كتاب : المعجم الكبير
المؤلف : سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني
طُرُقِ الْمَدِينَةِ تُوكَأُ فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي إِلَى خَاصِرَتِهَا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ يُبَايِعُونَهُ فَبَسَطْتُ يَدِي، قُلْتُ: بَايِعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَالَ: أَنْتَ صَاحِبُ الْجُبَيْذَةِ أَمْسِ، أَمَا إِنَّكَ صَاحِبُ الْجُبَيْذَةِ أَمْسِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! بَايِعْنِي فَوَاللَّهِ لا أَعُودُ أَبَدًا، قَالَ: فَنِعْمَ إِذًا.
18368 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بن غَنَّامٍ، وعَبْدَانُ بن أَحْمَدَ، قَالا: ثنا أَبُو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: ثنا أسْوَدُ بن عَامِرٍ، ثنا هُرَيْمُ بن سُفْيَانَ، عَنْ بَيَانَ، عَنْ قَيسِ بن أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي شَهْمٍ، قَالَ:كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ فَمَرَّتْ بِي امْرَأَةٌ فَأَخَذْتُ بِكَشْحِهَا وَأَسْمَعُ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُبَايِعُ النَّاسَ، فَأَتَيْتُهُ فَلَمْ يُبَايِعْنِي، وَقَالَ: صَاحِبُ الْجُبَيْذَةِ بِالأَمْسِ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا أَعُودُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ! فَبَايَعَنِي.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا سَلامٍ
أَبُو سَلامٍ السُّلَمِيُّ
18369 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن نَاجِيَةَ، ثنا يُوسُفُ بن مُوسَى الْقَطَّانُ، ثنا حُكَّامُ بن سَلْمٍ، قَالا: ثنا عَنْبَسَةُ بن سَعِيدٍ الأَسَدِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بن عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَلامٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةٌ يَمْلِكُونَ رِقَابَكُمْ وَيُحَدِّثُونَكُمْ فَيَكْذِبُوا لَكُمْ، وَيَعْمَلُونَ فَيُسِيئُونَ لا يَرْضَوْنَ مِنْكُمْ حَتَّى تُحَسِّنُوا قَبِيحَهُمْ وَتُصَدِّقُوا كَذِبَهُمْ فَأَعْطُوهُمُ الْحَقَّ مَا رَضُوا بِهِ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا
لَيْلَى
أَبُو لَيْلَى الأَشْعَرِيُّ
18370 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ مُحَمَّدُ بن إِبْرَاهِيمَ النَّحْوِيُّ الصُّورِيّ ثنا هِشَامُ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الرَّمَادِيُّ، ثنا أَبُو عَمْرٍو الْعَنْسِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بن حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيِّ، عَنْ عَمْرِو بن الدَّيِّنِ الأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الأَشْعَرِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:تَمَسَّكُوا بِطَاعَةِ أَئِمَّتِكُمْ وَلا تُخَالِفُوهُمْ، فَإِنَّ طَاعَتَهُمْ طَاعَةَ اللَّهِ، وَإِنَّ مَعْصِيتَهُمْ مَعْصِيَةُ اللَّهِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا بَعَثَنِي أَدْعُو إِلَى سَبِيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، فَمَنْ خَلَفَنِي فِي ذَاكَ فَهُوَ وَلِيِّي، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِكُمْ شَيْئًا فَعَمِلَ بِغَيْرِ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَسَيَلِيكُمْ أُمَرَاءُ إِنِ اسْتُرْحِمُوا لَمْ يَرْحَمُوا، وَإِنْ سُئِلُوا الْحُقُوقَ لَمْ يُعْطُوا، وَإِنْ أُمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ أَنْكَرُوا وَسَتُجَافُونَهُمْ وَيَتَفَرَّقُ مَلأُكُمْ حَتَّى لا يَحْمُلُوكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِلا احْتَمَلْتُمْ عَلَيْهِ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا فَأَدْنَى الْحَقِّ لَكُمْ أَنْ لا تَأْخُذُوا لَهُمْ عَطَاءً وَلا تَحْضُرُوا لَهُمْ فِي الْمَلأِ.
18371 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ، ثنا أَيُّوبَ بن مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ الرَّقِّيُّ، ثنا هَارُونُ بن مُعَاوِيَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بن أَبِي قَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بن حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عَامِرِ بن لُدَيْنٍ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:تَمَسَّكُوا بِطَاعَةِ أَئِمَّتِكُمْ وَلا تُخَالِفُوهُمْ فَإِنَّ طَاعَتَهُمْ طَاعَةُ اللَّهِ، وَإِنَّ مَعْصِيتَهُمْ مَعْصِيَةُ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي أَدْعُو إِلَى سَبِيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، فَمَنْ خَلَفَنِي فِي ذَلِكَ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا جَابِرٍ
أَبُو جَابِرٍ الصَّدَفِيُّ
18372 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ النَّحْوِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا حُسَيْنُ بن عَلِيٍّ الْكِنْدِيِّ مَوْلَى جَرِيرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ قَيْسِ بن جَابِرٍ الصَّدَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِي خُلَفَاءُ، وَمِنْ بَعْدِ الْخُلَفَاءِ أُمَرَاءُ، وَمِنْ بَعْدِ الأُمَرَاءِ مُلُوكٌ، وَمِنْ بَعْدِ الْمُلُوكِ جَبَابِرَةٌ، ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا، ثُمَّ يُؤَمَّرُ الْقَحْطَانِيُّ، فَوَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا هُوَ دُونَهُ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا الْعَلاءِ
أَبُو الْعَلاءِ الأَنْصَارِيُّ
18373 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عَمْرٍو الْخَلالُ الْمَكِّيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بن حُمَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بن عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، ثنا أَيُّوبُ بن الْعَلاءِ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:رَأَيْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ دِرْعَيْنِ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا جُنَيْدَةَ
أَبُو جُنَيْدَةَ الْفِهْرِيُّ
18374 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عَبْدِ الْوَهَّابِ بن نَجْدَةَ الْحَوْطِيُّ، ثنا عَلِيُّ بن عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بن مُطَرِّفٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بن عَبْدِ اللَّهِ بن أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ
أَبِي جُنَيْدَةَ الْفِهْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:مَنْ سَقَى عَطْشَانَ فَأَرْوَاهُ فُتِحَ لَهُ بَابٌ مِنَ الْجَنَّةِ، فَقِيلَ لَهُ: ادْخُلْ مِنْ أَيُّهَا شِئْتَ.
أَبُو أَبِي مِسْمَعٍ الْحَجَبِيُّ
18375 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن صَالِحِ بن الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بن عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بن عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا الْعَلاءُ بن الأَخْضَرِ الْعِجْلِيُّ الرَّامُ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنَ الْحَجَبَةِ يُقَالُ لَهُ: مِسْمَعٌ، وَرَآنِي أُصَلِّي خَلْفَ الإِسْطُوانَةِ الْوُسْطَى مِنَ الْبَيْتِ، فَقَالَ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي أَنَّهُ:رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي خَلْفَهَا رَكْعَتَيْنِ.
مَنِ اسْمُهُ رَائِطَةُ
أَبُو رَائِطَةَ بن كَرَامَةَ الْمَذْحِجِيُّ
18376 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ النَّحْوِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ الْيَحْصِبِيُّ، ثنا عَلِيُّ بن أَبِي عَلِيٍّ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي رَائِطَةَ بن كَرَامَةَ الْمَذْحِجِيِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:الْقَوْمُ سَفْرَى، لا يَصْحَبَنَّكُمْ خِلالٌ مِنْ هَذِهِ النَّعَمِ، يَعْنِي الضَّوَالَّ، وَلا يَصْحَبَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ ضَالَّةً وَلا يَرُدَّنَّ سَائِلا، إِنْ كُنْتُمْ تُرِيدُونَ الرِّبْحَ وَالسَّلامَةَ، وَلا يَصْحَبَنَّكُمْ مِنَ النَّاسِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ سَاحِرٌ وَلا سَاحِرَةٌ وَلا كَاهِنٌ وَلا كَاهِنَةٌ وَلا مُنَجِّمٌ وَلا مُنَجَّمَةٌ وَلا شَاعِرٌ وَلا شَاعِرَةٌ، وَإِنَّ كُلَّ عَذَابٍ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَ بِهِ أَحَدًا مِنْ
عِبَادِهِ، فَإِنَّمَا يَبْعَثُ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَأَنْهَاكُمْ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ عِشَاءً.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا الْحَجَّاجِ
أَبُو الْحَجَّاجِ الثُّمَالِيُّ
18377 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن مُحَمَّدِ بن عِرْقٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن مُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بن الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن أَبِي مَرْيَمَ عَنِ الْهَيْثَمِ بن مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَائِذٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الثُّمَالِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:يَقُولُ الْقَبْرُ لِلْمَيِّتِ حِينَ يُوضَعُ فِيهِ: وَيْحَكَ ابْنَ آدَمَ، مَا غَرَّكَ بِي؟ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنِّي بَيْتُ الْفِتْنَةِ وَبَيْتُ الظُّلْمَةِ وَبَيْتُ الْوَحْدَةِ وَبَيْتُ الدُّودِ؟ مَا غَرَّكَ بِي إِذَا كُنْتَ تَمُرُّ بِي فَدَّادًا؟ فَإِنْ كَانَ مُصْلِحًا أَجَابَ عَنْهُ مُجِيبُ الْقَبْرِ، فَيَقُولُ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ مِمَّنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؟ فَيَقُولُ الْقَبْرُ: إِذَنْ أَعُودُ إِلَيْهِ خَضْرَاءَ وَيَعُودُ جَسَدُهُ نُورًا وَيَصْعَدُ رُوحُهُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا الْحَجَّاجِ ! وَمَا الْفَدَّادُ؟ قَالَ: الَّذِي يُقْدِمُ رَجُلا وَيُؤَخِّرُ أُخْرَى كَمِشْيَتِكَ يَا ابْنَ أَخِي أَحْيَانًا، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَلْبَسُ وَيَتَهَيَّأُ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا عُبَيْدَةَ
أَبُو عُبَيْدٍ مَوْلَى رِفَاعَةَ بن رَافِعٍ
18378 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ بن مِقْلاصٍ، ثنا أَبِي، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عَيَّاشِ بن عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي مَعْقِلٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى رِفَاعَةَ بن رَافِعٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، قَالَ:مَلْعُونٌ مَنْ سَأَلَ بِوَجْهِ اللَّهِ، وَمَلْعُونٌ مَنْ سُئِلَ بِوَجْهِ اللَّهِ فَمَنَعَ سَائِلَهُ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا نُحَيْلَةَ
أَبُو نُحَيْلَةَ
18379 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن هَاشِمٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مَهْدِيٍّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي نُحَيْلَةَ، رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ رُمِيَ بِسَهْمٍ، فَقِيلَ لَهُ: انْزِعْهُ، فَقَالَ:اللَّهُمَّ انْقُصْ مِنَ الْوَجَعِ، وَلا تَنْقُصْ مِنَ الأَجْرِ، فَقِيلَ لَهُ: ادْعُ، فَقَالَ:اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ الْمُقَرَّبِينَ وَاجْعَلْ أُمِّي مِنَ الْحُورِ الْعِينِ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا عَطِيَّةَ
أَبُو عَطِيَّةَ
18380 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن مُحَمَّدِ بن عِرْقٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن مُصَفَّى، ثنا بَقِيَّةُ بن الْوَلِيدِ، ثنا بَحِيرُ بن سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بن مَعْدَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَطِيَّةَ:إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ فَحَدَّثَ أَنَّ رَجُلا تُوُفِّيَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ رَآهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ عَلَى عَمِلٍ مِنْ أَعْمَالِ الْخَيْرِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: نَعَمْ، حَرَسْتُ مَعَهُ لَيْلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ مَعَهُ، فَلَمَّا أُدْخِلَ الْقَبْرَ حَثَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ مِنَ التُّرَابِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَصْحَابَكَ يَظُنُّونَ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لِعُمَرَ بن الْخَطَّابِ: لا تَسَلْ عَنْ أَعْمَالِ النَّاسِ وَلَكِنْ سَلْ عَنِ الْفِطْرَةِ.
أَبُو خُزَيْمَةَ بن ثَابِتٍ لَهُ صُحْبَةٌ
18381 - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بن خُزَيْمَةَ، أَنَّ عَمَّهُ حَدَّثَهُ وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَاعَ فَرَسًا مِنْ أَعْرَابِيٍّ فَتَقَدَّمَهُ لِيُعْطِيَهُ ثَمَنَ فَرَسِهِ، فَأَسْرَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَشْيَ وَأَبْطَأَ الأَعْرَابِيُّ، فَطَفِقَ رِجَالٌ يَعْتَرِضُونَ الأَعْرَابِيَّ وَيُسَاوِمُونَهُ بِالْفَرَسِ، وَلا يَشْعُرُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَاعَهُ حَتَّى زَادَ بَعْضُهُمِ الأَعْرَابِيَّ فِي السَّوْمِ عَلَى ثَمَنِ الْفَرَسِ الَّذِي ابْتَاعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَادَى الأَعْرَابِيُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ مُبْتَاعًا هَذَا الْفَرَسَ فَابْتَعْهُ وَإِلا بِعْتُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَمِعَ نِدَاءَ الأَعْرَابِيِّ: أَوَلَيْسَ قَدِ ابْتَعْتَهُ؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ مَا بَايَعْنَاكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلَى، قَدِ ابْتَعْتَهُ، فَطَفِقَ النَّاسُ يَلُوذُونَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَعْرَابِيِّ وَهُمَا يَتَرَاجَعَانِ، فَطَفِقَ الأَعْرَابِيُّ، يَقُولُ: هَلُمَّ شَهِيدًا يَشْهَدُ أَنِّي بَايَعْتُكَ، فَمَنْ جَاءَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ لِلأَعْرَابِيِّ: وَيْلَكَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ لِيَقُلْ إِلا حَقًّا، حَتَّى جَاءَ خُزَيْمَةُ فَاسْتَمَعَ لِمُرَاجَعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُرَاجَعَةِ الأَعْرَابِيِّ، فَطَفِقَ الأَعْرَابِيُّ يَقُولُ: هَلُمَّ شَهِيدًا إِنِّي بِعْتُكَ فَقَالَ خُزَيْمَةُ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بِعْتَهُ فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خُزَيْمَةَ، فَقَالَ:بِمَ تَشْهَدُ؟قَالَ: بِتَصْدِيقِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَةَ خُزَيْمَةَ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ ).
أَبُو أَبِي الْخَرِيفِ
18382 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن السَّمَيْدَعِ الأَنْطَاكِيُّ، ثنا مُوسَى بن أَيُّوبَ النَّصِيبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن الزُّبَيْرِ، عَنْ عُمَرَ بن قَيْسٍ، عَنْ صَعْصَعَةَ بن السُّوَايِ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْخَرِيفِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أَتَيْتُ أَنَا وَأَخِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ يُصَلِّي وَقَدْ صَلَّيْنَا الْمَكْتُوبَةَ فِي الْبَيْتِ فَلَمْ نُصَلِّ مَعَهُمْ، فَقَالَ:مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَنَا؟قُلْنَا: قَدْ كُنَّا صَلَّيْنَا الْمَكْتُوبَةَ فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:إِذَا صَلَّى الرَّجُلُ الْمَكْتُوبَةَ فِي الْبَيْتِ، ثُمَّ أَدْرَكَ جَمَاعَةً فَلْيُصَلِّ مَعَهُمْ فَتَكُونُ صَلاتُهُ فِي بَيْتِهِ نَافِلَةً.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا هِلالٍ أَبُو هِلالٍ التَّيْمِيُّ
18383 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن الْمُعَلَّى الدِّمَشْقِيُّ، ووَرْدُ بن أَحْمَدَ بن لَبِيدٍ، قَالا: ثنا صَفْوَانُ بن صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ بن مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بن هِلالٍ مِنْ بني
تَيْمِ اللَّهِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ مُهَاجَرِهِ إِلَيْهَا، فَوَافَيْنَاهُ يَضْرِبُ أَعْنَاقَ أُسَارَى عَلَى مَاءٍ قَلِيلٍ فَقُتِلَ عَلَيْهِ حَتَّى سَفَحَ الدَّمُ الْمَاءَ، قَالَ صَفْوَانُ: سَفَحَ، يَعْنِي غَطَّى الْمَاءَ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا وَهْبٍ أَبُو وَهْبٍ الْجُشَمِيُّ
18384 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا هِشَامُ بن سَعْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بن مُهَاجِرٍ، حَدَّثَنِي عَقِيلُ بن شَبِيبٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجُشَمِيِّ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:تَسَمُّوا بِاسْمِ الأَنْبِيَاءِ، أَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ، وأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةَ، وَارْتَبِطُوا الْخَيْلَ وَامْسَحُوا بنوَاصِيهَا وَأَعْجَازِهَا، أَوْ قَالَ: وَأَكْفَالِهَا وَقَلِّدُوهَا وَلا تُقَلِّدُوهَا الأَوْتَارَ، وَعَلَيْكُمْ بِكُلٍّ كُمَيْتٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ، أَوْ أَشْقَرَ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ، أَوْ أَدْهَمَ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا سَوْدٍ
أَبُو سُودٍ التَّمِيمِيُّ
18385 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن حَاتِمٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا سُوَيْدُ بن نَصْرٍ، وَحِبَّانُ بن مُوسَى، قَالا: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ بني تَمِيمٍ، عَنْ أَبِي سُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:الْيَمِينُ الَّتِي يَقْتَطِعُ بِهَا الرَّجُلُ مَالَ أَخِيهِ لِتَعْقُمَ الرَّحِمُ.
أَبُو سَوْدٍ هُوَ أَبُو وَكِيعِ بن أَبِي سَوْدٍ
مَنْ يُكَنَّى أَبَا عمرو أَبُو عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ بدرى
18386 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عُثْمَانَ بن أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عُبَادَةُ بن زِيَادٍ الأَسَدِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بن طَلْحَةَ بن يَزِيدَ بن رُكَانَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا عَمْرٍو الأَنْصَارِيَّ، وَكَانَ بَدْرِيًّا عَقَبِيًّا أُحُدِيًّا وَهُوَ صَائِمٌ يَتَلَوَّى مِنَ الْعَطَشِ وَهُوَ يَقُولُ لِغُلامٍ لَهُ: وَيْحَكَ تَرِّسْنِي، فَتَرَّسَهُ الْغُلامُ حَتَّى نَزَعَ بِسَهْمٍ نَزْعًا ضَعِيفًا حَتَّى رَمَى بِثَلاثَةِ أَسْهُمٍ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَصَّرَ أَوْ بَلَّغَ كَانَ ذَلِكَ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقِيلَ قُتِلَ غُرُوبَ الشَّمْسِ ).
أَبُو عَمْرٍو غَيْرُ مَنْسُوبٍ
18387 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ بن مِقْلاصٍ، ثنا أَبِي، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عُمَرَ بن صُهْبَانَ، عَنْ زَامِلِ بن عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمَ الْفِطْرِ إِلَى الْعِيدِ وَعَنْ يَمِينِهِ أُبَيُّ بن كَعْبٍ وَعَنْ يَسَارِهِ عُمَرُ، أَوْ قَالَ ابْنُ عُمَرَ، فَلَمَّا فَرَغَ مَرَّ عَلَى بَابِ أَبِي كَثِيرٍ أَوْ أَبِي كَبِيرٍ، وَاللَّحَّامُونَ بِفِنَائِهَا، وَالنَّاسُ حَدِيثُو عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، فَقَالَ لَهُمْ:كَيْفَ تَبِيعُونَ؟قَالُوا: كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:بِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ، وَلا تَخْلِطُوا مَيِّتَةً بِمَذْبُوحَةٍ عَلَى النَّاسِ، أَيُّهَا النَّاسُ، احْفَظُوا لا تَحْتَكِرُوا وَلا تَنَاجَشُوا وَلا تَلْقُوا السِّلَعَ وَلا
يَبِيعُ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلا يَبِيعُ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلا يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ حَتَّى يَأْذَنَ لَهُ، وَلا تَسْأَلُ الْمَرْأَةُ طَلاقَ الأُخْرَى لِتَكْتَفِئَ إِنَاءَهَا وَلْتَنْكِحْ، فَإِنَّ رِزْقَهَا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا الْوَرْدِ
أَبُو الْوَرْدِ
18388 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بن أَحْمَدَ، ثنا جُبَارَةُ بن مُغَلِّسٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْوَرْدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:رَآنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآنِي رَجُلٌ أَحْمَرُ، فَقَالَ: أَنْتَ أَبُو الْوَرْدِ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا طِيبَةَ أَبُو طَيْبَةَ الْحَجَّامُ
18389 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن مَسْعُودٍ الْمَقْدِسِيُّ، ثنا الْهَيْثَمُ بن جَمِيلٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ، قَالَ:مَرَّ بنا أَبُو طَيْبَةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقُلْنَا: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ فَقَالَ: حَجَمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا فُسَيْلَةَ
أَبُو فُسَيْلَةَ
18390 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا زِيَادُ بن الرَّبِيعِ أَبُو خِدَاشٍ، ثنا عَبَّادُ بن كَثِيرٍ الشَّامِيُّ مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ، يُقَالُ لَهَا: فُسَيْلَةُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَمِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُحِبَّ الرَّجُلُ قَوْمَهُ؟ قَالَ:لا، وَلَكِنْ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُعِينَ الرَّجُلُ قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْمِ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا ثَعْلَبَةَ
أَبُو ثَعْلَبَةَ الأَشْجَعِيُّ
18391 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الْعَبَّاسِ
الْمُؤَدِّبُ، ومُحَمَّدُ بن عُثْمَانَ بن أَبِي شَيْبَةَ، قَالا: ثنا أَحْمَدُ بن يُونُسَ، ثنا مِنْدَلُ بن عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عُمَرَ بن نَبْهَانَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَاتَ لِي وَلَدَانِ فِي الإِسْلامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدَانِ فِي الإِسْلامِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمَا.
18392 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن مُحَمَّدِ بن عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بن عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، ثنا حَمَّادُ بن مَسْعَدَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عُمَرَ بن نَبْهَانَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الأَشْجَعِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَاتَ لِي وَلَدَانِ فِي الإِسْلامِ، فَقَالَ:مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدَانِ فِي الإِسْلامِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمَا، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ لَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْوَلَدَيْنِ، قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: لَئِنْ يَكُونَ قَالَهُ لِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا غُلِّقَتْ عَلَيْهِ حِمْصُ وَفِلَسْطِينُ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا السَّمْحِ
أَبُو السَّمْحِ خَادِمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
18393 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن صَالِحِ بن الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بن عَلِيٍّ، ح وحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن هَارُونَ بن سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُجَاهِدُ بن مُوسَى، قَالا: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مَهْدِيٍّ، ثنا يَحْيَى بن الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي مُحِلُّ بن خَلِيفَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو السَّمْحِ، قَالَ: كُنْتُ
أَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْتَسِلَ، قَالَ:وَلِّنِي، فَأُوَلِّيهِ قَفَاي فَأُتِيَ بِحَسَنٍ أَوْ حُسَيْنٍ فَبَالَ عَلَى صَدْرِهِ فَجِئْتُ أَغْسِلُهُ، فَقَالَ:يُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ وَيُرَشُّ بَوْلُ الْغُلامِ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا الْمُجَبِّرِ
أَبُو الْمُجَبِّرِ
18394 - حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ مُحَمَّدُ بن الْحُسَيْنِ الْقَاضِي، ثنا يَحْيَى بن عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، ثنا مُبَارَكُ بن سَعِيدٍ أَخُو سُفْيَانَ بن سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: ثنا خُلَيْدُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْمُجَبِّرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:مَنْ عَالَ ابْنَتَيْنِ أَوْ أُخْتَيْنِ أَوْ خَالَتَيْنِ أَوْ عَمَّتَيْنِ أَوْ جَدَّتَيْنِ فَهُوَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ وَضَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِصْبَعَهُ السَّبَّابَةَ وَالَّتِي إِلَى جَنْبِهَا، فَإِنْ كُنَّ ثَلاثًا فَهُوَ مُفَرَّحٌ، وَإِنْ كُنَّ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا فَيَا عِبَادَ اللَّهِ أَدْرِكُوهُ، أَقْرِضُوهُ أَقْرِضُوهُ ضَارِبُوهُ ضَارِبُوهُ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا مَعْبَدٍ
أَبُو مَعْبَدٍ الْجُهَنِيُّ وَقَدْ قِيلَ إِنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ بن عُكَيْمٍ
18395 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن سَالِمٍ أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بن الزِّبْرِقَانِ الْكُوفِيُّ، ثنا الْمُطَّلِبُ بن زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عِيسَى، قَالَ:دَخَلْنَا عَلَى أَبِي مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ نَعُودُهُ، فَقُلْنَا: أَلا تُعِلِّقُ شَيْئًا؟ قَالَ: الْمَوْتُ أَقْرَبُ مِنْ ذَلِكَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: مَنْ عَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا
عَقِيلٍ
أَبُو عَقِيلٍ الْبُدَيْلِيُّ
18396 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بن أَحْمَدَ بن مُقْبِلٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن الصَّبَّاحِ بن الْمُؤَمَّلِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن حَرْبٍ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بن أَسَدٍ، مِنْ رَهْطٍ كَنَّازِ بن حِصْنِ الْبَدْرِيِّ، قَالَ: ثنا أَبُو هَرِمٍ هَاشِمُ بن عَيَّاشٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ الْبُدَيْلِيِّ، قَالَ:أَتَيْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُهُ، وَسَقَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرْبَةَ سَوِيقٍ، شَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَهَا وَشَرِبْتُ آخِرَهَا، فَمَا زِلْتُ أَجِدُ بَلَّتَهَا عَلَى فُؤَادِي إِذَا ظَمِئْتُ وَبَرْدَهَا إِذَا ضَحِيتُ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا ثَابِتٍ
أَبُو ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ جَدُّ عَدِيِّ بن ثَابِتٍ
18397 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بن مُحَمَّدٍ الْمَلْطِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ح وحَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بن الْفَضْلِ الأَسْفَاطِيُّ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، ح وحَدَّثَنَا مَحْمُودُ بن مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى، زَحْمَوَيْهِ، قَالُوا: ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ عَدِيِّ بن ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:الْمُسْتَحَاضَةُ تَدَعُ الصَّلاةَ أَيَّامَ أَقْرَائِهَا، ثُمَّ تَغْتَسِلُ وَتُصَلِّي، ثُمَّ الْوُضُوءُ لِكُلِّ صَلاةٍ.
18398 - حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بن مُحَمَّدٍ الْمَلْطِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ح وحَدَّثَنَا مَحْمُودُ بن مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى، قَالا: ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ عَدِيِّ بن ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ،
قَالَ:الْعُطَاسُ وَالنِّفَاسُ وَالنُّعَاسُ وَالرُّعَافُ وَالْحَيْضُ وَالْقَيْءُ وَالتَّثَاؤُبُ فِي الصَّلاةِ مِنَ الشَّيْطَانِ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا عُمَرَ
أَبُو عُمَرَ الأَنْصَارِيُّ
18399 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن مَتَّوَيْهِ الأَصْبَهَانِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بن سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بن النُّعْمَانِ، ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بن الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنِي عَدِيُّ بن ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ.
18400 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا بَشِيرُ بن سَلْمَانَ، عَنْ شَيْخٍ، مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:مَنْ صَلَّى قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا كَانَ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ مِنْ بني إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن إِسْحَاقَ بن رَاهَوَيْهِ، ثنا أَبِي، ثنا الْفَضْلُ بن مُوسَى، ثنا بَشِيرُ بن سَلْمَانَ، عَنْ عُمَرَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ ).
مَنْ يُكَنَّى أَبَا مسعود
أَبُو مَسْعُودٍ الْغِفَارِيُّ
18401 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن يَعْقُوبَ بن سُورَةَ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن بَكَّارٍ، ثنا الْهَيَّاجُ بن بِسْطَامٍ، ثنا عَبَّادٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ هَلَّ شَهْرُ رَمَضَانَ:لَوْ يَعْلَمُ الْعِبَادُ مَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لَتَمَنَّى الْعِبَادُ أَنْ يَكُونَ شَهْرُ رَمَضَانَ سَنَةً، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ !، حَدِّثْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:إِنَّ الْجَنَّةَ تَزَيَّنُ لِشَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ رَأْسِ الْحَوْلِ إِلَى رَأْسِ الْحَوْلِ حَتَّى إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ هَبَّتْ رِيحٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ فَصَفَّقَتْ وَرَقَ شَجَرِ الْجَنَّةِ فَنَظَرَ الْحُورُ الْعِينُ إِلَى ذَلِكَ، فَقُلْنَ: يَا رَبِّ، اجْعَلْ لَنَا مِنْ عِبَادِكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ أَزْوَاجًا تَقَرُّ أَعْيُنُنَا بِهِمْ وَتَقِرُّ أَعْيُنَهُمْ بنا، وَمَا مِنْ عَبْدٍ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ إِلا زَوَّجَهُ اللَّهُ زَوْجَةً فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فِي خَيْمَةٍ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ مِمَّا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ الْحُورَ الْعِينَ الْمَقْصُورَاتِ فِي الْخِيَامِ عَلَى كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونُ حُلَّةً لَيْسَ مِنْهَا حُلَّةٌ عَلَى لَوْنِ الأُخْرَى وَيُعْطَى سَبْعُونَ لَوْنًا مِنَ الطِّيبِ لَيْسَ مِنْهُ لَوْنٌ يُشْبِهُ الآخَرَ، وَكُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ يَاقُوتٍ مُوَشَّحٌ بِالدُّرَرِ عَلَى سَبْعِينَ فِرَاشًا بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَفَوْقَ السَّبْعِينَ فِرَاشًا سَبْعُونَ أَرِيكَةً، وَلِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ وُصَفَاءَ يَخْدِمْنَهَا وَسَبْعِينَ وُصَفَاءَ لِلُقِيِّهَا وَوُجَهَاءَ مَعَ كُلِّ وَصِيفٍ صَحْفَةٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهَا لَوْنٌ مِنَ الطَّعَامِ يَجِدُ لآخِرِهِ مِنَ اللَّذَّةِ مِثْلَ الَّذِي يَجِدُ لأَوَّلِهِ، وَيُعْطَى زَوْجُهَا مِثْلَ ذَلِكَ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ عَلَيْهِ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ مُوَشَّحٌ بِالْيَاقُوتِ الأَحْمَرِ هَذَا لِكُلِّ يَوْمٍ صَامَهُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سِوَى مَا عَمِلَ مِنَ الْحَسَنَاتِ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا جَبِيرَةَ
أَبُو جَبِيرَةَ بن الضَّحَّاكِ الأَنْصَارِيُّ ثُمَّ السُّلَمِيُّ
وَقَدْ قِيلَ الضَّحَّاكُ بن أَبِي
جُبَيْرَةَ وَالصَّوَابُ أَبُو جُبَيْرَةَ.
18402 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بن الْمُثَنَّى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا بِشْرُ بن الْمُفَضَّلِ، ثنا دَاوُدُ بن أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَبِيرَةَ بن الضَّحَّاكِ:فِينَا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، يَعْنِي بني سَلَمَةَ، قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَمَا مِنَّا رَجُلٌ إِلا وَلَهُ اسْمَانِ أَوْ ثَلاثَةٌ، فَكَانَ إِذَا دَعَا الرَّجُلُ بِالاسْمِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّهُ يَكْرَهُ هَذَا، فَنَزَلَتْ: "وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ"[الحجرات آية 11] الآيَةُ.
18403 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بن غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن إِدْرِيسَ، عَنْ دَاوُدَ بن أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ بن الضَّحَّاكِ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ:فِينَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: "وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ"[الحجرات آية 11] ، قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالرَّجُلُ لَهُ الاسْمَانِ وَالثَّلاثَةُ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُبَّمَا دَعَاهُمْ بِبَعْضِ تِلْكَ الأَسْمَاءِ، فَيُقَالُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّهُ يَغْضَبُ مِنْ هَذِهِ فَنَزَلَتْ: "وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ"[الحجرات آية 11] .
18404 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا هُدْبَةُ بن خَالِدٍ، ثنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بن أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ بن الضَّحَّاكِ، قَالَ:كَانَ الأَنْصَارُ يَتَصَدَّقُونَ وَيَعْطُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ فَأَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ فَأَمْسَكُوا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى
التَّهْلُكَةِ.
18405 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عَمْرٍو الْخَلالُ الْمَكِّيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بن حُمَيْدٍ، ثنا مَرْوَانُ بن مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ شُبَيْلِ بن عَوْفٍ، عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ بن الضَّحَّاكِ الأَنْصَارِيِّ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ هَكَذَا، وَجَمَعَ بَيْنَ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ فَسَبَقْتُهَا كَمَا سَبَقَتْ هَذِهِ هَذِهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أَحْمَدَ بن الْبَرَاءِ، ثنا عَلِيُّ بن الْمَدِينِيُّ، ثنا مُعْتَمِرُ بن سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ شُبَيْلِ بن عَوْفٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو جَبِيرَةَ، عَنْ أَشْيَاخٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ ).
