كتاب : الاشارات في علم العبارات
المؤلف : ابن شاهين

الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق آدم من طين ثم نفخ فيه روحاً، ثم اصطفاه للرسالة كما اصطفى إدريس من بعده ونوحا، واتخذ إبراهيم خليلا، وموسى كليماً، وإسماعيل ذبيحاً، ونصر هودا على عاد، وألان الحديد لداود، ووسع لسليمان في الأرض روحاً، وسخر له ريحا، وأيد صالحاً بآياته، وهارون برسالاته، وجعل المسيح آية وروحاً، ونجى يوسف من الجب وعلمه من تأويل الأحاديث، فكان في أموره نجيحا، وأسعف لقمان من الأنام، وآتاه الحكمة في المنام فاستيقظ حكيماً فصيحا، وخص محمدا صلى الله عليه وسلم بالحوض المورود، وبوأه من الجنة مقعدا فسيحا، وأنزل عليه في محكم كتابه العزيز " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى " وجعل علم التعبير من العلوم الشرعية ولم يظهر لها منازعا ولا مزيحاً أحمده على كل حال، وأشكره على نعمه التي ليس لها زوال وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له شهادة خالصة في السر والاعلان، مقراً بها القلب واللسان، وأشهد ان محمدا عبده ورسوله الذي جاز من المكارم والمفاخر الرتبة العليا، وجاهد في سبيل الله بقلبه وقالبه فما أبقى بقيا، وكان عليه الصلاة والسلام في كل يوم يقول لأصحابه: أيكم رأى رؤيا صلى الله عليه وسلم وعلى آله الأخيار صلاة دائمة آناء الليل وأطراف النهار.
يقول الفقير إلى الله تعالى خليل بن شاهين الظاهري لطف الله به قوله تعالى: " فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين " وقوله تعالى في تكذيب الكهانة " ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون " .
قال الواحدي: الكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات، وقد ذم الشرع الكل لتفرده تعالى بعلم الغيب فأعرضت عن ذلك ولم ألتفت إليه وأردت أن أجمع كتابا يشتمل على علم يظهر به المغيبات وله أصل في الشريعة وهو علم التأويل والتعبير وسميته كتاب الإشارات في علم العبارات، واعتمدت في ذلك على كتب المتقدمين وأقوال المشايخ المعتبرين مثل كتاب الأصول لدانيال الحكيم، وكتاب التقسيم لجعفر الصادق، كتاب الجوامع لمحمد بن سيرين، وكتاب الدستور لإبراهيم الكرماني، وكتاب الإرشاد لجابر المغربي، وكتاب التعبير لإسماعيل بن الأشعث، وكتاب كنز الرؤيا للمأموني، وكتاب بيان التعبير لعبدوس، وكتاب جمل الدلائل وكتاب مبادئ التعبير، وكتاب كافي الرؤيا، وكتاب التعبير للطاموسي، وكتاب مقرمط الرؤيا، وكتاب تحفة الملوك، وكتاب منهاج التعبير لخالد الأصفهاني، وكتاب مقدمة التعبير، وكتاب حقائق الرؤيا، وكتاب الوجيز لمحمد بن شامويه، وكتاب التعبير لأبي سعيد الواعظ، وكتاب كامل التعبير للشيخ أبي الفضل حبيش بن إبراهيم بن أحمد النقيشي، وكتاب الإشارات إلى علم العبارات لأبي عبد الله بن أحمد بن عامر السالمي، وكتاب الدر المنظم في السر المعظم لمحمد القرشي النصيبي، وغير ذلك مثل الشيخ أوحد الدين عبد اللطيف الدمياطي، والشيخ عبد القادر الأشموني، والشيخ يوسف الكروني السكندري، والشيخ محمد الفرعوني، والشيخ حسن الرملي، والشيخ نور الدين الكرخي الغزاوي، والشيخ تقي الدين المقدسي، والشيخ شرف الدين الكركي، والشيخ شمس الدين حمدون الصفدي وغير ذلك، وأضفت إلى ذلك ما اتفق لي ولغيري من الرؤيا الصحيحة التي ظهرت كفلق الصبح، فما اتفقوا عليه بينته بقول واحد، وما اختلفوا فيه بينته وبينت تعبير كل واحد على حده، وما ظهر معناه أولته بديل أو معنى واضح أشرت في أوله بقوله قال بعض المعبرين أو قال بعضهم.
فصل في إيضاح أدلة تدل على أن
علم الرؤيا أصل في الشريعة
منها قوله تعالى: " وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث " قال الواحدي: هو تأويل الرؤيا، وقوله تعالى " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " قال بعض المفسرين يعني الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة.
قال الشهرزوري في شرحه للأربعين حديثا وكذا زين العرب في شرحه للمصابيح: إن مدة ابتداء وحي الرسول عليه السلام إلى مفارقته الدنيا كانت ثلاثا وعشرين سنة، وكانت ستة أشهر منها في أول الأمر يوحى إليه مناما، فهي جزء من ستة وأربعين جزءا من جملة أيام الوحي، لأنه عاش ثلاثا وستين سنة على أكثر الروايات، وأوحى إليه بعد أربعين سنة.

ومنها قوله عليه الصلاة والسلام: من لم يؤمن بالرؤيا الصالحة لم يؤمن بالله واليوم الآخر.
ومنها قوله عليه الصلاة والسلام: لم يبق من النبوة إلا المبشرات قال الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له.
ومنها قوله عليه الصلاة والسلام أصدقكم حديثاً أصدقكم رؤيا وإذا اقترب الزمان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن ولا ينبغي لأحد أن يكذب رؤياه ويزعم أنه رأى غير ما رأى فإن الرؤيا وحي يوحيه الله له في المنام.
ومنها قوله عليه الصلاة والسلام في صحيح البخاري أن من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولم يفعل.
ومعنى الحلم هو معنى الرؤيا لكن غلب استعمال الرؤيا في المحبوبة والحلم في المكروهة.
وقال عمر رضي الله عنه: ألا أخبركم أن الإنسان إذا نام عرج بروحه إلى السماء فما رأى قبل أن يصل إلى السماء فذلك حلم، وما رأى بعد أن يصل إلى السماء فذلك الذي يكون. وفي قول ابن سيرين بيان أن ليس كل ما يراه الإنسان يكون صحيحا ويجوز تعبيره، إنما الصحيح منه ما كان من الله تعالى يأتيك به ملك الرؤيا وهو روحائيل من نسخة أم الكتاب يعني من اللوح المحفوظ وما سوى ذلك أضغاث أحلام لا تأويل لها.

فصل في بيان معرفة الرؤيا ومجاريها وقوتها وضعفها
وبينت ما كان مستقيماً واضحا، وألغيت ما كان أضغاثاً مختلطاً وتأملت ذلك بتوفيق الله تعالى، واعلم أن أصدق الرؤيا إن نمت على جنبك الأيمن لقول ابن سيرين: من نام على جنبه الأيمن فرأى رؤيا فهي من الله تعالى، ومن نام على جنبه الأيسر أو على ظهره ورأى رؤيا فإنها من قبل الأرواح، وربما يصح بعض ذلك وما كان منها في منامه على بطنه فهو أضغاث أحلام، وأصدق ما تكون الرؤيا في الربيع والصيف لما تقدم من الحديث الشريف وقد ذهب بعضهم بأن تفسير ذلك على هذا الوجه وأضعف ما تكون في الخريف والشتاء، وقد قال ابن سيرين وغيره أقوى ما تكون الرؤيا عند إدراك الثمار واجتماع أمرها، وأضعف ما تكون عند سقوط ورقها وذهاب ثمارها، وقيل إن الله تعالى وكل على كل مدر وشجر ملكاً لحفظه من الجن لئلا يفسدونه، فإذا انقضى أوانها وارتفعت الملائكة الموكلون بها بعدت النفوس وتغيرت الأمزجة، فتظهر الأحلام السوء والاضغاث.
فصل
وأقرب ما تخرج الرؤيا أي تظهر الرؤيا إذا رؤيت آخر الليل فإنه ينتظر بها، وروى أن ابن سيرين قال: من رأى رؤيا أول الليل فإنه ينتظر بها إلى عشرين سنة مما دون ذلك، ويقاس على الليل وعلى السنين ويعرف ما مضى من الليل وينقص من السنين بقدره مثاله، إذا مضى من الليل نصفه ينتظر الرؤيا إلى عشر سنين فما دون ذلك، ويقاس على ذلك ومن رأى رؤيا بعد الصبح فإن ينتظر لها مدة شهر وما دون ذلك، وكذلك رؤية النهار وقد ظهرت رؤية يوسف عليه السلام بعد عشرين سنة، فلأجل ذلك حد آخر انتظار الرؤيا عشرين سنة.
وقال الكرماني: أصح ما تكون الرؤيا عند استغراق النوم لقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: ما زال الإنسان يرى الشيء فيكون ويرى الشيء فلا يكون. والجواب عن ذلك في قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فصل
وقد يبطل تأويل الرؤيا إذا كان الإنسان قد عمل فيما يراه في منامه وشغل به في اليقظة سره وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الرؤيا ثلاثة فالرؤيا الصالحة بشرى من الله تعالى والرؤيا من تخويف الشيطان والرؤيا مما يحدث بها الرجل نفسه.

وقال بعض المعبرين: الرؤيا الصالحة على قسمين، قسم بشرى وقسم تحذير. وقد تخرج الرؤيا على مآرب كثيرة وقد رأى كسرى في المنام زوال ملكه وظهور محمد صلى الله عليه وسلم وكان كذلك، وقد رأى النمروذ حين رمى الخليل إبراهيم عليه السلام بمنجنيق أن الخليل في روضة خضراء وفيها عين جارية فكان كذلك، ورأى فرعون أنه دخل البحر وجنوده فغرقوا فكان الأمر كذلك، وإن لم تخرج الرؤيا لصاحبها خرجت لبنيه أو لنظيره أو لأحد من عشيرته، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه أن ابن أبي العيص في الجنة بعد موته وكان مشركاً فأولها صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد لأنه كان نظيره، وإن عبرت الرؤيا في المنام فإنها تخرج على نحو ما عبرت به إذا كان المعبر ممن يركن إليه وسيمته الخير، وإن رأى الإنسان رؤيا مما تدل على خير أو غيره ثم انتظرها فرآها على صفة ما رأى أولاً فتكون قد عبرت، ولا يكون ذلك تكرار عند بعض المعبرين، وليست الرؤيا تبطل بتأويل ما أول بما يخالف التعبير إذ لو كان ذلك لبطلت رؤيا عزيز مصر لقول المعبرين اضغاث أحلام، وإن الشيطان يتمثل في الرؤيا بكل شيء إلا بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله، وفي الحديث: إذا رأى أحدكم ما يكره فليقم وليتفل ولا يحدث به الناس. وفي الحديث: المنام على رجل طائر إذا قص وقع. وأول بعضهم قص الرجل الوقوع وفي حديث آخر ما يدل معناه أن الإنسان إذا رأى في منامه ما يكره فلا يحدث به أحداً وأن يبصق عن يساره ويتعوذ من الشيطان فإنه لا يضره إن شاء الله تعالى.
وينبغي أن يكون المعبر ذا حذاقة وفطنة، صدوقا في كلامه، حسنا في أفعاله، مشتهراً بالديانة والصيانة بحيث لا ينكر عليه فيما يعبره لشهرة صدقه، ولذلك سمى الله يوسف بالصديق، وأن يكون عارفا بالأصول في علم التعبير، وأن يميز رؤية كل أحد بحسب حاله وما يليق به وما يناسبه ولا يساوي الناس فيما يرونه، ويعتبر في تعبيره على ما يظهر له من آيات القرآن وتفسيره ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما ينقله المتقدمون في كتبهم وقد يقع بوادر، ويعتمد على تعبيرها من الألفاظ الجليلة الظاهرة بين الناس وما نقل عن الأدباء في أشعارهم وغير ذلك من أشياء تناسب في المعنى كما سنذكر إن شاء الله تعالى بعض ذلك في باب النوادر، ولو اعتمد المعبرون على ما ضبط في الكتب خاصة لعجزوا عن أشياء كثيرة لم تذكر في الكتب، لأن علم التعبير واختلاف رؤيا الناس كبحر ليس له شاطئ وقد وضعت هذا الكتاب ملخصا وبوبته ثمانين بابا وجعلت لكل باب ما يناسبه من معانيه وأسأل الله العصمة من الخطأ والنسيان فإنه حسبي ونعم الوكيل.

الباب الأول
في رؤية الله تعالى والعرش والكرسي
واللوح والقلم وسدرة المنتهى
فصل في رؤية الله تعالى
قال دانيال: من رأى الله عز وجل من المؤمنين في منامه بلا كيف ولا كيفية مثل ما ورد في الأخبار يدل على أنه تعالى يريه ذاته يوم القيامة وتنجح حاجته.
ومن رآه وهو قائم والله تعالى ينظر إليه دائما على أن هذا العبد يسلم في أمر ويكون في رحمة الله تعالى فإن كان مذنبا ينبغي أن يتوب.
وقال ابن سيرين: من رأى الله تعالى وهو يتكلم معه يدل على أن هذا العبد يكون عند الله عزيزا لقوله تعالى " وقربناه نجيا " .
ومن رأى أن الله كلمه من وراء حجاب يدل على زيادة ماله ونعمته وقوة دينه وأمانته.
ومن رأى أن الله كلمه لا من وراء حجاب يدل على وقوع الخطاب عليه لأجل الدين لقوله تعالى " وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء الحجاب " .
ومن رأى أن الله تعالى قربه وعززه ورحمه بكرامة يدل أنه تعالى يرحمه في الآخرة ولكنه يبتليه في الدنيا.
ومن رأى أن الله تعالى يعظه يعمل عملاً يكون لله فيه رضا لقوله تعالى " يعظكم لعلكم تذكرون " .
ومن رأى أن الله تعالى بشره بالخير يدل على أن الله تعالى راض عنه.
ومن رأى أن بشره بالشر يدل على أن الله تعالى غضبان عليه فليتق الله ويحسن أفعاله.
ومن رأى أنه قائم بين يدي الله تعالى ناكسا رأسه يدل على أنه يصل إليه ظالم لقوله تعالى " ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم " .
وقال الكرماني من أعطاه الله تعالى شيئا في منامه سلط الله البلاء والمحنة على بدنه في الدنيا.

ومن رأى الله تعالى ورأى من يخبره يقع له حاجة عند أحد من الناس ويكون قضاؤها على ما تكون الرؤيا له.
ومن رأى أن الله تعالى نزل على أرض أو مدينة أو قرية أو حارة ونحو ذلك يدل على أن الله تعالى ينصر أهل ذلك المكان ويظفرهم على الأعداء فإن كان فيها قحط يدل على الخصب، وإن كان فيها خصب زاد الله خصبها ويرزق أهلها التسوية.
ومن رأى أن الله تعالى نور وهو قادر على وصفه فإنه يدل على أن الله تعالى سماه باسم آخر يحصل له شرف وعظمة.
ومن رأى أن الله قال له تعال إلى يدل على قرب أجله.
ومن رأى أن الله تعالى غضب على أهل مكان يدل على أن قاضي ذلك المكان يميل في القضاء وأنه يظلم الرعية أو عالمه يكون غير متدين، وإن كان الرائي سارقا سقطت رجله ويدل على أن الرائي يكون مذنبا أيضاً ولائقا بالعقوبة ويقع في ذلك المكان بلاء وفتنة.
ومن رأى أن الله تعالى على صورة رجل معروف يدل على أن ذلك الرجل قاهر وعظيم.
ومن رأى أن الله تعالى في المقابر يدل على نزول الرحمة على تلك المقابر.
ومن رأى أن الله تعالى على صورة وهو يسجد لها فإنه يفتري على الله تعالى.
ومن رأى أنه يسب الله تعالى يكون كافراً بنعمة الله تعالى وساخطاً لقضائه وحكمه.
ومن رأى أن الله تعالى جالس على سرير أو مضطجع أو نائم أو غير ذلك مما لا يليق في حقه جل وعز ويدل على أن الرائي يعصى الله تعالى ويصاحب الأشرار.
وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: رؤيا الله تعالى في المنام تؤول على سبعة أوجه حصول نعمة في الدنيا، وراحة في الآخرة، وأمن وراحة، ونور وهداية، وقوة للدين، والعفو والدخول إلى الجنة بكرمه، ويظهر العدل ويقهر الظلمة في تلك الديار، ويعز الرائي ويشرفه وينظر إليه نظرة الرحمة.
وقال أبو حاتم سألت محمد بن سيرين أي الرؤيا أصح عندك ؟ قال: أن يرى العبد خالقه بلا كيف ولا كيفية.
وقال السالمي رحمه الله: من رأى الله عز وجل وهو يعانقه أو يقبله فاز بالأمر الذي يطلبه ونال من حسن العمل ما يرغبه.
ومن رأى أنه أعطاه شيئا من أمور الدنيا فإنه يصيبه أسقام.
ومن رأى أنه وعده بالمغفر: أو بشره أو غير ذلك فإن الوعد يكون على حكمة لقوله تعالى " قوله الحق " .
ومن رأى أنه يفر من الله تعالى وهو يطلبه فإنه يحول عن العبادة والطاعة، أو يعتق والده إن كان حيا، أو يأبق من سيده إن كان له سيد.
ومن رأى أن الله سبحانه وتعالى يهينه يكون ذا بدعة فليتق الله سبحانه وتعالى لقوله تعالى " يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه " الآية.
ومن رأى الله سبحانه وتعالى على غير ما ذكرنا جميعه يكون نوعاً مفرداً مما يوافق الشريعة فهو خير على كل حال.
وقال أبو سعيد الواعظ: من رأى كأنه قائم بين يدي الله تعالى والله ينظر إليه فإن كان من الصالحين فليحذر الله تعالى لقوله تعالى " يوم يقوم الناس لرب العالمين " .
ومن رأى كأنه يكلم الله من وراء حجاب فإنه يحسن دينه، وإن كان عنده أمانة أداها، وإن كان ذا سلطان نفذ أمره.
ومن رأى أنه يتكلم مع الله تعالى من غير حجاب فإنه يؤول بحصول خلل في دينه لقوله تعالى " وما كان لبشر أن يكلمه الله " الآية.
ومن رأى أن الله سبحانه وتعالى حاسبه أو غفر له ولم يعاين صفة لقى الله في القيامة كذلك.
ومن رأى أن الله تعالى ساخط عليه فإنه عاق لوالديه فليستغفر لهما، وربما يسقط من مكان رفيع لقوله تعالى " ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى " .

فصل في رؤية العرش وما يتصف به
من رآه على هيئته الوصوفة عند العلماء فهو خير على كل حال، وقيل إن العرش يعبر بأمير كبير.
ومن رآه وهو مزخرف يعبر بأنه يصاحب رجلاًجليل القدر ويحصل له منه عز وجاه.
وإن رآه بالزخرف ملونا بألوان شتى يدل على أن الرائي يصاحب رؤساء ذوي فضائل ومعرفة ويعلو قدره.
ومن رآه على غير هيئة حسنة يكون ذلك نقصا في حق الرائي وحقارة له.
وقال جعفر الصادق: رؤية العرش تؤول على خمسة أوجه رئاسة ورفعة ومرتبة وعز وجاه.
ومن رأى أنه يطيل النظر إلى العرش من غير مشقة فإنه يدوم في سلطانه.
فصل في رؤية كرسي الله تعالى
وهو في المنام علم وقال بعض المعبرين: هو رجل كامل عاقل.
وقال جابر المغربي: الكرسي يؤول بمطيع أو زاهد تقي كامل أو ملك عادل ورع عالم.

ومن رأى أنه متلألئ بالنور وعليه جلالة وهيبة فيكون الرائي ذا مهابة وصلاح.
وإن رآه أحد من العلماء يكون في حقه أحسن من غيره ويصل إلى رائيه خير من السلطان العادل أو من العالم العامل ويكثر ماله.
ومن رأى بضد ذلك يدل على حصول نقص في أمور العلماء والأدباء.
وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: رؤية الكرسي تؤول على ستة أوجه العدل والعز والولاية وعلو الأمر والقدر والجاه وأما الكرسي الذي يؤلفه النجار فهو امرأة بقدر ذلك الكرسي.
وقال السالمي: رؤية الكرسي خير على كل حال ما لم يكن فيه ما ينكر في الشريعة، فإن كان فيه ما ينكر فليس بجيد في حق الرائي إما في الدين أو في أمر يطلبه من أمور الدنيا.

فصل في رية اللوح المحفوظ
وهي تعبر برؤية رجل عالم مؤمن مقبول الكلام.
وقال بعض المعبرين: هو رجل مصلح منفق ماله في طريق الحق.
وقال الكرماني: هو يؤول للرائي بحصول علم وقرآن وحكمة لقوله عز وجل " بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ " .
وقال جابر المغربي: من رأى اللوح المحفوظ صغيرا حقيرا يدل على كون حال الرائي رديئا.
ومن رأى اسمه مكتوبا في اللوح المحفوظ فإنه يدل على قرب أجله.
ومن رأى شيئا مكتوبا في اللوح المحفوظ يكون ذلك الشيء موجود بعينه.
وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: رؤية اللوح الذي يتعلم فيه الصبيان يؤول على ستة أوجه رئاسة وولد وعالم وهداية ونفاذ أمر وعلم.
فصل في رؤية القلم
فمن رأى قلم القدرة وهو يكتب في اللوح المحفوظ وفسر قراءة الكتابة فإن الرؤية تكون كما هي مكتوبة، وإن لم يفسر الكتابة فإنه يكون متفكرا في خلق الله، ورؤية القلم ما لم يكن فيه حادث فهي جيدة، وإن كان فيه حادث فهو تشوش خاطر أو تعطيل ما يقصده من أمور الدنيا.
وأما أقلام الكتابة فلها تأويلات فمن رأى أن بيده قلما يرزقه الله تعالى ولدا عالماً فاضلاً وقيل إنه وظيفة وقيل علم لقوله تعالى " علم بالقلم " الآية.
وإن رآه وهو يكتب به فهو مشي حال وقضاء حاجة.
ومن رأى به ما يعيبه فهو ضد ذلك.
ومن رأى أن يكتب ولا يظهر أثر كتابته فإنه إن كان صاحب منصب عزل عنه وقيل أمره لا ينفذ وقد رأى بعض الأعيان بيده أربعة أقلام فعبرت بأربعة وظائف وكان الأمر كذلك.
ومن رأى بيده عدة أقلام فهو خير على كل حال.
ومن رأى أنه يبرى قلما وأتم برايته يكون مسددا في أموره، وإن عسرت عليه برايته يكون بضد ذلك.
ومن رأى أنه يمد قلما من دواة مجهولة فإنه يرتكب فاحشة.
ومن رأى أنه زوج قلما إلى قلم ففيه وجهان إما أن يولد له ولدان أو يأتيه أخ.
ومن رأى أن قلمه ضاع أو سرق أو باعه أو كسر فلا خير فيه ويكون التعبير على قدر حسب الرائي.
ومن رأى أنه يكتب بقلم وهو أمي فلا خير فيه وربما يدل على قرب وفاته.
وقال الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه: رؤية القلم تؤول على سبعة أوجه حكمة وأمر وعلم وأبهة وولاية.
فصل في رؤية سدرة المنتهى
من رأى بها أوراقاً ثابتة يدل على كثرة المواليد في ذلك الزمان والمكان.
ومن رأرى ورقها أو بعضه يتساقط فيدل على وقوع فناء.
ومن رأى ورقة عليها اسم معين اصفرت يكون قرب أجل صاحب ذلك الاسم وإن سقطت يكون فراغ عمره.
ومن رأى أنها خالية عن أوراقها لا خير فيه وربما دلت رؤيتها على انتهاء أمر الرائي بما هو فيه من خير أو شر لاشتقاق اسمها.
الباب الثاني
في رؤية الملائكة والوحي والسموات والأفلاك
فصل
من رأى جبريل عليه السلام فإنه يسافر في طلب علم ويدرك أمنية وإن تكررت رؤياه فإنه ظفر على الأعداء، وربما أمر بمعروف أو نهى عن منكر.
ومن رأى ميكائيل فإنه يرزق مالا وشرفا وعزا أو يكون سخيا جوادا.
ومن رأى إسرافيل فإنه خبر صالح وسفر فيه معاش بمصلحة ومنفعة.
ومن رأى عزرائيل ملك الموت فليستعد للموت، وإن كان هناك عليل يدل على موته، وربما دل على عدو قاصد فليعتبر بسوء أحوال الرؤيا وما تدل عليه من صلاح وفساد.
ومن رأى أنه يقبله فيدل على حصول ميراث، وقيل تدل على تفرق جماعة أو حدوث أمر مكروه.
ومن رأى أحداً من الملائكة الروحانية أو الكرام الكاتبين فإن ذلك شهادة يرزقها أو شهادة تقع عليه.

ومن رأى أحد الملائكة في موضع فإن أهله يصيبون خيرا وظفرا وفرجا من هم أو غم، وإذا رأى جملة من الملائكة فربما يدل على عسكر وربما يكون طاعونا وحربا وقال بعضهم الملك يعبر بالملك أو بقاصده.
ومن رأى أنه يطير مع الملائكة فإنه ينال السعادة في الآخرة ويفوز برضوان الله وكرمه.
ومن رأى أحداً من الملائكة على هيئة إنسان حسن الملبس والمنظر فإنه سرور وخير.
وإن رآه على صورة قبيحة أو نقصان فإنه ضد ذلك.
وإن رأى ملكاً وأخبره بأمر فيكون كذلك.
وقال أبو سعيد الواعظ: رؤية الملائكة إذا كانوا معروفين تدل على حصول شيء لصاحب الرؤيا وعز وقوة وبشارة ونصره وأمن ويسر وحج.
ومن رأى الملائكة هبطت إلى مكان فإنه يؤول بالنصرة لأهله.
ومن رأى أحداً من الملائكة على صفة النسوة فإنه يؤول بكذبه على الله تعالى.
ومن رأى كأن الملائكة يلعنونه فإنه يؤول بفساد دينه وعدم اعتقاده.
ومن رأى أحداً من الملائكة يصنع شيئا معروفا فإنه يؤول على حسن دين صاحب تلك الصنعة وسلوكه فيها وفي تلك الطريقة الحميدة.
ومن رأى أنه صاحب ملكا فإنه عز ودولة ورفعة وظفر.

فصل في رؤيا الوحي
من رأى أنه أوحى إليه أو إلى غيره بأمر على لسان ملك معروف الهيئة لا يشك فيه فإنه يعبر على ستة أوجه: يأولها ما يخبر به حق لقول النبي صلى الله عليه وسلم الدال معناه على ذلك، والثاني تفويض أمر إليه أو وصول خبر من السلطان على لسان واسطة ثم يعتبر الخبر ويعبر على ما يظهر مما قيل للرائي، والثالث علو شأن وارتفاع مكان وعز وإقبال، والرابع زيادة في العلم وصلاح في الدين وسياسة في الأمور، والخامس ربما يكون مضى من عمر الرائي أربعون سنة إذا كان مما يعبر عنه، والسادس قيل إنه كرامة من الله تعالى وعصمة.
فصل في رؤيا السموات
من رأى أنه في السماء الأولى فإنه يدل على قرب أجله.
ومن رأى أنه في السماء الثانية يحصل له علم وحكمة.
ومن رأى أنه في السماء الثالثة يحصل له العز والإقبال في الدنيا.
ومن رأى أنه في السماء الرابعة فإنه يتقرب إلى السلطان.
ومن رأى أنه في السماء الخامسة يحصل له فزع وجزع.
ومن رأى أنه في السماء السادسة يحصل له سعادة وجاه.
ومن رأى أنه في السماء السابعة يحصل له جاه ونعمة وعلو قدر.
ومن رأى أنه صعد إلى السماء ووجد بابها مغلوقا فلا خير فيه ويدل على عمله إما برياء أو نقص فيه.
ومن رأى أنه لا يستطيع النظر إلى السماء ونكس رأسه فإنه يعز سلطانه وتغير أموره.
وقال ابن سيرين: من رأى أنه في السماء فإنه يدل على أنه يسافر سفرا عظيما ويجد في ذلك السفر عزا ومرتبة في الدنيا والآخرة.
ومن رأى أنه طار على عرض السماء يكون مثل ذلك.
ومن رأى أنه يسافر مستقيماً إلى أن وصل السماء يدل على وصول شدة ونصرة للرائي.
ومن رأى أنه سار إلى السماء قائما ولم يعد إلى الأرض يدل على انقضاء عمره.
ومن رأى أن راسه وصل السماء يدل على علو المنزل وزيادة الأبهة.
ومن رأى انه سمع من السماء نداء مناد فإنه يكون خيرا.
وقال الكرماني من رأى أنه بني في السماء بناء فإنه يدل على موته.
ومن رأى أنه بنى في السماء بناء من الآجر والجص يدل على أنه يكون مغرورا في الدنيا.
ومن رأى أنه نزل من السماء رمل أو تراب إن كان قليلا يكون جيدا وإن كان كثيراً يكون ضد ذلك.
ومن رأى أنه نزل من السماء نار أو عقرب أو حية أو حجر يدل على نزول عذاب الله على ذلك المكان.
ومن رأى أنه تدلى من السماء دل على أنه يتمسك بدين الله وسنة رسوله.
ومن رأى أنه معلق من السماء بحبل يدل على علو أمره.
ومن رأى ابواب السماء مفتحة يدل على إجابة الدعاء وكثرة الأمطار وجريان المياه لقوله تعالى " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر " الآية.
ومن رأى أنه صعد إلى السماء بسلم أو بسبب من الأسباب نال من الملك حظوة ورفعة وإن صعد إليها بلا سلم ولا سبب نال منه خوفا.
ومن رأى أنه غاب في إحدى السموات ولم يدر بنفسه في أي سماء هو ولم يرجع إلى الدنيا فإنه يموت لا محالة لقوله تعالى " إني متوفيك ورافعك إلي " .
ومن رأى أنه في السماء ولم يدر متى صعد إليها فإنه يدخل الجنة إن شاء الله تعالى.

ومن رأى أنه وقع من السماء فإن ذلك مكروه في الدين لقوله تعالى " ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء " الآية.
ومن رأى ذلك سلطانا أو ذا سلطان فإنه يزول عنه سلطانه ولا يتم له أمره.
ومن رأى أن طائرا طار به إلى السماء ولم يقع فإنه يصيب رفعة وخيراً.
ومن رأى في السماء سراجا فإنه يؤول ذلك بالشمس فإن رآه انطفأ فإن الشمس تكسف.
ومن رأى أن السماء انشقت فإنه اختلاف بين الناس أو كذب على الله لقوله تعالى " تكاد السموات يتفطرن منه " الآية.
وقيل رؤية السموات سفر وغيبة وقيل أمطار لأن العرب تسمى المطر سماء وأنشدوا في ذلك شعراً:
إذا نزل السماء بأرض قوم ... رعيناه وإن كانوا غضابا
وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: من رأى لون السماء أبيض يكون في ذلك المكان نعمة وخصب، وإن رآه أخضر فهو خير، وإن رآه أصفر فهو داء ومرض، وإن رآه أحمر فهو حرب وسفك دم، وإن رآه أسود فهو قحط وضيق، وإن رأى أن السماء تتلون يكون في ذلك المكان بلاء وفتنة عظيمة.
ومن رأى في السماء علامات حمراء مثل الأعمدة يكون لمثل ذلك المكان قوة ونصرة.
ومن رأى أنه عبد السماء يكون ضالا بلا دين.
ومن رأى أنه نزل من السماء حبات أو دقيق تكون نعمته مزيدة.
ومن رأى أن في السماء أشجارا أو قناديل موقدة أو نحوها يدل على انتقال جماعة من أهل الدنيا إلى الآخرة فإن عرف من ذلك شيئا أو قيل له هذا لفلان فيكون المنتقل هو بعينه.

فصل في رؤيا الأفلاك
من رأى أن الفلك دائر فإنه تحسن معيشته وإن رآه واقفا من غير دوران يكون ضد ذلك.
ومن رأى أنه متعلق به متمكن منه فإنه يهم بأمر وينتج فيه وإن لم يتمكن يكون ضد ذلك.
ومن رأى أن الفلك يدور أو يتحرك فإنه يسافر من منزله إلى منزل آخر.
فصل في رؤيا البيت المعمور
وهو يؤول على أوجه وقال ابن سيرين: من رأى أنه دخل فيه فإنه يتقدم على قوم ويظهر بالعلم وينجح ويأمن من شر الأعداء.
ومن رأى أن البيت المعمور موضوع على الأرض فإنه يدل على مصاحبة ملك عادل.
ومن رأى انه أقام في البيت المعمور فإنه يدل على قرب أجله.
ومن رأى أنه دخل أو فعل فيه شيئا من أنواع العبادات فإنه يدل على حصول مراده.
وقال الكرماني: من رأى طريقاً مستقيماً من الأرض إلى البيت المعمور فإنه يدل على كثرة الحجاج في تلك السنة.
ومن رأى أن البيت المعمور مزخرف أو به ما يزين فإنه يؤول بنظام الأمر ونتائج الأحوال في حق العلماء.
الباب الثالث
في رؤيا الشمس والقمر والكواكب
والليل والنهار والحر والبرد
فصل في رؤيا الشمس
قال دانيال: رؤيا الشمس تؤول بالخليفة والسلطان فمن رأى أحدث فيها حادث مما ينكر في اليقظة فيكون عائداً إليها حسب الحادث.
ومن رأى أنه قبض الشمس في السماء بيده أو جعلها في ملكه أو صار شمسا أو صار في مكانها أو أخذ من ضوئها يحصل له السلطنة إن كان يليق به ذلك وإلا يحصل للرائي عظمة وأبهة على مقداره ويتقرب عنده أو يتوب عنه.
ومن رأى أنه أخذ الشمس بيده لكن لا من السماء ولا نور لها ولا شعاع وأنها لم تكن مظلمة يحصل له الفرج من الغموم وإن كانت مظلمة ولم يكن في مكان يحتاج السلطان إلى الرائي في أمر من الأمور.
وقال جابر المغربي: الشمس تعبر بالوالدة واستدل لذلك بقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام " إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين " .
ومن رأى الشمس مضيئة قد طلعت في بيته خاصة يخطب امرأة من أقاربه وإن رآها طلعت في بيت غيره يخطب امرأة من الأجانب وفي كلاهما يحصل له خير ومنفعة من أهل تلك المرأة.
ومن رأى أنه يسجد للشمس يظهر منه خطيئة.
ومن رأى الشمس على الأرض ولا ضوء لها يدل على عزل ملك ذلك المكان.
ومن رآها في يده مظلمة سوداء يحصل للملك وللرائي ما يكرهانه.
ومن رأى الشمس في مبخس وغابت فيه يدل على موت السلطان لا محالة.
وقال إسماعيل بن الأشعث من رأى الشمس تكلمه فإنه ينال من السلطان عزا وشرفا.
ومن رأى شمسين قد اصطكا فإنهما سلطانان يقتتلان.
ومن رأى أن الشمس طلعت من الأرض وأنارت كما تكون فإن كان مريضا يدل على إفاقته وإن كان له غائب يدل على رجوعه سالما غانما.

ومن رأى أن الشمس طلعت بعد ما غابت فإن كان في أمر ملتبس ينكشف له أو تنفق سلعته وصناعته بعد كسادها أو يراجع زوجته.
ومن رأى أن الشمس طلعت من الغرب أو من غير مطلعها فإنه يكون حادثا يحدث أو تكون آية للرائي إن كان مطيعا فهي تبشير وإن كان عاصياً فهي إنذار.
جعفر الصادق: الشمس تؤول عند المعبرين على ثمانية أوجه خليفة وسلطان ورئيس وعالم كبير وعدل ونذر وبعل امرأة وأمرنير.
وقال أبو سعيد الواعظ: من رأى الشمس تدور حول السماء وهو ناظر إليها فإنه يكون مرشداً للملك يقتدى برأيه وربما كانت الشمس أميرا عظيم المزية توليته عن الخليفة وربما كانت امرأة جميلة أو جملة من الذهب.

فصل في رؤيا القمر
قال دانيال: يؤول إما بوزير الخليفة أو بوزير الملك أو بمن يقوم مقامهما فمن رأى أنه أمسك القمر أو جعله في ملكه يدل على أنه يكون وزيرا للملك أو مقربا عنده أو خاصا من خواصه.
ومن رأى أنه حارب القمر يدل على أنه يحصل له المحاربة مع أحد هؤلاء المذكورين.
ومن رأى أنه أقام مقام القمر أو أخذ منه نورا يكون أحد هؤلاء، ومن أخذ القمر لكن لا من السماء ولا نور له ولا شعاع ولم يكن مظلما يدل على الفرج من الغموم، وإن كان مظلما ولم يكن في مكانه يدل على احتياج أحد هؤلاء إلى الرائي في أمر من الأمور.
وقال ابن سيرين: إن القمر إذا كان بدرا يؤول بالملك.
ومن رأى أن القمر انشق نصفين يدل على هلاك الملك أو أحد هؤلاء المذكورين.
ومن رأى أنهما انضما بعد الانشقاق يدل على أن الناس يتظلمون منه ويطلبون العدل وقال بعضهم تمرض زوجته.
ومن رأى أن القمر كلمه يدل على وجدان الولاية ونجاح الحاجة.
ومن رأى القمرين البدرين تحاربا يدل على محاربة ملكين، وإن كانا غير بدرين يدل على محاربة اثنين ممن هو دون الملك.
وقال جابر المغربي: من رأى القمر في يده أو عنده يدل على أنه يخطب امرأة، فإن كان القمر هلالا فإنها تكون المرأة دونه في الأصل والنسب، وإن كان نصف القمر مظلما تكون المرأة من أولاد الموالي، وإن كان بدرا تكون أعلى منه في الأصل والنسب، وإن رأت هذه الرؤيا امرأة يطلبها بعل ويكون حكم ذلك في التعبير على ما تقدم.
وإن رأى القمر نقيا قد طلع في بيته يدل على أنه يحصل له خير من قبل ملكه أو يخطب امرأة ويشترى أمه.
وإن رآه طالعا في بيت أحد غيره يدل على أنه يخطب امرأة من أهل ذلك البيت ويحصل له بسببها خير ومنعة.
وإن رأى القمر منخسفاً يدل على رداءة حال ملك ذلك الزمان أو حال وزير مثل عزل الملك عن مملكته أو الوزير عن وزارته خصوصا إذا انخسف بتمامه.
ومن رأى القمر هلالا طلع من مطلعه لكن لا في أول شهر وبعد طلوعه أخذ نوره في التزايد إلى أن صار بدرا يدل على أن يولد ولد في ذلك المكان ويصير ملكا أو يكون الوزير أو من يقوم مقامه ملكا.
ومن رأى هلالا طالعا من غير مطلعه يدل على وقوع أمر صعب في ذلك المكان يحصل منه للناس غم.
وقال بعضهم: رؤيا القمر تدل على ولادة ابن لملك ذلك المكان فإن رأى للقمر نوراً زائداً يدل على طول حياة ذلك المولود إن رأى أنه بدر يكون عمره وسطاً، وإن رآه ناقص النور يكون عمره قصيراً.
ومن رأى أنه عبد القمر يكون مشغولا بخدمة ملك أو وزير.
ومن رأى أنه مدن من القمر يدل على أنه يحصل له من ملك أو وزير خير ومنفعة.
وقال إسماعيل بن الأشعث: من رأى أنه أمسك القمر أو جاء القمر إليه يدل على أن تكون زوجته حاملا وتلد ولدا يكون مقربا عند ملك أو عالماً.
ومن رأى أن القمر خرج عن حده أسقطت زوجته ولداً ذكراً وإن لم تكن حاملاً فليس بمحمود.
ومن رأى أنه يأكل من القمر فإنه يغيب أحد المذكورين في صدر هذا الفصل.
ومن رأى أن القمر غاب أو هو على المغيب فقد صار الأمر الذي هو فيه على آخره وكذلك أول الليل أو وسطه أو آخره فقد يمضي من الأمر بقدر ما مضى منه.
وقال أبو سعيد الواعظ: من رأى القمر ضوئياً فإنه يؤول برضا الوالد وإذا كان بخلاف ذلك فتعبيره ضده وقيل رؤيا اجتماع الأهلة تؤول بالحج لقوله تعالى " يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج " .
ومن رأى هلالاً مفرداً وهو يريه للناس ولم يره غيره فإنه يدل على قرب أجله.
ومن رأى هلالاً قد طلع وغاب فإن الأمر الذي هو طالبه لا يتم له.

وقال جعفر الصادق: رؤيا القمر تؤول على سبعة عشر وجها ملك أو وزير أو نديم الملك أو رئيس أو شريف أو جارية أو غلام أو أمر باطل أو وال أو عالم مفسدا أو رجل معظم أو والد أو والدة أو زوجة أو بعل زوجة أو ولد أو عظمة.

فصل في رؤيا الكواكب
أما الداراري فهي سبعة وقد تقدم الكلام في الشمس والقمر، وأما الخمسة الباقية فهي زحل وهو صاحب عذاب الملك، والمشتري وهو صاحب خزانة أمواله، والمريخ وهو صاحب حربه، والزهرة وهي زوجة الملك، وعطارد هو كاتبه، والنجوم المعروفة فهي أعيانه وباقي النجوم جيوش له.
وقال جابر المغربي: غير الشمس والقمر من الكواكب إخوة وأخوات.
ومن رأى أنه يملك النجوم فإنه يملك أشراف الناس ويحتوي على قلوبهم.
ومن رأى أنه يضيع شيئا منها فإنه يضيع للناس مثل ذلك.
ومن رأى أنه أصاب منها أو من نورها شيئا فإنه يصيب منفعة بقدر ما أصاب.
ومن رأى النجوم في بيت أو في السماء منيرة فإنه يصيب سلطانا وعز أو يرتفع شأنه.
ومن رأى أنه ينظر النجوم المعروفة فذلك رشد وهداية وصواب في رأي.
ومن رأى أنه يأكل النجوم فإن ذلك غيبة ووقيعة في الناس.
ومن رأى أنه أخذ نجماً فإن كان له امرأة حبلى فإنها تلد ابنة.
ومن رأى أن نجما انقض عليه نجم أصاب سلطانا ورفعة.
ومن رأى أن نجما رمى به فأصابه يلقى من الشيطان شدة ثم ينفرج ما به، وإن أصاب سفينة غرقت أو دابة عطبت.
ومن رأى أن نجما سقط مات سريعا.
ومن رأى أن رأسه عاد نجما فإنه ديون تنجم عليه.
ومن رأى أن نجما سقط في الأرض فإنه سقوط جليل القدر، وإن كان له غائب قدم إليه، وإن كان عنده حامل فتعبير ذلك النجم، أو كان مذكرا تضع ولدا ذكرا وإن كان مؤنثا تضع بنتا.
ومن رأى أن النجوم مجتمعة عنده في داره فإنه يدل على هلاكه.
ومن رأى نجما طلع ثم غاب من غير سير فإن الأمر الذي يطلبه لا يتم له وهو أيضاً بمنزلة الهلاك.
ومن رأى أنه طلع وتم طلوعه وسار فتعبيره ضده.
قال أبو سعيد الواعظ: من رأى سهيلا طلع فإنه يدل على الإدبار، ورؤيا الزهرة تدل على الإقبال، ورؤيا المشتري يدل على صفاء العيش إلى آخر العمر، والشعري تؤول بأمر محال لأنها كانت تعبد في الجاهلية وكل ما يعبد سوى الله فهو محال.
وقيل رؤيا النجوم مطلقا تؤول بالسفر لأن المسافرين يهتدون بها في البحر.
فصل في رؤيا الليل والنهار
أما الأيام فيأتي ذكرها في أحد فصول الباب الثامن عشر، وأما الليل والنهار فالمراد بهما الظلمة والنور.
وقال ابن سيرين: من رأى ليلا ليلا مظلما فإنه يدل على الحزن والغم.
ومن رأى ليلة نيرة طيبة والناس يجدون فيها راحة فإنها تؤول بالفرح والسرور والعيش الطيب.
وقال الكرماني من رأى أنه يمشي في ليل مظلم والطريق مبهم عليه وهو يظن أنه على جادة الطريق فإنه يدل على استقامته في طريق الدين.
وقال جابر المغربي: من رأى الليل نهارا نيراً والشمس طالعة فإنه يدل على الخير والمنفعة وحصول المراد ومن رأى بخلافه فتعبيره بخلافه.
وقال أبو سعيد الواعظ: رؤيا الليل تؤول بالضلالة ومن رأى أن الدهر كله ليل لا نهار فيه فإنه غم أهل ذلك المكان وفزع وجزع وخوف والظلمة ظلم لمن كان أهله.
ومن رأى ليلا وبه قمر وكواكب تدور فلا بأس به.
ومن رأى أن داره ظلمة فإنه يسافر سفرا بعيدا، وقيل رؤيا الظلمات تؤول بالتحير في طريق الدين.
ومن رأى أنه كان في الظلمات ثم تبدل بالنور فإنه يدل على التوبة وفتح أبواب الدين.
وقال الكرماني: من رأى أنه كان في الظلمات ثم جاء إلى النور ثم رجع إلى الظلمات فإنه يؤول بالنفاق لقوله تعالى " وإذا أظلم عليهم قاموا " .
وقال جعفر الصادق: الظلمات تؤول على خمسة أوجه كفر وتحير وتعسير أمر وبدعة ووقوع في ضلالة.
ومن رأى أنه خرج في الظلمات إلى النور وكان من أهل الصلاح فإنه يخرج من الفقر إلى الغنى، وأما النور يعني النهار فإنه يؤول بالهدى، وأول النهار يؤول بأول الأمر الذي يطلبه ونصفه وآخره يقاس على كذلك.
ومن رأى أن الدهر كله نهار فإنه يؤول باستقامة أموره وطول عمره، وربما يستشيره سلطان ويقتدى برأيه.
فصل في رؤيا الحر والبرد
أما الحر فإنه يؤول بالهم والغم وشدته أبلغ، وأما البرد فإنه مشقة ومحنة وعذاب وقيل فقر ومضرة.

ومن رأى عضوا من أعضائه سقط من البرد فإنه يؤول بهلاكه أو هلاك أحد من أقاربه، وقيل رؤيا البرد في وقته ما لم يتجاوز الحد فليس بمضر وكذلك الحر والله أعلم بالصواب.

الباب الرابع
في رؤيا القيامة وأشراطها والجنة والنار والصراط
والميزان والحوض والحساب
فصل في رؤيا القيامة وأشراطها
ومن رأى أن القيامة قامت وبسط الله العدل بين الناس يدل على أنه إن كان في أهل ذلك المكان مظلومون سلط الله تعالى على ظالمهم الشدة والمضرة، وإن رأى أهل ذلك المكان قائمين بين يدي الله تعالى وعلامة غضب الله تعالى وعذابه موجودة لا يكون محمودا.
وقال جعفر الصادق: رؤيا القيامة تؤول في حق أهل الصلاح على أربعة أوجه الفلاح والأفراح والنجاح والصلاح وسعادة الخاتمة وفي حق أهل الفساد يكون بضد ذلك.
ومن رأى من أشراط القيامة شيئا مثل النفخ في الصور وطلوع الشمس من المغرب وخروج الدابة أو نحو ذلك فإن تأويله فتنة تظهر فيهلك فيها قوم وينجو آخرون، وينبغي للرائي أن يتوب وخروج الدجال رجل ذي بدعة وضلالة يظهر في الناس، والنفخ في الصور طاعون أو إنذار السلطان في بعث أو غيره أو قيامة تكون في البلد أو سفر عام إلى الحج والحشر ومجئ الله تعالى لفصل القضاء واجتماع الخلق للحساب عدل من الله تعالى يكون في الناس بإمام عادل يقدم عليهم أو يوم عظيم يراه الناس ويشهدونه.
ومن رأى كأنه أخذ كتابه بيمينه فاز بالصلاح والثناء الجميل والعز.
ومن رأى كأنه أخذ كتابه بشماله هلك بالإثم أو بالفقر والحاجة.
فصل في الحساب
ومن رأى أنه ذهب به إلى مكان الحساب يدل على الغفلة لقوله تعالى " اقترب للناس حسابهم وهم في غفله معرضون " .
ومن رأى أنه حوسب يقع في محنة وعذاب لقوله عليه السلام: من نوقش الحساب عذب.
وقال جعفر الصادق: رؤيا حساب القيامة تؤول على ستة أوجه العذاب من ملك أو شغل أو داء أو غم أو عناء أو عمر قصير.
فصل في الصراط
ومن رأى أنه كان قائما على الصراط يستقيم على يده أمور معوجة لقوله تعالى " ويهديك صراطا مستقيما " .
ومن رأى أنه مر على الصراط يأمن من البلايا والشدائد.
ومن رأى أنه سقط من الصراط في النار يقع في فتنة وبلاء ومصيبة عظيمة.
وقال الكرماني: من رأى أنه جاز الصراط يختار طريق الخيرات ويعمل أعمالا صالحة ويطلب رضا الله.
ومن رأى أنه وقع من الصراط في النار يأخذ عملا من الملك ويكون على يديه ظلم كثير وذنوب كثيرة.
ومن رأى أنه ابتلع الصراط فإنه يعمل أمرا مستقيماً يطلب الناس إظهاره منه فيكتمه.
وقال جعفر الصادق: رؤيا الصراط تؤول على ستة أوجه أمر مستقيم أو أمر صعب أو خوف أو ظلم من قبل السلطان أو ذنب أو نفاق مع الناس.
وقال أبو سعيد الواعظ: من رأى أنه على الصراط فإنه مستقيم في الدين.
ومن رأى أنه زل عن الصراط وهو يبكي فإنه يؤول بالغفلة في الدين ولكن يرجى له المغفرة، وربما دلت رؤيا الصراط على الزهد في الدنيا.
فصل في رؤيا الميزان
ومن رأى الميزان فإنه يدل على انبساط العدل وارتفاع الظلم لقوله تعالى " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا " .
فقال جعفر الصادق: رؤيا ميزان القيامة تؤول على ستة أوجه قاض أو عالم أو فقيه أو مهندس أو حكم مستقيم أو حكم باطل.
فصل في رؤيا حوض الكوثر
ومن رأى أن القيامة قامت واجتمع الخلق عند حوض الكوثر يطلبون الماء فإنه يدل على ولاية ملك يعدل بين الناس.
ومن رأى أنه شرب منه فإنه يموت على الإسلام.
ومن رأى أنه يدور حوله ويسال الماء منه فيمنع يدل أنه يعادي أصحاب النبي عليه السلام.
وقال الكرماني: من رأى اسمه مكتوبا عليه وأخذ كأسا وشرب منه يدل على أنه يصحب عالماً كبيراً أو سخيا وينال منه منفعة في الدنيا والآخرة.
وقال جابر المغربي: من رأى أنه شرب منه متواترا ولكن ماءه كدر أجاج يدل على أن الرائي يكون منافقا ولا يعتقد القرآن وأخبار النبي عليه السلام ويحقر دين الإسلام، وإن كان ماؤه مثل ما ورد في الأخبار يكون الرائي من جملة أكابر الإسلام الذين يشربون منه.

وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: رؤيا الحوض من حيث الجملة تؤول على أربعة أوجه رجل نافع للناس ورجل غني أو مال مجموع أو عالم ينفع الناس بعلمه وربما دلت عمارة الحوض على فعل الخيرات وهدمه يدل على ضد ذلك.

فصل في رؤيا الجنة رزقنا الله تلك بمنه وكرمه
ومن رأى أنه دخل الجنة فإنه يحصل له فرح وسرور وبشارة من الله تعالى بالخيرات، وقيل أمن قوله تعالى " ادخلوها بسلام أمنين " ومن رأى أنه تناول من فواكه الجنة أو أعطاه أحد وأكل منها فإنه يصل إليه بمقدار ذلك من الخير والراحة ومن رأى أنه تناول فاكهة بيده وأكل فإنه يتعلم علم الدين ويحصل سيرة المتقين ولا يستفاد منه.
ومن رأى كأنه مع الحور في الجنة ولم يعلم أنه فيها يكون في الدنيا ذا نعمة وإقبال إلى انقضاء أجله.
ومن رأى أنه أراد الدخول في الجنة ولكن منع يكون ميله في الدنيا إلى الفساد والعصيان.
ومن رأى باب الجنة قد غلق في وجهه يكون عاق الوالدين. رأى أنه قرب إلى الجنة ثم رد عنها يمرض ويؤدي مرضه إلى الموت ولم يشف.
ومن رأى أن الملائكة قد أخذوا بيده إلى الجنة فإنه يتوب إلى الله متاباً ويرتحل من الدنيا عن قريب.
وقال الكرماني: من رأى أنه قيل له ادخل الجنة ولم يدخل يتجنب عن طريق الديانة.
ومن رأى أنه قيل له تدخل الجنة يحصل له ميراث.
ومن رأى أنه سل السيف ودخل الجنة فإنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
ومن رأى أنه جالس تحت شجرة طوبى يحصل له مراده في الدنيا والآخرة لقوله تعالى " طوبى لهم وحسن مآب " .
ومن رأى أنه شرب في الجنة شرابا أو لبنا فإنه يصير غنيا من العلم والحكمة.
ومن رأى أنه قد امتنع من نعم الجنة فإنه يدل على الضلالة وقلة الدين لقوله تعالى " من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة " .
ومن رأى أنه قد ناول أحداً من فواكه الجنة فإنه يستفيد من علمه.
ومن رأى أنه قد ألقى في الجنة ناراً فإنه يأكل من بستان أحد شيئا حراماً.
ومن رأى أنه أعطى قصر في الجنة يحصل له ولاية أو ينكح جارية.
وقال جابر المغربي: من رأى رضوان وهو فرحان يحصل له وفور السرور والنعمة والحبور لقوله تعالى " طبتم فادخلوها خالدين " .
ومن رأى أنه على مكان عال وهو على هيئة الجنة ويحسب أنه الجنة يتوصل إلى سلطان عادل أو غنى فاضل أو عالم عامل.
ومن رأى أنه متوجه إلى الجنة فإنه يسلك طريق الحق.
ومن رأى أن بيده مفاتيح الجنة فإنه يتوفى على التوحيد لقوله عليه السلام: مفتاح الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله.
ومن رأى أنه في الجنة وحدث منه ما لا يليق أن يكون بها فإنه يرتكب المعاصي.
وإذا رأى المريض أنه دخل الجنة فإنه يدل على موته ودفنه لقوله تعالى " الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة " والمراد بالجنة هنا القبر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.
وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: رؤيا الجنة تؤول على تسعة أوجه علم وزهد ومنة وفرج وبشارة وخير وبركة وسعادة وأمن.
الباب الخامس
في رؤيا السحاب والمطر والثلج والطل والبرد
والضباب والشفق وقوس قزح
فصل في رؤيا السحاب
من رأى قطعة من سحاب على رأسه يحصل له عظمة بمقدارها وينفذ أمره.
ومن رأى سحابة مرت على رأسه يصحب رجلاًذا عهد وأمانة ويحصل منه مراده.
وقال ابن سيرين: من رأى أنه يسوق السحاب في الهواء يدل على أنه يصاحب العلماء والحكماء وإن رأى هذه الرؤيا ملك أو من يقوم مقامه يدل على إرسال الرسل وأصحاب الأخبار في ولايته.
ومن رأى سحابة دخلت في بيته ضافه عالم أو حكيم.
ومن رأى أنه أخذ السحاب في الهواء وجاء به إلى الأرض يحصل لأمثاله وقيل يجد عظمة وعلماً.
ومن رأى أنه في ظل السحاب يجد في تلك السنة خيراً ونعمة كثيرة لقوله تعالى " وظللنا عليهم الغمام " الآية.
ومن رأى أنه خاط ثوبا من السحاب ولبسه يحصل له من العلم مالا يحصل لأمثاله.
ومن رأى أن السحاب ستر جميع الدنيا ولم ينزل منه مطر ليس بمحمود.
وقال الكرماني: من رأى أنه جمع السحاب أو حمله أو كلمه يدل على العلم والحكمة.
ومن رأى أنه بين يديه ولكن لم يستطع أن يجمعه يدل على أنه يكون مع الحكماء ولا يحصل له من حكمتهم شيء.

وقال جابر المغربي: من رأى سحابا أسود مخوفا انبسط فوق موضع يدل على غضب الله وعذابه.
ومن رأى سحابا انبسط في بيته أو في ثوبه يدل على حصول علم وحكمة لأولاده وأهل بيته بمقدار ذلك السحاب.
وقال إسماعيل بن الأشعث: السحاب الأسود خوف وشدة وسحاب المطر بركة وخير ورخاء وربما يكون غما وأما السحاب الذي يجاء به من شاطئ البحر ويقال له أسفع فهو يدل على الغنيمة.
وقيل من رأى أنه أخذ شيئا من السحاب فإنه يكثر الحرث والزرع والضياع.
ومن رأى أنه ركب السحاب فإنه يدرك حكمة متنوعة.
ومن رأى أن السحاب استقبلته فإنها أمن وعدل وبشارة وراحة من كل غم وإن كان الرجل من أهل الفساد فإنها عقوبة وعذاب ينزل منها.
ومن رأى أن السحاب سقط على الأرض فإنها سيول وأمطار تنزل وجراد ينتشر وغارات أعداء على تلك الأرض، إن كان مع السحاب ريح شديد أو ظلمة أو ما يكره في التأويل.
ومن رأى أن السحاب غطى الشمس فإن الملك يموت أو يقهر أو يعزل.
ومن رأى أنه يركب السحاب فإنه يتزوج إن كان عزبا أو يركب سفينة إن أمل سفرا في البحر أو صار بعسكر أو برفقة ويرفعه السلطان أعلى منزلة.
وقال جعفر الصادق: رؤيا السحاب تؤول على تسعة أوجه حكمة ورياسة وملك ورحمة وعفة وعذاب وقحط وبلاء وفتنة.

فصل في رؤيا المطر
قال دانيال: رؤيا المطر تؤول بالخير والرحمة من الله تعالى إذا كان عاماً لقوله تعالى " وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته " فإن نزل المطر في وقته تحبه الناس ويكون مرضياً، وإن نزل في غير وقته لا تحبه الناس ويكون مذموما، وإذا كان المطر خاصا مثل أن ينزل على دار أو محلة فهو داء ومرض أو بلاء ومحنة، وإن نزل المطر هنيئا يكون خيرا أو منفعة.
ومن رأى أن المطر نزل في أول السنة أو أول الشهر يحصل في تلك السنة أو في ذلك الشهر رخاء ونعمة، وإن نزل المطر شديدا مثل الطوفان يلحق أهل ذلك المكان غم عظيم.
وإن رأى مريض أنه نزل مطر خفيف متواتر شفى وإن رأى مطرا شديدا كدرا نزل على التواتر يهلك في ذلك المرض.
وقال ابن سيرين: من رأى مطرا شديدا كدراً نزل على التواتر في وقته على الدوام يلحق بأهل ذلك المكان عسكر وداء وبلاء.
ومن رأى أنه مسح بماء المطر يأمن من الخوف.
ومن رأى أنه جاء من كل قطرة من قطرات المطر صوت يزداد عزه وجاهه وينتشر اسمه في ذلك المكان وإن رأى مطرا عظيما نزل وجرى في كل مكان منه نهر ولم يلحق الرائي منه ضرر يكون متعصبا بالملك ويكف شره من نفسه، وإن لم يستطع أن يعبره لا يستطيع أن يدفع شره وإن نزل من الهواء ماء مثل المطر يحصل في ذلك المكان مرض وعذاب.
ومن رأى أنه يشرب من ماء المطر فإن كان صافيا أصاب خيراً وإن كان كدراً مرض بقدر ما شرب.
ومن رأى أن مطراً ينزل من السماء ليس كهيئة المطر فإن كان نوعه محبوبا كان صلاحا وإن كان مكروها كان بلاء وفتنة.
ومن رأى أنه اغتسل بماء المطر أو توضأ به فإنه صلاح في دينه ودنياه.
وقال جعفر الصادق: رؤيا المطر تؤول على اثنى عشر وجها رحمة وبركة واستغاثة ومرض وبلاء وحرب وسفك دم وفتنة وقحط وإيمان وكفر وكذب.
فصل في رؤيا الثلج
من رأى الثلج يلحقه غم وداء وعذاب إلا أن يراه قليلا نزل في وقته.
ومن رأى ثلجاً في الشتاء أو في أرض يكون الثلج فيها متصلا يدل على النعمة والرخاء، وقال جابر المغربي: يدل على هزيمة العسكر خصوصا إذا كان بالريح.
وقال الكرماني: إن رأى الثلج في مكان بارد يكون خير وإن رآه في مكان حار يدل على القحط والغم، وإن أكل الثلج إن كان في الشتاء كان أحسن ما يكون في الصيف.
وقال جعفر الصادق: رؤيا الثلج تؤول على ستة أوجه رزق واسع وحياة ومال كثير ورخص السعر وعسكر ومرض إن جمعه في الصيف.
فصل في رؤيا الطل وهو الندى
ومن رأى الطل نزل على الأشجار فأورقت يصل من رجل كريم إلى قوم ذلك المكان خير.
فصل في رؤيا البرد
قال الكرماني: رؤيا البرد عذاب وضيق واحتياج وإن نزل في وقته قليلا يحصل لأهل ذلك المكان رخاء وقيل من رأى البرد وقع بأرض فإنه غوث من الله تعالى ما لم يفسد شيئا وإن فحش فهو عذاب ينزل بذلك المكان.
وقال جعفر الصادق: رؤيا البرد تؤول على خمسة أوجه بلاء وخصومة وعسكر وقحط ومرض.
فصل في رؤيا الضباب

من رأى في منامه ضبابا قد صب عليه فهو رجل يريد الباطل فليتق الله ربه وقيل من رأى ضبابا فإنه يتهم ويحزن، وإن رآه انكشف عنه فهو ينجلي عنه ذلك.
ومن رأى أنه غطى شيئا ثم انكشف فهو أمر غم عليه ثم يتضح له.

فصل في رؤيا الشفق
من رأى الشفق فإنه يدل على طلب أمر، وإن رآه قد غاب فإنه يدل على انتهاء الأمر المطلوب وأنه صار إلى آخر.
فصل في رؤيا قوس قزح
من رآه أصفر يدل على العلة والمرض يصيب أهل ذلك المكان، وإن رآه أحمر يدل على الحرب وسفك الدم بين أهل ذلك المكان، وإن رآه أخضر يدل على الرخاء والنعمة في ذلك المكان.
وقال جابر المغربي: من رأى في السماء علامة حمراء مثل العمود تحصل للملك الذي لذلك المكان قوة، وإن كانت سوداء يكون تأويله بضد ذلك.
وقيل من رأى قوس قزح طلع من الأرض ثم امتد إلى أن وصل السماء يدل على أمر يظهر من أهل تلك الأرض فإن غاب فلا يكون لما ظهر منهم أصل ولا تأثير ولا قوة.
ومن رأى أنه مضئ فهو حسن وإن رآه مظلما فهو قبيح والله أعلم بالصواب.
الباب السادس
في رؤيا البرق والرعد والصواعق والرياح والسراب
فصل في رؤيا البرق
من رأى البرق فإنه حصول خوف شديد له ولأهل تلك الأرض لقوله تعالى " هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا " وقيل إن البرق خازن دار الملك.
ومن رأى أنه أخذ من البرق شيئا يطلب امرا يحصل له فيه خير ومنفعة وإن لمع البرق دائما تكون النعمة في تلك السنة كثيرة خصوصا إذا هب معه ريح خفيف، وقيل من رأى البرق يلوح على عمارة مرتفعة والناس يصيحون بأصواتهم يدل على زيارة المدينة الشريفة النبوية، وقيل إن البرق يؤول بالذهب لأنه يبرق مثل الذهب.
وقال جعفر الصادق: هو خازن دار الملك ووعد وعتاب ورحمة وطريق مستقيم.
فصل في رؤيا الرعد
رؤيا الرعد خوف من عامل الملك أو من أعوانه، وإن كان مع الرعد مطر يكون الأمن والرخاء وإن كان الرعد شديداً والمطر قليلا يدل على خوف الرائي من دعاء والديه عليه ومن سمع صوت الرعد في وقت نزول المطر فإنه يدل على حصول الخير والبركة والرخاء في ذلك المكان.
وقال جابر المغربي صوت الرعد الشديد يدل على انبساط صيت الملك وهيبته في ذلك المكان وإن رأى الرعد مع البرق وفي الهواء ظلمة شديدة يدل على ظهور ملك جائر في ذلك المكان.
وقال جعفر الصادق رؤيا الرعد تؤول على خمسة أوجه العذاب والحكمة والرحمة والصولة وغضب الملك.
فصل في رؤيا الصواعد
قال ابن سيرين من رأى الصاعقة سقطت يلحق أهل ذلك المكان بقدرها عذاب من الله لقوله تعالى " ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا " فينبغي لهم أن يتوبوا من ذنوبهم إلى الله تعالى.
وقال الكرماني من رأى صاعقة نزلت من السماء أو من الهواء مثل المطر فهو بلاء وفتنة وسفك دماء من جهة حرب يقع بين الملوك.
وقال جابر المغربي من رأى صاعقة سقطت وأحرقته يهلك من عقوبة ملك أو يمرض أو يلحقه آفة عظيمة تهلكه وقيل أن الصاعقة وعد من الملك وتخويف لقوله تعالى " فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود " .
ومن رأى أن صاعقة وقعت في بلد وأحرقت أرضها فإن ذلك سلطان ينزل في ذلك المكان أو يحدث فيها فساد أو حرب أو غلاء شديد أو أمراض تعم أهل ذلك المكان، وإن وقعت بغير نار فهي ملك مقبل يظن بالناس سوءا وينجون من بأسه.
ومن رأى أن صاعقة وقعت في دار فإن كان عنده مريض مات وإن كان له غائب يطرق له لص أو يسطو عليه صاحب المدينة.
فصل في رؤيا الرياح
قال ابن سيرين من رأى أن الريح هبت هبوباً شديدا فإنه يلحق أهل ذلك المكان خوف، وإن اشتد هبوب الريح حتى قلعت الأشجار يلحق أهل ذلك المكان بلاء ومصيبة مثل علة الطاعون والنقطة والحصبة.
قال الكرماني الريح السموم يدل على الأمراض المحرقة والريح الزمهرير يدل على الأمراض الباردة والريح المعتدلة تدل على الصحة والريح التي تجعل الأشجار حاملة تدل على صلاح أهل ذلك المكان.
ومن رأى أن الريح أذهبته من مكانه يدل على أنه يسافر سفراً بعيداً أو يحصل له في ذلك السفر جاه وأبهة بقدر ذهابها إياه من الأرض إلى السماء.

وقال جابر المغربي من أذهبه الريح الشديد إلى جانب السماء فإنه يدل على قرب أجله وإن جاء به بعد الذهاب من السماء إلى الأرض فإنه يمرض ويحصل له الشفاء.
ومن رأى انه جلس على الريح يحصل له العظمة ونفاذ الأمر.
وقال إسماعيل بن الأشعث من رأى أن الريح المشرق هبت فإنه يدل على الخير وعلى صحة أهل ذلك المكان.
ومن رأى ريح المغرب هبت خفيفاً تكون مثل ذلك.
ومن رأى ريح الجنوب هبت خفيفاً فإنه يدل على ازدياد المال والنعمة لأهل ذلك المكان.
ومن رأى ريح الشمال هبت خفيفاً فإنه يدل على الشفاء والراحة وإن هبت شديداً لا يكون خيراً وإن سمع صوت الريح يدل على انبساط خبر ملك كبير في ذلك المكان.
ومن رأى أن الريح حملت أقواماً ورفعتهم إلى الجو فإنه يدل على حصول الشرف والسيادة لهم.
ومن رأى أن الريحين تقابلا فانهما جيشان يتقابلان.
ومن رأى إعصارا قد أقبل ثم انبسط على الأرض فانهم قوم يخرجون إلى حرب أو شر ثم يصطلحان.
ومن رأى أن الريح اشتدت عليه حتى كادت ترميه من مكانه فإنه عدو فليحذره.
ومن رأى أنه يملك الريح فإنه يصيب سلطنة وعزاً.
ومن رأى أن الريح فيها غبرة أو ظلمة فإنه هم وخوف شديد.
وقال جعفر الصادق رؤيا الريح تؤول على تسعة أوجه بشارة ونفاذ أمر ومال وموت وعذاب وقتل ومرض وشفاء وراحة.

فصل في رؤيا السراب
قال ابن سيرين رؤيا السراب باطل وعلم لا خير فيه ولا منفعة لقوله تعالى " والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة " .
الباب السابع
في رؤيا الأنبياء والآل والصحابة والتابعين والخلفاء وأنسابهم
فصل في رؤيا الأنبياء
قال ابن سيرين رؤيا أولى العزم من الرسل تدل على العز والشرف ورؤيا الرسل تدل على الظفر والنصر ورؤيا النبي دين وديانة وأداء أمانه.
وقال الكرماني من رأى النبي فرحا مسروراً ذا بشاشة يدل على العز والجاه والظفر، وإن رآه غضبان عبوس الوجه يدل على الشدة والعلة وربما يجد يعدها فرجاً، وإن رأى أنه سمع أو أخذ شيئا من نبي يصيب نصيبا من علم ذلك النبي ويكون مسرورا.
وقال جعفر الصادق من رأى آدم عليه السلام إن كان أهلاله يصيب السيادة والولاية العظيمة لقوله تعالى " اني جاعل في الأرض خليفه " وإن لم يكن أهلاله يتوب لقوله تعالى " فتاب عليه وهدى " .
ومن رأى أنه كلم آدم عليه السلام يحصل له علم ومعرفة لقوله تعالى " وعلم آدم الأسماء كلها " .
ومن رأى إنه لم يطع آدم عليه السلام يدل على نحو سته وعصيانه، وقيل من رأى آدم فهو حصول خير، وإن رأى أنه ذبح آدم فإنه عاق لوالديه أو معلميه.
ومن رأى حواء يدل على وجدان دولة الدنيا وازدياد مال ونعمة وأولاد وإصابة مراد بهوى.
ومن رأى شيثاً يكون عيشه طيباً ويحصل له مال وأولاد، وقيل من رأى شيئاً فإنه يدل على أنه وصى ومقدم على أمور عظام وانه يوفي بالوصية ويؤديها حقها لأن شيثاً كان وصيا على وجه الأرض.
ومن رأى ادريس يحسن أمره ويكون عاقبته محموده وقيل من رأى ادريس يدل على اجتهاد في العبادة وان يكون فيها بصيرا فإن ادريس كان أعدل أهل زمانه وأعرفهم بالحكمة.
ومن رأى نوحا يطول عمره ولكن يصادفه من الاعداء ضرر وتعب وعاقبة الأمر يحصل مراده، وقيل من رأى نوحا يكون له أعداء وجيران يحسدونه وينجيه الله تعالى من شرهم وينتقم الله منهم.
ومن رأى هودا فإن الأعادي تتسلط عليه وهو يظهر عليهم، وقيل من رأى هودا فإنه يفوز برشد وخير وينجو قوم من سوء على يديه.
ومن رأى لوطا فإنه يتحول من مكان إلى مكان وعاقبة أمره تكون محمودة في تسهيل اشغاله، وقيل من رأى لوطا فإنه يكون له امرأة فاسقة لا خير فيها فلينظر في مصلحته معها وإن كان ممن يعمل عمل قومه فليتق الله وليتب.
ومن رأى صالحاً فتعبير من إشتقاق اسمه.
وقيل من رأى إبراهيم فإنه يحج وقيل يصل إليه جور من سلطان ظالم وقال بعضهم يخالف أبويه، وقيل من رأى إبراهيم فإنه يرزق محبة الله تعالى ويذهب همه وغمه ويصيب خيرا ودنيا واسعة.
ومن رأى إسماعيل يعلو قدره وتقضى حوائجه، وقيل من رأى إسماعيل يدل على إنسان صدوق، أو يوعده أحد بوعد ويصدق فيه.
ومن رأى إسحاق يحصل له بشارة وفتح وغنيمة لقوله تعالى " وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين " وقيل من رأى إسحاق فإنه نجاة من عقوق أصله.

ومن رأى يعقوب فإنه يصل إليه هم وغم من جهة الأولاد ويفرح بعد ذلك، وقيل من رأى يعقوب فإن كان غائبا يأتي بخير وبشارة.
ومن رأى يوسف فإنه يحصل له من جهة أقاربه بهتان وفي عاقبته يصل إلى مرتبة السلطنة ويعلو قدره ويبلغ مراده، وقيل من رأى يوسف ربما يحصل له هم من قبل امرأة وعاقبته إلى خير وربما دلت رؤيته على بشرى.
ومن رأى شعيبا فإن الناس يقهرونه ثم بعد ذلك يظفر على من يقهره.
ومن رأى موسى عليه السلام فإنه يبتلي بالأهل والعيال ثم يستقيم حاله ويظفر لقوله تعالى " ووهبنا له أخاه هارون نبيا " وقال بعضهم يهلك في تلك الديار سلطان ظالم، وقيل من رأى موسى فإنه يدل على أنه رجل مغلوب ثم يظفر بالنصر على أعدائه ويقهر من يعاديه، وإن كان في بحر ينجو سالما، ومن أعطى له عصا موسى في منامه فإنه يرزق علم الكيمياء حقا وينجو مما يخاف، ومن أعطى سيف على يرزق الشجاعة حقا.
ومن رأى هرون يكون خليفة أو رجلاًكبيراً يصيبه بلاء وخصومة وتكون عاقبته إلى خير.
ومن رأى اليسع تيسر امره العسير.
ومن رأى داود فإنه يحصل له ضرر وضيق صدر من جهة العيال، وقيل من رأى داود يكون خليفة في أهله وربما ينال خير أو حكماً وملكاً، وربما يبتلى بسبب امرأة، وربما كان عنده شيء مدخر فأثر فيه السوس فليفقده.
ومن رأى سليمان فإنه يعلو قدره ويصل إلى مرتبة السلطان ان كان ممن يليق به ويزداد ماله ونعمته وقيل نفاذ أمر وحصول خير على كل حال، وقيل من رأى سليمان فإنه يدل على السفر والرجوع عنه عن قريب وربما ينال سلامة لاشتقاق الاسم.
ومن رأى زكريا فإنه الله تعالى يوفقه لفعل الخيرات، وقيل من رأى زكريا فإنه يرزق ولدا صالحا.
ومن رأى يحيى فإنه يتجنب عن اكتساب الدنيا وأشغالها ويكون مشغولا بأشغال الآخرة، وقيل من رأى يحيى فإنه يدل على حياة دولة وبشرى وخير.
ومن رأى الخضر فإنه يسافر سفراً بعيداً بالسعة والأمان، وقيل من رأى الخضر فإنه يحج ويكون عمره طويلاً.
ومن رأى إلياس فإنه يسهل عليه الأمور الصعاب، وقيل من رأى إلياس فإنه يدل على أنه يدعو الله تعالى فيستجاب له.
ومن رأى أيوب فإنه يخلص من الأمراض والأوجاع وتنصلح أحواله، وقيل من رأى أيوب فإن كان مريضا أو عنده مريض يحصل له الشفاء من الله تعالى.
ومن رأى يونس فإنه يحصل له الفرج بعد الشدة والسرور بعد الثبور ويخرج من الظلمات إلى النور، وقيل من رأى يونس فإنه يخرج من الضيق إلى الفضاء.
ومن رأى ذا الكفل فإن كان ممن تليق به الكفالة فإنه يتقلدها وإن لم يكن فيؤتمن أمانة.
ومن رأى لقمان يرزقه الله تعالى حكمة وسداداً ورأيا صالحاً.
ومن رأى ذا القرنين فإنه يتبع رجلاًكبيراً ويشفع عنده وتقبل شفاعته وتمضى حاجته.
ومن رأى عيسى فإنه يحيى أشغاله الميتة ويقوى على الطاعات ويحصل له التوفيق لفعل الخيرات، وقيل من رأى عيسى يرزق العبادة والزهد والتقوى وربما كثرت أسفاره وينجو مما يخاف وربما يرزق علم الطب حتى لا يكون في زمانه مثله.
ومن رأى أمه مريم فانها آية عظيمة تظهر في ذلك الموضع.
ومن رأى المصطفى صلى الله عليه وسلم فإنه يحصل له الفرج بعد الغم ويقضى دينه، وإن كان محبوساً أو مقيداً فإنه يخلصه من حبسه وقيده ويأمن من خوفه، وإن كان في ضيق وقحط توافرت النعمة والخير عليه، وأما إذا كان غنياً فإنه يزداد غنى وقال أبو هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي وقيل رؤيته عليه السلام تدل على سعادة العقبى، وقيل ان كان مغلوباً ينتصر على أعدائه وإن كان مريضاً شفاه الله تعالى.
ومن رأى أنه يزور نبياً من الأنبياء سواء كان حياً أو ميتاً فإن ذلك يؤول على ثلاثة أوجه الأول ان كان متقياً زادت تقواه، وإن كان عاصياً تاب الله عليه، والثاني يزوره كما رأى أو حصول خير وبركة، والثالث دليل أنه من أهل الجنة ومن الفائزين.
ومن رأى أنه يسب نبياً فإنه يطعن فيما أتى به.
ومن رأى نبيا ازداد طولاً أو عرضاً عما هو فتكون في الناس فتنة.
ومن رأى أحداً منهم عليهم السلام وهو شيخ كبير فإنه يكون راحة لأهل ذلك المكان.
ومن رأى أحداً منهم وهو في صورة حسنة فإنه صلاح في دينه ودنياه.

ومن رأى أن أحداً منهم ألبسه شيئاً من متاع الدنيا أو أعطاه فهو حصول بركة وشفاعة يوم القيامة.
ومن رأى أنه غطى أحداً منهم بشيء من متاع الدنيا فإنه يهمل سنته وليس ذلك بصالح وإن أعطاه شيئاً مما يستحب نوعه فإنه يفعل الخيرات.
ومن رأى أنه نبش قبر أحد من الأنبياء فإنه يتبع سنته، وإن وجد من عظمه شيئاً يكون اتباعه أبلغ وحصل مراده من ذلك.
ومن رأى أحداً من الأنبياء وهو يأمره بما يخالف الشريعة يكون ذلك نهياً له وزجراً وتهديداً لقوله عليه السلام: إذا لم تستح من الله فاصنع ما شئت فإن ذلك ليس بأمر على فعل وإنما هو تهديد.
ومن رأى أحداً من الأنبياء فيه نقصان فإنه يدل على نقصان دين الرائي فليتق الله.
ومن رأى أحداً من الأنبياء على غير صورة حسنة فهو قريب من ذلك.
وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: رؤيا الأنبياء أو أحد منهم يؤول على أحد عشر وجهاً رحمة ونعمة وعز وعلو قدر ودولة وظفر وسعادة ورياسة وقوة أهل السنة والجماعة والخير في الدنيا والآخرة وراحة لأهل ذلك المكان.
وقال من رأى أنه يناقش أحداً من الأنبياء ويجادله ويرفع عليه صوته فإن ذلك بدعة قد أحدثها في الدين والسنن.
ومن رأى أنه يقتله فلينظر فيما يروى عنه فليتق الله تعالى ولينته.
ومن رأى أنه يلبس ملبوس الأنبياء فإنه صالح لدينه ودنياه.
ومن رأى أنه صار نبيا فإنه يموت شهيداً أو يرزق الصبر والعبادة والاحتساب على المصائب.
ومن رأى أنه يفعل بعض أفعال النبيين من العبادة والبر فهو دليل على حسن دينه وصحة يقينه للشرع وإذا رأى ما لا يناسب فيها فهو ضد ذلك وقيل تفريج هم وغم.
ومن رأى أحداً منهم وفيه نقصان أو عيب فإنه قلة دين.

فصل في رؤيا الصحابة
من رأى أبا بكر الصديق رضي الله عنه وهو فرحان طلق الوجه فإنه فرح وسرور على قول ابن سيرين، وقيل تحصيل علم ومن رآه في مكان معروف وهو على هذه الهيئة فإنه حصول خير لأهل ذلك المكان وإن رآه وهو عبوس فهو ضد ذلك، وقيل من رأى أبا بكر فإنه يكون صدوقا أمينا كثير الخير.
ومن رأى عمر رضي الله عنه قال ابن سيرين يكون حسن السيرة وقيل يكون طويل العمر والفضل قوالاً للحق فعالاً للخير مزهقا للباطل وربما يرزق الطواف بالبيت العتيق.
ومن رأى عثمان رضي الله عنه فإنه يدل على الحياء والزهد والورع والرياضة وقيل يكون خيراً فاضلاً وربما يقتل ظلماً.
ومن رأى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فإنه يكون عالي المحل ورفيع المكان وطلق اللسان وشجاعاً وقوى القلب مؤثراً مصدقاً، وقيل من رآه وهو طلق الوجه ينال علماً وشجاعة ومن رآه حياً في مكان ينال أهل ذلك المكان العلم والعدل والإنصاف ويرفع عنهم الجور والإجحاف.
ومن رأى أحداً من الصحابة رضي الله عنهم فليتأول من اشتقاق اسمه مثل سعد وسعيد فإنه يكون سعيدا ومسعودا وسديد الرأي وربما حسنت أفعاله وقيل من رأى أحداً منهم يكون في طريق دين الإسلام قوياً ذا رياضة وصادق الأقوال وحسن الافعال، وربما يقتدى بأفعال من رآه منهم لقوله عليه السلام: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.
وقال جعفر الصادق رضي الله عنه رؤيا الحسن والحسين تدل على الاتصال ببعض الاكابر وينال خيرا وراحة وربما يموت شهيدا.
ومن رأى جعفر الطيار فإنه يحج ويغزو.
ومن رأى أبا هريرة أو أنس بن مالك فإنه يكون راغباً لسنن النبي صلى الله عليه وسلم ويكون ميله إلى علمه وشريعته ويطول عمره.
ومن رأى سلمان الفارسي يرزقه الله تعالى العلم والقرآن.
ومن رأى سعد بن أبي وقاص يكون ميله إلى الغزو.
ومن رأى عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود فإنه يشتغل بمهمات العبادات ويجتهد في أفعال الدين.
ومن رأى بلالا فإنه يأمر بالمعروف ويكون ذا ذكر على رؤوس الخلائق وعلى الجملة رؤيا صحابة النبي خير ومنفعه في الدنيا والآخرة.
فصل في رؤيا التابعين
ومن رأى أحداً من التابعين اعطاه شيئاً أو كلمة أو خالطه فإنه حصول خير على كل حال ما لم يكن في الرؤيا ما ينكر في اليقظة فيؤول بحسب ذلك وقيل رؤيا التابعين تدل على اتباع معروف وسلوك طريق الخير.
فصل في رؤيا الخلفاء

من رأى أحد الخلفاء بشاش الوجه سليم الطبع يتلفظ معه بلين الكلام فإنه يحصل له خير الدنيا والآخرة وإن رآه وهو يأمر بفعل في مستخلصه فإنه يصيب شرفا وذكراً عالياً وخيراً عاجلاً في دنياه وآخرته.
ومن رأى أن الخليفة كتب له عهداً مكملاً بولاية فإنه لا يزال معاهد الله على الدين والتقوى وقيل من رأى أن الخليفة ولاه على قوم فإنه يحصل له شرف وإن كان من أهل الولايات حصل له ذلك ولا يسود قومه.
ومن رأى أن الخليفة كساه أو حمله أو أركبه أو أعطاه شيئا من متاع الدنيا فإنه يصيب سلطاناً وعزاً وفخراً بقدر ما ينسب إليه ذلك العطاء.
ومن رأى أنه يعاقبه أو جرى بينهما كلام البر فإنه يصلح حاله عنده أو غيره من الاعيان.
ومن رأى أن الخليفة يخاصمه فإنه يظفر بحاجته وينصر على أعدائه.
ومن رأى وجه الخليفة عبوساً ينظر إليه بعين الغضب أو رأى فيه نقصا أو خللا فإنه نقصان في دين الرائي والخلل عائد إليه.
قال جابر المغربي من رأى أنه صار خليفة ان لم يكن أهلاً لذلك فإنه يشتهر بشهرة قبيحة، وقيل يصل إليه خبر سوء أو يحصل له أمر يؤدي إلى الضرر ومن حيث الجملة لا خير في ذلك.
ومن رأى أنه يأكل مع الخليفة في إناء أو أطعمه شيئا فإنه يصيبه حزن بقدر ما أكل.
ومن رأى أنه هو والخليفة على فراش واحد فإنه يشركه في أمره أو يوليه مكانا يحكم فيه وقيل اما ان يتزوج امرأة من بيت الخليفة أو يهبه جارية.

فصل في رؤيا الأسنان
من رأى أحداً منهم لم يكن فيه هيئة نقص فهو خير وإن رأى نقصاً فضد ذلك.
ومن رأى شريفا فإنه يدل على الشرف للرائي، وقيل رؤية الشرفاء تدل على أكابر الأقوام وأشرافهم.
ومن رأى أنه صار شريفا فإنه يسود على قوم ولا بأس برؤيا الشريف.
الباب الثامن
في رؤيا الوضوء والغسل والتيمم والصلاة
والقراءة والمصحف والمجلدات والهياكل
فصل في رؤيا الوضوء
من رأى أنه توضأ بماء وأتم وضوءه فإن كان مهموما فرج الله عنه همه وإن كان مديونا قضى الله دينه وإن كان مريضا شفاه الله تعالى وإن كان مذنبا يتوب الله عليه ويغفر ذنوبه وإن كان خائفا أمنه الله تعالى وهو خير على كل حال.
ومن رأى أنه يتم وضوءه أو تعذر عليه ذلك فإنه لا يتم له أمر هو طالبه ويرجى له النجاح من فضل الوضوء.
ومن رأى أنه توضأ بما لا يجوز الوضوء به بمنزلة من لا يتم وضوءه وقيل من توضأ بلبن أو عسل فهو حسن في الدين.
ومن رأى أنه توضأ بماء حار فلا خير فيه.
ومن رأى انه توضأ بماء كدر وما أشبه ذلك فإنه هم وغم ولكن يرجى له الفرج.
ومن رأى أنه يطلب الوضوء ولا يجد الماء فإن الأمر الذي يطلبه يعسر عليه ولكن يرجى له من فضل الله تيسيره.
ومن رأى أنه يتوضأ وهو جنب فإنه يدخل في أمر يعسر عليه ولا يتيسر.
فصل في رؤيا الغسل
قال ابن سيرين من رأى أنه اغتسل في بحر أو نهر فإنه يدل على الديانة والخضوع لله تعالى، وقيل من رأى أنه اغتسل بماء صاف طاهر فحكمه حكم الوضوء وزيادة على ذلك تسهيل أمور الآخرة، وإن كان الماء غير صاف ولا طاهر فتعبيره ضد ذلك ولكن لا يرجى له الخير.
ومن رأى أنه اغتسل من الجنابة بما يجوز الغسل به فإنه تتيسر له الأمور ويخرج من الهم والغم وإن تعذر عليه ذلك فتعبيره ضده.
ومن رأى أنه جنب ولم يجد ما يغتسل به فإنه يعسر عليه أمور الدنيا والآخرة.
ومن رأى أنه اغتسل غسل الجمعة والعيدين فإنه زيادة درجات في الآخرة مع ما تقدم من تفسير ذلك.
ومن رأى أنه اغتسل ولبس ثيابه فإنه ينقطع عنه الهم ويسلم من كل بلاء وسقم وإن كانت الثياب جدداً كان أبلغ لأن أيوب اغتسل ولبس ثيابا جددا فخرج مما كان فيه من البلاء.
ومن رأى أنه غسل أحداً فإنه يزكيه وإن رأى أن أحداً غسله فهو تزكية أيضا.
ومن رأى أنه غسل ما لا يجوز تغسيله فإنه يتعلق بأمر يعتقد أنه فيه مستقيم والأمر بخلافه.
ومن رأى أنه غسل يديه ووجهه فلا بأس به.
وقال جابر المغربي الغسل يدل على النظافة في الدين والورع وقيل زيادة أبهة وشهرة حسنة.
ومن رأى أنه اغتسل بحنوط أو بعضه فإن كان له محب تزداد محبته وإن كان المحب متنفرا فإنه يزداد نفورا واستعمال الصابون زيادة في النظافة.
فصل في رؤيا التيمم

من رأى أنه تيمم في مكان لا يوجد فيه الماء وأتم ذلك فتعبيره كتعبير تمام الوضوء وكذلك ان تعذر.
ومن رأى أنه تيمم والماء موجود يدل على أنه منحرف عن الشريعة فليتب إلى الله تعالى وليرجع.
وقال جعفر الصادق التيمم حصول المراد وهو شفاء ورزق وحج وفرج وعتق.

فصل في رؤيا الصلاة
من رأى أنه يصلي جهة المشرق فإن كان الرائي مشهوراً بالخير يحج وإن كان بخلاف ذلك يكون ميله إلى أهل الذمة، وقيل من رأى أنه يصلي شرقا أو غربا فقد ينحرف عن الاسلام بعمل منه يخالف الشريعة.
ومن رأى أنه يصلي نحو الشمال مستدبر القبلة فقد نبذ الاسلام وراء ظهره لقوله تعالى " فنبذوه وراء ظهورهم " وربما التمس من امرأة دبرها أو اشتغل عنها بغيرها، وقال بعضهم ربما يرزق توبة هذا إذا كان الرائي من أهل الدين والصلاح.
ومن رأى أهل المسجد يصلون إلى غير القبلة يعزل رئيس ذلك المكان.
ومن رأى عالماً يصلي إلى غير القبلة أو عمل بخلاف السنة فقد خالف الشريعة واتبع الهوى.
ومن رأى أن صلاته فاتت عن وقتها ولا يجد موضعاً أو مكاناً يصلي فيه أنه يدل على أمر عسير وقيل يتعذر عليه طلب شيء في أمر دنياه وآخرته.
ومن رأى أنه يؤم قوماً في الصلاة فإنه يلي ولاية يعدل فيها وإن لم يكن أهلا لذلك يستقيم أمره ويصلح حاله.
ومن رأى أنه يؤم قوما مجهولين في مكان مجهول ولا يدري ما يقرأ فهو على شرف الموت فليتق ربه.
ومن رأى أنه يصلي نحو القبلة مستقيماً فإنه يتبع الشريعة والسنة.
وقال الكرماني من رأى أنه يؤم قوما فإنه علو قدر ونفاذ أمر.
ومن رأى أنه يصلي في السوق فلا خير فيه، وقيل من رأى أنه يؤم قوما بمكان يقتضي ذلك فإن كبير ذلك المكان ينظر إليه بالخير ويحصل له تقدم على غيره ويكون مسموع القول.
ومن رأى أنه يصلي الظهر فإنه صفاء وقت وحصول مراد وزيادة خيرات، وقيل من رأى أنه يصلي الظهر فإنه يظفر بحاجته ويستظهر على جميع ما يطلبه، وإن كانت هي صلاة الجمعة فإنه يتم له جميع ما يريد ويبلغ ما يؤمله ويحصل له فضل الله تعالى في الدنيا والآخرة لقوله تعالى " فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله " .
ومن رأى أنه يصلي صلاة العصر فإنه حصول مراد ولكن بعد مشقة.
ومن رأى أنه يصلي المغرب فإن الأمر الذي يطلبه من خير أو شر يتم عاجلا وقيل انه يؤدي صداق زوجته.
ومن رأى أنه يصلي العشاء الأخيرة فإنه يعامل أقرباءه ويحصل له سرور وقيل يحصل له مكر وبكاء لقوله تعالى " وجاءوا أباهم عشاء يبكون " .
ومن رأى أنه يصلي الصبح فإنه حصول مال وكسب حلال، وقيل أنه وعد قريب يأتيه خير أو شر على حسب ما هو متوقع ذلك لقوله تعالى " إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب " وشرط فيما قلنا أنه يؤدي كل صلاة في وقتها كاملة فإن حصل فيها نقص أو زيادة فهو محال ومخالف لما ذكر.
ومن رأى أنه يصلي صلاة فائتة من هذه الصلوات فإنه يدل على قضاء دينه، وقيل من رأى أنه صلى صلاة ونقص منها شيئا فإنه يسافر وإن كانت امرأة فانها تحيض، وقيل من رأى أنه لم يتم صلاته لم تتم حاجته.
ومن رأى أنه يصلي بغير وضوء فإنه يمرض.
ومن رأى أنه يصلي في مكان لا تجوز فيه الصلاة فإنه فساد في دينه، وقيل من رأى أن الصلاة فاتته مع الإمام فهو نظير ذلك، وإن أدرك آخر الصلاة ثم أتمها منفرداً لا بأس بذلك.
ومن رأى أنه يصلي في الصحراء فهو على وجهين إما سفر أو حج.
وقال إسماعيل بن الأشعث: من رأى أنه يسجد لله تعالى فإنه شكر لله وطول حياة له.
ومن رأى أنه جلس في التحيات فإنه زيادة خير.
ومن رأى أنه سلم عن شماله فلا خير فيه.
ومن رأى أنه يصلي قاعدا أو راقدا فإنه يدل على عجزه عن أمور وربما دل على توعك البدن أو على كبر السن.
ومن رأى أنه يسأل الله تعالى في صلاته فإنه يرزق ولداً لقوله تعالى " إذ نادى ربه نداء خفيا " .
ومن رأى أنه يصلي نافلة يعمل عملا صالحاً يتقرب به إلى الله تعالى وإن كانت النافلة نافلة الليل تدل على أنه يرزق بشيء محمود لقوله تعالى " ومن الليل فتهجدبه نافلة لك " الآية، وربما ألف بين قلوب تشتت أهواؤهم وقيل زوال هم وغم.
ومن رأى أنه يصلي الليل كله فهو حصول خير في الدنيا والآخرة بأوفر نصيب من الله تعالى.
ومن رأى أنه يصلي فوق الكعبة فهو ارتكاب ما يخالف الشريعة.

ومن رأى أنه صلى بأحد المساجد الثلاث فإنه تضعيف الأجور له ودليل على قبول أعماله، وإن أرى أنه يصلي بجامع أو مدرسة أو ما يناسب ذلك فهو زيادة في الخيرات، وقيل الصلاة في الأماكن المعتبرة أمن وصلاح ورحمة وقيل رؤيا صلاة الجمعة تدل على السفر والرزق الحلال.
ومن رأى أنه يصلي بكنيسة أو ما يناسب ذلك على القانون الشرعي فإن كلمته تعلو على أحد من أهل الذمة ويقهره.
وقال جاحظ المعبر الصلاة على ثلاثة أوجه فريضة وسنة وتطوع فأما الفريضة فتدل على الحج والتجنب عن الفواحش والمنكر لقوله تعالى " ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " وأما السنة فتدل على النظافة والصبر على ما يكرهه والشهرة الحسنة والشفقة على ما خلق الله تعالى، وأما التطوع فيدل على التوسع على عياله والقيام بمهمات الاصدقاء والجار واظهار المروءة مع كل أحد.
ومن رأى أنه يصلي على دابة فهو حصول هم.
ومن رأى أنه أطال قيام صلاته ولم يركع فإن كان ذا مال فهو مانع الزكاة فليتق الله والا فهو قائم في أمر ليس له نتيجة ويرجى له الصلاح.
ومن رأى أنه ركع وأطال فيه ولم يسجد فإنه بعيد التوبة وربما كان قصير العمر فليبادر إلى التوبة.
ومن رأى أنه قصر صلاته فإنه سفر لقوله تعالى " وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة " .
ومن رأى أنه يضحك في الصلاة فإنه كثير اللهو فليتب إلى الله.
ومن رأى أنه يصلي وهو سكران فإنه يشهد شهادة زور لقوله تعالى " لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون " .
ومن رأى أنه يصلي وهو جنب فإنه فساد في دينه ونقصان في أموره وتعسرها عليه.
وقال جعفر الصادق الصلاة الصلاة على سبعة أوجه أمن وسرور وعز ومرتبة وفرج بعد شدة وحصول مراد وقضاء حاجة.
وقال أيضاً رؤيا السجود على خمسة أوجه حصول مقصود دولة ونصر وظفر والامتثال لأمر الله لقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم " الآية وقيل ان الصلاة على الميت دعاء مستجاب وقيل شفاعة تقبل.
وقال أبو سعيد الواعظ: الصلاة من حيث الجملة محمودة على كل حال في الدين والدنيا وتدل على ادراك رياسة وبلوغ الأمل ونيل الولاية وقضاء دين أو أداء أمانة أو اقامة فرائض الله تعالى.
ومن رأى أنه يصلي الظهر فإنه يكون في أموره وسطا ويحصل له عز بحسب صفاء ذلك اليوم.
ومن رأى أنه يصلي العصر فإنه يدل على أنه قد مضى في الأمر الذي هو فيه أو طالبه أكثره ولم يبق منه إلا القليل.
ومن رأى أنه يصلي المغرب فإنه يقوم باصلاح ما يلزم من أمر عياله.
ومن رأى أنه يصلي العشاء فإنه يعامل عياله بما يفرح به قلوبهم.
ومن رأى أنه يصلي الصبح فإنه يبتدئ أمرا يحصل منه صلاح بسبب معاشه.
ومن رأى أنه يصلي قاعدا من غير عذر فإن عمله ناقص.
ومن رأى أنه يصلي راكبا فإنه يصيبه خوف شديد وتعب.
ومن رأى ملكا يصلي بقومه ورعيته وهو راكب وهم كذلك فإن كانوا في حرب يؤول بالظفر والتوبة وطول الحياة وحصول النجاة وتحصيل المال.
ومن رأى أنه يصلي على جدار ونحو ذلك فإنه يخضع لبعض الرؤساء.
ومن رأى أنه يصلي قائما والناس يصلون خلفه قاعدين فإنه يلي أمرا لا ينقاد إليه من ينسب لذلك الامر.
ومن رأى أنه يصلي قاعدا والناس يصلون خلفه قياما فتعبيره ضد ما تقدم.
ومن رأى أنه يؤم رجالا ونساء فإنه يكون واسطة خير في الاصلاح بين الناس وإن كان أهلا للقضاء فإنه يتولاه.
ومن رأى أنه يصلي بالناس نافلة دخل في ضمان لا يضره، وقيل من رأى أنه صار إماما فإنه يرث ميراثا لقوله تعالى " ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين " .

فصل في رؤيا القراءة
من رأى أنه يقرأ شيئا من القرآن ولا يعرف ما قرأه أو نسيه فإن كان مريضا شفاه الله تعالى وإن كان مهموما فرج الله همه وإن كان عنده قلق زال لقوله تعالى " وشفاء لما في الصدور " وقيل من رأى أنه يقرأ القرآن فإنه يتكلم بالحق وقال ابن سيرين يكون حاكما ان كان لائقا به.
ومن رأى أنه يقرأ آية الرحمة فإنه حصول خير وإن كانت آية عذاب فضد ذلك.
ومن رأى أنه قرأ القرآن وأتم قراءته فإنه ينقضي أجله على خير وإن قرأ نصفه يكون مضى نصف عمره.
ومن رأى أنه حافظ وكان كذلك يدل على زيادة الخير وإن لم يكن حافظاً فلا بأس به.

ومن رأى أن أحداً يقرأ وهو يسمعه فهو يتبع القرآن وإن رأى ذلك ولم يفهم ما يقوله فضد ذلك.
وقال جابر المغربي من رأى أنه ختم القرآن يحصل له بلوغ مقصود وإن كانت القراءة صحيحة فهو حصول مال وإن كان صوته حسنا فهو علو منزلة وارتقاء درجة وقد يعبر المعبرون الآية على معناها وما تدل عليه.
ومن رأى أنه يقرأ بمكان لا تجوز القراءة فيه يدل على ان في دينه خللا.
وقال جعفر الصادق رضي الله عنه تدل على أربعة أوجه السلام والغنى وبلوغ المقاصد وحجة لقوله عليه السلام القرآن حجة لك أو عليك.
سورة الفاتحة من رأى أنه يقرؤها تدل على تسهيل الأمور الصعاب وحصول سعة وخير.
وقال الكرماني يقبل الله طاعته ويؤمنه مما يخاف.
وقال جعفر الصادق يوفقه الله تعالى لطاعته ويكون حريصا على الدعاء والاستغفار ويختم له بالخير.
وقيل من رأى أنه يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم خاصة فإنه يسأل الله البركة في ماله وزيادة في رزقه وربما يجاب دعاؤه ببركتها.
وقيل من رأى أنه يقرأ الفاتحة فإنه يحج أو يدعو بدعاء فيستجاب له.
سورة البقرة قال ابن سيرين من رأى أنه قراها فإنه يدل على طول عمره لأنها اطول السور ويكون صابرا على البلاء.
وقال الكرماني يكون في أمان من أعدائه وتنتظم أموره وقيل حصول ميراث.
وقال جعفر الصادق يكون دينه وقوله صحيحا.
آية الكرسي قال ابن سيرين من قرأها على الافراد خاصة يكون آمنا من الآفات ويحصل مراده.
وقال الكرماني إن كان مريضا شفاه الله.
وقال جعفر الصادق يحصل له قدر وجاه وحرمة.
سورة آل عمران وقال ابن سيرين من قرأها يكون محبوبا عند الناس بريئا من الافعال السيئة.
وقال الكرماني يختم بالخير له وقيل يكون مراد قارئها حصول ولد صالح.
وقال جعفر الصادق يكون دينه وقوله صحيحا.
قال ابن سيرين من قرأ شهد الله الآية خاصة يكون قد وفى حقوق الله اللازمة ويخلص من دار الدنيا على جميل.
وقال الكرماني ان كان عنده امانة يؤديها إلى صاحبها ويكون عزيزا عند الناس.
وقال جعفر الصادق يحصل له خير الدنيا والآخرة ويكون فريداً في دينه.
وقال ابن سيرين من قرأ " قل اللهم مالك الملك " الآية خاصة يحصل له من الملوك مرتبة وعز وجاه.
وقال الكرماني يحصل له مراده.
سورة النساء قال ابن سيرين من رأى أنه يقرؤها يحصل له ميراث وتكثر أقرباؤه وعياله.
وقال الكرماني يكون طويل العمر وتحصل له الخيرات.
وقال جعفر الصادق يكون عفيفا.
سورة المائدة قال ابن سيرين من رأى أنه يقرؤها يكون عزيزا مكرما في قومه.
وقال الكرماني يحصل له مال ونعمة وخيرات.
وقال جعفر الصادق يكون فريدا في دينه ويحصل له المراد.
سورة الأنعام قال ابن سيرين من رأى أنه يقرؤها يحصل له السعادة الدنيوية والأخروية.
وقال الكرماني بركة وغنى من قبل الجمال والبقر والغنم ونحوها.
وقال جعفر الصادق يوفقه الله تعالى لطاعته.
سورة الأعراف قال ابن سيرين من رأى أنه يقرؤها يكون في دينه مخلصا وتكون عاقبته محمودة.
وقال الكرماني ربما يزور طور سينا وقيل شماتة عدو ورؤيته على سوء حال.
وقال جعفر الصادق يكون الخالق عنه راضيا ويحفظ الأمانة.
سورة الأنفال قال ابن سيرين من قرأها فإنه يظفر على أعدائه ويحصل له مال ونعمة وغنيمة.
وقال الكرماني يحصل له عز وجاه وعلو مرتبة.
سورة التوبة قال ابن سيرين من قرأ سورة التوبة لم يخرج من الدنيا حتى يتوب الله عليه.
وقال الكرماني تكون عاقبته خيرا.
وقال جعفر الصادق يكون بين الخلق محبوبا مرغوبا يسلك طريق الخيرات.
سورة يونس قال ابن سيرين من قرأ سورة يونس يوسع الله عليه الرزق.
وقال الكرماني يكف الله عنه كيد الأعادي والسحرة ويقهرهم، وقيل ان كان محبوسا أطلق.
وقال جعفر الصادق فإنه يحسن ألفاظه وعبادته.
سورة هود قال ابن سيرين من رأى أنه يقرؤها يزداد ماله من الزراعة وغرس الكروم.
وقال الكرماني يكون مقبلا في الاشغال.
وقال جعفر الصادق يكون سالكا في طريق الدين.
سورة يوسف قال ابن سيرين من قرأها في عهد شبوبيته يكون مظلوما ويسافر سفرا كثيراً وتكون عاقبته خيرا.

