كتاب : المعارف
المؤلف : ابن قتيبة الدينوري

هو من الأنصار من الأوس ويكنى أبا عبد الله وشهد أحداص والخندق، وكان يحفي شاربه جداً كأنه الحلق ويعفي لحيته ويصفرها، ومات من جراح كان به في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتقض عليه سنة ثلاث وسبعين وهو ابن ست وثمانين سنة وأخوه رفاعة بن خديج قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم وعمه ظهير بن رافع وابنه أسيد بن ظهير قد رويا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
جابر بن عبد الله الأنصاري

رضي الله تعالى عنه
هو جابر بن عبد الله بن عمرو وقتل أبوه يوم أحد وكان جابر يكنى أبا عبد الله وشهد العقبة مع السبعين من الأنصار وكان أصغرهم يومئذ ولم يشهد بدراً ولا أحداً وشهد ما بعد ذلك. روي في بعض الحديث عنه أنه قال: كنت منيح أصحابي يوم بدر، وهذا غلط لأن أهل السيرة مجمعون على أنه لم يشهد بدراً ومات بالمدينة سنة ثمان وسبعين وهو يومئذ ابن أربع وتسعين سنة، وقد كان ذهب بصره وصلى عليه أبان بن عثمان وهو والي المدينة، وهو ممن تأخر موته من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وكان له ابنان يروي عنهما الحديث عبد الرحمن بن جابر وكلاهما يضعفه أهل الحديث.
جابر بن عبد الله بن رباب
رضي الله تعالى عنه
وفي الصحابة رجل آخر يقال له جابر بن عبد الله بن رباب روى أحاديث يسيرة.
أنس بن مالك
رضي الله عنه
هو من الأنصار، وأمه أم سليم بنت ملحان امرأة أبي طلحة، وأخوه البراء بن مالك، قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت أم أنس قد أتت به للنبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة وهو ابن ثماني سنين فخدمه إلى أن قبض عليه الصلاة والسلام، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " اللهم ارزقه مالاً وولداً وبارك " ، قال أنس: فإني لمن أكثر الأنصار مالاً وولداً. وخبرت أنه قدم من صلبه إلى مقدم الحجاج البصرة ببضعة وعشرين ومائة ولد، وقال الحرمازي: ثلاثة من أهل البصرة لم يموتوا حتى رأى كل منهم من صلبه مائة، ذكر: خليفة بن يدر، وأبو بكرة، وأنس بن مالك. وعمّر أنس عمراً طويلاً وهو آخر من مات بالبصرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت وفاته سنة إحدى وتسعين ويقال سنة ثلاث وتسعين قبل موت الحجاج بسنتين، وروى الحديث من ولد أنس النضر بن أنس وعبد الله وموسى ومالك بنو أنس، وكان محمد بن سيرين مولى أنس كاتب أباه سيرين، وفيه يقول الشاعر:
يأبى الجواب فما يراجع هيبة ... فالسائلون نواكس الأذقان
هدى التقي وعز سلطان التقى ... فهو المطاع وليس ذا سلطان
عمران بن حصين الخزاعي
رضي الله تعالى عنه
يكنى أبا نجيد وأسلم قديماً وتوفي في خلافة معاوية بالبصرة سنة اثنتين وخمسين.
أبو أمامة الباهلي
رضي الله تعالى عنه
هو صدى بن عجلان وكان ممن شهد صفين مع علي رضي الله عنه، ونزل الشام وهو ممن يعدّ فيمن تأخر موته من الصحابة، وتوفي سنة ست وثمانين وهو ابن إحدى وتسعين سنة، وكان يصفر لحيته. وفي الأنصار: أبو أمامة أسعد بن زرارة، وأبو أمامة الحارثي ثعلبة بن سهل.
عكراش بن ذؤيب
رضي الله تعالى عنه
هو من تميم من بني النزال بن مرة بن عبيد، بعث به بنو مرة بن عبيد بصدقات أموالهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد الجمل مع عائشة، فقال الأحنف: وهو من رهطه كأنكم وقد جيء به قتيلاً أو به جراحة لا تفارقه حتى يموت، فضرب ضربة على أنفه فعاش بعدها مائة سنة، والضربة به، وكان يكنى أبا الصهباء، فولد: عبد الله وعبيد الله وعبد السلام. وعبيد الله هو الذي يروي الحديث عن أبيه في قدومه على رسول الله صلى الله عليه وسلم بإبل كأنها عروق الأرط، وأنه أكل معه، وعبيد الله هو الذي يقول فيه أبو النضر مولى عبد الأعلى:
قل لسوار إذا ما ... جئته وابن علاثه
زاد في الصبح عبيد الل ... ه أوتاداً ثلاثه
ولعبيد الله عقب بالبصرة، وهو القائل: زمن خؤون ووارث شفون، فلا تأمن الخؤون وكن وارث الشفون.
حكيم بن حزام
رضي الله تعالى عنه

هو حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد ابن عم الزبير بن العوام وابن أخي خديجة بنت خويلد بن أسد زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قال حكيم: ولدت قبل الفيل بثلاث عشرة سنة وأنا أعقل حين أراد عبد المطلب أن يذبح ابنه عبد الله حين وقع نذره عليه وذلك قبل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين، وشهد حكيم مع ابنه الفجار وقتل أبوه حزام في الفجار، وكان حكيم يكنى أبا خالد، وأسلم يوم الفتح وأسلم أولاده يومئذ وهم: هشام بن حكيم وخالد بن حكيم وعبد الله بن حكيم، وكلهم قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه الحديث، وعاش حكيم بن حزام في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين سنة، وكان من المؤلفة قلوبهم ثم حسن إسلامه ومات بالمدينة سنة أربع وخمسين وباع داراً له من معاوية بستين ألف دينار، فقيل له: غبنك معاوية! فقال: والله ما أخذتها في الجاهلية إلا بزق خمر أشهدكم أنها في سبيل الله انظروا أيّنا المغبون؟
حويطب بن عبد العزّى
رضي الله تعالى عنههو من بني عامر بن لؤي، وعاش أيضاً مائة سنة وعشرين سنة، في الإسلام ستين وفي الجاهلية ستين، ومات بالمدينة سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية وله عقب، وكان حويطب باع داراً له من معاوية بأربعين ألف دينار، فقيل له: يا أبا محمد أربعون ألف دينار!؟ قال: وما أربعون ألف دينار لرجل عنده خمسة من العيال، وكان من المؤلفة قلوبهم ثم حسن إسلامه.
حسان بن ثابت بن المنذر

رضي الله تعالى عنه
هو من الأنصار ويكنى أبا الوليد وأمه الفريعة خزرجية وهو متقدم الإسلام إلا أنه لم يشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم مشهداً لأنه كان جباناً، وكانت له ناصية يسدلها بين عينيه، وكان يضرب بلسانه روثة أنفه من طوله، وعاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين سنة، وولد له: عبد الرحمن بن حسان من أخت مارية القبطية أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت تسمى شيرين، وكان عبد الرحمن شاعراً وابنه سعيد بن عبد الرحمن، وانقرض ولده فلم منهم أحد، وكان لحسان أخوان يقال لهما: أوس بن ثابت وأبي بن ثابت.
فأما أوس فهو شداد بن أوس الذي يروي عنه العلم، ومات شداد بفلسطين سنة خمسين وعقبه ببيت المقدس منهم: يعلى بن شداد ثقة يروى عنه.
وأما أبي بن ثابت فكان يعرف بأبي شيخ. وقتل يوم بئر معونة ولا عقب له.
قال الواقدي: ومن هذه الطبقة ممن مات سنة أربع وخمسين من المعمرين سعيد بن يربوع أبو هود بلغ مائة وعشرين سنة، ومخرمة بن نوفل بلغ مائة وخمس عشرة سنة.
عدي بن حاتم الطائي
رضي الله تعالى عنه
كان يكنى أبا طريف وكان طويلاً إذا ركب الفرس كادت رجله تخط في الأرض وقدم على عمر بن الخطاب فكأنه رأى منه جفاء، فقال له: أما تعرفني؟ قال: بلى والله أعرفك أكرمك الله بأحسن المعرفة أسلمت إذ كفروا وعرفت إذ أنكروا ووفيت إذ غدروا وأقبلت إذ أدبروا. فقال: حسبي يا أمير المؤمنين حسبي. وشهد مع علي رضي الله عنه يوم الجمل ففقئت عينه وقتل ابنه محمد يومئذ وقتل ابنه الآخر مع الخوارج. وشهد مع علي يوم صفين ومات في زمن المختار وله مائة وعشرين سنة وأوصى أن لا يصلي المختار عليه، ولم يبق له عقب إلا من قبل ابنتيه أسدة وعمرة وإنما عقب حاتم الطائي من ولد عبد الله بن حاتم وهم ينزلون بنهر كربلا.
عمرو بن المسيح الطائي
رضي الله تعالى عنه
وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان أرمى العرب كلها وهو الذي يقول فيه امرؤ القيس:
رب رام من بني ثعل ... مخرج كفيه من ستره
وعاش مائة وخمسين سنة، ولست أدري أقبض قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أم بعده.
نوفل بن معاوية
رضي الله عنه
هو نوفل بن معاوية بن عمرو الديلي، وكان أبوه معاوية على بني الديل يوم الفجار الأول وله يقول تأبط شراً. ولا عامر ولا النفاثي نوفل. وكان ابنه أسلم بن نوفل أجود العرب، وعمر نوفل في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين سنة، وأسلم بعد الخندق وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، ومات بالمدينة في خلافة يزيد بن معاوية.
عوف بن مالك الأشجعي
رضي الله تعالى عنه

هو عوف بن مالك أسلم وشهد يوم حنين وكانت معه راية أشجع يوم فتح مكة، وتحول إلى الشام في خلافة أبي بكر رضي الله تعالى عنه فنزل حمص وبقي إلى أول خلافة عبد الملك ومات سنة ثلاث وسبعين وكان يكنى أبا عمرو.
مالك بن عوف النصريهو من نصر بن معاوية بن بكر هوازن، وكان رئيس المشركين يوم حنين ثم أسلم واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه وأعطاه مائة من الإبل، وكان من المؤلفة قلوبهم، وله عقب.
الحرث بن عوف

رضي الله تعالى عنه
هو من بني مرة بن نشبة ويكنى أبا أسماء وهو صاحب الحمالة في حرب داحس، وكان أحد رؤساء المشركين يوم الأحزاب ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه، وبعث معه رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأنصار في جواره يدعو قومه إلى الإسلام فقتلوا الأنصاري، فبعث بديّة الأنصاري سبعين بعيراً فدفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ورثته، وله عقب.
معيقيب
رضي الله تعالى عنه
هو معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي من الأزد، وكان ممن أسلم قديماً بمكة ثم هاجر إلى أرض الحبشة، ويقال: بل رجع إلى بلده ثم قدم مع أبي موسى الأشعري والأشعريين على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، وشهد خيبر وبقي إلى خلافة عثمان، وكان على خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان من أمنائه على بيت المال وأصابه الجذام. قال خارجة بن زيد: قال عمر بن الخطاب لمعيقيب وهو يأكل معه: كل مما يليك فإن الذي بك لو كان بغيرك لم أكلمه إلا وبيني وبينه قيد رمح.
خباب بن الأرت
رضي الله عنه
هو من بني سعد بن زيد مناة بن تميم ويكنى أبا عبد الله. وكان أصابه سباء فبيع بمكة فاشترته أم أنمار وهي أم سباع الخزاعية من حلفاء بني زهرة فأعتقته. ويقال: بل أم خباب وأم سباع بن عبد العزّى الخزاعي واحدة، وكانت ختانة بمكة، وقال حمزة بن عبد المطلب لسباع بن عبد العزى وأمه أم أنمار: هلم إلي يا بن مقطعة البظور، فانضم خباب إلى آل السباع وادعى حلف بني زهرة بهذا السبب، وكان خباب رجلاً فتياً وكان بظهره برص وابنه عبد الله بن خباب هو الذي قتله الخوارج فسال دمه كأنه شراك نعل ما امذقر وبقروا بطن أم ولده وكان نازلاً في قرية فبهذا السبب استحل علي قتالهم.
قال الواقدي: وكان خباب يكنى أبا عبد الله ومات بالكوفة سنة سبع وثلاثين وهو ابن ثلاث وستين سنة أو ثلاث وسبعين، وهو أول من قبره علي بالكوفة وصلى عليه من منصرفه من صفين وله عقب.
حاطب بن أبي بلتعة
رضي الله تعالى عنه
قال أبو اليقظان: هو مولى لعبيد الله بن حميد بن زهير بن الحرث بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى، ابن قصي كاتبه فأدى مكاتبته يوم الفتح، وأصله من حي من الأزد يقال لهم النمر، وقتل عبيد الله بن حميد يوم بدر كافراً، قتله علي بن أبي طالب.
وقال الواقدي: هو من لخم لبني أسد بن عبد العزى ويكنى أبا محمد، ومات بالمدينة سنة ثلاثين وصلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو يومئذ ابن خمس وستين سنة، وكان خفيف اللحية أجنأ حسن الجسم.
وقال غيره: كان حاطب تاجراً يبيع الطعام وغيره، وترك يوم مات أربعة آلاف دينار ودراهم وغير ذلك، ومولاه سعد بن خولي مولى نعمة، شهد بدراً وأحداً وقتل يوم أحد وكان له ابن يقال له عبد الرحمن بن حاطب يحمل عنه الحديث، ولد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عن عمر، ومات بالمدينة سنة ثمان وستين وكان ثقة قليل الحديث، ولحاطب عقب بالمدينة.
الوليد بن عقبة
رضي الله تعالى عنه

قال أبو اليقظان: هو الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس، وكان أبو عمرو عبداً يسمى ذكوان فاستلحقه أمية وكناه أبا عمرو فخلف على امرأة أمية وهي آمنة بنت أبان أم الأعياص، وكان الوليد يكنى أبا وهب وهو أخو عثمان لأمه أروى بنت كريز، أسلم يوم فتح مكة وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقاً إلى بني المصطلق فأتاه، فقال: منعوني الصدقة. وكان كاذباً، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسلاح إليهم فأنزل الله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا " الحجرات: 6 " ووقع بينه وبين علي بن أبي طالب كلام، فقال: لأنا أرد للكتبية وأضرب لهامة البطل المشيخ منك، فأنزل الله عز وجل: " أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون " السجدة: 18 " وقال ابن الكلبي: كان أمية بن عبد شمس خرج إلى الشام فأقام بها عشر سنين فوقع على أمة للخم يهودية يقال لها ترناء، وكان لها زوج من أهل صفورية يهودي فولدت له ذكوان فادعاه أمية واستلحقه وكناه أبا عمرو ثم قدم به مكة، فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لعقبة يوم أمر بقتله: إنما أنت يهودي من أهل صفورية. وولاه عمر على صدقات بني تغلب، وولاه عثمان الكوفة بعد سعد بن أبي وقاص، فصلى بأهلها وهو سكران، وقال: أزيدكم. فشهدوا عليه بشرب الخمر عند عثمان فعزله وحدّه، ولم يزل بالمدينة حتى بويع علي، وخرج إلى الرقة فنزلها واعتزل علياً ومعاوية ومات بناحية الرقة وقبره على البليخ. وولده بالرقة وبالكوفة منهم: محمد بن عمرو بن الوليد بن عقبة وكان يقال له ذو الشامة ويرمى بالزندقة، وأخوه عمارة بن عقبة وأسلم يوم فتح مكة، ومن ولده مدرك بن عمارة الذي روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، وأخوه خالد بن عقبة كان من سرواتهم وأسلم يوم فتح مكة وشهد جنازة الحسن بن علي من بين بني أمية.
عبد الله بن عامر

رضي الله تعالى عنه
قال أبو يقظان: هو عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وكان أبوه عامر بن كريز أسلم يوم فتح مكة وبقي إلى خلافة عثمان، وقدم على ابنه عبد الله بن عامر البصرة وهو واليها لعثمان، وكانت أم عامر البيضاء بنت عبد المطلب وكان مضعوفاً، فأتى ابن عبد المطلب فمسه، فقال: وعظام هاشم ما في بني عبد مناف مولود أحمق منه.
وأما عبد الله بن عامر فإن أباه أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه فتثاءب فتفل في فمه فازدرد ريقه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إني لأرجو أن يكون متقياً " ، وكان يكنى أبا عبد الرحمن وهو افتتح عامة فارس وخراسان وسجستان وكابل واتخذ النباج وغرس فيها فهي تدعى نباج ابن عامر، واتخذ القريتين وغرس بها نخلاً وأنبط عيوناً تعرف بعيون ابن عامر بينها وبين النباج ليلة على طريق المدينة، وحفر الحفير ثم حفر السمينة واتخذ بقرب قباء قصراً وجعل فيه زنجاً ليعملوا فيه فماتوا فتركه واتخذ بعرفات حياضاً ونخلاً واحتفر بالبصرة نهرين: أحدهما في السوق، والآخر الذي يعرف بأم عبد الله، وأم عبد الله أمه واسمها دجاجة بنت أسماء بن الصلت السليمي، وحوض أم عبد الله بالبصرة منسوب إليها وماتت بالبصرة وعبد الله بن عامر حفر نهر الإبلة وكان يقول: لو تركت لخرجت المرأة في حداجتها على دابتها ترد كل يوم على ماء وسوق حتى توافي مكة، ومات بمكة ودفن بعرفات وعقبه كثير. وكانت وفاته سنة تسع وخمسين قبل وفاة معاوية بسنة. وبلغني أنه لم يروِ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثاً واحداً: " من قتل دون ماله فهو شهيد " وأوصى إلى عبد الله بن الزبير، وحضره ابن عمر عند وفاته فأثنى عليه قوم بما اتخذ من الحياض بعرفات وبآثاره في الأرض فنظر إليهم فقال ابن عمر: إذا طابت المكسبة زكت النفقة وسترد فتعلم. ومن موالي آل كريز طويس مولى أروى بنت كريز أم عثمان بن عفان واسمه عبد الملك، وكان يكنى أبا عبد النعيم ورئي طويس يرمي الجمار بسكر مزعفر، فقيل له: ما هذا؟ فقال: كانت للشيطان عندي يد فأحببت أن أكافئه عليها.
ذو اليدين
رضي الله تعالى عنه

هو عمير بن عبد عمرو من خزاعة ويكنى أبا محمد وكان يعمل بيديه جميعاً فقيل له ذو اليدين. ويقال له: ذو الشمالين أيضاً، وقد يقال إن اسمه الخرباق وإنه كان طويل اليدين، وهذا هو الذي ذكر الحديث الذي ذكر فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم بعد الصلاة ثم قضى ما فاته، وليس هو ذو الشمالين الذي استشهد يوم بدر.
ذو البجادين

رضي الله تعالى عنه
هو عبد الله بن عبد نهم سمي ذا البجادين لأنه حين أراد المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعت أمه بجاداً لها وهو كساء باثنين، فاتزر بواحد وارتدى بآخر ومات في عصر النبي صلى الله عليه وسلم.
عمير مولى أبي اللحم الغفاري
رضي الله عنه
كان عمير مولى آبي اللحم يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان آبي اللحم أبى أن يأكل ما ذبح على الأنصاب فسمي آبي اللحم. وقال عمير: شهدت حنيناً وأنا عبد فأعطاني النبي صلى الله عليه وسلم سيفاً ومن خرثى المتاع ولم يضرب لي بسهم.
جهجاه الغفاري
رضي الله تعالى عنه
هو جهجاه بن سعيد الغفاري وكان من فقراء المهاجرين وأجيراً لعمر بن الخطاب، وتناول عصا عثمان وهو على المنبر فكسرها على ركبته فوقعت الأكلة في ركبتيه، وكان أكل مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو كافر فأكثر ثم أكل معه وقد أسلم فأقل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " المؤمن يأكل في معيّ واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء " .
سلمة بن الأكوع
رضي الله تعالى عنه
كان يكنى أبا أياس، وكان من الرماة المذكورين، ومات سنة أربع وسبعين وهو ابن ثمانين سنة وأخوه أهبان بن الأكوع مكلم الذئب.
قال الواقدي: مكلم الذئب أهبان بن أوس الأسلمي، وأسلم أهبان وصحب النبي صلى الله عليه وسلم ونزل الكوفة وتوفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان وابنه أياس بن سلمة بن الأكوع يكنى أبا بكر، وتوفي في سنة تسع عشرة ومائة بالمدينة وهو ابن سبع وسبعين سنة.
شرحبيل بن حسنة
رضي الله تعالى عنه
هو منسوب إلى أمه وأبوه عبيد الله بن المطاع بن عمرو من اليمن حليف لبني زهرة، وكان يكنى أبا عبد الله ومات بالشام في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة وهو ابن أربع وستين سنة.
عبد الله بن بحينة
رضي الله تعالى عنه
هو منسوب إلى أمه بحينة بنت الحرث بن المطلب وأبوه مالك من الأزد.
خفاف بن ندبة
رضي الله تعالى عنه
هو منسوب إلى أمه وكانت سوداء، وخفاف أحد أغربة العرب لسواده، وأبوه عمير بن الحرث ابن الشريد السلمي وكان شاعراً، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة ومعه لواء بني سليم وبقي إلى زمان عمر.
أبو لبابة الأنصاري
رضي الله عنه
وهو مكنى ببنت له يقال لها لبابة كانت تحت زيد بن الخطاب، وقد ولدت له واسمه بشير بن عبد المنذر ويقال رفاعة بن المنذر، وتوفي أبو لبابة بعد قتل عثمان. وقيل: قبل علي، وله عقب من السائب ابنه.
البراء بن عازب الأنصاري
رضي الله تعالى عنه
كان البراء ابن أخت أبي بردة بن نيار، واسم أبي بردة هانئ من قضاعة ولأبي بردة عقب، وكان للبراء ابنان قد روى عنهما يزيد بن البراء وسويد بن البراء، وكان سويد على عمان فكان كخير الأمراء.
عاصم بن عدي
رضي الله عنه
هو من العجلان من بني قضاعة، ومات وهو ابن مائة وخمس عشرة سنة في خلافة معاوية، وأخوه معن بن عدي له عقب وقتل باليمامة، ومن ولد عاصم: أبو البداح بن عاصم بن عدي العجلاني لقب علبة ويكنى أبا عمرو، وحمل عنه الحديث وتوفي سنة سبع عشرة ومائة وهو ابن أربع وثمانين سنة.
أبو عبس بن جبر
رضي الله عنه
اسمه عبد الرحمن من الخزرج وكان أبو عبس يكتب بالعربية قبل الإسلام، ومات سنة أربع وثلاثين ودفن بالبقيع وكان يخضب بالحناء، وعقبه بالمدينة كثير وببغداد.
خوات بن جبير بن النعمان
رضي الله عنه
هو من الخزرج ويكنى أبا صالح، ويقال: يكنى أبا عبد الله وهو صاحب ذات النحيين في الجاهلية ومات بالمدينة سنة أربعين وله عقب وأخوه عبد الله بن جبير أمير الرماة يوم أحد، وقتل عبد الله يومئذ ولا عقب له.
أبو اليسر
رضي الله عنه

هو كعب بن عمرو بن عمرو من الأنصار، وكان قصيراً ذا بطن، وأسر العباس بن عبد المطلب يوم بدر فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم وتوفي سنة خمس وخمسين في خلافة معاوية، وله عقب بالمدينة.
أبو مرثد الغنوي

رضي الله عنه
هو كناز بن حصين من غنى، وكان ترباً لحمزة بن عبد المطلب وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبادة بن الصامت، وآخى بين ابنه مرثد وبين ابن الصامت أخي عبادة، وكان أبو مرثد طوالاً كثير شعر الرأس ومات في خلافة أبي بكر سنة اثنتي عشرة وهو يومئذ ابن ست وستين سنة، وقتل ابنه مرثد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الرجيع شهيد وكان أمير السرية.
مسطح بن أثاثة
رضي الله تعالى عنه
هو مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف ويكنى أبا عباد، وشهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها، وكان أبو بكر يجري عليه وهو الذي قذف عائشة رضي الله عنها، والذي قذفت به صفوان بن المعطل.
سويبط
رضي الله عنه
هو سويبط بن سعد بن حرملة بن عبد الدار بن قصي كان من مهاجرة الحبشة وشهد بدراً وأحداً وكان مزاحاً وهو الذي ضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من قصته حولاً. وذلك أنه خرج مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه في تجارة إلى بصرى ومعهم نعيمان، وكان نعيمان ممن شهد بدراً وكان على الزاد، فقال له سويبط: أطعمني. فقال: حتى يجيء أبو بكر. فقال: أما والله لأغيظنك، فمروا بقوم فقال لهم سويبط: تشترون مني عبداً لي؟ فقالوا: نعم. فقال: إنه عبد له كلام وهو قائل لكم إني حر فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه فلا تفسدوا عليّ عبدي. قالوا: بل نشتريه منك. قال: فاشتروه بعشرة قلائص ثم جاؤوا فوضعوا في عنقه حبلاً فقال نعيمان: إن هذا يستهزئ بكم وإني حر. فقالوا: قد عرفنا خبرك وانطلقوا به، فلما جاء أبو بكر أخبروه فاتبعهم فرد عليهم القلائص وأخذه فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه فضحك هو وأصحابه من ذلك حولاً. وكان نعيمان أيضاً مزاحاً وجلده النبي صلى الله عليه وسلم في الخمر أربع مرات، ومر بمخرمة بن نوفل وقد كف بصره فقال: ألا رجل يقودني حتى أبول، فأخذ بيده نعيمان فلما بلغ مؤخر المسجد قال: ههنا فبل، فبال، فصيح به فقال: من قادني؟ قيل: نعيمان. فقال: لله عليّ أن أضربه بعصاي هذه، فبلغت نعيمان فأتاه فقال له: هل لك في نعيمان. قال: نعم. قال: قم، فقام معه فأتى به عثمان بن عفان وهو يصلي فقال: دونك الرجل فجمع يده بالعصا ثم ضربه، فقال الناس أمير المؤمنين. فقال: من قادني؟ قالوا: نعيمان. قال: لا أعود إلى نعيمان أبداً.
دحية الكلبي
رضي الله تعالى عنه
هو دحية بن خليفة بن عامر بن الخزرج، وأسلم قديماً ولم يشهد بدراً وكان يشبه بجبريل عليه السلام لجماله وحسنه، وكان إذا قدم المدينة لم تبق معصر إلا خرجت تنظر إليه وبقي إلى زمان معاوية.
عرابة الأوسي
رضي الله تعالى عنه
هو عرابة بن أوس بن قيطي الذي مدحه الشماخ فقال:
رأيت عرابة الأوسيّ يسمو ... إلى الغايات منقطع القرين
وشهد عرابة يوم أحد فاستصغر فرد.
وحشي قاتل حمزةهو وحشي بن حرب ويكنى أبا دسمة، وكان من سودان مكة عبداً لجبير بن مطعم قتل حمزة وأتى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً، فقال له: النبي صلى الله عليه وسلم غيب وجهك عني. قال: فكنت إذا رأيته في الطريق تقصيتها، وخرج إلى الشام فنزل حمص وكان يشرب الخمر ويلبس المعصفر وهو أول من حد بالشام في الخمر وله عقب بالشام.
حمل بن مالك بن النابغةهو من هذيل، أسلم ثم رجع إلى بلاد قومه ثم تحول إلى البصرة وابتنى بها داراً في هذيل، ثم صارت داره بعد لعمر بن مهران الكاتب.
مجالد ومجاشع ابنا مسعود
رضي الله تعالى عنهما
هما من سليم، وكان بمجالد عرج شديد وأخوه مجاشع بن مسعود من المهاجرين، وجاء مجاشع بأخيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه بعد فتح مكة فقال: لا هجرة بعد الفتح، وكان لمجاشع فرس يقال لها الدبساء سابق عليها، ويقال إنه أخذ في غاية واحدة خمسين ألف درهم وشهد الجمل مع عائشة رضي الله عنها فقتل، وله عقب بالبصرة.
علقمة بن علاثةرضي الله تعالى عنه

هو الذي نافر عامر بن الطفيل فقال الأعشى:
علقم ما أنت إلى عامر
وكان وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم ارتد ولحق بقيصر ثم انصرف وأسلم واستعمله عمر على حوران فمات بها.
لبيد بن ربيعة الشاعر

رضي الله تعالى عنه
هو لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب قدم لبيد في وفد بني كلاب على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلموا ورجعوا إلى بلادهم ولم يقل بعد الإسلام شعراً، ثم قدم الكوفة وبنوه، فرجع بنوه إلى البادية أعراباً وأقام لبيد إلى أن مات بها فدفن في صحراء بني جعفر بن كلاب وكانت وفاته ليلة نزل معاوية النخيلة لمصالحة الحسن بن علي رضي الله عنهما، ويقال: بل كانت بعد ذلك ومات وهو ابن مائة وسبع وخمسين سنة.
وافد بن المنتفقيقال هو لقيط بن صبرة، ويقال: هو لقيط بن عامر بن المنتفق من عقيل ويكنى أبا رزين وهم مجمعون على أنه عقيلي.
مكنف بن زيد الخيل الطائي
رضي الله عنه
كان مكنف أكبر ولد أبيه وبه كان يكنى، أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد قتال الردة مع خالد بن الوليد، وكذلك حريث بن زيد الخيل صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد الردة.
فأما زيد الخيل فإنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وسماه زيد الخير وقطع له أرضين وكانت المدينة وبيئة، فلما خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لن ينجو زيد من أم ملدم " ، فلما بلغ بلده مات، وحماد الراوية مولى مكنف.
الأشعث بن قيس
رضي الله تعالى عنه
اسمه معد يكرب بن قيس وسمي أشعث لشعث رأسه وهو من كندة، وكانت مراد قتلت أباه فخرج ثائراً بأبيه فأسر ففدى نفسه بثلاثة آلاف بعير، ووفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في سبعين رجلاً من كندة فأسلم ويكنى أبا محمد، ولما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أبى أن يبايع أبا بكر رضي الله عنه، فحاربه عامل أبي بكر حتى استأمنه على حكم أبي بكر وبعث به إليه، فسأل أبا بكر أن يستبقيه لجزية ويزوجه أخته أم فروة ففعل ذلك أبو بكر، ومات سنة أربعين وابنه عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الذي خرج على الحجاج وخرج معه القراء والعلماء.
عكرمة بن أبي جهل
رضي الله تعالى عنه
أسلم بعد الفتح وقتل يوم اليرموك في خلافة أبي بكر رضي الله عنه مجاهداً ولا عقب له.
حجر بن عدي
رضي الله تعالى عنه
هو الذي قتله معاوية ويكنى أبا عبد الرحمن وكان وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم وشهد القادسية وشهد الجمل وصفين مع علي، فقتله معاوية بمرج غدراء مع عدة، وكان له ابنان يتشيعان يقال لهما عبد الله وعبد الرحمن قتلهما مصعب بن الزبير صبراً، وقتل حجر سنة ثلاث وخمسين.
عبد الله بن عوسجة البجليكان عبد الله بن عوسجة البجلي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني حارثة بن عمرو بن قريط، وكان كتب معه إليهم يدعوهم إلى الإسلام فأخذوا الصحيفة فغسلوها ورقعوا بها أسفل دلوهم وأبوا أن يجيبوه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالهم أذهب الله عقولهم فهم أهل رعدة وسفه وكلام مختلط.
فيروز الديلميهو من أبناء فارس الذين بعثهم كسرى إلى اليمن فنفوا الحبشة عنها وغلبوا عليها، فيروز هو الذي قتل الأسود بن كعب العنسي المتنبي باليمن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قتله الرجل الصالح فيروز الديلمي " وقد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه أحاديث يذكر فيها فيقال الديلمي الحميري، وإنما قال حميري لنزوله في حمير، ومات فيروز في خلافة عثمان.
العجلانيالذي لاعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين امرأته: هو عويمر بن الحرث، وقال عكرمة: رأيت ابن الملاعنة أميراً على مصر، وما يدعى لأب.
العباس بن مرداس السلميأسلم قبل فتح مكة وحضر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة في تسعمائة ونيف بالقنا والدروع على الخيل، وكان يرجع إلى بلاد قومه ولا يسكن مكة ولا المدينة، وابنه جلهمة قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث.
أبو برزة الأسلميرضي الله تعالى عنه هو عبد الله بن نضلة، ويقال نضلة بن عبد الله مات بخراسان غازياً.
الفرات بن حيان

هو من عجل من بني سعد رهط حنظلة بن ثعلبة بن سيار وكان أهدى الناس بالطريق وأعرفهم بها، وكان يخرج مع عيران قريش إلى الشام وله يقول حسان:
فإن نلقَ في تطرافنا وانبعاثنا ... فرات بن حيان نقظ دون هالك
وأسلم الفرات فحسن إسلامه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم خيبر حين أعطى المؤلفة قلوبهم: إن من الناس ناساً نكلهم إلى إيمانهم، منهم: فرات بن حيان.
الخشخاشهو الخشخاش بن خلف، وكان أبوه يعرف بالمجفر من بني العنبر، وهو الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تجني شمالك على يمينك " . وكان له ابنان: مالك وعبيد يليان الولايات، ولمالك ابن يقال له حصين ولي لزياد ميان وبقي عليها أربعين سنة، وابن آخر يقال له الحر ومن ولده معاذ بن العنبري، ولي قضاء البصرة للرشيد. ومن موالي آل الخشخاش فيروز أعظم مولى بالعراق قدراً، وقد ولي الولايات وخرج مع ابن الأشعث، فقال الحجاج: من جاءني برأس فيروز له عشرة آلاف درهم، فقال فيروز: من جاءني برأس الحجاج فله مائة ألف درهم، فلما هزم ابن الأشعث هرب إلى خراسان فأخذه يزيد بن المهلب فبعث به إلى الحجاج فقال له: أظهرني على أموالك. قال: على أن تأمنني. قال: لا. فنادى: ألا من كان لفيروز عنده مال فهو في حل منه، فأمر به فشق له قصب ثم شد عليه وجعل يسله قصبة قصبة حتى قطع جسده ثم صب عليه الخل والملح حتى مات.
عياض بن حمادهو عياض بن حماد بن أبي حماد بن ناجية بن عقال الدارمي، وأبو حماد بن ناجية بن عقال الدارمي هو أخو صعصعة بن ناجية جد الفرزدق الشاعر، وعياض هو الذي أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شركه، فقال لا أقبل زاد المشركين، ولا نعلم له عقباً.
الأشج العبديهو منذر بن عائذ من عصر، وكان عمرو بن قيس ابن أخته وهو أول من أسلم من ربيعة، وذلك أن الأشج بعثه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلم علمه، فلما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأتى الأشج فأخبره بأخباره فأسلم الأشج وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: إن فيك خليقين يحبهما الله: الحلم والحياء.
الجارود العبديهو بشر بن عمرو بن حنش بن المعلى من عبد القيس، ويكنى أبا غياث، وسمي الجارود لأنه فر بإبله إلى أخواله بني شيبان وبإبله داء، ففشا ذلك الداء في إبل أخواله فأهلكها، فلذلك قال الشاعر:
كما جرد الجارود بكر بن وائل
وأسلم الجارود في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، ولقي العدو بعقبة الطين فقتل بها فسميت عقبة الجارود، وابنه عبد الله بن الجارود، وكان يلقب بطير العناق لقصره، وكان رأس عبد القيس واجتمعت عليه القبائل من أهل البصرة وأهل الكوفة فولوه أمرهم برستقابان فقاتلوا الحجاج فظفر بهم فأخذه الحجاج فصلبه، وابنه المنذر بن الجارود والي اصطخر لعلي بن أبي طالب وابنه الحكم بن المنذر سيد عبد القيس وفيه يقول الكذاب الحرمازي:
يا حكم بن المنذر بن الجارود ... سرادق المجد عليك ممدود
أنت الجواد ابن الجواد المحمود ... نبت في الجود وفي بيت الجود
والعود قد ينبت في أصل العود
ويكنى أبا غيلان، ومات في حبس الحجاج الذي يعرف بالديماس.
صحار بن العباس العبديوفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكان من أخطب الناس وأبينهم، وكان أحمر أزرق، قال له معاوية: يا أزرق؟ قال: البازي أزرق. قال: يا أحمر. قال: الذهب أحمر. وكان عثمانياً، وكانت عبد القيس تتشيع فحالفها، وهو جد جعفر بن زيد وكان فاضلاً خيراً عابداً وقد روى صحار عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين أو ثلاثة.
خريم بن فاتكهو من بني أسد صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه، وابنه أيمن بن خريم الشاعر، وكان أبرص وكان مع بني مروان يسامرهم ويواكلهم.
قال: وحدثني سهل بن محمد، قال: حدثنا الأصمعي، قال: حدثنا أبو زكريا الحبطي عن أبيه، قال: قال عبد الملك بن مروان لأيمن بن خريم الأسدي: إن أباك كانت له صحبة ولعمك، فخذ هذا المال وانطلق فقاتل ابن الزبير، فأبى وقال:
ولست بقاتل رجلاً يصلي ... على سلطان آخر من قريش
له سلطانه وعليّ وزري ... معاذ الله من سفه وطيش

أأقتل مؤمناً وأعيش حياً ... ولست بنافع ما عشت عيشي
من تأخر من الصحابة

رضي الله تعالى عنه
قال أبو محمد: قال الواقدي: آخر من مات بالكوفة من الصحابة عبد الله بن أبي توفي في سنة ست وثمانين، وآخر من مات بالمدينة من الصحابة سهل بن سعد الساعدي سنة إحدى وتسعين ويقال هو ابن مائة. وآخر من مات بالبصرة من الصحابة أنس بن مالك سنة إحدى وتسعين ويقال سنة ثلاث وتسعين. وآخر من مات بالشام عبد الله بن بسر سنة ثمان وثمانين. وممن تأخر موته واثلة بن الأسقع هلك بالشام سنة خمس وثمانين وهو ابن ثمان وتسعين سنة وهو من بني ليث بن كنانة.
أبو الطفيل
رضي الله تعالى عنه
هو أبو الطفيل عامر بن واثلة رأى النبي صلى الله عليه وسلم وكان آخر من رآه موتاً ومات بعد سنة مائة وشهد مع علي المشاهد كلها وكان مع المختار صاحب رايته، وكان يؤمن بالرجعة وهو القائل:
وبقيت سهماً في الكنانة واحداً ... سيرمى به أو يكسر السهم كاسره
وهو القائل:
أيدعونني شيخاً وقد عشت حقبة ... وهن من الأزواج نحوي نزائع
وما شاب رأسي من سنين تتابعت ... علي ولكن شيبتني الوقائع
أسماء المؤلفة قلوبهمأبو سفيان بن حرب ومعاوية ابنه وحسن إسلامه، وحكيم بن حزام ثم حسن إسلامه، والحرث بن هشام أخو أبي جهل بن هشام ثم حسن إسلامه، وسهيل بن عمرو ثم حسن إسلامه، والعلاء بن حارثة الثقفي، وعيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر، والأقرع بن حابس، ومالك بن عوف النصري، والعباس بن مرداس السلمي ثم حسن إسلامه، وقيس بن مخرمة ثم حسن إسلامه، وجبير بن مطعم ثم حسن إسلامه.
أسماء المنافقين
الذين أرادوا أن يلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الثنية في غزوة
تبوك:
عبد الله بن أبي سلول، سعد بن أبي سرح وهو أبو الذي كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم: مكان غفور، رحيم عزيز حكيم. وأبو حاضر الأعرابي والحلاس بن سويد بن صامت، ومجمع بن حارثة، ومليح التيمي وهو الذي سرق طيب الكعبة وارتد عن الإسلام وانطلق فلا يدري أين ذهب، وحصين بن نمير وهو الذي أغار على تمر الصدقة فسرقه، وطعيمة بن أبيرق، ومرة بن ربيع وكان أبو عامر رأسهم وله بنوا مسجد الضرار وهو أبو حنظلة غسيل الملائكة.
أسماء الثلاثة الذين خلفوا
ونزل فيهم القرآن
كعب بن مالك، ومروان بن الربيع، وهلال بن أمية.
أسماء الخلفاء
أبو سفيان
واسم أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، وكان أبو سفيان أسلم قبيل فتح مكة وولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقات الطائف، وذهبت عينه مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المغازي، ثم بقي إلى خلافة عثمان رضي الله عنه فعمي قبل أن يموت، ومات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وأم أبي سفيان صفية بنت حزن من قيس عيلان، وأم معاوية هند بنت عتبة بن ربيعة، ويقال: إن إحدى عينيه ذهبت يوم الطائف والأخرى يوم اليرموك، وكان لأبي سفيان من الولد أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم واسمها رملة، وآمنة وعمرو وهند وصخرة ومعاوية وعتبة وجويرية وأم الحكم، وهؤلاء الأربعة من هند بنت عتبة، وحنظلة وعنبسة ومحمد وزياد ويزيد وملة الصغرى وميمونة.
عمرو بن أبي سفيانفأما عمرو بن أبي سفيان فأسر يوم بدر فلم يفده أبو سفيان، وأسر رجلاً من المسلمين فأطلق النبي صلى الله عليه وسلم عمرواً، وأطلق أبو سفيان المسلم، ولا عقب لعمرو بن أبي سفيان.
حنظلة بن أبي سفيانوأما حنظلة بن أبي سفيان فقتله علي يوم بدر ولا عقب له.
يزيد بن أبي سفيانوأما يزيد بن أبي سفيان فكان يقال له يزيد الخير واستعمله أبو بكر على الشام سفيان فكان يضعف، وشهد الجمل مع عائشة وولاه معاوية مصر وكان له أولاد منهم: معاوية بن عتبة ولاه معاوية المدينة، ومنهم عمرو بن عتبة وكان خرج مع ابن الأشعث فقتل وعقب عتبة كثير.
زياد بن أبي سفيانرحمه الله تعالى