مَنْ يُكَنَّى أَبَا إِسْرَائِيلَ
أَبُو إِسْرَائِيلَ
18406 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن الْمِنْهَالِ أَخُو الْحَجَّاجِ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بن زِيَادٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ فِي الشَّمْسِ، فَقَالَ:مَا لَهُ؟ قَالُوا: نَذَرَ أَنْ يَقُومَ فِي الشَّمْسِ وَيَصُومَ وَلا يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجْلِسْ وَاسْتَظَلَّ وَتَكَلَّمْ وَصُمْ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا عَسِيبٍ
أَبُو عَسِيبٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
18407 - حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بن جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ، ثنا يَزِيدُ بن هَارُونَ، ثنا مُسْلِمُ بن عُبَيْدٍ أَبُو بَصِيرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَسِيبٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِالْحُمَّى وَالطَّاعُونِ فَأَمْسَكْتُ الْحُمَّى بِالْمَدِينَةِ، وَأَرْسَلْتُ الطَّاعُونَ إِلَى الشَّامِ شَهَادَةً لأُمَّتِي وَرِجْزًا عَلَى الْكُفَّارِ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا خَلادٍ
أَبُو خَلادٍ
18408 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن الْمُعَلَّى الدِّمَشْقِيُّ، ثنا هِشَامُ بن عَمَّارٍ، ثنا الْحَكَمُ بن هِشَامٍ الثَّقَفِيُّ، ثنا يَحْيَى بن سَعِيدِ بن أَبَانَ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي خَلادٍ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ الْمُؤْمِنَ قَدْ أُعْطِيَ زُهْدًا فِي الدُّنْيَا وَقِلَّةَ مَنْطِقٍ فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ تَلَقَّى الْحِكْمَةَ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا الضِّيَاحِ أَوْ صِيَاحٍ
أَبُو ضَيَاحٍ الأَنْصَارِيُّ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ خَيْبَرٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
18409 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَمْرِو بن خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، فِيتَسْمِيَةِ مَنِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ الأَنْصَارِ، ثُمَّ مِنْ بني عَمْرِو بن عَوْفٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو الضِّيَاحِ أَوْ أَبُو صَبَاحِ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا عَزِيزٍ
أَبُو عَزِيزِ بن عُمَيْرِ بن هَاشِمِ بن عَبْدِ مَنَافِ بن عَبْدِ الدَّارِ بن قُصَيٍّ
أَخُو مُصْعَبِ بن عُمَيْرٍ لَهُ حَدِيثٌ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ فِي ذِكْرِ الأُسَارَى
18410 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن عَلِيٍّ الْعَطَّارُ الْمِصِّيصِيُّ، ثنا شَبَابٌ الْعُصْفُرِيُّ، ثنا بَكْرُ بن سُلَيْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بن إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي نُبَيْهُ بن وَهْبٍ، عَنْ أَبِي عَزِيزِ بن
عُمَيْرٍ، أَخِي مُصْعَبِ بن عُمَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي الأُسَارَى يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:اسْتَوْصُوا بِالأَسَارَى خَيْرًا وَكُنْتُ فِي نَفَرٍ مِنَ الأَنْصَارِ، وَكَانُوا إِذَا قَدَّمُوا غَدَاءَهُمْ وَعَشَاءَهُمْ أَكَلُوا التَّمْرَ وَأَطْعَمُونِي الْخُبْزَ بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهُمْ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا قَيْسٍ
أَبُو قَيْسٍ الأَنْصَارِيُّ تُوفِّيَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
18411 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّدِ بن سَعِيدِ بن أَبِي مَرْيَمَ، ثنا مُحَمَّدُ بن يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، ثنا قَيْسُ بن الرَّبِيعِ، عَنْ أَشْعَثَ بن سَوَّارٍ، عَنْ عَدِيِّ بن ثَابِتٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو قَيْسٍ، وَكَانَ مِنْ صَالِحِي الأَنْصَارِ، فَخَطَبَ ابْنُهُ قَيْسُ امْرَأَتَهُ، فَقَالَتْ: أَنَا أَعِدَكَ، وَلَدًا وَأَنْتَ مِنْ صَالِحِي قَوْمِكَ، وَلَكِنِّي آتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْتَأْمِرُهُ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ:إِنَّ أَبَا قَيْسٍ تُوُفِّيَ، فَقَالَ لَهَا: خَيْرًا، قَالَتْ: وَإِنَّ ابْنَهُ قَيْسًا خَطَبَنِي وَهُوَ مِنْ صَالِحِي قَوْمِهِ، وَإِنَّمَا كُنْتُ أَعِدُهُ وَلَدًا، فَقَالَ لَهَا: ارْجِعِي إِلَى بَيْتِكِ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: "وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ"[النساء آية 22] .
مَنْ يُكَنَّى أَبَا مُعَاوِيَةَ
أَبُو مُعَاوِيَةَ بن عَبْدِ الَّلاتِ الأَزَدِيُّ.
18412 - حَدَّثَنَا مُوسَى بن جُمْهُورٍ التِّنِّيسِيُّ، ثنا عَلِيُّ بن حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا عَلِيُّ بن الْحُسَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن
خَالِدِ بن عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ خَالِدِ بن عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ عُثْمَانَ بن مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بن عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ عُثْمَانَ بن أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي مُعَاوِيَةَ بن عَبْدِ اللاتِ مِنْ نَمِرِ الأَزْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:الأَمَانَةُ فِي الأَزْدِ وَالْحَيَاءُ فِي قُرَيْشٍ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا حَسَنٍ
أَبُو حَسَنٍ الأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الْمَازِنِيُّ بَدْرِيٌّ عَقَبِيٌّ
18413 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بن الْمُثَنَّى، ثنا عَلِيُّ بن الْمَدِينِيُّ، ح وحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن أَحْمَدَ بن سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بن دِينَارٍ، قَالا: ثنا زَيْدُ بن الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بن يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي حَسَنِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا عَقَبِيًّا، قَالَ:كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ رَجُلٌ وَنَسِيَ نَعْلَيْهِ فَأَخَذَهُمَا رَجُلٌ فَوَضَعَهُمَا تَحْتَهُ فَرَجَعَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: نَعْلِي، فَقَالَ: الْقَوْمُ مَا رَأَيْنَاهُمَا، فَقَالَ رَجُلٌ: هُوَ ذِهْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ بروعةِ الْمُؤْمِنِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّمَا صَنَعْتُهُ لاعِبًا، فَقَالَ: كَيْفَ بروعةِ الْمُؤْمِنِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا.
18414 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيُّ الْمَدَنِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بن الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن فُلَيْحٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بن يَحْيَى بن عُمَارَةَ بن أَبِي الْحَسَنِ الْمَازِنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَارَةَ بن أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ:أَخَذْنَا
بِالأَسْوَاقِ فَرْخَيْ دُبْسِيٍّ إِذْ دَخَلَ أَبُو الْحَسَنِ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ لَهُ مِتِّيخَةً وَضَرَبَهُ بِهَا.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا كُلَيْبٍ
أَبُو كليب
18415 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن مُحَمَّدٍ الْجُذُوعِيُّ الْقَاضِي، ثنا الْحُسَيْنُ بن مَهْدِيٍّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ عُثْمَانَ بن كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ جَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:أَلْقِ عَنْكَ شَعْرَ الْكُفْرِ وَاخْتَتِنْ.
مَنْ يُكَنَّى أَبَا خُصَيْفَةَ
أَبُو خُصَيْفَةَ
18416 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن نَصْرٍ الصَّائِغُ، ثنا مُحَمَّدُ بن إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ، ثنا يَحْيَى بن يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ بن خُصَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:الْتَمِسُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ.
18417 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن نَصْرٍ الصَّائِغُ، ثنا مُحَمَّدُ بن إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ، ثنا يَحْيَى بن يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ بن خُصَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ:إِذَا خَرَجَ أَحَدُكُمْ مِنْ بَيْتِهِ فَلْيَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، مَا شَاءَ اللَّهُ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، حَسْبِي اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ مُسْنَدِ النِّسَاءِ اللاتِي رَوَيْنَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
خَرَّجْتُ أَسْمَاءُهُنَّ عَلَى حُرُوِفِ الْمُعْجَمِ، وَبَدَأْتُ بِبَنَاتِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَزْوَاجُهُ لِئَلا يَتَقَدَّمَهُنَّ غَيْرُهُنَّ، وَكَانَتْ فَاطِمَةُ أَصْغَرُ بناتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحَبُّهُنَّ إِلَيْهِ، فَبَدَأْتُ بِهَا لِحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا.
ذِكْرُ سِنِّ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا
وَوَفَاتِهَا وَمِنْ أَخْبَارِهَا وَمَنَاقِبِهَا وَكُنْيَتِهَا
18418 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن فَهْمٍ، ثنا مُصْعَبُ بن عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ:كُنْيَةُ فَاطِمَةُ أُمُّ أَبِيهَا.
18419 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ:قَالَ لِي غَيْرُ وَاحِدٍ: كَانَتْ فَاطِمَةُ أَصْغَرَهُنَّ وَأَحَبَّهُنَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَزَعَمَ الزُّبَيْرُ بن بَكَّارٍ أَنَّ رُقْيَةَ أَصْغَرُ مِنْ فَاطِمَةَ ).
18420 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الزُّبَيْرُ بن بَكَّارٍ، قَالَ:وَلَدُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَاسِمُ وَهُوَ أَكْبَرُ وَلَدِهِ، ثُمَّ زَيْنَبُ، ثُمَّ عَبْدُ اللَّهِ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: الطِّيبُ، وَيُقَالُ لَهُ الطَّاهِرُ وُلِدَ بَعْدَ النُّبُوَّةِ، وَمَاتَ صَغِيرًا، ثُمَّ أُمُّ كُلْثُومٍ، ثُمُّ فَاطِمَةُ، ثُمَّ رُقْيَةُ هَكَذَا الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ مَاتَ الْقَاسِمُ بِمَكَّةَ، ثُمَّ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ.
18421 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ، فُسْتُقَةُ، قَالَ:وَكَانَتْ فَاطِمَةُ بنتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُكَنَّى أُمَّ أَبِيهَا، يُقَالُ: كَانَتْ أَصْغَرَ وَلَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَدِيجَةَ، وَيُقَالُ:
بَلْ كَانَتْ تَوْءَمَ عَبْدِ اللَّهِ بن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
18422 - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بن نَافِعٍ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بن أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:تُوُفِّيَتُ فَاطِمَةُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ، وَدَفَنَهَا عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ لَيْلا.
18423 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بن الْفَضْلِ الأَسْفَاطِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بن أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بن بِلالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ،أَنَّ فَاطِمَةَ عَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ.
18424 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا عَنْهَاأَنَّ عَلِيًّا دَفَنَ فَاطِمَةَ لَيْلا.
18425 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بن غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ،أَنَّ عَلِيًّا، دَفَنَ فَاطِمَةَ لَيْلا.
18426 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:مَكَثَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ مَاتَتْ.
18427 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، ثنا سَلَمَةُ بن الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بن
إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بن عَبَّادِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ:إِنَّ فَاطِمَةَ عَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ.
18428 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بن دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ:مَكَثَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ، وَمَا رُئِيَتْ ضَاحِكَةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا أَنَّهُمْ قَدْ أَمْتَرُوا فِي طَرَفِ نَابِهَا.
18429 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مُحَمَّدِ بن عَقِيلٍ، أَنَّ فَاطِمَةَلَمَّا حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ، أَمَرَتْ عَلِيًّا فَوَضَعَ لَهَا غُسْلا، فَاغْتَسَلَتْ وَتَطَهَّرَتْ، وَدَعَتْ بِثِيَابِ أَكْفَانِهَا، فَأُتِيَتْ بِثِيَابٍ غِلاظٍ خَشِنٍ وَلَبِسَتْهَا، وَمَسَّتْ مِنَ الْحَنُوطِ، وَأَمَرَتْ عَلِيًّا أَنْ لا تُكْشَفَ إِذَا قُبِضَتْ، وَأَنْ تُدْرَجَ كَمَا هِيَ فِي ثِيَابِهَافَقُلْتُ لَهُ: هَلْ عَلَّمَتْ أَحَدًا فِعْلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَثِيرَ بن عَبَّاسٍ وَكَتَبَ فِي أَطْرَافِ أَكْفَانِهِ يَشْهَدُ كَثِيرُ بن عَبَّاسٍ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ.
18430 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بن غَنَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ، يَقُولُ:تُوُفِّيَتْ فَاطِمَةُ بنتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ بنتُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً.
18431 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بن هِشَامٍ، ثنا زِيَادُ بن عَبْدِ اللَّهِ
الْبَكَّائِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إِسْحَاقَ، قَالَ:تُوُفِّيَتْ فَاطِمَةُ وَهِيَ بنتُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ، وَكَانَ مَوْلِدُهَا وَقُرَيْشُ تَبْنِي الْكَعْبَةَ وَبَنَتْ قُرَيْشٌ الْكَعْبَةَ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعِ سِنِينَ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ، وَأَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ عَشَرَ سِنِينَ بَعْدَ مَبْعَثِهِ، ثُمَّ هَاجَرَ فَأَقَامَ عَشْرًا، ثُمَّ عَاشَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَهُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ.
18432 - حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بن بَحْرٍ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا خَالِدُ بن عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَيَانَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِذَا كَانَيَوْمُ الْقِيَامَةِ، قِيلَ: يَا أَهْلَ الْجَمْعِ، غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ حَتَّى تَمُرَّ فَاطِمَةُ بنتُ مُحَمَّدٍ فَتَمُرُّ وَعَلَيْهَا رَيْطَتَانِ خَضْرَاوَانِ أَوْ حَمْرَاوَانِ.
وَمِنْ مَنَاقِبِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا
18433 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن سَعِيدِ بن يَحْيَى الرَّقِّيُّ، ثنا أَحْمَدُ بن أَبِي شَيْبَةَ الرَّهَاوِيُّ، ثنا أَبُو قَتَادَةَ الْحَرَّانِيُّ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ فَاطِمَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنِّي أَرَاكَ تَفْعَلُ شَيْئًا مَا كُنْتُ أَرَاكَ تَفْعَلُهُ مِنْ قَبْلُ، فَقَالَ لِي:يَا حُمَيْرَاءُ، إِنَّهُ لَمَّا كَانَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ، فَوَقَفْتُ عَلَى شَجَرَةٍ
مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ لَمْ أَرَى فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً هِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا حُسْنًا، وَلا أَبْيَضَ مِنْهَا وَرَقَةً، وَلا أَطْيَبَ مِنْهَا ثَمَرَةً فَتَنَاوَلْتُ ثَمَرَةً مِنْ ثَمَرَتِهَا فَأَكَلْتُهَا فَصَارَتْ نُطْفَةً فِي صُلْبِي، فَلَمَّا هَبَطْتُ الأَرْضَ وَاقَعْتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ، فَإِذَا أَنَا اشْتَقْتُ إِلَى رَائِحَةِ الْجَنَّةِ شَمَمْتُ رِيحَ فَاطِمَةَ، يَا حُمَيْرَاءُ، إِنَّ فَاطِمَةَ لَيْسَتْ كَنِسَاءِ الآدَمِيِّينَ وَلا تَعْتَلُّ كَمَا يَعْتَلُّونَ.
18434 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بن مُوسَى، ومُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالا: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّدِ بن سَالِمٍ الْقَزَّازُ، قَالَ: ثنا حُسَيْنُ بن زَيْدِ بن عَلِيٍّ، وَعَلِيُّ بن عُمَرَ بن عَلِيٍّ، عَنْ جَعْفَرِ بن مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بن الْحُسَيْنِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بن عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِفَاطِمَةَ:إِنَّ اللَّهَ يَغْضَبُ لِغَضَبِكِ وَيَرْضَى لِرَضَاكِ.
18435 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، وأَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، قَالا: ثنا حَجَّاجُ بن الْمِنْهَالِ، ثنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ، أَنَا عَلِيُّ بن زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمُرُّ بِبَيْتِ فَاطِمَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ إِذَا خَرَجَ إِلَى صَلاةِ الصُّبْحِ، وَيَقُولُ:الصَّلاةُ، إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا.
18436 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ابْنَا مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بنتُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ، وَآسِيَةُ بنتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَفَاطِمَةُ بنتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
18437 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بن زَكَرِيَّا الْمُطَرَّزُ، ثنا يُوسُفُ بن مُوسَى الْقَطَّانُ، ثنا تَمِيمُ بن الْجَعْدِ، قَالُوا: ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بنتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بنتُ مُزَاحِمٍ، وَخَدِيجَةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بنتُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلامُ.
18438 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عَاصِمُ بن عَلِيٍّ، ثنا قَيْسُ بن الرَّبِيعِ، عَنْ مَيْسَرَةَ بن حَبِيبٍ، عَنْ عَدِيِّ بن ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بن حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:هَذَا مَلَكٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ لِيُسَلِّمَ عَلَيَّ وَلِيَزُورَنِي، لَمْ يَهْبِطْ إِلَى الأَرْضِ قَبْلَهَا، وَبَشَّرَنِي أَنَّ حَسَنًا وَحُسَيْنًا سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأُمَّهَمَا سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
18439 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بن مَرْوَانَ الذُّهْلِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:إِنَّ مَلَكًا مِنَ السَّمَاءِ لَمْ يَكُنْ زَارَنِي، فَاسْتَأْذَنَ اللَّهَ فِي زِيَارَتِي فَبَشَّرَنِي، أَوْ أَخْبَرَنِي أَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أُمَّتِي.
18440 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى السَّاجِيُّ، ثنا
خَالِدُ بن يُوسُفَ السَّمْتِيُّ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بن زَيْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ أَهْلِ بَيْتِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ:أَحَبُّ أَهْلِي إِلَيَّ فَاطِمَةُ.
18441 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا عَبْدُ السَّلامِ بن حَرْبٍ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ جُمَيْعِ بن عُمَيْرٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَمَّتِي عَلَى عَائِشَةَ، فَقُلْتُيَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَيُّ النَّاسِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: فَاطِمَةُ.
18442 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثنا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثنا شَرِيكٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ جُمَيْعِ بن عُمَيْرٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَخَالَتِي، عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ لَهَا خَالَتِي: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مِنْ كَانَ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ:ابْنَتُهُ فَاطِمَةُ.
18443 - حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بن شُعَيْبٍ الأَزْدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن عُبَيْدِ اللَّهِ بن أَبِي مُلَيْكَةَ الْقُرَشِيّ أَنَّ الْمِسْوَرَ بن مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، يَقُولُ:إِنَّمَا ابْنَتِي بَضْعَةٌ مِنِّي يُرِيبُنِي مَا أَرَابَهَا وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا.
18444 - حَدَّثَنَا مُوسَى بن هَارُونَ، ثنا قُتَيْبَةُ بن سَعِيدٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بن مَخْرَمَةَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ
الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:إِنَّمَا ابْنَتِي، يَعْنِي فَاطِمَةَ، بَضْعَةٌ مِنِّي يُرِيبُنِي مَا أَرَابَهَا وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا.
18445 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بن دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بن مَخْرَمَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي مَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي.
18446 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بن مَنِيعٍ، ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن صَالِحِ بن الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا مُؤَمَّلُ بن هِشَامٍ، قَالا: ثنا إِسْمَاعِيلُ بن عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بنتَ أَبِي جَهْلٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:إِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا وَيُغْضِبُنِي مَا أَغْضَبَهَا.
18447 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن هَارُونَ النَّوْفَلِيُّ الْمَدَنِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن جَعْفَرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بنتِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أَبِيهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:إِنَّ فَاطِمَةَ شُجْنَةٌ مِنِّي وَيُغْضِبُنِي مَا أَغْضَبَهَا وَيُبْسِطُنِي مَا يُبْسِطُهَا.
18448 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بن غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو الْجَوَّابِ الأَحْوَصُ بن جَوَّابٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بن قَرْمٍ، عَنْ هَارُونَ بن سَعْدٍ، عَنْ حُرَّةَ، عَنْ أَسْمَاءِ
بنتِ عُمَيْسٍ، قَالَتْ:خَطَبَنِي عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ فَاطِمَةَ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنَّ أَسْمَاءَ مُتَزَوِّجَةٌ عَلِيًّا، فَقَالَ: مَا كَانَ لَهَا أَنْ تُؤْذِيَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ.
18449 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن حَيَّانَ الْمَازِنِيُّ، ثنا كَثِيرُ بن يَحْيَى، ثنا سَعِيدُ بن عَبْدِ الْكَرِيمِ بن سَلِيطٍ، وأَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بن أَبِي عَوْفٍ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أَبِي زِنَادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بن الْحَارِثِ بن نَوْفَلٍ، يَقُولُ: ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ ذَاتَ يَوْمٍ وَعَلِيٌّ قَائِمٌ، وَهِيَ مُضْطَجِعَةٌ وَأَبْنَاؤُهَا إِلَى جَنْبِهَا، فَاسْتَسْقَى الْحَسَنُ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى لِقْحَةٍ فَحَلَبَ لَهُمْ فَأَتَى بِهِ فَاسْتَيْقَظَ الْحُسَيْنُ، فَجَعَلَ يُعَالِجُ أَنْ يَشْرَبَ قَبْلَهُ حَتَّى بَكَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَخَاكَ اسْتَسْقَى قَبْلَكَ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: كَأَنَّ الْحَسَنَ آثَرُ عِنْدَكَ، قَالَ: مَا هُوَ بِآثَرَ عِنْدِي مِنْهُ، وَإِنَّمَا هُمَا عِنْدِي بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ، وَإِنِّي وَإِيَّاكَ وَهُمَا وَهَذَا النَّائِمُ لَفِي مَكَانٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
18450 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن حَيَّانَ الْمَازِنِيُّ، ثنا كَثِيرُ بن يَحْيَى، ثنا سَعِيدُ بن عَبْدِ الْكَرِيمِ بن سَلِيطٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بن أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ:دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا نَائِمٌ
فَاسْتَسْقَى الْحَسَنُ، فَقَامَ إِلَى مَسْحَةٍ لَنَا نكيهِ فِيضَ مِنْهَا، ثُمَّ جَاءَ بِالإِنَاءِ فَقَامَ إِلَيْهِ الْحُسَيْنُ يَسْتَسْقِيهِ، فَقَالَ: أَخُوكَ اسْتَسْقَى قَبْلَكَ يَشْرَبُ ثُمَّ تَشْرَبُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: كَأَنَّهُ أَحَبُّهُمَا إِلَيْكَ، فَقَالَ:مَا هُوَ بِأَحَبِّهِمَا إِلَيَّ وَإِنَّهُمَا عِنْدِي لَبِمَكانٍ وَاحِدٍ فَإِنِّي وَإِيَّاكَ وَهُمَا وَهَذَا الرَّاقِدُ لَفِي مَكَانٍ وَاحِدٍ.
18451 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، قَالا: ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بن هِشَامٍ، عَنْ عَمْرِو بن غِيَاثٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:إِنَّ فَاطِمَةَ حَصَّنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَهَا اللَّهُ وَذُرِّيَّتَهَا عَلَى النَّارِ.
18452 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بن فَرُّوخَ، ثنا دَاوُدُ بن أَبِي الْفُرَاتِ، ثنا عِلْبَاءُ بن أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، فَقَالَ:أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، مَرْيَمُ بنتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بنتُ مُزَاحِمٍ، وَخَدِيجَةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بنتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ذِكْرُ تَزْوِيجِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا
18453 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بن الْحُسَيْنِ الصَّابُونِيُّ
التُّسْتَرِيُّ، قَالا: ثنا إِسْمَاعِيلُ بن مُوسَى السُّدِّيُّ، ثنا بِشْرُ بن الْوَلِيدِ الْهَاشِمِيُّ، ثنا عَبْدُ النُّورِ بن عَبْدِ اللَّهِ الْمِسْمَعِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ بن الْحَجَّاجِ، عَنْ عَمْرِو بن مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ حَدَّثَنِي مَسْرُوقٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ، قَالَ: سَأُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أَزَلْ أَطْلُبُ الشَّهَادَةَ لِلْحَدِيثِ فَلَمْ أُرْزَقْهَا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ يَقُولُ وَنَحْنُ نَسِيرُ مَعَهُ:إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ فَفَعَلْتُ، قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ: إِنَّ اللَّهَ بنى جَنَّةً مِنْ لُؤْلُؤَةِ قَصَبٍ بَيْنَ كُلِّ قَصَبَةٍ إِلَى قَصَبَةٍ لُؤْلُؤَةٌ مِنْ يَاقُوتٍ مُشَذَّرَةٍ بِالذَّهَبِ، وَجَعَلَ سُقُوفَهَا زَبَرْجَدًا أَخْضَرَ، وَجَعَلَ فِيهَا طَاقَاتٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ مُكَلَّلَةً بِالْيَاقُوتِ، ثُمَّ جَعَلَ عَلَيْهَا غُرَفًا لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ دُرٍّ وَلَبِنَةٌ مِنْ يَاقُوتٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ، ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا عُيُونًا تَنْبُعُ فِي نَوَاحِيهَا، وَحُفَّتْ بِالأَنْهَارِ، وَجَعَلَ عَلَى الأَنْهَارِ قِبَابًا مِنْ دُرٍّ قَدْ شُعِبَّتْ بِسَلاسِلِ الذَّهَبِ، وَحُفَّتْ بِأَنْوَاعِ الشَّجَرِ وَبَنَى فِي كُلِّ غُصْنٍ قُبَّةً، وَجَعَلَ فِي كُلِّ قُبَّةٍ أَرِيكَةً مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ، غِشَاؤُهَا السُّنْدُسُ وَالإِسْتَبْرَقُ، وَفُرِشَ أَرْضُهَا بِالزَّعْفَرَانِ، وفُتِقَ بِالْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ، وَجَعَلَ فِي كُلِّ قُبَّةٍ حَوْرَاءَ، وَالْقُبَّةُ لَهَا مِائَةُ بَابٍ عَلَى كُلِّ بَابٍ حَارِسَانِ وَشَجَرَتَانِ فِي
كُلِّ قُبَّةٍ مَفْرَشٌ وَكِتَابٌ مَكْتُوبٌ حَوْلَ الْقِبَابِ آيَةُ الْكُرْسِيِّ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، لِمَنْ بنى اللَّهُ هَذِهِ الْجَنَّةَ؟، قَالَ: بناهَا لِفَاطِمَةَ ابْنَتِكَ وَعَلِيِّ بن أَبِي طَالِبٍ سِوَى جِنَانِهَا تُحْفَةٌ أَتْحَفَهَا وَأَقَرَّ عَيْنَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
18454 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بن حَمَّادٍ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا يَحْيَى بن يَعْلَى الأَسْلَمِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بن أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ، قَالَ: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَدْ عَلِمْتَ مُنَاصَحَتِي وَقِدَمِي فِي الإِسْلامِ، وَإِنِّي وَإِنِّي، قَالَ:وَمَا ذَلِكَ؟قَالَ: تُزَوِّجْنِي فَاطِمَةَ، فَسَكَتَ عَنْهُ، أَوْ قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: هَلَكْتُ وَأَهْلَكْتَ، قَالَ: وَمَا ذَلِكَ؟ قَالَ: خَطَبْتُ فَاطِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَقَالَ: مَكَانَكَ حَتَّى آتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطْلُبُ مِثْلَ الَّذِي طَلَبْتَ، فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَدْ عَلِمْتَ مُنَاصَحَتِي وَقِدَمِي فِي الإِسْلامِ، وَإِنِّي وَإِنِّي، قَالَ:وَمَا ذَاكَ؟قَالَ: تُزَوِّجْنِي فَاطِمَةَ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَرَجَعَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ يَنْتَظِرُ أَمْرَ اللَّهِ فِيهَا، انْطَلِقْ بنا إِلَى عَلِيٍّ حَتَّى نَأْمُرَهُ أَنْ يَطْلُبَ مِثْلَ الَّذِي طَلَبْنَا، قَالَ عَلِيٌّ: فَأَتَيَانِي وَأَنَا فِي سَبِيلٍ،
فَقَالا: بنتُ عَمِّكَ تُخْطَبُ، فَنَبَّهَانِي لأَمْرٍ، فَقُمْتُ أَجُرُّ رِدَائِي طَرَفٌ عَلَى عَاتِقِي، وَطَرَفٌ آخَرُ فِي الأَرْضِ حَتَّى أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَدْ عَلِمْتَ قِدَمِي فِي الإِسْلامِ وَمُنَاصَحَتِي، وَإِنِّي وَإِنِّي، قَالَ:وَمَا ذَاكَ يَا عَلِيُّ؟قُلْتُ: تُزَوِّجْنِي فَاطِمَةَ، قَالَ:وَمَا عِنْدَكَ، قُلْتُ: فَرَسِي وَبُدْنِي، يَعْنِي دِرْعِي، قَالَ:أَمَّا فَرَسُكَ، فَلا بُدَّ لَكَ مِنْهُ، وَأَمَّا دِرْعُكَ فَبِعْهَا، فَبِعْتُهَا بِأَرْبَعَ مِائَةٍ وَثَمَانِينَ فَأَتَيْتُ بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعْتُهَا فِي حِجْرِهِ، فَقَبَضَ مِنْهَا قَبْضَةً، فَقَالَ:يَا بِلالُ، ابْغِنَا بِهَا طِيبًا، ومُرْهُمْ أَنْ يُجَهِّزُوهَا، فَجَعَلَ لَهَا سَرِيرًا مُشَرَّطًا بِالشَّرَيطِ، وَوِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ، حَشْوُهَا لِيفٌ، وَمَلأَ الْبَيْتَ كَثِيبًا، يَعْنِي رَمَلا، وَقَالَ:إِذَا أَتَتْكَ فَلا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى آتِيَكَ، فَجَاءَتْ مَعَ أُمِّ أَيْمَنَ فَقَعَدَتْ فِي جَانِبٍ الْبَيْتِ، وَأَنَا فِي جَانِبٍ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:هَهُنَا أَخِي، فَقَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: أَخُوكَ قَدْ زَوَّجْتَهُ بنتَكَ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِفَاطِمَةَ:ائْتِينِي بِمَاءٍ، فَقَامَتْ إِلَى قَعْبٍ فِي الْبَيْتِ فَجَعَلَتْ فِيهِ مَاءً فَأَتَتْهُ بِهِ فَمَجَّ فِيهِ ثُمَّ قَالَ لَهَا:قَوْمِي، فَنَضَحَ بَيْنَ ثَدْيَيْهَا وَعَلَى رَأْسِهَا، ثُمَّ قَالَ:اللَّهُمَّ أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، ثُمَّ قَالَ
لَهَا:أَدْبِرِي، فَأَدْبَرَتْ فَنَضَحَ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ قَالَ:اللَّهُمَّ إِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، ثُمَّ قَالَ:ائْتِينِي بِمَاءٍ، فَعَمِلْتُ الَّذِي يُرِيدُهُ، فَمَلأْتُ الْقَعْبَ مَاءً فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَأَخَذَ مِنْهُ بِفِيهِ، ثُمَّ مَجَّهُ فِيهِ، ثُمَّ صَبَّ عَلَى رَأْسِي وَبَيْنَ يَدَيْ، ثُمَّ قَالَ:اللَّهُمَّ إِنِّي أُعِيذُهُ وَذُرِّيَّتَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، ثُمَّ قَالَ:ادْخُلْ عَلَى أَهْلِكَ بِسْمِ اللَّهِ وَالْبَرَكَةِ.