وقال الكرماني يناله شرف وعلو قدر وغنى وعز وفرج بعد ضيق.
وقال جعفر الصادق يكون صادق القول صاحب امانة.
سورة الرعد قال ابن سيرين من قرأها يزداد في قراءة إن كان من أهله والا فهو تسبيح وتهليل.
وقال الكرماني تزداد طاعته وفعله الخيرات وقيل أنه أمن من مخافة ملك.
وقال جعفر الصادق ربما يقرب أجله.
سورة إبراهيم قال ابن سيرين من قرأها تدل على ملازمة الخيرات والعبادات.
وقال الكرماني تستقيم أحواله وتحمد عاقبته.
وقال جعفر الصادق يكون عند الله معززا مكرما وقيل يكون برئيا مما يقال في حقه.
سورة الحجر قال ابن سيرين من قرأها يكون عند الخلق معززا مكرما وقيل يكون ذا جاه ووقار.
وقال الكرماني يحصل له جميع مقاصده ويعلو قدره وقيل تحجير من المعاصي.
وقال جعفر الصادق يكون عند الله مقبولا.
سورة النحل قال ابن سيرين من قرأها رزق رزقا حلالا ويكون محبا لأهل الدين والديانة.
وقال الكرماني يأمن من الآفات والمصائب ويجد حاله وقيل صحة بدن.
وقال جعفر الصادق إن الله تعالى يرزقه علما وإن كان مريضا عافاه.
سورة الإسراء قال ابن سيرين من قرأها يكون عند الخالق والخلق ذا منزلة وجاه عال ويكون مؤمنا ذا خشوع وخضوع.
وقال الكرماني أنه يظفر على من يعاديه ويصل إلى مرامه وقيل يأتيه ولد عاق.
وقال جعفر الصادق يكون قوي الدين والديانة صادقا في القول والاعتقاد.
سورة الكهف قال ابن سيرين من قرأها يكون آمنا في حياته من جميع الآفات والعاهات ويكون في طريق الدين مخلصا.
وقال الكرماني يطول عمره ويرزق سعادة الآخرة وقيل يحصل له خوف من مكايد أعاديه وينجيه الله من ذلك.
وقال جعفر الصادق نهاية أمور فيما يرومه.
سورة مريم قال ابن سيرين من قرأها كان عند الله يوم القيامة حرزه وكنفه.
وقال الكرماني فإنه يسلك طرق الخيرات سنن النبي صلى الله عليه وسلم وقيل يكذب على الرائي ويفتري عليه ويكون بريئا من ذلك وقال جعفر الصادق كذلك.
سورة طه قال ابن سيرين من قرأها فإنه يجادل الأعادي ويظفر بهم وينتصر عليهم.
وقال الكرماني يشتهر اسمه بالخيرات في ذلك المكان، وقيل غفلة في الدين وسهو وقيل أمان من الشفاء لمن يكون صالحا.
وقال جعفر الصادق يكون معروفا بالدين والديانة.
سورة الأنبياء قال ابن سيرين يرزقه الله تعالى علم الأنبياء وسيرتهم.
وقال الكرماني يحصل له إقبال الدنيا والآخرة، وقيل صلاة ودعاء وعبادة ونصر على الأعداء.
وقال جعفر الصادق ويكون عالماً عاملاً ويحصل له الفرح بعد الترح والراحة بعد التعب.
سورة الحج قال ابن سيرين من قرأها فإنه يصرف ماله من الحج.
وقال الكرماني يختار أفعالا مرضية في الدنيا.
وقال جعفر الصادق أنه يسلك طريق الزهد والورع ويجتهد في عبادة الله تعالى وفعل الخيرات.
سورة المؤمنون قال ابن سيرين من قرأها فإنه يدخل مع المؤمنين الجنة.
وقال الكرماني يحصل له فضل العبادات وعلو الدرجات والسعادات وقيل فوز وصلاح.
وقال جعفر الصادق يكون محمود السيرة قوي الأمانة.
سورة النور قال ابن سيرين من قرأها فانها تدل على العلم والحكمة.
وقال الكرماني ليكون ذا جود واحسان على خلق الله تعالى وقيل ذا نور في الهيئة والقلب.
وقال جعفر الصادق ينور الله تعالى باطنه بنور الإيمان.
سورة الفرقان قال ابن سيرين من قرأها فإنه يفرق بين الحق والباطل.
وقال الكرماني انه يكون منصفا مع خلق الله تعالى ويكون ذا عدل وقيل ذا قدره على التمييز.
وقال جعفر الصادق يثبت الحق ويبطل الباطل.
سورة الشعراء قال ابن سيرين من قرأها كان في حفظ الله تعالى وكنفه.
وقال الكرماني يكون منزها عن الكلام القبيح والكذب والخنا وسالكا لطريق الدين.
وقال جعفر الصادق يصونه الله تعالى عن الفواحش.
سورة النمل قال ابن سيرين من قرأها يحصل له علو وقدر ومنزلة عند السلطان.
وقال الكرماني تساعده السعادة والدولة والاقبال في أمور دنياه وقيل يدل على الأمر والنهي والفهم والحذاقة.
وقال جعفر الصادق يدل على المال والنعمة.
سورة القصص

قال ابن سيرين من قرأها فانها تدل على كنز أو مال يظهر ويظفر به ويكون ذاكرا لله تعالى.
وقال الكرماني يدل على الاجتهاد والسعي في ذكر الله تعالى والشكر لنعمائه وصلاح الأمور وقيل حصول صواب في الرائي.
وقال جعفر الصادق يدل على وفور الخير وكثرة الرزق.
سورة العنكبوت قال ابن سيرين من قرأها وداوم على قراءتها يكون في حفظ الله وأمانه إلى انقضاء أجله.
وقال الكرماني أمان من خوف وشفاء من كل داء وقيل نجاة من أمر مهمول ويسر من الله وسلام من شر الأعادي.
وقال جعفر الصادق ظفر على الأعادي.
سورة الروم قال ابن سيرين من قرأها فإنه يظفر بحاجة من قبل أهل الذمة.
وقال الكرماني اجتهاد في سبيل الله وقيل تمام أمر يرومه أو يكون بينه وبين أحد مخاصمة فيبشر بالظفر وقال جعفر الصادق كذلك.
سورة لقمان قال ابن سيرين من قرأها يكون عالماً حاكماً عابداً.
وقال الكرماني فإنه يصاحب أهل العلم والحكماء وقيل يؤتى حكمى ووعظا حسنا.
وقال جعفر الصادق تستفيد الناس منه ومن حكمه ووعظه.
سورة السجدة قال ابن سيرين من قرأها ربما يكون كثير السجود.
وقال الكرماني يكون قريبا من الله تعالى.
وقال جعفر الصادق يكون عاقبة أمره خيرا.
سورة الأحزاب قال ابن سيرين من قرأها ربما يلقي شيئا ضاع لاحد فيرده على صاحبه.
وقال الكرماني ربما يرى نبيا من الأنبياء في منامه أو ما يسره تعبير ذلك في اليقظة وقيل حصول ظفر واغاثة من حيث لا يدري ولا يكون ذلك في أمله.
وقال جعفر الصادق حصول التوفيق من الله تعالى ومتابعة الحق.
سورة سبأ قال ابن سيرين من قرأها فانها تدل على الزهد والعبادة والتجنب عن مسالك الدنيا.
وقال الكرماني يكون ملازما لطاعة الله تعالى وقيل نعمة زالت أو شيء عدم يرجعان إلى الرائي.
وقال جعفر الصادق يحصل له سيرة الصلحاء وسلوك طريق الدين.
سورة فاطر قال ابن سيرين من قرأها يقتبس من أفعال الملائكة.
وقال الكرماني يكون ملازما لطاعة الله تعالى وعبادته وقيل ينال ظفرا على من يجادله.
وقال جعفر الصادق يفتح في وجهه باب الرزق.
سورة يس من قرأها تكون عاقبته خيرا.
وقال الكرماني يطول عمره ويرزقه الله تعالى الرحمة والغفران وقيل يرزقه الله سعة وافرة يحسد عليها وقيل تكون محبة النبي صلى الله عليه وسلم عنده مؤكدة.
سورة الصافات قال ابن سيرين من قرأها يرزق في التوفيق والهداية.
وقال الكرماني يكون حريصا على أمانة الخلق ويكون مشغولا بالصلاح وقيل تطهير من الدنس أو يكون صاحب الرؤيا خائفا من الله ومحترصا على طاعته.
وقال جعفر الصادق يرزق ولدا صالحا.
سورة ص قال ابن سيرين من قرأها فإنه يدل على التوبة وحفظ الأمانة.
وقال الكرماني يدل على طلب الرحمة والمغفرة من فضل الله وقيل يمين صادق يحلفه وثبات عليه.
وقال جعفر الصادق يكون وافر المال ذكيا في الأشغال.
سورة الزمر قال ابن سيرين من قرأها غفر الله تعالى ذنوبه وتجاوز عنه.
وقال الكرماني تكون عاقبته خيرا، وقيل اكتساب كتب كثيرة وفهم وبصيرة وربما يتعب لأحد أو يكون من جملة جماعة.
وقال جعفر الصادق يعلو قدره ويقوي دينه.
سورة غافر قال ابن سيرين من قرأها يكون مؤمنا خالصا ذا خشوع وخضوع.
وقال الكرماني تكون سيرته حسنه وسلوكه في طريق الدين مستقيماً وقيل بشارة بالمغفرة ونجاة من المهالك أو يعفو عن مذنب.
وقال جعفر الصادق يحصل له من الله عز وجل رحمة ومغفرة.
سورة فصلت قال ابن سيرين من قرأها يتقرب إلى الله بالطاعة ويكون من جملة خواص عباده وقيل يعمل عملا صالحاً في سره وعلانيته.
وقال الكرماني يكون دينا ويسلك طريق الصلاح وقال جعفر الصادق كذلك.
سورة شورى قال ابن سيرين من قرأها فإنه ينجو يوم القيامة من عذاب النار.
وقال الكرماني يسهل الله عليه الحساب يوم القيامة وقيل إن كان مريضا عافاه الله تعالى.
وقال جعفر الصادق يعيش زمانا طويلا.
سورة الزخرف قال ابن سيرين من قرأها يكون مواظباً على الصلاة مداوما للصوم.
وقال الكرماني يكون ذا خوف وخشوع.
وقال جعفر الصادق يكون صادق القول ذا فعال جميلة.
سورة الدخان

قال ابن سيرين من قرأها يكون عابداً قائم الليل.
وقال الكرماني يكون صادق القول وقيل يضعف عن طلب الدنيا.
وقال جعفر الصادق يحصل له الغنى ووفور الرزق.
سورة الجاثية قال ابن سيرين من قرأها فإنه يتوب ويرجع إلى الله.
وقال الكرماني يتجنب عن الدنيا ويندم على سالف ذنوبه وقيل بلوغ سعادة ونجاة من سوء الحساب.
وقال جعفر الصادق يدل على ذكر وتوبة.
سورة الأحقاف قال ابن سيرين من قرأها يكون مطيعا لأمر والديه.
وقال الكرماني يكون محسناً خصوصاً في حق والديه، وقيل حصول خوف من غرق.
وقال جعفر الصادق رؤيا اشياء عجيبة.
سورة محمد صلى الله عليه وسلم قال ابن سيرين من قرأها بظفر بالأعداء.
وقال الكرماني يكون في حفظ الله تعالى وأمانه وقيل علو وشرف وذكر جميل.
وقال جعفر الصادق يكون محمود الخصال وحسن الفعال.
سورة الفتح قال ابن سيرين من قرأها فإن الله عز وجل ينصره ويفتح له أبواب الخيرات.
وقال الكرماني يغفر الله تعالى ذنوبه ويتجاوز عنه وقيل يستجاب دعاؤه وينال مأموله.
وقال جعفر الصادق يوقفه الله للجهاد.
سورة الحجرات قال ابن سيرين من قرأها يزدري بالناس ويستعتبهم.
وقال الكرماني يقصد ضرر الناس وقيل إن كان من أهل الصلاح فإنه يتبع لأوامر الله.
وقال جعفر الصادق يكون طالبا صلة الرحمن وراجيا محبة الناس.
سورة ق قال ابن سيرين من قرأها يكون مشغولاً بالطاعة والعبادة.
وقال الكرماني يكون ذا جود واحسان على الخلق وقيل يمين يحلف عليه صادقا فيه.
وقال جعفر الصادق يوسع الله عليه الخير ويعطيه من نعمه.
سورة الذاريات قال ابن سيرين من قرأها فإن الله تعالى يوفقه للصلاح.
وقال الكرماني تهون أموره الصعاب وقيل يتزوج.
وقال جعفر الصادق حصول رزق من زراعة.
سورة الطور قال ابن سيرين من قرأها فإن الله تعالى ينصره على الأعداء.
وقال الكرماني يكون معينا للحق مجتنبا للباطل وقيل ان كان له غائب يأتي وربما يغلط بكلم ثم يرجع إلى الصواب.
وقال جعفر الصادق يجاور بمكة شرفها الله تعالى.
سورة النجم قال ابن سيرين من قرأها فإن الله يفتح له أبواب الخير والرحمة في وجهه.
وقال الكرماني يظفر بالأعادي ويقهرهم وقيل يرزقه الله تعالى ولدا حسنا صالحاً محبوبا، وقال جعفر الصادق كذلك.
سورة القمر من قرأها يظفر بالأعادي عاجلا ويكون منصورا.
وقال الكرماني يدل على تسهيل الأمور الصعاب وقيل رجوع من شك وريب إلى الصلاح والصواب.
وقال جعفر الصادق يكون مسحوراً، ولم يضره ذلك.
سورة الرحمن من قرأها فإنه يدل على التجنب عن قول الكذب والمحال.
وقال الكرماني انه يختاره السيرة الحسنة وسلوك طريق الذين وقيل يحفظ القرآن وينفعه في الدين أو يتعلم شيئا يحتاج الناس غليه بسببه.
وقال جعفر الصادق نعمة في الدنيا ورحمة في الآخرة.
سورة الواقعة من قرأها فإنه يتوب في آخر عمره من جميع الذنوب.
وقال الكرماني يحصل له توفيق في العبادة وقيل أمن من شر يوم القيامة وسمعة وغنى.
وقال جعفر الصادق حصول التوفيق والطاعات والعبادات.
سورة الحديد من قرأها يدل على حصول الرزق بتعب ومشقة.
وقال الكرماني انه يختار طريق الآخرة ومرضاة الله تعالى وقيل يكون شديد البأس قوي العزم والحزم.
وقال جعفر الصادق يكون محمود الخصال سالكا طريق الدين.
سورة المجادلة من قرأها يحصل له جدال وخصومة مع النساء.
وقال الكرماني يجادل مع كل أحد في طريق الدين وقيل ينجو من مجادلة سواء كان في علم أو في غيره.
وقال جعفر الصادق يجادل مع الأهل والأقارب ويصلح الاحتجاج ويلقي بينهم المحبة.
سورة الحشر من قرأها حشره الله يوم القيامة مع الخلفاء الصالحين.
وقال الكرماني يكون مصاحبا لأهل الصلاح وثابتا على ذلك وقيل خروج من هم على سعة وربما كان مسافرا بعد رجوعه.
وقال جعفر الصادق يقهر من أعدائه.
سورة الممتحنة من قرأها يكون حاله مستقيماً وربما يمتحن في بعض أشغاله.
وقال الكرماني يكون مصاحبا لأهل الصلاح وقيل توبة وصلاح وحفظ لسان.
وقال جعفر الصادق تحصل له محبة وربما يؤدي إلى الهلاك.
سورة الصف

من قرأها فإنه يفعل الخيرات ويغازي في سبيل الله.
وقال الكرماني يكون اجتهاده في مرضاة الله تعالى وسلوكه بطريق الحق وقيل مصافة أقوام للحرب.
وقال جعفر الصادق يكون في آخر عمره شهيدا.
سورة الجمعة من قرأها يرزقه الله من علم الأولين ويشتهر به.
وقال الكرماني يحصل له قدر وحرمة وجاه وقيل يكون متهاونا في طلب رزقه ويفتح الله عليه أبواب الرزق.
وقال جعفر الصادق يرزقه الله التوفيق لفعل الخير.
سورة المنافقون من قرأها فإنه يصدر منه النفاق في السر.
وقال الكرماني يكون ميله إلى المنافقين وقيل يبلي بعدو مخادع منافق إن كان من أهل التقوى.
وقال جعفر الصادق إن كان منهم يبرأ من النفاق والمنافقين.
سورة التغابن من قرأها يعطي الصدقات الوافرة.
وقال الكرماني يكون رءوفا على الضعفاء وقيل تخويف وتهديد وإن كان تاركا للفرائض فليتب إلى الله تعالى.
وقال جعفر الصادق يكون مستقيماً في طريق الحق وقول الصدق.
سورة الطلاق من قرأها فإنه يخاصم النساء من جهة الدين.
وقال الكرماني انه يراعي في سيره الحق ويكون حريصا في ذلك وقيل شك بين صاحب الرؤيا وزوجته فليفتقد نفسه من الجهل.
وقال جعفر الصادق تدل على لجاجته مع أهل بيته ومنع الصداق.
سورة التحريم من قرأها تدل على النفاق في بيته ثم بعد ذلك يراعي الخواطر ويتبع مرضاتهم.
وقال الكرماني يتجنب عن الحرام وقيل يرزق من حيث لا يحتسب.
وقال جعفر الصادق إنه يكون مجتنبا للمحرمات.
سورة الملك قال ابن سيرين من قرأها فإن الله ينجيه من عذاب القبر.
وقال الكرماني يكون محمود العواقب وقيل نجاة من عذاب الله عند قبض روحه وبشرى وبركة وخير.
وقال جعفر الصادق يحصل له علو قدر وشأن.
سورة ن من قرأها فإنه يحب اعطاء الصدقات والخيرات.
وقال الكرماني يكون كثير الاحسان والخير مع كل أحد وقيل يكون كاتبا حسن الحظ أو يكون له عادة بالصدقة وقد منعها مدة فليجرها على العادة.
وقال جعفر الصادق إن الله تعالى يرزقه الفصاحة والعلم والبراعة.
سورة الحاقة من قرأها فإنها تدل على حصول رزق ونعمة وافرة من الله تعالى وربما يتخوف.
وقال الكرماني يكون ناصرا ومعينا للحق.
وقال جعفر الصادق لم يسلك إلا طريق الحق.
سورة المعارج من قرأها فإنه يفعل الخيرات لمرضات الله تعالى.
وقال الكرماني أنه يداوم على الصدقات والفقراء والمساكين وقيل يدعو على نفسه أو على غيره بالشر والثبور فليتب وليرجع عن ذلك.
وقال جعفر الصادق أنه يأمن من الفزع والجزع.
سورة نوح من قرأها فإنه يتوب إلى الله وتكون عاقبته محمودة.
وقال الكرماني انه يفعل الخيرات مع عباد الله تعالى وقيل يعصيه أهل بيته وإن كان رسول غائب فإنه يبطيء وربما يعود ولا يقضي حاجته.
وقال جعفر الصادق إنه يأمر بالمعروف ويقهر الأعادي.
سورة الجن من قرأها فإنه يدل على الفزع في الليل.
وقال الكرماني انه يأمن من شر الجن وقيل يرزقه الله إلهاما وفهما دقيقا نافعا وقال جعفر الصادق كذلك.
سورة المزمل من قرأها فإنه يحب مواظبة الصلاة بالليل.
وقال الكرماني انه يحيي الليل بالطاعات والعبادات وقيل ربما يكون معتادا في الليل للقيام بالذكر وقد غفل عن ذلك فليواظب عليه.
وقال جعفر الصادق يحصل له التوفيق للطاعة والعبادة.
سورة المدثر من قرأها فإنه يعمل الصالحات ولم يرض لأحد سوءاً.
وقال الكرماني انه يكون للمعروف أقرب وقيل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويتبع طرق الرشد.
وقال جعفر الصادق تحسن سيرته بين الناس ويقوي رأيه.
سورة القيامة من قرأها فإنه يموت على الشهادة.
وقال الكرماني خوف من عذاب الله وقيل يظلمه انسان ويجور عليه وتكون عاقبته النصر والظفر.
وقال جعفر الصادق انه يخرج ويرجع عن الحلف ويتوب إلى الله تعالى.
سورة الإنسان من قرأها فإنه يطلب مرضاة الله ويطعم الطعام على حبه ويكون خائفا من الله.
وقال الكرماني انه يحسن ويفعل الخيرات مع خلق الله تعالى وقيل نجاة من عذاب الله يوم القيامة وسرور.
وقال جعفر الصادق حصول التوفيق على السخاء والنعمة.
سورة المرسلات

من قرأها فإنه يتوب عن الكذب ويثرك الباطل.
وقال الكرماني انه يطلب حسن السيرة وسلوك طريق وقيل يعمل عملا يحبب به نفسه للناس.
وقال جعفر الصادق تتسع عليه دنياه ويحصل له نعمة.
سورة النبأ من قرأها يكون متفكراً في آلاء الله تعالى شاكراً لأنعمه.
وقال الكرماني يدل على فعل الخيرات والعمل الصالح وقيل يجتهد في ظلم ويسأل العلماء.
وقال جعفر الصادق يعلو قدره وتنفذ كلمته.
سورة النازعات من قرأها فإنها تدل على الخوف في حالة الفزع.
وقال الكرماني إنه يتوب إلى الله تعالى خوفاً من عقابه، وقيل ربما تقرب منيته فتستحب له الوصية.
وقال جعفر الصادق إن قلبه يصفو من دنس الشبهات.
سورة عبس من قرأها ربما يكون عبوسا.
وقال الكرماني يكون كثير الصوم وقيل يتهاون بالناس ويستحقر بهم.
وقال جعفر الصادق يكون فاعل الخير مع الضعفاء وللمساكين.
سورة التكوير من قرأها يخاف عليه من وجع وربما يكون فاعل الخير حسن السيرة.
وقال الكرماني يسافر سفرا كثيراً ناحية المشرق وقيل نقصان بهائه وقلة هيبته عند أهله وجيرانه لقول بعضهم هذا البيت:
فقر الفتى يذهب أنواره ... كما تصير الشمس عند الغروب
وقال جعفر الصادق أمان بعد خوف وفرح بعد ترح.
سورة الانفطار من قرأها فإنه متهاون بالتوبة فليبادر وليخش الله تعالى.
وقال الكرماني يكون راغبا في الدنيا ونعيمها وقيل يتعين عليه الاحتراز من جيرانه فهم أعداؤه لا يخفون له قبيحا.
وقال جعفر الصادق يكون عند السلطان والأكابر معززا مكرما.
سورة المطففين من قرأها فإنه يخشى الله تعالى ويوفي الكيل والميزان.
وقال الكرماني يكون عادلا يؤدي الأمانات إلى أهلها وقيل يبخس الكيل أو يستحسن ذلك.
وقال جعفر الصادق يكون منصفا مع كل أحد.
سورة الانشقاق من قرأها أوتي كتابه بيمينه.
وقال الكرماني يهون عليه الحساب يوم المرجع والمآب وقيل دليل على رخص الطعام.
وقال جعفر الصادق يكون كثير النسل والأولاد.
سورة البروج من قرأها يكون في الدنيا ذا هم وغم.
وقال الكرماني يرزقه الله تعالى ثوابا في الآخرة وعلو الدرجة وقيل ينسى شهادة يؤديها أو أمانة يمنعها.
وقال جعفر الصادق يكشف غمه ويزول همه.
سورة الطارق من قرأها يرزقه الله تعالى ولدا صالحا.
وقال الكرماني تقر عينه بولد صالح، وقيل خوف من لصوص ويخاف على ماله منهم.
وقال جعفر الصادق يحصل له فرح وخير بسبب ولد.
سورة الأعلى من قرأها فإنها تدل على كثرة التسبيح والتكبير والتهليل.
وقال الكرماني لم يخل لسانه عن ذكر الله عز وجل، وقيل يكون صاحب الرؤيا كثير النسيان ويرجى له زواله.
وقال جعفر الصادق تهون عليه الأمور الصعاب.
سورة الغاشية من قرأها فإنه يفزع ويخشى من الفزع الأكبر وربما يرزق توبة.
وقال الكرماني يكون ثابتا في جميع الاشغال وطالبا مرضاة الله تعالى، وقيل ينفق ماله على قوم لا يشكرونه ولا يحمدونه.
وقال جعفر الصادق يعلو قدره ومحله وتنفذ كلمته.
سورة الفجر من قرأها يكون راغبا في طاعة الرحمن.
وقال الكرماني يرزقه الله تعالى الحج وقيل يكون كثير الدعاء لنفسه وللمسلمين.
وقال جعفر الصادق نقص في هيبته وصولته.
سورة البلد من قرأها يدل على صاحب الصدقات.
وقال الكرماني يحسن إلى من يقصده وقيل أمن من بعد خوف ونجاة بعد يأس.
وقال جعفر الصادق توفيق لاطعام الطعام وإكرام المسكين.
سورة الشمس من قرأها فإنه يفسد على يده بعض الأشغال.
وقال الكرماني إنه يتوب وينعم على فعله وقيل يكون ميله للعلماء.
وقال جعفر الصادق يكون ذا فهم وحذق عالماً عاملاً.
سورة الليل من قرأها يكون قليل الزكاة في ماله.
وقال الكرماني يوفقه الله تعالى للقيام بالليل في طاعته وقيل يعطي صاحب الرؤيا مالا لانسان ويبسط إليه يده وضمير المعطى خلاف ما يفعل ذلك.
وقال جعفر الصادق يأمن من الآفات والعاهات.
سورة الضحى من قرأها فإنه لم يمنع السائل.

وقال الكرماني انه يعين الضعفاء بالجود والاحسان، وقيل أمن بعد خوف وبشرى بعد إياس ورجاء بعد قنوط، وإن كان فقيرا استغنى وربما نعيت إليه نفسه لقوله تعالى " ولسوف يعطيك ربك فترضى " وقوله تعالى " وللآخرة خير لك من الأولى " .
وقال جعفر الصادق إنه يوقر الصغير واليتيم والفقير.
سورة الانشراح من قرأها تهون عليه الأمور الصعاب.
وقال الكرماني يتيسر أمره وينشرح صدره وقيل امتنان لصاحب الرؤيا على إنسان بما صنع معه.
وقال جعفر الصادق حصول راحة بعد تعب.
سورة التين من قرأها فإنه تحسن سيرته وتتسع أرزاقه وتحمد أفعاله وخصاله.
وقال الكرماني يزداد ماله وتستقيم أحواله وقيل رزق وبركة وطول عمر وربما حلف يمينا أو يحلفها.
وقال جعفر الصادق يحصل له ما يؤمله في الدنيا والآخرة.
سورة العلق من قرأها يرزقه الله تعالى العلم والقرآن.
وقال الكرماني يكون فصيح اللسان قاريء القرآن عالما عاملا وقيل تهديد من إنسان.
وقال جعفر الصادق يكون متواضعا حميد الأفعال.
سورة القدر من قرأها لم يخرج من الدنيا حتى يصادف ثوابها.
وقال الكرماني يطول عمره ويحصل مراده وقيل نصرة وقبول عمل بأضعاف ما يظن.
وقال جعفر الصادق يعلو قدره في الدنيا والآخرة.
سورة البينة من قرأها لم يرحل من الدنيا إلا بالتوبة.
وقال الكرماني انه يدعو الخلق إلى الرشد وقيل صلاح ضمير بعد فساد ويقين بعد شك.
وقال جعفر الصادق يتوب على يده جماعة ضالة.
سورة الزلزلة من قرأها فانها تدل على العدل والانصاف وفعل الخير.
وقال الكرماني انه يرتكب المظالم وقيل ينال رزقا وربما يكون من خيبة.
وقال جعفر الصادق يهلك على يده قوما من الكفرة.
سورة العاديات من قرأها فإنه يكون محبا للصحابة والآل.
وقال الكرماني يتوجه إلى الغزو أو محب الخيل العاديات وقيل حصول مخاشنة من إنسان.
وقال جعفر الصادق يغازي ويظفر بالأعادي.
سورة القارعة من قرأها ثقلت موازينه من فعل الخيرات.
وقال الكرماني يكون متحيرا في أفعاله وعاقبته إلى صلاح، وقيل يكون صاحب الرؤيا متهاونا بعقوبة الله تعالى فليتق الله وليتب.
وقال جعفر الصادق يكون معززا مكرما عند الخلق.
سورة التكاثر من قرأها فإنه يزور جماعة من الصلحاء.
وقال الكرماني يحصل له جماعة لهم ديانة وخصومة ويقولون في حقه قول الزور ولم يسمع منهم وقيل شغل الدنيا وطلب ما لا يحصل.
وقال جعفر الصادق يكون زاهدا ويتجنب عن الدنيا.
سورة العصر من قرأها يكون في أشغاله صابرا.
وقال الكرماني تصل إليه خسارة ويؤدي الأمانة وقيل أمر يعسر ثم يتيسر.
وقال جعفر الصادق يصل إليه خير وزيادة رزق من تجارة.
سورة الهمزة من قرأها فإنه يكون كثير الكلام ويكون عند الخلق معروفا.
وقال الكرماني يكون حريصا على المال وعلى أشغال الدنيا ولم يتفكر في عواقب الأمور وقيل يغتاب قرابته فليتب عن ذلك.
وقال جعفر الصادق يصرف ماله في سبيل الله تعالى.
سورة الفيل من قرأها فإنه يكون معينا للظلمة.
وقال الكرماني انه يظفر بالأعادي العوادي ويحصل له مرامه، وقيل فعل يفعله يكفيه الله من شر أعدائه وربما كان حصول راحة بعد تعب.
وقال جعفر الصادق يحصل على يديه فتوح ويظفر بعدوه.
سورة قريش من قرأها فإن الله تعالى يؤمنه من الفزع.
وقال الكرماني يصاحب أحد أو ينصحه ويكون راغبا في الخيرات سالكا لطريق الدين، وقيل ربح كبير وسفر يناله وخير.
وقال جعفر الصادق انه يكون مرغوبا محبوبا عند الناس بفعل الجميل مع كل أحد.
سورة الماعون من قرأها فإنه يكون قليل الصلاة أو يصلي في غير وقت الصلاة.
وقال الكرماني يصاحب أقواما فاسدي الدين هم كسالى في الصلاة، وقيل منفعة تحصل للناس منه وأمر يحصل له منهم.
وقال جعفر الصادق إنه يظفر بالأعادي الخوالف القليل الدين.
سورة الكوثر من قرأها يحصل له مال ونعمة ودولة ويكون قليل الأولاد.
وقال الكرماني يحصل له انعام من أكابر محتشمين ويظفر بمن يعاديه وقيل حصول أجر وثواب.
وقال جعفر الصادق يفعل الخيرات ويحصل له الأجر والثواب.
سورة الكافرون

من قرأها يكون مرتكبا طرق البدعة سيء الثناء.
قال الكرماني يحصل له التوفيق لفعل الخير ويغازي وقيل إيمان ودين خالص.
وقال جعفر الصادق يكون قوي الاعتقاد في الدين والشريعة.
سورة النصر من قرأها فإنه ينتصر على الأعداء.
وقال الكرماني يحصل له ضيق صدر ثم بعد ذلك يفرج عنه وقيل موت إنسان عزيز.
وقال جعفر الصادق يقرب أجله لأنه لما أتى بها جبريل النبي علم بفراغ عمره.
سورة المسد من قرأها يكون كثير المكر والحيل فليتق الله وليحذر عقابه.
وقال الكرماني يكون له امرأة سوء نمامة وقيل ذهاب مال وخسران.
وقال جعفر الصادق تسعى جماعة في ضرره ولم يظفروا به.
سورة الاخلاص من قرأها يسلك طريق التوحيد ويتجنب البدعة والضلالة بعد هذا المنام ولم يرزق ولدا.
وقال الكرماني يكون صاحب ديانة خالص الاعتقاد وقيل توبة نصوح وإيمان صادق وربما لا يعيش لصاحب الرؤيا ولد.
وقال جعفر الصادق يعلو قدره ويحصل مرامه في الدنيا والآخرة.
سورة الفلق من قرأها فإنه يكون مسحورا وينجو من ذلك.
وقال الكرماني انه ينجو من العلل والآفات ويأمن شر الدنيا وقيل نجاة من شر الحساد وأعين أهل الفساد.
وقال جعفر الصادق يأمن من شر النساء والسحرة ويحصل له رزق وافر.
سورة الناس من قرأها فإن الله تعالى ينجيه من آفة كل عين ناظرة ومن شر الأشرار وكيد الفجار.
وقال الكرماني انه يأمن من شر الخلق والخلق من شره وقيل يأمن من شر وسوسة الشيطان.
وقال جعفر الصادق ان الله ينجيه من شر ابليس اللعين.
فصل في رؤيا المصحف الشريف رؤياه تؤول بالعلم والحكمة فمن رأى أنه يقرأ في المصحف أو ينظر فيه يدل على انتشار علمه وحكمته وعدله في الخلق وربما يحصل له ميراث وقيل يرزقه الله حكمة وصلاحا في الدين.
ومن رأى أنه اشترى مصحفا فإنه يتفقه في الدين ومن رأى أنه أحرق مصحفا يدل على فساد دينه وقلة عقله وفساد عقيدته.
ومن رأى أنه باع مصحفا يكون محروما من كسب العلم وتحصيله ويكون حقيرا ذليلا.
وقال الكرماني من رأى أنه فتح مصحفاً ووضعه على منبر المسجد فإن كان من أهل القرآن يحصل له شهرة بالخير وربما يسود على جماعة.
ومن رأى أنه أكل أوراق المصحف فإن كان من أهل القرآن والتقوى فإنه يكون كثير القراءة، وإن لم يكن فإنه تلاوة القرآن، وإن كان يريد أكلها ولا يقدر فإن كان من أهل الصلاح فإنه يعالج على حفظه فلعل الله يسهله له وإن لم يكن فلا يحصل له من المعالجة نتيجة.
ومن رأى أنه يمزق أوراق المصحف فإنه يكون كسلاناً في صلاته فليواظب عليها.
ومن رأى أنه محا القرآن بلسانه فقد ارتكب اثما عظيماً لقوله تعالى " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم " وقيل ربما يحفظ القرآن.
ومن رأى أنه يقرأ القرآن يدل على دخوله في أمر ليس له فيه معاون.
ومن رأى أنه فتح المصحف ولم يجد فيه كتابة فإنه لا خير فيه وربما يريد غيره أن ينسخ له مصحفا وربما يعلم غيره ان كان من أهله.
وقال جابر المغربي من رأى أنه قبل مصحفا فإنه يفعل الخير.
ومن رأى أنه ينقل ما بالمصحف على الأرض يدل على إلحاده.
ومن رأى أنه يقرأ في المصحف وهو عريان تكون معيشته من القرآن.
ومن رأى أنه توكأ على مصحف أو وضعه تحت رأسه فيدل على وجهين الأول إن كان من أهل التقوى يكون محترصاً عليه، وإن لم يكن فيرتكب ما لا يحل.
ومن رأى أنه ضاع مصحفه فإنه ينسى العلم والقرآن.
ومن رأى أنه تقلد بمصحف فإنه يلي ولاية أو يتقلد أمانة ويكون من حملة القرآن وقيل نجاة وأمن وصيانة.
وقال إسماعيل بن الأشعث من رأى أنه ينظر في المصحف وينقله على ما يبسط أو يستعمل فإنه يفسر القرآن على غير الصواب برأيه فليرجع عن ذلك.
ومن رأى أن المصحف يحدثه أو يتكلم معه فإن كان في الكلام ما يدل على الخير فخير وإن كان ما يدل على الشر فشر.
ومن رأى أن المصحف وقع من يده أو أخذ منه فإن كان عالما أو ذا وظيفة فإنه ينزل منها وإن لم يكن فلا خير فيه.
وقال جعفر الصادق: رؤيا المصحف على سبعة أوجه علم وحكمة وميراث وأمانة ورزق حلال وحكم وقوة.

فصل في رؤيا المجلدات
من رأى من المجلدات تفسير القرآن بيده فإن أموره تستقيم وإن رأى أنه يطالع فيه فإنه يحل المشكلات.

ومن رأى مجلدات الفقه فإنه يكون سالكا طريق الخير وإن قرأها فإنه يكون متبعا للأوامر مجتنبا للنواهي مختارا للصواب.
ومن رأى من مجلدات الأخبار أو قرأها فإنه يكون مقربا عند الملوك ومقبول الرأي.
ومن رأى من مجلدات الأصول فإنه يبحث عن الأشياء الغوامض فإن قرأ منها شيئا فإنه يشتغل بما لا يحصل له فائدة، وربما يحصل بينه وبين أقوام جدال وربما أدى ذلك إلى ملامة وربما يكون قصور فهم عما هو طالب حقيقة وعدم ادراك ذلك وقد يكون ارتكاب أمر نهي عنه.
ومن رأى مجلدات الكلام في باب التوحيد أو المنطق أو البيان أو ما يناسب ذلك أو قرأ منها شيئا فإنه يشتغل بأمور عجيبة وربما لا يفيد من ذلك شيء لدينه.
ومن رأى مجلدات فضائل التسبيح والتهليل أو قرأ منها شيئا فإنه يكون طلق اللسان بالخيرات والصلاح محمودا في أفعاله متجنبا للدنيا طالبا للآخرة.
ومن رأى من مجلدات الدعوات أو الخطب أو قرأ منها شيئا فإن الله تعالى يستجيب دعاءه ويبلغه مأمنه.
ومن رأى من مجلدات القصص أو قرأ منها شيئا فإنه يكون حريصا على مواعظها راغباً في استماعها.
ومن رأى من مجلدات قصص الملوك أو قرأ منها شيئا يلومه الناس في أفعال.
ومن رأى من مجلدات الحكمة أو قرأ شيئا منها فإنه يدل على قراءة القرآن من المصحف وقيل يكون ذكياً ذا فهم وكلام غريب.
ومن رأى مجلدات النحو والأدب أو قرأ منها شيئا فإنه يكون حريصا على الدنيا وأشغالها ويطلب الشهرة والثناء في الخلق.
ومن رأى من مجلدات الرسائل أو قرأ منها شيئا فإنه يصير كاتبا عند الملوك والأكابر.
ومن رأى من مجلدات الطب أو قرأ منها شيئا فإنه يكون رئيسا في مهماته مصلحا للأمور الفاسدة.
ومن رأى من مجلدات الطبائع أو قرأ منها شيئا فإنه يكون عالما بأمور الدنيا يدري بأن ليس في طلبها فائدة باقية.
ومن رأى من مجلدات النجوم أو قرأ منها شيئاً فإنه صلاح اشتغال دنياه ولا ينتفع منه ولا من غيره.
ومن رأى من مجلدات الشعر أو قرأ منها شيئاً فإن كان مدحا أو غزلا فإنه يشتغل بفعل يحصل له بذلك من الناس الملامة والطعن وليس له مصلحة منه في دينه ودنياه، وإن كان شعرا فيه فضائل وتوحيد وهو يقرأ يصادف خيرا وفائدة.
ومن رأى من مجلدات التعبير أو قرأ منها شيئا فإنه يصل إليه حديث من شخص جليل القدر ويحصل له من ذلك الحديث امتنان وخير وشرف لقوله عز وجل " وعلمتني من تأويل الأحاديث " .
ومن رأى من مجلدات الهندسة أو قرأ منها شيئا فإنه يشتغل بعلم يشتهر في الناس به وليس لدينه من ذلك منفعة ويكون كثير الافكار.
ومن رأى من مجلدات القسمة والمساحة أو قرأ منها شيئا فإنه يسافر سفرا بلا منفعة.
ومن رأى من مجلدات الحساب أو قرأ منها شيئا يكون مهموما مغموما في طلب الدنيا.
ومن رأى من مجلدات النوادر والمضاحك أو قرأ منها شيئا فإنه يصدر منه فعل قبيح فضيح.
ومن رأى من مجلدات عيوب الناس وهجوهم وما لا منفعة فيه أو قرأ منها شيئا فإنه يغتابه الخلق ويشتهر بينهم بالسيرة الذميمة، وقيل رؤيا المجلدات إذا لم تفتح ولم يعلم ما فيها فهو حصول منفعة، وإن كان تعبيرها على ما تقدم وقيل رؤيا المجلدات ما لم يحدث بها حادث منكر في اليقظة فهو خير على كل حال وإن حصل ما ينكر فليس بمحمود.
ومن رأى أنه يجمع مجلدات كثيرة فإنه يحيط بعلوم شتى فإن قرأها كانت احاطته عن أصل وحقيقة وإن لم يقرأها فضد ذلك.
ومن رأى أنه يجلد كتابا فإنه يحسن إلى رجل فاضل وكذلك الحبك.
ومن رأى أنه يقرأ التوراة فإنه يؤول بالخصومة ولكنه يظفر بالحق ويحصل له مراده.
ومن رأى أن أحداً يعلمه قراءة التوراة فإنه يدل على حصول الخير، وقيل ان التوراة تؤول بالكبير القديم الهجرة الفاضل.
ومن رأى أنه يقرأ التوراة من حفظه لا من كتاب فإنه يظفر بحاجته بعد مخاصمة.
ومن رأى أنه يقرأ الانجيل من الكتاب فإنه يحصل له منفعة من قبل النصارى، ومن قرأ من غير كتاب فإنه ينخدع بالباطل عن الحق ويكون محبا للنصارى.
ورؤيا الصحف قال ابن سيرين من رأى أنه يقرأ صحف إبراهيم أو صحف موسى فإنه يدله أحد على طريق الصواب ويمنعه عن طريق الخطأ خصوصا إذا قرأ من الكتاب.
ومن رأى أنه يقرأ الصحف عن ظهر القلب فإنه يدل على معيشته بين الناس بالنفاق.

وقال جابر المغربي إذا رأى المسلم أنه ترك المصحف واشتغل بقراءة صحف إبراهيم أو موسى فإنه يدل على ضعف اعتقاده في دين الاسلام ويكون محبا لليهود والنصارى ويكون مائلا إلى ما هم عليه.
ورؤيا الزبور تؤول بالخير فمن رأى أنه يقرأ الزبور من الكتاب فإنه يختار الفعل الحسن، ومن رأى أنه يقرأ عن ظهر القلب فإنه يدل على نفاقه وريائه في الأفعال.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يقرأ صحيفة من صحف أحد من الأنبياء فهو خير.
ومن رأى أنه يكتب صحيفة أو ينظر فيها ولا يحسن قراءتها فإنه يصيب ميراثاً لقوله تعالى " إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى " .
ومن رأى أنه يقرأ وجه صحيفة أصاب ميراثا وإن قرأ ظهرها فإنه يجتمع عليه دين لقوله تعالى " اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا " فإن رأى نفسه حاذقة من قراءة ذلك نال ولاية ومالا فإن رأت ذلك امرأة فانها تكسب جملة في معاشها.
ومن رأى آية من كتب الله المنزلة مكتوبة على قميصه فإنه يدل على أنه معتصم بأي كتاب هي منه في جميع أحواله وإذا رأى أحداً من أهل الذمة وفي يده مصحف أو كتاب غريب فإنه يقع في شدة.

فصل في رؤيا الهياكل
من رأى هيكلا وعنده حامل تأتي بولد.
من رأى أنه مقلد بهياكل ان كان من أهل الدولة فإنه يسافر وإن كان من أهل المعاش فإنه يهيء أمرا وإن كان لصا أو مجرما أو ذا حرفة قبيحة تنكر عليه فإنه يسجن ويصير في حرز صاحب الشرطة وقيل ان كان مشكور السيرة يكون في حرز من أعدائه.
ومن رأى أنه حامل هيكلا فإن كان ممن يليق به فإنه يكون له مهابة في أعين الخلق لقول بعضهم فلان هيكل أي مهاب وربما دل الهيكل وحمله على الحرب والخصام.
ومن رأى هيكلا معلقا على دابة فتعبيره على وجهين حسن الدابة وحصول المنفعة منها أو مرضها وتغليبها.
ومن رأى هيكلا وقد حصل به ما ينكر في اليقظة فليس بمحمود وقيل رؤيا الهياكل جماعة يحصل بهم حفظ.
الباب التاسع
في رؤيا الأذان والعبادة والذكر والخطبة
والوعظ والمجالس للفقه
فصل في رؤيا الأذان
قال ابن سيرين من رأى أنه يؤذن في مكان معروف، إن كان مؤمنا من أهل الصلاح ومتقياً يرزقه الله تعالى زيارة الكعبة لقوله تعالى " وأذن في الناس بالحج " الآية.
ومن رأى أنه يؤذن في مكان مجهول فإنه مكروه غير محمود وإن كان الرائي فاسقاً فإنه يسرق.
ومن رأى انه يؤذن على منارة مسجد فإنه يدعو الخلق إلى طاعة الله تعالى.
ومن رأى أنه يؤذن على فراشه وهو نائم فهو استخفاف بزوجته وعياله، ومن رأى أنه يؤذن في باب داره فإنه يدل على قرب أجله.
ومن رأى أنه يؤذن في وسط داره فإنه يموت ولده أو أخته.
ومن رأى أنه يؤذن في صفة فإنه يموت والده أو عمه.
ومن رأى أنه يؤذن على سطح جيرانه فإنه يظن ظن السوء من أهل جيرانه.
ومن رأى أنه يؤذن بباب السلطان فإنه ينكشف بفضيحة، وقيل يتكلم بالحق في جانب السلطان.
ومن رأى أنه يؤذن في السوق فإنه يدل على الفقر والإفلاس وقيل يهلك أحد من أهله.
ومن رأى أنه يؤذن في مكان غويص فإنه يكون زنديقاً منافقاً.
ومن رأى أنه يؤذن في حارة ليست بمكان الأذان فإنه يدل على التجسس.
ومن رأى أنه يؤذن مع أهل بيته فإنه يدل على حدوث مصيبة وكذلك المرأة إذا رأت أنها تؤذن.
ومن رأى أنه يزيد أو ينقص في الأذان فهو سلوك أمر غير الحق.
ومن رأى أن طفلاً صغيراً يؤذن فإنه كلام زور في حق والديه.
ومن رأى أنه يؤذن في الحمام فإنه نقص في دينه ودنياه.
ومن رأى أنه يؤذن في قافلة أو رفقة يسيرون فإنه يتهم قوماً بسرقة وهم منها بريئون لقوله تعالى " ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون " .
ومن رأى أنه يؤذن ويقيم الصلاة وكان محبوساً فإنه يطلق من سجنه.
ومن رأى أنه يؤذن بلعق ولهو فإنه يدل على قرب أجله.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يؤذن في الصحراء بمفرده فإنه يدل على قرب أجله.
ومن رأى أنه يؤذن على رأس جبل فإنه يدل على الكلام الصدق في حق جليل القدر، وقيل من رأى أنه يؤذن على المئذنة فإنه علو قدر.
ومن رأى أنه يؤذن في محراب فإنه يدل على السفر والرجوع بالسلامة وحصول المراد.
ومن رأى أنه يسمع الأذان فإنه يكون كسلاناً في الصلاة.
ومن رأى أنه يسمع صوت الإقامة فإنه يدل على التوفيق لفعل الخير.

وقيل من رأى أنه يؤذن ويقيم الصلاة وقوم مجتمعون لا يأتون الصلاة فإنه يدعو قوماً للحق فيأبون ويكونون ظالمين لقوله تعالى " فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين " .
وقيل من رأى أنه يكبر في الصلاة فإن أحسن التكبير اتبع طريق السنة، وإن لحن تؤول على ثلاثة أوجه شماتة بعدوه أو حصول فرح أو حزن.
ومن رأى أنه يؤذن على سطح فإنه شهرة بسبب امرأة وعاقبته في ذلك إلى خير.
وقيل من رأى أنه يؤذن بمكان لا ينبغي الأذان فيه فإنه لا خير فيه وربما يحصل له جنون وما أشبه ذلك.
وقيل من رأى أنه يؤذن أو رأى أحد يؤذن على ظهر بهيمة فهو سفر.
ومن رأى أنه يؤذن في مركب فإنه يدل على تسهيل الأمور، وكذلك إذا رأى أنه يؤذن على رأس بيت.
ومن رأى أنه يكبر في الأعياد فإنه يعظم شعائر الله ولا بأس بهذه الرؤيا.
وقال جعفر الصادق: رؤيا الأذان تؤول على اثني عشر وجهاً حج وقول حق وأمر وقدر ورياسة وسفر وموت ودفع إفلاس وخيانة وتجسس وقلة دين ونفاق.

فصل في رؤيا الدعاء
من رأى أنه يدعو لنفسه ويطلب من الله عز وجل الرحمة والتضرع تكون خاتمته إلى خير وتقضي حوائجه.
ومن رأى أنه يدعو لرجل صالح يصل إليه خير الدنيا والآخرة والدين.
ومن رأى أنه يدعو لرجل مفسد أو ظالم فإنه يكون معيناً له في ظلمه وفساده.
ومن رأى أنه يدعو لجميع الخلق، ومن رأى أنه يدعو لنفسه خاصة فإن الله تعالى يرزقه ولداً لقوله تعالى " وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين " .
وقيل من رأى أنه يدعو ويدعي له فهو خير وبركة.
ومن رأى أنه يدعو عقيب الصلاة فإنه نهاية أمر.
ومن رأى أنه يدعو على إنسان فإنه يقهره بالكلام وإن دعا على نفسه فإنه لا يشكر نعمة الله.
ومن رأى أنه يريد الدعاء ولا يستطيع فلا خير فيه.
ومن رأى أنه يدعو في منامه فإنه يدل على إهمال أمر.
وقال أبو سعيد الواعظ: ومن رأى أنه يدعو دعاء معروفاً فإنه يصلي صلاة مفروضة.
ومن رأى كأنه يدعو دعاء ليس فيه اسم الله تعالى فإنه يصلي صلاة رياء.
ومن رأى كأنه يدعو ربه في ظلمة فإنه ينجو من غم لقوله تعالى " فنادي في الظلمات " الآية وحسن الدعاء دليل على النصر لقوله تعالى " وذكروا الله كثيراً وانتصروا " الآية.
فصل في العبادة
من رأى أنه يعبد الله تعالى بنوع من أنواع العبادات وهو في ذلك سالك طريق الرشاد فهو حصول خير الدنيا والآخرة.
ومن رأى أنه يعبد ما لا يجوز في الشرع فتعبيره ضد ذلك.
ومن رأى في عبادته نقصاناً فهو مقصر في مصالح نفسه.
ومن رأى أنه يتعبد في مكان لا يجوز فيه العبادة فإنه يدل على النفاق.
ومن رأى أنه معتكف فإنه يكون متجنباً أمور الدنيا.
ومن رأى أنه يسبح الله تعالى فإنه يفرج همه ويكشف غمه والسوء عنه لقوله تعالى " فلولا أنه كان من المسبحين " الآية، وقيل العبادة تؤول على خمسة أوجه تقرب إلى الله وسلوك طرق حميدة ومناصحة الملوك وبشارة ونجاة وظفر بالأعداء.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يستغفر الله يرزقه مالاً وولداً لقوله تعالى " فقلت استغفروا ربكم " الآية.
ومن رأى أنه فرغ من صلاته ثم استغفر الله تعالى ووجهه نحو القبلة فإنه يستجاب دعاؤه، وإن كان وجهه إلى غير القبلة فإنه يذنب ذنباً ثم يتوب منه.
ومن رأى أنه سكت عن الاستغفار دل على نفاقه لقوله تعالى " وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم " .
وإن رأت امرأة يقال لها استغفري لذنبك فإنها تتهم بفاحشة.
ومن رأى أنه يقول سبحان الله فإنه تفرح همومه من حيث لا يحتسب.
ومن رأى كأنه نسي التسبيح أصابه غم وحبس طويل لما تقدم من قصة يوسف عليه السلام، وربما دل ذلك على إهمال الطاعات لقوله تعالى " نسوا الله فنسيهم " .
ومن رأى أنه يحمد الله تعالى فإنه ينال نوراً وهدى في دينه.
ومن رأى أنه يشكر الله تعالى فإنه ينال قوة وزيادة نعمة وإن كان أهلاً للولاية نال بلدة طيبة عامرة لقوله تعالى " واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور " وقيل رؤيا الحمد والشكر زيادة نعمة ورفعة، وربما رزق ولداً لقوله تعالى " الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل " .
فصل في الذكر
من رأى أنه مواظب على الذكر فإنه يأمن من شر الأعداء، ويفتح في وجهه أبواب الخيرات، ويفوز من البلاء وتسهل له أموره العسيرة.

ومن رأى أنه يذكر الله كثيراً فإنه يدل على الفلاح لقوله تعالى " واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون " .
ومن رأى أنه يذكر الله تعالى فإنه كبر مقام لقوله تعالى " ولذكر الله أكبر " .
ومن رأى أنه قال لا إله إلا الله أتاه الفرج قريباً، ويخلص من الغم ويختم له بالشهادة.
ومن رأى أنه يتكلم بكلام فيه تعظيم الله أو ذكره فإنه يؤتي مناه ويظفر بمن عاداه.
ومن رأى أنه يقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنه يؤول بحصول المال والنعمة ويكون في حفظ الله وأمانه، وقال بعض المعبرين ربما يجد ذخيرة أو كنزاً لقوله صلى الله عليه وسلم: " لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة " .

فصل في رؤيا الخطبة
من رأى أنه يخطب على المنبر وهو أهل لذلك يحصل له علو وقدر وعز وجاه، وإن لم يكن أهلا لذلك فإن كان في السفر يتعذر رجوعه بالسلامة، وإن كان غنيا يفتقر وإن كان فقيراً مرض وأصابه بلاء وشدة، وإن كان جاهلاً فحقارة في أعين الناس، وإن كان من أهل الذمة يدل على إسلامه أو قرب أجله، وإن كان سلطاناً مصلحاً يدل على عدل وإنصافه، وإن كان مفسدا يتوب الله عليه، وإن كان امرأة فيفتضح زوجها، وقيل يشتهر على رؤوس الأشهاد بكلام لا خير فيه، وقيل انها تتزوج وربما تطلق أو تأتي بولد من الزنا وعلى كل حال لا خير فيه.
ومن رأى أنه يخطب وكان أميراً أو عالماً أو صاحب وظيفة وأتم خطبته فإنه ثبوت في رياسته ومنصبه واتمام لقضاء حوائجه وإن لم يتم خطبته فالأمر الذي يطلبه يتعذر عليه وربما يعزل عن وظيفته ومنصبه.
ومن رأى أن يتكلم بكلام يخالف الشريعة فإنه يشتهر بالفضائح فيستغفر الله من ذلك.
ومن رأى أن الخطيب عزل عن خطابته أو بدل بغيره أو حدث له حادث، فتعبير ذلك في ملك ذلك المكان.
فصل في رؤيا مجلس الفقه والوعظ
ومن رأى أنه يعظ الناس وكان أهلا للولاية فإنه يتولى أمرا يحكم فيه، وإن كان ذا أمر فإنه ينفذ.
ومن رأى أنه يعظ الناس ويأمرهم وينهاهم فإنه يدعو أقواماً إلى الحق وسبيل الرشاد.
ومن رأى أنه لم يتم وعظه فإن حاجته تتعذر عليه ولا يتم له أمر هو طالبه، وقيل إن الوعظ إعراض عن قوم يعظهم.
ومن رأى مجلساً يحتوي على جماعة من العلماء وهو جالس بصدر المكان وليس هو أهلاً لذلك فإنه يبتلي ببلية يذكرها الناس ويقبل قولهم فيه ويصدقون عليه، وإن كان أهلاً فهو زيادة علم ورفعة، وإن كان المجلس انعقد بسبب محاكمة أو زواج فهو دليل على الدخول في أمر مهمول عاقبته إلى خير، وإن كان بسبب تدريس أو حديث أو فقه أو ما أشبه ذلك فهو حصول خير وبركة، وقيل رحمة من الله تعالى، وربما دل على شبه ذلك نحو أمانة وإن رأى أنه أحدث في مثل ذلك المجلس ما ينكر في اليقظة فإنه لا خير فيه.
ومن رأى أنه يقول وعظاً أو يسمعه فإنه يؤول بحصول منفعة لقوله تعالى " وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين " .
ومن رأى أنه يذكر الناس وليس من أهله فإنه هم وغم وهو يدعو الله تعالى بالفرج وهو أعلم بالصواب.
الباب العاشر
في رؤيا مكة المشرفة والمسجد الحرام
وما هنالك من الأماكن الشريفة
وكذلك المدينة الشريفة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام والبيت المقدس وما بينهما من الأماكن وأفعال الحج وغير ذلك مما يناسب المعنى.
فصل في رؤيا مكة حرسها الله تعالى
قال ابن سيرين من رأى أنه في مكة فإنه يزور الكعبة.
ومن رأى أنه يتوجه إلى مكة بسبب التجارة لا الزيارة فإنه يكون حريصاً على حب الدنيا وقيل زيادة رزق ونعمة.
ومن رأى أنه في طريق مكة فإن الله تعالى يرزقه الحج.
ومن رأى أنه في مكة وهو مشتغل بالزهد والصلاح والعبادة يحصل له خير ومنفعة في دينه ودنياه، ومن رأى أنه مشتغل فيها بالشر والفساد فإنه ضد ذلك.
وقال إسمعيل بن الأشعث من رأى أن مكة معمورة كثيرة النعم يحصل له خير ونعمة ومال.
ومن رأى مكة ضد ذلك فهو ضده، وقيل من رأى أنه بطريق مكة فإن كان مريضاً يطول مرضه وربما يكون قريب الأجل ومآله إلى الجنة.
ومن رأى أنه في حرم مكة فإنه آمن من آفات الدينا لقوله تعالى " أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم " الآية وربما يرزق الحج.

ومن رأى في الحرم ملكاً عادلاً يشتهر اسمه بالمعروف والاحسان وفعل الخير، وإن كان ظالماً فضده وقيل الدخول إلى حرم السلطان.
ومن رأى الكعبة ربما يرى الخليفة أو السلطان.
وقيل من رأى أن داره صارت كعبة والناس يزورونها فإنه يلي أمراً يحتاج الناس إليه، وربما يكون إماماً لجماعة أو يرزق خيراً ونعمة.
وقال الكرماني رؤية الكعبة أمن وإيمان وإسلام وإن رآها مريض فإنه يعافى ويستجاب دعاؤه.
ومن رأى أنه يمسح وجهه بالحجر الأسود أو يقبله فإنه يصحب فاضلاً من أهل العلم ويكتسب منه فوائد.
ومن رأى أنه تحت ميزاب الكعبة فإنه يحج وتقضي حاجته أو يزور تربة المصطفى عليه السلام.
ومن رأى أنه في مقام ابراهيم فإنه يحج ويرجع سالماً.
ومن رأى أنه على سطح الكعبة فقد نبذ الاسلام بمعصيته.
ومن رأى الكعبة من غير عمل منه في المناسك فإنه متهاون في الدين.
ومن رأى أنه طاف بالكعبة وعمل شيئاً من المناسك فإنه صلاح في دينه ودنياه بقدر عمله في المناسك.
ومن رأى أنه مستقبل الكعبة شاخص اليها فهو مقبل على صلاح دينه وديناه أو يخدم سلطانا.
ومن رأى أنه نقص من المناسك شيئاً على خلاف السنة فإن رأى ذلك حدث في دينه.
ومن رأى الكعبة في داره فإنه يكون ذا عز وجلال وحرمة أو ينكح امرأة جليلة القدر من أهل الخير والسداد.
ومن رأى الكعبة نقصاً فهو عائد على الخليفة أو الإمام.
ومن رأى أنه دخل البيت فإنه آمن لقوله تعالى " ومن دخله كان آمنا " .
وقال جعفر الصادق رؤيا الكعبة على خمسة أوجه خليفة وإمام كبير وإيمان وإسلام وأمن للمؤمنين.
ومن رأى أنه عند الصفا فإنه صفاء عيش، ومن رأى أنه يسعى في الخير.
ومن رأى أنه واقف بعرفات فإنه تكفير ذنوب وغفران من الله تعالى.
ومن رأى أنه بوادي منى فإنه يبلغ مناه، وإن كان من مريضاً فإنه يشفى، وقيل إنه إقلاع عن ذنوب وحصول شفاء على الوجهين لقول بعضهم شعراً:
يا غاديا نحو الحجاز ولعلع ... عرج على وادي منى والاجرع
وانزل بأرض لا يخيب نزيلها ... فيها الشفاء لكل قلب موجع
ومن رأى أنه بأحد الاماكن المعروفة هناك فهو خير على كل حال.
ومن رأى أنه حج وعاد من حجه فإنه بلوغ مقصود وتكفير ذنوب وسلوك طريق مستقيم.
ومن رأى أنه فعل شيئا من المناسك فهو خير على كل حال، وقيل إن الإحرام تجرد في العبادة أو خروج من ذنوب.
ومن رأى أنه في ركب فإنه يدل على حصول رحمة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الجماعة رحمة.
ومن رأى أنه حط مع الركب في محطة فإنه حصول راحة، وإن رأى ان الركب رحل وهو مخلف عنه فيؤول على ثلاثة أوجه عظة واشتياق وبكاء.
ومن رأى أنه في قافلة وهو يطلب شيئاً يجده فلا خير فيه، وأما الأماكن المعروفة فربما يفسر غالبها من اشتقاق اسمها كالينبوع فإنه نبع خير وخليص فإنه تخليص من الخلاص وما أشبه ذلك.

فصل في رؤيا المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام
من رأى أنه في مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه يدل على مصاحبة التجار وحصول الخير منهم في الدنيا والدين.
ومن رأى أنه في حرم النبي عليه السلام فإنه حصول خير.
وإن رأى أنه واقف بأبواب الحرم أو بأبواب الحجرة الشريفة وهو يستغفر الله تعالى فانها توبة ومغفرة لقوله تعالى " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " .
ومن رأى أن النور يصعد من ضريح النبي صلى الله عليه وسلم فإنه بهاء في دينه وذاته، ومن رأى أنه بين القبر والمنبر فإنه يدل على أنه من أهل الجنة لقوله عليه السلام: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة.
ومن رأى أنه يزور أحد الصحابة فإنه يتبع وصيته، وقيل رؤيا المدينة الشريفة تؤول على سبعة أوجه أمن ورحمة ومغفرة ونجاة وتفريج من هموم وغموم وطيب عيش ووجوب الجنة وهداية إلى طريق الرشاد.
ومن رأى أنه بأحد الأماكن التي حولها من المزارات فهو حصول خير على كل حال.
ومن رأى حدوث حادث وما لا يليق مثله في اليقظة لا خير فيه.
ومن رأى أنه مجاور بأحد الحرمين فإنه يدل على استمراره في العبادة والطاعة.
فصل في رؤيا بيت المقدس والأرض المقدسة

من رأى أنه في الأرض المقدسة فإنه يدل على أنه يأمر بالمعروف، وقيل تطهيره من ذنوب، وقيل حصول بركة، وربما تدل على العبادة.
من رأى أنه في البيت المقدس فإنه يكون صاحب ديانة وأمانة وربما يحج وقيل أمن وسلامة.
ومن رأى أنه مجاور فإنه قناعة.
ومن رأى أنه يدخل باب الرحمة فإنه رحمة وإن رأى أنه بظاهره فلا خير فيه لقوله تعالى " فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب " الآية.
ومن رأى أنه بمكان له اسم معين أول من اشتقاق اسمه.
رؤية مدينة حبروم التي بها حرم الخليل عليه السلام حصول خير على كل حال، وقيل رؤيا الأرض المقدسة أو البيت المقدس يؤول على أربعة أوجه بركة ومغفرة وقناعة وراحة.

فصل في أفعال الحج وغيره
من رأى أنه يجتهد في طلب الحج أو زيارة النبي عليه السلام أو البيت المقدس فإنه يطلب أمراً محموداً ويشكر على فعله لقوله عليه السلام: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مكة والمدينة وبيت المقدس. وقيل يكون قاصدا ثلاثة أمور قال بعضهم جلال في قدره وكمال في دينه وجمال في فعله لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه مكة بالجلال والمدينة بالكمال والبيت المقدس بالجمال.
ومن رأى أنه يقصد المسير إلى أحد الثلاثة مساجد وانه لا يستطيع إلى ذلك ولا قدرة له عليه فإن كان غنيا فإنه يفتقر، وإن كان فقيرا فإنه يتعلق بأمر لا يقدر عليه.
ومن رأى أن عنده شيئا من آلة الحجاج وقصد بذلك إقامة ترفه فإنه مجتهد في فعل الخيرات.
ومن رأى المحمل الشريف فإنه يؤول على خمسة أوجه أمن وسلامة وملك عادل وحج وراحة.
ومن رأى أنه حدث في المحمل حادث فتأويله في الملك.
الباب الحادي عشر
في رؤيا الجوامع والمدارس والمساجد وضرائح الأنبياء
والصالحين والمزارات والبيمارستانات والمآذن والصوامع أي الكنائس وما
يناسب ذلك
فصل
من رأى جامعاً أو مدرسة أو مسجداً فهو أمن.
ومن رأى أنه يعمر ذلك يكون عالماً يقتدى به.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يعمر مسجداً فإنه يتزوج امرأة دينة.
ومن رأى أنه في جامع أو مدرسة أو مسجد وحوله ورد وأزهار وخضرة منثورة يظن فيه السوء وهو بريء من ذلك.
ومن رأى أنه دخل مكاناً منها فإنه أمن وراحة وزيادة تقوى، وقيل من رأى أنه يعمر شيئا من ذلك فاما أن يعمره في اليقظة أيضاً أو يعمل عملاً صالحا، وإن كان أهلا أن يتولى أمراً فإنه يتولاه أو يتزوج أحداً أو يتفقه في الدين أو يحج في عامه أو يبني حماماً أو خندقاً أو حانوتاً وما أشبه ذلك.
ومن رأى أنه زاد في شيء من ذلك فإنه يفشو في دينه خير كثير من توبة أو يعمل عملا صالحاً أو ينصف من نفسه.
ومن رأى أنه في أحد هذه الأماكن وهو جديد ولا يعرف حقيقته فإنه اتساع في آخرته وربما يحج ان كان ما حج قط.
ومن رأى أنه دخل من باب أحد منها وخر ساجداً فإنه يرزق توبة ومغفرة لقوله تعالى " وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة تغفر لكم " الآية.
ومن رأى أنه أتى مسجداً فوجده مغلقا فإن أموره تعسر عليه، وإن رأى أنه فتح له ودخل فإنه يعين رجلاًفي دينه ويخلصه من الضلالة ويحسن ظنه في الناس.
ومن رأى أنه دخل شيئا من ذلك أو ما تقدم من الأماكن المشرفة وهو راكب فإنه يقطع قرابته ويمنعهم رفده.
ومن رأى أنه مات في شيء من ذلك فإنه يموت على توبة مقبولة.
ومن رأى أنه خادم فيها فإنه يخدم جليل القدر.
ومن رأى أن حصير المسجد قد تقطع وعتق فإن أهله قد فسدت بعد صلاحها.
ومن رأى أن فيها حادثا ينكر في اليقظة فإنه يؤول على الإجلاء وقيل نقص في دين الرائي.
ومن رأى أنه يفعل بأحدهما ما لا يليق فعله فلا خير فيه، وقيل رؤيا الجامع تؤول بالسلطان أو من يقوم مقامه، ورؤيا المدرسة تؤول بالقضاة والعلماء والفقهاء والمسجد يؤول بامرأة جليلة القدر.
ومن رأى أنه قائم بمحراب فإنه يدل على قيامه في مهم الملك.
ومن رأى أنه جالس فيه فإنه يقرب منه، وقيل رؤيا المحراب خير وصلاح ما لم يكن فيه شين.
وقال جعفر الصادق رؤيا المحراب على خمسة أوجه إمام مسجد وسلطان وقاض ومحتسب وواسطة خير واما المأذنة فتؤول بالسلطان أو من يقوم مقامه أو بالقاضي.
وقال ابن سيرين: رؤيا المأذنة تدل على رجل يدعو الناس إلى الخير.

ومن رأى أنه عمر مأذنة فإنه يفعل الخير ويجتمع بجماعة من أهل الخير والإسلام بسبب خير.
ومن رأى أنه خرب مأذنة فإنه يفعل فعلاً سيئاً يتفرق بسبب ذلك جماعة من أهل الإسلام.
ومن رأى أن مأذنة سقطت بلا سبب وخربت فإنه يتفرق أهل ذلك المكان أو يموت مؤذنها.
وقال الكرماني المأذنة سلطان أو رجل جليل القدر.
ومن رأى أن مأذنة استحدثت بحارة فإنه رجل جليل القدر يكون هناك.
ومن رأى أن رأس المأذنة من نحاس وشبهه فإنه يدل على ظلم سلطان، وإن كان من فضة أو ذهب فإنه سلطان جائر وله مداراة، وإن كان من خشب فإنه سلطان كذاب غدار ليس له قول ولا قرار، وقيل ان كانت المأذنة من حجر فإنه سلطان وإن كانت من لبن فهي ممن يقوم مقامه وإن كانت من خشب فسفيه.
ومن رأى أنه وضع طعاما على مأذنة فإنه جور ملك ذلك المكان على الرعية.
ومن رأى أن صواري القناديل نصبت على مأذنة فانها زيادة أبهة لحاكم ذلك المكان وإن رآها قلعت فضده.
ومن رأى أنه على مأذنة فإنه يتقرب إلى الملك.
وقال جعفر الصادق المأذنة على أربعة أوجه سلطان ورجل جليل القدر وإمام ومؤذن.
ومن رأى منبرا ربما يرى الإمام الأعظم أو من يقوم مقامه وإن رأى فيه ما يزينه أو يشينه فتأويله كذلك.
ومن رأى أنه على منبر يتكلم بالعلوم والحكمة أو يخطب فإن كان من أهل ذلك المكان يحصل له من الامام أو من يقوم مقامه علو قدر وشرف وإن لم يكن كذلك يحصل ذلك الخير لأحد من أهله أو جيرانه إن كان فيهم من هو بتلك المثابة.
ومن رأى أنه على منبر وهو يتكلم بما لا يليق فإنه يشتهر بالمعاصي وربما أنه يصلب.
ومن رأى السلطان على منبر قد وقع أو انكسر المنبر تحته فإنه يقع عن مرتبته إما بموت أو بغيره.
وإن رأى الخطيب أنه على المنبر يقرأ الخطبة ولم يتمها ونزل من المنبر فإنه يعزل عن خطابته.
وإن رأت المرأة أنها تقرأ الخطبة وتتكلم بالعلم والحكمة فانها تفتضح.
ومن رأى أنه وقع من المنبر إن كان عالماً أو جاهلاً فإنه رديء في حقه لأنه سقوط حرمة وحصول مذلة.
وقال جابر المغربي من رأى أنه على المنبر إن كان عالما يعلو قدره وإن كان جاهلا يمسك في السرقة ويصلب، وقيل من رأى نفسه تحت منبر فإنه يقهر من ذي سلطان.
ومن رأى أنه نام على منبر فهو مقرب لسلطان وفي أمن من جهته وقيل فساد في الدين أو تستعيبه الناس.
وقال جعفر الصادق رؤيا المنبر على خمسة أوجه سلطان وقاض وإمام وخطيب ومرتبة وقال صعود أحد من أهل الذمة على المنبر دليل على ولاية حاكم فاسد الدين في ذلك المكان.
ومن رأى سدة الأذان فتأويلها على ثلاثة أوجه امرأة وخادم ومعيشة ومهما كان فيه من خير أو شر فهو منسوب إلى ذلك.

فصل في ضرائح الأنبياء والصالحين
والمزارات والبيمارستانات
فمن رأى ضريح نبي من الأنبياء فهو حصول خير وبركة، وقيل يكون في شفاعته وإن كان عازبا تزوج وربما تكون توبة.
ومن رأى أنه يبحث في ضريح فإنه يكون مجتهداً في عمل صالح مما كان يفعله صاحب الضريح.
ومن رأى حادثاً في شيء من ذلك فإنه يشين في الشريعة.
وقيل من رأى أنه يزور قبر موسى عليه السلام فإنه وجوب الجنة.
وقال الكرماني من رأى أنه يزور ضريح أحد من الأنبياء أو الصحابة أو من الصالحين فإنه فرج همه وغمه وكفارة ذنوبه وقال بعضهم ربما يحج.
ومن رأى أنه رأى مزاراً أو معبداً فإنه يكون مجتهداً في طلب الأجر وربما يكون قنوعا.
ومن رأى أنه خلق شيئا من هذه الأماكن أو طيبها فإن دينه يزكو وعيشه يطيب وإن كان مريضا فإنه يبرأ وإن رأت ذلك حامل فإنها تأتي بولد.
ومن رأى في ذلك حادثا يكره مثله في اليقظة لا خير فيه.
ومن رأى بيمارستانا فإنه يدل على رؤية مكان ينتظم به أحوال الناس، وقيل من رأى أنه دخله فإنه يموت شهيداً وربما دل ذلك على غفران الذنوب ورقة القلب والشفقة على خلق الله تعالى.
ومن رأى أنه يأكل شيئا من أطعمة مريض البيمارستانات فهو على ثلاثة أوجه مرض أو صحة وربما يكون موت مريض.
ومن رأى أحوال أهل البيمارستانات مستقيمة وهم متوجهون إلى العافية فهو حصول خير، ومن رآهم بضد ذلك فهو ضده.

ومن رأى حادثا فيه فلا خير فيه للرائي وقيل لمن به، وقال بعضهم رؤيا البيمارستانات تؤول على عشرة أوجه عالم وحكيم وحاكم وراحة وشفاء ومرض وجنون وبواب وموت على شهادة وعتق.

فصل في رؤيا الصوامع وهي الكنائس وما أشبه ذلك
فمن رأى كنيسة أو ديراً أو شبه ذلك فتعبيره رجل كذاب يغر الناس بأفعاله ولا نتيجة في ذلك.
ومن رأى أنه فعل في كنيسة ما يخالف أهلها مما لم يخالف الشريعة فهو نكاية ذلك الرجل الموصوف وقيل خير.
ومن رأى أنه مقيم في شيء من ذلك فإن كان من أهل الصلاح فهو خير له وإن كان من أهل الفساد فلا خير فيه.
وقيل من رأى أنه فعل في كنيسة ما يوافق أهلها فإنه ارتكاب جرائم.
ومن رأى أنه حدث في شيء من هؤلاء حادث زين فهو فساد في الدين وإن كان شيئاً فهو ضده وقد تقدم ذكر العبادة والصلاة فيها في أبواب الصلاة والعبادة والله أعلم.
الباب الثاني عشر
في رؤيا الخروج إلى المواسم والغزو والرباط
والصيام والفطر والصدقة والزكاة والضحايا
فصل في رؤيا الخروج إلى المواسم
من رأى أنه خرج مع القوم إلى موسم من المواسم فإنه خروج من هم وغم وإن كانوا في حرب وكرب كشف الله عنهم ذلك، وقيل خلاص من أسر أو سجن أو قيل فرح وسرور، وربما دل على راحة وأمن الخاطر وقيل رؤيا الموسم تعبر على ستة أوجه عرس وطهور ووليمة وغزو وأمر مشهور وسفر.
فصل في رؤيا الغزو والرباط
قال ابن سيرين من رأى أنه يجاهد في سبيل الله فإنه يدل على استقامة حاله وعياله واتساع رزقه وغناه لقوله تعالى " ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيراً وسعة " .
ومن رأى أنه ولى وجهه عن الغزو فإنه يدل على قلة شفقته ورحمته على عياله لقوله تعالى " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم " .
وقال الكرماني من رأى أنه يغازي وقد انتصر على الكفار فإنه يدل على الفضل وعلو الشأن لقوله تعالى " وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما " .
ومن رأى أن قوم تلك الديار يغزون دل على العز والجاه وحصول المراد والنصر والظفر على الأعداء.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يغازي الكفار وحده فإنه يدل على الغنيمة وقهر الأعداء وحصول رزق حلال.
ومن رأى أنه يغازي وقد انتصر على الكفار فإنه يدل على حصول مال وغنيمة من الأعادي.
ومن رأى أنه يغازي وقد تغلب الأعادي عليه يكون في رزقه تعب ومشقة وقيل تعسر بعد تسهيل.
ومن رأى أنه قتل على يد الكفار في الغزاة فإنه يدل على وفور السرور وحصول رزق حلال وطول عمر لقوله تعالى " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله " .
وقيل من رأى أنه خرج من الغزاة فإنه يتبع سبيل الخير ومنهاج البر.
وإن رأى أنه عاد من الغزاة بعد غزوه فإنه يدل على الصحة والسلامة وحصول المراد وفرح وسرور فإن كان غائبا فإنه يرجع بخير وسلامة وإن كان مريضا عافاه الله تعالى.
وقال جعفر الصادق رؤيا الغزاة تؤول على ستة أوجه خير ومنفعة وإحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والظفر على الأعادي والصحة من المرض واطاعة السلطان العادل وحصول غنيمة.
فصل في رؤيا الصيام والفطر
من رأى أنه صائم فإنه سليم الدين وقليل الكلام فيما لا يعنيه.
ومن رأى أنه يفعل ما لا يجوز للصائم فإنه نقص في دينه.
ومن رأى أنه صائم ثم أفطر في وقته أصاب في دينه ودنياه خيراً ورزقاً واسعاً وذهب عنه الهم والخوف.
ومن رأى أنه أفطر في غير الوقت فإنه يغتاب الناس أو يكذب وربما دل على المرض أو السفر لقوله تعالى " فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر " الآية.
وقال جعفر الصادق رؤيا الصوم على عشرة أوجه قدر ورياسة وصحة ومرتبة وتوبة وظفر وزيادة نعمة وحج وعز وولد.
ومن رأى أنه أفطر متعمدا فإنه يتعب في سفره ويحصل له بلاء.
ومن رأى أنه أفطر ناسيا فإنه يدل على حصول رزق حلال.
ومن رأى أنه صام شهرين فإنه يتوب من ذنوبه.
ومن رأى أنه صام تطوعا فإنه يأمن من المرض، وقال بعض المعبرين وربما دلت رؤيا الصوم على الصحة لقوله عليه السلام: صوموا تصحوا.
ومن رأى أنه صام سنة متصلة فإنه يتوب أو يحج.
ومن رأى أنه صام عاشوراء فإنه يخلص من الهم والغم.

وقال أبو سعيد الواعظ: من رأى أنه في شهر الصيام دلت رؤياه على غلاء السعر وضيق الطعام، وربما دلت رؤياه على صحة دينه وخروجه من الهموم والشفاء من الأمراض وقضاء الديون.
ومن رأى كأنه صام شهر رمضان حتى أفطر فإن كان في شك فإنه يأتيه البيان لقوله تعالى " هدي للناس وبينات من الهدى والفرقان " .

فصل في رؤيا الصدقة
من رأى أنه يتصدق فتعبيره على وجوه: إن كان عالماً يكتسب من علمه، وإن كان ملكاً تزدد ولايته، وإن كان تاجراً يزدد كسبه، وربما تكتسب الناس منه، وإن كان صانعاً تتعلم الصناع من صنعته.
وقال الكرماني رؤيا الصدقة تدل على الأمن من الفزع والخلاص من الآفات.
وقال جابر المغربي إن كان مريضاً عوفي وإن كان ذا غم كشف غمه وإن كان محبوساً أطلق وإن كان مفسداً تاب الله عليه وأصلحه وإن كان مشركاً يسلم، وعلى كل الوجوه رؤيا الصدقة محمودة تدل على السعادة والإقبال في الدارين.
وقيل من رأى أنه يفرق صدقة فإنه حصول بركة في ماله ويرزق توبة لقوله تعالى " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها " الآية.
فصل في رؤيا الزكاة
فتعبيرها على وجوه بشارة وخير وبركة وفوز وشفاء وأداء دين وتيسر أمر عسير وقضاء حاجة وضياء وخلاص من هم وغم وظفر على الأعداء وزيادة رزق لقوله تعالى " وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله " الآية، وقيل ان الزكاة تزكو في المال والمواشي فمن رأى أنه يأخذ الزكاة فهو حصول منفعة وقيل افتقار.
فصل في رؤيا الأضحية
من رأى أنه ضحى بأضحية يجوز تضحيتها شرعاً فإنه خير ونعمة وإن كان الرائي عبداً عتق، وإن كان في محنة وهم فرج عنه وإن كان مريضاً عوفي وإن كان فقير استغنى وإن كان ذا فزع يأمن وإن كان مديونا وفى الله عنه دينه وإن كان ما حج فإنه يحج وإن كان في ضيق وسع الله عليه في معيشته.
وقال الكرماني: من رأى أنه يقسم ويفرق لحم القربان على الناس فإنه يدل على موت رجل محتشم ويقسم ماله على أهله.
وقال جابر المغربي: رؤياه تعبر على وجهين بشارة وظهور بركة لقوله تعالى " وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين " الآية، وإن كان صاحب الرؤيا امرأة وهي حامل فانها تضع ولداً صالحاً.
وقيل من رأى أنه ضحى بكبش فإنه فدية لقوله تعالى " وفديناه بذبح عظيم " وربما يجب عليه فدية، وقيل رؤيا الأضحية تدل على رؤيا الشهور.
ومن رأى أنه ضحى أضحية ناقصة أو فيها نقص فإنها نقص في دينه.
الباب الثالث عشر
في رؤيا التحول عن الإسلام وعبادة النار والأصنام
وتحويل القبلة والخلقة إلى غيرها
فصل في رؤيا التحول عن الإسلام
من رأى أنه تحول عن الإسلام إلى أحد الأديان الباطلة فإنه ارتكاب معاص وقيل ذلة وحقارة.
وقال الكرماني يقارب فعل الرائي أفعال من تلبس بدينه وقيل يفسد دينه.
فصل في عبادة النار والأصنام
من رأى أنه يعبد النار فإنه يعين السلطان، فإن كانت النار خامدة فإنه يطلب مالاً حراماً وقيل عبادة النار خمدة ملك جائر.
ومن رأى أنه يعبد صنماً من خشب فإنه يقترب برجل باطل إلى رجل خبيث منافق، وإن كان من حطب مشبك فإنه يطلب بذلك ما يأتي به من الجدال وما أشبه ذلك، وقيل انه يتقرب لأحد بنميمة، وإن كان الصنم من فضة فإنه يأتي إلى امرأة بما لا يليق، وإن كان من ذهب فإنه يتقرب إلى أمر يكرهه ويحصل له من ذلك ضرر وإن كان من نحاس أو حديد أو رصاص أو ما أشبه ذلك فإنه يتقرب لطلب الدنيا وقيل انه يتقرب لرجل متلصص، وإن كان من حجر فإنه يتقرب لرجل قاسي القلب وإن كان من فخار وما أشبه ذلك فإنه يتقرب لمن ليس فيه فائدة وبالجملة رؤيا الأصنام ليست بمحمودة.
ومن رأى أنه ناول شيئا إلى صنم من الأصنام المذكورة فإنه يعبر من جنسه كما تقدم.
ومن رأى أنه يعبد صنماً من الأصنام أو كلمه أو فعل معه فعل إنسان في اليقظة فإنه يصحب من لا فائدة في صحبته وربما يكون حصول ضرر من ذلك الصاحب، وقيل من ارتكاب معاص وحدوث أمور له بسببها حتى انه يتعجب من ذلك غاية العجب ولا تكون خطرة بباله قط.
وقال جعفر الصادق: رؤيا ذلك تؤول على ثلاثة أوجه كذب باطل ورجل منافق كذاب مكار وامرأة مفسدة مكارة.
فصل في تحويل القبلة والخلقة إلى غيرها

من رأى أن القبلة حولت من مكانها إلى جهة أخرى وهو متبع ذلك فهو على ثلاثة أوجه تغير الملك وانتقال الرائي نحو جهة انتقال القبلة وظهور ملك من تلك الجهة واستيلاؤه بعقد صحيح هذا إذا رأى الناس تابعيها، وقد تقدم في الباب الثامن في فصل الصلاة تعبير من رأى أنه يصلي إلى جهة غير القبلة.
ومن رأى أنه شيخ كهل وليس هو كذلك فإنه صالح في دينه ووقار وزيادة في شرفه وإن كان شيخاً ورأى أنه صبي فإنه يصبو ويجهل فلا خير فيه وكذلك المرأة.
ومن رأى أحداً من النسوة صارت كذلك فإنها دنيا تقبل عليه وإن كان مريضاً أفاق.
ومن رأى أنه صار غضاً طرياً جميلاً فربما يموت سريعاً.
ومن رأى أنه صار طويلاً عريضاً فهو زيادة في العمر وأبهة لقوله تعالى " وزاده بسطة في العلم والجسم " .
ومن رأى أنه صغر أو قصر فإنه يبيع داره أو دابته وإن كان ذا وظيفة عزل وقيل قهر وإفلاس وربما يخاف عليه من الموت، وسيأتي في باب النوادر بيان ذلك.
ومن رأى فيه نقصانا فإنه ضعف ونقص في دينه ودنياه.
ومن رأى أن له فرجا كفرج المرأة فإنه ذل وخضوع وحقارة وإن كان في خصام يصالح خصمه وإن رأت المرأة أن لها ذكرا مثل الرجل ولحية كلحيته فإن كان لها ولد ساد على قومه وإن كانت حاملة أتت بغلام وإن لم تكن حاملا فانها لا تلد ولدا ابدا وربما تنصرف الرؤيا إلى ملكها أو زوجها أو أبيها أو اخيها وقيل حصول شرف لأحد محارمها.
وإن رأت امرأة أنها صارت رجلاًوهي تجامع النساء أو تتزوج بامرأة فإنها تصيب خيراً وشرفاً وعزاً وذكراً عالياً.
ومن رأى امرأة بهذه الحالة فإنه يرى شيئا يتعجب منه.
ومن رأى أن له ذنبا أو قرنا أو حافرا مثل الدواب أو خرطوما او منقارا فذلك صلاح كله وجيد.
ومن رأى أن له ريشا وجناحين فإن ذلك رياسة ويصيب خيرا.
ومن رأى أنه صار طيرا يطير فيؤول على ثلاثة اوجه سفر وحصول امر بسرعة أو تعبد.
ومن رأى أنه صار حيوانا مما لا يؤكل لحمه فإنه ذل ومصيبة وإن كان ذا وظيفة عزل عنها وقيل يشتهر عند الناس بما يفضحه ويشينه.
ومن رأى أنه صار معدنا من المعادن فإنه يستعمل شيئا من الأشياء ويحصل له النفع.
وقيل من رأى أنه صار ضفدعاً فإنه يشتغل بالعبادة.
وقيل من رأى أنه صار حيواناً من الممسوخات فإنه يدل على غضب الله عليه وقيل المسخ عشرة أوجه حقارة واستصغار وغضب وعقوبة وانتقام واستهزاء وارتكاب محرم وأمر فاحش ومذلة وهزل وقال بعضهم لا خير في ذلك ولا في رؤياه.
ومن رأى أنه صار شيئا من هؤلاء واحتوى عليه واصطيد أو استعمل فإن كان له عدو يظفر عدوه به.
وقيل من رأى أحداً معروفا قد مسخ فجاء إليه فأخبره أو رأى حيوانا أخبره أنه فلان واستجار به فإنه يرى أمراً ويتعجب منه.
ومن رأى أنه حدث من ذلك حادث أو ما ينكر في اليقظة فلا خير فيه.
وقال دانيال وإن رأى أنه تحول إلى ما فيه صلاح فإن كان من أهله فإنه يقع في محنة في أول أمره ويحصل له الظفر والكفاية في آخر أمره.
وقال جابر المغربي: ومن رأى أنه تحول من صلاح إلى فساد فإنه غير محمود، ومن رأى بخلافه فإنه يدل على السعد في الاقبال في الدين والدنيا وبلوغ الآمال.

الباب الرابع عشر
في رؤيا القضاة والعلماء والفقهاء والشهود
وما يناسب ذلك
فصل في رؤيا القضاة
ومن رأى أنه صار قاضياً وهو يحكم بين الخلق ولم يكن أهلا لذلك قال ابن سيرين إذا لم يكن قاضياً ورأى ذلك يحصل له ضرر وبلاء ومحنة وعناء ويذهب ما بيده من مال وأثاث وإن كان في سفر تقطع الطريق عليه ويلقى تعبا ومشقة ويتلف ماله وإن كان عالما يليق بالقضاء فإنه يصير قاضياً وتستقيم أحواله وتنتظم أشعاله.
وقال الكرماني من رأى أنه صار قاضياً معروفاً أو رأى قاضياً معروفاً فإنه دليل على الترقي إلى المنازل العليا والمراتب السنية.
ومن رأى قاضياً مجهولا فإن القاضي المجهول يؤول بالباري عز وجل ونفاذ حكمه لقوله تعالى " والله يحكم لا معقب لحكمه " وقوله تعالى " يقص الحق وهو خير الفاصلين " .
وقال جابر المغربي من رأى قاضياً وهو يحكم فتعبيره كما رآه.
ومن رأى قاضياً وبيده ميزان فإنه يحكم بين الخلق بالحق.

ومن رأى قاضياً وهو ينظر إليه بعين العناية والشفقة ويلاطفه بلين الكلام فتعبيره التقرب بالعلماء وعلو الشأن، ومن رأى بخلاف ذلك فإنه حقارة ونقص ومذلة وقلة دين، وقيل رؤيا القاضي المعروف خير وبركة.
وإن رأى قاضياً دخل عليه فإن ذلك عز ودولة.
وإن رأى قاضياً أجلسه إلى جنبه أو إلى مكان مرتفع فإن ذلك عز وبهاء وشرف وربما دلت رؤيا القاضي على خصومة ومنازعة.
وإن رأى المريض أن القاضي أرسل يستدعيه فربما يكون انقضاء أجله.

فصل في رؤيا العلماء
من رأى أنه صار عالما ان كان جاهلا ورأى ان الناس يقبلون قوله ويتبعون كلامه يدل على حقارته في أعين الناس وذكره في أفواههم بما لا يليق، وأما إذا كان عالما ورأى ذلك فإنه يدل على الشرف وعلو القدر.
ومن رأى أنه قد حصل له ما ينكر في اليقظة يدل على استهزائهم به.
ومن رأى عالما قربه أو أجلسه أو كلمه كلاما يفيد استماعه فإنه حصول خير ومنفعة.
ومن رأى عالما والناس يشتغلون عليه ويستفيدون منه فإنه معدن تقصده الناس ويحصل منه منفعة.
وقال جعفر الصادق رؤيا العالم على أربعة أوجه علو قدر وعز وجاه وقبول وولاية.
فصل في رؤيا الفقهاء
من رأى فقيها عرفه فهو خير وسرور وإن لم يعرفه فهو رجل طيب يدخل في ذلك الموضع الذي يرى فيه.
ومن رأى أنه صار فقيها وكان أهلا لذلك فإنه حصول عز ورفعة وإن كان من أهل الولايات فلا بد أن يلي ولاية.
ومن رأى أنه يلبس ملبوس الفقهاء ان كان من أهله فإنه زيادة في فقه وإن لم يكن كذلك يتلبس بالفقه وطرائفه ويكون قليل المعرفة فيه، وقيل شرف وعز وعظمة، وقيل تحويل من أمر هو فيه إلى غيره.
ومن رأى أنه صار فقيها مؤدبا فإنه يتولى وظيفة يحكم فيها.
ومن رأى أنه يعلم أحداً من الصبيان فإنه يصير في شيء يستفاد منه.
ومن رأى أحد الفقهاء أنه صار غير فقيه فلا خير فيه، وقيل انه يجهل ويترك الفقه.
ومن رأى جماعة من الشهود فإنه يدل على حصول رحمة وقيل أمر حق وقيل محاكمة ولا بأس برؤيا الشهود، وإن رأى شيئا بمفرده واحتاج إلى من يشهد له فلم يجد غير واحد فإنه يدل على شروعه في أمر يتم بعضه ولا يتم باقيه.
ومن رأى أنه صار شاهداً فإنه يتبع طريق الحق وقيل يشتغل بعلم المغيبات.
ومن رأى أن أحداً يشهد زوراً ويشهد هو فإنه حصول ضرر منه لنفسه ولغيره ولا خير في هذه الرؤيا.
ومن رأى أحداً من الصوفية ونحوهم فإنه زيادة في الدين.
ومن رأى أحداً من الأولياء والصالحين والأبدال والمجاذيب فهو حصول خير وبركة وأمن وقيل خروج من هم وغم إلى فرح وسرور.
ومن رأى أنه تزيا بزيهم وكان أهلاً لذلك فإنه خروج من خوف إلى أمن ومن حزن إلى فرح لقوله تعالى " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " .
ومن رأى أحداً من المذكورين في هذا الباب وأخبره بأمر فإنه يكون بعينه.
ومن رأى جماعة تباحثوا وتجادلوا فإن كانت فرقة منهم يرجح قولها على الأخرى فإن تعبيره بضد القضية.
ومن رأى جماعة جمعوا لوليمة فإن كانت الوليمة معروفة فهو خير وعز وبهاء، وإن كانت مجهولة فإنه حصول أمر مكروه، وقيل رؤيا الوليمة تؤول على عشرة أوجه: مولد النبي صلى الله عليه وسلم ورؤيته وزواج ونفاس وختان وصحة من مرض وقدوم غائب وعزاء ميت ووفاء بنذر وضيافة لجماعة.
ومن رأى شيئا من مسموعات الفقراء ففيه اختلاف منهم من يقول أنه جيد لاجتماع الفقراء ومنهم من يقال أنه غير جيد لكونه فيه ملاهيا والله أعلم بالصواب.
الباب الخامس عشر
في رؤيا السلاطين والأمراء والنواب والحجاب
والوالي وجماعة من الحاشية وما يناسب ذلك
فمن رأى سلطانا في دار أو دخل مسجداً أو بلداً أو قرية فإنه دليل على حصول مصيبة لأهل تلك الأماكن لقوله تعالى " إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها " .
ومن رأى أنه يخاصم السلطان أو السلطان يخاصمه فإنه يظفر بحاجته.
ومن رأى أن السلطان قطع يده اليمنى فإنه يحلفه.
ومن رأى أن السلطان في النزع فإنه يصير محبوساً.
ومن رأى أن السلطان خر من مكان مرتفع أو رفسته دابة أو أخذت قلنسوته أو سيفه أو حلق رأسه فإنه عزله أو موته.
ومن رأى أنه صار سلطاناً فإن كان أهلاً لذلك أو من أعيان المملكة فإنه عز ودولة، وإن لم يكن أهلاً لذلك فهي حصول مصيبة للرائي.

ومن رأى أن السلطان بسط له بساطا فإنه حصول رزق ورفعة وقيل ان كان ممن يليق به السلطنة فلا بد له منها.
ومن رأى سلطانا مجهولا في مكان فإن نفسه تغلب عليه.
ومن رأى السلطان طلق الوجه مستبشرا فإنه يصيب خيرا بقدر طلاقه الوجه وبشاشته.
ومن رأى أنه يستعمله في مستخلصه فإنه يصيب شرفا وذكرا عاجلا.
ومن رأى أنه كساه وأعطاه وألبسه تشريفا وأركبه مركوبا فإنه يصيب سلطنة منه وإن كان أهلا لان يتولى وظيفة فلا بد من توليته.
ومن رأى أن السلطان أعطاه شيئا من متاع الدنيا فإنه حصول فخر وعز بقدر ما ينسب إليه ذلك العطاء.
ومن رأى أن السلطان يعاتبه أو يصاحبه أو كان بينهما كلام فإنه يصلح حاله عنده أو عند غيره من عماله أو من يقوم مقامه من خواصه، وقيل من رأى أنه يجادل معه ويحتج بحجه فإنه يدل على كلامه مع السلطان وإنه يجادل معه بالقرآن ويخاصمه لأن السلطان في اللغة الحجة، ومن رأى أنه يأكل معه أو يطعمه طعاماً فإنه يصيبه من جهته حزن بقدر ما قد أطعمه.
ومن رأى أنه معه على فراش فإن كان الفراش معروفاً فإنه يأتيه منه جارية أو يتزوج من عياله ويكون مقامها بقدر سمك الفراش وحسنه وإن كان الفراش مجهولا فإنه يشركه في أمره ويوليه مكانا يحكم فيه أو يكون مقربا عنده.
ومن رأى أنه دخل مع السلطان في اللحاف وليس بينهما حائل ينال منه الخير والمال والقدرة على أشياء كثيرة.
ومن رأى أنه رديف السلطان على دابة فإنه يسعى بجد السلطان أو يكون خلفا منه وإن كانت الدابة سائرة يكون أقوى في حقه.
ومن رأى أنه يمشي وراء سلطان فإنه يقتدي به ويستحسن رأيه بقدر استقامته على أثره.
ومن رأى أن السلطان يمشي وراءه فإنه يقتدي به في أموره ويستعمله فيما يكون ناظرا إليه بحيث يكون محموداً عنده.
ومن رأى أنه دخل على حريم السلطان أو يخالطهن فإن كان مع ذلك ما يستدل به على بر أو خير فإنه يصيب سلطنة وحظا ومنزلة منه وإن لم يكن عنده شيء من ذلك فإنه يغتاب تلك الحريم أو يدخل في أمرهن بما لا يحل له من الاغتياب.
ومن رأى أنه ينكح أحداً منهن فلا خير فيه.
ومن رأى أن السلطان نكحه فهو للرائي خير ومنفعة.
ومن رأى أنه هو الفاعل فإنه حصول ضرر وغلب ومصيبة.
ومن رأى أن السلطان دخل مكانا وليس من شأنه ذلك فانها ذم وهوان وإن كان السلطان صالحاً قيل انه يظهر العدل في ذلك المكان وقيل يظهر فيه الحق لقوله تعالى " وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات " .
ومن رأى أن السلطان أخذ قلنسوته أو أخذ شيئا من ملبوسه فإنه يأخذ ماله وإن كان ذا وظيفة عزل وإن كان من ذوي المعاش فإنه كساد معاشه وذله.
ومن رأى أن السلطان ارتفع إلى مكان عال وليس هناك أعلى منه فإنه انتهاء أمره وزوال سلطانه.
ومن رأى في السلطان ما يشينه فهو نقص في أبهته وإن رأى ما يزينه فهو ضد ذلك.
ومن رأى أن السلطان جلس ليتقاضى أشغال الناس فإنه دليل على أنه ملتفت إلى مصالحهم.
ومن رأى أن السلطان نائم فضد ذلك، وقيل رؤيا السلطان تؤول على خمسة أوجه نصرة وحجة ومخاصمة وعز ورفعة وفساد وذلة فيحتاج الأمر في ذلك إلى اعتبار الرائي ومقامه.
وقال ابن سيرين رؤيا السلطان تؤول على اثني عشر وجها إمامة وعلم وخطابة وسمعة وحكم وانقياد للحكم ووجاهة وعز ورفعة وتقديم.
وقال دانيال عليه السلام من رأى أن السلطان تصرف في الريح فإنه يحكم في الخافقين ويزداد نفاذا.
ومن رأى أن السلطان في مكان يكره فإنه حصول غم للسلطان وقيل للرائي.
ومن رأى أن السلطان ابتلعته الأرض فتأويله على وجهين قال بعضهم تمكن في ملكه وثبات له وقال آخرون هم وغم وضيق.
ومن رأى أن السلطان رقد عليه فلا خير فيه.
ومن رأى أنه يكبس السلطان فإن السلطان يستريح بسببه في أمر من الأمور.
ومن رأى أنه يتردد إلى السلطان فإنه نسج مودته وقيل حصول خير ومنفعة ومنصب.
ومن رأى أن أحداً من جماعة السلطان يتردد عليه في خير فتعبيره نظير ذلك.
ومن رأى من يليق بالملك أنه ركب على سيف السلطان فإنه يتولى مكانه وإن لم يكن لائقا يحصل له ضرر وشهرة سيئة.

ومن رأى أن السلطان نائم في داره مستريحا فإن كان له حاجة عنده يقضيها، وقيل ان السلطان يحتاج له في أمر، وقيل رؤيا السلطان العادل ما يكون فيه ما يشينه حصول مراد الدنيا والآخرة وهو جيد على كل حال.

فصل في رؤيا الأمراء
من رأى أحداً من الأكابر الكبار أنه انتقل إلى السلطنة وكان لائقا لذلك في الحس والمعنى فربما يصير كذلك وإن لم يكن مناسبا فهو حصول رفعة على كل حال.
ومن رأى أنه صار أميرا كبيراً وكان لائقا به فإنه زيادة في أبهة وإن لم يكن لائقا فبلاء ومحنة.
ومن رأى أحداً من الأمراء الكبار صار أميرا دون منزلته فلا خير في ذلك الأمير.
ومن رأى أحداً من الأمراء أرباب الوظائف فتأويله على ما تقتضيه وظيفته، وإن رأى أنه صار كذلك فتأويله نظيره أيضا، وأما الدوادار فازدياد رزق وقضاء حوائج، وأما رأس نوبة فظفر ونصرة وحكمة، وأما اميراخور فعز ودولة، وأما الخازندار فحصول مالية، وأما شاد الشراب خانه فحصول نعمة وسعة، وأما السلحدار فإنه مكنة، وأما الحماذار فاستقامة في الأشغال ومواظبة، وأما أمير شكار فتخيل وتملق، وأما علم دار يعني أمير علم فخبر خير وقيل سرور، وأما الاستادار فعلى وجهين حصول رزق أو حصول مغرم، وأما استادار الصحبة فحصول بر وحسن عيش، وأما الساقي فحصول منفعة بالأمراء وأما بقية أرباب الوظائف فتعبر على حسب ما يباشرونه ويحتاج في ذلك إلى تأويل ما أول على ما تقدم في الفهرست.
وقال السالمي من رأى أحداً من أرباب الوظائف الدينية فيؤول بالعز والخير.
ومن رأى أحداً من أرباب الوظائف الدنيوية فهو على ثلاثة أوجه حصول رزق من جهة الملوك وربما كان رزقا ثابتا فإن من العادة تقرير الأرزاق منهم، وإذا كان الرائي من أهل الفساد فإنه يؤول بالغرامة لأنها تؤخذ على أيديهم وحصول خصومة، وقيل رؤيا الوزير إذا كان على هيئة حسنة فإنه محمود في حقه وضد ذلك يعبر بخلاف ذلك.
ومن رأى أنه صار وزيرا وهو منصف فإنه زيادة عز وشرف.
ومن رأى أن الوزير أعطاه تشريفا فإن كان أهلا للولاية نالها وإن لم يكن فهو حصول خير ودخول الوزير أو من يناظره يؤول بحصول منكر وحزن الا أن يكون معتادا.
وقال جعفر الصادق انه يؤول على أربعة أشياء منها حصول الوزارة لمن كان أهلها إذا رأى عينه صارت قمرا وكذلك إذا رأى دجلة بغداد ورأى ملكا قد شد وسطه أو أعطاه دواة أو رأى أحداً من الصحابة الأربع توجه.
فصل
ومن رأى أحداً من النواب فإنه عز ودولة وربما دلت رؤيا النائب على السلطان لأنه قائم مقامه ويقال في اللغة العامل للنائب وقيل رؤيا النائب تدل على ثبات الأمور لكون تصحيفه كذلك.
ومن رأى أن النائب بقى سلطانا فإنه ثبات له وزيادة أبهة وخير عظيم بخلاف ما لو رأى أن السلطان صار نائبا فتعبيره ضده، وتؤول النيابات من اشتقاق اسم المدن كالشام من الطيب وحلب من حلب الرزق وطرابلس من طريان ما هو مسرة وحماة من الحما وصفد من الصفا ويقال غير ذلك والكرك من التحصين، وقيل كفؤ ما يحتاجه لاشتقاق الاسم بالتركي والقدس من التطهير والرحمة وغزة من الغز والهنسا من بهاء سنة ويقاس على ذلك بقية النيابات ويعتبر كما تقدم.
فصل في رؤيا الحجاب
من رأى جماعة من الحجاب أو حاجبا واحدا فلا خير فيه خصوصا إن كان عبوسا، وقيل رؤيا الحاجب تدل على حجب شيء عن الرائي وكان بعض المعبرين يكره تعبيره أي تعبير رؤيا الحاجب من حيث الجملة.
وقيل من رأى أنه صار حاجبا وكان دون ذلك ممن يليق به فلا بأس وقيل رؤيا الحاجب حجب شر.
وقال أبو سعيد الواعظ العزل محمود لأرباب الوظائف وثبات في الأمور وقيل التولية على وجهين لمن كان مشكور السيرة في منصبه خير ورفعة ومن كان مذموما يؤول له بالعزل وقيل العزل أمانة وعهد كما ان العهد عزل.
فصل في رؤيا الولاة
من رأى واليا فإنه غلو به وإن رآه يفعل به ما يكره فلا خير فيه وكذلك ان فعل ما يحب معه فإنه لا اعتبار بفعل الظالم ولو كان حسنا وقيل رؤيا الوالي ما لم يكن فيها ما ينكر فلا بأس بها لاشتقاق الاسم من الولاية وقيل من رأى الوالي على هيئة غير محمودة فتأويله هتكه في حق اللصوص.
فصل في رؤيا جماعة من الحاشية

من رأى أحداً من أصحاب الوظائف الدينية فهو خير وبركة ونعمة وإن كان من أصحاب الوظائف الدنيوية فازدياد رزق وتجديد أمر وقيل شروع في مهم وإن كان من أرباب البيوت فتعبيره قريب من شغله مثاله البيا البابية فنظافة وصلافة، والشريدارية أمانة ونظافة، والفراشين ذهاب غم وأنس ما لم يصدر منهم كنس فإن صدر فليس بمحمود وسيأتي بيانه، والركبدارية شجاعة وإقدام وقيل وكذب وإفساد وفلسفة كذلك خدام الاصطبل، وأما الهجانة فعلى وجهين إما بشارة وإما مصيبة، وإما المبردارية والكلانرة فلا خير ولا خيرة وقيل نجاسة في الأثواب، وأما رؤيا الطيور فيأتي تعبيره في بابه وأما رؤيا جماعة المطبخ فكثرة كلام يقع وتعب في طلب الرزق، وأما السقاؤون فديانة وتقي وخصب وربما يعمل عملا حسنا، وأما البوابون فمن رأى أنه صار بوابا ولم يعاين الباب فإنه تقضي حوائجه خاصة والله أعلم بالصواب.

الباب السادس عشر
في رؤيا الرجال والنساء والصبيان والصغار
والطواشية والعبيد والخدم والخنثى
فصل في رؤيا الرجال
من رأى رجلاًمعروفا يصنع شيئا أو يعطيه شيئا فإنه هو بعينه أو سميه أو نظيره من الناس، وقيل من رأى رجلاًمعروفا فإنه خير وبركة وإن كان له غائب قدم أو أتى خبره أو كتابه.
ومن رأى شيخا معروفا وقد جرى بينهما كلام زيادة في الخير والبركة لقوله عليه الصلاة والسلام: البركة في الأكابر. وقيل رؤيا الشيخ المعروف إذا خالط شيبه سواد يكون أبلغ خصوصا إذا كان جسيما والشيخ المجهول هو جد الانسان الذي يجده فكلما رأى فيه من حشمة ووقار وكلام يدل على خير ويكون موافقا لغرض الرائي فهو أحسن وأخير وجميع ما يجده يحصل ويكون موافقا للمقاصد جميعها وإن لم يبق من سواده شيء فهو أضعف وأهون.
وقال أبو سعيد الواعظ: إن رأى شيخا أشرف فهو تمكنه من الخير، وقيل رؤيا الشيخ تؤول على أربعة أوجه خير وبركة وقضاء حاجة وأمن.
ومن رأى شابا أو كهلا حسن الوجه فإنه بشارة وحصول خير سواء كان معروفا أو مجهولا، وقيل إذا كان الشاب مجهولا وهو ليس بحسن المنظر فهو عدو واعذار.
ومن رأى جماعة مشايخ أو شباب فهم رحمة خصوصا إذا جرى منهم كلام البر ومن رأى أن أحداً منهم أعطاه شيئا فهو أجود خصوصا إذا كان صنف ذلك الشيء محبوبا وإن رأى أنه هو العاطي فإنه جيد أيضاً ومن رأى أحداً منهم وهو ناقص فإن كان شيخا فالنقص في جده وإن كان شابا فالنقص في عدوه.
فصل في رؤيا النساء
من رأى عجوزا فهي دنيا قد أدبرت خصوصا إذا كان فيها نقص فهو اشين واقبح.
ومن رأى أنه يزاول عجوز او يعاطيها فإنه يكون طالب الدنيا ومحثا عليها ويناله منها بقدر مؤاتاته والعجوز المجهولة أقوى من العجوز المعروفة فإن كانت ذات هيئة حسنة وشيمة طاهرة على هيئة أهل التقى كانت دنيا حراما أو مكروها في الدين فإن كانت شعثاء مقشعرة قبيحة المنظر سيئة فلا دين ولا ديانة ولا زين.
ومن رأى امرأة حسنة وهو يكلمها أو يخالطها أو يضاحكها أو يلاعبها أو دخلت عليه في بيته فانها سنة مخصبة وخير وسرور وإن كان فقيرا يحصل له مال ورزق وإن كان مسجونا فرج الله عنه.
ومن رأى امرأة تأمر الناس وتنهاهم في الله فهو صالح في الدين خصوصا ان كان الأمر للرائي.
ومن رأى نسوة ذات عدد نقلن إلى مكان فانهن عمال يقدمون على أهل ذلك البلد.
ومن رأى امرأة تنازعه وحصل منها اشمئزاز ونفور بالغ فانها زوال نعمة، وقيل ان كانت ذات منصب فانها زواله وتفرق أمره وحكمه ثم يعود كما كان وتنتظم أحواله.
وقيل من رأى امرأة ما رآها قط وهي شعثاء لا بد يذهب منه شيء فإن كانت حسنة يجد بعد ذلك.
وقيل من رأى أنه قبل امرأة ذهب منه شيء وإن وطئها لا خير فيه.
ومن رأى أن زوجته مع غيره ذهب ماله أو جاهه ولا يكون حسنا في دينه، وقيل غنى ودنيا واسعة.
ومن رأى أن زوجته أهدت إليه زوجا غيرها أو امرأة فهو يفارقها أو يخاصمها.
ومن رأى أن زوجته تحمله فإنه حصول غنى وخير يأتيه.
وقيل من رأى أنه يحمل امرأة حسنة فإن كان مريضا أفاق وإن كان محبوسا فرج الله عنه أو مهموما فرج الله همه وغمه.
ومن رأى امرأة فاسقة أو زانية فإن كان من أهل الصلاح والدين فهو خير وزيادة وبركة وإن كان من أهل الفساد فإنه يكون قلة دين وارتكاب محارم وحصول شرور وضرر.

ومن رأى أن زوجته تدعو رجلاًفإن كانت حاملا تأتي بغلام وإن لم تكن حاملا فهو حصول منفعة وخير.
ومن رأى أن امرأة عقيمة حملت فإنه دليل خير وصلاح في الدنيا والآخرة.
ومن رأى أن زوجته عادت عجوزا فلا خير فيه وإن رأى أن امرأته زادت حسنا وجمالا فهو زيادة في دينه ودنياه وحصول خير ومنفعة.
ومن رأى أن زوجته صارت مرتكبة لأمر الفواحش أو مكروه فانها تكون بضد ذلك.
ومن رأى أن زوجته زاهدة عابدة فإنه خير ولا بأس به.
ومن رأى أن جماعة من النسوة بمكان وهن ينظرن إليه أو واحدة منهن تدعوه إليها فهو بهتان عليه وهو منه بريء وربما يحصل له غرضه فيما بعد ولا يتمكن منه عدوه.
ومن رأى نسوة كثيرة يختصمن فإنه حدوث أمور عجيبة في الدنيا يحصل منها لبعض الناس تشويش وإن رآهن ضد ذلك فتعبيره ضده، وقيل رؤيا المرأة من حيث الجملة جيد خصوصا إن كانت مقبلة عليه أو بشوشة طلقة الوجه.
وقال أبو سعيد الواعظ المرأة الجميلة مال لا بقاء له لأن الجمال يتغير، وإن رأى كأن امرأة شابة أقبلت عليه بوجهها أقبل أمره بعد الادبار، وإذا رأت المرأة شابة فهي عدوة لها على أية حالة رأتها عليها، ورؤيا المرأة السمينة تؤول بخصب السنة والمهزولة بجدوبتها ولا خير في رؤيا العجوز الا إذا كانت متزينة مكشوفة.

فصل في رؤيا الصبيان والشبان
من رأى صبيا حسنا بهي المنظر معتدل القد بشوشا مطاوعا فإنه حصول السرور وبلوغ المقاصد ونيل بشارة بما يسر الخاطر وقال آخرون رؤياه تؤول بعدو وإن كان قبيح المنظر فعدو لا محالة وقيل غم وضيق صدر خصوصا ان كان شعثا قبيح المنظر والملبس.
ومن رأى صبيا شابا وهو معروف ورأى فيه ما يسره فهو خير ونعمة وإن رأى فيه ما يشينه فضده وإن كان مجهولا ففيه وجهان قيل عدو أو بشارة.
وقال أبو سعيد الواعظ الشاب عدو الرجل فإن كان أبيض فهو عدو مستور وإن كان أدهم فهو عدو غني وإن كان أشقر فهو عدو شيخ.
ومن رأى أنه يتبع شابا فإنه يظفر بعدو.
ومن رأى كأنه قد صار شابا فقد اختلف في تأويل رؤياه وقيل انه يتجدد له سرور وقيل انه يظهر في دينه او دنياه نقص عظيم وقيل انه يموت وقيل يظهر مع بعض الأصدقاء عداوة على الحرص والامل، وقد تقدم ذكر بعض شيء من ذلك وما يناسبه في تعبير الحلية والخلقة.
فصل في رؤيا الصغار
من رأى أنه قدم إليه صغير حسن الوجه فإنه يؤول على وجهين ملك وبشارة اذ لم يحمل على الأذرع.
وقيل من رأى أنه يحمل صغيرا فهو هم وحزن.
وقيل من رأى أنه يحمل صغيرا في قماطه فإنه ينجو من هم وغم ما لم يختبط الصغير وقيل ان كان خائفا يكون آمنا.
ومن رأى أنه محمول في قماط فيؤول على اربعة اوجه ذهاب مال وسجن ومرض وذهاب عقل وإن رأى ذلك فقير فإنه يعيش إلى ارذل العمر.
ومن رأى صغيرا معروفا يلهو فليس بمحمود وإن رأى أنه يتعلم ما يحصل له نتيجة فضد ذلك.
ومن رأى صغيرا من أولاد الأكابر وانه مسكه وتوجه به إلى منزله فإنه حصول مال ونعمة.
ومن رأى أن صغيرا ضاع فإنه زوال هم وقيل تكدر خاطر.
فصل في رؤيا صغار البنات
من رأى صغيرة حسنة فإنه حصول خير ومنفعة.
وقيل من رأى أنه يحمل صغيرة فهو خير مما يحمل صغير أو قيل من رأى ذلك فإن كان مريضا أفاق وإن كان مهموما فرج الله همه وإن كان محبوسا أطلقه الله، وقيل رؤيا الصغيرة ما لم يكن فيها ما ينكر فهو خير على كل حال.
فصل في رؤيا الطواشية
قال ابن سيرين رؤيا الطواشية من أي جنس كان تدل على الخير والصلاح، وقيل ان الطواشية تعبر بالملائكة أو بالصلاح.
ومن رأى أن طواشيا أخبر بأمر فربما يكون ذلك الامر بعينه من خير أو شر.
ومن رأى طواشيا دخل عليه وهو في هيئة حسنة فيؤول على وجهين حصول رزق وأمن، وإن كان في هيئة قبيحة أو بيده ما ينكر فربما يكون دعوى إلى حاكم، وإن رآه يدعوه إلى أمر معين فتأويله على معنى ذلك الأمر.
ومن رأى أن إنساناً معروفاً صار طواشياً فيؤول على ثلاثة أوجه صلاح وعبادة وعلم وحكمة، وإن كان في حرب فحصول مذلة وغلب.
ومن رأى أنه صحب طواشا فإنه يصحب أحداً من طلاب الآخرة وقال بعض المعبرين رؤيا الطواشية تؤول على رؤيا انسان ليس له معقول.
فصل في رؤيا العبيد

كل من كان في الرق فإنه عبد سواء كان أبيض أو اسود فمن رأى أنه اعتق عبده يدل على موت العبد أو حصول خير للمعتق.
ومن رأى أن عبده بلغ فإنه يعتق.
ومن رأى أن عبده لطمه فإنه يعتق أيضا.
ومن رأى أنه يكلم العبيد او يخالطهم فإنه زيادة ماله.
ومن رأى أنه اشترى غلاما أصاب خيرا وقيل هم وحزن والبيع احسن من الشراء.
ومن رأى أنه صار عبدا يباع فيه فلا خير فيه وقيل فقر ومذلة، وإن كان في محاكمة فإن عدوه يظفر عليه.

فصل في رؤيا الخدم وهم الجواري
فمن رأى جماعة من الجواري فهو خير ونعمة خصوصاً إن كان هو مالكهن وإن رآهن عرايا أو فيهن ما ينقصهن فليس بمحمود وقيل رؤيا الجارية الحسنة سنة مخصبة.
ومن رأى أنه اشترى جارية بيضاء فإن تجارته تربح ويلقى خيرا ومن رأى أنه اشترى جارية صفراء فإنه تتعذر عليه حاجته وقيل مرض.
ومن رأى أنه اشترى جارية سوداء فإنه نجاة من هم وغم.
ومن رأى أنه يبيع جارية من أي جنس كان فإنه فقر وحاجة أو بيع داره أو آنية من أواني البيت.
ومن رأى أن جارية صبيحة الوجه تأتيه فإنه يصيب خيرا وإن كان له رزق عند السلطان أو من يقوم مقامه فإنه يأخذه، وإن كان له غائب فإنه يأتيه بخير وإن كانت قبيحة المنظر أتاه ما يكره.
ومن رأى جارية تطرح نفسها على الناس سفاحا فانها تكون فتنة تموج في ذلك المكان، واما العتق والبلوغ واللطمة فتأويلها في الجوار نظير ما تقدم في العبيد.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الجارية المجهولة المتزينة المسلمة تؤول بسماع خبر سار والجارية العبوسة خبر غير جيد والمهزولة اصابة هم وفقر والعريانة خسارة.
فصل في رؤيا الخنثى
من رأى خنثى أو أنه صار بنفسه فإنه يؤول بخمسة أوجه عدم الجماع والنسل وتأخير منزلته وضعف قوته وحنو وشفقة.
ومن رأى خنثى على المرأة فإنه يتصور له ويكون بخلافه والله أعلم بالصواب.
الباب السابع عشر
في رؤيا الظلمة والأعوان والمرجفين والجلادة
والسجانة والضوبة وما يناسب ذلك
فصل في رؤيا الظلمة
من رأى ظالما معروفا يفعل أمراً ليس بزين فإنه يدل على اضراره في ظلمه وإن فعل ما يستحسنه الناس فإنه يرجع عن ذلك وقال بعضهم يعبر بالضد.
ومن رأى أن ظالما حسنت سيرته فهو عزله عما هو فيه، وإن رأى أن ظلمه زاد تعديه إلى أن بلغ زيادة المبلغ فإنه انتهاء أمر ويكون على شرف النوال وإن رأى أنه هو ظالم فيؤول على ثلاثة أوجه ظلم النفس وظلم الغير وقصور الهمة عن المصالح.
ومن رأى أنه ظلم أحداً بعينه فإنه حصول ظفر للمظلوم وكذلك إذا رأى أحداً ظلمه لقوله تعالى " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير " .
ومن رأى أنه يسأل في ازالة ظلم يدل على أنه مظلوم.
وقيل من رأى أن الملك ظلمه فإنه يحتاج اليه فيما يليق به.
ومن رأى أنه حصل منهم ظلم في حق أحد من الأعيان فإنه يحصل له منهم ضرر ومعصية.
وقال جابر المغربي من رأى أنه ظلم أحداً ممن هو دونه فإنه يكون مظلوما وإن رأى أنه مظلوما من أحد منهم فضد ذلك.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه ظلم من سيده فهو حصول منفعة وربما يعتق، وإن رأى أنه هو الظالم فحصول هم وغم وندامة وإن كان المظلوم من رفقته فحصول مضرة من سيده ومشقة، وقال بعض المعبرين اني أكره في المنام رؤيا الظالم المشهور بالظلم والظلمة ولو تأول المنام على أي وجه كان.
فصل في رؤيا الأعوان
من رأى أحداً منهم وعرفه عن أمر يكرهه أو استدعى به للحاكم فلا خير فيه وإن كان مريضاً دل على انقضاء أجله وإن نازع أحداً منهم في أمر أو نازعه فحصول حذر شديد.
ومن رأى أنه أبذى لسانه على أحد منهم بفاحشة فإنه يقهر في أمره.
ومن رأى من أحد منهم لينا فإنه مكر وخديعة فليكن على يقظة منه.
ومن رأى أنه صار من الأعوان أو أحداً من بيته فحصول منفعة.
ومن رأى عوانيا مشهورا بالأذى فعلى وجهين قيل حصول غرامة أو انتقام عدو.
فصل في رؤيا البرددارية والرسل والنقباء
قيل رؤيا البرددارية تؤول بقضاء الحاجة وعز وجاه.
وقال جابر المغربي من رأى أنه صار برددارا عند ملك عادل فإنه حصول خير وصلاح ويرزق رزقا حلالا وإن كان الملك بخلاف ذلك فحصول مال حرام واشتغال بالفساد.

