هذا يؤذن ويقيم الصلاة
يخاف مني قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة
رواه أبو داود والنسائي وتقدم في الأذان
الترغيب في صلاة العشاء والصبح خاصة في جماعة والترهيب من التأخر عنهما
601 - عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في
جماعة فكأنما صلى الليل كله
رواه مالك ومسلم واللفظ له وأبو داود
ولفظه من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة ومن صلى العشاء والفجر
في جماعة كان كقيام ليلة
ورواه الترمذي كرواية أبي داود وقال حديث
حسن صحيح قال ابن خزيمة في صحيحه باب فضل صلاة العشاء والفجر في جماعة
وبيان أن صلاة الفجر في الجماعة أفضل من صلاة العشاء في الجماعة وأن فضلها
في الجماعة ضعفا فضل العشاء في الجماعة
ثم ذكره بنحو لفظ مسلم ولفظ أبي داود والترمذي يدافع ما ذهب إليه والله
أعلم
602 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما
لأتوهما ولو حبوا ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي
بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة
فأحرق عليهم بيوتهم بالنار
رواه البخاري ومسلم
603 - وفي رواية لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد ناسا في بعض
الصلوات فقال لقد
هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها
فآمر بهم
فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم ولو علم أحدهم أنه يجد عظما سمينا لشهدها
يعني صلاة العشاء وفي بعض روايات الإمام أحمد لهذا الحديث لولا ما في
البيوت من النساء والذرية أقمت صلاة العشاء وأمرت فتياني يحرقون ما في
البيوت بالنار
604 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر
والعشاء أسأنا به الظن
رواه الطبراني وابن خزيمة في صحيحه
605 - وعن رجل من النخع قال سمعت أبا الدرداء رضي الله عنه حين حضرته
الوفاة قال أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه
فإنه يراك واعدد نفسك في الموتى وإياك ودعوة المظلوم فإنها تستجاب ومن
استطاع منكم أن يشهد الصلاتين العشاء والصبح ولو حبوا فليفعل
رواه الطبراني في الكبير
وسمى الرجل المبهم جابرا ولا يحضرني حاله
6 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم من صلى العشاء في جماعة فقد أخذ بحظه من ليلة القدر
رواه الطبراني في الكبير
606 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه
كان يقول من صلى في مسجد جماعة أربعين ليلة لا تفوته الركعة الأولى من
صلاة العشاء كتب الله له بها عتقا من النار
رواه ابن ماجه من رواية
إسماعيل عن عمارة بن غزية عن أنس بن مالك عن عمر وأشار إليه الترمذي ولم
يذكر لفظه وقال هو حديث مرسل يعني أن عمارة بن غزية وهو المازني المدني لم
يدرك أنسا
607 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
و سلم قال من توضأ ثم أتى المسجد فصلى ركعتين قبل الفجر ثم جلس حتى يصلي
الفجر كتبت صلاته يومئذ في صلاة الأبرار وكتب في وفد الرحمن
رواه الطبراني عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة
وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله
عليه و سلم يوما الصبح فقال أشاهد فلان قالوا لا
قال أشاهد فلان قالوا لا
قال إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين ولو تعلمون ما فيهما
لأتيتموهما ولو حبوا على الركب
الحديث رواه أحمد وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم
وتقدم بتمامه في كثرة الجماعة
609 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من
صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله تعالى
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح
610 - ورواه أيضا من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه وزاد فيه فلا
تخفروا الله في عهده فمن قتله طلبه الله حتى يكبه في النار على وجهه
رواه مسلم من حديث جندب وتقدم في الصلوات الخمس
يقال أخفرت الرجل بالخاء المعجمة إذا نقضت عهده
611 - وروي عن سلمان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول من غدا إلى صلاة الصبح غدا براية الإيمان ومن غدا إلى السوق غدا
براية الشيطان
رواه ابن ماجه
612 - وروي عن ميتم رجل من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بلغني أن الملك يغدو برايته مع أول من
يغدو إلى المسجد فلا يزال بها معه حتى يرجع فيدخل بها منزله وإن الشيطان
يغدو برايته إلى السوق مع أول من يغدو فلا يزال بها معه حتى يرجع فيدخلها
منزله
رواه ابن أبي عاصم وأبو نعيم في معرفة الصحابة وغيرها
613 - وعن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصبح وإن عمر غدا إلى السوق ومسكن سليمان
بين
المسجد والسوق فمر على الشفاء أم سليمان فقال لها لم أر سليمان
في الصبح فقالت له إنه بات يصلي فغلبته عيناه
قال عمر له لان أشهد صلاة الصبح في جماعة أحب إلي من أن أقوم ليلة
رواه مالك
614 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من
مشى في ظلمة الليل إلى المساجد لقي الله عز و جل بنور يوم القيامة
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن ولابن حبان في صحيحه نحوه
615 - وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة
رواه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والحاكم واللفظ له وقال صحيح على شرط
الشيخين وتقدم مع غيره
20 - الترهيب من ترك حضور الجماعة لغير عذر
616 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من سمع النداء فلم يمنعه من اتباعه عذر
قالوا وما العذر قال خوف أو مرض لم تقبل منه الصلاة التي صلى
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه وابن ماجه بنحوه
617 - وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من سمع النداء
فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر
رواه القاسم بن أصبغ في كتابه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال
صحيح على شرطهما
618 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ
عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية
رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن
حبان في صحيحيهما والحاكم وزاد رزين في جامعه وإن ذئب الإنسان
الشيطان إذا خلا به أكله
وتقدم حديث ابن مسعود رضي الله عنه وفيه ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما
يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم
الحديث رواه مسلم وأبو داود وغيرهما
619 - وفي رواية لابي داود ولو تركتم سنة نبيكم لكفرتم
وتقدم حديث أبي أمامة في المعنى مرفوعا
