كتاب : البدع
المؤلف : أبو عبد الله محمد بن وضاح بن بزيع المرواني

1 - قال نا أصبغ بن مالك ، قال نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد بن أبي مريم قال : نا أسد بن موسى قال : نا إسماعيل بن عياش ، عن معاذ بن رفاعة السلمي ، عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين »


1 - قال نا أصبغ بن مالك ، قال نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد بن أبي مريم قال : نا أسد بن موسى قال : نا إسماعيل بن عياش ، عن معاذ بن رفاعة السلمي ، عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه
تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين »
4 - نا أسد قال : نا رجل ، عن عبد الله بن المبارك ، ويوسف بن أسباط قال : قال عبد الله بن مسعود : « إن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا من أوليائه يذب (1) عنها ، وينطق بعلامتها ، فاغتنموا حضور تلك المواطن ، وتوكلوا على الله » . قال ابن المبارك : وكفى بالله وكيلا (2) «
__________
(1) الذب : الدفع والمنع
(2) سورة : الأحزاب آية رقم : 3
3 - نا أسد قال : نا رجل يقال له : يوسف ثقة ، عن أبي عبد الله الواسطي رفعه إلى عمر بن الخطاب أنه قال : «
الحمد لله الذي امتن على العباد بأن يجعل في كل
زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم ، يدعون من ضل إلى الهدى ، ويصبرون منهم على الأذى ، ويحيون بكتاب الله أهل العمى ، كم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، وضال تائه قد هدوه ، بذلوا دماءهم وأموالهم دون هلكة العباد ، فما أحسن أثرهم على الناس ، وأقبح أثر الناس عليهم ، يقتلونهم في سالف الدهر إلى يومنا هذا بالحدود ونحوها ، فما نسيهم ربك وما كان ربك نسيا (1) جعل قصصهم هدى ، وأخبر عن حسن مقالتهم ، فلا تقصر عنهم ؛ فإنهم في منزلة رفيعة ، وإن أصابتهم الوضيعة »
__________
(1) سورة : مريم آية رقم : 64
4 - نا أسد قال : نا رجل ، عن عبد الله بن المبارك ، ويوسف بن أسباط قال : قال عبد الله بن مسعود : « إن
لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا من أوليائه يذب
(1) عنها ، وينطق بعلامتها ، فاغتنموا حضور تلك المواطن ، وتوكلوا على الله » . قال ابن المبارك : وكفى بالله وكيلا (2) «
__________
(1) الذب : الدفع والمنع
(2) سورة : الأحزاب آية رقم : 3
5 - نا أسد قال : نا محمد بن صارم ، عن حنظلة بن عبد الرحمن ، عن عبد الكريم أبي أمية قال : «
لأن أرد رجلا عن رأي سيئ أحب إلي من اعتكاف
شهر »
6 - نا أسد ، عن أبي إسحاق الحذاء ، عن الأوزاعي قال : كان بعض أهل العلم يقول : « لا يقبل الله من ذي بدعة (1) صلاة ، ولا صياما ، ولا صدقة ، ولا جهادا ، ولا حجا ، ولا عمرة ، ولا صرفا (2) ، ولا عدلا (3) . وكانت أسلافكم تشتد عليهم ألسنتهم ، وتشمئز منهم قلوبهم ، ويحذرون الناس بدعتهم قال : ولو كانوا مستترين ببدعتهم دون الناس ما كان لأحد أن يهتك عنهم سترا ، ولا يظهر منهم عورة (4) ، الله أولى بالأخذ بها وبالتوبة عليها ، فأما إذا جهروا بها ، وكثرت دعوتهم ودعاتهم إليها ؛ فنشر العلم حياة ، والبلاغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة يعتصم بها على مصر ملحد (5) »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
(2) الصرف : التوبة وقيل : النافلة
(3) العدل : الفدية وقيل : الفَرِيضَة
(4) العورة : العيب والخلل وسوأة الإنسان ، وكل ما يستحيا منه إذا ظهر
(5) الإلحاد : الظُلْم والعُدْوان ، وأصل الإلْحاد : المَيْل والعُدول عن الشيء
7 - وأخبرني محمد بن وضاح ، عن غير واحد أن أسد بن موسى كتب إلى أسد بن الفرات : « اعلم أي أخي أنما
حملني على الكتاب إليك ما ذكر أهل بلادك من صالح ما
أعطاك الله من إنصافك الناس وحسن حالك مما أظهرت من السنة ، وعيبك لأهل البدعة (1) ، وكثرة ذكرك لهم ، وطعنك عليهم ، فقمعهم الله بك ، وشد بك ظهر أهل السنة ، وقواك عليهم بإظهار عيبهم والطعن عليهم ، فأذلهم الله بذلك ، وصاروا ببدعتهم مستترين ، فأبشر أي أخي بثواب ذلك ، واعتد به أفضل حسناتك من الصلاة والصيام والحج والجهاد ، وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله وإحياء سنة رسوله ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » من أحيا شيئا من سنتي كنت أنا وهو في الجنة كهاتين « وضم بين أصبعيه ، وقال : » أيما داع دعا إلى هذا فاتبع عليه كان له مثل أجر من تبعه إلى يوم القيامة « ، فمن يدرك أجر هذا بشيء من عمله ؟ وذكر أيضا أن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا لله يذب (2) عنها ، وينطق بعلاماتها ، فاغتنم يا أخي هذا الفضل ، وكن من أهله ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن وأوصاه وقال : » لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من كذا وكذا « ، وأعظم القول فيه ، فاغتنم ذلك ، وادع إلى السنة حتى يكون لك في ذلك ألفة وجماعة يقومون مقامك إن حدث بك حدث ؛ فيكونون أئمة بعدك ، فيكون لك ثواب ذلك إلى يوم القيامة كما جاء الأثر ، فاعمل على بصيرة ونية وحسبة ؛ فيرد الله بك المبتدع المفتون الزائغ الحائر ، فتكون خلفا من نبيك صلى الله عليه وسلم ؛ فإنك لن تلقى الله بعمل يشبهه ، وإياك أن يكون لك من أهل البدع أخ ، أو جليس ، أو صاحب ؛ فإنه جاء الأثر : من جالس صاحب بدعة نزعت منه العصمة ، ووكل إلى نفسه ، ومن مشى إلى صاحب بدعة مشى في هدم الإسلام . وجاء : ما من إله يعبد من دون الله أبغض (3) إلى الله من صاحب هوى » ، وقد وقعت اللعنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل البدع ، وأن الله لا يقبل منهم صرفا (4) ، ولا عدلا (5) ، ولا فريضة ، ولا تطوعا ، وكلما ازدادوا اجتهادا وصوما وصلاة ازدادوا من الله بعدا ، فارفض مجالسهم ، وأذلهم ، وأبعدهم كما أبعدهم الله وأذلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى بعده
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
(2) الذب : الدفع والمنع
(3) البغض : عكس الحب وهو الكُرْهُ والمقت
(4) الصرف : التوبة وقيل : النافلة
(5) العدل : الفدية وقيل : الفَرِيضَة
باب ما يكون بدعة

8 - حدثني محمد بن وضاح ، قال نا محمد بن سعيد قال : نا أسد بن موسى قال : نا روح قال : نا أبو إسحاق ، عن حارثة بن مضرب : إن الناس نودي فيهم بعد نومة أنه من صلى في المسجد الأعظم دخل الجنة ، فانطلق النساء والرجال حتى امتلأ المسجد قياما يصلون . قال أبو إسحاق : إن أمي وجدتي فيهم ، فأتي ابن مسعود فقيل له : أدرك الناس ، فقال : ما لهم ؟ قيل : نودي فيهم بعد نومة أنه من صلى في المسجد الأعظم دخل الجنة ، فخرج ابن مسعود يشير بثوبه : ويلكم (1) اخرجوا لا تعذبوا ، إنما هي نفخة من الشيطان ، إنه لم ينزل كتابا بعد نبيكم ، ولا ينزل بعد نبيكم ، فخرجوا ، وجلسنا إلى عبد الله ، فقال : إن «
الشيطان إذا أراد أن يوقع الكذب انطلق فتمثل رجلا ،
فيلقى آخر فيقول له : أما بلغك الخبر ؟ فيقول الرجل : وما ذاك ؟ فيقول : كان من الأمر كذا وكذا ، فانطلق فحدث أصحابك قال : فينطلق الآخر فيقول : لقد لقينا رجلا إني لأتوهمه أعرف وجهه ، زعم أنه كان من الأمر كذا وكذا ، وما هو إلا الشيطان »
__________
(1) الويل : الحزن والهلاك والعذاب وقيل وادٍ في جهنم
9 - نا أسد ، عن الربيع بن صبيح ، عن عبد الواحد بن صبرة قال : بلغ ابن مسعود أن عمرو بن عتبة في أصحاب له بنوا مسجدا بظهر (1) الكوفة ، فأمر عبد الله بذلك المسجد فهدم . ثم بلغه أنهم يجتمعون في ناحية من مسجد الكوفة يسبحون تسبيحا معلوما ويهللون (2) ويكبرون ، قال : فلبس برنسا (3) ، ثم انطلق فجلس إليهم ، فلما عرف ما يقولون رفع البرنس عن رأسه ثم قال : أنا أبو عبد الرحمن ، ثم قال : لقد فضلتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما ، أو لقد جئتم ببدعة ظلما . قال : فقال عمرو بن عتبة : نستغفر الله ، ثلاث مرات ، ثم قال رجل من بني تميم : والله ما فضلنا أصحاب محمد علما ، ولا جئنا ببدعة ظلما ، ولكنا قوم نذكر ربنا ، فقال : « بلى والذي نفس ابن مسعود بيده ، لقد فضلتم أصحاب محمد علما ، أو جئتم ببدعة ظلما ، والذي نفس ابن مسعود بيده
لئن أخذتم آثار القوم ليسبقنكم سبقا بعيدا ، ولئن حرتم يمينا
وشمالا لتضلن ضلالا بعيدا »
__________
(1) بظهر البلدة أو المكان : على أطرافه
(2) التهليل : قول لا إله إلا الله
(3) البرنس : كل ثوب رأسُه منه مُلْتَزق به
10 - نا أسد ، عن عبد الله بن المبارك ، عن عبد الله بن عون ، عن إبراهيم قال : قال حذيفة بن اليمان : « اتقوا الله يا معشر القراء ،
خذوا طريق من كان قبلكم ، والله لئن استقمتم لقد سبقتم
سبقا بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا »
11 - حدثنا أسد قال : نا أبو هلال ، عن قتادة ، عن عبد الله بن مسعود قال : « اتبعوا آثارنا ، ولا تبتدعوا (1) ؛ فقد كفيتم »
__________
(1) ابتدع الشيء : أَنشأَه وبدأَه أو أحدثه واخترعه والمراد هنا : الحدث في الدين بعد الإكمال
12 - نا أسد ، عن محمد بن خازم ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن همام بن الحارث قال : كان حذيفة يدخل المسجد فيقف على الحلق فيقول : « يا معشر القراء
اسلكوا الطريق ، فلئن سلكتموها لقد سبقتم سبقا بعيدا ، ولئن
أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا »
13 - نا أسد ، عن يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : قال عبد الله بن مسعود : « اتبعوا ولا تبتدعوا (1) ؛ فقد كفيتم كل ضلالة »
__________
(1) ابتدع الشيء : أَنشأَه وبدأَه أو أحدثه واخترعه والمراد هنا : الحدث في الدين بعد الإكمال
14 - نا أسد ، عن يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن همام بن الحارث قال : أتانا حذيفة في المسجد فقال : « يا معشر القراء ،
اسلكوا الطريق ؛ فوالله لئن سلكتموه لقد سبقتم سبقا بعيدا ،
ولئن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا »
15 - نا أسد ، عن عامر بن يساف ، عن يحيى بن أبي كثير قال : قال حذيفة بن اليمان : «
اتبعوا سبلنا ، ولئن اتبعتمونا لقد سبقتم سبقا بعيدا ،
ولئن خالفتمونا لقد ضللتم ضلالا بعيدا »
16 - نا أسد ، عن عبد الله بن رجاء ، عن عبيد الله بن عمر ، عن يسار أبي الحكم ، أن عبد الله بن مسعود حدث أن أناسا بالكوفة يسبحون بالحصا في المسجد ، فأتاهم ، وقد كوم (1) كل رجل منهم بين يديه كومة حصا ، قال : فلم يزل يحصبهم بالحصا حتى أخرجهم من المسجد ، ويقول : «
لقد أحدثتم بدعة ظلما ، أو قد فضلتم أصحاب محمد
صلى الله عليه وسلم علما »
__________
(1) الكوم : كل ما اجتمع وارتفع له رأس ، من تراب أو رمل أو حجارة أو قمح أو نحو ذلك
17 - حدثني إبراهيم بن محمد ، عن حرملة ، عن ابن وهب قال : حدثني ابن سمعان قال : بلغنا عن عبد الله بن مسعود أنه رأى أناسا يسبحون بالحصا ، فقال : «
على الله تحصون ، لقد سبقتم أصحاب محمد علما ،
أو لقد أحدثتم بدعة ظلما »
18 - حدثني محمد بن وضاح قال نا محمد بن سعيد قال : نا أسد بن موسى ، عن يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن بعض أصحابه قال : مر عبد الله برجل يقص في المسجد على أصحابه ، وهو يقول : سبحوا عشرا ، وهللوا (1) عشرا ، فقال عبد الله :
إنكم لأهدى من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أو أضل
، بل هذه ، بل هذه ، يعني : أضل
__________
(1) التهليل : قول لا إله إلا الله
19 - نا أسد ، عن محمد بن يوسف ، عن الأوزاعي ، عن عبدة بن أبي لبابة : أن رجلا كان يجمع الناس فيقول : رحم الله من قال كذا وكذا مرة سبحان الله ، قال : فيقول القوم . فيقول : رحم الله من قال كذا وكذا مرة : الحمد لله قال : فيقول القوم قال : فمر بهم عبد الله بن مسعود فقال : «
لقد هديتم لما لم يهتد له نبيكم ، أو إنكم
لمتمسكون بذنب ضلالة »
20 - نا أسد ، عن محمد بن يوسف ، قال : سألت الأوزاعي عن القوم يكونون جميعا فيقول بعضهم لبعض : قولوا خيرا ، قال : «
ليفعل ، فإن أبوا عليه فليقم عنهم
»
21 - نا أسد ، عن جرير بن حازم ، عن الصلت بن بهرام قال : « مر ابن مسعود بامرأة معها تسبيح تسبح به ، فقطعه وألقاه ، ثم مر برجل يسبح بحصا ، فضربه برجله ثم قال : » لقد سبقتم ، ركبتم بدعة (1) ظلما ، أو لقد غلبتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما «
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
22 - وحدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية ، عن عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الزرعا قال : « جاء المسيب بن نجيد إلى عبد الله فقال : إني تركت في المسجد رجالا يقولون : سبحوا ثلاثمائة وستين ، فقال : قم يا علقمة واشغل عني أبصار القوم ، فجاء فقام عليهم فسمعهم يقولون فقال : » إنكم لتمسكون بأذناب (1) ضلال ، أو إنكم لأهدى من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، أو نحو هذا «
__________
(1) الأذناب : جمع ذنب وهو الذيل
23 - حدثني محمد بن وضاح قال نا زهير بن عباد ، عن يزيد بن عطاء ، عن أبان بن أبي عياش قال : « سألت الحسن عن النظام من الخرز والنوى ونحو ذلك ، يسبح به ؟ فقال : »
لم يفعل ذلك أحد من نساء النبي صلى الله عليه
وسلم ، ولا المهاجرات «
24 - وبلغني أن ابن مسعود مر على رجل وهو يقول لأصحابه : سبحوا كذا ، وكبروا كذا ، وهللوا كذا ، قال ابن مسعود : «
على الله تعدون ، أو على الله تسمعون ، قد
كفيتم الإحصاء والعدة »
25 - قال أبان : فقلت للحسن : فإن سبح الرجل وعقد بيده ، قال : «
لا أرى بذلك بأسا
»
26 - حدثنا أسد ، عن الربيع بن صبيح ، عن يونس بن عبيد ، قال : « كانوا يجتمعون فأتاهم الحسن فقال له رجل : » يا أبا سعيد ، ما ترى في مجلسنا هذا ؟
قوم من أهل السنة والجماعة لا يطنعون على أحد ، نجتمع
في بيت هذا يوما ، وفي بيت هذا يوما ، فنقرأ كتاب الله ، وندعو ربنا ، ونصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، وندعو لأنفسنا ولعامة المسلمين ؟ قال : فنهى عن ذلك الحسن أشد النهي «
27 - نا أسد ، عن الربيع بن صبيح ، عن أبان بن أبي عياش قال : « لقيت طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعي ، فقلت له : قوم من إخوانك من أهل السنة والجماعة ، لا يطعنون على أحد من المسلمين ، يجتمعون في بيت هذا يوما ، وفي بيت هذا يوما ، ويجتمعون يوم النيروز والمهرجان ويصومونهما ، فقال طلحة : »
بدعة من أشد البدع ، والله لهم أشد تعظيما للنيروز
والمهرجان من غيرهم ، ثم استيقظ أنس بن مالك فوثبت إليه فسألته كما سألت طلحة ، فرد علي مثل قول طلحة كأنما كانوا على ميعاد «
28 - قال : نا أسد ، نا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني قال : حدثني من سمع حطان بن عبد الله ، أن أبا موسى قال لصاحب له : «
تعال حتى نجعل يومنا هذا لله ، لكأن رسول الله
صلى الله عليه وسلم شهدنا ، قال : ومنهم من يقول : تعال حتى نجعل يومنا هذا لله ، ومنهم من يقول : تعال حتى نجعل يومنا هذا لله . فما زال يرددها حتى تمنيت أني سخت في الأرض »
29 - نا أسد قال : نا مروان بن معاوية قال : أخبرنا سعيد الجريري ، عن عبد الله بن غالب قال : اجتمع قوم فقالوا : نجعله يوما قد غاب شره ، نذكر الله فيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده : «
يوما غاب شره ، انتشروا لضياعكم
»
30 - نا أسد قال : نا بقية ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن جعفر بن محمد ، عن علي بن أبي طالب ، أنه خرج يوما إلى مسجد الكوفة ورجل يقص حوله ناس كثير ، فضربه بالدرة (1) ، فقال رجل : أتضرب رجلا يدعو إلى الله ويذكره بعظيم ؟ فقال : إني سمعت خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول : «
سيكون من أمتي قوم يقال لهم القصاص ، لا يرفع
لهم عمل إلى الله ما كانوا في مجالسهم تلك »
__________
(1) الدرة : السوط يُضرب به
31 - حدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية القرشي قال : نا عبد الرحمن بن مهدي ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال : « كنت جالسا عند الأسود بن سريع ، وكان مجلسه في مؤخر المسجد الجامع ، فافتتح سورة بني إسرائيل حتى بلغ وكبره تكبيرا (1) ، فرفع أصواتهم الذين كانوا جلوسا حوله ، فجاء مجالد بن مسعود يتوكأ على عصاه ، فلما رآه القوم قالوا : مرحبا مرحبا ، اجلس ، قال : »
ما كنت لأجلس إليكم وإن كان مجلسكم حسنا ، ولكنكم
صنعتم قبل شيئا أنكره المسلمون ، فإياكم وما أنكر المسلمون «
__________
(1) سورة : الإسراء آية رقم : 111
32 - وحدثني عن موسى ، عن ابن مهدي ، عن حماد بن سلمة ، عن حميد : أن قوما قرءوا السجدة ،
فلما سجدوا رفعوا أيديهم واستقبلوا القبلة ، فأنكر ذلك عليهم مورق
العجلي وكرهه
33 - وحدثني عن موسى ، عن ابن مهدي ، عن سفيان ، عن أبي سنان ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن عبد الله بن الخباب ، قال : « بينما نحن في المسجد ونحن جلوس مع قوم نقرأ السجدة ونبكي ، فأرسل إلي أبي ، فوجدته قد أحضر معه هراوة (1) له فأقبل علي ، فقلت : يا أبة ، ما لي ما لي ؟ قال : ألم أرك جالسا مع العمالقة ، ثم قال : » هذا قرن خارج الآن «
__________
(1) الهراوة : العصا ، وقيل : العصا الضخمة
