كتاب : الإعجاز والإيجاز
المؤلف : أبو منصور عبد الملك عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي


مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد حمد الله على آلائه . والصلاة والسلام على محمد المصطفى وآله وصحبه وسلم . فإن القاضي الجليل السيد أطال الله بقاه وإن كان في الأدب فرد الدهر وبدر الصدر كما أنه في الكرم أول العقد وواسطة العقد فلا بد لي مع مودته التي تتصل مدتها . ولا تنقطع مادتها . وموالاته التي وقفت عليها أخيراً نفسي . وأسكنّها السوادين من عيني وقلبي . وأياديه ومننه التي وسمت عنقي وملكت رقي . من إقامة رسم خدمته بتأليف ما أشرّفه باسمه من كتاب عهدي بأمثاله يستبدع ويستحسن ويعد من أنفس ما تشح عليه الأنفس وإن كنت في ذلك كمن يهدي إلى الشمس نوراً أو يزيد في البحر نهراً ولكن ما على الناصح إلا جهده . وقد ثنيت كتاب اللطيف في الطيب الذي كنت خدمت بتأليفه مجلسه حرسه الله وآنسه بكتاب في الكلمات القليلة الألفاظ الكثيرة المعاني المستوفية أقسام الحسن والإيجاز الخارجة عن حد الإعجاب إلى الإعجاز في النثر المشتمل على سحر البيان والنظم والمحاكي قطع الجمان . وأخرجته في عشرة أبواب . فالباب الأول . في بعض ما نطق به القرآن من الكلام الموجز المعجز . والباب الثاني في جوامع الكلام عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) . والباب الثالث . فيما صدر منها عن الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين . والباب الرابع . فيما نقل منها عن ملوك الجاهلية . والباب الخامس . في روايع ملوك الإسلام وأمرائه والباب السادس . في لطايف كلام الوزراء . والباب السابع . في بدائع كلام الكتاب والبلغاء . والباب الثامن . في طرايف الفلاسفة والزهاد والحكماء والعلماء . والباب التاسع . في ملح الظرفاء ونوادرهم . والباب العاشر . في وسايط قلائد الشعراء والله تعالى أسأل أن يبارك فيه له ويجزل من نعمه وعوارفه حظه وهذا حين سياقة الأبواب والله الموفق للصواب . الباب الأول في بعض ما نطق به القرآن من الكلام الموجز المعجز
من أراد أن يعرف جوامع الكلم ويتنبه على فضل الإعجاز والاختصار ويحيط ببلاغة الإيماء ويفطن لكفاية الإيجاز فليتدبر القرآن وليتأمل علوه على سائر الكلام فمن ذلك قوله عزّ ذكره : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) استقاموا كلمة واحدة تفصح عن الطاعات كلها في الائتمار والانزجار . وذلك لو أن إنساناً أطاع الله سبحانه مائة سنة ثم سرق حبة واحدة لخرج بسرقتها عن حد الاستقامة ، ومن ذلك قوله عز وجل : ( لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) فقد أدرج فيه ذكر إقبال كل محبوب عليهم وزوال كل مكروه عنهم ولا شيء أضر بالإنسان من الحزن والخوف لأن الحزن يتولد من مكروه ماض أو حاضر والخوف يتولد من مكروه مستقبل فإذا اجتمعا على امرئ لم ينتفع بعيشه بل يتبرم بحياته والحزن والخوف أقوى أسباب مرض النفس كما أن السرور والأمن أقوى أسباب صحتها فالحزن والخوف موضوعان بإزاء كل محنة وبلية . والسرور والأمن موضوعان بإزاء كل صحة ونعمة هنية . ومن ذلك قوله عز اسمه : ( ولهم الأمن وهم مهتدون ) فالأمن كلمو واحدة تنبئ عن خلوص سرورهم من الشوائب كلها لأن الأمن إنما هو السلامة من الخوف . والحزن المكروه الأعظم كما تقدم ذكره . فإذا نالوا الأمن بالإطلاق ارتفع الخوف عنهم وارتفع بارتفاعه المكروه وحصل السرور المحبوب . ومن ذلك قوله تعالى ذكره ( أوفو بالعقود ) فهما كلمتان جمعتا ما عقده الله على خلقه لنفسه وتعاقده الناس فيما بينهم ومن ذلك قوله سبحانه : ( فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ) فلم يبق مقترح لأحد إلا وقد تضمنته هاتان الكلمتان مع ما فيهما من القرب وشرف اللفظ وحسن الرونق ومن ذلك قوله عز وجل : ( والفلك تجري في البحر بما ينفع الناس ) فهذه الكلمات الثلاث الأخيرة تجمع من أصناف التجارات وأنواع المرافق في ركوب السفن ما لا يبلغه الإحصاء ومن ذلك قوله جل جلاله : ( فاصدع بما تؤمر ) ثلاث كلمات اشتملت على شرائط الرسالة وشرائعها وأحكامها وحلالها وحرامها ومن ذلك قوله جل ثناؤه في وصف خمر الجنة : ( لا يصدعون عنها ولا ينزفون ) فهاتان الكلمتان قد أتتا على جميع معايب الخمر ولما كان منها ذهاب العقل وحدوث الصداع برأ الله خمر الجنة منها وأثبت طيب النفوس وقوة الطبع وحصول الفرح . ومن ذلك قوله تبارك اسمه : ( لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ) وهو كلام يجمع جميع ما يأكله الناس مما تنبته الأرض . ومن ذلك قوله عز وعلا : ( ولهنّ مثل الذي عليهن ) وهو كلام يتضمن جميع ما يجب على الرجال من حسن معاشرة النساء وصيانتهن وإزاحة عللهن وبلوغ كل مبلغ فيما يؤدي إلى مصالحهن ومناجحهن وجميع ما يجب على النساء من طاعة الأزواج وحسن مشاركتهم وطلب مرضاتهم وحفظ غيبتهم وصيانتهم عن خيانتهم ومن ذلك قوله تبارك وتعالى : ( ولكم في القصاص حياة ) ويحكي عن أزدشير الملك ما ترجمه بعض البلغاء فقال : القتل أنفى للقتل : ففي كلام الله تعالى كل ما في كلام أزدشير الملك وفيه زيادة معان حسنه فمنها إبانة العدل بذكر القصاص والإفصاح عن الغرض المطلوب فيه من الحياة والحث بالرغبة والرهبة على تنفيذ حكم الله تعالى به والجمع بين ذكر القصاص والحياة والبعد عن التكرير الذي يشق على النفس فإن قوله القتل أنفى للقتل تكرير . غيره أبلغ منه . ومن ذلك قوله عز ذكره في إخوة يوسف : ( فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا ) وهذه صفة اعتزالهم لجميع الناس وتقليبهم الآراء ظهراً لبطن وأخذهم في تزوير ما يلقون به أباهم عند عودهم إليه وما يوردون عليه من ذكر الحادث فتضمنت تلك الكلمات القصيرة معاني القصة الطويلة . ومن ذلك قوله جلت عظمته : ( وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء ) فلو أراد أحد الأعيان الإعلام في البلاغة أن يعبر عنه لم يستطع أن يأتي بهذه الألفاظ مؤدية عن المعنى الذي يتضمنها حتى يبس مجموعها ويصل مقطوعها ويظهر مستوردها فيقول إن كان بينكم وبين قوم هدنة وعهد فخفت منهم خيانة أو نقضاً فاعلمهم أنك نقضت ما شرطت لهم وآذنهم بالحرب لتكون أنت وهم في العلم بالنقض على سواء .
فصل فيما يجري مجرى المثل من ألفاظ القرآن ويجمع الإعجاب والإعجاز والإيجاز
ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ( ) إنما بغيكم على أنفسكم ( ) كل نفس بما كسبت رهينة ( ) كل من عليها فان ( ) كل نفس ذائقة الموت ( ) لكل نبأ مستقر ( ) قل كل يعمل على شاكلته ( ) يا أسفي على يوسف ( ) ولا تنس نصيبك من الدنيا ( ) وتحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ( ) فضربنا على آذانهم في الكهف ( ) أغرقوا فأدخلوا نارا ( ) ولا تزر وازرة وزر أخرى ( ) وكل حزب بما لديهم فرحون ( ) ويحسبون كل صيحة عليهم ( ) ويحسبون أنهم يحسنون صنعا ( . الباب الثاني في جوامع الكلم عن النبي ( صلى الله عليه وسلم )
إياكم وخضراء الدمن . لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين . إن المنبتَّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى . إلى رحمة الله تعالى لا ترفع عصاك عن أهلك .
فصل في جوامع تشبيهاته وتمثيلاته عليه السلام
( الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة ) . ( المؤمنون كالبنيان يشد بعضهم بعضاً ) . ( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ) . ( مثل أصحابي كالملح ولا يصلح الطعام إلا به ) . ( أمتي كالمطر لا يدري أوله خير أم آخره أينما وقع نفع ) . ( عمالكم أعمالكم وكما تكونون يولى عليكم ) . ( الدال على الخير كفاعله . ) وعد المؤمن كأخذ باليد ( . ) إن للقلوب صدا كصدا الحديد وجلاؤها الاستغفار ( .
ولما كتبل كتاب المهادنة بينه وبين سهيل بن عمرو قال أن العقد بيننا كشرج العيبة يعني إذا انحل بعضه انحل جميعه .
