كتاب : آداب الصحبة
المؤلف : أبي عبد الرحمن السلمي
مقدمة المنصف
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
الحمد لله الذي أكرم خواص عباده بالألفة في الدين ووفقهم لأكرم عباده المخلصين ورزقهم الشفقة على المؤمنين وزينهم بالأخلاق الكريمة والشيم المرضية مقتدين في أفعالهم وأخلاقهم وصحبتهم وعشيرتهم بسيد المرسلين ومتأدبين في آدابهم بخاتم النبيين صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث تأدب هو بأدب الله عز و جل وتمسك بلطائف أمره وأثنى عليه وفقال وإنك لعلى خلق عظيم بما ندبه إليه من الأخلاق الكريمة والأنحاء المرضية بقوله فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله
ومن ما وصفه به سبحانه من حسن العشرة وكريم الصحبة أن قال ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك
1 - وسئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت كان خلقه القرآن قال الله تعالى
خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين
فالحمد لله الذي أهلهم أهل لهذه الرتبة السنية وأكرمهم بهذه الأخلاق
المرضية وهداهم إلى آداب صحبة الأخوان والأكابر والأولياء وعراهم من
الأدناس والأخلاق الدنية وأخبر نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه الذي
هداهم لهذه الآداب بقوله تعالى لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين
قلوبهم ولكن الله ألف بينهم
فالألفة أوجبت الأخوة والأخوة أوجبت حسن العشرة وكريم الصحبة
والله يوفق لذلك من يشاء من عباده ويعينهم على ذلك بفظله وسعة رحمته إنه
وليه والقادر عليه
وصلى الله على نبيه سيدنا المصطفى وآله وأصحابه وأزواجه وسلم تسليما كثيرا
واعلم أن آدب الصحبة وحسن العشرة على وجوه ولكل قوم في ذلك وجوه من آداب
الصحبة وحسن العشرة
وعلى المؤمن أن يحفظ لكل مسلم حق أخوته وحسن صحبته وعشرته وأنا مبين في
هذه المسألة ما يستدل به القائل على ما وراءه من حرمات المؤمنين وتعظيم
حقوق المسلمين وأخلاق الأولياء والأبرار والنجباء والأخبار
المسلمون جسد واحد
فمن ذلك أن يعلم أن المسلمين كالجسد الواحد وأن على بعضهم أن يعين البعض على الخيرات ويدفع عنه المكاره
2 - ولذلك حدثنا أبو الحسن على بن بندار الصير في قال
أنا الحسن بن سفيان
قال أنا يزيد بن صالح قال أخبرني خارجة عن زكريا عن عامر عن النعمان بن
بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول مثل المؤمنين
في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر
الأعضاء بالحمى والسهر
3 - وأنا على بن بندار قال أنا الحسن بن
سفيان قال أنا يزيد بن صالح قال أنا بن المبارك قال أنا يزيد بن عبد الله
بن أبي بردة عن جده عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
وعلى آله وسلم يقول المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا
تعارف الأرواح وتناكرها
4 - أنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الرازي قال أنا الحسن بن سفيان قال : أنا محمد بن عبد الله بن عما قال انا المعاني عن عبد الأعلى بن ابي
المساور عن عكرمة عن الحارث بن عميرة عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف
5 - أنا أبو سعيد بن أحمد بن محمد بن رميح
الحافظ قال أنا أحمد بن محمد ابن سعيد الحافظ قال أنا محمد بن بكر بن عبد
الرحمن السمرقندى قال أنا أبى عن إبراهيم بن طهمان عن الأعمش عن شقيق عن
على كرم الله وجهه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن
الأرواح تتلاقى في الهواء فتشام فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها
اختلف
كل إنسان على دين أصحابه
فإذا أراد الله بعبد من عبيده خيرا وفقه لمعاشرة أهل السنة وأهل الستر والصلاح والدين ويرده عن صحبة أهل الهوى والبدع والمخالفين فإنه
6 - روى أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخال يخالل
أنا الشيخ أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه قال أنا محمد
بن المنذر الهروى
قال أنا أبو أمية الطرسوسى والرمادى قال أنا أبو داود الطيالسي قال أنا
زهير محمد عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم وعلى آله المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يتحالل
8 -
أنشدنا محمد بن طاهر الوزيرى قال أنشدنى المطرفى المطر لبعض الشعراء ...
عن المرء لا تسأل وسل عن قربنه ... فكل قرين بالمقارن مقتدى ...
احذر صحبة الجهال
9 - أنا عمر بن أحمد بن شاهين ببغداد قال عبيد الله بن عبد الرحمن قال
أنا زكريا بن يحيى قال أنا الأصمعي قال أنا سليمان بن
بلال عن مجاهد عن
الشعبي قال قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وقد ذكر صحبة رجل فقال ...
لا تصحب أخا الجهل ... وإياك وإياه ...
فكم من جاهل أردى ... حليما حين آخاه ...
... يقاس المرء بالمرء ... إذا ما المرء ماشاه ...
... وللشىء من الشىء ... مقاييس وأشباه ...
... وللقلب من القلب ... دليل حين بلقاه ...
من آداب الصحبة حسن الخلق
فمن آداب العشرة وحسن الخلق مع الأخوان والأقران والأصحاب اقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله و سلم
10 - أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن بن الحارث الكارزي قال أنا على بن عبد العزيز قال أنا أبو نعيم قال أنا داود بن يزيد قال حدثنا الأودى عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال أكثر ما يدخل الجنة التقوى وحسن الخلق
11 - أنا أبو على
حامد بن محمد بن عبد الله الرفا قال أنا موسى بن الحسن قال أنا أبو نعيم
قال أنا سفيان بن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن أبي ذر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم اتق الله حيثما كنت واتبع
السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن
12 - أخبرنا أبو بكر عبد
الرحمن بن أحمد بن سعيد الحافظ المروزي عن زياد بن علاقة عن إسامةبن شريك
قال قلنا يا رسول الله ما خير ما أعطى الإنسان قال حسن الخلق
من آداب الصحبة ستر عيوب الأخوان
ومن آدابها تحسين ما يعاينه من عيوب إخواني فإني
13 - سمعت عبد الله بن محمد المعلم يقول سمعت عبد الله بن محمد بن منازل يقول
المؤن يطلب معاذير إخوانه والمنافق يطلب عثرات إخوانه
14 - سمعت منصور بن عبد الله يقول سمعت أبا على الثقفى يقول سمعت حمدون
القصار يقول إذا زل أخ من إخونكم فاطلبو له سبعين عذرا فإن لم تقبله
قلوبكم فاعملوا أن المعيت أنفسكم حيث ظهر لمسلم سبعون عذرا فلم تقبله
ومن آدابها معاشرة من يثق بدينه وأمانتهفي ظاهره وباطنه يقوله الله تبارك
وتعالى لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله
الآية
والصحبة والمعاشرة على وجوه فالمعاشرة مع الأكابر والمشايخ
بالحرية والخدمة لهم والقيام بأشغالهم والمعاشرة مع الأقران والأوساط
بالنصيحة وبذل الموجود والكون عند الأحكام ما لم يكن إثما
والمعاشرة
مع الأصاغر والمريدين بالإرشاد والتأديب والحمل على ما يوجبه ظاهر العلم
وأدب السنة وأحكام البواطن والهدايا التي تقويمها بحسن الأدب
الصفح عن عثرات الأخوان ونسيانها
ومن آدابها الصفح عن عثرات الإخوان وترك تأنيبهم عليها
قال الله تعالى فاصفح الصفح الجميل
في التفسير أن لا يكون فيه تقريع ولا تأنيب ولا توفيق ولا معاتبة
وقيل أيضا وهو رضا بلا عتاب
15 - سمعت عبد الله بن محمد الرازي يقول سمعت أبا جعفر الصائغ يقول سمعت مردوية الصائغ يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول
الفتوة العفو عن عثرات الإخوان
وكما يجب على العبد السير في طلب علم يتعلمه ليحسن به آداب خدمة سيده كذلك واجب عليه أن يسعى في طلب من يعاشره ليعينه على طاعة مولاه فإن بعض الحكماء قال المؤمن يألف المؤمن يواليه طبعا وسجيه
16 - أنا عمر بن أحمد بن شاهين قال أنا عبيد الله بن عبد الرحمن قال أنا زكريا بن يحيى عن الأصمعي قال قال أعرابي تناس مساوىء الإخوان يدم لك ودهم
لا تعاشر أبناء الدنيا
واجب على المؤمن أن يتجنب عشرة طلاب الدنيا فإنهم يدلونه على طلبها
وجمعها ومنعها وذاك الذي يبعده عن طلب نجاته ويقطعه
عنها ويجتهد في معاشرة أهل الخير ومن يدله على طلب الآخرة وطلب مولاه كذلك
17 - سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول سمعت يوسف بن الحسين يقول قلت
لذى النون وقت مفارقته أوصنى فقال عليك بصحبة من تسلم منه في ظاهر أمرك
ويبعثك على الخير صحبته ويذكرك الله رؤيته
حمدالإخوان من حسن الصحبة
ومن آداب العشرة أن تحمد إخوانك على حسن نياتهم وإن لم يساعدهم العمل
18 - فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال نية المؤمن خير من عمله 19
وقال علي كرم الله وجهه من لم يحمد أخاه على صدق النية لم يحمده على حسن الصنيعة
لا تحسد الإخوان على نعم الله
ومن آدابها أن لا يحسد إخوانه على ما يرى عليهم من آثار نعم الله بل يفرح بذلك ويحمد الله على ما يرى من النعمة عليهم كما يحمده على نفسه قال الله تعالى أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله
20 - وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا تحاسدوا
21 - وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم كاد الحسد أن يغلب القدر
ومن آدابها أن لا يواجه أخا من إخوانه بما يكره وقد
22 - أنا عبيد الله بن عثمان قال أنا جعفر بن محمد بن
نصير قال أنا بن