34 - وحدثني عن موسى ، عن ابن مهدي ، عن زياد بن مسلم ، عن صالح بن أبي الخليل قال : « مر خباب بابنه وهو مع أناس يجادلون (1) في القرآن ، فانقلب (2) غضبان فأعد له سوطا (3) أو خطاما أو نسعة ، فلما انقلب الفتى وثب عليه من غير أن يأتيه فضربه ضربا عنيفا ، فلما رأى الجد من أبيه قال : قد علمت ، إنما تريد نفسي ، فعلى ماذا ؟ فما رد عليه شيئا فجعل يضربه ، فقال : يا أبة ، إني لا أعود ، فكان إذا مر بهم يدعونه ، قال : فيقول : لا ، إلا أن تقبلوا مني ما قبل أبي من شيء إلى الله ، قال : فيقولون : إنه قد كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم أمور وأحداث »
__________
(1) المجادلة : المخاصمة والمحاورة
(2) الانقلاب : الرجوع أو الإياب
(3) السوط : أداة جِلْدية تستخدم في الجَلْد والضرب
35 - حدثني عن موسى ، عن ابن مهدي ، عن سفيان ، عن سعيد الجريري ، عن عبد الله بن غالب قال : انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قوم في بيت فقال : « ما جمعكم ؟ » قالوا : نذكر الله ، يوم غاب شره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
يوم غاب شره ، انتشروا لضياعكم
»
36 - وحدثني محمد بن وضاح ، عن عبد الله بن محمد قال : نا معاوية بن هشام قال : نا سفيان ، عن سعيد الجريري ، عن أبي عثمان النهدي ، قال : كتب عامل لعمر بن الخطاب إليه أن ههنا قوما يجتمعون فيدعون للمسلمين وللأمير ، فكتب إليه عمر : «
أقبل بهم معك ، فأقبل ، وقال عمر للبواب :
أعد سوطا (1) . فلما دخلوا على عمر علا أميرهم ضربا بالسوط ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، لسنا أولئك الذين يعني ، أولئك قوم يأتون من قبل المشرق »
__________
(1) السوط : أداة جِلْدية تستخدم في الجَلْد والضرب
37 - حدثني محمد بن وضاح ، عن يعقوب بن كعب ، عن عيسى بن يونس ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم بن عتيبة ، قال : سألت عبد الرحمن بن أبي ليلى عن القصص ، فقال : « أدركت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم »
يتجالسون ، ويحدث هذا بما سمع ، ويحدث هذا بما
سمع ، فأما أن يجلسوا خطيبا فلا «
38 - حدثني محمد بن وضاح ، عن موسى بن معاوية قال : نا عمر بن هارون ، عن الضحاك ، قال : رأيت عمر بن عبد العزيز «
يسجن القصاص ومن يجلس إليهم
»
39 - حدثني ابن وضاح ، عن أبي أيوب الدمشقي سليمان بن شرحبيل قال : نا ضمرة بن ربيعة ، قال سمعت سفيان الثوري ، وسأله عمر بن العلاء اليماني فقال : « يا أبا عبد الله أستقبل القاص ؟ فقال : » ولوا البدع (1) ظهوركم «
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
40 - حدثني محمد بن وضاح ، عن عبد الله بن محمد قال : نا شبابة قال : نا شعبة قال : نا عقبة بن جرير قال سمعت ابن عمر وجاء رجل قاص فجلس في مجلسه ، فقال له ابن عمر : « قم من مجلسنا ، فأبى (1) أن يقوم ، فأرسل ابن عمر إلى صاحب الشرطة : أقم القاص ، قال : فبعث إليه فأقامه »
__________
(1) أبى : رفض وامتنع
41 - حدثني محمد بن وضاح ، عن عبد الله بن محمد قال : ثنا شريك ، عن إبراهيم ، عن مجاهد قال : «
دخل قاص فجلس قريبا من ابن عمر ، فقال له
: » قم ، فأبى (1) أن يقوم ، فأرسل إليه شرطيا فأقامه « . وسمعت ابن وضاح يقول في القصاص : » لا ينبغي لهم أن يبيتوا في المساجد ، ولا يتركوا أن يبيتوا فيها «
__________
(1) أبى : رفض وامتنع
42 - حدثني محمد بن وضاح ، عن موسى بن معاوية قال : نا ابن مهدي ، عن سفيان ، عن عبيد الله عن نافع قال : «
لم يقص على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ،
ولا أبي بكر ، ولا عمر ، ولا عثمان ، وأول ما كان القصص حين كانت الفتنة »
43 - وحدثني محمد بن وضاح ، نا محمد بن سعيد قال : نا أسد بن موسى قال : نا قيس بن الربيع ، عن أبي سنان ضرار بن مرة ، عن عبد الله بن أبي الهذيل العنزي قال : كنا جلوسا مع عبد الله بن خباب بن الأرت وهو يقول : سبحوا كذا وكذا ، واحمدوا كذا وكذا ، وكبروا كذا وكذا . قال : فمر خباب فنظر إليه ثم أرسل إليه فدعاه ، فأخذ السوط (1) فجعل يضرب رأسه به وهو يقول : يا أبتاه ، فيم تضربني ؟ فقال : مع العمالقة ، هذا قرن (2) الشيطان قد طلع ، أو قد بزغ (3)
__________
(1) السوط : أداة جِلْدية تستخدم في الجَلْد والضرب
(2) قرن الشيطان : جانب رأسه وقيل : المراد شيعته وأعوانه من الإنس
(3) بزغ : ظهر
44 - نا أسد قال : نا أبو هلال قال : نا معاوية بن قرة قال : «
كنا إذا رأينا الرجل يقص قلنا : هذا صاحب بدعة
»
45 - حدثني إبراهيم بن محمد ، عن حرملة بن يحيى ، عن ابن وهب ، عن ابن عون قال : «
كان محمد بن سيرين يقول في أصوات القرآن : محدث
»
46 - حدثني محمد بن وضاح ، نا موسى بن معاوية ، عن عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن الأجلح ، عن ابن أبي الهذيل ، عن عبد الله بن خباب ، عن أبيه ، قال : «
إنما هلكت بنو إسرائيل حين قصوا
»
47 - وحدثني عن موسى ، عن ابن مهدي ، عن سفيان ، عن همام بن الحارث التيمي ، قال : «
لما قص إبراهيم التيمي أخرجه أبوه من داره وقال :
ما هذا الذي أحدثت ؟ »
48 - وحدثني عن موسى ، عن ابن مهدي ، عن جعفر بن برقان قال : سمعت ميمون بن مهران يقول : «
القاص ينتظر مقت الله
»
49 - وحدثني عن موسى ، عن ابن مهدي ، عن همام بن يحيى ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، ومورق ، قالا : «
يكره اختصار السجود ، ورفع الأيدي والصوت في الدعاء
»
50 - وحدثني عن موسى ، عن ابن مهدي ، عن أبي بكر بن عياش ، عن المغيرة ، عن إبراهيم : « أنه
كان يكره أن يختصر السجدة
»
51 - وحدثني عن موسى ، عن ابن مهدي ، عن أبي سليمان ، عن يزيد الرشك ، عن خالد الأشج ابن أخي صفوان بن محرز قال : « كنا في مسجد المدينة ، وقاص لنا يقص علينا ، فجعل يختصر سجود القرآن فيسجد ونسجد معه ، إذ جاء شيخ فقام علينا فقال : »
لئن كنتم على شيء ، إنكم لأفضل من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، فسألنا عنه فقلنا : من هذا الشيخ ؟ فقالوا : هذا عبد الله بن عمر «
52 - وحدثني عن موسى ، عن ابن مهدي ، عن إسرائيل ، عن أشعث بن أبي الشعثاء ، عن الأسود بن هلال ، قال : « كان رجل يقص فأتي ابن مسعود فقيل له فجاء فجلس في القوم ، فلما سمع ما يقولون قام فقال : » ألا تسمعون ؟ فلما نظروا إليه قال :
تعلمون أنكم لأهدى من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ،
أو أنكم لتمسكون بطرف ضلالة (1) «
__________
(1) الضلالة : الباطل والبعد عن الحق والميل عن الصواب
باب « كل محدثة بدعة »
53 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا أسد بن موسى قال : نا يحيى بن أسلم الطائفي قال : سمعت جعفر بن محمد يحدث ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ، فحمد الله وأثنى (1) عليه ، ثم قال : « إن أفضل الهدي (2) هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها (3) ، وكل بدعة ضلالة »
__________
(1) الثناء : المدح والوصف بالخير
(2) الهدي : السيرة والهيئة والطريقة
(3) المحدثة : كل أمر مبتدع وليس في قرآن ولا سنة
54 - نا أسد قال : نا بقية ، عن سليمان بن سليم ، عن يحيى بن جابر الطائي ، عن عبد الرحمن بن عمر السلمي ، عن عرباض بن سارية السلمي قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر فوعظنا موعظة بليغة (1) ، ثم قال آخر موعظته : «
إياكم وكل بدعة ؛ فإن كل بدعة ضلالة
»
__________
(1) البليغة : المؤثرة التي يُبَالغ فيها بالإنذار والتخويف
55 - نا أسد ، عن المسعودي ، عن معن قال : قال عبد الملك : «
كل محدثة بدعة
»
56 - نا أسد ، عن سفيان بن عيينة ، عن هلال الوراق قال : نا شيخنا القديم عبد الله بن عكيم ، عن عمر ، أنه كان يقول : « أصدق القيل قيل الله ، وأن أحسن الهدي (1) هدي (2) محمد صلى الله عليه وسلم ، وإن شر الأمور محدثاتها (3) ، ألا وإن كل محدثة بدعة (4) ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار »
__________
(1) الهدي : السيرة والهيئة والطريقة
(2) الهدي : السيرة والطريقة والسمت
(3) محدثة : مُبتَدَعة
(4) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
57 - نا أسد ، عن مهدي بن ميمون قال : نا واصل مولى ابن عيينة قال : « دفع إلي يحيى بن عقيل صحيفة فقال : » هذه خطبة ابن مسعود ، إنه كان يقول كل عشية (1) خميس : « إنما هو القول والعمل ، فأصدق القول قول الله ، وأحسن الهدي (2) هدي (3) محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وإن كل محدثة بدعة (4) ، وكل بدعة ضلالة (5) »
__________
(1) العشي : ما بين زوال الشمس إلى وقت غروبها
(2) الهدي : السيرة والهيئة والطريقة
(3) الهدي : السيرة والطريقة والسمت
(4) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
(5) الضلالة : الباطل والبعد عن الحق والميل عن الصواب
1000 - نا أسد قال : نا حماد بن سلمة ، عن أبي حمزة ، عن رباح النخعي قال : كان ابن مسعود يخطبنا كل خميس فيقول : « إن
أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه
وسلم وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وشر الأمور محدثاتها »
58 - نا أسد ، عن جعفر بن برقان الزهري ، عن أبي يحيى ، عن يزيد بن عميرة ، عن معاذ بن جبل قال : «
أوشك قائلا من الناس يقول : قد قرأت القرآن ولا
أرى الناس يتبعوني ، ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره ، فإياكم وما ابتدع (1) ؛ فإن كل ما ابتدع ضلالة »
__________
(1) ابتدع الشيء : أَنشأَه وبدأَه أو أحدثه واخترعه والمراد هنا : الحدث في الدين بعد الإكمال
59 - نا أسد قال : نا حماد بن سلمة ، وحماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، أن ابن مسعود قال : « عليكم بالعلم قبل أن يقبض (1) ، وقبضه ذهاب أهليه . عليكم بالعلم ؛ فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه ، أو يفتقر إلى ما عنده ، وستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب الله وقد نبذوه (2) وراء ظهورهم . عليكم بالعلم ، وإياكم والتبدع (3) والتنطع (4) ، والتعمق (5) ، وعليكم بالعتيق (6) »
__________
(1) قُبض المريضُ : إذا تُوُفَّيَ، وإذا أشْرَف على المَوتْ وقبض العلم رفعه بموت العلماء
(2) نبذ : طرح وألقى والمراد : تركوا العمل به
(3) تبدَّع الشيء : أَنشأَه وبدأَه أو أحدثه واخترعه والمراد هنا : الحدث في الدين بعد الإكمال
(4) التنطع : التكلف والمغالاة والتعمق في القول أو الفعل
(5) التعمق : المبالغة في الأمر والتشدد فيه
(6) العتيق : القديم وما كان عليه الأوائل والمراد التمسك بالقرآن والسنة
60 - نا أسد ، عن زيد ، عن سفيان ، عن ربيعة بن صالح ، عن عثمان بن حاصر ، عن ابن عباس أنه قال : «
عليكم بالاستقامة والأثر ، وإياكم والتبدع
(1) »
__________
(1) تبدَّع الشيء : أَنشأَه وبدأَه أو أحدثه واخترعه والمراد هنا : الحدث في الدين بعد الإكمال
61 - نا أسد قال : نا زيد ، عن جعفر بن برقان ، عن يحيى بن أبي هاشم قال : ثنا رجل ، أن معاذ بن جبل قام بالشام فقال : « أيها الناس ،
عليكم بالعلم قبل أن يرفع ، ألا وإن رفعه ذهاب أهليه
، وإياكم والبدع ، والتبدع (1) ، والتنطع (2) ، وعليكم بأمركم العتيق »
__________
(1) ابتدع الشيء : أَنشأَه وبدأَه أو أحدثه واخترعه والمراد هنا : الحدث في الدين بعد الإكمال
(2) التنطع : التكلف والمغالاة والتعمق في القول أو الفعل
62 - نا أسد ، عن حماد بن سلمة ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن زيد بن عميرة ، عن معاذ بن جبل ، قال : «
تكون فتنة يكثر فيها المال ، ويفتح فيها القرآن ،
حتى يقرأه المؤمن ، والمنافق ، والرجل ، والمرأة ، والصغير ، والكبير ، فيقرأه الرجل سرا فلا يتبع ، فيقول : ما أتبع ، فوالله لأقرأنه علانية ، فيقرأه علانية فلا يتبع ، فيتخذ مسجدا ويبتدع كلاما ليس من كتاب الله ، ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإياكم وإياه ؛ فإنها بدعة ضلالة ، وإياكم وإياه ؛ فإنها بدعة ضلالة ، فإياكم وإياه ؛ فإنها بدعة (1) ضلالة (2) ثلاثا »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
(2) الضلالة : الباطل والبعد عن الحق والميل عن الصواب
63 - نا أسد قال : نا الوليد بن مسلم ، عمن حدثه ، عن قتادة في قوله : « يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم (1) ، قال : لا تبتدعوا (2) »
__________
(1) سورة : النساء آية رقم : 171
(2) ابتدع الشيء : أَنشأَه وبدأَه أو أحدثه واخترعه والمراد هنا : الحدث في الدين بعد الإكمال
64 - نا أسد قال : نا ابن ربيعة قال : نا سلامان بن عامر ، عن أبي عثمان الأصبحي قال : سمعت أبا هريرة ، يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « سيكون في أمتي دجالون (1) كذابون ، يأتونكم ببدع من الحديث لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم ؛ فإياكم وإياهم ، لا يفتنونكم »
__________
(1) الدجالون : الكذابون المموهون المدَّعون
65 - نا أسد قال : نا مهدي بن ميمون ، عن الحسن قال : « صاحب البدعة (1) لا يزداد اجتهادا ، صياما وصلاة ، إلا ازداد من الله بعدا »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
66 - نا أسد قال : نا بعض أصحابنا قال : كان أيوب السختياني يقول : « ما ازداد صاحب بدعة (1) اجتهادا إلا ازداد من الله بعدا »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
67 - قال أسد : وثنا بعض أصحابنا ، عن هشام بن حسان قال : «
لا يقبل الله من صاحب بدعة صياما ، ولا صلاة
، ولا زكاة ، ولا حجا ، ولا جهادا ، ولا عمرة ، ولا صدقة ، ولا عتقا ، ولا صرفا (1) ، ولا عدلا (2) »
__________
(1) الصرف : التوبة وقيل : النافلة
(2) العدل : الفدية وقيل : الفَرِيضَة
68 - نا أسد قال : نا بعض أصحابنا ، عن إسماعيل بن عياش ، عن أبان بن أبي عياش ، عن الحسن : « أن رجلا من بني إسرائيل ابتدع (1) بدعة فدعا الناس إليها فاتبع ، وإنه لما عرف ذنبه عمد إلى ترقوته (2) فنقبها فأدخل فيها حلقة ، ثم جعل فيها سلسلة ثم أوثقها في شجرة ، فجعل يبكي ويعج إلى ربه ، فأوحى الله إلى نبي تلك الأمة :
ألا توبة له ، هذا قد غفرت له الذي أصاب ،
فكيف من أضل فصار إلى النار ؟ »
__________
(1) ابتدع الشيء : أَنشأَه وبدأَه أو أحدثه واخترعه والمراد هنا : الحدث في الدين بعد الإكمال
(2) التَرْقُوَة : عظمة مشرفة بين ثغرة النحر والعاتق وهما ترقوتان
69 - نا أسد ، عن أبي عبد الرحمن ، نا الفراء ، عن عوف الأعرابي ، عن خالد الربعي قال : « كان في بني إسرائيل شاب قرأ الكتب ، وكان مغمورا ، وإنه أراد المال والشرف (1) ، وإنه ابتدع (2) بدعة حتى أدرك بها المال والشرف ، فلم يزل كذلك حتى كثر تبعه ؛ فبينا هو كذلك على فراشه قال : ها الناس لا يعلمون ما ابتدعت ، أليس الله يعلم ما ابتدعت ، لو أني تبت إلى ربي ، قال : فعمد فخرق ترقوته (3) فجعل فيها سلسلة ثم أوثقها إلى آسية من أواسي المسجد ، ثم قال :
لا أطلق نفسي حتى يطلقني الله ، وكان لا يعدو بني
إسرائيل أن يكون فيهم من يوحى إليه ، فأوحى الله إلى نبي من أنبيائه : أنه لو كان ذنبك ما بيني وبينك لغفرت بالغ ما بلغ ، ولكن كيف بمن أضللت (4) من عبادي فماتوا فدخلوا النار ، فلا أتوب عليك »
__________
(1) الشرف : المكانة العالية والجاه والهيبة
(2) ابتدع الشيء : أَنشأَه وبدأَه أو أحدثه واخترعه والمراد هنا : الحدث في الدين بعد الإكمال
(3) التَرْقُوَة : عظمة مشرفة بين ثغرة النحر والعاتق وهما ترقوتان
(4) الإضلال : الباطل والإبعاد عن الحق والميل عن الصواب
70 - حدثني إبراهيم بن محمد ، عن سحنون ، عن ابن وهب قال : أخبرني ابن لهيعة ، عن سلامان ، عن عامر ، عن أبي عثمان رضيع عبد الملك بن مروان ، أنه سمع أبا هريرة يقول : « سيخرج قوم في آخر الزمان ، هم دجالون (1) كذابون ، ببدع من الحديث لم تسمعوا به أنتم ولا آباؤكم ، فإياكم وإياهم ، لا يفتنونكم »
__________
(1) الدجالون : الكذابون المموهون المدَّعون
71 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا موسى بن معاوية ، عن عبد الرحمن بن مهدي ، عن إسحاق بن سعيد ، عن أبيه : أن ابن عباس دخل المسجد الحرام ، وعبيد بن عمير يقص ، فقال للذي يقوده : امش بي حتى تقف بي عليه ، فلما وقف تلا الآيات التي في سورة مريم ، ثم قال : «
اتل كتاب الله يا ابن عمير ، واذكر ذكر الله
، وإياي والبدع في دين الله »
72 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن يحيى قال : نا أسد بن موسى قال : نا إسماعيل بن عياش ، عن بحير بن سعيد ، عن خالد بن معدان ، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم ، عن خالد بن معدان ، عن العرباض بن سارية السلمي قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الغداة (1) موعظة بليغة ، ذرفت (2) منها العيون ، ووجلت (3) منها القلوب ، فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله ، إن هذه موعظة مودع ، فما تعهد إلينا ؟ قال : «
أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ، وإن كان عبدا
حبشيا ؛ فإنه من يعش بعدي يرى اختلافا كثيرا ، فإياكم ومحدثات (4) الأمور ؛ فإنها ضلالة (5) ، ومن أدركته منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ (6) »
__________
(1) الغداة : الصبح
(2) ذرفت العيون : سال منها الدمع
(3) الوجل : الخوف والخشية والفزع
(4) محدثة : أمر جديد لم يكن موجودًا
(5) الضلالة : الباطل والبعد عن الحق والميل عن الصواب
(6) النواجذ : هي أواخُر الأسنان. وقيل : التي بعد الأنياب.
