كتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب
المؤلف : لسان الدين بن الخطيب

اعتلاها وعلى كل حال فإنما نحن على تكميل مرضاتكم مبادرون وفي أغراضكم الدينية واردون وصادرون ولإشارتكم التي تتضمن الخير والخيرة منتظرون عندنا من ذلك عقائد لا يحتمل نصها التأويل ولا يقبل صحيحها التعليل فلتكن أبوتكم من ذلك على أوضح سبيل فشمس النهار لا يحتاج إلى دليل والله تعالى يسنى لكم عوائد الصنع الجميل حتى لا يدع عزمكم مغصوبا إلا رده ولا ثلما في ثغر الإسلام إلا سده ولا هدفا متعاصيا إلا هده ولا عرقا في الخلاف إلا حده وهو سبحانه يبقى ملككم ويصل سعده ويعلى أمره ويحرس مجده والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك المقام الذي اشتهر فضله ودينه ففي سبيل الله تنبيهه وتأمينه ولقن الحجج فهذبها يقينه تهذيب المالكي وتلقينه وأنهل جوده الفياض معينه والله ينجده على عمل البر ويعينه مقام محل والدنا الذي صدقت في معاملة الله نيته وخلصت في سبيل جهاده طويته وتكفل بالإرشاد والإمداد هديه الواضح وهديته وتمخضت إلى أن تكون كلمة الله هي العليا أمنيته السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله تترنم بألحان العز صواهله وتردى ببرود اليمن والأمان مناهله وترفع بأيالته معالم الإسلام وتعمر مجاهله ويحث بحسامه كمال العهد عند تمامه عوارف الكفر وكواهله معظم مقامه المثابر على إجلال محله الأبوي وإعظامه الداعي إلى الله في صلة بنائه وسعادة أيامه الأمير عبد الله محمد بن أمير المسلمين أبي الحجاج يوسف بن أمير المسلمين أبي الوليد إسماعيل بن فرج بن نصر سلام كريم طيب بر عميم يخص مقامكم الأعلى وأبوتكم الفضلى ورحمة الله وبركاته

أما بعد حمد الله الذي نصب للمجازاة قسطاسا وميزانا وأقام الأعمال الصالحة على الرضا والقبول عنوانا واختص بالسعادة والعناية من شاء من عباده أولى الولاية تفضلا منه وامتنانا فأطلق بالخير منهم يدا وأطلق بالشكر لسانا وعرف العباد في اتصال الأيدي على نصر دينه الحق يمنا وأمانا وجعل المودة فيه تقتضي مغفرة من لدنه ورضوانا والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله أرفع الأنبياء شأنا وأعظمهم مكانة ومكانا وأكرمهم مسابقة أزلية لديه وإن تأخر زمانا والرضا عن آله وأصحابه الذين رفعوا من ملته الحنيفية أركانا وشيدوا من معالم دعوته بنيانا وكانوا لأمته في الهداية بهم من بعده شهبانا والدعاء لمقامكم بالنصر الذي يمضى في الأعداء صارما وسنانا والعز الذي يسمع دعوة الحق إعلانا والصنع الذي يروى أحاديث العناية الإلهية صحاحا حسانا من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زائد بفضل الله الذي ترادفت لدينا مواهب إنعامه مثنى ووحدانا ثم ببركة سيدنا ومولانا محمد رسوله الذي أوضح من حجة الصدق برهانا إلا بالخير الأتم واليسر الأعم وبركم المقصد الأسنى والغرض الأهم وقد ورد علينا كتابكم الذي ظاهره هدية وباطنه هداية وطيه نصح وعنوانه عناية أحكمت منه في الفضل آية ونشرت منه للعز راية مصحبا بالألطاف الكفيلة بتأصيل أصيل الوداد مظهرا معاني العناية بهذه البلاد تنبو غرته البيضاء غرر الجياد من كل سلس القياد محيى بالصهيل معالم الجهاد فياله من كتاب قاد إلى الأعداء كتائبه وصحفته فضل تبدى معاني عجيبة تفنن من المجد والحسب الغر في ضروب وأطلع شمس النصح غير ذات غروب وحرج العتب بالعتبى ورب صنيعة الاحتياط فأناف وأربى فصدعنا به في الحفل استظهارا وأطلعنا في أفق الاعتداد نهارا

وقابلنا أغراضه بالشكر سرا وجهارا وانتشقنا من رياض بلاغته أزهارا وتأملنا مقاصده فزدنا في التشيع استبصارا ورأينا ألسن الثنا وإن أطلنا قصارا وقلنا الحمد لله الذي أتاح الله لنا أبا يأنف من الهضمية ويصرخ عند العظيمة ويرشد إلى الخلال الكريمة ويبدأ بالفضائل الجسيمة فإن ظن بنا الغفلة عن عرض مصالحنا عليه تلطفت أبوته في العتاب وإن تشوفنا إلى استطلاع ما لديه تحفى بإهداء الكتيبة وهدى الكتاب فنحن نجهد في الشكر بحسب الاستطاعة ونصل الثنا اليوم باليوم والساعة بالساعة ونجلو أوجه العذر الذي يردد دعوى الغفلة والإضاعة ويتبين ما عندنا في الفصول التي قررها فيما نال من النصرى من الفتنة والمجاعة وعموم الشتات وخلاف الجماعة فأما ما ترتب فيه العتب مما أغفله الكتب بما آل إليه أمرهم من شتات ذات البين والمسغبة المتلفة للأثر والعين فيعلم الله أننا لم يتصل بنا نبأ إلا بعثناه على غره ولم نختزل شيئا من حلو ولا مره ولا جلب إلينا خبر إلا أهديناه عند حلب دره وركضنا طرفه بعد تقليبه وفره فكيف بمثل هذا الذي لو ثبت عندنا خبره لأثمر لدينا رفع حمل وتخفيف كل وإضاعة غيم وحصر ضيم ومشقة عزم وإضافة حكم ولم نزل نبعث العيون ونزكيها ونعيد الرسل ونبديها فلم يصح عندنا مما اتصل بكم نقل ولا شهد بغير ما أطلعناهم عليه حس ولا عقل ولسنا من الغفلة بحيث لا نشعر بضعف عدو قرب منا جواره ولا من الزهد في المال بحيث يظهر منا احتقاره ولا من نسيان ما يجب لأبوتكم بحيث لا نهدى لكم من قبلنا أنباء عدونا وأخباره وإنما هي أقاويل لا عبرة بقائلها وتمويهات يظهر الكذب على مخايلها والذي صح عندنا في أمر النصرى وسلطانهم أن إخوة ملكهم ومن كان على مثل رأيهم

لم ينازعوه يوما في طلب ملك ولا سعوا على بهجته بهلك وإنما خطبوا منه خططا كانت بأيديهم ورتبا نالوها من أبيهم انتزعها لما ساء ظنه فيهم شهدوا له الرجوع إلى خدمته حيث كانت وذلت سبالتهم في التماس إعادتها وهانت أود الإغضاء فهم بمواضعهم إلى تمام أربعة أعوام بمهادنة مبرمة وموادعة محكمة مدون عند انقضائها على حكمه ويلقون يد الرغبة إذعانا إلى سلمه ويجعلون نواصبهم بيدي عقابه إن شاء الله أو حلمه فرماهم بدائهم وصم عن ندائهم وزاحمهم بمنكب الملك واضطرهم إلى مهاوى الهلك واستخلص منهم ما كان بأيديهم من المدن الكبيرة والقواعد الخطيرة كطورو وطليطلة وغيرهما من الأمات الشهيرة وتحصلت أمه وزوجه الموليتان عليه في قهره ودخل أخوه الميسر في أمره واستقر القند ببلاد جليقية شريد خوفه وطريد ذعره مخيرا بين خطتي الحسب من الخروج عن عمالته أو الدخول على الحكم في إيالته وأما حالهم في طريق المجاعة الفاشية والضيقة الناشية والمسغبة المهلكة للحرث والماشية فالذي صح عندنا فيها أن الأحوال بالبلاد الأندلسية في ذلك متقاربة وأن الحاجة شملت الناس قاطبة والسنة لم تختص بشدتها البلاد الكافرة ولا اعتمدت الفئة الزائفة عن الحق النافرة إنما هو أزل شمل البلاد والصياصي وقحط نال جهتي المطيع والعاصي فمن كانت له قوة على احتماله ظهر صبره ومن قلت ذات يده افتضح أمره وبلادهم الشمالية فيما بلغنا سليمة من الضر مجودة بالسحاب الغر تمد البلاد الساحلية منها مراكب البر ومع هذا فإذا اعتبر فرارهم أمام المجاعة وهم عدد قليل لم يلف فيهم مثيل ولا من لديه متاع أثيل إنما يفر منهم ذاعر يسترفد كده وينتجع عمله أو صعلوك لا مال له أو صاحب حسيفة من خدام أخوة سلطانهم ممن لم يقدر على ضبط ما جعل بيده وضاق عن مقاومة ما يحاوره لقلة عدده

ونقصان جلده وكلا الصنفين لا يعول على نقله ولا يستند إلى دينه ولا إلى عقله وإذا أردتم تحقيق أمر أو استربتم في خبر زيد أو عمرو فعينوا عينا يضطلع بنقل صور الأحوال ويكون ميدانا للأقوال يتوجه صوريا ببعض الأغراض التي تدعو إلى المراوضة والمحاورة في الشكايات التي تضطر إليها المجاورة حتى تتبين لكم الأخبار التي يزيفها الاختبار هذا ما عندنا من حالتي العدو التي همنا موازنة أموره وحذر شروره قررناها لكم مع العلم بأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والعاقبة للمتقين وأن قليل الحق كثير والعسير على الله يسير وإنما هو شرح بين الجلية وقيد عارضة الكلية والعليل ذو معرفة زائدة بأحوال علته والرابع عن خبره من خبر حلته ولو علمنا ما استأثر الله بمولانا قدس الله روحه وطيب ضريحه وقد وجب انتباه العزائم من مراقدها وارتفاع حكم السلم لوفاة عاقدها أن لإخوته قدرة تستمريها منازعتهم لأخيهم زمنا فسيحا أو يخمد منه ريحا لاغتنمنا الكرة ورفعنا المعرة ولكنا علمنا بأن مادتهم بما بقى من مدة الصلح القديم غير وافية وأن قدرتهم بكف العادية عن بلادهم غير كافية فحرصنا على الاستمساك بالسلم ليتمهد القطر ويتقرر الأمر ومع اليوم غد ولكل شيء أمد ولنا منكم بعد الله تعالى معتمد وإذا سنى الله أمرا يسر أسبابه وفتح بابه وألهم الخير وكتب أثوابه وأما ما بغيتم من بذل الضريبة فأمر تنفر منه الهمة وتسوغه الشدائد المدلهمة وتأباه الشفقة ثم تدعو لتسليمه الموفقة وللضرورة حكمها وللعزة إن شاء الله يومها وقد انصرمت سنون عديدة وآماد مديدة وعهود بعيدة لم يقع فيها بهذه البلاد بين المسلمين وعدوهم سلم إلا عن ضريبة تحكم وحصون إليهم تسلم وعضاضاة تحضى كما شاء الله وتبرم فلم ينته اجتهاد إلا مع الإرهاب بجانبكم الأحمى والاستناد إلى أبوتكم العظمى إن عقدنا بضريبة لم يقترن

بها والحمد لله إسلام معقل ولا تشطط في حالة منكرة أو عدد مثقل إلا ورأينا أن قد فضل حديثنا القديم وسكنا بالهدنة هذا الإقليم وعلى تقرير أن يقع ارتفاعها ويشمل من قدرة الله دفاعها فإننا لما حضر لدينا رسولاكم فلان وفلان أجلنا قداح النظر بناء على ما قررتم من الخبر وحوما على الغرض المعتبر فلم نجد وجها يسوغ حل ما ربط ولا فسخ ما اشترط لما تقرر في العقد من أيمان شأنها كبير ومحلها من الرعى خطير ووقع عليها منا العقد ومنكم الإمضاء وأحكمت فصولها العدالة وسجلها القضاء وحضر الخصم ووجب الاقتضاء ولو عثر على وجه يخرج عن العهدة ويحل لنا محل العقدة لكنا نعلم سرور العدو بنبذنا لعهده وخفة وطأتنا إلى أن يشاء الله على جنده فإنه اعتاد أن يكون مطلوبا ورأى التماسنا سلمه وجوبا إذ الأحوال بهذه الجزيرة المنقطعة تضطرنا إلى التماس سلمه وحاجتنا إلى مهادنته لا تغيب عن علمه مالم يتمخض الدهر عن معذرة تحطه عن عزمه حسبما سلف لسلفكم الكريم لولا ما سبق من تمحيص الله في سابق حكمه وفي مدة هذا الصلح الذي عقد وأبرم وأمضى وتمم نرجو أن يقع الاستعداد وتتوفر الأعداد وتعرض الأجناد وتمهد الثغور والبلاد فإذا تقضى منه الأمد وكمل بالوفا المقصد كنتم إن شاء الله على أعلى النظرين وأكرم الاختيارين من حوار منصور وعدد موفور أو سلم مقترن بظهور هذا ما عندنا عرضناه عليكم عرض إدلال ومحلكم محل إغضاء وإكمال وفضل وعدل وجلال والله المستعان على كل أمر ذي بال وهو سبحانه يصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ومن ذلك
أما بعد حمد الله محسن العواقب ومخلد المناقب ومعلى المراقى في درج

عنايته والمراقب ومسخر النجم الثاقب في الغسق الواقب الكفيل بالحسنى للمتوكل المراقب ناسخ التمحيص بالعناية والتخصيص لتظهر حكمه المثيب المعاقب والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله الماحي الحاشر العاقب ذي القدر السامي للدهر المصاقب والرضا عن آله الذين كانوا في سماء ملته لهداية أمته كالنجوم الثواقب فإنا كثبناه إليكم كتب الله لكم توالى المواهب ووضوح المذاهب ووقوف الدهر لديكم موقف التائب من القدح النايب وخلوص موارد سعدكم من الشوايب ووالى لديكم مفاتحة الكتب الهنية بفتوح الكتائب من حمراء غرناطة حرسها الله وفضل الله يتعرف صنعه لكم صافي السحاب كفيل بنيل الرغايب والسرور بما سناه الله من استقامة أحوالكم شأن الشاهد والغايب والرايح والآيب والحمد لله على توالى الألطاف العجايب وقد وصل كتابكم الذي أكد السرور وأصله وأجمل مقتضى البشرى وفصله ونظم خبر الفتح ووصله وراش سهم السعادة والسداد والعناية والإمداد ونصله وأحرز حظ السعادة وحصله تعرفون بما أتاح الله لكم اللطيف الخبير والولي النصير من الصنع الذي اتسق نظامه والعز الذي سنت في أم الكتاب أحكامه والعز الذي خفقت أعلامه والتوفيق الذي قرطست العرض سهامه وأنكم من بعد الكاينة التي راش لطف الله بها وجبر وأحسن الخبر وأدال الخبر وجعل العاقبة الحسنى لمن صبر جهزتم الجيوش المختارة والعساكر الجرارة يقودها الخلصان من الوزرا ويتقدم رايتها ميامن الأمرا فكتب الله ثبات أقدامها وتولى نصر أعلامها ولم يكن إلا أن حمى وطيس النزال ورجفت الأرض لهول الزلزال وتعوطبت كؤوس الآجال في ضنك المجال ودجا القتام وتوهج

من فضل الله الاغتنام وعبس الجو العباس وضحك النصل البسام وأورد الخيل موارد الطعان والإقدام فكان لحربكم الظهور الذي حكم المهندة في الرقاب والسمر الطوال في البعر ثم في الأعقاب وبشرت برؤية هلال الفتح عيون الارتقاب وحط عن وجه الصنع الجميل ما راب من النقاب وأن من بغى عليه حسبما قررتم وعلى نحو ما أجملتم وفسرتم من شيوخ العرب المجلية ووجوه الخدام المنتهية إلى حسن العهد المنتمية تحصل في حكم استرقاقكم وتحت شد وثاقكم وربما سفر المكروه عن المحبوب وانجلى المرهوب عن المرغوب والله مقلب القلوب وشيمتكم في ايتلاف النافر والأخذ من فضل العفو بالحظ الوافر كفيل لكم بالصنع السافر والله يحملكم على ما فيه رضاه ويخير لكم فيما قضاه فصلنا ما اتصل لكم من الصنع واطرد ورحبنا هذا الوارد الكريم الذي ورد وشكرنا فضلكم في التعريف بالمودود والشرح لمقامه المحمود وكتبنا نهنيكم به هنا مشفوعا وبالدعاء لكم متبوعا والله يطلع من توالى مسرتكم على ما يبسط الآمال وينجح الأعمال ويفتح في السعد المجال والذي عندنا من ودكم أعظم من استيفائه بالمقال ونهوض اليراع بوظائفه الثقال يعلم ذلك عالم الخفيات والمجازي بالنيات سبحانه والله يصل سعدكم ويحرص مجدكم والسلام
ومن ذلك المقام الذي نطالعه أخبار الجهاد ونهدي إليه عوالي العوالي صحيحة الإسناد وتبشره بأخبار الفتح البعيد الآماد ونسأل الله له توالى الإسعاف ودوام الإسعاد ونرتقب من صنع الله على يديه تكييفا يخرق حجاب المعتاد وامتعاضا يطلع بأفاق البلاد نجوم غرر الجياد ويفتح أبواب الفتوح بأقاليد السيوف

الحداد وينسى مكارم من سلف من الآباء الكرام والأجداد مقام محل أخينا الذي نستفتح له بالفتح والظهور ونهدي إلى مجده لما يعلم من حسن نيته لطائف السرور ونستظهر بملكه المؤمل ومجده المشهور ونتوعد منه العدو بالحبيب المذخور والولي المنصور السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله عالى القدر قرير العين منشرح الصدر ولا زال حديث فخره سائرا مسير الشمس والبدر معظم سلطانه الخليق بالتعظيم الواثق منه بالذخر الكريم المثنى على مجده الصميم وفضله العميم عبد الله الغنى بالله الأمير محمد بن أمير المسلمين أبي الحجاج ابن أمير المسلمين أبي الوليد بن فرج ابن نصر سلام كريم بر عميم يخص مقامكم الأعلى وأخوتكم الفضلى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله رب العباد وملهم الرشاد ومكيف الإسعاف والإسعاد الولي النصير الذي نلقى إلى التوكل عليه مقاليد الاعتماد ونمد إلى أنجاده أيدي الاعتداد ونرفع إليه أكف الاستمداد ومخلص لوجهه الكريم عمل الجهاد نتعرف عوارف الفضل المزداد ونجنى ثمار النصر من أغصان القنا المياد ونجتلي وجوه الصنع الوسيم أبهر من وجه الصباح الباد ونظفر بالنعيم العاجل والنعيم الآجل يوم قيام الإشهاد ونتفيأ ظلال الجنة من تحت ظلال السيوف الحداد والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله النبي الهاد رسول الملحمة المؤيد بالملائكة الشداد ونبي الرحمة الهامية العهاد أكرم الخلق بين الرايح والغاد ذي اللواء المعقود والحوض المورود والشفاعة في يوم التناد الذي بجاهه نجدع أنوف الآساد يوم الجلاد وببركته ننال أقصى

الآمال والمراد وفي مرضاته نصل أسباب الوداد فتعود بالتجر الرايح من مرضات رب العباد ونستولي من ميدان السعادة المعادة على الاماد والرضا عن آله وصحبه وأنصاره وحزبه الكرام الأمجاد دعائم الدين من بعده وهداة العباد آحاد الآحاد وآماد الآماد الذين ظاهروه في حياته بالحلوم الراجحة الأطواد والبسالة التي لا تبالي بالعدد في سبيل الله والأعداد حتى بوءوا الإسلام في القواعد الشهيرة والبلاد وأرغموا أنوف أهل الجحد والإلحاد فأصبح رفيع الدين رفيع العماد منصور العساكر والأجناد مستصحب العز في الإصدار والإيراد والدعاء لمقامكم الأعلى بالسعد الذى يغنى عن اختبار الطالع وتقويم البلاد والنصر الذي تشرق أنباؤه في جنح ليل المداد والصنع الذي تشرع له أبواب التوفيق والسداد من حمراء غرناطة حرسها الله واليسر وثيق المهاد والخير واضح الإشهاد والحمد لله في المبدإ والمعاد والشكر على آلائه المتصلة الترداد ومقامكم الذكر الكافي العهاد والرد المتكفل الإنجاد وإلى هذا وصل الله سعدكم وحرس مجدكم ووالى نصركم وعضدكم وبلغكم من فضله العميم أملكم وقصدكم فإننا نؤثر تعريفكم بتافه المتزيدات ونورد عليكم أشتات الأحوال المتجددات إقامة لرسم الخلوص والتعريف بما قل ومودة خالصة في الله عز وجل فكيف إذا كان التعريف ما تهتز منابر الإسلام ارتياحا لوروده وتنشرح الصدور جذلا لمواقع فضل الله وجوده والمتكيفات البديعة الصفات في وجوده وهو أننا قدمنا إعلامكم بما نويناه من غزو مدينة قرطبة أم البلاد الكافرة ومقر الحامية الشهيرة والخيرات الوافرة والقطر الذي عهده بآطام الإسلام متقادم والركن الذي لا يتوقع صدمة صادم وقد اشتمل سورها من زعماء ملة الصليب

على كل رييس بيس وهزبر خيس وذي مكر وتلبيس ومن له شيمة تذيع مكانه وتشيعه واتباع على المنشط والمكره قطيعة فاستدعينا المسلمين من أقاصي البلاد واذعنا في الجهات نفير الجهاد وتقدمنا إلى الناس بسبعة الازواء وأعطينا الحركة التي تخلف المسلمون وراءهم جمهوريا للكفر من الأقطار والأعداد حقها من الاستعداد وأفضنا العطاء والاستلحاف والاستركاب من أهل العفا وأبطال الجلاد فحشر الخلق في صعيد وأخذوا الأهبة والزينة في عيد سعيد وشمل الاستدعا كل قريب وبعيد عن وعد ووعيد ورحلنا وفضل الله شامل والتوكل عليه كاف كافل وخيمنا بظاهر الحضرة حتى استوفى الناس آرابهم واستكملوا أسرابهم ودسنا منهم بلاد النصارى بجموع كثرها الله وأنماها وأبعد في التماس ما عنده من الأجر منتماها وعندما حللنا مدينة قاشرة وجدنا السلطان دون بطره مؤمل نصرنا وإنجادنا ومستفيد حظه من لواحق جهادنا ومقتضى كدح دينه بإعانتنا إياه وإنجادنا قد نزل بظاهرها في محلات فيمن استقر على دعوته وتمسك بطاعته وشمله حكم جماعته فكان لقاؤنا إياه على حال أقرت عين المسلمين وتكفلت بإعزاز الدين ومجملها يغني عن التعيين والمشرح والتبيين ورأى هو ومن معه من وفور جيوش الله ما هالهم وأشعل في حال اليقظة خيالهم من جموع تسد بالله الفضا وأبطال تسارع أسود الفضا وكتائب منصورة ورايات منشورة وأمم محشورة ونداء بكلمة الشهادة يسد بين الخافقين ومحلات تفضل عن مرأى العين فاعترفوا بما لم يكن في حسابهم واعتبر في عزة الله أولوا ألبابهم وإذا كثر الله العدد نما وزكا وإذا أزاح العلل ما اعتذر عان ولا شكا وسالت من الغد الأباطح

بالاعتراف وسمت الهوادي إلى الاستشراف وأخذ الترتيب حقه من المواسط الجهادية والأطراف وأحكمت التعبية التي لا ترى العين فيها خللا ولا يجد الإحسار عندها دخلا وكان النزول على فرسخ من عدوة النهر الأعظم الدنيا من خارج المدينة أنجز الله وعد دمارها وأعادها إلى عهدها في الإسلام وشعارها ومحا ظلام الكفر في آفاقها بملة الإسلام وأنوارها وقد برزت من حاميتها شوكة سابغة الدروع وافرة الجموع استجنت من أسوار القنطرة العظمى بحمى لا يخفر وأخذ أعقابها من الرماة والكماة العدد الأوفر فبادر إليهم سرعان خيل المسلمين فصدقوهم الدفاع والقراع والمصال والمصاع وخالطوهم سبرا بالسيوف ومباكرة بالحتوف فتركوهم حصيدا واذاقوهم وبالا شديدا وجدلوا منهم جملة وافرة وأمة كافرة وملكوا بعض تلك الأسوار فارتفعت بها راياتهم الخافقة وظهرت عليها عزماتهم الصادقة واقتحم المسلمون الوادي سبحا في غمره واستهانة في سبيل الله بأمره وخالطوا حامية العدو في ضفته فاقتلعوها وتعلقوا بأوائل الأسوار ففرعوها فلو كنا في ذلك اليوم على عزم من القتال وتيسير للالآت وترتيب للرجال لدخل البلد وملك الأهل والولد لكن أجار الكفر من الليل كافر وقد هلك منهم عدد وافر ورجع المسلمون إلى محلاتهم ونصر الله سافر والعزم ظافر ومن الغد خضنا البحر الذي جعلنا العزم فيه سفيناً والتوكل على الله للبلاغ ضمينا ونزلنا من ضفته القصوى منزلا عزيزا مكينا بحيث تجاوز سورها طنب القباب ونصيب دورها من بين المخيمات بوارق النشاب فبرزت حاميتها على متعددات الأبواب مقيمة أسواق الطعان والضراب فآبت بصفقة الخسران والتباب ولما شرعنا في قتالها ورتبنا أشتات النكابات لنكالها وإن كنا لم نبن على

مطاولة نزالها أنزل الله من المطر الذي قدم بعهده العهد وساوى النجد من طوفانه الوهد وعظم به الجهد ووقع الإبقاء على السلاح والكف بالضرورة من الكفاح وبلغ المقام عليها والأخذ بمخنفها والثوا لديها خمسة أيام لم تخل فيها الأسوار من افتراع ولا الأبواب من دفاع عليها وقراع وأنفذت مقاتل الستاير أنقابا وارتقب الفتح الموعود ارتقابا وفشت في أهلها الجروح والعبث الصراح وساهم المسا بعزة الله والصباح ولولا عايق المطر لكان الإجهاز والاستفتاح والله بعدها الفتاح صرفت الوجوه إلى تخريب العمران وتسليط النيران وعقر الأشجار وتعفية الآثار أتى منها العفا على المصر الشهير في الأمصار وتركت زروعها المايحة عبرة للأبصار ورحلنا عنها وقد ألبسها الدخان حدادا ونكس من طغاتها أجيادا فاعتادت الذل اعتيادا وألقت للهون قيادا وكادت أن تستباح عنوة لو أن الله جعل لها ميعادا وأتى القتل من أبطالها ومشاهير رجالها ممن يبارز ويناطح ويماسى بالباس ويصابح على عدد جم أخبرت سماتهم المشهورة بأسمائهم ونبهت علاماتها على نبهائهم وظهر من إقدام المسلمين في المعتركات وجورهم بالحدود المشتركات وتنفيلهم الأسلاب وقودهم الخيل المسومة قود الغلاب وكان القفول وقد شمل الأمن والقبول وحصل الجهاد المقبول وراع الكفر العز الذي يهول والإقدام الذي شهدت به الرماح والخيول وخاض المسلمون من زرع الطريق الذي ركبوها والمنازل التي استباحوها فيها وانتهبوها بحورا بعد منها الساحل وفلاحة مدركة تتعذر فيها المراحل فصيروها صريما وسلطوا عليها للنار غريما

وحلو بظاهر حصن أندوجر وقد أصبح مألف إدمار غير أوشاب ووكر طيور نشاب فلما بلونا مراسه صعبا وأبراجه ملئت حرسا وشهبا ضننا بالنفوس أن تفيض من دون افتتاحه وسلطنا العفا على ساحه وأغرينا الغارات باستيعاب ما بأحوازه واكتساحه وسلطنا النار على حزونه وبطاحه وألصقنا بالرغام ذوائب أدواحه وانصرفنا بفضل الله والمناصل دامية والأجور نامية وقد وطأنا المواطى ء التي كانت على الملوك قبلنا سبلا ولم نترك بها حرثا يرقد نسلا ولا ضرعا يرسل رسلا والحمد لله الذي يتم النعم بحمده ونسله صلة النصر فما النصر إلا من عنده عرفناكم بهذه المكيفات الكريمة الصعاب والصنايع الروايع التي بعد العهد بمثلها في هذه الأوقات علما بأنها لكم أسنى الهديات الوديات ولما نعلمه لديكم من حسن النيات وكرم الطويات فأنتم سلالة الجهاد المقبول والرفد المبذول ووعد النصر المفعول ونسل الله تعالى أن ينتقل خيالكم للمعاهد الجهادية إلى المعاينة في نصر الملة المحمدية وأن يجمع بكم كلمة الإسلام على عبدة الأصنام ويتم النعمة على الأنام وودنا لكم ما علمتم يزيد على مر الأيام والله يجعله في ذاته لكم متصل الدوام مبلغا إلى دار السلام وهو سبحانه يصل سعدكم ويحرس مجدكم ويضاعف آلاءه عندكم والسلام
ومن ذلك المقام الذي أحاديث سعادته لا تمل على الإعادة والتكرار وسبيل مجادته الشهيرة أوضح من شمس الظهيرة عند الاستظهار وأخبار صنايع الله لملكه

ونظم فرايد الأمل في سلكه تخلدها أقلام الأقدار بمداد الليل في قرطاس النهار وترسمها بتذهيب الأسفار في صفحات الأقمار وتجعلها هجيراه حملا للأسفار وحداة القطار في مسالك الأقطار مقام محل أخينا الذي نلذ إعادة هنائه مع الإعادة ونتلقى أنباء علائه بالإذاعة والإشادة ونطرز بأعلام ثنائه صحائف المجادة ونشكر الله أن وهب لنا من أخوته المضافة إلى المحبة والوداد ما يرجح في ميزان الاعتبار أخوة الولادة وعرفنا بيمن ولايته عوارف السعادة السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله في أعلام الملك السعيد بيت القصيد ووسطى القلادة ومجلى الكمال الذي تبارت بميدان بأسه وجوده حسنات الإبادة والإفادة ولا زالت آماله القاصية تنثال طوع الإرداة ويمن نقيبته تجمع من أشتات الفتوح والعز الممنوح بين الحسنى والزيادة معظم سلطانه العالي المثنى على مجده المرفوع إسناده في عوالي المعالي المسرور بما يسنيه الله له من الصنع المتوالى والفتح المقدم والتالي الأمير عبد الله الغني بالله محمد ابن أمير المسلمين أبى الحجاج ابن أمير المسلمين أبى الوليد بن نصر أيد الله أمره وأعز نصره سلام كريم يتأرج في الآفاق شذا طيبه وتسمع في ذروة الود بلاغة خطيبه ويتضمن نور سواد المداد عند مراسلة الوداد فيكاد يذهب بعبوسه المجهول وتقطيبه ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله فاتح الأبواب بمقاليد الأسباب مهمى استصعبت ومسير الأمور بحكمه المقدور إذا أجهدت الحيل وأتعبت مخمد نيران الفتن بعد ما التهبت وجامع كلمة الإسلام وقد تصدعت وتشعبت ومسكن رجفان

الأرض بعد ما اضطربت ومحييها بعهاد الرحمة حتى اهتزت وربت اللطيف الخبير الذي قدرت حكمته الأمور ورتبت منهى كل نفس إلى ما خطت الأقلام عليها وكتبت ونفت وأوجبت شاءت أو أبت ومجازيها يوم العرض بما كسبت والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله هازم الأحزاب لما تألفت وتألبت وجالب الحتف إليها عندما أجلبت رسول الملحمة إذا الليوث وثبت ونبي الرحمة التي هيأت النجاة وسببت وأبلغت النفوس المطمينة من السعادة ما طلبت ومداوى القلوب المريضة وقد انتكبت وانقلبت بلطائفه التي راضت وهذبت وقادت إلى الجنة العليا واستجلبت وأدت عن الله وأدبت الذي بجاهه نستكشف الغما إذا طنبت ونستوكف النعما إذا أخلفت البروق وكذبت ونتحاب في طاعته ابتغاء الوسيلة إلى شفاعته فنقول وجبت حسبما ثبتت والرضا عن آله وأصحابه وأنصاره وأحزابه التي استحقت المزية المرضية واستوجبت لما انتمت إلى كماله وانتسبت وببذل نفوسها في مرضات الله ومرضاته تقربت وإلى نصرته في حياته انتدبت والمناصل قد رويت من دما الأعدا واختصبت وخلفته في أمته بعد مماته بالهمم التى عن صدق اليقين أعربت فتداعت لمجاهدة الكفار وانتدبت وأبعدت المغار وادربت حتى بلغ ملك أمته أقاصي البلاد التي نبت فكسرت الصليب التي نصبت ونفلت التيجان التي عضبت ما همت السحب وانسحبت وطلعت الشمس وغربت والدعا لمثابتكم العليا بالنصر العزيز كلما جهزت الكتائب وتكتبت والفتح المبين كلما راكنت عقائل القواعد وخطبت والصنائع التي مهمى سرحت فيها العيون تعجبت أو جالت في لطائفها الأفكار استطابت مذاق الشكر

واستعدبت حتى تنجز لكم مواعيد النصر فقد اقتربت فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم أغيا ما سألت الألسن السائلة من الله واستوعبت من حمراء غرناطة حرسها الله وجنود الله بفضله ونعمته قد غلبت وفتحت وسلبت وأسود جهاده قد أردت الأعداء بعد ما كلبت ومراعى الآمال قد أخصبت والحمد لله حمدا يجلو وجوه الرضا بعد ما احتجبت ويفتح أبواب المزيد فكلما استقبلها الأمل رحبت والشكر لله شكرا يقيد شوارد النعم فما أنفت ولا هربت وإلى هذا وصل الله لمقامكم أسباب الظهور والاعتلا وعرفكم عوارف الآلاء على الولا فإنا لما ورد علينا كتابكم البر الوفادة الجم الإفادة الجامع بين الحسنى والزيادة جالى غرة الفتح الأعظم من ثنايا السعادة وواهب المنن المتاحة وواصف النعم المعادة فوقفنا من رقه المنثور وبيانه المحشود المحشور لا بل أربه المنشور على تحف سنية وأماني سنية وقطاف للنصر جنية ضمنت سكون البلاد وقرارها وأن الله قد أذهب الفتن وأورها وأخمد نارها وخرج عن وجه الإسلام عارها وجمع الأهواء على من هوته السعادة بعد أن أجهدت اختيارها فأصبح الشتيت مجتمعا وجنح الجناح مرتفعا والجبل المخالف خاشعا متصدعا واصحب في القيادة من كان متمنعا واستوسقت الطاعة وتبجحت السنة والجماعة وارتفعت الشناعة وتمسكت البلاد المكرمة بأذيال وليها لما رأته وعادت الأجياد العاطلة إلى حليها بعد ما أنكرته أجلنا جياد الأقلام في ملعب الهنا وميدانه الأول أوقات إمكانه على بعد مكانه وأجهدنا عبارة الكلام في إجلال هذا الصنع وتعظيم

شانه وأغرينا الثناء بشيم مجدكم في شرحه لنا وبيانه لأول أوقات إمكانه رأينا أن لا نكل ذلك إلى اليراع ونفرد فيه بالإجماع وما يتعاطاه من منة الذراع وأن نشد بردء من المشافهة لذره ونعضد بمعين من اللسان أمره فعينا لذلك من يفسر منه المجمل ويمهد القصد المعمل حتى يجمع بين أغراض البر والعلن منه والسر ويقيم شتى الأدلة على الوداد المستقر ووجهنا به في غرض الرسالة إليكم واخترنا لشرحه بين يديكم خطيب الوفود وبركة المشايخ في هذا المقام المحمود الشيخ الجليل الكبير الشهير الصالح الفاضل أبا البركات ابن الحاج وصل الله حفظه وأجزل من الحمد واللطف حظه وهو البطل الذي يعلم الإجالة في الميدان ولا يبصر بوظائف ذلك الشان ومرادنا منه أن يطبل ويطيب ويخيل في وصف محاسنكم اللسان الرطيب ويقرر ما عندنا لمقامكم من التشيع الذي قام على الحب المتوارث أساسه واطرد حكمه وأنتج قياسه وليجعل تلو مقصد الهنا بمجلسكم الباهر السنا الصارف إلى حيز الجهاد في سبيل الله والغنا وجه التهمم والاعتنا على الاناء ما تجدد من الأنباء في جهاد الأعداء وإن كان رسولكم أعزه الله قد شارك في السرى والسير ويمن الطير فلا سرف في الخبر وهو أننا لما انصرفنا عن منازلة قرطبة نظرا للحشود التي نفدت معدات أزوادها وشافت بنسيم القلة المستقلة مفارق بلادها وإشفاقا لفساد أقواتها بفوات أوقاتها رحلنا عنها وقد انطوينا من إعفا اكثر تلك الزروع الهائلة الفروع على هم قوص وأسف للمضاجع مغص إذ كان عاذل المطر يكف ألسنة النار عن المبالغة في التهامها وحلاق هامها ونفض أغوارها ونهاب سوارها وإذاعة أسرارها وهي البحور المتلاطمة إذ حطمتها الرياح اللاطمة واللجج الزاخرة الهاملة إذ حركتها الشواني الجائلة

تود العيون أن تتخطى حدودها القاصية فلا تطيق والركائب الزاكية أن تشرف على غاياتها فيفضل عن مراحلها الطريق قد خللها أرزاقا تغص بها الخزائن والأطباق وحبوبا مفضلة لا يرزأها الإنفاد والإنفاق ولو تعاهدت على انتسافها الآفاق فخففنا في سبيل الله لتعقيب غزو تلك الأقطار المخالفة بمحق الصائفة وإذابة تلك الطائفة بعلوم المجاع الحائفة خفوفا لم يقنع فيه بالاستنابة حرصا على استيصال الطبابة وأعفينا الرجل من اتصال الكد وقابلنا قبولهم على استصحابنا فيها بالرد وأطللنا على قرطبة بمحلينا ننتسف جبال النعم نفسا ونعم الأرض زلزالا وخسفا ونستقر في مواقع البذر إحراقا ونخترق أجواها المختلفة بحب الحصيد اختراقا ونسلط عليها من شرار النار أمثال الجمال الصفر مدت من الشواظ إعناقا ونوسع القرى الواسعة قثلا واسترقاقا وندير على متديرها أكواس الحتوف دهاقا وأخذت النيران واديها الأعظم من جانبيه حتى كأن القيون أحمت سبيكته فاستحالت وأذابت صفيحته فسالت وأتت للكفار سماؤهم بالدخان المبين وصارت الشمس من بعد صفورها وعموم نورها منقبة المحيا مقطبة الجبين وخضنا أحشاء الفرنتيرة نعم أشتات النعم انتسافا وأقوات أهلها إتلافا وآمال سكانها إخلافا وقد بهتوا لسرعة الرجوع ودهشوا لوقوع الجوع وتسبيب تخريب الربوع فمن الممكن البعيد أن يتأتى بعد عمرائها المعهود وقد اصطلم الزرع واجتثت العود وصار إلى العدم منها الوجود ورأى من عزايم الإسلام خوارق تشذ عن نطاق العوايد وعجايب يستريب فيها عين المشاهد إذ اشتمل هذا العام المتعرف