مسروق قال أنا محمد بن الحسين البرجلاني قال أنا سليمان بن حرب قال أنا
حماد عن سلم العلوى عن أنس أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان لا
يواجه أحدا في وجهه بشيء يكرهه
من آداب الصحبة ملازمة الحياء
ومن آدابها ملازمة الحياءفي كل حال كذلك 23 أنا محمد بن إسحاق أيوب قال أنا محمد بن أيوب الرازي قال أنا علي بن المدينى عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه قال سمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجلا يعظ أخاه في الحياء فقال الحياء من الإيمان
24 - أنا أبو نصر ومحمد بن محمد بن حامد الترمذي قال أنا محمد بن حبان الصنعاني قال حدثنا خالد بن يزيد العمري قال أنا سفيان الثورى عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون [ شعبة ] أفضلها
شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبةمن
الإيمان
25 - أنا عبد الله بن محمد بن كعب الكعبي قال أنا محمد بن غالب بن حرب أنا
أبو الوليد قال أنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير سمع
سعيد بن يزيد أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أوصنى قال
استح الله كما تستحيى رجلا صالحا من قومك
26 - أنا عبد
الله بن محمد الرازي قال أنا حسين بن علي القسرى قال أنا سعيد بن سليمان
الواسطي قال أنا هشيم عن منصور بن زاذان عن الحسن عن أبى بكرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحياء من الإيمان والإيمان في
الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في4 النار
وللمعاشرة ثمن فيجب أن يطالب صاحبه بثمن معاشرته وهو صدق المودة وصفاء
المحبة فإن العشرة لا تتم إلا بهما
بشاشة الوجه ولطف اللسان و من آدابها بشاشة الوجه و لطف اللسان وسعة
القلب وبسيط اليد وكظم الغيظ وإسقاط الكبر وملازمة الحرمة وإظهار الفرح
بما رزق من عشيرته وإخوانه
صفات خير الأصحاب
ومن آدابها ألا يصحب إلا عاقلا وعالما وحليما تقيا وكذلك
27 - سمعت أحمد بن علي بن جعفر يقول سمعت فارسا يقول سمعت يوسف بن حسين يقول سمعت ذا النون يقول ما خلع الله على عبد من عبيده خلعة أحسن من العقل ولا قلده الله قلادة أجمل من العلم ولا زينه بزينة أفضل من الحلم وكمال ذلك التقوى
28 - أنا أبو الفتح يوسف بن عمر الزاهد ببغداد قال أنا الحسين بن محمد المطبقى قال أنا عبد الرحمن بن محمد قال أنا بقية عن أبى يعقوب المدنى عن عبد الله الحسن عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من سعادة المرء أن يكون إخوانه صالحين
ومن آدابها سلامة الصدر للإخوان والأصحاب والنصيحة لهم
وقبول النصيحةمنهم وأصله قوله تعالى إلا من أتى الله بقلب سليم
29 - سمعت محمد بن الحسن البغدادي يقول سمعت أحمد بن محمد بن صالح يقول
أنا محمد بن عبدون قال أنا عبد القدوس بن قاسم قال سمعت سريا السقطي يقول
من أخلاق الأبدال سلامة الصدر والنصيحة للإخوان
من علامات أصدقاء السوء
ومن آدابها أن لا تعد أخاك وعدا ثم تخلفه فإنه من النفاق
30 - قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
علامة النفاق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان
31 - سمعت جعفر بن محمد المراغي يقول سمعت الحسين بن
أحمد بن مصعب يقول
سمعت إبراهيم الجوهري عن عبد العزيز بن أبان قال سمعت الثوري يقول
لا تعد أخاك موعدا فتخلفه فتستبدل المودة بغضا
32 - وأشد أبو نصر المروزى ... يا واعد الوعد الذي أخلفا ... ما الخلف من
سيره أهل الوفا ... ما كان ما أظهرت من ودنا ... إلا سراجا لاح ثم انطفا
...
ومن آدابها صحبة من يستحيى منه ويحتشمه ليزجره ذلك من المخالفات
33 - قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
أحبو الطاعات بمجالسة من يستحيا منه
34 - سمعت على بن عبد الحافظ بغداد يقول سمعت أبا على الصواف يقول سمعت
عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول
ما أوقعنى في بلية إلا صحبة من لا إحتشمه
35 - سمعت جدي إسماعيل بن نجيد رحمه الله يقول عاشر من تحتشمه ولا تعاشر
من لا تحتشمه
احفظ أهل صديقك
ومن آدابها أن يحفظ في عشرته صلاح إخوانه لا مرادهم ويدلهم على رشدهم لا على يحبونه
36 - كذلك سمعت محمد بن أحمد الفراء يقول سمعت أبا الحسن الشراك يقول سمعت عبد الله بن محمد بن منازل يقول سمعت أبا صالح يقول
المؤمن يعاشرك بالمعروف ويدلك على صلاح دينك ودنياك والمنافق يعاشرك بالممداحة ويدلك على ما تشتهيه والمعصوم من فرق بين الحالين
ومن آدابهاأن لا تؤذي مؤمنا ولا تجاهل جاهلا فإنه روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال أن الله تعالى يكره أذى المؤمنين
الناس رجلان
38 - أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبيدة قال أنا محمد بن المنذر الهروى قال أنا أبو عبيد الله حماد بن الحسن الحداق قال أنا أبو داود الطيالسي قال أنا عمرو بن ثابت عن أبيه قال قال الربيع بن خثيم
الناس رجلان مؤمن فلا تؤذه وجاهل فلا تجاهله
أحب لغيرك ما تحب لنفسك
ومن آدابها أن تطلب من إخوانك حسن العشرة حسب ما تعاشرتم به
39 - أنا إبراهيم بن أحمد بن محمد بن رجاء قال أنا الحسن بن سفيان قال أنا هدبة قال أنا همام قال أنا قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
40 - سمعت محمد بن محمد بن نصر يقول سمعت أبا القاسم الحكيم يقول علم صفوة العشرة رضاك بمثله ممن يعاشرك
41 - أنا عمر بن أحمد بن شاهين قال أنا يوسف بن يعقوب قال أنا جدي إسحاق بن بهلول قال أنا أبو الحسن المؤدب قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول اطلب الفضل بالأفعال تملكه فإن الصنيعة إليك كالصنيعة منك
ثلاث يجلبن لك ود إخوانك
ومن جامع آدابها
42 - ما أنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر العدل قال أنا الفضل بن عبد الجبار الباهلى المروزي قال أنا سعيد بن هبيرة قال
أنا حماد بن زيد عن ليث عن مجاهد قال قال عمر بن
الخطاب
ثلاث يصفين لك ود أخيك أن تسلم عليه إذا لقيته وتوسع له في المجلس وتدعوه
بأحب أسمائه إليه
ومن آدابها أن تضع كلام أخيك وأبرزه على أحسن الوجوه ما وجدت لها وجها
حسنا
43 - أنا الشيخ أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه قال أنا محمد بن المنذر
الهروي قال أنا أبو الزنباع روح بن الفرج قال أنا موسى بن ناصح قال أنا
إبراهيم بن أبي طيبة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال كتب إلى بعض
إخواني من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن ضع أمر أخيك
على أحسنه ما لم يظهر منه ما يغلبك
ومن آدابها السؤال عن أسماء الإخوان وعن أسماء آبائهم
وعن منازلهم لئلا تقصر في حقوقهم
44 - كذلك أخبرني عبيد الله بن محمد بن حمدان الزاهد العكبري بها قال
أخبرني إسحاق بن إبراهيم الحلوانى قال أنا أبو داود السجستاني قال أنا
الربيع بن ناف أنا مسلمة بن علي عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
قال رآني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم التفت فقال فقال إلى ما
تلتفت قلت أخ لى أنا في طلبه يا عبد الله إن أحببت رجلا فسأله عن إسمه
واسم أبيه واسم جده وعشيرته ومنزله فإن مرض عدته وإن استعان بك في حاجة
أعنته
ومن آدابها مجانبة الحقد ولروم الصلح والعفو عن الإخوان
45 - أنا أبو الحسن بن عبده قال أنا محمد بن المنذر قال سمعت هلال بن
العلاء يقول جعلت على نفسي أن لا أكافئ أحدا بسوء ولا عقوق وذهب إلى هذه
الأبيات
لما عفوت ولم أحقد على أحد ... أرحت نفسي من هم
العداوات ... إني أحيي عدوى عند رؤيته ... لأدفع الشر عنى بالتحيات ...
وأظهر البشر للإنسان أبغضه ... كأنه قد ملأ قلبي محبات ...
46 -
وأنشدنى أبو عبد الله بن بطة الزاهد بعبكرا قال أنشدنى ابن الأنباري قال
أنشدنى أبى عن عبيد المدائني ... ومن لم يغمض عينه عن صديقه ... وعن بعض
ما فيه يمت وهو عاتب ... ومن يتبع جاهدا كل عثرة ... يجدها ولا يسلم له
الدهر صاحب ...
ومن آدابها ملازمة الأخوة والملازمة عليها ومجانبة الملال
47 - فإنه روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال
أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل
48 - أنا محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ قال أنا أحمد بن عمير
الدمشقي قال أنا إأبراهيم بن سعيد الجوهري قال أنا يونس بن محمد عن أبى
سعيد المؤدب عن محمد بن واسع قال
ليس لملول صديق ولا لحسود غنى والنظر في العواقب تلقيح
للعقول
ومن آدابها الإغضاء عن الصديق في بعض المكاره
49 - أنشدنى أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ قال أنشدنى عبد الحميد
بن عبد الرحمن القاضي ... صبرت على بعض الأذى خوف كله ... ودافعت عن نفسى
بنفسى ففزت ... وجرعتها المكروه حتى تجرعت ... ولو جملة جرعتها لاشمأزت
... فيا رب عز ساق للنفس ذلة ... ويا رب نفس بالتذلل عزت ...
50 -
أنشدنى محمد بن عبد الله الرازي قال أنشدنى ابن مسلم قال أنشدتى ثعلب ...
أغمض عينى عن صديقي متعمدا ... كأنى بما يأتى من الأمر جاهل ... وما بى
جهل غير أن خليقتي ... تطيق احتمال الكره فيما يحاول ...
51 -
أنشدنى محمد بن طاهر الوزيرى قال أنشدنى المطرفى لبعضهم وهو بشار بن برد
الأعمى ... إذا كنت واحدا أوصل أخاك ... فإنه مقارف ذنب واحد ومجانبه
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ... ظمئت وأى الناس
تصفو مشاربه ...
