كتاب : إصلاح المنطق
المؤلف:أبو يوسف يعقوب بن إسحاق
وهو ينفح نفحا وقد ضرا وهو يضرو ضروا وقد نعر وهو ينعر نعرا وقد عذا وهو يغذو غذوا وغذى يغذى تغذية قال الراجز
( ضرب دراك وطعان ينعر ... )
ويقال للطعام إذا كان كالخطمي أو للطيب قد تزلج وقد تلجن ويقال للخبط اللجين وقد تلزج رأسه وتلجن إذا غسله فلم ينق وسخه ويقال للرجل إذا نضد متاعه فوقع بعضه على بعض قد نضد متاعه ورثد متاعه وهو متاع منضود ونضيد ومرثود ورثيد قال ثعلبة بن صعير المازني وذكر الظليم والنعامة وأنهما يؤمان بيضهما في أدحيهما
( فتذكرا ثقلا رثيدا بعد ما ... ألقت ذكاء يمينها في كافر )
ويقال للرجل إذا سد باب الغار أو الدار بحجارة أو لبن ليس معهما طين قد وضر عليه الصخر وصبر عليه الصخر ونضد عليه الصخر ورضم عليه الصخر يرضمه رضما ويقال للشعر إذا كان كثير الأصل ملتفا هذا شعر وحف وشعر جثل ويقال للشعر إذا كان قليلا رقيقا هو شعر زعر وهو شعر معر ويقال أرض معرة إذا كانت قليلة النبت ويقال للرجل إذا كانت له ضفيرتان له ضفيرتان وله ضفيران وله ضفران وله عقيصتان وله فودان وله قرنان ويقال للترس المجن والجوب والفرض والمجنب فإذا كان من جلود ليس فيه خشب ولا عقب فهو درقة وحجفة ويقال للقطن الذي يغزل منه الثياب هو القطن والعطب والبرس ويقال للرجل إذا وثب على الفرس فركبه وثب على
الفرس فتجلله ووثب عليه فتدثره وقد حال في متنه ويقال للرجل إذا رمى برمحه رميا ولم يطعن به طعنا زج فلان فلانا برمحه ونجله وزرقه ويقال للرجل إذا نتف شعر رجل من رأسه أو لحيته نتف شعره ومرط شعره ومرق شعره ويقال لموضع فراخ الطير الوكور والوكون الواحد وكر ووكن فإذا كان من حطام النبت فهو العش ويقال قد اعتش وقد عشش فإذا كان في الأرض فهو أفحوص يقال هو أفحوص القطاة والجمع أفاحيص فإذا كان للنعامة فهو الأدحي وهو أفعول من دحوت لأن النعامة تدحوه برجليها أي توسعه ثم تبيض فيه والجمع أداحي ويقال هل جاءك جائبة خبر وهل جاءك مغربة خبر يعني الخبر الذي طرأ عليه من بلد سوى بلده ويقال للرجل إذا كان جميل الوجه فلان جميل الوجه وفلان جميل المحيا وفلان قسيم الوجه وقسيم المحيا والقسام الحسن والمقسم المحسن قال العجاج
( ورب هذا الأثر المقسم ... )
يعني أثر إبراهيم صلى الله عليه وفلان وسيم الوجه ووسيم المحيا والوسامة الحسن وقوم وسام ونسوة وسام ويقال له إذ كان حسن الأنف هو حسن الأنف وفلان حسن المرسن وحسن المعطس وحسن الراعف وأصل المرسن من الدابة وهو الموضع الذي يقع عليه الرسن من أنفه ويقال فلان عظيم الأذنين وعظيم المسمعين كل ذلك سواء ويقال خرج فلان على إثر فلان وعلى أثره ويقال سيف بين الأثر وهو فرنده ويقال هذا جرح قبيح الأثر والأثر خلاصة السمن ويقال للمقام إذا كان يزلق فيه هو مقام دحض وهو مقام دحض وهو مقام مزلة وهو مقام مزلقة وهو مقام زلج قال الراجز
( قام على منزعة زلج فزل ... )