فيه من الله الإنعام على غزوات أربع دمرت فيها القواعد الشهيرة تدميرا وعلا فوق مراقيها الأذان عزيزا جهيرا وكراسي الملك تضييقا كبيرا وأذيقت وبالا مبيرا ورياح الإدالة إن شاء الله تستأنف هبوبا وبأسا شديدا والثقة بالله لا تدخر مطلوبا وحظا مجلوبا والعزة لله قد ملأت نفوسا مؤمنة وقولبا والله السمئول أن يوزع شكر هذه النعم التي أثقلت الأكتاد وأمطت الطوق المعتاد والهجت المسيم والمرتاد فيا لشكر يستدر مزيدها ويتوالى تجديدها وقطعنا في بحبوحة تلك العمالة المستبحرة العمارة والفلح المغنى عن العبارة والشرح مراحل ختمنا بالتعريج على حرب جيان حزبها ففللنا ثانية غربها وجددنا كربها واستوعبنا جريها وحربها ونظمنا البلاد في سلك البلا وحثثنا في أنجادها وأغوارها ركايب الاستيلا فلم نترك بها ملقط طير فضلا عن معلف عير ولا أسارنا لفلها المحروب بلالة خير وقفلنا وقد تركنا بلاد النصارى التي فيها لكيادنا المدد والعدة والعدد وفيها الخصام واللدد قد لبست الحديد حريقا وسلكت إلى الخلا والجلا طريقا ولم تترك بها مضغة تخالط ريقا ولا نعمة تصون من الفريق فريقا وما كانت تلك النعم لولا أن الله أعاق من عنصري النار والهواء بجنود كونه الواسع مدركة البعيد الشاسع لتتولى الأيدي البشرية تغييرها ولا تدرأ كثيرها ولا تمتاح بالاعتراف عذيرها بل لله القوة جميعا فقدرته لا تتحامى ريعا ولا حمى مريعا منيعا وعدنا والعود في مثلها أحمد وقد بعد في شفا النفوس الأمد ونسخ بالسرور الكمد ورفعت من عز الإسلام العمد والحمد لله حمد الشاكرين ومنه نلتمس عادة النصر على أعدائه فهو خير الناصرين عرفناكم به ليسر دينكم

المتين ومجدكم الذي راق منه الجبين والله يصل سعدكم ويحرس مجدكم ويبلغكم أملكم من فضله وقصدكم بمنه وفضله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك من أمير المسلمين عبد الله محمد ابن مولانا أمير المسلمين أبي الحجاج ابن مولانا أمير المسلمين أبي الوليد بن فرج بن نصر أيد الله أمره وأعز نصره إلى محل أخينا الذي نصل له أسباب الإعظام والإجلال ونثني بما له من كريم الشيم وحميد الخلال ونسر له ببلوغ الآمال ونجاح الأعمال وفي طاعة الله ذي الجلال السلطان الكذا ابن السلطان الكذا وصل الله له سعدا متصل الدوام دائم الاتصال وصنعا تتجلى وجوهه من ثنايا القبول والإقبال وعزا متفيأ ظلاله عن اليمين والشمال سلام كريم بر عميم يخص سلطانكم الأسنى ويعتمد مقامكم المخصوص بالزيادة والحسنى ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله الواهب الفاتح المانع المانح مظهر عنايته بمن خلص إليه قصده وقصر على ما لديه صدره وورده أبدا من محيا النهار الواضح الذي وعد من اتقاه حق تقاته على ألسنته سفرة وحيه وتقاته بنجح الخواتم والفواتح والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله المبتعث لدرء المفاسد ورعى المصالح وسعادة الغادى والرايح منقذ الناس يوم الفزع الأكبر وقد حاطت بهم أيدي الطوايح وهاديهم إلى سواء السبيل بأزمة النصايح ومظفرهم من السعادة الدائمة بأربح البضائع وأسنى المفاتح والرضا عن آله وأصحابه وعترته وأحزابه الذين خلفوه امتثالا للصحائف وإعمالا للصفائح وكانوا لأمته من بعده في الاقتدا بسنته والمحافظة على سنته النجوم اللوايح والدعا لسلطانكم الأسمى بالسعد الذي يغني بوثاقه سببه ووضوح مذهبه عن زجر البارح والسانح والعز البعيد المطارح السامي المطامح والصنع الباهر اللايح ولازال توفيق

الله عائدا على تدبيركم السعيد بالسعي الناجح والتجر الرابح فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم من فضله أدخر الأقسام وأوفاها وأوردكم من مورد عنايته أعذب الحمام وأصفاها وأبدي لكم وجوه اللطائف الجميلة وأخفاها من حمراء غرناطة حرسها الله وفضل الله هامية ديمه وعوايد اللطف يصلها فضله وكرمه والإسلام بهذا الثغر الجهادي مرعية ذممه وجاه النبوة المحمدية يعمل بين إرغام العدو الكافر وإهدا المسرات والبشاير سيفه وقلمه والسرور يبلغ من مزيد سعدكم واضح أممه خافق علمه وودكم ثابت في مواقف الخلوص قدمه وقد اتصل بنا ما كان من دخول حضرة بجاية حرسها الله في طاعتكم وانتظامها في سلك جماعتكم وانقطاعها إلى عصمتكم وتمسكها بأذمتكم وعقدكم منها ومن أختها السابقة الذمم الخليقة بمزيد الاهتمام على عقيلتي الأفكار التي لا يجمع بينها إلا ملك همام وخليفه إمام ومن وضحت من سعادته أحكام وشهدت بعناية له أدلة واضحة وإعلام ومن جمع الله له بين البر المتراكض الخيول والجيش المتدافع السيول والخصب الذي ينضى مراقده المسحرة ظهور الحمول وبين البحر الشهير بنجدة الأسطول وإنجاز وعد النصر الممطول ومرفإ السفن التي تخوض أحشاء البحار وتجلب مرافق الأمصار والأقطار وتتحف على النأي بطرف الأخبار بجاية وما بجاية دار الملك الأصيل العتيق وكرسي العز الوثيق والعدة إذا توقعت الشدة كم ثبتت على الزلزال وصابرت مواقف النزال أمطاكم السعد صهوتها وأحكم التوفيق ربوتها من غير مطاولة حصار ولا استنفاد وسع ابتدار ولا تسور

جدار فأصبحت دولتكم السعيدة تتفيأ جنا الجنتين وتختال في حلتين ويجمع بفتيا السيوف المالكية بين هاتين الأمتين أوزعكم الله شكرها من نعم جلت مواهبها ووضحت في سبيل العناية الإلهية مذاهبها وصنيعة بهرت عجايبها وإذا كانت عقايل النعم تخطب أكفاها وموارد المنن تعرض على صفاها فأنتم أملها الذي لكم تذخر وبمن دونكم تسخر فإنكم تميزتم بخالص العفاف والبسالة والحسب والجلالة وأصبحتم في بيتكم صدرا وفي إهالة قومكم بدرا مواقفكم شهيرة وسيرتكم في الفضل لا تفضلها سيرة ونحن نهنيكم بما منحكم الله من انفساح الإيالة ونمو الجلالة والنعم المنثالة فسلطان ألقى عنانه إلى مثلكم قد اختار لقيادته وارتاد فسعد في ارتياده وتكفل الحزم بحفظ بلاده وصون طارفه وتلاده وكأن به قد استولى على آماده وتطاول لإرث أجداده ولنا فيكم علم الله ود تأسس بناؤه وكرمت أنباؤه وجب الشرع إنفاذه إليكم وإنهاؤه وغرضنا الذي نؤثره على الأغراض والمقاصد وتقدمه بمقتضى الخلوص الزاكي للشواهد أن تتصل بيننا وبينكم المخاطبة وتتعاقب المواصلة والمكاتبة والله عز وجل المعين على ما يحب لودكم من بر يكمل واجبه وتوضح مذاهبه واعتقاد جميل يتساوى شاهده و غائبه وهو سبحانه يصل سعدكم ويحرس مجدكم والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ومن ذلك الخلافة التي لها المجد المؤثل والفضل الذي كرم الآخر منه والأول والمفاخر التي ظاهرها لا يتأول خلافة السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله علما في الخلفاء الراشدين والأئمة المهتدين وجمع

على محبته قلوب أهل الفضل والدين وتمم عليه نعمته كما أتمها على سلفه من الملوك الموحدين سلام كريم بر عميم يخص خلافتكم الحافلة ومثابتكم الفاضلة الكاملة ورحمة الله وبركاته من معظم مقدارها وملتزم إجلالها وإكبارها المثنى على مآثرها الكريمة وآثارها أمير المسلمين عبد الله محمد ابن أمير المسلمين أبي الحجاج ابن أمير المسلمين أبي الوليد بن فرج بن نصر أيده الله ونصره وسنى له الفتح المبين ويسره أما بعد حمد الله ولى الحمد ومولى الرفد جاعل المودة فيه كفيلة بنجح الفضل والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله الهادي إلى سبيل الرشد الماحي بنور الحق ظلام الجحد الداعي على بصيرة منه إلى جنة الخلد ومثابة الفوز والسعد والرضا عن آله وصحبه أعلام المجد وسيوف الحق المخصوصة بالعضد الذين نصروه بالحداد الذلق والرماح الملد وخلفوه في أمته بعد وفاته بصحة العقد والدعاء لخلافتكم العالية بسعادة الجد وبلوغ الأمل الممتد والإنافة على مآثر الأب الكريم والجد فإنا كتبناه لمقام خلافتكم السامية كتب الله لها من فضله بلوغ الأمل ووصل لها عوايد القبول والإقبال وشكر ما تحليتم به من كريم الخلال وأصالة الجلال من حمراء غرناطة حرسها الله ونعم الله كثيفة الظلال وصنايعه لدين الإسلام مرتقبة الإطلال وجانبكم معتمد بالإعظام والإجلال والمعرفة بقدر كم رسومها محتومة بالاستقلال وقد وصل خطابكم العميم الوفادة وكتابكم

الكريم المجادة مجددا بركة المخاطبة من تلك الحضرة مهديا من أنبا عصمتها أبهى المسرة مبتسما عن ثغور البشر المفترة واصلا عوائد الشيم البره جوابا عما كنا خاطبنا به حاجبكم الذي من أهل أبوابكم السامية عرف وبسداد الأمور في خدمتها وصف وما كان من هجوم الأجل المحتوم عليه وانتقاله إلى المستقر الذي ينتقل إليه وقبل أن يجيب عن الخطاب ويصدر واجب الجواب والأصل أبقاكم الله فيه الفرع والزيادة وفي كتابكم البركة والسعادة وجوابكم أحرز فوق السؤال ومجدكم أحسن المناب عن نابية الحميد الخلال تغمده الله وإيانا برحمته الفسيحة المجال ونحن نقرر لديكم ما عندنا من الحب في مقامكم الأصيل ) والثنا على خلافتكم الكريمة الجملة والتفصيل ونعترف بما لسلفها من الفضل العميم والولاء الكريم ويسرنا تجديد العهد القديم والذمام الذي ما عهده بالذميم وخاطبناكم نشكر تحفيكم الذي لا ينكر من مثلكم ولا يستندر من محلكم وإن تشوفتم إلى أحوال هذا القطر ومن به من المسلمين بمقتضى الدين المتين والفضل المبين فاعلموا أننا في هذه الأيام ندافع من العدو تيارا ونكابر بحرا زخارا ونتوقع الأمر إلا أن وقى الله خطوبا كبارا ونمد اليد إلى الله انتصارا ونلجأ إليه اضطرارا ونستمد دعاء المسلمين بكل قطر استمدادا بها واستظهارا ونستشير من خواطر الفضلا ما يخفض أخطارا ويغشى ريح روح الله طيبة معطارا فإن القومس الأعظم قيوم دين النصرانية الذي يأمرها فتطيع ومخالفته لا تستطيع رمى هذه الأمة الغريبة المنقطعة منهم بجراد لا يسد طريقها ولا يحصى فريقها التفت على أخي صاحب قشتالة وعزمها أن تملك بدله وتبلغه أمله ويكون

الكل يدا واحدة على المسلمين ومناصبة هذا الدين واستئصال شأفة المؤمنين وهي شدة ليس لأهل الوطن بها عهد ولا عرفها نجد ولا وهد وقد اقتحموا الحدود الغربية والله ولى هذه الأمة الغريبة وقد جعلنا مقاليد أمورها بيد من يقوى الضعيف ويدرأ الخطب المخيف ورجونا أن تكون ممن قال الله فيه ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) وهو سبحانه المرجو في حسن العقبى والمآل ونصر قبة الهدى على قبة الضلال وما قل من كان الحق كنزه ولا ذل من استمد من الله عزه ( قل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم ) الآية ودعا من قبلكم من المسلمين عدد موفور والله على كل حال محمود مشكور وهو جل وعلا يصل سعدكم ويحرس مجدكم ويوفى من فضله قصدكم والسلام ورحمة الله تعالى وبركاته
ومن ذلك المقام الذي جلى السعد بدره فسمت إليه العيون ومطل الدهر نذره فقضيت بعده الديون ورأته النفوس مظنة الجبر والخير ويمن النقيبة والطير فصدقته والحمد لله الظنون وأمل الإسلام أن يخلف سلفه في سبيل الله بأكرم ما خلف الآباء به البنون واعتاض الملك بانتصاره وحسن آثاره الغر الأقعس من الهون وصلاح الشان من نقع الشئون فله في ابتياسه الطير الميمون والأجر غير الممنون مقام محل أخينا الذي طوق الدولة المرينية يدا لا تجهل وأورد بعد الظمأ البرح الموارد التي عذب منها المنهل فعمر المحل واستقام السبيل الأسهل وراجع الزمن عهد الشبيبة وقد كان في الحرب يذهل والرماح الملد لارتياح العز تتأود والجياد الجرد تصهل

السلطان الكذا ابن السلطان الكذا ابن السلطان الكذا أبقاه الله موضح السنن ومسدى المنن كما أبرأ بعزمته الماضية زمانة الزمن وعوض المنح من المحن وطهر الضمائر من الإحن ولا زال دفاعكم عن الدين الحنيف يقوم من دون الفرائض والسنن مقام الجنن معظم ما عظمه الحق من جليل قدره المبتهج بإنارة بدره وقرة عينه بالاستقلال على ملك أبيه وانشراح صدره الداعي إلى الله سبحانه بإطالة عمره وإطاية ذكره الصادع لموهبة الله قبله بحمده سبحانه وشكره فلان سلام كريم طيب بر عميم كما وضح وجه الصباح رائق المحيا ونفح النسيم اللدن عاطرا الريا يخص مقامكم الذي تزين بالكمال وتزيا واحتل مرتبة المجد الصراح والحسب الوضاح فحياه السعد وبياه ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله القادر الدائم مولى النعم الجمائم ومثير الحميات في سبيله ومحرك العزائم ومنجح روم الرائم ومعدد من لا يبالي بالامتعاض لدينه الحنيف ومعلمه المنيف بلوم اللائم ومعود ترادف النعم الكرام والمنن الهامية الغمام ومشيد ركن الإسلام من بعد مميل الدعائم بكل ولى من خلفائه ماضي العزائم رافع الهضائم والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله النور المشرق على الأنجاد والتهائم والداعي إلى سبيل السواء والخلق قد ضلوا ضلال البهائم منقذ أهل الجراير والجرائم من النوب العظائم والرضا عن آله وصحبه وعترته وحزبه رعاة الهمل السوائم وسقاة الأسراب الحوائم الذين جروا على الأعداء من بعده ذيول الهزائم وأطلعوا في سماء القتام بدور الوجوه الغر من هالات الغمائم وطنبوا قبب الهمم الشريفة والسجايا المنيفة من فوق الثريا والنعائم وأزرت أخبار مجدهم بشذ اللطائم

وطهر قلوبهم من الضغائن والسخائم وجعل أرزاقهم من الغنائم وأخلاقهم أطهر من أزهار الكمايم والدعاء لمقام أخوتكم الذي تقلد سيف العز بالله من قبل التمائم وشهدت لهلاله بالإبدار عدول المخايل الصادقة والضمائم بالنصر الذي يستدعي طوائف الإشهاد في سبيل الجهاد إلى المداعي الحافلة في أهل الكفر والعناد والولائم والصنع الذي تنشى به صناع الأقلام صفحات صحف الرقائم فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم سعدا تشام بروقه الماطرة فتقر عين الشائم وأمنا تنام في ظله عين النائم ونصرا ماضي الغرار وثيق القائم وتوفيقا يلازم أعمالكم السديدة وآراءكم الحميدة لزوم أطواق الحمائم من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زائد بفضل الله سبحانه إلا يقين يشتد في الله عراه وتوكل عليه يحمد عند صباح الفوز بالنجاح ويعلى القداح سراه والحمد لله في أولى كل أمر وأخراه وجانبكم الرفيع وجهه البر وودكم وظيفة الجهر والسر والابتهاج بما يسنيه الله لكم من أمل ونجاح يحمل عنوان كتاب الخلوص المستقر وإلى هذا وصل الله سعدكم وحرس الظاهر مجدكم وبلغكم من فضله أملكم وقصدكم فإننا لما ورد علينا كتابكم الكريم الخلال المهدي نما الظهور المتصل والاستقلال عن ذلك الجلال المبشر بنجح الأعمال وفضل المآل ناهيك في نبإ في ضمنه وصل حبل الله الذي كان قد انقطع ولم ما تشعث وجبر ما أنصدع وعود العوائد الكريمة إلى رسومها ورد أرواحها المتعارفة إلى جسومها أجبناكم عنه مع مؤديه إلينا وموفد تحيته البرة علينا عفوا ما كنا لنقنع ولا تجتلى بوتره حتى يشفع وشرعنا في اختيار من يحسن عنا المناب في تقرير السرور بما سركم والتبرم المجحف بمن ضرنا وضركم وألقى ما عندنا من الاغتباط بودكم والارتباط لما يقع بوفق مجدكم وكتبنا هذا الكتاب مستدركا غرض الهنا الأكيد محكما في جملة فصول التأكيد معلما بأن هذه البلاد قد استشرفت منكم إلى ظهور وارث وليها وذي الفقار المعروف لعلها ومن يحيي في جهاد

عدوها مراسم أبيه ومآثر بيته المبنية ويغني بباعث رضاه ومجده وقيامه بحقه من بعده عن التنبيه وقد قررنا لكم في غير هذا الكتاب أننا تيمنا بدولتكم من لدن خولها الله موهبة اختصاصه وذخركم لجبر حقها واستخلاصه تيمنا شاع في الخاصة والجمهور وركب جادة القول المشهور فلم نعدم والحمد لله نصرا ولا فتحا ولا عدمنا من الله منا ولا منحا والله يجعل ذلك قياسا يضطرد حكمه ويبرز في اللوح المحفوظ إلى الحسن الملحوظ ومظاهر الحظوظ حكمه وأوفدنا بهذه التتمة والأغراض المهمة من رجونا أن يجلى في هذا الميدان ويأتى على خبر الهنا وأيدي الثنا بالعيان ويجهد في هذا المجال الرحيب جياد البيان إذ لم تعفه هيبة المقام الرفيع الشان المتعددة بأفقه الأعلى غمائم شهب الأعيان أولى الأحساب والأديان وهو فلان
ومن ذلك مولاي ومولاي بسرى ومولى المسلمين ورحمتي التي فاقت رحمة الآباء للبنين وعصمتي المتكفلة بالسعد الرائق الجبين يقبل قدمكم التي جعل الله العز في تقبيلها والسعد في اتباع سبيلها عبدكم الصغير في سنه الكبير في خدمتكم وخدمة كبيره في حياتكم بفضل الله ومنه الهاش لتمريغ وجهه في كتابكم من الذراع المنبتة طباعه عن العبودية الكامنة بالبدار إلى ذلك والإسراع عبدكم وولدكم بعد كتبه من بابكم المحوط بعز أمركم المتحف إن شاء الله بأنباء نصركم وقد وصل إلى العبد تشريفكم السابغ الحلل وتنويهكم المبلغ غايات الأمل وخط يدكم الكريمة وغمامة رحمتكم الهامية الديمة فياله من عز أثبت لي الفخر في أنبا الملوك وساد بي من الترشيح إلى رتب حظوتكم على النهج المسلوك قرر من عافية مولاي وسعادته واقتران السرور بحيث حل بوفادته ما يكفل ببلوغ الآمال وتمم لسان الحال في شكر لسان المقال والله يديم أيام مولاي حتى يقوم بحق شكر النعم لسانه وتؤدي بعده جوارحه من الدفاع بين

يدي سلطانه ما يسر به سلطانه وبعث من جوابه منقولا ليد حامله في يده لهني تقبيل اليد الكريمة بحال تأكيد ويقرر ما لعبده لوجهه الكريم من شوق شديد ويعرف تحول نعمة الله ونعمته لمن ببابه من خدم وحرم وعبيد ومد يد الرغبة لمولاه في صلة الإنعام بتشريفه وإعلامه بمتزيدات حركته وتعريفه ففي ضمن ذلك كل عز مشيد وخير جديد وينهى تحية أهل منزل مولاي على اختلافهم بحسب منازلهم من نعمه ولخطه التي يأخذ منها كل بحظه والسلام الكريم ورحمة الله وبركاته يتلو له في الله والآخر بعده

كتب مخاطبات الرعايا والجهات
كتبت عن السلطان أبي الحجاج ابن السلطان أبي الوليد ابن نصر رحمه الله تعالى لأهل ألمرية أعرف بهلاك الطاغية ملك قشتالة وإقلاع محلته عن جبل الفتح من الأمير عبد الله يوسف ابن أمير المسلمين أبي الوليد بن فرج بن نصر أيد الله أمره وأعلى ذكره إلى أوليائنا الذي نبادر إليهم بالبشائر السافرة الغرر ونجلي عليهم وجوه الصنائع الإلهية كريمة الخبر والخبر ونعلم ما لديهم من الود الكريم الأثر القائد بألمرية والقاضي بها والخطبا والفقها والأشياخ بها والوزراء والأمناء والأزكياء والكافة والدهماء من أهلها عرفهم الله عوارف الآلاء وشكر ما لهم من صحيح الود ومحض الولاء وأوزعهم شكر نعمة هذا الفتح الرباني الذي تفتحت له أبواب السماء وأشرت معجزاته ميت الرجا سلام كريم طيب عميم تنشق منه نفحات الفرج عاطرة الأرج عليكم أجمعين ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله فاتح أبواب الأمل من بعد استغلاقها ومعيد سعيد سعود الإسلام إلى آفاقها ومبشر العباد والبلاد بحياة أرماقها ومتدارك هذه الأمة المحمدية بالصنع الذي تجلى لها ملء أحداقها والرحمة التي مدت على النفوس والأموال والحرمات والأحوال صافي رواقها والنعمة التي لا يوفى

إلا بمعونته سبحانه من الشكر واجب استحقاقها والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله الذي دعوته هي العروة الوثقى لمن تمسك باعتلاقها وقام على الوفاء بعهدها وميثاقها ذي المعجزات التي بهرت العقول بائتلافها الذي لم ترعه في الله الشدائد على اشتداد وثاقها ووضاعة مذاقها حتى بلغت كلمة الله ما شاءت من انتظامها واتساقها والرضا عن آله وصحبه وعترته وحزبه الفائزين في ميادين الدنيا والدين بخصل سياقها فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم شكر النعمة ومعرفة بمواقع كرمه من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زايد بفضل الله إلا ما أمن الأرجاء ومهدها وأنشأ معالم الإسلام وجددها وأسس أركان الدين الحنيف وأقام أودها وأنتم الأولياء الذين نعلم منهم خلوص الأهواء ولتحقق ما عندهم من الود والصفا وإلى هذا فقد علمتم ما كانت الحال آلت إليه من ضيعة العباد والبلاد بهذا الطاغية الذي جرى في ميدان الأمل جرى الجموح ودارت عليه خمر النخوة والخيلاء مع الغبوق والصبوح حتى طمح بسكر اغتراره واعتز على أنصار الله بأنصاره ومحص المسلمين على يديه الوقائع التي تجاوز بها منتهى مقداره وتوجهت إلى استئصال الكلمة مطامع أفكاره ووثق بأنه يطفى ء نور الله بناره ونازل جبل الفتح فشد مخنق حصاره وأدار أشياعه في البر والبحر دور السوار على أسواره وانتهز الفرصة بانقطاع الأسباب وانبهام الأبواب والأمور التي لم تجر للمسلمين بالعدوتين على مألوف الحساب وتكالب التثليث على التوحيد وساءت الظنون من هذا القطر الوحيد المنقطع بين الأمم الكافرة والبحور الزاخرة والمرام البعيد وأننا صابرنا بالله تيار سيله

واستضأنا بنور التوكل عليه في جنح هذا الخطب ودجنة ليله ولجأنا إلى الله الذي بيده نواصي الخلائق واعتلقنا من حبله المتين بأوثق العلائق وفسحنا مجال الأمل في ذلك الميدان المتضايق وأخلصنا لله مقيل العثار ومأوى أولى الإضطرار قلوبنا ورفعنا إليه أمرنا ووقفنا عليه مطلوبنا ولم نقصر مع ذلك في إبرام العزم واستشعار الحزم وإمداد الثغور بأقصى الإمكان وبعث الجيوش إلى ما يلينا من بلاده على الأحيان فرحم الله انقطاعنا إلى كرمه ولجأنا إلى حرمه فجلى سبحانه بفضله ظلام الشدة ومد على الحريم والأطفال ظلال رحمته الممتدة وعرفنا عوارف الصنع الذي قدم به العهد على طول المدة ورماه بجيش من جيوش قدرته أغنى عن إيجاد الركاب واحتشاد الأحزاب وأظهر فينا قدرة ملكه عند انقطاع الأسباب واستخلص العباد والبلاد من بين الظفر والناب فقد كان سد المجاز بأساطيله وكاثر كلمة الحق بأباطيله ورمى الجزيرة الأندلسية بشؤبوب شره وصيرها فريسة بين غربان بحره وعقبان بره فلم تخلص إلى المسلمين من إخوانهم مرفقة إلا على الخطر الشديد والإفلات من يد العدو العنيد مع توفر العزم والحمد لله على العمل الحميد والسعي فيما يعود على الدين بالتأييد وبينما شفقتنا على جبل الفتح تقوم وتقعد وكلب الأعداء علينا يبرق ويرعد واليأس والرجا خصمان هذا يقرب وهذا يبعد إذ طلع علينا البشير بانفراج الأزمة وحل تلك العزمة وموت شاة تلك الرقعة وإبقاء الله على تلك البقعة وأنه سبحانه أخذ الطاغية أشد ما كان اغترارا وأعظم أنصارا وزلزل أرض عزه وقد أصابت قرارا وأن شهاب سعده أصبح آفلا وعلم كبره انقلب سافلا وأن من بيده ملكوت السماوات والأرض طرقه بحتفه وأهلكه برغم أنفه وأن محلته عاجلها التباب والتبار

وعاث في منازلها النار وتمحض عن سوء عاقبتها الليل والنهار وأن حماتها يخربون بيوتهم بأيديهم وينادي بالشتات لسان مناديهم وتلاحق بنا الفرسان من جبل الفتح المعقل الذي عليه من عناية الله رواق مضروب والرباط الذي من حاربه فهو المحروب فاختبرت بانفراج الضيق وارتفاع العائق لها عن الطريق وبرء الداء الذي أشرق بالريق وإن النصرى دمرهم الله جدت في ارتحالها وأسرعت بجيفة طاغيتها إلى سوء مآلها وسمحت للنهب والنار بأسلابها وأموالها فبهرنا هذا الصنع الإلهي الذي مهد الأقطار بعد رجفانها وأنام العيون بعد سهاد أجفانها وسألنا الله أن يعيننا على شكر هذه النعمة التي إن سلطت عليها قوى البشر فضحتها أو قويت بالنعم فضلتها ورجحتها ورأينا سر اللطائف الخفية كيف سريانه في الوجود وشاهدنا بالعيان أنوار اللطف والجود وقلنا إنما هو الفتح شفع بثان وقواعد الدين الحنيف أيدت من صنع الله بيان الحمد لله على نعمك الباطنة والظاهرة ومننك الوافرة أنت ولينا وأمرنا للحين فقلدت لبات المنابر بهذا الخبر وجليت في جماعات المسلمين وجوه هذا الفتح الرائق الغرر وعجلنا تعريفكم به ساعة اجتلائه وتحقق أنبائه لتسحبوا له أثواب الجذل ضافية وتردوا به موارد الأمل صافية فإنما هو ستر الله شمل أنفسكم وحريمكم وأمانه كفى ظاعنكم ومقيمكم فقرطوا به الآذان وبشروا به الإقامة والأذان وتملؤوا العيش في ظله وواصلوا حمد الله ولي الحمد وأهله وانشروا فوق أعواد المنابر من خطابه راية ميمونة الطائر واجعلوا هذه البشارة سجدة في فرقان البشائر فشكرا لله سبحانه يستدعى المزيد من نعمه ويضمن اتصال كرمه وعرفوا بذلك من يليكم من الرعية ليأخذوا بمثل حظكم ويلحظوا هذا الأمر بمثل لحظكم فحقيق عليهم أن يشيدوا

بهذا الخبر في الحاضر والباد ويجعلوا يوم عاشوراء الذي تجلى فيه هذا الصنع ثالث الأعياد والله عز وجل يجعله للمسرة عنوانا ويطلع علينا وجوه صنعه غرا حسانا والسلام الكريم عليكم أجمعين ورحمة الله تعالى وبركاته كتب في كذا وصدر عني أيضا في عام سبعة وستين وسبعمائة مما يجري مجرى الحكم والمواعظ والأمثال صدعت به الخطباء من المنابر واجتمعت لإلقائه من الأمم البحار الزواخر والله عز وجل لا يخيب فيه الفصل ولا يحبط فيه العمل بمنه من الأمير عبد الله الغني بالله محمد بن مولانا أمير المسلمين أبي الحجاج ابن مولانا أمير المسلمين أبي الوليد بن نصر أيد الله أمره وأعز نصره إلى أوليائنا المخصوصين منا ومن سلفنا بزمام الجوار القريب والمساكنة التي لا يتطرق إلى حقها الديني استرابة المستريب المعتمدين إذا عدت الرعايا وذكرت المزايا بمزيد الأدنا والتقريب من الأشياخ الجلة الشرفاء والأعلام العلماء والصدور الفقهاء والعدول الأزكياء والأعيان الوزراء والحماة المدافعين عن الأرجاء والأمناء الثقات الأتقياء والكافة الذين نصل لهم عوائد الاعتناء ونسير فيهم بإعانة الله على السبيل السواء من أهل حضرتنا غرناطة وريضها شرح الله لقبول الحكمة والموعظة الحسنة صدورهم وكيف بنتائج الاستقامة سرورهم وأصلح بعنايته أمورهم واستعمل فيما يرضيه آمرهم ومأمورهم سلام كريم عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد حمد الله الذي إذا رضي عن قوم جعل لهم التقوى لباسا والذكرى لبناء المتاب أساسا والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله الذي هدانا إلى الفوز العظيم ابتغاء الرحمة والتماسا والرضا عن آله وصحبه الذين اختارهم له ناسا وجعلهم مصابيح من بعده اقتداء واقتباسا فإنا كتبناه إليكم كتب الله إعزازكم وحرس أحوازكم وجعل العمل الصالح اهتزازكم وبقبول النصائح امتيازكم من مستقرنا بذروتكم الحمراء حماها الله ولا متعرف بفضل الله سبحانه إلا هداية تظهر على الأقوال والأعمال وعناية تخف عن اليمين والشمال وتوكل على الله سبحانه يتكفل لنا ولكم ببلوغ الآمال وأنتم أولياؤنا الذين لا ندخر عنهم نصحا ولا يهمل في تدبيرهم ما يثمر نجحا وبحسب هذا الاعتقاد لا نغفل عن نصيحة ترشدكم إذا غفلتم وموعظة نقصها عليكم إذا اجتمعتم في بيوت الله واحتفلتم ودرعتكم تارة بسلم نعقدها ومحاولة نسردها وتارة بسيوف في سبيل الله نجردها وغمار للشهادة نردها ونفوس بوعد الله نعدها ونرضى بالسهر لتنام أجفانكم وبالكد لتترع صبيتكم وولدانكم وباقتحام المخاوف ليتحصل أمانكم ولو استطعنا أن نجعل عليكم واقية كواقية الوليد لجعلنا أو أمكننا أن لا نفضلكم رعية بصلاح دين أو دنيا إلا فعلنا هذا شغل وقتنا منذ عرفناه ومرمى همنا مهما استرفعناه وقد استرعانا الله جماعتكم وملأنا طاعتكم وحرم علينا إضاعتكم 0000 والراعي إذا لم يقصد بسائمته المراعى الطيبة وينتجع مساقط الغمايم الصيبة ويوردها الماء النمير ويبتغي بها النما والتثمير ويصلح خللها ويداوي عللها قل عددها وجدبت غلتها وولدها فندم على ما ضيعه في أمسه وجنى عليها وعلى نفسه وألفيناكم

في أيامنا هذه الميامين عليكم قد غمرتكم آلاء الله ونعمه وملأت أيديكم مواهبه وقسمه وشغل عدوكم بفتنة قومه فنمتم للعافية فوق مهاد وبعد عهدكم بما تقدم من جهد وجهاد ومخمصة وسهاد فأشفقنا أن يجركم توالي الرخاء إلى البطر أو تحملكم العافية عن الغفلة عن الله وهي أخطر الخطر أو تجهلوا مواقع فضله تعالى وكرمه أو تستعينوا على معصية بنعمه فمن عرف الله في الرخاء عرفه في الشدة ومن استعد في المهل وجد منفعة العدة والعاقل من لا يغتر بالحرب أو السلم بطول المدة فالدهر مبلى الجدة ومستوعب العدة وإخوانكم المسلمون قد شغلوا اليوم بأنفسهم عن نصركم وسلموا الله في أمركم وفتحت الأبواب ولا حول ولا قوة إلا بالله بثغركم وأهمتهم فتن تركت رسوم الجهاد خالية خاوية ورياض الكتايب الخضر ذابلة ذاوية فإن لم تشعروا لما بين أيديكم في هذه البرهة فماذا تنتظرون وإذا لم تستنصروا بالله مولاكم فبمن تستنصرون وإذا لم تستعدوا في المهل فمتى تستعدون لقد خسر من رضي في الدنيا والآخرة بالدون فلا تأمنوا مكر الله فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ومن المنقول عن الملل والمشهور في الأواخر والأول أن المعصية إذا فشت في قوم أحاط بهم سوء كسبهم وأظلم ما بينهم وبين ربهم وانقطعت عنهم الرحمات ووقعت فيهم المثلات والنقمات وشحت السماء وغيض الماء واستولت الأعداء وانتشر الداء وجفت الضروع وأخلفت الزروع فوجب علينا أن نخولكم بالموعظة الحسنة والذكرى التي توقظ من السنة وتقرع آذانكم بقوارع الألسنة فاقرعوا الشيطان بوعيها وتقربوا إلى الله برعيها الصلاة الصلاة فلا تهملوها ووظائفها المعروفة فكملوها فهي الركن الوثيق والعلم الماثل على جادة الطريق والخاصة التي يتميز بها هذا

الفريق وبادروا صفوفها الماثلة وأتبعوا فريضتها بالنافلة وأشرعوا إلى تاركها أسنة الإنكار واغتنموا بها نواصي الليل ومبادي الأسحار والزكاة أختها المنسوبة ولدتها المكتوبة المحسوبة ومن منعها فقد بخل على مولاه باليسير مما أولاه وما أحقه بذهاب هبة الله وأولاه فاشتروا من الله كرايم أموالكم بالصدقات وأنفقوا في سبيل الله يربحكم أضعاف النفقات وواسوا سؤالكم كلما نصبت الموائد وأعيدت للقرب العوائد وارعوا حق الجار وخذوا على أيدي الدعرة والفجار واصرفوا الشنآن عن الصدور واجعلوا صلة الأرحام من عزم الأمور وصونوا عن الاغتياب أفواهكم ولا تعودوا السفاهة شفاهكم وأقرضوا القرض الحسن إلاهكم وعلموا القرآن صبيانكم فهو أس هذا المبنى وازرعوه في تراب ترابهم فعسى أن يجنى ولا تتركوا النصيحة لمن استنصح ورد السلام على من بتحية الإسلام أفصح وجاهدوا أهواءكم فهي أولى ما جاهدتم وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم وثابروا على حلق العلم والتعلم وحقوا بمراقي التكلم تعلموا من دينكم مالا يسعكم جهله ويبين لكم حكم الله أهله فمن القبيح أن يقوم أحدكم على معالجة بره وشعيره ورعاية شاته وبعيره ولا يقوم على شيء يخلص له قاعدة اعتقاده ويعده منجاة ليوم معاده والله عز وجل يقول ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) وأنفوا من الحوادث الشنيعة والبدع التي تفت في عضد الشريعة فقد شن عليها بالمتلبسة بأهل التصرف المغار ونال جملتها بل جهالتها بأغماضهم الصغار وتؤول المعاد والجنة والنار وإذا لم يغر الرجل على دينه ودين أبيه فعلى من يغار فالأنبياء الكرام وورثتهم العلماء الأعلام هم أئمة الاقتداء والكواكب التي عينها الحق للاهتداء فاحذروا معاطب هذا الداء ودسائس هؤلاء الأعداء وأهم ما صرفتم إليه الوجوه واستدفعتم به المكروه العمل على ما في الآية المتلوة والحكمة

السافرة المجلوة من ارتباط الخيل وإعداد العدة فمن كان ذا سعه في رزقه فليقم لله بما استطاع من حقه وليتخذ فرسا يعلم محلته بصهيله ويقتنى أجره من أجل الله وفي سبيله فكم يتحمل من عيال يلتمس مرضاتهن باتخاذ الزينة والعروض الثمينة والتنافس في سوق المدينة ومونة الارتباط أقل وعلى أهل الهمة والدين أدل إلى ما فيه من حماية الحوزة وإظهار العزة ومن لم يحسن الرمى فليتدرب وباتخاذ السلاح إلى الله فليتقرب فقبل الرمى تراش السهام وعلى العبد الاجتهاد وعلى الله التمام والسكة الجارية حديث نواديكم وأثمان العروض الذي بأيديكم فمن تحيف حروفها ونكر معروفها أو سامح في قبول زيف أو هجوس حيف فقد اتبع هواه وخان نفسه وسواه قال الله عز وجل ( أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) ولتعلموا أن نبيكم صلوات الله عليه إنما بعثه الله مجاهدا وفي العرض الأدنى زاهدا وبالسلاح راجيا وبالحق راضيا وعن الهفوات حليما متغاضيا فتمسكوا بحبله ولا تعرجوا عن سبله يوردكم الله في سجله ويرعكم من أجله مراعاة الرجل في نجله فهو الذي يقول ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله يعذبهم وهم يستغفرون ) وإن كان في وطنكم سعة وقد ألحفكم الله أمنا ودعة فأحسبوا أنكم في بلد محصور وبين لجتي أسد هصور كنفكم بحر يعب عبابه ودار بكم سور بيدي عدوكم بابه ولا يدري متى ينتهي السلم ويشعب الكلم فإن لم تكونوا بناء مرصوصا وتستشعروا الصبر عموما وخصوصا أصبح الجناح مقصوصا والرأي قد سلبته الحيرة والمال والحريم قد سلمت فيه