18455 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ يَحْيَى بن الْعَلاءِ، عَنْ عَمِّهِ شُعَيْبِ بن خَالِدٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بن سَبْرَةَ بن الْمُسَيَّبِ بن نَجِيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ تُذْكَرُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلا يَذْكُرُهَا أَحَدٌ إِلا صَدَّ عَنْهُ حَتَّى يَئِسُوا مِنْهَا، فَلَقِيَ سَعْدُ بن مُعَاذٍ عَلِيًّا، فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا رَى أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْبِسُهَا إِلا عَلَيْكَ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: فَلِمَ تَرَ ذَلِكَ؟ فَوَاللَّهِ مَا أَنَا بِأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ، مَا أَنَا بِصَاحِبِ دُنْيَا يُلْتَمَسُ مَا عِنْدِي، وَقَدْ عَلِمَ مَا لِي صَفْرَاءُ وَلا بَيْضَاءُ، وَمَا أَنَا بِالْكَافِرِ الَّذِي يُتَرَفَّقُ بِهَا عَنْ دِينِهِ، يَعْنِي يَتَأَلَّفُهُ بِهَا، إِنِّي لأَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ، فَقَالَ سَعْدٌ: فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ لَتُفُرِجَنَّهَا عَنِّي، فَإِنَّ لِي فِي ذَلِكَ فَرَجًا، قَالَ: أَقُولُ مَاذَا؟ قَالَ: تَقُولُ: جِئْتُ خَاطِبًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَاطِمَةَ بنتَ مُحَمَّدٍ، قَالَ: فَانْطَلَقَ
عَلِيٌّ وَهُوَ ثَقِيلٌ حَصِرٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَأَنَّ لَكَ حَاجَةً يَا عَلِيُّ؟ قَالَ: أَجَلْ جِئْتُكَ خَاطِبًا إِلَى اللَّهِ وَإِلَى وَرَسُولِهِ فَاطِمَةَ بنتَ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَرْحَبًا، كَلِمَةً ضَعِيفَةً، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى سَعْدِ بن مُعَاذٍ، فَقَالَ لَهُ: قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي أَمَرْتَنِي بِهِ، فَلَمْ يَزِدْ عَلَى أَنْ رَحَّبَ بِي كَلِمَةً ضَعِيفَةً، فَقَالَ سَعْدٌ: أَنْكَحَكَ وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ، إِنَّهُ لا خُلْفَ الآنَ، وَلا كَذِبَ عِنْدَهُ، وَأَعْزَمُ عَلَيْكَ لَتَأْتِيَنَّهُ غَدًا، فَلَتَقُولَنَّ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَتَى تُبْنِينِي؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: هَذِهِ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنَ الأُولَى، أَوَّلا أَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! حَاجَتِي، قَالَ: قُلْ كَمَا أَمَرْتُكَ، فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَتَى تُبْنِينِي؟ فَقَالَ: اللَّيْلَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ دَعَا بِلالا، فَقَالَ: يَا بِلالُ، إِنِّي قَدْ زَوَّجْتُ ابْنَتِي ابْنَ عَمِّي، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ مِنْ سُنَّةِ أُمَّتِي الطَّعَامُ عِنْدَ النِّكَاحِ، فَائْتِ الْمَغْنَمَ فَخُذْ شَاةً وَأَرْبَعَةَ أَمْدَادٍ، وَاجْعَلْ لِي قَصْعَةً لِعَلِيٍّ أَجْمَعُ عَلَيْهَا الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارَ، فَإِذَا فَرَغْتُ فَآذِنِّي بِهَا، فَانْطَلَقَ فَفَعَلَ مَا أَمَرَهُ، ثُمَّ أَتَاهُ بِقَصْعَةٍ فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَطَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَأْسِهَا، وَقَالَ: أَدْخِلِ النَّاسَ عَلَيَّ زِقَّةً زِقَّةً وَلا تُغَادِرُونَ زِقَّةً إِلَى غَيْرِهَايَعْنِي إِذَا فَرَغَتْ زِقَّةٌ، فَلا تَعُودَنَّ ثَانِيَةً، فَجَعَلَ النَّاسُ يَرُدُّونَ كُلَّمَا
فَرَغَتْ زِقَّةٌ وَرَدَتْ أُخْرَى حَتَّى فَرَغَ النَّاسُ، ثُمَّ عَمَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَا فَضَلَ مِنْهَا فَتَفَلَ فِيهَا وَبَارَكَ، وَقَالَ: يَا بِلالُ احْمِلْهَا إِلَى أُمَّهَاتِكَ، وَقُلْ لَهُنَّ: كُلْنَ وَأَطْعِمْنَ مَنْ غَشِيَكُنَّ، ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: إِنِّي زَوَّجْتُ بنتِي ابْنَ عَمِّي، وَقَدْ عَلِمْتُنَّ مَنْزِلَتِهَا مِنِّي وَأَنَا دَافِعُهَا إِلَيْهِ، فَدُونَكُنَّ ابْنَتَكُنَّ، فَقُمْنَ النِّسَاءُ فَغَلَّفْنَهَا مِنْ طِيبِهِنَّ، وَأَلْبَسْنَهَا مِنْ ثِيَابِهِنَّ، وَحَلَّيْنَهَا مِنْ حُلِيِّهِنَّ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ، فَلَمَّا رَأَيْنَهُ النِّسَاءُ ذَهَبْنَ وَبَيْنَهُنَّ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَتَرٌ وَتَخَلَّفَتْ أَسْمَاءُ بنتُ عُمَيْسٍ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رِسْلِكِ مَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا الَّتِي أَحْرُسُ ابْنَتَكَ، إِنَّ الْفَتَاةَ لَيْلَةَ تُبْنَى بِهَا لا بُدَّ لَهَا مِنِ امْرَأَةٍ تَكُونُ قُرَيْبَةً مِنْهَا، إِنْ عَرَضَتْ لَهَا حَاجَةٌ، أَوْ أَرَادَتْ شَيْئًا أَفْضَتْ بِذَلِكَ إِلَيْهَا، قَالَ: فَإِنِّي أَسْأَلُ إِلَهِي أَنْ يَحْرُسَكِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْكِ، وَمِنْ خَلْفِكِ، وَعَنْ يَمِينِكِ، وَعَنْ شِمَالِكِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، ثُمَّ صَرَخَ بِفَاطِمَةَ فَأَقْبَلَتْ، فَلَمَّا رَأَتْ عَلِيًّا جَالِسًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَصِرَتْ وَبَكَتْ، فَأَشْفَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكُونَ بُكَاؤُهَا ؛ لأَنَّ عَلِيًّا لا مَالَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يُبْكِيكِ؟ فَمَا أَلَوْتُكِ فِي نَفْسِي وَقَدْ أَصَبْتُ لَكِ خَيْرَ أَهْلِي وَايْمُ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ زَوَّجْتُكِ سَعِيدًا فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لِمَنِ الصَّالِحِينَ، فَلانَ مِنْهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَسْمَاءُ ائْتِينِي بِالْمِخْضَبِ فَامْلَئِيهِ مَاءً، فَأَتَتْ أَسْمَاءُ بِالْمِخْضَبِ فَمَلأَتْهُ فَمَجَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ وَمَسَحَ فِيهِ وَجْهَهُ وَقَدَمَيْهِ، ثُمَّ دَعَا فَاطِمَةَ، فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَضَرَبَ بِهِ عَلَى رَأْسِهَا وَكَفَا بَيْنَ ثَدْيَيْهَا، ثُمَّ رَشَّ جِلْدَهُ وَجِلْدَهَا، ثُمَّ الْتَزَمَهَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّهُمَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمَا، اللَّهُمَّ كَمَا أَذْهَبْتَ عَنِّي الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَنِي فَطَهِّرْهُمَا، ثُمَّ دَعَا بِمِخْضَبٍ آخَرَ، ثُمَّ دَعَا عَلِيًّا فَصَنَعَ بِهِ كَمَا صَنَعَ بِهَا ثُمَّ دَعَا لَهُ كَمَا دَعَا لَهَا، ثُمَّ قَالَ لَهُمَا: قُومَا إِلَى بَيْتِكُمَا جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَكُمَا وَبَارَكَ فِي سَيْرِكُمَا وَأَصْلَحَ بَالَكُمَا، ثُمَّ قَامَ فَأَغْلَقَ عَلَيْهِمَا بَابَهُ بِيَدِهِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَخْبَرَتْنِي أَسْمَاءُ بنتُ عُمَيْسٍ أَنَّهَا رَمَقَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَزَلْ يَدْعُو لَهُمَا خَاصَّةً لا يُشْرِكُهُمَا فِي دُعَائِهِ أَحَدًا حَتَّى تَوَارَى فِي حُجْرَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
مَا أَسْنَدَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ عَنْ فَاطِمَةَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ
18456 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا سَعِيدُ بن مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن مُحَمَّدٍ
الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بن مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بن عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:دَخَلَ عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ عَلَى فَاطِمَةَ فَرَآهَا قَدِ اكْتَحَلَتْ وَلَبِسَتْ صَبِيغًا، يَعْنِي فِي حَجِّهِمْ، مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهَا: مَنْ أَمَرَكِ بِهَذَا؟ قَالَتْ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ عَلِيٌّ: فَانْطَلَقْتُ مُحَرِّشًا عَلَى فَاطِمَةَ مُسْتَفْتِيًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَتْ صَدَقَتْ.
عَبْدُ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنْ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
18457 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بن مُقْبِلٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا الْخَلِيلُ بن أَسَدٍ النُّوشَجَانِيُّ، ثنا رُوَيْمُ بن يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سَوَّارُ بن مُصْعَبٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ عَمْرِو بن قَيْسٍ الْمُلائِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بن كُهَيْلٍ، عَنْ شَقِيقِ بن سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى فَاطِمَةَ بنتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ، تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَكَ شَيْئًا تُطْرِفِينِيهِ؟ فَقَالَتْ: يَا جَارِيَةُ، هَاتِي تِلْكَ الْجَرِيدَةَ، فَطَلَبْتُهَا فَلَمْ تَجِدْهَا، فَقَالَتْ: وَيْحَكَ اطْلُبِيهَا، فَإِنَّهَا تَعْدِلُ عِنْدِي حَسَنًا وَحُسَيْنًا فَطَلَبَتْهَا، فَإِذَا هِيَ قَدْ قَمَّتْهَا فِي قِمَامَتِهَا، فَإِذَا فِيهَا، قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:لَيْسَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لَمْ يَأْمَنْ جَارَهُ بَوَائِقَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ
ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخَرِ فَلا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْحَيِيَّ الْحَلِيمَ الضَّعِيفَ الْمُتَعَفِّفَ وَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ السَّائِلَ الْمُلْحِفَ، إِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ، وَالإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْفُحْشَ مِنَ الْبَذَاءِ، وَالْبَذَاءُ فِي النَّارِ.
الْحُسَيْنُ بن عَلِيٍّ عَنْ فاطمة
18458 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الْحَكَمُ بن مُوسَى، ثنا يَحْيَى بن حَمْزَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الأَيْلِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بن عَلِيِّ بن حُسَيْنٍ، يَقُولُ: خَرَجَ الْحُسَيْنُ وَهُوَ يُرِيدُ أَرْضَهُ الَّتِي بِظَاهِرِ الْحَرَّةِ، وَنَحْنُ نَمْشِي إِذْ أَدْرَكْنَا النُّعْمَانَ بن بَشِيرٍ عَلَى بَغْلَةٍ فَنَزَلَ، فَقَرَّبَهَا إِلَى الْحُسَيْنِ، فَقَالَ: ارْكَبْ يَا عَبْدَ اللَّهِ، فَكَرِهَ ذَلِكَ فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ مِنْ أَقْسَامِ النُّعْمَانِ عَلَيْهِ حَتَّى أَطَاعَ لَهُ الْحُسَيْنُ بِالرُّكُوبِ، قَالَ: أَمَا إِذْ أَقْسَمْتَ فَقَدْ كَلَّفْتَنِي مَا أَكْرَهُ فَارْكَبْ عَلَى صَدْرِ دَابَّتِكَ، فَسَأُرْدِفُكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بنتَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:الرَّجُلُ أَحَقُّ بِصَدْرِ دَابَّتِهِ وَصَدْرِ فِرَاشِهِ وَالصَّلاةِ فِي مَنْزِلِهِ إِلا إِمَامًا يَجْمَعُ النَّاسَ عَلَيْهِ، فَقَالَ النُّعْمَانُ: صَدَقَتْ بنتُ مُحَمَّدٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعْتُ أَبِي بَشِيرًا يَقُولُ: كَمَا قَالَتْ فَاطِمَةُ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:إِلا مَنْ أَذِنَ، فَرَكِبَ حُسَيْنٌ عَلَى السَّرْجِ وَرِدْفُهُ الأَنْصَارِيُّ.
18459 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا جَنْدَلُ بن وَالْقٍ، ثنا مُحَمَّدُ بن عُمَرَ الْمَازِنِيُّ، عَنْ عَبَّادٍ الْكَلْبِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بن مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بن حُسَيْنٍ، عَنْ فَاطِمَةَ الصُّغْرَى، عَنْ حُسَيْنِ بن عَلِيٍّ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بنتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، فَقَالَ:إِنَّ اللَّهَ بَاهَى بِكُمْ وَغَفَرَ لَكُمْ عَامَّةً وَلِعَلِيٍّ خَاصَّةً، وَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ غَيْرُ مُحَابٍ لِقَرَابَتِي، هَذَا جِبْرِيلُ يُخْبِرُنِي أَنَّ السَّعِيدَ حَقٌّ، السَّعِيدُ مَنْ أَحَبَّ عَلِيًّا فِي حَيَاتَهِ وَبَعْدَ مَوْتِهِ، وَإِنَّ الشَّقِيَّ كُلُّ الشَّقِيِّ مَنْ أَبْغَضَ عَلِيًّا فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَوْتِهِ.
عَبْدُ اللَّهِ بن عَبَّاسٍ عَنْ فاطمة
18460 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بن سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبَّادِ بن الْعَوَّامِ، عَنْ هِلالِ بن خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:لَمَّا نَزَلَتْ: "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ"[النصر آية 1] دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي فَبَكَتْ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَبْكِي فَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقًا لاحِقًا بِي، فَضَحِكْتُ فَرَآهَا بَعْضُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهَا: رَأَيْتُكَ بَكَيْتَ، وَضَحَكْتَ، قَالَتْ: إِنَّهُ قَالَ لِي:
نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ:لا تَبْكِي فَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لاحِقًا بِي، فَضَحِكْتُ.
أَنَسُ بن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنْ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
18461 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ، أَنَّ فَاطِمَةَ بَكَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ:يَا أَبَتَاهُ مَنْ رَبِّهِ مَا أَدْنَاهُ، يَا أَبَتَاهُ إِلَى جِبْرِيلَ أَنْعَاهُ، يَا أَبَتَاهُ جُنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ.
18462 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عَارِمٌ، ثنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ فَاطِمَةَ، قَالَتْ:يَا أَنَسُ كَيْفَ طَابَتْ أَنْفُسَكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التُّرَابَ، وَا أَبَتَاهُ مِنْ رَبِّهِ مَا أَدْنَاهُ، وَا أَبَتَاهُ جُنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ وَقَالَتْ: وَا أَبَتَاهُ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهُ، وَا أَبَتَاهُ أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ.
مَا رَوَتْ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ عَنْ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
18463 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عُثْمَانَ بن أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بن عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بن يَعْقُوبَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي، فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ تَمْشِي وَالَّذِي نَفْسُ عَائِشَةَ بِيَدِهِ كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَارَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَكَتْ ثُمَّ سَارَّهَا، فَضَحِكَتْ،
فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ ضَحِكًا أَقْرَبَ مِنْ بُكَاءٍ، فَقُلْتُ: يَا فَاطِمَةُ، أَخْبِرِينِي مَا قَالَ لَكِ؟ قَالَتْ: مَا كُنْتُ أَفْعَلُ وَقَدْ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَانَكِ فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَهَا، فَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً وَقَدْ عَارَضَنِي بِهِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلا أُرَانِي إِلا مَدْعُوًّا بِهِ فَأَجِيبُ فَاتَّقِي اللَّهَ، قَالَتْ: فَجَزِعْتُ ثُمَّ سَارَّنِي، فَقَالَ:أَمَا تَرْضَيْنَ أَنَّ زَوْجَكِ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ إِسْلامًا وَأَعْلَمُهُمْ عِلْمًا؟ فَإِنَّكِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أُمَّتِي كَمَا سَادَتْ مَرْيَمُ نِسَاءَ قَوْمِهَا.
18464 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بن أَيُّوبَ الْعَلافُ الْمِصْرِيُّ، ثنا سَعِيدُ بن أَبِي مَرْيَمَ، ثنا نَافِعُ بن يَزِيدَ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بن غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرِو بن عُثْمَانَ، أَنَّ أُمَّهُ فَاطِمَةُ بنتُ حُسَيْنٍ حَدَّثَتْهُ، أَنَّ عَائِشَةَ، كَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، قَالَ لِفَاطِمَةَ:يَا بنيَّةُ احْنِي عَلَيَّ، فَأَحْنَتْ عَلَيْهِ فَنَاجَاهَا سَاعَةً ثُمَّ انْكَشَفَتْ وَهِيَ تَبْكِي وَعَائِشَةُ حَاضِرَةٌ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَاعَةٍ: احْنِي عَلَيَّ يَا بنيَّةُ، فَأَحْنَتْ عَلَيْهِ فَنَاجَاهَا سَاعَةً ثُمَّ انْكَشَفَتْ عَنْهُ، فَضَحِكَتْ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: أَيْ بنيَّةُ، أَخْبِرِينِي مَاذَا نَاجَاكِ أَبُوكِ؟ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ:
نَاجَانِي عَلَى حَالٍ سِرٍّ، ظَنَنْتِ أَنِّي أُخْبِرُ بِسِرِّهِ وَهُوَ حَيٌّ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى عَائِشَةَ أَنْ يَكُونَ سِرًّا دُونَهَا، فَلَمَّا قَبَضَهُ اللَّهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ لِفَاطِمَةَ: يَا بنيَّةُ، أَلا تُخْبِرينِي بِذَلِكَ الْخَبَرِ؟ قَالَتْ: أَمَّا الآنَ، فَنَعَمْ، نَاجَانِي فِي الْمَرَّةِ الأُولَى فَأَخْبَرَنِي أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، وَأَنَّهُ عَارَضَهُ بِالْقُرْآنِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلا عَاشَ نِصْفَ عُمَرَ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ، وَأَنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَاشَ عِشْرِينَ وَمِئةَ سَنَةٍ وَلا أُرَانِي ذَاهِبًا عَلَى رَأْسِ السِّتِّينَ فَأَبْكَانِي ذَلِكَ، وَقَالَ: يَا بنيَّةُ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ امْرَأَةٌ أَعْظَمُ رُزِّيَّةً مِنْكِ، فَلا تَكُونِي أَدْنَى مِنِ امْرَأَةٍ صَبْرًا، وَنَاجَانِي فِي الْمَرَّةِ الآخِرَةِ فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِهِ لُحُوقًا بِهِ، وَقَالَ: إِنَّكِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا مَا كَانَ مِنَ الْبَتُولِ مَرْيَمَ بنتِ عِمْرَانَ، فَضَحِكَتُ بِذَلِكَ ).
18465 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا زَكَرِيَّا بن أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:مَرْحَبًا بِابْنَتِي، فَأَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: اسْتَخَصَّكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِحَدِيثِهِ، ثُمَّ تَبْكِينَ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حَزَنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ؟ فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا قُبِضَ سَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ: إِنَّهُ سَرَّ إِلَيَّ فَقَالَ:إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ فَلا أُرَاهُ إِلا قَدْ حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكَ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقًا بِي، وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ، فَبَكَيْتُ لِذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ:أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الأُمَّةِ أَوْ نِسَاءَ الْمُسْلِمِينَ، فَضَحِكَتُ لِذَلِكَ.
18466 - حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا سَهْلُ بن بَكَّارٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: اجْتَمَعَ نِسَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ تُغَادِرْ مِنْهُنَّ امْرَأَةٌ فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي مَا تُخْطِئُ مِشْيَتَهَا مِنْ مِشْيَةِ أَبِيهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:مَرْحَبًا يَا بنتِي، فَأَقْعَدَهَا، عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ فَسَارَّهَا بِشَيْءٍ فَبَكَتْ، ثُمَّ سَارَّهَا فَضَحِكَتْ، فَقُلْنَا لَهَا: خَصَّكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْنَنَا لِسِرٍّ وَتَبْكِينَ، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ لَهَا: أَخْبِرِينِي بِمَا سَارَّكِ، قَالَتْ: مَا كُنْتُ لأُفْشِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرَّهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
قُلْتُ لَهَا: أَسْأَلُكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الْحَقِّ لَمَا أَخْبَرْتِينِي، فَقَالَتْ: أَمَّا الآنَ فَنَعَمْ، سَارَّنِي، فَقَالَ لِي:إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلا أَرَى ذَلِكَ إِلا عِنْدَ اقْتِرَابِ أَجْلِي، فَاتَّقِي اللَّهَ، وَاصْبِرِي فَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ، فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سَارَّنِي، فَقَالَ:أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَأَوْ قَالَ:نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ، فَضَحِكَتُ.
18467 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بن غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ، ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عُثْمَانَ بن أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مِنْجَابُ بن الْحَارِثِ، قَالا: ثنا عَلِيُّ بن مُسْهِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ لِفَاطِمَةَ بنتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:رَأَيْتُكِ أَكْبَبْتِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ فَبَكَيْتِ، ثُمَّ أَكْبَبْتُ عَلَيْهِ ثَانِيَةً فَضَحِكَتِ، قَالَتْ: أَكْبَبْتُ عَلَيْهِ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَيِّتٌ فَبَكَيْتُ، ثُمَّ أَكْبَبْتُ عَلَيْهِ فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِهِ لُحُوقًا بِهِ، وَأَنِّي سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بنتِ عِمْرَانَ، فَضَحِكَتُ.
18468 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، ثنا رَوْحُ بن عَطَاءِ بن أَبِي مَيْمُونَةَ، ثنا عَلِيُّ بن زَيْدِ بن جُدْعَانَ، عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: بَيْنَمَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتٍ يُلاعِبُنِي وَأُلاعِبُهُ، إِذْ
دَخَلَتْ عَلَيْنَا فَاطِمَةُ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهَا فَأَقْعَدَهَا خَلْفَهُ وَنَاجَاهَا بِشَيْءٍ لا أَدْرِي مَا هُوَ، فَنَظَرْتُ إِلَى فَاطِمَةَ تَبْكِي، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثَنِي وَلاعَبَنِي، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهَا فَلاعَبَهَا وَنَاجَاهَا بِشَيْءٍ فَنَظَرْتُ إِلَى فَاطِمَةَ، وَإِذَا هِيَ تَضْحَكُ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ، فَقُلْتُ لِفَاطِمَةَ: مَا الَّذِي نَاجَاكِ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ:لَيْسَ كُلَّمَا أَسَرَّ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُخْبِرُكِ بِهِ، قُلْتُ: أُذَكِّرُكِ اللَّهَ وَالرَّحِمَ، قَالَتْ:أَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَقْبُوضٌ قَدْ حَضَرَ أَجَلُهُ فَبَكَيْتُ لِفِرَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيَّ فَنَاجَانِي أَنِّي أَوَّلُ مَنْ يَلْحَقُ بِهِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فَضَحِكْتُ لِلِقَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
18469 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، ثنا سَلَمَةُ بن الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بن عَبَّادِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:دَخَلَتْ فَاطِمَةُ بنتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَارَّهَا بِشَيْءٍ فَبَكَتْ، ثُمَّ دَعَاهَا بِشَيْءٍ فَضَحِكَتْ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ، قُلْتُ: أَخْبِرِينِي، مَا الَّذِي أَبْكَاكِ ثُمَّ أَضْحَكَكِ؟ قَالَتْ: نُعِيَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سَارَّنِي، فَقَالَ: إِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقًا بِي،
فَضَحِكَتُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَا عَاشَتْ بَعْدَهُ إِلا سِتَّةَ أَشْهُرٍ.
18470 - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بن دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، ح وحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثنا يَحْيَى بن عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، قَالا: ثنا إِبْرَاهِيمُ بن سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ بن الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ فِي مَرَضِهِ فَسَارَّهَا فَبَكَتْ، ثُمَّ سَارَّهَا فَضَحِكَتْ، فَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ مَا الَّذِي رَأَيْتِ الَّذِي سَارَّكِ فَبَكَيْتِ، ثُمَّ سَارَّكِ فَضَحِكَتِ؟ فَقَالَتْ:أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَوْتِهِ فَبَكَيْتُ، ثُمَّ أَخْبَرَنِي إِنِّي أَوَّلُ مَنْ يَتْبَعُهُ مِنْ أَهْلِهِ فَضَحِكَتُ.
18471 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ، ثنا يَحْيَى بن مَعِينٍ، ثنا عُثْمَانُ بن عُمَرَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَيْسَرَةَ بن حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بن عَمْرٍو، عَنْ عَائِشَةَ بنتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ:قَالَتْ فَاطِمَةُ: وَأَخْبَرَنِي تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِهِ لُحُوقًا بِهِ.
أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
18472 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بن أَحْمَدَ، ثنا جَعْفَرُ بن مُسَافِرٍ التِّنِّيسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن إِسْمَاعِيلَ بن أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ مُوسَى بن يَعْقُوبَ الزَّمْعِيِّ، عَنْ هَاشِمِ بن هَاشِمٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن وَهْبِ بن زَمْعَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:دَعَا فَاطِمَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ فَنَاجَاهَا فَبَكَتْ، ثُمَّ حَدَّثَهَا فَضَحِكَتْ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَلَمْ أَسْأَلْهَا حَتَّى إِذَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلْتُ فَاطِمَةَ، عَنْ بُكَائِهَا وَضَحِكِهَا، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: أَخْبَرَنِي أَنَّهُ يَمُوتُ، ثُمَّ أَخْبَرَنِي إِنِّي سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ مَرْيَمَ بنتِ عِمْرَانَ، فَلِذَلِكَ ضَحِكْتُ.
أَسْمَاءُ بنتُ عُمَيْسٍ عَنْ فَاطِمَةَ
18473 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن الْحَسَنِ الْخَفَّافُ الْمِصْرِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بن صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِي مُوسَى بن يَعْقُوبَ، عَنْ عَوْنِ بن مُحَمَّدٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جَعْفَرٍ، عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءِ بنتِ عُمَيْسٍ، عَنْ فَاطِمَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهَا يَوْمًا، فَقَالَ:أَيْنَ ابْنَاي؟ يَعْنِي حَسَنًا وَحُسَيْنًا، قَالَتْ: أَصْبَحْنَا وَلَيْسَ فِي بَيْتِنَا شَيْءٌ يَذُوقُهُ ذَائِقٌ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَذْهَبُ بِهِمَا فَإِنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ يَبْكِيَا عَلَيْكِ، وَلَيْسَ عِنْدَكِ شَيْءٌ، فَذَهَبَ إِلَى فُلانٍ الْيَهُودِيِّ فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَهُمَا يَلْعَبَانِ فِي شَرَبَةٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا فَضْلٌ مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، أَلا تَقْلِبُ ابْنِيَّ قَبْلَ أَنْ يَشْتَدَّ عَلَيْهِمَا الْحَرُّ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: أَصْبَحْنَا وَلَيْسَ فِي بَيْتِنَا شَيْءٌ، فَلَوْ جَلَسْتَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ حَتَّى أَجْمَعَ لِفَاطِمَةَ تَمَرَاتٍ، فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى اجْتَمَعَ لِفَاطِمَةَ شَيْءٌ مِنْ تَمْرٍ، فَجَعَلَهُ فِي صُرَّتِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ فَحَمَلَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدَهُمَا، وَعَلَيَّ الآخَرُ حَتَّى أَقْلِبَهُمَا.
زَيْنَبُ بنتُ أَبِي رَافِعٍ عَنْ فَاطِمَةَ
18474 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بن حُمَيْدِ بن كَاسِبٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بن حَسَنِ بن عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بنتُ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بنتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهَا أَتَتْ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَكْوَاهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! هَذَانِ ابْنَاكَ فَوَرِّثْهُمَا شَيْئًا، فَقَالَ:أَمَّا الْحَسَنُ فَلَهُ هَيْبَتِي وَسُؤْدُدِي، وَأَمَّا حُسَيْنٌ فَلَهُ جُرْأَتِي وَجُودِي.
الْمَرَاسِيلُ عَنْ فَاطِمَةَ
18475 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بن أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرُ بن عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ شَيْبَةَ بن نَعَامَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ الصُّغْرَى، عَنْ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:لِكُلِّ بني أُنْثَى عَصَبَةٌ يَنْتَمُونَ إِلَيْهِ إِلا وَلَدَ فَاطِمَةَ، فَأَنَا وَلِيُّهُمْ، وَأَنَا عَصَبَتَهُمْ.
18476 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ قَيْسِ بن الرَّبِيعِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الْحَسَنِ، عَنْ فَاطِمَةَ بنتِ الْحُسَيْنٍ، عَنْ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ قَالَ مِثْلَهَا، إِلا أَنَّهُ يَقُولُ: أَبْوَابَ
فَضْلِكَ.
18477 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بن الْمُثَنَّى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سَعِيدٍ، عَنْ لَيْثِ بن أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن حَسَنٍ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بنتِ حُسَيْنٍ، عَنْ جَدَّتِهَا فَاطِمَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ.
زَيْنَبُ بنتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَتْ تَحْتَ أَبِي الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ بن عَبْدِ الْعُزَّى بن عَبْدِ شَمْسِ بن عَبْدِ مَنَافِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَلِيُّ بن أَبِي الْعَاصِ دَرْجٌ وَأُمَامَةُ بنتُ أَبِي الْعَاصِ ذِكْرُ سَنِّ زَيْنَبَ وَوَفَاتِهَا وَمِنْ أَخْبَارِهِا
18478 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ لِي غَيْرُ وَاحِدٍ:كَانَتْ زَيْنَبُ كُبْرَى بناتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
18479 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الزُّبَيْرُ بن بَكَّارٍ، قَالَ: فَوُلِدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَاسِمُ وَهُوَ أَكْبَرُ وَلَدِهِ، ثُمَّ زَيْنَبُ، قَالَ: وَكَانَتْ زَيْنَبُ بنتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَبِي الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ بن عَبْدِ الْعُزَّى بن عَبْدِ شَمْسٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَلِيًّا، وَأُمَامَةَ، كَانَ عَلِيٌّ مُسْتَرْضَعًا فِي بني غَاضِرَةِ فَافْتَصَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُوهُ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:مَنْ شَارَكَنِي فِي شَيْءٍ فَأَنَا أَحَقُّ بِهِ، وَأَيُّمَا كَافِرٍ شَارَكَ مُسْلِمًا فِي شَيْءٍ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُ، قَالَ الزُّبَيْرُ: وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بن أَبِي بَكْرٍ الْمُؤَمَّلُ، قَالَ: تُوُفِّيَ عَلِيُّ بن أَبِي الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ بن زَيْنَبَ بنتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ نَاهَزَ الْحُلُمَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْدَفَهُ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ الْفَتْحِ.
18480 - حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن الْحَكَمِ، قَالَ: ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بن جُبَيْرٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عِرَاكِ بن مَالِكٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:أَنَّ زَيْنَبَ بنتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَأْذَنْتُ أَبَا الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ حِينَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهَاجِرًا أَنْ تَذْهَبَ إِلَيْهِ فَأَذِنَ لَهَا، فَقَدِمَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ لَحِقَهَا بِالْمَدِينَةِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا أَنْ خُذِي مِنْ أَبِيكِ أَمَانًا، فَأَطْلَعَتْ رَأْسِهَا مِنْ بَابِ حُجْرَتِهَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ الصُّبْحَ، فَقَالَتْ: أَيُّهَا النَّاسُ أَنَا زَيْنَبُ، وَإِنِّي قَدْ أَجَرْتُ أَبَا الْعَاصِ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ مِنَ الصَّلاةِ، قَالَ: إِنِّي لَمْ أَعْلَمْ بِهَذَا حَتَّى سَمِعْتُهُ الآنَ وَإِنَّهُ
يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ.
18481 - حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنْبَاعِ رَوْحُ بن الْفَرَجِ، وأَحْمَدُ بن رِشْدِينَ الْمِصْرِيَّانِ، قَالا: ثنا يَحْيَى بن بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن السَّمْحِ، عَنْ عَبَّادِ بن كَثِيرٍ، عَنْ عَقِيلِ بن خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍأَنَّ زَيْنَبَ بنتَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَارَتْ أَبَا الْعَاصِ فَأَجَازَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِوَارَهَا، وَإِنَّ أُمَّ هَانِئِ بنتَ أَبِي طَالِبٍ أَجَارَتْ أَخَاهَا عَقِيلا فَأَجَازَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِوَارَهَا.
18482 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن يَحْيَى ثَعْلَبُ النَّحْوِيّ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن شَبِيبٍ، ثنا أَيُّوبَ بن سُلَيْمَانَ بن بِلالٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بن بِلالٍ، عَنْ صَالِحِ بن كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِأَنَّ زَيْنَبَ، هَاجَرَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَوْجُهَا كَافِرٌ، فَأَسَرَ الْمُسْلِمُونَ أَبَا الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ، فَقَالَتْ زَيْنَبُ: إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ أَبَا الْعَاصِ فَأَجَازَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِوَارَهَا، وَقَالَ: إِنَّهُ يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ.
