كتاب : المفصل في صنعة الإعراب
المؤلف : أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري

ليحكم بينهم " . وفائدتها تأكيد مضمون الجملة. ويجوز عندنا إن زيداً لسوف يقوم ولا يجوزه الكوفيون.

اللام الفارقة
وللام الفارقة في نحو قوله تعالى: " إن كل نفس لما عليها حافظ " وقوله تعالى: " وإن كنا عن دراستهم لغافلين " . وهي لازمة لخبر إن إذا خففت.
لام الجر
ولام الجر كقولك المال لزيد، وجئتك لتكرمني، لأن الفعل المنصوب بإضمار أن في تأويل المصدر المجرور والتقدير لاكرامك.

الباب العشرون

تاء التأنيث الساكنة
وهي التاء في نحو ضربت. ودخولها للإيذان من أول الأمر بأن الفاعل مؤنث. وحقها السكون ولتحركها في رمتا لم ترد الألف الساقطة لكونها عارضة، إلا في لغة رديه يقول أهلها رماتا.

الباب الحادي والعشرون

التنوين
أنواعه الخمسة
وهو على خمسة أضرب: الدال على المكانة في نحو زيد ورجل، والفاصل بين المعرفة والنكرة في نحو صه ومه وايه، والعوض من المضاف إليه في نحو إذ وحينئذ ومررت بكل قائماً ولات أوان، والنائب مناب حرف الإطلاق في إنشاد بني تميم في نحو قول جرير أقلي اللوم عاذل والعتابن ... وقولي ان أصبت لقد أصابن
والتنوين الغالي في نحو قول رؤبة:

وقاتم الأعماق خاوي المخترقن
ولا يلحق إلا القافية المقيدة.

إلتقاء الساكنين
والتنوين ساكن أبداً إلا أن يلاقي ساكناً فيكسر أو يضم كقوله تعالى: " وعذابن أركض " وقد قرىء بالضم. وقد يحذف كقوله فألفيته غير مستعتب ... ولا ذاكر الله إلا قليلاً
وقرىء: " قل هو الله أحد الله الصمد " .

الباب الثاني والعشرون

النون المؤكدة
هذه النون نوعان
وهي على ضربين: ثقيلة وخفيفة. فالخفيفة تقع في جميع مواضع الثقيلة إلا في فعل الإثنين وفعل جماعة المؤنث تقول: اضربَنَّ واضربُنَّ واضربَنْ واضربُنْ واضربِنْ. وتقول اضربان واضربنان ولا تقول اضربان ولا أضربنان إلا عند يونس.
النون لتأكيد المستقبل
ولا يؤكد بها إلا الفعل المستقبل الذي فيه معنى الطلب وذلك فيما كان قسماً أو أمراً أو نهياً أو استفهاماً أو عرضاً أو تمنياً كقولك: بالله لأفعلن، وأقسمت عليك إلا تفعلن، ولما تفعلن واضربن، ولا تخرجن، وهل تذهبين، وإلا تنزلن، وليتك تخرجن.
ولا يؤكد بها الماضي ولا الحال ولا ما ليس فيه معنى الطلب. وأما قولهم في الجزاء المؤكد حرفه بما: إما تفعلن قال الله تعالى: " فإما ترين من البشر أحداً فقولي " . وقال: " فإما نذهبن بك " . فلتشبيه ما بلام القسم في كونها مؤكدة. وكذلك قولهم: حيثما تكونن آتك ويجهد ما تبلغن وبعين ما أرينك. فإن دخلت في الجزاء بغير ما ففي الشعر تشببهاً للجزاء

بالنهي. ومن التشبيه بالنهي دخولها في النفي وفيما يقاربه من قولهم: ربما تقولن ذاك، وكثر ما يقولن ذاك. قال عمرو بن هند ربما أوفيت في علم ... ترفعن ثوبي شمالات

حذف النون المؤكدة
وطرح هذه النون سائغ في كل موضع إلا في القسم فإنه فيه ضعيف، وذلك قولك: والله ليقوم زيد.
وإذا لقي الخفيفة ساكن بعدها حذفت حذفاً ولم تحرك كما حرك التنوين فتقول: لا تضرب ابنك. وقال:

لا تهين الفقير علك أن ... تركع يوماً والدهر قد رفعه
أي لا تهينن.

الباب الثالث والعشرون

هاء السكت
هاء السكت للوقف
وهي التي في نحو قوله تعالى: " ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه " . وهي مختصة بحال الوقف، فإذا أدرجت قلت مالي هلك سلطاني خذوه. وكل متحرك ليست حركته إعرابية يجوز عليه الوقف بالهاء نحو: ثمة وليته وكيفه وأنه وحيهله وما أشبه ذلك.
هاء السكت يجب أن تكون ساكنة
وحقها أن تكون ساكنة، وتحريكها لحن ونحو ما في إصلاح ابن السكيت من قوله يا مرحباه بحمار عفرا

و: يا مرحباه بحمار ناجيه
مما لا معرج عليه للقياس واستعمال الفصحاء، ومعذرة من قال ذلك أنه أجرى الوصل مجرى الوقف مع تشبيه هاء السكت بهاء الضمير.

الباب الرابع والعشرون

شين الوقف
وهي شين التي تلحقها بكاف المؤنث إذا وقف من يقول: اكرمتكش، ومررت بكش. وتسمى الكشكشة. وهي في تميم. والكسكسة في بكر، وهي الحاقهم بكاف المؤنث سيناً. وعن معاوية أنه قال يوماً: من أفصح الناس؟ فقام رجل من جرم، وجرم من فصحاء الناس فقال: قوم تباعدوا عن فراتية العراق، وتيامنوا عن كشكشة تميم، وتياسروا عن كسكسة بكر، ليست فيهم غمغمة قضاعة، ولا طمطمانية حمير. قال معاوية: فمن هم؟ قال. قومي.

الباب الخامس والعشرون

حرف الإنكار
حده
وهو زيادة تلحق الآخر في الإستفهام على طريقين: أحدهما أن تلحق وحدها بلا فاصل كقولك أزيدنيه. والثاني أن تفصل بينها وبين الحرف الذي قبلها إن مزيدة كالتي في قولهم: ما إن فعل فيقال أزيدانيه.
لحرف الإنكار معنيان
ولها معنيان: أحدهما إنكار أن يكون الأمر على ما ذكر المخاطب. والثاني إنكار أن يكون على خلاف ما ذكر كقولك لمن قال قدم زيد: أزيدنيه، منكراً لقدومه أو لخلاف قدومه. وتقول لمن قال غلبني الأمير: آلاميروه. قال الأخفش: :كأنك تهزأ به وتنكر تعجبه من أن يغلبه الأمير. قال سيبويه وسمعنا رجلاً من أهل البادية قيل له أتخرج إن أخصبت البادية فقال أأنا إنيه منكراً لرأيه أن يكون على خلاف أن يخرج.
حركته
ولا يخلو الحرف الذي تقع بعده من أن يكون متحركاً أو ساكناً. فإن كان متحركاً تبعته في حركته فتكون ألفاً وواواً وياء بعد المفتوح والمضموم والمكسور كقولك في هذا عمر أعمروه، وفي رأيت عثمان أعثماناه وفي

مررت بحذام أحذاميه، وإن كان ساكناً حرك بالكسر ثم تبعته كقولك أزيدنيه وأزيدانيه.
وإن أجبت من قال لقيت زيداً وعمراً قلت: أزيداً وعمرنيه، وإذا قال ضربت عمر قلت أضربت عمراه، وإن قال ضربت زيداً الطويل قلت أزيداً الطويلاه فتجعلها في منتهى الكلام.
وتترك هذه الزيادة في حال الدرج فيقال أزيداً يا فتى كما تركت العلامات في من حين قلت من يا فتى.

الباب السادس والعشرون

حرف التذكر
وهو أن يقول الرجل في نحو قال ويقول من العام قالا، فيمد فتحة اللام ويقولو ومن العامي إذا تذكر ولم يرد أن يقطع كلامه.
وهذه الزيادة في اتباع ما قبلها إن كان متحركاً بمنزلة زيادة الإنكار. فإذا سكن حرك بالكسر كما حرك ثمة ثم تبعته. قال سيبويه: سمعناهم يقولون إنه قدي وألي يعني في قد فعل. وفي الألف واللام إذا تذكر الحارث ونحوه. قال وسمعنا من يوثق به يقول هذا سيفني يريد سيف من صفة كيت وكيت.

القسم الرابع المشترك

الباب الأول

الإمالة
المشترك نحو الإمالة والوقف وتخفيف الهمزة والتقاء الساكنين ونظائرها مما تتوارد فيه الأضرب الثلاثة أو اثنان منها. وأنا أورد ذلك في هذا القسم على نحو الترتيب المار في الأقسام الثلاثة، معتصماً بحبل التوفيق من ربي بريئاً من الحول والقوة إلا به.
حدها
يشترك فيها الإسم والفعل. وهي أن تنحو بالألف نحو الكسرة، فتميل الألف نحو الياء ليتجانس الصوت، كما أشربت الصاد صوت الزاي لذلك. وسبب ذلك أن تقع بقرب الألف كسرة أو ياء، أو تكون هي منقلبة عن مكسورة أو ياء أو صائرة ياء في موضع، وذلك نحو قولك عماد وشملال وعالم وسيال وشيبان وهاب وخاف وناب ورمى ودعا لقولك دعى ومعزى وحبلى لقولك معزيان وحبليان.
متى تؤثر الكسرة في الإمالة
وإنما تؤثر الكسرة قبل الألف إذا تقدمته بحرف كعماد، أو بحرفين أولهما ساكن كشملال، فإذا تقدمت بحرفين متحركين أو بثلاثة أحرف كقولك

أكلت عنباً وفتلت قنباً لم تؤثر. وأما قولهم يريد أن ينزعها ويضربها، وهو عندها، وله درهمان، فشاذ والذي سوغه أن الهاء خفية فلم يعتد بها.

الألف المنفصلة كالمتصلة
وقد أجروا الألف المنفصلة مجرى المتصلة، والكسرة العارضة مجرى الأصلية، حيث قالوا درست علماً ورأيت زيداً ومررت ببابه وأخذت من ماله.
الألف الآخرة
والألف الآخرة لا تخلو من أن تكون في اسم أو فعل، وأن تكون ثالثة أو فوق ذلك. فالتي في الفعل تمال كيف كانت، والتي في الإسم إن لم يعرف انقلابها عن الياء لم تمل ثالثة، وتمال الرابعة. وإنما أميلت العلى لقولهم العليا.
والمتوسطة إن كانت في فعل يقال فيه فعلت كطاب وخاف أميلت ولم ينظر إلى ما انقلبت عنه، وإن كانت في اسم نظر إلى ذلك فقيل ناب ولم يقل باب.
وقد أمالوا الألف ممالة قبلها فقالوا رأيت عماداً ومعزانا.
سبعة أحرف تمنع الإمالة
وتمنع الإمالة سبعة أحرف وهي الصاد والضاد والطاء والظاء والغين والخاء والقاف إذا وليت الألف قبلها أو بعدها، إلا في باب رمى وباع فإنك تقول فيهما طاب وخاف وصغى وطغى، وذلك نحو صاعد وعاصم وضامن وعاضد وطائف وعاطس وظالم وعاظل وغائب وواغل وخامد وناخل وقاعد وناقف، أو وقعت بعدها بحرف أو حرفين كناشص ومفاريص وعارض ومعاريض وناشط ومناشيط وباهظ ومواعيظ ونابغ ومباليغ ونافخ ومنافيخ ونافق ومعاليق. وإن وقعت قبل الألف بحرف وهي مكسورة أو ساكنة بعد مكسور لم تمنع عند الأكثر نحو صعاب ومصباح وضعاف ومضحاك وطلاب ومطعام

وظماء وإظلام وغلاب ومغناج وخباث وإخبات وقفاف ومقلات.
قال سيبويه: وسمعناهم يقولون أراد أن يضربها زيد فأمالوا، وقالوا أراد أن يضربها قبل فنصبوا للقاف، وكذلك مررت بمال قاسم وبمال ملق.

