كتاب : الترغيب
والترهيب من الحديث الشريف
المؤلف : عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمد
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار
بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء
مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا
فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا
رواه البخاري والترمذي
3485 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا
كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف
من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده
فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ليس وراء
ذلك من الإيمان حبة خردل
رواه مسلم
الحواري هو الناصر للرجل والمختص به والمعين والمصافي
3486 - وعن زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل
عليها فزعا يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من
ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بين أصبعيه الإبهام والتي تليها فقلت يا
رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث
رواه البخاري ومسلم
3487 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله إن الله أنزل سطوته
بأهل الأرض وفيهم الصالحون فيهلكون بهلاكهم فقال يا عائشة إن الله عز و جل
إذا أنزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون فيصيرون معهم ثم يبعثون على
نياتهم
رواه ابن حبان في صحيحه
3488 - وعن حذيفة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه و سلم قال والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف
ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله يبعث عليكم عذابا منه ثم تدعونه فلا
يستجيب لكم
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
3489 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم لا يحقرن أحدكم نفسه قالوا يا رسول الله وكيف يحقر أحدنا نفسه قال
يرى أن عليه مقالا ثم لا يقول فيه فيقول الله عز و جل يوم القيامة ما منعك
أن تقول في كذا وكذا فيقول خشية الناس فيقول فإياي كنت أحق أن تخشى
رواه ابن ماجه ورواته ثقات
3490 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين
رواه مسلم وغيره
3491 - وعن جرير رضي الله عنه قال بايعت النبي صلى الله عليه و سلم على السمع والطاعة فلقنني فيما استطعت والنصح لكل مسلم
رواه البخاري ومسلم
وتقدم حديث تميم الداري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الدين النصيحة
قاله له ثلاثا
قال قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم
رواه البخاري ومسلم واللفظ له
3492 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا
هذا اتق الله ودع ما تصنع به فإنه لا يحل لك ثم يلقاه من الغد وهو على
حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله
قلوب بعضهم ببعض ثم قال لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود
وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر
فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون * ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما
قدمت لهم أنفسهم إلى قوله فاسقون المائدة 87 18
ثم قال كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق
أطرا
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وقال حديث حسن غريب ولفظه قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهاهم علماؤهم فلم
ينتهوا فجالسوهم في مجالسهم وواكلوهم وشاربوهم فضرب الله قلوب بعضهم ببعض
ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون فجلس
رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان متكئا فقال لا والذي نفسي بيده حتى
تأطروهم على الحق أطرا
قال الحافظ رويناه من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود ولم يسمع من أبيه وقيل سمع ورواه ابن ماجه عن أبي عبدة مرسلا
تأطروهم أي تعطفوهم وتقهروهم وتلزموهم باتباع الحق
3493 - وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون على أن
يغيروا عليه ولا يغيرون إلا أصابهم الله منه بعقاب قبل أن يموتوا
رواه أبو داود عن أبي إسحاق قال أظنه عن ابن جرير عن جرير ولم يسم ابنه
ورواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والأصبهاني وغيرهم عن أبي إسحاق عن
عبيد الله بن جرير عن أبيه
3494 - وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
قال يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية يا أيها الذين آمنوا عليكم
أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم المائدة 501
وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن ماجه والنسائي وابن حبان في صحيحه
ولفظ النسائي إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن القوم إذا رأوا المنكر فلم يغيروه عمهم الله بعقاب
وفي رواية لأبي داود سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من قوم
يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لا يغيروا إلا يوشك أن
يعمهم الله منه بعقاب
3495 - وعن أبي كثير السحيمي عن أبيه قال سألت
أبا ذر قلت دلني على عمل إذا عمل العبد به دخل الجنة قال سألت عن ذلك رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال تؤمن بالله واليوم الآخر
قلت يا رسول الله إن مع الإيمان عملا قال يرضخ مما رزقه الله
قلت يا رسول الله أرأيت إن كان فقيرا لا يجد ما يرضخ به قال يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
قال قلت يا رسول الله أرأيت إن كان عييا لا يستطيع أن يأمر بالمعروف وينهى
عن المنكر قال يصنع لأخرق قلت أرأيت إن كان أخرق أن يصنع شيئا قال يعين
مغلوبا
قلت أرأيت إن كان ضعيفا لا يستطيع أن يعين مغلوبا قال ما
تريد أن يكون في صاحبك من خير يمسك عن أذى الناس فقلت يا رسول الله إذا
فعل ذلك دخل الجنة قال ما من مسلم يفعل خصلة من هؤلاء إلا أخذت بيده حتى
تدخله الجنة
رواه الطبراني في الكبير واللفظ له ورواته ثقات وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
3496 - وروي عن ذرة بنت أبي لهب رضي الله عنه قالت قلت يا رسول الله من
خير الناس قال أتقاهم للرب عز و جل وأوصلهم للرحم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم
عن المنكر
رواه أبو الشيخ في كتاب الثواب والبيهقي في الزهد الكبير وغيره
3497 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم يا أيها الناس مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا الله فلا
يستجيب لكم وقبل أن تستغفروه فلا يغفر لكم
إن الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر لا يدفع رزقا ولا يقرب أجلا وإن الأحبار من اليهود والرهبان من
النصارى لما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعنهم الله على لسان
أنبيائهم ثم عموا بالبلاء
رواه الأصبهاني
3498 - وروي عن أنس
بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تزال لا
إله إلا الله تنفع من قالها وترد عنهم العذاب والنقمة ما لم يستخفوا بحقها
قالوا
يا رسول الله وما الاستخفاف بحقها 0 قال يظهر العمل بمعاصي الله فلا ينكر ولا يغير
رواه الأصبهاني أيضا
3499 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه
نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على
أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض والآخر أسود مربادا
كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه
رواه مسلم وغيره
قوله مجخيا هو بميم مضمومة ثم جيم مفتوحة ثم خاء معجمة مكسورة يعني مائلا وفسره بعض الرواة بأنه المنكوس
ومعنى الحديث أن القلب إذا افتتن وخرجت منه حرمة المعاصي والمنكرات خرج منه نور الإيمان كما يخرج الماء من الكوز إذا مال أو انتكس
3500 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منهم
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
3501 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم
بخصال من الخير أوصاني أن لا أخاف في الله لومة لائم وأوصاني أن أقول الحق
وإن كان مرا
مختصرا رواه ابن حبان في صحيحه ويأتي بتمامه
3502 - وعن عرس بن عميرة الكندي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها وكرهها
وفي رواية فأنكرها كمن غاب عنها ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها
رواه أبو داود من رواية مغيرة بن زياد الموصلي
3503 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
الإسلام أن تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم
رمضان وتحج والأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر وتسليمك على أهلك فمن انتقص شيئا منهن فهو سهم من الإسلام يدعه ومن تركهن فقد ولى الإسلام ظهره
رواه الحاكم
وتقدم حديث حذيفة عن النبي صلى الله عليه و سلم الإسلام ثمانية أسهم
الإسلام سهم والصلاة سهم والزكاة سهم والصوم سهم وحج البيت سهم والأمر
بالمعروف سهم والنهي عن المنكر سهم والجهاد في سبيل الله سهم وقد خاب من
لا سهم له
رواه البزار
3504 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت
دخل علي النبي صلى الله عليه و سلم فعرفت في وجهه أن قد حضره شيء فتوضأ
وما كلم أحدا فلصقت بالحجرة أستمع ما يقول فقعد على المنبر فحمد الله
وأثنى عليه وقال يا أيها الناس إن الله يقول لكم مروا بالمعروف وانهوا عن
المنكر قبل أن تدعوا فلا أجيب لكم وتسألوني فلا أعطيكم وتستنصروني فلا
أنصركم فما زاد عليهن حتى نزل
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه كلاهما من رواية عاصم بن عمر بن عثمان عن عروة عنهما
3505 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس
منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر
رواه أحمد والترمذي واللفظ له وابن حبان في صحيحه
3506 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا نسمع أن الرجل يتعلق بالرجل
يوم القيامة وهو لا يعرفه فيقول له ما لك إلي وما بيني وبينك معرفة فيقول
كنت تراني على الخطإ وعلى المنكر ولا تنهاني
ذكره رزين ولم أره
الترهيب من أن يأمر بمعروف وينهى عن منكر ويخالف قوله فعله
3507 - عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
و سلم يقول يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه
فيدور بها كما يدور الحمار في
الرحى فيجتمع إليه أهل النار
فيقولون يا فلان ما لك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول بلى
كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه
رواه البخاري ومسلم
وفي رواية لمسلم قال قيل لأسامة بن زيد لو أتيت عثمان فكلمته فقال إنكم
لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم وإني أكلمه في السر دون أن أفتح بابا لا
أكون أول من فتحه ولا أقول لرجل إن كان علي أميرا إنه خير الناس بعد شيء
سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وما هو قال سمعته يقول يجاء
بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه فيدور كما يدور الحمار
برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون يا فلان ما شأنك أليس كنت تأمر
بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن
الشر وآتيه
الأقتاب الأمعاء واحدها قتب بكسر القاف وسكون التاء
تندلق أي تخرج
3508 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم رأيت ليلة أسري بي رجالا تقرض شفاههم بمقاريض من النار فقلت من هؤلاء
يا جبريل قال الخطباء من أمتك الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم
يتلون الكتاب أفلا يعقلون
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وابن حبان في صحيحه واللفظ له والبيهقي
3509 - وفي رواية لابن أبي الدنيا مررت ليلة أسري بي على قوم يقرض شفاههم
بمقاريض من نار كلما قرضت عادت فقلت يا جبريل من هؤلاء قال خطباء من أمتك
يقولون ما لا يفعلون
3510 - وفي رواية للبيهقي قال أتيت ليلة أسري
بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار فقلت من هؤلاء يا جبريل قال خطباء
أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون ويقرؤون كتاب الله ولا يعملون به
3511 - وعن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد يخطب خطبة
إلا الله سائله عنها يوم القيامة ما أردت بها قال فكان مالك يعني ابن
دينار إذا حدث بهذا بكى ثم يقول أتحسبون أن عيني تقر بكلامي عليكم وأنا
أعلم أن الله سائلي عنه يوم القيامة
قال ما أردت به فأقول أنت الشهيد على قلبي لو لم أعلم أنه أحب إليك لم أقرأ على اثنين أبدا
رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي مرسلا بإسناد جيد
3512 - وروي عن الوليد بن عقبة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم إن ناسا من أهل الجنة ينطلقون إلى أناس من أهل النار فيقولون
بم دخلتم النار فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا منكم فيقولون إنا
كنا نقول ولا نفعل
رواه الطبراني في الكبير
3513 - وعن أبي
تميمة عن جندب بن عبد الله الأزدي صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم رضي
الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال مثل الذي يعلم الناس الخير
وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه الحديث رواه الطبراني
وإسناده حسن إن شاء الله ورواه البزار من حديث أبي برزة إلا أنه قال مثل
الفتيلة
3514 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم باللسان
رواه الطبراني في الكبير والبزار ورواته محتج بهم في الصحيح
3515 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال إن الرجل لا يكون مؤمنا حتى يكون قلبه مع لسانه سواء ويكون لسانه مع
قلبه سواء ولا يخالف قوله عمله ويأمن جاره بوائقه
رواه الأصبهاني بإسناد فيه نظر
3516 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني لا أتخوف على أمتي مؤمنا ولا مشركا
أما المؤمن فيحجزه إيمانه وأما المشرك فيقمعه كفره ولكن أتخوف عليكم منافقا عالم اللسان يقول ما تعرفون ويعمل ما تنكرون
رواه الطبراني في الصغير والأوسط من رواية الحارث وهو الأعور عن علي والحارث هذا واه وقد رضيه غير واحد
3517 - وعن الأغر أبي مالك قال لما أراد أبو بكر أن يستخلف عمر بعث إليه
فدعاه فأتاه فقال إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه فاتق الله يا عمر
بطاعته وأطعه بتقواه فإن التقي آمن محفوظ ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه
إلا من عمل به فمن أمر بالحق
وعمل بالباطل وأمر بالمعروف وعمل
بالمنكر يوشك أن تنقطع أمنيته وأن يحبط عمله فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن
استطعت أن تجف يدك من دمائهم وأن تضمر بطنك من أموالهم وأن تجف لسانك عن
أعراضهم فافعل ولا قوة إلا بالله
رواه الطبراني ورواته ثقات إلا أن فيه انقطاعا
3518 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه
رواه ابن حبان في صحيحه
الترغيب في ستر المسلم والترهيب من هتكه وتتبع عورته
3519 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من
نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن
ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان
العبد في عون أخيه
رواه مسلم وأبو داود واللفظ له والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه
3520 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم
قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله
في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة
ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر
3521 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلا ستره يوم القيامة
رواه مسلم
3522 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يرى
مؤمن من أخيه عورة فيسترها عليه إلا أدخله الله بها الجنة
رواه الطبراني في الأوسط والصغير
3523 - وعن دخير أبي الهيثم كاتب عقبة بن عامر قال قلت لعقبة بن عامر إن
لنا جيرانا يشربون الخمر وأنا داع لهم الشرط ليأخذوهم قال لا تفعل وعظهم
وهددهم قال إني نهيتهم فلم ينتهوا وأنا داع لهم الشرط ليأخذوهم فقال عقبة
ويحك لا تفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من ستر عورة
فكأنما استحيا موءودة في قبرها
رواه أبو داود والنسائي بذكر القصة وبدونها وابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ رجال أسانيدهم ثقات ولكن اختلف فيه على إبراهيم بن نشيط اختلافا كثيرا ذكرت بعضه في مختصر السنن
الشرط بضم الشين المعجمة وفتح الراء هم أعوان الولاة والظلمة والواحد منه شرطي بضم الشين وسكون الراء
3524 - وعن يزيد بن نعيم أن ماعزا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فأقر
عنده أربع مرات فأمر برجمه وقال لهزال لو سترته بثوبك كان خيرا لك
رواه أبو داود والنسائي
قال الحافظ ونعيم هو ابن هزال وقيل لا صحبة له وإنما الصحبة لأبيه هزال
وسبب قول النبي صلى الله عليه و سلم لهزال لو سترته بثوبك ما رواه أبو
داود وغيره عن محمد بن المنكدر أن هزالا أمر ماعزا أن يأتي النبي صلى الله
عليه و سلم
وروى في موضع آخر عن يزيد بن نعيم بن هزال عن أبيه قال
كان ماعز بن مالك يتيما في حجر أبي فأصاب جارية من الحي فقال له أبي ائت
رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره بما صنعت لعله يستغفر لك وذكر
الحديث في قصة رجمه واسم المرأة التي وقع عليها ماعز فاطمة وقيل غير ذلك
وكانت أمة لهزال
3525 - وعن مكحول أن عقبة بن عامر رضي الله عنه أتى
مسلمة بن مخلد فكان بينه وبين البواب شيء فسمع صوته فأذن له فقال إني لم
آتك زائرا ولكن جئتك لحاجة أتذكر يوم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من علم من أخيه سيئة فسترها ستر الله عليه يوم القيامة قال نعم قال لهذا
جئت
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
وعن رجاء بن حيوة قال
سمعت مسلمة بن مخلد رضي الله عنه يقول بينا أنا على مصر فأتى البواب فقال
إن أعرابيا على الباب يستأذن فقلت من أنت قال أنا جابر بن عبد الله قال
فأشرفت عليه فقلت أنزل إليك أو تصعد قال لا تنزل ولا أصعد حديث بلغني أنك
ترويه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في ستر المؤمن جئت أسمعه
قلت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من ستر على مؤمن عورة فكأنما أحيا موءودة فضرب بعيره راجعا
رواه الطبراني في الأوسط من رواية أبي سنان القسملي
3527 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من
ستر عورة أخيه ستر الله عورته يوم القيامة ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف
الله عورته حتى يفضحه بها في بيته
رواه ابن ماجه بإسناد حسن
3528 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال صعد رسول الله صلى الله عليه و سلم
المنبر فنادى بصوت رفيع فقال يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى
قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم
تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله ونظر ابن عمر
إلى الكعبة فقال ما أعظمك وما أعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك
رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال فيه يا معشر من أسلم بلسانه
ولم يدخل الإيمان قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تطلبوا عثراتهم
الحديث
3529 - وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا
تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم تتبع الله
عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته
رواه أبو داود عن سعيد بن عبد الله بن جريج عنه
ورواه أبو يعلى بإسناد حسن من حديث البراء
3530 - وعن معاوية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إنك إن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم أو كدت تفسدهم
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه
وعن شريح بن عبيد عن جبير بن نفير و كثير بن مرة و عمرو بن الأسود و
المقدام بن معديكرب و أبي أمامة رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم
رواه أبو داود من رواية إسماعيل بن عياش
قال الحافظ عبد العظيم جبير بن نفير أدرك النبي صلى الله عليه و سلم وهو
معدود في التابعين وكثير بن مرة نص الأئمة على أنه تابعي وذكره عبدان في
الصحابة وعمرو بن الأسود عنسي حمصي أدرك الجاهلية وروى عن عمر بن الخطاب
ومعاذ وابن مسعود وغيرهم
4 - الترهيب من مواقعة الحدود وانتهاك المحارم
3532 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول أنا آخذ بحجزكم أقول إياكم وجهنم إياكم والحدود إياكم وجهنم
إياكم والحدود إياكم وجهنم إياكم والحدود ثلاث مرات فإذا أنا مت تركتكم
وأنا فرطكم على الحوض فمن ورد أفلح
الحديث رواه من رواية ليث بن أبي سليم
3533 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن
الله عز و جل يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه
رواه البخاري ومسلم
3534 - وعن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال
لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بأعمال أمثال جبال تهامة بيضاء
فيجعلها الله هباء منثورا
قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا حلهم لنا
لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من
الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها
رواه ابن ماجه ورواته ثقات
3535 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه
قال الطابع معلقة بقائمة عرش الله عز و جل فإذا انتهكت الحرمة وعمل
بالمعاصي واجترىء على الله بعث الله
الطابع فيطبع على قلبه فلا يعقل بعد ذلك شيئا
رواه البزار والبيهقي واللفظ له
3536 - وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم إن الله ضرب مثلا صراطا مستقيما على كنفي الصراط داران لهما أبواب
مفتحة على الأبواب ستور وداع يدعو فوقه والله يدعو إلى دار السلام ويهدي
من يشاء إلى صراط مستقيم يونس 52
والأبواب التي على كنفي الصراط حدود الله فلا يقع أحد في حدود الله حتى يكشف الستر والذي يدعو من فوقه واعظ ربه عز و جل
رواه الترمذي من رواية بقية عن بجير بن سعد وقال حديث حسن غريب
كنفا الصراط بالنون جانباه
3537 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعن جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة
وعلى الأبواب ستور مرخاة وعند رأس الصراط يقول استقيموا على الصراط ولا
تعوجوا وفوق ذلك داع يدعو كلما هم عبد أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال
ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه ثم فسره فأخبر أن الصراط هو الإسلام وأن
الأبواب المفتحة محارم الله وأن الستور المرخاة حدود الله والداعي على رأس
الصراط هو القرآن والداعي من فوقه هو واعظ الله في قلب كل مؤمن
ذكره رزين ولم أره في أصوله إنما رواه أحمد والبزار مختصرا بغير هذا اللفظ بإسناد حسن
3538 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
من يأخذ مني هذه الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن فقال أبو هريرة
قلت أنا يا رسول الله فأخذ بيدي وعد خمسا قال اتق المحارم تكن أعبد الناس
وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا وأحب للناس
ما تحب لنفسك تكن مسلما ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان
والحسن لم يسمع من أبي هريرة ورواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما من حديث
واثلة عن أبي هريرة وتقدم في هذا الكتاب أحاديث كثيرة جدا في فضل التقوى
ويأتي أحاديث أخر والله أعلم
الترغيب في إقامة الحدود والترهيب من المداهنة فيها
3539 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لحد يقام في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا ثلاثين صباحا
3540 - وفي رواية قال أبو هريرة رضي الله عنه إقامة حد في الأرض خير لأهلها من أن يمطروا أربعين ليلة
رواه النسائي هكذا مرفوعا وموقوفا وابن ماجه ولفظه قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم حد يعمل به في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحا
وابن ماجه في صحيحه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إقامة حد بأرض خير لأهلها من مطر أربعين صباحا
3541 - وروى ابن ماجه أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال إقامة حد من حدود الله خير من مطر أربعين ليلة في
بلاد الله
3542 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة وحد يقام في
الأرض بحقه أزكى فيها من مطر أربعين عاما
رواه الطبراني بإسناد حسن وهو غريب بهذا اللفظ
3543 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم أقيموا حدود الله في القريب والبعيد ولا تأخذكم في الله لومة لائم
رواه ابن ماجه ورواته ثقات إلا أن ربيعة بن ناجد لم يرو عنه إلا أبا صادق فيما أعلم
3544 - وعن عائشة رضي الله عنها أن قريشا أهمهم شأن المخزومية التي سرقت
فقالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قالوا من يجترىء
عليه إلا أسامة بن زيد حب
رسول الله صلى الله عليه و سلم فكلمه
أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أسامة أتشفع في حد من حدود
الله ثم قام فاختطب فقال إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم
الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وايم الله لو أن
فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
3545 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهاموا على
سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا
من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ
من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا
ونجوا جميعا
رواه البخاري واللفظ له والترمذي وغيره وتقدمت أحاديث في الشفاعة المانعة من حد من حدود الله تعالى
الترهيب من شرب الخمر وبيعها وشرائها وعصرها وحملها وأكل ثمنها والتشديد في ذلك والترغيب في تركه والتوبة منه
3546 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا
يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن
رواه البخاري ومسلم وأبو داود
والترمذي والنسائي وزاد مسلم وفي رواية وأبو داود بعد قوله ولا يشرب الخمر
حين يشربها وهو مؤمن ولكن التوبة معروضة بعد
وفي رواية النسائي
قال لا يزني الزاني وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر وهو
مؤمن وذكر رابعة فنسيتها فإذا فعل ذلك فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه فإن
تاب تاب الله عليه
3548 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم لعن الله الخمر وشاربها وساقيها ومبتاعها
وبائعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه
رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه وزاد وآكل ثمنها
3550 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
إن الله حرم الخمر وثمنها وحرم الميتة وثمنها وحرم الخنزير وثمنه
رواه أبو داود وغيره
3551 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لعن
الله اليهود ثلاثا إن الله حرم عليهم الشحوم فباعوها فأكلوا أثمانها إن
الله إذا حرم على قوم أكل شيء حرم عليهم ثمنه
رواه أبو داود
3552 - وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من باع الخمر فليشقص الخنازير
رواه أبو داود أيضا
قال الخطابي معنى هذا توكيد التحريم والتغليظ فيه
يقول من استحل بيع الخمر
فيستحل أكل الخنازير فإنهما في الحرمة والإثم سواء فإذا كنت لا تستحل أكل لحم الخنزير فلا تستحل ثمن الخمر
انتهى
3553 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول أتاني جبريل فقال يا محمد إن الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها
وشاربها والمحمولة إليه وبائعها ومبتاعها وساقيها ومسقاها
رواه أحمد بإسناد صحيح وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
3554 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
يبيت قوم من هذه الأمة على طعم وشرب ولهو ولعب فيصبحوا قد مسخوا قردة
وخنازير وليصيبهم خسف وقذف حتى يصبح الناس فيقولون خسف الليلة ببني فلان
وخسف الليلة بدار فلان خواص ولترسلن عليهم حجارة من السماء كما أرسلت على
قوم لوط على قبائل فيها وعلى دور ولترسلن عليهم الريح العقيم التي أهلكت
عادا على قبائل فيهاوعلى دور بشربهم الخمر ولبسهم الحرير واتخاذهم القينات
وأكلهم الربا وقطيعتهم الرحم وخصلة نسيها جعفر
رواه أحمد مختصرا وابن أبي الدنيا والبيهقي
3555 - وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء
قيل ما هن يا رسول الله قال إذا كان المغنم دولا والأمانة مغنما والزكاة
مغرما وأطاع الرجل زوجته وعق أمه وبر صديقه وجفا أباه وارتفعت الأصوات في
المساجد وكان زعيم القوم أرذلهم وأكرم الرجل مخافة شره وشربت الخمور ولبس
الحرير واتخذت القينات والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند
ذلك ريحا حمراء أو خسفا ومسخا
رواه الترمذي وقال حديث غريب
3556 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من
رأسه
رواه الحاكم
وتقدم في باب الحمام حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم من كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فلا يشرب الخمر
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر الحديث رواه الطبراني
3557 - وروي عن خباب بن الأرت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و
سلم أنه قال إياك والخمر فإنها تفرع الخطايا كما أن شجرها يفرع الشجر
رواه ابن ماجه وليس في إسناده من ترك
3558 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم
يشربها في الآخرة
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
والبيهقي ولفظه في إحدى رواياته قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من شرب
الخمر في الدنيا ولم يتب لم يشربها في الآخرة وإن دخل الجنة
3559 - وفي رواية لمسلم قال من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة
قال الخطابي ثم البغوي في شرح السنة وفي قوله حرمها في الآخرة وعيد بأنه
لا يدخل الجنة لأن شراب أهل الجنة خمر إلا أنهم لا يصدعون عنها ولا ينزفون
ومن دخل الجنة لا يحرم شرابها
انتهى
3560 - وعن أبي موسى رضي
الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن
الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر ومن مات مدمن الخمر سقاه الله جل وعلا من
نهر الغوطة
قيل وما نهر الغوطة قال نهر يجري من فروج المومسات يؤذي أهل النار ريح فروجهم
رواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه في رواية لابن حبان
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا مؤمن بسحر ولا قاطع رحم
المومسات هن الزانيات
3561 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أربع حق على الله أن لا يدخلهم الجنة
ولا يذيقهم نعيمها مدمن الخمر وآكل الربا وآكل مال اليتيم بغير حق والعاق لوالديه
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ فيه إبراهيم بن خثيم بن عراك وهو متروك
3562 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يلج حائط القدس مدمن خمر ولا العاق ولا المنان عطاء
رواه أحمد من رواية علي بن زيد والبزار إلا أنه قال لا يلج جنان الفردوس
3563 - وعن ابن المنكدر قال حدثت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم مدمن الخمر إن مات لقي الله كعابد وثن
رواه أحمد هكذا ورجاله رجال الصحيح ورواه ابن حبان في صحيحه عن سعيد بن جبير
3564 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لقي الله مدمن خمر لقيه كعابد وثن
3565 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أنه كان يقول ما أبالي شربت الخمر أو عبدت هذه السارية دون الله
رواه النسائي
3566 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا عاق ولا منان
قال ابن عباس فشق ذلك علي لأن المؤمنين يصيبون ذنوبا حتى وجدت ذلك في كتاب
الله عز و جل في العاق فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا
أرحامكم محمد 22 وفي المنان لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى البقرة 462
الآية وفي الخمر إنما الخمر والميسر والأنصاب
والأزلام رجس من عمل الشيطان المائدة 90 الآية
رواه الطبراني ورواته ثقات إلا أن عتاب بن بشير لا أراه سمع من مجاهد
3567 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال ثلاثة حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق
والديوث الذي يقر في أهله الخبث
رواه أحمد واللفظ له والنسائي والبزار والحاكم وقال صحيح الإسناد
3568 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم يراح ريح الجنة من مسيرة خمسمائة عام ولا يجد ريحها منان بعمله ولا
عاق ولا مدمن خمر
رواه الطبراني في الصغير
3569 - وعن عمار بن
ياسر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا يدخلون
الجنة أبدا الديوث والرجلة من النساء ومدمن الخمر قالوا يا رسول الله أما
مدمن الخمر فقد عرفناه فما الديوث قال الذي لا يبالي من دخل على أهله
قلنا فما الرجلة من النساء قال التي تشبه بالرجال
رواه الطبراني ورواته لا أعلم فيهم مجروحا وشواهده كثيرة
3570 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اجتنبوا الخمر فإنها مفتاح كل شر
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
3571 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول الخمر جماع الإثم والنساء حبائل الشيطان وحب الدنيا رأس كل خطيئة
ذكره رزين ولم أره في شيء من أصوله
3572 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه و
سلم أن لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت وإن حرقت ولا تترك صلاة مكتوبة متعمدا
فمن تركها متعمدا فقد برئت منه الذمة ولا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر
رواه ابن ماجه والبيهقي كلاهما عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عنه
وعن سالم بن عبد الله عن أبيه أن أبا بكر وعمر وناسا جلسوا بعد وفاة النبي
صلى الله عليه و سلم فذكروا أعظم الكبائر فلم يكن عندهم فيها علم فأرسلوني
إلى عبد الله بن عمرو أسأله فأخبرني أن أعظم الكبائر شرب الخمر فأتيتهم
فأخبرتهم فأكثروا ذلك ووثبوا إليه جميعا حتى أتوه في داره فأخبرهم أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال إن ملكا من ملوك بني إسرائيل أخذ رجلا فخيره
بين أن يشرب الخمر أو يقتل نفسا أو يزني أو يأكل لحم خنزير أو يقتلوه
فاختار الخمر وإنه لما شرب الخمر لم يمتنع من شيء أرادوه منه وإن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال ما من أحد يشربها فتقبل له صلاة أربعين ليلة
ولا يموت وفي مثانته منه شيء إلا حرمت بها عليه الجنة فإن مات في أربعين
ليلة مات ميتة جاهلية
رواه الطبراني بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
3574 - وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
و سلم يقول اجتنبوا أم الخبائث فإنه كان رجل ممن كان قبلكم يتعبد ويعتزل
الناس فعلقته امرأة فأرسلت إليه خادما إنا ندعوك لشهادة فدخل فطفقت كلما
يدخل بابا أغلقته دونه حتى إذا أفضى إلى امرأة وضيئة جالسة وعندها غلام
وباطية فيها خمر فقالت إنا لم ندعك لشهادة ولكن دعوتك لقتل هذا الغلام أو
تقع علي أو تشرب كأسا من الخمر فإن أبيت صحت بك وفضحتك
قال فلما رأى
أنه لا بد له من ذلك قال اسقيني كأسا من الخمر فسقته كأسا من الخمر فقال
زيديني فلم تزل حتى وقع عليها وقتل النفس فاجتنبوا الخمر فإنه والله لا
يجتمع إيمان وإدمان الخمر في صدر رجل أبدا وليوشكن أحدهما يخرج صاحبه
رواه ابن حبان في صحيحه واللفظ له والبيهقي مرفوعا مثله وموقوفا وذكر أنه المحفوظ
3575 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول إن آدم لما أهبط إلى الأرض قالت الملائكة أي رب أتجعل فيها من يفسد
فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون
البقرة 03 قالوا ربنا نحن أطوع لك من بني آدم قال الله لملائكته هلموا
ملكين من الملائكة فننظر كيف يعملان قالوا ربنا هاروت وماروت
قال
فاهبطا إلى الأرض فتمثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءاها فسألاها
نفسها فقالت لا والله حتى تتكلما بهذه الكلمة من الإشراك قالا والله لا
نشرك بالله أبدا فذهبت عنهما ثم رجعت إليهما ومعها صبي
تحمله
فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تقتلا هذا الصبي فقالا والله لا نقتله
أبدا فذهبت ثم رجعت بقدح من خمر تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى
