كتاب : كرامات أولياء الله عز وجل
المؤلف : هبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي

أخبرنا الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي قراءة عليه للكتاب كله في مجلسين آخرهما يوم الأربعاء الخامس عشر من ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة بمدرستنا ووالدي حاضر يسمع معناقيل له أخبركم الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الطريثيثي الصوفي قراءة عليه قال الشيخ أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي قراءة عليه قال

سياق ما دل من كتاب الله عز و جل وما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم والصحابة رضي الله عنهم والتابعين من بعدهم والخالفين لهم رحمة الله عليهم في كرامة أولياء الله تعالى وإظهار الآيات فيهم ليزداد المؤمنون إيمانا والمرتابون بها خسارا
فأما الكتاب فقوله تعالى في قصة مريم عليها السلام كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب
فروي عن ابن عباس في تفسير هذه الآية قال
وجد عندها الفاكهة الغضة حين لا توجد الفاكهة عند أحد فكان زكريا يقول يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب
وروي عنه قال عنبا في مكتل في غير حينه
1 - وعن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وجابر بن زيد وإبراهيم النخعي وقتادة والربيع بن أنس وعطية والسدي وسفيان الثوري
فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء
وقال تبارك وتعالى في قصة سارة زوجة إبراهيم الخليل صلى الله عليه و سلم وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق

يعقوب قالت يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد
2 - فروي عن ضمرة بن حبيب في تفسيره
4 - أن سارة لما بشرها الرسل بإسحاق قال فبينما هي تمشي وتحدثم حين أنست بالحيضة فحاضت قبل أن تحمل بإسحاق وكان قولها للرسل حين بشروها بإسحاق
قد كنت شابة وكان إبراهيم شابا فلم أحمل فحين كبر وكبرت أألد قالوا أتعجبين من ذاك يا سارة فإن الله قد صنع بكما ما هو أعظم من ذلك إن الله تعالى قد جعل رحمته وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد
وقال تبارك وتعالى وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم
روي عن ابن عباس في تفسير قوله عز و جل قال الذي عنده علم من الكتاب قال
آصف كاتب سليمان
وعن قتادة والسدي وأبي صالح
هو من الإنس من بني إسرائيل اسمه آصف

وعن يزيد بن رومان قال
زعموا أن سليمان ابتغى أعجل من ذلك قال آصف بن برخيا وكان صديقا يعلم الاسم الأعظم
3 - وعن زهير بن محمد
رجل من الإنس يقال له ذو النون كان علمه بالكتاب
4 - وعن مجاهد كان اسمه اسطوم
5 - وعن ابن لهيعة
أنه الخضر
6 - وعن الزهري قال
دعا الذي عنده علم من الكتاب يا إلهنا وإله كل شيء واحد لا إله إلا أنت ائتني بعرشها فمثل له بين يديه
7 - وعن مجاهد
اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وهو ياذا الجلال والإكرام

8 - وعن سعيد بن جبير في قوله تعالى قبل أن يرتد اليك طرفك قال
لم تكلم الذي عنده علم من الكتاب قال أنا أنظر في كتاب ربي ثم آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك قال فتكلم ذلك العالم بكلام دخل العرش تحت الأرض فنظر إليه سليمان قد طلع بين يديه وقال لسليمان ارفع طرفك فلم يرجع إليه حتى نظر بين يديه
9 - وعن مجاهد في قوله الذي عنده علم من الكتاب قال
أنا أنظر في كتاب ربي ثم آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك قال فتكلم ذلك العالم بكلام دخل العرش في نفق تحت الأرض حتى خرج إليهم
قبل أن يرتد إليك طرفك قال فمد بصره كما بينك وبين الحيرة وهو يومئذ في كندة
10 - وعن مالك بن أنس
كانت باليمن وسليمان بالشام فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر وكان غدوها شهر ورواحها شهر
11 - وعن قتادة فعلمت الجن أن الإنس أعلم منها

12 - وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
دعا باسم من أسماء الله عز و جل فإذا عرشها بين عينيه يحمل ولا يدري ذا الاسم قد خفي ذلك الاسم على سليمان وقد أعطي ما أعطي
تفسير قوله تعالى يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله
13 - أخبرنا محمد بن الحسين بن يعقوب المتوثي قال أنا أحمد بن خلف قال أنا محمد بن سعد عن عمه الحسين بن الحسن عن أبيه الحسن عن جده عطية عن ابن عباس في قوله يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله فإنه وجد عندها الفاكهة الغضة حين لا توجد الفاكهة عند أحد وكان زكريا يقول يامريم أني لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب

14 - ذكر عبد الرحمن ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا مالك بن إسماعيل ثنا شريك عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وجد عندها رزقا قال عنبا في مكتل في غير حينه
15 - أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل الهاشمي قال ثنا الحسين بن إسماعيل قال ثنا سعيد بن يحيى الاموي قال ثنا أبي قال ثنا

مالك بن مغول عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد في قوله تعالى وجد عندها رزقا قال
وجد فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء فذكر العنب والرمان ونحو ذلك
16 - أخبرنا علي بن محمد بن عمر قال ثنا عبد الرحمن بن ابي حاتم ثنا أبو سعيد الأشج قال ثنا أبو أسامة عن النضر عن عكرمة وجد عندها رزقا قال
فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء
17 - أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله أنا عثمان بن أحمد قال ثنا محمد بن غالب قال ثنا موسى بن مسعود قال ثنا شبل بن عباد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وجد عندها رزقا
عنبا وجده زكريا عند مريم في غير زمانه

18 - أنا علي بن محمد بن عمر ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال ثنا أبو سعيد الأشج ثنا وكيع عن أبيه عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير قال وجد عندها رزقا قال عنبا
19 - أخبرنا الحسن بن عثمان أنا محمد بن عبيدالله ثنا إسحاق بن الحسن قال ثنا حسين عن شيبان عن قتادة في قوله تعالى كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال حدثنا أنه كانت تؤتى بفاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء فعجب من ذلك زكريا
في تفسير قوله تبارك وتعالى قال الذي عنده علم من الكتاب

20 - أخبرنا محمد بن الحسين بن يعقوب المتوثي قال أنا أحمد بن خلف قال أنا محمد بن سعد حدثني أبي قال ثنا عمي عثمان بن الحسن قال حدثني أبي عن جده عطية عن ابن عباس رحمه الله في قوله تعالى يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوى أمين
قال سليمان أريد أعجل من هذا قال الذي عنده علم من الكتاب وهو رجل من الإنس وهو الذي عنده علم من الكتاب فيه اسم الله الأكبر الذي إذا دعي به أجاب قال أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك قال فدعا بالاسم وهو عنده قائم فاحتمل العرش احتمالا حتى وضع بين يدي سليمان والله صنع علم ذلك
21 - أخبرنا علي بن محمد بن عمر أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا أبو سعيد الأشج قال ثنا أحمد بن بشير عن إسماعيل عن أبي صالح قال الذي عنده علم من الكتاب قال
من الإنس والذي قال قبل أن تقوم من مقامك من الجن قال أريد أعجل من ذلك

قال فجاء به الذي عنده علم من الكتاب فقال لسليمان ارفع طرفك قال فرفع طرفه فلم يرجع اليه طرفه حتى نظر إليه بين يديه
22 - أخبرنا علي بن عمر قال ثنا عبد الرحمن قال ثنا أبو سعيد الأشج قال ثنا أبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن سعيد ابن جبير في قوله قبل أن يرتد إليك طرفك قال
لما تكلم الذي عنده علم من الكتاب دخل العرش تحت الأرض فنظر إليه سليمان قد طلع بين يديه فقال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر
23 - أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله أنا عثمان بن أحمد قال ثنا محمد بن غالب قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن

مجاهد قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك يقول من مقعدك قال الذي عنده علم من الكتاب اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب هو يا ذا الجلال والإكرام أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك إذا مد البصر حتى يرتد الطرف خاسئا
24 - وأخبرنا علي أنا عثمان ثنا محمد بن غالب قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا شبل قال
زعم ابن أبي بزة أن الذي عنده علم من الكتاب أسطوم
25 - ذكر عبدالرحمن ثنا أبو سعيد الأشج قال ثنا أبو أسامة عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس يعني قوله الذي عنده علم من الكتاب قال
آصف كاتب سليمان

26 - وروي عن محمد بن إسحاق بن يسار عن يزيد بن رومان كما مضى في الترجمة
27 - أخبرنا الحسن بن عثمان أنا محمد بن عبيد الله قال ثنا إسحاق بن الحسن قال ثنا حسين بن محمد المروزي قال ثنا شيبان عن قتادة قال أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين
قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ومقامه مجلسه الذي كان يقضي فيه لا يفرغ من قضائه حتى يأتوا به فأراد نبي الله سليمان ما هو أعجل من هذا
قال الذي عنده علم من الكتاب وكان رجلا من بني إسرائيل يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك قال وارتداد طرفه أن يبعث رجلا إلى منتهى طرفه فلا يرجع رسوله حتى يأتيه
فدعا الرجل باسم الله فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر
قال لا والله ماجلعه فخرا ولا بطرا ولا أشرا ولكن جعله شكرا وذكرا وتواضعا
28 - أخبرنا عبد الوهاب بن علي أنا يوسف بن عمر قال قرأت على محمد بن مخلد حدثكم أحمد بن الحجاج بن الصلت قال أنا شهاب

ابن عباد قال ثنا عبدة بن سليمان عن علي بن صالح قال قال رجل اللهم إني أسألك بالاسم الذي دعاك به من عنده علم من الكتاب فاستجيب له قال فتهدي البيت رطبا
سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما حدث عن من خلا من الأمم التي قبله من الكرامات
29 - أخبرنا أبو محمد كوهي بن الحسن بن يوسف الفارسي قال أنا أحمد ابن القاسم بن نصر قال ثنا أبو همام قال ثنا علي بن مسهر قال ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

بينا ثلاثة نفر فيمن كان قبلكم يمشون إذ أصابهم مطر فأووا إلى غار فانطبق عليهم
فقال بعضهم لبعض يا هؤلاء والله لا ينجيكم إلا الصدق فليدع كل رجل منكم بما يعلم الله أنه قد صدق فيه
قال أحدهم اللهم إن كنت تعلم أنه كان أجير لي عمل على فرق من أرز فذهب وتركه فزرعته فكان من أمره أني اشتريت من ذلك الفرق بقرا
ثم أتاني يطلب أجره فقلت له اعمد إلى تلك البقر فسقها
فقال إنما لي عندك فرق من أرز
فقلت اعمد إلى تلك البقر فسقها فإنها من ذلك فساقها
فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك فافرج عنا فانساحت عنهم الصخرة
وقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت آتيهم كل ليلة بلبن غنم لي فأبطأت عليهم ذات ليلة فرقدا وأهلي وعيالي يتضاغون من الجوع وكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي فكرهت أن أوقظهما من رقدتهما وكرهت أن أرجع فيستيقظا لشربتهما فلم أزل أنتظرهما حتى طلع الفجر
فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساحت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء
وقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ابنة عم من أحب الناس إلي فإني راودتها عن نفسها فأبت علي إلا أن آتيها بمائة دينار فطلبتها حتى قدرت عليها فجئت بها فدفعتها إليها فأمكنتني من نفسها

فلما قعدت بين رجليها قالت اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه فقمت عنها وتركت لها المائة دينار
فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا ففرج الله تعالى عنهم فخرجوا أخرجه البخاري ومسلم
30 - أخبرنا محمد بن الحسين الفارسي أنا أحمد بن سعيد بن عثمان الثقفي أنا محمد بن يحيى الذهلي قال ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال ثنا شعيب
وأنا عبدالرحمن بن عمر بن أحمد قال ثنا عبدالله بن أحمد ابن إسحاق المصري قال ثنا إبراهيم بن أبي داود البرلسي قال ثنا أبو اليمان قال ثنا شعيب عن الزهري قال حدثني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أهواهم المبيت إلى غار فدخلوه وانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار
قالوا إنه والله لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله تعالى بصالح أعمالكم
قال رجل منهم اللهم كان لي أبوان شيخان فكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فنأى بي طلب الشجر يوما فلم آرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فجئتهما به فوجدتهما نائمين فتحرجت أن أوقظهما وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فقمت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت انفراجا لا يستطيعون الخروج منه

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال الآخر اللهم كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي فأردتها عن نفسها فامتنعت مني حتى أجحفت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت لي لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها
اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال الثالث اللهم إني استأجرت أجراء فأعيطيتهم أجورهم غير رجل واحد منهم ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين فقال يا عبد الله أد إلي أجري قلت له كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق قال يا عبد الله لا تستزئ بي فقلت لا أستهزئ بك فاحرز ذلك كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا
اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا من الغار يمشون
أخرجاه جميعا من حديث أبي اليمان

31 - أخبرنا أحمد بن عبيد أنا علي بن عبد الله قال ثنا أحمد بن سنان قال ثنا يزيد بن هارون
32 - وأنا أحمد بن الفرج بن منصور قال ثنا عبد الله بن أحمد بن ثابت قال ثنا يعقوب الدورقي قال ثنا يزيد بن هارون قال أنا عبدالعزيز الماجشون عن وهب بن كيسان عن عبيد بن عمير الليثي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال
بينما رجل بأرض فلاة فسمع صوتا في سحابة اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فانتهى إلى الحرة فإذا هي أذناب شراج وإذا شرجه من تلك الشراج قد استوعبت الماء
فتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقة يحول الماء بمسحاته فقال له يا عبد الله ما اسمك قال فلان الاسم الذي سمع في السحابة فقال له يا عبد الله لم سألتني عن اسمي إني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسق حديقة فلان باسمك فما تصنع فيها قال ان قلت هذا فإني أنظر إلى ما خرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثه وأرد فيها ثلثه لفظ يعقوب أخرجه مسلم
33 - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد وعبيد الله بن أحمد بن علي المقرىء قالا أنا الحسين بن يحيى بن عياش قال ثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال ثنا سعيد بن سليمان قال ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال ثنا أبو رافع عن أبي هريرة
34 - وأنا الحسن بن عثمان قال ثنا أحمد بن يوسف قال ثنا الحارث بن محمد قال ثنا أبو النضر قال ثنا سليمان عن حميد عن أبي رافع عن أبي هريرة قال
كان جريج يتعبد في صومعته فأتته أمه فقالت يا جريج أنا

أمك كلمني
قال أبو رافع قال أبو هريرة فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يصف لنا صفتها فقالت هكذا وضعت يدها على وجهها أنا أمك كلمني فصادفته يصلي
فقال اللهم أمي وصلاتي فاختار صلاته
ثم جاءته الثانية فقالت يا جريج أنا أمك كلمني فصادفته يصلي
فقالت اللهم هذا جريج وإنه ابني وإني قد كلمته فلم يكلمني اللهم لا تمته حتى نزيه المومسات
قال ولو دعت عليه أن يفتن لافتتن
قال وكان راعي ضأن يأوي إلى دير فخرجت امرأة من القرية فوقع عليها فحملت فولدت غلاما فقيل لها ممن هذا قالت من صاحب الصومعة
قال فأقبلوا إليه بفئوسهم ومساحيهم فصوتوا به فصادفوه يصلي فلم يكلمهم فأخذوا يهدمون ديره فلما رأى ذلك نزل إليهم فقالوا له سل هذه قال فتبسم ثم مسح رأس الصبي فقال من أبوك فقال أبي راعي الضأن
فلما سمعوا ذلك منه قالوا نبني لك ما هدمنا بالذهب والفضة قال لا ولكن أعيدوه ترابا ثم علاه واللفظ لحديث أبي النضر أخرجه مسلم
35 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قال ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد قال ثنا عيسى بن إبراهيم وأحمد بن عبد الرحمن

القرشي قالا ثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني جرير بن حازم عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
لم يكذب إبراهيم عليه السلام قط إلا ثلاث كذبات
اثنتين في ذات الله عز و جل قوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا
وواحدة في شأن سارة فإنه قدم أرض جبار ومعه سارة وكانت من أحسن الناس فقال لها إن هذا الجبار إن يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك فإن سألك فأخبريه أنك أختي وإنك أختي في الإسلام فإني لا أعلم اليوم مسلما غيري وغيرك فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار فأتاه فقال لقد دخل أرضك امرأة لا ينبغي لها أن تكون إلا لك فأرسل إليها فأتي بها وقام إبراهيم عليه السلام إلى الصلاة
فلما أن دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها وتقبضت يده قبضة شديدة فقال لها سلي الله أن يطلق يدي ولا أضرك ففعلت فانطلقت يده فعاد فقبضت يده أشد من القبضة الأولى
فقال لها سلي الله ان يطلق يدي ولا أضرك
فعاد فقبضت يده أشد من القبضتين الأوليين
فقال سلي الله أن يطلق يدي ولك الله علي أن لا أضرك ففعلت فانطلقت يده فدعا الذي جاء بها فقال له إنك إنما أتيتني بشيطان ولم تأتني بإنسان فلما رآها إبراهيم قال لهم مهيم قالت خير كف الله يد الفاجر وأخدمني هاجر
قال أبو هريرة فتلك أمكم يا بني ماء السماء أخرجه البخاري ومسلم

36 - أخبرنا أحمد بن عبيد أنا علي بن عبد الله بن مبشر قال ثنا أحمد بن سنان قال أنا يزيد بن هارون أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
تحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج
قال بينا رجل يسوق بقرة له فأعيا فركبها فالتفتت إليه فقالت إني لم أخلق لهذا إنما خلقت لحراثة الأرض
فقال من حول رسول الله صلى الله عليه و سلم سبحان الله سبحان الله
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فإني آمنت به وأبو بكر وعمر وليسا في المجلس
فقال من حول رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنا آمنا بما آمن به رسول الله صلى الله عليه و سلم
وقال بينا رجل يسوق غنما له عدا الذئب على شاة منها فأخذها فاتبعه فطلبه فالتفت الذئب فقال من لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري
فقال من حول رسول الله صلى الله عليه و سلم سبحان الله سبحان الله
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فإني آمنت به وأبو بكر وعمر وليسا في المجلس
فقال القوم فإنا آمنا بما آمن به رسول الله صلى الله عليه و سلم
أخرجه البخاري ومسلم من حديث سعد بن إبراهيم وأبي الزناد عن أبي سلمة وليس في حديثهما في بني إسرائيل
37 - أنا علي بن محمد بن عمر أنا أحمد بن خالد الحروري قال ثنا محمد ابن حميد قال ثنا يعقوب عن جعفر عن إسماعيل السدي قال

كان في بني اسرائيل ملك وكان في زمانه رجل قد أعطي الاسم الأكبر فطلبه الملك فاختفى منه الرجل حتى آذى في سببه أناسا فدخل عليه رجل
فقال ايها الرجل إن هذا الملك قد آذانا في سببك فاخرج إليه فخرج إليه فقال أنت صاحب الاسم الأكبر قال علمنيه
قال ادع لي بثور لم يعتمل عليه
قال فأتي بثور أحمر مجرم لا يقدر أحد على أن يدنو منه
قال فقام إليه الرجل صاحب الاسم الأكبر فتكلم في أذنه بشيء فتساقط الثور جمرا
فقال للملك لتنتهين عن بني إسرائيل وما نفعل بهم وإلا نزل بك ما نزل بالثور فكف عن بني إسرائيل
38 - أخبرنا أحمد بن عبيد قال أنا محمد بن الحسين الزعفراني قال ثنا أحمد بن زهير قال ثنا أبي قال ثنا عمرو بن عاصم ثنا همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة أن أبا هريرة حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
إن ثلاثة من بني إسرائيل أبرص واقرع وأعمى أراد الله تعالى أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا
فأتى الأبرص فقال أي شيء أحب إليك قال لون حسن وجلد حسن قد قذرني الناس قال فمسحه فذهب عنه وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا
قال أي المال أحب إليك قال الإبل أو قال البقر شك ابن أبي طلحة إلا أن الأبرص أوالأقرع قال أحدهماالإبل وقال الآخر البقر فأعطي ناقة عشراء قال فقال يبارك لك فيها

فأتى الأقرع فقال أي شيء أحب إليك فقال شعر حسن ويذهب عني هذا قد قذرني الناس فمسحه فذهب عنه وأعطى شعرا حسنا قال فأي المال أحب إليك قال البقر قال فأعطي بقرة حاملا وقال يبارك لك فيها
ثم أتى الأعمى فقال أي شيء أحب إليك قال أن يرد الله بصري فأبصر به الناس فمسحه فرد الله إليه بصره
قال فأي المال أحب إليك قال الغنم قال فأعطي شاة والدا فأنتج هذان وولد هذا فكان لهذا واد من الإبل ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم
ثم أتى الأبرص في صورته وهيئته وقال رجل مسكين قد تقطعت بي الحبال فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ عليه في سفري
قال إن الحقوق كثيرة قال كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فتبرأ فأعطاك الله تعالى قال لقد ورثت هذا المال كابرا عن كابر قال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت
وأتى الأقرع في صورته فقال له مثل ذلك فرد عليه مثل ما رد عليه هذا
ثم أتى الأعمى في صورته وهيئته فقال رجل مسكين وابن سبيل تقطعت بي الحبال في سفري
قال كنت أعمى فرد الله إلي بصري وفقيرا فأغناني فخذ ما شئت فوالله لا أمنعك اليوم شيئا أخذته لله عز و جل
قال امسك مالك إنما ابتليتم قد رضي الله عنك لا أسألك اليوم شيئا وسخط على صاحبيك أخرجه البخاري ومسلم
39 - أخبرنا الحسن بن محمد بن أحمد البلخي قال ثنا أحمد بن الخليل قال