حكم الراء
والراء غير المكسورة إذا وليت الألف منعت منع المستعلية تقول راشد، وهذا حمارك، ورأيت حمارك، على التفخيم. والمكسورة أمرها بالضد من ذلك يمال لها ما لا يمال مع غيرها، تقول طارد وغارم وتغلب غير المكسورة كما تغلب المستعلية فتقول من قرارك وقريء: " كانت قوارير " . فإذا تباعدت لم تؤثر عند أكثرهم، فأمالوا هذا كافر، ولم يميلوا مررت بقادر، وقد فخم بعضهم الأول وأمال الآخر.
وعند شذ عن القياس قولهم الحجاج والناس مالين. وعن بعض العرب هذا مال وباب. وقالوا العشا والمكا والكبا وهؤلاء من الواو. وأما قولهم الربا فلأجل الراء.
وقد أمال قوم جاد وجواد نظراً إلى الأصل، كما أمالوا هذا ماش في الوقف.
وقد أميل: " والشمس وضحاها " . وهي من الواو لتشاكل جلاها ويغشاها.
وقد أمالوا الفتحة في نحو قولهم من الضرر ومن الكبر ومن الصغر ومن المحاذر.
الحروف لا تمال
والحروف لا تمال نحو حتى وعلى وإلى وإما وإلا إلا إذا سمي بها. وقد أميل بلى ولا في إمالا وياء في النداء لإغنائها عن الجمل.
حكم الأسماء غير المتمكنة في الإمالة
والأسماء غير المتمكنة يمال منها المستقبل بنفسه نحو ذا ومتى وأنى، ولا يمال ما ليس بمستقبل نحو ما الإستفهامية أو الشرطية أو الموصولة أو الموصوفة ونحو إذا. قال المبرد وإمالة عسى جيدة.

الباب الثاني

الوقف
في الوقف أربع لغات
تشترك فيه الأضرب الثلاثة. وفيه أربع لغات: الإسكان الصريح، والإشمام وهو ضم الشفتين بعد الإسكان، والروم وهو أن تروم التحريك والتضعيف. ولها في الخط علامات فللإسكان الخاء، وللإشمام نقطة، خ وللروم خ خط بين يدي ش الحرف، وللتضعيف الشين. مثال ذلك هذا حكم وجعفر وخالد وفرج. والإشمام مختص بالمرفوع، ومشترك في غيره المجرور والمرفوع والمنصوب غير المنون، والمنون يبدل من تنوينه ألف في المنصوب كقولك رأيت فرجاً وزيداً ورشاءاً وكساءاً وقاضياً فلا متعلق به لهذه اللغات، والتضعيف مختص بما ليس بهمزة من الصحيح المتحرك ما قبله.
تحويل حركة الوقف إلى الحرف الساكن قبله
وبعض العرب يحول ضمه الحرف الموقوف عليه وكسرته على الساكن قبله دون الفتحة في غير الهمزة، فيقول هذا بكر ومررت ببكر، ويجري أيضاً في حال التعريف. قال:

تحفزها الأوتار والأيدي الشعر ... والنبل ستون كأنها الجمر
يريد الشعر والجمر ونحوه قولهم إضربه وضربته قال عجبت والدهر كثير عجبه ... من عنزي سبني لم أضربه
وقال أبو النجم فقر بن هذا وهذا زحله

ولا تقول رأيت البكر. وفي الهمزة تحولهن جميعاً فتقول هذا الخبء ورأيت الخبا ومررت بالخبيء، وكذلك البطؤ والردؤ. ومنهم من يتفادى وهم ناس من تميم من أن يقول هذا الردؤ ومن البطيء فيفر إلى الإتباع فيقول من البطؤ بضمتين، وهذا الرديء بكسرتين.
إبدال
الهمزة بحرف لين
وقد يبدلون من الهمزة حرف لين تحرك ما قبلها أو سكن، فيقولون هذا الكلو والخبو والبطو والردو، ورأيت الكلا والخبا والبطا والردا، ومررت بالكلي والخبي والبطي والردي، ومنهم من يقول هذا الردي ومررت بالبطو فيتبع، وأهل الحجاز يقولون الكلا في الأحوال الثلاث لأن الهمزة سكنها الوقف وما قبلها مفتوح فهو كرأس. وعلى هذه العبرة يقولون في أكمؤ أكمو وفي أهنيء أهني كقولهم جونة وذيب.

حكم المعتل الآخر إذا سكن ما قبله
وإذا اعتل الآخر وما قبله ساكن كآخر ظبي ودلو فهو كالصحيح. والمتحرك ما قبله إن كان ياء قد أسقطها التنوين في نحو قاض وعم وجوار فالأكثر أن يوقف على ما قبله فيقال قاض وعم وجوار، وقوم يعيدونها ويقفون عليها فيقولون قاضي وعمي وجواري. وإن لم يسقطها التنوين في نحو القاضي ويا قاضي رأيت جواري فالأمر بالعكس، ويقال يا مري لا غير، وإن كان ألفاً قالوا في الأكثر الأعرف هذه عصا وحبلى، ويقول ناس من فزارة وقيس حبلي بالياء، وبعض طيء حبلو بالواو، ومنهم من يسوي في القلب بين الوقف والوصل. وزعم الخليل أن بعضهم يقلبها همزة فيقول هذه حبلأ ورأيت حبلأ وهو يضربها. وألف عصا في النصب هي المبدلة من التنوين، وفي الرفع والجر هي المنقلبة عند سيبويه، وعند المازني هي المبدلة في الأحوال الثلاث.
حكم الفعل المعتل اللام
والوقف على المرفوع والمنصوب من الفعل الذي اعتلت لامه بإثبات أواخره نحو يغزو ويرمي، وعلى المجزوم والموقوف منه بإلحاق الهاء نحو لم يغزه ولم يرمه ولم يخشه واغزه وارمه واخشه، وبغير هاء نحو لم يغز ولم يرم واغز وارم إلا ما أفضى به ترك الهاء إلى حرف واحد، فإنه يجب الإلحاق نحو قه وره.
حذف الواو والياء في الفواصل
وكل واو أو ياء لا تحذف تحذف في الفواصل والقوافي كقوله تعالى: " الكبير المعتال ويوم التناد إذا يسر " . وقول زهير وبعض القوم يخلق ثم لا يفر
وأنشد سيبويه لا يبعد الله إخواناً تركتهم ... لم أدر بعد غداة البين ما صنع
أي صنعوا.
تاء التأنيث تقلب هاء
وتاء التأنيث في الأسم المفرد تقلب هاء في الوقف نحو غرفه وظلمه.
ومن العرب من يقف عليها تاء قال بل جوز تيهاء كظهر الحجفت
وهيهات أن جعل مفرداً وقف عليه بالهاء، وإلا فبالتاء. ومثله في

إحتمال الوجهين استأصل الله عرقاتهم وعرقاتهم.
وقد يجري الوصل مجرى الوقف. منه قوله مثل الحريق وافق القصبا
ولا يختص بحال الضرورة تقول ثلاثة أربعة وفي التنزيل: " لكنا هو الله ربي " .

الوقف في غير المتمكن
وتقول في الوقف على غير المتمكنة أنا بالألف، وأنه بالهاء، وهو بالإسكان، وهوه بإلحاق الهاء، وههنا وههناه وهؤلاء وهؤلاه إذا قصر، وأكرمتك وأكرمتكه، وغلامي وضربني وغلاميه وضربنيه بالإسكان وإلحاق الهاء فيمن حرك في الوصل، وغلام وضربن فيمن أسكن في الوصل، وفي قراءة أبي عمرو ربي أكرمن وأهانن وقال الأعشى ومن شانيء كاسف وجهه ... إذا ما انتسبت له أنكرن

وضربكم وضربهم وعليهم وبهم ومنه وضربه بالإسكان فيمن ألحق وصلاً أو حرك، وهذه فيمن قال هذه هي أمه الله وحتام وفيم وحتامه وفيمه بالإسكان والهاء، ومجيء مه في مجيء مَ جئت وفي مثل مَ أنت بالهاء لا غير.

حكم النون الخفيفة
والنون الخفيفة تبدل ألفاً عند الوقف في قوله تعالى: " لنسفعن بالناصية " . لنسفعا قال الأعشي ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا
وتقول في هل تضربن يا قوم هل تضربون بإعادة واو الجمع.

الباب الثالث

القسم
حده
يشترك فيه الإسم والفعل. وهو جملة فعلية أو أسمية تؤكد بها جملة موجبة أو منفية نحو قولك: بالله، وأقسمت، وآليت، وعلم الله، ويعلم الله، ولعمرك، ولعمر أبيك، ولعمر الله، ويمين الله، وأيمن الله، وأيم الله، وأمانة الله، وعلي عهد الله لأفعلن أو لا أفعل. ومن شأن الجملتين أن تتنزلا منزلة جملة واحدة كجملتي الشرط والجزاء، ويجوز حذف الثانية ها هنا عند الدلالة جواز ذلك ثمة. فالجملة المؤكد بها هي القسم، والمؤكدة هي القسم عليها، والإسم الذي يلصق به القسم ليعظم به ويفخم هو المقسم به.
تخفيف القسم
ولكثرة القسم في كلامهم أكثروا التصرف فيه، وتوخوا ضروباً من التخفيف، من ذلك حذف الفعل في بالله، والخبر في لعمرك وأخواته، والمعنى لعمرك ما أقسم به، ونون أيمن وهمزته في الدرج، ونون مِن ومن وحرف القسم في والله والله بغير عوض، وبعوض في ها الله وآلله وفالله، والإبدال عنه تاء في تالله وإيثار الفتحة على الضمة هي التي أعرف في

ويتلقى القسم بثلاثة أشياء باللام وبان وبحرف النفي كقولك بالله لأفعلن، وأنك لذاهب، وما فعلت ولا أفعل. وقد حذف حرف النفي في قول الشاعر تالله يبقى على الأيام مبتقل

الواو والتاء واللام ومن مكان الباء
وقد أوقعوا موقع الباء بعد حذف الفعل الذي ألصقته بالقسم به أربعة أحرف: الواو والتاء وحرفين من حروف الجر وهما اللام ومن في قولك لله لا يؤخر الأجل ومن ربي لأفعلن روماً للإختصاص، وفي التاء واللام معنى التعجب، وربما جاءت التاء في غير التعجب، واللام لا تجيء إلا فيه وأنشد سيبويه لعبد مناة الهذلي لله يبقى على الأيام ذو حيد ... بمشمخر به الظيان والآس

وتضم ميم من فيقال من ربي أنك لأشر. قال سيبويه ولا تدخل الضمة في من إلا ههنا، كما لا تدخل الفتحة في لدن إلا مع غدوة، ولا تدخل إلا على اسم الله والكعبة. وسمع الأخفش من الله وتربى وإذا حذفت نونها فهي كالتاء تقول مِ الله ومُ الله كما تقول تالله ومن الناس من يزعم أنها من أيمن.

مميزات الباء
والباء لأصالتها تستبد عن غيرها بثلاثة أشياء بالدخول على المضمر كقولك به لأعبدنه وبك لأزورن بيتك وقال فلا بك ما أبالي.

وبظهور الفعل معها كقولك حلفت بالله، وبالحلف على الرجل على سبيل الإستعطاف كقولك بالله لما زرتني وبحياتك أخبرني وقال ابن هرمة بالله ربك إن دخلت فقل له ... هذا ابن هرمة واقفاً بالباب
وقال المجنون بدينك هل ضممت إليك نعما

حذف الباء
وتحذف الباء فينتصب المقسم به بالفعل المضمر قال:

ألا رب من قلبي له الله ناصح
وقال فقلت يمين الله أبرح قاعدا
وقال إذا ما الخبر تأدمه بلحم ... فذاك أمانة الله الثريد

وقد روي رفع اليمين والأمانة على الإبتداء محذوفي الخبر، وتضمر كما تضمر اللام في لاه أبوك.