ويقال ما أبالي على أي قطريه وقع وما أبالي على أي قتريه وقع وما أبالي على أي شزنيه وقع ويثقل فيقال شزنيه والقطر والقتر والشزن الناحية من الرجل وهي الناحية من الأرض ويقال فلان شديد العنق وشديد الرقبة وشديد الهادي وشديد الكرد كل ذلك يعنى به العنق يقال اضرب عنقه واضرب كرده ويقال للرجل إذا تبسم تبسم فلان وبسم وابتسم وكشر وانكل وافتر كل ذلك منه تبدو الأسنان فإذا اشتد ضحكه قيل قهقه وكركر وزهزق فإذا أفرط قيل استغرب ضحكا ويقال بين أرضك وأرض فلان ليلة رافهة وبينهما ليلة آنية وليلة قادرة وليلة قاصدة كل ذلك إذا كانت هينة السير ويقال للقاع إذا كان مستويا أملس هذا قاع قرقر وقرق وقاع قرقوس قال الراجز
( كأن أيديهن بالقاع القرق ... أيدي عذارى يتعاطين الورق )
ويقال جمل ذلول وجمل تربوت ويقال ناقة ذلول وناقة تربوت الذكر والأنثى فيهما سواء ويقال للرجل الكذاب هذا رجل كذاب ورجل محاح وسداج ورجل أفاك ومائن وميون ووالع ويقال للرجل الخداع الكذاب هذا رجل خلاب وهذا رجل خلبوت وأنشد
( وشر الرجال الخالب الخلبوت ... )
ومثل هذه اللفظة الجبروت من التجبر والملكوت من الملك
والرهبوت من الرهبة والرغبوت من الرغبة ويقال ما في كنانة فلان سهم وما في كناتته أهزع ويقال في أمر غلب فيه رجل قوما غلبهم فلان وبذهم فلان وقد جبهم فلان وقد جبت فلانة النساء حسنا أي غلبتهن حسنا قال الراجز
( من رول اليوم لنا فقد غلب ... خبزا بسمن فهو عند الناس جب )
أي غلبة ويقال للرجل إذا دخلت في يده شوكة قد شيك وهو يشاك شوكا فإذا كان الذي يدخل في اليد من قشر خشبة أو شظية من عصا أو سهم أو قضيب قيل قد مشظت يده تمشظ مشظا قال سحيم بن وثيل الرياحي
( وإن قناتنا مشظ شظاها ... شديد مدها عنق القرين )
ويقال للمرأة إذا حبلت واشتهت قيل قد اشتهت على حبلها فإذا اشتدت شهوتها جدا قيل وحمت فهي توحم وحما وامرأة وحمى ونساء وحامى قال أبو عمرو قد وحمناها أي أطعمناها شهوتها وإذا اشتهى الرجل اللبن قيل قد اشتهى فلان اللبن فإذا أفرطت شهوته قيل قد عام إلى اللبن يعام عيمة وهو رجل عيمان وامرأة عيمى ولما أنشد جرير عبد الملك بن مروان قوله
( تشكت أم حزرة ثم قالت ... رأيت الموردين ذوي لقاح )
( تعلل وهي ساغبة بنيها ... بأنفاس من الشبم القراح )
قال عبد الملك لا أروى الله عيمتها وإذا اشتهى الرجل اللحم قيل قد اشتهى فلان اللحم فإذا اشتدت شهوته جدا قيل قد قرم إلى
اللحم يقرم قرما وهو رجل قرم إلى اللحم ويقال للرجل إذا هزم القوم مر يطردهم ومر يكردهم ومر فلان يشلهم ومر فلان يشحنهم ومر فلان يكشحهم ويقال للرجل إذا فرح فرحا شديدا استخفه الفرح وازدهاه الفرح ويقال في الغضب مثل ذلك ويقال للرجل إذا أعطى الرجل مائة درهم قد نقده ماائة درهم وقد سحله مائة درهم وزكأه مائة درهم ويقال ملىء زكأة أي حاضر النقد ويقال هذا بعير عظيم السنام وعظيم القحدة وعظيم الهودة وعظيم الذروة وعظيم الشرف وكل ذلك من أسماء السنام ويقال أعطيت فلانا ألفا كاملا وأعطيته ألفا مصتما ومصمتا وألفا أقرع ويقال فلان عسر وفلان شكس وفلان لقس ويقال رمى فلان صيدا فانتظمه بسهم واختله بسهم واختزه بسهم ويقال وخط فلان فلانا بالرمح ووخضه ووخزه كل ذلك طعن ليس بنافذ ويقال مررت بالنهر وله سيل شديد ومررت بالنهر وله قسيب شديد كل ذلك الجرية وقد قسب يقسب ويقال سمعت خرير الماء وسمعت أليل الماء