كتاب : أدب الكاتب
المؤلف : أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الكوفي المروري الدينوري

بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو محمدٍ عبدُ الله بنُ مُسْلِم بنِ قُتَيْبَةَ رحمه الله تعالى :
أما بعدَّ حمدِ الله بجميع محامده والثناء عليه بما هُوَ أَهْلُهُ والصلاةِ على رسوله المصطفى وآله فإني رأيتُ أكْثَرَ أهلِ زماننا هذا عن سبيل الأدب ناكِبين ومن اسمه مُتَطَيِّرِينَ ولأهله كارهين : أما الناشِيءُ منهم فراغبٌ عن التعليم والشَّادِي تاركٌ للأزدياد والمتأدِّبُ في عُنْفُوَان الشباب ناسٍ أو مُتَنَاسٍ ليدخلَ في جملة المجدُودين ويخرج عن جملة المحدودين فالعلماء مُغْمُورونَ وبِكَرَّةِ الجهلِ مَقْمُوعُون حين خوَى نجمُ الخير وكسدتْ سوقُ البِرِّ

بضائعُ أهله وصار العِلْمُ عارًا على صاحبه والفضلُ نقصًا 2 وأموالُ الملوك وقفا على شهواتِ النفوس والجاهُ الذي هو زكاة الشرف يُبَاع بيع الخَلَقِ وَآضَتِ المُرُوءات في زخارِف النَّجْد وتشييد البُنْيَان ولَذَّاتُ النفوس في اصطِفاق المَزَاهِر ومُعاطاة النَّدْمَان
ونُبِذَتِ الصنائع وجُهل قَدْرُ المعروف وماتتِ الخواطر وسقَطَتْ هِمَمُ النفوس وزُهِدَ في لسان الصدق وعَقْدِ الملكوت
فأبعدُ غايات كاتبنا في كتابته أن يكون حَسَنَ الخط قَوِيمَ الحروف وأعلى منازلِ أديبنا أن يقول من الشعر أُبَيَّاتا في مدح قَيْنَة أو وصف كأس وأرْفَعُ درجات

أن يطالع شيئاً من تقويم الكواكب وينظر في شيء من القضاء وَحَدِّ المنطق ثم يعترض على كتاب الله بالطعن وهو لا يعرف معناه وعلى حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم بالتكذيب وهو لا يدري مَنْ نَقَلَهُ قد رَضِيَ عِوَضًا مِنَ الله ومما عنده بأن يقال ( فلان لطيف )
3 - و ( فلان دقيق النظر ) يذهب إلى أن لُطْفَ النظر قد أخرجه عن جملة الناس وبلغ به عِلَمْ ما جَهِاوه فهو يدعوهم الرَّعاع والغُثَاء والغُثْرَ وهو لعمرُ الله بهذه الصفات أوْلى وهي به ألْيَقُ لأنه جهل وظَنَّ أنْ قد عَلِم فهاتان جَهَالتان ولأن هؤلاء جهلوا وعلموا أنهم يجهلون . ولو أن هذا المُعْجَب بنفسه الزارِيَ على الإسلام برأيه نظر من جهة النظر لأحْيَاهُ الله بنُورِ الهدى وثَلَجِ اليقين ولكنه طال عليه أن ينظر في علم الكتاب وفي أخبار الرسول الله وصحابته وفي علوم العرب ولغاتها وآدابها فَنَصَب لذلك وعَادَاهُ وانحرف عنه إلى علم قد سَلَّمه له ولأمثاله المسلمون وقلَّ فيه المتناظرون له ترجمةٌ تروق بلا معنى واسم يهول بلا جسم فإذا سمع الغُمْرُ والحدَثُ الغِرُّ قولَه : الكَوْن والفساد وسَمْع الكيانِ والأسماءَ المفردةَ والكيفيةَ

والزمان والدليلَ والأخبارَ المؤلفة رَاعَهُ ما سمع وظن أنَّ تحت هذه الألقاب كلَّ فائدة وكلَّ لطيفة فإذا طالعها لم يَحْلَ منها بطائل إنما هو الجوهر يقوم بنفسه والعَرَضُ لا يقوم بنفسه ورأس الخط النقطة والنقطة لا تنقسم والكلام أربعة : أمر وخبر واستخبار ورغبة ثلاثة لا يدخلها الصدق والكذب وهي : الأمر والإستخبار والرغبة وواحد يدخله الصدق والكذب وهو الخبر والآنُ حدُّ الزمانَيْنِ مع هذَيان كثير والخبر ينقسم إلى تسعة آلاف وكذا وكذا مائةً من الوجوه فإذا أراد المتكلم أن يستعمل بعض تلك الوجوه في كلامه كانت وَبَالا على لفظه وقَيْدًا للسانه وعِيًّا في المحافل وعُقْلَة عند المتناظرين . ولقد بلغني أن قومًا من أصحاب الكلام سألوا محمدَ بنَ الجَهْمْ البرمكيَّ أن يذكر لهم مسألة من حد المنطق حسنة لطيفة فقال لهم : ما معنى قول الحكيم : ( أولُ 5 الفكرة آخرُ العمل وأولُ العمل آخر الفكرة ) فسألوه

فقال لهم : مثَلُ هذا كمثلِ رجل قال : ( إني صانع لنفسي كِنًّا ) فوقَعَتْ فكرتُه على السقف ثم انحدر فعلم أن السقف لا يكون إلا على حائط وأن الحائط لا يقوم إلا على أُسّ وأن الأُسَّ لا يقوم إلا على أصل ثم ابتدأ في العمل بالأصل ثم بالأسِّ ثم بالحائط ثم بالسقف فكان ابتداء تفكره آخرَ عمله وآخرُ عمله بدءَ فكرته فأيةُ منفعةٍ في هذه المسألة وهل يجهل أحد هذا حتى يحتاج إلى إخراجه بهذه الألفاظ الهائلة وهكذا جميع ما في هذا الكتاب ولو أن مؤلفَ حد المنطق بلغ زماننا هذا حتى يسمع دقائق الكلام في الدين والفقه والفرائض 6 والنحو لعدَّ نفسه من البكْمِ أو يسمع كلام رسول الله وصحابته لأيقنَ أن للعرب الحكمةَ وفَصْلَ الخطاب
فالحمد لله الذي أعاذ الوزير أبا الحسن - أيده الله - من هذه الرذيلة وأبَانَه بالفضيلة وحَبَاه بخيم السلف الصالح وردَّاه رِداء الإيمان وغشّاه بنوره وجعله هُدًى من الضلاَلات ومصباحاً في الظلمات وعَرَّفه ما اختلفَ فيه المختلفون على سَنَن الكتاب والسُّنَّة فقلوبُ الخيار له مُعْتَلِقةٌ ونفوسُهم إليه مائلة وايديهم إلى الله فيه مَظانَّ القبول ممتدَّةٌ وألسنتهم بالدعاء له شافعة : يهجَع ويستيقِظون ويغفُل ولا يغفُلُونَ وحُقَّ لمن قام لله مَقَامَهُ وصبر على الجهاد صَبْرَهُ ونَوَى فيه نِيَّتَهُ أن يُلبسه الله لباس الضمير ويُرَدِّيَهُ رداء

الصالح كتِّاب وَيَصُورَ إليه مختلفاتِ القلوب وَيُسعده بلسان الصدق في الآخرين
فإني رأيتُ كثيراً من كُتَّاب أهل زماننا كسائر أهله قد استطابوا الدَّعَةَ واستوطَؤُا مركَبَ العجز وَأعفَوْ أنفسهم من كدِّ النظر وقلوبَهم من تعب التفكر حين نالوا الدرَك بغير سبب وبلغوا البِغْية بغير آلَةٍ وَلَعمْرِي كان ذاك فأين همةُ النفسِ وأين الأَنَفَةُ من مُجَانسة البهائم وأيُّ موقفٍ أخْزَى لصاحبه من موقفِ رجلٍ من الكتَّاب اصطفاه بعضُ الخلفاء لنفسه وارتضاه

فقرأ عليه يومًا كتابًا وفي الكتاب ( ومُطِرْنَا مطراً كثُرَ عنه الْكَلاْ ) فقال له الخليفة ممتحنًا له : وما الكلأ فتردَّدَ في الجواب وتعثّر لسانه ثم قال : لا أدري فقال : سَلْ عنه ومن مقامِ آخَرَ في مِثْل حالة قرأ على بعض الخلفاء كتابًا ذُكر فيه ( حاضرُ طَيِّءٍ ) فصحَّفه تصحيفاً أضحك منه 8 الحاضرين ومن قولِ آخَرَ في وصفِ بِرْذَوْنٍ أهداه ( وقد بعثتُ به إليك أبيضَ الظهر والشفتين )
فقيل له ولو قلت أرْثَمَ أَلْمَظَ قال : فبياضُ الظهر ما هو قالوا : لا ندري قال : إنما جهلتُ من الشفتين ما جهلتم من الظهر ولقد حضرتُ جماعة من وجوه الكتَّاب والعمال العلماء بتحلّب الفَيْء وقتل النفوس فيه وإخراب البلاد والتوفير العائد على السلطان بالخُسْران المبين وقد دخل عليهم رجلٌ من النَّخَّاسين ومعه جاريةٌ رُدّت عليه بسنّ شاغية زائدة فقال : تبرأتُ إليهم من الشَّغَا فرَدُّوها عليَّ بالزيادة فكَمْ في فم الإنسان من

فما كان فيهم أحد عَرَفَ ذلك حتى أدخل رجل منهم سَبَّابته في فِيهِ يَعُدُّ بها عَوَارضه فسال لُعابُهُ وضَمَّ رجل فاه وجعل يعدّها بلسانه
فهل يَحْسُن 9 بمن ائتمنه السلطانُ على رعيته وأمواله ورَضِيَ بحكمه ونظره أن يجهل هذا من نفسه وهل هو في ذلك إلا بمنزلة مَن جهل عددَ أصابعه ولقد جرى في هذا المجلس كلام كَثيرٌ في ذكر عيوب الرقيق فما رأيت أحداً منهم يعرف فَرْقَ ما بين الوَكَعِ وَالكَوَعِ ولا الحَنَفَ من الفَدَع ولا اللَّمى من اللَّطَع
فلما أن رأيتُ هذا الشأنَ كل يوم إلى نُقْصاَنٍ وخشيت أن يذهب رَسْمُه ويعفُوَ أثره جعلتُ له حظًا من عِنايتي وجزءاً من تأليفي فعملتُ لمُغْفِل التأديب كُتُبًا خفافاً في المعرفة وفي تقويم اللسان واليد يشتمل كلُّ كتاب منها على فن وأعفيته من التطويل والتثقيل لأنشطه لِتَحَفُّظهِ ودراسته إن فَاءتْ به

وَأُقيد عليه بها ما أضلَّ من المعرفة وأستظهر له بإعداد الآلة لزمان الإدالة أو لقضاء الوَطَر عند تبيّن فَضْل النظر وأُلحقه وأُلحقه - مع كَلاَل الحد ويُبْس الطينة - بالمُرْهَفِين وَأدخِله - وهو الكَوْدَن - في مِضمار العِتَاقِ
وليست 10 كتبنا هذه لمن لم يتعلق من الإنسانية إلا بالجسم ومن الكتابة إلا بالإسم ولم يتقدم من الأداة إلا بالقلم والدواة ولكنها لمن شَدَا شيئاً من الإعراب : فعرف الصَّدْرَ والمصدر والحال والظرف وشيئاً من التصاريف والأبنية وانقلابَ الياء عن الواو والألف عن الياء وأشباه ذلك
ولا بُدَّ له - مع كتبنا هذه - من النظر في الأشكال لمِساحة الأرَضِينَ حتى يعرف المثلث القائم الزاوية والثلث الحادَّ والمثلث المنفرج ومساقِطَ الأحجار والمربَّعات المختلفات والقِسِيّ والمدورات والعَمودَين ويمتحن معرفته

بالعمل في الأرَضِينَ لا في الدفاتر فإن الْمَخْبَرَ ليس كالْمُعَايَنِ وكانت العجم تقول ( من لم يكن عالماً بإجراء المياه وحَفْر فُرَضِ المشارب ورَدْم المهاوي ومجاري الأيام في الزيادة والنقص ودَوَرَان الشمس ومطالع النجوم وحال القمر في استهلاله وأفعاله ووزن الموازين وذَرْع المثلث والمربَّع والمختلف الزوايا ونَصْب القناطر والجسور والدّوَالي والنَّوَاعير على المياه وحال أدوات الصُّفَّاع الصُّناع ودقائق الحساب 11 كان ناقصاً في حال كتابته )
وبُدّ له - مع ذلك - من النظر في جُمَل الفقه ومعرفة أصوله : من حديث رسول الله وصحابته كقوله : البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه وَالخَرَاجُ بالضمان وَجُرْح العَجْماء جُبَار ولا يَغْلَقُ الرّهنُ والمنحة مردودة والعارية مؤدّاة والزّعيم غارم ولا وصيةَ لوارث ولا قطع في ثَمَر ولا كَثَر ولا قَوَد إلا بحَدِيدة والمرأةُ تُعَاقِل الرَّجُلَ إلى ثُلث الدية ولا تَعْقِلُ العاقلةُ عمداً ولا عبداً ولا صلحاً ولا اعترافاً ولا طَلاَق في إغلاق وَالبَيِّعَانِ بالخيار ما لم يتفرّقا والجار أحقُّ بصَقَبه والطلاقُ بالرجال والعدّة بالنساء وكنهيه في البيوع عن المخابرة وَالمُحَاقَلة وَالمُزَابنة وَالمُعَاوَمة والثُّنْيا وعن ربح

ما لم يُضْمنْ وبيع 12 ما لم يُقْبَض وعن بَيْعَتَين في بَيْعَة وعن شرطين في بيع وعن بيع وسَلَف وعن بيع الغَرَر وبيع المُوَاصَفَة وعن الكاليء بالكاليء وعن تَلَقِّي الركبان في أشباه لهذا كثيرة إذا هو حفظها وتفهَّم معانيَهَا وتدبَّرَها أغْنَتْه بإذن الله تعالى عن كثير من إطالة الفقهاء
ولا بُدَّ له - مع ذلك - من دراسة أخبار الناس وتَحَفّظِ عيون الحديث ليدخلَهَا في تضاعيف سطوره متمثلا إذا كتب ويَصِلَ بها كلامه إذا حَاوَرَ
وَمَدَارُ الأمر على القُطْب وهو العقلُ وَجَوْدة القريحة فإن القليل معهما بإذن الله كَافٍ والكثير مع غيرهما مقصِّر
ونحن نستحبُّ لمَنْ قَبَل عنا وائتمَّ بكتبنا أن يؤدِّب نفسه قبل أن يؤدبَ لسانه ويهذِّبَ أخلاقه قبل أن يهذب ألفاظه ويصونَ مُرُوءَته عن دناءة الغِيبة وَصِنَاعَتَهُ عن شَيْن الكذب ويجانب - قبل مجانبته اللحنَ وَخَطَل القول - شنيعَ 13 الكلام وَرَفَثَ المَزْح : كان رسول الله - ولنا فيه أُسْوَة حسنة - يمزح ولا يقول إلا حقاً ومازَحَ عجوزاً فقال : ( إن الجنة لا يدخلها عجوز ) وكانت في عليٍّ عليه السلام دُعَابة وكان ابن سِيرِينَ يمزح ويضحك حتى يسيل لُعابه وسئل عن رجل فقال : توفى البارحة فلما رأى جَزَعَ السائل قرأ : ( اللهُ يَتَوَفَّى الأنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فيِ مَنَامِهَا ) ومازح معاوية الأحْنَفَ بن قيس فما رؤى مازحان أوْقَرَ منهما

له معاوية : يا أحنفُ ما الشيء المُلَفَّفُ في البِجَادِ قال له : السَّخِينَةُ يا أمير المؤمنين أراد معاوية قولَ الشاعر :
( إذا ما مَاتَ مَيْتٌ من تَمِيم ... فَسَرَّكَ أن يعيشَ فجيء بزادِ )
( بخبزٍ أو بتَمْر أو بسَمْن ... أو الشيء الْمُلَفَّفِ في البِجَادِ )
( ترَاهُ يُطَوّفُ الآفاق حِرْصاً ... ليأكلَ رأسَ لُقْمَانَ بْنِ عَادِ )
14 - ( والملفَّفِ الملفَّفُ في البجاد ) وَطْبُ اللبن وأراد الأحنف أن قريشاً كانت تُعَيَّرُ بأكل السَّخِينة وهي حِسَاء من دقيق يُتَّخَذ عند غلاء السِّعْر وعَجَف المال وكَلَب الزمان فهذا وما أشبهه مَزْحُ الأشراف وذوي الْمُرُوءات فأما السِّبَاب وشَتْمُ السَّلَف وذِكْرُ الأعراض بكبير الفَوَاحش فمما لا نرضاه الخِسَاسِ العبيد وصِغَارِ الولدان
ونستحبُّ لهُ أن يَدَعَ في كلامه التَّقْعِيرَ والتَّقْعِيبَ كقول يحيى بن يَعْمُر

لرجل خَاصَمَتْهُ امرأته عنده : ( أَأَنْ سَأَلَتْكَ ثَمَنَ شَكْرِهَا وَشَبْرِك أنشأت تَطُلّهَا وَتَضْهَلُهَا ) وكقول 15 عيسى بن عمر - ويوسفُ بن عمرَ بن هُبَيرة يضربه بالسياط - ( والله إنْ كانت إلا أُثَيَّابًا في أُسَيْفَاطٍ قَبَضَهَا عَشَّارُوكَ )
فهذا وأشباهه كان يُسْتثقلُ والأدبُ غَضُّ والزمان زمان وأهله يَتَحَلَّوْنَ فيه بالفصاحة ويتنافسون في العلم ويرونه تِلْوَ المقدار في دَرَك ما يطلبون وبلوغ ما يؤمِّلُونَ فكيف به اليومَ مع انقلاب الحال وقد قال رسول الله : ( إن أبْغَضَكُم إليَّ الثَرْثَارُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ المتشدّقون ) ! !
ونستحبُّ لهُ - إن استطاع - أن يَعْدِلَ بكلامه عن الجهة التي تُلْزِمه مستثقَلَ الإِعراب ليَسْلم من اللحن وقباحة التقعير فقد كان وَاصِلُ بن عَطَاءِ سامَ نفسَه للُثْغَةٍ كانت به إخراجَ الراء من كلامه وكانت لُثْغَته على الراء فلم يزل يَرُوضها حتى انقادت له طِبَاعُه وأطاعه لسانه فكان لا يتكلم 16 في مجالس التناظُر بكلمة فيها راء وهذا أشَدُّ وأعسر مَطْلَبًا مما أردناه
وليس حُكم الكِتَابِ في هذا الباب حُكْمَ الكلام لأن الإعراب

يَقْبُح منه شيء في الكِتَاب ولا يَثْقُلُ وإنما يُكره فيه وَحْشِيُّ الغريب وتعقيد الكلام كقول بعض الكُتَّاب في كتابه إلى العامل فوقه ( وأناَ مُحْتَاجٌ إلى أن تُنْفِذَ إلَيَّ جيشًا لَجِبًا عَرَمْرَما ) وقول آخر في كتابه : ( عَضَبَ عَارَضُ ألَمٍ ألَمَّ فأنهيتُه عُذْرًا ) وكان هذا الرَّجُل قد أدرك صدراً من الزمان وَأُعْطِيَ بَسْطة في العلم واللسان وكان لا يُشَان في كتابته إلا بتَرْكِهِ سَهْلَ الألفاظ ومستعمَلَ المعاني وبلغني أن الحسن بن سهل أيام دولته رآه يكتب وقد ردَّ عن هاء ( الله ) خطا من آخر السطر إلى أوله فقال : ما هذا فقال : طُغْيَان في القلم
وكان هذا الرجل صاحب جِدٍّ وأخا وَرَع ودينٍ لم يمزح بهذا القول ولا كان الحَسَنُ أيضاً عنده ممن يُمَازَحُ
نستحبُّ لهُ أيضاً أن يُنَزّل ألفاظه في كتبه 17 فيجعلها على قدر الكاتب والمكتوب إليه وأن لا يعطَى خسيسً الناس رفيعَ الكلام ولا رفيعَ الناس وضيعَ الكلام فإني رأيت الكُتَّاب قد تركوا تفقّدَ هذا من أنفسهم وخلَّطُوا فيه فليس يفرقون بين من يكتب إليه ( فَرَأْيَكَ في كذا ) وبين مَنْ يكتب إليه

( فإنْ رأيت كذا ) و ( رأيك ) إنما يُكْتَبُ بها إلى الأكفاء والمساوِينَ لا يجوز أن يكتب بها إلى الرؤساء والأستاذِينَ لأن فيها معنى الأمر ولذلك نُصِبَتْ ولا يَفْرُقون بين من يكتب إليه ( وأنا فعلْتُ ذلك ) وبين من يكتب إليه ( ونحن فعلنا ذلك ) و ( نحن ) لا يكتب بها عن نفسه إلا آمِرٌ أو نَاهٍ لأنها من كلام الملوك والعظماء قال الله عزّ وجلّ : ( إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) وقال : ( إنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بَقَدَرٍ ) وعلى هذا الإبتداء خوطبوا في 18 الجواب فقال تعالى حكايةً عمن حضره الموت : ( رَبّ ارجعون لَعَلّي أعْمَلُ صالحاً فيما تَرَكت ) ولم يقل رَبّ ارجعن
وربما صدَّرَ الكاتب كتاتبه ب ( أكرمك الله ) ( وأبقاك ) فإذا توسط كتابه وعدَّد على المكتوب إليه ذنوبًا له قال : ( فَلَعَنَكَ الله وَأخْزَاكَ ) فكيف يكرمه الله ويلعنه ويخزيه في حال ! وكيف يُجْمَعُ بين هذين في كتاب وقال أبْرَوِيزُ لكاتبه في تنزيل الكلام : ( إنما الكلام أربعة : سؤالكَ الشيء وسؤالك عن الشيء وأمرك بالشيء وخبرُك عن الشيء فهذه دعائم المقالات إن التُمس إليها خامِسٌ لو يوجد وإن نَقَصَ منها رابع لم تتم فإذا طَلَبْتَ فأسْجح وإذا سألت فأوْضِحْ وإذا أمَرْتَ فاحْكِمْ وإذا أخْبَرْتَ فخفق ) وقال له أيضاً : ( وأجمع الكثير مما تريد في القليل مما تقول ) يريد الإيجاز وهذا ليس بمحمود في كل موضع ولا بمختار في كل كتاب بل لكل مقام مقال ولو كان الإيجاز محمودًا في كل الأحوال لجرَّده الله تعالى في القرآن ولم يفعل الله ذلك ولكنه

أطال تارةً للتوكيد وحَذَفَ تارةً للإيجاز وكَرَّر تارة للإفهام وعِلَلُ هذا مستقصاةٌ في كتابنا المؤلف في ( تأويل مُشْكِلِ القرآن ) وليس يجوز لمن قام مقاماً في تحضيض على حرب أو حَمَالة بدم أو صلح بين عشائر أن يُقَلِّلَ الكلامَ وَيَخْتَصِرَهُ ولا لمن كتب إلى عَامَّةٍ كتاباً في فتحٍ أو استصلاحٍ أن يُوجِزَ
ولو كتب كاتب إلى أهل بلد في الدعاء إلى الطاعة والتحذير عن المعصية كِتَابَ يَزِيدَ بن الوليد إلى مَرْوَان حين بلغه عنه تَلَكّؤُهُ في بيعته ( أمَّا بعد 20 فإني أرَاكَ تُقَدِّمُ رِجْلاً وَتُؤَخِّرُ أُخْرَى فَاعْتَمِدْ على أيتهما شئت والسلام ) لم يَعْمَلْ هذا الكلام في أنْفُسها عملَهُ في نفس مَرْوَان ولكن الصواب أن يُطِيل ويُكَرِّر ويُعِيدَ ويُبْدِىءَ ويُحَذِّرَ ويُنْذِرَ
هذا منتهى القول فيما نختاره للكاتب فمن تَكَامَلَتْ له هذه الأدوات وأمدَّه الله بآداب النفس - من العَفَاف والحلم والصبر والتواضع للحق وسكُونِ الطائر وخَفْضِ الْجَناَح - فهذا المتناهي في الفضل العالي في ذُرَى المجد الحاوي قَصَبَ السبق الفَائِزُ بخير الدارين إن شاء الله تعالى

- 21

كتاب المعرفة
- بَابُ مَعْرِفَة ماَ يَضَعُهُ النّاسُ في غَيْرِ مَوْضِعِه
من ذلك ( أَشْفَارُ الْعَيْنِ ) يذهب الناس إلى أنها الشّعَرُ النابت على حروف العين وذلك غلط إنما الأشفار حروف العين التي ينبت عليها الشعر والشَّعْرُ الشَّعَرُ هو الهُدْب
وقال الفقهاء المتقدمون : في كل شُفر من أشفار العين رُبْعُ الدية يعنون في كل جَفْن وَشُفْر كل شيء : حَرْفه وكذلك شَفِيره ومنه يقال : ( شَفِيرُ الوادي ) ( وشُفْرُ الرَّحم ) فإن كان أحد من الفصحاء سَمَّى الشعر شُفْرا فإنما سماه بمَنْبِتِه والعرب تسمِّى الشيء باسم الشيء إذا كان مجاوراً له أو كان منه بسبَبٍ على ما بينَّتُ لك في ( باب تسمية 22 الشيء باسم غيره )
وَمن ذلك ( حُمَةُ العقرب وَالزُّنبور ) يذهب الناس إلى أنها شَوْكَةُ العقرب وَشَوكة الزنبور التي يَلْسعان بها وذلك غلط إنما الحُمَةُ سمُّهما وضَرُّهما وكذلك هي من الحية لأنها سم ومنه قول ابن سيرين ( يكره التِّرْياق إذا كان فيه الحُمَة ) يعني بذلك السم وأراد لُحوم الحيَّات لأنه سم
ومنه قوله : ( لا رُقْيَة إلا من نَمْلَة أو حُمَة أو نَفْس ) فالنملة : قُرُوحٌ تخرج في الجنب تقول المجوس : إن ولد الرجل إذا كان من أخته ثم خَطَّ على النملة يشفي صاحبها قال الشاعر :
( وَلاَ عَيْبَ فينا غيرَ عِرْقٍ لمعشرٍ ... كِرَامٍ وَأَنّا لاَ نَخُطُّ عَلَى النَّمْلِ )

يريد أنا لسنا بمجوس ننكح الأخوات
وَالنفسُ : العينُ يقال : أصابت فلاناً نفسٌ
والنافِسُ : العائنُ والحُمَةُ لكل هامَّة ذات سُمّ فأما شوكة العقرب فهي الإِبْرَةُ
ومن ذلك ( الطَّرَبُ ) يذهب الناس إلى أنه في الفَرَح دون الجزَع وليس كذلك إنما الطرب 23 خفّة تصيب الرجلَ لشدَّة السرور أَو لشدَّة الجزع قال الشاعر وهو النابغة الجَعْدِيُّ :
( وَأَرَانِي طَرِبًا في إِثْرِهِمْ ... طَرَبَ الْوَالِه أو كالْمُخْتَبَلْ )

وقال آخر :
( يَقُلْنَ : لَقَدْ بَكَيْتَ فَقُلْتُ : كلاَّ ... وَهَلْ يَبكى مِنَ الطَّرَب الجَلِيدُ ! ! )
ومن ذلك ( الحِشْمَة ) يضعها الناس موضع الإستحياء قال الأصمعي : وليس كذلك إنما هي بمعنى الغضب وحكى عن بعض فصحاء العرب أنه قال : ( إن ذلك لممَّا يُحْشِمُ بني فلان ) أي : يغضبهم
قال الأصمعي : ونحوٌ من هذا قولُ الناس ( زَكِنْتُ الأمر ) يذهبون فيه

إلى معنى ظننتُ وتوَهَّمتُ وليس كذلك إنما هو بمعنى علمتُ يقال : زَكِنْتُ الأمر أزْكَنُهُ قال قَعْنَبُ بنُ أم صاحب :
( 24 ولَنْ يُرَاجِعَ قَلْبِي وُدَّهُمْ أبَداً ... زَكِنْتُ مِنْهُمْ عَلَى مِثْلِ الذَّيِ زَكِنُوا )
أي : علمت منهم مثل الذي علموا مني
ومن ذلك ( الْقَافِلَةُ ) يذهب الناس إلى أنها الرُّفْقَة في السفر ذاهبةً كانت أو راجعةً وليس كذلك إنما القافلة الراجعة من السفر يقال : قَفَلَتْ فهي قافلة وَقَفَلَ الجُنْدُ من مَبْعَثهم أي : رَجَعوا ولا يقال لمن خرج إلى مكة من العراق قافلة حتى يَصْدُروا
وَمن ذلك ( المأتَمُ ) يذهب الناس إلى أنه المصيبة ويقولون : كنا في مأتَمٍ وليس كذلك إنما المأتم النساء يجتمعن في الخير والشر والجمع مآتِمُ والصواب أن يقولوا : كنا في مَنَاحة وإنما قيل لها مَنَاحة من النَّوَائح لتَقابلهن عند البكاء

يقال : الجبَلان يتنَاوحان إذا تَقَابلا وكذلك الشَّجَرُ وقال الشاعر :
( عَشِيَّةً قَامَ النّائِحَاتُ وَشَقِّقتُ ... جُيُوبٌ بِأَيْدِي مَأْتَمٍ وخدودُ )
25 - أي : بأيدي نساء وقال آخر :
( رَمَتّه أَنَاةٌ مِنْ رَبِيعَةِ عَامِرٍ ... نَؤومُ الضُّحَا فِي مَأْتَمٍ أَيِّ مأتَمِ )
بريد في نساء أيِّ نساء
وَمن ذلك قول الناس : ( فلانٌ يتصدَّقُ ) إذا أعْطَى ( وَفلان يتصدَّقُ )

سألَ وهذه غلط وَالصواب ( فلان يسأل ) وإنما المتصدّق المُعْطِي قال الله تعالى : ( وتَصَدقْ علينا إن الله يجزي المتصدّقين )
ومن ذلك ( الحَمَامُ ) يذهب الناس إلى أنه الدَّوَاجِنُ التي تُسْتَفْرَخُ في البيوت وذلك غلط إنما الحمام ذوات الأطواق وما أشبهها مثل الفَوَاخِت والقَمارِيّ والقَطَا قال ذلك الأصمعي ووافقه عليه الكسائي قال حُمَيد بن ثَوْر الهلاليّ :
( وَمَا هَاجَ هذَا الشَّوْقَ إِلاَّ حَمَامَةُ ... دَعَتْ سَاقَ حُرّ تَرْحَةً وَتَرَنُّمَا )
فالحمامة ههنا قُمْرِيَّة . وقال النابغة الذبياني :
( 26 واحْكُمْ كَحُكم فَتَاةِ الحيِّ إذْ نَظَرَتْ ... إلى حَمَامٍ شِرَاعٍ وَارِدِ الثَّمَدِ )
قال الأصمعي : هذه زَرْقَاء اليَمامة نظرت إلى قَطًا
قال : وأما الدواجن فهي التي تُسْتَفْرَخ في البيوت فإنها وَما شاكلها من طير الصحراء اليَمامُ الواحدة يمامة
ومن ذلك ( الرَّبِيعُ ) يذهب الناس إلى أنه الفصل الذي يتبع الشتاء ويأتي فيه الَوَرْدُ والنَّوْرُ ولا يعرفون الربيع غيره والعرب تختلف في ذلك : فمنهم من يجعل

الربيعَ الفصلَ الذي تُدْرِك فيه الثمار - وهو الخريف - وفصلُ الشتاء بعده ثم فصلُ الصيف بعد الشتاء - وهو الوقت الذي تدعوه العامة الربيع - ثم فصل القَيْظ بعده وهو الوقت الذي تدعوه العامةُ الصيفَ ومن العرب من يسمى الفصل الذي تدرك فيه الثمار - وهو الخريف - الربيعَ الأولَ ويسمى الفصل الذي يتلو الشتاء وتأتي فيه الْكَمْأَةُ والنَّوْرُ الربيعَ الثاني وكلهم مجمعون 27 على أن الخريف هو الربيع
ومن ذلك ( الظلُّ والْفَيءُ ) يذهب الناس إلى أنهما شيء وَاحد وليس كذلك لأن الظل يكون غُدْوَةً وعَشِيّةً ومن أول النهار إلى آخره ومعنى الظل السِّتْر ومنه قول الناس ( أَنَا فيِ ظِلِّكَ ) أي : في ذَرَاكَ وسِتْرِك ومنه ( ظل الجنة وظل شجرها ) إنما هو سترُها وَنواحيها وظلُّ الليل : سواده لأنه يستر كل شيء قال ذو الرُّمة :
( قَدْ أَعْسِفُ النازِحَ الْمَجْهُولَ مَعْسِفُهُ ... فيِ ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هَامَةُ الْبُومُ )
أي : في سِتْر ليل أسودَ فكأن معنى ظل الشمس ما سترته الشخوصُ من مَسْقطها والفيءُ لا يكون إلا بعد الزوال ولا يقال لما قبل الزوال فيء وإنما

سمى بالعشي فيئًا لأنه ظلٌّ فاء عن جانب إلى جانب أي : رَجَع عن جانب المغرب إلى جانب المشرق والفيء هو الرجوع ومنه قول الله عز و جل : ( حَتَّى تَفِيءَ إلى أَمْرِ 28 الله ) أي : ترجع إلى أمر الله
وقال امرؤ القيس :
( تَيَمَّمَتِ الْعَيْنَ التي عِنْدَ ضَارِج ... يَفيءُ عَلَيهَا الظلُّ عَرْمَضُهَا طامٍ )
أي : يرجع عليها الظل من جانب إلى جانب فهذا يدلك على معنى الفيء
وقال الشمّاخُ :
( إذَا الأرْطَى تَوَسّدَ أَبْرَدَيْهِ ... خُدُودُ جَوَازِيء بالرّمْلِ عِينِ )
أبْرَدَاه : الظل والفيء يريد وقت نصف النهار وكأن الظباء في بعض ذلك الوقت كانت في ظل ثم زالت الشمسُ فتحوَّل الظل فصار فيئاً فَحَوَّلَتْ خدودها
ومن ذلك ( الآل والسَّرَاب ) لا يكاد الناس يَفْرُقون بينهما وإنما الآل أولَ النهار وآخرَه الذي يرفع كل شيء وسمى آلاً لأن الشخصَ هو الآل فلما رَفعَ الشخصَ قيل : هذا آلٌ قد بَدَا وتبين قال النابغة الجَعْدِي :
( حَتَّى لَحقنَا بِهمْ تُعْدِي فَوَارسُنا ... كأننا رَعْنُ قُفٍّ يَرْفَعُ الآلا )

29 - وهذا من المقلوب أراد كأننا رَعْنُ قُفٍّ يرفعه الآل وأما السَّرَاب فهو الذي تراه نصفَ النهار كأنه ماء قال الله عز و جل ( كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يحْسَبُهُ الظمآنُ ماء )
ومن ذلك ( الدَّلَجُ ) يذهب الناس إلى أنه الخروج من المنزل في آخر الليل وليس كذلك إنما الدلَجُ سير الليل قال الشاعر يصف إبلا :
( كأنها وقد بَرَاهَا الأَخْمَاسْ ... ودَلَجُ الليل وهادٍ قَيَّاسْ )
( وَمَرِجَ الصِّفْرُ وَمَاجَ الأحْلاَسْ ... شَرَائِجُ النَّبْعِ براها القَوَّاسْ )
( يَهْوِي بِهِنَّ بَخْتَرِيٌّ هَوَّاسْ ... )

وقال أبو زُبَيْدٍ يذكر قوماً يَسْرُونَ :
( فَبَاتُوا يُدْلِجُونَ وبَاتَ يَسْرِي ... بَصِيرٌ بالدُّجَى هَادٍ غَمُوس )
يعني الأسد . وكان رجل من أصحاب اللغة يخطِّيء الشماح في قوله :
( 30 وتَشْكُو بِعَيْنِ مَا أَكَلَّ رِكَابَهَا ... وقِيلَ المُنَادِي : أَصْبَحَ الْقَوْمُ أَدْلِجي )
وقال : كيف يكون الإدلاج مع الصبح ولم يرد الشمَّاخُ ما ذهب إليه وإنما أراد المنادى كان مرة ينادي ( أصبح القوم ) كما يقول القائل لقوم أصبحوا وهم نيام ( أصبَحْتم كَمْ تنامون ) وكان مرة ينادي ( أدلجي ) أي : سيري ليلا
يقال : أدْلَجْتُ فأنا مُدْلِجٌ إدْلاجًا والإسم الدَّلَجُ - بفتح الدال واللام - والدَّلْجَة فإن أنت خرجت 31 من آخر الليل فقد أدّلجْتَ - بتشديد الدال - تَدَّلِجُ ادِّلاجاً والإسم منه الدُّلجة - بضم الدال - ومن الناس من يجيز الدَّلجة

في كل واحد منهما كما يقال : بَرْهة من الدهر وبُرْهة
ومن ذلك ( العِرْضُ ) يذهب الناس إلى أنه سَلَفُ الرجل من آبائه وأمهاته وأن القائل إذا قال ( شَتَمَ عرضي فلان ) إنما يريد شتم آبائي وأمهاتي وأهْلَ بيتي وليس كذلك إنما عِرْض الرجل نفسُه ومَنْ شتم عِرْضَ رجل فإنما ذكره في نفسه بالسوء ومنه قول النبيّ في أهل الجنة ( لا يَبُولُونَ ولا يَتَغَوَّطون إنما هو رَقَ يخرج من أعراضهم مثل المِسْكِ ) يريد يجري من أبدانهم ومنه قول أبي الدَّرْداء ( أقْرِض من عِرضك ليوم فقرك ) يريد مَن شتمك فلا تشتمه ومن ذكرك بسوء فلا تذكره ودَعْ ذلك عليه قَرْضاً لك ليوم القصاص والجزاء ولم يرد أقرض عرضك من أبيك وأمك 32 واسلافك لأن شَتْمَ هؤلاء ليس إليه التحليلُ منه وقال ابن عُيَيْنَة : لو أن رجلا أصاب من عرض رجل شيئاً ثم تَوَرَّعَ فجاء إلى ورثته أو إلى جميع أهل الأرض فأحَلّوه ما كان في حلٍّ ولو أصاب من ماله شيئاً ثم دفعه إلى ورثته لكنا نرى ذلك كفارة له فعِرْضُ الرجل أشد من ماله قال حسان بن ثابت الأنصاري :
( هَجَوْتَ محمَّدًا فأجَبْتُ عَنْهُ ... وعِنْدَ اللهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ )
( فإنَّ أَبي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي ... لِعِرْضِ محمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ )
أراد فإن أبي وجَدَّي ونفسي وقاء لنفس محمد ومما يزيد في وضوح هذا حديثٌ حدَّثنيه الزيادي عن حَمَّاد بن زيد عن هشام عن الحسن قال : قال

الله ( أَيَعْجِزُ أحدكم أنْ يَكونَ كأبي ضَمْضَمٍ كان إذا خرج من منزله قال : 33 اللهم إني قد تصدَّقْتُ بِعِرْضِي على عِبادك )
ومن ذلك ( العِتْرَة ) يذهب الناس إلى أنها ذُرّيَّةُ الرجل خاصَّةً وأنَّ من قال : ( عترة رسول الله ) فإنما يذهب إلى ولد فاطمة رضي الله عنها وعِتْرَةُ الرجل ذريته وعشيرته الأدْنَوْنَ : مَنْ مضى منهم ومن غَبَرَ ويَدُلك على ذلك قول أبي بكر رضي الله عنه ( نحن عِتْرَة رسول الله التي خرج منها وبَيْضَته التي تَفَقَّأَتُ عنه وإنما جِيبَتِ العربُ عنا كما جيبت الرحا عن قُطْبها ) ولم يكن أبو بكر رضوان الله عليه ليدّعِيَ بحضرة القوم جميعاً ما لا يعرفونه
ومن ذلك ( الخُلْفْ والكَذِب ) لا يكاد الناس يفرقون بينهما والكذب فيما مضى وهو أن يقول : فعلت كذا وكذا ولم يفعله والخلف فيما يُسْتَقبل وهو أن تقول : سأفعل كذا وكذا ولا تفعله
34 - ومن ذلك ( الجاعِرة ) يذهب الناس إلى أنها حَلْقَة الدبر وهي تحتمل أن تسمى جاعرة لأنها تجعَرُ أي : تُخْرِج الجعْرَ ولكن العرب تجعل الجاعرتين من الفَرَس والحمار موضع الرَّقْمتين من مؤخر الحمار قال كعب بن زهير يذكر الحمار والأنُنَ :

( إذا مَا انْتَحَاهُنَّ شُؤْبُوبُهُ ... رَأيْتَ لِجاعِرَتَيْهِ غُضُونًا )
شُؤْبوبه : شدة دَفْعَته يقول : إذا عَدَا واشتدّ عَدْوه ورأيت لجاعرتيه تكسُّرًا لقَبْضِه قوائمهُ وبَسْطِه إياها
وأما قول الهذَلي في صفة الضبع :
( عَشَنْزَرَةٌ جَواعِرُها ثَمَانِ ... )
فلا أعرف عن أحد من علمائنا فيه قولا أرتضيه
ومن 35 ذلك ( الفقير والمسكين ) لا يكاد الناس يَفْرُقُونَ بينهما وقد فَرَق الله تعالى بينهما في آية الصدقات فقال جل ثناؤه ( إنما الصّدَقَاتُ للفقراء والمساكين ) وجعل لكل صنف سَهْمًا والفقير : الذي له البُلْغة من العيش والمسكين : الذي لا شيء له قال الراعي :

( أَمّا الْفَقِيرُ الّذِي كانَتْ حلُوبَتُهُ ... وَفْقَ الْعِيَالِ فَلَمْ يُتْرَكْ لَهُ سَبَد )
فجعل له حَلُوبة وجعلها وَفْقًا لعياله أي : قوتاً لا فَضْلَ فيه
ومن ذلك ( الخائن والسارق ) لا يكاد الناس يَفْرُقُونَ بينهما والخائن : الذي اؤتمن فأخذ فخان قال النّمِرُ بن تَوْلَبٍ :
( وَإنّ بَنِي رَبِيعَةَ بَعْدَ وَهْبٍ ... كَرَاعِي الْبَيْتِ يَحُفْظَهُ فَخَانَا )
والسارق : مَنْ سرق سراً بأي وجه كان
ويقال : كل خائن سارق وليس كل سارق خائناً والغاصب : الذي جاهَرك ولم 36 يستتر والقطعُ في السَّرَقِ دون الخيانة والغصب
ومن ذلك ( البخيل واللئيم ) يذهب الناس إلى أنهما سواء وليس كذلك إنما البخيل الشحيح الضَّنِين واللئيم : الذي جمع الشحَّ ومَهَانة النفس ودناءة الآباء يقال : كل لئيم بخيل وليس كل بخيل لئيما
قال أبو زيد : ( الْمَلُوم ) الذي يُلاَمُ ولا ذنب له و ( الْمُلِيمُ ) الذي يأتي ما يُلاَم عليه قال الله عزّ وجلَ : ( فَالْتَقَمَهُ الحُوت وَهُوَ مُلِيم ) والمِلآم : الذي يقوم بعذر اللئام

ذلك ( التِّلاد والتَّلِيد ) لا يفرق الناس بينهما والتَّليد : ما ولد عند غيرك ثم اشتريته صغيراً فنبت عندك والتِّلاد : ما ولد عندك ومنه حديث شُرَيح في رجل اشترى جارية وشَرَطُوا أنها مُوَلَّدَة فوجدها تَلِيدةً فردها فالمولدة : بمنزلة التلاد وهما ما ولد عندك والتَّلِيدة 37 في حديث شريح التي ولدت ببلاد العجم وحملت صغيرة فنبتت ببلاد الإسلام
ومن ذلك ( الحمد والشكر ) لا يفرق الناس بينهما فالحمد : الثناء على الرجل بما فيه من حَسَن تقول : ( حَمِدْت الرّجُل ) إذا أَثنيتَ عليه بكرم أو حَسَب أو شجاعة وأشباه ذلك والشكر له : الثناء عليه بمعروفٍ أولاَكَهُ وقد يوضع الحمد موضع الشكر فيقال ( حمدته على معروفه عندي ) كما يقال : ( شكرت له ) ولا يوضع الشكر موضع الحمد فيقالَ : ( شكرت له على شجاعته )
ومن ذلك ( الجَبْهَةُ والْجَبين ) لا يكاد الناس يفرقون بينهما فالجبهة : مَسْجِدُ الرجل الذي يصيبه نَدَبُ السجود والجبينان : يكتنفانها من كل جانب جبينٌ
ومن ذلك ( اللَّبّة ) يذهب الناس إلى أنها النُّقْرة التي في النّحْر وذلك غلط إنما اللَّبّةُ المَنْحَر فأما النُّقْرَة فهي الثّغْرَة
ومن ذلك الآرِيُّ 38 يذهب الناس إلى أنه المِعْلَفُ وذلك غلط إنما