ومن آدابها أن لا تستخف بأحد من الخلق وتعرف محل كل واحد منهم وتكرمه على
قدره
52 - سمعت أحمد بن سعيد المعداني بمرو يقول سمعت أحمد بن علي يحكى عن ابن
المبارك قال
من استخف بالعلماء ذهبت آخرته ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه ومن استخف
بالإخو ذهبت مروءته
ومن آدابها أن لا تقطع صديقا بعد أن صادقته ولا ترده بعد أن قبلته
53 - سمعت محمد بن أحمد بن عنتر بمرو يقول حدثني أبو معشر قال سمعت محمد
بن إسماعيل البخاري يقول قال الخليل بن أحمد
لا تواصلن صديقا إلا بعد تجربة وإذا صادقته فلا تقاطعه فمؤمن بلا صديق خير
من مؤمن كثير الأعداء
45 - سمعت منصور بن عبد الله الهروى يقول سمعت أبا على الثقفى يقول
قال حمدان القصار
أقبلوا على إخوانكم بالإيمان وردوهم بالكفر فإن الله تعالى أوقع ما بين
هذين في مشيئته فقال إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن
يشاء
ومن آدابها أن المؤمن إذا ظفر بأخ أو صديق أن لا يضيعه ويعلم أن الأخوة
والصداقة عزيزة
55 - سمعت محمد بن أحمد بن الحسن القصار يقول سمعت هلال بن العلاء الرقى
يقول كتب فيلسوف إلى من في درجته أن اكتب إلى بشيء ينفعني في عمري فكتب
إليه بسم الله الرحمن الرحيم استوحش من لا إخوان له وفرط من قصر في طلبهم
وأشد تفريطا من وجد واحدا منهم وضيعة بعد وجده إباه ولو وجد أن الكبريت
الأحمر أيسر من وجدان أخ أو صديق موافق وإني لفى طلبهم منذ خمسين سنة فما
ظفرت إلا بنصف أخ وتمرد على وانقلب
واعلم أن الناس ثلاث معارف وأصدقاء وإخوان فالمعارف بين الناس كثير
والأصدقاء عزيزة والأخ قل ما يوجد
ومن آدابها التواضع للإخوان وترك التكبر عليهم
56 - أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد محبوب الدهان قال أنا أبو يحيى
البزار قال أنا أحمد بن حفص قال أنا أبي قال إبراهيم بن طهمان
عن الحجاج بن الحجاج عن قتادة عن يزيد بن عبد الله عن
عياض بن حمار أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
إن الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد
57 - أنا أبو عمر بن مطر وعبد الله الرازي قال حدثنا إبراهيم بن علي قال
أنا يحيى قال أنا أبو معاوية عن العوام بن حوشب عن الحسن عن أنس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أربع لا يصبن إلا بعجب الصمت وهو
أول العبادة والتواضع وذكر الله وقلة الشيء
58 - سمعت محمد بن جعفر الحافظ يقول سمعت إسماعيل الصفار يقول سمعت المبرد
يقول
النعمة التي لا يحسد عليها صاحبها التواضع والبلاء
الذي لا يرحم صاحبه عليه العجب
ومن جوامع أدابها
59
- 59 ما سمعت محمد بن أحمد الملامتي يقول سمعت أبا الحسين الوراق يقول قال
سألت أبا عثمان عن الصحبة فقال
الصحبة مع الله بحسن الأدب ودوام الهيبة والمراقبة والصحبة مع الرسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم بملازمة العلم واتباع السنة والصحبة مع
الأولياء بالاحترام والخدمة والصحبة مع الإخوان بالبشر والانبساط وترك
الإنكار عليهم ما لم يكن خرق شريعة أو هتك حرمة
قال الله تعالى لنبيه خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين الآية
والصحبة مع الجهال بالنظر إليهم بعين الرحمة ورؤية نعمة الله عليك حيث
لم يجعلك مثلهم والدعاء لهم ليعافيهم الله من بلاء
الجهل
ومن آدابها حفظ المودة القديمة والأخوة الثابتة كذلك
60 - روى عن النبي صلى عليه وعلى آله وسلم أنه قال
إن الله تعالى يحب حفظ الود القديم
61 - وإن امرأة دخلت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأدناها
فقيل له في ذلك فقال
إنها كانت تأتينا أيام خديجة وإن حسن العهد من الإيمان
62 - أنا محمد بن عبد الله الشيباني ببغداد قال أنا محمد بن سعيد البرجمي
قال أنا سعيد بن عثمان التنوخي قال أنا محمد بن ثمال الصنعاني قال أنا عبد
المؤمن
عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله
عنها عن النبي صلىالله عليه وعلى آله وسلم بمثل معناه
63 - سمعت أبا بكر بن شاذان يقول سمعت جعفر الخلدي يقول سمعت أبا محمد
المغازلي يقول
من أحب أن تدوم له المودة فليحفظ مودة إخوانه القدماء
64 - أنشدنى عبد الله بن علي الطوسي قال أنشدنى الوجيهى لبعضهم ... ما
ذاقت النفس على شهوة ... ألذ من حب صديق أمين ... من فاته ود أخ صالح ...
فذلك المغبون حق اليقين ...
65 - سمعت محمد بن طاهر الوزيري يقول سمعت أبا غلي البوشنجي يقول قال بعض
الحكماء من السلف
عاشروا الناس معاشرة إن غبتم حنوا إليكم وإن متم بكوا عليكم
ومن آدابها
66 - ما سئل أبو عثمان الحيري كيف يصحب المؤمن على شرط السلامة قال يوسع
على أخيه ماله ولا يطمع في ماله وينصفه ولا يطلب منه الإنصاف ويسكثر قليل
بره ويكون إكرامه أكثر من إكرامه لنفسه
67 - ما سئل أبو عثمان عن من
يعاشر الناس ولا يكرمهم ولا يتكبر عليهم فقال ذلك لقلة رأيه وعقله فإنه
يعادي صديقه ويكرم عدوه فإن إخوانه
في الله أصدقاؤه ونفسه عدوه
68 - قال روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك
69 - أنا علي بن أحمد بن إبراهيم قال أنا محمد بن مخلد قال أنا عبد الله
ابن شبيب قال أنا محمد بن عبد الله البكري قال أنا أبي قال القاسم بن محمد
قد جعل الله تعالى في الصديق البار عوضا عن الرحم المدبر
ومن آدابها معرفة حقوق الفقراء والقيام بحوائجهم وأسبابهم
70 - أنا أبو محمد الدهان قال أنا زكريا بن يحيى البزاز قال أنا محمد
ابن حميد الرازي قال أنا الفضل بن موسى الشيباني عن
الحسين بن واقد عن يحيى بن عقيل عن ابن أبي أوفى قال
كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يأنف شيخة ولا يستكبر أن
يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي حاجته
ومن آدابها ملازمة الأدب مع إخوانهم وحسن معاشرتهم
71 - سمعت الحسين بن يحيى الشافعي يقول سمعت جعفر بن نصير الخلدي يقول
سمعت الجنيد يقول وسئل عن الأدب فقال حسن العشرة و الفرق بين عشرة العلماء
و الجهال ما قاله يحيىبن معاذ الرازي إن العلماء عبدوا الله بقلوبهم
وعبدوا الناس بأبدانهم والجهال عبدوا الله بأنفسهم وعبدوا الناس بقلوبهم
وأبدانهم وألسنتهم
ومن آدابها حفظ أسرار الإخوان
73
- أنا إبراهيم بن علي بن معقل قال أنا أبو الفضل المروزي قال أنا عيسى بن
يونس قال أنا الشيباني قال أنا الحسين بن واقد عن ابن أبي بردة عن أبيه عن
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال
استعينوا على حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود
74 - ولذلك قال بعض الحكماء
قلوب الأحرار قبور الأسرار
75 - وسمعت محمد بن طاهر الوزيري يقول سمعت أبا علي الحكيم يقول سمعت أبي
يقول
أفشى رجل إلى صديق له سرا من أسراره فلما فرغ قال حفظته قال لا بل نسيته
76 - وأنشدنى محمد بن طاهر قال أنشدنى المطرفي لبعضهم ... ليس الكريم الذي
إن زل صاحبه ... بث الذي كان من أسراره علما
إن الكريم الذي تبقى مودته ... ويحفظ السر إن صافا وإن
صرما ...