ثنا يونس بن محمد ثنا الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة
40 - وأنا محمد بن علي بن النضر قال أنا محمد بن جعفر المقري قال ثنا صالح بن محمد الرازي قال ثنا عاصم بن علي قال ثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
أن رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني اسرائيل أن يسلفه ألف دينار فقال ائتني بشهداء أشهدهم
فقال كفى بالله شهيدا
فقال ائتني بكفيل
فقال كفى بالله كفيلا
قال صدقت فدفعها إليه إلى اجل مسمى
فخرج في البحر فقضى حاجته ثم التمس مركبا يقدم عليه لأجله الذي أجله فلم يجد مركبا فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها الدنانير وصحيفة منه إلى صاحبه
ثم سد موضعها ثم أتى بها البحر فقال اللهم إنك تعلم أني تسلفت من فلان ألف دينارفسألني كفيلا فقلت كفى بالله كفيلا ورضي بك وسألني شهودا فرضي بك وإني قد جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلم أجد مركبا وإني أستودعكها
فرمى بها في البحر حتى ولجت ثم انصرف وهو في ذلك يطلب مركبا يخرج إلى بلده
فخرج الرجل الذي كان أسلفه رجاء أن يكون مركب قد جاء بماله فإذا تلك الخشبة التي فيها المال فأخذها لأهله حطبا فلما كسرها وجد المال والصحيفة ثم قدم الذي كان تسلف منه فأتاه بألف دينار ثم قال والله مازلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي جئت فيه

فقال له هل كنت بعثت إلي بشىء
قال إني أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه
قال إن الله قد أدى عنك الذي بعثت به في الخشبة فانصرف بمالك راشدا
استشهد به البخاري قال الليث حدثني جعفر بن ربيعة
سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم في تعظيم أولياء الله عز و جل وما أعطاه الله في أمته من ظهور الكرامات في حياته وأخبر عنهم بعد موته من بداية الآيات
41 - اخبرنا محمد بن عثمان بن محمد البصري قال ثنا أبو صالح عبد الرحمن ابن سعيد بن هارون الأصبهاني قال أنا عقيل بن يحيى قال ثنا أبو داود قال وثنا ابن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
قد كان فيمن خلا من الأمم ناس محدثون فإن يكن في أمتي منهم أحد فهو عمر بن الخطاب أخرجه البخاري

42 - أخبرنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن قال أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال ثنا أبو سعيد الأشج قال ثنا أبو خالد عن ابن عجلان عن سعيد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
قد كان في الأمم محدثون فإن كان في أمتي فعمر أخرجه مسلم
43 - أخبرنا عبد الله بن مسلم بن يحيى وعمر بن زكار قالا أنا الحسين ابن إسماعيل ثنا محمد بن علي بن بركة قال ثنا خالد بن مخلد قال حدثني سليمان بن بلال حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إن الله تبارك وتعالى يقول من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب أخرجه البخاري عن محمد بن عثمان

44 - أخبرنا علي بن محمد بن عمر أنا أحمد بن خالد الحزوري قال ثنا محمد بن حميد قال ثنا يعقوب يعني ابن عبد الله الأشعري القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال
أقحط الناس في زمن ملك من ملوك بني إسرائيل ثلاث سنين فقال الملك ليرسلن السماء علينا أو لنؤذينه
فقال له جلساؤه كيف تقدر على أن تؤذيه أو تغيظه وهو في السماء
قال أقتل أولياءه من أهل الأرض فيكون ذلك أذى له
قال فأرسل السماء عليهم

45 - أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد قال ثنا جعفر بن محمد بن نصير قال ثنا أحمد بن محمد بن مسروق قال ثنا محمد بن الحسين البرجلاني قال سمعت الحسن بن الربيع قال سمعت ابن المبارك بالمصيصة وذكر علي بن الفضيل فجعل يذكر مناقبه قال فسأله رجل عن حديث فقال دعنا فإن محمد بن النضر الحارثي كان يقول عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة

سياق ما شوهد في أيام النبي صلى الله عليه و سلم من أصحابه من كرامات أسيد بن حضير وعباد بن بشر
46 - أخبرنا عيسى بن علي قال أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال ثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة قال ثنا حماد بن سلمة
47 - وأنا أحمد بن عبيد أنا علي بن عبد الله بن مبشر قال ثنا أحمد بن سنان قال ثنا بهز بن أسد قال ثنا حماد بن سلمة قال أنا ثابت عن أنس

أن أسيد بن حضير وعباد بن بشر كانا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم في ليلة ظلماء حندس فلما خرجا أضاءت عصا أحدهما فجعلا يمشيان بضوئها فلما تفرقا أضاءت عصا الآخر
واللفظ لحديث بهز صحيح على شرط مسلم استشهد به البخاري
48 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن القاسم وعلي بن محمد بن عبد الله قالا أنا إسماعيل بن محمد قال ثنا أحمد بن منصور قال ثنا عبد الرزاق قال أنا معمر عن ثابت بن أنس
أن أسيد بن حضير الأنصاري ورجلا آخر من الأنصار تحدثا عند النبي صلى الله عليه و سلم في حاجة لهما حتى ذهب من الليل ساعة وليلة شديدة الظلمة ثم خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ينقلبان وبيد كل واحد منهما عصية فأضاءت عصا أحدهما لهما حتى مشيا في ضوئها حتى إذا افترقت لهما الطريق أضاءت للآخر عصاه فمشى كل واحد مهما في ضوء عصاه حتى بلغ أهله

49 - أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل الهاشمي وعمر بن زكار وعبيد الله المقرئ قالوا أنا الحسين بن إسماعيل قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا حبان عن همام عن قتادة عن أنس
أن رجلين خرجا من عند النبي صلى الله عليه و سلم في ليلة مظلمة فإذا نور بين أيديهما حتى تفرقا فتفرق النور معهما واللفظ لحديث عمر بن زكار أخرجه البخاري عن علي بن مسلم
50 - أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب أنا محمد بن هارون الروياني قال ثنا محمد بن بشار قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء
51 - وأخبرنا أحمد بن عبيد أنا علي بن عبدالله بن مبشر قال ثنا أحمد بن سنان قال ثنا وهب بن جرير قال ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن

البراء قال
قرأ رجل سورة الكهف وفي الدار دابة فجعلت تنفر فنظر فإذا ضبابة أو سحابة قد غشيته فذكر ذلك للنبي صلى الله علي وسلم فقال
اقرأ فلان فإنها السكينة نزلت عند القرآن أو نزلت للقرآن أخرجه البخاري ومسلم
52 - أنا عبدالله بن إبراهيم الرياحي قال ثنا أحمد بن يوسف قال ثنا أحمد ابن إبراهيم قال ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال حدثني الليث عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن عبد الله بن جناب عن أبي سعيد الخدري
عن أسيد بن حضير أنه كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن
قال فقرأت ليلة سورة البقرة وفرس لي مربوط ويحيى ابني مضطجع قريب منه فجالت جولة فقمت مالي هم إلا ابني يحيى فسكنت الفرس ثم قرأت فجالت الفرس فقمت ليس لي هم إلا ابني
ثم قرأت فجالت فرفعت رأسي فإذا بشيء كهيئة الظلة فيها المصابيح تقبل من السماء فهالني فسكت
فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته فقال اقرأ أبا يحيى
فقلت قد قرأت فجالت الفرس فقمت ليس لي هم إلا ابني يحيى
فقال اقرأ ابا يحيى فقلت قد قرأت فجالت الفرس فقمت ليس لي هم إلا ابني يحيى
فقال اقرأ يا ابن حضير
فقلت قد قرأت يا رسول الله فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها مصابيح فهالني

فقال تلك الملائكة دنوا لصوتك ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم استشهد به البخاري
53 - أخبرنا محمد بن الحسين الفارسي أنا أحمد بن سعيد الثقفي قال ثنا محمد بن يحيى الذهلي قال أنا عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي عن أبي هريرة قال
بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت وهو جد عاصم بن عمر
فانطلقوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق بين عسفان ومكة نزولا ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فتبعوهم يقرب من مائة رجل رام فاقتفوا آثارهم حتى نزلوا منزلا نزلوه فوجدوا فيه تمرا تزودوه من تمر المدينة فقالوا هذا من تمر يثرب فاتبعوا آثارهم حتى لحقوهم فلما رآهم عاصم بن ثابت وأصحابه لجأوا إلى فدفد وجاء القوم فأحاطوا بهم فقالوا لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا لا نقتل منكم رجلا
فقال عاصم أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر اللهم أخبر عنا رسولك
فقاتلوهم فرموهم حتى قتلوا عاصما في سبعة نفر فنزل إليهم ثلاثة رهط وبقي خبيب وزيد ورجل آخر فأعطوهم العهد والميثاق فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار قسيهم فربطوهم بها
فقال الرجل الثالث الذي معهما هذا أول الغدر فأبى أن يصحبهم فجرجروه فأبى أن يتبعهم فضربوا عنقه

وانطلقوا بخبيب وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة فاشترى خبيبا بنو الحارث بن نوفل وكان قتل الحارث يوم بدر فمكث عندهم أسيرا حتى إذا أجمعوا على قتله استعار موسى من إحدى بنات الحارث يستحد بها فأعارته
قالت فغفلت عن صبي لي فدرج إليه
قالت فأخذه فوضعه على فخذه فلما رأيته فزعت فزعا عرفه في والموسى في يده فقال أتخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك إن شاء الله
قال فكانت تقول ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة ثمرة وإنه لموثق في الحديد وما كان إلا رزقا رزقه الله إياه
قال ثم خرجوا به من الحرم ليقتلوه
فقال دعوني أصلي ركعتين قال فصلى ركعتين ثم قال لولا أن تروا أن ما بي جزع من الموت لزدت
قال وكان أول من سن الركعتين عند القتل
ثم قال اللهم أحصهم عددا ثم أنشد ... ما أبالي حين أقتل مسلما ... على أي شق كان في الله مصرعي ... وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع ...
ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله
قال وبعثت قريش إلى عاصم ليؤتوا بشيء من جسده يعرفونه وكان قتل عظيما من عظمائهم يوم بدر فبعث الله تعالى عليه مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم فلم يقدروا على شيء منه أخرجه البخاري من حديث هشام عن معمر
54 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الهيثم الأنباري قال أنا إسماعيل بن محمد قال أنا احمد بن منصور قال ثنا عبد الرزاق قال أنا معمر عن

قتادة عن أنس قال قال أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم
يا رسول الله إنا إذا كنا عندك رأينا من أنفسنا ما نحب فإذا رجعنا إلى أهلنا فخالطناهم أنكرنا أنفسنا فقال النبي صلى الله عليه و سلم لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الخلا لصافحتكم الملائكة حتى تظلكم بأجنحتها عيانا
قال عبد الرزاق قال هو أو غيره ساعة وساعة

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم في صفة أولياء الله الذين يكونون من بعده ومن عرفهم من أصحابه وتابعيه بنعته لهم وصفته إياهم منهم اويس القرني
55 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن القاسم وعبيد الله بن عثمان بن علي قالا أنا الحسين بن إسماعيل قال ثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي قال

ثنا معاذ بن هشام ثنا أبي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أسير بن جابر قال
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتت عليه أمداد اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس
فقال أنت أويس بن عامر قال نعم
قال من مراد قال نعم
قال ثم من قرن قال نعم
قال ألك والدة أنت بها بر قال نعم
قال وكان بك وضح فبرئت منه إلا موضع الدرهم قال نعم
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يأتي عليك أويس بن عامر مع أمداد اليمن ثم من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة وهو بها بر لو أقسم على الله تعالى لأبره فإن استعطت أن يستغفر لك فافعل فاستغفر لي نا سعيد به إلى ههنا اتفقا
زاد ابن القاسم في حديثه قال أين تريد قال الكوفة قال ألا أكتب لك إلى عاملها فيستوصي بك قال لأن أكون في غبرات الناس أحب إلي
قال فلما كان العام المقبل حج رجل من أشرافهم فقال له عمر كيف تركت أويسا
قال رث البيت قليل المتاع
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يأتي عليك أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن له والدة وهو بها بر وكان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فلما قدم الرجل الكوفة أتى أويسا فقال استغفر لي فقال أنت أحدث عهدا بسفر صالح فاستغفر لي قال لقيت عمر قال نعم قال فاستغفر له قال ففطن له الناس فانطلق على وجهه حتى أتى الجزيرة فمات بها

قال أسير وكسوته بردا فكان كلما رآه عليه إنسان قال من أين لأويس هذا أخرجه مسلم عن بندار ومحمد بن المثنى
56 - أخبرنا محمد بن عبيد الله بن القاسم قال ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال ثنا جرير قال حدثني محمد بن أبي عتاب قال ثنا عبد الله ابن صالح قال حدثني الليث قال حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
ليشفعن رجل من أمتي في أكثر من مضر قالها الثانية فقال أبو بكر يا رسول الله إن تميما من مضر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليشفعن رجل من أمتي لأكثر من بني تميم ومن مضر وإنه أويس القرني

57 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن أنا عبد الله بن محمد البغوي قال ثنا أبو روح محمد بن زياد قال ثنا أبو شهاب عن يونس بن عبيد الله عن الحسن قال
يخرج من النار بشفاعة رجل ليس بنبي أكثر من ربيعة ومضر
قال أبو روح حدثنا فضيل بن هشام عن الحسن قال هو أويس

58 - أخبرنا أحمد ثنا علي ثنا أحمد ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا شريك عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال
نادى مناد يوم صفين أفيكم أويس القرني قيل نعم فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن من خير التابعين بإحسان أويسا القرني قال ثم دخل معهم

59 - أخبرنا محمد أنا محمد بن أحمد ثنا جدي يعقوب قال ثنا أبو نعيم الفضل ابن دكين قال ثنا شريك عن يزيد بن أبي زياد عن ابن ابي ليلى قال
نادى مناد يوم صفين فيكم أويس القرني
قال نعم فضرب دابته فدخل فيهم ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
من خير التابعين أويس القرني
60 - أخبرنا أحمد بن عبيد أنا علي بن عبد الله بن مبشر قال ثنا أحمد ابن سنان قال ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال ثنا سليمان بن المغيرة قال حدثني سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن جابر قال
كان محدث بالكوفة يحدثنا فإذا فرغ قال تفرقوا ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحد يتكلم بكلامه فأحببته ففقدته فقلت لأصحابي هل تعرفون رجلا كان يجالسنا كذا وكذا

فقال رجل من القوم أنا أعرفه ذاك أويس القرني
قلت فتعلم منزله
قال نعم
قال فانطلقت معه فجعلت أبتغيه حتى ضربت حجرته فخرج إلي قال فقلت يا أخي ما حبسك عنا
قال العري وكان أصحابنا يسخرون منه ويؤذونه
قال قلت خذ هذا البرد فالبسه
قال لا تفعل فإنهم إذا يؤذوني إذا رأوه علي
قال فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم قالوا من ترون خدع عن برده هذا
قال فجاء فوضعه قال أترى
قال أسير فأتيت المجلس فقلت ما تريدون من هذا الرجل قد آذيتم الرجل يعرى مرة ويكتسي مرة فأخذتهم بلساني أخذا شديدا
قال فقضي أن اهل الكوفة وفدوا إلى عمر فوفد رجل معهم كان يسخر به
فقال عمر هل ها هنا أحد من القرنيين
قال فجاء ذلك الرجل
قال فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع غير أم له قد كان به بياض فدعا الله عز و جل فأذهبه عنه إلا موضع الدينار أو الدرهم فمن لقيه منكم فأمروه أن يستغفر لكم

قال فقدم علينا قال قلت من أين قال من اليمن
قال قلت ما اسمك قال أويس
قال فمن تركت قال أما لي
قال أكان بك وضح فدعوت الله فأذهب به عنك قال نعم
قال استغفر لي قال أويستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين قال فاستغفر له
قال قلت أنت أخي لا تفارقني قال فانملس مني فأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة
قال فجعل ذاك الذي كان يسخر به ويحقره يقول ما هو فينا وما نعرفه قال عمر بلى إنه رجل كذا وكذا كأنه يضع شأنه
قال فينا يا أمير المؤمنين رجل يقال له أويس نسخر به قال أدركه ولا أراك تدركه قال فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله قال له أويس ما هذا بعادتك فما بدا لك
قال سمعت عمر يقول كذا وكذا استغفر لي يا أويس قال لا أفعل حتى تجعل لي عليك أن لا تسخر بي فيما بعد ولا أن تذكر الذي سمعته من عمر إلى أحد
قال فاستغفر له
قال أسير فما لبثنا أن فشا أمره بالكوفة قال أسير فأتيته فدخلت عليه فقلت يا أخي ألا أراك العجب ونحن لا نشعر قال فما كان في هذا ما أتبلغ به في الناس وما يجزى كل عبد إلا بعمله
قال ثم انملس منهم فذهب
أخرجه مسلم عن زهير عن أبي النضر

61 - أخبرنا محمد أنا محمد قال حدثني جدي قال ثنا عبد الله بن عيسى قال ثنا عبيد الله بن شميط عن أبيه عن أسلم العجلي يقول حدثني أبو الضحاك الجرمي عن هرم بن حيان العبدي قال قدمت الكوفة فلم يكن لي هم إلا أويس القرني أطلبه وأسأل عنه حتى سقطت عليه جالسا وحده على شاطئ الفرات نصف النهار يتوضأ ويغسل ثوبه فعرفته بالنعت الذي نعت لي فإذا رجل آدم لحيم شديد الأدمة أشعر محلوق الرأس كث اللحية عليه إزار من صوف ورداء من صوف بغير حذاء كريه الوجه مهيب المنظر جدا فسلمت عليه فرد

علي ونظر إلي فقال حياك الله من رجل ومددت يدي إليه لأصافحه فأبى أن يصافحني فقال هكذا وأنت فحياك الله
فقلت رحمك الله يا أويس وغفر لك كيف أنت رحمك الله ثم خنقتني العبرة من حبي إياه ورقتي إذ رأيت من حاله ما رأيت حتى بكيت فبكى ثم قال وأنت رحمك الله يا هرم بن حيان وغفر لك كيف أنت يا أخي من دلك علي
قال قلت الله قال لا إله إلا الله سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا حين سماني وعرفني
قال لا والله ما رأيته قط ولا رآني قلت من أين عرفتني وعرفت اسمي واسم أبي والله ما رأيتك قط قبل اليوم قال نبأني العليم الخبير عرفت روحي روحك حيث كلمت نفسي نفسك إن الأرواح لها أنفس كأنفس الأحياء إن المؤمنين يعرف بعضهم بعضا ويتحابون بروح الله عز و جل وإن لم يلتقوا ويتعارفوا ويتكلموا وإن نأت بهم الديار وتفرقت بهم المنازل
قال قلت حدثني عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بحديث أحفظه عنك
قال إني لم أدرك رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يكن لي معه صحبة ولكن قد رأيت رجالا قد رأوه وقد بلغني من حديثه كبعض ما بلغكم ولم أحب أن أفتح هذا الباب على نفسي ولا أحب أن أكون محدثا أو قاضيا أو مفتيا في النفس شغل عن الناس
يا هرم بن حيان قال قلت يا أخي اقرأ علي آيات من كتاب الله عز و جل أسمعهن منك فإني أحبك في الله حبا شديدا وادع لي بدعوات وأوصني بوصية أحفظها عنك
قال فقام فأخذ بيدي على شاطيء الفرات ثم قال أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم قال ثم

شهق شهقة ثم بكى مكانه ثم قال قال ربي وأحق القول قول ربي وأصدق الحديث حديثه وأحسن الكلام كلامه وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق حتى بلغ إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم ثم شهق شهقة ثم سكت
فنظرت إليه وأنا أحسبه قد غشي عليه ثم قال يا هرم بن حيان مات أبوك ويوشك أن تموت ومات أبو حيان فإما إلى جنة وإما إلى نار ومات آدم وماتت حواء يا ابن حيان ومات نوح وإبراهيم خليل الرحمن يا ابن حيان ومات موسى نجي الرحمن يا ابن حيان داود خليفة الرحمن ومات محمد صلى الله عليه و سلم رسول الرحمن ومات أبو بكر خليفة المسلمين يا ابن حيان ومات أخي وصديقي وصفيي عمر ابن الخطاب ثم قال واعمراه رحمك الله يا عمر وعمر يومئذ حي وذلك في آخر خلافته قال
قلت رحمك الله إن عمر لم يمت بعد قال بلى إن ربي قد نعاه إلي إن كنت تفهم فقد علمت ما قلت وأنا وأنت في الموتى وقد كان صلى على النبي صلى الله عليه و سلم ودعا بدعوات خفاف ثم قال هذه وصيتي إياك يا هرم بن حيان كتاب الله عز و جل واللقاء بالصالحين من المؤمنين نعيت إلي نفسي ونفسك فعليك بذكر الموت لا يفارقن قلبك طرفة عين وأنذر قومك إذا رجعت إليهم وانصح لأهل ملتك جميعا واكدح لنفسك وإياك أن تفارق الجماعة فتفارق دينك وأنت لا تعلم فتدخل النار يوم القيامة يا هرم بن حيان
قال ثم قال اللهم إن هذا يزعم أنه يحبني فيك وزارني من أجلك اللهم عرفني وجهه في الجنة وأدخله علي زائرا في دارك دار السلام واحفظه ما دامت الدنيا حيثما كان وضم عليه ضيعته ورضه من الدنيا باليسر وما أعطيته من الدنيا فيسره له واجعله لما تعطيه من عمل من الشاكرين واجزه خير الجزاء