حذف الواو
وتحذف الواو ويعوض عنها حرف التنبيه في قولهم لا هالله ذا، وهمزة الإستفهام في آلله. وقطع همزة الوصل في أفألله وفي لا هالله ذا لغتان: حذف ألف ها وإثباتها. وفيه قولان: أحدهما قول الخليل أن ذا مقسم وتقديره: لا والله للأمر ذا، فحذف الأمر لكثرة الإستعمال، ولذلك لم يجز أن يقاس عليه فيقال هالله أخوك على تقديرها الله لهذا أخوك. والثاني وهو قول الأخفش. أنه من جملة القسم توكيد له، كأنه قال ذا قسمي. قال: والدليل عليه أنهم يقولون لاها الله ذا لقد كان كذا فيجيئون بالمقسم عليه بعده.
والواو الأولى في نحو: " والليل إذا يغشى " . للقسم وما بعدها للعطف كما تقول بالله فالله وبحياتك ثم حياتك لأفعلن.

الباب الرابع

تخفيف الهمزة
تشترك فيه الأضراب الثلاثة. ولا تخفف الهمزة إلا إذا تقدمها شيء، فإن لم يتقدمها نحو قولك ابتداء أب أم ابل فالتحقيق ليس إلا. وفي تخفيفها ثلاثة أوجه: الإبدال، والحذف، وأن تجعل بينَ بين، أي بين مخرجها وبين مخرج الحرف الذي منه حركتها.
إبدال الهمزة
ولا تخلو إما أن تقع ساكنة فيبدل منها الحرف الذي منه حركة ما قبلها كقولك رأس وقرأت وإلى الهداتنا وبير وجيت والذيتمن ولوم وسوت ويقولوذن.
وأما أن يقع متحركة ساكناً ما قبلها، فينظر إلى الساكن فإن كان حرف لين نظر، فإن كان ياء أو واواً مدتين زائدتين أو ما يشبه المدة كياء التصغير قلبت إليه وأدغم فيها كقولك: خطية ومقروة وأفيس. وقد التزم ذلك في نبي وبريه.
الهمزة بين بين
وإن كان ألفاً جعلت بين بين كقولك: سأل وتساؤل وقائل.
حذف الهمزة
وإن كان حرفاً صحيحاً أو واواً أو ياء أصليتين أو مزيدتين لمعنى ألقيت

عليه حركتها وحذفت كقولك: مسلسلة والخب ومن بوك ومن بلك وجيل وحوبة وأبو يوب وذومرهم واتبعي مره وقاضوبيك، وقد التزم ذلك في باب يري، وأري يرى، ومنهم من يقول المراة والكماة فيقلبها ألفاً وليس بمطرد، وقد رآه الكوفيون مطرداً.
وأما أن تقع متحركة متحركاً ما قبلها فتجعل بين بين كقولك: سأل ولؤم وسئل، إلا إذا انفتحت وانكسر ما قبلها أو انضم فقلبت ياء أو واواً محضة كقولك ميروجون. والأخفش يقلب المضمومة المكسورة ما قبلها ياء أيضاً فيقول يستهزيون، وقد تبدل منها حروف اللين فيقال منساة ومنه قول الفرزدق فارعي فزارة لا هناك المرتع
وقال حسان سالت هذيل رسول الله فاحشة ... ضلت هذيل بما سالت ولم تصب

وقال ابنه عبد الرحمن يشجج رأسه بالفهر واجي
وقال سيبويه وليس ذا بقياس متلئب وإنما يحفظ عن العرب كما يحفظ الشيء الذي تبدل التاء من واوه نحو أتلج .
وقد حذفوا الهمزة في كل ومر وخذ حذفاً غير قياسي، ثم التزموه في اثنين دون الثالث فلم يقولوا أوخذ ولا أوكل. وقال الله تعالى: " وأمر أهلك " .

حكم همزة أحمر
وإذا خففت همزة الأحمر على طريقها فتحركت لام التعريف اتجه لهم في ألف اللام طريقان: حذفها وهو القياس، وإبقاؤها لطرو الحركة، فقالوا لحمر وألحمر ومثل لحمر عاد لولى في قراءة أبي عمرو، وقولهم من لان في الآن، ومن قال أحمر قال من لان بتحريك النون كما قريء من رض أو ملان بحذفها كما قيل ملكذب.
التقاء همزتين وإذا التقت همزتان في كلمة فالوجه قلب الثانية إلى حرف لين كقولهم

آدم وأيمة وأويدم، ومنه جائي وخطايا، وقد سمع أبو زيد من بقول اللهم اغفر لي خطائئي، قال همزها أبو السمح ورداد ابن عمه وهو شاذ، وفي القراءة الكوفية أئمة. وإذا التقيا في كلمتين جاز تحقيقهما وتخفيف إحداهما بأن تجعل بين بين. والخليل يختار تخفيف الثانية كقوله تعالى: " فقد جاء أشراطها " . وأهل الحجاز يخففونهما معاً. ومن العرب من يقحم بينهما ألفاً قال ذو الرمة آأنت أمْ أمُّ سالم
وأنشد أبو زيد حزق إذا ما القوم أبدوا فكاهة ... تفكر آإياه يعنون أم قردا
وهي في قراءة ابن عامر. ثم منهم من يحقق بعد إقحام الألف. ومنهم من يخفف.
وفي اقرأ آية ثلاثة أوجه: أن تقلب الأولى ألفاً، وأن تحذف الثانية تلقي حركتها على الأولى، وإن تجعلا معاً بين بين وهي حجازية.

الباب الخامس

التقاء الساكنين
حذف الساكن الأول
يشترك فيه الأضرب الثلاثة. ومتى التقيا في الدرج على غير حدهما وحدهما أن يكون الأول حرف لين، والثاني مدغماً، في نحو دابة، وخويصة، وتمود الثوب، وقوله تعالى: " قل أتحاجونا " . لم يخل، أولهما من أن يكون مدة أو غير مدة، فإن كان مدة حذف كقولك: لم يقل، ولم يبغ، ولم يخف ويخشى القوم، ويغزو الجيش، ويرمي الغرض، ولم يضربا اليوم، ولم يضربوا الآن، ولم تضربي ابنك، إلا ما شذ من قولهم آلحسن عندك، وآيمن الله يمينك، وما حكي من قولهم: حلقتا البطان. وإن كان غير مدة فتحريكه في نحو قولك لم أبله، واذهب اذهب، ومن ابنك، ومذ اليوم، وألم الله، ولا تنسوا الفضل، واخشو الله، وأخشى القوم، ومصطفى الله، ولو استطعنا، ومنه قولك الاسم والابن والانطلاق والاستغفار أو تحريك أخيه في نحو قولك انطلق ولم يلده ويتقه ورد، ولم يرد، في لغة بني تميم. قال:

عجبت لمولود وليس له أب ... وذي ولد لم يلده أبوان

حركة الساكن الأول
والأصل فيما حرك منهما أن يحرك بالكسر، والذي حرك بغيره فلأمر، نحو ضمهم في نحو: وقالت أخرج عليهن، وعذابن اركض، وعيونن أدخلوها للإتباع؛ وفي نحو أخشوا الله، للفضل بين واو الضمير وواو لو. وقد كسرها قوم كما ضم قوم واو لو في لو استطعنا تشبيهاً بها، وفريء مر يبين الذي بفتح النون هرباً من توالي الكسرات. وقد حركوا في نحو رد ولم يرد بالحركات الثلاث، ولزموا الضم عند ضمير الغائب، والفتح عند ضمير الغائبة فقالوا رده وردها، وسمع الأخفش ناساً من بني عقيل يقولون مده وعضه بالكسر. ولزموا فيه الكسر عند ساكن يعقبه فقالوا: رد القوم. ومنهم من فتح وهم بنو أسد فقال فغض الطرف إنك من نمير

وقال ذم المنازل بعد منزلة اللوى
وليس في هلم إلا الفتح.
ولقد جد في الهرب من التقاء الساكنين من قال دأبة وشأبة، ومن قرأ ولا الضألين ولا جأن، وهي عن عمرو بن عبيد ومن لغته النقر في الوقف.

من
وكسروا نون من عند ملاقاتها كل ساكن سوى لام التعريف فهي عندها مفتوحة، تقول من ابنك ومن الرجل. وقد حكى سيبويه عن قوم فصحاء من ابنك بالفتح. وحكي في من الرجل الكسر، وهي قليلة خبيثة. وأما نون عن فمكسورة في الموضعين وقد حكي عن الأخفش عن الرجل بالضم.

الباب السادس

أوائل الكلم
الحالات التي تسكن فيها أوائل الكلم
تشترك فيه الأضرب الثلاثة. وهي في الأمر العام على الحركة. وقد جاء منها ما هو على السكون. وذلك من الأسماء في نوعين: أحدهما أسماء غير مصادر وهي ابن وابنه وابنم واثنان واثنتان وامرؤ وامرأة واسم واست وأيمن الله وأيم الله. والثاني مصادر الأفعال التي بعد ألفاتها إذا ابتديء بها أربعة أحرف فصاعداً نحو انفعل وافتعل واستفعل تقول: إنفعال وافتعال واستفعال، ومن الأفعال فيما كان على هذا الحد، وفي أمثلة أمر المخاطب من الثلاثي غير المزيد فيه نحو أضرب وأذهب، ومن الحروف في لام التعريف وميمه في لغة طيء، فهذه الأوائل ساكنة كما ترى يلفظ بها كما هي في حال الدرج، فإذا وقعت في موضع الإبتداء أو وقعت قبلها همزات ومزيدة متحركة، لأنه ليس في لغتهم الإبتداء بساكن كما ليس فيها الوقوف على متحرك.
وتسمى هذه الهمزات همزات الوصل، وحكمها أن تكون مكسورة، وإنما ضمت في بعض الأوامر، وفيما بني من الأفعال الواقعة بعد ألفاتها أربعة أحرف فصاعداً للمفعول للإتباع، وفتحت في الحرفين وكلمتي القسم للتخفيف.

وإثبات شيء من هذه الهمزات في الدرج خروج عن كلام العرب ولحن فاحش، فلا تقل الإسم والإنطلاق والإقتسام والإستغفار ومن إبنك وعن إسمك وقوله إذا جاوز الإثنين سر فإنه
من ضرورات الشعر. ولكن همزة حرف التعريف وحدها إذا وقعت بعد همزة الإستفهام لم تحذف، وقلبت ألفاً، لأداء حذفها إلى الإلباس.

إسكان أول هو وهي
وأما إسكانهم أول هو وهي متصلتين بالواو والفاء ولام الابتداء وهمزة الاستفهام ولام الأمر متصلة بالفاء والواو كقوله تعالى: " وهو خير لكم " وقوله تعالى: " فهي كالحجارة " وقوله تعالى: " لهو القصص الحق " وقول الشاعر فقلت أهي سرت أم عادني حلم

وقوله تعالى: " فلينظر " وقوله: " وليوفوا نذورهم " فليس بأصل. وإنما شبه الحرف عند وقوعه في ذا الموقع بضاد عضد وباء كبد ومنهم من لا يسكن.