فصل في استعاراته ( صلى الله عليه وسلم )
( جنة الرجل داره ) . ( نعم الختن القبر ) . ( المؤمن مرآة أخيه دفن البنات من المكرمات ) . ( من كنوز البر كتمان الصدقة والمرض والمصيبة ) . ( داووا مرضاكم بالصدقة ) . ( حصنوا أموالكم بالزكاة ) . ( صدقة السر تطفئ غضب الرب ) . ( قد جدع الحلال أنف الغيرة ) . ( الود والعداوة يتوارثان ) . ( العلماء ورثة الأنبياء ) . ( التوبة تهدم الحوبة ) . ( ملعون من هدم بنيان الله - يعني من قتل نفساً - الحمى رائد الموت وسجن الله في الأرض ) . ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر تمسحوا بالأرض فإنها بكم برة ) . ( من ضحك ضحكة مج من العقل مجة ) . ( اتقوا دعوة المظلوم فإنها لينة الحجاب ) . ( الشتاء ربيع ) . ( المؤمن قصر نهاره فصام وطال ليله فقام ) . ( الاستماع إلى الملهوف صدقة ) . ( الحكمة ضالة المؤمن ) . ( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ) . ( أكثروا ذكر هادم اللذات - يعني الموت - ) الخمر مفتاح كل شر ( .
فصل فيما يروى من مطابقاته عليه السلام
( حفت الجنة بالمكاره والنار بالشهوات ) . ( الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا ) . ( كفى بالسلامة دواء ) . ( إن الله يبغض البخيل ) . ( حياة السخي بعد موته ) . ( جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها ) . ( احذروا من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره ) . ( أنظروا إلى من تحتكم ولا تنظروا إلى من فوقكم ) . وقال عليه السلام : ( إنكم لتقلون عند الفزع وتكثرون عند الطمع ) .
فصل فيما يروى من جوامع كلمه في التجنيس عليه السلام
( الظلم ظلمات يوم القيامة ) . ( إن ذا الوجهين لا يكون وجيهاً عند الله ) . ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) . ( المؤمن من أمنه الناس على أنفسهم وأموالهم ) . ( لا إيمان لمن لا أمانة له ) .
فصل في سائر أمثاله وروايع أقواله وأحاسين حكمه في جوامع كلمه التي يلوح عليها نور نور للنبوة وتجمع فوائد الدين والدنيا
( زر غباً تزدد حباً ) . ( الحرب خدعة ) . ( ما عال من اقتصد ) . ( منى مناخ من سبق ) . ( المؤمنون عند شروطهم ) . ( يد الله مع الجماعة ) . ( لا جبايه إلا بحماية ) . ( الهدية مشتركة ) . ( تهادوا تحابوا ) . ( القلوب تتشاهد ) . ( ترك الشر صدقة ) . ( الحياء شعبة من الإيمان ) . أبدأ بمن تعول ( . ) تخيروا لنطفكم ( . ) اتقوا الملاعن ( . ) خير الأمور أوسطها ( . ) إياك وما يعتذر منه ( . ) مطل الغني ظلم ( . ) من غشنا فليس منا ( . ) الليل أمان ( . ) من بدا جفاء حدث عن البحر ولا حرج ( . ) كل ميسر لما خلق الله له ( . المجالس بالأمانات ) . كرم العهد من الإيمان ( . ) الوحدة خير من جليس السوء ( . ) السعيد من وعظ بغيره ( . ) البركة في البكور ( . ) بلو أرحامكم ولو بسلام ( . ) اليمين حنث أو مندمة ( . ) الندم توبة ( . ) الموت راحة ( . ) لايكون المؤمن لا طعاناً ولا لعاناً ( . ) دع لما يريبك إلا ما لا يريبك ( . ) من كثر سواد قوم فهو منهم ( . ) انصر أخاك ظالماً كان أو مظلوماً ( . ) انتظار الفرج بالصبر عباده ( . ) المرء على دين خليله ( . ) كاد الفقر أن يكون كفراً ( . ) لا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ( . ) المستشير معان والمستشار مؤتمن ( . ) لا خير في بدن لا يألم ومال لا يزكى ( . ) خير المال عين ساهرة لعين نائمة ( . ) أنزلوا الناس منازلهم ( . ) إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه ( . ) اليد العليا خير من اليد السفلى ( . ) من مات غريباً فقد مات شهيداً ( . وذكر أناث الخيل فقال : ) ظهورها حرز وبطونها كنز ( . وذكر الغنم فقال : ) سمنها معاش وصوفها رياش ( . الباب الثالث فيما صدر منها عن الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين
أبو بكر الصديق رضي الله عنه
صنائع المعروف تقي مصارع السوء . الموت أهون ما قبله وأشد ما بعده . ولما بلغه أن الفرس ملكت عليها بنت ابرويز قال : ذل قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة . عمر بن الخطاب رضي الله عنه
من كتم سره كان الخيار في يده . اتقوا من تبغضه قلوبكم . أعقل الناس أعذرهم للناس . لا تؤخر عمل يومك إلى غدك . أشقى الولاة من شقيت به رعيته . أخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم . أبت الدراهم إلا أن تخرج أعناقها . قل ما أدبر شيء فأقبل . من لم يعرف الشر يقع فيه . المروءة الظاهرة في الثياب الطاهرة .
عثمان بن عفان رضي الله عنه
ما يزع الله بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن . يكفيك من الحاسد أن يغتم وقت سرورك . تاجروا الله بالصدقة تربحوا . علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
قيمة كل امرئ ما يحسن . المرء مخبوء تحت لسانه . الناس من خوف الذل في الذل . الناس أعداء ما جهلوا . رأي الشيخ خير من مشهد الغلام . استغن عمن شئت تكن نظيره . واحتج إلى من شئت فأنت أسيره . وأحسن إلى من شئت تكن أميره . لا ترجون إلا ربك . ولا تخافنّ إلا ذنبك . من أيقن بالخلف جاد بالعطية . قصر ثيابك فإنها أنقى وأبقى . بقية السيف أنمى عدداً وأكثر ولداً . خير أموالك ما كفاك . وخير إخوانك من واساك . ومن كلامه رضي الله عنه لو كشف الغطاء ما ازددت إلا يقيناً . الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا . الناس بزمانهم . أشبه منهم بآبائهم . ما هلك امرؤ عرف قدره . المرء مخبوء تحت لسانه . من عذب لسانه كثر إخوانه . بالبر يستعبد الحر . بشر مال البخيل بحادث أو وارث . لا تنظر إلى من قال . لا ظفر مع البغي . الجزع عند البلاء تمام المحنة . لا ثناء مع كبر . لا بر مع شح . لا صحة مع نهم . لا شرف مع سوء أدب . لا اجتناب لمحرم مع حرص . لا محبة مع مراء . لا سؤدد مع انتقام . لا راحة لحسود . لا زيارة مع دعارة . لا صواب مع ترك المشورة . لا مروءة لكذوب . لا وفاء لملول . لا كر أعز من التقى . لا شرف أعلى من الإسلام . لا معقل أحرز من الورع . لا شفيع أنجح من التوبة . لا داء أعيا من الجهل . لا مرض أضنى من قلة العقل . لسانك يقتضيك ما عودته . المرء عدو ما جهل . لا ظهير كالمشاورة . رحم الله امرأ عرف قدره . ولم يتعد طوره . إعادة الاعتذار تذكير الذنب . النصح بين الملا تقريع . إذا تك العقل نقص الكلام . الشفيع جناح الطالب . نفاق المرء ذلة . الجزع أتعب من الصبر . المسؤل حر ما لم يعد . أكبر الأعداء مكيدة أخفاهم مشورة . من طلب ما لم يعنه فاته ما يعنيه . الراحة مع اليأس . الحرمان مع الحرص . من كثر مزاحه . لم يخل من حقد عليه أو استخفاف به . عبد الشهوة أذل من عبد الرق . الحاسد ضاغن على من لا ذنب له . كفى بالظفر شفيعاً لمذنب . رب ساع فيما يضره . لا تتكل على المنى فإنها بضائع النوكى . كثرة الوفاق نفاق . كثرة الخلاف شقاق . رب أمل خائب . رب طمع كاذب . رب رجاء يؤدي إلى حرمان . رب أرباح يؤدي إلى خسران . البغي سائق الحين . في كل جرعة شرقة . ومع كل أكلة غصة . من أكثر فكره في العواقب لم يشجع . إذا حلت المقادير بطل الحذر . الإحسان يقطع اللسان . الشرف بالعقل والأدب لا بالأصل والنسب . أكرم النسب حسن الخلق . أفقر الفقر الحمق . أوحش الوحشة العجب . أغنى الغنى العقل . احذروا نفار النعم . فما كل شارد بمردود . أكثر مصارع العقول تحت بروق الأطماع . الطامع في وثاق الذل . من أبدى صفحته للخلق هلك . إذا أملقتم فتحاً فتاجروا الله تعالى بالصدقة . من لان عوده كشف أغصانه . قلب الأحمق وراء لسانه . ولسان العاقل وراء قلبه . من جرى في عنان أمله عثر بأجله . إذا تواصلت إليكم أطراف النعم . فلا تنفروها بقلة الشكر . إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو شكراً للقدرة عليه . ما أضمر إنسان شيئاً إلا ظهر منه في صفحات وجهه وفلتات لسانه . اللهم اغفر زلات الألحاظ . وسقطات الألفاظ . وشهوات الجنان . وهفوات اللسان . البخيل مستعجل . الفقير يعيش في الدنيا عيش الفقراء . ويحاسب حساب الأغنياء .