أستودعك الله يا هرم بن حيان والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ثم قال لا أراك بعد اليوم رحمك الله فإني أكره الشهرة والوحدة أحب إلي لأني شديد الغم كثير الهم ما دمت مع هؤلاء الناس حيا في الدنيا ولا تسأل عني ولا تطلبني واعلم أنك مني على بال وإن لم ترن فاذكرني وادع لي فإني سأذكرك وأدعو لك إن شاء الله انطلق ههنا حتى آخذ ههنا
قال فحرصت عليه أن أمشي معه ساعة فأبى علي ففارقته يبكي وأبكي قال فجعلت أنظر في قفاه حتى دخل في بعض السكك فكم طلبته بعد ذلك وسألت عنه فما وجدت أحدا يخبرني عنه بشيء فC وما أتت علي جمعة إلا وأنا أراه في منامي مرة أو مرتين أو كما قال
سياق ما روي عن الصحابة في إكرام الله عز و جل إياهم وظهور الآيات منهم فمنها ما نقل عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
62 - أخبرنا أحمد بن إبراهيم العبقسي أنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله ثنا سعيد ابن عبد الرحمن قال ثنا سفيان عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة
أن أباها نحلها جذاذ عشرين وسقا من ماله فلما حضرته الوفاة جلس فتشهد وحمد الله تعالى وأثنى عليه
وقال أما بعد يا بنية فإن أحب الناس إلي غنى بعدي لأنت وإن أعز الناس علي فقرا بعدي أنت وإني كنت نحلتك جذاذ عشرين وسقا من مالي فوددت أنك كنت جذذتيه وحزتيه وإنما هو مال الوارث وإنما هما أخواك وأختاك

قلت هذا أخواي فمن أختاي قال ذو بطن بنت خارجة فإني أظنها جارية
قالت لو كان ما بين كذا إلى كذا لرددته
63 - أخبرنا محمد بن الحسين الفارسي أنا أحمد بن سعيد الثفقي قال ثنا محمد بن يحيى الباهلي قال ثنا بشر بن عمر ثنا مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أنها قالت
إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه نحلها جذاذ عشرين وسقا من ماله بالغابة فلما حضرته الوفاة قال والله يا بنية ما من الناس أحب إلي غنى بعدي منك ولا أعز علي فقرا منك إني كنت نحلتك جذاذ عشرين وسقا فلو كنت جذذتيه واحتزتيه كان لك وإنما هو اليوم مال وارث وإنما هما أخواك وأختاك فاقتسموه على كتاب الله عز و جل قالت عائشة يا أبة لو كان كذا وكذا لتركته إنما هي أسماء فمن الأخرى فقال أبو بكر ذو بطن بنت خارجة أراها جارية
قال الشيخ الحافظ المصنف هذه كانت زوجة أبي بكر وهي حبيبة بنت خارجة بن زيد من بني زهير من بني الحارث بن الخزرج وكانت حاملا حين توفي أبو بكر رضي الله عنه فولدت بعده أم كلثوم فتزوجها طلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم فصدق الله ظن أبي بكر

الصديق رضي الله عنه بما قاله وجعل ذلك كرامة له فيما أخبر به قبل ولادتها وأنها أنثى وليست بذكر
سياق ما روي من كرامات أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه وما أظهر الله تبارك وتعالى على يديه من الآيات
64 - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد قال ثنا الحسين بن إسماعيل قال ثنا يوسف بن موسى قال ثنا جرير عن بيان عن الشعبي قال قال علي رضي الله عنه كنا نحدث أن السكينة تنطق على لسان عمر وقلبه

65 - أخبرنا محمد بن رزق الله قال أنا أحمد بن سلمان قال ثنا الحسن بن علي قال ثنا أحمد بن عمرو بن السرح قال ثنا ابن وهب عن عمر ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر أن سالم بن عبد الله بن عمر حدثه عن عبد الله بن عمر قال
ما سمعت عمر يقول لشيء قط إني لأظن كذا وكذا إلا كان ما يظن أخرجه البخاري
66 - أنا محمد بن أبي بكر قال ثنا محمد بن مخلد قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله بن صالح حدثني ابن لهيعة عن قيس بن حجاج عمن حدثه قال
لما فتحت مصر أتى أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل بؤونة من أشهر العجم فقالوا أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها
فقال وما ذاك قالوا إذا كان ثنتا عشرة ليلة خلون من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون ثم ألقيناها في هذا النيل

فقال له عمرو إن هذا مما لا يكون في الإسلام إن الإسلام يهدم ما قبله
قال فأقاموا بؤونة وأبيب ومسرى والنيل لا يجري قليلا ولا كثيرا حتى هموا بالجلاء فلما رأى ذلك عمرو كتب بذلك إلى عمر بن الخطاب فكتب إنك قد أصبت بالذي فعلت وإن الإسلام يهدم ما قبله وإني قد بعثت إليك ببطاقة داخل كتابي هذا فألقها في النيل
فلما قدم كتاب عمر إلى عمرو أخذ البطاقة ففتحها فإذا فيها من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر أما بعد فإن كنت إنما تجري من قبلك فلا تجر وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك
قال فألقى البطاقة في النيل فلما ألقى البطاقة أصبحوا يوم السبت وقد أجراه الله تعالى ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة وقطع الله تعالى تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم
67 - أخبرنا عبد الوهاب بن علي أنا عمر بن أحمد قال ثنا عبد الله بن سليمان قال ثنا أيوب بن محمد الوزان قال ثنا خطاب بن سلمة الموصلي قال ثنا عمرو بن أزهر عن مالك عن نافع عن ابن عمر
أن عمر رضي الله عنه خطب يوما بالمدينة فقال يا سارية بن زنيم الجبل من استرعى الذئب فقد ظلم
قال فقيل له تذكر سارية وسارية بالعراق

فقال الناس لعلي أما سمعت عمر يقول يا سارية وهو يخطب على المنبر
فقال ويحكم دعوا عمر فإنه ما دخل في شيء إلا خرج منه فلم يلبث إلا يسيرا حتى قدم سارية فقال سمعت صوت عمر فصعدت الجبل
68 - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد قال أنا محمد بن إسماعيل الفارسي قال ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة قال ثنا أبو المغيرة قال ثنا جرير قال حدثني عبد الرحمن بن ميسرة قال سمعت أبا عذبة يحدث قال
حججت في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقدمت المدينة في أربعة نفر من أهل الشام لم يقدم أحد قبلنا فبينا نحن في المسجد إذ خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد كان جاءه رجل من أهل العراق فأخبره أنهم عصوا أميرهم وقد كان عمر ذاك من أمام فخرج عمر إلى الصلاة فصلى بالناس فلما فرغ أقبل على الناس فقال هل من أهل الشام أحد فقام رجل ثم قام آخر إلا أهل العراق فإن الشيطان قد باض فيهم وفرخ اللهم إنهم قد على عليهم وعجل عليهم بالغلام الثقفي حتى يحكم فيهم بحكم الجاهلية لا يقبل من محسنهم ولا يتجاوز عن مسيئهم
قال المصنف الغلام الثقفي يعني به الحجاج بن يوسف

69 - أخبرنا علي بن محمد أنا الحسين ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو بكر السلمي ثنا عطاء بن مسلم عن العمري عن خوات بن جبير قال
أصاب الناس قحط شديد على عهد عمر فخرج عمر بالناس فصلى بهم ركعتين وخالف بين طرفي ردائه فجعل اليمين على اليسار واليسار على اليمين ثم بسط يديه فقال اللهم إنا نستغفرك ونستسقيك فما برح مكانه حتى مطروا

فبينما هم كذلك إذا أعراب قد قدموا فأتوا عمر فقالوا يا أمير المؤمنين بينما نحن في بوادينا في يوم كذا وكذا إذ أظلنا غمام فسمعنا فيها صوتا أتاك الغوث أبا حفص أتاك الغوث أبا حفص
سياق ما روي من كرامات أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه
70 - أخبرنا محمد بن الحسين الفارسي بآمل قال ثنا الحسين بن إسماعيل قال ثنا المخرمي هو محمد بن عبد الله قال ثنا ابن مهدي قال ثنا حماد بن زيد عن يزيد بن حازم عن سليمان بن يسار
أن جهجاه الغفاري أخذ عصا عثمان التي يتخصر بها فكسرها على ركبته فوقعت في ركبته الأكلة

71 - أخبرنا محمد بن رزق الله قال ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم قال ثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال ثنا بشار بن موسى الخفاف قال ثنا بكر بن أيوب عن أبي قلابة قال
كنت في رفقة بالشام فسمعت رجلا يقول يا ويله من النار فقمت إليه فاذا رجل مقطوع اليدين من المنكبين والرجلين من الحقو أعمى منكب لوجهه
فقلت يا عبد الله مالك
قال كنت فيمن دخل على عثمان يوم الدار فلما دنوت منه خرجت امرأته فأقبلت عليها فلطمتها
فنظر إلي عثمان فقال سلب الله يديك ورجليك وأعمى بصرك وأدخلك نار جهنم
فأخذتني رعدة شديدة فخرجت هاربا من دعوته فلما صرت بموضعي هذا ليلا أتاني آت فصنع بي ما ترى فقد استجاب الله فما بقي من دعائه إلا النار قال أبو قلابة فهممت أن أطأه برجلي فقلت بعدا لك وسحقا

سياق ما روي من كرامات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
72 - أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله قال أنا الحسين بن صفوان قال ثنا عبد الله بن محمد قال حدثني عبد الرحمن بن صالح قال ثنا عمرو بن هاشم الجنبي عن أبي جناب عن أبي عون الثقفي عن أبي عبد الرحمن السلمي قال
قال لي الحسن بن علي قال علي رضي الله عنه سنح لي الليلة في منامي فقلت يا رسول الله ما لقيت من أمتك من الأود واللدد
قال ادع عليهم قلت اللهم أبدلني بهم من هو خير لي منهم وأبدلهم بي من هو شر مني فخرج فضربه الرجل
73 - أخبرنا علي أنا الحسين قال ثنا عبد الله قال حدثني سريج بن يونس قال ثنا هشام عن إسماعيل بن سالم عن عمار الحضرمي عن زاذان أبي عمر
أن رجلا حدثه علي بحديث فقال ما أراك إلا كذبتني قال لم أفعل قال أدعو الله عليك إن كنت كذبتني قال ادع فدعا فما برح حتى عمي

74 - أخبرنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله قال ثنا خلف بن سليم قال ثنا محمد بن بشر عن أبي مكين قال
مررت أنا وخالي أبو أمية على دار في محل حي من مراد فقال ترى هذه الدار قلت نعم
قال فإن عليا مر عليها وهم يبنونها فسقطت عليه قطعة فشجته فدعا الله عز و جل أن لا يكمل بناؤها
قال فما وضعت عليها لبنة قال فكنت تمر عليها لا تشبه الدور
سياق ماروي من كرامات أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
75 - أخبرنا محمد بن الحسين الفارسي أنا أبو محمد بكر بن أحمد الشعراني

قال ثنا أبو أمية قال ثنا جعفر بن عون قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم استجب له إذا دعاك
76 - أخبرنا علي بن محمد بن موسى البزاز قال أنا علي بن محمد بن أحمد أبو علي قال ثنا يوسف بن يزيد قال حدثني أسد قال ثنا يحيى بن زكريا ويزيد بن عطاء عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن حازم قال
أخبرت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اللهم استجب لسعد إذا دعاك
77 - أخبرنا عبد الله بن أحمد ثنا الحسين بن إسماعيل قال ثنا محمود بن خداش قال ثنا محمد بن عبيد قال ثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن سعد بن أبي وقاص قال
رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه و سلم وعن شماله يوم احد رجلين عليهما ثياب بيض لم أرهما قبل ولا بعد أخرجاه جميعا

78 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قال ثنا محمد بن هارون الحضرمي قال ثنا سوار بن عبد الله قال حدثني أبي قال أنا عبد الوارث قال سوار وأنا مع أبي عند عبد الوارث قال ثنا محمد بن جحادة قال ثنا الزبير بن عدي عن مصعب
أن سعدا خطبهم بالكوفة ثم قال يا أهل الكوفة أي أمير كنت لكم فقام رجل فقال اللهم إن كنت ما علمتك لا تعدل في الرعية ولا تقسم بالسوية ولا تغزو في السرية
فقال سعد اللهم إن كان كاذبا فأعم بصره وعجل فقره وأطل عمره وعرضه للفتن
قال فما مات حتى عمي
قال فكان يلتمس الجدران وافتقر حتى سأل الناس وأدرك فتنة المختار الكذاب فقتل فيها
وكان إذا قيل له كيف أنت قال أعمى فقير أدركتني دعوة سعد
79 - أخبرنا علي بن محمد بن عيسى قال أنا علي بن محمد الواعظ قال ثنا يوسف يعني ابن يزيد قال ثنا أسد قال ثنا حاتم بن إسماعيل

قال ثنا يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده قال
دعا سعد فقال يا رب إن لي بنين صغارا فأخر عني الموت حتى يبلغوا فأخر عنه الموت عشرين سنة
80 - أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد قال أنا أبو عمر عثمان بن أحمد بن عبد الله قال ثنا يحيى بن أبي طالب قال ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي قال ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال
كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن ابي وقاص وهو بالقادسية أن وجه نضلة بن معاوية الأنصاري إلى حلوان العراق فليغيروا على ضواحيها
قال فوجه سعد نضلة في ثلاثمائة فارس فخرجوا حتى أتوا حلوان العراق فأغاروا على ضواحيها فأصابوا غنيمة وسبيا فأقبلوا يسوقون الغنيمة والسبي حتى رهقتهم العصر وكادت الشمس أن تغرب
قال فألجأ نضلة الغنيمة والسبي إلى سفح الجبل ثم قام فأذن
فقال الله أكبر الله أكبر إذا مجيب من الجبل يجيبه كبرت كبيرا يا نضلة
ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله قال كلمة الإخلاص يا نضلة

ثم قال أشهد أن محمدا رسول الله قال هو الدين وهو الذي بشرنا به عيسى بن مريم وعلى رأس أمته تقوم الساعة
قال حي على الصلاة قال طوبى لمن مشى إليها وواظب عليها
قال حي على الفلاح قال أفلح من أجاب محمدا صلى الله عليه و سلم وهو البقاء لأمته
قال الله أكبر الله أكبر قال أخلصت الإخلاص يا نضلة فحرم الله جسدك على النار
قال فما فرغ من أذانه قمنا فقلنا من أنت يرحمك الله أملك أم ساكن من الجن أم من عباد الله سمعنا صوتك فأرنا صورتك فإنا وفد الله ووفد عمر بن الخطاب
قال فانفلق الجبل عن هامة كالرحى أبيض الرأس واللحية عليه طمران من صوف فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قلنا عليكم السلام ورحمة الله وبركاته من أنت يرحمك الله قال أنا زريب بن برثملا وصي العبد الصالح عيسى بن مريم أسكنني هذا الجبل ودعا لي بطول البقاء إلى نزوله من السماء فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويتبرأ مما تجنته النصاري

فأما إذا فاتني لقاء محمد صلى الله عليه و سلم فأقروا عمر مني السلام وقولوا يا عمر سدد وقارب فقد دنا الأمر وأخبره بهذه الخصال التي أخبركم بها يا عمر إذا ظهرت هذه الخصال في أمة محمد صلى الله عليه و سلم فالحرب الحرب
إذا استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء وانتسبوا إلى غير مناسبهم وانتموا إلى غير مواليهم ولم يرحم كبيرهم صغيرهم ولم يوقر صغيرهم كبيرهم وترك الأمر بالمعروف فلم يؤمر به وترك النهي عن المنكر فلم ينه عنه وتعلم عالمهم العلم ليجلب به الدراهم والدنانير وكان المطر قيظا والولد غيظا وطولوا المنائر وفضضوا المصاحف وزخرفوا المساجد وأظهروا الرشا وشيدوا البناء واتبعوا الهوى وباعوا الدين بالدنيا واستخفوا بالدماء وتقطعت الأرحام وبيع الحكم وأكل الربا فخرا وصار الغنى عزا وخرج الرجل من بيته فقام إليه من هو خير منه وركبت النساء السروج
قال ثم غاب عنا
قال فكتب بذلك نضلة إلى سعد فكتب سعد إلى عمر رحمة الله عليه فكتب إليه لك أبوك سر أنت ومن معك من المهاجرين والأنصار حتى تنزل هذا الجبل فإن لقيته فأقرئه مني السلام فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن بعض أوصياء عيسى عليه السلام نزل ذلك الجبل ناحية العراق فرحل سعد في أربعة آلاف من المهاجرين والأنصار حتى نزل ذلك الجبل أربعين يوما ينادي بلأذان في وقت كل صلاة فلا يرى جوابا
81 - أخبرنا علي بن محمد أنا الحسين قال ثنا عبد الله بن محمد قال أنا إسحاق بن إسماعيل قال ثنا جرير عن مغيرة عن أبيه قال

كان بعض أهل بيتنا عند آل سعد قالت فرأينا امرأة قامتها قامة صبي فقلنا من هذه فقالوا هذه ابنة سعد وضع سعد ذات يوم طهوره فغمست يدها فيه فطرف لها وقال قصع الله قرنك فما شبت بعد
82 - وأخبرنا علي أنا الحسين قال ثنا عبد الله بن محمد قال حدثني الحسن بن داود بن محمد بن المنكدر القرشي قال ثنا عبد الرزاق عن أبيه عن ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف
أن امرأة كانت تطلع على سعد فنهاها فلم تنته فاطلعت يوما وهو يتوضأ فقال شاه وجهك فعاد وجهها في قفاها
سياق ما روي من كرامات سعيد بن زيد رضي الله عنه
83 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال ثنا أحمد بن عبيد بن إسماعيل قال ثنا محمد بن عباس بن إسماعيل قال ثنا قال

أخبرني عمر بن محمد أن أباه حدثه عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل
أن أروى خاصمته في أرض فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أخذ شبرا من الأرض بغير حقه طوقه إلى سبع أرضين يوم القيامة ثم قال اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها واجعل قبرها في دارها قال فرأيتها عمياء تلتمس الجدران تقول أصابتني دعوة سعيد بن زيد فبينا هي تمشي في الدار خرت في بئر دارها فوقعت فيها وكانت قبرها أخرجه مسلم
سياق ما روي من كرامات عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
84 - أخبرنا عبد العزيز بن محمد بن أحمد الدقيقي قال أنا الحسين بن إسماعيل قال ثنا يوسف بن موسى قال ثنا عبيد الله بن موسى قال ثنا إسرائيل
85 - وأنا محمد بن عبد الله الجعفي قال أنا محمد بن علي الصائغ قال ثنا أحمد بن حازم قال ثنا عبيد الله بن موسى قال أنا إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال
سمع عبد الله بخسف فقال كنا أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم نعد الآيات رحمة وأنتم تعدونها تخويفا
إنا بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس معنا طعام فقال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم اطلبوا من معه فضل ماء فأتي بماء فصبه في إناء ثم وضع كفه فجعل الماء يخرج من بين أصابعه ثم قال حي على الطهور المبارك والبركة من الله فشربنا منه
قال عبد الله قد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل أخرجه البخاري من حديث إسرائيل

سياق ما روي من كرامات العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه
86 - أخبرنا محمد بن عمر بن محمد بن حميد قال أنا يزيد بن البزاز قال ثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني قال ثنا محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري
87 - وأنا أبو بكر محمد بن أحمد الصفار قال أنا الحسين بن إسماعيل قال ثنا يعقوب بن إبراهيم قال ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني أبي حدثني عمي ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس رضي الله عنه قال
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أقحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب قال ويقول
اللهم إنا كنا إذا أقحطنا توسلنا إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون أخرجه البخاري عن الزعفراني
88 - أخبرنا علي بن محمد بن عمر قال أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال ثنا محمد بن عزيز قال حدثني سلامة عن عقيل عن زيد بن أسلم وأبي إسحاق عن من أخبرهما عن ابن عباس وبعضهم زاد في الحديث على بعض قال

لما كان عام الرمادة استسقى عمر بن الخطاب بالناس فأخذ بيد العباس بن عبد المطلب ثم قال اللهم إنا نستشفع بك وإليك بوجه عم نبيك لما رأى نواحي إلا سقاهم الله عز و جل
وخطب عمر الناس فقال يا أيها الناس ألا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يرى للعباس ما يرى لوالده فيعظمه ويبجله ويبر له قسمه ولا ينسى له غيبة قال أبو محمد يعني عبد الرحمن قوله ولا ينسى له غيبة يعني قصة اللدود
89 - أخبرنا الحسين بن محمد بن خلف العطار ومحمد بن أحمد الصفار قالا ثنا الحسين بن إسماعيل قال ثنا عبد الله بن أبي سعد قال ثنا أحمد بن يحيى بن جابر قال حدثني عباس بن هشام عن أبيه عن جده عن أبي صالح عن ابن عباس قال
استسقى عمر بن الخطاب بالعباس عام الرمادة فقال إن هؤلاء عبادك وبنو إمائك أتوك راغبين إليك متوسلين إليك بعم نبيك فاسقنا سقيا نافعة تعم العباد وتحيي البلاد اللهم إنا نستسقيك بعم نبيك صلى الله عليه و سلم ونستشفع إليك بشيبته

فسقوا ففي ذلك يقول عباس بن عتبة بن ابي لهب ... بعمي سقا الله الحجاز وأهله ... عشية يستسقي بشيبته عمر ... توجه بالعباس في الجدب راغبا ... إليه فما إن رام حتى أتى المطر ... رسول الله فينا تراثه ... فهل فوق هذا للمفاخر نفتخر ...
لفظهما سواء
قال الشيخ الجليل الحافظ أبو القاسم سمعت أبا أحمد عبيد الله ابن أحمد الفرائضي يقول وكان حدثنا عم حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي إلا أنه قال لم أشاهد أنا هذه الحكاية من حمزة وكانت مشهورة عنه ويوما مشهودا حتى رأى الناس هذا منه حين استسقى ببغداد فدعا الله عز و جل وقبض على شيبته وكان ذا شيبة حسنة فقال اللهم إني أنا من ولد ذلك الرجل الذي استسقى بشيبته عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسقوا اللهم فاسقنا فما زال يردد ويتوسل بهذه الوسيلة حتى سقوا
سياق ما روي من كرامات أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما
90 - أخبرني محمد بن عبد الرحمن العباسي قال أنا عبد الله بن محمد البغوي قال ثنا داود بن رشيد قال ثنا عطاء بن مسلم قال سمعت أسلم قال حدثني من كان في الصف في يوم الحسين عليه السلام فقال