620 - وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه
قال الجفاء كل الجفاء والكفر والنفاق من سمع منادي الله ينادي إلى الصلاة
فلا يجيبه
رواه أحمد والطبراني من رواية زبان بن فائد
621 - وفي رواية للطبراني قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بحسب المؤمن
من الشقاء والخيبة أن يسمع المؤذن يثوب بالصلاة فلا يجيبه
التثويب هاهنا اسم لإقامة الصلاة
622 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لقد هممت أن آمر فتيتي فيجمعوا لي حزما من حطب ثم آتي قوما يصلون في
بيوتهم ليست بهم علة فأحرقها عليهم فقيل ليزيد هو ابن الأصم الجمعة عنى أو
غيرها
قال صمت أذناي إن لم أكن سمعت أبا هريرة يأثره عن رسول الله صلى الله عليه
و سلم ولم يذكر جمعة ولا غيرها
رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه والترمذي مختصرا
623 - وعن عمرو بن أم مكتوم رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أنا ضرير
شاسع الدار ولي قائد لا يلايمني فهل تجد لي رخصة أن أصلي في بيتي قال
أتسمع النداء
قال نعم
قال ما أجد لك رخصة
رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والحاكم
624 - وفي رواية لاحمد عنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتى
المسجد فرأى في القوم رقة فقال إني لأهم أن أجعل للناس إماما ثم أخرج فلا
أقدر على إنسان يتخلف عن الصلاة في بيته إلا أحرقته عليه فقال ابن أم
مكتوم يا رسول الله إن بيني وبين المسجد نخلا وشجرا ولا أقدر على قائد كل
ساعة أيسعني أن أصلي في بيتي
قال أتسمع الإقامة قال نعم
قال فائتها
وإسناد هذه جيد
قوله شاسع الدار هو بالشين المعجمة أولا والسين والعين المهملتين بعد
الألف أي بعيد الدار ولا يلايمني أي لا يوافقني وفي نسخ أبي داود لا
يلاومني بالواو وليس بصواب قاله الخطابي وغيره
قال الحافظ أبو بكر
بن المنذر روينا عن غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أنهم
قالوا من سمع النداء ثم لم يجب من غير عذر فلا صلاة له منهم ابن مسعود
وأبو موسى الأشعري
وقد روي ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم ومن
كان يرى أن حضور الجماعات فرض عطاء وأحمد بن حنبل وأبو ثور وقال الشافعي
رضي الله عنه لا أرخص لمن قدر على صلاة الجماعة في ترك إتيانها إلا من عذر
انتهى
وقال الخطابي بعد ذكر حديث ابن أم مكتوم وفي هذا دليل على أن
حضور الجماعة واجب ولو كان ذلك ندبا لكان أولى من يسعه التخلف عنها أهل
الضرورة والضعف ومن كان في مثل حال ابن أم مكتوم وكان عطاء بن أبي رباح
يقول ليس لأحد من خلق الله في الحضر وبالقرية رخصة إذا سمع النداء في أن
يدع الصلاة
وقال الأوزاعي لا طاعة للوالد في ترك الجمعة والجماعات انتهى
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه و سلم
رجل أعمى
فقال يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسول الله صلى الله
عليه و سلم أن يرخص له يصلي في بيته فرخص له فلما ولى دعاه فقال هل تسمع
النداء بالصلاة قال نعم
قال فأجب
رواه مسلم والنسائي وغيرهما
626 - وعن أبي الشعثاء المحاربي رضي الله عنه قال كنا قعودا في المسجد
فأذن المؤذن فقام رجل من المسجد يمشي فأتبعه أبو هريرة بصره حتى خرج من
المسجد فقال أبو هريرة أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه و سلم
رواه مسلم وغيره وتقدم
627 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال أقبل ابن أم مكتوم وهو أعمى وهو
الذي أنزل فيه عبس وتولى أن جاءه الأعمى عبس 1 2 وكان رجلا من قريش إلى
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله بأبي وأمي أنا كما تراني
قد دبرت سني ورق عظمي وذهب بصري ولي قائد لا يلايمني قياده إياي فهل تجد
لي رخصة أصلي في بيتي الصلوات فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هل تسمع
المؤذن في البيت الذي أنت فيه قال نعم يا رسول الله
قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما أجد لك رخصة ولو يعلم هذا المتخلف عن الصلاة في
الجماعة ما لهذا الماشي إليها لأتاها ولو حبوا على يديه ورجليه
رواه الطبراني في الكبير من طريق علي بن يزيد الالهاني عن القاسم عن أبي
أمامة
628 - وعن جابر رضي الله عنه قال أتى ابن أم مكتوم النبي صلى الله عليه و
سلم فقال يا رسول الله إن منزلي شاسع وأنا مكفوف البصر وأنا أسمع الأذان
قال فإن سمعت الأذان فأجب ولو حبوا أو زحفا
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه ولم يقل أو
زحفا
629 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن رجل يصوم النهار ويقوم
الليل ولا يشهد الجماعة ولا الجمعة فقال هذا في النار
رواه الترمذي موقوفا
وعنه أيضا رضي الله عنه قال من سمع حي على الفلاح فلم يجب فقد
ترك سنة محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن
631 - وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم لينتهين رجال عن ترك الجماعة أو لأحرقن بيوتهم
رواه ابن ماجه من رواية الزبرقان بن عمرو الضمري عن أسامة ولم يسمع منه
632 - وعن ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم من سمع النداء فارغا صحيحا فلم يجب فلا صلاة له
رواه الحاكم من رواية أبي بكر بن عياش عن أبي حصين عن ابن بريدة وقال صحيح
الإسناد
قال الحافظ رضي الله عنه الصحيح وقفه
21 - الترغيب في صلاة النافلة في البيوت
633 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال اجعلوا
من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
634 - وعن جابر هو ابن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من
صلاته فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا
رواه مسلم وغيره ورواه ابن خزيمة في صحيحه من حديث أبي سعيد
635 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي
والميت
رواه البخاري ومسلم
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله
عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما أفضل الصلاة في بيتي أو
الصلاة في المسجد قال ألا ترى إلى بيتي ما أقربه من المسجد فلأن أصلي في
بيتي أحب إلي من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة
رواه أحمد وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه
637 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال خرج نفر من أهل العراق إلى عمر فلما
قدموا عليه سألوه عن صلاة الرجل في بيته فقال عمر سألت رسول الله صلى الله
عليه و سلم فقال أما صلاة الرجل في بيته فنور فنوروا بيوتكم
