كتاب : الكفاية في علم الرواية
المؤلف : أحمد بن علي بن ثابت أبو بكر الخطيب البغدادي

تسمع قائلا يقوله فإنه ليس ينبغي ان يؤخذ من كل محدث ولا من كل من قال وقد كان بعض من يرضى من أهل العلم يقول ان هذا الأمر دينكم فانظروا عمن تأخذون عنه دينكم أخبرني عبد الله بن يحيى قال انا أبو بكر الشافعي قال ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال ثنا بن الغلابي قال ثنا وهب بن جرير قال ثنا أبى قال سمعت الحسن يقول لقد أدركنا أقواما ما كانوا الا قرة عين لكل مسلم فما بقى اليوم أحد نأخذ عنه أخبرنا أبو بكر احمد بن عمر بن أحمد الدلال قال ثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي املاء قال ثنا عبد الله بن الصقر السكري قال ثنا إبراهيم بن المنذر قال ثنا معن ومحمد بن صدقة أحدهما أو كلاهما قال سمعت مالك بن أنس يقول لا يؤخذ العلم من أربعة ويؤخذ ممن سوى ذلك لا يؤخذ من رجل صاحب هوى يدعو الناس الى هواه ولا من سفيه معلن بالسفه وإن كان من أروى الناس ولا من رجل يكذب في أحاديث الناس وان كنت لا تتهمه ان يكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا من رجل له فضل وصلاح وعبادة لا يعرف ما يحدث حدثني محمد بن يوسف القطان النيسابوري قال انا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ قال انا أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القارى قال ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال ثنا عمرو بن محمد الناقد قال سمعت وكيعا وسأله رجل فقال له يا أبا سفيان تعرف حديث سعيد بن عبيد الطائي عن الشعبي في رجل حج عن غيره ثم حج عن نفسه قال من يرويه قال وهب بن إسماعيل قال ذلك رجل صالح وللحديث رجال

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة قال ثنا على بن عبد الله المديني قال وسألته يعنى يحيى بن سعيد القطان عن عمران العمى قال لم يكن به بأس ولكنه لم يكن من أهل الحديث قال يحيى وقد كتبت عنه أشياء فرميت بها أخبرنا محمد بن جعفر بن علان قال انا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي قال ثنا الحسن بن محمى قال ثنا خلف بن سالم عن عبد الرزاق عن بن عيينة قال كان بالكوفة شيخ صالح عنده أربعة عشر حديثا يعرف بها على انه لم يكن عنده غيرها فلما كان بعد زادت أخر فقيل له من أين هذا فقال من رزق الله عز و جل

باب الكلام في احكام الأداء شرائطه ذكر صفة من يحتج بروايته إذا كان يحدث
بحفظه )
للرواية عن الحفظ شرائط نحن نذكرها بمشيئة الله ونشرح ما يتعلق بها فأول شرائط الحافظ المحتج بحديثه إذا ثبتت عدالته ان يكون معروفا عند أهل العلم بطلب الحديث وصرف العناية اليه لما أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال ثنا عثمان بن احمد الدقاق قال ثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل قال ثنا سليمان بن احمد قال ثنا الوليد بن مسلم قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر يقول لا يؤخذ العلم الا عمن شهد به بطلب الحديث أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر الفارسي قال ثنا أبو عبد الله محمد بن احمد بن إبراهيم الحكيمي قال ثنا أبو العباس احمد بن بكر القصير قال ثنا محمد بن مصفى قال سمعت بقية يقول سمعت شعبة يقول خذوا العلم من المشتهرين أخبرني على بن احمد المؤدب قال ثنا احمد بن إسحاق النهاوندى قال انا الحسن بن عبد الرحمن قال ثنا عبد الله بن الصقر السكري قال حدثنا الحزامى يعنى إبراهيم بن المنذر قال سمعت أيوب بن واصل يقول سمعت عبد الله بن عون يقول لا نكتب الحديث الا ممن كان عندنا معروفا بالطلب أخبرنا أبو نعيم قال ثنا القاضي أبو احمد محمد بن احمد بن إبراهيم العسال قال ثنا

جعفر بن عبد الله بن الصباح قال ثنا محمد بن عبد العزيز بن أبى رزمة قال ثنا النضر بن شميل عن حماد بن خالد قال سمعت خارجة بن زيد بن ثابت يقول خذوا العلم عمن العلم بيشكه كذا قال لنا أبو نعيم والصواب معاذ بن خالد بدل حماد وخارجة بن مصعب بدل خارجة بن زيد أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدى قال انا جعفر بن محمد الفريابي قال حدثني احمد بن إبراهيم قال بن عدى وحدثنا محمد بن موسى الحلواني قال ثنا نصر بن على قال ثنا الأصمعي عن بن أبى الزناد عن أبيه قال أدركت بالمدينة مائة كلهم مأمون لا يؤخذ عنهم العلم كان يقال ليس هم من أهله أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني محمد بن أبى زكير قال قال بن وهب وحدثني مالك قال أدركت بهذا البلد رجالا من بنى المائة ونحوها يحدثون الأحاديث لا يؤخذ منهم ليسوا بأئمة فقلت لمالك وغيرهم دونهم في السن يؤخذ ذلك منهم قال نعم ويجب ان يكون حفظه مأخوذا عن العلماء لا عن الصحف أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن على بن عبيد الله بن إبراهيم بن مصعب بن محمد بن شيبان الأصبهاني قال ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان قال ثنا بن أبى عاصم قال ثنا دحيم قال ثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال لا تأخذوا العلم من الصحفيين أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر قال ثنا أبو العباس احمد بن محمد بن الحسين الرازي قال ثنا احمد بن محمد بن الحسين الكاغذى قال ثنا أبو زرعة

قال ثنا هشام بن عبد الملك الحمصي قال ثنا بقية قال سمعت ثور بن يزيد يقول لا يفتى الناس صحفى ولا يقرئهم مصحفى أخبرني على بن احمد بن على قال ثنا احمد بن إسحاق النهاوندى قال أنشدنا الحسن بن عبد الرحمن لبعضهم يذكر قوما لا رواية لهم ومن بطون كراريس روايتهم لو ناظروا باقلا يوما لما غلبوا والعلم ان فاته إسناد مسنده كالبيت ليس له سقف ولا طنب والتصحيف والاحالة يسبقان الى من اخذ العلم عن الصحف كما أخبرنا محمد بن الحسين بن احمد الأهوازي قال انا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال انا أبو العباس بن عمار قال انا بن أبى سعد قال ثنا العباس ميمون قال قال لي بن عائشة جاءني أبو الحسن المدائني فتحدث بحديث خالد بن الوليد رضى الله عنه حين أراد أن يغير على طرف من أطراف الشام وقول الشاعر في دلالة رافع لله در رافع أنى اهتدى فوز من قرا قر إلى سوى خمسا إذا ما سارها الجبس بكى فقال الجيش فقلت لو كان الجيش لكان بكوا وعلمت ان علمه من الصحف وأخبرنا أبو بكر البرقاني قال ثنا يعقوب بن موسى أبو الحسين الاردبيلى قال ثنا أبو عبد الله احمد بن طاهر بن النجم الميانجي قال ثنا أبو عثمان سعيد بن عمرو بن عمار البرذعي قال قلت لأبى زرعة عبيد الله بن عبد الكريم بشر بن يحيى بن حسان قال خراساني من أصحاب الرأي وكان أعلى أصحاب الرأي بخرسان فقدم علينا وكتبنا عنه وكان يناظر واحتجوا عليه بطاوس فقال بالفارسية يحتجون علينا بالطيور قال أبو زرعة كان جاهلا بلغني انه ناظر إسحاق بن راهويه في القرعة واحتج عليه إسحاق بتلك الاخبار الصحاح فأفحمه فانصرف ففتش كتبه فوجد في كتبه حديث النبي صلى الله عليه و سلم انه نهى عن القزع فقال لأصحابه قد أصبت حديثا أكسر به ظهره فأتى إسحاق فأخبره فقال له إسحاق انما هذا

القزع ان يحلق رأس الصبي ويترك بعض ومن سمع الحديث وكتبه وأتقن كتابته ثم حفظ من كتابه فلا بأس بروايته أخبرنا على بن محمد بن الحسن الحربي قال انا إبراهيم بن احمد بن جعفر الخرقي قال نا عمر بن احمد بن على القطان قال ثنا محمد بن الوليد البسري قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن منصور قال سمعت مجاهدا يحدث عن أبى عياش الزرقي قال شعبة كتب به الى وقرأته عليه وسمعته منه يحدث به ولكن حفظته من الكتاب ان النبي صلى الله عليه و سلم كان مصاف العدو بعسفان فذكر حديث صلاة الخوف بطوله أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال انا إسماعيل بن على الخطبي وأبو على بن الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا ثنا عبد الله بن احمد حدثني أبى حدثنا عبد الله بن إدريس قال كان أبى يقول لي احفظ وإياك الكتاب فإذا حفظت فاكتب فان احتجت يوما أو شغل قلبك وجدت كتابك أخبرنا بن الفضل قال انا دعلج قال انا احمد بن على الابار قال ثنا أبو عمارة يعنى المروزي قال سمعت وكيعا يقول وجدت في كتابي وأما سفيان فكان يحفظ من كتابه ثم يجىء فيحدثنا ويجب ان يكون ضابطا لما سمعه وقت سماعه متحفظا على شيخه في روايته من ان يدلسه له ان كان ممن يعرف بالتدليس فان شعبة كان يتحفظ على قتادة في مثل ذلك أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي قال انا عثمان بن احمد الدقاق قال ثنا سهل بن احمد الواسطي قال ثنا عمرو بن على قال سمعت يحيى القطان يقول سمعت شعبة يقول كنت أجلس الى قتادة فإذا سمعته يقول سمعت فلانا وحدثنا فلان كتبت فإذا قال قال فلان وحدث فلان لم أكتب وربما كان الشيخ خبيث التدليس لا يظهره لكل أحد فيجب ان يكون تحفظه

عليه أكثر وتحرزه منه أشد أخبرني أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال ثنا محمد بن احمد بن يعقوب بن شيبة قال ثنا جدي قال سمعت أبا الأحوص البغوي ان شاء الله أو حدثنيه حسن بنى وهب عنه وذكر هشيما وتدليسه فقال جلست الى جانبه وهو يحدث فجعل يقول أخبرنا يرفع صوته ثم يسكت فيقول فيما بينه وبين نفسه فلان ثم يرفع صوته داود عن الشعبي عن فلان عن فلان أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال انا عثمان بن احمد قال ثنا حنبل بن إسحاق قال قال على بن عبد الله سمعت يحيى بن سعيد يقول ينبغي في هذا الحديث غير خصلة ينبغي لصاحب الحديث ان يكون ثبت الأخذ ويكون يفهم ما يقال له ويبصر الرجال ثم يتعاهد ذلك أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد الحنائي قال ثنا أبو على إسماعيل بن محمد الصفار املاء قال ثنا احمد بن ملاعب بن حيان قال سمعت أبا نعيم يقول لا ينبغي ان يؤخذ الحديث الا عن ثلاثة حافظ له امين عليه عارف بالرجال ثم يأخذ نفسه بدرسه وتكريره حتى يستقر له حفظه أخبرنا محمد بن جعفر بن علان قال انا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي قال ثنا الحسن بن على قال ثنا محمد بن المثنى قال سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول الحفظ هو الإتقان ويجب ان يتثبت في الرواية حال الأداء ويروى مالا يرتاب في حفظه ويتوقف عما عارضه الشك فيه أخبرنا الحسن بن أبى بكر قال انا أبو الحسن احمد بن إسحاق بن منجاب الطيبي قال ثنا محمد بن أيوب الرازي قال انا قتيبة بن سعيد بن جميل الثقفى قال ثنا الليث بن سعد عن عمرو يعنى بن الحارث ح وأخبرنا على بن محمد بن على الأيادي قال انا احمد بن يوسف بن خلاد العطار قال ثنا الحارث بن محمد قال ثنا قتيبة قال ثنا ليث بن سعد عن عمرو بن الحارث عن يحيى بن ميمون الحضرمي ان أبا موسى

الغافقي سمع عقبة بن عامر الجهني يحدث على المنبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أحاديث قال أبو موسى ان صاحبكم هذا لحافظ أو هالك ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان آخر ما عهد إلينا ان قال عليكم بكتاب الله وسترجعون الى قوم يحبون الحديث عنى ومن قال على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ومن حفظ شيئا فليحدث به أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا سليمان بن احمد بن أيوب الطبراني قال ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبرى قال قرأنا على عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس ان عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال أما بعد فانى أريد أن أقول مقالة قد قدر أن اقولها لا ادرى لعلها بين يدي اجلى فمن وعاها وعقلها وحفظها فليحدث بها حيث تنتهى به راحلته ومن خشي ان لا يعيها فانى لا أحل لأحد أن يكذب على أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن احمد الحافظ قال ثنا القاسم بن أبى صالح قال ثنا إبراهيم بن الحسين قال ثنا محمد بن معاوية قال ثنا القاسم بن معن عن عاصم الأحول عن محمد بن سيرين قال التثبت نصف العلم أخبرنا محمد بن عيسى قال ثنا صالح بن احمد قال ثنا إبراهيم بن محمد ثنا أبو زرعة الدمشقي قال رأيت أبا مسهر يكره للرجل ان يحدث إلا أن يكون عالما بما يحدث ضابطا له أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي قال انا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا محمد بن جعفر الراشدي ح وأخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال انا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق قال ثنا عمر بن محمد الجوهري قال ثنا أبو بكر الأثرم قال قال لي أبو عبد الله يعنى احمد بن حنبل الحديث شديد فسبحان الله ما أشده أو كما قال ثم قال يحتاج الى ضبط وذهن وكلام يشبه هذا ثم قال لا سيما إذا أراد ان يخرج منه الى غيره قلت اى شيء تعني بقولك يخرج منه الى غيره قال إذا حدث ثم قال هو ما لم يحدث مستور فإذا حدث خرج منه الى غيره

وكلام نحو هذا أخبرنا أبو نعيم قال انا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم في كتابه قال سمعت العباس بن محمد الدوري يقول ح وأخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال انا محمد بن العباس الخزاز قال انا احمد بن سعيد بن مرابة قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال سمعت خلف بن سالم يقول سماع الحديث هين والخروج منه شديد وقال أبو نعيم صعب أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدى الفارسي قال ثنا القاضى أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي املاء قال ثنا فضل بن سهل قال سمعت احمد بن حنبل وعلى بن عبد الله يقولان من لم يهب الحديث وقع فيه أخبرنا أبو نعيم قال ثنا احمد بن بندار بن إسحاق قال ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن عمر رسته قال سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول يحرم على الرجل ان يروى حديثا في أمر الدين حتى يتقنه ويحفظه كالآية من القرآن وكإسم الرجل والمستحب له ان يورد الأحاديث بألفاظها لأن ذلك اسلم له أخبرنا أبو منصور محمد بن احمد بن شعيب الروياني قال انا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس المستملى قال انا عبد الله بن محمد البغوي قال ثنا على بن الجعد قال انا المبارك بن فضالة عن الحسن انه كان يستحب ان يحدث الرجل الحديث كما سمع أخبرنا بشرى بن عبد الله قال انا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا محمد بن جعفر الراشدي قال ثنا أبو بكر الأثرم قال قيل لأبى عبد الله كان عبد الرحمن حافظا فقال كان حافظا وكان يتوقى كثيرا وكان يحب ان يحدث بالألفاظ فان كان ممن يروى على المعنى دون اعتبار اللفظ فيجب ان يكون توقيه أشد وتحرزه أكثر خوفا من احالة المعنى الذي به يتغير الحكم أخبرنا أبو نصر احمد بن محمد بن احمد بن حسنون النرسي قال انا أبو جعفر

محمد بن عمر البخترى الرزاز املاء قال ثنا موسى بن سهل بن كثير قال ثنا إسماعيل بن علية قال انا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم ان يتزعفر الرجل أخبرنا أبو على الحسن بن الحسين بن العباس النعالي قال انا عبيد الله بن العباس بن الوليد بن مسلم الشطوي قال ثنا احمد بن الحسن بن عبد الجبار قال ثنا على بن الجعد قال ثنا شعبة عن إسماعيل بن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن التزعفر حدثني محمد بن احمد بن على الدقاق قال ثنا احمد بن إسحاق النهاوندى قال ثنا أبو محمد بن خلاد قال حدثني عمر بن غالب قال ثنا أبو يحيى العطار قال سمعت إسماعيل بن علية يقول روى عنى شعبة حديثا واحدا فأوهم فيه حدثته عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس ان النبي صلى الله عليه و سلم نهى ان يتزعفر الرجل فقال شعبة ان النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن التزعفر قلت أفلا ترى إنكار إسماعيل على شعبة روايته هذا الحديث عنه على لفظ العموم في النهى عن التزعفر وانما نهى عن ذلك للرجال خاصة وكأن شعبة قصد المعنى ولم يفطن لما فطن له إسماعيل فلهذا قلنا ان رواية الحديث على لفظ اسلم من روايته على المعنى أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال ثنا محمد بن على بن الهيثم المقرى قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال ثنا سفيان بن عيينة قال قال محمد بن المنكدر الفقيه الذي يحدث الناس انما يدخل بين الله وبين عباده فلينظر بما يدخل آخر الجزء الخامس

بسم الله الرحمن الرحيم
رب سهل وسلم
حدثنا الامام أبو بكر احمد بن على بن ثابت الخطيب رحمه الله قال أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري والحسن بن أبي بكر قال الحسن انا وقال عبد الله ثنا أبو على محمد بن احمد بن الحسن الصواف ح وأخبرنا الحسن بن أبى بكر قال انا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي واللفظ لابن الصواف قال ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي قال ثنا عبد العزيز الأويسى قال ثنا مالك قال كان ربيعة بن أبى عبد الرحمن يقول لابن شهاب ان حالى ليست كحالك فقال له بن شهاب وكيف ذلك قال ربيعة انا أقول برأيى فمن شاء أخذه فعمل به ومن شاء تركه وأنت تحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم فتحفظ في حديثك أخبرني احمد بن سليمان بن على بن محمد المقرى أخبرنا احمد بن محمد بن يوسف العلاف حدثنا على بن محمد البصري قال ثنا روح بن الفرج قال ثنا عيسى بن يونس الفاخورى أبو موسى قال ثنا ضمرة عن سويد بن عبد العزيز عن مغيرة الضبي قال أبطأت على إبراهيم فقال يا مغيرة ما أبطأ بك قال قلت قدم علينا شيخ فكتبنا عنه أحاديث فقال إبراهيم لقد رأيتنا وما نأخذ الأحاديث الا ممن يعلم حلالها من حرامها وحرامها من حلالها وانك لتجد الشيخ يحدث بالحديث فيحرف حلاله عن حرامه وحرامه عن حلاله وهو لا يشعر أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندى قال انا محمد بن احمد بن محمد بن سليمان الحافظ ببخارا قال انا خلف بن محمد قال ثنا أبو عصمة احمد بن محمد اليشكرى قال سمعت عبد الله بن حماد يقول سمعت إبراهيم بن المنذر يقول سمعت معن بن عيسى يقول قلت لمالك بن أنس يا أبا عبد الله كيف لم تكتب عن الناس وقد أدركتهم متوافرين فقال ادركتهم متوافرين ولكن لا اكتب الا عن رجل يعرف ما يخرج من رأسه

أخبرنا أبو الفضل عمر بن أبى سعد الزاهد الهروي قال سمعت أبا عبد الله بشر بن محمد المزني يقول سمعت أبا العباس احمد بن محمد الأزهري يقول سمعت محمد بن مسلم بن واره يقول سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول ينبغي ان يكتب هذا الشأن عمن كتب الحديث يوم كتب يدرى ما كتب صدوق مؤتمن عليه يحدث يوم يحدث ويدرى ما يحدث أخبرنا احمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال انا احمد بن جعفر بن سلم الختلي قال احمد بن موسى الجوهري قال ثنا الربيع بن سليمان قال قال الشافعي رضى الله عنه حاكيا عن سائل سأله قد أراك تقبل شهادة من لا تقبل حديثه فقلت لكبر أمر الحديث وموقعه من المسلمين ولمعنى بين قال وما هو قلت تكون اللفظة تترك من الحديث فيختل معناه أو ينطق بها بغير لفظ المحدث والناطق بها غير عامد لإحالة الحديث فيحيل معناه فإذا كان الذي يحمل الحديث يجهل هذا المعنى وكان غير عاقل للحديث فلم يقبل حديثه إذ كان يحمل مالا يعقل ان كان ممن لا يؤدى الحديث بحروفه وكان يلتمس تأديته على معانيه وهو لا يعقل المعنى قال أفيكون عدلا غير مقبول الحديث قلت نعم إذا كان كما وصفت كان هذا موضع ظنة بينة يرد بها حديثه وقد يكون الرجل عدلا على غيره ظنينا في نفسه وبعض اقربيه ولعله أن يخر من بعد أهون عليه من ان يشهد بباطل ولكن الظنة لما دخلت عليه تركت بها شهادته فالظنة فيمن لا يؤدى الحديث بحروفه ولا يعقل معانيه أبين منها في الشاهد لمن ترد شهادته له فيما هو ظنين فيه قلت وقد اختلف أهل العلم في رواية الأحاديث على المعاني فرأى بعضهم انه لا يجوز مخالفة الألفاظ ولا تقديم بعض الكلام على بعض وان كان المعنى في الجميع واحدا ولا الزيادة ولا النقصان في شيء من الحروف ومنهم من رأى ان ذلك واجب في قول رسول الله صلى الله عليه و سلم خاصة وأما غيره فليس

بواجب فيه ومنهم من قال يجوز جميع ما ذكرناه وان كان في لفظ رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا اصيب المعنى ونحن نذكر الروايات عمن حفظت عنهم على اختلافهم في ذلك ان شاء الله تعالى

باب ما جاء في رواية الحديث على اللفظ ومن رأى ذلك واجبا
أخبرنا أبو الحسن على بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال انا إسماعيل بن محمد الصفار قال ثنا محمد بن الحسين بن أبى الحنين قال ثنا أبو غسان عن زهير قال سمعت محمد بن سوقة يذكر عن أبى جعفر محمد بن على قال لم يكن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أحد إذا سمع من رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يزيد فيه ولا ينقص ولا ولا مثل عبد الله بن عمر في أصل بن بشران من مكان مثل حدثني أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال ثنا محمد بن أبى عبد الرحمن المقرى قال ثنا سفيان عن عمرو عن محمد بن على قال كان بن عمر إذا سمع الحديث لم يزد فيه ولم ينقص منه ولم يجاوزه ولم يقصر عنه هكذا قال وقد رواه غير واحد عن سفيان بن عيينة عن محمد بن سوقة عن محمد بن على أخبرنا على بن احمد بن عمر المقرى قال انا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا معاذ بن المثنى قال ثنا مسدد قال ثنا يحيى عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال قلنا لزيد بن أرقم يا أبا عمرو ألا تحدثنا فقال قد كبرنا ونسينا والحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم شديد أخبرني عبيد الله بن أبى الفتح قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال ثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال ثنا الحسين بن الحسن قال انا عبد الله بن المبارك قال انا عمر بن بكار

عن عمرو بن الحارث عن العلاء بن سعد بن مسعود قال قيل لرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم مالك لا تحدث كما يحدث فلان وفلان فقال مابى ان لا اكون سمعت مثل ما سمعوا أو حضرت مثل ما حضروا ولكن لم يدرس الأمر بعد والناس متماسكون فأنا أجد من يكفينى واكره التزيد والنقصان في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرني عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال انا أبو بكر الشافعي قال ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال ثنا بن الغلابي قال ثنا على بن عياش قال ثنا حريز بن عثمان قال حدثني حبيب بن عبيد أن أبا امامة كان يحدث بالحديث كالرجل الذي يؤدى ما سمع أخبرنا عبيد الله بن عمر بن احمد الواعظ قال ثنا أبى قال ثنا احمد بن محمد بن أبى شيبة قال ثنا على بن شعيب قال ثنا شبابة قال ثنا حريز بن عثمان عن حبيب يعنى بن عبيد الرحبي قال ان كان أبو امامة ليحدثنا الحديث كالرجل الذي عليه ان يؤدى ما سمع أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا الربيع بن سليمان قال ثنا أسد بن موسى قال ثنا مروان بن معاوية قال انا جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبى امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حدث حديثا كما سمع فان كان صدقا وبرا فله وان كان كذبا فعلى من ابتدأه أخبرنا على بن احمد المؤدب قال ثنا احمد بن إسحاق النهاوندى قال انا الحسن بن عبد الرحمن قال ثنا الحضرمي يعنى مطينا قال ثنا هدية بن عبد الوهاب قال ثنا الفضل بن موسى عن حسين بن واقد عن الردينى بن أبى مجلز قال قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه من سمع حديثا فحدث به كما سمع فقد سلم وحجة من ذهب الى اتباع اللفظ ما أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال انا إسماعيل بن محمد الصفار قال ثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري قال ثنا إسحاق بن منصور السلولي قال ثنا هريم ثنا بن سفيان وجعفر بن زياد عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نضر الله امرأ سمع منا حديثا فأدى كما سمعه فرب مبلغ اوعى من سامع وأخبرنا أبو بكر احمد بن عمر الدلال قال ثنا احمد بن سلمان النجاد قال ثنا محمد بن عثمان قال ثنا احمد بن طارق الوابشى قال ثنا مسعدة بن اليسع عن أبيه اليسع بن قيس عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رحم الله من سمع منا حديثا فبلغه كما سمعه فإنه رب مبلغ اوعى من سامع وقد تعلقوا في ان الرواية على المعنى لا تجوز بما سنورده في باب إجازة رواية الحديث على المعنى ان شاء الله تعالى

باب ذكر الرواية عمن لم يجز ابدال كلمة بكلمة
أخبرنا أبو على احمد بن محمد بن إبراهيم الصيدلاني بأصبهان قال انا سليمان بن احمد بن أيوب الطبراني قال ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبرى قال انا عبد الرزاق عن معمر عن عثمان بن زادويه هكذا قال وانما هو عن عثمان بن بوذويه عن يعفر بن زوذى قال سمعت عبيد بن عمير وهو يقص يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل المنافق كمثل الشاة الرابضه بين الغنمين فقال بن عمر ويلكم لا تكذبوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم انما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم

قال ثنا السرى بن يحيى بن اخى هناد قال ثنا قبيصة قال ثنا هارون البربري عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال بينما عبد الله بن عمر جالس مع أبى وعندهم مغيرة بن حكيم رجل من أهل صنعاء إذ قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم انما مثل المنافق مثل الشاة بين الربيضين من الغنم فقال عبد الله بن عمر ليس هكذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رجل لو علمت علمه انه لم يقل الا حقا ولم يتعمد الكذب فقال انه لثقة ولكني شاهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم قال هذا فقال فكيف قال يا أبا عبد الرحمن فقال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل المنافق مثل الشاة بين الغنمين فقال عبد الله بن عبيد بن عمير هى واحدة إذا لم تجعل الحرام حلال والحلال حراما فلا يضرك ان قدمت شيئا أو أخرته فهو واحد أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن بن احمد الحرشي قال ثنا محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا أبو عاصم النبيل عن عمر بن أبى زائدة قال ثنا أبو إسحاق عن الأسود عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا قام من الليل فدخل الى أهله فألم بهم ثم اضطجع ولم تقل نام فإذا جاء المؤذن وثب ولم تقل قام ثم افاض على نفسه ولم تقل اغتسل أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري قال ثنا محمد بن احمد بن أبى العوام سنة خمس وسبعين ومائتين قال ثنا قريش بن أنس قال ثنا سليمان التيمى عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كذب على معتمدا فليتبوأ مقعده من جهنم أو مقعده من النار أخبرنا القاضى أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال ثنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش المتوثي قال ثنا على بن مسلم الطوسي قال ثنا أبو داود قال نا شعبة وهشام عن قتادة سمع أبا حسان الأعرج عن بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه و سلم لما اتى ذا الحليفة وأشعر بدنته من جانب سنامها الأيمن قال شعبة ثم سلت عنها الدم وقال هشام ثم اماط عنها الدم قال شعبة ثم أهل بالحج

قال هشام وأهل عند الظهر وذكر بقية الحديث ومن الحجة في هذا الفصل خاصة لمن ذهب الى هذا المذهب ما أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا عثمان بن احمد الدقاق قال انا حامد بن سهل الثغرى قال ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال ثنا فطر بن خليفة عن أبى إسحاق وسعد بن عبيدة عن البراء بن عازب ان النبي صلى الله عليه و سلم قال يا براء كيف تقول إذا أخذت مضجعك قال قلت الله ورسوله اعلم قال إذا أويت الى فراشك طاهرا فتوسد يمينك ثم قل اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت امرى إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منحى منك الا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فقلت كما علمني غير أنى قلت ورسولك فقال بيده في صدري وبنبيك فمن قالها من ليلته ثم مات مات على الفطرة

باب ذكر الرواية عمن لم يجز تقديم كلمة على كلمة
أخبرنا أبو بكر احمد بن على بن محمد اليزدى الحافظ بنيسابور قال انا أبو عمرو محمد بن احمد بن حمدان قال حدثني عبد الله بن احمد عبدان الجواليقي بعسكر مكرم وأنا سألته قال ثنا سهل بن عثمان العسكري قال حدثني يحيى بن زكريا بن

أبى زائدة عن سعد بن طارق وهو أبو مالك عن سعد بن عبيدة عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال بنى الإسلام على خمس على ان تعبدالله وتكفر بما دونه وإقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان أخبرناه القاضى أبو بكر احمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا الربيع بن سليمان قال ثنا أسد بن موسى قال ثنا يحيى بن زكريا بن أبى زائدة قال حدثني سعد بن طارق قال حدثني سعد بن عبيدة السلمي عن بن عمر قال بنى الإسلام على خمس على ان تعبدالله وتكفر بما دونه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام رمضان فقال رجل تعبدالله وتكفر بما دونه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان قال لا اجعل صيام رمضان آخرهن كما سمعت من في رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل قال انا على بن محمد بن احمد المصري قال ثنا عبد الله بن محمد بن أبى مريم قال ثنا أسد بن موسى قال ثنا شهاب بن خراش عن الحجاج بن دينار عن منصور بن المعتمر عن يزيد بن بشر السكسكي ان رجلا أتى عبد الله بن عمر فقال يا بن عمر مالي أراك قد أقبلت على الحج والعمرة ولا أراك تجاهد فقالها ثلاث مرات قال فرفع اليه رأسه وقال ويحك ان الإسلام بنى على خمس شهادة ان لا اله الا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام رمضان قال يزيد بن بشر فقلت له وأنا مستفهم بنى الإسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت فقال بن عمر لا حج البيت ولكن وصيام رمضان هكذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرنا الحسن بن على بن محمد التميمي قال انا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبى قال ثنا يحيى عن التيمى قال سمعت أنسا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كذب على فليتبوأ مقعده من النار متعمدا متعمدا قاله مرتين وقال مرة من كذب على متعمدا أخبرنا أبو بكر احمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني وأبو نصر منصور بن الحسين بن محمد بن احمد المفسر جميعا بنيسابور قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا الحسن بن على بن عفان قال ثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن عمرو بن قيس الملائي عن عطية العوفي عن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل بيتي والأنصار عيبتى وكرشى أو كرشى وعيبتى فاقبلوا عن محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد قال ثنا إبراهيم بن احمد بن بشران الصيرفي قال انا سعيد بن محمد أخو زبير الحافظ قال ثنا عقبة بن مكرم قال ثنا عبد الوهاب الثقفى قال سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرني يعقوب بن خالد عن أبى صالح السمان ولا أعلمه الا انه قال عن زيد بن خالد الجهني ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قريش والأنصار وأسلم وغفار أو غفار وأسلم ومن كان من أشجع وجهينة وأشجع حلفاء موالي ليس لهم دون الله ولا رسوله مولى أخبرنا القاضى أبو بكر الحيري قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا الحسن بن على بن عفان العامري قال ثنا يحيى بن فضيل قال ثنا حسن يعنى بن صالح عن عاصم عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة قال سأل رجل النبي صلى الله عليه و سلم أيصلى الرجل في ثوب واحد فقال أو كلكم يجد ثوبين قال وسأل رجل عمر نصلى في ثوب واحد فقال اوسعوا على أنفسكم إذ أوسع الله عليكم أو إذ أوسع الله عليكم فأوسعوا على أنفسكم قال عاصم لا ادرى بأيهما بدأوذكر بقية الحديث

باب ذكر الرواية عمن لم يجز زيادة حرف واحد ولا حذفه وان كان لا يغير
المعنى )
أخبرنا محمد بن عبد الواحد أبو الحسن قال انا إبراهيم بن احمد بن بشران الصيرفي قال ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال ثنا إبراهيم بن عباد قال ثنا يحيى بن أبي بكير قال أنا أبو جعفر وهو الرازي قال ثنا عبد الله بن دينار عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تدخلوا على القوم المعذبين يعنى حجر ثمود الا ان تكونوا باكين فان لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم فيصيبكم أو قال يصيبكم مثل ما اصابهم أخبرنا الحسن بن أبى بكر قال انا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا الزهرى انه سمع أنس بن مالك يقول نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الدباء والمزفت أن ينتبذ فيه فقيل لسفيان ان ينبذ فيه فقال لا هكذا قاله لنا الزهرى ينتبذ فيه أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عطاء القباب قال ثنا على بن سعيد العسكري قال ثنا يعقوب بن يوسف قال سمعت سهل بن زنجلة يقول سمعت وكيعا يقول سمعت الأعمش يقول كان هذا العلم عند أقوام كان أحدهم لأن يخر من السماء احب اليه من ان يزيد فيه واوا أو الفا أو دالا وإن أحدهم اليوم يحلف على السمكة انها سمينة وانها لمهزولة

باب ذكر الرواية عمن لم يجز ابدال حرف بحرف وان كانت صورتهما واحدة
أخبرنا القاضى أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي قال ثنا على بن إسحاق المادرائى قال ثنا احمد بن محمد بن خالد قال حدثني عبد الرحمن بن يعقوب القلزمى عن معن بن عيسى قال كان مالك بن أنس يتقى في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ما بين التي والذي نحوهما أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا عبد الله بن عمر بن علك المروزي قال ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجى قال ثنا الأنصاري إسحاق بن موسى قال سمعت معنا يقول كان مالك يتحفظ من الباء والتاء والثاء في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن بن احمد الحيري قال انا حاجب بن احمد الطوسي قال ثنا محمد بن يحيى يعنى أبا عبد الله الذهلي قال ثنا يزيد هو بن هارون قال انا محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نصرت بالرعب وأوتيت جوامع الكلم وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وبينا انا نائم إذ أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فثلت في يدي قال محمد بن يحيى هكذا قيدنا عن يزيد بن هارون وانما هى فتلت في يدي أخبرنا أبو الحسن احمد بن عبد الله بن محمد الأنماطي قال انا محمد بن مظفر الحافظ قال انا على بن احمد بن سليمان البزاز بمصر قال ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال ثنا أبو الأسود قال ثنا نافع بن يزيد عن بن الهاد أن عبد الله بن دينار حدثه عن عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه رأى حلة شيراء قال أبو الأسود هكذا قال نافع شيراء وغيره يقول سيراء قال أبو الأسود والسيراء صنف من الحرير قد أدركت من المشايخ من يلبسه وهو مريس ليس بمسلسل لعطارد بن حاجب تباع فقال يا رسول الله اتبع هذه الحله فتلبسها يوم الجمعة وإذا جاءك الوفد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم انما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة وذكر بقية الحديث

باب ذكر الرواية عمن لم يجز تقديم حرف على حرف
أخبرنا أبو محمد يوسف بن رباح البصري قال انا أبو بكر احمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر قال ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا احمد بن عثمان بن حكيم الاودى قال ثنا شريح بن مسلمة قال ثنا إبراهيم بن يوسف بن أبى إسحاق عن عبد الجبار بن العباس الشبامى عن عمير بن عبد الله عن أبى زرعة عن أبى هريرة قال انى لآخذ بخطام الناقة حتى استوى رسول الله صلى الله عليه و سلم عليها وقال اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل اللهم اصحبنا بصحبة وأقبلنا بذمة اللهم ازو لنا الأرض وسيرنا فيها اللهم انى أعوذ بك من عوثاء السفر وكآبة المنقلب قال أبو زرعة وكان أبو هريرة رجلا عربيا لو شاء ان يقول وعثاء السفر لقال أخبرنا أبو طاهر عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب قال انا أبو على محمد بن احمد بن الحسن الصواف قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا سليمان الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبى معمر عن أبى مسعود أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تزجى صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود قال سفيان هكذا قال الأعمش لا تزجى يريد لا تجزى

باب ذكر الرواية عمن كان لا يرى تخفيف حرف ثقيل ولا تثقيل حرف خفيف وان
كان المعنى فيها واحد )
أخبرنا الحسن بن على الجوهري قال انا محمد بن احمد بن يحيى العطشى قال ثنا أبو بكر محمد بن خلف وكيع القاضى املاء قال ثنا سليمان بن توبة أبو داود النهرواني املاء من كتابه قال ثنا يونس بن محمد قال ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق ومعمر عن الزهرى عن حميد بن عبد الرحمن عن أمه أم كلثوم بنت عقبة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس الكذب من اصلح بين الناس فقال خيرا أو نمى خيرا قال حماد سمعت هذا الحديث من رجلين فقال أحدهما نمى خيرا خفيفة وقال الآخر نمى خيرا مثقلة أخبرنا الحسن بن أبى بكر قال انا عبد الله بن إسحاق البغوي قال انا على بن عبد العزيز قال ثنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال ثنا احمد بن عثمان بن المبارك عن بن لهيعة قال حدثني بكير بن عبد الله بن الأشج ان سليمان بن يسار حدثه ان بن أبى ربيعة اتى بصدقات قد سعى عليها فلما قدم خرج اليه عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقرب إليهم تمرا فأكلوا وأبى عمر أن يأكل فقال له بن أبى ربيعة والله أصلحك الله انا لنشرب من البانها ونصيب منها فقال يا بن أبى ربيعة انى لست كهيئتك انك تتبع أذنابها وتصيب منها فلست كهيئتى قال أبو عبيد لا ادرى خفيف تتبع أو شديد