وأما زياد بن أبي سفيان فكان يكنى أبا المغيرة وأمه أسماء بنت الأعور من بني عبشمي بن سعد، هذا قول أبي اليقظان. وقال غيره: أمه سمية بنت أبي بكرة، وقد ذكرنا قصتها عند ذكر أبي بكرة، وولد زياد عام الفتح بالطائف وهو كاتب المغيرة بن شعبة، ثم كتب لأبي موسى، ثم كتب لابن عامر، ثم كتب لابن عباس، وكان زياد مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه فولاه فارس فكتب إليه معاوية يتهدده فكتب إليه: أتوعدني وبيني وبينك ابن أبي طالب أما والله لئن وصلت إليّ لتجدني أحمر ضراباً بالسيف، ثم ولاه معاوية البصرة وأعمالها، فلما مات المغيرة ابن شعبة جمع له العراقين فكان أول من جمعا له فولي ثماني سنين، خمساً منها على البصرة وأعمالها. مات بالكوفة في سنة ثلاث وخمسين.
قال: حدثني سهل بن محمد، قال: حدثنا الأصمعي، قال: حدثنا جرير بن حازم عن الزبير بن الحريث عن أبي لبيد، قال: مر بنا زياد وهو أمير البصرة ومعه رجل أو رجلان على بغلته قد طوى الحبل على عنقها تحت اللجام. فولد زياد عبد الرحمن والمغيرة ومحمداً وأبا سفيان وعبيد الله وعبد الله أمهما مرجانة وسلماً وعثمان وعباداً والربيع وأبا عبيدة ويزيد وعنبسة وأم معاوية وعمراً والغصن وعتبة وأباناً وجعفراً وإبراهيم وسعيداً وعشرين بنتاً.
فأما عبيد الله بن زياد: فكان يكنى أبا حفص، وكان أرقط جميلاً وكان زياد زوج أمه مرجانة من شيرويه الأسواري ودفع إليها عبيد الله ونشأ بالأساورة، وكانت فيه لكنه فولي لمعاوية خراسان ثم ولي العراقين بعد أبيه ثماني سنين، خمساً منها على البصرة وحدها وثلاثاً على العراقين، فلما مات يزيد خرج عليه من أهل البصرة وأخرجوه عن داره فاستجار بمسعود بن عمر والأزدي، فلما قتل مسعود سار إلى الشام فكان مع مروان بن الحكم وكان يوم المرج على إحدى مجنبتيه فلما ظفر مروان رده على العراق، فلما قرب من الكوفة وجه إليه المختار إبراهيم بن الشتر النخعي فاتقوا بقرب الزاب، فقتل عبيد الله ولا عقب له. وكان قتله يوم عاشوراء سنة سبع وستين.
وأما عبد الرحمن بن زياد: فكان يكنى أبا خالد وولاه معاوية خراسان وله عقب بالبصرة، والمغيرة بن زياد لا عقب له، ومحمد بن زياد لا عقب له، وأبو سفيان بن زياد هرب من الطاعون الجارف إلى البادية فطعن بالبادية فمات وله عقب بالبصرة.
وأما سلم بن زياد: فكنيته أبو حرب وكان أجود بني زياد، ولي خراسان ليزيد، وفيه يقول ابن عرادة:
عتبت على سلم فلما هجرته ... وخالطت أقواماً بكيت على سلم
ومات بالبصرة وله عقب.
وأما عباد بن زياد: فكنيته أبو حرب وولي لمعاوية سجستان سبع سنين وفيه يقول ابن مفرغ:
سبق عباد وصلت لحيته
وله عقب بالشام والبصرة.
وأما الربيع بن زياد: فكان أعرج وله عقب بالبصرة قليل.
وأما أبو عبيدة بن زياد: فولاه سلم بن زياد كابل وأسر ففداه بسبعمائة ألف درهم وله عقب.
ويزيد بن زياد: ولاه أيضاً سلم بن زياد سجستان فقتله العدو ولا عقب له.
وعنبسة بن زياد: مات في طريق مكة في الجارف ولا عقب له.
وعتبة بن زياد: له عقب كثير بالبصرة، ولم يعقب عمرو والغصن وأبان وجعفر وإبراهيم وسعيد.
معاوية بن أبي سفيانرضي الله عنه: وأما معاوية بن أبي سفيان فكان يكنى أبا عبد الرحمن وأسلم عام الفتح وكتب للنبي صلى الله عليه وسلم وولي الشام لعمر وعثمان عشرين سنة، وولي الخلافة سنة أربعين وهو ابن اثنتين وستين سنة وبلغه أن أهل الكوفة قد بايعوا للحسن بن علي، فسار يريد الكوفة، وسار الحسن يريده، فالتقوا بمسكن من أرض الكوفة فصالح الحسن معاوية وبايع له ودخل معه الكوفة، ثم انصرف معاوية إلى الشام واستعمل على الكوفة المغيرة بن شعبة وعلى البصرة عبد الله بن عامر ثم جمعهما لزياد وهو أول من جمعا له.
وولي معاوية الخلافة عشرين سنة إلا شهراً وتوفي سنة ستين وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. وقال ابن إسحاق: مات وله ثمان وسبعون سنة وكانت علته النقابات وهي الدبيلة ولم يولد له في خلافته ولد، وذلك أن البريك الصريمي ضربه على إليته فانقطع عنه الولد، فولد معاوية عبد الرحمن بن معاوية لأم ولد ويزيد بن معاوية وأمه ميسون بنت مجدل الكلبية وعبد الله وهنداً ورملة وصفية.
فأما عبد الرحمن فلا عقب له.

وأما عبد الله فكان ضعيفاً ولقبه منقب ولا عقب له من الذكور، وكان له بنت يقال لها عاتكة تزوجها يزيد بن عبد الملك وفيها قيل:
يا بنت عاتكة الذي أتغزل ... حذر العدى وبه الفؤاد موكل
يزيد بن معاويةوأما يزيد بن معاوية فيكنى أبا خالد وولي الخلافة، وأقبل الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما يريد الكوفة وعليها عبيد الله بن زياد من قبل يزيد فوجه إليه عبيد الله عمر بن سعد بن أبي وقاص فقاتله، فقتل الحسين رحمة الله تعالى عليه ورضوانه، وهاجت فتنة ابن الزبير فأخرج من كان بالمدينة من بني أمية، فوجه يزيد مسلم بن عقبة المري في جيش عظيم لقتال ابن الزبير فسار بهم حتى نزل المدينة فقاتل أهلها وهزمهم وأباحها ثلاثة أيام فهي وقعة الحرة. ثم سار مسلم بن عقبة إلى مكة فتوفي بالطريق ولم يصل فدفن بقديد، وولي الجيش الحصين بن نمير السكوني فمضى بالجيش وحاصروا عبد الله بن الزبير وأحرقت الكعبة حتى انهدم جدارها وسقط سقفها، وأتاهم الخبر بموت يزيد فانكفوا راجعين إلى الشام فكانت ولاية يزيد ثلاث سنين وشهوراً وهلك بجوارين من عمل دمشق سنة أربع وستين وهو ابن ثمان وثلاثين سنة. فولد يزيد بن معاوية خالداً وعبد الله الأكبر وأبا سفيان وعبد الله الأصغر وعمر وعاتكة وعبد الرحمن وعبد الله الذي يلقب أصغر الأصاغر، وعثمان وعتبة الأعور ويزيد ومحمداً وأبا بكر وأم مزيد وأم عبد الرحمن ورملة.
فأما خالد بن يزيد فكان يكنى أبا هاشم وكان من أعلم قريش بفنون العلم، وكان يقول الشعر وعقبه كثير بالشام.
وأما عبد الله بن يزيد فكان أفضل أهل زمانه وأعبدهم.
معاوية بن يزيدوأما معاوية بن يزيد فولي الخلافة بعد يزيد وهو ابن سبع عشرة سنة أربعين يوماً، وقال ابن إسحاق: عشرين يوماً ويكنى أبا ليلى، وفيه يقول الشاعر:
إني أرى فتناً تغلي مراجلها ... فالملك بعد أبي ليلى لمن غلبا
ولا عقب لمعاوية بن يزيد وعقب يزيد من غيره من ولده كثير.
مروان بن الحكمفلما مات معاوية بن يزيد بايع أهل الشام مروان بن الحكم بالجابية وهو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، وكان مروان يكنى أبا عبد الملك وأبوه الحكم ابن أبي العاص كان طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم يوم فتح مكة ومات في خلافة عثمان، وكان سبب طرد رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه أنه كان يفشي سره فلعنه وسيره إلى بطن وج فلم يزل طريداً حياة النبي صلى الله عليه وسلم وخلافة أبي بكر وعمر، ثم أدخله عثمان وأعطاه مائة ألف درهم وكان للحكم من الولد أحد وعشرون ذكراً وثماني بنات، وكان مروان ولد لسنتين خلتا من الهجرة وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثماني سنين وولي لعبد الله بن عامر رستاقاً من ازدشيرجوه، ثم ولي البحرين لمعاوية ثم ولي له المدينة مرتين ثم بويع له بالخلافة، وكان معاوية استعمل على الكوفة بعد زياد الضحاك ابن قيس الفهري من كنانة فلما ولي مروان صار الضحاك مع ابن الزبير فقاتل مروان يوم مرج راهط فقتله مروان وكانت ولاية مروان عشرة أشهر ومات بالشام سنة خمس وستين وهو ابن ثلاث وستين سنة، وقيل: إنه قال لخالد بن يزيد يا بن الرطبة، وكانت أمه تحته وبلغها فقعدت على وجهه فقتلته فهو يعد فيمن قتلته النساء، فولد مروان عبد الملك ومعاوية وأم عمر وعبيد الله وعبد الله وأبانا وداود وعبد العزيز وعبد الرحمن وأم عثمان وعمراً وأم عمر وبشراً ومحمداً.
فأما معاوية بن مروان فكان مضعوفاً ويكنى أبا المغيرة وولد عبد الملك والمغيرة وبشراً، ومعاوية القائل لأبي امرأته: لقد نكحت ابنتك بعصبة ما رأيت مثلها قط، فقال له: لو كنت خصياً ما زوجناك. ووقف على طحان وفي عنق حماره جلجل، فقال له: لم جعلت في عنقه جلجلاً؟ فقال: ربما نعست فيقف فإذا لم أسمع صوت الجلجل صحت به فقال: أرأيت إن قام وحرك رأسه ما علمك، قال الطحان: ومن له بمثل عقل الأمير.

وأما أبان بن مروان فكان على فلسطين لعبد الملك أخيه، وكان الحجاج على شرطة فولد أبان عبد العزيز بن أبان وأما عمرو بن مروان فلا أعلم له عقباً. وأما محمد بن مروان بن الحكم فكان أشد بني مروان وهو قتل إبراهيم بن الأشتر ومصعب بن الزبير بدير الجاثليق بين الشام والكوفة وكان على الجزيرة، وابنه مروان بن محمد آخر من ولي الخلافة من بني أمية.
وأما داود بن مروان فكان يكنى أبا سليمان، وكان أعور وفيه قيل: بدل أعور من ذات الدعج.
وأما بشر بن مروان فكان يكنى أبا مروان، وكان على الكوفة، ثم ضمت إليه البصرة فشخص إليها وشرب الأذريطوس ومات بها وهو أول أمير مات بالبصرة وله عقب.
وأما عبد العزيز بن مروان فيكنى أبا الأصبغ وولي العهد بعد عبد الملك ولكثير فيه مدائح وابنه عمر وسنذكره مع أخوته في موضع خلافته إن شاء الله تعالى.
عبد الملك بن مروانقال عبد الله بن مسلم: وأما عبد الملك بن مروان فكان يكنى أبا الوليد ويلقب رشح الحجر لبخله، وكان يكنى أبا ذبان لبخله، وكان معاوية جعله مكان زيد بن ثابت على ديوان المدينة وهو ابن ست عشرة سنة، وولاه أبوه مروان هجر ثم جعله الخليفة بعده، وكانت خلافته بعد أبيه سنة خمس وستين وبويع ابن الزبير على الخلافة سنة خمس وستين وبنى الكعبة وبايعه أهل البصرة والكوفة، ووثب المختار بن عبيد بالكوفة سنة ست وستين في سلطان ابن الزبير وأخرج من الكوفة عبد الله بن مطيع عامل ابن الزبير، ثم أن أهل الكوفة ثاروا بالمختار واقتتلوا في جبانة السبيع فظفر بهم، وكان المختار أيضاً وجه إلى البصرة الأحمر بن سميط لقتال مصعب بن الزبير فقتله المصعب بالمدار وأقبل حتى حصر المختار في قصره بالكوفة ثم قتله سنة سبع وستين، وسار عبد الملك لقتال مصعب فالتقوا بأرض مسكن فقتل مصعب ودخل عبد الملك الكوفة وبايع له أهلها، وبعث الحجاج بن يوسف إلى عبد الله بن الزبير فقتل ابن الزبير سنة ثلاث وسبعين وقد بلغ من السن ثلاثاً وسبعين سنة، فكانت فتنته منذ مات يزيد بن معاوية إلى أن قتل تسع سنين وثلاثة أشهر وأياماً، وحج الحجاج بالناس تلك السنة ونقض بنيان ابن الزبير في الكعبة وبناه على تأسيسه الأول، ثم رجع إلى المدينة لما فرغ من بناء الكعبة. ثم كتب عبد الملك إلى الحجاج بعهده إلى العراق فسار إليها سنة خمس وسبعين وضربت له الدنانير والدراهم بالعربية سنة ست وسبعين، وكان سيل الجحاف الذي ذهب بالحجاج بمكة سنة ثمانين، ويقال: إن الجحفة سميت الجحفة تلك السنة لأن السيل ذهب بكثير من الحاج وأمتعتهم ورحالهم وكان اسمها مهيعة، وكان ذلك يوم الاثنين قال أبو السنابل:
لم ترَ عيني مثل يوم الاثنين ... أكثر محزوناً وأبكى للعين
وخرج المخبآت يسعين ... ظواهر في جبلين يرقين
وذهب السيل بأهل المصرين
وهاجت فتنة عبد الرحمن بن الأشعث سنة اثنتين وثمانين، وكانت وقعة الزاوية بالبصرة سنة ثلاث وثمانين، ووقعة دير الجماجم فيها أيضاً. وحدثني سهل بن محمد عن الأصمعي، قال: كان لابن الأشعث أربع وقعات: وقعة بالأهواز ووقعة بالزاوية ووقعة بدير الجماجم ووقعة بدجيل.
قال: وقال أبو عبيدة: إنما قيل دير الجماجم لأنه كان يعمل فيه الأقداح من خشب، وبنى الحجاج واسطاً سنة ثلاث وثمانين، وتوفي عبد الملك بدمشق سنة ست وثمانين وله اثنتان وستون سنة وقد شد أسنانه بالذهب. فولد عبد الملك بن مروان: مروان الأكبر والوليد وسليمان وعائشة ويزيد ومروان الأصغر وهشاماً وأبا بكر وفاطمة ومسلمة وعبد الله وسعيد والحجاج ومحمد والمنذر وعنبسة وقبيصة، ولم يعقب المنذر ولا قبيصة ولم يكن لعنبسة ولد غير الفيض.
فأما الحجاج بن عبد الملك فولد عبد العزيز وهو ولي، قتل الوليد بن يزيد وحصره بالبحراء.
وأما سعيد بن عبد الملك فكان يلقب سعيد الخير، وكان مقيماً بمكان يقال له نهر سعيد، وله عقب وإليه ينسب ذلك النهر، وكان غيض فيها سباع فأقطعها وعمرها.
وأما عائشة فكانت عند خالد بن يزيد بن معاوية وكانت فاطمة عند عمر بن عبد العزيز. وأما مسلمة فكان يكنى أبا سعيد ويلقب الجرادة الصفراء لصفرة كانت تعلوه، وكان شجاعاً وافتتح فتوحاً كثيرة في الروم منها طوانة وولي العراق أشهراً وله عقب كثير.

وأما أبو بكر بن عبد الملك فكان اسمه بكاراً وكان يحمق وهو القائل في بازي كان له فطار، أغلقوا أبواب المدينة لئلا يخرج البازي، وله عقب.
الوليد بن عبد الملكوأما الوليد بن عبد الملك فكان يكنى أبا العباس وولي الخلافة بعد أبيه وكان خبيث الولاية، وولي سنة ست وثمانين وفي سنة ثمان وثمانين كان فتح الطوانة من أرض الروم فتحها أخوه مسلمة، وفيها بنى مسجد دمشق واستعمل الوليد عمر بن عبد العزيز على المدينة سبع سنين وخمسة أشهر، وتوفي الحجاج في خلافته بواسط في شهر رمضان سنة خمس وتسعين، وقيل: بلغ من السن ثلاثاً وخمسين سنة. واستخلف ابنه عبد الملك بن الحجاج على الصلاة، ويزيد بن أبي مسلم على الخراج، فلما انتهى موت الحجاج إلى الوليد بعث يزيد بن أبي كبشة على الصلاة، وتوفي الوليد بن عبد الملك بدمشق سنة ست وتسعين وقد بلغ من العمر ثمانياً وأربعين سنة، وكانت ولايته تسع سنين وثمانية أشهر، فولد الوليد أربعة عشر ذكراً منهم يزيد بن الوليد ولي الخلافة وسنذكره في موضعه، ومنهم عمر بن الوليد وكان يقال له فحل بني مروان وكان يركب معه سبعون رجلاً لصلبه، وعقبه كثير ومنهم بشر بن الوليد عالم بني الوليد ومنهم: إبراهيم بن الوليد كان أخوه يزيد بن الوليد استخلفه فلما سار مروان بن محمد إليه خلع نفسه وسلمها إلى مروان ومنهم: العباس بن الوليد فارس بني مروان وكانت أمه نصرانية.
سليمان بن عبد الملكثم بويع بعد الوليد بن عبد الملك لأخيه سليمان بن عبد الملك ويكنى أبا أيوب، وكان أبيض جعداً فصيحاً نشأ بالبادية عند أخواله بني عبس، وكانت ولايته سنة ست وتسعين فافتتح بخير وختم بخير لأنه رد المظالم ورد المسيرين وأخرج المسجنين الذين كانوا بالبصرة، واستخلف عمر بن عبد العزيز وأغزا مسلمة الصائفة حتى بلغ القسطنطينة فأقام بها حتى مات سليمان وفيه قال الشاعر:
يا أيها الخليفة المهدي ... خليفة يدعونه السني
ليأخذ الولي بالولي ... وهدم الديماس والمنسي
وأمن الشرقي والغربي
وفيه قال الفرزدق:
إنا لنرجو أن يقيم لنا ... سنن الخلائف من بني فهر
وكان حين ولي بايع لابنه أيوب وعزل يزيد بن أبي كبشة ويزيد بن سلم واستعمل يزيد بن المهلب على حرب العراق وصالح بن عبد الرحمن التميمي على خراجها، وتوفي سليمان بدابق سنة ثمان وتسعين وهو ابن خمس وأربعين سنة، فولد سليمان أربعة عشر ذكراً منهم: أيوب، وكان عفيفاً أديباً وكان أبوه بايع له وجعله ولي عهده فهلك في حياة أبيه بالشام.
عمر بن عبد العزيزرحمه الله تعالى: كان لعبد العزيز من الولد عشرة: عمر وأبو بكر ومحمد وعاصم أمهم أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، والأصبغ وسهيل وسهل وأم الحكم وزبان وأم البنين.
فأما عاصم فولد سفيان، وتزوج سفيان آمنة ابنة عمر بن عبد العزيز فولدت له الأصبغ وكان مخنثاً.
وأما الأصبغ بن عبد العزيز فكان عالماً بخبر ما يكون، وهلك بمصر قبل أبيه وله عقب، ومن ولده دحية بنت مصعب بن الأصبغ كانت عالمة بما يكون.
وأما عمر بن عبد العزيز فكان يكنى أبا حفص وهو أشج بني أمية، ضربته دابة في وجهه، فلما رأى الأصبغ أخوه الأثر قال: الله أكبر هذا أشج بني مروان الذي يملك، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: إن من ولدي رجلاً بوجهه أثر يملأ الأرض عدلاً.
حدثني عبد الرحمن عن الأصمعي، قال: هو في كتاب دانيال الدردوق الأشج فولي بعد سليمان ابن عبد الملك بعهده إليه فعزل يزيد بن المهلب وصالح بن عبد الرحمن عن العراق، واستعمل على الكوفة عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وعلى البصرة عدي بن أرطاة الفزاري وتوفي بدير سمعان من أرض حمص سنة إحدى ومائة وهو ابن تسع وثلاثين سنة، فولد عمر بن عبد العزيز أربعة عشر ذكراً منهم: عبد الملك. وكان من أنسك الناس، وهلك قبل أبيه وهو ابن تسع عشرة سنة ونصف. ومنهم: عبد الله بن عمر كان شجاعاً جواداً ولي العراق ليزيد بن الوليد بن عبد الملك ستة أشهر، فلما مات يزيد أراد أهل العراق أن يبايعوا له بالخلافة، وهو احتفر نهر ابن عمر بالبصرة، وله عقب.
يزيد بن عبد الملك

وبويع بعد عمر بن عبد العزيز يزيد بن عبد الملك ويكنى أبا خالد، وكان صاحب لهو ولذات، وكان صاحب حبابة وسلامة، وفي ولايته خرج يزيد بن المهلب بالبصرة فأخذ ابن أرطأة فأوثقه ثم خرج من البصرة يريد الكوفة فوجه إليه يزيد بن عبد الملك أخاه مسلمة وابن أخيه العباس بن الوليد فالتقوا بالعقر من أرض بابل فقتل يزيد بن المهلب سنة اثنتين ومائة ثم رجع مسلمة إلى الشام، واستعمل يزيد بن عبد الملك عمر بن هبيرة على العراقين، وتوفي يزيد بأرض حوران في شعبان سنة خمس ومائة وكانت ولايته أربع سنين وشهراً، وبلغ من السن تسعاً وعشرين سنة. وولد يزيد بن عبد الملك ثمانية ذكور منهم: عبد الله ولده سبعة خلفاء أبوه يزيد وأبو يزيد عبد الملك وأبو عبد الملك مروان وأم أبيه عاتكة بنت يزيد بن معاوية وأم عبد الله بن يزيد سعدة ابنة عبد الله بن عمر بن عثمان بن عفان وأم عبد الله بن عمر بن عثمان ابنة عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ومن ولده الوليد بن يزيد كان يكنى أبا العباس وكان ماجناً سفيهاً وولي الخلافة فقتل.
هشام بن عبد الملكوبويع بعد يزيد بن عبد الملك هشام بن عبد الملك ويكنى أبا الوليد وكان أحول وكان أحزمهم، فعزل عمر بن هبيرة واستعمل على العراق خالد بن عبد الله القسري سنة ست ومائة ثم ولي يوسف بن عمر العراق سنة عشرين ومائة، وفي ولايته قتل زيد بن علي رحمة الله عليه وعلى آبائه الطاهرين قتله يوسف بن عمر سنة إحدى وعشرين ومائة بالكوفة وفي ولايته واقع مسلمة بن عبد الملك وخاقان ملك الترك وبنى الباب سنة ثلاث عشرة ومائة، وتوفي هشام بالرصافة من أرض قنسرين في شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة، وقد بلغ من السن ستاً وخمسين سنة وكانت ولايته عشرين سنة إلا أشهراً. وولد هشام عشرة ذكور، منهم: معاوية غلب ابنه عبد الرحمن على الأندلس ومات بها وولده هناك كثير. ومنهم: سليمان بن هشام أدرك أبا العباس فأمنه وأبقاه وأقعده إلى جنبه. فقال سديف شاعر أبي العباس ومولاه:
لا يغرنك ما ترى من رجال ... إن تحت الضلوع داء دويا
فضع السيف وارفع السوط حتى ... لا ترى فوق ظهرها أمويا
فقتله أبو العباس. ومنهم: سعيد بن هشام وكانت أمه نصرانية.
الوليد بن يزيدوبويع بعد هشام الوليد بن يزيد بن عبد الملك ويكنى أبا العباس وكان ماجناً سفيهاً يشرب الخمر ويقطع دهره باللهو والغزل ويقول أشعار المغنين يعمل فيها الألحان فسار إليه يزيد بن الوليد بن عبد الملك فقتله، وكان المتولي لذلك عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك وكان قتله بالبحر، وكانت ولايته سنة وشهرين ونيفاً وعشرين ليلة، وقد بلغ من السن اثنتين وأربعين سنة فولد الوليد الحكم وعثمان ويقال لهما الحمالان وكان بايع لهما فقتلا مع أبيهما.
يزيد بن الوليد بن عبد الملكودخل يزيد بن الوليد بن عبد الملك دمشق سنة ست وعشرين ومائة وبويع له، وكان لقبه الناقص لأنه نقص الجند من أرزاقهم، وكان محمود السيرة مرضياً ويكنى أبا خالد واستعمل منصور بن جمهور الكلبي على العراق، فلما بلغ ذلك يوسف بن عمر هرب إلى الشام وتوفي يزيد بن الوليد في ذي الحجة سنة ست وعشرين ومائة وقد بلغ من السن اثنتين وأربعين سنة، وكانت ولايته من مقتل الوليد خمسة أشهر وله عقب كثير. ولما ولي مروان نبش قبره واستخرجه وصلبه.
ويقال: إنه مذكور في الكتب المتقدمة بحسن السيرة والعدل. وفي بعضها: يا مبذر الكنوز يا سجاداً بالأسحار كانت ولايتك رحمة ووفاتك فتنة أخذوك فصلبوك.
إبراهيم بن الوليدوبويع إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك وعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك بعده فلم يبايعه مروان بن محمد بن مروان بن الحكم وطلب الخلافة لنفسه.
وكان سبب ذلك أن الحكم بن الوليد بن يزيد ولي عهد أبيه، قال وهو محبوس في حبس يزيد ابن الوليد قبل أن يقتل:
ألا ليت كلباً لم تلدنا ... فكنا من ولاة آخرينا
أيذهب عامر بدمي وملكي ... فلا غثاً أصبت ولا سمينا
فإن أهلك أنا وولي عهدي ... فمروان أمير المؤمنينا

وكان أخوه ولي عهده فمن أجل هذا طلب الخلافة وأقبل بأهل الجزيرة وأهل قنسرين وأهل حمص، وبعث إبراهيم بن الوليد سليمان بن هشام في أهل الشام فالتقوا بأرض الغوطة وبويع له بها، وخلع إبراهيم نفسه ودخل في طاعة مروان وبايع له وكان ذلك كله في شهر ونصف، ولما رأى عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك تفرق الناس عنهم، بعث يزيد بن خالد بن عبد الله القسري إلى السجن فقتل يوسف بن عمر وكان يوسف عذب أباه حتى قتله وقتل يزيد أيضاً عثمان والحكم ابني الوليد بن يزيد.
مروان بن محمد بن مروان بن الحكموولي مروان سنة سبع وعشرين ومائة وكان يكنى أبا عبد الملك، وخرج عليه الضحاك بن قيس الشاري من شهرزور فيمن بايعه من الخوارج وتوجه إليه، وأقبل مروان يريده فالتقوا بكفر توثا سنة ثمان وعشرين ومائة في صفر فقتل الضحاك وقام مقام الخيبري فاقتتلوا، فهزم مروان، ثم رجع وولى الخوارج شيبان فرجع بأصحابه إلى الموصل وأتبعه مروان ينزل حيث نزل فقاتله شهراً ثم انهزم شيبان، ووجه مروان خلفه عامر بن ضبارة المري واستعمل يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري على العراق فأقبل حتى قدم واسطاً وبها عبد الله بن عمر بن عبد العزيز مخالفاً لمروان فأخذه وأوثقه وبعث به إلى مروان فلم يزل في حبسه مع ابن له حتى مات في الحبس، ولم يزل مروان في تشتت من أمره واضطراب من النواحي عليه وهو مع ذلك يقيم للناس الحج إلى سنة ثلاثين ومائة فكان ذلك آخر ما أقام بنو أمية للناس حجهم. وظهر أبو مسلم عبد الرحمن بخراسان يدعو إلى بني هاشم وبها نصر بن سيار عامل لبني أمية فواقعه أبو مسلم بجموعه وأقبل نصر هارباً حتى توفي بأرض ساوه من همذان، ولما ضبط أبو مسلم خراسان بعث قحطبة بن شبيب الطائي في جمع كثير قبل أهل العراق وجماعة بها من أصحاب مروان مع يزيد بن عمر بن هبيرة، فكان أول من لقي من جموعهم لبانة بن حنظلة الكلابي فقتله قحطبة وقتل ابنه وفض جمعهم ودخل جرجان وأصاب من أصاب من أهلها في ذي الحجة من سنة ثلاثين ومائة، ثم سار بعد قتل نباته حتى لقي عامر بن ضبارة بجابلتي من أرض أصبهان، فالتقيا في رجب سنة إحدى وثلاثين ومائة، فقتله قحطبة وفض جمعه، ثم سار قحطبة حتى نزل نهاوند وبها جمع مروان من أهل الشام وأهل خراسان الذين كانوا خرجوا عن خراسان حين ظهر أبو مسلم وغيرهم من أهل العراق، فحاصرهم شهرين ثم افتتحها في هلال ذي الحجة على أن يؤمن من بها من أهل الشام والعراق إلا رهطاً يعدون، ويخلوا بينه وبين أهل خراسان فقتل من بها من أهل خراسان ثم أقبل حتى لقي يزيد بن عمر بفم الزاب من أرض الفلوجة العليا في المحرم سنة اثنتين وثلاثين ومائة، فالتقوا ساعة ثم انهزم يزيد بن عمر فأقبل حتى دخل واسطاً فتحصنوا بها وقتل تلك الليلة قحطبة، وقيل: إنه غرق ولم يعلم بقتله، ثم ولي الناس بعده الحسن بن قحطبة فسار بهم حتى دخل الكوفة فسلم الأمر إلى أبي سلمة حفص بن سليمان مولى السبيع حي من همذان فولي أبو سلمة أمر الناس ووجه الجيوش إلى ابن هبيرة بواسط وعليهم الحسن بن قحطبة ومعه حازم بن خزيمة ومقاتل بن حكيم في قواد كثير، فحاصروه بها وبعث بسام بن إبراهيم إلى عبد الواحد بن عمر بن هبيرة وكان عامل أخيه على الأهواز، فقاتل حتى فض جمعه ولحق عبد الواحد بمسلم بن قتيبة وهو يومئذ عامل أخيه يزيد بن عمر على البصرة.
أبو العباس السفاحوبويع أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وأتاه أبو سلمة وبايعه وحمله حتى صلى بالناس الجمعة في مسجد الكوفة الأعظم وأمه ريطة حارثية.

ولما ولي أبو العباس استعمل على الكوفة عمه داود بن علي وبعث جماعة من أهل بيته إلى القواد من أهل خراسان ببيعته واستعمل أخاه أبا جعفر على من بواسط من الناس مع الحسن بن قحطبة، فلم يزل محاصراً ليزيد بن عمر حتى افتتحها صلحاً في شوال سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وكان حصاره تسعة أشهر، ثم قتل أبو جعفر يزيد بن عمر وابنه داود بن يزيد، وكتب أبو العباس إلى عبد الله بن علي يأمره بالمسير إلى مروان، فزحف إليه مروان بمن معه فاقتتلوا، فهزم مروان وفض جمعه واتبعه عبد الله بن علي حتى نزل بنهر أبي فطرس من أرض فلسطين، واجتمعت إليه بنو أمية حين نزل النهر فقتل منهم بضعة وثمانين رجلاً وخرج صالح بن علي بن عبد الله بعد مقتلهم في طلب مروان حتى لحقه في قرية من قرى الفيوم من أرض مصر يقال لها بوصير، فقتله وكان الذي تولى قتله عامر بن إسماعيل من أهل خراسان وكان على مقدمة صالح وذلك في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وكان مروان قد بلغ من السن تسعاً وخمسين سنة وكان له ابنان عبد الله وعبيد الله.
فأما عبيد الله فلا عقب له.
وأما عبد الله فكان أبوه جعله ولي عهده وأخذه أبو جعفر فمات ببغداد وله عقب، ثم تحول أبو العباس من الحيرة إلى الأنبار سنة أربع وثلاثين ومائة وتوفي بها في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة، ويقال: إنه ولي الخلافة وهو ابن أربع وعشرين سنة، ويقال: ابن ثمان وعشرين سنة وكانت ولايته أربع سنين وثمانية أشهر منذ بويع، وكان له ابن يقال له محمد مات ببغداد ولم يعقب، وبنت يقال لها ريطة كانت عند المهدي.
عمومة أبي العباسداود وعيسى وسليمان وصالح وإسماعيل وعبد الصمد ويعقوب وعبد الله هؤلاء جميعاً بنو علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.
فأما داود فكان خطيباً جميلاً يكنى أبا سليمان وولي مكة والمدينة لأبي العباس وأدرك من دولتهم ثمانية أشهر ومات سنة ثلاث وثلاثين ومائة وله عقب.
وأما عيسى: فكنيته أبو العباس وابنه إسحاق بن عيسى يكنى أبا الحسن ولي المدينة والبصرة ومات عيسى في خلافة المهدي.
وأما إسماعيل: فولي لأبي جعفر فارس والبصرة وابنه أحمد بن إسماعيل ولي فارس والمدينة ومكة ومصر لهارون وله عقب.
وأما عبد الصمد: فيكنى أبا محمد وولي الجزيرة لأبي جعفر وفلسطين ومكة والمدينة والبصرة، وكان أقعد بني هاشم في عصره وهو القعدد بمنزلة عبد الله بن عمرو بن يزيد بن معاوية ومات ببغداد وله عقب.
وأما عبد الله بن علي: فولي الشام لأبي العباس ثم خالف فبعث إليه أبو جعفر أبا مسلم فهزمه ثم حبسه أبو جعفر ومات ببغداد وله عقب، وأمه يزيدية يقال لها هنادة.
وأما يعقوب بن علي: فلا عقب له.
وأما صالح بن علي: فولي الشام لأبي جعفر ومات هناك، ومن ولده عبد الملك بن صالح والفضل وعبد الله وإبراهيم وصالح بن علي هو ترب أبي جعفر ولدا جميعاً في عام واحد.
وأما سليمان بن علي فولي البصرة وعمان والبحرين لأبي جعفر وتوفي بالبصرة سنة اثنتين وأربعين، فولد سليمان جعفراً ومحمداً وعائشة وزينب وأسماء وفاطمة وأم علي وأم الحسن، أمهم أم الحسن بنت جعفر بن حسن بن حسين بن علي بن أبي طالب، وإبراهيم لأم ولد وهارون وموسى لأم ولد وعلياً وعبد الرحمن وريطة وعبد الرحيم أمهم عائشة بنت محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما.
وأما سليمان وعبد الله وعبد السلام لأم ولده وعلياً أمه من ولد عامر ملاعب الأسنة، وهو أبو البراء وسعدى ولبابة والعالية لأمهات أولاد.
فأما جعفر بن سليمان فكان يكنى أبا عبد الله ومات بالبصرة وترك من ولده لصلبه ثلاثة وأربعين ابناً وخمساً وثلاثين بنتاً منهم إسحاق بن سليمان ولي الولايات وكان فيه ضعف ومر بقاص وهو يقول: يتجرعه ولا يكاد يسيغه، فقال: اللهم اجعلنا ممن يتجرعه ويسيغه. وكل ولد سليمان أعقب إلا علي بن سليمان وعبد الرحمن بن سليمان ومحمد بن سليمان ولي البصرة والكوفة.
أخوة أبي العباسأبو جعفر المنصور عبد الله وإبراهيم وموسى لأمهات أولاد، ويحيى أمه بنت عبد الله بن الحرث بن نوفل بن عبد المطلب والعباس لأم ولد.