هذه الماية كلمة التي جمعها أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ
من كلام علي عليه السلام
ومن كلامه أيضاً رضي الله عنه . أعجب ما في الإنسان قلبه . وله مواد من الحكمة . وأضدادها من خلافها . فإن سنح له الرجا أزاله الطمع . وإن هاج به الطمع أزاله الحرص . وإن ملكه اليأس أهلكه الأسف . وإن عرض له غلبه الغيظ . وإن أسعده الرضى نسي التحفظ . وإن ناله الجوع حره الحر . وإن اتسع له الأمن استلبه العز . وإن تحددت له نعمة أخذته العزة . وإن أفاد مالاً أطغاه الغنى . وإن عضته فاقة شغله البلاء . وإن جهده الجوع أقعده الضعف . وإن أفرط في الشبع كظته البطنة . فكل تقصير به مضر . وكل إفراط به مفسد . ومن كلامه في خطبة رضي الله عنه : أوصيكم أيها الناس بتقوى الله وكثرة حمده على آلائه إليكم . ونعمه عليكم . وبلائه لديكم . فقد خصكم بنعمه . وتدارككم برحمته . أعورتم له فستركم . وتعرضتم لأخذكم فأمهلكم . وأوصيكم بذكر الموت . وإقلال الغفلة عنه . وكيف تغفلون عمن ليس يغفل عنكم . وطمعتم فيمن ليس يمهلكم . فكفى بموتاً واعظاً . عاينتموهم حملوا على قبورهم غير راكبين وأنزلوا فيها غير نازلين . كأنهم لم يكونوا عماراً وكأن الآخرة لم تزل لهم داراً . أوحشوا ما كانوا يوطنون وأوطنوا ما كانوا يوحشون . واشتغلوا بما فارقوا . وأضاعوا ما إليه انتقلوا . لا عن قبيح يستطيعون انتقالا . ولا في حسن يستطيعون ازدياداً . آنسوا بالدنيا فغرتهم . ووثقوا بها فصرعتهم . فسابقوا رحمكم الله تعالى إلى منازلكم التي أمرتم أن تعمروها ودعيتم إليها . فاستتموا نعم الله عليكم بالصبر على طاعته . والمجانبة لمعصيته . فإن غدا من اليوم قريب . ما أسرع الساعات في اليوم . وأسرع الأيام في الشهر . وأسرع الشهور في السنين . وأسرع السنين في العمر .
ومن خطبه رضي الله عنه : فمن الأيام ما يكون ثابتاً مستقراً في القلوب . ومنه ما يكون عواري بين القلوب والصدور إلى أجل معلوم . فإذا كانت للمرء براءة من أحد فقفوه حتى يحضره الموت . فعند ذلك يقع حد البراءة . والهجرة قائمة على حدها لرسول ما . ما كان لله في أهل الإسلام مستسر لأمة ومعلنها . لا يقع اسم الهجرة على أحد إلا بمعرفة الحجة في الأرض . فمن عرفها وأقر بها فهو مهاجر . ولا يقع اسم الاستضعاف على من بلغته الحجة فسمعتها أذنه ووعاها قلبه . إن أمرنا صعب لا يجهله إلا عبد امتحن الله قلبه بالإيمان . ولا يعي حديثنا إلا صدور مبينة واحلام رزينة . أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني . فلا أنا بطريق السماء أعلم مني بطريق الأرض . قبل أن تشعر برجلها فتنة تطأ في خطامها وتذهب بأحلام قومها . ومن كلامه كرم الله وجهه : أما بعد فصلوا بالناس الظهر حين تفيء الشمس مثل مريض البعير . وصلوا بهم العصر والشمس ضاحية في عضو من النهار حين يشارفها فيء فرسخين . وصلوا بهم المغرب حين يفطر الصائم ويدفع الحاج . وصلوا بهم العشاء الآخرة حين يتوارى الشفق . وصلوا بهم الغداة والرجل يعرف وجه صاحبه . وصلوا بهم صلاة أضعفهم ولا تكونوا فتانين .
ومن بعض كلامه للحسين رضي الله تعالى عنهما : يا بني أوصيك بتقوى الله عز وجلّ في الغيب والشهادة . وكلمة الحق في الرضى . والقصد في الغنى والفقر . والعدل في الصديق والعدو . والعمل في النشاط والكسل . والرضى عن الله تعالى في الشدة والرخاء . يا بني ما شر بعده الجنة بشر . ولا خير بعده النار بخير . وكل نعيم دون الجنة محقور . وكل بلاء دون النار عافية . اعلم يا بني أن من أبصر عيب نفسه شغل عن غيره . ومن رضي بقسم الله تعالى لم يحزن على ما فاته . ومن سل سيف البغي قتل به . ومن حفر بئراً لأخيه وقع فيها . ومن هتك حجاب غيره انكشفت عورات بيته . ومن نسي خطيته استعظم خطية غيره . ومن كابد الأمور عطب . ومن اقتحم البحر غرق . ومن أعجب برأيه ضل . ومن استغنى بعقله زل . ومن تكبر على الناس ذل . ومن سفه عليهم شتم . ومن دخل مداخل السوء اتهم . ومن خالط الأنذال حقر . ومن جالس العلماء وقر . ومن مزح استخف به . ومن اعتزل سلم . ومن ترك الشهوات كان حراً . ومن ترك الحسد كان له المحبة من الناس . يا بني عز المؤمن غناه عن الناس . والقناعة مال لا ينفد . ومن أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير . ومن علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما ينفعه . العجب ممن خاف العقاب فلم يكف . ورجا الثواب فلم يعمل . الذكر نور . والغفلة ظلمة . والجهالة ضلالة . والسعيد من وعظ بغيره . والأدب خير ميراث وحسن الخلق خير قرين . يا بني ليس مع قطيعة الرحم نماء . ولا مع الفجور غنى . يا بني العافية عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت إلا بذكر الله تعالى وواحد في ترك مجالسة السفهاء . ومن تزين بمعاصي الله عز وجلّ في المجالس ورّثه ذلا . ومن طلب العلم علم . يا بني رأس العلم الرفق . وآفته الخرق . ومن كنوز الإيمان الصبر على المصائب . العفاف زينة الفقر . والشكر زينة الغنى . ومن أكثر من شيء عرف به . ومن كثر كلامه كثر خطأه قل حياؤه . ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه . ومن مات قلبه دخل النار . يا بني لا تؤيسنَّ مذنباً فكم من عاكف على ذنبه ختم له بالخير . ومن مقبل على عمله مفسد له في آخر عمره صار إلى النار . من تحرى القصد خفت عليه الأمور يا بني كثرة الزيارة تورث الملالة . يا بني الطمأنينة قبل الخبرة ضد الحزم . إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله . يا بني كم من نظرة جلبت حسرة وكم من كلمة جلبت نعمة . لا شرف أعلى من الإسلام . ولا كرم أعلى من التقوى . ولا معقل أحرز من الورع . ولا شفيع أنجح من التوبة . ولا لباس أجمل من العافية . ولا مال أذهب للفاقة من الرضى بالقوت . ومن اقتصر على بلغة الكفاف تعجل الراحة وتبوأ حفظ الدعة . الحرص مفتاح التعب . ومطية النصب . وداع إلى التقحم في الذنوب . والشر جامع لمساوئ العيوب . وكفى أدباً لنفسك ما كرهته من غيرك . لأخيك عليك مثل الذي عليك لك . ومن تورط في الأمور من غير نظر في الصواب فقد تعرض لمفاجأة النوائب . التدبير قبل العمل يؤمنك الندم . من استقبل وجوه العمل والآراء عرف مواقع الخطا . الصبر جنة من الفاقة . في خلاف النفس رشدها . الساعات تنقص الأعمار . ربك للباغين من أحكم الحاكمين . وعالم بضمير المضمرين . بئس الزاد للمعاد العدوان على العباد . في كل جرعة شرق وفي كل أكلة غصص . لا تنال نعمة إلا بفراق أخرى . ما أقرب الراحة من التعب . والبؤس من النعيم . والموت من الحياة . فطوبى لمن أخلص لله تعالى علمه وعمله وحبه وبغضه وأخذه وتركه وكلامه وصمته . وبخ بخ لعالم علم فكف . وعمل فجد . وخاف الثبات . فأعد واستعد . إن سئل أفصح . وإن ترك سكت . كلامه صواب . وصمته من غير عي عن الجواب . والويل كل الويل لمن بلي بحرمان وخذلان وعصيان . واستحسن لنفسه ما يكرهه لغيره . من لانت كلمته وجبت محبته . من لم يكن له حياء ولا سخاء فالموت أولى به من الحياة . لا تتم مروءة الرجل حتى لا يبالي أي ثوبيه لبس . ولا أي طعاميه أكل .
طائفة
منهم ومن التابعين رضي الله عنهم
ابن عباس
الهوى إله معبود . الرخصة من الله صدقة . فلا تردوا صدقته . لكل داخل دهشة . فأبدؤوه بالتحية .