باب ذكر الرواية عمن كان لا يرى رفع حرف منصوب ولا نصب حرف مرفوع أو
مجرور وان كان معناهما سواء )
أخبرنا القاضى أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي قال ثنا محمد بن احمد بن عمرو اللؤلؤى قال ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال ثنا محمد بن يحيى بن فارس ومجاهد بن موسى وهو أتم قالا ثنا يعقوب بن إبراهيم قال ثنا أبى عن صالح قال ثنا نافع ان عبد الله بن عمر أخبره أن المسجد كان على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم مبنيا باللبن والجريد وعمده قال مجاهد وعمده خشب النخل فلم يزد فيه أبو بكر شيئا وزاد فيه عمر وبناه على بنائه في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم باللبن والجريد وأعاد عمده قال مجاهد عمده خشبا وغيره عثمان فزاد فيه زيادة كثيرة وساق بقية الحديث أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي قال انا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا إسحاق بن الحسن الحربي قال ثنا أبو نعيم قال ثنا مالك بن مغول عن أبى حنظلة قال سألت بن عمر كم صلاة السفر قال ركعتين قلت وأين قول الله عز و جل فان خفتم ونحن آمنون فقال سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم أو سنه رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن احمد النيسابوري وأبو سعيد الحسين بن عثمان الشيرازي قالا انا أبو الهيثم محمد بن المكى الكشميهنى قال ثنا محمد بن يوسف الفربرى قال ثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال ثنا على بن عبد الله قال ثنا سفيان عن عمرو عن سالم بن أبى الجعد عن عبد الله بن عمرو قال كان على ثقل النبي صلى الله عليه و سلم رجل يقال له كركرة فمات فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هو في النار فذهبوا ينظرون اليه فوجدوا عباءة قد غلها قال أبو عبد الله البخاري قال بن سلام كركرة

باب في اتباع المحدث على لفظه وان خالف اللغة الفصيحة
أخبرني محمد بن احمد بن يعقوب قال انا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا زكريا العنبري يقول سمعت أبا العباس الأزهري يقول سمعت عبد الله بن الحكم بن أبى زياد القطواني يقول سمعت أبا عبيد يقول لأهل الحديث لغة ولاهل العربية لغة ولغة أهل العربية اقيس ولا تجد بدا من اتباع لغة أهل الحديث من اجل السماع أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا يحيى بن أبى طالب قال انا عبد الوهاب بن عطاء قال انا بن عون عن إبراهيم عن الأسود قال قلت لابن عمر كيف أصنع بيدى إذا سجدت قال ارم بهما حوث وقعتا قال أبو نصر يعنى عبد الوهاب حوث لغة تميم

أخبرنا الحسن بن أبى بكر بن شاذان قال انا احمد بن إسحاق بن منجاب الطيبي قال ثنا احمد بن محمد بن شاكر الزنجاني قال ثنا الحسن بن على الحلواني قال ثنا عبد الرزاق قال انا معمر عن الزهرى عن صفوان بن عبد الله بن صفوان عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم الأشعري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ليس من امبر امصيام في امسفر قلت أراد ليس من البر الصيام في السفر وهذا لغة الأشعريين يقلبون اللام ميما فيقولون رأينا أولئك امر جال يريدون الرجال ومررنا با مقوم اى بالقوم وهى لغة مستفيضة الى الآن باليمن وفى الحديث ان أبا هريرة قال يوم الدار طلب امضرب يريد طاب الضرب أخبرنا بذلك حسن بن أبى بكر قال انا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي قال ثنا إسماعيل بن إسحاق قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا جرير بن حازم عن سليمان الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال قلت لعثمان وهو محصور في الدار طاب امضرب يا أمير المؤمنين قال عزمت عليك لتخرجن فأطعت أمير المؤمنين فخرجت أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا دعلج بن احمد قال انا محمد بن على بن زيد الصائغ ان سعيد بن منصور حدثهم قال ثنا سفيان عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا قلت لأخيك يوم الجمعة والأمام يخطب أنصت فقد لغيت قال أبو الزناد وهذه لغة أبى هريرة انما هو لغوت أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب بأصبهان قال ثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عيسى بن مزيد الخشاب قال حدثني عبد العزيز بن معاوية القرشي قال ثنا محرز بن وزر عن أباه وزرا حدثه عن أباه عمران حدثه عن أباه شعيثا حدثه عن أباه عاصما حدثه عن أباه حصين بن مشمت حدثه انه وفد الى النبي

صلى الله عليه و سلم وبايعه على الإسلام وصدق اليه ماله وأقطعه النبي صلى الله عليه و سلم مياها عدة منها إسناد وجراد ومنها السديرة ومنها العتيرة ومنها الاصيهب ومنها المروت ومنها الثمادة وشرط النبي صلى الله عليه و سلم لحصين بن مشمت فيما اقطعه إياه الا يباع ماؤه ولا يعقر مرعاه ولا يعضد شجره فقال زهير بن عاصم ... ان بلادى لم تكن املاسا ... بهن خط القلم الا نقاسا ... ... من النبي حين أعطى الناسا ... فلم يدع لبسا ولا التباسا ... وقال أبو نخيلة ... أعوذ بالله وبالسرى ... وبالكتابين من النبي ... ... من حادث حل على عادى ... ... قال الخطيب رواه احمد بن عبدة الضبي عن محرز بن وزر فقال أن أن بدل عن في كل المواضع وعبد العزيز ابدل في روايته من الهمزة عينا وهى التي يقال لها عنعنة قيس على وجه الذم لها وهم معرفون بها أخبرنا على بن احمد بن عمر المقرى قال انا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا معاذ بن المثنى قال ثنا محمد بن عباد قال ثنا سفيان عن عمرو قال سمعت رجلا من أهل الأرض يقول سمعت أبدا لله بن إياس يقول ان الله لما خلق إبليس نخر قال الخطيب أراد هذا الراوي ان يقول عبد الله فأبدل من العين همزة وهذا خلاف لغة قيس في العنعنة ومن الناس من يقلب في كلامه الراء غينا والقاف همزة كما فعل المذكور آنفا في

العين وهكذا من في لسانه عجمة يقلب القاف كافا والذال دالا أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال انا عثمان بن احمد الدقاق قال ثنا حنبل بن إسحاق قال ثنا هارون بن معروف قال ثنا ضمرة عن عثمان بن عطاء قال كان مكحول رجلا أعجميا لا يستطيع ان يقول قل يقول كل قال ومكحول فكل ما قال بالشام قبل منه قلت أراد عثمان ان مكحولا كان عندهم مع عجمة لسانه بمحل الأمانة وموضع الإمامة يقبلون منه ويعملون بخبره ولم يرد أنهم كانوا يحكون لفظه والله اعلم أخبرنا الحسن بن على التميمي قال انا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن احمد قال ثنا أبى قال ثنا أبو معاوية قال الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن سلمان قال دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار في ذباب قالوا وكيف ذلك قال مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئا فقالوا لأحدهما قرب قال ليس عندي شيء قالوا قرب ولو ذبابا فقرب ذبابا قال فخلوا سبيله قال فدخل النار وقالوا للآخر قرب ولو ذبابا قال ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله قال فضربوا عنقه قال فدخل الجنة قال عبد الله قال أبى قال أبو معاوية قال الأعمش دباب يعنى ان سلمان كان في لسانه عجمة

باب ذكر الرواية عمن كان لا يرى تغيير اللحن في الحديث
أخبرنا الحسن بن على التميمي قال انا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن احمد قال ثنا أبى قال ثنا معمر بن سليمان الرقى أبو عبد الله قال ثنا زياد بن خيثمة عن على بن النعمان بن قراد عن رجل عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال خيرت بين الشفاعة أو نصف امتى في الجنة فاخترت الشفاعة لأنها

أعم وأكفى أترونها للمتقين لا ولكنها للمتلوثين الخطاؤن قال زياد أم أنها لحن ولكن هكذا حدثنا الذي حدثنا أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أبو سعيد الأصمعي قال سمعت بن عون يقول أدركت ستة ثلاثة منهم يشددون في الحروف وثلاثة يرخصون في المعاني وكان أصحاب الحروف القاسم بن محمد ورجاء بن حيوة ومحمد بن سيرين وكان أصحاب المعاني الحسن والشعبي والنخعي أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على على بن الحسين الكراعى حدثكم محمد بن عمر بن بسطام قال ثنا بن قهزاد وهو أبو عبد الله محمد بن عبد الله قال ثنا العلاء هو بن عمرو بن أيوب بن مدرك قال ثنا حفص بن غياث عن أشعث قال كنت احفظ عن الحسن وابن سيرين والشعبي فأما الحسن والشعبي فكانا يأتيان بالمعنى واما بن سيرين فكان يحكى صاحبه حتى يلحن كما يلحن أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري قال انا يحيى بن وصيف الخواص قال ثنا احمد بن على الخزاز قال ثنا يحيى الحماني قال حدثني أبى عن الأعمش عن عمارة بن عمير قال كان أبو معمر يحدث الحديث فيه اللحن فيلحن اقتداء بما سمع أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني قال انا شاكر بن جعفر المعدل قال ثنا عمير بن مرداس قال ثنا محمد بن بكير قال ثنا عثام قال ثنا الأعمش عن عمارة عن أبى معمر قال انى لأسمع الحديث لحنا فألحن اتباعا لما سمعت أخبرنا على بن احمد بن عمر المقرى قال ثنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبى هاشم قال ثنا محمد بن على بن إسماعيل التوزي قال قال أبو زيد عمر بن شبة قال لي عفان وأبو الوليد كان يزيد بن أبى عمر إذا حدث عن الحسن اعرب وإذا حدث عن بن سيرين يلحن

أخبرنا أبو بكر البرقاني قرئ على عبد الله بن إبراهيم بن أيوب وانا اسمع حدثكم احمد بن عبد الرحمن بن مرزوق قال ثنا عمرو بن محمد قال ثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية قال كنا نريد نافعا على ان لا يلحن فيأبى الا الذي سمع حدثني محمد بن على بن عبد الله يعنى الصوري قال انا احمد بن محمد بن القاسم بن مرزوق المعدل قال انا الحسن بن رشيق قال ثنا أبو عبد الرحمن احمد بن شعيب النسائي قال لا يعاب اللحن على المحدثين وقد كان إسماعيل بن أبى خالد يلحن وسفيان ومالك بن أنس وغيرهم من المحدثين أخبرنا الحسن بن أبى بكر قال انا عبد الله بن إسحاق البغوي قال انا على بن عبد العزيز قال ثنا أبو عبيد قال ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس بن عبيد عن الحسن قال قال رجل لعثمان بن أبى العاص يا أبا عبد الله بنتمونا بونا بعيدا قال وما ذلك قال تصدقون وتفعلون وتفعلون قال وانكم لتغبطونا بكثرتنا هذه قال اى والله فقال عثمان والذي نفسي بيده لدرهم ينفقه أحدكم يخرجه من جهده ويضعه في حقه أفضل في نفسي من عشرة آلاف ينفقها أحدنا غيضا من فيض قال إسماعيل بنتمونا بالكسر وانما هو بنتمونا وأخبرنا احمد بن محمد بن غالب قال قرأت على محمد بن على بن النضر حدثكم على بن عبد الله بن مبشر قال ثنا أبو حاتم الرازي قال ثنا عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران قال سألت احمد بن حنبل عن اللحن في الحديث قال لا بأس به حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال انا احمد بن محمد بن هارون الخلال قال انا عبد الله بن احمد قال كان إذا مر بأبي لحن فاحش غيره وإذا كان لحنا سهلا تركه وقال كذا قال الشيخ قرأت على بشرى بن عبد الله الرومي عن أبى بكر بن مالك القطيعي قال سمعت عبد الله بن احمد بن حنبل يقول ما زال القلم في يد أبى حتى مات ويقول إذا

لم ينصرف الشيء في معنى فلا بأس ان يصلح أو كما قال قلت إذا كان اللحن يحيل المعنى فلا بد من تغييره وكثير من الرواة يحرفون الكلام عن وجهه ويزيلون الخطاب عن موضعه وليس يلزم من اخذ عمن هذه سبيله ان يحكى لفظه إذا عرف وجه الصواب بخلافه إذا كان الحديث معروفا ولفظ العرب به ظاهرا معلوما ألا ترى ان المحدث لو قال لا يؤم المسافر المقيم فنصب المسافر ورفع المقيم كان قد أحال المعنى فلا يلزم اتباع لفظه وقد حدثني على بن احمد المؤدب قال ثنا احمد بن إسحاق النهاوندى قال انا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد قال كنا عند عبد الله بن احمد بن موسى عبدان يوما وهو يحدثنا وأبو العباس بن سريج حاضر فقال عبدان من دعى فلم يجب فقد عصى الله ورسوله ففتح الياء من قوله يجب فقال له بن سريج ان رأيت ان تقول يجب بضم الياء فأبى عبدان ان يقول وعجب من صواب بن سريج كما عجب بن سريج من خطائه
( باب ذكر الحكاية عمن قال يجب أداء حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم على لفظه ويجوز رواية غيره على المعنى )
أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني قال ثنا صالح بن احمد الحافظ قال ثنا القاسم بن أبى صالح قال سمعت أبا حاتم يعنى الرازي يقول سمعت سعيد بن عفير يقول قال مالك بن أنس كل حديث للنبي صلى الله عليه و سلم يؤدى على لفظه وعلى ما روى وما كان عن غيره فلا بأس إذا أصاب المعنى أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبيد الله بن محمد العكبري قال ثنا حمزة بن

القاسم الخطيب قال ثنا عمر بن مدرك قال ثنا عبد العزيز بن يحيى المديني مولى بنى هاشم قال سمعت مالك بن أنس يقول ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا تعد اللفظ وما كان عن غيره فأصبت المعنى فلا بأس أخبرنا أبو بكر محمد بن المؤمل الأنباري قال انا محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح الأبهري قال ثنا عبيد الله بن الحسن الصابوني قال ثنا مالك بن عبد الله بن سيف التجيبي بمصر قال ثنا عبد الله بن عبد الحكم قال قال أشهب سألت مالكا عن الأحاديث يقدم فيها ويؤخر والمعنى واحد فقال أما ما كان منها من قول رسول الله صلى الله عليه و سلم فانى أكره ذلك واكره ان يزاد فيها وينقص منها وما كان من قول غير رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا أرى بذلك بأسا إذا كان المعنى واحدا أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال انا الحسين بن إدريس قال ثنا بن عمار عن معن قال سألت مالكا عن معنى الحديث فقال أما حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فأده كما سمعته واما غير ذلك فلا بأس بالمعنى

باب ذكر الرواية عمن أجاز النقصان من الحديث ولم يجز الزيادة
أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال انا عثمان بن احمد قال ثنا حنبل بن إسحاق قال ثنا محمد بن سعيد يعنى بن الأصبهاني قال ثنا عبد الله بن المبارك عن سيف عن مجاهد قال انقص من الحديث ولا تزد فيه أخبرنا القاضى أبو العلاء محمد بن على الواسطي قال انا محمد بن احمد بن محمد المفيد ح وأخبرنا محمد بن على الحربي قال ثنا على بن عمر الحضرمي قال قال ثنا خالد بن محمد الصفار قال سمعت يحيى بن معين يقول إذا خفت ان تخطىء في الحديث فانقص منه ولا تزد

ومن الحجة لمن ذهب الى هذا المذهب قول النبي صلى الله عليه و سلم نضر الله من سمع مقالتي فلم يزد فيها قالوا وهذا يدل على ان النقصان منها جائز إذ لو لم يكن كذلك لذكره كما ذكر الزيادة أخبرنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي بأصبهان قال انا سليمان بن احمد بن أيوب الطبراني قال ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ومحمد بن الليث الجوهري قالا ثنا سويد بن سعيد قال ثنا الوليد بن محمد الموقري قال ثنا ثور بن يزيد عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال في حجة الوداع نضر الله من سمع مقالتي فلم يزد فيها فرب حامل كلمة الى من هو اوعى لها منه وقد قال كثير ممن منع نقل الحديث على المعنى ان رواية الحديث على النقصان والحذف لبعض متنه غير جائزة لأنها تقطع الخبر وتغيره فيؤدى ذلك الى ابطال معناه وإحالته وكان بعضهم لا يستجيز أن يحذف منه حرفا واحدا أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال انا إسماعيل بن على الخطبي وأبو على بن الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا ثنا عبد الله بن احمد قال ثنا أبى قال ثنا سفيان قال سمعت عبد الملك بن عمير يقول والله انى لأحدث بالحديث فما ادع منه حرفا وقال بعض من أجاز الرواية على المعنى ان النقصان من الحديث جائز إذا كان الراوي قد رواه مرة أخرى بتمامه أو علم ان غيره قد رواه على التمام ولا يجوز له ان لا يعلم ذلك ولم يفعله وقال كثير من الناس يجوز ذلك للراوى على كل حال ولم يفصلوا والذي نختاره في ذلك انه ان كان فيما حذف من الخبر معرفة حكم شرط وامر لا يتم التعبد والمراد بالخبر الا بروايته على وجهه فإنه يجب نقله على تمامه ويحرم حذفه لأن القصد بالخبر لا يتم الا به فلا فرق بين ان يكون ذلك تركا لنقل العبادة كنقل بعض افعال الصلاة أو تركا لنقل فرض آخر هو الشرط في صحة العبادة كترك نقل

وجوب الطهارة ونحوها وعلى هذا الوجه يحمل قول من قال لا يحل اختصار الحديث أخبرنا أبو مسلم جعفر بن باى الجيلي الفقيه قال ثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن على المقرى بأصبهان قال ثنا عبد الله بن محمد الهمذاني قال ثنا زكريا بن يحيى خياط السنة قال ثنا إسحاق بن راهويه قال سمعت النضر بن شميل يقول سمعت الخليل بن احمد يقول لا يحل اختصار حديث النبي صلى الله عليه و سلم لقوله رحم الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه كما سمعه وأخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن احمد الحافظ قال ثنا إبراهيم بن محمد بن يعقوب قال ثنا زكريا بن يحيى السجزى قال سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال سمعت النضر بن شميل يقول سمعت الخليل بن احمد يقول لا يحل اختصار الحديث لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال رحم الله امرأ سمع مقالتي فأداها كما سمعها فمتى اختصر لم يفهم المبلغ معنى الحديث أخبرني أبو الفضل عبيد الله بن احمد بن على الصيرفي قال انا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال ثنا محمد بن احمد بن يعقوب بن شيبة قال قال جدي كان مالك لا يرى ان يختصر الحديث إذا كان عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قرأت على احمد بن محمد بن غالب عن أبى الحسن الدارقطني قال ثنا بن مخلد قال سمعت عباسا الدوري يقول سئل أبو عاصم النبيل يكره الاختصار في الحديث قال نعم لأنهم يخطئون المعنى حدثني محمد بن بن الحسين قال انا الخصيب بن عبد الله القاضى بمصر قال انا احمد

بن جعفر بن حمدان الطرسوسى قال ثنا عبد الله بن جابر البزاز قال ثنا جعفر بن محمد بن عيسى بن نوح قال ثنا محمد بن عيسى بن الطباع قال قال لي عنبسة قلت لابن المبارك علمت ان حماد بن سلمة كان يريد أن يختصر الحديث فيقلب معناه قال فقال لي أو فطنت له فان كان المتروك من الخبر متضمنا لعبارة أخرى وأمرا لا تعلق له بمتضمن البعض الذي رواه ولا شرطا فيه جاز للمحدث رواية الحديث على النقصان وحذف بعضه وقام ذلك مقام خبرين متضمنين عبارتين منفصلتين وسيرتين وقضيتين لا تعلق لاحداهما بالأخرى فكما يجوز لسامع الخبر الواحد القائم فيما تضمنه مقام الخبرين اللذين هذه حالهما رواية أحدهما دون الآخر فكذلك يجوز لسامع الخبر الواحد القائم فيما تضمنه مقام الخبرين المنفصلين رواية بعضه دون بعض فلا فرق بين ان يكون قد رواه هو بتمامه أو رواه غيره بتمامه أولم يروه غيره ولا هو بتمامه لأنه بمثابة خبرين منفصلين في امرين لا تعلق لأحدهما بالآخر وكذلك لا يجوز لسامع الخبر الذي يتضمن حكما متعلقا بغيره وأمرا يلزم في حكم الدين لا يتبين المقصد منه الا باستماع الخبر على تمامه وكماله ان يروى بعضه دون بعض لأنه يدخله فساد وإحالة لمعناه وسد لطريق العلم بالمراد منه فلا فصل في تحريم ذلك عليه بين ان يكون قد رواه غيره مبينا أو هو مرة قبلها أو لم يكن ذلك لأنه قد يسمعه ثانيا منه إذا رواه ناقصا غير الذي سمعه تاما فلا يصل بنصه الى معناه وقد يسمع روايته له ناقصا من لم يسمع رواية غيره له تاما فلا يجوز رواية ما حل هذا المحل من الاخبار الا على التمام والاستقصاء اللهم الا ان يروى الخبر بتمامه غيره ويغلب على ظن راويه على النقصان ان من يرويه له قد سمعه من الغير تاما وانه يحفظه بعينه ويتذكر بروايته له البعض باقي الخبر فيجوز له ذلك فان شاركه في السماع غيره لم يجز وكذلك فإنه يجوز أن يرويه ناقصا لمن كان قد رواه له من قبل تاما إذا غلب على ظنه انه حافظ له بتمامه وذاكر له فاما ان خاف نسيانه والتباس الأمر عليه لم يجز أن يرويه له الا كاملا

وقد كان سفيان الثوري يروى الأحاديث على الاختصار لمن قد رواها له على التمام لأنه كان يعلم منهم الحفظ لها والمعرفة بها أخبرنا القاضى أبو نصر احمد بن الحسين الدينوري بها قال انا أبو بكر احمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ قال انا الحسين بن محمد مأمون قال ثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم قال سمعت عبد العزيز بن أبان يقول علمنا سفيان الثوري اختصار الحديث وان خان من روى حديثا على التمام إذا أراد روايته مرة أخرى على النقصان لمن رواه له قبل تاما ان يتهمه بأنه زاد في أول مرة ما لم يكن سمعه أو أنه نسي في الثاني باقي الحديث لقلة ضبطه وكثرة غلطه وجب عليه ان ينفي هذه الظنة عن نفسه لأن في الناس من يعتقد في راوي الحديث كذلك انه ربما زاد في الحديث ما ليس منه وانه يغفل ويسهو عن ذكر ما هو منه وانه لا يؤمن ان يكون أكثر حديثه ناقصا مبتورا فمتى ظن الراوي اتهام السامع منه بذلك وجب عليه نفيه عن نفسه وان كان النقصان من الحديث شيئا لا يتغير به المعنى كحذف بعض الحروف والالفاظ والراوي عالم واع محصل لما يغير المعنى وما لا يغيره من الزيادة والنقصان فان ذلك سائغ له على قول من أجاز الرواية على المعنى دون من لم يجز ذلك

باب ما جاء في تقطيع المتن الواحد وتفريقه في الأبواب
قد تقدم القول من في الباب الذي قبل هذا باجازة تفريق المتن الواحد في موضعين إذا كان متضمنا لحكمين وهكذا
إذا كان المتن متضمنا لعبادات واحكام لا تعلق لبعضها ببعض فإنه بمثابة
الأحاديث المنفصل بعضها من بعض ويجوز تقطيعه وكان غير واحد من الأئمة يفعل ذلك حدثت عن عبد العزي بن جعفر الحنبلي قال ثنا احمد بن محمد بن هارون الخلال قال أخبرني يزيد بن عبد الله الأصبهاني قال سمعت إسماعيل الغزال من حملة العلم قال سمعت نعيم بن حماد يقول رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في المنام فقال أنت )

الذي تبتر حديثي فقلت يا رسول الله ان حديثك ربما دخل في أبواب فسكت عنى حدثني الحسن بن أبى طالب قال ثنا عبد الله بن عثمان الصفار قال حدثني محمد بن احمد بن غزال الصفار قال حدثني محمد بن عبد الله الرازي قال ثنا احمد بن بشير بن غرقدة قال حدثني أبو على الصفدي حدثني نعيم بن حماد قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في المنام فقال لي أنت الذي تقطع حديثي قال قلت يا رسول الله انه يبلغنا عنك الحديث فيه ذكر الصلاة وذكر الصيام وذكر الزكاة فنجعل ذا في ذا وذا في ذا قال فنعم إذا حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أبو بكر الخلال قال أخبرني محمد بن هارون أبا الحارث حدثهم قال رأيت أبا عبد الله يعنى احمد بن حنبل قد أخرج أحاديث وأخرج حاجته من الحديث وترك الباقي يخرج من أول الحديث شيئا ومن آخره شيئا ويدع الباقي وقال الخلال أخبرني محمد بن هارون ان إسحاق بن إبراهيم حدثهم قال سألت أبا عبد الله عن الرجل يسمع الحديث وهو إسناد واحد فيجعله ثلاثة أحاديث قال لا يلزمه كذب وينبغى ان يحدث بالحديث كما سمع ولا يغيره

باب ذكر الرواية عمن قال يجب تأدية الحديث على الصواب وان كان المحدث قد
لحن فيه وترك موجب الاعراب )
أخبرنا أبو نعيم احمد بن عبد الله الحافظ قال ثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى قال انا محمد بن إسحاق الثقفى قال ثنا إسحاق يعنى بن راهويه قال انا عيسى بن يونس قال قال رجل للأعمش ان كان بن سيرين ليسمع الحديث فيه اللحن فيحدث به على لحنه فقال الأعمش ان كان بن سيرين يلحن فان النبي صلى الله عليه و سلم لم يلحن يقول قومه أخبرنا أبو بكر البرقاني قال حدثني أبو سوار عبد الله بن محمد بن احمد الشابرنجى

قال ثنا أبو يزيد محمد بن يحيى بن خالد قال ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال ثنا عيسى بن يونس قال شهدت الأعمش قال له رجل ان بن سيرين يسمع الحديث فيه اللحن فيحدث به على لحنه فقال الأعمش ان كان بن سيرين يلحن فان النبي صلى الله عليه و سلم لم يلحن فقوموه أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن القاسم النرسي قال انا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا الحسن بن على بن الوليد الفارسي الخطيب قال ثنا محمد بن الصباح البزاز قال ثنا شريك عن جابر عن أبى جعفر قال لا بأس بالحديث إذا كان فيه اللحن ان يعر به أخبرنا على بن أبى على البصري قال انا محمد بن العباس الخزاز وإسماعيل بن سعيد المعدل قال ثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري قال حدثني أبى قال ثنا أبو عبد الله الوراق قال ثنا أبو داود قال ثنا شريك عن جابر عن الشعبي قال قلت فانى اسمع الحديث ليس باعراب فأعربه قال نعم أخبرني الحسين بن على الطناجيرى قال ثنا أبو القاسم منصور بن جعفر الصيرفي قال حدثني المظفر بن يحيى الشرابى عن الحسين بن الفهم عن محمد بن أبان عن شريك عن جابر قال قلت للشعبى أسمع الحديث ملحونا فأعربه قال نعم أخبرنا القاضى أبو زرعة روح بن محمد بن احمد الرازي قال انا أبو يعقوب إسحاق بن سعد النسوي قال ثنا الحسين بن سفيان قال ثنا صفوان يعنى بن صالح قال ثنا الوليد يعنى بن مسلم قال سمعت الأوزاعي يقول أعربوا الحديث فان القوم كانوا عربا أخبرنا الحسن بن أبى بكر قال انا احمد بن إسحاق الطيبي قال ثنا الحسن بن على بن زياد قال ثنا أبو نعيم ضرار بن صرد قال ثنا الوليد بن مسلم قال سمعت الأوزاعي يقول كانوا يعربون وانما اللحن من حملة الحديث فأعربوا الحديث أخبرنا على بن احمد بن عمر المقرى قال ثنا أبو طاهر بن أبى هاشم قال ثنا محمد بن

على بن إسماعيل التوزي قال قال لنا أبو زيد عمر بن شبة قال لي عفان قال لي حماد بن سلمة من لحن في حديثي فليس يحدث عنى أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا دعلج بن احمد قال انا احمد بن على الابار قال ثنا الحسن بن على قال ثنا عفان قال قال لنا همام إذا حدثتكم عن قتادة فكان في حديثه لحن فقوموه فإنه كان لا يلحن أخبرني على بن احمد المؤدب قال ثنا احمد بن إسحاق قال ثنا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد قال حدثني شيخ من أهل خراسان مر بنا حاجا عن الحسن بن على الحلواني قال ما وجدتم في كتابي عن عفان لحنا فعربوه فان عفان كان لا يلحن وقال لنا عفان ما وجدتم في كتابي عن حماد بن سلمة لحنا فعربوه فان حمادا كان لا يلحن وقال حماد ما وجدتم في كتابي عن قتادة لحنا فعربوه فان قتادة كان لا يلحن أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال ثنا احمد بن إبراهيم قال ثنا عبد الله بن عبد الرحمن السكري قال ثنا زكريا الساجي قال ثنا الأصمعي قال سمعت حماد بن زيد يقول من لحن في حديثي فليس يحدث عنى قرأت على أبى بكر البرقاني عن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال انا محمد بن إسحاق الثقفى قال ثنا بن أبى رزمة قال ثنا على بن الحسن بن شقيق قال قلت لعبد الله يعنى بن المبارك الرجل يسمع الحديث فيه اللحن يقيمه قال نعم كان القوم لا يلحنون أخبرنا أبو على عبد الرحمن بن محمد بن احمد بن محمد بن فضالة الحافظ النيسابوري بالري قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد المحفوظى يقول سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق الثقفى يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول سمعت النضر بن شميل يقول كان عوف بن أبى جميلة رجلا لحانا قد كسوت لكم حديثه كسوة حسنة قرأت على البرقاني عن أبى إسحاق المزكى قال انا محمد بن إسحاق الثقفى قال سمعت أبا قدامة قال سمعت أبا عبيد يقول ما كتبت اللحن في كتابي وان لحن المحدث فربما رأيت في كتابي اللحن فأتوهم انى انا الذي أخطأت أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال انا احمد بن

سعيد بن مرابة قال ثنا عباس بن محمد قال قيل ليحيى وهو بن معين ما تقول في الرجل يقوم الرجل حديثه يعنى ينزع منه اللحن قال لا بأس به أخبرنا محمد بن أبى جعفر قال ثنا محمد بن عدى البصري في كتابه قال ثنا أبو عبيد محمد بن على قال سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول كان احمد بن صالح يقوم كل لحن في الحديث أخبرني على بن احمد المؤدب قال ثنا احمد بن إسحاق قال ثنا بن خلاد قال ثنا عبد الله بن احمد الغزاء قال ثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميمون من ولد ميمون بن مهران قال رأيت احمد بن حنبل يغير اللحن في كتابه وقال بن خلاد ثنا أبو جعفر احمد بن إسحاق بن بهلول قال سألت الحسن بن محمد الزعفراني عن الرجل يسمع الحديث ملحونا أيعربه قال نعم أخبرني أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال ثنا محمد بن احمد بن يعقوب بن شيبة قال ثنا جدي قال سمعت على بن المديني وذكر وكيعا واللحن فقال كان وكيع يلحن ولو حدثت عنه بألفاظه لكانت عجبا كان يقول حتنا مسعر عن عيشة أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال انا الحميدي قال قال سفيان كان بن أبى خالد يقول سمعت المستورد اخى بنى فهر يلحن فيه فقلت انا أخا بنى فهر أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال انا محمد بن احمد الصواف قال ثنا عبد الله بن احمد قال حدثني أبى قال ثنا هشيم قال كان إسماعيل بن أبى خالد وقد لقى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فاحش اللحن كان يقول حدثني فلان عن أبوه أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال انا محمد بن العباس قال انا بن مرابة

قال ثنا العباس بن محمد قال سمعت يحيى يقول كان إسماعيل بن أبى خالد إذا حدث عن قيس يقول حدثني قيس بن أبو حازم قلت ليحيى كان إسماعيل من العرب قال كان مولى بجيلة قلت لا أعلم أحدا حدث عن بن أبى خالد عن قيس فنسبه الا قال بن أبى حازم وهذا جماع منهم ان إصلاح اللحن جائز والله اعلم قاله الخطيب

باب ذكر الحجة في إجازة رواية الحديث على المعنى
قال كثير من السلف وأهل التحري في الحديث لا تجوز الرواية على المعنى بل يجب مثل تأدية اللفظ بعينه من غير تقديم ولا تأخير ولا زيادة ولا حذف وقد ذكرنا بعض الروايات عمن ذهب الى ذلك ولم يفصلوا بين العالم بمعنى الكلام وموضوعه وما ينوب منه مناب بعض وما لا ينوب منابه وبين غير العالم بذلك وقد ذكر عن بعض السلف انه كان يروى الحديث على المعنى إذا علم المعنى وتحققه وعرف القائم من اللفظ مقام غيره وقال جمهور الفقهاء يجوز للعالم بمواقع الخطاب ومعانى الألفاظ رواية الحديث على المعنى وليس بين أهل العلم خلاف في ان ذلك لا يجوز للجاهل بمعنى الكلام وموقع الخطاب والمحتمل منه وغير المحتمل وقال قوم من أهل العلم الواجب على المحدث ان يروى على اللفظ إذا كان لفظ ينوب مناب معناه غامضا محتملا فاما إذا لم يكن كذلك بل كان معناه ظاهرا معلوما وللراوى لفظ ينوب مناب لفظ الرسول صلى الله عليه و سلم غير زائد عليه ولا ناقص منه ولا محتمل لأكثر من معنى لفظه صلى الله عليه و سلم جاز للراوى روايته على المعنى وذلك يجوز نحو أن يبدل قوله قام بنهض وقال بتكلم وجلس بقعد وعرف بعلم واستطاع بقدر وأراد بقصد واوجب بفرض وحظر بحرم ومثل هذا مما يطول تتبعه وهذا القول هو الذي نختاره مع شرط آخر وهو أن يكون سامع لفظ النبي صلى الله عليه و سلم عالما بموضوع ذلك اللفظ في اللسان

وبأن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يريد به ما هو موضوع له فان علم يجوزه به واستعارته له لم يسغ له ان يروى اللفظ مجردا دون ذكره ما عرفه من قصده صلى الله عليه و سلم ضرورة غير مستدل عليه فإنه ان استدل به على انه قصد به معنى من المعاني جاز عليه الغلط والتقصير في الاستدلال ووجب نقله له بلفظ الرسول صلى الله عليه و سلم لينظر هو وغيره من العلماء فيه فأما الدليل على انه ليس ذلك للجاهل بمواقع الخطاب وبالمتفق معناه والمختلف من الألفاظ فهو أنه لا يؤمن عليه ابدال اللفظ بخلافه بل هو الغالب من امره وأما الدليل على انه لا يجوز للعالم أيضا رواية المحتمل من اللفظ على المعنى فهو أنه انما يرويه على معنى يستخرجه يستدل عليه وقد يتوهم ويغلط وقد يصيب ونحن غير مأمورين بتقليده وان أصاب فيجب لذلك روايته إياه على اللفظ ليجتهد العلماء في القول بمعناه اللهم الا ان يقول الناقل العدل انى قد علمت ضرورة قصد النبي صلى الله عليه و سلم بالمحتمل من كلامه الى كذا وكذا وانه أراد ذلك بعينه دون غيره فيقبل قوله ويزول حكم الاجتهاد في معنى اللفظ وأما الدليل على جواز ذلك للعالم بمعناه فهو ما أخبرني أبو محمد عبد الله بن احمد بن إبراهيم بن شاذان الصيرفي قال انا احمد بن على بن محمد بن احمد بن الجهم الكاتب قال انا محمد بن جرير الطبري قال حدثني سعيد بن عمرو السكوني قال ثنا الوليد بن سلمة الفلسطينى قال أخبرني يعقوب بن عبد الله بن سليمان بن اكيمه الليثي عن أبيه عن جده قال قلنا لرسول الله صلى الله عليه و سلم بأبينا أنت وأمنا يا رسول الله انا لنسمع الحديث فلا نقدر على تأديته كما سمعناه قال إذا لم تحلوا حراما ولا تحرموا حلالا فلا بأس أخبرنا احمد بن محمد بن غالب الفقيه قال ثنا أبو بكر الإسماعيلي املاء قال

أخبرني إبراهيم بن موسى البزاز قال ثنا صالح بن قطن بن عبد الله قال ثنا عبد الرحمن بن مساور حدثنا الوليد بن سلمة حدثني يعقوب بن إسحاق بن عبد الله بن اكيمة الليثي عن أبيه عن جده قال قلنا يا رسول الله انا نسمع منك الحديث فقد فقدر على تأديته كما سمعنا قال إذا لم تحرموا حلالا ولا تحلوا حراما وأصبتم المعنى فلا بأس أخبرني الحسن بن أبى طالب قال حدثنا إسماعيل بن محمد بن زنجى أبو القاسم الكاتب قال ثنا احمد بن محمد بن نصير الضبعي قال حدثني احمد بن محمد بن غالب أبو عبد الله قال ثنا الحسن بن قزعة قال ثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن عن حبيب بن أبى مرزوق عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن مسعود قال سأل رجل النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله انك تحدثنا حديثا لا نقدر أن نسوقه كما نسمعه فقال إذا أصاب أحدكم المعنى فليحدث أخبرني عبيد الله بن أبى الفتح الفارسي وأحمد بن أبى جعفر القطيعي قالا ثنا الحسن بن القاسم الخلال قال ثنا احمد بن عبد الله الوكيل قال ثنا على بن مسلم الطوسي قال ثنا محمد بن يزيد الواسطي عن اصبغ بن زيد عن خالد بن كثير عن خالد بن دريك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تقول على ما لم أقل فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدا قيل يا رسول الله وهل لها من عينين قال الم تسمع الى قول الله عز و جل إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا فأمسك القوم ان يسألوه فأنكر ذلك من شأنهم وقال مالكم لا تسألونى قالوا يا رسول الله سمعناك تقول من تقول على ما لم أقل فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدا ونحن لا نحفظ الحديث كما سمعناه نقدم حرفا ونؤخر حرفا ونزيد حرفا وننقص حرفا قال ليس ذلك أردت انما قلت من تقول على ما لم يريد عيبى وشين الإسلام أو شينى وعيب الإسلام