رواه ابن خزيمة في صحيحه
638 - وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال
صلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة
المكتوبة
رواه النسائي بإسناد جيد وابن خزيمة في صحيحه
639 -
وعن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أراه رفعه قال فضل صلاة
الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل الفريضة على التطوع
رواه البيهقي وإسناده جيد إن شاء الله تعالى
640 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم أكرموا بيوتكم ببعض صلاتكم
رواه ابن خزيمة في صحيحه
22 - الترغيب في انتظار الصلاة بعد الصلاة
641 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا
يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا
الصلاة
رواه البخاري في أثناء حديث ومسلم
وللبخاري إن أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه والملائكة تقول
اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم يقم من مصلاه أو يحدث
643 - وفي رواية لمسلم وأبو داود قال لا يزال العبد في صلاة ما كان في
مصلاه ينتظر الصلاة والملائكة تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه حتى ينصرف
أو يحدث
قيل وما يحدث قال يفسو أو يضرط
ورواه مالك موقوفا عن
نعيم بن عبد الله المجمر أنه سمع أبا هريرة يقول إذا صلى أحدكم ثم جلس في
مصلاه لم تزل الملائكة تصلي عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه فإن قام من
مصلاه فجلس في المسجد ينتظر الصلاة لم يزل في صلاة حتى يصلي
644 -
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخر ليلة صلاة
العشاء إلى شطر الليل ثم أقبل بوجهه بعدما صلى فقال صلى الناس ورقدوا ولم
تزالوا في صلاة منذ انتظرتموها
رواه البخاري
645 - وعن أنس رضي الله عنه أن هذه الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع السجدة
61 نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب
646 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال صلينا مع رسول الله صلى
الله عليه و سلم المغرب فرجع من رجع وعقب من عقب فجاء رسول الله صلى الله
عليه و سلم مسرعا قد حفزه النفس قد حسر عن ركبتيه قال أبشروا هذا ربكم قد
فتح بابا من أبواب السماء يباهي بكم الملائكة يقول انظروا إلى عبادي قد
قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى
رواه ابن ماجه عن أبي أيوب عنه ورواته ثقات وأبو أيوب هو المراغي العتكي
ثقة ما أراه سمع عبد الله والله أعلم
حفزه النفس هو بفتح الحاء المهملة والفاء وبعدهما زاي أي ساقه
وتعبه من شدة سعيه
وحسر هو بفتح الحاء والسين المهملتين أي كشف عن ركبتيه
647 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
وصلاة في إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين
رواه أبو داود وتقدم بتمامه
649 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال إسباغ الوضوء في المكاره وإعمال الأقدام إلى المساجد وانتظار الصلاة
بعد الصلاة يغسل الخطايا غسلا
رواه أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
650 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن العبد
إذا جلس في مصلاه بعد الصلاة صلت عليه الملائكة وصلاتهم عليه اللهم اغفر
له وإن جلس ينتظر الصلاة صلت عليه وصلاتهم عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه
رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب
651 - وعن أبي هريرة رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال منتظر الصلاة بعد الصلاة كفارس
اشتد به فرسه في سبيل الله على كشحه وهو في الرباط الأكبر
رواه أحمد والطبراني في الأوسط وإسناد أحمد صالح
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم أتاني
الليلة آت من ربي وفي رواية ربي في أحسن صورة فقال لي يا محمد قلت لبيك
ربي وسعديك قال هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى قلت لا أعلم فوضع يده بين
كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي أو قال في نحري فعلمت ما في السموات وما في
الأرض أو قال ما بين المشرق والمغرب قال يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ
الأعلى قلت نعم في الدرجات والكفارات ونقل الأقدام إلى الجماعات وإسباغ
الوضوء في السبرات وانتظار الصلاة بعد الصلاة ومن حافظ عليهن عاش بخير
ومات بخير وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه
الحديث رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وتقدم بتمامه
653 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد به في الحسنات قالوا
بلى يا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إسباغ الوضوء أو الطهور في
المكاره وكثرة الخطا إلى المسجد والصلاة بعد الصلاة وما من أحد يخرج من
بيته متطهرا حتى يأتي المسجد فيصلي فيه مع المسلمين أو مع الإمام ثم ينتظر
الصلاة التي بعدها إلا قالت الملائكة اللهم اغفر له اللهم ارحمه
الحديث رواه ابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه واللفظ له والدارمي
في مسنده
654 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ثلاث
كفارات وثلاث درجات وثلاث منجيات وثلاث مهلكات
فأما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات وانتظار الصلاة بعد الصلاة ونقل
الأقدام إلى الجماعات
وأما الدرجات فإطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام
وأما المنجيات فالعدل في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وخشية الله
في السر والعلانية
وأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه
رواه البزار واللفظ له والبيهقي وغيرهما وهو مروي عن جماعة من الصحابة
وأسانيده وإن كان لا يسلم شيء منها من مقال فهو بمجموعها حسن إن شاء الله
تعالى
السبرات جمع سبرة وهي شدة البرد
655 - وعن داود بن
صالح قال قال لي أبو سلمة يا ابن أخي تدري في أي شيء نزلت اصبروا وصابروا
ورابطوا آل عمران 002 قلت لا قال سمعت أبا هريرة يقول لم يكن في زمان
النبي صلى الله عليه و سلم غزو يرابط فيه ولكن انتظار الصلاة بعد الصلاة
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
656 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
أنه قال القاعد على الصلاة كالقانت ويكتب من المصلين من حين يخرج من بيته
حتى يرجع إليه
رواه ابن حبان في صحيحه ورواه أحمد وغيره أطول منه إلا أنه قال والقاعد
يرعى الصلاة كالقانت
وتقدم بتمامه في المشي إلى المساجد