فأما إبراهيم بن محمد بن علي فمات بالشام وولد إبراهيم عبد الوهاب ومحمداً، فولي عبد الوهاب الشام ومات بها وله عقب، وولي محمد مكة والمدينة واليمن والجزيرة ومات ببغداد وله عقب.
وأما موسى بن محمد بن علي فولد عيسى وولي عيسى الأهواز والكوفة ويكنى أبا موسى ومات بالكوفة، وولد عيسى وموسى العباس وإسماعيل وعبيد الله وغيرهم وقد ولوا الولايات.
وأما يحيى بن محمد بن علي فولي الموصل وفارس لأبي جعفر وولد يحيى إبراهيم وهو حج بالناس عام هلك أبو جعفر ولا عقب له وذكر بعض بني هاشم أن يحيى له عقب.
وأما العباس بن محمد فولي الجزيرة لأبي جعفر ويكنى أبا الفضل ومات ببغداد وولد له عبد الله والفضل وغيرهما.
المنصوروأما عبد الله بن محمد بن علي فهو أبو جعفر المنصور ولي الخلافة وهو ابن اثنتين وأربعين سنة وأمه بربرية اسمها سلامة ومولده بالشراة في ذي الحجة سنة خمس وتسعين، وكان سليمان بن حبيب ضربه بالسياط لسبب وبويع بالأنبار يوم مات أبو العباس، وولي ذلك والإرسال به في الوجوه عيسى بن علي عمه فلقيت أبا جعفر بيعته في الطريق ومضى حتى قدم الأنبار وقدم أبو مسلم عليه فقتله في شعبان سنة سبع وثلاثين ومائة برومية المدائن وخرج أبو جعفر حاجاً سنة أربعين ومائة وكان أحرم من الحيرة وقد كان قبل خروجه أمر بمسجد الكعبة أن يوسع في سنة تسع وثلاثين، وكانت تلك السنة تدعى عام الخصب، ثم وسعه ووسع مسجد المدينة المهدي سنة ستين ومائة ولما قضى أبو جعفر حجة صدر إلى المدينة فأقام بها ما شاء الله ثم توجه إلى الشام حتى صلى ببيت المقدس ثم انصرف إلى الرقة ثم سلك الفرات حتى نزل المدينة الهاشمية بالكوفة، ثم شخص عنها إلى نهاوند ثم انصرف منها فحضر الموسم سنة أربع وأربعين ومائة، ثم تحول إلى بغداد سنة خمس وأربعين ومائة ولم يلبث إلا يسيراً حتى خرج محمد بن عبد الله بن الحسن بالمدينة، فلما بلغه خروجه انحدر مسرعاً إلى الكوفة فوجه الجيوش إلى المدينة مع عيسى بن موسى وعلى مقدمته حميد بن قحطبة فقتل محمد بن عبد الله في شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة، وأخوه إبراهيم بن عبد الله خرج إلى البصرة في أول يوم من شهر رمضان، فلما انتهى إليه قتل أخيه خرج متوجهاً إلى الكوفة وأقبل عيسى بن موسى نحوه فالتقوا بباجمرى من أرض الكوفة، فقتل إبراهيم وأصحابه في سنة خمس وأربعين، ثم خرج أبو جعفر إلى الزوراء وهي بغداد وأتم بناءها واتخذها منزلاً سنة ست وأربعين، وخرج يريد الحج بالناس سنة ثمان وخمسين ومائة فمات لست خلون من ذي الحجة على بئر ميمون وقد بلغ من السن ثلاثاً وستين سنة وشهوراً وكانت ولايته اثنتين وعشرين سنة وصلى عليه إبراهيم بن يحيى بن علي، وقال الهيثم صلى عليه عيسى بن موسى بن محمد بن علي. وولد أبو جعفر المهدي واسمه محمد وجعفراً أمهما أم موسى بنت منصور الحميرية وصالحاً أمه يقال إنها بنت ملك الصغد وسليمان وعيسى ويعقوب أمهم فاطمة بنت محمد من ولد طلحة بن عبيد الله والعالية أمها من ولد خالد بن أسيد وجعفراً والقاسم وعبد العزيز والعباس.
فأما جعفر فولى الموصل لأبيه ومات ببغداد فولد جعفر إبراهيم وزبيدة وتكنى أم جعفر أمهما سلسبيل أم ولد وجعفر بن جعفر وعيسى بن جعفر وعبيد الله وصالحاً ولبابة.
فأما إبراهيم فلا عقب له.
وأما زبيدة فتزوجها هارون الرشيد.
وأما لبابة فكانت عند موسى الهادي.
وأما عيسى فولي البصرة وكورها وفارس والأهواز واليمامة والسند، ومات بدير بين بغداد وحلوان وكان يكنى أبا موسى وله عقب باق، وأعقب الباقون من ولد أبي جعفر وولوا الولايات وصلوا أيام الموسم بالناس.
المهديولما مات أبو جعفر بايع الناس ابنه المهدي واسمه محمد بمكة وأتاه ببيعته منارة البربري مولاه، وكان المهدي يكنى أبا عبد الله وأمه أم موسى بنت منصور الحميري، واستخلف وهو ابن ثمان وثلاثين سنة وولي عشر سنين وشهراً ومات بقرية يقال لها ألوذ من ماسبنذان في المحرم سنة تسع وستين ومائة وقد بلغ من السن ثمانياً وأربعين سنة وقبر هناك. وولد المهدي موسى وهارون والبانوقة وأمهم الخيزران أم ولد، وعلياً وعبيد الله وأمهما ريطة بنت أبي العباس والعباسة لأم ولد، والعالية ومنصوراً وسليمة أمهم البحترية بنت الأصبهند، ويعقوب وإسحاق لأم ولد وإبراهيم لأم ولد.

فأما البانوقة فماتت صغيرة.
وأما العباسة فزوّجها هارون من محمد بن سليما فمات عنها، فزوجها من إبراهيم بن صالح بن علي.
وأما علي بن المهدي فحج بالناس غير مرة ومات ببغداد وله ولد.
وأما عبيد الله بن المهدي فولي الجزيرة.
وأما منصور بن المهدي فولي فلسطين وغيرها والبصرة وحج بالناس.
موسى الهاديهو موسى بن المهدي تولى البيعة له أخوه هارون ببغداد وكان بجرجان، وقدم عليه ببيعته نصر مولى المهدي، ثم خرج بالمدينة الحسين بن علي الحسيني فغلب عليها ثم شخص يريد مكة فقتل بفخ على رأس فرسخ من مكة يوم التروية، وكان الذي تولى قتله محمد بن سليمان وموسى بن عيسى والعباس بن محمد، وكانت ولاية موسى سنة وشهراً، ويكنى أبا محمد وأمه الخيزران، وتوفي ببغداد يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة وقد بلغ من السن خمساً وعشرين سنة وولده كثير.
هارون الرشيدرحمه الله تعالى: هو هارون بن المهدي، بويع له في اليوم الذي توفي فيه موسى ببغداد، وولد له ابنه عبد المأمون في هذا اليوم وكان يكنى أبا جعفر وأمه الخيزران، وكان ينزل الخلد من بغداد في الجانب الغربي، وكان يحيى بن خالد وزيره وابناه الفضل وجعفر ينزلان في رحبة الخلد، ثم ابتنى جعفر قصره بالدور ولم ينزله حتى قتل، وحج هارون بالناس ست حجج آخرها في سنة ست وثمانين ومائة، وحج معه في هذه السنة أبناه ووليا عهده محمد الأمين وعبد الله المأمون، وكتب لكل واحد منهما كتاباً على صاحبه وعلقه في الكعبة، فلما انصرف نزل بالأنبار ثم حج بالناس سنة ثمان وثمانين ومائة، وقتل جعفر بن يحيى بالغمر وهو موضع بقرب الأنبار سنة سبع وثمانين ومائة آخر يوم من المحرم، وبعث بجثته إلى بغداد ولم يزل يحيى وابنه الفضل محبوسين حتى ماتا بالرقة. وخرج في خلافته الوليد بن طريف الشاري وهزم غير عسكر، فوجه إليه يزيد بن مزيد فظفر به وقتله وخرج بعده حراشة الشاري أيضاً، وقتل هارون أنس بن أبي شيخ وهو ابن أخي خالد الحذاء المحدث. وكان أنس صديقاً لجعفر بن يحيى وصلبه بالرقة وكان يرمى بالزندقة وكذا البرامكة كان يرمون بالزندقة إلا أقلهم، وفيهم قال الأصمعي:
إذا ذكر الشرك في مجلس ... أضاءت وجوه بني برمك
وإن تليت عندهم آية ... أتوا بالأحاديث عن مزدك
وغزا هارون سنة تسعين ومائة الروم، وافتتح هرقلة فظفر ببنت بطريقها فاستخلصها لنفسه، فلما انصرف ظهر رافع بن ليث بن نصر بن سيار بطخارستان مبايناً لعلي بن عيسى، فوجه هرثمة لمحاربته وإشخاص علي بن عيسى إليه، فلما قدم عليه أمر بحبسه واستصفاء أمواله وأموال ولده، وتوجه هارون سنة اثنتين وتسعين ومائة ومعه المأمون نحو خراسان حتى قدم طوس فمرض بها ومات فقبره هناك. وكانت وفاته ليلة السبت لثلاث خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة وقد بلغ من السن سبعاً وأربعين سنة، وكانت ولايته ثلاثاً وعشرين سنة وشهرين وسبعة عشر يوماً، ومن ولده محمد أمه زبيدة بنت جعفر، والمأمون عبد الله أمه مراجل أمة، والقاسم المؤتمن وصالح وأبو عيسى وأبو إسحاق، والقاسم المعتصم وأبو يعقوب وحمدونة وغيرهم.
محمد الأمين

وبويع الأمين محمد بن هارون بطوس وولي أمر البيعة صالح بن هارون وقدم عليه بها رجاء الخادم للنصف من جمادى الآخرة، فخطب الناس وبويع ببغداد وأخرج من الحبس من كان أبوه حبسه فأخرج عبد الملك بن صالح والحسن بن علي بن عاصم وسلم بن سالم البجلي والهيثم بن عدي، ومات إسماعيل بن علية وكان على مظالم محمد في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة فولي مظالمه محمد بن عبد الأنصاري من ولد أنس بن مالك والقضاء ببغداد، وبعث إلى وكيع بن الجراح فأقدمه بغداد على أن يسند إليه أمراً من أموره فأبى وكيع أن يدخل في شيء وتوجه وكيع إلى مكة في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة ومات في طريقها، واتخذ الفضل بن الربيع وزيراً وإسماعيل بن صبيح كاتباً والعباس بن الفضل بن الربيع حاجباً وأغرى الفضل بينه وبين المأمون فنصب محمد ابنه موسى لولاية العهد بعهده وأخذ له البيعة ولقبه الناطق بالحق سنة أربع وتسعين ومائة، وجعله في حجر علي بن عيسى، وأمر علياً بالتوجه إلى خراسان لمحاربة المأمون في سنة خمس وتسعين ومائة، ووجه المأمون هرثمة من مرو وعلى مقدمته طاهر بن الحسين فالتقى علي بن عيسى وطاهر بالري فاقتتلوا، فقتل علي بن عيسى وجماعة من ولده في شهر رمضان سنة خمس وتسعين ومائة، فظفر طاهر بجميع ما كان معه من الأموال والعدة والكراع، فوجه محمد عبد الرحمن بن جبلة الأنباري فالتقى هو وطاهر بهمذان فقتله طاهر، ودخل همذان واجتمع هو وهرثمة فأخذ طاهر على الأهواز، وأخذ هرثمة على الجادة طريق حلوان، ووجه الفضل بن سهل زهير بن المسيب على طريق كرمان، فأخذ كرمان ثم دخل البصرة ولما أتى طاهر الأهواز وجد عليها والياً من المهالبة لمحمد فقتله واستولى على الأهواز ثم صار إلى واسط وصار هرثمة إلى حلوان، ووثب الحسين بن علي بن عيسى في جماعة ببغداد فدخل على محمد وهو في الخلد فحبسه في برج من أبراج مدينة أبي جعفر فتقرضت عساكر محمد من جميع الوجوه، وتغيب الفضل بن الربيع يومئذ فلم يرَ له أثر حتى دخل المأمون بغداد فأرسل الحسين بن علي إلى هرثمة وطاهر يحثهما على الدخول إلى بغداد، ووثب أسد الحربي وجماعة فاستخرجوا محمداً وولده واعتذروا إليه وأخذوا الحسين بن علي فأتوه به فعفا عنه بعد أن اعترف بذنبه وتاب منه وأقر أنه مخدوع مغرور وأطلقه، فلما خرج من عنده وعبر الجسر نادى يا مأمون يا منصور، وتوجه نحو هرثمة فتوجهوا في طلبه فأدركوه بقرب نهربين فقتلوه وأتوا محمداً برأسه، وصار هرثمة إلى النهروان ثم زحف إلى نهربين ونزل طاهر باب الأنبار وصار زهير بن المسيب بكلواذا ولم يزالوا في محاربة، وكاتب طاهر القاسم المؤتمن بن هارون، وكان نازلاً في قصر جعفر بن يحيى بالدور وسأله أن يخرج إليه ففعل وسلم القصر إليه ولم يزلا الأمر على محمد حتى لجأ إلى مدينة أبي جعفر وبعث إلى هرثمة إني أخرج إليك الليلة، فلما خرج صار في أيدي أصحاب طاهرفأتوا به طاهراً فقتله من ليلته، فلما أصبح نصب رأسه على باب الحديد، ثم أنزله وبعث به إلى خراسان مع ابن عمه محمد بن الحسن بن مصعب، ودفن جثته في بستان مؤنسة في سنة ثمان وتسعين ومائة.
؟

عبد الله المأمون
وخلص الأمر للمأمون سنة ثمان وتسعين ومائة، وأمه أمة تسمى مراجل، وكان أبوه حدّه في جارية من جواريه. قال الرقاشي يمدح محمداً ويعرض بالمأمون:
لم تلده أمة تع ... رف في السوق التجارا
لا ولا حدّ ولا خا ... ن ولا في الجري جارا
وكان أبو السرايا مع هرثمة من أصحابه فمنعوه أرزاقا، فغضب وخرج حتى أتى الأنبار فقتل العامري بها، ثم مضى لا يعرف أين يريد ولا يطلب، ثم قدم علي بن أبي سعيد من قبل الفضل بن سهل فعزل هرثمة وطاهراً وولوا طاهراً على الجزيرة لمحاربة نصر بن شبث، وأقبل الحسن بن سهل من خراسان على العراق ومعه حميد بن عبد الحميد وجمع كثير من القواد، فلما دنا من بغداد خرج طاهر إلى الرقة وتوجه هرثمة يريد خراسان، وقدم الحسن ونزل الشماسية، وظهر بن طباطبا العلوي بالكوفة وانظم إليه أبو السرايا فغلب على الكوفة ووثب العلويون بمكة والمدينة واليمن فغلبوا عليها، فوجه طاهر زهير بن المسيب إلى أهل الكوفة فقاتلهم فهزموه واستباحوا عساكره ورجع إلى بغداد.

وصار طاهر إلى الرقة فالتقى هو نصر بن شبث، فقاتله نصر وأثخن في أصحابه ولم يزل الحرب بينه وبينه حتى ورد المأمون بغداد فقدم عليه ووجه الحسن بن سهل عبدوس بن محمد بن أبي خالد إلى أبي السرايا فالتقوا، فقتل عبدوس أصحابه، وأقبل أهل الكوفة حتى صاروا إلى نهر صرصر وأخذوا واسطاً والبصرة، فبعث الحسن بن سهل السندي ابن شاهك إلى هرثمة وهو بحلوان فرده وبعث به فسار إلى نهر صرصر فكشقهم وأتبعهم فأدركهم بالقرب من قصر ابن هبيرة فواقعهم فقتل منهم خلقاً كثيراً وانهزموا حتى دخلوا الكوفة، ومات أبو طباطبا فنصب أبو السرايا مكانة فتى من العلويين يقال له محمد بن محمد، ولم يزل هرثمة يحاربهم وقد أثخنوا في أصحابه حتى ضعفوا وكاتبوه، وهرب أبو السرايا ومعه العلوي ودخلها هرثمة فأقام بها أياماً ثم استخلف علياً ثم رجع إلى بغداد ومضى إلى خراسان وحارب أهل بغداد الحسن بن سهل ورئيسهم محمد بن أبي خالد المروزي وبنوه عيسى وهارون وأبو زنبيل والحسن بالمدائن، وصار الناس فوضى لا أمير عليهم، فخرج سهل بن سلامة والمطوعة وبعث المأمون إلى علي بن موسى الذي يدعى الرضى فحمله إلى خراسان فبايع له بولاية العهد بعده وأمر الناس بلباس الخضرة، وصار أهل بغداد إلى إبراهيم بن المهدي فبايعوه بيعة الخلافة فخرج إلى الحسن بن سهل فألحقه بواسط وأقام إبراهيم بالمدائن، ثم وجه الحسن علي بن هشام وحميداً الطوسي فاقتتلوا فهزمهم حميد وجلس علي بن عيسى مكان سهل بن سلامة وأمره بالمعروف، فاحتال حتى خذل من معه وظفر به ودفعه إلى إبراهيم بن المهدي فغيبه عنده ولم يعرف خبره حتى قرب المأمون من بغداد.
ووجه الحسن بن سهل هارون بن المسيب إلى الحجاز لقتال العلوية فاقتتلوا فهزمهم هارون بن المسيب وظفر بمحمد بن جعفر فحماه إلى المأمون مع عدة من أهل بيته، فلم يرجع أحد منهم ومات الرضي بخراسان ولمل صار هرثمة إلى خراسان جرى بينه وبين الفضل بن سهل كلام بين يدي المأمون، فامر بسجنه فحبس في قبة في دار المأمون فمكث فيها أياماً ثم أخرج ميتاً فلف في خيشة ودفن في خندق كان لأهل السجن بمرو.
فلما بلغ حاتم بن هرثمة وهو على أرمينية ما صنع أبوه كاتب الأحرار هناك والملوك ودعاهم إلى الخلاف، فبينما هو على ذلك أتاه الموت.
فيقال: إن سبب خروج بابك كان ذاك، فمكث بابك نيفاً وعشرين سنة وكان أبو إسحاق المعتصم مع الحسن بن سهل فهرب إلى إبراهيم بن المهدي وكان يقاتل مع الحسن وأصحابه، ثم التقى هو ومهدي الشاري سنة ثلاث ومائتين فانهزم أبو إسحاق إلى بغداد، ولم تزل الحرب بين أهل بغداد وبين الحسن بن سهل حتى ظفر بهم الحسن وأسر منهم خلقاً وحملهم إلى خراسان مع أحمد بن أبي خالد فوافى خراسان وقد قتل الفضل بن سهل بسرخس في سنة ثلاث ومائتين، فاتخذه المأمون وزيراً مكان الفضل واستخلف على خراسان غسان بن عباد.

وأقبل المأمون إلى بغداد فلما قرب منها ظفر إبراهيم بن المهدي بسهل بن سلامة، وقال له: ادع الناس إلى محاربة المأمون ففعل ذلك ثم توارى إبراهيم ودخل المأمون بغداد يوم السبت لأربع ليال خلون من صفر سنة أربع ومائتين وعليه الخضرة، فأحسن السيرة وتفقد أمور الناس وقعد لهم ثم أصابت الناس المجاعة ووجه إلى بابك يحيى بن معاذ، وشبيباً البلخي إلى نصر بن شبث فهزم يحيى وشبيب، ووجه خالد بن يزيد بن مزيد إلى مصر لمحاربة عبيد بن السري فظفر به عبيد وأخذه أسيراً فعفا عنه وعمن أسره من أصحابه وأطلقه، ثم وجه المأمون عبد الله بن طاهر لمحاربة نصر بن شبث والزواقيل سنة سبع ومائتين، وفيها مات طاهر أبوه، واستأمن ابن السري فأمنه وأشخصه إلى بغداد وظفر المأمون بإبراهيم بن المهدي سنة عشر ومائتين فأمنه ونادمه، وفي هذه السنة بنى ببوران وبعث المأمون إلى محمد بن علي بن موسى وهو ابن الرضي فأقدمه فزوجه ابنته وأذن له في حملها إلى المدينة، فحملها ووجه محمد بن حميد لقتال بابك فالتقوا، فقتل محمد بن حميد سنة أربع عشرة ومائتين وعقد لعبد الله بن طاهر وهو بالدينور من أرض الجبل أن يتوجه إلى خراسان، وبعث علي بن هشام لمحاربة بابك، ثم توجه المأمون إلى طرسوس في المحرم سنة خمس عشرة ومائتين فغزا الروم وافتتح حصن قرة وخرشنة وصملة، ثم انصرف إلى دمشق ثم مضى إلى مصر ثم عاد إلى دمشق ثم توجه إلى الروم سنة سبع عشرة ومائتين، وفي هذه السنة قدم عليه عجيف بعلي بن هشام فقتله وأخاه وفيها مات عمرو بن سعيد بأذنة، وفيها فتحت لؤلؤة وأمر ببناء طوانة، ثم عاد المأمون فصار إلى الرقة ثم عاد إلى بلاد الروم فمات على نهر البذندون لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثماني عشرة ومائتين، فحمل إلى طرسوس ودفن بها وكانت خلافته منذ قتل محمد عشرين سنة وعقبه كثير.
محمد المعتصموهو محمد بن هارون كنيته أبو إسحاق وأمه ماردة أمة، وكان أبو إسحاق مع أخيه حين توفي في بلاد الروم، والعباس بن المأمون، فأراد الناس أن يبايعوا للعباس فأبى العباس وسلم إلى أبي إسحاق الأمر فتوجه أبو إسحاق نحو بغداد مسرعاً خوفاً على نفسه من جماعة من القواد كانوا هموا به فوردها مستهل شهر رمضان سنة ثماني عشرة ومائتين فأقام بها سنتين ثم مضى إلى سر من رأى سنة عشرين ومائتين بعد الفطر بأتراكه، فابتنى فيها واتخذها داراً ومعسكراً، ونزلت الروم زبطرة فتوجه أبو إسحاق غازياً في جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين ومائتين، ففتح عمورية في شهر رمضان من هذه السنة ثم أقبل منصرفاً وأوقع بالعباس بن المأمون وبعجيف في طريقه، ووافى سر من رأى في ذي الحجة من تلك السنة وتوفي إبراهيم بن المهدي بسر من رأى، وفي شهر رمضان سنة أربع وعشرين ومائتين وصلب الأفشين سنة ست وعشرين ومائتين وتوفي أبو إسحاق لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين وكانت خلافته ثماني سنين وثمانية أشهر، وفي هذا الشهر توفي بشر بن الحرث الزاهد.
هارون الواثق بالله

بن أبي إسحاق:
وبويع لهارون الواثق بالله يوم قبض أبوه، وأمه قراطيس أمة وماتت بالحيرة وهي تريد مكة، وقتل أحمد بن نصر بالمجنة لليلتين بقيتا من شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وتوفي هارون يوم الأربعاء لست بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وكانت خلافته خمس سنين وتسعة أشهر وأياماً.
جعفر المتوكل على الله
بن أبي إسحاق:
وبويع لجعفر يوم توفي الواثق وأمه شجاع أمة، وأخذ البيعة لولده الثلاثة محمد المنتصر وأبي عبد الله المعتز وإبراهيم المؤيد في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين وقتل سنة سبع وأربعين ومائتين بعد الفطر بثلاثة أيام، وبويع للمنتصر ابنه محمد بن جعفر وتوفي بعد ستة أشهر.
أحمد المستعين باللهثم بويع أحمد بن محمد بن أبي إسحاق المعتصم بعده وخلع في آخر سنة إحدى وخمسين ومائتين وقتل سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
المعتز باللهوهو الزبير بن جعفر وجددت البيعة للمعتز سنة اثنتين وخمسين ومائتين وقتل في رجب سنة خمس وخمسين ومائتين.
محمد المهديثم استخلف محمد بن هارون الواثق المهتدي سنة خمس وخمسين ومائتين وقتل في رجب سنة ست وخمسين ومائتين.
المعتمد على الله

أحمد بن جعفر المتوكل:
ثم استخلف أحمد بن جعفر المعتمد على الله ويكنى أبا العباس وأمه أم ولد يقال لها فتيان، وبويع يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين، ويقال: إنه ولي وله خمس وعشرون سنة.
الأشراف وأصحاب السلطان
والخارجين عليهم
عبد الله بن مطيع بن الأسود
من بني عويج بن عدي بن كعب رهط عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان أبوه مطيع يسمى العاصي فسماه النبي صلى الله عليه وسلم مطيعاً وكان عبد الله على قريش يوم الحرة ففر ثم سار مع ابن الزبير بمكة فقاتل وهو يقول:
أنا الذي فررت يوم الحرة ... فاليوم أجزى كرة بفرة
وهل يفر الشيخ إلا مرة
فلم يزل يقاتل حتى قتل ابن الزبير وخرج هو فمات من جراحه بمكة فصلى عليه الحجاج، وقال: اللهم هذا عدو الله ابن مطيع كان موالياً لأعدائك معادياً لأوليائك فاملأ عليه قبره ناراً، وكان الشعبي كاتب عبد الله بن مطيع.
الحجاج بن يوسف الثقفيهو الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب من الأحلاف الثقفي، وكان الحكم جده وله يوسف ويحيى وأيوب ومحمداً وسليمان.
فأما يوسف فولي لعبد الملك بعض الولاية وكان معه بعض الألوية يوم قاتل الحتيف بن السجف جيش ابن دلجة فانهزم، فقال يوسف بن توسعة العبدي:
ونجى يوسف الثقفي ركض ... دراك بعدما سقط اللواء
ولو أدركنه لقضين نحبا ... به ولكل مخطاة وقاء
فمات يوسف والحجاج على المدينة فنعاه على المنبر. فولد يوسف الحجاج ومحمداً وزينب.
فأما محمد بن يوسف فولاه عبد الملك اليمن فلم يزل والياً حتى مات بها، فولد محمد بن يوسف: يوسف بن محمد ومصعب بن محمد وعمر بن محمد وأم الحجاج.
فأما يوسف بن محمد فولاه الوليد بن يزيد خلافته.
وأما عمر فكان تائهاً متكبراً، فقال الوليد لأشعب إن أضحكته فلك خلعتي، فلم يزل يحدثه حتى أضحكه فأخذ خلعة الوليد.
وأما أم الحجاج فهي أم الوليد بن يزيد بن عبد الملك وعقب محمد بن يوسف بالشام.
وأما الحجاج بن يوسف فكان يكنى أبا محمد، وكان أخفش دقيق الصوت، وأول ولاية وليها تبالة فلما رآها احتقرها وانصرف. فقيل في المثل: أهون من تبالة على الحجاج وولي شرط أبان بن مروان في بعض ولايات أبان، فلما خرج ابن الزبير وقوتل زماناً قال الحجاج لعبد الملك: إني رأيت في منامي كأني أسلخ عبد الله بن الزبير، فوجهني إليه فوجهه في ألف رجل وأمره أن ينزل الطائف حتى يأتيه رأيه،ثم كتب إليه لقتاله وأمره فحاصره حتى قتله ثم أخرجه فصلبه، وذلك في سنة ثلاث وسبعين، فولاه عبد الملك الحجاز ثلاث سنين فكان يصلي بالموسم كل سنة ثم ولاه العراق وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة فوليها عشرين سنة وأصلحها وذلل أهلها.
وروى: أبو اليمان عن جرير بن عثمان عن عبد الرحمن بن سمرة عن أبي عذبة الحضرمي، قال: قدمت على عمر بن الخطاب رابع أربعة من أهل الشام ونحن حجاج، فينا نحن عنده أتاه خبر من العراق بأنهم قد حصبوا إمامهم، فخرج إلى الصلاة ثم قال: من ههنا من أهل الشام؟ فقمت أنا وأصحابي فقال: يا أهل الشام تجهزوا لأهل العراق فإن الشيطان قد باض فيهم وفرخ، ثم قال: اللهم إنهم قد لبسوا علي فالبس عليهم، اللهم عجل لهم الغلام الثقفي الذي يحكم فيهم بحكم الجاهلية، لا يقبل من محسنهم ولا يتجاوز عن مسيئهم، ولما حضرته الوفاة قال للمنجم، هل ترى ملكاً يموت؟ قال: نعم ولست به أرى ملكاً يموت يسمى كليباً. قال: أنا والله كليب بذلك كانت أمي سمتني، فاستخلف على الخراج يزيد بن أبي مسلم وعلى الحرب يزيد بن أبي كبشة، وأمر ابنه عبد الملك بن الحجاج أن يصلي بالناس، وهلك بواسط فدفن بها وعفي قبره وأجري عليه الماء، وكانت وفاته سنة خمس وتسعين في شهر رمضان. فولد الحجاج محمداً وأباناً وعبد الملك والوليد وجارية، فمات محمد في حياة أبيه وعقبه بدمشق، وعقب عبد الملك بالبصرة، ولا عقب لأبان ولا للوليد.
يوسف بن عمر

هو يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود ابن عم الحجاج بن يوسف، يجمعه وإياه الحكم بن أبي عقيل وكان يكنى أبا عبد الله، ولي اليمن لهشام ثم ولاه العراق ومحاسبة خالد بن عبد الله القسري وعماله فعذبهم، فمات خالد في عذابه، ومات بلال بن أبي بردة في عذابه، فلما قتل الوليد هرب فلحق بالشام فأخذ بالشام وحبس، ثم قتل في الحبس، وكان يزيد بن خالد بن عبد الله فيمن قتله بأبيه وعقبه بالشام.
خالد بن عبد الله القسريهو خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز البجلي ثم القسري، وكان يزيد بن أسد جده وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم ونزل بالشام ثم اشترى خالد بن عبد الله، لما ولي العراق خططا بالكوفة وابتنى بها وله بها عقب وعدد، وكانت أمه نصرانية وكان جده يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً رواه خالد.
ذكر هشيم عن سيار بن أبي الحكم. قال: سمعت خالد بن عبد الله القسري يقول: حدثني أبي عن جدي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا يزيد بن أسد أحبب للناس الذي تحب لنفسك " .
المهلب بن أبي صفرةهو المهلب بن أبي صفرة، وأبو صفرة ظالم بن سراق من أزد دبا ودبا فيما بين عمان والبحرين.
قال الواقدي: كان أهل دبا أسلموا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ارتدوا بعده ومنعوا الصدقة، فوجه إليهم أبو بكر عكرمة بن أبي جهل فقاتلهم فهزمهم وأثخن فيهم القتل وتحصن فلهم في حصن لهم، وحصرهم المسلمون ثم نزلوا على حكم حذيفة فقتل مائة من أشرافهم وسبى ذراريهم وبعث بهم إلى أبي بكر وفيهم أبو صفرة غلام لم يبلغ، فأعتقه عمر وقال: اذهبوا حيث شئتم فتفرقوا فكان أبو صفرة ممن نزل البصرة، وكان المهلب يكنى أبا سعيد وكان من أشجع الناس وحمى البصرة من الشراة بعد جلاء أهلها عنها، إلا من كانت به قوة فهي تسمى بصرة المهلب، ولم يكن يعاب إلا بالكذب، وفيه قيل: رائج يكذب.
وكان ولي خراسان فعمل عليها خمس سنين ومات بمرو الرود سنة ثلاث وثمانين واستخلف ابنه يزيد بن المهلب، ويزيد ابن ثلاثين سنة، فعزله عبد الملك بن مروان برأي الحجاج ومشورته وولي قتيبة بن مسلم وصار يزيد في يد الحجاج فعذبه، فهرب من حبسه إلى الشام يريد سليمان فأتاه فشفع له إلى الوليد بن عبد الملك فأمنه وكف عنه، ثم ولاه سليمان خراسان حين أفضت إليه الخلافة فافتتح جرجان ودهستان. وأقبل يريد العراق فتلقاه موت سليمان بن عبد الملك فصار إلى البصرة فأخذه عدي بن أرطاة فأوثقه وبعث به إلى عمر بن عبد العزيز فحبسه عمر، فهرب من حبسه وأتى البصرة، ومات عمر، فخالف يزيد بن عبد الملك فوجه إليه مسلمة فقتله ولحق فل آل المهلب بنواحي كرمان وقندابيل، وكان ابنه مخلد بن يزيد سيداً شريفاً على حداثته يقدم على أبيه ويقال: إنه وقع إلى الأرض، من صلب المهلب ثلثمائة ولد.
المختار بن أبي عبيدةهو المختار بن أبي عبيد بن مسعود بن عمر، والثقفي من الأحلاف، ويقال: إن مسعوداً جده هو عظيم القريتين فولد مسعود سعداً وأبا عبيد، فكان سعد عامل علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه على المدائن، وله عقب بالكوفة.
وأما أبو عبيد فولاه عمر بن الخطاب جيشاً فيهم رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقي خرزاد الحاجب بقس الناطف من الكوفة وهو على فيل، فضرب أبو عبيد الفيل فوقع عليه الفيل فمات فولد أبو عبي المختار وصفية وجبراً وأسيداً.
فأما جبر فقتل مع أبيه يوم الفيل ولا عقب له.
وأما صفية فكانت تحت عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وأما المختار فغلب على الكوفة زمن مصعب بن الزبير، وكان يزعم أن جبرائيل يأتيه، وتتبع قتلة الحسين رضي الله عنه وقتل عمر بن سعد بن أبي وقاص وابنه حفص بن عمر، وقتل شمر بن ذي الجوشن الضبابي، ووجه إبراهيم بن الشتر فقتل عبيد الله بن زياد وغيره.
وخرج نفر من أهل الكوفة فقدموا البصرة يستغيثون بهم ويستنصرونهم على المختار، فخرج أهل البصرة مع مصعب فقاتلوه بالكوفة، فقتل المختار عبيد الله بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو لا يعرف في عسكر مصعب، ومحمد بن الأشعث بن قيس، ثم ظفر بالمختار فقتل، قتله صراف بن يزيد الحنفي وكانت ابنة سمرة بن جندب تحته وله منها ابنان إسحاق ومحمد، ومن غيرها بنون وعقبه بالكوفة كثير.

بنو صوحان
هم زيد بن صوحان، وصعصعة بن صوحان، وسيحان بن صوحان من بني عبد القيس.
فأما زيد فكان من خيار الناس وروي في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: زيد الخير الأجذم وجندب ما جندب. فقيل: يا رسول الله! أتذكر رجلين؟ فقال: أما أحدهما فسبقته يده إلى الجنة بثلاثين عاماً، وأما الآخر فيضرب ضربة يفصل بها بين الحق والباطل. فكان أحد الرجلين زيد بن صوحان شهد يوم جلولاء فقطعت يده وشهد مع علي يوم الجم، فقال: يا أمير المؤمنين! ما أراني إلا مقتولاً. قال: وما علمك بذلك يا أبا سليمان؟ قال: رأيت يدي نزلت من السماء وهي تستشيلي، فقتله عمرو بن يثربي وقتل أخاه سيحان يوم الجمل.
وأما الآخر فهو جندب بن زهير الغاضري ضرب ساحراً كان يلعب بين يدي الوليد بن عقبة فقتله. وكان صعصعة بن صوحان مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم الجمل، وكان من أخطب الناس.
مصقلة بن هبيرةهو من بني شيبان، وكان مع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ثم هرب إلى معاوية فهدم على داره، وقال مصقلة حين فارقه:
قضى وطراً منها عليّ فأصبحت ... أمارته فينا أحاديث راكب
ثم بعث مصقلة رجلاً نصرانياً ليحمل عياله من الكوفة، فأخذه علي فقطع يده وولاه معاوية طبرستان فمات بها، فيقال في المثل حتى يرجع مصقلة من كبرستان، وله عقب بالكوفة ودار بالبصرة.
مصقلة بن رقبةمن عبد القيس أمه جرمقانية، وكان أخطب الناس زمن الحجاج وبعده، فولد مصقلة كرزاً ورقبة وكانا خاطبين، وكانت لكرز خطبة يقال لها العجوز.
خالد بن صفوانهو خالد بن صفوان بن عبد الله بن الأهتم، واسمه سنان بن سمي بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن تميم، وسمي سنان الأهتم لأن قيس بن عاصم المنقري ضربه بقوسه فهتم فمه، وكان صفوان أبو خالد ولي رياسة بني تميم أيام مسعود، وكان خطيباً وشهد لحسن وصيته فأوصى بمائة ألف درهم وعشرين ألفاً، وقال: أعددتها لعض الزمان وجفوة السلطان ومباهاة العشيرة، فقال الحسن: خلفتها لمن لا يحمدك، وتقدم على من لا يعذرك. ومات بالبصرة وعمر ابنه خالد إلى أن حادث أبا العباس، وكان لسناً بيناً خطيباً بخيلاً مطلاقاً وهو القائل: أربع لا يطمع فيهن عندي: القرض والفرض والهرس وأن أسعى مع أحد في حاجة. قيل له: وما يصنع بك بعد هذه يا أبا صفوان؟ فقال: الماء البارد. وحديث: لا ينادي وليده وكان يقول: ما من ليلة أحب إلي من ليلة قد طلقت فيها نسائي، فأرجع والستور قد قلعت ومتاع البيت قد نقل، فتبعث إلي بنتي بسليلة فيها طعامي وتبعث إلي الأخرى بفراشي أنام عليه. ومن رهطه شبيب بن شيبة الخطيب.
ابن القريةهو أيوب بن زيد بن قيس، والقرية أمه وهو من بني هلال بن ربيعة بن زيد مناة بن عامر، وكان لسناً خطيباً، وكان مع الحجاج فقتله لسبب اتهمه فيه بميل إلى ابن الأشعث.
مسيلمة الكذابهو مسيلمة بن حبيب من حنيفة بن لجيم ويكنى أبا ثمامة، وكان صاحب نيرنجات، وهو أول من أدخل البيضة في قرورة، وأول من وصل جناح المقصوص من الطير، فاتبعه على ذلك خلق، وقال بعض شعراء بني حنيفة يرثيه:
لهفي عليك أبا ثمامة ... لهفي على ركني شهامه
كم آية لك فيهم ... كالشمس تطلع من غمامه
ولا عقب له.
سجاح التي تنبأتهي من بن بني يربوع: وكان يقال لها صادر، وتزوجها مسيلمة واتبعها قوم من بني تميم، وقال عطارد بن حاجب بن زرارة:
أمست نبيتنا أنثى نطيف بها ... وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا
وكان مؤذنها زهير بن عمرو من بني سليط بن يربوع، ويقال: إن شبث بن ربعي أذن لها أيضاً.
قتيبة بن مسلم الباهلي
ويكنى أبا حفص
هو قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين بن أسيد بن زيد بن قضاعي من بني هلال بن عمرو من باهلة، وكان مسلم بن عمرو عظيم القدر عند يزيد بن معاوية ويكنى أبا صالح، وفيه يقول الشاعر:
إذا ما قريش خلا ملكها ... فإن الخلافة في باهله
لرب الحرون أبي صالح ... وما تلك بالسنة العادله
والحرون فرسه، فولد مسلم بشاراً وزياداً وعبد الكريم وقتيبة وعبد الله وصالحاً وعبد الرحمن وحماداً وزريقاً وضراراً وعمراً ومعبداً والحصين.