ومن آدابها المشورة مع الإخوان وقبول ما يشيرون به عليه قال الله تعالى
لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على
الله
77 - أنا محمدبن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله قال أنا محمد
بن المنذر قال أنا إدريس بن يونس قال أنا ابن عبد الملك قال أنا مخلد بن
يزيد عن عباد بن كثير عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس قال لما نزلت هذه
الآية وشاورهم في الأمر قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن
الله ورسوله غنيان عنها ولكن جعلها رحمة لأمتي فمن شاور منهم لم يعدم رشدا
ومن ترك المشورة لم يعدم غبنا
ومن آدابها إبثار الإرفاق على الإخوان قال الله تعالى
ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة
78 - وحكى أنه سعى ببعض الصوفية إلى بعض الخلفاء وقالوا إنهم
يرفضون الشريعة فأخذ منهم طائفة فيهم أبو الحسين النوري
فأمر بضرب أعناقهم
قال فبدر أبو الحسين إلى السياف ليضرب عنقه فقال له السياف مالك بادرت بين
أصحابك فقال أحببت أن أؤثر أصحابي بحياة هذه اللحظة وكان ذلك سبب نجاتهم
في حكاية طويلة
ومن آدابها أن يتخلق بمحاسن الأخلاق ويتميز في الصحبة
79 - سمعت أبا نصر منصور بن عبد الله الأصبهاني يقول سمعت أبا محمد
الجريري يقول
كما الرجل في ثلاث في القربة والصحبة والفطنة أما القربة فدليل النفس وأما
الصحبة ليتخلق بأخلاق الرجال والفطنة للتميز
ومن آدابها قلة مخالفة الإخوان في أسباب الدنيا فإن الدنيا أقل خطر من أن
يخالف فيها أخ من الإخوان
80 - سمعت منصور بن عبد الله يقول سمعت الحسن بن علوية يقول
سمعت يحيى ابن معاذ يقول الدنيا بأجمعها لا تسوى غم
ساعة فكيف بغم طول عمرك فيها وقطع إخوانك بسببها مع قليل نصيبك منها
ومن آدابها أن تصاحب الأحرار على الصفاء والدين دون الرغبة والرهبة والطمع
81 - سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله يقول سمعت الجريرى يقول تعامل القرن
الأول فيما بينهم بالدين زمانا طويلا حتى رق الدين ثم تعامل القرن الثاني
بالوفاء حتى ذهب الوفاء ثم تعامل القرن الثالث بالمروءة حتى ذهبت المروءة
ثم تعامل القرن الرابع بالحياء حتى ذهب الحياء ثم صار الناس يتعاملون
بالرغبة والرهبة
قال أبو عبد الرحمن فكنت أستحسن هذه الحكاية لأبى محمد الجريرى فوجدت
مثلها للشعبي فزادها حسنا
82 - أنا أحمد بن عمر الواعظ قال أنا محمد بن الحسين قال أنا محمد بن
الحارث قال أنا جدي قال أنا الهيثم بن عدي عن مجالد عن الشعبى قال تعامل
الناس بالدين زمانا طويلا حتى ذهب الذين ثم تعاشروا بالمروءة حتى ذهبت
المروءة ثم تعاشروا بالحياء ثم تعاشروا بالرغبة والهبة وأظنه
سيأتي بعد ذلك ما هو شر منه
ومن آدابها ترك المداهنة مع من يعاشر
83 - وسمعت أبا العباس محمد بن الحسن سمعت جعفر بن محمد بن نصير يقول سمعت
الجريرى يقول سمعت سهل بن عبد الله يقول
لا يشم رائحة الصدق عبد داهن نفسه أو داهن غيره
ومن آدابها قلة الخلاف على الإخوان ويتحرى موافقتهم فيما يرون ما لم يكن
مخالف للدين والسنة
84 - سمعت يوسف بن عمر يقول سمعت عثمان بن أحمد الدقاق يقول
سمعت العباس بن الوليد يقول سمعت محمد بن عبد الله يقول
سمعت محمد ابن أبى
زيد يقول سمعت جويرة بن إسماعيل يقول دعوت الله أربعين سنة أن يعصمني من
مخالفة الإخوان
الدفاع عن الإخوان من آداب الصحبة
ومن آدابها القيام بأعذار الإخوان والأصحاب والذب عنهم والانتصار لهم
85 - سمعت أبا الحسن علي بن عمر القزويني يقول سمعت أبا الحسن المالكي يقول قيل للجنيد ما بال أصحابك يأكلون كثيرا
قال لأنهم لا يشربون الخمر فيكون جوعهم أكثر
وقيل له فما بالهم بهم قوة شهوة
قال لأنهم لا يزنون ولا يدخلون تحت محظور
فقيل له فما بالهم لا يطربون إذا سمعوا القرآن
قال ما في القرآن ما يوجب الطرب وكلام الحق نزل بأمر ونهى ووعد ووعيد فهو يقهر
قيل له فما بالهم لا يطربون عند القصائد
قال لأنه مما عملت أيديهم
قيل له فما بالهم لا يطربون عند الرباعيات
قال لأنه كلام العشاق والمجانين
قيل فما بالهم محرومين من الناس
قال أنا لا أقول في هذا شيئا ولكن قال أستاذنا محمد
القصاب حين سئل عن ذلك
فقال لثلاث خلال إحداها أن الله لا يرضى ما لهؤلاء لهؤلاء والثانية لا
يرضى أن يجعل حسناتهم فى صحائف هؤلاء و الثالثة إنهم قوم لا ينوبون إلا
الله فمنعهم عن كل شيء سواه وأفردهم له
ومن آدابها احتمال الأذى وقلة الغضب وبسط الشفقة والرحمة وطيب الكلام وذلك
86 - لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قال له رجل عظنى وأوجز
فقال لا تغضب
87 - وقوله ( ع / م ) من موجبات المغفرة طيب الكلام
البر والصلة من آداب الصحبة
و قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من لا يرحم لا يرحم
ومن آدابها البر والصلة البر بالنفس والصلة باللسان والبر أتم من الصلة وأفضل لذلك خص به الوالدان تعظيما لحقهما النبيل
88 - عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله من أبر قال أمك قلت ثم من قال أمك قلت ثم من قال أمك قالت ثم من قال ثم أبوك ثم الأقرب فالأقرب
ومن آدابها محبته لانبساط إخوانه إليه في النفس والمال فإنه لا يرى بينه وبينهم في ذلك فرقا فإنه
89 - روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان ينبسط في مال
أبى بكر كما ينبسط في ماله ويحكم فيه كما يحكم في ماله
مجانبة التباغض والتحاسد
ومن آدابها مجانبة التباغض والتحاسد
90 - فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن ذلك فقال لاتباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا
أعلم صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن التباغض والتحاسد يسقطان عن درجة الأخوة وأن صحبة الأخوة وكرم الصحبة ما كان منزها عن هذه الخصال المذموة فلا تصح حسن العشرة إلا بصحبة الأخوة
التآلف مع الإخوان
ومن آدابها التآلف مع الإخوان وتعلم أنه قل ما يقع بين الإخوان مخالفة إلا بسبب الدنيا وأصل التآلف هو بغض الدنيا والإعراض عنها فهي التي توقع المخالفة بين الإخوان
91 - وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المؤمن ألف مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف
ومن آداب العشرة مع النسوان
أن تعلم أن الله خلقهن ناقصات العقل والدين فعاشرهن بالمعروف على حسب ما جلبهن الله عليه من نقصان العقل والدين ولا تطالبهن بما لم يجعل الله لهن فإن الله تعالى لنقصان دينهن جعل شهادة امرأتين بشهادة رجل
92 - وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب لعقول الرجال ذوي الألباب منكن الحديث
ولأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال خيركم خيركم لأهله
94 - وقال علي بن أبى طالب كرم الله وجهه
عقل المرأة جمالها وجمال الرجل عقله
95 - وسئل أبو حفص عن هذه الآية وعاشروهن بالمعروف
فقال هو حسن الصحبة مع من ساءك ومن كرهت صحبتها
ومن آداب حسن العشرة مع الخادم هو أن تستعمل فيهم أدب رسول الله صلى الله
عليه وعلى آله وسلم فإنه قال
96 - هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما
تلبسون ولا تكلفوهم مالا يطيقون
97 - وكان آخر كلامه صلى الله عليه وعلى وآله وسلم حين تغرغر صدره وما
يفيض بها لسانه وهو يقول الصلاة وما ملكت أيمانكم
98 - وقال أنس خدمت النبي صلى الله عليه وعلى وآله وسلم عشر سنين فما قال
لشيء فعلته لم فعلته ولا لشيء لم أفعله أن لا فعلته
99 - أنا محمد بن عبد الله الشيباني ببغداد قال أنا النعيمى بن أبى
الرايات قال حدثنا سعيد بن عمرو السكوني قال أنا بقية قال أنا الضحاك بن
حمزة
عن أبى هارون العبدى عن أبى سعيد الخدري قال جاء رجل
إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى وآله وسلم فقال يا رسول الله ما حق جاري
قال تفرشه معروفك وتجنبه أذاك وتجيبه إذا دعاك قال فما حق خادمي علي قال
ذاك شر البرية عليك يوم القيامة
ومن آداب العشرة مع السوقى والتجار
أن لا تخلف وعدك معهم وتعذرهم في إخلافهم مواعيدهم وتعلم أنه لا يمكنهم
الخروج من حقك إلا في الوقت الذي قضى الله تيسيره عليه وتعلم في وقت جلوسك
على الحانوت أنك ما تركت من الدنيا وطلبها إلا وقد علمته وتعذر إخوانك في
القعود على الحانوت وتقول لعله مديون يسعى في قضاء دينه أو يجتهد في طلب
القوت لعياله أو يسعى على أبوين ضعيفين فترى
في قعودك على الحانوت عيبك وترى فيه عذر أخيك
ومن جاءك يشتري منك شيئا فاعلم أن ذلك رزق ساقه الله إليك ولا تشترن بيعك
معه بيمين ولا بكذب ولا بخيانة ولا بهذه الصروف المحرمة لتحرم على نفسك
رزقا ساقه إليك حلالا
وإذا ربحت فاحمد الله وإذا ربح أخوك وباع شيئا تفرح بذلك كفرحك ببيعك
وربحك فإنه
100 - روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يجد حلاوة الإيمان حتى
يحب لأخيك ما يحب لنفسه
وإذا أخذت الميزان بيدك فاذكر ميزان العدل والقسط الذي عليك واحذر التطفيف
فإن الله تعالى يقول ويل للمطففين
وأنظر من غرمائك من كان معسرا فإن الله تعالى يقول وإن كان ذو عسرة فنظرة
إلى ميسرة وتعلم أن المعسر في أمان الله ومهلته وأقل ما يستقيلك في بيوعك
101 - فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال من أقال نادما بيعة
أقاله الله عثرته يوم القيامة
فإذا وزنت لأخيك فأرجح فإن النبي صلى الله عليه وعلى
آله وسلم قال لوزان يزن لصاحب حق
102 - زن وأرجح فإن وزنت لنفسك فانقص لتكون قد تيقنت فيه وجد حلال واحذر
المطل مع الميسرة لأن لا تدخل في جملة الظالمين
103 - فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال مطل الغنى ظلم
ولا تمدح سلعتك وتذم سلعة أخيك فإن ذلك نوع من النفاق والزم
في سوقك وتجارتك البر والصدق فإن النبي صلى الله عليه
وعلى آله وسلم قال
104 - التجار فجار إلا من بر وصدق وشيب بيوعك بشيء من الصدقة فإن النبي
صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقف في السوق فقال
105 - يا معشر التجار إن هذه البيوع يخالطها الكذب والحلف فشوبوها بشيء من
الصدقة
ويجب أن يكون خروجك إلى متجرك على نية
سمعت محمد بن أحمد الفراء قال
106 - سمعت عبد الله بن منازل يقول
إذا خرجت من بيتك إلى السوق فاخرج بنية أن تقضى لمسلم حاجة
فإن رزقك الله تعالى فذلك من فضل الله عليك فيكون مباركا عليه فإنه
107 - روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه
قال نية المؤمن خير من عمله
108 - وسئل بعض الحكماء عن معنى هذا الخبر فقال
نية بلا عمل خير من عمل بلا نية
109 - أنا محمد بن عبد الله بن المطلب ببغداد قال أنا أحمد بن الحسين ابن
هارون بن سليمان قال أنا الفضل بن إسحاق الدوري قال أنا علي بن غراب عن
سعد بن طريف عن موسى بن طلحة قال قال سعد وأدركته يحدث عن خولة امرأة حمزة
قال
كان على رسول الله وسقان من تمر لرجل من بني ساعدة من الأنصار
فأتاه الساعدى يتقاضاه فأمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلالا
أن يقضيه فأعطاه تمرا دون تمره فرده فقال بلال أترد على رسول الله صلى
الله عليه وعلى آله وسلم قال نعم من أحق بالعدل من رسول الله صلى الله
عليه وعلى آله وسلم 11 فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صدق
ومن أحق بالعدل مني واكتحلت عين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
بالدموع ثم قال لا قدس الله أو لا قدست أمة لا يأخذ ضعيفها حقه من شديدها
وهو غير متعتع ثم قال
يا خويلة عديه واقضيه فإنه ليس من غريم يرجع من عند غريمه راضيا إلا صلت
عليه دواب الأرض ونون البحار ولاغريم يلوى غريمه وهو
يقدر إلا كتب الله عليه كل يوم ذنبا
110 - وسمعت الحكم أبا الحسين بن أحمد الصفار الفقيه يقول سمعت نفطوية
يقول سمعت أحمد بن يحيى يقول قال المبرد قال جعفر بن محمد الصادق
من اتجر فليتجنب خمسة أشياء اليمين وكتمان العيب والمدح إذا باع والذم إذا
اشترى والدخول في شراء غيره
ومن آداب العشرة العفو عن كل هفوة تقع للإخوان في النفس والمال دون أمور
الدين والسنة فإن الله تعالى قال وليعفوا وليصفحوا قال تعالى وأن تعفوا
أقرب للتقوى
ومن آدابها حسن المجاورة وأن يأمنك جارك في كل أسبابه
في نفسه ودينه وأهله وماله وولده فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
قال
111 - لا يؤمن أحدكم حتى يؤمن جاره بوائقة
112 - وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليس بمؤمن من شبع وجاره إلى جانبه
طاو
113 - وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا تؤذ جارك بقتار قدرك
ولا تؤذي جارك بلسانك أيضا وأهله خاصة وتحفظ ماله كما تحفظ مال نفسك
114 - أنشدنى أبو بكر الرازي قال أنشدنى أبو علي
البغدادي قال أنشدنى علي
بن شداد جار تمتمام قال سمعت الزبيري عن مالك قال قال أبو حازم بيننا
وبينكم أخلاق الجاهلية أو لم يقل شاعرهم ... نارى ونار الجار واحدة ...