قوله القاعد على الصلاة كالقانت أي أجره كأجر المصلي قائما ما دام قاعدا
ينتظر الصلاة لأن المراد بالقنوت هنا القيام في الصلاة
657 - وعن امرأة من المبايعات رضي الله عنها أنها قالت جاء رسول الله صلى
الله عليه و سلم ومعه أصحابه من بني سلمة فقربنا إليه طعاما فأكل ثم قربنا
إليه وضوءا فتوضأ ثم أقبل على أصحابه فقال ألا أخبركم بمكفرات الخطايا
قالوا بلى قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار
الصلاة بعد الصلاة
رواه أحمد وفيه رجل لم يسم وبقية إسناده محتج بهم في الصحيح
23 - الترغيب في المحافظة على الصبح والعصر
658 - عن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من
صلى البردين دخل الجنة
رواه البخاري ومسلم
البردان هما الصبح والعصر
659 - وعن أبي زهيرة عمارة بن رويبة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم
يقول لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها يعني
الفجر والعصر
رواه مسلم
660 - وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم من صلى الصبح فهو في ذمة الله وحسابه على الله
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورواته رواة الصحيح إلا الهيثم بن يمان
وتكلم فيه فللحديث شواهد
أبو مالك هو سعد بن طارق
661 - وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإنه
من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم
رواه مسلم وغيره
662 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم من صلى الغداة فأصيبت ذمته فقد استبيح حمى الله وأخفرت ذمته وأنا
طالب بذمته
رواه أبو يعلى
663 - وعن أبي بصرة الغفاري رضي الله
عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم العصر بالمخمص وقال إن هذه
الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها ومن حافظ عليها كان له أجره مرتين
الحديث
رواه مسلم والنسائي
المخمص بضم الميم وفتح الخاء المعجمة والميم جميعا وقيل بفتح الميم وسكون
الخاء وكسر الميم بعدها وفي آخره صاد مهملة اسم طريق
664 - وعن أبي بكر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من
صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله فمن أخفر ذمة الله كبه الله في النار
لوجهه
رواه ابن ماجه والطبراني في الكبير واللفظ له ورجال إسناده رجال الصحيح
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من
صلى
الصبح فهو في ذمة الله تبارك وتعالى فلا تخفروا الله تبارك وتعالى في ذمته
فإنه من أخفر ذمته طلبه الله تبارك وتعالى حتى يكبه على وجهه
رواه أحمد والبزار ورواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه
وفي أول قصة وهو أن الحجاج أمر سالم بن عبد الله بقتل رجل فقال له سالم
أصليت الصبح فقال الرجل نعم
فقال له انطلق فقال له الحجاج ما منعك من قتله فقال سالم حدثني أبي أنه
سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صلى الصبح كان في جوار الله
يومه فكرهت أن أقتل رجلا أجاره الله فقال الحجاج لابن عمر أنت سمعت هذا من
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ابن عمر نعم
قال الحافظ وفي الأولى ابن لهيعة وفي الثانية يحيى بن عبد الحميد الحماني
666 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر
وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم كيف
تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون
رواه
البخاري ومسلم والنسائي وابن خزيمة في صحيحه ولفظه في إحدى رواياته قال
تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر وصلاة العصر فيجتمعون في
صلاة الفجر فتصعد ملائكة الليل وتثبت ملائكة النهار ويجتمعون في صلاة
العصر فتصعد ملائكة النهار وتبيت ملائكة الليل فيسألهم ربهم كيف تركتم
عبادي فيقولون أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون فاغفر لهم يوم الدين
24 - الترغيب في جلوس المرء في مصلاه بعد صلاة الصبح وصلاة العصر
667 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من صلى الصبح في
جماعة ثم قعد يذكر اللهحتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له
كأجر حجة وعمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تامة تامة تامة
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
668 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن أقعد
أصلي مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من
أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر
إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة
رواه أبو داود وأبو يعلى
قال في الموضعين أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل دية كل واحد
منهم اثنا عشر ألفا
رواه ابن أبي الدنيا بالشطر الأول إلا أنه قال أحب إلي مما طلعت عليه
الشمس
669 - وعن سهل بن معاذ عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يسبح ركعتي الضحى لا
يقول إلا خيرا غفر له خطاياه وإن كانت أكثر من زبد البحر
رواه أحمد وأبو داود وأبو يعلى وأظنه قال من صلى صلاة الفجر ثم قعد يذكر
الله حتى تطلع الشمس وجبت له الجنة
قال الحافظ رواه الثلاثة من طريق زبان بن فائد عن سهل وقد حسنت وصححها
بعضهم
670 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال من صلى الفجر ثم ذكر الله حتى
تطلع الشمس ثم صلى ركعتين أو أربع ركعات لم تمس جلده النار وأخذ الحسن
بجلده فمده
رواه البيهقي
671 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأن أقعد أذكر الله تعالى وأكبره
وأحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق رقبتين من ولد
إسماعيل ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقبات من
ولد إسماعيل
رواه أحمد بإسناد حسن
وعنه رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى صلاة الغداة في جماعة ثم جلس
يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم قام فصلى ركعتين انقلب بأجر حجة وعمرة
رواه الطبراني وإسناده جيد
673 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى تمكنه الصلاة وقال من صلى الصبح ثم جلس
في مجلسه حتى تمكنه الصلاة كان بمنزلة عمرة وحجة متقبلتين
رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات إلا الفضل بن الموفق ففيه كلام
674 - وعن عبد الله بن غابر أن أمامة وعتبة بن عبد رضي الله عنهما حدثاه
عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من صلى صلاة الصبح في جماعة ثم ثبت
حتى يسبح لله سبحة الضحى كان له كأجر حاج ومعتمر تاما له حجه وعمرته