ومن رأى أي حاكم كان فتعبير أفعالهم وأقوالهم كما تقدم في الأعوان وقيل رؤيا البرددار تدل على حل أمور معقدة وأما رؤيا النقيب فحصول عطاء من أحد.
ومن رأى رسولا جاء من مكان على هيئة حسنة فلا بأس به وأما بقية المرجفين كالاجواقية والبريدية والسواقين والقصاد الذين يأتون بأمر شنيع فيؤول ذلك على وجهين إما بشارة وخيرأوهم ومصيبة.

فصل في رؤيا السجانة والجلادة والضوية
أما السجانة فرؤياهم تدل على هم وغم وضيق واما الجلادة فرؤياهم تدل على حصول المراد سريعا، وأما الضوية فتؤول على أربعة أوجه حكم وحج وسفر وشروع في أمر.
ومن رأى الضرابين بالأسواط الفاحشة كالمقارع ونحوه يعده أحد بوعد ويكذب.
فصل في رؤيا الخفراء وأرباب الادراك والحراس
من رأى خفيرا فإنه خفارة خصوصا ان طاف عليه وقيل مطالبة.
ومن رأى صاحب درك فنظيره درك وقيل احتواء على أمر مفهوم ومن رأى حارسا فإنه يجد ما يطلبه وقيل رؤيا ذلك جميعه إذا كان فيه ما يدل على الخير فهو جيد والله أعلم بالصواب.
الباب الثامن عشر
في رؤيا السنين والأعياد والأشهر والفصول
والأيام والجمع والساعات
فصل في رؤيا السنين
من رأى رأس السنة ورأى في ذلك ما يدل على الخير فتكون تلك السنة عليه مباركة وإن رأى ضد ذلك فضده.
ومن رأى من يخبره عن أمر لمدة من السنين فإن كان ممن يقبل قوله في اليقظة فربما يكون الأمر بعينه في المدة المذكورة، وربما تدل السنة على الشهر أو على الجمعة أو على اليوم ورجح بعضهم ان السنة تعبر بالشهور لما ورد في الحديث المشهور وقيل بالمدة، وقال بعضهم السنة تؤول على خمسة أوجه بالمرأة وبالسنة وبالبقرة وبالرهبانية وبالخصب وبالجذب.
فصل في رؤيا الأعياد
من رأى عيد الأضحية فإنه يدل على مصاحبته لرجل عالم لأسباب الخير وحصول منفعة دينية منه.
وقال الكرماني من رأى عيدا من الأعياد والناس ظاهرون من المدينة فتأويله على ستة أوجه عز وفرح وشرف واطلاق من سجن وتوبة وثواب.
ومن رأى عيدا ولم يكن عيدا على الحقيقة فإن كان من أهل العز والشرف فنقص في منصبه وإن لم يكن ذا عز فوقوف حال في معيشته.
وقال جابر المغربي من رأى عيد الأضحى فإن كان في أوانه فإنه يصاحب من يحصل له منه نتيجة وقيل يبلغ مراده بمشقة وتعب وأما رؤيا الأضحية فقد تقدمت في بابها.
ومن رأى عيدا مما يعتقده أهل الذمة فحصول خوف من أعدائه.
ومن رأى عيد عاشوراء فحصول زاد.
فصل في رؤيا الأشهر
من رأى شهر المحرم فيؤول على ثلاثة أوجه وقار وحج واظهار سرور، وأما صفر فيؤول على وجهين غم وهم وعز وولاية، وأما ربيع الأول فعلى ثلاثة أوجه فرح وسرور وخير ونعمة وظهور تهاني ونمو صدقة، وأما ربيع الاخر ففيه وجهان خروج من ضيق إلى سعة وازدياد في الارزاق، وأما جمادى الأولى فعلى ثلاثة أوجه برد وجمد وراحة من تعب وتعطيل سفر، وأما جمادى الآخرة فنظيره وقيل حصول بركة وتوبة، وأما رجب فعلى أربعة أوجه اخماد فتنة وتحريم قوم وانصباب بركة وخير، وأما شهر شعبان فتشعب رحمة، وأما شهر رمضان ففيه ستة أوجه توبة الله تعالى وعبادة وكف عن المعاصي وحصول خير واحياء سنة وكثرة رزق وأما شوال ففيه وجهان شروع في أمر وافتتاح سفر وقيل ارتكاب أمور صعب، وأما ذو القعد وذو الحجة فيؤولان على ثلاثة أوجه حج وسلوك أمر وحصول رزق ومنفعة.
فصل في رؤيا الفصول الأربع
أما فصل الربيع فيؤول على سبع أوجه استقامة في البدن وازدياد في الرزق وطيب عيش وحصول مراد ونزهة خاطر وصحة منام وتجديد سفر، وقيل فصل الربيع يؤول بالملك والهواء الغير المعتدل يعني حارا وباردا في وقت واحد بحيث يحصل من ذلك ضرر فإنه يؤول بحصول مضرة من الملك لأهل ذلك المكان وإن كان هواه معتدلا والآفاق منورة فتعبيره بخلاف ما تقدم ورؤيا فصل الربيع في أوانه خير من غير أوانه، وأما فصل الصيف فإنه يدل على النعمة والبركة ورجاء المؤنة واكتساب الارزاق وإن كان من التجار فإنه يكثر السفر.

وقال الكرماني رؤياه تؤول بالملك فاذا كان في اوانه والأفق منورا والأثمار مدركة فإنه يدل على العز والجاه وحصول المراد والقوة والاحسان من الملك إلى العامة ومن رأى بخلاف ذلك فتعبيره ضده، وأما فصل الخريف فيؤول على أربعة أوجه تغير احوال وضعف وسقم وانتهاء أمور وذهاب نزهة.
قال الكرماني يؤخذ من معنى تعبير ما تقدم في فصل الربيع وأما فصل الشتاء فحصول رحمة وقيل شدة وقيل الشتاء يؤول بالملك فإن كان برده شديداً فإنه حصول مضرة من ذلك الملك وإن كان بخلاف ذلك فتعبيره ضده.

فصل في رؤيا الجمع والأيام والساعات
أما الجمع فانها تؤول بالسنين أو الأشهر كما تقدم في معنى الحديث وقيل زوجة حسنة وقيل اجتماع جماعة على الخير وتقوى الله وكفارة الذنوب.
وأما الأيام قال جعفر الصادق أحسن ما يرى في الأيام يوم الجمعة ثم يوم الاثنين والخميس وكلما يرى الانسان اليوم صافيا نيرا فهو حسن في حقه وجيد حسبما يكون ضوؤه ونوره.
ومن رأى يوم السبت وظن أنه الجمعة فإنه يشتغل بشغل وهو يعتقد أنه خير والامر بخلافه.
وقال جابر المغربي من رأى ذلك يدل على محبته لليهود.
ومن رأى يوم الاحد واعتقد أنه يوم الجمعة يكون مصاحبا للنصارى، وقيل رؤيا الجمعة على حقيقتها خير ونعمة، ورؤيا السبت توقف على أمر، ورؤيا الأحد ابتداء أمر، ورؤيا الاثنين سعي في أمر وحصوله، ورؤيا الثلاثاء راحة من تعب، ورؤيا الأربعاء ثبات واستمرار وقيل غيظ وحصر، ورؤيا يوم الخميس خير وبركة وقيل رؤيا يوم الثلاثاء إذا اعتقد أنه الجمعة يكون مصاحبا لأهل الفساد، وإن رأى يوم الأربعاء كذلك يكون محبا لأهل البدعة ومن رأى يوما من الأيام وما عرف ما هو فليس بمحمود.
ومن رأى أنه يعد الايام فإنه يدل على محاسبة أحد، وقيل عد الايام يؤول على خمسة أوجه منصب وأجرة وحساب وخير ونعمة وسفر.
وقيل من رأى يوما تغير وهو متعجب من ذلك يدل على تغير أحواله وأما الليل والنهار والحر والبرد فقد تقدم تعبيره في فصله في الباب الثالث.
فصل في رؤيا الساعات
ومن رأى الصبح وهو مضيء ونير يحصل لأهل ذلك المكان أمن وخير وراحة وإن رأى بعد الصبح أو في وقته ظلمة فتعبيره ضد ذلك.
وقال جابر المغربي كذلك وربما يكون زيادة الرزق إذا كان مضيئا.
ومن رأى وقت الصبح محمرا فإنه حصول ضعف لأهل ذلك المكان.
وقال جعفر الصادق رؤيا فلق الصبح تؤول بالدين والخير والصلاح والقوة.
ومن رأى الساعة الثانية من النهار فانها تؤول على وجهين خير وبركة أو تهاون في أمر، وقال بعض المعبرين رؤيا الساعات تؤول بالسنين وقيل بالاشهر وابتداء ساعات النهار إذا كان في تساويه مع الليل وهو اثنتا عشرة ساعة فتكون الساعة الاولى بمكان شهر الله المحرم، والثانية بمكان صفر، والثالثة بمكان ربيع الاول، والرابعة بمكان ربيع الثاني، والخامسة بمكان جمادى الاولى، والسادسة بمكان جمادى الآخرة، والسابعة بمكان رجب، والثامنة بمكان شعبان، والتاسعة بمكان رمضان، والعاشرة بمكان شوال، والحادية عشرة بمكان ذي القعدة، والثانية عشرة بمكان ذي الحجة.
ومن رأى أنه مضى من هذه الساعات شيء أول من أشهر السنة وانتظاره ما هو طالبه من خير وشر وإذا رأى وقتا معلوما مثل الظهر والعصر والمغرب والعشاء ما لم يصدر فعل من الافعال المتقدم ذكرها فتحسب على قدر ساعاتها ويكون التأويل على حكمها.
ومن رأى ساعة من ساعات الليل فيؤول على وجهين وجه ان حكمها يكون نصف شهر ووجه لا حكم لها لقوله تعالى " فمحونا آية الليل " وقال بعض المعبرين لا تعبير لساعات الليل الا كما تقدم في الفهرست من اعتبار الوقت وما مضى منه، واما تحرير ساعته وحكم تعبيرها فمسقوط أصلا وفي ذلك مباحثة كثيرة واختلاف بين المعبرين وقد تقدم تعبير الليل والنهار والحر والبرد في بابه والله أعلم بالصواب.
الباب التاسع عشر
في رؤيا شعر الانسان وأعضائه وكلام الالسن
واللحية والجلود وما يناسب ذلك
قال دانيال عليه السلام من رأى شعره طال طولا زائدا فإنه هم وغم، وإن رأت المرأة ذلك يكون زينة وزيادة بهاء، وقيل رؤيا الشعر لمن يكون متلبسا بزي الفقراء فلا بأس به.

وقال ابن سيرين من رأى أنه حلق رأسه في أيام الحج فإنه صلاح في الدين وكفارة للذنوب، وإن كان في الأشهر الحرم أو في بعضها فإنه قضاء دين وزوال هم وغم، وقيل إن رأى ذلك ذو منصب فليس بمحمود، وإن رأت المرأة ذلك فإنه يدل على موت زوجها أو أحد محارمها، وإن رأت أن شعرها قطع أو بعضه فإنه يدل على مخاصمة مع زوجها وقيل حصول مصيبة، وإن رأت ان شعرها جميعه صار أبيض فإنه يدل على ان زوجها رجل فاسق على غير الطريقة.
وقال الكرماني رؤيا الشعر تؤول على ستة أوجه للملك بالعسكر وللمرأة بالعز والبهاء وللرعية بالهم والغم وللفقراء العباد بزيادة العبادة وقيل بالحج.
ومن رأى أن سباليه قد طالا فإنه يؤول على وجهين عز وولد ورؤيا الحاجبين إذا طالا مال وزينة وقيل طول عمر.
ومن رأى أن شعر بدنه قد طال فإن كان ذا وجاهة فزيادة في ماله وأبهة في جاهه، وإن رأى ذلك فقير فعسر وضيق، وإن رأت المرأة ان شعرها حلق أو قلع دون أصله فإنه دليل على هتكها.
ومن رأى أن شعره قد شاب فإنه زيادة في دينه وقيل نقص في ماله.
ومن رأى أن شعر رأسه قد سقط من غير فعل فإنه يدل على الهم والغم من جهة الأبوين.
وقال أبو سعيد الواعظ شعر الرأس مال وطول عمر وحسنة وعز وشرف.
ومن رأى شعر رأسه طويلا متفرقا يدل على تفرق مال رئيسه.
وقال ابن سيرين أكره بياض الشعر في المنام للشاب فإنه فقر.
ومن رأى أنه طال شعره فإنه فقر ودين وربما يحبس.
ومن رأى أن ليس برأسه شعر وهو أصلع يدل على زيادة العيش.
ومن رأى أن ليس له سبالان وقد ثبت له ذلك فإنه يدل على أن يولد له ابنتان أو لأحد من أقاربه وإن رأى ذلك وهو بمكان مرتفع فربما يكون عزا ودولة.
ومن رأى أن أجلح لا خير فيه وقيل هم وغم وحقارة.
ومن رأى أنه كان أجلح أو أقرع وقد نبت الشعر برأسه فيدل على زيادة أبهة وعظمة وحصول خير.
ومن رأى أنه ينتف من شعره الذي ليس بواجب نتفه فإنه يدل على اتلاف مال وإن فعل ذلك غيره به فيكون الاتلاف بسبب الفاعل.
ومن رأى أنه يسرح شعره بمشط فإنه عز ودولة.
ومن رأى أنه نبت له شعر في موضع لا ينبت فيه الشعر فإنه يدل على حصول دين ثم يقدر الله تعالى بوفائه.
ومن رأى أنه حلق شعر إبطه أو عانته فإنه يدل على صلاح دينه، وقيل حلق الإبط حصول مراد وإن رأى أنه ينتف إبطه كان أجود.
ومن رأى أن شعر إبطه قد طال فإنه مكروه في الدين.
ومن رأى أن شعر عانته قد طال فهو سلطان أعجمي يصيبه ليس معه دين وقيل طوله دناءة الفرج وفساده.
ومن رأى أنه ينتف عانته فإنه يغرم مالا أو يبذره في غير محله.
ومن رأى أنه أزال شيئا من ذلك بالنورة فإن كان غنيا ذهب ماله وسلطانه وقيل يذهب ماله في ابتياع عقار وإن كان فقيرا استغنى وفرج الله عنه وإن أزال البعض وترك الباقي فيزول من نعمته شيء ويتأخر شيء وقيل عزه يزول وتستمر نعمته.
وقيل من رأى أنه حلق عانته بالموسى فهو محمود وإن رأت المرأة ذلك أصابت من زوجها خيرا.
ومن رأى أن شعره تجعد فحصول خير ومنفعة وإن كان في الرق فلا خير فيه وإن رأى ذلك عالم فليس بمحمود.
ومن رأى أن شعره كان مجمدا ثم انصلح فإن كان عبد اعتق وإن كان غير ذلك فليس بمحمود وقيل طول شعر الإبط إذا تجاوز حده يؤول بالأولاد.
ومن رأى أنه ينتف من صدره أو من قفاه شعرا فإن كان عنده أمانة يؤديها لصاحبها وقبل شعر العانة حصول ضرر، وأما إن رأت المرأة ذلك فهو محمود وقيل ان رأت المرأة أنه قطع فهو حصول هم وغم وضرر.
وقال جعفر الصادق رؤيا حلق الرأس تؤول على خمسة أوجه حج وسفر وعز وجاه لقوله تعالى " محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون " وأما إذا كان من أهل الدولة فليس بمحمود الا أن يكون من عادته حلق الرأس في الجمعة مرارا فليس هو رديئا وقيل طول الشعر إذا تجاوز حده ضعف عن القيام بأهله وقيل شقاوة وقيل كثرة أطفال وخوف وهموم.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه حلق رأسه ما لم يكن في حرب فإنه يستغنى ويقوى بعياله وهو محمود ولا بأس به، فإن كان في حرب فليس بجيد، وقيل ان كان في الأشهر الحرم يكون كفارة للذنوب وقضاء للديون وزوالا لهمومه وغمومه وقيل موت أحد الوالدين أو كلاهما.
وقال بعض المعبرين ان رأت امرأة ذلك فانها تكون آمنة في نفسها وربما أنها لا تلد أبدا.

ومن رأى أن شاربه حلق أو حف فإنه يصيب خيرا وإن كان مديونا قضى الله دينه ونقص الشارب على كل الوجوه محمود وزيادته مكروهة فأما نقصه فيؤول على ثلاثة أوجه عبادة واتباع سنة وخروج من هم وضيق وزواج أو تسر وأما طوله فيؤول على أربعة أوجه شرب مسكر حرام ومنع زكاة وانكار وديعة وهم وغم.
ومن رأى أن أحداً يجذبه بشاربه فلا خير فيه، وقال بعض المعبرين الكلام في الشارب سواء كان في الذم أو الشكر انما هو على الذي فوق الشفة لا من جانبيه وأما طوله من الجانبين في حق ذوي المنصب من أهل الشوكة فوقار وهيبة وأما في حق غيرهم فليس بمحمود.
ومن رأى أن شاربه أبيض فإنه ينوي أمرا ثم ينبو عنه.
ومن رأى صغيرا نبت شاربه يدل على نشوه وكبره.
ومن رأى أن امرأة نبت لها شارب فانها تلد غلاما وإن لم تكن حاملا أو كانت عقيمة فانها لا تلد وإن رأى ذلك من هو في الرق ما لم يكن فيه عيب فهو ذلك.

فصل في رؤيا اللحية
من رأى لحيته طالت فوق قدرها فذلك هم وغم وقيل دين وندامة وقيل خفة وقلة عقل أو عدم تدبير وبلاهة.
ومن رأى أنه يجذب لحيته إلى أسفل فإنه قرب أجله ونفاد عمره وقيل ندم وحصول مصيبة.
ومن رأى بعض لحيته قلعت وصار مكانها ناقصا أو رأى أنه صار أجرد فإنه نقصان في حقه من جميع الوجوه.
ومن رأى أنه نقص من لحيته أو رأى منها نقصا غير شين فإن ذلك دليل على نقصان همه وغمه وقضاء دينه.
ومن رأى أن لحيته حلقت ففيه وجهان وقال بعضهم يدل على أنه ان كان مريضا بريء وإن كان مديونا قضى دينه وإن كان مهموما ذهب همه وغمه وقال آخرون ان رؤيا ذلك مكروهة جدا.
ومن رأى أن أحداً قبض على لحيته من غير ايلام فإنه يكون منقادا له في جميع أموره وذلك هو المتصرف في جميع تعلقاته وقال بعضهم ليس ذلك بمحمود.
ومن رأى أنه يقرمط لحيته باسنانه فإنه يدل على البلادة وخسافة العقل وإن ادخلها في فمه من غير قرمطة يدل على أنه ولوع وليس في ذلك ما يذم ولا يحمد.
ومن رأى لحيته تناثرت من الضعف فإنه يدل على موته فجأة.
ومن رأى أنه مشط لحيته وطيبها فإنه يدل على احداث تفكره في مصلحته وتباشر أموره، وإن رأى الغير فعل ذلك به فنظيره، وإن فعل هو بالغير فيكون هو الفاكر وأما حلق اللحية في أيام الحج أو في الاشهر الحرم فتعبيره كتعبير حلق الرأس كما تقدم.
ومن رأى أن لحيته قد شابت من ثلاث شعرات إلى غالبها فإنه زيادة في ابهته وحرمة ووقار وإن رأى انها صارت بيضاء جدا فإنه ضعف في القوة وقلة حرمة ونقصان في المال.
ومن رأى أن امرأة نبت لها لحية فانها تؤول على سبعة أوجه إن كانت حاملا اتت بولد ذكر، وإن لم تكن حاملا لم تلد أبداً، وإن كان لها ولد يسود قومه، وإن كانت أرملة فإنها تتزوج، وإن كانت متزوجة فإنها تصير أرملة وهم وغم وهتك وفضيحة، وقيل جذب اللحية يدل على حصول ميراث.
ومن رأى أنها شابت فإنه يرى ما يكره وقيل يقهر من رئيسه.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الشيب للشباب تؤول بقدوم غائب.
ومن رأى أنه ينتف شيبه فإنه يخالف السنة ويستخف بأهل الخير وقيل إن الشيب طول عمر لقوله تعالى " ثم لتكونوا شيوخا " .
ومن رأى لحيته بيضاء وفيها بعض شيء قليل من السواد فهو على ثلاثة أوجه ان كان له غائب فهو به مولع وربما يقدم عليه أو يأتيه ولد ذكرا أو طول حياته.
ومن رأى أن شعره صار نباتا من النباتات فإنه تغير حال وقيل فقر وذلة، وأما الخضاب في اللحية فإنه يدل على خفاء الاعمال والطاعات وستر الفقر عن الناس وربما على التصنع والرياء إذا خضب بخلاف المسلمين.
ومن رأى أنه خضب ولم يعلق الخضاب فإنه يغطى من حاله ما يشتهر للناس فإن علق الخضاب ستر الله العيب عنه.
ومن رأى أنه يختضب بطين وما أشبه ذلك مما لا يكون التخضب به فإنه يغطى حاله بمحال بحيث لا يختفي على الناس أو يصيبه مكروه وجزع لقول الناس فلا تختضب بغير حناء وكذلك في جميع الأعضاء.
وقال أبو سعيد الواعظ خضاب اصابع الرجل بالحناء يؤول بكثرة التسبيح، وللمرأة يؤول بإحسان زوجها اليها وإن رأت كأنها خضبت أصابعها لا يظهر حبها، وإن رأى الرجل أنه مخضوب خضابا شيناً فإنه كثرة في معاشه.

ومن رأى أن يده مخضوبة بالحناء فإنه يظهر حذاقة في صناعته ويطلع على ملكه الناس ولا خير في نقش اليدين ولا بأس به للمرأة وقيل رؤيا الشعر إذا كان في الجسد وطال طولا زائدا حتى فتله يدل على حصول مال وافر من كسب وإن رآه ابيض فإن طعامه قد سوس، وإن رآه تناثر فإنه ذهاب مال.
ومن رأى أنه دهن شيئا من شعره سواء في اللحية أو في الجسد أو في الرأس فإنه زينة ما لم يسل فإن سال فهو هم وغم، وقيل من دهن بشيء له رائحة فذلك ثناء وحسن.
وقيل من رأى أنه بل شعر رأسه أو لحيته بماء وهو سايل وما لم يكن فعل ذلك واجبا فإنه يطلع على غيره أو غيره يطلع عليه.
ومن رأى أنه تمشط فسقط منه قمل أو نحو ذلك فإنه ينفق مالا من ميراث.
ومن رأى أنه حلق ما تحت اللحية أو حلق قفاه فإنه قضاء دين، وقال بعض المعبرين من رأى أنه نبت على لسانه شعر فإنه حكمة وبيان وشعر وفطنة إلا أن يخرج من الحد فيعود إلى الهم والحزن، وقيل ان الشعر من حيث الجملة مال وقال بعض المعبرين شعر الجفن والاذن والانف جيد ما لم يتجاوز الحد، وقالوا أيضاً إذا أزال الانسان الشعر من مكان يقتضي الازالة فلا بأس به وإن أزاله من مكان يكون حسنا فيه فليس بمحمود.

فصل في رؤيا الأعضاء كلها
أما الرأس والدماغ فهو رئيس الانسان وفيه وجوه كثيرة سيأتي بيانها.
وقال دانيال عليه السلام رؤيا الرأس تدل على كبير قوم.
ومن رأى أن بيده رأسا مقطوعا يدل على أن كبيراً يأخذ بيده ويحصل له خير ومنفعة.
ومن رأى رأسا مقطوعا وكان ذا منصب وشوكة فإنه ينتقل إلى اعظم مما فيه أو زيادة في أبهة وحكمة وإن كان من غير ذلك فحصول مال من غير جهة امرأة أو عز وجاه.
ومن رأى أن رأسه بان منه من غير ضرب عنق وما أشبه ذلك فإنه يفارق رئيسه أو ابوابه أو معلميه.
ومن رأى أن عنقه ضرب وابان رأسه منه ان كان غنيا نقص ماله، وإن كان فقيرا استغنى، وإن كان عبدا عتق، وإن كان مديونا قضى الله دينه، وإن كان مغموما أو مكروبا فرج الله غمه وكربه، وإن كان مريضا شفاه الله، وإن كان مريضا ومرضه لا يوجد له طب يدل على موته.
ومن رأى أن عنقه ضرب في ملأ عظيم وفي ذلك ما يدل على الشر وحصل بالضرب ايلام فإنه يدل على ارتكابه معاصي عظيمة وربما كان تكفيرا أو مجازاة وقد يدل رأس الانسان على رأس ماله.
وقال بعض المعبرين ربما دل قطع رأس على جراحته في الحلاقة أو مفارقته قلنسوته أو عمامته أو هدم غرفته أو حل سقف داره وإن كان في الرق بيع.
ومن رأى رأسه بيده وهو ينظر إليها فإن ذلك تدبير في رأس ماله ومعيشته.
ومن رأى أنه ذهب رأسه فإنه يمرض وربما ذهب ماله.
وقيل من رأى أن عنقه ضرب فإنه يصيب مالا عظيما وإن عرف الذي ضربه نال منه خيرا أو يكون الخير على يده.
ومن رأى أن رأسه رد إلى جسده يؤول على ثلاثة أوجه عود مال ضائع أو عوده إلى رئيسه أو يرزق الشهادة.
ومن رأى أنه يكلم رأسا أصاب خيرا كثيراً وقال بعض المعبرين من أصاب رأسا فإنه يصيب من عشرة دراهم إلى عشرين ألفا.
ومن رأى أنه يحلق رأسا وهو يجري أمامه فإنه مجتهد في كسب المال فإن لحقه فإنه يحصل له.
ومن رأى رءوس الناس مقطوعة في بلد أو مجلد أو بيت أو على باب فإن رؤساء الناس يأتون ذلك الموضع ويجتمعون فيه.
ومن رأى أنه يأكل منهم أو يأخذ شيئا فهو حصول منفعة ومال وخير.
ومن رأى عظم الرأس أو قطعه فإنه يتمكن من عظماء الناس.
ومن رأى أنه يأكل رأسا نيئا ففيه وجهان قيل حصول مال أو عتب من رئيس وإن كان رأسه معروفا فربما أنه يأكل من رأس مال صاحب الرأس.
ومن رأى رأسه كبيراً فإنه زيادة ماله وإن كان رئيسا أو ذا منصب فزيادة في الابهة وإن كان من غير ذلك فخير على كل حال، ومن رأى أن رأسه صغر فبعكس القضية.
ومن رأى أنه صار له راس يؤول على خمسة أوجه طول في العمر وحكمة في الاشغال ونتاج في الأمور ومشاركة رئيس ومصاحبة الأكابر، وقال بعضهم ليس بمحمود.
ومن رأى أن رأسه شج أو جرح أو كسر أول على ثلاثة أوجه ولاية وغلب وحدوث في المال وقيل يعبر ذلك في حق رئيسه كما تقدم.
ومن رأى أن رأسه سمن أو ضخم فإنه يوفق للخيرات.
ومن رأى أن في يده رأسا فسقط منه أول على ثلاثة أوجه حصول مال ووسع ولاية أو أمر ينكر وربما يتعجب منه.

ومن رأى أن في يده رأسا غير شين وهو يكلمه فإنه يدل على العدل والانصاف وقيل الحكمة والمعرفة وإن رأى الرأس وبه بشاعة أو كلمه بما لا يناسب فتعبيره بخلافه.
ومن رأى أن رأسه مقسوم في يده فإنه يدل على موت أبويه وإن التقيا يدل على مرضهما ثم يعافيان.
وقال جابر المغربي من رأى أن رأسه صار كرأس الفيل فإنه يلي ولاية كبيرة إن كان أهلا لذلك فهو جيد.
ومن رأى أن رأسه كرأس الابل يدل على ارتكابه ما لا يجوز له وربما دل على المسكنة والبلاهة والانقياد إلى من هو دونه.
ومن رأى أن رأسه كرأس الفيل يحصل له مال ونعمة من جهة السلطان أو ممن يقوم مقامه.
ومن رأى أن رأسه كرأس البغل أو الحمار فإنه حصول بخت جيد وقيل انه يسابق أمه في الصلاة لقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المشهور.
ومن رأى أن رأسه كرأس البقر فإنه حصول مذلة.
ومن رأى أن رأسه كرأس الغنم فإنه يكون الغالب عليه الجهل.
ومن رأى أن رأسه كرأس الأسد فإنه يسود في حكمه ويقهر اعداءه وربما يكون حصول انتصاف.
ومن رأى أن رأسه كرأس الخنزير فربما يكون ميله إلى الكفر أو أهل المعاصي أو الرفض وقال بعض المعبرين من رأى رأسه كرأس بهيمة مما يجوز أكلها فلا بأس به وإن كان مما لا يجوز أكلها فلا خير فيه.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا كبر الرأس زيادة شرف وصغر ضده، ومن رأى أن رأسه كبرت يدل على التزويج ان كان عزبا، وعلى الغنى إن كان فقيرا، وإن كان غنيا فكثرة أولاد وعلى الظفر ان كان محاربا.
ومن رأى أن رأسه منكوس فهو خسارة مع ذلة، ومن رأى أن رأسه صار قزازا فإنه يدل على هلاكه، وإن صار ذهبا أو فضة يحصل له مال من العيال، وإن صار رصاصا أو قصديرا يكون في أمره مخاطرة وهلاك، وإن صار حديدا أو حجرا فإنه يخدم الأسافل، وإن صار خشبا يدل على قرب أجله، وإن صار فخارا من طين فإنه يدع فعل شيء من أنواع التهديد.
ومن رأى أن برأسه شعاعا من نار فإنه يؤول على وجهين حظ ومنصب وظلم وقهر، وقال بعض المعبرين رؤيا الرأس إذا صار كنوع من المعادن والنبات فإن كان نوعه محبوبا فلا بأس به وإن كان غير ذلك فليس بمحمود.
وقال إسماعيل بن الأشعث من رأى أن رأسه صار كرأس الطيور فإنه يدل على سفره.
وقال الكرماني رؤيا رءوس الحيوان من حيث الجملة مال ورياسة فإن كان مما يؤكل لحمه يكون كسب المال من وجه حل وإن كان مما لا يجوز أكله يكون من وجه حرام.
وقال جعفر الصادق رؤيا الرأس تدل على اثني عشر وجها رئيس وكبير جماعة وأب وأم وإمام وأمير وعالم ومال وولد وغلام وجارية وامرأة.
ومن رأى أنه أدخل رأسه في تنور فإنه يصحب من ليس يحصل به فائدة وكذلك إذا رأى أنه أدخلها فيما لا يجب مثله في اليقظة فتعبيره ضده.
وأما الآذان قال دانيال عليه السلام وابن سيرين والكرماني رؤيا الآذان امرأة الرجل أو ابنته أو أخته أو خالته من النساء فمن رأى فيها حادثا أو زيادة فإنه يؤول في المذكورين.
وقيل إن رأى أنه قطع أذنه فإنه موت احداهن أو مفارقتها.
ومن رأى أنه دخل في أذنه ما لا يحبه في اليقظة أو حصل منه ما يشوش فإنه يسمع ما لا يرضاه.
وقال الكرماني من رأى أن آذانه زدن في الحد فيؤول في النسوة ونحوها كما تقدم.
ومن رأى أنه أصم فإنه يستفاد في دينه وربما يكون له ميل في الكفر لقوله تعالى " وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير " .
ومن رأى أنه ينظف أذنه من الوسخ فإنه يصل إليه أو يسمع خبرا سارا بحيث يحصل له منه خير ومنفعة.
ومن رأى أنه يأكل ما أخرجه من أذنه فإنه يدل على توبته.
ومن رأى أن أحداً وضع أصبعيه في أذنه فإنه يدل على من يغتاب عائلته.
ومن رأى أحداً خرص أذنه فليس بمحمود.
ومن رأى أن بأذنيه قرطا وهو الحلق فإن كان نوعه محمودا في اليقظة فجيد في حقه من ذكر أو أنثى وإن كان ليس بمحمود فضده.
ومن رأى آذانا كثيراً جدا فإنه يدل على أنه يسمع الكلام ولا يلتفت إليه ولا يعقله لقوله تعالى " ولهم آذان لا يسمعون بها " .

وقال جعفر الصادق رؤية الآذان تؤول على ثمانية أوجه امرأة سواء كانت زوجته أو قريبته وصاحب صديق ورفيق موافق وغلام مقبل ومال نافع وهم وغم وفرح وسرور وتوبة ورجوع وأما العينان فيؤولان بالدين وغيره، فمن رأى أنه أعمى أو انفقأت عيناه فقد صد عن الاسلام بمعصية كبيرة أتاها لقوله تعالى " رب لم حشرتني أعمى " الآية وقيل انه يصيب رزقا واسعا وسعادة الدنيا لما قاله الناس في المثل السائر لما سعد فلان عمي، وقيل إنه يفقد أولاده لأنهم قرة الأعين لقوله تعالى " والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا " الاية، وقيل انه يعمى عن حجته وطلب حاجته، وقيل يكون قليل المعرفة لا يدرك الأمور ولا يعرف مقدار الناس.
ومن رأى أن عينيه ابيضتا فإنه يدل على طول حزنه لقوله تعالى " وابيضت عيناه من الحزن " .
وقال أبو سعيد الواعظ العين دين الرجل وبصيرته التي يبصر بها الهدى من الضلال.
ومن رأى أن عينيه عينا غريب مجهول فإنه يدل على ذهاب بصره.
ومن رأى أن عينيه صارتا معدنا من المعادن فإنه لا خير فيه وقيل هم وحزن وربما يحصل له معدن ينتفع به.
ومن رأى أن عيناه طمستا فإنه يرجع عن دين الإسلام إلى غيره لقوله تعالى " ومن كان في هذه أعمى " الآية وقيل يحفظ القرآن وينساه.
ومن رأى أنه كان أعمى ثم أبصر فإنه يهتدي إلى الحق. وقال بعضهم تؤول هذه الرؤيا على سبعة أوجه حصول دين ومال وأولاد ولقط وبصيرة وارشاد وشفاء من سقم، وقال بعض المعبرين رؤية الأعمى تدل على الغربة لقوله عليه السلام: الغريب كالأعمى ولو كان بصيرا.
ومن رأى أنه أعمى وقصد من يداويه فإنه يدل على مرتكب ما لا يحل وقصده الاقلاع عن ذلك فإن وجد من يداويه وداواه فحصول مراده وإلا فيرجى له التوبة، وكذلك تعبير عيني المرأة ويزاد فيه الزوج، وقال بعض المعبرين من رأى حادثا في عينيه فيؤول على الأولاد فالعين اليمنى ذكر واليسرى أنثى.
ومن رأى أنه يقود أعمى فإنه يرشد ضالا إلى الحق.
ومن رأى أنه أعور العين فقد ذهب نصف دينه وأصاب إثما عظيما، وقيل انه ينتظر منفعة من أخيه ويرجى له نموها، وربما أنه يتلخص من الاثم، وقيل ان كان له أخ أو ولد يموت وربما يذهب نصف ماله وقيل يذهب نصف عمره فيصلح ما بقي قود يكون من أهل الجنة لقوله عليه السلام: من عدم إحدى كريمتيه كان جزاؤه الجنة. أو كما قال عليه السلام في الحديث الصحيح وقال بعض المعبرين إني لأكره ذلك في المنام لأن إبليس كان أعور وكذلك الدجال.
ومن رأى أنه أصيب في عينيه وهو ذو يسر وصلاح وليس له ولد ولا أخ فإنه يصاب في ماله وقيل يمرض.
ومن رأى أن بعينيه رمدا فإنه يحدث في دينه فساد ويشرف على الهلاك فإن نقص الرمد كان النقص في ذلك وإن زاد فكذلك وقال بعضهم يطلع الناس عليه بأمر ينكرون عليه فيه وليس يضره ذلك فيما بينه وبين الله.
ومن رأى أن رمده نقص من بصره ظاهرا وباطنا فإن ذلك هداية في دينه بقدر ما ظهر.
ومن رأى أنه يداوي عينيه فيؤول على خمسة أوجه صلاح في دينه وزيادة في ماله وقرة عين وقدوم أخ من سفره ووجود ولد.
ومن رأى أنه يكتحل وكان ضميره في الكحل أن يتزين به يأتي أمرا يحصل منه زينة وصلاح بقدر ذلك، وقيل ان كان عزبا يتزوج أو فقيرا استفاد مالا حسنا، وقيل من رأى أنه اكتحل بالاثمد فإنه يجمع بين امرأتين.
ومن رأى أنه اكتحل بما لا ينبغي فإنه يطلب حراما من فرج أو دبر.
ومن رأى أنه يكحل الصبيان بغير الاثمد فإنه يدل على محنة بهم فليتق الله تعالى.
ومن رأى بصره دون ما يظن الناس أو يرى كلاما أو ضعفا ولم تعلم الناس بذلك فإنه تكون سريرته دون علانيته.
ومن رأى بعينيه بياضا فإنه حزن وهم.
ومن رأى أن بعينيه بياضا ثم انجلى عنه فإنه يكشف أمرا مغطى عليه وقيل فرح وسرور وقال بعض المعبرين من رأى بعينيه بياضا ثم انجلتا فإنه يجتمع بغائب قد طالت غيبته أو بمن يعز عليه وإن كان مهموما أذهب الله همه وغمه لقوله تعالى " فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه " الآية.
ومن رأى في جسده عيونا كثيرة فإن ذلك زيادة في الدين وربما دل ذلك على نبت دماميل وفتحها.
ومن رأى أن عينه الواحدة دخلت في الأخرى فإن كان له ولد وابنة فليتحفظ أن يمكن الولد من أخته فيفتضها.
ومن رأى أن يأكل من عين فإنه يأكل من ماله.

ومن رأى أن بيده عينا أو عيونا سواء كن أعين آدمي أو غيره فإنه مال على كل حال وأما الجبهة فهي زين الانسان ودينه فمن رأى فيها حسنا وجمالا أو ما يحصل له نتيجة فتأويله في ذلك وإن رأى بخلافه فتعبيره ضده وربما دلت الجهة على الصلاة والسجود.
ومن رأى في جبهته جراحة أو قرحة أو ما ينكر في اليقظة فإنه نقر في صلاته أو لم يتم سجوده ويقابل بكلام سمج.
وقال ابن سيرين الجبهة قدر وجاه لانها موضع السجود وربما دلت على الولد.
ومن رأى في جبهته أثر السجود فإنه يدل على زيادة في دينه وتقواه وانتشاره بين الناس وقيل من رأى أنه أصيب بجبهته فإنه يحصل له من رجل سفل ما يكره وربما يكون نقص ماله.
وقال الكرماني من رأى أن جبهته عرضت فإنه يدل على اتساع المعيشة وزيادة القدر والجاه.
ومن رأى أن لون جبهته ما يكره نبته فإنه يصير مديونا فإن تغير لونها بعد النبت أوفى ذلك الديون.
ومن رأى خطا على جبينه فإن كان ملونا يدل على حصول ولد يحصل به منفعة. ومن رأى على جبهته آيه رحمة تدل على حصول الخير ويرزق الشهادة وإن كانت آية عذاب فتعبيره ضد ذلك.
وقال جعفر الصادق في رؤيا الجبهة تؤول على ستة أوجه جاه وقدر وعز وعلو منزلة ومعيشة ورياسة وجود، واما الحاجبان فهي وقاية الدين.
قال الكرماني من رأى فيهما جمالا وحسنا كان جيدا في دينه وإن رأى بخلافه فتعبيره ضده.
واما الانف فقال دانيال هو جاه ومنزلة وعمر فمن رأى فيه زيادة أو نقصانا فعائد على ذلك.
وقال ابن سيرين من رأى أنه يخرج من انفه مخاط فإنه يدل على حصول منفعة من جليل القدر.
ومن رأى أنه خرج من أنفه ذبابة أو ما يشابه ذلك دل على أنه يولد له مولود ومن رأى أنه دخل أنفه شيء من ذلك فليس بمحمود.
ومن رأى أن بأنفه خرقا وبه ما يجذب إلى اسفل فإنه يدل على تواضعه أو حصول منفعة من امرأة، وقال بعضهم ليس ذلك بمحمود إذا كان في رؤيا ما يدل على الشر، ومن رأى أن بأنفه زكاما فإن أموره تتعقد وليس ذلك بمحمود.
ومن رأى أنه يتكلم من أنفه فإنه زوال نعمة ودولة، ومن رأى أن جلد أنفه تمزق أو ذهب فليس بمحمود.
ومن رأى أنه يقول لمعبر جاء من أنفي دم فإن ذلك حصول مال، وإن قال خرج يكون ذهاب مال وقد تقدم في الفهرست ان الذي يقصد تعبيرا يراعي اللفظ فيما يقصده كذلك المعبر.
ومن رأى أن أنفه قطع فإنه يؤول على ستة أوجه ختان له أو لولده وانحطاط منزلة وموت عاجل ونازلة يكون بها فضيحة وموت ولد أو زوجة.
ومن رأى أن وسخ الانف زاد فهو مكروه له وإن رأى أنه نظفه فهو ضده.
ومن رأى أن أنفه كبر ثم صغر وتكبب فإنه فقر وحقارة وإن كانت زوجته حاملا فانها تسقط ومن رأى أن أنفه وقع في الأرض فربما يأتي له ابنة وتزول حرمته.
ومن رأى أنه يغسل أنفه دل على أن في بيته من يخدع امرأته.
ومن رأى أنه خرج من أنفه حيوان أو طير فإنه يدل على أنه ان كان له دابة تلد.
وقال إسماعيل بن الأشعث من رأى أن أنفه كبر فإنه يدل على عظم المنزلة وزيادة الشرف.
ومن رأى أنه شم رائحة طيبة فإن كانت زوجته حاملا فانها تأتي بولد سار وربما يكون فرحا من هم وغم وإن كانت الرائحة كريهة فتعبيره ضد ذلك.
وقال جابر المغربي من رأى أن ليس له أنف فإنه يدل على موت أقاربه وقيل لا رحم له.
ومن رأى أن له أنفين فإنه يقع بينه وبين أهل بيته عداوة.
وأما الوجه فإنه سرور الانسان وشرفه.
وقال الكرماني رؤيا الوجه تؤول بزينة ومعيشة فمن رأى في وجهه عيبا فإنه نقصان في ذلك وكذلك ان رأى أنه زاد زيادة تشين.
ومن رأى أن لون وجهه صار أحمر مشرقا فإنه يدل على السرور والفرج.
ومن رأى أن لون وجهه مصفر فإنه يؤول على ثلاثة أوجه مرض وعزل وخوف وإن رآه مسودا فإنه يدل على حصول هم وغم وقيل يلد ابنه لقوله تعالى " وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا " الآية.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الجبهة والوجه جميعا تدل على ثلاثة أوجه مال وعز وامرأة حسنة وجاه وقاصد الإنسان، والصدغان ابنتان شريفتان مباركتان فمهما رأى في ذلك فهو منسوب لهما وقاله الكرماني أيضاً ووافقه السالمي.
ومن رأى وجهه مشرفا مبيضا حسنا فإن ذلك بشارة بحسن حاله وصلاح دينه لقوله تعالى " وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة " .

وقيل من رأى وجهه مسودا فإنه رجل مزاح كذاب لقوله تعالى " ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة " ، ومن رأى بوجهه أو بوجه أحد غيره عيبا فإنه نازلة تحيط به أو هم أو غم، ومن رأى أن أحداً عبس في وجهه فإنه يرى ما يكره، وإن رأى هو عبس في وجه غيره فإنه يحصل له مكروه.
ومن رأى أنه سخم وجهه لا خير فيه وإن كانت امرأة فإن زوجها يموت وأما الشفتان فانهما مساعدان للرائي فإن الشفة السفلى أزيد من العليا في جميع المعاني وقيل الشفة قرابة فالعليا رجال والسفلى نساء، وقيل من رأى شفته العليا انقلعت أو انقطعت فإنه زوال نعمة ومال وإن رأى ذلك في السفلى دل على موت زوجته وربما دل على الطلاق.
وقال الكرماني من رأى شفتيه وقعتا فإنه يدل على مصيبة من جهة الأب والأم وقال بعضهم يدل على أنه غماز.
ومن رأى أن في شفتيه ما ينكر مثله في اليقظة دل على الهم والغم.
ومن رأى أن شفتيه ملتصقان ولا يقدر على فتحهما دل على تعقد الأمور وصعوبتها خصوصا إن أراد الكلام ولم يستطع وتكون المصيبة أعظم، وقيل رؤيا الشامة للمرأة عز وجاه وللرجل زيادة مال.
ومن رأى أنه بل شفتيه بريق فمه فهو حصول خصومة بين أهله فإن لم يكن له أهل فليس بمحمود في حقه.
ومن رأى أن شفتيه أو إحداهما صارت معدنا أو غيره فلا خير فيه خصوصا ان انجمدا.
وإن رأى أن حمرتهما زادت فنفاذ أمر.
وإن رآهما اصفرتا فربما يضعف.
وإن اسودتا يحصل له هم وغم فيمن يرتجي منه فرجا.
وإن رأى أن لونهما غير ذلك من الألوان فليس بمحمود واما الدق على الشفة فليس بمحمود.
وقال جعفر الصادق رؤيا الشفتين تؤول بالأولاد، فالعليا منهم ذكر والسفلى أنثى فما رؤي فيهما من زين وشين فيؤول على ذلك، اما الفم فهو مفتاح أمر الرجل وخاتمته ومجرى أرزاقه وتطيب معيشته ومحل قوته.
فمن رأى أنه أدخل في فمه ما يحصل له الدواء به فإنه صلاح في دينه وإن كان ما يحصل به الغذاء فهو صلاح في دنياه وإن كان ما يحصل به كراهية من غير نفع فهو حصول هم وغم وإن كان حلوا طيب الطعم والرائحة فيدل على معيشة حسنة.
وقال ابن سيرين من رأى أن فمه ربط وطبق فإنه يؤول على خمسة أوجه موت ومرض شديد وغلوبة وخرس وصمت.
ومن رأى أن فمه أعوج لا يستطيع رده ولا ادخاله فليس بمحمود ولا خير فيه.
ومن رأى أن فمه قد اتسع فإنه محمود جداً وإن رآه ضاق فضده.
ومن رأى أن رائحة فمه طيبة فإنه يصدر منه كلام حسن، وإن رأى ضد ذلك فتعبيره ضده، ومن رأى أن لحم فمه يتناثر فإنه حصول مصيبة وخسارة.
ومن رأى أنه خرج من فمه شيء يكون نوعه محبوبا فإنه كلام البر وقيل ثناء حسن، وإن رأى أنه خرج منه ما يكره نوعه في اليقظة فتعبيره ضده.
ومن رأى ان فمه ختم عليه فإن لم يعرفه فله فضيحة لقوله تعالى " اليوم نختم على أفواههم " .
وقال جعفر الصادق رؤيا الفم تؤول على سبعة أوجه منزلة ومأوى وخزانة علم وفتح الأمور وسوق وحاجب ووزير وبواب.
ومن رأى أن في فمه لجاماً فربما يعبر بالصوم لأهل التقى، وإن كان من أهل الفساد فزجر.
واما اللسان فإنه ترجمان الإنسان، فمن رأى لسانه طويلا عند المخاصمة فإنه ظافر وقيل بريء مما يدعي به عليه وطول اللسان للحاكم جيد في غاية ما يكون.
ومن رأى أن لسانه مربوط يدل على الفقر والمرض وقيل الغلبة والمصيبة، وربما كان ذلك مذموما من وجوه عديدة.
ومن رأى أنله لسانين فإنه يرقى علمين وهو محمود على كل حال ورؤيا ما في اللسان ليس بمحمود وربما يظهر الناس على عيوبه.
ومن رأى أنه كان لسانه رتة ثم تخلص فدليل على حسن حاله.
ومن رأى في لسانه ما يؤذيه أو ينكر مثله في اليقظة فليس بمحمود وفصاحة اللسان حكمة ومنطق وعذوبة الكلام.
ومن رأى أن لسانه طال فإنه يكثر الكلام وربما يبسط على أحد مضرة.
ومن رأى أن لسانه قد أخرجه عن فمه وجعله في يده فإن ذلك دية تصل إليه.
ومن رأى أنه عض لسانه فإنه ندامة.
ومن رأى أنه ينظر إلى لسانه فإنه حافظه من الزلل.
ومن رأى أن لسانه أسود فإنه يكون شاعرا.
ومن رأى أنه أصفر فإنه يدل على المرض وأما تغير لون اللسان فليس بمحمود.
ومن رأى أنه أخرس أو به ثقل فإنه فساد في دينه.

ومن رأى أن لسانه مقطوع فإنه صلاح في دينه وربما يكون قليل الكلام ما لم يكن في مخاصمة فإن كان فيها فإنه يكل عن حجته ولا خير فيه وإن كان مريضا يموت.
وإن رأى ذلك ذو شوكة أو صاحب منصب فموت كاتبه أو ترجمانه وقيل عزله عن سلطانه وقيل ذل وخضوع وربما كان اللسان ذكر الانسان وفخرج وصدقه لقوله تعالى " واجعل لي لسان صدق في الآخرين " .
وأما الاسنان في التأويل فهم أهل البيت والقرائب فاما الأعالي فرجال وأما الأسافل فنسوة فالناب سيد أهل بيته أو من يناسبه، وقيل إن الناب الأعلى الأيمن صبي يقوم مقام أبيه والأيسر دونه وقيل الأيمن عم والأيسر خال، وقيل عمر صاحب الرؤيا وأما الثنايا الفوقية فاليمنى أب واليسرى عم وقد يكون أخان أو عمان يقوم مقامهما وغيرهما في النصح والشفقة والرباعيات السفلى ابن عم أو عمة أو بنات اخوات، وقيل الضواحك الاخوان وبنوهم وقيل الخال والخالة، وبالجملة من رأى ما يشين الأسنان فإن كانوا من الأعالي عبروا بالرجال، وإن كانوا من الأسافل عبروا بالنساء وقال بعض المعبرين الثنايا السفلى أم وعمة والأضراس أجداد وجدات.
ومن رأى أنه نبت له بجانب شيء من ذاك نظيره فإنه يستفيد ممن نسب إليه عن المذكورين أو ممن يقوم مقامه، واستياك الاسنان دليل على وقوع جدال بين أهل بيته.
ومن رأى أن في أسنانه فلجاً فهو عيب أهل بيته يرجع إليه وربما دل ذلك على زيادة الحسن لأنه مستحسن عند الناس، وقيل فلج الأسنان ثناء جميل على بيته وكلال الأسنان كلال حال وضعف ونقاء الأسنان يدل على بذل مال في نفي الهموم، وبياض الأسنان وطولها وكمالها زيادة قوة وجاه.
ومن رأى أنه نبت له سن وهو يؤلمه كان ضرا أو بلاء.
ومن رأى أن أحداً يقلع أسنانه يدل على أنه يقطع رحمه أو ينفق ماله على كره منه.
وقال ابن سيرين من رأى أن سنه وقع في الأرض فتلقاه يدل على أنه يولد له ولد فإن لم يتلقه دل على موت أحد من اقاربه.
ومن رأى أن أسنانه ممزوجة فليس ذلك بمحمود جدا.
ومن رأى أن أسنانه أو شيئا منها قد زاد في الطول فهو جيد ومحمود وإن نقصوا أو صغروا فضد ذلك وقال بعض المعبرين صغر الأسنان يدل على الحسن وكبرها يدل على البشارة.
وقال السالمي من رأى أن شيئا من أسنانه سقط إلى حجره أو صره في ثوبه أو وقعت في يده فإنه يؤول على وجهين فاما وضع حامل أو استفادة مال، ومن رأى أن بأسنانه عيبا ينكر في اليقظة فإنه يؤول على ثلاثة أوجه هم وحزن وافلاس وموت قرابة أو ضعف همه.
ومن رأى أن جميع أسنانه سقطت وذهبت فإنه يؤول على خمسة أوجه موت أقاربه وطول عمره وذهاب ماله وعيشة رديئة وربما يموت وإن سقطت في حجره أو يده أو فيما يحصل به حفظ فتؤول على عشرة أوجه حصول مال وكثرة نسل واجتماع اقاربه بمكان وهدم بئر له ووفاء ديون وذهاب مال في مصلحة ومضى ثمان وعشرين سنة من عمره وحياة مدة اثنتين وثلاثين سنة وغرم ثلاثين درهما إلى ثلاثين ألفا على حسب المقام واذهاب مال في نفقة ويستفيد غيره.
ومن رأى أنه عدم أسنانه ويتعذر عليه أكله فإنه فقر وحاجة.
ومن رأى أنه ينقي أسنانه بخلال أو نحوه فليس ذلك بمحمود.
وقال جابر المغربي من رأى أحد أسنانه يؤلمه وعالجه فقلعه فهو حصول خير ومنفعة.
ومن رأى أن أسنانه قلعت ثم عادت إلى مكانها فإنه يحصل له تنافر من اقاربه ثم يعودون لما كانوا عليه.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أن أسنانه من معدن أو من نبات فإنه يدل على موته.
وإن رأى أن ليس بفمه اسنان ثم نبتت جددا فإنه يؤول على ثلاثة أوجه تغير أموره وحياة طويلة وتدبير في مصالح نفسه.
وقال خالد الاصفهاني من رأى أن ليس بفمه سوى سن فإنه يدل على حياته سنة، وإن رأى أزيد من ذلك دون العشرة فتعبيره كل واحدة منهن بسنة.
ومن رأى أنه نبت له سن بمكان لا ينبغي نبته فيه فإنه يدل على حصول أمر ليس بمحمود وإن رأى أنه بلع اسنانه أو بعضها فإنه يأكل ما لا يحل له من المال سواء كانت له أو لغيره.
وقال جعفر الصادق رؤيا الاسنان تؤول على ستة أوجه أهل البيت ومال منفعة وغم ومفارقة ومضرة من الأقارب.
وأما الصوت والكلام، قال أبو سعيد الواعظ من رأى أن حلقه سد ولا يخرج منه صوت دلت رؤياه على حرصه وتضييقه النفقة على بيته حتى يموت وليس ذلك بمحمود.

ومن رأى أنه يتكلم بالعربي فصيحاً فحصول عز وشرف، وإن تكلم بالعجمي فإنه يصحب الأكابر ويحصل منهم منفعة وإن تكلم بالعبراني فإنه يحصل له منه ميراث، وإن تكلم بالهندي يدل على مصاحبة دنيء الأصل، ومن تكلم بالتركي يسمع ما يضره، ومن تكلم بالرومي يكون حريصا على كسب المال ومن تكلم بالفرنجي يحصل له من شغله خير ومنفعة، ومن تكلم بالأرمني يدل على مصاحبة دنيء الأصل، ومن تكلم بجميع الألسن يدل على أنه يحصل له دنيا ويكون عزيزا عند الناس.
وقال جابر المغربي من تكلم بكلام يسوغه العقل وفيه صلاح ومنفعة فهو خير له وإن كان بخلافه فتعبيره ضده.
ومن رأى أن عضوا منه يتكلم يدل على ان أحداً يشهد عليه.
وقال الكرماني الصوت صيت الإنسان وذكره بين الناس فإن كان قويا حسنا فهو فخر وصيت حسن وإن كان بخلافه فتعبيره ضده وليس الصوت الغليظ بمحمود في حق المرأة وقيل من رأى أن صوته ضعيف فهو حصول مذلة.
وأما العنق والعاتقان فموضع الأمانة والدين إلا أن أمانة العاتقين من أمانات النساء، فمن رأى الزيادة فيهما دون البدن فهو قوة صاحبهما على أداء الأمانة والدين.
ومن رأى نقصا فيهما فتعبيره ضد ذلك.
ومن رأى في عنقه جرحا أو قيحا دل على أنه خان الله فيما قلده.
ومن رأى طائرا على عنقه فإن كان الطائر محمودا فهو عمل حسن وإن كان غير محمود فضده لقوله تعالى " وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه " .
ومن رأى في عنقه مصحفا أو حبلا أو سلكا فإنه يدل على الفضل والقيام بالعهد والحق والعلم والقرآن.
ومن رأى أنه ركب عنق رجل عدو له دل على أنه يركب أمرا معيبا وإن كان المركوب هو حمله فإنه يحمله بمؤنته ويشغله في أمره وإن لم يكن بينه وبين أحد عداوة فربما يصاب شيء من ماله أو جاهه.
ومن رأى أنه يحمل شيئا من الأشياء على كتفه فهي ديون وزيادتها ونقصها بقدر ثقلها وخفتها.
ومن رأى أنه يحمل رجلاًمنافقا فربما يحمل الخشب، وإن رأى أنه يحمل الخشب فيحمل رجلاًمنافقا.
ومن رأى أن في عنقه حية مطوقة به فإنه يمنع الزكاة لقوله تعالى " سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة " .
ومن رأى أن في عنقه ما يكره مثله في اليقظة فليس بمحمود.
ومن رأى أحداً صكه في عنقه أو هو صك أحداً فلا خير فيهما.
ومن رأى أن عنقه طال أو غلظ فهو قوة وقهر لعدوه وقيل كسب مال وعدل وأمانة وحسن القفا يدل على القرار، وقيل عنق الإنسان صديقه أو شريكه أو أجيره فمهما رأى فيه يعبر بهم، وقيل طول العنق يؤول على أربعة أوجه نتاج أمره وعدل وولاية وأذان، وأما المنكبان فيدلان على الوالدين أو الأخوين أو الشريكين وعلى الرتبة والجمال وعلى الوصف الجميل، فمن رأى أنه حدث فيهما حادث فتأويله فيما يذكر من خير أو شر.
وأما العضدان فهما أخان أو ولدان قد أدركا فمن رأى فيهما خيرا أو شرا فتأويله فيهما، وقيل العضد قوة الإنسان فإن رآه كما يختار كان زيادة في قوته والا فضده لقوله تعالى " سنشد عضدك بأخيك " يعني نقويك بأخيك وقيل العضد ولاية لأن العادة جرت في مصطلح الانشاء ان يقال لذوي الولايات من جملة ألقابه العضدي، وأما اليدان فتأويلهما على أوجه قيل ان اليد اليمنى سبب معاش الرجل وماله وكسبه واخوانه وأخذه وعطائه واليد اليسرى عون الإنسان وصديقه ونفقته يدخره لوقت الحاجة أو شفيق من الأقرباء يساعد على الأمور وطول اليدين زيادة مقدرة وقيل أيضاً ما يقصد في نفسه وقصرهما ضد ذلك وقيل طول اليدين للامام أو من يقوم مقامه طول حياة وزيادة وقوة أعوان وتصرف في المملكة واستدانة أموال وبسط الحكم ونفاذ الأمر وللتاجر ربح وللسوقي حذق وهو محمود لجميع الخلق الا للحرامي فإنه مذموم والقصر ضد ذلك.
ومن رأى أن يده قطعت وبانت منه مات أخوه أو شريكه أو صديقه أو كاتبه أو ينقطع ما بينهم من المواصلة والمؤالفة ويتغرب عنه، وربما كان قطع اليمين يمينا يحلفه يريد قطع حق انسان وربما كان قطع أو عمل أو غيره من معيشته أو يكون قاطعا لرحمه وقيل إذا كان الرائي من أهل الصلاح يكون قطعا عن المحارم أو يصدر منه أيمان غير صادقة، وقيل رؤيا قطع اليد تهمة بسرقة أو يكون سارقا لقوله تعالى " والسارق والسارقة " الآية.

ومن رأى ان يده مقطوعة وهي معه فإنه بمنزلة ما إذا سقطت وربما يستفيد أخا أو ولدا أو إذا ذهبت عنه فهي مصيبة وإن كان الرائي غريبا أصاب مالا ورجع إلى بلده.
ومن رأى أن يده اليسرى قطعت وصل قرابته ويرى في أهله كل خير.
ومن رأى أن يديه أو إحداهما كسرت فإنه يصاب ببلاء في نفسه أو ذهاب ماله أو يموت من يعز عليه أو يناله مكروه من سلطان.
ومن رأى أن يديه جمعا عنده فإنه يدل على أعمال البر وكف المعاصي.
ومن رأى أن يده برئت منه فإنه فقر من مال أو علم أو ولد أو أخ.
ومن رأى أن يده الواحدة أشد بياضا من الأخرى فإنه ينجو من السوء ويظفر بمن يخاصمه لقوله تعالى " أسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء " الآية.
ومن رأى أنه يعمل بشماله كما يعمل بيمينه فإنه زيادة مقدرة على شيء لم يكن له ومن رأى أنه غسل يديه ونظفهما فلا بأس.
ومن رأى أن يديه تشققتا فإن كان غنيا ذهب من ماله بقدر ذلك وإن كان فقيرا فعلى وجهين استغناء أو ضعف.
ومن رأى أن يديه على صدره مبسوطتان فإنه يصل إليه من صاحب له غم وهم.
ومن رأى أنه قطعت يده من غير ألم فإنه يؤول على أن يهوى ويتعلق قلبه بمحبة أحد لقوله تعالى " وقطعن أيديهن " .
ومن رأى أنه ألصق كفيه إلى بعضهما بعضا دل على اجتماع أقربائه بسبب نكاح.
ومن رأى أن يديه ترتعدان يؤول على أربعة أوجه عدم سب وضعف في القوة ومرض وطول حياة.
ومن رأى أن يديه يبستا فإنه قليل الخير وقيل قطع اليدين طول عمر.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه ادخل يده تحت ابطه وأخرجها ولها نور فإنه ينال علما إن كان من اهله والا كان ربحا وخيرا ومنفعة، وإن اخرجها وبها نار فإنه ينال قوة وغلبة في الأمر الذي هو فيه، فإن اخرجها وبها ماء فإنه ينال خيرا وزيادة وربما قدم عليه غائب.
ومن رأى أنه أعسر وهو أعسر فإنه يعسر عليه امره الذي هو طالبه وبسط اليدين يدل على السخاء.
ومن رأى أنه يمشي على يديه فإنه يعتمد على بعض اقربائه، ومن رأى أن يده كلمته كلاما حسنا فإن معيشته تحسن، وإن كلمته كلاما سيئا فضد ذلك.
ومن رأى أن يده قطعت بسبب جريمة فإنه يؤول على وجهين اما مصاهرة امرأة سوء أو يكون ليس له امانة.
وقال إسماعيل بن الاشعث من رأى أنه أدار يديه على عنق احد من الصالحين فإنه يدل على هداية من الله تعالى وربما كانت توبة.
ومن رأى أنه فعل ذلك مع اهل بدعة فتعبيره ضده.
ومن رأى أنه يغسل يديه بأشنان أو صابون لا يحصل له ما امله.
ومن رأى أنه يمشي على يديه شيء أو خرج منها ذو روح فإن كان نوعه ليس بمضر فلا بأس به وإن كان مضرا فليس بمحمود.
ومن رأى أنه اخذ بيد احد فإنه ينصره وإن كان من أهل الملك، فربما يسلم على يديه.
ومن رأى أن أحداً أخذ بيده فنظيره.
ومن رأى أنه نبت على يده ما ينكر في اليقظة فليس بمحمود.
ومن رأى أن يده معدن أو نبات فليس بمحمود والذهب ذهاب.
وقال جعفر الصادق رؤيا اليد تؤول على اثني عشر وجها أخ وأخت وشريك وولد ورفيق وقوة وغنى وولاية ومال وحجة ومصانعة وشغل، وأما الكف فإنه يؤول على وجوه.
قال الكرماني من رآه وهو حسن فإنه صالح، ومن رأى بيده كفاً فإنه كف عن المعاصي.
ومن رأى أنه يصفق على العادة فإنه يؤول على وجهين قيل فرح وسرور وقيل لا فائدة فيه، وقال بعضهم من رأى أنه يصفق بالعرض فإنه حصول ما يكره، وقيل تصفيق ظاهر الكف على باطن الأخرى يدل على الفرقة ولطم الكفوف يدل على حصول مصيبة.
وقال جعفر الصادق رؤيا الكف تؤول على ستة أوجه عيش ومال ورياسة وولد وشجاعة وبعد عن حرام والزيادة والنقصان والحسن والشين يؤول على ما تقدم.
وأما الأصابع فقال ابن سيرين أصابع اليد اليمنى الخمس تدل على الصلاة الخمس فالابهام صلاة الصبح والسبابة صلاة الظهر والوسطى صلاة العصر والبنصر صلاة المغرب والخنصر صلاة العشاء وأما أصابع اليد اليسرى فتؤول بأولاد أخ.
وقال الكرماني من رأى أنه يشبك أصابعه فإن ذلك عسر وفقر، ومن رأى أنه جمع اصابعه بمكان فإنه صلاح وربما جمع صلاته في قصر وربما دل على جمعية أولاد أخيه.
وقال السالمي من رأى في أصابع يده اليمنى زينا أو شيناً فتعبيره في الصلاة الخمس، وكذلك ان رأى في أصابع يده اليسرى فتأويله في أولاد الأخ.

وقال جابر المغربي من رأى أنه قطع ابهامه فإنه ذهاب ابهته وإن قطعت سبابته فيدل على قلة مواظبته للصلاة وإن قطع اصبعه الوسطى يدل على موت رئيس يتعلق به وإن قطع البنصر فهو اتلاف مال وإن قطع الخنصر يدل على موت ولد الولد.
وقال إسماعيل بن الأشعث رؤيا اصابع الرجلين تدل على الزينة واستقامة الأمور فمن رأى فيهم ما يزين أو يشين فتأويله في ذلك وإن رأى في أصابعه اعوجاجا سواء كانوا منسوبين ليديه أو رجليه فهو انعكاس وليس ذلك بمحمود.
ومن رأى أن أصبعه نبت مكان آخر فإنه يؤخر الصلاة إلى الصلاة الأخرى.
وقال الكرماني من رأى أن اصبعه معضوض أو مهروس دلت رؤياه على سوء أدبه وربما يؤدبه من فعل به ذلك ان عرفه والا فهو يرجع من نفسه.
وقال سعيد الواعظ من رأى أنه يخرج من ابهامه اللبن ومن سبابته الدم وهو يشرب منهما فإنه ينكح امرأة واختها.
وقال الأصفهاني ينكح الأم وبنتها.
ومن رأى أنه يفرقع اصابعه دل على وقوع كلام قبيح بين قرابته، وقيل فرقعة الأصابع استهزاء وربما يرتكب ما لا ينبغي وإن رأى الإمام أو من يقوم مقامه الزيادة في أصابعه فإن ذلك زيادة في طغيانه وجوره وقلة انصافه.
وقال جعفر الصادق رؤية الأصابع تؤول على ستة أوجه أولاد وأولاد الأخ وخدام وأصحاب وقوة والصلوات الخمس.
وقال ابن سيرين من رأى أصابع يمينه أطول من شماله فإنه يبذل المعروف ويصل الرحم، وإن رأى كأنه قصير الأصابع وعضديه أطول مما كانتا فإنه سخي شجاع قوي.
قال أبو سعيد الواعظ من رأى كأن أصابع يديه قد شلت فإنه يذنب ذنبا عظيما.
وقال السالمي من رأى أن يده اليمنى قد شلت فإنه يظلم ضعيفا ويضرب بريئا وإن كانت شماله مات أخوه أو أخته، وقال بعض المعبرين انقباض الأصابع تدل على ترك المحارم، وأما أظفار الإنسان فإنها زينته وشجاعته وقوته وزيادة دينه ونقصانه، فمن رأى منها ما يشين أو يزين فتأويله في ذلك.
وقال الكرماني من رأى أظفاره ناقصة أو مقلوعة أو مكسورة فإنه ذهاب ماله وضعف قدرته وإن رآها متساوية نظيفة فإنه صلاح في الدنيا والدين وإن رآها زائدة وطالت طولا يخاف عليها الكسر فإنه لا خير فيه وقيل هم وغم وخوف.
ومن رأى أن ظفره عاد مخلبا أو برثنا فإنه يعلو على أعدائه وأخصامه.
وقال أبو سعيد الواعظ طول الأظفار فوق المقدار يدل على افراط في المقدرة وفساد في الدين وهم وغم.
ومن رأى أنه لا ظفر له فإنه يفلس ويقل سببه، وقيل رؤية الأظفار إذا كسرت تدل على الموت وكذلك إذا رآها صفرا أو خضرا أو زرقا.
ومن رأى أنه يقلم أظفاره التقليم المعتاد فإنه زوال هم وغم وإن جار عليها في التقليم غير العادة فإنه ضعف وقلة مقدرة.
ومن رأى أنه نبت له ظفر زائد بمكان لا ينكر منه فلا بأس به وإن أنكره فليس بمحمود.
وقال بعض المعبرين رؤية الظفر تؤول على أربعة أوجه ظفر على الأعداء وزينة وبهاء ومال ودخول شيء في اليد.
ومن رأى أنه دخل ظفره شوكة أو ما يشبه ذلك مما يؤلمه فليس ذلك بمحمود وربما دل على ضعف المقدرة.
ومن رأى أنه يقرع بأظفاره على أسنانه فإنه يرتكب أمرا مكروها.
وقال جعفر الصادق رؤية الأظفار تؤول على ستة أوجه قوة ومقدار وشجاعة وولد عاقل ومنفعة ومملوك وأما الصدر فيؤول على وجوه شريعة ودين وغير ذلك.
وقال ابن سيرين من رأى أن صدره متسع فإنه يدل على زيادة دينه وتقواه لقوله تعالى " أفمن شرح الله صدره للإسلام " .
ومن رأى ضيقا أو صغرا في صدره فإنه يدل على نقصان دينه لقوله تعالى " يجعل صدره ضيقا حرجا " .
ومن رأى أن أحداً عصر على صدره فإنه نقصان في دينه.
ومن رأى أن صدره حار فإنه يرى من قومه منفعة.
ومن رأى أن بصدره ما بنكر في اليقظة فليس بمحمود وإن رأى ما يحمد فإنه محمود.
وقال جابر المغربي رؤية الصدر تجمل وعلم وحكمة.
وقال دانيال ضيق الصدر بخل وهم، ووسعه ضده، وإن رأى أحد من أهل الملل صدره اتسع فإنه يدخل في دين الاسلام لقوله تعالى " فمن يرد الله أن يهديه " الآية.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى في صدره ما يؤلمه فإنه ينفق ماله في إسراف.
وقال الكرماني من رأى أن صدره ضيق فإنه ضيق الخلق لقوله تعالى " فلا يكن في صدرك حرج " وربما كان قوة المعاصي لقوله تعالى " ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا " .
وإن رآه متسعا فتعبيره ضد ذلك.

وقال السالمي الصدر يؤول بصندوق الرجل فمهما حدث فيه كان منسوبا له.
وقال جعفر الصادق رؤيا الصدر تؤول على ثمانية أوجه علم وحكمة وسخاوة وبخل وكفر وإيمان وحياة وموت.
ومن رأى أنه نزع من صدره ما يكره مثله في اليقظة فإنه جيد صالح وربما دل على الصلح مع الأعداء وربما دل على الرفعة وحسن المآرب لقوله تعالى " ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين " .
وأما الثديان فهما البنات فمهما حدث فيهما من زين أو شين نسب اليهن. فمن رأى أنه نبت له شيء مكانهما دل على زيادة البنات ونقصهما ضده.
ومن رأى أن في ثديه لبنا فإنه زيادة دين.
ومن رأى أن في ثديه لبنا فإن كان عزبا تزوج وإن كان متزوجا فحصول غنى.
وإن رأى ذلك شيخ كبير السن فإنه يفتقر، وإن كانت امرأة صغيرة فإنه طول حياة، وإن كانت عجوزة دل على موتها، وإن كانت عازبة بكرا فإنها تتزوج، وإن كانت طفلة فربما تموت.
وإن رأت المرأة أن حلمة ثديها مقطوعة لا خير فيه وربما ماتت ابنتها وقيل مكان مجمع المال فمهما رآه يؤول في ذلك.
وقال بعض المعبرين رؤيا الثدي تؤول على سبعة أوجه خزانة ومال وابنة ومعيشة وحياة ودين وشفقة.
وقال جابر المغربي ثدي الرجل يعبر بالمرأة وثدي المرأة يعبر بالبنت.
وإن رأت امرأة أن لبن ثديها عاد إلى جوفها فإنه هم وغم.
وإن رأت أن ثدييها أصيبا بالنار فإنه يحصل لابنها ضرر من الملك.
وإن رأت أن لها ثديا كثيرة فهو على ثلاثة أوجه عائلة ومال وهم.
وإن رأت أنها معلقة بثديها يدل على ولادتها من الزنا.
وقال جعفر الصادق رؤيا الثدي تؤول على خمسة أوجه أولاد صغار وبنات وخدام وأصحاب وإخوة.
وأما البطن ظاهره وباطنه فعند المعبرين على وجوه مال وأولاد وقرابة ومعيشة.
وقال دانيال عليه السلام البطن ظاهره وباطنه مال.
وقال ابن سيرين رؤيا أولاد.
وقال الكرماني رؤيا قرابة فمن رأى أن بطنه كبر أو حسن فإنه يدل على زيادة ما ذكر، وإن رأى فيه نقصا أو شيئا فتعبيره ضده.
ومن رأى أن بطنه شق ونظف وغسل ما به وعاد كما كان فإنه يدل على رضا الله وتوفيقه وسلوكه الطريق الحميدة وصلاح أموره وأمنه من شر الشيطان الرجيم.
ومن رأى أنه خرج من بطنه ولد أو ابنة فإنه يأتي منه ذلك ويسود أهل بيته.
وقال جابر المغربي رؤيا ورم البطن مال ومشقة وحصول مصيبة.
وقال إسماعيل بن الأشعث من رأى أن بطنه نقب فإنه لا يأمن من جهة عياله.
ومن رأى أن في بطنه ما يؤكل فإنه يدل على ان عياله يسرقون.
ومن رأى أن بطنه خال وما به نقص فإنه يؤول على ثلاثة أوجه العبادة ونقص المال والصوم وقيل وجع البطن يدل على محبة الأقرباء وأهل البيت.
وقال جعفر الصادق رؤيا البطن تؤول على أربعة أوجه علم وخزانة وعيش وأولاد.
وأما الكبد فإنه مال وولد وعلم وكثرة سعة. وقال الكرماني من رأى أكبادا فانهم علوم وربما كانوا أصحابا يقومون مقام الأولاد.
ومن رأى أن ذلك يخرج من بيته طائرا في الهواء فإن كان عالما ينسى علمه وإن كان ذا منصب فإنه يعزل وإن كان له أولاد ماتوا وربما يأخذ الملك ماله وإن لم يكن له مال ففي الجملة ليس بمحمود.
ومن رأى أن يأكل من كبد أي شيء كان فإنه حصول مال وإن كان مطبوخا فإنه حلال وإن كان غير ذلك فمكروه.
وقال السالمي من رأى أنه يأكل كبدا فإنه يأكل من مال ولده، وقيل من رأى أن كبده قطع فإن ولده يموت لقوله عليه السلام: أولادنا أكبادنا.
قال أبو سعيد الواعظ من رأى في ذلك ما يزينه أو يشينه فهو منسوب لما ذكر وربما دل خروج الكبد من الجوف على الظلم وليس ذلك بمحمود.
وأما الرئة فانها فرح الإنسان وسروره فمن رأى في ذلك ما يسر أو يحزن فإنه يؤول بذلك.
قال ابن سيرين من رأى أنه أعطى رئة فإن كان المعطي معروفا حصل منه سرور وإن كان مجهولا فلا بد من حصول مسرة ممن ليس يعرفه.
ومن رأى أنه أعطى رئة لأحد فإنه يحصل لذلك على يديه مسرة وإن لم يعرفه يكون بشوشا للناس.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يأكل رئة فإن كانت مشوية وهي لحيوان يؤكل لحمه فإنه حصول مال بمسرة، وإن كانت لمن لا يؤكل لحمه فإنه مال حرام وقيل الرئة رأي الانسان.
ومن رأى أن رئته مزقت فإنه قرب أجله وربما يموت عاجلا لأن الرئة محل الروح.

وأما الطحال فهو مال أيضاً وقيل دين وربما كان قوام البدن فمن رأى في ذلك ما يزين أو يشين فهو منسوب لذلك.
ومن رأى أنه صار به طحال فإنه يصل إليه مال.
وقال جعفر الصادق رؤيا الطحالات من جميع الحيوانات مال فما كان مما يؤكل لحمه كان حلالا، وما كان مما لا يؤكل لحمه كان حراما، وأما الأمعاء فهم قوم الإنسان وأصحابه فمهما رآه من زين أو شين كان ذلك فمن رأى أنه يأكل الأمعاء فإنه يحصل له مال من قومه وربما دل على الولاية.
ومن رأى أنه يأكل مصرانا فإنه مال أيضا.
وقال جابر المغربي من رأى أن أمعاءه خرجت من بطنه فإنه موت ولد وقيل توبة.
وقال جعفر الصادق الأمعاء تؤول على ستة أوجه مال حرام وشفاعة وكلام كره وأولاد ومعيشة وشغل وربما كانت رجوعا عن مصيبة.
وأما المعدة فعمر ورزق ومعيشة فإن رأى ان معدته قوية صحيحة فهو جيد وطول حياة وإن رأى بخلافه فضده.
وقال جابر المغربي المعدة تؤول بالأولاد.
وقال جعفر الصادق المعدة تؤول على ستة أوجه مثل الأمعاء، وأما السرة فهي عند المعبرين معاملة الإنسان وسروره وزوجته فمن رأى بها ما يزين أو يشين فتأويله في ذلك.
وقال أبو سعيد الواعظ ربما تكون السرة ولاية تدل على ان صاحبها يسيء العشرة مع زوجته، وأما الاضلاع فنساء فما رؤي فيها من زين أو شين كان منسوبا اليهن.
وقال الكرماني الاضلاع أهل البيت من النسوة فمن رأى فيها زيادة كانت زيادة في أهل بيته، وإن رأى نقصانا فضده وتقويم الاضلاع ما لم يخرج عن الحد جيد وانعواجها جدا مذموم، وأما الصلب والوتين فقوة الانسان وربما كان ولدا.
وقال الكرماني من رأى أنه يخرج من صلبه شيء فإنه يرزق ولدا لقوله تعالى " يخرج من بين الصلب والترائب " .
وقال السالمي الصلب صلابة الإنسان وقوته فمهما رأى في ذلك من زين أو شين فيؤول فيهما وأما الظهر فقوة الانسان وظهره وجاهه وسيده وهلاكه وأخوه وفقره وكبر سنه ومصيبته وركوبه، فمن رأى أنه حمل حملا ثقيلا على ظهره فإنه ارتكاب خطايا وأوزار لقوله تعالى " وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم " .
ومن رأى على ظهره سلعة فإنه دين وحمل الحطب نميمة وسلسلة الظهر أولاد.
وقال الكرماني من رأى أن على ظهره ميتا فإنه يتكفل بعيال الميت.
وقال جابر المغربي من رأى ظهر عدوه فإنه يأمن من غائلته وأما ظهر العجوز فإدبار الدنيا عنه.
وقال إسماعيل بن الأشعث من رأى أنه مكتو على ظهره فإنه دين وصلاح.
ومن رأى أنه مستند بظهره إلى حائط فإنه يدل على ارتكانه لصاحب شوكة وقيل وقوع سفر وحصول مال.
ومن رأى أن ظهره انكسر فهو موت رئيسه، وقال بعض المعبرين من رأى أنه حدث بظهره ما يزينه أو يشينه فيؤول على الجاه والقوة وضده.
وقال جعفر الصادق رؤيا الظهر تؤول على اثني عشر وجها قوة وأصحاب وملك وحجة وأب وأم وولد واستمداد وجد وأخ شقيق، وقال بعضهم رؤيا ظهر الكافر إيمان، وظهر المؤمن توبة، وظهر الساحر إسلام، وظهر المنافق إخلاص، وأما القلب فهو ذهن الإنسان وذكاؤه وفطنته وعقله ودينه وسيد الإنسان وقيل ملك حاكم على جماعة فمهما رأى فيه من زين أو شين فتأويله في ذلك.
وقال السالمي إذا رأى الإنسان قلبا فهو صلاح في دينه وحسن منطقه.
ومن رأى قلبه خطف وذهب عنه فإنه يؤول على أربعة أوجه خوف شديد وجنون وفساد دين وحدوث مصيبة.
ومن رأى قلبه أسود وعليه غشاوة ونحوها فهو ضال عن الحق وكثير الذنوب مطبوع على قلبه أعمى عن الهدى، وأما مقعد الإنسان وأليته فكسب ومال وشغل ومنفعة ومعيشة فمن رأى في ذلك ما يشين أو يزين عبر به.
وقال الكرماني من رأى في ذلك ما يؤلمه فإنه يدل على مصيبة.
ومن رأى أنه يلحس ذلك بلسانه دل على أنه يمدح رجلاًفاسقا بما ليس فيه.
واما الفرج والدبر ففي ذلك وجوه كثيرة عند المعبرين. فمن رأى أن لامرأته فرجا واحدا فإنه يدل على حدوث شغلين له فينتج واحد منهما والآخر يتعطل.
ومن رأى أن له فرجا فإنه يدل على المذلة.
وإن رأت المرأة ان لها فرجين فربما تؤتى في القبل.
وإن رأت أنه ينزل من فرجها ماء فهو حصول ولد.
وإن رأت ان فرجها صار معدنا من حديد أو غيره فلا خير فيه.
ومن رأى أن فرج زوجته من خلفها أو لا فرج لها فإنه يدل على تعطيل أمر وعجز وذل وقطع الفرج ليس بمحمود وقيل ظفر الأعداء عليه.

وإن رأت أنه يخرج من فرجها ما يكره نوعه فهو ولد ولا خير فيه وإن كان نوعه محبوبا فهو ولد صالح.
ومن رأى أنه ينظر إلى فرج امرأة فإنه فرج من شدة ويخرج من ضيق إلى سعة.
وقيل إن رأت امرأة أنه يخرج منها نار فانها تلد ولدا ملكا.
وإن رأت أنه يخرج منها سمسم فإنه يدل على ان زوجها يكتم حبها.
وإن رأت أنه خرج منها خبز فإنه يدل على فقر وافلاس وحاجة ومهما رأت في فرجها من شين أو زين فهو عائد عليها.
ومن رأى أنه يفوح من فرجه رائحة عطرة فإنه طاهر من الرذائل والخبيثات، ومن رأى ضد ذلك فضده.
ومن رأى على فرج امرأة معروفة حيوانا يلعق منه أو يمصه أو يحوم حوله فإنه يدل على انها فاسقة لا خير فيها وإن كانت مجهولة فليس بمحمود للرائي وقيل دنيا يحوم عليها من لا عقل له.
وقال الكرماني لا بأس برؤيا الدبر فمن رأى ذلك فإنه يدل على ظفره بحاجته.
وقال السالمي الدبر كيس ومخزن وبيت مال وحانوت ومقعد وراحة ومقصد.
فمن رأى فيه ما يزينه أو يشينه فتعبيره في ذلك.
ومن رأى أنه يخرج من دبره ما لا ينبغي أو يدخل فيه مثله لا خير فيه.
ومن رأى أنه يخرج منه رائحة عطرة فإنه ثناء وذكر جميل، وإن رأى ضد ذلك فضده.
وأما الذكر فهو ولد ومال وذكر وسمعة.
قال دانيال من رأى أن له ذكرين أو ما يزيد عن ذلك كان زيادة.
ومن رأى أن ذكره قطع بيد أحد فضد ذلك وإن قطعه هو فإنه لا يولد له ولد وإن رآه ضعفت وقلت قوته فليس بمحمود.
وقال ابن سيرين من رأى أن ذكره كبر وضخم فإنه زيادة في سلطانه وماله وولده وأبهته خصوصا ان كان وزيرا وإن رأى بخلاف ذلك فتعبيره ضده.
ومن رأى أنه قلع ذكره ثم وضعه مكانه فعاد كما كان فإنه يموت له ولد ويرزقه الله غيره يقوم مقامه.
ومن رأى شخصا يحلب ذكره أو يمصه فإنه ينال منه منفعة.
وقال جابر المغربي حركة الذكر وانتصابه تدل على زيادة المال وعظم الأبهة وكثرة الأولاد.
ومن رأى أنه ورم فنظير ذلك ما لم يكن به وجع.
ومن رأى أن أحداً يضرب ذكره فإنه لا خير فيه للضارب.
ومن رأى أن ذكره مربوط فإنه يكتم الشهادة.
ومن رأى أن ذكره صار جماد فإنه موته، وإن صار حيوانا أو نباتا فإن كان من المحبوبات فلا بأس به وإن كان من المكروهات فليس بمحمود.
ومن رأى أنه خرج من ذكره شيء من ذلك فهو ولد فما كان نوعه محبوبا كان الولد جيدا وإن كان مكروها فضده.
قال الكرماني من رأى أن ذكره قد انقطع فيؤول على أربعة أوجه موت أو قطع ذكره من بين العالم واسمه أو موت ولده أو ذهاب ماله وقيل يسافر سفرا بعيدا.
وقال السالمي يؤول على ثلاثة أوجه انقطاع نسل وربط وإن كان له ولد مريض بريء.
ومن رأى أن ذكره خرج من صلبه وصار فريدا فإن ذلك غلام يولد له وربما يموت وربما ينقطع ذكره من المكان الذي هو فيه.
ومن رأى ذكره صغر أو حصل به رخاوة أو فقده وهو يستر ذلك ويكتمه عن الناس فإنه فقر وحاجة له.
ومن رأى أن في ذكره جراحة فإنه كلام يقال فيه ويقبح ذكره.
ومن رأى أنه ختن فإنه صلاح في دينه وكذلك ان رأى له ختانين.
ومن رأى أن ذكره انتشر وانتصب فإن الحاجة التي هو طالبها تقضي لأن الذكر لا ينتشر إلا عند الحاجة، ومن رأى أن ذكره شطر نصفين وصار النصف الواحد قائما والآخر رخوا فإنه يؤول على أربعة أوجه تعطيل في الأمور وإن كان له ولدان مات أحدهما وإن كان مسافرا قطع عليه الطريق وإن كانت زوجته حاملا تلد ولدين ويموت أحدهما.
ومن رأى أن ذكره دخل في جوفه دل على أنه يكتم الشهادة.
ومن رأى أن ذكره جمع حتى صار كالكبة فإنه يؤول على ستة أوجه مال وادخاره بحيث لا ينفع وقصر أولاده وعجزهم عن ادراك ما بلغه من المناصب ومولود فيه نقص وعاهة ونقص عمره وتعسير أموره وتكدر في جاهه، ومن رأى أن ذكره استحال فإنه عجز بعد قوة.
وقال جعفر الصادق رؤيا الذكر تؤول على ستة أوجه أولاد ومال وجاه وقوة وولاية وعز ودولة.
وأما الخصيتان فيؤولان بالنبات والمعيشة وبالصيانة وبالكيس والوقاية فما رؤي فيهما من زين أو شين كان منسوبا لذلك.
وقال أبو سعيد الواعظ الخصيتان هما ابنتان فتأويلهما بالصلاح والفساد يرجع إليهما، وقيل ان رآهما عظيمتين يؤول على امتناعه من شر أعدائه.

وقال السالمي من رأى في خصيته خللا فإن أعداءه يظفرون به، فإن رآهما في يدي رجل ظفر به عدوه، وإن رأى كأنهما بانتا منه بغير ألم أو وهبهما لأحد فإنه يولد لغيره ولد فيه نسب إليه، وانتزاعهما موت الأولاد.
وقال الكرماني رؤيا الخصيتين تؤول على ثلاثة أوجه سكون وأولاد ومعيشة.
وقال جابر المغربي قطع الخصيتين تؤول على خمسة أوجه قطع الأولاد الاناث حتى لا يولد له الا الذكور وميراث من مال دية وظفر الاعداء به وقلة الحركة والأمانة، وقيل رؤيتهما تدل على الاناث من القرابة، ومن رأى انهما قطعا وكان عنده مريض فإنه يموت وربما تكون مفارقة زوجين، وقال بعض المعبرين يدلان على المال فإن كان مظلوماً فإنه أخذ منه ألفان أو مائتان أو ديناران على قدر حاله فإن لم يكن في شيء من ذلك انقطع نسله ونفذ رزقه وتعطلت معيشته ونعمته وقيل الخصية اليمنى ولد ذكر واليسرى أنثى وقال بعض المعبرين جميع الخصى من الناس والحيوان مال فمن حصل له شيء من ذلك أو ذهب منه يؤول بالمال، وقال بعضهم الخصيتان يؤولان بالخدم.
ومن رأى أنه نبت شيء من ذلك في غير محله وذهب فإنه يحصل له مال من غير وجهه ويصرفه في غير محله.
وأما الفخذان فقوة الإنسان ومكسبه ومعيشته وقومه وعشيرته فما رؤي في ذلك مما يزين أو يشين فهو منسوب لذلك.
وقال الكرماني من رأى أن فخذه قطع فإنه يفارق أهله ويموت غريبا، فاليمين يدل على قرابة الأب والشمال يدل على قرابة الأم.
فمن رأى أن شيئا من لحمه مزق فإنه حصول مصيبة لمن نسب إليه.
وقال جابر المغربي من رأى أنه ربط فخذيه بحبل فإنه يكون مجتمعا بأقربائه لا يفارقهم.
ومن رأى أن فخذه تحول معدنا أو نباتا فإنه تعطيل أمر هو طالبه أو حدوث ما يكره قومه له.
وقال جعفر الصادق رؤيا الفخذ تؤول على اربعة أوجه أهل بيت واصحاب وحشم ومال.
وأما الركبتان فهما لكل إنسان معيشة ومطلبه فما رؤي من ذلك من شين أو زين فيؤول على ذلك.
وقال الكرماني الركبة قيام الإنسان بشغله فميزها على كثير من الأعضاء واستحسنها ونعوذ بالله من الحادث فيه.
وأما نفس الرمانة وعينها فتؤول عنه بعضهم برأس المال.
وأما الساقان فهما مال الانسان ومعيشته واعتماد سلوكه وسياقه فما رؤي في ذلك مما يزين أو يشين فهو منسوب لهما.
وقال جابر المغربي ساق الرجل يؤول بالمرأة وساق المرأة يؤول بالرجل.
فمن رأى أن ساقه التف بساق آخر فهو علامة الهلاك.
وقال بعض المعبرين من رأى أن ساقه حسن فإنه يساق لأمر يكون فيه سليما وإن رآه قبيحا فإنه يساق إلى أمر مكروه.
وقال بعضهم من رأى في ساقيه تعطيلا أو ما ينكر مثله في اليقظة فإنه يعذر في جميع ما هو قائم به.
ومن رأى أن ساقه خشب أو معدن فإنه يضعف عن طلب رزقه والتماس معيشته، وإن كان له عبد أو دابة ذهبت عنه أو هلاكه، واما الرجلان فهما الأبوان أو جمله أو ما يقوم عليه الإنسان في مكانه من الرزق أو يحمل عليه من الدواب ويحتوي عليه من ثروة أو سفر فما رآه في ذلك من زين أو شين كان تأويله فيهما.
وقال دانيال من رأى أن رجله الواحدة قطعت أو كسرت فإنه يدل على ذهاب نصف ماله أو موت أحد أبويه.
ومن رأى ذلك الحادث في رجليه فإنه يدل على سفره أو ذهاب ماله أو موته.
ومن رأى رجليه حديدا أو نحاسا فإنه يدل على زيادة عمره وماله.
ومن رأى أن رجليه قزاز فإنه يدل على قصر أجله ونقصان ماله.
ومن رأى أن رجليه شدا أو ربطا فإنه يصل إليه ممن فعل به ذلك خير ومنفعة.
ومن رأى أنه يفرد رجله وانه يسير عليها مجدا فإنه يعتمد على من لا يحصل له منه نتيجة ويكتفي بغيره عما أمله منه وزيادة.
ومن رأى أن رجله شدت إلى خشب فهو محمود.
ومن رأى أن رجله تحولت رجل شيء من الحيوان فهو دليل القوة.
وقال بعض المعبرين يتعين على من رأى أن رجليه كسرتا ان لا يقرب ذا سلطان أبدا.
ومن رأى أن رجله تتواثب فإنه يطلب الزواج.
ومن رأى أن برجليه ما يؤلمه وليس يعلم مكانه فإنه يدل على نقصان ماله بحيث لا يشعر بسببه.
ومن رأى أن له ارجلا كثيرة فإن كان في قصده السفر فإنه يسافر، وإن كان فقيرا يستغني، وإن كان ذا حاجة قضيت، وإن كان مريضا شفي.
وقال جابر المغربي من رأى أن رجليه صارتا كأرجل الطيور فهو محمود.
ومن رأى أن رجليه منقشين لا خير فيه.

وقال جعفر الصادق رؤيا الرجلين تؤول على سبعة أوجه عيش وعمر وسعي ومال وقوة وسفر وامرأة.
وأما القدمان فزينة مال الرجل وأعمال بره وسره واصابعهما جواره وغلمانه فمن رأى فيهما من زين أو شين فإنه يؤول في ذلك.
وأما العظام فمال الرجل الذي منه معيشته والعبيد والدواب فمهما رآه في ذلك من زين أو شين يؤول فيهم.
وقال ابن سيرين العظم مال ومعيشة فمن أصاب شيئا فإن كان عليه ما يستره فإنه زيادة في ذلك.
وقال الكرماني من رأى أنه شد عظما مكسورا فإنه حصول ابهة وقوة وسحق العظم فيه خلاف منهم من قال انه محمود ومنهم من قال غير ذلك.
وقال السالمي العظام تؤول على أربعة أوجه دين ومال وعظمة وابهة، وقال بعضهم جميع العظام سواء كان لانسان أو لدواب فهي مال.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا جميع العظام ان كانت لانسان ميت فإنه يدل على اتباع سنة أو حصول مال من جهة، وإن كان معروفا يدل على اكتساب من ماله، وإن كان مجهولا فحصول مال ومنفعة، وإن كان العظم لحيوان فإن كان مما يؤكل لحمه فإنه حصول مال حلال، وإن كان مما لا يؤكل لحمه فهو حصول مال حرام.
وأما المخ قال دانيال مخ الرأس والعظام مال مخفي، فما كان منسوباً إلى ما يؤكل لحمه فهو حلال، وما كان منسوباً إلى ما لا يؤكل لحمه فهو حرام.
وقال ابن سيرين من رأى مخه ظهر من أنفه على الأرض فإنه ذهاب رأس ماله.
ومن رأى أن رائحة مخه كريهة فإنه لا يؤدي الزكاة وإن رآه بضد ذلك فتعبيره ضده.
ومن رأى أنه أكل من مخ انسان ميت فإنه يأكل من ماله بقدر ذلك، وإن كان مجهولا فحصول على منفعة على كل حال.
وقال بعض المعبرين لا بأس برؤيا المخ خصوصا ان أكل منه.
وقال جعفر الصادق ورؤيا المخ تؤول على ثلاثة أوجه مال مخفي وعقل راجح وصبر مشكور.
وأما العصب والعروق فهو مؤلف أمره وسائر أهل بيته وأنسابه وعصبته، فمن رأى في ذلك ما يزين أو يشين فتأويله في ذلك.
فمن رأى أن عصبا من أعصابه أو عرقاً أو يبس فهو على وجهين إما خلل فيما ذكر أو موت.
وقال الكرماني من رأى أن أعصابه وعروقه زادت فإنه تكثر عصبته وحشمه ونسله.
وقال أبو سعيد الواعظ العصب والعروق من سائر الحيوان جميعه أمر يحصل به منفعة، وقيل قطع العروق غرامة.
وأما الجلد فهو زينة ورياسة وستر وبركة وقوة ومعيشة ومؤنة وحياة وكسوة فمن رأى في ذلك ما يزين أو يشين فيؤول عليهم.
وقال دانيال من رأى لون جلده تغير بلون غيره مما يكره مثله في اليقظة فإنه غم وهم.
وقال ابن سيرين من رأى جلده ثخن فإنه يؤول على ثلاثة أوجه استهزاء بالناس وعدم التفاته لهم وزيادة في المال وطول حياة وجمال في الملبس.
وقال الكرماني جميع جلود الحيوان مال فمن رأى جلد البعير فهو مال من جهة ميراث وما كان من جلد ما يؤكل لحمه فإنه مال حلال وما لا يؤكل فمال حرام.
ومن رأى أنه يسلخ جلدا فإنه يداري الأمور المهملة المفروغ عنها ويصير على النظام والسداد ويكون مصلحا بين الناس والله أعلم.

الباب العشرون
في رؤيا ما يلحق الإنسان من الأمراض والقروح
والنوابت والبرص والجرب والجذام والجنون وجميع الآفات
قال الكرماني الضعف والمرض ليس بمحمود لأنه فساد في الدين لقوله تعالى " لئن لم ينته المنافقون " الآية، وربما كان يكثر الأباطيل، وقيل من رأى أن مرضه طال فإنه يلقى الله على خير حاله.
وقال ابن سيرين من رأى أنه مرض من غير ألم فإنه يرى قرة عين ولا يموت تلك السنة.
وقال بعض المعبرين المرض هم وغم وربما أنه يخالف من أشياء يرجوها.
وإن رأى المريض أنه عاد صحيحا وهو يكلم الناس أو يكلمونه فهو برء وحصول شفاء.
وإن رأى ذلك وأنه لا يتكلم مع أحد وهو خارج من منزله ربما دل على موته.
ومن رأى أن ذا سلطان مريض فليس بمحمود في حق الرائي وإن كان بينه وبين أحد خصام فإنه مغلبو.
وإن رأى هذه الرؤيا من هو في حرب أصابه في أعضائه جراحة.
وقال جابر المغربي من رأى أنه ضعيف فإنه يفرط في أداء الفرائض، وإن كان عليه حق لا يقوم به، وقيل الضعف ضعف القدرة وضعف الهمة وليس بمحمود إلا أن يرى الإنسان أن زوجته ضعيفة فإنه صلاح في دينها.
ومن رأى أنه هزل لا خير فيه ولا بأس للضعيف أن يرى نفسه سمينا.

وقال أبو سعيد الواعظ من كان مريضا فرأى شيئا من البهائم فهو جيد في حقه ولا خير فيمن يرى أنه نقص له شيء من المرض.
وقال أيضاً رؤيا المرض فرج من غم وظفر على الأعداء وإصابة مال.
وإذا رأى في المنام ما يدل على الخير وأراد بذلك أن المريض ينتظر الشفاء والمظلوم ينتظر الظفر وذكر قبل ما به خصب سائر الورى إلى آخره هذا إذا كان مع فقر وانخضاع، وأما الأغنياء فهو فقر وحاجة وليس لهم ذلك بمحمود.
وقال بعض المعبرين الورم حبس خصوصا ان كان الضعيف يشكو منه فالمصيبة أعظم.
وقال دانيال من رأى أنه ضعيف برأسه فإنه يدل على أنه يرتكب معاصي كثيرة فليتب إلى الله ويرجع ويتصدق فلعله يغفر له لقوله تعالى " فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه " الآية.
ومن رأى أن جبينه يؤلمه فإنه نقصان في جاهه ومنزلته.
ومن رأى أن في عينيه ضعفا فإنه نقصان في رزقه وهم وغم وحزن وقد تقدم بعض الكلام في الأعضاء على ما يتعلق بالعين.
وأما إذا رأى أحداً يداويه أو يكحله فإنه يدل على الخير والصلاح.
ومن رأى أن أذنه بها وجع فإنه يستمع ما يكره من أعدائه.
ومن رأى أن أنفه يؤلمه أو به ما ليس يحمد مثله في اليقظة فإنه يصل إلى مضرة.
ومن رأى أن لسانه يؤلمه فإنه وبال في حقه وربما يكون كذبا.
ومن رأى أن في فمه ضعفا وألما فإنه ينكر على كلامه الذي يتكلم به.
ومن رأى أن في فمه ضعفا وهو يؤلمه فإنه هم وغم وحزن.
ومن رأى أن اسنانه بها وجع فإنه حصول هم وغم من جهة أقربائه.
ومن رأى أن برقبته وجعاً وهو يؤلمه فإنه يكون عنده أمانة أهملها ولم يوف بذلك.
ومن رأى أن قلبه ضعيف وبه ألم فإنه يأكل الحرام.
ومن رأى أن ظهره به ضعف فإنه لا خير فيه وربما ان كان كبير السن يحصل له ما يغمه وربما دل على الذلة.
ومن رأى أن بجنبه وجعا فإنه يدل على تكدر القلب والخاطر من جهة قومه وضيق صدره.
ومن رأى أن بكبده مرضا وهو يؤلمه فإنه يكون قليل الشفقة على عياله وليس عنده التفات اليهم.
ومن رأى أن بيده مرضا فإنه يجفو أخاه أو شريكه أو صديقه.
ومن رأى أن بإصبعه ضعفا وألما فإنه يكون مقصرا في صلاته.
ومن رأى أن صدره ضعيف وبه ألم فإنه يكون مهملا في حق عياله ولا يرضيهم في قوتهم.
ومن رأى أن أبويه ضعفا وقد هزلا أو أحداهما فلا خير فيه وقيل إدبار دنيا عنه.
ومن رأى أنه يخدم ضعيفا فإنه يكسب الأجر والثواب، وقيل يتقرب إلى فاسد الدين بما يحسن برأيه وهو في ذلك مذموم.
ومن رأى أن بصره ألما من سعال وخرج به بلغم فإنه يشكو حاله لأحد بسبب ماله وإن شغل بسوقه فإن الشكوى تكون محالا، وإن كانت السعلة رطبه فإنه يشكو من أهل بيته، وإن كان بدم فإنه يشكو من أولاده، وإن كانت صفراء فإنه قليل الذرية وخلقه ضيق وإن كان السعال بحضرة ذوي مناصب فإنه يكون مهموما بسبب الدين.
وقال بعض المعبرين رؤيا الضعف من السعال تدل على المقدرة والضعف.
ومن رأى أنه أراد السعال وهو ضعيف ولم يخرج ذلك منه فلا خير وربما يكون قرب أجله.
وقال جابر المغربي من رأى أنه ضعف وهو شاب وأراد السعال فظهر منه بلغم فإنه خير وفرج من هم، ومن شرق من سعاله فإنه يموت ولا خير في الشرق.
ومن رأى أنه ضعيف بالسعال لا يتوب بل يتزايد في الفسق والعصيان.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الأمراض من الرطوبة يدل على التهاون بالفرائض والطاعات، والأمراض الحارة دليل على هم من قبل الملك، وأما الأمراض من اليبوسة فانها تؤول باسراف المال في غير مرضاة الله تعالى وأخذ ديون من الناس ولم يعزم على قضائها.
ومن رأى أنه وقع في مكان طاعون فإنه يحدث فيها حرب وفتن.
وقال ابن سيرين رؤيا الطاعون تدل على البلاء والفتنة والهم والغم.
ومن رأى أنه به علة الطاعون فإنه يكون واقعا في ذلك.
وقال جابر المغربي الطاعون يؤول بالخصومة والغيظ والخوف والرجفة.
وقال بعض المعبرين أكره رؤيا الطاعون وسماعه سواء كان في اليقظة أو في المنام وفي الجملة ليس ذلك بمحمود واعترض عليه بعض المعبرين.
وقال من رأى أنه حدث به الطاعون فإنه يدل على موته شهيدا والله أعلم بحقيقة الحال.
ومن رأى أنه مسموم فإنه قد لج في أمر قد جد فيه وربما يصيبه هم وغم وكرب، فإن قتله السم أصاب بسبب ذلك خيرا.

وقال بعض المعبرين السم مال حرام فمن أكل منه أو ملكه فإنه يصيب مالا بقدر ذلك خصوصا ان رأى بجسمه ورما منه.
وقال بعضهم من رأى أنه يشرب السم فإنه يكون عنده حقد بسبب شخص وهو يكتمه.
ومن رأى أنه مجنون فإنه حصول مال حرام من ربا لقوله تعالى " الذين يأكلون الربا لا يقومون " الآية، وقيل رؤيا الجنون تدل على الغنى لقول بعضهم:
جن به الدهر فأورثه غنى ... يا ويح من جن به الدهر
ومن رأى أنه صرع من الجنون وغاب من صوابه لا يعلم بنفسه فإنه يكون مكروبا أو مسحورا أو ينهب ماله أو يحصل له مصيبة، وقيل كسوة من ميراث وربما كان حصول سلطان ان كان من أهله وجنون الصبي مال وغنى لأبيه وجنون المرأة خصب السنة.
وقال الكرماني رؤيا المجنون تؤول على خمسة أوجه ملك غشوم وحيوان عطوب وإنسان فاسد في دينه ورجال معروفة بلا أدب وعدو وخصوم فمن رأى أنه حدث من مجنون ما يكره مثله في اليقظة وحصل به مضرة فإنه حصول ضرر من أحد الخمسة المذكورين، وإن لم يصل إليه بسوء فيدل على السلامة والأمن.
وقال بعض المعبرين من رأى مجنونا يسحبه وهو خائف منه ولم يحصل إليه منه مضرة فهو عدو يكون الرائي في أمان منه.
اما المرأة المجنونة فتؤول بالدنيا فمن رآها مقبلة عليه فانها سنة مخصبة وقبل دنيا تصيبه وإن خاف منها كان ما أصابه من ذلك مال وهن فإن أعطته شيئا فهو خير له وزيادة.
وإن رآها مدبرة وهو يتبعها ولم يلحقها فإنه راغب في تحصيل دنيا وهو محروم منها، فإن لحقها نال ما يؤمله منها، فإن بطشت به ففيه خلاف منهم من قال محمود وقيل مذموم.
وقال بعض المعبرين من رأى مجنونة تسحبه وهو يهرب منها فإنه زاهد في الدنيا وهي مقبلة عليه.
ومن رأى أنه أجذم أو أبرص فإنه ينال مالا ونعمة وكرامة لقوله تعالى " فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه " وربما يكون البرص مالا وكسوة والجذام إذا ما سال منه دم وقيح فحصول مال حرام، وربما ينسب لصاحب الجذام أمر قبيح وهو بريء منه، وربما ينزل به بلاء في نفسه أو في ماله أو في عياله، وقيل رؤيا الأجذم والأبرص والأكل معهما مصاحبة من يكرهه.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه مجذوم فإنه يحبط عمله بجراءته على الله تعالى ويتهم بأمر ليس فيه.
وقيل من رأى أنه مجذوم حال الصلاة يدل على أنه ينسى القرآن.
ومن رأى في جسمه قوباً كثيراً أو واحدة فإنه مال يخشى صاحبه من مطالبته، وقيل القوبة في الجسم كلام يطبع فيه يحصل به نقص، وربما يكون حصول أمر يكرهه، وأما الصحة من هؤلاء فمحمودة وإن لم يكن فيه حصول مال.
ومن رأى أن على بدنه شيئا من القروح والنوابت فإنه يصيب بقدرها مالا حراما إلا أن يكون في عنقه فإنه ديون وأمانات عليه.
وقال بعض المعبرين من رأى في جسده شيئا من ذلك نزل به، وقيل تصاب زوجته في أقربائها، وقيل يضرب بالسياط، وقيل انه يأكل لحوم الناس بالغيبة والنميمة وربما تخرج القروح على أوجه كما يراها.
ومن رأى أنه محموم فإنه حصول كرب وهم وغم، وإن رأى أنه بالباردة فإنه حصول أمر يكون فيه مغلوبا وليس في الرؤيتين خير أبدا.
ومن رأى أن به قولنجا فهو مقتر على عياله في رزقه.
ومن رأى أن به وجعا في بطنه أو ثقلا فإنه يدل على محبته لأقربائه.
ومن رأى أن بسرته ألما فإنه يدل على أنه يسيء المعاملة مع زوجته.
ومن رأى أن بقلبه ألماً دل على نفاقه وشكه في الحق لقوله تعالى " في قلوبهم مرض " وأما الكرب في القلب فيدل على التوبة.
وقال الكرماني من رأى أن بقلبه ألما فإنه يدل على زيادة مال.
ومن رأى أن كبده عليل فيؤول بتأسفه على ولده.
ومن رأى ضعفا في طحاله فيدل على أنه يفسد مالا، وأما ضعف الرئة فيدل على قرب أجله.
ومن رأى ضعفا بظهره فإنه يؤول بكبر سن الانسان، والانحناء افتقار.
ومن رأى بفخذه ألما فإنه يؤول بالعشيرة.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى ضعفا في أحد أعضائه ولم يصبر عليه فإنه يسمع كلاماً قبيحا من قريبه الذي ينسب إليه ذلك العضو.
ومن رأى ضعفا في أحد أعضائه من خدش أو جرح فإن الخادش يحصل منه مضرة.
ومن رأى بجبهته ألما لا يستطيع النتاج منه فإنه يموت عاجلا، وأما ضعف السمع فإنه ضعف في المقدرة والمعيشة.
وأما الألم في الثديين فإنه ضرر.

ومن رأى أنه مبتلي وبجسده ما يأكل منه كالهوام وغيرها فإنه يصيب مالا كثيراً وحشما وعيالا.
وأما الجرب فيؤول على ثلاثة أوجه مال وكلام فاحش يطبع فيه وحصول شيء يكرهه.
وقال بعض المعبرين من رأى أن بجسده جربا فإنه حصول مال بتعب ونصب وعسر فإن حكه وخرج منه ماء نال مالا بغير تعب.
ومن رأى على جسده جربا كثيراً وبريء في الحال يؤول على وجهين ذهاب مال أو خلاص من هم وغم فإن بقي أثره في جسده فإنه يجمع مالا وأما عصار البول فهو حصول ما يكره الانسان وقيل ضعف في القوة.
ومن رأى أحداً من أرباب العلاج وهو يداوي شيئا يؤلمه فإنه يدل على مصادفة من يحصل منه منفعة والله أعلم.