تشربا هذه الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا قالت
المرأة والله ما تركتما من شيء أبيتماه علي إلا فعلتماه حين سكرتما فخيرا
عند ذلك بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه من طريق زهير بن محمد وقد قيل إن الصحيح وقفه على كعب والله أعلم
3576 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما حرمت الخمر مشى أصحاب رسول
الله صلى الله عليه و سلم بعضهم إلى بعض وقالوا حرمت الخمر وجعلت عدلا
للشرك
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
3577 - وعن أبي تميم
الجيشاني أنه سمع قيس بن سعيد بن عبادة الأنصاري وهو على مصر يقول سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كذب علي كذبة متعمدا فليتبوأ مضجعا
من النار أو بيتا في جهنم وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من
شرب الخمر أتى عطشان يوم القيامة ألا فكل مسكر خمر وكل خمر حرام وإياكم
والغبيراء وسمعت عبد الله بن عمرو بعد ذلك يقول مثله لم يختلف إلا في بيت
أو مضجع
رواه أحمد وأبو يعلى كلاهما عن شيخ من حمير لم يسمياه عن أبي تميم
3578 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من شرب الخمر خرج نور الإيمان من جوفه
رواه الطبراني
3579 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من شرب الخمر أسقاه الله من حميم جهنم
رواه البزار
3580 - وعن جابر رضي الله عنه أن رجلا قدم من جيشان وجيشان من اليمن فسأل
رسول الله صلى الله عليه و سلم عن شراب يشربونه بأرضهم من الذرة يقال له
المزر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أو مسكر هو قال نعم قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم كل مسكر حرام وإن
عند الله عهدا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال
قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال قال عرق أهل النار أو عصارة أهل النار
رواه مسلم والنسائي
3581 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ثلاثة لا تقربهم الملائكة الجنب والسكران والمتضمخ بالخلوق
رواه البزار بإسناد صحيح
3582 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة ولا تصعد لهم إلى السماء حسنة
العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه فيضع يده في أيديهم والمرأة الساخط عليها
زوجها حتى يرضى والسكران حتى يصحو
رواه الطبراني في الأوسط وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والبيهقي
3583 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن
الله بعثني رحمة وهدى للعالمين وأمرني أن أمحق المزامير والكبارات يعني
البرابط والمعازف والأوثان التي كانت تعبد في الجاهلية وأقسم ربي بعزته لا
يشرب عبد من عبيدي جرعة من خمر إلا سقيته مكانها من حميم جهنم معذبا أو
مغفورا له ولا يسقيها صبيا صغيرا إلا سقيته مكانها من حميم جهنم معذبا أو
مغفورا له ولا يدعها عبد من عبيدي من مخافتي إلا سقيتها إياه من حظيرة
القدس
رواه أحمد من طريق علي بن زيد
البرابط جمع بربط بفتح الباءين الموحدتين وهو العود
3584 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من ترك الخمر وهو يقدر عليه لأسقينه منه في حظيرة القدس
ومن ترك الحرير وهو يقدر عليه لأكسونه إياه في حظيرة القدس
رواه البزار بإسناد حسن
3585 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من سره أن يسقيه الله الخمر في الآخرة فليتركها في الدنيا ومن سره أن
يكسوه الله الحرير في الآخرة فليتركه في الدنيا
رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات إلا شيخه المقدام بن داود وقد وثق وله شواهد
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
من شرب حسوة من خمر لم يقبل الله منه ثلاثة أيام صرفا ولا عدلا ومن شرب
كأسا لم يقبل الله صلاته أربعين صباحا ومدمن الخمر حقا على الله أن يسقيه
من نهر الخبال
قيل يا رسول الله وما نهر الخبال قال صديد أهل النار
رواه الطبراني من رواية حكم بن نافع
3587 - وروي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال والذي نفسي بيده ليبيتن أناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو
فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم واتخاذهم القينات وشربهم الخمر
وبأكلهم الربا ولبسهم الحرير
رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في رواية وتقدم حديث أبي أمامة في معناه
3588 - وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يضرب على
رؤوسهم بالمعازف والقينات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة
والخنازير
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه
3589 - وعن عمران
بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في هذه الأمة
خسف ومسخ وقذف قال رجل من المسلمين يا رسول الله متى ذلك قال إذا ظهرت
القيان والمعازف وشربت الخمور
رواه الترمذي من رواية عبد الله بن عبد القدوس وقد وثق وقال حديث غريب وقد روي عن الأعمش عن عبد الرحمن بن سابط مرسلا
3590 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال من مات من أمتي وهو يشرب الخمر حرم الله عليه شربها في الجنة ومن مات
من أمتي وهو يتحلى الذهب حرم الله عليه لباسه في الجنة
رواه أحمد والطبراني ورواة أحمد ثقات
3591 - وعن معاوية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد في الرابعة فاقتلوه
رواه الترمذي وأبو داود
ولفظه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا شربوا الخمر فاجلدوهم ثم
إن شربوا فاجلدوهم ثم إن شربوا فاجلدوهم ثم إن شربوا فاقتلوهم
ورواه ابن حبان في صحيحه بنحوه
3592 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إذا سكر فاجلدوه ثم إن سكر فاجلدوه ثم إن سكر فاجلدوه فإن عاد في الرابعة
فاقتلوه رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وعندهما فإن عاد في الرابعة
فاضربوا عنقه
قال الحافظ قد جاء قتل شارب الخمر في المرة الرابعة من غير ما وجه صحيح وهو منسوخ والله أعلم
3593 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد
لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد لم تقبل له
صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد في الرابعة لم تقبل له
صلاة أربعين صباحا فإن تاب لم يتب الله عليه وغضب الله عليه وسقاه من نهر
الخبال
قيل يا أبا عبد الرحمن وما نهر الخبال قال نهر يجري من صديد أهل النار
رواه الترمذي وحسنه والحاكم وقال صحيح الإسناد ورواه النسائي موقوفا عليه مختصرا
ولفظه من شرب الخمر فلم ينتش لم تقبل له صلاة ما دام في جوفه أو عروقه
منها شيء وإن مات مات كافرا وإن انتشى لم تقبل منه صلاة أربعين يوما وإن
مات فيها مات كافرا
3594 - وفي رواية للنسائي عن عبد الله بن عمرو
بن العاص أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من شرب الخمر فجعلها في بطنه
لم تقبل منه صلاة سبعا وإن مات فيها مات كافرا فإن أذهبت عقله عن شيء من
الفرائض وفي رواية عن القرآن لم تقبل منه صلاة أربعين يوما وإن مات فيها
مات كافرا
3595 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من شرب
الخمر فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن مات دخل النار فإن تاب تاب
الله عليه فإن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن مات دخل
النار فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين
صباحا فإن مات دخل النار فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد في الرابعة كان
حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال يوم القيامة
قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال قال عصارة أهل النار
رواه ابن حبان في صحيحه
ورواه الحاكم مختصرا ببعضه قال لا يشرب الخمر رجل من أمتي فتقبل له صلاة أربعين صباحا
وقال صحيح على شرطهما
نه
3596 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال كل
مخمر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب مسكرا بخست صلاته أربعين صباحا فإن تاب
تاب الله عليه فإن عاد الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال
قيل وما طينة الخبال يا رسول الله قال صديد أهل النار ومن سقاه صغيرا لا
يعرف حلاله من حرامه كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال
رواه أبو داود
3597 - وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول من شرب الخمر لم يرض الله عنه أربعين ليلة فإن مات مات
كافرا وإن تاب تاب الله عليه فإن عاد كان حقه على الله أن يسقيه من طينة
الخبال
قيل يا رسول الله وما طينة الخبال قال صديد أهل النار
رواه أحمد بإسناد حسن ورواه أحمد أيضا والبزار والطبراني من حديث أبي ذر بإسناد حسن
3598 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من
شرب الخمر سخط الله عليه أربعين صباحا وما يدريه لعل منيته تكون في تلك
الليالي فإن عاد سخط الله عليه أربعين صباحا وما يدريه لعل منيته تكون في
تلك الليالي فإن عاد سخط الله عليه أربعين صباحا فهذه عشرون ومائة ليلة
فإن عاد فهو في ردغة الخبال
قيل وما ردغة الخبال قال عرق أهل النار وصديدهم
رواه الأصبهاني وفيه إسماعيل بن عياش ومن لا يحضرني حاله
وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
من فارق الدنيا وهو سكران دخل القبر سكران وبعث من قبره سكران وأمر به إلى
النار سكران إلى جبل يقال له سكران فيه عين يجري منها القيح والدم وهو
طعامهم وشرابهم ما دامت السموات والأرض
رواه الأصبهاني وأظنه في مسند أبي يعلى أيضا مختصرا وفيه نكارة
3600 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها
ومن ترك الصلاة أربع مرات سكرا كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال
قيل وما طينة الخبال قال عصارة أهل جهنم
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
3601 - وروى أحمد منه من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها
ورواته ثقات
3602 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا
استحلت أمتي خمسا فعليهم الدمار إذا ظهر التلاعن وشربوا الخمور ولبسوا
الحرير واتخذوا القيان واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء
رواه البيهقي وتقدم في لبس الحرير
الترهيب من الزنا سيما بحليلة الجار والمغيبة والترغيب في حفظ الفرج
3603 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا
يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
وزاد النسائي في رواية فإذا فعل ذلك خلع ربقة الإسلام من عنقه فإن تاب تاب الله عليه
ورواه البزار مختصرا
لا يسرق السارق وهو مؤمن ولا يزني الزاني وهو مؤمن
الإيمان أكرم على الله من ذلك
3604 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله
إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
3605 - وعن
عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يحل دم
امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا في إحدى ثلاث
زنا بعد إحصان فإنه يرجم ورجل خرج محاربا لله ولرسوله فإنه يقتل أو يصلب
أو ينفى من الأرض أو يقتل نفسا فيقتل بها
رواه أبو داود والنسائي
3606 - وعن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول يا بغايا العرب يا بغايا العرب إن أخوف ما أخاف عليكم
الزنا والشهوة الخفية
رواه الطبراني بإسنادين أحدهما صحيح وقد قيده بعض الحفاظ الرياء بالراء والياء
3607 - وعن عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد هل من داع
فيستجاب له هل من سائل فيعطى هل من مكروب فيفرج عنه فلا يبقى مسلم يدعو
بدعوة إلا استجاب الله عز و جل له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشارا
3608 - وفي رواية إن الله يدنو من خلقه فيغفر لمن يستغفر إلا لبغي بفرجها أو عشار
رواه أحمد والطبراني واللفظ له وتقدم في باب العمل على الصدقة
3609 - وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الزناة تشتعل وجوههم نارا
رواه الطبراني بإسناد فيه نظر
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الزنا يورث الفقر
رواه البيهقي وفي إسناده الماضي بن محمد
3611 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة فذكر الحديث إلى أن قال
فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نارا فإذا
ارتفعت ارتفعوا حتى كادوا أن يخرجوا وإذا أخمدت رجعوا فيها وفيها رجال
ونساء عراة الحديث
3612 - وفي رواية فانطلقنا على مثل التنور
قال فأحسب أنه كان يقول فإذا فيه لغط وأصوات
قال فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا الحديث
وفي آخره وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني
رواه البخاري وتقدم بطوله في ترك الصلاة
رح 11 وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول بينا أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا فقالا
اصعد فقلت إني لا أطيقه فقالا إنا سنسهله لك فصعدت حتى إذا كنت في سواء
الجبل فإذا أنا بأصوات شديدة فقلت ما هذه الأصوات قالوا هذا عواء أهل
النار ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم تسيل
أشداقهم دما
قال قلت من هؤلاء قيل هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة
صومهم فقال خابت اليهود والنصارى فقال سليم ما أدري أسمعه أبو أمامة من
رسول الله صلى الله عليه و سلم أم شيء من رأيه ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم
أشد شيء انتفاخا وأنتنه ريحا وأسوأه منظرا فقلت من هؤلاء قال هؤلاء قتلى
الكفار ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم أشد شيء انتفاخا وأنتنه ريحا كأن ريحهم
المراحيض قلت من هؤلاء قال هؤلاء الزانون ثم انطلق بي فإذا أنا بنساء تنهش
ثديهن الحيات
قلت ما بال هؤلاء قيل هؤلاء يمنعن أولادهن ألبانهن ثم انطلق بي فإذا بغلمان يلعبون بين نهرين
قلت من هؤلاء قال هؤلاء ذراري المؤمنين ثم شرف بي شرفا فإذا أنا بثلاثة يشربون من خمر
لهم
قلت من هؤلاء قال هؤلاء جعفر وزيد وابن رواحة ثم شرف بي شرفا آخر فإذا أنا بنفر ثلاثة
قلت من هؤلاء قال هذا إبراهيم وموسى وعيسى وهم ينتظرونك
رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما واللفظ لابن خزيمة
قال الحافظ ولا علة له
3613 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان فكان عليه كالظلة فإذا أقلع رجع إليه
الإيمان
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والبيهقي والحاكم
ولفظه قال من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه
3614 - وفي رواية للبيهقي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الإيمان
سربال يسربله الله من يشاء فإذا زنى العبد نزع منه سربال الإيمان فإن تاب
رد عليه
3615 - وروى الطبراني عن شريك عن رجل من الصحابة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من زنى خرج منه الإيمان فإن تاب تاب الله عليه
3616 - وعن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتي
برجل قد شرب فقال يا أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله فمن
أصاب من هذه القاذورة شيئا فليستتر بستر الله فإنه من يبد لنا صفحته نقم
عليه كتاب الله وقرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم والذين لا يدعون مع
الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون
الفرقان 86
وقال قرن الزنا مع الشرك وقال ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن
ذكره رزين ولم أره بهذا السياق في الأصول
3617 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
تعبد عابد من بني إسرائيل فعبد الله في صومعته ستين عاما فأمطرت الأرض
فاخضرت فأشرف الراهب من صومعته فقال لو نزلت فذكرت الله فازددت خيرا فنزل
ومعه رغيف أو رغيفان فبينما هو في الأرض لقيته امرأة فلم يزل يكلمها
وتكلمه حتى غشيها ثم أغمي عليه فنزل الغدير يستحم فجاء سائل فأومأ إليه أن
يأخذ الرغيفين ثم مات فوزنت عبادة ستين سنة
بتلك الزنية فرجحت تلك الزنية بحسناته ثم وضع الرغيف أو الرغيفان مع حسناته فرجحت حسناته فغفر له
رواه ابن حبان في صحيحه
3618 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب
أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر
رواه مسلم والنسائي
ورواه الطبراني في الأوسط ولفظه لا ينظر الله يوم القيامة إلى الشيخ الزاني ولا العجوز الزانية
العائل الفقير
3620 - وعن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ثلاثة لا يدخلون الجنة الشيخ الزاني والإمام الكذاب والعائل المزهو
رواه البزار بإسناد جيد وتقدم في باب صدقة السر حديث أبي ذر وفيه والثلاثة
الذين يبغضهم الله الشيخ الزاني والفقير المختال والغني الظلوم
رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
3621 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لا ينظر الله عز و جل إلى الأشيمط الزاني ولا العائل المزهو
رواه الطبراني ورواته ثقات إلا ابن لهيعة وحديثه حسن في المتابعات
الأشيمط تصغير أشمط وهو من اختلط شعر رأسه الأسود بالأبيض
3622 - وعن نافع مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لا يدخل الجنة مسكين مستكبر ولا شيخ زان ولا منان على
الله بعمله
رواه الطبراني من رواية
الصباح بن خالد بن أبي أمية عن رافع ورواته إلى الصباح ثقات
3623 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله
صلى الله عليه و سلم ونحن مجتمعون فقال فذكر الحديث إلى أن قال وإياكم
وعقوق الوالدين فإن ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام والله لا يجدها عاق
ولا قاطع رحم ولا شيخ زان ولا جار إزاره خيلاء إنما الكبرياء لله رب
العالمين
رواه الطبراني ويأتي بتمامه في العقوق إن شاء الله
3624 - وروي عن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن
السموات السبع والأرضين السبع ليلعن الشيخ الزاني وإن فروج الزناة ليؤذي
أهل النار نتن ريحها
رواه البزار
3626 - وعن راشد بن سعد
المقرائي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لما عرج بي
مررت برجال تقرض جلودهم بمقاريض من نار فقلت من هؤلاء يا جبريل قال الذين
يتزينون للزينة قال ثم مررت بجب منتن الريح فسمعت فيه أصواتا شديدة فقلت
من هؤلاء يا جبريل قال نساء كن يتزين للزينة ويفعلن ما لا يحل لهن
رواه البيهقي في حديث يأتي في الغيبة إن شاء الله تعالى
3627 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال المقيم على الزنا كعابد وثن
رواه الخرائطي وغيره
وقد صح أن مدمن الخمر إذا مات لقي الله كعابد وثن ولا شك أن الزنا أشد وأعظم عند الله من شرب الخمر والله أعلم
وعن ميمونة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
لا تزال أمتي بخير ما لم يفش فيهم ولد الزنا فإذا فشا فيهم ولد الزنا
فأوشك أن يعمهم الله بعذاب
رواه أحمد وإسناده حسن وفيه ابن إسحاق
وقد صرح بالسماع ورواه أبو يعلى إلا أنه قال لا تزال أمتي بخير متماسك
أمرها ما لم يظهر فيهم ولد الزنا
وتقدم في كتاب القضاء حديث ابن عمر وفي آخره وإذا ظهر الزنا ظهر الفقر والمسكنة
رواه البزار
3629 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
3630 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه ذكر حديثا عن النبي صلى الله عليه و
سلم وقال فيه ما ظهر في قوم الزنا أو الربا إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله
رواه أبو يعلى بإسناد جيد
3631 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول حين نزلت آية الملاعنة أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم فليست
من الله في شيء ولن يدخلها الله في شيء ولن يدخلها الله جنته وأيما رجل
جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب الله منه يوم القيامة وفضحه على رؤوس
الأولين والآخرين
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه
3632 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه و
سلم أي الذنب أعظم عند الله قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت إن ذلك
لعظيم ثم أي قال أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك قلت ثم أي قال أن تزاني
حليلة جارك
رواه البخاري ومسلم ورواه الترمذي والنسائي
وفي
رواية لهما وتلا هذه الآية والذين لا يدعون مع الله إلها آخر يلق أثاما
يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الفرقان ولا يقتلون
النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك 86 96
الحليلة بفتح الحاء المهملة هي الزوجة
3633 - وعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم لأصحابه ما تقولون في الزنا قالوا حرام حرمه الله عز و جل
ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره
رواه أحمد ورواته ثقات والطبراني في الكبير والأوسط
3634 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم الزاني بحليلة جاره لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يزكيه ويقول
ادخل النار مع الداخلين
رواه ابن أبي الدنيا والخرائطي وغيرهما
3635 - وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قعد على فراش مغيبة قيض الله له ثعبانا يوم القيامة
رواه الطبراني والكبير من رواية ابن لهيعة
المغيبة بضم الميم وكسر الغين وبسكونها أيضا مع كسر الياء هي التي غاب عنها زوجها
3636 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما رفع الحديث قال مثل الذي يجلس
على فراش المغيبة مثل الذي ينهشه أسود من أساود يوم القيامة
رواه الطبراني ورواته ثقات
الأساود الحيات واحدها أسود
3637 - وعن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم ما من رجل من القاعدين
يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة فيأخذ
من حسناته ما شاء حتى يرضى ثم التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم
فقال فما ظنكم رواه مسلم وأبو داود إلا أنه قال فيه إلا نصب له يوم
القيامة فقيل هذا خلفك في أهلك فخذ من حسناته ما شئت
ورواه النسائي كأبي داود وزاد أترون يدع له من حسناته شيئا
فصل
3638 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب
نشأ في عبادة الله عز و جل ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله
اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف
الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر
الله خاليا ففاضت عيناه
رواه البخاري ومسلم
3639 - وعن ابن عمر
رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يحدث حديثا لو لم
أسمعه إلا مرة أو مرتين حتى عد سبع مرات ولكن سمعته أكثر من ذلك سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول كان الكفل من بني إسرائيل وكان لا يتورع من
ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها فلما أرادها على
نفسها ارتعدت وبكت فقال ما يبكيك قالت لأن هذا عمل ما عملته وما حملني
عليه إلا الحاجة فقال تفعلين أنت هذا من مخافة الله فأنا أحرى اذهبي فلك
ما أعطيتك ووالله لا أعصيه بعدها أبدا فمات من ليلته فأصبح مكتوبا على
بابه إن الله قد غفر للكفل فعجب الناس من ذلك
رواه الترمذي وقال حديث حسن وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
3640 - وعن ابن عمر أيضا رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
و سلم يقول انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى أواهم المبيت إلى غار
فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من
هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فذكر الحديث إلى أن قال الآخر
اللهم كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي فأردتها على نفسها فامتنعت مني
حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن
تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت
لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها
اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة الحديث
رواه البخاري ومسلم وتقدم بتمامه في الإخلاص ورواه ابن حبان في صحيحه من
حديث أبي هريرة بنحوه ويأتي في بر الوالدين إن شاء الله تعالى
ألمت
هو بتشديد الميم والمراد بالسنة العام المقحط الذي لم تنبت الأرض فيه شيئا
سواء نزل غيث أم لم ينزل ومراده أنه حصل لها احتياج وفاقة بسبب ذلك
وقوله تفض الخاتم هو كناية عن الوطء
3641 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم يا شباب قريش احفظوا فروجكم لا تزنوا ألا من حفظ فرجه فله الجنة
رواه الحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح على شرطهما
3642 - وفي رواية للبيهقي يا فتيان قريش لا تزنوا فإنه من سلم له شبابه دخل الجنة
3643 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إذا صلت المرأة خمسها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة
شاءت
رواه ابن حبان في صحيحه
3644 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه تضمنت له بالجنة
رواه البخاري واللفظ له والترمذي وغيرهما
قال الحافظ المراد بما بين لحييه اللسان وبما بين رجليه الفرج
واللحيان هما عظما الحنك
3645 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه دخل الجنة
رواه الترمذي وقال حديث حسن
وعن أبي رافع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من حفظ ما بين فقميه وفخذيه دخل الجنة
رواه الطبراني بإسناد جيد
الفقمان بسكون القاف هما اللحيان
3647 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حفظ ما بين فقميه وفرجه دخل الجنة
رواه أبو يعلى واللفظ له والطبراني ورواتهما ثقات
رح 74 وفي رواية الطبراني قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا
أحدثك ثنتين من فعلهما دخل الجنة قلنا بلى يا رسول الله قال يحفظ الرجل ما
بين فقميه وما بين رجليه
3648 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم
الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا
فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم
رواه أحمد وابن أبي الدنيا وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ رووه كلهم عن عبد المطلب بن عبد الله بن حنطب عن عبادة ولم يسمع منه
والله أعلم
الترهيب من اللواط وإتيان البهيمة والمرأة في دبرها سواء كانت زوجته أو أجنبية
3649 - عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أخوف ما أخاف على أمتي من عمل قوم لوط
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب والحاكم وقال صحيح الإسناد
3650 - وعن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما نقض
قوم العهد إلا كان القتل بينهم ولا ظهرت الفاحشة في قوم إلا سلط الله
عليهم الموت ولا منع قوم الزكاة إلا حبس عنهم القطر
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
ورواه ابن ماجه والبزار والبيهقي من حديث ابن عمر بنحوه ولفظ ابن ماجه قال
أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا معشر المهاجرين خمس
خصال إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط
حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم
الذين مضوا الحديث
3651 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ظلم أهل الذمة كانت الدولة دولة
العدو وإذا كثر الزنا كثر السباء وإذا كثر اللوطية رفع الله عز و جل يده
عن الخلق فلا يبالي في أي واد هلكوا
رواه الطبراني وفيه عبد الخالق بن زيد بن واقد ضعيف ولم يترك
3652 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
لعن الله سبعة من خلقه من فوق سبع سماواته وردد اللعنة على واحد منهم
ثلاثا ولعن كل واحد منهم لعنة تكفيه قال ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون
من عمل عمل قوم لوط ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من ذبح لغير الله
ملعون من أتى شيئا من البهائم ملعون من عق والديه ملعون من جمع بين امرأة
وابنتها ملعون من غير حدود الأرض ملعون من ادعى إلى غير مواليه
رواه
الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح إلا محرز بن هارون التيمي ويقال
فيه محرز بالإهمال ورواه الحاكم من رواية هارون أخي محرر وقال صحيح
الإسناد
قال الحافظ كلاهما واه لكن محرز قد حسن له الترمذي ومشاه بعضهم وهو أصلح حالا من أخيه هارون والله أعلم
3653 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لعن
الله من ذبح لغير الله ولعن الله من غير تخوم الأرض ولعن الله من كمه أعمى
عن السبيل ولعن الله من سب والديه ولعن الله من تولى غير مواليه ولعن الله
من عمل عمل قوم لوط قالها ثلاثا في عمل قوم لوط
رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي وعند النسائي آخره مكررا
3654 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أربعة يصبحون في غضب الله
ويمسون في سخط الله
قلت من هم يا رسول الله قال المتشبهون من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال والذي يأتي البهيمة والذي يأتي الرجال
رواه الطبراني والبيهقي من طريق محمد بن سلام الخزاعي ولا يعرف عن أبيه عن أبي هريرة وقال البخاري لا يتابع على حديثه
3655 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به
رواه
أبو داود والترمذي وابن ماجه والبيهقي كلهم من رواية عمرو بن أبي عمرو عن
عكرمة عن ابن عباس وعمرو هذا قد احتج به الشيخان وغيرهما وقال ابن معين
ثقة ينكر عليه حديث عكرمة عن ابن عباس يعني هذا
انتهى
3656 -
وروى أبو داود وغيره بالإسناد المذكور عن ابن عباس رضي الله عنهما عن
النبي صلى الله عليه و سلم قال من أتى بهيمة فاقتلوه واقتلوها معه
قال الخطابي قد عارض هذا الحديث نهي النبي صلى الله عليه و سلم عن قتل الحيوان إلا لمأكلة
3657 - وروى البيهقي أيضا عن مفضل بن فضالة عن ابن جريج عن عكرمة عن النبي
صلى الله عليه و سلم قال اقتلوا الفاعل والمفعول به والذي يأتي البهيمة
قال البغوي اختلف أهل العلم في حد اللوطي فذهب إلى أن حد الفاعل حد الزنا
إن كان محصنا يرجم وإن لم يكن محصنا يجلد مائة وهو قول سعيد بن المسيب
وعطاء بن أبي رباح والحسن وقتادة والنخعي وبه قال الثوري والأوزاعي وهو
قول الشافعي ويحكى أيضا عن أبي يوسف ومحمد بن الحسن
وعلى المفعول به عند الشافعي على هذا القول جلد مائة وتغريب عام رجلا كان أو امرأة محصنا كان أو غير محصن
وذهب قوم إلى أن اللوطي يرجم محصنا كان أو غير محصن
رواه سعيد بن جبير ومجاهد عن ابن عباس وروي ذلك عن الشعبي وبه قال الزهري
وهو قول مالك وأحمد وإسحاق وروى حماد بن إبراهيم عن إبراهيم يعني النخعي
قال لو كان أحد يستقيم أن
يرجم مرتين لرجم اللوطي
والقول الآخر للشافعي أنه يقتل الفاعل والمفعول به كما جاء في الحديث انتهى
قال الحافظ حرق اللوطية بالنار أربعة من الخلفاء أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير وهشام بن عبد الملك
3658181 8 - 1 وروى ابن أبي الدنيا ومن طريقه البيهقي بإسناد جيد عن محمد
بن المنكدر أن خالد بن الوليد كتب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه
وجد رجلا في بعض ضواحي العرب ينكح كما تنكح المرأة فجمع لذلك أبو بكر
أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وفيهم علي بن أبي طالب فقال علي إن
هذا ذنب لم تعمل به أمة إلا أمة واحدة ففعل الله بهم ما قد علمتم أرى أن
تحرقه بالنار فاجتمع رأي أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يحرق
بالنار فأمر أبو بكر أن يحرق بالنار
3659 - وروي عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا تقبل لهم شهادة
أن لا إله إلا الله الراكب والمركوب والراكبة والمركوبة والإمام الجائر
حديث غريب جدا
رواه الطبراني في الأوسط
3660 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
لا ينظر الله عز و جل إلى رجل أتى رجلا أو امرأة في دبرها
رواه الترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه
3661 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال هي اللوطية الصغرى يعني الرجل يأتي امرأته في دبرها
رواه أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح
3662 - وعن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
استحيوا فإن الله لا يستحيي من الحق ولا تأتوا النساء في أدبارهن
رواه أبو يعلى بإسناد جيد
3663 - وعن خزيمة بن ثابت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إن الله لا يستحيي من الحق ثلاث مرات لا تأتوا النساء في أدبارهن
رواه ابن ماجه واللفظ له والنسائي بأسانيد أحدها جيد
وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن محاش النساء
رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات والدارقطني
ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال استحيوا من الله فإن الله لا يستحيي من الحق لا يحل مأتاك النساء في حشوشهن
3665 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن الله الذين يأتون النساء في محاشهن
رواه الطبراني من رواية عبد الصمد بن الفضل
المحاش بفتح الميم وبالحاء المهملة وبعد الألف شين معجمة مشددة جمع محشة بفتح الميم وكسرها وهي الدبر
3666 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أتى النساء في أعجازهن فقد كفر
رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات
3667 - وروى ابن ماجه والبيهقي كلاهما عن الحارث بن مخلد عن أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا ينظر الله إلى رجل جامع
امرأة في دبرها
3668 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ملعون من أتى امرأة في دبرها
رواه أحمد وأبو داود
3669 - وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أتى
حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فصدقه كفر بما أنزل على محمد صلى الله
عليه و سلم
رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وأبو داود إلا أنه قال فقد برىء مما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم
قال الحافظ رووه من طريق حكيم الأثرم عن أبي تميمة وهو طريف بن خالد عن
أبي هريرة وسئل علي بن المديني عن حكيم من هو فقال أعيانا هذا وقال
البخاري في تاريخه الكبير لا يعرف لأبي تميمة سماع من أبي هريرة
وعن علي بن طلق رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا تأتوا النساء في أستاههن فإن الله لا يستحيي من الحق
رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن ورواه النسائي وابن حبان في صحيحه بمعناه
9 - الترهيب من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق
3671 - عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
3672 - وللنسائي أيضا أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة وأول ما يقضى بين الناس في الدماء
3673 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اجتنبوا السبع الموبقات
قيل يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله
إلا بالحق وأكل مال اليتيم وأكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات
الغافلات المؤمنات
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
الموبقات المهلكات
3674 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما
وقال ابن عمر رضي الله عنهما إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله
رواه البخاري والحاكم وقال صحيح على شرطهما
الورطات جمع ورطة بسكون الراء وهي الهلكة وكل أمر تعسر النجاة منه
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق
رواه ابن ماجه بإسناد حسن ورواه البيهقي والأصبهاني
وزاد فيه ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار
3676 - وفي رواية للبيهقي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لزوال الدنيا جميعا أهون على الله من دم سفك بغير حق
3677 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم
رواه مسلم والنسائي والترمذي مرفوعا وموقوفا ورجح الموقوف
3678 - وروى النسائي والبيهقي أيضا من حديث بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا
3679 - وروى ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو قال رأيت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يطوف بالكعبة ويقول ما أطيبك وما أطيب ريحك ما أعظمك وما أعظم
حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمتك ماله ودمه
اللفظ لابن ماجه
3680 - وعن أبي سعيد و أبي هريرة رضي الله
عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لو أن أهل السماء وأهل الأرض
اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
3681 - وروى البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قتل بالمدينة قتيل
على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يعلم من قتله فصعد النبي صلى