18483 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن الْحَسَنِ بن أَحْمَدَ بن أَبِي شُعَيْبٍ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إِسْحَاقَ، قَالَ: كَانَ فِي الأُسَارَى يَوْمَ بَدْرٍ أَبُو الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ بن عَبْدِ الْعُزَّى بن عَبْدِ شَمْسٍ خِتْنُ خِتْنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَوْجُ ابْنَتِهِ زَيْنَبَ، وَكَانَ أَبُو الْعَاصِ مِنْ
رِجَالِ مَكَّةَ الْمَعْدُودِينَ مَالا وَأَمَانَةً، وَكَانَ لهالةَ بنتِ خُوَيْلِدٍ، وَكَانَتْ خَدِيجَةُ خَالَتُهُ فَسَأَلَتْ خَدِيجَةُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُزَوِّجَهُ زَيْنَبَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يُخَالِفُهَا، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ، وَكَانَتْ تَعُدُّهُ بِمَنْزِلَةِ وَلَدِهَا فَلَمَّا أَكْرَمَ اللَّهُ نَبِيَّهُ بِالنُّبُوَّةِ، وَآمَنَتْ بِهِ خَدِيجَةُ وَبَنَاتُهُ، وَصَدَّقْنَهُ وَشَهِدْنَ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ هُوَ الْحَقُّ وَدِنَّ بِدِينِهِ، وَثَبَتَ أَبُو الْعَاصِ عَلَى شِرْكِهِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ زَوَّجَ عُتْبَةَ بن أَبِي لَهَبٍ إِحْدَى بنتَيْهِ رُقْيَةَ أَوْ أُمَّ كُلْثُومٍ فَلَمَّا بَادَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرَيْشًا بِأَمْرِ اللَّهِ وَبَادُوهُ، قَالُوا: إِنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمْ مُحَمَّدًا مِنْ هَمِّهِ فَرُدُّوا عَلَيْهِ بناتِهِ فَاشْغِلُوهُ بِهِنَّ فَمَشَوْا إِلَى أَبِي الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ، فَقَالُوا: فَارِقْ صَاحِبَتَكَ، وَنَحْنُ نُزَوِّجُكَ أَيَّ امْرَأَةٍ شِئْتَ، فَقَالَ: لاهَا اللَّهِ إِذًا، لا أُفَارِقُ صَاحِبَتِي، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِامْرَأَتِي امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُثْنِي عَلَيْهِ فِي صِهْرِهِ خَيْرًا فِيمَا بَلَغَنِي فَمَشَوْا إِلَى الْفَاسِقِ عُتْبَةَ بن أَبِي لَهَبٍ، فَقَالُوا: طَلِّقِ امْرَأَتَكَ بنتَ مُحَمَّدٍ وَنَحْنُ نُنْكِحُكَ أَيَّ امْرَأَةٍ شِئْتَ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: إِنْ زَوَّجْتُمُونِي بنتَ أَبَانَ بن سَعِيدِ بن الْعَاصِ، أَوْ بنتَ سَعِيدِ بن الْعَاصِ فَارَقْتُهَا فَزَوَّجُوهُ بنتَ سَعِيدِ بن الْعَاصِ
فَفَارَقَهَا، وَلَمْ يَكُنْ عَدُوُّ اللَّهِ دَخَلَ بِهَا فَأَخْرَجَهَا اللَّهُ مِنْ يَدِهِ كَرَامَةً لَهَا وَهَوَانًا لَهُ، وَخَلَفَ عُثْمَانُ بن عَفَّانَ عَلَيْهَا بَعْدَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يُحِلُّ مَكَّةَ، وَلا يُحَرِّمُ مَغْلُوبًا عَلَى أَمْرِهِ، وَكَانَ الإِسْلامُ قَدْ فَرَّقَ بَيْنَ زَيْنَبَ بنتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَسْلَمَتْ وَبَيْنَ أَبِي الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ إِلا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يُفِرِّقَ بَيْنَهُمَا، فَأَقَامَتْ مَعَهُ عَلَى إِسْلامِهَا وَهُوَ عَلَى شِرْكِهِ حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَهِيَ مُقِيمَةٌ مَعَهُ بِمَكَّةَ فَلَمَّا سَارَتْ قُرَيْشٌ إِلَى بَدْرٍ سَارَ فِيهِمْ أَبُو الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ فَأُصِيبَ فِي الأُسَارَى يَوْمَ بَدْرٍ وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي يَحْيَى بن عَبَّادِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ عَبَّادِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ:لَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ فِي فِدَاءِ أُسَرائِهِمْ بَعَثَتْ زَيْنَبُ بنتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فِدَاءِ أَبِي الْعَاصِ وَبَعَثَتْ فِيهِ بِقِلادَةٍ لَهَا كَانَتْ خَدِيجَةُ قَدْ أَدْخَلَتْهَا فِيهَا عَلَى أَبِي الْعَاصِ حِينَ بنى عَلَيْهَا فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَّ لَهَا رِقَّةً شَدِيدَةً، فَقَالَ: إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا
وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا مَالَهَا فَافْعَلُوا، فَقَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَطْلَقُوهُ وَرُدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَخَذَ عَلَيْهِ وَوَعَدَهُ ذَلِكَ أَنْ يُخَلِّيَ سَبِيلَ زَيْنَبَ إِلَيْهِ إِذْ كَانَ فِيمَا شَرَطَ عَلَيْهِ فِي إِطْلاقِهِ وَلَمْ يَظْهَرْ ذَلِكَ مِنْهُ وَلا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَعْلَمُ إِلا إِنَّهُ لَمَّا خَرَجَ أَبُو الْعَاصِ إِلَى مَكَّةَ وَخَلا سَبِيلُهُ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدَ بن حَارِثَةَ وَرَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ مَكَانَهُ، وَقَالَ: كُونَا بِبَطْحِ يَأْجَجَ حَتَّى تَمُرَّ بِكُمَا زَيْنَبُ فَتَصْحَبَانِهَا حَتَّى تَأْتِيَانِي بِهَا فَخَرَجَا مَكَانَهُمَا، وَذَلِكَ بَعْدَ بَدْرٍ بِشَهْرٍ أَوْ شَيَّعَهُ فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو الْعَاصِ مَكَّةَ أَمَرَهَا بِاللُّحُوقِ بِأَبِيهَا فَخَرَجَتْ جَهْرَةً، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن أَبِي بَكْرِ بن مُحَمَّدِ بن عَمْرِو بن حَزْمٍ: حَدَّثْتُ عَنْ زَيْنَبَ، أَنَّهَا قَالَتْ: بَيْنَمَا أَنَا أَتَجَهَّزُ بِمَكَّةَ لِلُّحُوقِ بِأَبِي لَقِيَتْنِي هِنْدُ بنتُ عُتْبَةَ، فَقَالَتْ: يَا ابْنَةَ عَمِّي، إِنْ كَانَ لَكَ حَاجَةٌ بِمَتَاعٍ مِمَّا يُرْفَقُ بِكِ فِي سَفَرِكِ، أَوْ مَالٍ تَبْلُغِينَ بِهِ إِلَى أَبِيكِ، فَإِنَّ عِنْدِي حَاجَتَكِ، فَلا تَضْطَنِي مِنِّي فَإِنَّهُ لا يَدْخُلُ بَيْنَ النِّسَاءِ مَا يَدْخُلُ بَيْنَ الرِّجَالِ، قَالَتْ: وَوَاللَّهِ مَا أُرَاهَا قَالَتْ ذَلِكَ إِلا لِتَفْعَلَ، وَلَكِنْ خِفْتُهَا فَأَنْكَرْتُ أَنْ أَكُونَ أُرِيدُ ذَلِكَ، فَتَجَهَّزْتُ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ جَهَازِي قَدَّمَ لِي حَمَوَيُّ كِنَانَةُ بن
الرَّبِيعِ أَخُو زَوْجِي بَعِيرًا فَرَكِبْتُهُ، وَأَخَذَ قَوْسَهُ وَكِنَانَتَهُ ثُمَّ خَرَجَ بِهَا نَهَارًا يَقُودُ بِهَا، وَهِيَ فِي هَوْدَجِهَا وَتَحَدَّثَتْ بِذَلِكَ رِجَالُ قُرَيْشٍ، فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهَا حَتَّى أَدْرَكُوهَا بِذِي طُوًى، وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ سَبَقَ إِلَيْهَا هَبَّارُ بن الأَسْوَدِ بن الْمُطَّلِبِ بن أَسَدِ بن عَبْدِ الْعُزَّى بن قُصَيٍّ، وَنَافِعُ بن عَبْدِ الْقَيْسِ الزُّهْرِيِّ بِقِينَةِ بني أَبِي عُبَيْدَةَ بن عُتْبَةَ بن نَافِعٍ الَّذِي بِإِفْرِيقِيَّةَ فَرَوَّعَهَا هَبَّارُ بِالرُّمْحِ وَهِيَ فِي هَوْدَجِهَا، وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ حَامِلا فِيمَا يَزْعُمُونَ، فَلَمَّا رِيعَتْ أَلْقَتْ مَا فِي بَطْنِهَا فَنَزَلَ حَمْوُهَا وَنَثَرَ كِنَانَتَهُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لا يَدْنُو مِنِّي رَجُلٌ إِلا وَضَعْتُ فِيهِ سَهْمًا، فَتَكَرْكَرَ النَّاسُ عَنْهُ، وَأَتَى أَبُو سُفْيَانَ فِي جُلَّةِ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ، كَفَّ عَنَّا نَبْلَكَ حَتَّى نُكَلِّمَكَ، فَكَفَّ وَأَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَمْ تُصِبْ خَرَجْتَ بِامْرَأَةٍ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ عَلانِيَةً، وَقَدْ عَرَفْتَ مُصِيبَتَنَا وَنَكْبَتَنَا، وَمَا قَدْ دَخَلَ عَلَيْنَا مِنْ مُحَمَّدٍ فَيَظُنُّ النَّاسُ إِذَا خَرَجَتْ إِلَيْهِ ابْنَتُهُ عَلانِيَةً مِنْ ظَهْرَانَيْنَا أَنَّ ذَلِكَ مِنْ ذَلٍّ أَصَابَنَا عَنْ مُصِيبَتِنَا الَّتِي كَانَتْ، وَإِنَّ ذَلِكَ مِنَّا ضِعْفٌ وَوَهَنٌ وَأَنَّهُ لَعَمْرِي مَا لَنَا فِي حَبِسِهَا عَنْ أَبِيهَا حَاجَةٌ، وَلَكِنْ أَرْجِعِ الْمَرْأَةَ حَتَّى إِذَا هَدَأَ الصَّوْتُ وَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَا قَدْ رَدَدْنَاهَا فَسَلْهَا سِرًّا وَأَلْحِقْهَا بِأَبِيهَا، قَالَ: فَفَعَلَ وَأَقَامَتْ لَيَالِي حَتَّى إِذَا هَدَأَ النَّاسُ
خَرَجَ بِهَا لَيْلا حَتَّى أَسْلَمَهَا إِلَى زَيْدِ بن حَارِثَةَ وَصَاحِبِهِ، فَقَدِمَا بِهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقَامَ أَبُو الْعَاصِ بِمَكَّةَ وَكَانَتْ زَيْنَبُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ فَرَّقَ الإِسْلامُ بَيْنَهُمَا حَتَّى إِذَا كَانَتْ قُبَيلَ الْفَتْحِ خَرَجَ أَبُو الْعَاصِ تَاجِرًا إِلَى الشَّامِ، وَكَانَ رَجُلا مَأْمُونًا بِمَالٍ لَهُ وَأَمْوَالٍ لِرِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ أَبْضَعُوهَا مَعَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ تِجَارَتِهِ أَقْبَلَ قَافِلا، فَلَقِيَتْهُ سَرِيَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَصَابُوا مَا مَعَهُ وَأَعْجَزَهُمْ هَارِبًا، فَلَمَّا قَدِمَتِ السَّرِيَّةُ بِمَا أَصَابُوا مِنْ مَالِهِ أَقْبَلَ أَبُو الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ تَحْتَ اللَّيْلِ حَتَّى دَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ بنتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَجَارَ بِهَا فَأَجَارَتْهُ، وَجَاءَ فِي طَلَبِ مَالِهِ فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصُّبْحِ، كَمَا حَدَّثَنِي يَزِيدُ بن رُومَانَ فَكَبَّرَ وَكَبَّرَ النَّاسُ خَرَجَتْ زَيْنَبُ مِنْ صُفَّةِ النِّسَاءِ، وَقَالَتْ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي أَجَرَتْ أَبَا الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ، فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الصَّلاةِ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَسَمِعْتُمْ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا عَمِلْتُ بِشَيْءٍ كَانَ حَتَّى سَمِعْتُهُ، وَإِنَّهُ لَيُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى ابْنَتِهِ،
فَقَالَ:يَا بنيَّةُ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ وَلا يَخْلُصُ إِلَيْكِ فَإِنَّكِ لا تَحَلِّينَ لَهُ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى السَّرِيَّةِ الَّذِينَ أَصَابُوا مَالَ أَبِي الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ: أَنَّ هَذَا الرَّجُلَ مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ وَقَدْ أَصَبْتُمْ لَهُ مَالا، فَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَرُدُّوا عَلَيْهِ الَّذِي لَهُ فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ، وَإِنْ أَبَيْتُمْ فَهُوَ فَيْءُ اللَّهِ الَّذِي أَفَاءَ عَلَيْكُمْ فَأَنْتُمُ أَحَقُّ بِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! بَلْ نَرُدَّهُ، فَرَدُّوا عَلَيْهِ مَالَهُ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِي بِالْحَبْلِ وَيَأْتِي الرَّجُلُ بِالشَّنَّةِ وَبِالإِدْوَاةِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَأْتِي بِالشَّظَاظِ، حَتَّى إِذَا رَدُّوا عَلَيْهِ مَالَهُ بِأَسْرِهِ لا يَفْقِدُ مِنْهُ شَيْئًا احْتَمَلَ إِلَى مَكَّةَ فَرَدَّ إِلَى كُلِّ ذِي مَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ مَالَهُ مِمَّنْ كَانَ أَبْضَعَ مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، هَلْ بَقِيَ لأَحَدٍ مِنْكُمْ عِنْدِي مَالٌ لَمْ يَأْخُذْهُ؟ قَالُوا: لا وَجَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ وَجَدْنَاكَ لَعَفِيفًا كَرِيمًا، قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَاللَّهِ مَا مَنَعَنِي مِنَ الإِسْلامِ عِنْدَهُ إِلا تَخَوُّفًا وَأَنْ تَظُنُّوا إِنِّي إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ آكُلَ أَمْوَالَكُمْ فَأَمَّا إِذَا أَدَّاهَا اللَّهُ إِلَيْكُمْ وَفَرَغْتُ مِنْهَا أَسْلَمْتُ وَخَرَجَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
18484 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بن أَيُّوبَ الْعَلافُ الْمِصْرِيُّ، ثنا سَعِيدُ بن أَبِي مَرْيَمَ،
أَنَا يَحْيَى بن أَيُّوبَ، ثنا يَزِيدُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن الْهَادِ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن عُرْوَةَ بن الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بن الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ خَرَجَتِ ابْنَتُهُ زَيْنَبُ مِنْ مَكَّةَ مَعَ كِنَانَةَ أَوِ ابْنِ كِنَانَةَ فَخَرَجُوا فِي أَثَرِهَا، فَأَدْرَكَهَا هَبَّارُ بن الأَسْوَدِ فَلَمْ يَزَلْ يَطْعُنُ بَعِيرَهَا بِرُمْحِهِ حَتَّى صَرَعَهَا، وَأَلْقَتْ مَا فِي بَطْنِهَا وَهُرِيقَتْ دَمًا فَتَحَمَّلَتْ، وَاشْتَجَرَ فِيهَا بنو هَاشِمٍ وَبَنُو أُمَيَّةَ، فَقَالَتْ بنو أُمَيَّةَ: نَحْنُ أَحَقُّ بِهَا، وَكَانَتْ تَحْتَ ابْنِهِمْ أَبِي الْعَاصِ، وَكَانَتْ عِنْدَ هِنْدَ بنتِ عُتْبَةَ بن رَبِيعَةَ، وَكَانَتْ تَقُولُ لَهَا هِنْدٌ: هَذَا فِي سَبَبِ أَبِيكِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدِ بن حَارِثَةَ: أَلا تَنْطَلِقُ فَتَجِيءَ بِزَيْنَبَ، فَقَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَخُذْ خَاتَمِي فَأَعْطِهَا إِيَّاهُ، فَانْطَلَقَ زَيْدُ فَلَمْ يَزَلْ يَتَلَطَّفْ حَتَّى لَقِيَ رَاعِيًا، فَقَالَ: لِمَنْ تَرْعَى؟ فَقَالَ: لأَبِي الْعَاصِ، فَقَالَ: لِمَنْ هَذِهِ الْغَنَمُ، فَقَالَ: لِزَيْنَبَ بنتِ مُحَمَّدٍ فَسَارَ مَعَهُ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: هَلْ لَكَ فِي أَنْ أُعْطِيَكَ شَيْئًا تُعْطِيَهَا إِيَّاهُ وَلا تَذْكُرُهُ لأَحَدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَعْطَاهُ الْخَاتَمَ وَانْطَلَقَ الرَّاعِي فَأَدْخَلَ غَنَمَهُ وَأَعْطَاهَا الْخَاتَمَ فَعَرَفَتْهُ، وَقَالَتْ: مَنْ أَعْطَاكَ هَذَا، قَالَ رَجُلٌ: قَالَتْ: فَأَيْنَ تَرَكْتَهُ؟ قَالَ: بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا فَسَكَتَتْ حَتَّى إِذَا كَانَ
اللَّيْلُ خَرَجَتْ إِلَيْهِ فَلَمَّا جَاءَتْهُ، قَالَ لَهَا: ارْكَبِي بَيْنَ يَدَيَّ عَلَى بَعِيرِهِ، قَالَتْ: لا، وَلَكِنِ ارْكَبْ أَنْتَ بَيْنَ يَدَيَّ فَرَكِبَ وَرَكِبَتْ وَرَاءَهُ حَتَّى أَتَتْ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: هِيَ خَيْرُ بناتِي أُصِيبَتْ فِيَّ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيَّ بن حُسَيْنٍ فَانْطَلَقَ إِلَى عُرْوَةَ فَقَالَ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ تُنْقِصُ فِيهِ حَقَّ فَاطِمَةَ؟ فَقَالَ عُرْوَةُ: وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَإِنِّي أَنْتَقِصُ لِفَاطِمَةَ حَقًّا هُوَ لَهَا، وَأَمَّا بَعْدَ ذَلِكَ إِنِّي لا أُحَدِّثُ بِهِ أَبَدًا ).
18485 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن الْمُعَلَّى الدِّمَشْقِيُّ، ثنا هِشَامُ بن عَمَّارٍ، ثنا الْوَلِيدُ بن مُسْلِمٍ، ثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بن إِسْمَاعِيلَ بن عُبَيْدِ اللَّهِ، ثنا الْوَلِيدُ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَرَشِيُّ، ثنا الْحَارِثُ بن الْحَارِثِ الْغَامِدِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي:مَا هَذِهِ الْجَمَاعَةُ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ قَوْمٌ اجْتَمَعُوا عَلَى صَابِئٍ لَهُمْ، قَالَ: فَأَشْرَفْتُ فَإِذَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ وَالإِيمَانِ بِهِ حَتَّى ارْتَفَعَ النَّهَارُ وَتَصَدَّعَ عَنْهُ النَّاسُ، فَإِذَا امْرَأَةٌ قَدْ بَدَا نَحْرُهَا تَبْكِي تَحْمِلُ قَدَحًا وَمِنْدِيلا فَتَنَاوَلَهُ مِنْهَا فَشَرِبَ وَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهَا، فَقَالَ: يَا بنيَّةُ خَمِّرِي عَلَيْكِ نَحْرَكِ وَلا تَخَافِي عَلَى أَبِيكِ غَلَبَةً وَلا ذُلا، فَقُلْتُ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: هَذِهِ زَيْنَبُ بنتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
18486 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بن مُعَاذٍ الْحَلَبِيُّ، ثنا مُوسَى بن إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِأَنَّ رَجُلا أَقْبَلَ بِزَيْنَبَ بنتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَحِقَهُ رَجُلانِ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَاتَلاهُ حَتَّى غَلَبَاهُ عَلَيْهَا فَدَفَعَاهَا فَوَقَعَتْ عَلَى صَخْرَةٍ، فَأَسْقَطَتْ وَأُهْرِيقَتْ دَمًا فَذَهَبُوا بِهَا إِلَى أَبِي سُفْيَانَ، فَجَاءَتْهُ نِسَاءُ بني هَاشِمٍ فَدَفَعَهَا إِلَيْهِنَّ، ثُمَّ جَاءَتْ بَعْدَ ذَلِكَ مُهَاجِرَةً فَلَمْ تَزَلْ وَجِعَةً حَتَّى مَاتَتْ مِنْ ذَلِكَ الْوَجَعِ فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهَا شَهِيدَةٌ.
18487 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا عِمْرَانُ بن أَبِي الرَّطِيلِ، ثنا حَبِيبُ بن خَالِدٍ الأَسَدِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ، قَالَ:تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بنتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجْنَا مَعَهُ فَرَأَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهْتَمًّا شَدِيدَ الْحُزْنِ، فَقُلْنَا: لا نُكَلِّمَهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ، فَإِذَا هُوَ لَمْ يَفْرُغْ مِنْ لَحْدِهِ، فَقَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ، فَحَدَّثَ نَفْسَهُ هُنَيْهَةً، وَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ فَرَغَ مِنَ الْقَبْرِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ، فَرَأَيْتُهُ يَزْدَادُ حُزْنًا ثُمَّ إِنَّهُ فَرَغَ فَخَرَجَ فَرَأَيْتُهُ سُرَّ عَنْهُ فَتَبَسَّمَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! رَأَيْنَاكَ مُهْتَمًّا حَزِينًا لَمْ نَسْتَطِعْ أَنْ نُكَلِّمَكَ، ثُمَّ رَأَيْنَاكَ سُرَّ عَنْكَ فَمِمَّ ذَاكَ؟
قَالَ: كُنْتُ أَذْكُرُ ضِيقَ الْقَبْرِ وَغَمَّهُ وَضَعْفَ زَيْنَبَ فَكَانَ ذَلِكَ شَقَّ عَلَيَّ فَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْهَا فَفَعَلَ، وَلَقَدْ ضُغِطَتْ ضَغْطَةً سَمِعَهَا مَنْ بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ إِلا الْجِنَّ وَالإِنْسَ.
18488 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بن أَبِي شَيْبَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بن سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ زَكَرِيَّا بن سَلامٍ، عَنْ سَعِيدِ بن مَسْرُوقٍ، عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ، قَالَ:لَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبُ بنتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَهَرَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُزْنٌ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! رَأَيْنَاكَ حَزِينًا، ثُمَّ سُرِّي عَنْكَ، فَقَالَ: رَأَيْتُ زَيْنَبَ وَضَعْفَهَا وَلَقَدْ هَوَّنَ عَلَيْهَا وَعَلَيَّ ذَلِكَ، وَلَقَدْ ضُغِطَتْ ضَغْطَةً بَلَغَتِ الْخَافِقَيْنِ.
رُقْيَةُ بنتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبِضَتْ فِي حَيَاتِهِ عَلَيْهِ السلام
18489 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن جَعْفَرِ بن أَعْيَنَ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بن الْمِقْدَادِ، ثنا زُهَيْرُ بن الْعَلاءِ الْعَبْسِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بن أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ بن دِعَامَةَ، قَالَ:كَانَتْ رُقْيَةُ عِنْدَ عُتْبَةَ بن أَبِي لَهَبٍ، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ"[المسد آية 1] سَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُتْبَةَ طَلاقَ رُقْيَةَ، وَسَأَلَتْهُ رُقْيَةُ ذَلِكَ، فَطَلَّقَهَا فَتَزَوَّجَ عُثْمَانُ بن عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ رُقْيَةَ وَتُوُفِّيَتْ عِنْدَهُ.
18490 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الزُّبَيْرُ بن
بَكَّارٍ، قَالَ:وَكَانَتْ رُقْيَةُ بنتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ عُتْبَةَ بن أَبِي لَهَبٍ، فَفَارَقَهَا فَتَزَوَّجَ عُثْمَانُ بن عَفَّانَ رُقْيَةَ بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَتْ مَعَهُ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بِهِ كَانَ يُكَنَّى، وَقَدِمَتْ مَعَهُ الْمَدِينَةَ، وَتَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ عَلَيْهَا بِإِذْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ سُهْمَانِ أَهْلِ بَدْرٍ، قَالَ: وَأَجْرِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَالَ: وَأَجْرُكَ.
18491 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّدِ بن أَبِي أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ، ثنا حَجَّاجُ بن أَبِي مَنِيعٍ، ثنا جَدِّي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:تُوُفِّيَتْ رُقْيَةُ يَوْمَ جَاءَ زَيْدُ بن حَارِثَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبُشْرَى بَدْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن هَارُونَ بن سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بن عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ:تَخَلَّفَ عُثْمَانُ بن عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنْ بَدْرٍ، عَلَى امْرَأَتِهِ رُقْيَةَ، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ هَكَذَا فِي كِتَابِهِ.
أُمُّ كُلْثُومٍ بنتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَتْ فِي حياته
18492 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن جَعْفَرِ بن أَعْيَنَ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بن الْمِقْدَامِ، ثنا زُهَيْرُ بن الْعَلاءِ، ثنا سَعِيدُ بن أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ بن دِعَامَةَ، قَالَ:تَزَوَّجَ أُمَّ كُلْثُومٍ بنتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُتَيْبَةُ بن أَبِي
لَهَبٍ، فَلَمْ يَبْنِ بِهَا حَتَّى بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ رُقْيَةُ عِنْدَ أَخِيهِ عُتْبَةَ بن أَبِي لَهَبٍ، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ"[المسد آية 1] ، قَالَ أَبُو لَهَبٍ لابْنَيْهِ عُتَيْبَةَ، وَعُتْبَةَ: رَأْسِي مِنْ رَأْسِكُمَا حَرَامٌ إِنْ لَمْ تُطَلِّقَا ابْنَتَيْ مُحَمَّدٍ، وَقَالَتْ أُمُّهُمَا بنتُ حَرْبِ بن أُمَيَّةَ وَهِيَ حَمَّالَةُ الْحَطَبِ: طَلِّقَاهُمَا يَا بنيَّ، فَإِنَّهُمَا قَدْ حَبَّتَاهُ، فَطَلَّقَاهُمَا، وَلَمَّا طَلَّقَ عُتَيْبَةُ أُمَّ كُلْثُومٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ فَارَقَ أُمَّ كُلْثُومٍ، فَقَالَ: كَفَرْتُ بِدِينِكَ وَفَارْقُتِ ابْنَتَكَ لا تُحِبُّنِي وَلا أُحِبُّكَ، ثُمَّ سَطَا عَلَيْهِ فَشَقَّ قَمِيصَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ خَارِجٌ نَحْوَ الشَّامِ تَاجِرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا إِنِّي أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُسَلِّطَ عَلَيْكَ كَلْبَهُ، فَخَرَجَ فِي تَجْرٍ مِنْ قُرَيْشٍ حَتَّى نَزَلُوا بِمَكَانٍ مِنَ الشَّامِ، يُقَالُ لَهُ: الزَّرْقَاءُ لَيْلا، فَأَطَافَ بِهِمُ الأَسَدُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَجَعَلَ عُتَيْبَةَ، يَقُولُ: يَا وَيْلَ أُمِّي، هُوَ وَاللَّهِ آكِلِي كَمَا دَعَا عَلَيَّ مُحَمَّدٌ فَأَبْكَى ابْنَ أَبِي كَبْشَةَ وَهُوَ بِمَكَّةَ وَأَنَا بِالشَّامِ فَعَدَا عَلَيْهِ الأَسَدُ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ فَأَخَذَ بِرَأْسِهِ فَضَغَمَهُ ضَغْمَةً، فَقَتَلَهُ، قَالَ زُهَيْرُ بن الْعَلاءِ: فَحَدَّثَنَا هِشَامُ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ الأَسَدَ لَمَّا أَطَافَ بِهِمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ انْصَرَفُوا فَنَامُوا، وَجَعَلَ عُتَيْبَةُ وَسْطَهُمْ فَأَقْبَلَ
الأَسَدُ يَتَخَطَّى حَتَّى أَخَذَ بِرَأْسِ عُتَيْبَةَ فَدَغَمَهُ وَخَلَفَ عُثْمَانُ بن عَفَّانَ رَحِمَهُ اللَّهُ بَعْدَ رُقْيَةَ عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا.
18493 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بن بَكَّارٍ، قَالَ: وَكَانَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بنتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ عُتَيْبَةَ بن أَبِي لَهَبٍ الَّذِي أَكَلَهُ الأَسَدُ فَفَارَقَهَا، وَلَمَّا تُوُفِّيَتْ رُقْيَةُ عِنْدَ عُثْمَانَ زَوَّجَهُ رَسُولُ اللَّهِ أُمَّ كُلْثُومٍ فَتُوُفِّيَتْ عِنْدَهُ وَلَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا، وَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ كَانَ لِي عَشْرٌ لَزَوَّجْتُكَهُنَّ.
18494 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّدِ بن أَبِي أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ، ثنا حَجَّاجُ بن أَبِي مَنِيعٍ الرُّصَافِيُّ، ثنا جَدِّي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:تَزَوَّجَ عُثْمَانُ أُمَّ كُلْثُومٍ بنتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتُوُفِّيَتْ عِنْدَهُ وَلَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا.
18495 - حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنْبَاعِ رَوْحُ بن الْفَرَجِ ثنا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بن عُثْمَانَ بن خَالِدٍ الْعُثْمَانِيُّ، ثنا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرِ ابْنَتِهِ الثَّانِيَةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ عُثْمَانَ، فَقَالَ: أَلا أَبَا أَيِّمٍ أَلا أَخَا أَيِّمٍ تَزَوَّجَهَا عُثْمَانُ، فَلَوْ كُنَّ عَشْرًا لَزَوَّجْتُهُنَّ عُثْمَانَ وَمَا زَوَّجْتُهُ إِلا بِوَحْيٍ مِنَ السَّمَاءِ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ
عُثْمَانَ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ:يَا عُثْمَانُ، هَذَا جِبْرِيلُ يُخْبِرُنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ زَوَّجَكَ أُمَّ كُلْثُومٍ عَلَى مِثْلِ صَدَاقِ رُقْيَةَ وَعَلَى مِثْلِ صُحْبَتِهَا.
18496 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّدٍ الْمَعْمَرِيُّ الْقَاضِي، ثنا إِسْمَاعِيلُ بن أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بن بِلالٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، ويَحْيَى بن سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ أَنَسَ بن مَالِكٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُرَأَى عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ بنتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُرْدَ حَرِيرٍ سِيَرَاءَ.
18497 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن سَهْلِ بن أَيُّوبَ الأَهْوَازِيُّ، ثنا عَلِيُّ بن بَحْرٍ، ثنا بَقِيَّةُ بن الْوَلِيدِ، عَنِ الزُّبَيْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ أَنَّهُرَأَى عَلَى زَيْنَبَ بنتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُرْدًا سِيَرَاءَ مِنْ حَرِيرٍ، قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ: هَكَذَا رَوَاهُ مَعْمَرٌ عَلَى زَيْنَبَ وَوَهِمَ فِيهِ، وَالصَّوَابُ أُمُّ كُلْثُومٍ ).
أُمَامَةُ بنتُ أَبِي الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ بن عَبْدِ الْعُزَّى بن عَبْدِ شَمْسِ بن عَبْدِ مَنَافِ
وَأُمَامَةُ بنتُ زَيْنَبِ بنتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
18498 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَمْرَو بن سُلَيْمٍ الزُّرَقِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ، يَقُولُ:كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَأُمَامَةُ بنتُ زَيْنَبَ بنتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ بنتُ أَبِي
الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ بن عَبْدِ الْعُزَّى عَلَى رَقَبَتِهِ، فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ مِنَ السُّجُودِ أَخَذَهَا فَأَعَادَهَا عَلَى رَقَبَتِهِ.
18499 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، ح وحَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، ح وحَدَّثَنَا بَكْرُ بن سَهْلٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن يُوسُفَ كُلُّهُمْ، عَنْ مَالِكِ بن أَنَسٍ، عَنْ عَامِرِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بن سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ:أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى وَهُوَ حَامِلُ أُمَامَةَ بنتِ أَبِي الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ، كَانَ إِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا.
18500 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بن مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانِ بن أَبِي سُلَيْمَانَ، وابْنِ عَجْلانَ سَمِعَا عَامِرَ بن عَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ، عَنْ عَمْرِو بن سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ:رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَؤُمُّ النَّاسَ وَأُمَامَةُ بنتُ أَبِي الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ عَلَى عَاتِقِهِ، فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا وَإِذَا رَفَعَ مِنَ السُّجُودِ أَعَادَهَا.
18501 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبُ، ثنا سُرَيْجُ بن النُّعْمَانِ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا فُلَيْحُ بن سُلَيْمَانَ، ثنا عَامِرُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بن سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي لِلنَّاسِ، وَقَدْ حَمَلَ أُمَامَةَ بنتَ أَبِي الْعَاصِ عَلَى عُنُقِهِ، إِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا، وَإِذَا رَفَعَ رَفَعَهَا.
18502 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بن أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بن
مُصَفَّى، ثنا مُحَمَّدُ بن حَرْبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بن الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ عَامِرِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بن سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ وَهُوَ حَامِلٌ عَلَى عَاتِقِهِ أُمَامَةَ بنتَ أَبِي الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بنتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ إِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا عَنْ عَاتِقِهِ، وَإِذَا فَرَغَ مِنْ سُجُودِهِ حَمَلَهَا عَلَى عَاتِقِهِ فَلَمْ يَزَلْ يَصْنَعُ ذَلِكَ بِهَا حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ.
18503 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بن الْمُثَنَّى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى بن سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عَجْلانَ، عَنْ سَعِيدِ بن أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وعَامِرِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بن سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ:كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ وَهُوَ حَامِلٌ بنتَ زَيْنَبَ عَلَى عَاتِقِهِ وَهُوَ يَؤُمُّ النَّاسَ، فَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا، وَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا.
18504 - حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بن سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي وَأُمَامَةُ بنتُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى عَاتِقِهِ، فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا.
18505 - حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بن شُعَيْبٍ الأَزْدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، ح وحَدَّثَنَا عَمْرُو بن حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ، ثنا عَاصِمُ بن عَلِيٍّ، ثنا اللَّيْثُ بن سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بن سُلَيْمٍ
الزُّرَقِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ، يَقُولُ:بَيْنَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ جُلُوسٌ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْمِلُ أُمَامَةَ بنتَ أَبِي الْعَاصِ عَلَى عَاتِقِهِ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ عَلَى عَاتِقِهِ إِذَا قَامَ حَتَّى قَضَى صَلاتَهَ.
18506 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن رِشْدِينَ الْمِصْرِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بن صَالِحٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بن الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بن أَبِي هِلالٍ، عَنِ ابْنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بن سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ، يَقُولُ:بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ فِي الْمَسْجِدِ نَنْتَظِرُ الصَّلاةَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَاتِقِهِ بنتُ بنتِهِ أُمَامَةَ بنتِ أَبِي الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ يَحْمِلُهَا عَلَى عَاتِقِهِ يُكَبِّرُ، وَهِيَ عَلَى عَاتِقِهِ، فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا بِالأَرْضِ، وَإِذَا قَامَ أَعَادَهَا عَلَى عَاتِقِهِ حَتَّى قَضَى صَلاتَهُ وَهُوَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.
18507 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بن أَحْمَدَ، ثنا يَحْيَى بن خَلَفٍ أَبُو سَلَمَةَ الْجُوبَارِيُّ، ثنا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بن إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بن سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ الأَنْصَارِيَّ، يَقُولُ:رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، وَأُمَامَةُ بنتُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى عَاتِقِهِ، فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا.
18508 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الزُّبَيْرُ بن بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بن سَعِيدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بن مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي
بَكْرِ بن أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بن جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بن سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ:بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ فِي الْمَسْجِدِ نَنْتَظِرُ الصَّلاةَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى عَاتِقِهِ أُمَامَةُ بنتُ أَبِي الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ، وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بنتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا بِالأَرْضِ، وَإِذَا قَامَ أَعَادَهَا عَلَى عَاتِقِهِ حَتَّى قَضَى صَلاتَهُ، وَهُوَ يَفْعَلُ بِهَا ذَلِكَ.
18509 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بن مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا وَهْبُ بن بَقِيَّةَ، أَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بن أَبِي الْعِتَابِ، عَنْ عَمْرِو بن سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ:رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَمَعَهُ بنتُ ابْنَتِهِ أُمَيْمَةَ أَوْ أُمَامَةُ بنتُ أَبِي الْعَاصِ يَحْمِلُهَا إِذَا قَامَ، وَيَضَعُهَا إِذَا قَعَدَ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ.