الآرِيُّ الآخِيّة التي تُشَدُّ بها الدواب وهي من ( تأرَّيْتَ بالمكان ) إذا أقمت به وقال الشاعر :
( لاَ يَتَأَرَّى لِمَا في الْقِدْرِ يَرْقُبُهُ ... وَلاَ يَعَضُّ عَلَى شُرْسُوفِهِ الصّفَرُ )
أي : لا يتجسس على إدراك القِدْر ليأكل منها وتقدير ( آرِيٍّ ) من الفعل : فاعول
ومن ذلك ( المَلَّة ) يذهب الناس إلى أنها الخُبْزَة فيقولون : ( أَطْعَمَنَا

) وذلك غلط إنما الملة موضع الْخُبْزَة سُمِّى بذلك لحرارته ومنه قيل : ( فُلاَنٌ يَتَمَلْمَلُ عَلَى فراشه ) والأصل ( يَتَمَلَّلُ ) فأبدل من إحدى اللامين ميما ويقال : ( مَلَلْتُ الْخُبْزَة في النار أَمُلّهَا مَلاًّ )
والصواب أن تقول ( أطعمنا خُبْزَ مَلّةٍ )
ومن ذلك 39 ( الْعَبِيرُ ) يذهب الناس إلى أنه أخْلاَطٌ من الطيب
وقال أبو عبيدة : الْعَبِيرُ عند العرب الزَّعْفَرَانُ وحده وأنشد للأعشى :
( وَتَبْرُدُ بَرْدَ رِدَاء الْعَرُوسِ ... فِي الصَّيْفِ رَقْرَقْتَ فِيهِ الْعَبِيرَا )
( ورقرقت ) بمعنى رَقَّقْتَ فأبدلوا من القاف الوسطى راء كما قالوا : ( حَثْحَثْتُ ) والأصل حَثَّثْتُ أي : صَبَغْته بالزعفران وصقلته
وكان الأصمعي

: إن العبير أخلاط تجمع بالزعفران ولا أرى القول إلا ما قال الأصمعي لقول رسول الله للمرأة : ( أَتَعْجِزُ إحْدَاكُنَّ أَنْ تَتّخِذَ تُوْمَتَيْنِ ثمَّ تَلْطَخَهُمَا بِعَبِيرٍ أوْ وَرْس أو زعفران ) ففرق بين العبير والزعفران والتّوْمة : حَبَّة تُعْمَل من فضة كالدُّرَّة
وكان بعض أصحاب اللغة يذهب في قول الناس ( خرجنا نتنزَّه ) - إذا خرجوا إلى البساتين - إلى الغَلَطِ وقال : إنما التنزه التباعد عن المياه والريف ومنه يقال ( فلان يتنزه 40 عن الأقذار ) أي : يُبَاعد نفسه عنها ( وفلان نزيهٌ كريمٌ ) إذا كان بعيداً عن اللؤم وليس هذا عندي خطأ لأن البساتين في كل مصر وفي كل بلد إنما تكون خارج المصر فإذا أراد الرجل أن يأتيها فقد أراد أن يتنزه أي : يتباعد عن المنازل والبيوت ثم كَثُرَ هذا واستعمل حتى صارت النزهة القعود في الْخُضَرِ والجِنَانِ
ومن ذلك ( الأعجميُّ والعجميُّ ) ( والأعرابيُّ والعَربيُّ ) لا يكاد عوامُّ الناس يفرقُون بينهما فالأعجمي : الذي لا يُفْصِح وإن كان نازلا في البادية والعجميُّ : المنسوبُ إلى العجم وإن كان فصيحاً والأعرابي : هو البدوي وإن كان بالحضر والعربيُّ : المنسوب إلى العرب وإن لم يكن بَدَويا
ومن ذلك ( إشْلاَء الكَلْب ) هو عند الناس إغراؤه بالصيد وبغيره مما تريد أن يحمل عليه وذلك غلط وإنما إشْلاَء الكلب أن تدعُوَهُ إليك وكذلك الناقة والشاة قال الراجز :

( 41 أَشْلَيْتُ عَنْزِي وَمَسَحْتُ قَعْبِي ... )
يريد أنه دعا عنزة ليحلبها فأما إغراء الكلب بالصيد فهو الإبساد تقولي : آسَدْتُهُ وأوْسَدْته إذا أغريته
ومن ذلك ( حاشية الثوب ) يذهب الناس إلى أنها جانبه الذي لا هُدْبَ له وذلك غلط وحواشي الثوب : جوانبه كلها فأما جانبه الذي لا هُدب له فهو طُرَّته وكُفَّتُه
ومن ذلك ( الْهُجْنَة والإقْرَاف ) في الخيل لا يكاد يفرقُ الناس بينهما فالهجْنَة إنما تكون من قِبَل الأم فإذا كان الأب عتيقاً والأم ليست كذلك كان الولد هَجِينا والإِقْرَاف : من قِبَل الأب فإذا كانت الأم من العتاق والأب ليس كذلك كان الولد مُقْرِفا وأنشد أبو عبيدة لهند 42 بنت النعمان بن بشير في رَوْح ابن زِنْبَاعٍ :
( وَهَلْ هِنْدُ إِلاَّ مُهْرَةٌ عَرَبِيَّةٌ ... سَلِيلةُ أفرَاسٍ تَجَلّلهَا نَغْلُ )

( فإنْ نُتِجَتْ مُهْرًا كرِيماً فَبِالْحَرَى ... وَإنْ يكُ إقْرَافٌ فَقَدْ أقْرَفَ الْفَحْلُ )

باب تأويل ما جاء مثنى في مستعمل الكلام
يقال : ( ذهب منه الأطْيَبان ) يراد به الأكلُ والنكاحُ
( وأهلك الرجالَ الأحْمَرَانِ ) الخمرُ واللحمُ
( وأهْلَكَ النساء الأصْفَرَانِ ) الذهبُ والزعفرانُ
( واجتمع للمرأة الأبْيَضانِ ) الشحمُ والشبابُ
( وأتى عليه العَصْرَان ) الغداةُ والعشيُّ
( والْمَلوَانِ ) الليلُ 43 والنهارُ وهما ( الجديدان )
( والْعُمَرَانِ ) أبو بكر وعمر رضي الله عنهما
( والأسْوَدَانِ ) التمر والماء قالت عائشة رضي الله عنها : ( لقد رأيتنا مع رسول الله وما لنا طعام إلى الأسودان التمر والماء ) وقال حجازي لرجل استضافه : ( ما عندنا إلى الأسودان ) فقال له : ( خير كثير ) قال : ( لعلك تظنهما التمر والماء والله ما هما إلا اللَّيْلُ والحرَّة )
( والأصْغَرَانِ ) القلبُ واللسانُ

( والأصْرَمان ) الذئب والغُرَاب لأنهما انْصَرَمَا من الناس
( والخافِقَانِ ) المشرق والمغرب لأن الليلَ والنهار يَخْفِقَانِ فيهما
وقولهم ( لا يُدْرَى أيُّ طرَفَيْهِ أطول ) يراد نسب أمه أو نسب أبيه لا يدري أيهما أكرم
وأنشد أبو زيد :
( وَكَيفَ بِأَطْرَافِي إذَا مَا شتَمْتَنِي ... وَمَا بَعْدَ شَتْمِ الْوَالِدَيْنِ صُلُوحُ )
44 - يريد أجداده من قبل أبيه وأمه يقال ( فلان كريم الطرفين ) يراد به الأبوان وقال ابن الأعرابي في قولهم ( لا يُدْرَى أيُّ طرفيه أطول ) قال : طَرَفَاهُ ذكرهُ ولسانُه . باب تأويل المستعمل من مُزْدَوِجِ الكلام
( له الطِّمُّ وَالرِّمُّ ) الطم : البحر والرم : الثَّرَى
( له الضِّحُّ والريح ) الضِّحُّ : الشمس أي : ما طلعت عليه الشمس وما جرت عليه الريح
( له الوَيل والألِيلُ ) الألِيلُ : الأنِينُ قال ابن ميَّادة :
( وَقُولاَ لهَا ما مَا تَاْمُرِينَ بَوَامِقٍ ... له بعدَ نَوْمَاتِ الْعيونِ ألِيلُ )
( وهو أكْذَبُ من دَبَّ وَدَرَج ) أي : أكذب الأحياء والأموات 45 يقال للقوم إذا انقرضوا : قد دَرَجوا

( لا يقبل الله منه صَرْفًا ولا عَدْلا ) الصرف : التوبة والعدل الفِدْية قال الله تعالى : ( وَإنْ تَعْدِلْ كلَّ عَدْل لا يؤخذ منها ) اي : وإن تَفْدِ كلَّ فِدَاء وقال يونس : الصّرْف الحيلة ومنه قيل : إنه يتصرَّف في كذا وكذا قال الله تعالى : ( فمَا تَسْتَطِيعون صَرْفاً وَلاَ نَصْراً )
ويقولون ( لا يعرفُ هِرًّا مِن بِرّ ) قال ابن الأعرابي : الهرّ دعاء الغنم والبر : سَوْقُها وقال غيره : هِرّ من ( هَرَرْته ) أي : كرهته يقال : ( هَرَّ فلان الكأسَ ) إذا كرهها يريد : ما يعرف مَن يكرهه ممن يبرُّه
( القوم في هِياط ومِياط ) الهِياط : الصِّياح والمِياط : الدفاع والْمَيْط : الدَّفْع ومنه ( إماطة الأذى عن الطريق )
وقولهم ( كيف السامَّةُ والعامَّةُ ) السامة : الخاصة
ويقولون ( حَيَّاك الله وبَيَّاك ) حياك الله 46 : مَلَّكك الله والتحية : الملك ومنه ( التحيات لله ) يراد الملك لله ويقال : بَيَّاك الله أي : اعتمدك الله بالملك والخير قال الشاعر :
( بَاتَتْ تَبَيَّا حَوْضَهَا عُكوفَا ... مِثْلَ الصُّفوفِ لاَقَتِ الصُّفُوفَا )
أي : نعتمد حوضها وأنشد ابن الأعرابي :
( مِنَّا يَزِيدُ وأَبُوا مُحَيَّاهُ ... وعَسْعَسٌ نِعْمَ الْفَتى تَبَيَّاهُ )

أي : تعتمده وفسّره ابن الأعرابي : بيَّاك جاء بك وروى في 47 ( بَيَّاكَ ) أضحكك وجاء هذا في حديث يُرْوَى في قصة آدم النبيّ عليه السلام
وقولهم ( هو لك حِلٌّ وَبِلٌّ ) قال الأصمعي : بِلٌّ : مُبَاح بلغتة حِمْيَر قال : وأخبرني بذلك المعتمر بن سليمان
( ما به حَبَضٌ ولا نَبَضٌ ) النَّبَضُ : التحرك ولم يعرف الأصمعي الحبض
( ما عنده خَيْر ولا مَيْر ) المير : مصدر مَارَهُمْ يَمِيرُهُمْ مَيْرًا من المِيرَة
( ماله سَبَدٌ ولا لَبَدٌ ) السبد : الشعر والوبر يعني الإبل والمعز واللبد : الصوف يعني الغنم
( ما يعرف قَبِيلا من دَبِير ) القَبيل : ما أقبلتْ به المرأة من غَزْلها حين تَفْتِله والدبير : ما أدبرت به 48 وقال الأصمعي : أصله من الإقْبالة والإدْبارة وهو شَقٌّ في الأذن ثم يُفتَلُ ذلك فإذا أقبل به فهو الإقبالة وإذا أدبر به فهو الإدبارة والجلدة المعلقة في الأذن هي الإقبالة والإدبارة
( هم بين حاذِف وقاذِف ) الحاذف : بالعصا والقاذف : بالحجَر
( هو جائع نائع ) قال بعضهم : نائع إتباع وقال بعضهم : نائع عطشان وأنشد :
( لعَمْرُ بَنِي شِهَابٍ مَا أَقَامُوا ... صُدُورَ الْخَيْلِ وَالأسَلَ النِّيَاعَا )
يعني الرِّماح العِطَاشَ

( وما ذُقْتُ عنده عَبَكةً ولا لَبَكة ) العبكة : الحبَّة من السَّوِيق واللبكة : القطعة من الثَّرِيد
ومنه ( ماله ثاغِيَةٌ ولا راغية ) الثاغية : الشاة والراغية : الناقة
ويقولون ( لا يُدَالِسُ ولا يُؤالس ) يدالس : من الدَّلَس وهو الظلمة أي : لا يخادعك 49 ولا يُخْفِي عنك الشيء فكأنه يأتيك به في الظلام ومنه يقال ( دَلَّس علىَّ كذا ) ويؤالس : من الألْسِ وهو الخيانة
وقولهم ( فلان يُدَاجِي فلانا ) مأخوذ من الدُّجْية وهي الظلمة أي : يُساتره بالعداوة ويخفيها عنه . باب ما يُسْتَعمل من الدعاء في الكلام
يقال ( أرغَمَ اللهُ أنْفَهُ ) أي : الزَقَه بالمرَّغام وهو التراب ثم يقال ( على رَغْمه ) ( وعلى رَغْمِ أنفِهِ ) ( وإن رَغِم أنفُه )
ويقولون ( قَمْقَمَ الله عصَبَه ) أي : جمعه وقبضه ومنه قيل للبحر ( قَمْقَام ) لأنه مُجْتَمَعُ الماء
ويقال ( استأصَل الله شأْفته ) الشأفة : قَرْحة تَخْرُج في القدَمِ فتُكوى فتذهب 50 يقال منه : شَئِفَتْ رِجْلُه تَشْأَفُ شَأَفاً يقول : أذهبك الله كما أذهب ذاك

( أسكت اللهُ نأمَته ) مهموزة مخففة الميم وهي من ( النَّئِيم ) وهو الصوت الضعيف
ويقال نَامَّته - بالتشديد غير مهموز - أي : ما ينمُّ عليه من حركته
ويقال ( سَخَّم اللهُ وَجْهَهُ ) أي : سَوَّده من السُّخَام وهو سواد القِدْر
( أباد الله خَضْرَاءهم ) أي : سَوَادهم ومعظمهم ولذلك قيل للكتيبة : خضراء
قال الأصمعي : لا يقال ( أبادَ اللهُ خَضْرَاءهم ) ولكن يقال ( أبادَ اللهُ غَضْرَاءَهم ) أي : خَيْرَهم وغَضَارَتهم والغَضْراء : طينة خضراء حُرَّة عَلِكة يقال : أنْبَطَ بئره في غَضْرَاء
وقوله ( بالرِّفَاءِ وَالْبَنِين ) يُدْعَى بذلك للمتزَوّج والرِّفَاءُ : الإلتحام والإتفاق ومنه أخذ ( رَفْء الثَّوْبِ )
ويقال : بالرِّفَاء من ( رَفَوْتُ الرجل ) إذا سَكَّنْته قال الْهُذَليُّ :
( رَفَوْني وَقَالُوا : يَا خُوَيْلِدُ لاَ تُرَعْ ... فَقُلْتُ وَأَنْكَرْتُ الْوُجُوهَ : هُمُ هُمُ )
51 - ويقال ( مَنِ اغْتَابَ خَرَقَ وَمَنِ اسْتَغْفَرَ رَفأ )

وقولهم ( مرحباً ) أي : أتيْتَ رُحْباً أي : سَعَة ( وأهلا ) أي : أتيت أهلا لا غُرَبَاء فَأنَسْ ولا تستَوْحِشْ ( وسَهْلاً ) أي : أتيت سهلا ولا حَزْناً وهو في مذهب الدعاء كما تقول : لقيتَ خيرًا . باب تأويل كلامٍ من كلامِ الناس مُستعملٍ
يقولون : ( حَلَبَ فُلاَنٌ الدَّهْرَ أشْطُرَه ) أي : مَرَّت عليه صُرُوفُهُ من خيره وشره وأصله من أخْلاَفِ الناقة ولها شَطْرَان : قَادِمَان وآخِرَان فكل خِلْفَين شَطْر
ويقولون : ( ما بفلان طِرْق ) أي : ما به قُوّة 52 وأصل الطِّرْق الشحم فاستعير لمكان القوة لأن القوة أكثر ما تكون عنده
ويقولون : ( ادْفَعُهُ إليهِ بِرُمَّته ) وأصله أن رجلا دفع إلى رجل بعيراً بحَبْلٍ في عنقه والرُّمَّة : الحبل البالي فقيل ذلك لكل مَنْ دفع شيئاً بجملته لم يحتبس منه شيئاً يقول : ( ادْفَعه إليه برُمَّته ) أي : كُلَّهُ . وهذا المعنى أراد الأعشى في قوله للخَمَّار :
( فَقُلْتُ لَهُ : هذِهِ هاتِهَا ... بِأَدْمَاءَ فِي حَبْلِ مُقْتَادِهَا )
أي : بِعْنِي هذه الخمر بناقة برُمّتها

ويقولون : ( ما به قَلَبَة ) قال الفَرّاء : أصله من القُلاَب وهو داء يصيب الإبل وزاد الأصمعي : يشتكي البعيرُ منه قَلْبَه فيموت من يومه فقيل ذلك لكل سالم ليست به علة يُقَلّبُ لها فَيُنْظَر إليه قال الراجز :
( 53 وَلَمْ يُقَلّبْ أرْضَهَا الْبَيْطَارُ ... وَلاَ لحبْلَيْهِ بِهَا حَبَارُ )
الْحَبَارُ : الأثَرُ أي : لم يقلِّب قوائمها من علة بها
وقد كان بعضهم يقول في قولهم ( ما به قَلَبة ) أي : ما به حَوَل قال أبو محمد عبد الله : هذا هو الأصل ثم استعير لكل سالم ليست به آفة
ويقولون : ( فُلاَنٌ نَسِيجُ وَحْدِه ) وأصله أن الثوب الرفيع النفيس لا ينسج على منوالِ غيرِه وإذا لم يكن نفيساً عُمِلَ على منواله سَدَى عِدَّة أثواب فقيل ذلك لكل كريم من الرجال
ويقولون : ( لَئِيمٌ رَاضِعٌ ) وأصله أن رجلا كان يَرْضَع الغنم والإبل ولا يحلبها لئلا يُسْمَع صوت الحَلْبَ فقيل ذلك لكل لئيم من الرجال إذا أرادوا توكيد لؤمه والمبَالَغَةَ في ذمه
ويقولون : ( هُوَ عَلَى يَدَيْ عَدْلٍ ) قال ابن 54 الكلبي : هو الْعَدْل بن جَزْء بن سَعْد العشيرة وكان ولىَ شُرْطة تُتبع وكان تُبّع إذا أراد قَتْلَ رجلٍ دفعه إليه فقال الناس : ( وُضِعَ عَلَى يَدَيْ عَدْلٍ ) ثم قيل ذلك لكل شيء قد يُئس منه

ويقولون لمن رفع صَوْته ( قَدْ رَفَعَ عَقِيرَتَهُ ) وأصله أن رَجُلاً قُطِعت إحدى رِجْليه فرفعها ووضعها على الأخرى وصرخ بأعلى صوته فقيل لكل رافعٍ صوتَه : قد رفع عَقِيرته والعقيرة : الساقُ المقطوعةُ
ويقولون للمرأة السيئة الخلق ( غُلٌّ قَمِلٌ ) وأصله أن الغُلّ كان يكون من قِدٍّ وعليه شَعْر فيقمَل على الأسير
ويقولون ( هُوَ ابْنُ عَمِّي لَحًّا ) أي : لاصقُ النسبِ 55 من قولهم ( لَحِحْتْ عَيْنُه ) إذا لصقت ويقولون في النكرة ( هو ابن عم لَحّ )
ويقولون ( أَرَيْته لَمْحًا بَاصرًا ) أي : نظراً بتحديقٍ شديد
ومَخْرَجُ بَاصِرٍ مخرجُ لإبنٍ وتامر ورامح أي : ذو تمر ولبن ورمح وبصر
ويقولون ( بَرِحَ الخفاء ) أي : انكشف الأمر وذهب السِّتْرُ وبَرِحَ في معنى زال
ويقال : صار في البَرَاح وهو المتَّسع من الأرض
ويقولون ( لاَ تُبَلّمْ عليه ) أي : لا تُقَبّحْ وأصله من ( أبْلَمَت الناقة ) إذا ورم حَيَاؤُها من شدة الضّبَعَة
ويقولون ( النَّاسُ أخْيَافٌ ) أي : مختلفون مأخوذ من الْخَيْفِ وهو أن تكون إحدى العينين من الفَرَس سَوْداء والأخرى زَرْقاء
ويقولون ( صَدَقُوهم القتالَ ) وهو مأخوذ من الشيء الصَّدْق وهو الصُّلْبُ يقال 56 : رمح صَدْقٌ ورجل صَدْقُ النظر وصَدْقُ اللقاء

ويقولون ( طَعَنَهُ فقطَّرَه ) أي : ألقاه على أحدِ قُطْرَيْهِ والقُطْرَان : الجانبان
ويقال ( طعنه فجدّله ) أي : رمى به إلى الأرض ومنه يقال للأرض : ( الْجَدَالَةُ ) قال ذلك أبو زيد وأنشد :
( قَدْ أَرْكَبُ الآلَةَ بَعْدَ الآلَهْ ... وَأَتْرُكُ الْعَاجِزَ بِالْجِدَالَهْ )
( مُنْعَفِرًا لَيْسَتْ لَهُ مَحَالَهْ ... )
ويقولون ( نَظْرَةٌ من ذي عَلَق ) أي : من ذي هَوًى قد عَلِقَ بمن يهواه قلبه
ويقولون ( بَكى الصبي حتى فَحَمَ ) بفتح الحاء أي : انقطع صوتُه من البكاء من قولك ( فُلاَنٌ مُفْحَم ) إذا انقطع عن الخصومة وعن قول الشعر
ويقولون ( عمل به الفَاقِرَةَ ) وهي الداهية يراد أنها فاقرة للظهر أي : كاسرة لفَقَاره يقال ( فَقَرَتْهُمُ الفاقرة ) ( ورجل فَقِر وَفَقِيرٌ ) أي : مكسور الفَقَار 57 ويقال : هو من ( فَقَرْتُ أنْفَ البعير ) إذا حززته بحديدة ثم وضعت على موضع الحزِّ الجريرَ وعليه وَتَر ملويٌّ لتذلَّهُ وترَوَّضه

ويقولون ( هو ابن بَجْدَتها ) يقال : ( عنده بَجْدَة ذلك ) أي : عِلم ذلك ( وهو عالم ببَجْدَة أمرك ) أي : بدِخْلَتِهِ
ويقال ( غَضِبَ واسْتَشَاظَ ) أي : احتدَّ وهو من ( شَاطَ يَشِيطُ ) إذا احترق كأنه الْتَهَبَ في غضبه قال الأصمعي : هو من قولهم ( ناقة مِشْيَاط ) وهي التي يظهر فيها السِّمَنُ سريعاً
ويقولون ( سَكْرَانُ مَا يَبُتُّ يَبِتُّ ) أي : لا يقطع أمراً من قولك ( بَتُتُّ الْحَبْلَ ) ( وطلّقها ثلاثاً بَتَّة ) قال الأصمعي : ولا يقال يُبِتُّ قال الفرّاء : هما 58 لغتان : بَتَتُّ عليه القضاء وأبتَتُّه
وقولهم ( صَدَقَةُ بَتَّة بَتْلة ) من ( بَتَلْتُ ) أي : قطعتها يراد أنها بائنة من صاحبها مقطوعة لا سبيل له عليها ومنه قيل لمريم العذراء ( البَتُولُ ) اي : المقطوعة عن الرجال
ويقولون ( كما تَدِينُ تُدَان ) أي : كما تَفْعَلُ يُفْعَل بك وكما تُجَازِي تُجَازَى وهو من قولهم ( دِنْتُه بما صَنَعَ ) أي : جازيته
ويقولون ( عَدَا فُلاَنٌ طَوْرَه ) أي جاَوَزَ مقداره وهو من ( طِوَار الدار ) أي : ما كان ممتداً معها من الفِنَاء ومنه يقال أيضاً ( لا أطُور به ) أي : لا أقْرَب فِنَاءه
ويقولون ( هو في أمْرٍ لا يُنَادَى وَلِيدُه ) نرى أن أصله شِدَّةٌ أصابتهم

كانت المرأة تنسى وليدها وتَذْهَلُ عنه فلا تناديه ثم صار مَثَلاً في كل 59 شدة وقال أبو عبيدة : هو أمر عظيم لا يُنَادَى فيه الصغار وإنما يُنَادَى فيه الْجِلَّةُ الكبار وقال أبو العَمَيثل الأعرابيُّ : الصبيان إذا رأوا شيئاً عجيباً تحشدوا له مثل الْقَرَّاد والحاوي فلا يُنَادُوْنَ ولكن يتركون يَفْرَحُون والمعنى أنهم في أمر عجيب
وقال غير هؤلاء : يقال هذا في موضع الكَثْرَة والسَّعَة أي : متى أهْوَى الوليد بيده إلى شيء لم يُزْجر عنه وذلك لكثرة الشيء عندهم
ونحوٌ منه قولهم ( هم في خَيْر لا يُطَيَّرُ غُرَابُه ) يقول : يقع الغراب على شيء فلا يُنفَّر لكثرة ما عندهم
ويقولون ( هو جِلْفٌ ) أي : جافٍ وأصله من أجْلاَفِ الشاء وهي المسلوخة بلا رأس ولا 60 قوائم ولا بطن
ويقولون ( لكل سَاقِطَةٍ لاَقِطَةٌ ) أي : لكل نادرة من الكلام مَنْ يحملها وَيُشِيعها
ويقولون ( حَلَفَ لَهُ بِالْغُمُوسِ ) وهي اليمين التي تَغْمِسُ صاحبها في الإثم
ويقولون ( خَاسَ الْبَيْعُ وَالطّعَامُ ) وأصله من ( خَاسَتِ الْجِيفَةُ ) في أول ما تُرْوِح فكأنه كَسَدَ حتى فَسَدَ

ويقولون ( أفْعَلْ ذلك عَلَى مَا خَيَّلْتَ ) أي : على ما شَبَّهْتَ من قولك : ( هو مَخِيلٌ للخير ) أي : خَلِيقٌ له
ويقولون ( تركته يَتَلَدَّد ) أي : يتلفّتُ يميناً وشمالاً وأصله في ( اللَّدِيدَين ) وهما صَفْحَتَا العنق
ويقولون ( لحمٌ سَاحٌّ ) بالتشديد وأصله من ( سَحَّ يَسُحُّ ) أي : صَبَّ كأنه يصبُّ الوَدَك صَبًّا
ويقولون ( كَبِرَ حتى صار كأنه قُفّة ) وهي الشجرة اليابسة البالية ويقال ( قَفَّ شَجَرُنا ) إذا يبس
ويقولون ( خَبِيثٌ دَاعِرٌ ) قال ابن الأعرابي 61 : أخِذَتِ الدَّعارة من العُودِ الدَعِر وهو الكثير الدخان
ويقولون ( قال ذلك أيْضاً وفعل ذلك أيْضاً ) وهو مصدر ( آضَ إلى كذا ) أي : صار إليه كأنه قال : فعل ذلك عَوْداً
قولهم ( مِائَةٌ وَنَيِّفٌ ) مأخُوذٌ من ( أنَافَ عَلَى الشيء ) إذا أطَلَّ عليه وأَوْفَى كأنه لما زاد على المائة أشْرَفَ عليها

وقولهم ( بِضْعُ سِنِينَ وَبَضعَةَ عَشَرَ ) قال أبو عبيدة : هو ما دون نصف العقد يريد ما بين الواحد إلى أربعة وقال غيره : هو ما بين الواحد إلى تسعة
وقولهم ( أسَدٌ خادِرٌ ) أي : داخل في الخِدْر يعنون بالخدر الأجَمَة
وقولهم ( نَصَّ الحديثَ إلى فلان ) أي : رفَعَه إليه وَهو من النّصّ في السير وَهو أرْفَعُه
وقولهم ( فلان يُحابي فلاناً ) هو يفاعل من ( حَبَوْتُه أَحْبُوه ) إذا اعطيته
وقولهم ( فُلاَنٌ فَدْم ) أي : ثقيل 62 ومنه قيل : صِبْغٌ مُفَدَّم أي : خاثر مُشْبَع
وقولهم ( هَرِمٌ ماجٌّ ) أي : يَمجّ ريقَه وَلا يستطيع أن يحبسه من الكِبَرِ
وقولهم ( أنتم لنا خَوَل ) هو جمع خائل وهو الراعي يقال : فلان يَخُولُ على أهله أي : يرعى عليهم هذا قول الفراء وقال غيره : هو من ( خوَّلَكَ الله الشيء ) أي : مَلَّكَك إياه
وقولهم ( ماله دارٌ ولا عَقَار ) العَقَار : النخل ويقال ( بيت كثير العَقار ) أي كثير المتاع قال الأصمعي : عُقْر الدار أصلها ومنه قيل العَقار والعَقار : المنزل وَالأرض وَالضياع وَقال أبو زيد : ( الأثاث ) المال أجمع : الإبل والغنم والعبيد والمتاع والواحدة أثاثه
وقولهم ( أَسْوَدُ مثل حَلَك الغراب ) قال الأصمعي : هو سواده وقال غيره : ( هو أسود مثل حَنَك الغراب ) وقال : يعني مِنْقَاره
وقولهم ( ليتَ شِعْري ) هو من ( شَعَرْت شِعْرَة ) قال سيبويه : 63 أصله

فِعْلَة مثل الدِّرْبة والفِطْنَة فحذفت الهاء قال : والشاعر مأخوذ منه
وقولهم ( لا جَرَم ) قال الفراء : هي بمنزلة ( لابُدّ ) ( ولا محَالة ) ثم كثرت في الكلام حتى صارت كقولك ( حقا ) وأصلها من ( جَرَمْتُ ) أي : كسبت قال : وقول الشاعر :
( وَلَقَدْ طَعَنْتَ أَبَا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً ... جَرَمَتْ فَزَارَةُ بَعْدَهَا أَنْ يَغْضَبُوا )
أي : كَسبت لأنفُسها الغضبَ قال : وليس قول من قال ( حُقَّ لفزارة الغضب ) بشيء
وقولهم ( ما رَزَأْته زِبالاً ) الزِّبَال : ما تحتَمِلُه النملة بفيها
( وما رَزَأْتُهُ فَتِيلاً ) وَالْفَتِيلُ : ما يكون في شق النواة يراد ما رزأته شيئاً
وقولهم ( شَوْرَبه ) إذا أَخجله وهو من 64 الشوَّار والشوار : الفرج كأن رجلا أَبْدَى عورة رجل فاستحيا من ذلك فقيل ذلك لكل مَنْ فعل بأحدٍ فعلا يُسْتَحيا منه ومن ذلك يقال ( أبدى الله شَوَارك ) ثم سُمى متاع البيت شَوارًا منه

وقولهم ( بَنَى فلانٌ على أهله ) أصله أنه كان مَنْ يريد منهم الدخول على أهله ضَرَبَ عليها قُبَّة فقيل لكل داخل بأهله ( بَانٍ )
وقولهم ( كُنَّا في إمْلاك فلان ) هو من المَلِكْ أي : أملكناه المرأة وأمْلَكْنَاه مثلُ مَلَّكْنَاه
وقولهم ( بيننا وبينهم مَسَافة ) أصله من السَّوْف وهو الشَّمُّ وكان الدليل بالفَلاَة ربما أخذ التراب فشمَّه ليعلم أَعَلَى قَصْدٍ هو أم على جَوْرٍ ثم كثر ذلك حتى سموا البعد مسافة قال رُؤْبة بن العَجَّاج :
( إذا الدَّليلُ اسْتَافَ أخْلاقَ الطُّرْقْ ... )
أي : شَمَّهَا
وقولهم للِدَّيةِ ( عقْل ) والأصل أن الإبل كانت تجمع وتُعْقَلُ بفِناء وليِّ المقتول فسميت الدية عقلا وإن كانت دراهم أو دنانير

وقولهم للأخِيذِ ( أسير ) والأصل أنهم كانوا إذا أخذوا أسيراً شَدُّوه بالقِدّ فلزم هذا الإسمُ كلَّ مأخوذ شُدَّ به أو لم يُشَدّ يقال ( ما أحسن ما أسَرَ قَتَبَه ) أي : ما أحسن ما شدَّه بالقِدّ ومنه قول الله عز و جل ( وشَدَدْنَا أسْرَهم )
وقولهم للنساء ( ظَعائن ) وأصل الظعائن : الهوادج وكنَّ يكنّ فيها فقيل للمرأة : ظعينة قال أبو زيد : ولا يقال ظُعُنٌ ولا حَمُول إلا للإبل التي عليها الهوادج كان فيها نساء أو لم يكن
وقولهم للمَزَادة ( راوية ) والراوية : البعير الذي يُسْتَقى عليه الماء فسمى الوعاء راوِية 66 باسم البعير الذي يحمله
ومثله ( الحَفَضُ ) متاع البيت فسمى البعير الذي يحمله حَفَضاً
وقولهم لغسل الوجه واليد ( الوضوء ) وأصله من الْوَضَاءة وهي الحسن والنظافة كأن الغاسل وجْهَهُ وَضَّأه أي حَسَّنُهُ ونظفه
وقولهم للتمسُّح بالحجارة ( استنجاء ) وأصله من النَّجْوة وهي الإرتفاع من الأرض وكان الرجل إذا أراد قضاء حاجته تستَّر بنَجْوة فقالوا : ذهب يَنْجُو كما قالوا : ذهب يتغوَّط ثم اشتقوا منه فقالوا ( قد اسْتَنْجَى ) إذا مسح موضع النَّجْو أو غَسَله ( والتغوط ) من الغائط وهو البطن الواسع من الأرض المطمئن وكان الرجل إذا أراد قضاء حاجته أتى غائطاً من الأرض فقيل لكل من أحدث ( قد تَغَوّطَ ) ( والعَذِرة ) : فِنَاء الدار وكانوا يلقون الْحَدثَ بأفنية الدور فسمى الحديث عَذِرة وفي الحديث : ( اليهود أنتن خلق الله عَذِرة ) 67 اي : فِنَاءَ ( والحُشّ ) الكنيف وأصله البستان وكانوا يقضون حوائجهم في البساتين فسمى الكنيف حُشًّا ( والكنيف ) أصله الساتر ومنه قيل للترس ( كنيف ) أي :

وكانوا قبل أن يُحْدِثُوا الكُنُفَ يقضون حوائجهم في الْبَرَاحات والصَّحَارِيَ فلما حفروا في الأرض آباراً تَسْتُر الحدث سميت كُنُفا
( والتيمم بالصعيد ) أصله التعمُّد يقال : تَيَمَّمْتُكَ وتأممتك وأممتك قال الله عز و جل ( فتيمَّموا صَعيداً طيّباً ) أي : تعمّدوا ثم كثر استعمالُهم لهذه الكلمة حتى صار التيمم مَسْحَ الوجه واليدين بالتراب
وقولُهم ( فلان ضَخْمُ الدَّسِيعة ) وهو من ( دَسَع البعيرُ بِجِرَّتِهِ ) إذا دفع بها والمعنى أنه كثير العَطِيَّة
وقولُهم ( فلانٌ حامي الحقيقة ) أي : يحمي ما يحقّ عليه أن يمنعه ( وحامى الذِّمَار ) أي : إذا ذُمِرَ وغَضِبَ حَمَى
ومن المنسوب ( عِنَبٌ مُلاَحِيّ ) بتخفيف اللام - 68 مأخوذ من المُلْحة وهي البياض
( وعَسَل ماذِيّ ) أي أبيض والدَّرع ماذيةٌ أي بيضاء زيت ركابيّ لأنه كان يُحْمَل من الشام على الإبل وهي الركاب وواحد الركاب راحلة
والقَطا ( كُدْرِيٌّ ) نسب إلى مُعْظَم القطا وهي كُدْرٌ وكذلك ( القُمْرِيّ ) منسوب إلى طير قُمْرٍ أي : بيض ( والدُّبْسِيُّ ) منسوب إلى طير دُبْس

مطر الخريف ( وَسْمِيٌّ ) لأنه يَسِمُ الأرض بالنبات نُسب إلى الوَسْمِ
والْحَدّاد ( هالِكِيٌّ ) لأن أَول من عمل الحديد الهالِكُ بن 69 عمرو بن أسَد ابن خَزَيمة ولذلك قيل لبني أسد ( القُيُونُ )
الغرابُ ( ابن دَأْيةَ ) لأنه يقع على دأية البعير الدَّبِرِ فينقرُها والدأية من ظهر البعير : الموضعُ الذي تقع عليه ظَلِفة الرَّحْل فتعقِرُهُ .

باب أصول أسماء الناس
الْمُسَمَّوْنَ بأسماء النبات
ثُمَامَةُ : واحدة الثُّمام وهي شجر ضعيف له خوص أو شبيه بالخوص وربما حُشى به خَصَاصُ البيوت قال عَبيد بن الأبرص :
( 70 عَيُّوا بأمْرَهُم كَمَا ... عَيَّتْ بِبَيْضَتِهَا الْحَمَامَهْ )
( جَعَلَتْ لَهَا عُودَيْنِ مِنْ ... نَشَمٍ وآخرَ مِنْ ثُمَامَهْ )
والحمامة : ههنا القُمْرية
سَمُرَة : واحدة السَّمُر وهو شجر أمِّ غَيْلان

طَلْحة : واحدة الطَّلْح وهي شجرٌ عِظام من العِضاه
سَيابة : واحدة السَّياب وهو البَلَح
عَرَادة : واحدة العَراد وهي شجر
مُرارة : واحدة المُرَار وهو نبت إذا أكلته الإبل قَلَصَتْ عنه مشافِرُها ومنه قيل ( بنو آكل المُرَار )
شَقِرَةُ : واحده الشَّقِرِ وهو شَقائق النُّعمان قال الشاعر وهو طَرَفَةُ :
( وَعَلاَ الْخَيْلَ دِمَاءٌ كالشَّقِرْ ... )
71 - عَلْقَمة : واحدة العَلْقَم وهو الحنظل
حَمْزة : بقلة حدثني زيد بن أخْرَم الطائي قال : حدثنا أبو داود عن شبعة عن جابر عن أبي نضرة عن أنس بن مالك أنه قال كناَني رسول الله ببقلة كنت أجتنيها وكان يُكْنى ( أبا حمزة )
وقد ذكرت هذا في كتابي ( غريب الحديث ) بأكثر من هذا البيان
قَتادة : واحدة القَتاد وهو شجر له شَوْك وَبها سمى الرجل

سَلَمة : واحدة السَّلَم وهي شجرة الأرْطَى وبها سمى الرجل
والسَّلَم من العِضَاه وسَلِمة - إذا كسرتَ اللام - فهو حَجَر وَاحد السِّلاَم
أرْطَاة : واحدة الأرْطَى وهي شجر
أرَاكَةُ : واحدة الأَراك وبها سمى أبو عمرو بن أراكة
رِمْثة : واحدة الرِّمْث وبها سمى الرجل
72 - الُمُسَمَّوْنَ بأسماء الطير
هَوْذَة : القَطَاة وَبها سمى الرجل
القُطَاميُّ - بفتح القاف وضمها - الصَّقْر وهو مأخوذ من القَطَم وهو الشَّهْوان للحم وغيره يقال ( فَحْلٌ قَطِم ) إذا كان يشتهي الضِّرَابَ
اليعقوب : ذكَرُ الْحَجَل واسمُ الرجل أعجميٌّ وافق هذا الإسم من العربي إلا أنه لا ينصرف وما كان على هذا المثال من العربي فإنه ينصرف نحو يَرْبُوع ويَعْسوب لأنه وإن كان مَزِيداً في أوله فإنه لا يُضارع الفعل وهو غير مختلفَ في صرفه إذا كان معرفة
الهَيْثَمُ : فرخ العُقَابِ
السَّعْدانة : الحمامه
عِكْرِمة : الحمامة
الْمُسَمَّوْنَ بأسماء السباع
عَنْبَسٌ : الاسد وهو فَنْعَل من العُبوس 73 وبه سمى الرجل

أَوْسٌ : الذئب وبه سمى الرجل ويقال : بل بالعطية يقال : ( أُسْتُ الرجلَ أَأُسُهُ أَوْساً ) إذا أعطيته . قال الشاعر :
( فَلأَحْشَأَنَّكَ مِشْقَصاً ... أَوْساً أُوَيْسُ مِنَ الهّبَالَهْ )
حَيْدَرَة : الأسد ومنه قول عليّ عليه السلام :
( أَنَا الذّي سَمَّتْنِ أُمِّي حَيْدَرَهْ ... )
فُرَافِصَة - بضم الفاء - الأسد سمى الرجل بذلك لشدته

ذُؤالة : الذئب وبه سمى الرجل
أُسَامة : الأسد وبه سمى الرجل
ثَعْلبة : أنثى الثعالب
هَيْصَم : الأسد
هَرْثَمة : الأسد
الهِرْمَاس : الأسد :
الضَّيْغَمُ : الأسد أخذ من ( الضّغْم ) وهو العَضُّ
الدَّلَهْمَسُ : الأسد
الضِّرْغَامة : 74 الأسد
نَهْشَلٌ : الذئب من ( النّهْشِ )
كُلْثُوم : الفيل
الْمُسَمَّوْنَ بأسماء الهوَامّ
الْحَنَش : الحَيَّة وبه سمى الرجل حنشاً والحنش أيضاً : كل شيء يُصاد من الطير والهوامِّ يقال : ( حَنَشْتُ الصيد ) إذا صِدْته
شَبَثٌ : دابة تكون في الرمل وجمعها شِبْئَانٌ سميت بذلك لتشبثهما بما دَبَّتْ عليه قال الشاعر :
( تَرَى أَثْرَهُ فيِ صَفْحَتَيْهِ كَأَنَّهُ ... مَدَارِحُ شِبْثَانٍ لُهُنَّ هَمِيمُ )

59 - جُنْدُبٌ : الجرادة وبه سمى الرجل
الذَّرُّ : جمع ذَرَّةٍ وهي أصغر النمل قال الله عز و جل : ( فمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهْ ) أي : وَزْنَ ذرة وبها سمى الرجل ذَرًّا وكنى أبا ذر
الْعَلَسُ : القُرَاد وبه سمى ( اسَيَّب بن عَلَس ) الشاعر
المازنُ : بَيض النمل ومنه ( بنوا مازن )
الأرقام : بنو جُشَمَ وناسٌ من تغلب اجتمعوا 75 فقال قائل : كأن أعينهم أعين الأراقم والأراقم : الحيّات واحدها أَرْقم
الفَرْعَة : القَتْلة وتصغيرها فُرَيعة ومنه حَسَّان بن الْفُرَيْعَة
الْمُسَمَّوْنَ بالصفات وغيرها
النجاشيُّ : هو الناجش والنَّجْشُ : استثارة الشيء ومنه قيل للزائد في ثمن السلعة : ناجش ونجَّاش ومنه قيل للصيّاد : ناجش وقال محمد بن اسحاق : النَّجَاشِيُّ أسمه أصْحَمَة وهو بالعربية عَطِية وإنما النجاشي اسم الملك كقولك : هرَقْل وقَيْصَر ولست أدري أبا لعربية هو أم وفاقٌ وَقَعِ بين العربية وغيرها
عُلاثَةُ : مأخوذ من ( عَلَثَ الطعام يَعْلِثه ) إذا خَلَطَ به شعيرا أو غيره
مَرْثَد : مأخوذ من 76 ( رَثَدْت المتاع ) إذا نضدتَ بعضه على بعض
الشَّوْذب : الطويل
حَوْشَب : العظيم البطن
خَلْبَس : الشجاع ويقال : بل هو الملازم للشيء لا يفارقه
الصِّمَّةُ : الشجاع وجمعه صِمَمٌ
عُكابة : من الْعَكُوب وهو الغُبَار