الله عليه و سلم المنبر فقال يا أيها الناس يقتل قتيل
وأنا فيكم ولا يعلم من قتله لو اجتمع أهل السماء والأرض على قتل امرىء لعذبهم الله إلا أن يفعل ما يشاء
3682 - ورواه الطبراني في الصغير من حديث أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه
و سلم قال لو أن أهل السموات والأرض اجتمعوا على قتل مسلم لكبهم الله
جميعا على وجوههم في النار
3683 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة
لقي الله مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله
رواه ابن ماجه والأصبهاني وزاد قال سفيان بن عيينة هو أن يقول أق يعني لا يتم كلمة اقتل
3684 - ورواه البيهقي من حديث ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم من أعان على دم امرىء مسلم بشطر كلمة كتب بين عينيه يوم القيامة آيس
من رحمة الله
3685 - وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة
ملء كف من دم امرىء مسلم أن يهريقه كما يذبح به دجاجة كلما تعرض لباب من
أبواب الجنة حال الله بينه وبينه ومن استطاع منكم أن لا يجعل في بطنه إلا
طيبا فليفعل فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه
رواه الطبراني ورواته ثقات والبيهقي مرفوعا هكذا وموقوفا وقال الصحيح أنه موقوف
3686 - وعن معاوية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل
ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا
رواه النسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد
3687 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت مشركا أو يقتل مؤمنا
متعمدا
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
3688 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سأله سائل فقال يا أبا العباس هل
للقاتل من توبة فقال ابن عباس كالمعجب من شأنه ماذا تقول فأعاد عليه
مسألته فقال ماذا
تقول مرتين أو ثلاثا
قال ابن عباس سمعت
نبيكم صلى الله عليه و سلم يقول يأتي المقتول متعلقا رأسه بإحدى يديه
متلببا قاتله باليد الأخرى تشخب أوداجه دما حتى يأتي به العرش فيقول
المقتول لرب العالمين هذا قتلني فيقول الله عز و جل للقاتل تعست ويذهب به
إلى النار
رواه الترمذي وحسنه والطبراني في الأوسط ورواته رواة الصحيح واللفظ له
3689 - ورواه فيه أيضا من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال يجيء المقتول آخذا قاتله وأوداجه تشخب دما عند ذي
العزة فيقول يا رب سل هذا فيم قتلني فيقول فيم قتلته قال قتلته لتكون
العزة لفلان
قيل هي لله
3690 - وعن أبي موسى رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا أصبح إبليس بث جنوده فيقول من أخذل
اليوم مسلما ألبسته التاج
قال فيجيء هذا فيقول لم أزل به حتى طلق
امرأته فيقول يوشك أن يتزوج ويجيء لهذا فيقول لم أزل به حتى عق والديه
فيقول يوشك أن يبرهما ويجيء هذا فيقول لم أزل به حتى أشرك فيقول أنت أنت
ويجيء هذا فيقول لم أزل به حتى قتل فيقول أنت أنت ويلبسه التاج
رواه ابن حبان في صحيحه
3691 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا
رواه أبو داود ثم روى عن خالد بن دهقان سألت يحيى بن يحيى الغساني عن قوله
فاغتبط بقتله قال الذين يقاتلون في الفتنة فيقتل أحدهم فيرى أحدهم أنه على
هدى لا يستغفر الله
الصرف النافلة
والعدل الفريضة وقيل غير ذلك وتقدم فيمن أخاف أهل المدينة
3692 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يخرج
عنق من النار يتكلم يقول وكلت اليوم بثلاثة بكل جبار عنيد ومن جعل مع الله
إلها آخر ومن قتل نفسا بغير حق فينطوي عليهم فيقذفهم في حمراء جهنم
رواه أحمد والبزار ولفظه
تخرج عنق من النار تتكلم بلسان طلق ذلق لها عينان تبصر بهما ولها لسان
تتكلم به فتقول إني أمرت بمن جعل مع الله إلها آخر وبكل جبار عنيد وبمن
قتل نفسا بغير نفس فتنطلق بهم قبل سائر الناس بخمسمائة عام وفي إسناديهما
عطية العوفي ورواه الطبراني بإسنادين رواة أحدهما رواة الصحيح وقد روي عن
أبي سعيد من قوله موقوفا عليه
3693 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص
رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قتل معاهدا لم
يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما
رواه البخاري واللفظ له والنسائي إلا أنه قال من قتل قتيلا من أهل الذمة
لم يرح بفتح الراء أي لم يجد ريحها ولم يشمها
3694 - وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من قتل معاهدا في غير كنهه حرم الله عليه الجنة
رواه أبو داود والنسائي وزاد أن يشم ريحها
3695 - وفي رواية للنسائي قال من قتل رجلا من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما
3696 - ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه قال من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة وإن ريح الجنة ليوجد من مسيرة مائة عام
في غير كنهه أي في غير وقته الذي يجوز قتله في حين لا عهد له
10 - الترهيب من قتل الإنسان نفسه
3697 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها
أبدا ومن تحسى سما فقتل نفسه
فسمه في يده يتحساه في نار جهنم
خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في
نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا
رواه البخاري ومسلم والترمذي بتقديم وتأخير والنسائي
ولأبي داود ومن حسا سما فسمه في يده يتحساه في نار جهنم
تردى أي رمى بنفسه من الجبل أو غيره فهلك
يتوجأ بها مهموزا أي يضرب بها نفسه
3698 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي
يخنق نفسه يخنقها في النار والذي يطعن نفسه يطعن نفسه النار والذي يقتحم
يقتحم في النار
رواه البخاري
3698 - وعنه رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي يخنق نفسه يخنقها في النار والذي يطعن
نفسه يطعن نفسه النار والذي يقتحم يقتحم في النار
رواه البخاري
3699 - وعن الحسن البصري قال حدثنا جندب بن عبد الله في هذا المسجد فما
نسينا منه حديثا وما نخاف أن يكون جندب كذب على رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال كان برجل جراح فقتل نفسه
فقال الله بدر عبدي بنفسه فحرمت عليه الجنة
3700 - وفي رواية كان فيمن قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات فقال الله بادرني عبدي بنفسه الحديث
رواه البخاري ومسلم ولفظه قال إن رجلا كان ممن كان قبلكم خرجت بوجهه قرحة
فلما آذته انتزع سهما من كنانته فنكأها فلم يرقإ الدم حتى مات
قال ربكم قد حرمت عليه الجنة
رقأ مهموزا أي جف وسكن جريانه
الكنانة بكسر الكاف جعبة النشاب
نكأها بالهمز أي نخسها وفجرها
3701 - وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن رجلا كانت به جراحة فأتى قرنا له
فأخذ مشقصا فذبح به نفسه فلم يصل عليه النبي صلى الله عليه و سلم
رواه ابن حبان في صحيحه
القرن بفتح القاف والراء جعبة النشاب
والمشقص بكسر الميم وسكون الشين المعجمة وفتح القاف سهم فيه نصل عريض وقيل
هو النصل وحده وقيل سهم فيه نصل طويل وقيل النصل وحده وقيل هو ما طال وعرض
من النصال
3702 - وعن أبي قلابة رضي الله عنه أن ثابت بن الضحاك رضي
الله عنه أخبره بأنه بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم تحت الشجرة وأن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من حلف على يمين بملة غير الإسلام
كاذبا متعمدا فهو كما قال ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة وليس على
رجل نذر فيما لا يملك ولعن المؤمن كقتله ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله ومن
ذبح نفسه بشيء عذب به يوم القيامة
رواه البخاري ومسلم وأبو داود
والنسائي باختصار والترمذي وصححه ولفظه إن النبي صلى الله عليه و سلم قال
ليس على المرء نذر فيما لا يملك ولاعن المؤمن كقاتله ومن قذف مؤمنا بكفر
فهو كقاتله ومن قتل نفسه بشيء عذبه الله بما قتل به نفسه يوم القيامة
3703 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى
عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم
رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه فقالوا ما أجزأ منا
اليوم أحد كما أجزأ فلان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما إنه من
أهل النار
3704 - وفي رواية فقالوا أينا من أهل الجنة إن كان هذا من أهل النار فقال رجل من القوم أنا صاحبه أبدا
قال فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه
قال فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين
ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله
عليه و سلم فقال أشهد أنك رسول الله قال وما ذاك قال الرجل الذي ذكرت آنفا
أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت أنا لكم به فخرجت في طلبه حتى جرح
جرحا شديدا فاستعجل الموت
فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه
ثم تحامل عليه فقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الرجل
ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل
عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة
رواه البخاري ومسلم
الشاذة بالشين المعجمة
والفاذة بالفاء وتشديد الذال المعجمة فيهما هي التي انفردت عن الجماعة
وأصل ذلك في المنفردة عن الغنم فنقل إلى كل من فارق الجماعة وانفرد عنها
الترهيب أن يحضر الإنسان قتل إنسان ظلما أو ضربه وما جاء فيمن جرد ظهر
مسلم بغير حق 1 عن خرشة بن الحر رضي الله عنه وكان من أصحاب النبي صلى
الله عليه و سلم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يشهد أحدكم قتيلا
لعله أن يكون مظلوما فتصيبه السخطة
رواه أحمد واللفظ له والطبراني إلا أنه قال فعسى أن يقتل مظلوما فتنزل السخطة عليهم فيصيبه معهم
ورجالهما رجال الصحيح خلا ابن لهيعة
3705 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم لا يقفن أحدكم موقفا يقتل فيه رجل ظلما فإن اللعنة تنزل على كل من حضر
حين لم يدفعوا عنه ولا يقفن أحدكم موقفا يضرب فيه رجل ظلما فإن اللعنة
تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه
رواه الطبراني والبيهقي بإسناد حسن
3706 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من جرد ظهر مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد جيد
وروي عن عصمة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ظهر المؤمن حمى إلا بحقه
رواه الطبراني وعصمة هذا هو ابن مالك الخطمي الأنصاري
الترغيب في العفو عن القاتل والجاني والظالم والترهيب من إظهار الشماتة بالمسلم
3708 - عن عدي بن ثابت قال هشم رجل رجل على عهد معاوية فأعطى ديته فأبى أن
يقبل حتى أعطى ثلاثا فقال رجل إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول من تصدق بدم أو دونه كان كفارة له من يوم ولد إلى يوم تصدق
رواه أبو يعلى ورواته رواة الصحيح غير عمران بن ظبيان
3709 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول ما من رجل يجرح في جسده جراحة فيتصدق بها إلا كفر الله
تبارك وتعالى عنه مثل ما تصدق به
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
3710 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ثلاث من جاء بهن مع إيمان دخل من أي أبواب الجنة شاء وزوج
من الحور العين كم شاء من أدى دينا خفيا وعفا عن قاتله وقرأ في دبر كل
صلاة مكتوبة عشر مرات قل هو الله أحد فقال أبو بكر أو إحداهن يا رسول الله
فقال أو إحداهن
رواه الطبراني في الأوسط ورواه أيضا من حديث أم سلمة بنحوه
3711 - وعن أبي السفر قال دق رجل من قريش سن رجل من الأنصار فاستعدى عليه
معاوية فقال لمعاوية يا أمير المؤمنين إن هذا دق سني فقال له معاوية إنا
سنرضيك منه وألح الآخر على معاوية شأنك بصاحبك وأبو الدرداء جالس عنده
فقال أبو الدرداء رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
ما من رجل يصاب بشيء في جسده فيتصدق به إلا رفعه الله به درجة وحط عنه به
خطيئة فقال الأنصاري أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
سمعته أذناي ووعاه قلبي
قال فإني أذرها له
قال معاوية
لا جرم لا أخيبك
فأمر له بمال
رواه الترمذي وقال حديث غريب ولا أعرف لأبي السفر سماعا من أبي الدرداء
وروى ابن ماجه المرفوع منه عن أبي السفر أيضا عن أبي الدرداء وإسناده حسن
لولا الانقطاع
3712 - وعن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أصيب بشيء في جسده فتركه لله عز و جل كان كفارة له
رواه أحمد موقوفا من رواية مجالد
3713 - وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال ثلاث والذي نفسي بيده إن كنت لحالفا عليهن لا ينقص مال من صدقة
فتصدقوا ولا يعفو عبد عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا يوم القيامة ولا
يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر
رواه أحمد وفي إسناده رجل لم يسم وأبو يعلى والبزار وله عند البزار طريق لا بأس بها
ورواه الطبراني في الصغير والأوسط من حديث أم سلمة وقال فيه ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا فاعفوا يعزكم الله
3714 - وعن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال ما نقص مال
عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا فاعفوا يعزكم
الله ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة
نحوهاالحديث
رواه أحمد والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح
3715 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله
إلا رفعه الله عز و جل
رواه مسلم والترمذي
3716 - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من سره أن يشرف له
البنيان وترفع له الدرجات فليعف عمن ظلمه ويعط من حرمه ويصل من قطعه
رواه الحاكم وصحح إسناده وفيه انقطاع
3717 - وروي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات قالوا نعم يا رسول الله
قال تحلم على من جهل عليك وتعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك
رواه البزار والطبراني
3718 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا وأدخله الجنة برحمته
قالوا وما هي يا رسول الله بأبي أنت وأمي قال تعطي من حرمك وتصل من قطعك وتعفو عمن ظلمك فإذا فعلت ذلك تدخل الجنة
رواه البزار والطبراني في الأوسط والحاكم وقال صحيح الإسناد إلا أنه قال
فيه قال فإذا فعلت ذلك فما لي يا رسول الله قال أن تحاسب حسابا يسيرا
ويدخلك الله الجنة برحمته
قال الحافظ رواه الثلاثة من رواية سليمان بن داود اليماني عن يحيى بن أبي سلمة عنه وسليمان هذا واه
3719 - وعن علي رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم ألا أدلك
على أكرم أخلاق الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وأن تعفو عمن
ظلمك
رواه الطبراني في الأوسط من رواية الحارث الأعور عنه
3720 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم
رواه أحمد بإسناد جيد
3721 - وفي رواية له من حديث جرير بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لا يرحم الناس لا يC ومن لا يغفر لا يغفر له
3722 - وعن علي رضي الله عنه قال وجدنا في قائم سيف رسول الله صلى الله عليه و سلم اعف عمن
ظلمك وصل من قطعك وأحسن إلى من أساء إليك وقل الحق ولو على نفسك
ذكره رزين بن العبدري ولم أره ويأتي أحاديث من هذا النوع في صلة الرحم
3723 - وعن عائشة رضي الله عنها أنها سرق لها شيء فجعلت تدعو عليه فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تسبخي عنه
رواه أبو داود ومعنى لا تسبخي عنه أي لا تخففي عنه العقوبة وتنقصي أجرك في الآخرة بدعائك عليه
والتسبيخ التخفيف وهو بسين مهملة ثم باء موحدة وخاء معجمة
3724 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال
إذا وقف العباد للحساب جاء قوم واضعي سيوفهم على رقابهم تقطر دما فازدحموا
على باب الجنة فقيل من هؤلاء قيل الشهداء كانوا أحياء مرزوقين ثم نادى
مناد ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة ثم نادى الثانية ليقم من أجره
على الله فليدخل الجنة
قال ومن ذا الذي أجره على الله قال العافون
عن الناس ثم نادى الثالثة ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة فقام كذا
وكذا ألفا فدخلوها بغير حساب
رواه الطبراني بإسناد حسن
3725 -
وعن أنس أيضا رضي الله عنه قال بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس
إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه فقال له عمر ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت
وأمي قال رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة فقال أحدهما يا رب خذ لي
مظلمتي من أخي فقال الله كيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شيء قال يا رب
فليحمل من أوزاري وفاضت عينا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالبكاء ثم
قال إن ذلك ليوم عظيم يحتاج الناس أن يحمل من أوزارهم
فقال الله
للطالب ارفع بصرك فانظر فرفع فقال يا رب أرى مدائن من ذهب وقصورا من ذهب
مكللة باللؤلؤ أي نبي هذا أو لأي صديق هذا أو لأي شهيد هذا قال لمن أعطى
الثمن
قال يا رب ومن يملك ذلك قال أنت تملكه
قال بماذا قال بعفوك عن أخيك
قال يا رب إني قد عفوت عنه
قال الله فخذ بيد أخيك وأدخله الجنة
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم عند ذلك اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين المسلمين
رواه الحاكم والبيهقي في البعث كلاهما عن عباد بن شيبة الحبطي عن سعيد بن أنس عنه وقال الحاكم صحيح الإسناد كذا قال
وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تظهر الشماتة لأخيك فيC ويبتليك
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب ومكحول قد سمع من واثلة
3727 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله
قال أحمد قالوا من ذنب قد تاب منه
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وليس إسناده بمتصل
خالد بن معدان لم يدرك معاذ بن جبل
الترهيب من ارتكاب الصغائر والمحقرات من الذنوب والإصرار على شيء منها
3728 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء فإن هو نزع واستغفر صقلت
فإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه فهو الران الذي ذكر الله تعالى كلا بل ران
على قلوبهم ما كانوا يكسبون المطففين 41
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم من طريقين قال في أحدهما صحيح على شرط مسلم
النكتة بضم النون وبالتاء المثناة فوق هي نقطة شبه الوسخ في المرآة
3729 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه وإن رسول
الله صلى الله عليه و سلم ضرب لهن مثلا كمثل قوم نزلوا أرض فلاةفحضر صنيع
القوم فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا سوادا
وأججوا نارا وأنضجوا ما قذفوا فيها
رواه أحمد والطبراني والبيهقي
كلهم من رواية عمران القطان وبقية رجال أحمد والطبراني رجال الصحيح ورواه
أبو يعلى بنحوه من طريق إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عنه وقال في أوله
إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرض العرب ولكنه سيرضى منكم بدون ذلك بالمحقرات وهي الموبقات يوم القيامة الحديث
ورواه الطبراني والبيهقي أيضا موقوفا عليه
3730 - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
إياكم ومحقرات الذنوبفإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء
ذا بعود وجاء ذا بعود حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم وإن محقرات الذنوب متى
يأخذ بها صاحبها تهلكه
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح
3731 - وروي عن سعد بن جنادة رضي الله عنه قال لما فرغ رسول الله صلى الله
عليه و سلم من حنين نزلنا قفرا من الأرض ليس فيها شيء فقال النبي صلى الله
عليه و سلم اجمعوا من وجد شيئا فليأت به ومن وجد عظما أو سنا فليأت به قال
فما كان إلا ساعة حتى جعلناه ركاما فقال النبي صلى الله عليه و سلم أترون
هذا فكذلك تجمع الذنوب على الرجل منكم كما جمعتم هذا فليتق الله رجل فلا
يذنب صغيرة ولا كبيرة فإنها محصاة عليه
3732 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالبا
رواه النسائي واللفظ له وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الأعمال بدل الذنوب
3733 - وعن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه
رواه النسائي بإسناد صحيح وابن حبان في صحيحه بزيادة والحاكم وقال صحيح الإسناد
3734 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال إني لأحسب الرجل ينسى العلم كما تعلمه للخطيئة يعملها
رواه الطبراني في الكبير موقوفا ورواته ثقات إلا أن القاسم لم يسمع من جده عبد الله
وعن أنس رضي الله عنه قال إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر
كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم من الموبقات يعني
المهلكات
رواه البخاري وغيره ورواه أحمد من حديث أبي سعيد الخدري بإسناد صحيح
3736 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لو أن الله يؤاخذني وعيسى بذنوبنا لعذبنا ولا يظلمنا شيئا
قال وأشار بالسبابة والتي تليها
3737 - وفي رواية لو يؤاخذني الله وابن مريم بما جنت هاتان يعني الإبهام والتي تليها لعذبنا الله ثم لم يظلمنا شيئا
رواه ابن حبان في صحيحه
3738 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم لغفر لكم كثيرا
رواه أحمد والبيهقي مرفوعا هكذا ورواه عبد الله في زياداته موقوفا على أبي الدرداء وإسناده أصح وهو أشبه
3739 - وعن أبي الأحوص قال قرأ ابن مسعود ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا
ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فاطر 54 الآية فقال
كاد الجعل يعذب في جحره بذنب ابن آدم
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
الجعل بضم الجيم وفتح العين دويبة تكاد تشبه الخنفساء تدحرج الروث
كتاب البر والصلة وغيرهما
33 - الترغيب في بر الوالدين وصلتهما وتأكيد طاعتهما والإحسان إليهما وبر أصدقائهما من بعدهما3740 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم أي العمل أحب إلى الله قال الصلاة على وقتها
قلت ثم أي قال بر الوالدين
قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله
رواه البخاري ومسلم
3741 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
3742 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى نبي الله صلى الله عليه و سلم فاستأذنه في الجهاد فقال أحي والداك قال نعم قال فيهما فجاهد
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
3743 - وفي رواية لمسلم قال أقبل رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله قال فهل من والديك أحد حي قال نعم بل كلاهما حي
قال فتبتغي الأجر من الله قال نعم قال فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله
عليه و سلم فقال جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبوي يبكيان فقال ارجع
إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما
رواه أبو داود
3745 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رجلا من أهل اليمن هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال هل لك أحد باليمن قال أبواي
قال أذنا لك قال لا
قال فارجع إليهما فاستأذنهما فإن أذنا لك فجاهد وإلا فبرهما
رواه أبو داود
3746 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم يستأذنه في الجهاد فقال أحي والداك قال نعم
قال ففيهما فجاهد
رواه مسلم وأبو داود وغيره
3747 - وعن أنس رضي الله عنه قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه
قال هل بقي من والديك أحد قال أمي قال قابل الله في برها فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد
رواه أبو يعلى والطبراني في الصغير والأوسط وإسنادهما جيد ميمون بن نجيح وثقه ابن حبان وبقية رواته ثقات مشهورون
3748 - وروي عن طلحة بن معاوية السلمي رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى
الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله إني أريد الجهاد في سبيل الله قال أمك
حية قلت نعم قال النبي صلى الله عليه و سلم الزم رجلها فثم الجنة
رواه الطبراني
3749 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله ما حق الوالدين على ولدهما قال هما جنتك ونارك
رواه ابن ماجه من طريق علي بن يزيد عن القاسم
3750 - وعن معاوية بن جاهمة أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم
فقال يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك فقال هل لك من أم قال نعم
قال فالزمها فإن الجنة عند رجلها
رواه ابن ماجه والنسائي واللفظ له والحاكم وقال صحيح الإسناد
ورواه الطبراني بإسناد جيد ولفظه قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم
أستشيره في الجهاد فقال النبي صلى الله عليه و سلم ألك والدان قلت نعم
قال الزمهما فإن الجنة تحت أرجلهما
3752 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رجلا أتاه فقال إن لي امرأة وإن
أمي تأمرني بطلاقها فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الوالد
أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه
رواه ابن ماجه والترمذي واللفظ له وقال ربما قال سفيان أمي وربما قال أبي قال الترمذي حديث صحيح
3753 - ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه أن رجلا أتى أبا الدرداء فقال إن
أبي لم يزل بي حتى زوجني وإنه الآن يأمرني بطلاقها قال ما أنا بالذي آمرك
أن تعق والديك ولا بالذي آمرك أن تطلق امرأتك غير أنك إن شئت حدثتك بما
سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعته يقول الوالد أوسط أبواب
الجنة فحافظ على ذلك الباب إن شئت أو دع
قال فأحسب عطاء
قال فطلقها
3754 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان تحتي امرأة أحبها وكان عمر
يكرهها فقال لي طلقها فأبيت فأتى عمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر
ذلك له فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم طلقها
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح
3755 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم من سره أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح وهو في الصحيح باختصار ذكر البر
71 - وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره
رواه أبو يعلى والطبراني والحاكم والأصبهاني كلهم من طريق زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه وقال الحاكم صحيح الإسناد
وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الرجل
ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا
البر
رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم بتقديم وتأخير وقال صحيح الإسناد
3757 - وعن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
3758 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال عفوا
عن نساء الناس تعف نساؤكم وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم ومن أتاه أخوه
متنصلا فليقبل ذلك محقا كان أو مبطلا فإن لم يفعل لم يرد على الحوض
رواه الحاكم من رواية سويد عن أبي رافع عنه وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ سويد عن قتادة هو ابن عبد العزيز واه
3759 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بروا آباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم
رواه الطبراني بإسناد حسن ورواه أيضا هو وغيره من حديث عائشة
3760 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه
قيل من يا رسول الله قال من أدرك والديه عند الكبر أو أحدهما ثم لم يدخل الجنة
رواه مسلم
رغم أنفه أي لصق بالرغام وهو التراب
3761 - وعن جابر يعني ابن سمرة رضي الله عنه قال صعد النبي صلى الله عليه و سلم المنبر فقال آمين آمين آمين
قال أتاني جبريل عليه الصلاة و السلام فقال يا محمد من أدرك أحد أبويه
فمات فدخل النار فأبعده الله فقل آمين فقلت آمين فقال يا محمد من أدرك شهر
رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله فقل آمين فقلت آمين
قال ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله فقل آمين فقلت آمين
رواه الطبراني بأسانيد أحدها حسن ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي
هريرة إلا أنه قال فيه ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل
النار فأبعده الله قل آمين
فقلت آمين
رواه أيضا من حديث الحسن
بن مالك الحويرث عن أبيه عن جده وتقدم ورواه الحاكم وغيره من حديث كعب بن
عجرة وقال في آخره فلما رقيت الثالثة قال بعد من أدرك أبويه الكبر عنده أو
أحدهما فلم يدخلاه الجنة
قلت آمين وتقدم أيضا
رواه الطبراني من حديث ابن عباس بنحوه وفيه ومن أدرك والديه أو أحدهما فلم يبرهما دخل النار فأبعده الله وأسحقه قلت آمين
3762 - وعن مالك بن عمرو القشيري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول من أعتق رقبة مسلمة فهي فداؤه من النار ومن أدرك أحد
والديه ثم لم يغفر له فأبعده الله
زاد في رواية وأسحقه
رواه أحمد من طرق أحدها حسن
3763 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه
فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه
الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم قال رجل منهم اللهم كان لي أبوان
شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فنأى بي طلب شجر يوما فلم
أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت أن أغبق
قبلهما أهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى فرق الفجر
فاستيقظا فشربا غبوقهما
اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج
وقال الآخر اللهم كانت لي ابنة عم وكانت أحب الناس إلي فأردتها
الحديث رواه البخاري ومسلم وتقدم بتمامه وشرح غريبه في الإخلاص
وفي رواية البخاري قال بينما ثلاثة نفر يتماشون أخذهم المطر فمالوا إلى
غار في الجبل فانحطت على غارهم صخرة من الجبل فأطبقت عليهم فقال بعضهم
لبعض انظروا أعمالا عملتموها لله عز و جل صالحة فادعوا الله بها لعله
يفرجها فقال أحدهم اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران ولي صبية صغار
كنت أرعى فإذا رحت عليهم فحلبت لهم بدأت بوالدي أسقيهما قبل ولدي وإنه نأى
الشجر فما أتيت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما فحلبت كما كنت أحلب فجئت
بالحلاب فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما وأكره أن أبدأ
بالصبية قبلهما والصبية يتضاغون عند قدمي فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع
الفجر فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها
السماء ففرج الله عز و جل لهم حتى رأوا منها السماء
وذكر الحديث
3765 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يرتادون لأهلهم فأصابتهم السماء فلجؤوا إلى جبل
فوقعت عليهم صخرة فقال بعضهم لبعض عفا الأثر ووقع الحجر ولا يعلم بمكانكم
إلا الله فادعوا الله بأوثق أعمالكم فقال أحدهم اللهم إن كنت تعلم أنه
كانت لي امرأة تعجبني فطلبتها فأبت علي فجعلت لها جعلا فلما قربت نفسها
تركتها فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا
فزال ثلث الحجر وقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان وكنت أحلب
لهما في إنائهما فإذا أتيتهما وهما نائمان قمت حتى يستيقظا فإذا استيقظا
شربا فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال
ثلث الحجر وقال الثالث اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا يوما فعمل لي
نصف النهار فأعطيته أجرا فسخطه ولم يأخذه فوفرتها عليه حتى صار من كل
المال ثم جاء يطلب أجره فقلت خذ هذا كله ولو شئت لم أعطه إلا أجره الأول
فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال الحجر
وخرجوا يتماشون
رواه ابن حبان في صحيحه
3766 - وعن أبي هريرة
رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول
الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك
قال ثم من قال أمك
قال ثم من قال أمك
قال ثم من قال أبوك
رواه البخاري ومسلم
3767 - وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت قدمت علي أمي وهي مشركة
في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه و
سلم قلت قدمت علي أمي وهي راغبة أفأصل أمي قال نعم صلي أمك
رواه
البخاري ومسلم وأبو داود ولفظه قالت قدمت علي أمي راغبة في عهد قريب وهي
راغمة مشركة فقلت يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغمة مشركة أفأصلها
قال نعم صلي أمك
راغبة أي طامعة فيما عندي تسألني الإحسان إليها
راغمة أي كارهة للإسلام
3768 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد
رواه
الترمذي ورجح وقفه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
ورواه الطبراني من حديث أبي هريرة إلا أنه قال طاعة الله طاعة الوالد
ومعصية الله معصية الوالد ورواه البزار من حديث عبد الله بن عمر أو ابن
عمرو ولا يحضرني أيهما
ولفظه قال رضا الرب تبارك وتعالى في رضا الوالدين وسخط الله تبارك وتعالى في سخط الوالدين
3769 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال أتى النبي صلى الله عليه و سلم رجل
فقال إني أذنبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة فقال هل لك من أم قال لا قال
فهل لك من خالة قال نعم قال فبرها
رواه الترمذي واللفظ له
وابن حبان في صحيحه والحاكم إلا أنهما قالا هل لك والدان بالتثنية وقال الحاكم صحيح على شرطهما
3770 - وعن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال بينا نحن
جلوس عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ جاء رجل من بني سلمة فقال يا
رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما قال نعم الصلاة
عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل
إلا بهما وإكرام صديقهما
رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وزاد في آخره قال الرجل ما أكثر هذا يا رسول الله وأطيبه
قال فاعمل به
3771 - وعن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا
من الأعراب لقيه بطريق مكة فسلم عليه عبد الله بن عمر وحمله على حمار كان
يركبه وأعطاه عمامة كانت على رأسه
قال ابن دينار فقلنا له أصلحك
الله فإنهم الأعراب وهم يرضون باليسير فقال عبد الله بن عمر إن أبا هذا
كان ودا لعمر بن الخطاب وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن
أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه
رواه مسلم
3772 - وعن أبي بردة
قال قدمت المدينة فأتاني عبد الله بن عمر فقال أتدري لم أتيتك قال قلت لا
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أحب أن يصل أباه في قبره
فليصل إخوان أبيه بعده وإنه كان بين أبي عمر وبين أبيك إخاء وود فأحببت أن
أصل ذاك
رواه ابن حبان في صحيحه
1 - الترهيب من عقوق الوالدين
3773 - عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنعا وهات وكره لكم قيل وقال
وكثرة السؤال وإضاعة المال
رواه البخاري وغيره
وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا قلنا بلى يا رسول الله
قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت
رواه البخاري ومسلم والترمذي
3775 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين
الغموس
رواه البخاري
3776 - وعن أنس رضي الله عنه قال ذكر عند رسول الله صلى الله عليه و سلم الكبائر فقال الشرك بالله وعقوق الوالدين الحديث
رواه البخاري ومسلم والترمذي
وفي كتاب النبي صلى الله عليه و سلم الذي كتبه إلى أهل اليمن وبعث به مع
عمرو بن حزم وإن أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة الإشراك بالله وقتل
النفس المؤمنة بغير الحق والفرار في سبيل الله يوم الزحف وعقوق الوالدين
ورمي المحصنة وتعلم السحر وأكل الربا وأكل مال اليتيم الحديث
رواه ابن حبان في صحيحه
3777 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة العاق لوالديه ومدمن الخمر والمنان
عطاءه وثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والديوث والرجلة
رواه النسائي والبزار واللفظ له بإسنادين جيدين والحاكم وقال صحيح الإسناد وروى ابن حبان في صحيحه شطره الأول
الديوث بتشديد الياء هو الذي يقر أهله على الزنا مع علمه بهم
والرجلة بفتح الراء وكسر الجيم هي المترجلة المتشبهة بالرجال
3778 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة
حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق والديوث الذي يقر الخبث في أهله
رواه أحمد واللفظ له والنسائي والبزار والحاكم وقال صحيح الإسناد
3779 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم يراح ريح الجنة من مسيرة خمسمائة عام ولا يجد ريحها منان بعمله ولا
عاق ولا مدمن خمر
رواه الطبراني في الصغير