الحسن بن علي رضي الله عنهما
خير المال ما وقي به العرض - ابن مسعود - العلم أكثر من أن يحصى فخذوا من كل شيء أحسنه - أبو ذر - كان الناس ثمراً لا شوك فيه فصاروا شوكاً لا ثمر فيه - معاذ بن جبل - الدين هدم الدين . - محمد بن الحنفية - . من كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا - الحسن البصري - ألا تستحيون من طول ما لا تستحيون منه . إن أمرأ ليس بينه وبين آدم أب حي لغريق في الموت . أنتم تستبطئون المطر . وأنا أستبطئ الحجر - الشعبي - نعم المحدث الدفتر . كانت درة عمر أهيب من سيف الحجاج . الباب الرابع فيما جاء منها عن ملوك الجاهلية
أفريدون
الأيام صحائف أعمالكم . فخلدوها أحسن أعمالكم . وكتب إلى ابنيه سلم وتور . من بر والديه بره ولده . وكان يقول المحسن معان . والمسيء مستوحش . والحريص محروم - منوجهر - الدنيا أشبه شيء بظل الغمام . وحلم النيام . وكان يقول . الملك للرعية . كالروح للجسد . والرأس للبدن والجند له بمنزلة . الأجنحة للطير . والحوافر للخيل . ومن كلامه . عفو الملك أبقى لملكه - بشنك التركي ولد تور بن أفريدون . - لما مات منوجهر ندب بشنك ابناه للتغلب على إيران شهر . وكان أفر آسياب أكبرهم فقال . بلوغ الآمال . في ركوب الأهوال . والفرص تمر مر السحاب . والعقود من أخلاق الخوالف . والقناعة من طباع البهائم - أفر آسياب - مثل الترك كالدر والمسك . لا يشرفان ما لم يفارقا معدنهما وموطنهما . وكان يقول . من جاد ساد . ومن ساد قاد . ومن قاد بلغ المراد . وقال لأخيه كرسيوز . يا أخي إن الشجاع محبب إلى عدوه . والجبان مبغض حتى إلى أمه - زو بن طهماسف - العمارة كالحياة . والخراب كالموت . وبناء كل ملك على قدر همته . وكان يقول . أعقل الملوك . أبصرهم بعواقب الأمور . كيكاويس
لما تخلص من أسر ذي الأذعار ملك اليمن ورجع إلى مركز عزه ومستقر ملكه قال : أحسن الأشياء وأطيبها العافية . ولولا مرارة البلاء . لما وجدت حلاوة الرخاء . وقال لرستم الأعمال أثمار النيات . وقال لما ذهب ابنه سياوش مغاضباً إلى بلاد الترك : اللجاج أقل الأشياء منفعة في العاجل . وأكثرها مضرة في الآجل . - زال بن سام - النفقة على كل شيء من الأموال . إلا الحرب فإن النفقة عليها من النفوس . وكان يقول . الرأي السديد أجدى من الأيد الشديد .
رستم بن زال
حسن الصبر . طليعة للنصر . وكان يقول الوفاء شريك الكرم . والغدر شريك اللوم . وقال لاسفنديار . إذا أردت أن تطاع . فسل ما يستطاع . وقال له إن المولى إذا كلف عبده مالاً يطيقه فقد أقام عذره ومخالفته .
كيخسرو بن سياوخ
ش
السعادة في مساعدة القضاء . وكان يقول . لا ظفر مع بغي ولا مال مع سرف . ومن كلامه . أعظم الخطأ محاربة من يطلب الصلح .
بشتاسب
لما حث الناس على الإيمان بزرادشت قال لهم . إن الميت ومن لا دين له سواء . ولا أمانة لمن لا ديانة له . وكان يقول . أحق الناس بالإحسان من أحسن الله إليه وبسط بالقدرة يديه .
اسفنديار
الشكر أفضل من النعم لأنه يبقى وتلك تفنى . وكان يقول لا يعيب الناس إلا معيب . ومن كلامه . لا تعمل في السر ما تستحي أن يذكر في العلانية . ومن كلامه . الرفق مفتاح النجاح .
بهمن بن أسفنديار
بالأفضال تعلو الأقدار . وكان يقول تجريب المجرب تضييع .
دارا الأكبر
خير الكلام حمد من رزق وخلق وأنطق ووفق . وكان يقول . مثل العدو الضاحك إليك مثل الحنظلة الخضرة أوراقها القاتل مذاقها .
دارا الأصغر
لا تطمع في كل ما تسمع . من عتب على الدهر طال عتبه . وكان يقول . إذا أتى وقت النائبة أتى الشر من حيث كان الخير يأتي .
اسكندر
لما توجه تلقاء دارا قال له جواسيسه إن دارا في ثمانين ألفاً فقال القصاب لا تهوله كثرة الغنم . وقيل له لو استكثرت من النساء كثر ولدك ودامت بهم ذكراك فقال . دوام الذكر بحسن السير والستر ولا يحسن بمن غلب الرجال أن تغلبه النساء . ونظر إلى شيخ خضيب فقال له إن كنت صبغت الشيب فكيف تصبغ آثار الكبر . ونظر إلة امرأة مصلوبة على شجرة فقال . ليت كل الشجر أثمر مثل هذه . ونظر إلى رجل حسن الوجه قبيح الفعل فقال . أما البيت فحسن . واما الساكن فرديء . وكان يقول . لا تستخفن الرأي الجليل يأتيك به الرجل الحقير . فإن الدرة الفائقة لا تهان لهوان غائصها . ومن كلامه يا أسراء الموت حلوا أسركم بالحكمة . ومن كلامه في تدبير الحرب . احتل الشمس والريح فإن لم يكونا لك فعليك . احدذر انتقاض التبعية وكيد المستأمنة . حبب إلى عدوك الفرار بأن لا تتبعهم إذا انهزموا . لا تغفل الخندق إن كنت مقيماً ولا الحسك إذا كنت ظاعناً .
فور الهندي
المسيء لا يظن بالناس إلا سوء لأنه يراهم بعين طبعه . وكان يقول . خير من الذهب معطيه . وشر من الشر من يأتيه . ومن كلامه . من لم تنفعك صداقته ما ضرتك عداوته . - كيدر الهندي - قال للاسكندر أحق من أحببته من نفعه لك وضره لغيرك . - بلهز ملك الهند - من وادك لأمر أبغضك عند انقضائه . وكان يقول . عجبت لمن يتكلم بما إن حكى عنه ضره وإن لم يحك عنه لن ينفعه .
بطليموس ملك الروم
من رد ما يعلم فهو أعذر ممن قبل ما يجهل . وكان يقول . لا ينبغي للحكيم أن يخاطب الجاهل كما لا ينبغي للصاحي أن يخاطب السكران . ومن كلامه . موقع الحكمة من مسامع الجهال كموقع الذهب والفضة من ظهر الجماد .
بطليموس الثاني
أشد من الموت ما يتمنى له الموت . وكان يقول . خذوا الدر من البحر والذهب من الحجر والمسك من الفأرة والحكمة ممن قالها .
بطليموس الأخير
كل عمل يأذن فيه العقل صواب . وكان يقول . لا تشرب السم اتكالاً على ما عندك من الدرياق وأحسن ما يحكى عنه قوله ينبغي للعاقل إذا أصبح أن ينظر في المرآة فإن رأى وجهه حسناً لم يشبه بقبيح من فعله . وإن رآه قبيحاً لم يجمع بين قبيحين .
قسطنطين الرومي
سرعة العقوبة لوم من ألطفه . وكان يقول . أوهن الأعداء أكثرهم إظهاراً لعداوته . ومن كلامه . ما حفظ غيبك من ذكر عيبك . دفليطاس الرومي
من دلائل العجز كثرة الإحالة على المقادير . وكان يقول . استصلاح العدو أحزم من استهلاكه لأن استهلاكه ربما هيج أعظم من العداوة التي تستريح منها .
أرجاسف التركي
من كان نفعه في مضرتك لم يخل في حال عن عداوتك . ومن كلامه . العادل من يصدق بالقضاء ويأخذ بالحزم .
خاقان بن الخزر
إذا شاورت العاقل صار عقله كله لك . وكان يقول . من طباع الملوك إنكارهم القبيح من غيرهم واحتمالهم إياه من أنفسهم . - تفقوره ملك الصين - الاحتمال حتى تتمكن القدرة . وكان يقول . إضمار الغضب على من فوقك مضر .
أفقورشاه الأشكاني أول ملوك الطوايف
أقل الناس عذراً في ارتكاب القبيح . من عرف قبحه . وقال . حقن ألف دم محلل أيسر تبعة من دم محرم . ومن كلامه . لا تأمن من كذب لك أن يكذب عليك . ولا من اغتاب عندك أن يغتابك عند غيرك .
سابور بن أفقور شاه
من لم يرب معروفه فكأن لم يصنعه . وكان يأذن عليه في كل شهر مرة ويقول . أجرأ الناس على الأسد أكثرهم له رؤية . وكان يقول . من لم ينصحك في الصداقة لا تعذره . ومن غشك في العداوة فاعذره . ومن كلامه . وعد الملك ضمان .
جوذر بن سابور
الدنيا فانية والمال عارية . وكان يقول : لا تثق بمودة الملوك فإنهم يوحشونك من أنفسهم آنس ما كنت منهم . وكان يقول . السعايات أقتل من الأسياف ومن السم الزعاف .
نرسي بن إيران
الدنيا غدارة غرارة . إن بقيت لها لم تبق لك . وكان يقول : أنعم على من شكرك واشكر لمن أنعم عليك . - خسرو بن فزويز - ظلم اليتامى والأيامى مفتاح الفقر . والحلم حجاب الآفات . وقلوب الرعية خزائن ملكها ما ودعه إياها وجده فيها .
أردوان الأكبر
إذا وقعت المجادلة . فالسكوت أفضل من الكلام . وإذا وقعت المحاربة . فالتدبير أفضل من التقدير . وكان يقول . كثر القبيح حتى قل الحياء منه .