فأما بشار فكان أكبرهم وهو صاحب نهر بشار، وكان سيد ولد مسلم حتى سبق عليه قتيبة، ولبشار عقب.
وأما زياد بن مسلم فقتل مع قتيبة بخراسان وله عقب، ولعبد الكريم عقب بالبصرة.
وأما قتيبة بن مسلم فكان على خراسان عاملاً للحجاج ومن قبل ذلك على الري، ثم خلع فقتل بفرغانة سنة سبع وتسعين وهو ابن خمس وأربعين سنة، قتله وكيع وسمرقند وبخارى، وقد كانوا كفروا، فولد قتيبة مسلم بن قتيبة وقطن بن قتيبة وكثيراً والحجاج وعبد الرحمن وسلماً وصالحاً وعمراً ويوسف وغيرهم.
فأما سلم فولي البصرة مرتين: مرة لابن هبيرة، ومرة لأبي جعفر وكان سيد قومه، ومات بالري وكنيته أبو قتيبة، فولد سلم جماعة منهم: سعيد بن سلم ولي أرمينية والموصل والسند وطبرستان وسجستان والجزيرة وولده كثير.
وأما إبراهيم بن سلم فولي اليمن لموسى وولي عمر بن سلم الري وبلخ وولي كثير بن سلم سجستان.
وأما قطن بن قتيبة بن مسلم فكان على سمرقند وغيرها من كور خراسان وله هناك عقب، وجميع ولد قتيبة سراة لهم أعقاب.
وأما عبد الله بن مسلم بن عمرو فقتل مع أخيه قتيبة، ومن ولده المسور بن عبد الله وله عقب كثير، وقتل معبد بن مسلم أيضاً وله عقب، للحصين ابن مسلم عقب بالبصرة. وعمرو بن مسلم كان شجاعاً يلي الولايات لقتيبة وعدي بن أرطأة وعقبه كثير.
عمر بن هبيرة الفزاريهو عمر بن هبيرة بن سعد بن عدي بن فزارة وجده من قبل أمه كعب بن حسان بن شهاب رأس بني عدي في زمانه، وفي منزله احتلفت الرباب، ولي العراقين ليزيد بن عبد الملك ست سنين وكان يكنى أبا المثنى، وفيه يقول الفرزدق ليزيد:
أوليت العراق ورافديه ... فزارياً أحذيد القميص
تفتق بالعراق أبو المثنى ... وعلم قومه أكل الخبيص
رافده دجلة والفرات، وقله: أحذيد القميص يريد أنه خفيف اليد نسبه إلى الخيانة، وكانت حبابة جارية يزيد بن عبد الملك سبيه في ولاية العراقين، وكانت تدعوه أبي ومات بالشام فولد عمر يزيد بن عمر وسفيان وعبد الواحد.
فأما يزيد فولى العراقين لمروان بن محمد خمس سنين، وكان شريفاً يقسم على زواره في كل شهر خمسمائة ألف ويعشي كل ليلة من شهر رمضان ثم يقضي للناس عشر حوائج لا يجلسون بها، وكان جميل المرآة عظيم الخطر وأمه سندية، فولد يزيد المثنى ومخلداً.
فأما المثنى فولي اليمامة لأبيه وقتله أبو حماد المروزي بالبادية.
وأما مخلد فكان شريف الولد، ولهم بالشام قدر وعدد، وكان ليزيد ابن يقال له داود وقتل مع يزيد أبيه، وكان أبو جعفر المنصور حصر يزيد بواسط شهوراً ثم أمنه وافتتح البلد صلحاً، وركب يزيد إليه في أهل بيته فكان يقول أبو جعفر: لا يعز ملك هذا فيه، ثم قتله.
نصر بن سيارهو نصر بن سيار بن رافع من بني جندع بن ليث بن كنانة وهم راهط عبيد بن عمير بن قتادة الليثي، وكان سيار بن رافع مع مصعب بن الزبير فسرق عيبة، فقطع عبد الرحمن بن سمرة يده، فكان يقال له: الأقطع، وكان ابنه نصر يكنى أبا الليث ولاه هشام بن عبد الملك خراسان فلم يزل والياً عليها عشر سنين حتى وقعت الفتنة فخرج يريد العراق فمات في الطريق بناحية ساوه، وله عقب ذو عدد.
مرداس وعروة ابنا أديةهما مرداس وعروة ابنا عمر بن جدير من ربيعة بن حنظلة، وأدية جدة لهما من محارب نسبا إليها، ويقال: بل كانت ظئراً لهما، وكان مرداس أبا بلال وهو رأس كل حروري، وكان عبيد الله بن زياد وجه إليه عباد بن علقمة المازني فقتله بتوج فقال عمران بن حطان الخارجي يذكره:
أنكرت بعدك من قد كنت أعرفه ... ما الناس بعدك يا مرداس بالناس
وأما عروة فهو أول من حكم بصفين، وأخذه عبيد الله بن زياد فقتله في مقبرة بن حصن بالبصرة، ولا عقب لمرداس إنما العقب لعروة.
شبيب الخارجي

هو شبيب بن يزيد بن نعيم من شيبان ويكنى أبا الصحارى، وكان مع صالح بن مسرح رأس الصفرية فمات بالموصل فأوصى إلى شبيب وقبر صالح هنالك لا يخرج أحد منهم إلا حلق رأسه عند قبره، فخرج شبيب بالموصل وبعث إليه الحجاج خمسة قواد فقتلهم واحداً بعد واحد منهم: موسى بن طلحة بن عبيد الله وخرج من الموصل يريد الكوفة، وخرج الحجاج من البصرة يريد الكوفة، وطمع شبيب أن يلقاه قبل أن يصل إلى الكوفة فأقحم الحجاج، خيله الكوفة فدخل قبله، ومر شبيب بعتاب بن ورقاء فقتله شبيب، ومر بعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فهرب منه وقدم الكوفة فلم يصل إلى الحجاج، ثم خرج يريد الأهواز فغرق في دجيل وهو يقول ذلك تقدير العزيز العليم. وغزالة التي طلبت الحجاج هي امرأته وهو منهزم، قال الشاعر في الحجاج:
أسد عليّ وفي الحروب نعامة ... فتخاء تنفر من صفير الصافر
هلا كررت على غزالة في الوغى ... بل كان قلبك في جناحي طائر
قال أبو محمد: حدثني سهل بن محمد، قال: حدثنا الأصمعي، قال: حدثني العباس بن محمد الهاشمي، قال: حدثني من رأى شبيباً دخل مسجد وعليه جبة طيالسية عليها نقط من أثر مطر وهو طويل أشمط جعد آدم فجعل يرتج له.
قطري بن الفجاءة الخارجيهو من كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، وكان يكنى أبا نعامة، وخرج زمن مصعب بن الزبير فبقي عشرين سنة يقاتل ويسلم عليه بالخلافة، فوجه إليه الحجاج جيشاً بعد جيش وكان آخرهم سفيان بن الأبرد الكلبي فقتله، وكان المتولي لذلك سورة بن أبجر الدارمي، ولا عقب لقطري.
الضحاك بن قيس الفهريهو الضحاك بن قيس بن ثعلبة بن محارب بن فهر، استعمله معاوية على الكوفة بعد زياد ثم صار بعد ذلك مع عبد الله بن الزبي، فقاتل مروان بن الحكم يوم المرج وهو على قيس كلها فقتله مروان، فهو يوم مرج راهط، وكان ابنة عبد الرحمن بن الضحاك عاملاً ليزيد بن عبد الملك على المدينة.
الضحاك بن سفيان الكلابيوهذا آخر وهو رجل من بني أربي بكر بن كلاب، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على بني سليم.
الضحاك بن قيس الخارجي

الشيباني
وهو آخر من كان خرج من ناحية الجزيرة في جمع من الخوارج حتى أتى الكوفة وبها عبد الله بن عمر بن عبد العزيز عاملاً عليها، فحاربه عنها فهزمه الضحاك وظفر بالكوفة ثم سار إلى مروان بن محمد وأقبل مروان إليه فالتقيا بكفر توفا سنة ثمان وعشرين ومائة في صفر، فقتل الضحاك وخلف مكانه الخيبري فاقتتلوا، فهزم مروان، ثم رجع مروان وولي الخوارج شيبان فرجع بأصحابه إلى الموصل واتبعه مروان فقاتله شهراً ثم انهزم شيبان ووجه مروان في طلبه عامر بن ضبارة المري.
المسيب بن زهير الضبيهو من ولد ضرار بن عمرو، وبنو ضرار من سادة ضبة، وكان على شرط أبي جعفر، وولاه المهدي خراسان وولي شرطة موسى، وابنه عبد الله بن المسيب ولي مصر وفارس والجزيرة، ومحمد بن المسيب ولي شرطة محمد الأمين، والعباس بن المسيب ولي شرطة المأمون، وزهير بن المسيب ولي كرمان لهارون، وكان للمسيب بن زهير أخ يقال له عمرو بن زهير ولي لأبي جعفر الكوفة.
يزيد بن مزيد الشيبانيهو يزيد بن مزيد بن زائدة بن عبد الله بن زائدة بن مطر بن شريك بن عمرو الشيباني، وكان زائدة أعرج والحوفزان بن شريك أعرج، ومعن بن زائدة هو عم يزيد بن مزيد، وكان معن أجود العرب، وكان يقال: حدث عن معن ولا حرج، وكان مزيد يكنى أبا داود وقال فيه أخوه معن بن زائدة:
لا تسألن أبا داود خلعته ... عول على مزيد في الخبز واللبن
وبالنبيذ إذا ما بحته عزرت ... فإنه بقرى الأضياف مرتهن
وكان سخياً على الطعام بخيلاً بغيره، وكان معن يكنى أبا الوليد ويزيد هو قتل خراشة الخارجي والوليد بن طريف الشاري وولي أرمينية وابنه محمد بن يزيد بعده، وهو ابن عشرين سنة، وشبيب الخارجي من رهطه.
عباد بن حصين الحنظلي

كان يكنى أبا جهضم وكان فارس بني تميم وولي شرطة البصرة أيام ابن الزبير، وكان مع مصعب أيام قتل المختار، وكان مع عمر بن عبد الله بن معمر على بني تميم أيام أبي فديك وأبلى يومئذ ما لم يبله أحد، وشهد فتح كابل مع عبد الله بن عامر فقال الحسن: ما كنت أرى أن أحداً يعدل بألف فارس حتى رأيت عباداً، وأدرك فتنة ابن الأشعث وهو شيخ مفلوج، فأشار عليه بأشياء، فخاف الحجاج فهرب نحو كابل فقتله العدو هناك، وكان ابنه جهضم مع ابن الأشعث فقتله الحجاج وابن ابنه المسور بن عمر بن عباد سيد بني تميم في زمانه ورأسهم في فتنة ابن سهيل، وفيه يقول الراجز:
أنت لها يا مسور بن عباد ... إذا انتضين من جفون الأغماد
عتاب بن ورقاء الرياحيكان يكنى أبا ورقاء، وكان من أجود العرب وكان الفرخان صاحب الري كفر فوجه إليه عتاب فقتله وفتح الري وولي أصبهان في فتنة ابن الزبير، ووجهه الحجاج على جيش أهل الكوفة في قتال الأزارقة، ووجهه المهلب على جيش أهل البصرة في قتالهم وولي المدائن وناحيتها وبيته شبيب، فتفرق عنه جيشه فقتل وكان ابنه خالد جواداً مر به طلحة الطلحات مقبلاً من سجستان وهو على الري، فأهدى إليه واستهداه شهداً فحمل إليه سبعمائة ألف درهم وكتب إليه: قد بعثت إليك ثمن الشهد، والشهد لم يكن في بيت المال أكثر منه. وكتب الحجاج: إنك هربت من أبيك ليلة شبيب فكتب إليه: قد علم من رأى أني لم أهرب، ولكنك وأباك هربتما يوم الربذة من الحتيف بن السجف وأنتما على بعير بقتب، فلله أبوك أيكما كان ردف صاحبه، ثم أتى عبد الملك بن مروان خوفاً من الحجاج فلم يزل مقيماً عنده حتى مات.
وكيع بن حسان بن قيس بن سودوكان يكنى أبا مطرف، وكان سيد بن تميم وافترض مع سلم بن زياد فجعل مكتبه بسجستان، وولي عبد العزيز بن عبد الله بن عامر بن سجستان فغضب على وكيع في شيء فأخذه فحبسه، فمر بوكيع ابن لعبد العزيز مع ظئر له، فدعا به فأخذه ودعا بسكين فقال: والله لأذبحنه أو لتخلين عني فبلغ ذلك عبد العزيز فأتاه، فقال: خل عنه ونؤمنك. فقال: لا، والله حتى يجيء عشرة من بني تميم فتضمن لهم ثم يكونون هم الذين يطلقون عني. ففعل ذلك، ثم تحول وكيع إلى خراسان فكان رأساً، فكتب الحجاج إلى قتيبة يأمره بقتله، وكان وكيع قد أبلى بلاءً حسناً مع قتيبة في مغازيه ويوم الترك خاصة، فعزل قتيبة وكيعاً عن الرياسة، فلما ملك الوليد وخلع قتيبة وسار بالناس نحو فرغانة اجتمع الناس على خلعه وبايعوا وكيعاً، فقتل قتيبة وأخذ رأسه فبعث به إلى سليمان ومكث وكيع بخراسان غالباً عليها تسعة أشهر ولي يزيد بن المهلب خراسان.
الحتيف بن السجف

بن سعد بن عوف بن زهير بن مالك
كان يكنى أبا عبد الله وكان ديناً شريفاً وله منزلة من عبيد الله بن زياد، ولما وقعت فتنة ابن الزبير سار جيش دلجة القيني من قضاعة إلى المدينة يريد قتال ابن الزبير فعقد الحرث بن عبد الله المخزومي وهو أمير البصرة للحتيف لواء، فسار في سبعمائة وخرج إليه جيش من المدينة فلقيهم بالربذة فقتل الحتيف جيشاً، وعبيد الله بن الحكم أخا مروان بن الحكم، وانهزم الحجاج بن يوسف وأبوه يومئذ، ثم سار الحتيف نحو الشام حتى إذا كان بوادي القرى سمّ بطعامه فمات هناك رئيساً.
هريم بن أبي طحمة التيميواسم أبي طحمة: حارثة بن عدي، وكان هريم شجاعاً كيساً، وكان مع المهلب في قتال الأزارقة، ومع عدي بن أرطأة في قتال يزيد بن المهلب، ولما كان يوم سورا أخذ اللواء ثم أقحم في خمسة فوارس فانهزم زيد بن المهلب، ثم كبر هريم فحول اسمه في أعوانالديوان لترفع عنه الغزو، فقيل له: إنك لا تحسن أن تكتب فقال: إن لا أكتب فإني أمحو الصحف، وكان ابنه الترجمان على الأهواز وعلى بني حنظلة في فتنة ابن سهل.
خازم بن خزيمة النهشليهو من صخر بن نهشل، وكان لأم ولد ويكنى أبا خزيمة وولي خراسان وقتل العنزية، وولي عمان ومات ببغداد فعزى عنه أبو جعفر وابنه خزيمة بن خازم ويكنى أبا العباس، وولي الولايات، وابنه إبراهيم بن خازم قتله الوليد بن طريف الشاري.
عامر بن ضبارة

هو من بني مرة، وكان سيداً شريفاً، وبعثه يزيد بن عمر بن هبيرة إلى فارس ليقاتل عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر، فهزم عبد الله بن معاوية ولم يزل مع مروان على جيوشه ومن عدده.
نباتة بن حنظلةهم من بني أبي بكر بن كلاب، وكان فارس أهل الشام وكان على المنجنيق يوم الكعبة وولي جرجان والري لمروان، فقتله قحطبة بها وقتل معه ابنه حية بن نباتة، وكان يقال له ابن يقال له محمد قتله يزيد بن عمر بن هبيرة صبراً.
إسحاق بن مسلم

بن ربيعة العقيلي
كان أثيراً عند أبي جعفر جليلاً وعظيم القدر أيام مروان، سالم فسالمت العرب، وحارب فحاربت، وولي أرمينية وإخوته: بكار وعبد العزيز والحرث وعبد الله أشراف سادة، وأعقابهم بالجزيرة.
عبد الله بن خازم السلمييكنى أبا صالح وأمه سوداء يقال لها عجلى، وكان أشجع الناس وولي خراسان عشر سنين وافتتح الطبسين ثم ثار به أهل خراسان فقاتلوه، فقتله وكيع ابن الدورقية.
مالك بن مسمعهو مالك بن مسمع بن سيار من بكر بن وائل من ولد جحدر الذي فدى شعره يوم تحلاق اللمم باكرة فارس يطلع وكان مسمع أبو مالك أتى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ارتد بعد النبي صلى الله عليه وسلم وقتل بالبحرين ويكنى أبا سيارة وهو أبو المسامعة، وكان مالك ابنه أنبه الناس، وقال رجل لعبد الملك: لو غضب مالك لغضب معه مائة ألف لا يسألونه فيم غضب. فقال عبد الملك: وهذا وأبيك السودد ولم يل شيئاً قط، وهلك في أول خلافة عبد الملك بن مروان بالبصرة وعقبه كثير وعقب إخوته.
طلحة الطلحاتهو طلحة بن عبد الله بن خلف من خزاعة، وكان أبوه عبد الله كاتباً لعمر بن الخطاب رضي الله عنه على ديوان الكوفة والبصرة، وكان طلحة على سجستان ومات بها، وحميد الطويل الذي يروي عن أنس مولاه وزريق جد طاهر بن الحسين ذي اليمينين مولى عبد الله بن خلف، والد طلحة.
أبو فديك الخارجيهو عبد الله بن ثور بن سلمة من بني سعد بن قيس من بكر بن وائل.
أبو العاج السلميهو كثير بن عبد الله وقيل له أبو العاج لثناياه، وكان عامل يوسف بن عمر على البصرة.
أبو مسلم صاحب الدعوةذكروا أن مولده سنة مائة واختلفوا في نسبه اختلافاً كثيراً، فقال بعضهم: هو من أصبهان، وقال بعضهم: من خراسان، وقيل: من العرب، وادعى هو أنه من سليط بن علي بن عبد الله بن عباس ونسبه أبو دلامة إلى الأكراد، فقال:
أبا مجرم ما غير الله نعمة ... على عبده حتى يغيرها العبد
أفي دولة المهدي حاولت غدره ... ألا إن أهل الغدر آباؤك الكرد
أبا مجرم خوفتني القتل فانتحى ... عليك بما خوفتني الأسد الورد
وكان منشؤه عند إدريس بن عيسى جد أبي دلف النازل في حد أصبهان. وقتله أبو جعفر برومية المدائن سنة سبع وثلاثين ومائة.
نوادر في المعارفتفخر عبد القيس بأن من مواليها صالحاً المري وهو مولى بني مرة من عبد القيس، وكان من أهل الخير، ويذهب إلى شيء من القدر، ومات بالبصرة وعقبه بها.
وبأن من مواليها حسان بن أبي سنان القناد، وكان من أروع أهل البصرة.
وبأن من مواليها: أبان بن أبي عياش الفقيه ويكنى أبا إسماعيل.
ومن مواليها غالب القطان وكان ديناً فاضلاً، قال البجلي: هو مولى لآل عبد الله بن عامر بن كريز، وهو غالب بن خطاف.
ومن مواليهم: عبد الواحد بن زياد المعروف بالثقفي وليس بثقفي هو مولى لعبد القيس.
ومنهم رئاب بن البراء من أنفسهم كان على دين عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام في الجاهلية.

ومن أنفسهم هرام بن حيان لما أسلم الهرمزان سماء عمر بن الخطاب رضي الله عنه عرفطة. ذو الثدية اسمه ثرملة. ذو الكلاع اسمه سميفع بن حوشب من التابعين. جيشان من قضاعة منهم أبو وهب الجيشاني واسمه: ديلم بن الهوشع. وصنابح من حمير منهم: عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي. غافق من حمير منهم: عبد الله بن زرير الغافقي. يزن من حمير من آل ذي يزن، منهم: أبو الخير. مرثد بن عبد الله اليزني. أبو عبد الرحمن الحبلي من حمير واسمه عبد الله بن يزيد. أبو عشانة المعافري من اليمن واسمه حي بن يؤمن. الفضل بن موسى الذي يروي عنه وكيع هو الشيباني قرية من قرى مرو. وممن كثر ولده جزء بن العلاء الذي يعرف بالمرقع وكان يقول لأمه:
لعلك أم جزء أن تريني ... كثير الخير ذا أهل ومال
فأثرى وبلغ بنوه أربعين فماتوا كلهم في الجارف فقال في ذلك:
دفنت الدافعين الضيم عني ... برابية مجاورة سناما
فلم أر مثلهم دفنوا جميعاً ... ولم أر مثل هذا العام عاما
أقول إذا ذكرتهم جميعاً ... بنفسي تلك أصداء وهاما
وهم من ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن قيس بن جحدر الطائي جد الطرماح الشاعر، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم والطرماح بن حكيم بن نفر بن قيس بن جحدر.
أول: راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم راية حمزة بن عبد المطلب، ويقال: بل راية عبيدة بن الحرث. أول من مات من المسلمين بالمدينة عثمان بن مظعون بعد بدر وقبل أحد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا سلفكم فادفنوا إليه موتاكم " فدفن في البقيع.
التابعون ومن بعدهم

الأحنف بن قيس
قال أبو اليقظان: هو صخر بن قيس بن معاوية بن حصن بن عباد بن مرة بن عبيد بن تميم ورهطه بنو مرة بن عبيد الذين بعثوا بصدقات أموالهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع عكراش بن ذؤيب وقال غيره: اسمه الضحاك بن قيس، وكان الأحنف يكنى أبا مالك وقتله بنو مازن في الجاهلية، وكان الأحنف يكنى أبا بحر وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوا، فقال الأحنف: إنه ليدعوكم إلى الإسلام وإلى مكارم الأخلاق وينهاكم عن ملائمها، فأسلموا وأسلم الأحنف ولم يفد، فلما كان زمن عمر وفد إليه وشهد مع علي رضي الله عنه صفين ولم يشهد الجمل مع أحد من الفريقين، واسم أمه حبيّ بنت قرط وأخوها الأخطل بن قرط من الشجعان. وقال الأحنف يوم الجفرة ومن له خال مثل خالي. وولد الأحنف ملتزق الأليتين حتى شق ما بينهما، وكان الأحنف أعور. وقال غيره: أمه حبي بنت عمرو بن ثعلبة من بني أود من باهلة. قال أبو اليقظان: كان عم الأحنف يقال له المتشمس بن معاوية يفضل على الأحنف في حلمه وأتى هو والأحنف مسيلمة فسمعا منه، فلما خرجا قال للأحنف: كيف تراه قال: أراه كذاباً. قال: ما يؤمنك أن أرجع إليه أخبره بمقالتك؟ قال: إذاً أخبره أنك قلت وأحالفك يريد أحلف وتحلف. ثم أسلم المتشمس وحسن إسلامه.وعمه الأصغر صعصعة بن معاوية وكان سيد بني تميم في خلافة معاوية، وفرسه الطرة اشتراها بستين ألف درهم وبقي الأحنف إلى زمان مصعب بن الزبير فخرج معه إلى الكوفة فمات وقد كبر جداً. قال الأصمعي: دفن الأحنف بالكوفة بالقرب من قبر زياد بن أبي سفيان وقبر زياد عند الثوية. فولد الأحنف بحراً وكان مضعوفاً، وكان لا يرى جارية أبيه إلا قال: يا فاعلة! قالت: لو كنت كما تقول أتيت أباك بمثلك. وقيل له: ما يمنعك أن تجري في بعض أخلاق أبيك؟ فقال: الكسل. فولد بحر جارية فماتت ولا عقب للأحنف، وكان يقال: ليس لبني تميم حظ سيدهم بالكوفة محمد بن عمر بن عطارد بن حاجب بن زرارة، ولا عقب له، وسيدهم بالبصرة الأحنف ولا عقب له. وكان عمر وجهه إلى خراسان فبيتهم العدو ليلاً فكان أول من ركب الأحنف وهو يقول:
إن على كل رئيس حقاً ... أن يخضب الصعدة أو تندقا
ثم حمل عليهم فقتل صاحب الطبل وانهزم القوم ومضوا في آثارهم حتى فتحوا مرو الروز في خلافة عثمان رضي الله تعالى عنه.
عبيدة السلماني

هو عبيدة بن قيس السلماني من مراد، قال ابن سيرين: قال عبيدة: أسلمت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين فصليت، ولم ألق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات سنة اثنتين وسبعين وصلى عليه الأسود.
عمر بن ميمونهو من أود وأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحج ستين من بين حجة وعمرة، ومات سنة أربع وسبعين.
أبو عثمان النهديهو عبد الرحمن بن مل من قضاعة وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، وتوفي في أول ولاية الحجاج العراق بالبصرة، وكان من ساكني الكوفة، فلما قتل الحسين رضي الله عنه تحول إلى البصرة فنزلها، وقال: لا أسكن بلداً قتل فيه ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أبو عثمان: صحبت سلمان اثنتي عشرة سنة، وقال أيضاً: أتت علي ثلاثون ومائة سنة وما بقي شيء إلا وقد أنكرته خلا أملي فإني أجده كما هو، وشهد فتح القادسية وجلولاء وتستر ونهاوند واليرموك وأذربيجان.
أبو عمرو الشيبانيهو سعد بن إياس، وكان يقول: أذكر أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى إبلاً لأهلي بكاظمة، وعاش مائة وعشرين سنة.
زر بن حبيشويكنى أبا مريم، وكان أعرب الناس، وكان عبد الله بن مسعود يسأله عن العربية، وكان أسنّ من أبي وائل، وعاش مائة وعشرين سنة.
المسور بن مخرمةهو المسور بن مخرمة بن نوفل بن عبد مناف بن زهرة، أمه أخت عبد الرحمن بن عوف، وكان يعدل بالصحابة وليس منهم، وقد روى قوم عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن " وكان يقول: أنا لدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولدت عام الفيل، وكان فال إن يزيد بن معاوية يشرب الخمر فبلغه ذلك فكتب إلى أمير المدينة فجلده الحد، فقال المسور:
أيشربها صرفاً يفك ختامها ... أبو خالد ويجلد الحد مسور
قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثماني سنين ومات سنة أربع وستين، وكان مع ابن الزبير بمكة فأصابه حجر فمات، فولد المسور عبد الرحمن بن المسور أمه بنت شرحبيل بن حسنة من حي من اليمن تحولوا في الإسلام إلى زهرة، ويكنى أبا المسور، ومات سنة تسعين فولد عبد الرحمن أبا بكر بن عبد الرحمن، وكان شاعراً وهو القائل:
بينما نحن من بلاكث فالقا ... ع سراعاً والعيش تهوي هويا
خطرت خطرة على القلب من ذك ... راك وهنا فما استطعت مضيا
قلت لبيك إذ دعاني لك الشو ... ق وللحاديين كرا المطيا
ومخرمة بن نوفل أبو المسور: وبلغ مائة وخمسة عشر سنة وكف بصره.
مالك بن أوس بن الحدثانهو قديم ولكنه تأخر إسلامه ولم يبلغنا أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولا روى عنه شيئاً وقد روى عن عمر وعثمان ومات بالمدينة سنة اثنتين وسبعين.
سويد بن غفلة المذحجيأدرك النبي صلى الله عليه وسلم ووفد إليه فوجده قد قبض، فصحب أبا بكر ومن بعده، وشهد مع علي صفين ويكنى أبا أمية وتوفي بالكوفة سنة اثنتين وثمانين وقد بلغ مائة وسبعاً وعشرين سنة، وكان يقول: أنا لدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت عام الفيل.
أبو رجاء العطاردياسمه عمران بن تيم ويقال: عطارد بن برز، ويقال: عمران بن عبد الله ولد قبل الهجرة بإحدى عشرة سنة وهو من عطارد ابن عوف بن كعب بن سعد بن زيد بن تميم، ويقال أيضاً: إنه مولى لهم، وقال أبو رجاء: لما بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذ في القتل هربنا فأصبنا شلو أرنب دفيناً فاستثرناه وقصرنا عليه وألقينا عليه من بقول الأرض فلا أنسى تلك الأكلة.
حدثنا الرياشي عن الأصمعي عن أبي عمر بن العلاء قال: قلت لأبي رجاء ما تذكر؟ قال: أذكر قتل بسطام بن قيس على الحسن، والحسن جبل رمل، وأنشدني أبو محمد:
وخر على الالاءة لم يوسد ... كأن جبينه سيف ثقيل
ومات سنة سبع عشرة ومائة وهو ابن مائة وثمان وعشرون سنة.
حدثني أبو حاتم عن الأصمعي قال: حدثنا ذريك العطاردي قال: أتت أبا رجاء امرأة في جوف الليل فقالت: يا أبا رجاء إن لطارق الليل حقاً إن بني فلان خرجوا إلى سفوان وتركوا شيئاً من متاعهم، فانتعل وأخذ الكتب فأداها وصلى بنا الفجر وهي مسيرة ليلة للإبل.

كعب الأحبار
هو كعب بن مانع، ويكنى أبا إسحاق وهو من حمير من آل ذي رعين، وكان على دين يهود وينزل اليمن فأسلم هناك ثم قدمه المدينة في إمرة عمر، ثم خرج إلى الشام فسكن حمص حتى توفي بها سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان. ونوف البكالي ابن امرأة كعب وبثيع أيضاً ابن امرأته ويكنى أبا عتل، ويقال يكنى أبا عامر.
كعب بن سورهو من الأزد بعثه عمر قاضياً لأهل البصرة حين استحسن حكمه بين المرأة وزوجها وحكم لها في كل أربع ليال بليلة، وخرج مع عائشة يوم الجمل ناشر المصحف يمشي بين الصفين، فجاءه سهم غرب فقتله، وكان معروفاً بالصلاح وليس له حديث.
عبد الرحمن بن الأسودهو عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث الذي نسب إليه المقداد بن الأسود بن عبد يغوث، وكان عبد الرحمن من خيار المسلمين يعدل بالصحابة وليس منهم، وكان أبوه الأسود من المستهزئين.
وروى الهيثم عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة، أنه رفع إلى أبي بكر، عن الأسود شيء ذكره. فقال أبو بكر: أي مثلة كانت في العرب أشد. قال: الحرق بالنار. فقتله، ثم حرقه، فقال عبد الرحمن بن حسان لبعض ولده:
ما حرق الصديق جدي ولا أبي ... إذا المرء ألهاه الخنا عن جلائله
الجشمي أبو الأحوص
صاحب عبد الله بن مسعود
هو عوف بن مالك بن نضلة من جشم بن معاوية وقتله الخوارج أصحاب قطري بن الفجاءة، وقد روى أبوه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
علقمة صاحب عبد اللههو علقمة بن قيس من النخع رهط إبراهيم النخعي ويكنى أبا شبل، ولم يولد له قط وأخوه يزيد بن قيس أبو الأسود بن يزيد صاحب عبد الله، ومات علقمة سنة اثنتين وستين.
قال الشعبي: كان الأسود صواماً قواماً، وكان علقمة مع البطيء وهو يسبق السريع.
الأسود صاحب عبد اللههو الأسود بن يزيد بن قيس من النخع ويكنى أبا عبد الرمن ومات سنة أربع وسبعين، ويقال: سنة خمس وسبعين وابنه عبد الرحمن بن الأسود من الخيار، وهو صلى على إبراهيم النخعي وهو القائل في تلبيته: لبيك أنا الحاج ابن الحاج، وكان أبوه حج ثمانين ما بين حجة وعمرة، وكان للأسود بن يزيد أخ يقال له عبد الرحمن بن يزيد من الخيار، وابنه محمد بن عبد الرحمن بن يزيد يكنى أبا جعفر ويقال له: الكيس لتلطفه في العبادة.
المعروف بن سويدهو من بني أسد وبلغ مائة وعشرين سنة ولم يشب.
مسروق بن الأجدعهو مسروق بن الأجدع من همدان ويكنى أبا عائشة ومات سنة ثلاث وستين، وقال أبو عمرو بن العلاء: كان أبوه الأجدع بن مالك شاعراً وهو القائل في وصف الخيل:
وكأن صرعاها كعاب مقامر ... ضربت على شزن فهن شواعي
سلمان بن ربيعة الباهليهو أول قاض قضى لعمر بن الخطاب بالعراق وأول من ميز بين العتاق والهجن، شهد القادسية فقضى بها ثم قضى بالمدائن وقتل سلمان ببلنجر من أرض الترك في خلافة عثمان، ويقال: إن بلنجر من أرمينية، ويقال: إن عظامه عند أهل بلنجر في تابوت إذا احتبس عليهم المطر أخرجوه فاستسقوا به فسقوا، قال أبو جمانة الباهلي:
إن لنا قبرين قبر بلنجر ... وقبراً بأعلى العين يا لك من قبر
فهذا الذي بالصين عمت فتوحه ... وهذا الذي بالترك يسقى به القطر
وأراد بالقبر الذي بالصين قبر قتيبة بن مسلم، قال أبو اليقظان: قبر قتيبة بفرغانة فجعله الشاعر في الصين.
شريح القاضيهو شريح بن الحرث الكندي استقضاه عمر على الكوفة ولم يزل بعد ذلك قاضياً خمساً وسبعين سنة لم يتعطل فيها إلا ثلاث سنين امتنع فيها من القضاء في فتنة ابن الزبير، فاستعفى شريح الحجاج من القضاء فأعفاه فلم يقض بين الناس حتى مات وكان شريح يكنى أبا أمية ومات سنة تسع وسبعين، ويقال: سنة ثمانين وهو ابن مائة وعشرين سنة، وكان مزاحاً تقدم إليه رجلان في شيء فأقر أحدهما بما ادعى عليه الآخر وهو لا يعلم فقضى شريح فقال له: أتقضي عليّ بغير بينة؟ فقال: قد شهد عندي ثقة، قال: من هو؟ قال: ابن أخت خالتك.

وقال له آخر: أين أنت أصلحك الله؟ قال: بينك وبين الحائط. قال: إني رجل من أهل الشام. قال: مكان سحيق. قال: وتزوجت امرأة. قال: بالرفاه والبنين. قال: وولدت غلاماً؟ قال: ليهنك الفارس. قال: وشرطت لها داراً؟ قال: الشرط أملك. قال أقض بينا. قال: قد فعلت. قال: ثم قال: حدث امرأة حديثين فإن أبت فأربع.
عبيد بن عمير الليثيهو عبيد بن عمير بن قتادة من كنانة من بني جندع بن ليث، وكان قاضي أهل مكة، وكان موته قريباً من موت ابن عباس سنة ثمان وستين، ومات ابنه عبد الله بن عبيد بن عمير سنة ثلاث عشرة ومائة.
أبو الأسود الدئليهو ظالم بن عمرو بن جندل بن سفيان بن كنانة، وأمه من بني عبد الدار بن قصي، وكان عاقلاً حازم بخيلاً وهو أول من وضع العربية وكان شاعراً مجيداً وشهد صفين مع علي رضوان الله عليه، وولي البصرة لابن عباس وفتح البصرة ومات بها وقد أسن، فولد عطاء وأبا حرب، وكان عطاء ويحيى بن يعمر العدواني يعجا العربية بعد أبي الأسود، ولا عقب لعطاء.
وأما أبو حرب بن أبي الأسود فكان عاقلاً شاعراً وولاه الحجاج جوخى فلم يزل عليها حتى مات الحجاج.
وقد روي عن أبي حرب الحديث وله عقب بالبصرة وعدد، وهو القائل لولده: لا تجاودوا الله فإنه أجود وأمجد ولو شاء أو يوسع على الناس كلهم حتى لا يكون محتاج لفعل، ولا تجهدوا أنفسكم في التوسعة فتهلكوا هزلاً. وسمع رجلاً يقول: من يعشي الجائع فعشاه ثم ذهب القائل، ليخرج، فقال: هيهات على أن لا تؤذي المسلمين الليلة ووضع رجله في الأدهم.
هرم بن حيانهو من عبد القيس وكان من خيار الناس وولي الولايات زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان علي عبد القيس يتوج يوم قتل شهرك زمن عمربن الخطاب رضي الله تعالى عنه.
حمران مولى عثمانهو حمران بن أبان بن عبد عمرو ويكنى أبا زيد، وكان سباه المسيب بن نجبة الفزاري زمن أبي بكر رضي الله عنه من عين التمر وأمير الجيش خالد بن الوليد فوجده مختوناً، وكان يهودياً اسمه طويد فاشترى لعثمان ثم اعتقه وصار يكتب بين يديه، ثم غضب عليه فأخرجه إلى البصرة فكان عاملة بها، وهو كتب إليه في عامر بن عبد القيس حين سيره.
ولما قتل مصعب وثب حمران فأخذ البصرة ولم يزل كذلك حتى قدم خالد بن عبد الله فعزله. فلما قدم الحجاج البصرة أذاه وأخذ منه مائة ألف درهم، فكتب إلى عبد الملك بن مروان يشكوه، فكتب عبد الملك: إن حمران أخو من مضى وعم من بقي فأحسن مجاورته ورد عليه ماله، وتزوج حمران امرأة من بني سعد وتزوج ولده في العرب.
مطرف بن عبد اللههو مطرف بن عبد الله بن الشخير من بني الحريش بن كعب بن ربيعة ويكنى أبا عبد الله، وكانت لأبيه صحبة، وكان ينزل ماء يقال له الشخير على ثلاث ليال من البصرة، ويأتي البصرة يوم الجمعة فيقال: إنه كان ينور له في سوطه، ومات عمر ومطرف ابن عشرين سنة كأنه كان ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله عقب بالبصرة وبرستاق من نيسابور يقال له: خواف. ومات في خلافة عبد الملك بن مروان بعد سنة سبع وثمانين، وأخوه يزيد بن عبد الله بن الشخير أبو العلاء مات سنة إحدى عشرة ومائة.
سعيد بن المسيبهو سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب من بني عمران بن مخزوم وأمه سليمة ويكنى أبا محمد، وكان جده حزن أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: أنت سهل؟ قال: بل أنا حزن ثلاثاً. قال: فأنت حزن. قال سعيد: فما زلنا نعرف تلك الحزونة فينا. وكان أبو المسيب يتجر بالزيت ولم يزل سعيد مهاجراً لأبيه ولم يكلمه حتى مات.
وكان سعيد أفقه أهل الحجاز وأعبر الناس للرؤيا، قال له رجل: رأيت كأن عبد الملك بن مروان يبول في قبلة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أربع مرات، فقال: إن صدقت رؤياك قام من صلبه أربعة خلفاء.
وقال له آخر: رأيت كأني أخذت عبد الملك بن مروان فأضجعته إلى الأرض ثم بطحته فأوتدت في ظهره أربعة أوتاد، فقال: ما أنت رأيتها ولكن رآها ابن الزبير، ولئن صدقت رؤياه ليقتلنه عبد الملك بن مروان ويخرج من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة.

وقال له آخر: رأيتني أبول في يدي، فقال: تحتك ذات محرم فنظر فإذا امرأته بينها وبين رضاع، وكانت ابنة أبي هريرة تحت سعيد بن المسيب، وكان جابر بن الأسود بالمدينة فدعاه إلى البيعة لابن الزبير فأبى فضربه ستين سوطاً، وضربه أيضاً هشام بن إسماعيل ستين سوطاً، وطاف به بالمدينة في تبان من شعر وذلك أنه دعاه إلى البيعة للوليد وسليمان بالعهد فلم يفعل، وكان مولد سعيد لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب ووفاته بالمدينة سنة أربع وتسعين فولد سعيد محمداً وكان نسابة فنفى قوماً من المخزوميين فرفع ذلك إلى الوليد فجلده الحد والذين نفاهم آل عنكشة، وكان لسعيد أيضاً غيره من الولد وله عقب باق بالمدينة. وبرد مولاه وقال له: يا برد إياك وإن تكذب عليّ كما يكذب عكرمة على ابن عباس. فقال: كل حديث حدثكموه برد ليس معه غير مما تنكرون فهو كذب.
عامر بن عبد الله العنبريهو عامر بن عبد الله بن عبد القيس من ولد كعب بن جندب من بني العنبر ويكنى أبا عبد الله، وكان خيراً فاضلاً ورآه عثمان يوماً في دهليزه فرأى شيخاً ثطاً أشعى في عباءة فأنكر مكانه ولم يعرفه، فقال: يا أعرابي! أين ربك؟ فقال: بالمرصاد. وسيره عبد الله بن عامر إلى الشام بأمر عثمان فمات هناك ولا عقب له، ورهطه أيضاً قليل، وكان سبب تسييره أن حمران بن أبان كتب فيه أنه لا يأكل اللحم ولا يغشى النساء ولا يقبل الأعمال، فعرض بأنه خارجي، فكتب عثمان إلى ابن عامر أن ادع عامراً فإن كانت فيه الخصال فسيره، فسأله فقال: أما اللحم فإني مررت بقصاب يذبح ولا يذكر اسم الله فإذا اشتهيت اللحم اشتريت شاة فذبحتها، وأما النساء فإن لي عنهن شغلاً، وأما الأعمال فما أكثر من تجدونه سواي. فقال له حمران: لا أكثر الله فينا أمثالك. فقال له عامر: بل أكثر الله فينا من أمثالك كساحين وحجامين.
أبو مسلمة الخولانيمن أهل الشام اسمه عبد الله بن ثوب، وهو الذي دخل على معاوية فقال له: السلام عليك أيها الأجير، وكلمه بكلام في الرعية وتوفي في خلافة يزيد بن معاوية.
حدثني: أبو حاتم السجستاني، قال: حدثني الأصمعي، قال: حدثني عمران بن جدير عن رجل من أهل الشام، قال: قال كعب الأحبار لقوم من أهل الشام كيف رأيكم في أبي مسلم؛ قالوا: ما أحسن رأينا فيه وأخذنا عنه. قال: إن أزهد الناس في العالم أهله، وإن مثل ذلك مثل الحمة تكون في القوم فترغب فيها الغرباء ويزهد فيها، فينا ذلك غار ماؤها فأصاب هؤلاء منفعتها وبقي هؤلاء يتفكنون أي يتندمون.
الحسن البصريهو الحسن بن أبي الحسن واسم أبيه يسار مولى الأنصار، واسم أمه خيرة مولاة لأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا: كانت خيرة أمه ربما غابت فيبكي فتعطيه أم سلمة ثديها تعلله به إلى أن تجيء أمه فيدر ثديها فيشربه، فيرون أن تلك الحكمة والفصاحة من بركة ذلك، ونشأ الحسن بوادي القرى.
وحدثني: عبد الرحمن والرياشي عن الأصمعي عن حماد بن زيد وحماد بن مسلمة عن علي بن زيد بن جدعان، قال: ولد الحسن على العبودية.
وحدثني عبد الرحمن عن الأصمعي عن جدعان عن قتادة أن أم الحسن كانت مولاة لأم سلمة، وقال أبو اليقظان: أبو الحسن البصري وأبو محمد بن سيرين من سبي ميسان، وكان المغيرة افتتحها زمن عمر بن الخطاب لما ولاه البصرة.
وقال آخرون: يسار من أهل نهر المرأة، وكان الحسن من أجمل أهل البصرة حتى سقط عن دابته فحدث بأنفه ما حدث.