الباب السابع

زيادة الحروف
جمعت في سألتمونيها
يشترك فيها الإسم والفعل. والحروف الزوائد هي التي يشملها قولك اليوم تنساه، أو أتاه سليمان، أو سألتمونيها، أو السمان هويت. ومعنى كونها زوائد أن كل حرف وقع زائداً في كلمة فإنه منها لا إنها تقع أبداً زوائد. ولقد أسلفت في قسمي الأسماء والأفعال عند ذكر الأبنية المزيد فيها نبذاً من القول في الحروف، واذكر ههنا ما يميز به بين مواقع أصالتها ومواقع زيادتها والله تعالى الموفق.
الهمزة الزائدة والأصلية
فالهمزة يحكم بزيادتها إذا وقعت أولاً بعدها ثلاثة أحرف أصول كأرنب وأكرم، إلا إذا اعترض ما يقتضي أصالتها كإمعة وإمرة، أ تجيز الأمرين كأولق. وبأصالتها إذا وقع بعدها حرفان أو أربعة أصول كإتب وإزار واصطبل واصطخر، أو وقعت غير أول ولم يعرض ما يوجب زيادتها في نحو شمأل ونئدل وجرائض وضهيأة.
الألف
والألف لا تزاد أولاً لامتناع الإبتداء بها. وهي غير أول إذا كان معها ثلاثة أحرف أصول فصاعداً لا تقع إلا زائدة كقولهم خاتم وكتاب وحبلى وسرادح وحلبلاب. ولا تقع للالحاق إلا آخراً في نحو معزى. وهي في قبعثرى كنحو ألف كتاب لإنافتها على الغاية.
الياء
والياء إذا حصلت معها ثلاثة أحرف أصول فهي زائدة أينما وقعت كيلمع ويهير ويضرب وعثير وزبنية، إلا في نحو يأجج ومريم ومدين وصيصية وقوقيت. وإذا حصلت معها أربعة فإن كانت أولاً فهي أصل كيستعور، وإلا فهي زائدة كسلحفية.
الواو
والواو كالألف لا تزاد أولاً وقولهم ورنتل كجحنفل. وأما غير أول فلا تكون إلا زائدة كعوسج وحوقل وقسور ودهور وترقوة وعنفوان وقلنسوة إلا إذا اعترض ما في عزويت.
والميم إذا وقعت أولاً وبعدها ثلاثة أحرف أصول فهي زائدة نحو مقتل ومضرب ومكرم ومقياس، إلا إذا عرض ما في معد ومعزى ومأجج ومهدد ومنجنون ومنجنيق. وهي غير أول أصل إلا في نحو دلامص وقمارص وهرماس وزرقم. وإذا وقعت أولاً خامسة فهي أصل كمزرنجوش. ولا تزاد في الفعل ولذلك استدل على أصالة ميم معد بتمعددوا ونحو تمسكن وتمدرع وتمندل لا اعتداد به.
النون
والنون إذا وقعت آخراً بعد ألف فهي زائدة إلا إذا قام دليل على أصالتها في نحو فينان وحسان وحمار قبان فيمن صرف، وكذلك الواقعة في أول

المضارع والمطاوع نحو نفعل وانفعل، والثالثة الساكنة في نحو شرنبت وعصنصر وغضنفر وعرند. وهي فيما عدا ذلك أصل إلا في نحو عنسل وعفرني وبلهنية وخنفقيق ونحو ذلك.

التاء
والتاء اطردت زيادتها أولاً في نحو تفعيل وتفعال وتفعل وتفاعل وفعليهما، وآخراً في الانيث والجمع. وفي نحو رغبوت وجبروت وعنكبوت ثم هي أصل إلا في نحو ترتب وتولج وسنبتة.
الهاء
والهاء زيدت زيادة مطردة في الوقف لبيان الحركة أو حرف المد في نحو كتابيه وثمه ووازيداه وواغلاماه وواغلامهوه ووانقطاع ظهرهيه، وغير مطردة في جمع أم، وقد جاء بغير هاء، وقد جمع اللغتين من قال إذا المهات قبحن الوجو ... ه فرجت الظلام بأماتكا
وقيل قد غلبت الأمهات في الناسي والأمات في البهائم. وقد زاد هاء في الواحد من قال أمهتي خندف والياس أبي

وفي كتب العين أمهت وهو مسترذل. وزيدت في اهراق اهراقه، وفي هركولة وهجرع وهلقامة عند الأخفش. ويجوز أن تكون مزيدة في قولهم قرن سلهب لقولهم سلب.

السين
والسين اطردت زيادتها في استفعل، ومع كاف الضمير فيمن كسكس، وقالوا اسطاع كأهراق.
اللام
واللام جاءت مزيدة في ذلك، وهنالك، وأولالك، قال وهل يعظ الضليل إلا ألالكا
وفي عبدل وزيدل، وفي فجعل، وفي هيقل إحتمال.

الباب الثامن

إبدال الحروف
جمعت في استنجده يوم صال زط
يقع الإبدال في الأضرب الثلاثة كقولك أجوه وهراق وإلا فعلت وحروفه حروف الزيادة والطاء والدال والجيم والصاد والزاي ويجمعها قولك استنجده يوم صال زط.
الهمزة
فالهمزة أبدلت من حروف اللين ومن الهاء والعين. فإبدالها من حروف اللين على ضربين مطرد وغير مطرد. والمطرد على ضربين واجب وجائز. فالواجب إبادلها من ألف التأنيث في نحو حمراء وصحراء، والمنقلبة لاماً نحو كساء ورداء وعلباء، أو عيناً في نحو قائل ونائل وبائع، ومن كل واو واقعة أولاً شفعت بأخرى لازمة في نحو أواصل وأواق جمعي واصلة وواقية.
قال يا عدي لقد وقتك الأواقي

وأويصل تصغير واصل. والجائز إبادلها من كل واو مضمومة وقعت مفردة فاء كأجوه، أو عيناً غير مدغم فيها كادؤر، أو مشفوعة عيناً كالغؤور والنؤور، وغير المطرد إبدالها من الألف في نحو دأبة وشأبة ابيأض واهأم، وعن العجاج أنه كان يهمز العالم والخاتم فقال فخندف هامة هذا العالم

وحكي بأز، وقوقأت الدجاجة. وقال يا دار مي بدكاديك البرق ... صبراً فقد هيجت شوق المشتاق
ومن الواو غير المضمومة في نحو إشاحة وإفادة وإسادة وإعاء أخيه في قراءة سعيد بن جبير، وأناة وأسماء واحدٍ وأحَّدْ أحِّد في الحديث، والمازني يرى الإبدال من المكسورة قياساً، ومن الياء في قطع الله أديه وفي أسنانه ألل وقالوا الشئمة وإبدالها من الهاء في ماء وأمواء. قال وبلدة قالصة أمواءها ... ما صحة رأد الضحي أفياءها
وفي أل فعلت وإلا فعلت، ومن العين في قوله:

أباب بحر ضاحك زهوق

الألف
والألف أبدلت من أختيها ومن الهمزة والنون. فإبدالها من أختيها مطرد في نحو قال وباع ودعى ورمى وباب وناب مما تحركتا فيه وانفتح ما قبلهما، ولم يمنع ما منع من الإبدال في نحو رميا ودعوا إلا ما شذ من نحو القود والصيد. وغير مطرد في نحو طائي وحاري وياجل. وإبدالها من الهمزة لازم في نحو آدم، وغير لازم في نحو رأس. وإبادلها من النون في الوقف خاصة على ثلاثة أشياء: المنصوب المنون، وما لحقته النون الخفيفة المفتوح ما قبلها، وإذن، كقولك رأيت زيداً ولنسفعا وفعلتها إذا.
الياء والياء أبدلت من أختيها، ومن الهمزة، ومن أحد حرفي التضعيف، ومن النون والعين والعين و
الباء
والسين والثاء. فإبدالها من الألف في نحو مفيتيح وهو مطرد. ومن الواو في نحو ميقات وعصى وغاز وغازية وأدل وقيام وانقياد وحياض وسيد ولية واغزيت واستغزيت وهو مطرد. وفي نحو صبية وثيرة وعليان وبيجل، وهو غير مطرد. ومن الهمزة في نحو ذيب ومير على ما قد سلف في تخفيفها. ومن أحد حرفي التضعيف في قولهم أمليت، وقصيت أظفاري، ولا وربيك لا أفعل، وتسريت وتظنيت، ولم يتسن، وتقضى البازي. وقوله:

نزور امرأ أما الإله فيتقي ... وأما بفعل الصالحين فيأتمي
والتصدية فمن جعلها من صد يصد، وتلعيت من اللعاعة، ودهديت وصهصيت ومكاكي في جمع مكوك، ودياج في جمع ديجوج، وديوان وديباج وقيراط، وشيراز وديماس فيمن قال شراريز ودماميس. وقوله وايتصلت بمثل ضوء الفرقد
أبدل الياء من التاء الأولى في اتصلت ومما سوى ذلك في قولهم أناسي وظرابي. وقوله ومنهل ليس له حوازق ... ولضفادي جمه نقانق

وقوله يصف عقاباً لها أشارير من لحم تتمرة ... من الثعالي ووخز من أرانيها
وقوله إذا ما عد أربعة فسال ... فزوجك خامس وأبوك سادي

وقوله قد مر يومان وهذا الثالي ... وأنت بالهجران لا تبالي

الواو
والواو تبدل من أخييها ومن الهمزة. فإبدالها من الألف في نحو ضوارب وضويرب تصغير ضربات مصدر ضارب، وأوادم وأويدم ورحوي وعصوي وألوان تثنية إلى إسما. ومن الياء في نحو موقن وطوبى مما سكن ياؤه غير مدغمة وانضم ما قبلها، وفي ضويرب تصغير ضراب مصدر ضاربه، وفي بقوي وبوطر من بيطر، وهذا أمر ممضو عليه، وهو نهو عن المنكر، وفي الجباوة. ومن الهمزة في نحو جونة وجون كما سلف في تخفيفها.
الميم
والميم أبدلت من الواو واللام والنون والباء. فإبدالها من الواو في فم وحدها. ومن اللام في لغة طيء في نحو ما روى النمر بن تولب عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيل إنه لم يرو غير هذا ليس من امبرامصيام في امسفر. ومن النون في نحو عمبر وشمباء مما وقعت فيه النون ساكنة قبل الباء. وفي قول رؤبة يا هال ذات المنطق التمتام ... وكفك المخضب البنام

وطامه الله على الخير. ومن الباء في بنات مخر وما زلت راتماً على هذا ورأيته من كثم. وقوله فبادرت شاتها عجلى مثابرة ... حتى استقت دون محني جيدها نغما
قال ابن الأعرابي أراد نغباً

النون
والنون أبدلت من الواو واللام في صنعاني وبهراني، ولعن بمعنى لعل.
التاء
والتاء أبدلت من الواو والياء والسين والصاد والباء. فإبدالها من الواو فاء في نحو اتعد وأتلجه قال:

متلج كفيه في قتره
وتجاه وتيقور وتكلان وتكاة وتكلة وتخمة وتهمة وتقية وتقوى وتترى وتوراة وتولج وتراث وتلاد. ولاماً في أخت وبنت وهنت وكلتا. ومن الياء فاء في نحو اتسر، ولاماً في نحو أسنتوا وثنتان وكيت وذيت. ومن السين في طست ومنه قوله يا قاتل الله بني السعلاة ... عمرو بن يربوع شرار النات
غير أعفاء ولا أكيات ومن الصاد في لصت قال كاللصوت المرد

ومن الباء في الذعالت بمعنى الذعالب وهي الأخلاق.

الهاء
والهاء أبدلت من الهمزة والألف والياء والتاء. فإبدالها من الهمزة في هرقت الماء، وهرحت الدابة، وهنرت الثوب، وهردت الشيء، عن اللحياني، وهياك، ولهنك، وهما والله لقد كان كذا، وهن فعلت فعلت لغة طيء، وفيما أنشد أبو الحسن وأتى صواحبها فقلن هذا الذي ... منح المودة غيرنا وجفانا
أي إذا الذي ومن الألف في قوله إن لم تروها فمه

وفي أنه وحيهلة وقوله: وقد رابني قولها يا هناه وهي مبدلة من الألف المنقلبة عن الواو في هنوات، ومن الياء في هذه أمة الله، ومن التاء في طلحة وحمزة في الوقف. وحكى قطرب أن في لغة طيء كيف البنون والبناه، وكيف الأخوة والأخواه.

اللام
واللام أبدلت من النون والضاد في قوله وقفت فيها أصيلالاً أسائلها

وقوله مال إلى أرطاة حقف فالطجع

الطاء
والطاء أبدلت من التاء في نحو اصطبر، وفحصط برجلي.
الدال
والدال أبدلت من التاء في ازدجر، وازدان، وفزد، واذدكر غير مدغم فيما رواه أبو عمرو. واجدمعوا واجدز في بعض اللغات قال واجدز شيحا
وفي دولج.