ذُفَافة : من قولك ( خَفيف ذَفيف ) والذفيف : السريع ومنه يقال : ( ذَفَفْتُ على الجريح ) إذا أسرعت قتله
النِّصَاح : الخيط لأنهُ يُنصح به الثوب أي : يُخَاط به
نَاشِرَة : واحدة النَّوَاشر وهي العَصَب في باطن الذراع
ابن القِرَّيَّة : والقِرِّيَّةُ : الحوصلة قال أبو زيد : وهي الجرّية أيضاً
سَلْم : الدَّلو لها عُرْوَة واحدة
الْحَوْفَزَان - بالزاي المعجمة - فَوْعَلاَن من ( حَفَزَه ) يقال : إنما سمى بذلك لأن بسطام بن قيس حَفَره بالرمح حين خاف أن يفوته فسمى بتلك الحَفْزَة الحوفزان قال الشاعر :
( 77 وَنَحْنُ حَفَزْنَا الحْوفَزَانَ بِطَعْنَةٍ ... )
( سَقَتْهُ نَجيعاً مِنْ دَم الجَوْفِ أشْكَلاَ )
وَكِيع : من ( استوكع الشيءُ ) إذا اشتدّ يقال : دابة وكيع وسِقاء وكيع ( واسْتَوْكَعَتْ معدته ) إذا قويت
ناتِل : من قولك ( اسْتَنْتَلْتُ ) أي : تقدَّمْتُ
النَّضْر : الذهب
عَجْرَد : الخفيف السريع وقيل : مأخوذ من المُعَجْرد وهو العُرْيان ومنه حَمَّادُ عَجْرَد
الْحَنْبَلُ : القصيرُ ويقال للْفَرْوِ أيضاً : حنبل

قُتَيْبَةُ : تصغيرُ قِتْب وجمعه أقتاب وهي الأمعاء . قال الأصمعي والكسائي : واحدتها قِتْبَة
عامر بن فُهَيْرَة : تصغير فِهرْ والفهر مؤنثة يقال : هذه فِهرْ
عامر بن ضَبَارَة - بالفتح - من قولهم ( فلان ذو ضَبَارَة ) إذا كان مُوَثّقَ الخلق ومنه ( ضَبَرَ الفرسُ ) إذا جمع قوائمه ووثب ومنه قيل للجماعة يَغْزُونَ ( ضَبْرٌ ) ومنه ( إضْبَارَة الكتب ) ( وضَبَّرْتُ الكتب )
وقرأت في كتاب 78 بخط الأصمعي عن عيسى بن عمر أنه قال : ( شُرَحْبِيل ) أعجمي وكذلك ( شَرَاحِيل ) قال : وأحسبهما منسوبين إلى ( إيل ) مثل جبرائيل وميكائيل ( وإيل ) هو الله عز و جل
زُهَيْر : من ( أَزْهَر ) مُصغَّر مُرخّم مثل : سُوَيْد من أسود والأزهر : الأبيض
الزِّبْرِقان : القَمَر ويقال : إنما سمى الزبرقان بن بدر بالزبرقان لصفرة عِمَامته يقال : ( زَنْبرَقتُ الشيء ) إذا صَفَّرته واسمه حُصَين
الحارث : هو الكاسب للمال والجامع له ومنه قول عبد الله بن عمر : ( احْرُثْ لدنياك كأنكَ تعيش أبداً واعْمَلْ لآخرتك كأنك تموت غداً )
كَهْمَس : القصير
حَفْص : زَبِيل من جلود
كَلَدَة : قطعة من الأرض غليظة ومنه الحارث بن كَلَدَة
النّكْث : أحد أنكاث الأخْبِية 79 والأكسية وهو ما نُقِضَ منها ليغزل ثانية ويعاد مع الجديد ومنه بِشْر بن النِّكُثِ

الفِزْر : القَطِيع من الغنم
جَوَّاب : من قولك ( جُبْتُ الشيء ) أي : خرقته وقطعته قال الله عز و جل : ( وثمود الذِّينَ جَابُوا الصَّخْرَ بالْوَادِ )
حِرَاش : جمع حَرْش وهو الأثَرُ ومنه رِبْعِيُّ بن حِرَاش
الدِّرْوَاس : هو الغليظ العنق من الناس والكلاب وغيرهم
زُفَر وَقُثَم : بمعنى زافر وقائم والزِّفْر : الْحِمْل على الظهر ومنه قيل للإمَاءِ اللواتي يحملن القُرَبَ : زَوَافِر . ويقال ( قَثَمْتُ له ) أي : أعطيته وعُمَر : معدول عن عامر أيضاً
وعَمْرو : واحد عمور الأسنان وهو ما بينها من اللحم ( وعَمْرُ ) الإنسان ( وعُمْرُه ) واحد يقال ( أطال الله عَمْرَك وعُمْرَك ) ومنه يقال : ( لَعَمْرك ) إنما هو الحلف ببقاء الرجل ( ولَعَمْر الله ) هو قَسَمٌ 80 ببقائه عز و جل ودوامه
السّامُ : عروق الذهب واحدها سَامَة وبها سُمِّيَ سَامَةُ بن لُؤَيٍّ
الْفَرَزْدَقُ : قِطَعُ العَجِين واحدها فَرَزْدَقَة وهو لقب له لأنه كان جَهْمَ الوَجْهِ
الْجَرِيرُ : حبل يكون في عُنُق الدابة أو الناقة من أدَمٍ وبه سُمِّيَ الرجل جريراً
الأخْطَلُ : من الْخَطَلِ وهو استرخاء الأذن ومنه قيل لكلاب الصيد ( خُطْلٌ )
دِعْبِل : الناقة الشارف
ذو الرُّمَّة ( والرُّمّة ) الْحَبْلُ البالي
ابن حِلِّزَة : ( والْحِلِّزَة ) القصير

ابن الإِطْنَابَة : ( والإِطنابة ) المِظَلَّةُ وهي أيضاً السير الذي على رأس وَتَرِ القوس
الطَّرِمَّاح : الطويل يقال ( طَرْمَح البناء ) إذا أطَالَهُ
المُصْعَب : الفحل من الإبل وبه سُمَّىَ الرجل مُصْعَباً
مُهَلْهِل : من ( هَلْهَلْتَ الشيء ) إذا رققته ويقال : إنما سُمِّيَ مُهَلْهِلاً لأنه أوّل من أرَقَّ الشعر ويقال ( ثَوْبٌ هِلْهَالٌ ) إذا كان رقيقاً سخيفاً أو خَلَقاً بالياً
قُرَيْش : من ( التقَرُّش ) وهو التكسب 81 من التجارة يقال : ( قَرَشَ يَقرُشُ وَيَقْرِشُ ) إذا كسب وجمع
دَارِم : من ( الدّرَمَاني ) وهو تقارب الْخَطو وروى أن دَارِم بن مالك كان يسمى بَحْراً فأتى أباه قومٌ في حَمَالة فقال له : يا بحر ائتني بِخَرِيطة وكان فيها مال فجاءه بها يحملها وهو يَدْرِمُ تحتها من ثقلها فقال : قد جاءكم يَدْرِمُ فسمى دَارمًا بذلك
أزْدُ شَنُوءة : من قولك ( رَجُلٌ فِيهِ شنوءة ) أي : تقَزُّز ويقال : بل سموا بذلك لأنهم تشانأوا وتباعدوا
النّوْفَلُ : العطية وهو من ( تنفلت ) إذا ابتدأت العطية من غير أن تجب عليك ومنه قيل لصلاة التطوع ( نافلة ) وبها سمى الرجل نَوْفَلاً
مُضَرُ : سمى بذلك لبياضه ومنه ( مَضِيرَة الطبيخ ) ويقال : لا بل المضيرة من اللبن الماضِر وهو الحامض لأنها تطبخ به
رَبيعة : بَيضة السلاح وبها سمى 82 الرجل
فَارِعَة : من أسماء النساء وهو مأخوذ من قولك ( فَرَعْتُ القوم ) إذا طُلْتَهُمْ
عَاتِكَة : القَوْس إذا قَدُمَت واحْمَرّت وبها سميت المرأة

رَيْطَة : المُلاَءة وبها سميت المرأة
الرّبَاب : سحاب وبه سميت المرأة
رَوْبَةُ : فروبة اللبن : خميرة تُلْقَى فيه من الحامض ليروب وروبة الليل : سَاعَةٌ منه يقال : أهْرِقْ عَنَّا من روبة الليل ومنه قول الشاعر :
( فَأَمَّا تَمِيمٌ تَمِيمُ بْنُ مُرّ ... فأَلْفاهُمُ الْقَوْمُ رَوْبَى نِيَامَا )
ألفاهم : وَجَدَهْم . ويقال : رَوْبى : خُثراء الأنفس مختلطون . ويقال : شربوا من الرائب فسكروا وناموا
ويقال : فلان لا يقوم برُوبَة أهله أي : بما أسندوا إليه 83 من حوائجهم غير مهموز
وَرُؤْبة - بالهمز - قطعة من الخشب يُرْأَبُ بها الشيء أي : يُسَد بها وإنما سمى رُؤْبة بواحدة من هذه
وروى نَقَلَةُ الأخبار أن طَيِّئاً أول مَنْ طَوَى المناهل فسمى بذلك واسمه جَلْهَمة وأن مُرَاداً تمَرّدَت فسميت بذلك واسمها يُحَابِرُ ولست أدري كيف هذان الحرفان ولا أنا من هذا التأويل فيهما على يقينٍ . بابٌ آخرُ من صفات الناس
رجلٌ مُعَرْبِدٌ في سُكْرِهِ وهو مأخوذ من العِربدّ والعربِدُّ : حية تنفخ ولا تؤذي

رجل ( وَغْد ) وهو الدَّنيء من الرجال وهو من قولك ( وَغَدْتُ القَوْمَ أغِدُهُمْ ) إذا خدمتهم
أمَة ( لَخْنَاء ) من ( اللَّخَن ) وهو النَّتْنُ يقال ( لَخِن 84 السقاء ) إذا تغيرت رائحته
أمة ( وَكْعَاء ) من ( الوَكَع ) في الرِّجْل وهو أن تميل إبهام الرجل على الأصابع حتى تزول فيرى شخص أصلها خارجا
رجل ( مُتَيَّم ) تيَّمه الحب أي : عبَّده واستعبده ومنه ( تَيْمُ اللاَّتِ ) كأنه عَبْدُ اللاَّت
رجل ( جَميل ) قالوا : أصله من الْوَدَكِ يقال ( اجْتَمَلَ الرَّجلُ ) إذا أذاب الشحم وأكَلَهُ والجميل : الْوَدَكُ بعينه ووَصْفُ الرجل به يُرَاد أن ماء السِّمَنِ يجري في وجهه
( والمصلوب ) أيضا من الصَّلِيبِ وهو الْوَدَك يقال : ( اصْطَلب الرجلُ ) إذا جمع العظام فطبخها ليُخْرِجَ وَدَكها فيأتدم به ومنه قول الْكُمَيْتِ بن زَيد :
( وَاحْتَلَّ بَرْكُ الشِّتَاءِ مَنْزِلَهُ ... وَبَاتَ شَيْخُ الْعِيَال يَصْطَلِبُ )

وقال الهُذَلي :
( جَرِيمَةَ نَاهِضٍ فيِ رَأْسِ نِيقٍ ... تَرَى لِعِظَامِ مَا جَمَعَتْ صَلِيبَا )
85 - أي : وَدَكاً
( المُخَنَّثُ ) مأخوذ من الأخناث وهو التكسر والتَّثَني ومنه سميت المرأة خُنُثاً ومنه الخُنْثَى
امرأة ( مِقْلاَتٌ ) إذا لم يعش لها ولد مِفْعَال من الْقَلَتِ ن وهو الهلاك مثل مِهْلاَك وحكى عن بعض العرب أنه قال : ( إن المسافر ومتَاعَه لعلَى قَلَتٍ إلاّ مَا وَقى الله تعالى )

( الضّيْف ) : مأخوذ من ( ضاف ) أي : عَدَل ومال وبالإضافة : الإمالة
رجل ( مأْفُونٌ ) أي : كأنه مُسْتَخْرَجُ العقل من قولك ( أَفَنَ فلان ما في الضَّرْع ) إذا استخرجه
رجل ( مأبون ) أي : مقروف بِخُلّةٍ من السوء من قولك ( أَبَنْتُ الرَّجُلَ آبِنُهُ وَآبُنُهُ بشر ) إذا عِبْتَهُ ومنه الحديث في وصف مجلس رسول الله ( لاَ تُؤْبَنُ فيه الْحُرَمُ ) أي : لا تذكر بسوء
( والماجد ) : الشريف
( والكريم ) : الصَّفُوحُ
( والسيد ) : الحليم
( والأريب ) : العاقل والإرْبُ : العقل
( والسَّفيه ) الجاهل والسفَهُ : الجهل
( والْحَسِيب ) 86 من الرجال : ذو الحسب ( والْحَسَب ) : العَدَد يقال : ( حَسَبْت الشيء حَسْباً وَحُسْبَاناً وحِسْناناً وَحِسَاباً ) إذا عَدَدْته والمعدودُ حَسَب كما يقال ( نَفَضْتُ الْوَرَق نَفْضاً ) والمنفوض نَفَضٌ ومنه يقال ( لِيَكُنْ عَمَلُكَ بِحَسَبِ كذا ) أي : على قدره وعدده - بفتح السين - فكأنَّ الحسيب من الرجال الذي يَعُدُّ لنفسه مآثر وأفعالا حَسَنة أو يعد آباء أشرافا .

باب معرفة ما في السماء والنجوم والأزمان والرياح
( السماء ) : كلُّ ما علاك فأظلّك ومنه قيل لسقف البيت : ( سماء ) وللسحاب : ( سماء ) قال الله تعالى : ( وَنَزَّلْنَا منَ السَّمَاء مَاءً مبَارَكاً ) يريد من السحاب

( والفَلَك ) : مَدَارُ النجوم الذي يضمها قال 87 الله عز و جل ( وَكُلٌّ في فَلَك يَسْبَحُون ) سَمَّاه فَلَكاً لاستدارته ومنه قيل ( فَلْكَةُ الْمِغْزَلِ ) وقيل ( فَلَكَ ثَدْيُ المرأة )
وللفَلَكِ قُطْبَانِ : قطبٌ في الشمال وقطبٌ في الجنوب متقابلان
( ومَجَرَّة النجوم ) سميت مجرَّة لأنها كائن المَجَرِّ ويقال : هي شَرَج السماء ويقال : باب السماء
( وبُرُوج السماء ) واحدها بُرْج وأصل البروج الحصون والقصور قال الله تبارك وتعالى ( وَلَوْ كْنْتُمْ فيِ بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ) وأسماؤها : الْحَمْلُ والثَّوْر والْجَوْزاء والسَّرْطان والأسد والسُّنْبُلة والميزان والعَقْرب والقَوْس والْجَدْي والدَّلْو والْحُوت
( ومنازل القمر ) ثمانية وعشرون منزلا ينزل القمر كلَّ ليلة بمنزل منها قال تعالى ( وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كالْعُرْجَونِ الْقَدِيم ) والعرب تزعم أن الأنواء لها وتسميها نجوم الأخْذِ لأن القمر يأخذ كل ليلة في منزل منها
( والأزمنة ) أربَعَةُ أزْمِنَةٍ : 88 الرَّبيعُ وهو عند الناس الْخَريف سمَّتْه

ربيعاً لأن أول المطر يكون فيه وسَمَّاه الناس خريفاً لأن الثمار تُخْتَرَف فيه ودخوله عند حلول الشمس برأس الميزان ونجومه من هذه المنازل : الغَفْر والزُّباني والإكليل والقَلْب والشَّوْلة والنَّعَائم والبَلْدة . ثم ( الشتاء ) ودخوله عند حلول الشمس برأس الْجَدْي ونجومه : سَعْد الذَّابِح وسَعْدُ بُلَعَ وسَعْدُ السعود وسَعْد الأخْبِيةَ وفَرْغ الدّلو المقدَّم وفرغ الدلو المؤخرّ والرشاء
ثم ( الصيف ) ودخوله عند حلول الشمس برأس الْحَمَل - وهو عند الناس الربيع - ونجومه : السرَطان والبُطَين والثُّرَيَّا والدّبَرَان والَهقْعة والهَنْعة والذَّراع
ثم ( القَيظ ) وهو عند الناس الصيف ودخوله عند حلول الشمس برأس السّرَطان ونجومه : النّثْرة والطَّرْف والْجَبْهةُ والزُّبْرَة والصَّرْفة والعَوَّاء والسِّماك الأعزل
ومعنى ( النّوْء ) سقوطُ نجمٍ منها في المغرب مع الفجر وطلوعُ آخر يقابله في المشرق من ساعته وإنما سمى نَوْءا لأنه إذا سقط الغارب ناء الطالع يَنُوء نَوْءا 89 وذلك النهوض هو النَّوُء وكل ناهض بثِقْلٍ فقد ناء به وبعضهم يجعل النوء السقوط كأنه من الأضداد وسقوط كل نجم منها في ثلاثَةَ عشرَ يوما وانقضاء الثمانية والعشرون مع انقضاء السنة ثم يرجع الأمر إلى النجم الأول في استئناف السنة المُقْبلة وكانوا يقولون - إذا سقط منها نجم وطلع آخر وكان عند ذلك مطر أو ريح أو حَرٌّ أو برد نسبوه إلى الساقط إلى أن يسقط الذي بعده فإن سقط ولم يكن معه مطر قيل : ( قد خَوَى نجم كذا ) ( وقد أخْوَى )
( وسَرَارُ وسِرَارُ الشهر ) ( وسَرَرُه ) آخر ليلة منه لاستسرار القمر فيه وربما استسرّ ليلة وربما استسر ليلتين

( والبَرَاء ) آخر ليلة من الشهر سميت بذلك لتبرُّؤُ القمر فيها من الشمس
( والْمُحَاقُ والْمَحَاقُ والْمَحَاقُ ) ثلاث ليال من آخر الشهر 90 سميت بذلك لامحَاق القمر فيها أو الشهر
( والنَّحيرة ) آخر يوم من الشهر لأنه يَنْحَر الذي يدخُلُ فيه أي : يصير في نحره . ( والهلال ) أول ليلةٍ والثانية والثالثة ثم هو قمر بعد ذلك إلى آخر الشهر . ( وليلة السَّوَاء ) ليلة ثلاثَ عشَرَة ثم ( ليلة البدر ) لأرْبَعَ عشرَةَ وسمى بدراً لمبادرته الشمسَ بالطلوع كأنه يُعْجلها المغيب ويقال : سمى بَدراً لتمامه وامتلائه وكل شيء تمّ فهو بَدْر ومنه قيل لعشرة آلاف درهم ( بَدْرة ) لأنها تمام العدد ومنتهاه ومنه قيل ( عَيْنٌ بَدْرَةٌ ) أي : عظيمة
والعرب تسمى لياليَ الشهرِ كلّ ثلاثٍ منها باسم فتقول : ( ثلاثٌ غُرَر ) جمع غُرّة 91 وغُرّة كل شيء : أوّله ( وثلاثٌ نُفَل ) ( وثلاث تُسَع ) لأن آخر يوم منها اليوم التاسع ( وثلاث عُشَر ) لأن أول يوم منها اليومُ العاشر ( وثلاث بِيضٌ ) لأنها تَبيضُّ بطلوع القمر من أولها إلى آخرها ( وثلاث دُرَع ) وكان القياس دُرْع سميت بذلك لا سوداد أوائلها وابيضاض سائرها ومنه قيل ( شَاةٌ دَرْعَاء ) إذا اسودّ رأسُها وعنقُها وابيضّ سائرُها ( وثلاث ظُلم ) لإظلامها ( وثلاث حَنادسُ ) لسوادها ( وثلاث دَآدِيُّ ) لأنها بقايا ( وثلاث مُحَاق ) لانمحاق القمر أو الشهر

وللشمس ( مَشْرِقَان ) ( ومَغْرِبَان ) وكذلك للقمر قال الله عزّ وجلّ : ( رَبُّ المَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ المَغْرِبَيْنِ ) فالمشرقان : مشرقا الصيف والشتاء والمغربان : مغربا الصيف والشتاء فمشرق الشتاء : مطلع الشمس في أقصر يوم من السنة ومشرق الصيف : مطلع الشمس في أطول يوم من السنة والمغربان علىنحو من ذلك
ومَشَارِق الأيام ومغاربها في جميع السنة بين هذين المشرقين والمغربين قال 92 الله عزّ وجل : ( فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ المَشَارِق وَالمَغَارِب )
وسمى النَّجْم ( نجمًا ) بالطلوع يقال : ( نَجَم السِّنُّ ) إذا طلع ونجمَ النجمُ
وسمى ( طاَرِقًا ) لأنه يطلع ليلا وكلُّ مَنْ أتاك ليلا فقد طَرَقَكَ ومنه قول هِنْدٍ بنت عُتْبَة :
( نَحْنُ بَنَاتُ بَنَاتِ طَارِقْ ... نَمْشِي عَلَى النَّمَارِق )
تريد أنا أبانا نَجْمٌ في شرفه وعلوّه قال الله عز و جل : ( وَمَا أَدْرَاكَ ماَ الطّارِق النَّجْمُ الثاَّقِب )
وسمى القَمَر ( قمَراً ) لبياضه والأقْمَرُ : الأبيض ( وليلة قَمْرَاء ) أي : مُضِيئَة
والفجر فجران : يقال للأول منهما ( ذَنَب السِّرْحَان ) وهو الفجر الكاذب

شُبِّه بذنب السرحان لأنه مُسْتَدِقٌّ صاعد في غير اعتراض والفجر الثاني هو ( الفجر الصَّادِق ) الذي يستطير وينتشر وهو عَمُود الصبح
ويقال للشمس ( ذُكَاء ) لأنها تَذْكو كما تَذْكو النار والصبح ( إبْنُ ذُكَاء ) لأنه من ضوئها
( وقَرْنُ الشمس ) أعْلاَها أو أول ما يَبْدُو منها في الطلوع
( وحَواجبها ) نواحيها
( وإيَاةُ الشمس ) ضوءُها
( والدارة ) حول القمر يقال لها ( الهالة )
والرياح أربع : ( الشَّمَال ) وهي تأتي من ناحية الشام وذلك عن يمينك إذا استقبلت قبلة العراق وهي إذا كانت في الصيف حارّةً ( بارحٌ ) وجمعها بَوَارح ( والْجَنُوب ) تقابلها ( والصّبَا ) تاتي من مطلع الشمس وهي ( القَبُول ) ( والدّبُور ) تقابلها
وكل ريح جاءت بين مَهَبَّىْ ريحين فهي ( نَكْبَاء ) سميت بذلك لأنها نَكَبَتْ أي : عدلت عن مَهابِّ هذه الأربع
( ودَرارِيّ النجوم ) عظامها الواحد دُرِّيٌّ - غير مهموز - نسب إلى الدرّ لبياضه
( والجَدْي ) الذي تعرف به 94 القبلة هو جَدْى بنات نَعْشٍ الصغرى ( وبنات نعش الصغرى ) بقرب ( الكبرى ) على مثل تأليفها : أربع منها نعش وثلاث بنات فمن الأربع ( الفَرْقَدَان ) وهما المتقدَّمان ومن البنات ( الْجَدْيُ ) وهو آخرها ( والسُّهى ) كوكب خَفِيُّ في بنات نعش الكبرى والناس يمتحنون به أبصارهم وفيه جَرَى المثل فقيل ( أُرِيهَا السُهَى وَتُرِيني القَمَرَ )
( والفَكَّة ) كواكب مستديرة خلف السِّمَاك الرامح والعامة تسميها ( قصعة المساكين ) وقُدّامَ الفكّة ( السّماك الرامح ) وسمى رامحاً بكوكب يَقْدُمه يقال : هو رُمحه ( والسِّماك الأعْزَلُ ) حد ما بين الكواكب اليمانية والشامية سمى أعْزَلَ لأنه لا سلاح معه كما كان للآخر
( والنَّسْر الواقع ) ثلاثة أنجم كأنها أثافِيُّ وبإزائه ( النّسْر الطائر ) وهو 95 ثلاثة

مصطفة وإنما قيل للأول ( واقع ) لأنهم يجعلون اثنين منه جَنَاحَيْهِ ويقولون : قد ضَمَّهما إليها كأنه طائر وَقَعَ وقيل للآخر ( طائر ) لأنهم يجعلون اثنتين منه جَنَاحَيْهِ ويقولون : قد بَسَطَهُمَا كأنه طائر والعَامَّة تسميها ( المِيزَان )
( والكَفُّ الْخَضِيبُ ) كف الثُّرَيا ( الْمَبْسُوطَة ) ولها كف أخرى يقال لها ( الْجَذْمَاء ) وهي أسفل من الشَّرَطَيْن
( والعَيُّوقُ ) في طَرَف المجرَّة الأيمن وعلى أثَرِهِ ثلاثة كواكب بَيِّنَة يقال لها : ( الأعْلاَم ) وهي ( توابع العُيُّوق ) وأسفل العَيُّوق نجم يقال له : ( رِجْلُ العَيُّوقُ )
( وسُهَيْل ) كوكب أحمر منفرد عن الكواكب ولقربه من الأفق تراه أبداً كأنه يضطرب قال الشاعر :
( أُرَاقِبُ لَوْحًا مِنْ سُهَيْلٍ كَأَنُّهُ ... إذَا مَا بَدَا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ يَطْرِفْ )
وهو من الكواكب اليمانية ومطلعه عن يسار مستقبل قبلة العراق وهو يُرَى في جميع أرض العرب ولا يرَى في شيء من 96 بلاد أرمينية
( وبنات نَعْشٍ ) تغرُب بَعَدَن ولا تغرب في شيء من بلاد أرمينية

وبين رؤية ( سُهَيْل ) بالحجاز وبين رؤيته بالعراق بِضْعَ عَشَرَةَ ليلة
( وقلب العَقْرَب ) يطلع على أهل الرَّبَذَة قبل النَّسْرِ بثلاث
والنسر يطلع على أهل الكوفة قبل قلب العقرب بسبع
وفي مَجْرَى قَدَمَيْ سهيل من خلفهما كواكبُ بيض كبار لا تُرَى بالعراق يسميها أهل الحجاز ( الأعْيَار )
( والشِّعْرَيَانِ ) إحداهما ( العَبُور ) وهي في الْجَوْزَاءِ والأخرى ( الغُمَيْصَاء ) ومع كل واحدة منهما كوكب يقال له ( المِرْزَمُ ) فهما مِرْزَمَا الشِّعْرَيَيْنِ
( والسُّعُود ) عشرة : أربعة منها ينزل بها القمر وقد ذكرناها والسنة البواقي : سَعْد نَاشِرَة وسعد الملِك وسعد البِهَام وسعد الْهُمَام وسعد البَارِع وسعد مَطَر وكل سعد منها كوكبان بين كل كوكبين في رأي العين قَدْرُ ذراع وهي متناسقة
فهذه 97 الكواكب ومنازل القمر : مَشَاهِير الكواكب التي تذكرها العرب في أشعارها
وأما ( الْخُنَّس ) التي ذكرها الله تعالى فيقال : هي زُحَلٌ وَالمُشْتَرِي وَالمِرِّيخ وَالزُّهْرَة وَعُطَارِد وإنما سماها خُنَّساً لأنها تسير في البُرُوج والمنازل كسير الشمس والقمر ثم تَخْنِسُ أي : ترجع بَيْنَا يُرَى أحدها في آخِرِ البُروج كَرَّ راجعاً إلى أوله وسماها ( كُنَّساً ) لأنها تَكْنِسُ أي : تستتر كما تكنس الظباء
الأوْقَات : يقال مَضَى هَزيِعٌ من الليل وهُدْءُ من الليل وذلك من أوله إلى ثلثه وجَوْزُ الليل : وسَطه وجُهْمَةُ الليل : أول مآخيره والبُلْجَة : آخرهُ وهي مع السَّحَر والسُّدْفَة مع الفجر والسُّحْرَة : السَحَر الأعلى والتَّنْوِير : عند الصلاة والخيط الأبيض : بياض النهار والخيط الأسود سَوَاد الليل والضحى : من حين تطلع الشمس إلى ارتفاع النهار وبعد ذلك الضَّحَاءُ - ممدود - إلى وقت

الزوال والهَاجِرَة : من الزوال إلى قرب العصر وما بعد ذلك فهو الأصيل والقَصْرُ والعَصْرُ : إلى تطفيل الشمس ثم الطَّفَلُ والْجُنُوح : إذا جَنَحِتِ الشمس للمغيب وهما شَفَقَان : الأحمر والأبيض فالأحمر : من لدن غروب الشمس إلى وقت صلاة العشاء ثم يغيب ويبقى الأبيض إلى نصف الليل
( والصَّبُوحُ ) شُرٍب الغداة ( والْغَبُوقُ ) شُرْب العَشِيِّ ( الْقَيْلُ ) شُرْب نصف النهار ( والْجَاشِرِيَّةُ ) حين يطلع الفجر
قال أبو زيد : سميت جَاشِرِيَّةً لأنها تُشْرَب سَحَرًا إذا جَشَرَ الصبح وهو عند طلوع الفجر
( والْحِقَب ) السِّنُونَ واحدها حِقْبَةٌ ( والْحُقْبُ ) الدهر وجمعه أحْقَاب ( والْقَرْن ) يقال : هو ثمانون سنة ويقال : ثلاثون
ويوم الجمعة : يوم العَرُوبَة
( وأيَّام العَجُوز ) عند العرب خمسة : صِنٌّ وَصِنَّبْرٌ وَأُخَيُّهُمَا وَبْرٌ وَمُطْفِيءُ الْجَمْرِ وَمُكْفِيءُ الظَّعْنِ هذه الرواية الصحيحة عندهم 99 قال ابن كناسة : وهي في نَوْء الصَّرْفَة وسميت الصَّرْفَة لإنصراف البرد وإقبال الحر
ويوم ( النَّحْرِ ) يوم الأضحى ويوم ( القَرِّ ) بعدهُ لأن الناس يَسْتَقِرُّونَ فيه بمنًى ويوم ( النّفْرِ ) اليوم الذي بعده لأن الناس يَنْفِرُونَ فيه مُتَعَجِّلِينَ والأيام ( المَعْلُومَات ) عَشْرُ ذي الحجة والأيام ( المَعْدُودَات ) أيَّامُ التَّشْرِيق سميت بذلك لأن لحوم الأضاحي تُشَرَّق فيها
ويقال : سميت بذلك لقولهم :

( أَشْرِق ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِيرُ )
وقال ابن الأعرابي : سميتْ بذلك لأن الهَدْيَ لا يُنْحَر حتى تُشْرِق الشمس
( والتَّأْوِيبُ ) سير النهار كله ( والإسْآدُ ) سير الليل كله
( ورِبْعِيَّةُ القَوْمِ ) مِيرَتُهم في أول الشتاء ( والدَّفَئِيَّةُ ) مِيرَتهم في قُبُلِ الصيف ( وصَائِفَتُهُمْ ) في الصيف
المَطَر : ( الْوَسْمِيُّ ) مَطر الربيع الأول عند إقبال الشتاء ثم يليه 100 ( الرّبيعُ ) ثم يليه ( الصَّيِّف ) ثم ( الْحَمِيمُ ) الذي يأتي في شِدَّةِ الْحَرِّ
( والثَّرَى ) : النَّدَى تقول العرب : شَهْرٌ ثَرَى وشَهْرٌ تَرَى وشَهْرٌ مَرْعى ويقال ( ثَرَّيْتُ السَّوِيق ) إذا بَلّلته بالماء ويقال للعَرَق ( ثَرَى )
والعرب تسمى النَّبْتَ ( نَدًى ) لأنه بالمطر يكون وتُسَمَّى الشحم ( نَدًى ) لأنه بالنَّبْتِ يكون قال ابن أَحْمَر :
( كَثَوْرِ الْعَدَابِ الفَرْدِ يَضْرِبُهُ النَّدَى ... تَعَلّى النَّدَى فِي مَتْنِهِ وَتَحَدَّرَا )
فالندى الأول : المطر والندى الثاني : الشحم
ويقولون للمطر : ( سَمَاء ) لأنه من السماء ينزل قال الشاعر :

( إِذَا نَزَلَ السَّمَاءُ بِأَرْضِ قَوْمٍ ... رَعَيْنَاهُ وَإنْ كَانَوا غِضَابَا )
101 - وأضْعَفُ المطر : ( الْطَّلُ ) وَأَشَدُّهُ : ( الوَابِلُ ) ومنهُ يكون السَّيْلُ قال الشاعر :
( هُوَ الْجَوادُ ابْنُ الْجَوَادِ ابْنِ سَبَلْ ... إنْ دَيَّمُوا جَادَ وَإنْ جَادُوا وَبَلْ )
يريد أنه يزيد عليهم في كل حال وقال الله تعالى : ( فَإنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ) يريد أن أكلها كثير اشْتَدَّ المَطَرُ أو قَلَّ

باب النبات
( الْخَلاَ ) هو الرَّطْب ( والْحَشِيش ) هو اليابس ولا يقال له رَطْباً حَشِيشٌ
( والشَّجَر ) ما كان على ساق ( والنَّجْم ) ما لم يكن على ساق قال الله عزّ وجلّ : ( وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَان )
( والنَّوْرُ ) من النبت : الأبيضُ ( والزّهْرُ ) الأصفرُ يكون أبيضَ قَبْلُ ثم يَصْفَرُّ هذا قول ابن الأعرابي
( والأبُّ ) : المرعى
( والوَرْس ) يقال له : ( الغُمْرَة ) 102 ومنه قيل : غَمَّرَتِ المرأةُ وجْهَهَا
( والظَّيَّان ) ياسمين البر ( والْخُزَامى ) خِيرىَّ البَرّ ( والعَرَار ) بَهَار البَرّ ( والرَّنْفُ ) بَهْرَامَج البَرّ ( والمَظُّ ) رُمَّانُ البَرّ
( والأيْهَقَان ) الْجِرْجِير ويقال : بل هو نبت يشبهه ( والأقْحُوَان ) البابونَجُ ويقال : هو القُرَّاص قال الأخطل :
( كَأَنُّهُ مِنْ نَدَى الْقُرَّاصِ مُغْتَسِلٌ ... بِالْوَرْسِ أَوْ خَارِجٌ مِنْ بَيْتِ عَطَّارِ )
( والذّرَق ) الْحَنْدَقوق ( والْحَوْكُ ) البَاذَرُوجُ ( والْحُرُضُ ) الأشنان وهو الحمض وما مَلُح من النبت ( والْخُلَّة ) ما حَلا تقول العَرَبُ : الْخُلَّة خبز الإبل والْحَمْض فاكتهتها ( والفَيْجَن ) السَّذَاب ( والعُنْصُل ) بصل البر ( والفَرْفَخ ) البَقْلة الْحَمقَاء وهي ( الرِّجْلَةُ ) ومنه يقول الناس : ( فُلاَنٌ أحْمَقُ مِنْ رِجْلَةٍ ) والعوام يقولون : ( مِنْ رِجْلِهِ )

( والقَضْب ) الرَّطْبة وهي أيضاً ( الفَصَافِص ) وأصلها بالفارسية 103 إسْبِسْت ( والعِظْلِم ) الوَسِيمَةُ ( والعَنْدَم ) دم الأخوين ويقال : هو الأيْدَع ويقال : هو البَقَّم ( والجادي ) ( والرَّيْهُقَان ) الزَّعفران ( واليُرَنأ ) الحِنَّاء مقصور مهموز وهو ( الرَّقُونَ ) ( والرِّقان ) ( والغِسْل ) الخِطْمِيُّ ( والفَنَا ) مقصور : عنب الثعلب ويقال : هو نبت يشبهه ( والْحَفأُ ) مقصور مهموز : البَرْدِيُّ ( والشَّقِر ) شقائق النعمان واحده شَقِرة ( واللَّصَف ) شيء ينبت في أصول الكَبَرِ كأنه خيار ( والحِنْزَاب ) جزر البر ( والقُسْط ) جزر البحر ( والرَّنْد ) شجر طيب من شجر البادية وربما سموا العود رَنْدا ( والوَقْل ) شجر المُقْل واحدته وَقْلَةٌ وهو الدَّوْم ( والْخَشْلُ ) المُقْل بعينه واحدته خَشْلة ( والصَّفْصَاف ) 104 الخلاف ( والشُّوع ) شجر البان ( والتُّوت ) هو الفِرْصاد ( والبُطْم ) الحبَّة الخضراء ( والمَقِرْ ) الصَّبِر ( والشّرْيُ ) الحنظل وهو ( الخُضْبَان ) الْخُطْبان ( والْهَبِيدُ ) حبُّه ( والصَّرْب ) الصمغ الأحمر ( والعَنْقَز ) المَرْزَجوش ( والحبَلَة ) الكَرْم وكذلك ( الجَفْنة ) ( والزَّرَجون ) الكرم قال الأصمعي : وهو الخمر وهو بالفارسية زَرْكون أي : لون الذهب ( والفِرْسِكُ ) الخوخ ( والبَلَس ) التين ومنه قول النبي : ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرِقَّ قَلْبُهُ فَلْيَدْمِنْ أَكْلَ البَلَس ) ( والضَّالُ ) السِّدْر البريُّ ( والعُبْرِيُّ ) وأنبت على شطوط الأنهار منه وعَظُم . باب أسماء القُطْنِيَّة
( البُلُس ) العَدَس ( والْجُلُبَّان ) الْخُلَّر وهو شيء يشبه المَاشَ ( والفول ) الباقِلاّ ( والْجُلْجُلان ) السِّمْسِمُ ( والتِّقْدة ) الكزبرة

والكَرَوَيْاً ( والدُّخْن ) الجاوَرْسُ ( والسُّلْت ) ضرب من الشعير رقيق القشر صغار الحب ( والإحْريضة ) حب العُصْفُر وهو القِرْطِم .

باب النخل
( الكِرنَافة ) أصل السَّعفة التي تَيْبَس وجمعها كَرَانيف ( والكَرَبة ) التي تيبس فتصير مثل الكتف ( والجَرِيد ) ( والعُسُب ) السَّعف واحدهاَ عَسِيب ( والكَثَر ) ( والجَذَب ) الجُمَّار وهو قُلْب النخلة وقَلْبها وَقِلْبُهَا والجمع قِلَبةٌ وصغار النخل ( الأشَاء ) ( والوَدِيُّ ) الفَسِيل واحدها وَدِية وأول حمل النخل ( الطَّلْع ) فإذا انشق فهو ( الضَّحْكُ ) وهو ( الإغْريض ) ثم ( البلَح ) ثم ( السَّيَّاب ) ثم ( الجدَال ) إذا استدار واخضرّ قبل أن يشتد ثم ( الْبُسْرُ ) إذا عظم ثم 106 ( الزَّهْو ) إذا أحمرَّ يقال : ازْهَى يُزْهِي فإذا بدت فيه نقط من الإرطاب فهو ( مُوَكتٌ ) فإن كان ذلك من قبل الذّنَب فهي ( مُذَنَّبه ) وهو ( التُّذْنوب ) فإذا لانت فهي ( ثَعْدة ) فإذا بلغ الإرطابُ نصفَها فهي ( مُجَزِّعة ) فإذا بلغ ثلثيها فهي ( حُلْقانة ) فإذا عَمَّها الإرطاب فهي ( مُنْسَبِتة )
( والخُلْب ) اللِّيف واحده خُلبة
وأهل الحجاز يسمون الدِّبْس ( الصَّقْرَ ) ( والعَفَار )
( والإبارُ ) : تلقيح النخل
( والجِباب ) ( والجَباب ) ( والجَداد ) ( والجِداد ) ( والجَرْام ) ( والجِرام ) ( والقِطاع ) ( والقَطاع ) كله الصِّرَام
وهو ( فُحّال النخل ) ولا يقال فَحلٌ

( والعَذْق ) النخلة نفسها ( والعِذْق ) الكِباسة وعودها ( عُرْجون ) ( وإهان )
( والشِّمْرَاخ ) ( والعِثْكال ) ما عليه البُسْر
وموضع التمر الذي يجمع فيه إذا 107 صُرِم ( المِرْبَد ) ويسمى ( الجَرِين ) أيضاً
وجِمَاع النخل ( الصَّوْر ) ( والحائِشُ ) ولا واحد له .

باب ذكور ما شهر منه الإناث
( اليَعَاقيب ) ذكور الْحَجَل واحدها يَعْقُوب و ( السُّلَكُ ) الذكَرُ من فراخها والأنثى سُلَكَةٌ
( والْخَرَب ) ذكر الحُبَارَى
( وساق حُرّ ) ذكر القَمَارِيّ
( والفَيَّاد ) ذكر الْبُوم ويقال : هو الصَّدَى
( واليَعْسُوب ) ذكر النحل وهو أميرها
( والْحْنْظُب ) ( والعُنْظُب ) ذكر الجَرَاد وقرأته في كتاب سيبويه ( العُنْظُبَاء ) بالمدّ فأما الْحُنْظَب - بفتح الظاء - فذكر الخنافس وهو أيضاً الخُنْفُس
( والحِرْبَاء ) ذكر أم حُبَين
( والعَضْرَ فُوط ) ذكر العظاءِ
( والضِّبْعَانُ ) ذكر الضباع
( والأُفْعُوَانُ ) ذكر الأفاعي

( والْعُقْرُبَان ) ذكر الْعَقَارب
( والثُّعْلُبَانُ ) ذكر الثعالب قال الشاعر :
( 108 أَرَبٌّ يَبُولُ الثُّعْلُبَانُ برَأْسِهِ ... لَقَدْ ذَلَّ مَنْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ ! )
( والغَيْلم ) ذكر السَّلاَحِفِ والأنثى سُلَحْفاة - بتحريك اللام وتسكين الحاء - ويقال : سُلَحْفية
( والعُلْجُوم ) ذكر الضَّفَادع
( والشّيْهَمُ ) ذكر القنافذ قال الشاعر :

( لَئنْ جَدَّ أَسْبَابُ الْعَدَاوَةِ بَيْنَنَا ... لَتَرْتَحِلَنْ مِنِّي عَلَى ظَهْرِ شَيْهَمِ )
( والخُزَز ) الذكر من الأرانب وجمعه خِزَّان
( والْحيْقُطَان ) ذكر الدُّرّاج
( والظَّلِيم ) ذكر النَّعَام
( والقِطُّ ) ( والضّيْوَنُ ) ذكر السنانير .

باب إناث ما شهر منه الذكور
ُ
الأنثى من الذئاب ( سِلْقَة ) ( وذِئْبة )
والأنثى من الثعالب ( ثُرْمُلة ) ( وثَعْلَبة )
والأنثى من الوعول ( أرْوِية ) وثلاث ( أرَاوِيَّ ) إلى العَشر فإذا 109 كثرت فهي الأرْوَى
والأنثى من القرود ( قِشّة ) ( وقِرْدة )
والأنثى من الأرانب ( عِكْرِشة )
والأنثى من العقبان ( لَقْوَة )
والأنثى من الأسوُد ( لَبُؤَة ) بضم الباء وبالهمزة
والأنثى من العصافير ( عُصْفُورَة )

والأنثى من النمور ( نَمِرَة )
ومن الضفادع ( ضِفْدَعَة )
ومن القنافذ ( قُنْفُذة )
ويقال ( بِرْذَوْن ) ( وبِرْذَوْنة ) .