ويدل على ذلك أيضا اتفاق الأمة على ان للعالم بمعنى خبر النبي صلى الله عليه و سلم وللسامع بقوله ان ينقل معنى خبره بغير لفظه وغير اللغة العربية وأن الواجب على رسله وسفرائه الى أهل اللغات المختلفة من العجم وغيرهم ان يرووا عنه ما سمعوه وحملوه مما أخبرهم به وتعبدهم بفعله على ألسنة رسله سيما إذا كان السفير يعرف اللغتين فإنه لا يجوز أن يكل ما يرويه الى ترجمان وهو يعرف الخطاب بذلك اللسان لأنه لا يأمن الغلط وقصد التحريف على الترجمان فيجب ان يرويه بنفسه وإذا ثبت ذلك صح ان القصد برواية خبره وأمره ونهيه إصابة معناه وامتثال موجبه دون إيراد نفس لفظه وصورته وعلى هذا الوجه لزم العجم وغيرهم من سائر الأمم دعوة الرسول الى دينه والعلم بأحكامه ويدل على ذلك انه انما ينكر الكذب والتحريف على رسول الله صلى الله عليه و سلم وتغيير معنى اللفظ فإذا سلم راوي الحديث على المعنى من ذلك كان مخبرا بالمعنى المقصود من اللفظ وصادقا على الرسول صلى الله عليه و سلم وبمثابة من أخبر عن كلام زيد وأمره ونهيه والفاظه بما يقوم مقام كلامه وينوب منابه من غير زيادة ولا نقصان فلا يعتبر في ان راوي ذلك قد أتى بالمعنى المقصود وليس بكاذب ولا محرف وقد ورد القرآن بمثل ذلك فان الله تعالى قص من أنباء ما قد سبق قصصا كرر ذكر بعضها في مواضع بألفاظ مختلفة والمعنى واحد ونقلها من السنتهم الى اللسان العربي وهو مخالف لها في التقديم والتأخير والزيادة والنقصان ونحو ذلك وقد استدل المنكرون للرواية على المعنى بحصول الاتقاق على ان الشرع قد ورد بأشياء كثيرة قصد فيها الإتيان باللفظ والمعنى جميعا نحو التكبير والتشهد والأذان والشهادة وإذا كان كذلك لم ينكر أن يكون المطلوب بالحديث لفظه بعينه ومعناه جميعا فيقال لهم وبأى وجه وجب الحاق رواية حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم بلفظه بالأذان والتشهد وغير ذلك مما يجرى

مجراهما فلا يجدون متعلقا في ذلك ويقال أيضا لو أخذ علينا في رواية حديثه إيراد لفظه ومعناه لوجب ان يوقف عليه توقيفا يوجب العلم ويقطع العذر كالتوقيف لنا على الأذان والتشهد وفى عدم توقيف يحج مثله دلالة على فساد ما قلتم ثم يقال لهم ما الفصل بينكم وبين من قال لما حصل الاتفاق على إباحة الترجمة في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم وأوامره ونواهيه والاخبار عن جملة دينه وتفصيله وجب كذلك جواز روايته على المعنى باللفظ العربي الذي هو أقرب الى لفظ النبي صلى الله عليه و سلم من الاعجمى فلا يجدون لذلك مدفعا واحتجوا أيضا بقول النبي صلى الله عليه و سلم نضر الله امرأ سمع منا حديثا فأداه كما سمعه وبقوله للذي علمه إذا اخذ مضجعه يقول آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت في الكلمات المشهورة فقال الرجل وبرسولك الذي أرسلت فقال له النبي صلى الله عليه و سلم وبنبيك الذي أرسلت قالوا لم يسوغ لمن علمه الدعاء مخالفة اللفظ فيقال لهم اما الحديث الأول فهو حجة عليكم لأنه قد علل فيه ونبه على ما يقول بقوله صلى الله عليه و سلم فرب مبلغ اوعى من سامع ورب حامل فقه ليس بفقيه والى من هو افقه منه وكأنه قال إذا كان المبلغ اوعى من السامع وأفقه وكان السامع غير فقيه ولا ممن يعرف المعنى وجب عليه تأدية اللفظ ليستنبط معناه العالم الفقيه والا فلا وجه لهذا التعليل ان كان حال المبلغ والمبلغ سواء على ان رواة هذا الخبر نفسه قد رووه على المعنى فقال بعضهم رحم الله مكان نضر الله ومن سمع بدل امرأ سمع وروى مقالتي بدل منا حديثا وبلغه مكان اداه وروى فرب مبلغ افقه من مبلغ مكان فرب مبلغ اوعى من سامع ورب حامل فقه لا فقه له مكان ليس بفقيه والفاظ سوى هذه متغايرة تضمنها هذا الخبر وقد ذكرنا طرقه على الاستقصاء باختلاف الفاظها في كتاب افردناه لها والظاهر يدل ان هذا الخبر نقل على المعنى فلذلك اختلفت ألفاظه وان كان معناها واحد والله اعلم

واما رد النبي صلى الله عليه و سلم على الرجل في الحديث الثاني قوله وبرسولك الى وبنبيك الذي أرسلت فان النبي أمدح من الرسول ولكل واحد من هذين النعتين موضع ألا ترى ان اسم الرسول يقع على الكافة واسم النبي لا يتناول الا الأنبياء خاصة وانما فضل المرسلون من الأنبياء لأنهم جمعوا النبوة والرسالة معا فلما قال وبنبيك الذي أرسلت جاء بأمدح النعت وهو النبوة ثم قيده بالرسالة حين قال الذي أرسلت وبيان آخر وهو أن قوله وبرسولك الذي أرسلت غير مستحسن لأنه يجتزأ بالقول الأول ان هذا رسول فلان عن ان يقول الذي أرسله إذ كان لا يفيد القول الثاني الا المعنى الأول وكان قوله وبنبيك الذي أرسلت يفيد الجمع بين النبوة والرسالة فلذلك امره النبي صلى الله عليه و سلم به ورده اليه والله اعلم آخر الجزء السادس بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر خيرا قال أخبرنا أبو بكر احمد بن على بن ثابت الخطيب البغدادي قال

باب ذكر من كان يذهب الى إجازة الرواية على المعنى من السلف وسياق بعض
اخبارهم في ذلك )
أخبرنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي بأصبهان قال انا سليمان

بن أحمد بن أيوب الطبراني قال ثنا مطلب بن شعيب الأزدي قال ثنا عبد الله بن صالح قال حدثني معاوية بن صالح ح وأخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسن بن عيسى الناقد واللفظ له قال انا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا جعفر بن محمد الفريابي قال حدثني احمد بن صالح قال ثنا معن قال ثنا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول قال دخلنا على واثلة بن الأسقع فقلنا يا أبا الأسقع حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس فيه وهم ولا نسيان فقال هل قرأ أحد منكم الليلة من القرآن شيئا قالوا نعم قال فهل زدتم الفا أو واوا أو شيئا فقلت انا نزيد وننقص وما نحن باولئك في الحفظ فقال هذا القرآن بين اظهركم وأنتم تدرسونه بالليل والنهار فكيف ونحن نحدث بحديث سمعناه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مرة أو مرتين إذا حدثتكم على معناه فحسبكم أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل قال انا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبى قال ثنا عبد الرحمن بن مهدى عن معاوية بن صالح ح وأخبرنا محمد بن الحسين الناقد قال انا احمد بن جعفر قال ثنا جعفر الفريابي قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا معن ح وأخبرنا محمد بن على بن الفتح قال انا عمر بن إبراهيم المقرى قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال ثنا أبو خيثمة قال ثنا معن بن عيسى عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال إذا حدثناكم وقال قتيبة إذا جئناكم بالحديث على معناه فحسبكم أخبرنا محمد بن على الحربي قال ثنا على بن عمر الحافظ قال ثنا عبد الله بن سليمان

بن الأشعث قال ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان قال ثنا كثير بن يحيى بن كثير قال حدثني أبى قال ثنا سعيد الجريري عن أبى نضرة عن أبى سعيد قال كنا نجلس الى النبي صلى الله عليه و سلم عسى ان تكون عشرة نفر نسمع الحديث فما منا اثنان يؤديانه غير أن المعنى واحد أخبرني أبو القاسم الأزهري قال ثنا على بن عمر الحافظ قال ثنا احمد بن محمد بن سلم قال ثنا الزبير بن بكار قال حدثني محمد بن المنذر عن جده هشام بن عروة عن أبيه قال قالت لي عائشة رضى الله عنها يا بنى انه يبلغنى انك تكتب عنى الحديث ثم تعود فتكتبه فقلت لها أسمعه منك على شيء ثم اعود فأسمعه على غيره فقالت هل تسمع في المعنى خلافا قلت لا قالت لا بأس بذلك أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن الحيري قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا مالك بن إسماعيل هو أبو غسان ح وأخبرنا عبيد الله بن عمر بن احمد الواعظ قال ثنا محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري قال ثنا محمد بن سليمان بن الحارث قال ثنا أبو غسان قال ثنا إسرائيل عن أبى حصين عن عامر عن مسروق عن عبد الله قال حدث حديثا فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم أرعد وأرعدت ثيابه فقال أو شبيه ذا أو نحو ذا واللفظ لحديث الحيري أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدى البزاز قال ثنا القاضى أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء قال ثنا على بن شعيب قال ثنا معن قال ثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبى الدرداء انه كان إذا حدث الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم فرغ منه قال اللهم إلا هكذا أو كشكله أخبرنا أبو محمد الحسين بن على بن محمد بن احمد بن بشار السابورى بالبصرة قال ثنا محمد بن احمد بن محمويه العسكري قال ثنا احمد بن عثمان بن أبى منصور السكوني قال ثنا محمد بن الوزير وعمرو بن عثمان قالا ثنا الوليد بن مسلم عن عبد الله

بن العلاء عن بسر بن عبيد الله عن أبى إدريس ان أبا الدرداء كان يحدث بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا فرغ منه قال هذا أو نحو هذا أو شكله أخبرنا الحسن بن على التميمي قال انا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبى قال ثنا أبو قطن قال ثنا بن عون عن محمد قال كان أنس إذا حدث حديثا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ففرغ منه قال أو كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال انا عثمان بن احمد الدقاق قال ثنا حنبل بن إسحاق قال حدثني أبو عبد الله يعنى احمد بن حنبل ح وأخبرنا بن رزق أيضا قال انا إسماعيل بن على الخطبي وأبو على بن الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا ثنا عبد الله بن احمد قال حدثني أبى قال ثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن محمد بن سيرين قال كنت اسمع الحديث من عشرة المعنى واحد واللفظ مختلف أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أبو بكر الحميدي قال ثنا سفيان قال كان عمرو بن دينار يحدث بالحديث على المعنى وكان إبراهيم من ميسرة لا يحدثه الا على ما سمع أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال انا الحسين بن إدريس قال ثنا بن عمار قال ثنا معاذ بن معاذ العنبري القاضى عن بن عون قال كان الحسن والشعبي وإبراهيم يحدثون بالمعانى وكان القاسم بن محمد ورجاء بن حيوة وابن سيرين يحدثون كما سمعوا أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى قال انا محمد بن إسحاق الثقفى قال ثنا إسحاق يعنى بن راهويه قال انا إسماعيل بن علية عن بن عون قال كان الحسن والنخعي والشعبي يحدثون بالحديث مرة هكذا ومرة هكذا فذكر ذلك لابن سيرين فقال انهم لو حدثوا كما سمعوا كان أفضل أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي حدثكم

احمد بن عبد الرحمن بن مرزوق قال ثنا أبو معمر عن سفيان قال كان عمرو بن دينار وابن أبى نجيع يحدثان بالمعانى وكان إبراهيم بن ميسرة وابن طاوس يحدثنان كما سمعا أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن على الوراق قال ثنا معاوية بن عمرو قال ثنا جرير بن حازم قال سمعت الحسن يحدث بالأحاديث الأصل واحد والكلام مختلف أخبرني الحسن بن أبى طالب قال ثنا عمر بن محمد بن على الناقد قال ثنا عمر بن محمد بن نصر الكاغذى قال ثنا إسحاق بن أبى إسرائيل قال ثنا حرب بن ميمون قال ثنا هشام قال قيل للحسن يا أبا سعيد انك تحدثنا بالحديث اليوم وتحدث من الغد بكلام آحر فقال لا بأس بالحديث إذا أصبت المعنى أخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال انا محمد بن عبد الله الشافعي قال ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال ثنا المفضل بن غسان الغلابي قال ثنا عبد الله بن جعفر الرقى قال ثنا مخلد بن حسين عن هشام بن حسان عن الحسن قال لا بأس بتقديم الحديث وتأخيره إذا أصبت المعنى أخبرنا أبو منصور محمد بن احمد بن شعيب الروياني قال انا محمد بن إسماعيل الوراق قال انا عبد الله بن محمد البغوي قال ثنا على بن الجعد قال انا المبارك بن فضالة عن الحسن أنه كان لا يرى بأسا ان يقدم أو يؤخر إذا أصاب المعنى أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد المتوثي والحسن بن أبى بكر الأشعري قالا ثنا على بن محمد بن الزبير الكوفى قال ثنا الحسن بن على بن عفان قال ثنا زيد بن الحباب عن الربيع بن صبيح عن الحسن قال لا بأس إذا اصيب معنى الحديث أخبرنا أبو الخير فرج بن الخضر بن جامع الجوهري قال ثنا احمد بن على بن يحيى بن حسان بن سهيل الحرشي بالكوفة قال ثنا أبى قال ثنا وكيع عن مهدى بن ميمون عن غيلان بن جرير قال قلت للحسن الرجل يسمع الحديث فيحدث به لا يألو يكون الزيادة والنقصان قال فقال الحسن لا بأس به

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن عبد الله بن خميرويه قال انا الحسين بن إدريس قال ثنا بن عمار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدى قال ثنا مهدى عن غيلان قال قلت للحسن الرجل يحدث بالحديث لا يألو فتكون فيه الزيادة والنقصان قال ومن يطيق ذلك أخبرنا الحسين بن الفضل والحسن بن أبى بكر قالا انا على بن محمد بن الزبير قال ثنا الحسن بن على بن عفان قال ثنا زيد بن الحباب عن مهدى بن ميمون عن غيلان المعولي قال سألت الحسن أسمع الحديث فلا آلو أن أحدث به كما سمعت فأزيد فيه أو أنقص قال سبحان الله ومن يطيق ذلك أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا أبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد الرقى قال ثنا روح بن عبادة قال ثنا هشام بن أبى عبد الله عن شعيب بن الحبحاب قال انطلقت انا وغيلان بن جرير الى الحسن فقال له غيلان يا أبا سعيد الرجل يحدث بالحديث فلا يحدثه كما سمعه يزيد فيه وينقص فقال الحسن انما الكذب على من تعمده أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن الحيري حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا محمد بن على الوراق حدثنا أبو نعيم حدثنا هشام الدستوائى عن شعيب بن الحبحاب قال دخلت على الحسن انا وغيلان فقال يا أبا سعيد الرجل يحدث بالحديث فيزيد فيه وينقص منه فقال انما الكذب على من تعمده أخبرنا البرقاني قال انا بن خميرويه الهروي قال انا الحسين بن إدريس قال ثنا بن عمار قال ثنا المعافى عن مسعر عن عمرو بن مرة قال انا لا نستطيع ان نحدثكم الحديث كما سمعناه ولكن عموده ونحوه أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق قال انا أبو الفتح محمد بن الحسين الموصلي قال ثنا أبو يعلى احمد بن على قال ثنا بشر بن الوليد قال ثنا الحسن بن عياش أخو أبى بكر بن عياش عن جعفر بن محمد قال ان رجلين يأتيان من أهل الكوفة فيشددان على في الحديث فما اجىء به كما سمعته الا ان اجىء بالمعنى

أخبرني الحسين بن على الطناجيرى قال انا عمر بن احمد بن عثمان الواعظ قال ثنا الحسين بن احمد بن بسطام الزعفراني قال ثنا سلمة بن شبيب قال ثنا عبد الرزاق قال قلت لسفيان الثوري حدثنا بحديث أبى الزعراء كما سمعت قال يا سبحان الله ومن يطيق ذلك انما نجيئكم بالمعنى أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزال وأبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قالا انا إسماعيل بن محمد الصفار قال قال أبو محمد العباس بن عبد الله الترقفي سمعت الفريابي يقول سمعت سفيان يقول لو أردنا ان نحدثكم بالحديث كما سمعناه وقال بن برهان كما سمعه ما حدثناكم بحديث واحد أخبرنا أبو الحسين بن الفضل والحسن بن أبى بكر قالا انا على بن محمد بن الزبير قال ثنا الحسن بن على بن عفان قال ثنا زيد بن الحباب عن رجل عن سيف المكى عن مجاهد قال انقص الحديث احب الى من ان أزيد فيه قال الحسن قال زيد قال سفيان إذا ذهبت أحدثكم كما سمعت فلا تصدقونى وأخبرني أبو نصر احمد بن الحسين القاضى بالدينور قال انا أبو بكر احمد بن محمد بن إسحاق الحافظ قال ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا الحسن بن على بن عفان قال ثنا زيد بن الحباب قال سمعت سفيان الثوري يقول ان قلت لكم انى أحدثكم كما سمعت فلا تصدقونى قال زيد يعني أنه يحدث على المعاني أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي قال انا أبو سعيد احمد بن محمد بن رميح النسوي قال ثنا محمد بن يوسف بن عاصم ببخارا قال ثنا المهنأ بن يحيى قال سمعت عبد الرزاق يقول قال صاحب لنا لسفيان الثوري حدثنا كما سمعت فقال لا والله ما اليه سبيل وما هو الا المعنى أخبرنا أبو حازم الأعرج عمر بن احمد بن إبراهيم الحافظ بنيسابور قراءة قال انا أبو محمد القاسم بن غانم بن حمويه المهلبي قال انا محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجى قال سمعت بن بكير يقول ربما سمعت مالكا يحدثنا بالحديث فيكون

لفظه مختلفا بالغداة و بالعشي وحدثنا أبو حازم املاء قال ثنا على بن عيسى الماليني قال ثنا محمد بن محمود بن خالد النسوي قال سمعت على بن خشرم يقول كان بن عيينة يحدثنا فإذا سئل عنه بعد ذلك حدثنا بغير لفظه الأول والمعنى واحد قرأت على أبى بكر البرقاني عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى قال انا محمد بن إسحاق الثقفى قال انا قتيبة قال كانوا يقولون الحفاظ أربعة إسماعيل بن علية وعبد الوارث ويزيد بن زريع ووهيب كانوا هؤلاء يؤدون اللفظ قال أبو رجاء قتيبة وكان حماد بن زيد يحدث على المعنى سئل عن حديث في النهار كذا وكذا يغير اللفظ أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال انا إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني قال ثنا محمد بن إسحاق السراج قال سمعت عبيد الله بن سعيد بقول سمعت يحيى بن سعيد يقول أخاف ان يضيق على الناس تتبع الألفاظ لأن القرآن أعظم حرمة ووسع ان يقرأ على وجوه إذا كان المعنى واحدا أخبرنا احمد بن محمد بن احمد بن غالب الخوارزمي قال قرئ على أبى إسحاق المزكى وأنا اسمع سمعت أبا العباس ح وأخبرنا أبو حازم العبدي واللفظ له قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى يقول سمعت أبا العباس احمد بن محمد بن الأزهر يقول سمعت ازهر بن جميل يقول كنا عند يحيى بن سعيد ومعنا رجل يتشكك فقال له يحيى يا هذا الى كم هذا ليس في يد الناس اشرف ولا اجل من كتاب الله تعالى وقد رخص فيه على سبعة أحرف أخبرني على بن احمد المؤدب قال ثنا احمد بن إسحاق النهاوندى قال انا الحسن بن عبد الرحمن قال ثنا عبد الله بن احمد بن معدان قال ثنا سعيد بن رحمة الأصبحي قال كان محمد بن مصعب القرقساني يقول أيش تشددون على أنفسكم إذا اصبتم المعنى فحسبكم

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال ثنا يعقوب بن موسى الاردبيلى قال ثنا احمد بن طاهر بن النجم الميانجي قال ثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال قلت لأبي زرعة إذا سمعتك تذاكر بالشىء عن بعض المشيخة قد سمعته من غيرك فأقول ثنا أبو زرعة وفلان وانما ذاكرتنى أنت بالمعنى والإسناد قال ارجو قلت فان كان حديثا طويلا قال فهذا أضيق قلت فان قلت حدثنا فلان وأبو زرعة نحوه فسكت

باب ما جاء في إرسال الراوي للحديث وإذا سئل بعد ذلك عن إسناده فذكره
هل يجوز لمن يسمعه ان يلفقه ويقدم الإسناد على المتن
أخبرنا أبو القاسم على بن محمد بن على بن يعقوب الأيادي قال ثنا أبو بكر
محمد بن عبد الله بن )
إبراهيم الشافعي قال ثنا محمد بن الجهم قال ثنا يعلى بن عبيد عن إسماعيل بن أبى خالد عن عامر عن الربيع بن خثيم قال من قال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد هو على كل شيء قدير عشرا كان عدل أربع رقاب قيل من حدثك قال عمرو بن ميمون فلقيت عمرا فقلت من حدثك فقال عبد الرحمن بن أبى ليلى فلقيت عبد الرحمن بن أبى ليلى فقلت من حدثك فقال أبو أيوب صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرنا الحسن بن على التميمي قال انا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال قال أبى سمعت سفيان يقول إذا كفى الخادم أحدكم طعامه فليجلسه فليأكل معه فان لم يفعل فليأخذ لقمة فليروغها فيه فينا وله وقرىء عليه إسناده سمعت أبا الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال انا عثمان بن احمد قال ثنا حنبل بن إسحاق قال حدثني أبو عبد الله قال ثنا شعيب بن حرب قال قال مالك كنا نجلس الى الزهرى

والى محمد بن المنكدر فيقول الزهرى قال بن عمر كذا وكذا فإذا كان بعد ذلك جلسنا اليه فقلت الذي ذكرت عن بن عمر من أخبرك به قال ابنه سالم أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول سمعت أبا بكر الصغاني يقول سئل سعيد بن عامر عن الرجل يسمع الحديث فيسمع الكلام قبل الإسناد فقال لا بأس ان يصير الإسناد قبل الكلام حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا احمد بن محمد بن هارون الخلال قال ثنا أبو داود السجستاني قال سمعت أبا عبد الله سئل عن المحدث يذكر الحديث يعنى فيقال من دون فلان فيقول فلان جائز قال نعم قلت يؤلفها أعنى الذي يسمع هكذا قال نعم يؤلفه وهل كان شريك يحدث الا هكذا كان يذكر الحديث فيقول فلان فيقال عمن فيقول عن فلان

باب ما جاء في المحدث يروى حديثا ثم يتبعه بإسناد آخر
ويقول عند منتهى الإسناد مثله يعنى مثل الحديث المتقدم هل يجوز أن يروى عنه الحديث الثاني مفردا ويساق فيه لفظ الحديث الأول أم لا كان شعبة بن الحجاج لا يجيز ذلك وقال بعض أهل العلم يجوز ذلك إذا عرف ان المحدث ضابط متحفظ يذهب الى تمييز الألفاظ وعد الحروف فان لم يعرف منه ذلك لم يجز افراد الإسناد الثاني وسياق المتن فيه وكان غير واحد من أهل العلم إذا روى مثل هذا يورد الإسناد ويقول مثل حديث قبله متنه كذا وكذا ثم يسوقه وكذلك إذا كان المحدث قد قال نحوه وهذا هو الذي أختاره أخبرنا احمد بن عبد الواحد بن محمد الدمشقي قال انا جدي قال انا محمد بن يوسف الهروي قال ثنا محمد بن حماد الطهراني قال انا عبد الرزاق قال قال الثوري إذا كان مثله يعنى حديثا قد تقدم فقال مثل هذا الحديث الذي قد تقدم فان شئت

فحدث بالمثل على لفظ الأول قال عبد الرزاق وكان شعبة لا يرى ذلك أخبرنا القاضى أبو العلاء محمد بن على الواسطي قال انا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران قال ثنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال ثنا صالح بن محمد البغدادي قال ثنا أبو بكر الأعين عن قراد عن شعبة قال فلان عن فلان مثله ليس بحديث أخبرني أبو القاسم الأزهري قال انا عمر بن احمد الواعظ قال ثنا عبد الله بن محمد البغوي قال ثنا محمود بن غيلان قال سمعت وكيعا يقول قال شعبة مثله ليس بحديث وقال سفيان مثله حديث وقال شعبة نحوه شك أخبرنا أبو بكر احمد بن عمر الدلال قال ثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قال ثنا الحسن بن على بن شبيب أبو على المعمري قال ثنا محمود بن غيلان قال سمعت وكعيا يقول قال سفيان إذا قال نحوه فهو حديث وقال شعبة نحوه شك ذكر أبو الفتح محمد بن احمد بن أبى الفوارس ان محمد بن حميد بن سهيل المخرمي أخبرهم قال ثنا على بن الحسين بن حبان قال وجدت في كتاب أبى قيل لأبى زكريا يعنى يحيى بن معين يحدث المحدث بحديث ثم يحدث آخر في اثره فيقول مثله يجوز لي انا ان اقص الكلام الأول في هذا الأخير الذي قال فيه المحدث مثله قال نعم قلت له انما قال المحدث مثله وكيف اقص انا الكلام فيه قال هذا جائز إذا قال مثله فقصصت أنت الكلام الأول في هذا الأخير لا بأس به أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال انا محمد بن العباس الخزاز قال انا احمد بن سعيد بن مرابة قال ثنا العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول إذا كان حديث عن رجل وحديث آخر عن رجل مثله فلا بأس ان يرويه إذا كان مثله الا ان يقول نحوه قلت وهذا القول على مذهب من لم يجز الرواية على المعنى فأما على مذهب من اجازها فلا فرق بين مثله ونحوه والله اعلم

باب ما جاء في تفريق النسخة المدرجة وتجديد الإسناد المذكور في أولها
لمتونها )
لأصحاب الحديث نسخ مشهورة كل نسخة منها تشتمل على أحاديث كثيرة يذكر الراوي إسناد النسخة في المتن الأول منها ثم يقول فيما بعده وبإسناده الى آخرها فمنها نسخة يرويها أبو اليمان الحكم بن نافع عن شعيب بن أبى حمزة عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة ونسخة أخرى عند أبى اليمان عن شعيب أيضا عن نافع عن بن عمر ونسخة عند يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة ونسخة عند عبد الرزاق بن همام عن معمر بن راشد عن همام بن منبه عن أبى هريرة وسوى هذا نسخ يطول ذكرها فيجوز لسماعها ان يفرد ما شاء منها بالإسناد المذكور في أول النسخة لان ذلك بمنزلة الحديث الواحد المتضمن لحكمين لا تعلق لأحدهما بالآخر فالاسناد هو لكل واحد من الحكمين ولهذا جاز تقطيع المتن في بابين والأكثر على ما تقدم ذكرنا له أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال انا محمد بن العباس الخزاز قال انا احمد بن سعيد قال ثنا عباس بن محمد قال قال يحيى بن معين أحاديث همام بن منبه لا بأس ان يقطعها قرأت في أصل كتاب هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الذي سمعه من أبى على احمد بن عمر بن محمد الأصبهاني عن أبى الحسين احمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادى قال حدثنا أبو موسى الزرقي قال ثنا أبو هبيرة الدمشقي قال ثنا احمد بن شبويه قال قلت لوكيع المحدث يحدثني فيقول في أول الكتاب حدثنا سفيان عن منصور ثم يقول فيما سوى ذلك وعن منصور أقول في كل حديث حدثنا فلان عن سفيان عن منصور قال نعم لا بأس به أخبرني احمد بن محمد الروياني قال انا عثمان بن محمد المخرمي قال أخبرني محمد بن يعقوب الأصم ان العباس بن محمد الدوري حدثهم قال سألت يحيى بن معين عن حديث ورقاء بن عمر أنه كان يقول في أولها عن بن أبى نجيح عن مجاهد فقيل له ترى بأسا ان يخرجها انسان فيكتب في كل حديث ورقاء عن بن أبى نجيح عن مجاهد قال ليس به بأس أخبرنا احمد بن محمد بن غالب الفقيه قال سألت أبا بكر احمد بن إبراهيم الاسماعيل عن الإسناد المدرج فقال يجوز إذا جعل إسناد واحد لعدة من المتون ان يجدد لكل متن إسنادا جديدا

باب في المحدث يروى حديثا عن شيخ ينسبه فيه ثم يروى بعده عن ذلك الشيخ
أحاديث يسميه فيها فلا ينسبه هل يجوز للطالب ان يذكر نسب الشيخ في الأحاديث كلها إذا رواها متفرقة قد أجاز أكثر أهل العلم ذلك منهم من قال الأولى ان يقول إذا أراد أن ينسب الشيخ يعنى بن فلان وممن ذهب الى هذا احمد بن حنبل حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا احمد بن محمد بن هارون الخلال قال أخبرني عصمة بن عصام قال ثنا حنبل قال كان أبو عبد الله إذا جاء اسم الرجل غير منسوب قال يعنى بن فلان أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على بشر بن احمد الاسفرائينى حدثكم عبد الله بن محمد بن سيار قال سمعتهم يذكرون بالبصرة عن على بن المديني قال إذا حدثك الرجل فقال ثنا فلان ولم ينسبه فقل حدثنا فلان ان فلان بن فلان حدثه وهكذا رأيت أبا بكر احمد بن على بن محمد الأصبهاني نزيل نيسابور يفعل وكان أحد الحفاظ المجودين ومن أهل الورع والدين وسألته عن أحاديث كثيرة رواها لنا قال فيها أبو عمرو بن حمدان أن أبا يعلى احمد بن على بن المثنى الموصلي أخبرهم وأنا أبو بكر بن المقرى ان إسحاق بن احمد بن نافع حدثهم وأنا أبو احمد الحافظ ان أبا يوسف محمد بن سفيان الصفار أخبرهم فذكر لي ان هذه الأحاديث سمعها قراءة على شيوخه في جملة نسخ نسبوا الذين حدثوهم بها في أولها واقتصروا في بقيتها على ذكر اسمائهم وكان غيره يقول في مثل هذا انا فلان قال انا فلان وهو بن فلان ثم يسرد نسبه الى منتهاه وهذا الذي استحسنه لأن قوما من الرواة كانوا يقولون فيما اجيز لهم أخبرنا فلان ان فلانا حدثهم فاستعمال ما ذكرت انفى للظنة وإن كان المعنى في العبارتين واحدا

باب في جواز استثبات الحافظ ما شك فيه من كتاب غيره أو حفظه
أخبرنا محمد بن عمرو بن القاسم النرسي قال انا محمد بن عبد الله الشافعي قال ثنا احمد بن بشر المرثدي قال ثنا مسلم يعنى عبد الرحمن بن يونس قال ثنا سفيان قال رأيت عاصما يأتى بن أبى خالد يستثبته في حديث الشعبي أخبرنا محمد بن احمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل قالا انا دعلج بن احمد قال انا وفى حديث بن رزق ثنا احمد بن على الابار قال ثنا أبو قدامة قال سمعت بهز بن أسد يقول سمعت أبا عوانة يقول كنت اكتب عن قتادة فقال لا تكتب فإنه احفظ لك فتركت فإذا شككت الآن نظرت في كتاب سعيد بن أبى عروبة قال الخطيب وينبغى لمن أراد استثبات غيره في شيء عرض له الشك فيه ان لا يذكر العارض خوفا من ان يكون خطأ فيلقنه المسئول ولكن يقول له كيف حدثت كذا كذا ويذكر طرف الحديث حسب أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي قال انا حمزة بن محمد بن العباس قال ثنا محمد بن الفضل القسطانى قال ثنا شيبان الأبلي قال ثنا أبو هلال عن قتادة قال إذا أردت ان تغلط صاحبك فلقنه أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرى قال انا عثمان بن احمد بن سمعان الرزاز قال ثنا هيثم بن خلف الدوري قال ثنا محمود بن غيلان قال ثنا وهب بن جرير قال كان شعبة يجىء الى أبى وهو على حمار فيقول كيف سمعت الأعمش يحدث بحديث كذا وكذا فيقول أبى كذا وكذا فيقول شعبة هكذا والله سمعت الأعمش يحدث به فيسأله عن أحاديث من أحاديث الأعمش فإذا حدثه أبى يقول هكذا سمعت الأعمش يحدث به ثم يضرب حماره ويذهب أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال سمعت العباس بن محمد الدوري يقول رأيت احمد بن حنبل في مجلس روح بن عبادة سنة خمس ومائتين يسأل يحيى بن معين عن أشياء يقول له يا أبا زكريا كيف حديث كذا وكيف حديث كذا يريد احمد أن يستثبته في أحاديث قد سمعوها فكلما قال يحيى كتبه احمد قلت وكان بعض السلف يبين ما ثبته فيه غيره فيقول حدثني فلان وثبتنى فلان

باب ذكر بعض الروايات عمن قال ثنا فلان وثبتنى فلان
أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال انا إسماعيل بن محمد الصفار قال

ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال ثنا يزيد بن هارون قال انا عاصم وثبتنى شعبة عن عبد الله بن سرجس قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا سافر قال اللهم انى أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكور ودعوة المظلوم وسوء المنظر في الاهل والمال قال الدقيقي سمعت يزيد مرة أخرى يقول سمعت عاصما وثبتنى شعبة عن عبد الله بن سرجس ثم ذكر الحديث أخبرنا على بن أبى على البصري قال انا أبو نصر احمد بن محمد بن إبراهيم الحازمى البخاري قال ثنا إسحاق بن احمد بن خلف الأزدي الحافظ قال سمعت صالح بن مسمار يقول ثنا شعيب بن حرب المدائني قال إسحاق وثبتنى أبى عن صالح عن سعيد بن السائب عن بن يامين عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لرجل خذ حقك في عفاف وافيا وغير واف أخبرنا محمد بن احمد بن رزق الثاني وعلى بن احمد بن هارون النهرواني قالا ثنا محمد بن يحيى بن عمر بن على بن حرب الطائي قال ثنا على بن حرب قال ثنا سفيان بن عيينة عن الزهرى وثبته معمر عن بن الصعير قال اشرف النبي صلى الله عليه و سلم على قتلى أحد فقال اني قد شهدت على هؤلاء فزملوهم بكلومهم ودمائهم أخبرنا على بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال انا أبو سهل احمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان قال ثنا أبو إسماعيل الترمذي قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا الزهرى عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة قالا خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الحديبية في بضع عشرة مائة فلما كان بذي الحليفة قلد الهدى وأشعره وأحرم منها بعمرة فقال سفيان انتهى حفظي من الزهرى الى هنا وكان طويلا فثبتنى معمر قال فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم وبعث عينا له من خزاعة فلما كان بعين الاشظاظ أتاه عينه الخزاعي فقال ان قريشا جمعوا لك جموعا وساق الحديث بطوله الى آخره أخبرنا احمد بن أبى جعفر قال انا محمد بن عدى بن زحر البصري في كتابه إلينا قال ثنا أبو عبيد محمد بن على الآجري قال ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث ثنا حامد يعنى بن يحيى قال ثنا سفيان قال شويب من أهل البصرة كان يجالسنا عند الزهرى يقال له درست قال أبو داود فرأيت في أصل عبد الوارث في غير موضع ثنا أيوب وثبتنا درست

باب في من وجد في كتابه خلاف ما حفظ عن المحدث
أخبرنا الحسن بن أبى بكر قال انا أبو سهل احمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان قال ثنا إسحاق الحربي قال ثنا عفان قال ثنا همام قال ثنا قتادة عن على بن زيد عن

إسحاق بن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن الحارث عن النبي صلى الله عليه و سلم انه اشترى قال همام في كتابي ثوبا وفى حفظي حلة بسبع وعشرين ناقة أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال انا احمد بن إبراهيم بن الحسن قال ثنا عبد الله بن محمد البغوي قال ثنا على بن الجعد قال انا شعبة عن الحكم عن يحيى بن الجزار عن صهيب رجل من أهل البصرة عن بن عباس ان جارتين من بنى عبد المطلب جاءتا تسعيان ورسول الله صلى الله عليه و سلم يصلى حتى اخذنا بركبتيه قال شعبة وأنا احفظ من فيه ففرع بينهما وفى كتابي ففرق بينهما ولم يقطع صلاته أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال انا الحسين بن إدريس قال ثنا بن عمار قال ثنا عبد الرحمن عن شعبة عن أبى إسحاق عن أبى عبيدة قال كان عبد الله يقول يبدأ أحدكم فيتشهد ثم يحمد الله ويمجده ويثنى عليه بما هو له أهل ثم يصلى على النبي صلى الله عليه و سلم ثم يسأل لنفسه قال قد اسقطت من كتابي ثم يصلى على النبي صلى الله عليه و سلم ولكن حفظي هكذا شعبة الذي يشك أخبرني على بن احمد المؤدب قال ثنا احمد بن إسحاق النهاوندى قال انا الحسن بن عبد الرحمن قال ثنا الحسن بن المثنى قال ثنا محمد بن خلاد الباهلى قال ثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر أنه كان يجمع بين العشاء والمغرب إذا جد السير بعد ما يغيب الشفق ويزعم ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يجمع بينهما قال يحيى حدثت بهذا الحديث ست عشرة سنة بمكة فكنت أقول قبل ان يغيب الشفق ثم نظرت في كتابي فإذا بعد ما يغيب الشفق أخبرنا أبو العلاء محمد بن الحسن بن محمد الوراق قال انا احمد بن كامل القاضى قال انا أبو قلابة الرقاشي قال ثنا عبد الصمد يعنى بن عبد الوارث قال ثنا هاشم الكوفى قال ثنا زيد الخثعمي عن أسماء بنت عميس قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بئس العبد عبد تجبر واعتدى ونسي الجبار الأعلى بئس العبد عبد تخيل واختال ونسي الكبير المتعال بئس العبد عبد بغى وعتا ونسي المبدأ والمنتهى بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين بئس العبد عبد يختل الدنيا بالشبهات بئس العبد عبد طمع يقوده بئس العبد عبد هوى يضله قال أبو قلابة وجدت في كتابي بخطى ولم احفظه من المجلس بئس العبد عبد تزيله الرغبة عن الحق