الجيم و

الجيم
أبدلت من الياء المشددة في الوقف. قال أبو عمرو: قلت لرجل من بني حنظلة: ممن أنت؟ فقال فقيمج. فقلت من أيهم؟ فقال: مرج. وقد أجرى الوصل مجرى الوقف من قال خالي عويف وأبو علج ... المطعمان الشحم بالعشج
وبالغداة تل البرنج ... يقلع بالود وبالصيصج
وأنشد ابن الأعرابي:

كأن في أذنابهن الشول ... من عبس الصيف قرون الأجل
وقد أبدلت من غير المشددة في قوله لاهم إن كنت قبلت حجتج ... فلا يزال شاحج يأتيك بج
أقمر نهات ينزى وفرتج
وقوله حتى إذا أمسجت وأمسجا

السين و

السين
إذا وقعت قبل غين أو خاء أو قاف أو طاء جاز إبدالها ضاداً كقولك صائغ، وأصبغ نعمه صخر، ومس صقر، ويصاقون وصقت، وصبقت، وصويق، والصملق، وصراط، وصاطع ومصيطر؛ وإذا وقعت قبل الدال ساكنة أبدلت زاياً خالصة كقولك في يسدد يزدد، وفي يسدل ثوبه يزدل. قال سيبويه ولا تجوز المضارعة يعني إشراب صوت الزاي. وفي لغة كلب تبدل زاياً مع القاف خاصة يقولون مس زقر.
الصاد
والصاد الساكنة إذا وقعت قبل الدال جاز إبدالها زاياً خالصة في لغة فصحاء من العرب ومنه لم يحرم من فزد له. وقول حاتم هكذا فزدي أنه
وقال الشاعر ودع ذا الهوى قبل القلى ترك ذي الهوى ... متين القوى خير من الصرم مزدرا

وأن تضارع بها الزاي فإن تحركت لم تبدل. ولكنهم قد يضارعون بها الزاي فيقولون صدر وصدف والصراط. والراط. قال سيبويه: والمضارعة أكثر، وأعرب من الإبدال والبيان أكثر، ونحو الصاد في المضارعة الجيم والشين تقول هو أجدر وأشدق.

الباب التاسع
الاعتلال
حروف الاعتلال
حروفه الألف والواو والياء. وثلاثتها تقع في الأضرب الثلاثة، كقولك مال وناب وسوط وبيض وقال وباع وحاول وبايع ولا ولو وكي إلا أن الألف تكون في الأسماء والأفعال زائدة أو منقلبة عن الواو والياء لا أصلاً، وهي في الحروف أصل ليس إلا لكونها جوامد غير متصرف فيها.

اتفاق الواو والياء واختلافهما
والواو والياء غير المزيدتين تتفقان في مواقعهما وتختلفان. فاتفاقهما إن وقعت كلتاهما فاء كوعد ويسر، وعينا كقول وبيع، ولاماً كغزو ورمى، وعينا ولاما معا كقوة وحية وان تقدمت كل واحدة منهما على أختها فاء وعينا في نحو ويل ويوم.
واختلافهما أن الواو تقدمت على الياء في نحو وفيت وطويت، وتقدمت الياء عليها في يوم، وأما الواو في الحيوان وحيوة فكواو جباوة في كونها بدلاً عن الياء والأصل حييان وحيية.
واختلافهما أن الياء وقعت فاء وعيناً معاً، وفاء ولاما معاً في بين اسم

مكان وفي يديت، ولم تقع الواو كذلك. ومذهب أبي الحسن في الواو أن تأليفها من الواوات فهي على قوله موافقة للياء في بييت. وقد ذهب غيره إلى أن ألفها عن ياء فهي على هذا موافقتها في يديت. وقالوا ليس في العربية كلمة فاؤها واو ولامها واو إلا الواو. ولذلك آثروا في الوغي أن يكتب بالياء.

الفصل الأول الواو والياء فاءين

الواو والياء في مضارع فعل
الواو تثبت صحيحة، وتسقط وتقلب. فثباتها على الصحة في نحو وعد وولد والوعد والوالدة. وسقوطها فيما عينه مكسورة من مضارع فعل أو فعل لفظاً أو تقديراً. فاللفظ في يعد ويق، والتقدير في بضع ويسع، لأن الأصل فيهما الكسر والفتح لحرف الحلق، وفي نحو العدة والمقة من المصادر. والقلب فيما مر من الإبدال.
والياء مثلها إلا في السقوط. تقول ينع يينع ويسر ييسر فتثبتها حيث أسقطت الواو. وقال بعضهم يئس كومق يمق فأجراها مجرى الواو وهو قليل. وقلبها في نحو إتسر.
والذي فارق به قولهم وجع ووجل يوجل قولهم وسع يسع ووضع يضع حيث ثبتت الواو في أحدهما وسقطت في الآخر. وكلا القبيلتين فيه حرف الحلق أن الفتحة في يوجع أصلية بمنزلتها في يوجل، وهي في يسع عارضة مجتلية لأجل حرف الحلق فوزانهما وزان كسرتي الراءين في التجاري والتجارب.
الواو والياء في مضارع افتعل

وياتسر، ويقول في ييبس وييئس يابس ويائس. وفي مضارع وجل أربع لغات يوجل ويأجل وييجل وييجل وليس الكسرة من لغة من يقول تعلم.
وإذا بني افتعل من أكل وأمر فقيل ايتكل وايتمر لم تدغم الياء في التاء كما أدغمت في ايتسر، لأن الياء ههنا ليست بلازمة وقول من قال اتزر خطأ.

الفصل الثاني الواو والياء عينين
لا تخلوان من أن تعلا أو تحذفا أو تسلما. فالإعلال في قال وخاف وباع وهاب وباب وناب، ورجل لاع ومال ونحوها مما تحركتا فيه وانفاح ما قبلهما، وفيما هو من هذه الأفعال من مضارعاتها وأسماء فاعليها ومفعوليها، وما كان منها على مفعل ومفعلة ومفعل ومفعلة ومفعلة كمعاد ومقالة ومسير معيشة ومشورة، وما كان نحو أقام واستقام واختار وانقاد من ذوات الزوائد التي لم يكن ما قبل حرف العلة فيها ألفاً أو واواً أو ياء نحو قاول وتقاولوا وزايل وتزايلوا وعوذ وتعوذ وزين وتزين، وما هو منها أعلت هذه الأشياء وإن لم تقم فيها علة الإعتلال اتباعاً لما قامت العلة فيه لمونها منها وضربها بعرق فيها.
والحذف في قل وقلن وقلت ولم يقل. ولم يقلن وبع وبعن وبعت ولم يبع ولم يبعن، وما كان من هذا النحو في المزيد فيه، وفي سيد وميت، وكينونة وقيلولة، وفي الإقامة والإستقامة ونحوها مما التقى فيه ساكنان أو طلب تخفيف أو اضطر اعلال.
والسلامة فيما وراء ذلك مما فقدت فيه أسباب الإعلال والحذف أو وجدت خلا أنه اعترض ما يصد عن حكمها كالذي اعترض في صورى وحيدي والجولان والجيكان والقوباء والخيلاء.

أبنية الفعل الثلاثي
وأبينة الفعل في الواو على فعل يفعل نحو قال يقول، وفعل يفعل نحو خاف يخاف، وفعل يفعل نحو طال يطول وجاد يجود إذا صار طويلاً وجواداً. وفي الياء على فعل يفعل نحو باع يبيع، وفعل يفعل نحو هاب يهاب، ولم يجيء في الواو يفعل بالكسر، ولا في الياء يفعل بالضم، وزعم الخليل في طاح يطيح وتاه إنهما فعل يفعل كحسب يحسب وهما من الواو لقولهم طوحت وتوهت، وهو أطوح منه وأتوه، ومن قال طيحت وتيهت فهماً على باع يبيع.
عند اتصال الفعل الثلاثي بالضمير
وقد حولوا عند اتصال ضمير الفاعل فعل، من الواو إلى فعل، ومن الياء إلى فعل، ثم نقلت الضمة أو الكسرة إلى الفاء فقيل: قلت وقلن، وبعت وبعن. ولم يحولوا في غير الضمير إلا ما جاء من قول ناس من العرب كيد يفعل ذاك وما زيل يفعل ذلك.
في الفعل الثلاثي المجهول
وتقول فيما لم يسم فاعله قيل وبيع بالكسر، وقيل وبيع بالإشمام، وقول وبوع بالواو، وكذلك اختير وانقيد له تكسر وتشم وتقول اختور وانقود له، وفي فعلت من ذلك عدت يا مريض واخترت يا رجل بالكسر والضم الخالصين والإشمام، وليس فيما قبل ياء أقيم واستقيم إلا بالكسر الصريح.
وقالوا عور وصيد وازدوجوا واجتوروا، فصححوا العين لأنها في معنى ما يجب فيه تصحيحها، وهو أفعال وتفاعلوا، ومنهم من لم يلمح الأصل فقال عار يعار. وقال:

أعارت عينه أم لم تعارا
وما لحقته الزيادة من نحو عور في حكمه، تقول أعور الله عينه وأصيد بعيره، ولو بنيت منه استفعلت لقلت استعورت، وليس مسكنه من ليس كصيد، كما قالوا علم في علم، ولكنهم ألزموها الإسكان لأنها لما لم تصرف تصرف أخواتها لم تجعل على لفظ صيد ولا هاب، ولكن على لفظ ما ليس من الفعل نحو ليت، ولذلك لم ينقلوا حركة العين إلى الفاء في لست. وقالوا في التعجب ما أقوله! وما أبيعه! وقد شذ عن القياس نحو أجودت واستروح واستحوذ واستجود واستصوب وأطيبت وأغيلت وأخليت وأغيمت واستفيل.

إعلال اسم الفاعل من الثلاثي
وإعلال إسم الفاعل من نحو قال وباع أن تقلب عينه همزة، كقولك قائل وبائع، وربما حذفت كقولهم شاك، ومنهم من يقلب فيقول شاكيء. وفي جائي قولان: أحدهما أنه مقلوب كالشاكيء والهمزة لام الفعل وهو قول الخليل، والثاني أن الأصل جائيء فقلبت الثانية ياء والباقية هي نحو همزة قائم. وقالوا في عور وصيد عاور وصايد كمقاوم ومباين.
إعلال إسم المفعول من الثلاثي وإعلال إسم المفعول منهما أن تسكن عينه ثم أن المحذوف منهما واو مفعول عند سيبويه، وعند الأخفش العين، ويزعم أن الياء في مخيط منقلبة

عن واو مفعول، وقالوا مشيب بناء على شيب بالكسر، ومهروب بناء على لغة من يقول هوب، وقد شذ نحو مخيوط ومزيوت ومبيوع وتفاحة مطيوبة. وقال يوم رذاذ عليه الدجن مغيوم
قال سيبويه ولا نعلمهم أتموا في الواو لأن الواوات أثقل عليهم من الياءات وقد روى بعضهم ثوب مصؤون.
ورأي صاحب الكتاب في كل ياء هي عين ساكنة مضموم ما قبلها أن تقلب الضمة كسرة لتسلم الياء، فإذى بني نحو برد من البياض قال بيض، والأخفش يقول بوض، ويقصر القلب على الجمع نحو بيض في جمع أبيض، ومعيشة عنده يجوز أن يكون مفعلة ومفعلة، وعند الأخفش هي مفعلة، ولو كانت مفعل لقلت معوشة، وإذا بني من البيع مثل ترتيب قال تبيع وقال الأخفش تبوع والمضوفة في قوله وكنت إذا جاري دعا لمضوفه ... أشمر حتى ينصف الساق مئزر

كالقود والقصوى عنده وعند الأخفش قياس.