باب ما يعرف واحده ويشكل جمعه
( الدُّخَانُ ) جمعه ( دواخن ) وكذلك ( العُثَان ) جمعه ( عَوَائِنُ ) ولا يعرف لهما نظير والعُثان : الغبار
امرأة نُفَسَاء وجمعها ( نِفَاسٌ ) وناقة ( عُشَرَاء ) وجمعها ( عِشَار )
وجمع رؤيا ( رُؤىً ) والدنيا ( دُنًى ) مثل الكبرى والصغرى تقول : الكُبَر وَالصُّغَر
وكذلك الجُلَّى 110 - وهو الأمر العظيم - جمعها ( جُلَل )
والكَرَوَان جمعه ( كِرْوَان )
والمِرْآة جمعها ( مَرَاءِ )
واللأّمَة الدِّرْعُ جمعها ( لُؤَم ) على مثال فُعَل على غير قياس كأنه جمع لُؤْمَة
وَالحِدَأة الطائر جمعها ( حِدَأٌ ) ( وحِدْآن )
وَالبَلَصُوص طائر وجمعه ( البَلَنْصَى ) على غير قياس
الْحَظُّ جمعه ( حُظُوظٌ ) ( وأَحُظٌّ ) على القياس ( وأَحْظٍ ) ( وأحَاظٍ ) على غير قياسٍ

طَسْتٌ والجمع ( طِسَاس ) بالسين - لأن أصلها السين فأبدلوا من إحدى السينين تاء استثقالا لإجتماعهما في آخر الكلمة فإذا جمعتَ فَرَّقَتْ بينهما الألفُ فردَدْتَ السين ومثلها ( ستّ ) أصلها سِدْس وذلك أنك تقول في تصغيرها : سُدَيْسَة وتقول : طُسَيْس وطسيسة إذا أنِّثَت
وتقول في 111 جمع ( الأيام ) : سبت ( سُبُوت ) ( وأسْبُتٌ ) وأحد ( وآحاد ) ( والإثنان ) لا يثنى ولا يجمع لأنه مثنى فإن أحببت أن تجمعه كأنه لفظ مبني للواحد قلت ( أثانين ) وَثَلاَثَاء ( وثَلاَثَاوَات ) وأربعاء ( وأرْبعاوَات ) وخميس ( وأخْمِسَاء ) ( وأخْمِسَة ) ( وَجُمْعة ) ( وجُمُعَات ) ( وجُمَع )
وتقول في جميع ( الشهور ) : هوَ المحرَّم ( والمحرَّمَات ) وَصَفَرٌ ( وأصفار ) ( وشهر رَبيع ) ( وشهور ربيع ) وكذلك شهر رمضان ( وشهور رمضان ) ورجب ( وأرجاب ) فإن أفردت قلت ( أربعاء ) ( وأرْبِعة ) ( ورمضانات ) ( وجُمَادَيَات ) ( وشعبانات ) ( وشَوّالاَت ) ( وشواويل ) ( وذوات القَعْدَة ) ( وذوات الحِجَّة ) وربيع الكلأ يُجْمَع ( أرْبِعَة ) وربيع الجدول ( أربعاء ) والسماء إذا كان مطراً تجمع ( سُمِيًّا ) وإذا كان السماء نفسها ( سَموَاتٍ ) 112

باب ما يعرف جمعه ويشكل واحده
الذَّرَارِيح واحدها ( ذُرُحْرُح ) ( وذُرَّاح ) ( وذُرُّوح )
والمصارين واحدها ( مُصْرَان ) بضم الميم وواحد المُصْرَان مَصِيرٌ
وأفواه الأزِقَّة والأنهار واحدها ( فُوَّهَة ) وأفواه الطيّب واحدها ( فُوهٌ )

وَالغَرَانيق طير الماء واحدها ( غُرْنَيق ) وإذا وصف بها الرجال فواحدهم ( غُرْنُوق ) ( وغِرْنَوْق ) وهو الشابُّ التام الناعم
( وَفُرَادَى ) جمع ( فَرْد )
آوِنَةٌ جمع ( أَوَان ) على تقدير زَمَان وأزْمِنَة
الأُولى في معنى الذين واحدها ( الذي ) ( وأُلو النهى ) واحدها ( ذو ) وَذَوُو وأُلو سواء
فلان من ( عِلْية الرجال ) واحدُهم ( عَلِيّ ) مثل صبيّ وَصِبْية
113 - الشمائل واحدها ( شِمَال ) قال الشاعر وهو عبد يَغُوثَ بن وَقّاصٍ الحارثي :
( أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّ الْمَلاَمَةَ نَفْعُهَا ... قَلِيلٌ وَمَالَوْمِي أَخِي مِنْ شِمَالِيَا )
( بلغ أشُدَّه ) واحدها ( أشَد ) ويقال : شَدٌّ وَأَشُدّ مثل قَدّ وأقُدّ ويقال : لا واحد لها
( سَوَاسِية ) واحدها ( سَوَاء ) على غير قياس

( الزَّبَانية ) واحدهم ( زِبْنِية ) مأخوذ من ( الزَّبْنِ ) وهو الدفع كأنهم يدفعون أهل النار إليها
وقال قتادة : هم الشُّرَط عند العرب
( والكَمْأة ) واحدها ( كَمْء )
قال الكسائي : من قال ( أُلاَكَ ) فواحدهم ( ذاك ) ومن قال ( أولئك ) فواحدهم ( ذلك ) . 114

باب معرفة ما في الخيل وما يستحب في خلقها
يستحب من الأذنين الدقَّةُ والإنتصاب ويكره فيهما ( الْخَذَا ) وهو استرخاؤهما
قال الشاعر :
( يَخْرُجْنَ مِنْ مُسْتَطِيرِ النَّقْع دَامِيَةً ... كَأّنَّ آذَانَهَا أَطْرَافُ أَقْلاَمِ )
ويستحب في الناصية السُّبُوغُ ويكره فيها ( السَّفَا ) وهو خِفّة الناصية وَقِصَرها قال عبيد :

( مُضَبَّرٌ خَلْقُهَا تَضْبِيرَا ... يَنْشَقُّ عَنْ وَجْههَا السَّبِيبُ )
وهو شعر الناصية وقال سَلاَمة بن جَنْدل :
( لَيْسَ بأسْفَى وَلاَ أَقْنَى وَلاَ سَغِلٍ ... يُعْطَى دَوَاءً قَفِيّ السّكْنِ مَرْبُوبِ )
والسَّفَا في البغال والحمير محمود . قال الشاعر :
( جَاءَتْ بِهِ مُعْتَجِراً بِبُرْدِهِ ... سَفْوَاءُ تَرْدَى بِنَسِيج وَحْدِهِ ) "
قال ابن كَيْسَان : سَفْوَاء ههنا السريعة 115 يعني بغلة
ويكره أيضاً من النَّوَاصِي ( الغَمّاء ) وهي المُفْرِطة في كثرة الشعر والمحمود منها المعتدلة وهي ( الجَثْلة )

ويستحب في الْخَدّ ( الأسَالة ) ( والمَلاَسَة ) ( والرِّقَّة ) وذلك من علامات الْعِتْقِ والكَرَم
ويستحب في الجبهة ( السَّعَة ) ولذلك قال امرؤ القيس :
( لَهَا جَبْهَةٌ كَسَرَاةِ الْمِجَنّ ... حَذَّفَهُ الصَّانِعُ الْمُقْتَدِرْ )
والمجنُّ : التُّرْس
ويستحب في العين ( السُّمُوّ ) ( والْحِدَّة ) قال أبو دُوَاد :
( طُوِيلٌ طَامِحُ الطَّرْفِ ... إلَى مَفزَعَةِ الْكَلْبِ )
( حَدِيدُ الطَّرْفِ وَالْمَنْكِبِ وَالْعُرْقُوبِ وَالْقَلْبِ )
وهم يصفونها ( بالقَبَل ) ( والشَّوَس ) ( والْخَوَص ) وليس ذلك عيباً فيها ولا 116 هو خلقة وإنما تفعله لعزَّةٍ
قالت الْخَنْسَاء :

( وَلَمَّا أنْ رَأَيْتُ الْخَيْلَ قُبْلاً ... تُبَارِي بِالْخُدُودِ شَبَا الْعَوَالِي )
ويستحب في المَنْخِرِ ( السَّعّة ) لأنه إذا ضاق شَقَّ عليه النَّفَسُ فكتم الرَّبْوَ في جَوْفه فيقال له عند ذلك ( قَدْ كَبَا الفَرَس ) ( وهو فَرَس كَابٍ ) وربما شُقَّ مَنْخِره
قال امرؤ القيس :
( لَهَا مَنْخِرٌ كَوِجَارِ الضِّبَاعِ ... فَمِنْهُ تُرِيحُ إذَا تَنْبَهِرْ )
وقال آخر :
( لَهَا مَنْخِرٌ مِثْلُ جَيْبِ الْقَمِيصِ ... )
ويستحب في الأفواه ( الهَرَت ) وهو السَّعَة قال الشاعر :
( هَرِيتٌ قَصِيرُ عِذَارِ اللِّجَامِ ... أَسِيلٌ طَوِيلُ عِذَارِ الرَّسَنْ )

لم يرِدْ بقوله : ( قَصِيرُ عِذَار اللِّجَام ) أنه قصير الخد وكيف يريد 117 ذلك وهو يقول : ( أسيل طَوِيل عذَار الرّسن ) ولكنه أراد أنه هريت وأن مَشَقَّ شِدْقَيْه من الجانبين مستطيل فقد قصر عذار لجامه ثم قال : ( طَوِيل عذَار الرّسن ) لأن لأن الرسن لا يدخل في فيه شيء منه كما يدخل فأسُ اللجام فعذار رَسَنِه طويل لطول خده وقال أبو دُواد :
( وَهْيَ شَوْهَاء كَالْجُوَالِقِ فُوهَا ... مُسْتَجَافٌ يَضِلُّ فِيهِ الشَّكِيمُ )
الشّكِيم : فأسُ اللجام
وقال طُفَيْل الغَنَوِيّ :
كَأَنَّ عَلَى أَعْطَافِهِ ثَوْبَ مَائِح ... وَإنْ يُلْقَ كَلْبٌ بَيْنَ لَحْيَيْهِ يَذْهَبِ )

ويستحب في العنق ( الطول ) ( واللين ) ويكره فيها ( القصر ) ( والْجُسْأَةُ )
قال الشاعر :
( مُلاَعِبَةُ الْعِنَانِ بِغُصْنِ بَانٍ ... إلىَ كَتِفَيْنِ كَالْقَتَبِ الشّمِيمِ )
118 - وقد فرق سَلْمَان بن ربيعة بين ( الْعِتَاقِ ) ( والْهُجْنِ ) بالأعناق فدعا بطست من ماء فوضعت بالأرض ثم قُدّمت الخيل إليها واحداً واحداً فما ثَنَى سُنْبُكَهُ ثم شرب هَجَّنَهُ وما شرب ولم يَثْنِ سُنْبُكَهُ جعله عَتِيقاً وذلك لأن في أعناق الهجن قصراً فهي لا تنال الماء على تلك الحالة حتى تَثني سنابكها
ويستحب ارتفاع الكتفين والحارِكِ والكاهل . قال الضبي :
( وَكَاهِلٍ أُفْرِعَ فِيهِ مَعَ ... الإفْرَاع إشْرَافٌ وَتَقْبيبُ )
( والمُفْرَع ) : المُشْرِف

ويستحب من الفرس أن يشتدّ ( مُرَكَّب عُنُقِهِ ) في كاهله لأنه يتساند إليه إذا أحْضَرَ ويشتدّ ( حَقْوَاه ) لأنهما 119 مُعَلّق وَرِكَيْه ورِجْلَيْه في صُلْبه
ويستحب ( عِرَض الصَّدْر ) قال أبو النجم :
( مُنْتَفِجُ الْجَوْفِ ... عَرِيضٌ كَلْكَلُهْ )
( والْكَلْكَلُ ) الصَّدْر فأما الْجُؤْجُؤُ والزَّوْر - وهما شيء واحد - فيستحب فيهما الضيق . قال عبد الله بن سَلِيمَة الغَامِدِيّ :
( مُتَقَارِبُ الثَّفِنَاتِ ضَيْقٌ زَوْرُهُ ... رَحْبُ اللّبَانِ شَدِيدُ طَيِّ ضَرِيس )
قال : يريد أنه طُوِيَ كما طُوِيَت البئر بالحجارة والضّرْس : جَوْدَة الطيّ فَوَصَفَه كما ترى بضيق الزور وسعة اللّبَان وفرق بينهما ويقال : إن الفرس إذا دق جُؤْجُؤُه وتقارب مِرْفقاه كان أجود لجريه
ويوصف أيضاً ( بارتفاع اللّبَان ) ويحمد ذلك فيه
120 - ويكره ( الدَّنَن ) وهو تَطَامُن الصَّدْر ودُنُوّه من الأرض وهذا أسوأ العيوب

ويستحب ( عِظَم جَنْبَيْهِ وَجَوْفِه ) ( وانْطِوَاء كَشْحه ) ولذلك قال الْجَعْدِي :
( خِيطَ عَلَى زَفْرَةٍ فَتَمَّ وَلَمْ ... يَرْجِعْ إلَى دِقّةٍ وَلاَ هَضَمِ )
يقول : كأنه زَافِرٌ أبداً من عِظَم جَوْفه فكأنه زَفَرَ فخيط على ذلك . ( والْهَضَم ) انضمام أعالى الضلوع يقال : ( فَرَسُ أهْضَمُ ) وهو عيب قال الأصمعي : لم يسبق الْحَلْبَة فرس أهضم قطّ وإنما الفرس بعنقه وبطنِهِ
ويستحب ( إشْرَافُ الْقَطَاة ) وهي مقعد الردف ويكره ( تَطَامُنُهَا ) ولذلك قال امرؤ القيس :
( كَأَنّ مَكَانَ الرِّدْفِ مِنْهُ عَلَى رَالِ ... )
والرَّأْلُ : فرخ النعامة وهو مُشْرِفُ ذلك الموضع
ويستحب في 121 الخيل : أن ترفع أذنابها في العَدْوِ ويقال ذلك في شِدّةِ الصُّلْب قال النَّمِر بن تَوْلَب :
( جَمُومُ الشَّدِّ شَائِلَةُ الذُّنَابي ... تَخَالُ بَيَاضَ غُرَّتِهَا سِرَاجَا )
ويستحب ( طول الذَّنَب ) ولذلك قال امرؤ القيس :

( لَهَا ذَنَبٌ مِثْلُ ذَيْلِ الْعَرُوسِ ... تَسُدُّ بِهِ فَرْجَهَا مِنْ دُبُرْ )
لم يرد بالفرج ههنا الرحم وإنما أراد ما بين رِجْلَيْهَا تَسُدُّه بذنبها
وقالوا في صفة الفرن : ( ذَيَّالٌ ) يراد أنه طَوِيلٌ طويلُ الذنب فإن كان الفرس قصيراً وذنبه طويلا قالوا : ( ذَائِلٌ ) والأنثى ( ذَائِلَةٌ ) أو ( ذَيَّال الذَّنَب ) فيذكرون ( الذنب )
ويستحب ( طُول الشَّعْر ) ( وقِصَر العَسِيبِ ) قال أبو محمد بن قتيبة : قال الأصمعيُّ : قال لي أعرابي : اخْتَرْهُ طويل الذّنَب قصير الذنب يريد طول الشعر وقصر العيسب
122 - ويستحب في الفرس ( شَنَج النّسَا ) والنّسَا : عرق يستبطن الفَخِذَيْنِ حتى يصير إلى الحافر فإذا هُزِلت الدابة مَاجَتْ فَخِذَاهَا فخفي وإذا سمنت انفلقت فخذاها فجرى بينهما واستبان كأنه حية وإذا قَصُرَ كان أشَدَّ لرجْلِه وإذا كان فيه توتير فهو أسرع لقبض رجليه وبَسْطِهِمَا غير أنه لا يسمح بالمشي قال الشاعر :
( بِشَنِجٍ مُوَتّرِ الأَنْسَاءِ ... )

ومن الحيوان ضُرُوبٌ توصف ( بِشَنَج النّسَا ) وهي لا تسمح 123 بالمشي : منها ( الظَّبْى ) قال أبو دُوَاد :
( وَقُصْرَى شَنِجِ الأنْسَاءِ ... نَبَّاحٍ مِنَ الشُّعْبِ )
يعني الظِّبَاء
ومنها ( الذِّئْب ) وهو أقْزَل وإذا طُرِد فكأنه يَتَوَجَّى
ومنها ( الغُرَاب ) وهو يحجل كأنه مُقَيَّد قال الطِّرِمَّاح :
( شَنِجُ النَّسَا حَرِقُ الْجَنَاحِ كَأَنَّهُ ... فِي الدّارِ إثْرَ الظّاعِنِينَ مُقَيَّدُ )
فكأن شَنَجَ النَّسَا يستحب في العِتَاق خاصة ولا يستحب في الْهَماَليج
ويستحب في الكَفَلِ ( الإمِّلاَسُ ) ( والإسْتِوَاء ) ويكره فيه ( الفَرَق ) وهو إشْرَافُ إحدى الوَرِكَيْنِ على الأخرى ولذلك قال الشاعر :
( لَهَا كَفَلٌ كَصَفَاةِ الْمَسِيلِ ... )

وقال آخر :
( لهَا كَفَلٌ مَثْلُ مَتْنِ الطِّرَافِ ... )
124 - وَالطِّرافُ : القُبَّةُ مِنْ أدَم
ويُستحب في القَوَائم ( الإنْدِمَاجُ ) ( والتَّمْحيصُ )
قال الشاعر :
( وَاحْمَرَ كَالدِّيبَاجِ أمَّا سَمَاؤُهُ ... فَرَيَّا وَأمَّا أرْضُهُ فَمُحَولُ )
سَمَاؤه : أعاليه وَأرْضُه : قَوَائمه
ويستحب ( قِصَرُ سَاقَيْهِ ) ولذلك قال أبو دُوَاد :
( لَهَا سَاقَا ظَلِيمٍ خَاضِبٍ ... فُوجِيءَ بالرُّعْبِ )

وقال آخر :
( لَهَا مَتْنُ عَيْرٍ وَسَاقَا ظَلِيمٍ ... )
ويستحب - مع ذلك - أن يكون ما فوق الساقين من فخذيه طويلا فيوصف حينئذ ( بطول القوائم ) قال الشاعر :
( شَرْجَبٌ سَلْهَبٌ كَأَنَّ رِمَاحًا ... حَمَلَتْهُ وَفِي السَّرَاةِ دُمُوجُ )
125 - ويستحب أن يكون في رجليه ( انْحِنَاء ) ( وتَوْتِير ) وهو ( التَّجْنِيب ) بالجيم فإن كان في اليدين والصُّلب فهو ( التَّحْنِيب ) بالحاء غير معجمة هذا قول الأصمعي
قال أبو دُؤاد :
( وَفِي الْيَدَيْنِ إذَا مَا الْمَاءُ أسْهَلَهُ ... ثَنْيٌ قَلِيلٌ وَفِي الرِّجْلَيْنِ تَجْنِيبُ )

وقال العُمانيُّ :
( تَرَى لَهُ عَظْمَ وَظِيفٍ أحْدَبَا ... )
ويستحب في العُرْقُوب ( التحديدُ ) ( والتأنيفُ ) وهو الذي حدّ طَرَفُه ويكره منها ( الأدْرَم ) ( والأقْمَعُ ) وقد بينا هذا في باب العيوب
ويستحب أن تكون الأرساغ غِلاظاً يابسة . قال الْجَعْدِيُّ :
( كَأَنَّ تَماثِيلَ أرْسَاغِهِ ... رِقَابُ وُعُولٍ عَلَى مَشْرَبِ )
ويستحب أن تكون ثُنَنُه تامة سَوداء لينة ويكره ( المَعَر ) فيها . قال : امرؤ القيس :
126 - لَهَا ثُنَنٌ كَخَوَافيِ الْعُقَابِ ... سُودٌ يَفِينَ إذَا تُزْبِئِرْ )

تَزبئر : تنتفش ( ويفين ) أي : يكثُرْن يقال : ( قَد وَفى شعرُهُ ) إذا كثر وقال بعضهم : ( يَفِئنَ ) يرجعن إلى مواضعهن أي : هي لينة
ويستحب ( قِصَرُ الرُّسْغِ ) إذا لم يكن معه انتصابٌ وإقبالٌ على الحافر فإذا كان منتصباً مقبلا على الحافر فهو ( أقْفَد ) والقَفَد عيب قال أبو عبيدة : وَالقَفَد لا يكون والقَفد إلا في الرِّجْل
ويستحب أن تكون الحوافر صَلاَبا نَقِدة ( والنَّقَد ) في الرِّجْل : أن تراها تتقشّر وتكون سُوداً أو خُضْراً لا يبيضُّ منها شيء لأن البياض فيها رِقَّة وتكون ( نسُورُها ) صِلابا وفيها تَقَعُّب مع سَعَة قال عوف ابن عطية بن الخَرِعِ :
( 127 لَهَا حَافرٌ مِثْلُ قَعْبِ الْوَلِيدِ ... يَتَّخِذُ الْفَأْرُ فِيهِ مَغَارَا )
وقال الآخر :
( بِكُلِّ وَأْبٍ لِلْحَصَى رَضَّاحِ ... لَيْسَ بمُصْطَرٍّ وَلاَ فِرْشَاحِ )
والوأب : المقَعَّب وَالْمُصْطَرّ : الضيّق وَالفِرْشَاح : المنْبَطِح

باب عيوب الخيل
( الْخَذَا ) في الأذن : استرخاء أصول الأذنين على الخَدَّين
( والسَّعَفُ ) بياضٌ يعلو الناصية
( والقَنَا ) أحْدِيدَاب يكون في الأنف وذلك يكون في الْهُجْنِ
( والسّفَا ) خِفّة الناصية وهو مذمومٌ في الخيل ومحمودٌ في البغال
( الْغَمَمُ ) أن تُغَطِّيَ الناصيةُ عينيه
( والإغْرَاب ) ابيضاضُ الأشفار مع الزَّرَق
( والقَصَر ) غِلَظٌ في العنق
( والْجُسْأَة ) يُبْسُ المَعْطِف
( والكَتَفُ ) انفراج يكون في غرَاضيف أعالي كتفِيِ الفَرَسِ مما يلي الكاهل
( والدَّنَنُ ) طُمَأْنِينة في أصل العنق يقال : ( فَرَسٌ أدَنُّ ) فإذا اطمأنَّتْ من وسَطِها فذلك ( الهَنَع ) يقال : ( عُنُقٌ 128 هَنْعَاء )
( والزَّوْرُ ) في الصدر : دخول إحدى الفَهْدَتين وخُروجُ الأخرى
( والهَضَم ) استقامة الضلوع ودخول أعاليها يقال : ( فرس أهْضَم )
( والإخْطَاف ) لحوقُ ما خَلْفَ المَحْزِمِ من بطنه يقال : ( فَرَسٌ مُخْطَف )

( والصَّقِل ) من الخيل : الطويلُ الصُّقْلة وهي الطِّفْطِفَة يقال : ( قَلّمَا طالَتْ صُقْلَةُ فرسٍ إلاَّ قَصُرَ جنباه ) وذلك عيب
( والثَّجَلُ ) خُرُوج الخاصرة وَرِقَّة تكون في الصِّفَاق يقال : ( فرس أثْجَلُ )
( والقَعَس ) أن يطمئن الصُّلْبُ من الصَّهْوَة وترتفع القَطَاة فإن اطمأنت القَطَاة والصلب فذلك ( البَزَخ )
( والفَرَق ) إشراف إحدى الوركين على الأخرى يقال : ( فرسٌ أقْعَسُ وأبْزَخُ وأفْرَقُ )
( والعَسَل ) الْتِوَاء عَسِيب الذنب حتى يبرز بعضُ باطنه الذي لا شَعْرَ عليه . ( والكَشَف ) أكثر من ذلك
( والعَزَل ) أن يعزِلَ ذَنَبه في أحد الجانبين وذلك عادة لا خِلْقَة
( والصَّبَغ ) بياض الذنَب
( والشَّعَل ) أن 129 يبيضَّ عُرْضه وذلك عيب
( والفَحَج ) تَبَاعُد ما بين الكعبين
( والصَّكَكُ ) اصْطِكاك الكَعبين ( والحَلَل ) رَخَاوتهما
( والْبَدَد ) بُعد ما بين اليدين
( والقَفَدُ ) انتصاب الرُّسْغِ وإقبالُه على الحافر ولا يكون القَفد إلا في الرَّجْل
( والصَّدَف ) تَدَانِي الفخذين وتباعُد الحافرين في الْتِوَاءِ من الرُّسْغين ( والتَّوْجِيه ) نحوٌ من ذلك إلا أنه أقَلُّ منه

( والفَدَع ) الْتواء الرسغ من عُرضه الوَحْشِيِّ
( والقَسَط ) أن تكون رِجْلاَه منتصبتين غير منحنيتين وذلك عيب يقال : ( فَرَسٌ أقْسَط ) فإذا كان فيهما انحناء وتَوْتير فذلك مَحْمود في الخيل وهو ( التجنيب ) قال الأصمعي : التجنيب - بالجيم - في الرِّجْلين ( والتحنيب ) - بالحاء - في الصلب واليدَين
( والقَمَع ) في العُرْقوب : أن يعظم رأسُه ولا يحِدَّ وذلك عيب . ومن العَرَاقيب ( الأدْرَم ) وهو الذي عظمت إبرته 130 أي : طَرَفُه فإذا حدَّثْ إبْرَتُه فهو وهو ( المُؤَنَّفُ )
( والنَّقَد ) في الحافر : أن تراه كالمتقشِّر
والحافر ( المُصْطَرّ ) هو الضيق وذلك عيب
( والأرحُّ ) الواسع وهو محمود
( والشَّرَج ) - متحرك الراء - يقال : ( فَرَسٌ أشْرَج ) وهو الذي له بيضة واحدة .

باب العيوب الحادثة في الخيل
( الإنتشار ) انتفاخ في العَصَب للإتعاب والعَصَبة التي تنتشر هي ( العُجَايَة ) وتحرُّك الشَّظَا كانتشار العَصَب غير أن الفرس 131 لانتشار العصب أشَدُّ احتمالا منه لتحرك الشَّظَا ( والشَّظَا ) عُظَيْم لاصقٌ بالذراع فإذا تحرّك قيل : ( قد شَظَيَ الفرس )
( والدَّخَس ) وَرَمٌ يكون في أُطْرَة حافره
( والزَّوَائد ) أطراف عصبٍ تفترق عندَ العُجاية وتنقطع عندها وَتَلْصَق بها

( والعَرَن ) جُسوء في رُسْغ رِجْله وموضع ثُنَّتها لشيء يصيبه فيه من الشُّقَاق أو المشقَّة
( والشُّقَاق ) يصيبه في أرساغه وربما ارتفع إلى أوْظِفَته وهو تشقُّقٌ يصيبها
( والجَرَذ ) كلُّ ما حَدَثَ في عُرْقوبه من تزيُّدٍ أو انتفاخ عصبٍ وهو يكون في عُرْض الكعب من ظاهرٍ أو باطنٍ
( والسَّرَطان ) داء يأخذ في الرُّسْغ فَيُبَيِّسُ 132 عروقَ الرُّسْغ حتى يقلب حافره
( والإرتهاش ) أن يصُكّ بعَرْض حافره عَرْضَ عُجَايته من اليد الآخرى فربما أدْمَاهَا وذلك لضَعْف يده
( والمَشَش ) شيء يَشْخَص في وظيفَيْهِ حتى يكون له حجم ليس له صلابة العظم الصحيح
( والنَّمْلة ) شَقٌّ في الحافر من ظاهره .

باب خلق الخيل
( قَوْنَسُ الفرس ) : ما فوق الناصية من مَنْبِتَها مَنْبَتَها بين الأذنين
( والقَذَال ) : جِماعُ مؤخَّرِ الرأس وهو مَعْقِد العِذار خلف الناصية

( والفَائق ) : مَوْصِل العنق في الرأس فإذا طال الفائقُ طال العنقُ
( والعصفور ) عظمٌ ناتيء في كل جَبين
( وقَلْتْ الصُّدْغ ) : الوَقْبُ الذي 133 أمام الصُّدْغ
( والنَّوَاهِق ) : عظمان شاخصان في وجهه أسْفَلَ من عينيه
( والْمَرْسِن ) : موضع الرَّسَن من الأنف
( والْجَحَافِل ) : ما تَنَاوَل به العَلَفَ وفي الْجَحْفلة ( فَيْدٌ ) وهو الشعر الذي عليها
( والمعْرَفَةُ ) : اللحمُ الذي ينبت عليه العُرْف ( والعُرْف ) : الشعر الذي على العنق
( والقَصَرَة ) : أصل العنق
( والعِلْبَاران ) : عَصبتان بينهما العُرْف
( واللَّبَانُ ) : ما جرى عليه اللَّبَب
( والبَلْدة ) : ثُغْرَة النَّحْر
وكل شيء من الظهر فيه فقارَ فذلك ( الصُّلْب )
( والحارِكُ ) : فُرُوع الكتفين وهو أيضاً ( الكاهِلُ )
( والمَنْسج ) : أسفل من ذلك
( والكاثِبة ) : مُقَدَّم المنسج
( وفي الظهر ( صُرَد ) وهو بياض يكون من أثر الدَّبَر
( والصَّهْوَة ) : مَقْعَد الفارسِ
( والقَطَاة ) : مَقعد الرِّدْفِ

( والمَعَدّان ) 134 في أعاليهما موقع دَفّتَيِ السَّرْج من جنب الفرس
( والْحَجَبات ) رءوس الورِكين من أعاليهما
( والحَرْقَفتان ) هما الْجَجَبَتان
( والموْقِفان ) ( والحارِقتان ) سواء وهما رءوس الفخذين في الوركين
( والجاعِرَتان ) منه : موضع الرَّقْمتين من أست الحمار
( والعُكْوَة ) أصلُ الذَّنَب وعظم الذنب وجلدته ( العَسيب ) وشعره ( هُلْبة )
( والعِجَان ) بين أصل الخُصْية وفَقْحته ومن الأنثى بين ظَبْيتها وضَرَّتها
( والفَهْدَتان ) في الزّوْر : لحمتان ناتئتان مثل الفِهْرَيْنِ
( ومَحْزِمه ) ما جرى عليه الحزام
( والمَرْكَلُ ) حيث يقع عَقِبا الفارس
( وحَصير الجَنْب ) ما ما ظهر من أعالي ضلوع الجنب
( والمَوْقِف ) ( والشّاكِلة ) ( والقُرْب ) ( والأيْطَل ) ( والحَقْو ) كل ذلك قريبٌ بعضُه من بعض وهو الخاصِرة وما يليها
( والحالِبَانِ ) عرقان مكتنفان السُّرَّة
( والمَنْقَبُ ) 135 قُدّام السرة حيث ينقُب البَيْطَار
( والقُنْب ) وعاءُ جُرْدانه
( والثُّعْرُوران ) مثل الحَلَمتين قد اكتنفا القُنْبَ من خارج
( والصَّفَن ) جلدة البيضتين

( والقَرَفُ ) الذي تراه مرتفِعَا عن الغُرْمُول قِطَعاً كأنه سِحاء
( والحَلَق ) البياض الذي في وسط الغُرْمول
( والضَّرةّ ) لحم الضرع ولها أرْبعة أطْبَاء وجلدة الضَّرْع هي خَيْف
( والإحليل ) ثَقْبٌ يخرج منه الشُّخْب ومن الذّكر ماؤه وبوله
( والْخَوْرَانُ ) مجرى الرَّوْث
( والظَّبية ) الرحم
( وفي رءوس المِرْفقين ( إبرة )
وهي شَظِيَّة لاصقة بالذراع ليست منها
( والداغِصة ) العظم المدوّر الذي يتحرّك على رأس الركبة وهما اثنان
( والشَّظَى ) عظمٌ لاصق بالركبة فإذا شَخَصَ قيل ( شَظِيَ الفرس ) وفي باطن الركبتين ( مَأبِضَانِ ) وهما مُنْثَنَى الوَظِيفين من باطن الركبتين وفي الوظيفتين ( قَيْدَانِ ) وهما حرفا وظيفَيِ اليدين ( أشْجَعانِ ) 136 وهما عظمان شاخصان في الوظيفين من باطنهما
( والعُجَايَتَان ) عَصَبتان تكونان في باطن اليدين وأسفل منهما هَنَاةٌ كأنهما الأظفار تسمى ( السَّعْدَانات )
وفي الوظيفين ( ثُنَّتَانِ ) وهما الشعر الذي يكون على مؤخَّر الرُّسْغِ فإن لم يكن ثَمَّ شعر فهو ( أمْرَد ) ( وأمْرَط ) ( وأمْعَر )
وفي الوظيف ( حَوْشَب ) وهو مَوْصِل الوظيف في الرسغ
( وأمُّ القِرْدَان ) بين الثُّنَّة والحافر والعامة تسميها السُّكُرَّجة

( والسُّنْبُك ) طرف مقدَّم الحافر
( والأشْعَر ) ما أحاط بالحافر من الشعر
( وإطَارُ الحافر ) ما أحاط بالأشعر
( والحامِيتَان ) عن يمين السُّنْبُك وشماله ويقال لجوف الحافر ( صَحْن )
( والنُّسُور ) في باطنه كأنها النَّوَى والحصَى
( وألْية الحافر ) مؤخَّره
( والكاذَتَان ) ما نَتَأ من اللحم في أعالي الفخذين
( والجاعِرتَانِ ) مَضْرب الفرس بذَنَيه على فخذيه
( والفَائِلان ) عِرقان مستبطنا الفخذين
( والنّسَيان ) عِرقان قد استبطنا الساق
( والحَمَاة ) لحم الساق
وفي الْعُرْقوبين ( إبرتان ) 137 وهما حَدُّ كل عرقوب من ظاهر
وفي وظيفي رِجْلَيهْ ( ظُنْبُوبان ) قال أبو عبيدة : وليس للفرس ( طِحَالٌ )
( والسِّيسَاء ) من الفرس : الحارِكُ ومن الحمار : الظهر
( والأبْجَلُ ) من الفرس والبعير : هو الأكحل من الإنسان
( والأبْلَقُ ) من الخيل : هو الأبقع من الشاء والكلابِ والطيرِ
( والذيّال ) الفرسُ الطويلُ الذنَبِ فإن كان طويلَ الذنب قصيراً قيل ( فَرس ذائل )
قال النابغة :

( بِكلِّ مُجَرَّبٍ كَاللَّيْثِ يَسْمُو ... عَلَى أَوْصاَلِ ذَيَّالٍ رِفَنٍّ )
أراد ( رِفَلٍّ ) فحوّل اللام نوناً
فرس ( جَرُورٌ ) يَمنع القياد
فرس ( قَئُودٌ ) يَنْقَاد
( والمِشْيَاط ) من الخيل : السريعُ السِّمَنِ
( والْمِلْوَاحُ ) الذي لا يسمن
( والْوَقِعُ ) 138 الْحَفِي مِنَ الخيل
( والرَّجِيلُ ) الذي لا يَحْفَى
( والصَّلُودُ ) من الخيل : الذي لا يَعْرَقُ
( والهِضَبُّ ) الكثيرُ العَرَق قال طَرَفَة :
( مِنْ عَنَاجِيجَ ذُكُورٍ وُقُحٍ ... وَهِضَبَّاتٍ إذَا ابْتَلّ الْعُذُرْ )

وفي الخيل ( مُسْنِفَاتٌ ) - بكسر النون - مُتَقَدِّماتٌ ( و مُسْنَفَاتٌ ) في الإبل - بفتح النون - مَشْدُودات بالسُّنُفِ والسُّنُفُ : جمع سِنَافٍ وهو حَبْلٌ يُشَدُّ به
ويقال للفرس : ( عَتِيقٌ ) ( وجَوَادٌ ) ( وكَرِيمٌ )
ويقال للبِرْذَوْنِ والبغْلِ والحمار : ( فَارِهٌ )
قال الأصْمَعِيُّ : كان عِدِيُّ بن زيدٍ يُخطَّأ في قوله في وصف الفرس : ( فَارِهًا مَتَتَابِعًا )
قال : ولم يكن له علم بالخيل . 139 باب شِيَاتِ الخيل
إذا ابيضَّ أعلى رأسه فهو ( أصْقَعُ ) وإذا ابيضَّ قَفَاه فهو ( أقْنَفُ ) وإذا ابيض رأسه كله فهو ( أغْشَى ) ( وأرْخَمُ ) فإن شابت ناصيته فهو ( أسْعَفُ ) فإن ابيضت كلها فهو ( أصْبَغُ ) فإن كان بِأُذُنَيْه نقشُ بياضٍ فهو

( أَذْرَأُ ) ( والغُرَّة ) ما فوق الدِّرْهم ( والقُرْحَة ) قدر الدرهم فما دون فإن سألت غُرَّته ودَقَّتْ ولم تجاوز العينين فهي ( العُصْفُور ) فإن دقَّتْ وسالت وجلّلتِ الْخَيْشُوم ولم تبلغ الْجَحْفَلة فهي ( شِمْرَاخ ) فإن ملأت الجبهة ولم تبلغ العينين فهي ( الشاَّدِخَة ) فإن أخذت جميعَ وجهِه غير أنه ينظر في سواد فهي ( الْمُبَرْقِعَة ) فإن رجعت غُرَّته في أحد شِقِّيْ وجهه إلى أحد الْخَدَّين فهو ( لَطِيم ) فإن فَشَتْ حتى تأخذ العينين فتبيضَّ 140 أشْفَارهما فهو ( مُغْرَب ) فإن كانت إحدى عينيه زَرْفَاء والأخرى كحلاء فهو ( أخْيَفُ ) فإن كان بجحفلته العُلْيَا بياض فهو ( أرْثَمُ ) وإن كان بالسُّفْلَى بياض فهو ( ألْمَظ ) فإن كان أبْيَضَ الرَّأْسِ والعُنق فهو ( أدْرَعُ ) وإن كان أبيض الظهر فهو ( أرْحَل ) وإن كان أبيضَ العَجُز فهو ( آزرَ ) فإن كان أبيضَ الجنبِ أو الجنبين فهو ( أخْصَف ) فإن كان أبيض البطن فهو ( أنْبَط )
( والتَّحْجِيل ) بياض يبلغ نصف الوَظِيف ( والمُحَجَّل ) أن تكون قوائمه الأربعُ بِيضاً حتى يبلغ البياضُ منها ثلثَ الوَظِيف أو نصفَه أو ثلثيه بعد أن يتجاوز الأرْسَاغ ولا يبلغ الرُّكبتين والعُرْقُوبَيْنِ فيقال ( مُحَجَّل القوائم ) فإن أصاب البياضُ من التحجيل حَقْوَيْه ومغابنَه ومرجعَ مرفقيه من تَجْبيب بياض يديه ورجليه فهو ( أبْلَق ) وإن بلغ البياض من التحجيل ركبَةَ اليد وعرقوبَ الرِّجل فهو فرس ( مُجَبَّب ) ( والجُبَّة ) مَوْصِل الوظيف في الذراع 141 فإن تجاوز البياضُ إلى العَضُدَيْنِ والفَخِذَيْنِ فهو ( أبْلَقُ مُسَرْوَل ) فإن كان البياضُ بيديه دون رجليه فهو ( أعْصَم ) فإن كان بإحدى يديه دون الأخرى قيل ( أعصم اليمنى أو اليسرى ) فإن كان البياض في يديه إلى مرفقيه دون الرجلين فهو ( أقْفَزُ ) فإن كان البياض برجليه دون اليدين فهو ( مُحَجّل ) وذلك إن تجاوز الأرسَاغَ وإن كان بإحدى رجليه وتجاوز الرُسْغَ فهو ( مُحَجَّل الرجل اليمنى

اليسرى ) وإن كان البياض كذلك متجاوز الأرساغ في ثلاث قوائم دون رجلٍ أو يدٍ فهو ( مُحَجَّل ثَلاَثٍ ) ( مُطلَقُ يدٍ أو رجلٍ )
ولا يكون التحجيل واقعاً بيد أو يَدَيْنِ إلا أن يكون معها أو معهما رِجْل أو رِجْلان فإن قصُرَ البياضُ عن الوَظِيفِ واستدار بأرساغ رجليه دون يديه 142 فذلك ( التَّخْدِيم ) يقال : فرس ( مُخَدَّم ) ( وأخْدَم ) فإن كان برجل واحدة فهو ( أَرْجَلُ ) فإن لم يستدر البياض وكان في مآخير أرساغ رجليه أو يديه فهو ( مُنْعَلُ يَدِ كذا أو رجل كذا أو اليدين أو الرجلين ) فإن كان بياضُ التحجيل في يد ورجل من خِلاَف فذلك ( الشِّكال ) وهو يُكْرَه وقوم يجعلون الشِّكَال البياضَ الذي في ثلاث قوائم وإذا كان محجَّلَ يدٍ أو رجلٍ من شق قالوا ( هو مُمْسِك الأيامِنِ مُطْلَقُ الأياسِر أو ممك الأياسر مُطْلق الأيامن ) وإن أصاب الأوْظِفَةَ بياضٌ ولم يَعْدُها إلى أسفل ولا إلى فوقُ فذلك ( التوقيف ) يقال فرس ( مُوَقّف ) فإن ابيضت أطراف الثُّنَنِ فهو ( أَكْسَعُ ) فإن ابيضت الثنن كلها ولم يتصل ببياض التحجيل في يدٍ كان ذلك أو في رجلٍ أو أكثر فهو ( أصْبَغُ ) ( والشَّعَل ) بياض في عَرْض الذَّنَبِ فإن ابيض كله أو أطرافه فهو ( أصْبَغُ ) . 143

باب ألوان الخيل
فَرْقُ ما بين ( الكُمَيْتِ ) ( والأشْقَر ) بالْعُرف والذَّنَبِ : فإن كانا أحمرين فهو ( أشقر ) وإن كانا أسْودين فهو ( كميت ) ( والوَرْدُ ) بينهما والأنثى وَردة والجميع وِرَادٌ ووُرْدٌ أيضاً ( والكميت ) للذكر والأنثى سواء
( والأخْضَرُ ) في كلام العَجَم ( الدَّيْزَج ) وهو من الحمير ( الأدْغَمُ ) ( والوَرْدُ الأغْبَسُ ) هو في كلام العَجَم ( السَّمَنْدُ ) ( والصِّنَابيُّ )

الكُمَيْتُ أو الأشْقَرُ يخالط شُقْرَته شعرةٌ بيضاء يُنسب إلى الصِّنَاب وهو الْخَرْدَلُ بالزبيب
( والبَهيم ) هو المُصْمَت الذي لاشِيَةَ به ولا وَضَحَ أيَّ لون كان
ومما لا يقال له بَهِيم ولا 144 شِيَةَ به ( الأبْرَش ) ( والأنمَر ) ( والأشْيَم ) ( والمُدَنَّر ) ( والأبْقَع ) ( والأبْلَق ) ( فالأبْرَشُ ) : الأرقط ( والأنمر ) : أن تكون به بُقْعَة بيضاء وبقعة أخرى أي لون كان
( والأشْيَمُ ) : أن تكون به شَامَةٌ أو شَامٌ في جسده ( والمُدَنَّرُ ) الذي تكون به نُكَتٌ فوق الْبَرش ( والأبقَعُ ) : الذي تكون في جسده بُقَعٌ تخالف سائر لونه . باب الدوائر في الخيل وما يكره من شِيَاتِهَا
( والدوائر ) ثمانيَ عَشْرَة دائرةً يكره منها ( الهَقْعَة ) وهي التي تكون في عُرْض زَوْره ويقال : إن أبْقَى الخيل ( المَهْقوع )
ودائرة ( القالِع ) وهي التي تكون تحت اللِّبْد ودائرة ( النَّاخِس ) وهي التي تكون تحت الجاعِرَتَيْنِ إلى الفِائِلَينِ ودائرة ( اللَّطَاة ) في وسط الجبهة وليست تكره إذا كانت واحدة فإن كان هناك دائرتاه قالوا ( فرس نَطِيحٌ ) وذلك مكروه وما سوى هذه من الدوائر غير مكروه
145 - ويكره من الأشْيَمِ : أن تكون به شَامَةٌ بيضاء أو غير بيضاء : في مُؤَخَّرَه أو شِقِّه الأيمن
ويكره ( الشِّكال ) وقد اختلف فيه وروى عن النبيّ وعلى آله أنه كان يكرهه

ويُكره ( الرَّجَلُ ) إلا أن يكون به وَضَحٌ غيره قال الشاعر :
( أسِيلٌ نَبِيلٌ لَيْسَ فِيهِ مَعَابَةٌ ... كُمَيْتٌ كَلَوْنِ الصِّرْفِ أَرْجَلُ أَقْرَحُ )
فمدح بالرَّجَلِ لما كان أقْرَحَ

باب السوابق من الخيل
أولها ( السابق ) ثم ( المُصَلّى ) وذلك لأن رأسه عند صَلاَ 146 السابِقِ ثم الثالث والرابع كذلك إلى التاسع والعاشر ( السُّكَيْتُ ) ويقال أيضاً ( السُّكَّيت ) مشدَّدا فما جَاءَ بعد ذلك لم يعتدَّ به ( والْفِسْكِلُ ) الذي يجيء في الحَلْبة آخِرَ الخيلِ

باب معرفة ما في خلق الإنسان من عيوب الخَلْقِ
من عيوب الْخَلْقِ : ( الْفَقَمُ ) في الْفَمِ وهو أن تتقدم الثَّنَايا السُّفْلى إذا ضَمَّ الرجلُ فاه فلا تَقَع عليها العُلْيَا
( والضَّزَز ) لُصوق الحنك الأعلى بالحنك الأسفل فإذا تكلم تكاد أضراسه العليا تمس السُّفلى
( والضَّجَم ) مَيَلٌ يكون في الفم وفيما يليه من الوجه
( والْفَأْفَأَة ) أن يتردّد المتكلمُ في الفاء فإذا تردد في التاء فهو ( تَمْتَام ) فإذا دخل بعضُ كلامه في بعض قيل ( بلسانه لَفَفٌ )
( والألْثَغُ ) الذي 147 يَرْجِع لسانه في المنطق إلى الثاء والغين
( والشُّطُور ) في البصر : هو أن تراه كأنما ينظر إليك وإلى آخر يقال : ( شَطَر بَصَرُه يَشْطِر شَطُورًا ) ( والإطْرَاقُ ) استرخاء الجفون ( والْغَرَبُ ) وَرَم يكون في المآقِي يقال : ( غَرِبَتْ عينُه تَغْرَبُ غَرَباً ) ( والْخَفَشُ ) صِغَر العين وضعف البصر ( والدَّوَشُ ) مثله وهو ضيق العين مع ضعف البصر
( والذّلَفُ ) في الأنف : قِصَره وصغر أرْنَبته ( والْخَنَسُ ) تأخُّر الأنف في الوجه وقصره ( والْفَطَسُ ) عِرَضُ الأنف وتَطَامُن قَصَبته
( والطَّرَامَة ) الْخُضْرَة في الأسنان
( والْقَلَحُ ) الصفرة فيها
( والوَقَص ) قصر العُنق
( والْهَنَع ) تَطَامُنها