ابتدر رجل فقال أيكم الحسين قال كان أولنا له إجابة
فقال أنا الحسين فما تريد يا عبد الله
قال أبشر يا عدو الله بالنار قال فقال ويحك أنا
قال نعم قال ولم ورب رحيم وشفاعة نبي مطاع
اللهم إن كان عبدك كاذبا فجره إلى النار واجعله اليوم آية لأصحابه
قال فما هو إلا أن ثنى عنان فرسه فوثب به فألقاه في حيزته وبقيت رجلاه في الركاب فجعل يضربه حتى قطعه
قال فلقد رأيت مذاكيره تسحب في الأرض
فقال فوالله ما عجبنا لسرعة إجابة دعائه ولكن لوقوفنا حتى قتل كأن قلوبنا زبر الحديد
91 - أخبرنا محمد بن الحسين الفارسي قال أنا محمد بن إبراهيم بن حبيش قال ثنا العباس بن محمد قال ثنا الفضل بن زياد قال ثنا محمد بن محمد عن أبي الأحوص قال قال عبد الملك بن عمير كان لنا جليس يتعطر وكانت رائحة القطران تغلب عليه
فقال له بعض القوم يا أبا فلان إنك تتعطر وإن رائحة القطران تغلب عليك
قال أوقد وجدتم شيئا قالوا نعم

قال أما إني سأحدثكم كنت فيمن سلب الحسين بن علي وأصحابه
قال فأريت في المنام فرأيت كأن الناس قد حشروا وخرجوا عطاشا
قال وإذا رجل قاعد وحوض يسقي الناس منه وإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله اسقني قال اسقه قال الرجل يا رسول الله إنه من سلب الحسين فقال إذ فسأل الحسين فأسقوه قطرانا
فأصبحت وإن رائحة القطران لتغلب علي
92 - أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد قال ثنا محمد بن عمرو قال ثنا إسحاق بن إبراهيم بن سنين قال ثنا هارون بن معروف قال ثنا بشير بن السري قال ثنا قرة بن خالد عن أبي رجاء قال
لا تسبوا أهل هذا البيت فإنه كان لنا جار فلما قتل الحسين قال قد قتل هذا الكذى فرماه الله عز و جل بكوكبين إلى عينيه فطمسهما

سياق ما روي من كرامات عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وأخيه مصعب رضي الله عنهم
93 - أخبرنا علي بن محمد أنا الحسين ثنا عبد الله قال حدثني أبو بكر أحمد بن عبد الأعلى الشيباني قال ثنا إسماعيل بن أبان العامري قال ثنا سفيان الثوري عن طارق بن عبد العزيز عن الشعبي قال لقد رأيت عجبا كنا بفناء الكعبة وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير ومصعب بن الزبير وعبد الملك بن مروان
فقال القوم بعد أن فرغوا من حديثهم ليقم كل واحد منهم فليأخذ بالركن اليماني ويسأل الله تعالى حاجته فإنه يعطى من سعة
قم يا عبد الله بن الزبير فإنك أول من ولد في الهجرة فقام فأخذ بالركن اليماني ثم قال اللهم إنك عظيم ترجى لكل عظيم أسألك بحرمة وجهك وحرمة عرشك وحرمة نبيك صلى الله عليه و سلم أن لا تميتني من الدنيا حتى توليني الحجاز ويسلم علي بالخلافة وجاء حتى جلس
فقالوا قم يا مصعب بن الزبير فقام حتى أخذ بالركن اليماني فقال اللهم إنك رب كل شيء وإليك مصير كل شيء أسألك بقدرتك على كل شيء أن لا تميتني من الدنيا حتى توليني العراق وتزوجني سكينة بنت الحسين وجاء حتى جلس
قالوا قم يا عبد الملك بن مروان فقام فأخذ الركن اليماني فقال اللهم رب السموات السبع والأرضين السبع ورب الأرض ذات النبت بعد القفر أسألك بما سألك عبادك المطيعون لأمرك وأسألك بحرمة وجهك

وأسألك بحقك على جميع خلقك وبحق الطائفين حول بيتك أن لا تميتني من الدنيا حتى توليني شرق الأرض وغربها ولا ينازعني أحد إلا أتيت برأسه ثم جاء حتى جلس
ثم قالوا قم يا عبد الله بن عمر فقام حتى أخذ بالركن اليماني فقال اللهم إنك رحمن رحيم أسألك برحمتك التي سبقت غضبك وأسألك بقدرتك على جميع خلقك أن لا تميتني من الدنيا حتى توجب لي الجنة
قال الشعبي فما ذهبت عيناي من الدنيا حتى رأيت كل رجل منهم قد أعطي ما سأل وبشر عبد الله بن عمر بالجنة ورئيت له

سياق ما روي من كرامات أبي سليمان خالد بن الوليد المخزومي رضي الله عنه
94 - أخبرنا عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد البغوي قال ثنا محمد بن حسان السمتي قال ثنا سفيان بن عيينة قال ثنا بيان وإسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال
شهدت خالد بن الوليد رضي الله عنه بالحيرة أتي بسم فقالوا ما هذا قال سم ساعة قال بسم الله ثم ازدرده
95 - أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله أنا الحسين قال ثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق المسيبي عن أبي بكر بن عياش

عن الأعمش عن خيثمة قال
أتي خالد بن الوليد برجل معه زق خمر فقال اللهم اجعله عسلا فصار عسلا
96 - أخبرنا علي أنا الحسين قال ثنا عبد الله بن محمد قال ثنا إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي قال ثنا هشيم قال ثنا العوام بن حوشب قال حدثني قومي عن رجل منهم يقال له صعصعة قال
فشت الخمر في عسكر خالد بن الوليد فجعل يطوف عليهم وكان رجل منهم بعثه أصحابه فاشترى زقا من خمر وحمله بين يديه فاستقبله خالد كفه بكفه قال ما هذا قال خل قال جعله الله خلا فانطلق إلى أصحابه ففتحوه فإذا خل كأجود ما يكون من الخل
97 - أخبرنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب قال أنا محمد بن هارون الروياني قال ثنا أبو كريب قال ثنا يحيى عن أبي بكر عن الأعمش عن خيثمة قال
مر على خالد بن الوليد بزق خمر فقال أي شيء هذا فقالوا خل فقال جعله الله خلا
قال فنظروا فإذا هو خل وقد كان خمرا

سياق ما روي من كرامات أبي المنذر أبي بن كعب رحمة الله عليه
98 - أخبرنا علي بن محمد أنا الحسين ثنا عبد الله بن محمد ثنا إسحاق ابن إسماعيل قال ثنا يحيى بن عيسى عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
اخرجوا بنا إلى أرض قومنا
قال فخرجنا فكنت أنا وأبي بن كعب في مؤخرة الناس فهاجت سحابة فقال أبي اللهم اصرف عنا أذاها
فلحقناهم وقد ابتلت رحالهم فقال عمر ما أصابكم الذي أصابنا قلنا إن أبا المنذر دعا الله عز و جل أن يصرف عنا أذاها فقال عمر ألا دعوتم لنا معكم
سياق ما روي من كرامات أبي الدرداء عويمر بن أنس وسلمان الفارسي رضي الله عنهما
99 - أخبرنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب أنا محمد بن هارون الروياني قال ثنا أبو كريب قال ثنا يحيى عن أبي بكر عن الأعمش عن

عمرو بن مرة عن خيثمة قال
كان أبو الدرداء يصلح قدرا له فوقعت على وجهها فجعلت تسبح
فقال يا سلمان تعال اسمع إلى ما لم يسمع أبوك مثله قط
قال فجاء سلمان وسكت الصوت فأخبره فقال سلمان لو لم تسبح لرأيت أو لسمعت من آيات الله الكبرى
100 - أنا جعفر أنا محمد ثنا أبو كريب ثنا أبو أسامة عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري مثله
101 - أخبرنا محمد بن رزقويه أنا أبو سهل بن زياد ثنا عبد الكريم ثنا أبو اليمان ثنا جرير عن غيلان الفزاري عن أبي قتيلة أنه كان يقول اتقوا فراسة العلماء فإنه حق يجعله الله تعالى على أبصارهم وفي قلوبهم وذكر أبو الدرداء يوما الفتنة فقال رجل من السكون فأين أسيافنا
قال أبو الدرداء إني أخاف إن حضرتها أن تعور عينك وتكسر سنك

فحضر السكوني يوم صفين فتعورت عينه وكسرت سنه فقال يغفر الله لأبي الدرداء واحدة كانت تكفيني
وقول عمر رضي الله عنه في غضيف بن الحارث نعم الفتى غضيف تفرس فيه الخير
102 - أخبرنا علي بن محمد بن علي بن يعقوب قال ثنا محمد بن عبيد الله بن إبراهيم قال ثنا يزيد بن الهيثم البار قال ثنا إسماعيل بن إبراهيم قال ثنا النضر بن شميل عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن قيس الأسدي عن مسلم بن غبطة قال
دخل سلمان على صديق له وهو في الموت فقال يا ملك الموت ارفق بأخي فأجابه من ناحية البيت إني بكل مؤمن رفيق
سياق ما روي من كرامات أبي نجيد عمران بن حصين رضي الله عنه
103 - أخبرنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب قال ثنا محمد بن هارون الروياني قال ثنا محمد بن بشار قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن حميد بن هلال قال سمعت مطرف بن عبد الله يقول
قال لي عمران بن حصين إني أحدثك حديثا عسى الله أن

ينفعك به إن رسول الله صلى الله عليه و سلم جمع بين الحج والعمرة ولم ينه عنه حتى مات ولم ينزل فيه قرآن يحرمه
ولقد كان يسلم علي يعني الملائكة فلما اكتويت أمسك فلما تركته عاد إلي أخرجه البخاري عن محمد بن بشار عن غندر
وأخرجه مسلم عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه كلاهما عن شعبة
سياق ما روي من كرامات أنس بن مالك رضي الله عنه
104 - ثنا محمد بن حسين ثنا عمار بن عثمان قال ثنا جعفر بن سليمان
105 - وثنا علي بن محمد أنا الحسين بن صفوان قال ثنا عبد الله بن محمد قال ثنا بشار بن موسى الخفاف قال ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت قال
كنت مع أنس فجاء قهرمانه فقال يا أبا حمزة قد عطشت أرضنا

قال فقام أنس فتوضأ وخرج إلى البرية فصلى ركعتين ثم دعا فرأيت السحاب يلتئم قال ثم مطرت حتى ملأت كل شيء
فلما سكن المطر بعث أنس بعض أهله فقال انظر أين بلغت السماء فنظر فلم تعد أرضه إلا يسيرا واللفظ لحديث بشار
سياق ما روي من كرامات البراء بن مالك أخي أنس بن مالك رضي الله عنهما
106 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال ثنا عبد الله بن محمد بن زياد قال ثنا محمد بن عزيز حدثني سلامة بن روح عن عقيل عن ابن شهاب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
كم من ضعيف متضعف ذو طمرين لو أقسم على الله عز و جل لأبره منهم البراء بن مالك

وإن البراء لقي زحفا من المشركين وقد أوجف المشركون في المسلمين فقالوا له يا براء إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إنك لو أقسمت على الله لأبرك فأقسم على الله
فقال أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم فمنحوا أكتافهم ثم التقوا على قنطرة السوس فأوجفوا في المسلمين فقالوا أقسم يا براء على ربك
فقال أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيي صلى الله عليه و سلم فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيدا رحمة الله عليه
سياق ما روي من كرامات العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه
107 - أخبرنا عبد الوهاب بن علي بن نصر قال ثنا يوسف بن عمر قال ثنا عبد الرحمن بن أبي شيخ قال ثنا أبو الفضل يعني المؤدب قال

أنا يحيى بن ورد قال حدثني أبي قال حدثني عدي بن الفضل قال حدثني سعيد بن إياس الجريري عن أبي السليل ضريب ابن نفير قال
كنت مرافقا للعلاء بن الحضرمي حين بعث إلى البحرين فسلكنا مفازة فعطشنا عطشا شديدا حتى خشينا على أنفسنا الهلاك وما ندري ما مسافة الأرض
فذكر ذلك له فنزل فصلى ركعتين ثم قال يا حليم يا عليم يا علي يا عظيم اسقنا قال فإذا نحن بسحابة كأنها جناح طائر قد أظلتنا حتى أتينا على خليج من البحر ماخيض قبل ذلك اليوم ولا خيض بعده فالتمسنا سفنا فلم نجد
فذكرنا ذلك له فصلى ركعتين ثم قال يا حليم يا عليم يا علي يا عظيم أجرنا ثم أخذ بعنان فرسه ثم قال جوزوا باسم الله
قال أبو هريرة فمشينا على الماء فوالله ما ابتلت قدم ولا خف بعير ولا حافر دابة وكان الجيش أربعة آلاف
فلما جزنا قال هل تفقدون شيئا قالوا لا قال فأتينا البحرين فافتتحها وأقام بها سنة ثم مات رحمة الله عليه

قال أبو هريرة فكنت فيمن مرضه وغسله وكفنه وصلى عليه ودفنه فلما دفناه تلاومنا في دفنه وقالوا ينبشه كلب أو سبع فكشفنا عنه التراب فلم نجده في قبره
سياق ما روي من كرامات أهبان بن صيفي رضي الله عنه
108 - أخبرنا أحمد بن محمد بن يونس قال أنا الحسين بن إسماعيل قال ثنا زياد بن أيوب قال ثنا إسماعيل قال ثنا عبد الله بن عبيد عن عديسة بنت أهبان بن صيفي قالت أوصاني أبي أن يكفن في ثوبين
قالت فكفن في ثوبين وقميص فلما أصبحنا من الغد من يوم دفناه إذا نحن بالقميص الذي كفن فيه على المشجب

سياق ما روي من كرامات حجر بن عدي أو قيس بن مكشوح في جماعة أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في عبور دجلة بلا سفينة بعد فتح القادسية
109 - أخبرنا علي بن محمد بن عمر أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال ثنا العباس بن يزيد العبدي قال سمعت أبا معاوية عن الأعمش عن حبيب ابن صهبان قال
جاء رجل من المسلمين فقال الناس هو حجر بن عدي قال أبو عبيدة النحوي هو قيس بن مكشوح المرادي وفي حديث أبي معاوية بإذن الله كتابا مؤجلا في دجلة
فلما أقحم أقحموا فلما رآهم العدو قالوا ديوان ديوان يعني شياطين شياطين فهربوا إليهم فدخلنا عسكرهم فوجدنا من الصفراء والبيضاء وكان الرجل يقول من يعطي صفراء بيضاء

وأصبنا أمثال الجبال من الجرب الكافور وأصبنا بقرا فذبحناها فجعلناها في القدور وأخذنا من ذلك الكافور ونحن نحسب أنه ملح وطرحناه في اللحم فلما أكلنا وجدناه مرا فقلنا ما أمر ملح الأعاجم
110 - أخبرنا محمد بن أحمد بن القاسم قال أنا إسماعيل بن محمد قال ثنا حسن بن علي بن عفان قال ثنا ابن نمير عن الأعمش عن بعض أصحابه قال
انتهيت إلى دجلة وهي مادة والأعاجم خلفها فقال رجل من المسلمين باسم الله ثم أقحم فرسه فارتفع على الماء باسم الله باسم الله ثم اقتحموا فارتفعوا علىالماء فلما نظر إليهم الأعاجم قالوا ديوان ديوان ثم ذهبوا على وجوههم فما فقدوا إلا قدحا كان معلقا بعذبة سرج فلما خرجوا أصابوا من الغنائم وافتتحوا فجعل الرجل يقول من ينال صفراء بيضاء

سياق ما روي في كرامات أبي معلق
111 - أخبرنا علي بن عبد الله قال أنا الحسين بن صفوان قال ثنا عبد الله بن محمد قال ثنا عيسى بن عبد الله التميمي قال أخبرني فهير بن زياد الأسدي عن موسى بن وردان عن الكلبي وليس بصاحب التفسير عن الحسن عن أنس قال
كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم من الأنصار يكني أبا معلق وكان يتجر بمال له ولغيره يضرب به في الآفاق وكان ناسكا ورعا
فخرج مرة فلقيه لص مقنع بالسلاح فقال له ضع ما معك فإني قاتلك
قال ما تريد إلا دمي شأنك بالمال
قال أما المال فلي فلست أريد إلا دمك
قال أما إذا أبيت فذرني أصلي أربع ركعات
قال صل ما بدا لك

فتوضأ ثم صلى أربع ركعات وكان من دعائه في آخر سجدة أنه قال يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما تريد أسألك بعزك الذي لا يرام والملك الذي لا يضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص يا مغيث أغثني ثلاث مرات قال دعا بها ثلاث مرات
فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة واضعها بين أذني فرسه فلما أبصر به اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله
ثم أقبل إليه فقال قم قال من أنت بأبي أنت وأمي فقد أغاثني الله تعالى بك اليوم
قال أنا ملك من أهل السماء الرابعة
دعوت الله بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء قعقعة
ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجيجا
ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل دعاء مكروب
فسألت الله عز و جل أن يوليني قتله
قال أنس فاعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبا كان أم غير مكروب
سياق ما روي في كرامات أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه
112 - أخبرنا علي بن محمد بن عمر قال ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال أنا علي بن سهل الرملي فيما كتب إلي فقال ثنا الوليد بن مسلم قال

حدثني جابر عن مولاة لأبي أمامة الباهلي قالت
كان أبو أمامة رجلا يحب الصدقة ويجمع لها من بين الدينار والدرهم والفلوس وما يأكل حتى البصلة ونحوها ولا يقف به سائل إلا أعطاه ما تهيأ له في يومه وساعته حتى يضع في يد أحدهم البصلة
قالت فأصبحنا ذات يوم ليس في بيته شيء من الطعام له ولا لنا وليس عنده إلا ثلاثة دنانير
فوقف به سائل فأعطاه دينارا ثم وقف به سائل فأعطاه دينارا ثم وقف به سائل فأعطاه دينارا
قالت فغضبت وقلت لم يبق لنا شيء فاستلقى على فراشه وأغلق عليه باب البيت حتى أذن المؤذن للظهر فجئته فأيقظته فراح إلى مسجده صائما فرفقت عليه فاستقرضت ما اشتريت به عشاء فهيأت سراجا وعشاء ووضعت مائدة ودنوت من فراشه لأمهده له فرفعت المرفقة فإذا بذهب فقلت في نفسي ما صنع إلا ثقة بما جاء به
قالت فعددتها فإذا ثلاثمائة دينار فتركتها على حالها حتى انصرف عن العشاء
قالت فلما دخل ورأى ما هيأت له حمد الله تعالى وتبسم في وجهي وقال هذا خير من غيره فجلس فتعشى
فقلت يغفر الله لك جئت بما جئت به ثم وضعته بموضع مضيعة فقال وما ذاك
فلت ما جئت به من الدنانير ورفعت المرفقة عنها ففزع لما رآى تحتها وقال ويحك ما هذا

فقلت لا علم لي به إلا أني وجدته على ما ترى
قالت فكثر فزعه
سياق ما روي في كرامات تميم الداري رحمة الله عليه
113 - أخبرنا علي بن محمد بن علي بن يعقوب قال ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك قال ثنا الفضل بن حباب الجمحي قال ثنا محمد بن عنبسة الخزاعي قال ثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي العلاء أن معاوية بن حرمل ختن مسيلمة الكذاب قال
قدمت المدينة فبقيت ثلاثة أيام لا أطعم شيئا
فأتيت عمر بن الخطاب فقال اذهب فانزل على خير أهل المدينة فدخلت المسجد فإذا فيه رجل لما صلى العصر ضرب بيده إلى من عن يمينه وشماله فذهب بهما إلى منزله فإذا هو تميم الداري
فصليت إلى جنبه فضرب بيده إلي وإلى أخي فذهب بنا إلى منزله ووضعت المائدة وجيء بالطعام فأكلنا أكلا شديدا
فلبثنا أياما فخرجت نار من غار في الحرة فجاء عمر بن الخطاب فقال يا تميم أنت لها فقال يا أمير المؤمنين أنا وما عسى أن

أكون أنا قال أقسمت عليك لما قمت فقام فاتبعته فجعل يحوشها حتى أدخلها الغار الذي خرجت منه فقال عمر رضي الله عنه ما من شهد كمن لم يشهد وما من رأى كمن لم ير
سياق ما روي في كرامات أبي عبد الرحمن سفينة مع الأسد
114 - أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله قال ثنا إسماعيل بن محمد قال ثنا أحمد بن منصور قال ثنا عبد الرزاق قال أنا معمر عن الحجبي عن ابن المنكدر

أن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم أخطأ الجيش بأرض الروم أو أسر في أرض الروم فانطلق هاربا يلتمس الجيش فإذا هو بالأسد فقال أبا الحارث أنا مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم كان من أمري كيت وكيت فأقبل الأسد له بصبصة حتى قام إلى جنبه كلما سمع صوتا أهوى إليه ثم أقبل يمشي إلى جنبه فلم يزل كذلك حتى بلغ الجيش ثم رجع الأسد
سياق ما روي من كرامات أم ألمؤمنين عائشة رضي الله عنها
115 - عن إسحاق بن الحسن قال ثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثني أبي عن جرير عن مغيرة
أن أيمن بن صعصعة هو الذي عقر الجمل فقالت عائشة رضي الله عنها اللهم اهتك ستره فاستعمله علي بن أبي طالب على البصرة

فقدم البصرة وجارية بن قدامة السعدي عليها فأرسل إلى جارية أن فرغ دار الإمارة قال حتى يصبح فأتى دارا فنزلها فقام في بعض الليل يبول فوقع من الأحار فمات فأدركوه ميتا عريانا

سياق ما روي في كرامات أسماء أختها رضي الله عنها
116 - أخبرنا عبد الوهاب أنا يوسف ثنا أحمد بن علي ثنا زيد بن أخزم قال ثنا سعيد بن عامر عن أبي عامر الخزار عن ابن أبي مليكة قال كنت الآخر فيمن بشر أسماء بنزول ابنها يعني ابن الزبير
فدعت بمراكن وشب يماني فكنا لا نتناول منه عضوا إلا جاء معنا فنغسله ونضعه في أكفانه فتناول العضو الذي يليه فنغسله ثم نضعه في أكفانه حتى فرغت منه ثم قامت فصلت عليه وكانت تقول قبل ذلك اللهم لا تمتني حتى تقرعيني بجثته فما أتت عليها جمعة متى ماتت رحمها الله
سياق ما روي في كرامات زينب بنت جحش رضي الله عنها
117 - أخبرنا علي بن محمد أنا الحسين قال ثنا عبد الله بن محمد قال ثنا أبو خيثمة قال ثنا يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو حدثني