18510 - حَدَّثَنَا حَكِيمُ بن يَحْيَى الْمَتُّوتِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بن عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي سَعْدُ بن عَمْرِو بن سُلَيْمٍ الزُّرَقِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بن رِبْعِيٍّ، قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بنتِ زَيْنَبَ بنتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنتِ أَبِي الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ، فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ.
18511 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الزُّبَيْرُ بن بَكَّارٍ، ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بن
سَعِيدٍ الْمَسَاحِقِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بن مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زَيْدِ بن أَبِي الْعِتَابِ، عَنْ عَمْرِو بن سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّأَنَّ الصَّلاةَ الَّتِي صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْمِلُ أُمَامَةَ صَلاةُ الصُّبْحِ.
18512 - حَدَّثَنَا مَسْعَدَةُ بن سَعْدٍ الْعَطَّارُ الْمَكِّيُّ، وأَحْمَدُ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَكِّيُّ، قَالا: ثنا إِبْرَاهِيمُ بن الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّدِ بن يَحْيَى بن عُرْوَةَ، ثنا هِشَامُ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِلادَةٌ مِنْ جَزْعٍ مَلَمَّعَةِ بِالذَّهَبِ وَنِسَاؤُهُ مُجْتَمِعَاتٌ فِي بَيْتٍ كُلُّهُنَّ وَأُمَامَةُ بنتُ أَبِي الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ جَارِيَةٌ تَلْعَبُ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ بِالتُّرَابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ تَرَيْنَ هَذِهِ؟ فَنَظَرْنَا إِلَيْهَا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَا رَأَيْنَا أَحْسَنَ مِنْ هَذِهِ وَلا أَعْجَبَ، فَقَالَ: أَرْدِدْنَهَا إِلَيَّ، فَلَمَّا أَخَذَهَا، قَالَ:وَاللَّهِ لأَضَعَنَّهَا فِي رَقَبَةِ أَحَبِّ أَهْلِ الْبَيْتِ إِلَيَّ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَظْلَمَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ خَشْيَةَ أَنْ يَضَعَهَا فِي رَقَبَةِ غَيْرِي مِنْهُنَّ وَلا أَرَاهُنَّ إِلا قَدْ أَصَابَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي أَصَابَنِي وَوَجَمَنَا جَمِيعًا سُكُوتٌ فَأَقْبَلَ بِهَا حَتَّى وَضَعَهَا فِي رَقَبَةِ أُمَامَةَ بنتِ أَبِي الْعَاصِ فَسُرِّيَ عَنَّا.
18513 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الزُّبَيْرُ بن بَكَّارٍ، قَالَ: وَأَوْصَى أَبُو الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ
بِابْنَتِهِ أُمَامَةَ إِلَى الزُّبَيْرِ بن الْعَوَّامِ وَبِتِرْكَتِهِ فَزَوَّجَهَا الزُّبَيْرُ عَلِيَّ بن أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ وَفَاةِ فَاطِمَةَ بنتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَتْهُ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا، وَقُتِلَ عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ وَأُمَامَةُ بنتُ أَبِي الْعَاصِ عِنْدَهُ وَلَمْ تَلِدْ لَهُ، فَقَالَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ النَّخَعَيِّةُ فِي ذَلِكَ:أَشَابَ ذُؤَابَتِي وَأَذَلَّ رُكْنَيْ أُمَامَةَ يَوْمَ فَارَقْتَ الْقَرِينَا تَطِيفُ بِهِ لِحَاجَتِهَا إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَيْأَسَتْ رَفَعَتْ رَنِينَا ).
18514 - حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، ثنا حَجَّاجُ بن إِبْرَاهِيمَ الأَزْرَقُ، ثنا سُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بن دِينَارٍ، قَالَ:خَلَفَ أَبُو الْهَيَّاجِ بن أَبِي سُفْيَانَ بن الْحَارِثِ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى أُمَامَةَ بنتِ أَبِي الْعَاصِ بن الرَّبِيعِ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بنتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
18515 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الزُّبَيْرُ بن بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن حَسَنٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بن مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الْمُغِيرَةِ، قَالَ:كَانَتْ أُمَامَةُ بنتُ أَبِي الْعَاصِ أُمَّهَا زَيْنَبَ بنتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ عَلِيِّ بن أَبِي طَالِبٍ فَلَمَّا تُوُفِّيَ عَنْهَا، قَالَ لَهَا: لا تَزَوَّجِي، فَإِنْ أَرَدْتِ الزَّوَاجَ فَلا تَخْرُجِي مِنْ رَأْيِ الْمُغِيرَةِ بن نَوْفَلٍ، فَخَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ بن أَبِي سُفْيَانَ فَجَاءَتْ إِلَى الْمُغِيرَةِ تَسْتَأْمِرُهُ، فَقَالَ لَهَا: أَنَا خَيْرٌ لَكِ مِنْهُ فَاجْعَلِي أَمْرَكِ إِلَيَّ، فَفَعَلَتْ فَدَعَا
رِجَالا، فَتَزَوَّجَهَا، فَهَلَكَتْ أُمَامَةُ بنتُ أَبِي الْعَاصِ عِنْدَ الْمُغِيرَةِ بن نَوْفَلٍ وَلَمْ تَلِدْ لَهُ، فَلَيْسَ لِزَيْنَبَ عَقِبٌ.
ذِكْرُ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِنْهُنَّ خَدِيجَةُ بنتُ خُوَيْلِدِ بنتِ أَسَدِ بن عَبْدِ الْعُزَّى بن قُصَيٍّ
وَهِيَ أَوَّلُ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ أُمُّ وَلَدِهِ الذُّكُورِ وَالإِنَاثِ إِلا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَإِنَّهُ مِنْ سَرِيَّتِهِ مَارِيَةَ الْقِبْطِيَّةِ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن نُمَيْرٍ، قَالَ: ثنا يُونُسُ بن بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إِسْحَاقَ، قَالَ: خَدِيجَةُ بنتُ خُوَيْلِدِ بن أَسَدِ بن عَبْدِ الْعُزَّى بن قُصَيٍّ.
ذِكْرُ تَزْوِيجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ وَسِنِّهَا وَوَفَاتِهَا وَمِنْ أَخْبَارِهَا
18516 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي، ثنا سُلَيْمَانُ بن حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بن أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِيمَا يَحْسَبُ حَمَّادٌ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ خَدِيجَةَ بنتَ خُوَيْلِدٍ، وَكَانَ أَبُوهَا يَرْغَبُ أَنْ يُزَوِّجَهُ وَصَنَعَتْ طَعَامًا وَشَرَابًا وَدَعَتْ أَبَاهَا وَنَفَرًا مِنْ قُرَيْشٍ فَطَعِمُوا وَشَرِبُوا حَتَّى ثَمِلُوا، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ لأَبِيهَا:إِنَّ مُحَمَّدَ بن عَبْدِ اللَّهِ يَخْطُبُنِي، قُمْ فَزَوِّجْهُ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ فَخَلَّقَتْهُ وَأَلْبَسَتْهُ حُلَّةً وَكَذَلِكَ كَانُوا يَفْعَلُونَ بِالآبَاءِ إِذَا زَوَّجُوا بناتِهِمْ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ السُّكْرُ نَظَرَ، فَإِذَا هُوَ مُخَلَّقٌ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ،
فَقَالَ: مَا شَأْنِي؟ قَالَ: فَقَالَتْ:زَوَّجْتَنِي مِنْ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: أَنَا زَوَّجْتُكِ يَتِيمَ أَبِي طَالِبٍ لا لَعَمْرِي، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ:أَمَا تَسْتَحْيِي تُرِيدُ أَنْ تُسَفِّهَ نَفْسَكَ تُخْبِرُ قُرَيْشًا وَالنَّاسَ أَنَّكَ كُنْتَ سَكْرَانًا فَلَمْ تَزَلْ بِهِ حَتَّى رَضِيَ.
18517 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن جَعْفَرِ بن أَعْيَنَ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بن الْمِقْدَامِ، ثنا زُهَيْرُ بن الْعَلاءِ، ثنا الْقَيْسِيُّ، ثنا سَعِيدُ بن أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَ عَشْرَةَ امْرَأَةً مِنْهُنَّ سِتٌّ مِنْ قُرَيْشٍ، وَوَاحِدَةٌ مِنْ حُلَفَاءِ قُرَيْشٍ، وَسَبْعٌ مِنْ سَائِرِ الْعَرَبِ، وَوَاحِدَةٌ مِنْ بني إِسْرَائِيلَ، وَلَمْ يَتَزَوَّجْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْهُنَّ غَيْرَ وَاحِدَةٍ، وَلَمْ تَلِدْ لَهُ مِنْهُنَّ غَيْرُهَا، فَأَوَّلُ مَنْ تَزَوَّجَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خَدِيجَةَ بنتَ خُوَيْلِدِ بن أَسَدِ بن عَبْدِ الْعُزَّى بن قُصَيٍّ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ عَتِيقِ بن عَائِذِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن عُمَرَ بن مَخْزُومٍ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَ عَتِيقٍ أَبُو هَالَةَ هِنْدُ بن زُرَارَةَ بن نَبَّاشِ بن حَبِيبِ بن صُرَدِ بن سَلامَةَ بن جَرْوَةَ بن أَسِيدِ بن عَمْرِو بن تَمِيمٍ فَوَلَدَتْ لَهُ هِنْدَ بن هِنْدٍ، قَالَ زُهَيْرٌ: قَالَ يُونُسُ بن عُبَيْدٍ:فَمَرَّ هِنْدُ بِالْبَصْرَةِ مُجْتَازًا فَهَلَكَ بِهَا فَلَمْ يَقُمْ سُوقٌ وَلا كَلأٌ يَوْمَئِذٍ، فَتَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهُمَا فَوَلَدَتْ لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَبْدَ مَنَافٍ، وَوَلَدَتْ لَهُ فِي الإِسْلامِ غُلامَيْنِ وَأَرْبَعَ بناتٍ.
18518 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بن
عَبْدِ اللَّهِ بن مُحَمَّدٍ الإِخْمِيمِيُّ الْمِصْرِيُّ، ثنا عَمِّي مُحَمَّدُ بن مَهْدِيٍّ، ثنا عَنْبَسَةُ بن خَالِدِ بن يَزِيدَ، حَدَّثَنِي عَمِّي يُونُسُ بن يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بن سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ خَدِيجَةَ بنتَ خُوَيْلِدٍ وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ عَتِيقِ بن عَائِذٍ الْمَخْزُومِيِّ، ثُمَّ تَزَوَّجَ بِمَكَّةَ عَائِشَةَ لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرَهَا، ثُمَّ تَزَوَّجَ حَفْصَةَ بنتَ عُمَرَ وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ خُنَيْسِ بن حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، ثُمَّ تَزَوَّجَ سَوْدَةَ بنتَ زَمْعَةَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ السَّكَنِ بن عَمْرٍو أَخِي بني عَامِرِ بن لُؤَيٍّ، ثُمَّ تَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيبَةَ بنتَ أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بن جَحْشٍ الأَسَدِيِّ أَسَدِ خُزَيْمَةَ، ثُمَّ تَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ بنتَ أَبِي أُمَيْمَةَ، وَكَانَ اسْمُهَا هِنْدَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ أَبِي سَلَمَةَ عَبْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ الأَسَدِ بن عَبْدِ الْعُزَّى، ثُمَّ تَزَوَّجَ زَيْنَبَ بنتَ جَحْشٍ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ زَيْدِ بن حَارِثَةَ، ثُمَّ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بنتَ الْحَارِثِ، وَسَبَى جُوَيْرِيَةَ بنتَ الْحَارِثِ بن أَبِي ضِرَارٍ مِنْ بني الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ فِي غَزْوَتِهِ الَّتِي هَدَمَ فِيهَا مَنَاةَ الْمُرَيْسِيعَ، وَسَبَى صَفِيَّةَ بنتَ حُيَيِّ بن أَخْطَبَ مِنْ بني النَّضِيرِ، وَكَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَسَمَ لَهَا، وَاسْتَسَرَّ رَيْحَانَةَ مِنْ بني قُرَيْظَةَ ثُمَّ أَعْتَقَهَا فَلَحِقَتْ بِأَهْلِهَا وَاحْتَجَبَتْ وَهِيَ عِنْدَ أَهْلِهَا، وَطَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الْعَالِيَةَ بنتَ ظَبْيَانَ، وَفَارَقَ أُخْتَ بني عَمْرِو بن كِلابٍ، وَفَارَقَ أُخْتَ بني الْجَوْنِ الْكِنْدِيَّةَ مِنْ أَجْلِ بَيَاضٍ كَانَ بِهَا، وَتُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بنتُ خُزَيْمَةَ الْهِلالِيَّةُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ، وَبَلَغَنَا أَنَّ الْعَالِيَةَ بنتَ ظَبْيَانَ تَزَوَّجَتْ قَبْلَ أَنْ يُحَرِّمَ اللَّهُ نِسَاءَهُ فَنَكَحَتْ بن عَمٍّ لَهَا مِنْ قَوْمِهَا، وَوَلَدَتْ فِيهِمْ.
18519 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بن أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ:أَوَّلُ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ، ثُمَّ تَزَوَّجَ سَوْدَةَ بنتَ زَمْعَةَ، ثُمَّ نَكَحَ عَائِشَةَ بِمَكَّةَ وَبَنَى بِهَا بِالْمَدِينَةِ، وَنَكَحَ بِالْمَدِينَةِ زَيْنَبَ بنتَ خُزَيْمَةَ الْهِلالِيَّةَ، ثُمَّ نَكَحَ أُمَّ سَلَمَةَ، ثُمَّ نَكَحَ جُوَيْرِيَةَ بنتَ الْحَارِثِ، فَكَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ نَكَحَ مَيْمُونَةَ بنتَ الْحَارِثِ، وَهِيَ الَّتِي وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ نَكَحَ صَفِيَّةَ بنتَ حُيَيٍّ، وَهِيَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَوْمَ خَيْبَرَ، ثُمَّ نَكَحَ زَيْنَبَ بنتَ جَحْشٍ، وَكَانَتِ امْرَأَةَ زَيْدِ بن حَارِثَةَ، وَتُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بنتُ خُزَيْمَةَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَدِيجَةُ أَيْضًا تُوُفِّيَتْ بِمَكَّةَ، وَنَكَحَ امْرَأَةً مِنْ بني كِلابٍ مِنْ بني رَبِيعَةَ يُقَالُ لَهَا: الْعَالِيَةُ بنتُ ظَبْيَانَ، فَطَلَّقَهَا حِينَ أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ.
18520 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، أَنَّ أَزْوَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَدِيجَةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ، وَعَائِشَةُ بنتُ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمُّ سَلَمَةَ بنتِ أَبِي أُمَيَّةَ، وَحَفْصَةُ بنتُ عُمَرَ، وَأُمُّ حَبِيبَةَ بنتُ أَبِي سُفْيَانَ، وَجُوَيْرِيَةُ بنتُ الْحَارِثِ، وَمَيْمُونَةُ بنتُ الْحَارِثِ، وَزَيْنَبُ بنتُ جَحْشٍ، وَسَوْدَةُ بنتُ زَمْعَةَ، وَصَفِيَّةُ بنتُ حُيَيٍّ حَتَّى اجْتَمَعْنَ عِنْدَهُ تِسْعَةٌ بَعْدَ خَدِيجَةَ، وَالْكِنْدِيَّةُ مِنْ بني الْجَوْنِ، وَالْعَالِيَةُ بنتُ ظَبْيَانَ مِنْ بني عَامِرِ بن بني كِلابٍ، وَزَيْنَبُ بنتُ خُزَيْمَةَ امْرَأَةٌ مِنْ بني هِلالٍ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بن الزُّبَيْرِ، قَالَ: لَمَّا أُدْخِلَتِ الْكِنْدِيَّةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، فَقَالَ: لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيمٍ، الْحَقِي بِأَهْلِكِ.
18521 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وعَمْرُو بن دِينَارٍ:اجْتَمَعَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعُ نِسْوَةٍ مَعَ صَفِيَّةَ بَعْدَ خَدِيجَةَ، مَاتَ عَنْهُنَّ كُلُّهُنَّ قَالَ: وَزَادَ عُثْمَانُ بن أَبِي سُلَيْمَانَ امْرَأَتَيْنِ سِوَى التِّسْعِ مِنْ بني عَامِرِ بن صَعْصَعَةَ كِلْتَاهُمَا جَمَعَ، وَكَانَتْ إِحْدَاهُمَا تُدْعَى أُمَّ الْمَسَاكِينِ، وَكَانَتْ خَيْرَ نِسَائِهِ لِلْمَسَاكِينِ، وَنَكَحَ امْرَأَةً مِنْ بني الْجَوْنِ، فَلَمَّا جَاءَتْهُ اسْتَعَاذَتْ مِنْهُ فَطَلَّقَهَا وَنَكَحَ امْرَأَةً مِنْ كِنْدَةَ، وَلَمْ يَجْمَعْهَا فَتَزَوَّجَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَرَّقَ عُمَرُ بَيْنَهُمَا،
وَضَرَبَ زَوْجَهَا، فَقَالَتْ: اتَّقِ اللَّهَ يَا عُمَرُ، إِنْ كُنْتُ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فَاضْرِبْ عَلَيَّ الْحِجَابَ وَأَعْطِنِي مَا أَعْطَيْتَهُنَّ، فَقَالَ: أَمَا هُنَالِكَ فَلا، قَالَتْ: فَدَعْنِي أَنْكِحْ، قَالَ: لا، وَلا نِعْمَةَ، وَلا أُطْمِعُ فِي ذَلِكَ أَحَدًا.
18522 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بن بَكَّارٍ، قَالَ:وَأُمُّ بني رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَنَاتِهِ غَيْرَ إِبْرَاهِيمَ خَدِيجَةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ، وَكَانَتْ تُدْعَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ الطاهرةَ بنتَ أَسَدِ بن عَبْدِ الْعُزَّى بن قُصَيٍّ، وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بنتُ زَائِدَةَ بنتِ جُنْدُبٍ، وَهُوَ الأَصَمُّ بن صَخْرِ بن عَبْدِ مَعِيصِ بن عَامِرِ بن لُؤَيٍّ، وَأُمُّهَا هَالَةُ بنتُ عَبْدِ مَنَافِ بن الْحَارِثِ بن مُنْقِذِ بن عَمْرِو بن مَعِيصِ بن عَمْرِو بن لُؤَيٍّ وَأُمُّهَا الْعَرِقَةُ، وَاسْمُهَا قِلابَةُ بنتُ سَعْدِ بن سَهْمِ بن عَمْرِو بن هُصَيْصِ بن كَعْبِ بن لُؤَيٍّ، وَحِبَّانُ بن عَبْدِ مَنَافٍ أَخُو هَالَةَ لأَبِيهَا وَأُمِّهَا هُوَ الَّذِي رَمَى سَعْدَ بن مُعَاذٍ رَحِمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَقَالَ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْعَرِقَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:عَرَّقَ اللَّهُ وَجْهَكَ فِي النَّارِ، فَأَصَابَ أَكْحَلُ سَعْدَ رَحِمَ اللَّهُ سَعْدًا فَمَاتَ شَهِيدًا، وَكَانَتْ خَدِيجَةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ عَتِيقِ بن عَائِذِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرِو بن مَخْزُومٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ هِنْدَ بن عَتِيقٍ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا أَبُو هَالَةَ مَالِكُ بننَبَّاشِ بن زُرَارَةَ بن وَفْدَانَ بن حَبِيبِ بن سَلامَةَ بن عَدِيٍّ مِنْ بني
أَسِيدِ بن عَمْرِو بن تَمِيمٍ حَلِيفُ بني عَبْدِ الدَّارِ بن قُصَيٍّ، فَوَلَدَتْ لَهُ هِنْدَ بن أَبِي هَالَةَ، فَهِنْدُ بن عَتِيقٍ، وَهِنْدُ، وهالةُ أَبْنَاءُ أَبِي هَالَةَ مَالِكِ بن نَبَّاشِ بن زُرَارَةَ إِخْوَةُ وَلَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَدِيجَةَ بنتِ خُوَيْلِدٍ مِنْ أُمِّهِمْ.
18523 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الزُّبَيْرُ بن بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أُسَامَةَ بن حَفْصٍ، وغَيْرِهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ:تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ بِمَكَّةَ، وَهِيَ أَوَّلُ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ أَبِي هَالَةَ التَّمِيمِيِّ وَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَتْ لِسَبْعٍ مَضَيْنَ مِنْ مَبْعَثِهِ، قَالَ الزُّبَيْرُ: وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بن أَبِي بَكْرٍ الْمُؤَمِّلِيُّ:أَنَّ عَمْرَو بن أَسَدٍ زَوَّجَ خَدِيجَةَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً وَقُرَيْشٌ تَبْنِي الْكَعْبَةَ، قَالَ الزُّبَيْرُ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن حَسَنٍ، عَنْ خَالِدِ بن إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ:نَكَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً، قَالَ الزُّبَيْرُ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن حَسَنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مُحَمَّدِ بن يَحْيَى بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بن أَسَدٍ:مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ يَخْطُبُ خَدِيجَةَ بنتَ خُوَيْلِدٍ هَذَا الْفَحْلُ لا
يُقْرَعُ أَنْفُهُ، قَالَ الزُّبَيْرُ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن حَسَنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن فُلَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ بن عِيَاضٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ:كَانَتْ خَدِيجَةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، وَهِيَ عِنْدَهُ وَهِيَ أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآمَنَتْ بِهِ، وَتُوُفِّيَتْ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ.
18524 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن نُمَيْرٍ، ثنا يُونُسُ بن بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:لَمْ يَتَزَوَّجْ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى خَدِيجَةَ حَتَّى مَاتَتْ.
18525 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ:لَمْ يَتَزَوَّجِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خَدِيجَةَ حَتَّى مَاتَتْ.
18526 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، وَتَزَوَّجَ عَائِشَةَ قَرِيبًا مِنْ مَوْتِ خَدِيجَةَ، وَلَمْ يَتَزَوَّجْ عَلَى خَدِيجَةَ حَتَّى مَاتَتْ.
18527 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن جَعْفَرِ بن أَعْيَنَ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بن الْمِقْدَامِ، ثنا زُهَيْرُ بن الْعَلاءِ، ثنا سَعِيدُ بن أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ بن دِعَامَةَ، قَالَ:تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ
بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ، وَهِيَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ، وَلَمْ يَتَزَوَّجْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ غَيْرَهَا، وَلَمْ تَلِدْ لَهُ مِنَ الْمَهَايِرِ غَيْرُهَا.
18528 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بن أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا هِشَامُ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلاثِ سِنِينَ.
18529 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن نُمَيْرٍ، ثنا يُونُسُ بن بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إِسْحَاقَ، قَالَ:مَاتَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ مُهَاجِرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلاثِ سِنِينَ.
18530 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الزُّبَيْرُ بن بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن حَسَنٍ، عَنْ أُسَامَةَ بن حَفْصٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلاةُ.
18531 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الزُّبَيْرُ بن بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن حَسَنٍ، عَنْ يَعْلَى بن الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ:دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خَدِيجَةَ، وَهِيَ فِي مَرَضِهَا الَّذِي تُوُفِّيَتْ فِيهِ، فَقَالَ لَهَا: بِالْكُرْهِ مِنِّي مَا الَّذِي أَرَى مِنْكِ يَا خَدِيجَةُ وَقَدْ يَجْعَلُ اللَّهُ فِي الْكُرْهِ خَيْرًا كَثِيرًا، أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ اللَّهَ زَوَّجَنِي مَعَكِ فِي الْجَنَّةِ مَرْيَمَ بنتَ عِمْرَانَ وَكُلْثَمَ أُخْتَ مُوسَى وَآسِيَةَ
امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ؟ قَالَتْ: وَقَدْ فَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: بِالرِّفَاءِ وَالْبَنِينَ.
18532 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا حَجَّاجُ بن الْمِنْهَالِ، ثنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ، أَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ بن عُمَيْرٍ، قَالَ:لَمَّا مَاتَتْ خَدِيجَةُ اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى خَشِيَ عَلَيْهِ حَتَّى تَزَوَّجَ عَائِشَةَ.
18533 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بن الْفَضْلِ الأَسْفَاطِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن الْخَطَّابِ، ثنا عَلِيُّ بن غُرَابٍ، عَنْ يُوسُفَ بن صُهَيْبٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:خَدِيجَةُ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ.
18534 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، ثنا سَعِيدُ بن خُثَيْمٍ الْهِلالِيُّ، ح وحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن مُحَمَّدٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بن رَشَدِ بن خُثَيْمٍ الْهِلالِيُّ، قَالَ: ثنا عَمِّي سَعِيدُ بن خُثَيْمٍ، عَنْ أَسَدِ بن عُبَيْدَةَ الْبَجَلِيِّ، عَنْ يَحْيَى بن عَفِيفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَفِيفٍ وَكَانَ أَخَا الأَشْعَثِ بن قَيْسٍ لأَبِيهِ، قَالَ: وَرَدْتُ مَكَّةَ لأَبْتَاعَ لأَهْلِي مِنْ طِيبِهَا وَعِطْرِهَا، فَأَوَيْتُ إِلَى الْعَبَّاسِ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ رَجُلا تَاجِرًا، فَأَنَا عِنْدَهُ وَقَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِذْ جَاءَ شَابٌّ فَقَلَّبَ بَصَرَهُ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ ضَرَبَ بِبَصَرِهِ قِبَلَ الْكَعْبَةِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ غُلامٌ فَقَامَ عَنْ يَمِينِهِ، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ جَاءَتِ
امْرَأَةٌ، فَقَامَتْ خَلْفَهُمَا فَكَبَّرَ الشَّابُّ فَكَبَّرَا، فَرَكَعَ فَرَكَعَا، فَسَجَدَ فَسَجَدَا، فَقَالَ: يَا عَبَّاسُ، أَمْرٌ عَظِيمٌ، قَالَ الْعَبَّاسُأَمْرٌ عَظِيمٌ، هَلْ تَعْلَمُ مَنِ الشَّابِّ؟، قُلْتُ: لا، قَالَ:هَذَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنُ أَخِي، هَلْ تَعْلَمُ مَنِ الْمَرْأَةُ؟، قُلْتُ: لا، قَالَ:هَذِهِ خَدِيجَةُ بنتُ خُوَيْلِدِ بن أَسَدِ بن عَبْدِ الْعُزَّى سَيِّدَةُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ زَوْجُ ابْنِ أَخِي، وَهَذَا عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبِ بن أَخِي، زَعَمَ ابْنُ أَخِي هَذَا أَنَّ رَبَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَمَرَهُ بِهَذَا الدِّينِ لا وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُ أَحَدًا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ عَلَى هَذَا الدِّينِ غَيْرَ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ.
مَنَاقِبُ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا
18535 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا حَجَّاجُ بن الْمِنْهَالِ، وَعَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، ح وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عَلِيٍّ الأَبَّارُ، ثنا عَلِيُّ بن عُثْمَانَ اللاحِقِيُّ، قَالُوا: ثنا دَاوُدُ بن أَبِي الْفُرَاتِ الْكِنْدِيُّ، عَنْ عِلْبَاءِ بن أَحْمَرَ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَخْطُطٍ، ثُمَّ قَالَ:تَدْرُونَ مَا هَذِهِ؟، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بنتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بنتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بنتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ.
18536 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بن بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن حَسَنٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بن
عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:سَيِّدَاتُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: مَرْيَمُ بنتُ عِمْرَانَ، ثُمَّ فَاطِمَةُ بنتُ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ خَدِيجَةُ، ثُمَّ آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ.
18537 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ: مَرْيَمُ بنتُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بنتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ.
18538 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن جَعْفَرٍ، أَنَّ عَلِيَّ بن أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:خَيْرُ نِسَائِهَا: مَرْيَمُ بنتُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ.
18539 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بن غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن نُمَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:خَيْرُ نِسَائِهَا: مَرْيَمُ بنتُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ.
18540 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدَوسِ بن كَامِلٍ، ثنا سَعِيدُ بن يَحْيَى بن سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، ثنا أَبِي، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ خَدِيجَةَ
بنتِ خُوَيْلِدٍ، قَالَ:رَأَيْتُهَا عَلَى نَهَرٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، فِي بَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، لا لَغْوَ فِيهِ وَلا نَصَبَ.
18541 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بن الْفَضْلِ الأَسْفَاطِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن الْخَطَّابِ، ثنا عِيسَى بن مُسْلِمٍ الْهَمْدَانِيُّ، ثنا مَيْسَرَةُ بن عُثْمَانَ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ مَعَ خَدِيجَةَ إِذْ أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ:يَا مُحَمَّدُ، أَقْرأ خَدِيجَةَ مِنِّي السَّلامَ، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لا أَذًى فِيهِ وَلا نَصَبَ.
18542 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن هِشَامِ بن أَبِي الدُّمَيْكِ الْمُسْتَمْلِي، ثنا أَحْمَدُ بن جَنَابٍ الْمِصِّيصِيُّ، ثنا عِيسَى بن يُونُسَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:بَشَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لا صَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ.
18543 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بن عَمْرٍو الْعُكْبَرِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الزُّهَيْرِيُّ، ثنا عَمْرُو بن عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بن زِيَادٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال:بَشَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لا صَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ.
18544 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بن غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بن فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ بن الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بن عَمْرِو بن جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى جِبْرِيلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَالَ:هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْكَ بِإِنَاءٍ فِيهِ إِدَامٌ، وَطَعَامٌ وَشَرَابٌ، فَإِذَا أَتَتْكَ فَأَقْرأ عَلَيْهَا السَّلامَ مِنْ رَبِّهَا، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لا صَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ.
18545 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بن مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، ح وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ بن غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَعْلَى بن عُبَيْدٍ، ح وَحَدَّثَنَا مَحْمُودُ بن مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا وَهْبُ بن بَقِيَّةَ، أنا خَالِدُ بن عَبْدِ اللَّهِ، ح وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا عَمِّي إِبْرَاهِيمُ بن مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا عِيسَى بن يُونُسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أَبِي أَوْفَى، قَالَ:بَشَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لا صَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ.
18546 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن يُونُسَ الرَّقِّيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي سَمِينَةَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بن عَيَّاشٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:قَالَ لِي جِبْرِيلُ: بَشِّرْ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لا صَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ.
18547 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بن اللَّيْثِ أَبُو صَالِحٍ الرَّاسِبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا وَهْبُ بن جَرِيرِ بن حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن جَعْفَرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:أُمِرْتُ أَنْ أُبَشِّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ
مِنْ قَصَبٍ، لا صَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ.
18548 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الْفَضْلِ السَّقَطِيُّ، ثنا سَعِيدُ بن سُلَيْمَانَ، ثنا مُبَارَكُ بن فَضَالَةَ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُكْثِرُ ذِكْرَ خَدِيجَةَ، فَقُلْتُ: مَا أَكْثَرَ مَا تُكْثِرُ ذِكْرَ خَدِيجَةَ وَقَدْ أَخْلَفَ اللَّهُ لَكَ مِنْ خَدِيجَةَ عَجُوزٌ حَمْرَاءُ الشِّدْقَيْنِ قَدْ هَلَكَتْ فِي دَهْرٍ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَضَبًا مَا رَأَيْتُهُ غَضِبَ مِثْلَهُ قَطُّ، وَقَالَ:إِنَّ اللَّهَ رَزَقَهَا مِنِّي مَا لَمْ يَرْزُقْ أَحَدًا مِنْكُنَّ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اعْفُ عَنِّي عَفَا اللَّهُ عَنْكَ، وَاللَّهِ لا تَسْمَعُنِي أَذْكُرُ خَدِيجَةَ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ بِشَيْءٍ تَكْرَهُهُ ).
18549 - حَدَّثَنَا مَسْعَدَةُ بن سَعْدٍ الْعَطَّارُ، وَأَحْمَدُ بن زَيْدِ بن هَارُونَ، قَالا: ثنا إِبْرَاهِيمُ بن الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّدِ بن يَحْيَى بن عُرْوَةَ بن الزُّبَيْرِ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَلَقَدْ هَلَكَتْ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي بِثَلاثِ سِنِينَ، لَمَّا كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْ ذِكْرِهِ إِيَّاهَا، وَلَقَدْ أَمَرَهُ رَبُّهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، وَإِنْ كَانَ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ فَيَظَلُّ يَتَتَبَّعُ بِأَعْضَائِهَا صَدَائِقَ خَدِيجَةَ.
18550 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عَاصِمُ بن عَلِيٍّ، ثنا قَيْسُ بن الرَّبِيعِ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَائِشَةَ، قَالَتْ:مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، مِمَّا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُهَا، وَقَالَتْ:أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ.
18551 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عَبْدِ الْوَهَّابِ بن نَجْدَةَ الْحَوْطِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا إِسْمَاعِيلُ بن عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِهِ لَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
18552 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بن مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بن سَعِيدٍ الأَصْبَهَانِيُّ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مِنْجَابُ بن الْحَارِثِ، قَالا: ثنا عَلِيُّ بن مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشَبَّهَهُ بِاسْتِئْذَانِ خَدِيجَةَ، فَارْتَاحَ لِذَلِكَ، فَقَالَ:اللَّهُمَّ هَالَةُ، فَغِرْتُ، وَمَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، زَادَ مِنْجَابٌ فِي حَدِيثِهِ:لِكَثْرَةِ ذِكْرِهِ إِيَّاهَا، وَلَقَدْ تَزَوَّجَنِي بَعْدَهَا بِثَلاثِ سِنِينَ.
18553 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَمَا ذَاكَ إِلا لِكَثْرَةِ ذِكْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا.
18554 - حَدَّثَنَا الْمِقْدَامُ بن دَاوُدَ، ثنا أَسَدُ
بن مُوسَى، ثنا مُبَارَكُ بن فَضَالَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِالشَّيْءِ، قَالَ:اذْهَبُوا بِهِ إِلَى فُلانَةَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ صَدِيقَةً لِخَدِيجَةَ.