( والألَصُّ ) المجتمع المنكبين يكادان يمسَّانِ أذنيه ( والألصُّ ) أيضاَ : المتقارب الأضراس ( والأحْدَل ) 148 المائل الشقّ :
( واللَّطَعُ ) في الشِّفَاه : بياضٌ يصيبها وأكثر ما يعتري ذلك السودانَ وتعتريهم أيضاً ( البُجْرَة ) وهي خروج السُّرَّة
( والْفَدَعُ ) في الكفّ : زَيْغ في الرُّسْغ بينها وبين الساعد وفي القَدَم أيضا كذلك : زَيْغ بينها وبين عظم الساق ( والْكَوَع ) أن تَعْوَجَّ الكف من قبل الكوع ( والْفَلَج ) الإعوجاج في اليد فإن كان في الرجلين فهو ( فَحَج )
( والْقَعَس ) في الظهر : دخولُه وخُروجُ الصدر ( والحَدَب ) دخول الصدر وخروج الظهر
( والآدَر ) عظيم الْخُصْيَتين يقال : ( رجل آدَرُ بَيِّنُ الأدَرَة ) ( والشّرَج ) أن تعظم واحدة وتصغر الأخرى ( والْمِشَق ) أن تصطكَّ أَلْيَتَا الرجل حتى تتسحَّجا فإذا عظمتا فلم تلتقيا قيل ( رجل أفْرَج ) وهذا يكون في الحَبَشَة
( والمدَح ) أن تصطك فخذاه ( والصَّكَكُ ) أَن تصطك ركبتاه قال أَبو عمرو : الصَّكَكُ في الرجلين ( والبَدَدُ ) في الناس 149 : تباعُد ما بين الفخذين وفي ذوات الأربع في اليدين
( والأفْحَجُ ) الذي تتدَانَى صدور قدميه وتتباعد عقباه وتتفَحَّجُ ساقاه ( والأَرْوَحُ ) الذي تتدَانى عقباه وتتباعد صدرو قدميه
( والْوَكَعُ ) مَيل إبهام الرِّجْلِ على الأصابع حتى تزول فَيُرَى شخصُ أَصلها خارجا ومنه قيل ( أَمَةٌ وَكْعَاء ) ( والْحَنَفُ ) أَن تُقبل كل واحدة

الإبهامين على صاحبتها قال ابن الأعرابي : ( الأحْنَف ) : الذي يمشي على ظهر قدميه ( والأقْفَدُ ) الذي يمشي على صَدْرِهما
( والأعْلَم ) المشقوقُ الشفةِ العليا ( والأفْلَحُ ) المشقوق الشفة السفلى 150 يكون ذلك خِلْقة ( والأجْلَع ) بالجيم المعجمة - الرجل الذي لا تَنْضَمُّ شَفَتَاه على أسنانه
وفي النساء ( الضّهْيَاء ) التي لا تحيض والتي لا يَنْبُتُ ثدياها . ( والْمَتْكَاء ) التي لا تحبس بولها وهو من الرجال ( الأَمْثَنُ )
ويقال للمرأة التي لا تستر نفسها إذا خلت مع زوجها ( جَلِيعٌ )
( والمُفْضَاة ) التي صار مَسْلَكاها شيئاً واحداً وهي ( الشّرِيم ) أيضاً
( والمأسوكة ) التي أخطأت خافضتُها فأصابت غيرَ موضعِ الْخَفْضِ ومثلها من الرجال ( الْمَكْمُور )
( والقَرْن ) كالعَفَلة اخْتُصِمَ إلى شُرَيح في جارية بها قَرْن فقال : أقْعِدُوها فإن أصاب الأرضَ فهو عَيْب وإن لم 151 يصب الأرضَ فليس بعيب
ويقال : ( حملت المرأة الغُلاَمَ سَهْوًا ) أي : على حيضٍ
العِلَل : تقول العرب : الدواء هو ( الأزْمُ ) يعنون الْحِمْيَة وأصل الأزم ضَمُّ الأسنان كأنه يَعَضُّ وقال ابن مسعود : أصْلُ كل داء ( البَرَدةُ ) يعني التُّخَمة

( ومَسُّ الْحُمَّى ) رَسُّهَا وَرَسيسها وذلك حين تجد لها قِرَّة أو تكسيرا
( والْوِرْدُ ) يومُ الحمى ( والْغِبُّ ) أن تأخُذَه يوماً وتَدَعه يوماً ( والرِّبْعُ ) أن تَدَعه يومين وتأخذه اليوم الثالث
( والْمُومُ ) الْبِرْسَام
( والْعُذْرَة ) وَجَع الحَلْق وأكثر ما يَعتري الصبيانَ فيُعلَقُ عنهم ( والإعلاق ) ( والدَّغْرُ ) شيء واحد 152 وهو أن تُرْفَعُ اللَّهَاة ونهى رسول الله عن ذلك وأمر بالقُسْط البَحْرِيِّ
وقال جرير :
( غَمَزَ ابْنُ مُرَّةَ يَا فَرَزْدَقُ كَيْنَهَا ... غَمْزَ الطَّبِيبِ نَغَانِغَ المَعْذُورِ )
قال الأصمعي : ( الشُّغَاف ) داء يسيل من الصَّدْر يقال : إنه إذا التقى هو والطِّحَال مات صاحبه قال النابغة :
( وَقَدْ حَالَ هَمٌّ دُونَ ذَلِكَ دَاخِل ... وُلُوجَ الشُّغَافِ تَبْتَغِيهِ الأصَابِعُ )

يعني أصابع الأطباء تلتمسه تَنْظُر هل نزل أم لم ينزل
( والكُبَادُ ) وَجَع الكَبِد قال النبي ( الكُبَادُ مِنَ العَبِّ ) والعَبُّ : شِدَّة جَرْع الماء كما تجرع الدوابُّ
( والصُّفَار ) ( والصَّفَر ) هما اجتماع الماء في البطن يُعَالج بقَطْع النائط وهو عرق في الصُّلْب قال العجاج :
( 153 قَضْبَ الطَّبيبِ نَائِطَ المصفورِ ... )
وقد يعالج بالكَيِّ واللَّدُود وغير ذلك قال ابن أحمر وكان سُقِيَ بَطْنُهُ :
( شَرِبْتُ الشُّكَاعى وَالْتَدَدْتُ أَلِدَّةً ... وَأَقْبَلْتُ أفْوَاهَ الْعُروقِ المَكَاوِيَا )
( والذَّرَب ) فساد المعدة يقال : ذَرِبَت معدته تَذْرَبُ ذَرَباً قال النبيّ ( في ألبان الإبل وأبوالها شِفَاء للذَّرَب )

( والْعِلّوْصُ ) اللَّوَى
( والرَّثْية ) وجع المفاصل
( والهَلْس ) ( والهُلاَسُ ) السِّلُّ
( والسَّنَق ) كالتُّخْمة
( والعَائر ) الرَّمَدُ
( واللبِنُ ) الذِّي يَشْتَكي عُنُقَه من الوِسَادِ أو غيره
( وغَثِيثَة ) الجرح : مِدّته ( والصّدِيد ) الرقيق المختلط 154 بالدم قبل أن تغلُظ المدِّة
( والْعُقَابِيل ) بقايا المرض
والداء الذي لا يُبْرَأ منه يقال له : ( نَاجِسٌ ) ( ونَجِيسٌ )
( الشِّجَاج : أول الشجَاج ( الحارصة ) وهي التي تَقْشِر الجلد قليلا ثم ( البَاضِعَة ) وهي التي تَشُقّ اللحم شقًّا خفيفاً ثم ( المتلاحِمَة ) وهي التي أخذت في اللحم ثم ( السِّمْحَاقُ ) وهي التي بينها وبين العظم قِشْرَة رقيقة ثم ( الْمُوضِحَة ) وهي التي تُوضِحُ العظم أي : تُبْدِى وَضَحه ثم ( الهاَشِمَة ) وهي التي تَهْشِم العظم ثم ( المنَقِّلة ) وهي التي تخرج منها العظام ثم ( الآمّة ) وهي التي تبلغ أم الرأس وهي جلدة الدماغ

155 -

أبواب الفروق
فروقٌ في خَلْقِ الإنسان
ظاهِرُ جلد الإنسان من رأسه وسائرِ جسده ( الْبَشَرَةُ ) وباطنُه ( الأدَمَةُ ) والعربُ تقول : ( فلان مُؤْدَم مُبْشَر ) أي : قد جمع لِينَ الأدَمَة وخُشُونة البشرة
وشَخْص الإنسان إذا كان قاعداً أو نائماً ( جُثَّة ) فإذا كان قائماً فو ( قامَةٌ ) وقد اختلفوا في الجانب ( الوَحْشي والإنْسِي ) قال الأصمعي : الوحشي : الذي يركب منه الراكب ويحتلب منه الحالب وإنما قالوا
( فجال على وحشيه ... )
إلخ ( وفانصاعَ جانبه الوحشي ... ) إلخ
156 - لأنه لا يُؤتى في الركوب والحلَبِ والمعالجة إلا منه فإنما خوفه منه
والإنسي : الجانب الآخر

وقال أبو زيد : الإنسيُّ الأيْسَرُ وهو الجانب الذي يركب منه الراكب والوحشيُّ الأيمن . وقال أبو عبيدة : الوحشيُّ الأيسر من الناس والدواب والأيمن الإنْسِيُّ ويقال الأنَسِيُّ
وقال الأصمعي : كل اثنين من الإنسان - مثل الساعدين والزَّنْدَين وناحيتي القدم - فما أقبل على الإنسان منهما فهو إنْسِيٌّ وما أدبر عنه فهو وَحْشِي
157 - ( والوَفْرَة ) الشَّعْرَة إلى شَحْمَة الأذن فإذا ألمت بالمنكب فهي ( لِمَّة ) ( والأنْزَع ) الذي انحَسر الشعر عن جانبي جبهته فإذا ازداد قليلا فهو ( أجْلَحُ ) فإذا بلغ النصف أو نحوه فهو ( أجْلى ) ثم يعود ( أجْلَه )
( والأفْرَعُ ) التام الشعر الذي لم يذهب منه شيء وكان رسول الله أفْرَعَ وإذا سال الشعر من الراس حتى يغطِّيَ الجبهة والوجه فذلك ( الْغَمَم ) يقال ( رجل أغَمُّ الوجه ) وكذلك إن سال في القَفَا يقال ( أغَمُّ القَفَا ) وذلك مما يذم به قال الشاعر - وهو هُدْبة بن الْخَشْرَم العُذْري - :
( فَلاَ تَنْكِحِي إنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا ... أَغَمُّ الْقَفَا وَالْوَجْهِ لَيْسَ بأَنْزَعَا

ويقال ( رجل مُلْهُوز ) إذا بَدَا الشيبُ في رأسه ثم هو ( اشْمَط ) إذا اختلط السواد والبياض ثم هو ( أشْيَبُ )
( والْقَرَن ) في الحاجبين : 158 أن يطولا حتى يلتقي طرفاهما ( والْبَلَجُ ) أن يتقطعا حتى يكون ما بينهما نقياًّ من الشعر والعرب تستحبه وتكره القَرَن ( والزَّجَجُ ) طول الحاجبين ودقتهما وسُبُوغهما إلى مُؤْخِر العينين
( والْمُقْلَةُ ) شَحْمة العين التي تجمع السواد والبياض والسواد الأعظم هو ( الحَدَقَةُ ) والأصغر هو ( النَّاظِر ) وفيه إنْسَانُ العين وإنما الناظر كالمرآة إذا استقبلْتَهَا رأيت شخصك فيها والذي تراه في الناظر هو شخصك ( والمَأْقُ ) ( والْمُؤْق ) واحد وهو طَرَفها الذي يلي الانف ( واللَّحَاظُ ) مُؤْخِرها الذي يلي الصُّدْغ قال أبو عبيدة : ( ذِنَابة ) العين مُؤْخِرها ( والْخَوَصُ ) صغر العين وغُثُورها فإن كان في مُؤْخِرها ضِيقٌ فهو ( حَرَص ) وبه سمى الأحْوَصُ ( والنَّجَل ) سَعَتها وعظم مُقْلتها ( والْخَزَرُ ) أن يكون 159 الإنسان كأنه ينظر بمؤْخِرِها ( والشَّوَس ) أن ينظر بإحدى عينيه ويميل وجهه في شق العين التي ينظر بها
( والشَّمَمُ ) في الأنف : ارتفاع القَصَبة واستواء أعلاها وإشرافٌ في الأرْنَبَةِ ( والْقَنَا ) طول الأنف ودقة أرنبته وحَدَبٌ في وسطه
( وعَذَبَةُ اللسان ) طَرَفه ( وعَكَدَته ) أصله ( والصُّرَدان ) العِرْقَانِ اللذان يَسْتَبْطِنانه
( والشَّدَق ) سعة الشدقين

( والْجَيَدُ ) طول العنق ( والتَّلَع ) إشرافه ( والْهَنَعُ ) تطَامُنه ( والصَّعَرُ ) مَيَله ( والغَلَب ) غلظه ( والْبَتَعُ ) شِدَّته
( الأخْدَعان ) عرقان في موضع المَحْجَمتين وربما وقعت الشَّرْطة على أحدهما فيُنْزَفُ صاحبه ( والْوَدَجان ) العرقان اللذان يقطعهما الذابح ( والْوَرِيدَانِ ) رِقان تزعم العرب أنهما من الوَتِينِ ( والصَّلِيفان ) ناحيتا العنق عن يمين وشمال ( والسَّالفتان ) ناحيتا مقدم العنق عن يمين وشمال من لدن مُعَلَّق القُرْطِ
( والزُّجّ ) طرف المرفق 160 والباطن من المرفق يقال له ( المأْبِض ) وهو باطن الركبة أيضاً ( والأسَلة ) مستدِقُّ الذراع ( والعَظَمة ) وسط الذراع الغليظ منها ( والرًّسْغ ) منتهى الكف عند المفصل ( والنَّواشر ) عروق ظاهر الذراع ( والرَّوَاهِشُ ) عروق باطن الذراع ( والأشاجع ) عروق ظاهر الكف وهي مَغْرِز الأصابع ( والرَّوَاجِبِ ) بطون السُّلاَمَيَات وظهورها ( والْبَرَاجم ) رءوس السُّلاَمَيَات من ظهر الكف إذا قبض القابض كفه نشزَتْ وارتفعت ( والزَّنْدَان ) ما انحسر عنه اللحم من الذراع ورأس الزند الذي يلي الخنصر هو ( الكُرْسوع ) ورأس الزند الذي يلي الإبهام هو ( الْكُوع )
( والألْية ) اللّحْمَة التي في أصل الإبهام ( والضَّرَة ) اللحمة التي تقابلها
( والنّحْرُ ) موضع القلادة ( واللَّبة ) موضع المنحر ( والثُّغْرة ) الْهَزْمَةُ بين الترقوتين
( والبَرْك ) وسط الصدر ( والْكَلْكَلُ ) معظم الصدر
( والأعْفَاج ) من الناس ومن الحافر 161 كله ومن السباع كلها والبهائم : الأمعاء وإليها يصير الطعام بعد المعدة واحدها ( عَفَج ) ( والْمَصاَرِين ) لذوات الخف

والظِّلْفُ مثلها وهي التي تؤدِّي إليها الكَرِش ما دبغته ( والقَوَانِص ) للطير مثلها وهي التي تؤدي إليه الْحَوْصَلة ( والْحَوْصَلة ) بمنزلة المعدة
( والسُّرّة ) في البطن : ما بقى بعد القطع ( والسَّرَر ) ما تَقْطَعه القابلة
( والأهْيَف ) من البطون : الضامر ( والأثْجَل ) المسترخي
( والإحليل ) مخرج البول ( والْحُوقُ ) حرف الكَسَرَة وهو إطارها ( والوَتَرَة ) العرق الذي في باطن الكمرة
( والعُصْعُص ) عَجْب الذَّنَب يقال : هو أول ما يُخْلَق وآخر ما يَبْلى
( وعَيْر القَدَم ) الشاخصٌ في وجهها
( وأخْمَصُهَا ) ما دخل من باطنها فلم يصب الأرض فإن لم يكن فيها خَمَص فهي ( رَحَّاءُ ) يقال : ( رَجُلٌ أَرَحُّ )
( والثُّنَّةُ ) ما بين السرة والعانة وهي ( مَرَاقُّ البطن ) بالتشديد . 162

باب فروق في الأسنان
قال أبو زيد : للإنسان أربع ثَنَايَا وأربع رَبَاعِيات الواحدة رَبَاعِيَة مخففة وأربعة أنياب وأربع ضواحك واثنتا عشرة رَحًى : ثلاث في كل شق وأربعة . نَوَاجِذ وهي أقصاها وقال الأصمعي مثل ذلك كله إلا أنه جعل الأرحاء ثمانياً : أربعاً من فوق وأربعاً من أسفل

( والنَّاجِذ ) ضِرْس الحُلُم يقال : ( رجلٌ مُنَجَّذٌ ) إذا أحْكَمَ الأمورَ وذلك مأخوذ من الناجذ ( والنواجذ ) للإنسان والفرس وهي ( الأنياب ) من الخف ( والسَّوَالغ ) من الظِّلفِ
قال أبو زيد : لكل ذي ظِلْف وخُفّ ثِنيَّتَان من أسفل فقط وللحافر والسباع كلها أربع ثنايا وللحافر بعد الثنايا أربع ربَاعِيَات وأربعة قَوَارح وأربعة أنيابٍ وثمانية أضراس قالوا : 163 وكل ذي حافر يَقْرَح وكل ذي خف يَبزُل وكل ذي ظِلْف يَصْلَغ ويَسْلَغ
( والفرس ) وكل ذي حافر أَوَّلَ سنة ( حَوْليّ ) والجميع حَوَالِيّ ثم جَذَعٌ وجِذاع ثم ثَنِيُّ وثُنْيَان ثم رِباع - بالكسر - وجمعه رِبُعَان ثم قارح وقُرَّحٌ والأنثى جَذَعة وجَذَعَان وثَنيَّة وثنيات ورَبَاعِية - مخففة - ورباعيات وقارح وقَوَارِح
ويقال : أجْذَع المهر وأثْنَى وأرْبَعَ وقَرَح هذا وحده بغير ألف
( والبعير ) أول سنة ( حُوَار ) ثم ( ابن مَخَاض ) في الثانية لأن أمه فيها من المخاض وهي الحوامل فنسب إليها وواحدة المخاض ( خَلِفَةٌ ) من غير لفظها ثم ( ابن لَبُون ) في الثالثة لأن أمه فيها ذات لَبَن ثم ( حِقٌّ ) في الرابعة يقل : سمى بذلك لإستحقاقه أن يُحْمَل عليه ثم ( جَذَع ) في السنة الخامسة ثم يلقى ثَنِيَّتَه في السادسة فهو ( ثَنِيٌّ ) ثم يلقى رَبَاعيته في السابعة فهو ( رَبَاع ) 164 ثم يلقى السن

بعد الرباعية فهو ( سَدِيس ) ( وسَدَس ) وذلك في الثامنة
ثم يَفْطُر نابه في التاسعة فهو ( باَزِلٌ ) فإذا أتى عليه عام بعد البُزُول فهو ( مُخْلِف ) وليس له اسْمٌ بعد الإخلاف ولكن يقال : مُخْلِفُ عامٍ ومخلف عامين فما زاد ثم لا يزال كذلك حتى يكون ( عوْدا ) إذا هَرِمَ
قال أبو زيد : المؤنث في جميع هذه الأسنان بالهاء إلا السَّدِيس والسَّدَس والبازل فإن ذلك بغير هاء
قال الكسائي : الناقة مُخْلِف أيضاً بغير هاء
قال أبو زيد : الناقة لا تكون مخلفا ولكن إذا أتى عليها حول بعد البزول فهي بَزُول إلى أن تُنَيِّبَ فتُدْعَى عند ذلك نَاباً
وولد الضأن أولَ سنةٍ ( حَمَلٌ ) ثم يكون ( جذَعاً ) في الثانية 165 ثم ( ثَنيَّا ) ثم ( رَبَاعِيا ) ثم ( سَدِيسا ) ن ثم ( صَالِغا ) ( وسَالِغا ) في السادسة وليس له بعد ذلك اسم
وولد المعز أول سنة ( جَدْيٌ ) ثم تَنَقُّله في الأسنان مثل تنقل الْحَمَلِ
وولد البقرة أول سنة ( تَبِيعٌ ) ثم تنقُّله في الأسنان مثل تنقل ولد الضأن وولد المعز كذلك
وولد الظبية أول سنة ( طَلاً ) ( وخِشْفٌ ) ثم هو في السنة الثانية ( جَذَعٌ ) ثم هو في الثالثة ( ثَنيٌّ ) ثم لا يزال ثنياً حتى يموت قال الشاعر يصف إبلا أخِذَتْ في دية :

( 166 فَجَاءتْ كَسِنِّ الظَّبْيِ لَمْ أَرَ مِثْلَهَا ... سَنَاءَ قَتِيلٍ أَوْ حَلُوبَةَ جَائِعِ )
أي : هي ثُنْيانٌ
وَوَلَدُ الضَّبِّ ( حِسْلٌ ) ولا تسقط له سِنٌّ ولذلك يقال في المثل ( لاَ آتِيكَ سِنَّ الْحِسْلِ ) أي : لا آتيك أبداً
ويقال : أَفَرَّتِ الإبلُ إفْرَاراً للأثْنَاءِ إذا ذَهَبَتْ رَوَاضِعها وطَلَع غيرها
قال أبو عُبَيْدَة : أَحْفَرَ المُهْرُ للأثناء والأرباع والقُرُوح
وقال أبو زياد الكلابي : إذا سقطت رَوَاضِع الصبي قيل : ( ثُغِرَ فهو مَثْغُورٌ ) فإذا نبتت أسنانه قيل : ( أَثْغَرَ وَاثَّغَرَ وَاتَّغَرَ )
ويقال : ( فَمٌ مُقْنَعٌ ) إذا كانت أسنانه معطوفة إلى داخل فإن كانت مُنْصَبَّةً إلى قُدَّام قيل ( أَدْفَقُ ) وهو في الإبل عيب .

باب فروق في الأفواه
( المِشْفَرُ ) للخُفِّ ( والمِرِمَّةُ المَرَمَّةُ ) ( والْمِقَمَّةُ ) للظِّلْفِ ( والْجحْفَلَة ) للخافر 167 ( والْخَرَاطِيمُ ) للسباع قال أبو زيد : منقاَرُ الطائر ومِنْسَرُهُ واحد وهو الذي يَنْسُرُ به نسراً

باب فروق في ريش الجناح
قالوا : جَنَاح الطَّائر عشرون ريشة : أربع قَوَادِمُ وَأرْبَعٌ مَنَاكِب وأربع أَبَاهِر وأربع خَوَافٍ وأربع كُلًى وجناحُ الطائر : يَدُه .
باب فروق في الأطفال
وَلَدُ كل سبع ( جِرْوٌ جَرْوٌ جُرْوٌ ) وولد كل ذي ريش ( فَرْخٌ ) وولد كل وَحْشية ( طِفْلٌ ) هذا جملة هذا الباب
ثم ولد الفرس ( مُهْرٌ ) ( وفَلُوٌّ )
وولد الحمار ( جَحْش ) ( وعِفْو ) ( وتَوْلَبٌ ) وكذلك البغل الصغير
وولد البقرة ( عِجْلٌ ) ( وعِجَّوْلٌ ) والأنثى ( عِجْلَةٌ )
وولد 168 الضائنة حين تضعه أمه ذكراً كان أو أنثى ( سَخْلة ) وجمعه سِخَال وَبَهْمة وَبَهْم فإذا بلغ أربعة أشهر وفُصَل عن أمه فهو ( حَمَلٌ ) ( وخَرُوفٌ ) والأنثى ( خَرُوفَة ) ( ورِخْل )
وولد الماعزة حين تضعه أمه ذكراً كان أو أثنى ( سَخْلَةٌ ) ( وبَهْمة ) فإذا بلغ أربعة أشهر وفُصِل عن أمه فهو ( جَفْرٌ ) والأنثى ( حَفْرَة ) ( وعَرِيض )

( وعَتُود ) إذا رَعَى وقَوِيَ وجمعه عِرْضان وِعِدَّان وأعْتِدَةٌ وهو في كل ذلك ( جَدْيٌ ) والأنثى ( عَنَاقٌ )
وولد الناقة في أول النتاج ( رُبَع ) والأنثى ( رُبَعَة ) والجميع ( رِبَاع ) وفي آخر النتاج ( هُبَع ) والأنثى ( هُبَعَة ) ولا يجمع هُبَع هِبَاعاً وهو في ذلك كله ( حُوَار )
وولد الأسد ( شِبْلٌ )
وولد الأُرْوِيَّة ( غُفْرٌ )
وولد الضبع ( الفُرْعُلُ ) فإن كان من الذئب فهو ( سِمْعٌ )
وولد الدُّبّ ( دَيْسَم )
وولد الثعلب ( هِجْرِس )
وولد 169 الفيل ( دَغْفَلٌ )
وولد الظبية ( خِشْفٌ ) ( وطَلاً )
وولد الخنزِير ( خِنَّوْص )
وولد الأرْنَب ( خِرْنِق )
وولد الضَّب ( حِسْل )
وولد اليَرْبُوع وَالفأرَة ( دِرْص ) وولد الكلب والذِّئبة والهرَّة والجرذ ( دِرْصٌ ) أيضاً

( والرِّثَال ) فِرَاخ النعام واحدها رَأْلٌ ( وحَفَّانُهَا ) صِغَارها سميت بذلك لخفيف الطَّيَرَان
والفراخ من الحمام يقال لها ( الجَوَازِل )
( والنَّهَار ) فَرْخُ القطاة ويقال ( اللَّيْل ) فرخ الكَرَوَان
وقالوا للذكر من أولاد الضأن إذا هو كَبِرَ : ( كَبْش ) والأنثى ( نَعْجَة ) والذكر من أولاد المعز إذ كبر ( تَيْسٌ ) والأنثى ( عَنْزَة ) . 170

باب فروق في السفاد
يقال : ( أدْلَى ) الفرسُ ليضرب ( ووَدَى ) ليبول
وكل ذكر ( يَمْذِي ) وكل أنثى ( تَقْذِي )
يقال ( أمْنَى ) الرجلُ ( مَنَى ) وأمنى أجْوَدُ والإسم المَنِيُّ مشدد
( والْمَذْى ) ( والْوَدْى ) مخففان فالمنيُّ : ما يخرج عن الجماع من الماء الدافق وقال الله عزّ وجلّ : ( مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ) والمَذْي : ما يخرج من الذكر عند الملاعبة والتقبيل والوَدْي : ما يخرج بعد البول ويقال : ( مَذَى ) ( وأمْذَى ) ومَذَى أكثر ( ووَدَى ) ولا يقال ( أوْدَى )
ويقال 171 للشاة إذا أرادت الفحل ( حَنَتْ ) فهي ( حاَنية ) ( واسْتَحْرَمَتْ ) أيضاً ( والإسْتِحْرَام ) لكل ذات ظِلْفٍ
ويقال للبقرة ( اسْتقْرَعَت ) وللكلبة ( صَرَفَتْ ) و ( اسْتَجْعَلَت ) وكذلك كل ذات مخلب
ويقال لكل ذات حافر ( اسْتَوْدقت ) ( ووَدَقَتْ ) ويقال للناقة ( اسْتَضْبَعَتْ ) ( وضَبِعَت )

ويقال : ( جَفَر ) الفحل عن الإبل ( وعَدَل ) إذا ترك الضِّرَاب ( ورَبَضَ ) الكَبْشُ عن الغنم ولا يقال ( جَفَرَ )
قال الأصمعي وأبو زيد : يقال للسباع كلها ( سَفِدَ يَسْفَدُ سِنَادًا ) وكذلك التَّيْس والثَّوْر وكل طائر
ويقال أيضاً : ( قَرَعَ الثَّوْرُ ) ( وكَامَ الفَرَسُ ) ( وطَرَقَ الفَحْل ) ( وبَاكَ الْحِمَارُ يَبُوكَ بَوْكا ) ( وقَمَطَ الطّائر ) ( وقَفَطَ )
وقال أبو زيد : القَفْط لذوات الظِّلْف
ويقال في السِّبَاع كلها وفي الظِّلْف وفي الحافر ( نَزَا يُنْزُوا نَزْواً وَنُزَاءَ ) ( والعَسْب ) ماء الفحل ويقال : إنه ( اليَرُون ) وهو سَمٌّ 172 ( والزَّأْجَل ) ماء الظلِيم ( ورُوبَة الفَرَس ) طَرْقُه في جَمَامِه
( وعَقِدَ ) الكلب للكلبة ويقال : ( تَعَاظَلَت ) الكلابُ وَالْعَظَاءُ وَالْحَيَّات .

باب فروق في الحمل
كل ذات حافر ( نَتُوج ) ( وعَقُوق ) والناقة ( خَلِفة ) والجميع ( مَخَاض ) وكل سَبُعة ( مُلْمِع ) وذلك إذا أشرفَتْ ضروعها للحمل واسودّتْ حَلَمَاتها وذوات الحافرِ أيضاً كذلك وكل مُقْرِب من الحوامل فهو ( مُجِحٌّ ) قال أبو زيد : أصل الإجحاح للسِّبَاع فاستعير في الإنسان وأصل الحبَل للنساء

باب فروق في الولادة
إن خرجت يَدُ الجنين من الرَّحِمِ قَبْلُ فهو ( الوَجِيه ) وإن خرج شيءٌ من خَلْقه قبل يديه فهو ( اليَتْن ) وإن ألْقَتِ الناقة ولدها 173 لغير تمام فقد ( خَدَجَت ) وإن ألقته لتمام العِدَّةِ وهو ناقص الخلقة فقد ( أخْدَجَت ) بالألف فهي ( مُخْدِج ) والولد ( مُخْدَج )
وأولُ ولدِ الرَّجل ( بِكْرُهُ ) والذكر والأنثى فيه سواء ( وعِجْزَة أبَوَيْه ) آخِرُ ولدهما والذكر والأنثى فيه سواء
ويقال ( أصَافَ الرَّجُلُ ) إذا وُلِدَ له على الكبر وولده ( صَيْفِيّون ) ( وأرْبَعَ ) إذا وُلد له في الشبيبة وولده ( رِبْعِيُّون )
( والبِكْرُ ) التي قد ولدت واحداً ( والثِّنْى ) التي ولدت اثنين
وإذا وضعت الأنثى واحداً فهي ( مُفْرِد ) ( ومُوحِد ) فإذا وضعت اثنين فهي ( مُتْئِمٌ ) .
باب فروق في الأصوات
( أزْمَلُ ) كل شيء : صَوْتُه ( والْجَرْس ) صَوْتُ حَرَكة الإنسان ( والرَّكْز ) 174 الصوت الخفي ونحو ذلك ( الْهَمْس )
( والْخَرِير ) صوت الماء ( والغَرْغَرَة ) صوت القدر وكذلك ( الهَزَّة ) ( والْوَسْوَاس ) صوت الْحَلى ( والشَّخير ) من الفم ( والنَّخير ) من المَنْخِرَيْنِ ( والكَرِير ) من الصدر وقال الأعشى :

( فَنَفْسِي فِدَاؤُكَ يَوْمَ النِّزَالِ ... إذَا كَانَ دَعْوَى الرِّجَالِ الْكَرِيرَا )
وهو صوت الْمُخْتَنِقِ وقال أبو زيد : الكَرِير : الْحَشْرَجَة عند الموت
ويقال ( هَجْهَجْتُ بِالسَّبُعِ ) إذا صِحْتَ به وزجرته ولا يقال ذلك لغير السبع ( وشَايَعْتُ بِالإبِلِ ) ( ونَعَقْتُ بِالغَنَمِ ) ( وأشْلَيْتُ الكَلْبَ ) دعوته ( ودَجْدَجْتُ بِالدَّجَاجَة ) ( وسَأسَأت بِالْحِمَارِ ) ( وجَأْجَأت بالإبِلِ ) دعوتها للشرب ( وهَأهَأت بِهَا ) للعلف
ويقال للفَرَس ( يَصْهِلُ ) ( ويُمْحِمُ ) إذا طلب العَلَفَ ( والْخَضِيعَة ) ( والوَقِيب ) صوتُ بَطْنِه . قال أبو زيد وأبو عبيدة : وهو تقلقل الْجُرْدَان في 175 القُنْبِ
والبغل ( يَشْحَجُ ) والحمار ( يَسْحِلُ يَسْحَلُ ) ( ويَنْهَقُ ) والجمل ( يَرْغُو )

( ويَهْدِرُ ) الناقة ( تَئِطُّ ) ( وتَحِنُّ ) والثَّوْرُ ( يَخُورُ ) ( ويَجأْر ) ( واليُعَار ) للمعز ( والثؤَاج ) للضأن والتَّيْسُ ( يَنِبُّ ) ( ويَهِبُّ ) إذا أراد السِّفَاد والأسَد ( يَزْئِرُ ) ( ويَنْهِت ) ( ويَنْئِم ) ( والزَّمْجَرَةُ ) صوت صدره والذِّئْبُ ( يَعْوِي ) ( ويَتَضَوّر ) إذا جَاع والثَّعْلب ( يَضْبِح ) والكلب ( يَنْبَحُ ) ( ويَهِرّ ) والسنَّوْر ( تَهِرّ ) ( وتَمْأُو ) ( وتَأْمُو ) والأفعى ( تَفِحُّ تَفُحُّ بِفِيهَا ) ( وتِكِشُّ بجلدها ) قال الشاعر :
( كَأَنَّ صَوْتَ شَخْبِهَا المُرْفَضِّ ... كَشِيشُ أَفْعَى أجْمَعَتْ لِعَضِّ )
( فَهْيَ تَحُكُّ بَعْضَهَا بِبَعْضِ ... )
والحية ( تُنَضْنِضُ ) ويقال : النَّضْنضة تحريك لسانها وابن آوى ( يَعْوِي ) والغُرَابُ ( يَنْغِقُ ) - بالغين معجمة - ( ويَنْعب ) والدِّيك ( يَزْقُو ) 176 ( ويَسْقَع ) والدجاجة ( تَنِقّ ) ( وتُنْقِضُ ) إذا أرادت البيض والنَّسْر ( يَصْفِرُ ) والحمام ( يَهْدِر ) ( ويَهْدِل ) والمُكَّاء ( يَزْقو ) ( ويُغَرَّد ) والقرد ( يَضْحك ) والنعام ( يُعَارّ عِرَارا ) ويقال ذلك

الظَّلِيم والأنثى ( تَزْمِرُ زِمَارًا ) والخنزير ( يَقْبَعُ ) ( ويُخَنْخِنُ خَنْخَنَةً ) والظبي ( يُنْزِبُ نَزِيبا ) والأرنب ( تَضْغَبُ ضَغِيباً ) والعقرب ( تَنِقُّ ) ( وتَصْئِي ) ويقال : صأَى الفرخ والخنزير والفيل والفأرة واليربوع يَصْئِي صَئِياًّ والضفادع ( تَنِقُّ ) ( وتُنْقَضُ ) وكذلك الفَرَارِيج والجن ( تَعْزِف ) وَالْبُلْبُل ( يُعَنْدِل ) والبَطَّة ( تَطِنُّ ) والطاؤوس ( يَصْرُخ ) وَالصَّدَى ( يَنْئِمُ ) .

باب معرفة في الطعام والشراب
طعام العرس ( الوَليمة ) وطعام البناء ( الوَكِيرة ) وطعام الولادة ( الخُرْس ) 177 وما تُطْعِمه النُّفَسَاءُ نفسَها ( خُرْسَة ) وطعام الختان ( إعْذَار ) وطعام القادم من سفره ( نَقِيعَة ) وكل طعام صنع لدعوة ( مَأْدُبَة وَمَأدَبَةٌ ) جميعا ويقال : ( فُلاَنٌ يَدْعُو النَّقَرَى ) إذا خصَّ ( وفُلاَن يَدْعُو الْجفَلَى ) ويقال ( الأجْفَلَى ) إذا عمَّ
قال طرفة :
( نَحْنُ فِي المَشْتَاةِ نَدْعُو الْجَفَلَى ... لاَ تَرَى الآدِبَ فِينَا يَنْتَقِرْ )

ويقال للدَّاخل على القوم وهم يَطْمَعُونَ ولم يُدْعَ ( الوَارِشُ ) وللدَّاخل على القوم وهم يَشْرَبُونَ ولم يُدْعَ ( الوَاغِلُ ) واسم ذلك الشَّرَاب ( الوَغْلُ )
( والضَّيْفَنُ ) الذي يجيءُ مع الضيفِ ولم يُدْعَ
( والأرْشَمُ ) هو الذي يَتَشَمَّمُ الطعامَ ويَحْرِص عليه قال البَعِيثُ :
( فَجَاءَتْ بِيَتْنِ لِلضِّيَافَةِ أَرْشَمَا ... )
178 - ( وَالبَشَمُ ) في الطعام ( وَالْبَغَرُ ) في الماء وَعُيِّرَ رجل من قريش فقيل له : ماَتَ أَبُوكَ بَشَماً وَمَاتَتْ أُمُّكَ بَغَراً
ويقال ( صَلَّ ) اللحْمُ ( وَأَصَلَّ ) إذا تَغَيَّرَ وهو نِيءٌ ( وَخَمَّ ) ( وَأَخَمَّ ) إذا تَغَيَّرَ وهو شَوَاءٌ أو طَبِيخٌ
( وَسَنِيخَ وَسَنِخَ الدُّهْنُ ) ( وَنَمِسَ ) ( وزَنِخَ )
( وَالنَّقَاةُ ) ما يُلْقَى من الطعام وهو مثل ( نَقُاَيَتِهِ ) ( وَالنُّقَاوَةُ ) خِيَارُه
( وَالْجُودُ ) الجوعُ ( وَالْجُؤَادُ ) العطَش
( وقَرِمْتُ إلى اللَّحْمِ ) ( وعِمْتُ إلى اللَّبَنِ ) قَرَماً وَعَيْمَةً ) ( وَظَمِئْتُ إلى الماء )

ويقال يَدِي مِنَ اللحم ( غَمِرَةٌ ) ( وَزَهِمَةٌ ) ( وَالزَّهَمُ ) الشَّحْمُ وَمِنَ الزُّبْدِ واللَّبَنِ ( وَضِرَّةٌ ) قال أبو الهِنْدِيّ - واسمه عبد المؤمن بن عبد القدُّوس ابن شَبَثٍ بن رِبْعيّ الرّيَاحِيّ :
( سَيُغْنِي أَبَا الهِنْدِيّ عَنْ وَطِبِ سَالِمِ ... أَبَارِيقُ لَمْ يَعْلَقْ بِهَا وَضَرُ الزُّبْدِ )
ومن السَّمَك ( سَهِكَةٌ ) ومن العَسَل ( شَتِرَةٌ ) ومن البَيْض والجبن ( زَهِمَةٌ ) ومن البَوْل ( وَحِرَة ) ومن الغائط ( قَذِرَة ) ومن الماء ( بَلِلَةٌ ) ومن الطين ( لَثِقَة ) ومن الطيب ( رَدِعَة ) ( وَعَبِقَة ) ومن الزَّيْت ( قَنِمَةٌ ومن الحديد سَهِكَةٌ ) . 180

باب معرفة في الشراب
180 - الماء ( الفُرَاتُ ) العَذْبُ ( وَالأجَاجُ ) المِلْحُ ويقال : ماَءٌ مِلْحٌ مِلحٌ

ولا يقال مَالِحٌ قال الله عز و جل : ( هذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ) ( والشَّرِيبُ ) الماء الذي فيه عُذُوبة وهو يُشْرَب على ما فيه ( والشَّرُوب ) دونه في العُذُوبة وليسَ يُشْرَبُ إلى عند الضرورة والماء ( النَّمِيرُ ) 182 النَّامِي في الجسد وإن كان غيرَ عَذْبٍ
( والقَهْوَةُ ) الخمر سُمِّيَت بذلك لأنها تُقْهِي أي : تَذْهَبُ بشهوة الطعام قال الكسائي : يقال قد أَقْهَى الرَّجُلُ إذا قَلَّ طُعْمُهُ
وتُسَمَّى ( الشَّمُولَ ) لأنها تَشْتَمِلُ على عقل صاحبها
( والْعُقَار ) لأنها عاقَرَتِ الدَّنَّ أي : لزمته ويقال : بل أُخِذَ من عُقْر الحوض وهو مقام الشّارِبة
( والْخَنْدَرِيسُ ) لِقِدَمِهَا ومنه ( حِنْطَةٌ خَنْدَرِيسٌ ) قال الأصمعيُّ : ( وأَحْسَبُهُ بالرُّومِيَّة وكذلك ( الإسْفِنْطُ ) ( والنَّبِيذُ ) لأنه نُبِذَ 182 أي تُرِكَ حتى أَدْرَك
( والْبِتْعُ ) نَبِيّذُ العسل وَحْده وهو يُتَّخَذُ بمصر ( والْجِعَةُ ) نبيذ الشعير ( والمِزْرُ ) ( والسُّكْرُكَة ) من الذُّرَة وهو شَرَاب الْحَبَشَة
( والطِّلاَء ) لخمر ومنهم مَنْ يجعله ما طُبخَ بالنار حتى ذهب ثُلُثَاه وبقي ثلثه شُبِّهَ بِطِلاَءِ الإبِلِ وهو القَطِرَان في ثِخَنِهِ وَسَوَاده والعلماء بلغة العرب يجعلونه الطِّلاَء الخمرَ بعينها ويحتجّون بقول عِبِيدٍ :
( هِيَ الْخَمْرُ تُكْنَى الطِّلاَءَ ... كَمَا الذِّئْبُ يُكْنَى أَبَا جَعْدَةٍ )

183 - ( والْمَقَدِيُّ ) شراب كانت الخلفاء من بني أُمَيَّة تشربه بالشام
( والمُزَّاءُ ) شراب يقال : إنه إنما سمي بذلك لقولهم : ( هذا الشَرَابُ أَمَزّ من ذا ) أي : أفضل ( ولهذا الشراب مِزٌّ على هذا ) أي : فَضْلٌ ومنه قيل للخمرة ( مُزَّةً ) ( ومَزَّةً ) لا يريدون الحموضة لأن الحموضة عيب فيها ويقال للحامضة ( خَمْطَةٌ ) ويقال : إنما 184 قيل لها ( مُزَّةٌ ) لِلَذْعها اللسانَ ويقال : الْخَمْطَةُ التي أخذت شيئاً من الرِّيح قال الهُذَلِيُّ :
( عُقَارٌ كَمَاء النِّبيءِ لَيْسَتْ بِخَمْطَةٍ ... وَلاَ خَلَّةٍ يَكْوِي الشَّرُوبَ شِهَابُهَا )

( والكَسِيسُ ) السَّكَرُ قال الشاعر :
( فَإِنْ تُسْقَ مِنْ أَعْنَابِ وَجٍّ فَإِنَّنَا ... لَنَا الْعَيْنُ تَجْرِي مِنْ كَسِيسٍ وَمِنْ خَمْرِ )
( والمُصَفَّقُ ) المَمْزُوجُ وكذلك ( المُشَمْشَعُ ) ( والمُعْرَقُ )
( والنَّيَاطِلُ ) 185 مكاييلُ الخمر واحدها نَاطِلُ
( والقَمُّحَانُ ) شبيهٌ بالذَّرِيرَة يعلوا الخمر ويقال : هو الزَّبَدُ قال النابغة :

( إذَا فُضَّتْ خَوَاتِمُهُ عَلاَهُ ... يَبِيسُ القَمُّحَانِ مِنَ المُدَامِ )
ومن ألوانها ( الصَّهْبَاءُ ) ( والكُمَيْتُ ) ( والصَّفْرَاءُ ) ( والمُزَعْفَرَةُ ) ( والبَيْضَاء ) ( والْحَمْرَاءُ )
( وحُمَيَّاهَا ) شدةُ أخْذِهَا بالمَفَاصِل مع حِدَّةٍ
( والوَرْسِيَّةُ ) ( والذَّهَبِيَّةُ ) ( والرَّنَقِيَّةُ )
ومن أسمائها ( المَزَامِيرُ ) .