واليد قبلي تنزل القدر ... ما ضر لي جارا أجاوره ... أن لا يكون لبابه ستر
... أعمى إذا ما جارتي برزت ... حتى يواري جارتي الخدر ...
ومن آدابها طلاقة الوجه والاسترسال
115 - أنا يوسف بن عمر الزاهد ببغداد قال أنا أبو العباس بن عدي قال أنا
قال أنا أبو طاهر موسى بن محمد الربيع بن محمد قال أنا المنكدر بن محمد عن
أبيه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن الله
تعالى يحب الطلق الوجه و لا يجب العبوس
116 - أنا محمد بن
المظفر الحافظ ببغداد قال أنا الطحاوى قال حدثنا أبو الدرداء هاشم بن محمد
قال أنا عمرو بن بكر عن ابن جريح عن عطاء عن جابر قال قال رسول الله صلى
الله عليه وعلى آله وسلم
من أخلاق المؤمنين والصديقين والشهداء والصالحين البشاشة إذا تزاوروا
والمصافحة والترحيب إذا التقوا
ومن آدابها القيام بخدمة من هو دونه في المحل من الإخوان فكيف بمن هو فوقه
أو مثله ويعلم أن سيد القوم خادمهم كذلك
117 - أخبرني عبيد الله بن محمد الزاهد العكبري بها قال أنا عبد الله بن
محمد بن مسيح قال أنا محمد بن عباس المعروف بابن مردة قال أنا محمد بن
السرى القنطري قال أنا علي بن عبيد الله قال قال يحيى بن أكثم
بت ليلة عند المأمون أمير المؤمنين فانتبهت في حوف الليل وأنا عطشان
فتقبلت فقال يا يحيى ما شأنك قلت عطشان والله يا أمير
المؤمنين فوثب من
مرقدة فجاءني بكوز من ماء فقلت يا أمير المؤمنين ألا دعوت بخادم ألا دعوت
بغلام فقال لا حدثني أبى عن أبيه عن جده عن عقبةابن عامر قال قال رسول
الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
سيد القوم خادمهم
ومن آدابها أن يشارك إخوانه في المكروه كما يشاركهم في المحبوب لا يتلون
عليهم في الحالين جميعا
118 - أنشددني محمد بن طاهر الوزيري قال أنشدني المطرفي لبعضهم ... خير
إخوانك المشارك في المر ... وأين الشريك في المرأينا ... الذي إن حضرته
سرك
وإن غبت كان سمعا وعينا ...
ومن آدابها أن يراعى لأصحابه ومعاشريه حق لفظه ولحظه ويحفظ لهم ذلك
119 - سمعت أبا العباس ببغداد يقول سمعت أبا على الصواف يقول سمعت بشر بن
موسى يقول سمعت يحيى بن سليمان الباهلى عن الحارث النقال عن حماد بن زيد
عن أيوب قال
إن للكريم حق لحظه وحفظ لفظه
ومن آدابها أن لا يمن بمعروفه على من يحسن إليه ويستصغره ويعظم إليه من
إخوانه ويستكثره
120 - سمعت عمر بن أحمد البغدادي يقولسمعت الحسين بن إسماعيل يقول حدثنا
عبد الله بن شبيب يقول حدثنى عيسى بن صالح قال أنا يحيى بن صالح عن هشام
بن عروة عن أبيه قال
كتب رجل إلى عبد الله بن جعفر رقعة فجعلها في
ثنى وسادته التي يتكئ عليها فقلب عبد الله الوسادة فبصر بالرقعة فقرأها
وردها في موضعها وجعل مكانها كيسا فيه خمسة آلاف دينار فجاء الرجل فدخل
عليه فقال اقلب الرقعة وانظر تحتها فخذه فأخذ الرجل الكيس وخرج فأنشأ يقول
زاد معروفك عرفا عظيما ... إنه عندك مستور حقير ...
تتناساه كأن لم تأته ... وهو عند الناس مشهور كثير ...
ومن آدابها أن لا يقبل على إخوانه مقالة واش ولا نمام
121 - سمعت أحمد بن إسماعيل الأزدي يقول سمعت الفضل بن جعفر العطار يقول
سمعت محمد بن سلام يقول سمعت الخليل بن أحمد يقول
من نم إليك نم عليك ومن أخبرك بخبر غيرك أخبر عنك غيرك بخبرك
122 - وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يدخل الجنة قتات
ومن آدابها الوفاء للأخوان في حياتهم وبعد وفاتهم
123 - قال بعض الحكماء من لم يكن عنده وفاء لإخوانه فقد غم على نفسه
124 - سمعت الحسين بن أحمد البيهقى القاضي يقول سمعت يعض أصحابنا يقول
لما مات أبو بكر بن داود استتر نفطويه سنة ثم ظهرفسئل
عن حاله فقال كنت
جالسا مع أبي بكر بن داود في العباسية فتذاكرنا الموت فقال يا أخي من حق
الأخ على أخيه أن يحزن عليه سنة ويتأدب بقول لبيد ... إلى الحول ثم اسم
السلام ... عليكما ومن بيك حولا كاملا فقد اعتذر ...
ثم مات عن قريب فتذكر قوله في كتاب الزهد
قليل الوفاء بعد الوفاة خير من كثيره وقت الحياة فوفيت لمقالته وتحزنت
عليه سنة
125 - سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن أبي خالد يقول سمعت الحسن بن على
الطوسي يقول سمعت الزبير بن بكار يقول
وقليل الوفا وإن كان يسيرا حظ جزيل
ومن آدابها أن يكون شفقه لأخيه الموافق أكثر من شفقته على ولده
126 - سمعت أبي يقول سمعت أبا على الثقفي يقول حدثني
بعض أصحابنا عن عبد
الله بن عبد الرحمن يقول حدثنا محمد بن عبد الرحمن يقول حدثنا محمد بن
إسحاق السهمى حدثنى إبراهيم بن عثمان بن أبي زائدة عن أبيه قال
كتب
الأحنف إلى صديق له أما بعدفإذا قدم عليك أخ لك موافق فليكن منك بمنزلة
السمع والبصر فإن الأخ الموافق أفضل من الولد الموافق ألم تسمع الله يقول
لتوح ( ع / م ) في ابنه
إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح
127
- أنشدني أبو الحسن الكارزي قال أنشدني إبراهيم بن شعيب لبعض الحكماء ...
أبلغ أخاك أخا الإحسان بي حسنا ... إني وإن كنت لا ألقاه ألقاه ... فإن
طرفي موصول برؤيته ... وإن تباعد عن مثوى مثواه ...
ومن آدابها أن يجتهد في ستر عورة إخوانه وإظهار مناقبهم وكتمان قبائحهم
ويكون معهم يدا واحدة في جميع
128 - أنا عبد الكريم بن موسى البخارى الحاجبي قال أنا أبو عبد الله بن
محمد بن عبد الله الفقيه قال أنا أبو يوسف يعقوب بن محمد البلخى قال
أنا أحمد بن محمد بن غالب قال أنا دينار عن أنس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
مثل المؤمنين إذا التقيا مثل اليدين تغسل إحداهما الأخرى
ثلاث خصال للصديق
129 - وأنشدني أبو الحسن السلامي ببغداد قال أنشدنا نفطويه قال أنشدني أحمد بن يحيى ثعلب ... ثلاث خصال للصديق حفظتها ... مضارعة الصوم والصلوات ... مواساته والصفح عن كل زلة ... وترك انتقال السر في الخلوات ...
130 - أنشدني علي بن موسى الطرسوسي قال أنشدني أبو فراس الحارث ابن سعيد بن حمدان لنفسه ... لم أؤاخذك إذ جنيت لأني ... واثق منك بالإخاء الصحيح ... فجميل العدو غير جميل ... وقبيح الصديق غير قبيح
احذر هجرة الأخوان
ومن آدابها أن لا يهجر أخاه هجر بغضه أن لا يكون هجرته له استبقاء لوده وإبقاء على مداومة حبه وقطع مقاله واش عنه
131 - أنا محمد بن محمد بن الحسن بن الحارث الكازري قال أنا علي بن عبد العزيز القعنبي عن مالك ( ح )
132 - وأنا أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي قال أنا عثمان بن سعد أنا القعنبي عن مالك ( ح )
133 - وأنا جدي وأبو بكر محمد بن جعفر السبتى الزكي رحمهما الله قال أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوسنجى قال أنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال أنا مالك ( ح )
134 - وأنا محمد بن على بن الخليل قال أنا موسىبن عبد المؤمن السبتى قال أنا أبو مصعب قال أنا مالك عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي قال أنا أبو أيوب الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
لا يحل لمسلم أن بهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام
135 - أنشدني عبد الله بن محمد الدمشقي قال أنشدني بن
خالويه ... هجرتك لا
قلى منى ولكن ... رأيت بقاء ودك في الصدور ... كهجر الصائمات الورد لى ...
رأت أن المنية في الورود ...
... تفيض نفوسها ظمأ وتخشى ... حذارا وهي تنظر من بعيد ... تصد بوجه ذى
البغضاء عنه ... وترميه بألحاظ الورود ...