18555 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بن مَعِينٍ، ثنا مَرْوَانُ بن مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ وَائِلِ بن دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ لَمْ يَكُنْ يَسْأَمُ مِنْ ثَنَاءٍ عَلَيْهَا وَالاسْتِغْفَارِ لَهَا، فَذَكَرَهَا ذَاتَ يَوْمٍ، وَاحْتَمَلَتْنِي الْغَيْرَةُ، إِلَى أَنْ قُلْتُ: قَدْ عَوَّضَكَ اللَّهُ مِنْ كَبِيرَةِ السِّنِّ، قَالَتْ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَضِبَ غَضَبًا سَقَطَ فِي جِلْدِي، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ أَذْهَبْتَ عَنِّي غَضَبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَذْكُرْهَا بِسُوءٍ مَا بَقِيتُ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي قَدْ لَقِيتُ، قَالَ:كَيْفَ قُلْتِ؟ وَاللَّهِ لَقَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِيَ النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَرُزِقَتْ مِنِّي الْوَلَدَ إِذْ حُرِمْتِيهِ مِنِّي، فَغَدَا بِهَا عَلَيَّ وَرَاحَ شَهْرًا.
18556 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثنا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَحْسَنَ عَلَيْهَا
الثَّنَاءَ، فَقُلْتُ: مَا تَذْكُرُ مِنْهَا وَقَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهَا خَيْرًا؟ قَالَ:مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا، صَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ مِنْهَا الْوَلَدَ إِذْ لَمْ يَرْزُقْنِي مِنْ غَيْرِهَا.
18557 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا سَعِيدُ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بن أَيْمَنَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَعَامٍ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنَ الطَّعَامِ وَيَضَعُ بَيْنَ يَدَيْهَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لا تَغْمُرْ يَدَيْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:إِنَّ هَذِهِ كَانَتْ تَأْتِينَا أَيَّامَ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ، أَوْ حَفِظَ الْعَهْدِ مِنَ الإِيمَانِ، وَلَمَّا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَخَذَنِي مَا يَأْخُذُ النِّسَاءَ مِنَ الْغَيْرَةِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِكَبِيرَةِ السِّنِّ حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ:مَا ذَنْبِي أَنْ رَزَقَهَا اللَّهُ مِنِّي الْوَلَدَ، وَلَمْ يَرْزُقْكِ؟ قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا أَذْكُرُهَا بَعْدَ هَذَا إِلا بِخَيْرٍ.
18558 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا حَجَّاجُ بن الْمِنْهَالِ، ثنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ، ثنا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أَبِي لَيْلَى، أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَجَاءَتْ خَدِيجَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:يَا جِبْرِيلُ، هَذِهِ خَدِيجَةُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ: أَقْرِئْهَا مِنَ اللَّهِ السَّلامَ وَمِنِّي.
18559 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الزُّبَيْرُ بن بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن حَسَنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن سَعِيدِ بن كَثِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِحِرَاءَ، فَقَالَ: هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ جَاءَتْ بِحَيْسٍ فِي غَزْرَتِهَا، فَقُلْ لَهَا إِنَّ اللَّهَ يُقْرِئُكِ السَّلامَ، فَلَمَّا جَاءَتْ، قَالَ لَهَا:إِنَّ جِبْرِيلَ أَعْلَمَنِي بِكِ وَبِالْحَيْسِ الَّذِي فِي غَزْرَتِكِ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ، وَقَالَ: اللَّهُ يُقْرِئُهَا السَّلامَ، فَقَالَتْ: هُوَ السَّلامُ وَمِنْهُ السَّلامُ وَعَلَى جِبْرِيلَ السَّلامُ.
18560 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا حَجَّاجُ بن الْمِنْهَالِ، ثنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بن أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِيمَا يَحْسِبُ حَمَّادٌ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِخَدِيجَةَ:إِنِّي أَسْمَعُ صَوْتًا، وَأَرَى ضَوْءًا، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ بِي جَنَنٌ، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَفْعَلْ بِكَ ذَاكَ يَا ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ، ثُمَّ أَتَتْ وَرَقَةَ بن نَوْفَلٍ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنْ يَكُنْ صَادِقًا فَإِنَّ هَذَا نَامُوسٌ مِثْلُ نَامُوسِ مُوسَى، فَإِنْ يُبْعَثْ وَأَنَا حَيٌّ فَسَأُعَزِّزُهُ وَأَنْصُرُهُ وَأُعِينُهُ.
مَا أَسْنَدَتْ خَدِيجَةُ
18561 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بن أَسَدٍ الْبَجَلِيُّ، ثنا سَهْلُ بن زِيَادٍ، عَنِ الأَزْرَقِ بن
قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الْحَارِثِ، عَنْ خَدِيجَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ أَطْفَالِي مِنْكَ؟قَالَ:فِي الْجَنَّةِ، قُلْتُ:بِلا عَمَلٍ؟قَالَ:اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ، قُلْتُ:فَأَيْنَ أَطْفَالِي قَبْلَكَ؟، قَالَ:فِي النَّارِ، قُلْتُ: بِغَيْرِ عَمَلٍ؟ قَالَ:لَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ مَا كَانُوا عَامِلِينَ.
عَائِشَةُ بنتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ
زَوْجُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ، وَأُمُّ عَائِشَةَ وَأَخِيهَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أُمُّ رُومَانَ بنتِ عَامِرِ بن عُوَيْمَرِ بن عَبْدِ شَمْسِ بن عَبْدِ مَنَافِ بن أُذَيْنَةَ بن سُبَيْعِ بن رَهْمَانَ بن الْحَارِثِ بن عَبْدِ مَالِكِ بن كَنَانَةَ.
18562 - حَدَّثَنَا بِهَذِهِ النِّسْبَةِ عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الزُّبَيْرُ بن بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بن عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ وَتَزَوَّجَ عَائِشَةَ قَرِيبًا مِنْ مَوْتِ خَدِيجَةَ.
18563 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ:نَكَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَةَ وَهِيَ بنتُ سِتٍّ، وَأُهْدِيَتْ إِلَيْهِ وَهِيَ بنتُ تِسْعٍ، وَلُعَبُهَا مَعَهَا، وَمَاتَ عَنْهَا وَهِيَ بنتُ ثَمَانَ عَشْرَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ عَبْدِ
الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، مِثْلَهُ ).
18564 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا يَحْيَى بن حَسَّانَ الْكُوفِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، قَالَ:مَاتَتْ عَائِشَةُ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ.
18565 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مِنْجَابُ بن الْحَارِثِ، ثنا عَلِيُّ بن مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا أَوْصَتْ عَبْدَ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ، فَقَالَتْ:لا تَدْفِنَنِّي مَعَهُمْ، وَادْفِنِّي مَعَ صَوَاحِبِي بِالْبَقِيعِ أَلا أَزْكَى أَبَدًا.
18566 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا جُمْهُورُ بن مَنْصُورٍ، ثنا سَيْفُ بن مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:كَنَّانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ، وَلَمْ يَكُنْ وَلَدٌ لِي قَطُّ.
18567 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُّ نِسَائِكَ لَهَا كُنْيَةٌ غَيْرِي، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:اكْتَنِي أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ، فَكَانَ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ، حَتَّى مَاتَتْ وَلَمْ تَلِدْ قَطُّ.
18568 - حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بن الْفَرَجِ الْهَاشِمِيُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ عَبَّادِ بن حَمْزَةَ بن عَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا تُكَنِّينِي فَكُلُّ نِسَائِكَ لَهَا كُنْيَةٌ؟
قَالَ:بَلَى، اكْتَنِي بِابْنِكِ عَبْدِ اللَّهِ، فَكَانَتْ تُكَنَّى أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبُ، ثنا عَفَّانُ بن مُسْلِمٍ، ثنا وُهَيْبُ بن خَالِدٍ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ عَبَّادِ بن حَمْزَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، مِثْلَهُ.
18569 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا هَارُونُ بن إِسْحَاقَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُلُّ نِسَائِكَ لَهَا كُنْيَةٌ غَيْرِي، قَالَ:فَأَنْتِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ.
18570 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا عُبَيْدُ بن أَسْبَاطِ بن مُحَمَّدٍ، ثنا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، قَالَ:كَنَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَةَ وَلَمْ يُولَدْ لَهَا.
18571 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن جَعْفَرِ بن أَعْيَنَ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بن الْمِقْدَامِ، ثنا زُهَيْرُ بن الْعَلاءِ الْقَيْسِيُّ، ثنا سَعِيدُ بن أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَةَ بنتَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَلَمْ يَنْكِحْ بِكْرًا غَيْرَهَا، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ بنتُ سِتِّ سِنِينَ، وَقَدْ زَعَمُوا أَنَّ جِبْرِيلَ، قَالَ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا، فَتَزَوَّجَهَا بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، وَبَعْدَ وَفَاةِ خَدِيجَةَ، ثُمَّ ابْتَنَى بِهَا بِالْمَدِينَةِ وَهِيَ بنتُ تِسْعِ سِنِينَ، وَتُوُفِّيَ عَنْهَا وَهِيَ بنتُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً.
18572 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، قَالا: ثنا
حَجَّاجُ بن الْمِنْهَالِ، ثنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:أُتِيتُ بِجَارِيَةٍ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ مِنْ بَعْدِ وَفَاةِ خَدِيجَةَ، فَإِذَا هِيَ أَنْتِ، فَقُلْتُ:إِنْ يَكُنْ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ، ثُمَّ أُتِيتُ أَيْضًا بِجَارِيَةٍ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ فَكَشَفْتُهَا، فَإِذَا هِيَ أَنْتِ، فَقُلْتُ: إِنْ يَكُنْ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَتَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَفَّى خَدِيجَةَ قَبْلَ مَخْرَجِهِ مِنْ مَكَّةَ وَأَنَا بنتُ سَبْعِ سِنِينَ أَوْ سِتِّ سِنِينَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، جَاءَتْنِي نِسْوَةٌ وَأَنَا أَلْعَبُ عَلَى أُرْجُوحَةٍ، وَأَنَا مُجَمَّمَةٌ، فَهَيَّأْنَنِي، وَصَنَعْنَنِي، ثُمَّ أَتَيْنَ بِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بنتُ تِسْعِ سِنِينَ.
18573 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، ثنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:أُتِيتُ بِكِ فِي خِرْقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ فِي الْمَنَامِ ثَلاثَ لَيَالٍ، فَقِيلَ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَكَشَفْتُ الثَّوْبَ فَإِذَا أَنْتِ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُنْ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ.
18574 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى السَّاجِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن مُحَمَّدِ بن الْحَسَنِ بن زَبَالَةَ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بن مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ، ثنا مَالِكُ بن أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:رَأَيْتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ، أَرَى رَجُلا يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَيَقُولُ: هَذِهِ زَوْجَتُكِ، فَاكْشِفْهَا، فَإِذَا هِيَ أَنْتِ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُنْ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ.
18575 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن سَهْلِ بن عَسْكَرٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَعَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنَةُ سَبْعٍ، وَزُفِفْتُ إِلَيْهِ وَأَنَا بنتُ تِسْعٍ، وَمَاتَ وَأَنَا بنتُ ثَمَانِ عَشْرَةَ.
18576 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا عَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، ثنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بنتُ سَبْعِ سِنِينَ، وَبَنَى بِي وَأَنَا بنتُ تِسْعٍ.
18577 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بن أَيُّوبَ الْعَلافُ، وَأَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، قَالا: ثنا سَعِيدُ بن أَبِي مَرْيَمَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بنتُ سَبْعٍ، وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ وَأَنَا بنتُ تِسْعِ سِنِينَ، فَدَخَلَ عَلَيَّ وَأَنَا أَلْعَبُ بِاللُّعَبِ، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَرُبَّمَا اسْتَحْيَيْنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ.
18578 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبُ،
ثنا عَفَّانُ بن مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: ثنا وُهَيْبُ بن خَالِدٍ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بنتُ سِتََّ سِنِينَ، وَبَنَى بِهَا وَهِيَ بنتُ تِسْعِ سِنِينَ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ تِسْعَ سِنِينَ.
18579 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا هَنَّادُ بن السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بن سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بنتُ سِتِّ سِنِينَ، وَدَخَلَ بِي وَأَنَا بنتُ تِسْعِ سِنِينَ.
18580 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّدِ بن سَعِيدِ بن أَبِي مَرْيَمَ، ثنا مُحَمَّدُ بن يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بنتُ سِتٍّ، وَأُدْخِلَتْ عَلَيْهِ وَهِيَ بنتُ تِسْعٍ، وَمَكَثَتْ عِنْدَهُ تِسْعًا.
18581 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بن حُمَيْدِ بن كَاسِبٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّدِ بن يَحْيَى بن عُرْوَةَ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:تَزَوَّجَهَا قَبْلَ مَخْرَجِهِ مِنْ مَكَّةَ بِثَلاثِ سِنِينَ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، وَنَكَحَهَا وَهِيَ بنتُ سِتِّ سِنِينَ، ثُمَّ بنى بِهَا بَعْدَ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ، وَهِيَ يَوْمَ بنائِهَا، بنتُ تِسْعٍ.
18582 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن نُمَيْرٍ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وهناد بن السري، وإبراهيم
بن أبي معاوية، قَالُوا: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بنتُ سَبْعٍ، وَبَنَى بِهَا وَهِيَ بنتُ تِسْعٍ، مَاتَ عَنْهَا وَهِيَ بنتُ ثَمَانِ عَشْرَةَ.
18583 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بن سَهْلٍ الْحَنَّاطُ، ثنا مُحَمَّدُ بن الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بن إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْقَاسِمِ بن مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:تَزَوَّجْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بنتُ سِتِّ سِنِينَ، وَبَنَى بِي وَأَنَا بنتُ تِسْعِ سِنِينَ.
18584 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا سَعِيدُ بن عَمْرٍو الأَشْعَثِيُّ، ثنا عَبْثَرُ بن الْقَاسِمِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتِسْعِ سِنِينَ، وَصَحِبْتُهُ تِسْعًا.
18585 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بنتُ سَبْعِ سِنِينَ، وَبَنَى بِهَا وَهِيَ بنتُ تِسْعٍ.
18586 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بن هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:أُدْخِلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بنتُ تِسْعِ سِنِينَ، وَمَكَثْتُ عِنْدَهُ تِسْعَ سِنِينَ.
18587 - حَدَّثَنَا
حَفْصُ بن عُمَرَ الرَّقِّيُّ، ثنا قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:تَزَوَّجَ عَائِشَةَ وَهِيَ بنتُ تِسْعِ سِنِينَ، وَمَكَثَتْ عِنْدَهُ تِسْعًا.
18588 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدَوسِ بن كَامِلٍ السَّرَّاجُ، ثنا سَعِيدُ بن يَحْيَى بن سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، ثنا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بن عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن حَاطِبٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ، قَالَتْ خَوْلَةُ بنتُ حَكِيمِ بن أُمَيَّةَ بن الأَوْقَصِ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بن مَظْعُونٍ وَذَلِكَ بِمَكَّةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،أَلا تَزَوَّجُ؟، قَالَ:مَنْ؟، قَالَتْ:إِنْ شِئْتَ بِكْرًا، وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا، قَالَ:فَمَنِ الْبِكْرُ؟، قَالَتْ:ابْنَةُ أَحَبِّ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْكَ، عَائِشَةُ بنتُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ:وَمَنِ الثَّيِّبُ؟، قَالَتْ:سَوْدَةُ بنتُ زَمْعَةَ، آمَنَتْ بِكَ، وَاتَّبَعَتْكَ عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ، قَالَ:فَاذْهَبِي فَاذْكُرِيهِمَا عَلَيَّ، فَجَاءَتْ، فَدَخَلَتْ بَيْتَ أَبِي بَكْرٍ، فَوَجَدَتْ أُمَّ رُومَانَ أُمَّ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: يَا أُمَّ رُومَانَ، مَاذَا أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ؟ أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْطِبُ عَلَيْهِ عَائِشَةَ، قَالَتْ: وَدِدْتُ، انْتَظِرِي أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهُ آتٍ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَاذَا أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ؟ أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْطِبُ عَلَيْهِ عَائِشَةَ، قَالَ: هَلْ تَصْلُحُ لَهُ وَإِنَّمَا هِيَ بنتُ أَخِيهِ؟، فَرَجَّعَنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:ارْجِعِي إِلَيْهِ، فَقُولِي لَهُ: أَنْتَ أَخِي فِي الإِسْلامِ، وَأَنَا أَخُوكَ، وَابْنَتُكَ تَصْلُحُ لِي، فَأَتَتْ أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ لِخَوْلَةَ: ادْعِي لِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ فَأَنْكَحَهُ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنَةُ سِتِّ سِنِينَ.
18589 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بن مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بنتُ سِتِّ سِنِينَ، وَبَنَى بِي وَأَنَا بنتُ تِسْعِ سِنِينَ.
18590 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بن غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بنتُ تِسْعٍ، وَمَاتَ عَنْهَا وَهِيَ بنتُ ثَمَانِ عَشْرَةَ.
18591 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الزُّبَيْرُ بن بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن الْحَسَنِ بن زَبَالَةَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:لَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلَّفَنَا وَخَلَّفَ بناتِهِ، فَلَمَّا اسْتَقَرَّ بِالْمَدِينَةِ بَعَثَ زَيْدَ بن حَارِثَةَ، وَبَعَثَ مَعَهُ أَبَا رَافِعٍ مَوْلاهُ، وَأَعْطَاهُمَا بَعِيرَيْنِ وَخَمْسَ مِائَةِ دِرْهَمٍ أَخَذَهَا مِنْ أَبِي بَكْرٍ يَشْتَرَيَانِ بِهَا مَا يَحَتَاجَانِ إِلَيْهِ مِنَ الظُّهْرِ، وَبَعَثَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُمَا عَبْدَ اللَّهِ بن أُرَيْقِطٍ الدُّؤَلِيَّ بِبَعِيرَيْنِ أَوْ
ثَلاثَةٍ، وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَحْمِلَ أَهْلَهُ أُمَّ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمَّ رُومَانَ، وَأَنَا وَأَخِي وَأَسْمَاءُ امْرَأَةُ الزُّبَيْرِ، فَخَرَجُوا مُصْحَبِينَ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى قُدَيْدٍ، اشْتَرَى زَيْدُ بن حَارِثَةَ بِتِلْكَ الْخَمْسِمِائَةِ دِرْهَمٍ ثَلاثَةَ أَبْعِرَةٍ، ثُمَّ دَخَلُوا مَكَّةَ جَمِيعًا، فَصَادَفُوا طَلْحَةَ بن عُبَيْدِ اللَّهِ يُرِيدُ الْهِجْرَةَ، فَخَرَجْنَا جَمِيعًا، وَخَرَجَ زَيْدٌ وَأَبُو رَافِعٍ بِفَاطِمَةَ وَأُمِّ كُلْثُومٍ وَسَوْدَةَ بنتِ زَمْعَةَ، وَحَمَلَ زَيْدٌ أُمَّ أَيْمَنَ وَوَلَدَهَا أَيْمَنَ، وَأُسَامَةَ، وَاصْطَحَبَنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبيضِ مِنْ نَمِرَ نَفَرَ بَعِيرِي وَأَنَا فِي مِحَفَّةٍ مَعِي فِيهَا أُمِّي، فَجَعَلَتْ أُمِّي، تَقُولُ: وَا ابْنَتَاهُ، وَا عَرُوسَاهُ، حَتَّى إِذَا أُدْرِكَ بَعِيرُنَا وَقَدْ هَبَطَ مِنَ الثَّنِيَّةِ ثَنِيَّةِ هَرْشَا فَسَلَّمَ اللَّهُ، ثُمَّ إِنَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَنَزَلْتُ مَعَ عِيَالِ أَبِي بَكْرٍ، وَنَزَلَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ يَبْنِي الْمَسْجِدَ وَأَبْيَاتًا حَوْلَ الْمَسْجِدِ، فَأَنْزَلَ فِيهَا أَهْلَهُ، فَمَكَثْنَا فِيهَا أَيَّامًا، ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَبْتَنِيَ بِأَهْلِكَ؟ قَالَ:الصَّدَاقُ، فَأَعْطَاهُ أَبُو بَكْرٍ اثْنَتَا عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا، فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْنَا، وَبَنَى بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي هَذَا الَّذِي أَنَا فِيهِ، وَهُوَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ وَدُفِنَ فِيهِ، وَأَدْخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوْدَةَ بنتَ زَمْعَةَ
مَعَهُ أَحَدَ تِلْكَ الْبُيُوتِ، وَكَانَ يَكُونُ عِنْدَهَا، وَكَانَ تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّايَ وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْجَوَارِي، فَمَا حُدِّثْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَنِي حَتَّى أَخَذَتْنِي أُمِّي فَحَبَسَتْنِي فِي الْبَيْتِ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنِّي تَزَوَّجْتُ، فَمَا سَأَلْتُهَا حَتَّى كَانَتْ هِيَ الَّتِي أَخْبَرَتْنِي.
18592 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن عُمَرَ بن أَبَانَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ:خَطَبُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَةَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ قَدْ زَوَّجَهَا جُبَيْرَ بن مُطْعِمٍ، فَخَلَعَهَا مِنْهُ، فَزَوَّجَهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ ابْنَةُ سِتِّ سِنِينَ، تَرَكَهَا ثَلاثَ سِنِينَ، ثُمَّ بنى بِهَا وَهِيَ بنتُ تِسْعِ سِنِينَ.
18593 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا زُّبَيْرُ بن بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن حَسَنٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عُثْمَانَ بن عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بنتِ يَزِيدَ بن السَّكَنِ، قَالَتْ: أَنَا قَيَّنْتُ عَائِشَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى أَدْخَلْتُهَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ أُتِينَا بِحِلابٍ مِنْ لَبَنٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ نَاوَلَهُ عَائِشَةَ فَأَعْرَضَتْ، فَقُلْتُ: خُذِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَتْ مِنْهُ فَشَرِبَتْ، ثُمَّ نَاوَلَتْنِي، فَشَرِبْتُ، فَجَعَلْتُ أُدِيرُ
الإِنَاءَ لأَنْ أُصَادِفَ الْمَوْضِعَ الَّذِي شَرِبَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ نَاوَلْتُهُ امْرَأَةً مَعِي، فَقَالَتْ: لا أَشْتَهِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:لا تَجْمَعِي كَذِبًا وَجُوعًا.
18594 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بن مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا سَعِيدُ بن الْمَرْزُبَانِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيَّ حَوْفٌ، وَمَا هُوَ إِلا أَنْ تَزَوَّجَنِي أُلْقِيَ عَلَيَّ الْحَيَاءُ، قَالَ سُفْيَانُ: وَالْحَوْفُ: ثَوْبٌ مِنْ سُيُورٍ يُلْبِسُهُ الأَعْرَابُ أَبْنَاءَهَا.
18595 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى السَّاجِيُّ، ثنا عُمَرُ بن مُوسَى الْحَارِثِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بن سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:سَمَّنُونِي بِكُلِّ شَيْءٍ فَلَمْ أَسْمَنْ، فَسَمَّنُونِي بِالْقِثَّاءِ وَالرُّطَبِ فَسَمِنْتُ.
18596 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن اللَّيْثِ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بن الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ، ثنا زَيْدُ بن الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حَمَّادُ بن سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:لَمَّا تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمَّنَنِي أَهْلِي بِكُلِّ شَيْءٍ فَلَمْ أَسْمَنْ، فَأَطْعَمُونِي الْقِثَّاءَ وَالرُّطَبَ فَسَمِنْتُ عَلَيْهِ أَحْسَنَ السِّمَنِ.
18597 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن بَكَّارٍ السَّعْدِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بن سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:أَقْبَلَتْ
عَلَيَّ أُمِّي بِكُلِّ مَا تُقْبَلُ بِهِ النِّسَاءُ، فَلَمْ أُجِبْ عَلَى ذَلِكَ، فَأَطْعَمُونِي الْقِثَّاءَ وَالتَّمْرَ حِينَ أَرَادُوا أَنْ يَهْدُونِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ أَحْسَنَ إِقْبَالٍ.
18598 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، ح وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أُمَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ فِي شَوَّالٍ، فَأَيُّ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي؟، قَالَ: وَكَانَتْ تَسْتَحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ نِسَاؤُهَا فِي شَوَّالٍ.
18599 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بن سَهْلٍ الْحَنَّاطُ، ثنا مُحَمَّدُ بن الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، ح وَحَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى السَّاجِيُّ، ثنا عُمَرُ بن مُحَمَّدِ بن الْحَسَنِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بن إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْقَاسِمِ بن مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بنتُ سِتِّ سِنِينَ، وَبَنَى بِي وَأَنَا بنتُ تِسْعِ سِنِينَ، وَبَنَى عَلَيَّ فِي شَوَّالٍ، فَأَيُّ نِسَائِكُمْ كَانَ أَحْظَى مِنِّي؟ وَكَانَتْ تَسْتَحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ نِسَاؤُهَا فِي شَوَّالٍ.
18600 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن نَائِلَةَ الأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن عَرَادَةَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بن أَبِي دَاوُدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ
عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ فِيمَنْ يَكْرَهُ الزواجَ فِي شَوَّالٍ:تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَوَّالٍ، وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ فِي شَوَّالٍ.
18601 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الزُّبَيْرُ بن بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن حَسَنٍ، عَنْ أُسَامَةَ بن حَفْصٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَتَزَوَّجَ عَائِشَةَ بنتَ أَبِي بَكْرٍ فِي شَوَّالٍ، وَأَعْرَسَ بِهَا بِالْمَدِينَةِ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَتُوُفِّيَتْ عَائِشَةُ لَيْلَةَ الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ بَعْدَ الْوِتْرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ، وَدُفِنَتْ مِنْ لَيْلَتِهَا.
18602 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الزُّبَيْرُ بن بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن حَسَنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، قَالُوا: صَلَّيْنَا عَلَى عَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ زَوْجَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَطَ الْبَقِيعِ، وَالإِمَامُ يَوْمَ صَلَّيْنَا عَلَى عَائِشَةَ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَحَضَرَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بن عُمَرَ، وَدَخَلَ فِي قَبْرِ عَائِشَةَ عَبْدُ اللَّهِ وَعُرْوَةُ ابْنَا مُحَمَّدِ بن أَبِي بَكْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أَبِي بَكْرٍ، وَمَاتَتْ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ فِي رَمَضَانَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْهُ بَعْدَ الْوِتْرِ، وَدُفِنَتْ مِنْ لَيْلَتِهَا.
18603 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن هَاشِمٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا كَثِيرُ بن يَحْيَى، ثنا الْقَاسِمُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن
دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:اجْتَلَى عَائِشَةَ فِي أَهْلِهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا.
بَابٌ
18604 - حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا سَهْلُ بن بَكَّارٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بن عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:أُعْطِيتُ خِصَالا مَا أُعْطِيَتْهَا امْرَأَةٌ: مَلَكَنِي وَأَنَا بنتُ سِتِّ سِنِينَ، وَأَتَاهُ الْمَلَكُ بِصُورَتِي فِي كَفِّهِ فَنَظَرَ إِلَيْهَا، وَبَنَى بِي وَأَنَا بنتُ تِسْعِ سِنِينَ، وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ وَلَمْ تَرَهُ امْرَأَةٌ غَيْرِي، وَكُنْتُ أَحَبَّ نِسَائِهِ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَبِي أَحَبَّ أَصْحَابِهِ إِلَيْهِ، وَمَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَرْضَتَهُ، وَلَمْ تَشْهَدْهُ غَيْرِي وَالْمَلائِكَةُ.
18605 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن دَاوُدَ الصَّوَّافُ التُّسْتَرِيُّ، ثنا يَحْيَى بن غَيْلانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن بُزَيْغٍ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:أُعْطِيتُ سَبْعًا لَمْ يُعْطَهَا نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُنْتُ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيْهِ نَفْسًا وَأَحَبِّ النَّاسِ إِلَيْهِ أَبًا، وَتَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكْرًا، وَلَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرِي، وَكَانَ جِبْرِيلُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ بِالْوَحْيِ، وَأَنَا مَعَهُ فِي لِحَافٍ وَلَمْ يُفْعَلْ ذَلِكَ لِغَيْرِي، وَكَانَ لِي يَوْمَيْنِ وَلَيْلَتَيْنِ، وَكَانَ لِنِسَائِهِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَأَنْزَلَ فِي عُذْرٍ مِنَ السَّمَاءِ كَادَ أَنْ يَهْلِكَ بِي فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي.
18606 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن السَّرِيِّ بن سَهْلٍ الْقَنْطَرِيُّ، ثنا بِشْرُ بن الْوَلِيدِ الْكِنْدِيُّ الْقَاضِي، ثنا عُمَرُ بن حَفْصٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بن زَيْدٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أُعْطِيتُ سِتًّا مَا أُعْطِيَتْهَا امْرَأَةٌ بَعْدَ مَرْيَمَ، لَقَدْ نَزَلَ جِبْرِيلُ بِصُورَتِي فِي رَاحَتِهِ حِينَ أَمَرَ أَمَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي، وَلَقَدْ تَزَوَّجَنِي بِكْرًا لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرِي، وَلَقَدْ نَزَلَ عُذْرِي مِنَ السَّمَاءِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَهُ.
18607 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بن غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بن سُلَيْمَانَ، ح وَحَدَّثَنَا مُوسَى بن هَارُونَ، ثنا خَلَفُ بن هِشَامٍ الْبَزَّارُ، ثنا أَبُو شِهَابٍ، كِلاهُمَا، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أَبِي الضَّحَّاكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدِ بن زَيْدِ بن جُدْعَانَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:خِلالٌ فِيَّ سَبْعٌ لَمْ يَكُنْ فِي أَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا أَتَى اللَّهُ مَرْيَمَ بنتَ عِمْرَانَ، وَاللَّهِ مَا أَقُولُ هَذَا فَخْرًا عَلَى أَحَدٍ مِنْ صَوَاحِبِي، فَقَالَ لَهَا عَبْدُ اللَّهِ بن صَفْوَانَ: وَمَا هُنَّ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَتْ:نَزَلَ الْمَلَكُ بِصُورَتِي، وَتَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَأُهْدِيتُ إِلَيْهِ لِتِسْعِ سِنِينَ، وَتَزَوَّجَنِي بِكْرًا لَمْ يَشْرُكْهُ فِيَّ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، وَكَانَ الْوَحْيُ يَأْتِيهِ وَأَنَا وَهُوَ فِي لِحَافٍ وَاحِدٍ، وَكُنْتُ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيْهِ، وَبِنْتَ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيْهِ،
وَقَدْ نَزَلَ فِيَّ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ، وَقَدْ كَادَتِ الأُمَّةُ تَهْلِكُ فِيَّ وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ وَلَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنْ نِسَائِهِ غَيْرِي، وَقُبِضَ فِي بَيْتِي لَمْ يَلِهِ أَحَدٌ غَيْرِي وَالْمَلَكُ.
بَابٌ
18608 - حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، ثنا عِيسَى بن يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ بن سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ أَبَا عَمْرٍو ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنَّ مِمَّا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبِضَ فِي بَيْتِي، وَيَوْمِي، وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَإِنَّ اللَّهَ جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ أَخِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَدْرِي وَبِيَدِهِ سِوَاكٌ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: آخُذُهُ لَكَ فَأَوْمَأَ بِرَأْسِهِ أَنْ: نَعَمْ، فَلَيَّنْتُهُ لَهُ، ثُمَّ نَاوَلْتُهُ، فَأَمَرَّهُ عَلَى ثَغْرِهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ، أَوْ قَالَتْ: عُلْبَةٌ فِيهَا مَاءٌ فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَهُ فِيهَا، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهَا وَجْهَهُ، وَيَقُولُ:لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ إِنَّ لِلْمَوْتِ لَسَكَرَاتٍ، ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى يَدِهِ، ثُمَّ يَقُولُ:فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَىحَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ).
18609 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بن مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيَّ وَبَلائِهِ الْحَسَنِ عِنْدِي، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ فِي بَيْتِي، وَفِي يَوْمِي، وَقُبِضَ بَيْنَ سَحْرِي، وَنَحْرِي، وَجُمِعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: هَذَا فِي بَيْتِكِ، وَفِي يَوْمِكِ، وَبَيْنَ سِحْرِكِ، وَنَحْرِكِ، فَكَيْفَ جُمِعَ بَيْنَ رِيقِكِ وَرِيقِهِ؟ قَالَتْ:دَخَلَ عَلَيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أَبِي بَكْرٍ غَدَاةَ يَوْمِ الاثْنَيْنِ وَفِي يَدِهِ سِوَاكٌ رَطْبٌ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاخِصًا بِبَصَرِهِ إِلَيْهِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُولَعُ بِالسِّوَاكِ، فَقُلْتُ:اقْسِمْهُ وَنَاوِلْنِيهِ، فَقَسَمَهُ بِاثْنَيْنِ وَنَاوَلَنِيهِ، فَمَضَغْتُهُ أُلَيِّنُهُ، ثُمَّ أَدْخَلْتُهُ فِي فِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَسَوَّكَ بِهِ، وَجُمِعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ.