أي صوت جريه ويقال ضربت فلانا على وسط رأسه وعلى سواء رأسه وأتانا فلان في وسط النهار وفي سواء النهار قال الله عز و جل ( فرآه في سواء الجحيم ) ويقال ذلك البعير أو الرجل أو الفرس من شرط الرجال ومن قزم الرجال ومن وخش الرجال ومن خمان الرجال كل ذلك ما كان من رذال ذلك الصنف ويقال للغلام الذي كاد يدرك ولم يفعل هو غلام حزور وغلام يافع وهو غلام يفعة وهو غلام ملم ويقال هذا شيخ هم وهذه عجوز همة ويقال هذا شيخ عشبة وعشمة وهذه عجوز عشمة وعشبة وهذا
شيخ مدرهم وهذا شيخ إنقحل كل ذلك للمسن جدا ويقال فلان خدن فلان وخلم فلان هما سواء ويقال فلان صديق فلان وفلان خلة فلان وخلصانه وفلان دخلل فلان ودخلله وفلان شجير فلان قال أبو يوسف وحكى أبو عمرو فلان لفيف فلان وفلان حواري فلان ومنه الزبير حواري النبي ويقال فلان تن فلان وحتن فلان يعني بذلك أنهما سواء في أمرهما مستويان في عقل أو ضعف أو شدة أو مروة ويقال كان ذلك على رغم أنف فلان وعلى رغمه وعلى رغم معطس فلان و عرتمة فلان وعلى رغم مرسنه ويقال قد أرسلت فلانا يسبر ذلك الأمر
ويسم ذلك الأمر معناه ينظر ما غوره والسبار ما سبرت به الجرح ويقال أرسلت فلانا يصلح بين القوم ويسمل بينهم ويقال شد الفرس على الحجر فتقممها وتجللها وتدثرها وتدأمها ويقال خرس فلان فلم يتكلم واخرنمس وأرم فما يتكلم قال الراجز
( يردن والليل مرم طائره ... مرخى رواقاه هجود سامره )
( ورد المحال قلقت محاوره ... )
ويقال للرجل إذا غلب الرجل أو الدابة إذا غلبت الدابة وأذله يقال شد فلان على فلان فديثه ويقال للرجل إذا اجتمع وتقرب بعضه إلى بعض من برد أو غيره مررت بفلان وقد اقرعب اقرعبابا ومررت بفلان وقد اجرنمز اجرنمازا ويقال هذه امرأة في يدها سوار وهذه امرأة في يدها مسكة وهذه امرأة في رجلها خلخال وفي رجلها حجل وفي رجلها
خدمة كل ذلك الخلخال ويقال هذه امرأة في عضدها معضد وفي عضدها دملج ويقال فلان يجد في أسنانه شفيفا ويجد في أسنانه بردا وهما سواء ويقال هذه غداة ذات قر وذات قرة وذات شبم ويقال للغداة الباردة سبرة وهن السبرات ويقال سمعت هينمة وسمعت همهمة وذلك الصوت تسمعه ولا تفهمه وسمعت غمغمة ويقال مر فلان يتكتل إذا مر يقارب الخطو ويحرك منكبيه ويقال مر يتوذف أيضا ومنه الحديث خرج الحجاج يتوذف في سبتين له حتى دخل على أسماء بنت أبي بكر ويقال ترك فلان عياله فقراء يتكففون ويقال رأيت حول فلان جمعا وقد عصبوا به وقد استكفوا حوله كل ذلك سواء ويقال ضننت بالشيء أضن به ضنا وضنانة وأريت به وحجئت به أحجأ به حجأ فأنا حجئ به وقال أبو يوسف أنشدنا الفراء
( فإني بالجموح وأم بكر ... ودولح فاعلموا حجئ ضنين )
ويقال أنا أدور حول ذلك الأمر وأنا أحوط حول ذلك الأمر وأنا أحوض حول ذلك الأمر كل ذلك سواء ويقال لقيت فلانا في صرحة الدار وفي قاعة الدار وفي ناحية الدار كل ذلك سواء وهو أن تراه فيما ليس فيه بناء في وسطها ويقال نزل فلان سرة الوادي ونزل فلان بهرة الوادي وهما أوسط الوادي ويقال نزحت البئر حتى بلغت قعرها ونزحت البئر حتى بلغت مقلها ويقال غط فلان فلانا في الماء وغطسه ومقله كل ذلك سواء ويقال