136 - أنشدني الحسن بن أحمد بن جعفر الصوفي قال أنشدني أبو الحسين المالك
بطرسوس لبعضهم ... جعلوا الحج حجة للفراق ... واستحلوا تناقض الميثاق ...
فوق تلك الجمال من لو أقاموا ... لحملناهم على الأحداق ... وتمنيت أن يكون
بعيدا ... والذي بيننا من الود باق ... رب هجر يكون من خوف هجر ... وفراق
يكون خوف الفراق ...
آداب الصحبة بين الوالد وولده
ومن آدابها أن يعين الرجل ولده على بره بالإفضال
137 - أنا محمد بن عبد الله الشعبي قال أنا أحمد بن مهدى بن صدقة قال أنا أبي قال على بن موسى الرضا عن أبيه عن جده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه [ عن ] علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
رحم الله والدا أعان ولده على بره بالإفضال عليه
التودد إلى الإخوان
ومن آدابها التودد إلى الإخوان بالإصطناع إليهم والصفح
138 - أنا محمد بن عبد الله قال أنا أحمد بن علي بن مهدي بن صدقة قال أنا أبي قال أنا علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جده عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
اصنع المعروف إلى من هو أهله وإلى من ليس أهله فإن لم تصب أهله فأنت أهله
139 - وبإستنادة سواء قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس واصطناع المعروف إلى كل بر وفاجر
140 - أنشدني يوسف بن صالح الدسكري قال أنشدني ابن أبي
نجم ... اصنع الخير
ما استطعت إلى الناس ... وإن كنت لا تحيط بكله ... فمتى تصنع الكثير من
الجير ... إذا كنت تاركا لأقله ...
141 - أنشدني ابن أبي زائدة قال أنشدني ابن أبي منصور ... أذنب ذنبا عظيما
... وأنت أعظم منه ...
فخذ بعفوك أولا ... فاصفح بعفوك عنه ... إن لم أكن في فعالى ... من الكرام
فكنه ...
142 - وأنشدني ابن أبي زائدة قال أنشدني ابن [ أبي ] المنصور ... هبني
أسأت كما تقول ... فأين عاطفة الأخوة ... أو إن أسأت كما أسأت ... فأين
فضلك والمروءة ...
ومن آدابها أن يداوم لأخوانه على حسن العشرة وإن
وقعت بينهم وحشة أو نفرة ولا يترك كرم العمد ولا يفشى الأسرار التي يعلمها
في أيام أخوته منه
143 - أنشدني يوسف بن صالح الدسكري قال أنشدني بعض إخواني
نصل الصديق إذا أراد وصالنا ... ونصد عنه صدوده أحيانا
... إن صد عني كل
أكرم معرضى ... وجدت عنه مذهبا ومكانا ... لا مفشيا بعد القطيعة سره ...
بل كأنما من ذلك ما استرعانا ... إن الكريم إن انقطع وده ... كتم القبيح
وأظهر الإحسانا ...
144 - وأنشدني هبة الله بن الحسين النحوي
الفارسي يعني أبا بكر العلاف لنفسه ... للخل فوز بخلتين ... منى نقدا بغير
دين ... لأنني في الوصال أصفو ... عن كل ريب له ورين ... وإنني لا أزال
أحنو ... حنو هين عليه لين ... وبعد هذا أو ذاك سر ... كالصفو من خالص
اللجين ... ومحض ود بغير مذق ... وصدق عقد بغير مين ...
فإن دنا
بالوصال مني ... أسكنته في سواد عين ... وإن جفاني وصد عني ... حفظت ما
بينه وبيني ... ولم أشب وهو لي مشوب ... ما رأيت من أمره شين ...
من آداب الصحبة قبول العذر
ومن آدابها قبول العذر ممن اعتذر إليك صادقا كان فيه أو كاذبا
145 - فقد روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال
من اعتذر إليه أخوه المسلم فلم يقبل عذره فعليه مثل إثم صاحب مكس
146 - أنشدني محمد بن طاهر الوزيري قال أنشدني المطرفي
لبعضهم ... اقبل
معاذير من يأتيك معتذرا ... إن بر عندك فيما قال أو فجرا ...
... فقد أطاعك من أرضاك ظاهره ... وقد أجلك من يعصيك مستترا ...
147 - أنشدني محمد بن عبد الواحد الرازي قال أنشدني أبو عمران موسى بن
عبيد الله قالأنشدني أبو محمد بن عبد الله بن أبي سعد البيهقي لأبي الحسن
بن أبي العباس البيهقي ... قيل لي قد أساءإلك فلان ... ومقام الفتى على
الذل عار ... قلت قد جاءنا فأحدث عذرا ... دية الذنب الإعتذار ...
148 - سمعت محمد بن أحمد الفراء يقول سمعت عبد الله بن منازل يقول
المؤمن يطلب عذر إجوانه والمنافق يعتب عثراتهم
من آداب الصحبة قضاء الحوائج
ومن آدابها التسارع إلى قضاء حوائج من يرفع إليه حاجة
149 - أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جعفر الشيباني قال أنا علي بن الحسين الحذاء قال أنا بشر بن موسى قال أنا الحميدي عن سفيان عن جعفر
ابن محمد قال
إني لأسارع إلى قضاء حوائج أعدائي مخافة أن أردهم فيستغنوا عني
150 - أنا إبراهيم بن محمد بن الفتح المصيصي ببغداد قال أنا علي بن الحسين
قال أنا بشر بن موسى قال أنا الحميدي قال أنا سفيان عن محمد بن المنكدر
قال
لم يبق من لذة الدنيا إلا قضاء حوائج الإخوان
بعد الدار لا ينسيك كرم العهد
ومن آدابها أن لا ينسيك بعد الدار كرم العهد والنزوع إلى مشاهدة الإخوان كذلك
151 - أنشدني علي بن عمر قال أنشدني أحمد بن محمد بن مسلم قال أنشدني عبد الله بن شبيب قال أنشدني أبو بكر بن أبي شيبة الحراني
لا تحسبن وإن دابينا ترحت ... أنا سلونا ولا أن الهوى
شغلا ... الله يعلم
أني منذ لم أركم ... لم يحل للعين شيء بعدكم حصلا ... العين تأمل رؤياكم
إذا اختلجت ... كالغيث يحدث شوقا كلما هطلا ... إن يقدر الله تيسيرا
لرحلتنا ... وأنسنأ الموت نجعل نحوك الإبلا ...
سمعت أبا سعيد عبد الله بن محمد بن عطاء السجزى يقول سمعت ابن الأنباري
يقول سمعت أبي يقول
من كرم الرجل حنينه إلى أوطانه وشوقه إلى إخوانه
ومن آدابها أنك إذا دعوت أخا من إخوانك إلى منزلك أن تبعث إليه وقت الحاجة
رسولا منك أو تكتب إليه رقعة كذلك
153 - أنشدت لمنصور الفقيه ... إذا ما كان بينك من عشى ... وبين أخ من
الإخوان وعد ... تجدد بالفداء له رسولا ... فإن حودث الأيام تغد ...
154 - سمعت منصور بن عبد الله يقول بلغني عن جحظة قال كنا عند إبراهيم
المديني قال لأبي العيناء كن عندي غدا فقال أبو العيناءتق ظهرى برقعة
أخبرني محمد بن أحمد المرزباني إجازة قال أنشدت لأحمد بن إسماعيل الكاتب
إذا صاحب لك واعدته ... ليوم اجتماع من الجمعة ... فقو
عزيمته في الوفا ... يتذكره منك في رقعة ...
لا تحتجب عن إخوانك
ومن آدابها أن لا يحتجب عن إخوانه ولا يحجبهم عن نفسه كذلك
155 - أخبرني المرزاباني إجازة قال أنشدت لابن أبي داود ... لا تتركني بباب الدار مطروحا ... فالحر ليس عن الإخوان يحتجب ... هبني أتيت بلا معنى ولا سبب ... ألست أنت إلى معروفك السبب ...
156 - وأنشدني طاهر بن عبد الله لبعضهم ... قل من يحجبني ... أيها الحاجب عني ... هذا منك فإن ... عدت الباب فمنى ...
ومن آدابها أن يصون السمع عن سماع القبيح والخنا كما يصون اللسان عن النطق به لأنه
157 - روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال
يقول الله عز و جل أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم عن سماع الخنا أسمعهم اليوم حمدي والثناء علي
158 - وروى عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال
المستمع شريك القائل
159 - وأنشدني أبو سهل محمد بن سليمان قال أنشدني بعض إخواني ... توخ من الطرق أوساطها ... وعد عن الجانب المشتبه
فسمعك صن عن سماع القبيح ... شريك لقائله فانتبه ...
وكم أزعج الحرص من طالب ... فوافى المنية في مطلبه ...
ومن آدابها الجواب عن كتاب الإخوان وترك التقصير فيه فإنه روى
160 - عن ابن عباس أنه قال
أرى لرد جواب الكتاب حقا كما أرى لرد السلام
161 - أنشدني أبو عبد الله الطبري الكاتب قال أنشدني أبو علي التميمي
الكاتب لابن هنان ... إذاإلى كتب الخليل ... فحق واجب رد الجواب ... إذا
الإخوان فاتهم التلاقي ... فما صلة بأحسن من 2كتاب ...