73 - حدثني محمد بن وضاح ، قال : نا محمد بن سعيد قال : نا أسد بن موسى ، عن أبي زيد حماد بن دليل قال : سمعت سفيان بن سعيد يحدثنا عن النضر ، عن عمر بن عبد العزيز : « كتب عامل له يسأله عن الأهواء ، فكتب إليه : أما بعد ، فإني
أوصيك بتقوى الله ، والاقتصاد في أمره ، واتباع سنته وسنة
رسوله صلى الله عليه وسلم ، وترك ما أحدث المحدثون بعده مما جرت به سنته وكفوا مؤنته (1) ، فعليك بلزوم السنة ؛ فإنها لك بإذن الله عصمة ، واعلم أن الناس لم يحدثوا بدعة (2) إلا وقد مضى قبلها ما هو دليل عليها وعبرة فيها ، فإن السنة إنما سنها من علم ما في خلافها من الخطأ ، والزلل (3) ، والحمق ، والتعمق ، فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم ؛ فإنهم السابقون ، وإنهم عن علم وقفوا ، وببصر نافذ كفوا ، ولهم كانوا على كشف الأمور أقوى ، وبفضل فيه لو كان أحرى (4) ، فلئن كان الهدى ما أنتم عليه فقد سبقتموهم إليه ، ولئن قلت : إنما أحدث بعدهم ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم ، ورغب بنفسه عنهم ، لقد تكلموا فيه بما يكفي ، ووصفوا منه ما يشفي ، فما دونهم مقصر ، وما فوقهم محصر ، لقد قصر دونهم أقوام فجفوا (5) ، وطمح عنهم آخرون فغلوا ، إنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم (6) »
__________
(1) المؤنة : النفقة
(2) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
(3) الزلل : الخطأ والذنب
(4) أحرى : أجدر وأولى وأفضل وأقرب
(5) جفوا : انحدروا وانحطوا
(6) سورة : الحج آية رقم : 67
74 - نا أسد قال : نا سعيد بن زيد قال : سئل عاصم ابن بهدلة ، وأنا أسمع قيل : يا أبا بكر ، أرأيت قوله تعالى : وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ، ولو شاء لهداكم أجمعين (1) ، قال : نا أبو وائل ، عن عبد الله بن مسعود قال : خط عبد الله خطا مستقيما ، وخط خطوطا عن يمينه وعن شماله ، فقال : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا فقال للخط المستقيم : « هذا سبيل الله » ، وللخطوط التي عن يمينه وشماله : « هذه سبل متفرقة ، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ، والسبيل مشترك كما قال الله تعالى : وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون (2) »
__________
(1) سورة : النحل آية رقم : 9
(2) سورة : الأنعام آية رقم : 153
75 - نا أسد ، عن حماد بن زيد ، عن عاصم الأحول قال : قال أبو العالية : «
تعلموا الإسلام ؛ فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه ، وعليكم
بالصراط المستقيم ؛ فإنه الإسلام ، ولا تحرفوا الصراط شمالا ولا يمينا ، وعليكم بسنة نبيكم والذي كان عليه أصحابه قبل أن يقتلوا صاحبهم ، ومن قبل أن يفعلوا الذي فعلوا ؛ فإنا قد قرأنا القرآن من قبل أن يقتلوا صاحبهم ، ومن قبل أن يفعلوا الذي فعلوا بخمس عشرة سنة ، وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء (1) » . قال : فحدثت به الحسن ، فقال : صدق ونصح . قال : وحدثت به حفصة بنت سيرين ، فقالت : بأبي وأهلي أنت حدثت بهذا محمدا ؟ فقلت : لا ، قالت : حدثه به
__________
(1) البغضاء : شدة الكُرْهِ والمقت
1001 - نا أسد قال : نا إسماعيل بن عياش ، عن أبان بن أبي عياش ، عن مسلم بن أبي عمران الأشعري ، أن عبد الله بن عمر أتى عبد الله بن مسعود وهو قائم يقص على أصحابه فقال يا أبا عبد الرحمن
ما الصراط المستقيم ؟ قال : تركنا محمد صلى الله عليه
وسلم في أدناه وطرفه في الجنة ، وعن يمينه جواد ، وعن يساره جواد ، وعليها رجال يدعون من مر بهم هلم لك هلم لك فمن أخذ منهم في تلك الطرق انتهت به إلى النار ، ومن استقام على الطريق الأعظم انتهى به إلى الجنة ، ثم تلا ابن مسعود هذه الآية : وأن هذا صراطي مستقيما (1) الآية كلها
__________
(1) سورة : الأنعام آية رقم : 153
76 - نا سفيان بن عيينة ، عن مجالد بن سعيد عن عامر الشعبي ، عن مسروق قال : قال عبد الله : «
ليس عام إلا والذي بعده شر منه ، لا أقول
: عام أمطر من عام ، ولا عام أخصب (1) من عام ، ولا أمير خير من أمير ، لكن ذهاب علمائكم وخياركم ، ثم يحدث أقوام يقيسون الأمور بآرائهم ؛ فيهدم الإسلام ويثلم »
__________
(1) أخصب : أكثر عشبا وكلأ
77 - نا أسد قال : نا أبو الوليد بن مسلم قال : حدثني ابن جابر قال : حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي قال : نا أبو إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان أنه قال : يا رسول الله ، هل بعد هذا الخير شر ؟ قال : « نعم ، قوم يستنون (1) بغير سنتي ، ويهتدون بغير هديي (2) » قال : فقلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : « نعم ، دعاة على باب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها » ، قلت : يا رسول الله ، صفهم لنا ، قال : « هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا » ، قلت : فما تأمرني إذ أدركت ذلك ؟ قال : « تلزم جماعة المسلمين وإمامهم » ، قلت : فإن لم يكن لهم إمام ولا جماعة ؟ قال : « فاعتزل تلك الفرق كلها ، وأن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك »
__________
(1) يَسْتَن : يقتدي
(2) الهدي : السيرة والهيئة والطريقة
78 - نا أسد ، عن محمد بن طلحة ، عن زبيد الأيامي ، عن ابن مسعود ، قال : « كيف أنتم إذا ألبستكم فتنة يهرم (1) فيها الكبير ، وينشأ فيها الصغير ، تجري على الناس تتخذونها سنة ، إذا غيرت قيل : هذا منكر ؟ »
__________
(1) الهرم : كِبر السّن وضعفه
باب إحداث البدع

79 - نا أسد قال : نا محمد بن مسلم الطائفي قال : أخبرني ابن أبي نجيح قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « » من أحدث حدثا ، أو آوى (1) محدثا ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين « » ، فقال عبد الرحمن بن عوف : يا رسول الله ، وما الإحداث فيها ؟ قال : « » أن يقتل في غير حد ، أو يسن سنة سوء لم تكن « »
__________
(1) أوى وآوى : ضم وانضم ، وجمع ، حمى ، ورجع ، ورَدَّ ، ولجأ ، واعتصم ، ووَارَى ، وأسكن ، ويستخدم كل من الفعلين لازما ومتعديا ويعطي كل منهما معنى الآخر
80 - نا أسد قال : نا المبارك بن فضالة ، عن الحسن : « أن رجلا أتى أبا موسى الأشعري وعنده ابن مسعود ، فقال : أرأيت رجلا خرج بسيفه غضبا لله تعالى فقاتل حتى قتل ، أين هو ؟ قال أبو موسى : في الجنة ، فقال ابن مسعود : » إنما
المفتي مثل صاحبك ، على سنة ضرب أم على بدعة ؟
« . قال الحسن : فإذا بالقوم قد ضربوا بأسيافهم على البدع
81 - نا أسد قال : نا المبارك بن فضالة ، عن يونس بن عبيد ، عن ابن سيرين قال : أخبرني أبو عبيدة بن حذيفة قال : « جاء رجل إلى حذيفة بن اليمان ، وأبو موسى الأشعري قاعد ، فقال : أرأيت رجلا ضرب بسيفه غضبا لله حتى قتل ، أفي الجنة أم في النار ؟ فقال أبو موسى : في الجنة ، قال حذيفة : استفهم الرجل وأفهمه ما تقول ، قال أبو موسى : سبحان الله كيف قلت ؟ قال : قلت : رجلا ضرب بسيفه غضبا لله حتى قتل ، أفي الجنة أم في النار ؟ فقال أبو موسى : في الجنة ، قال حذيفة : استفهم الرجل وأفهمه ما تقول ، حتى فعل ذلك ثلاث مرات . فلما كان في الثالثة قال : والله لا تستفهمه ، فدعا به حذيفة فقال : » رويدك ، إن صاحبك
لو ضرب بسيفه حتى ينقطع فأصاب الحق حتى يقتل عليه ؛
فهو في الجنة ، وإن لم يصب الحق ولم يوفقه الله للحق ؛ فهو في النار ، ثم قال : والذي نفسي بيده ، ليدخلن النار في مثل الذي سألت عنه أكثر من كذا وكذا «
82 - نا سفيان بن عيينة ، عن بعض مشيخته قال : قال حذيفة :
أجود ما أخاف على الناس اثنتان : أن يؤثروا ما
يرون على ما يعلمون ، وأن يضلوا وهم لا يشعرون . قال سفيان : هو صاحب البدعة
83 - نا أسد قال : نا عبد الله بن خالد ، عن أبي عبد السلام قال : سمعت بكر بن عبد الله المزني ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «
حلت شفاعتي لأمتي ، إلا صاحب بدعة
(1) »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
84 - نا أسد قال : نا محمد بن الفضيل ، عن أبي بكر بن عياش ، قال : « كان عندنا فتى يقاتل ويشرب ، وذكر أشياء من الفسق ، ثم إنه تقرأ فدخل في التشيع ، فسمعت حبيب بن أبي ثابت وهو يقول : »
لأنت يوم كنت تقاتل وتفعل ما تفعل خير منك اليوم
«
باب تغير البدع

85 - نا أسد قال : نا إسماعيل بن عياش ، عن عقيل بن مدرك السلمي ، عن لقمان ، عن أبي إدريس الخولاني أنه كان يقول : «
لأن أسمع بناحية المسجد بنار تحترق أحب إلي من أن
أسمع فيه ببدعة ليس لها مغير ، وما أحدثت (1) أمة في دينها بدعة إلا رفع الله بها عنهم سنة »
__________
(1) أحدث : ابتدع
86 - نا أسد ، عن عبد الله بن وهب ، عن معاوية بن صالح ، عن أبي الأعيسر ، عن أبي إدريس الخولاني أنه قال : «
لأن أرى في المسجد نارا لا أستطيع أطفيها أحب إلي
من أن أرى فيه بدعة (1) لا أستطيع تغييرها »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
87 - نا أسد ، عن عبد الله بن خالد ، عن حذيفة ، عن موسى بن أبي حبيب قال : حدثني الحكم بن عمر الثمالي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : «
الأمر المقطع ، والحمل المطلع ، والشر الذي لا ينقطع
: إظهار البدع (1) »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
88 - حدثني أبو أيوب ، عن سحنون ، عن ابن وهب قال : أخبرني من سمع الأوزاعي يحدث عن حسان بن عطية قال : «
ما أحدث قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من
سنتهم مثلها ، ثم لم يعدها إليهم إلى يوم القيامة »
89 - نا ابن وهب قال : وأخبرني من سمع الأوزاعي ، يحدث عن يحيى بن أبي عمرو السيباني قال : حدثني عبد الله بن الديلمي قال : «
ما ابتدعت بدعة إلا ازدادت مضيا ، ولا تركت سنة
إلا ازدادت هربا »
90 - نا ابن وهب ، وأخبرني سلمة بن علي ، عن سعيد بن المسيب ، عن قتادة ، عن خلاس بن عمرو ، يرفعه قال : « لا يحدث رجل في الإسلام بدعة (1) إلا ترك من السنة ما هو خير منها »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
91 - ابن وهب قال : كتب إلي كثير بن عبد الله المزني يحدث عن أبيه ، عن جده أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «
من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي ؛ فإن
له من الأجر مثل من عمل بها بين الناس ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن ابتدع بدعة لا يرضاها الله ورسوله ؛ فإن عليه مثل إثم من عمل بها ، لا ينقص ذلك من آثام (1) الناس شيئا »
__________
(1) الآثام : جمع إثم وهو الذنب
92 - قال ابن وهب ، وأخبرني من سمع الأوزاعي ، يقول : حدثني عبدة بن أبي لبابة ، عن ابن عباس قال : «
من أحدث رأيا ليس في كتاب الله ولم تمض به
سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدر على ما هو منه إذا لقي الله »
93 - حدثني محمد بن وضاح قال : حدثني محمد بن سعيد قال : نا أسد بن موسى قال : نا عبد المؤمن بن عبد الله قال : حدثني مهدي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : « ما يأتي على الناس من عام إلا أحدثوا (1) فيه بدعة (2) وأماتوا فيه سنة ، حتى تحيا البدع وتموت السنن »
__________
(1) أحدثوا : أوجدوا وأنشأوا
(2) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
94 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا نعيم بن حماد قال : نا ابن مهدي ، وأبو داود ، وعبد الصمد ، عن عبد المؤمن أبي عبيدة ، عن مهدي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : « ما من عام إلا والناس يحيون فيه بدعة (1) ، ويميتون فيه سنة ، حتى تحيا البدع وتموت السنن »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
95 - حدثني إبراهيم ، عن محمد ، عن عون ، عن إسماعيل بن نافع القرشي ، عن عبد الله بن المبارك قال : «
أعلم أني أرى أن الموت اليوم كرامة لكل مسلم لقي
الله على السنة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، فإلى الله نشكو وحشتنا (1) ، وذهاب الإخوان ، وقلة الأعوان ، وظهور البدع (2) ، وإلى الله نشكو عظيم ما حل بهذه الأمة من ذهاب العلماء وأهل السنة ، وظهور البدع »
__________
(1) الوَحْشَة : وهي ضدّ الأُنْس. والوَحْشة : الخَلْوَة والهَمّ. وقيل الخلاء الذي لا ساكن به.