الضنانة والغيرة فإن أنشأ الله ريح الحمية ونصرت النفوس على الخيالات الوهمية فإن العزة لله ورسوله والمؤمنين والله متم على رغم الجاحدين وكره الكافرين فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين واعتقدوا أن الله لم يجعل الظهور مقرونا بعدد كثير وجراد مزرعة أثارها مثير إنما هو إخلاص لا ينبغي لغير الله افتقارا ونفوس توسع ما سوى الحق اختصارا ووعد يصدق وبصائر أبصارها إلى مثابة الجزاء تحدق وهذا الدين ظهر مع الغربة وشطب القربة فلم ترعه الأكاسرة وقيولها والأقاصرة وفيولها دين حنيف وعلم منيف من وجوه شطر المسجد الحرام تولى وآيات على سعة الأحرف تتلى وزكاة من الصميم تنتقى وصوم به إلى المعارج يرتقى وحج وجهاد ومواسم وأعياد ليس إلا تكبير جهير وأذان شهير وقوة تعد وثغور للإسلام تسد ونبي يقسم وفجر يرسم ونصيحة تهدى وأمانة تبدى وصدقة تخفى وتبدى وصدور تشرح وتشفى وخلق من خلق القرآن تحدى قبض النبي {صلى الله عليه وسلم} وهذا العقد تسجل والموعد به قد عجل ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ولا ينقطع لهذا الفرع عادة وصلة ما دام شبيها بأصله وإنما هو جلب لكم زبدته المخضوضة وخلاصته الممحوضة والعاقبة للمتقين ولتعلمن نبأه بعد حين وحضرتكم اليوم قاعدة الدين وغاب المجاهدين وقد اخترعت بها أيامنا هذا وأيام المقدس والدنا الآثار الكبار والحسنات التي تنوقلت بها الأخبار وأغفلت إلى زمتكم الحسنة المذخورة والمنقبة المبرورة وهي ميارستان يضم منكم المرضى المطرحين والضعفاء المغتربين منهم والمنتزحين في كل حين فأنتم تطئونهم بالأقدام على مر الأيام ينظرون إليكم بالعيون

الكليلة ويعرفون عن الأحوال الذليلة وضرورتهم غير خافية وما أنتم أولى منهم بالعافية والمجانين تكثر منهم الوقائع ويعيثون بالإناث منهم العهر الذايع عار تحظره الشرائع وفي مثلها تسد الذرايع وقد فضلتهم أهل مصر وبغداد بالرباط الدايم والجهاد فلا أقل من المساواة في معنى والمنافسة في مبنى يذهب عنكم لوم الجوار ويزيل عن وجوهكم سمات العار ويدل على همتكم وفضل شيمتكم أهل الأقطار وكم نفقة هانت على الرجل في غير مشروع وحرص اعتراه على ممنوع فاشرعوا النظر في هذا المهم خير شروع فلولا اهتمامنا بمرتزقة ديوانكم وإعدادنا مال الجهاد للمجاهدين إخوانكم لسبقناكم إلى هذه الزلفة وقمنا في هذا العمل الصالح بتحمل الكلفة ومع ذلك فإذا أخذناكم إلى الجنة ببنائه وأسهمناكم في فريضة أجره وثنائه فنحن إن شاء الله نحبس له الأوقاف التي تجري لمرفقه وتتصل عليه بها الصدقة تأصيلا لفخركم وإطابة في البلاد لذكركم فليشاور أحدكم همته ودينه ويستخدم يساره في طاعة الله ويمينه ونسل الله أن يوفق كلا لهذا القصد الكريم ويعينه ومن وراء هذه النصائح عزم يتهيأ إلى غايتها ويجبر الكافة على اتباع رأيها ورايتها فاعملوا الأفكار فيما تضمنته من الفصول وتلقوا داعي الله فيها بالقبول والدنيا مزرعة الآخرة وكم معتبر للنفوس الساخرة بالعظام الناخرة يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور وأنتم اليوم أحق الناس بقبول المواعظ نفوسا زكية وفهوما لا قاصرة ولا بكية ووطن جهاد ومستسقى غمايم رحمة من الله وعهاد وبقايا الأول الذين فتحوا هذا الوطن وألقوا فيه العطن فإلى أين يذهب حسن الظن بأديانكم وصحة إيمانكم وتساوى إسراركم في طاعة الله وإعلانكم اللهم إنا قد خرجنا لك فيهم عن العهدة المتحملة وأبلغناهم نصيحتك المكملة ووعدناهم مع الامتثال رحمتك

المؤملة فيسرنا وإياهم لليسرى وعرفنا لطايفك التي خفى منها المسرى ولا تجعلنا ممن صم عن النداء وأصبح شماتة للأعدا فما ذل من استنصر بجنابك ولا ضل من استبصر بسنتك وكتابك ولا انقطع من تمسك بأسبابك والله يصل لكم عوايد الصنع الجميل ويحملكم وإيانا من التوفيق على أوضح سبيل والسلام عليكم أيها الأولياء ورحمة الله وبركاته
وفي هذا الغرض أيضا
من الأمير عبد الله محمد ابن مولانا أمير المسلمين أبي الحجاج ابن مولانا أمير المسلمين أبي الوليد بن نصر أيده الله ونصره إلى أوليائنا الذين نوقظ من الغفلة أجفانهم وندعوهم لما يطهر من الارتياب إيمانهم ويخلص لله إسرارهم وإعلانهم ونرثى لعدم إحساسهم وخيبة قياسهم ونغار من استيلاء الغفلات على أنواعهم وأجناسهم ونسل الله لهم ولنا إقالة العثرات وتخفيض الشدائد المفتورات وكف ألف العوادى المبتدرات من أهل حضرتنا غرناطة دافع الله عن فئتهم الغريبة وعرفهم في الذوات والحرم عارفة اللطايف القريبة وتداركهم بالصنايع العجيبة سلام كريم عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد حمد الله الذي لا نشرك به أحدا ولا نجد من دونه ملتحدا مبتلى قلوب المؤمنين ليعلم أيها أقوى جلدا وأبعد في الصبر مدا ليزيد الله الذين آمنوا واهتدوا هدى والصلاة على سيدنا ومولانا محمد رسوله الذي أنقذ من الردى وتكفل بالشفاعة غدا ضارب هام العدا ومجاهد من اتخذ مع الله ولدا والرضا عن آله الذين كانوا لسماء ملته عمدا فلم ترعهم الكتائب الوافرة

وإن كانوا هم أقل عددا ولأصابتهم الأمم الكافرة وإن كانت أكثر جمعا وأظهر عددا صلاة لا تنقطع أبدا ورضا لا يبلغ أمدا فإنا كتبناه إليكم كتبكم الله ممن امتلأ قلبه غضبا لله وحمية ورمى بفكرة عقله غرض الصواب فلم يخط منه هدفا ولا رمية وقد اتصل بنا الخبر الذي يوجب نصح الإسلام ورعى الجوار والذمام وما جعل الله للمأموم على الإمام أيقظكم من مراقدكم المستغرقة وجمع أهواءكم المتفرقة وهو أن كبير دين النصرانية الذي إليه ينقادون وفي مرضاته يصافون ويعادون وعند رؤية صليبه يكبون ويسجدون لما رأى أن الفتن قد أكلتهم خضما وقضما وأوسعتهم هضما فلم تبق عصما ولا عظما ونثرت ما كان نظما أعمل نظره في أن يجمع منهم ما افترق ويرفع ما طرق ويرفأ ما مزق الشتات وخرق فرمى الإسلام بأمة عددها القطر المنثال والجراد الذي تضرب به الأمثال وعاهدهم وقد حضر التمثال وأمرهم وشأنهم الامتثال أن يهشوا لمن ارتضاه من أمته الطاعة ويجمعوا في ملته الجماعة ويطلع الكل على هذه الفئة القليلة الغريبة بغتة كقيام الساعة وأقطعهم قطع الله به البلاد والعباد والطارف والتلاد وسوغهم الحرم والأولاد وبالله نستدفع مالا نطيقه ومنه نسل عادة الفرج فما سد طريقه إلا أننا رأينا غفلة الناس عن تصميمهم موذنة بالبوار وأشفقنا للدين المنقطع من وراء البحار وقد أصبح مضغة في لهوات الكفار وأردنا أن نهزكم بالمواعظ التي تكحل الأبصار بميل الاستبصار ونلهمكم إلى الانتصار بالله عند عدم الأنصار فإن جبر الله الخواطر بالضراعة إليه والانكسار ونسخ الإعسار

بالإيسار وأنجد اليمين باجتهاد اليسار وإلا فقد تعين في الدنيا والآخرة حظ الخسار فإن من ظهر عليه عدو دينه وهو عن الله مصروف وبالباطل مشغوف وبغير العرف معروف وعلى الحطام المسلوب عنه ملهوف فقد ثله الشيطان للجبين وقد خسر الدنيا والآخرة ألا ذلك هو الخسران المبين ومن نفذ فيه أوله قدر الله عن أداء الواجب وبذل الجهود وأفرد بالعبودية والوحدانية الأحد المعبود ووطن النفس على الشهادة المبوءة دار الخلود العابدة بالحياة الدائمة والوجود أو الظهور على عدوه المحشور إليه المحشود صبرا على المقام المحمود وبيعا من الله تكون الملايكة فيه من الشهود حتى تعيث يد الله في ذلك البناء المهدوم بقوة الله الممدود والسواد الأعظم الممدود كان على أمره بالخيار المسدود ( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصو إنا معكم فتربصوا ) الله الله في الهمم قد خمدت ريحها والله الله في العقائد قد خفتت مصابيحها والله الله في الرجولة قد فل حدها والله الله في الغيرة فقد تعس جدها والله الله في الدين الذي طمع الكفر في تحويله والله الله في الحريم الذي مد إلى استرقاقه يد تأميله والله الله في المساكن زحف لسكناها والله الله في الملة التي يريد إطفاء سناها والله الله في الحريم والله الله في الدين الكريم والله الله في الوطن الذي توارثه الولد عن الوالد اليوم تستأسد النفوس المهينة اليوم يستنزل الصبر والسكينة اليوم تختبر الهمم اليوم ترعى لهذه المساجد الكريمة الذمم اليوم يرجع إلى الله المصرون اليوم يفيق من نوم الغفلة المغترون قبل أن يتفاقم الهول ويحق القول ويسد الباب ويحيق العذاب وتسترق بالكفر

الرقاب فالنساء تقي بأنفسهن أولادهن الصغار والطيور ترفرف لتحمى الأوكار إذا أحست العياث بأفراخها والإضرار تمر الأيام عليكم مر السحاب فلا خبر يفضي إلى العين ولا حديث في الله يسمع بين اثنين ولا كد إلا لزينة يحلى بها نحر وجيد ولا سعى إلا في متاع لا يغنى في الشدائد ولا يفيد وبالأمس دعيتم إلى التماس رحمى مسخر السحاب واستقالة كاشف العذاب وسؤال مرسل الديمة ومحيي البشر والبهيمة وقد أمسكت عنكم رحمة السماء وأغبرت جوانبكم المخضرة احتياجا إلى بلالة الماء وفي السماء رزقكم وما توعدون وإليه الأكف تمدون وأبوابه بالدعاء تقصدون فلم يضجر منكم عدد معتبر ولا ظهر للإنابة ولا للصدقة خبر وتتوقل عن الإعادة الرغبة إلى الولي الحميد والغنى الذي إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وأيم الله لو كان لهوا لا رتقبت الساعات وضاقت المستمعات وتزاحمت على حاله وعصيه الجماعات أتعززا على الله وهو القوي العزيز أتلبيسا على الله وهو الذي يميز الخبيث من الطيب والمشبه من الإبريز أمنابذة والنواصي في يديه أغرورا بالأمل والرجوع بعد إليه من يبدأ الخلق ثم يعيده من ينزل الرزق ويفيده من يرجع إليه في المهمات من يرجى في الشدائد والأزمات من يوجد في المحيا والممات أفي الله شك يختلج القلوب أثم غير الله من يدفع المكروه وييسر المطلوب تفضلون على اللجإ إليه عوائد الجهل ونزه الأهل وطائفة منكم قد برزت إلى إستبقاء رحمته تمد إلى الله الأيدي والرقاب وتستكشف بالخضوع لعزته السقاب وتستعجل إلى مواعيد إجابته الارتقاب وكأنكم أنتم عن كرمه قد استغنيتم أو على الامتناع من الرجوع إليه بقيتم أما تعلمون كيف كان نبيكم صلوات الله عليه وسلامه من التبليغ باليسير والاستعداد للرحيل الحق والمسير ومداومة

الجوع وهجر الهجوع والعمل على الإياب إلى الله والرجوع دخلت فاطمة رضي الله عنها وبيدها كسرة شعير فقال ما هذه يا فاطمة فقالت يا رسول الله خبزة قرصة وأحببت أن تأكل منها فقال يا فاطمة أما أنه أول طعام دخل جوف أبيك منذ ثلاث وكان {صلى الله عليه وسلم} يستغفر الله في اليوم سبعين مرة يلتمس رحماه ويقوم وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر حتى ورمت قدماه وكان شأنه الجهاد ودأبه الجد والاجتهاد ومواقف صبره تعرفها الربا والوهاد ومقامات زهده في هذا المتاع الفاني تحوم على أدنى مراتبها الزهاد فإذا لم تقتدوا به فبمن تقتدون وإذا لم تهتدوا به فبمن تهتدون وإذا لم ترضوه باتباعكم له فكيف تعتزون إليه وتنتسبون وإذا لم ترغبوا في الاتصاف بصفاته غضبا لله وجهادا وتقللا من العرض الأدنى وشهادا ففيم ترغبون فافتروا جهاد الأمل فكل آت قريب واعتبروا بمثلات من تقدم من أهل البلاد والقواعد فذهولكم عنها غريب وتفكروا في منابرها التي يعلو فيها واعظ وخطيب ومطيل ومطيب ومساجدها المتعددة الصفوف والجماعات المعمورة بأنواع الطاعات وكيف أخذ الله فيها بذنب المترفين من دونهم وعاقب الجمهور بما أغمضوا عنه من عيونهم وساءت بالغفلة عن الله عقبى جميعهم وذهبت النعمات بعاصيهم ومن داهن في أمرهم من مطيعهم وأصبحت مساجدهم مناصب للصلبان واستبدلت مآذنهم بالتواقيس من الأذان هذا والناس ناس والزمان زمان ما هذه الغفلة عمن إليه الرجعى وإليه المصير وإلى متى التساهل في حقوقه وهو السميع البصير وحتى متى هذا الخطأ في الأمد القصير وإلى متى نسيان اللجإ إلى الولي النصير قد تداعت الصلبان مجلبة عليكم وتحركت الطواغيت من كل جهة إليكم أفيخذلكم الشيطان وكتاب الله

قائم فيكم وألسنة الآيات تناديكم لم تمح سطورها ولا احتجب نورها وأنتم بقايا من فتحها عن عدد قليل وظفر فيها كل خطب جليل فوالله لو تمحض الإيمان ورضى الرحمن ما ظهر التثليث في هذه الجزيرة على التوحيد ولا عدم الإسلام فيها عادة التأييد لكن شمل الداء وصم النداء وعميت الأبصار فكيف الاهتداء والباب مفتوح والفضل ممنوح فتعالوا نستغفر الله جميعا فهو الغفور الرحيم ونستقيل مقيل العثار فهو الرؤوف الحليم ونصرف الوجوه إلى الاعتراف بما قدمت أيدينا فقبول المعاذير من شأن الكريم سدت الأبواب وضعفت الأسباب وانقطعت الآمال إلا منك يا فتاح يا وهاب يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون أعدوا الخيل وارتبطوها وروضوا النفوس على الشهادة وغبطوها فمن خاف الموت رضى بالدنية ولا بد على كل حال من المنية والحياة مع الذل ليست من شيم النفوس السنية واقتنوا السلاح والعدة وتعرفوا إلى الله في الرخاء يعرفكم في الشدة واستشعروا القوة بالله على أعداء الله وأعدائكم واستميتوا من دون أبنائكم فكونوا كالبنيان المرصوص لحملات هذا العدو النازل بفنائكم وحوطوا بالتعويل على الله وحدة بلادكم واشتروا من الله جل جلاله أولادكم ذكروا أن امرأة احتمل السبع ولدها وشكت لبعض الصالحين فأشار عليها بالصدقة فتصدقت برغيف وأطلق السبع ولدها وسمعت النداء يا هذه لقمة بلقمة وإنا لما استودعناه لحافظون واهجروا الشهوات واستدركوا البقية من الفوات وافضلوا لمساكنكم من الأقوات واخشعوا لما أنزل

الله من الآيات وخذوا من لكم بالصبر على الأزمات والمواساة في المهمات وأيقظوا جفونكم من السنات واعلموا أنكم رضعا ثدي كلمة التوحيد وجيران البلد الغريب والدين الوحيد وحزب التمحيص ونفر المرام العويص وتفقدوا معاملاتكم مع الله فمتى رأيتم الصدق غالبا والقلب للمولى الكريم مراقبا وشهاب اليقين ثاقبا فثقوا بعناية الله التي لا يغلبكم معها غالب ولا ينالكم من أجلها عدو مطالب وأنكم في الستر الكثيف وعصمة الخبير اللطيف ومهمى رأيتم الخواطر متبددة والظنون في الله مترددة والجهات التي تخاف وترجى متعددة والغفلة عن الله ملابسها متجددة وعادة الخذلان دايمة وأسواق الشهوات قائمة فاعلموا أن الله منفذ فيكم وعده ووعيده في الأمم الغافلين وأنكم قد ظلمتم أنفسكم ولا عدوان إلا على الظالمين والتوبة ترد الشارد إلى الله والله يحب التوابين ويحب المتطهرين وهو القائل ( إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) وما أقرب صلاح الأحوال مع الله إذا صلحت العزايم وتوالت على حزب الشيطان الهزايم وخملت الدنيا الدنية في العيون وصدقت فيما عند الله الظنون ( يا أيها الذين آمنوا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ) وتوبوا سراعا إلى طهارة الثوب وإزالة الشوب واقصدوا أبواب غافر الذنب وقابل التوب واعلموا أن سوء الأدب مع الله يفتح أبواب الشدائد ويسد طرق العوائد فلا تمطلوا بالتوبة أزمانكم ولا تأمنوا مكر الله فتغشوا إيمانكم ولا تعلقوا جنابكم بالضرار فهو علام السرار وإنما علينا معاشر الأولياء أن ننصحكم وإن كنا أولى بالنصيحة ونعتمدكم بالموعظة الصريحة الصادرة علم الله

عن صدق القريحة وإن شاركناكم في الغفلة فقد ندبناكم إلا الاسترجاع والاستغفار وإنما لكم لدينا نفس مبذولة في جهاد الكفار ونقدم قبلكم إلى مواقف الصبر لا نرضى بالفرار واجتهاد فيما يعود عليكم بالحسنى وعقبى الدار والاختيار لله ولي الاختيار ومصرف الأقدار وها نحن شرعنا الخروج إلى مدافعة هذا العدو ونفدى بنفسنا البلاد والعباد والحريم المستضعف والأولاد ونلي من دونهم الجلاد ونستوهب منكم الدعا إلى من وعد بإجابته وتقبل من صرف إليه وجه إنابته اللهم كن لنا في هذا الانقطاع نصيرا وعلى أعدائك ظهيرا ومن انتقام عبدة الأصنام كفيلا ومجيرا اللهم قو من ضعفت حيلته فأنت القوي المعين وانصر من لا نصير له إلا أنت إياك نعبد وإياك نستعين اللهم ثبت أقدامنا عند تزلزل الأقدام ولا تسلمنا عند لقاء عدو الإسلام فقد ألقينا إليك يد الاستسلام اللهم دافع بملائكتك المسومين عمن ضويقت أرجاؤه وانقطع إلا منك رجاؤه اللهم هيى ء لضعفائنا وكلنا ضعيف فقير وذليل بين يدي عظمتك حقير رحمة تؤدي في الأزمة وتشيع وقوة تطرد وتستتبع يا غلاب الغلاب يا هازم الأحزاب يا كريم العوائد يا مفرج الشدائد ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين اللهم اجعلنا ممن تذكر وتيقظ وممن قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله ذو فضل عظيم وقد وردت علينا المخاطبات من قبل إخواننا المسلمين الذين عرفنا في

الحديث والقديم اجتهادهم بنى مرين أولى الامتعاض لله والحمية والمخصوصين بين القبائل الكريمة بهذه المزية بعزمهم على الامتعاض بحق الجوار والمصارحة التي تليق بالأحرار والنفرة لانتهاك النبي {صلى الله عليه وسلم} المختار وحركة سلطانهم محل أخينا بمن له من الأولياء والأنصار وكافة المجاهدين بتلك الأقطار والأمصار ومدافعة أحزاب الشيطان وأهل النار فاسألوا الله إعانتهم على هذا المقصد الكريم الآثار والسعي الضمين العز والأجر والفخار والسلام عليكم أيها الأولياء ورحمة الله تعالى وبركاته وكتب في صفر من عام سبعة وستين وسبعمائة وسكنت هرج الناس بقولي عند ما ثار الشيخ على بن على بن نصر صادعا بذلك فوق أعواد المنبر بالجامع الأعظم من حضرة غرناطة مبلغا من السلطان رضي الله عنه الأمان سادلا رواق العصمة ضامنا عنه العفو لكل طائفة والله ولي المجازات والمتكفل بالمثوبات سبحانه لا إله إلا هو هذا كتاب كريم أصدرناه بتوفيق الله شارحا للصدور مصلحا بإعانة الله للأمور ملحفا جناح الأمان والعدل والأحسان للخاصة والجمهور يعلم من سمعه أو يقف عليه ويقرأه ويتدبر لديه ما عاهدنا عليه الله من تأمين النفوس وحقن الدماء والسير في التحامي عنها على السنن السوا ورفع التثريب عن البعيد فيها والقريب والمساواة في العفو عنها والغفران بين البرى والمريب وحمل من يظن أنه ينطق بعين العداوة في باطن الأمر وظاهره محمل الحبيب وترك ما يتوعد بها من المطالبات ورفض التبعات مما لا يعارض حكما شرعيا

ولا يناقض سببا من الدين مرعيا فمن كان رهن تبعة أو طريد تهمة أو منبزا في الطاعة بريبة فقد سحبنا عليه ظلال الأمان والحقناه أثواب العفو والغفران ووعدناه من نفسنا مواعد الرفق والإحسان حكما عاما وعفوا تاما فاشيا في جميع الطبقات منسحبا على الأصناف المختلفات عاملنا في ذلك من يتقبل الأعمال ولا يضيع السؤال واستغفرنا الله عن نفسنا وعمن أخطأ علينا من رعيتنا ممن يدرأ للسرع غلطته ويقبل الحق فيئته ومن يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما لما رأيناه من وجوه اتفاق الأهواء والضمائر وخلوص القلوب والسرائر في هذا الوطن الذي أحاط به العدو والبحر ومسه بتقدم الفتنة الضر وصلة لما أجراه الله على أيدينا وهيأه بنا فلم يخف ما سكن بنا من نار وفتنة ورفع من بأس وإحنة وكشف من ظلمة وأسدل من نعمة وأضفى من مورد وعافية وأولى من عصمة وافية بعد ما تخرمت الثغور وفسدت الأمور واهتضم الدين واشتد على العباد والبلاد كلب الكافرين ذلك فضل الله علينا وعلى الناس فله الحمد دائبا والشكر واجبا ومن الله نسل أن يتم نعمته علينا كما أتمها على أبوينا من قبل إن ربك حكيم عليم ونحن قد شرعنا في تعيين من ينوب عنا من أهل العلم والعدالة والدين والجلالة للتطوف بالبلاد الأندلسية ومباشرة الأمور بالإيالة النصرية ينهون إلينا ما يستطلعونه ويبلغون من المصالح ما يتعرفونه ويقيدون ما تحتاج إليه الثغور وتستوجبه المصلحة الجهادية من الأمور ونحن نستعين بفضلاء رعيتنا وخيارهم والمرافقين منهم لله في إيرادهم وإصدارهم على إنهاء ما تخفى عنا من ظلامة تقع أو حادث يبتدع ومن اتخذت بجواره خمر فاشية أو نشأت في جهته للمنكر ناشية فنحن نقلده العهدة ونطوقه القلادة ووراء تنبيهنا على ما خفي عنا من الشكر لمن أهداه وإحماد سعى من بلغه وأداه ما نرجو ثواب

الله عليه والتقرب به إليه فمن أهدانا شيئا من ذلك فهو شريك في أجره ومقاسم في مثوبته وحسبنا الله ونعم الوكيل وصدر عني ظهير كريم لمن توجه يتطلع على أحوال الرعايا حسبما نبه عليه في هذا الأمر المتقدم هذا ظهير كريم مضمنه استجلاء لأمور الرعية واستطلاع ورعاية كرمت منها أجناس وأنواع وعدل بهر منه شعاع ووصايا يجب لها إهطاع أصدرناه للفقيه أبي فلان لما تقرر لدينا دينه وعدله وبان صلاحه وفضله رأينا أن أحق من تقلده المهم الوكيد ونرمي به من أغراض البر الغرض الوكيد البعيد ونستكشف به أحوال الرعايا حتى لا يغيب عنا شيء من أحوالها ولا يتطرق إليها طارق عن إهمالها وينهى إلينا الحوادث التي تنشأ إنهاء يتكفل بحياطة إبشارها وأموالها وأمرناه أن يتوجه إلى جهات كذا فيجمع الناس في مساجدهم ويبدأ بتقرير غرضنا في صلاح أحوالهم وإحساب آمالهم ومكابدتنا المشقة في مداراة عدوهم الذي نعلم من أحواله ما غاب عنهم دفعه الله بقدرته ووقا نفوسهم وحريمهم من معرته ولما رأينا من انبتات الأسباب التي قبل تومل وعجز الحيل التي كانت تعمل فيستدعي أنجادهم بالدعاء وإخلاصهم فيه إلى رب السماء ونسل عن سيرة القواد وولاة الأحكام بالبلاد فمن نالته مظلمة فليرفعها إليه ويقصها عليه ليبلغها إلينا ويوفدها مقررة الواجبات لدينا ويختبر ما افترض صدقه للجهل وما فضل من كرم ذلك

العمل ليعين للحصن بجبل فاره يسر الله لهم في إتمامه وجعل صدقتهم تلك مسكه ختامه وغيره مما فرض إعانة للمسلمين وإنجادا لجهاد الكافرين فيعلم مقداره ويتولى اختباره حتى لا يجعل منه شيء على ضعيف ولا يعدل به لمشروف عن شريف ولا تقع فيه مضايقة ذي الجاه ولا مخادعة غير المراقب لله ومتى تحقق أن غنيا قصر به فيه عن حقه أو ضعيفا كلف منه فوق طوقه فيجبر الفقير من الغني ويجري من العدل على السنن السوي ويعلم الناس أن هذه المعونة وإن كانت بالنسبة إلى محل ضرورتها يسيرة وأن الله يضاعفها لهم أضعافا كثيرة فليست مما يلزم ولا من المعاون التي بتكريرها يحزم وينظر في عهود المتوفين فيصرفها في حقوقها مصارفها المعينة وطرقها الواضحة المبينة ويتفقد المسلمين تفقداً يكسو عاريها ويتمم منها المآرب تتميما يرضى باريها ويندب الناس لتعليم القرآن لصبيانهم فذلك أصل في أديانهم ويحذرهم المغيب على شيء من أعشارهم فالزكاة أخت الصلاة وهما من قواعد الإسلام بأقصى الحد والاعتزام ورفعنا عنهم رسم التعريف نظرا لهم بعين الاهتمام وقدمنا الثقات لهذه الأحكام وجعلنا الخرص شرعيا في هذا العام وفيما بعده إن شاء الله من الأعوام ومن أهم ما أسندناه إليه وعولنا فيه عليه البحث بتلك الأحواز عن أهل البدع والأهواء والسارين من السبل على غير السواء ومن ينبز بفساد العقد وتخريب القصد والتلبس بالصوفية وهو في الباطن من أهل الفساد والداعين إلى الإباحة وتأويل المعاد والمولفين بين النساء والرجال والمتشيعين لمذاهب الضلال فمهمى عثر على مطوق بالتهمة منبز بشيء من ذلك من هذه الأمة فليشد ثقافه شدا ويسد عنه سبيل الخلاص سدا ويشرع في شأنه الموجبات ويستوعب الشهادات حتى ينظر في حسم رايه

ويعاجل المرض بدوايه فليتول ما ذكرنا نايبا بأحسن المناب ويقصد وجه الله راجيا منه جزيل الثواب ويعمل عمل من لا يخاف في الله لومة لائم ليجد ذلك في موقف الحساب وعلى من يقف عليه من القواد والأشياخ والحكام أن يكونوا معه يدا واحدة على ما ذكرنا في هذه الفصول من العمل المقبول والعدل المبذول ومن قصر عن غاية من غاياته أو خالف مقتضى من مقتضياته فعقابه عقاب من عصى أمر الله وأمرنا فلا يلومن إلا نفسه التي غرته وإلى مصرع النكير جرته والله المستعان وكتب عن الأمر العلي المولوى السلطاني النصرى أدام الله علاه ووالى مضاءه في شهر ربيع المبارك من عام خمسة وستين وسبعمائة عرفنا الله خيره ولما توجه شيخ الصوفية السفارة أبو الحسن ابن المحروق رسولا إلى المغرب يستدعي الأمداد ويحض على الجهاد كان مما رفع به العقيرة بجامع القرويين قولى في غرض الموعظة واستوعبه درساه أيها الناس رحمكم الله إن إخوانكم المسلمين بالأندلس قد دهم العدو قصمه الله ساحتهم ورام الكفر خيبه الله استباحتهم ورجفت أبصار الطواغيث إليهم ومد الصليب بذراعيه عليهم وأيديكم بعزة الله أقوى وأنتم المؤمنون أهل البر والتقوى وهو دينكم فانصروه وجواركم الغريب فلا تخفروه وسبيل الرشد قد وضح فاستبصروه الجهاد الجهاد فقد تعين الجار الجار فقد قرر الشرع حقه وبين الله الله في الإسلام الله الله في أمة محمد عليه السلام الله الله في المساجد المعمورة بذكر الله الله الله في وطن الجهاد في سبيل الله فقد استغاث بكم الدين فأغيثوه وقد تأكد عهد الله وحاشاكم أن تنكثوه أعينوا

إخوانكم بما أمكن من إعانة أعانكم الله عند الشدائد جردوا عوائد الحمية يصل الله لكم جميل العوائد صلوا رحم الكلمة واسوا بأنفسكم وأموالكم تلك الطوائف المسلمة كتاب الله بين أيديكم وألسنة الآيات تناديكم والله سبحانه يقول فيه ( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم ) وسنة رسول الله قائمة فيكم ومما صح عنه {صلى الله عليه وسلم} من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمها الله على النار لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا أدركوا أرمق الدين قبل أن يفوت بادروا عليل الإسلام قبل أن يموت احفظوا وجوهكم مع الله يوم يسلكم عن عباده جاهدوا في سبيل الله بالأنفس والأموال والأقوال حق جهاده
ماذا يكون جوابكم لنبيكم
وطريق هذا العذر غير ممهد
إن قال لم فرطتم في أمتي
وتركتموهم للعدو المعتد
تالله لو أن العقوبة لم تخف
لكفا الحيا من وجه ذاك السيد
اللهم أعطف علينا قلوب العباد اللهم بث لنا الحمية في البلاد اللهم دافع عن الحريم الضعيف والأولاد اللهم انصرنا على أعدائك بأحبابك وأوليائك يا خير الناصرين اللهم أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين يا رب العالمين

ووصلني كتاب السلطان رضي الله عنه يعرف بفتح أطريرة واستيلائه عليها عنوة وذلك بخط يده فعرفت من أهل حضرته الذين أعجلهم إسراع الحركة عن اللحاق به أيها الناس ضاعف الله بمزيد النعم سروركم وتكفل بلطفه الخفي في هذا القطر الغريب أموركم أبشركم بما كتبه سلطانكم السعيد عليكم المترادفة بين الله وسعادته نعم الله عليكم أمتع الله الإسلام ببقائه وأيده على أعدائه ونصره في أرضه بملائكة سمائه وإن الله فتح له الفتح المبين وأعز بحركة جهاده الدين وبيض وجوه المؤمنين وأظفره بأطريرة البلد الذي فجع المسلمين بأسراهم فجيعة تثير الحمية وتحرك النفوس الأبية وانتقم الله منهم على يده وبلغه من استيصالهم غاية مقصده فصدق من الله لأوليائه على أعدائه الوعد والوعيد وحكم بإبادتهم المبدي المعيد وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد وتحصل من سبيهم بعد ما رويت السيوف بدمائهم ألوف عديدة لم يسمع بمثلها في المدد المديدة ولا في العهود البعيدة ولم يصب من إخوانكم المسلمين عدد يذكر ولا رجل معتبر فتح هنى وصنع سنى ولطف خفى ووعد وفي فاستبشروا بفضل الله ونعمته وثقوا على الافتقار والانقطاع برحمته وقابلوا نعمه بالشكر يزدكم واستنصروا في الدفاع عن دينكم ينصركم ويؤيدكم واغتبطوا بهذه الدولة المباركة التي لم تعدموا من الله معها عيشا خصيبا ولا رأيا مصيبا ولا نصرا عزيزا وفتحا قريبا وتضرعوا في بقائها ونصر لوائها لمن لم يزل سميعا للدعاء مجيبا والله عز وجل يجعل البشائر الفاشية فيكم عادة ولا يعدمكم ولا للولي الأمر توفيقا
وسعادة والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله وبركاته من مبلغ ذلك إليكم ابن الخطيب
ظهاير الأمراء والولاة

صدر عني لشيخ الغزاة بالحضرة العلية أبي زكريا يحيى بن عمر بن رحو لأول دولة أمير المسلمين السلطان أبي عبد الله بن نصر رضي الله عنه هذا ظهير كريم منزلته في المظهر الكريمة منزلة المعتمدية في الظهر الكرام أطلع وجه التعظيم سافر القسام وعقد راية العز السامية الأعلام وجدد كريم المتات وقديم الذمام وانتضى للدين عن حوزة الدين حساما هز بمضائه صدر الحسام فأعلى تجديده بشد أزر الملك ومناصحة الإسلام وأعرب عن الاعتنا الذي لا تخلق جدته الليالي والأيام أمر به الأمير عبد الله محمد ابن أمير المسلمين أبي الحجاج ابن أمير المسلمين أبي الوليد بن نصر أيد الله أمره وأعز نصره لوليه الذي هو عماد سلطانه وواحد خلصانه وسيف جهاده ورأس أولى الدفاع من بلاده وعضد ملكه ووسطى سلكه الشيخ الكذا ابن الشيخ الكذا زاد الله مجده علوا وقدره سموا وجهاده ثنا متلوا لما كان محله من مقامه المحل الذي تتقاصر عنه أبصار الأطماع فترتد خاسرة وكان للدفاع عن دولته يدا باطشة ومقلة باصرة فهو ملك أمورها واردة أو صادرة وسيف جهادها الذي أصبحت بمضائها ظافرة وعلى أعدائها ظاهرة وكان له الصيت البعيد والرأي السديد الحميد والحسب الذي يليق به التمجيد والقدر الذي سما منه الجد وعرفه به القريب والبعيد والجهاد الذي صدق في قواعده كالاجتهاد والتقليد فإن قاد جيشا أبعد غارته وإن دبر أمرا أحكم إدارته مستظهرا بالجلال الذي لبس شارته فهو واحد الزمان والعدة

الرفيعة من عدد الإيمان ومن له بذاته وسلفه علو الشان وسمو المكان والحسب الوثيق البنيان ولبيته الكريم من نجد حق السابقة في ولاية هذه الأوطان والمدافعة عن حوزة الملك وحمى السلطان إن فوخر فاصدعوا بالمفاخر المعلومة ومتوا إلى ملك المغرب ببنوة العمومة وتزينوا من خيلاء العز بالتيجان المنظومة فهم سيوف الدين وأبطال الميادين وأسود العرين ونجوم سماء بني مرين وكان سلفه الكريم رضي الله عنه يستضيء من رأيه بالشهاب الثاقب ويحله من بساط تقريبه أعلى المراتب ويستوضح كنه جميع المذاهب ويستظهر بصدق دفاعه على جهاد العدو المكاذب ويرى أن عز دولته وسيف صولته وذخيرة فخره وسياج أمره جدد له هذه الرتب تجديدا صير الغاية منها ابتدا واستأنف به أعلا ولم يدخر به حظوة ولا اعتنا وحين صير الله إليه ملك المولى أبيه بمظاهرته ورأيه وقلده قلادة الملك الأصيل وراثة آبائه وحمد سعيه بعد أن سبق الألوف إلى الأخذ بثأره وعاجلت البطشة الكبرى يد ابتداره وأردى بنفسه الشقى الذي سعى في تبديد الإسلام وإطفاء أنواره على تعدد خلصان الملك يومئذ وتوفر أنصاره فاستقر الملك في قراره وانسحب الستر على محله وامتد ظل الحفظ على داره عرف وسيلة هذا المقام الذي قامه والوفا الذي رفع أعلامه فألقى إليه في مهم الأمور بالمقاليد وألزمه ملازمة الحضور مجلسه السعيد وشد يد الاغتباط على قربه مستمنحا منه بالرأي السديد ومستندا من وده إلى الركن الشديد وأقامه بهذه الجزيرة الأندلسية عماد قومه فهو فيهم يعسوب الكتيبة ووسطى العقد الفريد وفذلكة الحساب وبيت القصيد فدواره منهم للشريد مأوى الطريف والتليد والكفيل بالحسنى والمزيد يقف ببابه أمراؤهم ويركض خلفه كبراؤهم مجددا من ذلك ما عقده سلفه من تقديمه وأوجبه مزية حديثة وقديمة فهو شيخ الغزاة على اختلاف

قبائلهم وتشعب وسائلهم تتفاضل درجات القبول عليهم بتعريفه وتشرف أقداره لديهم بتشريفه وتثبت واجباتهم بتقديره وينال لهم المزيد بتحقيقه للغنا منهم وتقريره فهو بعده أيده الله قبلة آمالهم وميزان أعمالهم والأفق الذي يصوب من سحاب رفده غمام نوالهم واليد تستمنح عادة أطعمتهم وأموالهم فليتول ذلك عظيم القدر منشرح الصدر حالا من دارة حشمهم محل القلب من الصدر متألقا في هالته تألق البدر صادعا بينهم باللغات الزناتية التي تدل على الأصالة العريقة واللسان الحر وهو إن شاء الله الحسام الذي لا ينبه على الضريبة ولا يزيده حسنا جلب الحلى العجيبة حتى يشكر الله والمسلمون اغتباط مقامه بمثله ويربى بره على من أسس بره من قبله ويجتنى الملك ثمرة تقريبه من محله ومن وقف على الظهير الكريم من الغزاة أساد الكفاح ومعتلقى السيوف ومعتقلي الرماح كماة الهيجاء وحماة البطاح حيث كانوا من موسطة ثغر ومن أقيم من موسطة ثغر ومن أقيم في رسم من الجهاد أو أمر أن يعلموا قدر هذه العناية المشرقة واليد المنطلقة والحظوة المتألقة فتكون أيديهم فيما قلدوا رده ليده وعزائمهم متجهة إلى مقصده فقدره فوق الأقدار وأمره الذي هو نائب أمره مقابل بالابتدار على توالي الأيام وتعاقب الأعصار وصدر عني ظهير شيخ الغزاة أيضا أبي الحسن علي بن بدر الدين رحمة الله عليه هذا ظهير كريم منزلته من الظهائر منزلة المعتمد به من الظهرا ومحله من الصكوك الصادرة عن أعاظم الملوك محله من أولى الرايات الخافقة العذبات والآراء فتح على الإسلام من بعد الإبهام أبواب السرا وراق طرازا مذهبا على عاتق الدولة الغرا وأعمل عوامل الجهاد في طاعة رب العباد منازعة لأهل