18610 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بن أَيُّوبَ، صَاحِبُ الْمَغَازِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بن سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بن عُتْبَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: وَجِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ الْيَوْمَ حِينَ رَجَعَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاضْطَجَعَ فِي حِجْرِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ مِنْ آلِ أَبِي بَكْرٍ وَفِي يَدِهِ سِوَاكٌ أَخْضَرُ، قَالَتْ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَدِهِ نَظَرًا، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُرِيدُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،تُحِبُّ أَنْ أُعْطِيَكَ هَذَا السِّوَاكَ؟، قَالَ:نَعَمْ، قَالَتْ: فَأَخَذْتُهُ، فَمَضَغْتُهُ لَهُ حَتَّى أُلَيِّنَهُ، ثُمَّ أَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُ، فَاسْتَنَّ بِهِ كَأَشَدَّ مَا رَأَيْتُهُ
يَسْتَنُّ بِسِوَاكٍ قَبْلَهُ، ثُمَّ وَضَعَهُ، وَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَثْقُلُ فِي حِجْرِي، فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فِي وَجْهِهِ، فَإِذَا بَصَرُهُ قَدْ شَخَصَ، وَهُوَ يَقُولُ:بَلِ الرَّفِيقُ الأَعْلَى مِنَ الْجَنَّةِ، فَقُلْتُ: خُيِّرْتَ فَاخْتَرْتَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، قَالَتْ: وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
18611 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بن خَالِدٍ الصَّنْعَانِيُّ، ثنا رَبَاحُ بن زَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قُبِضَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَيَّ، فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أَبِي بَكْرٍ وَفِي يَدِهِ سِوَاكٌ، فَدَعَا بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذْتُ السِّوَاكَ، فَلَيَّنْتُهُ، ثُمَّ دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ فَجَعَلَ يَسْتَنُّ بِهِ، فَثَقُلَتْ يَدُهُ وَثَقُلُ عَلَيَّ، وَهُوَ يَقُولُ:اللَّهُمَّ فِي الرَّفِيقِ، قَالَتْ: ثُمَّ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي.
18612 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بن أَبِي الطَّاهِرِ بن السَّرْحِ، وَيَحْيَى بن أَيُّوبَ الْعَلافُ الْمِصْرِيَّانِ، قَالا: ثنا سَعِيدُ بن أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا نَافِعُ بن عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ:تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِي، وَفِي بَيْتِي، وَبَيْنَ سَحْرِي، وَنَحْرِي، وَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ، قَالَتْ:دَخَلَ عَلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِسِوَاكٍ، فَضَعُفَتْ
يَدُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذْتُهُ، فَمَضَغْتُهُ، ثُمَّ سَنَنْتُهُ بِهِ.
18613 - حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بن شُعَيْبٍ الأَزْدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو الزِّنْبَاعِ رَوْحُ بن الْفَرَجِ، وَمُحَمَّدُ بن الْحُسَيْنِ بن بنتِ رِشْدِينَ بن سَعْدٍ، قَالا: ثنا يَحْيَى بن بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ حَافِنَتِي وَدَافِنَتِي، فَلا أَكْرَهُ شِدَّةَ الْمَوْتِ لأَحَدٍ أَبَدًا، بَعْدَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَمُوتُ وَعِنْدَهُ قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ، يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْقَدَحِ، ثُمَّ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ يَقُولُ:اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى سَكَرَاتِ الْمَوْتِ.
بَابُ نَظَرِ عَائِشَةَ إِلَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامِ
18614 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا دَاوُدُ بن عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بن سُلَيْمَانَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ سَعِيدِ بن كَثِيرٍ، مَوْلَى عُمَرَ بن الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا مَعَ صَاحِبِ فَرَسٍ أَبْيَضَ أَخَذَ بِمَعْرِفَةِ فَرَسِهِ، فَلَمَّا أَتَانِي، قُلْتُ: مَنْ صَاحِبُ الْفَرَسِ؟ قَالَ:وَقَدْ رَأَيْتِيهِ؟، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:وَمَنْ يُشْبِهُهُ؟، قُلْتُ: دِحْيَةُ بن خَلِيفَةَ الْكَلْبِيُّ، قَالَ:ذَاكَ جِبْرِيلُ وَهُوَ يُقْرِئُكِ السَّلامَ، قُلْتُ: وَعَلَى مَنْ أَرْسَلَهُ وَعَلَيْكَ وَعَلَيْهِ
السَّلامُ.
18615 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدَوسِ بن كَامِلٍ السَّرَّاجُ، ثنا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن نُمَيْرٍ، ثنا رَوْحُ بن عُبَادَةَ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن الْحَكَمِ بن أَبِي الزِّنَادِ الْقَطَوَانِيُّ، ثنا خَالِدُ بن مَخْلَدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ يَحْيَى بن سَعِيدٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بن عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ بن مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ رَجُلٌ عَلَى بِرْذَوْنٍ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ قَدْ شَدَ لَهَا مِنْ خَلْفِهِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعٌ يَدَهُ عَلَى مَعْرِفَةِ الْبِرْذَوْنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَذَا؟ قَالَ:وَرَأَيْتِيهِ؟، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:مَنْ هُوَ؟، قُلْتُ: دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ، قَالَ:ذَاكَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ.
18616 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن نَائِلَةَ الأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا وَهْبُ بن جَرِيرِ بن حَازِمٍ، ثنا أَبِي، عَنِ النُّعْمَانِ بن رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:يَا عَائِشَةُ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلامَ، فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
18617 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهَا:هَذَا جِبْرِيلُ وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلامَ، فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ،
تَرَى مَنْ لا نَرَى.
18618 - حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بن شُعَيْبٍ الأَزْدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن خَالِدِ بن مُسَافِرٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلامَ، فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
18619 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بن كَامِلٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بن سَعْدٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلامَ، فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
18620 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بن مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ح وَحَدَّثَنَا مُوسَى بن هَارُونَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بن عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالا: ثنا سُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُكَ تُكَلِّمُ دِحْيَةَ الْكَلْبِيَّ وَيَدَكَ عَلَى مَعْرِفَةِ الْفَرَسِ، فَقَالَ:رَأَيْتِيهِ؟، فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:ذَاكَ جِبْرِيلُ، وَهُوَ يُقْرِئُكِ السَّلامَ، فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ صَاحِبٍ وَدَخِيلٍ، فَنِعْمَ الصَّاحِبُ وَنِعْمَ الدَّخِيلُ.
18621 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا وَكِيعُ بن الْجَرَّاحِ، عَنْ زَكَرِيَّا بن أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:يَا عَائِشَةُ، جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلامَ، قُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ).
18622 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بن غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بن سُلَيْمَانَ، عَنْ زَكَرِيَّا بن أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِعَائِشَةَ:هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلامَ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: وَعَلَيْهِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
18623 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بن الْفَضْلِ الأَسْفَاطِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بن أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بن بِلالٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهَا:جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلامَ، قَالَتْ: قُلْتُ: فَلِرَبِّي السَّلامُ، وَمِنْهُ السَّلامُ، وَعَلَى جِبْرِيلَ السَّلامُ.
18624 - حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ الْقَاضِي، وَالْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، قَالا: ثنا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثنا شَرِيكُ بن مُطِيعٍ الْغَزَّالُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: اسْتَأْذَنَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:مَنْ هَذِهِ عِنْدَكَ؟، قَالَ:عَائِشَةُ، قَالَ: فَأَقْرِئْهَا مِنِّي السَّلامَ، قَالَ:بَخٍ بَخٍ يَا عَائِشَةُ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلامَ.
18625 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بن غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بن سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ:
أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ، قَالَتْ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي الْبَيْتِ إِذْ دَخَلَ عَلَيْنَا رَجُلٌ عَلَى فَرَسٍ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هَذَا؟، قَالَ:هَذَا جِبْرِيلُ وَقَدْ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكِ السَّلامَ، فَقُلْتُ: أَرْجِعْ إِلَيْهِ السَّلامَ، إِلَيْهِ مِنِّي السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
18626 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى السَّاجِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بن غِيَاثٍ، ثنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا فَرَغَ مِنَ الأَحْزَابِ دَخَلَ مُغْتَسِلا يَغْتَسِلُ، فَجَاءَ جِبْرِيلُ، فَقَالَ:يَا مُحَمَّدُ، قَدْ وَضَعْتُمْ أَسْلِحَتَكُمْ مَا وَضَعْنَا أَسْلِحَتَنَا بَعْدُ، اذْهَبْ إِلَى بني قُرَيْظَةَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ رَأَيْتُهُ مِنْ خَلَلِ التُّرَابِ، قَدْ عَصَبَ التُّرَابُ رَأْسَهُ.
18627 - حَدَّثَنَا مُوسَى بن هَارُونَ، ثنا أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ بن مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، وَعُثْمَانُ بن أَبِي شَيْبَةَ، قَالا: ثنا عَبْدَةُ بن سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ صَالِحِ بن رَبِيعَةَ بن هُدَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أُوحِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَجَفْتُ الْبَابَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَلَمَّا رُفِعَ عَنْهُ، قَالَ:يَا عَائِشَةُ، إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ يُقْرِئُكِ السَّلامَ.
بَابٌ
18628 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بن سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن يُوسُفَ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدُ بن
خَازِمٍ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ النُّعْمَانِ بن ثَابِتٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:إِنَّهُ لَيُهَوِّنُ عَلَيَّ الْمَوْتَ إِنِّي أُرِيتُكِ زَوْجَتِي فِي الْجَنَّةِ.
18629 - حَدَّثَنَا مُوسَى بن هَارُونَ، ثنا مُحَمَّدُ بن بَكَّارٍ، ثنا يُوسُفُ بن الْمَاجِشُونِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن كَعْبِ بن مَالِكٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَزْوَاجُكَ فِي الْجَنَّةِ؟، قَالَ:إِنَّكِ مِنْهُمْ، أَوْ قَالَ:أَمَا إِنَّكِ مِنْهُمْ، فَخُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّ ذَلِكَ لأَنَّهُ لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرِي.
18630 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن الْقَاسِمِ بن مُسَاوِرٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا يَزِيدُ بن مِهْرَانَ الْخَبَّازُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بن عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ عَبْدِ اللَّهِ بن زِيَادٍ الأَسَدِيِّ، قَالَ: خَطَبَنَا عَمَّارُ، فَذَكَرَ عَائِشَةَ، فَقَالَ:إِنَّهَا زَوْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
18631 - حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بن عَطِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن زِيَادٍ الأَسَدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بن يَاسِرٍ، يَقُولُ:لَقَدْ سَارَتْ أُمُّنَا مَسِيرَهَا، وَأَنَّهَا لَتَعْلَمُ أَنَّهَا زَوْجَةُ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ ابْتَلانَا لِيَعْلَمَ إِيَّاهَا نُطِيعُ أَوْ إِيَّاهُ.
18632 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بن أَبَانَ الْوَاسِطِيُّ،
ثنا أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ، ثنا عَمْرُو بن قَيْسٍ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بن غَالِبٍ، أَنَّ رَجُلا نَالَ مِنْ عَائِشَةَ عِنْدَ عَلِيٍّ، فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ:اسْكُتْ مَقْبُوحًا مَنْبُوحًا، أَتُؤْذِي حَبِيبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
18633 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا عَلِيُّ بن الْجَعْدِ، ثنا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَرِيبِ بن حُمَيْدٍ أَوْ حُمَيْدِ بن عَرِيبٍ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ عِنْدَ عَلِيٍّ فَتَنَاوَلَ عَائِشَةَ، فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ:مَنْ ذَا الَّذِي تَتَنَاوَلُ زَوْجَةَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَنَّةِ؟ اسْكُتْ مَقْبُوحًا.
18634 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأُمِّ سَلَمَةَ:يَا أُمَّ سَلَمَةَ، لا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ، فَوَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرَهَا.
18635 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عَلِيِّ بن الْجَارُودِ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بن إِبْرَاهِيمَ بن سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالِحٌ، عَنْ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الْحَارِثِ بن هِشَامٍ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: أَرْسَلْنَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَاسْتَأْذَنَتْ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ مَعِي فِي مِرْطِي، فَأَذِنَ لَهَا وَأَنَا سَاكِتَةٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْسَلْنَنِي يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي بنتِ أَبِي قُحَافَةَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:يَا بنيَّةُ، أَلَسْتِ تُحِبِّينِي؟، قَالَتْ: نَعَمْ، فَقَالَ:أَحِبِّيهَا.
18636 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بن يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا عَمْرُو بن مَرْزُوقٍ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بن مُرَّةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَرْيَمُ بنتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ.
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ.
18637- حَدَّثَنَا طَالِبُ بن قُرَّةَ الأَدْنَى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بن عِيسَى الطَّبَّاعُ، ثنا أَبُو سُفْيَانَ الْمَعْمَرِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بن قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ.
18638 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي شَبَابٌ الْعُصْفُرِيُّ، ثنا عَلِيُّ بن مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ.
18639 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن النَّضْرِ الأَزْدِيُّ،
ثنا مُعَاوِيَةُ بن عَمْرٍو، ثنا زَائِدَةُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مَعْمَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:إِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ.
18640 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بن أَيُّوبَ الْعَلافُ الْمِصْرِيُّ، ثنا سَعِيدُ بن أَبِي مَرْيَمَ، ثنا مُحَمَّدُ بن جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مَعْمَرِ بن حَزْمٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بن مَالِكٍ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ.
18641 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بن بِلالٍ، ح وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بن الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بن أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بن بِلالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مَعْمَرٍ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى الطَّعَامِ، أَوْ فَضْلُ الثَّرِيدِ عَلَى الطَّعَامِ كَفَضْلِ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ.
18642 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن يَزِيدَ السِّجْزِيُّ، ثنا يَحْيَى بن يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بن عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، وَيَحْيَى بن سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى الطَّعَامِ.
بَابٌ
18643 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا
حَجَّاجُ بن الْمِنْهَالِ، ثنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ، أنا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن شَقِيقٍ، أَنَّ عَمْرَو بن الْعَاصِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟، قَالَ:عَائِشَةُ، قَالَ:مِنَ الرِّجَالِ، قَالَ:أَبُو بَكْرٍ.
18644 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا مُعَلَّى بن أَسَدٍ الْعَمِّيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن الْمُخْتَارِ، ثنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بن الْعَاصِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلاسِلِ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟، قَالَ:عَائِشَةُ، قُلْتُ:مِنَ الرِّجَالِ، قَالَ:أَبُوهَا، قُلْتُ:وَمَنْ؟، قَالَ:عُمَرُ، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ فَعَدَّدَ رِجَالا، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثنا وَهْبُ بن بَقِيَّةَ، ثنا خَالِدُ بن عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بن الْعَاصِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ فِي جَيْشٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
18645 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدَوسِ بن كَامِلٍ السَّرَّاجُ، ثنا سَعِيدُ بن يَحْيَى بن سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، ثنا أَبِي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بن أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَمْرِو بن الْعَاصِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟، قَالَ:وَلِمَ؟، قُلْتُ: لأُحِبَّ مَنْ تُحِبُّ، قَالَ:عَائِشَةُ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بن الْمُثَنَّى بن مُعَاذِ بن مُعَاذِ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عَلِيِّ بن زَيْدِ بن جُدْعَانَ، عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ، عَنْ
عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ.
18646 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بن سَهْلٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُوسَى بن عَلِيِّ بن رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بن الْعَاصِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ فِي عَائِشَةَ: إِنَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَلا يَتَمَالَكُ لَهَا حُبًّا.
18647 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بن أَبِي أُوَيْسٍ، ح وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا دَاوُدُ بن عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بن الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بن مَنْصُورٍ، قَالُوا: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا:وَاللَّهِ يَا عَائِشَةُ، مَا يَخْفَى عَلَيَّ حِينَ تَرْضَيْنَ، وَلا حِينَ تَغْضَبِينَ، قُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِمَّ تَعْرِفُ ذَلِكَ؟، قَالَ:أَمَّا حِينَ تَرْضَيْنَ، فَإِنَّكِ تَقُولِينَ حِينَ تَحْلِفِينَ: لا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَأَمَّا حِينَ تَغْضَبِينَ، فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ، فَقُلْتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
18648 - حَدَّثَنَا مَسْعَدَةُ بن سَعْدٍ الْعَطَّارُ الْمَكِّيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بن الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّدِ بن يَحْيَى بن عُرْوَةَ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:وَاللَّهِ مَا يَخْفَى عَلَيَّ يَا عَائِشَةُ إِذَا كُنْتِ رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ غَضْبَى، قُلْتُ:
بِمَ تَعْرِفُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ:إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، فَحَلَفْتِ، قُلْتِ: لا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ غَضْبَى، فَحَلَفْتِ، قُلْتِ: لا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ، فَقُلْتُ: صَدَقْتَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي إِنَّمَا أَهَجُرُ اسْمَكَ ).
18649 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن مُوسَى الإِبلي، ثنا عُمَرُ بن يَحْيَى الإِبلي، ثنا حَارِثَةُ بن هَرِمٍ الْعقيمي، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:إِنِّي أَعْرِفُ إِذَا كُنْتِ رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ سَاخِطَةً، قُلْتُ: فَكَيْفَ ذَلِكَ؟، قَالَ:إِذَا كُنْتِ رَاضِيَةً، قُلْتِ: لا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ سَاخِطَةً، قُلْتِ: لا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ، قُلْتُ: إِنَّمَا أَهَجُرُ اسْمَكَ.
18650 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن جَعْفَرٍ الْقَتَّاتُ الْكُوفِيُّ، ثنا مِنْجَابُ بن الْحَارِثِ، ثنا عَلِيُّ بن مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:إِنِّي لأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ غَضْبَى، قُلْتُ: وَبِمَ تَعْرِفُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ:إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، فَحَلَفْتِ، قُلْتِ: لا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ غَضْبَى، فَحَلَفْتِ، قُلْتِ: لا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ، قُلْتُ: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا أَهَجُرُ اسْمَكَ.
18651 - حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بن الْفَرَجِ الْهَاشِمِيُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:إِنِّي
لأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ تَعْلَمُ ذَلِكَ؟، قَالَ:إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، قُلْتِ: لا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قُلْتِ: لا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ، قُلْتُ: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا أَهَجُرُ اسْمَكَ.
بَابٌ
18652 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، قَالا: ثنا حَجَّاجُ بن الْمِنْهَالِ، ثنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بن زَيْدِ بن جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:سَابَقْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَبَقْتُهُ.
18653 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بن أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلَ مَنْزِلا، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ:تَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ:تَعَالِ حَتَّى أُسَابِقَكِ، فَسَابَقْتُهُ، فَسَبَقْتُهُ، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي سَفَرٍ وَقَدْ جَمَعْتُ اللَّحْمَ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلا، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ:تَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ:تَعَالِ حَتَّى أُسَابِقَكِ، فَسَابَقْتُهُ، فَسَبَقَنِي، فَضَرَبَ بَيْنَ كَتِفَيَّ، وَقَالَ:هَذِهِ بِتِلْكَ.
18654 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بن مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا هِشَامُ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَابَقْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَبَقْتُهُ، فَلَمَّا حَمَلْتُ مِنَ اللَّحْمِ سَابَقَنِي، فَسَبَقَنِي، فَقَالَ:يَا عَائِشَةُ، هَذِهِ بِتِلْكَ.
بَابٌ
18655 - حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ
يُوسُفُ بن يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، ثنا سَعِيدُ بن أَبِي مَرْيَمَ، ثنا يَحْيَى بن أَيُّوبَ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بن سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بن الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ لأَبِي بَكْرٍ:رَأَيْتُ ثَلاثَةَ أَقْمَارٍ سَقَطْنَ فِي حُجْرَتِي، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يُدْفَنُ فِي بَيْتِكِ ثَلاثَةٌ هُمْ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ، قَالَ يَحْيَى: فَسَمِعْتُ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قُبِضَ فِي بَيْتِهَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ:أَحَدُ أَقْمَارِكِ، وَهُوَ خَيْرُهَا.
18656 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا حَجَّاجُ بن الْمِنْهَالِ، ثنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبِ، عَنْ نَافِعٍ، أَوْ مُحَمَّدِ بن سِيرِينَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ:رَأَيْتُ كَأَنَّ ثَلاثَةَ أَقْمَارٍ سَقَطْنَ فِي حُجْرَتِي، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ دُفِنَ فِي بَيْتِكِ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ ثَلاثَةٌ، فَلَمَّا مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ:خَيْرُ أَقْمَارِكِ يَا عَائِشَةُ، وَدُفِنَ فِي بَيْتِهَا أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ.
18657 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بن الْفَضْلِ الأُسْفَاطِيُّ، ثنا مُوسَى بن عَبْدِ اللَّهِ السَّلَفِيُّ، ثنا عُمَرُ بن سَعِيدٍ الأَبَحُّ، عَنْ سَعِيدِ بن أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:هَلْ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَأَى رُؤْيَا؟، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،رَأَيْتُ ثَلاثَةَ أَقْمَارٍ هَوَيْنَ فِي حُجْرَتِي، فَقَالَ لَهَا:إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ دُفِنَ فِي بَيْتِكِ، أُرَاهُ قَالَ:أَفْضَلُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ أَفْضَلُ أَقْمَارِهَا، ثُمَّ قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ قُبِضَ عُمَرُ، فَدُفِنُوا فِي بَيْتِهَا.
بَابُ قِصَّةِ التَّيَمُّمِ وَأَنَّهُ نَزَلَ بِسَبَبِ عَائِشَةَ
18658 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ أَوْ بِذَاتِ الْجَيْشِ انْقَطَعَ عِقْدِي، فَأَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْتِمَاسِهِ، وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَأَتَى النَّاسُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالُوا: مَا نَرَى مَا صَنَعَتْ عَائِشَةُ؟ أَقَامَتْ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِالنَّاسِ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَعَاتَبَنِي، وَقَالَ لِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، وَجَعَلَ يَطْعَنُ بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي، فَلا يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إِلا مَكَانُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَخِذِي، فَنَامَ حَتَّى أَصْبَحَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ، فَقَالَ أُسَيْدُ بن حُضَيْرٍ: مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ، فَبَعَثْنَا الْبَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ، فَوَجَدْنَا الْعِقْدَ تَحْتَهُ.
18659 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ غَيْرُهُ، قَالَ: سَقَطَ عِقْدُ عَائِشَةَ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَرًا يَبْتَغُونَهُ، فَأَدْرَكَهُمُ الصُّبْحُ وَلَيْسَ مَعَهُمْ
مَاءٌ، فَصَلُّوا بِغَيْرِ طُهُورٍ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَ التَّيَمُّمُ، قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، قَالَ: مَرَّ أَبُو بَكْرٍ بِعَائِشَةَ، فَقَالَ:حَبَسْتِ النَّاسَ وَعَنَّيْتِيهُمْ، قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَهُ أَيُّوبُ أَيْضًا، فَلَمَّا نَزَلَ التَّيَمُّمُ سُرَّ بِذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ:مَا عَلِمْتُكِ لَمُبَارَكَةٌ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ تَكْرَهِينَهُ إِلا جَعَلَ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ خَيْرًا.
18660 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بن أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا حُمَيْدُ بن الأَسْوَدِ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ:اسْتَعَارَتْ قِلادَةً مِنْ أَسْمَاءَ فَسَقَطَتْ مِنْ عُنُقِهَا، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ رِجَالا يَبْتَغُونَهَا، فَابْتَغَوْهَا، فَوَجَدُوا فَحَضَرَتِ الصَّلاةُ، فَصَلَّوْا بِغَيْرِ طُهُورٍ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الرُّخْصَةَ، فَقَالَ أُسَيْدُ بن حُضَيْرٍ:جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا، فَوَاللَّهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ تَكْرَهِينَهُ إِلا جَعَلَ اللَّهُ لَكِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ خَيْرًا ).
بَابٌ
18661 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بن الْفَضْلِ الأُسْفَاطِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بن أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بن بِلالٍ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ،أَنَّ نِسَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنَّ حِزْبَيْنِ: حِزْبٌ فِيهِ: عَائِشَةُ، وَحَفْصَةُ، وَصَفِيَّةُ، وَسَوْدَةُ، وَحِزْبٌ فِيهِ: أُمُّ سَلَمَةَ
وَسَائِرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قِصَّةُ الإِفْكِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ بَرَاءَتِهَا
18662 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بن الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ بن الزُّبَيْرِ، وَعَلْقَمَةُ بن وَقَّاصٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن عُتْبَةَ بن مَسْعُودٍ، عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا، قَالَ: فَبَرَّأَهَا اللَّهُ، وَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا، وَبَعْضُهُمْ كَانَ أَرْعَى لِحَدِيثِهَا مِنْ بَعْضٍ وَأَثْبَتَ اقْتِصَاصًا، وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنِي، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا، ذَكَرُوا أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى سَفَرٍ أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَقْرَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَخَرَجَ فِيهَا سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعْدَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْنَا الْحِجَابَ، فَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجِي، وَأُنْزَلُ مِنْهُ، فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ،
فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي، أَقْبَلْتُ إِلَى الرَّحْلِ، فَلَمَسْتُ نَحْرِي، فَإِذَا عِقْدِي مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ قَدِ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ، فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي، فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ، وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ بِي، فَحَمَلُوا هَوْدَجِي، فَرَفَعُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ، وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنَّنِي فِيهِ، قَالَتْ: وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يُهَبِّلْهُنَّ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، إِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ ثِقَلَ الْهَوْدَجِ حِينَ رَفَعُوهُ وَرَحَّلُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا بِهِ، وَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَمَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ بِهَا دَاعٍ وَلا مُجِيبٌ، فَتَأَمَّمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، وَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَوْمَ سَيَفْقِدُونِي وَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي، غَلَبَتْنِي عَيْنِي، فَنِمْتُ حَتَّى أَصْبَحْتُ، وَكَانَ صَفْوَانُ بن الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ، ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ قَدْ عَرَّسَ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ، فَأَدْلَجَ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ، فَأَتَانِي، فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي، وَقَدْ كَانَ يَرَانِي قَبْلَ أَنْ يُضْرِبَ عَلَيَّ الْحِجَابُ، فَمَا اسْتَيْقَظْتُ إِلا بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي، وَوَاللَّهِ مَا كَلَّمَنِي كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ فَوَطَّأ عَلَى يَدِهَا، فَرَكِبْتُهَا، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِيَ الرَّاحِلَةَ حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَمَا نَزَلُوا
مُوغِرِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ فِي شَأْنِي، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بن أُبَيِّ بن سَلُولٍ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، وَاشْتَكَيْتُ حِينَ قَدِمْتُهَا شَهْرًا وَالنَّاسُ يَخُوضُونَ فِي قَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ، وَلا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَهُوَ يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنْ أَعْرِفَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِي، إِنَّمَا كَانَ يَدْخُلُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَقُولُ:كَيْفَ تِيكُمْ؟، فَذَلِكَ يَرِيبُنِي وَلا أَشْعُرُ بِالشَّرِّ، حَتَّى خَرَجْتُ بَعْدَمَا نَقَهْتُ، وَخَرَجْتُ مَعَ أُمِّ مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ، وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا، لا نَخْرُجُ إِلا مِنْ لَيْلٍ إِلَى لَيْلٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُتَّخَذَ الْكُنُفُ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا، وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الأُوَلِ فِي التَّبَرُّزِ، وَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ، وَهِيَ بنتُ أَبِي رُهْمِ بن الْمُطَّلِبِ بن عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهَا بنتُ صَخْرِ بن عَامِرٍ، خَالَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَابْنُهَا مِسْطَحُ بن أُثَاثَةَ بن عَبَّادِ بن الْمُطَّلِبِ، فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَبِنْتُ أَبِي رُهْمٍ قِبَلَ بَيْتِي حِينَ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا، فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ مَا قُلْتِ تَسُبِّينَ رَجُلا شَهِدَ بَدْرًا؟، فَقَالَتْ: أَيْ هَنْتَاهُ، أَوَ لَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ؟ قُلْتُ: وَمَاذَا قَالَ؟ قَالَتْ: فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ، فَازْدَدْتُ مَرَضًا إِلَى مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي
دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ:كَيْفَ تِيكُمْ؟قُلْتُ لَهُ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ؟، قَالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَتَيَقَّنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا، فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجِئْتُ، فَقُلْتُ لأُمِّي: يَا أُمَّهُ مَا تَحَدَّثَ النَّاسُ؟ فَقَالَتْ: أَيْ بنيَّةَ هَوِّنِي عَلَيْكِ فَوَاللَّهِ لَقَلَّ مَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةً عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلا أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَوَقَدْ تَحَدِّثَ النَّاسُ بِهَذَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَمَكَثْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلا اكْتَحَلُ بنوْمٍ، ثُمَّ أَصْبَحْتُ أَبْكِي، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بن أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بن زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ، قَالَتْ: فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالَّذِيِ يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَبِالَّذِيِ يَعْلَمُ فِي نَفْسِهِ لَهُمْ مِنَ الْوُدِّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُمْ أَهْلُكَ وَلا نَعْلَمُ إِلا خَيْرًا، وَأَمَّا عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَإِنْ تَسْأَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ، قَالَتْ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِيرَةَ، فَقَالَ:أَيْ بَرِيرَةُ هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيبُكِ مِنْ أَمْرِ عَائِشَةَ؟، فَقَالَتْ لَهُ بَرِيرَةُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا قَطُّ أَغْمِصُهُ
عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا، فَتَأْتِي الدَّاجِنُ، فَتَأْكُلُهُ، قَالَتْ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَمَنْ يَعْذُرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلا خَيْرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلا خَيْرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلا مَعِي، فَقَامَ سَعْدُ بن مُعَاذٍ الأَنْصَارِي، فَقَالَ: لَقَدْ أَعْذَرَكَ اللَّهُ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ، فَقَامَ سَعْدُ بن عُبَادَةَ وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا، وَلَكِنْ حَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ، فَقَالَ لِسَعْدِ بن مُعَاذٍ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لا تَقْتُلُهُ وَلا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ، فَقَامَ أُسَيْدُ بن حُضَيْرٍ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدِ بن مُعَاذٍ، فَقَالَ لِسَعْدِ بن عُبَادَةَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ، قَالَتْ: فَثَارَ الْحَيَّانِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ، فَمَكَثْتُ يَوْمِي لا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلا أَكْتَحِلُ بنوْمٍ وَأَبَوَايَ
يَبْكِيَانِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، قَالَتْ: فَبَيْنَمَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي اسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَأَذِنْتُ لَهَا فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي، فَبَيْنَمَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلَّمَ، ثُمَّ جَلَسَ، قَالَتْ: وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ قِيلَ فِيَّ مَا قِيلَ، وَلَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا لا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي شَيْءٌ، قَالَتْ: فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَلَسَ، ثُمَّ قَالَ:أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً، فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ، وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبٍ، ثُمَّ تَابَ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً، فَقُلْتُ لأَبِي: أَجِبْ عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا قَالَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: فَقُلْتُ وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، لا أَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ كَثِيرًا: إِنِّي وَاللَّهِ قَدْ عَرَفْتُ أَنَّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ بِهَذَا الأَمْرِ حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ، وَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي مِنْهُ بَرِيئَةٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ، لا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُونَنِي، وَاللَّهِ مَا
أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلا إِلا كَمَا قَالَ أَبُو يُوسُفَ "فَصَبْرٌ جَمِيلٌ"[يوسف آية 18] ، قَالَتْ: ثُمَّ تَحَوَّلْتُ، فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي، وَأَنَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنِّي حِينَئِذٍ بَرِيئَةٌ، وَأَنَّ اللَّهَ مُبَرِّئِي بِبَرَاءَتِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ يَنْزِلَ فِي شَأْنِي وَحْيٌ يُتْلَى، وَلَشَأْنِي كَانَ أَحْقَرَ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى، وَلَكِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ بِهَا، قَالَتْ: فَوَاللَّهِ مَا رَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسَهُ وَلا خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ أَحَدٌ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ، فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ عِنْدَ الْوَحْيِ، حَتَّى أَنَّهُ يَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ فِي الْيَوْمِ الشَّاتِي مِنْ ثِقَلِ الْوَحْيِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ، قَالَتْ: فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَكَانَ أَوَّلُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا، أَنْ قَالَ:أَبْشِرِي يَا عَائِشَةُ، أَمَا وَاللَّهِ فَقَدْ بَرَّأَكِ اللَّهُ، فَقَالَتْ لِي أُمِّي: قَوْمِي إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا أَقُومُ إِلَيْهِ وَلا أَحْمَدُ إِلا اللَّهَ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ بَرَاءَتِي، قَالَتْ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ"[النور آية 11] ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَاتَ بَرَاءَتِي، قَالَتْ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ لِقَرَابَتِهِ، فَقْرِهِ: وَاللَّهِ لا أُنْفِقُ عَلَيْهِ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ "لا يَأْتَلِ
أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ"[النور آية 22] ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي، فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لا أَنْزِعُهَا مِنْهُ أَبَدًا، قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ زَيْنَبَ بنتَ جَحْشٍ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:مَا عَلِمْتِ وَمَا رَأَيْتِ؟، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِلا خَيْرًا، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالْوَرَعِ، وَطَفِقَتْ أُخْتُهَا حَمْنَةُ بنتُ جَحْشٍ تُحَارِبُ لَهَا فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَهَذَا مَا انْتَهَى إِلَيَّ مِنْ أَمْرِ هَؤُلاءِ الرَّهْطِ ).