الأسماء الثلاثية المجردة
والأسماء الثلاثية المجردة إنما يعل منها ما كان على مثال الفعل نحو باب ودار وشجرة شاكة ورجل مال، لأنها على فعل أو فعل. وربما صح ذلك نحو القود والحركة والخونة والجورة ورجل روع وحول. وما ليس على مثاله ففيه التصحيح كالنومة واللومة والعيبة والعوض والعودة. وإنما أعلوا قيماً لأنه مصدر بمعنى القيام وصف به في قوله تعالى: " ديناً قيماً " . والمصدر يعل بإعلال الفعل. وقولهم حال حولاً كالقود. وفعل إن كان من الواو سكنت عينه لاجتماع الضمتين الواو، فيقال نور وعون في جمع نوار وعوان، ويثقل في الشعر. قال عدي بن زيد وفي الأكف اللامعات سور

وإن كان من الياء فهو كالصحيح. من قال كتب ورسل قال غير وبيض في جمع غيور وبيوض ومن قال كتب ورسل قال غير وبيض.

الأسماء المزيدة
وأما الأسماء المريد فيها فإنما يعل منها ما وافق الفعل في وزنه وفارقه إما بزيادة لا تكون في الفعل كقولك مقال ومسير ومعونة وقد شذ نحو مكوزة ومزيد ومريم ومدين ومشورة ومصيدة والفكاهة مقودة إلى الأذى وقرئ: " لمثوبة من عند الله " ، وقولهم مقول محذوف من مقوال كمخيط من مخياط. وإما بمثال لا يكون فيه كبنائك مثال تحلى نم باع يبيع تقول يبيع بالإعلال لأن مثال تفعل بكسر التاء ليس في أمثلة الفعل. وما كان منها مماثلاً للفعل صحح فرقاً بينه وبينه كقولك أبيض وأسود وأدور وأعين وأخونة وأعينة. وكذلك لو بنيت تفعل أو تفعل من زاد يزيد لقلت تزيد وتزيد على التصحيح.
إعلال فعال
وقد أعلوا نحو قيام وعياد واحتياز وانقياد لإعلال أفعالها مع قوع الكسرة قبل الواو والحرف المشبه للياء بعدها وهو الألف ونحو ديار ورياح وجياد تشبيهاً لإعلال وحدانها بإعلال الفعل مع الكسرة والألف ونحو سياط وثياب ورياض لشبه الإعلال في الواحد وهو كون الواو ميتة ساكنة فيه بألف دار وياء ريح مع الكسرة والألف. وقالوا ثير وديم لإعلال الواحد والكسرة. وقالاو ثيرة لسكون الواو في الواحد والكسرة. وهذا قليل والكثير عودة وكوزة وزوجة. وقالوا طوال لتحرك الواو في الواحد وقوله فإن أعزاء الرجال طيالها

ليس بالأعراف. وأما قولهم رواء مع سكونها في ربان وانقلابها فلئلا يجمعوا بين إعلالين: قلب الواو الي هي عين ياء وقلب الباء التي هي لام همزة. ونواء ليس بنظيره لأن الواو في واحده صحيح وهو قولك ناو.

كيف يمنع إعلال الإسم
ويمتنع الإسم من الإعلال بأن يسكن ما قبل واوه ويائه أو ما هو بعدهما إذا لم يكن نحو الإقامة والإستقامة مما يعتل باعتلال فعله وذلك قولهم حول وعوار ومشوار وتقوال وسووق وغوور وطويل ومقاوم واهوناء وشيوخ وهيام وخيار ومعايش وابيناء.
إعلال الجمع الذي اكتنفت ألفه الواو والياء
وإذا اكتنفت ألف الجمع الذي بعده حرفان واوان، أو ياءان، أو واو وياء، قلبت الثانية همزة كقولك في أول أوائل، وفي خير خيائر، وفي سيقة سيائق، وفي فوعلة من البيع بوائع، وقولهم ضياول شاذ كالقود وإذا كان الجمع بعد ألفه ثلاثة أحرف فلا قلب كقولك عواوير وطواويس. وقوله وكحل العينين بالعواور

إنما صح لأن الياء مرادة وعكسه قوله فيها عياييل أسود ونمر
لأن الياء مزيدة للإشباع كياء الضياريف. ومن ذلك إعلال صيم وقيم للقرب من الطرف، مع تصحيح صوام وقوام. وقولهم فلان من صيابة قومه وقوله فما أرق النيام إلا سلامها
شاذ.
ونحو سيد وميت وديار وقيام وقيوم قلب فيها الواو ياء، ولم نفعل ذلك

في سوير وبويع وتسوير لئلا يختلطا بفعل وتفعل.
وتقول في جمع مقامة ومعونة ومعيشة مقاوم ومعاون ومعايش مصرحاً بالواو والياء، ولا تهمز كما همزت رسائل وعجائز وصحائف ونحوها مما الألف والواو والياء في وحدانه مدات لا أصل لهن في الحركة.
إعلال فعلي وفعلي من الياء إذا كانت إسماً قلبت ياؤها واواً كالطوبي والكوسي من الطيب والكيس، ولا تقلب في الصفة كقولك في الصفة مشية حيكى وقسمة ضيزى.

الفصل الثالث

الواو والياء لامين
الواو والياء لامين
حكمهما أن تعلا أو تحذفا أو تسلما فاعلاً لهما متى تحركتا وتحرك ما قبلهما إن لم يقع بعدهما ساكن، إما قلبا لهما إلى الألف إن كانت حركة ما قبلهما فتحة نحو غزا ورمى وعصا ورحى، أو لإحداهما إلى صاحبتها كأغريت والغازي ودعي ورضي وكالبقوي والشروي والجباوة أو إسكانهما كيغزو ويرمي وهذا الغازي وراميك. وحذفهما في نحو لا ترم ولا تغز واغز وارم وفي يد ودم وسلامتهما في نحو الغزو والرمي ويغزوان ويرميان وغزوا ورميا.
حركات إعرابهما
ويجريان في تحمل حركات اإعراب مجرى الحروف الصحاح إذا سكن ما قبلهما في نحو دلو وظبي وعدو وعدي ومحوار وواو وزاي وآي. وإذا تحرك ما قبلهما لم يتحملا إلا النصب نحو لن يغزو ولن يرمي وأريد أن تستقي وتستدعي ورأيت الرامي والعمى والمضوضي.
وقد جاء الإسكان في قوله أبى الله أن أسمو بأم ولا أب

وقول الأعشى فآليت لا أرثي لها من كلالة ... ولا من حفى حتى تلاقي محمدا
وقوله يا دار هند عفت إلا أثافيها

وفي المثل أعط القوس باريها. وهما في حال الرفع ساكنان. وقد شذ التحريك في قوله موالي ككباش العوس سحاح
ولا يقع في المجرور إلا الياء لأنه ليس في الأسماء المتمكنة ما آخره واو قبلها حركة. وحكم الياء في الجر حكمهما في الرفع. وقد حكي لجرير فيوماً يجازين الهوى غير ماضي ... ويوماً ترى منهن غولا تغول

وقال ابن الرقيات لا بارك الله في الغواني هل ... يصبحن إلا لهن مطلب
وقال الآخر ما أن رأيت ولا أرى في مدتي ... كجواري يلعبن في الصحراء

سقوطهما في الجزم
ويسقطان في الجزم سقوط الحركة. وقد ثبتتا في قوله هجوت زبان ثم جئت معتذراً ... من هجو زبان لم تهجو ولم تدع

وقوله ألم يأتيك والأنباء تنمى ... بما لاقت لبون بني زياد
وفي بعض الروايات عن ابن كثير أنه قرأ: " من يتقي ويصبر " . وأما الألف فتثبت ساكنة أبداً، إلا في حال الجزم فإنها تسقط سقوطهما نحو لم يخش ولم يدع. وقد أثبتها من قال وتضحك مني شيخة عبشمية ... كأن لم ترى قبلي أسيراً يمانياً

ونحوه
ما أنس لا أنساه آخر عيشتي ... ما لاح بالمعزاء ريع سراب
ومنه إذا العجوز غضبت فطلق ... ولا ترضاها ولا تملق
حكم الواو المتطرفة بعد متحرك
ولرفضهم في الأسماء المتمكنة أن تتطرف الواو بعد متحرك قالوا في جمع دلو وحقو على أفعل، وفي جمع عرقوة وقلنسوة في حد تمرة، وتمر أدل وأحق وعرق وقلنس، قال:

لا صبر حتى تلحقي بعنس ... أهل الرباط البيض والقلنس
فأبدلو من الضمة الواقعة قبل الواو كسرة لتنقلب ياء مثلها في ميزان وميقات وقالوا قلنسوة وقمحدوة وافعوان وعنفوان وأقحوان حيث لم تتطرف. ونظير ذلك الإعلال في نحو الكساء والرداء. وتركه في نحو النهاية والعظاية والصلاية والشقاوة والأبوة والأخوة والثنائين والمذروين. وسأل سيبويه الخليل عن قولهم صلاءة وعباءة فقال: إنما جاؤوا بالواحد على قولهم صلاء وعظاء وعباء وأما من قال صلاية وعباية فإنه لم يجيء بالواحد على الصلاء والعباء كما أنه إذا قال خصيان لم يثنه على الواحد المستعمل في الكلام.
وقالوا عتى وجثى وعصى ففعلوا بالواو المتطرفة بعد الضمة في فعول مع حجز المدة بينهما ما فعلوا بها في أدل وقلنس كما فعلوا في الكساء نحو فعلهم في العصا. وهذا الصنيع مستمر فيما كان جمعاً، إلا ما شذ من قول بعضهم إنك لتنظر في نحو كثيرة ولم يستمر فيما ليس بجمع قالوا عتو ومغزو وقد قالوا عتي ومغزى قال:

وقد علمت عرسي مليكة أنني ... أنا الليث معدياً عليه وعادياً
وقالوا أرض مسنية ومرضي، وقالوا مرضو على القياس. قال سيبويه والوجه في هذا النحو الواو والأخرى عربية كثيرة والوجه في الجمع الياء.

حكم الواو والياء بعد ألف
والمقلوب بعد الألف يشترط فيه أن تكون الألف مزيدة مثلها في كساء ورداء فإن كانت أصلية لم تقلب كقولك واو وزاي وثاية.
حكم الواو المكسور ما قبلها
والواو المكسور ما قبلها مقلوبة لا محالة نحو غازية ومحنية. وإذا كانوا ممن يقلبها وبينها وبين الكسرة حاجز في نحو قنية وهو ابن عمي دنيا فهم لها بغير حاجز أقلب.
قلب الياء واواً في فعلي وما كان فعلي من الياء قلبت ياؤه واواً في الأسماء كالتقوى والبقوى والرعوى والشروى والعوى لأنه من عويت والطغوى لأنها من الطغيان. ولم تقلب في الصفات نحو خزيا وصديا وريا ولا يفرق فيما كان من الواو نحو

دعوى وعدى وشهوى ونشوى وفعلى تقلب واوها ياء في الإسم دون الصفة. فالإسم نحو الدنيا والعليا والقصيا وقد شذ القصوى وحزوى، والصفة قولك إذا بنيت فعلى من غزوت غزوي، ولا يفرق في فعلى من الياء نحو الفتيا والقضيا في بناء فعلى من قضيت وأما فعلى فحقها أن تنساق على الأصل صفة وإسماً.
قلب الياء ألفاً بعد ألف الجمع والهمزة وإذا وقعت بعد ألف الجمع الذي بعده حرفان همزة عارضة في الجمع وياء قلبوا الياء ألفاً والهمزة ياء وذلك قولهم مطايا وركايا والأصل مطائي وركائي على حد صحائف ورسائل، وكذلك شوايا وحوايا في جمع شاوية وحاوية فاعلتين من شويت وحويت، والأصل شواوي وحواوي ثم شوائي وحوائي على حد أوائل ثم شوايا وحوايا. وقد قال بعضهم هداوي في جمع هدية وهو شاذ. وأما نحو إداوة وعلاوة وهراوة فقد ألزموا في جمعه الواو بدل الهمزة فقالوا أداوي وعلاوي وهراوي كأنهم أراوا مشاكلة الواحد الجمع في وقوع واو بعد ألف. وإذا لم تكن الهمزة عارضة في الجمع كهمزة جواء وسواء جمع جائية وسائية فاعلتين من جاء وساء لم تقلب.