أردوان الأصغر
كفر النعمة . من لؤم الطبيعة ورداءة الديانة . وكان يقول . السلامة مع الاستقامة . ومن رد النصيحة رأى الفضيحة .
أزدشير بن بابك أول الأكاسرة
كان الصاحب بن عباد يقول . يجب على الملك أن يكتب قول
أزدشير في سويدا قلبه
. وسواد عينه : لا سلطان إلا برجال . ولا رجال إلا بمال . ولا مال . إلا بعمارة . ولا عمارة إلا بعدل وحسن سياسة . وكان يقول سلطان عادل خير من مطر وابل . وأسد حطوم خير من ملك غشوم . وملك غشوم خير من فتنة تدوم . ومن كلامه . عدل السلطان خير من خصب الزمان . شر السلطان من خافه البريء . ولا تركنوا إلى هذه الدنيا . فإنها لا تبقي على أحد . ولا تتركوها فإن الآخرة لا تنال إلا بها .
سابور بن أزدشير
انحطاط ألف من العلية . أحمد عاقبة من ارتفاع واحد من السفلة . وكان يقول . وقت اللهو إذا لم يبق من شغل . ومن كلامه . كلام العاقل كله أمثال . وكلام الجاهل كله آمال .
هرمز بن سابور
من قال في الناس بما يعلم قالوا فيه بما لا يعلم . وكان يقول . من الكلام ما هو أمرع من الغيث . ومنه ما هو أخشن من السيف . ومن كلامه . سلطان الملوك على جسوم الرعايا لا على قلوبها .
بهرام بن هرمز
المروءة اسم جامع للمحاسن كلها . وكان يقول . كلما كان الملك أجل خطراً وجب إليه أن يكون أدق نظراً .
نرسي بن بهرام
رفع إليه أهل اصطخر يشكون احتباس القطر فوقع إذا انجلت السماء بقطرها . جادت يد الملك بدرها .
هرمز بن نرسي
أبلغ الأشياء في تشييد المملكة تدبيرها بالعدل وحفظها بالقوة . وكان يقول . ينبغي على الملك أن يعتني بملك رعيته كعنايته بملكه .
سابور ذو الأكتاف
الصنيعة إذا لم ترب أخلقت كالثوب البالي والبنيان المتداعي . ولما وقع في أسر قيصر قال : من صبر على النوائب كان كمن لم تنزل به . ومن جزع فيها أعطبته . ولما تخلص قال : بالمكارمة تظهر حيل العقول . وقال لقيصر المكافأة واجبة في الطبيعة . هرمز بن سابور
لو دام الملك لم يصل إلينا . وكان يقول . نحن كالنار من قاربها عظم عليه ضررها . ومن باعدها لم ينتفع بها .
أزدشير بن هرمز
السر كامن في طي طبيعة كل أحد . فإن غلبه صاحبه بطن وإن غلبه ظهر . وكان يقول : العاقل من ملك عنان شهوته .
سابور بن سابور
الحصيف من لا يشتد سروره بما نال من الدنيا ولا حزنه ما فاته منها . وكان يقول في أيام عمه أزداشير إن ملكاً أشد الناس غماً من يرى غيره في الموضع الذي هو أحق به منه .
يزدجرد الأثيم
الملك الحازم من يؤمن العقوبة في سلطان الغضب ويجعل مكافأة المحسن . وكان يقول اليد الفارغة تسارع إلى الشر والقلب الفارغ يسارع إلى الإثم .
بهرام كورهوم
الدنيا داء دواؤه الراح . وكان يقول الراح والسماع أخوان لا ينبغي أن يفرق بينهما . ومن كلامه إن لم تصد قلوب الأحرار بالبشر والبر فبأي شيء تصيدها ؟
يزدجرد بن بهرام
البخل يهدم مباني الكرم . وكان يقول . عليك السعي وليس عليك النجح وعليك الجد وإن لم يساعد الجد .
فيروز بن يزدجرد
من عمل ما يحب لقي ما يكره وكان آخر ما تكلم به لما أشرف على الهلاك في حرب خشنوان ملك الهياطلة . من سل سيف البغي قتل به ومن أوقد نار الفتنة كان وقوداً لها .
خشنوان ملك الهياطلة
قال لفيروز بن يزدجرد ما أقبح الخضوع عند الحاجة . والتيه عند الاستغناء . وقال له لا تكن كالإبرة تكسو الناس وهي عريانة وكالذبالة تضيء للناس وهي تحترق وكالبخور ينفع غيره بمضرة نفسه .
بالاش بن فيروز
الأمن يجمع الأماني كلها . وكان يقول . صحة الجسم أوفر القسم ومن كلامه الملك جلو والطبع من التكاليف . قباذ بن فيروز
الدين هو العقدة والعهدة والعدة . وكان يقول السفر سفينة الأذى والمرض حريق الجسد والحرب منبت المنايا فهذه ثلاث متقاربة .
أنوشروان العادل
إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون . وكان يقول إن لم يساعدنا القضا ساعدناه . ومن كلامه . الإنعام لقاح والشر نتاج . ومنه قوله من سعى رعى ومن نام لزم الأحلام . وقوله ما أكلته راح وما أطعمته فاح . وقوله كل الناس أحقاء بالسجود لله تعالى وأحقهم بذلك من رفعه الله عن السجود لأحد من خلقه . وقوله مثل الذي يعمر خزائنه بأموال رعيته كمثل من يطين سطح بيته بالتراب الذي يقتلعه من أساسه . ولما أنفذ وهريز الديلمي في ألفي رجل لمعاونة سيف بن ذي يزن على الحبشة قال له سيف : أين يقع هؤلاء من خمسين ألفاً . فقال له يا عربي كثير الحطب يكفيه قليل النار . ورفع إليه أن وكيل نفقاته تزيد مؤونته على المقدر له فقال متى رأيتم نهراً يسقي بستاناً قبل أن يشرب . ولما حضره الموت أمر أن يكتب على ناووسه ما قدمناه من خير فعند من يحسن الثواب وما كسبناه من شر فعند من لا يعجز عن العقاب .
هرمز بن أنوشروان
إن أبي قد سبق من قبله وأتعب من بعده . وقال لبهرام جور إياك أن تجمح بك مطية اللجاج فتؤديك إلى التلف قال له أيضاً : كافر النعمة بين سخط الخالق وذم المخلوق .
أبرويز بن هرمز
أطع من فوقك يطعك من دونك . وكان يقول إذا أردت أن تفتضح فمر من لا يمتثل أمرك . ومن كلامه ليس لثلاث حيلة فقر يمازجه كسل وعداوة معها حسد وعلة يقاربها هرم . وكان يقول الهرب في وقته ظفر . ولما خلعه شبرويه ابنه بمطابقة المرازبة قال له عما قليل تجني ثمرة ما جنيت والسلام عليك تسليم سنة لا تسليم رضا . شبرويه بن أبرويز
لما خلعت افرس أبرويز وملكت سبرويه قالوا له إنا خلعنا أباك وملكناك لنستبدل إساآته بإحسانك فإن فعلت وفيناك حق الطاعة وإلا صارت عليك يد الجماعة . فقال لهم . احفظوا لي ثمرة الملك أحفظ لكم سنة العدل وأفي بالقول والفعل . ففكروا فيما قال فإذا هو قد جمع لهم في كلمتين جميع ما يحتاجون إليه .
يزدجرد بن شهريار آخر ملوك الفرس
كان يقول القضاء غالب والأجل طالب والمقدر كائن والهم فضل وعلى كل ملك رقيب من الآفات فإذا أدبر الدهر عن قوم كفى عدوهم . جذيمة الأبرش أول ملوك العرب
للملوك بدوات من ملك استأثر ومن سابق الدهر عثر . القبيح كاسمه .
المنذر بن ماء السماء
العز تحت ظل السيف . وكان يقول حصون العرب الخيل والسلاح . ومن كلامه الحرب سجال وعثراتها لاتقال .
النعمان بن المنذر
الملك حلو الطعم مر التكاليف وكان يقول من خان جان ولما وقع في حبس أبرويز وأشرف على التلف قال : من له يدان بغوائل الزمان ومن كلامه الملك عقيم - أي لا أرحام بين الملوك وبين أحد - .
حجر بن عمرو الكندي
قال لابنه امرؤ القيس يا بني أحسن الشعر أكذبه . ولا يحسن الكذب بالملوك . ولما أحاط به بنو أسد ليقتلوه جعل يقول يا بؤس السباع من أيدي الضباع .
عمرو بن هند
السلاح ثم الكفاح والمحاجزة . وكان يقول الملوك يشتمون بالأفعال لا بالأقوال ويتسفهون بالأيدي لا بالألسن .
الحارث بن أبي شمر الغساني ملك عرب الشام
إذا التقى السيفان بطل الخيار . وكان يقول من اغتر بكلام عدوه فهو أعدى عدو لنفسه . ومن كلامه . الفرصة سريعة الفوت بطيئة العود .
حسان بن تبع الحميري أحد ملوك اليمن
لا تثقنّ بالملك فإنه ملول ولا بالمرءة فإنها خؤون . ولا بالدابة فإنها شرود . ومن كلامه . المعروف حصن النعمة من صروف الزمن . وضروب المحن . - النجاشي أحد ملوك الحبشة - الملك يبقى على الكفر ولا يبقى على الظلم . ومن كلامه . لا جود مع تبذير . ولا بخل مع اقتصاد . وكان يقول الملك من غلب جده هزله وقهر رأيه هواه وعبر عن ضمير فعله .