من آداب الاستئذان
ومن آدابها الأدب في الإستئذان واستعمال السنة فيه كما
162 - أخبرنا علي بن عمر الحافظ ببغداد قال أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن صالح الأزدي قال أنا العباس بن يزيد قال أنا عمر بن عمران قال أنا دهثم بن قران عن يحيى بن أبي كثير عن عمرو بن عثمان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال
الاستئذان ثلاث فالأولى تستنصتون وبالثانية تستصلحون
والثالثة تؤذنون أو تردون
أمور تفرح الأخوان
ومن آدابها أن لا يصوم إذا دعاه أخ له إلا بإذنه فإن نوى الصوم له أن يفطر تحريا لسروره
163 - أخبرنا يوسف بن عمر الزاهد ببغداد قال أنا محمد بن القاسم ابن ابنه كعب قال أنا إبراهيم بن أحمد بن النعمان الازدي قال أنا إسماعيل بن أبي أويس قال أنا أبي عن محمد بن المنكدر عن أبي سعيد الخدري قال
صنعت لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم طعامافجاء هو وأصحابه فلما وضع الطعام قال رجل من القوم إني صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
دعاكم أخوكم وتكلف لكم أفطر ثم صم يوما مكانه إن شئت
زيارة الإخوان
ومن آدابها الرغبة في زيارة الإخوان والسؤال عن أحوالهم فإنه
164 - روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال
إن رجلا زار أخا له في قريته فأرسل الله عز و جل على مدرجته ملكافقال له إلى أين يا عبد الله قال أزور أخا لي في هذه القريةفقال طبت وطاب ممشاك
165 - أنا عمر بن أحمد بن أيوب ببغداد قال أنا الحسين بن محمد بن عفير قال أنا الوليد بن شجاع قال أنا عبد الله بن وهب عن خالد بن حميد عن يحيى بن أبي أسيد عن عبد الله بن مسعود قال
كنا إذا فقدنا الأخ أتيناه فإن كان مريضا كان عيادة وإن كان مشغولا كان عونا وإذا كان غير ذلك كان زيارة
166 - أنشدني محمد بن أبي أحمد بن أبي خالد قال أنشدني أبو سعيد محمد بن نصر بن منصور البلخي لبعضهم ... نزوركم لا نكافئكم بجفوتكم ... إن المحب إذا لم يستزر زارا ... يقرب الشوق دارا وهي نازحة ... من عالج الشوق لم يستبعد الدارا
ومن آدابها أن يصاحب كل واحد من إخوانه على قدر طريقته
167 - أنا أبو جعفر بن شاهين ببغداد قال أنا عبيد الله بن عبد الرحمن قال
أنا زكريا بن يحيى عن الأصمعي قال سمعت سبيب بن شيبة قال
كان يقال لا تجالس أحدا بغير طريقته فإنك أردت لقاء الجاهل بالعالم
واللاهي بالفقيه والعيى بالبيان أذيت جليسك
168 - أنشدني أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل الفقيه الإمام قال أنشدني
إبراهيم بن محمد بن عرفة قال أنشدني أحمد بن يحيى بن ثعلب فذكر أنه لعلي
بن أبي طالب كرم الله وجهه ... لئن كنت محتاجا إلى الحلم إنني ... إلى
الجهل في بعض الأحيايين أحوج ... فمن رام تقويمى فإني مقوم ... ومن رام
تعويجي فإني معوج ...
... ولي فرس للحلم بالحلم ملجم ... ولي فرس للجهل بالجهل شرج ...
ومن آدابها حرمان الصحبة والعشرة
169 - قال جعفر بن محمد الصادق
مودة يوم صلة ومودة شهر قرابة ومودة سنة رحم ثابتة من قطعها قطعه الله عز
و جل
170 - وسمعت أبا الحسن بن حميد القطان البلخي يقول سمعت محمد بن
عبد الله بن شبيب يقول سمعت يحيى بن زكريا الماهي يقول
قال على ابن عبيدة الريحاني
الأحرار ما لم يلتقون معارف فإذا التقوا صاروا إخوانا فإذا تعاشروا
توارثوا
171 - سمعت علي بن بندار يقول سمعت عمر بن محمد بن الحسين يقول سمعت عمر
بن شبة يقول حدثني حفص بن غياث قال سمعت جعفر بن محمد يقول
صداقة عشرين يوما قرابة
إنصاف الإخوان من آداب الصحبة
ومن آدابها إنصاف الإخوان من نفسه ومواساتهم من ماله
172 - أخبرنا محمد بن عبد الله الشيباني ببغداد قال أنا محمد بن أحمد ابن سالم الأسدي قال عبيد بن مهدي السنوي قال أنا عبد الله بن محمد بن المغيرة قال أنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
أشرف الأعمال ذكر الله و إنصاف المؤمن من نفسه ومواساة الأخ من ماله
ومن آدابهاالصبر على جفاء الإخوان وإسقاط التهمة عنهم
بعد صحبة الأخوة
173 - أنشدني عبيد الله بن محمد بن حمدان العكبرى بعكبرا قال أنشدني أبو
بكر محمد بن الحسن الأزدى لبغض إخوانه ... أخوك الذى لو جئت بالسيف عامدا
... لتضربه لم يستفتك فى الود ... ولو جئت تدعوه إلى الموت لم يكن ...
يردك إبقاء عليك من الوجد ... يرى فى الود عذر مقصر ... على أنه قد زاد
على الحمد ...
ومن آدابها الصبر على جفوة الإخوان
174 - سمعت عبيد الله بن محمد يقول سمعت نفطويه يقول سمعت المبرد يقول لنا
الرياشي عن الأصمعي قال الفضل بن يحيى
الصبر على أخ تعتب عليه خير من أخ تستأنف مودته
من جامع آداب الصحبة والعشرة
175 - أخبرنا عمر بن أحمد بن أيوب الواعظ قال أنا عبد الله بن عبد الصمد قال أنا أحمد بن صالح قال أنا إبراهيم بن سعيد قال أنا يحيى بن أكثم قال حدثنا المأمون حديثا فقلت يا أمير المؤمنين نا سفيان بن عيينة عن عبد الملك قال
لما حضرت علقمة العطاري الوفاة دعا بإبنه فقال يا بني إن عرضت لك إلى صحبة الرجال حاجةفانظر من إن حدثته صانك وإن صحبته زانك
وإن رأى منك حسنة عدهاوإن رأى منك سيئة سدهاوإذا سألت
أعطاك وإن سكت ابتداك
قال عبد الملك فحدثت بهذا الحديث الشعبي فقال تعلم لم أوصاه بهذه الوصية
قلت لاقال لأنه أحب أن لا يصحب أحدالأن هذه الجصال لا تجتمع قي إنسان الآن
فقال المأمون وأين هذا
ومن آدابهاتعظيم حرمة المشايخ والرحمة والشفقة على الإخوان
176 - أنا عبد الرحمن بن علي الحافظ قال أنا أحمد بن كامل قال حدثنا أبو
قلابة قال أنا سهل بن تمام بن بزيع قال أنا مبارك بن فضالة عن أبي قال قال
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا
177 - قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم
من [ إجلال ] الله عز و جل إكرام ذي الشيبة في الإسلام وإكرام حامل القرآن
من آداب الحديث
ومن آدابها أن لا يتكلم الأحدث بحضرة المشايخ
178 - أنا محمد بن عبد الله بن المطلب البكري قال أنا
إسحاق بن أحمد بن
العباس البلخي قال أنا عبد الوهاب النيسابوري قال قيس بن الربيع عن [ بن
أبي ليلى عن أبي الزبير ] عن جابر قال
قدم وفد جهينة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقام غلام يتكلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
فأين الكبر
السلام على الإخوان عند السفر
ومن آدابها أن الإنسان إذا أراد سفراأن يسلم على إخوانه ويزورهم
لعله أن يكون لأحدهم حاجة في وجهه الذي يتوجه
179 - أنا أبو الفضل الشيباني بالكوفة قال أنا محمد بن سلام بن ناهض
المقدسي قال أنا مضر بن محمد الفاشاني قال أنا عمرو بن حصين العقيلي
قالأنا يحيى بن العلاء قال أنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
إذا سافر أحدكم فليسلم على إخوانه فإنهم يزيدونه بدعائهم إلى دعائه خيرا
احذر التغير عن الإخوان
ومن آدابها أن لا يتغبر لإخوانه بأن يحدث له ثروة أو غنى
180 - أنشدني عبد الله بن الحسين الفارسي الكاتب قال أنشدني علي بن الحسين الأصبهاني قال أنشدني جعفر بن قدامة قال أنشدني المبرد ... إن كانت الدنيا أنالتك ثروة ... وأصبحت فيها بعد عسر ياسر ... فقد كشف الإثراء عنك خلائقا ... من اللوم كانت تحت ثوب من الفقر ...
181 - وأنشدني الحسين بن أحمد بن موسى قال أنشدني ابن الأنباري في ضده ... وإن عبيد الله لما حوى الغنى ... وصار له من بين إخوانه مال ... رأى خلة منهم تسد بماله ... فشاطرهم حتى استوت بهم الحال
ومن آدابها أن لا تغرق في الخصومة وتترك للصفح
موضعافإنه
182 - روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مسنداأو عن علي بن أبي
طالب رضي الله عنه ... أحبب حبيبك هون ما ... عسى أن يكون بغيضك يوما ما
... وابغض بغضك هونا ما ... عسى أن يكون حبيبك يوما ما ...
183 -
قال لنا علي بن عمر بن محمد السكري ببغداد قال أنا الحسن بن الطيب بن حمزة
قال أنا شيبان بن فروخ قال أنا الحسن بن دينار عن محمد بن سيرين عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ... أحبب حبيبك هونا
ما ... عسى أن يكون بغيضك يوما ... وابغض بغضك هونا ما ... عسى أن يكون
حبيبك يوما ...