(2) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
96 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا نعيم قال : نا جرير بن عبد الحميد ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : «
إذا التمست الدنيا بعمل الآخرة ، وتفقه لغير الدين ،
ظهرت البدع (1) »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
97 - حدثني أبان بن عيسى ، عن أبيه ، عن ابن القاسم ، عن مالك أنه قال : « التثويب (1) بدعة ، ولست أراه » . حدثني محمد بن وضاح قال : ثوب المؤذن بالمدينة في زمان مالك ، فأرسل إليه مالك ، فجاءه ، فقال له مالك : ما هذا الذي تفعل ؟ قال : أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر فيقوموا فقال له مالك لا تفعل لا تحدث في بلدنا شيئا لم يكن فيه قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا البلد عشر سنين وأبو بكر وعمر وعثمان فلم يفعلوا هذا ، فلا تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه . فكف المؤذن عن ذلك وأقام زمانا ، ثم إنه تنحنح في المنارة عند طلوع الفجر ، فأرسل إليه مالك فقال له : ما هذا الذي تفعل ؟ قال أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر . فقال له مالك : ألم أنهك ألا تحدث عندنا ما لم يكن ؟ فقال : إنما نهيتني عن التثويب ، فقال له مالك : لا تفعل ، لا تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه . فكف أيضا زمانا ، ثم جعل يضرب الأبواب ، فأرسل مالك إليه فقال له : ما هذا الذي تفعل ؟ قال : أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر ، فقال له مالك : لا تفعل ، لا تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه قال ابن وضاح : وكان مالك يكره التثويب . قال ابن وضاح : وإنما أحدث هذا بالعراق قلت لابن وضاح : من أول من أحدثه ؟ فقال : لا أدري ، قلنا له : فهل يعمل به بمكة أو بالمدينة أو بمصر أو غيرها من الأمصار ؟ فقال : ما سمعته إلا عند بعض الكوفيين والأباضيين ، وكان بعضهم يثوب عند المغرب ، كان يؤذن إذا غابت الشمس ، ثم يؤخر الصلاة حتى تظهر النجوم ثم يثوب ، وبعضهم يؤذن إذا غابت الحمرة ويؤخر الصلاة حتى يغيب البياض ويصلي ، وبعضهم يؤذن إذا زالت الشمس ويؤخر الصلاة ثم يثوب ويصلي ، وكان وكيع هو يفعل ذلك عند صلاة العشاء
__________
(1) التثويب : الدعاء إلى الصلاة ، وإقامتها ، وقول المؤذن وترديده في الفجر : الصلاة خير من النوم
ما جاء في اتباع الآثار

98 - حدثني إبراهيم بن محمد قال : نا حرملة بن يحيى ، عن عبد الله بن وهب ، عن جرير بن حازم ، عن الأعمش قال : حدثني مروان بن سويد الأسدي قال : « خرجت مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من مكة إلى المدينة ، فلما أصبحنا صلى بنا الغداة (1) ، ثم رأى الناس يذهبون مذهبا فقال : أين يذهب هؤلاء ؟ قيل : يا أمير المؤمنين مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هم يأتون يصلون فيه ، فقال : » إنما هلك من كان قبلكم بمثل هذا ، يتبعون آثار أنبيائهم فيتخذونها كنائس وبيعا ،
من أدركته الصلاة في هذه المساجد فليصل ، ومن لا فليمض
، ولا يعتمدها «
__________
(1) الغداة : الصبح
99 - حدثني محمد بن وضاح قال نا موسى بن معاوية قال : نا جرير ، عن الأعمش ، عن المعرور بن سويد ، قال : « خرجنا حجاجا مع عمر بن الخطاب ، فعرض لنا في بعض الطريق مسجد ، فابتدره الناس يصلون فيه ، فقال عمر : ما شأنهم ؟ فقالوا : هذا مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عمر : » أيها الناس ، إنما
هلك من كان قبلكم باتباعهم مثل هذا ، حتى أحدثوها بيعا
، فمن عرضت له فيه صلاة فليصل ، ومن لم تعرض له فيه صلاة فليمض «
100 - حدثني محمد بن وضاح قال : سمعت عيسى بن يونس مفتي أهل طرسوس يقول : « أمر عمر بن الخطاب بقطع الشجرة التي بويع (1) تحتها النبي صلى الله عليه وسلم ، فقطعها لأن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها ، فخاف عليهم الفتنة » قال عيسى بن يونس : وهو عندنا من حديث ابن عون ، عن نافع أن الناس كانوا يأتون الشجرة ، فقطعها عمر . قال ابن وضاح : وكان مالك بن أنس وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان تلك المساجد وتلك الآثار للنبي صلى الله عليه وسلم ما عدا قبا واحدا قال ابن وضاح : وسمعتهم يذكرون أن سفيان الثوري دخل مسجد بيت المقدس فصلى فيه ولم يتبع تلك الآثار ولا الصلاة فيها ، وكذلك فعل غيره أيضا ممن يقتدى به . وقدم وكيع أيضا مسجد بيت المقدس فلم يعد فعل سفيان قال ابن وضاح : فعليكم بالاتباع لأئمة الهدى المعروفين ؛ فقد قال بعض من مضى : كم من أمر هو اليوم معروف عند كثير من الناس كان منكرا عند من مضى ، ومتحبب إليه بما يبغضه عليه ، ومتقرب إليه بما يبعده منه ، وكل بدعة عليها زينة وبهجة
__________
(1) المبايعة : إعطاء المبايِع العهد والميثاق على السمع والطاعة وقبول المبايَع له ذلك
101 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن عمرو ، عن مصعب قال : سئل سفيان عن رجل يكثر قراءة قل هو الله أحد ، لا يقرأ غيرها كما يقرأها ، فكرهه ، وقال : « إنما
أنتم متبعون ، فاتبعوا الأولين ، ولم يبلغنا عنهم نحو هذا
، وإنما نزل القرآن ليقرأ ولا يخص شيء دون شيء »
102 - حدثني محمد بن وضاح قال : حدثني سحنون ، وحارث ، عن ابن القاسم ، عن مالك أنه سئل عن قراءة قل هو الله أحد مرارا في ركعة ، فكره ذلك ، وقال : « هذا من محدثات (1) الأمور التي أحدثوها (2) »
__________
(1) محدثة : مُبتَدَعة
(2) أحدثوا : أوجدوا وأنشأوا
103 - حدثني محمد بن وضاح قال : حدثني محمد بن مصفى قال : حدثني سويد بن عبد العزيز قال : نا سيار أبو الحكم ، عن الشعبي ، أن عمر بن الخطاب كان « يضرب الرجبيين ، الذين يصومون رجب كله » . قلت لمحمد بن وضاح : لأي شيء كان عمر يضرب الرجبيين ؟ قال : إنما هو خبر جاء هكذا ، ما أدري أيصح أم لا ؟ وإنما معناه خوف بأن يتخذوه سنة مثل رمضان
104 - حدثني مالك ، عن علي ، عن سعيد ، عن أشهب قال : « سألت مالكا عن الحديث الذي جاء أن أبا بكر الصديق لما أتاه خبر اليمامة سجد ، قال : فقال لي : ما يكفيك أنه قد فتح لرسول الله صلى الله عليه وسلم الفتوح فلم يسجد ، وفتح لأبي بكر في غير اليمامة فلم يسجد ، وفتح لعمر بن الخطاب فلم يسجد ، قال : فقلت له : يا أبا عبد ، إنما أردت أن أعرف رأيك فأرد ذلك ، قال :
بحسبك إذا بلغك مثل هذا ولم يأت ذلك عنهم متصلا أن
ترده بذلك » فهذا إجماع . وقد كان مالك يكره كل بدعة ، وإن كانت في خير ، ولقد كان مالك يكره المجيء إلى بيت المقدس خيفة أن يتخذ ذلك سنة ، وكان يكره مجيء قبور الشهداء ، ويكره مجيء قبا خوفا من ذلك ، وقد جاءت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم بالرغبة في ذلك ، ولكن لما خاف العلماء عاقبة ذلك تركوه
105 - قال ابن كنانة وأشهب : سمعنا مالكا يقول : لما أتاها سعد بن أبي وقاص قال : وددت أن رجلي تكسرت ، وأني لم أفعل « قيل : وسئل ابن كنانة عن الآثار التي بالمدينة ، فقال : » أثبت ما عندنا في ذلك قبا ، إلا أن مالكا كان يكره مجيئها خوفا من أن تتخذ سنة « وقال سعيد بن حسان : » كنت أقرأ على ابن نافع كتبه ، فلما مررت بحديث التوسعة ليلة عاشوراء قال لي : حوق عليه ، قلت : ولم ذلك يا أبا محمد ؟ قال : خوفا من أن يتخذ سنة قال يحيى بن يحيى : « لقد كنت بالمدينة أيام مالك ودريه ، وبمصر أيام الليث وابن القاسم وابن وهب ، وأدركتني تلك الليلة معهم ، فما سمعت لها عند واحد منهم ذكرا ، ولو ثبت عندهم لأجروا من ذكرها ما أجروا من سائر ما ثبت عندهم »
ما جاء في ليلة النصف من شعبان

106 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا هارون بن سعيد قال : نا ابن وهب قال : نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، قال : «
لم أدرك أحدا من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى ليلة
النصف من شعبان ، ولم ندرك أحدا منهم يذكر حديث مكحول ، ولا يرى لها فضلا على ما سواها من الليالي » . قال ابن أبي زيد : « والفقهاء لم يكونوا يصنعون ذلك »
107 - نا ابن وضاح قال : نا ابن أبي مريم قال : نا نعيم بن حماد قال : نا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن أبي مليكة ، قال : قيل له : إن زيادا النميري يقول : إن ليلة النصف من شعبان أجرها كأجر ليلة القدر ، فقال ابن أبي مليكة : « لو سمعته منه وبيدي عصا لضربته بها » . وكان زياد قاضيا
كراهية اجتماع الناس عشية عرفة

108 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا زيد بن البشر قال : نا ابن وهب ، عن الليث ، عن أبي حفص المدني ، قال : « اجتمع الناس يوم عرفة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يدعون بعد العصر ، فخرج نافع مولى ابن عمر من دار آل عمر فقال : » أيها الناس ، إن الذي أنتم عليه بدعة (1) وليست بسنة ، إنا
أدركنا الناس ولا يصنعون مثل هذا ، ثم رجع فلم يجلس
، ثم خرج الثانية ففعل مثلها ، ثم رجع «
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
109 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن قدامة قال : نا الأنصاري محمد بن عبد الله قال : أنا ابن عون ، قال : « شهدت إبراهيم النخعي
سئل عن اجتماع الناس عشية عرفة ، فكرهه وقال :
» محدث «
110 - وحدثني محمد بن وضاح قال : حدثني ابن نمير ، عن ابن مهدي ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي وائل : « أنه كان لا يأتي المسجد عشية (1) عرفة »
__________
(1) العشي : ما بين زوال الشمس إلى وقت غروبها
111 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا موسى بن عبيد الله ، عن سفيان قال : « ليست عرفة إلا بمكة ، ليس في هذه الأمصار (1) عرفة »
__________
(1) المصر : البلد أو القرية
112 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا غير واحد منهم : زيد ، عن سفيان ، عن موسى بن أبي عيسى ، أن نافعا
كره الصبح مع الإمام حين يقرأ مثل قوله : أنا ربكم
الأعلى (1) ، ومثل قوله : ما علمت لكم من إله غيري (2) . قال سفيان : إنما ينصت
__________
(1) سورة : النازعات آية رقم : 24
(2) سورة : القصص آية رقم : 38
النهي عن الجلوس مع أهل البدع وخلطتهم والمشي معهم

113 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا أسد بن موسى قال : نا بعض أصحابنا ، عن موسى بن أعين ، عن ليث بن أبي سليم ، عن الحسن ، قال : « لا تجالس صاحب بدعة (1) ؛ فإنه يمرض قلبك »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
114 - نا أسد ، : قال بعض أصحابنا : عن عبد الملك بن أبي كريمة ، عن سفيان الثوري ، قال : « من جالس صاحب بدعة (1) لم يسلم من إحدى ثلاث : إما أن يكون فتنة لغيره ، وإما أن يقع في قلبه شيء فيزل به فيدخله الله النار ، وإما أن يقول : والله ما أبالي ما تكلموا ، وإني واثق بنفسي ، فمن أمن الله على دينه طرفة عين سلبه إياه »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
115 - نا أسد ، عن أيوب النجار اليمامي ، قال ناشر بن حنيفة الحنفي يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما يظن ، قال : « من أتى صاحب بدعة (1) ليوقره فقد أعان على هدم الإسلام » . ووجدت هذا الحديث عند من سمعه من أيوب مثبتا عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه : ما يظن
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
116 - نا أسد ، عن كثير أبو سعيد قال : « من جلس إلى صاحب بدعة (1) نزعت منه العصمة ، ووكل إلى نفسه »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
117 - نا أسد ، عن عبد الله بن خالد ، عن الفضل بن هشام ، عن عروة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من وقر صاحب بدعة (1) فقد أعان على هدم الإسلام »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
118 - نا أسد قال : نا بعض أصحابنا ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير قال : « إذا لقيت صاحب بدعة (1) في طريق فخذ في طريق آخر »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
119 - نا أسد قال : نا حماد بن زيد ، عن أيوب قال : قال أبو قلابة : «
لا تجالسوا أهل الأهواء ، ولا تجادلوهم ؛ فإني لا
آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم (1) ، أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون » . قال أيوب : وكان - والله - من الفقهاء ذوي الألباب
__________
(1) الضلالة : الباطل والبعد عن الحق والميل عن الصواب
120 - نا أسد قال : نا شهاب بن خراش الحوشبي ، عن العوام بن حوشب أنه كان يقول لابنه : « يا عيسى ،
أصلح لله قلبك ، وأقل مالك
»
121 - وكان يقول : « والله ،
لأن أرى عيسى يجالس أصحاب البرابط ، والأشربة ، والباطل ،
أحب إلي من أن أراه يجالس أصحاب الخصومات ، يعني : أهل البدع (1) »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
122 - نا أسد قال : نا زيد ، عن محمد بن طلحة ، قال : قال إبراهيم : « لا تجالسوا أصحاب البدع (1) ولا تكلموهم ؛ فإني أخاف أن ترتد قلوبكم »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
123 - نا أسد قال : نا زيد ، عن محمد بن مسلم ، قال : أوحى الله تعالى إلى موسى بن عمران : «
لا تجالس أصحاب الأهواء ؛ فتسمع منهم كلمة فترديك ،
فتضلك ، فتدخلك النار »
124 - نا أسد قال : نا إبراهيم بن محمد ، عن صفوان بن سليم ، عن سعيد بن يسار ، عن أبي هريرة ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : «
الرجل على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل
(1) »
__________
(1) يخالل : يصاحب ويصادق
125 - نا أسد قال : نا عبد الرحمن بن زياد ، عن أبي غسان محمد بن مطرف ، عن محمد بن عجلان قال : قال ابن مسعود : «
من أحب أن يكرم دينه فليعتزل مخالطة السلطان ، ومجالسة
أصحاب الأهواء ؛ فإن مجالستهم ألصق من الجرب »
126 - نا أسد قال : نا عبد الرحمن بن زياد ، عن إسماعيل بن عياش ، عن أبي سلمة سليمان بن سليم الحمصي ، عن الحسن البصري قال : «
لا تجالس صاحب هوى ؛ فيقذف في قلبك ما تتبعه
عليه فتهلك ، أو تخالفه فيمرض قلبك »
127 - نا أسد قال : نا مؤمل بن إسماعيل قال : نا الحسن بن وهب قال : نا حميد الأعرج ، قال : « قدم غيلان مكة فجاور بها ، فأتى غيلان مجاهدا وقال : يا أبا الحجاج ، بلغني أنك تنهى الناس عني وتذكرني ، بلغك عني شيء لا أقوله ، إنما أقول كذا ، إنما أقول كذا ، فجاء بشيء لا ينكره ، فلما قام قال مجاهد :
لا تجالسوه ؛ فإنه قدري . قال حميد : فإني يوما
في الطواف لحقني غيلان من خلفي فجبذ (1) ردائي فالتفت ، فقال : كيف يقرأ مجاهد حرف كذا وكذا ؟ فأخبرته ، فمشى معي ، قال : فبصر بي مجاهد معه ، فأتيته فجعلت أكلمه فلا يرد علي ، وأسأله فلا يجيبني ، قال : فغدوت (2) إليه فوجدته على تلك الحال ، فقلت : يا أبا الحجاج ، ما لك ؟ أبلغك عني شيء ، أحدثت حدثا ، ما لي ؟ فقال : ألم أرك مع غيلان وقد نهيتكم أن تكلموه ، أو تجالسوه ، قال : قلت : والله يا أبا الحجاج ما ذكرت قولك ، وما بدأته ، هو بدأني ، قال : فقال : والله يا حميد ، لولا أنك عندي مصدق ما نظرت لي في وجه منبسط (3) ما عشت »
__________
(1) الجبذ : الشد والجذب بقوة
(2) الغُدُو : السير أول النهار
(3) منبسطا : مسرورا لأن الإنسان إذا سَرَّ انبسَط وجْهُه واستَبْشَر
128 - نا أسد قال : نا مؤمل بن إسماعيل قال : أخبرني صاحب لنا ، عن أيوب ، قال : « كنت يوما عند محمد بن سيرين إذ جاء عمرو بن عبيد فدخل ، فلما جلس وضع محمد يده في بطنه ، ثم أن قال وقام ، فقلت لعمرو : انطلق بنا ، قال : فخرجنا ، فلما مضى عمرو رجعت فقلت : يا أبا بكر ، قد فطنت إلى ما صنعت ، قال : وما فطنت ؟ قال : قلت : نعم ، قال : » أما إنه
لم يظلني وإياه سقف بيت
«
129 - نا إسماعيل بن سعد البصري ، عن رجل أخبره قال : «
كنت أمشي مع عمرو بن عبيد ، فرآني ابن عون
فأعرض (1) عني شهرين »
__________
(1) أعرض : ولى الأمر ظهره وصد عنه وانصرف
130 - نا أسد قال : نا مؤمل ، عن رجل أخبره قال : « دخل عمرو بن عبيد على ابن عون ، فسكت ابن عون لما رآه ، وسكت عمرو عنه فلم يسأله عن شيء ، فمكث هنية (1) ثم قام فخرج ، فقال ابن عون : »
بما استحل أن دخل داري بغير إذني ، مرارا يرددها
، أما إنه لو تكلم ، أما إنه لو تكلم «
__________
(1) الهنية : القليل من الزمان .