الباب الخامس في رايع كلام ملوك الإسلام وأمرائه
معاوية بن أبي سفيان
أول ملوك الإسلام لأن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال الخلافة بعدي ثلاثون ثم تعود ملكاً . كان معاوية يقول نحن الزمان من رفعناه ارتفع ومن وضعناه اتضع . وكان يقول ما غضبي على من أملك وما غضبي على من لا أملك أي لا ينبغي لي أن أغضب على من هو في ملكي فإن يدي تصل إليه وفي قدرتي التشفي منه . فما معنى إتعاب نفسي بالغضب على من هذه حاله ولا ينبغي لي أن أغضب على من هو فوقي أو مثلي ولست أقدر إلا على الاحتلام منه فإن ذلك يضرني ويضنيني . ولا يضر من لا تصل إليه يدي . وكان يقول في النساء : يغلبن الكرام . ويغلبهن اللئام . ويقول التسلط على المماليك من لوم القدرة . وقال للحسن بن علي رضي الله عنهما : ليت طول حلمنا عنك . لا يدعو جهل غيرنا إليك . وقال مرة لجلسائه وددت لو أن الدنيا في يدي بيضة فاحسوها كما هي .
عمرو بن العاص
من كثر أصدقاؤه . كثر غرماؤه أي وجب عليه قضاء حقوقهم . والحقوق ديون . وكان يقول الكلام كالدواء . إن أقللت منه نفع . وإن أكثرت منه قتل . ومن كلامه عزة الغضب . تؤدي إلى ذل الاعتذار . وكان يقول العاقل يعرف خير الشرين .
المغيرة بن شعبة
تارك الإخوان متروك . وكان يقول العيش في إلقاء الحشمة : وكان يقول الزيادة في كل شيء سرف إلا في المعروف .
زياد بن أبيه
من سعادة المرء أن يطول عمره . ويرى في عدوه ما يسره . وكان يقول القدرة تذهب الحفيظة ومن كلامه يجب على المرء أن يتحفظ من حسد أصدقائه . ومكر أعدائه . الأحنف بن قيس
من لم يصبر على كلمة يسمع كلمات . وكان يقول الكامل من عدت هفواته . وكان يقول . أبعد ما يكون الساعي من الله إذا صدق . ولما قال معاوية أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة وأنقص الناس عقلاً من ظلم من دونه . قال الأحنف : وأحق الناس بالإحسان من جار حكمه . فقال معاوية . هذه والله أحسن من الأولتين .
عبد الله بن الزبير
اذكر غائباً تره . وكان يقول . الوحدة خير من جليس السوء . ومن كلامه . أكلتم تمري وعصيتم أمري .
مصعب بن الزبير
المناكح الكريمة من مدارج الشرف . وكان يقول . إني لأعشق الشرف كما أعشق الجمال في النساء ولما اشتد الحرب بينه وبين عبد الملك بن مروان أرسل إليه عبد الملك اخاه محمد بن مروان بالأمان فقال مصعب مثلي لا ينصرف عن مثل هذا المكان إلا غالباً أو مغلوباً .
عبد الملك بن مروان
أفضل الناس من عفا عن قدرة وتواضع عن رفعة . وأنصف عن قوة ومات له ولد فقال الحمد لله الذي يقتل أولادنا ونحبه . وكتب إلى الحجاج في أمر أهل السواد أترك لهم لحوماً يعقدون بها شحوماً . الحجاج بن يوسف
العفو عن المقر لا عن المصر . وكان يقول . سلطان تخافه الرعية خير لهم من سلطان يخافهم . ومن كلامه . جور السلطان خير من ضعفه . لأن ذلك يختص وهذا يعم . وكان يقول . رب حق أخرج من باطل . وكان يقول . مثل الكوفة كامرأة حسناء فقيرة تخطب لجمالها ومثل البصرة كعجوز شوهأ غنية تخطب لمالها .
قتيبة بن مسلم
كتب إليه الحجاج يأمره بغزو خوارزم فكتب إليه أنها شديدة الطلب قليلة السلب . ولما أشرف على سمرقند قال كأنها السماء في الخضرة أو كأن سورها النجوم الزاهرة . وكأن أنهارها المجرة ولما قدم من خراسان قال من كان في يده شيء من مال بن حازم فلينبذه فإن كان في فيه فليلفظه وإن كان في صدره فلينفثه فعجب الناس من حسن تفصيله وتقسيمه .
المهلب بن أبي صفره
عجبت لمن يشتري العبيد بما له ولا يشتري الأحرار بفعاله . وقال لبنيه أحسن ثيابكم ما كان على غيركم . وخير دوابكم ما كان تحت سواكم . ومن كلامه . الإقدام على الهلكة تغرير . والإحجام عن الفرصة جبن شديد . يزيد بن المهلب
قال لإخوته استكثروا من المحامد فإن المذام قل من ينجو منها . وكان يقول . وددت لو أن كاساً بألف دينار وأن كل منكح في جهة أسد فلا يشرب إلا جواد . ولا ينكح إلا شجاع .
الوليد بن عبد الملك
لما مات أبوه وقام مقامه قال رزئت أعظم رزية وأعطيت أجل عطية موت أمير المؤمنين وخلافة رب العالمين .
سليمان بن عبد الملك
تكلم عنده قوم من الوفود فأساؤا ثم تكلم رجل منهم فأحسن فقال سليمان . كان كلامه بعد كلامهم مطره لبدت عجاجه . وهرب مرة من طاعون الشام فقيل له إن الله تعالى يقول . ( لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذاً لا تمتعون إلا قليلا ) . فقال ذلك القليل يزيد .
عمر بن عبد العزيز
لولا أن ذكر الله فرض عليّ لما ذكرته إجلالاً له ولم أسمع أحسن وأوجز من قوله ويروي لغيره أن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما وكتب إليه عامل حمص يقول : أنها تحتاج إلى حصن فقال حصنها بالعدل والسلام . يزيد بن عبد الملك
ما الطمع فيما لا يرجى . وما الخوف مما لا بد منه . وكان يقول . لو دام الملك لم يصل إلينا .
هشام بن عبد الملك
قيل له أتطمع في الخلافة وأنت جبان بخيل فقال . كيف لا أطمع وأنا عفيف حليم . وكتب إلى مسلمة بن عبد الملك : طهر عسكرك من أهل الفساد فإن الله لا يصلح عمل المفسدين . مسلمة بن عبد الملك
ما لمت نفسي على خطأ افتتحته بحزم ولا حمدتها على صواب افتتحته بعجز . وكان يقول . عونك اللهم على أعباء السودد .
الوليد بن يزيد
كان يقول يعجبني نشاط على غب . ومن كلامه . ولا تؤخر لذة اليوم إلى غد فإنه غير مأمون . يزيد بن الوليد
كان يقول : أنا أعرق الملوك في الملك لأن أباه الوليد بن عبد الملك بن مروان وأمه سهفرتك بنت فيروز بن يرذجرد بن شهريار وأم أمه بنت شبرويه بن أبرويز وام شبرويه مريم بنت قيصر وأم فيروز بنت خاقان ملك الترك وهو القائل : أنا ابن كسرى وأبي مروان وقيصر جدي وجدي خاقان . وكان يقول : أخاف على نفسي عين الكمال وعودة الشرف وآفة السودد . فكانت مدة ملكه خمسة أشهر .
مروان بن محمد بن مروان آخر ملوك بني مروان
أيام القدرة وإن طالت قصيرة والمتعة بها وإن كثرت قليلة . وكتب إلى الخارجي الشيباني أنا وإياك كالحجر والزجاجة إن وقع عليها رضها ، وإن وقعت عليه فضها . وعرض بظاهر الحيرة سبعين ألف فارس عربي ثم قال إذا انقضت المدة لم تنفع العدة . وكان يقول : كنزنا الكنوز فما وجدنا كنزاً أنفع من كنز معروف في قلب حر .
نصر بن سيار
كل شيء يبدو صغيراً ثم يكبر إلا المصيبة فإنها تبدو كبيرة ثم تصغر . وكل شيء يرخص إذا رخص ما خلا الأدب فإنه إذا كثر غلا .
إبراهيم بن محمد الإمام
قال لأبي مسلم كفى بظاهر فعلك دليلاً على نيتك . ومن قوله : شمر عن ساق الجد والبس مرة جلد الضأن . ومرة جلد النمر .
أبو مسلم صاحب الدولة
ما تاه إلا وضيع . ولا فاخر إلا لقيط . ولا تعصب إلا دخيل . وكان يقول : أشد أهل القتال متغضب من ذلة ومحام على ديانة أو غيور على حرمة ومن كلامه : إياك والشاعر فإنه يطلب على الكذب مثوبة . وكان يقول : الجماع جنون ويكفي الرجل أن يجنن نفسه في السنة مرة .
أبو العباس السفاح أول خلفاء بني العباس
ما أقبح بنا أن تكون الدنيا لنا وأولياؤنا خالون من حسن آثارنا . وكان يقول : إذا كان الحلم مفسدة كان العفو معجزة . ومن كلامه : إذا عظمت القدرة قلت الشهوة .
أبو جعفر المنصور
أعظم الناس مؤونة أكثرهم مروءة . ورفع إليه رجل قصة في شكاية بعض عماله فوقع على ظهرها . اكفني أمره وإلا كفيته أمرك . ووقع إلى آخر . قد كثر شاكوك وقل حامدوك . فإما عدلت وإما عزلت . عبد الله بن علي
لما يئس مروان بن محمد من نفسه كتب إليه يوصيه بحرمه فوقع إليه : الحق لنا في دمك وعلينا في حرمك .