قميص واسع الكم وواسع اليد وواسع الردى وقال غير الأصمعي الردن أصل الكم ويقال ألهب فلان في العدو إذا شد العدو وأهذب في العدو وأحصف فيه وعجر في العدو وهو يعجر عجرا وأهرب وهو يهرب إهرابا كل ذلك في شدة العدو ويقال جصص فلان داره وشيد داره والشيد الجص وقصص داره والقصاص والجصاص سواء وقصص وجصص والقصة والجص ويقال مدينة فيها ثلم وفيها ثغر الواحدة ثغرة وثلمة ويقال للبعير إذا اجتر دسع بجرته وقد قصع بجرته وقد أفاض بجرته ويقال للرجل إذا سطا على الفرس أي أدخل يده في ظبيتها فأنقى رحمها وأخرج ما فيها قد سطا عليها وقد مسطها ويقال إذا سطا عليها فأخرج النطفة أو الدم بعد ما تكون النطفة دما مساها مسيا ويقال مسح يده بالمنديل ومرس يده بالمنديل ومشها قال امرؤ القيس
( نمش يأعراف الجياد أكفنا ... إذا نحن قمنا عن شواء مضهب )
والمشوش ما مسحت به يدك ويقال للرجل إذا ولد له في فتاء سنة قد أربع وهو مربع وولده ربعيون وإذا تأخر ولده إلى آخر عمره قيل أصاف فلان وهو مصيف وولده صيفيون قال الراجز
( إن بني صبية صيفيون ... أفلح من كان له ربعيون )
ويقال للمتاع إذا وقع في زاوية الوعاء من خرج أو جوالق أو عيبة
وقع في زاوية الوعاء ووقع في خصم الوعاء ويقال قد سمعت ضجة القوم وسمعت وعواع القوم ويقال جاء القوم من عند آخرهم وجاءوا قضهم بقضيضهم وجاءوا على بكرة أبيهم وجاءوا بأجمعهم ويقال أخذت الشيء كله وأخذته بحذافيره وأخذته بزوبره وأخذته بجلمته وأخذته بزأمجه وزأبحه أي لم أدع منه شيئا ويقال فعل ذلك بعد الجهد وبعد الكد وبعد الهياط وبعد المياط وبعد اللتيا والتي ويقال للرجل المسن الذي لم ينقص فلان والله نشز من الرجال وفلان والله صتم من الرجال وفلان والله صمل من الرجال ويقال رأيت في عنق فلانة عقدا حسنا ورأيت في عنقها كرما حسنا ولطا حسنا كله بمعنى العقد ويقال رأيت في يد فلانة نظما من لؤلؤ ورأيت في يدها سمطا من لؤلؤ ويقال شددت غرز الرحل وهو بمنزلة الركاب للسرج ويقال شددت وضين الرحل وغرض الرحل وشددت غرضة الرحل وتصديره وهو للرحل بمنزلة الحزام للسرج ويقال للقتب البطان ويقال لبس فلان درعه من الحديد فهذه تجمع السابغة والقصيرة فإذا قيل لبس بدنه أو شليله فهي القصيرة التي ليست بسابغة ويقال أركت الإبل بمكان كذا وكذا أي لزمت المكان فلم تبرح وعدنت بمكان كذا وكذا أي أقامت ومنه ( جنات عدن ) أي جنات إقامة ومنه سمي المعدن معدنا لأن الناس يقيمون به في الصيف والشتاء وقال غير الأصمعي أركت أقامت في الأراك هكذا قرأه وكان في كتابه قال وأظنه الأراك وهو الحمض ويقال ما وجدنا
لها العام بردا وما وجدنا لها العام مصدة وتبدل الصاد زايا فيقال مزدة ويقال ما أصابتنا العام قطرة وما أصابتنا العام قابة مشددة الباء بمعنى واحد قال الأصمعي يقال ما سمعنا العام لها رعدة وما سمعنا قابة يذهب به إلى القبيب أي الصوت ولم يرو هذا أحد غيره والناس على خلافه ويقال قد ذاب جسم فلان وأنهم جسم فلان هما سواء ويقال جاءت سوابق الخيل فدخلت الحظيرة والكنيف ودخلت العنة ودخلت الحظار ودخلت الحظير كل ذلك من أسماء الحجرة تعمل من شجر وتعمل هذه الأشياء للإبل لتقيها من البرد والريح