131 - نا أسد قال : نا مؤمل بن إسماعيل قال : قال بعض أصحابنا لحماد بن زيد : « ما لك لم ترو عن عبد الكريم ، إلا حديثا واحدا ؟ قال :
ما أتيته إلا مرة واحدة لمساقه في هذا الحديث ، وما
أحب أن أتوب ، علم بإتياني إياه ، وأن لي كذا وكذا ، وإني أظنه لو علم لكانت الفيصل فيما بيني وبينه »
132 - نا أسد قال : نا محمد بن الفضيل بن عزوان ، عن المغيرة ، عن إبراهيم ، قال : قال إبراهيم لمحمد بن السائب : « لا تقربنا ما دمت على رأيك هذا » . وكان مرجئيا
133 - نا أسد قال : نا المؤمل ، عن حماد بن زيد ، عن أيوب قال : « لقيني سعيد بن جبير فقال : »
ألم أرك مع طلق ؟ قلت : بلى ، فما
له ؟ قال : لا تجالسه ؛ فإنه مرجئي . قال أيوب : وما شاورته في ذلك ، ولكن يحق للرجل المسلم إذا رأى من أخيه شيئا يكرهه أن ينصحه
4610 - حدثنا محمد بن صالح بن هانئ ، ثنا أحمد بن نصر ، ثنا عمرو بن طلحة القناد ، ثنا أسباط بن نصر ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان علي يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله يقول : أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم (1) والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت ، والله إني لأخوه ووليه ، وابن عمه ووارث علمه ، فمن أحق به مني »
__________
(1) سورة : آل عمران آية رقم : 144
135 - نا أسد قال : نا بقية بن الوليد ، عن صفوان بن عمرو ، عن أبي الدرداء : « أنه كتب إلى سلمان يدعوه إلى الأرض المقدسة ، فكتب إليه سلمان : يا أخي ،
إن كان بعدت الدار من الدار فإن الروح من الروح قريب
، وإن طير السماء تقع على إلفها من الأرض » . وفي رواية : أن سلمان قال له : إن الأرض لا تقدس أحدا ، وإنما يقدس الإنسان عمله «
136 - نا أسد قال : نا حماد بن زيد ، عن محمد بن واسع قال : « رأيت صفوان بن محرز وقريب منه شببة (1) ، فرآهم يتجادلون ، فرأيته قائما ينفض ثيابه ويقول : إنما
أنتم جرب ، إنما أنتم جرب
»
__________
(1) شببة : الشباب المتقاربون في السن
137 - نا أسد قال : نا مؤمل بن إسماعيل ، عن حماد بن زيد ، عن أيوب قال : « دخل على محمد بن سيرين يوما رجل فقال : يا أبا بكر ، أقرأ عليك آية من كتاب الله لا أزيد على أن أقرأها ثم أخرج ، فوضع إصبعيه في أذنيه ثم قال : أحرج عليك إن كنت مسلما لما خرجت من بيتي ، قال : فقال : يا أبا بكر ، إني لا أزيد على أن أقرأ ثم أخرج ، قال : فقام بإزاره (1) يشده عليه ، وتهيأ للقيام ، فأقبلنا على الرجل فقلنا : قد حرج عليك إلا خرجت ، أفيحل لك أن تخرج رجلا من بيته ، قال : فخرج ، فقلنا : يا أبا بكر ، ما عليك لو قرأ آية ثم خرج ؟ قال : إني والله
لو ظننت أن قلبي يثبت على ما هو عليه ما باليت
(2) أن يقرأ ، ولكني خفت أن يلقي في قلبي شيئا أجهد أن أخرجه من قلبي فلا أستطيع »
__________
(1) الإزار : ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن
(2) باليت : اهتممت
138 - نا أسد قال : نا أبو إسحاق الحذاء ، عن الأوزاعي ، قال : «
لا تمكنوا صاحب بدعة من جدل ؛ فيورث قلوبكم من
فتنته ارتيابا »
باب : هل لصاحب البدعة توبة

139 - نا أسد ، نا رديح بن عطية ، عن يحيى ، عن أبي عمرو السيباني قال : كان يقال : « يأبى الله لصاحب بدعة (1) بتوبة ، وما انتقل صاحب بدعة إلا إلى شر منها »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
140 - نا أسد قال : نا عبد الله بن خالد ، عن بقية قال : حدثني رجل من أهل الكوفة ، عن عمرو بن قيس ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي بن أبي طالب قال : «
ما كان رجل على رأي من البدعة فتركه إلا إلى
ما هو شر منه »
141 - نا أسد قال : نا ضمرة ، عن ابن شوذب قال : سمعت عبد الله بن القاسم وهو يقول : «
ما كان عبد على هوى فتركه إلا إلى ما هو
شر منه . قال : فذكرت هذا الحديث لبعض أصحابنا ، فقال : تصديقه في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : » يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، ثم لا يرجعون حتى يرجع السهم إلى فوقه «
142 - نا أسد قال : نا موسى بن إسماعيل ، عن حماد بن زيد ، عن أيوب قال : « كان رجل يرى رأيا فرجع عنه ، فأتيت محمدا فرحا بذلك أخبره ، فقلت : أشعرت أن فلانا ترك رأيه الذي كان يرى ؟ فقال : »
انظروا إلى ما يتحول ؛ إن آخر الحديث أشد عليهم
من أوله ، يمرقون من الإسلام لا يعودون فيه «
143 - نا أسد قال : نا عبد الله بن خالد ، عن بقية قال : حدثني محمد ، عن هشام ، عن الحسن ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أبى الله لصاحب بدعة (1) بتوبة »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
144 - نا أسد ، نا عبد الله بن خالد ، عن بقية قال : حدثني أيضا ، محمد ، عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «
إن الله حجز التوبة عن كل صاحب بدعة
(1) »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
145 - نا أسد قال : نا بقية بن الوليد ، عن صفوان بن عمرو ، عن سليم بن عامر الخبائري ، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه كان يقول : « إن
أشد الناس عبادة مفتون ، يعني صاحب بدعة
(1) »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
قصة صبيغ العراقي

146 - حدثني إبراهيم بن محمد ، عن سحنون ، عن ابن وهب ، عن الليث بن سعد ، عن محمد بن عجلان ، عن نافع : « أن صبيغا العراقي جعل يسأل عن أشياء من القرآن في أجناد المسلمين حتى قدم مصر ، فبعث به عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب ، فلما أتاه الرسول بالكتاب فقرأه قال : أين الرجل ؟ قال : في الرحل (1) ، قال عمر : أبصر أن يكون ذهب فتصيبك مني العقوبة الموجعة ، فأتاه به ، فقال عمر : تسل حدثة ؟ فأرسل عمر إلى أرطاب من الجريد (2) فضربه بها حتى ترك ظهره خبزة ثم تركه حتى برئ ، ثم عاد له ثم تركه حتى برئ فدعا به ليعود له ، فقال له صبيغ :
إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلا جميلا ، وإن كنت تريد
تداويني فقد والله برئت ، فأذن له إلى أرضه ، وكتب إلى أبي موسى الأشعري ألا يجالسه أحد من المسلمين ، فاشتد ذلك على الرجل ، فكتب أبو موسى إلى عمر بن الخطاب أن قد حسنت هيئته ، فكتب إليه عمر أن يأذن للناس يجالسونه »
__________
(1) الرحل : المنزل سواء كان من حجر أو خشب أو شعر أو صوف أو وبر أو غير ذلك
(2) الجَريد : سَعَفُ النخيل وفروعه
147 - وحدثني إبراهيم بن محمد ، عن حرملة بن يحيى قال : نا عبد الله بن وهب قال : حدثني مالك بن أنس قال : جعل صبيغ يطوف معه كتاب الله : من يتفقه يفقه ، ومن يتعلم يعلمه الله . فأخذه عمر فضربه بالجريد الرطب ثم سجنه حتى إذا جف الذي به أخرجه فضربه ، فقال : يا أمير المؤمنين ،
إن كنت تريد قتلي فأجهز علي ، وإلا فقد شفيتني شفاك
الله ، فخلاه عمر بن الخطاب
148 - حدثني أبو أيوب ، عن سحنون ، عن ابن وهب ، عن مالك بن أنس ، قال : « جعل صبيغ يطوف معه كتاب الله ويقول : من يتفقه نفقهه ، من يتعلم يعلمه الله .
فأخذه عمر بن الخطاب فضربه بالجريد الرطب ثم سجنه ، حتى
جف الذي به أخرجه فضربه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إن كنت تريد قتلي فأجهز علي ، وإلا فقد شفيتني شفاك الله ، فخلاه عمر بن الخطاب » . قال ابن وهب : قال لي مالك : وقد ضرب عمر بن الخطاب صبيغا حين بلغه ما يسأل عنه من القرآن وغير ذلك
باب في نقض عرى الإسلام ودفن الدين وإظهار البدع

149 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا نعيم بن حماد قال : نا عثمان بن يونس ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن حذيفة بن اليمان : « أنه أخذ حجرين فوضع أحدهما على الآخر ثم قال لأصحابه : هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور ؟ قالوا : يا أبا عبد الله ، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا ، قال : والذي نفسي بيده لتظهرن البدع (1) حتى لا يرى من الحق إلا قدر ما ترون ما بين هذين الحجرين من النور ، والله لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء قالوا : تركت السنة »
__________
(1) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
150 - حدثني محمد بن وضاح ، عن محمد بن سعيد ، عن نعيم قال : نا يحيى بن سليم ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن اليمان : « أنه أخذ حصاة بيضاء فوضعها في كفه ثم قال : إن هذا الدين قد استضاء إضاءة هذه ، ثم أخذ كفا من تراب فجعل يذره على الحصاة حتى واراها ، ثم قال : والذي نفسي بيده ،
ليجيئن أقوام يدفنون الدين كما دفنت هذه الحصاة ، وليسلكن طريق
الذين كانوا قبلكم حذو (1) القذة (2) بالقذة ، وحذو النعل بالنعل »
__________
(1) حذوَ الشيء : في موازاته ومقابلته ومساواته
(2) القذة بالقذة : المراد أنهم يسيرون على نهج واحد ولا يختلفان ويتبع بعضهم بعضا
151 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا أسد بن موسى ، عن عبد الرحمن ، عن عكرمة بن عمار قال : حدثني حميد أبو عبد الله قال : حدثني عبد العزيز أخو حذيفة قال : قال حذيفة : «
أول ما تفقدون من دينكم الأمانة ، وآخر ما تفقدون
الصلاة ، ولتنقضن عرى الإسلام عروة (1) عروة ، ولتصلين نساؤهم حيضا ، ولتسلكن طريق من كان قبلكم حذو (2) القذة (3) بالقذة ، وحذو النعل بالنعل ، لا تخطئون طريقهم ، ولا يخطأ بكم ، وحتى تبقى فرقتان تقول إحداهما : ما بال الصلوات الخمس ؟ لقد ضل من كان قبلنا ؛ إنما قال الله : أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل (4) ، لا يصلون إلا ثلاثا ، وتقول الأخرى : إيمان المؤمنين بالله كإيمان الملائكة ، ما فينا كافر ولا منافق ، حق على الله أن يحشرهما مع الدجال » حدثني محمد بن وضاح قال : لم يعمل أحد من الأمم شيئا إلا استعملته هذه الأمة . قال ابن وضاح : الخير بعد الأنبياء ينقص ، والشر يزداد . وقال محمد بن وضاح : إنما هلكت بنو إسرائيل على يدي قرائهم وفقهائهم ، وستهلك هذه الأمة على يدي قرائهم وفقهائهم
__________
(1) العروة : ما يُستمسك به ويُعتصم من الدين وأحكامه وشرائعه
(2) حذوَ الشيء : في موازاته ومقابلته ومساواته
(3) القذة بالقذة : المراد أنهم يسيرون على نهج واحد ولا يختلفان ويتبع بعضهم بعضا
(4) سورة :
152 - نا محمد بن وضاح قال : نا أبو بكر بن أبي شيبة قال : نا وكيع ، عن شعبة ، عن المغيرة بن النعمان ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعظة فقال : « إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا (1) ، كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين (2) ، فأول الخلائق يكسى بثوب إبراهيم خليل الرحمن ، ثم يؤخذ بقوم منكم ذات الشمال ، فأقول : يا رب ، أصحابي » ، قال : « فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح : وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم (3) إلى قوله : إنك أنت العزيز الحكيم (4) قال : » فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم (5) منذ فارقتهم «
__________
(1) غرلا : جمع أغرل وهو من بقيت غرلته وهي الجلدة التي يقطعها الخاتن من الذكر
(2) سورة : الأنبياء آية رقم : 104
(3) سورة : المائدة آية رقم : 117
(4) سورة : المائدة آية رقم : 118
(5) رجع أو ارتد على عقبه : رجع إلى طريق الضلالة
153 - وحدثني محمد بن وضاح قال : نا أبو البشر زيد بن البشر الحضرمي قال : نا ضمام بن إسماعيل المعافري ، عن غير واحد من أهل العلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «
كيف بكم إذا فسق شبابكم ، وطغت نساؤكم ، وكثر
جهالكم ؟ » قالوا : وإن ذلك كائن يا رسول الله ؟ قال : « وأشد من ذلك ، كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف ، وتنهوا عن المنكر ؟ » قالوا : وإن ذلك كائن يا رسول الله ؟ قال : « وأشد من ذلك ، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا ، ورأيتم المنكر معروفا ؟ »
154 - حدثني إبراهيم بن محمد ، عن عبد بن محمد بن أحمد بن عاصم ، عن عطية ، عن الوليد بن عبد الرحمن ، عن محمد بن علي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ويح (1) لهذه الأمة ، ماذا يلقى فيها من أطاع الله ، كيف يكذبونه ويضربونه ؟ إنه أطاع الله من أجل أنهم أطاعوا الله » ، قال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ، الناس يومئذ على الإسلام ؟ قال : « نعم يا عمر » ، قال عمر : يا رسول الله ، ولم يبغضون (2) من أمرهم بطاعة الله ؟ فقال : « يا عمر ، ترك القوم الطريق فركبوا الدواب ، ولبسوا لين الثياب ، وخدمهم أبناء فارس ، وتزين الرجل منهم بزينة المرأة لزوجها ، وتبرج النساء ، زيهم زي الملوك الجبابرة ، يتسمنون كالنساء ، فإذا تكلم أولياء الله وأمروهم بطاعة الله قيل له : أنت قرين الشيطان ، ورأس الضلالة (3) ، مكذب بالكتب ، تحرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق (4) ، تأولوا كتاب الله على غير تأويله ، واستذلوا به أولياء الله »
__________
(1) ويْح : كَلمةُ تَرَحُّمٍ وتَوَجُّعٍ، تقالُ لمن وَقَع في هَلَكةٍ لا يَسْتَحِقُّها. وقد يقال بمعنى المدح والتَّعجُّب
(2) البغض : عكس الحب وهو الكُرْهُ والمقت
(3) الضلالة : الباطل والبعد عن الحق والميل عن الصواب
(4) سورة : الأعراف آية رقم : 32
155 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا نعيم بن حماد قال نا عيسى بن يونس ، عن الأوزاعي ، عن حبان بن أبي جبلة ، عن أبي الدرداء ، قال : «
لو خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم اليوم
ما عرف شيئا مما كان عليه هو وأصحابه ، إلا الصلاة » . قال الأوزاعي : فكيف لو كان اليوم ؟ قال عيسى : فكيف لو أدرك الأوزاعي هذا الزمان ؟
156 - حدثني عبد الله بن محمد بن خالد قال حدثني علي بن معبد ، عن أبي المليح ، عن رجل من أهل البصرة ، عن الحسن ، قال : «
لو أن بعض من مضى انتشر حتى يعاين خياركم اليوم
لقال : ما لهؤلاء في الآخرة من حاجة ، ولو رأى شراركم لقال : ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب »
157 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا أسد بن موسى قال : نا أبو يحيى ، عن موسى الجعفي ، عن الحسن ، قال : «
أدركت عشرة آلاف من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
، لو رأوكم لقالوا : ما لهؤلاء ، مجانين ؟ ولو رأيتموهم لقلتم : هؤلاء مجانين ، ولو رأوا خياركم لقالوا : ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب ، ولو رأوا شراركم لقالوا : ما لهؤلاء عند الله من خلاق (1) » . نا محمد بن وضاح ، قال : يقال : تخرج الفتن من عند أصحاب الكتب وإليهم تعود . قال ابن وضاح : ويقال : ويبعث الله ريحا حمراء من قبل المشرق فينفر الناس إلى مساجدهم وإلى علمائهم ، فيجدونهم قد مسخوا قردة وخنازير
__________
(1) الخلاق : الحظ والنصيب
158 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سليمان الأنباري قال : نا وكيع ، عن عمر بن منبه ، عن أوفى بن دلهم العدوي قال : بلغني عن علي أنه قال : «
تعلموا العلم تعرفوا به ، واعملوا به تكونوا من أهله
؛ فإنه سيأتي من بعدكم زمان ينكر الحق فيه تسعة أعشارهم ، لا ينجو فيه إلا كل مؤمن نومة ، قال وكيع : يعني مغفلا ، أولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم ، ليسوا بالعجل المذاييع (1) البذرة »
__________
(1) المذاييع : جمع مذياع من أذاع الشيء إذا أفشاه وقيل : أراد الذين يشيعون الفواحش
159 - قال : قيل لعلي بن أبي طالب : ما النومة ؟ قال : «
الرجل يسكت بالفتنة فلا يبدو منه شيء
»
160 - حدثني محمد بن وضاح قال : حدثني أبو الطاهر ، عن بشر ، عن أم عبد الله ابنة خالد قالت : حدثتني أم عبد الله الجرشية ، وكانت تكثر الاختلاف إلى أبي تقتبس منه ، فقالت ذات يوم : ليأتين على الناس زمان يؤمنون بالله ولا يشركون به شيئا ، ويصومون رمضان ، ويصلون الخمس ، وقد سلبوا دينهم ، قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، يا أم عبد الله إن هذا أمر عظيم ، فقالت : يا بنية ،
إذا رأوا الحق فتركوه فلا دين

161 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن عمرو ، عن مصعب ، عن سفيان ، عن عدي بن حاتم ، أنه قال : «
إنكم في زمان معروفه منكر ، زمان قد مضى ،
ومنكره معروف ، زمان لم يأت »
162 - حدثني محمد بن وضاح قال فضيل : «
في آخر الزمان يمشي المؤمن بالتقية ، وبئس القوم قوم
يمشى فيهم بالتقية »
163 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن قدامة قال : نا محمد بن الحجاج ، أخبرني حماد ، عن أبي حمزة ، عن أبي حمضة قال : قال لي أبو هريرة : «
كيف بك إذا كنت في زمان لا ينكر خيارهم المنكر
؟ قلت : سبحان الله ما أولئك بخيار ، قال : بلى ، ولكن أحدهم يخاف أن يشتم عرضه ، وأن يضرب بشره »
164 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا يعقوب بن كعب قال : نا زكريا بن منظور قال : سمعت أبا حازم يقول : «
أدركت القرا وهم القرا ، وليس هم اليوم بالقرا ،
ولكنهم الحرا »
165 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا نعيم بن حماد قال : نا أبو عمر ، عن بيان ، نا المغفري ، عن تبيع ، عن كعب قال : «
سنة أربعين ومائة يفسد فيها النساء والولد ، وسنة تسع
وسبعين ومائة من أدرك ذلك فليعد كراعا وسيفا ولينج بنفسه » . حدثني محمد بن وضاح قال : سنة خمس وعشرين ومائة ترفع زينة الدنيا
166 - نا محمد بن وضاح ، عن أبي صالح قال : نا ابن لهيعة ، عن جندب بن عبد الله ، عن سفيان بن عوف ، عن عبد الله بن عمرو ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « طوبى (1) للغرباء » ثلاثا ، قالوا : يا رسول الله ، ومن الغرباء ؟ قال : « ناس صالحون قليل في ناس سوء كثير ، من يبغضهم (2) أكثر ممن يطيعهم » ، ثم طلعت الشمس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يأتي أناس يوم القيامة وجوههم مثل ضوء الشمس » ، فسأل أبو بكر : نحن هم يا رسول الله ؟ قال : « لا ، ولكم خير كثير ، ولكنهم أناس من أمتي يتقى بهم المكاره ، يموت أحدهم وحاجته في صدره ، يحشرون من أقطار الأرض »