الباب الحادي والعشرون
في رؤيا الدم والقيح والصديد والسم والقيء
والامتلاء ونحوه وما يخرج من السبيلين
فصل في رؤيا الدم
من رأى أنه يخرج منه دم غير جرح فإنه ان كان ذا منصب يقبل الرشوة ويتناولها وإن لم يكن فحصول ضرر.
وإن رأى الدم يخرج من جراحات فحصول هم وغم وخسارة.
وقال الكرماني ومن رأى أنه يشرب دما فإنه حصول مال حرام أو اهراق دم بغير حق.
ومن رأى أن بجسمه مكانا يخرج منه دم أو صديد فلطخ جسده أو ثوبه فإنه يصيب مالا حراما بقدره وإن لم يلطخ شيئا فإنه يخرج من اثم.
ومن رأى أنه يسيل من وجهه دم أو قيح ولطخ ثوبه وجسده فنظير الأول، وإن لطخ غيره مما يخرج منه فإنه يدفع ماله إليه ان كان يعرفه، وإن جهله فخسارة.
ومن رأى أنه يخرج من جسده دم من طعنة برمح فإنه يصح جسمه ويكثر ماله وإن كان مسافراً دل على السلامة ورجوعه.
ومن رأى أنه يخرج دم من عروقه فإنه يؤول بنقص في ماله على قدر الدم وإن كان فقيرا استفاد مالا بقدره.
ومن رأى دما يخرج من قضيبه فإنه يدل على سقط زوجته.
ومن رأى دما يخرج من دبره فإن أصاب بدنه أو ثيابه نال مالا حراما.
ومن رأى دما يخرج من اسنانه يصيبه هم من قبل أقاربه.
وقال جابر المغربي من رأى دما مجموعا بمكان ثم وقع فيه فإنه يتهم بما يخاف عليه منه من قتل نفس بغير حق.
ومن رأى بمكان نهرا من دم أو ميزابا سائلا فإنه سفك دم.
وقال دانيال من رأى أنه خرج دم من أنفه فإنه يؤول بحصول مال من وجه حرام، وإن كان الدم قليلاً ولم يلوث ثوبه ورأى معه ضعفاً فإنه يدل على الفقر ونقص المال، وإن عادت قوته بعد الضعف كان مالاً حراماً، وإن لم ير عند خروجه ضعفا وكان الدم قليلا جدا فإنه فرج من هم وغم لقول بعضهم نقطة دم تفريج هم.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى دما رقيقا سائلا من أنفه دل على إصابة مال حرام، وإن كان غليظا دل على سقط حامل وقيل ان الرعاف إصابة كنز.
ومن رأى أن رعافه يقطر في الطريق فإنه يؤدي زكاة ماله على الشرع.
ومن رأى أن أنفه رعف وهو يظن أنه ينفعه نال من رئيسه مالا وخيراً، وإن كان يظن أنه يضره نال من رئيسه مالا يكون عليه وبال ويصيبه بعد ذلك ما يكرهه.
ومن رأى أنه يخرج من عينيه دم فإنه حزن وفراق.
فصل في رؤيا القيح والصديد
قال جابر المغربي من رأى أن به علة من العلل مملوءة بشيء من ذلك فإنه مال ومنفعة من وجه حرام.
فإن رأى ان ذلك سال منه أو خرج فإنه ذهابه عنه.
وقيل من رأى أن شيئا من ذلك انبط وخرج منه شيء فإنه فرج من غم وهم وربما نال راحة من تعب وشدة.
ومن رأى أنه لحس شيئا من ذلك فإنه يأكل مالا بكراهية وقال بعض المعبرين يكون زانيا.
وقال أبو سعيد الواعظ الدم يؤول بالذهب والقيح يؤول بالفضة وربما كان أمرا قبيحا ينكره الخاطر.
ومن رأى أن قيحا يخرج من ذكره فإنه ينكح لأن القيح يشبه المنى وإن خرج القيح من دبره لا خير فيه.
فصل في رؤيا السم
تقدم الكلام في ذكر الأمراض عليه لكونه من جملة العلل.
وقال بعض المعبرين تعبيره جملة مال حرام وحرب وقتل النفس وشغل لا فائدة له في أمر من أمور الآخرة، وقال آخرون استعمال السم طول حياة ومنفعة دنيوية.
فصل في رؤيا القيء والامتلاء ونحوه
فمن رأى أنه تقيأ وكان ذلك سهلا عليه فإنه يدل على التوبة من المعصية والرجوع إلى الله تعالى أو رد الحق إلى أهله وإن عسر عليه ذلك يكون عقوبة والتسهيل خير يناله، وإن رأى ذلك المريض فهو موته، وإن رأت ذلك امرأة حبلى فانها تسقط.

ومن رأى أنه أكل قيئه فإنه يرجع في هبته كالكلب يرجع في قيئه وقيل بخل وتقتير.
ومن رأى أنه يريد القيء ولا يقدر على ذلك أو جاء لحلقه ثم رجع فإنه يدل على صعوبة التوبة عليه وإن تاب يرجع إلى المعصية.
ومن رأى أنه تقيأ ولم يخرج منه شيء أو خرج ما يكرهه فإنه يدل على المرض، وإن خرج بلغم فإنه يعافى سريعا، وإن تقيأ دما فإنه يدل على الوفاة، وإن كان صفراء فإنه يأمن من الضعف، وإن كان سوداء فإنه يخلص من الهم والغم.
ومن رأى أنه تقيأ جميع ما في بطنه فإنه يدل على هلاكه.
وقال جعفر الصادق رؤيا القيء على ستة أوجه توبة وندامة ومضرة وخلاص من غم وأداء أمانة وحل أمور صعاب.
ومن رأى أنه تقيأ وهو صائم ثم انغمس فيه فإن كان عليه دين يقدر على وفائه ولا يقضيه فهو آثم على ذلك.
ومن رأى أنه تقيأ عسلا فهو توبة.
ومن رأى أنه تقيأ لؤلؤا فإنه يصيب تفسير القرآن العظيم وإن تقيأ لبنا ارتد عن اسلام.
وإن رأى أنه تقيأ طعاما غليظا فإنه يذهب منه شيء.
ومن رأى أنه تقيأ أحمر فإنه يتوب عن سوئه، وإن كان تائبا عنه فإنه يستمر على التوبة.
ومن رأى أنه تقيأ كثيراً حسن اللون فإنه يدل على أن يولد له ولد حسن وقيل غير ذلك.

فصل في رؤيا الامتلاء
من رأى أن به امتلاء فإنه يؤول على وجهين: لسعة وتغير البدن، وقيل رؤياه للتاجر تدل على صدقه فإن خرج منه شيء بين يدي شاب فإنه يفشي سره لعدوه، وربما يحصل ثم يذهب.
فصل في رؤيا ما يخرج من الإنسان من البول والغائط والريح
قال ابن سيرين من رأى أنه بال في مكان يقتضي أن يكون محله فإنه فرج من هم وغم.
وقال الكرماني من رأى أنه بال دما فإنه يولد له ولد ناقص.
ومن رأى أنه بال على مصحف فإنه يأتيه ولد يكون حافظا وطالب علم.
ومن رأى أنه بال البعض وتأخر باقيه فإنه اتلاف بعض ماله بيده وتضييع الباقي بمشقة.
ومن رأى أنه بال والناس يمسحون وجوههم من بوله فإنه يأتيه ولد تتبرك به الناس من صلاحه.
وقال جابر المغربي من رأى أنه بال في مسجد فإنه يدخر ماله.
ومن رأى أنه بال على ثيابه فإنه ينفق ماله على عياله لكن بخصومة.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يبول في موضع مجهول فإنه يتزوج امرأة مجهولة.
ومن رأى أنه يبول بوعاء له فإنه ينفق نفقة من كسب حلال.
ومن رأى أنه بال في بئر فإنه ينفق من كسب حلال.
ومن رأى أنه بال سلعة فإنه يخسر بسبب تلك السلعة.
ومن رأى أنه يبول وآخر أيضاً يبول فاختلط بولهما وقع بينهما مواصلة ومصاهرة.
ومن رأى كأنه حاقن فإنه يغضب على امرأته فإن غلب البول عليه ولم يجد موضعا فإنه يريد دفن مال ولا يجده.
ومن رأى أن إنسانا بال عليه فإنه ينفق ماله عليه.
ومن رأى أن امرأة تبول كثيراً فانها تشتهي الرجال.
ومن رأى أنه يشرب بول أحد معروف فإنه يكثر محبته وربما كان ضد ذلك.
ومن رأى كأنه بال أصفر يأتيه ولد ضعيف.
وقال السالمي من رأى أنه يبول في موضع متخذ للأبوال وكان كثيراً فإنه إن كان مكروبا فرج الله عنه، وإن كان فقيرا استغنى، وإن كان ذا مال أو دين يقضي ماله أو دينه، وإن بال البعض وترك الباقي انفرج عنه كربه وزال بعض ماله.
ومن رأى أنه بال في دار قوم أو محلة أو بلدة أو قرية فإنه يطرح هناك نطفته بمصاهرة.
ومن رأى أنه بال في مسجد أو على منبر فإنه يأتيه ولد يكون إماما للناس.
ومن رأى أنه يبول في قارورة أو طست فإنه ينكح امرأة.
وقال جعفر الصادق رؤيا البول تؤول على وجوه إن كان فقير استغنى، وإن كان عبدا عتق، وإن كان أسيرا أفرج عنه، وإن كان مسافرا عاد إلى وطنه، وإن كان عالما أو قاضياً فليس بمحمود، وإن كان تاجرا دل على نقصان ما اتجر فيه.
فصل في رؤيا الغائط
وهي تؤول على وجوه كثيرة وللمعبرين فيها اختلاف وقد عددوها وكل منهم تكلم بشيء ونذكر ما قالوه في الأصل، ثم نفرع قول كل منهم الغائط مال حرام ورزق من ظلم وفرح وقطع طريق وفاحشة وغضب على امرأته وخطيئة ومرض وندامة وذلة وكشف أمر مستور وخيانة وغرامة واتلاف وشقاء وتهمة ونتاج بستان وصدقة وهم وغم ومنقصة ومنفعة وطلاق وغير ذلك.
وقال ابن سيرين من رأى أنه تغوط فإنه يخرج منه مال.
وإن كان في كنيف وما يشبهه مما يحترز به فإنه نفقة في منافعه.
وإن كان في ميضأة خرج في جناية أو غرامة.

وإن كان في ثوب أو في آنية خرج بسبب امرأة..
وإن كان في طريق خرج في التلف والذهاب.
وإن خرج في واد أو نهر فيخرج على يد سلطان أو حاكم فتنة أو غارة.
وإن تغوط تحته ولا يشعر به من حوله نقص ماله ولم يفطن به شريكه ولا أهله.
وقال الكرماني الحدث الجامد إذا خرج من الإنسان يذهب من المال بقدره.
وإن كان سائلا ذهبت علته.
وإن كان شبه الوحل وبه عذرة مقطعة فإنه يصيب هما وخوفا من ذي سلطان.
فإن كان الحدث سخنا فإنه يمرض أو يتهم بتهمة.
ومن رأى أنه حين أحدث رآه الناس فإنه يفتضح في مغرم من قبل السلطان.
ومن رأى أنه جمع غائطا فإنه إن كان صاحب بستان أفاد ونتج بستانه وإن كان له دور جمع مستغلاتها.
وإن كان صاحب سلطان جمع مالا من جباية أو نحوها.
وإن كان فقيرا جمع مالا من صدقة.
ومن رأى أنه أحدث شيئا من الحيوان ففيه وجهان مفارقة ومولود والتعبير في ذلك ما كان محبوبا أو مكروها.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يجمع غائطا أو ادخره أو جيء إليه أو وقع نظره عليه فإنه رزق من ظلم.
وإن كان من عوام الناس لا مقدرة له على ظلم فإنه من وجه حرام وقد يكون فرجا من غم وإن كان صاحب الرؤيا غنيا يؤدي زكاة ماله.
ومن رأى أنه خرج من غائط فهو على وجهين خوف من سلطان وغرامة وللمسافر قطع الطريق.
ومن رأى أنه أحدث في مكان حدثا فإنه ينفق ماله في شهوته.
وإن كان الموضع مجهولا أنفق مالا حراما بطيبة نفسه من غير أجر ولا حمد.
وإن أحدث في ثيابه ارتكب فاحشة.
وإن أحدث في سراويله غضبت عليه امرأته وقيل غضب على امرأته وقهرها.
ومن رأى أنه أحدث في موضع وستر عليه بالتراب فإنه يدفن مالا.
وإن رأى كأنه أحدث على نفسه وقع في خطيئة.
وإن رأى كأنه أحدث على فراشه مرض مرضا طويلا وربما فارق امرأته.
ومن رأى أنه يأكل غائطا فإنه يصيب مالا حراما يكره أخذه فيغلب عليه الطمع مع ندامة وربما يتكلم بكلام فاحش ويندم عليه، وكل شيء يخرج من بطون الناس والدواب من الأرواث فإنه مال، فأما ما كان يؤكل لحمه فروثه مال حلال، وما لا يؤكل لحمه فروثه مال حرام.
ومن رأى أنه تغوط حيوانا فإن كان مما يستحسن فإنه يولد له اولاد جياد فما كان مؤنثا دل على البنت وما كان مذكرا دل على الولد.
ومن رأى أنه جلس على الروث فإنه يصيب مالا من قرابته، وربما كان من جهة ميراث.
وقال دانيال عليه السلام رؤيا غائط الإنسان مال حرام، وروث الحيوان على وجهين أما الحيوان الذي يؤكل لحمه فمال حلال من كسب أو غنيمة أو اخراج جزية أو أجرة أو صدقة أو ما يجري مجراها أو هبة، وأما الحيوان الذي لا يؤكل لحمه سواء كان ذا ناب أو مخلب فمال حرام من جهة مظلمة.
وقال جابر المغربي من رأى أنه تلوث بالغائط وهو في مكان مرتفع فإنه حصول مال وإن كان بمكان يكره وهو أسفل فإنه يصل إليه مضرة من جهة الوالي، وقال بعضهم رؤيا الغائط إذا كان على ما يكره أن يكون عليه في اليقظة فإنه هم وغم، وربما كان أمرا يكره أو ما لا ينبغي.

فصل في رؤيا الحدث
قال الكرماني من رأى أنه أحدث ريحا فإن كان عليه عهد أو نذر أو يمين فإنه ينكث ذلك.
ومن رأى أنه أحدث ريحا في فراشه مع زوجته فإنه يخرج بينه وبينها كلام فإن كان له صوت كان أقوى.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه أحدث ريحا فحصول هم وغم وكلام فيه ذلة وتعسير، وربما كان ثناء قبيحا.
وإن كان بين قوم فحصول خجل وفضيحة.
وإن رأى أنه خرج منه ريح بصوت من غير عمد فرج عنه وربح.
وإن كان عن عمد وله ريح دلت الرؤيا على قول قبيح.
وقال السالمي من رأى أنه أحدث ريحا فهو فرج من هم.
ومن رأى أنه يشم رائحة شيء من ذلك فإنه ضده، وقال بعض المعبرين أكره سماع ذلك وريحه سواء كان في اليقظة أو في المنام منى أو من الغير وقيل رؤيا احداث الريح سواء كان لها صوت أو ريح أو لم يكن تؤول على أربعة أوجه فضيحة وفرح وراحة وكلام سوء والله أعلم بالصواب.
الباب الثاني والعشرون
في رؤيا الفصد والحجامة والتشريط والكي
وادهان البدن وشرب الدواء والسفوف والاحتقان ونحوه
فصل في رؤيا الفصد
قال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يفصد فإن كان الفاصد شيخا فإنه يسمع كلاما من صديقه لا يرضيه.

وإن كان شابا فإنه يسمع من عدوه ما لا يرضيه وربما كان غرامة خصوصا ان فصده بالطول وخرج منه دم فإنه تصيبه نائبة من السلطان أو ممن يقوم مقامه ويأخذ منه مالا بقدر الدم الخارج، فإن فصده بالعرض فإنه غرامة لكن بارادة، فإن فصده عالم وخرج منه دم في طست أو طبق فإنه يمرض ويذهب ماله على العيال والأطباء لأن الطبق هو الطبيب.
ومن رأى أنه افتصد وخرج منه دم أسود وحصل له في بدنه صحة فإنه يصح دينه والفصد في اليمين زيادة في المال وفي الشمال زيادة الأصدقاء.
ومن رأى أنه ينوي الفصد فإنه يتوب إلى الله تعالى، فإن رأى كأنه افتصد ولم يخرج منه دم فإنه تعطيل أمر.
وقال جابر المغربي من رأى أنه فصد وخرج منه دم فإنه يقال له كلام حق يتبعه، وإن طال خروج الدم تصفي منه جميعه فإنه يدل على انقضاء أجله.
وقال السالمي من رأى أنه هو يفصد غيره يؤول على أربعة أوجه إما أن يكون عوانيا ويحصل على يديه غرامة، أو يكون ساعيا في مصلحة أحد ونفعه، أو يكون مخادعا خصوصا ان ضرب ولم يخرج الدم، أو يكون متعلقا بأمر وقصده نتاجه.
وقال جعفر الصادق رؤيا الفصد تؤول على أربعة أوجه فتح وظفر وخصومة وشركة وإن كان المفسد مستورا فهو محمود في حقه وإن كان غير ذلك فهو مذموم وكره بعض المعبرين الفصد لما فيه من الخراب عند النشلة.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه يفصد بمكان لا يقتضي الفصد فإنه ليس بمحمود.

فصل في رؤيا الحجامة
وهي أمانة وشرط وعزل وذهاب مال في منفعة ونجاة من كرب وخلاص من سجن وكتاب وظفر وصحة جسم وطلاق امرأة.
وقال الكرماني من رأى أنه احتجم فإنه يقلد أمانة أو يكتب عليه كتاب أو يشفى مما به وإن كان مريضا بريء لقوله صلى الله عليه وسلم: شفاء أمتي ثلاث آيات من كتاب الله أو لعقة عسل أو كأس من حجام.
ومن رأى أنه احتجم وتلطخ سرادقه بدمه فإنه يموت لأن معن بن زائدة لما أناخ بباب بيت رأى في منامه كأنه احتجم وتلطخ سرادقه بدمه فلما أصبح دخل عليه اسودان فقتلاه.
وقال أبو سعيد الواعظ الحجامة للوالي عزل، وربما كانت لجميع الناس من وال وغيره ذهاب مرض، وربما كانت ذهاب مال في منفعة أو نجاة من كرب.
ومن رأى أنه احتجم وكان في حبس فإنه يطلق لأن زيد بن المهلب كان في حبس الحجاج فرأى ذلك فتخلص من الحبس.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه يحجم أو يحتجم ولي ولاية أو كتب عليه كتاب أو قلد أمانة أو تزوج.
فإن كان الحاجم شيخا فهو جده.
وإن كان مجهولا فهو أقوى.
وإن كان مختلطاً فذاك صديقه.
وإن كان شابا فهو عدوه.
وإن حجم هو ملكا فإنه يظفر به.
وإن حجم شيخا علا جده.
وإن حجم شابا ظفر بعدوه.
ومن رأى أنه احتجم ولم يخرج مه شيء فإنه قد دفن مالا لا يهتدي إليه أو دفع وديعة إلى من لا يردها إليه فإن خرج منه دم صح في تلك السنة وإن كسرت المحجمة فإنه يطلق امرأته أو يموت.
فإن رأى كأنه خرج من امرأته حجر عند الحجامة فانها تلد من غيره فلا يقبل ذلك.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يحجم وليس بحجام فإنه ان كان ذا أقلام يحصل له منصب يتصرف بقلمه ويحصل له خير كثير وإن لم يكن صاحب قلم فإنه يصير مديونا ويحصل له خصومة ويكتب عليه وثائق.
ومن رأى أنه احتجم فإنه ينجو من شر أو خوف يكون.
وقال جعفر الصادق رؤيا الحجام تؤول على ثمانية أوجه أداء أمانة وكتاب شروط وولاية وشرور وصحبة وكتبة وسنة حسنة وعزل، وقال أيضاً الحجام ربما يكون كاتب خراج أو محاسبا، وربما كان الحجام رجلاًينحل على يديه أمور الناس، ورأيت بعض المعبرين يحب رؤيا الحجام لما ورد في الحديث المتقدم من شكر الحجامة.
فصل في رؤيا التشريط
من رأى أنه يشرط آذانه فإنه يؤول على ثلاثة أوجه ضعف وخروج بعض مال في مصلحة وفرح.
ومن رأى أنه يشرط ولم ينزل منه دم فإنه حصول أمر يكرهه.
وقال بعض المعبرين رؤيا الشراطة تدل على انه شرط مع أحد شرطا، فإن سال منه دم وفي شرطه وإن لم يسل لم يوف به.
وقال بعض المعبرين رؤيا الشراطة للصغار تأديب وللكبار اخراج مال.
فصل في رؤيا الكي

وهو إصابة مال من كثرة انفاقه في غير طاعة الله تعالى لقوله تعالى " يوم يحمي عليها في نار جهنم فتكوى بها " الآية وربما دل على بخل صاحبها وقيل الكي كلام موجع، وربما كان لذوي المناصب ثباتاً في الأمور، وربما دل الكي على التزويج والسفر وللنسوة على الولادة.
وقال أبو سعيد الواعظ روى أن أبا بكر رضي الله قال يا رسول الله رأيت في صدري كيين قال تلي أمر الناس سنتين.
وقال الكرماني من رأى أنه اكتوى فخرج منه دم أو قيح فإنه يكون مقيما بخدمة الملوك ثابتا في أموره وإن كان بخلاف ذلك تكون مدة إقامته قليلة.
وقال دانيال من رأى أنه يكوي أحداً أو يكوى فإنه سماع كلام لا فائدة فيه، وربما يؤثر في قلبه أو يتهم بتهمة، وإن كان الكي بسبب علة فإنه يدل على صلاح دينه ودنياه.
وقال جعفر الصادق من رأى أنه يكوى بالنار فإنه يدل على منع الزكاة وربما يكون مشغولا عن عسكر الملك.

فصل في رؤيا شرب الدواء
ومن رأى أنه يشرب الدواء بسبب مرض به وكان موافقا له فإنه يدل على صلاح دينه وإن لم يكن موافقا فإنه يزول عنه صلاح دينه.
ومن رأى أنه يصنع الدواء للناس فإنه يحسن بهم.
وقال الكرماني من رأى أنه شرب دواء وحصل به إسهال زائد يسقط القوة فإنه يدل على حصول مضرة وإن كان بخلافه يكون خيرا ومنفعة.
ومن رأى أنه شرب دواء وزال عنه عقله فإنه يحصل له فرج من الغم.
قال أبو سعيد الواعظ كل شراب أصفر اللون فهو دليل على المرض، وكل دواء سهل المأكل والمشرب فهو دليل على شفاء المرض واجتناب الصحيح ما يضره، وإن كان كريه المطعم لا يكاد يسيغه فهو دليل على مرض يسير يعقبه برء، والأشربة التي يسهل شربها صالحة للفقير على ما فيها من سبب العافية وغير صالحة للغنى لأنه لا يتناولها إلا في وقت الحاجة من مرض صعب يضطر إلى شربه، وأما السويق فهو حسن ودليل على سفر في طاعة الله تعالى.
فصل في رؤيا الاحتقان
من رأى أنه يحتقن فإنه يحصل له حصر بالغ ويحول من حال إلى حال بحيث أنه يكون في ذلك غائب الصواب وربما دل على ضيق المعيشة.
وقال جعفر الصادق من رأى أنه احتقن وحصل له بذلك ما يكدر عليه فإنه ليس بمحمود، وإن رأى بخلاف ذلك فهو خير ومنفعة، وقيل الحقنة من داء يجده يدل على رجوع صاحبها في أمر يرجع إلى الدين، وإذا كانت من غير داء فإنه يرجع في هبته أو وعده.
فصل في رؤيا أدوية تستعمل للأعضاء وللمعالجات
وأما معالجة العين فصلاح الدين والاكتحال للتداوي تفقد أمور الدنيا، وأما السعوط فيدل على شدة الغضب وأما التمريخ بالدهن الطيب فثناء حسن وبالدهن النتن فثناء قبيح، وقيل الدهن في الأصل غم.
وإن رأى كأن قارورة دهن وهو يأخذ منها ويدهن غيره أو يدهن به فإنه مداهن أو حالف بالكذب أو نمام لقوله تعالى " ودوا لو تدهن فيدهنون " .
وقيل من رأى أن وجهه مدهون فإنه رجل يصوم الدهر كله، وقال بعضهم الدهن يدل على المكر والمداهنة وقيل من رأى كأنه دهن رأسه حتى جاوز المقدار وسال على الوجه فإنه حصول هم وغم وإن لم يجاوز المقدار المعلوم فهو زينة.
ومن رأى أحداً من أرباب العلاج وكان حسن المنظر فإنه محمود، وإن كان بضده فبضده والله أعلم بالصواب.
الباب الثالث والعشرون
في رؤيا أحوال تكون من الإنسان في يقظته
مما يأتي في جميع الحركات التي يفعلها ذلك مفصلا
أما الانقلاب فمن رأى أنه انقلب على رأسه فإنه حدوث مصيبة، وربما كان انقلاب رئيسه عليه.
ومن رأى أنه انقلب من جنب إلى جنب فهو تغير حال.
ومن رأى أنه انقلب بظهره فإنه اجتناب معصية.
وأما البكاء فمن رأى أنه يبكي بغير صراخ فإنه فرج من هم وغم.
ومن رأى أنه يبكي بصراخ فهو حصول مصيبة لأهل ذلك المكان.
ومن رأى أنه تدمع عيناه بغير بكاء فإنه يظفر بمراده.
ومن رأى أنه يبكي ولم يخرج من عينه دمع فليس بمحمود، وإن جرى مكان الدمع دم فإنه يدل على الندم على أمر قد فات منه ويتوب.
قال أبو سعيد الواعظ البكاء قرة عين فمن رأى أنه يبكي على انسان يعرفه وقد مات ومع البكاء نوح فإنه يقع كما يراه في عقبه مصيبة من موت أو هم أو تشنيع.
فإن رأى كأن الناس ينوحون على وال قد مات وتمزق ثيابهم وينفضون التراب على رءوسهم فإن ذلك الوالي يجور في سلطان.

وإن رأى كأنه مات وهم يبكون خلف جنازته من غير نوح فانهم يرون من ذلك الوالي سرورا.
وقال الكرماني من رأى كأنه يبكي فإنه يفرح فرحا شديدا، وإن كان البكاء بصراخ فإنه يدل على مصيبة تصيبه لقوله تعالى " وهم يصطرخون فيها " الآية.
ومن رأى أن عينه مملوءة بالدمع ولم يخرج فإنه يحصل له مال حلال، وأما الدمع البارد ففرج من غم والحار ضده، وإن جرى دمع عينه اليمنى فدخل في اليسرى فإنه ينكح ابنته أو ابنه ينكح ابنته.
وقال جعفر الصادق من رأى أنه يبكي ثم يضحك بعده دل على قرب أجله لقوله تعالى " وأنه أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا " .
وقال بعض المعبرين أحب البكاء في النوم ما لم يكن فيه صراخ وقد جربت ذلك نيفا عن ألف مرة فلم أر منه إلا خيرا وفسحا مستمرا، وأما الضحك فإنه هم وغم فإن كان بقهقهة كان أزيد لقوله تعالى " فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا " .
وقال الكرماني من رأى أنه يضحك مبتسما فإنه بشارة وحصول مراد لقوله تعالى " فتبسم ضاحكا من قولها " .
وقال جعفر الصادق من رأى أنه يضحك متبسما فإنه بشارة بغلام لقوله تعالى " فضحكت فبشرناها بإسحق " .
وأما الغمز فمن رأى أنه يغمز أو أحد يغمزه فإنه يؤول على ثلاثة أوجه أمر مخفي واستهزاء وقضاء حاجة لقول بعضهم.
حواجبنا تقضي الحوائج بيننا ... ونحن سكوت والهوى يتكلم
وأما النوم فمن رأى أنه نائم فإنه فساد في دينه، وربما كان غافلا عن مصالح نفسه لقول الإمام علي كرم الله وجه: الناس نيام، فإذا ماتوا انتهوا. وقد جاء في الدعاء اللهم نبهنا من نومة الغافلين.
ومن رأى أنه مستلق على قفاه فإنه يقوي أمره وتقبل دولته وتصير الدنيا تحت يديه لأن الأرض مسند قوي ويكون نصب عينيه.
ومن رأى أنه نائم مبطوح فإنه يذهب ماله وتضعف قوته ولا يشعر بمجرى الأحوال ولا يدري كيف تصرف الأمور وقال بعض المعبرين النوم لصاحب الحظ والسعادة محمود لقول بعضهم:
وإذا السعادة لاحظتك عيونها ... نم فالمخاوف كلهن أمان
ومن رأى أنه يغشاه النعاس فإنه أمان لقوله تعالى " إذ يغشيكم النعاس أمنة منه " .
وقال أبو سعيد الواعظ إن رأى الضعيف أنه نائم فإنه يبرأ، وإن رأى ذلك من هو في حرب فإنه يخاف عليه.
وقال السالمي النوم راحة لقوله تعالى " وجعلنا نومكم سباتا " أي راحة، وقال بعض المعبرين رؤيا النوم تؤول على ثمانية أوجه أمن وراحة وغفلة وفساد وموت وذهاب مال وضعف قوة وسناء، وأما اليقظة فإنها تؤول بالحركة والجد والاقبال على الطاعة.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى كأنه نائم واستيقظ فإنه يجد في أمر كان غافلا عنه، ومن رأى أنه أيقظ نائما فإنه يرشد إلى طريق الحق لقول بعض المعبرين:
يا أيها الراقد كم ذا الرقاد ... قم وانتبه من قبل يوم المعاد
ومن رأى أن أحداً أيقظه فنظير ذلك، وقال بعض المعبرين رؤيا اليقظة تؤول على خمسة أوجه السداد في الأشغال وملازمة الأمور الدينية والدنيوية والرجوع عن شيء ينكره الشرع وكثرة الأسباب والمعايش والزيادة في العمر.
وأما العطاس فمن رأى أنه يعطس فإنه استيقان مما يشك فيه.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه يعطس فإنه يدل على أنه يحمد الله كثيرا، ويدل على رحمة الله تعالى له لأن آدم عليه السلام حين عطس فكان أول كلامه الحمد لله فقال له الله تعالى يرحمك ربك يا آدم، وربما دل العطاس على الشفاء وطول العمر.
وأما المخاط فيدل على أن يأتيه ولد كثير الشبه به لأن الهرة ولدت من مخاطة الأسد، وربما دل الامتخاط على وفاء الدين أو ينجو من هم أو يجازي قوما بما فعلوه.
ومن رأى أنه امتخط على الأرض ولدت له بنت.
ومن رأى أنه امتخط على امرأة فإنها تحبل منه وتسقط ولد.
وإن رأى امرأة مخطت عليها فإنها تلد منه ولدا آخر وتفطمه.
ومن رأى أنه امتخط بمكان فإنه ينكح من هناك حلالا كان أو حراما.
ومن رأى أنه امتخط في فرش أحد فإنه يخونه في زوجته وكذلك ان فعل معه.
فإن كان في منديل أو ما يشبه فيؤول في الخادم.
ومن رأى أنه امتخط فمسحته زوجته بشيء منها فإنها تخدعه وتتحيل عليه إلى أن تحبل منه.
وإن رأى غيره يمسح مخاطه فإن أحداً يخدعه في زوجته.
ومن رأى أنه يأكل مخاطا فإنه يأكل مالا.
ومن رأى أن بأنفه مخاطا دلت رؤياه على أن زوجته حامل.

ومن رأى أنه امتخط فخرج منه ما يكره نوعه فهو ولد لا خير فيه، وإن كان من نوع محبوب فولد صالح مناسب.
وأما البصاق فكلام سوء. قال من رأى أنه يبصق دل على أنه يتكلم بما لا يجوز شرعا.
وإن رأى أنه يبصق في مسجد دل على أنه يتكلم في معروف بالدين والصلاح.
وحيثما رأى أنه يبصق بمكان يؤول بكلامه في أهل ذلك المكان من خير أو شر.
ومن رأى أنه يبصق في حائط دل على أنه يكنز ما لا يبتغي به مرضاة الله تعالى.
ومن رأى أنه يبصق على الأرض فإنه يدل على تحصيل اقطاع وضياع ومن رأى أنه يبصق على شجر فإنه يدل على نقض عهده، وربما يكون واقعا في الكذب.
وقال الكرماني البصاق الحار يدل على طول عمره، وأما البارد فضده، والبصاق الأسود غم، والبصاق الأصفر مرض في البدن.
ومن رأى أن بصاقه جف من فمه فإنه يدل على فقره وهو مثل شائع يقولون في حق الغني بالع ريقه وهو رطب وفي حق الفقير ريقه ناشف.
وأما الريق فيدل على عذوبة اللفظ. فمن رأى أن ريقه كثير دل على أنه عذب المنطق والناس يحبون لفظه.
ومن رأى أن ريقه ناشف فضد ذلك.
ومن رأى أن ريقه سائل ولم يصل إلى ثوبه فإنه يدل على أنه ينتفع بعلم يتكلم به في الناس.
وقال جابر المغربي من رأى أن أحداً يبصق على وجهه فإنه يطعن في اهل بيته.
ومن رأى أن ريقه عاد دما فإنه يدل على أنه يتكلم بعلم باطل.
وقال أيضاً من رأى أنه يبصق مختلطاً بدم فإنه يدل على أكل الحرام والكذب ونقض العهد.
وأما الغرغرة فإنها تدل على الموت والخوف. فمن رأى أن بحلقه غرغرة فيؤول بذلك.
وقال بعض المعبرين ربما دلت الغرغرة على الوضوء والغسل.
وأما الخطيط فإنه زيادة غفلة وتهاون بالأمور بحيث يكون ظاهرا للناس وأمنه.
وأما التثاؤب فإنه ارتكاب أمر مكروه.
وقال الكرماني من رأى أنه يتثاءب فإنه يهم بالشكاية ولا يفعل.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه عند التثاؤب يضع يده على فيه فإنه يكون مجتهداً وقاصداً طريق الحق، وربما دل كثرة التثاؤب على كثرة النوم والغفلة، وأما الفواق فإنه دليل الغضب وكلام ليس هو من شأن المتكلم.
وقال الكرماني من رأى أنه يتفوق وهو مريض دل على موته.
وقال بعض المعبرين الفواق يدل على ارتكاب أمر فيه بدعة وصاحبه قصده الرجوع عن ذلك وأما الصفير فليس بمحمود فإنه يدل على الحرام وقطع الطريق وللاغنياء على الهم والغم، وربما كان ارتكاب ما لا ينبغي، وأما الغناء فإن كان بصوت حسن فيدل على تجارة رابحة فإن لم يكن بصوت حسن فتجارة خاسرة.
وقال أبو سعيد الواعظ المغني يؤول على ثلاثة أوجه عالم وحكيم أو مذكر، والغناء في السوق للغني افتضاح وللفقير زوال عقل، والغناء في الحمام كلام مبهم، والغناء في الأصل يدل على صحة ومنازعة.
ومن رأى أنه يغني في موضع يقع هناك كلام كذب أو كيد يفرق بين الأحباب لأن أول من غنى ابليس لعنه الله، وأما الشعر ففيه وجوه فإن كان فيه حكمة وموعظة وما أشبه ذلك فهو صالح وحصول أجر وثواب.
وقال بعض المعبرين يدل على حكمة لقوله عليه الصلاة والسلام إن من الشعر لحكمة وإن كان ليس فيه شيء من ذلك فإن قول باطل وزور لقوله تعالى " والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون " .
وقال الكرماني من رأى أنه ينشد شعرا فإنه ان كان تغزلا دل على النياح، وإن كان كما تقدم فوعظ وموعظة، وإن كان هجوا فإنه كلام كذب ونفاق واكتساب مآثم، وأما طنين الأذن فإنه كلام يقع فيه، وربما أنه يسمع خيرا وأما الاختلاجات فإنها تدل على الحركة.
وقال بعض المعبرين الاختلاجات فيها ما يكره وما يحب فالمكروهة منها ما يكره مثلها في اليقظة والمحبوبة ما كانت محبوبة، وربما كان الاختلاج نهوض الأمر، وأما اللطم فحصول مصيبة أو أمر مكروه أو هم أو غم أو ندامة.
وأما النياحة فإنها أمر مهول وفعل ما لا يجوز، وربما كانت نازلة ولا خير فيمن رأى ذلك خصوصا ان كان بالصراخ فتكون المصيبة أعظم.
وأما الدغدغة فمن رأى كأنه يدغدغ أحداً فإنه يحول بينه وبين حرفته.
وأما الحزن فقال ابن سيرين من رأى أنه حزين مغموم فإنه يدل على فرح وسرور.
وقال جابر المغربي من رأى أنه حزين مغموم وغمه زائد فإنه يدل على حصول مال من خزائن الملوك على مقدار همه وحزنه.
ومن رأى أنه زال غمه فتأويله بخلافه.

وقال الكرماني من رأى أنه حزين مغموم فإنه يرزق فرحا شديدا وسرورا بالغا لقوله تعالى " فأثابكم غما بغم " الآية، خصوصا إن كان الرائي من أهل الدين والصلاح فيكون الفرح والسرور أبلغ، وإن كان من أهل الفساد فلا بد له من سكرة يحصل بها غم، وأما الفرح فإنه ليس بمحمود.
فمن رأى أنه فرحان مسرور فإنه حزن وغم.
وقال ابن سيرين من رأى أنه فرح من جهة أحد فإنه يحزن منه.
وقال الكرماني رؤيا الفرح للحي حزن وللميت بشارة وخاتمة خير ودلالة على ان الميت راض عنه.
وقال بعض المعبرين ربما دلت رؤيا الفرح والسرور على حصول فضل من قبل الله تعالى لقوله عز وجل " فرحين بما آتاهم الله من فضله " .
وقال جعفر الصادق من رأى أنه فرح بغير سبب فإنه يدل على قرب أجله لقوله تعالى " حتى إذا فرحوا بما أوتوا " الآية.
وأما الغضب فمن رأى أنه اغتاظ على انسان فإن أمره يضطرب وماله يذهب لقوله تعالى " ورد الله الذين كفروا بغيظهم " الآية.
وإن رأى أنه غضب على انسان لأجل الدنيا فإنه متهاون بدين الله تعالى.
وإن رأى أنه غضب لأجل الله تعالى فإنه يصيب ولاية لقوله تعالى " ولما سكت عن موسى الغضبط.
وأما المقارعة فقال أبو سعيد الواعظ من رأى كأنه يقارع رجلاًفإنه يظفر به ويغلبه في أمر حق أو وقعت عليه نازلة وحبس لقوله تعالى " فساهم فكان من المدحضين " .
وقال بعض المعبرين رؤيا المقارعة بالأصابع تدل على طلب أمر مغيب.
وأما المصارعة فإن اختلفت الأجناس فالصارع غالب كالآدمي والحيوان أو الجن وما أشبه ذلك، وإن كانت المصارعة بين رجلين فالصارع مغلوب، وأما الدفاع فهو نوع من الصراع في الغلبة.
لكن من رأى أن بيده ما يدفع به من الآلة وبيد خصمه ما هو أنقص فهو محمود.
وأما التصفيق فيؤول على وجهين إن صفق بالطول فهو فرح، وإن كان بالعرض فهو مصيبة وقد تقدم الكلام على نبذة منه في فضل الأعضاء.
وأما المشابكة فالغالب والمغلوب نظير ما تقدم وقال بعض المعبرين من رأى أنه يشابك فإنه يداخل انسانا في أمر ضيق.
وأما العض فمن رأى أنه عض انسانا من نوع المحبة فإنه يزيد في محبته، وإن كان بغير محبة دل على بغضه له.
ومن رأى أن رجلاًمعروفا عضه فإنه يدل على ألم منه أو من سميه.
ومن رأى أن رجلاًمجهولا عضه فإنه يحصل له مضرة من عدوه.
ومن رأى أنه عض انسانا وخرج منه دم دل على أنه يحبه بسبب يحصل له إثم.
ومن رأى أنه عض أصابعه فإنه يدل على هم وغم في دينه.
وأما المص فهو أخذ مال فإن كان ثديا كان من امرأة، وإن كان في عضو من الأعضاء فإنه يؤول عليه كما تقدم في فصل الأعضاء.
وأما القرص فيدل على الطمع فإن رآه في لحم نال من طعمه ما أمل، وإن كان في مكان ليس فيه لحم فضده، وقال بعض المعبرين القرص يدل على البغض وقد يكون بسبب المحبة.
وأما الخذلان فإن رأى أنه خذل بسبب وكان السبب محمودا فيرجى له نيل المقصود، وإن كان غيره فتعبيره ضده.
وأما الخدر فمن رأى في أعضائه شيئا من ذلك فإنه يؤول في ذلك العضو على ما تقدم في فصل الأعضاء.
وأما الفراسة فإنها محمودة لقوله عليه السلام: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله تعالى وربما كان تبصرا في أمر خفي.
وأما التمطي فإنه يؤول على أوجه قال بعض المعبرين ربما دل على شهوة النكاح أو المرض وللبنت على طلب الزواج.
وقال أبو سعيد الواعظ التمطي ملامة من كسل، وأما العرق فإنه دليل على مضرة في الدنيا.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يرفض عرقا فإنه تقضي حاجته.
وأما نتن عرق الإبط فيدل على الزنا للرعية وللوالي اسراف مال على قبح ثناء.
وقال ابن سيرين من رأى أن عرقه سال فإنه خسارة مال بقدر ما سال خصوصا ان نزل على الأرض.
ومن رأى أن عرقه بل ثيابه فإنه حر يدخر لأجل عياله مالا بقدر ذلك.
ومن رأى أن به عرقا نض وله رائحة طيبة فإنه مال حلال، وإن كان بخلافه فتعبيره ضده.
وقال الكرماني من رأى أنه عرق يدل على قضاء حاجته، وإن كان مريضا شفي.
وقال بعضهم العرق يدل على الحياء والتعب.
وأما القشعريرة فقال بعض المعبرين تدل على الخوف من الله تعالى ولين القلب لقوله تعالى " كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدي الله " وربما دلت رؤياه على ما تكره رؤية مثله في اليقظة.

وأما الزمهريرة فلا خير فيها لأن أصلها من الزمهرير، وربما كانت أمرا يكرهه الإنسان وأما الارتعاش فليس بمحمود.
فمن رأى أن رأسه ترتعش فإنه حصول مضرة من الملك، وإن ارتعشت رقبته فإنه يكون ضعيفا عن حمل الأمانة، وإن ارتعش كتفيه لا يكون له وقار ولا زينة.
ومن رأى أن يده ارتعشت فضيق معيشته.
ومن رأى أن صدره يرتعش فإنه يغتم من كلام يكرهه.
ومن رأى أن جوفه يرتعش فإنه يحصل له مشقة بسبب عياله.
ومن رأى أن ظهره يرتعش فإنه يصل إليه مضرة ممن يدعي جاهه ويلجأ إليه.
ومن رأى أن فخذه يرتعش فإنه يحصل له التعب من أقاربه.
ومن رأى أن رجله ترتعش فإنه حصول ضرر من جهة أقربائه.
ومن رأى أن جميع ذاته ترتعش فإنه يدل على تعب بسبب مقصوده.
وقال جعفر الصادق ارتعاش الأعضاء تؤول على أربعة أوجه تغيير وضعف وخوف وغم ومضرة، وأما الكذب فإنه يدل على الفساد في الدين والملامة في الدنيا، وقال أبو سعيد الواعظ الكذب يدل على قلة العقل خصوصا إذا رأى أنه يكذب على الله تعالى لقوله عز وجل " إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون " .
وأما الصدق فإنه الإيمان، وقال أبو سعيد الواعظ الصدق الإيمان فمن رأى أنه صدق فإنه يزداد دينه، وإن رأى ذلك كافر فإنه يسلم.
وأما الرجم فليس بمحمود، وقال ابن سيرين من رأى أنه يرجم أحداً فإنه يسبه، وقال بعضهم الرجم يؤول على وجهين تعد وحصول مضرة وكيد وضلالة، وإن رجم بسبب يقتضي ذلك فيكون تكفير الذنوب أو مجازاة بفعل ما يكره فعله، وأما الرض فليس بمحمود في جملة الإنسان.
ومن رأى أن رأسه رض فإنه يكون تاركا لصلاة العتمة لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به رأي رجلاًيرض رأسه على صخرة فقال: ما هذا يا جبريل قال هذا تارك صلاة العتمة.
وأما العثور فمن رأى ابهام رجله عثرت في الأرض فإنه يجتمع عليه دين فإن خرج منه نالته نائبة، وقيل انه يصيب مالا حراما.
وقال الكرماني من كان في خصومة ورأى أنه عثر فإنه لم يظفر بحاجته.
وأما المضغ فإنه كلام فمن رأى أنه يمضغ علكا فإنه يتكلم بكلام طويل ليس فيه نتيجة.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه يمضغ شيئا فمزقه فإنه ان كان ذلك الشيء له يحصل منه كلام يحصل به ضرر لنفسه، وإن كان الضرر منه لغيره.
ومن رأى أن شيئا من الحيوان مضع من متاعه فمزقه لا خير فيه.
وأما التغمش فإنه أمر تقشعر منه الدواب، وربما كان استراقا أو مشاكلة، وأما الغنج فإنه يدل على الفرح والسرو للنسوة ولا خير فيه للرجال الا أن يرى من محبة ذلك فهو جيد.
وأما الرقص فإنه يدل على المصيبة والمرض والفضيحة وقال بعض المعبرين ربما يكون الرقص استهزاء بحاكم استجد بذلك المكان لما تقدم للشعراء في بعض كلامهم:
إذا حكم القرد فارقص له ... .................................
وقال جعفر الصادق رؤيا الرقص تؤول على ثلاثة أوجه غم ومصيبة وفضيحة.
وأما النط فمن رأى أنه ينط من مكان إلى مكان فإنه يغير من حال إلى حال فيميز بين المكانين فما كان منهما مناسبا فتأويله عليه، وإن نط وهو واقف مكانه إنه يفعل أمرا فيه منقصة، والنط للصغار هو الشيطنة، وأما التمايل فلا خير فيه.
وقال أبو سعيد الواعظ ان التمايل يدل على حصول مصيبة أو أمر يكره وقال بعض المعبرين ربما دل التمايل على القراءة، وأما الرفس فإنه معرة وحصول أمر مكروه.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أن أحداً رفسه برجله فإن غيره يفتقر ويتصلف عليه بغناه، وقال بعض المعبرين ربما دل الرفس على البغض، وأما المص فإذا كان في شفة من يحبه الإنسان فهو جيد في النوم واليقظة، وإذا كان في مكان لا يليق به فليس مشكورا، وربما كان دالا على طلب أمر لا يحصل، وأما مص القصب وما يؤكل فإنه فعل شيء يستحيل بسرعة، وأما التخليل فهو ثلاثة أنواع تخليل اللحية والأسنان والأصابع.
وقال الكرماني أما تخليل اللحية فإنه يدل على البهاء والقبول وأما تخليل الأسنان بالخلال فإنه لا خير فيه للفاعل والمفعول لأنه مشبه بالكنس وتقدم الكلام على الأسنان وما تعبر به.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يخلل أسنانه ويخرج منها شيئاً فإنه يأخذ من عياله شيئاً فإن أعطى ذلك لأحد دل على إعطاء ذلك الشيء.

وقال بعض المعبرين ربما يكون التخليل دالا على النظافة وازالة شيء مكروه، وأما تخليل الأصابع فيؤول بالنظافة واتباع الأمور الحميدة، وقال بعض المعبرين ربما يكون مناكحة بين الانسان أو تزويج الأولاد.
وأما النداء فإنه يؤول على وجوه منها خير وشر.
قال ابن سيرين النداء وسماعه هم وغم في ذلك المكان الذي حصل فيه النداء، وإن سمع أحد نداء مجهولا في مكان مجهول ولم يجبه فإنه يدل على موته، وإن اجابه دل على ضعفه ومن سمع نداء فيه بكاء أو ما اشبه ذلك فإنه حصول فرح وسرور.
ومن رأى أنه يسمع نداء فيه ضحك وقهقهة فإنه بضد ذلك.
ومن رأى أنه يسمع نداء فيه تشك فإنه يسمع كلاما يغمه.
وقال الكرماني من رأى أن مناديا ينادي في الناس عاما بأمر ظاهر وكلامه موافق للحكمة ويكون المنادي شيخا أو من الأموات أو له اسم يدل على الخير أو سيمته من الصالحين أو يكون في مسجد أو في موضع يزار ونحوه فإنه يكون جميع ما قاله على الحقيقة، وإن كان المنادي ليس فيه شيء من هذه الأوصاف فلا يقبلها الرائي، وقال بعضهم من سمع نداء وعرف المنادي وكان في الرؤيا ما يدل على الخير وعرف ما قاله المنادي من خير أو شر فإن كان المنادي ممن يقبل قوله في اليقظة فهو كما قال، وإن لم يكن قوله مقبولا في اليقظة فلا تعبير في قوله، وأما المنادي الذي ينادي على شيء يباع فإنه يدل على الكذب والشيطنة لقول بعض المتقدمين من أراد أن يعذب شيطانا فليعذب دلالا ومعنى الدلال المنادي.
وأما الأنين فلا خير فيه لما فيه من الضعف.
وقال ابن سيرين من رأى أن يئن فإنه يدل على قضاء حاجة وحصول ظفر.
وأما العناق ففيه وجهان فمن رأى أنه عانق أحداً وجعل يده محتاطة به فإنه ظفر، وإن احتاط المعانق به فليس ذلك بمحمود.
وقال أبو سعيد الواعظ المعانقة مخالطة ومحبة.
وقال الكرماني من رأى أنه عانق أحداً سواء كان حيا أو ميتا فإنه يدل على طول حياته.
وقال بعض المعبرين ربما دل العناق على الصلح أو قدوم غائب.
وأما الوداع فقال أبو سعيد الواعظ من رأى كأنه يودع امرأته فإنه يطلقها.
ومن رأى أنه يودع أحداً فإنه يفارقه إما بموت أو بحياة أو بفاحشة، وربما كان الموت للمودع.
وقال الكرماني من رأى أنه يودع قوما أو يودعونه لفراق فإنه يتحول عن حالته التي هو عليها ثم لا يعود لمثلها، وربما كان ذلك في ارتفاع عنهم.
وقال السالمي من رأى أنه يودع أحداً فإنه جيد لأنه يؤول على خمسة اوجه مراجعة المطلقة ومصالحة الشريك لأمر فيه نتيجة وربح المتجر واعادة الولاية إلى صاحبها وشفاء المريض وذلك أنه من الوداع وأنشد بعضهم شعرا:
إذا رأيت الوداع فاخرج ... ولا يهمنك البعاد
وانتظر العود عن قريب ... فإن قلب الوداع عاد
وأما التواري فإنه يدل على أنه يولد له بنت لقوله تعالى " يتوارى من القوم من سوء ما بشر به " ، وقيل يفر من خوف أحد.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه توارى في بيت فإنه فرار من أحد لقوله تعالى " ان بيوتنا عورة وما هي بعورة ان يريدون إلا فراراً " .
واما الاستخفاء والظهور للناس فإنه يؤول على أوجه.
وقال الكرماني من رأى أنه هارب ولا يدري ممن يهرب فإنه يرزق توبة لقوله تعالى " ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين " وإن عرف الأمر الذي يهرب منه فإنه يأمن من خوف لقوله تعالى " ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما " وكل ما يهرب الإنسان منه مما لا يعاين طلبه فهو ظفر للمطلوب بالطالب.
ومن رأى أنه يستخفي من الناس ولا يستخفي من الله فإنه يبارز الله بالمعاصي لقوله تعالى " يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله " وقيل رؤيا الفرار هم وحزن.
وقال ابن سيرين من رأى أنه يهرب من أحد أو من حيوان معطب فإنه يدل على أمان من الخوف وحصول الظفر.
وقال بعض المعبرين ربما يكون الفرار امتناعا عن أمر لقوله تعالى " قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا " .
وأما الكنس فإنه يدل على نقصان ماله وضعف المعيشة.
وقال ابن سيرين من رأى أنه كنس بيته فإنه يدل على نقصان ماله، والمكنسة تدل على الخادم، فما كان فيها من زين أو شين فإنه يؤول بها.
وقال الكرماني من رأى أنه كنس مكانه وكان عنده مريض فإنه يدل على موته.
ومن رأى أنه كنس مكانا لأجل التعبد فإنه صالح.

وقال بعض المعبرين من رأى انه يكنس مكانا ويجمع كناسته فإنه يؤول بالنظافة وجمع المال.
وربما دلت رؤيا كنس المسجد على محبة الله لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا أحب الله عبدا جعله خادم مسجد. الحديث.
وأما العبث فإنه يدل على قلة العقل.
قال بعض المعبرين من رأى أنه يعبث بشيء من أعضائه فإنه يفعل أمرا ينكر عليه فعله عند أرباب العقول، وأما الخوف فإنه أمان لقوله تعالى " وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا " .
وقال ابن سيرين رؤيا الخوف تدل على النصرة لقوله عليه السلام: نصرت بالرعب.
وقال أبو سعيد الواعظ الخوف يدل على ارتكاب مآثم واكتساب مظالم لمن ليس عنده تقوى.
وقال بعض المعبرين أحب رؤيا الخوف في المنام فاني جربت ذلك مرارا عديدة فلم أر عقباه إلا الخير والأمن والسلامة والظفر وبلوغ المقاصد والنصرة، وقال أيضاً الخوف نجاة من القوم الظالمين لقوله تعالى " فخرج منها خائفا يترقب قال ربي نجني من القوم الظالمين " واستدل على السلامة بالمثل السائر بين الناس من خاف سلم، وأما العجلة فليست بمحمودة فإنها من مفاسد الشيطان.
فمن رأى أنه مستعجل فإنه يتوقع زللا.
وقال بعضهم من رأى أنه مستعجل في أمر يتعلق بالدين فهو محمود، وإن كان دنيويا فضده إلا أن يكون بسبب زواج.
وقال ابن سيرين العجلة ندامة.
وقال جابر المغربي العجلة تؤول بالتأني وأما التأني فتعبيره في جميع الأحوال ضد العجلة مما تقدم ذكره، وأما الهزل والمزاح فليس بمحمود.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه يمازح الناس استخفوا به، وإن كان محمولا على مزحه، وربما دل المزاح من الملك لمن هو دونه على التقريب فإن المثل السائر بين الناس: الأمير مازح فلانا فقربه وفي التواريخ ما يدل على ذلك وهو ان ملكا كان متغيرا على بعض جلسائه وكان من عاداته المزح معه فلما حضر ذات يوم أراد الممازحة فقال له الأمير ليس هذا وقته.
وأما الجوع فمن رأى أنه جائع فإنه مذنب.
وقال جابر المغربي من رأى أنه جائع فأكل فإن كان الأكل بشهوة وهو طيب فإنه يدل على توبة مستمرة، وإن لم يكن الأكل طيبا فإنه يتوب ولا يستمر.
وقال بعض المعبرين الجوع يدل على الحرص وطول الأمل إلا ان يكون في رحمة الله تعالى فإنه حصول توبة ومغفرة.
وقال جعفر الصادق رؤيا الجوع تؤول على أربعة أوجه خير وحرص وذنب وطمع وأما الشبع.
فقال ابن سيرين من رأى أنه شبعان فإنه يستغني عن الناس لكنه يكون متهاونا في أمر دينه.
وقال الكرماني من رأى أنه بين الشبع والجوع وأمره معتدل في ذلك فإنه محمود.
وقال السالمي من رأى أنه شبعان أو يرى فيه امتلاء من الطعام حتى لم يبق فيه سعة فإن ذلك تغيير أمره وسقوط حاله، وربما دل على انقضاء أجله إلا ان يكون فيه سعة فيكون مرزوقا في دنياه على السعة.
وقال أبو سعيد الواعظ الشبع يدل على المعاش وعود المال، وأما العطش فإنه يدل على تعب ومشقة وفساد في الدين والدنيا.
وقال الكرماني من رأى أنه عطشان فإنه يطلب أمرا ولا يدركه بحيث لا يكون الأمر أصلا لقوله تعالى " يحسبه الظمآن ماء " وربما كان محتاجا إلى النكاح.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا العطش تؤول على وقوع خلل في الدين وإذا كان عطشان وأراد ان يشرب من نهر فلم يشرب منه فإنه يخرج من حزن لقوله تعالى " ومن لم يطعمه فإنه مني " وأما الري فإنه خير ونعمة ما لم يحصل منه تفرقع لأحد الأعضاء.
وقال الكرماني من رأى أنه ريان فإنه يدل على السعي.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يشرب ماء بارد فإنه إصابة مال حلال.
وقال دانيال رؤيا الري أحسن من العطش وأما الشرب من جميع أنواع المشارب مع وضع كل نوع في إنائه والشرب من الأبحر والأنهر والعيون والآبار فجميعه مفصل في بابه.
وأما السعة فقال الكرماني من رأى أنه من أهل السعة والمال والمقدرة والامكان فذلك تغير أمره وسقوط حاله وموت يعاجله أو يكون ظالما فينتقم منه.
وقال أبو سعيد الواعظ الغنى هو الفقر.
ومن رأى أنه غني فإنه يفتقر، وقال بعضهم رؤيا الغني لأهل الدين والصلاح قناعة لقوله عبد العزيز الديريني:
وجدت القناعة أصل الغنى ... فصرت بأهدابها ممتسك
ولبست من حليها خلعة ... فلا هي تبلي ولا تنهتك
وأما الفقر فإنه صلاح في الدين وثبات في الحال.

وقال الكرماني من رأى أنه أهل الفقر وضيق المعيشة يزداد في تقربه ويحسن حاله وحال بيته من بعده.
قال أبو سعيد الواعظ من رأى كأنه فقير نال طعاما كثيراً لقوله تعالى حكاية عن موسى " رب اني لما أنزلت إلي من خير فقير " وأما ضيق المعيشة فإنه يدل على الكفاف لما تقدم ان رؤيا نفسه من أوساط الناس جيدة، وأما التلفيق فهو وضع كل شيء مع ما يناسبه.
فمن رأى شيئا من ذلك فإنه يكون مدبرا أمور ويوقع ما يناسب بعضه ببعض، وأما السفاهة فلا خير فيها لأنها من الأمور الشنيعة.
فمن رأى أنه يسفه على من لا يمكن فعل مثل ذلك به فإنه يكون ناكرا لاحسانه.
فمن رأى أحداً يسبه فالمعنى واحد واما الالتقاط فهو حصول ما ليس هو في الأمل فإن كان مما يحب نوعه فضد ذلك وأما العداوة فإنها تدل على المودة.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أن بينه وبين أحد عداوة فإنه يكون بينهما مودة لقوله تعالى " عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة " .
وقال بعض المعبرين من رأى أن بينه وبين أحد عداوة وهو يصبر لها ويدافع بالتي هي أحسن فإنه يدل على ان ذلك الرجل يصير صديقا ناصحا في المودة لقوله تعالى " ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " وأما الاحسان فهو محمود خصوصا ان كان للعدو فإنه ظفر به لقول بعضهم:
وإذا المسيء جنى عليك جناية ... فاقتله بالمعروف لا بالمنكر
وقيل رؤيا الاحسان تدل على علو المنزلة والقوة في الدين بقدر ما أحسن وخلاصه من عذاب الآخرة.
وقال بعضهم من رأى أنه يحسن فإنه يدل على إخلاصه في التوحيد والموت على الاسلام ومجازاته من الله تعالى بالجنة لقوله تعالى " هل جزاء الإحسان إلى الإحسان " وأما التقوى فإنها السبب الاقوى.
قال بعض المعبرين رؤيا أهل التقوى خير فمن رأى أنه سلك طريق شيء من ذلك فإنه يسلك الطريق المجيدة ويكون الله تعالى معه في جميع أحواله لقوله تعالى " إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " وأما المعصية فتعبيره ضد ذلك.
وربما دلت رؤية من يرتكب شيئا من ذلك على خلل الأمور وانعكاس الأحوال إلا أن يكون من أهل التقوى وتعبير رؤياه بالضد، وأما السكينة فإنها محمودة لأنها من السكون، وربما دل على السكنى وعدم الحركة فيما لا يحصل به نتيجة، وربما دلت على الضد، وأما الجريان والعدو سواء كان راكبا أو ماشيا فإنه يدل على الحرص والطمع فإن رأى أنه وقف من جريه أو عدوه فإنه قنوع لا يميل إلى الطمع.
وقال الكرماني من رأى أنه يعدو أو يجري وعرف الامر الذي يطلبه فإنه يدركه عاجلا ويظفر به فإن كان راكبا فإنه يدل على تجديد سفر وقال ان نوى السفر ورأى ذلك يتعوق عنه وأما المشي وسلوك الطريق فيؤول على أوجه.
قال الكرماني من رأى أنه يمشي أو تمشي به دابة رويدا رويدا فإنه عز وشرف.
ومن رأى أنه يمشي في تراب فإنه يحصل مالاً عاجلاً أو إن مشى في رمل فإنه في شغل شاغل، وإن مشى على شوك وآلمه فإنه يصاب في بعض أهله.
ومن رأى أنه يمشي في طريق قاصدا مجتهدا فإنه على منهاج الحق والدين وشرائع الاسلام، وربما دل على صلاح نفسه في دين أو دنيا.
ومن رأى أنه ضل عن الطريق أو زاغ عنها فإنه يضل عن الحق ومنهاج الصواب في دينه أو دنياه بقدر ما ضل عن الطريق فإن أصاب الطريق بعد ما ضل أصاب صلاح نفسه، وإن لم يصب الطريق تعسر ذلك عليه.
ومن رأى أنه متحير في طريقه فإنه متحير في طلبه وصلاح نفسه.
ومن رأى أنه في طريق مختلف لا يهتدي إليه فإنه على بدعة في دينه أو على طلب عذر من أمره فإن انفتح له الطريق أصاب رشدا ونال طلبه.
ومن رأى أنه سلك طريقا مظلما فإنه ضلالة في دينه.
ومن رأى أنه يخرج من ظلام إلى نور فإنه يخرج من الضلالة إلى الهدى.
ومن رأى أنه يمشي في طريق فاعترض له ما يحول بينه وبين الطريق من حيوان أو جماد أو نبات فإنه قد بلغ آخر أمره ومطلبه واستقامة الطريق استقامة الدين.
ومن رأى أنه يمشي في الطريق فلا يتعب فإنه يدل على خلاص حقه ممن يتعين في وجهه فإن تعب يكون خلاصه بصعوبة.
ومن رأى أن أحداً استدله من الطريق المستقيم إلى غيره فإن كان له على أحد دين فإن المديون يحتال عليه ويسوفه فإن لم يكن له دين على أحد فإنه يغويه إلى المعصية والخطأ.

ومن رأى أنه يمشي في طريق مظلم وأشكل عليه الطريق وهو يعتقد أنه على الاستقامة فإنه يرجى له الهداية.
ومن رأى طريقا متشعبا وهو لا يدري إلى أيها يذهب فإنه يتحير في دينه ويصاحب من لا دين له.
ومن رأى أنه سالك في طريق ثم مال عنه بقصد فإنه يحتال على عدوه ويخدعه.
ومن رأى أنه كان سالكا في طريق ورأى ذا أبهة فرجع بسببه فإنه يرتكب ما يحصل به نقص في دينه.
ومن رأى أنه سلك في طريق ورأى امرأة فمال عن الطريق فإن الدنيا تكون خدعته.
ومن رأى أنه يمشي في طريق مخفي بالظن فإنه يبتدع في دينه ويكون مغرورا في شغله.
ومن رأى أنه أضل رجلاًطريقه فإنه يدل على فساد دينه لقوله تعالى " وقد خاب من دساها " .
وقال بعضهم من رأى أنه تاه عن الطريق فربما يتقرب، وإن رأى أن أحداً دله على الطريق فإنه يدله ويوضع له ما أشكل عليه لقول بعض الشعراء:
إن الغريب كأنه في ظلمة ... إن لم يقده قائد لم يهتد
وقال جعفر الصادق رؤيا الطريق تؤول على خمسة أوجه دين ومراد وفعل حسن وخير وبركة وراحة.
وأما السقوط فمن رأى أن أحداً سقط عليه فإنه يظفر به عدوه.
ومن رأى أنه سقط من مكان عال مثل الجبل أو الحائط وما أشبه ذلك فإنه يدل على عدم إتمام المقصود.
ومن رأى أنه سقط من ضربة فإنه حصول مصيبة، وإن زل قدمه فكذلك.
وقال الكرماني من رأى أنه خر على وجهه فإنه ان لم ينو به السجود فلا خير فيه، وإن كان في خصومة أو حرب أو منازعة لم يظفر.
ومن رأى أنه سقط من سقف أو حائط أو شجر أو جبل أو نحو ذلك فإن الأمر الذي هو فيه لا يتم له ولا يبلغ منه ما يريده بامتناع ذلك عليه ولا يتم له ما يرجوه ولا يبلغ منه ما يريد، وقد يدل على السقوط لمن عنده خلل في دينه على انهماكه في المعاصي والفتن والأعمال المضلة.
ومن رأى أنه سقط في مسجد أو روضة وما أشبه ذلك وكان بسبب فعل خير أو كان قاصده فإنه دال على ترك الذنوب والمعاصي والاقلاع عن البدع والأهواء.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه سقط فإنه ليس بمحمود، وأما الصعود فما كان منه إلى السماء فقد تقدم الكلام عليه في بابه وفصله وكذلك يأتي كل شيء في بابه، وأما تعبير الصعود جملة ما لم يكن مستويا فهو محمود، وأما الهبوط فتقدم الكلام أيضاً فيه إذا كان من السماء، وربما كان نيل نعمة الدنيا مع رياسة الدين فإن النبي صلى الله عليه وسلم هبط بعد أن عرج إليها ولم ينقص من شرفه بل زاد شرفه وإذا رأى الهبوط من غير ذلك يأتي ما يدل عليه كل شيء في بابه وفصله.
وقال بعض المعبرين أكره الهبوط لما جربته مرارا فلم أجده محمودا، وربما كان ضعيفا وهبوطا عن القوة، وأما الاتكاء فإنه يدل على التهاون بالأمور، وربما دل على الرياسة لأنه من شأنهم، وأما الزلق فلا خير فيه سواء وقع أو لم يقع.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه زلق ووقع اصابته مصيبة، وإن لم يقع أصابه هم وغم، وأما القيام فهو نهوض الأمر.
قال بعض المعبرين من رأى أنه قام لأمر فيه دلالة على الخير فإنه ينهض لأمر يحصل منه نتيجة، وإن رأى ضد ذلك فتعبيره ضده.
وأما القعود فقال بعض المعبرين أحب القعود على ما كان مرتفعا وقد جربت ذلك مرارا.
وقال ابن سيرين في المعنى عجبت لمن يعلو على الأرض انملة كيف لا يعلو ذراعا خصوصا ان كان على ما يحسن القعود على مثله في اليقظة.
ومن رأى أنه قعد على الأرض فإنه ثبات في أمره.
وأما الهدية فقال الكرماني من رأى أنه يهدي هدية لأحد وكان نوعها محبوبا فهو صلاح للفاعل والمفعول وكل ينال من صاحبه ما يريده، وإن كان نوع ذلك مكروها فإنه ينال كل منهم من الآخر ما يكرهه.
وقيل من رأى أنه أهدى إليه هدية فإنه يتزوج امرأة طيبة.
ومن رأى أنه أهدى إليه هدية من شيخ أو عجوز فإنه محمود، وإن كان من شاب أو شابة فبخلافه.
وقال بعضهم من رأى أنه أهدى لأحد هدية فردها عليه فإنه يدل على حصول كلام بينهما يكره مثله، وربما كان يرجو منه شيئا.
وأما الهبة فقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه وهب لأحد هبة فإنه يتفضل عليه إلا هبة العبد فإنه يرسل إليه عدوا، وأما اللجاجة فإنها غير محمودة، وقيل انها فرار.
فمن رأى كأنه يلج في أمر فإنه يفر من أمر هو فيه كائنا ما كان من ولاية أو رياسة أو تجارة أو صناعة أو خصومة، وأما المصالحة فإنها محمودة.

قال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يدعو غريمه إلى مصالحة من غير قضاء دين فإنه عدو ضال إلى الهدى ومصالحة الغريم على شرط المال نيل خير لقوله تعالى " والصلح خير " وأما الاختبار فإنه أمر يطلب قاصده كشفه.
فمن رأى أنه يختبر أحداً فإنه يقصد أن يفهم ما هو عليه فتعبيره في ذلك ما يظهر منه خيرا أو شرا، وأما الاستشارة فإنها أمانة.
قال بعض المعبرين من رأى أنه يستشير أحداً فإنه يأتمنه على أمانة لقوله عليه السلام: المستشار مؤتمن.
وأما استراق السمع فليس بمحمود، وقيل يرتكب ما لا ينبغي له، وربما دل على حصول ما يكره.
وقال بعضهم استراق السمع يؤول على أربعة أوجه خيانة وخوف ومعصية وسماع أمر مكروه، وأما الانتظار قال بعض المعبرين انه هم وغم.
فمن رأى في ذلك ما يحب مثله فلا بأس، وإن رأى ما يكرهه فضد ذلك، وقال بعض المعبرين من رأى أنه ينتظر أمرا فإنه يكون طويل الأمل وأما الاشتياق فإنه يدل على الغربة، وربما دل على فراق محبوب لقول بعضهم.
وإني لمشتاق إلى وجهك الذي ... عليه بأنوار السعادة رونق
وأما البرهان فإنه يدل على الخصومة.
فمن رأى أنه أتى ببرهان على شيء فإنه في خصومة مع انسان وتكون الحجة على خصمه لقوله تعالى " قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين " وأما التدلي فإنه يدل على الورع.
فمن رأى أنه تدلي من مكان مرتفع إلى سطح أو أرض سواء كان بحبل أو غيره فإنه يتورع في أحواله ويزهد عن أحوال الدنيا، وأما التعزية فهي أمن.
فمن رأى كأنه عزى أحداً مصابا فله مثل ماله من الأمن لقوله عليه السلام: من عزى مصابا فله مثل أجره وأجر الله تعالى مقتضى الامن.
ومن رأى أن أحداً يعزيه فإنه ينال بشارة لقوله تعالى " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون " .
وأما تغيير الاسم فعلى وجهين فإن دعي بغير اسمه وكان الاسم دون اسمه فإنه يظهر به عيب فاحش أو مرض فادح، وإن دعي باسم أحسن من اسمه سواء كان ظاهرا أو مشتقا من معنى حسن فإنه يدل على أنه ينال عزا وشرفا ورفعة على حسب قافية الاسم.
وقال بعض المعبرين إن كان الاسم منسوبا إلى الله تعالى بالعبودية كعبد الله وما أشبهه فإنه من عناية الله ونصره.
وإن كان على مسمى تقدم كمحمد ويونس وما أشبه ذلك فيؤول على وجهين فإن كان من أهل الدين والصلاح فبشارة وخير، وإن كان من أهل الفساد والمعصية فيدل على وعيد واستهزاء.
وإن نودي ببعض أسماء الأسقاط من البدو والجهلة كجربوع وصميدة وفهيد وما أشبه ذلك فإنه يدل على الجهل وكثرة الفساد.
وإن نودي بما يسمى به اليهود والنصارى كعريان وحنا وشميلة وما أشبه ذلك فيخاف عليه من سوء الحياة والممات، هذا إذا كان القائل ممن يقبل قوله في اليقظة، وإن كان ممن لا يقبل قوله فلا يعتبر قوله، وأما تزكية المرء نفسه فإنها تدل على اكتساب ماثم وهو لا يصدق لقوله تعالى " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى " .
فمن رأى كأن شابا حسنا يزكيه فإنه مذمة عدو، وإن زكاه شيخ فإنه يصيب ذكرا حسنا، وإن كان الشيخ مجهولا ينال بسببه رياسة وأما تزكية الكهل ففقر.
ومن رأى أنه يزكي أحداً معروفا فتعتبر الهيئتان كما تقدم، وأما الثبور فلا خير فيه لأنه مذموم في القرآن لقوله عز وجل إخباراً عن الكافرين " لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً وادعوا ثبوراً كثيراً " وأما التهاون فلا خير فيه في جميع الأحوال لقول الشاعر:
ومن تهاون في مصالح نفسه ... عتت عليه ثعالب وفهود
وأما التهاون بالكفار فمحمود، والتهاون بالمؤمن مذموم.
فمن رأى أن أحداً تهاون به فإنه يظهر عليه.
وأما الثناء فعلى وجهين ان كان من صديق فهو محمود، وربما يحصل من قبله خير، وإن كان من عدو فهو استهزاء به، وربما تنقلب العداوة مودة.
وأما التناول فإن كان من غيره له وكان المدفوع له حسنا فهو خير ونعمة، وإن كان مذموما تأباه النفس فضده، وإن تأول هو شيئا لغيره فنظير ذلك، وأما الحراسة فأمان وثناء حسن.

فمن رأى أن أحداً يحرسه فإنه يأمن، وإن حرس أحداً فإنه يرزق الجهاد، وقيل الحارس والمحروس يكونان آمنين من شر الشيطان وكيده، وأما الحلف إذا كان صدوقا فيه فإنه ظفر وقول حق، وربما كان زيادة في العبادة والمحبة لله تعالى، وإن كان كذوبا فيه فيدل على الخذلان والذلة، وقيل معصية وفقر لقوله تعالى " ويحلفون على الكذب وهم يعلمون أعد الله لهم عذابا شديدا " وأما الشغل فإنه يدل على النكاح، وربما كان تزوج بكر لقوله تعالى " إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون " قيل افتضاض الابكار، وأما السؤال فإنه يدل على التواضع والاجتهاد في طلب العلم، وقال آخرون ان كان الأمر من أمور الدين فمحمود، وإن كان للدنيا فليس بمحمود.
وأما الطلب فمن رأى أنه يطلب شيئا ويجد في طلبه فإنه ينال مناه كما قيل من حث في طلب شيء ناله أو بعضه، وأما الشفاعة فهي زيادة المروءة.
ومن رأى أنه يشفع في انسان فإنه يدل على عزيز مروءته وارتفاع مرتبته وحصول أجر وثواب.
وإن رأى أحداً يشفع فيه فاما ان يكون مذنبا أو مظلوما.
وأما العلو فيؤول على وجهين إن كان من أهل التقوى والخير فإنه جيد في حقه، وإن كان من أهل الفسق والفساد فإنه ان علا وارتفع على أحد فإنه يدل على أنه يعلو في الدنيا ثم يهان ويذل لقوله تعالى إخبارا عن فرعون " إن فرعون علا في الأرض " .
وإن رأى مع ذلك عظما فصارت جثته أعظم من جثث الناس فإنه يدل على موته، وأما العفو فمحمود لأنه من أعمال البر والفلاح.
فمن رأى أنه عفا عن مذنب ذنبا يعمل عملا يغفر الله له لقوله تعالى " وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم " .
وقال بعض المعبرين من رأى أنه عفا عن مذنب فأجره على الله لقوله تعالى " فمن عفا وأصلح فأجره على الله " وأما العلم الناقص فيدل على الاياس من الوجود ووقوع الحذر في الرؤيا، وأما العقد فهو على أنواع متعددة.
فمن رأى أنه عقد عقدة في قميصه فإنه يدل على عقد التجارة، والعقد على الحبل صحة دين، وعلى المنديل اصابه خادم، وعلى السراويل تزويج امرأة، وعلى الخيط ابرام أمر هو فيه من ولاية أو تجارة أو تزويج.
فإن رأى عقدة على شيء من هذه الأشياء من غير أن يعقدها فإنها تدل على ضيق عقد من قبل السلطان.
فإن رأى انها انحلت بنفسها فإن الله يفرج عنه من حيث لا يحتسب وقال بعضهم في ذلك شعرا:
إذا عقد القضاء عليك أمرا ... فليس يحله إلا القضاء
وقال بعضهم أكره رؤيا العقد على شيء وأحب حل العقدة فإن العقدة من الهم وحلها من الفرج لقول بعضهم:
ولعلها ولعلها ولعلها ... ولعل من عقد العقود يحلها
وأما عقد الشيء على ما يخاف ذهابه أو سقوطه من أي نوع كان فيه فإنه محمود وكذلك الاعتقال لقوله عليه السلام: اعقل وتوكل.
وأما العدد فمختلف فيه باختلاف المعدود فإن رأى أنه يعد دراهم فيها اسم الله تعالى فإنه يستفيد علما فإن كان فيها صورة منقوشة فإن يشتغل بالباطل في الدنيا.
وإن رأى كأنه يعد لؤلؤا فإنه يتلو القرآن.
وإن رأى أنه يعد خزفا فإنه يشتغل في الخفاء.
وإن رأى أنه يعد بقرا عجافا فإنه يمر عليه سنون جدبة، وإن كانت سمانا فإنه بضد ذاك.
وإن رأى أنه يعد جمالا مع جوالقها فإن كان سلطانا أو من يقوم مقامه فإنه يصيب من أعدائه أموالا قيمتها توافق حمل الجمالات، وإن كان دهقانا مطر زرعه، وإن كان تاجرا نال ربحا كثيرا.
وقال الكرماني من رأى أنه يعد عددا من الأعداد فإن لكل عدد تأويلا قالوا الواحد توحيد وإيمان بالله عز وجل، والاثنان أبوان أو شاهدا عدل على تصديق الرؤيا والثلاثة وعد صادق لقوله تعالى " ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب " والأربعة دعاء مستجاب ومال مجموع، وربما يكون تزويجا، والخمسة دولة مقبلة، وربما يكون الخمس صلوات فإن نقص منها شيئا فهو نقصان في الصلاة.
وقال أيضاً عدد الواحد مبارك، والاثنين خلاص من بلاء وظفر على الأعداء لقوله تعالى " ثاني اثنين إذ هما في الغار " .
والثلاثة ليست بمحمودة.
والأربعة مباركة وخير لقوله تعالى " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم " .
ورؤيا الخمسة جيدة حميدة.
وأما الستة فهي فعل شيء فيه نتاج لقوله تعالى " خلق السموات والأرض في ستة أيام " وربما كان كلاما حسنا يقيمه صاحب الرؤيا أو اتمام أمر والفراغ من شيء.

وأما السبعة فليست بمحمودة لقوله تعالى " لها سبعة أبواب " وقيل زين أو حج، وربما دلت على الهم في تلك الأيام لحالها.
وقال بعض المعبرين ان رأت ذلك امرأة وهي حبلى فإنها تخلص لأن المطلقة إذا ولدت أقامت سبعة ايام.
وأما الثمانية فليست بمحمودة لقوله تعالى " سبع ليال وثمانية أيام حسوما " وقيل يتقرب من سلطان أو رجل كبير، وقال بعض المعبرين إن كان العدد على جماعة معينة وهم ممن يشك فيهم فانهم كذلك لقوله تعالى " سبعة وثامنهم كلبهم " .
وأما التسعة فليست بمحمودة لقوله تعالى " تسعة رهط يفسدون في الأرض " وقيل بيان وحجة على الأعداء لقوله تعالى " تسع آيات بينات " .
وقال بعضهم ان رأى ذلك من في دينه ضعف فربما دل على أن له ميلا إلى الرافضة.
وأما العشرة فإنها مباركة وحصول مراد ديني ودنيوي لقوله تعالى " وأممناها بعشر " وقوله تعالى " تلك عشرة كاملة " وقيل تمام وكمال في الأمور.
وأما الحادي عشر فهو حصول مراد لقوله تعالى " إني رأيت أحد عشر كوكبا " وقيل اخوان.
وأما الثاني عشر فإنه تأخير في حصول المقصود ثم يحصل فيما بعده لقوله تعالى " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا " وقيل سنة مخصبة.
وأما الثالث عشر فليست بمحمودة لأنه أنحس أيام الأشهر وعقد الأشهر وعقد أيام مشكلة.
وأما الرابع عشر فإنه محمود وحصول مراد، وقيل فرج بعد شدة.
وأما الخامس عشر فإنه عدم تمام المقصود، وقيل خروج من شدة إلى قضاء وحصول خصب وانتصاف.
وأما السادس عشر فإنه يدل على حصول مراد بطول المدة، وقيل تمام أمر.
وأما السابع عشر فإنه يدل على رجوع ما خرج منه في فساد وعاقبته محمودة، وقيل حج واتمامه.
وأما الثمانية عشر فليست بمحمودة، وقيل اتصال بالملوك والعظماء.
وأما التاسع عشر فخصومة مع الناس لقوله تعالى " عليها تسعة عشر " وقيل أعوان سامعون مطيعون.
وأما العشرون فزيادة قوة وظفر على الأعداء وحصول مراد لقوله تعالى " إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين " .
وأما الثلاثون فتدل على أنه ان كان له مع أحد خصومة ينفصل بسرعة ويظفر بعدوه لقوله تعالى " وحمله وفصاله ثلاثون شهرا " .
وأما الأربعون فإنه تفسير أمر وحيرة وتيه لقوله تعالى " محرمة عليهم أربعين سنة " .
وأما الخمسون فليس بمحمود، وقيل تمام عمر صاحب الرؤيا.
وأما الستون فليس بمحمود فإنه لزوم كفارة لقوله تعالى " أو إطعام ستين مسكينا " وقيل سفر لقوله تعالى " غدوها شهر ورواحها شهر " .
وأما السبعون فحصول حاجة بتأخير وحصول خوف من جهة السلطان.
وإن كان العدد شيئا مذروعا فإنه غير محمود لقوله تعالى " ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا " وقيل استغفار وتملق لمن لا خير فيه ويغفر الله له لقوله تعالى " إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم " .
وأما الثمانون فتهمة بزنا ويخاف عليه من جلده لقوله تعالى " فاجلدوهم ثمانين جلدة " وقيل اجتماع وبركة.
وأما التسعون فتدل على أن نسوة من الأكابر يخطبونه ويحصل له منهن منفعة، وإن كان من أهل الولاية يحصل له ذلك لقوله تعالى " تسع وتسعون نعجة " وقيل ضيق وعسر.
وأما المائة فظفر على الأعداء وحصول مراد لقوله تعالى " مائة صابرة يغلبوا مائتين " ، وربما دل على تهمة بزنا لقوله تعالى " فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة " .
ومن رأى أنه عقدت له مائة من الحبوب فحصول خير وبركة وراحة ومعيشة لقوله تعالى " في كل سنبلة مائة حبة " ، وقيل يقدم على جماعة.
وأما المائتان فإنه عدم ظفر على العدو لقوله تعالى " يغلبوا مائتين " .
وأما الثلاثمائة فحصول مقصود في مدة مديدة لقوله تعالى " ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين " .
أما الأربعمائة فظفر على الأعداء لقول النبي عليه السلام: خير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلاف.
وأما الخمسمائة فتوقف الأمور.
وأما الستمائة ففرح وحصول مراد.
وأما السبعمائة فصعوبة أمور ولكن يحصل في آخر عمره خير.
وأما الثمانمائة فتدل على حصول ظفر وقوة.
وأما التسعمائة فتدل على ظفر الأعداء عليه.
وأما الألف فحصول قوة وظفر ونصره لقوله تعالى " وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله " .
وأما الألفان فليسا بمحمودين.
وأما الثلاثة آلاف فإنها تدل على حصول ظفر وقوة لقوله تعالى " بثلاثة آلاف من الملائكة مسومين " .
وأما الأربعة آلاف فإنها تدل على حصول نصرة وظفر.

وأما الخمسة آلاف فإنها بركة وفرح لقوله تعالى " خمسة آلاف " .
وأما الستة آلاف فإنها تدل على الظفر وحصول المراد.
وأما السبعة آلاف فإنها تدل على توسط حاله من جهة المعيشة وقال بعضهم تعقد عليه أموره.
وأما الثمانية آلاف فإنها تدل على انتظامه.
وأما التسعة آلاف فمحمودة.
وأما العشرة آلاف فإنها تدل على حصول الظفر والنصرة.
وأما العشرون ألفا فإنه يغلب ويظفر على أعدائه.
وأما الثلاثون ألفا فإنه يدل على حصول ظفر بعد مدة طويلة.
وأما الأربعون ألفا فإنه يدل على النصرة.
وأما الخمسون ألفا فإنه يدل على تعب ومشقة وتوقف وعجز في التدبير لقوله تعالى " كان مقداره خمسين ألف سنة " .
وأما الستون ألفا فإنه يدل على حصول مراد بعد تعب.
وأما الثمانون ألفا فإنه يدل على الظفر والنصرة.
وأما التسعون ألفا فحصول الظفر لأعدائه.
أما المائة ألف وأكثر فحصول المآب لقوله تعالى " وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون " .
ومن رأى أنه يعد عددا كثيراً بكفه فإنه يندم على نفقة ينفقها لقوله تعالى " فأصبح يقلب كفيه " .
وقال بعض المعبرين من رأى أنه يعد عددا أو يعد له فإن كان ممن يقتضي منصب إمرته فإنها تحصل له ويكون أميرا بقدر عدده، مثلا إن عد عشرة فيؤمر على عشرة، وإن عد أربعين فيكون أميرا على أربعين، وإن عد مائة يكون أمير مائة في المشهور، وإن عد مائتين أو ألوفا فربما دل على كفالة أو مقدمة على جيوش، وإن عد قليلا فتكون الامارة ما بينهما، وأما ان كان ممن يقتضي مناصب دينية فإنه محمود له وثبات في حكمه لأن العدد لأصحاب ذلك لا يكون إلا لمستمر الولاية، وإن كان من أصحاب المناصب الديوانية فيدل على جمع المال وكثرة الحساب والعدد من حيث الجملة بجميع الناس محمود إلا لمن يكون عليه مطالبة.
وأما التمرجح فمن رأى أنه في مرجوحة فإنه يلعب بدينه، وربما دلت المرجوحة على الرجحان.
وأما اللوم فمن رأى أنه يلوم غيره على أمر فإنه يفعل مثل ذلك فيستحق اللوم لما قيل في المعنى: كم لائم قد لام وهو ملام.
ومن رأى أنه يلوم نفسه على أمر قد فاته فإنه يدخل في أمر مشوش يلام عليه ثم يذهبه الله عنه ويسر به لقوله تعالى: " إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي " .
وأما العتاب فيدل على المحبة لأنه لا يعتب إلا من يحب لقول بعضهم: وما عتبي إلا على من أحبه وليس على من لا أحب عتاب.
أما اجتماع الشمل فهو دليل الزوال لقوله تعالى " حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت " .
وقال بعض المعبرين رؤيا اجتماع الشمل تدل على الفرح والسرور لأنها دعوة بين الناس.
وأما الرهن فإنه يؤول على وجهين إما حاجة وإما طمع، فمن رأى أن أحداً رهن عنده شيئا فإنه يحتاج إليه.
ومن رأى أنه رهن نفسه فإنه يكتسب ذنوبا لقوله تعالى " كل نفس بما كسبت رهينه " ، وقيل لا خير في الرهن لما قاله بعضهم من أراد أن يعش نظيفا لا يرهن شيئا ولا يسلف.
وأما البيع ففيه خلاف منهم من قال انه خير من الشراء وقال آخرون الشراء أحسن وقد تقدم البيع والشراء في باب الخدم والعبيد.
وأما الإجارة فالمستأجر في التأويل مخادع لمن يستأجر منه ويغره ويحثه على أمر وإذا خدعه تبرأ منه وتركه.
وأما الشركة فإنها تدل على الانصاف فمن رأى أنه شارك أحداً فإنه يعامله.
وقال بعض المعبرين أكره رؤيا الشركة لأن المثل السائر بين الناس الشركة أربعة أحرف، فإذا رفعت الهاء بقيت شرك وإذا رفعت الكاف بقيت شر فلا خير فيها من حيث الجملة.
وأما الخضاب بالحناء وغيرها فقال الكرماني رؤيا الحناء إذا كان في وعاء فهو مال وبشارة.
ومن رأى أنه حنى يديه أو رجليه فإنه يزين أهل بيته واقربائه، وربما كان فسادا في الدين، وقيل انه يغطي أمور تتعلق بأهله، وإن كان ليس من شأنه شيء من ذلك فإنه حصول غم وهم ثم يجد الفرج قريبا، وإن كانت الحناء في لحيته فإنه يؤول على ثلاثة أوجه اخفاء الأعمال والطاعات وستر الفقر عن الناس وكبر السن والوقار والخفارة والجهاد في سبيل الله، وإن كانت امرأة فإنها تكون حيلية مكارة، وقيل مصلحة في أمر زوجها، وإن كان بشيء غير الحناء مما يكره في الشريعة فلا خير فيه إلا للعرائس، وقيل ان ذلك أيضاً ليس بمحمود لأنه نوع من الفرح.

ومن رأى أنه اختضب ولم يعلق الخضاب فإنه يغطي من حاله ما يشتهر للناس، فإن علق الخضاب ستر الله عليه ومن رأى أنه يختضب بطين أو ما أشبه ذلك فإنه يغطي حاله بمحال أو يصيبه مكروه ويخرج منه.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه يختضب بمكان لا يقتضي خضابه فهو على وجهين إما زينة لمن ينسب إليه ذلك العضو من النسوة، وإن كان من الرجال فأمر يكره إلا أن يكون لأجل ألم فلا بأس به والله تعالى أعلم بالصواب.

الباب الرابع والعشرون
في رؤيا القتل والصلب وقطع الأعضاء
والحروب والذبح والسلخ ونحو ذلك
فصل في رؤيا القتل
من رأى أنه قتل أحداً ولم يقطع منه عضوا فإنه يحصل منه لذلك المقتول خير ومنفعة، وقيل ان القاتل يظلم المقتول، ومن رأى أنه قتل فإنه طول حياة له.
وقال الكرماني ومن رأى أنه قتله أحد فإنه يحصل له منه خير ومنفعة.
ومن رأى أن جماعة قتلوه ظلما فإنه يحصل له من السلطان أو ممن يقوم مقامه خير ومنفعة لقوله تعالى " ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا " .
ومن رأى أنه قتل أحداً بظلم فإنه يكون عاصيا وظالما لنفسه ويسلط الله عليه أحد البرية لقوله تعالى " ثم بغى عليه لينصرنه الله " .
وقال جابر المغربي من رأى أنه قتل ولده يرزقه الله رزقا حلالا لقوله تعالى " ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم " ، وقيل يظلم ولده لأجل المال وعز الدنيا.
ومن رأى أنه قتل أحداً وسال الدم من جسده يرزق بقدر الدم الذي خرج مالا، وإن لم يسل منه دم فبخلافه، وإن رأى ان جسده تلطخ بدم المقتول فإنه يحصل له من ماله.
وإن رأى أنه قتل أحداً وخرج من جسده دم أبيض فإنه يدل على ذهاب دينه.
وقيل إن رأى أنه قتل ولم يدر من قتله فإنه قليل الشريعة لقوله تعالى " قتل الإنسان ما أكفره " فإن عرف الذي قتله فإنه يظفر بعدوه.
ومن رأى أنه قتل رجلاًوأوداجه تسيل فالمقتول ينال من القاتل ما يكره من لسانه، وقيل يصيب خيرا منه.
ومن رأى أنه قتل نفسا ولم يدر ما هو ولا عاينها فإنه يظفر بعدوه وينجو من الهم والغم لقوله تعالى " وقتلت نفسا فتجيناك من الغم " .
وقيل من رأى أنه قتل نفسه فإنه يرزق توبة لقوله تعالى " فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم " .
ومن رأى أنه قتل مضروب العنق فإنه ان كان عبدا عتق لقوله تعالى " فك رقبة " ، وقيل فرج من هم وغم، وإن كان مديونا قضى الله دينه من حيث لا يؤمل، وربما أعطى مالا عظيما، وإن عرف الذي فعل به ذلك نال منه خيرا، وإن كان القاتل امرأة أو خصيا أو صبيا لم يبلغ الحلم أو رجلاًبلا لحية فإنه يدل على من يأخذ روحه سواء كان بموت أو قتل أو غيره.
وقال ابن سيرين ان رأت امرأة انها قتلت زوجها فإنها تحمله إثما وهو بريء.
ومن رأى كأنه قتل صبيا وشواه فإنه يدل على أنه يدعوه إلى أمر محظور، وربما يطيعه فيه.
ومن رأى أن صبيا ذبح وشوى ولم ينضج لحمه فإنه يظلم أبويه.
ومن رأى أن جماعة قتل بعضهم بعضا فهو اظهار بدعة بينهم.
ومن رأى أن أحداً قتل انسانا ووضعه على عنقه فإنه يطالب بمغرم ويحصل له من ذلك الضرر على قدر ثقل المحمول وخفته.
وقيل رؤيا القتل لمن يريد الحج تدل على بلوغه ونيله، وإن كان الرائي مريضا فإنه يشفى.
وقيل رؤيا القتل لمن لم يكن به بلاء زوال نعمة.
ومن رأى أن ملكا قتل رعيته بضرب العنق فإنه يعفو عنهم ويعتق رقابهم.
فصل في رؤيا الصلب
فأما الصلب فهو شرف وعز وسمعة لأن قتادة رأى ذلك في منامه فحصل عنده رعب ثم حصل له بعد ذلك عز وشرف.
ثم فيما بعد قصت الرؤيا على ابن سيرين ولم يذكر له قتادة فقال هذا رجل له شرف وسمعة.
وقيل إن الإمام الشافعي رحمه الله عليه حبس فرأى في منامه كأنه مصلوب على قناة هو والامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فبلغت رؤياه بعض المعبرين فقال إن صاحب هذه الرؤيا سينشر ذكره ويرفع صيته فبلغ أمره إلى ما بلغ.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الصلب في المنام على ثلاثة أوجه صلب مع الحياة وصلب مع الموت وصلب مع القتل.
فمن رأى أنه صلب حيا أصاب رفعة وشرفا لقوله تعالى " وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه " .
ومن رأى أنه صلب ميتا أصاب عزا في الدنيا من فساد دين.
ومن رأى أنه صلب مقتولا يكذب في تلك الرفعة.

ومن رأى أنه مصلوب ولم يدر متى صلب فإنه يرجع إليه مال قد ذهب عنه، وقيل ان الصلب للأغنياء ما لم يكن صاحب منصب دليل على الفقر لأن المصلوب يصلب عريانا، وللفقراء غنى وسعة.
ومن رأى أنه صلب وكان تاجرا دل على نيل مراده والصلب للمسافر محمود، ولا خير في أكل لحم المصلوب.
وقال الكرماني من رأى أنه صلب فإنه يرى من السلطان نعمة عظيمة ورفعة وعلو شأن، وربما يكون في دينه خلل.
ومن رأى أنه يأكل لحم المصلوب فإنه يأكل مالا حراما، وربما يتمكن من ذوي سلطان ويصيب منه خيرا.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه يأكل لحم المصلوب فإنه يدل على غيبته.
وقيل من رأى أن الملك أمر بصلبه فإنه ينال منه جاها ورفعة، ولكن ليس بمحمود في دينه.
ومن رأى أن جماعة صلبوه فإنه يسود عليهم ويحكم فيهم.
ومن رأى أن شيخا صلبه والناس ناظرون إليه فإنه يسود على أهل ذلك المكان.
ومن رأى أنه صلب نفسه فإنه يسود على أقاربه وأهل بيته هذا إذا رآهم ناظرين إليه، وإن رآهم مدبرين عنه فانهم لا يطيعونه فيما أمرهم به.
ومن رأى أنه مصلوب وانقطع حبله فإنه تنزل مرتبته.

فصل في رؤيا الحروب والقتال
وهما على ثلاثة أنواع أحدها بين الملوك وثانيها بين الملك والرعية وثالثها بين الرعية فقط.
فمن رأى الحرب بين الملوك فإنه يدل على فتنة أو وباء.
ومن رأى أن الحرب بين الملك ورعيته فإنه يدل على رخص الأسعار.
ومن رأى أن الحرب بين رعيته فقط فإنه صلاح بينهم، وقيل قدوم العسكر على بلدة يدل على الغيث.
ومن رأى أن جنودا مجتمعين فإنه يدل على هلاك أهل الباطل ونصرة أهل الحق لقوله تعالى " فلنأتينهم بجنود لاقبل لهم بها " ، وقيل قلة الجند لمن يكون معهم دليل على ظفره على أعدائه لقوله تعالى " كم من فئة قليلة " الآية.
ومن رأى أنه في حرب وقام عليهم عجاج فلا خير فيه لقوله تعالى " ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة " .
ومن رأى أن عسكرين اقتتلا فالغالب منهما مغلوب.
وقال بعض المعبرين من رأى أن عسكرين اختلطا في وقعة ليتقاتلا ثم اصطلحا فإنه خير يعمهم لقوله تعالى " والصلح خير " .
فصل في رؤيا التوسط
فمن رأى أنه وسط أحداً أو أحداً وسطه فهو عند المعبرين بصفة القتل وحكمه.
وقال بعضهم من رأى أن أحداً موسطه فإنه يؤول على خمسة أوجه إن كان بينه وبين أحد منازعة فهو قطعها، وإن كان له عدو باغ عليه فإنه يظفر بعدوه، وإن كان ينتظر أمرا خيرا كان أو شرا فإنه يدل على نجازه بصفته، وإن كان الموسط رمى بالبحر وسار في المياه فإنه يدل على حمل أمر إلى ملك وأنه يفصل ذلك الأمر بحيث يحصل للرائي نصرة وظفر خصوصا ان كان بينه وبين أحد خصومة أو عداوة، وإن كان الموسط علق أو رمى على كوم وغيره واشتهر به فإن ملك ذلك المكان يفعل أمرا يشتهر عند الناس، فإن كان الموسط مذموم السيرة فإن الناس يشكرون الملك على ذلك الفعل، وإن كان حسن السيرة فإن الناس يذمون الملك على ذلك الفعل، وقيل رؤيا الموسط إذا علق شهرة له فإن كان من أهل الخير فشهرة حسنة، وإن كان من أهل الشر فضد ذلك.
فصل في رؤيا الذبح
من رأى أنه يذبح رجلاًفإنه يظلمه.
وإن كان بينهما قرابة وقد رأى أنه ذبحه ولم يخرج منه دم فإنها قطيعة بينهما، وإن خرج دم فإنها صلة.
ومن رأى أن رجلاًمذبوحا أو قوما مذبوحين فانهم ذوو ضلال واصحاب أهواء وبدع.
ومن رأى أنه ذبح نفسه فإن زوجته معه في الحرام.
ومن رأى أنه ذبح أمه أو أباه أو ولده فإن كان يرى دما فإنه يعق أحد والديه أو ولده يعقه، وإن لم ينظر دما فإنها صلة ورحمة بينهما.
ومن رأى أنه ذبح امرأة فإنه يطؤها، وإن ذبح أنثى من حيوان فإنه يطأ امرأة أيضا.
ومن رأى أنه ذبح حيوانا ذكرا من قفاه فإنه يطأ ذكرا.
وإن رأت امرأة أن السلطان ذبحها فإنها تنكح رجلا.
ومن رأى صبيا ذبح وشوى فإنه يظلم ويقال في حقه القبيح بقدر ما باشره منه، فإن لم يكن الصبي من أهل الظلم فإنه ملام في حق أهله.
فصل في رؤيا السلخ
من رأى أنه يسلخ أحداً فإنه يأخذ ماله، وقيل المسلوخ على وجهين أخ مظلوم أو محرم.
فمن رأى أن أحداً سلخ فإن ماله يذهب، وسلخ البهائم حصول مال.
فصل في رؤيا المسمرين
وهو من الصلب لكن يختلف بينهما بالتسمير وهو.

عند بعض المعبرين مشكور ما لم يحصل منه ألم وقال بعضهم مذمة.

فصل في رؤيا العصر بالكسارات
وقال بعض المعبرين لا خير في رؤيا ذلك جملة كافية خصوصا من يكون عليه مطالبة من ملك وقال آخرون هو بمعنى الظلم.
فصل في رؤيا أنواع العذاب
وفيها قولان عند المعبرين فمنهم من يقول المغلوب فيها هو الغالب ومنهم من يكره ذلك، وأما قطع الأعضاء فإن كل شيء من ذلك تقدم في فصله.
ومن رأى أنه شرح لحمه من غير أن تفرق أعضاءه فإنه يقال فيه كلام ويبلغ منه بقدر ما يقطع من لحمه أو يصاب بنقص أمواله.
ومن رأى أنه ينشر بمنشار فإنه يرزق ولدا أو أخا أو أختا.
ومن رأى أنه سلخ برفق فإنه يصيب خيرا أو يتزوج امرأة وينال منها خيرا، وإن كان فاسقا دل على موته والله تعالى أعلم بالصواب.
الباب الخامس والعشرون
في رؤيا الضرب والتكتيف والربط والغل
والقيد والسجن والترسيم والتغريم
فصل في رؤيا الضرب
وهو أنواع متفرقة.
فمن رأى أنه ضرب بالسياط من غير ربط يديه ورجليه سواء خرج منه دم أو لم يخرج فإنه حصول مال حرام، سيما ان كان تلون جسده بالدم فإن كان للضرب أثر على جسده فإنه ينال من كل أحد بقدر ذلك منفعة خصوصا إن عرف ضاربه.
وقال جابر المغربي من رأى أنه ضربه شخص ولم يدر من ضربه وما سبب ضربه فإنه ينال خيرا ومالا ويلبس الجديد، فإن خاف من رجم الضرب فإنه يأمن مما يخاف.
وقال إسماعيل بن الأشعث من رأى أنه ضربه ميت يحصل له نفع في السفر أو يعود إلى يده ما ضاع منه، وإن ضرب هو ميتاً فإنه يدل على زيادة دينه وقضاء دينه.
ومن رأى أنه ضرب ميتا والميت راض بضربه دل على جودة حال الميت في الآخرة.
وقال أبو سعيد الواعظ اما الضرب فإنه خير للمضروب على يد الضارب، إلا ان رآه ضربه بالخشبة فإنه يدل على أنه يعده خيرا فلا يفي له.
ومن رأى أن ملكا ضربه بغير الخشب فإنه يكسوه، وإن ضربه على ظهره فإنه يقضي دينه، وإن ضربه على عجيزته فإنه يزوجه، وإن ضربه بالخشب فإنه يصيبه منه ما يكرهه، وقيل ان الضرب يدل على التغير، وربما دل على الوعظ.
ومن رأى أن رجلاًيضربه على هامته بالمقرعة والتوت في رأسه وبقى أثرها فإنه يريد ذهاب رئيسه، فإن وقعت في جفن عينيه فإنه يريد هتك دينه، وإن قلع اشفار جفنه فإنه يدعوه إلى بدعة، وإن ضرب جمجمته فإنه قد بلغ تعبيره نهايته ونال الضارب بغيته، وإن ضربه على شحمة أذنه وخرج منها دم فإنه يقرع ابنة المضروب.
وقال بعض المعبرين ان الضرب الدعاء فمن رأى أنه يضرب رجلاًفإنه يدعو عليه.
ومن رأى أنه ضربه وهو مكتوف كلم بكلام قبيح ونادمه بالقبيح.
وقال الكرماني من رأى أنه ضرب بالسياط حتى ظهر أثرها عليه وسال منه دم فإن كان محبوسا أو مكتوفا يضربه انسان بلسانه وينال منه ما يكره ويؤجر على ذلك، وإن لم يكن كذلك فإنه يصيب مالا وخيرا وكسوة يظهر أثر ذلك عليه.
ومن رأى أنه ضرب بغير سوط وبقى اثر الضرب عليه فإنه يصيب خيرا، وإن لم يبق اثره عليه كان كلاما.
وإن رأى أنه مضروب ولم يعاينه فهو خير ما لم يكن مكتوفا أو مقموعا فإن كان كذلك فإنه تذهب حيلته وبطشه ولا خير في ذلك.
ومن رأى أنه ضرب على رأس آخر بشيء ملتو فإنه يضربه بأمر يضر به، وكذلك ما يقرع به الرأس من سوط أو قضيب أو شيء ملتو وما أشبه ذلك.
وقال بعض المعبرين ربما دلت رؤيا الضرب إذا فعله انسان بيده أو بأمره على حكم وتصريف في الأمور.
فصل في رؤيا التكتيف
من رأى يديه مكتوفة فإنه يدل على بخله، وقيل ان كان صالحاً فإنه يكون مكتوفا عن المعاصي.
وقال الكرماني من رأى أنه مكتوف ومقموط فذلك مكروه له.
وقال بعض المعبرين لا خير في رؤيا التكتيف لأن المكتف يكون قليل المقدرة.
ومن رأى أنه حل من الكتاف فإنه محمود جيد.
فصل في رؤيا الربط وهو على أنواع متفرقة
فمن رأى أنه مربوط من يده فإنه يدل على أنه اكتسب مآثم، وربما دل على الغم والهم.
ومن رأى أنه مربوط من رجله فإنه إن كان في خير فإنه يستمر فيه، وإن كان في شر فإنه يستمر أيضاً ولا خير فيه للضعيف.
ومن رأى أن رجليه مربوطتان ببعض حتى لا يستطيع القعود فهو حصول أمر يكرهه.

ومن رأى أنه ربط إنسانا أو بهيمة فعند ذلك البعض انها احتراس بالأمور، وعند آخرين ربط البهيمة محمود وربط الانسان ليس بمحمود.
ومن رأى أنه ربط حيوانا من الحيوانات فإن كان ممن يقتضي ربطه فنظير البهيمة والا فهو طلب ما يكون.
ومن رأى أنه ربط على شجرة أو خشب فليس بمحمود.
ومن رأى أنه ربط من أحد أعضائه على إنسان آخر فإنه يقارنه في أفعاله سواء كانت حميدة أو ذميمة، وأما ربط المراكب فيأتي في فصله وما يربط كل شيء في فصله ومكانه.

فصل في رؤيا الغل وهو على أنواع
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكره رؤيا الغل وأحب رؤيا القيد. فمن رأى أنه مغلول فإنه إما كفر بالله أو بنعمته لقوله تعالى " إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا " ، وربما كان ذلك دالا على سوء خاتمته.
وقال أبو سعيد الواعظ لا خير في رؤيا الغل فمن رأى أنه أخذ وغل فإنه يقع في شدة عظيمة من حسب وغيره لقوله تعالى " إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا " .
وقيل إذا رأى الرجل في منامه كأن في عنقه سلسلة فإنه يتزوج امرأة سيئة الخلق، وإن كان الغل من فضة فإنه ينال من قبل النسوة مشقة، وإن كان ذهب فإنه يدل على حصول ضرر بسبب مال، وإن كان من نحاس فإنه حصول ضرر بسبب العقار والمتاع، وإن كان من قصدير يكون الضرر من جهة المكسب والمعيشة، وإن كان الغل من خشب يكون أهون مما ذكر فيما تقدم من الاغلال.
وقيل من رأى ذلك فإنه يؤتمن على أمانة ولا يقوم بها.
ومن رأى أن يده مغلولة إلى عنقه فإنه تدل على البخل لقوله تعالى " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك " .
وقال بعض المعبرين من رأى أن يديه مغلولتان فربما يقع في حق الله تعالى لقوله " وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم " .
ومن رأى كأنه مغلول وهو يسحب فإنه يدل على النفاق لقوله تعالى " إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون " .
فصل في رؤيا القيد
يؤول على وجوه.
قال أبو سعيد الواعظ القيد في التأويل ثبات صاحب الرؤيا على أمر هو فيه من خير أو شر، وقيل ان كان القيد متخذا من حبل فهو ثبات على أمر الدين لقوله تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعا " ، وإن كان متخذا من رصاص فإنه ثباته يكون على أمر غير قوي، وإن كان من صفر كان ثباته على أمر مكروه، وإن كان من فضة كان ثباته على تزويج، وإن كان من ذهب فهو انتظار رجوع مال ذاهب عنه، وإن كان من خشب فهو ثبات في نفاق وبغض، وإن كان من حطب كان ثباته على نميمة، وإن كان متخذا من خيط أو خرقة فإن ثباته في أمر غير ثابت ولا دائم.
وقال دانيال إذا رأى الأمير في أحد رجليه قيدا فإنه يدل على سفره من مملكته وحصول التعويق في سفره، وإن كان القيد على رجليه فإنه يدل على حصول ولاية.
ومن رأى أن برجليه أربعة قيود فإنه يرزق أربعة أولاد.
ومن رأى كأنه مقرون في قيد مع رجل دلت رؤيته على اكتسابه معصية كبيرة ويخاف عليه انتقام السلطان لقوله تعالى " وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد " .
وقيل من رأى أن برجليه قيدا من مفرق فإنه حصول منفعة من الأرض، وإن كان من رصاص تكون المنفعة من النصارى يتزوج، وإن كان من نحاس تكون المنفعة من اليهود، وإن كان من فضة فإنه يتزوج امرأة، وإن كان من ذهب فإنه يدل على السفر والمرض.
وقال الكرماني من رأى أنه مقيد وهو من أهل الخير والصلاح فإنه ثبات في دينه، وإن كان من سلطان أو من يقوم مقامه فإنه يدوم في حكمه وولايته، وإن كان مريضا أو محبوسا أو مكروبا فإنه يطول مكثه، وإن كان مسافرا أو يهم بالسفر يقيم عن ذلك، وإن كان القيد من فضة فإنه يمتحن بامرأة، وإن كان من ذهب فإنه يذهب له شيء، وإن كان من صفر أو رصاص أو ما يشبه ذلك فإنه تحصي خير ومنفعة أزيد بما كان يقصده في سفره، وإن كان من حديد كانت اقامته لعذر قاطع.
وقال بعض المعبرين جربت رؤيا القيد مرارا عديدة فلم أر منه إلا خيرا وكلما ثقل القيد كان أعظم في الثبات وأجود.
وقال جعفر الصادق رؤيا القيد تؤول على أربعة أوجه كفر ونفاق وبخل واحتفاظ من المعصية ويحتاج في ذلك إلى اعتبار الرائي.
فصل في رؤيا السجن وهو على أوجه متعددة
من رأى أنه دخل سجنا مجهولا فإنه يؤول بالقبر، وإن كان معروفا فإنه غم ومضرة.

وقال الكرماني رؤيا السجن المعروف لمن يكون مشهورا بعدم الفساد دين وجاه ومنفعة، وإن كان مشهورا بالفساد فغم ونقصان.
ومن رأى أنه في سجن سلطان موثقا فإنه يصيب أمرا يكرهه ونهو في غم يرتجى فرجه، وإن كان مسافرا فهو غفلته، وإن كان مريضا فمرضه يطول، وإن خرج منه دم خرج من ذلك كله.
وقيل من رأى أنه في سجن فهي الدعوة المستجابة.
ومن رأى أنه في سجن مجهول موضعه وهيئته وأهله ورأى في ذلك بشاعة ولم ير أنه خرج منه فإن ذلك قبره.
ومن رأى أنه موثق في بيت فإنه يصيب خيرا.
ومن رأى أنه في سجن وهو صفة بيت لا يعرفه فإنه يتزوج امرأة وينال منها مالا وولد.
وإن رأت امرأة أنها في سجن فإنها تتزوج رجلاًكبير القدر، وإن كانت متزوجة فإنها حرة مصونة ولا بد لها من حصول الخير.
ومن رأى أنه معوق في مكان لا يستطيع الخروج منه بحيث يكون مشكورا فإنه سعة وقضاء ونعمة خصوصا ان كان من طلبة العلم.
ومن رأى أنه خرج من الاعتقال فإنه يخرج مما هو فيه من أمر يكره في الدين والدنيا إلى الصلاح والخير ولا خير في ذلك للأمراء.
ومن رأى أنه يخرج من سجن مجهول أو من باب ضيق فهو محمود جدا في جميع الأحوال والأفعال.
ومن رأى أنه خرج من سجن وأراد أن يعود فيه فإنه يكون قد نأى عن أمر مكروه، وإن الشيطان قد سول له تحسينه فإن دخل فيه عاد لما كان عليه من الخبائث.
وقال جعفر الصادق رؤيا الحبس إذا كان معروفا فهو حصول مراد وعاقبة محمودة لقوله تعالى " قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه " وإذا كان مجهولا فهو قبر وهم وغم لقول يوسف عليه السلام: السجن قبر الاحياء ومنزل البلوى وتجربة الأصدقاء وشماتة الأعداء.
ومن رأى أنه هرب من السجن فهو على وجهين اما خلاصه أو موته لما رأى بعضهم ذلك وجربه مراراً.
ومن رأى أنه دخل السجن ثم خرج عاجلا فإنه ينال ما يتمناه بتمامه.

فصل في رؤيا الترسيم
من رأى أنه في الترسيم فإنه يصيب خيرا خصوصا ان كان في بيته.
ومن رأى أنه فك من الترسيم فهو خير أيضا.
وقال بعض المعبرين ربما يؤول الترسيم بالحفظة فيحتاج الرائي أن يعبر بحسن منظر من يراه مرسما عليه فإن كان حسن المنظر فيدل على منطقه وفعله، وإن رآه سيء المنظر فضده لقوله تعالى " وإن عليكم لحافظين " والله أعلم.
الباب السادس والعشرون
في رؤيا الأسر والشتم والمنازعة والمضاربة
والبغي والظلم وأكل لحم الإنسان
فصل في رؤيا الأسر
من رأى أنه أسير فلا خير فيه ويصيبه هم شديد.
ومن رأى أنه ملك أسيرا فهو محمود ورؤيا الأسارى حكم وعلو جاه.
وقال السالمي من رأى أنه أسير وقد تخلص فإنه ينجو من الهم والغم.
ومن رأى أنه كان أسيرا وسلم فهو نظيره.
ومن رأى كأنه أسير وهو يؤمن بخلاف دينه فإنه ان فعل لا خير فيه، وإن لم يفعل فهو محمود.
ومن رأى أنه يحسن إلى أسير فإنه يفعل الخير ويكون عند الله مقبولا لقوله تعالى " مسكينا ويتيما وأسيرا " .
ومن رأى أن أسيرا فك نفسه فإنه يسعى في نجاح آخرته.
فصل في رؤيا الشتم
قال الكرماني من رأى أنه شتم انسانا بما لا يحل له فإن المشتوم يظفر بالشاتم، وإن كان الشتم صادرا منه جوابا عما شتمه خصمه فإنه يجازيه بالسيء لقوله تعالى " وجزاء سيئة سيئة مثلها " .
ومن رأى أن ذا سلطان شتمه فإنه حصول خير له، وربما خرجت الرؤيا على ذلك.
ومن رأى أنه شتم أحداً فإنه يستخف به.
ومن رأى أن أحداً من الصالحين شتمه لاجل أمر مكروه فإنه يدل على أنه منهمك على المعاصي فليتب إلى الله.
فإن رأى أنه هو الشاتم فإنه مرتكب ضلالة، وربما دل الشتم من الكبير للصغير على التوبيخ.
فصل في رؤيا المنازعة
من رأى أنه يتنازع من أحد في أمر من أمور الدنيا فإنه مجتهد في طلب رزقه، وإن كان هو المنتصف لا يحصل له ما قصده من ذلك المطلب شيء، وإن لم يكن فضد ذلك.
وقال بعض المعبرين ان كان التنازع لأمر من أمور الآخرة فإن المنتصف منهما ينتصف كما رأى لأن النوعين مختلفان، ومن رأى أنه ينازع أحداً في نصرة الله فإنه ينتصر لقوله تعالى " ولينصرن الله من ينصره " .
وقيل من رأى أنه نازع انسانا فإنه يصيبه تعب شديد فليكن على أهبة لذلك.