الكفر والعناد من باب الإعمال والإغراء أمر به فلان لصدر صدور أودائه وحسامه المشهور على أعدائه ووليه الذي خبر صدق وفائه وجلى في مضمار الخلوص له مغبرا في وجوه الكفايه شيخ شيوخ المجاهدين وقائد كتائبه المنصورة إلى غزو الكافرين والمعتدين وعدته التي يدافع بها عن الدين وسابق وده المبرز في الميادين الشيخ الكذا أبي فلان بن فلان وصل الله سعده وحرس مجده وبلغه من مظاهرة دولته ومؤازرة خلافته قصده رفع قبة العناية والاختبار على عماد وأشاد بدعوة التعظيم سمعا كل حي وجماد وقابل السعي الكريم بإحماد وأورد من البر غير ثماد واستظهر بالوفا الذي لم يستتر ناره برماد ولا قصرت جياده عن بلوغ آماد وقلد سيف الجهاد عاتق الحسب اللباب وأعلق يد الاستظهار بأوثق الأسباب واستغلظ على الأعداء بأحب الأحباب لما قامت له البراهين الصادقة على كريم شيمه ورسوخ قدمه وجنى منه عند الشدة ثمرة ما أولاه من نعمه قابل كرام ذممه وعظام خدمه وشد يده على عهده الذي عرفه حين انتكث العقد وأخف المعتقد واستأسد النغد وتنكر الصديق وفرق الفريق وسدت عن النصرة الطريق فأثقل له ميزان المكافأة وسجل له رسم المصافاة وجعله يمين الملك الذي به يناضل ويقاطع ويواصل وسيف الجهاد الذي يحيى بمضائه حوزة البلاد ومرآة النصح الذي يتجلى به وجوه الرشاد فقدمه أعلى الله قدمه وشكر نعمه وأسعده فيما يممه ونشر بالنصر علمه شيخ الغزاة بحضرته العلية ومساير بلاده النصرية ترجع القبائل والأشياخ إلى نظره في السكنات والحركات ويبتدر على يده من مقامنا الكريم غمائم البركات وتقرر وسائلها بوساطة حظوته وتقصر خطاها اعترافا بحقه الواجب عن حظوته فعليه تدور أفلاك جماعتهم كلما اجتمعوا وائتلفوا وبحجة فضلهم يزول إشكالهم مهمى اختلفوا وبلسانه

المبين يقرر لهم ما أسلفوا وفي كنف رعيه ينشأ من أعقبوا من النشء وخلفوا وبأقدامه تنهض أقدامهم مهمى توقفوا فهو يعسوب كتائبهم الملتفة وفرنان قطعهم المصطفة وسهم جوارحهم الفارهة وعين عيونهم النابهة وتأويل أمورهم المتشابهة عن نظره يردون ويصدرون وبإشارته يرشون ويبرزون وآثاره يقتفون وبتلعة دواره المرينى في خدمة مقامنا النصرى يقفون فهو الذي لا تأنف أشراف القبائل من اقتفا آثاره ولا تجهل رفعة مقداره فليبتد المزية بالحق المستوحية للفخر لسابقة السعادة لعبد الحق ولذاته قصب السبق ولوفائه الشهرة في الغرب والشرق فليتول ذلك تولاه الله منشرحا بالعز صدره مشرقا من شمس سعادته بدره معروفا حقه معظما قدره فهي خطة قومه وفريسة حومه وطية أمسه ويومه وكفو خطته ومرمى رتبته وحلى جيده ومظهر توفيقه وتسديده مطلقا من عنان الثنا على الغنا معاملا بصديق الإطراء لذوي الأراء متعمدا الإغضا هفوات المضا معرفا بالقبائل والعشائر والفضائل كلما وفدوا من الآفاق للاستلحاق منها على مظان الاستحقاق مطبقا على الطباق متميزا لجهادها يوم السباق حريصا على إنما الأعداد مطبقا مفاصل السداد محتاطا على الأموال التي يملى بها أكف الجباية ضروع العباد واضعا مال الله حيث وضعه الحق من الورع والاستزاد سيما في هذه البلاد حتى تعظم المزايا والمزاين وتتوفر الكتائب والخزائن ويبهج السامع ويسر المعاين ويظهر الفضل على من تقدم وعند الله يجد كل ما قدم فهي قلادة الله التي لا يضيع من أضاعها ويوفى صاعها ويرضى من أعمل فيها أوامره وأطاعها وهو وصل الله سعادته وحرس مجادته

أولى من لاحظ ضرارها وشد مزارها واستطلع من ثنايا التوكل على الله بشايرها سنا وحسبا وجدا وأبا وجدا وشبا ونجدة وضحت مذهبا وعلى الغزاة وفر الله جموعهم وأنجد تابعهم ومتبوعهم أن يعرفوا قدر هذا التعظيم الذي خفقت أعلامه وصحت أحكامه والاختصاص الذي لطف محله والاعتقاد الكريم الذي صفى ظله ليكون من إيجاب حقه حيث حد ورسم وخبر ووصم لا يتخلف أحد منهم في خدمته أيده الله على إشارته الموفقة ولا يشذ عن رياسته المطلقة بحول الله وقوته وكتب في كذا
ومن ذلك ظهير أمليته للشيخ الأجل أبي العلي إدريس رحمة الله عليه هذا ظهير كريم أطلع الرضا والقبول صباحا وأنشأ للعناية في جو الوجود من بعد الركود رياحا وأوسع العيون قرة والصدور انشراحا وهيأ للمعتمد به مغدا في السعادة ومراحا وهز منه سيفا عتيقا يفوق اختيارا ويروق التماحا وولاه رياسة الجهاد بالقطر الذي تقدمت الولاية فيه لسلفه فنال عزا شهيرا وازداد مجدا صراحا وكان ذلك له إلى أبواب السعادة مفتاحا أمر به وأمضاه وأوجب العمل بحسبه ومقتضاه الأمير فلان لوليه في الله الذي كساه من جميل اعتقاده حللا وأورده من عذب رضاه منهلا وعرفه عوارف قبوله مفصلا خطابها ومجملا الشيخ الكذا أبو العلي إدريس بن الشيخ الكذا أبي سعيد عثمان بن أبي العلي وصل الله له أسباب سعادته وحرس اكناف مجادته وأجراه من ترفيع المكانة لديه على أجمل عادة سلفه وعادته لما كان له القدر الجليل والمجد الأثيل والذكر الجميل والفضائل التي كرم منها الإجمال والتفصيل وأحرز قصب السبق بذاته إذا ذكر المجد الطويل العريض وكان قد أعمل الرحلة إليه يحدوه إلى خدمته التأميل ويبوء به الحب الذي وضح

منه السبيل وعاقه عنه الواقع الذي تبين في عذره الجميل ثم خلصه الله من ملكه الكفر الذي قام به على عنايته الدليل قابله بالقبول والإقبال وفسح له ميدان الرضا رحب المجال وصرف إليه وجه الاعتداد بمضائه رائق الجمال سافرا عن بلوغ الآمال وأواه من خدمته إلى ربوة منيعة الأرجاء وارفة الظلال وقطع عنه الأطماع بمقتضى همته البعيدة المنال ثم رأى والله ينجح رأيه ويشكر في سبيل الله عن الجهاد سعيه أن يستظهر بمضائه ويصل لديه عوارف آلائه ويعمر به رتب آبائه فقدمه أعلى الله قدمه وشكر آلاءه ونعمه شيخ الغزاة المجاهدين وكبير أولى الدفاع عن الدين بمدينة مالقة حرسها الله أخت حضرة ملكه وثانية الدرة الثمينة من سلكه ودار سلفه وقرارة مجده والأفق الذي تألق منه نور سعده راجعا إليه نظر القواعد الغريبة رندة و ذكوان وما إليها رجوع الاستقلال والاستبداد والعز الفسيح المجال البعيد الآماد يقود جميعها إلى الجهاد عاملا على شاكلة مجده في الإصدار والإيراد حتى يظهر على تلك الجهات المباركة آثار الحماية والبسالة ويعود لها عهد المجادة والجلالة وتتزين ملابس الإيالة وهو يعمل في ذلك الأعمال التي تليق بالمجد الكريم والحسب الصميم حتى ينمو عدد الحماة ويعظم آثار الأبطال الكماة وتظهر ثمرة الاختبار ويشمل الأمن جميع الأقطار وتنسحم عنها أطماع الكفار وعلى من يقف عليه من الفرسان وفر الله أعدادهم وأعز جهادهم أن يكونوا ممتثلين في الجهاد لأمره عارفين بقدره ممضين فيما ذكر بحكمه واقفين عند حده ورسمه وعلى سواهم من الرعايا والخدام والولاة والحكام أن يعرفوا قدر هذا الاعتنا الواضح الأحكام والبر المشرق القسام فيعاملوه بمقتضى الإجلال والإكرام والترفيع والإعظام على هذا يعتمد وبحبسبه ( ) يعمل وكتب في كذا

وأمليت ظهيرا للأمير أبي زيد بن عمر نصه أيضا هذا ظهير كريم بلغ فيه الاختيار الذي عضده الاختبار إلى أقصى الغاية وجمع له الوفاق الذي خدمه البحث والاتفاق والأهلية التي شهدت بها الآفاق بين تجمع الرأي ونصر الراية وأنتجت به مقدمات الولاء نتيجة هذه الرتبة السامية العلا والولاية واستظهر من المعتمد به على قصد الكريم في سبيل الله ومذهبه بليث من ليوث أوليائه شديد الوطأة على أعدائه والنكاية وفرع من فروع الملك الأصيل معروف الأبوة والإباية لتتضح صفحة النصر العزيز والفتح المبين مجلية الآية وتدل بداءات هذه الدولة الرافعة لمعالم الدين المؤيدة في الأفعال والأقوال بمدد الروح الأمين على شرف النهاية أصدر حكمته وأبرم حكمه وقرر حده الماضي ورسمه عبد الله الغني بالله محمد ابن مولانا أمير المسلمين أبي الحجاج ابن مولانا أمير المسلمين أبي الوليد بن نصر عضد الله كتايبه وكتب عضده ويسر في الظهور على أعداء الله قصده لوليه المستولى على ميادين حضرته وإيثاره الفائز بالقدح المعلى من إجلاله وإكباره ظهير استنصاره وسيف جهاده المعد ليوم ضريبته ويوم افتخاره ويعسوب قبائل الغزاة بأصقاعه الجهادية وأقطاره الأمير الكذا ابن الأمير الكذا ابن السلطان الكذا وصل الله أسباب سعده وأنجز للمسلمين بمظاهرته إياه على الكافرين سابق وعده لما وقد على بابه الكريم مؤثرا عما كان بسبيله من جواره ملقيا بمحله الجهادي عصى تسياره مفضلا ما عند الله على رحب أوطانه وأنصاره شيمة من أسرع إلى خير الآخرة ببداره قبل اكتمال هلاله وإبداره وعلى انبعاث أمله واستقامة مداره قابل أيده الله وفادته بالقبول الممنوح والصدر المشروح وجعل له الشرب المهنإ في مناهل الصنائع التي صنع الله لملكه و الفتوح ولم

يدخر عنه تقريبا يقف الأولياء دون مداه وترفيعا تشهد به محافل الملك ومنتداه إلى أن ظفرت بحقيقة الموالاة الكريمة يداه ثم استظهر به على أعداء الله وعداه فوفى النصح لله وأداه وأضمره وأبداه وتحلى بالبسالة والجلالة والطهارة اللائقة بمنصب الإمارة في مراحه ومغداه حتى اتفقت الأهواء على فضله وعفافه وكمال أوصافه وظهرت عليه مخائل أسلافه ثم رأى الآن سدد الله رأيه وشكر عن الإسلام والمسلمين سعيه أن يوفد ركائب الاعتقاد على جنابه ويفسح ميدان الاستظهار بحسن منابه ويصل أسبابه بأسبابه ويضاعف بولايه الصادق اهتمامه ويقيمه في قود عساكر الجهاد البر مقامه فأضفى ملابس وده عليه وجعله فاتح أبواب الجنة بفضل الله بين يديه وأجراه مجرى عضده الذي يتصدق عنه الضريبة في المجال وسيفه الذي يفرج به مضايق الأهوال ونصبه للقبائل الجهادية قبله في مناصحة الله ومناصحة مشروعة وراية سعيدة في مظاهرته متبوعة وعقد له الولاية الجهادية التي لا تعدل بولاية ولا توازن عناية المعتمد بها عناية يشهد بصراحة نسبها الدين ويتحلى بحلى غرتها الميادين والجهاد في سبيل الله نحلة نبي الأمة ومن بعده من الأئمة لا سيما في هذا القطر المتأكد الأذمة لأولى الدين والهمة فيتول ذلك تولى مثله وإن قل وجود مثله جاريا على سنن مجده وفضله سائرا من رضى الله على أوضح سبله معتمدا عليه في الأمر كله وليعلم أن الذي يخلق ما يشاء ويختار قد هيأ له من أمره رشدا وسلك به طريقا سددا واستعمله اليوم فيما يحظه غدا وجعل حظه الذي عوضه نورا وهدى وأبعد له في الصالحات مدا ولينظر فيمن لديه من القبائل الموفورة والجموع المؤيدة المنصورة نظرا يريح من العلل ويبلغ الأمل ويرعى المهمل ويحسن القول وينجح العمل منبها على أهل الغنا والاستحقاق مسددا لعوائد الأرزاق معرفا بالغرباء الواردين

من الآفاق مطيعا منهم للطباق متغمدا للهفوات بحسن الأخلاق مستجيدا للأسلحة والكراع مبادرا هيآت الصريخ بالإسراع مستدعيا للمشورة التي يقع الحكم فيها على حصول الإجماع رفيقا بمن ضعف عن طول الباع محتاطا على الإسلام في مواقف الدفاع مقدما عند اتجاه الأطماع صابرا في المضايق على الفراع متقدما للأبطال بالاصطناع مقابلا نصائح أولى الخبرة بالاستماع مستعملا في الحروب من وجوه الخداع حتى يكون عمله وفق شهرته البعيدة المطار وسيرته فيما أسند إليه مثلا في الأقطار واستقامة التدبير على يديه ذريعة إلى إرغام أنوف الكفار بقوة الله وحوله وعزته وطوله وعلى الغزاة بالحضرة العلية وسائر البلاد النصرية من بني مرين وسائر قبائل المجاهدين أن يعرفوا قدره ويمتثلوا في مرضاتنا أمره ويكونوا معه يدا وروحا وجسدا وسعيا وعضدا فبذلك يشملهم من الله ومن مقامنا الرضا والقبول والعز الموصول ويمضى في عدو الله النصول ويتأتى على خير الدنيا والآخرة الحصول إن شاء الله ومن وقف عليه فيعرف ما لديه وكتب في كذا واقتضى نظر السلطان أعزه الله أن قدم ولده على الجماعة الكبرى من جيش الغزاة بحضرته العلية عند قبضه على يحيى بن عمر فكتبت في ذلك ظهيرا كريما نصه هذا ظهير كريم فاتح بنير الألوية والبنود وقود العساكر والجنود وأجال في ميدان الوجود جناح البأس والجود وأضفى ستر الحماية والوقاية بالتهائم والنجود على الطائفين والعاكفين والركع والسجود عقد للمعتمد به عقد الشريف والقدر المنيف زاكي الشهود وأوجب المنافسة بين مجالس

السروج ومضاجع المهود وسبر السيوف في الغمود وأنشأ ريح النصر آمنة من الخمود أمضى أحكامه وأنهد العز أمامه وفتح عن نصر السعود كمامه أمير المسلمين عبد الله الغني بالله محمد بن مولانا أمير المسلمين وناصر الدين أبي الحجاج ابن مولانا أمير المسلمين أبي الوليد بن نصر أيده الله ونصره لكبير ولده وسابق عهده وريحانة خلده وياقوتة الملك على يده الأمير الكبير الطاهر الظاهر الأعلى واسطة السلك وهلال سماء الملك ومصباح الظلم الحلك ومظنة العناية الأزلية من مدبر الملك ومجري الفلك عنوان سعده وحسام نصره وعضده وسمى جده وسلالة فضله ومجده السعيد المظفر الهمام الأعلى المجاهد المؤمل الأرضي أبي الحجاج يوسف ألبسه الله من رضاه عنه حللا لا تخلق جدتها الأيام ولا تبلغ كنهها الأفهام وبلغه من خدمته المبالغ التي يسر بها الإسلام وتسبح في بحار صنائعها الأقلام وحرس معاليها الباهرة بعينه التي لا تنام وكنفه بركنه الذي لا يضام فهو الفرع الذي جرى بخصله على أصله وارتسم نصره في نصله واشتمل جده على فضله وشهدت ألسن خلاله برفعة جلاله وظهرت دلايل سعادته في بدء كل أمر وإعادته لما صرف وجهه إلى ترشيحه لافتراع صفات المجد البعيد المدا وتوشيحه بالصبر والحلم والبأس والندا وأرهب منه سيفا من سيوف الله لضرب هام العدا وأطلعه في سماء الملك بدرا هدا لمن راح وغدا وأخذه بالآداب التي تقيم من النفوس أودا ويبذر اليوم ليجنى غدا ورقاه في رتب المعالي طورا فطورا وترقى للنبات ورقا ونورا ليجده بحول الله يدا باطشة بأعدائه ولساناً مجيبا عند ندائه وطرازا على حلة عليائه وغماما من غمام آلائه وكوكبا وهاجا بسمائه وعقد له لواء الجهاد على الكتيبة الأندلسية من جنده قبل أن ينتقل عن مهده وظلله

بجناح رايته وهو على كتد دابته واستركب جيش الإسلام ترحيبا بوفادته وتنويها بمجادته وأثبت في غرض الإمارة النصرية سهم سعادته رأى أن يزيده في عنايته ضروبا وأجناسا ويتبع أثره ناسا فناسا قد اختلفوا لسانا ولباسا واتفقوا ابتغاء لمرضات الله والتماسا ممن كرم انتماؤه وزينت بالحسب الغر سماؤه وعرف غناؤه وتأسس على المجادة بناؤه حتى لا يدع من العناية فنا إلا جلبه إليه ولا سعادة فخر إلا جعلها في يديه ولا حلية عز إلا أضفى ملابسها عليه وكان جيش الإسلام في هذه البلاد الأندلسية أمن الله خلالها وسكن زلزالها وصدق في رحمة الله التي وسعت كل شيء آمالها كلف همته ومرعى أذمته وميدان جياده ومتعلق أمد جهاده ومعراج إرادته إلى تحصيل سعادته وسبيل خلاله إلى بلوغ كماله فلم يدع علة إلا أزاحها ولا طلبة إلا أجال قداحها ولا عزيمة إلا أورى اقتداها ولا رغبة إلا فسح ساحها أخذا مرونته بالتهذيب ومصافه بالترتيب أورى اقتداحها ولا رغبة إلا فسح ساحها أخذ مدونته بالتهذيب ومطافة بالترتيب وآماله بالتعريب محسنا في تلقي الغريب وتأنيس الحريب مستنجزا له وبه وعد النصر العزيز والفتح القريب ورفع عنه لهذا العهد نظر من حكم الاعتراض في حماته واستشعر عروق الحسائف لتشذيب كماته واستقل عن حسن الوساطة لهم بمصلحة ذاته وجلب هباته وتثمير ماله وتوفير أقواته ذاهبا أقصى مذاهب التعمير بأمد حياته فانفرج الضيق وخلص إلى حسن نظره

وساغ الريق ورضى الفريق ورأى والله الكفيل بنجح رأيه وشكر سعيه وصلة حفظه ورعيه أن يحمد لهم اختيارهم ويحسن لديهم آثاره ويستنيب فيما بينه وبين سيوف جهاده وأبطال جلاده وحماة أحوازه وآلات اعتزازه من يجري مجرى نفسه النفيسة في كل مغنى ومن يكون له لفظ الولاية وله أيده الله المعنى فقدمه على الجماعة الأولى كبرى الكتائب ومقاد الجنائب وأجمة الأبطال ومزنة الودق الهطال المشتملة من الغزاة على مشيخة آل يعقوب نسب الملوك الكرام وأعلام الإسلام وسائر قبائل بني مرين ليوث العرين وغيرهم من اصناف القبائل وأولى الوسائل يحوط جماعتهم ويرفع بتفقده إضاعتهم ويستخلص لله ولأبيه أيده الله طاعتهم وتشرق بإمارته مراكبهم ويزين هلاله الناهض إلى الإبدار على فلك سعادة الإنذار كواكبهم تقديما اشرق له وجه الدين الحنيف وتهلل وأحس باقتراب ما أمل فللخيل اختيال ومراح وللأسل السمر اهتزاز وارتياح وللصدور انشراح وللآمال مغدى في فضل الله ومراح فليتول ذلك أسعده الله تولى مثله فمن اسرة الملك أسرته وأسرة النبي {صلى الله عليه وسلم} أسرته والملك الكريم اصل لفرعه والسبب العربي منجد لطيب طبعه أخذ أشرافهم بترفيع المجالس بنسبة أقدارهم مقربا حسن اللقا بإيثارهم شاكرا غناءهم مستدعيا ثناءهم مستدرا لأرزاقهم موجها المزية بحسب استحقاقهم شافعا لديه في رغباتهم المؤملة ووسائلهم المتحملة مسهلا الإذن لوفودهم المتلاحقة منفقا لبضائعهم

النافقة مونسا لغربائهم مستجلبا أحوال أهليهم وغربائهم مميزا بين أغفالهم ونبهائهم وعلى جماعتهم رعى الله جهادهم ووفر أعدادهم أن يطيعوه في طاعة الله وطاعة أبيه ويكونوا يدا واحدة على دفاع أعادي الله وأعاديه ويشدوا في مواقفه الكريمة أزره ويمتثلوا نهيه وأمره حتى يعظم الانتفاع ويثمر الدفاع ويخلص المصال لله والمصاع فلو وجد أيده الله غاية في تشريفهم لبلغها أو موهبة لسوغها لكن ما بعد ولده العزيز عليه مذهب ولا وراء مباشرتهم بنفسه مرغب والله منجح الأعمال ومبلغ الأمال والكفيل بسعادة المآل فمن وقف على هذا الظهير الكريم فليعلم مقدار ما تضمنه من أمر مطاع وفخر مسند إلى إجماع ووجوب اتباع وليكن خير مرعى لخير راع بحول الله وأقطعه أيده الله ليكون بعض المواد لازواد سفره ومحاط سفره من جملة ما أولاه من نعمه وسوغه من موارد كرمه جميع القرية المنسوبة إلى عرب غسان وهي المحلة الأثيرة والمنزلة الشهيرة تنطلق عليها أيدي خدامه ورجاله جارية مجرى صحيح ماله محررة من كل وظيف لاستغلاله إن شاء الله فهو المستعان سبحانه وكتب في كذا وفي ظهير أخيه لتقديمه على الكتيبة الثانية من جيش الغزاة هذا ظهير كريم جعل الله له الملائكة ظهيرا وعقد منه في سبيل الله لواء منصور وأعطى المعتمد به باليمين كتابا منشورا وما كان عطاء ربك محذورا وأطلع صبح العناية المبصرة الآية يبهر سفورا ويسطع نورا واقر عيونا للمسلمين وشرح صدورا ووعد الأهلة أن تصير بإمداد شمس الهدى إياها بدورا وبشر الإسلام بالنصر المنتظر والفتح الرائق الغرر مواسطا وثغورا وأتبع حماة الدين لواء الإمارة السعيدة النصرية فأسعد به آمرا وأكرم به

مأمورا أمر به وأمضاه وأوجب حكمه ومقتضاه الأمير عبد الله محمد ابن أمير المسلمين أبي الحجاج ابن أمير المسلمين أبي الوليد بن نصر أيد الله أمره وأعلى ذكره لقرة عينه ومقتضى حقه في العدد ودينه وعضد درعه آية لوحه ودرة قلادته وذرى أفلاك مجادته وسيف نصره وهلال قصره وزينه عصره ومتقبل هديه ورشده ومظنة إشراف سعده وإنجاز وعده ولده الأسعد وسليل ملكه المؤيد الأمير الأجل الأعز الأسمى الأسنى الأطهر الأظهر الأعلى لابس أثواب رضاه ونعمته ومنحة الله لنصره وخدمته ومظهر عز نصره وبعد همته الراضى العالم المجاهد حامي الحمى تحت ظل الإسلام الذي يأمن به من إضاعته المحرز مزايا الأعمال الطاهرة حظ الشهر في يومه وحظ اليوم في ساعته الموقر المهيب المؤمل المعظم أبي النصر سعد عرفه الله بركة سعد بن عبادة جده خال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} وأعظم بمجده ووزيره في حله وعقده وإجناه ثمرة النصر الذي كناه به ووصل سببه بسبيه فما النصر إلا من عنده وأنتج له الفتح المبين في مقدمتي نصره وعضده لما صرف وجه عنايته في هذه البلاد الأندلسية التي خلص لله انفرادها وانقطاعها وتمحص لأن تكون كلمة الله العليا قراعها وصدق مصالها في سبيل الله ومصاعها إلى ما يمهد أرجاءها ويحقق رجاها من سلم يعقد ولا يعدم الحزم معه ولا يفقد وعطاء ينفذ ورأى لا يتعقب ولا ينقد وحرب تتضمر لها الجياد وتعتقل الأسل المياد وكان الجيش روض أمله الذي في جناه يسرح ومرمى فكره الذي عنه لا يبرح فديوانه ديوان أمانيه الذي تسهب فيه وتسترح اسمعه من سياسته أوفى الحظوظ وأسفاها وقصر عليه

لفظ العناية ومعناها فأزاح علله وأحيا أمله وأنشأ جذله ورفع عنه من لم يبذل الحد له ولا أخلص فيه إلا لله عمله واختار لقياده مغانيه المنصورة وإمارة غزواته المبرورة أقرب الناس إلى نفسه نسبا وأوصلهم فيه سببا وأحقهم بالرتبة المنيفة والمظاهر الشريفة ذاتا وأبا وحدا وشبا وأمره على أشرافهم ودل به الإقبال على أعرافه وصرف إليه آماله واستعمل في إسنة يمينه وفي أعنة شماله وعقد عليه ألويته الخافقة لعزة نصره ورأى الظهور على أعداء الله جنا فهيأه لمصره وأدار هالة قتام الجهاد عن قرب بالولادة على بدره ونبه نفوس المسلمين على جلالة قدره وقدمه على الكتيبة الثانية من عسكر الغزاة المشتملة على الأشياخ من أولاد يعقوب كبار بني مرين وسائر قبائلهم المكرمين وغيرهم من القبائل المحترمين ينوب عن أمره وعرض مسايلهم وقرى وافدهم وأجرى عوايدهم تقديما تهلل له الإسلام واستبشر وتيقن الظفر فاستبصر لما علم من استنصر فليخلصوا لله في طاعته الكبرى المطاعة وليعلقوا ببنان نداه بنان الطاعة ويؤملوا على يديه نجح الوسيلة إلى مقامه والشفاعة ويعلموه أن اختصاصهم به هو العنوان على رفع محالهم لديه وعزة شأنهم عليه فلو وجد هضبة أعلى لفرعها لهم وعلاها أو عزت عزة مجلاها أو قبلة أزكى لصرف وجوههم شطرها وولاها حتى تجني ثمرة هذا القصد وتعود بالسعد حركة الرصد وتعلو ذؤابة المجد وتشهد بنصر الدين على يده ألسنة الغور والنجد بفضل الله وعليه أسعد الله الدولة باستعماله مكافحا بأعلامها وزينا لأيامها وسيفا في طاعة الله وطاعة إمامها أن يقدم منهم بمجلسه أهل التقدم ويقابل كرامهم بالتكريم ويستدعي آراء مشايخهم في المشكلات من أمور الحرب ويقتضي حقوق عزايمهم في موقف الطعن والضرب ويتفقدهم بإحسانه عند الغنا ويقابل حميد سعيهم بالثنا على

هذا يعتمد وبحسبه يعمل وهو الواجب الذي لا يهمل فمن وقف عليه فليتول أمره بالامتثال وقصده بالإعظام والإجلال والانقياد الذي يعود بالآمال ونجح الأعمال بحول الله وقوته وكتب في كذا ومن إملائي ظهير قاضي الجماعة أبي الحسن بن الحسن هذا ظهير كريم أنتج مطلوب الاختيار قياسه ودل على ما يرضى الله عز وجل التماسه أطلع نور العناية يجلو الظلام نبراسه واعتمد بمثوبة العدل من عرف باقتراع هضبتها ناسه وألقى بيد المعتمد به زمام الاعتقاد الجميل تروق أنواعه وأجناسه وشيد مبنى العز الرفيع في قنة الحسب المنيع وكيف لا والله بانيه والمجد أساسه أمر به وأمضى العمل بحسبه الأمير عبد الله محمد ابن مولانا أمير المسلمين أبي الحجاج ابن أمير المسلمين أبي الوليد بن نصر أيد الله أمره وأعز نصره لقاضي حضرته العلية وخطيب حمرايه السنية المخصوص لديه بترفيع المزية المعروف إليه خطاب القضاء بإيالته النصرية قاضي الجماعة ومصرف الأحكام الشرعية المطاعة الشيخ الكذا أبي الحسن ابن الشيخ الوزير الكذا أبي محمد بن الحسن وصل الله سعادته وحرس مجادته عصب منه جبين المجد بتاج الولاية وأجال قداح الاختيار حتى بلغ الغاية وتجاوز النهاية فألقى منه بيمين عرابة الراية وأحله محل اللفظ من المعنى والإعجاز من الآية وحشر إلى مراعاة ترفيعه وجوه البر وأعيان العناية وأنطق بتبجيله ألسن أهل جيله بين الإفصاح والكناية ولما كان له الحسب الذي شهدت به ورقات الدواوين والأصالة التي قامت عليها صحاح البراهين والإباء الذي اعتد بمضاء قضاتهم الدين وطبق مفاصل الحكم بسيوفهم الحق المبين وازدان بمجالسة وزراهم السلاطين فمن فارس حكم أو حكيم بتدبير

أو قاض في الأمور الشرعية ووزير أو جامع بينهما جمع سلامة لا جمع تكسير تعدد ذلك واطرد ووجد مشرع المجد عذبا فورد وقصرت النظراء عن مداه فانفرد وفرق الفريق في يد الشرع فاشبه السيف الفرد وجاء في أعقابهم محييا لما درس بما حقق ودرس جانيا لما بذر السلف المبارك واغترس طاهر النشأة وقورها محمود السجية مشكورها متحليا بالسكينة حالا من النزاهة بالمكانة المكينة ساحبا أذيال الصون بعيدا عن الاتصاف بالفساد من لدن الكون فخطبته الخطط العلية واغتبطت به المجادة الأولية واستعملته دولته التي ترتاد أهل الفضائل للرتبة وتستظهر على المناصب بأبناء التقى والحسب والفضل والمجد والأدب ممن يجمع بين الطارف والتالد والإرث والمكتسب فكان معدودا من عدول قضاتها وصدور نبهائها وأعيان وزرائها وأولى آرئها فلما زان الله خلافته بالتمحيص المتجلي عن التخصيص وخلص ملكه الأصيل كالذهب الأبزيز من بعد التخليص كان ممن صحب ركابه الطالب للحق بسيفه الحق وسلك في مظاهرته أوضح الطرق وجادل من حاده بأمضى من الحداد الذلق واشتهر خبر وفائه في الغرب والشرق وصلى به صلاة الحضر والسفر والأمن والحذر وخطب في الأماكن التي بعد بذكر الله عهدها وخاطب عنه أيده الله المخاطبات التي حمد قصدها حتى استقل ملكه فوق سريره وانتهج منه الإسلام بأميره وابن أميره ونزل الستر على العباد والبلاد ببركة إيالته ويمن تدبيره وكان الجليس الغرب المحل والحظى المشاور في العقد والحل والرسول المؤتمن على الأسرار والأمين على

الوظائف الكبار فزين المجلس السلطاني بالوقار ومتحف الملك بغريب الأخبار وخطيب منبره العالي في الجهات وقارى ء الحديث لديه في المجتمعات ثم رأى أيده الله أن يشرك رعيته في نفعه ويصرف عوامل الحظوة إلى مزيد رفعه ويجلسه مجلس الشارع صلوات الله عليه لإيضاح شرعه أصله وفرعه وقدمه أعلى الله قدمه وشكر آلائه ونعمه قاضيا بالأمور الشرعية وفاصلا في القضايا الدينية بحضرة غرناطة العلية تقديم الاختيار والانتقاء وأبقى له فخر السلف على الخلف والله يمتعه بطول البقاء فليتول ذلك عادلا في الحكم بنور العلم مسويا بين الخصوم حتى في لحظه والتفاته متصفا من الحلم بأفضل صفاته مهيبا في الدين رؤوفا بالمؤمنين ومسجلا للحقوق غير مبال في رضا الخالق بسخط المخلوق جزلا في الأحكام مجتهدا في الفصل بأمضى حسام مراقبا لله عز وجل في النقض والإبرام وأوصاه بالمشورة التي تقدح زناد التوفيق والتثبت حتى يتبلج قياس التحقق بآراء مشيخة أهل التوثيق عادلا إلى سعة الأقوال عن الضيق سائرا من مشهور المذهب إلى أهدى طريق وصية أصدرها له مصدر الذكرى التي تنفع ويعلى بها الله إلى الدرجات ويرفع وإلا فهو عن الوصاة غنى وقصده قصد سنى والله عز وجل ولى إعانته والحارس من التبعات أكفاف ديانته والكفيل بحفظه من الشبهات وصيانته وأمره أيده الله أن ينظر في الأحباس على اختلافها والأوقاف على شتى أصنافها واليتامى التي أسدلت كفالة القضاة على ضعافها فيذود عنها طوارق الخلل ويجري أمورها بما يتكفل لها بالأمل وليعلم أن الله عز وجل يراه وأن فلتات الحكم تعاوده المراجعة في أخراه فيدرع جنة تقواه وسبحان من يقول إن

الهدى هدى الله فعلى من يقف عليه أن يعرف هذا الإجلال صائنا منصبه عن الإخلال مبادرا أمره الواجب بالامتثال بحول الله وكتب في الثالث من شهر الله المحرم فاتح عام أربعة وستين وسبعمائة وأمليت أيضا ظهيرا للمذكور بخطابه الجامع الأعظم من غرناطة هذا ظهير كريم أعلى رتبة الاحتفا اختيارا واختبارا وأظهر معاني الكرامة والتخصيص انتقاء واصطفاء وإيثارا ورفع لواء الجلالة على من اشتمل عليه حقيقة واعتبارا ورقى في درجات من طاولتها علا بهر أنوارا ودينا كرم في الصالحات آثارا وزكا في الأصالة بخارا وخلوصا إلى هذا المقام العلي السعيد راق إظهارا وإضمارا أمر به فلان لقاضي الجماعة الكذا أبي الحسن ابن الشيخ الوزير الكذا أبي محمد بن الحسن وصل الله عزته ووالى رفعته ووهبه من صلة العناية الربانية أمله وبغيته لما أصبح في صدور القضاة العلماء مشارا إلى جلاله مستندا إلى معارفه المخصوصة بكماله مطمورا على الإفادة العلمية والأدبية بمحاسنه البديعة وخصاله محفوفا مقعد الحكم النبوي ببركة عدالته وفضل خلاله وحل في هذه الحضرة العلية المحل الذي لا يرقاه إلا عين الأعيان ولا يتبوأ مهاده إلا مثله من أبناء المجد الثابتة الأركان ومؤملي العلم الواضح البرهان والمبرزين بالمآثر العلية في الحسن والإحسان وتصدر لقضاء الجماعة فصدرت عنه الأحكام الراجحة الميزان والأنظار الحسنة الأثر والعيان والمقاصد التي وفت بالغاية التي لا تستطاع في هذا الميدان فكم من قضية جلى بمعارفه مشكلها ونازلة مبهمة فتح بإدراكه مقفلها وحيلة مهمة عرف نكرتها وقرر

مهملها حتى قرت بعدالته وجزالته الظنون وكان في تصديره لهذه الآية العظمى من الخير والخيرة ما عسى أن يكون كان أحق بالتشفيع للوجاهة وأولى وأجدر بمضاعفة النعم التي لا تزال تترادف على قدره الأعلى فلذلك اصدر له هذا الظهير الكريم مشيدا بالترفيع والثنويه ومؤكدا للاحتفاء والتوجيه قدمه أعلى الله قدره وشكر نعمه خطيبا بالجامع الأعظم من حضرته مضافا ذلك إلى ولايته ورفيع منزلته مرافقا لمن بالجامع الأعظم عمره الله بذكره من علية الخطباء وكبار العلماء وخيار النبهاء والصلحاء فليتداول ذلك في جمعاته مظهرا أثر بركاته وحسناته عاملا على ما يقربه عند الله من مرضاته ويظفره بجزيل مثوباته بحول الله وثبت في ظهير ريس الكتاب الفقيه أبي عبد الله ابن زمرك هذا ظهير كريم نصب المعتمد به للأمانة الكبرى ببابه فرفعه وأفرد له متلو العز وجمعه وأوتره وشفعه وقربه في بساط الملك تقريبا فتح له باب السعادة وشرعه وأعطاه لواء القلم الأعلى فوجب على من دون رتبته من أولى صنعته أن يتبعه ورعى له وسيلة السابقة عند استخلاص الملوك لما ابتزه الله من يد الغاصب وانتزعه وحسبك من ذمام لا يحتاج إلى شيء معه أمر به الأمير فلان وصل الله سعادته وحرس مجادته وأطلع له وجه العناية أبهى من الصبح الوسيم وأقطعه جانب الإنعام الجسيم وأنشقه أرج الخطوة عاطرة النسيم ونقله من كرسي التدريس والتعليم إلى مرقى الثنويه والتعليم والرتبة

التي لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم وجعل أقلامه جيادا لإجالة أمره العلي وخطابه السني في ميادين الأقاليم ووضع في يده أمانة القلم الأعلى جاريا من الطريقة المثلى على النهج القويم واختصه بمزية الشفوف على كتاب بابه والتقديم لما كان ناهض الوكر في طلبة حضرته من البداية ولم تزل تظهر عليه لأولى التميز مخايل هذه الغاية فإن نظم أو نثر أتى بالقصائد المنقولة والمخاطبات المصقولة فاشتهر في بلده وغير بلده وصارت أزمة السقاية طوع يده بما أوجب له المزية في يومه وغده وحين رد الله علينا ملكنا الذي جبر به جناح الإسلام وزين وجوه الليالي والأيام وأدال الضيا من الإظلام كان ممن وسمه الوفاء وشهره وعجم الملك عود خلوصه وخبره فحمد أثره وشكر ظاهره ومضمره واستصحب على ركابه الذي صحب اليمن سفره وأخلصت الحقيقة نفره وكفل الله ورده وصدره ميمون النقيبة حسن الضريبة خالصا في الأحوال المريبة ناطقا عن مقامه بالمخاطبات العجيبة واصلا إلى المعاني البعيدة بالعبارة القريبة مبرز الخدم الغريبة حتى استقام العماد ونطق بصدق الطاعة الحي والجماد ودخلت في دين الله أفواجا العباد والبلاد لله الحمد على نعمه الترة العهاد وآلائه المتوالية الترداد رعى له أيده الله هذه الوسائل وهو أحق من يرعاها وشكره الخدم المشكور مسعاها فقصر عليه الرتبة الشماء التي خطبها بوفائه وألبسه أثواب اعتنائه وفسح له مجال آلائه وقدمه أعلى الله قدمه وشكر نعمه كاتب السر وأمين النهى والأمر تقديم الاختيار بعد الاختبار والأغتباط بخدمته الحسنة الآثار والتيمن باستخدامه قبل الحلول بدار الملك والاستقرار وغير ذلك من موجبات الإيثار فليتول ذلك عارفا بمقداره مقتفيا لآثاره مستعينا بالكتم لأسراره والاضطلاعه بعظيم أموره وكباره متصفا بما يحمد من أمانته وعفافه ووقاره معطيا هذا الرسم حقه