18663 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، قَالا: ثنا حَجَّاجُ بن الْمِنْهَالِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن عُمَرَ النُّمَيْرِيُّ، ثنا يُونُسُ بن يَزِيدَ الأَيْلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بن الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدَ بن الْمُسَيِّبِ، وَعَلْقَمَةَ بن وَقَّاصٍ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن عُتْبَةَ، عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا، فَبَرَّأَهَا اللَّهُ، قَالَ: وَكُلٌّ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنَ الْحَدِيثِ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا، وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضٍ، زَعَمُوا أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ فَخَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَخَرَجَ فِيهَا سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ الْحِجَابَ، فَأَنَا أَنْزَلُ وَأُحْمَلُ فِي هَوْدَجِي، فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ، فدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ قَافِلِينَ آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنَ بِالرَّحِيلِ لِحَاجَتِي، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى رَحْلِي، فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ قَدِ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ إِلَى عِقْدِي نَحْوَ ابْتِغَائِهِ، وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ، فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي، فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ، وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ، وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا، لَمْ يُهَبَّلْنَ بِاللَّحْمِ، إِنَّمَا يَأْكُلُونَ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يُنْكِرِ الْقَوْمُ خِفَّةَ الْهَوْدَجِ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا، وَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَمَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ بِهَا دَاعٍ وَلا مُجِيبٌ، فَتَيَمَّمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونَنِي، فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنِي، فَنِمْتُ، وَكَانَ صَفْوَانُ بن الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ، ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ
وَرَاءِ الْجَيْشِ، فَأَدْلَجَ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ، فَأَتَانِي، فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي، وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الْحِجَابِ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي، فَمَا كَلَّمَنِي كَلِمَةً وَلا سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، فَوَطِئَ عَلَى يَدِهَا، فَرَكِبْتُهَا، فَانْطَلَقَ بِي يَقُودُ الرَّاحِلَةَ، حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَمَا نَزَلُوا، فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَ الإِفْكِ عَبْدُ اللَّهِ بن أُبَيِّ بن سَلُولٍ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَاشْتَكَيْتُ حِينَ قَدِمْتُ شَهْرًا، وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِي قَوْلِ أَصْحَابِ الإِفْكِ لا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَهُوَ يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لا أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِي، إِنَّمَا يَدْخُلُ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:كَيْفَ تِيكُمْ؟، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَذَلِكَ يَرِيبُنِي وَلا أَشْعُرُ بِالشَّرِّ، حَتَّى خَرَجْتُ بَعْدَمَا أَفَقْتُ وَخَرَجَتْ مَعِي أُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا، وَكُنَّا لا نَخْرُجُ إِلا لَيْلا إِلَى لَيْلٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُتَّخَذَ الْكُنُفُ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا، وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الأُوَلِ فِي التَّبَرُّزِ قِبَلَ الْغَائِطِ، وَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ، وَهِيَ بنتُ أَبِي رُهْمِ بن الْمُطَّلِبِ بن عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهَا بنتُ صَخْرِ بن عَامِرٍ، جَدَّةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ،
وَابْنُهَا مِسْطَحُ بن أُثَاثَةَ بن الْمُطَّلِبِ، فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ بَيْتِي حِينَ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا، فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ مَا قُلْتِ، تَسُبِّينَ رَجُلا قَدْ شَهِدَ بَدْرًا؟ قَالَتْ: يَا هَنْتَاهُ أَوَ لَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ؟ قُلْتُ: وَمَا قَالَ؟ قَالَتْ: فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ، قَالَتْ: فَازْدَدْتُ مَرَضًا إِلَى مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْنَا إِلَى بَيْتِي دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ:كَيْفَ تِيكُمْ؟، قُلْتُ لَهُ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ، وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا، قَالَتْ: فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجِئْتُ أَبَوَيَّ، فَقُلْتُ لأُمِّي: يَا أُمَّتَاهُ مَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ؟ فَقَالَتْ: يَا بنيَّةُ هَوِّنِي عَلَيْكِ فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتْ قَطُّ امْرَأَةٌ وَضِيئَةً عِنْدَ مَنْ يُحِبُّهَا لَهَا ضَرَائِرُ إِلا أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا، قَالَتْ: فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَلَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا، فَمَكَثْتُ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلا أَكْتَحِلُ بنوْمٍ، قَالَتْ: ثُمَّ أَصْبَحْتُ أَبْكِي، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بن أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بن زَيْدٍ حِينَ اسْتَرَاثَ الْوَحْيُ، فَشَاوَرَهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ، قَالَتْ: فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالَّذِيِ يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَبِالَّذِيِ كَانَ يَعْلَمُ فِي نَفْسِهِ لَهُمْ مِنَ الْوُدِّ،
فَقَالَ أُسَامَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَهْلُكَ وَلا نَعْلَمُ إِلا خَيْرًا، وَأَمَّا عَلِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَإِنْ تَسْأَلِ الْخَادِمَ تَصْدُقْكَ، قَالَتْ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِيرَةَ، فَقَالَ لَهَا:أَيْ بَرِيرَةُ هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيبُكِ؟، قَالَتْ بَرِيرَةُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَمَنْ يَعْذُرُنِي مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي؟ فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ مِنْ أَهْلِي إِلا خَيْرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلا خَيْرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلا مَعِي، قَالَتْ: فَقَامَ سَعْدُ بن مُعَاذٍ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أَعْذُرُكَ مِنْهُ، إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ، ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا، فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ، قَالَتْ: فَقَامَ سَعْدُ بن عُبَادَةَ وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ يَوْمَئِذٍ، وَكَانَ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ رَجُلا صَالِحًا، وَلَكِنْ حَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ، فَقَالَ لِسَعْدِ بن مُعَاذٍ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ و اللَّهِ لا تَقْتُلُهُ وَلا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ، فَقَامَ أُسَيْدُ بن حُضَيْرٍ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدِ
بن مُعَاذٍ، فَقَالَ لِسَعْدِ بن عُبَادَةَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ وَاللَّهِ لَيَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ، قَالَتْ: فَتَثَاوَرَ الْحَيَّانِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ، قَالَتْ: فَمَكَثْتُ يَوْمِي ذَلِكَ لا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلا أَكْتَحِلُ بنوْمٍ، قَالَتْ: فَأَصْبَحَ أَبَوَايَ عِنْدِي وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتِي لا أَكْتَحِلُ بنوْمٍ وَلا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، يَظُنَّانِ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، فَبَيْنَمَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي، فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَأَذِنْتُ لَهَا فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي، قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَلَسَ، قَالَتْ: وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ قِيلَ لِي مَا قِيلَ قَبْلَهَا، وَلَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا لا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَيْءٍ، قَالَتْ: فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَلَسَ، ثُمَّ قَالَ:أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً، فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ، وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنَبِهِ، ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَتْ: فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً، فَقُلْتُ لأَبِي: أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ، فِيمَاقَالَ: قَالَتْ: فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ لأُمِّي: أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا قَالَ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ، قَالَتْ: فَقُلْتُ وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ: إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَقَدْ سَمِعْتُمْ هَذَا الْحَدِيثَ حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ فَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي مِنْهُ بَرِيئَةٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي مِنْهُ بَرِيئَةٌ لا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي مِنْهُ بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُنَّنِي، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلا، إِلا أَبَا يُوسُفَ، قَالَ: "فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ"[يوسف آية 18] ، قَالَتْ: ثُمَّ تَحَوَّلْتُ، فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي، قَالَتْ: وَأَنَا وَاللَّهِ حِينَئِذٍ أَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ سَيُبَرِّئُنِي بِبَرَاءَتِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ يُنْزِلُ فِي شَأْنِي وَحْيًا يُتْلَى، وَلَشَأْنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى، وَلَكِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ بِهَا، قَالَتْ: فَوَاللَّهِ مَا رَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِ، فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ حَتَّى أَنَّهُ لَيَتَصدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ مِنَ الْعَرَقِ فِي الْيَوْمِ الشَّاتِي مِنْ ثِقَلِ الْقُرْآنِ الَّذِي يُنَزَّلَ
عَلَيْهِ، قَالَتْ: فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا سُرِّيَ عَنْهُ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَكَانَ أَوَّلُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا:أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ بَرَّأَكِ، فَقَالَتْ أُمِّي: قُومِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا أَقُومُ إِلَيْهِ وَلا أَحْمَدُ إِلا اللَّهَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ"[النور آية 11] ، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي، قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بن أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ: وَاللَّهِ لا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ "وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ"[النور آية 22] ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي، فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لا أَنْزِعُهَا عَنْهُ أَبَدًا، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ زَيْنَبَ بنتَ جَحْشٍ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ أَمْرِي، فَقَالَ:يَا زَيْنَبُ مَاذَا عَلِمْتِ أَوْ رَأَيْتِ؟، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِلا خَيْرًا، قَالَتْ: وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَصَمَهَا اللَّهُ
بِالْوَرَعِ، قَالَتْ: وَطَفِقَتْ أُخْتُهَا حَمْنَةُ تُحَارِبُ لَهَا فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ مِنْ أَصْحَابِ الإِفْكِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَهَذَا مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ خَبَرِ هَؤُلاءِ الرَّهْطِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ.
18664 - حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ يُوسُفُ بن يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، ثنا حَجَّاجُ بن إِبْرَاهِيمَ الأَزْرَقُ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالا: ثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، قَالا: ثنا فُلَيْحُ بن سُلَيْمَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بن الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدِ بن الْمُسَيِّبِ، وَعَلْقَمَةَ بن وَقَّاصٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ زَوْجِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُلُّهُمْ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا، وَبَعْضُهُمْ أَوْعَى مِنْ بَعْضٍ وَأَثْبَتُ اقْتِصَاصًا، وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنِي، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا، زَعَمُوا أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ، قَالَتْ: فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا، فَخَرَجَ سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَهُ بَعْدَمَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ، فَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجٍ وَأُنْزَلُ فِيهِ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ وَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ فَمَشَيْتُ
حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى الرَّحْلِ، فَالْتَمَسْتُ صَدْرِي، فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ قَدِ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ، فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي، فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ، فَأَقْبَلَ الَّذِينَ يَرْحَلُونَ بِي، فَحَمَلُوا هَوْدَجِي، فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُهُ وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ، وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يَثْقُلْنَ، وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، وَإِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَاحْتَمَلُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا، فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَمَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنْزِلَهُمْ وَلَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، فَأَمَمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونِي، فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ، فَكَانَ صَفْوَانُ بن الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ، ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ، فَأَتَانِي، وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الْحِجَابِ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، فَوَطِئَ يَدَهَا، فَرَكِبْتُهَا فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِيَ الرَّاحِلَةَ حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَمَا نَزَلُوا مُعَرِّسِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَ الإِفْكِ عَبْدُ اللَّهِ بن أُبَيِّ بن سَلُولٍ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَاشْتَكَيْتُ بِهَا شَهْرًا وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِي قَوْلِ أَصْحَابِ الإِفْكِ لا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَيَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لا أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ اللُّطْفَ الَّذِي
كُنْتُ أَرَاهُ مِنْهُ حِينَ أَمْرَضُ، إِنَّمَا يَدْخُلُ فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ:كَيْفَ تِيكُمْ؟، فَذَلِكَ يَرِيبُنِي فَلا أَشْعُرُ حَتَّى نَقَهْتُ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ إِلَى قِبَلِ الْمَنَاصِعِ مُتَبَرَّزِنَا لا نَخْرُجُ إِلا مِنْ لَيْلٍ إِلَى لَيْلٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُتَّخَذَ الْكُنُفُ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا، وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الأُوَلِ فِي الْبَرِيَّةِ أَوْ فِي التَّبَرُّزِ، فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ بنتِ أَبِي رُهْمٍ نَمْشِي، فَعَثَرَتْ فِي مِرْطِهَا، فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ مَا قُلْتِ أَتَسُبِّينَ رَجُلا شَهِدَ بَدْرًا؟، فَقَالَتْ: يَا هَنْتَاهُ أَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالُوا؟، قُلْتُ: وَمَا قَالُوا؟، فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ، فَازْدَدْتُ مَرَضًا إِلَى مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:كَيْفَ تِيكُمْ؟، فَقُلْتُ: ائْذَنْ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ، قَالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا، قَالَتْ: فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُ أَبَوَيَّ، فَقُلْتُ لأُمِّي: مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاسُ؟، قَالَتْ: يَا بنيَّةُ هَوِّنِي عَلَى نَفْسِكِ الشَّأْنَ، فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةً عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا، وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلا أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا؟، قَالَتْ: فَبِتُّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلا أَكْتَحِلُ بنوْمٍ حَتَّى أَصْبَحْتُ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بن أَبِي
طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بن زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ، قَالَتْ: فَأَمَّا أُسَامَةُ، فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالَّذِيِ يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَبِالَّذِيِ يَعْلَمُ فِي نَفْسِهِ مِنَ الْوُدِّ لَهُمْ، فَقَالَ أُسَامَةُ: أَهْلُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلا نَعْلَمُ إِلا خَيْرًا، وَأَمَّا عَلِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَسَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ، قَالَتْ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِيرَةَ، فَقَالَ لَهَا:هَلْ رَأَيْتِ مِنْهَا شَيْئًا يَرِيبُكِ؟، فَقَالَتْ بَرِيرَةُ: لا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُ مِنْهَا أَمْرًا أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، تَنَامُ عَنِ الْعَجِينِ حَتَّى تَأْتِيَ الدَّاجِنُ فَتَأْكُلَهُ، قَالَتْ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَوْمِهِ، فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أُبَيِّ بن سَلُولٍ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:مَنْ يَعْذُرُنِي مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي فَوَاللَّهِ، قَالَهَا ثَلاثًا مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلا خَيْرًا، وَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلا خَيْرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلا مَعِي، قَالَتْ: فَقَامَ سَعْدُ بن مُعَاذٍ، فَقَالَ: أَنَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْذُرُكَ مِنْهُ، إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا فِيهِ أَمْرَكَ، فَقَامَ سَعْدُ بن عُبَادَةَ، وَكَانَ سَيِّدَ
الْخَزْرَجِ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلا صَالِحًا، وَلَكِنَّهُ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ، فَقَالَ: كَذَبْتَ لَعَمْروُ اللَّهِ لا تَقْتُلُهُ وَلا تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ أُسَيْدُ بن حُضَيْرٍ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَيَقْتُلَنَّهُ فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ، فَثَارَ الْحَيَّانِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَنَزَلَ يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ، وَبَكَيْتُ يَوْمِي لا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلا أَكْتَحِلُ بنوْمٍ، وَأَصْبَحَ عِنْدِي أَبَوَايَ وَقَدْ بَكَيْتُ يَوْمِي وَلَيْلَتِي حَتَّى أَظُنُّ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ عَيْنِي، قَالَتْ: فَبَيْنَمَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي، إِذِ اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لَهَا، فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسَ، وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ قِيلَ مَا قِيلَ قَبْلَهَا، وَقَدْ مَكَثَ شَهْرًا لا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ:أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً، فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبٍ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِفَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً، فَقُلْتُ لأَبِي: أَجِبْ عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ فِيمَا قَالَ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقُلْتُ لأُمِّي: فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ: وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ مَا تُحُدِّثَ بِهِ وَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ فَصَدَّقْتُمْ بِهِ، وَلَئِنْ قُلْتُ إِنِّي بَرِيئَةٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لا تُصَدِّقُونَنِي بِذَلِكَ، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي مِنْهُ بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُنَّنِي، وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلا إِلا أَبَا يُوسُفَ إِذْ قَالَ: "صَبْرٌ جَمِيلٌ"[يوسف آية 18] ، قَالَتْ: ثُمَّ تَحَوَّلْتُ عَلَى فِرَاشِي وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُبَرِّئَنِيَ اللَّهُ بِبَرَاءَتِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا ظَنَنْتُ أَنْ يُنَزَّلَ فِي شَأْنِي وَحْيٌ يُتْلَى، وَلأَنَا أَحْقَرُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِالْقُرْآنِ فِي أَمْرِي، وَلَكِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُؤْيَا تُبَرِّئُنِي، قَالَتْ: فَوَاللَّهِ مَا رَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ وَلا خَرَجَ أَحَدٌ مِنَ الْبَيْتِ حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ مِنَ الْعَرَقِ فِي يَوْمٍ شَاتٍ، قَالَتْ: فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَكَانَ أَوَّلُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا، أَنْ قَالَ:يَا عَائِشَةُ احْمَدِي اللَّهَ فَقَدْ بَرَّأَكِ اللَّهُ، فَقَالَتْ لِي أُمِّي: قُومِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا أَقُومُ إِلَيْهِ وَلا أَحْمَدُ إِلا اللَّهَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ"[النور آية 11] ، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ
هَذَا فِي بَرَاءَتِي، قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بن أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ: وَاللَّهِ لا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَمَا قَالَ لِعَائِشَةَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ "وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ"[النور آية 22] ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى إِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي، فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ الَّذِي كَانَ يَجْرِي عَلَيْهِ، قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ زَيْنَبَ بنتَ جَحْشٍ عَنْ أَمْرِي، فَقَالَ:يَا زَيْنَبُ مَا عَلِمْتِ وَمَا رَأَيْتِ؟، فَقَالَتْ: أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا إِلا خَيْرًا، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي، فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالْوَرَعِ، حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، ثنا حَجَّاجُ بن إِبْرَاهِيمَ الأَزْرَقُ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالا: ثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، قَالا: ثنا فُلَيْحُ بن سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ، مثله. حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ، قَالَ: ثنا حَجَّاجٌ الأَزْرَقُ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالا: ثنا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالا: ثنا فُلَيْحُ بن سُلَيْمَانَ، عَنْ رَبِيعَةَ بن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بن مُحَمَّدٍ، مِثْلَهُ.
18665 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ، ثنا زَيْدُ بن الْمُبَارَكِ، ثنا مُحَمَّدُ بن ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ،
وَعُبَيْدِ اللَّهِ بن عَدِيٍّ، وَعَلْقَمَةَ بن وَقَّاصٍ، يزيد بعضهم على بعض، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا سَافَرَ بِهَا، فَغَزَا غَزْوَةً خَرَجَ فِيهَا سَهْمِي، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَاتِهِ وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَخَرَجْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي رَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي، فَلَمَسْتُ عِقْدًا لِي مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ، فَإِذَا هُوَ قَدِ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ وَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ، فَجَاءَ النَّفْرُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ بِي هَوْدَجِي، فَرَحَلُوهُ عَلَى جَمَلِي وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ، وَالنِّسَاءُ حِينَئِذٍ خِفَافٌ لَمْ يُهَبَّلْنَ اللَّحْمَ، فَاسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، وَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ بِهَا مِنْهُمْ دَاعٍ وَلا مُجِيبٌ، فَتَيَمَّمْتُ مَنْزِلِي وَعَلِمْتُ أَنْ سَيَفْقِدُونِي فَيَنْظُرُونِي، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسَةٌ غَلَبَتْنِي عَيْنِي، وَكَانَ صَفْوَانُ بن الْمُعَطَّلِ عَرَّسَ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ، فَتَيَمَّمَنِي، فَلَمَّا رَآنِي اسْتَرْجَعَ، وَقَدْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ عَلَيَّ الْحِجَابُ، فَفَزِعْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ، فَخَمَّرْتُ وَجْهِي، فَمَا تَكَلَّمَ غَيْرَهَا وَمَا تَكَلَّمَنِي حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، فَوَطِئَ عَلَى ذِرَاعِهَا فَرَكِبْتُ، فَجِئْنَا الْجَيْشَ نَحْرَ الظَّهِيرَةِ مُغَاوِلِينَ، وَقَدْ هَلَكَ مَنْ هَلَكَ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَمَرِضْتُ شَهْرًا لا أَشْعُرُ بِالَّذِيِ قَالَ أَهْلُ الإِفْكِ، وَأَنَا يَرِيبُنِي مِنَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي لا أَرَى مِنْهُ اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ إِذَا مَرِضْتُ، إِنَّمَا يَقُومُ قَائِمًا، فَيَقُولُ:كَيْفَ تِيكُمْ؟حَتَّى إِذَا نَقَهْتُ تَبَرَّزْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ إِلَى الْمَنَاصِعِ وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا، وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الأُوَلِ إِنَّمَا نَأْكُلُ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ وَيَتَبَرَّزْنَ لَيْلا إِلَى لَيْلٍ، فَلَمَّا قَضَيْنَا شَأْنَنَا رَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا، فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ: بِئْسَ مَا قُلْتِ سَبَبْتِ رَجُلا صَالِحًا قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، فَقَالَتْ: أَيْ هَنْتَاهُ أَوَ مَا تَدْرِينَ مَا قَالُوا؟، قُلْتُ: وَمَا قَالُوا؟، فَأَخْبَرَتْنِي الْخَبَرَ، فَانْتَظَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَأْتِيَ، فَاسْتَأْذَنْتُهُ إِلَى أَبَوَيَّ فَأَسْتَيْقِنُ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا، فَجِئْتُ بَيْتَهُمَا، فَوَجَدْتُ أَبِي يُصَلِّي، قُلْتُ: يَا أُمَّهُ مَا قَالُوا؟، قَالَتْ: أَيْ بنيَّةُ إِنَّهُ قَلَّ مَا كَانَتِ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا، لَهَا ضَرَائِرُ إِلا أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا، قَالَتْ: أَوَ لَقَدْ قَالُوا ذَلِكَ؟، فَانْصَرَفَ أَبِي يُصَلِّي، فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ حَيْضَةً، فَكُنْتُ لا يَكْتَحِلُ عَيْنِي بنوْمٍ وَلا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَعَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ:مَا بَالُ رِجَالٍ قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُمْ فِي أَهْلِي، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلا صَالِحًا قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِي قَطُّ إِلا وَأَنَا حَاضِرٌ، وَلا سَافَرْتُ مِنْ سَفَرٍ قَطُّ إِلا وَإِنَّهُ لَمَعِي، فَقَامَ سَعْدُ بن مُعَاذٍ، فَقَالَ: أَنَا لَكَ مِنْهُ
يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ بني الْحَارِثِ بن الْخَزْرَجِ أَتَيْنَاكَ بِهِ مُوَثَّقًا، فَقَامَ سَعْدُ بن عُبَادَةَ، فَقَالَ: كَذَبْتَ وَاللَّهِ لا تَقْتُلُهُ وَلا تَسْتَطِيعُ قَتْلَهُ، فَقَامَ أُسَيْدُ بن حُضَيْرِ بن سِمَاكٍ، فَقَالَ: كَذَبْتَ وَاللَّهِ لَيَقْتُلَنَّهُ فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ، فَتَثَاوَرَ الْحَيَّانِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَزَلْ يُسْكِتُهُمْ وَيُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَوْعِدًا لَكُمُ الْحَرَّةُ، فَلَبِسُوا السِّلاحَ وَخَرَجُوا إِلَيْهَا، فَأَتَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَزَلْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ هَذِهِ الآيَةَ "وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ"[المائدة آية 7] حَتَّى تَنْقَضِيَ، يُرَدِّدُهَا عَلَيْهِمْ حَتَّى اعْتَنَقَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَحَتَّى أَنَّ لَهُمْ لَخِنَانًا، ثُمَّ انْصَرَفُوا قَدِ اصْطَلَحُوا، وَاسْتَلْبَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيَ، فَدَعَا عَلِيًّا وَأُسَامَةَ بن زَيْدٍ فَاسْتَشَارَهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ، فَأَمَّا عَلِيٌّ، فَقَالَ: لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ وَالنِّسَاءُ كَثِيرٌ، وَإِنْ تَسْأَلِ الْجَارِيَةَ يُرِيدُ بَرِيرَةَ تَصْدُقْكَ، وَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ بِالَّذِيِ يَعْلَمُ فِي نَفْسِهِ مِنَ الْوَجْدِ بِأَهْلِهِ وَبِمَا يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَتِهِمْ، فَدَعَا بَرِيرَةَ، فَقَالَ:هَلْ رَأَيْتِ عَلَى هَذِهِ الْجَارِيَةِ مِنْ شَيْءٍ تَغْمِصِينَهُ عَلَيْهَا؟، فَقَالَتْ: لا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، إِلا أَنَّهَا جَارِيَةٌ
حَدِيثَةُ السِّنِّ تَرْقُدُ حَتَّى تَأْكُلَ الدَّاجِنُ عَجِينَهَا أَوْ خَمِيرَهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَكَثْتُ يَوْمَيْنِ وَلَيْلَتَيْنِ لا تَكْتَحِلُ عَيْنِي بنوْمٍ، وَلا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَأَصْبَحَ أَبَوَايَ عِنْدِي يَظُنَّانِ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، فَاسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَأَذِنْتُ لَهَا، فَجَلَسَتْ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ مِنِّي مَجْلِسًا لَمْ يُجْلِسْهُ مِنِّي مُنْذُ قِيلَ لِي مَا قِيلَ: فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً، فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ، فَتُوبِي مِنْهُ وَاعْتَرِفِي بِهِ، فَإِنَّ الْمَرْءَ إِذَا تَابَ مِنْ ذَنْبِهِ وَاعْتَرَفَ بِهِ غُفِرَ لَهُ، قَالَتْ: فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً، قُلْتُ: يَا أَبَتِ أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا أُجِيبُهُ، قُلْتُ: يَا أُمِّي أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ، قَالَتْ: مَا أَدْرِي مَا أُجِيبُهُ، قَالَتْ: وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لا أَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ كَثِيرًا، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُمْ مِنْ هَذَا شَيْئًا اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ، فَلَئِنْ قُلْتُ أَنَا مِنْهُ بَرِيئَةٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لا تُصَدِّقُونَنِي، وَلَئِنِ اعْتَرَفَتُ بِذَنْبٍ أَنَا مِنْهُ بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُونَنِي، أَلا فَإِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَأَبِي يُوسُفَ اخْتُلِسَ مِنِّي اسْمُهُ "فَصَبَرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ"[يوسف آية 18] ، ثُمَّ وَلَّيْتُ وَجْهِي نَحْوَ الْجِدَارِ وَنَفْسِي أَحْقَرُ عِنْدِي مِنْ
أَنْ يُنَزَّلَ فِيَّ قُرْآنٌ يُتْلَى، وَلَكِنِّي قَدْ رَجَوْتُ أَنْ يُرِيَ اللَّهُ رَسُولَهُ رُؤْيَا فِي الْمَنَامِ، فَمَا تَفَرَّقَ أَهْلُ الْمَجْلِسِ حَتَّى أَخَذَتْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبُرَحَاءُ الَّتِي كَانَتْ تَأْخُذُهُ عِنْدَ الْوَحْيِ، حَتَّى أَنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ مِنَ الْعَرَقِ، فَاسْتَغْشَى ثَوْبَهُ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَأَخْشَى أَنْ يَأْتِيَ مِنَ السَّمَاءِ مَا لا مَرَدَّ لَهُ، وَأَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ عَائِشَةَ، فَإِذَا هُوَ مُفِيقٌ، فَيُطْعِمُنِي فِي ذَلِكَ مِنْهَا، فَإِنَّمَا أَنْظُرُ هَهُنَا وَهَهُنَا، فَنَزَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ الثَّوْبَ وَهُوَ يَمْسَحُ جَبْهَتَهُ مِنَ الْعَرَقِ، وَهُوَ يَقُولُ:أَبْشِرِي يَا عَائِشَ، أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ بَرَّأَكِ، فَقُلْتُ: بِحَمْدِ اللَّهِ وَذَمِّكُمْ، فَقَالَتْ أُمِّي: قَوْمِي فَقَبِّلِي رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ، فَقُلْتُ: لا وَاللَّهِ لا أَفْعَلُ وَلا أَحْمَدُ إِلا اللَّهَ، وَكَانَ مِمَّا يَبْغِي عَلَيْهِ، أَنْ قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَسْتَحِي مِنَ الأَنْصَارِيَّةِ أَنْ تَقُولَ لِي مَا قَالَ.
18666 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا أَبِي إِبْرَاهِيمُ بن مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، عَنْ مُسْلِمِ بن خَالِدٍ الزَّنْجِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بن الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدُ بن الْمُسَيِّبِ، وَعَلْقَمَةُ بن وَقَّاصٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ اللَّهِ بن عُتْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا، فَبَرَّأَهَا اللَّهُ، وَكُلٌّ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنَ الْحَدِيثِ الَّذِي
حَدَّثَنِي عَنْ عَائِشَةَ، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا، وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ أَوْعَى لِحَدِيثِهَا مِنْ بَعْضٍ، فَذَكَرُوا أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى سَفَرٍ أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَخَرَجَ فِيهَا سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَمَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ، فَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجِي وَأُنْزَلُ فِيهِ، فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ وَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنَ بِالرَّحِيلِ، فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي وَأَقْبَلْتُ إِلَى رَحْلِي فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ قَدِ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ فِي الْتِمَاسِ عِقْدِي، فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ، وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يُرَحِّلُونَنِي، فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ، وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ، وَكُنَّا إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يُهَبِّلْنَا اللَّحْمُ، إِنَّمَا تَأْكُلُ إِحْدَانَا الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ خِفَّةَ الْهَوْدَجِ حِينَ رَفَعُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا، وَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَمَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنْزِلَهُمْ وَلَيْسَ بِهِ دَاعٍ وَلا مُجِيبٌ، فَتَيَمَّمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ
فِيهِ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونِي وَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنِي، فَنِمْتُ، وَكَانَ صَفْوَانُ بن الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ، فَأَدْلَجَ فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ، فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي، وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الْحِجَابِ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي، فَوَاللَّهِ مَا كَلَّمَنِي كَلامًا وَلا سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً، حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، فَوَطِئَ عَلَى يَدِهَا، فَرَكِبْتُهَا، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِيَ الرَّاحِلَةَ حَتَّى أَتَى الْجَيْشَ بَعْدَمَا نَزَلُوا مُوغِرِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ مِنْ أَهْلِ الإِفْكِ، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَ الإِثْمِ عَبْدُ اللَّهِ بن أُبَيِّ بن سَلُولٍ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَاشْتَكَيْتُ حِينَ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ شَهْرًا، وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِي قَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ، وَلا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَهُوَ يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لَمْ أَعْرِفْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِي، إِنَّمَا يَدْخُلُ عَلَيَّ، فَيَقُولُ:كَيْفَ تِيكُمْ؟، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَذَلِكَ يَرِيبُنِي وَلا أَشْعُرُ بِالشَّرِّ حَتَّى خَرَجْنَا بَعْدَمَا نَقَهْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ قَبِلَ الْمَنَاصِعِ، وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا، وَكُنَّا لا نَخْرُجُ إِلا لَيْلا إِلَى لَيْلٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُتَّخَذَ الْكُنُفُ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا، وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الأُوَلِ فِي التَّبَرُّزِ قِبَلَ الْغَائِطِ، وَكُنَّا نَتَأَذَّى فِي الْكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ
بُيُوتِنَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ بَيْتِي حِينَ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا، فَقَالَتْ: تَعِسُ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ: بِئْسَ مَا قُلْتِ، أَتَسُبِّينَ رَجُلا قَدْ شَهِدَ بَدْرًا؟ قَالَتْ: أَيْ هَنْتَاهُ أَوَ لَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ؟ قُلْتُ: وَمَا قَالَ؟ فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ، فَازْدَدْتُ مَرَضًا عَلَى مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:كَيْفَ تِيكُمْ؟، قُلْتُ: أَتَأْذَنُ لِي إِلَى أَبَوَيَّ؟ قَالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا، فَأَذِنَ لِي، فَجِئْتُ أُمِّي وَأَبِي، فَقُلْتُ: يَا أُمَّتَاهُ مَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ؟، قَالَتْ: يَا بنيَّةُ هَوِّنِي عَلَيْكِ فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا رَأَيْتُ امْرَأَةً وَضِيئَةً عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا لَهَا ضَرَائِرُ إِلا أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَلَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِذَلِكَ؟ قَالَتْ: فَبَكَيْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلا أَكْتَحِلُ بنوْمٍ، قَالَتْ: ثُمَّ أَصْبَحْتُ أَبْكِي، وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بن أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بن زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ، فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالَّذِيِ يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَالَّذِي فِي نَفْسِهِ لَهُمْ مِنَ الْوُدِّ، فَقَالَ أُسَامَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَهْلُكَ وَلا نَعْلَمُ إِلا خَيْرًا، وَأَمَّا عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ يُضَيِّقِ
اللَّهُ عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَإِنْ تَسْأَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِيرَةَ، فَقَالَ لَهَا:يَا بَرِيرَةُ هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيبُكِ؟، قَالَتْ بَرِيرَةُ: لا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، إِنْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا قَطُّ أَمْرًا أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أُبَيٍّ، قَالَتْ: فَقَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ:يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، مَنْ يَعْذُرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ فِي أَهْلِ بَيْتِي إِلا خَيْرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلا خَيْرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلا مَعِي، فَقَامَ سَعْدُ بن مُعَاذٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أَعْذُرُكَ مِنْهُ، إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا، فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ، فَقَامَ سَعْدُ بن عُبَادَةَ وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلا صَالِحًا، وَلَكِنْ أَخَذْتُهُ الْحَمِيَّةُ، فَقَالَ لِسَعْدِ بن مُعَاذٍ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لا تَقْتُلُهُ وَلا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ، فَقَامَ أُسَيْدُ بن حُضَيْرٍ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدِ بن مُعَاذٍ، فَقَالَ لِسَعْدِ بن عُبَادَةَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَيَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ، قَالَتْ: فَثَارَ الْحَيَّانِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا
وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمْ يَزَلْ يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ، قَالَتْ: وَمَكَثْتُ يَوْمِي ذَلِكَ لا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلا أَكْتَحِلُ بنوْمٍ، وَأَبَوَاي عِنْدِي، وَقَدْ مَكَثْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمًا لا أَكْتَحِلُ بنوْمٍ وَلا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، أَظُنُّ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، فَبَيْنَمَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي اسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَأَذِنْتُ لَهَا، فَجَعَلَتْ تَبْكِي مَعِي، فَبَيْنَمَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَلَسَ، قَالَتْ: وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ قِيلَ مَا قِيلَ قَبْلَهَا، وَلَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا لا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي، قَالَتْ: فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَلَسَ، ثُمَّ قَالَ:أَمَّا بَعْدُ ! يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ، ثُمَّ تُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبٍ، ثُمَّ تَابَ إِلَى اللَّهِ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَتْ: فَلَمَّا قَضَى مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً، فَقُلْتُ لأَبِي: أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ فِيمَا قَالَ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ، فَقُلْتُ لأُمِّي: أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ، فَقُلْتُ وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ: إِنَّكُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُمْ بِهَذَا الْحَدِيثِ حَتَّى اسْتَقَرَّ