ومن رأى أنه ينازع انسانا في أمر أبهم عليهما فإنه يدل على أنه محاكمة إلى الشرع الشريف ويعود أمره إلى الكتاب والسنة لقوله تعالى " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول " ، وقيل المنازعة مع النسوة والصبيان الصغار ليست بمحمودة.
وقيل من رأى أنه ينازع صبيا وظفر به فإنه يكون كذلك، ومن رأى أنه ينازع أحداً من أهل الذمة ففيه اختلاف.
وقيل من رأى أنه ينازع السلطان فإنه حصول مصيبة شديدة، وربما يهلك أو يضرب عنقه لقول بعض الشعراء من جملة أبيات:
ومن نازع السلطان في قصره ... يصبح برفع الرأس عن جثته

فصل في رؤيا المضاربة
وقد تقدم طرف من الكلام عليها لما اقتضاه الحال في ذلك في باب رؤيا أحوال تكون من الإنسان في اليقظة.
وقال جابر المغربي المضاربة نوع من القتال وحكمها حكمه في الظفر والغلبة ولم ترد على ذلك.
وقال الكرماني المضاربة لها حكم بمفردها لكونها قد تكون باللسان أو بالفعل أو بكليهما أو القتال لا يكون إلا وقت حرب ولا يمكن أن يطلق على المضاربة باللسان لفظ قتال، فمن رأى أنه ضارب انسانا وبغى عليه وقذفه فإن المبغى عليه يظفر بالباغي ما لم يكن لبغيه أثر ظاهر كما تقدم.
وقال السالمي من رأى أنه ضارب أحداً وبدأه بالقول الفاحش فإنه يقهره في أمر.
ومن رأى أن جماعة يتضاربون سواء كان بالقول أو بالفعل على أمر دنيوي فانهم في خسران مبين، وإن كان أخرويا فانهم يجتهدون في أمر معروف، وقيل في المذكورين جميعا إن الغالب مغلوب والمغلوب غالب إلا أن تكون طائفة تضاربت لأمور الدنيا وطائفة لأمور الآخرة فإنه يؤول كما تقدم في المنازعة.
فصل في رؤيا البغي والظلم
وقد تقدم الكلام أيضاً على نبذة منه في الباب الثالث والعشرين لما اقتضاه الحال في ذلك.
وقال جابر المغربي من رأى أنه باغ فإنه مشرف على الزوال لأن البغي له مصرع.
ومن رأى أن أحداً بغى عليه فإنه ينصر لقوله تعالى " ثم بغى عليه لينصرنه الله " والظلم أيضاً تعبيره كذلك.
وقال خالد الاصفهاني أولت بتوفيق الله رؤيا الظلم بعدم الافلاح لقوله لا أفلح من ظلم، وربما دل الظلم على الخراب وقد تقدم بقية الكلام على الظلم في الباب السابع عشر في فصل رؤيا الظلم.
فصل في رؤيا أكل لحم الإنسان
قال الكرماني من رأى أنه يأكل لحم انسان وكان لما يأكله أثر ظاهر فإنه يأكل من مال ذلك الإنسان ان عرفه، وإن لم يعرفه فهو حصول مال على كل حال.
ومن رأى أنه يأكل لحم نفسه فإنه يصيب مالا كثيراً وسلطانا عظيما.
ومن رأى أنه يأكل لحم انسان بشهوة ودمه يسيل فهو حصول مال غزير من غير سؤال.
وأما رؤيا أكل لحم أحد من المعذبين كالمصلوب والمشنوق والموسط وما أشبه ذلك فإنه حصول مال من مطلوب، وقيل انتصاف وانتقام.
ومن رأى أنه يأكل لحم عدوه فإنه يظفر به.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه يأكل لحم انسان ميتا فإنه يغتابه لقوله تعالى " أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا " الآية والله أعلم بالصواب.
الباب السابع والعشرون
في رؤيا الخطبة والتزويج والعرس والطلاق
والجماع والقبلة والملامسة ونحوه
فصل في رؤيا خطبة النساء
وهي على أوجه. وقال بعض المعبرين من رأى أنه يخطب امرأة فإنه يسعى في تحصيل الدنيا ويناله منها بقدر ما ناله من الخطبة.
ومن رأى أنه يسر إلى امرأة عازبة أمرا فإنه يدل على خطبته ورغبته في زواجها لقوله تعالى " ولكن لا تواعدوهن سرا " الآية.
ومن رأى أنه يخطب امرأة متزوجة دل على أنه يطلب الدنيا ولا تحصل له.
ومن رأى أنه يخطب امرأة واجابته إلى قصده وكانت بديعة في الحسن فإنه حصول مراده وقضاء حاجته، وربما دلت الرؤيا على حصول فرح وسرور وبشارة.
ومن رأى أن امرأة تخطبه وترغب فيه فإن الدنيا مائلة إليه مقبلة عليه.
فصل في رؤيا التزويج
وهو على أوجه.
قال الكرماني من رأى أنه تزوج بامرأة وله زوجة أو ما ينوب عن ذلك أصاب سلطانا وخير بقدر جمال المرأة إذا عاينها أو عرفها، وإن لم يعرفها ولم يعاينها ولا سميت له وهي مجهولة فإن ذلك يدل على موته أو موت إنسان على يديه.
وكذلك إذا رأى عريسا ولم ير زوجته ولا يعرفها ويستدل على ذلك بالقرآن والشواهد.

ومن رأى أنه تزوج امرأة شيخ أو اخته فإنه يصيب خيرا كثيراً وكذلك المرأة في رؤياها الزواج من هذا النوع.
ومن رأى رجلاًمريضا تزوج وليس له امرأة وزوجه مجهول دل على موته وحسن حاله فيما يصير إليه.
ومن رأى أنه تزوج ذات رحم فإنه يسود اهل بيته.
ومن رأى أنه تزوج امرأة ميتة ودخل بها فإنه يظفر بأمر ميت بحياله، وإن لم يكن دخل بها ولا غشيها يكون ظفره في الأمر غير ثابت.
وقيل من رأى أنه تزوج امرأة ميتة من ذات محرمه فإنه يصل رحمها، وإن كانت حية قطع رحمها.
وإن رأت امرأة ان لها زوجا وقد تزوج بها وهو ميت ودخل بها فإن ذلك نقصان لها في مالها وتفرق امرها وتغير حالها، وإن كان الميت دخل بها في داره وهي مجهولة فإنها تموت.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الزواج تدل على ثروة واصابة وغنى لقوله تعالى " وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم " الآية.
ومن رأى أنه تزوج امرأة ثم ماتت فإنه يسعى في أمر لا يحصل منه إلا الحزن، وإن رأى ان المرأة التي تزوجها يهودية فإنها تأتي حرفة فيها ارتكاب فاحشة، وإن كانت نصرانية فإنها حرفة باطلة، وإن كانت مجوسية فهي مشغلة تورث ترك الدين.
ومن رأى أنه تزوج زانية دلت رؤياه على حصول فعلها لقوله تعالى " والزانية لا ينكحها إلا زان " ، وإن كانت المرأة سليطة دلت رؤياه على أنه يقتل.
ومن رأى أنه تزوج بامرأة من رجل آخر وذهب بها إلى ذلك الرجل فإنه يزول عزه ومعيشته.
ومن رأى أن امرأة تزوجت بزوج فإنها تؤول على ثلاثة اوجه ان كانت حبلى ولدت ابنة وانها تسعى في تزويجها أو وقوع بينها وبين زوجها.
ومن رأى أنه تزوج امرأة فغشيها فإنه يدل على الشرف وحصول ملك ما لم يملكه.
وإن رأت انها متوجهة إلى زوج وهي مزينة وما وصلت إليه فإنه يدل على قرب أجلها.
وإن رأت انها وصلت إلى زوجها وغشيها فإنه يدل على حصول منفعة وسرور لها بقدر زينتها ولباسها.
ومن رأى أنه تزوج بشيء من الحيوان من أي صنف كان فإنه يدل على أنه يتزوج بامرأة تنسب إلى ذلك الحيوان.
وإن رأى ما تزوجه من الحيوان موافقة فإنه يدل على ان المرأة التي نسبت لذلك توافقه على ما يقصده من مثل ذلك الحيوان فتعبير الفعل ان كان مشكورا فهو محمود وإلا فضده.

فصل في رؤيا العرس
وهو على اوجه. فمن رأى عرسا وليس فيه شيء من الملاهي وهو بسكون ووقار فإنه يدل على الخير والبركة خصوصا ان كان فيه ما يدل على الخير.
وإن رأى ضد ذلك فليس بمحمود خصوصا ان كان فيه رقص فإنه مصيبة والزغاريط مصيبة والزغروطة الواحدة هم قليل.
وقال أبو سعيد الواعظ العرس لمن اتخذه مصيبة ولمن يدعي إليه سرور وفرح إذا لم ير طعاما.
وقال الكرماني من رأى أنه يلي أمر عرس أقام في جنازته بعض أهله.
ومن رأى أن العرس في دار بها مريض فإنه دليل على موته.
وقال بعض المعبرين أكره رؤيا العرس في المنام خصوصا إذا كان فيها شيء من انواع الملاهي وجميع الأفراح وما يناسب ذلك مصائب وأحزان.
فصل في رؤيا الطلاق
وهو على أوجه وللمعبرين في ذلك أقوال.
قال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه طلق امرأته فإنه يستغني لقوله تعالى " وان يتفرقا يغن الله كلام من سعته " ، وقيل ان صاحب هذه الرؤيا يفارق رئيسه فإن النساء ذوات كيد كالملوك، وقيل ان كان صاحب الرؤيا ذا منصب فإنه يعزل.
ومن رأى أنه طلق زوجته باتا فإنه يترك شغله ولا ينوي الرجوع فيه.
ومن رأى أنه طلق امرأته ثم غار عليها فإنه يكون حريصا على مراجعتها فإن الغيرة عند المعبرين تؤول بالحرص.
وقال ابن سيرين من رأى أنه طلق امرأته وكان ليس معه غيرها فإنه يزول عن شرفه وعزه، وإن كان له غيرها من النسوة أو الجواري فإنه نقصان في ذلك.
ومن رأى أنه طلق امرأته وليس له امرأة فإنه يدل على قرب أجله.
وقال الكرماني من رأى أنه يطلق امرأته فإنه يؤول على سبعة أوجه غنى لما تقدم من الآية، ومفارقة شريك وعزل عن منصب وتعطيل دولاب وذهاب مال وحصول شيء يريده إذا كان يكره المرأة ومخاصمة رجل.
وقيل من رأى أنه يطل زوجته فإنه يعاتب صديقا له عتابا شديدا أو يتهم بتهمة.
ومن رأى أنه طلق زوجته طلقة واحدة وكان مريضا وزوجته مريضة فإن احدهما يبرأ من مرضه، وإن كان الطلاق بثلاث مات المريض.

وقيل من رأى أنه طلق امرأته وكان من طلاب الآخرة انقطع عن الدنيا واشتغل بالآخرة.

فصل في رؤيا الجماع
وهو على وجوه.
قال دانيال من رأى أنه يجامع فإنه يدل على حصول مراده خصوصا ان أنزل.
ومن رأى أنه جامع رجلاًفإن المفعول ينال من الفاعل خيرا.
ومن رأى أنه جامع زوجته على عادته فإنه يصلها بالبر والخير، وإن كان جماعه معها في الدبر فإنه يطلب أمرا فيه بدعة ولا يحصل له في مطلبه نتيجة ويكون غير محافظ على السنة.
ومن رأى أنه يجامع أحداً من محارمه فإنه يكون قليل المحبة والشفقة لمن فعل بها، وربما تنقطع مودته عنها، وإن كانت ميتة فإنه يدل على حصول هم وغم، وقيل ان رؤيا ذلك خير للفاعل والمفعول، وربما دل على الحج.
ومن رأى أنه يجامع زوجته وكانت ميتة فلا خير فيه.
ومن رأى أنه يجامع امرأة ميتة مجهولة فإنه حصول مراد.
وقال أبو سعيد الواعظ الجماع في الأصل يدل على نيل المطلوب وإصابة البغية.
ومن رأى أن الخليفة أو من يقوم مقامه نكحه نال ولاية.
ومن رأى أنه نكح رجلاًأصابه فرح وفرج من الغم.
ومن رأى أنه ينكح رجلاًمن غير منازعة فإنه يدل على ان يكون بينهما مودة في ذلك الوقت، وربما نال المنكوح من الناكح خيرا إن عرفه، وإن لم يعرفه فلا بأس به.
ومن رأى أنه ينكح شابا مجهولا فإنه نطق بعدله.
ومن رأى أنه افتض بكرا فإنه يملك جارية أو ينكح امرأة حسنة في تلك السنة.
ومن رأى أن ينكح امرأة رجل يعرفه فإن ذلك الرجل الذي هو زوج المرأة ينال غنى من جهة امرأته.
وقيل من رأى أن أحداً ينكح امرأته نال الناكح ان كان معروفا من تجارته نيلته.
ومن رأى أنه ينكح شيخا مجهولا وهو يوافقه على ما يأمل به فهو في غاية الحسن.
ومن رأى أنه ينكح ميتا فإنه يصله بالدعاء.
ومن رأى أنه ينكح أمه وكانت ميتة فإنه يدل على انقضاء أجله لقوله تعالى " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم " الآية، وأول بعضهم هذه الرؤيا إذا كان صاحبها غائبا بالاجتماع على أمه إن كانت موجودة.
ومن رأى أنه ينكح شيئا من الحيوان فإنه يصنع معروفا إلى من يكفره.
ومن رأى أن شيئا من الحيوان ينكحه فإنه يدل على زيادة مروءته فوق القدرة.
ومن رأى أنه ينكح أحد أبويه من غير إنزال فإنها صلتهم، وإن أنزل فإنه قطع لرحمه.
ومن رأى أنه ينكح عبده أو أمته نال فرجا وزيادة في ملكه.
ومن رأى أن عبده ينكحه فإنه يستخف به.
وكذلك ان رأى أحداً من خدمه.
وقال الكرماني من رأى أنه يطأ امرأة أصاب أهل بيته منه خيرا وغنى.
ومن رأى أنه يطأ امرأته وهي حائض فإنها تحرم عليه لقوله تعالى " فاعتزلوا النساء في المحيض " .
ومن رأى أنه يطأ امرأة ويرى فرجها وكانت تذكر بسوء أصاب خيرا كثيراً وقضيت حاجته، وإن كانت مشهورة بالديانة كان الخير أشد، والمرأة الزانية دون ذلك، والمجهولة أقوى من المعروفة.
ومن رأى أن قوما يختلفون إلى زانية فانهم يجتمعون على عالم يصيبون من علمه خيرا.
وقيل من رأى أنه ينكح زانية فإنه ان كان من طلاب الدنيا أصاب مالا حراما، وإن كان من أهل الصلاح والخير أصاب علما وبركة والنكاح دال على بلوغ المراد من دين أو دنيا لأن النكاح متعة ولذة.
ومن رأى أنه افتض جارية أصاب سلطانا وخيرا.
ومن رأى أنه يطأ جارية سوداء فإنه يصيب هما ويفرج عنه سريعا.
وقال السالمي ومن رأى أنه يجامع ولا يتمكن من الإنزال فإنه يدل على البحث عن العلوم الصعبة والحكمة الخفية ونحو ذلك فإن كان قضيبه مرتخيا لا ينتج ما يطلبه.
ومن رأى أنه يطأ بشهوة وقوة فإنه يدل على نجاح مقصده.
ومن رأى أنه يطأ امرأة نصرانية فإنه يصيب من السلطان مالا فيه عهد، وقيل رؤيا النكاح تدل على قرة العين وحصول السرور، وربما دل وطء ذات المحارم على الولد الحرام، وربما دل نكاح الرجل لأمه على موته في البلدة التي ولد فيها ولو كان غائبا عنها لما تقدم من الآية، وقيل لا يرى ذلك إلا قاطع رحم أو مقصر بحقوقهم، وربما يرجع بعد ذلك.
ومن رأى أن خصمه نكحه فإنه يظفر به.
ومن رأى أنه نكح طفلا فإنه يرتكب ما لا ينبغي له، وربما دل على النكد وحصول المشقة.
ومن رأى أن رجلاًمعروفا ينكحه فانهما يتشاركان ويجتمعان على أمر مكروه.

ومن رأى أنه ينكح السلطان أو من يقوم مقامه فإنه يذهب ماله، وإن فعل به ذلك أصاب خيرا عظيما.
ومن رأى أنه ينكح دبرا فإنه يأتي أمرا على غير وجه، وقيل إن النكاح في الدبر يدل على طلب أمر عسير لأن الدبر لا يتم فيه نطفة.
وقيل نكاح البهيمة المجهولة ظفر بالأعداء والمعروفة اصطناع معروف مع غير أهله ونكاح السبع ظفر بالأعداء وتمكن من صاحب سلطان، وإن كان السبع ينكحه فلا خير فيه.
وقيل من رأى أن شيئا من البهائم ينكحه فإن كان ذا ناب فإنه يصيبه ما يكره من عدوه، وإن لم يكن فلا بأس به.
ومن رأى أنه ينكح شيئا من الجمادات وكان به مكان يقتضي النكاح فإنه يتعلق بأمر غريب فإن أنزل نال بغيته، وإن لم ينزل فضده.
وقال جعفر الصادق من رأى أنه جامع ووجب عليه الغسل فإن ذلك المنام يبطل بالانزال لأنه من فعل الشيطان.
ومن رأى أنه يجامع رجلاًمعروفا فإنه يساعده على نيل مطلبه، وإن كان مجهولا فإنه ينال ظفرا.
وقال بعض المعبرين ربما دل الزنا على الخيانة.
ومن رأى أنه جامع زوجة جاره فلا خير فيه لما ورد في الحديث المشهور.

فصل في رؤيا القبلة
وهي على أوجه.
فمن رأى أنه يقبل امرأة مزينة أو يضاجعها فإنه يتزوج امرأة قد مات زوجها ويفيد منها مالا وولدا وينال في تلك السنة خيرا، وقيل اقبال على الدنيا.
ومن رأى أنه يقبل رجلاًأو يضاجعه أو يخالطه مخالطة بشهوة فإن تأويله كتأويل النكاح الا أنه دونه في القوة، وإن لم تكن القبلة بشهوة فإن الفاعل ينال من المفعول خيرا.
ومن رأى أنه يقبل ميتا فإنه يجري مجرى النكاح في التأويل.
ومن رأى أنه قبل الأرض للملك فإنه يطاع له ويسأله في أموره، وربما دل على حصول خير.
ومن رأى أنه يقبل الأرض لمن لا يقتضي له التقبيل فلا خير فيه.
ومن رأى أن أحداً قبل الأرض للشخص فإنه خير وعلو شأن للمقبل له.
ومن رأى أنه قبل يد أحد فإنه يتواضع، وربما دل أيضاً على الانعام وتقبيل الركبة دونه، وتقبيل الرجل دون ذلك.
ومن رأى أنه قبل يد محبوبه فإن ذلك خضوع وذلة له.
وقال الكرماني من رأى أنه يقبل ميتا بشهوة فإنه يصله بالخير.
وإن رأى ان الميت يقبله فإنه يصل إليه من مال ذلك الميت أو من عمله خير.
ومن رأى أنه يقبل شيئا من الحيوان فإنه يميل إلى محبة من لا إنسانية فيه.
ومن رأى أنه قبل شيئا من الجمادات فإنه يميل إلى إنسان يكون طبعه كطبع ما قبله من ذلك الجماد.
وقال بعض المعبرين رؤيا تقبيل من يحبه الإنسان يؤول على أربعة سرور ومودة وبلوغ أرب وظفر.
وقال جعفر الصادق رؤيا القبلة تؤول على أربعة أوجه خير ومنفعة وقضاء حاجة وظفر وخبر سار.
فصل في رؤيا الملامسة
من رأى أنه يلامس زوجته ويلتذ بذلك فإنه يكون محبا لها، وإن لم يجد لذلك لذة فضده.
ومن رأى أنه يلامس مالا يحل له فإنه يرتكب أمرا مكروها.
وقيل من رأى أنه يلامس أحداً فإنه يختبره لأن الملامسة أحد الحواس الخمس.
وقيل من رأى أنه يلامس من يحبه فهو سرور.
ومن رأى أنه يلامس فأمني فإنه حصول مراد، وربما كان تسلي خاطر.
ومن رأى أنه لامس فأنزل ووجب عليه الغسل بطلت رؤياه فإنه كما تقدم من فعل الشيطان والله تعالى أعلم بالصواب.
الباب الثامن والعشرون
في رؤيا الجنابة والحيض والحمل والوضع
والنفاس والسقط والرضاع ونحوه
فصل في رؤيا الجنابة
من رأى أنه صار جنبا من شيء حرام فإنه يتحير في أموره، وقيل يسافر ولم يحصل مراده ولا ينال مقصوده في ذلك السفر.
وإن رأى أنه اغتسل ولبس قماشا فإنه يتخلص من ذلك التحير ويصل إلى مقصوده، وإن لم يغتسل مكملا لم يحصل مراده.
وقال أبو سعيد الواعظ المذي مال مزيد والمذي مال لا بقاء له والمني باق.
فمن رأى أنه وصل إليه شيء من ذلك أو خرج منه فيؤول على ما ذكرناه.
ومن رأى أنه لطخ امرأته بشيء من ذلك أعطاها حلة وكسوة.
ومن رأى أنه أصاب منيا حار فإنه يؤول بمال من كنز، والمنى الأصفر ولد كثير الأمراض، والأحمر ولد قصير العمر، وأما الأسود فولد يسود أهل بيته.
وقال بعض المعبرين رؤيا الجنابة من سائر الحيوان مال ونعمة.
وقال ابن سيرين رؤيا المنى مال ونعمة فمن رأى منيا مملوءا في وعاء فإنه حصول مال يدخر وتحصل به منفعة، وقيل المنى يعبر بحصول المال وذهابه.

فإن قال الرائي رأيت أن المنى خرج مني فهو خروج مال، وإن قال جاءني المنى فهو حصول مال والمعنى واحد والفرق في الكلام.
وقال جعفر الصادق رؤيا الجنابة تؤول على ثلاثة أوجه ولد وحصول مال وخروجه.
وقال بعض المعبرين الجنابة والمنى واحد والمذي غيره وتعبيره بالفرح والسرور.

فصل في رؤيا الحيض
وهو على أوجه.
فمن رأى أنه حاض دل على فساد دينه وارتكاب محرم.
ومن رأى أن زوجته حاضت فإن أمور الدنيا تتعوق عليه ومن كانت زوجته صالحة فإنه تحير في دينه.
وإن رأت المرأة أنها حائض فإنه يحصل لها مال بقدر الحيض.
ومن رأى أنه كان حائضا سواء كان رجلاًأو امرأة واغتسل من الحيض ولبس ثوبه فإنه يدل على نجاح دينه ودنياه.
وقال الكرماني من رأى أنه يجامع امرأة حائضا ودفق منيها عليه فإنه حصول مال.
وقال أبو سعيد الواعظ إذا رأت المرأة انها حاضت وكانت عقيمة من النسل فإنها تلد لقوله تعالى " فضحكت فبشرناها بإسحق " وأراد بالضحك ههنا الحيض.
وقال بعض المعبرين رؤيا الحيض تدل على الكذب لقوله عليه السلام الحديث الذي يدل على ذلك.
وقال السالمي إذا رأت عجوز انها حائض فإنه يدل على انقضاء أجلها، وإن رأت الطفلة انها حاضت فإنها تدل على ازالة بكارتها، وقيل رؤيا الحيض للعجوز والصغيرة يؤول بالموت، وربما دلت رؤيا الحيض للصبية على الزواج.
فصل في رؤيا الحمل
وهو على أوجه.
قال أبو سعيد الواعظ رؤيا الحمل للمرأة زيادة مال وللرجل حزن يقبل.
وقيل رؤيا الحمل دليل على النعمة ومال الدنيا بقدر كبر جوفها سواء كان الرائي رجلاًأو امرأة.
وإن رأى الصبي الذي دون البلوغ أنه حامل يؤول بوالده.
وإن رأت الصبية ذلك يؤول على والدتها.
وقال الكرماني من رأى أنه صار حاملا فإنه زيادة في ماله.
ومن رأى أن امرأته حامل فإنه يرجو شيئا من عرض الدنيا والحمل صالح للرجال والنساء على كل حال.
ومن رأى أن شيئا من الحيوان حامل فهو خير ومنفعة خصوصا إن كان نوعه محبوبا.
فصل في رؤيا الوضع
وهو على أوجه.
قال الكرماني من رأى أنه وضع جارية أصاب خيرا كثيرا.
ومن رأى أنه وضع غلاما أصاب هما شديدا ويناله كلام مكروه، وربما يموت.
ومن رأى أن امرأته أو جاريته وضعت غلاما فإنها تلد جارية إن كانت حاملا، وإن لم تكن فإنه يصيبه هم ثم يفرج الله عنه.
وإن كان في الرؤيا ما يدل على الشرف فإنه يخاف عليه الموت.
ومن رأى أن إحداهما ولدت غلاما فإنه يعبر بالضد، وقيل رؤيا الابن يؤول بالبنت وكذلك البنت بالابن الا ان يكون طبع الرائي إذا رأى شيئا يظهر على حقيقته.
ومن رأى أن ولد من فيه فإن كان مريضا فإنه انقضاء أجله، وربما كان صاحب الرؤيا منحصرا من أحد فتكلم معه بكلام حسن.
وقال أبو سعيد الواعظ ولادة الرجل غلاما دخوله في أمر ثقيل ليس من شأنه ثم ينجو ويظفر بعدوه، وربما دلت رؤياه على نجاة من امرأة رديئة ورؤيا امرأة السلطان انها ولدت من غير حمل اصابة زوجها كنزا.
وقال الكرماني إذا رأت امرأة انها ولدت بنتا أصاب زوجها منفعة.
وإن رأت انها ولدت ابنا فإنه يدل على حصول غم وهم.
وقال جعفر الصادق من رأت انها ولدت ابنا وتكلم معها في الحال فإنه يدل على موتها.
وإن رأت انها ولدت بنتا وتكلمت معها في الحال فإن الله تعالى يرزقها ولدا يسود قومه.
فصل في رؤيا النفاس
قال الكرماني النفاس يدل على المرض وضعف المقدرة.
وقال آخرون خلاص من غم وهم.
ومن رأى أنه يتحرج ما يلائم ذلك فإنه يدل على أنه يتولى أمرا من الأمور، وإن رأت المرأة انها نفست وما خلصت فلا خير فيه، وأما العجوز والصغير فحكمهما كحكم الحيض.
فصل في رؤيا السقط
من رأى أنه سقط فإنه لا يتم له ما يريده من أمر هو قاصده وكذلك المرأة.
فصل في رؤيا الرضاع
وهو على أوجه.
فمن رأى أنه يرضع فإنه ذل وحزن.
ومن رأى أن أحداً يرضع من ثديه فإنه يحبس، وقيل لا خير فيه المراضع ولا للمرضع.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يرضع ثدي امرأة فإنه يمرض.
وإن رأت ذلك امرأة سواء كانت كبيرة أو صغيرة فإن الدنيا تنقبض عليها.
وإن رأت انها ترضع من ثديها لبنا فإنه ميراث من بنتها.

وإن رأت امرأة انها ترضع من ثدي رجل فلا خير فيه، وأما رضعها من ثدي امرأة أخرى ففيه خلاف.
وأما رضع القضيب فهو صالح للراضع والمرضع وحصول خير وقضاء حاجة، وأما من جميع الأعضاء ان در فهو خير للراضع ولا خير فيه للمرضع سوى ما ذكر وأما الرضع من مثانيه ففيه خلاف.
ومن رأى أنه يرضع من ثدي ولم يدر فلا خير فيه.
ومن رأى أنه يرضع من حيوان فهو حصول مال ومنفعة، وقال الكرماني رؤيا الرضاع حصول مال فإن كان من انسان أو حيوان لا يؤكل لحمه فهو حرام، وإن كان من حيوان يؤكل لحمه فهو مال حلال، وقيل الدر من الإنسان شفقة.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يرضع ممن ليس له ثدي فهو يطلب المال من اخساء القوم فإن در ناله، وإن لم يدر لم ينله شيء.
ومن رأى أنه يرضع من انسان أو حيوان من مكان لا يقتضي الرضاعة فهو طلب أمر عسير، فإن نال منه شيئا فإنه يبلغ بمقدار ما يقصده لكن بالتعسير.
وقيل من رأى أنه يرضع صبيا أو يرضع فإنه يحبس ويغلق عليه باب ويناله شدة.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه يرضع من ثدي أمه فإنه يدل على حصول عز ومرتبة وكذلك ان رأى أن امه ترضعه لقوله تعالى " وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه " .
ومن رأى أن في يده لبنا فإنه مشرف على زيادة دنيا وظفر بها.
ومن رأى أنه يطوف على النساء ويمص ثديهن فلا يجري إليه اللبن فإنه رجل يحب اللواط ويعتاد الصبيان.
وإن رأت المرأة رجلاًيرضع من لبنها فإنه يأخذ من مالها بقدر ما ارتضع وهي كارهة.
ومن رأى أنه ارتضع من ثدي سواء كان لآدمي أو حيوان فإن خرج له من الثدي شيء سائل سواء كان نوعه محبوبا أو مكروها فإنه مال، وإن كان جامدا فليس بمحمود، وقيل منفعة ما لم يكن صفة روح أو تحريك، وإن كان فيه شيء من ذلك فإنه يدل على ولد، وإن كان نوع ذلك الشيء محبوبا فهو ولد صالح، وإن كان مكروها فضده والله أعلم بالصواب.

الباب التاسع والعشرون
في رؤيا الموت والغسل والحنوط والكفن
والجنائز والقبور والدفن والنبش ونحوه
فصل في رؤيا الموت
قال دانيال من رأى أنه قد مات والناس يبكون عليه ويندبونه وغسلوه ولفوه في الكفن وحملوه على النعش ودفنوه في القبر فجملة ذلك يدل على فساد دينه، وإن لم يدفن فإنه يدل على صلاح أموره.
ومن رأى أنه قد مات ووضع على النعش وحملوا جنازته والناس يسعون ويمشون في جنازته فإنه يدل على شرفه وعلو شأنه ولكن يكون في دينه خلل وفساد لأن الموت هو الانقطاع عن الخيرات وغيرها ويمكن الصلاح في دينه بعد ذلك خاصة إذا علم أنه لم يدفن في القبر.
ومن رأى أنه مات وعاش بعد موته فإنه يذنب ويتوب، وقيل يطول عمره.
ومن رأى أنه قد قال له قائل إنك لم تمت أبدا فإنه يموت شهيدا.
ومن رأى أنه قد مات وعليه هيئة الأموات ولم يبك عليه أحد ولم يغسل ولم يكفن خرب بعض بيته.
ومن رأى أنه مات ودفن ولم يبك عليه أحد ولم يتبع جنازته أحد ولم يغسل فإنه يدل على عدم عمارته بعض ما خرب من بيته إلا ان كان أحد غيره فإنه يمكن أن يعمره.
ومن رأى أنه ميت في المقابر وحسب أنه قد مات من مدة مديدة فإنه يسافر سفرا بعيدا ويصحب الجهال وأهل الفسق والفساد.
وقال جابر المغربي رؤيا موت الفجار راحة المؤمن وعذاب الكافر وإذا لم يكن موت الفجار فإنه فساد الدين وإذا صعب على الميت نزعه وموته صعب عقابه وعذابه.
ومن رأى أنه قد مات وأقبل من يغسله فإنه يتوب من الذنوب.
ومن رأى أن حيا قد مات وهو موضوع على سرير أو نعش أو ما أشبه ذلك فإنه يتصل إلى خدمة السلطان أو من يقوم مقامه ويرى منه خيرا ومنفعة.
وقال ابن سيرين من رأى أن ملك بلده قد مات فإنه يدل على خراب ذلك البلد.
وقال الكرماني من رأى أنه في غمرات الموت ونزعات الساق فإنه ظالم لنفسه لقوله تعالى " ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت " ، وقيل إن كان عليه دين وفاه الله عنه، وإن أمل سفرا فإنه يسافر، وقيل يذهب ماله أو تنهدم داره ويتغير مسكنه.
ومن رأى أنه مات ورأى الموت عيانا وعليه هيئة الأموات فإنه فساد في دينه ويرجى له الصلاح ما لم يدفن، فإن دفن لقي الله على غير توبة إلا ان يرى أنه عاش وخرج من القبر بعد ذلك فإنه يتوب ويحسن حاله لقوله تعالى " أو من كان ميتا فأحييناه " .

ومن رأى أنه مات ولم ير نفسه كهيئة الأموات فإن داره تنهدم ويخرج منها.
ومن رأى أنه مات ثم عاش فإنه يسافر سفرا بعيدا ثم يرجع لقوله تعالى " ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت " .
ومن رأى أنه قد مات وحمل على أعناق الرجال فإنه يصيب سلطانا وينفذ أمره ويكون ارتداعه في سلطان بقدر من قد تبع جنازته ولكن يفسد دينه ويرجى له الصلاح فيما بعد ما لم يدفن.
ومن رأى أنه قد مات ولم ير قبرا ولا كفنا ولا جنازة ولا بكاء فإن ذلك راحة لصاحب الرؤيا من هم هو فيه.
ومن رأى أنه ملفوف كما يلف الميت فهو موته.
ومن رأى أن حيا قد مات ثم عاش فإنه يرتد نعوذ بالله من ذلك، وقيل من رأى أن الإمام مات فإنه يحدث في دين الرائي فساد.
ومن رأى أنه ينزع فهو على شرف العزل.
ومن رأى أن أحد أبويه مات فإنه تذهب دنياه ويفسد حاله، وإن كان من طلاب الاخرة تعطل عن عمله.
ومن رأى أن أخاه مات فإن كان مريضا فهو موته أو موت أحد من نواحيه.
وإن لم يكن له أخ ورأى ذلك فهو على وجهين إما أن يموت أو يذهب ماله، وقيل يصاب باحدى عينيه، أو باحدى يديه.
ومن رأى أن زوجته ماتت فإنه تكسد صناعته التي منها سببه.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الموت ندامة من أمر عظيم.
فمن رأى أنه مات ثم عاش فإنه يذنب ثم يتوب لقوله تعالى " ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا فاعترفنا بذنوبنا " .
وقيل من رأى أنه مات من غير مرض ولا هيئة من يموت فإن عمره يطول.
ومن رأى أن أحداً ممن يقبل قوله في اليقظة يخبره بأنه لا يموت أبدا فإنه يقتل في سبيل الله ويكون حيا بعد ذلك لقوله تعالى " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء " الآية.
ومن رأى أنه مات واستوفى شروط الموت فسدت دنياه.
ومن رأى أن الإمام مات فإن ذلك البلد يؤول أمرها إلى الفساد، وربما تخرب.
ومن رأى أن الموت نزل عاما في مكان معروف فإنه يقع هناك حريق.
ومن رأى أن زوجته قد ماتت فإنه يستغني ويستفيد مالا من حل.
ومن رأى أنه مات وهو عريان فإنه يفتقر فقرا شديدا.
ومن رأى أنه قد مات ووضع على مكان مرتفع أو شيء مبسوط فإنه ينال رفعة وراحة، وربما نال من أهله خيرا.
ومن رأى كأنه ميت وحده بمكان منقطع فلا خير فيه، وإن كان له غائب فإنه يأتيه خبره بفساد دينه.
ومن رأى أن ابنه مات فإنه يخلص من عدوه.
ومن رأى كأن ابنته ماتت فإنه ييأس من فرح.
ومن رأى أنه مات فجأة فإنه يصيب هما وغما من حيث لا يؤمل ذلك.
ومن رأى أن حاملا قد ماتت فإنها تلد ولدا ذكرا وتسر به ويحصل من قبله منفعة، وربما دل الموت على الطلاق.
ومن رأى أنه مات وزوجته في العدة فإنه يطلقها، وقيل من رأى أنه قد مات وكان عزبا فإنه يتزوج.
ومن رأى أنه مات أو شريكه فإنه فرقة تقع بينهما.
ومن رأى أن انسانا معروفا قد مات وهو ينوح عليه ويعلن في ذلك فإنه حصول مصيبة لكليهما.
ومن رأى أن أحداً مات والناس يذكرونه بخير فإنه يكون محمودا في ولايته أو فيما يفعله من الأشغال.
ومن رأى أنه مات عند قوم فإنه يحشر على فعلهم فلينظر في ذلك، وقيل انه يموت على بدعة أو يسافر سفرا لا يرجع منه.
وقيل من رأى أنه حمل ميتا فإنه يصيب مالا حراما.
ومن رأى أنه جر الميت على الأرض فإنه يكتس اثما.
ومن رأى أن ميتا تعلق بفاسق فإنه يقتل حيوانا مؤذيا.
ومن رأى أنه نقل ميتا إلى المقابر فإنه يعمل بالحق.
ومن رأى أنه نقل ميتا إلى السوق نال حاجته ونفقت تجارته.
ومن رأى أنه حمل ميتا إلى المصلى فإنه يتسبب في خير لرجل فاسد الدين.
ومن رأى كأنه مات وهو موضوع على التراب أو ما يشبه ذلك مما يكون في أصول التعبير يعبر بالمال فإنه حصول مال على كل حال.
وقال ابن سيرين الموت فقر وعسر فمن رأى أنه مات وهو كظيم فإنه عسر في الدنيا وهلاك في الآخرة، وإن كان مستبشرا فهو حصول خير.
وقال جابر المغربي من رأى أن عالما قد مات فإنه يدل على بطلان العلم والشريعة بذلك المكان.
ومن رأى أن أحداً من أهل البدع والضلال قد مات فإنه يزداد طغيانا ولكنه يفتقر بسبب ارتكابه ذلك.
ومن رأى أن خفيرا قد مات فإنه يؤول على وجهين حصول خوف وموت حاكم.
ومن رأى أن ذا صنعة قد مات فإنه يدل على كساد صنعته.

ومن رأى أن عبده أو أمته أو خادمه قد مات فإنه نقص في أبهته ما لم يكن عنده غيره فهو توقف بعض الأمور.
ومن رأى أن صديقه قد مات فيؤول على وجهين اما ان الرائي يموت أو يفقد صديقه.
ومن رأى أن شيئا من الحيوان قد مات وهو ملقى فإن كان ذا ناب أو مخلب فإنه يدل على الظفر بالأعداء خصوصا إذا كان نوعه مؤذيا يكون الظفر أبلغ، وربما دل على الأمن والسلامة.
ومن رأى أن بهيمة قد ماتت فلا خير فيه، وإن كان عنده غيرها يكون أخف.
وقال بعض المعبرين من رأى أن شيخا مجهولا قد مات فإنه يدل على ان جده لا ينتج منه شيء مما قصده وجد فيه.
ومن رأى أن امرأة مجهولة قد ماتت فإن دنياه تتعطل.
ومن رأى أن شيئا من الحيوان قد مات وعرف صنفه فإنه يعبر بما يوافق أصول التعبير فيه مثاله ان كان السبع أو الفيل فيؤولان بالسلطان، وقيل الفيل يؤول برجم ضخم والهرة والفأر باللص الحرامي ويقاس على ذلك، وربما كان الإناث من الجميع نسوة والذكور رجالا ويحتاج في ذلك إلى نظر وتأمل ولو أوضحنا معنى كل واحد بمفرده لطال الشرح.
وقال ابن سيرين موت الولد أمان من عدو وحصول ميراث وموت البنت رجوع عن أمر فيه سرور وموت الوالد تحير بسبب معيشة وموت الوالدة عدم وصول إلى مقاصد وحصول هم وحزن.
ومن رأى أن أحداً من أقاربه مات فإنه نقصان في مقدرته وموت الزوجة جيد وموت المرأة الحبلى في غاية الجودة والصلاح لها.

فصل في رؤيا الغسل
قال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يغسل ميتا فإنه يتوب على يديه رجل فاسد الدين.
ومن رأى أن ميتا يغسل نفسه فإنه دليل على خروج عقبه من الهموم وزيادة في ما لهم، والمغتسل في الأصل تاجر نفاع ينجو بسببه أقوام من الهموم أو رجل شريف يتوب على يده أقوام مفسدون.
ومن رأى أنه على مغتسل فإنه يرتفع أمره ويخرج من الهموم.
ومن رأى ميتا والناس يطلبون له الغسل ولا يجدونه فإنه يدل على ان ذلك الميت مرتكب معاص والناس يدلونه على الخير ولكن لا يؤثر عنده.
ومن رأى ميتا يغسل بما لا يحل به الغسل فإنه رجل فاسد الدين وهو يوعظ بما ليس له معنى ولا فائدة ولا يقبل عقله ذلك.
ومن رأى أنه يغسل بشيء من النجاسات فإنه فاسد الدين ويزداد على فساد دينه طغيانا وضلالا.
وقال بعض المعبرين رؤيا الغسل بالماء الطاهر للميت يدل على أن ذلك الميت يفتقر ولكنه يصلح دينه.
فصل في رؤيا الحنوط
قال الكرماني من رأى أنه يذر عليه حنوط فإن كان مفسدا فإنه يتوب ويرجع إلى الله تعالى، وإن كان صالحاً تنصلح أمور دنياه ودينه ويفرج همه ويكشف غمه ويأمن من الخوف.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الحنوط جيدة.
ومن رأى أنه استعان برجل يشتري له حنوطا فإنه يستعين به في محضر بكلام جيد في حقه.
ومن رأى أنه تحنط فإنه حصول توبة وفرج من الهم والغم وانتشار ثناء حسن.
ومن رأى أن عنده حنوطا أو جمعها فإنه عنده تقوى ونفع للمسلمين.
ومن رأى أن عنده حنوطا فإنه زيادة خير.
وإن رأى أنه فرق ذلك على الناس فإنه يلي أمرا يحصل للناس منه نتيجة.
فصل في رؤيا الكفن
من رأى أنه يصطنع كفنا لأجل الميت فإنه يصدر منه بمقدار ذلك الكفن في حق الميت الخير والأجر والثواب، وإن كان الكفن لأجل حي وهو معروف يحصل الرائي من ذلك العناء والتعب، وإن كان مجهولا فهو خير.
ومن رأى أنه نزع كفن رجل قد مات وهو معروف فإنه يتبع طريقه.
ومن رأى أنه أخذ كفن ميت فهو على وجهين إن كان من أهل الصلاح فإنه يشتغل بعلم غريب دقيق، وربما حصل له مال من وجه حرام، وإن كان من أهل الفساد فإنه يدل على قلة دينه وتشويشه على الناس وأن يكون غمازا فتانا.
وقال أبو سعيد الواعظ إن رأى حيا لبس كفنا فإنه يميل إلى الزنا، وإن كان لم يتم لبسه فإنه يدعي إلى الزنا ولا يجيب.
ومن رأى كأنه ملفوف في الكفن كما يلف الموتى مقمط مربوط من عند رأسه ورجليه فإنه يدل على موته إن ربط كهيئة الموتى والا فهو دليل على فساد أمر، وكلما كان الكفن أقل فهو أقرب إلى التوبة، وإن زاد فهو أبعد.
ومن رأى أنه يفصل الأكفان فإنه يصنع المعروف.
ومن رأى أنه يطلب كفنا ولا يجده فليس بمحمود.
ومن رأى أن شخصا جاء إليه بكفن فإنه حصول نعمة.
وقال بعض المعبرين إذا كفن الميت وكان الكفن وافرا فهو جيد، وإن قصر فربما يكون غير محمود.

ومن رأى أنه يبغى أكفان الأموات فإنه يترحم عليهم، ومن رأى أنه جمع أكفانا كثيرة فإنه يجمع علوما شتى.
ومن رأى أنه يفرق الأكفان فإنه يصنع المعروف.

فصل في رؤيا النعش والتابوت
وهما بمعنى واحد.
فمن رأى أنه حمل على نعش ارتفع أمره وكثر ماله لأن أصل اشتقاقه من الانتعاش، ورؤياه جيدة من اسمه.
ومن رأى أنه يصينع ذلك بيده فإنه يصنع المعروف وكذلك إن أمر بفعله خصوصا ان كان للسيد، وربما كان حصول أجر وثواب.
ومن رأى أن نعشا كسر فليس بمحمود، وأما التابوت فإنه جيد.
قال الكرماني من رأى أنه اشترى تابوتا أو وهب له أو كان بمنزله فإنه يزرق ملكا وحكمة ووقار وسكينة لقوله تعالى " إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم " .
وقيل إن التابوت زوجة الرجل وحانوته فمهما رأى في ذلك من زين أو شين فيؤول فيهما.
وقيل رؤيا التابوت الجديد عز وجاه وقدر.
فصل في رؤيا الجنائز
من رأى أن جماعة ماشين في جنازة فإنه يدل على أن صاحب الجنازة يسود على تلك الجماعة أو على مقدارهم من الناس لكنه يقهرهم ويظلمهم.
ومن رأى جنازة طائرة والناس معها فإنه يؤول بموت رجل جليل القدر من ذلك المكان في سفره، وإن كان معروفا فهو بعينه.
ومن رأى أن جنازته تمشي على الأرض من غير حمل فإنه يسافر.
وإن رأى ذلك امرأة فإنها تتزوج، وإن كان لها زوج فإنه يفسد دينه.
ومن رأى أن أحداً لا يتبع جنازته فهو نقصان في عزه وجاهه.
ومن رأى أنه سقط من جنازته فإنه يقع من مرتبته وعزه وجاهه وتبطل اشغاله.
وقال أبو سعيد الواعظ الجنازة تؤول بالرجل المنافق الذي يهلك على يديه الأرذلون.
ومن رأى جنازة لرجل معروف وهو موضوع والناس لا يقربون إليه ولا يحملونه فإنه يسجن، وإن كان مجهولا فليس بمحمود في حق الرائي.
ومن رأى أنه حامل جنازة فإنه يتبع ذا سلطان وينتفع منه بمال وينفذ أمره وتحتاج الناس إليه.
ومن رأى أن الناس يزدحمون على جنازته وهو مرفوع على أيديهم فإنه ينال سلطانا عظيما ورفعة زائدة.
ومن رأى أن الناس يبكون خلف جنازة حمدت عاقبته وكذلك إن اثنوا عليه ودعوا له فإن كان بخلاف ذلك فتعبيره ضده.
ومن رأى أن جنازة في سوق فإنه يدل على نفاق السلع التي بذلك السوق.
ومن رأى أن جنازة حملت على جنائز معروفة فإنه حق يصل أربابه.
ومن رأى أن جنازة تسير في الهواء فإنه يدل على موت رجل كبير يشق على الناس موته وتعطل أمورهم بسببه.
ومن رأى أن جنازة تسير على الأرض وهو موضوع بها فإنه يركب في سفينة.
ومن رأى أن جنازة كبيرة موضوعة في مكان فإن أهل ذلك المكان يرتكبون الفواحش.
وقال الكرماني من رأى أنه ولي أمر جنازة فإنه يلي القيام بعرس.
ومن رأى أنه يحمل جنازة فإنه يشفع لرجل فاسد الدين.
ومن رأى أنه يحمل جنازة فإنه يلي ولاية.
وقال بعض المعبرين يحتاج إلى اعتبار من يسير في الجنازة فإن كانوا من خواص الناس فإن الولاية جليلة المقدار، وإن كانوا من العوام فهو دون ذلك.
فصل في رؤيا القبور
قال الكرماني من رأى أنه احتفر لنفسه أو لغيره قبرا أو حفرة فإنه يبني دارا في ذلك البلد أو يقيم بها.
ومن رأى أنه يردم قبرا فإنه تطول حياته وتدوم صحته.
ومن رأى أنه دفن في قبر من غير أن يموت فإنه يسجن، وربما يصيبه ضيق في أمره.
ومن رأى أنه مدفون في قبر على هيئة الأموات من غير ردم فإنه ينكح امرأة.
ومن رأى أنه يطوف بالقبور وينتقل منها وهي مفتوحة فإنه يدخل بيوت أهل البدع أو بيوت السجن.
ومن رأى أنه ينبش قبر رجل عرف منزله واسمه وكنيته فإنه يسلك طريقا خصوصا ان وصل إليه.
ومن رأى أن شخصا نزل قبرا ثم طلع منه وأراد دفع الرائي فيه فإن شخصا مسجونا يتهمه.
ومن رأى أنه ينبش قبرا فطلع منه رجل حي فإنه خير وسرور خصوصا ان كان من أهل التقوى فإنه خير الدنيا والآخرة.
ومن رأى أنه ينبش قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يجدد ما درس من سننه الشريفة ويحصل للناس على يديه خير، وإن وصل إلى الجثة الشريفة فليس بمحمود، وإن كسر شيئا من أعضائه فإنه يرتكب بدعة وضلالة نعوذ بالله من ذلك.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أن رجلاًسلمه إلى حفرة القبر فإنه يلقيه في هلكه.
ومن رأى أنه وضع في القبر فإنه ينال دارا ملكا.

ومن رأى أنه يسوي عليه التراب ناله مال.
ومن رأى أنه يحفر ترابا على سطح فإنه يعيش عمرا طويلا، والقبور الكثيرة في موضع مجهول تدل على رجال منافقين، وأما المقابر المعروفة فإنها تؤول بأمر حق.
ومن رأى أن القبور مخضرة فإن أهلها في رحمة.
ومن رأى أنه اتعظ بدخوله إلى المقابر فإنه ينصف في أمره، وإن لم يتعظ فإنه في أمر حق وهو غافل عنه.
ومن رأى أن قبرا معروفا تحول إلى داره فإنه يدل على مصاهرة أحد من عقبه.
ومن رأى كأنه قائم على قبر رجل موسر فإنه قد يعطى دنيا لقوله تعالى " ولا تقم على قبره " .
ومن رأى أنه في مقبرة ويطوف حول القبور ويسلم عليها فإنه يصير مفلسا يسأل الناس.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه في قبره وعلى قبره شيء مكتوب فإنه يخلد في السجن للمثل السائر بين الناس كتب على قيده مخلد.
ومن رأى أنه في قبر فإنه في ضيق.
قال ابن سيرين من رأى أنه وضع في قبر فإنه في ضيق.
ومن رأى أنه في قبر من غير ردم فإنه يسافر بعيدا وينال في سفره خيرا ومنفعة لقوله تعالى " ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره " .
ومن رأى أنه قائم على قبره ينظر إليه فإنه يرفع عن ذنوبه.
ومن رأى انه موضوع في قبره ومنكر ونكير يسالانه فإنه يدل على ان الملك يرسل أعوان إليه في أمر ومطالبة، فإن رأى أنه أجابهما بجواب صواب فإنه يأمن من جهته، وإن غلط في الجواب فضد ذلك.
ومن رأى أنه أخرج من قبر ثم أعيد إليه ثانيا فإنه يرى فائدة من سلطان وخيرا ثم يحبس بعد ذلك هذا إذا نسب إلى ملك بوظيفة، وإن كان غير ذلك فإنه يقاس عليه بقدر مقامه، وأما حفار القبور فإنه رجل كبير القدر ذو جلالة وأما المقابر فإنها محبة إلى الجهال أو فساد في دينه ومصيبة وهم وندامة من مصاحبة الجهال ثم يرزق توبة بعد ذلك.
ومن رأى أن المقابر تمطر فإنها رحمة من الله عليهم.

فصل في رؤيا الدفن
من رأى أنه يدفن حيا فإنه يظفر بعدوه.
ومن رأى أن جماعة دفنوا شخصا فانهم يتعصبون على هلاكه ولا خير في الدفن جملة كافية.
وقال بعض المعبرين رؤيا الدفن تؤول على عشرة أوجه سجن وفقر وسفر وبعد وتعطيل ونكاح حرام وضعف مقدرة وشماتة وضيق وفساد أمور.
ومن رأى أنه يدفن عدوه فإنه يظفر به.
ومن رأى أنه دفن شيئا من الحيوان فإن كان نوعه مذموما فإنه يلقى رجلاًينسب إليه ذلك الصنف، وإن كان محبوبا فإنه ندامة، وربما كان ادخار شيء.
ومن رأى أنه يدفن شيئا من الجمادات فإنه حريص على الدنيا.
ومن رأى أنه يدفن نوعا لا يقتضى الدفن فإنه يضيع متاعه فيما لا يحصل نتيجة، وربما دل على ايداع ذلك عند أحد لأن الانسان أصله من التراب.
فصل في رؤيا النبش
من رأى أنه ينبش قبرا فإنه نوع من الحفر كما تقدم ولكني آتي في هذا بشيء غير ذلك.
وهو أن من رأى أنه ينبش قبر أحد من الأولياء والصالحين فإنه مجتهد في سلوك طريقته ولكن ليس هو بمقام الحفر.
ومن رأى أنه نبش قبر أحد من الناس سواء كان جيدا أو نحسا فإنه مجتهد في سلوك طريقته وما كان يسلكه.
ومن رأى أنه ينبش عن جثته فإنه مجتهد في طلب الدنيا فإن نال شيئا ظفر بحاجته، وإن لم ينل فضده.
ومن رأى شيئا من الحيوان ينبش في بيته فإنه عدو فليحذره.
ومن رأى شخصا ينبش في مكان لا يقتضي النبش فإنه يطلب أمرا عسيرا، وقيل رؤيا النبش حصول كلام خامد، وربما كان اجتهادا في أمر والله أعلم.
الباب الثلاثون
في رؤيا الأموات ومخالطتهم والكلام معهم
والأخذ منهم والاعطاء لهم ونحو ذلك
فصل في رؤيا الأموات
من رأى أن ميتا قد عاش فإنه حصول خير وسرور وخصوصا ان كان الميت بشوشا.
ومن رأى أن والده قد عاش وهو سلف الملبس طلق الوجه فإنه حصول دولة واقبال وعز ونيل وانتظام أشغال.
ومن رأى أنه والدته قد عاشت فإنه حصول الفرج بعد الشدة.
ومن رأى أن امرأته قد عاشت فإنه يفتقر.
ومن رأى أن ولده قد عاش فإنه يتجاوز عن عدوه.
ومن رأى أن ابنته قد عاشت فإنه يحصل له السرور بعد الثبور.
وإن رأت امرأة ان ولدها قد عاش فإنها تلد ابنة.
وإن رأت ان أختها قد عاشت يقوي ضعفها.
وإن رأت ان أخاها قد عاش فإنه يقدم عليها غائب.
ومن رأى أن شخصا غريبا قد عاش فإنه استقامة أحوال ذلك الميت.
فمن رأى أنه أحيا ميتا فإنه يسلم على يده كافر.

وقال جابر المغربي من رأى أن أبويه قد عاشا أو هما غير مستبشرين فإنه يقصر في مصلحة نفسه.
ومن رأى أن أخاه قد عاش فإنه يدل على زيادة القوة.
ومن رأى أن أخته قد عاشت يحصل له وفور السرور.
ومن رأى أن عمه أو خاله قد عاش فإنه يدل على زيادة الشأن وعلو القدر.
ومن رأى أن أحد أصحابه قد عاش فإنه يسمع خبرا يسره.
وقال ابن سيرين: من رأى ميتا قد عاش فقال له أأنت ميت فقال لا بل أنا حي فإنه يدل على حسن حاله في الآخرة.
ومن رأى أن ميتا دخل بيته فرحا فإنه يدل على الثواب والصدقة واستجابة الدعاء في حق الميت من أهله.
ومن رأى أن ميتا عاش ودخل عليه منزله وخاطبه فإنه يدل على السلامة وصحة الجسم والاقبال ونيل الآمال.
ومن رأى أن ميتا من أهل بيته خاصمه فإنه صاحبه يرجع عن صحبته.
ومن رأى أن ميتاً تغيظ فإنه يدل على أنه أوصى بوصية ولم يعمل بوصيته.
ومن رأى ميتاً ضاحكاً مستبشراً فإنه يدل على وصول صدقة إليه وهي مقبولة.
ومن رأى ميتاً على هيئة حسنة وهو لابس ثياباً حسنة فإنه يدل على حسن عاقبته وموته على التوحيد.
ومن رأى أن ميتا قد عاش وهو مسجد فإنه في أمن من عذاب الله.
ومن رأى أنه يعاشر الأموات فإنه يسافر سفرا بعيدا.
ومن رأى أن ميتا يضحك ثم يبكي فإنه يدل على أنه مات على غير ملة الإسلام.
ومن رأى أن ميتا قد اسود وجهه فإن يدل على أنه مات كافرا.
وقال إسماعيل بن الأشعث من رأى ميتا قائما في الصلاة فإنه يدل على أنه كان في حال حياته كثير العبادة ويرجى له المغفرة، وربما كان مقصرا في الطاعة.
ومن رأى ميتا قد عاش وهو يصلي بمكان كان يصلي فيه فإنه يدل على حسن عاقبته.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى ميتا قد عاش فإنه صلاح أمر الرائي وحصول سرور من حيث لا يحتسب.
ومن رأى أن ميتا أخبره بأمر فإنه كما قال لأن الميت في دار الحق ولا يتكلم إلا حقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يكفي أحدكم أن يوعظ في منامه.
ومن رأى أن ميتا عليه تاج أو حلل أو خواتم أو ما يزينه أو رآه قاعدا على سرير فإنه يدل على حسن منقلبه.
ومن رأى ميتا لبس ثيابا خضرا فإن رؤياه تدل على أن موته كان على نوع من أنواع الشهادة.
ومن رأى أن ميتا طلق الوجه ولكنه لم يكلمه ولم يمسه دلت رؤياه على رضاه عنه لوصول بره إليه بعد موته.
ومن رأى أن ميتا ينازعه وهو معرض عنه أو يعظه بقول غليظ أو يضربه فإنه يدل على أنه مرتكب معصية فليتب لله، وربما كان نيل خير من سفر أو قضاء دين أو اعادة شيء خرج عن اليد.
ومن رأى أن ميتا صار غنيا فإنه صلاح له عند الله تعالى، ومن رأى أن ميتا صار فقيرا فتعبيره ضد ذلك.
ومن رأى أن الميت عريان وعورته مكشوفة فإنه يدل على خروجه من الدنيا عريانا من الخيرات، وإن كان من أهل الخير والصلاح فإنه راحة له.
ومن رأى أن جماعة من الموتى معروفين قاموا من موضعهم مسرورين فإنه يحيا له أمر تتشعب منه أمور حميدة ويتجدد له اقبال ودولة، وإن رآهم محزونين وثيابهم رثة فإن كان لهم عقب فانهم يفتقرون ويرتكبون الفواحش.
ومن رأى أن جماعة من الموتى ليسوا بمعروفين قائمين على قبره فإن أهل ذلك الموضع ينالهم شدة ويظهر منهم منافقون.
ومن رأى أحداً من أموات الكفار وحالته حسنة وهيئته جميلة دلت رؤياه على ارتفاع أمر عقبه ولم يدل على حسن حاله عند الله تبارك وتعالى، وربما يموت على التوحيد ولم يطلع على ذلك إلا الله عز وجل.
ومن رأى ميتا وعليه ثياب وسخة أو كأنه مريض فإنه مسؤول عن دينه فيما بينه وبين الله تعالى خاصة دون الناس.
ومن رأى ميتا مشغولا شغلا حسنا فإنه صلاح في حقه في الآخرة، وإن كان شغله مذموما فبضد ذلك.
ومن رأى أن جده أو جد جده أو جدته أو جدها قد عاش فإن ذلك حياة له واستقامة في جده في الأمور واقبال الدهر عليه، ورؤيا حياة الأم أقوى من حياة الأب وكلاهما محمود.
ومن رأى أن ابنه قد عاش ظهر له عدو من حيث لا يؤمله، وأما حياة البنت فجيد إلى الغاية.
ومن رأى أن نسوة أمواتا قد عشن وقدمهن عليه وهن مزينات فإنه حصول دنيا وخير وافر وتصرف في أموال غزيرة ان كان لاعقب لذلك وإلا خرجت الدنيا لاعقابهن.

ومن رأى أمواتا عاشوا وهم لابسون ثيابا بيضا فإنه صلاح في دينه، وإن كانت الثياب حمرا فإنه مشتغل بلهو الدنيا واللذات، وإن كانت سودا ففي الغنى والسؤدد، وإن كانت خلقة دنسة دلت على أن تلك الموتى كانوا مرتكبين ذنوبا أو هو منهمك في ذلك.
ومن رأى أن ميتا يصلي في موضع لم يصل فيه قط وكان مقصرا في صلاته فإنه يدل على أنه قد كان أوقف في حياته وقفا وتصدق بصدقة أو حصل منه فعل خير فقد جوزى بذلك.
ومن رأى أن ميتا كان والياً قد عاش وولي مكانه فإنه أحداً من عقبه ينال ولاية.
ومن رأى أن ميتا يصلي بالاحياء فانهم مقصرون فيما فرض عليهم من الطاعة.
ومن رأى أنه يتبع ميتا ويقفو أثره في خروجه ودخوله فإنه يقتدي في أفعاله بالميت الذي رآه فيعتبر ما كان عليه الميت من صلاح أو فساد.
ومن رأى ميتا يشكي من رأسه فهو مسئول عن تقصيره في أمور والدته أو رئيسه.
وإن اشتكى من عنقه فهو مسئول عن تضيع ماله أو عن صداق امرأته.
وإن اشتكى من يده فهو مسئول عن أخيه أو شريكه أو عن يمين حلف بها كاذبا.
وإن رأى أنه يشكي من جنبه فهو مسئول عن حق المرأة.
وإن رأى أنه يشتكي من بطنه فإنه مسئول عن حق الولد والأقرباء.
وإن رأى أنه يشتكي من رجله فهو مسئول عن انفاقه ماله في غير رضا الله تعالى.
وإن رآه يشتكي من فخذه فهو مسئول عن قطع رحمه وعترته.
وإن اشتكى من ساقيه فهو مسئول عن افناء حياته في الباطل.
ومن رأى كأن ميتا ناداه من حيث لا يراه وخرج معه بحيث لا يقدر على الامتناع منه فإنه يموت بمثل مرض ذلك الميت أو مثل سبب موته.
ومن رأى أنه دخل خلف ميت دارا مجهولة ثم لم يخرج منها فإنه يموت.
ومن رأى أنه رافق ميتا إلى أن أتى منزله فدخل ولم يدخل معه فإنه يضعف ويشرف على الموت ثم ينجو منه.
ومن رأى أنه يسافر مع ميت فإنه يلتبس عليه أمره.
وقال الكرماني من رأى ميتا عرفه فإنه سرور، وأحسن ما يرى الإنسان أبويه أو أجداده أو أحداً من قرابته.
ومن رأى أن أباه جاءه على أي وجه كان فإن لم يكن فيه ما يشين فإن كان الرائي محتاجا رزقه الله من حيث لا يحتسب، وإن كان له غائب قدم عليه، وإن كان به ألم أفاق منه.
ومن رأى ميتا عرفه فسلم عليه وسأله فإنه لم يمت تلك السنة ويدل على صلاحه وصلاح حال الميت.
ومن رأى أن ملكا أو متوليا قد عاش وتولى كما كان فإنه يدل على تولية أحد من عشيرته أو سميه أو نظيره، وربما حسنت سيرة المتولي عليهم.
ومن رأى أن بعض الفراعنة صار حيا في بلده وهو واليها فإن الجور يظهر في تلك البلدة أو يفشو الفسق فيها، وإن لم يتول فإن ذلك يدل على تغير حال أهلها وتغير سيرة متوليهم بمن فيه غلظة.
ومن رأى أن ميتا دخل معه في لحافه فإنه يمرض أو يصيبه هم ثم ينجو من ذلك.
ومن رأى أن الميت يعزم عليه ليأتي فهو جيد وطول حياة.
ومن رأى أن ميتا نائم فإنه في راحة.
ومن رأى ميتا معروفا قد مات ثانية وكان لموته بكاء فإنه يتزوج بعض أهله فيكون فيهم عرس وإلا مات من عقبه انسان.
وقال بعض المعبرين الزواج يكون لأحد عقبه إذا كان البكاء بغير صراخ، وإن كان بصراخ فموت أحد من عقبه، وإن لم يكن له عقب فموت نظيره أو سميه.
ومن رأى أن ميتا غرق في البحر أو فيما يقتضي الغرق من حيث الجملة فإنه يغرق في النار لقوله تعالى " مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا " .
ومن رأى أن الموتى وثبوا من قبورهم ورجعوا إلى دورهم فإنه يطلق من في السجن أو يحيي الله النباتات بعد موتها في ذلك المكان.
ومن رأى ميتا يئن وحاله على غير استواء فإنه يدل على سوء عمله ومجازاته على أفعاله القبيحة.
وإن كان يئن من وجع رأسه فإنه يدل على أنه كان متكبرا في الدنيا وقد جوزى على ذلك، وربما كانت المجازاة من تقصير في حق والديه.
وإن كان يئن من وجع عينيه فإنه يدل على أنه كان ينظر إلى عيال الخلق بالحرام في الدنيا وفد جوزي على ذلك.
وإن كان أنينه من وجع لسانه فإنه يدل على أنه كان يغتاب الخلق في الدنيا وقد جوزي على ذلك.
وإن كان أنينه من وجع اليد فإنه يدل على خيانة صدرت منه في حق الاخوان والأصحاب والشركاء وقد جوزي على ذلك.
وإن كان أنينه من وجع الجنب فإنه يدل على أنه كان يتعدى على نسائه في الدنيا وقد جوزي على ذلك.

وإن كان أنينه من وجع البطن فإنه يدل على أنه يصل تقصيره إلى عياله وأهل بيته في الدنيا وقد جوزي على ذلك.
وإن كان أنينه من وجع فرجه فإنه يدل على أنه كان في الدنيا زانيا وقد جوزي على ذلك.
وإن كان أنينه من وجع فخذه فإنه يدل على أنه كان يصل بعداوته إلى من يتعلق به من الأهل والأقارب في الدنيا فجوزي عليها.
وإن كان أنينه من وجع ساقيه أو رجليه فإنه يدل على ما فعله في سفر أو حضره من الأفعال الذميمة في الدنيا وقد جوزي على ذلك.
ومن رأى أن ميتا يخبر عن شخص أنه مات فجأة أو يموت فلا خير فيه لذلك الشخص ولا للرائي، وربما ماتا فجأة.
ومن رأى أن جماعة من الموتى بمكان يأكلون شيئا فإن ذلك الشيء يكون غاليا.
ومن رأى أن ميتا سكران فلا خير فيه للرائي ولا للميت لقوله تعالى " وترى الناس سكارى وما هم بسكارى " الآية.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يأكل قليلا من أكل الميت فإنه يلقى كنزا تحت الأرض.
ومن رأى أنه قطع عنق ميت بشيء من الأشياء فإن كان رجلاًمصلحا فالناس يتوبون على يده، وربما ناظر أحداً في مسائله وقويت حجته عليه وأظفر بعدوه.
وإن رأى ذلك ملك فإنه يعتق جماعة من أقاربه، وربما يفك أسارى أو مسجونين مما هم فيه.
وقال جعفر الصادق من رأى أحداً مات وهو على هيئة الأموات فإنه لا يصل إلى مراده الذي أمله من أمور الدنيا.
ومن رأى أنه يدل بالموتى إلى الطرق فإنه يؤول على حصول علم وحكمة ويهتدي على يديه أقوام ضالون، وقيل من رأى أنه يحيي الموتى فإنه يدبع الجلود.
ومن رأى أنه معتنق لميت وهما على وسادة فإنه تطول حياته.
ومن رأى أن ميتا جالس مكانه فلا خير فيه، وإن كان ذا سلطان فإنه يعزل عن ذلك، وربما يموت.
ومن رأى أن أحداً من الأموات تزوج امرأة فهو قريب من ذلك.
ومن رأى ميتا حمل شيئا ثقيلا يعني بحمله فإنه يكسب ذنوبا وأوزارا ثقيلة ولا خير فيمن يرى ان الميت ركب فرسه أو تقلد بسيفه أو لبس ثيابه، وربما كان ذلك جميعه خسرانا أو ضلالا أو قهرا.
ومن رأى أن ميتا طائر فإنه نجاة له.
ومن رأى أن ميتا يجري فإنه قد نجا من الهول، وربما كان قاصداً الأمر ولم يبلغه وصار في نفسه شيء من ذلك.
ومن رأى ميتا محصنا أو مدرعا أو معه شيء من العدد فإنه يدل على أنه آمن من الفزع الأكبر، وربما كان نجاة.
ومن رأى أن الميت يغني فلا خير فيه.
وقيل إذا رأى الميت على هيئة غير محمودة أو فعل ما لا يجوز فعله فإنه ليس ببالغ في الآخرة ما أمله منها في الدنيا.
وقيل من رأى أن ميتا لابس ثيابا حسنة فهو علامة رضا الله عنه، وإن رآه بخلاف ذلك فلا خير فيه.
ولا بأس بلبس الحرير للموتى لأنه من أمتعة الآخرة وهم الآن قد رحلوا من الدنيا.
ومن رأى أن ميتا قد حج فإنه خير وصلاح وحصول مراد في الآخرة، ومن رأى لميت شيئا لا يمكن وقوعه فإنه حصول أمر يتعجب منه، وربما يحصل للرائي نتيجة.
ومن رأى أن الميت في حالة يقتضي أن يكون مثلها في اليقظة فإنه يؤول على أحد من عقبه أو سميه أو نظيره، وقيل من رأى أن ميتا يصنع شيئا من الصنائع فإن كان نوعه محبوبا فهو جيد في حقه، وإن كان نوعه مكروها فلا خير فيه.
ومن رأى أن الميت يحصد فإنه فعل خير وسيلقى ما فعله في الآخرة إن شاء الله تعالى.

فصل في رؤيا مجامعة الأموات
قال جعفر الصادق رؤيا مجامعة الأموات ما لم ينزل الرائي خير ومنفعة وحصول مراد فإن أنزل بطلت رؤياه وكان من فعل الشيطان.
ومن رأى أنه جامع امرأة ميتة معروفة فإنه حصول خير وبلوغ ما يؤمله من حيث لا يحتسب، وإن كان الميت رجلاًمعروفا فحصول الخير لذلك الرجل والصدقة والأجر والاحسان من الرائي، وإن كان الميت رجلاًمجهولا لم يعرفه فإنه ظفر ونصرة على الأعادي.
ومن رأى أنه يجامع امرأة ميتة ذات محرم فإنه حصول هم وغم، وقيل حصول خير للرائي.
ومن رأى أنه يجامع امرأته المتوفية فلا خير فيه.
ومن رأى أنه يجامع أقرباءه الأموات فإنه حصول هم عظيم.
ومن رأى أنه يجامع ميتا جليل القدر وهو معروف فإنه صدور فعل الخير من الرائي في حق ذلك الميت.
ومن رأى أن ميتا يجامعه فإنه يدل على وصول رزق من مال الميت للرائي.
ومن رأى أنه يقبل ميتا بشهوة فإنه يصدر من الرائي في حق الميت خير وصدقة ودعاء.

ومن رأى أن الميت يجامع شيئا من أموات الحيوان فهو على وجهين خير ومنفعة أو أمر مكروه وقد تقدم نبذة من ذكر مجامعة الأموات في فصل الجماع لئلا يصير الفصل خاليا من هذا المعنى.

فصل في رؤيا الاعطاء للميت والأخذ منه
قال دانيال من رأى أن ميتا قد ناوله شيئا من المأكل والمشرب ولم يأكله فإنه ينقص من ماله بقدر ذلك، وإن أكله فهو خير ومنفعة، وإن ناوله شيئا من متاع الدنيا فإنه حصول خير ووصول أمل.
ومن رأى ميتا ناوله شيئا من ملبوسه ولبسه فإنه حصول غم ومرض شديد، وإن لم يلبسه وتركه حتى أخذه الميت ولبسه فإنه دليل على رحلته من الدنيا عاجلا.
وقال ابن سيرين من رأى أن ميتا ناوله ثوبين مغسولين فإنه حصول غنى.
ومن رأى ميتا قد ناوله ثوبا مخيطا ليس من ملبسه وتناوله ولبسه ثم قلعه وناوله للميت ثم لبسه الميت فإنه دليل على موت أهل بيته ولو لم يناول ذلك الثوب للميت لما حصل له ذلك النقص بل كان يزيد ماله.
ومن رأى أنه ناول ميتا ثوبه ثم قال خطه أو اغسله بحيث لم يخرج من يده ولم يدخل في ملك الميت فإنه حصول غم وشدة وضيق صدر، وإن تناوله الميت ولبسه فإنه يموت عاجلا.
ومن رأى أن ميتا قد أعاره ثوبه ثم طلبه منه فإنه دليل على فقر ذلك الميت للخير والمغفرة.
ومن رأى ميتا قد ناوله ثوبا عتيقا فإنه يدل على افتقار الرائي، وإن كان الثوب جديدا فإنه يدل على غناه وعلى قدره.
ومن رأى ميتا قد ناوله شيئا من القرآن وكتب الفقه وما أشبه ذلك فإنه دليل على حصول التوفيق في الطاعات والخيرات.
ومن رأى أنه قد باع للميت شيئا فإنه دليل على غلاء ذلك الشيء.
ومن رأى أنه قد وهب للميت شيئا ورده عليه فإنه حصول مضرة ونقص.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أن الميت أعطاه شيئا من محبوبات الدنيا فهو خير يناله من حيث لا يحتسب.
ومن رأى أن الميت أعطاه قميصاً جديداً أو ثوباً نظيفاً فإنه ينال معيشة مثل أيام حياته، وإن أعطاه طيلساناً فإنه حصول خير ومنفعة وجاه.
ومن رأى أن الميت أعطاه شيئا وكان ثوبا دنسا فإنه يرتكب الفواحش.
ومن رأى أن الميت أعطاه طعاما فإنه حصول رزق من حيث لا يحتسب.
ومن رأى أنه أعطاه بطيخا أصابه هم لم يتوقعه.
ومن رأى أنه أعطاه عسلا فإنه مال من جهة غنيمة من حيث لا يحتسب.
ومن رأى أن الميت يعلمه علما فإنه يصيب صلاحا في دينه بقدر ذلك.
ومن رأى أنه أعطى الميت قلنسوة فإنه نقص في ماله أو مرض يصيبه ولكن يشفى.
ومن رأى أنه نزع ثيابه وألبسها للميت فإنه لاحق به هذا ان علم أنها خرجت من ملكه والا فلا يضره ذلك وكل شيء يراه الحي أنه أعطاه الميت فليس بمحمود إلا في مسئلتين.
إذا رأى أنه أعطى عمه أو عمته شيئا فإنه يصيب ميراثا، ورؤيا العم والعمة على أي وجه كان سلامة من غم.
ومن رأى أن ميتا اشترى طعاما فإنه يكون قليل الوجود، وإن باعه يكون كاسدا.
ومن رأى بضاعة من أي شيء كان وبها شيء ميت سواء كان إنسانا أو حيوانا فإن تلك البضاعة تفسد ويذهب أصلها.
ومن رأى أن ميتا أعطاه شيئا مجهولا ولم يحقق ما هو فهو منفعة على كل حال، وكذلك ان أعطى الميت شيئا مجهولا فلا يضره ذلك.
ومن رأى أن ميتا يعطي جماعة مجهولين شيئا لا يفهمه فإنه أمر ينبهم عليه.
وقال بعض المعبرين كما قال ابن سيرين أحب الأخذ من الموتى ولا أعطيهم، وبالجملة كلما رأى الانسان ان ميتا أعطاه شيئا فهو خير ما لم يكن ذلك الشيء من جنس الهوام اللوادغ، وأما الاعطاء من جميع الوجوه فليس بمحمود إلا إذا كان يكرهه وهو من جنس ما تقدم فهو زوال هم وغم.
فصل في رؤيا أشياء تتعلق بالموتى
من رأى أن ميتا يرقص فإنه فرحان بما هو فيه لأن الموت يضاد الحياة وأفعالها، وقال آخرون جميع ما يفعله الميت من المكروهات كالملاهي وغيرها ليس بمحمود.
وقال أبو سعيد الواعظ الأصل في رؤيا الميت إذا رؤى في المنام وهو يفعل شيئا حسنا فيه صلاح في أمر دينه ودنياه فإنه يحث الرائي على فعل الخير.
وإذا رؤى أنه يعمل عملاً سيئاً فإنه ينهاه عن فعل السيئات وتركها.
ومن رأى أنه يبحث عن حقيقة ميت فإنه يبحث عن سيرته في حال حياته.
ومن رأى أن الميت في مكان مبهم ثم انتعش وقام قائما ورجعت الروح فيه فإن الرائي ينال عزا وحكمة ومالا حلالا.

ومن رأى أنه يلقن الموتى فإنه يعظ ويرجع أقواما ضالين عن ضلالتهم.
ومن رأى أن ملقنا أو غيره نزل إلى حفرة ميت فإنه يزنى.
ومن رأى أنه أتى حفرة ميت فوجد بها نارا فإنه يدل على قبح عم الرائي وتحذيره، وربما كان صاحب الحفرة مرتكبا بدعة وضلالة، وكذلك ان رأى فيها شيئا من الهوام.
ومن رأى أنه يفرق عظام الموتى فإنه يبذل ماله في غير مصلحته، وإن رأى أنه يجمعها فإنه حصول مال ومنفعة.
ومن رأى أن ميتا أحدث ريحا فإنه يذكر بالقبيح.
ومن رأى أن أحداً يعالج ميتا فإنه يفتقده بالصدقة.
ومن رأى أنه قد خرج من ميت شيء من الأشياء كالبول والغائط والقيح والدم والبصاق والبلغم وما أشبه ذلك فهو على وجهين قيل لا تأويل له لكونه لا يمكن صدور ذلك منه، وقيل يؤول لكل شيء من ذلك من معنى ما تقدم ويجيء على عقبه، وربما كان بنوع غير ذلك مما يراه المعبرون بفراسة في المعنى، وقال آخرون غير ذلك وتقدم أنه إذا رأى في حق الميت ما لا يمكن وقوعه منه يعبر بالنظير أو السمى أو العقيب ونحو ذلك.
ومن رأى من الأموات ما يتعجب منه فإنه حصول أمر تتعجب الناس منه.
ومن رأى أنه سكن بمكان كان فيه ميت فإنه يبلغ مبلغه من أمور الدين والدنيا، ومن رأى أن مكانا سقط فوق من به فجاء الرائي وكشف ذلك فوجدهم أمواتا فإنه يؤول على وقوع موت بتلك الناحية والله أعلم بالصواب.

الباب الحادي والثلاثون
في رؤيا المدن والأمصار وهما بمعنى واحد
ولكن فيهما اختلاف عن بعض العلماء، وأما في علم التعبير فسواء
قال الكرماني من رأى أنه في مكة فإنه دليل على حصول الأفراح والعز ونصرة الدين.
ومن رأى أنه في مدينة الرسول عليه السلام فإنه يدل على المصاحبة مع التجار وحصول الخيرات والمنافع منهم في الدين والدنيا.
ومن رأى أنه في مدينة الطائف فإنه يدل على كثرة الأسفار.
ومن رأى أنه في مدينة البصرة فإنه يدل على حصول العلم والتفقه في الدين.
ومن رأى أنه في مدينة واسط فإنه يدل على الوقار والديانة والتقوى.
ومن رأى أنه في مدينة الكوفة فإنه يدل على حصول المنافع والمعيشة من الأهل والأقارب.
ومن رأى أنه في مدينة بغداد فإنه يدل على حصول خير ومنافع من أرباب التجارة والأغنياء.
ومن رأى أنه في مدينة حلوان فإنه يدل على حصول الفوائد وحسن المعيشة.
ومن رأى أنه في مدينة اصفهان فإنه يدل على مصاحبة الأكابر.
ومن رأى أنه في مدينة كرمان فإنه يدل على حصول نقص في ماله بسبب عياله.
ومن رأى أنه في مدينة دمشق فإنه يدل على سعة الأرزاق.
ومن راى أنه في مدينة الموصل فإنه يدل على قضاء الحوائج وحصول المقاصد.
ومن رأى أنه في مدينة حلب فإنه يدل على حصول المنافع من ملك أو من رجل جليل القدر.
ومن رأى أنه في مدينة انطاكية فإنه يدل على حصول فائدة ومنفعة.
ومن رأى أنه في بيت المقدس فإنه يدل على التقوى والديانة والأمانة وحصول المراد والنجاح.
ومن رأى أنه في مدينة عكة فإنه يدل على حصول المنافع من جهة السفر.
ومن رأى أنه في الجزيرة فإنه يدل على التغير في أمور الدنيا.
ومن رأى أنه في مدينة طرسوس فإنه يدل على ضعف الأشغال والخلل في المهمات.
وقال الشيخ عبد القادر الأشموني أولت رؤيا المدن وأوضحت ما استحضرته واعتمدت في ذلك على ابن سيرين والكرماني وغيرهما وألحقتهما بما أولته بتوفيق الله مما لم يأتيا بذكره، فرؤيا مكة صلاح ودين وتوبة وأمن وربح.
ورؤية المدينة الشريفة حصول اجتماع بالأحباب وبلوغ أمل والتشفع بساكنها عليه أفضل الصلاة والسلام يوم القيامة.
ورؤيا القدس تطهير من ذنوب وحصول توبة وأمان وسلامة.
ورؤيا مصر عز ونصر وأمن مع حصول رزق.
ورؤيا قوص ربح من متجر وفائدة من وجوه الحل.
ورؤيا أسيوط نتاج زرع وانفراد عن الأعداء.
ورؤيا الفيوم نتاج في انشاء الغيطان وخصب ورزق، ورؤيا ربوة نتاج وحصول رزق من جهات متعددة.
ورؤيا دمنهور اختلاط بأقوام فاسدي الدين.
ورؤيا ثغر الاسكندرية حصول متجر وفائدة وبلوغ مقاصد وتسهيل أمور.
ورؤيا رشيد رشد وصلاح حال فتعبيرها مشتق من اسمها.
ورؤيا فوة راحة بدن وصحة جسم.
ورؤيا دمياط جهاد واغنام أجر ومكسب.
ورؤيا بلبيس حسن، وقيل غيره.
ورؤيا المحلة أمن وصحة، ورؤيا المنصورة نصر ونجاح.

ورؤيا الصالحية صلاح في الأمور.
ورؤيا قطيا على وجهين لأهل الفلاح تسهيل أمر، ولأهل الفساد تعويق وعسر.
ورؤيا غزة خصب وراحة وأمن ونعمة.
ورؤيا الرملة فائدة ومكسب.
ورؤيا الكرك رفعة وتحصين من الأعداء وأمن.
ورؤيا صفد على وجهين لأهل الصلاح صفاء لأنها في الأصل سميت صفت بالفاء، ولأهل الفساد بالقيد والتصفيد لقوله تعالى " مقرنين في الأصفاد " .
ورؤيا الشام خير وبركة وطيب عيش ورحمة وأمن ووقار وفائدة.
ورؤيا عجلون من العجلة فيا ليت الرائي يتوب عن ذلك.
ورؤيا الصلت تسليط على الأعداء.
ورؤيا حسبان انعام من الملك يقتضي الحساب.
ورؤيا عكا ليس بمحمود وقلة فائدة.
ورؤيا بعلبك في غاية الحسن والجمال والخصب والنعمة والبركة.
ورؤيا حمص تنزه وفرج من الغموم.
ورؤيا صيد تؤول من اسمها.
ورؤيا بيروت غزاة ونعمة ومتجر.
ورؤيا حماه انخماد الأمر والخصب والبركة ومسرة الخاطر والسلامة.
ورؤيا حلب حصول عز وجلب الارزاق والصحة والكسب حلال والوجاهة والنعمة ونيل المطلوب والسعي في أمور المملكة.
ورؤيا عنتاب حصول خير بسؤال الأكابر والترامي عليهم.
ورؤيا مدينة قلعة المسلمين خصب ونعمة ونجاح أمر.
ورؤيا البهنساء بهاء.
ورؤيا ملطية قلة هم وغم، وربما كانت أمنا وسلامة أو قلة معاش.
ورؤيا كحنا ليس بمحمود، وربما دلت على التحصن أيضا.
ورؤيا كركر نظير ذلك أو أزيد، وربما كانت نفاقا.
ورؤيا درندة أمن وحصول مطلوب يسر مع حصول مشقة.
ورؤيا بركي أمن وعز، وللتجار قلة فائدة.
ورؤيا خرت برت ليس بمحمود لأنها أطراف البلاد وبها أطراف الناس.
ورؤيا قيسرية حصول رزق من قبل السلطان، وربما كان تنافرا وتشاجرا.
ورؤيا بلستين حصول فرج وخروج إلى الفلاة ونجاح أمور.
ورؤيا طرسوس ليس بمحمود.
ورؤيا سليس حسن مع الرعية.
ورؤيا آمد طول أمد وحسن عاقبة.
ورؤيا عمورية حب العمارة وشروع في عمل.
ورؤيا قسطنطينية ضعف دين وحصول رزق حرام.
ورؤيا بروسا أمن وسلامة وعز، ورؤيا أمور غريبة ومرتبة من سلطان.
ورؤيا سناب تعلق بأمور صعبة ونيل مطلوب منها.
ورؤيا قسطمون راحة وأمن وبلوغ مقصد.
ورؤيا آق شهر حصول بياض وجه فيما يكون بسببه وأمن ورزق.
ورؤيا الرها علو قدر وتفرج هم وسياحة.
ورؤيا الرحبة من الرحب والأمان.
ورؤيا جعبر ظفر وأمن وعزلة عن المناجيس.
ورؤيا اخلاط تحير أمور وتخليط الأعمال، وربما كان أمنا.
ورؤيا أرض الروم انقباض خاطر وحصول غم وفكر.
ورؤيا درنيد تعسير أمور وتفريق شغل وصعوبة حال.
ورؤيا تفليس نقص في الرزق والفوائد، وربما كان إفلاسا لاشتقاق الاسم.
ورؤيا النجه حصول نعم ورياسة وزيادة رزق.
ورؤيا خوي خسارة وتعطيل وفساد أشغال.
ورؤيا مراغة تسهيل أمور وراحة.
ورؤيا توزير خلاص من مرض وصداع لأنها تذكر عند غالب الناس تبريز وهو مشتق من الري.
ورؤيا نقشوان انتظام أشغال واستقامة حال.
ورؤيا زنكان كثرة فكر وهم ووسواس.
ورؤيا همدان حصول جاه ومنصب ومنفعة.
ورؤيا قزوين مصاحبة أكابر ونيل مطلوب، وربما كان بهرجة.
ورؤيا الري نعمة وغنى لاشتقاق الاسم.
ورؤيا دهستان كثرة أفكار وتردد خاطر واختلاف آراء.
ورؤيا آمل وفور سرور وكثرة أفراح وبلوغ آمال.
ورؤيا بستان فرح وظفر بالأعداء وعز.
ورؤيا ساوة نقص في المال وخسارة معيشة وقلة نجاح.
ورؤيا سابور تعطيل أشغال وعدم وصول إلى مطلوب.
ورؤيا مرو ليس بمحمود.
ورؤيا طوس حصول خير ومنفعة.
ورؤيا سرخس هم وغم وخسارة.
ورؤيا نسا حصول منافع وفوائد من جهة نسوان.
ورؤيا ياورة فرح وانشراح ومشاهدة الوجوه الصباح.
ورؤيا بلخ ظفر على الأعداء واستماع الاخبار المسرة ورؤيا هراة نقص في الأشغال المتعلقة بالمتجر وتسهيل الأمر في غيره.
ورؤيا سمرقند شهرة بين الناس بارتفاع النصب وعلو القدر.
ورؤيا عزية حصول فوائد من الأكابر وتحصيل علم.
ورؤيا سعد صحة وسلامة وأمن وراحة.
ورؤيا حاج حصول ما يتمنى وبلوغ ما يؤمله.
ورؤيا فرغان قوة ونصرة وظفر وسعة.
ورؤيا حاجا بلوغ أمل وشغل وعمل.
ورؤيا فاس اشتغال بال ووقوف حال ونفاد مال.
ورؤيا طرارا امتحان بصحبة الجاهلين الذين لا يفهمون ما يقال ولا يفهم قولهم.
ورؤيا بلاد ساغور خسارة وهم وحزن وندامة.

ورؤيا ماردين خير ونعمة وبركة.
ورؤيا حصن كيفا علو قدر وبلوغ أمل.
قال ابن سيرين رؤيا المدن جميعا على أي وجه كان محمودا.
فمن رأى أنه في مدينة مجهولة لم يعرفها فإن ذلك علامة الصالحين، وربما نال ما يسأله لقوله تعالى " اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم " يعني أي مصر كان، وربما كانت المدينة المجهولة دار الآخرة فإن عرفت وقد كان دخلها في اليقظة فلا بد من إعادته إليها، وربما كان آمنا من خوف لقوله تعالى " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين " .
ومن رأى أنه يخرج من مدينة فإنه يخاف عليه لقوله تعالى " فخرج منها خائفا يترقب " .
ومن رأى أنه ينتقل من مدينة إلى قرية فإنه ينتقل من أمن إلى خوف ومن نعيم إلى شقاء.
ومن رأى أنه يخرج من مدينة فإنه يخاف.
ومن رأى أن مدينة خربت فإن ملكها يجور عليها.
وقال بعض المعبرين أحب دخولي المدائن وأكره الخروج منها لأني جربت ذلك مرارا.
وقيل من رأى أنه دخل مدينة ولها سور فهو أجود من التي بغير سور، وربما دلت رؤيا المدينة التي لها سور على حاكم متمكن يمنع العدو من أرضه والتي بغير سور بضد ذلك.

فصل في رؤيا القرى
قال الكرماني من رأى أنه في قرية فإن ذلك مكروه في الدين لقوله تعالى " وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة " .
ومن رأى أنه انتقل من قرية إلى مدينة فإنه صلاح في الدين ونجاح في الأمور وأمان من خوف وتجديد نعيم.
ومن رأى أنه خرج من قرية فإنه جيد لقوله تعالى " ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها " .
ومن رأى أن قرية خربت أو أخذها السيل فإن ملك ذلك المكان يجور عليها.
ومن رأى أنه دخل قرية فإنه يصل غليه رزق، وإن كانت قرى كثيرة فإن الرزق أوسع.
ومن رأى قرية قد أخذت دوابها أو قطعت أشجارها أو رعى زرعها فإن ذلك يدل على فقر أهلها وتعطيل أمورهم، ورؤى تحضير القرى خصب وبركة وكذلك سقيها وريها.
ومن رأى أنه يشغل شيئا من القرى فهو حصول رزق ومنفعة.
ومن رأى أنه يمسح القرى فإنه يباشر أمرا وينتج له.
ومن رأى أن قرية كبرت عن مقدارها فذلك عائد على صاحبها.
وقال بعض المعبرين رؤيا القرية يعبر باشتقاق اسمها ان كان حسنا وإلا فهو كما ذكر.
فصل في الحصون والقلاع
وهما بمعنى واحد.
فمن رأى أنه يعمر قرية فإنه يدل على صلاح دينه وأيضا يدل على انحصار أعدائه في المضيق، ومن رأى أنه يخرب قلعة فبخلاف ذلك.
وقال الكرماني عمارة القلاع بالحصن في الرؤيا من عمل أهل النار، وأما إذا رأى أنه يبني باللبن والطين فإنه من عمل أهل الجنة.
ومن رأى أنه مقيم في القلعة مستحكم في اقامته فإنه يدل على ثبات دينه وصلاح عقيدته وخلوص نيته في الديانة.
ومن رأى أنه خرج منها على أي وجه كان ولم يعد إليها فإنه يخرج عن دينه بالكلية، وربما دل على انتقام الأعداء منه.
ومن رأى أنه معلق بظاهرها أو باطنها فإنه يكون صاحب دين مجازي لا حقيقي.
وقال جابر المغربي من رأى أنه في قلعة وعنده ذخيرة وافرة فإنه دليل على صلاح دينه، وإن كان بخلاف ذلك فتعبيره ضده.
وقال الكرماني من رأى أنه في حصن من الحصون فإنه يرزق نسكا في دينه وصلاحا في أمره بقدر استمكانه من ذلك.
ومن رأى أنه متعلق بالحصن من خارجه أو من داخله أو بزاويته فإنه يكون في دينه ومعيشته بقدر الاستمكان والاستطاعة من ذلك.
ومن رأى أنه أحدث بحصن شيئا ينقصه فإنه نقص في دينه.
ومن رأى أنه في حصن وقد طلع عليه أعداؤه منه فإنه لا يأمن من مصيبة.
ومن رأى أن بالحصن ثلمة وهو يسدها فإنه يسعى في صلاح دينه وسداد ما فرط منه واستدراك ذلك بالتوبة والعمل الصالح.
ومن رأى أنه ينقب حصنا فإنه يخوض في عرض أناس ذوي دين ووجاهة فليتق الله.
وقال بعض المعبرين من رأى أن نفسه في قلعة وهي محسنة وجماعته عنده وزاده فإنه أمان من أعدائه وظفر بمطلوبه وصلاح في دينه ونفاذ في أمره، وعلى كل حال رؤيا الإنسان نفسه في قلعة على أي وجه كان فإنه محمود ما لم يكن فيه ما هو مذموم في علم التعبير.
وقال أبو سعيد الواعظ الحصن هو الإسلام، فمن رأى أنه بنى حصنا فإنه أحصن فرجه من الحرام ونفسه من الذل وماله من الرياء.
فصل في رؤيا الأبراج

قال الكرماني من رأى أنه في برج لا يأمن مما يطلبه، وإن كان مريضا مات لقوله تعالى " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة " .
ومن رأى أنه على حائط برج فإنه ظفر وبلوغ مقصد.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يعمر برجا فإنه فعل محمود.

فصل في رؤيا الأسوار
وهو على أوجه سلطان وملك يقوم مقامه وحاكم وشرائع الإسلام.
فمن رأى سور مدينة أو سور قلعة هدم فإنه يدل على موت سلطان تلك المدينة.
وإن رأى أنه انثلم منه ثلمة فإنه يدل على موت الوالي.
ومن رأى أنه عمر سورا جديدا فإنه يتجدد في ذلك المكان سلطان جديد ويقيم فيه.
ومن رأى أنه عمر بعض السور فإنه يدل على تجدد وال في ذلك المكان.
وقال الكرماني السور وما هو قريب إلى سور المدينة من الجانب الأيمن يدل على السلطان ومن الجانب الأيسر يدل على الوالي، وما هو بعيد عن سور المدينة فتأويله الأمن وطيب العيش.
وما هو خلف المدينة فإنه امرأة وكل شيء يتعلق بالسور من القريب والبعيد والدون والجيد والزائد والناقص فإن رؤياه من الخير والشر على هؤلاء المذكورين، وأما الشراريف والمساقط فلهما تعبير بمفردهما.
فالشراريف رجال ذلك المكان.
والمساقط نسوة فمهما حدث في ذلك المكان من زين أو شين فيؤول في ذلك.
فصل في رؤيا الحصار والمحاصرة
من رأى أنه دخل حصارا فإنه يأمن من شر الأعادي.
وإن رأى أنه خرج من حصار فإن الأعادي تظفر به.
وقال جابر المغربي إن كان في الحصار ذخيرة زائدة فإنه دليل الخير والصلاح في دينه، وإن كان بخلاف ذلك فبضده.
وقيل من رأى أنه يحاصر قوما ورمى عليهم بأنواع آلات القتال فإنه ينازع مع قوم ويرميهم بالكلام فإن أصاب ما رمى به شيئا أثر كلامه، وإن لم يصب لم يؤثر وكذلك ان رأى أنه يرمي عليهم من أعلى شيء مما ذكر.
وقيل من رأى أنه في حصار فإنه انحصار.
ومن رأى أنه خرج من الحصار ولم يجد من يشوش عليه فإنه محمود، وإن وجد مع ذلك فرجة وراحة فإنه ليس بمحمود.
ومن رأى أنه افتقر إلى شيء من الآلات ولم يجدها فإنه نقص في قدرته، وإن وجدها فإنه تمام أمره سواء كان محاصرا أو محاصرا.
فصل في رؤيا المنجنيق والمدفع والمكحلة
ونحوها مما يرمى به في الحصار والمحاصرة
من رأى منجنيقا يرمى به على قلعة أو مدينة منسوبة إلى الإسلام فإن الرائي يحصل منه كلام يكون فيه نقص للاسلام، وربما كان فيه ضرر لأهل ذلك المكان فليتق الله، وإن كان يرمي به على مدينة الكفار أو قلعتهم فإنه دليل على أن الرامي قائما في دين الله مبغضا لما سواه.
ومن رأى أن المنجنيق حصل به خلل فإنه غلبة للرامي وظفر لأهل ذلك المكان وأما حجر المنجنيق فإنه يؤول بالكلمة العظمى.
فمن رأى أنه أصابه حجر من ذلك فإنه لا خير فيه فإن أزعج فيه شيئا أو كسره فهو حصول مضرة بالغة نعوذ بالله من ذلك، وقيل حجر المنجنيق كلمة الملك.
وقيل من رأى حجارة المنجنيق تنزل على مكان فإن هدمت أو خربت كان الضرر بقدر الهدم والخراب وإلا فيكون ناقصا من ذلك، وأما الضرر فهو موجود.
ومن رأى أنه يصنع منجنيقا فإنه يضمر مكرا ومكيدة.
ومن رأى أنه يخرب منجنيقا فإنه يسعى في بطلان ما يكون له ولغيره أو يخدع.
ومن رأى أنه ينحت حجر المنجنيق فإنه يحمل ملكا على أمر حتى يتكلم بكلمة يكون فيها ضرر وأذى.
ومن رأى أنه يكسر حجر المنجنيق فإنه يكسر كلام الملك، وقيل رؤيا المنجنيق تؤول بقدوم العسكر فمهما رأى في ذلك من زين أو شين فيؤول فيه.
وأما رؤيا المدفع فهم وخصم وغالب وحجره كلمة ذلك الخصم، وقيل انه يعبر بنوع من المنجنيق، وربما كان المدفع أقوى من المنجنيق، وقيل المنجنيق هو ما يقوم مقام الملك والمدفع الكبير الجديد هو الملك بعينه، فيعتبر المعبر المعاني في ذلك ويؤول ما ظهر له بتوفيق الله تعالى.
وأما المكاحل فهم دون ذلك وتعبر بقريب من هذا المعنى على القدر والهيئة، وأما النفوط والأسهم الخطائي والطيارات ونحو ذلك فكلام محرق مضر.
فمن رأى أنه أصاب أحداً بشيء من ذلك يصيبه بكلام يحرقه.

ومن رأى أن شيئا من ذلك أصاب مكانا ولم يصبه فليس يؤثر فيه ولكن يجري بسببه وكل ما يرمي به الإنسان من جميع الأنواع فهو كلام فما كان منه صائبا كان للكلام تأثير، وإن آلمه كان أبلغ، وإن لم يصب فليس لذلك الكلام تأثير والله أعلم بالصواب.

الباب الثاني والثلاثون
في رؤيا الأرض وما يحدث فيها وما يبدأ منها
فصل في رؤيا الأرض
قال دانيال رؤياها تعبر بامرأة.
وقال ابن سيرين من رأى أنه في أرض بادية متسعة ولم تكن تلك الأرض بعيدة فإنه يسافر عاجلا.
ومن رأى أنه يحفر الأرض ويأكل ترابها فإنه يجد مالا.
ومن رأى أنه يحفر الأرض كالجب أو السرداب فإنه يقبض مالا بالمكر والحيلة.
ومن رأى أنه قد ابتلعته الأرض فإنه يقع في بلاء وعناء وهم وغم ومصيبة أو يتلف ماله من قبل امرأة.
ومن رأى أنه قد توجه من أرض متسعة إلى أرض ضيقة قال أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه فإنه يتوجه من الإسلام إلى الكفر.
وقال جابر المغربي من رأى أن الأرض قد طويت تحت قدمه فإنه دليل على نهاية عمره.
ومن رأى أن الأرض ترتج فإنه حصول خوف.
ومن رأى أنه ملك أرضا معروفة مد بصره فإنه يصيب امرأة خطرها في الناس بقدر سعة الأرض.
ومن رأى أنه ملك أرضا مجهولة كبيرة فإنها دنيا بقدر سعة تلك الأرض، وربما كانت أمانا لأن الناس خلقوا منها، وربما كانت زوجة الإنسان لانها تحرث.
ومن رأى أنه في أرض واسعة مستوية لا يعرفها فإنه حصول غنيمة.
ومن رأى أنه يجلس على الأرض فإنه يتمكن منها ويعلو عليها لقوله تعالى " ولكم في الأرض مستقر " .
ومن رأى أنه يضرب في الأرض بشيء فإنه يسافر سفرا يبتغي الرزق لقوله تعالى " وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله " .
ومن رأى أنه باع أرضا أو أخرج إلى غيرها فإنه إن كان مريضا مات، وإن كان موسرا افتقر.
ومن رأى أنه يأكل من الأرض بقسمة فإنه يصيب مالا بقدر ما أكل من غير مشقة.
ومن رأى أن الأرض طويت سريعا ثم سير بها فليس ذلك بمحمود في حقه، وربما مات فجأة.
ومن رأى انها طويت له وصارت بين يديه فإن حياته تطول.
ومن رأى أنه خرج من أرض جدبة إلى أرض مخضرة فإنه ينتقل من بدعة إلى سنة.
ومن رأى أنه خرج من أرض خضرة إلى أرض جدبة فضده.
ومن رأى أنه خرج من أرض إلى أرض وهما سواء فإنه ينتقل من مكان إلى مكان مثله، وإن كانت إحداهما متميزة عن الأخرى فيكون الأحسن ما وصل إليه أو تركه.
ومن رأى أنه خرج من أرض أو أمل الخروج منها فإنه يبيع دابته أو داره أو يطلق زوجته أو يفارق أمه.
ومن رأى أنه عاد فإنه يعود إليه ذلك.
ومن رأى أنه يمشي من أرض إلى أرض متواليا فإنه يداوم سفره من أرض إلى أرض بسبب امرأة أو جارية أو غير ذلك.
ومن رأى أنه يتمرغ على الأرض فلا خير فيه، وقيل إن تلوث منها فحصول مال.
ومن رأى أن الأرض انشقت وخرج منها دابة تكلم الناس فإنه يرى منها عجبا يتعجب الناس منه؛ وربما دلت على قرب أجله لقوله تعالى " وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم " ، وربما كان الرائي عنده شك في البعث لتمام الآية " أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون " .
ومن رأى أنه يحفر أرضا فإن كان مريضا أو عنده مريض دل على موته.
ومن رأى أنه يحفر مكانا في الأرض ليدخل فيه انسانا فإنه رجل ذو مكر يقصد اصطناع المكر ليرمي فيه غيره.
ومن رأى أنه يحفر قناة فإنه يسلك أمرا بسبب معيشة.
ومن رأى أنه يحفر فإنه يطلق زوجته.
ومن رأى أنه على حفرة ولم ينزلها يكون بينهما خصومة ثم يتصالحان.
ومن رأى أنه خرج من حفرة أو نهر فإن كان مريضا شفاه الله تعالى، وإن كان محبوسا تخلص.
ومن رأى أنه في شيء من ذلك وهو يستغيث بمن يرفعه منه فلم يجد فإن ذلك قبره.
ومن رأى أنه يفتش الأرض فإنه مشغول بأمور الدنيا.
ومن رأى الأرض كلمته بكلام فهمه فإنه طول حياة، وإن لم يفهمه فضد ذلك.
ومن رأى أنه يحفر خليجا فإنه يصطنع معروفا، وربما يشتغل بأمر يتعلق بمن هو دون الملك.
ومن رأى أنه جسر جسرا فإنه يكون متمكنا في دينه.
ومن رأى أنه يخرب جسرا فضد ذلك، وقيل رؤيا الجسر تؤول على أربعة أوجه رجل كبير القدر ومنفعة وصلاح وحفظ.
ومن رأى أنه حوى أرضا بماء فإنه يحتوي على شيء ويملكه، وإن كان أعزب يتزوج امرأة.

فإن رأى ان له أرضا وقد قطعها بحر فإن الملك يفترع زوجته.
ومن رأى أن له أرضا متسعة وبها حفر كثيرة حتى لا يستطيع السالك أن يمر بها فإنه يؤول على امرأة كثيرة الفساد والمكر والخديعة وبها عيوب كثيرة فليحذر الرائي منها.
ومن رأى أنه يصنع من الأرض لبنا فإنه يسعى في أمر يحصل له منه فائدة من وجه حل.

فصل في رؤيا الصحراء
قال ابن سيرين الصحراء تدل على الأفراح ووفور السرور واستقامة الأحوال من جهة السلطان على قدر سعتها ونزهتها وفضائها.
ومن رأى صحراء واسعة قد اخضرت في أوانها وهو يسعى ويتنزه فيها فإنه يدل على التقرب بالسلطان العادل ويرزق منه خيرا.
ومن رأى صحراء ممتدة إلى غير النهاية في مد البصر، ويكون فيها شوك وهوام ووحوش فإنه ان كان ممن يليق للخدم الوظائف فإنه يتقرب إلى ملك ظالم غشوم سيرته ذميمة ويقتدي الملك بأموره، وإن كان ممن لا يليق بذلك وهو من الاطراف فإنه يتقرب إلى امرأة فاحشة ذميمة.
ومن رأى أنه في صحراء ممتدة وقد نبت فيها جملة من الأزهار والرياحين والورد وهو بها فإنه يصاحب رجلاًجليل القدر ويكتسب من علمه وعقله ومعرفته، وربما كان تقربا إلى ملك عادل وحصول خير ومنفعة إذا كان لائقا لذلك.
وقيل رؤيا الصحراء سفر جديد بغنيمة من وجه حل.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أرضا أو بادية أو صحراء ممتدة واسعة لا يرى لها حد ولم يكن رآها قط ولم يعرفها فهو على وجهين انبساط الدنيا والمعاش أو سفر فيه خير ومنفعة، وإن رأى حدودها فإنها تؤول بامرأة فيعتبر الرائي ذلك، وإن كان رؤياها حسنة تكون المرأة جميلة وإلا فضده.
ومن رأى أن الأرض التي هو بها انبسطت واتسعت دلت رؤياه على عيش أهلها وطول أعمار أعيانهم وهو في جملتهم، وإن رأى ضد ذلك فتعبيره ضده.
ومن رأى صحراء وبها اشجار فانهم أقوام يقصدون الملك.
فصل في رؤيا الطرق
وهو على أوجه منهاج الحق وطرق الرشاد وحاكم عادل ودليل للخير وأمر محمود، وقد تقدم الكلام فيما يراه الإنسان في ذلك جميعه من أمور شتى في الباب الثالث والعشرين فإنها محل ذكر ذلك لكون الصادر فيها من فعل الإنسان في يقظته، وقد نبهت عليها وذكرت المعنى لئلا تصير الأرض خالية من ذكر الطريق.
فصل في رؤيا الخسف
قال الكرماني من رأى أن الأرض خسفت فإن ذلك بلاء ينزل من سلطان أو قحط أو جراد أو خوف شديد أو مصيبة عظيمة لقوله تعالى " فخسفنا به وبداره الأرض " .
ومن رأى أن الأرض خسفت فإن كان من أهل الشر فعقوبة تنزل به أو سفر بعيد يخاف عليه ان لا يرجع، وإن كان من أهل الخير فإنه يدل على أنه ينكح امرأة.
ومن رأى أن أرضا خسفت وابتلعت الدواب فإنه يدل على مصيبة تحصل فيهم.
ومن رأى أن عمارات خسفت بها الأرض ثم التفت حتى لا يكاد يرى من ذلك شيئا فإنه يدل على حصول فناء عظيم يذهب أكابر القوم حتى لا يبقى لهم أثر، وكذلك إن خسفت بأشجار ونخيل والله تعالى أعلم بالصواب.
الباب الثالث والثلاثون
في رؤيا الدور والغرف والبيوت
والسقوف والجدران ونحو ذلك
فصل في رؤيا الدور
قال دانيال من رأى أنه دخل دارا مجهولة ولم يعرف سكانها ورأى فيها أمواتا فإن ذلك يدل على انها دار الآخرة والداخل المقيم فيها يدل على قرب أجله.
ومن رأى أنه خرج منها فإنه يمرض مرضا شديدا ويعافى.
ومن رأى أنه دخل دارا معروفة يكون بناؤها بالطين واللبن فإن ذلك يدل على طلب الرزق الحلال، وإن كان بناؤها من آجر وجص فإنه دليل على طلب مال حرام، ومن رأى أنه خرج منها فإنه يتوب عن الحرام.
وقال ابن سيرين من رأى أنه سقط من الدار سقفها أو سطحها أو من جدارها أو احترق فإنه وقوع مصيبة في داره.
ومن رأى أن أرض الدار قد كبرت واتسعت فإنه دليل على حصول نعمة وافرة، وإن كان بخلاف ذلك فبضده.
ومن رأى أنه يحول دارا عتيقة فإنه تتسع عليه الأرزاق وتفتح له الأبواب ويحصل له وفور السرور.
ومن رأى أنه دخل دارا جديدة فإن كان غنيا يزداد ماله، وإن كان فقير يستغنى.
وقال الكرماني وسط الدار دليل على البنت والأخت فما رؤى من ذلك من زين أو شين فإنه يؤول في ذلك، وصفة الدار دليل على الوالدة والوالد.

وقال جابر المغربي من رأى أنه دخل دارا وهي ملكه فإنه يرزق بنسل، وكلما كانت متسعة جديدة كانت زيادة في الرزق والدين، وقيل رؤيا الدار وهي حسنة تدل على الصحة والسلامة وطول عمر الوالد والوالدة وقيل تزوج بامرأة حسنة موافقة وأمن من الفزع والجزع، وربما كان غنى وحصول ولاية.
وقال جعفر الصادق رؤيا الدار تؤول على ثمانية أوجه امرأة وزوج وغنى وأمن وطيب عيش ومال وولاية وعز وحمل أمانة.
وقال أما رؤيا الدار المعروفة البناء إذا كانت متصلة بالدور فاصابة دنيا بقدر حسنها، فإن كانت من لبن وطين فهي حلال، وإن كانت آجرا وجصا فهي حرام، وربما أنه يعمل سوءا فليتق الله تعالى، وإن كانت الدار مجصصة وبها مريض دل على موته، وإن كانت من لبن وطين أصابه هم.
وأما رؤيا الدار المجهولة البناء والموضع والأصل إذا انفردت عن الدور فهي دار الآخرة فليعتبر الرائي ذلك وليعتبر حالته أو إن دخلها وخرج منها فإنه يشرف على الموت ثم ينجو، وإن لم يخرج منها دل على الموت.
ومن رأى فيها سعة وزينة يدل على حسن حاله أو يفارق الدنيا وسعة الدار المعروفة صفاء العيش.
ومن رأى أنه دخل دارا جديدة فتأويلها كما تقدم ان يكن يصلح لشيء من ذلك، وإلا خرجت الرؤيا لصاحبها سواء كان مالكا أو ساكنا.
ومن رأى أنه ينظر إلى قصر أو دخله فإنه يتزوج بامرأة حسنة وكذلك النظر إلى الدور.
ومن رأى أن في داخل الدار حدثا أو في الأبواب فإنه حادث شيء في النساء.
ومن رأى أن داره لا تشبه الدور فإنه يملك مالا ويظهر ذلك عليه.
ومن رأى أنه يبني دارا فإنه يستفيد دنيا تحصيلها بقدر فراغ البناء، وإن كان مريضا فربما دل على موته.
ومن رأى أنه خارج من دار وهو صامت لم يتكلم مع أحد دل على موته، وقيل الدخول في الدار أمن على أي وجه كان كما تقدم للمتقدمين من الكتابة على الدور قال بعض الشعراء:
هذه الدار أضاءت بهجة ... وتجلت فرحا للناظرينا
كتب السعد على أبوابها ... ادخلوها بسلام آمنينا
ومن رأى أن في داره عين ماء تجرى أبو ميزانا غير مطر فإنها عيون باكية على موت أعزاء أهلها، والبلل في الدار هم وحزن وكذلك الوسخ والندوة.
ومن رأى أن داره طريق يسلكه الناس فحصول مصيبة عظيمة.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى بناء دار جديدة دل على موت قريب من أقربائه.
وإن رأى أنه يوسع دارا أصابه غم وهدم دار الإمام الأعظم حصول انثلام في ثغور المسلمين وهدم الدار على أي وجه كان صوت صائل.