ودخلت الجديرة وهي مثل الكنيف إلا أنها من صخر ويقال فرسك ضامر وفرسك ذابل وفرسك شازب فإذا قيل شاسب أو شاسف فهو اليابس من الضمر ويقال للناقة إذا رفعت ذنبها قد شالت بذنبها وقد عسرت وشمذت ويقال اضمم متاعك في وعائك ويقال اغفر متاعك في وعائك ويقال اصبغ ثوبك فهو أغفر للوسخ أي أحمل له ويقال شاركت فلانا مفاوضة وذلك أن يكون مالهما جميعا من كل شيء يملكانه بينهما ويقال شاركته شركة عنان إذا اشتركا في مال معلوم وبان كل واحد منهما بسائر ماله دون صاحبه وكان أصله أنه عن لهما شيء فاشتركا أي عرض ويقال فلان مكثور عليه وفلان مثمود مشفوه وفلان مضفوف وذلك إذا نفد ما عنده وكثرت عليه الحقوق ويقال قد تضافوا عليه والضفف كثرة العيال ويقال أتانا فلان هدوا إذا جاء بعد نومة ويقال أتانا فلان وقد هدأت الرجل وأتانا وقد هدأت العين وأتانا بعد هدء من الليل وبعد هدأة ويقال قد أتانا بعد هزيع من الليل وبعد عنك من الليل وبعد جوش من الليل
وبعد جرس من الليل ويقال أتانا إيابا إذا جاء ليلا وأتانا تأويبا وأتانا طروقا ويقال فلان يصنع ذلك الأمر آونة إذا كان يصنعه ويدعه مرارا ويقال هو يصنع ذلك الأمر تارات ويصنع ذلك تيرا ويصنع ذلك ذات المرار يعني بذلك يصنعه مرارا ويدعه مرارا ويقال للسيف إذا نشب في الغمد فلا يخرج قد لحج سيفه يلحج لحجا وقد لصب يلصب لصبا ويقال للسيف إذا لم يكن غاصا في جفنه فإذا انكب انسل هذا سيف سلس وهذا سيف دلوق ويقال قد دلقوا عليهم الغارة وكان يقال لعمارة بن زياد العبسي أخي الربيع بن زياد دالق ويقال غارة دلق ويقال طعنه فاندلقت أقتاب بطنه إذا خرجت أمعاؤه واحدها قتب وهي مؤنثة وتصغيرها قتيبة وبه سمي قتيبة ويقال ثنيت عنق دابتي باللجام وبعيري بالزمام وقد عويت عنقه باللجام أو بالزمام وأنا أعويه عيا ويقال أشنقت راحلتي وشنقتها إذا رفعت رأسها بالزمام وأنشد طلحة قصيدة فما زال شانقا راحلته حتى كتبت له ويقال هذا هبة لك من عندي وهبة لك من لدني وهبة لك من لدي وهبة لك من تلقائي ويقال فلان يسيل مخاطه ويسيل رعامه وفلان يسيل رؤاله ويسيل مرغه والرؤال والبصاق سواء ويقال للأحمق أحمق لا يجأى مرغه أي لا يكف ما يسيل منه
باب فعلة
واعلم أنه ما جاء على فعلة بضم الفاء وفتح العين من النعوت فهو في تأويل فاعل وما جاء على فعلة ساكنة العين في معنى مفعول به تقول هذا رجل ضحكة كثير الضحك ولعبة كثير اللعب ولعنة كثير اللعن للناس ورجل هزأة يهزأ من الناس ورجل سخرة يسخر من الناس ورجل عذلة كثير العذل وخذلة يخذل وخدعة كثير الخداع وهذرة كثير الكلام وعرقة كثير العرق ونكحة كثير النكاح وفحل غسلة كثير الضراب لا يلقح ورجل خجأة ورجل ضجعة أي عاجز لا يكاد يبرح بيته ورجل أمنة يثق بكل أحد ورجل حمدة يكثر حمد الأشياء ويزعم فيها أكثر مما فيها ورجل هقعة يكثر الاضطجاع والاتكاء بين القوم ورجل قعدة ضجعة كثير الاضطجاع والقعود وراع قبضة رفضة الذي يقبض الإبل ويجمعها ويسوقها فإذا صارت إلى الموضع الذي تحبه وتهواه رفضها فتركها ترعى كيف شاءت تذهب وتجيء ورجل زكأة أي حاضر النقد موسر ويقال مليء قوبة أي ثابت الدار مقيم وامرأة طلعة تكثر التطلع قال الأصمعي قال الزبرقان بن بدر أبغض كنائني إلي الطلعة الخبأة أبو عبيدة طلعة قبعة تطلع ثم تقبع رأسها أي تدخل رأسها ورجل نومة كثير النوم وكذلك رجل نومة خامل الذكر لا يؤبه له ورجل مسكة للبخيل ورجل صرعة شديد الصراع ورجل همزة لمزة يهمز الناس ويلمزهم أي يعيبهم قال الشاعر ( تدلى بودي إذا لاقيتني كذبا ... وإن أغيب فأنت الهامز اللمزة )