من الرياسة عارفا أنه أكبر أركان السياسة حتى يتأكد الاغتباط بتقريبه وإدنائه وتتوفر أسباب الزيادة في إعلائه وهو إن شاء الله غنى عن الوصاة مهما ثاقبا وأدبا لعيون الكمال مراقبا فهو يعمل في ذلك أقصى العمل المتكفل يبلوغ الأمل وعلى من يقف عليه من حملة الأقلام والكتاب الأعلام وغيرهم من الكافة والخدام أن يعرفوا قدر هذا الإنعام والتقديم الراسخ الأقدام ويوجهوا ما أوجب من البر والإكرام والإجلال والإعظام وكتب في كذا من التاريخ والذي خاطبت به عن نفسي أو عن السلطان ينقسم إلى مكتوب عن ولد الملك أو حرمه أو مخاطبة سلطان وولي نعمه أو ريس طوق يدا أو فاضل راح في الفضل وغدا
ومن ذلك ما خاطبت به أمير المسلمين السلطان الكبير المقدس أبا الحسن لما قصدت تربته عقب ما تذممت بجواره وتوسلت في أغراضي إلى ولده رحمة الله عليه السلام عليك ثم السلام أيها المولى الإمام الذي عرف فضله الإسلام وأوجب حقه العلماء الأعلام وخفقت بعز نصره الأعلام وتنافست في إنفاذ أمره ونهيه السيوف والأقلام السلام عليك أيها المولى الذي قسم زمانه إلى

بين حكم وفضل وإمضاء نصل وإحراز خصل وعبادة فاقت في اليقين على أصل السلام عليك يا مقر الصدقات الجارية ومشبع البطون الجائعة وكاسي الظهور العارية وقادح زناد العزائم الوارية ومكتب الكتائب الغازية في سبيل الله والسرايا السارية السلام عليك يا حجة الصبر والتسليم ومتلقى أمر الله بالخلق الرضى والقلب السليم ومفوض الأمر في الشدائد إلى السميع العليم ومعمل البنان الطاهرة في اكتتاب الذكر الحكيم كرم الله تربتك وقدسها وطيب روحك الزكية وأنسها فلقد كنت للدهر حمالا وللإسلام ثمالا وللمستجير مجيرا وللمظلوم وليا ونصيرا لقد كنت للمحارب صدرا وفي المواكب بدرا وللمواهب بحرا وعلى العباد والبلاد ظلا ظليلا وسترا لقد فرعت أعلام عزك الثنايا وأجزلت همتك لملوك الأرض الهدايا كأنك لم تعرض الجنود ولم تنشر البنود ولم تبسط العدل المحدود ولم توجد الجود ولم تريمن للركوع والسجود فتوسدت الثرى وأطلت الكرى وشربت الكأس التي شربها الورى وأصبحت ضارع الخد كليل الجد سالكا سنن الأب الفاضل والجد لم تجد بعد انصرام أملك إلا صالح عملك ولا صحبت لقبرك إلا رابح تجرك وما أسلفت من رضاك وصبرك فنسل الله أن يؤنس اغترابك ويجود بسحاب الرحمة ترابك وينفعك بصدق اليقين ويجعلك من الأئمة المتقين ويعلى درجتك في عليين ويحشرك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين وليهنك أن صير الله ملكك بعدك إلى نير

سعدك وبارق رعدك ومنجز وعدك أرضى ولدك وريحانة خلدك وشقة نفسك والسرحة المباركة من عزمك وبدر شمسك وموصل عملك البر إلى رمسك فقد ظهر عليه أثر دعواتك في حلولك وأعقاب صلواتك فكلمتك والمنة لله باقية وحسنتك إلى محل القبول راقية يرعى بك الوسيلة ويتم مقاصدك الجميلة أعانه الله ببركة رضاك على ما قلده وعمر بتقواه يومه وغده وأنفق في السعد أمده وأطلق بالخير يده وجعل الملائكة أنصاره والأقدار عدده وإنني أيها المولى الكريم البر الرحيم لما اشتراني وراشني وبراني وتعبدني بإحسانه واستعجل استخلاصي خط بنانه لم أجد مكافأة إلا التقرب إليه وبرثائك وإغراء لساني بتخليد عليائك وتعفير الوجه في حرمك والإشادة بعد الممات بمجدك وكرمك ففتحت في هذا الغرض إلى القيام بحقك الذي لولاه لاتصلت الغفلة عن أدائه وتمادت فيها سب الألسن ولا كادت متميزا بالسبق إلى أداء هذا الحق باديا بزيارة قبرك الذي رحلته الغرب فيها نوبت من رحلة الشرق وعرضته عليه فأقطعه إثر مواقع الاستحسان وجمع بين الشكر والتنويه والإحسان والله يجعله عملا مقبولا ويبلغ فيه من القبول مأمولا ويتغمد من ضاجعته من سلفك الكريم بالمغفرة الصيبة والتحيات الطيبة فنعم الملوك الكبار والخلفاء الأحرار والأئمة الأخيار الذين كرمت منهم السير وحسنت الأخبار وسعد بعزماتهم الجهادية المؤمنون وشقى الكفار وصلوات الله بدءا وعودا على الرسول الذي اصطفاه واختاره فهو المصطفى المختار وعلى آله وصحبه الذين هم السادة الأخيار وسلم تسليما


ومن ذلك ما خاطبت به ولده السلطان أبا سالم رحمه الله أهنئه بفتح تلمسان مولاي فتاح الأفكار والأمصار فائدة الأزمان والأعصار أثير هبات الله الآمنة من الاعتصار قدوة أولى الأيدي والأبصار ناصر الحق عند تعدد الأنصار مستصرخ الملك الغريب من وراء البحار مصداق دعاء الأب المولى في الأصائل والأسحار أبقاكم الله لا تقف إيالتكم عند حد ولا تحصى فتوحات الله عليكم بعد ولا تفيق أعداؤكم من كد ميسرا على مقامكم ما عسر على كل أب كريم وجد عبدكم الذي خلص إبريز عبوديته لملككم المقصود المعترف لأدنى رحمة من رحماتكم بالعجز عن شكرها والقصور أرغم الله العز طاعتكم أنف الأسد الهصور ويبقى الملك في عقبكم إلى يوم النفح في الصور ابن الخطيب من الضريح المقدس وهو الذي تعددت على المسلمين حقوقه وسطع نوره وتلألأ شروقه وبلغ مجده السماء لما بسقت فروعه ورسخت عروقه وعظم ببنوتكم فخره فما فوق البسيطة فخر يروقه حيث الجلال قد رسخت هضابه والملك قد كسيت بأستار الكعبة الشريفة قبابه والبيت العتيق قد الحفت الملاحد الأمامية أثوابه والقرآن العزيز ترتل أحزابه والعمل الصالح يرتفع إلى الله ثوابه والمستجير يخفى بالهيبة سؤاله فيجهر بنصرة العز جوابه وقد تفيأ من أوراق الذكر الحكيم حديقة وخميلة أنيقة وحط بجودي الجود نفسا في طوفان الضر غريقة والتحف بعرف الهيبة التي لا تهدى النفس فيها إلا بهداية الله طريقة واعتز بعزة الله وقد توسط جيش الحرمة المرينية حقيقة

إذ جعل المولي المقدس المرحوم أبا الحسن مقدمه وأباه وجده سبقه يرى بركم بهذا اللحد الكريم قد طنب عليه من الرضا بساطا وأعلق به يد العناية المرينية اهتماما واغتباطا وحرر له أحكام الحرمة نصا جليا واستنباطا وضمن له بحسن العقبى التزاما واشتراطا وقد عقد النصر بطريق رحمتكم المنتظرة المرتقبة ومد اليد إلى لطائف شفاعتكم التي تتكفل بعتق المال كما تكفلت بعتق الرقبة وشرع في المراح بميدان نعمتكم بعد اقتحام هذه العقبة كما شنفت لآذان البشرى التي لم يبق طائر إلا سجع بها وصرح ولا شهاب دجنة إلا اقتبس من نورها واقتدح ولا صدر إلا انشرح ولا غصن عطف إلا مرح بشرى الفتح القريب وخبر النصر الصحيح الحسن الغريب ونبأ الصنع العجيب وهدية السميع المجيب فتح تلمسان الذي قلد المنابر عقود الابتهاج ووهب الإسلام منحة النصر غنية عن الهياج وألحف الخلق ظلا ممدودا وفتح باب الحق وكان مسدودا وأقر عيون أولياء الله الذين يذكرون الله قياما وقعودا وأصرع لسيف الحق جباها أبية وخدودا وملككم من أبيكم الذي امتار عليه الأموال وخاطر من دونه الأهوال وأخلص الضراعة والسؤال من غير كد يغمر عطف المسيرة ولا يجهد يكدر صفو النعمة الثرة ولا حصر ينفض به المنجنيق ذؤابة ويطهر بتكرر الركوع إنابته والحمد لله الذي أقال العثار ونظم بدعوتكم الانتثار وجعل ملككم يجدد الآثار ويأخذ الثار والعبد يمنى مولاه بما أنعم الله عليه واولاه وما أجدره بالشكر وأولاه فإذا أجال العبد قداح السرور فللعبد المعلى والرقيب وإذا استمنحوا حظوظ الجذل على القسم الوافر والنصيب وإذا اقتسموا فريضة شكر الله فلى الفرض والتعصيب

لتضاعف أسباب العبودية قبلي وترادف النعم التي عجز عنها قولي وعملي وتقاصر في ابتغاء مكافأتها وجدى وإن تطاول أملي فمقامكم الذي نفس الكربة وأنس الغربة ورعى الوسيلة والقربة وأنعش الأرماق وفك الوثاق وأدر الأرزاق وأخذ على الدهر باستقالة العهد والميثاق وإن لم يباشر العبد اليد الغالية بهذا الهنا ويمثل بين يدي الخلافة العالية السناء والسنا ويمد نفسه في البدار إلى تلك السما فقد باشر به اليد التي يحق مولاي لتذكر تقبيلها ويكمل فروض المجد بتوفية حقوقها الأبدية وتكميلها ووقفت بين يدي ملك الملوك الذي أجال عليها القداح ووهل في طلب وصالها بالمساء وبالصباح وكأن فتحه إياها أبا عذر الافتتاح وقلت يهنيك يا مولاي رد ضالتها المنشودة وجبر لقطفته المعروفة المشهودة وود أمتك المودودة فقد استحقها وارثك الأرضي وسيفك الأمضى وقاضي دينك وقرة عينك مستنقذ دارك من يد غاصبها ورد رتبك إلى مناصبها وعامر المثوى الكريم وستر الأهل والحريم مولاي هذه تلمسان قد طاعت وأخبار الفتح على ولدك الحبيب قد شاعت والأمم إلى هنائه قد تداعت وعدوك وعدوه قد شردته المخافة وانضاف إلى عرب الصحرا فخفضته بالإضافة وعن قريب تتحكم فيه يد احتكامه وتسلمه السلامة إلى حمامه فلتطب يا مولاي نفسك وليستبشر رمسك فقد نمت سر بركتك وزكا عزمك نسل الله أن يورد على ضريحك من أنباء نصره ما تفتح له أبواب السماء قبولا ويترادف إليك مددا موصولا وعدوا آخرته لك خير من الأولى ويعرفه بركة رضاك عنه ضمنا وحلولا ويضفي عليه منه سترا مسدولا ولم يقنع العبد بخدمة النثر حتى أجهد القريحة التي ركضها الدهر

فأنضاها واستشفها الحادث الجلل وتقاضاها فلفق من خدمة النظوم ما يتغمده حلم تقصيره ويكون إغضاؤكم إذا لقي معرة العتب وليه ونصيره وإحالة مولاي على الله في نفس حترها ووسيلة عرفها مجده فما أنكرها وحرمة بضريح مولاي والده شكرها ويطلع العبد منه على كمال أمله ونجح عمله وتسويغ مقترحه وتتميم جذله والسلام الكريم على مقامكم الأعلى ورحمة الله تعالى وبركاته
ومن ذلك ما خاطبت به السلطان أبا زيان عندما تم له الأمر وولى ملك المغرب رحمة الله عليه
يا ابن الخلائف يا سمى محمد
يا من علاه ليس يحصر حاصر
أبشر فأنت ممجد الملك الذي لولاك
اصبح وهو رسم داثر
من ذا يعاند منك وارثه الذي
بسعوده فلك المشيئة دائر
ألقت إليك يد الخلافة أمرها
إذ كنت أنت لها الولي الناصر
هذا وبينك للضريح وبينها
حرب مضرسة وبحر زاخر
من كان هذا الصنع أول أمره
حسنت له العقبى وعز الآخر
مولاي عندي في علاك محبة
والله يعلم ما تكن ضمائر
قلبي يحدثني بأنك جابر كسرى
وحظي منك حظ وافر
بثرى جدودك قد حططت حقيبتي
فوسيلتي لعلاك نور باهر
وبذلت وسعي واجتهادي مثل ما
يلقى لا كل سيف أمرك عامر
وهو الولي لك الذي اقتحم الردى
وقضى العزيمة وهو سيف باقر
وولى جدك في الشدائد عندما
خذلت علاه قبائل وعشائر
فاستمد منه النجح واعلم أنه
في كل معضلة طبيب ماهر
إن كنت قد عجلت بعض مدائحي
فهي الرياض وللرياض بواكر

مولانا وعصمة ديننا ودنيانا الذي سخر الله البر والبحر بأمره وحكم فوق السموات السبع بعز نصره وأغنى يوم سعده عن سل السلاح وشهره وفتق عن زهر الصنيع الجميل كمامة تسليمه وصبره وقيض له في علم غيبه وزيرا مذخورا لشد أزره وقود الملك إليه في حال عصره الخليفة الإمام الذي استبشر به الإسلام وخفقت لعزه الأعلام ولاح بدر محياه فافتضح الإظلام المقتدي بالنبي الكريم سميه في المراشد التي تألق منها الصبح والمقاصد التي لازمها النجح والتمحيص الذي تبع منه المنح حتى في الهجرة التي جاء بعدها الفتح أبو زيان ابن مولانا السلطان ولي العهد ترشيحا ومآلا ومؤمل الإسلام تقلدا للمذهب الصريح وانتحالا وأمير المسلمين لو أوسعه القدر إمهالا ووسطى عقد البنين خلائق متعددة وخلالا المتحف بالسعادة ولم يعرف بدره هلالا المعوض بما عند الله سعادة ألبسته سربالا وأبلغته من رضوان الله آمالا أبى عبد الله ابن مولانا أمير المسلمين كبير الخلفاء وعنصر الصبر والوفاء وستر الله المسدول على الضعفاء والمجاهد في سبيل الله بنفسه وماله المنيف على مراكز النجوم بهمه وآماله المقدس أبي الحسن ابن موالينا الخلفاء الطاهرين والأئمة المرتضين من قبيل بني مرين وصفوة الله في هذا المغرب الأقصى من أوليائه المؤمنين وزينة الدنيا وعمدة الدين هنأه الله ما أورثه من سرير الملك الأصيل وخوله من سعادة الدنيا والدين على الإجمال والتفصيل وتوجه من تاج العزة القعساء عند اشتباه السبيل وعوضه من قبيل المليكة عند تشتت القبيل وجعل قدمه الراسخة وآيته الناسخة وربوته السامية الباذخة وعزة نصره الشامخة وأوزعه شكر آلائه في الخلاص من ملكه أعدائه وخطر البحر وعدوان ما به وغول السفر وارتكاب الغرر وثبات أقدام أوليائه الذين ما بدلوا تبديلا ولا ارتضوا لقبلة طاعته بعد أن

ولوا وجوههم شطرها تحويلا بل صبروا صبرا جميلا وباعوا نفوسهم تتميما لعقدة إيمانهم وتكميلا يسلم على مقامكم الذي وسم السعد مشرق جبينه وذخرت قبل الطاعة ليمينه وأقسم الدهر بمظاهرة أمره السعيد فبر والشكر لله في يمينه عبدكم الذي اعتلق منكم بالوسيلة الكبرى وقر بملككم عينا وشرح صدرا وبذل الجهد وإن جل قدرة وقدرا والتمس لكم الدعاء علنا وسرا ابن الخطيب الذي حط رحل انتظاره بتراب الملوك الكرام من جدودكم محاريب بركم وأسباب وجودكم وإبائكم الذين في مظاهرتهم ورعيهم تظهر للناس مخائل هداهم وتدر سحائب جودكم ملتحفا منذ سنين بأستار قبورهم وثيابها مستظلا بأقيلتها المعظمة وقبابها ممرغا خده بترابها مواصلا الصراخ بآل مرين وبآل يعقوب متطارحا على أبوابها فلم يتح الله له نصرة ترعى الضعيف وتحمى الدخيل أو حمية ترفع الضيم وتشفي الغليل إلا على يديكم يا الكريم ابن الكريم ابن الكريم وبطل الميدان في موقف الهول العظيم المنصوب للمظلوم وإنصاف الغريم وإجالة أقلام الفتح لفتح الأقاليم كتبه مهنيا بما سناه الله لملككم من الصنع الذي خرق حجاب المعتاد وأرى أنواع اليمن والإسعاد معجلا ذلك بين يدي المبادئ إلى لثم بساطكم الذي تصرف إليه الوجوه وتخشاه الأملاك الجبابرة وترجوه مؤديا الواجب من القيام بمنظوم ثنائه في الحفل المشهود وإبلاغ لسان الحمد وسع المجهود وإلقاء ما عند العبد من خلوص وجنوح وحب وضح أي وضوح فولى دعوتكم الشيخ ابن ثابت أعزه الله يقرره ويبين مجمله ويفسره والعبد واثق بفضل الله على يديكم وملتمس النظر إليكم

وقاطع أن طلبته بكم تتسنى وأنكم سبب عاقبة الحسنى إما بالظهور على الوطن الذي تجرأ التغلب به على ملككم ومد اليد إلى نثر مسككم ونقض أثر سلفكم المسلم المحرر وزلزل وطنكم المؤسس على الطاعة بكم المقرر وأضرم النار في بسائطكم وحيالكم وأطلق يد الفتنة على بيوت أموالكم مكثرا عليكم بالقلة متعززا بالذلة جان على داركم بما لا تبيحه الملة أو بالشفاعة الجازمة إن لم يتأذن الله في الانصراف والله يجعل الظهور لكم من الأوصاف ويعينكم على جبر الكسير وتيسير الأمل العسير ويهنيكم منحة الملك الكبير ويبقى كلمته في عقبكم تخلد التعمير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وخاطبنا السلطان أبا زيان المذكور رحمة الله عليه المقام الذي طوف المنن وأحيا السنن وأنبت حبه في حب القلوب النبات الحسن مقام المولى ناظم كلمة الدين بعد انتارها ومقيل عثارها والأخذ بثارها والمخلد لآثارها السلطان الكذا أبقاه الله عالي القدم منصور العلم ث ظاهرا على الأمم مقصود الحمى كالركن والملتزم عبد مقامكم الذي أويتموه غريبا وأنستموه مريبا وأنلتموه على عدو الدهر نصرا عزيزا وفتحا قريبا فلم يخش دركا ولا تثريبا ولا عدم حظوة ولا شفقة ولا نعمة ولا تقريبا ابن الخطيب مؤكدا عن ثنا يعطر الآفاق ويرقم الأوراق ووجاس اشتهاره الشام والعراق ويطالع العبد محل مولاه الذي خلف ببابه ماله وولده وصبره وجلده وصير وطنه الحقيقي وبلده أنه لما قدم على محل أخيه المعتد بما أودع الله من الخلال السرية فيه مولاي ابن مولاي أبي عبد الله كافأ الله جميل رعيه

وكرم عهده وحكم بإعلاء جده ومضاء حده رعى الوسيلة وهدى المخيلة وجلا عند اجتلا مخاطبتكم أسارير الفضيلة فلم يدع حقا إلا صرفه ولا نكرة إلا أظهر شأنها وعرفه ولا نعمة إلا سكبها ولا مزية إلا أوجبها ولا رتبة إلا أعلاها ولا نعمة إلا أولاها وما ذلك يا مولاي وإن تعددت الوسائل والأذمة وذكرت القربة بعد أمة إلا بوصاتكم التي لا تهمل وحرمتكم التي لا تجهل وعطف مقامكم الذي اشتهر واعتنائكم بعبدكم الذي راق وبهر والعبد عبدكم بكل اعتبار وخديمكم بين يديه وإن نأت الدار ومحسوب على نعمة مقامكم الرفيع المقدار والأمل في مقامكم غير منقطع السبب والأهل والولد تحت كنف مقامكم الأصيل الحسب حتى يمن الله بحج بيته وزيارة رسوله {صلى الله عليه وسلم} بين يديكم ويكون قضاء هذا الوطر منسوب إليكم وبعد يستقر القرار حيث يختاره من يخلق ما يشاء ويختار بحول الله والعبد يذكر مولاه بما نثره بين يدي وداعه وبمرأى وزيره السعيد واستماعه من انجلاء الحركة عن عزه وظهوره ونجاح أحواله واستقامة أموره ويهنيه بصدق الوعد وإمطار الرعد وظهور السعد وهي وسيلة إذا عددت الوسائل وروعيت الذمم الجلائل ومثل مولاي من رعى وأبقى وسلك التي هي أبر وأتقى وما قصر عنه القلم من حق مولاي فالرسول أعزه الله متممه وما قصر عنه الرسول فالله يعلمه وهو جل وعلا يديم أيام مولاي ويثني سعده والسلام الكريم عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

ومن ذلك ما خاطبت به مولانا السلطان أبا عبد الله بن نصر عندما وصل إليه ولده من الأندلس إلى فاس
الدهر أضيق فسحة من أن يرى
بالحزن والكمد المضاعف يقطع
وإذا قطعت زمانة في كربة
ضيعت في الأوهام ما لا يرجع
واقنع بما أعطاك دهرك واغتنم
منه السرور وخل مالا ينفع

مولاي الذي له المنن والخلق الجميل والخلق الحسن والمجد الذي وضح منه السنن كتبه عبد نعمتك مهنأ بنعم الله التي أفاضها عليك وجلبها إليك من اجتماع شملك بنجلك وقضاء دينك من قرة عينك إلى ما تقدم من إفلاته وسلامة ذاتك وتمزق أعدائك وانفرادك باودائك والزمان ساعة وأكثر لا بل كلمح البصر وكأن بالبساط قد طوى والتراب على الكل قد سوى فلا تبقى غبطة ولا حسرة ولا كربة ولا مسرة وإذا نظرت ما كنت فيه تجدك لا تنال منه إلا إكلة وفراشا وكنا ورياشا مع توقع الوقائع وارتقاب الفجائع ودعا المظلوم وصداع الجائع فقد حصل ما كان عليه التعب وأمر الذهب ووضح الأجر المذهب والقدرة باقية والأدعية راقية وما تدري ما تحكم به الأقدار ويتمخض عنه الليل والنهار وأنت اليوم على زمانك بالخيار فإن اعتبرت الحال واجتنبت المحال لم يخف عنك أنك اليوم خير منك أمس من غير شك ولا لبس وكان أملى التوجه لرؤية ولدك لكن عارضتني موانع ولا ندري في الكون ما الله صانع فاستنبت هذه في تقبيل قدمه والهناء بمقدمه والسلام
وخاطبته لما بلغني ما كان من صنع الله له وعودته إلى سلطانه
هنيئا ما خولت من رفعة الشان
وإن كره الباغي وإن رغم الشاني
وإن خصك الله جل جلاله
بمعجزة منسوبة لسليمان
أغار على كرسيه بعض جنه
فألقت له الدنيا مقادة إذعان
فلما رآها فتنة خر ساجدا
وقال إلهي امنن علي بغفران
وهب لي ملكا بعدها ليس ينبغي
تقلده بعدي لإنس ولا جان
فأتاه لما أن أجاب دعاءه
من العز ما لم يؤت يوما لإنسان
وإن كان هذا الأمر في الدهر مفردا
فأتت له لما اقتديت به الثان
فقابل صنيع الله بالشكر واستعن
به واجز إحسان الإله بإحسان
وحق الذي سماك باسم محمد
لو أن الصبا قد عاد منه بريعان
لما بلغ النعمى على سروره
ألية واف لا ألية خوان
إذا كنت في عز وملك وغبطة
فقد نلت أوطاري وراجعت أوطان

مولاي الذي شأنه عجب والإيمان به بعناية الله قد وجب وعزه أظهره في برداء العزة احتجب إذا كانت الغابة لا تدرك فأولى أن تسلم وتترك ومنة الله عليك ليس مما تشرح قد عقل العقل فما يبرح وقيد اللسان فيما يرتقب في مجال العبارة ولا يسرح اللهم ألهمنا على هذه النعمة شكرا ترضاه وإمداد من لدنك تتقاضاه بالله بالله سعود أنارت بعد أفول شهابها وحياة كرت بعد ذهابها وأحباب اجتمعت بعد فراقها وأوطان دنت بعد دنت بعد شامها من عراقها وأعداء أذهب الله رسم نعيمهم ومحاه وبغاة أدار عليهم الدهر رحاه وعباد من من

كشف الغم ما سألوه ونازحون لو سئلوا في إتاحة القرب باقي أرماقهم لبذلوه وسبحان الذي يقول ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم واخرجوا من دياركم ما فعلوه فليهن الإسلام ببياض وجهه بعد اسوداده وتغلب إيالة من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر على بلاده وعودة الملك المظلوم إلى معتاده واستواء الحق الفاني جنبه فوق مهاده ورد الإرث المغصوب إلى مستحقه عن آبائه وأجداده والحمد لله الذي غسل عن وجه الملة الحنيفيه العار وأنقذ عهدتها وقد ملكها الذعار فرد المعار وأعيد الشعار نحمدك الله حمدا يليق بقدسك بل لا نحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك والعبد يا مولاي قد بهرته آلاء الله قبلك بالفكر جائل واللسان ساكت والعقل ذاهل والطرف باهت فإن أقام رسما للمخاطبة فقلم مرح وركض وطرس هز جناح الارتياح ونفض ليس هذا المرام مما يرام ولا هذه العناية التي تحار فيها الأقلام مما تصمى عرضة السهام نسأل الله أن يجعل مولاي من الشاكرين وبأحلام تقلبات الأيام من المعتبرين حتى لا يغره السراب الخادع والدهر المرغم للأنوف الجادع ولا يرى في الوجود غير الله من صانع ولا معط ولا مانع ويمتعه بالعز الجديد ويوفقه للنظر السديد ويلهمه الشكر فهو مفتاح المزيد والسلام
ومن ذلك ما خاطبته به على لسان ولده أسعده الله عندما حللنا بمالقة حرسها الله مولاي الذي رضا الله مقترن برضاه والنجح مسبب عن نيته الصالحة ودعاه وطاعته مرتبطة بطاعة الله أبقى الله على بكم ظل حماه وغمام نعماه

وزادني من مواهب هدايته في توفية حقه الكبير فإن الهدى هدى الله يقبل مواطى ء رجلكم التي ثراها شرف الجدود وفخر الجباه ويقرر من عبوديته ما يسجل الحق مقتضاه ويسلم على مثابة رحمتكم السلام الذي يحبه الله ويرضاه ولدكم وعبدكم يوسف من منزل تأييدكم بظاهر مالقة حرسها الله وللوجود ألسن بالعزة لله ناطقة وللأعلام والشجر ألوية بالسعد خافقة وأنواع التوفيق موافقة وصنائع اللطيف الخبير مصاحبة مرافقة وقد وصل يا مولاي لعبدكم المفتخر بالعبودية لكم ما بعث به على مقامكم وجادت به سحائب إنعامكم ولمن تحت حجبة سركم المسدول وفي ظل اهتمامكم الموصول ولمن ارتسم بخدمة أبوابكم الشريفة من الخدام وأولى المراقبة والالتزام ما تضيق عنه بيان العبارة وتفتضح فيه لسان القول والإشارة من عنايات سنية ونعم باطنة وجلية وملاحظة مولوية ومقاصد ملكية فما شئت من قباب مذهبة وملابس منتخبة وأسرة مرتبة ومحاسن لا مستورة ولا محجبة واللوا الذي نشرتم على عبدكم ظله الظليل ومددتم عليه جناح العز الكفيل جعله الله أسعد لواء في خدمكتم ومد علي وعليه لواء حرمتكم حتى يكون لجهادي بين يديكم شاهدا وبالنصر العزيز والفتح المبين عليكم عائدا ولطابعة الخلوص لأمركم قائدا ولأولياء ما بكم هاديا ولأعدائكم كائدا واتفق يا مولاي أن كان عبدكم قد ركب مغتنما أبرد اليوم ومؤثرا للرياضة عقب النوم والتفت عليه الخدام والأولياء الكرام فلما عدنا تعرضت تلك العنايات المجلوة الصور المتلوة السرر وقد حشر الناس وحضرت الأجناس فعلا الدعاء وانتشر الثناء وراقت الأبصار للهمة العليا فنسل الله يا مولاي أن يكافى ء مقدمكم بالعز الذي لا يتبدل والنصر الذي يستأنف ويستقبل والسعد الذي حكمه لا يتأول
والعبد ومن له على حال اشتياق للورود على بابكم الرفيع المقدار وارتياح لقرب المزار
وأبرح ما يكون الشوق يوما
إذا دنت الديار من الديار

والعمل على تسيير الحركة متصل والدهر لأوامر سعدكم محتفل بفضل الله والسلام على مقام مولاي ورحمة الله
ومن ذلك ما كتبت به عن السلطان رضي الله عنه للولي أبي العباس السبتي بمراكش ونحن مستقرون بفاس
يا ولي الإله أنت جواد
وقصدنا إلى حماك المنيع
راعنا الدهر بالخطوب فحينا
نرتجي من علاك حسن الصنيع
)
فمددنا لك الأكف نرجي
دعوة العز تحت شمل جميع
قد جعلنا وسيله تربك الزاكي
وزلفى إلى العليم السميع
)
كم غريب أسرى إليك فوافي
برضى عاجل وخير سريع
يا ولي الله الذي جعل جاهه سببا لقضاء الحاجات ورفع الأزمات وتصريفا باقيا بعد الممات وصدق نقل الحكايات ظهور الآيات نفعني الله بنيتي في بركة قربك وأظهر على أثر توسلي بك إلى الله ربك مزق شملي وفرق بيني وبين أهلي وتعدى على وصرفت وجوه المكايد إلي حتى أخرجت من وطني وبلدي ومالي وولدي ومحل جهادي وحقي الذي صار لي طوعا عن آبائي
وأجدادي عن بيعة لم يحل عقدتها الدين ولا ثبوت جرمة تشين وأنا قد قرعت باب الله بتأميلك فالتمس لي قبوله بقبولك وردني إلى وطني على أفضل حال وأظهر على كرماتك التي تشد إليها الرحال فقد جعلت وسيلتي إليك رسول الحق إلى جميع الخلق {صلى الله عليه وسلم} والسلام عليك أيها المولى الكريم الذي يأمن به الخائف وينتصف به الغريم ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك ما خاطبت به الوزير المتغلب على دولة الملوك بالمغرب عامر بن محمد بن عبد الله ابن علي
لا ترج إلا الله في شدة
وثق به فهو الذي أيدك
حاشا له أن ترجو إلا الذي
في ظلمة الأحشاء قد أوجدك
فاشكره بالرحمة في خلقه
ووجهك أبسط بالرضا أو يدك
والله لا تهمل ألفافه
قلادة الحق الذي قلدك
ما أسعد الملك الذي سسته
يا عمر العدل وما أسعدك

تخص الوزير الذي بهر سعده وحمد في المضاء قصده وعول على الشيم الذي اقتضاها مجده وأورثه إياها أبوه وجده الشيخ الكذا ابن فلان أبقاه الله ثابت القدم خافق العلم شهيرا حديث سعده في الأمم مثلا خبر بسالته وجلالته في العرب والعجم تحية مجده الكبير المستند إلى عهده الوثيق

وحسيه الشهير المسرور بما سناه الله له من نجح التدبير والنصر القديم النظير وإنجاده إياه عند إسلام النصير وفراق القبيل والعشير ابن الخطيب من سلا حرسها الله واليد ممدودة إلى الله في صلة سعد الوزير أبقاه الله ودوام عصمته واللسان يطنب ويسهب في شكر نعمته والأمل متعلق بأسبابه الكريمة وأذمته وقد كان شيعته مع الشفقة التي أذابت الفؤاد وألزمت الأرق والسهاد على علم بأن عناية الله عليه عاكفة وديم الآلاء لديه واكفة وأن الذي أقدره وأيده ونصره وأنفذت مشيئة ما دبره كفيل بإمداده وملبى بإسعاده ومرجى بإصلاح دنياه ومعاده وفي أثناء هذه الأراجيف استولى على معظم وزارته الجزع وتعاورته الأفكار تأخذه وتدع فإني كما يعلم الوزير أعزه الله منقطع الأسباب مستوحش من الجهة الأندلسية على بعد الجناب ومستعدا علي لكوني من المعدودين فيمن له من الخلصان والأحباب فشرعت في نظر أحصل منه على زوال اللبس وأمان النفس واللحاق بمأمن يرعاني برعي الوزير بخلال ما يدبر الأمر من له التدبير ففي أثنائه وتمهيد أساس بنائه ورد البشير بما سناه الله لسيدي وجابر كسرى ومنصفي بفضل الله من دهري من الصنع الذي بهر وراق نوره وظهر فآمنت وإن لم أكن ممن جنا وجفتني المسرات بين أفراد وثنى وانشرح بفضل الله صدري وزارتني النعم والتهاني من حيث أدري ولا أدري ووجهت الولد الذي شملته نعمة الوزير وإحسانه وسبق إليه امتنانه نائبا عني في تقبيل يده وشكر بره والوقوف ببابه والتمسك بأسبابه آثرته بذلك لأمور منها المزار فيما كان يلزمني من إخوته الأصاغر وتدريه على خدمة الجلال الباهر ولعائق ضعف عن الحركة وإفراد له بالبركة وبعد ذلك أشرع بفضل الله في العمل على تجديد العهد بباب الوزارة العلية عارضا من ثنائها ما يكون وفق الأمنية ورب عمل أغنى عنه فضل النية والسلام الكريم على سيدي ورحمة الله وبركاته
وخاطبت الوزير المذكور على أثر الفتح الذي تكيف له

سيدي الذ أسر بسعادته وظهور عناية الله به في إبدائه وإعادته وأعلم كرم مجادته وأعترف بسيادته الوزير الميمون الطائر الجاري حديث سعده مجري المثل السائر الكذا ابن الكذا أبقا الله عزيز الأنصار جارية بيمن نقيبته حركة الفلك الدوار معصوما من المكاره بعظمة الواحد القهار معظم سيادته الرفيعة الجانب وموقر وزارته الشهيرة المناسب الداعي إلى الله بطول بقائه في عز واضح المذاهب وصنع واكف السحائب فلان من كذا عن الذي يعلم سيدي من لسان طلق بالثنا ويد ممدودة إلى الله بالدعاء والتماس لما يعد من جزيل النعماء والفتح الذي تفتح له أبواب السماء وقد اتصل ما سناه الله له من النصر والظهور والصنع البادي السفور لما التقى الجمعان وتهوديت أكواس الطعان وتبين الشجاع من الجبان وظهر من كرامة سيدي وبسالته ما تتحدث به ألسنة الركبان حتى كانت الطائلة لحربه وظهرت عليه عناية ربه فقلت الحمد لله الذي سعد عمادي متصل الآيات بعيد الغايات وصنع الله باهر الآيات واضح الغرر والشيات وقد كنت بعثت أهنيه بما تقدم من صنع جميل وبلوغ تأميل فقلت اللهم أفد علينا التهاني تتزين واجعل الكبرى من نعمك الصغرى واجمع له بين نعيم الدنيا والأخرى والناس أبقى الله سيدي لهم مع الاستناد إليك جهات وأمور مشتبهات إلا المحب المتشيع بجهتك هي التي أنست الغربة وفرجت الكربة ووعدت بالخير وضمنت عاقبة الصبر وأنا أرتقب ورود التعريف المولوى على عبيده بهذه المدينة وآمل إن شاء الله إلى مباشرة الهنا وقرة العين بمشاهدة الالاء والله يديم سيدي الذي هو كهف موديه حتى يطفره الله بمن يناويه ويعاديه والسلام

ومن ذلك في مخاطبة الوزير المذكور وأنا ساكن بسلا
أيا عمر العدل الذي مطر الندا
بوعد الهدى حتى وفيت بدينه
ويا صارم الملك الذي يستعده
لدفع عداه أو لمجلس زينه
سنت عينك اليقظى من الله عصمة
كفت وجه دين الله موقع شانه
وهل أنت إلا الملك والدين والدنا
ولا يلبس الحق المبين بمينه

الوزير الذي هو للدين الوزر الواقي والعلم السامي المراقب والمراقي والحلى المقلد فوق الترائب والتراقي والكنز المؤمل والذخر الباقي حجب الله العيون عن كمالك وصير الفلك الدوار مطية آمالك وجعل اتفاق اليمن مقرونا بيمنك وانتظام الشمل معقودا بشمالك أعلم أن مطلق الثنا على مجدك والمستضيء على البعد بنور سعدك والمعقود الرجا بعروة وعدك لا يزال في كل ساعة يسحب فيه ذيلها ويعاقب يومها وليلها مصغى الأذن إلى نبإ يهدي عنك الله دفاعا أو يمد في ميدان سعدك باعا وأنت اليوم النصير على الدهر للمظلوم وأسى الكلوم وذو المقام المعلوم فتعرفت أن بعض ما يتلاعب به بين أيدي السادة الخدام وتتفكه به المناقبة والإقدام من كرة مرسلة الشهاب أو نارنجة ظهر عليها من صبغها الالتهاب حومت حول عينك لا كدر صفاؤها ولا عدم فوق مهاد الدعة والأمن إغفاؤها فرعت حول حماها ورأت أن تصيب فجنب الله مرماها
ترى السوء مما يتقى منها به
وما لا نرى مما يقي الله أكثر
فقلت مكروه أخطأ سهمه وتنبيه من الله قبل عقله وفهمه ودفاع قام دليله وسعد أشرف تليله وأيام أعربت عن إقبالها وعصمة غطت بسربالها
وجوارح جعل الله المليكة تحرسها فلا تغتاله الحوادث ولا تفترسها والفطن تشعر بالشيء وإن جهلت أسبابه والصوفي يسمع من الكون جوابه فبادرت أهنيه تهنئة من يرى تلك الجوارح الكريمة أعز عليه من جوارحه ويرسل طير الشكر لله في مساقط اللطف الخفي ومسارحه وسألته سبحانه أن يجعلك عن النوائب حجرا لا يقرب وربعك ربعا لا يخرب ما سبحت الحوت ودبت العقرب ثم إني شفعت الثناء ووترته وأظهرت السرور فما سترته بما سنا الله لتدبيرك من مسالمة تكذب الإرجاف وتغنى عن الإيجاف وتخصب الآمال العجاف وتريح من كيد وتفرع إلى محاولة عمرو وزيد وكأن بسعدك قد سدل الأمان وعدل للزمان واصلح الفاسد ونفق الكاسد وقرع الروع المستأسد وسر الحبيب وساء الحاسد
ومن ذلك في مخاطبة عامر بن محمد