فصل في رؤيا الغرف
فمن رأى أنه في غرفة أو غرفات فإنه يأمن مما يخاف ويحذر لقوله تعالى " وهم في الغرفات آمنون " .
ومن رأى أنه في غرفة جديدة فإن كان فقيرا استغنى، وإن كان تاجرا فعاقبته حميدة، وقيل إن كان غنيا أصاب مالا.
ومن رأى أنه في غرفة قديمة فإن كان فقيرا أفلس وزاد فقره، وإن كان غنيا فزيادة غنى وسعادة، وإن كان دينا فزيادة صلاح في دينه، وقيل إن الغرفة امرأة.
فمن رأى أنه يبني غرفة فإنه يتهم بإمرأة، وإن بنى غرفة على أخرى دل على زواجه بامرأة فوق زوجته، وربما دلت الغرفة على علو منصب ورفع درجة ووجاهة بين الناس.
فصل في رؤيا البيوت
البيت المفرد يدل على المرأة.
ومن رأى بيتا على عود فإنه يدل على زواج امرأة ذات مروءة وعفاف وحمل مؤنتها على رقبته، وربما حبلت منه.
ومن رأى أنه دخل بيتا جديدا فإنه يتزوج امرأة ويحصل له مال وغنى ومن رأى أنه دخل بيتا معمورا بالجص أو مبيضا ولم يعرف صاحبه فإنه يدل على قرب أجله.
ومن رأى أنه هرب ودخل بيتاً وأغلق بابه، والبيت متصل ببيوت، فإنه يدل على الخلاص من الهم والغم، وإن كان مريضاً عوفى.
ومن رأى بيته هدم فإنه يحرز ماله هذا إذا كان عتيقا.
ومن رأى أنه هدم بيت غيره فإنه حصول مال من الغير.
ومن رأى أنه سقط عليه بيت أو حائط فإنه يدل على حصول مال وافر.
وإن رأى أنه في بيت جديد فإنه يدل على الاستغناء، وإن كانت من فضة فإنه يتوب من الذنوب لقوله تعالى " لمن يكفر بالرحمن لبيوته سقفا من فضة " ، وإن كان غنيا يزداد ماله.
ومن رأى أن بيته قد اتسع عما كان فإنه حصول نعم ومال وزيادة رزق.
ومن رأى بخلاف ذلك فإنه ضده.
ومن رأى أن بيته منفرد وليس حوله بيت فإنه غير محمود.

ومن رأى أنه يرش بيته فإنه يعمل عملا يحصل له نكد بسببه ولا خير في الرش إذا كان في البيوت.
ومن رأى أنه في بيت وهو يمنع من الخروج فإنه حصول خير وعاقبة محمودة.
ومن رأى أنه يعذب في بيت فإنه حصول فضل وخير ونعمة.
ومن رأى أنه في بيت مجهول لا يعرفه وسمع كلاما ينكر مثله في اليقظة أو لم يفهم من ذلك شيئا أو استدل به على الشر فإنه موته وذلك البيت قبره، وقيل إن البيت هو المرأة التي يأوي الرجل إليها فمهما رآه من زين أو شين يؤول عليها.
ومن رأى أنه علا فوق بيت مجهول وكان مرتفعا جدا فإنه يصيب امرأة بكرا، وإن كان عتيقا فهو امرأة ثيب.
ومن رأى أنه حمل بيتا أو قلعة فإنه يتزوج امرأة لها مؤنة شديدة.
ومن رأى بيت ماء فإنه يدل على اختلاء في حرام، وأما فعل الإنسان فيه فقد تقدم في فصول البول والغائط في الباب الحادي والعشرين، وبيوت المطابيخ فتؤول بالسعي إلى اكتساب المعيشة وقوام الأمور، وأما الكانون فإنه على وجهين رئيس البيت وامرأة جليلة.
وقال الكرماني الكانون قوام للبيت وانتظام أحوال جماعته، فمن رأى في ذلك زينا أو شينا فيؤول عليهم.
وقال أبو سعيد الواعظ الكانون هو المرأة فإن كان من جص فمن أهل بيت فيهم تكبر، وإن كان من الخشب فامرأة من أهل بيت فيهم نفاق، وإن كان من معدن من المعادن فالمرأة تنسب إلى ذلك المعدن.
ومن رأى أن كانونا هدم فإنه زوال نعمة صاحب ذلك.
وقال بعض المعبرين ربما دل خراب الكانون على سفر أهله.
وأما التنور فيدل على ظهور الأمور وبناؤه نيل ولاية ونجاة من عدو لقوله تعالى " وفار التنور " وربح للتاجر وكذلك سجره.
فإن رأى كأن في دار السلطان تنورا وفيه رماد يدل على أنه يتزوج امرأة لا خير فيها.
وأما الكير والكبول فقيل سلطان إلا إذا كان الكير من خشب فهو نقصان جاه، وثبوت الأماكن ثبوت الأموال.
وأما الخزانة فتؤول بجامع الأموال وبالخازندار.
وأما الخلوة فهي محل الراحة، وقيل سرية.
وأما البيوت المنسوبة للأمراء كالطشتخانات والفرشخانات وما اشبه ذلك فإن كل بيت منها يؤول على أربابه من الخدم، فما رؤى من ذلك جميعه من زين أو شين يعبر على ما يقتضيه التعبير فيهم.

فصل في رؤيا السقوف
من رأى أن سقف داره متهدم ووقع أصل فإنه موت صاحبها الساكن فيها أو مالكها.
ومن رأى أن سقف بيته يقطر ماء فإنه بكاء على ميت أو مريض.
ومن رأى أن تراب سقفه ذهب فإنه يفتقر في ماله وينكشف من نعمته.
ومن رأى أن شيئا من النبات نبت بسقفه فانهم رجال يحتالون عليه.
ومن رأى أن جماعة فوق سقفه فهو كذلك وتشقق السقف حصول أمر مكروه، وإصابته بحجر أو سهم أو نحو ذلك كلام مؤثر بقدر ما أثرت الضربة، وحسن السقف وتزخرفه عز وجاه لصاحبه وسقوط السقف حصول مصيبة عظيمة لقوله تعالى " فخر عليهم السقف من فوقهم " الآية.
وقال أبو سعيد الواعظ السقف إذا كان من خشب دل على رجل رفيع، فإن رأى كأنه دخل سقفا فاستترت عنه السماء فيه دخل عليه اللصوص وسرقوا متاعه، وانكسار الجذع من السقف يدل على موت رجل منافق.
فصل في رؤيا السطوح
فالسطح المجهول امرأة والمعروف شرف وعز وعلو قدر وجاه.
وقال جابر المغربي من رأى أنه صعد السطح الذي هو عليه دل على الشرف وحصول مرتبة وشرف في ذلك الشرف.
وأما النبات على سطح فليس بمحمود وكذلك إذا رأى جماعة فوقه، وأما جريان الماء فوق السطح فحصول هم وغم ما لم يكن مطرا.
ومن رأى أن فوق سقفه ما لم يمكن صعوده فهو حصول غم وهم.
فصل في رؤيا الحيطان والجدران
أما الأساس فهو التقوى فكلما كان وثيقا كانت التقوى أوثق.
وقال ابن سيرين الحائط تؤول بحال الرجل في الدنيا.
فمن رأى أنه فقد حائطا وهم مستحكم قوى فإنه يدل على صلاح حاله في الدنيا بمقدار سمك الحائط.
ومن رأى أنه يخرب حائطا وكان عتيقا فإنه يدل على حصول الماء أو العلم، وإن كان جديدا فإنه يصيبه غم ومصيبة بقدر ما أخربه من الحائط، وإن كان الحائط رقيقا ضعيفا فإنه يدل على ضعف حاله في الدنيا وادبار أمره.
ومن رأى أنه قائم على الحائط فإنه لا يستقيم أمره.
ومن رأى أنه معلق بالحائط فإنه يدل على زوال حاله وعيشه.
ومن رأى أنه رفع حائطا فإن كان ذا وجاهة فإنه يرقى إنسانا إلى منصب، وإن كان غير ذلك فإنه يساعده باللفظ.

ومن رأى أنه هدم حائطا فإنه يسقط انسانا عن معيشته أو يهلكه.
وقال الكرماني من رأى أنه أقام حائطا أو بنى حائطا خرابا فإنه يسعى في صلاح أمور رجل قد فسدت.
ومن رأى أن حائط مدينة أو جامع سقط فإنه حدوث مصيبة لمتولى ذلك المكان.
وقال جابر المغربي رؤيا الحائط تدل على رجل كبير مقداره في الناس بقدر علوه.
ومن رأى أنه يخرب حائطا عتيقا فإنه صلاح حاله، وإن كان جديدا فبضده.
وقال جعفر الصادق من رأى أنه يبني حائطا فإن كان من لبن وطين فإنه يدل على صح دينه وأمانته.
ومن رأى أنه يبني حائطا من جص فإنه يدل على تغير نيته وفساد دينه.
وأما السرب فإنه مكر ودخول الإنسان يه رجوع مكروه إليه.
وإن رأى فيه ماء طاهرا فهو معيشة من مكروه، وإن كان به دنس أو به نجاسة فإنه مكر يمكره ويحصل به هم وحزن، وأما الأخبية فهي امرأة تكتم السر.
فمن رأى أن فيها شيئا من الأشياء كان باطنها نظير ما ينسب إليه ذلك الشيء، وإن رآها خالية فإن تلك المرأة تكون غير موافقة لما يريده منها والله تعالى أعلم.

الباب الرابع والثلاثون
في رؤيا الهدم والكسر والخراب والعمارة
والحفر والردم ونحوه
فصل في رؤيا الهدم
من رأى أنه يهدم مئذنة فليس بمحمود ما لم يكن في المئذنة ميل أو سقوط.
ومن رأى أنه يهدم الكعبة فإنه يبتدع في الإسلام بدعة.
ومن رأى أنه يهدم جامعاً أو مسجدا فإنه يسعى في الإسلام بالفساد وظهور المحن.
ومن رأى أنه يهدم قصرا فإنه يتسبب إلى الملك بالأذية، وربما يحصل له الضرر.
ومن رأى أنه يهدم كنيسة أو ديرا أو صومعة أو ما أشبه ذلك فإنه يكون شديدا على الكفار ويحصل لهم منه ضرر، وربما كان قائما في دين الإسلام.
ومن رأى أنه يهدم دارا أو بيتا أو حانوتا عتيقا أو ما أشبه ذلك فإنه ينال خيرا كثيرا.
ومن رأى أنه يهدم شيئا من ذلك وهو جديد فإنه يصيب هما وحزنا.
ومن رأى أن داره انهدمت أو بعضها فإنه يموت انسان بها أو يصيب صاحبها مصيبة كبيرة أو حادث شنيع، ورؤيا هدم الحصون والأبراج نقص في الدين وخلل في المعيشة، وهدم القناطر ارتكاب أمر شنيع يحصل منه الضرر لجماعة متكبرين، وربما كان فسادا في الدين، وقيل خراب البيت والحانوت وما أشبه ذلك نقصان مال وضلال في مهمات الدنيا.
وقال جابر المغربي رؤيا المكان الخراب من حيث الجملة ما لم يكن للانسان فيه اختيار تدل على حصول مال وفائدة، ورؤيا الأسراب والقنوات فإنه تعسير رزق وكذلك كل ما كان يصل به جريان أو ادخار أو مانع.
فصل في رؤيا الكسر
وهو على أوجه.
قال ابن سيرين من رأى أنه قد انكسر له شيء من الأشياء فإنه حصول مضرة وخسارة بمقدار ما يعز عليه ذلك الشيء أو قيمته، وإن كان هو الفاعل لغيره فالمضرة تحصل منه والتعبير كما تقدم.
ومن رأى أنه قد كسر عضوا من أعضائه فإنه يؤول على من ينسب إليه ذلك العضو وقد بينا كل عضو وما ينسب إليه في فصل الأعضاء في الباب التاسع عشر.
وقال جابر المغربي من رأى أنه كسر شيئا من أنواع الملاهي فإنه إصلاح حال والتجنب عن المعاصي والندامة من الأفعال الذميمة وكل شيء كان صالحاً للدين والدنيا فكسره مذموم وكل شيء كان بخلافه فكسره محمود، وقيل كسر ما يقوم به أبهة الملوك من الملاهي ليس بمحمود.
ومن رأى أنه كسر فرعا من شجرة فإنه يؤذي ولد ملك سواء كان بالقول أو بالفعل، وقيل كسر فرع الشجرة موت ولد الملك أو أحد أقربائه الأعيان بحيث يكون مقدار ذلك على مقدار الفرع.
ومن رأى أنه يكسر حجرا فإنه يصدع قلب رجل منافق قاسي القلب لقوله تعالى " فهي كالحجارة أو أشد قسوة " .
ومن رأى أنه يكسر سيفا فإنه يعلو على انسان.
ومن رأى أنه يكسر خشبا فإنه يعلو على أقوام منافقين، وقيل كسر الخشبة نصر وظفر.
ومن رأى أنه يكسر حطباً فإنه يعلو على أقوام يتكلمون بالتميمة ويكسر كلامهم.
ومن رأى أنه يكسر عظماً لأحد معروف فإنه نصرة في ماله، وإن كسر عظما مجهولا فإنه ينصرف في ماله.
ومن رأى أنه يكسر حديدا فإنه قوة بالغة وحصول أبهة.
ومن رأى أنه يكسر صاريا فإنه تعطل أمور تاجر صاحب بضائع، وقيل غير ذلك مما يأتي في فصله ومحله عند ذكر المراكب وآلاتها في الباب التاسع والثلاثين.

ومن رأى أنه كسر شيئا من المعادن فإن كان نوعه مما يحب فحصول هم، وإن كان نوعه مما يذم فلا بأس به، وقيل كسر الذهب زوال هم وكسر الجوهر فساد في العقيدة.
ومن رأى أنه كسر ماعونا أو متاعا فإنه منسوب إلى ما ينسب إليه ذلك مما سيأتي ذكره في فصول الأمتعة والمواعين.
ومن رأى أنه كسر جامة أو قمرية فإنه يؤذي امرأة، وأما كسر التخوت والأسرة فإنه حصول مصيبة في حق أربابها.
وأما كسر الأسنان فيؤول على كل ما ينسب إليه ذلك السن كما تقدم في فصل الأعضاء.
وأما كسر السرج فنقصان في الأبهة، وقيل يؤول ذلك في المرأة.
وكسر قرون الدواب يؤول كل صنف بما ينسب إليه.
وكسر الرمح والقوس على ثلاثة أوجه يعبر بالولد والقوة والمقدرة.
وقبل رؤيا كسر آلات الحروب ليس بمحمود.

فصل في رؤيا الخراب
من رأى مكانا معروفا صار خرابا وهو لا يجد به أحداً فإنه حصول هم وغم.
ومن رأى أن ذلك عاد لما كان عليه فإنه حصول عدل من ملك ذلك المكان.
ومن رأى مكانا معروفا صار خرابا وأهله لا يجدون مكانا يسكنون فيه فإن ملكهم يجور عليهم حتى لا يجدون لهم منه مخلصا.
ومن رأى أن جامعا خرب حتى لا يبقى من رسمه شيء فإنه يزول ملك ذلك المكان أو قاضيه بحيث ان الذي يأتي بعده لا يفعل شيئا مما كان يفعله من تقدمه جملة كافية.
ومن رأى سوقا قد خرب ولم يبق فيه متعيشون فإنه كساد أهله وتشتت أمورهم، وربما دل على نازلة عظيمة بهم.
ومن رأى أن داره خراب أصلا فإنه خراب جسمه إما لكبر أو لعاهات تعتريه.
ومن رأى أن حماما قد خرب ودرس فإنه موت امرأة تنسب لذلك، وربما كانت زوجته أو أعظم أقربائه.
ومن رأى أن دار الملك خراب دائر فإن الملك يجور في حكمه حتى لا يستطيع أحد يتقرب إليه من ظلمه وقد قيل في ذلك بيت الظالم خراب ولو بعد حين.
ومن رأى أن مركبا خرب فإنه موت جارية، وخراب الكنائس ضعف في الكفر وقوة في الإسلام، وخراب الأرض ضعف في النسوة وقلة أمانتهن، وربما دل على الهم والغم والتعطيل عن السفر، وقال بعضهم أحب العمارة في اليقظة والمنام وأكره الخراب الدائر.
فصل في رؤيا العمارة
وهي على أوجه من رأى أنه يعمر شيئا في أحد المساجد الثلاث فإنه يصنع معروفا عند الله مقبولا ويدل على علو القدر وحصول الجاه والتمكن في أمور الدنيا.
ومن رأى أنه يعمر عمارة لله مثل مسجد أو منارة أو خانقاه أو ما أشبه ذلك فإنه دليل على صلاح دينه وثواب آخرته.
وقيل من رأى شيئا من ذلك معمورا فإنه زيادة في الإسلام واستحكام في الدين، وربما كان صلاحا في حق ملك ذلك المكان.
وقال جعفر الصادق رؤيا العمارة على أربعة أوجه صلاح أشغال تتعلق بالدنيا وخير ومنفعة وحصول مراد وسعة في الاكتساب.
ومن رأى أنه يعمر مركبا فإنه يبتاع جارية ويربيها.
ومن رأى أنه يعمر ما لا ينبغي عمارته فإنه يكلف نفسه ما لا طاقة له به.
وقال الكرماني من رأى أنه يعمر عمارة وثيقة فإن كان من طلاب الآخرة فانه يعمل عملا صالحاً لقوله تعالى " أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان " الآية، وإن كان من طلاب الدنيا فإن دنياه تصلح ويدوم حاله فيها.
ومن رأى أنه عمر دارا أو عمارة من أي شيء كان يريد سكناه فيها فإنه يجتمع بامرأة سواء كان حلالا أو غيره.
ومن رأى أن أباه عمر عمارة ورفع سمكها فإنه يتم له جميع ما كان أبوه عليه إن كان قد مات، وإن كان حيا فهو غير راجع إليه كما تقدم.
ومن رأى أن الفعلة يعملون في داره أو في مكان هو فيه فإنه يخاصم قرابته أو يهجر صديقه أو ما أشبه ذلك.
فصل في رؤيا الحفر والردم
فمن رأى أنه يحفر حفرة ليلقى بها أحداً أو بئرا فإنه يمكر مكرا ثم ينقلب عليه لما هو سائر بين الناس من القول من حفر لأخيه المؤمن بئرا رماه الله فيها.
ومن رأى أنه حفر قناة فإنه يسعى في سبب رزق، وأما حفر الترع فإنه تسبب للملك في معيشة.
وأما حفر الجب والبئر إذا لم يرد إدخال أحد فيهما فإنه تزوج امرأة.
ومن رأى أن بحرا يحفر والناس يقصدون بذلك سريان الماء من البحر القديم إليه فانهم يجتمعون على عزل الملك وتولية غيره.
ومن رأى أنه يحفر سردابا فإنه يسعى في أمر امرأة ويمكر بها.
ومن رأى أنه يحفر جدار فإنه يكتسب مالا.

ومن رأى أنه يحفر في حجر فإنه يعالج أمرا يرومه من قاسى القلب ويكون مبلغه في ذلك بقدر الحفر.
ومن رأى أنه يحفر في جبل فإنه يسعى في أمر من ملك ويكون مبلغه في ذلك بقدر الحفر.
ومن رأى أنه يحفر في خشب فإنه يحاول أمرا مع رجل منافق ويكون مبلغه من ذلك بقدر تمكنه من الحفر.
ومن رأى أنه يحفر في تبن فإنه يباشر أمرا يحصل منه مال.
ومن رأى أنه يحفر في شيء من الحبوب فإنه يكتسب مما ينسب إليه ذلك النوع.
ومن رأى أنه يحفر في شيء من المعادن فإنه يتمكن مما ينسب إليه ذلك المعدن في التأويل، وقد تقدم ذكر حفر الأرض بأنواع شتى في الباب الثاني والثلاثين.
فمن رأى أنه يحفر في أرض فلينظر في ذلك الباب فيجد ما رآه لأننا نحن ذكرنا الأرض وما يتعلق بها، وأما الردم فإنه على أوجه وقد تقدم ذكر ردم القبور والحفر في فصوله وأبوابه، وأما ردم ما ذكر ههنا من الأنواع المتفرقة فإنه رجوع عن أمر، وقيل الحفر سفر والردم اقامة ولا خير فيمن يرى الردم إذا كان ضعيفا أو عنده مريض.
ومن رأى أنه ردم ترعة وساواها بجسر فإنه يحتفظ على رزقه وقوته ويصرفه بمقدار.
ومن رأى أنه يردم سوقا فإنه جور وظلم إن كان أهلا لذلك وإلا فحصول مصيبة، وقيل فضيحة.
ومن رأى أنه يردم دارا فإنه يطلق زوجته.
ومن رأى أنه يردم سردابا فلا خير فيه.
ومن رأى أنه يردم طريقا إلى ان صار لا يعرف فإنه يرتكب ضلالة ويحصل له مآثم كثيرة، وربما فسدت أقوال قوم بسببه.
ومن رأى أنه يردم بئرا فإنه يتسبب في خراب سجن واطلاق من به وقفله فرقة امرأة.
ومن رأى أنه يردم شيئا لا يعرفه فإنه يبعد عن أمر يقصده.
ومن رأى أنه ردم على قوم فإنه يصيبهم بأمر يحصل لهم منه مهلكة.
ومن رأى أنه ردم بيت خلاء فإنه يتعطل في أمر، وربما يداري أراذل الناس الذين يهيجون الناس بألسنتهم الفاحشة للمثل السائر بين الناس فتحت عليك طهارة فتسدها.
ومن رأى أنه يردم فسقية فإنه ينكح امرأة والله تعالى أعلم بالصواب.

الباب الخامس والثلاثون
في رؤيا الأبواب والمفاتيح والغلق والقفل ونحوه
فصل في رؤيا الأبواب وفتحها وغلقها
قال دانيال الباب يؤول بامرأة، فمن رأى أن أبوابا فتحت مجهولة كانت أو معروفة فإنه يحصل له خير ونعمة، وإن كانت على طرف الطريق فإن ذلك يحصل بسرعة.
ومن رأى أن أبواب الدار فتحت قدامه فإنه حصول مال من جهة جليل القدر ويدخر ذلك لأجل عياله.
ومن رأى أن باب داره غلق أو خرب أو حرق فإنه دليل على مصيبة ومشقة عظيمة ودخول أقوام إلى منزله بسبب مصيبة.
ومن رأى أنه حرك حلقة الباب أو دفقها فاجيب فإن الله يستجيب دعاءه ويجد ما يطلبه وينفتح له الباب عند دقة فإن الله تعالى أجاب دعوته بنصر وظفر على الأعداء.
وقال الكرماني أبواب الدار جميعها في التعبير بمعنى واحد لكن باب المدخل أزيد من ذلك في معناه.
ومن رأى أنه صنع بابا جديدا أو قفله فإنه يخطب امرأة ويتزوجها، وخلع الباب طلاق المرأة وقلع الباب أصر موتها.
ومن رأى أنه أمر نجارا بأن يصنع بابا جديدا فإنه يتزوج بكرا.
ومن رأى بابا وليس معه ما يغلق به فإنه يتزوج امرأة ثيبا.
وقال جابر المغربي من رأى شيئا من أصناف الوحوش يتسارعون إلى بابه ويصرخون به فإن الشباب يقصدون عياله.
ومن رأى بباب داره حلقتين أو مسطبتين فإنه يدل على أن أهل بيته يحبون غيره فليحذر من ذلك.
ومن رأى أن باب السماء قد فتح فإنه يدل على افتتاح أبواب الخيرات والأرزاق على أهل ذلك المكان.
وقال جعفر الصادق رؤيا الباب على ثلاثة أوجه أحدها صاحب الدار والثاني المرأة والثالث الخادم، وأما باب المدينة فإنه يؤول بالحاجب وبواب الملك.
وقال ابو سعيد الواعظ من رأى كأن أبوابا فتحت إلى داره حتى جاوزت الحد دلت رؤياه على خراب الدار وتعطيلها، وإن تجاوز الحد دلت على سعة الرزق وإيضاح أبوابه عليه.
ومن رأى أنه قطع حلقة بابه فإنه يدخل في بدعة.
ومن رأى كأنه يريد إغلاق بابه فلا ينغلق فإنه يمنع عن أمر يعجز عنه.
وقيل من رأى أن أبواب داره فتحت من مواضع كثيرة فإنها أبواب دنياه تفتح له وتقبل عليه.
ومن رأى أن باب داره عظيم قوي فإنه حسن حاله وإلا رجع التأويل لمالكها وذهب به إلى حيث لم يدر فهي حصول مصيبة في كبير البيت.

ومن رأى أن باب داره ملقى فإنه ان كان عنده ضعيف يبرأ سريعا ويعافى، وربما كان بشارة وصحة وخيرا وسلامة.
ومن رأى أن باب داره إلى خارج الدار فليس بمحمود.
ومن رأى أن باب داره سد فإنه مصيبة عظيمة نازلة بأهل الدار.
ومن رأى أنه يريد أن يغلق بابا ولا يستطيع فإن ذلك أمر يعسر عليه من قبل امرأة.
ومن رأى أن في وسط بابه بابا صغيرا فإنه يكون للدار مدخل بمفرده إلى النساء.
ومن رأى أنه دخل على قوم من باب فإنه يظفر بحاجته وينتصر على أعدائه وتبطل حجة خصمائه لقوله تعالى " ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون " .
ومن رأى أنه خرج من باب ولم ينو العود فإنه يخرج من أمر.
ومن رأى أنه خرج من باب ضيق إلى سعة أو من أمر هائل فإنه صلاح وخير وفرج من هم.
ومن رأى أنه يطلب بابا ولا يهتدي إليه فإنه يطلب أمرا ويتحير فيه ولا يبلغ منه أربا.
ومن رأى ان أسكفة الباب نزعت فإن صاحب الدار يطلق امرأته.
ومن رأى أنه يركب عتبة الدار فإنه ينكح امرأة.
ومن رأى أنه يفتح بابا معروفا فإنه يستعين برجل على طلب حاجته ويظفر بها لقوله تعالى " إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح " .
ومن رأى أنه يريد فتح باب وقد عسر عليه وهو يحاوله ولم يقدر على ذلك فإنه عسر أمر ولا ينال مما يطلبه شيئا.
ومن رأى أنه أغلق بابا جديدا ودربسه فإنه يتزوج بامرأة وينكحها.
ومن رأى أنه فتح بابا مغلقا من مدة فإنه يفرج همه وغمه ويحصل له خير من مكان لا يؤمله، وقيل يفارق زوجته ويتزوج غيرها.
وغلق الباب مفارقة امرأة.
ومن رأى أنه سمر بابه فإنه يزداد محبة في امرأة ما لم يمنع الدخول.
ومن رأى أنه باع بابه فإنه يبيع خادمه.
وأما باب الجامع فيؤول بامرأة القاضي.
وباب الحمام يؤول بامرأة ماشطة.
وباب الخان يؤول بامرأة غير حصينة.
وباب القلعة يؤول برب وظيفة تقضي أمور الناس على يديه، وربما كان دينا.
وباب الحانوت يؤول بزوجة أرباب المعاش.
وباب البيمارستان يؤول بزوجة الحكيم.
ومن رأى أنه جاء إلى باب ولم يدخل ودخل من غيره فإنه يؤول على ثلاثة أوجه إن كان من أهل الصلاح وسعى في أمر دنيوي من ملك من الملوك فإنه لا يسأل أرباب وظائفه في ذلك بل يطلبه منه ويعسر ذلك عليه، وربما ناله ولم يثبت عليه، وإن كان من أهل الفساد فإنه يأتي امرأة في دبرها، وقيل ارتكاب معصية.

فصل في رؤيا المفاتيح والأقفال
وهي تؤول على أوجه فالمفتاح إنسان على يديه أمور الناس.
ومن رأى أن بيده مفاتيح كثيرة فإنه يدل على علو منزلته وعظم شرفه لقوله تعالى " له مقاليد السموات والأرض " .
وقال الكرماني كل ما يفتح بالمفتاح خير والغلق ضده، وقال بعضهم الغلق يدل على التزويج.
فمن رأى أن بيده مفاتيح الجنة فإنه يكون على دين ملكه وتكون عواقب أموره محمودة، وقيل إن المفتاح هو طلب حاجة من الله عز وجل ودعاء واستغفار.
وقال جابر المغربي من رأى بيده مفتاحا يدل على الوضوء بماء طاهر لقول النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الصلاة ماء طهور.
ومن رأى أنه سقط مفتاح من يده فإنه يتهاون في الصلاة.
وقال جعفر الصادق رؤيا المفتاح تدل على فتح الأمور الصعاب وفرج من الغم وشفاء من المرض وحصول مراده وقوة في الدين وقضاء حاجة وإجابة دعاء وعلم ومعرفة.
وقال محمد بن شامويه من رأى أنه أصاب مفتاحا أو مفاتيح فإنه يصيب مالا وسلطانا وخيرا عظيما بقدر المفتاح.
ومن رأى أنه فتح شيئا بمفتاح وتيسر ذلك له فإنه يستعين بأحد في حاجة.
وإن رأت امرأة أنه ألقى إليها مفتاح فإن انسانا ينكحها.
ومن رأى أنه أعطى مفتاحا أو مفاتيح واستولى على ما يتضمن غلقها فإنه يتولى أمرا يحكم فيه على أشراف الناس ويدخر خزائن الملك ان كان ممن يصلح لذلك والا فهو خير على كل حال، ورؤيا كسر المفتاح أو شيء من أسنانه لا خير فيها.
ومن رأى أن مفتاحه قد ضاع أو سرق فإنه تعطيل الأمور، وقيل رؤيا ادخال المفتاح في السكرجة نكاح فإن كانت جديدة فبكر، وإن كانت عتيقة فثيب.
وقال ابو سعيد الواعظ المفتاح المتخذ من حديد رجل ذو بأس والفتح محمود وظفر ونصر لقوله تعالى " نصر من الله وفتح قريب " .

ومن رأى أن بيده مفاتيح فإنه يصيب مالا لقوله تعالى " وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة " ، وربما دل قصد الفتح بالمفتاح على طلب حاجة بالدعاء لأن الواحدي قاله في تفسير القرآن في معنى قوله تعالى " إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح " ، وأما القفل فإنه دليل على حصول مراد الدين والدنيا وصلاح أحواله.
فمن رأى القفل انفتح سريعا فإنه تيسر عليه الأمور عاجلا ويرزق الحج.
ومن رأى أنه لا يقدر على فتح القفل فإنه تعسير وغلق أموره.
وقال جع رؤيا القفل تؤول على ستة أوجه حصول أمر وقوة وحجة ومنفعة وامرأة واعتماد على رجل مصلح، وربما دل رؤيا عمل القفل على الدلالة، وقيل صلاح وحرس، وأما ما يوضع به القفل والمفاتيح فإنه يؤول بامرأة.
ومن رأى أنه أدخل فيه شيئا من ذلك فإنه ينكح امرأة، وربما دل على الحفظ.
ومن رأى أنه قفل قفلا على باب فإنه يكون حريصا على زوجته.
ومن رأى أنه قفل قفلا على صندوق أو علبة أو ما أشبه ذلك من الأواني فهو نظيره.
ومن رأى قفلا ثقيلا وضع في رقبته فلا خير فيه ووضعه في الرجل معناه كمعنى القيد كما تقدم.
ومن رأى قفلا من معدن من المعادن فإنه امرأة تنسب لذلك النوع كما هو مذكور في بيان الأصول، وأما القفل الخشب فلا خير فيه، وقيل القفل إذا كان بيد أحد من أهل النفاق فهو زيادة طغيان، وإذا كان بيد أحد من أهل البخل فهو زيادة بخل وخساسة، وإذا كان بيد أحد من أهل الصلاح فإنه خير وبركة.
ومن رأى أقفالا موضوعة على الحوانيت فإنه كساد لأهلها وتقييد أمورهم.
ومن رأى أنه كسر قفلا فإنه على وجهين ان كان مما يكره في التعبير فعله فليس بمحمود، وإن كان مما يشكر فهو محمود والله أعلم بالصواب.

الباب السادس والثلاثون
في رؤيا الحمامات والفنادق والأسواق
والحوانيت والطواحين والأفران
فصل في رؤيا الحمامات
وهي على أوجه قيل عمارة الحمام غير محمودة وخرابها ضد ذلك.
ومن رأى حماما دل على الهم والغم والغسل فيه فرح وسرور فإن كان الماء معتدلا فهو جيد، وإن كان حارا جدا فضد ذلك.
وقال الكرماني من رأى أنه ينور بنورة في الحمام وتنظف وغسل جسده فإن كان خائفا أو مغموما أو ضعيفا أو مديونا فإنه فرج من جميع ما ذكر، وإن كان ذا مال فإنه نقصان في ماله، وإن لم يغسل النورة عن جسده لا يتم أمره.
ومن رأى أنه شرب ماء حارا في الحمام فإنه يضعف بالحمى أو بعلة البرسام.
ومن رأى أن في حارته حماما فإنه يظهر هناك امرأة فاحشة.
وقال جع رؤيا الحمام على ستة أوجه امرأة وغم ودين وتعطيل وتصديق وقرض، وربما دلت رؤيا الحمام على المرأة القيمة أو كبير الدار.
ومن رأى أنه صار حماما فإنه يتزوج امرأة حسناء، وإن رأت المرأة أنها صارت حمامية فإنها تسعى في صلاح أمورها ومنافعها.
وقال الكرماني من رأى أنه يبني حماما فإنه يتزوج امرأة.
ومن رأى أنه دخل الحمام فإنه يصيب هما وغما وغيظا بقدر حره وعاقبته إلى خير ما لم يغتسل بماء سخن فإنه يكثر همه وحزنه، وربما يكون من قبل النساء، وإن كان الماء باردا دل على نجاته من كل سوء، وربما دل دخول الحمام على دخول سجن أو شر أو مرض وعلى قدر حره يكون ذلك.
ومن رأى أنه ينتقل في الحمام من مكان إلى مكان آخر فإنه ينتقل من حال إلى حال، وقيل التجرد في الحمام هم من قبل النسوة.
ومن رأى أنه في الحمام بثيابه فإنه حصول هم من قبل أمه أو أخته أو أحد محارمه.
ومن رأى أنه دخل على نسوة في حمام فإنه يرتكب حراما.
ومن رأى أنه أتى حماما ولم يدخله فإنه يلاقي رجلاًويقع بينهما شر.
ومن رأى أنه في حمام وسرق له شيء فإنه يخاصم رجلاًعند السلطان.
ومن رأى أنه دخل حماما فوجده حارا لا يستطيع الاقامة به فإنه يصيبه هم وغم شديد بقدر حره.
ومن رأى أنه دخل حماما فوجده باردا يحصل من الاقامة فيه ضرر لا خير فيه.
ومن رأى حماما نظيفا وبه ماء حار رطب وبارد معتدل وبه خدمة فلا بأس به، هذا إذا كان نوى الطهارة ما لم ير ما يكره في علم التعبير.
ومن رأى أنه دخل حماما فوجد فيه قذرا أو ما يكره وجود مثله في الحمام فإنه مبالغة في الهم.
ومن رأى عورات النساء مكشوفات في حمام فإنه يؤول على وجهين قلة دين وارتكاب محرم.

وقال أبو سعيد الواعظ أما الحمام فإنه بيت السلطان فمن دخله وهو مغموم فرج الله همه.
ومن رأى أنه اغتسل به عبرت رؤياه على الخير.
وخلاوي الحمام بنات امرأة.
وأما الأحواض ومجاري المياه والقصع والطاسات فهن نساء ينتسبن إلى الحمام من الآلات المؤنثة.
ومن رأى أنه دخل حماما فوجد فيه ما لا يمكن دخوله ولا يحل به فإن كان نوعه محبوبا فلا بأس به، وإن كان مكروها فلا خير فيه، وقيل فتح الجامة أو الطاقة أو الأبواب من الحمام نقص من الهم والغم، وأما المستوقد فلا يحمد في الرؤيا بما يعبر بالوالي الظالم الذي يأكل أموال الناس ظلما.
ومن رأى أنه يسكن قرب مستوقد فإنه يأوي إلى أقوام مفسدين ويقرهم على فسادهم.
ومن رأى أنه أخذ من ناره شيئا فإنه يصيب مالا حراما من أي وجه كان، وإن ألقى فيه شيئا فإن الوالي يغرمه شيئا.
ومن رأى أن في المستوقد خللاً فإنه فساد في حق الوالي ومضرة.

فصل في رؤيا الفنادق والخانات
وهم عند التجار والمسافرين بمعنى واحد لأن التجار ينزلون بالفنادق ويدخرون بها بضائعهم والخانات مأوى المسافرين خاصة ولكن حكمها في التعبير واحد.
فمن رأى فندقا مجهولا فإن كان مريضا يخاف عليه من الموت، وإن كان على سفر فإنه يسافر، وربما ينتقل من مكان إلى مكان.
ومن رأى أنه خرج من فندق وركب دابته عند خروجه فإن كان مسافرا فإنه يقطع سفرا، وإن كان مريضا فليس بمحمود في حقه.
وقيل رؤيا الخان يؤول على ستة أوجه امرأة فاحشة وحرز وسلامة ودخول في أمر ليس بمحمود وراحة من تعب ونقص من الجاه وعز، وقيل رؤيا الخان تؤول بالمسافرين فمهما رأى في ذلك من زين أو شين يعبر بهم، وربما كان الخان رجلاًجمريا والفندق رجلاًأدبيا.
فصل في رؤيا الأسواق
وهي على أوجه حج وجهاد وفائدة وذلة ومحاربة وفتنة وامتحان ومعيشة وأمر وعطلة.
ومن رأى أنه في سوق من الأسواق يتجر فيه فإنه يجاهد في سبيل الله تعالى أو يعمل عملا صالحاً يؤجره الله تعالى ويجزل ثوابه وينجيه من عذابه لقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم " .
ومن رأى أنه في سوق وقد فاتته فيه صفقته فإنه يفوته الحج وما أمله من أعمال البر.
ومن رأى السوق عامر بالناس وهو صالح لما يطلب فيه فإنه ينفق متاعه ويكثر أرباحه.
ومن رأى السوق خاليا أو مقفولا وأهله يغشاهم الناس فضد ذلك.
ومن رأى نسوة كثيرة في سوق فإنه يدل على كثرة مفاسد ذلك السوق، وقيل كثرة بيع وشراء واقبال دنيا على أهله، وربما أتاه عامل يشتري منه ما يحتاج إليه.
وسوق الخيل دليل على محل العز.
وسوق القماش دليل على محل السترة والبهاء.
وسوق الجمال دليل على محل أقوام أعاجم.
وسوق الحمير دليل على مشي الحال.
وسوق البقر إن كان ما يباع فيه سمينا دليل على سنين مخصبة، وإن كانوا عجافا أو هزالا فعلى سنين مجدبة، وربما دل سوق البقر على اجتماع الفلكية وتقويم السنين.
وسوق الغنم دليل على محل أقوام كبار ونساء من أكابر القوم.
وسوق الخشب دليل على محل يجتمع فيه أقوام فاسقون.
وسوق الرقيق على أوجه خير وهم وحزن وتجارة رابحة وتعذر حاجة ونجاة من غم وهم وفقر وحاجة وحصول رزق من سلطان، وقيل البيع خير من الشراء في الرقيق خاصة.
وسوق الدجاج محمود، وسوق الصاغة محل اجتماع أهل البدع ودخوله حصول إثم.
وسوق القماش خير ومنفعة.
وسوق الملاهي لا خير فيه.
وسوق المال من حيث الجملة محمود لأنه محل ما يوجد به إقامة النفوس، ولا يحمد للملوك دخول الأسواق، وقيل لا بأس به.
ورؤيا سوق الطيور محل الخدم، وقيل محل الكلام.
وسوق الفرش يؤول بدار الملك لأنها محل المناصب، والفراش يؤول بالمنصب أو المرأة لكل أحد على ما يليق به.
وقال محمد بن شامويه رؤيا السوق من حيث الجملة ولو بيع فيه مهما كان ان كان عامرا وأهله جالسون فإنه خير ومنفعة، وإن كان غير عامر وليس به أحد فبضده.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا السوق يؤول بالدنيا فمهما رأى فيه من زين أو شين يؤول بدنياه.
وقيل من رأى أنه أتى بشيء من الأشياء إلى سوق من الأسواق وأراد بيعه فلم يبع فإنه حصول مذلة، وقيل خير إذا لم يكن فيه ما ينكر مثله في اليقظة.
ومن رأى أن سوقا فيه صنف من الأصناف بكثرة فإنه يدل على كساد ذلك الصنف.
فصل في رؤيا الحوانيت
وهي على أوجه امرأة وخير وكساد ومعيشة ومنصب وحصول فائدة وصلاح في الأمور.
فمن رأى أنه جلس في حانوت لغيره بغير رضاه فإنه يميل إلى محرم بسبب نساء الخلائق.
وقال جع رؤيا الحانوت تؤول على ستة أوجه امرأة وعيش طيب وعز وجاه وأمور محمودة وارتفاع وظفر.
وقال الكرماني من رأى أنه جلس في حانوت فإنه يستفيد خيرا.
ومن رأى أن حانوته تعدى عليه أو حدث فيه حادث شين فإنه حصول مصيبة أو تعذر أمر وكساد معيشة.
ومن رأى أنه جلس في حانوت وكان أهلا للولاية فإنه يتولى منصبا، وكلما ارتفع الحانوت كان محمودا، وأما الحانوت الذي وضع فيه آلة الأموات فإنه محل يكتسب منه الرفعة، وأما حانوت السقاية فهو محل يحصل منه الخير والرزق للخاص والعام.
ومن رأى أن حانوته خرب أو نهب فإنه حصول أمر مكروه فيما ينسب إليه ذلك ويحصل به غاية الخسارة.
فصل في رؤيا الطواحين
قال أبو سعيد الواعظ أما الطاحون الدائر على الماء فيدل على رجل حسن السياسة سديد الرأي تحتوي يده على أموال كثيرة ودورانها يدل على سفر وعلى اجتماع رزق، وربما دلت رؤياه على الحرب وانكسار الرحى اختلف في تأويله فمنهم من قال يدل على موت صاحبها.
ومن رأى أنه ذهب بحنطة إلى الطاحونة وطحنها فإنه نفع من صاحب الطاحونة، وربما ينتفع صاحب الطاحونة منه أيضا.
ومن رأى خللا في الطاحونة أو رأى أن أحداً سرق الحجر فحصول خلل لصاحبها، وقيل مرض.
وقال ابن سيرين رؤيا الطاحونة تدل على خصومة وقتال، وأما إذا كانت الطاحونة ملكه فهو أقل فتنة.
ومن رأى حجرا دائرة بغير قمح فإنه يدل على السفر، وإن كان فيه قمح يدور عليه فإنه يدل على مشي حاله في سببه.
وقال الكرماني من رأى حجر طاحون من حديد أو نحاس فإنه يدل على خصومة شديدة، وإن كانت من قزاز تكون خصومة بسبب النساء.
ومن رأى أنه يدير طاحونا بيده فإنه يدل على شريك شجاع ولا يكون الشريك على سداد في أحواله.
وقال جع رؤيا الطاحونة تؤول على خمسة أوجه سلطان ورئيس كبير وقوة وشجاعة ورأس نوبة ورؤيا موضع الطاحون تدل على رئيس كبير.
وقال خالد الاصفهاني من رأى طاحونة دائرة سواء على الماء أو بدواب فإنه يدل على حصول خير ومعيشة، وربما كانت الرحى حربا لقول العرب دار الحرب دور الرحى، وإن لم تدر فهي امرأة يصيبها.
ومن رأى أنه يطحن بيده فإنه يصيب خيرا كثيراً وينفق من عمل يده، وربما دل ذلك على الزواج أو التسري.
ومن رأى أن رحى انتزعت منه غصبا أو كسرت فلقا فإنه موته، وإن كانت ملكا لغيره فيؤول به.
ومن رأى أنه نصب رحى ليطحن فيها للناس فإن كان ذا سلطان فإنه يجلس للحكومة للرعية، وإن كان من آحاد الناس فإنه يتسبب في شيء يحصل منه رزقه.
ومن رأى أن رحى تنقش فإنه قوام معيشته وبلوغ مقاصده وظفر بأمور.
ومن رأى أنه يصلب رحى فإنه يتوصل إلى شيء يحصل به نتاج ومنفعة.
ومن رأى أنه يطحن برحى لا قطب لها فإنه ينكح امرأة لا عصمة له عليها.
وإن رأت امرأة ذلك فكذلك تكون بغير عصمة.
ومن رأى أنه أخذ قطب رحى فإنه ينكح امرأة.
ومن رأى أنه دخل بيت طاحون فإنه يدخل مكانا يحصل منه الرزق.
فصل في رؤيا الأفران
وهي على أوجه سواد من نسوة العالم وهم وحزن وانسان ظالم يقضي على يديه أشغال الناس.
فمن رأى أنه يخبز شيئاً فإنه محمود، وربما دل على انتهاء أمر أو حصول رزق.
ومن رأى أنه يحمي فرناً فإنه يتقرب إلى حاكم.
ومن رأى فرنا باردا فهي امرأة من نساء العوام ونتيجة قدره، وربما دل الفرن على الأمن.
وقال الكرماني خبز الشيء في الفرن إذا خبز فهو على كل حال محمود.
ومن رأى أنه يريد خبز شيء ولا يخبز فليس ذلك بمحمود والله أعلم.
الباب السابع والثلاثون
في رؤيا الجبال والصخور والتلال
والقواعد والعواميد والسلالم
قال دانيال من رأى أنه فوق جبل ويظن ان ذلك الجبل ملكه فإنه يلتجيء إلى رجل جليل القدر، وربما كان ملكا جليلا.
ومن رأى أنه صعد جبلا وصار فوقه فإنه يتمكن من ملك ذي مهابة وتحصل له منزلة عالية.
ومن رأى أن جبلا اقتلع من مكان أو تفرقت أجزاؤه فإنه زوال ملك عظيم وتفرق جماعته، وإن كان هو المتسبب في ذلك فإنه يكون على يديه أو بواسطته.

ومن رأى أنه اتخذ مقاما في جبل فإنه يتوب إلى ملك بأنواع الخدم ويتمكن منه.
ومن رأى أنه نزل من أعلى جبل فإنه ينزل عن منزلته ويكون نقصانا في حقه، وقيل النزول من أعلى الجبال وغيرها رجوع من أمر أو خلاف ما أمله.
وقال جابر المغربي من رأى أنه صعد جبلا أو ما يشابهه أو مكانا مرتفعا من حيث الجملة فإنه حصول مراد وقضاء حاجة وعلو منزلة وظفر بما يحاول والنزول عن شيء من ذلك فتعبيره ضده.
ومن رأى أنه خر من جبل فإنه يدل على حصول منقصة في الدين والدنيا والفضيحة عند الناس.
ومن رأى أن جبلا اهتز وتشقق فإنه حصول ضعف لملك ذلك المكان فإن رآه سكن وعاد صحيحا فهو شفاء وقوة لذلك الملك بعد ضعف.
ومن رأى أن جبلا قد اخضر وحسن فإنه يؤول بالابهة لملك ذلك المكان وزيادة حشمه وخدمه.
ومن رأى أن بجبل شيئا من أنواع الوحوش وذوي المخالب والأنياب فإنه يؤول بحاكم فاسد الدين.
ومن رأى أن جبلا صار ترابا خالصا فإنه يدل على ملك خسيس لا فائدة فيه.
ومن رأى أن جبلا ممتلئا بالشوك فإنه ملك يؤذي الناس بالقول والفعل ولا يحصل من قربه للناس إلا المضرة.
ومن رأى أنه صعد إلى جبل قاف فإنه يدل على قرب أجله.
ومن رأى أنه صعد إلى جبل طور سيناء فإنه يتناظر مع إنسان في أمر صواب ويحصل له بواسطة ذلك خير ومنفعة.
ومن رأى أنه صعد جبل الجودى فإنه استواء في أموره أو سلامة وعز لقوله تعالى " واستوت على الجودى " .
ومن رأى أنه بجبل عرفات فإنه يدل على حصول توبة وخير.
ومن رأى أنه صعد جبل لبنان فإنه يصاحب العلماء.
ومن رأى أنه في جبل مظلم فإنه هلاك ومصيبة، وربما كان ملكا ظلوما فاسد الدين قبيح المنظر.
ومن رأى أنه في جبل وقد صار فيه نتيجة حسنة المنظر فإن ملك ذلك المكان يجود لرعيته ويحصل للرائي من جهته مال ونعمة.
ومن رأى أنه صعد جبلا ورأى فيه ثقبا فدخل فيه فإنه يطلع على سر الملك وأموره المغطية فإن خرج منه شيء فإنه يحصل له من ذلك صلة وعطاء.
ومن رأى جبلا من بعد فإنه يفتكر في أمر من الأمور.
ومن رأى أنه سالك في جبل على شيء صفة السلم المعمر فإنه حصول مراد، وإن كان منقورا ففيه خلاف.
وقال جع رؤيا الجبل تؤول بالملك والظفر والرياسة وبقاء الراحة.
وقال الكرماني من رأى أنه ملك جبلا فإنه يملك رجلاًضخم الشأن منيعا قاسي القلب.
ومن رأى أنه يحوم حوله فإنه يعتمد على رجل كبير ينال على يده شرفا ومنزلة.
ومن رأى أنه استند إلى جبل فإنه يلتجيء إلى ملك عظيم على قدر الجبل.
ومن رأى أنه على جبل قد استكمن من موضعه عليه فإنه يصيب سلطانا عظيما من قبل ذلك الرجل فإن كان غنيا ازداد ماله، وإن كان فقيرا استغنى وصلح حاله، وإن كان خائفا أمن.
ومن رأى أنه يفر من سفينة إلى جبل فإنه يعطب لقصة نوح عليه السلام مع ولده، أو من رأى أنه هدم جبلا فإنه يهدم عمره.
ومن رأى أنه يرمي نفسه من جبل من غير حصول ضرر فإنه ينفذ كتبه وكلامه في سلطانه يصيبه.
ومن رأى أنه خرج من جبل ثم استوى قائما مع تأثير فإن الأمر الذي يحاوله لا يتم له.
ومن رأى أنه في جبل ومعه شيء من آلات السلاح أو مرافق سلطان فإنه ينال خيرا ورفعة.
ومن رأى أنه يريد صعود جبل فإنه يتعلق برجل قاسي القلب بعيد الهمة أو يريد أمرا فإن الجبل حينئذ ههنا غاية في نفسه يبلغها وبقدر صعوده في الجبل وعلى قدر سهولته أو صعوبته عليه في الطلوع يكون ذلك.
ومن رأى أنه يصعد الجبل مستويا لا يعرج في صعوده فإنه يصيب خيرا عاجلا.
ومن رأى أنه صعد على غير هيئة مرضية إلى أن بلغ إلى سنه واستوى عليه فقد استوى عمره وبلغ النهاية من سنه، وقيل السقوط من الجبل سقوط نجم وتمام أجل.
ومن رأى الجبل ولم يصعد إليه فإنه يصيبه هم أو يأمل ما لا يتم له لقوله تعالى " سآوي إلى جبل يعصمني من الماء " .
ومن رأى الجبل سقط من مكان بعيد فإنه يصيبه هم شديد.
ومن رأى أن الجبل احترق فإنه موت ملك تلك الأرض.
ومن رأى أنه في كهف جبل أو قصد دخوله فإن ذلك ملجأ ومأوى لقوله تعالى " فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا " .
ومن رأى أن الجبال تسير فإنه يدل على حروب تتحرك فيها الملوك بعضها إلى بعض واضطراب بين الناس وحادث يحدث في العالم لأن ذلك من علامات القيامة.

ومن رأى أن جبلا عاد زبدا فإنه ملك لا يتم أمره وهو أمر باطل لا حقيقة لأن الزبد باطل.

فصل في رؤيا المغارات
قال ابن سيرين من رأى أنه دخل مغارة فإنه يرحل عن الدنيا هذا إذا رأى أنها مظلمة وأقام فإن خرج منها يدخل في أمر مهمول ثم ينجو منه.
وقال جابر المغربي دخول المغارة يؤول بدخول السجن، وربما دل الدخول في أمر صعب.
ومن رأى أنه دخل مغارة وهي مظلمة عويصة فإنه موته لا محالة.
ومن رأى أنه دخل في شيء من ذلك ثم خرج منه فإنه يمرض مرضا شديدا ثم يعافى.
ومن رأى أنه أودع شيئا في مغارة فإن الملك يأخذ منه شيئا، وقيل غير ذلك لأنها محل الخبيئة.
فصل في رؤيا الأودية
وهي على وجه.
فمن رأى أنه دخل واديا كثير الحطب فإنه يصحب ملكا صاحب دنيا أو جليل القدر ويحصل له خير ومنفعة، وإن كان بخلاف ذلك فتعبيره ضده.
ومن رأى أنه تاه بواد بحيث لم يظهر منه أثر فإنه يدل على موته.
وقال دانيال الوادي الكبير يؤول بوزير الملك.
وقال الكرماني الوادي يؤول بالحج لقوله تعالى " يأتين من كل فج عميق " .
وقال جع رؤيا الوادي تؤول على سبعة أوجه حج وملك وحشمة ومال ونعمة وتجارة ورياسة وظفر وعلم.
فصل في رؤيا التلول
وهي على أوجه.
فمن رأى تلا في مكان مصطحب فإنه يصاحب إنسانا ذا مهابة ويحصل له منه نتيجة، وإن صعده فهو أجود خصوصا إن جلس عليه فإن تحقق أن ذلك التل ملكه فإنه حصول مال وافر، وربما كان من قبل كبير يأخذه منه بالقهر.
وقال جع رؤيا التل تؤول على أربعة أوجه علو ومال وقوة وخيانة.
وقال الكرماني من صعد تلا فإنه يصيب سلطانا ورفعة وينفذ كلامه وكتبه.
وقيل من رأى أنه على تل ولا يستطيع النزول من عليه فإنه موته، وقيل صعود التل زواج بامرأة شريفة القدر أو حصول أمل وهو على كل حال محمود ما لم يكن فيه ما ينكر مثله في اليقظة.
ومن رأى أنه صعد وهو راكب إلى تل ووقف راكبا فوقه فإن كان أهلا للسلطنة نالها، وإن كان سلطانا فإنه يمشي على عدوه ويظفر به، وهو لجميع الناس محمود.
فصل في رؤيا المزابل
وهي الدنيا لأن بعض الناس سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن كيفية الدنيا فأشار إلى مزبلة.
وقال بعض المعبرين جميع ما يصرف في هذه الدنيا من المآكل الحسنة والملابس الحسنة والأمتعة والدواب مآل جميع ذلك عند التلف المزبلة وبهذا المقتضى تكون الدنيا مجموعة فيها.
فمن رأى مزبلة فهو حصول تمكن من الدنيا خصوصا ان جلس فوقها أو رأى بها ما يستوثق به، وربما دلت على هم لأن الدنيا من عادتها الهم لا ينقطع منها.
فصل في رؤيا الصخور والحجارة والحصى
قال الكرماني رؤيا الصخور والحجارة تؤول على وجهين مال ورجل كبير.
فمن رأى أنه ملك شيئا من ذلك فإن كان ناعما فهو حصول مال، وإن كان صلبا فإنه يتمكن من رجل مقامه قدر ذلك.
ومن رأى أنه رفع حجرا أبيض فإنه يصحب انسانا جيد الطبع ويصيب منه خيرا ومنفعة.
ومن رأى أنه رفع حجرا أصفر أو حجارة فإنه يصحب انسانا خبيثا ذاهل الخاطر، وأما الحجر الأحمر فإنه رجل قليل الدين.
وأما الحجر الأبلق فإنه يؤول برجل منافق، وربما ينال من يحتوي عليه مالا من رجل منافق على أي وجه كان.
ومن رأى أنه يجمع حجارة فإنه يحصل له مال من سفر.
إن كانت الحجارة من الفلاة فإنه يحصل ذلك المال بالمكر والحيلة.
ومن رأى أنه ألقى حجرا كان بيده إلى حجر فإنه يعطي مالا لرجل بكراهة.
ومن رأى أنه جمع صغار الحجارة أو مكسورها الدقيقة فإنه يجمع مالا ويستولي عليه.
ومن رأى انسانا يرجم آخر بحجر فإنه يتهمه بزنا أو بتهمة عظيمة، وربما دل على كلام رديء يقع منه في حقه ويكون تأثيره على قدر الاصابة والتأثير.
وقال خالد الأصفهاني الصخور رجال قاسو القلوب لقوله تعالى " ثم قست قلوبكم " ولكنهم ذو وجاهة.
ومن رأى أنه علا صخرة ليقلعها فإنه يحاول أمرا صعبا ويكون مبلغه منه بقدر ذلك.
ومن رأى أن صخورا عظيمة سقطت فإن الناس يتوقعون حربا ولا يقع، وربما وقع فيه حر أو برد ويحصل لأهله مغرم أو غارة.
ومن رأى أنه ينقض في صخرة فإنه يفتش عن أمر وينال منه بقدر ما نقض في الصخرة.
ومن رأى أنه يركب حجرا فإن كان أعزب فإنه يتزوج والا فهو اشتغال في أمر من الأمور.

ومن رأى أنه ضرب صخرة بعصا فانفلقت فخرج منها ماء فإن كان فقيرا استغنى، وإن كان غنيا ازداد غنى، وربما كان أمرا وولاية ونفاذ حكم لقوله تعالى " فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا " الآية، وربما كان حصول رزق هين.
ومن رأى أنه علق في عنقه حجرا فإنه حصول شر ومغرم.
ومن رأى أنه استند إلى رجل مقداره ذلك، وأما حجر الزناد فإنه ملك سريع نافذ الأمر.
ومن رأى أنه يمر على صخرة ويكرر ذلك فإنه يلح في أمر من رجل كبير ويؤثر ذلك ويحصل مقصوده لقول بعضهم:
أما ترى الماء بتكراره ... في الصخرة الصماء قد أثرا
وقال أبو سعيد الواعظ الصخرة سرور وفرح وسعة عيش.
وأما الرخام فإنه مال وفرح.
وأما الصوان فإنه في علم التعبير كالحجارة ولكن أشد وأقوى، وقيل الحصى يؤول بالمال والعلم.
وقال الكرماني الحصى صغار الناس أو علماؤهم، وقيل الحصى تعبيره بالحساب.
وقال خالد الأصفهاني من رأى أن طائرا نزل من السماء فالتقط حصاه وصرها في ثوبه أو ابتلعها فإنه يحصى علما، وربما كانت حصول فائدة.
ومن رأى أنه رمى بحصاة في بحر ذهب ماله فيه.
ومن رأى أنه رمى حصاة في بئر فإنه يصرف مالا في زواج أو شراء خادم.
ومن رأى أنه يرمي حصاة على شيء فإن كان لذلك تأويل فإنه يشتري ما يؤول عليه ذلك، وإن لم يكن له تأويل فهو هو بعينه.
ومن رأى أنه يرمي انسانا بحصاة فإنه يرميه بالكلام ويكون مبلغه بقدر الاصابة.
ومن رأى أنه وقع في أذنه حصاة فإنه يسمع كلاما يؤذيه ويحصل له مضرة.

فصل في رؤيا القواعد والعواميد
وللمعبرين في ذلك بحث.
قال ابن سيرين العمود يؤول بالرجل المستقيم الصادق القول، وربما كان كلاما قويا، فمن رأى أنه رضي الله تعالى عنه أحداً بعمود يصيبه بكلام يؤذيه.
وقال الكرماني من رأى بيده عمودا من حديد فإنه يدل على قوته.
ومن رأى أن أحداً أخذه بيده عمودا فإنه يدل على ضعف قوته.
وقال جعفر الصادق العمود يؤول على ثلاثة أوجه رجل صادق وكلام فخر وعلو مرتبة.
ومن رأى أن عمودا مال عن مكانه فإن كان واليا فإن عامله قد خرج عن طاعته وخالفه، وإن كان عاملا فإن سلطانه يميل عليه، وإن كان عبدا باعه سيده.
وأما العمود الخشب فصاحب دولة وإقبال يدل على أنه انسان يثبت به دولة الرائي.
فمن رأى شيئا وهو على هيئة حسنة فإنه حصول نعمة وجاه وعلو قدر ممن ينتسب إليه ذلك.
ومن رأى حادثا في ذلك فإنه زوال من نسب إليه.
وقال الكرماني العمود يدل على الاسم.
وقال جابر المغربي يدل على صاحب البيت إذا كان من خشب، فإن كان من حديد أو فيه قوة فإنه يدل على قوة صاحب البيت واقباله.
ومن رأى أن بجنب العمود عمودا آخر فإنه زيادة في أهل البيت، وأما القاعدة فهي على أوجه.
قال الكرماني من رأى أنه استند لقاعدة عمود أو اشتراها أو وهبت له فإنه يستند إلى عجوز يتزوجها أو تخطبه واستدل على حمل القاعدة على العجوز بقوله تعالى " والقواعد من النساء " .
ومن رأى أن قاعدة كسرت أو ذهب بها فإنه زوال قاعدة البيت.
ومن رأى أنه باع قاعدة عمود فإنه يطلق امرأته.
فصل في رؤيا السلالم والصعود والهبوط
من رأى أنه صعد سلما من طين فإنه يصل إلى خير وصلاح ورزق حلال.
ومن رأى أنه صعد سلما من آجر وجص فإنه يدل على فساد دينه، وإن كان السلم من حجر فإنه يدل على قساوة القلب، وإن كان من خشب فإنه يدل على ضعف الدين.
وقال الكرماني من رأى أنه صعد سلما طويلا فإن كان أهلا للرياسة فإنه ينال منزلة عالية، وإن لم يكن فهو حصول خير من ذي سلطان.
ومن رأى أنه نزل عن شيء من ذلك فتعبيره ضد ما ذكر.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يصعد سلما ثم ينزل ثم يصعد ويكرر ذلك فإنه يسعى في أمور الناس بخير ويحصل له نتيجة.
قال جعفر الصادق رؤيا السلم لأهل الصلاح ظفر على الأعداء ولأهل الفساد قلة دين وارتكاب معاصي.
ومن رأى أنه صعد درجا فإنه يصيب سلطانا وعزا وقوة وحسن دين، وإن كان مريضا وبلغ آخر الدرج فإنه انقضاء عمره.

ومن رأى أنه صعد درجا كثيرة لا يحصى عددها فإنه يلي ولاية ويتقدم على رجال ان كان أهلا لذلك وينال من ذلك عز ورفعة وتمكنا، وإن لم كن أهلا لذلك فهو حسن دينه واسلامه لقوله تعالى " سنستدرجهم من حيث لا يعلمون " ، وربما دل على الارتحال من منزل إلى منزل.
ومن رأى أنه نزل عن سلم أو درج من حيث الجملة فإنه ان كان ذا سلطان فإنه ينزل عن منزلته، وإن كان له فرس نزل عنها ومشى راجلا، وإن كان له امرأة مريضة هلكت.
وقيل من رأى أنه صعد سلما أصاب خيرا ورفعة من حيث الجملة ومن حيث لا يؤمل ذلك.
ومن رأى أنه صعد سلما قديما أصاب خيرا من تجارة، وإن خاصم أحداً فإنه فلاح وظفر بخصمه.
ومن رأى أنه سقط من سلم حديد أصاب فترة في دينه ويرجع عما كان عليه.
ومن رأى أنه نزل من سلم قديم درجة درجة كسدت تجارته.
ومن رأى أنه على سلم خشب فانكسر به أفلح خصمه عليه.
ومن رأى أنه نصب سلما ونزل منه إلى مكان معروف فإنه يسلم من الخوف والغدر.
وقال بعض المعبرين الصعود للجميع محمود ما لم يكن فيه ما ينكر مثله في اليقظة والهبوط ضده إلا أن يكون نصب سلما لمصلحة فإنه سلامة، وربما دل وجود السلم على بلوغ المراد وعدمه عند الضرورة إليه ضده لقوله تعالى " أم لهم سلم يستمعون فيه " الآية.
ومن رأى أنه يصعد سلما درجة درجة فإنه ينتقل إلى الرياسة بالتدريج، وربما دل على تولية الخطابة لمن يكون أهلها والله أعلم.

الباب الثامن والثلاثون
في رؤيا البحور والأنهار والسواقي والآبار
والعيون والسيول والبرك والفساقي والشاذروان والمياه
فصل في رؤيا البحور
وهي على أوجه للمعبرين في ذلك مباحث وأصول وتفريع.
قال دانيال رؤيا البحور مطلقا تؤول بالخليفة أو السلطان أو عالم فاضل يستفاد من علمه.
فمن رأى بحرا رائقا هادئا فإنه ملك عادل دين، وإن كان بخلاف ذلك فتعبيره ضده.
ومن رأى أنه شرب منه فإنه يحصل له مما ينسب إليه ذلك البحر خير ومنفعة.
ومن رأى أنه شرب البحر جميعه فإنه ينال ملكا عظيما ان كان أهلا لذلك.
وقال ابن سيرين من رأى أنه نزل بحرا وغاص فيه إلى ان وصل إلى قاعه وتلوث من طينه فإنه يصل إليه من سلطان هم وغم.
ومن رأى أنه نزل بحرا وهو يعوم فإنه يحبس.
ومن رأى أنه يعوم في بحر ولا يجد له مخلصا ولا يرى برا فإنه حصول مصيبة عن ملك عظيم حتى لا يمكن خلاصه منها.
ومن رأى أنه غرق في البحر ثم نجا منه فإنه يغرق في أمور الدنيا ومحنها ثم يتخلص من ذلك.
ومن رأى أنه ينظر إلى بحر من بعيد ولم يقرب منه فإنه يؤمل أملا ولا يصل إليه.
ومن رأى أنه سار على وجه البحر ولم تبتل قدماه فإنه ينجو من نار الجحيم ويكون في الدنيا مصلحا.
وقال الكرماني من رأى أنه يشرب من البحر وهو بارد فإنه يحصل بينه وبين أحد خصومة، وإن كان عالما فإنه يحصل له من العلم ما هو غرضه، وإن كان من اخصاء الملك فإنه يعتمد عليه في أموره.
ومن رأى أنه يشرب من البحر ماء حارا فإنه حصول مصيبة وهم وغم لقوله تعالى " وسقوا ماء حميما " ، وإن كان كريه الطعم والرائحة فهو حصول غلبة من خصمه، وربما كان نكد عيش من قبل الملك.
وقال جابر المغربي من رأى أن البحر يبس فإنه نقص في عسكر الملك، وربما كان هلاكهم.
ومن رأى أنه شرب بحرا جملة حتى لم ير أنه تأخر منه شيء فإنه يملك ملكا أو علما ويظفر به ان كان أهلا لذلك وإلا فهو حصول ظفر.
ومن رأى أن شيئا من حيوان البحر كلمه فإنه يبيح بسر الملك.
ومن رأى أن ماء البحر هاج وتلاطمت أمواجه واسودت به الدنيا فإنه دليل على الفساد والعصيان وكثرة الاثم والذنوب لقوله تعالى " يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب " .
ومن رأى أنه أخرج من البحر ما يؤكل فإنه حصول رزق من وجه حل.
ومن رأى أنه شرب من البحر ماء صالحاً فإنه يكتسب مالا من وجه حرام، والعذب مال حلال.
ومن رأى أنه أخرج شيئا من البحر سواء كان من أنواع المعادن أو الجواهر أو غيره مما لم ينكر مثله في اليقظة فهو حصول خير ومنفعة، وأما ما ينكر مثله فهو ظفر، وإن كان أهل العلم فإنه زيادة في علمه.
ومن رأى أنه أخرج شيئا مؤذيا فإنه يملك عدو الملك.
وقال جعفر الصادق رؤيا البحر تؤول على ستة ملك ورئيس وعالم وعلم ومال وشغل كبير.

وقال بعض المعبرين رؤيا البحر تدل على رجل جليل كريم لقول بعض الشعراء:
سخي العطايا والمواهب كفه ... يزيد على البحر المحيط إذا عطا
وقال أبو سعيد الواعظ يبس البحر العذب موت الخليفة والبحر العالي هم وفتنة وطغيان لقوله تعالى " إنا لما طغى الماء " الآية.
والغرق يدل على ارتكاب معصية كبيرة واظهار بدعة، والموت في الغرق يدل على الموت على غير الإسلام، وربما يدل على غرق الإنسان في البحر على هلكة من جهة السلطان.
ومن رأى كأنه غرق وجعل يغوص مرة ويطفو أخرى ويحرك يديه فإنه ينال منزلة ودولة.
ومن رأى أنه نزل البحر ثم خرج منه فإنه يرجع في أمر الدنيا إلى الدين والصلاح، وربما كان الغرق سفرا في سلامة.
وقيل من رأى أنه واقف على سطح بحر فإنه يصيب شيئا من السلطان لم يرجه.
ومن رأى أن البحر ارتفع من الأرض فهو سلطان غشوم ظالم.
ومن رأى أن البحر نقص وصار خليجا فإن الشيطان يضعف ويذهب عن تلك البلاد ويصيب الناس خيرا.
ومن رأى أنه دخل بحرا فإنه قابل على أمر السلطان، وإن كان مريضا اشتد مرضه.
ومن رأى أنه خرج من البحر فإنه يصيب من السلطان خيرا ويذهب عنه الهم والغم.
ومن رأى أنه يسبح في البحر فإنه مرض أو هم من قبل السلطان فإن خرج منه شفاه الله تعالى وفرج همه.
ومن رأى أنه قطع بحرا إلى الجانب الآخر يقع في هم وخوف ويسلم منه، وقيل انه نجاة.
ومن رأى أنه يجوز بحرا فإنه يسافر ويذهب همه ويلقي خيرا.
ومن رأى أن بحرا طاميا حال بينه وبين الطريق فإن كان مسافرا فإنه يقطع الطريق، وربما كان عاقة من قبل السلطان أو كربة.
ومن رأى أن البحر غمره فإنه يصيب هما غالبا ولا سيما إذا كان ماؤه عكرا وفيه وحل.
ومن رأى أنه سبح في بحر فإنه يعالج أمرا هو فيه ويكون محبوسا في ذلك الأمر ويطول عليه بقدر ما يعالج في السباحة.
ومن رأى أنه غاص في البحر وغاب ورأى مع ذلك شدة فإنه يخاف عليه الموت من أيدي الناس أو يموت شهيدا لأن الغريق شهيد، وربما كان موته فجأة وعليه خطايا لقوله تعالى " مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا " .
ومن رأى أنه غرق في بحر فهو يغرق في هم الدنيا لقول بعض العرب فلان غرق في النعيم.
ومن رأى أنه يغوص في بحر لاطلاع شيء منه فإنه يسعى في أمر ويكون مبلغه من ذلك بقدر ما طلع به.
ومن رأى أنه يأخذ ماء من البحر نال من السلطان مالا أو جمع علما على قدر اصابته من الماء.
ومن رأى أنه أخذ الماء من البحر فمنع فتعبيره ضده.
وقيل رؤيا دجلة تؤول بالخليفة.
ورؤيا سيحون تؤول بملك الهند.
ورؤيا جيحون تؤول بملك خراسان.
والفرات تؤول بملك الروم.
والنيل تؤول بملك مصر.
وقيل رؤيا البحر المحيط ملك كافر غالب أو من يناسبه في القول والعمل إذا كان من الملوك المسلمين الضخام.
ومن رأى أنه عالم في البحر المالح فلا خير فيه وكذلك الشرب منه واختلف في مائه فمنهم من قال.
من رأى أنه أخذ شيئا فهو حصول مال حرام ومنهم من قال حصول هم وغم ومصيبة.
ومن رأى أن بحرا يجري من الأنواع السائلة فإنه تغير ملك ذلك المكان، وقيل ان كان نوعه مما يحمد في علم التعبير فهو خير في حق الملك، وإن كان نوعه مكروها فهو ضده.
ومن رأى أن بحرا سائرا قد وقف فإنه تعطيل أحوال الملك.
ومن رأى أن بحرا طلع بمكان لم يعهد فيه فإن الملك يجتاز به أو جنده، وأما البحر إذا كان من دم فإنه يدل على فتنة يحصل فيها سفك الدماء.

فصل في رؤيا الأنهار
وهي على أوجه.
فمن رأى نهرا صافيا عذبا فإنه حسن معيشة وصفاء وقت خصوصا ان شرب منه، وقيل رؤيا النهر تؤول بوكيل الملك، وإن رآه في مكان معروف يقتضي أن فيه عاملا فهو إياه.
ومن رأى أنه على شيء مرتفع والنهر يجري من تحته فإنه حصول خير ونعمة ورفعة، وربما كان من أهل الحنة لقوله تعالى " يجري من تحتها الأنهار لهم فهيا ما يشاءون " .
وقال جابر المغربي من رأى نهرا فإنه زيادة في عقله ومعيشته.
وقال الكرماني من رأى أنه سبح في نهر أو غرف فيه فتأويله كتأويل البحر لكن يكون مكان الملك من هو دونه.
وقيل من رأى في النهر ما يحب مثله فهو جيد في حق العامل أو ملك دون السلطان.
ومن رأى ما يكرهه فهو ضده.

ومن رأى نهرا من شيء سائل فإنه رزق وخير ونعمة لقوله تعالى " فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين " .

فصل في رؤيا السواقي
وهي على أوجه.
قال الكرماني من رأى ساقية ضعيفة يدور بها الماء اليسير فإنها حياة طيبة للبشر إذا كانت عامة أو لمن ملك تلك الساقية خاصة.
ومن رأى أن ساقية خرجت من خلال الدور والبيوت فإنها حياة طيبة إذا كان ماؤها عذبا، وإن كان مالحا فهو مضرة أو سوء ينشر، ويقال إن الساقية امرأة فما رؤى فيها من زين أو شين فهو في المرأة.
ومن رأى أنه قطع ساقية جارية فهي مقاطعة بينه وبين امرأة تكون ذات محرم.
ومن رأى أنه خلف سافية فإنه يموت ويخلف امرأته بعده.
ومن رأى أنه يستقي من ساقية فإنه يصيب خيرا بقدر ما استقى.
ومن رأى أن ساقية تجري ببستانه فإن كان عزبا تزوج، وإن كان متزوجا تحمل امرأته منه.
ومن رأى أنها هدمت أو حدث بها عيب فإن زوجته ينكحها غيره.
ومن رأى أنه يشرب ماء عذبا من ساقية فإنه يصيب لذاذة عيش، وإن كان مرا فهو مرض.
ومن رأى أن ساقية قد حبس ماؤها إلى أن دفق فإنه يدل على حصول ولد.
ومن رأى أنه يجري من ساقية نوع سائل فهو خير ومنفعة ولذة وتعسر قريب مما يدل عليه في فصل الأنهار المزيد فيه نوع يكره طعمه أو مثله.
فصل في رؤيا الآبار
وهي في الأصل تؤول بالمرأة وماؤها مال المرأة ودلوها يؤول بالرجل.
فمن رأى أنه شرب من بئر والبئر من طوب فإنه يصل إليه من زوجته مال وتكون امرأة قريبة لذي جاه.
ومن رأى أن ماء بئر قد غاص فإنه صلاح زوجته واتلاف ماله.
ومن رأى أنه قد أدلى دلوه ثم جذبه فتخلف الدلو فإنه يدل على أنه يولد له ولد ناقص، وربما كان سقطا.
ومن رأى أنه يسقي شيئا من النبات بماء بئر فإنه يحصل مالا ويتزوج به أو يتسرى، فإن نبت به شيء أو أثمر فإنه يدل على حصول ولد.
وقال جعفر الصادق رؤيا البئر تؤول على خمسة أوجه تزوج وعالم وجل كبير وموت ومكر.
وقال أبو سعيد الواعظ البئر للرجل امرأة مستبشرة، وللمرأة رجل حسن الخلق، وربما دل رؤيا ماء البئر على المال.
ومن رأى أنه وقع في قصر بئر فإنه يموت.
قال الكرماني من رأى أنه يشرب ماء بئر فإنه يمرض.
ومن رأى أنه نزل بئرا فإنه يسجن أو يقتل، وإن كان في سفينة عطبت، وإن كان مسافرا في البر قطع عليه الطريق.
ومن رأى أنه طلع من بئر فإنه يفرج الله عنه ويخلص من سجنه ويشفى باذن الله تعالى.
ومن رأى أنه وقع في بئر ولم يجد من يرفعه فذلك قبره.
ومن رأى أنه يستقي من بئر فإنه يصيب مالا مكروها، وإن فرغ ذلك الماء في غير إناء فإنه ينفعه ويذهبه.
ومن رأى أنه يدلي دلوا في بئر يستقي منه ماء فإن كان عنده حامل أتت بغلام لقوله تعالى " وأسروه بضاعة " ، وإن كان عنده عليل أفاق، وإن كان مسجونا نجا وخرج، وإلا يوصل إلى السلطان في حاجة، وربما كان البئر امرأة تشتهي، وربما كن البئر موته.
ومن رأى بئرا وبه ماء كدر فإنه نكد وضيق معيشة.
ومن رأى أنه يحفر بئرا فلينظر ذلك في فصل الحفر في الباب الرابع والثلاثين.
ومن رأى أنه يملك بئرا أو احتوى عليها أو تصرف فيها فإنه يفعل كذلك بامرأة.
ومن رأى أنه ينظر في بئر فإنه متفكر في أمر امرأة ويرى خيرا.
ومن رأى أنه وقف على بئر وبيده دلو يريد أن يدلي به فإن ذلك سفر، وربما نال مالا وخيرا.
ومن رأى أن بئرا طوى وكان عنده امرأة مريضة أو على النفاس فإنها تبرأ من سقمها وتخلص من نفاسها، وأما الجب فهو نوع منه ولكن بينهما فرق لكون البئر يطلع منها الماء والجب يوضع فيه الماء ولكن في حكم التعبير واحد وكذلك الصهريج.
وقيل من رأى أنه في جب فإنه يقتل أو يمكر به لقوله تعالى " قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابات الجب " .
فصل في رؤيا العيون
فمن رأى عينا صافية عذبة رائقة تجري تؤول برجل جليل القدر كريم جواد، وإن رأى بخلاف ذلك فتعبيره ضده.
ومن رأى أن عينا طفحت إلى مكان ولم يكن لها عادة بذلك فإنه يؤول بمصيبة لأهل ذلك المكان.
ومن رأى أنه مسح من ذلك الماء على شيء من أعضائه فإنه فرج من هم وغم.

ومن رأى أن عينا جارية بمكان ولها عادة بذلك وقد زادت عن الحد فإنه يؤول بخير لأهل ذلك المكان وحصول نعمة لهم، وإن نقصت عما هي معتادة إليه فإنه ضد ذلك.
ومن رأى عينا بمكان قد يبست فإنه زوال كبير ذلك المكان.
ومن رأى عينا وهي صافية واستحسن منظرها فإنها تؤول يعيش هنىء وعمر طويل.
وقال جعفر الصادق رؤيا العين تؤول على خمسة أوجه علو وقدر ومصيبة وغم ومرض وعمر طويل.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى عينا تفجرت من بيته فإنه يصيبه حزن من قبل النساء ولكن عاقبته إلى خير.
ومن رأى عينا تفجرت من حائط كان الهم من قبل الرجال الأقارب والأصدقاء.
ومن رأى عينا انفرجت وخرج منها الماء حتى ملأ الدار فإنه يخرج من الهموم كلها، وربما كان لأهل الفساد حزنا بسبب صحة جسم هذا إذا لم تكن جارية، فإن كانت جارية فهو خير وبركة لقوله تعالى " فيها عين جارية " .
وقيل من رأى عين ماء انفجرت فإنه ينال أمرا.
وقال الكرماني من رأى أنه يشرب من ماء عين جارية فإنه يصيبه هم.
ومن رأى أنه دفق عليه ماء عين فإن كان مهموما فرج الله همه أو خائفا أمنه الله أو مريضا شفى أو عليه دين قضى أو كان مذنبا غفر الله ذنوبه.
ومن رأى عينا صافية فهي حياة طيبة فإن جرت في خلال البيوت فهي حياة للعامة، وإن جرت في الأماكن المرتفعة فهي حياة للخواص، وإن جرت في البادية فهي حياة للعرب.
ومن رأى عينا انفجرت من حيث يمكن انفجار العيون فإنه يصيبه هم وحزن وبكاء شديد، وإن كان عنده مريض فهو موته وسيلان العيون في الأماكن التي ينكر سيلها فيه تؤول بسيل الدموع والبكاء.
ومن رأى عينا صافية تجري إلى داره ومنها قدر معلوم فذلك رزق وخير يساق إليه.
ومن رأى أن عينا جارية سدت أو تعطلت فإنه تعطيل معيشته ووقوف حاله.
ومن رأى عينا صافية تجري في شيء سائل فتعبيره كتعبير ما تقدم في فصل الأنهار.

فصل في رؤيا السيول
ومن رأى السيل يغرق الأرض فإنه بلاء يغشى الناس أو عدو يسير إليهم أو وباء يقع فيهم الا أن يكون ماء نزل من السماء فإنه خير وغياث.
ومن رأى أن السيل يدخل أرضا فإن العدو هم لتلك الأرض بالضرر، وكل ماء غالب لا خير فيه، وكل ماء ينقص فلا تحذر عائلته خصوصا إن كان كدرا.
ومن رأى أن السيل ذهب به ثم نجا منه فإنه يصيبه أمر شديد من سلطان أو ممن يقوم مقامه.
ومن رأى أنه يعالج سيلا فإنه يعالج عدوا والظافر في اليقظة لأنهما نوعان مختلفان.
ومن رأى أن سيلا قد حال بينه وبين مقصده فإنه عكس وهم وعدم حصول مطلوب.
ومن رأى أنه يخرج من سيل فإنه يخرج من هم، وقيل السيل عدو أو ملك جائر.
ومن رأى أنه هرب من السيل فإنه نجاة من عدو ولكن بخوف.
وقال الكرماني السيل في المكان البارد مضرة وفي المكان الحار منفعة وسرور.
ومن رأى أن سيلا قويا دخل مكانا فأخربه فإنه يؤول على هلاك أهل ذلك المكان لقوله تعالى " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر " .
وقال جابر المغربي من رأى أن السيول والمياه طفحت إلى أن غطت العالم فإنه حصول عقوبة لأهل ذلك المكان لقوله تعالى " فأرسلنا عليهم الطوفان " ، وربما دل السيل إذا خرب الأماكن على ظلم الملك وجوره.
ومن رأى سيلا يجري في مكان يقتضي جريان الماء فيها ولكن ليست عادته ذلك فإنه هم وغم.
وقال جعفر الصادق رؤيا السيل تؤول على أربعة أوجه عدو كبير أو ملك ظالم أو عسكر غالب أو فتنة شديدة.
فصل في رؤيا البرك
وهي تؤول بالنسوة.
فمن رأى بركة مملوءة ماء فهي امرأة حسنة كاملة العقل والحشمة، فإن ملكها أو احتوى عليها أو شرب منها فإنه يتزوج بامرأة تنسب لذلك والسبح في البرك ليس بمحمود، وقال آخرون غير ذلك.
ومن رأى أنه غطس في قاع بركة فإنه ينهمك على امرأة ويكون غاطسا في أمورها ما لم يحصل منها ضرر، وربما دل الغرق في البركة على الهم والغم.
ومن رأى بركة يبست فإنه يؤول بعكس ما مدحت به.
ومن رأى بركة درجا فإنه يؤول على وجهين اما تأخر من عمره عدد الدرج أو حصول أولاد بعددهم، وربما كانوا قرابته.
فصل في رؤيا الفساق
وفرق بين الفساق والبركة فأما البركة فهي المتسعة جدا التي تكون بالفلاة، وأما إذا كانت في البيوت المسقوفة فتسمى بحرة، وربما تسمى بركة، وأما الفسقية فهي التي تكون بالبيوت والحمامات وما أشبه ذلك.

فمن رأى فسقية في بيته فهي زيادة معيشة وحصول راحة وسعة، وربما دلت الفسقية على المرأة وحكمها في التعبير كحكم البركة ولكن التعطيل في طرف الفسقية ويناسبها تعطيل في المعيشة والراحة، وربما دلت الفسقية على السرية.

فصل في رؤيا الشاذروانات
قال ابن سيرين الشاذروانات تؤول بالدين، فمن رأى شاذروانا حسنا ولكن لا يعلم لمن هو فإنه يدل على علو قدره وحسن عيشه وطول عمره وزيادة رزقه، فإن تحقق أنه ملكه أو له فحصول ذلك زيادة وبشرى بحصول الأجر.
ومن رأى أنه بشاذروان جالس وأصحابه حلوه فإنه ينال سرورا وفرحا ورزقا واسعا وحصول مرام، وقيل رؤيا الشاذروان إذا لم يكن له وتحقق أنه لغيره فإنه يتغير عليه أحوال الدنيا، وربما مات في غربة.
ومن رأى شاذروانا صغيرا جدا فإنه قلة معيشة، وربما كان قصر عمر خصوصا ان كان معطلا فإن كبر وكثرت مياهه فضد ذلك.
ومن رأى أنه يحول شاذروانا فإنه يتحول من حال إلى حال، وربما كان المتأخر من عمره أقل من الذي مضى خصوصا ان حمله.
ومن رأى أن في شاذروان صورة منقوشة وكلمته فإن أحد يمدحه بمدح من نوع الاستهزاء.
ومن رأى أنه باع شاذروانا أو يوهبه لأحد فإنه دليل الخطر فليحترز.
وقال دانيال من رأى شاذروانا يدل على حسن المعيشة وطول العمر وكلما ان كبيراً كان خيرا وأجود.
ومن رأى أنه حمل شاذروانا على عنقه فإنه يؤول بحمل أمانات الناس.
ومن رأى أنه يفتش شاذروانا لغيره فإنه يؤول بفراغ عمره.
وقال جابر المغربي من رأى شاذروانا عتيقا أو مشققا فإنه دليل على ضيق عيشه وجواز عمره بالغصص.
ومن رأى شاذروانا صار أخضر فهو خير ونعمة.
وإن صار أحمر فهو شغل الدنيا.
وإن صار أسود أو أزرق فهو حصول هم وغم.
وإن صار أصفر فهو مرض.
وإن صار أبيض فهو نعمة وكسب حلال.
وقال إسماعيل بن الأشعث من رأى شاذروانا مجهولا في مكان مجهول فإنه يدل على ذهاب ما جمعه الرائي.
ومن رأى في دار شاذورانا فإن صاحب الدار يرى خيرا ومنفعة.
ومن رأى شاذروانا في حائط فقلعه ومسكه بيده وتكلم من أحد فإنه يدل على ان ذلك وقاية له خصوصا ان كان المخاطب ميتا فهو طول حياة للرائي.
ومن رأى أن شاذروانا مفروش وهو جالس فإنه يدل على سفر وحصول نعمة من ذلك السفر.
وقال جعفر الصادق رؤيا الشاذروان على تمامه تؤول على أربعة أوجه كسب حلال وطول عمر ومال ومنفعة ومعيشة، وإن رآه على غير التمام فليس بمحمود.
فصل في رؤيا المياه
وهي تؤول على أوجه حياة ورزق ومعيشة وراحة وطهور ومنفعة ونعمة وصفاء وموت وهلاك وهم وغم وحزن وولد وعدل وفتنة وغنيمة ومال مجموع ورخص في الأسعار.
قال ابن سيرين الماء حياة لقوله تعالى " وجعلنا من الماء كل شيء حي " فمن شرب من ماء مطلق فإنه حياة طيبة ورؤياه خير ومنفعة، وإن كان كدرا فضد ذلك.
وقال الكرماني الماء الحار ضعف وحزن.
ومن رأى أنه أخذ ماء بثوبه فإنه نقص في ماله ودنياه.
ومن رأى أنه أخذ ماء في اناء جديد زجاج فشربه فإن امرأته تحمل، وإن كسر ماتت الأم وسلم الولد، وإن كان بخلاف ذلك فضد ذلك.
ومن رأى أنه أعطى أحداً ماء بغير ثمن فإنه يفعل المعروف، وربما تسبب لمكان في عمارة.
ومن رأى أن بيده قدحا يشرب منه ماء من أي مكان كانت جارية فيه المياه أو راكدة فإنه يصيبه بلاء ومحنة.
وقال جابر المغربي زيادة المياه في أوقاتها بكل أرض جيدة، ونقصانها سلامة للعامة لقوله تعالى " وقيل يا أرض ابلعي ماءك " .
ومن رأى ماء يصب بمكان فإنه يؤول على خصب تلك الأرض في تلك السنة لقوله تعالى " إنا صببنا الماء صبا " .
ومن رأى أن في داره ماء على أي وجه كان وهو صاف فإنه حياة طيبة وربح ومعيشة، وإن كان بخلافه فتعبيره ضده.
ومن رأى أنه في ماء وهو قوي البدن فإنه يؤول على اشتغاله بأمر صعب من جهة ملك ويكون قوله مقبولا خصوصا ان كان منسوبا لذلك الأمر.
ومن رأى أنه دخل ماء وهو بثيابه ولم تبتل أو كان مستورا فإنه يؤول بقوة الدين وصحة اليقين والتوكل على الله في جميع الأمور وتكون أموره مستقيمة في الدنيا والآخرة.
ومن رأى أنه حول الماء إلى مكانه أو بستانه فإنه يدل على نكاح امرأة أو تسر بسرية.
ومن رأى أحداً دفق عليه الماء فإنه يحصل له منه خير ومنفعة، وإن كان الماء كدرا أو مكروها في الطعم والرائحة فتعبيره ضده.

وقال جعفر الصادق رؤيا المياه يؤول على خمسة أوجه يقين صادق وقوة وأمر صعب ومنادمة الأكابر وعمل من وجه ذي سلطان.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه أعطى ماء في قدح يرزق ولدا.
وإن رأى أنه يشرب من قدح ماء صافيا نال خيرا من أهله وولده، والقدح الزجاج رجل، وإن كان من معدن أو جوهر فهو امرأة.
ومن رأى أنه شرب ماء من قدح ولم يسعه فإن رؤياه تدل على نشوز امرأته.
ومن رأى أنه شرب ماء أكثر مما يشربه في اليقظة فإن عمره يطول، وإن شرب الماء صافيا فإنه يدل على سلامته من عدو ودفع كد وشدة في المعيشة، وبسط اليد في الماء تصرف في الأمور.
وقال ابن سيرين ان رأت امرأة انها تسقي الماء فإنها تمشي بين الناس بالكذب.
وأما الماء الراكد في التأويل فاضعف من الجاري، وقيل حبس لمن رأى أنه وقع فيه.
والماء المالح غم وهم، والماء الكدر سوء معيشة.
ومن رأى في داره ماء أسود فإنه يؤول بخراب الدار وشربه يدل على العمى، والماء المنتن مال حرام.
والماء الأصفر مرض شديد يحتاج إلى معالجة كبيرة، وربما أدى إلى الهلاك.
ومن رأى أن الماء غار فإن كان ملكا فإنه يعزل، ورؤياه لغير الملوك ذلة وعدم اعانة لقوله تعالى " قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين " .
وأما الماء الحار الشديد فغم من جهة سلطان جائر، فمن رأى أنه استعمله بالليل أصابه فزع من الجن، وإن كان كدرا فهو دهش، وقيل المياه الكدرة من حيث الجملة سلطان جائر وكل ما تجري عليه المياه ينسب إلى الشدة.
ومن رأى أنه نظر في ماء صاف فرأى وجهه فيه حسنا فإنه يحسن إلى أهل بيته وصب الماء انفاق مال، وجريانه من تحت القناطر خير لرجل يتوصل به الناس إلى مقاصدهم.
ومن رأى أنه أخذ ماء من قنطرة فإنه يستفيد مالا من مثل ذلك الرجل.
ومن رأى أنه يحول ماء بحر دل على حصول مال بواسطة رجل قليل الدين.
ومن رأى أنه أحرز ماء بمالا يمكن الحرز فيه فإنه يعتمد على من لا ينفعه، وأما الماء إذا كان في شيء من الأواني فيؤول بكل واحد على قدر ما يأتي في فصله في الباب الثاني والسبعين.
ومن رأى ماء محرزا في شيء من الأشياء فهو دليل عمره فما شربه منه وكان قدر ما مضى من عمره، وإن تأخر منه شيء تؤول على قدره، وإن شرب الجميع دل على فراغ أجله، وأما جميع المياه التي تستخرج بالعلاج من أي شيء كان فهو رزق ومنفعة.

فصل في رؤيا الحياض
أما حوض الكوثر فقد تقدم في فصله في الباب الرابع، وأما بقية الحياض من حيث الجملة فيؤول على أربعة أوجه رجال نافعون للناس وأناس أغنياء ومال مجموع وأناس ينتفع الناس من عملهم.
وقال الكرماني من رأى أنه تسبب في إنشاء حوض سبيل فإنه يفعل الخيرات.
ومن رأى أنه ينقصه فإنه يؤول بضده.
ومن رأى أنه بيض حوضا وأتقنه فإنه يسعى في فعل الخير ويشكر عليه.
ومن رأى شيئا في الحياض من زين أو شين فتعبيره على ما تقدم ممن نسب إليه.
ومن رأى أن حوضا اتسع فهو زيادة في علم عالم ان كان الحوض مجهولا، وإن كان لأحد معروف فيعبر في التأويل على هيئته، وقد تقدم ذكر نبذة من ذلك على معنى التنبيه في فصل رؤيا الحوض الكبير.
فصل في رؤيا القنوات
ومن رأى أنه يصنع قناة فإنه يحتال بحيلة ومكر على أقربائه إذا كانت القناة معروفة، وإن كانت مجهولة تكون الحيلة على الأجانب، وربما كانت خيانة إذا قصد إجراء الماء فيها من ماء غيره هذا إذا لم يجر فيها ماء، وأن جرى يؤول بالنكاح.
ومن رأى أنه يسقي بستانه بماء قناة فإنه يصرف ما حصله على امرأة أو سرية، وربما جامع أحد اقربائه.
وقال الكرماني من رأى قناة دار أو بستان جارية فإن كان مهموما فرج الله عنه.
ومن رأى قناة سدت فإنه يفسد حاله أو يحمل منه خادم فيتهم بذلك.
ومن رأى قناة مجهولة يجري فيها ماء ينفصل من المياه المستعملة فهو غم وهم.
ومن رأى أنه سقط فيها أو تلطخ بنجاستها أتى حراما واتهم بسبب خادم أو امرأة.
ومن رأى أنه اصطنع قناة أو بالوعة لأجل مصارف المياه المستعملة فإنه حصول فرج، وإن كانت لأجل المياه التي ينتفع بها فإنه حصول خير ومنفعة والله أعلم.
الباب التاسع والثلاثون
في رؤيا السفن وهي تتنوع على أنواع متعددة
يأتي بيانها مفصلة ورؤيا القوارب وجميع آلات المراكب
فصل في رؤيا المراكب

قال دانيال رؤيا المراكب هم وغم وسجن وشغل فيه ربح وملامة خصوصا لمن يكون في مركب ولم يخرج منها.
ومن رأى أنه خرج من مركب فإنه يدل على حصول فرج.
ومن رأى أنه هلك في مركب فإنه يهلك في أيدي الناس.
ومن رأى أن مركبه وقف في أرض يابسة فإنه يدل على وقوع بلاء ومحنة.
ومن رأى أن مركبه غرق فإنه يغرق في كسب الدنيا.
ومن رأى أن مركبه غرق ثم خرج على الماء بعض متاعه، وإن غرق جميع متاعه فإنه يدل على اتلاف ماله.
ومن رأى أن مركبه كسر فإنه يدل على مصيبة عظيمة من أبيه.
ومن رأى أنه جلس في مركب وكان المركب في موضع عال والمركب يسر على البحر فإنه يدل على حصول عزة وحرمة بسبب الملك والأكابر.
قال الكرماني من رأى أن مركبه يسير مستقبلا للبحر فإنه يؤول على السفر لقوله تعالى " وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام " .
ومن رأى أن مركبه وقف على جنب البحر فإنه يدل على إقامته عن سفر.
ومن رأى أن مركبه يسير وهو يتبعه ولا يصل إليه فإنه يؤول على صعوبة أموره ولكن يجيء له بلوغ المقصد.
ومن رأى أنه يمشي على جنب المركب فإنه يسافر ويحصل له خير ومنفعة لقوله تعالى " لتجري الفلك فيه " الآية.
ومن رأى أن المركب تسري فإنه يؤول بأن عمال ذلك الملك يتوجهون في المهمات إلى الأقطار.
ومن رأى أنه جلس في مركب والمركب تسير على البحر وهو يخاف منه يدل على التقرب إلى الملك بقدر المركب، وإن رأى ضد ذلك فتعبيره ضده.
ومن رأى أنه في مركب مكمل وهو لابس زينته فإنه يدل على تقرب إلى حريم الملك.
وإن رأى أنها تخرقت فإنه يدل على حصول مصيبة لملك من جهة حريمه.
ومن رأى أنه سائر في مركب من حديد فإنه يلقى قوة من ملك، وإن كانت من معدن من المعادن فتأويله كذلك، وإن لم تسر فتعبيره بضده.
ومن رأى أنه يسوق مركبا فإنه يدل على السفر ومصاحبته لجاهل.
ومن رأى أن مركبه تسير في اليبوسة فإنه يدل على السفر بغير فائدة وتطمع الناس فيه.
ومن رأى أن مركبه كسر في البر فإنه حصول مصيبة من جهة جليل القدر.
ومن رأى أن ألواح مركب ذهبت بها الريح فإن الملك يأخذ منه مالا.
وقال جعفر الصادق رؤيا المراكب تؤول على ثمانية أوجه ولد وأب وامرأة وركوب وفرح وأمن وعيش وغنى، وإن خرج من المركب بسلامة فيؤول له بما ذكر، وإن عطب فتعبيره ضده.
ومن رأى أنه صار مراكبيا وهو يدولب المركب فإنه دليل على ان يكون مصلحا بين الناس ويكون مقبول القول، وإن لم يدولب المركب كما ينبغي فإنه يكون خطرا في أمره، وقيل من رأى أنه في سفينة فإنه فيهم أو خصومة أو حبس أو أمر يحول بينه وبين النهوض أو تكون السفينة نجاة مما يخاف ويحذر، وإن كان عزبا تزوج.
ومن رأى أنه ينشىء سفينة أو اشتراها أو وهبت له يتزوج أو يتسرى لقوله تعالى " وله الجوار " الآية.
ومن رأى أنه كان في سفينة فخرج منها إلى البر فإنه ينجو من الكرب والحبس والمصائب والاسقام لقوله تعالى " فأنجيناه وأصحاب السفينة " .
ومن رأى أن السفينة تستقبل الماء استقبالا صعبا فإن الهم الذي فيه صعب الخروج عليه.
ومن رأى أن السفينة سهلة المسير فإن همه يضعف، وإن كان مسجونا صعب خروجه أو مريضا طال مرضه أو مسافرا تعذر سفره.
ومن رأى أن السفينة قائمة به في الماء الراكد كان هما شديدا وأبعد للنجاة.
ومن رأى أنه في سفينة في بحر أو بر وهو على هيئة مرضية فإنه يداخل الملك أو من يقوم مقامه أو تكون حالته كحالة السفينة في الخطر وتعبها.
ومن رأى أنه يصعد إلى سفينة من وسط البحر بعدما أيقن بالهلاك فإن كان مذنبا تاب من ذنبه، وإن كان فقيرا استغنى، وإن كان مريضا أفاق، وإن كان طالب علم أدركه، وإن كان مهموما زال همه، وإن كان عزبا تزوج أو تسرى.
ومن رأى أنه في سفينة وغرقت وسلم هو فإنه يغرق في أمور الدنيا وتكون عاقبته إلى خير.
ومن رأى أنه حين غرقت السفينة ذهب متاعه فإنه نقص في ماله، ويعوض منه لأن السفينة على كل حال نجاة، ومن رأى أن السفينة انكسرت به ثم تفرقت ألواحها فإن ذلك مصيبة، وربما كانت في الوالد أو العم.
ومن رأى أنه في سفينة وقد خرقت فإنه يربح في سفره.
ومن رأى أن له سفينتين فرأى أحدهما قد خرقت فإن التي انخرقت هي التي يرجى نجاتها لقوله تعالى " أخرقتها لتغرق أهلها " ، وربما دل العطب على السلامة إن كانت رؤياه صادقة لتجارتها.

ومن رأى أنه عدم في سفينة فإنه يكون نجاة من شر ما يحاذر، وربما أنه يموت على يد امرأة سفيهة منافقة لأن السفينة من خشب.
ومن رأى أنه في سفينة في ماء مطر أو بركة فإنه تتقاطر عليه الدنيا ويزداد في دينه خيرا كثيراً ولا يزال مأجورا في نفسه وماله.
ومن رأى أنه في سفينة منحدرة فإنه يصيبه هم على قدر انحدارها فإن بلغ حد الماء المالح فإن كان مريضا فهو موته، وإن كان غنيا فذهاب ماله وهذه الرؤيا من حيث الجملة ليست بمحمودة.
ومن رأى أنه في سفينة تجري به في البر فإنه نفاق في العمل أو نكاح حرام أو سفر يحدث أو مرض، وربما كان حجا.
ومن رأى سفينة تجري في الهواء فإنه يموت لا محالة.
ومن رأى أن سفينة في دم وهو فيها فإنه يصاب بعاهة.
وقيل رؤيا السفينة امرأة قهرمانة.
ورؤيا المركب المعروفة عند أربابها رجل كبير وقسم المعبرون السفن على أقسام.
فأما سفينة البحر المالح فإنها ان كانت للمسلمين فهو خير، وإن كانت للكفار فهي غنيمة وفائدة تسمى عند أرباب المراكب قرقورة، وأما الغراب فيؤول بقطاع الطريق وبالغزاة، وربما كان حربا وفتنة.
وأما البرصاني فيؤول بتجارة المغاربة وهو منفعة.
وأما الثلبى فيؤول بتجارة قليلي المكسب.
وأما الذهبية فتؤول بالسلطان.
وأما الحراقة فتؤول بالامراء.
وأما القرادة فتؤول بالوالي.
وأما الدرمونة فهي على وجهين تؤول بالوزير لأنها من تعلقات الدولة، وربما تعبر بالملك لأنها مخصوصة به.
وقيل رؤيا المركب المعلقة تدل على رجال ذوي مناصب.
والمراكب بغير قلوع نسوة.
والمراكب المرسية سجون.
والمراكب المنسية زواج.
والمراكب المكسورة هم.
والمراكب الغارقة نجاة.
وقال أبو سعيد الواعظ ركوب السفينة نيل ولاية، وإن صغرت السفينة دلت على صغر الولاية، وإن كبرت ليس بأهل لذلك فإنه يدخل في أمر دنيء فيه مخاطرة.
ومن رأى أنه ركب سفينة وكان في أمر هائل فإنه يأتيه الفرج أو يتمسك برجل ذي خطر.
ومن رأى كأنه خرج من السفينة إلى البر ارتكب معصية لقوله تعالى " فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون " .
ومن رأى كأن السفينة كسرت وتفرقت ألواحها وتعلق بلوح منها فإنه يشرف على هلكة ثم ينجو، وإن كان تاجرا خسر في تجارته ثم ينال ربحا.
ومن رأى كأن السفينة غرقت وتفرقت ألواحها أصيبت في والده أو من يقوم مقامه أو في الأقرباء، والسفينة القائمة التي لا تجري تدل على الحبس لأنه لما قامت السفينة بيونس عليه السلام حبس في الحوت، وأما بقية الأبحر فكل واحدة تعبر في أهلها ومكانها نظير ما تقدم.
وإن رأى أنه أصلح شيئا في سفينة فإنه يفسد فيها شيئا.
ومن رأى أنه يفسد فيها شيئا فتعبيره ضده لأن أهل معاش البحر يسمون صلاحها فسادا وفسادها صلاحا.
ومن رأى أنه في سفينة بمفرده فإنه يتزوج.
ومن رأى أن سفينة موسوقة فإنه حصول خير على كل حال.
ومن رأى أنه يجذب سفينة من البر إلى البحر ينتسب في سره للملك ويتقرب عنده.
ومن رأى ضد ذلك فتعبيره ضده.
ومن رأى أنه أطلع سفينة إلى مكان مرتفع لم يمكن طلوع السفينة في مثله فهو على وجهين تسبب لأحد في مصالحه وعلو منزلته وشهرته بين الناس، وربما كان ذلك ليس بمحمود.
وقيل رؤيا المعدية التي تعدى في البحر بالناس والدواب على أربعة أوجه سلامة وأمر حظر وامرأة وتابوت.

فصل في رؤيا آلات المراكب والقوارب
أما القلع فحسن لقول الناس ثناؤنا على فلان كالقلع في البحر وهو على أوجه.
قال خالد الأصفهاني من رأى قلوعا منشورة في البحر فهو ثناء حسن.
وإذا رأى أنها مطوية فضد ذلك.
وإذا رأى أنه أقلع في مركب فإنه يقلع عن الذنوب.
وربما دل رؤيا القلع على شيء قصده سواء كان إنسانا أو حيوانا أو جمادا أو نباتا فليعتبر الرائي ذلك ويفهم ما قصده في يقظته.
وأما حبال القلع فهم أسباب وسيأتي بيان ذكر الحبال في فصله.
وأما المقاديف فتدل على رجال معاونين نفاعين.
وأما المرساة فتؤول بالاقامة عن السفر وبالزوجة المدبرة وبالقوة وبالسكينة.
وأما الدفة فتسمى بأسام مختلفة فتدل على من هو قائم بأمور الإنسان ومدبرها، وربما كانت قيمة البيت، ولا خير في حدوث نازلة بها.
وأما الصاري فإنه يؤول بكبير القوم الذي جميع الأحوال متعلقة به.

فمن رأى فيها حادثا كان عائدا على ذلك وكلما كان قويا ثابتا فهو محمود.
وأما القرية التي يوضع بها القلع فإنها تؤول بمعاون في الأمور مناع للضرر ومتسبب لصلاح الناس ولا خير في حدوث ما يضرها.
وأما الدلو فإنه يؤول بمن هو ساتر لأموره فمهما رأى فيه من زين أو شين فإنه يؤول في ذلك، وربما كان دالا على الوقاية وفعل الخيريات وكذا الإحسان.
وأما بقية آلات المراكب وهي عديدة فتؤول على ثلاثة أوجه أعوان الناس ومسالك ومنفعة خير.
وقيل في اللبان أنه دال على الطرق وصاحب منهج وتمسك وعصمة ومداراة وعيون ومعاونة، وربما كانت داره ودربه خصوصا ان كان لها حديد، وأما القوارب فهو دون المراكب في الخطر والافعال.
وربما دلت رؤيا القارب على الهم والغم والخروج منه خير وفرج.
ومن رأى بداره قاربا فلا خير فيه، وربما دل على تكدير عيش.
وأما العشارى فهو في المعنى نظيره ولكن في المقام أجل لأنه ذو مقاديف عديدة، وربما دل على ترجمان الملك.
ومن رأى أنه يركب مركبا فإنه يصنع معروفا.
ومن رأى أنه يقتلع شيئا من ذلك فإنه يحصل مالا، وقيل رؤيا جميع المراكب والقوارب سجن خصوصا إن دخل فيها ولا سيما إن غلقت عليه نعوذ بالله من ذلك.
ومن رأى أنه يصنع في شيء من ذلك ما لا يمكن صناعة مثله في اليقظة فإن ذلك ليس بمحمود.
وكسر المرساة موت امرأة، وربما كان دخولا في السفر.
وأما تابوت المركب فإنه يؤول بتاج الرجل وبهائه فمهما رآه في ذلك من زين أو شين فيؤول على صاحب المركب.
وأما الإسقالة فهي إنسان تجتمع أشغال الناس عنده، وربما دلت على اتصال إلى أمور بواسطة رجل منافق والله أعلم.

الباب الأربعون
في رؤيا البساتين والأشجار والرياض
والثمار والرياحين ونحوها
فصل في رؤيا البساتين
قال دانيال البستان امرأة، فمن رأى أنه يسقي بستانه فإنه يؤول بالمجامعة.
ومن رأى بخلاف ذلك فتعبيره ضده.
ومن رأى أن ببستانه شيئا من المشمومات فإنه يؤول بولد صالح.
ومن رأى أن ببستانه شجرة الخوخ فإنه يؤول بولد نافع يتعلم العلم والأدب.
وقال ابن سيرين من رأى أن له بستانا وبه أشجار مثمرة وأكل منها فإنه يدل على أنه يتزوج امرأة ذات مال ويحصل له منها منفعة.
ومن رأى أنه دخل بستانا في أيام الخريف فتساقط عليه من ورق الأشجار فإنه يدل على حصول هم وغم ونكد عيش.
ومن رأى أنه في بستان وبه قصر وأشجار خضرة ومياه وامرأة حسناء فإنه يؤول بأنه يموت شهيدا.
ومن رأى أنه ببستان له أشجار فتساقط عليه من ثمرها فإنه يدل على مخاصمة شريف والنصرة عليه.
ومن رأى أنه في بستان وهو على مكان مرتفع مضطجع فإنه يدل على كثرة نسله.
وقال الكرماني البستان يؤول برجل كبير ذي مال وجمال.
ومن رأى بستانا في أيام الصيف مخضرا وبه ثمار فجاء عليه سيل فاقتلعه فإنه يدل على هلاك ملك أو عزل عامل ذلك المكان.
ومن رأى أنه دخل في بستان ورأى فيه أسدا فإنه يدل على ظفر حاكم ذلك المكان على أعدائه.
ومن رأى بستانا أطلق به نار يدل على موت الفجأة لحاكم ذلك المكان.
ومن رأى أن فيه ذئابا وصيادا فإنه يؤول بظلم ذلك الحاكم.
وإن رأى أن فيه أغناما فإنه يؤول بحصول مال وغنيمة.
ومن رأى فيه أبقارا وحمرا فإنه يدل على زيادة حشم وخدم ومال ونعمة.
ومن رأى أن فيه خيولا فإنه يدل على قوم عظام.
ومن رأى أن بعض أشجار البستان طارت فإنه يدل على أن عسكر الملك ليس لبعضهم عهد.
ومن رأى أنه دخل بستانا فجمع من فواكهه وثماره وتوجه بها لمنزله فإنه يدل على حصول خير ومنفعة من قبل الملك.
وقال جابر المغربي رؤيا البستان في الأصل شغل الانسان وعمله على قدر همته.
ومن رأى أن بستانا قد أزهر وحسن فإنه يؤول بحسن شغله وعمله.
ومن رأى أن بستانا قليل الثمر وليس به خضرة فتعبيره ضده.
ومن رأى بستانا بمكان لم يكن فيه فإنه يؤول بملك جديد يأتي ذلك المكان.
ومن رأى بستانا في أيام الربيع فإنه يؤول بجور الملك في رعيته.
ومن رأى أنه غرس بستانا ونبت فإنه يؤول بزواج امرأة وحصول خير ومنفعة.
وقال جعفر الصادق رؤيا البستان تؤول على سبعة أوجه امرأة وولد وعيش ومال ورفعة وسرور وسرية، ورؤيا البستان امرأة قيمة، وربما تؤول رؤيا البستان على ثلاثة أوجه قيمة البيت وولد وصاحب شغل.

وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا البساتين والحدائق مما يدل على الاستغفار لقوله تعالى " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل عليكم مدرارا " الآية، وربما دلت رؤيا ذلك على البشارة.
ومن رأى أن أحداً منهم يسقي بستانه فربما تنظر امرأته إلى غيره.
ومن رأى حية في بستان فإنه يدل على حماة أرضه وشجره.
وقيل من رأى أنه دخل بستانا فوجده كاملا من جميع الأشياء فإنه حصول رزق وخير ومنفعة خصوصاً إن جنى منه شيئاً لقوله تعالى " حدائق ذات بهجة ما كان لكم " الآية.
ومن رأى بستانا حسنا فإنه يصيب مالا من امرأة حسناء وامرأة تدعوه إلى نفسها وهو يمتنع فإنه يرزق الشهادة ويدخل الجنة.
وقيل من رأى بستانا حسنا فإنه يصيب مالا من امرأة غنية.
ومن رأى بستانا يسقى بساقية ولم يثمر فيه شيء فإنه يدل على ان امرأته ليست راضية بوطئه.
ومن رأى أن بستانا يسقى من غير ساقية فإنه يأتي امرأته في دبرها، والبستان يؤول بدار السلطان أو الحاكم فمن دخل بستانا فإنه يدخل دار أحدهما.

فصل في رؤيا الرياض
ومن رأى أنه يدخل روضة فإنه يدخل في قلبه الاسلام ويتنزه وينال من البر والدين بقدر نزهته في تلك الروضة، وربما تؤول بالمصحف أو كتب العلم.
فمن رأى أنه ينظر في روضة فإنه ينظر في المصحف أو كتب علم.
ومن رأى أنه خرج من روضة إلى سبخة أو نحوها فإنه يخرج من الهدى إلى الضلالة.
ومن رأى أنه يأكل كل شيئا من الرياض فإنه ينال علما وصلاحا في الدين.
وقيل من رأى روضة ولم يعرف نباتها فإنها تؤول بالاسلام والدين.
ومن رأى أنه في روضة وقد تحقق انها ملكه على أي وجه كان فإنه يدل على صلاح دينه وصفاء اعتقاده على قدرها.
ومن رأى أنه دخل روضة وهي ملك لغيره ثم أراد بدخوله التنزه فإنه يدل على مجالسته الصالحين وحجة معهم، وأما حرقها أو قلعها أو يبسها فتأويله كما تقدم في ذكر البساتين، وكذلك إذا رأى فيها من الوحوش أو هوام الأرض، وأما الروضة التي بحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد تقدم تعبيرها في الباب العاشر.
فصل في رؤيا الأشجار
قال أبو سعيد الواعظ رؤيا الكرم تؤول بالمرأة وثمرها مالها وغلظها سعتها وانتشارها سعة رزقها وسقيها اتيانها وغرسها نيل شرف.
ومن رأى أنه أخذ من ماء قضبان الكرم فإنه ينال من امرأة مالا سريعا.
ومن رأى في فصل الشتاء كرما حاملا فإنه يعبر بامرأة قد ذهب مالها وهو يظن أنها غنية.
وقال الكرماني رؤيا الأشجار في التأويل جار على قدر جوهرها ونفعها وأغصانها أو ولد صاحبها وأقربائه وإخواته وورقها دراهمه فإنها من الورق.
ومن رأى أنه يشتري كرما أو يملكه فإنه ينكح امرأة.
ومن رأى أنه يغرس كرما فإنه يصيب رفعة وسرورا.
ومن رأى أنه تحت دالية جالس فإنه طول حياته وصحة دينه.
ومن رأى أنه في ادبار كرم فإنه عسر وكساد وإدبار.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه في كرم ونفسه مائلة إلى محبته فإنه يدل على أنه يحب الكرم والسخاء كما قاله بعضهم.
وأما النخل فإنهم أناس كرام إذا كانت الكروم في موضع معروف، وإن كانت في موضع مجهول فهو ضده.
ومن رأى نخلا ينقلع فإنهم رجال أشراف.
ومن رأى أنه صعد نخلة فإنه يتمكن من رجل شريف القدر، وإن سقط فإنه لا يتم ما أمله.
وأما الخوص والجريد والليف فهي أموال حلال.
وقيل رؤيا النخل في الدار يدل على مصاهرته لرجل أصيل، وإن يبس فإنهما يفترقان.
وإن رأى النخل يبس ثم اخضر فإنه يدل على مرض أحد من أهل بيته ثم يعافى عاجلا، وإن قطع النخل فإنه يمرض أحد من أهل بيته.
وقال أبو سعيد الواعظ النخل يدل على رجل شريف أو ولد بار صاحب دين، وأصله يدل على العشرة، وكثرته تدل على اظهار المحسنين، وسعته تدل على زيادة العيال، وقطعه يدل على موت رجل شريف شفيق.
وإن رأى كأن له نخلا كثيراً في موضع النخل فإنه يلي أمور رجال على عدد تلك النخل إن كان أهلا للولاية، وإلا أصاب تجارة رابحة أو صنعة فاخرة.
وأما شجرة الجوز فقال الكرماني إنها تؤول برجل أعجمي شحيح نكد عسر.
والطلوع على شجرة الجوز تدل على أنه يصاحب رجلاًأعجميا.
وقلع شجرة الجوز قتل رجل أعجمي.

وشجرة التين رجل غني كبير نافع يلجأ إليه أعداؤه لأن شجرة التين مأوى الحيات، وربما دل على الحزن، وأما شجرة الزيتون فهو مبارك، وربما دل على العلم والبركة، وربما نفع الأقارب، وربما كان شجر الزيتون توفر نعمة لمن عنده صلاح لقوله تعالى " وزيتونا ونخلا " .
وأما التمسك بورق الزيتون أو عروقه فتمسك بالعروة الوثقى.
وأما شجرة التفاح فتدل على رجل مؤمن قريب إلى الناس وغرسها يدل على تربية يتيم ينشأ فيه الخير، وربما دلت على رجل حسن المنظر خفيف الروح يحصل للناس بصحبته منفعة، وأما شجرة التفاح فتدل على هم الإنسان الذي يهمه.
ومن رأى أنه ملك شجرة تفاح فإنه ينال ما قد هم به وربما دلت رؤيا شجرة التفاح على قوة الهمة.
وأما شجرة الكمثرى فرجل أعجمي يداري أهله ليستخرج منهم مالا، وربما كان رجلاًغنيا نفاعا.
وأما شجرة العناب فتدل على نيل ولاية ونفاذ أمر لقوله تعالى " الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا " الآية.
وقال بعض المصنفين لكتب التفسير ههنا شجرة العناب والرمان ولاية ونفاذ أمر، وربما تؤول برجل شريف نفاع.
وأما شجرة الاترج فرجل صاحب ثناء حسن يجتمع عليه الجياد والمناحيس، وربما دل على رجل أموره مستورة، وربما كان رجلاًكريما مصلحا وأنشد بعض الشعراء يصف قوما:
كأنهم شجر الأترج طاب معانيا ... وريحا فطاب العود والورق
وأما شجر النارنج فقد كرهه أكثرهم لاشتقاق اسمه، وربما دلت على رجل ثقيل ركيك الطباع كثير الأسقام، وربما يكون صلابة في شيء هو قاصده.
وأما شجرة الخوخ فإنها تؤول برجل مستتر ليس يخلط في كلامه عليل البدن، وربما دلت على رجل يصل إلى علو بسرعة ثم يزول عند ذلك كأنه لم يكن فيه.
وأما شجرة المشمس فإنه يؤول برجل فاسد الدين كثير الدنانير، وربما دلت على رجل قليل المنفعة كثير الأسقام متغير اللون.
وأما شجر السفرجل فيؤول برجل تاجر سفار يدخل الأموال صاحب مكنة رزين الدماغ رؤوف القلب، وربما كان رجلاًجليل القدر لطيف الكلام بحيث يحصل للناس من كلامه عذوبة لين الطباع، وربما كان رجلاًيبيع الرقيق.
وأما شجرة النبق فتدل على رجل عراقي غير ناقص وهو ذو دين ومنفعة.
ومن رأى في مكن شجرة نبق مفردة ولا يعلم صاحبها فإنها تدل على البقاء فيما هو فيه اشتقاق من اسمها، وإن عرف الذي هي له فتخرج الرؤيا عليه.
وأما شجرة العنب فإنه رجل أعجمي له منفعة لا يطلع عليها إلا من له حاجة بها، وربما كان سهلا في الأمور مطاوعا رقيق الحاشية.
وأما شجرة الموز فهو رجل أعجمي صاحب تقوى وكرامة يحصل منه منفعة وله كسب وصنعة يحصل منها نتيجة للخاص والعام، وربما كان رجلاًله صفتان كل واحدة منهما تنفع لعدة أشياء واستدل بذلك على ورقه لكونه يكون أخضر أو يابسا وكل منهم يدخل في أمور شتى.
ومن رأى أن شجرة مفردة تنبت في بيته وعليها عرجون ولكن أخضر فإنه يؤول بحصول ولد لقوله تعالى " وطلح منضود " وهو شجرة الموز.
وأما شجر الموز فهو رجل بخيل، وربما كان رجلاًغريبا.
وأما المركب منه العظم فهو إنسان تارة يحصل منه للناس كلام مر وتارة كلام حلو وهو لا يستمر على حالة واحدة.
وأما شجرة البندق فإنها تدل على رجل غريب صلب كثير اللهو والطرب مقامر قليل الخير، وربما كان رجلاًموسرا بغيضا لأجل ماليته لكونه لا يعطي.
وأما شجر الفستق فإنه يدل على رجل حسن المنظر رقيق الحاشية ظريف كريم جواد يحب المعاشرة والمخالطة ويأتي منه لأصحابه خير، وربما دل على رجل غني قوي ولكن عنده شح قليل واستدل بذلك على صلابة القشر.
وأما الجوز الهندي وهو النارجيل فهو رجل منجم سحار كذاب لا خير فيه.
ومن رأى أنه يغرس شيئا من ذلك فإنه يمتحن بالمنجمين ويقوم بمؤنتهم ويصدقهم في قولهم.
وأما شجرة البلوط فإنه رجل موسر جامع المال صعب عنده حقارة لا يأتي إلا بالخداع.
وأما شجرة القسط فهو من نوعه ولكن عنده سهولة وهو في النفع أقرب منه، وربما دل على رجل من سكان أهل الجزائر واختلف فيه فمنهم من قال يعبر بالكافر ومنهم من قال يعبر بالمسلم.
وأما شجرة الرمان فهو رجل عاقل نفاع يحصل منه منافع كثيرة على أنواع متعددة وهو صاحب دين يمنعه من المعاصي والكبائر.
وأما شجرة الخلاف فرجل مخالف لمن والاه مخالط لمن عاداه يحبه أقرباؤه، وإذا استعمل في أمر لا يكون له ثياب.

وأما شجرة الورد فهي رجل ذو شرف أو وزير أو امرأة ولود وقطعها حصول هم وغم.
وأما شجرة الياسمين فإنها تؤول بامرأة غنية حسودة نكدة.
فإن كانت الشجرة بيضاء فإنه يدل على امرأة جميلة.
وإن كانت صفراء فضد ذلك.
وربما دلت رؤيا شجرة الياسمين على الاياس مما يؤمله، وربما كانت حزنا.
وأما شجرة الطرفاء فرجل مراء يضر بالأغنياء وينفع الفقراء، وربما دل على أحد من أهل الصعيد أو العراق، وربما كانت انسانا عاريا من الفوائد لا ينتفع به ولا يستفاد منه إلا نوع واحد.
وأما شجرة الصنوبر فإنها تؤول برجل رفيع بعيد الصوت إلا أنه مقل يسيء الخلق مع أهله ويأوي إليه اللصوص والظلمة كما يأوي إلى شجرة الصنوبر البوم والغراب والحدأة.
وأما شجرة السرو فإنها تؤول برجل شريف النسبة قليل المال مستقيم في الأمور كريم ومنه يقال الكريم السرى وأنشد في المعنى شعر:
إن السرى هو السرى بنفسه ... وابن السرى إذا سرى أسرى بها
وأما شجرة الدلب فتؤول برجل ضخم كثير الأولاد سيء الخلق لا منفعة فيه، وربما دلت على رجل يستعمل في الأشياء السافلة.
وأما شجرة الآبنوس فإنه يؤول برجل صلب موسر هندي.
وأما شجرة الساج فملك أو عالم شاعر، وربما دلت على كسر العدل وكان على باب أبي شروان شجرة الساج فنقش عليها لا أفلح من ظلم، وأما شجرة الساج في داره فهو حصول خير على كل حال.
وأما شجرة السيسبان فإنه يؤول برجل أعجمي صاحب طباع رديئة ليس يحصل منه نتيجة إلا لمن يحصل منه ضرر.
وأما شجرة الاجاص فإنها إذا كانت ثمرتها بيضاء أو صفراء فإنها تؤول بكثرة الأمراض، وربما كان رجلاًعليلا، وإذا كانت سوداء فتؤول بالحكم الحاذق.
وكذلك شجر البرقوق والسويداء والقراصية.
وأما شجرة القطن التي لا تقلع ويجنى قطنها في كل سنة فإنها تؤول برجل نفاع حكيم حليم لين الجانب، وأما التي تقطع فدون ذلك.
وأما شجرة الصفصاف فإنها تؤول برجل مكتف برأيه لا يسمع لأحد منه بشيء، وربما كانت انسانا ذا حرمة وجاه.
وأما شجرة البقس فإنه يؤول برجل شديد ذي قوة ومنفعة يستعمل في الأمور الضرورية ويحصل استعماله في ذلك نتيجة ولكن كثير الأمور قليل الاقامة سريع العطب.
وأما شجرة الشوك العالية فإنها تؤول برجل مضر صاحب حيل وتخاطيف لأن بدرب الحجاز يوجد من ذلك كثير ويحصل منه الضرر لمن يغفل عنه وما حسب له حسابا.
وأما شجرة الحنظل فإنها تكون في بعض الأقاليم كثيرة حتى يستظل بها وهي تؤول برجل منافق قليل الدين ليس له دنيا ولا يستفاد منه شيء.
وأما شجرة العناب فيؤول برجل كبير ذي شر ومضرة.
وأما شجرة العود فتؤول برجل حسن صاحب كلام جيد لطيف ذي غنى محمود عند الناس.
وأما شجرة الكتان وهو كثير ينبت بأرض العراق فإنه يؤول برجل جليل القدر كريم النفس، وربما دل على المال والولد.
وأما شجرة الليمون فتؤول برجل ثقيل الطبع سيء الخلق بلا حلاوة ونفعه قليل، وربما كان كثير الأمراض.
وأما شجر الآس فإنه يؤول برجل غني فاضل يحصل منه للناس نتيجة وعهد.
وأما غابة القصب فهي تؤول بانسان ذي حشمة وجماعة سيء الخلق لكن كلامه مستقيم يحصل منه مداخلة في أمور كثيرة.
وأما شجرة الصندل فهي تؤول برجل ذي حشمة ووقار له ألفاظ رائقة يثني الناس عليه ثناء جميلا ممدوحا بالأفعال الحسنة.
وأما شجر العشار فيؤول برجل ليس بحليم قليل الدين ليس له شفقة على خلق الله كلامه خال من المعنى.
وأما القرنفل فإنه يؤول برجل حليم جواد ذي حرمة ووقار يحصل بكلامه فائدة لأن الناس يثنون عليه، وكذلك إن رأى الإنسان عنده شيء من ذلك فإنه نظيره ولو كان من ثمره.
وأما شجرة المقل فإنه يؤول برجل خسيس من أهل البادية إذا رآه الإنسان اعتقد أنه فيه نتيجة، والأمر بخلاف ذلك.
وأما الخرنوب فإنه يؤول برجل عسر كسبه قليل بتعب ومشقة، وربما دل نبتها في مكان على خرابه.
وأما شجر الجوز فإنه يؤول برجل ذي بهاء صاحب طلعة جميلة مستقيم في كلامه ولكن قليل العلم والمكسب.
وقال الكرماني من رأى شجرا كثيراً عليها حمل وافر فإنه يصيب مالا وكذلك ان التقط شيئا من ورقها، وربما كان البعض مالا حراما من رجل مكار.
ومن رأى أنه يلتقط منها شيئا وهو جالس فإنه يصيب مالا بغير تعب ورزقا بلا كدر.

ومن رأى أنه يلتقط شيئا من أصولها مدة من حين وقع فإنه يخاصم خصما ويظفر به.
ومن رأى أنه على شجرة طويلة فإنه يتعلق برجل ضخم أو ينجو مما يخاف، وإن كان عزبا ينكح امرأة.
ومن رأى أنه هبط من شجرة أو سقط منها لم يتم له ما بينه وبين ما يتعلق به من الأمور.
ومن رأى أنه سقط من شجرة فحصل له عطب أو مات فإنه يهلك على يد رجل ضخم أو سلطان جائر، فإن انكسرت به هلك ذلك الضخم أيضاً أو واحد من أعيان جماعة إذا كان الكسر في فرع، وربما دل على ولد الرجل الضخم.
ومن رأى أنه ملك عددا من الشجر فإنه يلي على جماعة في حال رياسته أو حكومته أو أمانته.
ومن رأى شجرا مجهولا عاريا من الورق فإنه هموم وأحزان تصيبه.
ومن رأى شجرا يابسا لا ماء فيه فإنه لا خير فيه، وربما دلت الرؤيا على أقوام أخساء.
ومن رأى شجرة مفردة في داره ومحلته قد يبس بعضها فإن كان عنده مريض مات أو له غائب خاف الهلكة.
ومن رأى في داره شجرة نبتت مخضرة وكلما هزها الريح طالت فإنه يسمو ذكره ويرفع قدره.
ومن رأى أن له شجرة مثمرة وليس لها ورق يكون سيء الخلق، وإن كان لها ورق وليس لها ثمر فإنه حسن الخلق ولكن ناقص الدين، وإن كان دينا يكون قليل الورع.
ومن رأى أنه قلع شجرة أو قطعها أو يبست فإنه يمرض مرضا شديدا ويموت وينقطع ذكره، وربما مات أحد من أهله، وإن كانت الشجرة لغيره فإنه يسقط رجلاًعن معيشة أو يعقله أو ما أشبه ذلك، وقيل رؤيا قطع الشجر المثمر يكون بينه وبين رجل كريم أو امرأة كريمة مقاطعة.
ومن رأى شجرا نابتا في موضع محال لا يقتضي فيه نبت شجر فإنه يؤول برجل غريب قد دخل ذلك المكان لمصاهرة أو شركة أو نحو ذلك.
ومن رأى أن في داره داخلاً أو بظاهرها شجرا نابتا متنوعا ورأى مع ذلك شيئا من الرياحين فإنه يدل على حصول مصيبة في ذلك المكان يجتمع النساء فيها للبكاء والحزن.
ومن رأى أنه غرس شجرة فإنه يصيب شرفا أو يصاحب رجلاًشريفا بقدر جوهر الشجرة.
ومن رأى أنه غرس شجرة ولم تنبت فإنه يصاحب هما وحزنا بقدر جرمها.
وقيل الشجرة تارة تكبر وتارة تصغر فإنها تؤول برجل يعامل صاحب الرؤيا تارة يستقيم معه ويبسط نفسه معه وتارة يغضب عليه ويشاححه في الأمور.
وأما الغصن فقال ابن سيرين الغصن يدل على الاخوان والأولاد والأقارب.
ومن رأى أن أغصان الشجر تشعبت وكثرت فإنه دليل على كثرة أقاربه وأهل بيته، وإن رأى بخلافه فتعبيره ضده.
ومن رأى أنه قطع غصنا من شجرة غيره فإنه يؤول على ابعاده أحداً من أهل بيته.
ومن رأى غصنا من شجرة يابسة فإنه يدل على هلاك أحد من اقاربه، وإن كان غصنا من شجرة غيره فإنه يؤول على صاحبه من خير أو شر.
ومن رأى أنه أعطى له جريدة فإنه يدل على حصول ولد أو ولدين.
ومن رأى أنه أكل من ذلك الجريد شيئا فإنه يأكل من مال ولده بقدر ما أكل من الجريد.
قال دانيال كل شجر يكون عند الناس عزيزا فإنه يدل على رجل شريف جليل القدر، وكل شجر يكون عند الناس حقيرا فإنه يدل على رجل حقير، وكل شجرة يكوم عليه تمر فإنه يؤول على رجل غني، وكل شجر ليس عليه ثمر فإنه يؤول على رجل فقير، وكل شجر يكون في ديار العرب فإنه يؤول على رجال من العرب، وكل شجر يكون في ديار العجم فإنه يؤول على رجال من العجم، وكل شجر لا يكون معروفا وهو في مسجد أو صلاة فإنه يدل على الدين، وكل شجر يكون معروفا فإنه يؤول على الناس بقدر الشجر الذي رآه.
ومن رأى شجرا في بستان فإنه يدل على حصول مال فصاحبه بقدر ذلك الشجر.
ومن رأى أنه قلع شجرا من أصله فإنه يدل على إزالة رجال من جاههم ونعمتهم.
وقال ابن سيرين رؤيا جذع النخل تدل على أشراف قوم وكبارهم، فمن رأى في ذلك ما يزين أو يشين فيؤول بهم، وقيل رؤيا الأشجار تؤول النسوة.
ومن رأى شجرا رطبا بغير ساق فإنه يؤول بأراذل القوم.
ومن رأى شجرا ذا شوك وهو نابت بمكان لا يقتضي نبته فيؤول بقوم سيء خلقهم يجتمعون بمكان لا يقتضي اجتماعهم فيه، وقيل رؤيا عروق الشجر وأصوله تؤول بديانة صاحب الشجرة، وإن جهل ذلك عبرت الرؤيا له، وإن رأى ذلك قويا نابتا يؤول باعطاء الزكاة بتمامها وكمالها، وإن رأى بخلاف ذلك فتعبيره ضده.
وقيل رؤيا قشر الشجر يؤول بالصوم والفروع تؤول بالأولاد والأقرباء وورقها يؤول بالطباع وثمرها يؤول بالدين.

وقال جابر المغربي رؤيا الشجر الذي يكون طعم ثمره طيبا ورائحته طيبة فإنه صلاح في الدين من حيث الجملة وضد ذلك يعبر بخلافه.
ومن رأى شجرة وعرف صاحبها ثم رآها نقلت من مكان إلى غيره فإنه يؤول بتغريب ذلك الرجل، وإن لم يعرف صاحبها عبرت له.
ومن رأى أنه غرس شجرة في داره ونبت عليها ثمر فإنه يؤول بمصاهرة إنسان يكون طبعه وخاصيته كثمر ذلك الشجر في الطعم والرائحة.
ومن رأى أنه صعد شجرة محكمة عالية وهو يجد نفسه متمكنا عليها فإنه يؤول بعلو الشأن وحصول المراد.
وقال إسماعيل بن الأشعث رؤيا جميع الورق من تحت الشجر على أي وجه كان حصول مراد ومال وجمع ثمره أيضاً حصول أولاد.
ومن رأى أنه يملك أشجارا كثيرة وهي حاملة من جميع الثمار فإنه يؤول بالحياة الطيبة وعلو المنزلة وزيادة العمر والظفر بالأعداء.
وقال جعفر الصادق رؤيا الأشجار تؤول على عشرة أوجه ملك وامرأة وتاجر ومبارزة وعالم ومؤمن وكافر وأعوان وخصومة ونفاق، وقيل شجر الكرم يؤول على خمسة أوجه منفعة وخسران ورجل مكار وحيلة وخصومة ومال بشبهة.
وقال بعض المعبرين ربما دلت الشجرة الباسقة المزهرة الحسنة على الكلمة الطيبة، والشجرة التي بضد ذلك على الكلمة الخبيثة لقوله تعالى " ضرب الله مثلا كلمة طيبة " الآية " ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة " الآية.

فصل في رؤيا الثمار
وهي على أوجه وللمعبرين فيها اختلاف وسنذكر منها كل صنف على حدته ثم نأتي بجميع ذلك في آخر الفصل.
أما الرطب فقال الكرماني من رأى أنه ملك رطبا فإنه يملك رزقا ونعمة بتعب ومشقة، وربما كان منفعة وسرورا يحصل له من قبل الأكابر، وإن أكله فإنه يدل على حلاوة الإيمان وانتظام أموره.
وقال أبو سعيد الواعظ الرطب ولاية بلدة عامرة، ومن رأى أنه يأكل رطبا في غير وقته فإنه شفاء لقوله تعالى " وهزي إليك بجذع النخلة " الآية فأكلته بغير وقته فشفيت بإذن الله.
وقيل رؤيا أكل الرطب قرة عين لقوله تعالى " وهزي إليك إلى قوله وقري عينا " .
وقال بعض المعبرين ربما دلت رؤيا الرطب على طيب الدين لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت الليلة كأني في دار عقبة بن نافع وقد أتانا برطب من طاب فأولت الرفعة لنا في الدنيا والآخرة، وإن ديننا قد طاب، وأما البلح فإنه يؤول على أوجه.
قال أبو سعيد الواعظ البلح مال حلال غير باق، وقيل من رأى أنه قطع بلحا من نخلة فإنه يرزق ولدا، فإن أكل منه فإنه يرزق ميراثا من ولد.
ومن رأى بلحا صار رطبا فإنه حصول سرور ومنفعة من جهته.
وقال الكرماني من رأى أنه يأكل بلحا أو بسرا فإنه يأتيه رزق وربح لم يكن أمله أو أيس منه، وأما الطلع فإنه مال مبارك نام " والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقا للعباد " .
ومن رأى أن الطلع ظهر وأكله أكل ماله.
وقال الكرماني من رأى أنه أصاب طلعا كثيراً ولا يأكل منه شيئا فإن الملك يغضب عليه ثم يرضى عنه.
وأما التمر فرزق حسن وعلم، وربما كان ميراثا، وقيل من رأى أنه أصاب تمرا وأكله فإنه يصيب مالا حاضرا من رجل كبير.
ومن رأى أنه يأكل التمر مع النوى فإنه يخلط حلالا مع حرام، وكذلك بقية نوعه وكل ثمرة لها عجم ورأى أنه يأكل التمر وعجمها فتعبيره نظير ذلك.
ومن رأى أنه أصاب تمرة واحدة فإن كان له امرأة حامل فإنها تأتي بولد ذكر.
ومن رأى أنه يأكل تمرا ليس في الدنيا مثله من طعم وصفاء اللون فإنه مفكر فيما أمر الله تعالى به ونهى عنه في القرآن.
ومن رأى أنه أصاب شيئا من تمر العراق الذي يعرف بالقصب فإنه رزق بكثرة لكن بتعب وهو محمود جدا.
ومن رأى أنه أصاب شيئا من تمر الحجاز فإنه رزق أحسن من التمر المطلق، وربما دل على الحج وهو محمود جدا على كل حال.
ومن رأى أنه أصاب شيئا من نوى التمر فإنه ينوي سفرا، وقيل رؤيا نوى التمر تؤول بما نوى فإن حصل منها شيئا كان ما نواه يرجى، وإن لم يحتو عليه فهو دليل السفر.
وأما العنب فقال دانيال من رأى أنه يأكل عنبا أسود في أوانه فإنه هم وغم، وفي غير أوانه سقم وضعف.
وقيل من رأى أنه يأكل عنبا اسود فإنه يأكل بعدد كل حبة عصا إذا كان في غير أوانه.
ومن رأى أنه أكل عنباً أبيض في أوانه فإنه حصول نعمة وخير ومنفعة وحصول ما أمله، وإن كان في غير أوانه ورأى مع ذلك ما هو محمود فإنه خير ومال حلال، والعنب الأحمر تعبيره نظير ذلك.

وقال الكرماني العنب الأسود في وقته جيد، وربما دل على هم يسير، وفي غير وقته سقم وحزن وخوف، والعنب الأبيض في وقته محمود وفي غير وقته غم.
وقال ابن سيرين العنب الأبيض في وقته يؤول بالأمطار والندى وأكله في وقته دليل على مال حلال.
وأكل العنب الطائفي دليل على حصول المال بالمشقة.
وأكل العنب الأحمر في وقته منفعة قليلة.
وقيل العنب في الجملة مطلقا إذا كان جلده قويا فهو حصول مال بتعب ومشقة.
وإذا كان رقيقا وماؤه صافيا فإنه يدل على مال حلال، وكل عنب يكون ماؤه متغيرا فإنه يدل على مال حرام، وكل عنب يكون ماؤه أحمر فهو عز وجاه، وكل عنب يكون أحلى وأصفى فإنه يدل على زيادة منفعة ومال وعز.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يعصر عنبا بمعصار خشب فإنه يخدم ملكا ظالما.
ومن رأى أنه يعصر عنبا بمعصار من طين ولبن فإنه يخدم ملكا عادلا دينا.
ومن رأى أنه يعصر عنبا بماعون أو آنية فإنه يتقرب إلى امرأة تكون بقدر ذلك المعصور فيه.
ومن رأى أنه يعصر عنبا ويضعه في دن أو زير أو ما أشبه ذلك فإنه تحصيل مال كثير من جهة ملك.
ومن رأى أنه يعصر عنبا في معصرة وهو وأهله يباشرون ذلك فإنه حصول منفعة من ملك حتى يعم عياله والناس يحسدونه، وإن لم يكن الرائي أهلا لذلك فإنه تحصل له منفعة من رجل جليل القدر.
وقال جعفر الصادق رؤيا العنب الأسود والأبيض في وقته وفي غير وقته يؤول على أربعة أوجه أولاد وعلم وفرائض ومال، وعصيره أيضاً على ثلاثة أوجه مال فيه خير وبركة وسعة وخلاص من قحط وبلاء لقوله تعالى " فيه يغاث الناس وفيه يعصرون " .
وقيل رؤيا العنب الأبيض في وقته نضارة الدنيا وحسنها وفي غير وقته مال يناله على كثرة الأمطار ليلا ونهارا.
ومن رأى حصرماً وأراد قطفه فإنه يستعجل بطلب الرزق ولا يحصل له لما قاله العارفون: من طلب شيئا بغير أوانه عوقب بحرمانه، وربما دل على الحصرم على المرض والهم، وقيل الحصرم مال في غير أوانه فمن رآه يؤول ببعد مطلوبه ولكن يرجى له القضاء.
ومن رأى عجم العنب فإنه يؤول بمال مكروه فليعتبر الرائي في ذلك بما يراه وما يقصه من رؤياه.
وقال أبو سعيد الواعظ العنب الأبيض رزق واسع مدخور لمن أكله إذا رآه في حينه، وإذا رآه في غير حينه يعجل إليه خبر قبل الوقت الذي يؤمله، وقيل إصابة مال حرام، والعنب الأسود رزق لائق لمن أكله.
ومن رأى عنبا أسود مدلى من كرومه في غير وقته يؤول بالبرد الشديد والخوف، وربما كان مالا يناله الرائي.
ومن رأى أنه يلتقط حبات العنب الأسود على باب الملك يخاف عليه الضرب بالسياط، وقيل ان العنب الأسود لا يكره في المنام كما لا يكره الأبيض وذلك لأن الله تعالى سماه رزقا في قصة مريم عليها السلام لقوله تعالى " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم " الآية فهو في وقته محمود، وقيل ان العنب الأسود يدل على المنفعة الخفية.
ومن رأى أنه التقط عنقودا العنب نال مالا مجموعا من امرأة والتقاط العنب ميراث مال من امرأته، وأما العنقود الواحد ألف درهم.
ومن رأى أنه يعصر عنبا أو تمرا رزق رزقا لقوله تعالى " ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا " .
ومن رأى أنه اشترى عنبا أو عصيرا فإنه ينال خيرا حسنا، والزبيب على أي لون كان خيرا ومنفعة لمن أكله، وربما كان العنب الحامض مالا حراما أو مرضا.
وأما التين فقال الكرماني رؤيا التين تؤول على أوجه ان كان أصفر فهو مرض، والأسود هم وندامة، والأخضر دين في عنقه، وربما كان للرائي إذا كان في وقته ليس بمضر إذا كان حلوا.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يأكل التين مطلقا فإنه يدل على كثرة النسل، وربما كان التين رزقا وأكل القليل منه رزق بلا غش، وأكثر المعبرين أجمعوا على ان التين محمود لأن الله تعالى عظمه حيث أقسم به قال عز وجل " والتين والزيتون " وكرهه بعض المعبرين وذكر أنه يدل على الهم والحزن لقوله تعالى في قصة آدم وحواء عليهما السلام " ولا تقربا هذه الشجرة " هي شجرة التين على قول بعض المفسرين، وقيل كل تينة يأخذها صاحب الرؤيا ويأكلها تدل على ألف درهم من مال إلى عشرة آلاف درهم، وقيل اثنين يدل على مال غير منقوش وذلك غير الدراهم والدنانير.

ومن رأى أنه أكل التين يدل على الندامة، وربما كان يمينا يحلفها الرائي واثنين يدل على اليابس المسمى قطينا مال حلال ينتفع به، وأبيضه أجمل وأحسن. وقال آخرون غير ذلك.
وأما الزيتون فيؤول على أوجه جاء رجل إلى ابن سيرين، وقال له رأيت كأنني ضعيف ورأيت الليلة قائلا يقول كل من لا ولا فقال له كل زيتونا، وربما كان ذلك على شجره أو ورقه وأخذ ذلك من قوله تعالى " لا شرقية ولا غربية " ، وأما الزيتونة الصفراء فهم وحزن والخضراء مال وضياع والسوداء ليس بمحمودة.
ومن رأى أنه يأكل زيتونا فإنه يؤول بالمال لأهل الصلاح وبالهم لأهل الفساد، وإذا كان مكسورا أو مكلسا فإن فيه خلافا فمنهم من قال انه جيد لما فيه من الزيت ومنهم من قال ليس بجيد لما فيه من الفسخ والتكليس، وربما كان الزيتون يمينا يحلفها الآكل لما ورد في ذلك كما تقدم في التين، وقيل رؤياه إذا كان مجموعا مدخرا يدل على العبادة لأنه يكون بالمعابد.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يأكل زيتونا مملحا بالخبز فإنه يحصل له منفعة قليلة، وأما التفاح فهو على أوجه.
وقال ابن سيرين من رأى تفاحا أخضر فإنه يدل على ولد، وإن كان أحمر فمنفعة من جهة الملك، وإن كان أبيض فمنفعة من جهة تجارة، وإن كان أصفر أو حامضا فسقم وضعف قوة.
ومن رأى أنه قسم تفاحة نصفين فإنه يدل على فرقة شريكين.
ومن رأى أنه قطف تفاحة حمراء من شجرة وأكلها فإنه يرزق بنتا.
وقال الكرماني من رأى أنه أعطى له تفاح حامض فإنه يدل على عداوته، وإن كان حلوا يدل على صداقته.
وقال جابر المغربي رؤيا التفاح خير من غائب أو حاضر ان كان حلوا فيدل على طيب، وإن كان حامضا فضده.
وقال دانيال رؤيا التفاح تدل على همة الرائي في شغله وصناعته، فإن كان الرائي ملكا فحكمه يدل على مملكته، وإن كان تاجرا دل على تجارته، وإن كان فلاحا دل على زراعته، وإن كان بزارا فيدل على نفاق سلعته وعلى هذا القياس جميع الصنائع.
ومن رأى أنه كان له تفاح وأكل منه فيدل على همته في الأشغال بقدر ما أكل، ويدل أيضاً على حصول مراده، وقيل التفاح يؤول على ثمانية أوجه ولد ومنفعة وسقم وجارية ومال وحكومة وهمة الرائي وخبر غائب وحاضر، وقيل من رأى أنه ملك تفاحا أو احتوى عليه أو أكل منه وكان يهم بأمر فإنه ينال من ذلك بقدر اصابته.
ومن رأى أنه أصاب تفاحة واحدة من أي لون كان فإنه يولد له ولد يشبهه، وربما كانت اصابة التفاح اصابة مال.
وقال أبو سعيد الواعظ عدد التفاح يؤول بعدد السنين لمن أراد الولاية لأن هشام بن عبد الملك رأى قبل أن يستخلف كأنه أصاب تسع عشرة تفاحة ونصف تفاحة فقص رؤياه فعبرت بنيل الولاية تسع عشرة سنة ونصفا فكان الأمر كما عبر، وربما تؤول رؤيا التفاح بنيل ما أمله الإنسان من زراعة أو تجارة، وقيل ان التفاح الحلو مال حلال والحامض مال حرام، والمعدود دراهم معدودة واختلف في ذلك فمنهم من قال التفاحة تعبر بالدرهم أو بعشرة دراهم أو بمائة إلى ألف ومنهم من قال إذا ادخر كان مالا يؤول إلى التلف، وإذا أكل كان مالا يؤول إلى المنفعة.
ومن رأى أنه يقطف تفاحا فإنه يصيب مالا من رجل شريف مع ثناء حسن.
ومن رأى أنه يقطف تفاحا من غير شجرة فإنه يعهد مع أحد عهدا ليس يوفي به المعهود.
ومن رأى أن ملكا أعطاه تفاحا فإنه يؤول بارسال قاصد إليه فيه بعينه، وأما الكمثرى فهي على أوجه.
فمن رأى أنه يأكل كمثرى في وقتها ولونها أخضر أو أحمر وطعمها حلو فإنه مال حلال، وإن كان أصفر فسقم ومرض، وإن كان حامضا أو طعمه كريها فحزن وغم.
ومن رأى أنه يأكله ويعسر عليه فإنه يدل على أكل شيء من الشبهة.
وقال جعفر الصادق الكمثرى تؤول على خمسة أوجه مال حلال وغنى وامرأة وحصول مراد ومنفعة.
ومن رأى أنه يأكل كمثرة عسليا فإنه يحصل له منفعة من تاجر، وربما تؤول الكمثرى في الصيف بالمال من أي نوع كان.
وقال أبو سعيد الواعظ الكمثرى مال على كل حال لأن اسم نصفه ثمر، وربما كان رؤيا الكمثرى للمرأة حملا بولد خصوصا ان ملكته، وأما العناب فهو على أوجه.
فمن رأى أنه يأكل عنابا فإنه اصابة مال ونعمة بقدر ما أكل منه، ورؤياه تدل على مال محمود.
ومن رأى أنه أعطى أحداً عنابا فإنه يدل على ايصال ذلك الرجل خيرا ومنفعة بقدر ما أعطاه.

وقال جابر المغربي من رأى أنه يقتطف عنابا من شجرة فإنه يدل على حصول النعمة بتعب بقدر ما اقتطف.
وقال أبو سعيد الواعظ العناب يدل على نيل الولاية والصحة والمنفعة، وأما الاجاص فإنه في وقته سواء كان أحمر أو أسود وكان حلوا فإنه يدل على حصول مال، والأصفر منه مرض وحزن وخصومة.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يأكل اجاصا فإن كان ضعيفا فهو شفاء له، وإن لم يكن فهو ابقاء الصحة، وأما الاترنج فهو على أوجه.
قال دانيال أما الاترنج فلا تضر صفرته لأن رائحته وطعمه طيب، ورؤيته نزهة وهو من ثمار الجنة، ورؤياه على كل حال محمود.
وقال ابن سيرين من رأى أترنجة أو أكثر من ذلك إلى ثلاثة فيدل على الأولاد، وإن كان أكثر من ذلك فنعمة ومال حلال وأخضره أحسن من أصفره.
وقال الكرماني الأترنج رجل غني صاحب جمال وأفعال مرضية قريب من الناس والناس يثنون عليه.
ومن رأى شيئا من ذلك بجانبه فإنه يرزق ولدا ذا جمال.
ومن رأى أنه أكل الأترنج فإنه يأكل من مال ولده أو مال غيره.
ومن رأى أنه لف الأترنج بخرقة وخبأه فإنه يدل على موت ولده.
ومن رأى أنه اشترى اترنجا فأدخله في كمه فإنه يرزق ولدا من جارية، وإن كان كريه الرائحة فيدل على ولد سيء الخلق، وإن وقع الاترنج من كمه فإنه يسقط له ولد، وقيل الاترنج امرأة جميلة أو جارية ذات دين، وربما يؤول الاترنج بالدين.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يكسر الاترنجة فإنه يثني عليه ثناء حسن لقوله عليه السلام: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الاترنجة ريحها طيب وطعمها طيب، وقيل يدل على النفاق لمن ليس له دين ولا تقوى لأن ظاهرها خلاف باطنها وأنشد في هذا المعنى:
أهدى له اخوانه أترنجة ... فبكى واشفق من عناق آخر
متعجبا لما أتته وطعمها ... لونان باطنها خلاف الظاهر
أما النارنج فتأويله كتأويل الاترنج، وربما كان سقما أو مالا لحموضته وقد كرهه بعضهم لما فيه من ذكر النار وانشدوا في المعنى:
إن فاتنا الورد زمانا فقد ... عوضنا البستان نارنجا
وقيل ان النارنج والاترنج والكباد جميعا محمودة والأكل منها إذا كان حلوا يدل على مال مجموع، وإذا كانت حامضة فهي على وجهين مرض أو حزن من جهة ولد، وربما كان الأخضر منها يدل على خصب السنة.
وقال جعفر الصادق رؤيا النارنج تؤول على أربعة أوجه صديق وولد ومنازعة ومنفعة من رجل غريب، وربما دل الرمي بالاترنجة على المصاهرة.
وأما الخوخ فقال ابن سيرين الخوخ إذا كان أصفر وكان في غير أوانه فإنه مرض وسقم، وإن كان في وقته يكون ايسر.
ومن رأى أنه يأكل خوخا أخضر أو أبيض في أوانه فإنه يدل على حصول خير بقدر ما أكل.
ومن رأى أنه يقتطف خوخا من شجرة فإنه يدل على حصول منفعة من تاجر.
وقال الكرماني الخوخ إذا كان حلوا في أوانه تجارة أو مال أو منفعة.
وقال جعفر الصادق رؤيا الخوخ يؤول على أربعة أوجه جارية وغلام ومال ومنفعة من جهة رجل غريب، ومن رأى أنه كسر خوخا وأكله وكان مرا فإنه يدل على الهم والغم، وإذا كان حلوا فحصول منفعة من رجل دنيء بقدر ما أكل.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه اقتطف خوخا من شجرة فإنه يصيب مالا من رجل ممراض، والخوخ الحامض والحلو نيل مطلوب وهو والدار في معنى واحد.
وأما المشمش فمن رأى أنه اصاب منه شيئا أو أكله في وقته وكان حلوا فإنه يصيب بعدد كل واحدة دينارا، وإن كان حامضا فحزن وخصومة، وربما يؤول بالجارية أو بمال ذي منفعة، وإن كان في غير أوانه فسقم ومرض وعجمة، وإن كان حلوا أصابه مال من دنيء الأصل، وإن كان مرا فحزن.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه أكل مشمشا أخضر فإنه يؤول بالصدقة، وإن كان مريضا يبرأ.
ومن رأى أنه يأكل مشمشا أصفر فإنه يؤول بأن صاحب الرؤيا ينفق مالا في مرض.
ومن رأى أنه يأكل مشمشا من شجرة فإنه يصاحب رجلاًفاسد الدين كثير الدنانير يأكل من ماله.
ومن رأى أن ملكا يلتقط مشمشا من شجر التفاح فإنه يجمع من رعيته مالا غير محمود.

وأما السفرجل فتأويله على وجوه سفر بعيد بتعب وحزن، وربما دل على شرف وخير ومنفعة وثناء حسن، وقيل ولد، وربما كان مرضا، وربما يستدل به على السفر لأن آدم عليه السلام أتاه جبريل عليه السلام بسفرجل وكان في الجنة فحصل ما حصل، وربما يستدل به على شرف وخير لأنه إذا جلب من أرضه إلى غيرها يكون عزيز الوجود إلا عند الأشراف والأكابر، وربما يستدل به على الولد لأن آدم عليه السلام حين هبط إلى الأرض أكل من ذلك السفرجل فحصل منه المنى وكان سبب التناسل والتوالد، وربما يستدل به على السقم فإن لونه أصفر.
وقال الكرماني رؤيا السفرجل تؤول بالمرض خصوصا إن كان في غير أوانه فكلما كان لونه أصفر فمرضه أصعب، وإن كان أخضر يكون مرضه أسهل.
ومن رأى أنه اتحف بسفرجل فإن كان مريضا يموت، وإن كان معافى لا بد له من السفر ويكون جليلا في سفره لاشتقاق الاسم.
وقال جعفر الصادق من رأى السفرجل في وقته ولونه أصفر فإنه يدل على المرض.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا السفرجل تدل على قبض الخاطر لما فيه من القبض، وربما تطير بشيء لما أنشده في المعنى:
أهدى إليه سفرجلا فتطيرا ... منه فظل نهاره متفكرا
خاف الفراق لأن أول اسمه ... سفر وحق له بأن يتطيرا
وقيل رؤيا السفرجل في الجملة على أي وجه كان محمودة لأن تفسير اسمه بالفارسية بر ومعناه محمود، ورؤيا السفرجل للتاجر ربح وللوالي زيادة ولايته، وأما الغيرة فإن أكلها يدل على اصابة مال ومنفعة من قبل الأعاجم، وأما النبق فهو على أي وجه كان مال حاضر وليس له شيء من الثمار يعد له خصوصا إذا كان زكيا طيب الطعم.
وقال سعيد الواعظ النبق رزق من قبل العراق وهو مال غير ناقص ورطبه أقوى من يابسه وليس يضر صفرة لونه لشرف شجره.
ومن رأى أنه اتخذ نبقا حسن دينه وقوي أمره، وأما النبقة الواحدة فتدل على البقاء مدة طويلة لاشتقاق الاسم.
وأما اللوز فقال جابر المغربي رؤيا اللوز مال ونعمة، وإذا كان في قشره فمال بمشقة، وإذا كان قلبا فحصول مال بسهولة.
وقال الكرماني من رأى أن له لوزا كثيراً في قشره فإنه يدل على خصومة مع أحد.
وقال ابن سيرين اللوز يدل على النعمة والرزق وخصومة ومشقة، وربما كان يدل على العلم إذا كان قلبا.
وقال جعفر الصادق رؤيا اللوز تدل على وجهين مال مخبأ وشفاء وراحة، وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا اللوز تدل على مال من قبل غريب فالحلو منه حلال والمر منه حرام، وربما كان مرا.
ومن رأى أنه ينثر عليه قشر اللوز فإنه ينال كسوة.
وأما البندق فقال ابن سيرين قلب البندق مال ومنفعة.
ومن رأى أن له بندقا في حمل فإنه يؤول بالحكومة.
وقال الكرماني من رأى قلب بندق معفنا أو مرا فإنه يدل على سماع شتم من رجل بخيل.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يأكل قلب البندق وهو حلو طيب فإنه يدل على حصول مال حلال بقدر ما أكل فإن كان مرا فإنه مال حرام.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يأكل بندقا فإنه يصيب مالا من رجل موسر، وأما الفستق فقال ابن سيرين قلب الفستق يدل على المال والنعمة.
ومن رأى أنه أخذ قلب الفستق أو أعطاه له أحد فأكله فإنه يدل على حصول النعمة والمال بقدر ما أكل.
وقال الكرماني من رأى أنه وجد فستقا أو أعطاه له أحد فإنه يدل على حصول خير ومنفعة من رجل بخيل، وإن كان مرا أو زنخا يحصل له جفاء من رجل بخيل.
وقال جار المغربي من رأى أن أحداً أعطى له فستقا وأكله فإنه يدل على حصول مال بقدر ما أكل فإن كان مرا فإنه يدل على حصول مال من ذلك الرجل.
وقال أبو سعيد الواعظ: الفستق مال هنىء وكسبه تحصيل مال وهو محمود من حيث الجملة، وأما الجوز فمال لا يحصل إلا بالتعب وقلب الجوز مال يحصل بالسهولة.
ومن رأى أن بيده جوزا وهو يخشخش به فإنه يدل على الخصومة، وإن كان قلب الجوز معفنا فمال حرام.
ومن رأى أن له جوزا كثيراً فإنه يدل على الخصومة.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه التقط جوزا من بستان فإنه ينال مالا من جهة امرأة، وقشر الجوز مختلف فيه فمنهم من قال ليس بمحمود ومنهم من قال غير ذلك، وربما كان اعتبار رجل بخيل، وأما الجوز الهندي وهو النارجيل فقد اختلفوا فيه فمنهم من قال مال من جهة منجم، وربما كن الرائي متبعا لمنجم في كلامه، وإن أكله فإنه يصدق كلام منجم.

وربما دل رؤيا الجوز الهندي على رجل مجسم أو جارية هندية.
وأما جوز الطيب، فمن رأى أنه أكل جوز الطيب فإنه يدل على صلاح دينه وتحصيل علم الشرع وإن لم يأكل منه ولم يعط لأحد منه شيئا فإنه لا ينتفع من علمه هو ولا غيره.
وأما الليمون فقال ابن سيرين من رأى الليمون سواء كان في وقته أو في غير وقته فإنه يدل على المرض لصفرة لونه، وإن كان أخضر يدل على الحزن، وإن لم يأكل منه يكون أسهل مما ذكر.
وأما الرمان فهو على أوجه قال دانيال الرمان في الأصل مال ولكن على قدر همة الرائي خصوصا إذا كان في وقته فإن كان في غير وقته فغير محمود.
وقال ابن سيرين الرمان الحلو يؤول بامرأة ذات مال، وربما كانت الرمانة الحلوة ألف درهم والحامضة حزنا.
وقال جابر المغربي الرمان الحلو إذا أكله انسان في وقته حصول ألف دينار وأقل ما يكون خمسين دينارا.
وإن رأى أنه أكل رمانا في أيام الشتاء أو قلع شيئا منه وأكله فإنه يؤول بالضرب وبالجملة الرمان الحامض سواء كان في وقته أو في غير وقته فإنه ليس بمحمود.
وأما اللفاف فإن الأمر فيه متوسط وعدد الرمان إذا التقطه ليس بمحمود سواء كان في وقته أو في غير وقته.
ومن رأى أنه أكل رمانا حلوا بقشرة أو بماء فيه ينتفع من ماله.
وقال جعفر الصادق الرمان يؤول على ثلاثة أوجه مال مجموع وامرأة صالحة ومدينة معمورة.
وقيل إسماعيل بن الأشعث الرمانة الواحدة للملك تؤول بمدينة واحدة، وللرئيس بقرية واحدة، وللتاجر بعشرة آلاف درهم، وللسوقي ألف درهم، وللفقراء من درهم إلى عشرة، وأما الرمانة فكورة عامرة أو عقد على امرأة لمن ملكها، وربما كانت ملا مجموعا وولدا يصيبه أو خيرا من قبل ولد أو امرأة.
ومن رأى أنه فك رمانة أو أكل منها فإنه يفتض جارية، وإن كان يخدم ملكا فإنه يصيبه بمال، وإن كن من أهل النميمة ضربه ونكل به.
وقيل من رأى أنه فتح رمانة فإنه يدخل بلدا لم يكن دخله قط فيعتبر الرائي، إن كانت حامضة فيحصل من دخوله ذلك البلد نكد وحزن.
وقال أبو سعيد الواعظ الرمانة تدل على الزينة للمرأة وللرجل على الولد، ولمن يقتضي منصبا على الولاية وللمتولي على نفوذ الأمر وللتاجر على مال مجموع، وللدهقان على قرية نافعة.
وقيل من رأى أنه أصاب رمانة فإن كان حبها أحمر وهي مستوية حلوة فألف دينار حلال، وإن كانت حامضة يكون المال حراماً، وإن كان حبها حلواً أبيض أصاب ألف درهم، وقيل من أكل الرمان الحلو أصاب مالا وهو صحيح الجسم، وإن كان حامضا أصاب مالا وهو مريض.
ومن رأى أنه باع رمانا فإنه رجل يختار الدنيا على الآخرة، وعصر ماء الرمان وشربه ونفقة الرجل على أهله ونفسه وأهل بيته، وحب الرمان الذي يطبخ رزق على كل حال، وأما القسطل فإنه يحصل من رجل بخيل، وربما كان لمن أكله حصول مال بتعب ومشقة.
وقيل رؤيا القسطل تؤول على وجهين مال من بلاد الفرنج أو بلاد الروم.
وأما البلوط فإنه أمر يكره فمن رأى أنه يأكل بلوطا فإنه يصاب بأمر مكروه، وربما دلت رؤيا أكل البلوط على الحزن والوقوع في بلية.
وأما الصنوبر فإنه مال على كل حال يحصل من قبل كريم جواد لمن أكله أو جمعه.
وأما المقل فإنه مال بخس لا ينتفع صاحبه به وإنما هو تشبه.
وأما الموز فيؤول للغني بالمال وللصالح بالدين.
وقيل من رأى أنه يأكل موزا في وقته فإنه يزوج بامرأة حسنة غريبة ويحصل له منها خير ومنفعة، وأما الخرنوب فإنه مال بمشقة، ومن رأى أنه يقتطف خرنوبا فإنه يحصل مالا من كسبه.
ومن رأى أنه يأكل خرنوبا وهو مريض فلا خير فيه لأنه خراب جسمه وطول مرضه، وربما يخاف عليه الموت.
وقال الكرماني من رأى أنه يأكل خرنوبا مع شيء آخر فلا بأس به وكل ثمرة صفراء فهي مريض إلا الموز والاترنج، وكل ثمرة خضراء أو حمراء أو سوداء أو بيضاء فهي رزق، وأما التوت الأبيض فمن أكله في وقته فهو مال من كسبه وفي غير وقته هذا إذا كان مائلا إلى الصفرة، وربما دلت رؤيا التوت أو أكله إذا كان حلوا سواء كان في وقته أو في غير وقته على حصول رزق، وإذا كان حامضا فهو حزن.
وقال الكرماني من رأى أنه يأكل توتا أبيض حلوا فإنه يصل إليه من رجل جواد خير ومنفعة، وأما التوت الأسود فهو غم خصوصا لمن أكله.

وقال جعفر الصادق التوت الأسود مال ومنفعة من كسبه ومنازعة بينه وبين زوجته، وقيل رؤيا التوتة الواحدة فراغ من أمر يكون فيه الرائي سواء كان خيرا أو شرا لما هو سائر بين الناس أرباب الحكايات في بعض أقوالهم توتة توتة فرغت الحدوتة.
ومن رأى أنه يأكل صمغا من صمغ الشجر فإنه يأكل فضل مال رجل على قدر الصمغ في الاجتماع.
وقال دانيال كل فاكهة ترى في وقتها ويؤكل منها فإنه دليل على حصول مال ومنفعة إلا ما يرى مما يوافق مزاجه.
ومن رأى فاكهة في غير أوانها أو أكل منها فإنه يدل على نقصان ماله، وإذا كان في الرؤيا ما يحمد لا يضره ذلك.
ومن رأى ثمارا رطبة فإنها تؤول بالدين وزيادة المال، وقيل رؤيا الثمار الصغار تؤول بالأسقام إلا السفرجل والنبق والاترنج والبسر والموز والنارنج الحلو والثمار الحامضة أو ما لم ينته أو يكون طعمه كريها فيؤول على وجهين مال حرام وسقم ومرض، وربما كان غما وخصومة.
ومن رأى أنه يأكل ثمار الصيف والشتاء فإنه يدل على السقم.
ومن رأى أنه يبيع الثمار الحلوة فإنه يدل على خير ومنفعة وحب أولاده واقاربه ويشتغل بخدمة الأكابر، ومن رأى بخلاف ذلك فتعبيره ضده.

فصل في رؤيا الرياحين وأنواعها مما يشم والأزهار
وأما الريحان الأخضر ويعرف بالاترنجي إذا كان لونه وريحه طيبا فإنه يدل على الولد وقلعه من الأرض بكاء وحزن.
وقال جعفر الصادق رؤيا الريحان تؤول على سبعة أوجه امرأة وجارية وصديق وولد وكلام حسن ومجلس علم وصنعة حسنة.
ومن رأى في بستانه أو في داره ريحانا فإنه يحصل له منفعة مما ذكر.
وإن رأى في ذلك ما يزينه أو يشينه فهو عائد على ما ذكر.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يبيع ريحانا في وقته فهو محمود وفي غير وقته ليس بمحمود.
ومن رأى ريحانا في وقته فإنه يدل على مصاحبة رجل أصيل جوهري صاحب كلام حسن.
ومن رأى أنه يقلع ريحانا فإنه يفترق من رجل أصيل.
وأما الريحان الحمامي فقال ابن سيرين من رآه رطبا ولونه حسنا وريحه طيبا فإنه يدل على العز والشرف، وإن رآه ذابلا فإنه يدل على السقم.
وقال الكرماني الريحان الحمامي يدل على الولد وقلعه يدل على البكاء والحزن.
وقال جعفر الصادق رؤيا الريحان الحمامي تؤول على ستة أوجه عز وشرف وولد وصديق وكلام حسن ومجلس علم ومعرفة وذكر جميل، وقيل رؤيا الرياحين ونحوها في موضع نباتها دون أن تكون مقلوعة تؤول بالولد لقول بعض العرب: ولدك ريحانك، وإن رآها مقلوعة قد وضعت في داره أو أمامه فإنه هم وحزن وبكاء، وربما كانت الريحانة امرأة فمن ملكها فإنه يتزوج بامرأة ولكن تقع الفرقة بينهما عاجلا، وقال بعض المعبرين الدليل على ان الريحانة امرأة ما نقل في الأخبار:
إن النساء شياطين خلقن لنا ... نعوذ بالله من كيد الشياطين
فأجبنه:
إن النساء رياحين خلقن لكم ... وكلكم يشتهي الرياحين
وأما السوسن فإن رآه في وقته نابتا فإنه يدل على حصول الخير والولد.
ومن رأى أنه مقلوع فإنه يدل على الحزن كما إذا رأت امرأة انها قطعت سوسنة وناولتها زوجها فإنه يطلقها.
ومن رأى أنه أعطى سوسنا لأحد من أقاربه فإنه يدل على بعده.
وقال الكرماني من رأى أنه أعطى باقة سوسن فإنه حصول مفارقة وكلام خشن.
وقال جابر المغربي عرق السوسن يدل على جارية سيئة الخلق قبيحة المنظر.
ومن رأى السوسن في غير وقته فإنه غير محمود، وقيل من رأى سوسنة أو أعطيها فإنه يصيب سوسة.
ومن رأى السوسن والرياحين والحبوب مقطعة حول سريره أو يرى له فانهم الباكون حول نعشه ان كان مريضا، وإن لم يكن مريضا فهم وحزن.
وقال أبو سعيد الواعظ السوسن يدل على وجهين لأهل الصلاح ثناء حسن ولأهل الفساد سوء حملا على ظاهر اسمه لأن شطره الأول سوء وأنشدوا في المعنى:
سوسنة أعطيتها إلي وما ... كنت باعطائي لها محسنه
أولها سوء وناهيك ما ... يبقى من الاسم فسوء سنه
وأما النيلوفر فمن رآه نابتا فإنه يدل على حصول منفعة من امرأة أو جارية أو يحصل له ولد، وإذا رآه مقطوفا فإنه غم وحزن.
وقال الكرماني إذا رأت امرأة انها قطفت نيلوفراً وأعطت زوجها فإنه يطلقها.
ومن رأى أنه أعطى نيلوفرا لأحد أرقائه فإنه يدل على عتقه.
وعرق النيلوفر يدل على جارية سيئة الخلق.

وأما النمام فسرور من جهة امرأة أو ولد أو ولاية أو تجارة.
وقال بعض المعبرين من رأى بيد احد نماما أو أكل منه فربما يؤول عليه من اشتقاق الاسم.
وأما البنفسج فمن رآه نابتا في وقته فإنه حصول منفعة من قبل امرأة أو جارية أو يرزق ولدا.
ومن رآه مقطوفا فإنه يدل على الحزن.
وقال الكرماني إذا رأت امرأة انها قطفت بنفسجا من عرقه وأعطته لزوجها فإنه يدل على طلاقه اياها.
ومن رأى بنفسجا وأعطاه لغلامه فإنه يدل على إباقه.
ومن رأى أنه أعطى له باقة بنفسج فإنه يدل على الفرقة.
وقال جابر المغربي عرق البنفسج يدل على جارية سيئة الخلق.
وقال أبو سعيد الواعظ البنفسج جارية والتقاطه تقبيلها، وأما الآس فإنه يؤول برجل حر طويل العمر ذي طبع لطيف وجمال وكمال وعقل من أهل بيت شريف وهو يصلح للصداقة، واما امرأة بهذه الصفات.
ومن رأى أنه يملك آسا فإنه يحصل له صداقة بمثل هذا الرجل الذي ذكرت أوصافه ويحصل له منه خير.
ومن رأى أنه كسر قضيبا من آس فإنه يحصل له الفرقة من رجل بصفاته.
وقال جابر المغربي الآس في التأويل مال ونعمة كثيرة خصوصا إذا كان طويلا اخضر، وإذا رآه اصفر مذبولا فإنه يدل على السقم.
وقال جعفر الصادق الآس ولد صالح ذو خلق حسن ومعيشة طيبة، وإن رأت امرأة أنها أعطت لزوجها باقة آس فإنه يدل على ثبات نكاح بينهما.
ومن رأى أنه أعطى باقة آس لصديق فإنه يدل على ثبات الصداقة بينهما لأن الآس أخضر في كل حين.
وقال أبو سعيد الواعظ الآس رجل واف بالعهود أو امرأة وهو للمرأة زوج وعلى ذي ولاية باقية وسرور باق، وربما دل الآس على الناس، وأما الاقحوان والتقاطه من نحو جبل فاصابة جارية حسناء من ملك ضخم، وقيل ان الاقحوان ظهار الرجل من قبل امرأته.
وأما الورد فقال ابن سيرين رؤيا الورد على نوعين نوع على شجره ونوع مقطوف اما إذا كان على شجره فإنه يدل على الولد، وإذا كان مقطوفا دل على الحزن والبكاء.
ومن رأى وردا أحمر على شجرة في وقته فإنه يدل على حصول الولد، وأما الورد في غير فصله فإنه يدل على مصيبة من قبل ولده.
ومن رأى أنه قطف وردا من شجرة فإنه يدل على الحزن والبكاء.
وقال الكرماني الورد الأحمر على الشجرة يدل على الرياسة والسرور ونفاذ الأمر، والورد الأصفر على الشجرة يدل على امرأة تاجرة قاضية لحوائج الناس، والورد الأبيض على الشجرة يدل على الدولة والعز والجاه.
ومن رأى في داره وردا على شجرة في فصله فإنه يدل على زواجه بنتا.
ومن رأى وردا على شجرة فإنه يدل على السرور من جهة ولده.
ومن رأى وردا أحمر على شجرة في داره فإنه يدل على السرور من جهة أقاربه وأهل بيته.
وقال جابر المغربي يؤول على رجل دنيء الهمة ناقص العهد لا وفاء له.
وقال إسماعيل بن الأشعث الورد يدل على ورود كتاب من غائب له.
وقال جعفر الصادق الورد يؤول على ستة أوجه ولد جميل وصديق ورجل دنيء الهمة لا وفاء له وجارية وغلام حسن، وللمرأة زوج حسن وكتاب غائب.
وقال ابو سعيد الواعظ الورد مال وشرف، وقيل امرأة تفارقه أو ولد يموت أو كبار تتلف أو فرح يزول ولذلك قيل كونوا كالآس ولا تكونوا كالورد فإن الآس لا يتغير بتغير الاحوال والورد يتغير سريعا.
ومن رأى في رأسه وردا أو ريحانا فإنه يتزوج امرأة ولكن تقع الفرقة بينهم سريعا.
فإن رأته امرأة فهو زوج لها بهذه الصفات.
وقطف الورد سرور.
والتقاط الورد الأبيض من بستانه دليل تقبيل امرأة عفيفة.
فإن كان الورد أحمر فإن امرأته تحب اللهو والطرب.
وإن كان أصفر فإن امرأته مستقيمة.
والتقاط زر الورد دليل على اسقاط ولد، وأما النسرين فمن رآه على شجرة في وقته فإنه حصول خير ومنفعة، وقيل حصول ولد، وإذا رآه مقطوفا فإنه هم وحزن.
ومن رأى أنه أعطى باقة نسرين فإنه يدل على وقوع كلام بينهما.
ومن رأى نسرينا بيده فإنه يؤول على انتقال طفله من الدنيا، وإن لم يكن له طفل فإنه يدل على فرقة امرأته وصديقه.

وأما الياسمين فقال أبو سعيد الواعظ حكى أن رجلاًأتى الحسن البصري فقال رأيت كأن الملائكة نزلت من السماء تلتقط الياسمين من البصرة فاسترجع الحسن، وقال ذهب علماء البصرة وقد اختلف فيه إذا رآه الإنسان في المنام فمنهم من قال يدل على السرور والفرح ومنهم من قال انه يدل على الحزن والغم لأن أول اسمه ياس.
وقال ابن سيرين من رأى ياسمينا على شجرة في وقته فإنه يدل على حصول ولد، وإن رآه مقطوفا من شجره فإنه يدل على الهم والغم.
ومن رأى أنه أعطى باقة ياسمين فإنه يدل على وقوع كلام بينهما.
وقال إسماعيل بن الأشعث ولا بأس برؤيا الياسمين ما لم تكن الصفرة عليه.
وقال ابن سيرين رؤيا الرياحين والمشمومات جملة إذا كانت مقتطفة فيحتاج إلى اعتبارها إذا كانت قليلة فإنه سريع، وإن كانت تمكث فهو هم بطيء، وأما المنثور فهو على ثلاثة أوجه أما رؤيا الأصفر منه فيدل على تغير اللون، وأما الأحمر والأصفر فلا بأس برؤيتهما، وأما البان فإنه يدل على الثناء الحسن.
وقال بعض المعبرين من كان مضمرا شيئا في نفسه وعنده تردد في تحقيقه ورأى رؤيا فربما يؤول ببيان ذلك الضمير، وقال بعضهم يدل على الرائي لاشتقاق الاسم.

فصل في رؤيا الأزهار
ومن رأى أزهار الأشجار في وقتها فهو خير ومنفعة وقضاء حاجة.
ومن رأى شيئا منها مقطوفا فهو دون ذلك وأبيضها خير من أحمرها وأحمرها خير من اصفرها.
وقال ابن سيرين الجلنار يؤول بعرس أو جارية حسناء، وزهر الاجاص والمشمش والكمثرى والسفرجل يؤول بكلام لطيف يسمعه الرائي ويكون ذلك بقدر علو الشجرة وقصرها وحسن الزهرة ولونها.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يأكل زهرا من شجر في وقته وأوانه فإنه يؤول بكلام حسن ممن نسب إليه ذلك الشجر في الأصول كما تقدم في فصل الاشجار، وربما كان حصول منفعة ممن نسب إليه ذلك.
ومن رأى أنه شم شيئا من تلك الأزهار فإنه يؤول بالمدح له والثناء عليه ممن نسب إليه ذلك الشجر، وقيل رؤيا الأزهار التي تنبت في الأرض فهي عديدة وتؤول على أوجه وللمعبرين في ذلك أقوال ومباحث منهم من قال رؤيا الأزهار جملة تدل على نزهة الخاطر وبسط الأمل ومنهم من قال ذلك إذا كان في أوانه ومنهم من قال لم تذم رؤيا ذلك ومنهم من فصل ما استحضره.
فمن رأى صغيرا أصفر فإنه يؤول بالمال خصوصا لمن جمعه، وأما الصغير الأبيض فإنه يؤول بالدراهم، وربما دلت رؤيا الصغير على العشق أو رؤيا عاشق لما قال بعض الشعراء ثلاث أبيات في المعنى من جملة أبيات كثيرة:
قد حلت الأرض بأزهارها ... تتيه في زاه من الملبس
كأنما شحرورها راهب ... يتلو من الانجيل في البرنس
كأنما صغيرها عاشق ... وهو بأثواب الضنى قد كسى
وأما شقائق النعمان وهي الحنون فإنها تؤول على ثلاثة أوجه من رأى أنه قطف حنونة فإنه يدل على أنه يكون حنونا.
ومن رأى أن شقائق مقطوعة قدامه على الأرض فإنها تؤول بالشقائق والمشقة، وربما دل ذلك على النعمة لما في آخر اسمه من النعمان، وقيل من رآه في وقته على ساقه فهو خير ومنفعة، وربما كان حصول ولد ومن رآه مقطوفا فإنه يدل على هم وغم، وإن رأته امرأة وقطفت منه شيئا فإنه يؤول بطلاق زوجها لها.
ومن رأى أنه قطف شيئا من ذلك وأعطاه لمن هو في رقه فإنه يؤول بإباقه.
ومن رأى أنه تناول من أحد باقة فإنه يحصل لصاحب الأرض ضرر بقدر ما قطفه، فأما زهر العنبر فإنه يؤول بالسرور ومن رآه في وقته فإنه يدل على الأكابر، وربما يؤول بامرأة غنية جميلة، ومن رآه في مكان وهو يشمه فإنه يحصل له من الأكابر ثناء حسن، وربما يكون مصاحبة من نسب إليه ذلك من النسوة.
ومن رأى أنه قلع ذلك من الأرض فإنه يفارق ما نسب إليه مما ذكر.
وأما اللبسين فإنه يؤول بامرأة خادمة دنيئة الأصل والهمة.
وأما اللبلابة فإنها تؤول بحصول كلام يكرهه الرائي.
ومن رأى أنه يجني عصفورا فإنه يجني رزقا من وجه حل، وربما دلت رؤيا العصفور إذا كان أصفر على تغييره المجاري ولا بأس به إذا كان أحمر.

ومن رأى شيئا من الزهور لا يعرف اسمه ولا يعرف ما هو فإنه يؤول على وجهين، إما رؤية أناس مختلفة الملبوس لا يعرفهم، وإما وشي منسوج يكون فيه ألوان متعددة، وقيل رؤيا الأزهار الزكية الرائحة من حيث الجملة سواء كانت صفراء أو غيرها فإنه يؤول بالثناء الحسن خصوصا لمن شمه، وإذا كانت ليس لها رائحة ربما يكون هما أو أمرا لا يدوم لصاحب الرؤيا، وربما دام قليلا، وقيل رؤيا الزهرة الواحدة إذا كانت حسنة وهي مفردة تؤول بدنياه فمهما رأى فيها من حادث فهو يؤوب بحياته لقوله تعالى " زهرة الحياة الدنيا " .
ومن رأى أنها ذبلت فإنها زوال دنيا.
وأما زهر اللسان فإنه مختلف فيه فمنهم من قال إنه مال ومنهم من قال مال رجل شريف لا يدوم ومنهم من قال انه همة رديئة.
وأما زهر الخشخاش فهو مال هنيء، وربما نال الرائي هناء ومسرة.
وأما زهر الحرمل فإنه يؤول بالثناء الحسن خصوصا لمن أكله.
وأما الجواشير فإنه مال من غير وجه قليل الاقامة، وربما كان ثناء حسنا.
وأما زهر ما ينبت في الأرض بغير ساق مثل الفرع والبطيخ وما أشبه ذلك فإنه يؤول بعدم ثبوت الرائي فيما هو فيه من خير أو شر.
وأما النرجس قال دانيال النرجس رجل ظريف وصاحب جمال وكمال.
قال ابن سيرين النرجس امرأة جميلة ذات كلام عذب.
قال جابر المغربي النرجس ولد لطيف ذو جمال.
ومن رأى أنه أعطى نرجسا لأحد أقربائه فإنه يدل على بقائه.
وقال جعفر الصادق النرجس صديق.
ومن رأى أنه يشم نرجسا فإنه يكون منشرا باحسان وخير، وإن رأى نرجسا كثيراً في الأرض فإنه يدل على زيادة عياله.
قال أبو سعيد الواعظ جاءت يوما امرأة إلى الأهواني المعبر فقالت له: رأيت كأن زوجي ناولني نرجسا وناول ضرتي آسا فقال يطلقك ويتمسك بضرتك أما سمعت قول الشاعر:
ليس للنرجس عهد ... إنما العهد للآس
فعن قليل خرجت الرؤيا كما عبرها فوصل ذلك إلى المتوكل فأمر له بصلة وأحسن إليه لما استحسن ذلك منه، وقيل إن الصفرة في النرجس تدل على دنانير والبياض يدل على دراهم ينالها الرائي وأنشد في ذلك شعرا:
لما أطلنا عنه تغميضنا ... أهدى لنا النرجس تعريضا
فدلنا ذاك على أنه ... اقتضى الصفر والبيضا
وقيل من رأى نرجسا في طبق فإنه يؤول بامرأة حسناء أو جارية يملكها، وللمرأة زوج لا يدوم لها، وإن كانت ذات زوج مات عنها أو طلقها، وقيل رؤيا النرجس من حيث الجملة على أي وجه كان سرورا.
وقال بعض المعبرين من رأى أن نرجسا نابتا وهو متعجب من حسن خلقته وتعظيم باريه فإنه يؤول بالمغفرة لما ورد عن الثقات.
أن بعضهم رأى أبا نواس بعد موته في المنام وهو يظن به سوءا فقال له ما فعل الله بك فقال غفر لي بأبيات قلتها في النرجس:
تفكر في نبات الأرض وانظر ... إلى آثار ما صنع المليك
عيونا من لجين ناظرات ... بأحداق هي الذهب السبيك
على قصب الزبرجد شاهدات ... بأن الله ليس له شريك

الباب الحادي والأربعون
في رؤيا الخضروات والنباتات والبقول
وهي على أوجه وللمعبرين فيها اختلاف
فصل في رؤيا الخضروات والنباتات والبقول
أما الاسفاناخ فإنه يؤول بالهم والغم، وربما دلت رؤياه للمريض على الشفاء، وأما الباذنجان فإنه غم وحزن وتفكر.
وقيل من رأى أنه أصاب باذنجان أبيض فإنه يصيب ثناء حسنا، وإن كان أسود فتعبيره ضده، وربما دلت رؤيا الباذنجان من حيث الجملة على المزاج.
وقال أبو سعيد الواعظ الباذنجان في غير وقته يدل على إصابة رزق بتعب.
وقال بعضهم ربما دلت رؤيا أكل الباذنجان على حصول ما نواه من خير أو شر لقوله عليه السلام: الباذنجان لما أكل له، وأما الطرخون فإنه يؤول بسوء الطباع، وربما دلت على رجل رديء الأصل والعمل.
فمن رأى أن عنده شيئا من ذلك فإنه يؤول بمصاحبة رجل متصف بهذه الصفة، وإن أكل منه حصل له من ذلك مضرة، وأما السلق فإنه غم من جهة امرأة.
وقال الكرماني ربما دل رؤيا السلق على حصول منفعة.
وقال أبو سعيد الواعظ أيضا.
وأما اللفت قال ابن سيرين رؤياه تؤول بالغم والحزن وأكله أبلغ.
ومن رأى أن له لفتا وهو يأكل منه فإنه يصل إليه مضرة بقدر ما أكل.
وقال جابر الغربي لا بأس بأكل اللفت إذا كان مطبوخا.

ومن رأى أنه أبعد شيئا من ذلك على أي وجه كان فإنه خلاص من غم وهم.
وأما الكسفرة الخضراء فإنها تؤول بالغم والحزن وبيعها وهبتها خلاص من ذلك.
وقال أبو سعيد الواعظ الكسفرة رجل نافع في الدين والدنيا، وأما يابسها فيأتي في باب الأبازير. وقال بعضهم ربما دلت رؤيا أكل الكسفرة على بعد الذهن لما هو سائر بين الناس كأنك كسفرة تبعد الذهن.
وأما القنبيط وهو عند بعض الناس يعرف بالكرنب فإنه في وقته يدل على المنفعة من جهة النساء ومطبوخه خير من نيئه وأكله في غير وقته يدل على الحزن.
وربما دلت رؤيا أكل الكرنب على الكرب.
ومن رأى أنه يأكل قنيطا ببيض فإنه يدل على أنه ينكح نسوة، وربما يأكل أموالهن.
وأما الجزر فإنه غم وهم خصوصا إذا كان مرا ورؤيته مطبوخا أو الأكل منه ليس فيه مضرة، وربما كان منفعة قليلة يتعب، وقيل رؤيا الأكل منه يدل على الضعف.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الجزر يدل على الحزن لآكله، وأما الربياس فإنه غم وهم.
وقال جابر المغربي ان كان طعمه حلوا فإنه منفعة من قبل أقاربه وأصدقائه، وإذا كان حامضا فإنه ندامة على فعله، وأما القلقاس فإنه رزق بمشقة وتعب، وربما يدل على تغير المزاج وخشونة الطباع، وأما الكمأة فإنها تدل على رجل دنيء تحبه الأشراف أو على أمر لا خير فيه، وإذا رآها كبيرة دلت على رزق من قبل النساء.
ومن رأى أنه يأكل الكمأة فإنه يكسب مالا من حل.
وأما السومر فمن رآه وأكله في وقته أو غير وقته فإنه هم وحزن وأكله مضرة وخسارة، وربما دلت رؤيا أكله على الشفاء للمريض.
وأما الشبت فمال ومنفعة وخير وليس فيه مضرة.
وأما النعناع فإنه هم وغم وتفكر، وإن كان نابتا في أرض غيره فإنه يؤول على صاحبه.
وأما الكراث فمختلف فيه قيل مال حرام شنيع وثناء قبيح ومطل للفقراء حقوقهم وأكله مطبوخا تدل على التوبة.
وأما الثوم فإنه يؤول بالذم القبيح، وقيل انه مال حرام وأكله مطبوخا يدل على التوبة.
وقال الكرماني الثوم يؤول بالغيبة، وإن كان صاحب الرؤيا صالحاً فيعبر بالخير.
وقال جابر المغربي الثوم يدل على الحزن والغم والبكاء، وإن رأى أنه أكله فيكون مضرته أخف.
وأما البصل فقال الكرماني يؤول بالمال الحرام وكلام قبيح، وإن كان صاحب الرؤيا صالحاً فإنه يؤول بالخير والدين، وإن كان غير صالح فيدل على جمع مال حرام.
ومن رأى أنه يأكل منه مطبوخا فإن عاقبة أمره تؤول إلى التوبة.
وقال جعفر الصادق رؤيا أكل البصل تؤول على ثلاثة أوجه مال حرام وغيبة وندامة، وقيل رؤيا البصل تؤول بشحيح قبيح في كلامه قليل الدين.
وقال أبو سعيد الواعظ البصل مختلف فيه فيدل على أشياء تخفى، وربما كان أمرا مكروها لقوله تعالى " أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير " ، وربما كان مالا وتقشير البصل يدل على التملق إلى الرجل.
وقيل رؤيا قشر البصل والثوم تدل على طلب مال بتملق، وإن رأى مع ذلك ما يشكر فهو حصول ما قصده بتعب وعناء، وإن رأى ما يذم فلا خير فيه.
وأما بصل العنصل فإنه يدل على رجل بدوي يثني عليه بقبيح فمن رآه بيده فإنه يلتمس شيئا يورثه ثناء قبيحا.
وأما اللوبيا فقال ابن سيرين من رأى أنه يأكل اللوبيا في وقتها أو في غير وقتها مطبوخة أو غير مطبوخة فإنه ليس بمحمود وأخضرها ويابسها بمعنى واحد.
وأما الكعوب فإنه يؤول بالهم والغم لمن أكله في وقته، ورؤياه أخف من أكله، وإذا كان في غير وقته فهو أشد وأبلغ.
وأما الهليون فهو على وجهين إذا كان مطبوخا فيؤول برزق حلال، وإذا كان غير مطبوخ فلا خير فيه.
وقال السالمي من رأى شيئا من الخضروات جملة واحدة في مكان مزروع به وهو لا يعرف أسماءها فإنه يدل على صلاح العامة، وقيل رؤيا ذلك تدل على أنه كل ما كان منها طعمه حلوا فإنه يدل على الخير والمنفعة وما كان مرا فإنه يدل على الشر والمضرة وبيع ذلك محمود.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يبيع شيئا من ذلك يدل على الحزن بمقدار ما باعه من ذلك.
وقال جعفر الصادق من رأى أنه يأكل منها فانه يؤول بالمرض والإفلاس والغم.

فصل في رؤيا النباتات

وهي على أقسام عديدة فأما ما كان من الأشجار والرياحين ونحوه فتقدم في فصوله في الباب الموفى أربعين، وأما ما هو من نوع القرع والبطيخ وأمثال ذلك فيأتي في بابه، وأما بقية النباتات فيما يستعمل أو يستحق فكل منها يأتي في محله وفصوله وأبوابه، وأما ما ليس يدخل في ذلك وهو على حدته فذكرنا ما استحضرناه في هذا الفصل وبالله المستعان، وأما الباقلا فإنه خصومة، وربما كان هما وحزنا.
وقال أبو سعيد الواعظ رطبها هم ويابسها مال مع سرور، وقيل يؤول بالقلة لاشتقاق اسمها، وربما كانت تدل على أمر حسن.
وأما اللبسان وهو الخردل فإنه يؤول بمصيبة وهم وغم وأكله يؤول بنقصان المال والمرض والخصومة والمعصية.
وقال أبو سعيد الواعظ الخردل مختلف فيه فمنهم من قال ان أكله يدل على اصابة مال شريف في مشقة، ومنهم من قال ان آكله يسقي شيئا مرا.
وأما الخشاش فهو مال هنيء وحصول منفعة.
وأما الأفيون وهو مستخرج من الخشاش فإنه هم وحزن وقلة دين لمن أكله.
وأما الشيح فإنه هم وغم وأكله يدل على نقصان المال والعيال.
وأما نبت الزعفران فإنه يؤول بخير ومنفعة وثناء جميل، وأما مسحوقه فإنه يأتي في باب العطريات.
وقال الكرماني من رأى أنه أعطى شيئا من نبت الزعفران أو اشتراه فإنه يتزوج بامرأة غنية.
ومن رأى أن ذلك في احمال أو ما يحترز فيه عليه فإنه زيادة في نعمة وحصول خير جزيل.
وأما نبات الحناء فإن المعنى في ذلك عائد إلى الورق لا على القضبان فهو مال ومنفعة وقضبانه تقدم تعبيره في رؤيا الأشجار والخضاب منها تقدم في فصله أيضاً في الباب التاسع عشر.
وأما السعتر فإنه يؤول بالغم والحزن وأكله خصومة، وقيل مضرة ونقصان مال ولا خير في رؤياه الا إذا كان منسوبا لابراهيم عليه السلام.
وأما السعد فإنه على أوجه، فمن رأى أن له سعدا على أي وجه كان فإنه ينشر اسمه في ذلك المكان بالخير.
ومن رأى أنه يأكله فليس بمحمود.
وأما لسان الثور، فمن رأى أنه يأكله فإنه يدل على الغم والحزن، وإن لم يأكله فإنه أخف هماً.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يأكله فإنه يدل على الغم والحزن، وإن رآه ولم يأكله فإنه يتنافس مع أحد بالكلام، ورؤياه غير محمودة.
وأما نبات الأشواك فليس بمحمود من حيث الجملة، وربما كان رؤياه هما وحزنا.
ومن رأى أن يرعى الشوك للجمال فإنه يصل إليه هم من بعض جماله، وأما الزرع فهو على أوجه وفيه أقوال.
فمن رأى زرعا نابتا من حيث الجملة وهو معروف ومكانه معروف وكان في وقته فإنه يؤول على الأولاد في الزين والشين.
ومن رأى زرعا في موضع مجهول وقد ظهر سنبله وتغير لونه وهو في غير وقته فإنه يدل على جماعة يتعاونون عليه في خصومة.
ومن رأى أنه يحصد الزرع فإنه يؤول على هلاك جماعة في فتنة.
ومن رأى أنه يزرع زرعا ويحصده ونقله إلى البيدر فإنه يحصل ما أمله ويجد ثواب ما عمل من خير.
ومن رأى أنه يمشي في زرع محصود فإنه يصحب جماعة من المجاهدين إلى الغزو.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يحصد زرعا فإنه يدل على الحرب والخصومة.
ومن رأى أنه يحصد شعيرا فإنه يدل على الخير والمنفعة وخصب السنة خصوصا إذا كان في وقته.
ومن رأى حادثا حدث في الزرع مثل الحريق وغيره فإنه يدل على حصول قحط في ذلك المكان، وإن كان الزرع له فإنه يحصل له مضرة من ملك.
ومن رأى أنه يسقى زرعه فإنه يفعل شيئا يحصل به النفع في الدين والدنيا.
ومن رأى أن في وسط الزرع نهرا فليس ذلك بمحمود.
ومن رأى سنبل الزرع ممدودا في الأرض وعلى الدواب فإنه حصول مضرة لصاحب الزرع بقدر ذلك، وإن لم يعرف صاحب الزرع فتكون المضرة عائدة عليه.
وقال الكرماني رؤيا الزرع تؤول بالنساء لقوله تعالى " نساؤكم حرث لكم " الآية.
وكذلك ان رأى أنه يحرث فإنه ينكح امرأة.
وقيل رؤيا الزرع الأخضر في وقته تؤول بالرزق والنعمة في ذلك المكان، وإن كان في ملكه كانت النعمة له.
ومن رأى أن له زرعا وقد استوى في وقته فإنه يدل على حصول مراده وبلوغ مقصده، وإن كان في غير وقته فإنه يدل على حصول المخالفة بينهم أو مصيبة عظيمة، وربما دل للرائي على موت الفجأة أو لمن يعرف الزرع به أو كان الرائي من أهله، ومن رأى أن له زرعا أخضر وقد يبس فإنه يدل على حصول مصيبة.

ومن رأى زرعا في أرض مسطحة وهو منسوب له فإنه يدل على غنى ورياسة.
ومن رأى أن في ذلك ماء يسقى به شجره أو شجرا أخضر فإنه يدل على تقربه إلى ملك ذلك المكان وتصرفه في أمور مملكته ان كان أهلا لذلك، وإن لم يكن أهلا فهو حصول نعمة على كل حال.
ومن رأى أنه يحصد زرعا في غير وقته فإنه يدل على حصول وباء أو مرض عظيم لأهل ذلك المكان.
وقال إسماعيل بن الأشعث من رأى أنه يحصد الزرع في وقته فإنه يدل على الامتثال لأوامر الله ويحصل له التوفيق من الله تعالى بايتاء الزكاة.
ومن رأى أنه يحصد نباتا من حيث الجملة فإن كان مقبولا عند الناس فعاقبته خير، وإن كان غير مقبول فتعبيره ضده.
ومن رأى أنه يبذر الزرع فإنه يؤول بالشرف هذا إذا علق فإن لم يعلق أصابه هم بقدر ذلك البذر، وزراعة الحنطة عمل في مرضاة الله تعالى والسعي في الزرع من حيث الجملة يدل على الجهاد.
فمن رأى أنه زرع حنطة فإن كان جيدا فتدل رؤياه على ان ظاهره خير من باطنه.
ومن رأى أنه يزرع شعيرا فتعبيره ضده.
وأما السنبلة الخضراء فخصب السنة واليابسة النابتة على ساقها جدوبة السنة لقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام " سبع سنبلات خضر وأخر يابسات " .
وزرع السلطان الشيء بيده يدل على غلائه، والسنابل المجموعة في يده أو في بئر أو وعاء اصابة مال من مكسب غيره أو علم يتعلمه، والتقاط سنابل الزرع إذا كان مبذورا لغيره أصابه مال مفرق من أصحابه.
ومن رأى كأن الزرع يحصد في غير وقته وكانت السنابل صفراء فإنه يدل على موت الشيوخ.
وإن كانت خضراء فيدل على موت الشباب أو قتلهم.
والحنطة في سنبلها إذا رؤيت في الفراش تدل على حبل المرأة.
وأما زرع الدخن فيؤول برزق من قبل اليمن.
وأما زراعة الارز فهو اجتهاد في مال ومنصب.
وأما زراعة الحبوب فتؤول برزق وبركة واجتهاد في معيشة حسنة وأولوه بخلاف ذلك ويحتاج فيها إلى اعتبار الرائي وما هو عليه، وقيل مدرس جميع الزراعة وتبنه مال حلال.
ومن رأى خضرة كثيرة على وجه الأرض مما لا يعرف جوهرها فإنه يؤول بالدين والبقاء، وربما يؤول رؤيا الزرع أو العشب على الرجال إذا كان قائما على ساقه.
ومن رأى أنه في مكان به زرع أو شيء من النبات أو أكل منه شيئا فإنه خير ونعمة فإن انتقل من مكان إلى مكان فإنه يسافر في طلب الرزق.
وقيل من رأى أرضا مخضرة حرثت أو يبست فإنه يصيب خيرا، وربما دلت رؤيا الزرع على أعمال الناس فإن كانت مخضرة فإنها أعمال صالحة، وإن كان غير ذلك فتعبيره ضده.
ومن رأى أن له زرعا معروفا في وقته فإنه خير الدنيا والآخرة أما الدنيا فهو مال حلال مجموع من كسب، وأما الآخرة فهو عمل يشيع اسمه عند الناس بالصلاح.
وربما دلت رؤيا الزرع إذا كان في غير مكان يقتضي الزرع على طلب أمر مخالف ليس هو مشكورا.
وأما زرع الابازيز فإنه يؤول باصطناع المعروف والاجتهاد فيما يحصل به النفع للناس، وربما دلت رؤيا ذلك على تشويش الخاطر، وقيل إذا كانت الزراعة طيبة المأكل بغير طبخ فإنه جيد، وإذا كانت بخلاف ذلك فتعبيره ضده.
وقيل من رأى أنه زرع شيئا لا ينبت فإنه على ثلاثة أوجه لواط، وقيل أمر عار أو اجتهاد فيما ليس يحصل به نتيجة.
وأما زرع القرط وهو البرسيم فإنه فعل أمر ينمو ويحصل به فائدة ونتيجة.
وأما زرع القصب فإنه طلب رزق من وجه حل.

فصل في رؤيا البقول
وهي عديدة ولها تعبير عند المشايخ على أقوال عديدة.
قال الكرماني رؤيا البقول مما يؤكل مطبوخا أو نيئا فلا بأس به، وأما ما لا يطبخ ولا يؤكل نيئا فهو خصومة، وإذا كانت البقول في طبق أو ما أشبه ذلك فهو يؤول على أهل الدار وكذلك إذا كان في زنبيل أو ما يشبهه.
ومن رأى أنه يجمع البقول من المبقلة فهو على وجهين هم وغم ونيل حاجة، وكل بقل يكون كريه الرائحة يؤول برجل شحيح يكون كثير الكلام قبيح اللفظ، وقيل رؤيا البقل المزروع أخف من رؤيا المقلوع والمبقلة في التأويل رجل ذو أحزان، ومن رأى أنه جمع من مبقلة باقة بقل فإنه حصول خصومة من أقرباء زوجة، والباقة الواحدة من المبقلة تدبر وتحذر من الشرور.
وأما الفجل فإنه ليس بمحمود ويؤول أكله بالثناء القبيح، وربما كان انسانا فاحش القول والأسود منه أبلغ.

وأما الرشاد فإنه يؤول بالرشد، وإن كان مذهب من قال كل شيء لا يكون طعمه طيبا فليس بمحمود خصوصا إذا أحرق في الفم، وربما دلت رؤياه على غير ذلك مما تقدم في فصل النبات إذا عد منه، وأما الماش فإنه إذا كان مطبوخا دل على خير قليل، وإذا كان نيئا فإنه حزن، وإذا رآه كثيراً ولم يأكل منه فلا بأس به.

الباب الثاني والأربعون
في رؤيا أنواع الحبوب والتبن والدقيق وما يعمل منه
فصل في رؤيا أنواع الحبوب
أما الأرز فيؤول بالمال، فمن رأى أنه يأكل أرزا فإنه يؤول بحصول مال بتعب وتعسير وجمعه أو خزنه أبلغ لكونه أكثر ومطبوخه أقل، وإذا أضيف إليه لبن فليس بمحمود.
قال أبو سعيد الواعظ الأرز مال مجموع فيه نصب ومشقة، وقيل طبخ الأرز مال ينمو ويكثر.
ومن رأى أنه يقشر الأرز فإنه يجتهد في اتقاء مال من الشبهات، وأما الشعير فإنه مال، وربما كان دراهم لبياضه.
فمن رأى أنه أصاب شيئا منه فإنه يصيب مالا.
ومن رأى أنه أكل شعيرا يابسا أو رطبا أو مقليا فإنه يصيب خيرا وهو صالح على كل حال.
ومن رأى أنه أهدى إليه شعيرا فإنه ينال قوة وصحة جسم ويصيب خيرا.
ومن رأى أن له شعيرا وقد فسد فلا خير فيه، وإن وجده قد خلط بتراب فإنه يرخص.
وقال أبو سعيد الواعظ الشعير مال في صحة البدن أو ولد قصير العمر فمهما رأى في ذلك يعبر فيما ذكر على قدر ما يقضيه.
وقال جعفر الصادق الشعير مال كثير يحصل بالرفق وبيع الشعير يؤول على أن الرائي يختار الدنيا على الآخرة، وأما القمح فإنه مال، وربما كان ذهبا.
فمن رأى أنه أصاب قمحا فإنه يصيب ذهبا.
ومن رأى أنه يأكل قمحا فإنه فاضل ناسك.
ومن رأى أنه يأكل قمحا يابسا أو مطبوخا فلا خير فيه.
ومن رأى أن فمه أو بطنه أو جلده ملآن قمحا يابسا فإن عمره قد نفذ فليتق الله.
ومن رأى أنه ادخر قمحا ثم أصابه ما أفسده فإنه يحصل مالا ثم لا يجد منه منفعة.
وقال إسماعيل بن الأشعث رائي أكل القمح الرطب يرزق توفيقا للطاعات والأشغال الحميدة.
ومن رأى أنه يأكل قمحا يابسا أو محمصا فإنه لا خير فيه على أي وجه كان.
ومن رأى أنه باع قمحا بثمن قليل فهو جيد في حقه، وإن باعه غاليا فإنه نقص في دينه.
ومن رأى أنه يفرق قمحا سواء كان بثمن أو هبة ولم يأخذ له عوضا فإنه صالح إلى العامة.
وقال جعفر الصادق رؤيا أكل القمح على ثلاثة أوجه للمتولي عزل ولغيره مضرة وغربة.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يشتري الحنطة فإنه يدل على اصابة مال مع زيادة العيال.
وأما الذرة فتؤول برزق من قبل اليمن، وربما كانت رجلاًمن ذلك المكان والبيع منها ليس بمحمود.
وأما الدخن فمال يحصل بتعب ومشقة والبيع فيها نظير الذرة وأكله مذموم.
وقال الكرماني الدخن مال قليل سواء كان كثيراً أو قليلا مجموعا أو غير مجموع مطبوخا أو غير مطبوخ، وأما الحمص فإنه غم وهم وتشويش سواء كان رطبا أو يابسا مطبوخا أو غير مطبوخ، وإذا كان مع شيء غيره فهو أخف.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الحمص الحار تدل على القبلة فيما لا ينبغي.
وحكي في المعنى أن رجلاًجاء إلى ابن سيرين فقال له: رأيت كأنني أكلت حمصا حارا فقال له قبلت زوجتك في رمضان وأنت صائم قال نعم.
وأما العدس فهو جيد لأن ابن سيرين أحبه لأنه سماط خليل الرحمن عليه السلام.
وقال الكرماني رؤيا أكل العدس ليست بمحمودة لأن قوم موسى عليه السلام لما حصل لهم الملل من أكل المن والسلوى سألوا الله في انبات العدس فعاتبهم الله على ذلك.
وقال جابر المغربي رؤيا أكل العدس حصول مال من جهة النسوة خصوصا ان كان غير مطبوخ، وإذا كان غير مطبوخ وأكل منه فهو غم، وأما ادخاره فليس بمحمود على أي وجه كان.
وأما القرطم فهو مال حلال من جهة أقوام أشراف وأكله فيه خلاف فمنهم من شكره ومنهم من ذمه، وربما كان دراهم لبياضه ولا بأس بجمعه.
وأما السمسم فإنه يؤول بالمال المتزايد، فمن رأى أنه أخذ من أحد سمسما فإنه يصل إليه منفعة بقدر ذلك.
وقال الكرماني السمسم مال تاجر، وإن كان عتيقا أو متغير الطعم واللون فإنه مال حرام، وربما كان هما وغما.
وأما حب الفول فليس بمحمود، وربما كان هما وغما خصوصا لمن أكله.
وأما الخردل فهو هم وغم وأكله نقص في المال، وربما كان خصومة أو مصيبة أو مضرة على كل حال.

وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الخردل وجمعه وادخاره اصابة مال بمشقة، وإذا أكل منه فإنه يسمع ما لا يرضيه.
وأما الحبة السوداء فإنها تؤول بالهم والغم وأكلها يؤول ببعض المال وإعطاؤها لأحد يدل على خصومة معه، وقيل رؤيا الحبوب سواء كانت مطبوخة أو غير مطبوخة هم وغم وتبذيرها على الأرض كسادها وحفظها وادخارها من حيث الجملة يدل على غلو ثمنها.
وقال جابر المغربي من رأى أن في شيء من الحبوب سوسا أو نارا أو ما يشبه ذلك فإنه يؤول بزيادة السعر.
ومن رأى شيئا من الحبوب في يد أحد وكان ذلك ميتا فأعطاه حبا فإنه يؤول بالرخص.
وقيل رؤيا الخردل والحبة السوداء أو ما أشبه ذلك من الحبوب النافعة للأدوية فإنه خير ولا بأس به، وربما كان للمريض صحة وعافية.
وإذا رأى أحد حبوبا مخلوطا بعضها مع بعض فإنه يؤول بأنه يخلط في الكلام بحيث أن سامعه لا يفرق بين ما يقول، وقد كره بعضهم رؤيا ذلك لما فيه من الصعوبة عند إفراده من بعضه.
وقيل رؤيا الحبوب المخلوطة إذا طبخت فإنها لا بأس بها لما في حبوب عاشوراء من الخير والبركة.

فصل في رؤيا الدقيق على ما يأتي تفصيله
قال دانيال الدقيق يؤول بالمال الحلال بغير مشقة، ودقيق الشعير استقامة في الدين، ودقيق الدخن مال بمشقة وهو قليل من أخساء الناس.
ومن رأى أنه يبيع الدقيق فإنه يدل على بيع دينه بدنياه.
وقال أبو سعيد الواعظ إن دقيق الحنطة مال شريف في التجارة ويحصل منه ربح كثير عاجل، وأما دقيق الأرز فهو مال من جهة تعسير، وأما ما يعمل منه فجملة مستكثرة.
وأما العجين إذا كان من دقيق الشعير فهو صلاح وسداد في دين العاجن، وإذا كان من دقيق الحنطة فإنه يحصل له مال من تجارة ويكون له نفع كثير هذا إذا تخمر.
وأما إذا لم يتخمر وكان فطيرا فليس بمحمود، وإذا حمض فقد فسد في الخسران، وربما دل العجن على السفر إلى الأقارب.
وقيل رؤيا العجين سواء كان في وعاء أو غيره فإنه يؤول بضمير الإنسان وعلى ما أضمره من نيل مقصوده فإن كان فطيرا بطؤ عليه الأمر، وإن كان خميرا قرب له، وإن خبز حصل مقصوده.
وأما الخبز، فمن رأى أنه وجد رغيفا أو رغيفين أو نصف رغيف فإنه يدل على زوال الغم.
ومن رأى أنه وجد نصف رغيف في مكان مجهول وأراد أن يأكله وما قدر فإنه يدل على قرب أجله.
ومن رأى أنه وجد نصف رغيف في مكان فإنه يؤول على أنه مضى نصف عمره خصوصا ان كان بيده.
ومن رأى أن له خبزا كثيراً ولم يأكل منه فإنه يصل إلى أقربائه مضرة من قبله، وإن أكل منه فهو حصول نعمة ومال بقدره.
ومن رأى أنه يأكل خبزا حارا جدا فإنه حصول هم وغم.
وقال الكرماني رؤيا أكل الخبز السخن يدل عيش طيب.
ومن رأى أنه يأكل خبزا نقبا فإنه يؤول بعدل الملك وانصافه للرعية.
ومن رأى أنه يأكل خبزا خشكارا فإنه ضيق في العيش وصلاح في الدين.
ومن رأى أنه يأكل خبز الدخن فإنه يؤول بنظير الخشكار.
ومن رأى أنه يأكل خبزا من شعير فإنه زهد وقناعة.
ومن رأى أنه يأكل خبز الأرز فإنه يدل على حصول مشقة وتوقف أمور.
ومن رأى أنه يأكل خبز العدس أو الفول فإنه يدل على الحزن والفقر.
وقال جابر المغربي من رأى أنه يأكل خبزا رقيقا فإنه يؤول بسعة العيش، وربما دل على قصر العمر.
ومن رأى أنه علق رغيفا بجبهته فإنه يحتاج ويفتقر.
وقال إسماعيل بن الأشعث يؤول الخبز على مراتب الإنسان فرؤيا الرغيف للملك تؤول بمدينة وللرئيس بولاية وللتاجر والغنى بألف درهم وللعوام بمائة درهم ولدون ذلك درهم واحد إلى عشرة والرغيف المغشوش ليس بمحمود، والأرغفة الكثيرة مال كثير واخوان وأصحاب وعمر طويل.
وقال دانيال ليس في المآكل أكثر من رؤيا الرغيف إذا كان نظيفا لينا لأنه مال حلال ونعمة كثيرة بغير مشقة لأنه فرغ من التعب وما يحصل منه التكلف وصار الآن حاصلا هنيئا مفروغا منه.
ومن رأى أنه وهب شيئا من ذلك لاحد فإنه يدل على رخص في ذلك المكان في تلك السنة وغيره يدل على طلب معيشة.
ومن رأى أنه يسعى في طلب خبز فإنه يدل على السفر وحصول المال خصوصا ان وجد.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يأكل خبزا رقاقا فإنه يدل على سعة رزقه.
ومن رأى أنه يأكل الخبز بلا أدم فإنه يمرض وحده ويموت كذلك.

ومن رأى أنه يأكل الجردق فإنه يكون وسطا في معيشته، وقيل أن رقة الخبز قصر العمر، وربما كان الرقاق من الخبز ربحا قليلا.
وحكي أن رجلاًجاء إلى ابن سيرين فقال رأيت كأن في يديي رقاقتين آكل من هذه ومن هذه فقال أنت رجل تجمع بين الأختين والقرص ربح قليل والرغيف ربح كثير.
وأما الكعك فمال قليل، وربما كان خيرا ونعمة، وإذا لم يكن يأكل منه فإنه يدخر ماله.
وأما الأطرية فإنها مال يجمع بمشقة لكنه قليل ونفعه كذلك.
وأما البقسماط فإنه يؤول برزق مدخر، وربما دل على السفر لمن قصده وكلما كان يابسا فهو أجود، وربما دلت رؤياه على إنهاء أمور يأتيه فيها نفع وبقاء وجملة رؤياه محمودة.
وأما القرص فإن كان بدهن فهو أبلغ في النعمة وناعمه أحسن من يابسه، وكثرة الحوائج فيه أجود من حيث الجملة، والقرص الواحد ولد عند البعض وتفرقه رزق على جماعة، وقيل رؤيا ما يعمل من الدقيق جملة سواء كان لبنا أو يابسا فإنه خير ونعمة ومنفعة ومال وبركة لأنه عمود الدين وحياة الأنفس وبه يقوي الإنسان على طلب معيشته وطاعة الله تعالى، وربما دل على العلم والإسلام، وربما كان مالا يقوم له حياة الإنسان وهو محمود على أي وجه كان خصوصا لمن أكله.
وأما النخالة فإنها تؤول بالاحتياج والقحط والقلة وضيق المعيشة خصوصا لمن كانت معه وأكل منها وكره بعضهم رؤيتها من حيث الجملة على أي وجه كان.
وأما التبن فإنه مال جزيل وخير ونعمة وبركة ونيل مطلب وولاية وظفر، وإذا كان في أيام البذار كان أبلغ، وتبن القمح أبلغ.
ومن رأى أنه دخل متبنا وعلم أنه ملكه فيؤول بالغنى وحصول مراد الدنيا والآخرة.
ومن رأى أنه وقع في متبنه نار فإن الملك يأخذ جميع ماله.
ومن رأى أنه يأكل تبنا يحصل له مال بجهل لكونه مشبها بالبهائم.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا التبن تؤول بمال كثير وقد حكي ان المنصور رحمه الله رأى بالبصرة كأنه راكب على حمار وتحته حمل تبن وهو من فوق الحمل وقد عبر على الجسر بعد ما ضرب الحمار ضربا شديدا حتى عبر فقص رؤياه على المعبرين فقالوا سيأتي لك الأمر وتجمع أموال الدنيا والقصة طويلة وكان الأمر كما عبر.
وقال بعض المعبرين أحب رؤيا التبن لأني ما رأيته إلا وقد حصل لي مال على أي وجه كان وشونة التبن تؤول بخزانة المال.
ومن رأى أنه يعلف بهيمة بتبن فإنه يسعى في صلاح أموره وما يحصل له به النفع بصرف مال خصوصا ان انتفع بتلك البهيمة.
ومن رأى أنه يبذر التبن فيما لا ينبغي له فإنه يصرف ماله بغير استحقاق.
وقيل رؤيا جميع الاتبان من حيث الجملة سواء كان تبن قمح أو شعير أو غيره من الحبوب فإنه مال على كل حال خصوصا لمن ملكه أو ادخره أو رآه في داره أو على بابه أو بمحلته وقد أجمع المعبرون على ان رؤيا التبن محمودة جدا، وأما الفور وهو دقيق التين فإنه مال أيضا.
وقيل من رأى شيئا من الحيوان يأكل من تبنه فإن من نسب إليه ذلك الحيوان يأكل من ماله ويحتاج المعبر أن يعبر الأكل ان كان لمنفعة فلا بأس به ويكون صرف المال في مستحقه، وإن كان لغير منفعة فهو نقص المال بقدر ما أكل منه.
ومن رأى تبنا على وجه ماء فتعبير ذلك الماء ان كان بحرا بالملك أو نهرا فهو رؤياه كما تقدم أو غيره مما ذكرناه في الباب الثامن والثلاثين فيكون تأويل ذلك أن من ينسب إليه ذلك الماء الذي على وجه التبن فهو غشاش ظاهره يخالف باطنه لما هو جار بين الناس: كأنك ماء تحت تبن، وربما كان من جمعه من وجه الماء يحصل له مال ينسب إليه ذلك وفي الجملة ليس بمحمود وكراهية للرائي أبدا.

الباب الثالث والأربعون
في رؤيا المشارب والخمور والأنبذة وأنواعها
فصل في رؤيا المشارب
من رأى أنه يشرب مشروبا من اناء أو غيره وكان رطبا رائقا فإنه طول حياة ومعيشة ومنفعة، وإن كان سخنا فهو مرض وسقم، وإن كان كدرا فهو هم وغم والكلام على الماء تقدم في فصله في باب الأبحر.
ومن رأى أنه يشرب شرابا معروفا فإنه يؤول بحصول خير ممن نسب إليه ذلك في أصل التعبير.

ومن رأى أنه يشرب شيئا أصله للدواء فإنه دواء، وإن كان أصله للضرر فلا خير فيه، وربما كان حصول مال بحصول مضرة وشرب ماء البطيخ يؤول على وجهين للضعيف شفاء ولغيره مختلف فيه فمنهم من قال انه مرض ومنهم من قال مال ومنفعة، وأما شرب الأدوية المسهلة فتقدمت في فصلها في الباب الثاني والعشرين، وأما شرب اللبن فإنه يأتي في بابه.
قال ابن سيرين من رأى أنه يشرب شرابا حلوا ورائحته طيبة مثل شراب التفاح والاترنج والرمان وما أشبه فإنه يدل على ستة أوجه صفاء في الدين ومنفعة وعلم ومفيد وعمر طويل وعيش وذكر الله تعالى.
ومن رأى أنه يشرب شرابا حامضا مثل شراب الريباس وشراب الليمون والنارنج وما أشبه مما يكون معتدل الرائحة فإنه يدل على الغم والحزن والمضرة.
ومن رأى أنه يشرب شرابا مرا كريه الرائحة مثل شراب الافسنتين والزوفة وشراب الآس وما أشبه فإنه يدل على الخير والمنفعة وصلاح في الدين والدنيا.
ومن رأى أنه يشرب شرابا معتدل الطعم طيب الرائحة مثل شراب العود والبنفسج وشراب الورد وما أشبه فإنه يدل على ذكر جميل وتحسين وثناء بقدر ما شرب منها.
وقال جابر المغربي كل شراب يشرب للدواء فإنه يدل على الخير وصلاح الدنيا، وكل شراب حامض متغير الطعم فإنه يدل على الغم والحزن.
قال أبو سعيد الواعظ كل شراب أصفر اللون فهو دليل المرض وكل ما يشرب بسهولة فهو دليل شفاء المرض واجتناب الصحيح ما يضر، وإن كان كريه الطعم حتى لا يكاد يسيغه فهو على مرض يسير يعقبه برء، وقيل شراب السويق حسن دين ودليل سفر في طاعة الله لقوله تعالى " وتزودوا فإن خير الزاد التقوى " .
وقيل من رأى أنه يشرب شرابا ففزع منه فالأمر الذي هو فيه قد بلغ آخره، وقيل قد نفد عمره فإن بقى البعض فقد بقى له بقية.
ومن رأى أنه شرب شرابا مختلطاً بشيء يكرهه فلا خير فيه، وإن كان بشيء يحب فلا بأس.
ومن رأى أنه يشرب شرابا مرا من كأس فإنه كأس المنية وفراغ الحياة خصوصا للمريض.
قال ابن سيرين شراب الفقاع منفعة من قبل خادمه.
ومن رأى أنه يشرب الفقاع فإنه يحصل له الخير والمنفعة من الخادم بقدر ما شرب.
ومن رأى أنه أعطى الفقاع لأحد فإنه يدل على حصول المنفعة.
ومن رأى أن كوز الفقاع وقع من يده فبدد ما فيه فإنه يدل على حصول مضرة.
قال الكرماني شراب الفقاع يدل على القبلة.
قال جابر المغربي من رأى أنه شرب فقاعا مطلقا ولم يعرف ما طعمه فإنه يدل على خدمة الأسافل، وإن كان الفقاع حلوا وطعمه طيبا فإنه يدل على حصول المنفعة من الأسافل، وإن كان حامضا فإنه يحصل له مضرة من الأسافل.
وقال جعفر الصادق شرب الفقاع يؤول على أربعة أوجه منفعة وخدمة وقبلة وخدمة الأسافل وزوال الغم والهم.
وقال خالد الأصفهاني رؤيا شرب ما يصنع من الزبيب كالاقسما والفقاع مال حلال إذا كان حلوا، وإن كان حامضا فمال حرام وشرب السوبية حصول ما فيه شبهة إذا كانت حلوة والحامضة منها مال حرام.
وقال بعض المعبرين شرب ما يعمل من السكر والعسل والزبيب وغيره إذا كان حلوا فهو رزق حلال ومنفعة، وإن كان حامضا فهو رزق حرام، وإذا كان مرا جدا فلا خير فيه، وربما يؤول بالمال الحرام عند البعض.
وقيل من رأى أنه شرب ماء العنب وطعمه طيب غير متغير فإنه يدل على الخير والبركة كما قال الله تعالى " يغاث فيه الناس وفيه يعصرون " .

فصل في رؤيا الخمور
من رأى أنه شرب خمرا وليس من ينازعه فيها فإنه يصيب مالا حراما بقدر ما شرب منها، وقيل إثما كبيراً لقوله تعالى " يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير " الآية.
ومن رأى أنه يشرب خمرا فسكر منه فإنه يصيب مالا حراما ويصيب من ذلك المال سلطنة بقدر السكر، وإن سكر من غير خمر فإنه يصيبه هم وخوف شديد لقوله تعالى: " وترى الناس سكارى " الآية، وربما دل السكر على الموت خصوصاً للمريض لقوله تعالى " وجاءت سكرة الموت " . الآية.
ومن رأى أنه يشرب الخمر مع قوم يعاطيهم الكأس فإنه يدل على وقوع العداوة بينهم والمنازعة لقوله تعالى " إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء " ، وربما يرتكب معهم معصية، وربما يصاب في ماله.
ومن رأى أنه يتنازع مع أحد على شرب الخمر فإنه يؤول بأنه لا خير فيه.