3780 - وعن أبي
أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يقبل
الله عز و جل منهم صرفا ولا عدلا عاق ولا منان ومكذب بقدر
رواه ابن
أبي عاصم في كتاب السنة بإسناد حسن وتقدم في شرب الخمر حديث أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه و سلم قال أربع حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولا
يذيقهم نعيمها مدمن الخمر وآكل الربا وآكل مال اليتيم بغير حق والعاق
لوالديه
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
3781 - وروي عن ثوبان
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا ينفع معهن عمل
الشرك بالله وعقوق الوالدين والفرار من الزحف
رواه الطبراني في الكبير
3782 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من الكبائر شتم الرجل والديه
قالوا يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه قال نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي
3783 - وفي رواية للبخاري ومسلم إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه
قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه قال يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه
3784 - وعن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى
الله عليه و سلم فقال يا رسول الله شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول
الله وصليت الخمس وأديت زكاة
مالي وصمت رمضان فقال النبي صلى
الله عليه و سلم من مات على هذا كان مع النبيين والصديقين والشهداء يوم
القيامة هكذا ونصب أصبعيه ما لم يعق والديه
رواه أحمد والطبراني بإسنادين أحدهما صحيح ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما باختصار
3785 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال أوصاني رسول الله صلى الله عليه
و سلم بعشر كلمات قال لا تشرك بالله شيئا وإن قتلت وحرقت ولا تعقن والديك
وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك الحديث
رواه أحمد وغيره وتقدم في ترك الصلاة بتمامه
3786 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله
صلى الله عليه و سلم ونحن مجتمعون فقال يا معشر المسلمين اتقوا الله وصلوا
أرحامكم فإنه ليس من ثواب أسرع من صلة الرحم وإياكم والبغي فإنه ليس من
عقوبة أسرع من عقوبة البغي وإياكم وعقوق الوالدين فإن ريح الجنة توجد من
مسيرة ألف عام والله لا يجدها عاق ولا قاطع رحم ولا شيخ زان ولا جار إزاره
خيلاء إنما الكبرياء لله رب العالمين والكذب كله إثم إلا ما نفعت به مؤمنا
ودفعت به عن دين وإن في الجنة لسوقا ما يباع فيها ولا يشترى ليس فيها إلا
الصور فمن أحب صورة من رجل أو امرأة دخل فيها
رواه الطبراني في الأوسط
وتقدم في اللواط حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال لعن الله سبعة من فوق سبع سماواته وردد اللعنة على واحد منهم
ثلاثا ولعن كل واحد منهم لعنة تكفيه قال ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون
من عمل عمل قوم لوط ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من ذبح لغير الله
ملعون من عق والديه الحديث
رواه الطبراني والحاكم وقال صحيح الإسناد
وتقدم أيضا حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لعن الله من
ذبح لغير الله ولعن الله من غير تخوم الأرض ولعن الله من سب والديه الحديث
رواه ابن حبان في صحيحه
3787 - وعن أبي بكرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه و سلم قال كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم
القيامة إلا عقوق الوالدين فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات
رواه الحاكم والأصبهاني كلاهما من طريق بكار بن عبد العزيز وقال الحاكم صحيح الإسناد
وروي عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله
عليه و سلم فأتاه آت فقال شاب يجود بنفسه فقيل له قل لا إله إلا الله فلم
يستطع فقال كان يصلي فقال نعم فنهض رسول الله صلى الله عليه و سلم ونهضنا
معه فدخل على الشاب فقال له قل لا إله إلا الله فقال لا أستطيع
قال لم قال كان يعق والدته فقال النبي صلى الله عليه و سلم أحية والدته قالوا نعم
قال ادعوها فدعوها فجاءت فقال هذا ابنك قالت نعم
فقال لها أرأيت لو أججت نار ضخمة فقيل لك إن شفعت له خلينا عنه وإلا
حرقناه بهذه النار أكنت تشفعين له قالت يا رسول الله إذا أشفع له
قال فأشهدي الله واشهديني قد رضيت عنه
قالت اللهم إني أشهدك وأشهد رسولك أني قد رضيت عن ابني فقال له رسول الله
صلى الله عليه و سلم يا غلام قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن
محمدا عبده ورسوله فقالها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحمد لله
الذي أنقذه بي من النار
رواه الطبراني وأحمد مختصرا
3789 - وعن
العوام بن حوشب رضي الله عنه قال نزلت مرة حيا وإلى جانب ذلك الحي مقبرة
فلما كان بعد العصر انشق منها قبر فخرج رجل رأسه رأس الحمار وجسده جسد
إنسان فنهق ثلاث نهقات ثم انطبق عليه القبر فإذا عجوز تغزل شعرا أو صوفا
فقالت امرأة ترى تلك العجوز قلت ما لها قالت تلك أم هذا قلت وما كان قصته
قالت كان يشرب الخمر فإذا راح تقول له أمه يا بني اتق الله إلى متى تشرب
هذه الخمر فيقول لها إنما أنت تنهقين كما ينهق الحمار قالت فمات بعد العصر
قالت فهو ينشق عنه القبر بعد العصر كل يوم فينهق ثلاث نهقات ثم ينطبق عليه
القبر
رواه الأصبهاني وغيره وقال الأصبهاني حدث أبو العباس الأصم إملاء بنيسابور بمشهد من الحفاظ فلم ينكروه
2 - الترغيب في صلة الرحم وإن قطعت والترهيب من قطعها
3790 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فليصل رحمه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
رواه البخاري ومسلم
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه
رواه البخاري ومسلم
ينسأ بضم الياء وتشديد السين المهملة مهموزا أي يؤخر له في أجله
3792 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه
رواه البخاري والترمذي ولفظه قال تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم
فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر
وقال حديث غريب ومعنى منسأة في الأثر يعني به الزيادة في العمر انتهى
رواه الطبراني من حديث العلاء بن خارجة كلفظ الترمذي بإسناد لا بأس به
3793 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال من سره أن يمد له في عمره ويوسع له في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء
فليتق الله وليصل رحمه
رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في زوائده والبزار بإسناد جيد والحاكم
3794 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال
مكتوب في التوراة من أحب أن يزاد في عمره ويزاد في رزقه فليصل رحمه
رواه البزار بإسناد لا بأس به والحاكم وصححه
3795 - وروي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم سمعه يقول
إن الصدقة وصلة الرحم يزيد الله بهما في العمر ويدفع بهما ميتة السوء
ويدفع بهما المكروه والمحذور
رواه أبو يعلى
3796 - وعن رجل من خثعم قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم وهو في نفر من أصحابه فقلت أنت الذي تزعم أنك رسول الله قال نعم
قال قلت يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله قال الإيمان بالله
قال قلت يا رسول الله ثم مه قال ثم صلة الرحم
قال قلت يا رسول الله ثم مه قال ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قال قلت يا رسول الله أي الأعمال أبغض إلى الله قال الإشراك بالله
قال قلت يا رسول الله
ثم مه قال ثم قطيعة الرحم
قال قلت يا رسول الله ثم مه قال ثم الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف
رواه أبو يعلى بإسناد جيد
3797 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن أعرابيا عرض لرسول الله صلى الله
عليه و سلم وهو في سفر فأخذ بخطام ناقته أو بزمامها ثم قال يا رسول الله
أو يا محمد أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال فكف النبي
صلى الله عليه و سلم ثم نظر في أصحابه ثم قال لقد وفق أو لقد هدي قال كيف
قلت قال فأعادها فقال النبي صلى الله عليه و سلم تعبد الله ولا تشرك به
شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم دع الناقة
3798 - وفي رواية وتصل ذا رحمك فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن تمسك بما أمرته به دخل الجنة
رواه البخاري ومسلم واللفظ له
3799 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إن الله ليعمر بالقوم الديار ويثمر لهم الأموال وما نظر إليهم منذ
خلقهم بغضا لهم
قيل وكيف ذاك يا رسول الله قال بصلتهم أرحامهم
رواه الطبراني بإسناد حسن والحاكم وقال تفرد به عمران بن موسى الرملي الزاهد عن أبي خالد فإن كان حفظه فهو صحيح
3800 - وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لها إنه
من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة وصلة الرحم وحسن
الجوار أو حسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار
رواه أحمد ورواته ثقات إلا أن عبد الرحمن بن القاسم لم يسمع من عائشة
3801 - وروي عن درة بنت أبي لهب رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله من
خير الناس قال أتقاهم للرب وأوصلهم للرحم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن
المنكر
رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب والبيهقي في كتاب الزهد وغيره
3802 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم
بخصال من الخير أوصاني أن لا أنظر إلى من هو فوقي وأن أنظر إلى من هو دوني
وأوصاني بحب
المساكين والدنو منهم وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت
وأوصاني أن لا أخاف في الله لومة لائم وأوصاني أن أقول الحق وإن كان مرا
وأوصاني أن أكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة
رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه واللفظ له
3803 - وعن ميمونة رضي الله عنها أنها أعتقت وليدة لها ولم تستأذن النبي
صلى الله عليه و سلم فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت أشعرت يا
رسول الله أني أعتقت وليدتي قال أو فعلت قالت نعم قال أما أنك لو أعطيتها
أخوالك كان أعظم لأجرك
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
وتقدم في البر حديث ابن عمر قال أتى النبي صلى الله عليه و سلم رجل فقال
إني أذنبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة فقال هل لك من أم قال لا
قال فهل لك من خالة قال نعم قال فبرها
رواه ابن حبان والحاكم
3804 - وروي عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ثلاث متعلقات بالعرش الرحم تقول اللهم إني بك فلا أقطع والأمانة تقول
اللهم إني بك فلا أخان والنعمة تقول اللهم إني بك فلا أكفر
رواه البزار
3805 - وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الرحم
متعلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله
رواه البخاري ومسلم
3806 - وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول قال الله عز و جل أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت
لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته أو قال بتته
رواه أبو داود والترمذي من رواية أبي سلمة عنه وقال الترمذي حديث حسن صحيح
قال الحافظ عبد العظيم وفي تصحيح الترمذي له نظر فإن أبا سلمة بن عبد
الرحمن لم يسمع من أبيه شيئا قاله يحيى بن معين وغيره ورواه أبو داود وابن
حبان في صحيحه
من حديث معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن رواد
الليثي عن عبد الرحمن بن عوف وقد أشار الترمذي إلى هذا ثم حكى عن البخاري
أنه قال وحديث معمر خطأ والله أعلم
3807 - وعن أبي هريرة رضي الله
عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى خلق الخلق حتى
إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة
قال
نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى قال فذاك لك ثم قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم اقرؤوا إن شئتم فهل عسيتم إن توليتم أن
تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى
أبصارهم محمد 22
رواه البخاري ومسلم
3808 - وعن أبي هريرة رضي
الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الرحم شجنة من
الرحمن تقول يا رب إني قطعت يا رب إني أسيء إلي يا رب إني ظلمت يا رب
فيجيبها ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك
رواه أحمد بإسناد جيد قوي وابن حبان في صحيحه
3809 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال الرحم
حجنة متمسكة بالعرش تكلم بلسان ذلق اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني
فيقول الله تبارك وتعالى أنا الرحمن الرحيم وإني شققت للرحم من اسمي فمن
وصلها وصلته ومن بتكها بتكته
رواه البزار بإسناد حسن
الحجنة
بفتح الحاء المهملة والجيم وتخفيف النون هي صنارة المغزل وهي الحديدة
العقفاء التي يعلق بها الخيط ثم يفتل الغزل وقوله من بتكها بتكته أي من
قطعها قطعته
3810 - وعن سعيد بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه و سلم أنه قال إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق وإن
هذه الرحم شجنة من الرحمن عز و جل فمن قطعها حرم الله عليه الجنة
رواه أحمد والبزار ورواة أحمد ثقات
قوله شجنة من الرحمن قال أبو عبيد يعني قرابة مشتبكة كاشتباك العروق وفيها لغتان شجنة بكسر الشين وبضمها وإسكان الجيم
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال ليس الواصل بالمكافىء ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها
رواه البخاري واللفظ له وأبو داود والترمذي
3811 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال ليس الواصل بالمكافىء ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه
وصلها
رواه البخاري واللفظ له وأبو داود والترمذي
3812 - وعن
حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تكونوا إمعة
تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن
الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا أن لا تظلموا
رواه الترمذي وقال حديث حسن
قوله إمعة هو بكسر الهمزة وتشديد الميم وفتحها وبالعين المهملة قال أبو عبيد الإمعة هو الذي لا رأي معه فهو يتابع كل أحد على رأيه
3813 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله إن لي قرابة
أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم ويجهلون علي فقال إن
كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت
على ذلك
رواه مسلم
المل بفتح الميم وتشديد اللام هو الرماد الحار
3814 - وعن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أفضل الصدقة الصدقة على ذي الرحم الكاشح
رواه الطبراني وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
ومعنى الكاشح أنه الذي يضمر عداوته في كشحه وهو خصره يعني أن أفضل الصدقة
الصدقة على ذي الرحم المضمر العداوة في باطنه وهو في معنى قوله صلى الله
عليه و سلم وتصل من قطعك
3815 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا
وأدخله الجنة برحمته
قالوا وما هي يا رسول الله بأبي أنت وأمي قال تعطي من حرمك وتصل من قطعك وتعفو عمن ظلمك فإذا فعلت ذلك يدخلك الله الجنة
رواه البزار والطبراني والحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ وفي أسانيدهم سليمان بن داود اليماني واه
3816 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال ثم لقيت رسول الله صلى الله
عليه و سلم فأخذت بيده فقلت يا رسول الله أخبرني بفواضل الأعمال فقال يا
عقبة صل من قطعك وأعط من حرمك وأعرض عمن ظلمك
وفي رواية واعف عمن ظلمك
رواه أحمد والحاكم
وزاد ألا ومن أراد أن يمد في عمره ويبسط في رزقه فليصل رحمه
ورواة أحد إسنادي أحمد ثقات
3817 - وعن علي رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم ألا أدلك
على أكرم أخلاق الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وأن تعفو عمن
ظلمك
رواه الطبراني في الأوسط من رواية الحارث الأعور عنه
3818
- وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال
إن أفضل الفضائل أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتصفح عمن شتمك
رواه الطبراني من طريق زبان بن فائد
3819 - وروي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات قالوا نعم يا رسول الله
قال تحلم على من جهل عليك وتعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك
رواه البزار والطبراني إلا أنه قال في أوله ألا أنبئكم بما يشرف الله به البنيان ويرفع به الدرجات فذكره
3820 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم أسرع الخير ثوابا البر وصلة الرحم وأسرع الشر عقوبة البغي وقطيعة
الرحم
رواه ابن ماجه
3821 - وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه
العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح الإسناد
ورواه الطبراني فقال فيه من قطيعة الرحم والخيانة والكذب وإن أعجل البر
ثوابا لصلة الرحم حتى إن أهل البيت ليكونون فجرة فتنمو أموالهم ويكثر
عددهم إذا تواصلوا
ورواه ابن حبان في صحيحه ففرقه في موضعين ولم يذكر الخيانة والكذب وزاد في آخره وما من أهل بيت يتواصلون فيحتاجون
3823 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما رفعه قال الطابع معلق بقائمة العرش
فإذا اشتكت الرحم وعمل بالمعاصي واجترىء على الله بعث الله الطابع فيطبع
على قلبه فلا يعقل بعد ذلك شيئا
رواه البزار واللفظ له والبيهقي
وتقدم لفظه في الحدود وقال البزار لا نعلم رواه عن التيمي يعني سليمان لا
سليمان بن مسلم وهو بصري مشهور
3824 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن أعمال بني آدم تعرض كل
خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم
رواه أحمد ورواته ثقات
3825 - وروي عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه
قال أتاني جبريل عليه السلام فقال هذه ليلة النصف من شعبان ولله فيها
عتقاء من النار بعدد شعور غنم كلب لا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا إلى
مشاحن ولا إلى قاطع رحم ولا إلى مسبل ولا إلى عاق لوالديه ولا إلى مدمن
خمر
رواه البيهقي في حديث يأتي بتمامه في الهاجر إن شاء الله
3826 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر
رواه ابن حبان وغيره وتقدم بتمامه في شرب الخمر
وتقدم فيه أيضا حديث أبي أمامة يبيت قوم من هذه الأمة على طعم وشرب ولهو
ولعب فيصبحوا قد مسخوا قردة وخنازير بشربهم الخمر ولبسهم الحرير واتخاذهم
القينات وقطيعتهم الرحم
3827 - وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول لا يدخل الجنة قاطع
قال سفيان يعني قاطع رحم
رواه البخاري ومسلم والترمذي
وتقدم في اللباس حديث جابر رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله
عليه و سلم ونحن مجتمعون فقال يا معشر المسلمين اتقوا الله وصلوا أرحامكم
فإنه ليس من ثواب أسرع من صلة الرحم
وإياكم والبغي فإنه ليس من عقوبة أسرع من عقوبة بغي
وإياكم وعقوق الوالدين فإن ريح الجنة توجد من مسيرة ألف عام والله لا
يجدها عاق ولا قاطع رحم ولا جار إزاره خيلاء إنما الكبرياء لله رب
العالمين
3828 - وعن الأعمش قال كان ابن مسعود رضي الله عنه جالسا
بعد الصبح في حلقة فقال أنشد الله قاطع رحم لما قام عنا فإنا نريد أن ندعو
ربنا وإن أبواب السماء مرتجة دون قاطع رحم
رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح إلا أن الأعمش لم يدرك ابن مسعود
مرتجة بضم الميم وفتح التاء المثناة فوق وتخفيف الجيم أي مغلقة
3829 - وروي عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال كنا جلوسا عند
النبي صلى الله عليه و سلم فقال لا يجالسنا اليوم قاطع رحم فقام فتى من
الحلقة فأتى خالة له قد كان بينهما بعض الشيء فاستغفر لها واستغفرت له ثم
عاد إلى المجلس فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن الرحمة لا تنزل على قوم
فيهم قاطع رحم
رواه الأصبهاني
3830 - ورواه الطبراني مختصرا أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الملائكة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم
3 - الترغيب في كفالة اليتيم ورحمته والنفقة عليه والسعي على الأرملة والمسكين
3831 - عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما
رواه البخاري وأبو داود والترمذي
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كافل اليتيم له أو لغيره وأنا وهو كهاتين في الجنة
وأشار مالك بالسبابة والوسطى
رواه مسلم ورواه مالك عن صفوان بن سليم مرسلا
3833 - ورواه البزار متصلا ولفظه قال من كفل يتيما له ذا قرابة أو لا
قرابة له فأنا وهو في الجنة كهاتين وضم أصبعيه ومن سعى على ثلاث بنات فهو
في الجنة وكان له كأجر المجاهد في سبيل الله صائما قائما
3834 -
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من عال ثلاثة من الأيتام كان كمن قام ليله وصام نهاره وغدا وراح شاهرا
سيفه في سبيل الله وكنت أنا وهو في الجنة أخوين كما أن هاتين أختان وألصق
أصبعيه السبابة والوسطى
رواه ابن ماجه
3835 - وعنه رضي الله
عنه أيضا أن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال من قبض يتيما من بين مسلمين
إلى طعامه وشرابه أدخله الله الجنة ألبتة إلا أن يعمل ذنبا لا يغفر
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
3836 - وعن عمرو بن مالك القشيري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول ومن ضم يتيما من بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه
وجبت له الجنة
رواه أحمد والطبراني ورواة أحمد محتج بهم إلا علي بن زيد
3837 - وعن زرارة بن أبي أوفى عن رجل من قومه يقال له مالك أو ابن مالك
سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول من ضم يتيما بين مسلمين في طعامه
وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة ألبتة ومن أدرك والديه أو أحدهما ثم
لم يبرهما دخل النار فأبعده الله وأيما مسلم أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه
من النار
رواه أبو يعلى والطبراني وأحمد مختصرا بإسناد حسن
وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما قعد يتيم مع قوم على قصعتهم فيقرب قصعتهم شيطان
حديث غريب رواه الطبراني في الأوسط والأصبهاني كلاهما من رواية الحسن بن
واصل وكان شيخنا الحافظ أبو الحسن رحمه الله يقول هو حديث حسن ورواه
الأصبهاني أيضا من حديث أبي موسى
3839 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أحب البيوت إلى الله بيت فيه يتيم مكرم
رواه الطبراني والأصبهاني
3840 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت في المسلمين بيت فيه
يتيم يساء إليه
رواه ابن ماجه
3841 - وروي عن عوف بن مالك
الأشجعي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أنا وامرأة
سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة وأومأ بيده يزيد بن زريع الوسطى والسبابة
امرأة آمت زوجها ذات منصب وجمال حبست نفسها على يتاماها حتى بانوا أو
ماتوا
رواه أبو داود
السفعاء بفتح السين المهملة وسكون الفاء بعدهما عين مهملة ممدودا
قال الحافظ هي التي تغبر لونها إلى الكمودة والسواد من طول الأيمة يريد
بذلك أنها حبست نفسها على أولادها ولم تتزوج فتحتاج إلى الزينة والتصنع
للزوج
وآمت المرأة بمد الهمزة وتخفيف الميم إذا صارت أيما وهي من لا
زوج لها بكرا كانت أو ثيبا تزوجت أو لم تتزوج بعد والمراد هنا من مات
زوجها وتركها أيما
3842 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم أنا أول من يفتح باب الجنة إلا أني أرى امرأة
تبادرني فأقول لها ما لك ومن أنت فتقول أنا امرأة قعدت على أيتام لي
رواه أبو يعلى وإسناده حسن إن شاء الله
3843 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
من مسح على رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له في كل شعرة مرت عليها يده
حسنات ومن أحسن إلى يتيمة أو
يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وفرق بين أصبعيه السبابة والوسطى
رواه أحمد وغيره من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عنه
3844 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه و سلم
رجل يشكو قسوة قلبه قال أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ارحم اليتيم وامسح
رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك
رواه الطبراني من رواية بقية وفيه راو لم يسم أيضا
3845 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قسوة قلبه فقال امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
3846 - وروي عن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم والذي بعثني بالحق لا يعذب الله يوم القيامة من رحم اليتيم
ولان له في الكلام ورحم يتمه وضعفه ولم يتطاول على جاره بفضل ما آتاه الله
رواه الطبراني ورواته ثقات إلا عبد الله بن عامر وقال أبو حاتم ليس بالمتروك
3847 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم إياكم وبكاء اليتيم فإنه يسري في الليل والناس نيام
رواه الأصبهاني
3848 - وعن أنس رضي الله عنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم أن رجلا
قال ليعقوب عليه السلام ما الذي أذهب بصرك وحنى ظهرك قال أما الذي أذهب
بصري فالبكاء على يوسف وأما الذي حنى ظهري فالحزن على أخيه بنيامين فأتاه
جبريل عليه السلام فقال أتشكو الله عز و جل قال إنما أشكو بثي وحزني إلى
الله
قال جبريل عليه السلام الله أعلم بما قلت منك
قال ثم انطلق جبريل عليه السلام ودخل يعقوب عليه السلام بيته فقال أي رب أما ترحم الشيخ الكبير
أذهبت بصري وحنيت ظهري فاردد علي ريحانتي فأشمهما شمة واحدة ثم اصنع بي
بعد ما شئت فأتاه جبريل فقال يا يعقوب إن الله عز و جل يقرئك السلام ويقول
أبشر فإنهما لو كانا ميتين لنشرتهما لك لأقر بهما عينك ويقول لك يا يعقوب
أتدري لم أذهبت بصرك وحنيت ظهرك ولم فعل إخوة يوسف بيوسف
ما
فعلوه قال لا قال إنه أتاك يتيم مسكين وهو صائم جائع وذبحت أنت وأهلك شاة
فأكلتموها ولم تطعموه ويقول إني لم أحب شيئا من خلقي حبي اليتامى
والمساكين فاصنع طعاما وادع المساكين قال أنس قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم فكان يعقوب كلما أمسى نادى مناديه من كان صائما فليحضر طعام يعقوب
وإذا أصبح نادى مناديه من كان مفطرا فليفطر على طعام يعقوب
رواه
الحاكم والبيهقي والأصبهاني واللفظ له وقال الحاكم كذا في سماع حفص بن عمر
بن الزبير وأظن الزبير وهم وأنه حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة فإن
كان كذلك فالحديث صحيح وقد أخرجه إسحاق بن راهويه في تفسيره قال أنبأنا
عمرو بن محمد حدثنا زافر بن سليمان عن يحيى بن عبد الملك عن أنس عن النبي
صلى الله عليه و سلم نحوه
3849 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه و سلم قال الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في
سبيل الله وأحسبه قال وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه إلا أنه قال الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وكالذي يقوم الليل ويصوم النهار
3850 - وروي عن المطلب بن عبد الله المخزومي قال دخلت على أم سلمة رضي
الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا بني ألا أحدثك بما سمعت
من رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت بلى يا أمه
قالت سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول من أنفق على بنتين أو أختين أو ذواتي قرابة
يحتسب النفقة عليهما حتى يغنيهما من فضل الله أو يكفيهما كانتا له سترا من
النار
رواه أحمد والطبراني وتقدم لهذا الحديث نظائر في النفقة على البنات
4 - الترهيب من أذى الجار وما جاء في تأكيد حقه
3851 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت
رواه البخاري ومسلم
3852 - وفي رواية لمسلم ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره
3853 - وعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم لأصحابه ما تقولون في الزنا قالوا حرام حرمه الله ورسوله فهو
حرام إلى يوم القيامة
قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره
قال ما تقولون في السرقة قالوا حرمها الله ورسوله فهي حرام
قال لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره
رواه أحمد واللفظ له ورواته ثقات والطبراني في الكبير والأوسط
3854 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن
قيل من يا رسول الله قال الذي لا يأمن جاره بوائقه
رواه أحمد والبخاري ومسلم
وزاد أحمد قالوا يا رسول الله وما بوائقه قال شره
3855 - وفي رواية لمسلم لا يدخل الجنة من لا يؤمن جاره بوائقه
3856 - وعن أبي شريح الكعبي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن
قيل يا رسول الله لقد خاب وخسر من هذا قال من لا يأمن جاره بوائقه
قالوا وما بوائقه قال شره
رواه البخاري
3857 - وعن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما هو بمؤمن من
لم يأمن جاره بوائقه
رواه أبو يعلى من رواية ابن إسحاق والأصبهاني أطول منه ولفظه قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن الرجل لا يكون مؤمنا حتى يأمن جاره بوائقه
يبيت حين يبيت وهو آمن من شره فإن المؤمن الذي نفسه منه في غناء والناس
منه في راحة
3858 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره أو قال لأخيه ما
يحب لنفسه
رواه مسلم
3859 - وروي عن كعب بن مالك رضي الله عنه
قال أتى النبي صلى الله عليه و سلم رجل فقال يا رسول الله إني نزلت في
محلة بني فلان وإن أشدهم إلي أذى أقربهم لي جوارا فبعث رسول الله صلى الله
عليه و سلم أبا بكر وعمر وعليا رضي الله عنهم يأتون المسجد فيقومون على
بابه فيصيحون ألا إن أربعين دارا جار ولا يدخل الجنة من خاف جاره بوائقه
رواه الطبراني
البوائق جمع بائقة وهي الشر وغائلته كما جاء في حديث أبي هريرة المتقدم
3860 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم
لسانه ولا يدخل الجنة حتى يأمن جاره بوائقه
رواه أحمد وابن أبي الدنيا في الصمت كلاهما من رواية علي بن مسعدة
3861 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المؤمن
من أمنه الناس والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر
السوء والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وإسناد أحمد جيد تابع علي بن زيد حميد ويونس بن عبيد
3862 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم إن الله عز و جل قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن
الله عز و جل يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا من أحب
فمن أعطاه الدين فقد أحبه والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه
ولسانه ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه
قلت
يا رسول الله وما
بوائقه قال غشمه وظلمه ولا يكسب مالا من حرام فينفق منه فيبارك فيه ولا
يتصدق به فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار
إن الله لا يمحو السيىء بالسيىء ولكن يمحو السيىء بالحسن
إن الخبيث لا يمحو الخبيث
رواه أحمد وغيره من طريق أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد عنه
3863 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم من آذى جاره فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن حارب جاره فقد
حاربني ومن حاربني فقد حارب الله عز و جل
رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب التوبيخ
3864 - وروي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزاة قال لا يصحبنا اليوم من آذى جاره
فقال رجل من القوم أنا بلت في أصل حائط جاري فقال لا تصحبنا اليوم
رواه الطبراني وفيه نكارة
3865 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول
اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة فإن جار البادية يتحول
رواه ابن حبان في صحيحه
3866 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أول خصمين يوم القيامة جاران
رواه أحمد واللفظ له والطبراني بإسنادين أحدهما جيد
3867 - وعن أبي جحيفة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله
عليه و سلم يشكو جاره قال اطرح متاعك على طريق فطرحه فجعل الناس يمرون
عليه ويلعنونه فجاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله لقيت
من الناس
قال وما لقيت منهم قال يلعنونني
قال قد لعنك الله قبل الناس
فقال إني لا أعود فجاء الذي شكاه إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال ارفع متاعك فقد كفيت
رواه الطبراني والبزار بإسناد حسن بنحوه إلا أنه قال ضع متاعك على الطريق
أو على ظهر الطريق فوضعه فكان كل من مر به قال ما شأنك قال جاري يؤذيني
قال فيدعو عليه فجاء جاره فقال رد متاعك فإني لا أوذيك أبدا
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و
سلم يشكو جاره فقال له اذهب فاصبر فأتاه مرتين أو ثلاثا فقال اذهب فاطرح
متاعك في الطريق ففعل فجعل الناس يمرون ويسألونه فيخبرهم خبر جاره فجعلوا
يلعنونه فعل الله به وفعل وبعضهم يدعو عليه فجاء إليه جاره فقال ارجع فإنك
لن ترى مني شيئا تكرهه
رواه أبو داود واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
3869 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله إن فلانة
تكثر من صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها
قال هي في النار
قال يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها وأنها تتصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها
قال هي في الجنة
رواه أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد ورواه
أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد صحيح أيضا ولفظه وهو لفظ بعضهم قالوا يا رسول
الله فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وتؤذي جيرانها قال هي في النار
قالوا يا رسول الله فلانة تصلي المكتوبات وتصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها
قال هي في الجنة
الأثوار بالمثلثة جمع ثور وهي قطعة من الأقط
والأقط بفتح الهمزة وكسر القاف وبضمها أيضا وبكسر الهمزة والقاف معا وبفتحهما هو شيء يتخذ من مخيض اللبن الغنمي
3870 - وروي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال من أغلق بابه دون جاره مخافة على أهله وماله فليس ذلك بمؤمن وليس
بمؤمن من لم يأمن جاره بوائقه
أتدري ما حق الجار إذا استعانك أعنته
وإذا استقرضك أقرضته وإذا افتقر عدت عليه وإذا مرض عدته وإذا أصابه خير
هنأته وإذا أصابته مصيبة عزيته وإذا مات اتبعت
جنازته ولا تستطيل
عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه ولا تؤذه بقتار ريح قدرك إلا أن
تغرف له منها وإن اشتريت فاكهة فأهد له فإن لم تفعل فأدخلها سرا ولا يخرج
بها ولدك ليغيظ بها ولده
رواه الخرائطي من مكارم الأخلاق
قال
الحافظ ولعل قوله أتدري ما حق الجار إلى آخره في كلام الراوي غير مرفوع
لكن قد روى الطبراني عن معاوية بن حيدة قال قلت يا رسول الله ما حق الجار
علي قال إن مرض عدته وإن مات شيعته وإن استقرضك أقرضته وإن أعوز سترته
فذكر الحديث بنحوه
3871 - وروى أبو الشيخ ابن حبان في كتاب التوبيخ عن معاذ بن جبل قال قلنا
يا رسول الله ما حق الجوار قال إن استقرضك أقرضته وإن استعانك أعنته وإن
احتاج أعطيته وإن مرض عدته
فذكر الحديث بنحوه وزاد في آخره هل تفقهون ما أقول لكم لن يؤدي حق الجار إلا قليل ممن رحم الله أو كلمة نحوها
3872 - وروى أبو القاسم الأصبهاني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره
قالوا يا رسول الله وما حق الجار على الجار قال إن سألك فأعطه
فذكر الحديث بنحوه ولم يذكر فيه الفاكهة ولا يخفى أن كثرة هذه الطرق تكسبه قوة والله أعلم
3873 - وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم ثلاثة من الفواقر إمام إن أحسنت لم يشكر وإن أسأت لم يغفر وجار سوء إن
رأى خيرا دفنه وإن رأى شرا أذاعه وامرأة إن حضرت آذتك وإن غبت عنها خانتك
رواه الطبراني بإسناد لا بأس به
3874 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم
رواه الطبراني والبزار وإسناده حسن
3875 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع
رواه الطبراني وأبو يعلى ورواته ثقات ورواه الحاكم من حديث عائشة
ولفظه ليس المؤمن الذي يبيت شبعانا وجاره جائع إلى جنبه
3876 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله
عليه و سلم فقال يا رسول الله اكسني فأعرض عنه فقال يا رسول الله اكسني
فقال أما لك جار له فضل ثوبين قال بلى غير واحد
قال فلا يجمع الله بينك وبينه في الجنة