باب في ان الحافظ إذا نسي حديثا سمعه من شيخ لم يجز له ان يرويه عنه
لكنه يرويه نازلا عمن ضبطه عن ذلك الشيخ أخبرنا الحسن بن أبى بكر قال انا حامد بن محمد بن عبد الله الهروي قال انا معاذ بن المثنى قال ثنا أبى قال ثنا أبى عن شعبة عن منصور عن مجاهد سمع حسان بن أبى وجزة سمع عقار بن المغيرة بن شعبة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال لم يتوكل من اكتوى أو استرقى قال وقد كان سمعه مجاهد من عقار فلم يحكم حفظه أخبرنا أبو الحسن احمد بن عبد الله الأنماطي قال ثنا محمد بن المظفر قال ثنا أبو بكر احمد بن محمد بن الهيثم الدلال الدوري قال ثنا احمد بن عبدة الضبي قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن بن أبى مليكة عن عقبة بن الحارث قال سمعته يحدث وحدثني عنه صاحب لي قال وانا لحديث صاحبي احفظ قال تزوجت أم يحيى بنت أبى اهاب فدخلت عليها امرأة سوداء فزعمت انها ارضعتنا جميعا فأتيت

النبي صلى الله عليه و سلم فذكرت له ذلك فأعرض عنى فتحولت وقلت يا رسول الله انها كاذبة قال كيف بها وقد قالت دعها عنك أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي قال انا عبد العزيز بن جعفر بن احمد الفقيه قال ثنا محمد بن سليمان قال ثنا على بن عبد الله قال ثنا إسماعيل بن إبراهيم قال ثنا أيوب عن عبد الله بن أبى مليكة قال حدثني عبيد بن أبى مريم عن عقبة بن الحارث قال وقد سمعته من عقبة ولكني لحديث عبيد أحفظ ثم ساق نحو ما تقدم أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبى قال ثنا حجاج قال ثنا شعبة عن منصور عن حيان عن سويد بن غفلة عن على انه سئل عن امرأة تركت زوجها وأمها فجعل لزوجها النصف ولامها الثلث ثم رد ما بقى على أمها قال شعبة وقد سمعته من حيان فحدثت به سفيان فذهب سفيان الى منصور فحدثه فنسيته فسألت عنه منصورا فأخبرني به فحفظته من منصور وما أرى منصورا سمعه من حيان قال أبى يقال له حيان صاحب الأنماط أخبرنا على بن محمد بن الحسن الحربي قال انا إبراهيم بن احمد بن جعفر الخرقي قال انا عمر بن احمد بن على القطان قال ثنا محمد بن الوليد البسري قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن صدقة قال سمعت بن عمر وسأله رجل فقال انى أهللت بهما جميعا قال لو كنت اعتمرت كان احب الى ثم أمره فطاف بالبيت وبالصفا وبالمروة وقال لا يحل منك شيء دون يوم النحر ثم ان شعبة نسي هذا الحديث فقلت له انك حدثتني به قال ان كنت حدثتك به فهو كما حدثتك أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن الحيري قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال انا الربيع بن سليمان قال انا الشافعي قال انا عبد العزيز بن محمد عن ربيعة بن أبى عبد الرحمن عن سهيل بن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه و سلم قضى باليمين مع الشاهد قال عبد العزيز فذكرت ذلك لسهيل فقال أخبرني ربيعة وهو عندي ثقة انى حدثته إياه ولا احفظه قال عبد العزيز قد كان أصاب سهيلا علة أذهبت بعض عقله ونسي بعض حديثه فكان سهيل بعد يحدثه عن ربيعة عنه عن أبيه

باب في ان السيء الحفظ لا يعتد من حديثه الا بما رواه من أصل كتابه
أخبرنا احمد بن محمد بن غالب قال انا احمد بن محمد بن حسنويه الغوزمى قال انا الحسين بن إدريس قال ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال سمعت احمد بن حنبل قال قال عفان ثنا همام يوما بحديث فقيل له فيه فدخل فنظر في كتابه فقال ألا أراني اخطىء وانا لا أرى فكان بعد يتعاهد كتابه أخبرنا محمد بن احمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل قالا انا دعلج بن احمد قال انا وفى حديث بن رزق ثنا احمد بن على الابار قال ثنا محمد بن المنهال الضرير قال سمعت سفيان الرءاس يسأل يزيد بن زريع ما تقول في همام فقال كتابه صالح وحفظه لا يسوى شيئا أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا بن خميرويه الهروي قال انا الحسين بن إدريس قال قال بن عمار شريك كتبه صحاح فمن سمع منه من كتبه فهو صحيح قال ولم يسمع من شريك من كتابه الا إسحاق الأزرق أخبرني بن الفضل قال انا دعلج قال انا احمد بن على قال ثنا مجاهد بن موسى قال سمعت يحيى بن سعيد يقول إذا حدثكم المعتمر بن سليمان بشيء فاعرضوه فإنه سيء الحفظ أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى قال انا محمد بن إسحاق السراج قال سمعت عبيد الله بن جرير بن جبلة يقول قال أبو سلمة قال وهيب حفظ إسماعيل بن علية وكتاب عبد الوهاب

باب فيمن خالفه احفظ منه فحكى خلافه له في روايته
أخبرنا أبو الحسين على بن محمد بن عبد الله بن بشران قال انا دعلج بن احمد قال ثنا يوسف القاضى قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا شعبة عن الحكم عن عبد الحميد عن مقسم عن بن عباس في الذي يأتى امرأته وهى حائض قال يتصدق بدينار أو نصف دينار وأخبرنا بن بشران أيضا قال انا دعلج قال ثنا عبد الله بن احمد قال ثنا عقبة بن مكرم العمى قال ثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن الحكم عن عبد الحميد عن مقسم عن بن عباس مثله موقوفا قال شعبة اما حفظي فمرفوع وزعم فلان وفلان ان الحكم لم يرفعه فقلت يا أبا بسطام حدثنا بحفظك ودعنا من فلان وفلان فقال ما احب ان عمرى في الدنيا عمر نوح وانى حدثت بهذا وسكت عن هذا أخبرنا احمد بن محمد بن غالب قال قرأت على أبى حاتم بن أبى الفضل الهروي بها أخبركم محمد بن عبد الرحمن السامي قال ثنا على بن الجعد ح وأخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال انا احمد بن إبراهيم بن شاذان ح وأخبرنا على بن أبى على البصري قال انا جعفر بن محمد بن احمد بن إسحاق بن البهلول وعبيد الله بن محمد بن إسحاق البزاز قالوا ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال ثنا على بن الجعد قال انا شعبة عن قتادة عن داود السراج عن أبى سعيد الخدري قال شعبة وقال لي هشام وكان احفظ عن قتادة وأكثر مجالسة له منى هو عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة وان دخل الجنة يلبسه أهل الجنة ولم يلبسه هو

أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال انا محمد بن العباس الخزاز قال ثنا عبد الوهاب بن عيسى بن أبى حية قال ثنا يعقوب بن شيبة قال ثنا على بن المديني قال ثنا سفيان حدثنا عاصم بن كليب عن أبى بكر بن أبى موسى قال أرسل على الى أبى موسى وهو جالس في رحبة أبى موسى فدعاه فقال نهانى رسول الله صلى الله عليه و سلم ان اجعل الخاتم في هذه أو هذه وأشار سفيان الى السبابة والوسطى قال سفيان انا أقول عن أبى بكر بن أبى موسى وغيرى يقول عن أبى بردة بن أبى موسى قلت رواه سفيان الثوري وشعبة وأبو عوانة وأبو الأحوص وعمار بن رزيق والمسعودي وخالد بن عبد الله وبشر بن المفضل وعبد الله بن إدريس كلهم عن عاصم بن كليب عن أبى بردة بن أبى موسى وهو الصواب والله اعلم أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال قال أبو بكر يعنى الحميدي قال سفيان ثنا الزهرى عن عمرة عن عائشة ان حبيبة بنت جحش استحيضت وذكر الحديث قال سفيان الذي حفظت انا حبيبة بنت جحش والناس يقولون أم حبيبة أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدى البزاز وأبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قالا انا إسماعيل بن محمد الصفار قال ثنا عباس بن محمد قال ثنا أبو معمر قال ثنا عبد الوارث قال حدثني حسين المعلم قال حدثني عبد الله بن بريدة قال حدثني أبو عمران قال أبو معمر وعبد الصمد بن عبد الوارث يقول في هذا حدثني أبو عمر وانا أقول في هذا حدثني أبو عمران انه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا تبوأ مضجعه الحمد لله الذي كفانى وآوانى وأطعمنى وسقانى ومن على فأفضل واعطانى فأجزل الحمد لله على كل حال اللهم رب كل شيء ومليك كل شيء ولك كل شيء أعوذ بك من النار أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن احمد بن عبد الله بن بكير قال انا احمد بن جعفر

بن حمدان قال ثنا الفضل بن الحباب قال ثنا عبيد الله بن محمد بن حفص قال ثنا عبد الرحمن بن حماد الطلحي عن طلحة بن يحيى عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن تفسير سبحان الله قال هو تنزيه الله من السوء قال الفضل أخبرني بعض من خالفني ان إسناده غير هذا ولم يحلنى على حجة قاطعة وحفظته من فيه كما حدثت به قلت قد رواه على بن عبد العزيز البغوي ومحمد بن شاذان الجوهري عن عبيد الله بن محمد بن حفص فزاد في إسناده رجلا أخبرنيه أبو القاسم عبد الرحمن بن احمد بن إبراهيم القزويني قال انا أبو الحسين محمد بن هارون الثقفى ح وأخبرناه محمد بن الحسين بن محمد المتوثي قال انا حامد بن محمد بن عبد الله الهروي قالا انا على بن عبد العزيز ح وأخبرناه الحسن بن أبى بكر قال ثنا أبو سهل احمد بن محمد بن عبد الله القطان قال ثنا محمد بن شاذان قالا ثنا عبيد الله بن محمد التيمى قال ثنا عبد الرحمن بن حماد قال ثنا حفص بن سليمان قال ثنا طلحة بن يحيى بن طلحة عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن تفسير سبحان الله فقال هو تنزيه الله عن كل سوء لفظ حديث القزويني وعند عبيد الله بن محمد بن حفص عن عبد الرحمن بن حماد عدة أحاديث بهذا الإسناد ولم يذكر فيها حفصا والله اعلم

باب القول فيمن كان معوله على الرواية من كتبه لسوء حفظه وذكر الشرائط
التي تلزمه )

اختلف أهل العلم اولا في الاحتجاج برواية من كان لا يحفظ حديثه غير أن معوله على الكتاب فمنهم من لم يصحح ذلك ومنهم من صححه أخبرني محمد بن الحسين القطان انا دعلج بن احمد ح وأخبرنا محمد بن عمر بن جعفر الخرقي قال انا احمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي قال دعلج انا وقال بن سلم ثنا احمد بن على الابار قال ثنا يونس بن عبد الأعلى قال ثنا أشهب قال قلت لمالك الرجل يخرج كتابه وهو ثقة فيقول هذا سماعي الا انه لا يحفظ قال لا يسمع منه قال يونس لأنه ان ادخل عليه لا يعرف أخبرنا محمد بن المؤمل الأنباري قال انا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح الأبهري قال انا عبيد الله بن الحسين الصابوني قال ثنا مالك بن عبد الله التجيبي قال ثنا عبد الله بن عبد الحكم قال قال أشهب وسئل مالك أيؤخذ ممن لا يحفظ وهو ثقة صحيح أيؤخذ عنه الأحاديث فقال لا يؤخذ منه أخاف ان يزاد في كتبه بالليل حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أبو بكر الخلال قال انا المروذي قال قال أبو عبد الله لا ينبغي للرجل إذا لم يعرف الحديث ان يحدث ثم قال صار الحديث يحدث به من لا يعرفه ثم استرجع أخبرنا عبد الله بن على بن حمويه الهمذاني بها قال انا احمد بن عبد الرحمن الشيرازي قال انا عبيد الله بن العباس الشطوي قال انا احمد بن إبراهيم بن الوليد

الواسطي قال ثنا أبو الاصبغ محمد بن عبد الرحمن قال سمعت النفيلي يقول سمعت هشيما يقول من لم يحفظ الحديث فليس هو من أصحاب الحديث يجىء أحدهم بكتاب كأنه سجل مكاتب قلت والسماع من البصير الأمي والضرير اللذين لم يحفظا من المحدث ما سمعاه منه لكنه كتب لهما بمثابة واحدة قد منع منه غير واحد من العلماء ورخص فيه بعضهم أخبرنا على بن احمد بن عمر المقرىء قال ثنا إسماعيل بن على الخطبي قال ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال سألت أبى قلت ما تقول في سماع الضرير البصر قال إذا كان يحفظ من المحدث فلا بأس وإذا لم يكن يحفظ فلا قال أبى قد كان أبو معاوية الضرير إذا حدثنا بالشىء الذي يرى انه لم يحفظه يقول في كتابنا أو في كتابي عن أبى إسحاق الشيباني فلا يقول ثنا ولا سمعت قلت فالامي قال هو كذلك بهذه المنزلة الا ما حفظ من المحدث أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال ثنا أبو على الصواف قال ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال سألت يحيى بن معين قلت رجل ضرير البصر وسميت رجلا وهو يحفظ أحاديث وأحاديث لا يحفظها قال لا تكتب الا ما يحفظ يعنى الذي يحفظ ليس بشيء فعاودته فقال ليس بشيء فقلت ان اخذته من رجل ثقة ثم اسأله فقال ليس بشيء أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال انا محمد بن العباس الخزاز قال انا احمد بن سعيد السوسي قال ثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين وقيل له الرجل الضرير يكتب له ويلقن بعد ويحفظ قال لا الا ان يكون قد حفظ من فيه يعنى من في المحدث وقال العباس في موضع آخر قيل ليحيى بن معين الرجل يلقن حديثه قال إذا كان يعرف إن ادخل عليه فليس بحديثه بأس وان لم يكن يعرف إذا ادخل عليه وكأن يحيى كرهه قال يحيى هذا الكلام أو معنى هذا الكلام قال الخطيب رحمه الله ونرى العلة التي لأجلها منعوا صحة السماع من الضرير والبصير الأمى هى جواز الادخال عليها ما ليس من سماعهما وهى العلة التي ذكرها مالك فيمن له كتب وسماعه صحيح فيها غير أنه لا يحفظ ما تضمنت فمن احتاط في حفظه كتابه ولم يقرأ الا منه وسلم من ان يدخل عليه غير سماعه حازت روايته وسنذكر الحكاية عمن أجاز ذلك من السلف ان شاء الله تعالى

باب ذكر من روى عنه من السلف إجازة الرواية من الكتاب الصحيح وان لم يحفظ
الراوي ما فيه )
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا عبد
الله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبى قال ثنا مطلب بن زياد قال ثنا محمد
بن أبان قال قال الحسن بن على لبنيه وبنى أخيه تعلموا تعلموا فانكم صغار قوم اليوم تكونون كبارهم غدا فمن لم يحفظ منكم فليكتب أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى قال ثنا محمد بن إسحاق السراج قال سمعت مؤمل بن هشام يقول سمعت إسماعيل بن علية يقول سمعت من يزيد الرشك أربعة أحاديث وكان يحدث من كتابه فقلت هذا لا يحفظ فلم ارغب فيه وجاء شعبة وكتب كتبه عن معاذة العدوية حدثنا أبو طالب يحيى بن على بن الطيب الدسكري لفظ بحلوان قال انا أبو بكر بن المقرى بأصبهان قال ثنا بن طلاب يعنى أبا الجهم احمد بن الحسين المشغرانى قال )

ثنا احمد بن أبى الحواري قال سمعت مروان بن محمد يقول لا غنى لصاحب حديث عن ثلاث صدق وحفظ وصحة كتب فان كانت فيه ثنتان وأخطأته واحدة لم يضره ان كان صدق وصحة كتب ولم يحفظ ورجع الى كتب صحيحة لم يضره أخبرنا أبو سعد احمد بن محمد الماليني قال انا عبد الله بن عدى الحافظ قال انا جعفر بن احمد بن عاصم الدمشقي قال ثنا احمد بن أبى الحواري قال سمعت مروان يقول ثلاثة ليس لصاحب الحديث عنها غنى الحفظ والصدق وصحة الكتب فان أخطأت واحدة وكانت فيه ثنتان لم يضره ان أخطأ الحفظ ورجع الى صدق وصحة كتب لم يضره قال وقال مروان طال الإسناد وسيرجع الناس الى الكتب أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال قال الحميدي فأما من اقتصر على ما في كتابه فحدث به ولم يزد ولم ينقص منه ما يغير معناه ورجع عما يخالف فيه بوقوف منه عن ذلك الحديث أو عن الاسم الذي خولف فيه من الإسناد ولم يغيره فلا يطرح حديثه فلا يكون ذلك ضارا في حديثه إذا لم يرزق من الحفظ والمعرفة بالحديث ما رزق غيره إذا اقتصر على ما في كتابه ولم يقبل التلقين لأننى وجدت الشهود يختلفون في المعرفة بحد الشهادة ويتفاضلون فيها كتفاضل المحدثين ثم لا أجد بدا من إجازة شهاداتهم جميعا ولا يلزمنى ان ارد شهادة من كان هكذا حتى يكون له من المعرفة ما لهذا فهكذا المحدثون على ما وصفت لك أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدى قال انا محمد بن مخلد العطار قال سمعت جعفر الطيالسي يقول ينبغي للرجل ان يتزر بالصدق ويرتدى بالكتب هكذا كان في كتاب بن مهدى ولم يجاوز جعفرا وقد أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا على بن عمر الدارقطني قال سمعت بن مخلد قال سمعت جعفر الطيالسي يقول سمعت يحيى بن معين يقول ينبغي للمحدث ان يتزر بالصدق ويرتدى بالكتب

أخبرنا القاضى أبو العلاء محمد بن على الواسطي قال ثنا عبد الله بن محمد المزني الحافظ بواسط قال ثنا عبد الله بن أبى سفيان الموصلي قال سمعت عبد الله بن خبيق الأنطاكي يقول لكل تاجر رأس مال ورأس مال المحدث الصدق أخبرنا أبو عبد الله احمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال انا أبو بكر محمد بن حميد بن سهل المخرمي قال ثنا على بن الحسين بن حبان قال وجدت في كتاب أبى بخط يده قال أبو زكريا يعنى يحيى بن معين وسئل عن الرجل يجد الحديث بخطه لا بحفظه فقال أبو زكريا كان أبو حنيفة يقول لا يحدث الا بما يعرف ويحفظ قال أبو زكريا وأما نحن فنقول انه يحدث بكل شيء يجده في كتابه بخطه عرفه أو لم يعرفه قلت قوله أولم يعرفه يعنى به أو لم يحفظه بعينه لأنه إذا صح عنده سماع ما تضمن كتابه في الجملة جاز له التحديث منه فلا يحتاج الى ان يعتبر سماعه لكل حديث بانفراده على التفصيل والتعيين والله اعلم أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا عمرو عن أبى الشعثاء قال الرجل أحق ان يغسل المرأة من أخيها قال سفيان كنت قد نسيت هذا حتى وجدته مكتوبا عندي بخطى أخبرنا محمد بن أبى على الأصبهاني قال ثنا محمد بن الطيب البلوطى قال ثنا محمد بن احمد بن أبى الثلج قال ثنا القاسم بن محمد المروزي قال انا عبدان قال ثنا أبى عن شعبة عن عبد الله بن بشر الكاتب بحديث ذكره قال شعبة وجدته مكتوبا ولا احفظه من فيه أخبرنا عبيد الله بن أبى الفتح الفارسي قال انا محمد بن العباس الخزاز قال ثنا إبراهيم بن محمد الكندي قال ثنا أبو موسى محمد بن المثنى العنزي قال قال لي عبد الله بن داود

لا تقل لشيء تسأله انى لم اسمعه فانى ابتليت به سألني رجل مرة قال سمعت من فلان قلت لا وذكر أحاديث فقال سمعت هذه منه قلت لا فبينا انا اقلب كتبي ذات يوم إذ ذكرت ما قال لي فجعلت أتمنى ان لا أراه عندي فإذا الشيخ عندي ووجدت تلك الأحاديث عندي فقلت يا أبا عبد الرحمن تحدث عنه فقال لو حدثت عنه ما كان على شيء فيما بيني وبين الله تعالى لأن كتبنا أحفظ منا وما احب ان أحدث عنه بشيء أخبرنا على بن طلحة المقرى قال انا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسى قال انا محمد بن محمد بن داود الكرخي قال ثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال ثنا أبو موسى الزمن قال قال لي عبد الله بن داود إذا ألقى عليك حديث لا تحفظه فلا تقل ليس عندي فإنه ألقى على حديث فقلت ليس عندي ثم وجدته فضربت عليه من كتابي أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على بشر بن احمد الاسفرائنى حدثكم عبد الله بن محمد بن سيار قال ثنا محمود بن غيلان عن عبد الرزاق قال قال لي وكيع أنت رجل عندك حديث وحفظك ليس بذاك فإذا سئلت عن حديث فلا تقل ليس هو عندي ولكن قل لا احفظه وأخبرنا البرقاني قال قرأت على أبي القاسم بن النخاس حدثكم علي بن سليم قال سمعت أبا موسى الزمن يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول و نحن عنده نفير فقال ان الرقعة لتقع في يدي كأني لم اسمعها و لولا انها بخطى من حديثي ما حدثت بها ثم اقبل علينا فقال أليس يصيبكم هذا فقلت له يا أبا سعيد إذا أصابك هذا لا يصيبنا أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال انا محمد بن العباس الخراز قال انا إبراهيم بن محمد الكندي قال ثنا أبو موسى قال أقبل علينا عبد الرحمن يعنى بن مهدى ونحن عنده نفير فقال ان الرقعة تقع في يدي من حديثي ولولا انها بخطى لم أحدث منها بشيء ثم قال أليس يصيبكم هذا فقلت له يصيبك هذا لا يصيبنا فقال نعم لولا انها بخطى ما حدثت بها قال ومن شرط صحة الرواية من الكتاب ان يكون سماع الراوي ثابتا وكتابه متقنا

باب القول فيمن وجد في كتابه بخطه حديثا فشك هل سمعه أم لا
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا دعلج بن احمد قال انا احمد بن على الابار قال ثنا الحسين بن الحسن يعنى المروزي عن عبد الرحمن بن مهدى قال وجدت في كتبي بخط يدي عن شعبة ما لم اعرفه وطرحته أخبرني عبيد الله بن أبى الفتح والحسن بن أبى طالب قالا ثنا احمد بن إبراهيم بن الحسن البزاز قال ثنا الحسين بن محمد بن عفير قال ثنا احمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن يقول خصلتان لا يستقيم فيهما حسن الظن الحكم والحديث أخبرنا القاضى أبو عبد الله الحسين بن على الصيمرى قال ثنا على بن الحسن الرازي قال ثنا محمد بن الحسين الزعفراني قال ثنا احمد بن زهير قال ثنا أبى قال ثنا حجاج بن محمد قال ثنا شعبة قال وجدت مذ ثلاثة أيام في كتاب عندي عن منصور عن مجاهد قال لم يحتجم النبي صلى الله عليه و سلم وهو محرم ما أدرى كيف كتبته ولا اذكر أنى سمعته أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدى قال ثنا محمد بن ثابت قال ثنا موسى بن حمدون قال سمعت احمد بن عقبة يقول سمعت يحيى بن معين يقول من لم يكن سمحا في الحديث كان كذابا قيل له وكيف يكون سمحا قال إذا شك في الحديث تركه

أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن الحرشي قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول كان مالك إذا شك في شيء من الحديث تركه كله أخبرنا محمد بن احمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل قالا انا دعلج بن احمد قال انا وفى حديث بن رزق ثنا احمد بن على الابار قال ثنا الحسن بن على قال ثنا سعيد بن سلام العطار قال سمعت أبى يقول انى لأشك في الحرف الواحد من الحديث فأدعه رأسا قلت إذا شك في حديث واحد بعينه انه سمعه وجب عليه اطراحه وجاز له رواية ما في الكتاب سواه وان كان الحديث الذي شك فيه لا يعرفه بعينه لم يجز له التحديث بشيء مما في ذلك الكتاب أخبرنا بن رزق وابن الفضل قالا انا دعلج قال انا وفى حديث بن رزق ثنا احمد بن على الابار قال ثنا أبو عمار يعنى الحسين بن حريث المروزي قال سألت على بن الحسن الشقيقى هل سمعت كتاب الصلاة من أبى حمزة قال الكتاب كله الا انه نهق حمار يوما فخفى على الحديث أو بعض حديث ثم نسيت اى حديث كان من الكتاب فتركت الكتاب كله أخبرنا احمد بن محمد الكاتب قال انا محمد بن حميد المخرمي قال ثنا على بن الحسين بن حبان قال وجدت في كتاب أبى بخط يده قال أبو زكريا وهو يحيى بن

معين أتينا حاتم بن إسماعيل بشيء من حديث عبيد الله بن عمر فلما قرأ علينا حديثا قال أستغفر الله كتبت عن عبيد الله كتابا فشككت في حديث منها فلست أحدث عنه قليلا ولا كثيرا أخبرني أبو يعلى احمد بن عبد الواحد الوكيل قال انا إبراهيم بن محمد بن الفتح المصيصي قال سمعت بن أبى الخصيب وهو أبو بكر محمد بن احمد يقول سمعت يوسف بن مسلم يقول سمعت هيثم بن جميل يقول سمعت من شعبة سبعمائة حديث فشككت في واحد منها تركتها كلها ويجب على صاحب الكتاب ان يحتفظ بكتابه الذي سمع فيه فان خرج عن يده وعاد اليه فقد توقف بعض العلماء عن جواز الحديث منه أخبرنا بن الفضل قال انا دعلج قال انا احمد بن على الابار قال سمعت عبد الرحمن بن المبارك يقول سمعت مع عبد الرحمن بن مهدى من حماد بن زيد فقلت يا أبا سعيد أعطنى النسخة فقال يا صبي انا ادفع إليك كتابي قال فاستشفعت عليه بإمام الحي فجاء فجلس حتى نسخته وأخذه أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن سليمان المؤدب بأصبهان قال انا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن على بن المقرى قال ثنا سلامة بن محمود بن عيسى القيسي بعسقلان قال ثنا محمد بن خلف قال ثنا على بن الحسن عن بن المبارك قال سمعت انا وغندر حديثا من شعبة فباتت الرقعة عند غندر فحدثت به عن غندر عن شعبة أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال ثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت الأنصاري يقول سمعت من داود بن أبى هند أحاديث ذكر كثرة وسمع معي انسان فأخذه لينسخ وطالت غيبته عنى فتركته ولم اروه أخبرنا احمد بن محمد بن غالب الفقيه قال انا أبو بكر الاسماعيلى قال أريت جدي إسماعيل بن العباس من كتبه كتابا بخطه فيه امالى فقلت له أليس هذا خطك قال بلى فقال اقرأه على فذهبت أقول حدثك فلان لشيخه الذي حدثه فقال لا تقرأ هكذا

اقرأ ما في الكتاب قال ثنا فقلت لوالدى ما يضره أن أقرت عليه واسمى شيخه فيكون لي فائدة فقال كتب غابت عنى أين كانت هذا الكتب فقرأت عليه بلا تسمية شيخه قال الخطيب والذي عندي في هذا انه متى غاب كتابه عنه ثم عاد اليه ولم ير فيه اثر تغيير حادث من زيادة أو نقصان أو تبديل وسكنت نفسه الى سلامته جاز له ان يروى منه وعلى هذا الوجه يحمل كلام يحيى بن سعيد القطان في مثل هذه المسئلة أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدى قال ثنا زكريا الساجي قال ثنا عمرو بن على قال قلت ليحيى بن سعيد قال لي سالم بن نوح ضاع منى كتاب يونس والجريري فوجدتهما بعد أربعين سنة أحدث بهما قال يحيى وما بأس بذلك أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة قال ثنا على بن المديني قال وسمعت يعنى يحيى بن سعيد يقول قلت لفضيل بن ميسرة أحاديث أبى جرير فقال سمعتها فذهب كتابي ثم اخذته بعد ذلك من انسان أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال انا عثمان بن احمد الدقاق قال ثنا حنبل بن إسحاق قال حدثني أبو عبد الله قال يحيى بن أبى بكير قال ثنا حماد عن حميد أنه أخذ كتب الحسن فنسخها ثم ردها عليه قال الخطيب وهكذا الحكم في الرجل يجد سماعه في كتاب غيره أخبرنا بن الفضل قال انا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت بن عبد الوهاب الثقفى صاحب الرأي قال كان أبو حذيفة تابعا لأبى وسمع من سفيان مع

أبى وأخذ سماعه منى بعد موت أبى وحدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أبو بكر الخلال قال أخبرني احمد بن الحسين بن حسان ان أبا عبد الله وهو احمد بن حنبل سئل عن الرجل يكون له السماع مع الرجل أله ان يأخذه بعد سنين قال لا بأس إذا عرف الخط سألت القاضى أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري عن رجل وجد سماعه في كتاب من شيخ قد سمى ونسب في الكتاب غير أنه لا يعرفه فقال لا يجوز له رواية ذلك الكتاب ويجب ان يكون الكتاب الذي يحدث منه قد قوبل بأصل الشيخ الذي يرويه عنه

باب المقابلة وتصحيح الكتاب
أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال انا عثمان بن احمد قال ثنا حنبل قال ثنا الهيثم بن خارجة قال ثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه انه كان يقول كتبت فأقول نعم عرضت كتابك قلت لا قال لم تكتب أخبرنا أبو العلاء محمد بن الحسن بن محمد الوراق قال ثنا احمد بن كامل القاضى قال ثنا محمد بن هشام بن أبى الدميك قال ثنا أبو بكر الأعين قال ثنا عفان عن أبان عن يحيى بن أبى كثير قال من كتب ولم يعارض كمن دخل الخلاء ولم يستنج أخبرنا أبو الوليد الحسن بن محمد البلخي قال ثنا محمد بن احمد بن محمد بن سليمان الحافظ ببخارا قال ثنا خلف بن محمد قال حدثنا محمد بن صخاب بن خزيمة قال سمعت أبا محمد افلح بن بسام يقول كنت عند القعنبي فكتبت عنه فقال لي كتبت قلت نعم قال عارضت قلت لا قال لم تصنع شيئا أخبرنا أبو بكر عبد الله بن على بن حمويه بن ابرك الهمذاني بها أخبرنا احمد بن عبد الرحمن الشيرازي أخبرنا أبو الحسن على بن احمد بن محمد البزنانى الفقيه حدثنا أبو القاسم قال انا حماد بن احمد السلمي قال ثنا مكي بن محمد النيسابوري قال ثنا عبد الله بن محمد بن هانئ عن الأخفش قال إذا نسخ الكتاب ولم يعارض

ثم نسخ ولم يعارض خرج عجميا ويستحب نظر جماعة السامعين في النسخة وقت قراءة المحدث لها وخاصة لمن أراد النقل منها فان إبراهيم بن عمر البرمكي حدثني عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال ثنا أبو بكر الخلال قال انا على بن محمد بن عبد الصمد المكى قال قلت لأحمد بن حنبل ونحن في مجلس نسمع فيه الحديث وانا لا انظر في النسخة يا أبا عبد الله يجزينى ان لا انظر في النسخة فأقول حدثنا مثل الصك إذا لم ينظر فيه فيشهدون فقال لي لو نظرت في الكتاب كان اطيب لنفسك ذكر محمد بن أبى الفوارس ان محمد بن حميد المخرمي أخبرهم قال ثنا على بن الحسين بن حبان قال وجدت في كتاب أبى بخط يده قيل لأبى زكريا أرأيت ان اجتمع قوم عند محدث فقرأ عليهم فنظر بعضهم في الكتاب وبعضهم لم ينظر هل يجوز لهؤلاء الذين لم ينظروا ان يحدثوا بها قال أما عندي فلا يجوز ولكن عامة الشيوخ هكذا كان سماعهم أخبرني الحسن بن على الجوهري قال انا محمد بن عمران الكاتب فيما اذن ان نرويه عنه قال ثنا محمد بن مخلد قال سمعت أبا عبد الله محمد بن مسلم بن واره يقول أنتم أهل بلد ينظر اليكم يجىء رجل يسألني في أحاديث وأنتم لا تنظرون فيها ثم تكتبونها لا أحل لمن لم ينظر في الكتاب ان ينسخ منه شيئا أو نحو هذا الكلام حفظته عن بن واره أخبرنا بن الفضل قال انا عبد الله بن جعفر قال انا يعقوب بن سفيان قال انا الفضل بن زياد قال وسمعت أبا عبد الله يقول قال عبد الرزاق لما قدم علينا سفيان

قال لنا ائتونى برجل يكتب خفيف الكتاب قال فأتيناه بهشام بن يوسف فكان هو يكتب ونحن ننظر في الكتاب فإذا فرغ ختمنا الكتاب حتى ننسخه قلت وإذا كان صاحب النسخة مأمونا في نفسه موثوقا بضبطه جاز لمن حضر المجلس ان يترك النظر معه اعتماد عليه في ذلك قرأت على الجوهري عن أبى عبيد الله المرزباني قال ثنا محمد بن مخلد قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول كان بن أبى ذئب يحدث فيقرأ عليهم كتابه ويلقيه إليهم فيكتبونه ولم ينظروا في الكتاب ويجوز أيضا ترك النظر في النسخة رأسا حال القراءة إذا كان قد تقدم الراوي وأما إذا لم يكن عورض بها فلا تجوز الرواية منها الا ان تكون نقلت من مقابلتها بأصل الأصل ويلزمه أيضا بيان ذلك أخبرنا احمد بن محمد بن غالب الفقيه قال سألت أبا بكر إسماعيل هل للرجل ان يحدث بما كتب عن الشيخ ولم يعارض بأصله فقال نعم ولكن لا بد أن يبين انه لم يعارض لما عسى يقع من زلة أو سقوط قلت وهذا مذهب أبى بكر البرقاني فإنه روى لنا أحاديث كثيرة وقال فيها انا فلان ولم يعارض بالأصل

فصل
ومن سمع من الراوي ولم يكن له في الحال نسخة ثم نسخ من الأصل بعد ذلك استحب له عرض ما نسخه على الراوي للتصحيح وان كان قد قابل به لأنه يحتمل ان يكون في الأصل خطأ ونقصان حروف وغير ذلك مما يعرفه الراوي ولعله ان يكون أقره في أصله لأن الذي حدثه به كذلك رواه وكره تغيير روايته وعول فيه على حفظه له ومعرفته به أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل قال انا عبد الرحمن بن عمرو بن البخترى الرزاز قال ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال ثنا بشر بن عمر الزهراني قال ثنا

هشام بن سعد وسمعته وقرأته عليه وقومه أخبرنا بن الفضل قال انا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب قال ثنا أبو بشر يعنى بكر بن خلف قال ثنا معاذ قال حدثني هشام بن حسان قال رأيت أيوب يقوم لهم كتبهم بيده أخبرنا على بن محمد المعدل قال انا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبى قال ثنا حسين بن محمد قال ثنا جرير بن حازم عن أيوب قال قلت له كنت تكره ان تكتب الأحاديث عنك ثم اراهم اليوم يعرضون الكتب عليك فتقومها لهم فقال انى على رأي الأول ولكن لما كتبوا عنى كان أن يعرضوها على فأقومها لهم احب الى من ان ادعها في أيديهم يعنى يقول لا يكتبوا عنى الخطأ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن أبى الطاهر الدقاق قال انا احمد بن سلمان النجاد قال انا محمد بن يونس قال حدثنا على بن عبد الله قال أتيت يحيى بن سعيد القطان فذكرت له عن شيخ ولم يعرفه فقلت يا أبا سعيد إنه في أصل كتابه قال فلا يلتفت الى أصل غير متقن الا الى شعبة وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وحماد بن زيد آخر الجزء السابع بسم الله الرحمن الرحيم رب زدني علما أخبرنا الامام أبو بكر احمد بن على بن ثابت الحافظ الخطيب قال والحكم لحفظ الحافظ المتقن على كتابه وكتاب غيره حدثني أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى قال ثنا إسماعيل بن على قال ثنا الكديمي قال سمعنا احمد بن حنبل يقول قال لي يحيى بن سعيد القطان اكتب عن أبى الوليد حديث شعبة وعن سليمان بن حرب حديث حماد بن زيد فجئت انا وعلى بن المديني الى سليمان فقلنا له يا أبا أيوب تحدثنا بحديث حماد بن زيد من الكتاب قال ليس الى الكتاب سبيل انما كتبت كتابي من حفظي وحفظى أصح من كتابي أخبرني أبو الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف الرزاز قال انا على بن عمر الحافظ قال ثنا محمد بن مخلد قال ثنا صالح بن احمد قال ثنا على بن المديني قال سمعت سفيان يقول جاءني أبو خيثمة يعنى زهير بن معاوية منذ أكثر من خمسين سنة فقال أخرج إلينا كتابك فقلت انا احفظ من كتابي انما كتبت هذا من حفظي أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق قال انا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي قال ثنا أبو بكر المكى قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا الربيع بن يحيى عن الثوري عن بن المنكدر عن جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى الظهر والعصر في غير خوف للرخصة قال محمد بن يونس ذكرته لابن المديني فأنكره وقال ان كان حفظه قلت هو في أصله فقال أخر يا اخى اللعب لا تعبأ بأصل رجل غير متقن فان رجلا كان يسمع معي وزاد في كتابه رجلا فرأيته في أصله بعد عشرين سنة الزيادة فيه حافظ متقن احب الى من أصل غير متقن

باب ذكر ما يجب ضبطه واحتذاء الأصل فيه وما لا يجب من ذلك
الواجب على مذهب من منع من الرواية على المعنى ان يقيد الكتاب ويضبطه ويتبع فيه ألفاظ الراوي وما في أصله الا اللحن المحيل للمعنى وما كان بسبيله

أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن احمد التميمي الحافظ قال ثنا إبراهيم بن محمد هو بن يعقوب قال ثنا أبو زرعة يعنى الدمشقي قال سمعت عفان يقول سمعت حماد بن سلمة يقول لأصحاب الحديث ويحكم غيروا يعنى قيدوا واضبطوا ورأيت عفان يحض أصحاب الحديث على الضبط والتغيير ليصححوا ما أخذوا عنه من الحديث أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي قال انا محمد بن عبيد الله بن الشخير الصيرفي قال ثنا أبو بكر النخاس قال قال أبو السائب ذكر لأبي نعيم رجل فقال ذلك ليس في كتابه شجاج يعنى النقط حدثنا احمد بن على البادا لفظ قال انا أبو بكر بن شاذان قال ثنا محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع قال ثنا محمد بن خلف التيمى قال حدثني محمد بن كرامة العجلي قال سمعت أبا نعيم يقول إذا رأيت كتاب صاحب الحديث مشججا يعنى كثير التغيير فأقرب به من الصحة أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي قال انا احمد بن محمد بن عمران قال ثنا أبو بكر بن أبى داود قال ثنا احمد بن عبد الرحمن بن وهب قال قال الشافعي إذا رأيت الكتاب فيه الحاق وإصلاح فاشهد له بالصحة ومما لا يتبع فيه الأصل ان يكون قد وقع فيه زيادة ألفاظ الوهم فيها ظاهر فيجب حذفها وان كانت أصول الأحاديث صحاحا ورواتها عدولا ومن الصواب حمل كلام مجاهد في إجازة النقصان من الحديث على هذا الوجه أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن

يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن علي الوراق قال ثنا قبيصة قال ثنا سفيان عن سيف عن مجاهد قال انقص من الحديث ولا تزد فيه أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على بشر بن احمد الاسفرائني حدثكم عبد الله بن محمد بن سيار قال ثنا على بن حجر عن بن المبارك عن سيف عن مجاهد قال انقص من الحديث ان شئت ولا تزد فيه فمن الأحاديث التي يجب حذف الألفاظ المزيدة فيها ما أخبرنا يوسف بن رباح البصري قال ثنا أبو بكر احمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر قال ثنا أبو يعلى حمزة بن إبراهيم قال ثنا أبو حفص الفلاس البصري سنة تسع و أربعين بسر من رأى قال ثنا يحيى بن سعيد القطان قال انا عبد الملك بن جريج عن عطاء قال أرسل بن الزبير الى عبد الله بن عباس و كان الذي بينهما حسنا فقال ان هذا العيد قد حضر و كيف اصنع قال فأرسل اليه عبد الله بن عباس ابدأ بالصلاة قبل الخطبة ولا تؤذن ولا تقم قال فساء الذي بينهما فأذن واقام و خطب قبل الصلاة هكذا كان في أصل سماع يوسف بن رباح عن المهندس بخط الوراق و كان الذي بينهما حسنا عليه السلام ونرى ان الوراق ظنه حسن بن على فزاد من عنده عليه السلام و انما أخبر عطاء ان الحال كانت بين بن عباس وبين بن الزبير جميلة ولما قرأناه على بن رباح وقفته علي هذا الخطاء فأمر بالضرب على عليه السلام أخبرنا أبو احمد بن محمد بن غالب البرقاني وأبو الحسن بشرى بن عبد الله الرومي قالا انا محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري قال انا احمد بن الخليل قال ثنا أبو النضر قال ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن اسلم عن عطاء بن يسار عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ضرس الكافر مثل أحد وفخذه مثل البيضاء ومقعده من النار كما بين قديد ومكه وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراع بذراع الجبار كان في أصل سماع البرقاني بذراع الجبار عز و جل وعليه تصحيح وهذا يدل على انه كان في الأصل الذي نقل منه هكذا ونرى ان الكاتب سبق الى وهمه ان الجبار في هذا الموضع هو الله تعالى وكتب عز و جل ولم يعلم ان المراد أحد الجبارين الذين عظم خلقهم واوتوا بسطا في الجسم كما قال تعالى ان فيها قوما جبارين

( باب القول في تغير عن النبي صلى الله عليه و سلم الى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم هل يلزم ذلك )
أخبرنا احمد بن أبى جعفر القطيعي قال سمعت على بن عمر بن احمد الحافظ يقول سمعت محمد بن مخلد يقول سمعت عبد الله بن احمد بن حنبل يقول رأيت أبى إذا قرأ عليه المحدث في الكتاب النبي صلى الله عليه و سلم فقال المحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ضرب وكتب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت وهذا غير لازم وانما استحب احمد اتباع المحدث في لفظه والا فمذهبه الترخص في ذلك أخبرنا أبو بكر احمد بن فارس بن على الحصرى وأخبرني الحسن بن أبى طالب قال احمد انا وقال الحسن ثنا عبد الله بن عثمان بن محمد أبو محمد الصفا قال ثنا علي بن محمد بن الجهم قال ثنا صالح بن احمد بن حنبل قال قلت لأبي يكون في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيجعل الإنسان قال النبي صلى الله عليه و سلم قال أرجو أن لا يكون به بأس أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرئ على أبي القاسم عمر بن نوح البجلي وانا اسمع حدثكم عبد الله بن سليمان قال انا أبى عن شيخ ذكره قال كان حماد بن سلمة يحدث وبين يديه عفان وبهز فجعلا يغيران النبي من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لهما حماد أما أنتما فلا تفقهان ابدا

باب في حمل الكلمة والاسم على الخطأ والتصحيف عن الراوي ان الواجب
روايتهما على ما حملا عنه ثم يبين صوابهما )
أخبرنا أبو الحسن على بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال انا دعلج بن احمد قال انا موسى بن هارون قال انا أبو همام بن أبى بدر قال حدثني يحيى بن سعيد العطار الحمصي قال ثنا الحسن بن أيوب الحمصي قال رأيت عبد الله بن بسر فوق رأسه شامة قال فقال قال لي النبي صلى الله عليه و سلم لتدركن قرنا قال موسى هكذا في كتابي فوق رأسه وإنما هو في قرن رأسه ولست ادرى ممن الوهم أخبرنا ابنا بشران على وعبد الملك قالا انا حمزة بن محمد بن العباس قال ثنا محمد بن غالب هو التمتام قال ثنا خالد بن أبي يزيد قال ثنا عبد الله بن جعفر عن واقد بن سلامة عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه واله وسلم مثل حديث قبله انه كان يقول إياكم و الحسد فان الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب قال التمتام انما هو وافد و أخطأ فيه خالد أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن احمد بن بشار السابوري بالبصرة قال انا محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق التمار قال ثنا أبو داود سليمان بن الاشعث قال ثنا احمد بن صالح قال ثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب قال أخبرني عبد الرحمن و عبد الله بن كعب بن مالك قال احمد كذا قال بن وهب و الصواب عبد الرحمن بن عبد الله و أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى ين عبد الجبار السكري قال انا جعفر بن محمد بن الحكم الواسطي قال انا احمد بن على الابار قال على الابار قال قلت لهشام بن عمار يا أبا الوليد حدثكم صدقة عن عمر بن قيس عن عطاء عن أبى الدنيا قال قال

رسول الله صلى الله عليه و سلم من جاء الى الجمعة فليغتسل فقال نعم قال أبو العباس الابار و رأيت في حديث أهل حمص عن عمر بن قيس عن أبي الدرداء و أظنه التزق في كتابه فصار عن أبي الدنيا أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز قال انا أبو بكر الشافعي قال ثنا موسى بن هارون قال ثنا عمران بن بكار الحمصي قال ثنا على بن عياش قال ثنا شعيب بن أبي حمزة ان نافعا أخبره عن القاسم بن محمد عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ان أصحاب هذه الصور يدعون يوم القيامة يقال لهم احيوا ما خلقتم قال موسى هكذا قال فيه هذا يدعون و انما هو يعذبون أخبرنا احمد بن محمد بن غالب قال انا أبو بكر الإسماعيلي قال ثنا محمد بن حنيفة بن ماهان أبو حنيفة املاء قال ثنا أبو الربيع خالد بن يوسف السمتي قال ثنا عبد العزيز الدراوردى عن موسى بن متاح قال الاسماعيلى قاله أبو حنيفة بالتاء و انما هو مياح بالياء قلت قول الإسماعيلي موسى بن مياح خطأ و انما هو موسى بن مناح بالنون و هو من أهل المدينة يروى عن أبان بن عثمان و عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وحدث عنه إسماعيل بن أمية وعبد الواحد بن أبي عون أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال انا محمد بن العباس الخزاز قال انا إبراهيم بن محمد الكندي قال ثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال ثنا بن أبى عدى عن جعفر بن ميمون عن أبى تميمة السلولي قال أبو موسى هكذا قال بن أبى عدى وانما هو السلى عن أبى عثمان النهدي قال أبو موسى هكذا قال وانما هو عمرو البكالي قلت وقد أجاز بعض العلماء أن لا يذكر الخطأ الحاصل في الكتاب إذا كان متيقنا بل يروى على الصواب أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرأت على أبي يعلى الطوسي قرئ على إبراهيم بن عبد الله الزبيبي وأنت تسمع حدثكم محمد بن عبد الأعلى قال ثنا خالد بن الحارث قال ثنا شعبة عن أبي سلمة قال سألت أنسا أكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلى في النعلين قال نعم قال بن غالب في كتاب أبي يعلى سألت الحسن وقرأته أنا عليه أنسا قلت وهذا الحديث محفوظ عن أبي سلمة عن أنس رواه عن شعبة معاذ بن معاذ العنبري والنضر بن شميل وعبد الرحمن بن مهدي ومحمد بن بشر العبدي وغيرهم فلم يختلفوا فيه وكذلك رواه القاسم بن زكريا المطرز عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني عن خالد بن الحارث وهذا كله يدل على أن ما كان حصل في كتاب أبي يعلى الطوسي من ذكر الحسن وهم متيقن مقطوع عليه فلا يعتبر به ولا يلتفت اليه والله أعلم

باب ما جاء في تغيير نقط الحروف لما في ذلك من الإحالة والتصحيف
إذا كان قد حصل في الكتاب بعض الحروف مضبوطا على الخطأ كالباء بنقطة من فوقها وتجعل نونا وكالسين المهملة بنقط وما أشبه ذلك فقد اختلف أهل العلم فمنهم من قال لا يجوز تغييره ومنهم من قال ذلك جائز أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال سمعت القاسم بن أبي صالح يقول سمعت إبراهيم بن الحسين يقول سمعت مسددا يقول سمعت عبد الله بن داود يقول إذا كان كتابي مقيدا لم التفت الى ما يقول أصحاب الحديث وإذا لم يكن مقيدا واتفقوا على شيء انتهيت الى قولهم أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنا محمد بن نعيم الضبي قال ثنا إبراهيم بن إسماعيل القارىء قال ثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى قال سمعت أبي يقول إذا وجدت في كتابك شيئا غير مقيد فلك أن تقوله على الصحيح وإذا وجدته مقيدا ولم يكن على الصواب فليس لك أن تقول غير ما في كتابك من التقييد الا بالشك أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنا محمد بن العباس قال أنا إبراهيم بن محمد الكندي قال ثنا أبو موسى محمد بن المثنى العنزي قال وسألت أبا الوليد عن رجل أصيب في كتابه الحرف معجما على غير تعجيمه نحو التاء ثاء ونحو الخنساء خيساء أو خنيس حبيش والناس يقولون الصواب وهو تصحيف قال يرجع الى قول الناس فان الأصل على الصحة وصاحبه قال الصواب وهو يحكي عنه الخطأ هو الجاني عليه أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال ثنا عبد الصمد بن علي الطستي قال ثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار قال ثنا هشام بن عمار بن نصير السلمي في سنة أربع وعشرين ومائتين قال ثنا الوليد بن مسلم قال سمعت الأوزاعي يقول لا بأس بإصلاح الخطأ واللحن والتحريف في الحديث

باب ما جاء في إبدال حرف بحرف
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن عيسى بن جعفر العطار قال ثنا نصر بن حماد قال ثنا الربيع بن بدر عن عنبوانة عن الحسن عن أنس قال قلت يا رسول الله أين أضع بصري في الصلاة فقال عند موضع سجودك يا أنس قال قلت يا رسول الله هذا شديد لا أستطيع هذا قال ففي المكتوبة إذا قال أبو العباس الأصم بلغني أنه يحتاج أن يكون عنطوانة ولكن كذا في كتابي أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال أنا الحسين بن إدريس قال سمعت بن عمار يقول قال عبد الرحمن يعني بن مهدي لقد رأيت في كتاب حرفا غلطا في الكتابة بن حمير وجدته بن حميل فكلما رأيته أخذني الضحك حتى ضربت عليه قلت أراد بالضرب على اللام وصير بدلها راء والله أعلم

باب ما جاء في إصلاح المحدث كتابه بزيادة الحرف الواحد فيه أو بنقصانه
أخبرنا علي بن أبي علي البصري قال أنا علي بن عمر الحربي قال ثنا محمد بن صالح بن ذريح قال ثنا هناد بن السري قال ثنا عثمان بن زفر قال ثنا زهير بن معاوية عن رجل سماه قال هناد في كتابي سعيد الطائي ولا أدري الخطأ مني أو منه وانما هو سعد عن أبي المدله عن أبي هريرة قال قلنا يا رسول الله أخبرنا عن الجنة ما هو بناؤها قال لبنة من ذهب ولبنة من فضة ملاطها المسك الاذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت من يدخلها ينعم ولا يبؤس ويخلد ولا يموت لا يفنى شبابه ولا تبلى ثيابه

حدثنا أبو الفرج محمد بن عبيد الله الخرجوشي لفظا قال سمعت الحسن بن إبراهيم بن يزيد القطان يقول سمعت جعفر بن درستويه يقول سمعت علي بن المديني يقول مر بي حديث فاحتاج بعض الحروف الى بعض فجعلت أتفكر أزيد فيه الحرف أم لا فسمعت هاتفا يقول يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين فتركت الحرف أخبرنا محمد بن المؤمل الأنباري قال أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الأبهري قال ثنا عبيد الله بن الحسين الصابوني قال ثنا مالك بن عبد الله التجيبي قال ثنا عبد الله بن عبد الحكم قال قال أشهب قيل له يعني مالكا أرأيت حديث النبي صلى الله عليه و سلم يزاد فيه الواو والألف والمعنى واحد قال أرجو أن يكون خفيفا قرأت في أصل كتاب هبة الله بن الحسن الطبري الذي سمعه من أحمد بن عمر بن محمد الأصبهاني عن أبي الحسين بن المنادى قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سألت أبي عن الرجل يسمع الحديث فيسقط من كتابه الحرف مثل اللام ونحو ذلك أيصلحه فقال لا بأس به أن يصلحه قال بن المنادى وكان جدي لا يرى بإصلاح الغلط الذي لا يشك فيه أنه غلط بأسا فإذا كان غلط يتشكك فيه ضرب عليه ولم يذكره اسما كان أو كنية أو كلاما في متن الحديث وكان يميل الى الإنتقاص ويتجافى الزيادة ألفيته يفعل ذلك مع موسى بن هارون بن عبد الله البزاز ومع أبي القاسم بن الجبلي وإبراهيم بن أورمة الأصبهاني وغيرهم من حفاظ الحديث

باب إصلاح سقوط الكلمة التي لا بد منها كابن في النسب وأبي في الكنية
ونحو ذلك )
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة قال ثنا أبو نعيم قال ثنا عبد السلام عن أبي خالد عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن بحينة قال أبو نعيم انما هو بن بحينة ولكنه قال بحينة قال مر بي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا منتصب أصلى بعد طلوع الفجر فقال لا تجعلوا هذه الصلاة كالصلاة قبل الظهر وبعده واجعلوا بينهما فصلا أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران قال أنا محمد بن عمرو بن البختري الرزاز قال ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن الدقيقي قال ثنا يزيد بن هارون قال أنا شعبة عن قزعة قال أبو جعفر في كتابي قزعة والصواب أبي قزعة ولكن لم أجد في كتابي أبي عن حكيم بن معاوية عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه سأله رجل ما حق المرأة على زوجها قال أن يطعمها إذا طعم ويكسوها إذا اكتسى ولا يضرب الوجه ولا يقبح ولا يهجر الا في البيت قرأت على إبراهيم بن عمر البرمكي عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أبو بكر الخلال قال حدثني أبو داود قلت لأبي عبد الله يعني أحمد بن حنبل وجدت في كتاب حجاج عن جريج عن أبي الزبير عن جابر يجوز لي أن أصلحه بن جريج قال أرجو أن يكون هذا لا بأس به أخبرنا أحمد بن محمد الروياني قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا سليمان بن إسحاق الجلاب قال سمعت إبراهيم الحربي يقول لزمت أحمد بن حنبل سنتين فكان إذا خرج يحدثنا يخرج معه محبرة مجلدة بجلد أحمر وقلما فإذا مر بالسقط في كتابه أصله تورعا أن يأخذ من محبرة أحد شيئا أخبرني الحسن بن أبي بكر قال أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان قال ثنا إسحاق يعني بن الحسن قال قال عفان بن مسلم لأحمد بن حنبل كنا يوما عند عمران القطان فغلط في شيء فرددناه عليه فرمى بكتابه الى رجل فقال أصلح يا هذا فرأيت أبا عبد الله بعد ذلك يصف الكلام للناس عن عفان أخبرنا أبو علي الحسن بن نصر بن الحسن الحنبلي قال أنا محمد بن عبد الله بن الحسن الدقاق قال ثنا جعفر بن محمد بن نصير قال سمعت أبا العباس أحمد بن مسروق يقول سمعت إبراهيم الحربي يقول سمعت خلف بن هشام البزار يقول قلمي على كتابي من أربعين سنة أصلح فيه أخبرني أبو الحسين علي بن حمزة بن أحمد المؤذن بالبصرة قال سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق الدقاق يقول سمعت الحسن بن عثمان يقول سمعت أبا زرعة الرازي يقول أنا أصلح كتابي من أصحاب الحديث الى اليوم أنشدني أبو سعيد مسعود بن ناصر بن أبي زيد السجزي قال أنشدني يعقوب بن أحمد الأديب بنيسابور لنفسه ... كم من كتاب قد تصفحته ... وقلت في نفسي صححته ... ... ثم إذا طالعته ثانيا ... رأيت تصحيفا فأصلحته

باب الحاق الاسم المتيقن سقوطه في الإسناد
إذا كان في الأصل حديث محفوظ معروف وقد سقط من إسناده رجل جار أن يلحق بمكانه ويكتب في موضعه مثال ذلك ما أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال ثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي املاء قال ثنا أحمد بن إسماعيل قال ثنا مالك بن أنس عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عمرة بنت عبد الرحمن يعني عن عائشة أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدني الي رأسه فأرجله وكان لايدخل البيت الا لحاجة الإنسان كان هذا الحديث في أصل بن مهدي عن عمرة بنت عبد الرحمن انها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدني الي رأسه وقد سقط ذكر عائشة والحديث محفوظ لا يختلف على مالك فيه أنه عن عمرة عن عائشة مع استحالة كون عمرة مدركة للنبي صلى الله عليه و سلم وألحقنا فيه ذكر عائشة إذ لم يكن منه بد وعلمنا أن المحاملي كذلك رواه وإنما سقط من كتاب شيخنا أبي عمرو قلت فيه يعني عن عائشة لأجل أن بن مهدي لم يقل لنا ذلك وهكذا رأيت غير واحد من شيوخنا يفعل في مثل هذا وقد أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا إسماعيل بن علي الخطبي قال سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول سمعت وكيعا يقول أنا استعين على الحديث بيعني

باب ما جاء في من درس من كتابه بعض الإسناد والمتن هل يجوز له استدراكه
من كتب غيره )
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي قال ثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز قال ثنا محمد بن عبيد بن أبي الأسد قال

حدثني أبو جعفر محمد بن منصور الطوسي قال سمعت شعيب بن حرب يقول كلما درس بعض الإسناد فأكاد احم أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال انا محمد بن حميد المخرمي قال ثنا على بن الحسين بن حبان قال وجدت في كتاب أبي قال أبو زكريا قلت لنعيم بن حماد وكان لي أخا وصديقا كنا جميعا بالبصرة فلما قدمت مصر بلغني أن نعيم بن حماد يأخذ كتب بن المبارك من غلام يكون بعسقلان قال أبو زكريا وقد رأيت هذا الغلام وكان خاله سمع هذه الكتب من بن المبارك فجاءني نعيم يوما بمصر فقلت له بلغني أنك تأخذ كتب بن المبارك من غلام سمعه خاله من بن المبارك فتحدث بها فقال يا أبا زكريا من كنت أظن أنه يتوهم على شيئا من ذلك ما كنت أحسب أنك أنت تتوهم علي شيئا من هذا إنما كتابي أصابه ماء فدرس بعضه فأنا انظر في بيان هذا فإذا أشكل علي حرف نظرت في كتابه ثم أنظر في كتاب فأعرفها فإما أن أكتب منه شيئا لا أعرفه أو أصلح منه كتابي فمعاذ الله قلت وفي المحدثين من لا يستجيز أن يلحق في كتابه ما درس منه وان كان معروفا محفوظا وممن سمي لنا أنه كان يسلك هذه الطريقة أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز فان بعض كتبه احترق وأكلت النار من حواشيه بعض الكتابة ووجد نسخ بما احترق فلم ير أن يستدرك المحترق من تلك النسخ واستدراك مثل هذا عندي جائز إذا وجد نسخة يوثق بصحتها وتسكن النفس إليها ولو بين ذلك في حال الرواية كان أولى وهو بمثابة استثبات الحافظ ما شك فيه من كتاب غيره أو حفظه وقد تقدمت منا الروايات عن غير واحد من أهل العلم في إجازة ذلك أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا إبراهيم بن محمد الكندي قال ثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال سألت عبد الله بن داود عن الرجل يسمع الحديث فيذهب من عنده أو يذهب منه الشيء فيذكره صاحب له يصير اليه قال نعم قال الله تعالى فتذكر إحداهما الأخرى

باب القول في المحدث يجد في أصل كتابه كلمة من غريب اللغة غير مقيدة
هل يجوز أن يسأل عنها أهل العلم بها ويرويها على ما يخبرونه به أخبرنا أبو الحسن محمد بن إسماعيل بن عمر بن محمد البجلي قال أنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ قال ثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال حدثني أبو حاتم سهل بن محمد قال كان عفان بن مسلم يجيء الى الأخفش وإلى أصحاب النحو يعرض عليهم الحديث يعربه فقال له الأخفش عليك بهذا يعنيني وكان بعد ذلك يجيء الي حتى عرض علي حديثا كثيرا حدثنا أبو حازم الأعرج بنيسابور املاء قال ثنا علي بن محمد بن مفلح القزويني قال ثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بدمشق قال ثنا يزيد بن أحمد قال ثنا عبد الرحمن بن يحيى قال ثنا الوليد بن مسلم قال كان الأوزاعي يعطي كتبه إذا كان فيها لحن لمن يصلحها أخبرنا محمد ين يعقوب قال أنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت يحيى بن محمد العنبري يقول سمعت محمد بن أحمد بن منصور المروزي يقول سمعت إبراهيم بن عبد الله الخلال يقول سمعت عبد الله بن المبارك يقول إذا سمعتم عني الحديث فاعرضوه على أصحاب العربية ثم أحكموه أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري الحافظ بالري قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد المحفوظي يقول سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم يعني بن راهويه غير مرة يقول إذا شك في الكلمة ههنا فلان كيف هذه الكلمة

حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أبو بكر الخلال قال أنا يحيى بن المختار النيسابوري قال سمعت أحمد بن حنبل يقول وسأله رجل فقال يا أبا عبد الله الرجل يكتب الحرف من الحديث لا يدري أي شيء هو إلا أنه قد كتبه صحيحا يريه انسانا فيخبره فقال لا بأس به أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال ثنا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا حنبل بن إسحاق قال ثنا الحميدي قال قال سفيان كان سعيد يعني بن شيبان عالما بالعربية سمعني وأنا أقول تعلق من ثمر الجنة فقال تعلق فقلت تعلق أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي قال أنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال أنا أبو بكر بن دريد قال أنا الرياشي عن الأصمعي قال كنت في مجلس شعبة فقال فيسمعون حرش طير الجنة فقلت جرس فنظر الي فقال خذوها عنه فإنه أعلم بهذا منا قال أبو بكر يقال سمعت جرس الطير إذا سمعت صوت منقاره على شيء يأكله وسميت النحل جوارس من هذا لأنها تجرس الشجر أي تأكل منه والجرس الصوت الخفي واشتقاق الجرس من الصوت والحس حدثني القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال ثنا علي بن عمر الحربي قال ثنا أبو عبيد الله محمد بن عبدة القاضي قال ثنا إبراهيم بن الحجاج قال ثنا عبد العزيز بن المختار قال ثنا صالح بن أبي الأخضر قال حدثني الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أرفت الحدود فلا شفعة فقال لي الطبري سمعت أبا محمد الباقي يقول ذكر لنا الداركي هذا الحديث في تدريسه في كتاب الشفعة فقال إذا أزفت الحدود فسألت بن جني النحوي عن هذه الكلمة فلم يعرفها ولا وقف على صحتها فسألت المعافي بن زكريا عن الحديث وذكرت له طرفه فلم استتم المسئلة حتى قال إذا أرفت الحدود والأرف المعالم يريد إذا بينت الحدود وعينت المعالم وميزت فلا شفعة

باب القول فيمن سمع من بعض الشيوخ أحاديث لم يحفظها ثم وجد
أصل المحدث بها ولم يكتب فيه سماعه أو وجد نسخة كتبت عن الشيخ تسكن نفسه الى صحتها هل يجوز له الرواية منها عامة أصحاب الحديث يمنعون من ذلك وقد جاء عن أيوب السختياني ومحمد بن بكر البرساني الترخص فيه أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال قال سليمان بن حرب قال حماد قرأ جرير بن حازم على أيوب كتابا لأبي قلابة وقال قد سمعت هذا كله من أبي قلابة وفيه ما أحفظه وفيه ما لا أحفظه قال وكان حماد ربما حدثنا بالشيء فيقول هذا مما في الكتاب أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال أنا محمد بن عدي بن زحر البصري في كتابه قال ثنا أبو عبيد محمد بن على الآجري قال سمعت أبا داود يقول أخذ اللصوص كتب محمد بن بكر البرساني فنسخها من كتب محمد بن عمرو بن جبلة والذي يوجبه النظر أنه متى عرف أن الأحاديث التي تضمنتها النسخة هي التي سمعها من الشيخ جاز له أن يرويها إذا سكنت نفسه الى صحة النقل بها والسلامة من دخول الوهم فيها والله أعلم
باب كراهة الرواية من كتاب الطالب إذا لم يحضر الأصل
أخبرنا بشرى بن عبد الله الفاتني قال أنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا محمد بن جعفر الراشدي قال ثنا أبو بكر الأثرم قال قلت لأبي عبد الله ما تقول في الرجل يأخذ الأحاديث من كتاب الرجل المحدث فيصححها ثم يجيء بها فيدفعها اليه فيقرؤها المحدث عليه وهو يعلم أنه لا يحفظها فقال ينبغي للناس أن يتوقوا هذا ثم قال أبو عبد الله كان يحيى بن سعيد يعيب قوما يفعلون هذا ثم قال كان بن جريج يحدثهم بما لا يحفظه وما كنا نحن نسمع من بن جريج الا من حفظه قال أبو عبد الله فأدخل عليه انسان يعني على يحيى بن سعيد فقال فلعل بن جريج إنما حدثكم شيئا حفظه من كتب الناس ثم قال أبو عبد الله كان بن جريج يحدثهم من كتب الناس سماع أبي عاصم وذكر عدة فقال الا أيام الحج فإنه كان يخرج كتاب المناسك فيحدثهم من كتابه أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه قال سألت أبا بكر الإسماعيلي عن المحدث إذا حدث من غير كتابه فقال ان كان يعلم انه حديثه يحفظ ذلك لا أدري قال جاز أو نحوه قلت له لا يحفظ ذلك ولكنه أعطى كتابا كتب عنه كتبه رجل يثق المحدث به قال جائز أو نحوه من الكلام قلت فلم قلنا ان ذلك جائز ومع هذا فلانا من الغلط والسقوط في المعارضة على من كتب عنه أو الزيادة فيه بالسهو والغفلة قال مثله لا يأمن في كتاب نفسه قلت له الا أنه في كتابه أدى ما كلف إذ قد عفى عن سهوه إذا بذل مجهوده فأما في كتاب غيره فلم يعف عن سهو الكاتب عنه فسكت عني لم يزد على ما ذكرته الا أنه كان مقيما على تجويز ذلك إذا وثق المحدث بضبط الكاتب عنه وإتقانه وصدقه

( ! !

باب القول في تلقين الضرير ما في أصل كتابه وروايته
قد تقدم القول منا أن بعض أهل العلم لا يجيز ذلك إذا لم يكن الضرير قد حفظه في وقت سماعه ممن حدثه به وأجازه بعضهم إذا وثق الضرير بالملقن له أخبرنا أبو عثمان سعيد بن العباس بن محمد الهروي قال ثنا أبو عبد الله بن العباس العصمي املاء قال سمعت أبا الفضل يعقوب بن إسحاق الفقيه يقول أنا صالح بن محمد البغدادي قال سمعت يحيى بن معين يقول ما رأيت أحدا أحفظ من وكيع فقال له رجل ولا هشيما قال وأين يقع حديث هشيم من حديث وكيع فقال له رجل فاني سمعت علي بن المديني يقول ما رأيت أحدا أحفظ من يزيد بن هارون قال كان يزيد بن هارون يحتفظ من كتاب كانت له جارية تحفظه من كتاب قلت كان بصر يزيد بن هارون قد كف فلذلك كان يأمر جاريته بتلقينه ويحفظ عنها أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال أنا محمد بن العباس الخراز قال أنا أحمد بن سعيد السوسي قال ثنا عباس بن محمد قال سمعت بعض أصحابنا يقول كان موسى بن عبيدة أعمى وكانت له خريطة فيها كتبه وكان إذا جاءه انسان دفع اليه الخريطة وقال أكتب منها ما شئت ثم يقرأ عليه أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال ثنا جدي قال سمعت علي بن عبد الله يقول قال لي أبو معاوية ما سمعت من الشيخ وحفظته عنه قلت حدثنا وما قرئ علي من الكتب قلت ذكر فلان أخبرنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري قال أنا محمد بن عبد الله بن القاسم قال أنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال ثنا جدي قال ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال كان أصحاب الحديث يلقنون عبد الرزاق من كتبهم فيختلفون في الشيء فيقول لي كيف في كتابك فإذا أخبرته صار اليه لما يعرف ان كنت أتعب في تصحيحها

باب القول في القراءة على المحدث وما يتعلق بها
ذهب بعض الناس الى كراهة العرض وهو القراءة على المحدث ورأوا أنه

لا يعتد الا بما سمع من لفظه وقال جمهور الفقهاء والكافة من أئمة العلم الأثر إن القراءة على المحدث بمنزلة السماع منه في الحكم والأصل في ذلك ما أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران الواعظ قال أنا دعلج بن أحمد المعدل قال ثنا عمر بن حفص السدوسي قال ثنا عاصم بن علي قال ثنا ليث بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ح وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي واللفظ له قال سمعت أبا القاسم الآبندوني يقول قرأت على علان يعني علي بن أحمد بن سليمان البصري حدثكم عيسى هو بن حماد قال أنا الليث عن سعيد المقبري عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر أنه سمع أنس بن مالك يقول بينما نحن جلوس في المسجد دخل رجل على جمل وأناخه في المسجد ثم عقله ثم قال لهم أيكم محمد ورسول الله صلى الله عليه و سلم متكئ بين ظهرانيهم فقلنا له هذا الرجل الأبيض المتكىء فقال له الرجل يا بن عبد المطلب فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أجبتك قال له الرجل يا محمد إني سائلك فمشدد عليك في المسئلة فلا تجدن على في نفسك فقال له سل ما بدا لك فقال الرجل نشدتك بربك ورب من قبلك آلله أرسلك الى الناس كلهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم نعم فقال أنشدك الله آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم نعم قال فأنشدك الله آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم نعم قال أنشدك الله آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم نعم فقال الرجل آمنت بالذي جئت به وأنا رسول من ورائي وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر

أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل قال أنا الحسن بن محمد بن أحمد بن شعبة المروزي قال ثنا محمد بن أحمد بن محبوب قال ثنا أبو عيسى الترمذي قال سمعت محمد بن إسماعيل يقول قال بعض أهل العلم فقه هذا الحديث ان القراءة على العالم والعرض عليه جائز مثل السماع واحتج بأن الأعرابي عرض على النبي صلى الله عليه و سلم فأقر به النبي صلى الله عليه و سلم أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز قال سمعت القاضي أبا بكر محمد بن عمر بن الجعابي يقول سمعت أحمد بن محمد بن عبيدة النيسابوري يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول ليس يروي عن النبي صلى الله عليه و سلم في القراءة على العالم أو قال المحدث حديث أصح من حديث ضمام أخبرنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيري وأبو سعد الحسين بن عثمان الشيرازي قالا أنا أبو الهيثم محمد بن المكي الكشميهني ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب قال أنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني قالا ثنا محمد بن يوسف الفربري قال ثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال ورأى الحسن والثوري ومالك القراءة جائزة واحتج بعضهم في القراءة على العالم بحديث ضمام بن ثعلبة قال للنبي صلى الله عليه و سلم آلله أمرك أن نصلي الصلوات قال نعم قال فهذه قراءة على النبي صلى الله عليه و سلم أخبر ضمام قومه بذلك فأجازوه واحتج مالك بالصك يقرأ على القوم فيقولون أشهدنا فلان وإنما ذلك قراءة عليهم ويقرأ على المقرىء فيقول القارىء اقرأني فلان أخبرنا عبد الملك بن محمد الواعظ قال أنا أحمد بن إسحاق بن ينجاب الطبي قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا بشر بن الوليد الكندي القاضي ببغداد في منزله سنة إحدى عشرة ومائتين قال أنا سلمة الأحمر عن عبد الكريم أبي أمية وهو بن أبي المخارق البصري عن بن بريدة عن أبيه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم إني لأعلم آية ما نزلت على نبي بعد سليمان غير قال قلت أي آية

هي يا رسول الله قال أنا مخبرك بها قبل أن أخرج من المسجد قال فمشى ومشيت معه حتى بلغ باب المسجد فأخرج رجلا وبقيت رجل قال فقلت نسي قال فالتفت الي وقال بأي آية تفتتح القرآن قال فقلت ببسم الله الرحمن الرحيم قال فقال لي هي هي فصار قوله هي هي أخبارا وهذا بمنزلة الرجل يقرأ على الرجل الصك فيقول أشهد عليه فيقول نعم ويقرأعلى الفقيه الحديث فيقول أروي هذا عنك فيقول نعم فجائز له أن يرويه عنه قلت وهذا الكلام أحسبه كلام بشر بن الوليد والله أعلم وممن روى عنه من الصحابة أن القراءة على المحدث بمنزلة السماع من لفظه علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس وهكذا قال جماعة من التابعين والخالفين ونحن نسوق الروايات عنهم في ذلك ان شاء الله تعالى

باب ذكر الروايات عمن قال أن القراءة على المحدث بمنزلة السماع منه
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل قال حدثني إسماعيل بن علي الخطبي قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا يحيى الحماني قال ثنا سلم بن سالم البلخي عن نوح بن أبي مريم عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي رضي الله تعالى عنه قال قراءتك على العالم وقراءة العالم عليك سواء إذا أقر لك به أخبرنا أبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر الكتاني قال ثنا أبو سليمان محمد بن الحسين الحراني املاء قال ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال ثنا محمد بن خلف قال ثنا نعيم بن حماد قال سمعت نوح بن أبي مريم يعني أبا عصمة يذكر عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم قال سألنا عليا عن القراءة عليه فقال القراءة عليه بمنزلة السماع منه أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي قال ثنا عثمان

بن أحمد بن عبد الله الدقاق قال ثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار قال ثنا نعيم بن حماد قال ثنا نوح بن أبي مريم عن يزيد النحوي عن عكرمة قال كان بن عباس في العلم بحرا ينشق له من الأمر الأمور وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اللهم ألهمه الحكمة وعلمه التأويل فلما عمى أتاه ناس من أهل الطائف ومعهم علم من علمه أو كتب من كتبه فجعلوا يستقرئونه وجعل يقدم ويؤخر فلما رأى ذلك قال إني قد تلهت من مصيبتي هذه فمن كان عنده علم من علمي أو كتب من كتبي فليقرأ علي فان اقراري له به كقراءتي عليه قال فقرأوا عليه أخبرنا محمد بن جعفر بن علان قال أنا منصور بن محمد الأصبهاني ح وأخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال قرئ على منصور بن محمد الأصبهاني وأنا أسمع قال ثنا إسحاق بن أحمد زيرك قال ثنا محمد بن علي بن شقيق قال ثنا علي بن الحسين بن واقد قال حدثني أبو عصمة عن يزيد النحوي عن عكرمة عن بن عباس قال إني قد تلهت وان اقراري لكم كقراءتي عليكم حدثني مسعود بن ناصر السجزي قال سمعت علي بن أحمد السرخاباذي يقول سمعت أبا الحسين أحمد بن فارس يقول تله الرجل إذا تحيروا الأصل وله الا أن العرب قد تقلب الواو تاء فيقولون تجاء والأصل وجاه أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين الحراني المعدل قال أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري قال ثنا يحيى بن صاعد قال ثنا محمد بن سنان بن يزيد القزاز قال ثنا الحسين بن الحسن الأشقر عن سلم بن سالم البلخي عن زياد بن أبي مريم عن يزيد النحوي عن عكرمة عن بن عباس قال قراءتك على العالم وقراءته عليك سواء هكذا قال عن زياد بن أبي مريم والصواب نوح بن أبي مريم قاله الخطيب