وحدثني عبد الرحمن عن الأصمعي عن أبيه قال: ما رأيت أعرض زنداً من الحسن كان عرضه شبراً وكان تكلم في شيء من القدر ثم رجع عنه، وكان عطاء بن يسار قاصاً ويرى القدر، وكان لسانه يلحن فكان يأتي الحسن هو ومعبد الجهني فيسألانه ويقولان: يا أبا سعيد! إن هؤلاء الملوك يسفكون دماء المسلمين، ويأخذون الأموال ويفعلون، ويقولون: إنما تجري أعمالنا على قدر الله. فقال: كذب أعداء الله. فيتعلق عليه بهذا وأشباهه، وكان يشبه برؤبة بن العجاج في فصاحة لهجته وعربيته، وكان مولده لسنتين بقيتا من خلافة عمر، ومات سنة عشر ومائة وفيها مات محمد بن سيرين بعده بمائة يوم، ولم يشهد ابن سيرين جنازته لشيء كان بينهما، وكان الحسن كاتب الربيع بن زياد الحارثي بخراسان، وقيل ليونس بن عبيد: أتعرف أحداً يعمل بعمل الحسن؟ فقال: والله لا أعرف أحداً يقول بقوله فكيف يعمل بعمله، ثم وصفه فقال: إذا أقبل فكأنه أقبل من دفن حميمه، وإذا جلس فكأنه أمر بضرب عنقه، وإذا ذكرت النار فكأنها لم تخلق إلا له.
محمد بن سيرينكان سيرين أبوه عبداً لأنس بن مالك كاتبه على عشرين ألفاً وأدى الكتابة، وكان من سبي ميسان، وكان المغيرة افتتحها ويقال: كان من سبي عين التمر، وكانت أمه صفية مولاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه طيبها ثلاث من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ودعون لها وحضر إملاكها ثمانية عشر بدرياً فيهم أبي بن كعب يدعو وهم مؤمنون، وكان سيرين يكنى أبا عمرة وولد ثلاثة وعشرون ولداً من أمهات أولاد شتى. وكانت لسيرين أرض بجرجرايا وصارت في يد محمد ويد أخ يقال له يحيى، ومن ولده: معبد بن سيرين وهو أسن من محمد، ويحيى ومات بجرجرايا، وأنس بن سيرين وكان له أخوات منهن عمرة وحفصة وسودة بنات سيرين، وكان محمد بزازاً ويكنى أبا بكر وحبس بدين كان عليه وكان أحتم، وولد له ثلاثون ولداً من امرأة واحدة كان تزوجها عربية ولم يبق منهم غير عبد الله بن محمد وولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، قال ذلك أنس بن سيرين، قال: وولدت أنا لسنة بقيت من خلافته وتوفي سنة عشر ومائة بعد الحسن بمائة يوم وهو ابن سبع وسبعين سنة، وقضى عنه ابنه عبد الله ثلاثين ألف درهم، فما مات عبد الله حتى قوم ماله سبعين ألف درهم، وكان محمد بن سيرين كاتب أنس بن مالك بفارس.
حدثني: سهل بن محمد عن الأصمعي، قال: الحسن سيد سمح، وإذا حدثك الأصم يعني ابن سيرين بشيء فاشدد يدك به، وقتادة حاطب ليل.
أبو سعيد المقبرياسمه كيسان، وكان مملوكاً لرجل من بني جندع وكاتبه على أربعين ألفاً وشاة لكل أضحى فأداها، وكان منزله عند المقابر، فقيل: المقبري.
وقد روى عن عمر وتوفي في سنة مائة في خلافة عمر بن عبد العزيز، ويقال: توفي في خلافة الوليد بن عبد الملك.
عطاء بن يزيد الليثييكنى أبا محمد وهو من كنانة أنفسهم، روى عنه الزهري وتوفي سنة سبع ومائة، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة.
عطاء بن أبي رباحهو عطاء بن أسلم من ولد الجند وأمه سوداء تسمى بركة، وكان نشأ بمكة وعلم الكتاب بها وكان مولى لبني فهر ويكنى أبا محمد، وكان أسود أعور أفطس أشل أعرج ثم عمي بعد ذلك ومات سنة خمس عشرة ومائة وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وابنه يعقوب بن عطاء.
مجاهدهو مجاهد بن جبر، وكان مولى لقيس بن السائب المخزومي، وقال مجاهد: في مولاي قيس بن السائب نزلت: " وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين " البقرة: 184 " فافطر وأطعم كل يوم مسكيناً، وكان مجاهد يكنى أبا الحجاج، ومات بمكة وهو ساجد سنة ثلاث ومائة وهو ابن ثلاث وثمانين سنة.
سعيد بن جبيرقال أبو اليقظان: هو مولى لبني والبة من بني أسد ويكنى أبا عبد الله وكان أسود، وكتب لعبد الله بن عتبة بن مسعود، ثم كتب لأبي بردة وهو على القضاء وبيت المال، وخرج مع ابن الأشعث فلما انهزم أصحاب ابن الأشعث من دير الجماجم هرب سعيد بن جبير إلى مكة، فأخذه خالد بن عبد الله القسري وكان والي الوليد بن عبد الملك على مكة فبعث به إلى الحجاج فأمر الحجاج فضربت عنقه فسقط رأسه إلى الأرض يتدحرج وهو يقول: لا إله إلا الله فلم يزل كذلك حتى أمر الحجاج من وضع رجله فيه فسكت.

حدثني: أبو الخطاب، قال: حدثنا أبو داود عن عمارة بن زادان، قال: حدثنا أبو الصهباء قال: قال الحجاج لسعيد بن جبير اختر أي قتلة شئت؟ فقال له: بل اختر أنت لنفسك، فإن القصاص أمامك، قال له: يا شقي بن كسير، ألم أقدم الكوفة وليس يؤم بها إلا عربي فخعلتك إماماً. قال: بلى. قال: ألم أولك القضاء؟ فضج أهل الكوفة وقالوا: لا يصلح القضاء إلا لعربي فاستقضيت أبا بردة وأمرته أن لا يقطع أمراً دونك. قال: بلى. قال: أو ما جعلتك في سماري؟ قال: بلى. قال: أو ما أعطيتك كذا وكذا من المال تفرقه في ذي الحاجة، ثم لم أسألك عن شيء منه؟ قال: بلى. قال: فما أخرجك عليّ؟ قال: كانت بيعة لابن الأشعث في عنقي. فغضب الحجاج ثم قال: كانت بيعة أمير المؤمنين عبد الملك في عنقك قبل، والله لأقتلنك، وقتله الحجاج سنة أربع وتسعين وهو ابن تسع وأربعين سنة وله ابنان عبد الله بن سعيد وعبد الملك بن سعيد يروى عنهما.
أبو قلابةهو عبد الله بن زيد الجرمي، وكان ديوانه بالشام، ومات بداريا سنة أربع ومائة أو خمس ومائة.
حدثني: أبو حاتم عن الأصمعي عن حماد بن زيد عن أيوب قال: أوصى أبو قلابة أن تدفع إلي كتبه فجيء بها من الشام فدفعت إليّ فخلطت عليّ بعض ما سمعته منه.
حدثني أبو حاتم عن الأصمعي قال: حدثني أصحاب أيوب عن أيوب، قال: كان أبو قلابة يحثني على الاحتراف ويقول: إن الغنى من العافية.
بشر بن سعيدهو مولى الحضرميين وكان عابداً متخلياً، وروى عن سعد بن أبي وقاص وزيد بن ثابت وأبي سعيد الخدري وغيرهم، ورافق الفرزدق فركبا في محمل فعجب الناس، وكان يقول: ما رأيت رفيقاً خيراً من الفرزدق، ويقول الفرزدق مثل ذلك فيه، ومات في خلافة عمر بن عبد العزيز سنة مائة ولم يدع كفناً.
قبيصة بن ذؤيبهو من خزاعة ويكنى أبا إسحاق، وكان على خاتم عبد الملك بن مروان، وكان الزهري يروي عنه، وهو أدخل الزهري على عبد الملك فوصله وفرض له، وتوفي قبيصة بالشام سنة ست وثمانين أو سبع وثمانين ولا أعلم له عقباً.
يزيد بن شجرةهو يزيد بن شجرة الرهاوي وقتل هو وأصحابه في البحر سنة ثمان وخمسين.
شهر بن حوشبهو من الأشعريين، وكان ضعيفاً في الحديث، حدثنا إسحاق بن راهويه عن النضر بن شميل قال: ذكر شهر عند ابن عون فقال: إن شهراً تركوه ومات سنة ثمان وتسعين، ويقال: سنة اثنتي عشرة ومائة ودخل بيت المال فأخذ خريطة، فقال قائل:
لقد باع شهر دينه بخريطة ... فمن يأمن القراء بعدك يا شهر
العوام بن حوشبفإنه من شيبان ويكنى أبا عيسى ومات سنة ثمان وأربعين ومائة.
ميمون بن مهرانكان ميموناً مكاتباً لبني نصر بن معاوية فعتق، وكان ابنة عمرو بن ميمون مملوكاً لامرأة من الأزد من ثمالة يقال لها أم نمر فأعتقته، فلم يزل بالكوفة حتى كان هيج الجماجم فتحول إلى الجزيرة، وكان ميمون والياً لعمر بن عبد العزيز على خراج الجزيرة، وابنه عمرو بن ميمون على الديوان، وكان ميمون بزازاً فكان يجلس في حانوته وهو يتولى الخراج، ومات سنة سبع عشرة ومائة، ومات عمرو ابنه سنة خمس وأربعين ومائة.
أبو وائلهو شقيق بن سلمة الأسدي، وكانت أمه نصرانية، وكان له خص يكون فيه هو وفرسه، فكان إذا غزا نقضه وإذا رجع أعاده.
روى حماد بن زيد عن عاصم بن أبي النجود، قال: أدركت أقواماً يتخذون هذا الليل حملاً إن كانوا ليشربون الجر أي نبيذ الجر ويلبسون المعصفر لا يرون بذلك بأساً، منهم: أبو وائل وزر بن حبيش ومات أبو وائل في زمن الحجاج بعد الجماجم، قال أبو محمد: الجر النبيذ.
أبو نضرةاسمه المنذر بن مالك من العوقة، وهم بطن من عبد القيس وتولى ولاية عمر بن هبيرة وصلى عليه الحسن البصري.
الشعبي

هو عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي، وهو من حمير وعداده في همدان، ونسب إلى جبل باليمن نزله حسان بن عمرو الحميري، هو وولده ودفن به، فمن كان بالكوفة منهم قيل لهم شعبيون، ومن كان منهم بمصر والمغرب قيل لهم الأشعوب، ومن كان منهم بالشام قيل شعبانيون، ومن كان منهم باليمن قيل لهم آل ذي شعبين، ويكنى الشعبي أبا عمرو وكان ضئيلاً نحيفاً. وقيل له: ما لنا نراك نحيفاً؟ قال: إني زوحمت في الرحم، وكان ولد هو وأخ له في بطن واحد، وقيل لأبي إسحاق؟ أنت أكبر أم الشعبي؟ فقال: هو أكبر مني بسنتين.
حدثنا: الرياشي عن الأصمعي أن أم الشعبي كانت من سبي جلولاء، قال: وهي قرية بناحية فارس، وكان مولده لست سنين مضت من خلافة عثمان، وكان كاتب عبد الله بن مطيع العدوي، وكاتب عبد الله بن يزد الخطمي عامل ابن الزبير على الكوفة وكان مزاحاً.
حدثني: أبو مرزوق عن زاجر بن الصلت الطاحي، عن سعيد بن عثمان، قال: قال الشعبي لخياط مر به: عندنا حب مكسور تخيطه. فقال الخياط: إن كانت عنك خيوط من ريح.
قال أبو محمد: وحدثني بهذا الإسناد أن رجلاً دخل عليه ومعه في البيت امرأة، فقال: أيكما الشعبي؟ فقال: هذه.
قال الواقدي: مات سنة خمس ومائة وهو ابن سبع وسبعين سنة، ويقال توفي سنة أربع ومائة، وقد روي عنه أيضاً أنه قال: ولدت سنة جلولاء، فإن كان هذا صحيحاً فإنه مات وهو ابن ست وثمانين سنة، لأن جلولاء كانت سنة تسع عشرة في خلافة عمر رضي الله عنه.
أبو إسحاق الشيبانيهو سليمان بن أبي سليمان مولى لهم، وتوفي سنة تسع وعشرين ومائة، وكان يقول: لو كان هذا الحديث من الخبز لنقص.
أبو إسحاق السبيعيهو عمرو بن عبد الله من بطن من همدان يقال لهم السبيع، وقال شريك: ولد أبو إسحاق السبيعي في سلطان عثمان لثلاث سنين بقين منه، ومات سنة سبع وعشرين ومائة وله خمس وتسعون سنة.
حدثني: عبد الرحمن عن عمه عن إسرائيل عن أبي إسحاق قال: رفعني أبي حتى رأيت علي بن أبي طالب يخطب على المنبر، أبيض الرأس واللحية، وابنه يونس بن أبي إسحاق توفي سنة تسع وخمسين ومائة، وابنه عيسى بن يونس يكنى أبا عمرو، وتحول من الكوفة إلى الثغر فنزل بالحدث ومات بها سنة إحدى وتسعين ومائة.
سالم بن أبي الجعدهو مولى لأشجع، وكان له أخوة قد روى عنهم الحديث: عبيد وعمران وزياد ومسلم بنو أبي الجعد. قالوا: كان لأبي الجعد ستة بنين، فكان منهم اثنان يتشيعان واثنان مرجئان واثنان يريان رأي الخوارج. أبوهم يقول لهم يا بني لقد خالف الله بينكم. وتوفي سالم سنة مائة أو إحدى ومائة، وكان مغيرة لا يعبأ بحديث سالم بن أبي الجعد ولا بحديث خلاص ولا بصحيفة عبد الله بن عمر. وقال: كانت له صحيفة يسميها الصادقة ما يسرني إنها لي بفلسين.
مكحول الشاميقال الواقدي: هو من كابل مولى لامرأة من هذيل. وقال ابن عائشة: كان مكحول الشامي مولى لامرأة من قيس، وكان سندياً لا يفصح. قال نوح بن قيس: سأله بعض الأمراء عن القدر فقال: أساهر أنا يريد ساحراً. وكان يقول بالقدر. وقال معقل بن عبد الأعلى القرشي: سمعته يقول لرجل: ما فعلت تلك الهاجة. ومات سنة ثلاث عشرة ومائة.
مكحول الأزديحدثني سهل عن الأصمعي. قال مكحول وأبو العالية حميلان، وكان هذا فصيحاً يروي عن بن عمر.
جابر بن زيدقال الواقدي: هو من الأزد ويكنى أبا الشعثاء، وحدثني سهل بن محمد عن الأصمعي قال: أبو الشعثاء جوفي من اليمن وكان أعور، ومات سنة ثلاث ومائة.
أبو بصيرقال أبو اليقظان: هو يشكر بن وائل من بني يشكر، وكانوا أتوا به مسيلمة وهو صبي، فمسح وجهه فعمي، فكني أبا بصير على القلب، كما قيل للغراب أعور لحدة بصره. وكان يروي عنه وعمّر، حتى بقي إلى زمن خالد بن عبد الله القسري.
أبو العاليةأخبرني أبو عبد الله البجلي أن أبا العالية كان مولى لبني رياح أعتقته امرأة منهم واسمه رفيع وابنه حرب بن أبي العالية حج ستاً وستين حجة، ومات أبو العالية سنة تسعين، وحدثني أبو حاتم عن الأصمعي قال: أبو العالية ومكحول حميلان يعني مكحولاً الأزدي، وكان أبو العالية مزاحاً.

حدثني أحمد بن الخليل قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم عن أبي خالدة قال: سألت أبا العالية عن قتل الذر فجمع منهن شيئاً كثيراً. وقال: مساكين ما أكيسهن، ثم قتلهن وضحك.
طاوسقال هو طاوس بن كيسان مولى بحير الحميري، وحدثني سهل عن الأصمعي، قال: طاوس مولى لأهل اليمن وأمه مولاة لحمير وكان يكنى أبا عبد الرحمن، وتوفي بمكة سنة ست ومائة قبل التروية بيوم وصلى عليه هشام بن عبد الملك وابنه عبد الله بن طاوس، كان يروي عنه، ومات في خلافة أبي العباس.
عكرمة مولى ابن عباسكان عبداً لابن عباس ومات وعكرمة عبد، فباعه علي بن عبد الله بن عباس على خالد بن يزيد بن معاوية بأربعة آلاف دينار، فأتى عكرمة علياً فقال له: ما خير لك بعت علم أبيك بأربعة آلاف دينار، فاستقاله فأقاله وأعتقه، وكان يكنى أبا عبد الله.
وروى جرير عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحرث، قال: دخلت على علي بن عبد الله بن عباس وعكرمة موثق على باب كنيف، فقلت: أتفعلون هذا بمولاكم؟ قال: إن هذا يكذب على أبي.
حدثني: ابن الحلال، قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: قدم عكرمة البصرة فأتاه أيوب وسليمان التيمي ويونس، فينا هو يحدثهم سمع صوت غناء فقال عكرمة: اسكتوا فنسمع. ثم قال: قاتله الله لقد أجاد، أو قال: ما أجود ما غنى.
فأما سليمان ويونس فلم يعودا إليه، وعاد أيوب، قال يزيد: وقد أحسن أيوب. حدثني الرياشي عن الأصمعي عن نافع المدني قال: مات كثير الشاعر وعكرمة في يوم واحد. قال الرياشي: فحدثني ابن سلام أن الناس ذهبوا في جنازة كثير، وكان عكرمة يرى رأي الخوارج وطلبه بعض الولاة فتغيب عند داود بن الحصين حتى مات عنده، ومات عكرمة سنة خمس ومائة وقد بلغ ثمانين سنة.
بكر بن عبد الله المزنيهو من مزينة مضر وكانت أم بكر بن عبد الله موسرة ولها زوج كثير المال وكان بكر حسن اللباس جداً، وروى عفان عن معتمر عن أبيه أن بكر بن عبد الله كانت قيمة كسوته أربعة آلاف درهم. وقال غيره: اشترى بكر طيلساناً بأربعمائة درهم فأراد الخياط أن يقطعه فذهب ليذر عليه تراباً علامة لموضع القطع، فقال له بكر: لا تعجل. وأمر بكافور فسحق ثم ذره عليه، ومات سنة ثمان ومائة وحضر الحسن جنازته وكان لجد بكر صحبة ولا عقب لبكر باق.
الضحاك بن مزاحمهو من بني عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصة رهط زينب زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ويكنى أبا القاسم، وولد لسنتين وقد أثغر وكان معلماً وأتى خراسان فأقام بها ومات سنة اثنتين ومائة.
صفوان بن محرزهو صفوان بن محرز بن زياد من غسان تميم، وقد انقرضت غسان التي من تميم، وكان صفوان من أصحاب أبي موسى الأشعري ومات بالبصرة سنة أربع وسبعين في إمرة بشر من مروان ولا عقب له، وهو القائل: إذا دخلت بيتي فأكلت رغيفي وشربت عليه من الماء فعلى الدنيا العفاء.
محمد بن كعبكان يكنى أبا حمزة، وروى عبد الله بن مغيث أو ابن معتب عن أبي بردة عن جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيخرج من الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد من بعده، فكان يقال: إنه محمد بن كعب والكاهنان قريظة والنضير.
حدثني: أبو حاتم عن الأصمعي، قال: كتب محمد بن كعب فانتسب فقال القرظي: فقيل له أو الأنصاري؟ فقال: أكره أن أمنّ على الله بما لم أفعل. وكان يقص فسقط عليه وعلى أصحابه مسجده فقتلهم، ويقال: إنه مات سنة ثمان ومائة، ويقال سنة سبع عشرة أو ثماني عشرة ومائة.
وهب بن منبههو من أبناء الفرس الذين بعث بهم كسرى إلى اليمن ويكنى أبا عبد الله، وقال: قرأت من كتب الله اثنين وسبعين كتاباً، وكان له أخوة، منهم: همام بن منبه وكان أكبر من وهب وروى عن أبي هريرة ومات قبل وهب، ومنهم: معقل بن منبه وعمر بن منبه، وقد روى عنهما أيضاً، ومات وهب بصنعاء سنة عشر، ويقال سنة أربع عشرة ومائة.
عطاء بن يسار

قال أبو اليقظان: كان يسار مولى ميمونة الهلالية زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وولد يسار: عطاء وسليمان ومسلم وعبد الملك بنو يسار وكلهم فقهاء. قال غيره: وكان عطاء قاصاً ويرى القدر ويكنى أبا محمد، ومات سنة ثلاث ومائة وهو ابن أربع وثمانين سنة، ومات سليمان سنة سبع ومائة وله ثلاث وسبعون سنة، وكان يكنى أبا أيوب، ومات عبد الملك سنة عشر ومائة.
مقسم مولى ابن عباسوهو مولى عبد الله بن الحرث بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب، وإنما قيل له مولى ابن عباس للزومه إياه وانقطاعه إليه وروايته عنه، ويكنى أبا القاسم وقد روى عن أم سلمة سماعاً منها رضي الله تعالى عنها.
صالح مولى التؤمةهو صالح بن أبي صالح مولى التؤمة، واسم أبي صالح نبهان والتؤمة هي ابنة أمية بن خلف الجمحي وولدت مع أخت لها في بطن فسميت تلك باسم، وسميت هذه التؤمة، وهي أعتقت أبا صالح وكان أبو صالح هذا قديماً. وروى عن أبي هريرة وبقي حتى توفي بالمدينة سنة خمس وعشرين ومائة، وله أحاديث يسيرة، وهو ضعيف في حديثه.
نافع مولى ابن عمريكنى أبا عبد الله، وكان من أهل أبر شهر أصابه عبد الله في غزاته وهلك سنة سبع عشرة ومائة، وكان له من الولد: عمر بن نافع وأبو بكر بن نافع وعبد الله بن نافع.
حدثني: سهل، قال: حدثنا الأصمعي، قال: حدثنا العمري عن نافع، قال: دخلت مع عمر على عبد الله بن جعفر فأعطاه بي اثني عشر ألف درهم، فأبى أن يبيعني فأعتقني أعتقه الله تعالى.
محمد بن المنكدرهو محمد بن المنكدر بن هدير من بني تيم قريش رهط أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، وكان للمنكدر أخ يقال له ربيعة بن هدير من فقهاء الحجاز. وقيل له: أي الأعمال أفضل؟ قال: إدخال السرور على المؤمن. وقيل له: أي الدنيا أحب إليك؟ قال: الأفضال على الأخوان. ومات محمد بن المنكدر سنة ثلاثين ومائة أو إحدى وثلاثين ومائة وله عقب بالمدينة، وكان لمحمد أخوان فقيهان عابدان: أبو بكر بن المنكدر وعمر بن المنكدر، ومن موالي آل المنكدر الماجشون.
الماجشون مولى آل المنكدرهو الماجشون بن أبي سلمة واسمه يعقوب ينسب إلى ذلك ولده وبنو عمه، فقيل لهم بنو الماجشون، وكان يعقوب الماجشون فقيهاً وابنه يوسف بن يعقوب، وكان للماجشون أخ يقال له عبد الله بن أبي سلمة وابنه عبد العزيز بن عبد الله يكنى أبا عبد الله توفي ببغداد في خلافة المهدي وصلى عليه المهدي ودفنه في مقابر قريش وذلك في سنة أربع وستين ومائة. ومن موالي آل المنكدر ربيعة الرأي، وهو ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وسنذكره مع أصحاب الرأي والفتوى.
قتادةهو قتادة بن دعامة سدوسي وأبوه ولد بالدعامية إعرابياً وأمه سريرة من مولدات الأعراب، قال الشاعر:
أمست دعامية الأنقاء موحشة ... وقد تكون عليها أم كلثوم
ويكنى قتادة أبا الخطاب، ومات سنة سبع عشرة ومائة.
حدثنا: أبو حاتم عن الأصمعي عن شعبة، قال: كان قتادة إذا حدث بالحديث الجيد ثم ذهب يجيء بالثاني عدوت وراءه لئلا ينسى الأول لأنه كان يحفظ ولا يكتب.
إبراهيم النخعيهو إبراهيم بن يزيد من النخع من اليمن رهط علقمة والأسود. قال أبو سفيان بن العلاء: اختلفنا في إبراهيم النخعي عن محمد بن سليمان، فأرسل يسأل عنه فقالوا: هو مولى النخع. وقال أبو عبيدة عن يونس: وقد ولدته العرب وكان يكنى أبا عمران وحمل عنه العلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، ومات وهو ابن ست وأربعين، وكان مزاحاً. قيل له: إن سعيد بن جبير يقول: كذا. قال: قل له يسلك وادي النوكي، وقيل لسعيد إن إبراهيم يقول: كذا، قال: قل له يقعد في ماء بارد.
وقال الأعمش: عادني إبراهيم فرأى منزلي، فقال: إنك لتعرف في منزله أنه ليس بابن عظيم القريتين، ومات وهو ابن ست وأربعين سنة.
حدثني سهل عن الأصمعي إن إبراهيم مات سنة ست وتسعين في أشهر ابن أبي مسلم، قال: وقال أبو عون: كنت في جنازة إبراهيم فما كان فيه إلا سبعة أنفس، وصلى عليه عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد وهو ابن خاله.
الحكم بن عتبةهو مولى لكندة، ويكنى: أبا عبد الله. ويقال: أبا محمد. وكان هو وإبراهيم النخعي لدة عام واحد، وتوفي بالكوفة سنة عشر ومائة قال ابن إدريس: ولدت سنة مات الحكم بن عتيبة، وكان له أخوه.

حدثنا سهل: قال: حدثنا الأصمعي عن ابن عون، قال: قال لي النخعي: لا تجالس بني عتيبة فإنهم كذابون. يعني أخوة الحكم.
أبو الزنادهو عبد الله بن ذكوان مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة، وكانت رملة تحت عثمان بن عفان، وكان أبو الزناد يكنى أبا عبد الرحمن فغلب عليه أبو الزناد.
وحدثني سهل بن محمد عن الأصمعي عن أبي الزناد، قال: أصلنا من همدان وكان عمر بن عبد العزيز ولاه خراج العراق مع عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، ومات أبو الزناد فجأة في مغتسله في شهر رمضان سنة ثلاثين ومائة وهو ابن ست وستين سنة.
عبد الرحمن بن أبي الزنادوابنه عبد الرحمن بن أبي الزناد يكنى أبا محمد ولي خراج المدينة وقدم بغداد ومات بها سنة أربع وسبعين ومائة وهو ابن أربع وسبعين سنة، وأخوه أبو القاسم بن أبي الزناد قد روى عنه، وابنه محمد بن عبد الرحمن كان بينه وبين أبيه في السن سبع عشرة سنة، وفي الوفاة إحدى وعشرون سنة، وكان لقي رجال أبيه ولم يحدث عنهم حتى مات أبوه، ومات ببغداد أيضاً ودفن هو وأبوه ببغداد في مقابر باب التين.
الأعرج صاحب أبي هريرةهو عبد الرحمن بن هرمز، ويكنى أبا داود مولي محمد بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب، وخرج إلى الإسكندرية فأقام بها حتى توفي، وكانت وفاته سنة سبع عشرة ومائة.
أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزمهو من الأنصار كنيته اسمه، وتوفي بالمدينة سنة عشرين ومائة وهو ابن أربع وثمانين سنة.
عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمانهو صاحب السير والمغازي توفي سنة عشرين ومائة وانقرض عقبه فلم يبق منهم أحد، وكان جده قتادة بن النعمان من الصحابة ومن الرماة المذكورين، وكان آخر من بقي من عقبه عاصم ويعقوب ابنا عمر بن قتادة ودرجوا فلم يبق لهم عقب.
أبو مجلزهو لاحق بن حميد بن سدوس بن شيبان، وكان ينزل خراسان وعقب بها، وكان عمر بن عبد العزيز بعث إليه فأشخصه ليسأله عنها، وقال قرة بن خالد: كان أبو مجلز عاملاً على بيت المال، وعلى ضرب السكة، وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز قبل وفاة الحسن البصري.
الربيع بن أنسكان من أهل البصرة من بني بكر بن وائل، ولقي ابن عمر وجابر وأنس بن مالك، وهرب من الحجاج فأتى مرو فسكن قرية منها ثم طلب بخراسان حين ظهرت دعوة ولد العباس فتغيب فخلص إليه عبد الله بن المبارك وهو مستخف فسمع منه أربعين حديثاً، وكان عبد الله يقول: ما يسرني بها كذا وكذا لشيء سماه ومات في خلافة أبي جعفر.
أياس بن معاويةهو أياس بن معاوية بن قرة من مزينة مضر رهط عبد الله بن مغفل، ويكنى أبا واثلة، وكان لأياس جد أبيه صحبة، وولاه عمر بن عبد العزيز قضاء البصرة، وكان صادق الظن لطيفاً في الأمور، وكان لأم ولد ومنزله عن السي ومات بها سنة اثنتين وعشرين ومائة وله عقب بالبصرة وغيرها، وسئل معاوية بن قرة: كيف ابنك لك؟ فقال: نعم، الابن كفاني أمر دنياي ففرغني لآخرتي.
أبو الأعور السلميهو عمر بن سفيان من ذكوان سليم وأمه قرشية من بني سهم.
أبو خيرةهو شيخة بن عبد الله بن قيس من ضبيعة بن ربيعة بن نزار، وكان من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومات بالبصرة هرماً ولا عقب له.
أبو حمرة صاحب ابن عباسهو نصر بن عمران بن واسع من ضبيعة بن ربيعة بن نزار ومات بالبصرة وله بها عقب.
أبو التياحهو يزيد بن حميد من بني بهثة، وكان من فقهاء البصرة ومات بها ولا عقب له.
طلق بن حبيبهو من عنزة، وكان في سجن الحجاج، ثم أخرج بعد موت الحجاج، وكان من رؤوس المرجئة ومات بواسط ولا عقب له.
خارجة بن مصعبهو من بني شجنة من ضبيعة، وكان من أفقه أهل خراسان وأرضاهم عنده وعقبه بخراسان، وكان أبوه مصعب بن خارجة مع علي بن أبي طالب.
عمرو بن دينارعمرو بن دينار هو مولى ابن باذان من فرس اليمن ويكنى أبا محمد، ومات سنة خمس وعشرون ومائة.
عبد الله بن أبي نجيحهو مولى لبني مخزوم ويكنى أبا يسار، وكان يقول بالقدر. وحدثنا البجلي قال: اسم أبي نجيح يسار وهو مولى لثقيف، ومات أبو نجيح سنة تسع ومائة، ومات عبد الله ابنه سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
أبو المليح الهذلي

هو عامر بن أسامة روى عنه أيوب وتوفي سنة اثنتي عشرة ومائة.
فأما أبو المليح الفزاري فهو الحسن بن عمر مولى لعمر بن هبيرة ومولده الرقة، ومات سنة إحدى وثمانين ومائة.
أبو الجوزاء الربيعيهو أوس بن خالد وقال: جاورت ابن عباس في داره اثنتي عشرة سنة ما في القرآن آية إلا وقد سألته عنها، وخرج مع ابن الأشعث فقتل بدير الجماجم سنة ثلاث وثمانين.
مورق العجليهو مورق بن المشمرج ويكنى أبا المعتمر، وكان من العباد، وكان يفلي رأس أمه، وقال له رجل: أكلّ حالك صالح. فقال: وددت أن العشر منها كان صالحاً. وقال له رجل: أشكو إليك نفسي إني لا أستطيع أن أصلي ولا أصوم.فقال: بئس ما أثنيت على نفسك، أما إن ضعفت عن الخير فأضعف عن الشر فإني أفرح بالنومة أنامها، وكان ربما دخل على بعض إخوانه فيضع عندهم الدراهم فيقول: امسكوها حتى أعود إليكم، فإذا خرج قال: أنتم منها في حل، وتوفي مورق في ولاية عمر بن هبيرة على العراق.
مالك بن دينارهو مولى لبني سامة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك ويكنى أبا يحيى، وكان يكتب المصاحف بالأجرة، ومات قبل الطاعون بيسير، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة.
ابن شبرمةهو عبد الله بن شبرمة من ضبة من ولد المنذر بن ضرار بن عمرو ويكنى أبا شرمة، كان قاضياً لأبي جعفر على سواد الكوفة، وكان شاعراً حسن الخلق جواداً ربما كسا حتى يبين من ثيابه، وله ابنا أخ يقال لهما عمارة ويزيد ابنا القعقاع بن شبرمة قد روى عنهما، وكان ابن شبرمة يقول لابنه، يا بني لا تمكن الناس من نفسك فإن أجراً الناس على السباع أكثرهم لها معاينة.
أيوب السختيانيهو أيوب بن أبي تميمة، واسم أبي تميمة كيسان وكان أيوب يكنى أبا بكر وهو مولى بني عمار بن شداد، وكان عمار مولى لعنزة فهو مولى مولى، وكان يحلق شعره في كل سنة مرة، فإذا طال فرقه، قال حماد بن زيد: وكان قميص أيوب يشم الأرض، هروي جيد وله شعر وارد وشارب واف وطيلسان كردي جيد وقلنسوة متركة لو استسقاكم على النسك شربة من ماء ما سقيتموه، وقد رأى أنس بن مالك ومات بالبصرة في الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة، وله يوم مات ثلاث وستون سنة وله عقب.
عبد العزيز بن صهيبكان عبد العزيز مملوكاً وأبواه مملوكين وأجاز إياس بن معاوية شهادة عبد العزيز وحده.
الزهريهو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب بن عبيد الله بن الحرث بن زهرة بن كلاب، وكان أبو جده عبد الله بن شهاب شهد مع المشركين بدراً، وكان أحد النفر الذين تعاقدوا يوم أحد لئن رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلنه أو ليقتلن دونه، وهم: عبد الله بن شهاب وأبي بن خلف وابن قمئة وعتبة بن أبي وقاص، وكان أبو مسلم بن عبيد الله مع ابن الزبير، ولم يزل الزهري مع عبد الله بن مروان ثم مع هشام بن عبد الملك، وكان يزيد بن عبد الملك استقضاه، وتوفي في شهر رمضان سنة أربع وعشرين ومائة ودفن بماله على قارعة الطريق ليمر مار فيدعو له، والموضع الذي دفن به آخر عمل الحجاز وأول عمل فلسطين وبه وضيعته. وأخو الزهري مع عبد الله بن مسلم كان أسن من الزهري ويكنى أبا محمد، وقد لقي ابن عمر وروى عنه وعن غيره ومات قبل الزهري.
رجاء بن حيوةهو من كندة ويكنى أبا المقدام ويقال يكنى أبا نصر، وقال جرير بن خازم: رأيت رجاء بن حيوة ورأيته أحمر ولحيته بيضاء ومات سنة اثنتين عشرة ومائة.
محمد بن يحيى بن حبانكان كثير الحديث ثقة وتوفي بالمدينة سنة إحدى وعشرين ومائة في خلافة هشام، وهو ابن أربع وسبعين سنة.
عبد الملك بن عميرهو من لخم ويكنى أبا عمرو، وكان يلقب القبطي واستقصى على الكوفة الشعبي، وهو استعفى الحجاج بعد سنة فأعفاه واستقضى القاسم بن عبد الرحمن بعده، وعمر عبد الملك حتى بلغ مائة سنة وثلاث سنين وتوفي سنة ست وثلاثين ومائة. وقال الهيثم بن عدي: أنا ردف في جنازته وكان قبيحاً جداً وله شعر فلقبه المخنثون منفر الغيلان.
حماد بن أبي سليمان

راوية إبراهيم النخعي:
يكنى أبا إسماعيل، وهو مولى إبراهيم بن أبي موسى الأشعري واسم أبيه مسلم، وكان ممن أرسل به معاوية إلى أبي موسى الأشعري وهو بدومة الجندل، وكان حماد مرجئاً وتوفي سنة عشرين ومائة.

المغيرة راوية إبراهيم
هو المغيرة بن مقسم، ويكنى أبا هشام وهو مولى لضبة، وكان أعمى وتوفي سنة ست وثلاثين ومائة وفيها توفي عطاء بن السائب الثقفي أبو زيد، ولا عقب للمغيرة، وكان اختلط آخر عمره.
منصور بن المعتمر السلمييكنى أبا عتاب، قال ابن عيينة: كان قد عمش من البكاء وصام ستين سنة وقامها. ةقال غيره: كان من الحبشة وكان يزيد بن عمر ولاه القضاء فقعد للناس وتقدموا إليه فجعل يقول: لا أحسن إلى أن عزل، وتوفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
ابن أبي مليكةهو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة بن عبد الله بن جدعان التيمي من قريش رهط أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، واسم أبي مليكة زهير، وذكر أبو اليقظان أن عبد الله بن جدعان كان عقيماً فادعى رجلاً فسماه زهيراً وكناه أبا مليكة، فولده كلهم ينسبون إلى أبي مليكة، وفقد أبو مليكة فلم يرجع وكان عمل عصيدة ثم خرج في حاجة فلم يرجع، فقيل في المثل: لا أفعل كذا حتى يرجع أبو مليكة إلى عصيدته. وله أخ يقال له أبو بكر بن عبيد الله قد روى عنه، وتوفي عبد الله بن أبي مليكة سنة سبع عشرة ومائة وابن عمه علي بن زيد بن عبد الله بن أبي مليكة من فقهاء أهل البصرة، ومات بموضع يقال له سيالة من بلاد ضبة ولا عقب له.
سليمان التيميهو سليمان بن طهمان من موالي عمرو بن مرة بن عباد بن ضبيعة ويكنى أبا المعتمر، ونسب إلى بني تيم لأن منزله ومسجده فيهم، وكانت بنت الفضل بن عيسى الرقاشي القاص تحته فولدت له المعتمر بن سليمان ويكنى أبا محمد، هذا قول أبي اليقظان، وأخبرني أنه سليمان بن طرخان، قال: وكان طرخان مكاتباً لبني مرة وكانت امرأة طرخان مكاتبة لبني سليم، وكانت عتقت قبل طرخان وولدت سليمان وهي حرة، فصار سليمان مولى لبني سليم، وتوفي سليمان بالبصرة سنة ثلاث وأربعين ومائة وولد المعتمر بن سليمان سنة ست ومائة وتوفي سنة سبع وثمانين ومائة بالبصرة.
حدثني سهل: قال: سمعت الأصمعي يقول: أعبد الأربعة سليمان وأفقههم أيوب وأشدهم في الدراهم يونس وأضبطهم للسانه ابن عون.
ثابت البنانيهو ثابت بن أسلم وبنانة من قريش وهم بنو سعد بن لؤي وكانت بنانة أمهم فنسبوا إليها، وكانت منهم من أنفسهم ويكنى أبا محمد وتوفي في ولاية خالد بن عبد الله على العراق.
محمد بن واسع بن جابرهو من الأزد وكان مع قتيبة بن مسلم بخراسان في جنده، وكان لا يقدم عليه أحد في زمانه في زهده وعبادته، ومات سنة عشرين ومائة وآذى ابن له رجلاً فقال له أبوه: أتؤذيه وأنا أبوك، وإنما اشتريت أمك بمائة درهم. وقيل له: ألا تجلس متكئاً؟ فقال: تلك جلسة الآمنين. وقال جعفر: كنت إذا أحسست من قلبي قسوة أتيت محمد بن واسع فنظرت إليه، وكنت إذا رأيته حسبت وجهه وجه ثكلى. وقيل له: إنك لترضى بالدون؟ قال: إنما الراضي بالدون من رضي بالدنيا.
ليث بن أبي سليمهو مولى عنبسة بن أبي سفيان بن حرب ويكنى أبا بكر، وكان أبوه سليم من المجتهدين في العبادة في المسجد الجامع بالكوفة، فلما دخل شبيب الخارجي الكوفة أتى المسجد فبيت من فيه فقتلهم وقتل أبا سليم، فترك الناس التهجد في المسجد منذ ذلك. وكان ليث رجلاً صالحاً عابداً غير أنه يضعف في حديثه. وتوفي في أول خلافة أبي جعفر، وذكر عبد الرزاق عن معمر، قال: قيل لأيوب: ما لك لم تكثر عن طاوس؟ قال: كان بين ثقيلين قد أكنفاه: عبد الكريم بن أبي أمية وليث بن أبي سليم فلم يخف عليّ أن أجلس إليه.
أبو الأشهب العطارديهو جعفر بن حيان، وحدثني أبو حاتم عن الأصمعي قال: قال لي أبو الأشهب: ولدت عام الجفرة وذلك سنة سبعين. قال: وتوفي بالبصرة سنة خمس وستين ومائة.
أبو صالح السماناسمه ذكوان، ويقال أيضاً: الزيات وهو مولى جويرية امرأة من قيس، وكان له ابنان: عباد بن أبي صالح وسهيل بن أبي صالح، وقد روى عنهما، وكان عباد أسنهما، وقد روى سهيل عن أخيه عباد وتوفي سهيل في خلافة أبي جعفر.
أبو صالح صاحب التفسيرهو أبو صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي بن أبي طالب واسمه باذام، ويقال: باذان، وكان لا يحسن أن يقرأ القرآن.