__________
(1) طوبى : اسم الجنة ، وقيل هي شجرة فيها
(2) البغض : عكس الحب وهو الكُرْهُ والمقت
167 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا نعيم بن حماد قال : نا ابن وهب ، عن عقبة بن نافع ، عن بكر بن عمرو المعافري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « طوبى (1) للغرباء ، الذين يمسكون بكتاب الله حين يترك ، ويعملون بالسنة حين تطفأ »
__________
(1) طوبى : اسم الجنة ، وقيل هي شجرة فيها
168 - نا محمد بن وضاح قال : نا أبو بكر بن أبي شيبة قال : نا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى (1) للغرباء » ، قيل : ومن الغرباء ؟ قال : « النزاع من القبائل »
__________
(1) طوبى : اسم الجنة ، وقيل هي شجرة فيها
169 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن يحيى قال : نا أسد بن موسى قال : نا يحيى بن المتوكل ، عن أمه أم يحيى قالت : سمعت سالم بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «
بدأ الإسلام غريبا ، ولا تقوم الساعة حتى يكون غريبا
كما بدأ فطوبى (1) للغرباء حين يفسد الناس ، ثم طوبى للغرباء حين يفسد الناس »
__________
(1) طوبى : اسم الجنة ، وقيل هي شجرة فيها
170 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن يحيى قال : نا أسد بن موسى قال : نا إسماعيل بن عياش ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ، عن يوسف بن سليم ، عن جدته ميمونة ، عن عبد الرحمن بن سنة ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ ؛ فطوبى (1) للغرباء » ، فقيل : ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال : « الذين يصلحون عند فساد الناس »
__________
(1) طوبى : اسم الجنة ، وقيل هي شجرة فيها
171 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن يحيى قال : نا أسد بن موسى قال : نا المبارك بن فضالة ، عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن الإسلام بدأ غريبا ، وسيعود غريبا ، فطوبى (1) للغرباء » ، قالوا : يا رسول الله ، كيف يكون غريبا ؟ قال : « كما يقال للرجل في حي كذا وكذا إنه لغريب »
__________
(1) طوبى : اسم الجنة ، وقيل هي شجرة فيها
172 - نا محمد بن وضاح ، نا محمد بن سعيد قال : نا نعيم بن حماد قال : نا ابن مهدي ، عن معاوية بن صالح ، عن ربيعة بن يزيد قال : سمعت أبا إدريس الخولاني يقول : 0 « سمعت أن
للإسلام عرا يتعلق الناس بها ، وإنما يمتلخ عروة عروة ،
فأول ما يمتلخ منها الحلم (1) ، وآخر ما يمتلخ منها الصلاة »
__________
(1) الحلم : الأناة وضبط النفس
173 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا أسد بن موسى قال : نا ضمرة ، عن السيباني ، عن عبد الله بن الديلمي ، قال : «
تذهب السنة سنة سنة ، كما يذهب الحبل قوة قوة
، وآخر الدين الصلاة ، وليصلين قوم ولا خلاق (1) لهم »
__________
(1) الخلاق : الحظ والنصيب
174 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا يحيى بن يحيى ، عن مالك بن أنس ، عن عمه أبي سهيل بن مالك ، عن أبيه قال : «
ما أعرف شيئا مما أدركت عليه الناس إلا النداء بالصلاة
»
175 - حدثني إبراهيم بن محمد ، عن حرملة بن يحيى ، عن نعيم بن حماد ، عن ابن المبارك ، عن سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك : «
ما أعرف منكم شيئا كنت أعهده على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم ليس قولكم : لا إله إلا الله ، قلنا : بلى يا أبا حمزة ، الصلاة ، فقال : » قد صليتم حين تغرب الشمس ، أفكانت تلك صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ «
176 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا أسد بن موسى قال : نا سفيان بن عيينة ، عن المبارك بن فضالة ، عن الحسن قال : «
لو أن رجلا أدرك السلف الأول ثم بعث اليوم ما
عرف من الإسلام شيئا ، قال : ووضع يده على خده ثم قال : إلا هذه الصلاة ، ثم قال : أما والله ما ذلك لمن عاش في هذه النكراء ، ولم يدرك هذا السلف الصالح ، فرأى مبتدعا (1) يدعو إلى بدعته (2) ، ورأى صاحب دنيا يدعو إلى دنياه ، فعصمه (3) الله عن ذلك ، وجعل قلبه يحن إلى ذلك السلف الصالح ، يسأل عن سبيلهم ، ويقتص آثارهم ، ويتبع سبيلهم ؛ ليعوض أجرا عظيما ، فكذلك فكونوا إن شاء الله »
__________
(1) ابتدع الشيء : أَنشأَه وبدأَه أو أحدثه واخترعه والمراد هنا : الحدث في الدين بعد الإكمال
(2) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
(3) العصمة : المنع والحفظ
177 - حدثني عبد الله بن محمد ، عن علي بن معبد ، عن العلاء بن سليمان ، عن ميمون بن مهران قال : «
لو أن رجلا أنشر فيكم من السلف ما عرف فيكم
غير هذه القبلة »
178 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن قدامة الهاشمي قال : نا جرير بن عبد الحميد ، عن الأعمش عن سالم ، عن أم الدرداء قالت : دخل علي أبو الدرداء وهو غضبان ، فقلت له : ما أغضبك ؟ فقال : « والله
ما أعرف فيهم من أمر محمد شيئا إلا أنهم يصلون جميعا
»
179 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن قدامة قال : نا جرير بن عبد الحميد ، عن الأعمش ، عن سالم قال : قال أبو الدرداء : «
لو أن رجلا تعلم الإسلام وأهمله ثم تفقده ما عرف
منه شيئا »
180 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن يحيى قال : نا أسد بن موسى قال : نا المبارك بن فضالة ، عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
إنكم سترون ما تعرفون وما تنكرون ، فمن أنكر برئ
(1) ، ومن كره فقد سلم ، ولكن من رضي وتابع » ، قالوا : يا رسول الله ، ألا نقتل فجارهم (2) ؟ قال : « لا ، ما صلوا »
__________
(1) برئ من الشيء : خلص وخلا
(2) الفجار : جمع فاجر ، وهو الفاسق غير المكترث
181 - قال مالك : وبلغني أن أبا هريرة : « تلا إذا جاء نصر الله والفتح (1) ، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا (2) ، ثم قال : والذي نفسي بيده ، إن
الناس ليخرجون اليوم من دين الله أفواجا كما دخلوا فيه أفواجا
»
__________
(1) سورة : النصر آية رقم : 1
(2) سورة : النصر آية رقم : 2
182 - حدثني إبراهيم بن محمد بن عون ، عن إسماعيل بن نافع القرشي ، عن ابن المبارك قال : قال عبد الله بن عمرو بن العاص : «
لو أن رجلين من أوائل هذه الأمة خليا بمصحفهما في
بعض هذه الأودية لأبيا الناس اليوم ، ولا يعرفان شيئا مما كانا عليه »
183 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا أسد بن موسى ، عن وكيع بن الجراح ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، قال : قال عبد الله : «
أتدرون كيف ينقض الإسلام ؟ قالوا : نعم ، كما
ينقض صنع الثوب ، وكما ينقض الدابة ، قال عبد الله : ذلك منه »
184 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا أسد ، عن محمد بن الفضيل بن غزوان ، عن هارون بن أبي وكيع ، عن أبيه قال : « نزلت هذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم (1) يوم الحج الأكبر ، فبكى عمر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » ما يبكيك يا عمر ؟ « فقال : يا رسول الله ، إنا كنا في زيادة من ديننا ، فأما إذ كمل فلم يكمل شيء قط إلا نقص ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : » صدقت «
__________
(1) سورة : المائدة آية رقم : 3
185 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن عمرو قال : نا مصعب بن ماهان ، عن سفيان الثوري ، عن رجل ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن حذيفة قال : « إن
أخوف ما أخاف على هذه الأمة أن يؤثروا ما يرون على
ما يعلمون ، أو يضلون وهم يشعرون »
186 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا أبو الطاهر ، عن يحيى بن سليم ، عن الحجاج بن فرافصة قال : بلغني أن رجلا مر بسلمان فسلم عليه ، فلم ير الرجل من سلمان تلك البشاشة فقال : كأنك لم تعرفني يا أبا عبد الله ؟ فقال : بل قد عرفتك ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي يسمع كلامهما ، فلما ذهب الرجل انحرف النبي صلى الله عليه وسلم فقال : « يا سلمان أما علمت أن
الأرواح أجناد مجندة تتلاقى في الهواء ، فما تعارف منها ائتلف
، وما تناكر (1) منها اختلف ، فإذا ظهر العلم ، وخزن العمل ، وتلاقت الألسن ، وتباغضت القلوب ، وتقطعت الأرحام ؛ فعند ذلك لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم (2) »
__________
(1) التناكر : الاختلاف
(2) سورة : محمد آية رقم : 23
187 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن يحيى قال : نا أسد بن موسى قال : حدثني عدي بن الفضل ، عن محمد بن عجلان ، عن عبد الرحمن ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن
من بعدكم أياما الصابر فيها المتمسك بمثل ما أنتم عليه اليوم
له أجر خمسين منكم » ، قيل : يا رسول الله ، منهم ؟ قال : « بل منكم »
188 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا أسد بن موسى قال : نا سفيان بن عيينة ، عن أسلم البصري ، عن سعيد أخي الحسن يرفعه ، قلت لسفيان : عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . قال : « إنكم اليوم على بينة (1) من ربكم ، تأمرون بالمعروف ، وتنهون عن المنكر ، وتجاهدون في الله ، ولم تظهر فيكم السكرتان : سكرة الجهل ، وسكرة حب العيش ، وستحولون عن ذلك ، فلا تأمرون بالمعروف ، ولا تنهون عن المنكر ، ولا تجاهدون في الله ، وتظهر فيكم السكرتان ، فالمتمسك يومئذ بالكتاب والسنة له أجر خمسين » قيل : منهم ؟ قال : « لا ، بل منكم »
__________
(1) البينة : الأمر الواضح والدليل والبرهان
189 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا أسد بن موسى قال : نا إسماعيل بن عياش ، عن سعيد بن غنيم الكلاعي ، عن أبي حسان صفوان بن عمير ، عن القاسم أبي عبد الرحمن ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « سينقض الإسلام ، المتمسك يومئذ بدينه كالقابض (1) على الجمر ، أو خبط (2) الشوك »
__________
(1) القابض : الآخذ بكفه
(2) الخبط : ما سقط من ورق الشجر
190 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا زهير بن عباد ، عن عبد الله بن المبارك ، عن عتبة بن أبي حكيم ، عن عمرو بن جارية ، عن أبي ثعلبة الخشني ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « المتمسك بديني وسنتي في زمان المنكر كالقابض (1) على الجمر ، للعامل منهم يومئذ بسنتي أجر خمسين منكم » ، قلنا : يا رسول الله ، منهم ؟ قال : « بل منكم »
__________
(1) القابض : الآخذ بكفه
191 - حدثني محمد بن وضاح قال : ثنا محمد بن سعيد قال : نا نعيم بن حماد قال : نا عثمان بن كثير ، عن محمد بن مهاجر قال : حدثني أيوب بن جندب بن بشر ، عن حذيفة قال : « لتنقضن عرى الإسلام عروة (1) عروة ، حتى لا يقول عبد : مه مه ، ولتركبن سنن الأمم قبلكم حذو (2) النعل بالنعل ، لا تخطئون طريقهم ، ولا يخطئكم ، حتى لو أنه كان فيمن كان قبلكم من الأمم أمة يأكلون العذرة (3) رطبة أو يابسة (4) لأكلتموها ، وستفضلوهم بثلاث خصال لم تكن فيمن كان قبلكم من الأمم : نبش (5) القبور ، وسمنة النساء ، تسمن الجارية حتى تموت شحما (6) ، وحتى يكتفي الرجال بالرجال دون النساء ، والنساء بالنساء دون الرجال ، أيم الله إنها لكائنة ولو قد كانت خسف (7) بهم ورجموا (8) كما فعل بقوم لوط ، والله ما هو بالرأي ولكنه الحق اليقين »
__________
(1) العروة : ما يُستمسك به ويُعتصم من الدين
(2) حذوَ الشيء : في موازاته ومقابلته ومساواته
(3) العذرة : الغائط
(4) يبس : جف
(5) نبش القبور : تفتيشها وإخراح ما فيها من رفات أو موتى
(6) الشحم : الدهن والسمن
(7) الخسف : ذهاب الشيء في الأرض والغور به فيها
(8) الرجم : قتل الزاني رميا بالحجارة
192 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن يحيى قال : نا أسد بن موسى قال : نا الليث بن سعد قال : نا عبيد الله بن أبي جعفر ، عن ابن خالد ، قال : «
أدركت الناس وهم يعملون ولا يقولون ، فهم اليوم يقولون
ولا يعملون »
193 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن عابد الدمشقي قال : نا الهيثم ، عن حفص بن غيلان ، عن مكحول ، عن أنس بن مالك ، قال : قيل : يا رسول الله ، متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ قال : « إذا ظهر فيكم ما ظهر في بني إسرائيل » ، قيل : وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : «
إذا ظهر الإدهان في خياركم ، والفاحشة في شراركم ،
وتحول الملك في صغاركم ، والفقه في أرذالكم »
194 - نا محمد بن وضاح قال : عن محمد بن عبد الله السهمي قال : نا الملطي ، أخبره ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح قال : « مر بعلي بن أبي طالب رجل له سمت ، فقال : أمن أهل خراسان أنت ؟ قال : لا ، قال : من أهل فارس أنت ؟ قال : لا ، قال : فمن أنت ؟ قال : أنا من أهل الأرض ، قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : »
لا يزال الدين معتدلا صالحا ما لم يسلم نبط العراق
، فإذا أسلمت نبط العراق أدغلوا في الدين ، وقالوا فيه بغير علم ؛ فعند ذلك يهدم الإسلام وينثلم «
195 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا أسد بن موسى ، نا عون بن موسى قال : سمعت هلال بن حبان قال : « سألت سعيد بن جبير قلت : يا أبا عبد الله ، متى علم هلاك الناس ؟ قال : » إذا هلك علماؤهم «
196 - قال : نا ضمرة ، عن ابن شوذب ، عن إياس بن معاوية قال : «
ما بعد عهد قوم من نبيهم إلا كان أحسن لقولهم
، وأسوأ لفعلهم » أخبرني محمد بن وضاح ، قال : في هذه الأمة أشياء لم تكن في غيرها من الأمم منها تسمين الحامشات ونبش القبور والسحق ، قال : ويقال : إن تسمين الصبية قبل البلوغ منه يكون السل
197 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن يحيى قال : نا أسد بن موسى قال : نا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، أن عائشة كانت تؤتى بالصبيان فتدعو لهم ، فأتيت بجارية مسمنة فقالت : لقد « حشوتموها سويقا (1) فلم تدع لها »
__________
(1) السويق : طعام يصنع من دقيق القمح أو الشعير بخلطه بالسمن والعسل
198 - حدثني ابن وضاح قال : نا محمد بن يحيى قال : نا أسد قال : نا إسماعيل بن عياش ، عن عمر بن جعثم ، عن عمار بن خالد ، عن أبي ذر أنه كان يقول : كان «
الممتلئ شحما براق الثياب وهي المروءة فيكم اليوم
»
199 - قال : وثنا أسد قال : نا محمد بن خازم ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، قال عبد الله : إني «
لأمقت القارئ إن أراه سمينا نسيا للقرآن
»
200 - نا أسد ، قال : نا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أبي ثامر أنه «
رأى فيما يرى النائم - وكان عابدا - أنه قيل
: ويل للمتسمنات من فترة تكون في الطعام يوم القيامة »
201 - نا أسد قال : نا مبارك بن فضالة ، عن الحسن قال : أتى رجل عمر وهو شيخ قدر كبة اللحم وهو يقول : آه آه ، فقال : «
ما هذا ؟ فقال : بركة الله يا أمير المؤمنين
، فقال : كذبت ، بل هو عذاب الله »
202 - نا أسد ، قال : نا أبو بكر الزاهدي ، عن شعبة ، عن أبي إسرائيل ، عن جعدة بن هبيرة قال : رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا سمينا فأهوى النبي إلى بطنه فقال : «
لو كان هذا في غير هذا المكان لكان خيرا لك
»
1002 - قال : نا بعض أصحابنا ، قال : حدثني أبو بكر ، عن أبي مريم ، عن الأزهر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رأى رجلا سمينا فأهوى النبي إلى بطنه فقال : « لو كان هذا في غير هذا لكان خيرا لك »
203 - قال : نا بعض أصحابنا ، قال : حدثني أبو بكر ، عن أبي مريم ، عن الأزهر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
إذا رأيت عشرين رجلا فلم تتوهم الخير في رجل منهم
فقد فسد الأمر »
204 - حدثني إبراهيم بن محمد قال : نا حرملة بن يحيى قال : نا عبد الله بن وهب قال : نا جرير بن حازم ، عن سلمان الأعسر ، عن زيد بن وهب ، عن ابن مسعود قال : كان عمر بن الخطاب «
حائطا حصينا على الإسلام يدخل الناس فيه ولا يخرجون منه
؛ فانثلم الحائط والناس خرجوا منه ولا يدخلون فيه »
باب : فيما يدال الناس بعضهم من بعض والبقاع

205 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا نعيم بن حماد قال : نا ابن عيينة ، عن مجاهد بن عامر قال : سمعت محمد بن الأشعث يقول : «
ما من شيء إلا يدال ، حتى إن النوك لتكون
له دولة على الكيس (1) »
__________
(1) الكيس : العاقل الفطن
206 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا نعيم قال : نا أبو سلمة ، عن مجالد ، عن عامر عن محمد بن الأشعث قال : «
إن لكل شيء دولة ، حتى إن للحمق على الحلم
دولة »
207 - نا ابن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا نعيم قال : نا محمد بن عبد الله ، عن عبد السلام بن سلمة ، عن أبي حنبل ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : «
لكل شيء دولة تصيبه ، فللأشراف على الصعاليك دولة ،
ثم للصعاليك وسفلة الناس في آخر الزمان حتى يدال (1) لهم من أشراف الناس ، فإذا كان ذلك فرويدك الدجال ، ثم الساعة ، والساعة أدهى وأمر (2) »
__________
(1) أداله عليه : غلبه عليه وأظفره به
(2) سورة : القمر آية رقم : 46
208 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن أبي مريم قال : « كان يقال : إن »
البقاع ليدال بعضها من بعض ، حتى إن المسجد ليتخذ
كنيفا ، وإن الكنيف (1) ليتخذ مسجدا «
__________
(1) الكنيف : المرحاض والحمام