يزيد بن خصيفة عن عبد الله بن رافع عن برزة بنت رافع قالت لما جاء العطاء بعث عمر إلى زينب بنت جحش بالذي لها فلما دخل عليها قالت غفر الله لعمر لغيري من أخواتي كان أقوى على قسم هذا مني
قالوا هذا كله لك
قالت سبحان الله واستترت دونه بثوب وقالت صبوه واطرحوا عليه ثوبا
فقالت لي أدخلي يدك فاقبضي منه قبضة فادفعي بها إلى فلان وإلى فلان من أبنائها وذوي رحمها فقسمته حتى بقيت منه بقية
فقالت لها برزة غفر الله لك والله لقد كان لنا في هذا حظ
قالت ولكم ما تحت الثوب
قالت فرفعنا الثوب فوجدنا تحته خمسة وثمانين درهما ثم رفعت يديها فقالت اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا
قالت فماتت
سياق ما روي في كرامات أم شريك الدوسية رضي الله عنها
118 - أخبرنا عبد الوهاب بن علي أنا عمر بن أحمد ثنا أحمد بن عيسى قال ثنا ميمون بن أصبغ قال ثنا سيار بن حاتم قال ثنا جعفر بن سليمان

ثنا ميمون بن أصبغ قال ثنا سيار بن حاتم قال ثنا جعفر بن سليمان قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال
هاجرت أم شريك الدوسية قال وأمست صائمة
قال فصاحبها رجل من اليهود وعطشت عطشا شديدا فأبى أن يسقيها
قال وقال لامرأته والله لئن سقيتها لأفعلن بك
قال فباتت فلما كان آخر الليل دلي عليها دلو من السماء فشربت حتى رويت
قال ثم أيقظتهم للرحيل
قال اليهودي لامرأته إني لأسمع صوت امراة لقد سقيتها
قال فقالت أم شريك فوالله ما سقتني شيئا
وكانت لأم شريك عكة تغيرها السرايا في سبيل الله فيصيبون من ربها وسمنها
قال فنفد ما فيها
قال فنفتحها وعلقتها في الشمس فاستعارها رجل منهم فقالت والله ما فيها شيء فنظروا فإذا هي مملوءة سمنا وربا
قال فكان يقال من آيات الله بمكة أم شريك الدوسية

سياق ما روي في كرامات أم أوس البهزية
119 - أخبرنا عبيد الله بن أحمد أنا أحمد بن محمد بن الفضل الهاشمي ثنا الحسن بن عرفة قال ثنا خلف بن خليفة عن أبي هاشم الرماني عن أم أوس البهزية
أنها أرسلت سمنا لها في عكة فأهدته إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال فقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم هديتها وأبقى في العكة قليلا ودعا عليه بالبركة وقال اذهبوا إليها بعكتها
قال وذهبوا إليها بعكتها فإذا هي مملوءة سمنا فظنت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يقبل هديتها
قال فجاءت وإن لها لصراخا وهي تقول إنما أرسلته إليك لتأكله

قال وعرف رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قد استجيب قال اذهبو إليها وقولوا لها فلتأكل من سمنها وتذكر اسم الله
قال فأكلت بقية عمر رسول الله صلى الله عليه و سلم وخلافة أبي بكر وخلافة عمر وخلافة عثمان حتى كان من أمر علي ومعاوية ما كان
سياق ما روي في كرامات سعيد بن المسيب رحمة الله عليه
120 - حدثنا أحمد بن عبيد قال أنا أحمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن زهير قال ثنا محمد بن سليمان لوين قال ثنا عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم عن سعيد بن المسيب قال

لقد رأيتني في ليالي الحرة وما في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم أحد غيري وما يأتي وقت صلاة إلا سمعت الأذان من القبر ثم أقيم فأصلي وإن أهل الشام ليدخلون المسجد زمرا فيقولون انظروا إلى هذا الشيخ المجنون
121 - أنا أحمد أنا محمد قال ثنا أحمد بن زهير قال ثنا يحيى بن أيوب قال ثنا عبد الله بن كثير قال
قدم بعض أمراء المدينة واليا عليها قال فأتاه علي بن الحسين والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله وذكر نفرا من قريش
فقال أيكم سعيد بن المسيب
قال فقال له علي بن حسين إن سعيدا ليلزم مسجده ويجفوا الأمراء
فقال تأتيني أنت يعني علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وسالم بن عبد الله يعني ابن عمر بن الخطاب وسمى أولئك الذين أتوه من قريش ولم يأتني والله لأضربن عنقه ثم والله لأضربن عنقه ثم والله لأضربن عنقه
قال فقال علي بن الحسين فضاق بنا المجلس حتى قمنا فأتيت سعيد ابن المسيب فجلست إليه وذكرت له ما قال وقلت تخرج إلى العمرة
فقال ما حضرتني في ذلك نية وإن أحب الأعمال إلي ما نويت
قال فقلت فتصير إلى بعض منزل بعض إخوانك
قال فما أصنع بهذا المنادي الذي ينادي كل يوم خمس مرات والله لا يناديني إلا أتيته
قلت فتحول عن مجلسك إلى هذا المسجد فإنك إذا طلبت

إنما تطلب في مجلسك
قال ولم أدع مجلسا عودني الله فيه من الخير ما عودني قال قلت أي أخي أما تخاف
قال أما إذ ذكرت يا أخي فإن الله تعالى ليعلم أني لا أخاف شيئا غيره ولكن أول ما أقول وأوسطه وآخره حمدا لله وثناء عليه وصلاة على محمد صلى الله عليه و سلم وأسأل الله تعالى أن ينسيه ذكري قال فمكث ذلك الأمير على المدينة ما شاء الله لم يذكره
قال فبينا هو ذات يوم على منزل من المدينة وغلام له يوضئه إذ قال للغلام أمسك واسوأناه من علي بن الحسين والقاسم بن محمد وسالم إني حلفت أن أقتل سعيد بن المسيب والله ما ذكرته في ساعة من ليل ولا نهار حتى ساعتي هذه فقال له غلامه أي مولاي فما أراد الله بك خير مما أردت بنفسك
سياق ما روي في كرامات بسر بن سعيد رحمه الله
122 - أخبرنا علي بن محمد أنا الحسين قال ثنا عبد الله قال ثنا محمد بن الحسين قال ثنا قدامة بن محمد الخشرمي قال ثنا الحجاج بن صفوان بن أبي يزيد قال
وشى رجل ببسر بن سعيد إلى الوليد بن عبد الملك أنه يطعن على الأمير ويعيب علي بني مروان
قال فأرسل إليه الوليد والرجل عنده قال فجيء به ترعد فرائصه فأدخل عليه فسأله عن ذلك فأنكر بسر فقال ما فعلت

فالتفت الوليد إلى الرجل فقال يا بسر هذا يشهد عليك بذلك فالتفت فنظر إليه بسر فقال أهكذا
فقال نعم فنكس رأسه وجعل ينكت في الأرض ثم رفع رأسه فقال اللهم قد شهد بما قد علمت أني لم أقله اللهم إن كنت صادقا فأرني به آية
قال فانكب الرجل لوجهه لم يزل يضطرب حتى مات
سياق ما روي في كرامات أبي حفص عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه
123 - أخبرنا محمد بن الحسين بن يعقوب المتوثي أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا أبو يوسف قال ثنا محمد بن عبد العزيز قال ثنا ضمرة عن السري بن يحيى عن رياح بن عبيدة قال
رأيت رجلا ماشي عمر بن عبد العزيز معتمدا على يديه
فقلت في نفسي إن هذا الرجل جاف

قال فلما انصرف من الصلاة قلت من الرجل الذي كان معتمدا على يدك آنفا
قال فهل رأيته يا رياح قلت نعم
قال ما أحسبك إلا رجلا صالحا ذاك أخي الخضر بشرني أني سألي وأعدل

سياق ما روي في كرامات أبي عبد الله محمد بن المنكدر التيمي مولاهم
124 - فاحتاج إليها فأنفقها فجاء صاحبها يطلبها فقام فتوضأ وصلى ثم دعا فقال يا ساد الهواء بالسماء ويا كابس الأرض على الماء ويا واحدا قبل كل أحد كان ويا واحدا بعد كل أحد يكون أد عني أمانتي فسمع قائلا يقول خذ هذه فأدها عن أمانتك وأقصر في الخطبة فإنك لن تراني
125 - وأنا علي أنا الحسين قال ثنا عبد الله بن محمد قال ثنا سلمة بن شبيب قال ثنا سهل بن عاصم عن يحيى بن محمد الجاري عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال
خرج قوم غزاة وخرج معهم محمد بن المنكدر وكانت صائفة فبينما هم يسيرون في الساقة فقال رجل من القوم أشتهي جبنا رطبا فقال محمد بن المنكدر استطعموا الله يطعمكم فإنه القادر

فدعا القوم فلم يسيروا إلا قليلا حتى وجدوا مكتلا مخيطا كأنما أوتي به من السيالة أو الروحاء فإذا هو جبن رطب
فقال بعض القوم لو كان عسلا
فقال محمد إن الذي أطعمكم جبنا ههنا قادر أن يطعمكم عسلا
قال فدعا القوم فساروا قليلا فوجدوا قارورة عسل على الطريق فنزلوا فأكلوا رضي الله عنهم
سياق ما روي في كرامات أبي عبد الله جعفر بن محمد بن علي بن حسين رضي الله عنه
126 - أخبرنا علي بن محمد بن عيسى بن موسى قال أنا علي بن محمد بن أحمد المصري قال ثنا أبو علاثة محمد بن عمر بن خالد قال ثنا عياض ابن أبي طيبة قال ثنا ابن وهب قال سمعت الليث بن سعد يقول
حججت سنة ثلاثة عشرة ومائة فأتيت مكة فلما أن صليت العصر رقينا أبا قبيس فإذا أنا برجل جالس وهو يدعو
فقال يا رب يا رب حتى انقطع نفسه
ثم قال يا رباه حتى انقطع نفسه
ثم قال رب رب رب حتى انقطع نفسه
ثم قال يا الله يا الله حتى انقطع نفسه
ثم قال يا حي حتى انقطع نفسه
ثم قال يا رحيم حتى انقطع نفسه
ثم قال يا أرحم الراحمين حتى انقطع نفسه سبع مرات

ثم قال اللهم إني أشتهي من هذا العنب فأطعمنيه اللهم وإن برداي قد خلقا
قال الليث فوالله ما استتم كلامه حتى نظرت إلى سلة مملوءة عنبا وما على الأرض عنب يومئذ وبردين فأراد أن يأكل فقلت أنا شريكك
فقال ولم
فقلت لأنك كنت تدعو وأؤمن أنا فقال لي تقدم فكل ولا تخبيء منه شيئا فتقدمت فأكلت شيئا لم آكل مثله قط وإذا عنب لا عجم له فأكلت حتى شبعت والسلة لم تنقص شيئا
ثم قال لي خذ أحب البردين إليك
فقلت له أما البردان فأنا غني عنهما
فقال لي توار عني حتى البسهما فتواريت عنه فاتزر بأحدهما وارتدى بالآخر ثم أخذ البردين اللذين كانا عليه فجعلهما عنده ونزل واتبعته حتى إذا كان بالمسعى لقيه رجل فقال له اكسني كساك الله يا ابن رسول الله فدفعهما إليه فلحقت الرجل فقلت من هذا
قال هذا جعفر بن محمد
قال الليث فطلبته لأسمع منه فلم أجده

سياق ما روي في كرامات زيد بن أسلم رحمه الله
127 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن القاسم قال أنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال حدثني جدي يعقوب بن شيبة قال قرأت على الحارث بن مسكين أخبركم عبد الرحمن بن القاسم وابن وهب قالا قال مالك
استعمل زيد بن أسلم على معدن بني سليم كان معدنا لا يزال يصاب فيه الناس من قبل الجن فلما وليهم تركوا ذلك إليه فأمرهم بالأذان أن يؤذنوا ويرفعوا أصواتهم ففعلوا فارتفع عنهم ذلك حتى اليوم
قال مالك أعجبني ذلك من مشورة زيد بن أسلم
سياق ما روي في كرامات يوسف بن يونس بن حماس
128 - أخبرنا أبو العباس الفضل بن عبدالرحمن الفقيه قال ثنا محمد بن إبراهيم المقرئ ثنا محمد بن الفرج أبو جعفر قال ثنا محمد بن أصبغ قال ثنا يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب قال قال مالك
راح يونس بن يوسف بن حماس أبو يوسف بن يونس بن حماس إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأى امرأة أعجبته فقال
اللهم إذ جعلت بصري علي نعمة وخشيت أن يكون علي نقمة اللهم اقبضه
قال فإذا هو أعمى وكان له ابن أخ يقوده إلى المسجد فأتى به إلى

المسجد جعلت بصري علي نعمة وخشيت أن يكون علي نقمة وإني أخاف الفضيحة في يومي هذا فإذا هو مفتوح العينين ومر
قال مالك فرأيته صحيح العين ثم رأيته أعمى ثم رأيته صحيحا
سياق ما روي في كرامات أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني القارئ رضي الله عنه
129 - أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن قال أنا أبو بكر أحمد ابن موسى بن مجاهد المقرئ قال حدثني محمد بن منصور المدني قال ثنا محمد بن إسحاق المسيبي قال حدثني أبي عن نافع ابن أبي نعيم قال
لما غسل أبو جعفر يزيد بن القعقاع القارئ بعد وفاته نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف قال فما شك من حضره أنه نور القرآن

سياق ما روي في كرامات أبي نصر المدني المبتلى رضي الله عنه
130 - أخبرنا محمد بن عمر بن محمد بن حميد قال ثنا محمد بن مخلد قال ثنا العباس بن محمد بن عبد الرحمن قال ثنا أبي عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال
أجدبت المدينة فاشتد حال أهلها وتكشف قوم مستورون وخرجوا يدعون فمررت يوما بسوق الطعام وما فيه حبة حنطة ولا شعير فإذا أبو نصر جالس منكس رأسه فقلت له يا أبا نصر أما ترى ما فيه أهل حرم رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بلى
فقلت أفلا تدعو الله تعالى عله يفرج ما هم فيه
قال بلى وحول وجهه إلى القبلة وقال اجلس عن يميني
قال فجلست عن يمينه
فانكب فعفر وجهه بالتراب ثم رفع رأسه فقال يا فارج الهم يا كاشف الضر مجيب دعوة المضطرين رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما صل على محمد وآل محمد وفرج ما أصبح فيه أهل حرم نبيك
ثم غلب فذهب وقمت من عنده
قال فوالله ما خرجت من السوق حتى رأيت قد تغطت فرفعت

رأسي فإذا رجل جراد أرى سوادهن في الهواء فما زلن يسقطن إلى جنبي وأنا واقف أنظر حتى ملأ ما بين المدينة فاستغنى كل قوم بما في دارهم من جراد محشو الآجواف فطبخوا وملحوا من قدر على الزيت وملأ الناس الحباب والجرار والقواصر وألقوه في جوا بيوتهم
ثم نهض في أعراض المدينة لم يخرج منها إلى غيرها فما مرت بنا ثلاث حتى جاءت عشر سفائن دخلت فإذا هي دخلت في الوقت الذي دعا فيه أبو نصر فرجع السعر إلى أرخص ما كان ورجعت حال الناس إلى أحسن ما كانت
قال فأتيت أبا نصر وهو في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا أبا نصر أما ترى إلى بركات دعائك قال لا إله إلا الله هذه رحمة الله التي وسعت كل شيء
سياق ما روي في كرامات أبي كعب الحارثي
131 - أخبرنا عبد الوهاب بن علي قال أنا يوسف بن عمر قال قرأت علي محمد بن مخلد قال حدثني أحمد بن منصور بن سيار قال ثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني قال حدثني أمية بن شبل عن زياد بن جبل عن أبي كعب الحارثي قال عند أسماء النجرانية وهو ذو الإداوة
قال خرجت في طلب إبل لي ضوال قال فتزودت لبنا في إداوة فقلت في نفسي ما أنصفت ربي عز و جل فأين الوضوء

قال فأهرقت اللبن وملأتها ماء فقلت هذا وضوء وهذا شراب قال فكنت أرعى إبلي فإذا أردت أن أتوضأ صببت من الإداوة ماء فتوضأت به وإذا أردت أن أشرب صببت لبنا فشربت فمكثت كذلك ثلاثا
قال فقالت له أسماء النجرانية أمخيضا كان أم حليبا قال إنك لبطالة بل كان يعصم من الجوع ويروي من الظمأ أما إني حدثت بهذا نفرا من قومي فيهم علي بن الحارث سيد بني قفان فقال ما أظن الذي تقول كما تقول قال قلت الله أعلم به
قال فرجعت إلى منزلي فبت ليلتي تيك فإذا أنا به صلاة الصبح على بابي فخرجت إليه فقلت رحمك الله لم تعنيت إلي الآن ألا أرسلت إلي فآتيك
فقال لا أنا أحق بذلك منك أن آتيك لما بت الليلة أتاني آت فقال أنت تكذب من يحدث بأنعم الله عز و جل
سياق ما روي عن أهل مكة من الكرامات فمنهم وهيب بن الورد
132 - أحمد بن حماد قال ثنا علي بن حرب قال ثنا خالد بن يزيد العدوي قال سمعت ابن أبي رواد يقول

انتهيت إلى رجل ساجد خلف المقام في ليلة باردة مطيرة يدعو ويبكي فطفت أسبوعا ثم عدت فوجدته على حالة فقعدت قريبا منه الليل كله فلما كان جوف الليل سمعت هاتفا يقول يا وهيب بن الورد ارفع فقد غفر لك قال فلم أر شيئا فلما برق الصبح رفع رأسه ومضى فاتبعته فقلت أو ما سمعت الصوت فقال وأي صوت فأخبرته فقال لا تخبر أحدا فما حدثت به أحدا مات وهيب
133 - وأخبرنا القاسم قال ثنا محمد بن أحمد قال ثنا علي بن جرب ثنا خالد قال سمعت عبد العزيز بن أبي رواد يقول
سجدت ليلة على البيت تحت الثياب فلما كان حوف الليل أحسست خبأ إلى جنبي فقال لي يا عبد العزيز قل اللهم فرغني لما خلقتني له ولا تشغلني لما تكفلت لي به اللهم لا تحرمني وأنا أسألك ولا تعذبني وأنا أستغفرك فرفعت رأسي فلم أحس أحدا
سياق ما روي من كرامات أبي علي الفضيل بن عياض رحمه الله
134 - أخبرنا بكر بن شاذان المقرئ قال ثنا جعفر بن محمد بن نصير قال ثنا أحمد بن محمد هو ابن مسروق قال ثنا إبراهيم بن الجنيد قال ثنا أبو عبد الله الهروي إبراهيم بن عبدالله قال كنا مع الفضيل بن عياض على أبي قبيس فقال لو أن الرجل

صدق في التوكل على الله عز و جل ثم قال لهذا الجبل اهتز لاهتز
قال فوالله لقد رأيت الجبل قد اهتز وتحرك
فقال يا هذا إني لم أعنك رحمك الله
قال فسكن
135 - أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنون قال أنا جعفر بن محمد بن نصير قال ثنا أحمد بن محمد بن مسروق ثنا هارون بن سوار قال
هلك حمار كان للفضيل بن عياض وكان حمارا يستقي عليه الماء فيأكل من فضله قال فقيل له قد هلك الحمار قال فجاء فقعد في المحراب قال ثم قال قد أخذنا عليه بمجامع الطرق قال فجاء الحمار فوقف على باب المسجد
136 - أخبرنا عبد الوهاب بن علي قال ثنا عمر بن أحمد قال ثنا محمد بن إبراهيم الحربي

سياق ما روي من كرامات العبد الأسود بمكة الذي آرى الله عز و جل ابن المبارك
137 - أخبرنا عبد الوهاب بن علي بن نصر قال أنا يوسف بن عمر قال أنا عبد الرحمن بن أبي شيخ إملاء قال ثنا أحمد بن محمد بن عبدالخالق قال ثنا عمر قال ثنا أحمد بن عمر الحربي قال حدثني محمد بن صالح العدوي قال أخبرني أبي عن عبد الله بن المبارك قال
كنت بمكة فأصابهم قحط فخرجوا إلى المسجد الحرام يستسقون فلم يسقوا وإلى جانبي أسود منهوك فقال اللهم اللهم قد دعوك فلم تجبهم إني أقسم عليك أن تسقينا
قال فوالله ما لبثنا أن سقينا قال فانصرف الأسود واتبعته حتى دخل دارا في الحناطين فعلمتها فلما أصبحت أخذت دنانير وأتيت الدار فإذا رجل على باب الدار فقلت أردت رب هذه الدار
قال أنا
قلت مملوك لك أردت شراءه
فقال لى أربعة عشر مملوكا أخرجهم إليك
قال فلم يكن فيهم فقلت له بقي شيء فقال لي غلام مريض فأخرجه فإذا هو الأسود
فقلت بعنيه

فقال هو لك يا أبا عبد الرحمن فأعطيته الأربعة عشر دينارا وأخذت المملوك فلما صرنا إلى بعض الطريق قال يا مولاي أي شيء تصنع بي وأنا مريض
فقلت له لما رأيته عشية أمس
قال فاتكأ على الحائط فقال اللهم لا تشهر بي فاقبضني إليك قال فخر ميتا فانحشر عليه أهل مكة
سياق ما روي من كرامات التابعين من أهل الشام فمنهم أبو مسلم عبد الله بن ثوب
138 - أخبرنا أحمد بن عبيد أنا محمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن زهير قال ثنا عبد الوهاب بن نجدة قال ثنا إسماعيل بن غياث قال ثنا شرحبيل بن مسلم
أن الأسود بن قيس بن ذي الخمار تنبأ باليمن فبعث إلى أبي مسلم فلما جاءه قال أتشهد أني رسول الله قال ما أسمع قال أتشهد أن محمدا رسول الله قال نعم فردد ذلك عليه فأمر بنار عظيمة فأججت ثم ألقى فيها أبا مسلم فلم يضره
قال فقيل له عليك وإلا أفسد عليك من
اتبعك قال فأمره بالرحيل فأتى أبو مسلم المدينة وقد قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم واستخلف أبو بكر فأناخ أبو مسلم راحلته بباب المسجد