ورجل نتفة ينتف من العلم شيئا ولا يستقصيه ورجل أكلة
شربة كثير الأكل والشرب ورجل خرجة ولجة كثير الخروج والولوج ورجل حطمة كثير الأكل ورجل وكلة تكلة أي عاجز يكل امره إلى غيره ويتكل عليه فيه وسرج عقرة ورجل سهرة قليل النوم ورجل جثمة وجثامة للنؤوم ورجل علنة إذا كان يبوح بسره ورجل سؤلة أي كثير السؤال ورجل قعدة لا يبرح الكلابي قال رجل قذره أي يتنزه عن الملائم وفلان طرقة إذا كان يسري حتى يطرق أهله ليلا ورجل ولعة يولع بما لا يعنيه ورجل هلعة يهلع ويجزع سريعا ورجل حولة محتال
ومما أتى من الأسماء على فعلة
الزهرة النجم والزهرة البياض ويقال أزهر بين الزهرة والزهر زهرة النبت وهي نوره ونواره والزهرة زهرة الدنيا غضارتها وحسنها وهي التهمة واللقطة والتخمة والتحفة وعليك بالتؤدة في أمرك والمصعة ثمرة العوسج والجمع مصع والسلكة الأنثى من أولاد الحجل والذكر سلك وبهما سمي سليك بن السلكة والنقرة داء يأخذ المعزى في خواصرها وفي أفخاذها تكوى منه يقال بها نقرة وقد نقرت تنقر نقرا والنعرة ذباب أخضر أزرق يدخل في أنوف الدواب فاذا دخل في أنف البعير سما برأسه صعدا يقال بعير نعر واللحكة دويبة شبيهة بالعظاية تبرق زرقاء وليس لها ذنب طويل مثل ذنب العظاية وقوائمها خفية وتربة واد من أودية اليمن والسحلة الأرنب الصغيرة التي ارتفعت عن الخرنق وفارقت أمها والقبعة طويئر أبقع مثل العصفور يكون عند جحرة الجرذان فإذا فزع أو رمى انجحر والعشرة شجرة والغددة لواحد الغدد والمرعة طائر شبيه بالدراجة والدرجة طائر أسود باطن جناحيه وظاهرهما أغبر على خلقة القطاة إلا أنه ألطف والقصعة والنفقة من جحرة اليربوع وزاد الأحمر الرهطة والدممة والرطبة ويقال هي الدولة والتولة الداهية يقال جاءنا بدولاته وبتولاته وهي القررة والقرارة لما يلتصق في أصل القدر والخزرة وجع يأخذ في الظهر والنخرة من الفرس والحمار مقدم أنفه وخرزة يقال لها خرزة العقرة تشدها المرأة في حقويها لئلا تحمل ويقال للحمرة حمرة قال ابن أحمر
( تبيض على أرجائها الحمر ... )
وهي الربعة والذكر الربع وهو ما نتج في الصيف الكسائي وأبو زيد قالا الحرب خدعة
تم كتاب إصلاح المنطق ولله الحمد دائما والشكر سرمدا وصلواته على نبيه المصطفى وآله
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أصبته في آخر الكتاب وسمعته إلى آخر الكتاب وصححته ويقال للرجل إذا صمت فلم يتكلم سكت فلم ينبس ويقال سكت فما نبس بحرف وسكت فما نغا بحرف قال وسمعت نغية من كذا وكذا أي شيئا من خير قال أبو نخيلة( لما أتتني نغية كالشهد ... )
وسكت فلان فما نأم بحرف ويقال أسكت الله نأمته ويقال رشوت فلانا على ذلك مالا إذا أعطاه مالا على أمر فعله ويقال حلوت فلانا على ذلك مالا فأنا أحلوه حلوا وحلوانا قال علقمة بن عبدة