حدثنا: أبو حاتم عن الأصمعي عن أبيه، قال: كان الشعبي يراه فيقعد ويقول له تفسر القرآن ولا تحسن أن تقرأه نظراً.
أبو صالح الحنفياسمه ماهان الحنفي روى عنه إسماعيل بن أبي خالد.
أبو حازم المدنيهو سلمة بن دينار مولى لبني ليث بن بكر بن عبد مناة وكان أعرج، وكان يقص في مسجد المدينة وكان له حمار يركبه إلى المسجد، وتوفي في خلافة أبي جعفر بعد سنة أربعين ومائة وابنه عبد العزيز بن أبي حازم يكنى أبا تمام ومات بالمدينة فجأة سنة أربع وثمانين ومائة.
يحيى بن سعيد الأنصارييكنى أبا سعيد وقدم على أبي جعفر الكوفة وهو بالهاشمية فاستقضاه بالهاشمية ومات بها سنة ثلاث وأربعين ومائة، وأخوه عبد ربه بن سعيد توفي سنة تسع وثلاثين ومائة، وأخوه سعد بن سعيد توفي سنة إحدى وأربعين ومائة.
إسماعيل بن أبي خالدهو مولى لبني أحمس بن بجيلة ويكنى أبا عبد الله، وكان أصغر من إبراهيم النخعي بسنتين ورأى ستة ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم، منهم: أنس بن مالك وعمرو بن حريث، وتوفي سنة ست وأربعين ومائة.
جابر الجعفيهو جابر بن يزيد وكان ضعيفاً في حديثه ومن الرافضة الغالية الذين يؤمنون بالرجعة، وكان صاحب شبهة ونيرنجات، وقد روى عنه الثوري وشعبة وتوفي سنة ثمان وعشرين ومائة.
يونس بن عبيدهو من عبد القيس ويقال إنه مولى لهم ويكنى أبا عبد الله، ومات سنة ثمان وثلاثين ومائة ويقال سنة أربعين ومائة.
حدثني أبو حاتم عن الأصمعي، قال: أعطى أبو العباس ناساً من أهل البصرة فأصاب يونس من ذلك ألف درهم، فقال يونس: ما أرى من مالي شيئاً أحل منها.
حميد الطويلهو حميد بن طرخان مولى طلحة الطلحات الخزاعي ويكنى أبا عبيدة، ومات سنة اثنتين وأربعين ومائة، وحدثني أبو حاتم عن الأصمعي، قال: كان أياس بن معاوية يقول: حميد الطويل تمر ينتفع به العامة، والحجاج الأسود زق من عسل.
مسعر بن كدامهو من بني عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة ويكنى أبا سلمة، توفي بالكوفة سنة اثنتين وخمسين ومائة وكان يقول: من أبغضني فجعله الله محدثاً.
داود بن أبي هندهو مولى لبني قشير ويكنى أبا بكر واسم أبي هند دينار، وكان من أهل سرخس وبها عقبه. ومات في طريق مكة سنة تسع وثلاثين ومائة.
الجريريهو سعيد بن أياس من بني جرير ويكنى أبا مسعود واختلط في آخر عمره وتوفي سنة أربع وأربعين ومائة.
بهز بن حكيمهو من قشير بن كعب وكان من خيار الناس.
عباد بن منصور الناجيهو من بني سامة، وكان على قضاء البصرة زمن أبي جعفر وهو يضعف في حديثه.
عمرو بن عبيدهو عمر بن عبيد بن باب مولى لأهل عرارة بن يربوع بن مالك ويكنى أبا عثمان، وكان عبيد أبوه يختلف إلى أصحاب الشر بالبصرة، فكان الناس إذا رأوا عمراً مع أبيه قالوا: خير الناس ابن شر الناس، فيقول عبيد: صدقتم هذا إبراهيم وأنا آزر وكان يرى رأي القدر ويدعو إليه واعتزل الحسن هو وأصحاب له فسموا المعتزلة.
حدثني: إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد عن عمرو بن النضر، قال: مررت بعمرو بن عبيد فذكر شيئاً من القدر فقلت: هكذا يقول أصحابنا، فقال: ومن أصحابك؟ قلت: أيوب وابن عوف ويونس والتيمي، فقال: أولئك أرجاس أنجاس أموات غير أحياء، ومات عمرو في طريق مكة ودفن بمران على ليلتين من مكة على طريق البصرة، وصلى عليه سليمان بن علي ورثاه أبو جعفر المنصور بأبيات فقال:
صلى الإله عليك من متوسد ... قبراً مررت به على مران
قبراً تضمن مؤمناً متحققاً ... صدق الإله ودان بالفرقان
فلو أن هذا الدهر أبقى صالحاً ... أبقى لنا حقاً أبا عثمان
غيلان الدمشقيكان قبطياً قدرياً لم يتكلم أحد قبله في القدر ودعا إليه إلا معبد الجهني، وكان غيلان يكنى أبا مروان وأخذه هشام بن عبد الملك فصلبه بباب دمشق وكانوا يرون أن ذلك بدعوة عمر بن عبد العزيز عليه.
حدثني: مهيار الرازي قال: سمعت عبد الله بن يزيد الدمشقي يقول: سمعت الأوزاعي يقول: أول من تكلم في القدر معبد الجهني ثم غيلان بعده.
عمارة بن عبد الله بن صياد

يكنى أبا أيوب، وكان أبوه حليفاً لبني النجار ولا يدرى ممن هو، وكان مالك بن أنس لا يقدم عليه أحداً في الفضل وروي عنه، وكان عمارة يروي عن سعيد بن المسيب، وأبو عبد الله بن صياد هو الذي قيل فيه إنه الدجال لأمور كان يفعلها، وأسلم عبد الله وحج وغزا مع المسلمين وأقام بالمدينة، ومات ابنه عمارة في خلافة مروان بن محمد.
مسلم الخياطهو مسلم بن أبي مسلم روى عن ابن عمر وأبي هريرة وبقي حتى لقيه سفيان بن عيينة، وكان يسكن بالمدينة دار العطارين.
عيسى بن أبي عيسى الخياطهو مولى لقريش ويكنى أبا محمد واسم أبيه ميسرة، وكان يقول: أنا حناط وخياط وخباط كلاً قد عالجت، وسمع من سعيد بن المسيب وقدم الكوفة في تجارة ولقي الشعبي فسمع منه وتوفي في خلافة المنصور.
ابن أبي ذئبهو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، واسم أبي ذئب هشام بن شعبة، وكان أبو ذئب أتى قيصر فعسى به فحبسه حتى مات في حبسه وهو من بني عامر ابن لؤي من أنفسهم.
أشعث صاحب الحسنهو أشعث بن عبد الملك مولي حمران بن أبان ويكنى أبا هانئ، وتوفي سنة ست وأربعين ومائة قبل عوف، وفي هذه السنة مات هشام بن حسان الفردوسي من الأزد.
أشعث بن سواروهو من ثقيف مولى لهم وكان يعالج الخشب وتوفي في أول خلافة أبي جعفر.
صالح بن كيسانيكنى أبا محمد وولاؤه لامرأة مولاة لآل معيقب بن أبي فاطمة الدوسي، فهو مولى مولى، ومات بعد سنة أربعين ومائة.
صالح بن حسانكان يحدث عن محمد بن كعب القرظي وغيره، وكان سرياً يملأ المجلس إذا تحدث، وكان عنده جوار مغنيات فهن وضعنه عند الناس، وقدم الكوفة فسمع منه الكوفيون وأدرك المهدي. قال الهيثم: وسمعته يقول: أفقه الناس وضاح اليمن في قوله:
إذا قلت هاتي نوليني تبسمت ... وقالت معاذ الله من فعل ما حرم
فما نولي حتى تضرعت عندها ... وأنبأتها ما رخص الله في اللمم
سليمان بن قتةهو منسوب إلى أمه وهو مولى لتيم قريش، وكان مع روايته الحديث شاعراً، وهو القائل:
وقد يحرم الله الفتى وهو عاقل ... ويعطي الفتى مالاً وليس له عقل
ابن عونهو عبد الله بن عون بن أرطبان مولى لابن بزرة المزني، ويقال: مولى عبد الله بن مغفل المزني مزينة مضر، ويكنى عبد الله أبا عون ونكح عبد الله عربية فضربه بلال بن أبي بردة بالسياط. وعطاء بن فروخ هو ابن ابن أخي أرطبان، كان فروخ ابن أخيه وأم عون خراسانية.
حدثني سهل بن محمد، قال: حدثنا الأصمعي، قال: حدثني رجل كان يأتي ابن عون. أنه قال بشرّ بي أبي بهاصرى من المدائن حين خرج مصعب لقتال المختار، وكان مصعب بهاصرى سنة ست وستين، وقال حماد بن زيد: ولد ابن عون قبل الجارف بثلاث سنين ومات سنة إحدى وخمسين ومائة وقد رأى أنس بن مالك.
ابن جريحهو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح ويكنى أبا الوليد، وكان جريح عبداً لأم حبيب بنت جبير وكانت تحت عبد العزيز بن خالد بن أسد فنسب إلى ولائه، ولد سنة ثمانين عام الجحاف وهو سيل كان بمكة ومات سنة خمسين ومائة.
حدثني أبو حاتم عن الأصمعي عن أبي هلال، قال: كان ابن جريح أحمر الخضاب.
وروى الواقدي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، قال: شهد ابن جريح جاء إلى هشام بن عروة، فقال: يا أبا منذر! الصحيفة التي أعطيتها فلاناً هي حديثك؟ قال: نعم. قال الواقدي: فسمعت ابن جريح بعد هذا يقول: حدثنا هشام بن عروة ما لا أحصي، قال: وسألته عن قراءة الحديث عن المحدث فقال: ومثلك يسأل عن هذا إنما اختلف الناس في الصحيفة يأخذها ويقول: أحدث بما فيها ولم يقرأها، فأما إذا قرأها فهو والسماع واحد.
أبو بكر بن عبد الله

بن محمد بن أبي سبرة:

كان يفتي بالمدينة، ثم كتب إليه فقدم بغداد فولي قضاء موسى الهادي بن المهدي وهو ولي عهد، ومات ببغداد سنة اثنتين وستين ومائة في خلافة المهدي، فلما مات استقصى أبو يوسف مكانه. قال الواقدي: قال أبو بكر: قال لي ابن جريج: أكتب لي أحاديث من أحاديثك جياداً فكتبت له ألف حديث ودفعتها إليه فما قرأها عليّ ولا قرأتها عليه. قال الواقدي: ثم رأيت ابن جريج قد أدخل في كتبه أحاديث كثيرة من حديثه، يقول: حدثني أبو بكر بن عبد الله يعني ابن أبي سبرة.
الأعمشهو سليمان بن مهران ويكنى أبا محمد مولى لبني كاهل من بني أسد، وذكروا أن أباه شهد مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما وأن الأعمش ولد يوم قتل الحسين بن علي، وذلك يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، وكان أبوه حميلاً فمات أخوه فورثه مسروق منه ومات الأعمش سنة ثمان وأربعين ومائة. قال وكيع: راح الأعمش إلى الجمعة وقد قلب فروة جلده وصوفها إلى خارج وعلى كتفيه منديل الخوان مكان الرداء. قال أبو بكر بن عياش سمعت الأعمش يقول: والله لا يأتون أحداً إلا حملوه على الكذب، والله ما أعلم من الناس شراً منهم فأنكرت هذه، قال: إنهم لا يشبعون. وذكر أبو بكر التدليس.
محارب بن دثارهو من بني سدوس بن شيبان ويكنى أبا مطرف، وولى قضاء الكوفة لخالد بن عبد الله القسري وتوفي في ولاية خالد الكوفة.
العلاء بن عبد الرحمنهو مولى للحرقة من جهينة، وكانت له سن وبقي إلى أول خلافة أبي جعفر. قال مالك: كانت عند العلاء صحيفة يحدث بما فيها فربما أراد الرجل أن يكتب بعضها فيقول له: إما أن تأخذها جميعاً أو تدعها جميعاً، وصحيفته بالمدينة مشهورة.
أبو حزرةهو يعقوب بن مجاهد ويكنى أبا يوسف أحسبه مولى لبني مخزوم، وكان قاصاً وتوفي بالإسكندرية سنة تسع وأربعين ومائة أو خمسين ومائة.
أبو وجزة السعدياسمه يزيد بن عبيد من بني سعد بن بكر بن هوزان أظآر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان شاعراً مجيداً كثير الشعر ولا يعلم فيمن حمل عنه الحديث مثله في الشعر، وتوفي بالمدينة سنة ثلاثين ومائة.
محمد بن إسحاقهو محمد بن إسحاق بن يسار مولى قيس بن مخرمة بن عبد مناف، ويذكرون أن يساراً كان من سبي عين التمر الذين بعث بهم خالد بن الوليد إلى أبي بكر بالمدينة وله أخوان يروي عنهما موسى بن يسار وعبد الرحمن بن يسار، وكان محمد أتى أبا جعفر بالحيرة فكتب له المغازي، فسمع منه أهل الكوفة بذلك السبب وكان يروي عن فاطمة بن المنذر بن الزبير وهي امرأة هشام بن عروة، فبلغ ذلك هشام فأنكره وقال: أهو كان يدخل على امرأتي؟ وحدثنا أبو حاتم عن الأصمعي عن المعتمر، قال: قال أبي لا تأخذن من ابن إسحاق شيئاً فإنه كذاب. وكان محمد بن إسحاق يكنى أبا عبد الله.
عروة بن أذينةكان مالك بن أنس يروي عنه الفقه، وحدثني أبو حاتم عن الأصمعي، قال: كان عروة بن أذينة ثقة ثبتاً وقال قلوض وعروة هو القائل:
يا ديار الحي بالأجمة ... لم تبين دارها كلمه
الشعر له وهو وضع لحنه وهو القائل:
قالت وأبثثتها وجدي فبحت به ... قد كنت عهدي تحب الستر فاستتر
ألست تبصر من حولي فقلت لها ... غطى هواك وما ألقى على بصري
ووقفت عليه امرأة فقالت: أنت الذي يقال فيه الرجل الصالح وأنت تقول:
إذا وجدت أوار الحب في كبدي ... عمدت نحو سقاء القوم أبترد
هذا بردت ببرد الماء ظاهرة ... فمن لنار على الأحشاء تتقد
والله ما قال هذا رجل صالح قط.
أصحاب الرأي

ابن أبي ليلى
هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وكان اسم أبي ليلى يسارا وهو من ولد أحيحة بن الجلاح، وكان ابن شبرمة القاضي وغيره يدفعونه عن هذا النسب، قال عبد الله بن شبرمة:
وكيف ترجى لفصل القضا ... ء ولم تصب الحكم في نفسكا
وتزعم أنك لابن الجلا ... ح وهيهات دعواك من أصلكا

وكان محمد بن عبد الرحمن ولي القضاء لبني أمية، ثم وليه لبني العباس، وكان فقيهاً مفتياً بالرأي، وكان أبو عبد الرحمن يروي عن عمر وعلي وعبد الله وأبي، وكان خرج مع ابن الأشعث وقتل بدجيل. وقال محمد بن عبد الرحمن: لا أعقل من شأن أبي شيئاً غير أني أعرف أن كانت له امرأتان وكان له حبان أخضران فينبذ عند هذه يوماً وعند هذه يوماً، ومات محمد ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى سنة ثمان وأربعين ومائة وهو على القضاء فجعل أبو جعفر المنصور ابن أخيه مكانه.
أبو حنيفة

صاحب الرأي
رضي الله تعالى عنه:
هو النعمان بن ثابت من موالي تيم الله بن ثعلبة وكان خزازاً بالكوفة، ودعاه ابن هبيرة للقضاء فأبى فضربه أياماً كل يوم عشرة أسواط، ويقال إن أبا حنيفة كان ربعياً مولى لبني قفل ومات ببغداد في رجب سنة خمسين ومائة وهو يومئذ ابن سبعين سنة، ودفن في مقابر الخيزران فولد أبو حنيفة حماد بن أبي حنيفة، وكان يكنى أبا إسماعيل وهلك بالكوفة فمن ولد حماد أبو حيان وإسماعيل وعثمان وعمر وولي إسماعيل بن حماد قضاء البصرة للمأمون ومدحه مساور فقال:
إذا ما الناس يوماً قايسونا ... بآبدة من الفتيا طريفة
أتيناهم بمقياس صحيح ... تلاد من طراز أبي حنيفة
إذا سمع الفقيه بها وعاها ... وأثبتها بحبر في صحيفة
فأجابه مجيب من أصحاب الحديث:
إذا ذو الرأي خاصم عن قياس ... وجاء ببدعة هنة سخيفة
أتيناهم بقول الله فيها ... وآثار مبرزة شريفة
فكم من فرج محصنة عفيف ... أحل حرامه بأبي حنيفة
ربيعة
صاحب الرأي
هو ربيعة بن أبي عبد الرحمن، واسم أبي عبد الرحمن فوخ مولى آل المنكدر التيميين ويكنى أبا عثمان وتوفي سنة ست وثلاثين ومائة بالأنبار في مدينة أبي العباس، وكان أقدمه للقضاء وكان يكثر الكلام ويقول: الساكت بين النائم والأخرس. وتكلم يوماً وعنده أعرابي، فقال: ما العي؟ فقال له الأعرابي: ما أنت فيه منذ اليوم.
زفر
صاحب الرأي
هو زفر بن الهذيل بن قيس من بني العنبر ويكنى أبا الهذيل، وكان قد سمع الحديث وغلب عليه الرأي ومات بالبصرة وكان أبوه الهذيل على أصبهان.
الأوزاعيحدثني البجلي أن اسمه عبد الرحمن بن عمرو من الأوزاع وهم بطن من همدان، وقال الواقدي: كان يسكن بيروت ومكتبه باليمامة فلذلك سمع من يحيى بن أبي كثير ومات ببيروت سنة سبع وخمسين ومائة، وهو يومئذ ابن اثنتين وسبعين سنة.
سفيان الثوري
رضي الله تعالى عنه:
هو سفيان بن سعيد بن مسروق ويكنى أبا عبد الله، ونسب إلى ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر ويقال لثور ثور أطحل وهو جبل، ومن ثور الربيع بن خثيم يقال: إنه كان في بني ثور ثلاثون رجلاً ليس منهم رجل دون الربيع بن خثيم وهم بالكوفة، ليس بالبصرة منهم أحد. ومات سفيان بالبصرة متوارياً من السلطان ودفن عشاء فقال الشاعر:
تحرز سفيان وفر بدينه ... وأمسى شريك مرصداً للدراهم
قال الواقدي: مات سنة إحدى وستين ومائة وهو ابن أربع وستين سنة وأخبرني أنه ولد سنة سبع وتسعين. قال وكيع: مات سفيان وله مائة وخمسون ديناراً بضاعة فأوصى إلى عمارة بن يوسف في كتبه فمحاها وأحرقها ولم يعقب. سفيان كان له ابن فمات قبله فجعل كل شيء له لأخته وولدها ولم يورث أخاه المبارك بن سعيد شيئاً، وتوفي أخوه المبارك بالكوفة سنة ثمانين ومائة.
مالك بن أنس
رضي الله تعالى عنه:
هو مالك بن أنس بن أبي عامر من حمير وعداده في بني مرة من قريش، وكان الربيع بن مالك عم مالك يروي الحديث وأبوه مالك بن أبي عامر يروي عن عمر وعثمان وطلحة وأبي هريرة وكان ثقة. وحمل بمالك ثلاث سنين، وكان شديد البياض إلى الشقرة طويلاً عظيم الهامة أصلع يلبس الثياب العدنية الجياد ويكره حلق الشارب، ويعيبه ويراه في المثلة ولا يغير شيبه.

قال الواقدي: كان مالك يأتي المسجد ويشهد الصلوات والجمعة والجنائز ويعود المرضى ويقضي الحقوق ويجلس في المسجد ويجمع إليه أصحابه ثم ترك الجلوس في المسجد، وكان يصلي ثم ينصرف إلى منزله وترك حضور الجنائز، فكان يأتي أصحابها ويعزيهم ثم ترك ذلك كله، فلم يكن يشهد الصلوات في المسجد ولا الجمعة ولا يأتي أحداً يعزيه ولا يقضي له حقاً، واحتمل الناس له ذلك حتى مات عليه وكان ربما كلم في ذلك فيقول: ليس كل الناس يقدر أن يتكلم بعذره، وسعى به إلى جعفر بن سليمان، وقالوا: إنه لا يرى أيمان بيعتكم هذه بشيء، فغضب جعفر ودعا به وجرده فضربه بالسياط ومدت يده حتى انخلعت كتفه وارتكب منه أمراً عظيماً فلم يزل بعد ذلك الضرب في علو ورفعة وكأنما كانت السياط حلياً حلى به، ومات سنة تسع وسبعين ومائة، وله يوم مات خمس وثمانون سنة ودفن بالبقيع.
أبو يوسف القاضيهو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حبتة من بجيلة، وكان سعد بن حبتة استصغر يوم أحد ونزل الكوفة ومات بها وصلى عليه زيد بن أرقم وكبر عليه خمساً، وكان أبو يوسف يروي عن الأعمش وهشام بن عروة وغيرهما، وكان صاحب حديث حافظاً، ثم لزم أبا حنيفة فغلب عليه الرأي وولي قضاء بغداد فلم يزل قاضياً بها إلى أن مات سنة اثنتين وثمانين ومائة في خلافة هارون وابنه يوسف ولي أيضاً قضاء الجانب الغربي في حياة أبيه، ثم توفي سنة اثنتين وتسعين ومائة.
محمد بن الحسن

الفقيه
يكنى أبا عبد الله وهو مولى لشيبان وقدم أبوه واسطاً فولد له محمداً بها ونشأ بالكوفة وطلب الحديث وسمع من مسعر ومالك ابن مغول وعمر بن ذر والأوزاعي والثوري وأشباههم، وجالس أبا حنيفة وسمع منه ونظر في الرأي فغلب عليه وعرف به، وقدم بغداد فنزلها وسمع منه الحديث والرأي وخرج إلى الرقة فولاه هارون قضاء الرقة ثم عزله، فقدم بغداد فلما خرج هارون إلى الري الخرجة الأولى أمره فخرج معه فمات بالري سنة تسع وثمانين ومائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
أصحاب الحديث
شعبة
وهو شعبة بن الحجاج بن الورد مولى الأشاقر عتاقة ويكنى أبا بسطام وكان
أسن من الثوري بعشر سنين، وتوفي بالبصرة سنة ستين ومائة وهو ابن خمس وسبعين سنة، وكان يقول: والله لأنا في الشعر أسلم مني في الحديث ولو أردت الله ما خرجت إليكم ولو أردتم الله ما جئتموني ولكنا نحب المدح ونكره الذم، وكان ألثغ.
خالد الحذاءهو خالد بن مهران، ويكنى أبا المبارك مولى لقريش لآل عبد الله بن عامر بن كريز، ولم يكن حذاء ولكنه يجلس إلى الحذائين، وقال فهد بن حيان: لم يحذ خالد قط وإنما يتكلم فيقول: أحذ على هذا الحديث فلقب الحذاء وتوفي سنة إحدى وأربعين ومائة.
أبو المهزمهو يزيد بن سفيان وكان شعبة يضعفه وروى مسلم بن إبراهيم عن شعبة أنه قال: رأيت أبا المهزم في مسجد ثابت البناني مطروحاً لو أعطاه رجل فلسين حدثه سبعين حديثاً.
جرير بن حازمهو جرير بن حازم بن زيد الجهضمي من الأزد ويكنى أبا النضر، ولد سنة خمس وثمانين ومات سنة سبعين ومائة، وابنه وهب بن جرير يكنى أبا العباس، كان عفان يتكلم فيه، ومات سنة سبعين ومائة بالمنجشانية على ستة أميال من البصرة منصرفاً من الحج فحمل ودفن بالبصرة وأخوه يزيد بن حازم يكنى أبا بكر مات سنة سبع وأربعين ومائة. ومن مواليهم حماد بن زيد.
حماد بن زيدهو حماد بن زيد بن درهم ويكنى أبا إسماعيل، وكان عثمانياً قال سليمان بن حرب: مات حازم أبو جرير بن حازم وزيد أبو حماد بن زيد مملوك له، فأعتقه يزيد وجرير ابنا حازم، وتوفي يوم الجمعة في شهر رمضان سنة تسع وسبعين ومائة سنة، مات مالك وأبو الأحوص وصلى عليه إسحاق بن سليمان الهاشمي وهو يومئذ والي البصرة لهارون، وأخوه سعيد بن زيد قد روى عنه ومات قبل حماد بن زيد.
حماد بن سلمةهو حماد بن سلمة بن دينار، من موالي ربيعة الجوع بن مالك بن زيد مناة بن تميم وهو ابن أخت حميد الطويل، وحميد الطويل هو مولى طلحة الطلحات الخزاعي، فأمه مولاة خزاعة ومات بالبصرة سنة أربع وستين ومائة، ويقال: إن حماد بن سلمة كان عالماً بالنحو والعربية وأن سيبويه النحوي استملى له.
أبو عوانة

اسمه الوضاح مولى يزيد بن عطاء البزار، وكان يزيد يضعف في حديثه. قال ابن عائشة: كان أبو عوانة لرجل من أهل واسط بزار يقال له يزيد بن عطاء، فجاء إليه يوماً سائل يسأله فأعطاه درهمين أو ثلاثة، فقال له: يا أبا عوانة لأنفعنك فلما كان يوم عرفة قام السائل في الناس فقال: ادعوا ليزيد بن عطاء البزار فإنه تقرب إلى الله في هذا اليوم بأبي عوانة وأعتقه، فلما انصرف الناس مروا على بابه فجعلوا يدعون له ويشكرون وأكثروا، فقال: من يقدر على رد هؤلاء هو حر لوجه الله: وكان أبو عوانة بواسط فانتقل إلى البصرة ومات بها سنة سبعين ومائة.
هشام بن سعد

ويكنى أبا عباد
هو مولى لآل أبي لهب، وكان صاحب محامل وكان شيعياً لآل أبي طالب، ومات بالمدينة في أول خلافة المهدي.
أبو معشرهو نجيح وكان مكاتباً لامرأة من بني مخزوم فأدى وعتق، واشترت أم موسى بنت منصور الحميرية ولاءه، ومات ببغداد سنة سبعين ومائة.
أبو معشر زيادهو زياد بن كليب من بني مالك بن زيد مناة بن تميم، وبعضهم يقول: زيد بن كليب، وتوفي في ولاية يوسف بن عمر على العراق.
ثور بن يزيد الكلاعييكنى أبا خالد من أهل حمص وكان قدرياً ثقة في حديثه، وكان جده شهد صفين مع معاوية وقتل، فكان ثور إذا ذكر علياً، قال: لا أحب رجلاً قتل جدي. ومات ببيت المقدس سنة ثلاث وخمسين ومائة.
ابن لهيعةهو عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن لهيعة الحضرمي من أنفسهم، ويكنى أبا عبد الرحمن، وكان ضعيفاً في الحديث ومن سمع منه في أول أمره أحسن حالاً ممن سمع منه بآخره، وكان يقرأ عليه ما ليس من حديثه فيسكت، فقيل له في ذلك فقال: وما ذنبي إنما يجيئون بكتاب يقرؤنه ويقومون، ولو سألوني لأخبرتهم أنه ليس من حديثي، ومات بمصر سنة أربع وسبعين ومائة.
الليث بن سعد
رضي الله تعالى عنه:
هو مولى لقيس ويكنى أبا الحرث وكان ثقة سرياً سخياً يقال إن دخله كان في كل سنة خمس آلاف دينار، فكان يفرقها في الصلاة وغيرها. وقال منصور بن عمار: أتيت الليث فأعطاني ألف دينار، وقال: من بهذه الحكمة التي آتاك الله، ومات سنة خمس وستين ومائة.
معمر صاحب عبد الرزاقهو معمر بن راشد مولى الأزد، وكان من أهل البصرة فانتقل عنه إلى اليمن وتوفي سنة ثلاث وخمسين ومائة ويكنى أبا عروة.
هشيمهو هشيم بن بشير ويكنى أبا معاوية مولى لبني سليم، ولد سنة خمس ومائة ومات ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومائة.
سفيان بن عيينةهو سفيان بن عيينة بن أبي عمران مولى لقوم من ولد عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة رهط ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ويكنى أبا محمد، وكان جده أبو عمران من عمال خالد بن عبد الله القسري، فلما عزل خالد عن العراق وولي يوسف بن عمر طلب عمال خالد فهرب منه إلى مكة فنزلها وولد سفيان سنة سبع ومائة ومات سنة ثمان وتسعين ومائة، وفيها مات عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد، وكان أشد الناس اختصاراً سئل عن قول طاوس في ذكاة السمك والجراد، فقال: ذكاته صيده.
إسماعيل بن عليةهو منسوب إلى أمه. وكان من خيار الناس، وأبوه إبراهيم، وكان على المظالم ببغداد ومات سنة ثلاث وتسعين ومائة.
وكيع بن الجراحهو من بني رواس بن كلاب بن ربيعة بن عامر ويكنى أبا سفيان، وكان الجراح أبوه على بيت مال المهدي شريك محمد بن علي بن مقدم، وتوفي في طريق مكة بفيد سنة سبع وتسعين ومائة.
سعيد بن أبي عروبةاسم أبي عروبة مهران، وهو من موالي بني عدي بن يشكر ويكنى أبا النصر، وكان قدرياً، ومات سنة ست أو سبع وخمسين ومائة ولا عقب له، ويقال: إنه لم يمس امرأة قط واختلط في آخر عمره.
زيد بن زريعهو زيد بن زريع بن يزيد بن التؤم ويكنى أبا معاوية، ومات بالبصرة سنة اثنتين وثمانين ومائة وكان زريع أبوه يلي خلافة صاحب الشرط بالبصرة، وله عقب.
عاصم الأحوالهو عاصم بن سليمان ويكنى أبا عبد الله مولى لبني تميم، وكان على حسبة المكاييل والموازين بالكوفة، ثم استقضاه أبو جعفر على المدائن فمات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة.
شريك

هو شريك بن عبد الله بن أبي شريك من النخع ويكنى أبا عبد الله، وولد ببخارى من أرض خراسان وكان جده قد شهد القادسية، توفي سنة سبع وسبعين ومائة وكان قاضياً على الكوفة، قال فيه العلاء بن المنهال:
فليت أبا شريك كان حياً ... فيقضي حين يبصره شريك
ويدرك من بدرته علينا ... إذا قلنا له هذا أبوك
الحسن بن صالح بن حييكنى أبا عبد الله وكان يتشيع، وزوج عيسى بن زيد على ابنته واستخفى معه في مكان واحد حتى مات عيسى بن زيد، وكان المهدي طلبهما فلم يقدر عليهما ومات الحسن بعد عيسى بستة أشهر.
أبو الأحوصهو سلام بن سليم مولى لبني حنيفة، ومات بالكوفة سنة تسع وسبعين ومائة.
أبو بكر بن عياشهو مولى واصل بن حيان الأحدب، وتوفي بالكوفة سنة ثلاث وتسعين ومائة في الشهر الذي توفي فيه هارون بطوس.
محمد بن فضيلهو محمد بن فضيل بن غزوان ويكنى أبا عبد الرحمن، وكان جده غزوان عبداً رومياً لرجل من بني ضبة، وشهد القادسية مع مولاه فأعتقه وتوفي محمد بن فضيل بالكوفة سنة خمس وتسعين ومائة.
حفص بن غياث بن طلقهو من النخع من مذحج ويكنى أبا عمرو، وولاه هارون القضاء ببغداد بالشرقية ثم ولاه قضاء الكوفة، فمات بها سنة أربع وتسعين ومائة، ومات ابنه عمر بن حفص بالكوفة سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
ابو معاوية الضريرهو محمد بن حازم مولى لتميم، وتوفي بالكوفة سنة خمس وتسعين ومائة، وكان مرجئاً وخرج يوماً على أصحابه وهو يقول:
وإذا المعدة جاشت ... فارمها بالمنجنيق
بثلاث من نبيذ ... ليس بالحلو الرقيق
عبد الله بن إدريس بن يزيدهو من مذحج ويكنى أبا محمد، وكان مريضاً وتوفي بالكوفة سنة اثنتين وتسعين ومائة.
الزنجي بن خالدهو مسلم بن خالد من أهل الشام مولى لمخزوم، وكان أبيض مشرباً حمرة وإنما الزنجي لقب وكان عابداً مجتهداً وتوفي سنة ثمانين ومائة.
داود بن عبد الرحمن العطاركان أبوه عبد الرحمن نصرانياً من أهل الشام يتطبب، فقدم مكة فنزلها، فولد له بها أولاد وأسلموا، وولد داود سنة مائة وهلك سنة أربع وتسعين ومائة.
الفضيل بن عياض

رضي الله تعالى عنه:
يكنى أبا علي من تميم ولد بآبيورد من خراسان وقدم الكوفة وهو كبير فسمع من منصور بن المعتمر وغيره، وتعبد وانتقل إلى مكة فنزلها إلى أن مات بها سنة سبع وثمانين ومائة.
عبد الله بن المبارك
رضي الله تعالى عنه:
يكنى أبا عبد الرحمن من أهل مرو، وولد سنة ثماني عشرة ومائة، ومات بهيت منصرفاً من الغزو سنة إحدى وثمانين ومائة.
أبو هلال الراسبيهو محمد بن سليم وكان أعمى، وتوفي سنة خمس وستين ومائة.
هشام الدستوائيهو هشام بن أبي عبد الله واسم أبي عبد الله سنبر مولى لبني سدوس ويرمى بالقدر، ومات بعد سنة ثلاث وخمسين ومائة.
عبد الوارث بن سعيد
يعرف بالتنوري
ويكنى أبا عبيدة مولى لبني العنبر من تميم، توفي بالبصرة في المحرم سنة ثمانين ومائة.
عباد بن عباد
بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة:
يكنى أبا معاوية، وتوفي سنة إحدى وثمانين ومائة.
معاذ بن معاذيكنى أبا المثنى من بني العنبر، وولي قضاء البصرة لهارون ثم عزل وتوفي بالبصرة سنة ست وتسعين ومائة.
بشر بن المفضليكنى أبا إسماعيل وهو مولى لبني رقاش، وتوفي سنة ست وثمانين ومائة.
أزهر السمانهو أزهر بن سعد مولى لباهلة ويكنى أبا بكر، وأوصى إليه ابن عون وتوفي بالبصرة وهو ابن أربع وتسعين سنة.
غندر صاحب شعبةهو محمد بن جعفر مولى هذيل ويكنى أبا عبد الله، ومات بالبصرة سنة أربع وتسعين ومائة.
عبد الواحد بن زياد الثقفيهو مولى لعبد القيس ويعرف بالثقفي ومات سنة سبع وتسعين ومائة.
عبد الرحمن بن مهدييكنى أبا سعيد وتوفي بالبصرة سنة ثمان وتسعين ومائة وهو ابن ثلاث وستين سنة.
عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفيويكنى أبا محمد ولد سنة ثمان ومائة وتوفي بالبصرة سنة أربع وتسعين ومائة.
يحيى بن سعيد القطان

يكنى أبا سعيد وتوفي بالبصرة سنة ثمان وتسعين ومائة.
يحيى بن سعيد بن أبان

بن سعيد بن العاص الأموي:
من أهل الكوفة قدم بغداد فنزلها، وكان يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري والأعمش وهشام ابن عروة، وتوفي ببغداد سنة أربع وتسعين ومائة وقد بلغ من السن ثمانين سنة.
أبو إسحاق الفزاري
صاحب السير
هو إبراهيم بن محمد بن الحرث بن أسماء بن خارجة، كان خيراً فاضلاً غير أنه كثير الغلط في حديثه ومات بالمصيصة سنة ثمان وثمانين ومائة.
داود الطائيهو داود بن نصير ويكنى أبا سليمان من طيء أنفسهم، وكان قد سمع الحديث وتفقه وعرف النحو وأيام الناس، ثم تعبد فلم يتكلم في شيء من ذلك. وقال الفضل بن دكين: كنت إذا رأيت داود رأيت رجلاً لا يشبه القراء عليه قلنسوة سوداء طويلة مما يلبس التجار، وجلس في بيته عشرين سنة أو نحوها، ومات فحضرت جنازته فما رأيتها من كثرة الخلق، وكانت وفاته سنة خمس وستين ومائة.
الدراورديهو عبد العزيز بن محمد مولى قضاعة وأصله من دراورد قرية من خراسان. وقال بعضهم: هو منسوب إلى دراب جرد من فارس على غير قياس، والقياس دراب جردي ولكنه ولد بالمدينة ونشأ بها وتوفي سنة سبع وثمانين ومائة.
يزيد بن هارونيكنى أبا خالد وهو مولى لبني سليم ولد سنة ثماني عشرة ومائة، ومات بواسط سنة ست ومائتين في خلافة المأمون.
علي بن عاصمهو علي بن عاصم بن صهيب مولى لبني تميم ويكنى أبا الحسن، وكان يخطئ في حديثه فترك حديثه. وولد سنة تسع ومائة، وتوفي بواسط سنة إحدى ومائتين وابنه عاصم بن علي يروي عنه، وتوفي بواسط سنة إحدى وعشرين ومائتين.
عبد الله بن بكر السهميهو منسوب إلى بطن من باهلة يقال لهم بنو سهم، وهو من أهل البصرة، ومات ببغداد سنة ثمان ومائتين.
أبو البختريهو وهب بن وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي، قدم بغداد فولاه هارون القضاء بعسكر المهدي ثم عزله فولاه مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد بكار بن عبد الله، وجعل إليه حربها مع القضاء، ثم عزل فقدم بغداد فتوفي سنة مائتين، وكان ضعيفاً في الحديث.
يحيى بن آدم بن سليمانهو مولى خالد بن عمارة بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وتوفي بفم الصلح وصلى عليه الحسن بن سهل سنة ثلاث ومائة.
أبو أسامةهو حماد بن أسامة مولى الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم، فهو مولى مولى توفي بالكوفة سنة إحدى ومائتين وهو ابن ثمانين سنة.
يعلى ومحمد ابنا عبيد
الطنافسيان
هو يعلى بن عبيد بن أمية ويكنى أبا يوسف مولى لإياد، وتوفي بالكوفة سنة تسع ومائتين، وتوفي محمد أخوه قبله بالكوفة سنة أربع ومائتين.
جعفر بن عون
ويكنى أبا عون وهو من مخزوم، وتوفي بالكوفة سنة سبع ومائتين.
زيد بن حباب العكلي
وهو يكنى أبا الخير وتوفي بالكوفة سنة ثلاث ومائتين.
أبو أحمد الزبير
هو محمد بن عبد الله بن الزبير مولى لبني أسد، توفي بالأهواز سنة ثلاث ومائتين.
الواقديهو محمد بن عمر بن واقد مولى لبني سهم من أسلم، ويكنى أبا عبد الله، وتحول من المدينة فنزل ببغداد وولي القضاء للمأمون بعسكر المهدي أربع سنين، وتوفي وهو على القضاء سنة سبع ومائتين، وصلى عليه محمد بن سماعة التميمي وهو يومئذ على القضاء ببغداد في الجانب الغربي، وولد الواقدي في أول سنة ثلاثين ومائة.
العوفي القاضيهو الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد يكنى أبا عبد الله، ولي قضاء الشرقية بعد حفص بن غياث، ثم نقل إلى عسكر المهدي في خلافة هارون وتوفي سنة إحدى أو اثنتين ومائتين، وهو مولى لبني عوف بن سعد من قيس عيلان، وكان عطية بن سعد فقيهاً في زمن الحجاج، وكان يتشيع.
معاوية بن عمرو الأزدييكنى أبا عمرو وهو صاحب أبي إسحاق الفزاري وزائدة، توفي ببغداد سنة أربع عشرة أو خمس عشرة ومائتين.
هوذة