ومن رأى أنه يعصر خمرا فإنه يخدم السلطان ويجري على يده أمور عظام، وربما دلت رؤيا عصر الخمر في الدار على موت بعض أهله.
ومن رأى نهرا من خمرة فإنه على وجهين ان دخله أصابه فتنة ومضرة، وإن لم يدخله فيؤول بتغيير رئيسه عليه.
ومن رأى خمرا سائلا وهو يسبح فيه أو يخوض فإنه يؤول بحصول فتنة عظيمة وبيع الخمر بيع شيء يحرم، وربما دلت على الربا وعدم المنفعة، ورؤيا شرب الخمر للمتولي عزل.
وقال جعفر الصادق رؤيا الخمر تؤول على ثلاثة أوجه حرام وتزوج خفية ونعمة الدنيا، ورؤيا عصره تدل على التقريب إلى الرؤساء وحصول المنفعة منهم، وبائع الخمر يدل على أنه صاحب فتنة وخصومة.
وقال أبو سعيد الواعظ الخمر في الأصل مال حرام بلا مشقة، وقيل هو مال سواء كان حلالا أو حراما.
ومن رأى أنه يشرب خمرا ممزوجة بالماء فإنه ينال مالا بعضه حلال وبعضه حرام، وربما يصيب مالا في شركة، وربما يأخذ من امرأة مالا ويقع فيه فتنة، والسكر من الخمر غنى دائم يخالطه بطر، وقيل هو سلطان يناله صاحب الرؤيا، وقيل هو دليل أمن الخائف فإن السكران لا يفزع من شيء، ورؤيا الخمر في الخابية إصابة كنز، وأما الحشيش والأفيون فهو نوع مما يخامر بين المرء وعقله فلأجل ذلك أضفناه مع الخمر.
فمن رأى شيئا من ذلك فليس بمحمود.
ومن رأى أنه يبيع حشيشا أو يسحقه فإنه يؤول على ثلاثة أوجه جنون وارتكاب أمر مهول وضعف في العزم، والأفيون هم وغم وأكله يؤول بالاصرار على المعصية، وربما دل الحشيش والأفيون على مال حرام لا أصل له ولا بقاء.

فصل في رؤيا الأنبذة
وهي عديدة مما تستخرج من أنواعها جملة فالمسكر منها مال حرام دون الخمر وما لا يسكر منها فهو مال حلال فيه تعب ومشقة.
ومن رأى أنه يصطنع نبيذا وقد صار خمرا فإنه يسعى في تحصيل مال من وجه حل فلم يتيسر له إلا من وجه حرام.
ومن رأى أن له قناة من نبيذ غير مسكر مستمر الجريان فإنه رزق لا ينقطع مدة حياته، وإن رأى في ذلك تعطيلا فلا خير فيه.
ومن رأى أنه يرش النبيذ في الأرض فإنه يبذر ماله في غير استحقاق.
ومن رأى أنه يبتاع النبيذ المتغير طعمه ورائحته فلا خير فيه.
فصل في رؤيا الخل
من رأى أنه يأكل الخل فإنه يؤول بالمال الذي يكون فيه خير وبركة وأكله أيضاً خير لقوله عليه السلام: نعم الادام خل، وقيل إذا كان الخل زائد الحموضة فإنه يدل على الغم والخصومة.
وقال الكرماني من رأى أنه يأكل الخل بالخبز فإنه يدل على طول عمره وتقويته.
وقال جابر المغربي الخل مال ومنفعة أما أكله فغم وتشويش، وبيعه يدل على طلب الخصومة، وربما دل بيع الخل على الحزن.
ومن رأى أنه يأكل الخل بالعسل فإنه يؤول بتخليطه الهم والفرح وجميع ما يعمل مما يضاف إليه الخل من الحموضة ما لم يكن فيها حلاوة فإنه يؤول بالهم والحزن، وأما إذا كانت المخللات مضافا إليها شيء من الحلاوة فلا بأس به وهو محمود والله أعلم.
الباب الرابع والأربعون
في رؤيا السكر وقصبه وما يعمل منها
وعسل النحل ونحوه وما يعمل منه
فصل في رؤيا السكر
قال ابن سيرين القطعة من السكر كلام لطيف أو قبلة.
ومن رأى سكرا كثيراً فإنه يدل على المال والنعمة.
وقال جابر المغربي من رأى سكرا كثيراً فتعبيره محمود وبيع السكر خير.
ومن رأى أنه وجد سكرا واشتراه فإنه غير محمود.
وقال جعفر الصادق السكر يؤول على خمسة أوجه كلام لطيف وقبلة ومنفعة ومال وأولاد بقدر ما رآه من السكر.
وقيل من رأى أنه يأكل سكرا فإنه عز ونعمة لأنه من مأكل أهل النعمة والسكر حسن على كل حال سواء كان رآه أو أكله والنبات أبلغ وفيه زيادة لاشتقاق اسمه، ورؤياه للولد نشؤه وللمحاكم ثباته وهو جيد جدا، وقيل رؤيا السكر تحصيل ذهب والأبيض تحصيل الدراهم والسكر الدون دون ذلك وكلما كان مكررا كان أبلغ في الجودة.
فصل في رؤيا قصب السكر وما يعمل منه
وجملة ما يعمل منه السكر النبات والسكر المكرر والسكر الدون وتقدم تعبير ذلك.
وأما الخل فهو رزق حلال ولطالب الأمور حصول المقصود وحل العقد لاشتقاق اسمه خصوصا لمن استعمله أو جمعه.

وأما القطر وهو المستخرج من القصب بعد ما ذكر فإنه خير ومنفعة ورزق بسهولة ونمو لما فيه من القطر، وأما القطارة فإنها دون ذلك وهي من نوعه ورؤيتها من حيث الجملة محمودة خصوصا إن أكلها، وربما كان مالا وسعة، وأما المرسل وهو دونها فإنه يؤول بمال من جهة الدولة، وأما القصب خاصة فإنه يؤول بالاطناب في كلام يستحي منه ويستطاب.
وقال الكرماني من رأى أنه يمص قصبا فإنه يصير إلى أمر يكثر كلامه فيه ولكن يستحيل منه.

فصل في رؤيا عسل النحل
هو نعمة وغنيمة والشهد بالغ في حصول المراد.
وقال ابو سعيد الواعظ بلغنا أن رجلاًأتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: رأيت في المنام ظلة تنظف السمن والعسل والناس يلعقونها فمستكثر منها ومستقل. فقال أبو بكر رضي الله عنه: دعني يا رسول أعبرها. فقال: أنت من ذلك. فقال ابو بكر: إنما هو القرآن وتلاوته حلاوته والناس يأخذونه فمستكثر ومستقل.
وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت كأني في قبة حديد، وإذا عسل من السماء فيلعق الرجل اللعقة واللعقتين ويلعق الرجل أكثر من ذلك ومنهم من يحسو. فقال أبو بكر رضي الله عنه دعني أعبرها يا رسول الله فقال: أنت من ذلك. فقال: أما قبة الحديد فالإسلام، وأما العسل الذي ينزل من السماء فالقرآن، وأما الذي يلعق منه اللعقة واللعتين فالذي يتعلم السورة والسورتين، وأما الذي يحسونه فالذين يجمعونه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقت يا أبا بكر.
وروى أن عبد الله قال يا رسول الله إني رأيت في المنام أن إصبعي هذه تقطر سمنا وهذه تقطر عسلا وإنني ألعقهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تقرأ الكتابين. والعسل لأهل الدين حلاوة وتلاوة القرآن وأعمال البر، ولأهل الدنيا إصابة غنيمة من غير تعب وإنما قلنا إن العسل يدل على القرآن لأن الله تعالى وصف كليهما بالشفاء فقال في النحل " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس " ، وقال في القرآن " يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور " الآية.
وقال ابن سيرين الشهد رزق كثير يناله صاحبه من جهة حلال من غير تعب لأن النار لم تمسه والعسل رزق قليل من جهة مكروه لمس النار اياه، وإن رأى عسلا نزل من السماء عاما دلت رؤياه على صلاح الدين وعموم البركة.
فمن رأى كأن بيده شهدا موضوعا دلت رؤياه على أن عنده علما شريفا.
وإن رأى كأنه يطعمه الناس فإنه يقرأ القرآن بين الناس بنغمة طيبة.
وقيل من رأى أنه أكل الشهد والعسل فقد كرهه بعض المعبرين حتى يؤولونه بنكاح الأم.
وقال الكرماني من رأى أنه أكل عسلا أو جمعه أو يؤتى به إليه فإنه يصيب مالا وغنيمة وفرحا، وإن كان عبدا عتق، وإن كان مريضا شفي، وربما دل العسل على كلام البر وطلب القرآن والعلم على وجه حسن، وربما دل على النكاح والتزويج.
ومن رأى أنه يلعق عسلا من صحفة فإنه ينكح امرأة، وأما الحلواء فإنها تؤول بخير ومنفعة وحلو السكر أبلغ من حلو العسل.
فمن رأى أنه يأكل حلواء سكر فإنه عز ورفعة لأنه مأكول أهل الرفعة.
ومن رأى أنه يأكل حلواء من عسل فإنه دون ذلك.
وقال جعفر الصادق الحلواء مال كثير ودين خالص ولقمة منها تدل على القبلة من ابنه وصديقه أو صاحبه، واللقمة من اللوزينج كلام لطيف وأحسن الحلو ما يكون لونه أبيض، وقيل رؤيا الحلواء اليابسة من حيث الجملة مال قد حازه من تصرف الملك لغيره، وإذا كانت صفراء يكون فيها بعض غم، وأما الخبيص وما أشبهه فإنه رزق حلال، وربما كان تقبيل امرأة واليابس منه مال فيه مشقة والرطب منه مختلف فيه وقد كرهه البعض لما فيه من الصفرة، وقيل انه يدل على المرض، وقيل هو مال كثير ودين خالص واللقمة منه قبلة من ولد أو حبيب، وقيل الخبيصة كلام لطيف حسن في أمر المعاش وكذلك الفالوذج والكثير منه يدل على رزق كثير في قوة وسلطنة ما لم تمسها النار فإن مس النار إياها يدل على تحريم أو كلام أو سلطنة أما ما يوضع فيه الحلواء فيدل على جواز حسان مليحات، وقيل إن جميع ما يعمل من الحلواء على أي وجه كان من أي صنف كان سواء كان من سكر أو عسل أو دبس أو رب خرنوب فإنها محمودة ورزق وخير ومنفعة خصوصا لمن أكله، وأما الدبس فإنه مال ومنفعة.

وقال جابر المغربي من رأى أنه يأكل دبسا أبيض نظيفا فإنه يحصل له ولد نجيب، وأما رب الخرنوب فإنه مال وخير ولكن دونه، وربما كان فيه بركة لما هو منسوب إلى جبال الخليل عليه السلام.
وقال إن شخصا رأى أن معه حمل جمل حلواء سمسمية من رب الخرنوب وهو متوجه بها نحو الحجارة فباعها واشترى تمرا فتبدد منه فكان عن قريب قد حج وصحبته نوع من المتجر فباعه بمكة وعاد بثمنه مبلغا وأشير عليه بابتياعه متجرا ليحصل فيه ربح فراود نفسه مرارا فأبت فعاد بالمبلغ فانتقب سفل الهودج وتبدد المال وكان سبب امتناعه لما أراده الله من إظهار رؤياه.
ومن رأى المن والترنجبين وما أشبه ذلك مما هو حلو من غير حمل فإنه مال حلال من غير منة لقوله تعالى " وأنزلنا عليهم المن والسلوى " .

فصل في رؤيا أشياء مستظرفة تعبر بمفردها
في رؤيا القطائف.
فمن رأى أنه أعطى شيئاً منها مضافاً لها سكر ولوز فإنه كلام حسن خصوصاً إن أكل منه وكثرته مال ونعمة بقدر ما رأى.
وقال جعفر الصادق رؤيا أكل القطائف تؤول على أربعة أوجه كلام حسن لطيف ومال حلال ونعمة ومنفعة بلا تعب، والكنافة من نوعه وتعبيرها معناه وما لم يكن فيها سكر فهو دونه، وقيل رؤيا المعاجن المستعملة سواء كانت بسكر أو عسل أو غيرها فلها حكم على ما يأتي مفصلا.
ومن رأى أنه يصنع معجونا لأجل مرضه فإنه يعمل عملا يحصل فيه الكسب والمعيشة فإن أعطى ذلك شيئا للناس فإنه يحصل لهم منفعة هذا إذا نفعهم.
وقال جابر المغربي رؤيا المعجون ما لم يكن فيه غضاضة فإنه يحصل له خير ومنفعة، وإن كان بخلاف ذلك فتعبيره ضده، وإن كان في ذلك نفع للرأس والعين فإنه يؤول بحصول منفعة الأكابر، وإن كان منفعة للصدر أو القلب فإنه يحصل له خير ومنفعة من جليل قدر، وإن كان منفعة ذلك عائدا إلى الظهر فإنه حصول خير ومنفعة من جهة الآباء أو من يقوم مقامهم، وإن كان منفعة للبطن أو الجنب فإنه يحصل له منفعة من الأمهات والأولاد، وإن كانت منفعة للفخذ والورك فإنه يحصل له منفعة من أقاربه، وإن كانت منفعة للساق أو الرجل فإنه يحصل له منفعة من السفر، وإن كانت منفعة لجميع البدن فإنه يحصل له منفعة من جميع أهل بيته، وإن رأى الكلاج فإنه رزق من قبل الأعاجم وخير ومنفعة يحصل منها نتاج.
وأما الخشتانك المعمول وما أشبه ذلك فإنه مال يملكه من جهة الأكابر خصوصا لمن أكله وكثرته زيادة في النعمة.
وأما البسيس سواء كان بسكر أو عسل أو غيره فإنه رزق بسهولة.
الباب الخامس والأربعون
في رؤيا التيجان وما يوضع على الرأس
مفصلا والثياب والملبوس ونحوه
أما التاج فهو للملوك زيادة ملك ومملكة ولمن دونهم عز وجاه وللمرأة زوج.
وقال جابر المغربي إذا رأى الفقير أن على رأسه تاجا فإنه يتزوج بامرأة حسناء جميلة ذات مال ويحصل له من قبلها نفع.
ومن رأى أن تاجه وقع من رأسه أو انتزع فإنه يطلق زوجته وكسر التاج موت المرأة أو أحد من بيته.
وقال جعفر الصادق من رأت على رأسها تاجا ان لم يكن لها زوج فإنها تتزوج، وإن كان لها زوج فإنها تسود على نسوة كثيرة، وإن رأت ان ذلك التاج أخذ من رأسها فإن زوجها يتزوج عليها، وإن سقط التاج من رأسها فإن زوجها يطلقها.
ومن رأى أنه وضع تاجا على رأس ملك فإنه يصل له منه خير وشرف.
وقال أبو سعيد الواعظ التاج هيبة وسلطان وهو للرجل امرأة وللمرأة زوج، وإن كان من ذهب غير مرصع الجوهر فإنه يدل على أن زوجها يكون شيخا ويموت سريعا وترثه حالا وللرجل على موت امرأته سريعا ويرثها، وربما كان طغيانا وغيا.
وحكى ان رجلاًأتى ابن سيرين فقال رأيت في المنام كأن على رأسي تاجا من ذهب فقال ان أباك في الغربة وقد ذهب بصره فورد عليه كتاب بمثل ذلك فقيل من أين استخرجت تعبير ذلك فقال ان التاج على رأس الرجل رئيسه الذي هو من قومه وكونه من ذهب يدل على ذهاب شيء يعز عليه وأعز شيء عليه بصره والاكليل نظيره في التعبير فإن رأى كأنه وضع الاكليل على رأسه وسلب عنه فإنه يذهب ماله.

وأما الكلفتة فهي للملك زيادة ابهة وثبات في مملكته ولمن هو دونه ولاية ولمن هو دونه ممن يليق به لبسها خدمة، وربما كان تولية وظيفة ولمن ليس من عادة لبسها ان كان من الأتراك فهو عز، وإن كان من غيرهم سواء كان متعمما أو عاميا فليس فيه مضرة، وربما كان لمن بهذه الصفة امرأة تركية، وأما الكلفتة خاصة بغير شاش فهي على وجهين منهم من قال ليس فيه مضرة ومنهم من كره ذلك لكونها لم تلبس بمفردها.
وأما العمامة فإنها تدل على الدين، وإن كانت بيضاء أو خضراء خصوصا ان كانت قطنا أو كتانا، وإذا كانت من خز فإنها تدل على فساد دينه ودنياه، وقيل العمامة إذا كانت من خز فإنها تدل على أحوال الرائي في الدنيا.
ومن رأى أنه ضم عمامة إلى عمامته فإنها تدل على زيادة شرفه ومنزلته وقوة حاله.
ومن رأى من عمامته طرازاً فإنها تدل على شهرته بين الناس بقدر طرازها.
ومن رأى طراز عمامته مقلوبا فإنه غير محمود.
ومن رأى عمامته خضراء مع سائر ثيابه فإنه يدل على انتقاله من الدنيا بالشهادة.
وقال جابر المغربي العمامة عز وجاه، ومن رأى أن عمامته قد كبرت أو صارت خضراء فإنها تدل على زيادة قدره وعز وولاية، وإن رأى أن عمامته قد صغرت أو صارت وسخة فبخلافه، وإن رأى أن عمامته حمراء فإنها تدل على جوره لأحد، وإن رآها صفراء فإنها تدل على المضرة والخسارة إلا إذا كان خطيبا أو قاضياً أو أحداً ممن يلفها في اليقظة.
ومن رأى أن عمامته من صوف فإنه يدل على انصافه وحرمته بين الناس.
ومن رأى أنه يلف على رأسه عمامة طويلة فإنها تدل على سفر، وإن رأى أنه ما لفها بتمامها فإنها تدل على رجوعه من سفره من غير بلوغ إلى مقصده.
وقال جعفر الصادق رؤيا العمامة تؤول على سبعة أوجه دين ورياسة وعز وولاية ومرتبة وقوة وسفر بمقدار قيمة العمامة وطولها.
وقال الكرماني العمامة على الرأس ولاية لمن كان لائقا لذلك بقدر ما اعتم، وإن كانت العمامة من حرير كان ما أصاب من تلك الولاية من المال حراما، وإن كانت من قطن أو كتان أو صوف كان ما أصاب فيها من المال حلالا، وإن لم يكن من أهل الولاية فإنه يكون مشرعا أو إماما أو يخدم السلطان أو يصيب جاها وشرفا، وإن كان عزبا تزوج، وإن كان عنده حامل أتت بغلام يسود قومه.
ومن رأى أنه يلوي العمامة على رأسه فإنه يسافر سفرا بعيدا يكون له فيه بهاء، وإن لم يكن هو من أهل السفر ولا عزم عليه فإنه يمشي في أمر عني به ذهابا ورجوعا.
ومن رأى أن عمامته اتصلت بالأخرى فإن كان ملكا فهي زيادة في ملكة وتعتبر ما زاد من العمامة إن كان بقدرها مرة فتكون الزيادة على ذلك القدر وتعتبر ما هو أكثر من ذلك أو دونه، وإن كان حاكما فإنه زيادة في حكمه، وإن كان من ذوي المناصب أصاب بسطه في شغله.
ومن رأى على رأسه عمامة وليست تلك العمامة ممن يلبسها مثله كما إذا كان فقيها ورأى على رأسه عمامة تركي أو تركيا فرأى على رأسه عمامة فقيه فليس ذلك بمحمود لكليهما.
ومن رأى أن على رأسه عمامة وضيعة فإنها من عمائم الموتى، وإذا رأى الرئيس ان على رأسه عمامة منسوبة لعوام الناس وأراذلهم فإنه يؤول بالوضاعة وليس ذلك بمحمود، وإن رأى العامي ان على رأسه عمامة من عمائم أهل الفضل فهي محمودة في حقه وزيادة في شغله وابهة في علمه.
ومن رأى على رأسه عمامة وهي معتمة فإنه يحج أو يتغرب، وإن كان مريضا مات لأن العمامة المعتمة من هيئة الموتى.
وقال أبو سعيد الواعظ العمائم تيجان العرب ولبسها يدل على الرياسة وقد روى ان أبا مسلم رأى في منامه كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عممه بعمامة حمراء وكورها على رأسه اثنتين وعشرين كورة فذكر رؤياه لأحد من المعبرين فقال يلي الأمر اثنتين وعشرين سنة فكان ذلك.
ومن رأى أنه يلوي العمامة على رأسه ليلا فإنه يسافر سفرا في ذكر وبهاء والعمامة، إذا كانت من حرير فليست محمودة، وربما كانت مالا من وجه حرام، وإذا كانت من القطن كان المال حلالا من وجه طيب، وإذا كانت من صوف أبيض دل على الصلاح والديانة والخز يدل على الغنى.

وقيل من رأى أنه يلبس عمامة مجهولة لا يعرف لونها ولا هيأتها فهي على أوجه إما أن تكون من عمائم الموتى فليستعد لذلك أو تكون امرأة ينبهم عليه أمرها ولا يعرف ما هي عليه وما ترتكبه من الأمور وهو متحير في ذلك، وقيل نزع العمامة إذا صارت الرأس مكشوفة يؤول على عشرة أوجه طلاق وعزل ثم ضعف حال واقتلاع الملك ونقص في الأبهة ومغرم ومفارقة رئيس وتبديل أمر هو فيه وقطع طريق عليه وموت امرأته، وإذا وضع عمامة أخرى عوضا عن المنزوعة فهو تبديل ولاية أخرى وما ذكر لكل إنسان ما يناسبه، وعودها على الرأس عوض ما حصل من ذلك مما ذكر على ما كان، وأما القلنسوة فعز وجاه وكل قلنسوة في العز والجاه بقدر قيمتها والقلنسوة التي بتركين إن كان في خدمة ملك فتؤول له بالعمل.
ومن رأى على رأسه قلنسوة الملوك فإنه يصل إليه من الملوك رحمة وجاه، ومن رأى على مقدم رأسه قلنسوة الغزاة فإنه يدل على ظفر بخصمه.
وقال ابن سيرين من رأى على مؤخر رأسه قلنسوة من ملبوس التركمان فإنه حصول منفعة بمشقة، وقلنسوة المقل تؤول بكثرة الدنيا وضعف الدين.
ومن رأى على رأسه قلنسوة محتشمة فإنه يدل على حصول خير ومنفعة من النسوان، وقلنسوة البلقاء ونحوها تؤول بالسفر.
ومن رأى على رأسه قلنسوة من ديباج ملون أو غير ملون فإنه يدل على عزل الدنيا وفساد الدين، وقلنسوة البرد والكرباس تدل على خيرات الدنيا والدين، والقلنسوة التي تكون تحت العمامة فإنه يعمل شيئا ويخفي عن الناس شيئا.
ومن رأى على رأسه قلنسوة من حرير أسود كما هو عادة الأعاجم فإنه يدل على الخير والمنفعة، ومن رأى على رأسه قلنسوة من ذهب فإنه يدا على حصول منفعة من اناس متكبرين ضعيفي الدين، وإن كان من فضة فإنه يدل على حصول منفعة من علمه، وإن كانت من حديد فإنه عز وجاه وقوة من ملك.
ومن رأى على رأسه ما يستره مكللا بالدر فإنه يدل على عزه عند الناس وصحبته بأناس بينين، وإذا كان من خشب فإنه يرى نفسه عزيزا بكلام كذب ومحال.
وقال الكرماني من رأى أنه يضع على رأسه ما يلبسه في الشتاء وكان صيفا يؤول بعدم حصول مراده، وإن رأى بضده فإنه يدل على حصول مراده.
ومن رأى قلنسوته وقعت من رأسه أو رماها أحد من رأسه فإنه يعزل عن عمله، وربما يدل على هلاك رئيسه أو حصول غم.
ومن رأى قلنسوة من سمور أو سنجاب فإنه يدل على فساد دينه أما إذا كان ملكا فهو محمود له.
ومن رأى قلنسوة مقطعة عتيقة فإنه يدل على الحزن.
ومن رأى على رأسه قلنسوة وما كان يلبس مثلها في اليقظة ان كانت بيضاء فإنها تدل على صلاح دينه، وإن كانت خضراء فإنها تدل على صلاح الطاعة والعبادات والخيرات، وإن كانت حمراء فإنها تدل على النقصان في الدين والعبادة، وإن كانت صفراء فإنها تدل على السقم والمشقة، وإن كانت سوداء فإنها مكروهة إلا إذا كان له عادة بلبسها.
ومن رأى أن النار وقعت في قلنسوته فإنها تدل على مغادرة الملك والرئيس إياه ووقوعه في المحنة.
وقال جعفر الصادق القلنسوة على ستة أوجه ولاية ورياسة وشرف وعز ومقدار ومنزلة.
وقال أبو سعيد الواعظ القلنسوة تؤول على ثلاثة أوجه سفر بعيد أو تزوج امرأة أو تسر بجارية ووضعها على الرأس نيل رياسه وخير ومنفعة من رئيسه أو قوة لرئيسه، وإذا كان محترقة أو دنسة تؤول على رئيسه بالحزن، وربما تكون في حق من رآها ارتكاب ذنوب.
ومن رأى شابا مجهولا نزع قلنسوة من على رأسه فإنه يؤول بموت رئيسه، والقلنسوة البيضاء النقية من أي شيء كانت صلاح في الدين والدنيا، والسوداء سودد، والخضراء زيادة تقوى وصلاح في الأمور ولبس القلنسوة مقلوبا يدل على تغيير رئيسه عليه بسبب أمر دنيوي.
وقال خالد الأصفهاني موافقة للكرماني القلنسوة موضع الرأس والرأس رئيس الإنسان.
فمن رأى أن على رأسه قلنسوة مما يلبسه مثلها في اليقظة فإنه يكون حاله عند رئيسه بقدر حسنها وهيئتها.
ومن رأى أنه حدث في قلنسوته حادث من حرق أو نزع أو سقوط أو نحو ذلك فإنه يؤول ذلك في حاله مع رئيسه.
ومن رأى أن السلطان أخذ قلنسوته فإذا كان ذا وظيفة عزل والا أخذ ماله.
ومن رأى أن على رأسه قلنسوة وهو يتباهى بها فإنه يؤول بجاهه على قدر التباهي.
وقيل من رأى أن على رأسه قلنسوة حسنة فلا بد أن يلي وظيفة إذا كان أهلا لذلك.

وقيل من رأى أن على رأسه قلنسوة فإن كانت خضراء فإنه متعهد للقرآن، وإن كانت بيضاء فإنه يصيب دنيا وصلاحا، وإن كانت سوداء فإنه يرجع إليه ما كان عدم له من مال، وإن كانت موشاة فإنه يخطب إمرأة من قوم ولا يجيبوه، وإن كانت مصبوغة ملونا فإنه ضعف في التجارة، وربما دلت على الهم بسبب طلب رزق والمراد من القلنسوة القبعة.
وأما الطيلسان فإنه يدل على القدر والجاه والشرف بمقداره. وقال الكرماني من رأى أن طيلسانه احترق أو تقطع أو ضاع منه شيء فإنه يدل على ذهاب ولده أو من يعز عليه.
ومن رأى أن طيلسانه تقطع أو ضاع منه شيء فإنه يدل على النقص في حرمته وماله.
ومن رأى أن أحداً من خدامه سلب طيلسانه وقطعه فإنه يدل على المصيبة بسبب رجل عزيز عليه.
وقال دانيال الطيلسان أمانة وديانة وقوة دين وكل نقص يرى في الطيلسانه فإنه يؤول بقلة الأمانة والخلل في الدين.
ومن رأى أن طيلسانه احترق فإنه يصيبه مصيبة بسبب أصدقائه.
ومن رأى أن طيلسانه سرق فإنه يصيبه غم شديد ويفتقر ويحتاج إلى الناس.
وقال جابر المغربي الطيلسان ولد ان كان جديدا أبيض، وإن كان أخضر فإنه يدل على عالم دين، وإن كان أحمر فإنه يدل على محب للطرب والعشرة، وإن كان أصفر فإنه يدل على ولد ممراض، وإن كان أسود والرائي عالم فإنه يحصل له ولد يكون قاضياً أو خطيبا.
وقال جابر المغربي الطيلسان يؤول على عشرة أوجه عز وجاه وولاية وولد ودولة وشرف ومال ودين وعلم وشجاعة.
وقال أبو سعيد الواعظ الطيلسان يدل على الولاية لمن يكون أهلا لها والا يسود أهل بيته، وربما كان الطيلسان قضاء دين أو سفر في خير، ولا خير في تمزقه وتخرقه وانتزاع الطيلسان يدل على ذهاب جاه، وقيل من رأى الطيلسان يدل على مروءة الإنسان بقدر بهائه.
ومن رأى أن طيلسانه نزع فإنه يقهر.
ومن رأى أنه لبس طيلسانا ولم يكن أهلا فإنه يصيب اسما صالحاً في الناس ويجتمع أمره وشمله وينال خيرا، وأما العصابة فإنها زينة المرأة وبهاؤها ولا خير فيها إذا نزعت من رأسها، وربما دلت العصابة على العصبة للمرأة على الزوج.
ومن رأى أنه جيء له بعصابة أو عصائب فإنه يؤول على ثلاثة أوجه إما يتزوج أو يتسرى بعدة من السراري أو أن يحصل له عصبة من رئيسه، وإذا لبسها الرجل فليس بمحمود لكونه يصير مشيها بالنسوة، وأما الخمار فهو للنسوة زوج وللرجال نسوة. وإذا رأت المرأة حادثا في مقنعها من انتزاع أو حرق أو ما شبه ذلك فإنه يدل على موت زوجها أو طلاقه إياها.
وإن رأت ان بعض مقنعتها احترقت فإن ذلك يدل على حصول مضرة لزوجها من ملك.
وإن رأت ان مقنعتها سرقت فإنه يدل على مجامعة زوجها بامرأة حلالا كانت أو حراما.
وقال الكرماني مقنعة المرأة زوجها وما ترى المرأة فيها من شين أو زين أو لون فإنها تدل على زوجها، وإن لم يكن لها زوج فإنها تؤول برجل يتزوجها.
وقال جعفر الصادق المقنعة تؤول على أربعة أوجه للرجل امرأة وللمرأة زوج وجارية وخادم ومنفعة من جهة النسوة، وقيل خمار المرأة قيمها الذي يسترها فمهما رأت فيه من زين أو شين فهو يؤول فيه، وإذا رأت انها وضعت خمارها على رأسها في محفل من الناس ابتليت بأمر يحصل منه فضيحة، وإذا رأت انها سعت بلا خمار فإنه يدل على قتل زوجها أو من يعز عليها من أهلها، وربما أصاب زوجها من امرأة حرام.
وقال ابو سعيد الواعظ خمار المرأة زوجها وسعته سعة مال زوجها، وإذا رأت امرأة كأنها وضعت خمارها عن رأسها بين الناس ذهب حياؤها، والآفة في الخمار مصيبة المرأة في زوجها إن كانت ذات زوج.
وإن رأت ان خمارها أسود باليا دلت رؤياها على سفاهة زوجها وفقره، والخمار المطير دليل على مكر أعداء المرأة بها، وأما الازار فامرأة حرة.

قال الكرماني إذا رأت المرأة انها في الأسواق والشوارع وهي بغير ازار فهو موت زوجها، وإن سرق وكان السارق يتسب في التأويل إلى رجل فإنه انسان يصل زوجها، وإن كان ينسب إلى امرأة فإن زوجها يصيب من امرأة حلالا، وقيل إذا افتقدت المرأة ما تضعه على رأسها من ازار أو خمارا أو مقنعة أو ما أشبه ذلك ولم تجده وهي مكشوفة الرأس والشعر كان ذلك شهرة سيئة أو طلاقا من زوجها أو حدوث مصيبة له أو حصول مكروه لها أو حصول مصيبة تدخل عليها من جهة اختها أو أمها أو عمها ونحو ذلك، وإن لم يكن لها زوج فيكون ما يؤول على الزوج عائدا عليها، وإذا رأت المرأة انها تلبس عمامة رجل فإنها تتزوج، وإذا رأت انها تخمرت أو تقنعت بشيء غير المعتاد فإنها تبدل زوجها بغيره، وقيل رؤيا ما يلبس النسوان على رؤوسهن إذا لبس الرجل شيئا منها فإنه ينفضح بسبب امرأة بين الناس.
وأما الملحفة فامرأة الرجل فمن رأى ملحفة واسعة كاملة فهي امرأة موافقة جيدة وضد ذلك تعبيره ضده.
ومن رأى أن ملحفة انتزعت منه فإن كانت له زوجة فهي خارجة عنه بموت أو طلاق، وإن لم يكن له زوجة فإنه نقص في حقه، وربما كان افتضاحا لأن الملحفة محل السترة، وقيل نزع الملحفة أو ذهابها يدل على أنه كان في البيت مريض فهو موته، وقيل الملحفة للمرأة زوج وللزوج امرأة وقدر وجاه فمهما رأى في ذلك من زين أو شين يعبر بذلك.
وقال أبو سعيد الواعظ الملحفة امرأة حسنا، وإذا كانت حمراء فقتال بسبب امرأة، وأما الرداء الجديد الصفيق فجاه الرجل وعزه ودينه وأمانته، والرقيق منه رقة في الدين، وقيل الرداء امرأة دنيئة، وقيل هو أمر رفيع الذكر قليل النفع، ورؤيا المرأة الرداء في منامها يدل على أن زوجها يحسن معاشرتها.
وسئل ابن سيرين عن رجل رأى في منامه كأن عليه رداء جديدا قد تحرقت حواشيه من برد يمان فقال هذه رؤيا رجل قد تعلم شيئا من القرآن ثم نسيه.
وأما الممطرة فمن رأى أن عليه ممطرة وهو في خدمة الملوك فإنه يدل على أنه يفوح اسمه بين الناس بالثناء والذكر الجميل، وإن لم يكن في خدمة الملوك فإنه يجتمع عليه أمور الدنيا، وإن كانت من خز أو ديباج فإنه غير محمود، وإن كانت زرقاء فإنه يدل على المعصية.
وقال ابو سعيد الواعظ الممطرة قوة ووقاية من البلاء وثناء حسن، ولبسها وحدها من غير أن يكون معها شيء آخر من الثياب دليل الفقر والتجمل مع ذلك البأس واظهار الغنى.
وأما القميص فقال دانيال القميص الأبيض يدل على الدين، وقيل يدل على المرأة.
وقال ابن سيرين قميص الرجل حاله الذي يستره ومكسبه وعيشه.
ومن رأى قميصه جديدا رفيعا واسعا فإنه يدل على صلاح حاله، وإن كان بخلاف ذلك فإنه يدل على فساده.
ومن رأى طرفا من قميصه قد احترق وتمزق فإنه يكون في أموره وسطاً بين الخير والشر.
ومن رأى قميصه متمزقاً أو وسخاً أو عتيقاً فإنه يدل على الفقر والغم والمشقة، وربما يدل على هلاك صاحبه، وربما دل على فساد خلقه في الدنيا بحيث لا يكون له مال ولا كسب ولا معيشة.
ومن رأى أن ملكا أعطاه قميصه وقد لبسه فإنه يدل على زوال ملكه.
وقال الكرماني من رأى أنه لبس قميصا أبيض وتحته قميص عتيق وسخ فإنه يكون ظاهره يخالف باطنه.
ومن رأى أنه لبس قميصه مقلوبا فإنه يدل على نفاقه، ومن رأى عليه قميصا ممزقا فإنه يدل على افشاء سره.
ومن رأى أن عليه قميصا طويلا فإنه يدل على حصول أمر بمدة مديدة، وإن كان قصيرا فبخلافه.
ومن رأى أنه لبس قميصا بغير زيق وبغيركم فإنه يدل على قرب أجله، وإن كان زيقه من خلف فإنه يتهم بكلام كذب لقوله تعالى " وان كان قميصه قد من دبر فكذبت " .
ومن رأى أنه أعطى قميصا لأحد وقد مسح به وجهة فإنه يدل على زوال همه ويحصل له بشارة لقوله تعالى " اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي " الآية.
ومن رأى بيده قميصا ملطخا بالدم فإنه يدل على حصول غم لقوله تعالى " وجاءوا على قميصه بدم كذب " .
وقال جعفر الصادق القميص إذا كان جديدا واسعا فإنه يؤول على ستة أوجه رؤيا أناس دينين وستر وعيش طيب ورياسة وحصول مراد وفرح وبشارة.

وقال أبو سعيد الواعظ القميص للرجل امرأة، وللمرأة رجل لقوله تعالى " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن " وتخرق القميس وتدنسه فقر وهم، وخرق جيب القميص دليل الفقر، وإن رأى كأن له قمصا كثيرة دلت رؤياه على حسنات كثيرة ينال بها في الآخرة أجرا عظيما، وقيل القميص يؤول بمكسب الإنسان ومعيشته ودينه وامرأته وشأنه.
فمن رأى أنه لبس قميصا جديدا صحيحا واسعا فإن ذلك يؤول بالخير وحصول المقصود والغرض فيما ذكر، وإن رأى بخلاف ذلك فتعبيره ضده، وربما كان القميص الخرق الدنس تفرق شمل صاحبه وتكاثر همومه ومفارقة امرأته.
ومن رأى أنه يلبس قميصا غاليا أو قليل الوجود فإنه نسك في الدين وصلاح خصوصا ان كان القميص عدنيا.
ومن رأى أنه يلبس قميصا من أقمصه الصالحين فإن عرف صاحبه كان متبعا ومتلبسا بطريقته، وإن لم يعرف له صاحبا معينا فإنه طلب زهد وعبادة.
ومن رأى أنه يلبس قميصا جديدا وكان عزبا فإنه ينكح امرأة.
ومن رأى أنه وهب له قميص فإنه بشارة بخير.
ومن رأى أن له قميصا ولا يعرف هيئته فإنه متزوج بامرأة لا يعرف حقيقة أمرها، وأما إذا كان في قميصه خرق ثم عاد صحيحا فإنه يجمع شمله وينصلح حاله.
ومن رأى أن له قميصا وقد صار باليا فإنه زوال أمره وفساد دينه وقرب أجله، وربما كان نزع القميص من حيث الجملة إذا لم يعاوده يدل على قرب الأجل.
وقال أبو المعالم محمد بن طلحة القرشي النصيبي رأيت منقولا عن أبي اسحق الكرماني أنه رأى يوسف الصديق عليه السلام في المنام فأعطاه قميصه فلبسه وجلس به فتعلم ما فتح الله به عليه من تعبير الرؤيا، وقال لو قمت به وسرت أو قال مشيت لدرت ما بين الخافقين.
وأما اللباس وهو السراويل فمعناها واحد في التعبير إما امرأة أو جارية فمن رأى أنه أصاب سراويل فإنه إما أن يصيب جارية أو امرأة وانتزاع ذلك منه فرقة منها إما بالموت أو بالحياة، وإن لم يكن له جارية ولا امرأة فهو عائد عليه في ذهاب شيء له.
ومن رأى أن سراويله خرق أو خطف فإنه يدل على قرب أجله وانقضاء عمره.
وقال أبو سعيد الواعظ السراويل امرأة دنيئة أو جارية أعجمية، فمن رأى أنه لقي سراويل ليس لها صاحب فإنه يتزوج بامرأة ليس لها ولي، والجديد منه يدل على البكر، ونزعه معصية ارتكبها وخروجه من أهل الصلاح والدين إلى الفساد، ولبسه إذا آل إلى شيء من ذلك يدل على الصلاح، ونزعه لأجل فعل حلال ليس فيه مضرة.
ومن رأى أنه ليس له من الثياب سوى سراويل خاصة فإنه يدل على الفقر، ولبسه مقلوبا ارتكاب فاحشة من أهله، وبوله فيه دليل على حمل امرأته، وتغوطه فيه دليل على غضبه على امرأته.
وإن رأى أن سراويله انحل من غير لمس فإنه يؤول بظهور امرأة أو جارية للرجال وتركها الاختفاء والاستتار عنهم، وربما دلت رؤيا السراويل ان كان معلقا على سفر إلى قوم أعاجم لأنه من لباسهم، ولبس المرأة سراويل الرجل يؤول بالزواج إذا كانت عازبة، وربما يكون غير إذا كان لها زوج.
وأما القباء فقال ابن سيرين إذا كان القباء من الثياب المعتاد لبسها فإنه يؤول بقوة وسفر، وإذا كان أبيض واسعا فإنه يدل على الفرج من الغم، وإذا كان من قز فإنه يدل على حصول شرف من جليل القدر ولكنه مكروه في الدين، ورؤياه للرجال ليست بمحمودة لكونه مكروها في الشريعة.
وقال الكرماني لبس ذلك للمتوجه في الحروب يدل على الظفر، وإن لم يكن لذلك فهو غير، وإن كان لونه أخضر أو أبيض فإنه يدل على زيادة الدين، وإن كان أصفر فإنه يؤول بالضعف والسقم، وإن كان أزرق فإنه يدل على المصيبة، وإن كان اسود فإنه يدل على الحزن والغم، وإن كان ملونا فإنه يدل على انتظام أموره، وإن كان عتيقا ممزقا فإنه يدل على الحزن ونقصان المال.
ومن رأى أنه نزع قباءه أو نزعه أحد منه فإنه يؤول بفرقة زوجته إما بطلاق أو موت.
قال جابر المغربي من رأى أنه لبس قباء عتابيا جديدا فإن كان أهلا لذلك فهو إقبال دولة وعز وجاه، وإن لم يكن أهلا لذلك فهو حزن وغم وملامة.
قال جعفر الصادق القباء يؤول على سبعة أوجه نجاة وقوة وسفر وظفر وشرف وعز ومنفعة.

وأما الجبة فإنها تؤول إمرأة فإن كانت جديدة نظيفه بيضاء واسعة فإنها تدل على إمرأة موافقة له وحسن سيرتها. قال جعفر الصادق لبس الجبة في الشتاء أحسن، وإذا رأت المرأة أنها لبست جبة فإنها تتزوج إذا كانت عازبة وإلا يكون قوة وفرحا ومنفعة وللرجل إمرأة، وإذا كانت سوداء أو زرقاء فإنه يؤول بتنكر المرأة وعدم وافقتها لزوجها.
وأما الدراعة إذا كانت جديدة كبيرة واسعة سواء كانت خضراء أو بيضاء فإنها تدل على القوة والجاه والشرف على مقدار قيمة الدراعة والخلاص من الغم وانتظام أموره، وإن كانت وسخة ضيقة فتأويلها بخلافه، وإن رأى أنه انتزعت الدراعة منه فإنها تدل على فرقة امرأته.
وأما الفرجية فقال ابن سيرين الفرجية إذا كانت جديدة نظيفة واسعة فإنها تدل على الراحة والفرج وحصول المراد، وإذا كانت عتيقة ضيقة وسخة فبخلافه.
قال الكرماني الفرجية إذا كانت من ديباج ولابسها ان كان أهلا لها فمحمود، وإن لم يكن أهلا لها فليس بمحمود والديباج الساذج خير من ملونه، والفرجية العتابية والبرد تدل على الخير والمنفعة، والفرجية إن كانت من صوف أو قطن فإنها تدل على زيادة الدين وصلاح الأمر.
وقال جابر المغربي من رأى أنه لبس فرجية النسوان فإنها تدل على الخفارة والاستحياء من الناس والملامة.
وقال إسماعيل بن الأشعث الفرجية إذا كانت بيضاء جديدة فإنها تدل على دين خالص واعتقاد صادق، وإذا كانت حمراء فإنها تدل على اللهو والطرب والعشرة، وإذا كانت صفراء فإنها تدل على المرض، وإذا كانت سوداء ان كان من أهل العلم فمحمود والا فغير محمود، وإن كانت زرقاء فإنها تدل على المصيبة والحزن.
وأما اللباجة وهو ما يلبس مقمطا فإنه ثبات في الدين ونباهة في الأمور خصوصا إذا كانت خضراء، وإذا كان فيها شيء من أنواع الفراء فإنه يلتجيء إلى رجل جليل القدر قليل الديانة، قال وإن كانت من صوف أو قطن تؤول على أربعة أوجه زياد في الدين وأداء أمانة وصلاح أمر الدين والدنيا وخير ومنفعة.
وأما الكنبك إذا كان أبيض نظيفا فإنه مال حلال، وإن كان اسود فغير محمود.
ومن رأى أنه خرقه فإنه يدل على اتلاف ماله بالفساد.
وأما المنديل إذا كان من قطن أو كتان فإنه حصول منفعة من رجل زكي، وإذا كان من ابريسم أو قز فحصول منفعة من رجل غير مصلح.
ومن رأى أن منديله ضاع فإنه يدل على خسارة شيء يسير من ماله.
وقال جعفر الصادق المنديل يؤول على ثلاثة أوجه منفعة وجارية وبنت وعطية قليلة.
وأما الفوطة فقال ابن سيرين تؤول بالفرج واليسر، وإذا كانت من قطن وتغطى بها فإنها تدل على الراحة في الدين والدنيا خصوصا إذا كانت جديدة واسعة، وإذا كانت بخلاف ذلك فتعبيرها ضده.
قال الكرماني الفوطه لباس الصلحاء من رأى أنه لبسها وتستر بها فإنها تدل على زيادة الستر والصلاح والخيرات، وإن كان صاحب الرؤيا مفسدا يدل على توبته وصلاح عاقبته.
وقال جابر المغربي الملك إذا رأى أنه تغطى بفوطة فإنه يدل على عدل وانصافه، وإن رأى القاضي أنه تغطى بها فإنه يدل على سداده في الحكم، وإذا رأى المشرك أنه تغطى بها فإنه يؤول له بالاسلام، وإذا رأى الفاسق أنه تغطى بها فإنها دليل التوبة له، وإذا رأى السارق أنه تغطى بها فإنها تدل على التوبة من ذلك.
وأما الشملة فقال ابن سيرين هي خادم وكل زيادة ونقصان يرى فيها عائد على الخادم ولونها يؤول بالخادم ينسب إلى ذلك اللون فإن صارت فوطة فإنه يدل على صلاح خادمه، وإن كانت من قز فإنه يدل على انها تكون منكرة ليس لها وفاء وتأكل الحرام، وإذا كانت سوداء فإنه يدل على عدم وفائها وقساوة قلبها.
ومن رأى أنها احترقت فإنها تؤول بهلاك خادمه، وإن احترق بعضها فإنه يدل على مرض خادمه.
وأما القرطق وهو المقصع من الثياب فإنه يدل على القوة وتهيؤ السفر، وإذا كان من إبرسيم فإنه يحصل له شرف وجاه وقدر من ملك ولكن يكون ضعيفاً.
قال أبو سعيد الواعظ القرطق فرج، وقيل ولد، قال بعض المعبرين إذا كان تفصيله على هذه الهيئة، وأما إذا كان ثيابا طويلة فرآها قصرت يأتي تعبيره في محله.
وأما الشلوار فقال ابن سيرين انه يؤول بجارية أعجمية أو امرأة دنيئة.
ومن رأى أنه اشتراه ولبسه فإنه يتزوج بامرأة أعجمية، وإذا رأت المرأة انها اشترته فإنه يدل على زواجها.

ومن رأى أنه يلبس شلوارا ضيقا أو لبس ما يشبهه فإنه يدل على نقصان ستره.
ومن رأى أن بشلواره نوعا من الهوام مثل الحية والعقرب وما أشبه ذلك فإنه يؤول على فساد زوجته مع أعدائه.
وقال الكرماني الشلوار خادم.
ومن رأى أن أحداً وهب له شلوارا فإنه يدل على زيادة خادم.
ومن رأى أن شلواره سرق فإنه يدل على حزنه بسبب خادم.
ومن رأى أنه وجد شلوارا جديدا فإنه يدل على خادم جديد، وإن كان أسود وسخا أو كان ملطخا بالنفط أو القطران بحيث يكون له رائحة كريهة فإنه يدل على عقوبة من الله تعالى لقوله عز وجل " سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار " ، وإن كان أحمر فإنه يدل على حصول مذلة، وإن كان أخضر فإنه يدل على ملامة الناس اياه في شغل، وإن كان أصفر فإنه يدل على السقم، وإذا رأت إنها لبست شيئا من هذه الألوان فإنه خير ومنفعة لها إلا إذا كان أصفر أو أزرق أو أسود فإنه غير محمود.
قال جابر المغربي أحسن الألوان الشلوار للنساء الأبيض والأخضر.
وإن رأى أنه باع شلواره وأخذ ثمنه فإنه يدل على الخصومة.
ومن رأى أن شلواره احترق فإنه يدل على هلاك جاريته أو خادمه.
ومن رأى أن شلواره قد ضاع فإنه يدل على إباق جاريته أو خادمه.
ومن رأى أنه لبس شلوار النسوة فإنه يدل على المذلة والحقارة.
قال جعفر الصادق الشلوار يؤول على ثلاثة أوجه امرأة وجارية وخادم البيت، وأما التكة فإنها تؤول بعورة الرجل.
ومن رأى أن تكته جديدة محكمة فإنها تؤول بشدة قضيبة، وإن كانت عتيقة رخوة فتعبيره ضده.
وقال ابو سعيد الواعظ التكة تابعة للسراويل في التأويل.
وقيل من رأى كأن سراويله تكتين فإن امرأته تحبل وتلد له اثنتين ان كانت حبلى.
ومن رأى كأنه وضع تكته تحت رأسه فإنه لا يقبل ولدها.
ومن رأى كأن تكته انقطعت فإنه يسيء معاشرة امرأته.
ومن رأى كأن تكته من دم فإنه يقتل رجلاًبسبب امرأة فيعينه على قتل امرأته.
ومن رأى كأن تكته من حية دلت رؤياه على ان صهره عدوه.
وقال الكرماني أما التكة في السراويل فهي حب الرجل امرأته فإن رآها حسنة كانت محبة مؤكدة.
ومن رأى فيها نقصا أو وهنا أو بليت فإنها تؤول بعدم المحبة لها، وأما المئزر فإنه على ضربين مئزر الصلحاء ومئزر الحمام فأما مئزر الصلحاء فإنه يؤول بالدين والصلاح وحصول مال من وجه حل ولا خير في ضياعه والحادث فيه، ومئزر الحمام يؤول بقضاء الدين، وربما كان أصابه هم.
ومن رأى أن مئزره خطف منه فيؤول بموته، وأما المنشفة فإنها خادم الرجل فمهما رأى في ذلك من زين أو شين فهو فيها.
وقال جابر المغربي المنشفة تؤول بخادم النسوة والتنشف بها ليس بمحمود، وربما دلت المنشفة على منفعة أو معاونة من امرأة فيما يرومه، وأما الكمر فيؤول على منفعة من قبل جليل، فمن رأى أنه شد وسطه به فإنه يؤول بالقوة وسداد الأمور، وربما كان ذلك له قوة من جهة الأولاد والأقارب.
وقال جعفر الصادق رؤيا الكمر يؤول على سبعة أوجه منفعة من قبل الأب أو من قبل الأخ وولد وعز وجاه وعمر طويل وانصاف وديانة، وأما اللفافة فإنها تؤول بالوقاية.
وقيل من رأى أنه لف على رجله لفائف فإنه يسافر.
ومن رأى أنه لف ذلك وهو يقصد السفر فإنه يرحل عن الدنيا إذا كانت اللفافة على الساق وأصله.
ومن رأى لفائف موضوعة فإنها تؤول بمال خصوصا ان ادخرها، وأما الكساء فإنه يؤول برئيس يكون محسنا في حق الرائي، وربما كان زاهدا مصلحا.
قال الكرماني رؤيا ذلك للنساء خير ومنفعة خصوصا إذا كانت مخطوبة ويحتاج المعبر لفهم لونه ويعبره كما ذكر في الأصول عن الألوان.
ومن رأى أنه باع كساء في الشتاء أو نزع منه غصبا فإن ذلك يدل على فقره وحاجته للناس.
وقال ابو سعيد الواعظ الكساء رئيس الرجل، وربما كان حرفته التي يعملها ويأمن بها من الفقر والمسح فيه خطأ في المعيشة وذهاب الجاه والتوسع به في الحر هم وضرر وفي الشتاء صالح والمطرف منه إذا كان منقوشا دل على امرأة.

وقال جعفر الصادق يؤول بالجارية أو الغلام فمهما رأى ذلك من زين أو شين فيؤول فيهما، وأما الطرح من الثياب فإنها تؤول على أوجه، فمن رأى أنه يلبس شيئا منها فإنه يؤول بخير ومنفعة إذا كانت من قطن وهي نظيفة واسعة، وإذا كانت بضد ذلك فتعبيره ضده، وإذا كانت من حرير وشيء فلا بأس بها وبائعها فإنه يختار دنياه على آخرته.
وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا البرود سواء كانت مفصلة أو غير مفصلة فإنها تدل على الخير وقد روى ان أبا بكر رضي الله عنه قال يا رسول الله رأيت البارحة كأن على بردى حبرة قال: هما ولدان تحبر بهما. والحبرة تدل على الحبور والسرور والبرد جار مجرى الوشي في التعبير إلا أن الوشي في الدنيا خير منه في الدين وهو في التأويل أقوى من الصوف.
ومن رأى أنه لبس بردا مختلطاً بحرير أو بقطن فإنه دون ذلك، وإن كان حريرا فإنه مال حرام، وأما الزينة بالثياب في الأسواق فإنها محمودة ولا يكون ذلك إلا في أوقات السرور والبشائر وكذلك إذا كانت في الدور ما لم يكن معها نوع من الملاهي.
ومن رأى جملة الثياب من الملبوس فإنه يؤول على أوجه.
ومن رأى أنه يلبس ثياب شتاء في الصيف فإنها تدل على تغيير الحال.
ومن رأى أنه يلبس ثياب الصيف في الشتاء فزيادة خير ومنفعة بقدر قيمة ما لبس.
ومن رأى أنه يلبس ثياب النسوة فإنه زيادة مال مع هم وخوف ولكن تحمد عاقبته وينجو، وإن رأت امرأة أنها تلبس من ثياب الرجال فإنه يدل على الخير والمنفعة.
وقال الكرماني من رأى أنه لبس ثيابا أحقر من ثيابه فإنه يدل على فساد أموره، وإن كانت أجود من ثيابه فإنه يدل على نظام أموره.
ومن رأى أن عليه ثياب الأكابر فإنه يدل على علو الشأن ومبلغه مبلغ من تنسب إليه تلك الثياب إن كان أهلا لذلك وإلا فهو خير ومنفعة.
ومن رأى أن له ثيابا من ثياب أهل الفساد فإنه يكون كثير الذنوب وكثير الخطايا.
ومن رأى أنه يلبس الملوك فإنه يؤول على ثلاثة أوجه التقريب منهم وحصول خير ومنفعة وانتظام أموره وحصول حرمة وعزة.
ومن رأى أنه لبس من ثياب العلماء وكان أهلا للصلاح فإنه حصول علم وخيرى الدنيا والآخرة.
ومن رأى أنه يلبس من ثياب الصوف فإنه يؤول بالحرص على المال.
ومن رأى أنه يلبس ثيابا الذميين أو الحربيين أو نحو ذلك أو الرفضة فإنه يكون مائلا إلى ما تنسب إليه تلك الثياب.
وقال جعفر الصادق رؤيا الثياب مطلقا تؤول على تسعة أوجه ديانة وغنى وجاه ومنفعة وعيش وعمل صالح وعدل وانصاف هذا إذا لم يكن فيه ما ينكره على التعبير، وإذا رأت المرأة أنها لبست ما ذكر من الثياب المحمودة فتأويله صلاح أمرها مع زوجها واستقامة أحوالها.
وقال دانيال رؤيا ثياب الرجل إذا لبست تؤول بالكسب، وإذا رؤيت الثياب السود فللملك خير وللرعية غم.
وقال الكرماني من رأى أنه يلبس ثيابا سودا فإنه يصيبه عم وغم وأحزان إلا إذا كان ممن يلبسها في اليقظة ويعرف بها فإن السواد سؤدد وعز وسلطان.
وقال أبو سعيد الواعظ الثياب السود لمن اعتاد لبسها اصابة مكروه، وقيل هي للمريض دليل على الموت لأن أهل المصائب يلبسون الثياب السود، والثياب الصفر سقم ومرض الا في ديباج أو خز أو حرير وهذه الأشياء صالحة للنساء وللرجال فساد دين.
وقال الكرماني إذا رأى المريض أنه يغسل ثوبا أصفر حتى زالت صفرته وظهر بياضه فالثوب يؤول بجسم وصفرته تؤول بسقمه وذهابها بذهابه عنه.
ومن رأى أنه نزع منه ثوب أصفر فإنه خارج عن سقمه ولا يضر به حدث ما يكره في الثوب الأصفر من تمزيق أو نحوه بخلاف جميع الملبوس في اللون، وأما الثياب الخضر ففرح وسرور وتوفيق طاعة لأنها ثياب أهل الجنة لقوله تعالى " عليهم ثياب سندس خضر واستبرق " .
وقال أبو سعيد الواعظ الثياب الخضر للحي قوة دين وزيادة عبادة وللميت حسن حال عند الله وهي ثياب أهل الجنة لقوله تعالى " ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق " ويدل لبس الخضرة للحي على اصابة ميراث وللميت على أنه خرج من الدنيا شهيدا.
وقال الكرماني من رأى أنه يلبس ثيابا خضرا فإنه يؤول بالعز والشرف، وأما الثياب البيض فإنها تؤول بحصول المراد خصوصا ان كانت نقية.

وقال أبو سعيد الواعظ الثياب البيض صالحة لبسها دينا ودنيا لمن تعود لبسها في اليقظة، وأما أصحاب الحرف والصنائع فيدل لبسها لهم على العطلة إذ هم لا يلبسون الثياب البيض عند اشتغالهم بالعمل.
وقال الكرماني من رأى أنه يلبس ثيابا بيضاء نقية فإنه يدل على صلاح دينه وحسن حاله وذهاب همومه لقوله تعالى " وثيابك فطهر " ، وأما الثياب الزرق فإنها تدل على حزن من جهة السلطان.
وقال الكرماني من رأى أنه يلبس ثيابا زرقا فإنه دينه غير حسن، وأما الثياب الحمر فإنها مكروهة للرجال إلا الملحفة والازار والفراش فإن الحمرة من هذه الأشياء تدل على سرور وهي صالحة للنساء في دنياهن، وقيل ان لبس الحمرة يدل على قتال شديد ومنازعة شديدة، وقيل الحمرة فرح مع بغي في الدنيا بدليل قصة قارون، وقيل إنها تدل على كثرة المال مع منع حقوق الله تعالى فيه، ولبس الملك الحمرة دليل على اشتغاله باللهو واللعب، وقيل إنه يدل في المريض على الموت.
ومن رأى أنه لبسه في عيد أو جمعة لم يضره.
وقال الكرماني من رأى أنه يلبس ثيابا حمرا فإنه يلقى قتالا ومنازعة، وإن كان أهلا للولاية نالها، وربما كان فرحا لقوله تعالى " فخرج على قومه في زينته " وكان لابسا ثيابا حمرا، وقيل رؤيا الحمرة سواء كانت في الثياب أو غيرها فإنها تدل على الصلاح، وربما دلت رؤيا الحمرة في الثوب على السرور.
ومن رأى ثيابه احترقت فإنه يصل إليه مضرة ملك بقدر ما احترق من ذلك، ومن رأى أن ثيابه ممزقه فإنه يؤول بكشف السر.
ومن رأى أنه يلبس ثيابا من صوف أو وبر أو شعر أو نحو ذلك فمجموع ذلك مال، وإذا كان من حرير أو نحوه فمال حرام والثوب المرقع دليل الفسق، وأما الثياب الوسخة فإنها تؤول بالغم والحزن، وأما الثياب من الكاغد فإنها تؤول بالشناعة ولا خير في ذلك، وأما الثياب من الجلد فإنها تؤول بالخير والمنفعة على قدر ما ينسب له ذلك الجلد، والثوب الذي لا خياطة فيه من حيث الجملة من جميع الأصناف يدل على تمام شغل بالدين، وربما كان آخر عمره هذا على وجه، والثياب من الخز تؤول بالعز والجاه.
ومن رأى أنه يلبس ثوبا معرجا فإنه يأتي امرأة في دبرها.
وقال جابر المغربي للمعبرين التعلق بالأمور الدنيوية فالبياض في الثياب إذا كانت جددا نظيفة مما تعلق بالدين والدنيا، وإذا كانت وسخة عتيقة ضيقة فضد ذلك، وربما دل الوسخ في الثوب على الضعف في الدين، وقيل إذا رأت المرأة أنها تلبس ثوبا أصفر فإن كان لها زوج فإنه يضعف، وإن لم يكن لها فتزوج بزوج.
ومن رأى أنه يفتح ثوبا مطويا فإنه يدل على السفر، ومن رأى أنه يطوي ثوبا مفتوحا فإنه يدل على مجيء غائب من سفره.
وقال خالد الأصفهاني أحسن الثياب ما كان من قطن إذا لم يكن فيها شيء من القز والحرير لأنه يكون خالصا فهو جيد للدين والدنيا والثياب العتابية إذا كانت من قطن أو حرير فإنها تؤول بالمال الحرام وفساد الدين والهم.
وقال جعفر الصادق الثوب الجديد الأبيض للرجل امرأة وللمرأة زوج وملك ونعمة ومنفعة، فمن رأى أنه خلع ثوبه عنه ان كان في خدمة ملك فإنه يبعد من خدمته، وإن لم يكن كذلك فإنه يطلق امرأته.
ومن رأى أنه قص ثيابه فإنه يؤول بحصول خير.
ومن رأى أن السارق سلخ ثوبه فإنه يؤول بوقوع فساد بين نسوة.
وقال ابو سعيد الواعظ الثوب ذو الوجهين أو ذو اللونين يدل على مداراة وولاية لأصحاب الدين والدنيا، والثياب الجديدة صالحة للغني والفقير وتدل على الثروة والسرور.
ومن رأى أنه لابس ثيابا جددا فتمزقت لا يقدر على اصلاح مثلها فإنه يسحر، وإن قدر على ذلك فإنه يرزق ولدا، والمرتفعة القيمة للعبيد مرض وللأحرار زيادة نعمة، والثياب الرقيقة تجدد الدين فإن لبسها فوق ثيابه دلت على موافقة سره علانيته، وربما كانت النية خيرا من الظاهر، وربما نال مالا مدخورا، والديباج والحرير لا يصلح لبسهما للفقهاء فانهما يؤولان بطلبهم الدنيا ودعوتهم الناس إلى البدعة، وربما كانت صالحة لغير الفقهاء فانهم يؤولون بأعمال تستوجب الجنة ويصيب مع ذلك رياسة، وتدل أيضاً على التزويج بإمرأة شريفة أو التسري بجارية حسناء فيحتاج المعبر في تعبير ذلك جميعه من حال الرائي.
والثياب الوشي تدل على أوجه. وقال الكرماني تؤول للصلحاء بالدين ولأهل الفساد بالسياط ولغيرهم بطلوع جدري في الجسم.

وقال أبو سعيد الواعظ تؤول بنيل الولاية لمن كان من أهلها خصوصا من أهل الحرث والزرع، وعلى خصب السنة لمن يكون من أهلها وهي للمرأة زيادة سرور ومن أعطى وشيا نال مالا من جهة العجم، وأهل الذمة والميسر، وربما تؤول بالسياط.
وأما الثياب الممشطة فإنها جاه ورفع صيت ولا بأس بها للرجال وهي جيدة للنسوة وجمعها من غير لبس مال، وأما الثياب الملحمة فمختلف فيها فمنهم من جعل تأويلها المرأة ومنهم من جعله المال ومنهم من جعله المرض ومنهم من جعل الملحم ملحمة يعني القتال.
وأما الثياب الخز فإنها تؤول بالحج واختلفوا في الأصفر منها فمنهم من كرهه ومنهم من قال ان الخز الأصفر لا يكره ولا يحمد، والأحمر منه تجدد دنيا، وأما الثياب الكتان فمعيشة شريفة ومال حلال من وجه تحمد عقباه وليس أحد ذم ذلك من المعبرين سواء كانت على الرجال أو النساء ما لم يخالطه شيء من النوع المكروه.
وأما الحبرة فإنها تؤول بالحبور وليس فيها إلا الخير خصوصا للنسوة، وقيل رؤيا الثياب الخلقة غم.
فإن رأى أن له ثوبين خلقين متقطعين لبس أحدهما فوق الآخر دل على موته، وتمزق الثياب عرضا يؤول باصابة هموم، وتمزقها طولا يؤول بالفرج وذلك بمثابة القباء والدواجي، وإذا رأت المرأة ثيابها خلقة قصيرة افتقرت وهتك سترها، وأكل الثوب الجديد أكل المال الحلال وأكل الثوب الوسخ أكل المال الحرام، والثياب دليل القلب فنظافتها ووسخها يؤول بالقلب فليعتبر ذلك المعبر.
وقال السالمي من رأى أن ثيابه ابتلت عليه وهو لابسها فإن كان على سفر فهو لا يسافر، وإن كان نوى أمرا لا يتم له.
ومن رأى أنه يبيع ثيابه فهو صلاح له ولا خير فيمن يشتريها، وإن رآها أنه يدفعها عن نفسه فهو زوال فقره.
ومن رأى أنه لبس ثيابا جددا بعد ان اغتسل فإنه يؤول بزوال الهم والغم ويسلم من أمر مكروه.
ومن رأى أنه يلبس ثوبا محرما عليه أو مما ينسب للنساء فإنه ينكح حراما، وأما الثياب المطرزة فإنها تؤول بالهم والغم، وربما كانت شهرة يشتهر بها الرائي، وربما كانت سياطا يضرب بها خمسة إذا كان من أهل الفساد.
ومن رأى أنه يلبس ثياب النساء فإن كان عنده حامل فإنها تأتي بأنثى، وإن لم يكن عنده حامل فإنه يصيب ضرر أو خوفا في نفسه ومالا بقدر شناعتها، وربما كان اصابة زمانة، وأما الرداء الذي يوضع على الكتف فإنه يؤول بدين الإنسان الذي يرتدي به في عنقه والعنق موضع الأمانة.
فمن رأى أن عليه رداء حسنا فهو صلاح دينه وحسن إيمانه، وإذا رأى الرداء الذي يضعه على كتفه حسنا فإنه زيادة دين وصحة دين ولا خير في رقيقه.
وأما غسل الثياب فهو على أوجه فمن رأى أنه غسل ثيابه من وسخ فإنه يدل على صلاحه وخلاصه من الغم والحزن ويطيب عيشه ويوفي دينه هذا إذا لبسها، وأما إذا لم يلبسها فإنه دون ذلك.
وقال الكرماني غسل الثياب النظاف إذا ظهر منها وسخ فإنه فساد في الدين وارتكاب معاص.
وقال أبو سعيد الواعظ غسل الثياب من الوسخ توبة وغسلها من المنى توبة من الزنا وغسلها من الدم توبة من القتل وغسلها من العذرة توبة من كسب حرام.
وقال جعفر الصادق غسل الثياب بالماء البارد تؤول على أربعة أوجه توبة وعافية وخلاص من عسير وأمن من خوف وغسلها بالماء الحار حزن وغم وسقم.
وقيل من رأى أنه يغسل ثيابا نظافا فإنه زيادة في تقواه وورعه، وقيل ان ذلك اسراف لكونها لا تستحق الغسل، وقال آخرون ليس في ذلك ضرر ولا نفع ولا يحمد ولا يذم.

فصل في رؤيا أصناف الفراء
أما السمور فإنه مال ورزق من جهة الأكابر لأنه من ملبوسهم، وأما هو في الحيوان فيأتي في فصله، وأما الوشق فإنه مال من جهة رجل ظالم غاشم، وربما كان يكره لبياضه وضخامته.
وأما العرص أو المصيص فإنه يؤول بمنفعة من جهة إمرأة غنية ويكون فيه نتيجة.
وأما الكباشية فهو نظيره الا أنه من إمرأة غير غنية، وربما كان من جهة حل.
وأما فرو الثعلب فإنه يؤول بتزويج إمرأة فاسقة خداعة إذا لبسه، وإذا لم يلبسه فهو مال من قبل إمرأة تنسب لذلك.
وأما فرو الفنك فإنه حصول مال من جهة امرأة محتشمة، وإن كان عزبا ورأى أنه لبس ذلك فإنه يتزوج بمثلها.

وأما فرو الحوصل فإنه يؤول بحصول مال من جهة أقوام أصيلين، وربما كانوا نسوة ولا بأس برؤيا ذلك في الصيف والشتاء لكونه يحصل من حواصل الطيور المائية، ولا خير في رؤيا فرو القطاط ونحوها من الحيوان خارجا عما ذكرناه.
ومن رأى أن فروته احترقت أو تمزقت فإنه يؤول بهم وغم ونقصان مال.
وقال أبو سعيد الواعظ الفرو ظهور قوة وفرو السباع والسمور والثعالب ليس بمحمود لكونها منسوبة إلى الظلمة، وربما دلت على السؤدد وعلى كل حال هي مال سواء حمدت أو لم تحمد ولبس الفرو مقلوبا اظهار مال مشهور.
وقيل من رأى أنه يلبس الفرو مطلقا في أيام الشتاء فإنه يؤول بالخير والمنفعة وفي أيام الصيف نظيره ولكن غم وتعب.
ومن رأى أنه نزع فروة في أيام الشتاء فلا خير فيه، ونزعها في أيام الصيف عند غالبهم ليس فيه مضرة للرائي.

فصل في رؤيا التجرد وكشف العورة
فمن رأى أنه عريان وهو يستحي من الناس ويطلب منهم ما يتغطى به فإنه يفتضح منهم وينشر سره، وإن لم يستح منهم ولم يطلب منهم ما يتغطى به فإنه يرزق الحج.
ومن رأى أنه عريان وعورته مستورة وهو في نفسه غير مفسد فإنه يؤول بالعفو والمغفرة والظفر، وإن لم يكن أهلا لذلك فغير محمود.
وقال جابر المغربي العرى محنة وافتضاح خصوصا إذا كانت جميع عورته مكشوفة وللنساء أبلغ من ذلك، ولكن إذا عرف الرائي بالصلاح فلا يخاف عليه بسبب ذلك، وربما يكون مغفرة له، وقيل رؤيا العرى في المحفل افتضاح.
وقيل من رأى أنه نزع ثيابه فعرى بدنه فإنه يظهر له عدو مكايد غير مجاهر بالعداوة بل يظهر المودة لقوله تعالى " يا بني آدم لا يفتننكم " الآية.
وقال الكرماني من رأى أنه عريان فقد تجرد لأمر قد أمعن فيه فإن كان ذلك الأمر يدل على الدين فإنه يبلغ في الخير والعبادة مبلغا حسنا، وإن كان ذلك الأمر يدل على دنيا وطلب المعصية فإنه يبلغ من ذلك بقدر همته له وعقباه مذمة.
ومن رأى أنه عريان في سوق أو وسط ملأ من الناس ورأى عورته بارزة ظاهرة بعينه والناس ينظرون إليه وهو يستحي من الناس فإنه يظهر فيه عيب كان يستره عنهم ولا يريد كشفه، وربما دل على انتهاك ستره، وإن رأى أنه تجرد في مسجد فإنه يتجرد من ذنوبه، وربما دل التجرد في المسجد على إظهار ما عنده من دين كالأذان والصلاة والقراءة والامامة وما يشبه ذلك.
ومن رأى أنه عريان وله بعض ما يستره بين الناس فإنه يؤول برجل كان غنيا وقد ذهب ماله وبقي ما يستره فليحافظ عليه ويسلك طريق التقوى.
ومن رأى أن عريان وليس عليه شيء ولا أحد ينظر عورته وهو لا يظن بنفسه في كشف العورة فإنه ان كان مريضا شفي، وإن كان مهموما ذهب همه، وإن كان مديونا قضي دينه، وإن كان غنيا ذهب ماله أو بيعت داره أو يفارق زوجته، وربما دل على التوبة، وربما يتعرى من الدنيا ويتغطى بالآخرة، وربما يصاب في ماله ويقال عنه ما يكره وتجرد الرجل الصالح خير ومنفعة وخروج هم وللعاصي هم وغم وهتك ستره وافتضاحه.
ومن رأى أنه يجري وهو عريان فإنه يتهم بتهمة يكون فيها بريئا لقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى " الآية.
ومن رأى أنه عريان وكان ملكا أو صاحب وظيفة فإنه يعزل عن ذلك خصوصا إذا سلبت منه غضبا، وإن رأى ما يسره مع ذلك العرى فإنه أخف من العزل، وربما كان نقصا في أبهته.
وإذا رأت المرأة أنها عريانة فإنه لا خير فيه لها، وإن كان لها زوج فإنه يطلقها.
وإن رأت ذلك في السوق أو وسط ملأ من الناس ورأت مع ذلك كشف الرأس فإنه يؤول لها بمصيبة عظيمة إما في زوجها أو من يعز عليها أو في نفسها وتشتهر في مالها ويذهب الحياء عنها ولا خير في رؤية ذلك للنسوة جملة كافة سواء كانت صبية أو عجوزا.
فصل في رؤيا ما يلبس في الأرجل من أنواع متفرقة.
أما الخف فقال دانيال رؤيا الخف في أيام الشتاء خير وبركة وفي الصيف غم وحزن وللمعبرين في تأويل الخف خلاف.
وقال ابن سيرين من رأى أن في رجليه خفا وهو لابس سلاحا فإن عدوه يتنكر منه، وإن لم يكن معه سلاح فإنه يصيبه غم وحزن خصوصا ان كان الخف ضيقا، وإن كان الخف من أدم فإنه يخطب امرأة ويحصل لها منه بقدر ما يراه من حسن ذلك الخف.
ومن رأى أنه يلبس خفا مقلوبا فإنه يدل على زوال الهم والحزن.

وقال الكرماني من رأى أنه يلبس خفا وكان ممن يلبس ذلك في اليقظة فإنه هم وخوف يصيبه أو كيد أو سجن أو موت لعامين، وقيل ذلك لمن ليس له عادة بلبسه، وأما المعتاد لذلك فإنه نجاة من خوف له وأمن لقوله تعالى " وآمنهم من خوف " فاستدلوا بذلك من الفظ لا من سبب نزول الآية، وربما كان وقاية من المكاره، وربما كان سفرا في البحر.
ومن رأى أن عليه خفين متخرقين قد ظهرت منهما رجلاه فإنه يصيب فرجا ومالا وغبطة.
ومن رأى أن أحد خفيه انتزع أو تخرق أو غلب عليه فإنه يذهب نصف ماله، وإن ذهبت خفاه معا ذهب ماله كله.
وقيل من رأى أنه يلبس خفين فإنه يتزوج امرأتين.
ومن رأى أنه ابتاع خفافا كثيرة من جلد الغم أو وهبت له او حازها على أي وجه كان فإنه يدل على حصول مال ونعمة بمقدار ذلك، ولبس الخف الساذج إذا كان جديدا حسنا فإنه يؤول بتزويج بكر.
ومن رأى أن خفيه تمزقا حتى لم يبق مما يلبسه تحت قدمه شيء فإنه يدل على موت زوجته، وقال آخرون لا يضر ذلك لما يحصل للأرجل من الفرج.
ومن رأى أنه قلع خفه على العادة فإنه يؤول بالسرور وحصول المراد، وإن كان في سجن فإنه يخرج منه وخرق الخف موت امرأة، وقيل ذهاب الأخفاف إذا لم توجد فإنها تؤول بالخلاص من الهم والضيق.
ومن رأى أنه يدخل قالبا في خف فإنه ينكح امرأة.
وقال جابر المغربي من رأى أن أخفافه وقعت في بئر أو نحوه فإنه يطلق امرأته، وإن باع خفه لغريب أجنبي فإنه يدل على موته زوجته، وإن سرق خف زوجها فإنه يدل على وقوعه في البلاء.
ومن رأى أن السباع والذئاب وثبت على خفه ومزقته فإنه يدل على أن الشبان يقصدون امرأته.
وقال جعفر الصادق رؤيا الخف إذ كان لينا والرجل تكون فيه مستريحة تؤول على سبعة أوجه امرأة وجارية وخادم وقوة وعيش وظفر ومنفعة.
وقال أبو سعيد الواعظ أما لبس الخفين فهو سفر في متجر، وضيقهما يدل على ضيق ودين، وإحكامهما وضيقهما يدل على بعد الفرج، فأما ما دل على الهم فما كان أحكم فهو أبعد عن الفرج ولكن يرتجى قربه لأن الأمر إذا ضاق كان عقباه الفرج، والجديد من الأخفاف وقاية في المال، وإذا كان لبس الخف كمال الملبوس لذوي المناصب فإنه تمام في الجاه وسعة في العيش.
ومن رأى أن تحت قدميه تخرق من خفه فإنه يدل على التزويج بثيب.
ومن رأى أنه لبس خفا منعلا فإنه يصيبه هم من قبل امرأته، وربما كان خصومة بينهما.
ومن رأى أن في أسفل خفيه رقعة فإنه يتزوج امرأة ومعها ابنة.
ومن رأى أنه يلبس خفا أحمر فإن كان نوى السفر فيتعين عليه التأخير مدة يسيرة لأن ذلك ليس بمحمود للمسافر.
وقال خالد الأصفهاني من رأى أنه يدخل قالبا في خف فإنه ينكح امرأة، وإن عرف لون الخف فتعبير المرأة بلونها، ومن رأى أن خفيه سرقا أصابه هم لأنهما من الزينة والوقاية.
ومن رأى أنه أصاب خفا ولم يلبسه فإنه يصيب مالا من أعجمي والحكماء والصير ما من هذا المعنى غير أنها محمودة لأهل الأسفار وسكان البادية لا الحضر، واللفافة تقدم تعبيرها.
وقال بعض المعبرين رؤيا الخف الأبيض أنسب من الأصفر.
وأما النعال فهي عديدة وتعبيرها على أوجه قال الكرماني أما النعل التي هي للسفر فلبسها سفر والتي للحضر امرأة.
ومن رأى أنه لبس خفين محدوتين فمشى بهما في طريق قاصدا فإنه يسافر، وإن انقطع شيء منهما أو ضعف فإنه يقيم في سفره بطيب نفس منه.
ومن رأى أنه لبس نعلين وليس يمشي بهما فإنه يطأ امرأة أو جارية، وإن كان النعلان جديدين فيؤولان ببكر.
ومن رأى أنه أعطى نعلا فأحرزها في ثوب أو وعاء فإنه يحرز امرأة أو جارية، وإن كانت مقطعة فإنها ثيب.
ومن رأى أنه يمشي في نعل فاختلعت احداهما عن رجله ومشى بنعل واحد فإن ذلك فراق أخ أو أخت أو شريك على ظهر بسفر أو يموت أو يطلق زوجته أو يبيع خادمه أو يموت أحدهم، وربما دل على قرب أجله بعد انقضاء عام واحد.
ومن رأى أنه ضاع أو وقع في بئر أو غلب عليه فإن امرأة من أهله يقع بينه وبينها هجران ثم يعودان إلى حالهما الأول.
ومن رأى أن نعله سرق أو لبسه غيره فإنه يؤول بأن أحداً يغتال امرأته.
ومن رأى أن أحداً سل نعله ثم فقده ووجده بعده وشق ذلك عليه فإنه يلتمس مالا بمشقة ثم يناله.

ومن رأى أن نعله انتزع منه انتزاعا أو احترق أو انقطع فإنه يقيم عن سفره على كره، والمراد بالنعلين ما يلبس في الرجل من الزراميز والزرابيل والتواسيم ونحو ذلك، وقيل الزرموزة السوداء تؤول بامرأة محتشمة من الأغنياء.
ومن رأى زرموزة بيضاء فإنها تدل على امرأة جميلة، والحمراء امرأة معاشرة، والخضراء امرأة ستيرة، وأما المنقوشة فإنها تؤول بامرأة فيها من أنواع ما ذكر، وقيل إذا كانت الزرموزة من جلد البقر فإنها امرأة أعجمية، وإن كانت من جلد الغنم أو المعز فإنها امرأة عربية خصوصا ان كان نعلها من جلد الجمال.
ومن رأى أن زرموزته وقعت في مكان لا يستطيع الوصول إليها وهو يمشي حافيا فإنه يدل على حصول الغم والهم وقلة الحرمة، وربما دلت على موت امرأته، وإذا كان في الرؤية ما يدل على الخير فلا يضره الحفاء.
ومن رأى أنه وهبها لأحد فإنه يطلق امرأته ويتزوجها غيره، وربما يهب خادمه لأحد.
ومن رأى أن أحداً جذب زرموزته من يده حتى تقطعت وحصل له منها مضرة فإنه يؤول بموت امرأته.
ومن رأى أنه لبس فردة منها وهو يمشي بها فإنه يدل على عدم تمام سفره، وقيل رؤية الزرزة العتيقة خير من جدتها.
وقال ابو سعيد الواعظ من رأى أنه لبس نعلين فإنه يسافر في البر.
ومن رأى أنه يمشي بهما في مجلسه فإنه يطأ امرأة والنعل المشعر غير المحذو امرأة تنسب لذلك النوع والنعل المقطوع العقب امرأة عقيم، وقيل يتزوج امرأة بغير عقد صحيح، وربما كانت بغير ولي.
ومن رأى أن نعله مطبقه فانفرد الطبق ولم يسقط فإن امرأته تلد بنتا، وإن تعلق الطبق بالطبق فإن حياة البنت تطول مع أمها، وإن سقطت فإنها تموت.
ومن رأى أنه رقع نعله فإنه يظن بامرأته خللا ويحسن عشرتها، وإن رقعها غيره دل على أنه يفسد امرأته.
ومن رأى أنه دفع نعله للحذاء ليصلحها فإنه يعين امرأته على ارتكاب المعاصي، والنعل من الفضة يؤول بامرأة جديدة حسنة، ومن الرصاص امرأة ضعيفة، ومن النار إمرأة سليطة، ومن جلد الخيل إمرأة من العرب، ومن جلد السبع إمرأة من السلاطين الظلمة، وقيل خلع النعل أمن ونيل ولاية لقوله تعالى " اخلع نعليك " ، وقيل المشي في النعل المشعر سفر في طاعة الله تعالى.
ومن رأى شيئا مكتوبا على نعل فإنه يدل على أن امرأته تخلط في أمورها.
ومن رأى أن له نعلا مضفورا من قطن فإنه يؤول بإمرأة قارئة دينة مشهورة بالخير.
وقيل إن رجلاًأتى ابن سيرين: فقال رأيت كأني أمشي بنعلين فانقطع شسع أحدهما فتركتها ومضيت على حالتي فقال ألك أخ غائب قال نعم قال أخرجتما إلى أرض فتركته هناك ورجعت قال نعم فاسترجع ابن سيرين، وقال ما أرى أخاك الا وقد فارق الدنيا فورد نعيه عن قريب.
وقال جعفر الصادق ما لبس في الرجل من زرموزة أو سباط أو زيون أو حدوة أو تاسومة أو ما أشبه ذلك يؤول على سبعة أوجه إمرأة وخادم وجارية وقوة ومنفعة ومال وسفر.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه يمشي في نعل أصفر فإنه يؤول بالبركة والسرور لما ورد في الحديث وهو صحيح: من انتعل في نعل أصفر لم يزل في بركة وسرور. وله دليل أيضاً قوله تعالى " صفراء فاقع لونها تسر الناظرين " .
وأما القبقاب وهو القفو ففيه أوجه فمن رأى أنه يلبس قبقابا جديدا فإنه يشتري غلاما.
ومن رأى أنه نزع قبقابه فإنه يقع بينه وبين من يستخدمه شر وهجران.
ومن رأى أن قباقابه احترق فإنه يؤول بموت غلامه أو بموت من يستخدمه.
ومن رأى أن حادثا حدث في قبقابه فإنه يؤول فيما ذكر.
ومن رأى أنه يمشي في قبقاب جديد وهو متمكن فيه فإن أموره تستقيم مع خدمه.
ومن رأى أنه نزع قبقابه ولم ير فيه تأثيرا أو رأى أنه يفعل شيئا حسنا حال نزعه فلا يضره ذلك.
وقال ابو سعيد الواعظ رؤيا القبقاب تؤول بامرأة منافقة فإن رأى قبقابا فإنه يؤول فيما ذكر فإن لبسه ملك امرأة مثل ذلك فإن لم يلبسه فلا يضره ذلك، وأما التواسيم وهي لبس أهل الحجاز وتفترق أنواعها منها ما هو بشراك ومنها ما هو بلا وجه، فمن رأى أن شراك تاسومته انقطع فإنه يتعوق عن سفر.
وقال الكرماني من رأى أن في رجله تاسومة سوداء فإنه يسافر في صلاح دينه، وإن كانت حمراء فيكون سفره بسبب الفرح والعشرة، وإن كانت صفراء فيحصل في سفره مشقة ومرض، وإن كانت خضراء فسفره يكون لمصلحة الآخرة، وإن كانت ملونة فيدل على النعمة والمال في سفره.

ومن رأى أنه تعوق عن السفر لعدم التاسومة فإنه يرزق جارية.
وقال جابر المغربي التاسومة تؤول بالمرأة فما رؤي فيها من زين أو شين يؤول فيها.
ومن رأى أنه وضع تاسومته على مكان مرتفع فإنه يدل على مجامعته امرأته.
ومن رأى أن أحداً أخذ تاسومته وخبأها في موضع فإنه يدل على فساد مع امرأته وحكمها في الحرق والقطع كما تقدم في النعال.
وأما الهوازن فمن رآها موضوعة قدامه فإنه حصول مال، وإن لبسها يؤول بالسفر.
ومن رأى أنه لف هوازن على رجليه وعزم على السفر وهو في جده من غير رفيق ولا زاد فإنه يدل على انقضاء أجله والله أعلم.

الباب السادس والأربعون
في رؤيا السرادقات والستور والاشارات ونحوها
أما السرادقات فهي على أوجه عديدة.
فمن رأى أن سرادقا مضروبا فإنه يصيب سلطان.
وإن رأى ذلك سلطان فإنه صلاح له ي ملكه.
ومن رأى أن سرادقه طوى فإن سلطانه ينفذ عنه أو عمره ينفذ.
ومن رأى أن سرادقه نشر ليضرب له فإنه يؤول بحصول سلطان فيه تأخر.
وقال أبو سعيد الوعظ السرادق في التأويل سلطان، فإذا رأى الرجل كأن سرادقا ضرب فوقه فإنه يظفر بخصم ذي سلطان.
وقال جعفر الصادق السرادق يؤول على خمسة أوجه سلطنة ورياسة وولاية ووزارة ورئاسة جيش.
ومن رأى أن سرادق الملك وقع فإنه زوال ملكه واحتراقه يدل على موته، وأما حمله في الهواء فهو عز ونعمة لملك غيره في ذلك المكان الذي هو فيه.
ومن رأى أن ملكا أخرج من سرادقه غصبا فإنه يدل على زوال ملكه ومملكته.
وأما الخيمة، فمن رأى أنه ينصب خيمة أو تنصب له وقعد فيها فإن كان من ذوي الشوكة فإنه ينال ولاية ومالا، وإن كان تاجرا فإنه يحصل له من سفره مال وجاه، وإن كان من غير ما ذكر فإنه يؤول بالحزن والغم، وإن كانت عنيفة مقطعة فحصول مضرة وخسران، وإن عرف مالكها فإنه يؤول له.
وقال أبو سعيد الواعظ الخيمة للسلطان زيادة ولاية وللتاجر سفر، وربما دلت على اصابة جارية حسناء عذراء لقوله تعالى " حور مقصرات في الخيام " .
ومن رأى خيمة فيها نار وهي محتاطة بها ولم يصيبها منها سوء فإنه يؤول برجل مذنب يتوب عن ذنبه ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وقيل رؤيا الفسطاط تدل على زيارة قبور الشهداء والدعاء لهم، وربما خرج من الدنيا شهيدا، وربما رزق زيارة البيت المقدس.
ومن رأى فسطاطا مضروبا في مفازة من الأرض أو في بقيع أو في روضة فإنه يؤول بقبر شهيد يظهر هناك.
وأما الصيوان فإنه ملك دون سلطان. وقال جابر المغربي إذا كان الصيوان من قطن أو صوف أو كان لونه أبيض أو أخضر فإنه يدل على خدمة ملك صالح، ومن رأى ذلك فتعبيره ضده.
وأما الستور فإنها تؤول بملك مشهور عالي الهمة صالح في الدين ينفذ السلطان وجميع العساكر ما أمر به ويكون من هذا النوع في حق الأمراء والنواب، فمن رأى أنه ضرب له ستر فإنه ينال رفعة وعزا، وإن كان من الأمراء نال مرتبة عالية لأن الستور لا تضرب إلا للسلاطين والنواب والأمراء المقدمين على الألوف خاصة، وأما دون ذلك فلا يضرب لهم ستر، وقيل رؤيا الستر في القفر تؤول بالسفر للرائي إذا لم يعرف صاحبه فإن كان عرفه كان عائدا عليه، وأما الاشارات وهي التي تعلق بها القناديل لتعرف وطاق كل اضربها على عدد القناديل فإنها تؤول بالعز والجاه وعلو المرتبة.
فمن رأى أن له اشارة تضيء فإنه جيد إلى الغاية ولا خير في طفئها.
ومن رأى أن شارة أحد معروف حدث فيها حادث فإنه يؤول في عزه.
ومن رأى أن له اشارة معروفة وقد زادت فإنه خير ونعمة ونقصها مذموم وكذلك النقص في حبالها وآلاتها وتعلقاتها.
ومن رأى شارة مضروبة في مكان وهي منسوبة له فإن كان أهلا للولاية فإنه يتولى ذلك فإن لم يكن أهلا لذلك فهو شهرة حسنة.
وأما سلائب الخادم فإنها تؤول بالخدام والنسوة والنوافع.
فمن رأى أنه حدث في ذلك ما يزين أو يشين فهو يؤول فيهن.
ومن رأى أنه حمل شيئا من هذا النوع على جمال فإنه ينوي السفر والله أعلم.
الباب السابع والاربعون
في رؤيا التخوت والاسرة والمنابر
والكراسي والدكك والشباري ونحوها
أما التخت فإنه يؤول على أوجه، فمن رأى أنه قاعد على تخت وعلى التخت شيء مبسوط فإنه يدل على السفر.

ومن رأى أنه نائم على تخت وتحته شيء مبسوط وفوقه فإنه يدل على الشرف والجاه على قدر قيمة ذلك التخت وحسنه وعظمه بقهر الاعداء، وربما يغفل عن طاعة الله تعالى، وإن كان من أهل الفساد فإنه يصلب خصوصا إذا رأى نفسه نائما على التخت.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه جلس على تخت الملكة فإن كان أهلا لذلك فلا بد له من الملك، وإن لم يكن أهلا لذلك فهو حصول مصيبة وشهرة رديئة.
ومن رأى تختا منقوشا فإنه يؤول بمنصب يناله يكون فيه ذا استقامة وأمور الناس راجعة إليه هذا ان جلس فوقه وإلا لم يضره ذلك.
ومن رأى تختا من صندل وهو يعرف صاحبه فإنه يؤول بمنصب يحصل له فيه ثناء حسن فإن لم يعرف صاحبه كان التعبير عائدا عليه خصوصا ان جلس فوقه.
وقال جعفر الصادق رؤيا التخت تؤول على تسعة أوجه عز وشرف وسفر ومرتبة وعلو وولاية وقدر وجاه، وأما السرير فهو على نوعين سرير للصغير المرضع وسرير لجلوس الأكابر.
قال الكرماني من رأى سريرا صغيرا فإن كان له زوجة فإنها تحمل، وإن كانت حاملا أتت بذكر لكونه مذكرا.
ومن رأى أنه في سرير صغير وهو يهز فيه فإنه يصبو ويرتكب ما يرتكبه الصغار.
ومن رأى أنه يهز سريرا فإنه يجتهد في صلاح أولاده.
قال السالمي رؤيا الأسرة مطلقا تؤول بالسرور من اشتقاق الاسم، فمن رأى سريرا مجهولا وعليه فراش فهو خير فإن جلس عليه وكان لائقا بالملك ناله وإلا مجلسا رفيعا، وإن كان عازبا تزوج، وإن كان متزوجا فإنه حصول مراد، وإن كانت امرأته حاملا أتت بغلام.
ومن رأى أنه جلس على سرير ليس عليه فراش فإنه يسافر، وإن كان مريضا مات، وإن كان له امرأة فإنه يكون معها في سرور، وربما يقع بينهما تخلية.
ومن رأى أن سريره انكسر فإنه يذهب عزه وسلطانه وإلا فارق زوجته بموت أو حياة.
ومن رأى أن سريره ينصب وكان مريضا فإنه يدل على افاقته، وإن رأت امرأة لا زوج لها ان سريرا حمل إلى بيتها فإنها تتزوج.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه قاعد على سرير فإن السرير يجري مجرى الفراش ونكاح المرأة وشراء الأمة، وقيل ان القعود على السرير رياسة على قوم منافقين، وأما الكراسي فتؤول على أوجه وللمعبرين في ذلك اختلاف اما كرسي العرش فقد تقدم الكلام عليه في الباب الأول بالعلم.
وكذلك نبذة من الكلام على الكرسي الذي يصنعه النجار والآن نذكر هنا نبذة منه لئلا يكون خاليا عن المعنى فمنهم من قال إنه يؤول بالعلم ومنهم من قال يؤول برجل زاهد تقي إذا كان حسن المنظر منسوبا إلى الجوامع والمدارس، وإذا كان منسوبا للملك فإنه يؤول بملك عادل، ورؤيته من صندل أقوى وأبلغ والكرسي الذي لا ينسب لاباب الصنائع فإنه يؤول بالمرأة فمهما رأى في ذلك من زين أو شين كان تأويله فيها.
ومن رأى أنه ابتاع كرسيا فإنه يبتاع جارية.
وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه جلس على كرسي فإنه يؤول بأنه ان كان ضاع له شيء فإنه يجده لقوله تعالى " وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب " .
وأما المنابر فإنها تؤول بالسلطان والملك والوصي والامام والعالم فمهما رأى في ذلك من زين أو شين فإنه يؤول فيهم، والصعود عليها لمن يليق بالولاية فإنه ينالها ولمن لا يليق بها ليس بمحمود.
ومن رأى أنه يتكلم على منبر بما لا يليق فإنه يشتهر بمصيبة ومعصية، وإن تكلم بما يليق فإنه خير وبركة وبقية الكلام تقدم في تعبيره في الباب التاسع.
وأما السدة وهي التي توضع بالجوامع والمدارس للمؤذنين فإنها تؤول بالخادم فمهما رؤي في ذلك من زين أو شين فإنه يعبر عليها، وأرجلها تؤول بأفعاله فيعتبر ذلك من قوة وضعف.
وأما الدكك التي توضع بأماكن الرؤساء برسم الجلوس عليها ووضع الشيء أيضاً فإنها تؤول بالنسوة، وإذا كانت مفروشة فهي أجود، وقيل رؤيا الصعود على التخوت والأسرة والمنابر والكراسي والسدد والدكك وما أشبه ذلك فإنه علو قدر ورفعة وحصول نعمة وخير ومنفعة، والنزول علن شيء من ذلك فليس ذلك بمحمود، وربما كان لذوي المناصب عزلا ولمن يؤمل أملا عدم إصابة وكل صعود فإنه يجد وكل هبوط أو نزول فليس بمحمود.
ومن رأى أنه يصنع شيئا من ذلك فإنه ينسب في التقريب إلى ما ينسب له ذلك النوع فليعبر بتعبيره والحرق والكسر في ذلك جميعه ليس بمحمود.
ومن رأى أنه ألصق شيئا منها إلى بعضها فإنه يؤول بجمع ذلك بمكان واحد فليعتبر حاله في الرؤيا.

ومن رأى أن له شيئا من هذه الأنواع فهو محمود على أي وجه كان.
ومن رأى أن دككه موضوعة وعليها دكك أخرى وهو جالس فوقها فإنه يؤول على ثلاثة أوجه إما أن يتزوج امرأتين أو يتولى وظيفتين ان كان أهلا لذلك وإلا فهو عز ورفعة بالغة ولمن لا يستحق ذلك ليس هو جيدا في حقه.
أما دكك المغتسل فإنها تؤول برفعة يحصل فيها فساد الدين، وربما دلت على امرأة منقبة نافعة، وربما كانت قليلة الحياء عاهرة، وربما كان ارتكاب أمر مكروه، وأما التابوت والنعش فهما بمعنى واحد وقد تقدم الكلام في تعبيرهما في الباب التاسع والعشرين لأنه يناسبه.

الباب الثامن والأربعون
في رؤيا البسط والفرش والوسائد والستور
والأمتعة ونحو ذلك وهي جملة عديدة على أنواع شتى
فصل في رؤيا البسط
من رأى أنه بسط له بساط جديد واسع فإنه ينال في دنياه عمرا طويلا وسعة في الرزق لقوله تعالى " الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر " ، وإن كان ثخينا في مكان مجهول أو عند قوم مجهولين فإنه يتغرب من بلده وقومه وينال في الغربة عزا وجاها.
ومن رأى أنه يحمل على عاتقه بساطا مطويا يريد موضعا مجهولا أو قوما مجهولين فإن دنياه قد طويت عنه وصارت تبعاته في عنقه أو يكون مقلا في دنياه ضيقا في معيشته.
ومن رأى أنه جلس على بساط فإنه ينال عزا ورفعة.
وقال أبو سعيد الواعظ البساط دنيا تناله وسعة في الرزق وصفاته طول العمر وصغره قلة المكسب وطيه على النعمة.
ومن رأى كأنه على بساط فإن كان في حرب نال السلامة، وإن لم يكن في حرب اشترى قرية، وبسط البساط بين قوم معروفين أو في موضع معروف يدل على اشتراك النعمة بين أهل ذلك الموضع.
وقال جعفر الصادق البساط إذا كان كبيراً جديدا فإنه يؤول على ثمانية أوجه عز وجاه وشرف ومرتبة ونعمة ومال وعمر طويل وثناء بقدر عظمه.
وقال ابن سيرين من رأى أنه بسط بساطا جديدا واسعا ويعلم أنه ملكه فإنه يدل على طول العمر بنعمة وحصول الرزق بهناءة.
ومن رأى أنه جلس على بساط كبير في بيته أو رفقائه أو مع أصحابه فإنه خير ونعمة ويقتبس في التعبير كما تقدم.
ومن رأى بساطا في بيت أجنبي وهو لا يعرف البساط ولا المكان فإنه يدل على تغيير حاله، فإن رآه طوى أو أحرق فإنه يؤول على موته في الغربة.
وقال الكرماني من رأى أن بساطه صغير فإنه يدل على قصر عمره.
ومن رأى أن بساطه صغير ولكنه واسع فإنه يدل على قصر عمره وسعة رزقه.
ومن رأى أن بساطه صغير وعتيق فإنه يدل على قلة عمره ورزقه وسوء معيشته، وربما كان سالكا غير الطريق الحميدة.
وقال جابر المغربي من رأى أنه طوى بساطه وحمله على كتفه فإنه ينتقل من مكان إلى مكان.
ومن رأى أنه طوى بساطه وقعد عليه فإنه يدل على أنه بقى من عمره شيء قليل ولكنه قليل الرزق.
ومن رأى أنه بسط بساطا مطويا فإنه يفتح عليه أبواب الرزق.
وقال إسماعيل بن الأشعث البساط المبسوط يؤول ببهاء الأشغال وكلما كان أكبر كان أجود وطيه يدل على الفقر.
ومن رأى أنه جالس على بساط صغير وتحته بساط كبير واسع فإن التأويل يدل على الكبير لا على الصغير بل الصغير زيادة خير.
ومن رأى أنه طوى بساطا كان مبسوطا وحمله إلى أن وضعه بزاوية البيت فإنه يؤول باقباله ودولته.
ومن رأى أنه يحمل بساطا على ظهره فإنه يدل على كثرة الآثام والأوزار، وإن حمله على كتفه دلت رؤياه على حمل الأمانات خصوصا ان كان على رقبته.
ومن رأى أنه طوى بساطا أو أعطاه لآخر فإنه يدل على انقضاء أجله.
قال دانيال من رأى بساطا صغيرا صفيقا فإنه يدل على قلة رزقه وطول عمره.
ومن رأى أن له بساطا مخرقا عتيقا فإنه يدل على قلة صفاء عيشه، ورؤيا البساط الأخضر النظيف يدل على سعة الرزق.
ومن رأى بساطا مجهولا فإنه يؤول بزوال ما في يده.
ومن رأى أنه يلف بساطا إلى آخره فإنه يؤول بآخر عمره فليتق الله وليتب، والنقش في البساط زيادة فيما ذكر، والحسن فيها أبلغ والزلية حكمها حكم البساط في التعبير ولكنها عند البعض دون ذلك بشيء يسير.
فصل في رؤيا الفرش
وهي على أوجه.
قال الكرماني من رأى أنه على فراش مجهول في موضع مجهول فإنه يدل على حصول ولاية تليق به أو يملك أرضا على قدر حسن ذلك الفراش.

ومن رأى فراشا مبسوطا على تخت محمول وهو قاعد عليه فإنه يدل على الشرف والمنزلة وقهر الأعداء.
وقال جابر المغربي الفراش في التأويل ولاية واستراحة لقوله تعالى " متكئين على فرش بطائنها من استبرق " .
ومن رأى أنه رمى فراشه خارج داره أو بابه ثم أعاده فإنه يدل على طلاق رجعي.
ومن رأى أنه فرش جملة فرش على بعضها فإنه يؤول بتزوج نسوة أو نسر بقدر عدة تلك الفراش.
ومن رأى أن فراشه مأكول من الفار فإنه يؤول بفساد زوجته مع أحد ينسب في التأويل لذلك الفار ويكون راضيا بذلك الفساد.
ومن رأى أن فراشه معلق في الهواء فإنه يدل على وفاة زوجته، وإن وقع على الأرض فإنه يمرض ويشفى.
ومن رأى أن فراشه مفروش بمكان عال فإنه يدل على ارتفاع شأنه واقباله ودولته.
وقال دانيال رؤيا الفرش العتيق إذا صار جديدا فإنه يدل على صلاح خلق زوجته من الشين إلى الحسن، ومن رأى بخلاف ذلك فتعبيره ضده.
ومن رأى كأن فراشه أخضر فعاد أحمر فإنه يدل على ميل زوجته من الصلاح إلى الفساد، وإن رأى بخلاف ذلك فضده.
ومن رأى كان أحمر ثم صار أبيض أو أصفر فإن امرأته تتوب من تلك الذنوب وتمرض حتى تشرف على الموت، والفراش الجديد الحسن يؤول بالمرأة الجديدة الحسنة أو السرية.
وقال السالمي رؤيا الفراش تؤول بالنسوة والسراري، فمن رأى في ذلك ما يزين أو يشين فإنه يؤول فيهن.
ومن رأى أنه يترك فراشه ويأخذ فراشا آخر فإنه يتزوج بامرأة أخرى.
ومن رأى أن فراشه تحول من موضعه فإن امرأته تتحول من حال إلى حال غيره ويكون بين الحالين قدر ما فصل بين الموضعين، ومن رأى أنه يحول فراشه من مكان إلى مكان فإنه يتزوج بنسوة ويتركهن.
ومن رأى أنه طوى فراشه ووضعه ناحية أخرى فإنه يدل على سفره أو غياب زوجته عنه أو يتجنبها، وإن كان في رؤياه ما يدل على المكروه فإنه موت أحدهما أو طلاق يقع بينهما.
ومن رأى أن فراشه يحشى وكانت امرأته حاملا أو مريضة فإن ذلك يدل على صلاحها وافاقتها.
ومن رأى أنه جالس على فراش معروف أو مجهول والفراش على سرير من ألواح مجهولة فإنه يصيب سلطانا يعلو فيه على الرجال ويقهرهم خصوصا ان تمكن من الجلوس عليه، ومن رأى أنه نائم على فراش يكون غافلا عن دينه ولكنه صاحب دنيا، وربما كان آمنا من خوف.
ومن رأى أن على فراشه نوعا من الحيوان فليحرص على زوجته، وقيل رؤيا الفراش في المكان المجهول تدل على شراء أرض أو زراعة في أرض، وربما كان ميراثا، والنوم على الفراش من حيث الجملة راحة من تعب وعسر.
وقال أبو سعيد الواعظ أما الفراش فامرأة حرة أو أمة، وربما كان الفراش أرضا إذا كان مجهولا.
ومن رأى فراشه على باب الملك فإنه يتولى ولاية.
ومن رأى أنه على فراشه ولا يأخذه نوم فإنه يريد أن يباشر امرأة ولا ينال ذلك، وجدة الفرش تدل على طراوة زوجة، وإن كان من قطن أو صوف أو شعر فإنه يدل على امرأة غنية، وإن كان أبيض فيدل على امرأة ذات دين، وإذا كان مصقولا فإنه يدل على امرأة تعمل عملا يرضي الله تعالى، وإن كان أخضر فإنه يدل على اجتهادها في العبادة، والفراش الجديد امرأة موسرة حسنا، والمتمزق امرأة لا دين لها ولا وفاء.
وقال جعفر الصادق رؤيا الفراش تؤول على أربعة أوجه امرأة وجارية وولاية ومعيشة في اليسر.

فصل في رؤيا الوسائد
أما الوسائد فإنها تؤول بالخدم فما رأى في ذلك من زين أو شين فهو فيها.
ومن رأى أنه جلس على وسادة فإنه يبتاع جارية أو توهب له.
ومن رأى أنه يحمل وسادة فإنه يغيب ذكره.
ومن رأى أنه يحشو وسادة فإنه ينكح امرأة أو جارية، ومن رأى أنه جمع وسائد كثيرة فإنه يجمع النسوة والسراري والخدم.
ومن رأى أنه وضع وسائد على فراشه فإنه زيادة خدم لقوله تعالى " ونمارق مصفوفة " .
وقال الكرماني من رأى أن أحداً دخل بيته وسرق وسادته فإنه يدل على ان أحداً يدور خلف امرأته يخادعها أو خلف جاريته، وربما يموت أحد في ذلك البيت من الخدم.
وقال أبو سعيد الواعظ الوسادة المرفقية تؤول بالخدم وسرقتها موت ما نسبت له، وربما كانت تؤول بالأولاد.

وقال جعفر الصادق رؤيا الوسادة تؤول على خمسة أوجه خادم وجارية ورياسة ودين صاف وتقوى والمراد بالوسادة المخدة، وأما المدورة وهي المتكأ فإنها تؤول بالمرأة أيضا، والاتكاء عليها اعتماد على امرأته، وربما كانت المدورة عالما يعتمد عليه.
ومن رأى أنه يجلس على مدورة فإنه ينال رفعة لأنها من أمتعة الملوك ولا يجلس عليها إلا هم، وإن لم يكن أهلا لذلك فيدل على الزواج، وأما الستور فإنها تؤول على أربعة أوجه قسوة وخوف وهم وسترة وغير ذلك.
فمن رأى سترا منصوبا في غير موضعه فهو هم وحزن وخوف، وإن كان الموضع مستشنعا فإنه أقوى وأشد في ذلك والعاقبة إلى خير وسلامة وما عظم منها فهو أقوى وأشد وما رق فهو أهون.
ومن رأى أن سترا قلع أو ذهب به فإنه يذهب عن صاحبه الخوف والهم والحزن، وإن لم يعرف صاحب ذلك كان الأمر راجعا إليه، وقيل الستر لأهل الصلاح سترة ولمن يقاربهم في العمل زوجة تستره عن المعاصي.
وقال جابر المغربي رؤيا الستارة الجديدة للملوك فرح وسرور وللرعية حزن وغم والعتيقة بخلاف ذلك.
وقال أبو سعيد الواعظ الستر يدل على هم من قبل النساء، وإذا رآه على باب الحانوت فإنه هم من قبل المعاش، وإذا كان على باب المسجد فإنه هم من قبل الدين، وإذا كان على باب دار فإنه هم من قبل الدنيا والستر الخلق هم سريع الزوال والجديد هم طويل والممزق طولا فرج عاجل وعرضا تمزق عرض صاحبه.
ومن رأى أن كلبا مزق سترا فإنه يستعين على الهم بسيفه، والستر الأسود هم من قبل الملك، والأبيض والأخضر محمود العاقبة هذا كله إذا كان الستر مجهولا أو في موضع مجهول، وإذا كان معروفا فإنه على وجهين منهم من قال هو بعينه في التأويل ومنهم من قال لا تأويل له، وربما كان الستر للخائف أمنا.

فصل في رؤيا الأمتعة ونحوها
المناسبة لمعنى السجادة
فمن رأى أنه جالس على سجادته في مسجد فإنه يدل على سفره إلى الحجاز الشريف لقوله تعالى " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى " خصوصا إذا رأى نفسه معتكفا في المسجد.
وقال جابر المغربي السجادة إذ كانت من صوف أو قطن فإنها تدل على حرصه ورغبته في العبادة، ومن رأى نفسه معتكفا في المسجد.
وقال جابر المغربي السجادة إذ كانت من صوف أو قطن فإنها تدل على حرصه ورغبته في العبادة، ومن رأى أن سجادته ضاعت فهو بخلاف ذلك، وإذا كانت من حرير فإن عبادته تكون رياء ويكون في طريق الدين ضعيفا، وأما اللحاف فإنه يؤول بالمرأة وشراؤه يؤول بشراء جارية.
ومن رأى أن لحافه سرق أو حرق فإنه يؤول بالخصومة مع زوجته أو طلاقها أو فرقتها على أي وجه كان.
ومن رأى أن لحافه مقطع أو وسخ فإنه يدل على ان زوجته سليطة وليست هي موافقة له وليس لها وفاء ولا محبة معه.
ومن رأى أن لحافه أسود فإنه يدل على ان زوجته تكون عالمة زاهدة، وإن لم تكن أهلا لذلك فإنها تكون مهمومة.
وقال جعفر الصادق رؤيا اللحاف إذا كان جديدا نظيفا تؤول على ثلاثة أوجه زوجة عالمة وجارية بكر وعز وجاه بقدر قيمة اللحاف، والملحفة التي توضع عليه امرأة حسناء، والحمراء منها تدل على الخصومة بسبب النسوة والحسن منها جيد والقبيح ليس بجيد.
وأما البشخانة والسحابة فانهما نسوة فما رأى في ذلك من زين أو شين يؤول فيهن.
ومن رأى بشخانة جديدة فهي امرأة بكر يتزوجها، وإن كانت عتيقة فهي امرأة ثيب، وقيل رؤيا البشخانة تؤول على عشرة أوجه امرأة ورياسة وفرح وحياة وقدوم سفر وولادة حامل وحج وزواج وعلو منزلة وقدر وجاه، وأما المقعد فإنه يؤول بالعز والجاه.
فمن رأى أنه جلس على مقعده فإنه ينال سرور، وإن كان من أهل المناصب نال منصبا عاليا، ورؤيا المقعد المطوى مال وكره بعضهم رؤياه إذا كان مطويا.
وأما الحصير فمن رأى أنه جلس على حصير فإنه يأتي أمرا يتحسر عليه ويتندم.
ومن رأى أنه يلتف في حصير فإنه ينحصر في نفسه، وقيل من رأى أنه جالس على حصير وكان من أهل الفساد ولم ير على الحصير شيئا غيره فإنه يسجن لقوله تعالى " وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا " .
وقال جعفر الصادق رؤيا الحصير تؤول على ثلاثة أوجه امرأة ومنفعة على قدر قيمة الحصير وطلب أمر يحصل منه ملامة وندامة والله أعلم.
تم الجزء الأول يليه الجزء الثاني ويبدأ من الباب التاسع والأربعين
الجزء الثاني
الباب التاسع والأربعون
في رؤيا الجواهر والفصوص وأصناف ذلك
أما الجوهر فإنه يؤول بالنسوة الأغنياء ذوات الجمال وكثرته مال بغير قياس.
وقال الكرماني رؤيا بيع الجواهر تدل على الاشتغال بأمور النسوة، وربما دلت هذه الرؤيا للنسوة على الولاية للرقيق، وإذا رأت المرأة أن البعض مثقوب والبعث غير مثقوب فإنه يؤول بالبكر والثيب.
وقال جابر المغربي الجوهر الأبيض ولد.
وقال جعفر الصادق رؤيا الجوهر تؤول على ثمانية أوجه مال مدخور وعلم مشهور وولد معروف وشيء ثمين وامرأة جميلة ستيرة وكلام مفيد وخير وبركة وفعل حسن إذا كان الرائي من أهل الصلاح، وإذا كان من أهل الفساد فهو له ندامة.
ومن رأى أنه بخس جوهره فإنه ينكح امرأة.
وأما العلل فإنه يؤول بامرأة جليلة القدر أو جارية جميلة عاقلة، وإذا كانت امرأة أو جارية حاملة فإنها تلد ابنة جليلة وكثرة العلل تؤول بالمال الحلال.
وقال جابر المغربي من رأى أن أحداً معروفا أعطاه لعلا فإنه يتزوج بامرأة جميلة حسنة بقدر ذلك في الحسن من أقارب ذلك الرجل أو قبيلته، وإن كان غير معروف فإن