رواه الطبراني في الأوسط
3877 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم كم من جار متعلق بجاره يقول يا رب سل هذا لم أغلق عني بابه ومنعني
فضله رواه الأصبهاني
3878 - وعن أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه و سلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى
جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت
رواه مسلم
3879 - وعن عبد
الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فليكرم جاره
رواه أحمد بإسناد حسن
3880 - وعن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من يأخذ عني هذه
الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن فقال أبو هريرة قلت أنا يا رسول
الله فأخذ بيدي فعد خمسا فقال اتق المحارم تكن أعبد الناس وارض بما قسم
الله لك تكن أدنى الناس وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا وأحب للناس ما تحب لنفسك
تكن مسلما ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب
رواه الترمذي
وغيره من رواية الحسن عن أبي هريرة وقال الترمذي الحسن لم يسمع من أبي
هريرة ورواه البزار والبيهقي بنحوه في كتاب الزهد عن مكحول عن واثلة عنه
وقد سمع مكحول من واثلة قاله الترمذي وغيره لكن بقية أمضاه وفيه ضعف
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
3882 - وعن مطرف يعني ابن عبد الله قال كان يبلغني عن أبي ذر حديث وكنت
أشتهي لقاءه فلقيته فقلت يا أبا ذر كان يبلغني عنك حديث وكنت أشتهي لقاءك
قال لله أبوك قد لقيتني فهات قلت حديث بلغني أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم حدثك قال إن الله عز و جل يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة
قال فما إخالني
أكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فقلت فمن هؤلاء الثلاثة الذين
يحبهم الله عز و جل قال رجل غزا في سبيل الله صابرا محتسبا فقاتل حتى قتل
وأنتم تجدونه عندكم في كتاب الله عز و جل ثم تلا إن الله يحب الذين
يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص الصف 4 قلت ومن قال رجل كان له
جار سوء يؤذيه فيصبر على أذاه حتى يكفيه الله إياه بحياة أو موت
فذكر الحديث
رواه أحمد والطبراني واللفظ له وأحد إسنادي أحمد رجالهما محتج بهم في الصحيح ورواه الحاكم وغيره بنحوه وقال صحيح على شرط مسلم
3883 - وعن ابن عمر و عائشة رضي الله عنهم قالا قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم ما زال جبريل عليه السلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه
رواه البخاري ومسلم والترمذي ورواه أبو داود وابن ماجه من حديث عائشة وحدها وابن ماجه أيضا وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة
3884 - وعن رجل من الأنصار قال خرجت مع أهلي أريد النبي صلى الله عليه و
سلم وإذا به قائم وإذا رجل مقبل عليه فظننت أن له حاجة فجلست فوالله لقد
قام رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى جعلت أرثي له من طول القيام ثم
انصرف فقمت إليه فقلت يا رسول الله لقد قام بك
هذا الرجل حتى جعلت أرثي لك من طول القيام
قال أتدري من هذا قلت لا
قال جبريل صلى الله عليه و سلم ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه أما إنك لو سلمت عليه لرد عليك السلام
رواه أحمد بإسناد جيد ورواته رواة الصحيح
3885 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم وهو على ناقته الجدعاء في حجة الوداع يقول أوصيكم بالجار حتى أكثر
فقلت إنه يورثه رواه الطبراني بإسناد جيد
3886 - وعن مجاهد أن عبد
الله بن عمر رضي الله عنهما ذبحت له شاة في أهله فلما جاء قال أهديتم
لجارنا اليهودي أهديتم لجارنا اليهودي سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه
رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب
قال الحافظ وقد روي هذا المتن من طرق كثيرة وعن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم
3887 - وعن نافع بن الحارث رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم من سعادة المرء الجار الصالح والمركب الهنيء والمسكن الواسع
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح
3888 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم أربع من السعادة المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح
والمركب الهنيء
وأربع من الشقاء الجار السوء والمرأة السوء والمركب السوء والمسكن الضيق
رواه ابن حبان في صحيحه
3889 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إن الله عز و جل ليدفع بالمسلم الصالح عن مائة أهل بيت من جيرانه
البلاء ثم قرأ ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض البقرة 152
رواه الطبراني في الكبير والأوسط
الترغيب في زيارة الإخوان والصالحين وما جاء في إكرام الزائرين
3891 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت
من الجنة منزلا
رواه ابن ماجه والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن وابن حبان في صحيحه كلهم من طريق أبي سنان عن عثمان بن أبي سودة عنه
3892 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من عبد
أتى أخاه يزوره في الله إلا ناداه ملك من السماء أن طبت وطابت لك الجنة
وإلا قال الله في ملكوت عرشه عبدي زار في وعلي قراه فلم يرض له بثواب دون
الجنة الحديث
رواه البزار وأبو يعلى بإسناد جيد
3893 - وعن أنس
أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ألا أخبركم برجالكم
في الجنة قلنا بلى يا رسول الله قال النبي في الجنة والصديق في الجنة
والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة الحديث
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وتقدم بتمامه في حق الزوجين
3894 - وروي عن أبي رزين العقيلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا رزين
إن المسلم إذا زار أخاه المسلم شيعه سبعون ألف ملك يصلون عليه يقولون اللهم كما وصله فيك فصله
رواه الطبراني في الأوسط
3895 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول قال الله تبارك وتعالى وجبت محبتي للمتحابين في وللمتجالسين في
وللمتزاورين في وللمتباذلين في
رواه مالك بإسناد صحيح وفيه قصة أبي إدريس وسيأتي بتمامه في الحب لله مع حديث عمرو بن عبسة
3896 - وروي عن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن
في الجنة غرفا ترى ظواهرها من بواطنها وبواطنها من ظواهرها أعدها الله
للمتحابين فيه والمتزاورين فيه والمتباذلين فيه
رواه الطبراني في الأوسط
3897 - وعن عون قال قال عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه لأصحابه حين قدموا عليه هل تجالسون قالوا لا نترك ذاك
قال فهل تزاورون قالوا نعم يا أبا عبد الرحمن إن الرجل منا ليفقد أخاه فيمشي على رجليه إلى آخر الكوفة حتى يلقاه
قال إنكم لن تزالوا بخير ما فعلتم ذلك
رواه الطبراني وهو منقطع
3898 - وروي عن زر بن حبيش قال أتينا صفوان بن عسال المرادي فقال أزائرين
قلنا نعم فقال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من زار أخاه المؤمن خاض
في الرحمة حتى يرجع ومن عاد أخاه المؤمن خاض في رياض الجنة حتى يرجع
رواه الطبراني في الكبير
3898 - وروي عن زر بن حبيش قال أتينا صفوان بن عسال المرادي فقال أزائرين
قلنا نعم فقال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من زار أخاه المؤمن خاض
في الرحمة حتى يرجع ومن عاد أخاه المؤمن خاض في رياض الجنة حتى يرجع
رواه الطبراني في الكبير
3899 - وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم انطلقوا بنا إلى بني واقف نزور البصير رجل كان كفيف البصر
رواه البزار بإسناد جيد
3900 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم زر غبا تزدد حبا
رواه الطبراني ورواه البزار من حديث أبي هريرة ثم قال لا يعلم فيه حديث صحيح
قال الحافظ وهذا الحديث قد روي عن جماعة من الصحابة وقد اعتنى غير واحد من
الحفاظ بجميع طرقه والكلام عليه ولم أقف له على طريق صحيح كما قال البزار
بل
له أسانيد حسان عند الطبراني وغيره وقد ذكرت كثيرا منها في غير هذا الكتاب والله أعلم
3901 - وروى ابن حبان في صحيحه عن عطاء قال دخلت أنا وعبيد بن عمير على
عائشة رضي الله عنها فقالت لعبيد بن عمير قد آن لك أن تزورنا فقال أقول يا
أمه كما قال الأول زر غبا تزدد حبا
قال فقالت دعونا من بطالتكم هذه
قال ابن عمير أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث في نزول إن في خلق السموات والأرض البقرة 461
31 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه و
سلم أصلحي لنا المجلس فإنه ينزل ملك إلى الأرض لم ينزل إليها قط
رواه أحمد ورواته ثقات إلا أن التابعي لم يسم
41 - وعن أم بجيد رضي الله عنها أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و
سلم يأتينا في بني عمرو بن عوف فأتخذ له سويقا في قعبة فإذا جاء سقيتها
إياه
رواه أحمد ورواته ثقات سوى ابن إسحاق
أم بجيد بضم الباء الموحدة وفتح الجيم واسمها حواء بنت يزيد الأنصارية
3902 - وعن إبراهيم بن نشيط أنه دخل على عبد الله بن جزء الزبيدي رضي الله
عنه فرمى إليه بوسادة كانت تحته وقال من لم يكرم جليسه فليس من أحمد ولا
من إبراهيم عليهما الصلاة والسلام
رواه الطبراني موقوفا ورواته ثقات
الترغيب في الضيافة وإكرام الضيف وتأكيد حقه وترهيب الضيف أن يقيم حتى يؤثم أهل المنزل
3903 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من
كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليصل رحمه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
رواه البخاري ومسلم
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال دخل علي رسول الله صلى الله عليه
و سلم فقال ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار قلت بلى قال فلا تفعل قم
ونم وصم وأفطر فإن لجسدك عليك حقا وإن لعينك عليك حقا وإن لزورك عليك حقا
وإن لزوجك عليك حقا الحديث
رواه البخاري واللفظ له ومسلم وغيرهما
وقوله وإن لزورك عليك حقا أي وإن لزوارك وأضيافك عليك حقا يقال للزائر زور بفتح الزاي سواء فيه الواحد والجمع
3905 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله
عليه و سلم فقال إني مجهود فأرسل إلى بعض نسائه فقالت لا والذي بعثك بالحق
ما عندي إلا ماء ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك حتى قلن كلهن مثل ذلك لا
والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء فقال من يضيف هذا الليلة رحمه الله فقام
رجل من الأنصار فقال أنا يا رسول الله فانطلق به إلى رحله فقال لامرأته هل
عندك شيء قالت لا إلا قوت صبياني
قال فعلليهم بشيء فإذا أرادوا العشاء فنوميهم فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل
وفي رواية فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه
قال فقعدوا وأكل الضيف وباتا طاويين فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما
زاد في رواية فنزلت هذه الآية ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة الحشر 9 رواه مسلم وغيره
3906 - وعن أبي شريح خويلد بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يوم
وليلة والضيافة ثلاثة أيام فما كان بعد ذلك فهو صدقة ولا يحل له أن يثوي
عنده حتى يخرجه
رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه
قال الترمذي ومعنى لا يثوي لا يقيم حتى يشتد على صاحب المنزل والحرج الضيق انتهى
وقال الخطابي معناه لا يحل للضيف أن يقيم عنده بعد ثلاثة أيام من غير استدعاء منه حتى يضيق صدره فيبطل أجره انتهى
قال الحافظ وللعلماء في هذا الحديث تأويلان أحدهما أنه يعطيه ما يجوز به ويكفيه في يوم وليلة إذا اجتاز به وثلاثة أيام إذا قصده
والثاني يعطيه ما يكفيه يوما وليلة يستقبلهما بعد ضيافته
3907 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول للضيف على من نزل به من الحق ثلاث فما زاد فهو صدقة وعلى الضيف
أن يرتحل لا يؤثم أهل المنزل
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورواته ثقات سوى ليث بن أبي سليم
3908 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أيما
ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروما فله أن يأخذ بقدر قراه ولا حرج عليه
رواه أحمد ورواته ثقات والحاكم وقال صحيح الإسناد
3909 - وعن أبي كريمة وهو المقدام بن معديكرب الكندي رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة الضيف حق على كل مسلم فمن أصبح بفنائه
فهو عليه دين إن شاء قضى وإن شاء ترك
رواه أبو داود وابن ماجه
3910 - وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أيما رجل أضاف
قوما فأصبح الضيف محروما فإن نصره حق على كل مسلم حتى يأخذ بقرى ليلته من
زرعه وماله
رواه أبو داود والحاكم وقال صحيح الإسناد
3911 - وعن التلب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الضيافة ثلاثة أيام حق لازم فما كان بعد ذلك فصدقة
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد فيه نظر
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه قالها ثلاثا
قال رجل وما كرامة الضيف يا رسول الله قال ثلاثة أيام فما زاد بعد ذلك فهو صدقة
رواه أحمد مطولا مختصرا بأسانيد أحدها صحيح والبزار وأبو يعلى
3913 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
و سلم قال الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة وكل معروف صدقة
رواه البزار ورواته ثقات
3914 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم من أقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان وقرى الضيف دخل الجنة
رواه الطبراني في الكبير
3915 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الملائكة تصلي على أحدكم ما دامت مائدته موضوعة
رواه الأصبهاني
3916 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم الخير أسرع إلى البيت الذي يؤكل فيه من الشفرة إلى سنام البعير
رواه ابن ماجه ورواه ابن أبي الدنيا من حديث أنس وغيره
قال الحافظ وتقدم باب في إطعام الطعام وفيه غير ما حديث يليق بهذا الباب لم نعد منها شيئا
3917 - وعن شهاب بن عباد أنه سمع بعض وفد عبد القيس وهم يقولون قدمنا على
رسول الله صلى الله عليه و سلم فاشتد فرحهم فلما انتهينا إلى القوم أوسعوا
لنا فقعدنا فرحب بنا النبي صلى الله عليه و سلم ودعا لنا ثم نظر إلينا
فقال من سيدكم وزعيمكم فأشرنا جميعا إلى المنذر بن عائذ فقال النبي صلى
الله عليه و سلم أهذا الأشج فكان أول يوم وضع عليه الاسم لضربة كانت بوجهه
بحافر حمار
قلنا نعم يا رسول الله فتخلف بعد القوم فعقل رواحلهم وضم
متاعهم ثم أخرج عيبته فألقى عنه ثياب السفر ولبس من صالح ثيابه ثم أقبل
إلى
النبي صلى الله عليه و سلم وقد بسط النبي صلى الله عليه و
سلم رجله واتكأ فلما دنا منه الأشج أوسع القوم له وقالوا ههنا يا أشج فقال
النبي صلى الله عليه و سلم واستوى قاعدا وقبض رجله ههنا يا أشج فقعد عن
يمين رسول الله صلى الله عليه و سلم فرحب به وألطفه وسأله عن بلادهم وسمى
لهم قرية قرية الصفا والمشقر وغير ذلك من قرى هجر فقال بأبي وأمي يا رسول
الله لأنت أعلم بأسماء قرانا منا فقال إني وطئت بلادكم وفسح لي فيها
قال ثم أقبل على الأنصار فقال يا معشر الأنصار أكرموا إخوانكم فإنهم أشباهكم في الإسلام أشبه شيء بكم أشعارا وأبشارا
أسلموا طائعين غير مكرهين ولا موتورين إذ أبى قوم أن يسلموا حتى قتلوا قال
فلما أصبحوا قال كيف رأيتم كرامة إخوانكم لكم وضيافتهم إياكم
قالوا
خير إخوان ألانوا فرشنا وأطابوا مطعمنا وباتوا وأصبحوا يعلمونا كتاب ربنا
تبارك وتعالى وسنة نبينا صلى الله عليه و سلم فأعجب النبي صلى الله عليه و
سلم وفرح
وهذا الحديث بطوله رواه أحمد بإسناد صحيح
العيبة بفتح العين المهملة وسكون الياء المثناة تحت بعدها باء موحدة هي ما يجعل المسافر فيه الثياب
3918 - وعن حميد الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دخل عليه قوم
يعودونه في مرض له فقال يا جارية هلمي لأصحابنا ولو كسرا فإني سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول مكارم الأخلاق من أعمال الجنة
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد
3919 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا خير فيمن لا يضيف
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا ابن لهيعة
الترهيب أن يحقر المرء ما قدم إليه أو يحتقر ما عنده أن يقدمه للضيف
3920 - عن عبد الله بن عميرة قال دخل على جابر رضي الله عنه نفر من أصحاب
النبي صلى الله عليه و سلم فقدم إليهم خبزا وخلا فقال كلوا فإني سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول نعم الإدام الخل
إنه هلاك بالرجل أن يدخل إليه النفر من إخوانه فيحتقر ما في بيته أن يقدمه إليهم
وهلاك بالقوم أن يحتقروا ما قدم إليهم
رواه أحمد والطبراني وأبو يعلى إلا أنه قال وكفى بالمرء شرا أن يحتقر ما قرب إليه وبعض أسانيدهم حسن ونعم الإدام الخل
في الصحيح ولعل قوله إنه هلاك بالرجل إلى آخره من كلام جابر مدرج غير مرفوع والله أعلم
8 - الترغيب في الزرع وغرس الأشجار المثمرة
3921 - عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من
مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة وما سرق منه له صدقة ولا يرزؤه
أحد إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة
3922 - وفي رواية فلا يغرس المسلم غرسا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا طير إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة
3923 - وفي رواية له لا يغرس مسلم غرسا ولا يزرع زرعا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت له صدقة
رواه مسلم
يرزؤه بسكون الراء وفتح الزاي بعدهما همزة معناه يصيب منه وينقصه
3924 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما من
مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان إلا كان له به صدقة
رواه البخاري ومسلم والترمذي
3925 - وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال من بنى بنيانا في غير ظلم ولا اعتداء أو غرس غرسا في غير ظلم ولا
اعتداء كان له أجر جاريا ما انتفع به من خلق الرحمن تبارك وتعالى
رواه أحمد من طريق زبان
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم لا يغرس مسلم غرسا ولا يزرع زرعا فيأكل منه إنسان ولا طائر ولا
شيء إلا كان له أجر
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن
3927 -
وعن خلاد بن السائب عن أبيه رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم من زرع زرعا فأكل منه الطير أو العافية كان له صدقة
رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد حسن
3928 - وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول بأذني هاتين من نصب شجرة فصبر على حفظها والقيام
عليها حتى تثمر كان له في كل شيء يصاب من ثمرها صدقة عند الله عز و جل
رواه أحمد وفيه قصة وإسناده لا بأس به
3929 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رجلا مر به وهو يغرس غرسا بدمشق
فقال له أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لا تعجل
علي سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من غرس غرسا لم يأكل منه
آدمي ولا خلق من خلق الله إلا كان له به صدقة
رواه أحمد وإسناده حسن بما تقدم
3930 - وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و
سلم أنه قال ما من رجل يغرس غرسا إلا كتب الله له من الأجر قدر ما يخرج من
ذلك الغرس
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح إلا عبد الله بن عبد العزيز الليثي
3931 - وتقدم في كتاب العلم وغيره حديث أنس قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره وهو بعد موته من علم علما أو
كرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا
يستغفر له بعد موته
رواه البزار وأبو نعيم والبيهقي
وعن
جابر رضي الله عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم بني عمرو بن عوف
يوم الأربعاء فذكر الحديث إلى أن قال يا معشر الأنصار قالوا لبيك يا رسول
الله فقال كنتم في الجاهلية إذ لا تعبدون الله تحملون الكل وتفعلون في
أموالكم المعروف وتفعلون إلى ابن السبيل حتى إذا من الله عليكم بالإسلام
وبنبيه إذا أنتم تحصنون أموالكم فيما يأكل ابن آدم أجر وفيما يأكل السبع
والطير أجر
قال فرجع القوم فما منهم أحد إلا هدم من حديقته ثلاثين بابا
رواه الحاكم
وقال صحيح الإسناد قال وفيه النهي الواضح عن تحصين الحيطان والنخيل والكرم
وغيرها من المحتاجين والجائعين أن يأكلوا منها شيئا انتهى
الترهيب من البخل والشح والترغيب في الجود والسخاء
3933 - عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك
من البخل والكسل وأرذل العمر وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات
رواه مسلم وغيره
3934 - وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اتقوا
الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان
قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم
رواه مسلم
الشح مثلث الشين هو البخل والحرص وقيل الشح الحرص على ما ليس عندك والبخل بما عندك
3935 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إياكم والفحش والتفحش فإن الله لا يحب الفاحش المتفحش وإياكم والظلم فإنه
هو الظلمات يوم القيامة وإياكم والشح فإنه دعا من كان قبلكم فسفكوا دماءهم
ودعا من كان قبلكم فقطعوا أرحامهم ودعا من كان قبلكم فاستحلوا حرماتهم
رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد
3936 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال خطبنا رسول الله صلى الله
عليه و سلم فقال إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة وإياكم والفحش
والتفحش وإياكم والشح فإنما هلك من كان قبلكم بالشح أمرهم بالقطيعة فقطعوا
وأمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالفجور ففجروا فقام رجل فقال يا رسول الله
أي الإسلام أفضل قال أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك
فقال ذلك الرجل أو غيره يا رسول الله أي الهجرة أفضل قال أن تهجر ما كره ربك والهجرة هجرتان هجرة الحاضر وهجرة البادي
فهجرة البادي أن يجيب إذا دعي ويطيع إذا أمر وهجرة الحاضر أعظمها بلية وأفضلها أجرا
رواه أبو داود مختصرا والحاكم واللفظ له وقال صحيح على شرط مسلم
3937 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه
قوله شح هالع أي محزن والهلع أشد الفزع
وقوله جبن خالع هو شدة الخوف وعدم الإقدام ومعناه أنه يخلع قلبه من شدة تمكنه منه
3938 - وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدا ولا يجتمع
شح وإيمان في قلب عبد أبدا
رواه النسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم واللفظ له ورواه أطول منه بإسناد على شرط مسلم وتقدم في الجهاد
3939 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما محق الإسلام محق الشح شيء
رواه أبو يعلى والطبراني
3940 - وروي عن نافع رضي الله عنه قال سمع ابن عمر رضي الله عنهما رجلا
يقول الشحيح أغدر من الظالم فقال ابن عمر كذبت سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول الشحيح لا يدخل الجنة
رواه الطبراني في الأوسط
وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يدخل الجنة خب ولا منان ولا بخيل
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
الخب بفتح الخاء المعجمة وتكسر هو الخداع الخبيث
3942 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم خلق الله جنة عدن بيده ودلى فيها ثمارها وشق فيها أنهارها ثم نظر
إليها فقال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون فقال وعزتي وجلالي لا
يجاورني فيك بخيل
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسنادين أحدهما
جيد ورواه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة من حديث أنس بن مالك ويأتي إن شاء
الله تعالى
3943 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ثلاث مهلكات وثلاث منجيات وثلاث كفارات وثلاث
درجات فأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه الحديث
رواه الطبراني في الأوسط وتقدم في باب انتظار الصلاة حديث أنس بنحوه
3944 - وعن أبي ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله
فذكر الحديث إلى أن قال ويبغض الشيخ الزاني والبخيل والمتكبر
رواه ابن حبان في صحيحه وهو بتمامه في صدقة السر
3945 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خصلتان لا يجتمعان في مؤمن البخل وسوء الخلق
رواه الترمذي وغيره وقال الترمذي حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صدقة بن موسى
3946 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد من النار والبخيل
بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار ولجاهل سخي أحب
إلى الله من عابد بخيل
رواه الترمذي من حديث سعيد بن محمد الوراق عن يحيى بن سعيد عن الأعرج
عن أبي هريرة وقال إنما يروى عن يحيى بن سعيد عن عائشة مرسلا
3947 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ألا إن كل جواد في الجنة حتم على الله وأنا به كفيل
ألا وإن كل بخيل في النار حتم على الله وأنا به كفيل
قالوا يا رسول الله من الجواد ومن البخيل قال الجواد من جاد بحقوق الله عز
و جل في ماله والبخيل من منع حقوق الله وبخل على ربه وليس الجواد من أخذ
حراما وأنفق إسرافا
رواه الأصبهاني وهو غريب
3948 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث غريب
قال الحافظ لم يضعفه أبو داود ورواتهما ثقات سوى بشر بن رافع وقد وثق
قوله غر كريم أي ليس بذي مكر ولا فطنة للشر فهو ينخدع لانقياده ولينه
والخب بفتح الخاء المعجمة وتكسر هو الخداع الساعي بين الناس بالشر والفساد
3949 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إذا كان أمراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحاءكم وأموركم شورى بينكم فظهر
الأرض خير لكم من بطنها وإذا كانت أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلاءكم
وأموركم إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
3950 - وعن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا
أراد الله بقوم خيرا ولى أمرهم الحكماء وجعل المال عند السمحاء وإذا أراد
الله بقوم شرا ولى أمرهم السفهاء وجعل المال عند البخلاء
رواه أبو داود في مراسيله
3951 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول السخاء خلق الله الأعظم
رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب
3952 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما جبل ولي لله عز و جل إلا على السخاء وحسن الخلق
رواه أبو الشيخ أيضا
وروي عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إن الله استخلص هذا الدين لنفسه فلا يصلح لدينكم إلا السخاء وحسن
الخلق ألا فزينوا دينكم بهما
رواه الطبراني في الأوسط والأصبهاني
إلا أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم جاءني جبريل عليه السلام
فقال يا محمد إن الله استخلص هذا الدين فذكره بلفظه
3954 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قيل يا رسول الله من السيد قال يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
قالوا فما في أمتك سيد قال بلى رجل أعطي مالا ورزق سماحة وأدنى الفقير وقلت شكايته في الناس
رواه الطبراني في الأوسط
3955 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في الجنة بيتا يقال له بيت السخاء
رواه الطبراني وأبو الشيخ في كتاب الثواب إلا أنه قال الجنة دار الأسخياء
قال الطبراني تفرد به جحدر بن عبد الله
3956 - وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال إن الله تبارك وتعالى بعث حبيبي جبريل عليه الصلاة و
السلام إلى إبراهيم عليهما السلام فقال له يا إبراهيم إني لم أتخذك خليلا
على أنك أعبد عباد لي ولكن اطلعت على قلوب المؤمنين فلم أجد قلبا أسخى من
قلبك
رواه أبو الشيخ في كتاب الثواب والطبراني
3957 - وروي عن
جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الرزق إلى أهل
بيت فيه السخاء أسرع من الشفرة إلى سنام البعير
رواه أبو الشيخ أيضا ولابن ماجه من حديث ابن عباس نحوه وتقدم لفظه في الضيافة
3958 - وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال تجافوا عن ذنب السخي فإن الله آخذ بيده كلما عثر
رواه ابن أبي الدنيا والأصبهاني ورواه أبو الشيخ من حديث ابن عباس
10 - الترهيب من عود الإنسان في هبته
3959 - عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال الذي يرجع في هبته كالكلب يرجع في قيئه
وفي رواية مثل الذي يعود في هبته كمثل الكلب يقيء ثم يعود في قيئه فيأكله
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
ولفظ أبي داود العائد في هبته كالعائد في قيئه
قال قتادة ولا نعلم القيء إلا حراما
3961 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال حملت على فرس في سبيل الله
فأردت أن أشتريه فظننت أنه يبيعه برخص فسألت النبي صلى الله عليه و سلم
فقال لا تشتره ولا تعد في صدقتك وإن أعطاكه بدرهم فإن العائد في صدقته
كالعائد في قيئه
رواه البخاري ومسلم
قوله حملت على فرس في سبيل الله أي أعطيت فرسا لبعض الغزاة ليجاهد عليه
3962 - وعن ابن عمر و ابن عباس رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه و
سلم قال لا يحل لرجل أن يعطي لرجل عطية أو يهب هبة ثم يرجع فيها إلا
الوالد فيما يعطي ولده ومثل الذي يرجع في عطيته أو هبته كالكلب يأكل فإذا
شبع قاء ثم عاد في قيئه
رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن صحيح
3963 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال مثل الذي يسترد ما وهب كمثل الكلب يقيء
فيأكل قيئه فإذا استرد الواهب فليوقف فليعرف بما استرد ثم ليدفع ما وهب
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه
الترغيب في قضاء حوائج المسلمين وإدخال السرور عليهم وما جاء فيمن شفع فأهدي إليه
3964 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في
حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن
ستر مسلما ستره الله يوم القيامة
رواه البخاري ومسلم وأبو داود
وزاد فيه رزين العبدري ومن مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه ثبت الله قدميه
على الصراط يوم تزول الأقدام ولم أر هذه الزيادة في شيء من أصوله إنما
رواه ابن أبي الدنيا والأصبهاني كما سيأتي
3965 - وعن أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من نفس عن مسلم كربة من كرب
الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر في الدنيا
يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر على مسلم في الدنيا ستر الله
عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
رواه مسلم وأبو داود والترمذي واللفظ له والنسائي وابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرطهما
3966 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إن لله خلقا خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك
الآمنون من عذاب الله
رواه الطبراني ورواه أبو الشيخ ابن حبان في
كتاب الثواب من حديث الجهم بن عثمان ولا يعرف عن جعفر بن محمد عن أبيه عن
جده ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب اصطناع المعروف عن الحسن مرسلا
3967 - وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لله
عند أقوام نعما أقرها عندهم ما كانوا في حوائج المسلمين ما لم يملوهم فإذا ملوهم نقلها إلى غيرهم
رواه الطبراني
3968 - وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم إن لله أقواما اختصهم بالنعم لمنافع العباد يقرهم فيها ما
بذلوها فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الكبير والأوسط ولو قيل بتحسين سنده لكان ممكنا
3969 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم ما عظمت نعمة الله عز و جل على عبد إلا اشتدت إليه مؤنة الناس ومن لم
يحمل تلك المؤنة للناس فقد عرض تلك النعمة للزوال
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني وغيرهما
3970 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه ثم جعل من حوائج الناس
إليه فتبرم فقد عرض تلك النعمة للزوال
رواه الطبراني بإسناد جيد
3971 - وعن ابن عباس أيضا رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال من مشى في حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين ومن اعتكف يوما
ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق كل خندق أبعد مما
بين الخافقين
رواه الطبراني في الأوسط والحاكم وقال صحيح الإسناد
إلا أنه قال لأن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجته وأشار بأصبعه أفضل من
أن يعتكف في مسجدي هذا شهرين
3972 - وروي عن ابن عمر و أبي هريرة
رضي الله عنه قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من مشى في حاجة أخيه
حتى يثبتها له أظله الله عز و جل بخمسة وسبعين ألف ملك يصلون له ويدعون له
إن كان صباحا حتى يمسي وإن كان مساء حتى يصبح ولا يرفع قدما إلا حط الله
عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة
رواه أبو الشيخ وابن حبان وغيره
3973 - وروي أيضا عن ابن عمر وحده رضي الله عنهما أن نبي الله صلى الله
عليه و سلم قال من أعان عبدا في حاجته ثبت الله له مقامه يوم تزول الأقدام
وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يزال الله في حاجة العبد ما دام في حاجة أخيه
رواه الطبراني ورواته ثقات
3975 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
يخرج خلق من أهل النار فيمر الرجل بالرجل من أهل الجنة فيقول يا فلان أما
تعرفني فيقول ومن أنت فيقول أنا الذي استوهبتني وضوءا فوهبت لك فيشفع فيه
ويمر الرجل فيقول يا فلان أما تعرفني فيقول ومن أنت فيقول أنا الذي بعثتني
في حاجة كذا وكذا فقضيتها لك فيشفع له فيشفع فيه
رواه ابن أبي الدنيا باختصار وابن ماجه وتقدم لفظه والأصبهاني واللفظ له
الوضوء بفتح الواو وهو الماء الذي يتوضأ به
3976 - وروي عنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من
مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة سبعين حسنة ومحا عنه سبعين
سيئة إلى أن يرجع من حيث فارقه فإن قضيت حاجته على يديه خرج من ذنوبه كيوم
ولدته أمه وإن هلك فيما بين ذلك دخل الجنة بغير حساب
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب اصطناع المعروف والأصبهاني
3977 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال على كل مسلم صدقة
قيل أرأيت إن لم يجد قال يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قال أرأيت إن لم يستطع قال يعين ذا الحاجة الملهوف
قال قيل له أرأيت إن لم يستطع قال يأمر بالمعروف أو الخير
قال أرأيت إن لم يفعل قال يمسك عن الشر فإنها صدقة
رواه البخاري ومسلم
3978 - وعن أبي قلابة أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قدموا
يثنون على صاحب لهم خيرا قالوا ما رأينا مثل فلان هذا قط ما كان في مسير
إلا كان في قراءة ولا نزلنا في منزل إلا كان في صلاة قال فمن كان يكفيه
ضيعته حتى ذكر ومن كان يعلف جمله أو دابته قالوا نحن
قال فكلكم خير منه
رواه أبو داود في مراسيله
وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان
وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في مبلغ بر أو تيسير عسير أعانه الله على
إجازة الصراط يوم القيامة عند دحض الأقدام
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وابن حبان في صحيحه كلاهما من رواية إبراهيم بن هشام الغساني
ورواه الطبراني في الصغير والأوسط من حديث أبي الدرداء ولفظه قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم من كان وصلة لأخيه إلى ذي سلطان في مبلغ بر أو
إدخال سرور رفعه الله في الدرجات العلى من الجنة
3980 - وعن أنس رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لقي أخاه المسلم بما
يحب ليسره بذلك سره الله عز و جل يوم القيامة
رواه الطبراني في الصغير بإسناد حسن وأبو الشيخ في كتاب الثواب
3981 - وروي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم
رواه الطبراني في الكبير والأوسط
3982 - وروي عن عمر رضي الله عنه مرفوعا أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن كسوت عورته أو أشبعت جوعته أو قضيت له حاجة
رواه الطبراني في الأوسط ورواه أبو الشيخ من حديث ابن عمر ولفظه أحب
الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تطرد
عنه جزعا أو تقضي عنه دينا
3983 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد
الفرائض إدخال السرور على المسلم