المهدي
أقل ما يجب للمنعم إلا بتقوى نعمته على معصيته واستأذنه مسلم بن قتيبة لتقييد يده فقال : إنا نصونك عنها ونصونها عن غيرك .
موسى الهادي
عزى إبراهيم الحراني عن ابن له فقال : أيسرك وهو فتنة ويسوءك وهو صلاة ورحمة . هرون الرشيد
قال لإسماعيل بن صبيح إياك والدلالة فإنها تفسد الحرمة وتنقص الذمة . ومنها أتى البرامكة . وكتب إليه تكفور ملك الهند يتهدده فوقع إليه في كتابه : الجواب ما تراه لا ما تقرأه .
محمد الأمين
لما حوصر وشغب عليه جده أصبح ذات يوم فسمع أصوات المحاصرين من ناحية وأصوات الشاغبين من اخرى . فقال : لعن الله الفريقين أما أحدهما فيطلب دمي وأما الآخر فيطلب مالي .
إبراهيم بن المهدي
قال للمأمون يا أمير المؤمنين . ذنبي أعظم من أن يحيط به عذر وعفوك أعظم من أن يتعاظمه ذنب . وقال لكاتبه : لا أنس مع وحشة الكلام .
المأمون
لله در القلم كيف يحوك وشي المملكة . وكان يقول : الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق والتقصير عن الاستحقاق عي أو حسد . وكان يقول : أحسن الكلام ما شاكل الزمان . ومن كلامه : مجلس النبيذ بساط يطوى مع انقضائه . وقوله النساء شر كلهن ومن شر ما فيهن قلة الاستغناء عنهن . وقوله إنما تطلب الدنيا لتملك فإذا ملكت فلتوهب . وقوله أقرباء المرء بمنزلة الشعر على جسده فمنه ما يخفى ومنه ما يبقى ومنه ما يخدم ويكرم . وقوله : إن النفس لتمل الراحة كما تمل التعب . وذكر ولد علي بن أبي طالب فقال : أبدؤا لتدبير الآخرة وحرموا تدبير الدنيا .
عبد الله بن طاهر
لا ينبغي للملك أن يظلم وبه يدفع الظلم ولا يبخل ومنه يتوقع الجود . وكان يقول : من داخل الملك فليدخل أعمى وليخرج أخرس . ومن كلامه : سمن الكيس ونيل الذكر لا يجتمعان .
المعتصم بالله
إذا نصر الهوى بطل الرأي ولما نكب الفضل بن مروان فقال عصى الله في طاعتي فسلطني عليه وذكر التيه عنده فقال : حظ صاحبه من الله المقت ومن الناس اللعن .
الواثق بالله
دخل إليه هارون بن زياد مؤدبه فبالغ في إكرامه فلما خرج قيل له يا أمير المؤمنين . من هذا الذي أهلته بكل هذا الإجلال ? فقال هو أول من فتق لساني بذكر الله . وأدناني من رحمة الله . وكان يقول في السماع : قد مدحه الأوائل واشتهاه أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . وكثر في مهاجر رسول الله وحرمه ومضجعه .
المتوكل على الله
كان يقول أنا ملك الناس والورد ملك الرياحين وكل واحد منا أولى بصاحبه . الفتح بن خاقان
قال يوماً لابن حمدون : يا أبا عبد الله دخلت قصري فاستقبلتني جاريتي بدشا فقبلتها فوجدت فيها هواء لو رقد فيه المخمور لصحا .
إسحاق بن إبراهيم المعصي
كيما الملوك العمارة ولا تحسن بهم التجارة . وكان يقول : لذة الدنيا في السعة والدعة .
محمد بن عبد الله بن طاهر
ما العقار والوقار إنما العيش مع الطيش ومن كلامه : جواهر الأحرار لا جواهر الأحجار .
طاهر بن عبد الله بن طاهر
نادمه المعتز وأسمعه غناء جارية . ثم قال له كيف ترى غناها يا أبا أحمد فقال : يا أمير المؤمنين . حظ العجب منها أكثر حظ الطرب . ومن كلامه : في كل شيء سرف يكره حتى في الكرم . المنتصر بالله
والله ما ذل ذو حق وإن أصفق العالم عليه . ولا عز ذو باطل وإن طلع من جبينه القمر . وكان يقول : المقادير تجري بخلاف التدبير .
المستعين بالله
لما خلع وأدخل عليه القضاة والعدول ليشهدوا عليه . أخذ ابن أبي الشوارب كتاب الخلع . وقال له يا أمير المؤمنين أتشهد على إقرارك بما فيه قال بلى قال خار الله لك يا أبا العباس فبكى المستعين . وقال : يا رب إن كنت خلعتني من خلافتك فلا تخلعني من رحمتك . المعتز بالله
لما خلع أدخل عليه العدول ليشهدوا . قال : لا مرحباً بهذه الوجوه التي لا ترى إلا في الكسوف . ولما حرضته أمه قبيجه على طلب ثأره من الأتراك الذين قتلوا المتوكل وأبرزت قميصه المضرج بدمه قال لها : ارفعيه وإلا صار القميص قميصين فما عادت لعادتها تلك .
المهتدي بالله
لما أخرج ليبايع لم يكن المعتز خلع نفسه بعد ذلك فقال لا يجمع أسدان في غابة . ولا فحلان في عانة . وقال مرة : عاون على الخير تسلم ولا تؤخره تندم فقيل له : هذا بيت شعر فقال : والله ما تعمدته .
المعتمد على الله
من عرف بالحلم كثرت الجراءة عليه . وكان يقول لم يطع الله من عصى سلطانه .
الموفق
لما دخل البصرة وطافها ورأى شرف دور المهالبة وقصورها بها قال صدق والله الفرزدق في قوله المهالبة قريش اليمن وهذه دور قوم تشهد لهم بالشرف والسودد .
المعتضد بالله
أما والله لا أرى الدنيا تفي بهمتي ومروءتي وكان يقول لا خرج عذولي من جنسي إلا إلى قبره وقال لأحمد بن الطيب يا سرخسي إن في عقلك قصراً وفي لسانك طولاً .
عمرو بن الليث
الطير بالطير يصاد . والمال يكسب بالمال . والرجال بالرجال تستمال . وكان يقول سافر بالحمار الهرم فإن نقل وإلا دل على الطريق وقال في رافع بن هرثمة هو الذئب إن تمكن وثب وإن طلب هرب .
أحمد بن طولون
إن في الصلح تأخير الآجال وتحقيق الآمال وتثمير الأموال .
إسماعيل بن أحمد
كن عصامياً ولا تكن عظامياً ولما ظفر بعمرو بن الليث كتب من المعركة إلى المعتضد أما بعد فإن عمرو بن الليث أصبح أميراً وامسى أسيراً وقال في وصف غلام هذا يصلح للفراش وللهراش . المكتفي بالله
ذكر وزيره القاسم بن عبيد الله فقال : هو عمدة مملكتي . وقلمه ناظم عقد دولتي .
المقتدر بالله
كان يقول لم يملكنا الله الدنيا لننسى نصيبنا منها ولم يوسع علينا لنضيق على من في ظلالنا .
عبد الله بن المعتز
من فصوله القصار . أهل الدنيا كصور في صحيفة إذا طوي بعضها نشر بعضها . إذا كثر الناعي إليك قام الناعي بك . من لم يتعرض للنوائب تعرضت له . أفقرك الولد وعاداك . بشر مال البخيل بحادث أو وارث . من نصح الخدمة نصحته المجازاة . أهل الدنيا كركب يساق بهم وهم نيام . من أحب البقا فليعد للنوائب قلباً صبوراً . من عجائب الدنيا أن نبكي من ندفنه ونطرح التراب على وجه من نكرمه . الموت سهم مرسل إليك . عمرك بقدر سفره إليك . عقوبة الحاسد من نفسه . لا يرضى عنك الحاسد حتى تموت .
القاهر بالله
من يشتري جسدي بأمر خامل ورفعتي بسلامة وضيع . وكان يقول من صنع خيراً وشراً بدأ بنفسه .
الراضي بالله
كان يقول من طلب عزاً بباطل أورثه الله ذلاً بحق . وكان يقول لندمائه كلوا معي كما شئت في الجودة واشربوا كما شئتم في الكثرة والقلة .
نصر بن أحمد
قال يوماً لأبي الطيب الظاهري وكان يهجو بني سامان يا أبا الطيب حتى متى تأكل خبزك بلحوم الناس .
الحسين بن علي الأطروش صاحب طبرستان
كلمه إنسان فلم يرفع صوته فقال يا هذا ارفع صوتك فإن بأذني بعض ما بروحك . وكان يقول أثقل الناس من شغل مشغولاً .
محمد بن يزيد الدعي
كان يقول ما أشبه الدولة السامانية في طول ثباتها وقلة كفاءتها إلا بالسماء التي رفعها الله بلا عمد . أبو بكر محمد بن المظفر محتاج الصنعاني
كان يقول الإنسان عبد الإحسان والحر عبد البر والطاعة على حسب الاستطاعة .
ابنه أبو علي
لما قتل ما كان بن زكاكي بباب الري كتب إلى نصر بن أحمد . أما بعد فإن ما كان قد صار كاسمه والسلام . وكان يقول من أبغض الناس إليّ صغير يتكبر وصبي يتشايخ .