تقول في الأظعان والشوق في الحشى
له الحكم يمضي بين ناه وآمر
إذا جبل التوحيد أصبح قارعا
فخيم قرير العين في دار عامر
وزر تربة المرحوم إن مزارها
هو الحج يقضي نحوه كل ضامر
ستلقى بمثوى عامر بن محمد
ثغور الأماني من ثنايا البشائر
فلله ما تبلوه من سعد وجهة
ولله ما تلقاه من يمن طائر
وتستعمل الأمثال في الدهر منكما
بخير مزور أو بأغبط زائر
لم يكن همي أبقاك الله مع فراغ البال وإسعاف الآمال ومساعدة الأيام والليال إذ الشمل جميع والزمن كله ربيع والدهر مطيع سميع إلا زيارتك
في جبلك الذي يعصم من الطوفان ويواصل أمنه بين النوم والأجفان وأن أرى الأفق الذي طلعت منه الهداية وكانت إليه العودة ومنه البداية فلما حم الواقع وعجز عن خرق الدولة الأندلسية الرافع وأصبحت ديار الأندلس وهي بلاقع وحسنت من استدعائك إياي المواقع قوي العزم وإن لم يكن ضعيفا وعرضت على نفسي السفر فوجدته خفيفا والتمست الإذن حتى لا نرى في قبلة السداد تحريفا واستقبلتك بصدر مشروح وزند للعزم مقدوح والله يحقق الشمول ويسهل بمثوى الأماثل المثول ويهيء من قبله القبول والسلام وخاطبته معزيا عن أخيه عبد العزيز
أبا ثابت كن في الشدائد ثابتا
أعيذك أن يلقى حسودك شامتا
عزاؤك عن عبد العزيز هو الذي
يليق بعز منك أعجز ناعتا
فدوحتك الغنا طالت ذوابها
وسرحتك الشما طابت منابتا
لقد هد أركان الوجود مصابه
وأنطق منا الشجو ما كان صامتا
فمن نفس حرى أوثق الحزن كظمها
ومن نفس بالوجد أصبح خافتا
هو الموت بالإنسان فصل لحده
وكيف نرجى أن نصاحب فائتا

اتصل بي أيها الهمام وبدر المجد الذي لا يفارقه التمام ما جنته على عليائكم الأيام وما استأثر به الحمام فلم تغن الذمام من وفاة صنوك الكريم الصفات وهلاله وسطى الأسلاك وبدر الأحلاك ومحير الأملاك وذهاب السمح الوهاب وأنا لديغ صل الفراق الذي لا يفيق بألف راق وجريح سهم البين ومحارب سهم العيون الجارية بدمع العين نقصد أنيس سد على مضض النكبة

ونحى ليث الخطب من فريستي بعد صدق الوثبة وانسنى في الاغتراب وصحبي إلى منقطع التراب وكفل أصاغري خير الكفالة وعاملني من حسن العشرة بما سجل عقد الوكالة انتزعه الدهر من يدي حيث لا أهل ولا وطن والاغتراب قد ألقى بعطن وذات اليد يعلم حالها من يعلم ما ظهر وما بطن ورأيت من تطارح الأصاغر على شلو الغريب النازح عن النسيب والقريب ما حملني على أن جعلت البيت له ضريحا ومدفنا صريحا لأخدع من يرى أنه لم يزل مقيما لديه وإن ظل شفقته مسجيا عليه ناعيا مصابي عند ذلك السرح وأعظم الظمأ البرح ونكأ القرح إذ كان ركنا قد بنته لي يد معرفتك ومتصفا في البر والرعى لصاغيتي بكريم صفتك فوالهفي عليه من حسام وغر سام وأيادي جسام وشهرة بين بني حام وسام إلى جمال خلق ووجه للقاصد طلق وشيم تطمح للمعالي بحق وأي عضد لك يا سيدي الأعلى لا يهين إذا سطا ولا يقهر إذا خطا يوجب لك على تجليه بالتنبيه ما توجبه النبوة من الهيبة ويرد ضيفك آمنا من الخيبة ويسد ثغرك عند الغيبة وكما قال عليه السلام للأنصار أنتم الكرس والعيبة ذهبت إلى الجذع فرأيت مصابه أكبر ودعوت بالصبر فولى وأدبر واستنجدت الدمع فنضب واستصرخت الرجاء فأنكر ما روى وانتضب وبأي حزن يلقى فقد عبد العزيز وقد جل فقده أو يطفى لاعجه وقد عظم وقده اللهم لو بكى بندى أياديه أو بغمام عواديه أبو بعباب واديه وهي الأيام أي شامخ لم تهده أوجديد لم تبله وإن طالت المدة فرقت بين التيجان والمفارق والخدود والنمارق والطلا والقعود والكاس وابنه العنقود والتعلل بالفان وإنما هي إغفاءة أجفان والتشبث

بالحائل وإنما هو ظل زائل والصبر على المصائب ووقوع سهمها الصائب أولى ما اعتمد طلابا ورجع إليه طوعا أو غلابا وأنا يا سيدي أقيم التعزية وإن بوت بالمضاعف المرزية ولا عتب على القدر في الورد من الصدر ولولا أن هذا الواقع مما لا يجدي فيه الخلصان ولا يغني فيه الراع مع الحرصان لا بل جهده من أقرضتموه معروفا أو كان بالتشيع إلى تلك الهضبة معروفا لكنها سوق لا تتفق فيها إلا سلعة التسليم للحكيم العليم وطى الجوانح على المضض الأليم ولعمري لقد خلد لهذا الفقيد وإن طمس الحمام محاسنه الوضاحة لما لبس منه الساحة صحفا منشرة وثغورا بالحمد مؤثرة يفخر بها بنوه ويستلكثر بها مكتتبو الحمد ومقتنوه وانتم عماد الفازة وعلم المفازة وقطب المدار وعامر الدار وأسد الأجمة وبطل الكتيبة الملجمة وكافل البيت والستر على الحي والميت ومثلك لا يهدي إلى لجج لاحب ولا ترشد أنواره بنو الحباحب ولا ينبه على سنن بني كريم أو صاحب قدرك أعلى وفضلك أجلى وأنت صدر الزمان بلا مدافع وخير معد لأعلام الفضل رافع وأنا وإن اخترت غرض العزا لما خصني من المصاب ونالتني من الأوصاب ونزل بي من جور الزمان الغصاب ممن يقبل عذره الكرم ويسعه الحرم المحترم والله سبحانه الكفيل لسيدي وعمادي ببقا يكفل به الأبناء ويعلى لقومه رتب العز سامية البنا حتى لا يوحش مكان فقيد مع وجوده ولا يحس بعض زمان مع جوده ويقر عينه في ولده وولد ولده ويجعل أيدي مناوية تحت يده والسلام وخاطبته أيضا سيدي الذي هو رجل المغرب كله والمجمع على فضله وطهارة بيته وزكا أصله علم أهل المجد والدين وبقية كبار الموحدين بعد السلام على تلك الجلالة الراسخة القواعد السامية المصاعد والدعا لله أن يفتح لك في مضيقات

هذه الأحوال مسالك التوفيق ويعلقك في عصمته بالسبب الوثيق أعرفك أن جبلك اليوم وقد عظم الرجفان وفار التنور وطغى الطوفان تومل النفوس الغرقى جودى جوده وترجو التمسك بالموجود مع وجوده والله العلق التي يجب لها الالتزام ما وقع على غير قصدك الاعتزام والله يمدك بإعانته على تحمل القصاد ويبقى مجدك رفيع العماد كثير الرماد وجعل أبا يحيى خلفا منك بعد عمر النهاية البعيد الآماد ويبقى كلمة التوحيد باقية فيكم إلى يوم التناد وحامله القائد الكذا بيته معروف النباهة والجهاد ومحله لا ينكر في القواد لما اشتبهت السبل والتبس القول والعمل لم أجد أنجى من الركون إلى جنابك والانتظام في سلك خواصك وأحبابك حتى ينبلج الصبح ويظهر النجح ويكون بعد هجرته الفتح ومثلكم من قصد وأمل وانضى الله المطى وأعمل وأما الذي عندي من القيام بحق تلك الذات الشريفة والقول بمناقبها المنيفة فهو شيء لا تفي به العبارة ولا تؤديه الألفاظ المستعارة والسلام وخاطبت شيخ الدولة يحيى بن رحو بقولي سيدي الذي له المزية العظمى والمحل الأسمى شيخ قبيل بني مرين وقطب مدار الأحرار على الإجمال والتعيين والمتميز بالدهاء والوجاهة والمعرفة الفسيحة الساحة والصدقة المباحة وشروط الصوفية من ترك الأذى ووجود الراحة أسلم على ذاتك الطاهرة التي بخلت الأزمان ولله أن يأتي بنظيرها وتنافست الدول في تكبيرها وسارت الكواكب الملكية بمسيرها وأثنت الألسن بفضلها وخيرها وأقرر لديها أنني أعددت من معرفتها بالأندلس كنزا لم أنفق منه إلى اليوم وزنا إعدادا له وحزنا إذ لا يخرج العتاد الكبير إلا عن حاجة وفاقة

ولا ترد اليد إلى الذخيرة إلا في إضافة وعجز طاقة وما كانت الوصلة بمثله ليهملها مثلى جهلا بقيمتها العالية وازدراء بجهتها الكافية لكن نابت عن يدها أيد وأعفا عن ابتذالها ما كيف الله من عمرو وزيد والآن أنى قد كادت حاجتي إلى ذلك القتاد أن تتمخض وزبدته أن تمحض إذ هو حظى من رعى ذلك القبيل الذي قصرت عليه رياسته والوزير الذي من رأيه تستمد سياسته وإذا وفد خاصته أهل هذه المدينة مهنين وبشكر الإيالة الكريمة مثنين فجهته ظلى الظليل ومشاركته معتمدي في الكثير فكيف لا والغرض إلا في القليل وعندي أن رعيه لمثلى لا يفتقر إلى وسيلة تجلب ولا ذمام يحسب فمثله من قدر قدر الهنا وسد أعلام الحمد سامية البنا وعلم أن الدنيا على الله أحقر الأشياء وقد رفعت أمري بعد الله إلى رأيك وغنيت عن سعي لنفسك بجميل سعيك والسلام وخاطبت الشيخ أبا الحسن بن بدر الدين رحمه الله
يا جملة الفضل والوفا
ما بمعاليك من خفا
عندي في الود فيك عقد
صححه الدهر بكتفا
ما كنت أقضى علاك حقا
لو جئت مدحا بكل فا
فأول وجه القبول عذري
وجنب الشك في صفا
سيدي الذي هو فصل جنسه ومزية يومه على أمسه فإن افتخر الدين من أبيه ببدره افتخر منه بشمسه رحلت عن المنشإ والقرارة فلم تتعلق نفسي بذخيرة ولاعهد جيرة خيرة كتعلقها بتلك الذات التي لطفت لطافة

الراح واشتملت بالمجد الصراح شفقة أن يصيبها معرة والله يقيها ويحفظها ويبقيها إذ الفضائل في الأزمان الرذلة عوامل والصد عن الضد منحرف بالطبع ومائل فلما تعرفت خلاص سيدي من ذلك الوطن وألقاه وراء الفرضة بالعطن لم تبق لي تعلة ولا أحرضني له علة ولا أوتى جمعي من قلة فكتبت أهنى ء نفسي الثانية بعدها بهنا نفسي الأولى وأعترف للزمان باليد الطولي والحمد لله الذي جمع الشمل بعد شتاته وأحيا الأنس بعد مماته سبحانه لا مبدل لكلماته وإياه أسل أن يجعل العصمة حظ سيدي ونصيبه فلا يستطيع أحد أن يصيبه وأنا أخرج له عن بث كمين ونصح إنائه قمين بعد أن أسير غوره وأخبر طوره وأرصد فوره فإن كان له في التشريق أمل وفي ركب الحجاز ناقة وجمل والرأي قد نجحت منه نية وعمل فقد غنى عن عوف والبقرات في زكى الثمرات وإطفاء الحمران برمى الجمرات وتأنس بوصال السري ووصل السرات وأناله إن رضيني أرضى موافق ولواء عزى به خافق وإن كان علي السكون بناؤه فأمر له ما بعده والله يحفظ من الغير سعده والحق إن تحذف الأبهة وتختصر ويحفظ اللسان ويغض البصر وينخرط في الغمار ويخلى على المضمار ويجعل من المحظور ملاحظة ممن لا خلاق له ممن لا يقبل الله قوله ولا عمله فلا يكتم سرا ولا يتطوق زرا ورفض الصحبة زمام السلامة وترك العلامة على النجاة علامة وأما حالي مما علمتم ملازم كن ومبهوظ تجربة وسن أرجى الأيام وأروم بعد التفرق الألتئام خالي اليد ملى ء القلب والخلد بفضل الله الواحد الصمد عامل على الرحلة الحجازية التي أختارها لكم ولنقسى وأصل في التماس الإعانة عليها يومي وأمسي أوجب ما ذكرته لكم ما أنتم أعلم به من ود قررته الأيام والشهور والخلوص المشهور وما أطلت في شيء عند قدومي

على هذا الباب الكريم إطالتي فيما يختص بكم من موالاة وبذل مجهود القول والعمل على مرضاته وأما ذكرهم في هذه الأوضاع فهو مما يقر عين المجادة والوظيفة التي ينافس فيها أولو السيادة والله يصل بقاءكم وييسر لقاءكم والسلام عليكم ورحمة الله
ومن ذلك في مخاطبة شيخ العرب مبارك ابن إبراهيم
عرصات دارك للضياف مبارك
وبضوء نار قراك يهدي السالك
ونوالك المبذول قد شمل الورى
طرا وفضلك ليس له حسام فاتك
والجود ليس له غمام هاطل
والمجد ليس له سنام هاتك
جمع السماحة والرجاجة والندى
والبأس والرأي الأصيل مبارك
للدين والدنيا وللشيم العلى
والجود إن صح الغمام الماسك
ورت الجلالة عن أبيه وجده
فكأنهم ما غاب عنهم هالك
فجياده للآملين مراكب
وخيامه للقاصدين أرائك
فإذا المعالي أصبحت مملوكة
أعناقها بالحق فهو المالك
يا فارس العرب الذي من بيته
حرم لها حج بها ومناسك
يا من يبشر باسمه قصاده
ولهم إليه مسارب ومسالك
أنت الذي استأثرت فيك بغبطتي
وسواك فيه ماخذ ومتارك
لا زلت نورا يهتدي بضيائه
من جنه للروع ليل حالك
ويخص مجدك من سلامي عاطر
كما لمسك صاك به الغوالي صائك

الحمد لله الذي جعل بيتك شهيرا وجعلك للعرب أميرا وجعل اسمك فالا ووجهك جمالا وقربك جاها ومالا قال رسول الله إلى ألا أسلم عليك يا أمير العرب وابن أمرائها وقطب سادتها وكبرائها وأهنيك بما منحك الله من شهرة تبقى ومكرمة لا يضل المتصف بها ولا يشقى إذ جعل خيمتك في هذا المغرب على اتساعه واختلاف أشياعه مأمنا للخائف على قياس المذاهب والطوائف وصرف الألسنة إلى مدحك والقلوب إلى حبك وما ذاك إلا لسريرة لك عند ربك ولقد كنت أيام تجمعني وإياك المجالس السلطانية على معرفتك متهالكا وطوع الأمل مالكا لما يلوح على وجهك من سيما المجد والحيا والشيم الدالة على العليا وزكاة الأصول وكريم الإباء وكان والدي رحمه الله تعالى عين للقاء خال السلطان قريبكم لما توجه في الرسالة إلى الأندلس نائبا في تأنيسه عن مخدومه ومنوها حيث حل بقدومه واتصلت بعد ذلك بينهما المهاداة والمعرفة والرسائل المختلفة فعظم لأجل هذه الوسائل شوقي إلى التشرف بزيارة ذلك الجناب الذي حلوله شرف وفخر ومعرفة كنز وذخر فلما ظهر الآن لمحل أخي القائد الكذا فلان اللحاق بك والتعلق بسببك رأيت أنه قد اتصل بهذا الغرض المؤمل بعض والله ييسر في البعض عند تقرير الأمن وهدنة الأرض وهذا الفاضل بركة حيث حل لكونه من بيت أصالة وجهاد وما جد وابن أمجاد ومثلك لا يوصى بحسن جواره ولا ينبه على إيثاره وقبيلك في الحديث من العرب والقديم وهو أوجب له مزية التقديم لم يفتخر قط بذهب يجمع ولا ذخر يرفع ولا قصر يبني ولا غرس يجنى إنما فخرها عدو يغلب وثناء يجتلب وجزور ينحر وحديث يذكر وجود على الفاقة وسماحة بجهد الطاقة فلقد ذهب الذهب وبقي النشب وتمزقت الأثواب وهلكت الخيل العراب وكل الذي
فوق التراب تراب وبقيت المحاسن تروى وتنقل والأغراض تجلى وتصقل ولله در الشاعر حيث يقول
وإنما المرء حديث بعده
فكن حديثا حسنا لمن وعا
هذه مقدمة لن يسنى الله بعدها إنما الأمير فيجلى اللسان عما في الضمير

ومدحى على الأملاك مدح إنني
رأيتك منها فامتدحت على رسم
وما كنت بالمهدي لغيرك مدحتي
ولو أنه قد حل في مفرق النجم

ومن ذلك ما خاطبت به شيخ الدولة الإبراهيمية من طريق القدوم على ملك المغرب مفلتا من النكبة بسبب شفاعته سيدي الذي إليه انقطاعي وانحياشي وملجئي الذي يسر خلاصي وسني انتياشي ومنعمي الذي جبر جناحي وأنبت رياشي ومولى هذا الصنف العلمي ولا أحاشي كتبه صنيع نعمتكم الخالصة الحرة ومسترف فضلكم الذي تألقت منه في ليل الخطوب الغرة ابن الخطيب لطف الله به من مربلة والعزم قد أبلغت فيه النفس عذرها وعمرت بالمثول بين يديكم سرها وجهرها وقد سر إلى إبلاغ النفس عذرها في مباشرة تقبيل اليد التي لها اليد العظمى والسمية الرحمى وجبال النعم قد أثقلت الأكفاء والأيادي الجمة قد خلفت الوطن والمال والعتاد فبأي لسان أو بأي بيان ولا أثر بعد عيان تقابل نعمة تداركت الرمق وقد أشفى وأبقت الذما والشروع في استئصالها لا يخفى فيالك من فرد هزم ألفا ووعد نصر لم يعرف خلفا ونية خالصة تتقرب

إلى الله زلفى فقد صدع بها مولاي غريبة في الزمن بالغا حسن صنيعها صنعاء اليمن مترفعة عن الثمن إن لم يقم بها مثله وإلا فليهن سيدي ما صاغ لمجده بها من فخر وما قدم ليوم تزل فيه الأقدام من ذخر وما جلب للمقام العلي من طيب ذكر واستفاضة حمد وشكر لقد ارتهن دعاء الحافي والناعل والدال على الخير شريك الفاعل والذي أحيا النفس جدير برد جدتها وإنجاز عدتها وأنا قد قويت بجاهكم وإن كنت ضعيفا واستشعرت سعدا جديدا وقدرا منيفا وأيقنت أن الله عز وجل كان بي لطيفا إذ هيأ لي من رحمة ذلك المقام المولوي على يدكم نصرا عزيزا وقد استأسدت الأعداء وأعضل الداء وأعمل الاعتداء وعز الفداء فانفرج الضيق وتيسرت للخير الطريق وساغ ونجا الغريق غريبة لا تمثل إلا في الحلم ولطيفة فيها اعتبار لأولى العلم اللهم جاز بها سيدي في نفسه وولده وحاله وبلده ومعاده بعد طول عمره وانفساح أمده وكن له نصيرا أحوج ما يكون إلى نصره واجعل له سعة في كل حصر واقصر عليه جاه كل نصر كما جعلت ذاته فوق كل ذات وعصره فوق كل عصر وليعلم سيدي أن من أرادني منافسة وحسدا وزأر على أسدا لما استقل على الكرسي جسدا من غير ذنب تبين ولا حد تعين أصابه من خلاصي المقيم المقعد ووعد النفس بأجل أخلف منه الموعد لما استنقذني الله برحمته من بين ظفره ونابه وغطاني بستر جنابه وكثرني في العيون على قلة وأعزني بعز نصره على حال ذلة لم يدع حيلة إلا نصبها أماني ليحبط بذلك المقام الكريم زمامي ويكدر حماحي وزعم أن بيده على البعد زمامي ويأبي ذلك من يفرق بين الحق وضده وعدل لا يخرج الشيء عن حده فبهت سيدي خوفا أن نتجه حيلة أو تنفس وسيلة وأنا قادم بالأهل والولد والجلدة المستسنة على الجلد ليعمل رب الصنيعة على شاكلة المجد الذي هو له أهل فما نما افتدى به جهل ولا يختلف في عظم ما أسداه غر ولا كهل

ولا يليه مثله عن تتميم وإجزال فضل عميم ومؤانسة غريب وصلة نصر عزيز وفتح قريب بحول الله وخاطبته أيضا بما نصه فيما يظهر من الغرض
راش زماني وبرى نبله
فكنت لي من وقعها جنة
ولو قهرت الموت أمنتني
منه وأدخلتني الجنة
فكيف لا أنشرها منة
قد عرفتها الإنس والجنة
ماذا أخاطب به تلك الجلالة فيتيسر الخطاب وتحصل الدلالة بسيدي ويشركني فيه من قال لا إله إلا الله ففيه أم بروح حياتي ومقدم ماهية ذاتي وذخري الكبير لا بل فلكي الأثير وهو تضييق على الولد والأهل وتعزى المراتب المحدودة من الجميل فلم تبق إلا الإشارة الخارجة عن وظائف اللسان وهي بعض دلالات الإنسان أفدت الأسير وجبرت الكسير ورويت عن ابن العلاء التيسير وعمرت بالكرم وأمن حمام الحرم الظعن والمسير فمن رام شكر بعض أياديك فلقد شد حقائب الرحال إلى كل المحال والحق أن نكل جزاءك للذي جعل المجد اعتزاك وتولى شكرك وثناءك إلى من عمر بما يرضيه من الرفق بالخلق وإقامة الحق إناءك وندعو منك بالبقاء إلى الروض المجود وغمام الجود وإمام الركع والسجود لا بل لنور الله المشرق على التهائم والنجود ورحمته المبثوثة أثناء هذا الوجود وليعلم سيدي أن النفس طماعة جماعة وسراب آمالها تجارة لماعة ولا تفيق من كد ولا تقف عند حد سيما إذا لم يهذبها السلوك والتجديد ولا يسر منها في عالم الغيب اليريد ولا تجلت لها السعادة التي تحذب بها المراد ويشمر لها المريد إلى أن يتأتى عما دون الحق المجيد ويصح

التوحيد وقد مثلت لي الآن خصما يوسع ظهر استظهارة قضتها وتقول المال عديلي عند النقيمة وطبيبي في الأحوال السقيمة وهو نتيجة كدي عند الأقيسة العقيمة ومن استخلصني على شرفي إذا تفاضلت الجواهر وتبينت للحق المظاهر وتعينت المراتب التي تعتقدها على رأي الإبراهيمية النور الأصفر والنور القاهر فخلاص المال طوع يديه وهو كما قال الله أهون عليه حتى تبين معاطفها وأخادعها حتى تلوى أخادعها وأقول قد وقع الوعد وأشرق السعد ولان الجهد وسكن الرعد ولله الأمر من قبل ومن بعد العمر المنام وأيام الجاه والقدرة يحق لها الاغتنام وهم الغافل إلى وقته الحاضر مصروف إذا لم يغبر حائط مثل معروف وفي الوقت زبون يرجى به استخلاص الحقوق ويستبعد وقوع العقوق فإن رأى مولاي أن يشفع المنة ويقرع بابا ثانيا من أبواب الجنة قبل أن يشغل شاغل أو يكدر الشرب والأكل وارش أو واغل إذ ينوب للمتعدى نظر في النجاح أو يدس له ما يحمله على الاحتجاج متسع مناطها تبيح استنباطها كثير مياطها وسياطها فهو تمام صنيعتها التي لم ينسج على منوالها الأحرار ولا اهتدت إلى حسناتها الأبرار ولا عرف بدر فجرها السرار فإليه كان الفرار والله تم له خلوص الإضطرار ويستقر تحت دخيله القرار وتطمين الدار فإن ما ابتدا به من عز ضرب على الأيدي العادية من حكم الحكام وفارع الهضاب والآكام على ملإ ومجمع ومرأى من الخلق ومسمع يقتضى اضطراد قياس العزة القعساء وسعادة الصباح والمساء وظهور درجات الرجال على النساء فهو جاه حارث فيه الأوهام وهذه أذياله

ومن ركب حقيقة أمرها هان عليه خياله والمال ماله والعيال عياله والموجود سريع زياله والجزاء عند الله مكياله وعروض المغصوب باقية الأعيان مستقلة السحر قائمة البنيان تمنع عن شرابها عقائد الأديان وغيرها من مكيل وموزون بين مأكول ومخزون والكتب ملقاة بالقاع مطرحة بأخبث البقاع فإن تأتي الجبر وإلا فالصبر على أن وعد عمادي لا يفارقه الإنجاز ومكرمته التي طوقها قد بلغت الشام والحجاز وحقيقة التزامه تباين المجاز وآيات مجده تستصحب الأحجاز ولله در إبراهيم بن المهدي يخاطب المأمون لما أكذب في العفو عند الظنون وهبت مالي ولم تبخل على به وقبل ذلك ما أن قد وهبت دمى وقد كانت هذه المنقبة غريبة فعززتها بأختها الكبرى وفريدة فجئت باخرى وشفعت وترا أبقاك الله لتخليد المناقب وإعلاء المراقب وجعل أخص نعلك تاجا للنجم الثاقب وتكفل لك بالنفس والولد بحسن العواقب آمين آمين لا أرضى بواحدة حتى أضيف لها ألف آمينا وأما تنبيه سيدي على اسناء رزق وتقرير رفد ورفق فلا أنبه حاتما وكعبا أن يملآ قعبا لمن خاض بحرا وركب صعبا هذا أمر كفانيه الكافي ودواءه ذهب الشافي والسلام وخاطبته وقد استقل من مرض
لا أعدم الله دار الملك منك سنا
يجلى به الحالكان الظلم والظلم
وأنشدتك الليالي وهي صادقة
المجد عوفي إذ عوفيت والكرم
من علم أعلى الله قدرك أن المجد جواد أنت شياته لا بل الملك بدر أنت آياته لا بل الإسلام جسم أنت حياته دعامتك بالبقاء لمجد يروق منك جبينه وملك تنيره وتزينه ولدين تعامل الله بإعزازه وتدينه فلقد ألمت

نفوس المسلمين لآلامك ووجم الإسلام لتوقع إسقامك وخففت الأعلام لتأخر إطرافك بمصالح الملك وإعلامك فإنما أنامل الدنيا متشبثة باذيال أيامك ورحال الأمل مخيمة بين خلالك وخيامك فإذا قابلت الأشراف نعم الله بشكر ورمت الغفلة عن ذلك بنكر فاشكره جل وعلا بملء لسانك وجنانك وأجر في ميدان حمده مطلقا جيادك على ما طرقك من استرقاق حر وإفاضة أياد غر واقتناء عسجد من الحمد ودر وإتاحة نفع ودفع ضر وإذالة حلو من مر وكن على ثقة من مدافعة الله عن حماك وعز تبلغ ذؤابته السماك ورزق يحده منتماك بزمامك وحظوة الخلافة فاستحقها بوسائلك القويمة وذمامك ومحاسن الدولة فاجلها عن منصة أيامك ورسوم البر فاغربها عين اهتمامك وذروة المنبر فامض بها طنب جسامك زهر الأيادي البيض من أكمامك أمامك فياعز دولة بك يا جملة الكمال قد استظهرت وعذبت المعاند وقهرت وبإعمال آرائك اشتهرت فراقت الفضائل منها وبهرت جزالة كما شق الجو جارح ولطافة كما طارح نغم التأليف متطارح وفكر في الغيب سارح ودين لغوامض العدل والحلم شارح ومكارم آثار البرامك سحت وحلت عقود أخبار الأجواد في الأمصار وفسخت فلم تدع لفضل الفضل ذكرا وتركت معروف خالد بن يحيى نكرا لا بل لم تبق لكعب من علو كعب وأنست دعوة حاتم بأبي ماح وحام قصاراه سي جوارا ومنع صوار وعقرب ناب عند اقشعرار جناب وأين يقع من كبر مذ توبع عن الكبر وجود خضب الأيدي بحناء التبر وعق استخدام الأسل الطوال بيراع أقل من الشبر وحقن الدماء المواقة نجيع الحبر وفك العقال ورفع النوب الثقال وراعى الذرة والمثقال وعثر

الزمان فأقال ووجد لسان الصدق فقال أقسم ببارى ء النسم وهو أبر القسم ما فازت بمثلك الدول ولا ظفرت بشبهك الملوك الأواخر والأول ولو تقدمت لم يضرب إلا بك المثل ولم يقع إلا بسنتك وكتابك الإجماع المنعقد على أدائك العمل كتب مشيدا بالهناء ومذيعا ما يجب من الحمد لله والثناء والمملوك لما سام مالكه برق العافية وتدرع بالألطاف الخافية وشاكرا ماله بوجوده من الاعتناء وقد بادر ركن الدين بالبناء وأبقى الستر والمنة على الآباء والأبناء فنسل الله أن يمتع منك بإيثار الملوك ووسطى السلوك وسلالات أرباب المقامات والسلوك ويبقيك وصحة الصحة وافرة وعزة العز سافرة وعادة عادة السعادة غير نافرة وكتيبة الأمل في مقامك السعيد غانمة ظافرة ما زحفت للصباح شهب المواكب وتفتحت بشط نهر المجرة أزهار الكواكب والسلام وخاطبته أيضا بما نصه سيدي وعمادي كشف قناع النصيحة من وظائف صديق أو خديم لصيق وأنى بكلا الجهتين حقيق ويتلجلج في صدري كلام أنا إلى نفثه ذو احتياج ولو في سبيل هياج وخرق سياج وخوض دياج وقد أصبحت سعادتي عن اصل سعادتك فرعا يوجب النصح طبعا وشرعا فليعلم سيدي أن الجاه ورطة ولاستفراق في تيار الدول غلطة وبمقدار العلو إلا أن يقي الله السقطة وأنه والله يعصمه من الحوادث ويقيه من الخطوب الكوارث وإن بعد الجمع فهو مفرد وبسهام الحسد مقصد وأن الذي يقبل يده يضمر حسده وما من يوم إلا والعلل تستشري والحيال تريش وتبرى وسموم المكائد تسرى والعين الساهرة تطرق العين الناعسة من حيث تدري ولا تدري وهذا الباب الكريم مخصوص بالزيادة والبركة وخصوصا في مثل هذه الحركة فثم ظواهر تخالف

السرائر وحيل تصيب في الجو الطائر وما عسى أن يتحفظ المحسود وقد عويت الكلاب وزأرت الأسود وإن ظن سيدي أن الخطة الدينية تذب عن نفسها أو تنفع مع غير جنسها فقياس غير صحيح وهبوب ريح وإنما هي درجة فوق الوزارة والحجابة ودهر يدعى فيبادر بالإجابة وجاه يحق على القبيل والأذيال ويعيد العز والمال بحر هال وصدور تحمل الجبال وإن قطع بالأمان من جهة السلطان لم يومن أن يقع فيه والله يقيه ويمتع به ويبقيه ما اليسر بصدده والحي يجري إلى أمده فيستظهر الغيب بقبيل ويجري من التغلب على سبيل ويبقى سيدي والله يعصمه طائرا بلا جناح ومحاربا دون سلاح ينادي بمن كان يثق يوده في طلل ويقرع سن النادم والأمر جلل ومثله بين غير صنفه ممن لا يتصف بظرف ولا يلتفت إلى الإنسانية بطرف ولا يعبد الله ولو على حرف محمول عليه من حيث الصنفية متعمد بالعداوة الخفية وإن ظن غير هذا فهو مخدوع مسحور مفتون مغرور وبالفكر في الخلاص تفاضلت النفوس واستدفع البؤس وله وجوه متعذرة الحصول دونه بيض النصول إلا ما كان من الغرض الذي بان فيه من بعد الجد الفتور وعدل عنه وقد أخذ الدستور وتيسرت الأمور وتقررت الإيمان والنذور فإنه عرض قريب وسفر قاصد ومسعى لا ينفق فيه لسيدي من ماله درهم واحد ووطن بحركة راصد لا يمتنع عليه أمله ولا يستصعب سهله وأميره جبره الله يتطارح في يمينكم لاقتضائه وإحكام آرائه وتأمين خائفه واستقدام أضيافه وطوائفه ويتحركون حركة العز والتنويه والقدر النبيه لا يعوزكم ممن ورائكم مطلب ولا يلفي عن مخالفتكم مذهب ولا يكدر لكم مشرب وتمر أيام وشهور وتظهر بطون للدهر وظهور وتفتح أبواب وتسبب

أسباب من رجوع يتأتى بعده السكون والفتور وقد سكنت الخواطر وتنوعت الأمور أو مقام تمهد به البلاد ويعمل في ترتيب السير والاجتهاد ويستغرق في هذا الغرض الآماد ويتأتى أن حدث الاستقلال والاستبداد وأما اختصاص بمعقل حريز ومتبوأ عزيز تهنأ فيه الأعمار ويكون لمن يستقل به على الغرب والشرق الخيار أو التحكم في ذخيرة سما منها المقدار وذهل عند مشاهدتها الاعتبار وخزانة الكتب بجملتها وفيها الأمهات الكبار قد تخافت عنها الحاجة وعدم إليها الاضطرار والرفع الذي يسوغ بالشرع والعقار فهذا كله حاصل ثم ضامن لا يتهم وكافل عهود صبغها غير ناصل وبالجملة فالوطن لأغراض الملك جامع ولمقاصده من الإقامة والانتقال مطيع وسامع وإن توقع إثارة فتنة وارتكاب إحنة فالأمر أقرب وإحالة التيسير أعرب وهذه الحجة في تلمسان غير معتبرة وأجوبتها مقررة وقد روسل الطاغية وأعانته تحصل في الغالب على هذه المطالب وبالجملة فالدنيا قد اختلت والأقدام قد زلت والأموال قد قلت وشبيبة الدهر ولت وذلك القطر على علاته أحكم لمن يروم الجاه وأمنع وأجدى بكل اعتبار وأنضع وقد حضرت لاستخلاصكم إياه الآلة التي لا تتأتى في كل زمان وتهيأ المكان واقتضيت إيمان وعرضت سلع تغل لها وارتهنت ألوفا مروآت وأديان وتحقق بذلك القطر الفساد الذي اشتهر به مأموره وأميره والنكر الذي يجب على كل مسلم تغييره فإن شئت شرعا فالحكم ظاهر أو طمعا فالطمع حاضر وما ثم عازل بل عاذر والمؤنة التي تلزم من أن تكون ثمن بعض الحصون وما يستهلك في هذا الغرض شيء له خطر ولا يستنفد من الصحيفة سطر واليد محكمة فكل

أو شطر وما يخص الملوك من هذا الأمر إلا استنفاد نشب واستخلاص مزيل بين موروث ومكتسب وبعيد أن لا ينصر في زمن من الأزمان فلا بد في كل وقت من أعيان ومروات وأحساب وأديان والله سبحانه يقول ( كل يوم هو في شأن ) وأما خدمة دولة فهي على حرام ولا ينجح لي فيها إن اعتمدتها مرام وكأنني بالمشرق لاحق ولأنفاسه الزكية ناشق فما هي إلا أطماع سرابها لماع فإذا انقطعت انفسحت الدنيا واتسعت معاش في غمار أو عكوف في تمكسر دار لمداومة استقالة واستغفار ووالله ما توهم أحد أن من قبلك البلاد يستنصر بغاته عليكم ويحتقر ما لديكم فقد ظهر الكامن وتطابق المخبر والمعاين فسبحان من يقوي الضعيف ويهين المخيف ويجري يد المشروف على الشريف والهمم بيد الله ينجدها ويخذلها والأرض في قبضته يرعاها ويهملها هذا بث لا يتسع إفشاؤه وسر إن لم يطو سقط بها على السرحان عشاؤه وفيه ما ينكر الأمر وتتعلق به الظنون وتعمل الخواطر فتدبروه واعتبروه وبعقلكم فاسبروه ثم غطوه بالأحداق واستروه والله يرشدكم للذي هي أسعد ويحملكم على ما فيه العز السرمد والفخر الذي لا ينفد والسلام وخاطبته أيضا بقولي سيدي بل مالكي بل شافعي ومنشلي من الهفوة ورافعي وعاصمي عند تجويد حروب الصنائع ونافعي الذي بجاهه أجزلت المنازل قراي ووصلت أولاي والمنة لله أخراي وأصبحت وقول الحسن هجيراي
علقت بحبل من حبال محمد
أمنت به من طارق الحدثان
تغطيت من دهر بظل جناحه
فعيني ترى دهري وليس يران
فلو تسل الأيام ما اسمى ما درت
وأين مكاني ما عرفن مكان

وصلت مكناسة حرسها الله تحت غيث حذا بي حذو نداك وسحائب لولا الخصال المبرة قلت يداك وكان الوطن لاغتباطه بجواري وما رآه من انبتات زمارى أوعز إلى بهت بقطع الطريق وأطلق يده على التفريق وإشراق القوافل مع كثرة الماء بالريق فلم يسع إلا المقام أياما قعودا في البر وقياما واختيارا في حروب الأنس واغتناما ورأيت بلدة معارفها أعلام وهواؤها برد وسلام ومحاسنها تعمل فيها ألسنة وأقلام فحيا الله سيدي فلكم من فضل أفاد وأنس أحيا وقد باد وحفظ منه على الأيام الذخر والعتاد كما ملكه زمام الكمال فاقتاد وأنا أتطارح عليه في صلة تفقده وموالاة يده بأن يسهمني في فرض مخاطبته مهمى خاطب معتبرا بهذه الجهات وتصحبني من أنبائه صحبة بكؤوس مسرة يعمل فيها هاك وهات فالعز بعده مفقود والسعد بوجوده موجود أبقاه الله بقاء الدهر وجعل حبه وظيفة السر وحمده وظيفة الجهر وحفظ على الأيام من زمنه زمن الزهر ووصل لنا بإيالته العام بالعام والشهر بالشهر آمين آمين والسلام وخاطبته أيضا في غرض الشفاعة يا سيدي أبقاكم الله محط الآمال وقبلة الوجوه وبلغ سيادتكم ما تأمله من فضل الله وترجوه وكلأ بعين حفظه ذاتكم الفاخرة وجعل عز الدنيا متصلا بعز الآخرة بعد تقبيل يديكم التي يدها لا تزال تشكر وحسنتها عند الله تذكر أنهى إلى مقامكم أن الشيخ الكذا أبا فلان مع كونه مستحق التجلة