باب معرفة في اللبن
( الصَّرِيفُ ) الحارّ منه حين يُحْلَبُ فإذا سَكَنَتْ رَغْوَته فهو ( الصَّرِيحُ ) ( والمَحْضُ ) الخالص الذي لم يُخَالِطه الماء حُلْواً كان أو حَامِضًا فإذا أَخَذَ شيئاً من التَّغَيُّر فهو ( خَامِطٌ ) فإذا حَذَى اللسان 186 فهو ( قَارِصٌ ) فإذا خَثَرَ فهو ( رَائِبٌ ) فإذا اشتدت حموضته فهو ( حَازِرٌ )
( والمَذِيقُ ) المخلوطُ بالماء ومنه يقال : ( فُلاَن يُمْذُقُ الودّ ) إذا لم يُخْلِضه ( والدُّوَاية والدِّوَاية ) ما رَكِبَ اللبن كأنه جلد

باب معرفة الطعام
( السُّلْفَة ) ما يتعجله الرَّجُلُ من الطعام قبل الغَدَاء وهو ( اللُّهْنَة )
ويقال ( فُلاَن يَأكُلُ الْوَجْبَة ) إذا كان يأكل في اليوم مرةً واحدةً
( والتَّمَطُّق ) بالشفتين : ضم إحداهما مع الأخرى مع صَوْتٍ يكون بينهما ( والتَّلَمّظ ) تحريك الشفتين بعد الأكل كأنه يَتَتَبَّع بذلك شيئًا من الطعام بين أسنانه
187 - وتعرف العرب من أطْبِخَة أهل الحضر وصنيعهم : ( المَضِيرَة ) سميت بذلك لأنها طُبِخَت باللبن الماضر وهو الحامض وتعرف ( الهَرِيسَة ) سميت بذلك لأنها تُهْرَسُ أي : تُدَقّ وتعرف ( العَصِيدَة ) سميت بذلك لأنها تُعْصَد أي : تُلْوَى ومنه قيل للأَوِي عُنُقِهِ ( عَاصِد ) وكذلك ( اللَّفِيتَة ) سميت بذلك لأنها تُلْفَتُ أي : تُلْوَى
والعرب تسمى الفالوذ ( صِرِطْرَاطاً ) سميت بذلك للإشتِرَاط وهو الإبتلاع ومنه يقال في المثل ( لا تَكُنْ حُلْواً فَتُسْتَرط ولا مُرًّا فَتُعْقِىَ ) يقال ( أَعْقَى الشيءُ ) إذا اشتدت مرارته .
باب فروق في قوائم الحيوان
قال أبو زيد : في ( فِرْسِن ) البعير ( السُّلاَمَى ) وهي عظام الفِرْسِنِ ثم ( قَصَبُهَا ) ثم ( الرّسْغ ) ثم ( الوَظِيف ) ثم فوق الوظيف من يد البعير 188 ( الذرَاع ) ثم فوق الذراع ( العَضُد ) ثم فوق العضد ( الكَتِفُ ) هذا في كل يد وفي كل رِجْل بعد الفِرْسِن ( الرّسْغ ) ثم ( الوظيف ) ثم ( الساق ) ثم ( الفَخِذ ) ثم ( الوَرِك )

ويقال لموضع الفِرْسِنِ من الفرس والبغل والحمار ( الْحَافِرُ ) ثم ( الرُّسْغُ ) ثم ( الوَظِيفُ ) ثم ( الذِّرَاعُ ) ثم ( العَضُدُ ) ثم ( الكَتِفُ ) هذا في كل يد وفي كل رِجْل ( الْحَافِرُ ) ثم ( الرٍّسْغ ) ثم ( الوَظِيفُ ) ثم ( السَّاقُ ) ثم ( الفَخِذُ ) ثم ( الوَرِكُ )
وفي الغنم والبقر في اليد ( الظِّلْفُ ) ثم ( الرّسْغ ) ثمّ ( الكُرَاع ) ثم ( الذِّرَاع ) ثم ( العَضَدُ ) ثم ( الكَتِف ) وفي الرِّجْل ( الظِّلْفُ ) ثم ( الرّسْغ ) ثم ( الكُرَاع ) ثم ( السَّاق ) ثم ( الفَخِذ ) ثم ( الوَرِك )
قال أبو زيد : السِّبَاعُ لها ( مَخَالِيبُ ) وهي أَظَافِيرُهَا يقال : ( ظُفْرٌ وَأَظْفَارٌ ) ( وأُظْفُورٌ وَأَظَافِيرُ ) ( والبَرَائِنُ ) منها بمنزلة الأصابع من يد الإنسان ورِجْلِهِ واحدها ( بُرْثُن ) ولكل سَبُع ( كَفَّان ) في يديه لأنه يكف بهما على ما أخذ والصَّقْر له ( كفان ) في 189 رِجْلَيْهِ لأنه يكف على الشيء بهما ( ومِخْلَبُه ) ( وظُفْرُه ) واحد . باب فروقٍ في الضروع
( والضِّرْع ) لكل ذات ظِلْف ( والخِلْف ) لكل ذات خُفّ ( والطُّبْيُ ) للسباع وذوات الحافر وجمعه أَطْبَاءٌ وقد يجعل الضَّرْع أيضًا لذوات الخف ( والخِلْفُ ) لذوات الظلف ( والثَّدْيُ ) للمرأة .

باب فروق في الرحم والذكر
( الْحَيَاء ) لكل ذات ظِلْف وخف ممدود ( والظَّبْيَة ) لكل ذات حافر ( والثَّفْر ) لكل ذات مِخْلَب ( والرَّحِم ) للمرأة

( والْغُرْمُول ) قضيب كل ذي حافر وغِلاَفُهُ ( القُنْب ) ( والمِقْلم ) قضيب البعير وغلافه ( الثيلُ ) فأما التيس فله ( القَضِيبُ ) . 190 باب فروق في الأرْوَاث
( نَجْوُ ) السبع ( وجَعْرُهُ ) ( ورَوْث ) الدابة وكلِّ ذي حافر ( وبَعَرُ ) الشاة ( وخِثْىُ ) الثور وجمعه أخْثَاء ( وذَرْق ) الطائر ( وزَرْقه ) ( وخَزْقه ) ( وثَلْط ) البعير : الرقيقُ منه ( والبَعَر ) اليابس ( وصَوْم ) النعامة ( ورَنيمُ ووَنيمُ الذباب ) قال الشاعر
( لَقَدْ ونَمَ الذُّبَابُ عَلَيْهِ حَتَّى ... كأنَّ وَنِيمَهُ نُقَطُ الْمِدَادِ )
( والْحْصْرُ ) احتباسُ البطنِ الْحَدَثَ ( والأُسْر ) احتباس البول .

باب معرفة في الوحوش
( الأَرْآم ) الظباء البِيضُ الخوالص البياض وهي تسكن الرمل

( والأْدْم ) ظباء طوالُ الأعناقِ والقوائم بيضُ البطونِ سمرُ الظهورِ 191 وهي أسرع الظباء عَدْواً وهي تسكن الجبال ( والعُفْر ) ظباء تعلو بياضَهَا حمرةٌ قصارُ الأعناقِ وهي أضعف الظباء عَدْواً وهي تسكن القِفَافَ وصُلْب الأرض
( ونِعَاج الرَّمْلِ ) هي البقر واحدتها نَعْجة ولا يقال لغير البقر من الوحش نعاج
( والشاة ) الثور من الوَحْشِ : قال الأعشى :
( وكَانَ انْطِلاَقُ الشَّاةِ مِنْ حَيْثُ خَيَّمَا ... )
خيَّمَ : أقام
جِحَرَةُ السباع ومواضع الطير
يقال لِجُحْر الضبع ( وَجَار وِجَار ) ولجحر الثعلب والأرنب ( مَكاً ) مقصور ( ومَكْوٌ ) ( والنَّافِقَاءِ ) ( والرَّاهِطاء ) ( والدَّامَاء ) ( والقَاصِعَاء ) جِحَرَةُ اليربوعِ إذا أخذ عليه منها واحد خرج من الآخر ( وعَرِين ) الأسد

192 - ( وعِرِّيسَتُهُ ) واحدٌ ( وأُفْحُوص ) القَطَاة : مَجْثِمُهَا لأنها تَفْحَصه برجليها ( وأُدْحِيّ ) النعامة كذلك لأنها تَدْحُوه وتقديره أُفْعُول ( وعُشُّ ) الطائر ( وقُرْمُوصه ) ( ووَكْره ) واحد ( والوُكْنَةُ ) مَوقعه .

باب فروق في أسماء الجماعات
يقال لجماعة الظباء والبقر ( إجْلٌ ) وجمعه آجال ( ورَبْرَبٌ ) ( والصُّوَارُ الصِّوَارُ ) جماعة البقر خاصة ولجماعة الحمير ( عَانَةٌ ) ولجماعة النعام ( خِيطٌ ) ( وخَيْطَى ) ولجماعة الْقَطَا والظباء والنساء ( سِرْب ) ولجماعة الجراد ( رِجْل ) يقال ( مَرَّ بنا رِجْلٌ من جراد ) ولجماعة النحل ( دَبْرٌ ) ( وثَوْل ) ( وخَشْرَم ) ولا واحد لشيء من هذا
( والذَّوْد ) من الإبل 193 ما بين الثلاثة إلى العشرة وفوق ذلك ( الصِّرْمَةُ ) إلى الأربعين وفوق ذلك ( الهَجْمة ) إلى ما زادت وقال أبو عبيدة : ( والعَكْرة ) ما بين الخمسين إلى المائة وقال الأصمعي : ما بين الخمسين إلى السبعين ( وهُنَيْدَة ) المائةُ من الإبل ولا تدخل فيها الف ولا لام ولا تصرف قال جرير :
( أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ يَحْدُوهَا ثَمَانيَةٌ ... مَا في عَطَائهِمُ مَنٌّ ولا سَرَفُ )

والسرف : الخطأُ ههنا
ويقال للضأن الكثيرة ( ثَلَّة ) وللمِعْزَى الكثيرة ( حَيْلَة ) فإذا اجتمعت الضأن والمعزى فكثرتا قيل لهما ( ثُلَّة ) ( والثُّلَّة ) الصوف يقال : ( كساء جيد الثَّلَّةِ ) ولا يقال للشعر ولا للوبر ثَلَّة فإذا اجتمع الصوف والوبر والشعر قيل : ( عند فلانٍ ثَلَّة كثيرة )
قال أبو زيد : ( الفِزْرُ ) من الضأن : ما بين العشر 194 إلى الأربعين ( والصُّبَّةُ ) من المعز مثل ذلك ( والثُّلَّة ) - بضم الثاء - القطعة من الناس قال الله عز و جل ( ثُلَّةٌ مِنَ الأوَّلِين وَقَلِيلٌ مِنَ الآخرين )
ويقال لجماعة الخيل ( رَعِيلٌ ) والقطعة منها ( رَعْلة ) ولجماعة الناس ( فِئَامٌ )
وقالوا : ( النَّفَر ) ( والرَّهْط ) ما دون العشرة ( والعُصْبة ) من العشرة

الأربعين ( والقَبِيلُ ) الجماعة يكونون من الثلاثة فصاعدا من قوم شتى وجمعه قُبُل ( والْقَبيلة ) بنو أبٍ واحدٍ
قال ابن الكلبي : ( الشَّعْب ) أكثر من القبيلة ثم ( القبيلة ) ثم ( الْعِمَارَة ) ثم ( الْبَطْنُ ) ثم ( الفَخِذ )
وقال غيره : ( الشعب ) ثم ( القبيلة ) ثم ( الفصيلة )
( وأُسْرَة الرجل ) رَهْطُه الأدْنَوْنَ ( وفَصِيلَته ) ( وعِتْرَته ) كذلك ( والْعَشِيرة ) تكون للقبيلة ولمن دونهم ولمن قرب إليه 195 من أهل بيته
( والرَّكْب ) أصحاب الإبل وهم العشرة ونحو ذلك ( والأُرْكُوب ) أكثر منهم ( والرِّكاب ) الإبلُ .

باب معرفة في الشاء
( الْجَدُودُ ) من الضأن القليلَةُ الدَّرِّ وهي ( المَصُورُ ) من المِعْزَى وشاة ( لَبُون ) في غنم ( لُبْن ) ( ولُبُن ) إذا كان بها لَبَنٌ غزيرةً كانت أو بَكِيئة وشاة ( لَبِنة ) إذا كانت كثيرة اللبن ونعجة ( رَغُوث ) وعنز ( رُبَّى ) وأعنز ( رُبَابٌ ) وهي التي وضعت حديثاً ( والْجَدَّاء ) من الشاء : التي خَفَّ ضَرْعُها فإن يبس أحد خِلْفَيْهَا فهي ( شَطُورٌ ) فأما الشَّطُور من الإبل فالتي يبس خِلْفَانِ من أخلافها لأن لها أربعة أخلاف فإن يبس منها ثلاثة فهي ( تَلُوثَ )

يقال : ( جَزَزْت النعجَةَ والكبش ) ( وحَلَقْت العنز والتيس ) ولا يقال ( جَزَزْتُهما ) وهذه ( حُلاَقَةُ المعزى ) ( وجِزَّة الشاة )
( العقيقة ) صُوفُ الجذَع ( والْجَنِيبة ) صوف الثَّنِيّ . 196

باب شيات الغنم
قال أبو زيد في شِيَات الضأن : ( الرَّقْطَاء ) التي فيها سواد وبياض ( والنَّمْرَاءُ ) مثلُها فإن اسودَّ رأسُها فهي ( رَأْساء ) فإن ابْيَضَّ رأسها من بين جسدها فهي ( رَخْمَاءَ ) فإن اسودَّت إحدى العينين وابيضَّتِ الأخرى فهي ( خَوْصَاء ) فإن اسودت العنق فهي ( دَرْعَاء ) فإن ابيضَّتْ خاصرتاها فهي ( خَصْفَاء ) فإن ابيضت شاكِلَتُهَا فهي ( شَكْلاء ) فإن ابيضت رِجْلاها مع الخاصرتين فهي ( خَرْجَاء ) فإن ابيضت إحدى رجليها فهي ( رَجْلاَء ) فإن ابيضت أوْظِفَتَها فهي ( حَجْلاء ) ( وخَدْماء ) فإن ابيضَّ وسطها فهي ( جَوْزاء ) فإن اسودَّ ظهرها فهي ( رَحْلاَء ) فإِن اسودَّ طَرَفُ ذنبها فهي ( صَبْغَاءُ ) فإن اسودَّت أطراف أُذُنَيْهَا فهي ( مُطَرَّفة ) وهذا إذا كانت هذه المواضع مخالفةً لسائر الجسد من سواد 197 أو بياض
ومن المعزى ( الذَّرْآء ) وهي الرَّقْشَاء الأذنين وسائِرُهَا أسود ( والنَّبْطاء ) البيضاء الجَنْبِ ( والغَشْواء ) التي غَشِيَ وجهَها كلَّه بياض ( والوَشْحَاء ) المُتَوَشِّحةُ ببياض ( والعَصْمَاء ) البيضاء اليدين ولذلك قيل للوعول ( عُصْمٌ ) ( والعَقْصَاء ) التي التوى قرناها على أذنيها من خلفهما ( والقَبْلاَء ) التي أقبل قرناها على وجهها ( والنّصْباء ) المنتصبة القَرْنَيْنِ ( والشَّرْقاء ) التي انشقَّتْ

طولا ( والْخَذْماء ) التي انشقت أذناها عَرْضاً ( والقَصْواء ) المقطوعة طرف الأذن
قال أبو زيد : ( خَصَيْتُ الفَحْلَ خِصَاءً ) إذا نَزَعت أُنثَيَيْهِ فإذا رَضَضْتهما فقد ( وَجَأْتَهُ ) وهو الوِجَاء ومنه قيل في الحديث ( الصَّوْم وِجَاء ) فإذا شددتهما حتى تَنْدُرَا فقد ( عَصَبْتَهُ عَصْباً ) . 198

باب في معرفة الآلات
( المُحِلاَّت ) القِرْبَةُ والفأسُ والقَدّاحة والدّلوُ والشَّفْرَة والقِدْر وإنما قيل لها ( مُحِلاّت ) لأن الذي تكون معه يَحِلُّ حيث شاء وإلا فلا بد له من أن ينزل مع الناس
( والْفَأْس ) هي التي لها رأس واحد ( والْحَدَأَة ) التي لها رأسان وجمعها حَدَأ ( والصَّاقُور ) فأس عظيمة لها رأس تُكْسَر بها الحجارة وهي ( المِعْوَلُ ) ( والكِرْزِينُ ) فأس عظيمة يقطع بها الشجر ( والْعَلاَة ) السّنْدَان ومنه الحديث ( إن آدم صلى الله عليه و سلم هَبَطَ مَعَهُ الْعَلاَةُ ) ( والعَتَلة ) وهي 199 الْبَيْرَم
( والْحُمْتُ ) زِقاق السمن واحدها حِمِيت وكذلك ( الأنحَاء ) واحدها نحْيٌ ( والْوِطَاب ) زِقَاق اللبن واحدها وَطْب ( وَالذّوَارع ) زِقاَق الخمر

أسمع لها بواحد ( والأسْقِيَة ) للماء واسم ( الزِّقِّ ) اسمٌ يَجْمَع ذلك كله ( والْحُمْتُ ) أيضاً تكون للعسل
قال أبو زيد : يقال لِمَسْكِ السَّخْلة ما دامت ترضع ( الشَّكْوَة ) فإذا فطم فمسكه ( الْبَدْرَة ) فإذا أجْذَع فمسكه ( السِّقَاء )
وهو ( نِصَابُ السِّكِّين وَالمُدْيَة ) ( وجُزْأَة الإِشْفَى وَالْمِخْصَفِ )
( الكَرّ ) الْحَبْلُ يُصْعَد به على النخل ولا يكون كَرَّا إلا كذلك ( والْمَسَدُ ) يكون من ليف أو خوص أو جلود وسمى مَسَدًا من المَسْد وهو الفَتْل والضَّفْر 200 ( والمِطْمَر ) الخيط الذي يُقَدَّر به البناء وهو ( الإمَام ) أيضاً ( والمِقْوَس ) الحبلُ الذي يمد بين يدي الخيل في الْحَلْبَة وهو ( المِقْبَصُ ) أيضاً ومنه قيل ( أخذت فُلاَنًا عَلَى المِقْبَصِ )

والخيط الذي يرفع به الميزان هو ( الْعَذَبَةُ ) والحديدة المعترضة التي فيها اللسان هي ( الْمِنْجَمُ )
ويقال لما يكتنف اللسان منها ( الْفِيَارَانِ ) ( والسَّعْدَانَات ) الْعُقَدُ التي في أسفل الميزان والحلقة التي تجمع فيها الخيوط في طرَفي الحديدة هي ( الْكِظَامَة )
والخشبتان اللتان تعترضان على الدَّلْو كالصليب هما ( العَرْقُوَتَان ) والسُّيُور التي بين آذان الدلو والعَرَاقِي هي ( الْوَذَم ) ( والعِنَاجُ ) في الدلو الثقيلة : حَبْلٌ أو بِطَان يشد تحتها ثم يشد إلى العَرَاقِي فيكون عَوْناً لِلْوَذَم فإن كانت الدلو خفيفة شُدَّ خيط في إحدى آذانها إلى العَرْقُوَة ( والْكَرَبُ ) أن يشد الحبل إلى العَرَاقِي ثم يثنَّى ثم يثلث قال الحطيئة :
( 201 قَوْمٌ إذَا عَقَدُوا عَقْداً لَجارِهِمُ ... شَدُّوا الْعِنَاجَ وَشَدُّوا فَوْقَهُ الْكَرَبَا )
( والدَّرَك ) حبل يُوَثَّقُ به طَرَفُ الحبل الكبير ليكون هو الذي يلي الماء فلا يَعْفَنُ الحبل ( وفَرْغُ الدّلْو ) مَخْرَج الماء من بين العَرْقُوَتَيْنِ

البَكَرَة ( المِحْوَرُ ) وهو العمود الذي في وسط البكرة وربما كان من حديد ( والْخُطَّاف ) هو الذي تجري فيه البكرة إذا كان من حديد فإن كان من خشب فهو ( الْقَعْوُ ) ( والقَبُّ ) الذي في وسط البكرة وله أسْنَان من خشب
( والسِّنَّة ) حديدةُ الفَدّان وهي ( السِّكَّة ) ( والنِّيرُ ) هو الخشبة التي تكون على عُنُق الثّوْرِ ( والمَقْوَم ) الخشبةُ التي يمسكها الحَرَّاث
( والمِنْسَغَة ) الريش المجموع الذي يُنْسَغ به الخبز أي : يُغْرز به
202 - ( والمِسْيَاعُ ) المالَجُ ( والسِّيَاع ) الطين بالتبن ( والمِنْقَاف ) الْمِصقَلة التي تُخْرَج من البحر
( وفي الحياض : ( العُقْر ) مؤَخرّ الحوض ( والإزاء ) مَصَبُّ الماء فيه ( والصُّنْبُور ) مَثْعَبُه ( وعَضُد الحوضِ ) من إزائه إلى مؤخره ( والمَدْلَجُ ) ما بين الحوض إلى البئر ( والْمَنْحَاة ) ما بين البئر إلى منتهى السانية ( والزُّرْنُوقَانِ ) مَنَارتان تُبْنَيَان على رأس البئر من حجارة وهما ( قَرْنَان ) فإن كانتا من خَشَب فهما ( دِعَامَتَان ) ( والنعَامَة ) الخشبة المعترضة على الزُّرْنُوقين ( والقِتْب ) جميعُ أداة السانية

باب معرفة في الثياب واللبس
( الرَّيْطَة ) كل مُلاءة لم تكن لِفَقَيْنِ ( والْحُلَّة ) لا تكون إلا ثوبين 203 من جنس واحد ( والنُّقْبَة ) قطعة من الثوب قَدْرَ السراويل تُجْعل لها حُجْزَة مَخِيطة من غير نَيْفَق وتَشُدّ كما تشد السراويل فإن لم تكن لها حُجْزة ولا سافان فهي ( النِّطَاق ) فإن كان له حُجْزَة وساقان ونَيْفَق فهي ( السَّرَاوِيل ) ( والقَرْقَلُ ) القميص الذي لا كم له ( وطَرَّة الثَّوْب ) ( وصِنْفَته ) ( وكَفّته ) واحد وهو الجانب الذي ليس فيه هُدب ( وحَوَاشِي الثَّوْب ) جوانبه كلها ( وزِمَام النعل ) ما جرى فيه شِسْعُها بين الإبهام والسَّبَّابة ( وقِبَالها ) مثْلُه بين الأصبع الوسطى والتي تليها ( والْوَصْوَصَة ) تضييق النِّقَاب فإن أنزلته إلى المَحْجِرِ فهو ( النِّقَاب ) وهو على طرف الأنْفِ ( اللِّفَام ) وهو على الفم اللِّئَام )
ويقال : ( حَسَرَ عَنْ 204 رَأسِه ) ( وسَفَرَ عَنْ وَجْهِهِ ) ( وكَشَفَ عَنْ رِجْلَيْهِ )
( وَالأضْطِبَاع ) أن تجمع طرفَيْ إزَارِكَ عَلَى مَنْكِبك الأيسر وتُخْرِجَ أحد الطرفين من تحت يدك اليمنى وتُبْرز مَنْكِبكَ الأيمن
( وَاشْتِمَالُ الصَّمَّاء ) أن تُجَلَّل نفسَك بثوبك ولا ترفع شيئاً من جوانبه
( وَالسَّدْل ) أن تَسْدُلَ ثَوْبَكَ ولا تجمعه تحت يدك
( وَبُرْدٌ مُفَوَّفٌ ) أي : فيه نَقْش وأصله من ( الفُوف ) في الظفر وهو البياض في أظفار الأحداث

باب معرفة في السلاح
يقال : ( رَجُلٌ تَرَّاس ) إذا كان معه تُرْس فإذا لم يكن معه ترس فهو ( أكْشَف ) ( ورَجُل سَائِف ) ( وسَيَّاف ) إذا كان معه سيف فإذا لم يكن معه سيف فهو ( أمْيَل ) وقد قيل : ( المُسِيفُ ) الذي عليه السيف فإذا ضَرَبَ به فهو ( سَائِف )
ويقال : ( عَصِيتُ 205 بِالسَّيْفِ فَأَنَا أعْصَى بِهِ ) إذا ضربْتَ به ( وعَصَوْتُ بِالْعَصَا فَأَنَا أعْصُوا بِهَا ) إذا ضربْتَ بها والأصل في السيف مأخوذ من العصا فَفُرّق بينهما
( ورَجُلٌ رَامِح ) إذا كان معه رُمح فإن لم يكن معه رمح فهو ( أَجَمّ ) ( ورَجُلٌ دَارِعٌ ) إذا كان عليه دِرْع فإن لم تكن عليه درع فهو ( حَاسِرٌ ) ( ورَجُل نَبَّال ) ( ونَابِل ) إذا كان معه نَبْل فإن كان يعملها فهو ( نَابِل ) وتقول : ( اسْتَنْبَلَنِي فَأَنْبَلْتُهُ ) أي : أعطيته نَبْلاً فإن كان مع الرجل سيف ونبل فهو ( قَارِن ) ( ورَجُل سَالِح ) أي : معه سِلاَح فإن كان كاملَ الأداة فهو ( مُؤْدٍ ) ( ومُدَجَّج ) ( وشَاكٌ شَاكٍ فِي السِّلاَح ) فإذا لم يكن معه سلاح فهو ( أعْزَل ) فإذا كان عليه مِغْفَر فهو ( مُقَنَّع ) فإذا لبس فوق درعه ثوباً فهو ( كافر ) ( وقد كَفَرَ فَوْقَ دِرْعِهِ )
وتقول : ( هذا رَجُلٌ مُتَقَوِّس 206 قَوْسَه ) ( ومُتَنَبِّلٌ نَبْلَه ) إذا كان معه قوس ونبل
السيف : ( ذُبَاب السَّيْف ) حدُّ طَرَفِهِ وَحَدَّاه من جانبية ( ظُبَتَاه ) ( والعَيْر ) هو الناشز الشاخص في وَسَطه ( وغِرَارُهُ ) ما بين ظُبَتِهِ وبين

من وجهي السيف جميعاً ( والسِّيلاَن ) من السيف والسكين : الحديدةُ التي تدخل في النِّصَاب
ويقال للذي لا سيف معه : ( أَمْيَلُ ) وللذي لا رمح معه : ( أجَمَّ ) وللذي لا ترس معه : ( أَكْشَف )
الرمح : ( الْجُبَّة ) ما دخل فيه الرمْحُ من السِّنَانِ ( والثَّعْلَب ) ما دخل من الرمح في السِّنَانِ وما تحت الثعلب إلى مقدار ذراعين يُدْعى ( عَامِلَ الرّمْح ) وما تحت ذلك إلى النصف يُدْعَى 207 ( عَالِيَة الرّمْح ) وما تحت ذلك إلى الزُّجِّ يدعى ( سَافِلَة الرّمْح )
القوس : ( سِيَة القَوْس ) ما عُطِفَ من طرفيها ( والعَجْس ) ( والمَعْجِس ) مَقْبِض الرامي ( والكُظْر ) الفَرْض الذي يكون فيه الوتَرُ ( والنَّعْل ) العَقَبَة التي تُلْبَس ظَهْرَ السِّيَة ( والخِلَل ) السيور التي تُلْبَس ظهورَ السِّيَتَيْنِ
( والغِفَارَة ) الرقعة التي تكون على الحزِّ الذي يجري عليه الوَتَرُ
( والإطْنَابة ) السير الذي على رأس الوتر
( والعَتَل ) القِسِيُّ الفارسية
السهم : ( الْفُوقُ ) من السهم : الموضعُ الذي يكون فيه الوَتَرُ وحرفا الفُوقِ ( الشّرْخَان ) والعَقَبة التي تجمع الفُوقَ هي ( الأُطْرَة ) ( والرُّعْظ ) مَدْخَل النصل في السهم ( والرِّصَاف ) العقَبُ الذي يُشَدُّ فوق الرُّعْظِ وريش السهم يقال له ( القُذَذ ) واحدتها قُذَّة

( والأقَذّ ) 208 القِدْحُ الذي لا ريش عليه ( والمَرِيشُ ) ذو الريشِ
( والنِّكْسُ ) من السهام : الذي انكسر فُوقُه فجعل أسفله أعلاه
النصال : في النصل ( قُرْنَته ) وهي طرفه وهي ظُبَتُه ) ( والْعَيْر ) هو هو الناشز في وسطه ( والغِرَارَانِ ) الشَّفْرَتان منه ( والكُلْيَتَان ) ما عن يمين النصل وشماله . باب أسماء الصُّنَّاعِ
كل صانعٍ عند العرب فهو ( إسْكَافٌ ) قال الشاعر :
( وَشُعْبَتَا مَيْسٍ بَرَاهَا إسْكَافْ ... )
أي : نَجَّار ( والنَّاصِح ) الخيَّاط ( والنِّصَاح ) الخَيْطُ ( والهَاجِرِيّ ) البنَّاء ( والهَالِكِيّ ) الْحَدَّاد ( والْهَبْرِقيّ الْهِبْرِقيّ ) الصائغ ( والْجُنثِيُّ ) الزَّرَّاد ( والسِّفْسِير ) السِّمْسار ( والعَصَّاب ) الغزَّال قال رؤبة :

( 209 طَيّ الْقَسَامِيّ بُرُودَ الْعَصَّاب ... )
( والقَسَامِيّ ) الذي يَطْوِي الثيابَ أولَ طيها حتى تنكسر عن طيه ( والمَاسِخِيُّ ) القَوَّاس .

باب اختلاف الأسماء في الشيء الواحد لإختلاف الجهات
( الفَتْلُ الشِّزْر ) إلى فَوْقُ ( واليَسْر ) إلى أسفل ( والطُّعْن الشزر ) عن يمينك وشمالك ( واليَسْر ) حِذَاء وجهك والطعنة ( السُّلْكَى ) هي المستوِيَةُ ( والمَخْلُوجَة ) ذات اليمين وذات الشمال يقال : ( طَحنت بالرحى شَزْرًا ) إذا أدرت يديك من يمينك ( وبَتًّا ) إذا ابتدأت الإدارة من يُسْرَاك فأدرت كذلك
قال الشاعر :
( 210 وَنَطْحَنُ بالرَّحَى شَزْرًا وَبَتَّا ... وَلَوْ نُعْطَى الْمَغَازِلَ مَا عَيِينَا )

( والثِّبَانُ ) الوعاء تحمل فيه الشيء بين يديك يقال ( قد تَثَبَّنْتُ ) فإن حملته على ظهرك فهو ( الْحَالُ ) يقال ( قد تَحَوَّلْتُ كذا ) فإن حملته في حِضْنِكَ فهو ( خُبْنَة ) يقال منه ( خَبَنْتُ أَخْبِنُ خَبْناً )

معرفة في السانح والبارح
( والسَّانح ) ما جرى من ناحية اليمين ( والبَارِح ) ما جرى من ناحية اليسار ( والنَّاطِح ) ما تَلَقَّاكَ ( والقَعِيد ) ما استدبرك .
باب معرفة في الطير
العرب تجعل ( الْهَدِيلَ ) مرة فَرْخاً تزعُمُ الأعرابُ أنه كان على عهد نوح عليه السلام فصاده جارحُ من جَوَارح الطير قالوا : فليس من 211 حمامة إلى وهي تبكي عليه وأنشد في هذا المعنى :
فَقُلْتُ : أَتَبْكِي ذَاتُ طَوْقٍ تَذَكَّرَتْ ... هَدِيلاً وَقَدْ أَوْدَى وَمَا كَانَ تُبَّعُ )
أي : ولم يُخْلَق تَبَّع بَعْدُ وقال الكُمَيْت في هذا المعنى :

( وَمَا مَنْ تَهْتِفِينَ بِهِ لِنَصْرٍ ... بِأَقْرَبَ جَابَةً لَكِ مِنْ هَدِيلِ )
ومرة يجعلونه الطائرَ نَفْسَه قال جِرَانُ العَوْد :
( كَأَنَّ الهَدِيلَ الظَّالِعَ الرِّجْلِ وَسْطَهَا ... مِنَ الْبَغْيِ شِرِّيبٌ بِغَزَّةَ مُنْزَفُ مُنْزِفُ )
ويروى ( يُغَرِّدُ مُنْزِفُ )
ومرة يجعلونه الصَّوْتَ قال ذو الرُّمَّة :

( أَرَى نَاقَتِي عِنْدَ المُحَصَّبِ شَاقَهَا ... رَوَاحُ الْيَمَانِي وَالْهَدِيلُ الْمُرَجَّعُ )
( والقَارِيَة ) والقَوَارِي جَمْعُها وهي طير خُضْرٌ تَتَيَمَّن بها الأعراب وسمعت العامة تقول ( القَوَارِيرُ ) ولا أدري أتريد هذا الطائر 212 أم لا
( والسُّبَدُ ) طائر ليِّنُ الريشِ لا يثبت عليه الماء تُشَبِّه الشعراءُ الخبلَ به إذا عرقت
( والتَّنَوُّطُ ) طائر يُدْلِي خيوطاً من شجر ويفرخ فيها
( والتُّبَشِّر ) قالوا : هي الصُّفَارِيَّة
( والشُّرْشُور ) هو البِرْقِش
( وأبُو بَرَاقِش ) طائر يَتنَلَوَّن ألواناً قال الشاعر :
( كَأَبِي بَرَاقِيشَ كُلَّ كُلَّ لَوْنٍ ... لَوْنُهُ يَتَخَيَّلُ ) يَتَلوَّن
ويروى ( كل يوم لونه يتخيل )

( والأخْيَلُ ) هو الشِّقِرَّاقُ والعرب تتشاءم به وأهل اللغة يقولون : الشّرِقْرَاق
( والْوَطْوَاط ) الْخُطَّاف وجمعه وطاوط و ( الحاتِم الغرابُ سمِّي بذلك لأنه عندهم يحتِم بالفراق
( والوَاقِ ) بكسر القاف - الصُّرَدُ سمى بحكاية 213 صوته قال الشاعر :
( وَلَسْتُ بِهَيَّابٍ إذَا شَدّ رَحْلَهُ ... يَقُولُ عَدَاتِي الْيَوْمَ وَاقٍ وَحَاتِمُ )
( والغَرَانِيقُ ) طير الماء واحدها غُرْنَيْق ويقال له أيضاً ( ابن مَاءِ ) قال ذو الرمة :

( وَرَدْتُ اعْتِسَافاً وَالثّرَيَّا كَأَنَّهَا ... عَلَى قِمَّةِ الرَّأْسِ ابْنُ مَاءِ مُحَلِّقُ )
ويروى ( قطعت )
( والْبُوهُ ) طائر مثل البُومَةِ يُشَبَّه به الرَّجُلُ الأحمق وهو البوهة أيضاً
( والدُّخَلُ ) ابنُ تَمْرَة
( والفَيَّاد ) يقال : هو ذكر البُومِ
( والسِّقْطَانِ ) من الطائر جناحاه ( والعِفْرِيَة ) عُرْف الديك وعُرْفُ الْخَرَب وهو ذكر الْحُبَارَى ( والبُرَائِل ) ما ارتفع من 214 ريش الطائر واستدار في عنقه
( والقَيْض ) قِشْرُ البيضة الأعلى وهو ( الْخِرْشَاء ) ( والغِرْقِيءُ ) القشرة الرقيقة التي تحت القيض ( والمُحّ ) صفرة البيض ويقال : إن الفَرْخَ يخلق من البياض ويتغذى المُحَّ
( والمُكَّاء ) طائر يسقط في الرياض ويَمْكو أي : يَصْفِر قال الشاعر :
( إذَا غَرَّدَ المُكَّاء في غَيْرِ رَوْضَةٍ ... فَوَيْلٌ لأِهْلِ الشَّاء وَالْحُمُرَاتِ )

( وقَصَنُ ) الطائرِ زِمِكّاه
ويقال ( أصْفَتِ الدجاجةُ والحمامةُ ) إذا انقطع بيضهما ويقال ( قَطَعَتِ الطيرُ ) إذا انحدرَتْ من بلاد البرد إلى بلاد الحر . 215 باب معرفة في الهَوَامَّ والذباب وصغار الطير
( الغَوْغاء ) صغار الجراد ومنه قيل لعامة الناس : غَوْغَاء
( والهَمَج ) صغار البعوض ولذلك قيل للجَهَلة والصغار : هَمَجٌ
( والقَمَعَة ) ذبابٌ أزرق عظيم و ( النُّعَرة ) ذبابٌ يدخل في أنْفِ الحمار فيركَبُ رأسه ويمضي فيقال عند ذلك ( حمار نَعِرٌ )
( واليَرَاع ) ذباب يطير بالليل كأنه نار واحدته يَرَاعة
( والْيَعْسُوب ) فَحْل النحل
( والجُدْجُد ) صَرّار الليل وهو قَفَّاز وفيه شَبَهٌ من الجرادة
( والسُّرْفَة ) دابة تبنى لنفسها بيتاً حسناً والمثل يضرب بها فيقال ( أصْنَعُ مِنْ سُرْفَة )
( والعُثّ ) دويبة تأكل الأدِيمَ
( واللَّيْثُ ضرب 216 من العناكب : قصير الأرْجُلِ كثير العيون يصيد الذباب وَثْبًا
( وأمّ حُبَيْنٍ ) ضرب من العَظاء مفتنة الريح وقد يقال لها ( حُبَيْنة ) قال مديني لأعرابي : ما تأكلون وما تَدَعُون فقال : نأكل كلَّ ما دَبَّ ودَرَجَ إلا أم حبين قال المديني لِتَهْنِيء أمَّ حبين العَافِيَةُ

( والْحِرْباء ) أكبر من العَظَاءَة شيئًا يستقبل الشمسَ ويَدُور معها كيف دارت ويتلَوَّنُ ألواناً بحرِّ الشمس
( والوَحَرَة ) دويبة حمراء تَلْصَق بالأرض ومنه قيل ( وَحِرَ صَدْرُ فلان عَلَيّ ) شبهوا لصوق الحقد بالصدر بلصوقها بالأرض
( والوَزَغُ ) سامُّ أبْرَصَ ولا يثنَّى ولا يُجْمع وأنشد أبو زيد :
( 217 وَاللهِ لَوْ كُنْتُ لهذَا خَالِصَا ... لَكُنْتُ عَبْداً آكلُ الأبَارصاَ )
فجمعه على اللفظ الثاني
( والقَرَنْبَى ) دويبة مثل الخنفساء أعظم منها شيئاً تقول العرب : ( القَرَنْبَى في عين أمِّها حَسَنة ) والعامة تقول : الخُنفسَاء
( والنِّبْر ) دويبة تدبُّ على البعير فيتورَّمُ قال الشاعر يصف إبلا :
( كأنها مِنْ سَمِنٍ وَاسْتِيفَارْ ... دَبَّتْ عَلَيْهَا ذَرِبَاتُ الأنْبَارْ )
أراد جمع نِبْرٍ
( والْحَلْكاء ) دويبة تغوصُ في الرمل كما يغوص طير الماء في الماء

( والأسَارِيعُ ) دَوَابّ تكون في الرّمل بيض 218 مُلْسٌ تَشَبّه بها أصابِعُ النساء واحدها أُسْرُوع ويقال : هي ( شَحْمَة الأرض ) أيضاً
( والْخَدَرْنَق ) العنكبوت الناسِجة . ( والدُّلْدُل ) عظيم القنافِذِ وهو ( الشَّيْهَم )
( والزَّبَابَة ) فَأْرَة صَمَّاء تضرب بها العربُ المثل يقولون : أَسْرَقُ مِنْ زَبَابَة ويشبهون بها الرجل الجاهل قال ابن حِلِّزَة :
( وَهُمُ زَبَابٌ حَائِرٌ ... لاَ تَسْمَعُ الآذَانُ رَعْدَا )
( والرَّقُّ ) عظيمُ السَّلاَحِف
( والْنَّمْسُ ) دَابَّة تقتل الثعبان
( ونِزْكُ الضَّبِّ ) ذَكَرُه وله نِزْكَانِ وكذلك الحِرْذَوْنِ وأنشد 219 الأصمعيُّ في وصف ضَبّ :
نِزكَانِ ( سِبَحْلٌ لَهُ نِزْكَانِ كَانَا فَضِيلَةً ... عَلَى كلِّ حَافٍ في الْبِلاَدِ وَنَاعِلِ )

( والكُشْيَةُ ) شَحْمُ بَطنِهِ يقول قائل الأعْرَاب :
( وأَنْتَ لَوْ ذُقْتَ الْكُثَى بالأكْبَادْ ... لَمَا تَرَكْتَ الضَّبَّ يَعْدُو بالْوَادْ )
( ومَكْنُهُ ) بَيْضُه قال أبو الهنديّ :
( وَمَكْنُ الْضِّبَابِ طَعَامُ الْعُرَيْبِ ... وَلاَ تَشْتَهِيهِ نُفُوسُ الْعَجَمْ )
( وحُسُولُهُ ) وَلَدُه ويقال : إنه يأكلها ولذلك يقال في المثل : أَعَقُّ مِنْ ضَبّ
( وحَارِشُهَا ) صائِدُهَا وأنشد :
( إذَا ما كَانَ حُبُّكَ حُبَّ ضَبٍّ ... فَمَا يَرْجُو بِحُبِّكَ مَنْ تُحِبُّ )

( والظَّرِبَانُ ) دابة كالهرَّة مُنْتِنَةُ الرائحة تزعم الأعراب أنها تَفْسُو في ثوب أحدهم إذا صادها فلا تذهب رائحته حتى يَبْلَى الثوبُ ويقولون في القوم يتقاطعون : فَسَا بَيْنَهُمْ ظَرِبَانٌ 220 ويسمونه : مُفَرِّقَ النَّعَمِ لأنه إذا فَسَا بينها وهي مجتمعة تَفَرَّقَتْ
( والْخُزَرُ ) ذكر اليَرَابِيع وهو أيضاً ذكر الأرانب
ويقال للبُرْغوث ( طَامِرُ ) لطموره أي : وَثْبِه ومنه يقال : طَامِرُ بن طَامِرٍ
( والصُّؤَابة ) القَمْلَة وجمعها صُؤَاب وصِئْبَان
( والْحُرْقُوصُ ) كالبرغوث وربما نبت له جناحان فطار .

باب معرفة في الحية والعقرب
يقال : ( نَهَشَتْهُ الحيَّة ) ( ونَشَطَتْهُ ) ( ولَدَغَتْهُ العَقْرَبُ ) ( ولَسَبَتْهُ ) وقال أبو زيد : ( نَكَزَتْهُ الحية ) والنَّكْز بأنْفِها ( نَشَطَتْهُ ) والنَّشْط بأنيابها ( وزُبَانَى العَقْرَب ) قَرْنَاهَا ( وشَوْلَتُهَا ) ما تَشَول من ذنبها وبذلك سميت النجوم تشبيهاً بها ( وحُمَة العقرب ) - بالتخفيف - سَمُّها والتي تلسع بها ( إبْرَتُهَا )
( والْحَارِبَة ) الأفعلى إذا صَغُرت من الكِبَر 221 ( والصِّلُّ ) التي لا تنفع معها رُقْيَة ( والثُّعْبَان ) أعظمها ( والْحُفَّاث ) حية عظيمة تنفخ ولا تؤذي قال الشاعر :
( أَيُفَايِشُونَ وَقَدْ رَأوْا حُفَّاثَهُمْ ... قَدْ عَضَّهُ فَقَضَى عَلَيْهِ الأشْجَعُ )

والعرب تسمي الحية الخفيف الجسم النَّضْنَاضَ ( شَيْطَاناً ) ويقال : منه قولُ الله عز و جل : ( طَلْعُهاً كَأَنّهُ رُءُوسً الشَّيَاطِين ) .