رواه الطبراني وبعض رواته مختلف فيه وللحديث شواهد كثيرة
675 - وروي عن عمرة رضي الله عنها قالت سمعت أم المؤمنين تعني عائشة رضي
الله عنها تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صلى الفجر أو
قال الغداة فقعد في مقعده فلم يلغ بشيء من أمر الدنيا ويذكر الله حتى يصلي
الضحى أربع ركعات خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه لا ذنب له
رواه أبو يعلى واللفظ له والطبراني
676 - وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم
بعث بعثا قبل نجد فغنموا غنائم كثيرة وأسرعوا الرجعة فقال رجل منا لم يخرج
ما رأينا بعثا أسرع رجعة ولا أفضل غنيمة من هذا البعث فقال النبي صلى الله
عليه و سلم ألا أدلكم على قوم أفضل غنيمة وأسرع رجعة قوم شهدوا صلاة الصبح
ثم جلسوا يذكرون الله حتى طلعت الشمس أولئك أسرع رجعة وأفضل غنيمة
رواه الترمذي في الدعوات من جامعه ورواه البزار وأبو يعلى وابن حبان في
صحيحه من حديث أبي هريرة بنحوه وذكر البزار فيه أن القائل ما رأينا هو أبو
بكر رضي الله عنه وقال في آخره فقال النبي صلى الله عليه و سلم يا أبا بكر
ألا أدلك على ما هو أسرع إيابا وأفضل مغنما من صلى الغداة في جماعة ثم ذكر
الله حتى تطلع الشمس
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه و
سلم إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسنا
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والطبراني ولفظه كان إذا صلى الصبح
جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس
وابن خزيمة في صحيحه ولفظه قال عن سماك أنه سأل جابر بن سمرة كيف كان رسول
الله صلى الله عليه و سلم يصنع إذا صلى الصبح قال كان يقعد في مصلاه إذا
صلى الصبح حتى تطلع الشمس
الترغيب في أذكار يقولها بعد الصبح والعصر والمغرب
678 - عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من
قال في دبر صلاة الفجر وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم لا إله إلا الله وحده
لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات
كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكان يومه
ذلك كله في حرز من كل مكروه وحرس من الشيطان ولم ينبغ لذنب أن يدركه في
ذلك اليوم إلا الشرك بالله تعالى
رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث
حسن غريب صحيح والنسائي وزاد فيه بيده الخير وزاد فيه أيضا وكان له بكل
واحدة قالها عتق رقبة مؤمنة
ورواه النسائي أيضا من حديث معاذ وزاد فيه من قالهن حين ينصرف من صلاة
العصر أعطي مثل ذلك في ليلته
679 - وعن الحارث بن مسلم التميمي رضي الله عنه قال قال لي النبي صلى الله
عليه و سلم إذا صليت الصبح فقل قبل أن تتكلم اللهم أجرني من النار سبع
مرات فإنك إن مت من يومك كتب الله لك جوارا من النار وإذا صليت المغرب فقل
قبل أن تتكلم اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من ليلتك كتب الله
لك جوارا من النار
رواه النسائي وهذا لفظه وأبو داود عن الحارث بن مسلم عن أبيه مسلم بن
الحارث
قال الحافظ وهو الصواب لأن الحارث بن مسلم تابعي قاله أبو زرعة
وأبو حاتم الرازي
680 - وعن عمارة بن شبيب السبائي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات على إثر المغرب بعث الله له
مسلحة يحفظونه من الشيطان حتى يصبح وكتب الله له بها عشر حسنات موجبات
ومحا عنه عشر سيئات موبقات وكانت له بعدل عشر رقبات مؤمنات
رواه النسائي والترمذي وقال حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد ولا
نعرف لعمارة سماعا من النبي صلى الله عليه و سلم
681 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من
قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على
كل شيء قدير
عشر مرات كتب الله له بهن عشر حسنات ومحا بهن عشر سيئات
ورفع له بهن عشر درجات وكن له عدل عتاقة أربع رقاب وكن له حرسا حتى يمسي
ومن قالهن إذا صلى المغرب دبر صلاته فمثل ذلك حتى يصبح
رواه أحمد والنسائي وابن حبان في صحيحه وهذا لفظه
وفي رواية له وكن له عدل عشر رقاب
682 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم من قال حين ينصرف من صلاة الغداة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له
الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير عشر مرات أعطي بهن سبعا
كتب الله له بهن عشر حسنات ومحا عنه بهن عشر سيئات ورفع له بهن عشر درجات
وكن له عدل عشر نسمات وكن له حفظا من الشيطان وحرزا من المكروه ولم يلحقه
في ذلك اليوم ذنب إلا الشرك بالله ومن قالهن حين ينصرف من صلاة المغرب
أعطي مثل ذلك ليلته
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني بإسناد حسن واللفظ له
العدل بالكسر وفتحه لغة هو المثل وقال بعضهم العدل بالكسر ما
عادل الشيء من جنسه وبالفتح ما عادله من غير جنسه
683 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من قال دبر صلاة الغداة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله
الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير مائة مرة قبل أن يثني
رجليه كان يومئذ من أفضل أهل الأرض عملا إلا من قال مثل ما قال أو زاد على
ما قال
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد ورواه فيه وفي الكبير
أيضا من حديث أبي الدرداء ولفظه من قال بعد صلاة الصبح وهو ثان رجليه قبل
أن يتكلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت
بيده الخير وهو على كل شيء قدير عشر مرات
كتب الله له بكل مرة عشر
حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكن له في يومه ذلك حرزا من
كل مكروه وحرسا من الشيطان الرجيم وكان له بكل مرة عتق رقبة من ولد
إسماعيل ثمن كل رقبة اثنا عشر ألفا ولم يلحقه يومئذ ذنب إلا الشرك بالله
ومن قال ذلك بعد صلاة المغرب كان له مثل ذلك
684 - وعن عبد الرحمن
بن غنم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال من قال قبل أن
ينصرف ويثني رجليه من صلاة المغرب والصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب الله له
بكل واحدة عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكانت له حرزا
من كل مكروه وحرزا من الشيطان الرجيم ولم يحل للذنب أن يدركه إلا الشرك
وكان من أفضل الناس عملا إلا رجلا يفضله يقول أفضل مما قال
رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح غير شهر بن حوشب وعبد الرحمن بن غنم مختلف في
صحبته وقد روي هذا الحديث عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم
685 -
وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول من قال بعد صلاة الفجر ثلاث مرات وبعد العصر ثلاث مرات أستغفر الله
الذي لا إله إلا هو
الحي القيوم وأتوب إليه كفرت عنه ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر
رواه ابن السني في كتابه
قال الحافظ وأما ما يقوله دبر الصلوات إذا أصبح وإذا أمسى فلكل منهما باب
يأتي إن شاء الله تعالى وتقدم في باب الرحلة في طلب العلم حديث قبيصة وفيه
أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له يا قبيصة إذا صليت الصبح فقل ثلاثا
سبحان الله العظيم وبحمده تعافى من العمى والجذام والفلج
رواه أحمد
26 - الترهيب من فوات العصر بغير عذر
686 - عن بريدة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم من ترك
صلاة العصر فقد حبط عمله
رواه البخاري والنسائي وابن ماجه ولفظه قال بكروا بالصلاة في يوم الغيم
فإنه من فاتته صلاة العصر حبط عمله
687 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم من ترك صلاة العصر متعمدا فقد حبط عمله
رواه أحمد بإسناد صحيح
688 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الذي
تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله
رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن
خزيمة في صحيحه وزاد في آخره قال مالك تفسيره ذهاب الوقت
689 - وعن نوفل بن معاوية رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله
وفي رواية قال نوفل صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله
قال ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هي العصر
رواه النسائي
الترغيب في الإمامة مع الإتمام والإحسان والترهيب منها عند عدمهما
690 - عن أبي علي المصري قال سافرنا مع عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه
فحضرتنا الصلاة فأردنا أن يتقدمنا
فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أم قوما فإن أتم فله
التمام ولهم التمام وإن لم يتم فلهم التمام وعليه الإثم
رواه أحمد واللفظ له وأبو داود وابن ماجه والحاكم وصححه وابن خزيمة وابن
حبان في صحيحيهما ولفظهما من أم الناس فأصاب الوقت وأتم الصلاة فله ولهم
ومن انتقص من ذلك شيئا فعليه ولا عليهم
قال الحافظ هو عندهم من رواية عبد الرحمن بن حرملة عن أبي علي المصري وعبد
الرحمن يأتي الكلام عليه
691 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال من أم قوما فليتق الله وليعلم أنه ضامن مسؤول لما ضمن وإن أحسن
كان له من الأجر مثل أجر من صلى خلفه من غير أن ينقص من أجورهم شيئا وما
كان من نقص فهو عليه
رواه الطبراني في الأوسط من رواية معارك بن عباد
692 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
يصلون لكم فإن أصابوا فلكم وإن أخطؤوا فلكم وعليهم
رواه البخاري وغيره وابن حبان في صحيحه ولفظه
سيأتي أو سيكون أقوام يصلون الصلاة فإن أتموا فلكم وإن انتقصوا
فعليهم ولكم
693 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال ثلاثة على كثبان المسك أراه قال يوم القيامة عبد أدى حق الله وحق
مواليه ورجل أم قوما وهم به راضون ورجل ينادي بالصلوات الخمس في كل يوم
وليلة
رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن ورواه الطبراني في الصغير
والأوسط بإسناد لا بأس به ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة
لا يهولهم الفزع الأكبر ولا ينالهم الحساب وهم على كثيب من مسك حتى يفرغ
من حساب الخلائق رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله وأم به قوما وهم به راضون
الحديث وفي الباب أحاديث الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن وغيرها وتقدم في
الأذان
1 - الترهيب من إمامة الرجل القوم وهم له كارهون
694 - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم كان يقول ثلاثة لا يقبل
الله منهم صلاة من تقدم قوما وهم له كارهون ورجل يأتي الصلاة
دبارا
والدبار أن يأتيها بعد أن تفوته ورجل اعتبد محررارواه أبو داود وابن ماجه
كلاهما من رواية عبد الرحمن بن زياد الإفريقي
695 - وعن طلحة بن عبد
الله رضي الله عنهما أنه صلى بقوم فلما انصرف قال إني نسيت أن أستأمركم
قبل أن أتقدم أرضيتم بصلاتي قالوا نعم ومن يكره ذلك يا حواري رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
أيما رجل أم قوما وهم له كارهون لم تجاوز صلاته أذنيه
رواه الطبراني في الكبير من رواية سليمان بن أيوب وهو الطلحي الكوفي قيل
فيه له مناكير
696 - وعن عطاء بن دينار الهذلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة ولا تصعد إلى السماء ولا تجاوز
رؤوسهم رجل أم قوما وهم له كارهون ورجل صلى على جنازة ولم يؤمر وامرأة
دعاها زوجها من الليل فأبت عليه
رواه ابن خزيمة في صحيحه هكذا مرسلا وروي له سند آخر إلى أنس يرفعه
697 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا رجل أم قوما وهم له كارهون وامرأة
باتت وزوجها عليها ساخط وأخوان متصارمان
رواه ابن ماجه وابن حبان في
صحيحه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يقبل الله منهم
صلاة إمام قوم وهم له كارهون وامرأة باتت وزوجها عليها غضبان وأخوان
متصارمان
698 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم العبد الآبق حتى يرجع
وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط وإمام قوم وهم له كارهون
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
2 - الترغيب في الصف الأول وما جاء في تسوية الصفوف والتراص فيها وفضل
ميامنها ومن صلى في الصف المؤخر مخافة إيذاء غيره لو تقدم
699 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لو
يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه
لاستهموا
رواه البخاري ومسلم
وفي رواية لمسلم لو تعلمون ما في الصف المقدم لكانت قرعة
وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم
خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
وروي عن جماعة من الصحابة منهم ابن عباس وعمر بن الخطاب وأنس بن مالك وأبو
سعيد وأبو أمامة وجابر بن عبد الله وغيرهم
701 - وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم كان يستغفر للصف المقدم ثلاثا وللثاني مرة
رواه ابن ماجه والنسائي وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما
ولم يخرجا للعرباض وابن حبان في صحيحه ولفظه كان يصلي على الصف المقدم
ثلاثا وعلى الثاني واحدة
ولفظ النسائي كابن حبان إلا أنه قال كان يصلي على الصف الأول مرتين
702 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول
قالوا يا رسول الله وعلى الثاني