هو هوذة بن خليفة بن عبد الله بن أبي بكرة، وأمه أيضاً من ولد أبي بكرة ويكنى أبا الأشهب، وولد سنة خمس وعشرين ومائة، وذهبت كتبه فلم يبق عنده إلا شيء يسير عن عوف وابن عون وابن جريج وأشعث والتيمي ومات ببغداد سنة عشر ومائتين.
عبيد الله بن موسى العبسييكنى أبا محمد وقرأ على عيسى بن عمر وعلى علي بن صالح بن حي، وكان يقرأ القرآن في مسجده ويتشيع، ويروي في ذلك أحاديث منكرة فضعف بذلك عند كثير من الناس، ومات سنة ثلاث عشرة ومائتين.
أبو عبد الرحمن المقريهو عبد الله بن يزيد من أهل البصرة وانتقل إلى مكة ومات بها سنة ثلاث عشرة ومائتين.
عبد الرزاقهو عبد الرزاق بن همام بن نافع مولى لحمير ويكنى أبا بكر، وكان أبوه همام يروي عن سالم بن عبد الله وغيره، ومات عبد الرزاق باليمن سنة إحدى عشرة ومائتين.
محمد بن عبد الله الأنصاريهو من ولد أنس بن مالك وولي قضاء البصرة بعد معاذ بن معاذ، ثم نقل إلى بغداد فولي قضاء عسكر المهدي بعد العوفي في آخر خلافة هارون، فلما ولي محمد عزله عن القضاء وولى مكانه عون بن عبد الله المسعودي، وولي محمد بن عبد الله المظالم بعد إسماعيل بن علية ثم ولاه قضاء البصرة ثانية، ثم عزله وولى مكانه يحيى بن أكثم فلم يزل الأنصاري بالبصرة يحدث بها إلى أن مات سنة خمس عشرة ومائتين.
عبد الله بن داود الخريبيهو من همدان أنفسهم، تحول من الكوفة إلى البصرة ونزل الخريبة، ومات سنة ثلاث عشرة ومائتين.
أبو عاصم النبيلهو الضحاك بن مخلد من شيبان ومات سنة اثنتي عشرة ومائتين.
أبو داود الطيالسيهو سليمان بن داود وتوفي بالبصرة سنة ثلاث ومائتين، وهو يومئذ ابن اثنتين وسبعين سنة، وصلى عليه يحيى بن عبد الله ابن عم الحسن بن سهل، وهو يومئذ والي البصرة.
أبو عامر العقديهو عبد الملك بن عمرو مولى لبني قيس توفي بالبصرة سنة أربع ومائتين.
أبو الوليد الطيالسيهو هشام بن عبد الملك وتوفي بالبصرة سنة سبع وعشرين ومائتين وهو يومئذ ابن أربع وتسعين سنة.
حبان بن هلاليكنى أبا حبيب من باهلة، وكان قد امتنع من الحديث قبل موته، ومات بالبصرة سنة ست عشرة ومائتين.
بشر بن عمر الزهرانييكنى أبا محمد وكان راوية لمالك بن أنس وتوفي بالبصرة سنة تسع ومائتين وصلى عليه يحيى بن أكثم.
مطرف بن مازن

راوية مالك: كان به صمم ومات بالمدينة سنة عشرين ومائتين.
الحجاج الأنماطي
هو الحجاج بن المنهال ويكنى أبا محمد وتوفي بالبصرة سنة تسع عشرة ومائتين.
مسلم بن إبراهيمهو مسلم بن إبراهيم مولى الأزد ويعرف بالشحام، ويكنى أبا عمرو ومات بالبصرة سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
موسى بن مسعود النهدييكنى أبا حذيفة وذكروا أن سفيان الثوري تزوج أمه حين قدم البصرة، وتوفي سنة عشرين ومائتين.
عارمهو عارم بن الفضل السدوسي ويكنى أبا النعمان واسمه محمد، وعارم لقب وتوفي بالبصرة سنة أربع وعشرين ومائتين، وفيها مات عمرو بن مروزق الباهلي.
أبو سلمةهو موسى بن إسماعيل التبوذكي مات بالبصرة سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
المعلى بن أسد العمييكنى أبا الهيثم، وكان معلماً ومات بالبصرة سنة ثماني عشرة ومائتين.
أبو عمرو الحوصيهو حفص بن عمر مات بالبصرة سنة خمس وعشرين ومائتين.
ابن عائشةهو عبيد الله بن محمد بن حفص التيمي تيم قريش ويكنى أبا عبد الرحمن، ويقال لأبيه أيضاً ابن عائشة، وتوفي بالبصرة سنة ثمان وعشرين ومائتين.
القعنبيهو عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي يكنى أبا عبد الرحمن، سمعت أبا موسى الليثي يقول: مات القعنبي بمكة يوم الخميس لست خلون من المحرم سنة إحدى وعشرين ومائتين.
آدم العسقلانيهو آدم بن أبي أياس من أهل مرو الروذ طلب الحديث ببغداد وسمع من شعبة سماعاً كثيراً ثم انتقل فنزل عسقلان ومات بها سنة عشرين ومائتين، وكان وراقاً وكان قصيراً.
عبد الله بن صالح
كاتب الليث
هو من جهينة ومات بمصر سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
عفان بن مسلم الصفار

هو عفان بن مسلم بن عبد الله مولى عروة بن ثابت الأنصاري ويكنى أبا عثمان، وتوفي ببغداد سنة عشرين ومائتين وصلى عليه عاصم بن علي بن عاصم.
خالد بن خداش بن عجلانيكنى أبا الهيثم مولى المهلب بن أبي صفرة وتوفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
بشر الحافييكنى أبا نصر من أبناء خراسان من أهل مرو، كان طلب الحديث وسمع من حماد بن زيد وشريك وعبد الله بن المبارك وهشيم وغيرهم سماعاً كثيراً ولم يحدث، ومات ببغداد سنة سبع وعشرين ومائتين.
علي بن الجعدهو مولى أم سلمة المخزومية امرأة أبي العباس أمير المؤمنين، ولد سنة ست وثلاثين ومائة، ومات ببغداد سنة ثلاثين ومائتين وفيها مات عبد الله بن طاهر.
عبد المنعمهو عبد المنعم بن إدريس بن سنان ابن ابنة وهب بن منبه، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين وقد بلغ مائة سنة أو قاربها وعمي.
أبو نعيمهو الفضل بن دكين بن حماد مولى لآل طلحة بن عبيد الله التيمي وتوفي بالكوفة سنة تسع عشرة ومائتين.
قبيصة بن عقبةيكنى أبا عامر من بني عامر بن صعصعة وتوفي بالكوفة سنة خمس عشرة ومائتين.
الحميدي صاحب ابن عيينةهو عبد الله بن الزبير المكي مات بمكة سنة تسع عشرة ومائتين.
سليمان بن حرب المواشيحيهو من الأزد أنفسهم ويكنى أبا أيوب وولي قضاء مكة ثم عزل فرجع إلى البصرة وتوفي بها سنة أربع وعشرين ومائتين وهو ابن أربع وثمانين سنة.
مسددهو مسدد بن مسرهد بن مسربل بن شريك الأسدي ويكنى أبا الحسن، وتوفي بالبصرة سنة ثمان وعشرين ومائتين، وفيها مات الحماني والعائشي.
أبو الربيع الزهرانيهو سليمان بن داود توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين وفيها توفي بالبصرة سليمان الشاذكوني، وفيها مات علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح المدني بسر من رأى.
شبابة بن سوار الفزاريهو مولى لفزارة ويكنى أبا عمرو، وكان مرجئاً وهو من أهل بغداد من أبناء خراسان فتحول إلى المدائن فنزل بها واعتزل، ثم خرج إلى مكة فأقام بها حتى مات وكان شديداً على الرافضة كثير اللهج بذكرهم.
مرحوم العطارحدثني عبد الرحمن عن عمه، قال: سألت مرحوماً العطار كيف وقع أبوك بالشام؟ فقال: أهداه مسلم بن عمرو في وصفاء إلى معاوية. قال: وحدثني عن أبيه عن سادن بيت المقدس عن عمر أنه قال للمؤذن: إذا أذنت فترسل وإذا أقمت فاهدر.
أصحاب القراءات

أبو جعفر المدني
هو يزيد بن القعقاع مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي عتاقة، وروى عن أبي هريرة وابن عمر وغيرهما، وتوفي في خلافة مروان بن محمد.
أبو عبد الرحمن السلميالكوفي: هو عبد الله بن حبيب من أصحاب علي كان مقرئاً ويحمل عنه الفقه.
شيبة بن نصاح
هو شيبة بن نصاح المدني بن سرجس بن يعقوب مولى أم سلمة، ولا نعلم أحدا
ً روى عن نصاح إلا ابنه شيبة، وكان شيبة إمام أهل المدينة في القراءة في دهره.
نافع المدني
هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، وكان قد قرأ على أبي ميمون مولى أم
سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. حدثني سهل عن الأصمعي عن نافع القارئ، أنه قال: أصلي من أصبهان.
طلحة بن مصرف
هو من همدان ويكنى أبا عبد الله، وكان قارئ أهل الكوفة، فلما رأى كثرة
الناس عليه كره ذلك ومشى إلى الأعمش فقرأ عليه فمال الناس إلى الأعمش وتركوا طلحة ومات سنة اثنتي عشرة ومائة.
الأعمشقد ذكرناه في أصحاب الحديث لأن الحديث كان أغلب عليه من القراءة ومات سنة ثمان وأربعين ومائة.
يحيى بن وثاب الكوفي
هو مولى لبني كاهل من بني أسد بن خزيمة وتوفي بالكوفة سنة ثلاث ومائة،
وذكروا أنه قرأ على عبيد بن نضلة صاحب عبد الله.
حمزة الزيات
هو حمزة بن حبيب بن عمارة، ويكنى أبا عمارة مولى لآل عكرمة بن ربعي
التيمي، وكان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان ويجلب من حلوان الجبن والجوز إلى الكوفة، ومات حمزة بحلوان سنة ست وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر.
عاصم بن أبي النجود

هو عاصم بن بهدلة مولى لبني جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن أسد ويكنى
أبا بكر، وروى عنه القراءة أبو بكر بن عياش وأبو عمر البزار واختلفا اختلافاً شديداً في حروف كثيرة، وكان عاصم قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش.
حميد الأعرج
هو حميد بن قيس مولى آل الزبير، وكان قارئ أهل مكة، وكان كثير الحديث
فارضاً حاسباً وقرأ على مجاهد وأخوه عمر بن قيس.
يحيى بن الحرث الذماري
هو منسوب إلى الذمار وذمار مخلاف من مخاليف اليمن، وكان يحيى عالما
ً بالقراءة يقرأ عليه، وكان قرأ على عبد الله بن عامر اليحصبي، وكان قليل الحديث، ومات سنة خمس وأربعين ومائة.
أبو عمرو بن العلاء
هو من أهل القراءة إلا أن الغريب والشعر أغلب عليه فذكرناه مع أصحاب
الغريب.
عيسى بن عمر
هو من أهل القراءة إلا أن الغريب والشعر أغلب عليه فذكرناه معهم.
العلاء بن عبد الرحمن الحرقي
هو من الحرقة، وكان يقرئ الناس والأغلب عليه الحديث، فذكرناه مع أصحاب
الحديث.
خلف بن هشام البزارسمع من شريك وأبي عوانة وحماد بن زيد حديثاً كثيراً غير أنه كان في القراءة أشهر وقرأ على سليم صاحب حمزة، وخالف حمزة في أشياء كثيرة، ومات ببغداد سنة تسع وعشرين ومائتين وكان من أهل فم الصلح.
أبو عبد الرحمن المقرئهو عبد الله بن يزيد، وكان مشهوراً بالحديث والقراءة فذكرناه في الموضعين، وكان من أهل البصرة، فانتقل إلى مكة ومات بها سنة ثلاث عشرة ومائتين.
عبد الله بن موسى العبسي
قرأ على عيسى بن عمر وعلى علي بن صالح بن حي، وكان يقرأ القرآن في مسجده،
والأغلب عليه الحديث فذكرناه مع أصحاب الحديث.
ابن أبي إسحاق المقرئ
هو عبد الله بن أبي إسحاق مولى الحضرميين، ومن ولده يعقوب الحضرمي المقري
بالبصرة، وكان عبد الله أخذ قراءته عن يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم.
هارون الأعورهو هارون بن موسى، وكان هارون يهودياً ثم أسلم، قال الأصمعي، قال هارون: كنت أقرأ ايذام بالعبرانية يعني آدم.
سلام القارئ
هو سلام بن سليمان ويكنى أبا المنذر.
قراءة الألحان
كان: أول من قرأ بالألحان
عبد الله بن أبي بكرةوكانت قراءته حزناً ليست على شيء من ألحان الغناء ولا الحداء، فورث ذلك عنه ابن ابنه عبد الله بن عمر بن عبد الله فهو الذي يقال له قراءة ابن عمر، وأخذ ذلك عنه الأباضي، وأخذ
سعيد العلافوأخوه عن الأباضي قراءة ابن عمر، وكان هارون الرشيد معجباً بقراءة سعيد العلاف وكان يحظيه ويعطيه ويعرف بقارئ أمير المؤمنين، وكان القراء كلهم: الهيثم وأبان وابن أعين وغيرهم يدخلون في القراءة من ألحان الغناء والحداء والرهبانية: فمنهم من كان يدس الشيء من ذلك دساً رقيقاً، ومنهم من كان يجهر بذلك حتى يسلخه. فمن ذلك قراءة.
الهيثمأما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر، سلخه من صوت الغناء كهيئة:
أم القطاة فإني سوف أنعتها ... نعتاً يوافق نعتي بعض ما فيها
وكان
ابن أعينيدخل الشيء ويخفيه حتى كان الترمذي محمد بن سعد فإنه قرأ على الأغاني المولدة المحدثة سلخها في القراءة بأعيانها.
النسابون وأصحاب الأخبار
دغفل النسابة
هو دغفل بن حنظلة السدوسي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه
شيئاً، ووفد على معاوية وأتاه قدامة بن جراد القريعي فنسبه دغفل حتى بلغ أباه الذي ولده، فقال: وولد جراد رجلين أما أحدهما فشاعر سفيه والآخر ناسك، فأيهما أنت؟ قال: أنا الشاعر السفيه وقد أصبت في نسبتي وكل أمري فأخبرني بأبي أنت متى أموت؟ قال: أما هذا فليس عندي وقتلته الأزارقة.
عبيد بن شرية الجرهميأدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئاً ووفد على معاوية فسأله عن الأخبار المتقدمة وملوك اليمن وسبب تبلبل الألسنة وافتراق الناس في البلاد، وعمر عمراً طويلاً.
ومن النسابين
البكري
وهو الذي روى عنه رؤبة بن العجاج أنه قال: إن للعلم هجنة ونكدا وآفة. قال الأصمعي: وكان نصرانياً.
ومن النسابين
ابن لسان الحمرة

الناسب وهو ورقاء بن الأشعر وكنيته أبو كلاب، وكان أنسب العرب وأعظمهم
بصراً.
ومنهم: عمير بن ضمضم وصالح الحنفي وابن الكيس النمري.
ومنهم:
ابن الكواء الناسبوهو عبد الله بن عمرو من بني يشكر وكان ناسباً عالماً كبيراً وفيه يقول مسكين الدارمي:
هلم إلى بني الكواء تقضوا ... بحكم بأنساب الرجال
وقيل لأبيه الكواء لأنه كوي في الجاهلية.
ومنهم:
شبيل بن عروة الضبعيكان راوية ناسباً عالماً بالغريب شاعراً وكان سبعين سنة رافضياً ثم صار بعد ذلك خارجياً ويكنى أبا عمرو ومات بالبصرة وله بها عقب.
ومنهم
الكلبي صاحب التفسير
وهو محمد بن السائب بن بشر الكلبي ويكنى أبا النضر، وكان جده بشر بن عمرو
وبنوه السائب وعبيد وعبد الرحمن شهدوا الجمل وصفين مع علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، وقتل السائب مع مصعب بن الزبير وشهد محمد بن السائب الكلبي الجماجم مع ابن الأشعث وكان نساباً عالماً بالتفسير وتوفي بالكوفة سنة ست وأربعين ومائة.
وابن الكلبي هشام بن محمد بن السائب كان أعلم الناس بالأنساب، قال ابن الكلبي عن أبيه قال: دخلت على ضرار بن عطارد من ولد حاجب بن زرارة بالكوفة، وإذا عنده رجل كأنه جرذ يتمرغ في الخز، فغمزني ضرار، فقال: سله ممن أنت. قال: فقلت: ممن أنت؟ قال: إن كنت نساباً فانسبني فإني من بني تميم، فابتدأت أنسب تميماً حتى بلغت إلى غالب أبيه فقلت: وولد غالب هماماً فاستوى جالساً فقال: والله ما سماني به أبواي إلا ساعة من نهار، فقلت: إني والله أعرف اليوم الذي سماك فيه أبوك الفرزدق، فقال: وأي يوم قلت بعثك في حاجة فخرجت تمشي وعليك مستقة لك. فقال: والله لكأنك فرزدق دهقان قرية قد سماها بالجبل، فقال: صدقت والله. ثم قال لي: أتروي شيئاً من شعري؟ فقلت: لا، ولكني أروي لجرير مائة قصيدة. فقال: تروي لابن المراغة، والله لأهجون كلباً سنة أو تروي لي كما رويت لجرير. فجعلت أختلف وأقرأ عليه النقائض خوفاً منه وما لي في شيء منها حاجة.
ومنهم:
مجالد بن سعيد بن عمير
من همدان: ويكنى أبا عمير كان الهيثم بن عدي يروي عنه ويكثر، ويروي مجالد
عن الشعبي وعن مسروق وكان نساباً، والأغلب عليه رواية الأخبار وكان يضعف في حديثه، وتوفي سنة أربع وأربعين ومائة، وكان عمير جد مجالد هو الذي يقال له ذو مران الهمداني، كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، وكان له ابن يقال له يزيد بن عمير قتله المختار يوم جبانة السبيع، وكان مجالد يقول كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جدي عندنا.
ومنهم
أبو مخنف الأزديوهو لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم، وكان صاحب أخبار وأنساب، والأخبار عليه أغلب، وجده مخنف بن سليم قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه.
ومنهم
ابن دأب
وهو عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب، وهو من كنانة من بني الشداخ، ويكنى أبا
الوليد، وله عقب بالبصرة، وأخوه يحيى بن يزيد وكان أبوهما يزيد أيضاً عالماً بأخبار العرب وأشعارها، وكان شاعراً أيضاً والأغلب على آل دأب الأخبار.
ومنهم
العتبيوهو محمد بن عبيد الله من ولد عتبة بن أبي سفيان بن حرب، والأغلب عليه الأخبار، وأكثر أخباره عن بني أمية وآبائه يروونها عن سعد القصير، وسعد القصير مولاهم، وكان ابن الزبير قتله بمكة، وكان العتبي شاعراً وأصيب ببنين له فكان يرثيهم، وكان مستهتراً بالشراب وهو يقول الشعر في عتبة، ومات سنة ثمان وعشرين ومائتين.
ومنهم
المداينيويكنى أبا الحسن وهو علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف والأغلب عليه رواية الأخبار.
ومنهم الهيثم بن عدي من طيء: وكان يرى رأي الخوارج وله عقب ببغداد، وولد قبل سنة ثلاثين ومائة. قال: أنا ردف في جنازة عبد الملك بن عمير، ومات عبد الملك في سنة ست وثلاثين ومائة، ومات الهيثم سنة تسع ومائتين.
ومنهم
ابن عياش
الذي يروي عنه الهيثم وهو عبد الله بن عياش ويعرف بالمنتوف لأنه كان ينتف
لحيته، وكان خاصاً بأبي جعفر المنصور.
ومنهم:
الشرقي بن قطامي

حدثني: سهل، قال: حدثني الأصمعي، قال: حدثني بعض الرواة قال: قلت للشرقي بن قطامي: ما كانت العرب تقول في صلاتها على موتاها؟ فقال: لا أدري فأكذب له فقلت كانوا يقولون:
ما كنت وكواكا ولا وانك ... رويدك حتى تبعث الخلق باعثه
قال: فإذا أنا به يوم الجمعة يحدث به في المقصورة.
رواة الشعر وأصحاب الغريب والنحو

أبو عمرو بن العلاء
بن عمار بن العريان وأخوه أبو سفيان بن العلاء بن عمار: أسماؤهم كناهما
وهما من خزاعي بن مازن بن ملك بن عمرو بن تميم، وفي أبي عمرو يقول الفرزدق:
ما زلت أفتح أبواباً وأغلقها ... حتى أتيت أبا عمرو بن عمار
ومات أبو عمرو بن العلاء سنة أربع وخمسين ومائة، وكانت وفاته في طريق الشام وذلك أنه خرج إليها يجتدي عبد الوهاب بن إبراهيم وله ولأخيه أبي سفيان عقب بالبصرة.
عيسى بن عمركان صاحب تقعير في كلامه واستعمال الغريب فيه، وفي قراءته وضربه عمر بن هبيرة بالسياط وهو يقول: والله إن كانت إلا أثياباً في أسيفاط قبضتها عشاروك، ومات سنة تسع وأربعين ومائة قبل أبي عمرو بخمس سنين أو ست.
يونس بن حبيبهو يونس بن حبيب مولى بني ضبة، ويكنى أبا عبد الرحمن، وكان النحو أغلب عليه ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة وهو ابن ثمان وثمانين سنة، ودخل المسجد يوماً وهو يهادى بين اثنين من الكبر فقال له رجل كان يتهمه على مودته: بلغت ما أرى. قال: هو الذي ترى فلا بلغته.
حماد الراويةهو حماد بن هرمز، وكان هرمز من سبي مكنف بن زيد الخيل، وكان ديلمياً يكنى أبى ليلى.
حدثني: أبو حاتم عن الأصمعي، قال: جالست حماداً الراوية فلم أجد عنده ثلاثمائة حرف ولم يرض روايته وكان قديماً.
أبو البلاد الكوفيكان من أروى أهل الكوفة وأعلمهم، وكان أعمى جيد اللسان، وهو مولى لعبد الله بن غطفان، وكان في زمن جرير والفرزدق.
عباد بن كسيبهو من بني عمرو بن جندب من بني العنبر يكنى أبا الخنساء، وكان راوية للشعر عالماً بأخبار العرب وله عقب.
الخليل بن أحمدهو صاحب العروض، وهو منسوب إلى اليحمد من الأزد من فخذ يقال لهم: الفراهيد، وكان ذكياً لطيفاً فطناً شاعراً وأنشدنا ابن هانئ صاحب الأخفش، قال: أنشدني الأخفش له:
واعمل بعلمي ولا تنظر إلى عملي ... ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري
وأنشد له أيضاً:
كفاه لم تخلقا للندى ... ولم يك بخلهما بدعة
فكف عن الخير مقبوضة ... كما نقصت ماية سبعة
وكف ثلاثة الافها ... وتسع مليئها شرعة
النضر بن شميل المروزيهو من بني مازن، وكان من أهل البصرة فانتقل إلى مرو وكان صاحب غريب وشعر ونحو وحديث ومعرفة بأيام الناس وفقه، وتوفي بخراسان سنة ثلاث ومائتين.
مؤرج
هو مؤرج بن عمرو سدوسي ويكنى أبا فيد ومات سنة خمس وتسعين ومائة.
ابن كنانة الكوفي
هو أبو يحيى محمد بن عبد الأعلى بن كنانة الأسدي من أنفسهم، وهو ابن أخت
إبراهيم بن أدهم الزاهد رضي الله تعالى عنه، وهو صاحب شعر وغريب وحديث وعلم بالنجوم على مذهب العرب، قد ألف فيها كتاباً وعلم أيام الناس وتوفي بالكوفة سنة سبع ومائتين.
أبو عبيدة
هو معمر بن المثنى مولى لتيم قريش، وكان الغريب أغلب عليه وأخبار العرب
وأيامهم، وكان مع معرفته ربما لم يقم البيت إذا أنشده حتى يكسره، ويخطئ إذا قرأ القرآن نظراً، وكان يبغض العرب وألف في مثالبها كتاباً، وكان يرى رأي الخوارج ومات سنة عشر ومائتين أو إحدى عشرة ومائتين وقد قارب المائتين.
الأصمعي
رحمة الله تعالى: هو عبد الملك بن قريب من باهلة من ولد الأصمع، وكان
أبوه قد رأى الحسن وجالسه، وكانت الرواية والمعاني أغلب عليه، وكان شديد التوقي لتفسير القرآن وحديث النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نعلم إنه كان يرفع إلا أحاديث يسيرة وصدوقاً في غير ذلك، من حديثه صاحب سنة ويكنى أبا سعيد وولد سنة ثلاث وعشرين ومائة وعمر نيفاً وتسعين سنة وله عقب.
خلف الأحمر

كان راوية عالماً بالغريب وشاعراً جيد الشعر كثيره لم يكن في نظرائه أحد يقول مثل شعره، وحدثني أبو حاتم عن الأصمعي قال: وكان خلف الأحمر مولى أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أعتقه وأعتق أبويه وكانا فرغانيين.
اليزيديهو عبد الرحمن بن المبارك، وكان معلماً قبالة دار أبي عمرو بن العلاء دهراً وله عقب. وقيل: يزيدي لأنه كان يؤدب ولد يزيد بن منصور الحميري.
سيبويه

هو عمرو بن عثمان، وكان النحو أغلب عليه، وكان قدم بغداد فجمع بينه وبين
أصحاب النحو فاستذل فرجع ومضى إلى بعض مدن فارس، فهلك هنالك وهو شاب.
وحدثني أبو حاتم، قال: حدثني أبو زيد، قال: كان سيبويه غلاماً يأتي مجلسي وله ذؤابتان، قال: وإذا سمعته يقول أخبرني من أثق بعربيته فإنما يريدني.
أبو زيد الأنصاري
هو سعيد بن أوس بن ثابت من الأنصار، وكانت اللغات والنوادر في الغريب
أغلب عليه، ويرى رأي القدر وعمر عمراً طويلاً حتى قارب المائة.
المفضل الضبي الراويةهو المفضل بن محمد بن ولد سالم بن أبي الضبي وكان كوفياً.
الكسائي
هو علي بن حمزة ويكنى أبا الحسن وكان شخص مع الرشيد إلى الري في خرجته
الأولى فمات هناك في السنة التي مات فيها محمد بن الحسن الفقيه، وكان مات بالري سنة تسع وثمانين ومائة.
الفراء
هو يحيى بن زياد وكان يكنى أبا زكريا ومات سنة سبع ومائتين في طريق مكة.
أبو عمرو الشيباني
هو إسحاق بن مرار من الرمادة بالكوفة وجاور شيبانياً فنسب إلى شيبان.
الأخفش الأصغر النحوي
هو سعيد بن مسعدة والنحو أغلب عليه، وكان أجلع والأجلع الذي شفته العليا
ناقصة لا يقدر أن يضمها، وحدثنا الرياشي قال: سمعت الأخفش يقول: كان سيبويه إذا وضع شيئاً من كتابه عرضه عليّ وهو يرى أني أعلم منه، وكان أعلم مني وأنا اليوم أعلم منه.
ابن الأعرابي
هو محمد بن زياد ويكنى أبا عبد الله وكان يذكر أنه ربيب المفضل الضبي
كانت أمه تحته.
أبو مهديةكان إعرابياً صاحب غريب يروي عنه البصريون، قال الأصمعي: هاجت به مرة فكنا نسقيه كل يوم قارورة خل، فجاء خلف الأحمر يوماً مع فتيان من قريش عليهم ثياب جياد، فقال: هات خلك يا أحمر، فشربه ثم أمسك في فيه آخر القارورة فمجه فملأ ثيابهم، وقال: اطلع النحويون في فمي فإذا له سعابيب واطلعت في النار فرأيت الشعراء لهم كصيص وإني لأرجو أن يغفر الله لجرير بما رفع عن نساب قيس إحسان عني كذا من أبيك يا سلطان.
أسماء المعلمين
أبو صالح صاحب الكلبي
كان يعلم الصبيان وأبو عبد الرحمن السلمي وكان مكفوفاً ومعبد الجهني القدري، قال سفيان بن عيينة: كان الضحاك بن مزاحم وعبد الله بن الحرث يعلمان ولا يأخذان أجراً.
ومنهم:
قيس بن سعدوعطاء بن أبي رباح وعبد الكريم أبو أمية وحسين المعلم وهو حسين بن ذكوان والقاسم بن مخيمرة الهمداني.
ومنهم:
الكميت بن زيدالشاعر.
حدثني أبو حاتم عن الأصمعي عن خلف الأحمر، قال: رأيت الكميت في مسجد الكوفة يعلم الصبيان.
ومنهم:
حبيب المعلم
مولى معقل بن يسار.
ومنهم:
عبد الحميد
كاتب بن أمية وأبو البيداء وأبو عبد الله كاتب الرسائل.
ومنهم:
الحجاج بن يوسفكان يعلم بالطائف واسمه كليب وأبوه يوسف أيضاً كان معلماً، وقال: مالك بن الريب في الحجاج:
فماذا عسى الحجاج يبلغ جهده ... إذا نحن جاوزنا حفير زياد
فلولا بنو مروان كان ابن يوسف ... كما كان عبداً من عبيد أياد
زمان هو العبد المقر بذله ... يراوح غلمان القرى ويغادي
وقال آخر فيه:
أينسى كليب زمان الهزال ... وتعليمه سورة الكوثر
رغيف له فلكة ماترى ... وآخر كالقمر الأزهر
يريد أن خبز المعلم مختلف.
ومن المعلمين
علقمة بن أبي علقمة
مولى عائشة كان يروي عنه مالك بن أنس، وكان له مكتب يعلم فيه العربية
والنحو والعروض ومات في خلافة المنصور.
ومن المعلمين:
أبو معاوية النحوي

واسمه شيبان بن عبد الرحمن مولى لبني تميم، وكان يؤدب ولد داود بن علي،
وكان محدثاً.
أبو سعيد المؤدب
واسمه محمد بن مسلم بن أبي الوضاح من قضاعة، ضمه المنصور إلى المهدي ثم
ضم بعده إليه سفيان بن حسين، وكان أبو سعيد يروي عن سالم الأفطس وخصيف وعلي بن بذيمة وهشام بن عروة والأعمش.
ومن المعلمين:
أبو إسماعيل المؤدبإبراهيم بن سليمان وكان محدثاً أيضاً.
ومنهم:
أبو عبيد القاسم بن سلاممولى للأزد من أبناء أهل خراسان، كان مؤذناً وولي قضاء طرسوس أيام ثابت بن نصر بن مالك ولم يزل معه ومع ولده، وحج بعد قدومه بغداد وبعد أن صنف ما صنف من كتبه فتوفي بمكة سنة أربع وعشرين ومائتين.
المتهاجرون
سعد بن أبي وقاص
عمار بن ياسر
كان مهاجراً لعمار بن ياسر حتى هلكا. وقال له سعد: إن كنا لنعدك من أفاضل أصحاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى إذا لم يبق من عمرك إلا ظمء الحمار أخرجت ربقة الإسلام من عنقك. ثم قال له: أيما أحب إليك مودة على دخل أو مصارمة جميلة؟ قال: بل مصارمة جميلة. فقال: لله عليّ أن لا أكلمك أبداً. وعائشة كانت مهاجرة لحفصة حتى ماتتا. وكان.
عثمان بن عفان
عبد الرحمن بن عوف
مهاجراً لعبد الرحمن بن عوف حتى ماتا. وكان طاوس مهاجراً لوهب بن منبه إلى أن ماتا.
وهب بن منبه وطاوسوجرى بين الحسن وابن سيرين شيء فمات الحسن ولم يشهد ابن سيرين جنازته.
سعيد بن المسيبهجره أباه فلم يكلمه إلى أن مات وكان أبوه زياتاً وكان الثوري يتعلم من ابن أبي ليلى فمات ابن أبي ليلى فلم يشهد الثوري جنازته.
الأوائل
المغيرة بن شعبة
حدثني زيد بن أخزم ، قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا المغيرة، قال: سمعت سماك بن سلمة يقول: أول من سلم عليه بالأمرة المغيرة بن شعبة.
الأشعث بن قيسحدثنا زيد بن أخزم، قال: حدثنا كثير بن هشام عن فرات عن ميمون بن مهران، قال: أول من مشت معه الرجال وهو راكب الأشعث بن قيس.
أبو سيار العدوانيقال أبو اليقظان وغيره: أول من سن الدية مائة من الإبل أبو سيارة العدواني الذي كان يفيض بالناس من المزدلفة.
ويقال: إن أول من سن ذلك عبد المطلب فأخذ به قريش والعرب وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام.
قالوا:
الوليد بن المغيرةأول من خلع نعليه لدخول الكعبة في الجاهلية. فخلع الناس نعالهم في الإسلام وأول من قضى بالقسامة في الجاهلية فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام وأول من حرم الخمر على نفسه في الجاهلية، وأول من قطع في السرقة في الجاهلية فقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام، وكانوا يقولون في الجاهلية لا وثوبي الوليد الخلق منهما والجديد.
النبي موسىوقال وهب بن منبه: الحكم بالقسامة أوحاه الله إلى موسى في كل قتيل وجد بين قريتين أو محلتين فلم تزل بنو إسرائيل تحكم بها وقضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
النبي إدريسقال وهب: أول من خط بالقلم إدريس وهو أول من خاط الثياب ولبسها، وكان من قبله يلبسون الجلود.
مرامر بن مرةوحدثني سهل بن محمد عن الأصمعي أو غيره، قال: أول من كتب بالعربية مرامر بن مرة من أهل الأنبار، ومن الأنبار انتشرت في الناس، قال: وقال الأصمعي: ذكروا أن قريشاً سئلوا: من أين لكم الكتاب؟ قالوا: من أهل الحيرة. وقيل لأهل الحيرة: من أين لكم الكتاب؟ قالوا: من الأنبار. وقال غيره: كان بشر بن عبد الله العبادي علم أبا سفيان بن أمية وأبا قيس بن عبد مناف بن زهرة الكتاب فعلما أهل مكة.
عامر بن الظربقالوا: وأول من حكم في الخنثى باتباع المبال عامر بن الظرب العدواني فجرى في الإسلام وهو الذي قال لابنته: إذا أنكرت من فهمي شيئاً عند الحكم فاقرعي لي المجن بالعصا، فقال المتلمس:
لذي الحكم قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علم الإنسان إلا ليعلما
وقد يقال: إن ذا الحكم صيفي أبو أكثم. وقيل: عمرو بن حممة الدوسي وكان من المعمرين.