باب معرفة في جواهر الأرض
( القِطْر ) النُّحَاسُ ومنه قول الله عز و جل : ( وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ القِطْر ) ( والآنُكُ ) الأسْرُبُّ ) ومنه الحديث : ( مَنِ اسْتَمَعَ إلى قَيْنَةٍ صُبُّ في أُذُنَيْهِ الآنُكُ يومَ القيامة ) ( والنَّضْرُ ) الذهب وهو ( العِقْيَان ) أيضاً 222 ( واللُّجَيْن ) الفضة ( والصَّرفَان ) الرصاص ومنه قول الزَّباء :
( مَا لِلْجَمالِ مَشْيُهَا وَثيِداً ... أَجَنْدَلاً يَحْمِلْنَ أمْ حَدِيداَ )
( أَمْ صَرَفَاناً بَارِداً شَدِيدَا ... أَمِ الرِّجَالَ جُثَّماً قُعوُدَا )
باب الأسماء المتقاربة في اللفظ والمعنى
( النَّضْخ ) أكثر من ( النَّضْح ) ولا يقال في النضخ فَعَلْت
( والْحَزْمُ ) من الأرض : أرْفَعُ من ( الْحَزْنِ )
( والقَبْضُ ) بجميع الكف ( والقَبْضُ ) بأطراف الأصابع وقرأ الحسن : ( فَقَبَصْتُ قَبْصَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُول )

( والْخَضْمُ ) بالفم كله ( والقَضْمُ ) بأطراف الأسنان قال أبو ذَرّ رحمه الله : تَخْضِمُونَ وَنَقْضَمُ والمَوْعِدُ الله
( والْخَصِرُ ) الذي يَجِدُ البَرْدَ 223 ( والْخَرِصُ ) الذي يجد البرد والجوع
( والرِّجْز ) العذاب ( والرِّجْسُ ) النّتْنُ
( والْحَفَّة ) الخشبة التي يَلُفُّ عليها الحائِكُ الثوبَ ( والْحَفّ ) هو المِنْسَجُ
( والهُلاَس ) في البَدَن ( والسُّلاس ) في العقل
( والنَّارُ الخامِدَة ) التي قد سكن لَهَبُهَا ولم يُطْفَأْ جَمْرُها ( والهَامِدَة ) التي طَفِئَتْ وذهبت أَلْبَتّة ( والكَابِيَةُ ) التي غَطَّاها الرّماد
( والذَّفَرُ ) شِدَّة ريح الشيء الطيب والشيء الخبيث ( والدَّفَرُ الدَّفْرُ ) النَّتْنُ خاصة ومنه قيل للدنيا : أُمُّ دَفْر وقيل للأمة : يا دَفَار
( والماء الشَّرُوب ) الملح الذي لا يُشْرَبُ إلا عند الضرورة ( والشَّرِيب ) الذي فيه شيء من عُذُوبة وهو يُشْرَب على ما فيه
( والرَّبْع ) الدار بعينها حيث كانت 224 ( والمَرْبَعُ ) المنزل في الربيع خاصة
( والشُّكْدُ ) العطاء ابتداء فإن كان جزاء فهو ( شُكْمٌ )
( والغَلَط ) في الكلام فإن كَان في الحساب فهو ( غَلَت )

( والمَائِحُ ) الذي يَدْخُلُ البئر فيملأ الدلو ( والمَاتِح ) الذي يَنْزَعُها
( رَجُلٌ صَنَعٌ ) إذا كان يعمله حاذقًا ( وامرأة صَنَاعٌ ) ولا يقال للرجل صَنَاع . باب نوادر من الكلام المشتبِهِ
( التَّقْرِيظ ) مَدْح الرجل حَيًّا ( والتَّأْبين ) مَدْحه ميتاً
( غَضِبْتُ لفلان ) إذا كان حيًّا ( وغضبتُ بهِ ) إذا كان ميتاً
( عَقَلْتُ المقتول ) أعطيت دِيَتَه ( وعَقَلْتُ عن فلان ) إذا لَزِمَتْه دية فأعطيتَهَا عنه قال الأصمعي : كلمت أبا يوسف القاضي في هذا عند الرشيد فلم يَفْرُقْ بين ( عقلته ) ( وعقلت عنه ) حتى فَهَّمْته
( ودَوَّمَ الطائر في الهواء ) إذا حَلَّقَ واستدار في طَيَرَانه ( ودَوَّى السَّبُع في الأرض ) 225 إذا ذهب
( والْبُسْلَة ) أجرة الراقي ( والْحُلْوَان ) أجرة الكاهن
( والْخَسا ) الوِتْر وهو الفَرْد ( والزَّكَا ) الشَّفْع وهو الزَّوْجُ
( وعَبْد قِنّ ) ( وأمَة قِنّ ) وكذلك الإثنان والجميع وهو الذي مُلك هو وأبَوَاه ( وعَبْد مَمْلَكَةٍ ) وهو الذي سُبى ولم يملك أبَوَاه
( اسْتَوْبَلْت البِلاَد ) إذا لم توافقك في بدنك وإن أحببتها ( واجْتَوَيْتَهَا ) إذا كرهتها وإن كانت موافقة لك في بدنك
وكلُّ شيء من قبل الزوج - مثل الأب والأخ - ( الأحْمَاء ) واحدهم حَماً مثل قَفاً وَحَمُوه مثل أبُوه وَحَمْءٌ مهموز ساكن الميم وحَمٌ محذوف اللام

فهم مثل أبٍ ( وحَمَاةُ المَرْأَةِ ) أمُّ زوجها لا لغة فيها غير هذه وكل شيء من قِبَلِ المرأة فهم ( الأخْتَانُ ) ( والصِّهْرُ ) يجمع هذا كله
وهي ( عَجِيزَةُ المَرْأَةِ ) ( وعَجُزُهَا ) ( وعَجُزُ الرَّجُلِ ) ولا يقال : عجيزته
قال يونس : إذا 226 غُلِبَ الشاعر قيل : ( مُغَلَّب ) وإذا غَلَبَ قيل : ( غُلِّبَ )
( وقَدْ زَنَى الرَّجُل ) ( وعَهَرَ ) هذا يكون بالأمة والحرة ويقال في الإماء خاصة ( قَدْ سَاعَاهَا ) ولا تكون المساعاة إلا في الإماء خاصة
( والْخِبَاء ) من صوف أو وَبَر ولا يكون من الشَّعَر ( والطِّرَافُ ) من الادَم
( والْجَمْعُ ) المجتمعون ( والجمَّاع ) المتفرقون قال أبو قيس ابن الأسلت :

( مِنْ بَيْنِ جَمْعٍ غَيْرِ جُمَّاعِ ... )
قال الأصمعي : ( فَوَّارَة الورِكِ ) بفتح الفاء ( وفُوَارَة القِدْر ) هو ما يفورُ من حَرِّهَا بضم الفاء
( الغَيْلَم ) المرأة الحسناء - بالغين المعجمة ( والعَيْلَم ) بالعين غير المعجمة - الْبِئْرُ الكثيرة الماء
يقال : ( بَاتَ 227 فُلاَنٌ يَفْعَلُ كَذَا ) إذا فعله ليلا ( وظَلَّ يَفْعَلُ كَذَا ) إذا فعله نهاراً
ولا يقال : ( رَاكِب ) إلا لراكب البعير خاصة ويقال : فَارِسٌ وحَمَّار وبَغَّال
ويقال ( النَّقَب ) في يَدَيِ البعير خاصة ( والْحَفَا ) في رجليه
( الَحَّ الجمل ) ( وخَلأَت الناقة ) ( وحَرَن الفرس ) ( والْخِلاَء ) في الناقة مثل الحِرَان في الفرس ( ورَكَضَ البعيرُ ) برجليه ولا يقال ( رَمَح ) ( وخَبَطَ ) بيديه ( زَبَنَتِ الناقة ) إذا هي ضربت بِثَفِنَات رجليها عند الحلب والزَّبْن بالثَّفِنات ( ورَمَح ) الفرس والحمار والبغل
ويقال ( بَرَك البعير ) ( ورَبَضَت الشاة ) ( وجَثَم الطائر ) وهذه ( مُبارِك الإبل ) ( ومَرَابض الغنم )
ويقال ( أنَخْتُ البعيرَ فَبَرَك ) ولا يقال فَنَاخَ
وهو ( جُبَاب الإبل ) ( وزُبْد الغنم ) ( والجُبَاب ) كالزبد يعلو ألبان الإبل ولا زُبْدَ لألبانها
( جَلَّد فلان جَزُورَهُ ) أي : نزع عنه جلده ( وسَلَخَ شاته ) 228 ولا يقال سَلَخ جزوره

( وناقة تَاجِرَة ) للنافقة ( وأخرى كاسِدة )
( وعَطَنُ الإبل والغنم ) ( ومَعاطِنُهَا ) مباركُهَا عند الماء ولا تكون الأعطان والمعاطن إلا عند الماء ( وثَاية الغنم والإبل ) مَأْوَاهَا حول البيوت ( ومُرَاح الإبل ومُرَاح الغنم )
( سَرَحَتِ الإبلُ والماشية ) بالغَدَاة ( ورَاحَت ) بالعشيِّ ( ونَفَشت ) بالليل ( وهَمَلَتْ ) إذا أرسلتها ترعى ليلا ونهاراً بلا راعٍ ويقال : أرَحْتُهَا وأنْفَشْتُها وأَهْمَلْتُهاَ وأسَمْتُهَا مثل أهملتها في المعنى وسَرَحتها هذه وحدها بغير ألف
( إبل مُدْفَأَة ) كثير الأوبار والشحوم ( وإبل مُدْفِئَة ) أي : كثيرة مَنْ نام وَسَطَها دَفِيءَ من أنفاسها
وإذا كان الفَحْلُ كريماً من الإبل قالوا ( فَحِيل ) قال الراعي :
( أُمَّاتُهُنَّ وَطَرْقُهُنَّ فَحِيلا ... )

229 - وإذا كان من النخل كريماً قالوا ( فُحَّال ) وجمعوه فَحَاحِيل
ويقال ( أجْمَعَ بناقته ) إذا صرَّ جميعَ أخْلاَفِهَا ( وثَلَّثَ بها ) إذا صَرَّ ثلاثَةَ أخلافٍ ( وشَطَّر بها ) إذا صَرَّ خِلْفَين ( وخَلَّف بها ) إذا صرَّ خِلْفاً
قال أبو عبيدة : ( المُعَلِّي ) الذي يأتي الحَلُوبة من قِبل شِمالها ( والبائِنُ ) من قِبل يمينها
( والسَّفِيفُ ) ( والْحَقَب ) ( والتصدير ) للرَّحْلِ ( والوَضِين ) للهودَج ( والحِزام ) للسرج ( والبِطَان ) للقَتَب خاصة
( والْحِلسُ ) كساء يكوُن تحت البَرْذعة ( والحِلْسُ ) والبَرْذَعَة ) للبعير ( والقُرْطَاطُ ) ( والقُرْطَان ) لذوات الحافر ( والحِشَاش ) من خشب 230 ( والبُرَة ) من صُفْر ( والخِزَامة ) من شعر يقال : ( خَشَئْتُ البعير ) ( وخَزَمْتْه ) ( وأَبْرَيته ) هذه وحدها بألف
ويقال : ( سَرْجٌ قَائِر ) أي : واق ( ووَقَتَبٌ وسرج مِعْقَرٌ وعُقَرُ ) ( وقَتَبٌ عُقَرٌ ) أيضاً غير واقٍ قال
( أَلَدُّ إذَا لاَقَيْتُ قَوْماً بِخُطّةٍ ... أَلَحَّ عَلَى أكْتَافِهِمْ قَتَبٌ عُقَرْ )
ولا يقال ( عَقُور ) إلا للحيوان

باب تسمة المتضادين باسم واحد
الْجَوْنُ : الأسْوَدُ وهو الأبْيَضُ قال الشاعر :

( يُبَادِرُ الْجَوْنَةَ أَنْ تَغِيبَا ... )
يعني الشمس
( والصَّرِيم ) الليل ( والصَّرِيم ) الصبح
( والسُّدْفَة ) الظلمة ( والسُّدْفَة ) الضَّوْء وبعضهم يجعل السُّدْفة اختلاطَ الضوء 231 والظلمة كوقت ما بين طلوع الفجر إلى الإسفار
( والْجَلَلُ ) الشيء الكبير ( والْجَللُ ) الشيء الصغير
( والنَّبَلُ ) الصِّغَار والكِبَار قال الشاعر :

( أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأُ الْكِرَامَ وَأَنْ ... أُورَثَ ذَوْداً شَصَائِصاً نَبَلاَ )
النَّبَلُ ههنا : الصَّغَار والشَّصَائص : التي لا ألْبَان لَها
وقال بعضهم : هي ( نُبَلا ) جمع نُبْلَة وهي العطية
( والناَّهِل ) العطشان ( والنَّاهِل ) الريَّانُ قال النابغة :
( يَنْهَلُ مِنْهَا الأسَلُ النَّاهِلُ ... )
أي : يَرْوَى منها الرِّمَاح العِطَاشُ
( والمَاثِلُ ) القائم ( والمَاثِلُ ) اللأَّطِيءُ بالأرض قال الشاعر :
( 232 فَمِنْهَا مُسْتَبِينٌ وَمَاثِلُ ... )
أي : دارس
( والصَّارِخُ ) المستغيث والمغيث
( والْهَاجِد ) المُصَلِّي بالليل وهو النائم أيضاً
( والرَّهْوَة ) الإرتفاع والإنحدار

( والتَّلْعَةُ ) مجرى الماء يَنْزِلُ من أعلى الوادي وهي ما انهبط من الأرض
( والظَّنُّ ) اليَقِين والشَّكُ
( والْخَشِيب ) السَّيْفُ الذي لم يُحْكَم عمله وهو الصَّقِيل أيضاً
والإهْمَاد ) السرعة في السير ( والإِهْمَاد ) الإِقامة
( والْخَنَاذِيذُ ) الخِصْيَانُ من الخيل وهي الفُحُولة قال بشر بن أبي خازم :
( وَخِنْذِيذٍ تَرَى الْغُرْمُولَ مِنْهُ ... كَطَيِّ الزِّقّ عَلَّقَهُ التِّجَارُ )
( والأفْرَاء ) الْحِيَضُ وهي الأطْهَار
( والْمُفْرْعُ ) في الجبل : المُصْعِد وهو المنحدر

( ووَرَاءُ ) تكون قُدَّاماً وتكون خَلْفًا قال الله عزّ وجل 233 : ( وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلّ سَفِينَةٍ غَصْباً )
وكذلك ( فَوْقُ ) تكون بمعنى ( دَونَ ) قال الله عزّ وجل : ( إنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ) أي : فما دونها هذا قول أبي عبيدة وقال الفرَّاء : ( فَمَا فَوْقَهَا ) يعني الذُّبَاب والعنكبوت
( وحَيٌّ خُلُوف ) غُيَّبٌ ومتخلِّفون
( وأسْرَرْتُ الشَّىْء ) أخْفَيته وأعْلَنته
( ورَتَوْتُ الشَّيْء ) شَدَدْته وأرْخَيْتُه
( وأخْفَيْتُ الشَّيْء ) أظْهَرْته وكَتَمْته
( وشَعَبْتُ الشَّيْء ) جَمَعْته وفَرَّقْته ومنه سميت المنية شَعُوب لأنها تُفَرِّقُ
( وطَلَعْتُ عَلَى الْقَوْمِ ) أقبلت عليهم حتى يَرَوْني ( وطَلَعْتُ عَنْهُمْ ) غبت عنهم حتى لا يَرَوْني
( وبِعْتُ الشِّيْء ) بِعْتُه واشتريته
( وشَرَيْتُ الشَّيْءَ ) اشترتيه وبِعْتُه

- 234

كتاب تقويم اليد
-
باب إقامة الهجاء
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
قال أبو محمد : الْكُتَّاب يزيدون في كتابة الحرف ما ليس في وزنه ليفصلوا بالزيادة بينه وبين المُشْبِهِ له ويسقطون من الحرف ما هو في وزنه استخفافاً واستغناء بما أُبْقِيَ عما أُلْقِيَ إذا كان في الكلام دليل على ما يحذفون من الكلمة
والعرب كذلك يفعلون ويحذفون من اللفظة والكلمة نحو قولهم : ( لم يَكُ ) وهم يريدون 235 ( لم يكن ) ( ولم أُبَلْ ) وهو يريدون ( لم أُبَللِ ) ويختزلون من الكلام ما لا يتمُّ الكلامُ على الحقيقة إلا به استخافاً وإيجازاً إذا عَرَفَ المخاطَبُ ما يعنون به نحو قول ذي الرمّة ووصف حميراً :
( فَلَمَّا لَبِسْنَ اللَّيْلَ أَوْ حِينَ نَصَّبَتْ ... لهُ مِنْ خَذَا آذَانِهَا وَهْوَ جَانِحُ )
خُبِّرْتُ عن الأصمعي أنه قال : أراد ( أو حين أقبل الليلُ نصبت آذانها وكانت مسترخية والليل مائل على النهار ) فحذف وقال النَّمِر بن تَوْلب :

( فَإنَّ المَنِيَّةَ مَنْ يَخْشَهَا ... فَسَوْفَ تُصَادِفُهُ أَيْنْمَا )
أراد ( أينما ذهب ) أو ( أينما كان ) فحذف ومِثْلُ هذا كثير في القرآن والشعر
وربما لم يُمْكن الكُتاب أن يفصلوا بين المتشابهين بزيادة ولا نقصان فتركوهما على حالهما واكتفوا بما 236 يدلُّ من متقدِّمِ الكلام ومتأخِّرِه مخبراً عنهما نحو قولك للرجل : ( لن يَغْزُوَ ) وللإثنين ( لن يَغْزُوَا ) وللجميع ( لن يَغْزُوا ) ولا يُفْصَلُ بين الواحد والإثنين والجميع وإنما يزيدون في الكتاب - فَرْقاً بين المتشابهين - حروفَ المد واللين وهي الواو والياء والألف لا يتعدَّوْنَهَا إلى غيرها ويبدلونها من الهمزة ألا ترى أنهم قد أجمعوا على ذلك في كتاب المصحف وأجمعوا عليه في أبي جاد
وأما ما ينقصون للإستخفاف فحروف المد واللين وغيرها وسترى ذلك في موضعه إن شاء الله تَعَالى

باب ألف الوصل في الأسماء
تَكتب ( بسم الله ) - إذا افتتحتَ بها كتاباً أو أبتدأت بها كلاماً - بغير ألف لأنها كثرت في هذه الحال على الألْسِنَةِ في كل كتاب يكتب وعند الفَزَع والجَزَع وعند الخبر يَرِدُ والطعامِ 237 يُؤْكل فحذفت الألف استخفافاً
فإذا توسَّطَتْ كلاماً أثبتَّ فيها ألفاً نحو ( أبْدَأُ باسم الله ) ( وأختم باسم الله ) وقال الله عز و جل : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) و ( فَسَبِّحْ باسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيم ) وكذلك كتبت في المصاحف في الحالتين مبتدأة ومتوسطة
( وابن ) إذا كان متصلا بالإسم وهو صفة كتبته بغير ألف تقول ( هذا محمد بن عبد الله ) ( ورأيت محمد بن عبد الله ) ( ومررْتُ بمحمد بن عبد الله ) فإن أضفته إلى غير ذلك أثبتَّ الألف نحو قولك : ( هذا زيدٌ ابنُكَ ) ( وابنُ عَمِّكَ ) ( وابن أخيك ) وكذلك إذا كان خبرًا كقولك ( أظن محمداً ابنَ عبد الله ) ( وكان زيدٌ ابْنَ عمرو ) ( وإن زيداً ابنُ عمرو ) وفي المصحف ( وقَالَتِ الْيَهُودُ : عُزَيْرٌ 238 ابْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى : المَسِيحُ ابْنُ اللهِ ) كتبا بالألف لأنه خبر وإن أنت ثَنَّيْتَ الابن ألحقت فيه الألف صفةً كان أو خبراً فقلت : ( قال عبدُ الله وزيدٌ ابنا محمد كذا وكذا ) ( وأظن عبد الله وزيداً ابْنَيْ محمد ) وإن أنت ذكرت ابناً بغير اسم فقلت : ( جاءنا ابنُ عبد الله ) كتبته بالألف وإن نَسَبْته إلى غير أبيه فقلت ( هذا محمد ابنُ أخِي عبد الله ) ألحقت فيه الألف وإن نَسَبْته إلى لَقَبٍ قد غلب على اسم أبيه أو صِناعة مشهورة قد عرف بها كقولك ( زيد بن القاضي ) ( ومحمد بن الأمير ) لم تُلْحِقِ الألف لأن ذلك يقوم مقام اسم الأب

وإذا أنت لم تلحق في ( ابن ) ألفاً لم تنوّن الإسم قَبْلَه وإن ألحقت فيه ألفاً نَوَّنْتَ الإسم
وتكتب ( هذه هند ابنة فلان ) بالألف وبالهاء فإذا أسقطت الألف كتبت ( هذه هند بنتُ فلان ) بالتاء
وقال غيره : إذا أدخلت فيه الألف أثبتَّ التاء وهو أفصح قال الله عز و جل : ( وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَان ) كتبت بالتاء . 239

باب الألف مع اللام للتعريف
والألف مع اللام اللتان للتعريف إذا أدخَلْتَ عليهما لام الجر حذفتها فقلت ( هذا للقوم وللغلام وللناس ) فإن أدخلت عليهما باءَ الصفة لم تحذفها فكتبت ( بالقوم ) ( وبالغلام ) ( وبالناس ) فإن جاءت ألف ولام من نفس الحرف وليستا للتعريف نحو الألف واللام اللتين في ( الْتقاء ) ( والتفات ) ( والتباس ) ثم أدخلت عليهما لام الصفة أو باء الصفة أثبتَّ الألفَ نحو قولك ( بالتقائنا ) ( ولالتفاتنا ) ( ولا لتباس الأمر عليَّ ) ( بالتباسه ) لأنهما من نفس الحرف وليستا بزائدتين فإن أدخلت الألف واللام الزائدتين للمعرفة على الألف واللام اللتين من نفس الحرف ولم تصل الحرف بباء الصفة ولا لام الصفة لم تحذف شيئاً فكتبت 240 ( الالتقاء ) ( والالتفات ) ( والإلتباس ) فإن وصلتهما بباء الصفة لم تحذِفْ فكتبت ( بالالتفاء ) ( والألتفات ) ( وبالالتباس ) فإن وصلت بلام الصفة حذفت فكتبت ( للالتقاء ) ( وللالتفات ) ( وللالتباس ) .
باب ما تغيره ألف الوصل
تقول : ( إيتِ فلاناً ) ( إيذَنْ لي على الأمير ) ( إيبَقْ إيبِقْ يا غلام ) ( وإيجَلْ من ربك ) ( وإيئَسْ من كذا وكذا ) وفي الجمع ( ايِتُوا ايذَنُوا ) كل

ذلك تثبت فيه الياء فإذا وصلت ذلك بفاء أو واو أعْدْتَ ما كان من ذوات الواو إلى الواو وما كان من ذوات الياء إلى الياء وما كان مهموزاً إلى الألف فكتبت ( فأْتِ فلاناً ) ( فَأْذَنْ له عليك ) ( فَأْبِقْ فَأْبَقْ يا غلام ) وكذلك إن اتصلت بواو تقول : ( وَأْنُوني وَأْذَنُوا وَأْبِقُوا ) وتقول ( فَاوْجَلْ من ربك ) ( فَاوْسَنْ في ليلتك ) من 241 الوَسَنِ وكذلك إذا اتصلت بواو تقول : ( وَاوْجَلْ من ربك ) ( وَاوْسَنْ ) تقول في فَعَلَ من المَيْسِرِ : ( يَسَرَ فُلاَنٌ ) وتقول : ( فايْسِرْ وَايْسِرْ )
فإن اتصل هذا بثُمَّ أو بغيرها من سائر الكلام لم تحذِف الياء وكتبت ( ايتِ فلانًا ثم ائْتِهِ . ايذَنْ لي عَلَى الأمير ثم ائْذَن ) قال الله عز و جل : ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لي ) وقال : ( ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا ) . و ( يا صَالحُ ائْتِنَا )
والفرق بين الفاء والواو وبين ثم أن الفاء والواو يتصلان بالحرف فكأنهما منه ولا يجوز أن يُفْرَدَ واحد منهما كما تفرد ثُمَّ لأن ثُمَّ منفردة من الحرف
وتكتب ما كان مضموماً نحو ( أُومُر فلاناً بكذا ) بالواو فإن وصلتها بواو أو فاء قلت ( فأْمُر فلاناً 242 بالشخوص واْمُر فلاناً بالقدوم ) فأسقطت الواو فإن وصلتها بثم لم تسقط الواو وكتبت : ( أومر فلاناً ثم اؤمُرْه ) بالواو وكذلك ( اللهم اؤْجُرْني في مُصِيبتي ) بالواو فإن وصلت بفاء أو واو أسقطت الواو ولا تسقطها مع ثُمَّ وفي المصحف : ( فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ ) كتب على قَطْع ( اؤْتمن ) من ( الذي ) وكذلك القياس أن يكتب

كل حرف على الإنفراد ولا ينظر إلى ما قبله مما يزيله عن حاله إذا أدرجْتَ فتغيره إذا اتصل به ولو كتب على الإتصال لكتب بإسقاط الواو فإن وصلت ( اؤْتُمِنَ ) بواو أو فاء حذفت الواو فكتبت ( وَأْتُمِنَ فلان على بيت المال وأتُجِرَ عليه بكذا وكذا وأْتُمِرَ به ) وكذلك الفاء 243 فإن اتصل ذلك بثم أثبتَّ الواو فكتبت ( اؤتمر ثم اؤتُمِرَ به )
وتقول ( ايجَلْ ) ( ولا تَوْجَلْ ) تقلب الواو في الأولى ياءً للكسرة قبلها وكذلك ( تَوْجَلُ ) ( وتَوْحَر ) ( وتَوْسَن ) ( وتَوْهَل ) فإن اتصلت بواو أو فاء كتبت بالواو نحو قولك : ( إي والله فاوْجَلْ وَاوْحَرْ وَاوْسَنْ وَاوْهَلْ ) فإن اتصلت بثم أو بغيرها من الكلام كتبت بالياء تقول : ( قد قلت لكم : ايجَلوا وقلت لكم : ايهَلُوا وقلت لكم : ايْسَنُوا ثم ايْسَنُوا ثم ايجَلُوا ثم ايْهَلُوا )
وإنما تفعل هذا لأنك تكتب الحرف على الإنفراد ولا تغيره لتغير ما قبله إذا وصلته به فأما الواو والفاء فكأنهما من نفس الحرف لأنهما لا ينفردان كما تنفرد ثُمَّ . 244

باب دخول ألف الإستفهام على ألف الوصل
إذا دَخَلَتْ ألفُ الإستفهامِ على ألف الوصل ثتبَتْ ألفُ الإستفهام وسقطت ألف الوصل في اللفظ والكتاب قال الله تعالى : ( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ ) ومثله : ( أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ )
وتقول إذا استفهمت : ( أَشْتَرَيْتَ كذا ) . ( وأفْتَرَيْتَ على فلان )

باب دخول ألف الإستفهام على الألف واللام التي تدخل للمعرفة
إذا أدخلت ألف الإستفهام على الألف واللام اللتين للتعريف ثبتَتْ ألفُ الإستفهام وَحَدَثَتْ بعدها مَدَّة نحو قول الله عز و جل : ( اللهُ خَيْرٌ أمْ ما يُشْرِكُون ) ( آلانَ وَقَدْ عَصِيْتَ قَبْلُ ) 245 وتقول : آلرَّجُلُ قال ذاك تكتبه بالألف ولا تبدل من المدة شيئاً . باب دخول ألف الإستفهام على ألف القَطع
إذا أدخلت ألف الإستفهام على ألف القطع وكانت ألفُ القطع مفتوحة نحو قول الله تعالى : ( أَأَنْتَ قُلْتَ للِنَّاس ) ( أَأَنْذَرْتَهْمْ أم لم تُنْذِرْهُمُ ) فإن شئت أثبتَّ الهمزتين معاً في اللفظ وإن شئت همزتَ الأولى ومددت الثانية فأما في الكتاب فإن بعض الكُتَّاب يثبتهما معاً ليدلَّ على الإستفهام ألا ترى أنك لو كتبت ( أنت قلت للناس ) ( أنذرتهم أم لم تنذرهم ) لم يكن بين الإستفهام والخبر فَرْقٌ وبعضهم يقتصر على واحدَةٍ استثقالا لإجتماع ألفين
فإذا كانت ألف القطع مضمومة ودخلت عليها ألف الإستفهام نحو قولك : أَؤُكُرمك أَؤُعطيك 246 ( أَؤُنِّبئكُمْ بخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ ) قُلِبَتْ ألف القطع في الكتاب واواً على ذلك كتابُ المصحف وإن شئت كتبت ذلك بألفين على مذهب التحقيق وهو أعْجَبُ إليّ
وإذا كانت ألف القطع مكسورة ودخلت عليها ألف الإستفهام نحو قولك : ( أئِنَّك ذاهب ) ( أئِذا جئتُ أكرمْتَنِي ) قلبت ألف القطع ياء على ذلك

كتاب المصحف وإن شئت كتبت ذلك بألفين على مذهب التحقيق وهو أعْجَبُ إليّ
ومَنْ كان من لغته أن يُحْدِثَ بين الألفين مدة مثل قول ذي الرمة :
( أَيَا ظَبْيَةَ الْوَعْسَاءِ بَيْنَ جُلاَجِلٍ ... وَبَيْنَ النَّقَا آأَنْتِ أَمْ أُمُّ سَالِم )
247 - ويُرْوَى ( حُلاحِل ) فلا بد من إثبات ألفين لأنها ثلاث أَلفات في الحقيقة فتحذف واحدة استثقالا لإجتماع ثلاث ألفات ولا يجوز أن تحذف اثنتين فتخلَّ بالحرف .

باب ألف الفصل
ألفُ الفَصْلِ تُزَاد بعد واو الجمع مخافَةَ التباسها بواو النَّسَق في مثل ( وردوا وكَفَرُوا ) ألا ترى أنهم لو لم يدخلوا الألف بعد الواو ثم اتصلت بكلام بعدها ظن القارئ أنها كفرَ وفَعَل وورد وفعل فحِيزَت الواو لما قبلها بألف الفصل ولما فعلوا ذلك في الأفعال التي تنقطع واوها من الحروف قبلها نحو ساروا وجاءوا فَعَلُوا ذلك في الأفعال التي تتصل واوها بالحروف قبلها نحو كانوا وبانوا ليكون حكم هذه الواو في كل موضع حكما واحداً
وتُزَاد ألف الفصل أيضاً بعد الواو في مثل ( يغزوا ويدعوا ) وليست واو جميع ورأى بعضُ كتاب زماننا هذا 248 ألا تُلْحَقَ بها الألف في مثل هذه الحروف فكتبوا ( هو يَرْجُو ) بلا ألف ( وأنا أدْعُو ) كذلك إذ لم تكن واو جميع وذلك لأن العلة التي أدخلت لها هذه الألف في الجميع لا تلزم في هذا الموضع ألا ترى أنت إذا كتبت الفعل الذي تتصل واوٌ به مثل ( أنا أرجو ) ( وأنا

أدعو ) لم تشبه واوُه واوَ النَّسَقِ لإتصالها بالفعل وإذا كتبت الفعل الذي تنفصل واوه منه مثل ( أنا أذْرُو التراب وأسْرُو الثوب - أي أنْزِعُه ) لم تشبه واوه واو النسق إلا بأن تزيل الحرف عن معناه لأن الواو من نفس الفعل لا تفارقه إلا في حال جزمه والواوُ في ( كفروا ووردوا ) واوُ جميعٍ والفعل مكتفٍ بنفسه يمكن أن يجعل للواحد وتتوهم الواو ناسقَةً لشيء عليه وقد ذهبوا مذهباً غير أن متقدمي 249 الكتاب لم يزالوا على ما أنبأتك من إلحاق ألف الفصل بهذه الواوات كلها ليكون الحكم في كل موضع واحداً .

باب الألفين تجتمعان فيقتصر على إحداهما والثلاث يجتمعن فيقتصر على
اثنتين
تكتب ( يإبراهيم ) ( ويإسحق ) ( ويأيوب ) ( ويأبانا ) بألفا واحدة وتحذف واحدة لأن فيما بقي دليلا على ما ذهب وتكتب ( آدم ) ( وآخَرَ ) ( وآثِب ) ( وآمر ) بألف واحدة وتحذف واحدة لأن فيما بقي دليلا على ما ذهب وكذلك الفعل نحو ( آمَنَ ) ( وآزَرَ فلانٌ فلاناً )
وتكتب ( مآباً ) وما أشبه ذلك بألف واحدة وتحذف 250 واحدة
وتكتب ( بَراءَة ) ( ومَساءة ) ( وفُجَاءَة ) بألف واحدة وتحذف واحدة فإذا جمعت كتبت ( بَراءَات ) ( ومَاءَات ) ( وبداءاتك ) ( وبداءات حوائجك ) بألفين لأنها في الجمع ثَلاَثُ ألفاتٍ فلو حذفوا اثنتين أخَلُّوا بالحرف وتقديرُ الحرف من الفعل فَعالات واحدُهُ فَعَالَة وتقول للإثنين ( قد قرأا ) ( وملأا ) فتكتبه بألفين لتفرق بالألف الثانية بين فعل الواحد وفعل الإثنين وكان الكتاب يكتبون ذلك فيما تقدم بألفٍ واحدة والألفان أجود مخافة الإلتباس
وإذا نصبت الحرف الممدود نحو ( قبضتُ عطاءَ ) ( ولبستُ كِساءً )

( وشَرِبْتُ ماءً ) ( وجزيتك جزاءً ) فالقياس أن تكتبه بألفين لأن فيه ثلاثَ ألفاتٍ : الأولى والهمزة والثالثة وهي التي تبدل من التنوين في الوقف فتحذف واحدة وتثبت 251 اثنتين والكُتَّاب يكتبونه بألف واحدة ويَدَعُونَ القياسَ على مذهب حمزة في الوقف عليها
فإذا كان الحرف مهموزاً مثل قولك : أخطأتَ خِطْأْ كثيراً و ( لَوْ يجدُونَ مَلْجَأَ ) كتبته بألف واحدة لأنه في الأصل بألفين فتحذف واحدة وتبقى واحدة على القياس
وتكتب ( هأنتم ) ( وهأنت ) ( وهأنا ) بألف واحدة وتحذف واحدة .

باب حذف الألف من الأسماء وإثباتها
تحذف الألف من الأسماء الأعجمية نحو : إبراهيم وإسمعيل وإسرائيل وإسحق استثقالا لها كما تترك صرفها وكذلك سُلَيْمن وهرُون وسائر الأسماء المستعملة فأما ما لا يستعمل من الأسماء الأعجمية ولا يُتَسَمَّى به كثيراً نحو 252 قارون وطالوت وجالوت وَهاروت وَماروت فلا تحذف الألف في شيء من ذلك إلا ( داود ) فإنه لا تحذف ألفه وَإن كان مستعملا لأن الألف لو حذفت وقد حذفت منه إحدى الواوين لاختلَّ الحرفُ
وما كان على فاعل - مثل صلح وخلد وَملك - فإن حذف الألف منه حَسَنٌ وإثباتها حسن وَإذا جاء منها أسماء ليس يكثر استعمالها - نحو جابر وَحاتم وَحامد وَسالم - فلا يجوز حذف الألف في شيء منها
وكل اسم منها يستعمل كثيراً وَيجوز إدخال الألف واللام فيه - نحو الحْرِث - فإنك تكتبه مع إثبات الألف وَاللام بغير ألف فإذا حذفت الألف وَاللام أثبتَّ الألف فكتبت ( حَارِثٌ قال ذاك )
وقال بعض أصحاب الإعراب : إنهم كتبوه بالألف عند حذف الألف واللام لئلا يشبه ( حَرْبا ) فيلتبس به ثم أدخلوا الألف

253 - فحذفوا الألف حين أمنوا اللبس لأنهم لا يقولون الحرب وهو اسم رجل
وأما ما كان مثالَ عُثْمنُ وَمَرْوان وَسُفْين فإثبات الألف حسن والحذف حسن إذا كثر
ومن ذلك ما لم تحذف ألفه وهو مستعمل مثل : عِمران
وكتبوا ( الرَّحمن ) بغير ألف حين أثبتوا الألف واللام وإذا حذفوا الألف واللام فأحَبُّ إليَّ أن يعيدوا الألف فيكتبوا ( رَحْمَان الدنيا والآخرة )
وأما شيطان ودِهْقان فإثبات الألف فيهما حسن وكان القياس أن يكتبوهما إذا دخلت الألف واللام فيهما بغير ألف إلا أن الكتَّابَ مجمعون على ترك القياس
( والسَّلم عليكم ) ( وعَبْدُ السَّلمِ ) بغير ألفٍ .

باب حذف الألف من الأسماء في الجمع
الخاسرون والشاكرون والصادقون والكافرون والظالمون 254 والفاسقون والفائزون وما أشبه ذلك مما يكثر استعمالُه إذن حذفت منه الألف فحسنٌ وإن أثبت الألف فيه فحسنٌ وأما كان من ذوات الواو والياء فليس يجوز فيه إلا إثبات الألف نحو : هم الفاضون وَالرامون وَالساعون وَذلك لأنهم حذفوا الياء لإلتقاء الساكنين لما استثقلوا ضمةً في الياء بعد كسرة فسكنوا ثم حذفوا الياء فكرهوا أن يحذفوا الألف أيضاً فيُجْحِفُوا بالحرف وكذلك المضاعف - نحو : العادّين وَالرادّين - ليس يجوز فيه إلا إثبات الألف للإدغام وذهاب إحدى الدالين في الكتاب
وحذفوا الألف من ( السَّموات ) لمكان الألف الباقية فيها وهو أجْوَدُ
فأما ( المسلمات ) ( والصالحات ) فالإثبات في ( المسلمات ) أجْوَدُ من حذفها وحذف الألف من ( الصالحات ) 255 أحْسَنُ من إثباتها لأنه لا ألف في ( المسلمات ) إلا التي تحذف وفي ( الصالحات ) ألف غير المحذوفة

( والدَّهَاقين ) ( والدَّكَاكين ) ( والدَّنَانير ) ( والتَّمَاثيل ) ( والْمَحَاريب ) ( وَالمصابيح ) إثباتُ الألف فيها كلها أجودُ وَأحسنُ
وكل جماعة ليس بينها وبين إحداها إلا الألف فلا يجوز حذف الألف لئلا يشبه الجميعُ الواحدَ نحو ( مساكين ) لا يجوز أن تحذف الألف فيظن أنه مِسْكين وكذلك ( مساجد ) ( ودراهم ) إذا كانت في موضع لا يقع فيه الواحد كتبت بغير ألف فإن كانت في موضع يجوز أن يتوهم فيه الواحد أثبتَّ الألف
( والملائكة ) إثبات الألف فيها حَسَنٌ وحذفُهَا حسن وهي مكتوبة في المصحف بغير ألف
( وثلاثة وثَلثون ) بغير ألف . ( وثمنية ) بغير ألف . ( وثمانون ) أثبتَ بعضُهم الألفَ لما حذف الياء وحَذَفها بعضهم . ( وثَمَانَ عَشْرَةَ ) بألف 256 وغير ألف : إن جعلت فيها الياء حذفت الألف وإن حذفت الياء منها أثبتَّ الألف قال الأعشى :
( وَلقَدْ شَرِبْتُ ثَمانِياً وثمَانِيَا ... وَثماَنَ عَشْرَةَ وَاثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعَا )
( وثمان ) إذا كتبتها مفردة غير مضافة أثبتَّ فيهاَ الألف وحذفت الياء
وإذا أضفتهَا أثبتَّ الياء وحذفت الألف فتكتب ( لثمنِي ليالٍ خَلَوْنَ ) ( وثَمنِي نِسْوَةٍ )

باب ( ما ) إذا اتصلت
تقول : ( ادْعُ بمَ شئت ) ( وسَلْ عمَّ شئت ) ( وخذه بمَ شئت ) ( وكُنْ فيِمَ شئت ) إذا أردت معنى سَلْ عن أي شيء شئت نقصْتَ الألف وإن أردت سل عن الذي أحببت أتممت الألف فقلت : ادْعُ بما بَدَا لك وسَلْ عما أحببت وخذه بما أردت كل هذا تُتمُّ فيه الألف إلا ( بم شئت ) خاصةً فإن العرب 257 تنقص الألف منها خاصة فتقول : ادْعُ بمَ شئت في المعنيين جميعاً
واعلم أن الحرف يتصل بما اتصالا لا يتصل بغيرها تقول إذا استفهمت : فيمَ ضربت فتنقص الألف وإذا كانت في غير الإستفهام أتممتَ فتقول ( جئتُ فيما سألتُكَ ) وتقول : ( كلُّ ما كان منك حسن ) ( وإنَّ كلَّ ما تأتيه جميل ) فتقطعها لأنها في موضع الإسم فإذا لم تكن في موضع اسم وصلتها فتقول ( كلَّما جئْتُكَ بَرَرْتَني ) ( وكلما سألتك أخبرتني )
وتكتب ( إنما فعلت كذا ) ( وإنما كَلَّمْتُ أخاك ) ( وإنما أنا أخوك ) فتصل فإذا كانت في موضع اسم قطعته فكتبت ( إن ما عندك أحبُّ إليَّ ) ( وإنَّ ما جئْتَ به قبيحٌ ) وقد كتبت في 258 المصحف وهي أسم مقطوعةً وموصولة كتبوا : ( إنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ ) مقطوعة وكتبوا : ( إنَما صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ) موصولةً وكلاهما بمعنى الاسم وأحبُّ إليَّ أن تفرق بين الإسم والصلة بأن تقطع الأسم وتَصِلَ الصلة
( ومع ما ) إذا كانت بمعنى الإسم فهي مقطوعة وإذا كانت ( ما ) صلة فهي موصولة
وتكتب ( أينما كنت فافعل كذا ) ( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكم الموتُ ) ( ونحن نأتيك أينما تكون ) موصولةً لأنها في هذا الموضع صلةٌ وصلت بها ( أَيْنَ ) ولأنه قد يحدُثُ باتصالها معني لم يكن في ( أين ) قبلُ ألا ترى أنك

تقول : أين تكون فترفع فإذا أدخلت ( ما ) على ( أين ) قلت : أينما تَكُنْ نكن فتجزم لأن ( تكون ) في الأول بمعنى 259 الإستفهام وإذا كانت ( ما ) في موضع اسم مع ( أين ) فَصَلْتَ فقلت : أيْنَ ما كنتَ تَعِدُنَا أين ما كنت تقول
وتكتب ( أيَّمَا الرجلين لقيت فأكرم ) ( وأَيّمَا الأجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلاَ عُدْوانَ عليَّ ) متصلةً لأنها صلة ألا ترت أنك تقول ( أي الرجلين لقيت فأكْرِمْ ) ( أَيَّ الأجلين قضيت فلا عدوان علي )
وتكتب ( أيُّ ما عندك أفْضَلُ ) ( وأيُّ ما تراه أوْفَقُ ) فتقطع لأنها في موضع اسم
وأما ( حيثما ) فتُكْتَب موصولة وكَتَبها بعضهم مفصولةً وذلك خطأ لأن ( حيث ) إذا انفردت فهي بمعنى مكان وترفع الفعلَ إذا وليها تقول ( حيث يكونُ عبد الله أكونُ ) فإذا زيدَ فيها ( ما ) تغيرت وَصارت بمعنى ( أين ) وجزمت الفعل تقول ( حيثما تَكُنْ أَكُنْ ) فدخول ( ما ) عليها يُغَيرُ معناها فكأنها ( وما ) حرف واحد وعَلى أن ( ما ) معها لا تكون أبداً في موضع اسم كما كانت مع ( أين ) وَغيرها في موضع اسم فيجوز فيها ما جاز في غيرها من الفعل
( ونِعِمَّا ) 260 إن شئت وَصَلْتَ وإن شئت فَصَلْتَ وأحبُّ إليّ أن تصل للإدغام ولأنها موصولة في المصحف ( وبئسما ) كذلك لأنها وإن لم تكن مُدْغمة فهي مشبهة بها وَحَجَّةُ من قطع ( نِعْمَ ما ) ( وَبئس ما ) أن ( ما ) معهما في معنى الإسم
وتكتب ( فيمَ أنت ) فتصل وتحذف الألف فإذا كان الكلام خبراً قَطَعْتَ فقلت : ( تكلم فيما أحببت ) لأن ( ما ) في موضع الإسم
( وَعَمَّا ) تكتب موصولة للإدغام : كانت ( ما ) فيها صلة أو اسماً

باب ( مَنْ ) إذا اتصلت
تكتب ( عَمَّنْ سألْتَ ) ( ومِمَّن طلبْتَ ) فتصل للإدغام وهي ههنا بمعنى الإستفهام تريد : عن أي الناس سألت ومن أيهم طلبت
وتكتب ( سَلْ عَمَّنْ أحببت ) ( واطلب مِمَّنْ أحببت ) فتصل أيضاً وهي في موضع الإسم للإدغام
وَتكب ( فِيمَنْ رغبت ) فتصل للإستفهام وَتكتب ( كن راغباً في مَنْ رغبت 261 إليه ) مقطوعة لأنها اسمٌ
وَتكتب ( عَمَّا ) إذا كانت صلة أوَ غير صلة موصولَةً للإدغام نحو قول الله عز وَجل : ( عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِين ) فهي ههنا صلة لأنه أراد عن قليل وَتقول ( سَلْهُ عما صار إليه ) فهي ههنا في موضع اسم
فأما ( مع مَنْ ) فإنها مفصولة إذا كانت اسماً أوِ استفهاما تقول ( مَعَ مَن أنت ) ( وَكُنْ مَعَ مَنْ أحببت )
( وَكُلُّ مَنْ ) مقطوعة في كل حال
فأما ( مِمَّنْ ) ( وَمِمَّا ) فإنهما موصولتان أبداً . باب ( لا ) إِذا اتصلت
تكتب ( أردت ألاَّ تَفْعَل ذلك ) ( وَأحببت ألا تَقُولَ ذلك ) وَلا تظهر ( أَنْ ) في الكِتَابِ ما كانت عامِلَةً في الفعل فإذا لم تكن عاملة في الفعل