تهجرة إلى أبوابكم الكريمة قدمت ووسائل أصالة وحشمة كرمت وفضل ووقار وتنويه للولاية إن كانت ذا احتقار وسن اقتضى الفضل بره وأدب شكر الاختيار علنه وسره له بمعرفة سلفكم الأرضى وسيلة مرعية وفي الاعتراف بنعمتكم مقامات مرضية وتوجه إلى بابكم والتمسك بأسبابكم والمؤمل من سيدي ستره بجناح رعيه في حال الكبرة ولحظه بطريق المبرة إما في استعمال يليق بذي الاحتشام أو سكن تحت رعى واهتمام وإعانة على عمل صالح فيكون مسكه ختام وهو أحق الفرضين بالتزام وإحالة سيدي في حفظ رسم مثله على الله الذي يجزى المحسنون بفضله ومنه نسل أن يديم المجلس العلمي محروسا من النوائب فبلغ الآمال والمآرب والمملوك قرر شأنه في إسعاف المقاصد المأمولة من الشفاعة إليكم والتحبب في هذه الأبواب عليكم وتغليب القلوب بيد الله الذي يعطي ويمنع ويملك الأمة أجمع والسلام وخاطبته مقررا للوسيلة والشفاعة سيدي الأعظم وملاذي الأعصم وعروة عزي الوثقى التي لا تفصم أبقاك الله بقاء يأمر الدهر فيأتمر ويلبي بثنائك الطائف والمعتمر بأي لسان أثنى على فواضلك وهي أمهات المنن وطوف الشام واليمن ومقامات بديع الزمن والتحف المترفعة عن الثمن فحسبي دعا أردده وأواليه وأطلب مطلوب الإجابة من مقدمه وتاليه وإن تشوف المنعم للحال الموقوف جبرها بمشيئة الله على جميل سعيه الموسدة على وطاء لطفه المفشاة بغطاء رعيه فقلب خافق يجاوبه وسواس

منافق وقد تجاوز موسى مجمع البحرين وأصبح سرى إيابه سرى القين ولقد كانت مراسل الرسل قصيرة قبل أن يكسبها رحلى ثقل الحركة ويخلط خاصمي في وظائفها المشتركة وليت أمري برز إلى طرف وأفضى إلى منصرف وربما ظهر أنس بما يرجوه وبرز المحبوب من المكروه والله لا يفضح جاه الكتاب الذي أحيا وأنثر وحيا وبشر وأعطى صحيفته باليمين وقد جمعت مثابتكم المحشر وموصل كتابي ينوب في تقبيل اليد العلمية منابي وليعلم سيدي أن هذا القطر على شهرته وتألق مشتريه وزهرته إذا انتحل كرامة وعهد الفضل لم يبق إلا انصرامه فهو لبابه المتخير وزلاله الذي لا يتغير أصالة معروفة وهمة إلى الإيثار مصروفة ونبلا عن السن والكبرة ورجولة خليقة بصلة الخدمة والمبرة والوسيلة لا تطرح والمعنى الذي لا يعبر لوضوحه ولا يشرح هو انتماؤه إلى جناب سيدي حديثا وقديما واعترافه بنعمته مديرا لها وخديما والله يوفر من إيثار سيدي حظه ويحدد لديه رعيه ولحظه حتى يعود خافقا علم إقباله معلما برد اهتباله مسرورا ببلوغ آماله فلعمري أن محل ولايته يكفي وأن عمر أمانته لوفي وأن عامل جده لظاهر وخفي وما يفعله سيدي من رعيه وإنجاح سعيه محسوب في جملة مذاهبه ومعدود في فضل مكارمه ومواهبه والله يبقيه ويضع البركة فيه والسلام الكريم يخصه كثيرا أثيرا ورحمة الله تعالى وبركاته وكتب في كذا


ومن ذلك ما كتبت به للقاضي خالد ابن عيسى بن أبي خالد فيما يظهر منها وصل الله عزة الفقيه النبيه العديم النظير والشبيه وارث العدالة عن عمه وابن عمه وأبيه في عزة تظلله وولاية تتوج جاهه وتكلله ومعرفة تسوغ له ما ضاق فيه سبيل المعاش وتحلله ولا زال غاصا بمثوب اللطائف حتى من أحواز مكة والطائف منزله أفاتح ذلك المجلس القاضي بالتحية الكفيلة بإنشاء الأريحية تحية الإسلام البرية من الملام ولولا الالتزام للسنة لمدت إلى تحية كسرى أيدي المنة وأشاهد بالتخيل جمال تلك العمة قبل إعمال ذوات الأزمة وأتنعم على البعد بسماع تلك الألفاظ المشرقية قبل ذهاب البقية وألاحظ بعين البصر لطافة الخطة بعد خطوات كخطوات البطة ونزعات أودعتها في ثرى الطبع النبيل مياه النيل وآداب سرت في القدر الجليل من بركات المقدس والخليل وأستغفر الله من أيام أقشعت سحابها وبت استصحابها ولم تعلم بمكاتبة المجلس القاضوي برودها ولا حليت بحلى آدابه وودها ولا قضي في موارد فضله ورودها أما عذري في عدم استنزاله واستسقاء غزاله فربما تبين ويسفر منه الجبين لما استولى على النفس من كسل وراعها للشيب من نصول أسل وسامها من شراب النحلى ومغتسل فمذ ثنيت الأعنة من بعد الاغتراب لم يغرها لمع السراب ولا موصلة الأتراب ولا عولت إلا على التراب وكفى بعبير القاضي عبرة لا بل خبرة وهي هدية الطيب

ومديلة الابتسام من التقطيب وقد تضاعف باصطفائه إياها الشذا وكفى في مثلها من صدقات الصدقة المن والأذى فلولا أن الباعث على مخاطبته هذه حال غالبة ومقدمة للتماسك سالبة لتناولها عموم حكم الأمساك حتى عن مداخلة النساك وأما القاضي أعزه الله فما الذي يمنعه عما يقوله أو يصنعه نفس نشيطة وخلق بين الجد الصراح والهزل المباح وسبطة ويراع طائع تسرح تحت عصاه من البيان مطامع والعذر في مثلها أدعى متى نسب ومستحق متى اكتسب ولما رابني من ذلك ما حقه أن يريب وينكر مثله من أعمال الاستقراء والتجريب بحثت عن سببه وعلة منقلبه والزهد فيه من بعد طلبه فذكر لي أن جو وده غير معاف وميزان عمله ليس بذي اتصاف بإنصاف وأنه يحقد على المحب فلتة دعابة وفكاهة لم تفض والحمد لله إلى سفاهة ولا خلى طبعها من حلاوة أو تفاهة وأعرضت عن عرض تستبيحه أو هجو ينعى على الفضلاء قبيحه وولعت بظريف مجاز وهيئات حجاز وقررت نسب الأدب ووصلت السبب بالسبب ثم توالى بعدها السعي والكدح واتصل الحمد والمدح ورفعت للمنصب الرايات وسببت الولايات والجرايات ووقع التوافق في الأسعار والتجادل في ميدان الاستغفار فهبها سيئة فقد محتها الحسنات أو شبهة فقد نسختها للفخر الآيات البينات أو دخلا فقد تحصلت من الفوائد الكثيرة الديات ثم الديات ولو كان الاعتقاد رديا أو نبأ تلك الهنات عاديا لأجهز اللاسب واعقب السيرة المناسب فكيف ولم يبد بعدها إلا رزق دار وعمل سار وذكر جميل وتتميم للأغراض وتكميل ودرج يرتقي وولايات تختار وتنتقى ولسان بالعناية يعلن واغتباط يغني

ويسمن وإن يكن الفعل الذي ساء واحدا فأفعاله اللائي سررن ألوف ولم يعتبر هذا المظنون حتى انتشر من بعد الكمون وأخبر عن القاضي بعض أصدقائه ببثه إياه وإلقائه وإبراز يربوع النفاق من نافقائه فوجب استقراء هذا القرء وتحقيق هذا وأن يكر على العتب بالمحق وينسخ ثمله بالصحو فالخواطر محتاجة إلى إزالة الشوب والأعمال الفاسدة مفتقرة إلى التوب والله غافر الحوب وأهون بها من جناية لم تثل من عرش ولا افتقرت إلى أرش والحقد من شيم النفوس الجاهلة وسجايا العقول الساهية عن الحق الذاهلة وليعلم القاضي أعزه الله أنى لم يحملني على استعتابه وإيجاب مثابي أو مثابة وإصدار كتابه استكثارا من هذه الأقلام إيثارا للغو بالكلام إنما هو تخفيف منصرف وتجلة معترف أو هواء زمن خرف والله اسل أن يطهر القلوب ويبلغ المطلوب ويستأصل الهوى المغلوب والسلام وخاطبت والي درعة أبا محمد بن عبد الله بن محمد لما كنت مستوطنا مدينة سلا حرسها الله
والي الولاة وواحد الزمن الذي
تبأى الملوك لمثله وتفاخر
صيرت حاتم طبى يزرى به
زار ويسخر إن تذكر ساخر
إن كان طلا أنت جود ساجم
أو كان نهر أنت بحر زاخر
وإذا الزمان الأول استعلى بأهليه
استناف بك الزمان الآخر

كتبت إلى سيدي والخجل قد صبغ وجه يراعي وعقم ميلاد إنشائي واختراعي لمكارمه التي أعيت منه ذراعي وعجز في خوض بحرها سفينتي وشراعي ولو كان فضله فنا محصورا لكنت على الشكر معانا منصورا أو على غرض مقصورا لزأرت أسدا هصورا ولم ير فكري عن عقائل البيان حصورا لكنه مجد تألق بكل ثنية ومكارم رمت عن كل حنية وفضل سبق إلى كل أمنية وأياد ببلوغ غايات الكمال مغنية فحسبي الإلقاء باليد لغلبة تلك الأيادي وإسلام قيادي إلى ذلك المجد السيادي وإعفاء يراعى ومدادي فإن كانت الغاية لا تدرك فالأولى أن يلغى الكل ويترك ولا يعرج على الإدعاء ويصرف القول من باب الخير إلى باب الدعاء وقد وصلني كتاب سيدي مختصر الحجم جامعا بين الثريا والنجم قريب عهد من يمينه بمجاورة المطر التجم فقلت اللهم كاف سيدي واجزه ومن مد يده بالضر فاخزه ولله در المثل أشبه امرؤ بعض بزه كمال واختصار وريحان أنوف وأثمد أبصار أعلق بالرعى الذي لا يقر بعد الدار من شيمته ولا يقدح اختلاف العروض والأقطار في ديمته إنما نفسه الكريمة والله يقيها وإلى معارج السعادة يرقيها قانون يلحق أدنى الفضائل بأقصاها وكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وإني وإن عجزت عما خصني من عمومها وأحسنى من جمومها لمخلد ذكرا يبقى وتذهب اللها ويعلى معاني المجد تجاوز ذوابتها السها ويذيع بمخائل الملك فما دونها ممادح يهوى المسك أن يكونها وتعطف له الروض المجود غصونها وتكحل به الحور العين عيونها وتودي منه الأيام المتربة ديونها وإن تشوف سيدي بعد على حمده وشكرا واستنفاد الوسع في إطالة حمده وإطابة ذكره إلى الحال ففلان حفظه الله يشرح منها المجمل ويبين من عواملها الملغى والمعمل

وأما اعتناء سيدي بالولد المكفن بحرمته فليس ببدع في بعد صيته وعلو همته على من تمسك بأذمته وفضله أكبر من أن يقيد بقصة وبدر كماله أجل من أن يعدل بوسط أو حصة والله تعالى يحفظ منه في الولا وإلى القبلة وولى المكارم بالكسب والجبلة ويجعل جيش ثنائه لا يؤتى من القلة بفضله وكرمه والسلام الكريم عليه ورحمة الله تعالى وبركاته وكتب في كذا من التاريخ وكتبت إلى صاحب القصبة بمراكش مسعود بن يوسف بن فتح الله
أمسعود بن يوسف طير قلبي
على شجو الكرام له وقوع
وفي علياك كنز اعتقاد
على أمثاله تطوى الضلوع
إذا نفس امرى ء ولعت بشيء
فما بسوى كمالك لي ولوع
سيدي أبقاك الله عالي القدر منشرح الصدر حالا من منازل السعادة منزلة البدر فخلت الأماجد فوقف على تفضيلك اختياري وإن لم يتجه لنأى ولا قرب جواري لكن السماع ومتى رد حكم أصله الإجماع والاختبار والاعتبار فلما أتاح الدهر لقاء على ظهر طريق وانحفاز فريق هممت أن أشك في اعتقادي وأبعث بعقد ودادي فضاقت الوقفة ولم تكمل الصفقة وانصرفت انصراف الظمآن شارف العذب الزلال فلم يشرب والمحب تمنى ساعة اللقاء فما أبان ولا أعرب وخفت أن يجريه سيدي مجرى الهذر الذي هو صرف الأشواق والمعاملة به على الإطلاق حيث لا خلاق بل هو والله الحق الذي وضح محياه والبارق الذي
أغدق سقياه والحديث الذي أخجل المسك رياه لم تحمل عليه المطامع ولا الشراب اللامع فليثن سيدي من المعتز بموجب حقه العليم بسبقه والقائل بأنه وحيد عصره وحسنة دهره إلى أن يمن الله بلقاء للشرح المضمر ويبينه حتى تخفق رايته وينتشر كمينه والله يديم سعد سيدي وعلاه ويحفظه ويتولاه والسلام وخاطبت الشيخ أبا عبد الله بن أبي مدين أهنيه بتقليد الخطة
تعود الأماني بعد انصراف
ويعتدل الشيء بعد انحراف
فإن كان دهرك يوما جنى
فقد جاء ذا خجل واعتراف

طلع البشر أبقاك الله بقبول الخلافة المرينية والإمامة السنية خصها الله بنيل الأمنية على تلك الذات التي طابت أرومتها وزكت وتأوهت العليا لتذكر عهدها وبكت وكاد السرور ينقطع لولا أنها تركت منها الوارث الذي تركت ولولا العذر الذي تأكدت ضرورته والمانع الذي ربما تقررت لكم صورته لكنت أول مشافه بالهناء ومصارف لهذا الاعتناء الوثيق إلينا لنعود الحمد لله والثنا وهي طويلة

ومن ذلك ما خاطبت به الرئيس أبا زيد بن خلدون لما ارتحل من بحر المرية واستقر ببلده بسكرة عند رييسها العباس بن مزنى صحبة رسالة خطها أخوه أبو زكريا وقد تقلد كتابة صاحب تلمسان ووصل منه من إنشائه
بنفسي وما نفسي على بهينة
فينزلني عنها المكاس بأثمان
حبيب نأى عني وصم لأنني
وراش سهام البين عمدا وأهمان
وقد كان هم الشيب لا كان كافيا
فقد عادني لما ترحل همان
شرعت له من دمع عيني موردا
وكدر شربي بالفراق وأخمان
وأرعيته من حسن عهد حميمه
فأجدب آمالي وسكن أزمان
حلفت على ما عنده لي من رضا
قياسا بما عندي فأحنث إيمان
وإني على ما نالني منه من قلى
لأشتاق من لقياه نغبة ظمآن
سألت جنوني فيه تقريب عرشه
فقست بجن الشوق جن سليمان
إذا ما دعا داع من القوم باسمى
وثبت وما استتبت شيمة هيمان
وتا الله ما أصغيت فيه لعاذل
تحاميته حتى ارعوى وتحامان
ولا استشعرت نفسي برحمة عائد
تظلل يوما مثله عبد رحمان
ولا شعرت من قبله بتشوق
تخلل منها بين روح وجثمان
أما الشوق فحدث عن البحر ولا حرج وأما الصبر فاسأل به أية درج بعد أن تجاوز اللوى والمنعرج لكن الشدة تعشق الفرج والمؤمن ينسق من

روح الله الأرج وإني بالصبر على أبر الدبر لا بل الضرب الهبر ومطاولة اليوم والشهر تحت حكم القهر وهل للعين أن تسلو سلو المقصر عن إنسانها المبصر أو تذهل ذهول الزاهد عن سرها للراني والمشاهد وفي الجسد بضعة تصلح إذا صلحت فكيف حاله إن رحلت عنه ونزحت وإذا كان الفراق هو الحمام الأول فعلام المعول أعيت مراوضة الفراق على الراق وكادت لوعة الاشتياق أن تفضى إلى السياق
تركتموني بعد تشييعكم
أوسع أمر الصبر عصيانا
أقرع سنى ندما تارة
وأستميح الدمع أحيانا
وربما تعللت بغشيان المعاهد الخالية وجددت رسوم الأسى بمباكرة الرسوم البالية أسل نون الناي عن أهله وميم الموقد الهجور عن مصطليه وثاء الأثافي المثلثة عن منازل الموحدين وأحار بين تلك الأطلال حيرة الملحدين لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين كلفت لعمر الله بسال عن جفوني المؤرقة ونائم عن همومي المجتمعة المتفرقة ظعن عن سلال لا متبرما مني بشر خلال وكدر الوصل بعد صفائه وضرج النصل بعد عهد وفاته
أقل اشتياقا أيها القلب ربما
رأيتك تصفى الود من ليس جازيا
فها أنا أبكي عليه بدم أساله وأنهل فيه أسا له وأعلل بذكراه قلبا صدعه وأودعه من الوجد ما أودعه لما خدعه ثم فلاه وودعه وأنشق رياه أنف ارتياح قد جدعه وأستعديه على ظلم ابتدعه
خليلي هل ابصرتما أو سمعتما
قتيلا بكى من حب قاتله قبلي

فلولا عسى الرجاء ولعله لا بل شفاعة المحل الذي حله لمزجت الحنين بالعتب وبثثت كتابه كمنا في شعاب الكتب تهز من الألفات رماحا خزر الأسنة وتؤثر من النونات أمثال القسى المرنة وتقود من مجموع الطرس والنفس بلقا تردى في الأعنة لكنه أدى إلى الحرم الأمين وتفيأ ظلال الجوار المؤمن من معرة الغوار عن الشمال واليمين حرم الخلال المزنية والظلال اليزنية والهمم السنية والشيم التي لا ترضى بالدون ولا بالدنية حيث الرفد الممنوح والطير الميامن يزجر لها السنوح والمثوى الذي إليه مهمى تقارع الكرام على الضيفان حول جوابي الجفان الجنوح
نسب كأن عليه من شمس الضحى
نورا ومن فلق الصباح عمودا
ومن حل بتلك المثابة فقد اطمأن جنبه وتغمد بالعفو ذنبه ولله در القائل
فوحقه لقد انتدبت لوصفه
بالبخل لولا أن حمصا داره
بلد متى اذكره تهتج لوعتي
وإذا قدحت الزند طار شراره
اللهم غفرا وأين قرارة النخيل من مثوى الأقلف البخيل ومكذبة المخيل وأين ثانية هجر من متبوأ من الجد وفجر
من أنكر غيثا منشأه
في الأرض وليس بمخلفها
فبنان بني مزني مزن
تنهل بلطف مصرفها
مزن مذحل ببسكرة
يوما نطقت بمصحفها
شكرت حتى بعبارتها
وبمعناها وبأحرفها
ضحكت بأبى العباس من
الأيام ثنايا زخرفها
وتنكرت الدنيا حتى
عرفت منه بمعرفتها

بل نقول يا محل الولد لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد لقد حل بينك عرى الجلد وخلد الشوق بعدك يا ابن خلدون في الصميم من الخلد فحيا الله زمنا شفيت برقى قربك زمانته واجتليت في صدف مجدك جمانته ويامن لمشوق لم تقض من طول خلتك لبانته وأهلا بروض أظلت أشتات معارفك بانته فحمائمه بعدك لا تندب فيساعدها الجندب ونواسمه ترق فتتعاشى وعشياته تتخافت وتتلاشى ومزنه باك ودوحه في ارتباك وحمائمه في مأتم ذي اشتباك كأن لم تكن قمرها هالات قبابه ولم يكن أنسك شارع بابه إلى صفوة الظرف ولبابه ولم يسبح إنسان عينك في ماء شبابه فلهفي عليك من درة اختلستها يد النوى ومطل بردها الدهر ولوى ونعق الغراب ببينها في ربوع الهوى ونطق بالزجر فما نطق عن الهوى وأي شيء تعتاض منك أيتها الرياض بعد أن طما نهرك الفياض وفهقت الحياض ولا كان الشانيء المثنوء والجرف المهنوء من قطع ليل أغار على الصبح فاحتمل وشارك في الذم الناقة والجمل واستأثر جنحه ببدر النادي لما كمل نشر الشراع فراع وأعمل الإسراع كأنما هو تمساح
النيل ضايق الأحباب في البرهة واختطف لهم من الشط نزهة العين وعين النزهة ونجج بها والعيون تنظر والغمر على الاتباع يحظر فلم يقدر إلا على الأسف والتماح الأثر المنتسف والرجوع بملء العيبة من الخيبة ووقر الجسرة من الحسرة إنما أشكو إلى الله البث والحزن ونستبطر من عبراتنا المزن وبسيف الرجا نصول إذا شرعت لليأس النصول
ما أقدر الله أن يدني على شحط
من داره الحزن ممن داره صول

فإن كان كظم الفراق رغيبا لما نويت مغيبا وجللت الوقت الهنى تشغيبا فلعل الملتقى يكون قريبا وحديثه يروى صحيحا غريبا إيه شقة النفس كيف حال تلك الشمائل المزهرة الخمائل والشيم الهامية الديم هل يمر ببالها من راعت بالبعد باله وأخمدت بعاصف البين ذباله أو ترثى لشون شأنها سكب لا يفتر وشوق يبت حبال الصبر ويبتر وضنا تقصر عن حلله الفاقعة صنعاء وتستر والأمر أعظم والله يستر وما الذي يضيرك صين من لفح السموم نضيرك بعد أن أضرمت وأشعلت وأوقدت وجعلت وفعلت فعلتك التي فعلت أن تترفق بذما أو ترد بنغبة ماء إرماق ظما وتتعاهد المعاهد بتحية يشم عليها شذا أنفاسك أو تنظر إلينا على البعد بمقلة حوراء من بياض قرطاسك وسواد أنفاسك فربما قنعت الأنفس المحبة بخيال زور وتعللت بنوال منزور ورضيت لما لم تصد العنقاء بزرزور
يا من ترحل والنسيم لأجله
يشتاق أن هبت شذا رياها
تحيي النفوس إذا بعثت تحية
فإذا عزمت اقرأ ومن أحياها

ولئن أحييت بها فيما سلف نفوسا تفديك والله إلى الخير يهديك فنحن نقول معشر موديك ثن ولا تجعلها بيضة الديك وعذرا فإنني لم اجتر على خطابك بالفقر الفقيرة وأذللت لدى حجراتك برفع العقيرة عن نشاط بعث مرموسه ولا اغتباط بالأدب تغرى بسياسته سوسه وانبساط أوحى إلى على الفترة ناموسه وإنما هو اتفاق جرته نفثه المصدور وهنا الجرب المجدور وخارق لا مخارق فثم قياس فارق أو لحن غنى به بعد الممات مخارق والذي سببه وسوغ منه المكروه وحببه ما اقتضاه الصنو يحيي مد الله حياته وحرس من الحوادث ذاته من خطاب ارتشف به لهذه القريحة بلالتها بعد أن رضى علالتها ورشح إلى الصهر الحضرمي سلالتها فلم يسع إلا إسعافه بما أعافه فأمليت مجيبا مالا يعد في يوم من الزمان نجيبا وأسمعت وجيبا لما ساجلت بهذه الترهات سحرا عجيبا حتى ألف القلم العريان سبحه وجمع برذون الغزارة فلم أطق كبحه لم أفق من غمرة غلوه وموقف متلوه إلا وقد تحيز إلى فئتك مفترا بل مغترا واستقبلها ضاحكا مفترا وهش لها برا وإن كان لونه من الوجل مصفراً وليس بأول من هجر في التماس الوصل ممن هجر أو بعث التمر إلى هجر وأي نسب بينى اليوم وبين زخرف الكلام وإحالة جياد الأقلام في محاورة الأعلام بعد أن جال الجريض ودون القريض وشغل المريض عن التعريض واستولى الكسل ونصلت الشعرات البيض كأنها الأسل تروع برقط الحيات سرب الحياة وتطرق ندوات الغرر والشيات عند البيات والشيب الموت العاجل وإذا أبيض زرع صبحته المناجل والمعتبر الآجل وإذا اشتغل الشيخ بغير معاده حكم في الظاهر بإبعاده وأسره في ملكه عاده فاغض أبقاك الله واسمح لمن قصر عن المطمح وبالعين الكليلة فالمح واغتنم لباس ثوب الثواب واشف بعض الجوى بالجواب تولاك الله فيما استضفت

وملكت ولا بعدت ولا هلكت وكان لك أية سلكت ووسمك من السعادة بأوضح السمات وأتاح لقاك من قبل الممات والسلام الكريم يعتمد خلال ولدي وساكن خلدي بل أخي وإن اتقيت عتبه وسيدي ورحمة الله وبركاته من محبة المشتاق إليه محمد بن عبد الله بن الخطيب في الرابع عشر من ربيع الثاني من عام سبعين وسبعمائة
ومن ذلك ما خاطبت به الفقيه أبا زكريا ابن خلدون لما ولى الكتابة عن السلطان أبي حمو موسى بن زيان واقترن بذلك نصر وصنع غبطته به وقصدت بذلك تنفيقه وأنها ضد لديه نخص الحبيب الذي هو في الاستظهار به أخ وفي الشفقة عليه ولد والولي الذي ما بعد قرب مثله أمل ولا على بعده جلد والفاضل الذي لا يخالف في فضله ساكن ولا بلد أبقاه الله وفاز فوزه وعصمته لها من توفيق الله عمد ومورد سعادته المسوغ لعادته غمر لا ثمد ومدى إمداده من خزائن إلهام الله وسداده ليس له أمد وحمى فرح قلبه بمواهب ربه لا يطرقه كمد تحية محلة من صميم قلبه بمحله المنشئ رواق الشفقة مرفوعا بعمد المحبة والمقة فوق ظعنه وحله موثرة ومجلة المعتنى بدق أمره وجله فلان
من الحضرة الجهادية غرناطة صان الله خلالها ووقى هجير هجر الغيوم ظلالها وعمر بأسود الله أغيالها كما أغرى من كفر بالله حيالها ولا زايد إلا منن الله تصوب وقوة يسترد بها المغصوب وتخفض الصليب المنصوب والحمد لله الذي بحمده ينال المطلوب وبذكره تطمئن القلوب ومودتكم المودة التي غذتها ثدي الخلوص بلبانها واحلتها حلائل المحافظة بين أعينها وأجفانها ومهدت موات إخوتها الكبرى أساس بنيانها واستحقت ميراثها مع استصحاب حال الحياة إن شاء الله واتصال زمانها واقتضاء عهود الأيام بيمنها وأمانها والله در القائل
فإن لم يكنها أو تكنه فإنه
أخوها غذته أمه بلبانها

وضل الله ذلك من أجله وفي ذاته وجعله وسيلة إلى مرضاته وقربة تنفع عند اعتبار ما روعي من سنن الجبار ومفترضاته وقد وصل كتابكم الذي فاتح بالريحان والروح وحل من مرسوم الحيا محل البسملة من اللوح وأذن لنوافح السفا بالفوح يشهد عدله بأن البيان يا آل خلدون سكن مثواكم دار خلود وقدح زندا غير صلود واستأثر من محابركم السيالة وقضب رماحكم الميادة الميالة بأب منجب وأم ولود يقضو شافيه غير المشنو ونصيله غير الجرب ولا المهنو من الخطاب السلطاني سفينة ستوح إن لم نقل سفينة نوح ماشيت من آمال أزواج وزمر من الفضل أفواج وأمواج كرم يطفو فوق أمواج وفنون بشائر وأهطاع قبائل وعشائر وضرب للمسرات أعيا السامر فلله من قلم راعى نسب الغنى فوصل الرحم وأنجد الوشيج الملتحم وساق بعصاه من البيان

الذود المزدحم وأخاف من شذ عن الطاعة مع الاستطاعة فقال ( لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من من رحم ) ولو لم يوجب الحق برقه ورعده ووعيده ووعده لأوجبه بمنه وسعده فلقد ظهرت مخائل نجحه علاوة على نصحه ووضحت محاسن صبحه في وحشة الموقف الصعب وقبحه وصل الله عوائد منحه وجعله إقليدا كلما استقبل باب أمل وكله الله بفتحه أما ما قرره ولاؤكم من حب زكا عن حبة القلب حبه وأنبته النبات الحسن ربه وساعده من الغمام سكبه ومن النسيم اللدن مهبه فرسم ثبت عند المولى نظيره من غير معارض يضيره وربما أربى بتذييل مزيد وشهادة ثابت ويزيد ولم لا يكون ذلك وللقلب على القلب شاهد وكونها أجنادا مجندة لا يحتاج تقريره إلى شاهد أو جهد جاهد ومودة الأخوة سبيلها لاحب ودليلها للدعوى الصادقة مصاحب إلى ما سبق من فضل ولقا ومصاقبة سقا واعتقاد لا يراع سربه بذيب الانتقاد واجتلاء شهاب وقاد لا يحوج إلى إيقاد إنما عاق عن مواصلة ذلك نوى شط منه الشطن وتشذيب لم يتعين معه الوطن فلما تعين تعين وكاد الصبح أن يتبين عاد الوميض ديجورا والمواد بحرا مسحورا إلى أن أعلق الله منكم اليد بالسبب الوثيق وأحلكم بمنجى نبق لا يخاف من منجنيق وجعل يراعكم لسعادة موسى معجزة تأتى على الخبر لقيان - فتخر لثعبانها سحرة البيان
أيحيى سقى حيث الحت الجنا
فنعم الشعاب ونعم الوكول
وحيا يراعك من آية فقد
حرك القوم بعد السكون
دعوت لخدمة موسى عصاه
فجاءت تلقف ما يأفكون
فأذعن من يدعي السحر رغما
وأسلم من أجلها المشركون
وساعدك الشعور فيما أردت
فكان كما ينبغي أن يكون

وأنتم أولى الأصدقاء بصلة السبب ورعى الوسائل والقرب أبقاكم الله وأيدي الغبطة بكم مالية وأحوال تلك الجهات بدرركم حالية وديم المسرات من إنعامكم المبرات على معهود المبرات متوالية وأماما تشوفتم إليه من حال وليكم فأمل متقلص الظل وارتقاب لهجوم جيش الأجل المطل ومقام على مساورة الصل وعمل يكذب الدعوى وطمأنينة تنتظر الغارة الشعوا ويد بالمذخور تفتح وأخرى تجهد وتمنح ومرض يزور فيثقل وضعف عن الواجب يعقل إلا أن اللطائف تستروح والقلب من باب الرجا لا يبرح وربما ظفر البائس ولم تطرد المقابس تداركنا الله بعفوه وأوردنا من منهل الرضا والقبول على صفوه وأذن لهذا الخرق في رفوه وأما ما طلبتم من انتساخ ديوان وإعمال بنان في الإتحاف ببيان فتلك عهود لدي مهجورة ومعاهدة لا متعهدة ولا مزورة شغل عن ذلك خوض يعلو لجبه وحوض يفضى من لغط الماتح عجبه وهول جهاد تساوى جمادياه ورجبه فلولا التماس أجر وتعلل بربح تجر لقلت أهلا بذات النحيين فلهن شكت وبذلت المصون بسبب ما أمسكت فلقد ضحكت في الباطن ضعف ما بكت ونستغفر الله من سوء انتحال وإيثار المزاح بكل حال وما الذي ينتظر مثلي ممن عرف المآخذ والمتارك وجرب لما بلى المبارك وخبر مساءة الدنيا الفارك هذا أيها الحبيب ما وسعه الوقت الضيق وقد ذهب الشباب الريق فليسمح فيه معهود كمالك جعل الله مطاوعة آمالك مطاوعة يمينك لشمالك ووطأ لك موطأ العز بباب كل مالك وقرن النجح بأعمالك والسلام
ومن ذلك ما خاطبت به صاحب العلامة بالمغرب أبا القاسم بن رضوان بما يظهر من الغرض
قد كنت أجهد في التماس صنيعة
نفسا شهاب ذكايها وقاد
وأقول لو كان المخاطب غيركم
عند الشدائد تذهب الأحقاد

سيدي أبقاكم الله علم فضل وإنصاف ومجموع كمال أوصاف كلام النيات قصير والله لحسنات الأقوال والأفعال بصير وإليه بعد هذا الحفاظ كله رجعى منا ومصير وليس لنا إلا هو مولى ونصير وهذا الرجل سيدي الخطيب أبو عبد الله بن مرزوق جبره الله بالأمس كنا نقف ببابه ونتمسك بأسبابه ونتوسل إلى الدنيا به فإن كنا قد عرفنا خيرا وجبت المشاركة أو كفافا تعينت المتاركة أو شرا اهتبلت غرة الهوى الأنفس المباركة واتصفت بصفة من يعصى فيسمح ويسأل فيمنح ويعود على القبيح بالستر الجميل ويحسب يد التأميل ومع هذا فلم ندر إلا خيرا كرم منه المورد والمصرف ومن عرف حجة على من لم يعرف وأنتم في الوقت سراج علم لا يخبو سناه ومجموع تخلق عرفنا منه ما عرفناه وهذه هي الشهرة التي تغتنم إذا سفرت والمنة التي تجبر عليها دابة النفس إذا نفرت حتى لا يجد بعون الله عارضا يعوقها عن الخير والأجر في استيفاء كتاب الشفاعة وتحري المقاصد النفاعة وتنفيق البضاعة قد ضمنه من وعد بقيام الساعة والجزاء على الطاعة فكيف والله يرى عملكم وعملي والمتروك حقير والوجود إلى رحمة من رحمات الله فقير والسلام
ومن ذلك ما كتبت إلى الشيخ الخطيب أبى عبد الله بن مرزوق جوابا عن كتابه وقد استقر خطيب السلطان بتونس حرسها الله وأعزه
ولما أن نأت منكم دياري
وحال البعد بينكم وبيني
بعثت لكم سوادا في بياض
لأنظركم بشيء مثل عيني
بم أفاتحك يا سيدي وأجل عددي سلاما فلا أحذر ملاما أو انتخب لك كلاما فلا أجد لتبعة التقصير في حقك الكبير إيلاما وان قلت تحية كسرى في السنا وتبع فكلمة في مربع العجنة تربع ولها المصيف فيه والمربع والحميم والمنبع فتروى متى شاءت وتشبع وإن قلت إذا العارض خطر وهمي أو قطر سلام الله يا مطر فهو في الشريعة بطر ومركبه خطر ولا يرعى به وطن ولا يقتضى به وطر وإنما العرف الأوشج ولا يستوي البان والبنفسج والعوسج والعرفج
سلام وتسليم وروح ورحمة
عليك وممدود من الظل سجسج

وما كان فضلك ليمنعني الكفر أن أشكره ولا ينسيني الشيطان أن أذكره فأتخذ في البحر سببا أو أسلك غير الوفا مذهبا - تأبى ذلك والمنة لك طباع لها في مجال الرعى باع وتحقيق وإشباع وسوائم من الإنصاف ترعى في رياض الاعتراف فلا يطرقها ارتياع ولا تخيفها أسباع وكيف تجحد تلك الحقوق وهي شمس ظهيرة وآذان عقيرة جهيرة فوق مئذنة شهيرة أدت الأكتاد لها ديونا تستغرق الذمم وتسترق حتى الرمم فإن قضيت في الحياة فهي الخطة التي ترتضيها ولا تقنع من عامل الدهر المساعد إلا أن ينفذ مراسيها ويمضيها فإن قطع الأجل فالغني الحميد من خزانه التي لا تبيد يقضيها ويرضى من يقتضيها وحيا الله أيها العلم السامى الجلال زمنا بمعرفتك المبرة على الآمال بر وأتحف وإن أساء بفراقك وأجحف وأظفر بالبتيمة المذخورة للشدائد والمزاين ثم أوحش منها لصونه هذه الخزائن
فآب حنين الأمل بخفيه وأصبح المغرب غريباً يقلب كفيه نستغفر الله من هذه الغفلات ونستهديه دليلا في مثل هذه الفلوات وأى ذنب في الفراق للزمن أو الغراب الدمن أو للرواحل المدلجة ما بين الشام إلى اليمن وما منها إلا عبد مقهور وفي رقة القدر مبهور عقد والحمد لله مشهور وحجة لها على النفس اللوامة ظهور جعلنا الله ممن ذكر المسبب في الأسباب وتذكره وما يتذكر إلا أولو الألباب قبل غلق الرهن وسد الباب وبالجملة فالفراق ذاتي ووعده ماتي فإن يكن فكان قد ما أقرب اليوم من الغد والمرء في الوجوب غريب وكل آت قريب وما من مقام إلا لزيال من غير احتيال والأعمال مراحل والأيام أميال
نصيبك في حياتك من حبيب
نصيبك في منامك من خيال

جعل الله الأدب مع الحق شأننا وأبعد عنا الفرق الذي شاننا وأني لأسر لسيدي بأن رعى الله فيه صلاح سلفه وتداركه بالتلافي في تلفه وخلص بدر سعادته من كلفه وأجله من الأمن في كنفه وعلى قدر ما تصاب العليا وأشد الناس بلاء الأنبيا ثم الأوليا هذا والخير والشر في هذه الدار المؤسسة على الأكدار ظلان مضمحلان فإذا ارتفع ما ضر أو ما نفع وفارق المكان فكأنه ما كان ومن كلمات المملوك البعيد عن السلوك إلى أن يشاء ملك الملوك
خذ من زمانك ما تيسر
واترك بجهدك ما تعسر
ولرب مجمل حالة ترضى
به ما لم يفسر
والدهر ليس بدائم لا بد
أن سيسوء إن سر
واكتم حديثك جاهدا
شمت المحدث أم تحسر
والناس آنية الزجاج
إذا عثرت به تكسر
لا تعدم التقوى فمن عدم
التقوى في الناس أعسر
وإذا امرؤ خسر الإله
فليس خلق منه أخسر

وإن لله في رعيك لسرا ولطفا مستمرا إذ ألقاك اليم إلى الساحل فأخذ بيدك من ورطة الواحل وحرك منك عزيمة الراحل إلى الملك الحلاحل فأدالك من إبراهيميك سميا وعرفك بعد وسميا ونقلك من عناية إلى عناية وهو الذي يقول وقوله الحق ( ما ننسخ من آية ) الآية وقد وصل كتاب سيدي يحمد والحمد لله العواقب ويصف المراقي التي حلها والمراقب وينشر المفاخر الحفصية والمناقب ويذكر ما هيأه الله له من إقبال ورخاء بال وخصيصي اشتمال ونشوز آمال وأنه اغتبط وارتبط وألقى العصى بعد ما خبط ومثل تلك الخلافة العلية من تزن الذوات المخصوصة من الله بشريف الأدوات بميزان تمييزها وتفرق شبه المعادن وإبريزها وشبه الشيء مثل معروف ولقد أخطأ من قال الناس ظروف إنما هم شجرات ريع في بقعة ماحلة وإبل مائة لا تجد فيها راحلة وما هو إلا اتفاق ونجح للملك وإخفاق وقلما كذب إجماع وإصفاق والجليس الصالح لرب السياسة أمل مطلوب وحظ إليه مجلوب إن سئل أطرف وعمر الوقت ببصاعة أشرف وسرق الطباع ومد في الحسات الباع وسلا في الخطوب وأضحك في اليوم القطوب وهدى إلى أقوم الطرق وأعان على نوائب الحق وزرع له المودة في قلوب الخلق زاد الله سيدي لديها قربا أثيرا وجعل فيه
للجميع خيرا كثيرا بفضله وكرمه ولعلمي أبقاه الله أنه يقبل نصحي ولا يرتاب في صدق صبحي أغبطه بمثواه وأنشده ما حضر البديهة في مسرته هذه ونجواه
بمقام إبراهيم عذ واصرف به
نكرا تروق عن بواعث تفتر
بجواره حرم الله وأن حمامة
ورقاء والأغصان عود المنبر
فلقد أمنت من الزمان وريبه
وهو المروع للمسيء وللبر