ثم دخل المسجد فقام يصلي إلى سارية فبصر به عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقام إليه فقال ممن الرجل
قال من أهل اليمن
قال ما فعل الذي أحرقه الكذاب بالنار
قال ذلك عبد الله بن ثوب
فقال له نشدتك بالله أنت هو
قال اللهم نعم فاعتنقه ثم بكى ثم ذهب حتى أجلسه فيما بينه وبين أبي بكر
فقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الرحمن
قال ابن عياش فأنا أدركت رجالا من الأمداد الذين يمدون من اليمن من خولان يقولون لأمداد من عنس صاحب الكذاب حرق صاحبنا بالنار فلم تضره
139 - أخبرنا أحمد بن عبيد أنا محمد بن الحسين قال ثنا أحمد قال حدثنيه ضمرة قال السري بن يحيى ثنا به قال
قالت جارية أبي مسلم الخولاني قد صنعت لك السم في طعامك فلم يضرك
قال ولم
قالت أردت أتعجل العتق
قال اذهبي فأنت حرة

140 - أخبرنا أحمد قال ثنا محمد قال ثنا أحمد قال ثنا الحوطي قال ثنا أشعث بن شعبة عن السري بن يحيى عن سليمان
أن جارية كانت لأبي مسلم قالت له
يا أبا مسلم ما زلت أجعل السم في طعامك منذ كذا وكذا فما أراه ضرك
قال ولم جعلت ذلك
قالت لأني جارية شابة إلى جانبك فلا أنت تدنيني من فراشك ولا أنت تبيعني
قال إني كنت أقول إذا أردت أن آكل بسم الله خير الأسماء الذي لا يضر مع اسمه داء رب الأرض ورب السماء
141 - أخبرنا علي بن محمد أنا الحسين قال ثنا عبد الله بن محمد قال ثنا عبد الرحمن بن واقد قال ثنا ضمرة قال ثنا عثمان بن عطاء قال

كان أبو مسلم الخولاني إذا دخل منزله سلم وإذا بلغ وسط الدار كبر وكبرت امرأته فإذا بلغ البيت كبر وكبرت امرأته
قال فيدخل فينزع رداءه وحذاءه وتأتيه بطعام فيأكل
فجاء ذات ليلة فكبر فلم تجبه ثم أتى البيت فكبر وسلم وكبر فلم تجبه وإذا البيت ليس فيه سراج وإذا هي جالسة بيدها عود في الأرض تنكت به
فقال لها مالك قالت الناس بخير وأنت أبو مسلم لو أنك أتيت معاوية فيأمر لنا بخادم ويعطيك شيئا نعيش به
فقال اللهم من أفسد علي أهلي فأعم بصره
قال وكانت أتتها امرأة فقالت أنت امرأة أبي مسلم فلو كلمت زوجك يكلم معاوية ليخدمكم ويعطيكم
قال فبينا هذه المرأة في منزلها والسراج يزهر إذ أنكرت بصرها
فقالت سراجكم طفئ
قالوا لا
قالت إنا لله ذهب بصري فأقبلت كما هي إلى أبي مسلم فلم تزل تناشده الله وتطلب إليه
قال فدعا الله فرد عليها بصرها ورجت امرأته إلى حالها التي كانت عليها

142 - أخبرنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله قال ثنا أبو موسى هارون بن عبد الله قال ثنا أبو النضر عن سليمان بن المغيرة قال
انتهى أبو مسلم الخولاني إلى دجلة وهي ترمي بالخشب من مدها فمشى على الماء ثم التفت إلى أصحابه فقال هل تفقدون شيئا فندعو الله تعالى
143 - أخبرنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله قال حدثني محمد بن الحسين قال حدثني أحمد بن يونس قال حدثني عنبسة بن عبد الواحد القرشي قال ثنا عبد الملك بن عمير قال
كان أبو مسلم الخولاني إذا استسقى سقي
144 - أنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله قال حدثني محمد قال حدثني أبو موسى بن عيسى قال ثنا الوليد بن مسلم عن عثمان بن أبي

العاتكة قال
اشترى أبو مسلم بغلة فقالت أم أبي مسلم ادع الله أن يبارك فيها
فقال اللهم بارك لنا فيها فماتت
فاشترى أخرى قالت ادع الله أن يبارك لنا فيها فماتت
فاشترى أخرى قالت ادع الله أن يبارك لنا فيها
فقال حميقاء فقولي اللهم متعنا بها فبقيت لهم
145 - أنا أحمد أنا محمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن زهير قال ثنا عبد الوهاب بن نجدة قال ثنا بقية بن الوليد عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي مسلم الخولاني
أن امرأة خببت عليه امرأته فدعا عليها فذهب بصرها
قال فأتته فقالت يا أبا مسلم إني قد كنت فعلت وفعلت ولا أعود لمثلها
فقال اللهم إن كانت صادقة فاردد عليها بصرها
قال فأبصرت

146 - أنا أحمد قال ثنا محمد قال ثنا أحمد قال ثنا هارون بن معروف قال ثنا ضمرة عن بلال بن كعب العكي قال
ربما قال الصبيان لأبي مسلم الخولاني إذا مر الظبي ادع الله يحبس علينا هذا الظبي فيدعو الله فيحبسه
147 - أنا أحمد قال أنا محمد قال ثنا محمد قال ثنا الحوطي قال ثنا بقية بن الوليد عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي مسلم الخولاني

أنه كان إذا غزا الروم فروا منهم قال أجيزوا بسم الله
قال ويمر بين أيديهم
قال فيمرون بالنهر الغمر قال فربما لم يبلغ من الدواب إلى الركب أو نحو ذلك
قال فإذا جازوا قال للناس هل ذهب لكم شيء من ذهب له شيء فأنا له ضامن
قال فألقى بعضهم مخلاته عمدا فلما جاوزوا قال الرجل مخلاتي وقعت في النهر
فقال له اتبعني فإذا المخلاة قد تعلقت ببعض أعواد النهر
فقال له خذها
148 - وأنا احمد أنا محمد ثنا أحمد قال ثنا الحوطي قال ثنا أشعث بن شعبة قال ثنا أبو عمر أخو أبي قال
كنا في جيش وفيهم أبو مسلم الخولاني فانتهيت إلى نهر ثجاج فسألنا أهل القرية أين المخاضة فقالوا والله ما كان ههنا مخاضة قط وإن المخاضة أسفل منكم بميلين فقال أبو مسلم اللهم إنك أنت الذي أجزت بني إسرائيل في البحر وإنا عبيدك وفي سبيلك فأجزنا اليوم في هذا النهر
ثم قال اعبروا باسم الله
قال فقال أبو عمر وأنا على فرس فارة قال فقلت لأكونن أول من يقحم فرسه على أثر أبي مسلم
قال فخضت خلفه فلم يبلغ الماء بطون الخيل حتى عبرنا
ثم وقف فقال أيها الناس هل سقط من أحد منكم شيء كيما أدعو الله أن يرده فلم يفقدوا شيئا

149 - أنا أحمد بن عبيد قال أنا محمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن زهير قال ثنا هارون هو ابن معروف قال ثنا ضمرة عن عثمان ابن عطاء عن أبيه قال
أخذ أبو مسلم الخولاني درهما ليشتري لأهله دقيقا وأخذ معه مزادا قال وألح عليه سائل كلما وقف على مكان يريد أن يشتري قال له السائل تصدق علي
قال فيتحول من ذلك الموضع إلى موضع آخر فيتبعه قال يقول تصدق علي
قال فيفر منه إلى موضع آخر فيلحقه
فلما أكثر عليه أعطاه الدرهم قال ثم جاء إلى موضع حواريا قال فعجنت وخبزت فلما ارتفع النهار جاء أبو مسلم وهو خائف من امرأته قال فأتته بالمائدة وأتته بطعام فلما فرغ قال لها من أين هذا لكم قالت هذا من الذي جئت به

سياق ما روي من كرامات يزيد بن الأسود الجرشي
150 - أخبرنا علي بن محمد بن عمر قال أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال ثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني قال ثنا أيوب بن سويد قال ثنا أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني قال
خرج الضحاك بن قيس فاستسقى بناس فلم يمطروا ولم يروا سحابا
قال فقال الضحاك أين يزيد بن الأسود الجرشي
فقال أنا
قال قم فاستشفع لنا إلى الله عز و جل
فقام فعطف برنسه على منكبه وحسر عن ذراعيه ثم قال اللهم إن عبادك هؤلاء يستشفعون بي إليك
فما دعا إلا قليلا حتى مطروا حتى كادوا يغرقون فيه
ثم قال اللهم إن هذا شهرني فأرحني منهم فما لبث بعد تلك الجمعة إلا جمعة حتى مات
151 - أخبرنا محمد بن أبي بكر وعبد الواحد بن محمد قالا أنا عبد الله بن محمد بن إسحاق الجوهري قال ثنا إبراهيم بن أبي داود قال ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال ثنا صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر الخبائري

أن السماء قحطت فخرج معاوية بن أبي سفيان وأهل دمشق يستسقون فلما قعد معاوية على المنبر قال أين يزيد بن الأسود الجرشي
فناداه الناس فأقبل يتخطى الناس فأمره معاوية فصعد المنبر فقعد عند رجليه
فقال معاوية اللهم إنا نستشفع إليك بخيرنا وأفضلنا اللهم إنا نستشفع إليك بيزيد بن الأسود الجرشي يا يزيد ارفع يديك إلى الله عز و جل
فرفع يديه ورفع الناس أيديهم فما كان أوشك أن ثارت سحابة في الغرب كأنها ترس وهب لها ريح فسقتنا حتى كاد الناس أن لا يبلغوا منازلهم
سياق ما روي من كرامات علي بن بكار
152 - أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنون قال أنا جعفر بن محمد بن نصير قال ثنا إبراهيم ثنا أحمد بن محمد بن مسروق قال قال
خرج أبو إسحاق الفزاري وعلي بن بكار يحتطبان فأبطأ علي بن بكار على أبي إسحاق فدار أبو إسحاق في الجبل خلفه فجاء فنظر إليه وهو متربع وفي حجره رأس سبع وهو نائم يذب عنه قال فقال له أبو إسحاق ما قعودك ههنا قال فقال له لجأ إلي فرحمته فأنا أنتظره لينتبه

سياق ما روي من كرامات عبيد الله بن أبي جعفر المصري
153 - أخبرنا عبد الوهاب بن علي أنا عمر بن أحمد أنا العباس بن العباس ابن المغيرة قال ثنا محمد بن القاسم بن المغيرة قال ثنا حرملة بن يحيى قال ثنا عبد الله بن وهب قال حدثني أبو شريح عن عبيد الله بن أبي جعفر
أن مركبهم انكسر بهم في البحر فرمى بهم البحر إلى خشبة فيها عدتنا ورقا فكنا نمصها فتشبعنا من الطعام والشراب
فلما كان من الغد أنبت الله عز و جل مثلها على عدتنا
قال فلم نزل على ذلك حتى مر بنا مركب للمسلمين فحملونا

سياق ما روي من كرمات حيوة بن شريح المصري
154 - أخبرنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله قال حدثني أحمد بن سهل الأزدي قال حدثني خالد بن نزار الفزاري قال
كان حيوة بن شريح دعاء من البكائين وكان ضيق الحال جدا فجلست إليه ذات يوم وهو متخل وحده يدعو فقلت رحمك الله لو دعوت الله فوسع عليك في معيشتك
قال فالتفت يمينا وشمالا فلم ير أحدا فأخذ حصاة من الأرض فقال اللهم اجعلها ذهبا
قال وإذا هي والله تبرة في كفه ما رأيت أحسن منها
قال فرمى بها إلي فقال هو أعلم بما يصلح عبادة فقلت ما أصنع بها
قال أستنفقها فهبته والله أن أراده

سياق ما روى من كرامات الصبيح والمليح وهما من أهل الشام
155 - أخبرنا عبد الوهاب بن نصر أنا يوسف بن عمر قال قرأت على محمد بن مخلد حدثكم أحمد بن محمد بن مسروق قال ثنا داود بن رشيد قال حدثني صبيح ومليح قالا
جعنا أياما فقلت لصاحبي أو قال لي أخرج بنا إلى الصحراء لعلنا نرى رجلا نعلمه بعض دينه لعل الله تعالى أن ينفعنا به
فلما أصحرنا استقبلنا أسود على رأسه حزمة حطب فدنونا إليه فقلنا له من ربك
فرمى الحزمة عن رأسه وجلس عليها وقال لا تقولا لي من ربك ولكن قولا لي أين محل الإيمان من قلبك
فنظرت إلى صاحبي ونظر إلي صاحبي
ثم قال إن المريد لا تنقطع مسائله قالها ثلاثا
فلما رآنا لا نحير جوابا قال اللهم إن كنت تعلم أن لك عبادا كلما سألوك أعطيتهم فحول حزمتي من ذهب
قال فرأيتها والله قضبان الذهب تلمع
ثم قال اللهم إن كنت تعلم أن الإخمال أحب إلى عبادك من الشهرة فردها حطبا

قال فرجعت والله حطبا تزدهي على رأسه ولم نجترئ أن نتبعه
سياق ما روي من كرامات التابعين من أهل الكوفة كرامات أبي وائل شقيق بن سلمة رحمه الله
156 - أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد أنا جعفر بن محمد بن نصير ثنا أحمد بن محمد بن مسروق قال ثنا محمد بن الحسين البرجلاني قال ثنا محمد بن عبيد قال ثنا حيان عن الأعمش عن شقيق قال
كنت في زرع لي إذ أقبلت سحابة تزهي قال فسمعت فيها صوتا أمطري زرع فلان
قال فأتيت الرجل قال فسألته ما تصنع بزرعك قال أبذر ثلثه وآكل ثلثه وأتصدق بثلثه

سياق ما روي من كرامات أبي عبدالله سعيد بن جبير
157 - أخبرنا علي بن محمد أنا الحسين ثنا عبد الله بن محمد قال ثنا عبد الرحمن بن واقد قال أنا ضمرة بن ربيعة قال أنا أصبغ بن زيد الواسطي قال
كان لسعيد بن جبير ديك كان يقوم من الليل بصياحه قال فلم يصح ليلة فشق عليه فقال ما له قطع الله صوته
قال فما سمع له صوت بعدها
فقالت أمه يا بني لا تدعو على شيء بعدها

سياق ما روي من كرامات عمرو بن قيس الملائي
158 - أخبرنا عبيد الله بن أحمد أنا محمد بن مخلد قال ثنا أبو العباس عيسى بن إسحاق السايح قال ثنا أبي قال ثنا أبو خالد قال لما مات عمرو بن قيس الملائي رأوا الصحراء مملوءة رجالا عليهم ثياب بياض فلما صلي عليه ودفن لم ير في الصحراء أحد فبلغ ذلك أبا جعفر فقال لابن شبرمة وابن أبي ليلى ما منعكما أن تذكرا لي هذا الرجل فقالا كان يسألنا أن لا نذكره لك

سياق ما روي من كرامات ذر الهمداني والمختار بن فلفل
159 - أخبرنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله بن محمد قال حدثني جعفر ابن مكرم الدوري قال ثنا حسين بن علي الجعفي عن عبيد الله بن عبد الرحمن المرهبي عن المختار بن فلفل قال
خرجنا نريد الحج ومعنا ذر زمن الحجاج فأتينا صاحب السالحين فقال لسنا ندع أحدا إلا بجواز
فقال لنا ذر توضؤوا وصلوا ثم ادعوا الله أن يخلي سبيلكم
قال فتوضأنا ودعونا الله
ثم أتينا صاحب السالحين فقلنا افتح لنا فكلم صاحبه الذي فوقه فقال إن هؤلاء قوم يريدون الحج
قال فجلس وكان قائما فضرب بإحدى يديه على الأخرى وقال والله لئن ظن الحجاج أني أحبس حجاج بيته لبئس ما ظن خل سبيلهم
قال فخلى سبيلهم ولم يصنع ذلك قبلنا ولا بعدنا

سياق ما روي من كرامات أسد بن صلهب رحمه الله
160 - أخبرنا علي ثنا الحسين ثنا عبد الله حدثني الفضل بن سهل عن عبد الرحمن بن مصعب المعني عن عباد بن زفيل عن الحسن بن صالح قال قال أسد بن صلهب
إن كنت لأدعو الله فتصرع الطير حولي
قال الحسن لولا أنه قد مات ما حدثت به
سياق ما روي من كرامات سفيان بن سعيد الثوري رحمه الله
161 - أخبرنا عبد الوهاب بن علي قال أنا يوسف بن عمر قال قرئ على أبي الحسن المصري وأنا أسمع حدثكم يوسف بن موسى قال ثنا عبد الله بن حبيق الأنطاكي قال حدثني أبو علي السجستاني عن عبد الرحمن بن يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد المكي قال
قدم علينا من هراة شيخ صدوق قال دخلت زمزم فإذا بشيخ ينزع الدلو الذي يلي الركن فلما شرب أدخل الدلو فأخذت

فضلته فشربتها فإذا بسويق لوز لم أذق قط أطيب منه ثم التفت فإذا الشيخ قد ذهب
ثم عدت من الغد في السحر فجلست إلى بئر زمزم فإذا الشيخ قد دخل من باب زمزم قد سدل ثوبه على وجهه فأتى البئر فنزع بالدلو فأخذت فضلته فشربت فإذا ماء مضروب بعسل لم أذق قط أطيب منه ثم التفت فإذا الشيخ قد ذهب
ثم عدت من الغد في السحر فجلست إلى بئر زمزم فإذا الشيخ قد دخل من باب زمزم قد سدل ثوبه على وجهه فأتى البئر فنزع بالدلو فأخذت ملحفته فلففتها على يدي وأخذت فضلته فشربته فإذا لبن مضروب بالسكر لم أذق قط أطيب منه
فقلت أيا شيخ بحق هذه البنية عليك من أنت
قال تكتم علي
قلت نعم
قال حتى أموت
قلت نعم
قال أنا سفيان الثوري
162 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الخليل قال ثنا محمد بن أحمد بن سلمة قال سمعت أبا نصر أحمد بن سهل بن حمدويه يقول سمعت أبا الحسن علي بن الحسن بن عبدة النجارة يقول سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد بن حفص يقول
كنت بالبصرة في مجلس عارم بن الفضل ومعنا أحمد بن شبويه

المروزي فقال لي أحمد بن شبويه أفيدك فائدة حسنة تريدها
قلت نعم فأقبل على عارم فقال يا أبا النعمان كيف كان قصة الطير وسفيان الثوري
فقال نعم نعم فأومأ برأسه
وأومأ أبو عبد الله أحمد بن حفص برأسه
وأومأ علي بن الحسن بن عبدة برأسه
وأومأ أحمد بن سهل برأسه فقال كان قدم سفيان الثوري ها هنا البصرة فارا من القوم فستخفى في بعض بيوت أصحابنا وكان لابن صاحب المنزول طير يلعب به
فقال له سفيان يوما إن لي إليك حاجة
قال ما هي
قال أحب أن تستوهب هذا الطير من أبيك وتهبه لي
قال نعم فاستوهب ذلك الطير من أبيه فوهبه لسفيان فقبضه سفيان فأطاره فطار وخرج من الكوة فلما جن الليل عاد ودخل الكوة فكان ذلك دأبه يسرح بالنهار أمره فخرجوا إلى جنازته بشر كثير فلما صلوا عليه ودفنوه وأهيل عليه التراب وانصرف الناس ويأتي ذلك الطير حتى قعد على قبر سفيان كئيبا حزينا ثم طار فذهب فكان ذلك دأبه كل يوم حتى مات ذلك الطير فعمد صاحبه فدفنه إلى جنب سفيان الثوري وأومأ الشيخ برأسه

سياق ما روي من كرامات أبي بكر بن عياش
163 - أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنون قال أنا جعفر بن محمد بن نصير قال ثنا أحمد بن محمد بن مسروق ثنا يحيى الحماني قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول
أتيت زمزم فاستقيت منها عسلا وأتيتها فاستقيت منها لبنا وأتيتها فاستقيت منها ماء
سياق ما روي من كرامات عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي الكوفي
164 - أخبرنا عبد الوهاب أنا يوسف بن عمر قال قرأت على محمد بن مخلد قال ثنا أبو الفضل جعفر بن أبي هاشم المؤدب مولى بني قال سمعت إبراهيم بن أبي الليث يقول قال لي أبو النضر قال لي الأشجعي
ربما احتجت إلى الشيء فأجد تحت المصلى دراهم جرين يعني دراهم وضح

سياق ما روي من كرامات التابعين من أهل البصرة منهم هرم بن حيان
165 - أخبرنا أحمد بن عبيد قال أنا محمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن زهير قال ثنا هارون يعني ابن معروف قال ثنا ضمرة قال ثنا السري بن يحيى عن قتادة قال
أمطر قبر هرم بن حيان من يومه فأنبت من يومه

سياق ما روي من كرامات الحسن بن أبي الحسن البصري رحمه الله
166 - أخبرنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله قال أنا محمد بن الحسين قال ثنا راشد أبو يحيى بن راشد قال حدثني عصام بن زيد رجل من مزينة قال
كان رجل من الخوارج يغشى مجلس الحسن فيؤذيهم فقيل للحسن يا أبا سعيد ألا تكلم الأمير حتى يصرفه عنا
قال فسكت عنهم
قال فأقبل ذات يوم والحسن جالس مع أصحابه فلما رآه قال اللهم قال علمت أذاه لنا فاكفناه بما شئت
قال فخر والله الرجل من قامته فما حمل إلى أهله إلا ميتا على سرير فكان الحسن إذا ذكره بكى وقال البائس ما كان أغره بالله
167 - أنا عبيد الله بن محمد أنا جعفر بن محمد أنا أحمد بن محمد بن