رواه الطبراني في الأوسط والكبير
3984 - وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم من أدخل على أهل بيت من المسلمين سرورا لم يرض الله له ثوابا دون
الجنة
رواه الطبراني
3985 - وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله
عنهما أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله
أي الناس أحب إلى الله فقال أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس
وأحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم تكشف عنه كربة أو تقضي
عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف
في هذا المسجد يعني مسجد المدينة شهرا ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه
أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضى ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها
له ثبت الله قدميه يوم تزول الأقدام
رواه الأصبهاني واللفظ له ورواه ابن أبي الدنيا عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ولم يسمه
3986 - وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما أدخل رجل على مؤمن سرورا إلا خلق الله عز و جل من
ذلك السرور ملكا يعبد الله عز و جل ويوحده فإذا صار العبد في قبره أتاه
ذلك السرور فيقول أما تعرفني فيقول له من أنت فيقول أنا السرور الذي
أدخلتني على فلان أنا اليوم أونس وحشتك وألقنك حجتك وأثبتك بالقول الثابت
وأشهدك مشاهدك يوم القيامة وأشفع لك إلى ربك وأريك منزلك من الجنة
رواه ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ في كتاب الثواب وفي إسناده من لا يحضرني الآن حاله وفي متنه نكارة والله أعلم
3987 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
من شفع شفاعة لأحد فأهدى له هدية عليها فقبلها فقد أتى بابا عظيما من
أبواب الكبائر
رواه أبو داود عن القاسم بن عبد الرحمن عنه
كتاب الأدب وغيره الترغيب في الحياء وما جاء في فضله والترهيب من
الفحش والبذاء عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم دعه فإن الحياء من الإيمانرواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
3988 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحياء لا يأتي إلا بخير
رواه البخاري ومسلم
3989 - وفي رواية لمسلم الحياء خير كله
3990 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
3991 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار
رواه أحمد
ورجاله رجال الصحيح والترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح
3992 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
الحياء والعي شعبتان من الإيمان والبذاء والبيان شعبتان من النفاق
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث أبي غسان محمد بن مطرف
والعي قلة الكلام
والبذاء هو الفحش في الكلام
والبيان هو كثرة الكلام مثل هؤلاء الخطباء الذين يخطبون فيتوسعون في الكلام ويتفصحون فيه من مدح الناس فيما لا يرضي الله انتهى
ورواه الطبراني بنحوه ولفظه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحياء
والعي من الإيمان وهما يقربان من الجنة ويباعدان من النار والفحش والبذاء
من الشيطان وهما يقربان من النار ويباعدان من الجنة
فقال أعرابي لأبي أمامة إنا لنقول في الشعر العي من الحمق فقال إني أقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وتجيئني بشعرك المنتن
3993 - وروي عن قرة بن إياس رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه
و سلم فذكر عنده الحياء فقالوا يا رسول الله الحياء من الدين فقال رسول
الله صلى الله عليه و سلم بل هو الدين كله ثم قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم إن الحياء والعفاف والعي عي اللسان لا عي القلب والعفة من الإيمان
وإنهن يزدن في الآخرة وينقصن من الدنيا وما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن
من الدنيا وإن الشح والعجز والبذاء من النفاق وإنهن يزدن في الدنيا وينقصن
من الآخرة وما ينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن من الدنيا
رواه الطبراني باختصار وأبو الشيخ في الثواب واللفظ له
3994 - وعن عائشة رضي الله عنها قلت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا
عائشة لو كان الحياء رجلا كان رجلا صالحا ولو كان الفحش رجلا لكان رجل سوء
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وأبو الشيخ أيضا وفي إسنادهما ابن لهيعة وبقية رواة الطبراني محتج بهم في الصحيح
وعن زيد بن طلحة بن ركانة يرفعه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء
رواه مالك ورواه ابن ماجه وغيره عن أنس مرفوعا ورواه أيضا من طريق صالح بن
حسان عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم فذكره
3996 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما كان الفحش في شيء إلا شانه وما كان الحياء في شيء إلا زانه
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب ويأتي في الباب بعده أحاديث في ذم الفحش إن شاء الله تعالى
3997 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحياء والإيمان قرناء جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ورواه الطبراني في الأوسط من حديث ابن عباس
3999 - حسن وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم استحيوا من الله حق الحياء
قال قلنا يا نبي الله إنا لنستحي والحمد لله
قال ليس ذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى
وتحفظ البطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا
فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء
رواه الترمذي وقال هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد
قال الحافظ أبان بن إسحاق فيه مقال والصباح مختلف فيه وتكلم فيه لرفعه هذا
الحديث وقالوا الصواب عن ابن مسعود موقوف ورواه الطبراني مرفوعا من حديث
عائشة والله أعلم
وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال إن الله عز و جل إذا أراد أن يهلك عبدا نزع منه
الحياء فإذا نزع منه الحياء لم تلفه إلا مقيتا فإذا لم تلفه إلا مقيتا
ممقتا نزعت منه الأمانة فإذا نزعت منه الأمانة لم تلفه إلا خائنا مخونا
فإذا لم تلفه إلا خائنا مخونا نزعت منه الرحمة فإذا نزعت منه الرحمة لم
تلفه إلا رجيما ملعنا فإذا لم تلفه إلا رجيما ملعنا نزعت منه ربقة الإسلام
رواه ابن ماجه
الربقة بكسر الراء وفتحها واحدة الربق وهي عرى في حبل تشد به البهم وتستعار لغيره
الترغيب في الخلق الحسن وفضله والترهيب من الخلق السيىء وذمه
4001 - عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه
و سلم عن البر والإثم فقال البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن
يطلع عليه الناس
رواه مسلم والترمذي
4002 - وعن عبد الله بن
عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم
فاحشا ولا متفحشا وكان يقول إن من خياركم أحسنكم أخلاقا
رواه البخاري ومسلم والترمذي
4003 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما
من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله يبغض الفاحش
البذيء
رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح
وزاد في رواية له وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة
رواه بهذه الزيادة البزار بإسناد جيد لم يذكر فيه الفاحش البذيء
ورواه أبو داود مختصرا قال ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق
البذيء بالذال المعجمة ممدودا هو المتكلم بالفحش ورديء الكلام
4004 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم
عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال تقوى الله وحسن الخلق وسئل عن أكثر ما
يدخل الناس النار فقال الفم والفرج
رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه والبيهقي في الزهد وغيره وقال الترمذي حديث حسن صحيح غريب
4005 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله
رواه الترمذي والحاكم وقال صحيح على شرطهما كذا قال وقال الترمذي حديث حسن ولا نعرف لأبي قلابة سماعا من عائشة
4006 - وعنها رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم والقائم
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما ولفظه إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجات قائم الليل وصائم النهار
رواه الطبراني من حديث أبي أمامة إلا أنه قال إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل الظامىء بالهواجر
4007 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله ليبلغ العبد بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة
رواه الطبراني في الأوسط وقال صحيح على شرط مسلم
ورواه أبو يعلى من حديث أنس وزاد في أوله أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا
4008 - وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن
العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل وإنه لضعيف العبادة
وإنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درجة في جهنم
رواه الطبراني ورواته ثقات سوى شيخه المقدام بن داود وقد وثق
4009 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله
بحسن خلقه وكرم ضريبته
رواه أحمد والطبراني في الكبير ورواة أحمد ثقات إلا ابن لهيعة
الضريبة الطبيعة وزنا ومعنى
4010 - وعن صفوان بن سليم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أخبركم بأيسر العبادة وأهونها على البدن الصمت وحسن الخلق
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت مرسلا
4011 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كرم المؤمن دينه ومروءته عقله وحسبه خلقه
رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي كلهم من رواية مسلم بن خالد
الزنجي وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم ورواه البيهقي أيضا موقوفا على عمر
صحح إسناده ولعله أشبه
4012 - وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له يا أبا ذر لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق
رواه ابن حبان في صحيحه وغيره في آخر حديث طويل تقدم منه قطعة في الظلم
4013 - وتقدم في الإخلاص حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه و سلم قد
أفلح من أخلص قلبه للإيمان وجعل قلبه سليما ولسانه صادقا ونفسه مطمئنة
وخليقته مستقيمة الحديث
4014 - وعن العلاء بن الشخير رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم من قبل وجهه
فقال يا رسول الله أي العمل أفضل قال حسن الخلق ثم أتاه عن يمينه فقال أي
العمل أفضل قال حسن الخلق ثم أتاه عن شماله فقال يا رسول الله أي العمل
أفضل قال حسن الخلق ثم أتاه من بعده يعني من خلفه فقال يا رسول الله أي
العمل أفضل فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما لك لا تفقه
حسن الخلق هو أن لا تغضب إن استطعت
رواه محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة مرسلا هكذا
4015 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وببيت في وسط
الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه
رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه والترمذي وتقدم لفظه وقال حديث حسن
4016 - وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن من
أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا الحديث
رواه الترمذي وقال حديث حسن
4017 - وروي عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حسن الخلق خلق الله الأعظم
رواه الطبراني في الكبير والأوسط
4018 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله
عليه و سلم عن جبريل عن الله تعالى قال إن هذا دين ارتضيته لنفسي ولن يصلح
له إلا السخاء وحسن الخلق فأكرموه بهما ما صحبتموه
رواه الطبراني في الأوسط وتقدم في البخل والسخاء حديث عمران بن حصين بمعناه
4019 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال أوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام يا خليلي حسن خلقك ولو مع الكفار
تدخل مدخل الأبرار وإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه أن أظله تحت عرشي وأن
أسقيه من حظيرة قدسي وأن أدنيه من جواري
رواه الطبراني
وعنه أيضا رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما حسن الله خلق رجل وخلقه فتطعمه النار أبدا
رواه الطبراني في الأوسط
4021 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة
فأعادها مرتين أو ثلاثا
قالوا نعم يا رسول الله
قال أحسنكم خلقا
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه
4022 - وعن أنس رضي الله عنه قال لقي رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا
ذر فقال يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل على
الميزان من غيرهما قال بلى يا رسول الله قال عليك بحسن الخلق وطول الصمت
فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما
رواه ابن أبي الدنيا
والطبراني والبزار وأبو يعلى بإسناد جيد رواته ثقات واللفظ له ورواه أبو
الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب بإسناد واه عن أبي ذر ولفظه قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم يا أبا ذر ألا أدلك على أفضل العبادة وأخفها على
البدن وأثقلها في الميزان وأهونها على اللسان قلت بلى فداك أبي وأمي قال
عليك بطول الصمت وحسن الخلق فإنك لست بعامل يا أبا ذر بمثلهما
4023
- ورواه أيضا من حديث أبي الدرداء قال قال النبي صلى الله عليه و سلم يا
أبا الدرداء ألا أنبئك بأمرين خفيف مؤنتهما عظيم أجرهما لم تلق الله عز و
جل بمثلهما طول الصمت وحسن الخلق
4024 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أخبركم بخياركم قالوا بلى يا
رسول الله قال أطولكم أعمارا وأحسنكم أخلاقا
رواه البزار وابن حبان في صحيحه كلاهما من رواية ابن إسحاق ولم يصرح فيه بالتحديث
4025 - وعن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله
عليه و سلم كأنما على رؤوسنا الطير ما يتكلم منا متكلم إذ جاءه أناس
فقالوا من أحب عباد الله إلى الله تعالى قال أحسنهم خلقا
رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح وابن حبان في صحيحه
4026 - وفي رواية لابن حبان بنحوه إلا أنه قال يا رسول الله فما خير ما أعطي الإنسان قال خلق حسن
ورواه الحاكم والبيهقي بنحو هذه وقال الحاكم صحيح
على شرطهما ولم يخرجاه لأن أسامة ليس له سوى راو واحد كذا قال وليس بصواب فقد روى عنه زياد بن علاقة وابن الأقمر وغيرهما
4027 - وعن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال كنت في مجلس فيه النبي صلى
الله عليه و سلم وسمرة وأبو أمامة فقال إن الفحش والتفحش ليسا من الإسلام
في شيء وإن أحسن الناس إسلاما أحسنهم خلقا
رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد جيد ورواته ثقات
4028 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن معاذ بن جبل رضي
الله عنه أراد سفرا فقال يا نبي الله أوصني قال اعبد الله لا تشرك به شيئا
قال يا نبي الله زدني
قال إذا أسأت فأحسن
قال يا نبي الله زدني قال استقم وليحسن خلقك
رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد
4029 - ورواه مالك عن معاذ قال كان آخر ما أوصاني به رسول الله صلى الله
عليه و سلم حين وضعت رجلي في الغرز أن قال يا معاذ أحسن خلقك للناس
4030 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم
اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
4031 - وعن عمير بن قتادة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله أي الصلاة أفضل قال طول القنوت
قال فأي الصدقة أفضل قال جهد المقل
قال أي المؤمنين أكمل إيمانا قال أحسنهم خلقا
رواه الطبراني في الأوسط من رواية سويد بن إبراهيم أبي حاتم ولا بأس به في المتابعات
4032 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي
رواه أحمد ورواته ثقات
4033 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أحبكم إلي
أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون وإن أبغضكم إلي
المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الملتمسون للبرآء العيب
رواه
الطبراني في الصغير والأوسط ورواه البزار من حديث عبد الله بن مسعود
باختصار ويأتي في النميمة إن شاء الله حديث عبد الرحمن بن غنم بمعناه
4034 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قالت أم حبيبة يا رسول الله المرأة
يكون لها زوجان ثم تموت فتدخل الجنة هي وزوجاها لأيهما تكون للأول أو
للآخر قال تخير أحسنهما خلقا كان معها في الدنيا يكون زوجها في الجنة يا
أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة
رواه الطبراني والبزار
باختصار ورواه الطبراني أيضا في الكبير والأوسط من حديث أم سلمة في آخر
حديث طويل يأتي في صفة الجنة إن شاء الله تعالى
4035 - وروي عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الخلق الحسن
يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد والخلق السوء يفسد العمل كما يفسد
الخل العسل
رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبيهقي
4036 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لأهله
رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح والبيهقي إلا أنه قال وخياركم خياركم لنسائهم
والحاكم دون قوله وخياركم خياركم لأهله
ورواه بدونه أيضا محمد بن نصر المروزي وزاد فيه وإن المرء ليكون مؤمنا وإن في خلقه شيئا فينقص ذلك من إيمانه
4038 - وعن رجل من مزينة قال قيل يا رسول الله ما أفضل ما أوتي الرجل المسلم قال الخلق الحسن
قال فما شر ما أوتي الرجل المسلم قال إذا كرهت أن يرى
عليك شيء في نادي القوم فلا تفعله إذا خلوت
رواه عبد الرزاق في كتابه عن معمر عن أبي إسحاق عنه
4039 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إن هذه الأخلاق من الله فمن أراد الله به خيرا منحه خلقا حسنا ومن
أراد به سوءا منحه خلقا سيئا
رواه الطبراني في الأوسط
4040 -
وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إن أحبكم إلي وأقربكم مني في الآخرة محاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلي
وأبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم أخلاقا الثرثارون المتفيهقون المتشدقون
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح والطبراني وابن حبان في صحيحه ورواه الترمذي من حديث جابر وحسنه لم يذكر فيه أسوؤكم أخلاقا
وزاد في آخره قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون قال المتكبرون
الثرثار بثاءين مثلثتين مفتوحتين هو الكثير الكلام تكلفا
والمتشدق هو المتكلم بملء شدقه تفاصحا وتعظيما لكلامه
والمتفيهق أصله من الفهق وهو الامتلاء وهو بمعنى المتشدق لأنه الذي يملأ
فمه بالكلام ويتوسع فيه إظهارا لفصاحته وفضله واستعلاء على غيره ولهذا
فسره النبي صلى الله عليه و سلم بالمتكبر
4041 - وعن رافع بن مكيث
وكان ممن شهد الحديبية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
حسن الخلق نماء وسوء الخلق شؤم والبر زيادة في العمر والصدقة تدفع ميتة
السوء
رواه أحمد وأبو داود باختصار وفي إسنادهما راو لم يسم وبقية إسناده ثقات
4042 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله ما الشؤم قال سوء الخلق
رواه الطبراني في الأوسط
4043 - ورواه فيه أيضا من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الشؤم سوء الخلق
وروي عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من شيء
إلا له توبة إلا صاحب سوء الخلق فإنه لا يتوب من ذنب إلا عاد في شر منه
رواه الطبراني في الصغير والأصبهاني
4045 - وفي رواية للأصبهاني عن رجل من أهل الجزيرة لم يسمه عن ميمون بن
مهران قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من ذنب أعظم عند الله عز
و جل من سوء الخلق وذلك أن صاحبه لا يخرج من ذنب إلا وقع في ذنب
وهذا مرسل
4046 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان
يدعو يقول اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق
رواه أبو داود والنسائي
3 - الترغيب في الرفق والأناة والحلم
4047 - عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله
رواه البخاري ومسلم
4048 - وفي رواية لمسلم إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه
4049 - وعنها أيضا رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه
رواه مسلم
4050 - وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم
قال إن الله عز و جل ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق وإذا أحب الله
عبدا أعطاه الرفق ما من أهل بيت يحرمون الرفق إلا حرموا
رواه الطبراني ورواته ثقات ورواه مسلم وأبو داود
مختصرا من يحرم الرفق يحرم الخير
زاد أبو داود كله
4051 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من
أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم
حظه من الخير
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
4052 - وعن أبي
أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله عز و
جل يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين على العنف
رواه الطبراني من رواية صدقة بن عبد الله السمين وبقية إسناده ثقات
4053 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لها
يا عائشة ارفقي فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق
رواه أحمد والبزار من حديث جابر ورواتهما رواة الصحيح
4054 - وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الرفق يمن والخرق شؤم
رواه الطبراني في الأوسط
4055 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما أعطي أهل بيت الرفق إلا نفعهم
رواه الطبراني بإسناد جيد
4056 - وروي عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ثلاث من كن فيه نشر الله عليه كنفه وأدخله جنته رفق بالضعيف وشفقة على
الوالدين وإحسان إلى المملوك
رواه الترمذي وقال حديث غريب
4057
- وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما كان
الرفق في شيء قط إلا زانه ولا كان الخرق في شيء قط إلا شانه وإن الله رفيق
يحب الرفق
رواه البزار بإسناد لين وابن حبان في صحيحه وعنده الفحش مكان الخرق ولم يقل وإن الله إلى آخره
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال بال أعرابي في المسجد فقام الناس إليه
ليقعوا فيه فقال النبي صلى الله عليه و سلم دعوه وأريقوا على بوله سجلا من
ماء أو ذنوبا من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين
رواه البخاري
السجل بفتح السين المهملة وسكون الجيم هي الدلو الممتلئة ماء
والذنوب بفتح الذال المعجمة مثل السجل وقيل هي الدلو مطلقا سواء كان فيها ماء أو لم يكن وقيل دون الملاى
4059 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا
رواه البخاري ومسلم
4060 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت ما خير رسول الله صلى الله عليه و
سلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان ثم إثم كان أبعد
الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه في شيء قط إلا
أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله تعالى
رواه البخاري ومسلم
4061
- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا
أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار تحرم على كل هين لين
سهل
رواه الترمذي وقال حديث حسن وابن حبان في صحيحه ولفظه في إحدى رواياته إنما تحرم النار على كل هين لين قريب سهل
4062 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
التأني من الله والعجلة من الشيطان وما أحد أكثر معاذير من الله وما من
شيء أحب إلى الله من الحمد
رواه أبو يعلى ورواته رواة الصحيح
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للأشج إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة
رواه مسلم
4064 - وروي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إذا جمع الله الخلائق نادى مناد أين أهل الفضل
قال فيقوم ناس وهم يسير فينطلقون سراعا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة
فيقولون إنا نراكم سراعا إلى الجنة فمن أنتم فيقولون نحن أهل الفضل
فيقولون وما فضلكم فيقولون كنا إذا ظلمنا صبرنا وإذا أسيء إلينا حلمنا
فيقال لهم ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين
رواه الأصبهاني
4065 - وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن العبد ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم
زاد بعض الرواة فيه وإنه ليكتب جبارا وما يملك إلا أهل بيته
رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب
4066 - وعن أنس رضي الله عنه قال كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه و
سلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجذبه بردائه جذبة شديدة
فنظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد أثر بها حاشية
الرداء من شدة جذبته ثم قال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت
إليه فضحك ثم أمر له بعطاء
رواه البخاري ومسلم
4067 - وعن ابن
مسعود رضي الله عنه قال كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يحكي
نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم
اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
رواه البخاري ومسلم
4068 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول وجبت محبة الله على من أغضب فحلم
رواه الأصبهاني وفي سنده أحمد بن داود بن عبد الغفار المصري شيخ الحاكم وقد وثقه الحاكم وحده
وتقدم حديث عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا
أنبئكم بما يشرف الله به البنيان ويرفع به الدرجات قالوا نعم يا رسول الله
قال تحلم على من جهل عليك وتعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك
رواه الطبراني والبزار
4070 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب
رواه البخاري ومسلم
قال الحافظ وسيأتي باب في الغضب ودفعه إن شاء الله تعالى
4 - الترغيب في طلاقة الوجه وطيب الكلام وغير ذلك مما يذكر
4071 - عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق
رواه مسلم
4072 - وعن الحسن رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من الصدقة أن تسلم على الناس وأنت طليق الوجه
رواه ابن أبي الدنيا وهو مرسل
4073 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم كل معروف صدقة وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق وأن تفرغ
من دلوك في إناء أخيك
رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح وصدره في الصحيحين من حديث حذيفة وجابر
4074 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
تبسمك في وجه أخيك صدقة وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة وإرشادك
الرجل في أرض الضلال لك صدقة وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق لك
صدقة وإفراغك من دلوك في
دلو أخيك لك صدقة
رواه الترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه وزاد وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة
4075 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إن تبسمك في وجه أخيك يكتب لك به صدقة وإماطتك الأذى عن الطريق يكتب لك به
صدقة وإن أمرك بالمعروف صدقة وإرشادك الضال يكتب لك به صدقة
رواه البزار والطبراني من رواية يحيى بن أبي عطاء وهو مجهول
4076 - وعن أبي جري الهجيمي رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله
عليه و سلم فقلت يا رسول الله إنا قوم من أهل البادية فعلمنا شيئا ينفعنا
الله به فقال لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء
المستسقي ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط وإياك وإسبال الإزار فإنه من
المخيلة ولا يحبها الله وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك فلا تشتمه بما تعلم
فيه فإن أجره لك ووباله على من قاله
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي مفرقا وابن حبان في صحيحه واللفظ له
4077 - وفي رواية للنسائي فقال لا تحقرن من المعروف شيئا أن تأتيه ولو أن
تهب صلة الحبل ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي ولو أن تلقى أخاك
المسلم ووجهك بسط إليه ولو أن تونس الوحشان بنفسك ولو أن تهب الشسع
4078 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال والكلمة الطيبة صدقة
رواه البخاري ومسلم في حديث
4079 - وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة
رواه البخاري ومسلم
وعن المقدام بن شريح عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال قلت يا رسول الله
حدثني بشيء يوجب لي الجنة قال موجب الجنة إطعام الطعام وإفشاء السلام وحسن
الكلام
رواه الطبراني بإسنادين رواة أحدهما ثقات وابن أبي الدنيا في
كتاب الصمت والحاكم إلا أنهما قالا عليك بحسن الكلام وبذل الطعام وقال
الحاكم صحيح ولا علة له رواه البزار من حديث أنس قال قال رجل للنبي صلى
الله عليه و سلم علمني عملا يدخلني الجنة قال أطعم الطعام وأفش السلام
وأطب الكلام وصل بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام
4081 - وعن
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن في
الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فقال أبو مالك الأشعري
لمن هي يا رسول الله قال لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس
نيام
رواه الطبراني والحاكم وقال صحيح على شرطهما وتقدم جملة من أحاديث هذا النوع في قيام الليل وإطعام الطعام
الترغيب في إفشاء السلام وما جاء في فضله وترهيب المرء من حب القيام له
4082 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول
الله صلى الله عليه و سلم أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام
على من عرفت ومن لم تعرف
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
4083 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا
فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم
رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه
وعن ابن الزبير رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال دب
إليكم داء الأمم قبلكم البغضاء والحسد والبغضاء هي الحالقة ليس حالقة
الشعر ولكن حالقة الدين والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا
تؤمنوا حتى تحابوا ألا أنبئكم بما يثبت لكم ذلك أفشوا السلام بينكم
رواه البزار بإسناد جيد
4085 - وروي عن شيبة الحجبي عن عمه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم ثلاث يصفين لك ود أخيك تسلم عليه إذا لقيته وتوسع له في
المجلس وتدعوه بأحب أسمائه إليه
رواه الطبراني في الأوسط
4086 - وعن البراء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أفشوا السلام تسلموا
رواه ابن حبان في صحيحه
4087 - وعن أبي يوسف عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقول يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام
وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
4088 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم اعبدوا الرحمن وأفشوا السلام وأطعموا الطعام تدخلوا الجنان
رواه الترمذي وصححه وابن حبان في صحيحه واللفظ له
قال الحافظ وتقدم غير ما حديث من هذا النوع في إطعام الطعام وغيره
4089 - وعن أبي شريح رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله أخبرني بشيء يوجب لي الجنة قال طيب الكلام وبذل السلام وإطعام الطعام
رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه في حديث والحاكم وصححه
4090 - وتقدم في رواية جيدة للطبراني قال قلت يا رسول الله دلني على عمل
يدخلني الجنة قال إن من موجبات المغفرة بذل السلام وحسن الكلام
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال حق
المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة
الدعوة وتشميت العاطس
رواه البخاري ومسلم وأبو داود
ولمسلم حق المسلم على المسلم ست
قيل وما هن يا رسول الله قال إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا
استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه
ورواه الترمذي والنسائي بنحو هذا
4092 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفشوا السلام كي تعلوا
رواه الطبراني بإسناد حسن
4093 - وعن الأغر أغر مزينة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر لي بجريب من تمر عند رجل من الأنصار فمطلني به
فكلمت فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال اغد يا أبا بكر فخذ له تمره
فوعدني أبو بكر المسجد إذا صلينا الصبح فوجدته حيث وعدني فانطلقنا فكلما
رأى أبا بكر رجل من بعيد سلم عليه فقال أبو بكر رضي الله عنه أما ترى ما
يصيب القوم عليك من الفضل لا يسبقك إلى السلام أحد فكنا إذا طلع الرجل من
بعيد بادرناه بالسلام قبل أن يسلم علينا
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأحد إسنادي الكبير رواته محتج بهم في الصحيح
حنه
4094 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام
رواه أبو داود والترمذي وحسنه ولفظه قيل يا رسول الله الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام قال أولاهما بالله تعالى
4095 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يسلم الراكب على
الماشي والماشي على القاعد والماشيان أيهما بدأ فهو أفضل
رواه البزار وابن حبان في صحيحه
4096 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
و سلم قال السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه في الأرض فأفشوه بينكم فإن
الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة
بتذكيره إياهم السلام فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم
رواه البزار والطبراني وأحد إسنادي البزار جيد قوي
4097 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كنا إذا كنا مع رسول الله صلى
الله عليه و سلم فتفرق بيننا شجرة فإذا التقينا يسلم بعضنا على بعض
رواه الطبراني بإسناد حسن
4098 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم فإذا أراد أن يقوم فليسلم فليست الأولى
بأحق من الآخرة
رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي
وزاد رزين ومن سلم على قوم حين يقوم عنهم كان شريكهم فيما خاضوا من الخير بعده
4099 - وروى أحمد من طريق ابن لهيعة عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن
أبيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال حق على من قام على جماعة
أن يسلم عليهم وحق على من قام من مجلس أن يسلم فقام رجل ورسول الله صلى
الله عليه و سلم يتكلم فلم يسلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما
أسرع ما نسي
4100 - وعن معاوية بن قرة عن أبيه رضي الله عنه قال يا
بني إذا كنت في مجلس ترجو خيره فعجلت بك حاجة فقل السلام عليكم فإنك
شريكهم فيما يصيبون في ذلك المجلس
رواه الطبراني موقوفا هكذا ومرفوعا والموقوف أصح
4101 - وعن عمران بن الحصين رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله
عليه و سلم فقال السلام عليكم فرد عليه ثم جلس فقال النبي صلى الله عليه و
سلم عشر ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد فجلس فقال عشرون ثم
جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد فجلس فقال ثلاثون
رواه أبو داود والترمذي وحسنه
والنسائي والبيهقي وحسنه أيضا ورواه أبو داود أيضا من طريق أبي مرحوم
واسمه عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ عن أبيه مرفوعا بنحوه
وزاد ثم أتى آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته فقال أربعون
قال هكذا تكون الفضائل
4102 - وروي عن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم من قال السلام عليكم كتبت له عشر حسنات ومن قال السلام عليكم ورحمة
الله كتبت له عشرون حسنة ومن قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبت له
ثلاثون حسنة
رواه الطبراني
4103 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رجلا مر على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في مجلس فقال سلام
عليكم فقال عشر حسنات ثم مر آخر فقال سلام عليكم ورحمة الله فقال عشرون
حسنة ثم مر آخر فقال سلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال ثلاثون حسنة فقام
رجل من المجلس ولم يسلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما أوشك ما نسي
صاحبكم إذا جاء أحدكم إلى المجلس فليسلم فإن بدا له أن يجلس فليجلس وإن