أظهرت نحو قولك ( علمت أن لا تقولُ ذلك ) ( وتَيَقَّنْتُ أَنْ لا تَفْعَلُ ذلك ) ومنه قول الله تعالى 262 ( لئلاَ يَعْلَمَ أَهْلُ الكِتَابِ أَنْ لاَ يَقْدِرُونَ على شيء مِنْ فَضْلِ اللهِ ) ولأنه فيه ضميراً كأنك أردت : علمت أنك لا تقول ذاك ولئلا يعلم أهل الكتاب أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله
وتكتب أيضاً ( علمْتُ أَنْ لاَ خَيْرَ عِنْدَهُ ) ( وظننت أنْ لا بأْسَ عليه ) فتظهر ( أنْ ) لأنه بمعنى علمت أنه لا خير عنده وظننت أنه لا بأس عليه
وتكتب ( إِلاَّ تَفْعَلْ كذا يَكُنْ كذا ) فلا تظهر ( إنْ )
وتكتب ( كي لا ) مقطوعة لأنك تقول ( أتيتك كي تفعل ) وتقول ( أتيتك كي لا تفعلَ ) كما تقول ( حتى تفعل ) ( وحتى لا تفعلَ )
وتكتب ( كَيْمَا ) موصولةً لأنك تقول : ( جئتك كي تكرمنا ) ( وكَيْمَا تكرمنا ) ( ولكيما تكرمنا ) فيكون المعنى واحدا وهي ههنا صلة
وتكتب ( هَلاَّ فعلت ) فتصل وتكتب ( بَلْ لاَ 263 تَفْعَلْ ) فتقطع والفرق بينهما أنَّ ( لا ) إذا دخلت على هل ) تغير معناها فكأنها معها حرف واحد مثل ( لم ) تكون بمعنى فإذا أدخلت عليها ( ما ) تغيرت ألا ترى أنك تقول : ( قاربت ذلك الموضع ولمّا ) وتسكت ولا يجوز أن تقول ( قاربته ولم ) إلا أن تقول ( أَفْعَلْ ) وكذلك ( لو ) ( ولولا ) ( وحيث ) ( وحيثما ) وإنما قطعت ( بَلْ لاَ ) لأنها لا تغير المعنى وإنما هي ( لا ) التي تدخل للإباء نحو ( بل تفعل ) ( وبل لا تفعل ) مِثْلُ ( كي تفعل ) ( وكي لا تفعل )
وتكتب ( لِئَلاًّ ) مهموزة وغير مهموزة بالياء وكان القياس أن تكتب بالألف ألا ترى أنك تكتب ( لأنْ ) إذا كانت اللام مكسورة بالألف

يجب أن تكتب إذا زيدت عليها ( لا ) ولم يحدث في الكلام شيء غير معنى الإباء إلا أن الناس اتَّبعوا المصحف وكذلك ( لَئِنْ فَعَلْتَ كذا لأفْعَلَنَّ كذا ) كتبت 264 بالياء اتباعا للمصحف وكان القياس أن تكتب بالألف لأنها ( إنْ ) زيدت عليها اللامُ . باب حروفِ تُوصَلُ بما وبإِذ وغير ذلك
تقول : ( عَمَّ تسأل ) ( وفيم ترغب ) ( وفيِمَ جئت ) ( ولِمَ تكلمتَ ) ( وبمَ ) ( وحتَّامَ ) ( وعَلاَمَ ) تحذف الألف في الإستفهام فإذا كان الكلام خبراً أثبَتَّ الألف فقلت ( سَلْ عَمَّا أردت ) ( وتكلم فيما أحببت )
( ويَوْمَئِذٍ ) ( وحِينَئِذٍ ) ( ولَيْتلَتَئِذٍ ) ( وزَمَانَئِذٍ ) يوصَلُ ذلك كله
وتكتب ( وَيْلُمِّهِ ) موصولة إن لم تهمز كما قال الهذلي :
( وَيْلُمِّهِ رَجُلاً تَأْتِي بِهِ غَبَناً ... إذَا تَجَرَّدَ لاَ خَالٌ وَلاَ بَخَلُ )
فإن أنت همزت كتبت ( ويلٌ لأِمِّهِ )

265 -

باب الواوين تجتمعان في حرف واحد والثلاثة يجتمعن
تكتب ( طاوُس ) ( وناوُس ) ( وداوُد ) بواو واحدة وتحذف واحدة استخفافاً إذ كان ما بقي دليلاً على ما ذهب
وكذلك ( فَأْوُا إلىَ الكَهْفِ )
( وسَاوُا فلاناً في مكانِهِ ) ( وهل يَسْتَوُن ) و ( يَلْوُن أَلْسِنَتَهُمْ ) هذا كله يكتب بواو واحدة وذلك أقْيَسُ إذا انضمت الواو الأولى وقد كتب ذلك كله بواوين أيضاً
فإذا انفتحت الواو الأولى لم يَجُزْ إلا أن يكتب بواوين نحو : ( احْتَوَوْا على المكان ) ( واسْتَوَوْا ) ( واكْتَوَوْا ) و ( لَوَّوْا رؤوسهم ) و ( آوَوْا ونصروا ) وهذا كله ماضٍ
266 - فإذا اجتمعت ثلاث واواتٍ حذفت واحدة واقتصرت على اثنتين نحو قول الله تعالى : ( لَوَّوْا رؤوسهم ) وكذلك إن كان ما قبل الواو الأولى مضموماً نحو ( أنتم تَسوؤُون زيداً ) ( وتَنُوؤُن بالأيدي ) ( وأنتم مغزُوُّون )
( ومَدْعُوُّون ) تكتب هذا كلَّه بواوين وتسقط واحدة .
باب الألف واللام للتعريف
يدخلان على لامٍ من نفس الكلمة
كل اسم كان أوله لاماً ثم أدخلت عيله لام التعريف كتبته بلامين نحو قولك ( اللَّهُمَّ ) ( واللَّحْم ) ( واللَّبَن ) ( واللِّجَام ) إلا ( الَّذِي ) ( والَّتِي )

فإنهم كتبوا ذلك بلام واحدة لكثرة ما يستعمل فإذا ثنّيت ( الَّذِي ) كتبت ( اللَّذَان ) ( واللَّذَيْنِ ) بلامين لتفرق بين 267 التثنية والجمع فأما ( اللَّتَان ) ( واللاَّتِي ) ( واللاَّئِي ) فكلُّها يكتب بلامين ( والّتِي ) تكبت بلام واحدة
وقد اختلفوا في ( اللَّيْلَة ) ( واللَّيْل ) فكتبه بعضهم بلام واحدة اتباعاً للمصحف وكتبه بعضهم بلامين
وكل شيء من هذا إذا أدخلت عليه لام الإضافة كتبته بلامين وحذفت واحدة استثقالا لإجتماع ثلاث لامات .

باب هاء التأنيث
هاء التأنيث تكتب هاء أبدا إلا أن تضاف إلى مَكْنِيٍّ فتصير تاء نحو ( شَجَرَتُكَ ) ( ونَاقَتك ) ( ورَحْمَتُك ) وقد كتبوها تاء في مواضع من القرآن وهاء في مواضع فأما من كتبها تاء فعلى الإدراج وأما من كتبها هاء فعلى الوقف
وأجمع الكتاب على أن كتبوا ( السَّلمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَت الله ) بالتاء وأعجب إليَّ 268 أن تكتبه كله بالهاء على الوقوف عليه إلا ما اجتمعوا عليه في ( رحمت الله ) خاصة في أول الكتاب وآخره
( وهَيْهَات ) يوقف عليها بالهاء والتاء والإجماع في كتابتها على التاء .
باب ما زيد في الكتاب
تدخل في ( عَمْرٍو ) - في حال رفعه وجره - الواو فرقاً بينه وبين ( عُمَرَ ) فإذا صرت إلى حال النصب لم تلحق به واواً لأن ( عَمْراً ) ينصرف ( وعُمَرَ )

لا ينصرف فكان في دخول الألف في عمرو وامتناعها من دخولها في عُمَر في حال النصب فرق فلم يأتوا بفرقٍ ثانٍ فإذا أضفته إلى مَكْنَى لم تلحق به واواً في شيء من حالاته فتقول ( هذا عَمْرك ) ( وعَمْرنا ) لأن المضمر مع ما قبله كالشيء الواحد وهو كالزيادة في الحرف فكرهوا أن يجمعوا فيه زيادتين فإذا قلت ( لَعَمْرُ الله ) لم تلحق به 269 واواً فإذا أردت عُمْرًا من عمور الأسنان لم تلحق به واواً لأنه لا يقع فيه لَبْس بينه وبين غيره فيحتاج إلى فرق
( وأُولَئك ) زيد فيها واو ليفرق بها بينها وبين ( إليك ) ( وأولِى ) أيضاً بواو
( ومائة ) زادوا فيها ألفاً ليفصلوا بها بينها وبين ( منه ) ألا ترى أنك تقول : ( أخَذْتُ مِائة ) ( وأخَذْتُ مِنْهُ ) فلو لم تكن الألف لالتبس على القارئ
وتكتب ( يَأُوخَيَّ ) مصغرا بواو مزيدة ليُفرق بها بينها وبين ( يَا أَخِي ) غير مصغر
وزادوا ألف الفصل بعد الواو ليفرق بها بين واو الجميع وواو النسق وقد بينا ذلك فيما تقدم من الكتاب .

باب من الهجاء أيضا
ً
تكتب ( الصَّلَوة ) ( والزكَوة ) ( والحيوة ) بالواو اتِّباعاً للمصحف ولا تكتب 270 شيئاً من نظائرها إلا بالألف مثل ( قَطَاة ) ( وقَنَاة ) ( وفَلاَة ) وقال بعض أصحاب الإعراب : إنهم كتبوا هذا بالواو على لغات الأعراب وكانوا يَمِيلُونَ في اللفظ بها إلى الواو شيئاً وقيل : بل كتبت على الأصل وأصل الألف فيها واوٌ فقلبت ألفاً لما انفتحت وانتفح ما قبلها ألا ترى أنك إذا جمعت قلت : صَلَوَات وَزَكَوَات وَحَيَوَات ولولا اعتياد الناس لذلك في هذه الأحرف الثلاثة وما في مخالفة جماعتهم لكان أحَبَّ الأشياء إلَيَّ أن يكتب هذا كله بالألف

فإذا أضَفْتَ شيئاً من هذه الحروف إلى مَكْنِيٍّ كتبتها كلها بالألف تقول : ( صَلاَتي ) ( وصَلاَتك ) ( وزَكَاتي ) ( وزَكَاتك ) ( وحَيَاتي ) ( وَحَيَاتك )
وتكتب في صدر الكتاب ( سَلمٌ عَلَيْكَ ) وفي آخره ( السَّلمُ عليك ) لأن الشيء إذا بدئ بذكره كان نكرة 271 فإذا أعَدْتَهُ صار معرفة وكذا كل شيء نكرة حتى يُعَرَّفَ بما عُرِّفَ تقول ( مَرَّ بِنَا رَجُل ) ثم تقول ( رَأَيْتُ الرَّجُل قَدْ رَجَعَ ) أو تقول ( رَأَيْتُه قَدْ رَجَعَ ) فكذلك لما صرت إلى آخر الكتاب وقد جرى في أوله ذِكْرُ السلامِ عرفته أنه ذلك السلام المتقدم
وتكتب ( أيُّهَا الرَّجُل ) ( وأيُّهَا الأمِير ) بألف وقد كتبت في المصحف بألف وغير ألف على مذهب القراء واختلافهم في الوقوف عليها
وتكتب ( إذاً ) بالألف ولا تكتبه بالنون لأن الوقوف عليها بالألف وهي تشبه النون الخفيفة في مثل قوله تعالى : ( لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ) ( وَلَيَكُوناً مِنْ الصَّاغِرِينَ ) إذا أنت وقفتَ وقفتَ بألف وإذا وصلت وصلت بنون
وقال الفراء : ينبغي لمن نصب بإذن الفعلَ المستقبلَ أن يكتبها بالنون فإذا توسطت الكَلاَمَ 272 وكانت لغواً كتبت بالألف
وَأحَبُّ إِليَّ أن تكتبها بالألف في كل حال لأن الوقوف عليها بالألف في كل حال
وتكتب ( فَرَأيكما ) ( وفَرَأيكم ) فإن نصبت رأيك فعلى مذهب الإغراء أي : فَرَرَأيكَ وإن رفعت لم ترفع على مذهب الإستفهام ولكن على الخبر

( موفقا ) إن أردت الرأي ( ومُوَفَّفَيْنِ ) إن أردت ( الرَّجُلين وإن كتبت إلى حاضر فنصبت وإن كنت تنصب ( فَرَأيك ) لم يجز أن تكتب ( فَرَأى الأمِير ) لأنه بمنزلة الغائب ولا يجوز أن تُغْرِىَ به .

باب ما يكتب بالياء والألف
من الأفعال
إذا كان الفعل على ثلاثة أحرف ولم تَدْرِ أَمِنْ ذوات الياء هو أو من ذوات الواو رَدَدْته إلى نفسك فما كانت اللام فيه ياء كتبته بالياء نحو : قَضَى وَرَمَى وَسَعَى لأنك تقول : قَضَيْتُ وَرَمَيْت وَسَعَيْت وما كان لام فعلْتُ منه واواً كتبته بالألف نحو : دَعَا وَغَزَا وَسَلاَ لأنك تقول : دعوت وغزوت وسَلَوْتُ
وكل ما لحقته الزيادة من الفعل لم تنظر إلى أصله وكتبته كله بالياء فتكتب ( أغْزَى فُلاَنٌ فُلاَناً ) بالياء وهو من ( غزوت ) ( وأدْنى فُلاَنٌ 279 فُلاَناً ) وهو من ( دَنَوْت ) ( وألْهَى فُلاَنٌ فُلاَناً ) وهو من ( لَهَوْت ) فتكتب ذلك كله بالياء لأنه يصير إلى الياء ألا ترى أنك تقول : أغْزَيْت وأدنَيْت وألْهَيْت وكذلك يكتب يُغْزَى ويُلْهَى ويُدْنَى ويُدْعَى وكل ما كان من الياء والواو فتثنيته بالياء لأنك تقول : يُغْزَيَانِ وَيُدْعَيَانِ وَيُدْنَيَانِ وَيُلْهَيَانِ .
باب ما يكتب بالألف والياء
من الأسماء
كل اسم مقصور على ثلاثة أحرف : فإن كان من بنات الياء كتبته بالياء وإن كان من بنات الواو فاكتبه بالألف ويدلك على ذلك تثنيةُ الاسمِ والرجوع

إلى الفعل الذي أخذ منه الإسم فتكتب ( قَفًا ) ( وعَصًا ) ( ورَجَا البئرِ ) بالألف لأنك تقول في تثنيته : قَفَوَن وَعَصَوَان وَرَجَوَان وتردّ إلى الفعل فتقول : ( قَدْ 280 قَفَوْت الرَّجُل ) إذا اتّبَعْتَهُ ( وعَصَوْتُه ) إذا ضربته بالعصا ولم يمكنك في ( رَجَا ) أن ترده إلى فعل فدلَّتْكَ عليه التثنيةُ قال الشاعر :
( فَلاَ يُرْمَى بِيَ الرَّجَوَانِ إنِّي ... أَقَلُّ الْقَوْمِ مَنْ يُغْنِي مَكَانِي )
وتكتب الهُدَى والهَوَى - هَوى النفس - والمَدَى الغابة بالياء لأنك تقول في تثنيته : هُدَيَان وَهَوَيَان وَمَدَيان
فإن أشكل عليك من هذا الباب حرف ولم تعرف أصله ولا تثنيته فرأيت الإمالة فيه أحْسَنَ فاكتبه بالياء وإن لم تحْسُنْ فيه الإمالة فاكتبه بالألف حتى تعلم
وإذا ورد عليك حرف قد ثُنِّيَ بالياء وبالواو عملت على الأكثر الأعم نحو رَحَى 281 لأن من العرب من يقول ( رَحَوْت الرَّحَا ) ومنهم من يقول ( رَحَيْت الرَّحى ) وأن تكتبها بالياء كان أحب إليَّ لأنها اللغة العالية قال مُهَلْهِلٌ :

( كَأَنَّا غُدْوَةً وَبَنِي أُبِينَا ... بِجَنْبِ عُنَيْزَةٍ رَحَيَا مُدِيرِ )
وكذلك ( الرِّضَا ) من العرب من يثنيه ( رِضَيَانِ ) ومنهم من يثنيه ( رِضَوَانِ ) وأن تكتبه بالألف أحَبُّ إلَيَّ لأن الواو فيه أكثر وهو من ( الرِّضْوَانِ )
وكل مقصور جاوز ثلاثة أحرف فاكتبه بالياء لأنك إنما تُثَنِّيهِ بالياء نحو : مُعَلَّى ومُثَنَّى ومَغْزًى ومَلْهىً ومُدعى ومُشْتَرًى وكذلك ( أعْمى ) ( وأظْمى ) ( وأعْشى ) ( وهو أدْنى منك ) ( وأعْلى عيناً ) وكذلك ( مِقْلى ) وهو من ( قَلَوْت البُسْرَ ) 282 ( ومُعَافًى ) ( ومُنَادىً ) لا تُبَالِ أكان أصْلُه الواو ام الياء وتكتبه بالياء على التثنية
إلا ما كان في آخره ياآن فإنه يكتب بالألف لكراهتهم إجتماع ياءين في آخر الإسم نحو ( العُلْيا ) ( والدُّنْيَا ) ( والقُصْيَا ) ونحو ( مُعَيَّا ) ( ومُحَيَّا ) ( وعالم حَيًا ) ( ورُؤْيَا ) ( وسَقْيَا ) خَلا ( يَحْيى ) الذي هو اسم فإن الكُتَّاب اجتمعوا على أن كتبوه بالياء ولم يلزموا فيه القياس وأحسبهم اتبعوا فيه المصحف وكذلك إذا كان مثل هذا على يَفْعَل فلانٌ نحو ( فلان يَعْيا بالأمر ) ( ويَحْيَا سِنِينَ ) كتبت بالألف كراهة لإجتماع ياءين في آخره
وكذلك تكتب ( شَأي فُلاَنٌ فُلاَناً ) أي : سَبَقَه بالياء وهو من ( شأوْتُ ) كراهة لإجتماع ألفين في آخره

وتَعْتبر المصادر بأن ترجع إلى المؤنث 283 فما كان من المؤنث بالياء كتبته بالياء نحو ( العَمَى ) ( والظَّمَى ) لأنك تقول : عَمْيَاء وظَمْيَاء وما كان من المؤنث بالواو كتبته بالألف نحو ( العَشَا ) في العين ( والعَثَا ) وهو كثرة شعر الوجه ( والقَنَا ) في الأنف تقول : عَشْوَاء وقَنْوَاء وعَثْوَاء
وكذلك كل جمع ليس بينه وبين واحده في الهجاء إلى الهاء من المقصور نحو : الْحَصى والنَّوَى والقَطَا فما كان جمعه بالواو كتبته بالألف نحو : قَطاً لأنه يجمع أيضاً قَطَوَات وما كان جمعه بالياء كتبته بالياء نحو : حَصًى ونَوًى لأنه يجمع أيضاً حَصَيَات ونَوَيَات
وكل هذه الحروف إذا أنت أضفتها إلى مَكْنِيّ كتبت ما كان منها بالواو بالألف وما كان منها بالياء بالألف فتكتب صُغْرَاهم وكُبْرَاهم وحَصَاك ونَوَاك وأشباه ذلك وإحْدَاهما وكذلك 284 الأفعال إذا أوقعتها على مَكْنِيّ كتبت ما كان منها بالياء بالألف نحو ( قضاة حَقَّه ) ( ورَمَاهم عن قوس ) ( وفدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ ) وقد خالف الكُتَّاب في هذا المُصْحَفَ .

باب الحروف التي تأتي للمعاني
تكتب ( عَسَى ) بالياء لأنك تقول ( عَسَيْتُ أن أفعل ذاك ) قال الله عز و جل : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ ) قرئت بفتح السين وكسرها
وتكتب ( بَلَى ) ( ومَتَى ) ( وأَنَّى ) بالياء لأن الإمالة فيها أحسن وأفصح من التفخيم
فأما ( عَلَى ) ( وإلَى ) ( ولَدَى ) فإن القياس كان فيها أن يكتبن بالألف لأن الإمالة لا تجوز فيهنَّ وإنما كتبن بالياء لأنك تقول : عَلَيك وإلَيْك ولَدَيك
وأما ( كِلاَ ) ( وكِلْتَا ) فقد اختلف فيهما والذي استحبّ أن يكتبا

إذا وليا حرفاً رافعاً بالألف فتكتب ( أَتَاني كِلاَ الرجلين ) ( وأتاني كِلْتَا المرأتين ) 285 وإذا وليا حرفاً ناصباً أو خافضاً كتبا بالياء فتكتب ( رأيت كِلى الرجلين ) ( ومررت بِكِلْتَي المرأتين ) وإنما فرقت بينهما في الكتاب في هاتين الحالتين لأن العرب فرقت بينهما في اللفظ مع المكنى فقالوا : ( رَأَيْتُ الرَّجُلَيْنِ كِلَيْهِمَا ) بالياء ( ومَرَرْتُ بِهِمَا كِلَيْهما ) ( ورَأَيْتُ المرأتين كلتيهما ) ( ومَرَرْتُ بهما كلتيهما ) فلفظوا بهما مع الناصب والخافض بالياء وقالوا : ( جَاءَنِي الرَّجُلاَنِ كِلاَهُمَا ) ( والمَرْأَتَانِ كِلْتَاهماَ ) فلفظوا بهما مع الرافع بالألف .

باب ما نقص منه الياء لإجتماع الساكنين
تكتب ( هذا قَاضٍ ) ( وغَازٍ ) ( ورَامٍ ) ( ومُهْتَدٍ ) ( ومُقْتَضٍ ) ( ومُفْتَرٍ ) ( ومُشْتَرٍ ) وكل 286 ما أشْبَهَ هذا في حال الرفع والخفض بلا ياء استثقالاً لمجيء الضمة بعد الكسرة والياء ومجيء كسرة بعد كسرة وياء ولأن أكثر العرب إذا وقفوا وقفوا بغير ياء فغذا صرت إلى حال النصب أتممته فقلت : ( رَأَيْتُ قَاضِياً ) ( ورَامِياً ) ( ومُهْتَدِياً ) ( ومُشْتَرِياً )
فأما مالا ينصرف مثل : جَوَارٍ وَلَيَالٍ وَسَوَارٍ فإنك تكتبه في حال الرفع والخفض بلا ياء تقول ( هؤُلاَءِ جَوَارٍ ) ( ومَضَتْ ثَلاَثُ لَيَالِيَ ) فإذا صرت إلى حال النصب قلت ( رَأَيْتُ جَوَارىَ ) و ( سِرْتُ لَيَليَ ) فلا تصرفه لأنه تم في حال النصب فصار جمعاً ثالثُه ألف وبعد الألف حرفان ونقص في حال الرفع والخفض فصرفته
وكل هذا إذا أضفته إلى ظَاهِرٍ أو مَكْنِيٍّ أثبَتَّ فيه الياء لأن التنوين

يذهب مع الإضافة فترد الياء فإذا ألحقت في جميع هذا ألفاً ولاماً للتعريف أثبَتَّ الياء في الكِتَابِ نحو قولك : ( هذا القاضي ) 287 ( وهذا المهتدي ) ( وهُنَّ الْجَوَارِي ) وقد يجوز حذفها وليس بمستعمل إلا في كتاب المصحف فإن كانت الياء مثقّلة لم تحذف نحو ( بَخَاتِيّ ) ( وأَمَانِيّ ) ( وأَوَارِيّ )
وتكتب ( لثمانٍ خَلَوْن ) فإن أضفت الثمانِيّ إلى اللَّيَالِي كتبت بالياء فتقول ( لِثَمنِي لَيَالٍ خَلَوْن ) فتلحق الياء مع الإضافة وليس سبيلُ ثمان سبيلَ جَوَارٍ وسَوَارٍ في الإمتناع من الإنصراف لأن ثمانياً بمنزلة ( رَجُل يَمَانٍ ) منسوب إلى الْيَمَن خففت ياء النسب فيه وألحقت الألف بدلا منها قال الأعشى :
( وَلَقَدْ شَرِبْتُ ثَمَانِيًا وَثَمَانِياً ... وَثَمَانَ عَشْرَةَ وَاثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعَا )
فصرف ( ثمَانِياً ) إذ كانت على ما أخبرتك به وشبيهٌ به في النسب وإن لم يكن مثله - ( بِرْذَوْنٌ رَبَاعٍ ) فإذا نصبت قلت ( رَكِبْتُ بِرْذُوْناً 288 رَبَاعِيًا ) فأتممت قال الشاعر :
( رَبَاعِياً مُرْتَبَعاً أوْ شَوْقَباَ ... )

باب الأمر بِالْمُعْتَلّ من الفعل
تقول ( قُلْ ) ( وبِعْ ) ( وخَفْ ) ذهبت الواو والياء والألف لإجتماع الساكنين فإذا ثَنَّيْتَ قلت ( قُولاَ ) ( وبِيعاَ ) ( وخَافَا ) وكذلك في 273 الجميع ( قُولُوا ) ( وبِيعُوا ) ( وخَافُوا ) تظهر ما ذهب في الواحد لتحرُّك الحرف الآخِرِ وتقول للمرأة ( قُولِي ) ( وبِيعِي ) ( وخَافِي ) فلا تُسْقِطُ حرف المد لتحرك الحرف الذي يليه
فإذا أمرت بالمهموز من الأفعال مثل ( أمَر يأمُرُ ) ( وأكَلَ يأكُلُ ) ( وسأل يسأل ) ( وجَاء يجيءُ ) فالمستعمل في أمر يأمر أن تقول ( مُرْ فلاناً بكذا ) فإذا اتصل بواوا أو فاء قبله قلت ( وَأْمُرْ فلانا فأمُرْه ) قال الله سبحانه وتعالى : ( وَأْمُرْ قَوْمَكَ يأْخُذُوا بأحسنها ) وقال تعالى ( وأْمُرْ أهْلَكَ بِالصَّلاَةِ واصْطَبر عَلَيْهَا ) ويجوز ( اومُرْ فلانا ) بلا واو ولا فاء قبله وليس بمستعمل والمستعمل في ( كُلْ ) الحذف في كل حال : اتصل بواو أو فاء أو لم يتصل ولم يسمع غير ذلك والمستعملُ في مثل 274 ( أجَرَهُ الله يأجُرُهُ ) الإتمامُ في الإنفراد والإتصال تقول ( اللَّهُمَّ أؤجُرْنِي في مُصِيبَتي ) فأما ( سَأَلَ يَسْأَلُ ) فإن شئت ابتدأت فقلت : ( أسْأَلْ فُلاَناً عَنْ كَذَا ) وإن شئت قلت ( سَلْ فُلاَناً ) وهو أحَبُّ إليَّ لأنها كذلك كتبت في المصحف إذا لم تتصل بلا ألف قبلها وإن اتصلت بواو أو فاء فإن شئت ألحقت فيها ألفاً في أولها وهَمَزْتَ فقلت : ( واسْأَلِ الله فاسْأَلِ الله ) وإن شئت حذفت الألف وحذفت الهمزة فقلت : ( وَسَلِ الله فَسَلِ الله ) وإذا أمرت من جَاءَ يجيء قلت ( جِيءْ البِنا ) وكذلك إن اتصل وإن ثنيت قلت ( جيآ ) ( وجِيؤُا ) في الجمع مثل جِيعاَ 275 وَجِيعُوا

وإذا أمرت من مثل ( وَعَيْتُ الحديث ) ( ووَقَيْتك بنفسي ) ( ووَشَيْتُ الثَّوْبَ ) زدت هاء في اللفظ إذا وقفت وهاء في الكتاب فتكتب ( عِهْ كلامي ) ( قِهْ زَيْداً بَنَفْسِكَ ) ( شِهْ ثَوْبك ) لأنه لا تكون كلمة على حرف واحدٍ فإن وصلت ذلك بفاء أو واو فإن شئت أقْررت الهاء وإن شئت حذفتها والحذفُ أحَبُّ إلَيَّ تقول ( قُمْ فَقِ زَيْداً بِنَفْسِكَ ) ( واذْهَب فَلِ عَمَلَكَ ) ( واذْهِبْ فَشِ ثَوْبَكَ ) وإن وصلت ذلك بثم ألحقت الهاء لأن ثم حرف منفصل قائم بنفسه لا يتصل بما بعده اتِّصَالَ الواو والفاء
وتقول : ( رُدَّ وَارْدُدْ وَشُدَّ وَاشْدُدْ ) فإذا ثنيت قلت ( رُدَّا وَشُدَّا ) ولا تقول : ( ارْدُدَا وَاشْدُدَا ) وكذلك الجمع إلا في النساء فإنك تقول ( ارْدُدْنَهُ ) .

باب الهمز
إذا سكنت الهمزة وقبلها فتحة كتب ت ألفاً نحو ( قَرَأت ) ( ومَلأَت ) 286 ( ورَأس ) ( وبَأس ) وإن انكسر ما قبلها كتبت بالياء نحو ( بَرِئْتُ ) ( وشِئْتُ ) وإن انضم ما قبلها كتبت واواً نحو ( جَرُؤْت ) ( ووَضُؤُت ) ( وجُؤْنَة ) ( ولُؤْم )
فإذا كانت آخراً قبلها فتحة كتبت في الرفع والنصب والخفض ألفاً فتقول ( مَرَرْتُ بالملأ ) ( وأقْرَرْت بالْخَطَأ ) ( ورَأَيْتُ المَلأَ ) ( وَعَرَفْتُ الْخَطَأ ) ( وَهذا المَلأُ ) ( وَهُوَ يَقْرَأُ ) ( ويَبْرَأُ مِنْك ) فإن أضفت الحرف إلى ظاهر فهو على حاله وإن أضفته إلى مضمر فهو في النصب على حاله تقول : ( رَأَيْتُ مَلاَهُم ) ( وَعَرَفْت خَطَأَهُم ) ( وَلَنْ أَقْرَأَه ) وتجعلها في الرفع واواً تقول ( هو يَقْرَؤهُ ) ( وَيَمْلَؤَهُ ) ( وَهَلْ أَتَاكَ نَبَؤُهُم ) ( ومَلَؤُهُم ) هذا المذهب المتقدم
وكان بعض كتّاب زماننا يَدَعُ الحرفَ على حاله بالألف فيكتب ( هو يَقْرَأُه ) ( وهو يملاَه ) ( وهذا مَلأُهُم ) ( وهو يَشْنأك ) ( والله يَكْلأُك ) ( وفُلاَنٌ

لا يَرْزَأُك شيئاً ) ويدل على الهمز والإعراب فيها بضمة يوقعها فوق الألف وإنما 287 اختار الألف لأن الوقوف على الحرف إذا انفرد وأبدل من الهمزة على الألف وكذلك يكتب منفرداً فتركَهُ على حاله إذا أضيف
وتجعلها في الخفض ياء فتقول ( مررت بِمَلَئِهِمْ ) ( وسمعت بِنَبئِهم )
وكان المختارُ في الرفع أن تترك الحرف على حاله مكتوباً بالالف ويختار في الخفض مثل ذلك وتُوقِع تحت الألف كسرة يُدَلُّ بها على الهمزة والإعراب
فإن انضم ما قبل الهمزة جعلتها واواً على كل حال فتكتب ( لم يَوْضُؤ الرجل ) ( ولن يَوْضُؤَ الرجل ) ( ومررت بأكْمُؤِكَ ) ( ورايت أكْمُؤَكَ )
وإن انكسر ما قبلها جعلتها ياء على كل حال فتكتب ( هو يُقْرِئك السلام ) ( وهذا قارِئُنا ) ( وهو يريد أن يستقرِئَكَ )
وإذا كانت الهمزة مضمومة أو مكسورة وبعدها ياء أو واو كتبت بياء واحدة أو واو واحدة وحذفت الهمزة فتكتب ( اقرَؤُا ) 288 ( وقد قَرَؤُا القرآن ) ( وهم يقْرَون ) و ( وهم يَهْزَؤن بنَا ) ( وَهم يَمْلَؤْن ) ( وهم مُستَهزِؤُن ) ( وَهؤلاء مُقْرِؤُن ) ( ومُخْطِؤُن ) هذا الذي عليه المصحف ومتقدمو الكتاب
وقد كتبه بعض الكتاب بياء قبل الواو ( مستهزئون ) ( وومقرِئون ) وذلك حَسَنٌ
وكذلك إذا كان بعد الهمزة ياء الجميع أو ياء المؤنث اقتصروا على ياء واحدة نحو قولك للمرأة ( أنك تَسْتَهْزِئِنَ ) ( وَتَتَّكِئِنَ ) ونحو قولك ( مررت بقوم مُتكِئِنَ ) ( وَمُخْطِئِنَ ) لا اختلاف في ذلك
ومما اختلفوا فيه ( مَؤُنة ) ( وَشُؤن ) جمع شأن ( وَرُؤْس ) ( ورجل سَؤُل ) ( وَيَؤُسَ ) : كتبه بعضهم بواوين وكتبه بعضهم بواو واحدة وكلٌّ حسن

فأما ( الموْؤُدَة ) فإنها كُتبَتْ في المصحف بواو واحدة ولا أستحبُّ للكاتب 289 أن يكتبها إلا بواوين لأنها ثلاث : إحداهن همزة مضمومة تُبْدِل منها واواً فإن حذفت اثنتين أجْحَفْتَ بالحرف
وكذلك اختلفوا في مثل ( لَئِيم ) ( وَرَئِيس ) ( وَبَئِيس ) ( وَزَئِير ) فكتبه بعضهم بياء واحدة اتباعاً للمصحف وكتبه بعضهم بياءين وهو أحَبُّ إليّ
وأما ما جاء على أفْعُلِ والعين همزة نحو ( أَفْؤًس ) ( وَأرْؤْس ) جمع فأس ورأس ( وَأسؤٌق ) جمع ساق ( وَأثْؤُب ) جمع ثوب فأحَبُّ إليّ أن يُكتب ذلك كله بواو واحدة وحذفُها جائز . باب الهمزة في الفعل إذا كانت عَيْناً وانفتح ما قبلها
إذا كانت كذلك كتبت إذا انضمت واواً وإذا انكسرت ياء 290 وإذا انفتحت ألفاً نحو ( سأل ) ( وَزَأَر الأسَدُ ) ( وَسَئِمَ ) ( وَيَئِس ) ( وَلَؤُم ) ( وَبَؤُسَ ) إذا اشتدت حاجته فإذا قلت من ذلك يَفْعَل حذفت فكتبت ( يَسْئَل ) ( وَيَزْأر ) ( وَيَسْئَم ) ( وَيَيْئَس ) ( وَيَلْئُم ) ( وَيَبْئُس ) وقد أبدل منها بعضهم والحذف أجود وبالحذف كتبت في المصحف إلا في حرف واحد ( يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ ) وإنما كتبت كذلك على قراءة من قرأها ( يَسَّاءلون ) بمعنى يَتَساءلون وكذلك تكتب ( مَسْئلة ) وَ ( أصاب المَشْئَمة ) بالحذف وكذلك يكتب ( مَشْؤُم ) ( وَمَسْؤُل ) ( ووَمَشْؤُف ) بواو واحدة لسكون ما قبلها واجتماع واوين .

باب الهمزة تكون آخر الكلمة وما قبلها ساكن
إذا كانت الهمزة كذلك حذفت في الرفع والخفض نحو قول الله 291 عز و جل ( يَوْمَ يَنْظُرُ المَرْء مَا قَدَّمَت يَدَاهُ ) ( وَلَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ ) وَ ( مِلءُ الأرْضِ ذَهَبًا )

إن كانت في موضع نصب غير منون نحو قوله عز و جل : ( يُخْرِجُ الْخَبْءَ ) فإذا كانت في موضع نصب منون ألحقتها ألفاً نحو قولك ( أخرجت خَبْئًا ) ( وَأخذت دِفئاً ) ( وَبَرَأْتُ بُرْءاً ) ( وَقرأت جُزْءاً ) فإن أضفتها إلى مُضْمَرٍ فهي في الرفع واو وفي الجرياء وفي النصب ألف تقول ( خَبْؤُك ) ( وَدِفْؤُهم ) ( وَمررت بمَؤْئِكَ ) ( وَخَبْئِكَ ) ( وَشَربت مِلأْها ) ( وَأخَذْتُ دِفْأَهَا ) وكذلك إذا ألحقْتَهَا هاء التأنيث جعلتها ألفاً لأن هاء التأنيث تفتح ما قبلها تقول ( المَرْأة ) ( وَالكَمْأة ) ( وَالْجُرْأَة ) ( وَالنَّشْأَةُ الأولى ) ( وَوَجَأته وَجْأة ) فإن كان قبل هاء التأنيث ياء أو واو أو ألف حذفت الهمزة نحو ( الهيْئَة ) ( وَالسَّوْءَة ) ( وَالفَيْئة )
وتكتب 292 مثل ( جايٍّ ) ( وَشايٍّ ) بياء واحدة وتجعل الياء تدل على الهمزة إذا كانت مكسورة فأما الياء الثانية فمحذوفة كما حذفت من قاضٍ ورامٍ وكذلك تكتب ( مَرَاىءٍ ) جمع مِرآة ( وَمَسَايءٍ ) جمع مَسَاء بياء واحدة وتكتب ( مُنْىءِ ) ( وَمُرْىءِ ) - إذا أردت مُفْعِلا من أَنآني فلانٌ أي : أبْعَدَنِي وَأَرْأَتِ الشاة إذا استَبَان حَمْلُهَا - بياء واحدة . باب الهمزة تكون عيناً واللام ياء أو واواً
نحو ( رأَيْتُ ) ( وَنأَيْتُ ) ( وَوَأَيْتُ ) ( وَشأوْتُ القوم ) أي : سبقتهم ( وَبأَوْتُ عليهم ) إذا تعظمتَ عليهم تكتب فَعَلَ من ذلك كله بألف وياء بعدها نحو ( رأى ) ( وَنأَى ) ( وَشأَى ) ( وَبأَى ) ( وَوَأَى ) وإنما كتبت 293 بناتِ الواو منه بالياء لأنك كرهت الجمع بين ألفين وتكتب يَفْعَل منه مثل ( يَنْأَى ) ( وَيَشْأَى ) ( وَيَبْأَى ) بياء بعد ألف وكان بعضهم يكتبه بغير ألف ( يَنْئَى ) ( وَيَشْئَى ) ( وَيَبْئَى ) كما كتب ( يَسْئل ) ( وَيَسْئم ) بلا ألف ولا أحِبُّ ذلك لأن هذا معتلُّ موضِعِ اللام من الفعل فلا يجمع عليه مع الإعتلال الحذفُ

فأما ( يَرَى ) فكُلُّهم يحذف الهمزة منها فيكتبها أيضاً بالحذف
فإن أضَفْتَ إلى المضمر فهو أيضاً بألف واحدة نحو ( نآهُ ) ( وشَآهُ ) ( ووآهُ ) لأنك تجعل بناتِ الواو مع المضمر ألفا فاستثقلوا جمعَ ألفين وكذلك ( رآهُ ) .

باب ما كانت الهمزة فيه لاما وقبلها ياء أو واو
نحو ( جِئْتُ ) ( وشِئْتُ ) ( وسُؤُتُ فلانا ) ( ونُؤْت ) تكتبه إذا أردت 294 تَفْعُلُون ( تَسُوؤُن ) ( وتَنُوؤن ) بواوين لأنها ثلاث واوات فتحذف واحدة وكذلك ( أنتم مَسْوؤن ) فإذا أَردت تُفْعِلون من أساء قلت : ( يُسِيؤُن ) بياء وواو واحدة لأنهما واوان فتحذف واحدة
ولو كان الحرف من غير المعتل مثل تُفْعِلون من أَخطأ لكتبت ( تُخْطِؤُّن ) ( وتُقْرِؤُن ) حذفت الياء كما أَخبرتك ولا تحذف الياء من ( تسيؤن ) لأنك قد حذفت واواً فلو حذفت الياء أَيضاً أجْحَفْتَ بالحرف فإذا قلت للمرأة ( أَنْت تُسيئنَ ) ( وتَجِيئِنَ ) حذفت ياء وَاحدة وَاقتصرت على اثنتين وَكذلك ( تَنُوِئنَ )
( وتَسُوئِنَ فلانا ) بياء وَاحدة وَتحذف َاحدة . 295
باب التأريخ والعدد
المؤنث فيما بين الثلاث إلى العَشْر بغير هاء تقول ( ثلاث ليالٍ ) إلى ( عشر ليال ) والمذكر بالهاء وتقول ( ثلاثة أَيام ) إلى ( عشرة أَيام ) وتقول ( إحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً ) ( وثِنْتَا عَشْرَة لَيْلَةً ) إلى ( تِسْعَ عَشْرَةَ ليلة ) فتلحق الهاء في العدد الثاني وتحذفها من الأول وفي المذكر ( أَحَدَ عَشَرَ يَوْما ) و ( اثْنَا عَشَرَ يَوْماً ) ( وثَلاَثَة عَشَرَ يَوْماً ) إلى ( تِسْعَةَ عَشَرَ يَوْما ) فتلحق الهاء في العدد الأول وتحذفها من الثاني فرقا بين المذكر والمؤنث

واعلم أن ما جاوز العشرة من العدد إلى تسعَةَ عَشَرَ اسمان جُعِلاَ اسما واحداً فهما منصوبان أبداً في حال الرفع والنصب والخفض في المذكر والمؤنث إلا في ( اثْنَيْ عَشر ) ( واثْنَتَيْ عَشرة ) فإنَّ نَصْبَ أول العددين وخَفْضَه بالياء ورفعه بالألف والثاني منصوب على كل حال ( وإحْدَى ) في التأنيث 296 ساكنة في الوجوه كلها ويقال ( عَشْرَةَ ) ( وعَشَرَةَ ) ( وعَشِرَةَ ) للمؤنث وللمذكر ( عَشَرَ ) لا غير وكله منصوب
فإذا أرادوا التَّأْرِيخ قالوا للعشر وما دونها ( خَلَوْنَ ) ( وبَقِينَ ) فقالوا : ( لتسع لَيَالٍ بَقِينَ ) ( وثمنِي لَيَالٍ خَلَوْن ) لأنهم بَيَّنُوه بجمع وقالوا لما فوق العَشَرَة ( خَلَتْ ) ( ومَضَتْ ) ( وبَقِيَتْ ) لأنهم بينوه بواحد فقالوا ( لإحْدَى عَشْرَة لَيْلَةً خَلَتْ ) ( ولِثَلاَثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً بَقِيَتْ )
وإنما ارخت بالليالي دون الأيام : لأن الليلة أوَّلُ الشهر فلو أرخت باليوم دون الليلة لَذَهَبَتْ من الشهر لَيْلَة
وقولهم ( هذه مائَةُ دِرْهَمٍ ) ( وألْف دِرْهَم ) ( وثَلاَثَة آلاَف دِرْهمِ ) ( ومائة ألف دِرْهم ) هذا كله نكرة مضاف فتكتب ( قَدْ بعَثْتُ إلَيْكَ بثَلاَثَةٍ آلاف دِرْهم صِحَاح ) ( ومائة ألْف دِرْهَمٍ مُكَسَّرَة ) فإذا أردت أن تُعَرِّف ذلك قلت ( مائَةُ الدِّرْهمِ ) 297 ( وألفُ الرَّجُلِ ) وكذلك ما دون العشرة تقول ( عَشَرَةُ الدَّرَاهمِ ) ( وثَلاَثَة الأثْوَاب ) لأن المضاف إنما يُعَرَّف بما يضاف إليه
وكذلك العدد المضاف كله فأما ما ميزت به فلا تُدْخِل فيه الألف واللام لأن الأول لا يكون به معرفة لا يقولون ( عشرون الدرهم ) لأن ( عشرين ) ليست مضافةً إلى ( الدرهم ) فيكونَ تَعْرِيفُكَ للدرهم تعريِفَكَ لعشرين
وقد يقول بعضهم ( الثَّلاَثَةَ عَشَرَ الدّرْهمِ ) ( والْعِشْرُون الدرهم ) لما أدخلوا

اقسام الكتاب

1 2 3