قالوا: وأول من خضب بالسواد من أهل مكة عبد المطلب بن هشام، وكان رجل من حمير خضبه بذلك باليمن وزوده بالوسمة وأول من عمل المحامل وحمل فيها الحجاج بن يوسف، وأول من اتخذ المقصورة في المسجد معاوية وذلك أنه أبصر على منبره كلباً وأول من نقش بالعربية على الدراهم عبد الملك بن مروان، وأول من أرخ الكتب وختم على الطين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، وأول من لبس طيلساناً بالمدينة جبير بن مطعم، وأول من لبس الخفاف الساذجة بالبصرة وثياب الكتان زياد بن أبي سفيان، وأول من لبس الخز وقور الطاروني من العرب عبد الله بن عامر، وأول من لبس الدراريع السود المختار بن أبي عبيد، فقال الناس لبس الأمير جلد دب، وأول من عمل الصابون سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام، وأول من عمل القراطيس يوسف النبي عليه السلام، وأول من عمل الخبز الرقاق نمروذ، وأول من حذا النعال جذيمة الأبرش بن مالك، وهو أول من وضع المنجنيق وأدلج من الملوك ورفع له الشمع، وكان ينادم الفرقدين ذهاباً بنفسه، وكان يشرب قدحاً ويصب لكل نجم قدحاً في الأرض حتى نادمه مالك وعقيل، وأول رأس حمل من بلد إلى بلد رأس عمرو بن الحمق الخزاعي وقد ذكرنا قصته، وقال مجاهد: رأى النبي صلى الله عليه وسلم ركباً ولهم حاد يحدو بهم فقال: ممن القوم؟ فقالوا: من مضر. فقال: ما لحاديكم؟ فقال رجل منهم: إن أول من حدا لنحن. قال: وما ذاك؟ قال: كان رجل منا في إبلة أيام الربيع فأمر غلاماً له ببعض أمره فاستبطأه فضربه بالعصا فجعل ينشد في الإبل ويقول: يا يداه يا يداه. فقالوا له: الزم الزم فاستفتح الناس الحداء مذ ذاك، وأول من عمل له النعش زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكانت خليقة، فقالت أسماء بنت عميس: قد رأيت بالحبشة نعوشاً لموتاهم فعملت نعشاً لزينب. فقال عمر لما رآه: نعم خباء الظعينة. وكان الناس يهرولون في الجنائز فلما مات عثمان بن أبي العاص مشى في جنازته فهو أول من مشي في جنازته، وأول من قطع نهر بلخ من العرب سعيد بن عثمان بن عفان، وأكثر العرب فداء حاجب بن زرارة فدى نفسه بألف بعير، وكان مالك ذو الرقيبة القشيري أسره يوم جبلة، وقيل له ذو الرقيبة لأنه كان أوقص، ثم من بعده الربيع بن مسعود الكلبي فدى نفسه بخمسمائة بعير، وكان الحرث بن زهير بن جذيمة العبسي أسره، وقال: من يفتخر من أهل اليمن الأشعث بن قيس أكثر العرب كلها فداء، أسرته مذحج فافتدي بثلاثة آلاف بعير، وإنما كان فداء الملوك ألف ناقة ففدى نفسه بديات ثلاثة ملوك، قال عمرو بن معد يكرب:
فكان فداؤه ألفي قلوص ... وألفا من طريفات وتلد
عبد الله بن عامروأول من ضرب بسيفه باب القسطنطينية وأذن في بلاد الروم عبد الله بن طيب من بني عامر بن صعصعة، وكان مع مسلمة فأراد قيصر قتله، فقال: والله لئن قتلتني لا تبق بيعة في بلاد الإسلام إلا هدمت. وأول امرأة قطعت يدها في السرقة ابنة سفيان بن عبد الأسد من بني مخزوم قطعها النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: " لو كانت فاطمة لقطعتها " . ومن الرجال: الجبار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف سرق فقطعت يده، ولا أدري أهو أولهم أم لا.، وقطع النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً يد عمرو بن سمرة وهو أخو عبد الرحمن بن سمرة في سرقة، وأول من سمي يحيى: يحيى بن زكريا عليهما السلام، وأول من سمي في الإسلام عبد الملك: عبد الملك بن مروان، ولم يكن قبل النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية أحد اسمه محمد إلا محمد بن أحيحة بن الجلاح، وهو أخو عبد المطلب لأمه، ومحمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ومحمد بن سواة بن جشم بن سعد، ولم يكن في الجاهلية أحد يكنى أبا علي غير قيس بن عاصم وعامر بن الطفيل، قال أنس بن مالك: باع النبي صلى الله عليه وسلم حلساً وقدحاً فيمن يزيد، وأول من قص عبيد بن عمير بن قتادة الليثي بمكة، ويقال: إن أول من قص الأسود بن سريع التميمي، وكان من الصحابة وكان يقول في قصصه في الميت:
إن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... وإلا فإني لا أخالك ناجيا

فسرقه الفرزدق وأول من جمع في الإسلام يوم الجمعة مصعب بن عمير بن هاشم بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، وكان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع المسلمين يوم الجمعة بالمدينة وكانوا اثني عشر رجلاً وذبح يومئذ شاة.
عبيد الله بن أبي بكرةوروى أبو هلال عن أبي حمزة، قال: أول من رأيناه بالبصرة يتوضأ بالماء عبيد الله بن أبي بكرة، فقلنا: انظروا إلى هذا الحبشي يلوط استه، يعني يستنجي بالماء، وأول مولود ولد بالبصرة عبد الرحمن بن أبي بكرة فنحروا يومئذ جزوراً بالخريبة فأطعم أهل البصرة وكفتوا. وكانوا يومئذ قدر ثلاثمائة.
معاوية بن ثوروأول مولود بالكوفة معاوية بن ثور من بني البكاء من بني عامر بن ربيعة، وأول من رشا في الإسلام المغيرة بن شعبة، وقال: ربما عرق الدرهم في يدي أرفعه ليرفا ليسهل أذني على عمر. وأول من اتخذ الجمارات وحملها على الحمر أم جعفر، وأول رامي في سبيل الله سعد بن أبي وقاص، وقال:
وما يعتد رام في عدو ... بسهم يا رسول الله قبلي
عبد الله بن نوفلوأول قاض بالمدينة عبد الله بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وكان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقال أبو هريرة: هذا أول قاض رأيته في الإسلام،
سلمان بن ربيعةوأول قاض بالعراق سلمان بن ربيعة بالمدائن، وأول قاض قضى بالكوفة أبو قرة الكندي واسمه كنيته، اختط الناس بالكوفة وأبو قرة قاضيهم، ثم استقضى عمر شريح بن الحرث الكندي بعده فقضى خمساً وسبعين سنة، وأول قاض قضى على البصرة كعب بن سوار الأزدي استقضاء عمر، وأول قرية بنيت على الأرض بعد الطوفان قرية بقردى تسمى سوق ثمانين ابتناها نوح عليه الصلاة والسلام وجعل لكل رجل آمن معه بيتاً وكانوا ثمانين فهي إلى الآن تسمى سوق ثمانين.
ذكر المساجد

الكعبة
ذكر وهب بن منبه أن الله تبارك وتعالى لما أهبط آدم إلى الأرض حزن واشتد بكاؤه على الجنة، فعزاه الله بخيمة من خيام الجنة فوضعها له بمكة في موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة، وكانت الخيمة ياقوتة حمراء من ياقوت الجنة، فيها قناديل من ذهب من تبر الجنة، ونزل معها لركن يومئذ وهو ياقوتة بيضاء، وكان كرسياً لآدم يجلس عليه، فلما كان الغرق زمن نوح عليه السلام رفع ومكثت الأرض خراباً ألفي سنة حتى أمر تبارك وتعالى إبراهيم أن يبني بيته، فجاءت السكينة كأنها سحابة فيها رأس يتكلم له وجه كوجه الإنسان، فقالت: يا إبراهيم خذ ظلي فابن عليه، فبنى هو وإسماعيل البيت ولم يجعل له سقفاً وحرس الله آدم والبيت بالملائكة، فالحرم مقام الملائكة يومئذ، ولم تزل خيمة آدم عليه السلام إلى أن قبض، ثم رفعها الله إليه وبنى بنو آدم من بعده في موضعها بيتاً من الطين والحجارة، ثم نسفه الغرق فعفى مكانه حتى ابتعث الله تعالى إبراهيم عليه السلام وحفر عن قواعده وبناه على ظل الغمامة فهو أول بيت وضع للناس وأول من كساه الأنطاع والبرود اليمانية أسعد أبو كرب الحميري، فقال:
وكسونا البيت الذي حرم الله ... ملاء معضداً وبرودا
وبنته قريش قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين، وبناه عبد الله بن الزبير بعد ما بويع له بالخلافة، فلما قتل ابن الزبير نقض الحجاج بنيان ابن الزبير وبناه على الأساس الأول، ثم وسع مسجد الكعبة أبو جعفر المنصور سنة ولي الخلافة، ثم زاد فيه المهدي سنة ستين ومائة.
حدثني أبو حاتم عن الأصمعي عن عمر بن قيس، قال: في البيت من الحجر سبع أذرع وأصابع، أو قال: وإصبعان، قال: وقال الأصمعي، قال أبو غزارة: الحجر الأسود على قدر الجدر، يعني ركن الكعبة الذي عند الملتزم، وحدثني عنه، عن الأعمش عن مجاهد، قال: المسعى ما بين دار عباد إلى بئر ابن مطعم، ولكن الناس حفوه بالبناء، قال: غير واحد ذرع الكعبة أربعمائة وتسعون ذراعاً مكسورة، وذكر قوم أن أبي بن سالم الكلبي ورد مكة وقريش تبني البيت وتشاجروا في إخراج النفقة، فسألهم أن يولوه ركناً من أركانه فولوه الربع الذي فيه الركن اليماني فبناه، فسمي اليماني، وقال شاعرهم:
لنا أيمن البيت الذي تعبدونه ... وراثة ما بقي أبي بن سالم

وأكثر الناس على أنه سمي يمانياً لأنه من شق اليمن والمؤذنون فيه ولد أبي محذورة.
البيت المقدسذكر وهب أن إسحاق بن إبراهيم النبي عليهما السلام أمر يعقوب ابنه أن ينكح امرأة من الكنعانيين، وأن ينكح من بنات خاله لأبان بن ناهر بن آزر، وكان مسكنه الفران، فتوجه إليه يعقوب فأدركه الليل في بعض الطريق فبات متوسداً حجراً فرأى فيما يرى النائم سلماً منصوباً إلى باب من أبواب السماء عند رأسه، والملائكة تنزل منه وتعرج فيه، وأوحى الله تبارك وتعالى إني أنا الله لا إله إلا أنا إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، وقد ورثتك هذه الأرض المقدسة وذريتك وباركت فيك وفيهم، وجعلت فيكم الكتاب والحكمة والنبوة، ثم أنا معك حتى أردك إلى هذا المكان وأجعله بيتاً تعبدني فيه وذريتك فيقال: إنه بيت المقدس، وبناه داود وأتمه سليمان عليهما السلام، ثم خربه بختنصر، فمر به شعيب فرآه خراباً والقرية فقال: أنى يحيي الله هذه بعد موتها فأماته الله مائة عام وابتناه ملك من ملوك فارس يقال له كورش.
مسجد المدينةروى إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن نافع، أن عبد الله بن علي أخبره أن المسجد يعني مسجد المدينة كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنياً بلبن وسقفه الجريد وعمده خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئاً، وزاد فيه عمر، ثم غيره عثمان؛ فزاد فيه زيادة كثيرة وبنى جداره بالحجارة المنقوشة وبالفضة وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج، ووسعه المهدي سنة ستين ومائة وزاد فيه المأمون زيادة كثيرة ووسعه، والمؤذنون فيه من ولد سعد القرظ مولى عمار بن ياسر، وقرأت على موضع زيادة المأمون أمر عبد الله عبد الله بعمارة مسجد رسول الله سنة اثنتين ومائتين طلب ثواب الله وطلب جزاء الله وطلب كرامة الله، فإن الله عنده ثواب الدنيا والآخرة، وكان الله سميعاً بصيراً، أمر عبد الله عبد الله بتقوى الله ومراقبته وبصلة الرحم والعمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتعظيم ما صغر الجبابرة من حقوق الله وإحياء ما أماتوا من العدل وتصغير ما عظموا من العدوان والجور، وأن يطاع الله ويطاع من أطاع الله ويعصى من عصى الله، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله والتسوية بينهم في فيئهم، ووضع الأخماس مواضعها.
البصرة ومسجدها وأنهارهاأول من مصر البصرة عتبة بن غزوان بن ياسر من الصحابة، اختطها سنة أربع عشرة ومر بموضع المربد فوجد فيه الكلدان الغليظ فقال: هذا هو البصرة انزلوها باسم الله، فبنى المسجد الجامع بقصب بأمر عمر بن الخطاب، ثم بناه ابن عامر باللبن لعثمان وبناه زياد بالآجر لمعاوية وبنى جنبتيه وأتمه عبيد الله بن زياد، والمؤذنون فيه ولد المنذر بن حسان العبدي، وكان مؤذن عبيد الله بن زياد فبقي ولده يؤذنون في المسجد. ونهر معقل منسوب إلى معقل بن يسار من الصحابة، وشاطئ عثمان هو إقطاع عثمان بن عفان بن أبي العاص الثقفي فأحياه واستخرجه، ونهر عدي منسوب إلى عدي بن أرطأة، ونهر ابن عمر منسوب إلى عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، وهو كان احتفره ونهر أم عبد الله منسوب إلى أم عبد الله بن عامر بن كرز، ونهر مرة منسوب إلى مرة بن أبي عثمان مولى عبد الرحمن بن أبي بكر بن الصديق، وكانت عائشة كتبت إلى زياد بالوصاة به فأقطعه ذلك النهر، قال: فيزيد الرشك قست البصرة في ولاية خالد بن عبد الله القسري فوجدت طولها فرسخين وعرضها فرسخين غير دانق.
الكوفة ومسجدهالما نزل المسلمون المدائن وطال بها مكثهم وآذاهم الغبار والذباب، كتب عمر إلى سعد في بعثه رواداً يرتادون منزلاً برياً بحرياً، فإن العرب لا يصلحها من البلدان إلا ما أصلح الشاة والبعير فسأل من قبله عن هذه الصفة فأشار عليه من رأى العراق من وجوه العرب باللسان وهو ظهر الكوفة، وكانت العرب تقول: أدلع البر لسانه في الريف، فما كان يلي الفرات منه فهو الملطاط، وما كان يلي الطين منه فهو النجاف، فكتب عمر إلى سعد يأمره به، وكان نزولهم الكوفة سنة سبع عشرة، فالبصرة أقدم منها بثلاث سنين. وزياد بن أبي سفيان هو باني مسجد الكوفة، وروي في بعض الحديث أن موضع مسجدها فار التنور.
مسجد دمشقوبنى مسجد دمشق الوليد بن عبد الملك سنة ثمان وثمانين.
جزيرة العرب وفتوحها

قال الأصمعي: هي من أقصى عدن أبين إلى ريف العراق في الطول. وأما العرض فمن جدة وما والاها من ساحل البحر إلى أطرار الشام، هكذا ذكر أبو عبيدة عنه.
وحدثنا الرياشي عنه أنه قال: جزيرة العرب ما بين نجران والعذيب، وقال أبو عبيدة: جزيرة العرب ما بين حفر أبي موسى إلى أقصى اليمن في الطول وفي العرض ما بين رمل سبرين إلى السماوة.
السوادهما سوادان سواد البصرة وسواد الكوفة. فأما سواد البصرة فالأهواز ودست ميسان وفارس. وأما سواد الكوفة فكسكر إلى الزاب وحلوان إلى القادسية.
الجزيرةما بين دجلة والفرات والموصل من الجزيرة.
نجد وتهامة والحجازحدثنا الرياشي عن الأصمعي، قال: إذا خلفت الحجاز مصعداً فقد أنجدت، فلا تزال في نجد حتى تنحدر في ثنايا ذات عرق، فإذا فعلت ذلك فقد أتهمت إلى البحر، وإذا عرضت لك الحرار وأنت تنحدر فتلك الحجاز، وإذا تصوبت من ثنايا العرج واستقبلك الأراك والمرخ فقد أتهمت وإنما سمي حجازاً لأنه يحجز بين نجد وتهامة، قال محمد بن عبد الملك الأسدي: حد الحجاز الأول بطن نخل وأعلى رمة وظهر حرة ليلى، والحد الثاني مما يلي الشام شغب وبداء، والحد الثالث مما يلي تهامة بدر والسقيا ورهاط وعكاظ، والحد الرابع ساية وودان، ثم ينحدر إلى الحد الأول بطن نخل.
الفتوح

خراسان
أما خراسان فافتتحت في خلافة عثمان بن عفان صلحاً على يدي عبد الله بن عامر بن كريز، وكان منتهى ما افتتح منها في خلافة عثمان مرو ومرو الروز.
وأما ما وراءهما فإنه افتتح بعد عثمان على يدي سعيد بن عثمان بن عفان لمعاوية صلحاً.
سمرقندوكش ونسف وبخارى، وبعد ذلك على يدي المهلب بن أبي صفرة وقتيبة بن مسلم طبرستان وجرجان والري.
فأما الري فإن أبا موسى الأشعري افتتحها في خلافة عثمان بن عفان صلحاً.
وأما
طبرستانففتحها سعيد بن العاص في ولاية عثمان صلحاً ثم فتحها عمرو بن العلاء والطالقان ودنباوند سنة سبع وخمسين مائة.
وأما
جرجانفافتتحها يزيد بن المهلب في خلافة سليمان بن عبد الملك سنة ثمان وتسعين.
كرمان وسجستانوأما كرمان وسجستان ففتحهما عبد الله بن عامر بن كريز في خلافة عثمان صلحاً.
الجبلوأما الجبل فإنه افتتح كله عنوة في وقعة جلولاء ونهاوند على يدي سعد والنعمان بن مقرن.
الأهواز وفارس وأصبهان: وأما الأهواز وفارس وأصبهان فافتتحت عنوة لعمر على يدي أبي موسى وعثمان بن أبي العاص وعتبة بن غزوان، وكان فتح أصبهان على يدي أبي موسى خاصة.
السوادوأما السواد فإنه افتتح كله عنوة على يدي سعد في خلافة عمر.
الجزيرةوأما الجزيرة فإنها فتحت صلحاً على يدي عياض بن غنم
الشاموأما الشام فإن أجنادين منها افتتح صلحاً على خلافة أبي بكر، وافتتح عمر بن الخطاب بيت المقدس ومدن الشام كلها افتتحت صلحاً دون أراضيها لعمر.
وأما أرضوها فعنوة على يدي يزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وأبي عبيدة وخالد بن الوليد.
مصروأما مصر ففتحت صلحاً على يدي عمرو بن العاص.
المغربمن المغرب ما افتتحه عبد الله بن سعد بن أبي سرح لعثمان وهو أفريقية افتتحها عنوة والثغور، وقيسارية افتتحها معاوية عنوة لعمر.
الأندلسافتتحها طارق بن زياد مولى موسى بن نصير اللخمي سنة اثنتين وتسعين.
هجر واليمامة والبحرينأما هجر والبحرين فإنهم أدوا الجزية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك دومة الجندل وأذرح.
وأما اليمامة فافتتحها أبو بكر رضي الله تعالى عنه.
الهندوأما أرض الهند فافتتحها القاسم بن محمد الثقفي في سنة ثلاث وتسعين.
تسمية من ولي العراقوأول من جمع له المصران الكوفة والبصرة زياد ثم ابنه عبيد الله ومصعب بن الزبير وبشر بن مروان والحجاج بن يوسف ويزيد بن المهلب ومسلمة بن عبد الملك وعمر بن هبيرة الفزاري وخالد بن عبد الله القسري ويوسف بن عمر الثقفي وعبد الله بن عمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عمر بن هبيرة ولم يجمع العراقان لأحد بعد هؤلاء.
فرق ما بين المهاجرين الأولين والآخرين

حدثني محمد بن عبيد عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي قال: المهاجرون الأولون من أدرك بيعة الرضوان. وسأل قتادة وأبو هلال سعيد بن المسيب عن فرق ما بين المهاجرين الأولين والآخرين فقال من صلى إلى القبلتين فهو من المهاجرين الأولين.
معرفة المخضرمينحدثني عبد الرحمن عن الأصمعي قال: أسلم قوم على إبل فقطعوا آذانها فسمي كل من أدرك الإسلام والجاهلية مخضرماً، وإنما يكون مخضرماً إذا أدرك الإسلام وهو كبير فلم يسلم إلا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إضعاف الصدقة على نصارى تغلبقالوا إنما أضعفت الصدقة على نصارى بني تغلب، لأن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أراد أخذ الجزية منهم فانطلقوا هاربين، فقال له زرعة بن النعمان أو النعمان بن زرعة التغلبي: أنشدك الله فيهم فإنهم قوم عرب يأنفون من الجزية، وهم قوم لهم نكاية فلا تعن عدوك عليك. فأضعف عليهم الصدقة وشرط عليهم أن لا ينصروا أولادهم.
صناعات الأشرافكان أبو طالب يبيع العطر وربما باع البر وكان أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه بزازاً، وكان عثمان بزازاً، وكان طلحة بزازاً، وكان عبد الرحمن بن عوف بزازاً، وكان سعد بن أبي وقاص يبري النبل، وكان العوام أبو الزبير خياطاً، وكان ابن الزبير جزاراً، وكان عمرو بن العاص جزاراً، وكان العاص بن هشام أخو أبي جهل حداداً، وكان عامر بن كريز جزاراً، وكان الوليد بن المغيرة حداداً، وكان عقبة بن أبي معيط خماراً، وكان عثمان بن طلحة الذي دفع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح البيت خياطاً، وكان قيس بن مخرمة خياطاً، وكان أبو سفيان بن حرب يبيع الزيت والأدم، وكان عتبة بن أبي وقاص نجاراً، وكان أمية بن خلف يبيع البرم، وكان عبد الله بن جدعان نخاساً له جوار يساعين ويبيع أولادهن، وكان العاص بن وائل أبو عمرو بن العاص يعالج الخيل والإبل، وكان النضر بن الحرث بن كلدة يغني بالعود، وكان الحكم بن أبي العاص أبو مروان بن الحكم كذلك، وكذلك حريث بن عمرو وأبو عمرو بن حريث، وكذلك قيس الفهري أبو الضحاك بن قيس، وكذلك معمر بن عثمان جد عمر بن عبيد الله بن معمر، وكذلك سيرين أبو محمد بن سيرين. قال ابن الحسن المدائني: كان يزيد بن المهلب اتخذ بستاناً في داره بخراسان، فلما ولي قتيبة بن مسلم جعله لإبله فقال له مرزبان مروان هذا كان بستاناً وقد جعلته لإبلك، فقال قتيبة: إن أبي كان أشتريان يعني جمالاً، وأبو يزيد كان بستانياً، وكان محمد بن سيرين بزازاً، وكان مجمع الزاهد حائكاً، وكان أيوب يبيع جلود السختيان فنسب إليها، وكان المسيب أبو سعيد بن المسيب زياتاً، وكان ميمون بن مهران بزازاً، وكان مالك بن دينار وراقاً يكتب المصاحف، وكان أبو حنيفة صاحب الرأي خزازاً.
أهل العاهاتعطاء بن أبي رباح: كان أسود أعور أشل أفطس أعرج ثم عمي بعد ذلك.
أبان بن عثمان بن عفان: كان أصم شديد الصمم وكان أبرص يخضب البرص من بدنه ولا يخضبه في وججه، وكان مفلوجاً ويقال في المدينة أصابك الله بفالج أبان، وذلك لشدته وكان أحول.
مسروق بن الأجدع: كان أحدب أشل من جراحة كانت أصابته يوم القادسية، وفلج أيضاً.
الأحنف بن قيس: كان أعور، يقال: ذهبت عينه بسمرقند، ويقال: بل ذهبت بالجدري، أحنف الرجل يطأ على وحشيها متراكب الأسنان صال الرأس مائل الذقن خفيف العارضين.
أبو الأسود الديلي: كان أعرج مفلوجاً أبخر.
عمرو بن عمرو بن عدس من بني دارم: كان فارسهم، وكان أبرص أبخر فيقال لولده، أفواه الكلاب.
الأقرع بن حابس: كان أعرج أقرع الرأس ولذلك سمي الأقرع.
عبيدة السلماني: كان أصم أعور.
البرصأنس بن مالك: كان بوجهه برص، وذكر قوم أن علياً رضي الله عنه سأله عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " فقال: كبرت سني ونسيت. فقال علي: إن كنت كاذباً فضربك الله ببيضاء لا تواريها العمامة. قال أبو محمد: ليس لهذا أصل.
بلعاء بن قيس: كان أبرص، وكان يقول سيف الله جلاه. جذيمة الأبرش وكنى عن الأبرص بالأبرش.
يربوع بن حنظلة بن مالك: كان أبرص ويقال لولده بنو الأبرص. قال الشاعر:
كان بنو الأبرص فرسانها ... فأدركوا الأحدث والأقدما

السفاح التغلبي: كان أبرص وقام يخطب في حرب بكر وتغلب فضرط، فقال كل أبلق ضروط.
المغيرة بن حنبا الشاعر: كان أبرص وهو القائل:
إني امرؤ حنظلي حين تنسبني ... لا، م العتيك ولا أخوالي العرق
لا تحسبن بياضاً في منقصة ... إن اللهاميم في أقرابها بلق
الربيع بن زياد العبسي: كان أبرص، وله قال لبيد:
مهلاً أبيت اللعن لا تأكل معه ... إن استه من برص ملمعه
قشير بن كعب: كان أبرص، ولذلك قيل له قشيرة.
سعد بن حارثة بن لام الطائي: كان أبرص.
ضمرة بن ضمرة بن جابر: كان أبرص، وكان يقال له شقة بن ضمرة، فسماه النعمان ضمرة.
الأبيض بن مجاشع بن دارم: كان أبرص.
الحرب بن حلزة الشاعر: كان أبرص.
شمر بن ذي الجوشن الضبابي: أحد قتلة الحسين بن علي رضي الله عنه، ولعن قاتله كان أبرص.
عبد الرحمن بن عبد الله القشيري: عامل عمر بن عبد العزيز على خراسان كان أبرص.
أيمن بن خريم: كان مع عبد العزيز بن مروان كان أبرص.
الحسن بن قحطبة: كان أبرص.
عبد الوارث بن سعيد المحدث: أبرص.
عبد الله بن داود المحدث: أبرص.
العرجأبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. معاذ بن جبل. الحوفزان بن شرك. عبد الله بن جدعان الليثي. عمرو بن الجموح. زياد بن خصفة. الربيع بن مسعود الكلبي. عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب. علقمة بن قيس صاحب عبد الله بن مسعود. قال الشعبي: قاتل علقمة يوم صفين حتى عرج. رشيد الهجري. سعيد بن أبي عروبة. إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله. أبو حازم المدني. الغمر بن يزيد بن عبد الملك. عبد الله بن رجاء المحدث. وكان ينزل مكة. مجالد بن مسعود من الصحابة.
الصمعبيدة السلماني. محمد بن سيرين. عبد الله بن يزيد بن هرمز مولى الدوسيين أصم شديد الصمم. الكميت الشاعر كان أصم أصلخ لا يسمع شيئاً.
الجدععمار بن ياسر قطعت يده يوم اليمامة. المرقش الأكبر أجدع الأنف أكل السبع أنفه.
الجذمىأبو قلابة كان مجذوماً. ومعيقيب الذي كان على خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مجذوماً.
الحولأبو جهل بن هشام. أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم. أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة. سمرة بن جندب. عروة بن المغيرة بن سعبة. أبو بكر بن أبي موسى الأشعري. هشام بن عبد الملك. زياد بن أبي سفيان وتكسر إحدى عينيه. عدي بن زيد الشاعر. يحيى بن سعيد المحدث.
الزرقالحسن البصري أزرق. عبد الرحمن بن عباس بن صحار أزرق أحمر. العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان. وفي بعض الروايات أن الزبير بين العوام كان أزرق.
الصلععتبة بن أبي سفيان. عمر بن الخطاب. علي بن أبي طالب. عثمان بن عفان رضي الله عنهم. مروان بن الحكم. ولم يكن بعده خليفة أصلع.
الكواسجشريح القاضي. قيس بن سعيد بن عمارة.
الفقميزيد بن هشام بن عبد الملك.
البخرعمرو بن عمرو بن عدس من بني دارم كان أبخر. عبد الملك بن مروان كان أبخر ويكنى أبا ذبان لشدة بخره. ويراد أن الذبان تسقط إذا قاربت فاه من شدة رائحة فمه. أبو الأسود الديلي.
العورأبو سفيان بن حرب ذهبت عينه يوم الطائف. الأشعث بن قيس ذهبت عينه يوم اليرموك.
المغيرة بن شعبة ذهبت عينه يوم اليرموك. جرير بن عبد الله البجلي ذهبت عينه بهمذان وكان واليها لعثمان. عدي بن حاتم ذهبت عينه يوم الجمل. عتبة بن أبي سفيان ذهبت عينه يوم الجمل. قبيصة بن ذؤيب ذهبت عينه يوم الحرة. الأشتر النخعي ذهبت عينه يوم اليرموك. المختار بن أبي عبيد ضرب عبيد الله بن زياد وجهه بالسوط فذهبت عينه. مالك مسمع ذهب عينه بالجفرة. قيس بن مكسوح المرادي ذهبت عينه يوم اليرموك. إبراهيم النخعي. الحتيف ابن السجف. علي بن الهيثم السدوسي ابن أحمر الشاعر. ابن مقبل عبد الله بن عمير أخو عبيد الله ذهبت عينه يوم جور. وقطعت رجل أبيه يوم حنين، وكان يقال لعبد الله سيد القراء. الأسود بن يزيد ذهبت إحدى عينيه من الصوم. الحرث الأعور صاحب علي أبو مخلد السدوسي. حبيب بن أبي ثابت كان طوالاً أعور. جابر بن زيد أبو الشعثاء.
المكافيف

أبو قحافة أبو أبي بكر. أبو سفيان بن الحرث. البراء بن عازب. جابر بن عبد الله الأنصاري. كعب بن مالك الأنصاري. حسان بن ثابت. أبو سفيان بن حرب. عقيل بن أبي طالب. أبو أسيد الساعدي. قتادة بن النعمان. أبو عبد الرحمن السلمي. قتادة بن دعامة. المغيرة بن مقسم راوية إبراهيم. أبو بكر بن الحرث بن هشام. القاسم بن محمد بن أبي بكر ذهب بصره في آخر عمره. عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود. أبو العبيدي من أصحاب ابن مسعود واسمه معاوية ابن سبرة. سعد بن أبي وقاص ذهب بصره في آخر عمره. عبد الله بن أبي أوفى ذهب بصره. علي بن زيد ولد عبد الله بن جدعان ولد وهو أعمى. أبو هلال الراسبي. محل بن محرز الضبي. أبو يحيى.
ثلاثة مكافيف في نسقعبد الله بن العباس وأبوه العباس بن عبد المطلب وأبوه عبد المطلب بن هاشم قال. ولذلك قال معاوية لابن عباس: أنتم يا بني هاشم تصابون في أبصاركم! فقال ابن عباس: وأنتم يا بني أمية تصابون في بصائركم.
معارف شتى

ستة مقتولون في نسق
لا نعلم في العرب ستة مقتولين في نسق إلا في آل الزبير، قتل عمارة يوم قديد وقتل أبو حمزة أيضاً يومئذ وقتل أبو مصعب في الحرب بينه وبين عبد الملك بن مروان وقتل أبوه الزبير بوادي السباع وقتل أبوه العوام يوم الفجار وقتل أبوه خويلد في الجاهلية.
ثلاثة قضاة في نسقبلال بن أبي بردة كان قاضياً على البصرة وأبوه أبو بردة بن أبي موسى كان قاضياً على الكوفة وأبوه أبو موسى الأشعري كان قاضياً لعمر. وكذلك سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة بن كعب من بني العنبر قضى لأبي جعفر على البصرة سبع عشرة سنة وولي صلاة البصر مرتين، ومات وهو أميرها، وابنه عبد الله بن سوار وابنه سوار بن عبد الله بن سوار.
ثلاثة أسماء في نسقأبو البختري القاضي هو وهب بن وهب بن وهب. وفي ملوك فارس بهرام بن بهرام بن بهرام. وفي الطالبيين حسن بن حسن بن حسن. وفي الملوك غسان الحرث الأصغر بن الحرث الأعرج بن الحرث الأكبر.
خمسة موالي في نسقداود بن خالد بن دينار وأخوه سهل ويحيى ابنا خالد وكلهم قد روي عنهم الحديث هم موالي آل حنين الذين منهم إبراهيم بن عبد الله بن حنين، وكان يروي عنه الزهري، وآل حنين موالي مثقب ومثقب مولى مسحل ومسحل مولى شماس وشماس مولى العباس بن عبد المطلب.
أربعة رأوا رسول اللهصلى الله عليه وسلم في نسق أبو قحافة وابنه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وابنه عبد الرحمن بن أبي بكر، وابنه محمد بن عبد الرحمن.
أربعة أخوة شهدوا بدراً
هم عاقل وأياس وخالد وعامر بنو البكير الليثيون، وكان معاوية يفخر بهم على الأنصار ويقول: لم يشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدراً أربعة أخوة غيرهم.
ثلاثة سادة في نسقالمهلب بن أبي صفرة وابنه يزيد بن المهلب وابنه مخلد بن يزيد ساد وهو صبي، وقال فيه حمزة بن بيض:
بلغت لست مضت من سني ... ك ما يبلغ السيد الأشيب
فهمك فيها جسام الأمو ... ر وهم لذاتك أن يلعبوا
وكان خارجة بن حصن ساد أهل الكوفة وأبوه حصن بن حذيفة ساد أسداً، وغطفان وأبوه حذيفة بن بدر كان يقال له رب معد. ومنهم الحكم بن المنذر بن الجارود من عبد القيس ساد وأبوه وجده إخوان تفاوت ما بينهما في السن. موسى بن عبيدة الذي يروي عنه الحديث كان أخوه عبد الله بن عبيدة أسن منه بستين سنة وكان موسى يروي عن أخيه.
أب وابن تقارب بينهما في السنعمرو بن العاص كان بينه وبين عبد الله ابنه اثنتا عشرة سنة.
الطوال

كان حبيب بن مسلمة الفهري كالمشرف على دابة لطوله. وكان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كأنه راكب والناس يمشون لطوله. العباس بن عبد المطلب وكان يمشي في الطوائف كأنه عمارية على ناقة والناس كلهم دونه. وكان جرير بن عبد الله البجلي يتفل في ذروة البعير من طوله وكانت نعله ذراعاً. وكان عدي بن حاتم طويلاً إذا ركب الفرس كادت رجله تخط في الأرض. وكان قيس بن سعد طويلاً جسيماً وكتب ملك الروم إلى معاوية أرسل إلي سراويل أجسم أطول رجل عندك، فقال معاوية: ما أعلمه إلا قيس بن سعد، فقال لقيس: إذا انصرفت فابعث إلي سراويلك فخلعها ورمى بها إليه فقال: ألا بعثت بها من منزلك فقال:
أردت لكيلا يعلم الناس أنها ... سراويل قيس والوفود شهود
وأن لا يقول الناس بالظن أنها ... سروايل عادي نمته ثمود
وعبيد الله بن زياد كان طويلاً لا يرى ماشياً إلا ظنوه راكباً من طوله. وكان علي بن عبد الله بن العباس طويلاً جميلاً وعجب قوم من طوله، فقال رجل: يا سبحان الله! كيف نقص الناس، لقد أدركت العباس يطوف بهذا البيت وكأنه فسطاط أبيض، فحدث بذلك علي فقال: كنت إلى منكب أبي وكان أبي إلى منكب جدي. وكان جبلة بن الأيهم آخر ملوك غسان طوله اثنا عشر شبراً وإذا ركب مسحت قدمه الأرض وأسلم في خلافة عمر ثم تنصر بعد ذلك ولحق ببلاد الروم. وكان عمارة بن عقبة الحنفي الخارجي طويلاً، ولما مات لم يجدوا سريراً يحملونه عليه فزادوا في السرير ألواحاً وأمنه الحجاج فمات بالبصرة.
القصارعبد الله بن مسعود كان شديد القصر يكاد الجلوس يوارونه من قصره. إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف كان قصيراً وتزوج سكينة بنت الحسين بن علي رضي الله عنهما فلم ترض به فخلعت منه، وهو أبو سعد بن إبراهيم، وروى أبو زيد النحوي عن عمرو بن عبيد عن الحسن أنه قال: ما كان طول فرعون إلا ذراعاً.
من حمل به أكثر من وقت الحمليقال: إن الضحاك بن مزاحم ولد وهو ابن ستة عشر شهراً. شعبة بن الحجاج ولد لسنتين. محمد بن عجلان مولى فاطمة ابنة الوليد بن عتبة بن ربيعة حمل به أكثر من ثلاث سنين، فلما ولد كانت قد نبتت أسنانه. مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه حمل به أكثر من سنتين. قال الواقدي: سمعت نساء آل الحجاف من ولد زيد بن الخطاب يقلن ما حملت امرأة منا أقل من ثلاثين شهراً. وهرم بن حيان حمل به أربع سنين ولذلك سمي هرماً.
من قصر به عن وقت الحملالمسيح عيسى عليه السلام ولد لثمانية أشهر، ولذلك لا يولد مولود لثمانية أشهر فيعيش. الشعبي ولد لسبعة أشهر. جرير الشاعر ولد لسبعة أشهر. عبد الله بن مروان ولد لستة أشهر.
المنسوبون إلى غير عشائرهم وآبائهم

الزنجي بن خالد كان أبيض مشرباً بالحمرة وإنما الزنجي لقب له كما قيل للأبيض أبو الجون وللحبشي أبو البيضاء. إبراهيم بن يزيد الخوزي ممن حمل عنه الحديث مولى عمر بن عبد العزيز، ولم يكن خوزياً وإنما لقب بذلك لأنه نزل شعب الخوز بمكة وكانت وفاته سنة إحدى وخمسين ومائة. مقسم مولى ابن عباس ليس هو مولى ابن عباس ولكنه مولى عبد الله بن الحرث بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب. وإنما نسب إلى ابن عباس للزومه إياه وانقطاعه إليه وروايته عنه. خالد الحذاء لم يكن حذاء وإنما كان يجالس الحذائين فنسب إليهم. سليمان التيمي لم يكن من تيم ولا مولى لهم ولكنه كان ينزل في تيم، وكان مسجده فيهم فنسب إليهم وهو مولى بني مرة بن عاد بن ضبيعة. أبو سعيد المقبري كان منزله عند المقابر فقيل المقبري. عثمان البتي هو عثمان بن سليمان بن جرموز، وكان من أهل الكوفة فانتقل إلى البصرة وهو مولى لبني زهرة وكان يبيع البتوت فنسب إليها. السدي كان يبيع الخمر في سدة المدينة فنسب إليها واسمه إسماعيل بن عبد الرحمن. إسماعيل بن مسلم المكي المحدث ليس من أهل مكة ولكنه نزل مكة حيناً وكان بصرياً فلما رجع إلى البصرة قيل له المكي. القاسم بن الفضل الحداني أبو المغيرة ولم يكن حدانياً ولكنه كان نازلاً في بني حدان فنسب إليهم وهو من الأزد. عبد الواحد بن زياد الثقفي ليس من ثقيف وهو مولى لعبد القيس ونسب إلى ثقيف. اليزيدي عبد الرحمن بن مبارك كان يؤدب ولد يزيد بن منصور الحميري فقيل: يزيدي. ابن أم مكتوم هو منسوب إلى أمه وأبوه قيس واسمه عبد الله ويقال عمرو. شرحبيل بن حسنة منسوب إلى أمه وأبوه عبد الله بن المطاع. عبد الله ابن بحينة منسوب إلى أمه وأبوه مالك. خفاف ابن ندبة منسوب إلى أمه وأبوه عمير بن الحرث السلمي. أبو لبابة هو مكنى ببنت له يقال لها لبابة واسمه بشير. معاذ ومعوذ ابنا عفراء منسوبان إلى أمهما وأبوهما الحرث بن رفاعة، ولمعاذ عقب ولا عقب لمعوذ. فيروز الحميري قاتل الأسود العنسي هو من العجم من الديلم، وقيل: حميري لنزوله في حمير. إسماعيل ابن علية منسوب إلى أمه وأبوه إبراهيم ابن عائشة منسوب إلى جدة له وكان أبوه أيضاً يعرف بابن عائشة وهو عبيد الله بن محمد بن حفص التيمي. مرداس ابن أدية منسوب إلى جدة له أو ظئر. ابن القرية منسوب إلى أمه وهو أيوب بن يزيد. ابن الاطانبة الشاعر منسوب إلى أمه وهو عمرو بن عامر. ابن الدمية وابن ميادة منسوبان إلى أمهما. سليمان بن قتة منسوب إلى أمه وكان شاعراً يحمل عنه الحديث، وهو مولى لتيم قريش. العماني الشاعر لم يكن من عمان ولكنه كان مصفر الوجه عظيم البطن فرآه دكين الراجز يمتح فقال من هذا العماني لأن أهل عمان صفر الوجوه عظام البطون.
المسمون بكناهمأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم من الأنصار. أبو بكر بن عياش اسمه كنيته وقد قيل اسمه شعبة. أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة. أبو عمرو بن العلاء وأبو سفيان بن العلاء أسماؤهما كناهما. أبو قرة الكندي أول قاض قضى بالكوفة اسمه كنيته. أبو هبيرة بن الحرث من الأنصار اسمه كنيته. أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام المخزومي اسمه كنيته ويقال له راهب قريش. أبو بكر بن أبي موسى الأشعري اسمه كنيته. أبو أمية وأبو الحضرمي من تيم الرباب أسماؤهم كناهما.
المكنون بكنيتين وثلاثعثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه يكنى: أبا عبد الله وأبا عمرو وأبا ليلى. عبد الله بن الزبير يكنى: أبا بكر وأبا حبيب وأبا عبد الرحمن. قطري بن الفجاءة يكنى: أبا محمد وأبا نعامة وأبا حنظلة. عبد العزى بن عبد المطلب يكنى: أبا لهب وأبا عتبة. عامر بن الطفيل يكنى: أبا علي وأبا عقيل. قيس بن المسوح يكنى: ابا أسد وأبا حسان. حسان بن ثابت يكنى: أبا الوليد وأبا الحسام. حمزة بن عبد المطلب يكنى: أبا يعلى وأبا عمارة. صخر بن حرب يكنى: أبا سفيان وأبا حنظلة.
الطواعين وأوقاتها

أقسام الكتاب
1 2 3