3941 - حدثنا علي بن سعيد الرازي قال : حدثني أبو أمية عمرو بن عثمان بن سعيد الأموي قال : نا عمي عبيد بن سعيد ، عن سفيان الثوري ، عن عمرو بن قيس الملائي ، عن زبيد ، عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة : « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليا ، وفاطمة ، وحسنا ، وحسينا ، فجللهم بكساء ، ثم قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (1) قال : وفيهم نزلت » « لم يدخل في هذا الحديث بين سفيان وزبيد عمرو بن قيس إلا عبيد بن سعيد الأموي » ورواه أبو أحمد الزبيري ، عن سفيان ، عن زبيد
__________
(1) سورة : الأحزاب آية رقم : 33
210 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا نعيم بن حماد قال : نا محمد بن حميد ، عن عمرو بن قيس ، سمع عبد الله بن عمرو يقول : إن من أشراط (1) الساعة أن توضع الأخيار ، وترفع الأشرار ، ويسود كل قوم منافقوهم
__________
(1) الأشراط : العلامات
211 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا نعيم بن حماد قال نا الحكم بن نافع ، عن سعيد بن سنان ، عن أبي الزاهرية ، عن كثير بن مرة قال : قال : « من أشراط (1) الساعة أن يملك من ليس أهلا أن يملك ، ويرفع الوضيع ، ويوضع الرفيع »
__________
(1) الأشراط : العلامات
212 - نا محمد بن وضاح قال : قال : قرأ علينا أبو البشر ونحن نسمع قال : نا ضمام ، عن أبي شريح وغيره : « إن
الساعة لا تقوم حتى يسود كل قبيلة منافقوها
»
213 - نا محمد بن وضاح قال : نا ابن أبي مريم قال : نا نعيم ، عن عبد الخالق بن زيد ، عن أبيه ، عن سليمان بن عامر الخبائري ، عن أبي أمامة قال : «
إذا رأيت الواعظ يعظ ولا يتعظ ، والموعوظ تزول عنه
الموعظة ، فعند ذلك عليكم أنفسكم ، لا يضركم من ضل إذا اهتديتم (1) »
__________
(1) سورة : المائدة آية رقم : 105
214 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا ابن أبي مريم قال : نا نعيم ، عن ابن وهب ، عن عبد الرحمن بن شريح ، عن يزيد بن عبد الله القيسي ، عن يحيى ، عن أبي كثير قال : قال عمر بن الخطاب : «
إذا اختلف الناس في أهوائهم ، وعجب كل ذي رأي
برأيه ، أيها الناس عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم (1) »
__________
(1) سورة : المائدة آية رقم : 105
215 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا موسى بن معاوية قال : نا عبد الرحمن بن مهدي البصري قال : نا عبد الله بن المبارك ، عن عتبة بن أبي حكيم ، عن عمرو بن جابر ، عن أبي أمية الشيباني ، قال : أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت : يا أبا ثعلبة كيف تصنع في هذه الآية ؟ قال : أية آية ؟ قلت : قول الله تعالى لا يضركم من ضل إذا اهتديتم (1) ، قال : أما والله لقد سألت عنها خبيرا ، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : «
بل ائتمروا بالمعروف ، وتناهوا عن المنكر ؛ حتى إذا
رأيت شحا (2) مطاعا (3) ، وهوى (4) متبعا ، ودنيا مؤثرة (5) ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بنفسك ، ودع أمر العوام ؛ فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل قبض على الجمر ، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله » ، قال : زادني غيره : قيل : يا رسول الله ، أجر خمسين منهم ؟ قال : « أجر خمسين منكم »
__________
(1) سورة : المائدة آية رقم : 105
(2) الشح : أشد البخل والحرص على متاع الدنيا
(3) مطاعا : مرضيا عنه
(4) الهوى : كل ما يريده الإنسان ويختاره ويرضاه ويشتهيه ويميل إليه
(5) مؤثرة : مفضلة على الآخرة
3009 - قال إسحاق : أخبرنا كثير بن هشام ، حدثنا فرات بن سلمان ، حدثنا محمد بن علوان ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : « ثلاث من أصل الدين : تجمع وراء كل بر وفاجر (1) ، ويصلى على من مات من أهل القبلة ، ويجاهد في خلافة من كان ، لك أجرك »
__________
(1) الفاجر : الفاسق غير المكثرث المنغمس في المعاصي
217 - حدثني محمد بن وضاح قال : حدثني محمد بن سعيد قال نا نعيم بن حماد قال : نا ابن وهب ، عن الحارث بن نبهان ، عن محمد بن سعيد ، عن عبادة بن نسي ، عن الأسود بن ثعلبة ، عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
إذا ظهرت فيكم السكرتان : سكرة الجهل ، وسكرة حب
العيش ، وجاهدوا في غير سبيل الله ؛ فالقائمون يومئذ بكتاب الله سرا وعلانية كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار »
218 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا نعيم قال : نا أبو معاوية ، وأبو أمامة ، ويحيى بن اليمان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي قال : «
ينقض الدين حتى لا يقول أحد : لا إله إلا
الله » قال بعضهم : حتى لا يقال : الله الله ، « ثم يضرب الدين بذنبه ، ثم يبعث الله قوما قزعا (1) كقزع الخريف ، إني لأعرف اسم أميرهم ، ومناخ ركابهم (2) »
__________
(1) القزع : قِطَع السَّحاب المُتَفَرقة
(2) الركاب : وهي الإبل المركوبة أو الحاملة شيئا أو التي يراد الحمل عليها
219 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن عمرو قال : نا مصعب ، عن سفيان الثوري ، عن عطاء بن السائب قال : أخبرني عبد الرحمن الحضرمي قال : أخبرني من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «
يكون في آخر أمتي قوم يعطون من الأجر مثل ما
يعطى أولهم ، ويقاتلون أهل الفتن ، ينكرون المنكر ، ويخشون الفتن »
220 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد ، عن أسد قال : نا محمد بن خازم ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن حذيفة قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رفع الأمانة ، قال : «
حتى يقال : إن في بني فلان رجل أمين ،
وحتى يقال للرجل : ما أجلده (1) ، وما أظرفه ، وما في قلبه حبة من خردل (2) من إيمان »
__________
(1) الجَلَد : القُوّة والصَّبْر
(2) الخردل : نبات عشبي ينبت في الحقول وعلى حواشي الطرق تستعمل بذوره في الطب وله بذور يتبل بها الطعام
221 - نا محمد بن وضاح قال : نا أبو بكر بن أبي شيبة قال : نا شبابة ، عن ليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن عقبة بن عامر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إني والله
ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ، ولكني أخاف عليكم أن
تنافسوا (1) فيها »
__________
(1) التنافس : الرغبة في الشيء ومحبة الانفراد به والمغالبة عليه
222 - ثنا محمد بن وضاح قال : نا موسى بن معاوية قال : نا عبد الرحمن بن مهدي ، عن حماد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
ألا أدلكم على ما هو خير من كثير من الصلاة
والصدقة ؟ إصلاح ذات البين (1) ، وإياكم والبغضة ؛ فإنها هي الحالقة »
__________
(1) ذات البين : الأحوال بين الناس
223 - حدثني محمد بن وضاح قال : عن موسى ، عن ابن مهدي ، عن حرب بن شداد ، عن يحيى بن أبي كثير قال : حدثني يعيش بن الوليد ، عن مولى لآل الزبير ، حدثه أن الزبير بن العوام حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « دب (1) إليكم داء الأمم قبلكم : الحسد والبغضاء (2) ، والبغضاء هي الحالقة ، لا أقول تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين ، والذي نفس محمد بيده ،
لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ،
ألا أنبئكم بما يثبت ذلك ؟ أفشوا السلام بينكم »
__________
(1) دب إليكم : سار إليكم
(2) البغضاء : شدة الكُرْهِ والمقت
224 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن يحيى ، نا ابن وهب قال : أخبرني أبو هانئ الخولاني ، عن أبي سعيد الغفاري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « سيصيب أمتي داء الأمم » ، قالوا : يا رسول الله ، وما داء الأمم ؟ قال : « الأشر ، والبطر ، والتكاثر في الدنيا ، والتباغض (1) ، والتحاسد ، حتى يكون البغي (2) ، ثم يكون الهرج (3) »
__________
(1) التباغض : تبادل الكُرْهِ والمقت
(2) البغي : الظلم والتعدي
(3) الهرج : الفتنة والاختلاط والقتل، وأصل الهرج الكثرة في الشيء والاتساع
225 - نا محمد بن وضاح قال : نا أبو بكر بن أبي شيبة قال : نا محمد بن عبد الله الأسدي ، عن سعيد بن أبي أوس ، عن بلال العبسي ، عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم : « كيف أنتم إذا مرج (1) الدين ، وظهرت الرغبة ، واختلف الإخوان ، وحرق البيت العتيق ؟ »
__________
(1) مرج : اختلط وفسد
226 - نا محمد بن وضاح عن محمد بن سعيد ، عن نعيم قال : نا المعتمر بن سليمان ، عن ليث بن أبي سليم ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه قال : قال عبد الله بن عمرو بن العاص : «
يوشك أن تظهر شياطين يجالسونكم في مجالسكم ، ويفقهونكم في
دينكم ، ويحدثونكم ، وإنهم لشياطين »
227 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا نعيم بن حماد قال : نا ابن المبارك ، ووكيع ، عن سفيان ، عن ليث ، عن طاوس ، قال : «
تعلم العلم لنفسك ؛ فإن الناس قد ذهبت منهم الأمانة
»
228 - حدثني محمد بن وضاح ، عن موسى ، عن معاوية ، عن ابن مهدي قال : حدثني سفيان ، عن الأعمش ، عن خيثمة قال : قال عبد الله بن مسعود : « إنها
ستكون أمور مشتبهة ، فعليكم بالتؤدة ؛ فإن يكن الرجل تابعا
بالخير خير من أن يكون رأسا في الشر »
229 - حدثني ابن وضاح ، عن موسى بن مهدي ، عن سفيان بن عيينة ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن مسروق ، قال : قال عبد الله : «
لا يأتي عليكم عام إلا والذي بعده شر منه ،
ولا أعني عاما أخصب (1) من عام ، ولا أمطر من عام ، ولكن ذهاب خياركم وعلمائكم ، ثم يحدث قوم يقيسون الأمور برأيهم ، فيهدم الإسلام ويثلم »
__________
(1) أخصب : أكثر عشبا وكلأ
230 - نا محمد بن وضاح قال : نا أبو بكر بن أبي شيبة قال : نا وكيع ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يقبض (1) العلم انتزاعا من الناس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا »
__________
(1) قُبض المريضُ : إذا تُوُفَّيَ، وإذا أشْرَف على المَوتْ وقبض العلم رفعه بموت العلماء
231 - حدثني إبراهيم بن محمد ، عن عون ، عن إسماعيل بن نافع القرشي ، عن عبد الله بن المبارك قال : «
اعلم أخي أن الموت اليوم كرامة لكل مسلم لقي الله
على السنة ؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون ، فإلى الله نشكو وحشتنا (1) ، وذهاب الإخوان ، وقلة الأعوان ، وظهور البدع (2) ، وإلى الله نشكو عظيم ما حل بهذه الأمة من ذهاب العلماء أهل السنة ، وظهور البدع ، وقد أصبحنا في زمان شديد وهرج (3) عظيم ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تخوف علينا ما قد أضلنا ، وما قد أصبحنا فيه ، فحذرنا وتقدم إلينا فيه بقول أبي هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » أتتكم فتن كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، يبيع فيها أقوام دينهم بعرض (4) من الدنيا «
__________
(1) الوَحْشَة : وهي ضدّ الأُنْس. والوَحْشة : الخَلْوَة والهَمّ. وقيل الخلاء الذي لا ساكن به.
(2) البدعة بِدْعَتَان : بدعة هُدًى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمَر اللّه به ورسوله صلى اللّه عليه وسلم فهو في حَيِّز الذّم والإنكار، وما كان واقعا تحت عُموم ما نَدب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيز المدح، وما لم يكن له مثال موجود كنَوْع من الجُود والسخاء وفعْل المعروف فهو من الأفعال المحمودة، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَردَ الشرع به
(3) الهرج : الفتنة والاختلاط والقتل، وأصل الهرج الكثرة في الشيء والاتساع
(4) العرض : حطام الدنيا
232 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا زهير بن عباد قال : قال ابن مسعود : «
يأتي على الناس زمان تكون السنة فيه بدعة ، والبدعة
سنة ، والمعروف منكرا ، والمنكر معروفا ؛ وذلك إذا اتبعوا واقتدوا بالملوك والسلاطين في دنياهم »
233 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا نعيم بن حماد قال : نا بقية بن الوليد قال : نا أبو محمد بن حاجب ، عن زياد أو ابن زياد قال : سمعت كعب الأحبار يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
يأتي في آخر الزمان أصحاب الألواح ، يزينون الحديث بالكذب
تفصيل الذهب بالجوهر »
234 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا أسد بن موسى قال : نا زيد ، عن الأحوص ، عن زكريا بن يحيى ، عمن ذكره ، عن عمار بن ياسر قال : «
يأتي على الناس زمان خير دينهم دين الأعراب ، قال
: ومم ذاك ؟ قال : تحدث أهواء وبدع يحضون عليها »
235 - قال : نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن عبد الله بن نمير قال لي يحيى بن عيسى : عن الأعمش قال : قال لي شقيق أبو وائل : نا سليمان : «
ما شبهت قراء زمانك إلا بغنم رعت حمضا ، فمن
رآها ظن أنها سمان ، فإذا ذبحها لم يجد فيها شاة سمينة »
236 - أخبرني أبو أيوب ، عن سحنون ، عن ابن وهب ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن عتبة بن عبد الله قال : قال عبد الله بن مسعود : «
ما أشبه علماء زمانكم إلا كرجل رعى غنمه الحمض ،
حتى إذا أريحت بطونها وانتفخت أحقاؤها اعتام أفضلها في نفسه ، فإذا هي لا تبقى ، وما بقي من الدنيا إلا كالشيء شرب صفوه (1) ، وبقي كدره (2) »
__________
(1) صفوه : الخالص النقي من كل شيء
(2) الكدر : غير الصافي
74 - ثنا إسحاق ، قال : ثنا يحيى بن يمان ، عن أشعث ، قال : قيل لعيسى عليه السلام : لو اتخذت بيتا ؟ قال : تكفينا خلقان (1) من كان قبلنا
__________
(1) الخلق : القديم البالي
238 - حدثني سليمان ، عن سحنون ، عن ابن وهب قال : أخبرني سعيد بن أبي أيوب ، عن أبي هلال الخولاني ، عن مسلم بن يسار ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «
سيكون في آخر الزمان ناس من أمتي يحدثونكم بما لم
تسمعوا أنتم ولا آباؤكم ، فإياكم وإياهم »
239 - حدثني محمد بن وضاح قال : حدثني عبد الله بن محمد قال : حدثني محمد بن تميم ، عن محمد بن يوسف الفريابي ، عن سفيان بن سعيد الثوري ، قال : بلغنا أنه «
يأتي على الناس زمان تكثر علماؤهم فلا ينتفعون بعلمهم ،
ولا ينفعهم الله بعلمهم ، فخيرهم من كان متمسكا بالقرآن وقرآته »
240 - حدثني محمد بن وضاح قال : حدثني بعض إخواني ، عن عبد الله بن عبد الوهاب قال : ثني أحمد بن نصر قال : نا سليمان بن عيسى ، عن سفيان الثوري قال : بلغني ، والله أعلم ، أنه «
سيأتي على الناس زمان من طلب العلم فيه صار غريبا
في زمانه »
241 - حدثني سليمان ، عن سحنون ، عن ابن وهب ، عن خلاد بن سليمان قال : سمعت دراجا أبا السمح يقول : « يأتي على الناس زمان يسمن الرجل راحلته (1) حتى تعقد شحما (2) ، ثم يسير عليها في الأمصار (3) حتى تعود نقصا ، يلتمس (4) من يفتيه بسنة قد عمل بها فلا يجد من يفتيه إلا بالظن »
__________
(1) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى
(2) الشحم : الدهن والسمن
(3) المصر : البلد أو القرية
(4) التمس الشيء : طلبه
242 - أخبرني محمد بن وضاح سنة إحدى وثمانين ومائتين قال : سمعت سحنونا يقول منذ خمسين سنة في الحديث الذي جاء : « يسمن الرجل راحلته حتى تعقد شحما » ، قال سحنون : « إني
أظن أنا في ذلك الزمان ، فطلبت أهل السنة في ذلك
الزمان ، فكانوا كالكوكب المضيء في ليلة مظلمة » قال ابن وضاح : فإذا طلبت الشيء الخالص ليس تجده ، وإذا كان مختلطا فهو الكامل وسمعت محمد بن وضاح يقول غير مرة : كتاب الله قد بدل ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غيرت ، ودماء قد سفكت ، وكرائم قد سبيت ، وحدود قد عطلت ، وترأس أهل الباطل ، وتكلم في الدين من ليس من أهل الدين ، وخاف البريء ، وأمن النطيف ، وحكم في أمر المسلمين وسود فيهم من هو مسخوط فيهم
243 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا أبو بكر بن أبي شيبة قال : نا يزيد بن هارون ، عن حميد ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «
لا تقوم الساعة حتى لا يقال : الله الله ،
في الأرض »
244 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا نعيم بن حماد قال : نا عبد القدوس ، عن عفير بن معدان قال : نا قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة بن جندب ، قال : «
لا تقوم الساعة حتى تروا أمورا عظاما ، لم تكونوا
ترونها ، ولا تحدثون بها أنفسكم » . نا محمد بن وضاح قال : أنا أقول : لا تقوم الساعة حتى تعبد الأصنام في المحاريب
245 - أبو بدر ، عن عبد الملك بن سعيد قال : قال حذيفة : «
لا تقوم الساعة حتى تنصب فيها الأوثان وتعبد ، يعني
في المحاريب » . حدثنيه ابن وضاح
246 - حدثنا محمد بن وضاح قال : حدثنا أبو مروان عبد الملك بن حبيب البزاز المصيصي قال : نا إبراهيم بن محمد القرادي ، عن العلاء بن المسيب ، عن معاوية العبسي ، عن زاذان قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : «
لا تقوم الساعة حتى تكون هذه الأمة على بضع وسبعين
ملة ، كلها في الهاوية ، وواحدة في الناجية »
247 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا أسد بن موسى ، عن إسماعيل بن عياش ، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، عن عبد الله بن يزيد المغفري ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «
ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثل بمثل
، حذو (1) النعل بالنعل ، حتى لو أن فيهم من أتى أمه علانية كان في أمتي من يصنع ذلك ، وإن بني إسرائيل تفرقوا على ثنتين وسبعين ملة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا ملة واحدة » ، قالوا : وأي ملة تنفلت من النار ؟ قال : « ما أنا عليه وأصحابي »
__________
(1) حذوَ الشيء : في موازاته ومقابلته ومساواته
248 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد ، عن نعيم بن حماد قال : نا محمد بن الحارث ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا تقوم الساعة حتى تنصب (1) الأوثان (2) ، وأول من ينصبها أهل حضر من تهامة »
__________
(1) نصب : أقام ورفع