قلب الواو ياء إذا وقعت رابعة فصاعدا
ً وكل واو وقعت رابعة فصاعداً ولم ينضم ما قبلها قلبت ياء نحو أغزيت وغازيت ورجيت وترجيت واسترشيت. ومضارعتها ومضارعة غزي ورضي وشائي في قولك يغزيان ويرضيان ويشأيان. وكذلك ملهيان ومصطفيان ومعليان ومستدعيان.
وقد أجروا نحو حي وعي مجري بقي وفني فلم يعلوه. وأكثرهم يدغم فيقول حي وعي بفتح الفاء وكسرها كما قيل لي ولي في جع ألوى قال الله تعالى: " ويحيى من حيي عن بينة " . وقال عبيد:

عيوا بأمرهم كما ... عيت ببيضتها الحمامة
وكذلك أحي واستحي وحوى في أحيى واستحيى وحويى وكل ما كانت حركته لازمة. ولم يدغموا فيما لم تلزم حركته نحو لن يحيى لن يحيى ولن يستحيى ولن يحايي. وقالوا في جمع حياء وعي أحية واعياء وأحيية. وقوي مثل حي في ترك الإعلال ولم يجيء في الإدغام إذا لم يلتق فيه مثلان لقلب كسرة الواو الثانية ياء.

حكم مضاعف الواو
ومضاعف الواو مختص بفعلت دون فعلت وفعلت، لأنهم لو بنوا من القوة نحو غزوت وسروت أن يقولوا قووت وقووت. وهم لاجتماع الواوين أكره منهم لاجتماع الياءين. وفي بناء نحو شقيت تنقلب الواو ياء. وأما القوة والصوة والبو والجو فمحتملات للإدغام.

وقالوا في أفعال من الحوة احواوي فقلبوا الواو الثانية ألفاً ولم يدغموا لأن الإدغام كان يصيرهم إلى ما رفضوه من تحريك الواو بالضم في نحو يغزو ويسرو لو قالوا يحواو، وتقول في مصدره احويواء واحوياء، ومن قال أشهباب قال احوواء. ومن أدغم اقتتال فقال قتال قال حواء.

الباب العاشر

الإدغام
حده
ثقل التقاء المتجانسين على ألسنتهم فعمدوا بالإدغام إلى ضرب من الخفة. والتقاؤهما على ثلاثة أضرب: أحدها أن يسكن الأول ويتحرك الثاني فيجب الإدغام ضرورة كقولك لم يرح حاتم ولم أقل لك. والثاني أن يتحرك الأول ويسكن الثاني فيمتنع الإدغام كقولك ظللت ورسول الحسن. والثالث أن يتحركا وهو على ثلاثة أوجه: ما الإدغام فيه واجب وذلك أن يلتقيا في كلمة وليس أحدهما للإلحاق نحو رد ويرد. وما هو جائز وذلك أن ينفصلا وما قبلهما متحرك أو مدة نحو أنعت تلك، والمال لزيد، وثوب بكر، أو يكونا في حكم الإنفصال نحو اقتتل لأن تاء الإفتعال لا يلزمها وقوع تاء بعدها فهي شبيهة بتاء تلك. وما هو ممتنع فيه وهو على ثلاثة أضرب: أحدها فهي شبيهة بتاء تلك. وما هو ممتنع فيه وهو على ثلاثة أضرب: أحدها أن يكون أحدهما للإلحاق نحو قردد وجلبب، والثاني أن يؤدي فيه الإدغام إلى لبس مثال بمثال نحو سرر وطلل وجدد، والثالث أن ينفصلا ويكون ما قبل الأول حرفاً ساكناً غير مدة نحو قرم مالك وعدو وليد. ويقع الإدغام في المتقاربين كما يقع في المتماثلين. ولا بد من ذكر مخارج الحروف لتعرف متقاربتها من متباعدتها.
مخارج الحروف
ومخارجها ستى عشر. فللهمزة والهاء والألف أقصى الحلق. وللعين والحاء أوسطه وللغين والخاء أدناه. وللقاف أقصي وما فوقه من الحنك. وللكاف من اللسان والحنك ما يلي مخرج القاف. وللجيم والشين والياء وسط اللسان وما يحاذيه من وسط الحنك. وللضاد أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس. وللام ما دون أول حافة اللسان إلى منتهى طرفه وما يحاذي ذلك من الحنك الأعلى فويق الضاحك والناب. الرباعية والثنية. وللنون ما بين طرف اللسان وفويق الثنايا. وللراء ما أدخل في ظهر اللسان قليلاً من مخرج النون. وللطاء والدال والتاء ما بين طرف اللسان وأصول الثنايا. وللصاد والزاي والسين ما بين الثنايا وطرف اللسان. وللظاء والذال والثاء ما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا. وللفاء باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا. وللياء والميم والواو ما بين الشفتين.
عدد الحروف
ويرتقي عدد الحروف إلى ثلاثة وأربعين. فحروف العربية الأصول تلك التسعة والعشرون. وتتفرع منها ستة مأخوذ بها في القرآن وكل كلام فصيح، وهي الهمزة بين بين، والنون الساكنة التي هي غنة في الخيشوم نحو عنك وتسمى النون الخفيفة والخفية، وألفا الإمالة والتفخيم نحو عالم والصلوة، والشين التي هي كالجيم نحو أشدق، والصاد التي كالزاي نحو مصدر، والبواقي حروف مستهجنة وهي الكاف التي كالجيم، والجيم التي كالكاف، والجيم التي كالشين. والضاد الضعيفة، والصاد التي كالسين، والطاء التي كالتاء، والظاء التي كالثاء، والباء التي كالفاء.
أقسام الحروف حسب أصواتها
وتنقسم إلى المجهورة، والمهموسة، والشديدة، والرخوة، وما بين الشديدة والرخوة، والمطبقة، والمنفتحة، والمستعلية، والمنخفضة،

وحروف القلقة، وحروف الصفير، وحروف الذلاقة، والمصمتة، واللينة، وإلى المنحرف، والمكرر، والهاوي، والمهتوت. فالمجهور ما عدا المجموعة في قولك ستشحثك خصفة وهي المهموسة. والجهر إشباع الإعتماد من مخرج الحرف ومنع النفس أن يجري معه. والهمس بخلافة. والذي يتعرف به تباينهما أنك إذا كررت القاف فقلت قق وجدت النفس محصوراً لا تحس معها بشيء منه، وتردد الكاف فتجد النفس مقاوداً لها ومساوقاً لصوتها. والشديدة ما في قولك أجدت طبقك أو أجدك قطبت. والرخوة ما عداها وعدا ما في قولك لم يروعنا أو لم يرعونا وهي التي بين الشديدة والرخوة. والشدة أن يحصر صوت الحرف في مخرجه فلا يجري. والرخاوة بخلافها. ويتعرف تباينهما بأن تقف على الجيم والشيم فتقول الحج والطش فإنك تجد صوت الجيم راكداً محصوراً لا تقدر على مده وصوت الشين جارياً تمده إن شئت. والكون بين الشدة والرخاوة أن يتم لصوته الإنحصار ولا الجري كوقفك على العين وإحساسك في صوتها بشبه الإنسلال من مخرجها إلى مخرج الحاء. والمطبقة الصاد والظاء والضاد والطاء. والمنفتحة ما عداها. والإطباق أن تطبق على مخرج الحرف من اللسان وما حاذاه من الحنك. والإنفتاح بخلافه. والمستعلية الأربعة المطبقة والخاء والغين والقاف. والمنخفضة ما عداها. والإستعلاء ارتفاع اللسان إلى الحنك أطبقت أو لم تطبق والانخفاض بخلافه. وحروف القلقلة ما في قولك قد طبج، والقلقلة ما تحسن به إذا وقفت عليها من شدة الصوت المتصعد من الصدر مع الحفز والضغط. وحروف الصفير الصاد والزاي والسين لأنها يصفر بها. وحروف الذلاقة ما في قولك مر بنفل. والمصمتة ما عداها. والذلاقة الإعتماد بها على ذلق اللسان وهو طرفه. والإصمات إنه لا يكاد يبنى منها كلمة رباعية وخماسية معراة من حروف الذلاقة فكأنه قد صمت عنها. واللينة حروف اللين. والمنحرف اللام قال سيبويه هو حرف شديد جرى فيه الصوت لانحراف اللسان مع الصوت. والمكرر الراء لأنك إذا

وقفت عليه تعثر طرف اللسان بما فيه من التكرير. والهاوي الألف لأن مخرجه أتسع لهواء الصوت أشد من أتساع مخرج الياء والواو. والمهتوت التاء لضعفها وخفائها.
وصاحب العين يسمى القاف والكاف لهويتين لأن مبدأهما من اللهاة، والجيم والصاد شجرية لأن مبدأهما من شجر الفم وهو مفرجه، والصاد والزاي والسين أسلية لأن مبدأهما من أسلة اللسان، والطاء والدال والتاء نطعية لأن مبدأها من نطع الغار الأعلى والظاء والذال والثاء لثوية لأن مبدأها من اللثة، والراء واللام والنون ذولقية لأن مبدأها من ذولق اللسان، والواو والفاء والباء والميم شفوية أو شفهية، وحروف المد واللين جوفاء.

لا بد من تقريب حرفي الإدغام
وإذا ريم إدغام الحرف في مقاربة فلا بد من تقدمه قلبه إلى لفظه ليصير مثلاً له، لأن محاولة إدغامه فيه كما هو محال. فإذا رمت إدغام الدال إلى السين من قوله تعالى: " يكاد سنا برقه " . فاقلب الدال أولاً سيناً. ثم أدغمها في السين فقل يكاسنا برقه. وكذلك التاء في الطاء من قوله: " وقالت طائفة " .
إدغام الحرفين المتقاربين من كلمة أو كلمتين
ولا يخلو المتقاربين من أن يلتقيا في كلمة أو في كلمتين. فإن التقيا في كلمة نظر، فإن كان إدغامهما مما يؤدي إلى اللبس لم يجز نحو عتد ووقد ووتد يتد وكنية، وشاة زنماء، وغنم زنم. ولذلك قالوا في مصدر وطد ووتد طدة وتدة، وكرهوا وطداً ووتداً لأنهم من بيانه وإدغامه بين ثقل ولبس، وفي وتد يتد مانع خر وهو أداء الإدغام إلى إلا علالين: وهما حذف الفاء في المضارع والإدغام، ومن ثم لم يبنوا نحو وددت بالفتح لأن مضارعه كان يكون فيه إعلالان، وهو كقولك يد وإن لم يلبس جاز نحو امحى وهمرش وأصلهما انمحى وهنمرش، لأن افعل وفعلل ليس في أبنيتهم فأمن الإلباس.

وإن التقيا في كلمتين بعد متحرك أو مدة فالإدغام جائز لأنه لا لبس فيه، ولا تغيير صيغة.
ليس التقارب شرطاً كافياً للإدغام وليس بمطلق أن كل متقاربين في المخرج يدعم أحدهما في الآخر، ولا أن كل متباعدين يمتنع ذلك فيهما. فقد يعرض للمقارب من الموانع ما يحرمه الإدغام، ويتفق للمباعد من الخواص ما يسوغ إدغامه. ومن ثم لم يدغموا حروف ضوي مشفر فيما يقاربهما. وما كان من حروف الحلق أدخل في الفم. وأدغموا النون في الميم، وحروف طرف اللسان في الضاد والشين. وأنا أفصل لك شأن الحروف واحداً فواحداً، وما لبعضها مع بعض في الإدغام، لأقفك على حد ذلك عن تحقق واستبصار بتوفيق الله تعالى وعونه.