قام فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة
رواه ابن حبان في صحيحه
ما أوشك أي ما أسرع
4104 - وعن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أربعون
خصلة أعلاهن منيحة العنز ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق
موعودها إلا أدخله الله بها الجنة
قال حسان فعددنا ما دون منيحة العنز من رد السلام وتشميت العاطس وإماطة الأذى عن الطريق ونحوه فما استطعنا أن تبلغ خمس عشرة
رواه البخاري وغيره
4105 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أعجز الناس من عجز في الدعاء وأبخل الناس من بخل بالسلام
رواه الطبراني في الأوسط وقال لا يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا بهذا الإسناد
قال الحافظ وهو إسناد جيد قوي
4106 - وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أسرق الناس
الذي يسرق صلاته قيل يا رسول الله وكيف يسرق صلاته قال لا يتم ركوعها ولا سجودها وأبخل الناس من بخل بالسلام
رواه الطبراني بإسناد جيد
4107 - وعن جابر رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال
إن لفلان في حائطي عذقا وإنه قد آذاني وشق علي مكان عذقه فأرسل إليه رسول
الله صلى الله عليه و سلم فقال بعني عذقك الذي في حائط فلان قال لا قال
فهبه لي
قال لا قال فبعنيه بعذق في الجنة
قال لا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما رأيت الذي هو أبخل منك إلا الذي يبخل بالسلام
رواه أحمد والبزار وإسناد أحمد لا بأس به
قال الحافظ وتقدم فيما يقول إذا دخل بيته أحاديث من السلام فأغنى عن إعادتها هنا
4108 - وعن معاوية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار
رواه أبو داود بإسناد صحيح والترمذي وقال حديث حسن
4109 - وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى
الله عليه و سلم متوكئا على عصا فقمنا إليه فقال لا تقوموا كما تقوم
الأعاجم يعظم بعضها بعضا
رواه أبو داود وابن ماجه وإسناده حسن
فيه أبو غالب واسمه حزور ويقال نافع ويقال سعيد بن الحزور فيه كلام طويل
ذكرته في مختصر السنن وغيره والغالب عليه التوثيق وقد صحح له الترمذي
وغيره والله أعلم
الترغيب في المصافحة والترهيب من الإشارة في السلام وما جاء في السلام على الكفار
4110 - عن البراء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا
رواه أبو داود والترمذي كلاهما من رواية
الأجلح عن أبي إسحاق عن أبي البراء وقال الترمذي حديث حسن غريب
4111 - وفي رواية لأبي داود قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمدا الله واستغفراه غفر لهما
قال الحافظ وفي هذه الرواية أبو بلج بفتح الباء وسكون اللام بعدها جيم
واسمه يحيى بن سليم ويقال يحيى بن أبي الأسود ويأتي الكلام عليه وعلى
الأجلح واسمه يحيى بن عبد الله أبو حجبة الكندي وإسناد هذا الحديث فيه
اضطراب
4112 - وروى الطبراني عن أبي داود الأعمى وهو متروك قال
لقيني البراء بن عازب فأخذ بيدي وصافحني وضحك في وجهي ثم قال أتدري لم
أخذت بيدك قلت لا إلا أنني ظننت أنك لم تفعله إلا لخير فقال إن النبي صلى
الله عليه و سلم لقيني ففعل بي ذلك ثم قال أتدري لم فعلت بك ذلك قلت لا
قال قال النبي صلى الله عليه و سلم إن المسلمين إذا التقيا وتصافحا وضحك
كل منهما في وجه صاحبه لا يفعلان ذلك إلا لله لم يتفرقا حتى يغفر لهما
4113 - وعن أنس رضي الله عنه عن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال ما من
مسلمين التقيا فأخذ أحدهما بيد صاحبه إلا كان حقا على الله عز و جل أن
يحضر دعاءهما ولا يفرق بين أيديهما حتى يغفر لهما
واللفظ له والبزار وأبو يعلى ورواة أحمد كلهم ثقات إلا ميمون المرادي وهذا الحديث مما أنكر عليه
4114 - وعنه رضي الله عنه قال كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم إذا تلاقوا تصافحوا وإذا قدموا من سفر تعانقوا
رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح
4115 - وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما
كما يتناثر ورق الشجر
رواه الطبراني في الأوسط ورواته لا أعلم فيهم مجروحا
4116 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم لقي
حذيفة فأراد أن يصافحه فتنحى حذيفة فقال إني كنت جنبا فقال إن المسلم إذا
صافح أخاه تحاتت خطاياهما كما يتحات ورق الشجر
رواه البزار من رواية مصعب بن ثابت
وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن المسلمين إذا
التقيا فتصافحا وتساءلا أنزل الله بينهما مائة رحمة تسعة وتسعين لأبشهما
وأطلقهما وأبرهما وأحسنهما مساءلة بأخيه
رواه الطبراني بإسناد فيه نظر
لأبشهما أي لأكثرهما بشاشة وهي طلاقة الوجه مع الفرح والتبسم وحسن الإقبال واللطف في المسألة
وأطلقهما أي أكثرهما وأبلغهما طلاقة وهي بمعنى البشاشة
4118 - وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم إذا التقى الرجلان المسلمان فسلم أحدهما على صاحبه فإن أحبهما
إلى الله أحسنهما بشرا لصاحبه فإذا تصافحا نزلت عليهما مائة رحمة وللبادي
منهما تسعون وللمصافح عشرة
رواه البزار
4119 - وعن سلمان
الفارسي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن المسلم إذا لقي
أخاه فأخذ بيده تحاتت عنهما ذنوبهما كما يتحات الورق عن الشجرة اليابسة في
يوم ريح عاصف وإلا غفر لهما ولو كانت ذنوبهما مثل زبد البحر
رواه الطبراني بإسناد حسن
4120 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من تمام التحية الأخذ باليد
رواه الترمذي عن رجل لم يسمه عنه وقال حديث غريب
4121 - وعن قتادة قال قلت لأنس بن مالك رضي الله عنه أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال نعم
رواه البخاري والترمذي
4122 - وعن أيوب بن بشير العدوي عن رجل من عنزة قال قلت لأبي ذر حيث سير
إلى الشام إني أريد أن أسألك عن حديث من حديث رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال إذن أخبرك به إلا أن يكون شرا قلت إنه ليس بشر هل كان رسول الله
صلى الله عليه و سلم يصافحكم إذا لقيتموه قال ما لقيته قط إلا صافحني وبعث
إلي ذات يوم ولم أكن في أهلي فجئت فأخبرت أنه أرسل إلي فاتيته وهو على
سريره فالتزمني فكانت تلك أجود وأجود
رواه أبو
داود والرجل المبهم اسمه عبد الله مجهول
4123 - وعن عطاء الخراساني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال تصافحوا يذهب عنكم الغل وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء
رواه مالك هكذا معضلا وقد أسند من طرق فيها مقال
4124 - وروي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود ولا
بالنصارى
فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع وإن تسليم النصارى بالأكف
رواه الترمذي والطبراني وزاد ولا تقصوا النواصي وأحفوا الشارب واعفوا
اللحى ولا تمشوا في المساجد والأسواق وعليكم القمص إلا وتحتها الأزر
4125 - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تسليم الرجل بأصبع واحدة يشير بها فعل اليهود
رواه أبو يعلى ورواته رواة الصحيح والطبراني واللفظ له
4126 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروهم إلى
أضيقه
رواه مسلم واللفظ له وأبو داود والترمذي
4127 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه ومن نوع هذين الحديثين كثير ليس من شرط كتابنا فتركناها
الترهيب أن يطلع الإنسان في دار قبل أن يستأذن
4128 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقؤوا عينه
رواه البخاري ومسلم وأبو داود إلا أنه قال ففقؤوا عينه فقد هدرت
4129 - وفي رواية للنسائي أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم ففقؤوا عينه فلا دية له ولا قصاص
4130 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
أيما رجل كشف سترا فأدخل بصره قبل أن يؤذن له فقد أتى حدا لا يحل له أن
يأتيه ولو أن رجلا فقأ عينه لهدرت ولو أن رجلا مر على باب لا ستر له فرأى
عورة أهله فلا خطيئة عليه إنما الخطيئة على أهل المنزل
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح إلا ابن لهيعة ورواه الترمذي وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة
4131 - وعن عبادة يعني ابن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم سئل عن الاستئذان في البيوت فقال من دخلت عينه قبل أن يستأذن
ويسلم فلا إذن وقد عصى ربه
رواه الطبراني من حديث إسحاق بن يحيى عن عبادة ولم يسمع منه ورواته ثقات
4132 - وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا اطلع من بعض حجر النبي صلى الله عليه
و سلم فقام إليه النبي صلى الله عليه و سلم بمشقص أو بمشاقص فكأني أنظر
إليه يختل الرجل ليطعنه
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي
والنسائي ولفظه أن أعرابيا أتى باب النبي صلى الله عليه و سلم فألقم عينه
خصاصة الباب فبصر به النبي صلى الله عليه و سلم فتوخاه بحديدة أو عود
ليفقأ عينه فلما أن أبصره
انقمع فقال له النبي صلى الله عليه و سلم أما إنك لو ثبت عليك لفقأت عينك
المشقص بكسر الميم بعدها شين معجمة ساكنة وقاف مفتوحة هو سهم له نصل عريض وقيل طويل وقيل هو النصل العريض نفسه وقيل الطويل
يختله بكسر التاء المثناة فوق أي يخدعه ويراوغه
وخصاصة الباب بفتح الخاء المعجمة وصادين مهملتين هي الثقب فيه والشقوق ومعناه أنه جعل الشق الذي في الباب محاذيا عينه
توخاه بتشديد الخاء المعجمة أي قصده
4133 - وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رجلا اطلع على رسول الله
صلى الله عليه و سلم من جحر في حجرة النبي صلى الله عليه و سلم ومع النبي
صلى الله عليه و سلم مدراة يحك بها رأسه فقال النبي صلى الله عليه و سلم
لو علمت أنك تنظر لطعنت بها في عينك إنما جعل الاستئذان من أجل البصر
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي
4134 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ثلاث لا يحل لأحد أن يفعلهن لا يؤم رجل قوما فيخص نفسه بالدعاء دونهم فإن
فعل فقد خانهم ولا ينظر في قعر بيت قبل أن يستأذن فإن فعل فقد دخل ولا
يصلي وهو حقن حتى يتخفف
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وحسنه وابن ماجه مختصرا ورواه أبو داود أيضا من حديث أبي هريرة
4135 - وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول لا تأتوا البيوت من أبوابها ولكن ائتوها من جوانبها
فاستأذنوا فإن أذن لكم فادخلوا وإلا فارجعوا
رواه الطبراني في الكبير من طرق أحدها جيد
8 - الترهيب أن يتسمع حديث قوم يكرهون أن يسمعه
4136 - عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من
تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ومن استمع إلى حديث
قوم وهم له كارهون صب في
أذنيه الآنك يوم القيامة ومن صور صورة عذب أو كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ
رواه البخاري وغيره
الآنك بمد الهمزة وضم النون هو الرصاص المذاب
الترغيب في العزلة لمن لا يأمن على نفسه عند الاختلاط
4137 - عن عامر بن سعد قال كان سعد بن أبي وقاص في بيته فجاءه ابنه عمر
فلما رآه سعد قال أعوذ بالله من شر هذا الراكب فنزل فقال له أنزلت في إبلك
وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم فضرب سعد في صدره وقال اسكت سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي
رواه مسلم
الغني أي الغني النفس القنوع
4138 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رجل أي الناس أفضل يا رسول الله قال مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله
قال ثم من قال ثم رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه
4139 - وفي رواية يتقي الله ويدع الناس من شره
رواه البخاري ومسلم وغيرهما ورواه الحاكم بإسناد على شرطهما إلا أنه قال
عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه سئل أي المؤمنين أكمل إيمانا قال الذي
يجاهد بنفسه وماله ورجل يعبد ربه في شعب من الشعاب وقد كفى الناس شره
4140 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوشك أن
يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من
الفتن
رواه مالك والبخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه
شعف الجبال بالشين المعجمة والعين المهملة مفتوحتين هو أعلاها ورؤوسها
4141 - وعنه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال من
خير معايش الناس لهم رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما
سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل أو الموت مظانه ورجل في غنيمة في
رأس شعفة من هذه الشعف أو بطن واد من هذه الأودية يقيم الصلاة ويؤتي
الزكاة ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير
رواه مسلم وتقدم بشرح غريبه في الجهاد
4142 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ألا
أخبركم بخير الناس رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله ألا أخبركم بالذي
يتلوه رجل معتزل في غنيمة له يؤدي حق الله فيها ألا أخبركم بشر الناس رجل
يسأل بالله ولا يعطي
رواه النسائي والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن
غريب وابن حبان في صحيحه ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج
عليهم وهم جلوس في مجلس لهم فقال ألا أخبركم بخير الناس منزلا قالوا بلى
يا رسول الله قال رجل أخذ برأس فرسه في سبيل الله حتى يموت أو يقتل
ألا أخبركم بالذي يليه قلنا بلى يا رسول الله قال امرؤ معتزل في شعب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعتزل شرور الناس
ألا أخبركم بشر الناس قلنا بلى يا رسول الله
قال الذي يسأل بالله ولا يعطي
ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب العزلة من حديثه ورواه أيضا هو والطبراني من حديث أم مبشر الأنصارية أطول منه
4143 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال من جاهد في سبيل الله كان ضامنا على الله ومن عاد مريضا كان ضامنا على
الله ومن دخل على إمامه يعزره كان ضامنا على الله ومن جلس في بيته لم يغتب
إنسانا كان ضامنا على الله
رواه أحمد والطبراني وابن خزيمة في صحيحه وابن حبان واللفظ له وعند الطبراني
أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس
وهو عند أبي داود بنحوه وتقدم لفظه ورواه الطبراني في الأوسط من حديث
عائشة ولفظه قال خصال ست ما من مسلم يموت في واحدة منهن إلا كان ضامنا على
الله أن يدخل الجنة فذكر منها ورجل في بيته لا يغتاب المسلمين ولا يجر
إليهم سخطا ولا نقمة
4144 - وروي عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله
عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن أعجب الناس إلي رجل
يؤمن بالله ورسوله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعمر ماله ويحفظ دينه
ويعتزل الناس
رواه ابن أبي الدنيا في العزلة
4145 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم طوبى لمن ملك لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وحسن إسناده
4146 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما النجاة قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك
رواه الترمذي وابن أبي الدنيا والبيهقي كلهم من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد وقال الترمذي حديث حسن
4147 - وعن مكحول رضي الله عنه قال قال رجل متى قيام الساعة يا رسول الله
قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ولكن لها أشراط وتقارب أسواق
قالوا يا رسول الله وما تقارب أسواقها قال كسادها ومطر ولا نبات وأن تفشو
الغيبة وتكثر أولاد البغية وأن يعظم رب المال وأن تعلو أصوات الفسقة في
المساجد وأن يظهر أهل المنكر على أهل الحق قال رجل فما تأمرني قال فر
بدينك وكن حلسا من أحلاس بيتك
رواه ابن أبي الدنيا هكذا مرسلا
4148 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا
ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من
الماشي والماشي فيها خير من الساعي
قالوا فما تأمرنا قال كونوا أحلاس بيوتكم
رواه أبو داود وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة في الصحاح وغيرها
الحلس هو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب يعني الزموا بيوتكم في الفتن كلزوم الحلس لظهر الدابة
4149 - وعن المقداد بن الأسود قال ايم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول إن السعيد لمن جنب الفتن إن السعيد لمن جنب الفتن إن
السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر فواها
رواه أبو داود
واها كلمة معناها التلهف وقد توضع للإعجاب بالشيء
4150 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما نحن حول رسول الله صلى الله
عليه و سلم إذ ذكر الفتنة فقال إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم وخفت
أماناتهم وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه قال فقمت إليه فقلت كيف أفعل عند
ذلك جعلني الله تبارك وتعالى فداك قال الزم بيتك وابك على نفسك واملك عليك
لسانك وخذ ما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة
رواه أبو داود والنسائي بإسناد حسن
مرجت أي فسدت والظاهر أن معنى قوله خفت أماناتهم أي قلت من قولهم خف القوم أي قلوا والله أعلم
4151 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر خرج إلى المسجد فوجد معاذا عند
قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم يبكي فقال ما يبكيك قال حديث سمعته من
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اليسير من الرياء شرك ومن عادى أولياء
الله فقد بارز بالمحاربة
إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء
الذين إن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يعرفوا قلوبهم مصابيح الهدى
يخرجون من كل غبراء مظلمة
رواه ابن ماجه والحاكم والبيهقي في الزهد وقال الحاكم صحيح ولا علة له
وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
يأتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من هرب بدينه من شاهق إلى
شاهق ومن جحر إلى جحر فإن كان ذلك كذلك لم تنل المعيشة إلا بسخط الله فإذا
كان ذلك كذلك كان هلاك الرجل على يدي زوجته وولده فإن لم يكن له زوجة ولا
ولد كان هلاكه على يدي أبويه فإن لم يكن له أبوان كان هلاكه على يدي
قرابته أو الجيران
قالوا كيف ذلك يا رسول الله قال يعيرونه بضيق المعيشة فعند ذلك يورد نفسه الموارد التي يهلك فيها نفسه
رواه البيهقي في كتاب الزهد
4153 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم من انقطع إلى الله كفاه الله كل مؤنة ورزقه من حيث لا يحتسب ومن انقطع
إلى الدنيا وكله الله إليها
رواه الطبراني وأبو الشيخ وابن حبان في
الثواب وإسناد الطبراني مقارب وأملينا لهذا الحديث نظائر في الاقتصاد
والحرص ويأتي له نظائر في الزهد إن شاء الله تعالى
الترهيب من الغضب والترغيب في دفعه وكظمه وما يفعل عند الغضب
4154 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه و سلم أوصني قال لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب
رواه البخاري
4155 - وعن حميد بن عبد الرحمن عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال قال رجل يا رسول الله أوصني
قال لا تغضب
قال ففكرت حين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح
4156 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يباعدني من غضب الله عز و جل قال لا تغضب
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال ما يمنعني
وعن جارية بن قدامة أن رجلا قال يا رسول الله قل لي قولا وأقلل لعلي أعيه قال لا تغضب
فأعاد عليه مرارا كل ذلك يقول لا تغضب
رواه أحمد واللفظ له ورواته رواة الصحيح وابن حبان في صحيحه ورواه
الطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال عن الأحنف بن قيس عن عمه وعمه
جارية بن قدامة أنه قال يا رسول الله قل لي قولا ينفعني الله به فذكره
وأبو يعلى إلا أنه قال عن جارية بن قدامة أخبرني عم أبي أنه قال للنبي صلى الله عليه و سلم فذكر نحوه ورواته أيضا رواة الصحيح
4158 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رجل لرسول الله صلى الله
عليه و سلم دلني على عمل يدخلني الجنة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لا تغضب ولك الجنة
رواه الطبراني بإسنادين أحدهما صحيح
4159 -
وعن ابن المسيب رضي الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم
جالس ومعه أصحابه وقع رجل بأبي بكر رضي الله عنه فآتاه فصمت عنه أبو بكر
ثم آذاه الثانية فصمت عنه أبو بكر ثم آذاه الثالثة فانتصر أبو بكر فقام
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أبو بكر رضي الله عنه أوجدت علي يا
رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم نزل ملك من السماء يكذبه
بما قال لك فلما انتصرت ذهب الملك وقعد الشيطان فلم أكن لأجلس إذن مع
الشيطان
رواه أبو داود هكذا مرسلا ومتصلا من طريق محمد بن غيلان عن
سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة بنحوه وذكر البخاري في تاريخه أن
المرسل أصح
4160 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
ورواه ابن حبان في صحيحه مختصرا ليس الشديد من غلب الناس إنما الشديد من غلب نفسه
4162 - ورواه أحمد في حديث طويل عن رجل شهد رسول الله صلى الله عليه و سلم
يخطب ولم يسمه وقال فيه ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم ما الصرعة قال
قالوا الصريع
قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الصرعة كل
الصرعة الصرعة كل الصرعة الصرعة كل الصرعة الرجل الذي يغضب فيشتد غضبه
ويحمر وجهه ويقشعر جلده فيصرع غضبه
قال الحافظ الصرعة بضم الصاد
وفتح الراء هو الذي يصرع الناس كثيرا بقوته وأما الصرعة بسكون الراء فهو
الضعيف الذي يصرعه الناس حتى لا يكاد يثبت مع أحد وكل من يكثر عنه الشيء
يقال فيه فعلة بضم الفاء وفتح العين مثل حفظة وخدعة وضحكة وما أشبه ذلك
فإذا سكنت ثانيه فعلى العكس أي الذي يفعل به ذلك كثيرا
4163 - وعن
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم
يوما صلاة العصر ثم قام خطيبا فلم يدع شيئا يكون إلى قيام الساعة إلا
أخبرنا به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه وكان فيما قال إن الدنيا خضرة حلوة
وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء
وكان فيما قال ألا لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه
قال فبكى أبو سعيد وقال وقد والله رأينا أشياء فهبنا وكان فيما قال ألا
إنه ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته ولا غدرة أعظم من غدرة
إمام عامة يركز لواءه عند استه
وكان فيما حفظناه يومئذ ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات ألا وإن منهم البطيء الغضب السريع الفيء
ومنهم سريع الغضب سريع الفيء فتلك بتلك
ألا وإن منهم سريع الغضب بطيء الفيء
ألا وخيرهم بطيء الغضب سريع الفيء وشرهم سريع الغضب بطيء الفيء ألا وإن
الغضب جمرة في قلب ابن آدم أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه فمن
أحس بشيء من ذلك فليلصق بالأرض
رواه الترمذي وقال حديث حسن
وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ادفع بالتي هي أحسن المؤمنون 69
قال الصبر عند الغضب والعفو عند الإساءة فإذا فعلوا عصمهم الله وخضع لهم عدوهم
ذكره البخاري تعليقا
4165 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم ثلاث من كن فيه آواه الله في كنفه وستر عليه برحمته وأدخله في محبته
من إذا أعطي شكر وإذا قدر غفر وإذا غضب فتر
رواه الحاكم من رواية عمر بن راشد وقال صحيح الإسناد
4166 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه ومن حفظ لسانه ستر الله عورته
رواه الطبراني في الأوسط
4167 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ما من جرعة أعظم عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله
رواه ابن ماجه ورواته محتج بهم في الصحيح
4168 - وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله سبحانه على رؤوس الخلائق
حتى يخيره من الحور العين ما شاء
رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن
ماجه كلهم من طريق أبي مرحوم واسمه عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ
عنه ويأتي الكلام على سهل وأبي مرحوم إن شاء الله تعالى
4169 - وعن
أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا غضب أحدكم
وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه كلاهما من رواية أبي حرب بن الأسود عن أبي ذر وقد قيل إن أبا حرب إنما
يروي عن عمه عن أبي ذر ولا يحفظ له سماع من أبي ذر وقد رواه أبو داود أيضا
عن داود وهو ابن هند عن بكر أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث أبا ذر بهذا
الحديث ثم قال أبو داود وهو أصح الحديثين يعني أن هذا المرسل أصح من الأول
والله أعلم
4170 - وعن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال استب رجلان
عند النبي صلى الله عليه و سلم فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه وتنتفخ أوداجه
فنظر إليه النبي صلى الله عليه و سلم فقال إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب
عنه ذا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقام إلى الرجل رجل ممن سمع النبي
صلى الله عليه و سلم فقال هل تدري ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
آنفا قال لا قال إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا أعوذ بالله من الشيطان
الرجيم فقال له الرجل أمجنونا تراني رواه البخاري ومسلم
4171 - وعن
معاذ بن جبل رضي الله عنه قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه و سلم
فغضب أحدهما غضبا شديدا حتى خيل إلي أن أنفه يتمزع من شدة غضبه فقال النبي
صلى الله عليه و سلم إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد من الغضب
فقال ما هي يا رسول الله قال تقول اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم
قال فجعل معاذ يأمره فأبى وضحك وجعل يزداد غضبا
رواه أبو داود والترمذي والنسائي كلهم من رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى
عنه وقال الترمذي هذا حديث مرسل عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ
بن جبل
مات معاذ في خلافة عمر بن الخطاب وقتل عمر بن الخطاب وعبد
الرحمن بن أبي ليلى غلام ابن ست وسنين والذي قاله الترمذي واضح فإن
البخاري ذكر ما يدل على أن مولد عبد الرحمن بن أبي ليلى سنة سبع عشرة وذكر
غير واحد أن معاذ بن جبل توفي في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وقيل سنة سبع
عشرة وقد روى النسائي هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب
وهذا متصل والله أعلم
4172 - وعن أبي وائل القاص قال دخلنا على عروة
بن محمد السعدي فكلمه رجل فأغضبه فقام فتوضأ فقال حدثني أبي عن جدي عطية
رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ
رواه أبو داود
11 - الترهيب من التهاجر والتشاحن والتدابر
4173 - عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا
تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا ولا
يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث
رواه مالك والبخاري وأبو داود
والترمذي والنسائي ورواه مسلم أخصر منه والطبراني وزاد فيه يلتقيان فيعرض
هذا ويعرض هذا وخيرهم الذي يبدأ بالسلام والذي يبدأ بالسلام يسبق إلى
الجنة
قال مالك ولا أحسب التدابر إلا الإعراض عن المسلم يدبر عنه بوجهه
4174 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا
وخيرهما الذي يبدأ بالسلام
رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي وأبو داود
4175 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار
رواه أبو داود والنسائي بإسناد على شرط البخاري ومسلم
وفي رواية لأبي داود قال النبي صلى الله عليه و سلم لا يحل لمؤمن أن يهجر
مؤمنا فوق ثلاث فإن مرت به ثلاث فليلقه فليسلم عليه فإن رد عليه السلام
فقد اشتركا في الأجر وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم وخرج المسلم من
الهجرة
4177 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال لا يكون لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاثة أيام فإذا لقيه سلم عليه
ثلاث مرات كل ذلك لا يرد عليه فقد باء بإثمه
رواه أبو داود
4178 - وعن هشام بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم لا يحل لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاث ليال فإنهما ناكبان عن الحق ما
داما على صرامهما وأولهما فيء يكون سبقه بالفيء كفارة له وإن سلم فلم يقبل
ورد عليه سلامه ردت عليه الملائكة ورد على الآخر الشيطان فإن ماتا على
صرامهما لم يدخلا الجنة جميعا أبدا
رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح وأبو يعلى والطبراني وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال لم يدخلا الجنة ولم يجتمعا في الجنة
رواه أبو بكر بن أبي شيبة إلا أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لا يحل أن يصطرما فوق ثلاث فإن اصطرما فوق ثلاث لم يجتمعا في الجنة أبدا
وأيهما بدأ صاحبه كفرت ذنوبه وإن هو سلم فلم يرد عليه ولم يقبل سلامه رد
عليه الملك ورد على ذلك الشيطان
4179 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تحل الهجرة فوق ثلاثة أيام فإن
التقيا فسلم أحدهما فرد الآخر اشتركا في الأجر وإن لم يرد برىء هذا من
الإثم وباء به الآخر وأحسبه قال وإن ماتا وهما متهاجران لا يجتمعان في
الجنة
رواه الطبراني في الأوسط والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد
4180 - وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
لا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا هجر المؤمنين ثلاثا فإن
تكلما وإلا أعرض الله عز و جل عنهما
حتى يتكلما
رواه الطبراني ورواته ثقات إلا عبد الله بن عبد العزيز الليثي
4181 - وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال من هجر أخاه فوق ثلاث فهو في النار إلا أن يتداركه الله برحمته
رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح
4182 - وعن أبي حراش حدرد بن أبي حدرد الأسلمي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه
رواه أبو داود والبيهقي
4183 - وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول إن
الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم
رواه مسلم
التحريش هو الإغراء وتغيير القلوب والتقاطع
4184 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لا يتهاجر الرجلان قد دخلا
في الإسلام إلا خرج أحدهما منه حتى يرجع إلى ما خرج منه ورجوعه أن يأتيه
فيسلم عليه
رواه الطبراني موقوفا بإسناد جيد
حنه
4185 -
وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو أن رجلين
دخلا في الإسلام فاهتجرا لكان أحدهما خارجا عن الإسلام حتى يرجع يعني
الظالم منهما
رواه البزار ورواته رواة الصحيح
4186 - وعن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تعرض الأعمال
في كل اثنين وخميس فيغفر الله عز و جل في ذلك اليوم لكل امرىء لا يشرك
بالله شيئا إلا امرؤ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول اتركوا هذين حتى
يصطلحا
رواه مالك ومسلم واللفظ له وأبو داود والترمذي وابن ماجه بنحوه
4187 - وفي رواية لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال تفتح أبواب
الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجل كان
بينه وبين أخيه شحناء فيقال
أنظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا هذين حتى يصطلحا
4188 - ورواه الطبراني ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تنسخ
دواوين أهل الأرض في دواوين أهل السماء في كل اثنين وخميس فيغفر لكل مسلم
لا يشرك بالله شيئا إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء
قال أبو داود إذا
كانت الهجرة لله فليس من هذا بشيء فإن النبي صلى الله عليه و سلم هجر بعض
نسائه أربعين يوما وابن عمر هجر ابنا له إلى أن مات
انتهى
حنه
4189 - وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال تعرض
الأعمال يوم الاثنين والخميس فمن مستغفر فيغفر له ومن تائب فيتاب عليه
ويرد أهل الضغائن بضغائنهم حتى يتوبوا
رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات
الضغائن بالضاد والغين المعجمتين هي الأحقاد
4190 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك
أو مشاحن
رواه الطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه والبيهقي
ورواه ابن ماجه بلفظه من حديث أبي موسى الأشعري والبزار والبيهقي من حديث
أبي بكر الصديق رضي الله عنه بنحوه بإسناد لا بأس به
4191 - وروي عن
عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم فوضع عنه
ثوبيه ثم لم يستتم أن قام فلبسهما فأخذتني غيرة شديدة ظننت أنه يأتي بعض
صويحباتي فخرجت أتبعه فأدركته بالبقيع بقيع الغرقد يستغفر للمؤمنين
والمؤمنات والشهداء فقلت بأبي وأمي أنت في حاجة ربك وأنا في حاجة الدنيا
فانصرفت فدخلت حجرتي ولي نفس عال ولحقني رسول الله صلى الله عليه و سلم
فقال ما هذا النفس يا عائشة قلت بأبي وأمي أتيتني فوضعت عنك ثوبيك ثم لم
تستتم أن قمت فلبستهما فأخذتني غيرة شديدة ظننت أنك تأتي بعض صويحباتي حتى
رأيتك بالبقيع تصنع ما تصنع
فقال يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله
عليك ورسوله أتاني جبريل عليه السلام فقال هذه ليلة النصف من شعبان ولله
فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم كلب لا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا
مشاحن ولا إلى قاطع رحم ولا إلى مسبل ولا إلى عاق لوالديه ولا إلى مدمن
خمر
قال ثم وضع عنه ثوبيه فقال لي يا عائشة أتأذنين لي في قيام هذه الليلة
قلت بأبي وأمي فقام فسجد ليلا طويلا حتى ظننت أنه قد قبض فقمت ألتمسه
ووضعت يدي على باطن قدميه فتحرك ففرحت وسمعته يقول في سجوده أعوذ بعفوك من
عقابك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك جل وجهك لا أحصي ثناء عليك أنت
كما أثنيت على نفسك فلما أصبح ذكرتهن له فقال يا عائشة تعلميهن فقلت نعم
فقال تعلميهن وعلميهن فإن جبريل عليه السلام علمنيهن وأمرني أن أرددهن في
السجود
رواه البيهقي
4192 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله
عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يطلع الله عز و جل إلى خلقه
ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا اثنين مشاحن وقاتل نفس
رواه أحمد بإسناد لين
4193 - وعن مكحول عن كثير بن مرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال في
ليلة النصف من شعبان يغفر الله عز و جل لأهل الأرض إلا مشرك أو مشاحن
رواه البيهقي وقال هذا مرسل جيد
4194 - قال الحافظ ورواه الطبراني والبيهقي أيضا عن مكحول عن أبي ثعلبة
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال يطلع الله إلى عباده ليلة
النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويمهل الكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى
يدعوه
قال البيهقي وهو أيضا بين مكحول وأبي ثعلبة مرسل جيد
4195 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم ثلاث من لم يكن فيه واحدة منهن فإن الله يغفر له ما سوى ذلك لمن يشاء
من مات لا يشرك بالله شيئا ولم يكن ساحرا يتبع السحرة ولم يحقد على أخيه
رواه الطبراني في الكبير والأوسط من رواية ليث بن أبي سليم
4196 - وعن العلاء بن الحارث أن عائشة رضي الله عنها قالت قام رسول الله
صلى الله عليه و سلم من الليل فصلى فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض فلما
رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجع فلما رفع رأسه من السجود وفرغ من
صلاته قال يا عائشة أو
يا حميراء أظننت أن النبي صلى الله عليه و
سلم قد خاس بك قلت لا والله يا رسول الله ولكني ظننت أنك قبضت لطول سجودك
فقال أتدرين أي ليلة هذه قلت الله ورسوله أعلم
قال هذه ليلة النصف
من شعبان إن الله عز و جل يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر
للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم
رواه البيهقي أيضا وقال هذا مرسل جيد ويحتمل أن يكون العلاء أخذه من مكحول
قال الأزهري يقال للرجل إذا غدر بصاحبه فلم يؤته حقه قد خاس به يعني بالخاء المعجمة والسين المهملة
4197 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا رجل أم قوما وهم له كارهون وامرأة
باتت وزوجها عليها ساخط وأخوان متصارمان
رواه ابن ماجه واللفظ له وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة فذكر نحوه
قال الحافظ ويأتي في باب الحسد حديث أنس الطويل إن شاء الله تعالى