قال إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول
قالوا يا رسول الله وعلى الثاني قال وعلى الثاني
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم سووا صفوفكم وحاذوا بين مناكبكم
ولينوا في أيدي إخوانكم وسدوا الخلل فإن الشيطان يدخل فيما بينكم بمنزلة
الحذف يعني أولاد الضأن الصغار رواه أحمد بإسناد لا بأس به والطبراني
وغيره
الحذف بالحاء المهملة والذال المعجمة مفتوحتين وبعدهما فاء
703 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
و سلم يقول إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول أو الصفوف الأول
رواه أحمد بإسناد جيد
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله
عليه و سلم
يأتي ناحية الصف ويسوي بين صدور القوم ومناكبهم ويقول لا تختلفوا فتختلف
قلوبكم إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول
رواه ابن خزيمة في صحيحه
705 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سووا
صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه وغيرهم
وفي رواية للبخاري فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة
ورواه أبو داود ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال رصوا صفوفكم
وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من
خلل الصف كأنها الحذف
رواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما نحو رواية أبي داود
الخلل بفتح الخاء المعجمة واللام أيضا هو ما يكون بين الاثنين من الاتساع
عند عدم التراص
706 - وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم استووا تستو قلوبكم وتماسوا تزاحموا
قال شريح تماسوا يعني تزاحموا أوفى الصلاة
وقال غيره تماسوا تواصلوا
رواه الطبراني في الأوسط
707 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل ولينوا بأيدي إخوانكم ولا
تذروا فرجات الشيطان ومن وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله
رواه أحمد وأبو داود وعند النسائي وابن خزيمة آخره
الفرجات جمع فرجة وهي المكان الخالي بين الاثنين
708 - وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله
عليه و سلم فقال ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها فقلنا يا رسول الله
وكيف تصف الملائكة عند ربها قال يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف
رواه أبو مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
709 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
خياركم ألينكم مناكب في الصلاة
رواه أبو داود
710 - وعن أنس رضي الله عنه قال أقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول الله صلى
الله عليه و سلم بوجهه فقال أقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء
ظهري
رواه البخاري ومسلم بنحوه
وفي رواية للبخاري فكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه
711 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال
أحسنوا إقامة الصفوف في الصلاة
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح
712 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن
الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف
رواه أبو داود وابن ماجه بإسناد حسن
713 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال كنا إذا صلينا خلف رسول الله
صلى الله عليه و سلم أحببنا أن نكون عن يمينه يقبل علينا بوجهه فسمعته
يقول رب قني عذابك يوم تبعث عبادك
رواه مسلم
وروي عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ترك الصف
الأول مخافة أن يؤذي أحدا أضعف الله له أجر الصف الأول
رواه الطبراني في الأوسط
3 - الترغيب في وصل الصفوف وسد الفرج
715 - عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن
الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف
رواه أحمد وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح
على شرط مسلم زاد ابن ماجه ومن سد فرجة رفعه الله بها درجة
716 -
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
يأتي الصف من ناحية إلى ناحية فيمسح مناكبنا أو صدورنا ويقول لا تختلفوا
فتختلف قلوبكم
قال وكان يقول إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف الأول
رواه ابن خزيمة في صحيحه
717 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال من وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله
رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ورواه
أحمد وأبو داود في آخر حديث تقدم قريبا
718 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم خياركم ألينكم مناكب في الصلاة وما من خطوة أعظم أجرا من خطوة
مشاها رجل إلى فرجة في الصف فسدها
رواه البزار بإسناد حسن وابن حبان في صحيحه كلاهما بالشطر الأول ورواه
بتمامه الطبراني في الأوسط
719 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من
سد فرجة رفعه الله بها درجة وبنى له بيتا في الجنة
رواه الطبراني في الأوسط من رواية مسلم بن خالد الزنجي وتقدم عند ابن ماجه
في أول الباب دون قوله وبنى له بيتا في الجنة
ورواه الأصبهاني بالزيادة أيضا من حديث أبي هريرة وفي إسناده عصمة بن محمد
قال أبو حاتم ليس بقوي وقال غيره متروك
وعن أبي جحيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال من سد فرجة في الصف غفر له
رواه البزار بإسناد حسن واسم أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي
721 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف ولا يصل عبد صفا إلا رفعه
الله به درجة وذرت عليه الملائكة من البر
رواه الطبراني في الأوسط ولا بأس بإسناده
722 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال وكان رسول الله صلى الله عليه
و سلم يقول إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف الأول وما من
خطوة أحب إلى الله من خطوة يمشيها العبد يصل بها صفا
رواه أبو داود في حديث وابن خزيمة بدون ذكر الخطوة وتقدم
723 - وعن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال خطوتان
إحداهما أحب الخطا إلى الله والأخرى أبغض الخطا إلى الله فأما التي يحبها
الله عز و جل فرجل نظر إلى خلل في الصف فسده وأما التي يبغضها الله فإذا
أراد الرجل أن يقوم مد رجله اليمنى ووضع يده عليها وأثبت اليسرى ثم قام
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
724 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قيل للنبي صلى الله عليه و سلم