وإن تشوف سيدى للحال فلعمر وليه لو كان المطلوب دينا لوجب وقوع الاجتزاء والاغتباط بما تحصل في هذه الجذور المبيعة في حانوت الزور من السهام الوافرة الأجزاء فالسلطان رعاه الله يوجب ما فوق مزية التعليم والولد هداهم الله قد أخذوا بخط قل أن ينالوه بغير هذا الإقليم والخاصة والعامة تعامل بحسب ما بلته من نصح سليم وترك لما بالأيدي وتسليم وتدبير عاد على عدوه بالعذاب الأليم إلا من أبدى السلامة وهو من أبطال الجسد بحال السليم ولا ينكر ذلك في الحديث ولا في القديم لكن النفس منصرفة عن هذا الغرض نافضة يدها من العرض قد فوتت الحاصل ووصلت في الله القاطع وقطعت الواصل وصدقت لما نصح الفود الناصل وتأهبت للقاء الحمام الواصل
أنظر إلى الشيب قد نصلا
وزاير الأنس بعده انفصلا
ومطلبي والذي كلفت به
حاولت تحصيله فما حصلا
لا أمل مسعف ولا عمل
ونحن في ذا والموت قد وهلا
والوقت إلى الإمداد منكم بالدعاء في الأصائل والأسحار إلى مقيل العثار شديد الافتقار والله عز وجل يصل لسيدي رعى جوانبه ويتولى تيسير آماله
من فضله العميم ومآربه من التحية المحملة من فوق رحال الأريحيات أزكاها ما أوجع البرق الغمام فأبكاها وحمد الروض جمال النجوم الزواهر فقاسها بمياسم الأزاهر وحكاها واصطفى هرم الليل عند الميل عصا الجوزاء وتوكأها ورحمة الله وبركاته
ومن ذلك ما صدر عني مما أجبت به عن كتاب بعثه إلى الفقيه الكاتب عن سلطان تلمسان أبو عبد الله محمد بن يوسف القيسي
حيا تلمسان الحيا فربوعها
صدف يجود بدرها المكنون
ما شيت من فضل عميم إن سقى
أروى ومن ليس بالممنون
أو شيت من دين إذا قدح الهدى
أورى ودنيا لم تكن بالدون
ورد النسيم لها بنشر حديقة
قد أزهرت أفنانها بفنون
وإذا حبيبة أم يحيى أنجبت
فلها الشفوف على عيون العون

ما هذا النشر والصف الحشر واللف والنشر والفجر والليالي العشر شذا كما تنفست دارين وحلل رقم حللها التزيين وبيان قام على إبداعه البرهان المبين ونقش وشى به طرس فجاء كأنه العيون العين لا بل ما هذه الكتائب الكتبية التي أطلقت علينا الأعنة وأشرعت إلينا الأسنة وراعت الإنس والجنة فأقسم بالرحمن لولا أنها رفعت شعار الأمان وحيت بتحية الإيمان لراعت السرب وعاقت الذود أن يرد الشرب أظنها مدد الجهاد قدم وشارد العرب استعمل في سبيل الله واستخدم والمتأخر على ما فاته ندم والعزم وجد بعد ما عدم نستغفر الله إنما هي رقاع رقاع وصلات صلات ليس فيها سهو ولا إرقاع وبطل لها بطل الطباع الكريمة اشفاع وألحان بيان يعضدها إيقاع
ودر منسوق ورطب نخلها بسوق ولله در القائل الملك سوق ومن يصبر للشيخ على كتيبة تتبعها كتيبة واقتضاء وجيبة من ذي غيلة غير نجيبة بيناه يكابد من مراجعة الحي من حضرموت الموت ولا يكاد يرجع الصوت إذ صبحته قيس وهي التي شذت عن القياس وأحجمت عن مبارزتها أسود الأخياس فلولا امتثال أمر وصبر على جمر لأعاد ما حكى في مبارزة الوحي عن عمرو فتحرج من الخطل وبين عذر المكره عن مفاخرة البطل ألم يدر قابل رعيلها وزائر عيلها أنى أمت بذمة من عهده لا تخفر وأن ذنب إضافتي له لا تغفر وحقه الحق الذي لا يجحد ولا ينكر
لما رأت راية القيسي زاحفة
إلى ريعت وقالت لي وما العمل
قلت الوغى ليس من رأيي ولا عملى
لا ناقة لي في هذا ولا جمل
قد كان ذلك ورثاث الصميل ضحى
يهز عطفي كأني شارب ثمل
والآن قد صوح المرعى وقوضت
الخيمات والركب بعد الليث محتمل
قالت ألست شهاب الحرب تضرمها
حاشى العلى أن يقال استنوق الجمل
وإن أحسن من هذا وذا وزر
بمثله في الدواهي يبلغ الأمل
هذا الحمى لابي حمو استبحرن ففيه
الأمن منسدل والفضل مكتمل
والله لو أهمل الراعي النفاد به
ما خاف من أسد حنقان به همل
تكون من قوم موسى إن قضوا عدلوا
وإن تقاعد دهر جائر حمل

فقلت كان لك الرحمن يعدى ما
سواه معتمد والرأي معتمل
فها أنا تحت ظل منه يلحفني
والشمل منى بستر العز يشتمل
فعل لقيس لقد خاب القياس فلا
بد الصاع وتحت الليل فاحتمل
دامت له ديم النعماء مساجلة
يمناه تنهمل اليمنى فتنهمل
وأمنت شمس علياه الأفول إلى
طي الوجود فلا شمس ولا حمل
ولو أخوى والعوذ بالله نجم هذا المقات ولم يتصف السبب وحاشاه بالاتصال ولا بالانبتات فمرعى العدل مكفول وسبب الرفق موصول وإن استجرت نصول والهرب تأبى الأبطال التنزل إلى نزاله والناسك التائب يدين ضرب الغارات باعتزاله إلا من أعزق في مذهب الخارجين الأخرق نافع بن الأزرق وحسبي وقد ساء كسبي أن أترك الحظر لراكبه وأخلى الطريق لمن يبني المنار به ونسير بسير أمثالي من الضعفاء ونكف فهو زمن الانكفاء ونسلم مخطوبة هذا الفن إلى الأكفاء ونقول بالبنين والرفاء فقد ذهب الزمن المذهب وتبين المذهب وشاخ البازي الأشهب وعتاد العمر ينهب ومرهب الفوت من فوق الفرد يرقب اللهم ألهم هذه الأنفس رشدها واذكرها للسكرات وما بعدها إيه أخي والفضل وصفك ونعتك والزيف يبهرجه بختك وسهام البراعة انفرد بها بريك ونحتك وصلتني رسالتك البرة لا بل غمامتك الثرة وحبتني ثغور فضلك المفترة فعظمت بورودها المسرة جددت العهد بمحبوب لقائك وأنهلت طامي الاستطلاع في سقائك واقتضت تجديد الدعاء ببقائك إلا أنها ربما ذهلت عند وداعك أو بهر عقلها نور إبداعك فلم تلقن الوصية

وسلكت المسالك القصية وأبعدت من التطوف وجاءت تبتغي من أسرار التصوف ومتى تقرن هيبة السبع الشداد بحانوت الحداد أو تنظر أحكام الاعتكاف بدكان الإسكاف أو يتعلم طبع الشغال بحانوت البقال والظن الغالب وقد تلتبس المطالب أنكم أمرتموها لما أصدرتموها بأعمال التشوف عن مقاصدي في أغراض التففل والتسوف فطردت بحكم الإبدال غابته عما يلزم من الجدال وسمعت السين صادا ولم تلف لإشراك المطلب مضادا ولا لزرع الوصية حصادا والله يجعل المحب عند ظن من نظر بمرآته أو وصف ببعض صفاته وهي تذلق عن صفاته فالتصوف أشرف وظلاله أورف من أن يناله كلف بباطل أو مغرور بسراب ماطل لا ير باب هاطل ومفتون بحال حال أو عاطل ومن قال ولم يتصف بمقاله فعقله لم يرم عن عقاله وخيال أثقاله مانعة له عن انتقاله وعلى ذلك وبعد تقرير هذه المسالك فقد غمرت يداها كي لا تعود بها صفرا بعد إعمال السفر أو ترى أنها قد طولبت بذنب الغلط المغتفر وأصبحت المراجعة بمجلس وعظ فتحت به باب الفرح إلى إنكار الإمام أبي الفرح وفن الوعظ لما سأل الأخ هو الصديق المسعد والمبرق قبل غمامة رحمته والمرعد ولله در القائل لست به ولم تبعد والاعتراض بعد لازم لكن الإسعاف لقصده لازم وعامله عند الاعتلال بالعذر جازم وإعضاؤه ملتمس وفضله لا يخبو منه قبس وعذرا أيها الفاضل وبعد الاعتذار عن القلم المهذار وإغفال الجدار اقرأ عليه من طيب السلام ما يخجل أزهار الكمام عقب الغمام ورحمة الله من ممليه على الكاتب ولعلها تغتر من عتب العائب فلان فإني كتبت والليل دامس وبحر الظلام طامس وعادة الكسل طبع خامس والنابح بشكوى البرد هامس والذبال النادم خافت لا يهتدي إليه الفراش

المتهافت يقوم ويقعد ويفيق ثم يرعد ويزخر ثم يخمد ويتحرك ويحمد وربما صار ورقة آس ومبضع راس وربما أشبه العاشق في البوح بما يخفيه وظهوره من فيه فتمليه الآمال وتلويه وتميته النواسم الهبابة بعد ما تحييه والمطر قد تعذر منه الوطر وشرفه الخطر وفعل في البيوت المتداعية مالا يفعله الترك والتطر والنشاط قد طوى منه البساط والجوارح بالكلال تعتذر ووظائف الغد تنتظر والفكر في الأمور السلطانية جائل وهي بحر هائل ومثلى مفتوح منه باليسير ومعذور في قصر الباع وضعف المسير والسلام
ومن ذلك في مراجعة عن نفسي للسلطان بتونس أبي إسحق ابن السلطان أبي يحيى أعزه الله المقام الإمامي الإبراهيمي المولوى المستنصري الحفصي الذي كرم فرعا وأصلا وشرف جنسا وفصلا وتملأ في ظل رعاية المجد من لدن المهد كرما وخصلا وصرفت متجردة الأقلام إلى مثابة خلافته المنصورة الأعلام وجوه عمادة الكلام فاتخذوا من مقام إبراهيم مصلى مقام مولى أمر المسلمين الخليفة الإمام أبي يحيى أبي بكر ابن الخلفاء الراشدين أبقاه الله تهوى إليه الأفئدة كلما انتشت بذكره وتتنافس الألسنة في إحراز غاية حمده وشكره وتتكفل الأقدار بإنفاذ نهيه وأمره ونغري عوامل عوامله بحذف زيد عدوه وعمروه ويتبرع أسمر الليل وأبيض النهار ربا بإعمال بيضه وسمره ولا زال

حسامه الماضي يفنى يومه عن شهره والروض يحييه بمباسم زهره ويرفع إليه رفع الحمد ببنان قضبه الناشئة من معصم نهره وولى الدنيا والآخرة يمتعه بهما بعد الإعانة على سهره يقبل بساطه المعود الاستلام بصفحات الخدود الرافع عماده ظل العدل الممدود عند مقامه المحمود ووارد غمر إنعامه غير المنزور ولا المثمود المثنى على مننه العميمة ومنحه الجسيمة ثناء الروض المجود على العهود فلان من باب المولى موجب حقه المتأكد الفروض الثابت العقود الممتد منه بالود الجامع الرسوم والحدود والفضل المتوارث عن الآباء والجدود يسلم على مثابتها سلام مثلى على مثلها إن وجد المثل في الثاني ويعوذ كما لها بالسبع المثاني ويدعو الله لسلطانها بتشييد المباني وتيسير الأماني وينهى إلى علوم تلك الخلاصة الفاروقية المقدسة بمناسب التوحيد المستولية من مدارك الآمال على الأمد البعيد أن مخاطبتها المولوية تأدت إلى المملوك فارعة للعلا من عفرة الحلل والحلا ذهبية المجتلا تفيد العز المكين والدنيا والدين وترعى في الأنباء البنين على مر السنين ( صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ) قد حملت من مدرجها الكريم ما أخفى للملوك من قرة عين ودرة زين جنين الشرف الوضاح ومستوجب الحق على مثله من الخلق بالنسب الصراح والغرر الأوضاح والأرج الفواح فاقتنى دره النفيس ووجد للدوح من جانب الخلافة التنفيس وقواه لما قراه التعظيم والتقديس وقال ( يا أيها الملأ إني ألقى إلى كتاب كريم ) وإن لم يكن بلقيس أعلى الله تلك اليد مطوقة الأيادي ومحجلة الغمام والغوادي وأبقاها عامرة النوادي غالبة الأعادي وجعل سيفها السفاح ورأيها الرشيق وعلمها الهادي ووصل ما ألطف به من أشتات بر بلغت وموارد فضل سوغت منها الإلهية ما سوغت أمدتها سعادة المولى

بمدد لم يضر معه البحر الهائل ولا العدو الغائل وأقام أودها عند الشدائد للفلك المسائل لا بل الملك الذي له إلى الله الوسائل وحسب الجفن رسالتكم الكريمة لحظا بصار وأكرم وعوذة فتعوذ بها وتحرم وتولى المملوك تنفيق عروضها بانشراح صدره وعلى قدره فوقعت الموقع الذي لم يقعه سواها فأما الخيل فأكرم مثواها وجعلت جنات الصون مأواها ولو كسيت الربيع الزهر حللا وأوردت في نهر المجرة علا ونهلا وقلدت النجوم العواتم حلا ومسحت أعطافها بمنديل النسيم وألحفت بأردية الصباح الوسيم وافترشت لمرابطها الحشايا وأقضمت حبات القلوب بالعصايا لكان بعض ما يجب لحقها الذي لا يجحد فضله ولا يحتجب وما عداها من الرقيق والفتيان رعاة ذلك الفريق يكتنفه الاستحسان ولطنب الاعتقاد وإن قصر اللسان تولى الله تلك الخلافة بالشكر الذي يحسب العطا والحفظ الذي يسبل الغطا والصنع الذي ييسر من مطى الآمال الامتطا وأما ما يختص بالمملوك فقد خصه بقبوله تبركا بتلك المقاصد التي سددها الدين وعددها الفضل المبين وأنشد الخلافة التي راق من مجدها الجبين
قلدتني بفوائد أخرجتها من
بحر جودك وهو ملتطم البثج
ورعيت نسبتها فإن سبيكة
مما يلائم لونها قطع السبج
والمملوك بهذا الباب النصري أعزه الله ما أنسى الأجل على قدم خدمه وقائم بشكر منة لكم ونعمه وحاضر في جملة الأولياء بدعائه وحبه ويتوسل في بقاء أيامكم ونصر أعلامكم إلى ربه وإن بعد بجسمه فلم يبعد بقلبه والسلام الكريم الطيب البر العميم يخصها دائما متصلا ورحمة الله وبركاته


ومن ذلك ما خاطبت به أبا عبد الله بن عمر التونسي سيدي الذي عهده لا ينسى وذكره يصبح في ترديده ( بالجميل ) ويمسي أبقاكم الله تجلوه من السعادة شمسا وتصرفون في طاعته لسانا فردا وبنانا خمسا وصلني كتابكم الأشعث الأغبر ومقتضبكم الذي أضفاثه لا تعتبر شاهدة بعدم الاعتنا أوضاعه معدوما إمتاعه قصيرا في التعريف بالحال المتشوف إليها باعه متضمنا الإحالة على حلى من معناها غير متلبس بموحدها ولا مثناها سألته كما يسأل المريض عما عند الطبيب ويحرص الحبيب على تعرف أحوال الحبيب يذكر أنه لم يتحمل غير تلك السحاة المفنية في الاختصار المجمعة بخطى الإسماع والإبصار فهممت بالعتب على البخل بالكتب ثم عذرت سيدي بما يعتذر به مثله من شواغل تطرق وخواطر تومض وتبرق وإذا كان آمنا سربه مهنأ شربه فهو الأمل ونقيع هذا المجمل وإن كان التفسير هو الأكمل وما تم ما يعمل ووده في كل حال وده والله بالتوفيق يمده والسلام
ومن ذلك ما خاطبت به الشيخ الفقيه الخطيب أبا عبد الله بن مرزوق وقد بلغني إيابه من زيارة الصلحاء بريف باريس ضجرا لحمل الدولة متراوغا عنها سيدي أبقاك الله تعرج على البقع المزورة ركاب الجلالة وتورث مراقى المقابر لا عن كلالة وتتبجج في صميم العمل الصالح بين السلف والسلالة

كانت لي آمال أرى لقاك أجلها وعمدة الاشتهار الأيام وأدرجتها وعفا رسمها لما نسجتها والدنيا حلوب خلوب ومغالب القدر مغلوب وبيد الله أفئدة وقلوب وإن ساءت ظنون فثم الكاف والنون ومؤلف الضب والنون وما الدهر إلا منجنون أرضانا الله بمصارف القدر وعوضنا منه بالحظ المبتدر وفرغنا للورد البعيد والصدر فأنا اليوم لا آمل إلا لقاءك الذي هو الحظ وإن فتك الزمن الفظ وللنصير لما ساء المصير والكهف لما عظم اللهف وكيف لا ورعبك استخرج من الركية وسمع على البعد صوت الشكية وجودك أعطا وأمطا وجادك فرش وغطا فإن ذوت أغصان الصنائع فلقح جحود وأصبحت الأيام البيض من الغمد في لحود وأغصان صنائعك قبلنا قد زهت بحبها وأبها وحيتها نواسم القبول من مهبها وأياديك لدى أحياء عند ربها نسأله جلت قدرته القديمة ووسعت كل شيء رحمته التي همت منها الديمة أن يجعك جاهل في الشمول جنس الأجناس وربعك ميدان جياد السرور والإيناس ويعصمك يا محمد الحمد من الناس ويجعل سعيك مشكورا وفخرك مذكورا وقصدك مأجورا وبابك لا غفلا ولا مهجورا ومقامك حجا عن النوائب محجورا وإني لما طرق النبأ بوجهتك في سبيل البر والفضائل الغر وتجدد عهدك بزيادة أولى الفضائل الباهرة الآية والمشايخ أشباه سلفك في تعدد الولاية قلت هذا حنين لفصيله وجذب عن أسباب اصليه وتحويم على شريعة ومقدمة أبوة سريعة مهلا مهلا فلم يدع العلم جهلا وأهلا بمقامك الذي

أقامك الله فيه وسهلا ولو زرت طيفورا أو سهلا كف الأكف العادية وبث المراشد الرايحة والغادية وخلافة الهداية الهادية وهو معكم أينما كنتم حجة بادية ومن واقع فليدع ناديه ولله در رابعة وقد شغلت بالحي عن الميت وبالمشكاة عن الزيت فقالت الناس يطوفون بالبيت وإن شوق ارتياض ومران وكاد يلفي بمعطن التجريد خوان فليس يحمد قبل النضح بحران وعلم السياسة قلب وود إخوان الخوان بارقة خلب وفرع دوحتك الذي في هضبة المنبر الإمامي قد غرسته وديوان النشأة الطاهرة قد درسته تعاهده بالكفالة حتى يشبح ويرقب دوحه وينتسج ولا توحش منابعه المباركة بأغباب شمسك ومتعه وأخويك بنعيم ملكك إذا لا قدمة لنفسك على رد أمسك وإذا ذكر القدر فأمسك وهوى مماليك سيدي أن لا يقع تعويض ولا يعدم للمدبر الحكيم تسليم وتفويض فالذي دبره في الأحشاء وحكم في صورته الحسنة يد الإنشاء حيث لا سبب يعمل ولا فكر فيما يلقى ولا فيما يعمل ولا حيلة بحكم القوة العاجزة واللسان الأبكم هو الكفيل لك بحفظ المنصب وصون الجناب المخصب حتى نستوفي عمر النهاية حلس وسادك فائزا بنعيم الدار على رغم حسادك وتطرب إذا قرعت المنابر المفضلة عصيات حفدتك وأولادك تحت كفالتك وإرفادك وسيدي شيخ زاوية الخلافة فلا أقفر منه محرابها ولا أغفلت من غرر صنائعه البيض عرابها ولا استوحش من حسام رأيه السديد قرابها وعندما ورد البشير برجوع نفرك الأعظم إلى بيت شرفه واستحثاث بريد الخلافة ركاب منصرفه قلت اللهم اكتب خطاه وأجره واربح في معاملة أوليائك تجره وغبطه بعد بالمقام في المقام الذي فيه أفمته وأرغمت

الباطل ووقمته وهنه الإياب الذي أزحت به الارتياب والقبول الذي كفيت به آمالنا الأفول والسلام
ومن ذلك مما خاطبت به أحد الجلة بما نصه أبقى الله أيام المجلس العلمي العملي يانعة بالفضل أدواحه مؤيدة بروح الله أرواحه ولا زال نور علمه مشرقا صباحه ونسيم ثنائه شهرا غدوه وشهرا رواحه بما أثنى على شمائله التي لو كانت الشمائل أفكارا لكانت حجازا أو كانت ألفاظا لكانت حقيقة لا مجازا أكانت مواعيد لكانت إنجازا أو كانت آيات لكانت إعجازا أو أكافى ء بعض فضائله التي لو كانت غيثا ما خص بلدا أو شفقة ما أثرت أهلا ولا ولدا أو قوة نفسانية لشعرت النفوس بما تكسب غدا أو أراجع بيانه الذي إمداده فلكي وإلهامه ملكي إلا لو أني استعرت لمحة من بلاغته التي بحق ما كانت لها المنابر موضوعة والخواطر في بيوت أذن الله أن ترفع مجموعة والمبادرة إلى التماس بركتها مشروعة والأكف في أعقابها للاستسقاء بسحابها مرفوعة فلعمري لقد كنت أوفى حقا وأشيم من أفق الرضا عن نفسي برقا لكن حسبي نية أبلغ من العمل وعزم مول وجهه شطر بلوغ هذا الأمل ولم تزل ترد من لدن المجلس العلمي نواسم قدس وتحييني من تلقائه مباسم أنس حظرت على بلوغ الخواطر فعاشت وتجلت لجبال الوجود فتلاشت وطش وبلها بساحات العقول فطاشت ومن لخطاب المجلس العالي بمواد تليق بصوره أو لبات تحمل بذوره أو وجوه يرضاها الحق لغرره أو افهام تقبض أيديها قبضة من أثره فلولا أن العدل من شيمه والمجد من خيمه والفضل من ديمه ما كان من حقي أن ألوذ بغير

القصور ومن لي بمساورة الأسد الهصور ومقابلة العلم المنصور على أني أقف على شكر المجلس لسانا لو ملكت غيره لوقفته وأنفق على حمده بيانا لو ظفرت يدي بأعلى منه لأنفقته وأنفق في الثنا عليه سببا لولا اعتمادى يعلى إغصائه ما لفقته وإذا كان العذر لا يلتبس طريقه ظهر بالقبول فريقه وساغ للخجل ريقه وليعلم سيدي أن مشرفته وجهها إلى الأمير أبي الحسن أثيره صحبة هدية تشتمل على فذلكة الطيب وفلذات العود الرطيب فعجبت من انتماء ذلك الأرج حسا ومعنى إلى دارينه وتذكرت قولهم عن المرء لا تسل وسل عن قرينه وقد كان عندي أثيرا فهو اليوم لوصاتكم فلك أثير ومحترما وإن رعيه اليوم لكثير فمن أدى عني بعض بركم فكأنما حمل عني فرضا وأحسن قرضا وعرض على الآمال عرضا وقال خذ حتى ترضى وسيدي يسمح فيما حمل عليه الإدلال من جوابه ويجعل إغضاء مثابته حسبما يلتمس من ثوابه فلا يخفى عن عين فضله ما منيت به من شغل متشغب ومرام للخدمة متصعب بحيث يشغلني عن شأني ويضايق في خطرة الذكر نامور جناني فلولا أني اختلست هذه النفثة في كفه ونسجت لمصليها موقعا في صفه لما وجدت إلى بعثها سبيلا ولا ألفيت لأملي الضاحي في كنف المراجعة مقيلا والله تعالى يضفي للمجلس العلمي موارد عرفانه ويحفظ منه على هذا الوجود إنسان عينه وعين إنسانه والسلام
ومن ذلك ماخاطبت به الوزير المتغلب على الدولة بالمغرب فراجعني صاحب العلامة فكتبت إليه أبقى الله سيدي للعشى والنوابغ والحكم البوالغ والنعم السوابغ ولا زال

ينوب عن أنس العز فيحسن المناب ويحمى خوزة المجد فيصون الجناب وثبت له الضرائر النابتة فيرفع بالعذر ما ناب ولا زالت منابر بلاغته للكرامات العمرية مظهرا ومناسك مبراته لحاج الحمد والشكر حجا ومعتمرا ولا برحت أقلامه تأسو الكلام وتنصر الأخ كان الظالم على تأويله أو الظلوم وتنشر العلوم والحلوم وفقت من المراجعة الوزارية بخط اليد البيضاء المستمدة من جيب الحلم والإغضاء المقلمة الظفر مع المضاء الصادعة بحجة سر الاختيار والارتضاء في غيب القضاء ساكبة غمام الرحمات على الرمضاء فقلت اللهم بارك لذي الخلق الحسن فيما وهبت وأمتعهم منها بما قضيت وما كتبت فنعمت الحضة الصادر بها منشور أمرك لزيدك وعمرك صفة أنبيائك و أجياد عقود ثنائك وإمارات اختصاصك في عالم الغيب واعتنائك ما الذي اشتمل عليه ذلك المكتوب والعلم الموهوب من أسرار وخلق أبرار وأحلا غطى على أمرار وتنبيه بحكم انجرار واعتدال دار فلكه على قطب دار قرار فلله تلك الذات العمرية ما ألطف شمائلها وأورف خصائلها لعمري إن السعد لمتوليها ومظهر ثأرها بفضل الله ومعليها زادها الله من فضله أضعافا ولا قطع عنها إسعادا وإسعافا وجعل سنان نصرها رعافا وقوى ضدها موتا زعافا وشيمة مجدها عدلا وإنصافا وتخلقا بالجميل واتصافا غير أن النفس كالصبى والغلام الغبي إذا تسومح في زجره وأدبه جرى من التمادي على مذهبه فشرهها كثير ولجاجها لنكير الحق مثير جعلنا الله ممن شد خطامها وأحكم عن رضاع ثدي العوائد فطامها طمحت للمراجعة في عنان الهور ومشت قطوفا بين مهاوي العور فقلت وبماذا يجيب من انقطع وكيف بلبل الشك والحق قد سطع إذ كان خيالك لليلى الأخيلية فقد قطع حجاج الحجة لسانه بأن أفاض عليه إحسانه وإن كان

جفاؤك اختيارا فقد أظهر معاوية الحلم شأنه وما عابه ذلك ما كان أبو سفيان يبغي منها ولا شأنه وراءك قبح الله افتراءك أنا علمت أن الطماح من سيء الأخلاق وأن كثرة المجاوية مفتاح الطلاق هبك صمت وقلت وجبت وجلت وجزيت وبلت ما الفائدة وبعض الصديق كالأصبع الزائدة ولما أعيتني مداراتها عاقبتها على بعض الفصول وركضتها خطوات على سبيل الفضول وسامحتها في الجواب عن فصلين إقناعا لطماعها واستدفاعا لجماحها لا والله بل لجماجها أحدها إنكار توهم الورع وزوره المخترع فيما يختص بجهة المجيب والكاتب والمعتب أبقاه الله والعاتب وحسبك من مراجعة نكير في وجه الورع بزخرفها المخترع هذا والورع من المقامات السنية والنازل التي يسري بها السالك إلى رب هذه البلية المسألة الأولى العزم على التجافي عن أنعام الوزير ورفده الغزير إذا حط بباب الرحل وارتبط الفحل وحفظ الأزل والمحل فأنا أستقبل من تلك الخطة الصعبة مشهدا وأمر عن تلك الخطة مجتهدا وأنسب تلك الحال الغالية بين بيوى الفئة المطالبة ولله در القائل
دعوت عليك لما عيل صبري
وقلبي قائل يا رب لالا
والثاني الإنحاء على رفد بني زيان بكونه حراما ومغرما يجر غراما ويورد ضراما والاستعادة من إرفاد يتحمل المشبه أو مصارفة تقبل الشبة ونحن في هذا القطر نأكل البقل ولا نسل عن المبقلة ونتحمل النقل ولا ننظر من نقله وللضرائر في الشرع أحكام تبيح غير الدكى ومقاصد لا تخفى على الدكى وهذا العذر مما ظهر انحلال أوأخيه فإن ضاق عنا طيفور الحلال رضينا بأخيه والحرام إذا تحيز وتعين فمصرفه في الجهاد والصدقة على ما تبين وهذه حجة يشفق منها الخصم على خصمه ويسامحه إقامة لرسمه وبالجملة فنحن بهذا اليد إلى من بيده النوال الغمر وله الخلق والأمر أن

يعيد الأحوال إلى معتادها أمنا وصلاحا وشفاء للصدور بتمهيد الإسلام وانشراحا وقد رضيناه بالأعذار نمتك عظامها والآمال نلمس أوضامها والإعانة نشكر حلالها وحرامها ولولا الأدب لقمنا ولم نبل بالإصابة من غيرة الإصابة اللهم أن تهلك هذه العصابة حال الجريض دون القريض وضاق الوقت عن التعريض عدو مجاور وتنين مساور ومادة ناصبة وتفوس يقرعها الحق فترتد مغاضبة وسائر الفصول أبقى الله سيدي بين عموم وخصوص ومخرج ومنصوص قد وسعه التسليم وسمع الشكر عليه السميع العليم والمسؤول من سيدي أن يجيل اللسان الرطب في شكر تلك الوزارة نائبا عن صنيعة خلالها ولسان ثنائها ومستدعى فضل الله لها ولأبنائها بما أحسن بيانه المناب عن فصول اعتنائها فهو الملي بمثل هذا المطلب العزيز وجائز الوقت في التبريز بمثل هذا الإبريز ومما يجب عليه التنبيه ويطرب به المحل الوزارى النبيه إذ كان المملوك قد استقرض للجبل رفد طعام فاستعمل النظر فيه وخد نعام من الحيوان الغريب الصور الهضوم الزور رزاة الحمير وصواعق المطامير وهضمة الحديد وبلعة المسامير كما شككت أن لفظ الطعام طرقه التصحيف أو التحريف فتنكر من مقصود التعريف وكثيرا ما بليت به الطا وأبلى ظهرها ذلك الأمطاء قال الشاعر
هن المطايا عوضت من طابها
يوم النوى نونا لكل عميد
فإن كان الجزاء مقصودا سلمنا وإن كان غير ذلك فقد نبهنا وتكلمنا وعرفنا وأعلمنا ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن نستغفر الله ما ثم إلا نعم ونعام وخيل وإنعام ونصر إن شاء الله وطعام وإن مطل شهر وعام ووزارة وسع منها الكنف وارتفع الحيف تؤخذ الديون على وعدها وتهدد الخطوب بسعدها والصبر ضمين الظفر ولا ييأس من روح الله إلا من

كفر والله عز وجل يبقيه علما ساميا وغماما للفضل هاميا ويجعل سعده ناميا وحده من ثعر المحمد في سبيل المجد والخير دائما والسلام
ومن ذلك ما خاطبت به قاضي القضاة بمصر حسبما يظهر من الغرض أبقى الله أيام المجلس العلمي القاضوي السيادي وجانبه بالتعظيم معتمد وفسحة سعده ليس لها حد ولا أمد وساحة سروره لا يعين عليها كمد ومورد فضله غمر لا ثمد ولا زال عين الإسلام التي لا يشوبها مرض ولا يصيبها رمد ودام فسطاط الإسلام ثقله من عناية الله على عمد ما الذي يفاتح به المملوك مجلس قاضي القضاة وهو الأوج والمثابة التي يتزاحم في استلامها الفوج والبحر الذي أبحاثه هي الموج والديوان الذي عجز عن حصر أسباب مجده الفرد والزوج تالله لو أمد لساني طبع الفاضل البيساني بل المدد الحساني لا بل العقل الإنساني لتوقعت خمول شاني وأنفت لدسته العربي من لغط حبشاني وخشيت لهول الهيبة أن يغشاني فلج مقداره وإن رغم الشاني لا يتعاطاه مثل هذا الشاني فكيف مع القصور والأمد المحصور بمساورة الأسد الهصور وموافقة العلم المنصور وأنى للمغربي بعنصر النور ومن يسبح بعد فور التنور لكن فضل المجلس العالي للمقصرين شفيع وإن اتضع قدر المنشور على خطابه فعلمه رفيع والمتطفل قل أن يخيبه في باب مثله صنيع والمستفيد بحرمه قد كنفه جناب وسيع والموارد يقتحمها العير والجواد والمسارح الكريمة يقصدها الرواد والكعبة يعج إليها من البلاد السواد فلو تنخل المستأهل من غيره أو عومل

السائل على مقدار سيره وبركته وخيره لكان المطرود أكثر ممن يصلح له الورود ونقع غلته البرود لكن الرحمة تشمل والضعيف لا يهمل والإغضاء أجمل وإن المملوك ما زال يتلقى من محامد المجلس العلمي نوافج طيب ونوافح روض رطيب وملامح بشر تذهب بما للزمن من تقطيب ونقمات مطيل في النعيم مطيب وتعشق النفوس ليس بمقصور على مشاهدة طرف ولا مباشرة حسن ولا ظرف أو شم عرف والعدل يمنع أن تقابل هذه الحجة بصرف أو يعبد الله في إنكارها على حزف فمن المشهور والذائع بين الجمهور
يا قوم عيني لبعض الحي عاشقة
والأذن تعشق قبل العين أحيانا
وقوله وعشق الفتى بالسمع مرتبة أخرى وليس في هذه الدعوى عناد ولها استناد إلى قوله الأرواح أجناد فلو تركني الدهر وما أسر من التشيع لمثابته للبيت داعي شوقي بإجابته وإن تجاسرت على خرق حجاب مهابته شأن المحبين كلما خانهم الصبر ولم يتل مواجد كلومهم السبر لكنه سد المسالك فاستنبنا المالك وأساء الماكد فاستعدينا عليه المالك وبعثت سبحاتي هذه متوسلة بوسيلة الحب الصريح عادلة عن التعريض إلى التصريح والبوح المريح تلطفه في المثول بباب إيوانه والاستشراف على شعب بوانه متعلقة بأردان أصغر أعوانه فأرجو أن تبلغ النية هديها إلى محله وتفديها سعادة الجد على محله والمرغوب من تلك المثابة التي تعشو إلى نورها العيون وتقضى من صدقات طولها الديون أن تحسب هذا المحب المادح ممن سعد بحبه وصدق منه التوسل في لقائه إلى

ربه وأن ينتظم في ذوي ولايه وشيعة علايه فإن قضي اللقاء حصل الكمال واستوفيت الآمال وتضافرت النيات والأعمال وارتفع عن سوء القصد الإهمال وإن كان غير ذلك نفعت النية وللذين يؤمنون بالغيب المزية ولما تحققت من مكارم السيد العماد قاضي القضاة أبقاه الله أن يلتمس ما في يديه أحظى المتوسلين إليه افتتحت تعريضي بسؤاله ومددت يدي إلى نواله ورغبت منه أن يسم مغفلا ويفتح إلى العناية بابا مقفلا ويأذن في الرواية عن مقامه المخدوم بين الوفادة على محله والقدوم وإيجاد الشرف المعدوم لصرحا ملكته ونسبا عبوديته وكغلاء ظلاله ونبهاء مباسم خلاله أولاد موجب حقه المحتوم ومعظم مقامه المعلوم وهم فلان وفلان مطوفا نعمته لإسعاف من يعرف قدرها العلي في الأقدار ويرقى الأهلة بإمدادها إلى مراتب الأبدار وهو الكفيل بإجابة السائل وإحساب العامل ولله در القائل
ولم يممتهم في الحشر تجدد
لا عطوك الذي صلوا وصاموا
والمملوك يطالع العلوم الشريفة بين جلال تنبض وهيبة أسودها تربض وإدلال عروقه تنبض أنه وجه إلى تلك المحال الشريفة بهرجا زائفا ومترقبا خائفا مما صدر عن طبع قاصر ووطن دار بنطاقه للعدو حاصر وليس إلا الله ناصر فإن أحظاه الجد بالمثول بناديه وضفت على طارقه الضاحي ظلال أياديه والمسئول من شفقته الإغضا عن معترف والتجاوز عن خطل زمن خرف ويشكر الله الذي كمله إذا وقف على النقص وتأمله ويخفض الجناح لمن أمله ويعامل بالشفقة من أم له ومن له بالوصول إلى مجلس الملك وإلى الله تجلته كما أعز بنظره ملته إنما هو فرض يفرض وآمال على النفس تعرض ونسل الله لمثابة المجلس العالي بقا يمتع المسلمين بمواهب العدل المشهور والدين تجلت شمسه في مظاهر الظهور والعلم الذي يجلو غياهب

الديجور والمتكفل من الله بإنماء الأجور والسلام الكريم الطيب العميم يعتمد سيدي عودا على بدء ورحمة الله وبركاته من خاطب شرف وداده وملتمس مواهب الله في إعانته وسداده فلان
ومن ذلك في هذا الغرض مما خاطبت به أحد الفضلاء بما نصه وهو أبو زكريا يحيى بن عبد الله بن ولى الله يعقوب البادسي رحمه الله
حفيد ولى الله ذي الرتبة العليا
ومن نال في الأخرى السمو وفي الدنيا
أعدت لي الأيام سهلا ومرحبا
وأحييت أنسي بعد ما مات يا يحيا
وما كنت إلا ظاميا لك ضاحيا
فأنشأت لي ظلا وأعذبت لي سقيا
وسوغت لي الفضل الذي أنت أهله
ولم تبق في التسويغ شرطا ولا ثنيا
إذا ما أجلت الفكر في فضلك الذي
يسلم فيه للبيان إذا أعيا
أقول سقى باديس منسجم الحيا
وأوسع رعى الله أرجاءها رعيا
وحاكت لها كف السحائب حلة
ترى مذهب النوار في جيدها حليا
لمغنى أبي يعقوب رهن ضريحه
يحق لأجل الله أن نعمل السعيا
غياث من استعدى ونور من اهتدى
وملجأ من أذته داهية دهيا
جعلتك يا يحيى إليه وسيلة عليها
اعتماد في الممات وفي المحيا
ما كنت أيها الوارث والحسام الفارث أظن الدهر يبقى موضع صلح ولا الليالي تسمح بصبح ولا الزمن يرجع عن تفويق سهم واشراع رمح