184 - وأخبرنا علي بن عمر الحافظ قال أنا يزداد الكاتب قال أنا عبد الله
ابن شبيب قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال أخبرني عبد
العزيز بن عمران قال
قيل لأبي سفيان بن حرب ما بلغ بك من الشرف ما ترى قال ما خاصمت رجلا قط
إلا جعلت للصلح بني وبينه موضعاأو قال موعدا
ومن آدابها معرفة الرجال ومعاشرتهم على حسب ما يستحقونه ويستأهلونه
185 - سمعت عبد الرحمن بن محمد بن محبور المعدل يقول سمعت محمد بن عبد
الله الحيري يقول سمعت قطن بن إبراهيم يقول سمعت إسحاق ين إبراهيم الحنظلي
يقول جاء قتى إلى سفيان بن عيينة من خلفه فحياه وقال يا سفيان حدثني
فالتفت سفيان فقال يا فتى إنه من جهل أقدار الرجال فهو بقدر نفسه أجهل
لا تصاحب إلا مؤمنا
ومن آدابها أن لا يعاشر من يخالفه في اعتقاده
186 - سمعت عبد الرحمن بن أحمد بن حمدويه سمعت العباس بن يوسف الشكلى يقول سمعت محمد بن العلاء البلخي يقول سمعت يحيى بن معاذ يقول
من خالف عقدك عقده فقد خالف قلبك قلبه
ومن آدابها معرفة حق من يبقه بالود
187 - أنا الحسين بن أحمد الصفار قال أنا محمد بن علي الحلاوي قال أنا
أحمد بن علي بن يزيد الشيرازي قال أنا العباس بن عبد الله قال أنا أبو
عبيد الله الواسطي عن ابن المبارك عن الأوزاعى عن هشام بن حجر بن بلال بن
سعد قال
من سبقك بالود فقد استرقك بالشكر
188 - سمعت جدي
إسماعيل بن نجيد يقول قصد أبو نصر بن أبي ربيعة وزير عمرو بن الليث أبا
عثمان سعيد بن إسماعيل الواعظ زائرافدخل عليه فقام إليه ثم قال
السابق بالود مبتدئ والمكافئ له مقتدىوإني مدرك المقتدى للمبتدئ
189 - وسمعت أبا عمرو بن مصر حكى هذه الحكاية وقال فيها فقال له أبو عثمان
سبقتنا بالودوالسابق بالود لا يكافئ
ومن آدابها ترك التطرية والثناء بعد صحة الاخوة والمودة
190 - سمعت نصر بن [ أبي ] نصر العطار سمعت أبا الحسن أحمد بن محمودسمعت
أبا خليفة سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول
إذا تأكد الإخاءسقط الثناء
191 - سمعت أبا سعيد أحمد بن محمد بن رميح التسترى يقول سمعت
علي بن محمد بن عيسى المخرمى ببلخ يقول سمعت أبا خليفة
يقول سمعت الحجبي يقول لرجل وهو يخاطبه حبي يمنعني من الثناء عليك
الصحبة مع الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه
والصحبة على وجوه لكل واحد منها آداب ومواجب ولوازم
فالصحبة مع الله تعالى باتباع أوامره واجتناب نواهيه ودوام ذكره ودرس كتابه ومراقبة أسراره أن يختلج فيها ما لا يرضاه والرضا بقضاء الله والصبر على بلائه والرحمة والشفقة على خلقه وما ينحو نحوه من هذه الأخلاق الشريفة
والصجبة مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم باتباع سنته واجتناب البدع وتعظيم أصحابة وأهل بيته وأزواجه وذريته ومجانبة مخالفته فيما دق وجل وما يجري مجراه
والصحبة مع الصحابة وأهل بيته رضي الله عنهم بالترحم عليهم وتقديم من قدموه وحسن القول فيهم وقبول قولهم في الأحكام والسنن
192 - قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم
193 - وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم
إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتى أهل بيتي
الصحبة مع أولياء الله
والصحبة مع أولياء الله تعالى بالحرمة والاحترام لهم وتصديقهم فيما يخبرون عن أنفسهم ومشايخهم لأنه
194 - روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال
يقول الله عز وحل من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة
الصحبة مع السلطان
والصحبة مع السلطان بالطاعة إلا أن يأمر بمعصية أو مخالفة ستة فإذا أمر بمثل هذا فلا سمع له ولا طاعةوالدعاء له بظهر الغيب ليصلحه الله
ويصلح على يديه والنصيحة له في جميع أموره والصلاة
والجهاد معه
195 - فقد روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال الدين
النصيحة قالوالمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين
وعامتهم
الصحبة مع الأهل والولد
والصحبة مع الأهل والولد بالمداراةوحسن الخلق وسعة البفس وتمام الشفقة وتعليم الأدب والسنةوحملهم على الطاعات قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة والصفح عن عثراتهم والعفو عن مساوئهم ما لم يكن إثما ومعصية
196 - لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال
المرأة كالضلع الأعوج إن أقمتها تكسرهاوإن تعش تعش معها على عوج
الصحبة مع الإخوان
والصحبة مع الإخوان بدوام البشروبذل المعروف ونشر المحاسن وستر القبائح واستكثار قليل برهم واستصغار ما منك إليهم وتعهدهم بالنفس والمال ومجانبة الحقد والحسدوالبغى والأذى وما يكرهون من جميع الوجوه وترك ما يعتذر منه
والصحبة مع العلماء بملازمة حرماتهم وقبول قولهم والرجوع إليهم في المهمات والنوازل وتعظيم ما عظم الله من محلهم حيث جعلهم خلفا لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وورثته
197 - فإنه روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنه قال العلماء ورثة الأنبياء
الصحبة مع الوالدين
والصحبة مع الوالدين ودهما بالنفس والمال وخدمتهما في حياتهما وإنجاز وعدهما والدعاء لهما في كل الأوقات ما داما في الحياة وحفظ عهدهما بعد الممات وإنجاز عداتهما وإكرام أصدقائهما
198 - فقد روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال
إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه
199 - أنا علي بن بندار الصيرفي قال أنا إسحاق بن أحمد
بن عبد الرحمن
القاضي قال أنا أحمد بن عبد الله بن حكيم قال أنا عبد الله بن إدريس قال
أنا عبد الرحيم بن سليمان عن أسيد بن علي عن ابن عبيد عن أبيه عن أبي أسيد
مالك بن ربيعة قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
إذ جاءه رجل من بني سلمةفقال يا رسول الله هل بقي علي من بر أبوي شيء
أبرهما به بعد موتهما قال نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ
عهدهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما
200 - أنا
محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنا عبد الله بن الحسين النيلى قال أنا أبو
نعيم قال أنا محمد بن عطية الدمشقي قال أنا بقية بن الوليد عن بن شوذب عن
ابن حسن المكي قال
إن من العقوق أن يرى أبوك رأيا فترى غيره
الصحبة مع الضيف بحسن البشر وطلاقة الوجه وطيب الحديث وإظهار السرور
والكون ع ند أمره ونهيه ورؤية فضله واعتقاد المنزلةحيث أطربك بدخول منزلك
وتكرم بطعامك
201 - سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله الرازي يقول سمعت
أبا يعقوب النهر خورى يقول سمعت أبا علي الحسن بن علي العامري يقول سمعت
أحمد
ابن عيسى بن زياد القطان يقول سمعت أبا أسامة يقول
سمعت مسعر بن كدام يقول
من دعانا فأبينا فله الفضل علينا فإذا نحن أتينا رجع الفضل إلينا
202 - وأنشد أبو بكر قال أنشدني ابن الأنبارى ... إنك يا ابن جعفر نعم
الفتى ... ونعم ماوىء طارق الحي أتى ... ودون ضيف طرف الحي سوى ... صادف
زادا أو حديثا مشتهى ... إن الحديث جانب من القرى ...
203 - و سمعت
منصور بن عبد الله يقول سمعت أحمد بن عبيد الله الحرشى يقول رأيت بالبصرة
مكتوبا على باب قصر ... منزلنا هذا لمن أراده ... نحن سواء فيه و الطارق
... فمن أتانا فيه فليحتكم ... فربنا الواسع و الرواق ...
204 - وأنشدني للترقفى ... يسترسل الضيف فيما بيننا كرما ... فليس يعرف
فينا أينا الضيف ...
آداب الجوارح
ثم على كل جارحة من الجوارح آداب تختص به فآداب العين أن ينظر إلى إخوانه نظر مودةومحبة يعرفها منك هوومن حضر المجلس ويكون نظره إلى محاسنه وإلى أحسن شيء يصدر منه وأن لا يصرف عنه بصره في وقت إقاله عليه وكلانه معه
وآداب السمع أن يستمع إلى حديثه سماع مشتهى لما سمعه متلذذ به
وإذا كلمته لا تصرف بصرك عنه ولا تقطع حديثه بسبب من
الأسباب فإن اضطرك الوقت إلى شيء من ذلك استعذرته فيه وأظهرت له عذرك
وآداب اللسان أن تكلم إخوانك بما يحبون ثم في وقت نشاطهم لسماع ما تكلمهم
به وتبذل لهم نصيحتك وتدلهم على ما فيه صلاحهم وتسقط من كلامك ما تعلم أن
أخاك يكرهه من حديث أو لفظ أو غيره ولا ترفع عليه صوتك ولا تخاطبه بما لا
يفهم وكلمه بمقدار فهمه وعلمه
وآداب اليدين أن يكونا مبسوطتين لإخوانه بالبر والمعونة لا تقبضهما عنهم
وعن الإفضال عليهم ومعونتهم فيما يستعينون به
وآداب الرجلين أن يماشي إخوانه على حد التبع ولا يتقدمهم فإن قربه إلى
نفسه تقرب إليه مقدارها يعلم أنه محتاج إليه ثم يرجع إلى موضعه ولا يقعد
عن حقوق إخوانه معولا على الثقة بإخوانهم لأن فضيل بن عياض قال ترك قضاء
حقوق الإخوان مذلةويقوم لإخوانه إذا أبصرهم مقبلين ولا يقعد إلا بقعودهم
ويقعد حيث يقعدونه كذلك
205 - أنشدت لمنصور أو غيره ... فلما بصرنا
به مقبلا ... حللنا الجثا وابتدرنا القياما ... فلا تنكرن قيامي له ...
فإن الكريم يجل الكراما ...
هذا كله يبين أن آداب الظواهر عنوان آداب السرائر كذلك
206 - روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم رأى رجلا يمس لحيته
فقال
لو خشع قلبه لخشعت جوارحه
207 - ولما قال الجنيد لأبي حفص أدبت أصحابك اداب
السلاطين فقال لا أبا
القاسم ولكن حسن آداب الظاهر عنوان حسن آداب الباطن وتعلم أن كل علم وحال
وصحبة خرج من قالب الأدب فهو مردود على صاحبه
208 - فإنه روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال إن الله
أدبني فأحسن تأديبي
209 - وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحب معالي الأخلاق
ثم تعلم هذا أنه كما يجب عليه مراعاة ظاهره لصحبة الخلق
وعشيرتهم فإن
مراعاة باطنه أولى لأنه موضع نظر الله وآدابها أن تكون بملازمة الإخلاص
والتوكل والخوف والرجاء والرضا والصبر وسلامة الصدر وحسن الظن بهم
والاهتمام بأمورهم
210 - فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال
من لم يهتم بالمسلمين فليس منهم
خاتمة
فمن تأدب في الباطن بهذه الآداب وتأدب في الظاهر بما ناه رجوت أن يكون من
الموفقين ونحن نسأل الله أن يوفقنا [ للأخلاق الجميلةوأن يخببنا الأخلاق
السيئة ] في أفعالنا وأحوالنا وأقوالنا مما يقربنا إليه ولا يكلنا في شيء
من أمرنا وأسبابنا إلى أنفسنا وأن يتولى إعانتنا وكلائتنا حسب المأمول من
كرمه وفضله إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين وصلى الله
على أشرف الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وأصحابه
وأزواجه وأنصاره وذريته وأهل بيته الطيبين الطاهرين وتابعهم بإحسان
إلى يوم الدين وهو حسبنا ونعم الوكيل
سبحانك لا نحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
فلك الحمد حتى ترضى ولك الحمد على الرضا ولك الحمد إذا رضيت دائما أبدا
بدوامك باقيا ببقائك لا منتهى لها دون علمك ولقائك ثم منح السرور على يد
الفقير الحقير عبد القدوس بن محمد المفتى سابقا بلاذقية العرب رسم برسم
أخيه الشيخ حسين لطف الله بهما في الدارين والمسلمين آمين