أخبرنا طلحة بن علي بن الصقر قال ثنا أبو سليمان محمد بن الحسين الحراني قال ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال ثنا إسحاق بن الضيف قال ثنا إبراهيم بن الحكم قال حدثني أبي عن عكرمة قال قال بن عباس اقرأوا علي فان قراءتكم علي كقراءتي عليكم أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا دعلج بن أحمد قال ثنا أحمد بن علي الأبار قال ثنا صلت بن مسعود وأخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح قال ثنا محمد بن إبراهيم العاقولي قال ثنا محمد بن الحسين بن حفص قال ثنا عباد بن يعقوب قالا ثنا داود بن عطاء عن هشام بن عروة عن أبيه قال عرض الكتاب والحديث سواء أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه إلينا قال ثنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي قال ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال ثنا محمد بن شعيب قال أخبرني الوليد بن أبي السائب قال رأيت مكحولا ونافعا وعطاء يقرأ عليهم الأحاديث أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا إبراهيم بن المندر قال ثنا مروان بن معاوية عن عاصم الأحول قال عرضت على الشعبي أحاديث الفقه فأجازها وأخبرنا بن الفضل قال أنا دعلج بن أحمد قال أنا أحمد بن علي الأبار قال حدثني الحسن بن الصباح قال ثنا مروان عن عاصم قال قرأت على الشعبي أحاديث فأجازها لي أخبرنا بن الفضل قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا إبراهيم بن المنذر قال ثنا داود بن عطاء مولى الزبير قال ثنا جعفر بن محمد وأخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح قال ثنا محمد بن إبراهيم العاقولي قال ثنا محمد بن الحسين بن حفص قال ثنا عباد بن يعقوب قال ثنا داود بن عطاء المديني عن جعفر بن محمد عن أبيه قال عرض الكتاب والحديث سواء أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا حنبل بن إسحاق

قال حدثني أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل قال ثنا محمد بن الحسن الواسطي قال ثنا عوف أن رجلا سأل الحسن فقال يا أبا سعيد منزلي نائي والاختلاف يشق علي ومعي أحاديث فان لم تكن ترى بالقرآءة بأسا قرأت عليك قال ما أبالي قرأت علي أو قرأت عليك وأخبرتك أنه حدثني أو حدثتك به قال يا أبا سعيد فأقول حدثني الحسن قال نعم فقل حدثني الحسن وأخبرنا بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل قال ثنا أحمد بن عبد الملك قال ثنا زهير قال قرأت على عبد الملك بن أبي سليمان وقرأعبدالملك على أبي الزبير وذكر أبو الزبير عن جابر بن عبد الله قال ما كنا نعفي السبال إلا في حج أو عمرة أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان السواق قال ثنا عيسى بن حامد الرخجي قال ثنا الهيثم بن خلف الدوري قال ثنا الحكم بن عمرو قال ثنا أبو مسهر قال ثنا عبد الله بن العلاء بن زبر قال رأيت عمرو بن أبي الوليد يعرض على مكحول يعني العلم أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي قال أنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال ثنا أحمد بن منصور الرمادي قال ثنا عبد الرزاق قال أنا عبد الله بن عمر قال ما أخذنا عن بن شهاب الا قراءة كان مالك بن أنس يقرأ لنا كان جيد القراءة أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا زيد بن بشر قال أخبرني بن وهب أخبرني مالك قال رأيت بن شهاب يقرأ عليه العلم أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح قال ثنا محمد بن إبراهيم العاقولي قال ثنا محمد بن الحسين بن حفص قال ثنا عباد بن يعقوب قال ثنا داود بن عطاء المديني عن بن أبي ذئب عن الزهري قال عرض الكتاب والحديث سواء

قرأت على أبي بكر البرقاني عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال أنا محمد إسحاق السراج قال ثنا حاتم الجوهري قال ثنا نوح بن يزيد المعلم قال كنا عند إبراهيم بن سعد يوما فتذاكر أصحاب الحديث السماع فغضب إبراهيم بن سعد قال لا تدعون تنطعكم يا أهل العراق العرض مثل السماع كان بن شهاب يعرض عليه العلم فيجيزه أخبرنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال أنا إسماعيل بن محمد الصفار قال ثنا أحمد بن منصور الرمادي قال ثنا عبد الرزاق قال أنا معمر قال رأيت رجلا من بني أمية يقال له إبراهيم بن الوليد جاء الى الزهري بكتاب فعرضه عليه ثم قال أحدث بهذا عنك يا أبا بكر قال إي لعمري فمن يحدثكموه غيري أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرني عثمان بن أحمد حدثنا حنبل حدثني أبو عبد الله حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال سمعت إبراهيم بن الوليد رجلا من بني أمية يسأل الزهري وعرض عليه كتاب من علمه فقال أحدث بهذا عنك يا أبا بكر قال نعم فمن يحدثكموه غيري قال معمر ورأيت أيوب يعرض عليه العلم فيجيزه قال معمر وكان منصور بن المعتمر لا يرى بالعراضة بأسا أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أنا دعلج قال أنا أحمد بن علي الأبار قال ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبي قال أنا عبد الله هو بن المبارك عن معمر قال قرأت العلم على الزهري فقلت أحدث به عنك قال ومن حدثك به غيري أخبرنا بن الفضل قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال قال علي يعني بن المديني بن جريج لم يسمع من بن شهاب شيئا انما عرض له عليه أخبرنا محمد بن عمر النرسي قال نا أبو بكر الشافعي قال ثنا الهيثم بن مجاهد قال ثنا أحمد بن الدورقي قال ثنا بن مهدي عن بشر بن السري قال قال بن أبي ذئب ما سمعت عن الزهري شيئا قال وقال عبد العزيز بن أبي سلمة انما كنت أقول

للزهري حدثك فلان بكذا وكذا فيقول نعم أخبرنا بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل قال حدثني أبو عبد الله قال حدثني يحيى بن سعيد عن شعبة قال سألت منصور أو أيوب عن القراءة فقالا جيد يعني في الحديث أخبرنا القاضيان أبو بكر محمد بن عمر بن إسماعيل الداودي وعلي بن المحسن التنوخي قال محمد أنا وقال علي ثنا محمد بن المظفر الحافظ قال ثنا علي بن أحمد بن سليمان قال ثنا أحمد بن سعيد الفهري قال ثنا إبراهيم بن المنذر قال ثنا محمد بن عبد الله الإسحاقي قال رأيت موسى بن عقبة في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل الروضة حتى جلس الى عبيد الله بن عمر فتبعته حتى جلست معه فقال له عبيد الله بن عمر يغفر الله لك لم تعنيت الي لو أرسلت الي لجئتك في منزلك قال انه بلغني أنك تحدث عن نافع أحاديث لم أكن سمعتها منه أحببت أن أعرضها عليك قال فأخرج صحيفة من كمه فيها أحاديث لنافع فقرأها على عبيد الله بن عمر أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا إبراهيم بن محمد الكندي قال ثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال سمعت المعتمر يقول قرأت على فضيل عن أبي حريز وقال أبو موسى سمعت خالد بن الحارث يقول قرأت على هشام بن عروة وقال أيضا سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول قرأت على مالك وقال سمعت حماد بن مسعدة يقول قرأت على هشام أخبرنا بن رزق وابن الفضل قالا أخبرنا دعلج أنا وفي حديث بن رزق قال ثنا أحمد بن علي الأبار قال ثنا أحمد بن الدورقي قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة بن الحجاج قال القراءة عندي أثبت من السماع وكان يقول قرأت على منصور بن المعتمر وقرأت على هشام بن عروة

أخبرنا الحسين بن عثمان الشيرازي قال أنا محمد بن المكي قال ثنا محمد بن يوسف الفربري قال ثنا محمد بن إسماعيل قال سمعت أبا عاصم يذكر عن سفيان الثوري ومالك أنهما كان يريان القراءة والسماع جائزا أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني عبيد الله بن موسى قال قال سفيان الثوري قراءتك على العالم وقراءته عليك سواء قال عبيد الله فذكرت ذلك لشريك أو سألت عن ذلك شريكا فقال وهل هو الا سواء أخبرنا محمد بن أبي القاسم الأزرق قال أنا محمد بن جعفر بن الهيثم البندار قال ثنا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ قال ثنا زهير بن عباد قال ثنا عبد الله بن المغيرة قال سألت سفيان الثوري ومسعر بن كدام ومالك بن مغول عن قراءة الحديث على العالم فقالوا القراءة عليه بمنزلة الحديث عنه أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن أحمد الخطاب قال ثنا الحسن بن محمد البلخي قال ثنا حم بن نوح قال ثنا مكي بن إبراهيم قال كان أبو حنيفة يرى القراءة على العالم وقراءته عليك سواء أخبرنا عبيد الله قال ثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن عبد الرحيم قال ثنا محمد بن معاوية قال سمعت خارجة يقول سألت أبا حنيفة عن الرجل يقرأ على العالم الحديث يحدث به عنه قال لا بأس بذلك أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا محمد بن عبد الله بن خميريه الهروي قال أنا الحسين بن إدريس قال ثنا بن عمار قال سمعت المعافى وهو بن عمران يذكر عن أبي حنيفة أنه كان يرى عرض الحديث مثل الصك يقرأعلى الرجل فيشهد على ذلك أخبرنا بن رزق وابن الفضل قالا أنا دعلج قال أنا وفي حديث بن رزق ثنا أحمد بن علي الأبار قال ثنا عيسى بن حماد زغبة قال كنا نقرأ على ليث بن سعد

ويقرأ علينا وكان الأمر عنده واحدا أخبرنا أبو القاسم الأزهري والحسن بن علي الجوهري قالا ثنا محمد بن العباس الخزاز قال ثنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال ثنا الحارث بن محمد قال ثنا محمد بن سعد قال أنا محمد بن عمر قال سألت مالك بن أنس وعبد الله بن عمر العمري وعبد الرحمن بن أبي الزناد وعبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة وعبد الرحمن بن وثاب وأبا بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن قراءة الحديث على المحدث أو حديثه هو به فقالوا هو سواء وهو علم بلدنا وقال بن سعد أنا محمد بن عمر قال سمعت مالك بن أنس يقول عجبا لمن يريد المحدث على أن يحدثه مشافهة وذلك انما أخذ حديثه عرضا فكيف جوز ذلك للمحدث ولا يجوز هو لنفسه أن يعرض عليه كما عرض هو أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان قال ثنا صالح بن أحمد التميمي قال ثنا عبد الرحمن بن حمدان إملاء قال ثنا محمد بن علي قال ثنا أبو اليمان جار الربيع بن سليمان ذكره عن أبيه قال لما قدم أمير المؤمنين يعني الرشيد المدينة أتاه مالك بن أنس فسأله عن الحديث فقال أن العلم وأهله لأهل أن يوقروا فلا تكن يا أمير المؤمنين أول من أذل العلم قال نعم ثم قال لبنيه صيروا اليه فصاروا اليه فسألوه أن يحدثهم فقال أن أهل هذه البلدة يقرأ عليهم العلم كما يقرأ الصبي على المعلم فإذا أخطأ أخذ عليه فرجعوا الى أمير المؤمنين فأخبروه فدعاه فقال يا أبا عبد الله أتوك فلم تحدثهم فقال يا أمير المؤمنين إنا أخذنا العلم عن رجال منهم سعيد بن المسيب

حتى ذكر بن شهاب وجماعة انما كان يقرأعليهم العلم فقال أن في هؤلاء لقدوة وكان مؤدبهم يقرأ عليه وهم يسمعون أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن شجاع الصوفي وأبو علي الحسن بن أبي بكر وأبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف العلاف قالوا أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا إسماعيل بن إسحاق قال ثنا بن أبي أويس قال سئل مالك عن حديثه أسماع هو قال منه سماع ومنه عرض وليس العرض عندنا بأدنى من السماع أخبرنا محمد بن الحسين بن أبي سليمان الحراني والحسن بن علي بن محمد التميمي وأحمد بن عمر بن روح النهرواني قالوا أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري قال ثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال أنا بن وهب قال سمعت مالك بن أنس يقول قراءتك على العالم وقراءة العالم عليك واحد أو قال سواء أخبرني بن الفضل قال أنا دعلج قال أنا أحمد بن علي الأبار قال ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ح وأخبرنا محمد بن عمر النرسي أخبرنا أبو بكر الشافعي حدثنا الهيثم بن مجاهد حدثنا أحمد بن الدورقي حدثني بن مهدي قال كنت أقرأعلى مالك فأقول أتفهمه عني فيقول نعم فحدث به عني ان شئت حدثني علي بن أبي علي البصري قال هذا كتاب أبي ودفعه الي فقرأت فيه أنا علي بن إسحاق المادرائي قال ثنا محمد بن أحمد المكي عن الزبير بن أبي بكر قال حدثني مطرف بن عبد الله قال سمعت مالكا يأبى أشد الإباء على من يقول أنه لا يجزيه العرض ولا يجزيه الا السماع ويقول ما لك إذا قرأت على القارىء مسألة من

أقرأك أليس تقول فلان وهو لم يقرأ عليك انما قرأت أنت عليه ولا ترى ذلك يجزيك في الحديث وترى انه يجزيك في القرآن والقرآن أعظم وكيف لا تأخذ الحديث عرضا وتريد أن لا تأخذ إلا سماعا وذلك المحدث إنما أخذه عرضا فكيف جوز للمحدث أن يحدثك ما أخذه عرضا ولم تجوز لنفسك ان تعرض عليه كما عرض هو أخبرني عبيد الله بن يحيى السكري قال انا محمد بن عبد الله الشافعي قال ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال ثنا بن الغلابي قال قال يحيى بن معين سمعت عبد الرزاق يقول سمعنا وعرضنا وكل سماع حدثني محمد بن أبي الحسن قال انا محمد بن أحمد بن جميع قال انا محمد بن مخلد قال سمعت أحمد بن محمد المقدمي يقول كنا إذا قلنا لابن أبي أويس اقرأ علينا يقول ما أعجبكم أهل العراق قراءتك علي وقراءتي عليك سواء وقد كان بعض أهل العلم يستحب السماع من لفظ المحدث ويختاره على القراءة عليه وبعضهم كان يختار العرض والقراءة ويرى ذلك أفضل من السماع من لفظ المحدث وأنا أسوق عمن روى عنه ذلك ما تيسر في هذا الموضع ان شاء الله تعالى

ذكر الرواية عمن كان يختار السماع من لفظ المحدث على القراءة عليه
أخبرني القاضي أبو زرعة روح بن محمد بن أحمد الرازي إجازة شافهني بها قال أنا علي بن محمد بن عمر القصار قال ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال ثنا أبي قال ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت وكيعا يقول ما أخذت حديثا قط عرضا قلت عندنا من أخذ عرضا قال من عرف ما عرض مما سمع فخذ منه يعني السماع

أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبي قال ثنا الحسن بن أحمد الأصطخري قال قرى على العباس بن محمد قال سمعت أحمد بن حنبل يقول لما خرجت على عبد الرزاق أخبروني أن معاذ بن هشام على الطريق فملت اليه ومعي ثلاث ظهور مملوءا من حديثه فصادفته فقرأ علي شيئا وقال أنا عليل لا أقدر على أكثر من هذا ولكن اقرأها علي فأبيت ووددت والله اني كنت قرأتها عليه أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه قال قال لي أبو أحمد الحافظ وهو محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري قال لنا أبو الحسين الغازي سمعت محمد بن يحيى يقول سمعت إسحاق بن عيسى الطباع يقول لا أعد القراءة شيئا بعد ما رأيت مالكا يقرأ عليه وهو ينعس أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي قال أنا محمد بن سليمان البخاري الحافظ قال ثنا خلف بن محمد قال سمعت أبا بكر محمد بن يعقوب بن يوسف البيكندي يقول سمعت علي بن الحسين يقول سمعت محمد بن سلام يقول أدركت مالك بن أنس فإذا الناس يقرؤون عليه فلم أسمع منه لذلك أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه إلينا قال ثنا أبو الميمون البجلي قال ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال ثنا أبو مسهر قال قدم علينا ليث بن سعد وكان يجالس سعيد بن عبد العزيز فأتاه أصحابنا فعرضوا عليه فلم أر أخذها عرضا حتى قدمت على مالك بن أنس أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال وقد كان قدم مطرف مكة معتمرا وكان منزله قريبا من منزل الحميدي فمضيت اليه واستقبلني الحميدي فقال لي الى أين قلت الى مطرف نقرأكتاب الموطأ قال ولم تسمع الموطأ من عبد الله بن مسلمة بن قعنب قلت بلى قد سمعته فقال لي انصرف الى الطواف ولا تشتغل به فمشيت معه منصرفا الى المسجد فقال ان قعنب يختار السماع على القراءة فلما لم يمكنه ولم يتهيأ له فأقل أحواله أنه تثبت في العرض على

مالك وقلت أو قال لي وهو الذي قرأ على مالك وأهل المدينة يرون العرض مثل السماع ويتهاونون بالعرض أيضا قلت له قد سمعت من وقف بابن أبي أويس فقال له أرأيت ما تقول فيه حدثني مالك سمعته منه قال لا ولكن كان يقرأ عليه ولقد كنت أحيانا أكون داخل الحجرة ويقرأ على مالك خارجا من الحجرة وكان ذلك يجزي فقال الحميدي هذا يدلك على ما قلت لك فمنعني سماع الموطأ من مطرف لهذا الذي ذكرت أخبرني علي بن أحمد بن علي المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي بالبصرة قال ثنا الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي قال ثنا أبو خليفة قال سمعت عبد الرحمن بن سلام يقول دخلت على مالك بن أنس وكان على بابه من يحجبه وكان بين يديه بن أبي أويس وهو يقول حدثك نافع حدثك بن شهاب حدثك فلان وفلان فيقول مالك نعم نعم فلما فرغت قلت يا أبا عبد الله عوضني مما حدثته بثلاثة أحاديث تقرؤها علي قال أعراقي أنت أخرجوه عني أخبرني علي قال ثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا الحسن بن عبد الرحمن قال ثناابراهيم بن محمد بن الشطن البغدادي قال ثنا عبد الله بن شبيب قال ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال حدثني عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون قال حضرت مالكا وأتاه رجل من الصوفية فسأله عن ثلاثة أحاديث يحدثه بها فقال مالك اعرضها ان كانت لك حاجة فقال يا أبا عبد الله ان العرض لا يجوز عندنا فقال له مالك فأنت أعلم فأتاه مرارا كل ذلك يقول اعرضها ان كانت لك حاجة فيقول العرض لا يجوز فلما أراد أن يقوم وثب اليه الصوفي فلزم مضربة كانت تحته ثم قال ورب هذا القبر لا أدعها أو تحدثني بثلاثة أحاديث فقال مالك لرجل من جلسائه يكنى أبا طلحة ليتك يا أبا طلحة دخلت بيني وبين هذا الرجل فاني أرى به لمما فقال أبو طلحة ما أرى بالرجل لمما يا أبا عبد الله إن رأيت ان تحدثه بهذه الثلاثة الأحاديث فقال مالك هات فقال الصوفي ان رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر فقال مالك حدثني الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر قال بن شهاب ولم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ محرما ثم قال الصوفي ان بن عباس سئل عن رجل له امرأتان ارضعت إحداهما غلاما والأخرى جارية فقال مالك حدثني بن شهاب عن عمرو بن الشريد ان بن عباس سئل عن رجل له امرأتان ارضعت إحداهما غلاما والأخرى جارية أيتناكحان قال لا قال يا أبا عبد الله ان بن عمر سمع الإقامة وهو بالبقيع فقال مالك حدثني نافع عن بن عمر أنه سمع الإقامة وهو بالبقيع فأسرع المشي أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبي قال سمعت أبي يقول جئنا الى العباس بن محمد الدوري وقد اعتل أحسبه قال علة الموت ومع الوراقين أجزاء كثيرة فسئل فقال اخرج الى أصحاب الحديث فان رضوا أن يقرؤا هم فعلت أو كما قال

ذكر الرواية عمن كان يختار القراءة على المحدث على السماع من لفظه
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق والحسن بن أبي بكر قالا أنا القاضي أبو نصر أحمد بن نصر بن محمد البخاري قال ثنا إبراهيم بن إسحاق الزوزني قاضي سجستان قال أنا أبو سعيد المستملي سليمان بن داود المهري قال حدثنا أبو طالب هاشم بن الوليد قال ثنا أبو مقاتل السمرقندي حفص بن سلم عن سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي ظبيان عن علي بن أبي طالب قال القراءة على العالم أصح من قراءة العالم بعدما أقر أنه حديثه أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب

الأصم قال ثنا محمد بن عبيد الله المنادى قال ثنا روح بن عبادة ح وأخبرنا علي بن محمد بن علي الأيادي قال ثنا أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي قال ثنا الحارث بن محمد التميمي قال ثنا السكن بن نافع واللفظ لحديث روح قال ثنا عمران بن حدير عن أبي مجلز قال قال بشير بن نهيك كنت أكتب بعض ما أسمع من حديث أبي هريرة فلما أردت فراقه أتيته بالكتب فقرأتها عليه فقلت هذا سمعته منك قال نعم أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي قال انا محمد بن عبد الله الشافعي قال ثنا الهيثم بن مجاهد قال ثنا أحمد بن الدورقي قال ثنا بن مهدي قال قال شعبة القراءة أثبت عندي من السماع وكان يقول قرأت على منصور وقرأت على هشام بن عروة أخبرنا الحسين بن محمد بن جعفر الرافقي إجازة قال انا أحمد بن كامل القاضي قال ثنا أبو أحمد البربري قال حدثني علي بن حماد ح وأخبرني الحسن بن أبي طالب قراءة قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال ثنا أحمد بن الحسن بن شقير قال ثنا أبو أحمد البربري قال ثنا علي بن سهل وهو بن عفان قال سمعت عفان يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول إذا قرأت على المحدث كان أحب الي لأنه يصح لي كتابي أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازي قال أنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال ثنا العباس بن يزيد البحراني قال كان

يحيى بن سعيد القطان يقول القراءة أشد علي من الإملاء لأني إذا قرئ علي جعلت ذهني كله فيه قال الخطيب ذكرت هذه الحكاية لأبي بكر البرقاني فأعجب بها وسألني فكتبتها له أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن أحمد المقرىء قال ثنا الحسن بن محمد البلخي قال ثنا حم بن نوح قال ثنا مكي بن إبراهيم قال كان بن أبي ذئب يرى القراءة على العالم أفضل من قراءة العالم عليك وأخبرنا عبيد الله قال ثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن أحمد بن عبد الله الرازي قاضي قزوين قال ثنا محمد بن أيوب الرازي قال ثنا محمد بن سعيد بن سابق قال قال أبو يوسف قال أبو حنيفة لأن أقرأ على المحدث أحب الي من أن يقرأعلي أخبرنا علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال أنا بن خلاد قال ثنا أحمد بن إسحاق بن البهلول قال ثنا إسماعيل بن إسحاق قال سمعت إسماعيل بن أبي أويس قال سألت مالكا عن أصح السماع فقال قراءتك على العالم أو قال على المحدث ثم قراءة المحدث عليك ثم ان يدفع إليك كتابه فيقول ارو هذا عني قال فقلت لمالك أقرأ عليك وأقول حدثني قال أو لم يقول بن عباس أقرأني أبي بن كعب وانما قرأعلى أبي وأخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا دعلج بن أحمد قال أنا أحمد بن علي الأبار قال ثنا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول ما قرأت على مالك بن أنس أثبت في نفسي مما سمعت منه قال وذلك انه كان يذكر مرة الكلام ومرة الإسناد أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح قال ثنا محمد بن المظفر الحافظ قال ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني قال ثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال سمعت عبد الله بن مسلمة القعنبي يقول اختلفت الى مالك ثلاثين سنة وما من حديث في الموطأ الا ولو شئت قلت سمعته مرارا من مالك ولكني اقتصرت بقراءتي عليه لأن مالكا كان يذهب الى أن قراءة الرجل على العالم أثبت من قراءة العالم عليه

أخبرنا أحمد بن روح النهرواني قال أنا المعافى بن زكريا الجريري قال ثنا إبراهيم بن الفضل بن حيان الحلواني قال ثنا محمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج قال سألت يحيى بن عبد الله بن بكير يحدثنا بحديث فأبى فقال له جعفر بن عبد الواحد وكان الى جانبه يا أبا زكريا أنه حديث حسن فقال ان كان حسنا فستقرؤه فقال يا أبا زكريا اني أحب ان اسمعه منك فقال والله والله ولا أعلمه الا قال ثلاثا لقراءتك علي اثبت عندي من قراءتي عليك وعند من تعلمت منه أعني مالك بن أنس والليث بن سعد وابن لهيعة والعلة التي احتج بها من اختار القراءة على المحدث على السماع من لفظه ظاهرة لأن الراوي ربما سها وغلط فيما يقرؤه بنفسه فلا يرد عليه السامع إما أنه ليس من أهل المعرفة بذلك الشأن أو لأن الغلط صادف موضع اختلاف بين أهل العلم فيه فيتوهم ذلك الغلط مذهبه فيحمله عنه على وجه الصواب أو لهيبة الراوي وجلالته فيكون ذلك مانعا من الرد عليه وأما إذا قرئ على المحدث وهو فارغ السر حاضر الذهن فمضى في القراءة غلط فإنه يرده بنفسه أو يرده على القارىء بعض الحاضرين من أهل العلم لأنه لا يمنع من ذلك شيء في معنى الخلال التي ذكرناها عند قراءة العالم بنفسه والله أعلم قرأت على أبي بكر البرقاني عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال أنا محمد بن إسحاق الثقفي قال سمعت الجوهري يعني حاتم بن الليث يقول سمعت أبا الوليد وقرأ عليه رجل فقال له تظن أنك خففت عني لو قرأت انا كان أحب الي انك لتقرؤه وإني لأتحفظ ما تقرألئلا يسقط علي شيء قراءتك علي أشد من قراءتي عليك أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال ثنا الحسن بن علي قرآءة قال ثنا أبو الدرداء الخراساني قال قال أبو الوليد إذا قرئ علي كان أصح وذلك أني أجعل نهمتي فيه وقلبي فيه وإذا قرأت لم أفهم ما أقرؤه أو كلمة غيره

أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد قال ثنا عبد الله بن أحمد الغزاء قال ثنا يوسف بن مسلم قال قال لي موسى بن داود القراءة أثبت من الحديث وذلك انك إذا قرأت علي شغلت نفسي بالإنصات لك وإذا حدثت غفلت عنك أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال أنا محمد بن عدي البصري في كتابه قال ثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال قلت لأبي داود وهو سليمان بن الأشعث العباس بن الوليد بن مزيد سمع من أبيه فقال قال العباس سمعت من أبي عرضت عليه والعرض أصح أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال سمعت جعفر بن أحمد يقول سمعت أبا حاتم يقول القراءة على الشيخ أحب الي من قراءة الشيخ أما علمت أن القرآن يقرأ على المعلم آخر الجزء الثامن بسم الله الرحمن الرحيم رب سلم وسهل أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ قال أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال أنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال ثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي أبو العباس قال ثنا عبد المجيد بن إبراهيم أبو الحسين قال كان أبو عبيد القاسم بن سلام يقول القراءة علي أثبت لي وأفهم من أن أتولى القراءة أنا أو نحو هذا أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد التميمي قال أنا أبو عبد الله الحسن بن علي قال وجدت هذا الكلام في كتاب أحمد بن ضرار وأخبرني من حضر معي انه قرأه في المجلس قال أحمد بن ضرار قرأت هذه الكتب على

أبي عبيد القاسم بن سلام وأخبرني أنه حديثه وكلامه واستؤذن في روايتها عنه قال نعم ان شئتم وقال هو عندي بمنزلة السماع ولا يكون الحديث أشد من الشهادة فهو بمنزلة الشهادة وقد تقول للرجل أشهد عليك بكذا وكذا فيقول نعم فهو واسع لك أن تقول أقر عندي فلان بكذا وكذا وأنت لم تسمع منه الا نعم وكذلك جاء كثير من السنن أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يسأل عن الشيء فيأمر به أو ينهى عنه وهو لم يلفظ به انما تكلم بالجواب فصار ذلك سنة عنه بمنزلة ما تكلم به سواء لا فرق بينهما قال أبو عبيد وكان حجاج عرض كتبا على بن جريج أظنه قال الا المناسك فإنه سمعه منه املاء وقال الحجاج قلت لابن جريج هذه الكتب التي عرضتها عليك أحدث بها عنك قال نعم وقل حدثني بن جريج قال أبو عبيد وأخبرنا أبو القاسم شيخ كان بمصر كان صديقا لنا كان سمع من الليث بن سعد وابن لهيعة أنا عن الليث قال العرض عندي أصح من السماع انه إذا عرض علي تحفظت وإذا حدثت فربما سهوت قال أبو عبيد وحدثوني بمصر أن نافعا قال لليث سلني حتى أحدثكم فقال لا ولكني أعرضه عليك فعرضه عليه قال أبو عبيد فحديث الليث عن نافع كله عرض قال وقال الليث أنا أسهو في السماع ولا أسهو في العرض قال وسمعت أبا يوسف قال سألت أبا حنيفة عن رجل عرض على رجل حديثا هل يجوز يحدث به عنه قال نعم يجوز أن يقول حدثني فلان وسمعت فلانا وهذا مثل قول الرجل يقرأ عليه الصك فيقر به فيجوز لك أن تقول أقر عندي فلان بجميع ما في هذا الكتاب وانما سمعت نعم قال أبو عبيد وكذلك قول أبي يوسف وهو قولي قال أبو عبيد حدثونا عن مالك بن أنس أنه قال كيف ينكرأهل العراق العرض وهم يأخذون حديثنا ونحن قد عرضنا قال وقال لي بن أبي ذئب احملوا العرض علي فما كان فيه من اثم ففي عنقي قيل لأبي عبيد أليس العرض عندك القراءة على المحدث قال نعم قال وثنا محمد بن كثير قال سألت الأوزاعي عن العرض فقال قل كما كان هذا يريد أن تقول حدثنا قال أبو عبيد وكان إسماعيل بن جعفر ربما قال في بعض حديثه هذا عرض ثم يقول حدثني قال أبو عبيد كنا نسمع بن المبارك كثيرا يقول أخبرني وكنت أرى أنه سمعه وحده حتى أخبروني أنه كان يقول إذا قلت حدثنا فقد حدث كل واحد منا علي حياله فلهذا استجاز أن يقول قلت قصد أبو عبيد في آخر هذا الكلام البيان أن قول الراوي حدثنا فيما سمعه عرضا جائز وكذلك قوله أخبرني فيما سمعه مع الجماعة وفي ذلك خلاف بين السلف نحن نذكره بعد في موضعه بمشيئة الله تعالى ومعونته

باب ما جاء في اقرار المحدث بما قرئ عليه وسكوته وإنكاره
زعم بعض أصحاب الحديث وقوم من أهل الظاهر أن من قرأ على شيخ حديثا لم يجز له روايته عنه الا بعد أن يقر الشيخ به كما أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال ثنا محمد بن عمرو بن البختري الرزاز املاء قال ثنا محمد بن يونس بن موسى قال قيل لأبي عاصم وأنا أسمع حدثكم طلحة بن عمرو عن عطاء وأصلحنا له زوجه قال كان في لسانها طول قال أبو عاصم نعم قالوا فأما إذا سكت الشيخ فلا يجوز للقارىء رواية ذلك الحديث والذي نذهب اليه انه متى نصب نفسه للقراءة عليه وأنصت إليها مختارا لذلك غير مكره وكان متيقظا غير غافر جازت الرواية عنه لما قرئ عليه ويكون انصاته واستماعه قائما مقام اقراره فلو قال له القارىء عند الفراغ كما قرأت عليك فأقر به كان أحب إلينا أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنا محمد بن نعيم الضبي قال انا محمد بن صالح بن

هانئ قال ثنا أحمد بن سلمة قال قال إسحاق يعني بن راهويه كنت أقرأعلى أبي أسامة فإذا فرغت من كل حديث قلت له كما قرأت عليك فيقول نعم فقال لي ذات يوم يا هذا انك تريد بهذا أمرا أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال جاء رجل إلى الربيع بن سليمان فقال له كتب الشافعي التي قرئ عليك أليس هو كما قرئ عليك وأخبرك به الشافعي فاغتاظ منه وقال له لا وحلف بصدقة ماله في المساكين ان لا يقول له فإنه قد كان قال له ولنا غير مرة هو كما قرئ علي وأخبرنا به الشافعي فجاءه الرجل من الغد واستشفع ببعض الناس عليه وطلبنا اليه وبعض من حضر مجلسه فقال الربيع أقول لكم كما قرئ علي وأنابه الشافعي فلم يرض بذلك الرجل حتى قال له كما قرئ علي وأخبرنا به الشافعي فأما إذا قرئت عليه أحاديث فأنكرها الشيخ فإنه لا يجوز له روايتها عنه أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال أنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا أحمد بن سعيد بن مرابة حدثنا العباس بن محمد حدثنا أبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد قال كنا عند سفيان بن عيينة فأتاه رجل فقال يا أبا محمد أقرأ عليه أحاديث معي قال اقرأها قال فجعل يقرأ ويقرأ فلما فرغ قال هذه أحاديثك أرويها عنك قال لا قال أليس قد قلت لي اقرأ قال سفيان بن عيينة ما حدثتك انا بشيء أنت حدثت بها نفسك وهكذا لو لم يكن الشيخ منتصبا للحديث فقرأعليه بعض الطلبة حديثا وهو مشغول القلب غير مصغ الى السماع فإنه لا يجوز له روايته عنه أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه قال انا أبو الميمون البجلي ثنا أبو زرعة قال سمعت أبا مسهر يقول رأيت أصحابنا يعرضون على سعيد بن عبد العزيز حديث المعراج عن يزيد بن أبي مالك عن أنس بن مالك فقلت يا أبا محمد أليس حدثتنا عن يزيد بن أبي مالك قال ثنا أصحابنا عن أنس بن مالك قال نعم انما يقرؤون على أنفسهم حدثني أبو الفضل محمد بن عبيد الله المالكي انه قرأ على القاضي أبي بكر محمد بن الطيب قال فان قيل هل يقوم اقرار المحدث بما قرئ عليه مقام لفظه بالحديث قيل أجل فإنه إذا ثبتت عدالته زالت التهمة عنه في اقراره وانه لو جوزنا عليه في اقراره بأنه سمع ما لم يسمعه أو لم يحدث به على وجه لخرج بهذه التهمة عن كونه عدلا ولاحتملت أمانته الكذب ووضع الحديث فان قيل فما قولكم لو سكت فلم يقر ولم ينكر قيل يجب قبول حديثه والعمل به ويجوز روايته عنه لأن سكوته عما قرئ عليه مع علمه بأنه يحدث به عنه ويعمل به قائم مقام اقراره به ولو علم ان بعض ما يقرأ عليه لم يسمعه ولا حدث به أو شك في ذلك اقتضت العدالة والنصح في الدين إنكار ذلك لئلا يغتر بالعمل به والرواية له عنه ولو احتملت امانته السكت عما قرئ عليه مع العلم أنه لم يسمعه ولا حدث به لاحتمل أن يقر بسماع ما لم يسمعه وكل ذلك ناقض لعدالته وانما يجعل اقراره به وسكته عن إنكاره بمنزلة نطقه متى كانت الحال سليمة من اكراه له على ذلك وخوف ومتى كان سكته عن غير غفلة بل مع العلم والتيقظ لما قرئ عليه وان عرض شيء مما ذكرنا لم يكن الإقرار منه والسكت قائما مقام النطق فأما إنكاره ان يكون حدث بما قرئ عليه أو سمعه فلا يجوز الرواية له عنه ولا العمل به

فصل
وذهب بعض الناس الى أن من سمع من شيخ حديثا لم يجز له أن يرويه عنه الا بعد إذن الشيخ له في روايته وهذا القول يروى عن بشير بن نهيك أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا الحسن بن مكرم قال ثنا أبو عاصم عن عمران بن حديد عن أبي مجلز عن بشير بن نهيك قال كنت آتي أبا هريرة فأكتب عنه فلما أردت فراقه أتيته فقلت هذا حديثك أحدث به عنك قال نعم وهذا غير لازم بل متى صح السماع وثبت جازت الرواية له ولا يفتقر ذلك الى اذن من سمع منه أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال ثنا عبد الله وهو بن المبارك قال قال معمر قرأت العلم على الزهري قال فلما فرغت منه قلت أحدث بهذا عنك قال ومن حدثك بهذا غيري

باب ما جاء في عبارة الرواية عما سمع من المحدث لفظا
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا العباس بن محمد الدوري وأخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا حمزة بن محمد بن العباس العقبي قال ثنا عباس بن محمد الدوري قال ثنا قراد أبو نوح قال سمعت شعبة يقول كل حديث ليس فيه أنا وثنا فهو خل وبقل أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال ثنا أحمد بن محمد بن يحيى القصار قال ثنا أحمد بن عصام قال ثنا أبو داود الطيالسي قال سمعت شعبة يقول كل حديث ليس فيه ثنا وأنا فهو خل وبقل قلت ما يسمع من لفظ المحدث الراوي له بالخيار فيه بين قوله وسمعت وثنا