مسروق قال ثنا محمد بن الحسين قال ثنا عبد الوهاب بن عطاء قال ثنا سعيد بن أبي عروبة قال
غم على الناس هلال شهر رمضان
قال فخرج الحسن فقال اللهم إن كانت ليلته فبينه
قال فانجلى عنه الغيم حتى نظر الناس إليه
سياق ما روي من كرامات عامر بن عبد قيس
168 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن القاسم وعلي بن محمد بن عبد الله قالا أنا إسماعيل بن محمد قال أنا أحمد بن منصور قال ثنا عبد الرزاق قال أنا معمر عن محمد بن واسع عن أبي العلاء بن عبد الله بن الشخير
أن عامرا كان يأخذ عطاءه فيجعله في طرف ردائه فلا يلقى أحدا من المساكين يسأله إلا أعطاه فإذا دخل على أهله رمى به إليهم فيعدونها فيجدونها سواء كما أعطيها

169 - أنا عبد الله بن مسلم بن يحيى قال أنا الحسين بن إسماعيل قال أنا عمر بن شبة قال ثنا يوسف بن عطية قال ثنا المعلى بن زياد القردوسي عن عامر بن عبد قيس
أنه مر بقافلة قد حبسهم أسد من بين أيديهم على طريقهم فلما جاء عامر نزل عن دابته
فقالوا يا أبا عبد الله إنا نخاف عليك من الأسد
قال فقال إنما هو كلب من كلاب الله عز و جل إن شاء أن يسلطه سلطة وإن شاء أن يكفه كفه فمشى إليه حتى أخذ بيديه أذني الأسد فنحاه عن الطريق وجازت القافلة
وقال إني أستحي من ربي تبارك وتعالى أن يرى من قلبي أني أخاف من غيره

سياق ما روي من كرامات أبي عبد الله مسلم بين يسار رحمه الله
170 - أخبرنا عبيد الله بن محمد أنا جعفر بن محمد بن نصير قال ثنا أحمد ابن محمد بن مسروق قال ثنا محمد بن الحسين قال ثنا عتاب بن زياد الخراساني قال ثنا ابن المبارك قال
قال مسلم بن يسار لأصحابه يوم التروية هل لكم في الحج فقالوا نغرق قال جاء مسلم إلى دجلة وهي تقذف بالزبد قال فمشى على الماء ثم التفت إلى أصحابه فقال هل تفقدون شيئا

سياق ما روي من كرامات مطرف بن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه
171 - أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى قال ثنا حمزة بن القاسم بن عبد العزيز قال ثنا محمد بن الجهم قال ثنا يزيد بن هارون أنا جرير بن حازم
172 - وأنا علي أنا الحسين حدثني عبد الله حدثني محمد بن الحسين قال ثنا يزيد بن هارون قال أنا جرير بن حازم عنه حميد بن هلال قال
كان بين مطرف وبين رجل من قومه شيء فكذب على مطرف
فقال له مطرف إن كنت كاذبا فعجل الله حتفك
فقال فمات الرجل مكانه
فاستعدى أهله زيادا على مطرف فقال لهم زياد هل ضربه
هل مسه بيده فقالوا لا
فقال دعوة رجل صالح وافقت دعوته قدرا
فلم يجعل لهم شيئا لفظهما قريب

173 - أنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله قال ثنا محمد بن الحسين قال ثنا سليمان بن حرب قال
كان مطرف مستجاب الدعوة
أرسله رجل يخطب له فذكره للقوم فأبوه فذكر نفسه فزوجوه
فقال له الرجل في ذلك بعثتك تخطب لي فخطبت لنفسك
قال قد بدأت بك
قال كذبت
قال اللهم إن كان كذب علي فأرني به
قال فمات مكانه
فاستعدوا عليه فقال لهم الأمير ادعوا أيضا أنتم عليه كما دعا عليكم

174 - أنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن غيلان بن جرير قال
حبس الحجاج مورقا
قال فطلبنا فأعيانا
فلقيني مطرف فقال ما فعلتم في صاحبكم
قلنا ما صنعنا شيئا
قال تعال فلندع
فدعا مطرف وأمنا
فلما كان من العشي أذن الحجاج للناس فدخلوا ودخل أبو مورق فيمن دخل
فلما رآه الحجاج قال لحرسي اذهب مع هذا هذا الشيخ إلى السجن فادفع إليه ابنه
175 - أخبرنا عبيد الله بن محمد أنا جعفر بن محمد قال ثنا أحمد بن محمد أنا سليمان بن المغيرة عن يونس بحت انية بيته

176 - أنا علي بن محمد بن عبد الله قال ثنا إسماعيل بن محمد قال ثنا أحمد ابن منصور قال ثنا عبد الرزاق قال ثنا معمر عن قتادة قال
كان مطرف بن عبد الله وصاحب له سريا في ليلة مظلمة فإذا طرف سوط أحدهما عنده ضوء
فقال لصاحبه إنا لو حدثنا الناس بهذا كذبونا
فقال مطرف المكذب أكذب يقول المكذب بنعمة الله أكذب
سياق ما روي من كرامات سليمان التيمي رحمه الله
177 - أخبرنا أحمد بن عبيد قال أنا محمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن زهير قال ثنا مفضل بن غسان الغلابي قال ثنا إسماعيل بن إبراهيم قال
استعار سليمان التيمي من رجل فروا فلبسها ثم ردها

قال الرجل فما زلت أجد فيها رائحة المسك بعد
قال وكان بينه وبين رجل شيء فتنازعا فأخذ الرجل بعض بطن سليمان بيده فجفت يد الرجل وزعم الغلابي أن الرجل كان مؤذنا
178 - أنا محمد بن عبد الرحمن قال ثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري قال ثنا زكريا بن يحيى قال ثنا الأصمعي قال حدثني رجل من

أهل العلم يقال له إسماعيل بن إبراهيم قال
كان بين سليمان التيمي وبين رجل منازعة في شيء فتناول الرجل بطن سليمان فغمزه فجفت يده
179 - وأنا محمد قال أنا عبيد الله قال ثنا زكريا بن يحيى قال ثنا الأصمعي قال
استعار مني سليمان التيمي فروا فلبسها فردها إلي فوالله ما زلت بعد ذلك أجد فيها رائحة المسك
180 - أنا أحمد بن عبيد أنا محمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن زهير قال ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة قال السري بن يحيى ثنا به قال قدح سليمان التيمي عينه قال فنهاه الطبيب أن يمس ماء قال فمس فرجه قال وكان يرى الوضوء من مس الفرج قال فنزع القطنة من عينه وتوضأ قال وأعاد القطنة على حالها قال فجاء الطبيب فنظر فلم ير شيئا ينكر قال قال انظر هل ترى شيئا قال ما أرى شيئا أنكره قال فإني قد توضأت قال فإن الله قد رزقك العافية

سياق ما روي من كرامات ثابت بن أسلم البناني
181 - غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب
قال فقال له رجل قل يا غافر الذنب اغفر لي ويا قابل التوب اقبل توبتي ويا شديد العقاب اعف عني ويا ذا الطول تطول علي بخير قال فجئت إلى صاحب البستان فقلت دخل رجل راكبا فقال لا

182 - أخبرنا أحمد بن عبيد الله أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال ثنا عمر بن شبة قال ثنا حماد بن واقد أبو عمرو الصفار قال ثنا ثابت البناني قال
كنت مع مصعب بن الزبير في سواد الكوفة فدخلت في حائط أصلي ركعتين فافتتحت حم المؤمن حتى بلغت لا إله إلا هو وإليه المصير فإذا رجل خلفي على بلغة شهباء عليه مقطعات يمينية فقال
إذا قلت غافر الذنب فقل يا غافر الذنب اغفر ذنبي
وإذا قلت قابل التوب فقل يا قابل التوب اقبل توبتي
وإذا قلت شديد العقاب فقل يا شديد العقاب لا تعاقبني
وإذا قلت ذي الطول فقل يا ذا الطول طل علي منك برحمة
فالتفت فلم أر أحدا فخرجت إلى الباب فقلت مر بكم رجل عليه مقطعات يمنية
قالوا ما رأينا أحدا وكانوا يرون أنه إلياس
183 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال أنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري قال ثنا زكريا بن يحيى قال ثنا الأصمعي قال سمعت حماد بن سلمة يقول
إن ثابتا رفع ولم ير له أثر في قبره وكان هو يدعو ويقول اللهم إن كنت رفعت أقواما من عبادك فاجعلني منهم

سياق ما روي من كرامات أبي يحيى مالك بن دينار رحمة الله عليه
184 - أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ قال أنا محمد بن مخلد العطار قال ثنا أبو شعيب صالح بن حمدان الدعاء قال حدثني أحمد بن غسان قال ثنا هاشم بن يحيى الفراء المجاشعي قال
بينما مالك بن دينار يوما جالس إذ جاءه رجل فقال يا أبا يحيى ادع لامرأة حبلى منذ أربع سنين أصبحت في كرب شديد
فغضب مالك وأطبق المصحف ثم قال ما يرى هؤلاء إلا أنا أنبياءثم دعا فقال اللهم إن كان هذه المرأة في فإنك تمحو ما تشاء ثم رفع يده ورفع الناس أيديهم وجاء الرسول إلى رجل فقال أدرك امرأتك
فذهب الرجل فما حط مالك يده حتى طلع الرجل من باب المسجد على رقبته غلام جعد قطط ابن أربع سنين قد استوت أسنانه ما قعطعت سراره
185 - أخبرنا علي بن محمد أنا الحسين ثنا عبد الله بن محمد حدثني أحمد بن ابراهيم عن غسان بن مفضل عن شيخ بصري عن مالك بن دينار أنه حم أياما ثم وجد خفة فخرج ليقضي حاجته فمر بعض أصحاب الشرط بين يديه قوم بطرقون فأعجلوني فاعترضت في الطريق فلحقني إنسان من أعوانه فقمعني أسواطا فكانت أشد علي من تلك الحمى
فقلت قطع الله يدك فلما كان من الغد غدوت إلى الجسر في حاجة فتلقوني به مقطوعة يده معلقة في عنقه

أخبرنا علي أنا الحسين أنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن إبراهيم عن غسان بن مفضل عن العباس بن زريق السلمي وقد أدرك مالكا قال
كانت امرأة قد أصابه الماء الأصفر في بطنها فعظمت ليتها فأتت مالكا فقالت يا أبا يحيى ادع الله لي
فقال لها إذا كنت في المجلس فقومي حيث أراك
فأتته في مجلسهم فقال لأصحابه إن هذه المرأة قد ابتليت بما ترون وقد فزعت إلينا فادعوا الله لها فرفع مالك يده ورفع القوم أيديهم
فقال يا ذا المن القديم يا عظيم يا من لا إله إلا أنت عافها وفرج عنها فانخمص بطنها وعوفيت فكانت تكون مع النساء تحدثهم
سياق ما روي من كرامات عبد الله بن غالب
187 - أخبرنا عمر بن بكار قال ثنا حسنون بن موسى قال ثنا حنبل قال ثنا أبو ظفر قال ثنا جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال سمعت عبد الله بن غالب يقول
يرحم الله بني لقد ماتوا وما شبعت منهم قال مالك بن دينار ورأيت قبر عبد الله بن غالب فأخذت من ترابه فإذا هو مسك قال وفتن الناس به فبعث إلى قبره فسوي

سياق ما روي من كرامات صلة بن أشيم
188 - أخبرنا علي أنا الحسين أنا عبدالله ثنا زهير بن حرب قال ثنا إبراهيم ابن إسحاق عن ابن المبارك عن مستلم بن سعيد عن حماد بن جعفر بن زيد العبدي عن أبيه قال خرجنا غزاة إلى كابل وفي الجيش صلة بن أشيم فلما دنونا من أرض العدو قال الأمير لا يشذن من العسكر أحد فذهبت بغلة صلة بثقلها
فأخذ يصلي فقيل إن الناس قد ذهبوا
فقال إنما هي خفيفتان
قال فدعا ثم قال اللهم إني أقسم عليك أن ترد علي بغلتي وثقلها
قال فجاءت حتى قامت بين يديه
189 - أنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله حدثني أبي وغيره عن روح بن عبادة عن عوف عن أبي السليل قال حدثني صلة بن أشيم قال

كنت أسير بهذه الأهواز إذ جعت جوعا شديدا فلم أجد أحدا يبيعني طعاما فجعلت أتحرج أن أصيب من أحد من أهل الطريق شيئا فبينا أنا أسير إذ دعوت ربي فاستطعمت فسمعت وجبة خلفي فإذا أنا بثوب أو منديل فيه دوخلة ملأى رطبا فأخذته وركبت دابتي فأكلت منه حتى شبعت فأدركني المساء فنزلت إلى راهب في دير له فحدثته الحديث فاستطعمني من الرطب فأطعمته رطبات
قال ثم إني مررت على ذلك الراهب بعد زمان فإذا نخلات حسان جمال قال إنها من رطباتك اللاتي أطعمتني
وجاء بالثوب إلى أهله فكانت امرأته تريه الناس
سياق ما وري من كرامات عبد الله بن شقيق العقيلي
190 - أخبرنا أحمد بن عبيد قال أنا محمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن زهير قال ثنا محمد بن الصباح البزاز قال ثنا داود بن الزبرقان عن الجريري قال
كان عبد الله بن شقيق مجاب الدعوة
فكانت تمر به السحابة فيقول اللهم لا تجوز كذا وكذا حتى تمطر فما تجوز ذلك الموضع حتى تمطر

سياق ما روي من كرامات ميمون بن أبي شبيب
191 - أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد قال أنا محمد بن عمر قال ثنا أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري قال ثنا الجعفي قال ثنا الحسن بن الحر عن ميمون بن أبي شبيب قال
أردت الجمعة في زمن الحجاج قال فتهيأت للذهاب قال ثم قلت قطعت في نفسي أن ذهب مرة ومرة ألا أذهب
قال ثم عزمت على الذهاب
فناداني مناد من جانب البيت يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله
قال فذهبت
قال وجلست مرة أكتب كتابا فعرض لي شيء إن أنا كتبته في كتابي زين كتابي وكنت قد كذبت وإن أنا تركته كان في كتابي بعض القبح وكنت قد صدقت
قال فعزمت على أن لا أكتبه
قال فناداني مناد يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة

سياق ما روي من كرامات جميل بن مرة
192 - أخبرنا عبد الوهاب بن علي قال أنا يوسف قال قريء على محمد ابن علي الواعظ حدثكم محمد بن الحارث قال ثنا محمد بن عمر قال ثنا محمد بن الحسين قال ثنا جبان بن هلال عن حماد بن زيد عن جميل بن مرة قال
ربما احتجت إلى الشيء فأدعوا الله حتى أراها بين يدي يعني الدنانير والدراهم
سياق ما روي من كرامات أبي محمد حبيب العجمي
193 - أخبرنا أحمد بن عبيد قال أنا محمد بن الحسين قال أنا أحمد بن زهير قال ثنا هارون بن معروف قال ثنا ضمرة عن السري بن يحيى قال
كان حبيب أبو محمد يرى بالبصرة يوم التروية ويرى بعرفة عشية عرفة

194 - أنا علي بن محمد أنا الحسين ثنا عبد الله قال حدثني محمد بن الحسين قال حدثني العباس بن الفضل الأزرق قال ثنا مجاشع الدبري قال
ولدت امرأة من جيران حبيب غلاما جميلا أقرع الرأس
قال فجاء أبوه إلى حبيب حين شب الغلام وأتى عليه اثنتا عشرة سنة فقال يا أبا محمد ألا ترى إلى ابني هذا وإلى جماله وقد بقي أقرع الرأس كما ترى فادع الله له
فجعل حبيب يبكي ويدعو للغلام ويمسح بالدموع رأسه
قال فوالله ما قام من بين يديه حتى اسود رأسه من أصول الشعر فلم يزل ذلك الشعر ينبت حتى كان كأحسن الناس شعرا
قال مجاشع قد رأيته أقرع ورأيته أشعر
195 - أخبرنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله قال ثنا محمد بن الحسين قال ثنا عبد الله بن عيسى الطفاوي ثنا أبو عبد الله الشحام قال أتى حبيب أبو محمد برجل زمن في شق محمل فقيل له يا أبا محمد هذا رجل زمن في شق محمل وله عيال وقد ضاع عياله فإن رأيت أن تدعو الله عسى أن يعافيه

فأخذ المصحف فوضعه في عنقه ثم دعا قال فما زال يدعو حتى عافى الله الرجل وقام فحمل المحمل فوضعه على عنقه وذهب إلى عياله
196 - وأنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله ثنا خالد بن خداش قال
كنا إذا دخلنا على حبيب أبي محمد قال افتح جونة المسك وهات الترياق المجرب قال وجونة المسك القرآن والترياق المجرب الدعاء
197 - أخبرنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله قال ثنا محمد بن الحسين قال حدثني موسى بن عيسى عن ضمرة بن ربيعة عن السري بن يحيى قال
اشترى أبو محمد حبيب طعاما في مجاعة أصابت الناس فقسمه على المساكين ثم خاط أكيسة فجعلها تحت رأسه
ثم دعا الله فجاءه أصحاب الطعام يتقاضونه فأخرك تلك الأكيسة فإذا هي مملوءة دراهم فوزنها فإذا هي حقوقهم فدفعها إليهم
198 - أنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله قال ثنا أبو إسحاق الآدمي قال سمعت مسلم بن إبراهيم
أن رجلا أتى حبيبا أبا محمد فقال إن لي عليك ثلاثمائة درهم

قال من أين صارت لك علي
قال لي عليك ثلاثمائة درهم
قال حبيب اذهب إلى غد فلما كان من الغد توضأ وصلى وقال اللهم إن كان صادقا فأد إليه وإن كان كاذبا فابتله في يده
قال فجيء بالرجل من غد قد حمل وقد ضرب شقه الفالج
فقال مالك قال أنا الذي جئتك أمس لم يكن لي عليك شيء وإنما قلت يستحي من الناس فيعطيني
فقال له تعود قال لا
قال اللهم إن كان صادقا فألبسه العافية
قال فقام الرجل على الأرض يعدو كأن لم يكن به شيء
199 - أنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله قال حدثني محمد قال ثنا داود بن المحبر قال ثنا عبد الواحد بن زياد قال
كنا عند مالك بن دينار ومعنا محمد بن واسع وحبيب أبو محمد فجاء رجل وكلم مالكا وأغلظ في قسمة قسمها وقال وضعتها في غير حقها وتتبعت بها أهل مجلسك ومن يغشاك لتكثر غاشيتك وتصرف وجوه الناس إليك قال فبكى مالك وقال والله ما أردت هذا قال بلى والله لقد أردته بهذا فجعل مالك يبكي والرجل يغلظ له فلما أكثر ذلك عليه رفع حبيب يديه الى السماء ثم قال اللهم إن هذا قد شغلنا عن ذكرك فأرحنا منه كيف شئت

فسقط والله الرجل على وجهه ميتا فحمل إلى أهله على سرير وكان يقال إن أبا محمد مستجاب الدعوة
سياق ما روي من كرامات عتبة الغلام
200 - أنا محمد بن رزق قال ثنا علي بن محمد المصري قال ثنا أبو محمد ابن عبد السلام الضرير قال ثنا عبد القدوس العطار قال ثنا الحسن ابن دعامة قال
رأيت عتبة الغلام إذا استحسن الطير دعاه فيجيء حتى يسقط على فخذه فيمسه ثم يسيبه فيطير
201 - أنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثني يحيى ابن راشد قال حدثني عبد الله بن مبشر من ولد توبة العنبري قال
دعا عتبة الغلام ربه أن يهب له ثلاث خصال في دار الدنيا دعا ربه أن يمن عليه بصوت حزين

ودمع غزير وطعام من غير تكلف
فكان إذا قرأ بكى وأبكى وكانت دموعه جارية دهره وكان يأوي إلى منزله فيصيب قوته فلا يدري من أين يأتيه
سياق ما روي من كرامات صفوان بن محرز
202 - أنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله قال حدثني محمد بن إبراهيم عن عمر بن عامر الكلابي قال ثنا جعفر بن سليمان قال سمعت ثابت البناني قال
أخذ عبيد الله بن زياد ابن أخ لصفوان بن محرز فحبسه في السجن فلم يدع صفوان شريفا بالبصرة يرجو منفعته إلا تحمل به عليه فلم ير لحاجته نجاحا
فبات في مصلاه حزينا قال فهوم من الليل فإذا آت قد أتاه في منامه فقال يا صفوان قم فاطلب حاجتك من وجهها
قال فانتبه فزعا فقام فتوضأ ثم صلى ثم دعا فأرق ابن زياد فقال علي بابن أخي صفوان بن محرز فجاء الحرس وجيء بالنيران ففتحت عليه الأبواب الحديد في جوف الليل
فقيل أين ابن أخي صفوان أخرجوه فإني قد منعت من النوم منذ الليلة

فأخرج فأتى به ابن زياد فكلمه ثم قال انطلق بلا كفيل ولا شيء فما شعر صفوان حتى ضرب ابن أخيه بابه
قال صفوان من هذا
قال أنا فلان
قال فأي هذه الساعة
فحدثه الحديث
سياق ما روي من كرامات عطاء السليمي
203 - أخبرنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله قال حدثني محمد بن الحسين قال حدثني داود بن المحبر عن صالح المري قال
كان عطاء السليمي لا يكاد يدعو إنما يدعو بعض أصحابه ويؤمن هو قال فحبس بعض أصحابه فقيل له ألك حاجة قال دعوة من عطاء أن يفرج الله عني
قال صالح فأتيته فقلت يا أبا محمد أما تحب أن يفرج الله عنك
قال بلى والله إني لأحب ذاك
قلت فإن جليسك فلان قد حبس فادع الله أن يفرج عنه
قال فرفع يديه وبكى وقال اللهم قد تعلم حاجتنا قبل نسألكها فاقضها لنا
قال صالح فوالله ما برحنا من البيت حتى دخل الرجل