إدغام الهمزتين
فالهمزة لا تدغم في مثلها إلا في نحو قولك سأل ورأس والدأث في اسم واد؛ وفيمن يرى تحقيق الهمزتين قال سيبويه: فأما الهمزتان فليس فيهما إدغام من نحو قولك قرأ أبوك وأقرئ أباك. قال: وزعموا أن ابن أبي إسحاق كان يحقق الهمزتين وناس معه وهي رديئة. فقد يجوز الإدغام في قول هؤلاء ولا تدغم في غيرها ولا غيرها فيها.
الألف لا تدغم
والألف لا تدغم البتة لا في مثلها ولا في مقاربها ولا يستطاع أن تكون مدغماً فيها.
الهاء تدعم في الحاء والهاء والهاء تدغم في الحاء وقعت بعدها أو قبلها كقولك في أجبه حاتماً واذبح هذه: أجبحاتماً واذبحاذه. ولا يدغم فيها إلا مثلها نحو أجبه هلالاً.

العين تدغم في مثلها: وفي الحاء والعين تدغم في مثلها كقولك ادفع علياً، كقوله عز وجل: " من ذا الذي يشفع عنده " . وفي الحاء وقعت بعدها أو قبلها كقولك في ارفع حاتماً واذبح عتوداً: ارفحاتما واذبحتودا. وقد روى اليزيدي عن أبي عمرو: " فمن زحزح عن النار " بإدغام الحاء في العين. ولا يدغم فيها إلا مثلها. وإذا اجتمع العين والهاء جاز قلبهما حاءين وإدغامهما في نحو قولك في معهم وأجبه عتبة: محم، وأجبحتبة.

الحاء تدغم في مثلها وفي الهاء والعين
والحاء تدغم مثلها نحو اذبح حملاً وقوله تعالى: " لا أبرح حتى " . وتدغم فيها الهاء والعين.
إدغام الغين والخاء
والغين والخاء تدغم كل واحدة منهما في مثلها وفي أختها كقراءة أبي عمرو: " ومن يبتغ غير الإسلام ديناً " . وقولك لا تمسخ خلقك وادمغ خلقاً، واسلخ غنمك.
إدغام القاف والكاف
القاف والكاف كالغين والخاء تدغم كل منهما في مثلها وفي أختها قال تعالى: " فلما أفاق قال " . وقال تعالى: " كي نسبحك ونذكرك كثيراً " : وقال تعالى: " خلق كل دابة " . وقال تعالى: " حتى إذا خرجوا من عندك قالوا " .
إدغام الجيم
والجيم تدغم في مثلها نحو أخرج جابراً، وفي الشين نحو أخرج شيئاً

وقال تعالى: " أخرج شطأه " . وروى اليزيدي عن أبي عمرو إدغامها في التاء في قوله تعالى: " ذي المعارج تعرج " . وتدغم فيها الطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء نحو اربط جملاً، واحمد جابراً، ووجبت جنونها، واحفظ جارك، وإذ جاؤوكم، ولم يلبث جالساً.

إدغام الشين
والشين لا تدغم إلا في مثلها كقولك أقمش شيحاً. ويدغم فيها ما يدغم في الجيم، والجيم، واللام، كقولك لا تخالط شراً، ولم يرد شيئاً، وأصابت شرباً، ولم يحفظ شعراً، ولم يتخذ شريكاً، ولم يرث شسعاً، ولم يخرج شيئاً ودنا الشاسع.
إدغام الياء
والياء تدغم في مثلها متصلة كقولك حيي وعيي، وشبيهة بالمتصلة كقولك قاضي ورامي، ومنفصلة إذا انفتح ما قبلها كقولك اخشي ياسراً، وإن كانت حركة ما قبلها من جنسها كقولك اظلمي ياسراً لم تدغم ويدغم فيها مثلها، والواو نحو طيا، والنون نحو من يعلم.
إدغام الضاد
الضاد لا تدغم إلا في مثلها كقولك إقبض ضعفها، وأما ما رواه أبو شعيب السوسي عن اليزيدي أن أبا عمرو كان يدغمها في الشين في قوله تعالى: " لبعض شأنهم " . فما برئت من عيب رواية أبي شعيب. ويدغم فيها ما يدغم في الشين إلا الجيم كقولك: حط ضمانك، وزد ضحكاً، وشدت ضفائرها، واحفظ ضأنك، ولم يلبث ضارباً، وهو الضاحك، وإذ ضرب.
إدغام اللام
واللام إن كانت المعرفة فهي لازم إدغامها في مثلها وفي الطاء والدال

والتاء والظاء والذال والثاء والصاد والسين والزاي والشين والضاد والنون والراء. وإن كانت غيرها نحو لام هل وبل فإدغامها فيها جائز. ويتفاوت جوازه إلى حسن وهو إدغامها في الراء كقولك هل رأيت، وإلى قبيح وهو إدغامها في النون كقولك هل نخرج، وإلى وسط وهو إدغامها في البواقي. وقرئ: " هثوب الكفار " . وأنشد سيبويه فذرذا ولكن هتعين متيماً ... على ضوء برق آخر الليل ناضب
وأنشد تقول إذا أهلكت مالاً للذة ... فكيهة هشيء بكفيك لائق

ولا يدغم فيها إلا مثلها، والنون كقولك من لك، وإدغام الراء لحن.

إدغام الراء
والراء لا تدغم إلا في مثلها كقوله تعالى: " واذكر ربك " . وتدغم فيها اللام والنون كقوله تعالى " كيف فعل ربك" "وإذ تأذن ربك "
إدغام النون
والنون تدغم في حروف يرملون كقوله من يقول، ومن راشدن ومن محمد، ومن لك، ومن راقد ومن نكرم. وإدغامها على ضربين: إدغام بغنة وبغير غنة. ولها أربع أحوال: إحداها الإدغام مع هذه الحروف. والثانية البيان مع الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء كقولك: من أجلك، ومن هانيء، ومن عندك، ومن حملك، ومن غيرك، ومن خانك. إلا في لغة فوم أخفوها مع الغين والخاء فقالوا منخل ومنغل. والثالثة القلب إلى الميم قبل الباء كقولك شنباء وعمبر. والرابعة الإخفاء مع سائر الحروف وهي خمسة عشر حرفاً كقولك من جابر، ومن كفر ومن قتل، وما أشبه ذلك. قال أبو عثمان وبيانها مع حروف الفم لحن.
إدغام الطاء والتاء والظاء والذال والثاء
والطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء ستتها يدغم بعضها في بعض، وفي الصاد والزاي والسين. وهذه لا تدغم في تلك إلا أن بعضها يدغم في بعض. والأقيس. في المطبقة إذا أدغمت تبقية الإطباق كقراءة أبي عمرو: " فرطت في جنب الله " .
إدغام الفاء
والفاء لا تدغم إلا في مثلها كقوله تعالى: " وما اختلف فيه " . وقريء أيضاً: " نخسف بهم " بإدغامها في الباء.
وهو ضعيف تفرد به الكسائي وتدغم فيها الباء.
إدغام الباء
والباء لا تدغم إلا في مثلها. قرأ أبو عمرو: " لذهب بسمعهم " . وفي الفاء والميم نحو: " اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم " . ولا يدغم فيها إلا مثلها.
إدغام الميم والميم لا تدغم إلا في مثلها قال الله تعالى: " فتلقى آدم من ربه " . وتدغم فيها النون والباء.
إدغام التاء في افتعل
وافتعل إذا كان بعد تائها مثلها جاز فيه البيان والإدغام. والإدغام سبيله أن تسكن التاء الأولى وتدغم في الثانية وتنقل حركتها إلى الفاء، فيستغنى في الحركة عن همزة الوصل فيقال قتلوا بالفتح. ومنهم من يحذف الحركة ولا ينقلها فيلقى ساكنان فيحرك الفاء بالكسر فيقول قتلوا. فمن فتح قال يقتلون ومقتلون بفتح الفاء ومن كسر قال يقتلون ومقتلون بالكسر، ويجوز مقتلون بالضم اتباعاً للميم لما حكي عن بعضهم مردفين، وتقلب مع تسعة أحرف إذا كن قبلها مع الطاء والظاء والصاد طاء، ومع الدال والذال والزاي دالاً، ومع الثاء والسين ثاء وسيناً فأما مع الطاء فتدغم ليس إلا، كقولك: وأطعنوا. ومع الظاء تبين وتدغم بقلب الظاء طاء أو الطاء ظاء كقولهم أظطلم وأطلم وأظلم. ورويت الثلاثة في بيت زهير هو الجواد الذي يعطيك نائله ... عفواً ويظلم أحياناً فيظلم

ومع الضاد تبين وتدغم بقلب الطاء ضاداً كقولك: اضطرب وأضرب، ولا يجوز أطرب. وقد حكي أطجع في اضطجع، وهو في الغرابة كالطجع. ومع الصاد تبين وتدغم بقلب الطاء صاداً كقولك: مصطبر ومصبر واصطفى واصطلى واصفى واصلى وقريء: " إلا أن يصلحا " . ولا يجو مطبر. وتقلب مع الدال والذال والزاي دالاً. فمع الدال والذال تدغم كقولك إدان وادر واذكر وحكى أبو عمرو عنهم اذدكر وهو مذدكر. وقال الشاعر تنحي على الشوك جرازاً مقضباً ... والهرم تذريه اذدراء عجباً
ومع الزاي تبين وتدغم بقلب الدال إلى الزاي كقولك: إزدان وازان. ومع الثاء تدغم ليس إلا بقلب كل واحد منهما إلى صاحبتها فتقول مثرد ومترد ومنه آثار وأتار. ومع السين تبين وتدغم بقلب التاء إليها نحو مستمر ومسمع. وقد شبهوا تاء الضمير بتاء الإفتعال فقالوا خبط قال وفي كل حي قد خبط بنعمة

وفزد وحصط عينه، وعده ونقده، يريدون خبطت وفزت وحصت وعدت ونقدت. قال سيبويه وأعرب اللغتين وأجودهما أن لا تقلب. وقال: وإذا كانت التاء متحركة وبعدها هذه الحروف ساكنة لم يكن إدغام يريد نحو: استطعم واستضعف. واستدرك لأن الأول متحرك والثاني ساكن فلا سبيل إلى الإدغام، واستدان واستضاء واستطال بتلك المنزلة لأن فاءها في نية السكون.

إدغام تاء تفعل وتفاعل
وادغموا تاء تفعل وتفاعل فيما بعدها فقالوا اطيروا وازينوا وأثاقلوا. وإذا رأو مجتلبين همزة الوصل للسكون الواقع بالإدغام لم يدغموا نحو تذكرون، لئلا يجمعوا بين حذف التاء الاولى وإدغام الثانية.
إدغام شاذ
ومن الإدغام الشاذ قولهم أصله سدس، فأبدلوا السين تاء وأدغموا فيها الدال. ومنه ود في لغة بني تميم وأصلها وتد وهي الحجازية الجيدة. ومثله عدان في عتدان. وقال بعضهم عتد فراراً من هذا.
العدول عن الإدغام إلى الحذف
وقد عدلوا في بعض ملاقي المثلين أو المتقاربين لإعواز الإدغام إلى

الحذف فقالوا في ظللت ومسست وأحسست ظلت ومست وأحست قال أحسن به فهن إليه شوس
وقول بعض العرب استخذ فلان أرضاً، لسيبويه فيه مذهبان: أحدهما أن يكون أصله استتخذ فتحذف التاء الثانية، والثاني أن يكون اتخذ فتبدل السن مكان الأولى. ومنه قولهم يسطيع بحذف التاء، وقولهم يستيع، إن شئت قلت حذفت الطاء وتركت تاء الإستفعال، وإن شئت قلت حذفت التاء المزيدة وأبدلت التاء مكان الطاء. وقالوا بلعنبر وبلعجلان في بني العنبر وبني العجلان وعلماء بنو فلان أي على الماء. قال غداة طفت علماء بكر بن وائل ... وعاجت صدور الخيل شطر تميم
وإذا كانوا ممن يحذفون مع إمكان الإدغام في يتسع ويتقي فهم مع عدم إمكانه أحذف.
تم الكتاب.

أقسام الكتاب
1 2