وأخبرنا وأنبأنا الا أن أرفع هذه العبارات سمعت وربما اتصل ذلك بحميع رجال الإسناد في حديث واحد فيسميه أصحاب الحديث المسلسل مثاله أني سمعت أبا الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري يقول سمعت أبا بكر أحمد بن جعفر بن سلم الختلي يقول سمعت الفضل بن الحباب الجمحي يقول سمعت عبد الرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم يقول سمعت محمد بن زياد يقول سمعت أبا هريرة يقول سمعت أبا القاسم صلى الله عليه و سلم يقول الولد للفراش وللعاهر الحجر وأخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا محمد بن عبد الله الشافعي قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال قال سفيان كان لفظ الزهري إذا حدثنا عن أنس سمعت وليس يكاد أحد يقول سمعت في أحاديث الإجازة والمكاتبة ولا في تدليس ما لم يسمعه فلذلك كانت هذه العبارة أرفع مما سواها ثم يتلوها قول حدثنا وحدثني وقد يتصل ذلك في الحديث الواحد بجميع الرجال المذكورين في إسناده مثل ما حدثنا القاضي أبو بكر الحيري قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا بحر بن نصر بن سابق وأحمد بن عيسى التنيسي قالا ثنا بشر بن بكر قال ثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال حدثنا أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من اقتنى كلبا فإنه ينقص من عمله كل يوم قيراط الا كلب حرث أو ماشية وإنما كان قول حدثنا اخفض في الرتبة من قول سمعت لأن بعض أهل العلم كان يقول فيما أجيز له حدثنا وروي عن الحسن أنه كان يقول ثنا أبو هريرة ويتأول أنه حدث أهل البصرة والحسن منهم وكان الحسن إذ ذاك بالمدينة فلم يسمع منه شيئا ولم يستعمل قول سمعت في شيء من ذلك ثم قول أخبرنا وهو كثير في الإستعمال حتى ان جماعة من أهل العلم لم يكونوا يخبرون عما سمعوه الا بهذه العبارة منهم حماد بن سلمة وعبد الله بن المبارك

وهشيم بن بشير وعبيد الله بن موسى وعبد الرزاق بن همام ويزيد بن هارون وعمرو بن عون ويحيى بن يحيى التميمي وإسحاق بن راهويه وأبو مسعود أحمد بن الفرات ومحمود بن أيوب الرازيان أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد العنزي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول سمعت نعيم بن حماد يقول ما رأيت بن المبارك يقول قط حدثنا كأنه يرى أخبرنا أوسع وكان لا يرد على أحد حرفا إذا قرأ أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال كتب الي محمد بن إبراهيم بن عمران الجوزي من شيراز يذكر أن عبد الرحمن بن أحمد الهمذاني حدثهم قال سمعت أبا حاتم الرازي يقول لم يسمع عبيد الله بن موسى يقول ثنا كان يقول أخبرنا أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا أبو عبد الرحمن بن عمر بن أحمد الجوهري بمرو قال قال عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أبي كنا عند عبد الرزاق وأنا عن يمينه وإسحاق بن راهويه عن يساره وكان كثيرا ما يقرأحدثنا حدثنا علم أنا نحب ذلك ثم يرجع الى عادته أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق قال أنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد قال قال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لأبي الناس يقولون عن عبد الرزاق

انا معمر وأنت تقول حدثنا قال كان يعلم أن قوله حدثنا أحب إلينا وكان يقول لنا ذلك ثم يرجع فيقول انا أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران الواعظ قال أنا دعلج بن أحمد قال ثنا بن خزيمة قال سمعت محمد بن رافع قال كان عبد الرزاق يقول أخبرنا حتى قدم أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه فقالا له قل حدثنا فكل ما سمعت مع هؤلاء قال حدثنا وما كان قبل ذلك قال أخبرنا أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال ثنا الحسن بن عبد الرحمن قال ثنا عبد الله بن أحمد بن معدان عن سلمة بن شبيب قال سمعت أحمد بن حنبل يقول ثنا عبد الرزاق قال ثنا فلان فقلت يا أبا عبد الله ان عبد الرزاق ما كان يقول حدثنا كان يقول أخبرنا فقال أحمد بن حنبل ثنا وأنا واحد أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرأت على أبي بكر أحمد بن علي بن لال الهمذاني بها حدثكم عبد الرحمن بن حمدان الجلاب قال سمعت أبا حاتم يقول ما سمعت عمرو بن عون يقول ثنا وكان يقول انا حدثني علي بن عبد الغالب بن جعفر الضراب قال سمعت محمد بن أبي الفوارس يقول هشيم ويزيد بن هارون وعبد الرزاق لا يقولون الا أنا فإذا رأيت حدثنا فهو من خطأ الكاتب ثم نبأنا وأنبانا وهي قليلة في الإستعمال أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري قال ثنا محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا الحسن بن مكرم قال ثنا أبو النضر قال ثنا أبو خيثمة عن سماك بن حرب قال أنبأني جابر بن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يخطب على المنبر قائما ثم يجلس ثم يقوم فيخطب قائما فمن نبأك انه كان يخطب جالسا فقد كذب فقد والله صليت معه أكثر من الفي صلاة أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا حنبل بن إسحاق

قال ثنا إبراهيم بن مهدي قال ثنا حماد بن زيد قال أنبأنا أيوب وأنبأنا هشام وحسبك بهشام أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبي قال قرأت في كتاب جدي أحمد بن محمد بن شاهين قال ثنا بن رشدين قال سمعت أحمد بن صالح وسئل عن حدثنا وأخبرنا وأنبأنا فقال حدثنا أحسن شيء في هذا وأخبرنا دون حدثنا وأنبأنا مثل أخبرنا وقد قال بعض أهل العلم بالعربية هذه الألفاظ الثلاثة بمنزلة واحدة في المعنى وقال غيره حدثنا ونبأنا ادخل الى السلامة من التدليس من أخبرنا وانما استعمل من استعمل أخبرنا ورعا ونزاهة لأمانتهم فلم يجعلوها للينها بمنزلة حدثنا ونبأنا وان كانت نبأنا تحتمل ما تحتمله حدثنا وأخبرنا وبالجملة فان النية هي الفارقة بين ذلك على الحقيقة وكان شيخنا أبو بكر البرقاني يقول فيما رواه لنا عن أبي القاسم عبد الله بن إبراهيم الجرجاني المعروف بالأبندوني سمعت ولا يقول حدثنا ولا أخبرنا فسألته عن ذلك فقال كان الأبندوني عسرا في الرواية جدا مع ثقته وصلاحه وزهده وكنت أمضي مع أبي منصور بن الكرجي اليه فيدخل أبو منصور عليه وأجلس أنا بحيث لا يراني الأبندوني ولا يعلم بحضوري فيقرأهو الحديث على أبي منصور وأنا أسمع فلهذا أقول فيما أرويه عنه سمعت ولا أقول ثنا ولا أخبرنا فان قصده كان الرواية لأبي منصور وحده حدثني العلاء بن حزم الأندلسي قال أنا محمد بن الحسين بن بقا الهمذاني قال أنا جدي عبد الغني بن سعيد الأزدي قال ثنا أبو الطاهر هو القاضي الذهلي قال ثنا

سهل بن أحمد الواسطي قال ثنا الرياشي عن الأصمعي قال سمعت معتمر بن سليمان يقول سمعت أسهل على من حدثنا وأخبرنا وحدثني وأخبرني لأن الرجل قد يسمع ولا يحدث قلت وقد ورد أصل لهذا في حديث أخبرني أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال أنا جعفر بن محمد بن علي الطاهري قال ثنا أبو بكر النيسابوري قال ثنا محمد بن يحيى قال ثنا أبو عاصم عن بن جريج قال حدثني بن أبي مليكة قال حدثني عقبة بن الحارث ثم قال لم يحدثني ولكني سمعته يحدث قال تزوجت ابنة أبي أهاب فجاءت امرأة سوداء فقالت إني قد أرضعتكما فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فسألته فأعرض عني ثم سألته فأعرض عني ثم سألته فأعرض عني ثم قال في الرابعة أو الثالثة كيف بك وقد قيل قال ونهاه عنها كتب الي أبو ذر عبد بن أحمد الهروي من مكة يخبرني أن أبا العباس الوليد بن بكر الأندلسي حدثهم لفظا قال سمعت عمر بن المؤمل الحافظ بمصر يقول سمعت بعض الحفاظ قال الوليد أنا نسيت اسمه يقول لا يختلف أصحاب الحديث ان أصح مراتب السماع قول الراوي سمعت فلانا يقول سمعت فلانا يقول املاء كان من لفظ الراوي أو قراءة أو مذاكرة إذا كان الناقل ثقة متقنا لأنها سماعات من لفظه قال وكذلك حق هذا في لسان العرب ومثله في لسانها أيضا قول الراوي حدثنا فلان قال ثنا فلان ومثله في لسانها أيضا قوله أخبرنا فلان قال أخبرنا فلان وكذلك قوله أنبأنا فلان قال أنبأنا فلان وكذلك قوله خبرنا فلان ونبأنا فلان وكذلك قال لنا فلان وكذلك قوله ذكر لنا فلان قال ذكر لنا فلان كل هذه الألفاظ عند علماء اللسان عبارة عن التحديث مثل سمعت فلانا قال سمعت فلانا وانما الخلاف فيها بين علماء الشريعة في استعمالها من جهة العرف والعادة لا من جهة الحكم أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني قال أنا عبد الله بن عدي الحافظ قال كتب الي

محمد بن أيوب قال أنا أبو غسان يعني زنيجا قال كان بهز بن أسد يقول لا تأخذوا الحديث عمن لا يقول ثنا وقول المحدث ثنا فلان قال ثنا فلان أعلى منزلة من قوله ثنا فلان عن فلان إذ كانت عن مستعملة كثيرة في تدليس ما ليس بسماع أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن سليمان المؤدب بأصبهان قال أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن المقرى قال ثنا سلامة بن محمود القيسي بعسقلان قال ثنا أحمد بن الفضل قال سمعت بشر بن بكر يقول ذهب أهل العراق بحلاوة الحديث يقولون عن فلان عن فلان ولا يقولون ثنا ولا أخبرنا حدثني محمد بن علي الصوري قال سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول حديث الأوزاعي وعمرو بن الحارث شهادات كله حدثني قال حدثني وأما قول المحدث قال فلان فان كان المعروف من حاله انه لا يروي الا ما سمعه جعل ذلك بمنزلة ما يقول فيه غيره ثنا وان كان قد يري سماعا وغير سماع لم يحتج من رواياته الا بما بين الخبر فيه أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا أبو أحمد الحسين بن علي بن محمد بن يحيى التميمي النيسابوري قال ثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرائيني قال ثنا أحمد بن محمد بن الحجاج أبو بكر المروزي بطرسوس قال قال أحمد بن حنبل في بن وهب كان بعض حديثه سماعا وبعضه عرضا وبعضه مناولة وكان ما لم يسمعه يقول قال حيوة قال فلان وقال قد رأيت بن وهب ولم أكتب عنه ثم كتبت عن رجل عنه قلت والحكم الذي ذكرناه انما فيمن روى غير سماع وكان ممن يجوز عليه التدليس وأخذ الأحاديث من كل جهة فاما من كان يروي ما لم يسمعه غير أنه أجيز له وعرف من حاله الإحتياط في أخذ ذلك من الجهات الموثوق بها فان

حديثه يحتج به وان لم يبين الخبر فيه على الأصل في تصحيح الإجازة أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا الحسن بن سلام السواق قال ثنا عفان بن مسلم قال قال همام ما قلت قال قتادة فانا سمعته من قتادة أخبرنا أبو سعيد الحسين بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني قال ثنا أبو بكر محمد بن عمر الحافظ قال ثنا هيثم بن خلف قال ثنا أبو بجير محمد بن جابر المحاربي قال قال رجل لأبي أسامة قل حدثنا فقال فقدتك والله ان الحق ليثقل علي فكيف أكذب لك وممن كان لا يذكر الخبر في أكثر حديثه حجاج بن محمد الأعور فإنه كان يروي عن بن جريج كتبه ويقول فيها قال بن جريج فحملها الناس عنه واحتجوا برواياته لأنه قد كان عرف من حاله انه لا يروي الا ما سمعه أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سليمان قال أنا أبو بكر المقرى قال ثنا أبو بشر الدولابي قال ثنا محمد بن أبي رجاء المصيصي قال ثنا شعيب بن حرب قال قال شعبة لأن أزني أحب الي من أن أقول قال فلان ولم أسمع منه أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا سليمان بن حرب قال حدثني أبو النعمان قال قال حماد إني أكره إذا كنت لم أسمع من أيوب حديثا أن أقول قال أيوب كذا وكذا فيظن الناس أني قد سمعته منه أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال أنا الحسن بن عبد الرحمن القاضي قال قال بعض المتأخرين من الفقهاء كل من روى من أخبار النبي صلى الله عليه و سلم خبرا فلم يقل فيه سمعته ولا حدثنا ولا أنبأنا ولا أخبرنا ولا لفظة توجب صحة الرواية إما بسماع أو غيره مما يقوم مقامه فغير واجب ان يحكم بخبره وإذا قال حدثنا أو أخبرنا فلان عن فلان ولم يقل حدثنا فلان ان فلانا

حدثه ولا ما يقوم مقام هذا من الألفاظ احتمل أن يكون بين فلان الذي حدثه وبين فلان الثاني رجل آخر لم يسمه لأنه ليس بمنكر أن يقول قائل حدثنا عن النبي صلى الله عليه و سلم بكذا وكذا وفلان حدثنا عن مالك والشافعي وسواء قيل ذلك فيمن علم أن المخاطب لم يره أو فيمن لم يعلم ذلك منه لأن معنى قوله عن انما هو أن رد الحديث اليه وهذا سائغ في اللغة مستعمل بين الناس قال وهذا هو العلة في المراسيل وقد نظم هذا المعنى بعض المتأخرين شعرا فقال ... يتأدى الى عنك مليح ... من حديث وبارع من بيان ... ... بين قول الفقيه حدثنا سفيان ... فرق وبين عن سفيان ... قلت وأهل العلم بالحديث مجمعون على أن قول المحدث حدثنا فلان عن فلان صحيح معمول به إذا كان شيخه الذي ذكره يعرف أنه قد أدرك الذي حدث عنه ولقيه وسمع منه ولم يكن هذا المحدث ممن يدلس ولا يعلم أنه يستجيز إذا حدثه أحد شيوخه عن بعض من أدرك حديثا نازلا فسمى بينهما في الإسناد من حدثه به ان يسقط ذلك ويروي الحديث عاليا فيقول حدثنا فلان عن فلان أعني الذي لم يسمعه منه لأن الظاهر من الحديث السالم رواية مما وصفنا الإتصال وان كانت العنعنة هي الغالبة على إسناده أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال لنا أحمد بن جعفر بن سلم الختلي قال ثنا أحمد بن موسى الجوهري ح وأخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد التميمي قال ثنا محمد بن حمدان الطرائفي قال ثنا الربيع بن سليمان قال قال الشافعي رحمه الله حاكيا عمن سأله فقال فما بالك قبلت ممن لا تعرفه بالتدليس ان يقول عن وقد يمكن فيه أن يكون لم يسمعه فقلت المسلمون العدول أصحاء

الأمر في أنفسهم وحالهم في أنفسهم غير حالهم في غيرهم ألا ترى اني إذا عرفتهم بالعدل في أنفسهم قبلت شهادتهم فإذا شهدوا على شهادة غيرهم لم أقبل شهادة غيرهم حتى أعرف حاله ولم تكن معرفتي عدلهم معرفتي عدل من شهدوا على شهادته وقولهم عن خبر أنفسهم وتسميتهم على الصحة حتى يستدل من فعلهم بما يخالف ذلك فيحترس منهم في الموضع الذي خالف فعلهم فيه ما يجب عليهم ولم نعرف بالتدليس ببلدنا فيمن مضى ولا من أدركنا من أصحابنا الا حديثا فان منهم من قبله عمن لو تركه عليه كان خيرا له وكان قول الرجل سمعت فلانا يقول سمعت فلانا وقوله حدثني فلان عن فلان سواء عندهم لا يحدث واحد منهم عمن لقي الا ما سمع منه فمن عرفناه بهذا الطريق قبلنا منه حدثني فلان عن فلان إذا لم يكن مدلسا ومن عرفناه دلس مرة فقد أبان لنا عورته في روايته وليست تلك العورة بكذب فنرد بها حديثه ولا النصيحة في الصدق فنقبل منه ما قبلنا من أهل النصيحة في الصدق فقلنا لا نقبل من مدلس حديثا حتى يقول فيه حدثني أو سمعت قال الخطيب واختلفوا في المحدث إذا قال حدثنا فلان قال أخبرنا فلان هل يجوز للطالب أن يقول في الرواية حدثنا أو حدثني بدل أخبرنا وأخبرنا أو أخبرني بدل حدثنا أم لا فمنع من ذلك من كان يذهب الى أن اتباع الألفاظ في الرواية واجب واجازه من أباح التحديث على المعنى أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال ثنا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل بن إسحاق قال ثنا علي بن بحر قال ثنا محمد بن الحسن الواسطي قال ثنا عوف قال سألت الحسن قلت أقرأ عليك فأقول حدثنا الحسن قال نعم قال حنبل سألت أبا عبد الله عن ذلك قال لا ولكن يقول قرأت وإذا قال الشيخ حدثنا قلت حدثنا وإذا قال أخبرنا قلت أخبرنا تتبع لفظ الشيخ فانما هو دين تؤديه عنه ولا تقل لا خبرنا حدثنا ولا لحدثنا أخبرنا الا على لفظ الشيخ وهو أحب الي قال ولا بأس

بالقراءة ولكن تبين ذلك وأخبرنا بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل قال ثنا علي يعني بن المديني ح وأخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني قال قلت ليحيى وهو بن سعيد القطان أنك تقول فلان قال حدثني فلان وقال حدثنا فلان فحدثني وحدثنا عندك سواء قال لا ما هما سواء إذ قال حدثنا فلا يعجبني أن أقول حدثني وربما قال حدثني فأشك فأقول قال حدثنا فاما إذا قال حدثنا فلا أستجيز أن أقول قال حدثني قال حنبل سألت أبا عبد الله عن هذا الكلام فقال أبو عبد الله اتبع لفظ الشيخ في قوله حدثنا وحدثني وسمعت وأخبرنا ولا تعده فإذا كانت قراءة بينت القراءة وكذلك العرض ولا تغير لفظ الشيخ انما تريد أن تؤدي لفظه كما تلفظ به هو أسلم لك ان شاء الله تعالى أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال قيل لأبي بكر يعني الحميدي في حديث الزهري قال حدثني عروة سمع كرز بن علقمة أخبرني أو حدثني فقال لا أعرف من حديث الزهري حدثني الا في حديثين هذا وحديث الوسق قال ولم يكن من سفيان هذا تعمدا كان يرى حدثني وأخبرني سواء أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري والحسين بن عثمان الشيرازي قالا أنا محمد بن المكي الكشميهني ح وأخبرنا الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب أخبرنا إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب قالا ثنا محمد بن يوسف الفربري قال ثنا البخاري قال قال لنا الحميدي كان عند بن عيينة حدثنا وأخبرنا وأنبأنا وسمعت واحدا أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد يقول سمعت أبا الوليد يقول حدثنا وأخبرنا واحد أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنا محمد بن نعيم الضبي قال أنا محمد بن صالح بن هانئ قال ثنا أحمد بن سلمة قال سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول أنا وثنا وأنبأنا كله واحد سمعت أحمد بن علي البادا يقول سمعت أبا بكر بن شاذان يقول سمعت محمد بن الحسن بن مقسم يقول سمعت أحمد بن يحيى ثعلبا يقول حدثنا وأخبرنا وأنبأنا في اللغة سواء أو كما قال

باب القول فيمن سمع حديثا وحده هل يجوز أن يقول في روايته حدثنا
ومن سمع مع جماعة هل يجوز أن يقول حدثني قرأت على محمد بن أبي القاسم الأزرق عن دعلج بن أحمد قال أنا محمد بن إسحاق يعني بن خزيمة قال سمعت أحمد بن عبد الرحمن قال سمعت عمي يقول انما هو أربعة إذا قلت حدثني فهو ما سمعته من العالم وحدي وإذا قلت حدثنا فهو ما سمعته مع الجماعة وإذا قلت أخبرني فهو ما قرأت على المحدث وإذا قلت أخبرنا فهو ما قرئ على المحدث وأنا أسمع قلت هذا هو المستحب وليس بواجب عند كافة أهل العلم أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال ثنا أبي قال قرأت في كتاب جدي أحمد بن محمد بن شاهين حدثنا بن رشدين قال سمعت أحمد بن صالح وسئل عن الرجل يحدث عن الرجل وحده يقول حدثنا قال نعم جائز هذا في كلام العرب

فعلنا وانما هو الرجل وحده قيل لأحمد فسأله عن شيء وهو مع جماعة فحدثه به يقول حدثني قال نعم جائز حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أحمد بن محمد بن هارون الخلال قال أنا سليمان بن الأشعث قال قلت لأبي عبد الله يعني أحمد بن حنبل إذا سمع الرجل وحده يقول حدثنا فلان قال لا بأس أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال أنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق قال ثنا عمر بن محمد الجوهري قال ثنا أبو بكر الأثرم قال قال أبو عبد الله وذكر عبيدة بن حميد الحذاء فقال كان يقول في حديثه حدثني فلان قيل له أو ليس هذا جائزا ان يقول حدثني وهو ينوي أنه قد حدثه فيمن حدث ويقول أشهدني وقد أشهد جماعة فظننت انه سهل في ذلك قرأت على أبي بكر البرقاني عن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال أنا محمد بن إسحاق السراج قال سمعت أبا يحيى يعني محمد بن عبد الرحيم يقول سمعت علي بن الحسن هو بن شقيق قال قال عبد الله بن المبارك إذا حدث الرجل القوم فليقل منهم حدثني أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال ثنا أبي قال ثنا الحسين بن أحمد بن صدقة قال ثنا بن أبي خيثمة قال ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال قال عبد الله بن المبارك في الرجل يسمع من المحدث في جماعة لا بأس ان يقول أخبرني وحدثني لأن المحدث قد أراده فيمن أراد أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله قال سمعت أبا يحيى الناقد يذكر عن بن زنجويه أبي بكر عن معلي بن أسد قال قال يحيى بن سعيد القطان إذا كنت أنت تسائل الشيخ وكان معك غيرك يسمع فلا بأس أن تقول حدثني أو كما قال أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري قال ثنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي السرخسي قال ثنا عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي قال سمعت أبا حفص عمرو بن علي يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول إذا كان أصل الحديث على السماع فلا بأس أن يقول حدثني وحدثنا وسمعت وأخبرني وأخبرنا أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق قال أنا الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي قال ثنا موسى بن زكريا قال ثنا أبو حفص قال سمعت يحيى يقول من سمع من الشيخ الحديث فلا يبالي ان يقول حدثنا وحدثني وأخبرنا وأخبرني أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال قال لنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل حدثنا وأخبرنا وحدثني وأخبرني كله عندي سواء

باب القول في العبارة بالرواية عما سمع من المحدث قراءة عليه
حدثني محمد بن عبيد الله المالكي انه قرأعلى القاضي أبي بكر محمد بن الطيب قال اختلف الناس في قارىء الحديث على الشيخ إذا أقر له به أو سكت عنه سكوتا يقوم مقام اقراره به هل يجوز أن يقول سمعت فلانا يحدث بكذا أو حدثني فلان بكذا أم لا يسوغ له ذلك فقال بعضهم يجوز له بغير تقييد وقال آخرون لا يجوز أن يقول سمعت فلانا ولا حدثني ولا أخبرني وهذا هو الصحيح لأن ظاهر قوله سمعت يفيد أن المحدث نطق به وان القائل سمعته يحكي لفظه وذلك باطل وأخبار بالكذب وكذلك ظاهر قوله حدثنا وأخبرنا لأن ظاهر ذلك يفيد أنه نطق وتحدث بما أخبر به وذلك ما لا أصل له وليس ببعيد عندنا جواز ذلك لمن علم حاله أنه لا يقصد إيهام سماع لفظه واخباره وحديثه من لفظه وانه انما يستعمل ذلك على معنى انه قرئ عليه وهو يسمع وانه أقر به أو سكت عنه سكوت مقر به إذا كان ثقة عدلا لا يقصد التمويه والإلباس فأما ان عرف بقصد ذلك لم يقبل حديثه ولم يسغ له ذلك فان قيل فكيف يجب أن يقول قارىء الحديث إذا أراد أن يحدث به عمن قرأ عليه قيل يجب أن يكون حدثنا وأخبرنا قراءة عليه ليرفع بذلك الإيهام لسماعه منه بلفظه وهذا الذي ذكر القاضي وجوبه هو مذهب خلق كثير من أصحاب الحديث وقد قال محمد بن إدريس الشافعي وغيره يكفي الرواي أن يقول فيما سمعه قراءة أخبرنا ولا يحتاج الى أن يقول قراءة وقال جماعة من الأئمة البيان أولى فان كان سمع بقراءته يقول قرأت وان كان سمع بقراءة غيره يقول قرئ وأنا اسمع ولا يجوز أن يقول حدثنا ولا أخبرنا وأجاز قوم قول ذلك وان يقول أيضا سمعت ونحن نذكر أسماء من حفظ عنهم الروايات في ذلك بسياقها على اختلافها ان شاء الله

باب ذكر الرواية عمن لم يجز أن يقول فيما عرضه سمعت ولا حدثنا ولا أخبرنا
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبي قال قرأت في كتاب جدي أحمد بن محمد بن شاهين ثنا بن رشدين قال قيل لأحمد يعني بن صالح فان قال في شيء قرأه سمعت قال لا يجوز أن يقول سمعت قال وسمعت أحمد بن صالح يقول في أبي حفص التنيسي كان حسن المذهب وكان عنده شيء سمعه من الأوزاعي وشيء عرضه عليه وشيء أجازه له وكان يقول فيما سمع حدثنا الأوزاعي وكان يقول في الباقي انا الأوزاعي

أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرى قال انا أحمد بن جعفر بن محمد الختلي قال سمعت أبا بكر جعفر بن محمد الفريابي يقول سمعت قتيبة يقول كنت عند مالك بن أنس وكان حبيب يقرأ عليه فكلما فرغ من مجلس قمت إليه فقلت يا أبا عبد الله هذا الذي قرئ عليك هو حديثك أعرفته نحدث به عنك فيقول لي نعم وكان قتيبة يقول مالك ملك إلا شيئا سمعه من فيه أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل قالا أنا دعلج بن أحمد قال أنا وفي حديث بن رزق ثنا أحمد بن علي الأبار قال ثنا محمد بن علي قال ثنا أبي قال ثنا بن المبارك عن عوف قال إذا قرأالعالم على العالم فقال حدثني فهي كذيبة أخبرنا عبيد الله بن عمر قال ثنا أبي حدثني أبي قال ثنا عبد الله بن الحسن الحراني قال ثنا خالد بن خداش قال قرأرجل على حماد بن زيد الظهر والبطن فلما فرغ منه قال يا أبا إسماعيل أقول ثنا حماد بن زيد قال لا وأخبرنا عبيد الله بن عمر قال ثنا أبي قال ثنا محمد بن أبي سعيد المقرىء قال ثنا الحسين بن إدريس الهروي قال سألت عثمان بن أبي شيبة عن قراءة الحديث على العالم إذا كان العالم يعرف ما يقرأعليه قال حسن قلت أيجوز الإستعمال بتلك الأحاديث قال شديدا إذا كان العالم يعرف ما يقرأعليه قلت يقول أنا قال كان بن المبارك يقول قرأت على بن جريج يبينه لا يقول أخبرنا ثم قال ولكن كان مخلد بن يزيد يحدثنا فيقول حدثنا وأخبرنا وسمعت فقال كلما قلت أخبرنا فهو قراءة وكلما قلت حدثنا فهو سماع وهو الآن عندي مكتوب هكذا في الكتاب

باب ذكر الرواية عمن قال يجب البيان عن السماع كيف كان
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال سمعت أبا عبد الله بن بليل يقول سمعت عباسا الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول ينبغي للرجل أن يحدث الرجل كما سمع فان سمع يقول ثنا وان عرض يقول عرضت وان كان إجازة يقول أجاز لي أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنا محمد بن حميد المخرمي قال ثنا علي بن الحسين بن حبان قال وجدت في كتاب أبي عن يحيى بن معين قال سمعت محمد بن كثير المصيصي قال سألت الأوزاعي عن الرجل يقرأ على الرجل الحديث يقول حدثنا قال لا يقول كما صنع قرأت أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرأت على أبي بكر بن سلم حدثكم عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول إذا سمعت من المحدث فقل حدثنا وإذا قرأت عليه فقل قرأت وإذا قرئ عليه فقل قرئ عليه وسمعت أبي يقول وأحب الى أن تبين كما كان إذا سمعت فقل حدثنا قال أبي وكنت اقرأ على يحيى وعبد الرحمن قال وقلت لعبد الرحمن بن مهدي حدثني بحديث مالك قال

أحدثك بما سمعت وقرأت على مالك أو قرئ عليه قال أبي فقلت قد رضيت فحدثني بما سمع من مالك وقرأت عليه ما قرأوما قرئ له على مالك أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال أنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا أحمد بن سعيد بن مرابة قال ثنا العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول أرى إذا قرأالرجل على الرجل أن يقول قرأت على فلان ولا يقول ثنا وإذا قرئ على الرجل وهو شاهد فليقل قرئ على فلان وأنا شاهد يقول كما كان وكان شيخنا أبو بكر البرقاني يختار هذا المذهب ويعمل به وربما يشك في الحديث هل قرأه هو أو قرئ وهو يسمع فيقول فيه قرأنا على فلان أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال ثنا أبي قال قرأت في كتاب جدي أحمد بن محمد بن شاهين قال ثنا بن رشدين قال قيل لأحمد بن صالح يسأل الرجل العالم عن المسئلة والرجل حاضر هل يقول من حضر سألنا فلانا قال أحمد لا بأس ويبينه احب الي قيل لأحمد فيقرأعلى العالم هل يقول من حضره قرأت على فلان قال نعم لا بأس به ويبينه احب الي قيل لأحمد وقد قرئ على مالك فقال النفيلي قرأنا على مالك فتبسم أحمد من ذلك وأعجبه قيل لأحمد فمن قرأعلى العالم كيف يقول قال يقول قرأت فقيل لأحمد فان قال حدثنا فقال لا ينبغي ان يقول الا كما قرئ فان قال حدثنا فلم يكذب قيل لأحمد فان قال أخبرنا وأنبأنا قال هو دون حدثنا أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرئ على أبي علي بن الصواف وأنا أسمع حدثكم جعفر بن محمد الفريابي قال سألت محمد بن عبد الله بن نمير فقلت جامع سفيان له أصل فقال نعم ولكنه قراءة على سفيان قال وكان وكيع يقول ان عبيد الله بن موسى لم يسمع جامع سفيان من سفيان قال وكان عبيد الله يقول ثنا سفيان قال وكان يعجب منه حتى كان بآخرة قال عبيد الله لم أسمع من سفيان ولكن

قرأنا عليه قلت وهذا يدل على أن مذهب وكيع فيما سمع قراءة أن لا يقال فيه حدثنا ومذهب عبيد الله إجازة ذلك أخبرنا عبيد الله بن عمر قال ثنا أبي قال ثنا الحسين بن صدقة قال ثنا أحمد بن أبي خيثمة قال سمعت يحيى بن معين يقول كان الأوزاعي يحدث بالعرض فيبين أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرأت على أبي بكر أحمد بن جعفر بن سلم حدثكم عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا حجاج بن محمد قال قلت لشعبة بن أبي ذئب يقول إني قرأت على الزهري فما ترى في ذلك فقال ما أبالي قرأت مرة واحدة أو حدثني به عشر مرات أنه عندي في الفقه سواء ولكن أحب الي أن يبين أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا إبراهيم بن محمد الكندي قال ثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال سألت الأنصاري عن الرجل يقرأعلى الرجل يقول حدثني فلان قال لا ولكن يقول قرأت على فلان أخبرنا أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد الروياني قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال قلت لإبراهيم الحربي انا نسمع هذه التفاسير الطوال فيقرأالشيخ الإسناد ونقرأنحن المتون فكيف ترى أن أقول حدثنا قال لا قل قرأت قلت له فإنه قد قرأالإسناد وانما قرأت انا المتن فقال الكلام هو قرأه عليك أو أنت قرأته قلت انا قرأته قال فقل قرأت قلت له فإذا قرأت على الشيخ أقول قرأت على فلان فقال لي نعم ولم تريد أن تقرأعلى الشيخ اليوم بضرب حلوقهم ويقرؤن قال إبراهيم قال عبد الرزاق قراءتي على الشيخ وقراءته على واحد حدثنا أبو بكر البرقاني قال كان أبو الفتح القواس لا يقول ثنا فلان انما يقول قرئ على فلان وهو يسمع وأنا اسمع قال وكان أبو عبد الله بن البغدادي لا يقول قرئ على فلان وأنا أسمع انما يقول قرئ على فلان وأنا حاضر قلت لأبي بكر تورعا قال نعم

باب ذكر الرواية عمن قال في العرض أخبرنا ورأى أن ذلك كافية
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال أنا إسماعيل بن محمد الصفار قال ثنا أحمد بن منصور الرمادي قال ثنا عبد الرزاق قال أخبرني من سمع بن جريج يقول قلت لعطاء أقرأ عليك الحديث فأقول أخبرني عطاء قال نعم أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا حنبل بن إسحاق قال ثنا علي وهو بن المديني قال سمعت يحيى يعني بن سعيد القطان قال قال بن جريج طرح لي نافع حقيبة فمنها ما قرأت ومنها ما سألت قال يحيى فما قال سألت وقلت فهو مما سأله والقراءة أخبرني نافع ثم قال يحيى هو أثبت من مالك في نافع أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال أنا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد قال ثنا أبو محمد الغزاء قال ثنا جعفر بن عبد الواحد قال قال لنا يحيى بن سعيد القطان كان بن جريج صدوقا إذا قال حدثني فهو سماع وإذا قال أخبرنا أو أخبرني فهو قراءة وإذا قال قال فهو شبه الريح أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه قال أنا أبو الحسين عيسى بن حامد بن بشر القاضي قال ثنا العباس بن يوسف الشكلي قال ثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال ثنا أبي قال قلت لأبي عمرو الأوزاعي كتبت عنك حديثا كثيرا فما أقول فيه قال ما قرأته عليك وحدك قل فيه حدثني وما قرأته على جماعة أنت فيهم فقل فيه حدثنا وما قرأته علي وحدك فقل فيه أخبرني وما قرئ على جماعة أنت فيهم فقل فيه أخبرنا وما اجزته لك وحدك فقل فيه خبرني وما اجزته لجماعة أنت فيهم فقل فيه خبرنا أخبرنا محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي قال ثنا محمد بن محمد بن عبد الله المطوعي

النيسابوري قال ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز قال ثنا عبد الله بن مخلد أبو محمد قال ثنا علي بن الحسن قال ثنا عبد الله يعني بن المبارك عن أبي حنيفة قال لا بأس إذا قرأالعلم على العلماء فأخبر به لا بأس ان يقول أخبرنا أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال سمعت أبا بكر أحمد بن علي بن محمد الفامي النيسابوري يقول سمعت غسان بن أحمد يقول سمعت الربيع يقول سمعت الشافعي يقول إذا قرأت على العالم فقل أخبرنا وإذا قرأعليك فقل حدثنا حدثني أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري لفظا بحلوان قال أنا أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم بن موسى السهمي بجرجان قال سمعت عبد الملك بن محمد يعني أبا نعيم يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول إذا قرأت على العالم فقل أخبرنا وإذا قرأعليك العالم فقل حدثنا قال أبو نعيم قلت للربيع بن سليمان هكذا يقول الشافعي وبه تقول أنت قال نعم إذا قرأت على العالم فقل أخبرنا وإذا قرأعليك فقل حدثنا أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال سمعت العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي وسئل كيف نقول في الذي يقرأ عليك فقال قل أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أبو بكر الخلال قال أنا سليمان بن الأشعث قال قلت لأبي عبد الله يعني أحمد بن حنبل كأن أخبرنا أسهل من حدثنا قال نعم هو أسهل حدثنا شديد ذكر لنا أبو بكر البرقاني أنا أبا حاتم محمد بن يعقوب الهروي قرأ على بعض الشيوخ عن الفربري صحيح البخاري وكان يقول له في كل حديث حدثكم الفربري

فلما فرغ من الكتاب قال له أليس حدثكم الفربري بهذا الكتاب من لفظه فقال الشيخ لا انما سمعناه منه قراءة عليه فقال تسمعني أقول حدثكم الفربري فلا تنكر علي ثم أعاد قراءة الكتاب كله وقال له في جميعه أخبركم الفربري أخبرني علي بن حمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال أنا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد قال وقد يفرق بين حدثنا وأخبرنا بأن يقال جاءني زيد فحدثني فيكون هذا كلاما كافيا قائما بنفسه وفائدته مجيء زيد إليك وكونه للحديث عندك فإذا قلت جاءني زيد فأخبرني لم يكتف هذا الكلام بنفسه وكان محتاجا الى مخبر عنه يتعلق به ويروي هذا البيت باللفظين جميعا ... وخبرتمانى الموت بالقرى ... فكيف وهاتا رملة وكثيب ... قال وفرق محمد بن الحسن بين قوله حدثنا وبين قوله أخبرنا فقال إذا حلف الرجل فقال أي غلام لي أخبرني بكذا وكذا وأعلمني بكذا وكذا فهو حر ولا نية له فأخبره غلام له بذلك بكتاب أو كلام أو رسول فقال ان فلانا يقول لك كذا وكذا فان الغلام يعتق لأن هذا خبر وإن أخبره بعد ذلك غلام له عتق لأنه قال أي غلام لي أخبرني فهو حر ولو أخبروه كلهم عتقوا وإن كان عنى حين حلف بالخبر كلام مشافهة لم يعتق واحد منهم الا أن يخبره بكلام يشافهه بذلك الخبر قال وإذا قال أي غلام لي حدثني فهذا على المشافهة لا يعتق واحد منهم قال وإذا حلف رجل لآخر ليخبرنه بكذا وكذا ولا نية له فأخبره بكتاب أو أرسل اليه بذلك رسولا فقال ان فلانا يخبرك بكذا وكذا كان قد بر وكان هذا خبرا قال بن خلاد وحكى الطحاوي في رجل حلف لا يخبر فلانا بمكان فلان أو بما أسر اليه فلان فأومأ بذلك برأسه أو قال لفلان تعال حتى أخبرك بمكانه فذهب به فوفقه عليه انه لا يحنث حتى يخبره بكتاب أو برسالة الا إن نوى أن لا يوفى له فيكون على ما نوى قال والإشارة مثل الخبر