سياق ما روي من كرامات أبي ريحانة عبد الله بن مطر
204 - أنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين قال ثنا موسى بن عيسى العابد وغيره قالوا ثنا ضمرة بن ربيعة عن فروة الأعمى مولى سعد بن أبي أمية المقرئ قال
ركب أبو ريحانة البحر وكان يخيط فيه بإبرة معه فسقطت إبرته في البحر فقال عزمت عليك يا رب إلا رددت علي إبرتي فظهرت حتى أخذها
قال واشتد عليهم البحر ذات يوم فقال اسكن أيها البحر فإنما أنت عبد حبشي قال فسكن حتى صار كالزيت
سياق ما روي من كرامات رابعة العدوية
205 - أخبرنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله قال ثنا عبد الله بن عيسى الطفاوي قال
بلغني أن رابعة كانت تطبخ قدرا فاشتهت بصلا فجاء طير في منقاره بصلة فألقاها إليها

سياق ما روي من كرامات العلاء بن زياد
206 - أخبرنا عبد الوهاب بن علي ثنا يوسف بن عمر بن مسروق قال قرئ على أبي عمر قال ثنا أبو همام قال ثنا جعفر بن سليمان قال العلاء بن زياد قال
كان العلاء بن زياد يحيى كل ليلة جمعة فوجد ليلة فترة فقال يا أسماء أريد أن أنام فإذا كان كذا وكذا فأيقظيني فأتاه آت فأخذ بناصيته فقال يا زياد قم فاذكر الله يذكرك فقام فزعا
207 - أنا عمر بن زكار ثنا مبشر بن موسى قال ثنا حنبل بن إسحاق قال ثنا أبو ظفر قال ثنا جعفر بن سليمان قال سمعت هشام بن زياد يحدث قال
كان العلاء بن زياد يحيي كل ليلة جمعة فوجد ليلة فترة فقال

لامرأته يا أسماء إني أجد فترة فإذا مضى كذا وكذا فأيقظيني لوقت وقته ثم رقد
فأتاه آت في منامه فأخذ بناصيته فقال يا ابن زياد قم فاذكر الله يذكرك فقام فزعا قال فلم تزل تلك الشعرات التي أخذ بها من العلاء قائمة حتى مات
سياق ما روي من كرامات زياد النميري
208 - أنا علي أنا الحسين أنا عبد الله قال حدثني أبي قال ثنا يحيى بن أبي بكير عن عمارة بن زاذان قال
كنت مع زياد النميري في طريق بمكة فضلت ناقة لصاحب لنا فطلبناها فلم نقدر عليها
فأخذنا نقسم متاعه فقال زياد ألا تقولون
شيئا سمعت أنسا يقول يقرأ حم السجدة ويسجد ويدعو
فقلنا بلى فقرأ حم السجدة وسجد ودعا
فرفعنا رؤوسنا فإذا رجل معه الناقة التي ذهبت
قال زياد أعطوه من طعامكم فلم يقبل
قال أطعموه قال إني صائم
قال فنظرنا فلم نر شيئا لا ندري ما كان

سياق ما روي من كرامات أهل بغداد
فمنهم أبو محفوظ معروف بن الفيرزان الكرخي
209 - أخبرنا القاسم بن جعفر قال ثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن جعفر ابن محمد بن سعيد البغدادي القطان قال ثنا محمد بن مخلد قال ثنا جعفر بن أبي هاشم قال سمعت صدقة العامري يقول كنت عند معروف
210 - أخبرنا القاسم قال أنا علي قال ثنا ابن مخلد قال ثنا جعفر قال سمعت صدقة العامري يقول
كنت عند معروف يوما فجاء رجل شبيه بالفاقد العقل فقال يا أبا محفوظ ادع الله لي فقد ذهب مني عشرة الاف درهم
قال فأعرض عنه ثم قال له الثانية فأعرض عنه ثم قال له الثالثة فأعرض عنه
فقال معروف أخي ادع الله أن أولياءه وأصفياءه بما منه خلقتك قال ثم حرك شفتيه

قال الرجل فقمت والله وما في قلبي منها شيء
سياق ما روي من كرامات أبي نصر بشر بن الحارث الحافي رحمه الله
211 - ذكر محمد بن مخلد قال ثنا أبو موسى هارون بن سعود الدهان قال ثنا منصور الصياد قال مر بي بشر بن الحارث يوم الجمعة وهو منصرف من الصلاة فقال في هذا الوقت
قلت فما في البيت دقيق ولا خبز ولا درهم ولا شيء
فقال لي الله المستعان احمل شبكتك وتعال إلى الخندق
قال فحملتها فقال توضأ وصل ركعتين
قال ففعلت قال ألق بشبكتك وسم بسم الله
قال فألقيت الشبكة فوقع فيها شيء ثقيل
قال أجر قال قلت يا أبا ناصر أعني عليها فإني أتخوف أن تخرق الشبكة
قال فجاء معي فجذبنا فإذا سمكة فقال لي خذها وبعها واشتر لعيالك ما يحتاجون إليه
قال فدخلت من الباب فاستقبلني رجل على حمار فقال بكم فقلت بعشرة قال قد أخذتها فوزن لي عشرة دراهم فاشتريت ما يحتاجون إليه في البيت

فما أن فرغت قلت لهم خذوا
رقاقتين واجعلوا عليها من الحلوى حتى أذهب به إليه
قال فجئت فدققت الباب فقال من هذا قلت منصور فقال يا منصور لو ألهمنا هذا ما خرجت السمكة اذهب كل ذاك مع عيالك
سياق ما روي من كرامات أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه
212 - أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد قال أنا عثمان بن أحمد قال حدثني أبو أحمد القزوين قال سمعت القاسم بن الحسين الوراق يقول
يروى عن أحمد بن حنبل أن رجلا أراد الخروج إلى طرسوس قال قل يا دليل الحيارى دلني على طريق الصادقين واجعلني من عبادك الصالحين
قال فخرج الرجل وأصابه شدة وانقطع من أصحابه فدعا بهذا الدعاء فلحق بأصحابه

فجاء إلى أحمد وأخبره فقال له أحمد اكتمها علي
سياق ما روي من كرامات الحارث بن أسد المحاسبي وأبي معاوية الأسود رضي الله عنهما
213 - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد أنا علي بن أحمد المصري قال سمعت أبا سعيد عثمان بن السكري قال سمعت مؤذن غزة وقد ذهب علي اسمه قال
حدثت عن أبي الداهرية قال قدمت طرسوس فدخلت على أبي معاوية الأسود وهو مكفوف البصر وفي منزله مصحف معلق
فقلت رحمك الله مصحف وأنت لا تنظره
قال تكتم حتى أموت
قلت نعم
قال إني إذا أردت أن أقرأ فتح لي بصري

214 - أخبرنا عبد الوهاب بن علي أنا عمر بن أحمد قال ثنا عبد الله بن سليمان قال سمعت أبا حمزة نصير بن الفرج الأسلمي وكان خادم أبي معاوية الأسود قال
كان أبو معاوية الأسود قد ذهب بصره فكان إذا أراد أن يقرأ فينشر المصحف رجع إليه بصره فإذا أطبق المصحف ذهب بصره
سياق ما روي من كرامات أبي طالب النسائي
215 - أخبرنا عبد الوهاب بن علي قال ثنا يوسف قال أخبرني علي بن الحسن المصري قال سمعت إبراهيم بن عبد السلام الضرير يقول سمعت عباس الدوري يقول سمعت أبا طالب النسائي يحدث يحيى بن معين قال
أصبحت ذات يوم وليس عندي شيء وأنا في دار واسعة فقلت فيما بيني وبين نفسي اللهم إني أعلم أنك ترزق الكلب والخنزير اللهم فارزقني
قال فقال لي قائل من خلفي دراهم تريد أو دقيق
قال فقلت في نفسي دقيق أي شيء أعمل به ليس لي حطب
قال فدفع إلى صرة فيها خمسمائة درهم

سياق ما روي من كرامات القاسم بن يزيد
216 - أخبرنا عبد الوهاب قال أنا يوسف قال قرأت على محمد بن مخلد ثنا محمد بن منصور الطوسي قال ثنا دحيم بن موسى النخعي قال
رأيت رجلا من البصريين يأخذ الدين على الله عز و جل فيعطي المساكين فيقضي عنه
قال دحيم فجئت إلى عطاء بن ثابت التبين فأخذت منه مائة درهم قرضا حولته على الله فكسوت منه ثيابا وأخذت أنا عشرة دراهم فاشتريت ثوبا لنفسي
فمرضت ومررت بالعطار بعد فقال لي تعال فأتيته
فقال مر بي رجل فأعطاني مائة درهم
فقلت لي عشرة ومائة فقال لي العشرة أخذه لنفسه
سياق ما روي من كرامات شاب وصيف لمعورف الكرخي
217 - أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله بن إسماعيل البزاز المقرئ قال سمعت أحمد بن علي البزار يعرف

بوكيع يفهم الحديث جدا قال سمعت أحمد بن علي الجلا يقول سمعت أبي يقول
كنت جالسا عند معروف يوما فجاء رجل فقال يا أبا محفوظ رأيت أمس عجبا
قال ماذا رأيت
قال اشتهى أهلي سمكا فخرجت إلى باب الكرخ فأخذت يذكر الله
فمر بنا بمسجد يؤذن فيه الظهر فقال يا عم هل لك من أن تصلي فقلت صبي يدعوني إلى الصلاة ولا أجيبه فقلت نعم
فوضع الطبق والسمكة على باب المسجد ودخل المسجد فلم يزل يركع وأنا أحفظ السمكة فلما أقيمت الصلاة قلت صبي توكل على الله في طبقه ولا أتوكل عليه في سمكتي
فدخلت فصليت وخرجت فإذا هي بحاله فأخذها على رأسه ثم عاد إلى ما كان عليه من الذكر إلى أن وصلت إلى منزلي وأخبرت أهلي خبره
فقالوا لي قل له يأكل معنا
فقلت له إنهم يسألوني أن تفطر عندهم
قال نعم فأين طريق المسجد فدللته على المسجد فلم يزل راكعا وساجدا إلى العصر فلما صلى العصر جعل رأسه بين ركبتيه ثم لم يزل كذلك إلى المغرب
فلما صليت المغرب قلت هل لك في الحضور للإفطار
قال قد جرت لي عادة إن حملتني عليها فأنا أجيبك قلت ما هي

قال عادة قد جرت لي أن أفطر بعد عشاء الآخرة فصبرت له قال وكنت قد أعددت في بيتي ما يحتاج إليه
فلما صلى أخذته إلى البيت وزرفت عليه الباب وكانت لنا ابنة لا تبطش بيدها ولا تمشي برجليها عمياء قطعة لحم قد أتى لها أربعة وعشرون سنة لا تنام في جوف الليل فإذا بداق يدق علينا باب البيت
فقلنا من هذا
قالت فلانة فناديناها فإذا هي تمشي وتبطش وتبصر
فقلنا ما شأنك فقالت ما أدري إلا أني سهرت في جوف الليل فألقي في نفسي سل الله بحق ضيفكم فقلت اللهم بحق ضيفنا إلا أطلقتني فأنا كما ترون
قال فبادرت إلى البيت فإذا الغلام ليس صغار وكبار هذا أو نحوه
217 - القاسم الضبي حدثني رجل صدوق وحلف علي كما حدث به أنه رأى في طريق مكة هميانا قال فنزلت لآخذه قال فانقلب حجرا فصعدت إلى محملي فاطلعت من فوق المحمل فإذا بهميان خفيفة فنزلت من الرأس فانقلب حجرا فرآني عديلي وأنا مبهوت لما صعدت المحمل فقال مالك فحدثته بذلك فاطلع فرآه هميانا ونزل ليأخذه فانقلب حجرا فتركناه

فإذا برجل خراساني يعدو ويلهث فلم يكن أكثر من أن رأى هميانه فأخذه وقال مال مزكى حفظه الله
218 - أخبرنا أحمد قال ثنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن جعفر سمعت أبا بكر بن شاذان يقول
كان لي حبشي نافذ في الثمانين ثقة فحكى لنا أنه اقتضى في يوم خميس من الجانبين نحوا من خمسمائة دينار وأنه شاهد سكينا جيدا في طريقه فاشتراه قال فقضي أنني في الفرضة صادفت مسجدا تقام فيه الصلاة فدخلت فتركت الكيس والسكين جميعا فلما حضرت بين يدي أستاذي مددت يدي إلى كمي فلم أجد الكيس وذكرت تركي له مع السكين في القبلة فرجعت مسرعا فإذا بذلك السكين بين يدي رجل فتعلقت به وقلت هو لي فأين الكيس فحلف ما رأى كيسا فاستصحبته إلى المسجد فإذا بالناس على كثرتهم والكيس موضوع خلف صاحبي ما كان إلا السكين فأخذت الجميع
سياق ما روي من كرامات إبراهيم الآجري
219 - أخبرنا علي بن محمد بن عيسى بن موسى قال أنا علي بن محمد المصري قال ثنا أحمد بن محمد بن مسروق أبو العباس قال سمعت

إبراهيم الآجري وكان من أفاضل أصحاب محمد قال
كنت يوما على باب المقبرة في يوم شات إذ مر بي رجل عليه خرقتان فظننت أنه من هؤلاء الذين يسألون فقلت في نفسي لو عمل هذا بيده لكان خيرا له قال ومضى الرجل فلما كان بالليل أتاني ملكان فأخذا بضبعي ثم أخذاني إلى السمجد الذي كنت على بابه قاعدا فإذا رجل نائم عليه خرقتان مكشفا عن وجهه فإذا هو الذي مر بي فقالا كل لحمه فقلت ما اغتبته
فقالا بلى حدثتك نفسك بغيبته ومثلك لا يرضى منه بمثل هذا فانتبهت فزعا فمكثت ثلاثين يوما أقعد على باب ذلك المسجد فلما كان يوم الثلاثين مر بي على حالته والخرقتان عليه فوثبت إليه فغمز وغمزت خلفه فلما خفت أن يفوتني قلت يا هذا أكلمك
قال فالتفت إلي فقال لي يا إبراهيم وأنت أيضا ممن يغتاب المؤمنين بقلبه
قال فسقطت مغشيا علي فقمت وهو عند رأسي فقال تعود قلت لا ثم غاب من بين عيني فلم أره بعد ذلك
سياق ما روي من كرامات أبي شعيب صالح بن يونس رحمه الله
220 - أخبرنا أحمد بن محمد بن حفص قال سمعت أبا الحسن علي بن عمر بن جعفر يقول سمعت أبا بكر محمد بن علي يقول
كنت مع أبي شعيب صالح بن يونس المقفع وقد انصرفنا من العتمة ومعنا ضوء نستضيء به فهبت الريح فأطفأت ما كان معنا

من الضوء فسمعت أبا شعيب يقول ربنا أتمم لنا نورنا فعاد الضوء لوقته كما كان
سياق ما روي من كرامات أبي العباس أحمد بن محمد بن مسروق
221 - أخبرنا أحمد قال سمعت أبا بكر محمد بن إبراهيم بن الحسين يقول سمعت جعفر بن نصير يقول سمعت أبا العباس بن مسروق يقول
أردت الخروج إلى مكة في بعض السنين فاستأذنت والدتي فأذنت لي ورافقني اثنان على أن أكون بحكمهما وواحد يكون بحكمي فلما دخلت البادية برزت يوما من الأيام للحاجة فلما قعدت الحاجة أصاب البول إبهام رجلي فلما كان من الغد أصابني مثله فقلت قصة وقلت لأصحابي إن الذي أنا أطلب قدامي هو ورائي فرجعت ورجع معي الذي بحكمي فجئت إلى باب داري قالت لما أن خرجت أخذني الهم عليك فاعتقدت مع الله أن لا أقوم من خلف الباب حتى ترجع إلي

سياق ما روي من كرامات صالحي أهل خراسان
فمنهم إبراهيم بن أدهم البلخي رحمه الله
222 - أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنون قال ثنا جعفر بن محمد قال ثنا أحمد بن محمد بن مسروق قال ثنا علي بن الموفق قال ثنا عبد الله ابن الفرج القنطري العابد قال
اطلعت على إبراهيم بن أدهم في بستان بالشام فإذا إبراهيم نائم مستلقي وإذا حية في فمها طاقة ترجف فما زالت تذب عنه حتى انتبه
223 - أخبرنا عبد الوهاب بن علي قال أنا يوسف بن عمر قال ثنا عثمان

ابن أحمد قال ثنا محمد بن موسى قال ثنا أبو موسى قال ثنا عبد الرحيم قال إسماعيل بن يزيد حدثنا قال ثنا عثمان بن عمارة عن إبراهيم بن أدهم قال
صحبت رجلا من أهل سمرقند فقال إلهي لا ترزق البطالين ولا تعطف على الظالمين فنودي في الهواء وأنا أسمع إنما مثل هذه المنزلة من يزعم أن لله شريكا وأنت مخلوق فنظرت إلى قرص أحمر قد سقط من السماء حتى أحرقه فدخل قلبي روع شديد فإذا أنا بشيخ عن يميني عليه ثياب بياض يقول يا عبد الله لا تصحب هذا الضرب من الخلق ثم غاب عني ولم أره
224 - أخبرنا علي بن محمد أنا الحسين ثنا عبد الله قال حدثني محمد بن يحيى بن أبي حاتم الأزدي قال حدثني خلف بن تميم قال حدثني عبد الجبار بن كثير قال
قيل لإبراهيم بن أدهم هذا السبع قد ظهر لنا قال أرونيه فلما رآه قال يا قسورة إن كنت أمرت فينا بشيء فامض لما أمرت به وإلا نعوذك على يديك قال فولى السبع ذاهبا أحسبه قال يضرب بذنبه قال فتعجبنا كيف فهم السبع كلام إبراهيم بن أدهم فأقبل علينا إبراهيم فقال قولوا اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام واكنفنا بركنك الذي لا يرام وارحمنا بقدرتك علينا ولا نهلك وأنت رجاؤنا قال خلف فما زلت أقولها منذ سمعتها فما عرض لي عدو ولا غيره

225 - أنا علي ثنا الحسين ثنا عبد الله قال حدثت عن يحيى بن عثمان قال ثنا بقية بن الوليد قال
كنا في البحر فهبت الرياح وهاجت الأمواج فبكى الناس وضجوا فقيل لمعيوف أو ابن معيوف هذا إبراهيم بن أدهم لو سألته أن يدعو الله وإذا هو نائم في ناحية السفينة ملفوف رأسه في كساء فدنا منه فقال يا أبا إسحاق أما ترى ما الناس فيه قال الله قد أريتنا قدرتك فأرنا عفوك قال فهدأت السفن

226 - أنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله قال حدثني مشرف بن أبان قال حدثني صالح بن سليمان أو غيره قال
احتاج إبراهيم بن أدهم إلى دينار وكان على شاطيء البحر فدعا الله فتشرعت السمك في في كل واحدة منهن دينار واحد فأخذ دينار واحدا
227 - أنا علي أنا الحسين ثنا عبد الله قال حدثني منصور قال حدثني أبو النضر الحارث بن النعمان قال
كان إبراهيم بن أدهم يجتني الرطب من شجر البلوط

سياق ما روي من كرامات عبد الله بن منير المروزي
228 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الخليل قال ثنا محمد بن أحمد بن سلمة قال ثنا أبو شجاع الفضل بن العباس بن الحصيب التميمي قال ثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي قال سمعت يحيى بن بدر القرشي يقول
كان عبد الله بن منير يوم الجمعة قبل الصلاة بقزوين فإذا كان في وقت صلاة الجمعة يرونه في مسجد آمل
فكان الناس يقولون إنه يمشي على الماء فقيل له يا أبا محمد إنك تمشي على الماء
قال أما المشي على الماء فلا أدري ولكن إذا أراد الله جمع حافتي النهر حتى يعبر الإنسان
قال وكان عبد الله بن منير إذا قام من المجلس خرج إلى البرية مع قوم من أصحابه فيجمع شيئا مثل الأشنان وغيره فيدخل السوق فيبيع ذلك فيعيش به
قال فخرج يوما مع أصحابه فإذا هو بالأسد رابض على الطريق فقيل له هذا الأسد
فقال لأصحابه قفوا ثم تقدم هو وحده إلى الأسد فلا ندري ما قال له فقام الأسد فمر فقال لأصحابه مروا

سياق ما روي من كرامات محمد بن إسماعيل البخاري رضي الله عنه
229 - أخبرنا أحمد بن محمد بن حفص قال أنا محمد بن أحمد بن سليمان قال أنا خلف بن محمد بن الفضل البلخي قال سمعت أبي يقول
ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام فقال لها يا هذه قد رد الله على ابنك بصرة لكثرة بكائك أو كثرة دعائك الشك من أبي محمد البلخي فأصبحنا وقد رد الله عليه بصره
سياق ما روي من كرامات أحمد بن حرب
230 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الخليل قال أنا أحمد بن محمد بن سلمة قال ثنا علي بن الحسن بن عبد الرحيم الكندي ومحمد بن حفص بن

اسلم قالا ثنا محمد بن حامد بن أحمد الدقاق قال سمعت علي بن عبد الله بن محمد بن موسى السعدي يقول
كنا في مجلس أحمد بن حرب لما قدم بخارى وكان نازلا في درب سمرقند في الرباط يكتب عنه العلم إذ اجتمع عليه العامة من أهل المدينة والقرى قالوا كلهم له يا أبا عبد الله ادع الناس ببركة دعائك فإن أرضنا وزرعنا لم تنبت ولم يخرج من النبات شيء منذ عامين أو قال عام الشك منه من سبب المطر فإنه لا تمطر علينا قال فرفع أحمد بن حرب يديه ودعا فما فرغ من دعائه حتى انسابت السماء سحابة وكانت الشمس طالعة
سياق ما روي من كرامات كرز بن وبرة الجرجاني
231 - أخبرنا عبد الوهاب بن علي قال ثنا عمر بن أحمد قال ثنا محمد بن عبد الله السوسي قال ثنا محمد بن يزيد الآدمي قال ثنا ابن فضيل قال حدثني أبي
أن كرزا دخل على ابن شبرمة يعوده وهو مبرسم فتفل في أذنه فبرئ