إن ميسرة المسجد قد تعطلت فقال النبي صلى الله عليه و سلم من عمر ميسرة
المسجد كتب له كفلان من الأجر
رواه ابن خزيمة وغيره
725 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من عمر جانب المسجد الأيسر لقلة أهله فله أجران
رواه الطبراني في الكبير من رواية بقية بن الوليد
الترهيب من تأخر الرجال إلى أواخر صفوفهم وتقدم النساء إلى أوائل صفوفهن
ومن اعوجاج الصفوف
726 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وتقدم
وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى
في
أصحابه تأخرا فقال لهم تقدموا فائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم لا يزال قوم
يتأخرون حتى يؤخرهم الله
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
728 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا
يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله في النار
رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه وابن حبان إلا أنهما قالا حتى يخلفهم
الله في النار
729 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليلني
منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
رواه مسلم وغيره
730 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم رواه مالك
والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
وفي رواية
لهم خلا البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يسوي صفوفنا حتى
كأنما يسوي بها القداح حاى رآنا أنا قد عقلنا عنه ثم خرج يوما فقام حتى
كاد يكبر فرى رجلا باديا صدره من الصف فقال عباد الله لتسون صفوفكم أو
ليخالفن الله بين وجوهكم
وفي رواية لأبي داود وابن حبان في صحيحه
أقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم على الناس بوجهه فقال أقيموا صفوفكم
أو لخالفن الله بين قلوبكم قال فرأيت الرجل يلزق منكبه بمنكب صاحبه وركبته
بركبة صاحبه وكعبه بكعبه
القداح بكسر القاف جمع قدح وهو خشب السهم إذا بري قبل أن يجعل
فيه النصل والريش
731 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و
سلم يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول لا تختلفوا
فتختلف قلوبكم وكان يقول إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول
رواه أبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه ولفظه كان رسول
الله صلى الله عليه و سلم يأتينا فيمسح عواتقنا وصدورنا ويقول لا تختلف
صفوفكم فتختلف قلوبكم إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول
وفي رواية لابن خزيمة لا تختلف صدوركم فتختلف قلوبكم
732 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
لتسون الصفوف أو لتطمسن الوجوه أو لتغمضن أبصاركم أو لتخطفن أبصاركم
رواه أحمد والطبراني من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن زيد وقد مشاه
بعضهم
5 - الترغيب في التأمين خلف الإمام وفي الدعاء وما يقوله في الاعتدال
والاستفتاح
733 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين الفاتحة 7 فقولوا آمين
فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه
رواه مالك والبخاري واللفظ له ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
آمين فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه
وفي رواية لابن ماجه والنسائي إذا أمن القارىء فأمنوا الحديث
وفي رواية للنسائي وإذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا
وفي رواية البخاري إذا قال أحدكم آمين وقالت الملائكة في السماء
آمين
فإنه من وافق كلامه كلام الملائكة غفر لمن في المسجد
آمين تمد وتقصر وتشديد الممدود لغية وقيل هو اسم من أسماء الله تعالى وقيل
معناها اللهم استجب أو كذلك فافعل أو كذلك فليكن
734 - وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما
حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين
رواه ابن ماجه بإسناد صحيح وابن خزيمة في صحيحه وأحمد ولفظه إن رسول الله
صلى الله عليه و سلم ذكرت عنده اليهود فقال إنهم لم يحسدونا على شيء كما
حسدونا على الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها وعلى القبلة التي هدانا
الله لها وضلوا عنها وعلى قولنا خلف الإمام آمين
رواه الطبراني في
الأوسط بإسناد حسن ولفظه قال إن اليهود قد سئموا دينهم وهم قوم حسد ولم
يحسدوا المسلمين على أفضل من ثلاث رد السلام وإقامة الصفوف وقولهم خلف
إمامهم في المكتوبة آمين
735 - وعن أنس رضي الله عنه قال كنا عند
النبي صلى الله عليه و سلم جلوسا فقال إن الله قد أعطاني خصالا ثلاثة
أعطاني صلاة في الصفوف وأعطاني التحية إنها لتحية أهل الجنة وأعطاني
التأمين ولم يعطه أحدا من النبيين قبلي إلا أن يكون الله قد أعطاه هارون
يدعو موسى ويؤمن هارون
رواه ابن خزيمة في صحيحه من رواية زربي مولى آل المهلب وتردد في ثبوته
وسلم إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال الذين
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
خلفه آمين
التقت من أهل السماء وأهل الأرض آمين غفر الله للعبد ما تقدم من ذنبه قال
ومثل الذي لا يقول آمين كمثل رجل غزا مع قوم فاقترعوا فخرج سهامهم ولم
يخرج سهمه فقال ما لسهمي لم يخرج قال إنك لم تقل آمين
رواه أبو يعلى من رواية ليث بن أبي سليم
737 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم
إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين يجبكم الله
رواه الطبراني في الكبير ورواه مسلم وأبو داود والنسائي في حديث طويل عن
أبي موسى الأشعري قال فيه إذا صليتم فأقيموا صفوفكم وليؤمكم أحدكم فإذا
كبر فكبروا وإذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين يجبكم
738 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على آمين فأكثروا من قول آمين
رواه ابن ماجه
739 - وعن أبي مصبح المقرائي قال كنا نجلس إلى أبي زهير النميري رضي الله
عنه وكان من الصحابة يحدث أحسن الحديث فإذا دعا الرجل منا بدعاء قال اختمه
بآمين فإن آمين مثل الطابع على الصحيفة
قال أبو زهير النميري أخبركم
عن ذلك خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات ليلة نمشي فأتينا على
رجل قد ألح في المسألة فوقف النبي صلى الله عليه و سلم يستمع منه فقال
النبي صلى الله عليه و سلم أوجب إن ختم فقال رجل من القوم بأي شيء يختم
فقال بآمين فإنه إن ختم بآمين فقد أوجب فانصرف الرجل الذي سأل النبي صلى
الله عليه و سلم فأتى الرجل فقال اختم يا فلان بآمين وأبشر
رواه أبو داود
مصبح بضم الميم وكسر الباء الموحدة بعدها حاء مهملة