باب ذكر الرواية عمن أجاز أن يقال في أحاديث العرض حدثنا ولا يفرق بين
سمعت وحدثنا وأخبرنا )
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال ثنا بن الغلابي قال ثنا يحيى بن معين قال أنا محمد بن الحسن الواسطي قال أنا عوف أن رجلا أتى الحسن فقال يا أبا سعيد إن منزلي ناء وإن الاختلاف يشق علي ومعي أحاديث من أحاديثك فان لم تكن ترى بالقراءة بأسا قرأت قال ما أبالي أقرأت علي فأخبرتك انه حديثي أو حدثتك به قال فأقول حدثني الحسن قال نعم قل حدثني الحسن أخبرني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري قال ثنا محمد بن عمران المرزباني قال ثنا محمد بن مخلد العطار قال ثنا أحمد بن منصور الرمادي قال ثنا يحيى بن معين ونعيم بن حماد قالا ثنا محمد بن الحسن الواسطي عن عوف قال قلت للحسن أقرأ عليك الحديث فأقول حدثني الحسن قال إي لعمري فمن حدثك غيري أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا علي بن إبراهيم المستملي قال ثنا محمد بن سليمان بن فارس قال ثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال قال لي محمد بن سلام ثنا محمد هو بن الحسن الواسطي عن عوف عن الحسن قال إذا قرأ على الرجل فلا بأس أن يقول حدثنا أخبرني علي بن حمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا بن خلاد قال ثنا عبد الله بن أحمد الغزاء قال ثنا محمد بن عبد الله بن حميد المكي قال ثنا بشر بن عبيد قال ثنا عيسى بن شعيب عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري انه كان لا يرى بأسا أن

يقرأ الكتب على المحدث فإذا أقر بها قال حدثني فلان عن فلان بكذا وكذا أخبرنا الحسن بن أبي بكر الأشعري وأحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي قالا أنا محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي قال ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي قال حدثني أبو الوليد الطيالسي ح وأخبرنا بن الفضل القطان قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك ح وأخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنا محمد بن العباس الخزاز قال ثنا إبراهيم بن محمد الكندي قال ثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال حدثني أبو الوليد قال ثنا شعبة قال قرأت على منصور فقلت أقول حدثني منصور قال نعم أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سليمان المؤدب بأصبهان قال أنا أبو بكر بن المقرىء قال ثنا أبو القاسم سلامة بن محمود بن عيسى بن قزعة المعروف بابن أبي نعيم بعسقلان قال ثنا محمد بن حماد الطهراني قال أنا عبد الرزاق عن بن جريج قال قلت لعطاء أقرأ عليك فكيف أقول قال قل حدثنا عطاء وقال حدثنا الطهراني قال سمعت عبيد الله بن موسى يقول سمعت سفيان الثوري يقول إذا قرأت على العالم فلا بأس أن تقول حدثنا أخبرنا طلحة بن علي بن الصقر الكتاني قال ثنا أبو سليمان محمد بن الحسين الحراني قال ثنا بشر بن موسى بغزة قال ثنا محمد بن مهران قال سمعت عبيد الله بن موسى يقول سمعت سفيان الثوري يقول إذا قرأت على العالم فلا بأس ان تقول حدثنا أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق قال أنا بن خلاج قال ثنا عبد الله بن أحمد بن معدان الغزاء قال ثنا أحمد بن حرب الموصلي قال ثنا زيد بن أبي الزرقاء قال سمعت سفيان الثوري يقول في الرجل يقرأ على المحدث عشرة أحاديث أو أكثر أو أقل أو مسائل أيقول سمعت فلانا قال نعم قلت فهل يسع

السامع أن يعترض حديثا من وسطها فيقول سألت سفيان عن كذا وكذا أو قال كذا وكذا قال نعم انما هي بمنزلة الشهادة أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال أنا محمد بن جعفر التميمي بالكوفة قال أنا أبو بكر الصولي قال ثنا أبو العيناء قال قال أبو عاصم سألت مالك بن أنس وابن جريج وسفيان الثوري وأبا حنيفة عن الرجل يقرأعلى الرجل الحديث فيقول حدثنا قالوا لا بأس به أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال ثنا محمد بن عبد الله الشافعي قال ثنا إسماعيل بن إسحاق ح وأخبرنا الحسن أبي بكر قال أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان قال ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال ثنا يعقوب بن أحمد بن أسد قال ثنا أبو عاصم قال سألت مالكا وابن جريج وسفيان الثوري وأبا حنيفة عن الرجل يقرأ الحديث على المحدث فيقول فيه حدثنا فلان فقالوا نعم قال أبو عاصم هذان حجازيان وهذان عراقيان أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني قال أنا المعافى بن زكريا قال ثنا عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري قال ثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ح وحدثني أبو طالب يحيى بن علي الدسكري قال أنا يوسف بن إبراهيم السهمي بجرجان قال ثنا أبو نعيم بن عدي قال ثنا أبو علي الزعفراني قال ثنا أبو قطن قال قال لي مالك اقرأ علي وقل حدثنا زاد بن روح قال أبو قطن وقال لي أبو حنيفة اقرأ علي وقل حدثنا أخبرني القاضي أبو عبد الله الصيمري قال ثنا علي بن الحسن الرازي قال ثنا محمد بن الحسين الزعفراني ح وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال ثنا أبي قال ثنا الحسين بن أحمد بن صدقة قالا ثنا أحمد بن أبي خيثمة قال ثنا يحيى بن أيوب قال سمعت أبا قطن قال قال أبو حنيفة اقرأ علي وقل حدثني لو رأيت عليك في هذا شيئا ما امرتك به

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال أنا محمد بن أحمد المفيد قراءة عليه قال ثنا محمد بن الحسن يعني الحارثي قال ثنا أبو ثور عن أبي قطن عمرو بن الهيثم قال قال أبو حنيفة اقرأ علي وقل حدثنا وقال لي شعبة اقرأعلي وقل حدثنا أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال انا محمد بن عبد الله الشافعي قال ثنا جعفر بن محمد بن الحسن قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال ثنا بن مهدي قال كان الرجل يقرأ علي مالك فيقول أقول ثنا فيقول نعم ان شاء الله أخبرنا بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل قالا أخبرنا دعلج بن أحمد أخبرنا وفي حديث بن رزق حدثنا أحمد بن علي الأبار قال ثنا أبو طاهر عن بن وهب قال سمعت مالكا وسئل عن الكتب التي تعرض عليك أيقول الرجل حدثني قال نعم وكذلك القرآن أليس الرجل يقرأ على الرجل القرآن فيقول أقرأني فلان فقيل له كنت تقرأ أنت العلم على أحد قال لا قال ما لك ولا كتبت في هذه الألواح قط أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال ثنا أبي قال ثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال ثنا إسحاق بن سويد الرملي قال ثنا بن أبي أويس قال سألت مالكا فقلت يا أبا عبد الله ان الكتاب يعرض عليك فيحضر عرضه غير واحد فيجوز لي ولمن حضر عرضه أن أقول حدثني مالك ولم أسمع منك شيئا وانما عرض عليك وأنا حاضر فقال نعم أو لست اسمعه إذا مر الخطأ رددته ثم قال لي مالك على من قرأت القرآن فقلت على نافع بن أبي نعيم فقال أنت قرأت عليه أو هو قرأ عليك فقلت بل أنا قرأت عليه فإذا أخطأت رد علي فقال لي أليس تحدث القراءة عنه ولم تسمعها منه فقلت بلى فقال ذاك جائز أخبرنا أبو بكر محمد بن المؤمل الأنباري قال أنا محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح الأبهري قال ثنا عبيد الله بن الحسين الصابوني قال ثنا مالك بن عبد الله بن سيف التجيبي بمصر قال ثنا عبد الله بن عبد الحكم قال وقال بن وهب وابن القاسم سئل

مالك فقيل له أرأيت ما عرضنا عليك أنقول ثنا قال نعم قد يقول الرجل يقرأ على الرجل اقرأني فلان وانما قرأعليه ولقد قال بن عباس كنت أقرأعلى عبد الرحمن بن عوف فقيل له أفيعرض الرجل احب إليك أم تحدثه قال بل يعرضه إذا كان يتثبت في قراءته ربما غلط الذي يحدث أو سها وان الذي يعرض أعجبها الي في ذلك حدثني محمد بن علي بن مخلد بن الحسين الوراق لفظا قال ثنا أبو سعيد الحسن بن جعفر الحرفي قال سمعت الفريابي قال سمعت قتيبة يقول كنت في كل مجلس أقوم الى مالك فأقول هذا الذي قرأ عليك حبيب كما قرأ فيقول نعم فأقول أقول ثنا مالك فيقول نعم أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا بن بكير قال لما عرضنا الموطأ على مالك قال له رجل من أهل المغرب يا أبا عبد الله أحدث بهذا عنك فقال نعم قال وأقول حدثني مالك قال نعم أما رأيتني فرغت نفسي لكم وتسمعت الى عرضكم وأقمت سقطه وزلله فمن حدثكم غيري نعم حدث بها عني وقل حدثني مالك حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال ثنا أبو بكر الخلال قال أخبرني الميموني قال قال لي أبو عبد الله كان إذا حدثنا يعني يحيى القطان عن عبيد الله قال أخبرني نافع أو حدثني نافع كأن الأمر عنده واحد في حدثنا وأخبرنا قلت لأبي عبد الله فان هو حدثكم عن رجل بعينه كان يقول حدثني وأخبرني قال هو في نفسه لا أدري كتب الي أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن خيثمة بن سليمان الطرابلسي أخبرهم قال ثنا محمد بن هشام مستملي بن عرفة قال ثنا أحمد بن الدورقي قال ثنا أبو خيثمة عن يحيى بن سعيد القطان قال أخبرنا وحدثنا وسمعت واحد إذا أراد به السماع أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على أبي عمرو محمد بن الحسن الجوهري بهراة قال سمعت محمد بن عبد الرحمن السامي يقول سمعت أحمد بن سعيد الدارمي قال سمعت يزيد بن هارون والنصر بن شميل وأبا عاصم النبيل ووهب بن جرير يقولون حدثنا وأخبرنا شيء واحد وأخبرنا البرقاني أيضا قال أنا أبو عمرو محمد بن محمد بن الحسن الجوهري بمرو قال سمعت محمد بن عبد الرحمن السامي يقول سمعت أحمد بن سعيد فذكر مثله سواء أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال سمعت أبا عمرو أحمد بن الحسن يقول سمعت إبراهيم بن أحمد يقول قال أحمد بن حنبل حدثنا وأخبرنا شيء واحد أخبرنا الحسن بن أبي بكر بن شاذان قال ثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرىء قال سمعت ثعلبا يقول أخبرنا وحدثنا وأنبأنا سواء حدثني محمد بن أبي الحسن الساحلي قال أنا يحيى بن علي بن محمد الحضرمي قال ثنا محمد بن الحسن بن خالد الصدفي قال قال لنا أبو جعفر الطحاوي في معنى حدثنا وأخبرنا أنه واحد قال الله تعالى يومئذ تحدث اخبارها قال تخبر بأحاديثها

باب في من قرأ على المحدث إسناد حديث وبعض متنه ثم قال وذكر الحديث
هل يجوز له رواية ذلك الحديث بطوله عنه حدثني القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال سمعت أبا علي الزجاجي الطبري يقول إذا كان الحديث طويلا فقرأ إسناده وبعض متنه ثم قال وذكر الحديث بطوله اجزأ أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الفقيه قال سألت أبا بكر الإسماعيلي عمن قرأاسناد الحديث على الشيخ ثم قال وذكر الحديث هل يجوز أن يحدث بجميع الحديث فقال لي البيان أولى ولكن إذا عرف المحدث والقارى ذلك الحديث بطوله فارجو أن يجوز ذلك والبيان أولى أن يقول كما كان كتب الى أبو ذر عبد بن أحمد الهروي من مكة يخبر أن أبا العباس الوليد بن بكر الأندلسي حدثه وذكر قراءة المحدث بأسانيد عدة أحاديث حتى إذا بلغ صدور المتون قرأ منها مقدار ما يعرف به الحديث ثم امسك عن قراءة باقيه ويقول وذكر الحديث بطوله قال الوليد وهذا انما يصلح إذا كان الرواي والطالب ممن يعرف الأحاديث وكان الفرع مقابلا بالأصل أو كان مشهورا من الحديث لا يختلف لفظه وينبغي في مثل هذا أن يقول وذكر الحديث الى موضع كذا استظهارا من أن يكون فيه زيادة في بعض الروايات ولا يكون في بعضها

باب الكلام في الإجازة وأحكامها وتصحيح العمل بها
اختلف الناس في الإجازة للأحاديث فذهب بعضهم الى صحتها ودفع ذلك بعضهم والذين قبلوها أكثر ثم اختلف من قبلها في وجوب العمل بما تضمنت الأحاديث من الأحكام فقال أهل الظاهر وبعض المتأخرين ممن تابعهم لا يجب العمل بها لأنها جارية مجرى المراسيل والرواية عن المجاهيل وقال الدهماء من العلماء انه يجب العمل بها ونحن نسوق ما تيسر من الروايات عنهم فيها وما يتعلق بأحكامها ونذكر الأقرب الى الصواب عندنا ان شاء الله حدثني أبو سعيد مسعود بن ناصر السجزي قال سمعت أبا الحسن علي بن أحمد بن

إبراهيم السرخاباذي يقول سمعت أبا الحسين أحمد بن فارس بن حبيب يقول معنى الإجازة في كلام العرب مأخوذ من جواز الماء الذي يسقاه المال من الماشية والحرث يقال منه استجزت فلانا فأجازني إذا أسقاك ماء لأرضك ولماشيتك قال القطامي ... وقالوا فقيم قيم الماء فاستجز ... عبادة ان المستجيز على قتر ... كذلك طالب العلم يسأل العالم أن يجيزه وعلمه فيجيزه إياه والطالب مستجيز والعالم مجيز ويقال أن الأصل في صحة الإجازة حديث النبي صلى الله عليه و سلم المذكور في المغازي حيث كتب لعبد الله بن جحش كتابا وختمه ودفعه اليه ووجهه في طائفة من أصحابه الى ناحية تحلة وقال له لا تنظر في الكتاب حتى تسير يومين ثم انظر فيه أخبرنا بذلك القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ح وقرأنا على أبي سعيد محمد بن موسى الصيرفي عن أبي العباس الأصم أيضا قال ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال بعث رسول الله صلى عليه وآله وسلم عبد الله بن جحش الى نخله فقال له كن بها حتى تأتينا بخبر من أخبار قريش ولم يأمره بقتال وذلك في الشهر الحرام وكتب له كتابا قبل أن يعلمه أين يسير فقال اخرج أنت وأصحابك حتى إذا سرت يومين فافتح كتابك وانظر فيه فما أمرتك به فامض له ولا تستكرهن أحدا من أصحابك على الذهاب معك فلما سار يومين فتح الكتاب فإذا فيه ان امض حتى تنزل نخلة فتأتينا من أخبار قريش بما يصل إليك منهم فقال لأصحابه حين قرأالكتاب سمعا وطاعة من كان منكم له رغبة في الشهادة فلينطلق معي فاني ماض لأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن كره منكم فليرجع فان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد نهاني أن استكره

منكم أحدا فمضى معه القوم وساق بقية الحديث بطوله أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي البزاز وأبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر بن المؤمن العطار قالا ثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق قال ثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي قال ثنا أبي قال ثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي يحدث عن الحضرمي عن أبي السوار عن جندب بن عبد الله قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم رهطا واستعمل عليهم عبيدة بن الحارث قال فلما انطلق ليتوجه لكنه بكى صبابة الى رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم مكانه رجلا يقال له عبد الله بن جحش وكتب له كتابا وأمره أن لا يقرأه الا بمكان كذا وكذا وقال لا تكرهن أحدا من أصحابك على المسير معك فلما صار ذلك الموضع قرأالكتاب واسترجع فقال سمعا وطاعة لله ولرسوله وذكر بقية الحديث واحتج بعض أهل العلم ممن كان يرى وجوب العمل بحديث الإجازة بما اشتهر نقله أن النبي صلى الله عليه و سلم كتب سورة براءة في صحيفة ودفعها الى أبي بكر الصديق رضي الله عنه ثم بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه فاخذها منه ولم يقرأها عليه ولا هو أيضا قرأها حتى وصل الى مكة ففتحها وقرأها على الناس فصار ذلك كالسماع في ثبوت الحكم ووجوب العمل به سألت أبا نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قلت له ما ترى في الإجازة فقال الإجازة صحيحة يحتج بها واستشهد بحديث عبد الله بن عكيم قال كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أبو نعيم ما أدركت أحدا من شيوخنا الا وهو يرى الإجازة ويستعملها سوى أبي شيخ فإنه كان لا يعدها شيئا قلت أبو شيخ هو عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني وممن سمي لنا أنه كان يصحح العمل بأحاديث الإجازة ويرى قبولها من المتقدمين الحسن البصري ونافع مولى عبد الله بن عمر وابن شهاب الزهري وربيعة بن أبي عبد الرحمن ويحيى بن سعيد الأنصاري وقتادة بن دعامة ومكحول الشامي وأبان بن أبي عياش

وأيوب السختياني وعبيد الله بن عمر بن حفص وهشام بن عروة ويحيى بن أبي كثير ومنصور بن المعتمر وعبيد الله بن أبي جعفر وحيوة بن شريح وشعيب بن أبي حمزة وأبو عمرو الأوزاعي وابن أبي ذئب ومالك بن أنس وعبد العزيز بن الماجشون وعبد الملك بن جريج وسفيان الثوري والليث بن سعد ومعاوية بن سلام وسفيان بن عيينة وأبو بكر بن عياش وأبو ضمرة أنس بن عياض ومحمد بن شعيب بن شابور وعبد الله بن وهب وعبد الرحمن بن القاسم وأشهب بن عبد العزيز ومحمد بن إدريس الشافعي وأبو اليمان الحكم بن نافع وأحمد بن حنبل والحسين بن علي الكرابيسي ومحمد بن بشار بندار ومحمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري والعباس بن الوليد البيروتي وأبو زرعة الدمشقي وإسمعيل بن إسحاق القاضي والحارث بن أبي أسامة وعبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري آخر الجزء التاسع بسم الله الرحمن الرحيم رب زدني علما قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي قال فأما من كان ينكر الإجازة ولا يعدها شيئا فانا ذاكرون من سمى لنا منهم برواية ما حفظنا في ذلك عنهم أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن عبد الله بن إبراهيم بن مصعب بن محمد بن شيبان الأصبهاني بها قال حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان قال ثنا محمد بن عبد الله بن رسته قال ثنا أبو معمر القطيعي قال ثنا بن يمان عن سفيان عن بن جريج عن عطاء قال إن العلم سماع أراد عطاء والله أعلم أن العلم الذي يجب قبوله ويلزم العمل بحكمه هو المسموع دوه غيره وظاهر هذا القول يدل على أنه كان

لا يعتد بالإجازة لخروجها عن حيز السماع والله أعلم أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا حنبل بن إسحاق قال ثنا علي قال وسألت يحيى ح وأخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال حدثني علي بن عبد الله المديني قال وسألته يعني يحيى بن سعيد عن حديث بن جريج عن عطاء الخراساني فقال ضعيف قلت ليحيى أنه يقول أخبرني قال لا شيء كله ضعيف إنما هو كتاب دفعه إليه أخبرني علي بن أحمد بن علي المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال أنا الحسن بن عبد الرحمن قال ثنا عبد الله بن أحمد بن معدان قال ثنا يوسف بن مسلم قال ثنا خلف بن تميم قال أتيت حيوة بن شريح فسألته فأخرج إلى كتابا قال اذهب فانسخ هذا وأروه عني قلت لا نقبله إلا سماعا قال هكذا نفعل بغيرك فإن أردته وإلا فذره قال فتركته أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا النضر محمد بن محمد الفقيه يقول سمعت صالح بن محمد الحافظ يقول الإجازة ليست بشيء أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح العطار بأصبهان قال أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان قال ثنا الحسن بن محمد قلت أنا لعله الداركي قال قال أبو زعرة وسئل عن إجازة الحديث والكتب فقال ما رأيت أحدا يفعله فإن تساهلنا في هذا يذهب العلم ولم يكن للطلب معني وليس هذا من مذهب أهل العلم أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الروياني قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال ثنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاب قال سئل إبراهيم بن إسحاق الحربي عن المحدث يجيز للرجل الحديث يجوز أن يقال حدثنا فلان

قال الإجازة ليس هي عندنا شيئا إذا قال وثنا فقد كذب قال سليمان وسأل أبي أبا إسحاق فقال له دفع الي الحسن بن عبد العزيز جزءا فقال لي هذا الجزء نسخة بن أختي وهو من حديثي فاروه عني فقال إبراهيم لأبي لا ترو عنه شيئا قال أبو أيوب وسمعت إبراهيم يقول الإجازة والمناولة لا تجوز وليس هي شيئا حدثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري لفظا بحلوان قال انا أبو بكر بن المقري بأصبهان قال ثنا لاحق بن الحسين قال ثنا عمر بن العباس الكاتب قال ثنا عباس بن محمد الدوري قال حدثنا قراد أبو نوح قال سمعت شعبة يقول لو صحت الإجازة بطلت الرحلة أخبرني أبو القاسم الأزهري قال انا محمد بن عبيد الله بن الفتح الصيرفي قال انا عبد الوهاب بن أبي حية قال ثنا الفضل بن سهل قال ثنا أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان مرارا قال سمعت شعبة يقول كل حديث ليس فيه سمعت قال سمعت فهو خل وبقل أخبرنا محمد بن المؤمل الأنباري قال انا أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري قال ثنا عبيد الله بن الحسين الصابوني قال ثنا مالك بن عبد الله بن سيف التجيبي قال ثنا عبد الله بن عبد الحكم قال قال بن وهب وابن القاسم سئل مالك عن الرجل يقول له العالم هذا كتابي فاحمله عني وحدث بما فيه قال لا أرى هذا يجوز ولا يعجبني ناس يفعلون ذلك وانما يريد هذا الحمل يريد بذلك الحمل الكثير بالإقامة اليسيرة وما يعجبني ذلك حدثني محمد بن علي بن عبد الله قال حدثني عبد الغني بن سعيد الحافظ وكتب لي بخطه قال ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن المسور قال ثنا الفضل بن جعفر بن همام قال ثنا الحارث بن مسكين عن عبد الرحمن بن القاسم قال سألت مالك بن أنس عن الإجازة فقال لا أرى ذلك وانما يريد أحدهم أن يقيم المقام اليسير ويحمل العلم الكثير قد ثبت عن مالك رحمه الله انه كان يحكم بصحة الرواية لأحاديث الإجازة

فأما الذي حكيناه عنه آنفا فانما قاله على وجه الكراهة ان يجيز العلم لمن ليس من أهله ولا خدمه وعانى التعب فيه فكان يقول إذا امتنع من إعطاء الإجازة لمن هذه صفته يحب أحدهم أن يدعى قسا ولم يخدم الكنيسة فضرب ذلك مثلا يعني ان الرجل يحب أن يكون فقيه بلده ومحدث مصره من غير أن يقاسي عناء الطلب ومشقة الرحلة اتكالا على الإجازة كمن أحب من رذال النصارى ان يكون قسا ومرتبته لا ينالها الواحد منهم الا بعد استدراج طويل وتعب شديد وكان مالك رحمه الله يشترط في الإجازة أن يكون فرع الطالب معارضا بأصل الرواي حتى كأنه هو وان يكون المجيز عالما بما يجيز به معروفا بذلك ثقة في دينه وروايته وان يكون المستجيز من أهل العلم وعليه سمته حتى لا يوضع العلم الا عند أهله أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول فاتني من البيوع من كتاب الشافعي ثلاث ورقات فقلت له اجزها لي فقال لي ما قرئ علي كما قرئ علي ورددها غير مرة حتى اذن الله في جلوسه فجلس فقرىء عليه وهذا الفعل من الشافعي محمول على الكراهة للإتكال على الإجازة بدلا من السماع لأنه قد حفظ عنه الإجازة لبعض أصحابه ما لم يسمعه من كتبه وسنذكر الخبر بذلك في موضعه فأما اعتلال من لم يقبل أحاديث الإجازة بأنها تجري مجرى المراسيل والرواية عن المجاهيل فغير صحيح لأنه يعرف المجيز بعينه وأمانته وعدالته فكيف يكون بمنزلة من لا يعرفه وهذا واضح لا شبهة فيه

باب ذكر بعض أخبار من كان يقول بالإجازة ويستعملها

أخبرني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري قال ثنا محمد بن عمران بن موسى الكاتب قال ثنا محمد بن مخلد العطار قال ثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الحساني قال سمعت محمد بن الحسن المزني الواسطي عن عوف الأعرابي قال قال رجل للحسن ان عندي كتابك فأرويه عنك قال نعم أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال ثنا أبو ضمرة عن عبيد الله بن عمر بن حفص قال أشهد على بن شهاب انه كان يؤتى بالكتاب من كتبه فيتصفحه وينظر فيه ثم يقول هذا حديثي أعرفه خذه عني أخبرنا أبو سعيد الصيرفي قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول ثنا أبو ضمرة ثنا عبيد الله بن عمر قال كنت أرى الزهري يؤتى بالكتاب ما قرأه ولا قرئ عليه فيقال له نروي هذا عنك فيقول نعم أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبي قال ثنا أحمد بن محمد بن شيبة قال سمعت علي بن شعيب يقول سمعت أبا ضمرة يقول أشهد على عبيد الله بن عمر أنه قال كان الزهري يؤتى بالكتاب فيقال نرويه عنك فيقول نعم ما قرأه ولا قرئ عليه أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي وعلي بن أبي علي البصري قالا حدثنا إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان قال ثنا جدي قال ثنا حرملة بن يحيى قال ثنا بن وهب قال ثنا سفيان وهو بن عيينة قال رأيت رجلا جاء الى بن شهاب بكتاب فيه أحاديث عن بن شهاب فقال له أحدث بهذا عنك فقال له بن شهاب نعم ولم يقرأه عليه

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل قالا أنا دعلج بن أحمد قال ثنا أحمد بن علي الأبار قال ثنا محمد بن عباد عن بن عيينة قال بن جريج جاء الى الزهري بأحاديث فقال أريد أن أعرضها عليك فقال كيف أصنع بشغلي قال فأرويها عنك قال نعم واللفظ لابن رزق أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل قال ثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي قال ثنا أبو قلابة قال ثنا عمي قال ثنا بن عيينة قال كنت عند بن شهاب فجاء بن جريج ومعه ثلث قرطاس فيه حديث ظهرا وبطنا فقال يا أبا بكر أروي هذا عنك قال نعم قال بن عيينة والله ما أدري أيهما أعجب بن شهاب أو بن جريج يقول له أروي هذا عنك فيقول نعم قلت عجب سفيان كيف لم ينظر بن شهاب الى المكتوب في القرطاس أهو من حديثه أم لا وكيف استجاز بن جريج أن يسأله إجازة ذلك ولعل بن شهاب كان قد عرف القرطاس بل عساه أن يكون هو كتبه فأغناه ذلك عن النظر فيه أو كان يعتقد أن بن جريج لا يستجيز الا ما كان من حديثه لأمانة بن جريج عنده والله أعلم أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد المطرز قال أنا محمد بن أحمد بن إسماعيل الواعظ قال ثنا محمد بن محمد بن أبي حذيفة الدمشقي قال ثنا أبو أسامة الحلبي قال حدثني أبي قال ثنا أبو سعد عمر بن حفص الأنصاري عن عبد الملك بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير أن بن شهاب الزهري دفع الى بعض أصحابه أحاديث من أحاديثه في طومار فقال هذه أحاديثي خذها فحدث بها فقبل ذلك منه أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا أبو حاتم محمد بن يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي قال ثنا الحسين بن إدريس ح وأخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل قال أنا موسى بن عيسى بن عبد الله السراج قال ثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قالا ثنا المسيب بن واضح قال ثنا بن عياش عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي قال

أعطاني مكحول دفترا فيه حلال وحرام فقال خذ هذا الدفتر فاروه وحدث به عني قلت له كيف أرويه وأحدث به عنك وأنا لم أسمعه منك قال بلى أنا أقول اروه وحدث به عني وتقول لم أسمعه منك واللفظ للباغندي أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي ح وأخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف قال أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال عبد الله ثنا وقال محمد حدثني جعفر بن كزال قال ثنا خالد بن خداش قال ثنا يزيد بن زريع قال رأيت بن جريج جاء الى أبان بن أبي عياش بكراسة مطبقة فقال اروي هذه عنك قال نعم أخبرنا بن الفضل قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا سليمان بن حرب قال حدثني من رأى بن جريج جاء الى أبان بن أبي عياش بكتاب فقال هذا حديثك فاجزه لي قال نعم فأخذ الكتاب وذهب أخبرنا أبو نعيم الحافظ ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا علي بن عبد الله المديني قال قال يحيى بن سعيد قال هشام بن عروة جاء بن جريج بكتاب فقال هذا حديثك ارويه عنك قال قلت نعم قال يحيى فقلت في نفسي ما أدري أيهما أعجب أخبرنا بن الفضل قال أنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب قال ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال ثنا شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة قال جاء بن جريج بصحيفة مكتوبة فقال لي يا أبا المنذر هذه أحاديث أرويها عنك قلت نعم فذهب فما سألني عن شيء غيرها أخبرنا بن الفضل قال أنا عبد الله قال ثنا يعقوب قال ثنا إبراهيم بن المنذر قال ثنا

يحيى بن الزبير بن عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير قال طلبت من هشام بن عروة أحاديث أبيه قال فاخرج الي دفترا فقال في هذا أحاديث أبي صححته وعرفت ما فيه فخذه عني ولا تقل كما يقول هؤلاء حتى أعرضه أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه إلينا قال أنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله البجلي قال أنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري قال ثنا صفوان بن صالح قال ثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي قال دفع الى يحيى بن أبي كثير صحيفة فقال اروها عني ودفع الى الزهري صحيفة فقال اروها عني أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري قال ثنا علي بن الحسن الرازي قال ثنا محمد بن الحسين الزعفراني قال ثنا أحمد بن زهير قال ثنا الحزامي قال ثنا عبد الله بن وهب عن ليث بن سعد أن عبيد الله بن أبي جعفر كتب لي كتب فحدثتها عنه ولم أعرضها عليه أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال أنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا أحمد بن سعيد بن مرابه قال ثنا العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول حديث بن أبي ذئب عن الزهري في مناولة أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال ثنا الحسن بن عبد الرحمن القاضي قال ثنا الساجي يعني زكريا بن يحيى قال ثنا هارون الإيلي قال

ثنا عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد أن الليث بن سعد كان يجيز كتب العلم لكل من سأله ذلك ولا يمتنع ويراها جائزة واسعة لمن أخذه وحدث به كتب الي عبد الرحمن بن عثمان يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم قال ثنا أبو زرعة قال حدثني صفوان بن صالح قال ثنا عمر بن عبد الواحد قال دفع الي الأوزاعي كتاب بعد ما نظر فيه فقال اروه عني أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج قالا ثنا أبو العباس محمد ين يعقوب الأصم قال سمعت العباس بن الوليد بن مزيد يقول سمعت بن شعيب يقول لقيت الأوزاعي ومعي كتاب كنت كتبته من أحاديثه فقلت يا أبا عمرو هذا كتاب كتبته من أحاديثك قال هاته قال وأخذه وانصرف الى منزله وانصرفت أنا فلما كان بعد أيام لقني به لم يقل السراج به فقال هذا كتابك قد عرضته وصححته قلت يا أبا عمرو فأروي عنك قال نعم فقلت أذهب فأقول أخبرني الأوزاعي قال نعم قال أبو الفضل العباس وأنا أقول كما قال الأوزاعي أخبرنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي بأصبهان قال أنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال ثنا أبو زرعة الدمشقي قال ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال كان شعيب بن أبي حمزة عسرا في الحديث فدخلنا عليه حين حضرته الوفاة فقال هذه كتبي قد صححتها فمن أراد أن يأخذها فليأخذها ومن أراد ان يعرض فليعرض ومن أراد أن يسمعها من ابني فليسمعها فإنه قد سمعها مني أخبرنا أبو بكر البرقاني قال ثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي قال ثنا أحمد بن طاهر بن النجم قال ثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال سمعت أبا زرعة يقول لم يسمع أبو اليمان من شعيب بن أبي حمزة الا حديثا واحدا والباقي إجازة

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال ثنا أبي قال ثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي أملاء قال ثنا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي قال كنا عند مالك بن أنس فأتاه صالح بن يوسف أو صالح بن عبد الله فقال يا أبا عبد الله الصحيفة التي دفعتها إليك نظرت فيها فقام مالك فدخل ثم خرج فدفعها اليه وقال قد نظرت فيها وهي من حديثي فاروها عني أخبرنا أبو طاهر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال ثنا أبو العباس الوليد بن بكر الأندلسي قال سمعت أبا ناصر محمد بن أحمد الملاحمي ببخارا يقول سمعت الوزان يعني أبا بكر محمد بن حامد يقول سمعت سهل بن المتوكل يقول سمعت إسماعيل ين أبي أويس يقول سمعت مالك بن أنس يقول السماع عندنا على ثلاثة اضرب أولها قراءتك على العالم والثاني قراءة العالم عليك والثالث أن يدفع إليك العالم كتابا قد عرفه فيقول لك اروه عني حدثني أبو طالب يحيى بن علي الدسكري قال أنا أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم بن موسى السهمي بجرجان قال ثنا أبو نعيم بن عدي قال ثنا عباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول أن عبد الله بن وهب قال لسفيان بن عيينة يا أبا محمد الذي عرض عليك امس فلان أجزتها لي قال نعم أخبرنا بن الفضل قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت الحميدي يقول كنت أرى بن وهب يجئ الى سفيان وكان يسكن في دار كراء وله درجة طويلة فكنت أرى بن وهب يقف عند الدرجة فيقول لسفيان يا أبا محمد هذا ما سمع بن أخي منك فأجزه لي فيقول سفيان نعم أخبرنا محمد بن العلاء الدلال قال ثنا عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا محمد بن أبي سعيد الموصلي قال ثنا الحسين بن إدريس قال ثنا يعيش بن الجهم قال سمعت أنس بن

عياض يقول يا أهل العراق أنا وإياكم لعلي هدى أو في ضلال مبين يعني المناولة والإجازة أخبرني أبو محمد الحسن بن أحمد الخطيب الحربي قال ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان أن العباس بن يوسف الشكلي حدثهم قال ثنا جعفر بن محمد الشاشي قال ثنا محمد بن يوسف اليماني قال ثنا يزيد بن أبي حكيم العدني قال كنا عند سفيان الثوري بمكة فاختصم اليه المكيون والعراقيون في الإجازة فقضى للمكيين على العراقيين بالإجازة فقالوا له يا أبا عبد الله كيف نقول قال قولوا ثنا أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال أنا عياش بن الحسن قال ثنا محمد بن الحسين الزعفراني قال أنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي قال حدثني داود بن علي قال قال لي حسين بن علي يعني الكرابيسي لما كانت قدمة الشافعي الثانية أتيته فقلت له تأذن لي أن اقرأعليك الكتب فأبى وقال خذ كتب الزعفراني فانسخها فقد أجزتها لك فأخذتها إجازة حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال ثنا أبو بكر الخلال قال أنا أحمد بن يحيى الأنطاكي قال ثنا حميد بن زنجويه قال لما رجعنا من مصر دخلنا على أحمد بن حنبل فقال مررتم بأبي حفص عمرو بن أبي سلمة قال فقلنا له وما كان عند أبي حفص انما كانت عنده خمسون حديثا للأوزاعي والباقي مناولة فقال والمناولة كنتم تأخذون منها وتنظرون فيها قرأت على الحسين بن محمد أخي الخلال عن أبي سعد الإدريسي قال حدثني محمد بن أبي سعيد قال ثنا محمد بن زكريا ين الحسين النسفي بسمرقند قال سمعت أبا سعد أحمد بن عمر بن هارون البخاري يقول كنت عند أحمد بن حنبل فناوله رجل مصري كتابا وقال له يا أبا عبد الله هذه أحاديثك ارويها عنك فنظر في الكتاب

كان عني فاروه أخبرنا أبو علي الحسين بن يوسف بن محمد القصابي قال ثنا عمر بن أحمد بن هارون المقرى قال ثنا محمد بن مخلد بن حفص قال قال لي عبد الله بن أحمد بن حنبل ما أجاز أحمد لأحد شيئا الا جزئين لعباس المديني فجعل ينظر فيهما ثم اجازهما له حدثنا أبو حازم الأعرج عمر بن أحمد بن إبراهيم إملاء بنيسابور قال سمعت عبد الرحمن بن محمد الإدريسي يقول سمعت أبا الحسن محمد بن عبد الله الكاغذي يقول سمعت أبا طلحة منصور بن محمد الفقيه المروزي يقول سألت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة الإجازة لما بقي علي من تصانيفه فأجازها لي وقال الإجازة والمناولة عندي كالسماع الصحيح أخبرنا أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسن الباذا قال سمعت أبا بكر بن شاذان يقول سمعت أبا بكر بن أبي داود سئل عن الإجازة فقال قد أجزت لك ولأولادك ولحبل الحبلة الذي لم يولد يعني الذين لم يولدوا بعد

فصل
سألت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري عن الإجازة للطفل الصغير هل يعتبر في صحتها سنه أو تميزه كما يعتبر ذلك في صحة سماعه فقال لا يعتبر ذلك والقياس يقتضي على هذا صحة الإجازة لمن لم يكن مولودا في الحال مثل أن يقول الراوي للطالب اجزت لك ولمن يولد لك فقلت له ان بعض أصحابنا قال لا تصح الإجازة لمن لا يصح سماعه فقال قد يصح أن يجيز للغائب عنه ولا يصح السماع منه لمن غاب عنه أو كلاما هذا معناه قلت والإجازة انما هي إباحة المجيز للمجازلة رواية ما يصح عنده انه حديثه والإباحة تصح للعاقل وغير العاقل وليس تريد بقولك الإباحة الإعلام وإنما

أقسام الكتاب
1 2 3