(2) الأوثان : جمع وَثَن وهو الصنم، وقيل : الوَثَن كلُّ ما لَه جُثَّة مَعْمولة من جَواهِر الأرض أو من الخَشَب والحِجارة، كصُورة الآدَميّ تُعْمَل وتُنْصَب فتُعْبَد وقد يُطْلَق الوَثَن على غير الصُّورة، والصَّنَم : الصُّورة بِلا جُثَّة
249 - ثنا محمد بن وضاح قال : نا أبو بكر بن أبي شيبة قال : نا العلاء بن عصيم ، عن حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
لن تقوم الساعة حتى يلحق قبائل من أمتي بالمشركين ،
وحتى تعبد الأوثان (1) ، وسيكون من أمتي كذابون ثلاثون ، كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم الأنبياء »
__________
(1) الأوثان : جمع وَثَن وهو الصنم، وقيل : الوَثَن كلُّ ما لَه جُثَّة مَعْمولة من جَواهِر الأرض أو من الخَشَب والحِجارة، كصُورة الآدَميّ تُعْمَل وتُنْصَب فتُعْبَد وقد يُطْلَق الوَثَن على غير الصُّورة، والصَّنَم : الصُّورة بِلا جُثَّة
250 - حدثني يحيى ابن مريم ، حدثني مطرف بن عبد الله المدني قال : نا ابن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تقوم الساعة حتى ينبعث دجالون (1) كذابون قريبا من ثلاثين ، كلهم يزعم أنه رسول الله »
__________
(1) الدجالون : الكذابون المموهون المدَّعون
251 - حدثني محمد بن وضاح قال : حدثني يعقوب ، عن كعب قال : نا بقية ، عن حصن بن مالك العوادي قال : سمعت أبا محمد ، يحدث عن حذيفة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «
اقرؤا القرآن بلحون العرب وأصواتها ، وإياكم ولحون أهل الفسق
؛ فإنه سيجيء من بعدي قوم يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح ، لا يجاوز حناجرهم ، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم »
252 - نا محمد بن وضاح قال : نا موسى بن معاوية ، عن عبد الرحمن بن مهدي ، عن حماد بن زيد ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : « إنا
أخذنا القرآن عن قوم ، فأخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر
آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعملوا ما فيهن من العلم ، قال : فتعلمنا العلم والعمل جميعا ، وإنه سيرث هذا القرآن قوم بعدنا يشربونه كشربهم الماء ، لا يجاوز تراقيهم (1) ، قال : بل لا يجاوز ههنا ، ووضع يده تحت حنكه »
__________
(1) التَّراقِي : جمع تَرْقُوَة : وهي عظمة مشرفة بين ثغرة النحر والعاتق وهما ترقوتان
253 - وقال أنس بن مالك : « سيقرأ القرآن رجال لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون (1) من الدين كما يمرق (2) السهم من الرمية (3) »
__________
(1) يمرقون : يجوزون ويخرقون ويخرجون
(2) مرق السهم من الرمية : اخترقها وخرج من الجانب الآخر في سرعة
(3) الرمية : الهدف الذي يرمى
254 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن موسى بن معاوية قال : نا عبد الرحمن بن مهدي ، عن عبد الواحد بن صفوان قال : سمعت الحسن يقول : «
يأتي على الناس زمان يتخذون القرآن مزامير
»
255 - نا محمد بن وضاح قال : نا أبو بكر بن أبي شيبة قال : نا عمر بن يحيى ، عن أبيه ، عن جده ، قال : « كنا جلوسا على باب عبد الله بن مسعود ننتظره أن يخرج إلينا ، فخرج فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا : » إن قوما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم (1) ، يمرقون (2) من الإسلام كما يمرق (3) السهم من الرمية (4) «
__________
(1) التَّراقِي : جمع تَرْقُوَة : وهي عظمة مشرفة بين ثغرة النحر والعاتق وهما ترقوتان
(2) يمرقون : يجوزون ويخرقون ويخرجون
(3) مرق السهم من الرمية : اخترقها وخرج من الجانب الآخر في سرعة
(4) الرمية : الهدف الذي يرمى
256 - نا محمد بن وضاح قال : نا يعقوب بن كعب الأنطاكي قال : نا محمد بن حمير ، عن مسلمة بن علي ، عن عمر بن ذر ، عن أبي قلابة ، عن أبي مسلم الخولاني ، عن أبي عبيدة بن الجراح ، عن عمر بن الخطاب قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحيتي ، وأنا أعرف الحزن في وجهه ، فقال : « إنا لله وإنا إليه راجعون » ، قلت : أجل ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، فما ذاك يا رسول الله ؟ قال : « أتاني جبريل فقال : إن أمتك مفتتنة بعد قليل من الدهر غير كثير » ، قال : « قلت : فتنة كفر أم فتنة ضلالة (1) ؟ قال : كل سيكون » ، قلت : « من أين يأتيهم ذلك وأنا تارك فيهم كتاب الله ؟ قال : بكتاب الله يضلون » ، وزاد : « من قبل قرائهم وأمرائهم » . قال ابن وضاح : حذف جبير قوله : « فتنة كفر أم فتنة ضلالة ؟ » إن فتنة الكفر هي الردة ، يحل فيها السبي والأموال ، وفتنة الضلالة لا يحل فيها السبي ولا الأموال ، وهذا الذي نحن فيه فتنة ضلال ، لا يحل فيها السبي ولا الأموال
__________
(1) الضلالة : الباطل والبعد عن الحق والميل عن الصواب
257 - نا محمد بن وضاح قال : نا محمد بن يحيى قال : نا أسد بن موسى قال : نا ابن لهيعة قال : نا مسرح بن هاعان ، سمعت عقبة بن عامر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «
أكثر منافقي أمتي قراؤها
»
258 - نا أسد قال : نا عبد الله بن المبارك ، عن عبد الله بن شريح المعافري قال : نا شرحبيل بن يزيد ، عن محمد بن هدبة ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
أكثر منافقي أمتي قراؤها
»
259 - نا أسد قال : نا أبو عبيدة عبد المؤمن بن عبد الله ، عن الحسن قال : « ألا إن »
من شرار الناس أقواما قرءوا هذا القرآن لا يعملون بسنته
«
260 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا ابن يحيى قال : نا أسد بن موسى قال : نا بكر بن خنيس ، عن يزيد الشامي ، عن ثور ، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهم ذات يوم وهو متغير اللون ثم قال : « إن
في جهنم لواديا إن جهنم لتتعوذ بالله من شر ذلك الوادي
في كل يوم سبع مرات ، وإن في ذلك الوادي لجبا ، إن جهنم وذلك الوادي ليتعوذان (1) بالله من ذلك الجب ، وإن في ذلك الجب لحية ، وإن جهنم والوادي وذلك الجب ليتعوذون بالله من شر تلك الحية سبع مرات ، أعدها الله للأشقياء من حملة القرآن ، الذين يعصون الله فيه »
__________
(1) تعوذ : لجأ إلى الله وطلب التحصن والاعتصام والحماية والحفظ
261 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا موسى بن معاوية قال نا عبد الرحمن بن مهدي البصري قال : نا سفيان الثوري ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : كيف أنتم إذا ألبستكم فتنة يربو فيها الصغير ، ويهرم (1) فيها الكبير ، وتتخذ سنة يجرى عليها ، فإذا غير منها شيء قيل : غيرت السنة . قيل : متى ذلك يا أبا عبد الرحمن ؟ فقال : «
إذا كثر قراؤكم ، وقل فقهاؤكم ، وكثر أموالكم ،
وقل أمناؤكم (2) ، والتمست الدنيا بعمل الآخرة ، وتفقه لغير الدين »
__________
(1) الهرم : كِبر السّن وضعفه
(2) الأمين : من يتولى رقابة شيء أو المحافظة عليه
262 - عن عبد الله بن ميسرة ، عن عبد الله بن مسعود قال : «
لما ظهرت الفاحشة في بني إسرائيل جعل فقهاؤهم وقراؤهم يؤاكلونهم
ويشاربونهم ، لا يأمرونهم بمعروف ، ولا ينهونهم عن منكر ؛ فضرب الله قلوب بعضهم على بعض ، ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون (1) »
__________
(1) سورة : المائدة آية رقم : 78
263 - قال : وثنا أسد قال : نا وكيع ، عن سفيان ، عن علي ابن بذيمة ، سمعت أبا عبيدة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لما وقع النقص في بني إسرائيل
كان الرجل منهم يرى أخاه على الذنب فينهاه ، ولا يمنعه
ذلك أن يكون أكيله وشريبه وجليسه ؛ فضرب الله قلوب بعض على بعض ، ونزل فيهم القرآن لعن الذين كفروا من بني إسرائيل (1) حتى انتهى إلى قوله : ولكن كثيرا منهم فاسقون (2) » ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا فاستوى جالسا ثم قال : « كلا والذي نفسي بيده ، حتى تأخذوا على يدي الظالم فتأطروه (3) على الحق أطرا (4) »
__________
(1) سورة : المائدة آية رقم : 78
(2) سورة : المائدة آية رقم : 81
(3) أطر الشيء أطرا : عطفه وحناه كناية عن إجباره على ترك طريق الظلم والتوجه إلى الحق
(4) أطرا : قصرا وإلزاما
264 - نا أسد قال : نا عبد الرحمن بن محمد البخاري ، عن العلاء بن المسيب ، عن عبد الله بن عمرو بن مرة ، عن سالم الأفطس ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
إن رجلا من بني إسرائيل كان إذا رأى أخاه على
الذنب نهاه عنه تعذيرا ، فإذا كان من الغد لم يمنعه ما رأى منه أن يكون أكيله ، وخليطه ، وشريبه ، فلما رأى الله ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض ، ولعنهم على لسان نبيهم داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون (1) » ، قال : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « والذي نفسي بيده ، لتأمرن بالمعروف ، ولتنهون عن المنكر ، ولتأخذن على يدي المسيء الظالم ، ولتأطرنه (2) على الحق أطرا (3) ، أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض ، وليلعننكم كما لعنهم »
__________
(1) سورة : المائدة آية رقم : 78
(2) الأطر : الرد وأصله العطف والثني
(3) أطرا : قصرا وإلزاما
265 - ثنا أسد قال : نا ابن لهيعة قال : نا خالد بن أبي عمران قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
وجب عليكم الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ما
لم تخافوا أن يؤتى إليكم فوق ما أمرتم به ، فإذا خفتم ذلك فقد حل لكم الصمت »
266 - نا أسد قال : نا حمزة ، عن ابن المبارك ، عن ابن عون ، عن الحسن قال : « ذكروا عند معاوية شيئا تكلموا فيه ، والأحنف ساكت ، فقال معاوية : يا أبا بحر ، ما لك لا تتكلم ؟ قال : »
أخشى الله إن كذبت ، وأخشاكم إن صدقت
«
267 - نا أسد ، عن قيس بن مسلم قال : سمعت طارقا قال : نا حمزة ، عن ابن شوذب قال : قال الحسن : « إنما
كان الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر في مؤمن يرتجى ،
وجاهل يعلم ، ولم يكن فيمن يشهر سيفه »
268 - نا أسد قال : نا شعبة ، عن قيس بن مسلم قال : سمعت طارق بن شهاب قال : قال عتريس بن عوف لعبد الله : هلكت إن لم آمر بالمعروف ، ولم أنه عن المنكر ، فقال عبد الله : «
هلكت إن لم يعرف قلبك المعروف ، وينكر المنكر
»
269 - نا أسد قال : نا حماد بن سلمة ، عن أبي هارون العبدي ، عن مولى لعمر بن الخطاب ، عن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «
يوشك أن تهلك هذه الأمة إلا ثلاثة نفر : رجل
أنكر بيده ، ولسانه ، وقلبه ، فإن جبن فبلسانه ، فإن جبن فبقلبه »
270 - نا أسد قال : نا محمد بن طلحة ، عن زبيد الأيامي ، عن الشعبي ، عن أبي حنيفة ، عن علي ، قال : «
الجهاد ثلاثة : فجهاد بيد ، وجهاد بلسان ، وجهاد
بقلب ، فأول ما يغلب عليه من الجهاد يدك ، ثم لسانك ، ثم يصير إلى القلب ، فإذا كان القلب لا يعرف معروفا ، ولا ينكر منكرا ؛ نكس فجعل أعلاه أسفله »
271 - نا أسد قال : نا سعيد بن زيد ، عن ليث بن أبي سليم قال : حدثني الأشعث بن قيس ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود قال : «
إذا عمل في الأرض خطيئة ، فمن حضرها فكرهها كمن
غاب عنها ، ومن غاب عنها فرضيها كمن شهدها »
272 - نا أسد قال : نا إسماعيل بن عياش ، عن عمر بن عمرو الرعيني ، عن كعب الأحبار ، أنه كان يقول : « إن
لله ملائكة يقومون بين يديه عند كل شارق ، يرسلهم فيما
يريد من أمره ، منهم ملائكة يقول لهم : اهبطوا إلى الأرض فسموا في وجه كل عبد من عبادي يكبر في صدره ما يرى مما لا يستطيع تغييره ؛ لكيما إذا نزلت عقوبتي نجيته برحمتي »
273 - نا أسد قال : نا أشرس بن الربيع قال : نا عطاء بن ميسرة الخراساني ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «
سيأتي على الناس زمان يذوب قلب المؤمن في جوفه كما
يذوب الثلج في الماء » ، قيل : يا نبي الله ، ومم ذاك ؟ قال : « يرى المنكر يعمل به فلا يستطيع أن يغيره »
274 - نا أسد قال : نا بقية قال : نا إسحاق بن مالك الحضرمي قال : حدثني أبو نزار القشيري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
من أمر بمعروف فليكن أمره ذلك بمعروف
»
275 - نا أسد قال : نا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن الحسن ، عن أم سلمة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « تكون أمور تعرفون وتنكرون ، فمن أنكر فقد برئ (1) ، ومن كره فقد سلم ، ولكن من رضي وتابع ؛ فأولئك هم الهالكون » يقولها ثلاثا
__________
(1) برئ من الشيء : خلص وخلا
276 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا هارون بن عباد قال : نا جرير بن عبد الحميد ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ربيع بن عبلة ، قال عبد الله بن مسعود : « إنها ستكون هنات (1) وهنات ، فبحسب المرء إذا رأى منكرا لا يستطيع له غير أن يعلم الله من قلبه أنه له كاره »
__________
(1) الهنات : الشرور والفساد ، والشدائد والأمور العظام
277 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا أمير بن موسى قال : نا يزيد بن عطاء ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن بعض ولد جرير بن عبد الله أو بعض أهله ، عن جرير بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن
الرجل ليكون في القوم يعمل بالمعاصي ، هم أكثر منه وأعز
، لو شاءوا أخذوا على يديه ، فيداهنون ويسكتون ، فيعاقبون به »
278 - نا أسد بن موسى قال : نا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الله بن جرير ، عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «
ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون
على أن يغيروا عليه فلا يغيروا ، إلا أصابهم الله بعقاب قبل أن يموتوا »
279 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا موسى بن معاوية قال : نا ابن مهدي ، عن إسرائيل بن يونس ، عن إبراهيم بن المهاجر ، عن ابن مسعود ، قال : « إن
الخطيئة لتعمل في الأرض فيعملون بها ، ومعهم الرجل فلا تصيبه
، وتصيب الرجل الخارج من الأرض ؛ بأن هذا ينكرها ولا يهواها ، وتبلغ هذا الآخر فلا ينكرها ويهواها »
280 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن يحيى قال : نا أسد بن موسى ، قال بقية : نا عبد الله بن نعيم ، قال : حدثني أبو هوان ، قال : «
بينما غلمان قد أخذوا ديكا فينتفون ريشه ، وشيخ قائم
ينظر إليهم إلى جانبهم ، لا يأمرهم ولا ينهاهم ؛ فخسف الله بهم الأرض »
281 - نا أسد قال : نا حماد بن سلمة ، عن أبي عمران الجوني : « أن سلمان
مر بفتية يعذبون حمارا ، فنهاهم فلم ينتهوا ، فقال :
» يا سماء اشهدي ، ويا جبال اشهدي « . قال ابن وضاح : ما أحسنه
282 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا أحمد بن عمرو قال : نا جعفر بن هارون قال : أخبرني أبو سليم القاري ، عن مسعر بن وبرة قال : سمعت ابن عباس قال : «
إياك والكلام فيما لا يعنيك ؛ فإنه فضل ، ولا
آمن عليك فيه من الوزر (1) ، وإياك في الكلام فيما يعنيك في غير موضعه ؛ فرب مسلم تقي قد تكلم بما يعنيه في غير موضعه فتعب »
__________
(1) الوِزْر : الحِمْل والثِّقْل، وأكثر ما يُطْلَق في الحديث على الذَّنْب والإثم. يقال : وَزَرَ يَزِرُ ٌ، إذا حَمل ما يُثْقِل ظَهْرَه من الأشياء المُثْقَلة ومن الذنوب.
283 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن سعيد قال : نا أسد بن موسى قال : نا أيوب بن خوط قال : نا الحسن ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ليس بمؤمن من أذل نفسه » ، قيل : يا رسول الله ، وكيف يذل نفسه ؟ قال : « يتعرض للبلاء الذي لا طاقة له به »
284 - نا ابن وضاح قال : نا محمد بن يحيى قال : نا أسد قال : نا قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، قال : قال عبد الله : « إن
الرجل ليتكلم بالكلمة لا تغير عليه ولا تنكرها قلوبهم ، فتنزل
عليهم السخطة »
285 - نا أسد قال : نا الوليد قال : حدثني أبو عمرو الأوزاعي قال : سمعت بلال بن سعد يقول : «
إذا خفيت الخطيئة لم تضر إلا عاملها ، فإذا ظهرت
فلم تغير ضرت العامة »
286 - نا أسد قال : نا بقية ، حدثني عبد الله بن نعيم ، قال : حدثني أبو هوان قال : « بعث الله ملكين إلى أهل قرية : أن دمراها بمن فيها ، قال : فوجدا فيها رجلا قائما يصلي في مسجده ، فعرج (1) أحدهما لله تعالى فقال : ربنا ، وجدنا فيها عبدك فلانا قائما يصلي في مسجده ، فقال : دمراها ودمراه معهم ؛ فإنه ما تمعر (2) وجهه في قط »
__________
(1) عرج : صعد
(2) التمغر : التغيُّر ، وأصله قلة النضارة وعدم إشراق اللون
287 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا حمزة بن سعيد ، قال : حدثني يحيى بن سليم ، عن ابن خثيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كيف يقدس (1) الله أمة لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم ؟ »
__________
(1) يقدس : يطهر
288 - حدثني محمد بن وضاح قال : نا محمد بن يحيى قال : نا أسد بن موسى قال : نا محمد بن طلحة ، عن زبيد الأيامي ، عن عمرو بن مرة ، عن رجل من بني هاشم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «
بئس القوم قوم لا يرمون بالأمر بالمعروف ، والنهي عن
المنكر ، وبئس القوم قوم لا يأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، وبئس القوم قوم يجفون من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وبئس القوم قوم لا يقومون لله بالقسط (1) ، وبئس القوم قوم يسير فيهم المؤمن بالتقية والكتمان »
__________
(1) القسط : العدل
289 - نا أسد قال : نا إسماعيل بن عياش ، عن طلحة بن عمرو ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن أبي هريرة ، قال : قيل : يا رسول الله ، لئن لم نأمر بالمعروف ، وننه عن المنكر ، حتى لا ندع شيئا من المعروف إلا عملناه ، ولا شيئا من المنكر إلا تركناه ، لا نأمر بمعروف وننهى عن منكر ؟ قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به كله ، وتناهوا عن
المنكر وإن لم تنتهوا عنه كله »