12 - الترهيب من قوله لمسلم يا كافر
4198 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما فإن كان كما قال وإلا
رجعت عليه
رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي
4199 -
وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ومن
دعا رجلا بالكفر أو قال يا عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه
رواه البخاري ومسلم في حديث
حار بالحاء المهملة والراء أي رجع
4200 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما
رواه البخاري
4201 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ما أكفر رجل رجلا إلا باء أحدهما بها إن كان كافرا وإلا كفر بتكفيره
رواه ابن حبان في صحيحه
4202 - وعن أبي قلابة رضي الله عنه أن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أخبره
أنه بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم تحت الشجرة وأن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال من حلف على يمين بملة غير الإسلام كاذبا متعمدا فهو
كما قال ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة وليس على رجل نذر فيما لا
يملك ولعن المؤمن كقتله ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله ومن ذبح نفسه بشيء
عذب به يوم القيامة
رواه البخاري ومسلم ورواه أبو داود والنسائي
باختصار والترمذي وصححه ولفظه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليس على
المرء نذر فيما لا يملك ولاعن المؤمن كقاتله ومن قذف مؤمنا بكفر فهو
كقاتله ومن قتل نفسه بشيء عذب بما قتل به نفسه يوم القيامة
4203 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فهو كقتله
رواه البزار ورواته ثقات
الترهيب من السباب واللعن لا سيما لمعين آدميا كان أو دابة وغيرهما وبعض
ما جاء في النهي عن سب الديك والبرغوث والريح والترهيب من قذف المحصنة
والمملوك
4204 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال المستبان ما قالا فعلى
البادىء منهما حتى يتعدى المظلوم
رواه مسلم وأبو داود والترمذي
4205 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
4206 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما رفعه قال سباب المسلم كالمشرف على الهلكة
رواه البزار بإسناد جيد
4207 - وعن عياض بن جمان رضي الله عنه قال قلت يا نبي الله الرجل يشتمني
وهو دوني أعلي من بأس أن أنتصر منه قال المستبان شيطانان يتهاتران
ويتكاذبان
رواه ابن حبان في صحيحه
4208 - وعن عبد الله رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مسلمين إلا وبينهما
ستر من الله عز و جل فإذا قال أحدهما لصاحبه كلمة هجر خرق ستر الله
رواه البيهقي هكذا مرفوعا وقال الصواب موقوف
الهجر بضم الهاء وسكون الجيم هو رديء الكلام وفحشه
4209 - وعن أبي جري جابر بن سليم رضي الله عنه قال رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه لا يقول شيئا إلا صدروا عنه
قلت من هذا قالوا رسول الله صلى الله عليه و سلم
قلت عليك السلام يا رسول الله قال لا تقل عليك السلام عليك السلام تحية الميت قل السلام عليك
قال قلت أنت رسول الله قال أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه
عنك وإن أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك وإذا كنت بأرض قفر أو فلاة فضلت
راحلتك فدعوته ردها عليك
قال قلت اعهد إلي
قال لا تسبن أحدا فما سببت بعده حرا ولا عبدا ولا بعيرا ولا شاة
قال ولا تحقرن شيئا من المعروف وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف وارفع إزارك إلى نصف الساق فإن
أبيت فإلى الكعبين وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب
المخيلة وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه فإنما
وبال ذلك عليه
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وقال حديث حسن صحيح
وابن حبان في صحيحه والنسائي مختصرا في رواية لابن حبان نحوه وقال فيه وإن
امرؤ عيرك بشيء يعلمه فيك فلا تعيره بشيء تعلمه فيه ودعه يكون وباله عليه
وأجره لك ولا تسبن شيئا
قال فما سببت بعد ذلك دابة ولا إنسانا
السنة هي العام المقحط الذي لم تنبت فيه الأرض سواء نزل غيث أو لم ينزل
المخيلة بفتح الميم وكسر الخاء المعجمة من الاختيال وهو الكبر واستحقار الناس
4210 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه
قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه قال يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه
رواه البخاري وغيره
4211 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا
رواه مسلم وغيره والحاكم وصححه ولفظه قال لا يجتمع أن تكونوا لعانين صديقين
4212 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت مر النبي صلى الله عليه و سلم بأبي
بكر وهو يلعن بعض رقيقه فالتفت إليه وقال لعانين وصديقين كلا ورب الكعبة
فعتق أبو بكر رضي الله عنه يومئذ بعض رقيقه
قال ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال لا أعود
رواه البيهقي
4213 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة
رواه مسلم وأبو داود لم يقل يوم القيامة
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يكون المؤمن لعانا
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
4215 - وعن جرموذ الجهني رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أوصني قال أوصيك ألا تكون لعانا
رواه الطبراني من رواية عبيد بن هوذة عن جرموذ وقد صححها ابن أبي حاتم
وتكلم فيها غيره ورواته ثقات ورواه أحمد فأدخل بينهما رجلا لم يسم
4216 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بالنار
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح الإسناد
رووه كلهم من رواية الحسن البصري عن سمرة واختلف في سماعه منه
4217
- وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من حلف على يمين بملة غير الإسلام كاذبا متعمدا فهو كما قال
ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة وليس على رجل نذر فيما لا يملك ولعن المؤمن كقتله
رواه البخاري ومسلم وتقدم
4218 - وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال كنا إذا رأينا الرجل يلعن أخاه رأينا أن قد أتى بابا من الكبائر
رواه الطبراني بإسناد جيد
4219 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء
دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فإن لم
تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن فإن كان أهلا وإلا رجعت إلى قائلها
رواه أبو داود
4220 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول إن اللعنة إذا وجهت إلى من وجهت إليه فإن أصابت عليه
سبيلا أو وجدت فيه مسلكا وإلا
قالت يا رب وجهت إلى فلان فلم أجد فيه مسلكا ولم أجد عليه سبيلا فيقال لها ارجعي من حيث جئت
رواه أحمد وفيه قصة وإسناده جيد إن شاء الله تعالى
4221 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه
و سلم في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنتها فسمع ذلك
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة
قال عمران فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد
رواه مسلم وغيره
4222 - وعن أنس رضي الله عنه قال سار رجل مع النبي صلى الله عليه و سلم
فلعن بعيره فقال النبي صلى الله عليه و سلم يا عبد الله لا تسر معنا على
بعير ملعون
رواه أبو يعلى وابن أبي الدنيا بإسناد جيد
4223 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر
يسير فلعن رجل ناقة فقال أين صاحب الناقة فقال الرجل أنا فقال أخرها فقد
أجيب فيها
رواه أحمد بإسناد جيد
4224 - وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال فإنه يدعو للصلاة ورواه النسائي مسندا ومرسلا
4225 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن ديكا صرخ عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فسبه رجل فنهى عن سب الديك
رواه البزار بإسناد لا بأس به والطبراني إلا أنه قال فيه قال لا تلعنه ولا تسبه فإنه يدعو إلى الصلاة
4226 - وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن ديكا صرخ قريبا من النبي
صلى الله عليه و سلم فقال رجل اللهم العنه فقال رسول الله صلى الله عليه و
سلم مه كلا إنه يدعو إلى الصلاة
رواه البزار ورواته رواة الصحيح إلا عباد بن منصور
وعن أنس رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فلدغت
رجلا برغوث فلعنها فقال النبي صلى الله عليه و سلم لا تلعنها فإنها نبهت
نبيا من الأنبياء للصلاة
رواه أبو يعلى واللفظ له والبزار إلا أنه قال لا تسبه فإنه أيقظ نبيا من الأنبياء لصلاة الصبح
ورواته رواة الصحيح إلا سويد بن إبراهيم ورواه الطبراني في الأوسط ولفظه
ذكرت البراغيث عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إنها توقظ للصلاة
ورواة الطبراني ثقات إلا سعيد بن بشير
4228 - وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال نزلنا منزلا فآذتنا
البراغيث فسببناها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تسبوها فنعمت
الدابة فإنها أيقظتكم لذكر الله
رواه الطبراني في الأوسط
4229
- وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا لعن الريح عند رسول الله صلى الله
عليه و سلم فقال لا تلعن الريح فإنها مأمورة من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت
اللعنة عليه
رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث غريب لا نعلم أحدا أسنده غير بشر بن عمر
قال الحافظ وبشر هذا ثقة احتج به البخاري ومسلم وغيرهما ولا أعلم فيه جرحا
4230 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال اجتنبوا السبع الموبقات
قالوا يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم
الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف
المحصنات الغافلات المؤمنات
رواه البخاري ومسلم
4231 - وفي
كتاب النبي صلى الله عليه و سلم الذي كتبه إلى أهل اليمن قال وإن أكبر
الكبائر عند الله يوم القيامة الإشراك بالله وقتل النفس المؤمنة بغير الحق
والفرار في سبيل الله يوم الزحف وعقوق الوالدين ورمي المحصنة وتعلم السحر
الحديث
رواه ابن حبان في
صحيحه من حديث أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده
4232 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من
ذكر امرأ بشيء ليس فيه ليعيبه به حبسه الله في نار جهنم حتى يأتي بنفاد ما
قال فيه
رواه الطبراني بإسناد جيد ويأتي هو وغيره في الغيبة إن شاء الله تعالى
4233 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول من قذف مملوكه بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون
كما قال
رواه البخاري ومسلم والترمذي وتقدم لفظه في الشفقة
4234 - وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه زار عمة له فدعت له بطعام
فأبطأت الجارية فقالت ألا تستعجلي يا زانية فقال عمرو سبحان الله لقد قلت
عظيما هل اطلعت منها على زنا قالت لا والله فقال إني سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول أيما عبد أو امرأة قال أو قالت لوليدتها يا زانية
ولم تطلع منها على زنا جلدتها وليدتها يوم القيامة لأنه لا حد لهن في
الدنيا
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ كيف وعبد الملك بن هارون متروك متهم وتقدم في الشفقة أحاديث من هذا الباب لم نعدها هنا
14 - الترهيب من سب الدهر
4235 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال الله تعالى يسب بنو آدم الدهر وأنا الدهر بيدي الليل والنهار
4236 - وفي رواية أقلب ليله ونهاره وإذا شئت قبضتهما
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
وفي رواية لمسلم لا يسب أحدكم الدهر فإن الله هو الدهر
4238 - وفي رواية البخاري لا تسموا العنب الكرم ولا تقولوا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر
4239 - وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله
عز و جل يؤذيني ابن آدم يقول يا خيبة الدهر فلا يقل أحدكم يا خيبة الدهر
فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره
رواه أبو دواد والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
4240 - ورواه مالك مختصرا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يقل أحدكم يا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر
4241 - وفي رواية للحاكم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله
استقرضت عبدي فلم يقرضني وشتمني عبدي وهو لا يدري يقول وادهراه وادهراه
وأنا الدهر
قال الحاكم صحيح على شرط مسلم ورواه البيهقي ولفظه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تسبوا الدهر قال الله عز و جل أنا
الدهر الأيام والليالي أجددها وأبليها وآتي بملوك بعد ملوك
قال
الحافظ ومعنى الحديث أن العرب كانت إذا أنزلت بأحدهم نازلة وأصابته مصيبة
أو مكروه يسب الدهر اعتقادا منهم أن الذي أصابه فعل الدهر كما كانت العرب
تستمطر بالأنواء وتقول مطرنا بنوء كذا اعتقادا أن فعل ذلك فعل الأنواء
فكان هذا كاللعن للفاعل ولا فاعل لكل شيء إلا الله تعالى خالق كل شيء
وفعله فنهاهم النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك وكان أبو داود ينكر رواية
أهل الحديث وأنا الدهر بضم الراء ويقول لو كان كذلك كان الدهر اسما من
أسماء الله عز و جل وكان يرويه وأنا الدهر أقلب الليل والنهار بفتح راء
الدهر على الظرف معناه أنا طول الدهر والزمان أقلب الليل والنهار ورجح هذا
بعضهم ورواية من قال فإن الله هو الدهر يرد هذا الجمهور على ضم الراء
والله أعلم
الترهيب من ترويع المسلم ومن الإشارة إليه بسلاح ونحوه جادا أو مازحا
4242 - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه و
سلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه و سلم فنام رجل منهم فانطلق
بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يحل
لمسلم أن يروع مسلما
رواه أبو داود
4243 - وعن النعمان بن بشير
رضي الله عنهما قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في مسير فخفق
رجل على راحلته فأخذ رجل سهما من كنانته فانتبه الرجل ففزع فقال رسول الله
صلى الله عليه و سلم لا يحل لرجل أن يروع مسلما
رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات ورواه البزار من حديث ابن عمر مختصرا لا يحل لمسلم أو مؤمن أن يروع مسلما
خفق الرجل إذا نعس
4244 - وعن عبد الله بن السائب بن يزيد عن أبيه عن جده رضي الله عنه أنه
سمع رسول الله يقول لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبا ولا جادا
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب
4245 - وروي عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه أن رجلا أخذ نعل رجل فغيبها
وهو يمزح فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله
عليه و سلم لا تروعوا المسلم فإن روعة المسلم ظلم عظيم
رواه البزار والطبراني وأبو الشيخ ابن حبان في كتاب التوبيخ
4246 - وروي عن أبي الحسن وكان عقبيا بدريا رضي الله عنه قال كنا جلوسا مع
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام رجل ونسي نعليه فأخذهما رجل فوضعهما
تحته فرجع الرجل فقال نعلي فقال القوم ما رأيناهما فقال هو ذه فقال فكيف
بروعة المؤمن فقال يا رسول الله إنما صنعته لاعبا فقال فكيف بروعة المؤمن
مرتين أو ثلاثا
رواه الطبراني
وروي عن ابن عمر رضي الله
عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أخاف مؤمنا كان حقا
على الله أن لا يؤمنه من أفزاع يوم القيامة
رواه الطبراني
4248
- وروي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم من نظر إلى مسلم نظرة يخيفه فيها بغير حق أخافه الله يوم
القيامة
رواه الطبراني ورواه أبو الشيخ من حديث أبي هريرة
4249
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا
يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع
في حفرة من النار
رواه البخاري ومسلم
ينزع بالعين المهملة وكسر الراء أي يرمي وروي بالمعجمة مع فتح الزاي ومعناه أيضا يرمي ويفسد وأصل النزع الطعن والفساد
4250 - وعنه رضي الله عنه قال قال أبو القاسم صلى الله عليه و سلم من أشار
إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي وإن كان أخاه لأبيه وأمه
رواه مسلم
4251 - وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار
4252 - وفي رواية إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح فهما على حرف جهنم فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا
قال فقلنا أو قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه قد أراد قتل صاحبه
رواه البخاري ومسلم
4253 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي والأحاديث من هذا النوع كثيرة وتقدم بعضها
الترغيب في الإصلاح بين الناس
4254 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة
ويعين الرجل في دابته فيحمله عليها أو يرفع له عليها متاعه صدقة والكلمة
الطيبة صدقة وبكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة ويميط الأذى عن الطريق صدقة
رواه البخاري ومسلم
يعدل بين الاثنين أي يصلح بينهما بالعدل
4255 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة قالوا بلى قال إصلاح ذات
البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة
رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث صحيح
قال ويروى عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين
انتهى
4256 - وعن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لم يكذب من نمى بين اثنين ليصلح
4257 - وفي رواية ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيرا أو نمى خيرا
رواه أبو داود
وقال الحافظ يقال نميت الحديث بتخفيف الميم إذا بلغته على وجه الإصلاح وبتشديدها إذا كان على وجه إفساد ذات البين
كذا ذكر ذلك أبو عبيد وابن قتيبة والأصمعي والجوهري وغيرهم
4258 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما عمل شيء أفضل
من الصلاة وإصلاح ذات البين وخلق جائر بين المسلمين
رواه الأصبهاني
4259 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل الصدقة إصلاح ذات البين
رواه الطبراني والبزار وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وحديثه هذا حسن لحديث أبي الدرداء المتقدم
4260 - وروي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأبي أيوب ألا أدلك على تجارة قال بلى
قال صل بين الناس إذا تفاسدوا وقرب بينهم إذا تباعدوا
رواه البزار والطبراني
وعنده ألا أدلك على عمل يرضاه الله ورسوله قال بلى قال صل بين الناس إذا تفاسدوا وقرب بينهم إذا تباعدوا
رواه الطبراني
وعنده ألا أدلك على عمل يرضاه الله ورسوله قال بلى فذكره
4261 - ورواه الطبراني أيضا والأصبهاني عن أبي أيوب قال قال لي رسول الله
صلى الله عليه و سلم يا أبا أيوب ألا أدلك على صدقة يحبها الله ورسوله
تصلح بين الناس إذا تباغضوا وتفاسدوا
لفظ الطبراني ولفظ الأصبهاني
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أدلك على صدقة يحب الله موضعها قلت
بأبي أنت وأمي قال تصلح بين الناس فإنها صدقة يحب الله موضعها
4262
- وروي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من أصلح بين
الناس أصلح الله أمره وأعطاه بكل كلمة تكلم بها عتق رقبة ورجع مغفورا له
ما تقدم من ذنبه
رواه الأصبهاني وهو حديث غريب جدا
17 - الترهيب أن يعتذر إلى المرء أخوه فلا يقبل عذره
4263 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال عفوا
عن نساء الناس تعف نساؤكم وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم ومن أتاه أخوه
متنصلا فليقبل ذلك محقا كان أو مبطلا فإن لم يفعل لم يرد علي الحوض
رواه الحاكم من رواية سويد عن قتادة عن أبي رافع عنه وقال صحيح الإسناد
قال الحافظ بل سويد هذا هو ابن عبد العزيز واه
وروى الطبراني وغيره صدره دون قوله ومن أتاه أخوه
إلى آخره من حديث ابن عمر بإسناد حسن
التنصل الاعتذار
4264 - وعن جودان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من
اعتذر إلى أخيه المسلم فلم يقبل منه كان عليه ما على صاحب مكس
رواه أبو داود في المراسيل وابن ماجه بإسنادين جيدين إلا أنه قال كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس
ورواه الطبراني في الأوسط من حديث جابر بن عبد الله ولفظه قال من اعتذر إلى أخيه فلم يقبل عذره كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس
قال أبو الزبير والمكاس العشار
4265 - وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تنصل إليه فلم يقبل لم يرد علي الحوض
قال الحافظ روي عن جماعة من الصحابة وحديث جودان أصح وجودان مختلف في صحبته ولم ينسب
4266 - وروي عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
عفوا تعف نساؤكم وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم ومن اعتذر إلى أخيه المسلم
فلم يقبل عذره لم يرد علي الحوض
رواه الطبراني في الأوسط
4267
- وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ألا أنبئكم بشراركم قالوا بلى إن شئت يا رسول الله قال إن شراركم الذي
ينزل وحده ويجلد عبده ويمنع رفده أفلا أنبئكم بشر من ذلك قالوا بلى إن شئت
يا رسول الله
قال من يبغض الناس ويبغضونه قال أفلا أنبئكم بشر من ذلك قالوا بلى إن شئت يا رسول الله
قال الذين لا يقيلون عثرة ولا يقبلون معذرة ولا يغتفرون ذنبا
قال أفلا أنبئكم بشر من ذلك قالوا بلى يا رسول الله
قال من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره
رواه الطبراني وغيره
الترهيب من النميمة
4268 - عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يدخل الجنة نمام
وفي رواية قتات
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي
قال الحافظ القتات والنمام بمعنى واحد وقيل النمام الذي يكون مع جماعة
يتحدثون حديثا فينم عليهم والقتات الذي يتسمع عليهم وهم لا يعلمون ثم ينم
4269 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر
بقبرين يعذبان فقال إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير بلى إنه كبير أما
أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله الحديث
رواه البخاري
واللفظ له ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ورواه ابن خزيمة في صحيحه بنحوه
4270 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه و سلم في يوم شديد الحر نحو بقيع الغرقد قال فكان الناس يمشون خلفه
قال فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في نفسه فجلس حتى قدمهم أمامه لئلا يقع
في نفسه شيء من الكبر فلما مر ببقيع الغرقد إذا بقبرين قد دفنوا فيهما
رجلين قال فوقف النبي صلى الله عليه و سلم فقال من دفنتم اليوم ههنا قالوا
فلان وفلان
قالوا يا نبي الله وما ذاك قال أما أحدهما فكان لا يتنزه
من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة وأخذ جريدة رطبة فشقها ثم جعلها
على القبر
قالوا يا نبي الله لم فعلت هذا قال ليخففن عنهما
قالوا يا نبي الله حتى متى هما يعذبان قال غيب لا يعلمه إلا الله عز و جل ولولا تمزع قلوبكم وتزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع
رواه أحمد من طريق علي بن يزيد عن القاسم عنه
وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول النميمة والشتيمة والحمية في النار
4272 - وفي لفظ إن النميمة والحقد في النار لا يجتمعان في قلب مسلم
رواه الطبراني
4273 - وعن أبي برزة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ألا إن الكذب يسود الوجه والنميمة من عذاب القبر
رواه أبو يعلى والطبراني وابن حبان في صحيحه والبيهقي
قال الحافظ رووه كلهم من طريق زياد بن المنذر عن نافع بن الحارث عنه
وزياد هذا هو أبو الجارود الكوفي الأعمى تنسب إليه الجارودية من الروافض
ونافع هو نفيع أبو داود الأعمى أيضا وكلاهما متروك متهم بالوضع
4274 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا نمشي مع رسول الله صلى الله
عليه و سلم فمررنا على قبرين فقام فقمنا معه فجعل لونه يتغير حتى رعد كم
قميصه فقلنا ما لك يا رسول الله فقال أما تستمعون ما أسمع فقلنا وما ذاك
يا نبي الله قال هذان رجلان يعذبان في قبورهما عذابا شديدا في ذنب هين
قلنا فيم ذاك قال كان أحدهما لا يستنزه من البول وكان الآخر يؤذي الناس
بلسانه ويمشي بينهم بالنميمة فدعا بجريدتين من جرائد النخل فجعل في كل قبر
واحدة
قلنا وهل ينفعهم ذلك قال نعم يخفف عنهما ما دامتا رطبتين
رواه ابن حبان في صحيحه
قوله في ذنب هين أي هين عندهما وفي ظنهما لا أنه هين في نفس الأمر فقد
تقدم في حديث ابن عباس قوله صلى الله عليه و سلم بلى إنه كبير وقد أجمعت
الأمة على تحريم النميمة وأنها من أعظم الذنوب عند الله تعالى
4275
- وروي عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
ليس مني ذو حسد ولا نميمة ولا كهانة ولا أنا منه ثم تلا رسول الله صلى
الله عليه و سلم والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد
احتملوا بهتانا وإثما مبينا الأحزاب 85
رواه الطبراني
وعن
عبد الرحمن بن غنم يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم خيار عباد الله
الذين إذا رؤوا ذكر الله وشرار عباد الله المشاؤون بالنميمة المفرقون بين
الأحبة الباغون للبرآء العنت
رواه أحمد عن شهر عنه وبقية إسناده
محتج بهم في الصحيح ورواه أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن شهر عن
أسماء عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا أنهما قالا المفسدون بين الأحبة
والطبراني من حديث عبادة عن النبي صلى الله عليه و سلم وابن أبي الدنيا
أيضا في كتاب الصمت عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم وحديث عبد
الرحمن أصح وقد قيل له إن له صحبة
4277 - وعن العلاء بن الحارث رضي
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الهمازون واللمازون
والمشاؤون بالنميمة الباغون للبرآء العنت يحشرهم الله في وجوه الكلاب
رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب التوبيخ معضلا هكذا
وتقدم في باب الإصلاح حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى
قال إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة
رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه والترمذي وصححه ثم قال ويروى عن النبي
صلى الله عليه و سلم أنه قال هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن أقول
تحلق الدين
الترهيب من الغيبة والبهت وبيانهما والترغيب في ردهما
4278 - عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في
خطبته في حجة الوداع إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم
هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت
رواه البخاري ومسلم وغيرهما
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله
رواه مسلم والترمذي في حديث
4280 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم الربا اثنان وسبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه وإن أربى الربا
استطالة الرجل في عرض أخيه
رواه الطبراني في الأوسط من رواية عمر بن راشد
4281 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله
عليه و سلم فذكر أمر الربا وعظم شأنه وقال إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا
أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل وإن أربى الربا
عرض الرجل المسلم
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الغيبة
4282
- وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن
الربا نيف وسبعون بابا أهونهن بابا من الربا مثل من أتى أمه في الإسلام
ودرهم من الربا أشد من خمس وثلاثين زنية وأشد الربا وأربى الربا وأخبث
الربا انتهاك عرض المسلم وانتهاك حرمته
رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي وروى الطبراني منه ذكر الربا في حديث تقدم
4283 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه
رواه البزار بإسنادين أحدهما قوي وهو في بعض نسخ أبي داود إلا أنه قال إن
من الكبائر استطالة الرجل في عرض رجل مسلم بغير حق ومن الكبائر السبتان
بالسبة
ورواه ابن أبي الدنيا أطول منه ولفظه قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم الربا سبعون حوبا وأيسرها كنكاح الرجل أمه وإن أربى الربا عرض
الرجل المسلم
الحوب بضم الحاء المهملة هو الإثم
4284 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه تدرون أربى
الربا عند الله قالوا الله ورسوله أعلم
قال فإن أربى الربا عند الله استحلال عرض امرىء مسلم
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا الأحزاب 85
رواه أبو يعلى ورواته رواة الصحيح
4285 - وعن سعيد بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق
رواه أبو داود
4286 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت للنبي صلى الله عليه و سلم حسبك من صفية كذا وكذا
قال بعض الرواة تعني قصيرة
فقال لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته
قالت وحكيت له إنسانا فقال ما أحب أن حكيت لي إنسانا وأن لي كذا وكذا
رواه أبو داود والترمذي والبيهقي وقال الترمذي حديث حسن صحيح
4287 - وعن عائشة أيضا رضي الله عنها أنه اعتل بعير لصفية بنت حيي وعند
زينب فضل ظهر فقال النبي صلى الله عليه و سلم لزينب أعطيها بعيرا فقالت
أنا أعطي تلك اليهودية فغضب رسول الله صلى الله عليه و سلم فهجرها ذا
الحجة والمحرم وبعض صفر
رواه أبو داود عن سمية عنها وسمية لم تنسب
4288 - وروي عنها رضي الله عنها قالت قلت لامرأة مرة وأنا عند النبي صلى
الله عليه و سلم إن هذه لطويلة الذيل فقال الفظي الفظي فلفظت بضعة من لحم
رواه ابن أبي الدنيا
الفظي معناه ارمي ما في فمك
والبضعة القطعة
4289 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه و
سلم فقام رجل فقالوا يا رسول الله ما أعجز فلانا أو قالوا ما أضعف فلانا
فقال النبي صلى الله عليه و سلم اغتبتم صاحبكم وأكلتم لحمه
رواه أبو يعلى والطبراني
ولفظه أن رجلا قام من عند النبي صلى الله عليه و سلم فرأوا في قيامه عجزا
فقالوا ما أعجز فلانا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكلتم أخاكم
واغتبتموه
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنهم ذكروا عند رسول
الله صلى الله عليه و سلم رجلا فقالوا لا يأكل حتى يطعم ولا يرحل حتى يرحل
له فقال النبي صلى الله عليه و سلم اغتبتموه
فقالوا يا رسول الله إنما حدثنا بما فيه
قال حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه
رواه الأصبهاني بإسناد حسن
4291 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله
عليه و سلم فقام رجل فوقع فيه رجل من بعده فقال النبي صلى الله عليه و سلم
تحلل فقال ومما أتحلل ما أكلت لحما قال إنك أكلت لحم أخيك
حديث غريب رواه أبو بكر بن أبي شيبة والطبراني واللفظ له ورواته رواة الصحيح
4292 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أمر النبي صلى الله عليه و
سلم الناس بصوم يوم وقال لا يفطرن أحد منكم حتى آذن له فصام الناس حتى إذا
أمسوا فجعل الرجل يجيء فيقول يا رسول الله إني ظللت صائما فائذن لي فأفطر
فيأذن له الرجل والرجل حتى جاء رجل فقال يا رسول الله فتاتان من أهلك ظلتا
صائمتين وإنهما يستحيان أن يأتياك فأذن لهما فليفطرا فأعرض عنه ثم عاوده
فأعرض عنه ثم عاوده فأعرض عنه ثم عاوده فأعرض عنه فقال إنهما لم يصوما
وكيف صام من ظل هذا اليوم يأكل لحوم الناس اذهب فمرهما إن كانتا صائمتين
فليستقيئا فرجع إليهما فأخبرهما فاستقاءتا فقاءت كل واحدة علقة من دم فرجع
إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره فقال والذي نفسي بيده لو بقيتا في
بطونهما لأكلتهما النار
رواه أبو داود الطيالسي وابن أبي الدنيا في
ذم الغيبة والبيهقي ورواه أحمد وابن أبي الدنيا أيضا والبيهقي من رواية
رجل لم يسم عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم بنحوه إلا أن أحمد
قال فقال لإحداهما قيئي فقاءت قيحا ودما وصديدا ولحما حتى ملأت نصف القدح
ثم قال للأخرى قيئي فقاءت من قيح ودم وصديد ولحم عبيط وغيره حتى ملأت
القدح ثم قال إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله
عليهما جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان من لحوم الناس
وتقدم لفظ أحمد بتمامه في الصيام
4293 - وعن شفي بن ماتع الأصبحي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى يسعون ما بين الحميم
والجحيم يدعون بالويل والثبور يقول بعض أهل النار لبعض ما بال هؤلاء قد
آذونا على ما بنا من الأذى قال فرجل مغلق عليه تابوت من جمر ورجل يجر
أمعاءه ورجل يسيل فوه قيحا ودما ورجل يأكل لحمه فيقال لصاحب التابوت ما
بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد قد مات وفي عنقه
أموال الناس ثم يقال للذي يجر أمعاءه ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا
من الأذى فيقول إن الأبعد كان لا يبالي أين أصاب البول منه ثم يقال للذي
يسيل فوه قيحا ودما ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن
الأبعد كان ينظر إلى كلمة فيستلذها كما يستلذ الرفث ثم يقال للذي يأكل
لحمه ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد كان
يأكل لحوم الناس بالغيبة ويمشي بالنميمة
رواه بن أبي الدنيا في كتاب
الصمت وفي ذم الغيبة والطبراني في الكبير بإسناد لين وأبو نعيم وقال شفي
بن ماتع مختلف في صحبته فقيل له صحبة
قال الحافظ شفي ذكره البخاري وابن حبان في التابعين
4294 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من أكل لحم أخيه في الدنيا قرب إليه يوم القيامة فيقال له كله ميتا كما
أكلته حيا فيأكله ويكلح ويضج
رواه أبو يعلى والطبراني وأبو الشيخ في
كتاب التوبيخ إلا أنه قال يصيح بالصاد المهملة كلهم من رواية محمد بن
إسحاق وبقية رواة بعضهم ثقات
يضج بالضاد المهملة بعدها جيم ويصيح
كلاهما بمعنى واحد كذا قال بعض أهل اللغة والظاهر أن لفظة يضج بالضاد
المعجمة فيها زيادة إشعار بمقارنة فزع أو قلق والله أعلم
ويكلح بالحاء المهملة أي يعبس ويقبض وجهه من الكراهة
4295 - وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه مر على بغل ميت فقال لبعض
أصحابه لأن يأكل الرجل من هذا حتى يملأ بطنه خير له من أن يأكل لحم رجل
مسلم
رواه أبو الشيخ ابن حبان وغيره موقوفا
4296 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء الأسلمي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فشهد
على نفسه بالزنا أربع شهادات يقول أتيت امرأة حراما وفي كل ذلك يعرض عنه
رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت الحديث إلى أن قال فما تريد بهذا
القول قال أريد أن تطهرني فأمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يرجم
فرجم فسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلين من الأنصار يقول أحدهما
لصاحبه انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم يدع نفسه حتى رجم رجم الكلب
قال فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم سار ساعة فمر بجيفة حمار شائل
برجله فقال أين فلان وفلان فقالوا نحن ذا يا رسول الله فقال لهما كلا من
جيفة هذا الحمار فقالا يا رسول الله غفر الله لك من يأكل من هذا فقال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ما نلتما من عرض هذا الرجل آنفا أشد من أكل هذه
الجيفة فوالذي نفسي بيده إنه الآن في أنهار الجنة ينغمس فيها
رواه ابن حبان في صحيحه
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ليلة أسري بنبي الله صلى الله عليه و سلم ونظر في النار فإذا قوم يأكلون الجيف
قال من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ورأى رجلا أحمر أزرق جدا فقال من هذا يا جبريل قال هذا عاقر الناقة
رواه أحمد ورواته رواة الصحيح خلا قابوس بن أبي ظبيان
4297 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لما
عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء
يا جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم
رواه أبو داود وذكر أن بعضهم رواه مرسلا
4298 - وعن راشد بن سعد المقرائي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لما عرج بي مررت برجال تقرض جلودهم بمقاريض من نار فقلت من هؤلاء يا جبريل
قال الذين يتزينون للزنية
قال ثم مررت بجب منتن الريح فسمعت فيه
أصواتا شديدة فقلت من هؤلاء يا جبريل قال نساء كن يتزين للزنية ويفعلن ما
لا يحل لهن ثم مررت على نساء ورجال معلقين بثديهن فقلت من هؤلاء يا جبريل
فقال هؤلاء اللمازون والهمازون وذلك قول الله عز و جل ويل لكل همزة لمزة
الهمز 1
رواه البيهقي من رواية