( ألا رجل أحلوه رحلي وناقتي ... يبلغ عني الشعر إذ مات قائله )
وقوله ألا رجل أحلوه يريد ألا من رجل كما قال الاخر
( لا رجل جزاه الله خيرا ... يدل على محصلة تبيت )
محصلة تحصل تراب المعدن لتنخله وقال أوس
( كأني حلوت الشعر يوم مدحته ... صفا صخرة صماء يبس بلالها )
وجاء في الحديث نهى رسول الله عن حلوان
الكاهن ويقال أطال الحديث وأكرى الحديث البارحة أي أطال ويقال هذه ناقة خفيفة وهذه ناقة شوشاة وهذه ناقة مزاق ونزاق وهذه ناقة بشكى وهذه ناقة دمشق كل ذلك خفة المشي والروح ويقال قد بشك إذا خاط خياطة سريعة ويقال للكذاب قد بشك وهو بشاك ويقال للرجل إذا تناول رجلا ليأخذ برأسه أو بلحيته ناش فلان فلانا ليأخذ برأسه وقال نهش فلان إلى فلان ليأخذ برأسه وهما سواء قال الراجز
( باتت تنوش الحوض نوشا من علا ... نوشا به تقطع أجواز الفلا )
ومنه المناوشة في القتال ويقال للفرس إذا مر منفلتا يعدو فاتبع ليرد وللبعير إذا ند فاتبع اتبع فلان البعير فما ثناه واتبع فلان البعير فما صدغه ويقال قد اعتقل لسان فلان فما يبين كلمة واعتقل لسانه فما يفيص كلمة وقد ظل فلان يتنمر لفلان إذا تنكر له وأوعده وظل يتذمر على فلان وظل يتنغر على فلان كل ذلك سواء ويقال ضرب فلان فلانا فما أقلع عنه حتى صاح وما أنجم عنه حتى صاح وما أفرش عنه حتى صاح وما أنقر عنه حتى صاح كل ذلك سواء وجاء في الحديث ما كان الله لينقر عن قاتل المؤمن وقال الشاعر
( وما أنا عن أعداء قومي بمنقر ... )
وقال الآخر
( نعلوهم بقضب منتخله ... لم تعد أن أفرش عنها الصقله )
وقال الآخر
( أنجمت قرة الشتاء وكانت ... قد أقامت بكلبة وقطار )
ويقال ضرب فلان يد فلان فأطنها إذا أندرها وضرب فلان يد فلان فأترها وضرب فلان يد فلان فأطرها وضرب فلان يد فلان فأخرها وخرت كل ذلك سواء وقد طنت وترت وخرت هي ويقال فلان نموم وفلان نمام وفلان نم إذا كان ينقل حديث الناس وفلان قتات ويقال فلان كتم شهادته وقد كمى شهادته فهو يكميها ويقال مر فلان يركض فرسه ومر يمريه بعقبه ومر يستدره بعقبه ومر يستوشيه بعقبه كل ذلك إذا طلب ما عنده ليزيده ويقال قد أوشاه يوشيه إذا استحثه بكلاب أو محجن قال جندل بن الراعي
( جنادف لاحق بالرأس منكبه ... كأنه كودن يوشي بكلاب )
وقال ساعدة بن جؤية
( يوشونهن إذا ما آنسوا فزعا ... تحت السنور بالأعقاب والجذم )
ويقال مررنا بمصارع القوم فما رأينا إلا العظام وما رأينا إلا الرمام وهي العظام البالية واحدهاة رمة وقد رمت عظامه ترم ويقال
للرجل إذا أصبح كسلان خبيث النفس أصبح خاثرا وأصبح فلان متبغثرا وأصبح فلان متمقسا ويقال للقوم إذا فسد ما بينهم قد تفاقم ما بينهم وقد تعادى ما بينهم وقد تشاخس ما بينهم وقد تماى ما بينهم مثل تمعى وقد تباعد ما بينهم ويقال ما برح فلان يفعل ذاك حتى أخزاه الله وما فتئ فلان وما زال فلان وما انفك فلان ويقال نزع فلان ضرسه وامتلخ ضرسه وانملخ ضرسه
تم الكتاب وربنا محمود وعلى الأحوال كلها مشكور وصلواته على أفضل أنبيائه وأكرم أصفيائه محمد والطيبين من آله