المتقي لله
زال الأمر عن بني أمية وما فيهم راجل وأراه سيزول عنا وما فينا راكب .
ناصر الدولة أبو محمد الحسن بن عبد الله الحمداني
سخط على كاتب له وأمره بلزوم منزله فاستؤمر في إسقاط جرايته . فقال إن الملوك يؤدبون بالهجران ولا يعاقبون بالحرمان . سيف الدولة أبو الحسن
كان يقول السلطان سوق يجلب إليها ما ينفق فيها . وكان يقول : إعطاء الشعراء من فروض الأمراء .
المطيع لله
كان يقول باسمنا يدفع عن سواد الملة وبياض الدعوة . ركن الدولة أبو علي الحسن بن بويه
مثل خراسان في صعوبة فتحها ونزارة دخلها كابن آوى يصعب صيده ولا يحصل خيره .
ابنه عضد الدولة فنا خسرو
كان يقول الدنيا أضيق من أن تسع ملكين .
أخوه فخر الدولة أبو الحسن
كان يقول : مثل أموال الملوك كالأودية الكبار يرى الناس غزارة مائها ولا يرون أحد أنهارها .
أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن سيمخور
كان يقول : ينبغي للملك أن يعنى بترفيه جسمه وتحسين ذكره وتنفيذ أمره . وكان يقول ثلاثة لا تخلو من ثلاثة جسم من علل وقلب من شغل وكذخد أبية من خلل . قابوس بن وشمكير
كان يقول لذة الملوك فيما لا يشاركهم فيه العامة من معالي الأمور . ومن كلامه : الوسائل أقلام ذوي الحاجات والشفاعات مفاتح الطلبات . ومن كلامه : من أقعدته نكاية الأيام أقامته إغاثة الكرام . ومن ذلك سمح الدهر بالحبا فأبشر بوشك الانقضاء فإذا أعار فأحسبه قد أغار .
مأمون بن مأمون خورازم شاه
سمعته يقول همتي كتاب أنظر فيه وحبيب أنظر إليه وكريم أنظر له .
صاحب الجيش أبو المظفر نصر بن ناصر الدين
سمعته يقول لا ضيعة على من له ضيعه . ويقول يجب على الأصاغر أن يشكروا الأكابر فعلاً لا قولاً ويزيدوا في الخدمة كي يزدادوا في النعمة . وخوطب في إسقاط جراية بعض خدمه فقال : لست أحب توفير مال بنقصان اتباعي والسلام .
السلطان المعظم أبو القاسم محمد
سمعت صاحب الجيش أبا المظفر نصراً أدام الله برهانه يقول : إن حسن وجه الإنسان من عناية الله به ومن أحسن الله صورته ألقى عليه محبته فأحبته القلوب وارتاحت إليه النفوس . وسمعته ينكر يوماً على بعض إطلاقاته الصلات والصدقات وفعل الخيرات فقال يا أخي ما ننويه أكثر مما نأتيه . وسمعت العلوي الزينبي يقول : سمعته أدام الله دولته يقول السودد قرابة بين السادة والملوك بعضهم لبعض أقارب وإن تباعدت بهم المناسب ومن كلامه : جرح المال يوسى بتعويض أو إخلاف وليس لإتلاف النفوس من تلاف . الباب السادس
في لطايف كلام الوزراء والسادات
أبو مسلمة الخلال وزير السفاح
كان يقول : خاطر من ركب البحر وأشد منه مخاطرة من داخل الملوك .
الربيع بن يونس وزير المنصور
كان يقول : موائد الملوك للشرف لا للشبع .
أبو عبد الله وزير المهدي
كان يقول : حسن البشر علم من أعلام النجاح . ويقول : عقول الرجال تحت أسنة أقلامها . ومن كلامه خير الكلام ما قل ودل ولم يمل .
الفيض بن أبي صالح وزيره أيضاً
من كلامه المعروف حسن الوجه طيب الطعم ذكي العرف ولا خير فيه إذا لم يرب .
يحيى بن خالد البرمكي وزير الرشيد
ما رأيت باكياً أحسن تبسماً من القلم . وكان يقول : الصديق إما إن شفع وإما أن يشفع . ومن كلامه : المواعيد شباك الكرام يصطادون بها محامد الأحرار . ومن كلامه ما أحد رأى في ولده ما يحب إلا رأى في نفسه ما يكره . وقال في النكبة : دخلنا في الدنيا دخولاً أخرجنا منها .
الفضل بن يحيى وزيره أيضاً
جرى يوماً بين يديه مدح الناس أياه لجوده فقال وما قدر الدنيا حتى يمدح ما يجود بها كلها فضلاً عن بعضها . ولما عزل وخلفه أخوه جعفر قال : ما انتقلت عني نعمة صارت إلى أخي ولا غربت عني رتبة طلعت عليه .
جعفر بن يحيى وزيره أيضاً
شر المال ما ألزمك إثم مكسبه . وحرمت الأجر في إنفاقه . ومن توقيعاته الخراج عمود الملك وما استعز بمثل العدل وما استدبر بمثل الجور . وكان يقول : إذا كان الإيجاز  كافياً كان الإكثار لاغياً . وإذا كان الإيجاز مقصراً . كان الإكثار أبلغ .
الفضل بن الربيع وزير الرشيد والأمين
كان يقول : ما أظن النعمة إلا مسخوطاً عليها أما ترونها أبداً عند غير أهلها . وكان يقول إياكم ومخاطبة الملوك . بكل ما يقتضي جواباً لأنهم إن أجابوكم اشتد عليهم وإن لم يجيبوكم اشتد عليكم .
الفضل بن سهل وزير المأمون
من فراهة العبد شدة هيبته لمولاه . ومن توقيعاته الأمور بتمامها والأعمال بخواتيمها والصنائع باستدامتها .
أخوه الحسن بن سهل وزير المأمون
عجبت لمن يرجو من فوقه كيف يحرم من دونه . وكان يقول : الشرف في السرف . فقيل له لا خير في السرف . فقال لا سرف في الخير . فرد اللفظ واستوفى المعنى . وكان يقول : لا يصلح للصدر إلا واسع الصدر .  جعفر بن أبي خالد وزير المأمون
لما أراد المأمون أن يستوزره قال له : يا أمير المؤمنين الوزارة هي العناية وما بعد العناية إلا الآفات . وكان يقول لا ينبغي أن يصغر أمر عدو السلطان لأنه منه بين حالين إما ظفر به فلن يحمد أو عجز عنه فلن يعذر .
أحمد بن يوسف وزيره أيضاً
كان يقول : بالأقلام تساس الأقاليم . وكتب إلى صديق له يستدعيه . يوم الإلتقا قصير فأعن عليه بالبكور . وذكر عنان بن عباد فقال : محاسنه أكثر من مساويه ولن يأتي ما يعتذر منه . وكتب إلى المأمون مع هدية : قد بعثت إلى أمير المؤمنين قليلاً من كثيره عندي .
محمد بن بزداذ وزيره أيضا
ً
كان يقول ليس في الحب مشورة ولا في الشهوات خصومة . ومن توقيعاته : أبواب الملوك معادن الحاجات  وليس لاستنجاحها سوى الصبر والملازمة .
الفضل بن مروان وزير المعتصم
مثل الكاتب كالدولاب . إذا تعطل تكسر . وكان يقول : المسئلة عن الصديق لقاء . ومن كلامه : ما رأيت أقرب رضى من سخط ولا أسرع ما بين قرب وبعد من الملوك .
محمد بن عبد الملك وزيره أيضا
ً
كان يقول : قد صنع إليّ أمير المؤمنين صنيعة تفرد بها نقلني من ذل التجارة إلى عز الوزارة . وكتب إلى عبد الله بن طاهر كتاباً قال في فصل منه : قطعت كتبي عنك قطع إجلال لا إخلال . ومن كلامه : الإرجاف مقدمة الكون وزند الفتنة .
محمد بن الفضل الجرجرائي وزير المتوكل
عاتبه الكتوكل يوما على اشتغاله بالملاهي والقيان عن أعمال السطان فقال : يا أمير المؤمنين  إن مقاساة هموم أهل الدنيا لا يتأتى إلا باستجلاب شيء من السرور .
عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزيره أيضاً
كان يقول إذا دهانا أمر تصورناه في أصعب حالاته فما نقص منها كان سروراً نتعجله . وكان يقول : لسان الحال أنطق من لسان المقال .
أحمد بن الخصيب وزير المنتصر
لما خلع عليه للوزارة قال : مثلي كمثل الناقة التي تزين للنحر .
عبد الله بن محمد بن بزداذ وزير المستعين
وقع إلى عامل . يا هذا أسرفت وما أنصفت وأوجفت حتى أعجفت وأدللت فأممللت فاستصغر ما فعلت تبلغ ما أملت .
عيسى بن فرخانشاه وزير المعتز
كان يقول : القلم الرديء كالولد العاق . قال ابن عباد وكالأخ المشاق . وكان عيسى يقول إني لا أشكر لحظه وأشكو لفظه .  سليمان بن وهب وزير المهتدي
كان يقول : غزل المودة أدق من غزل العلاقة والنفس بالصديق آنس منها بالعشيق ويقول : إني أغار على أصدقائي كما أغار على حرمي . ونظر يوماً في المرآة فرأى شيباً كثيراً فقال : عيب لا عدمناه ووصف ابنه عبيد الله فقال : هو لي ولد سار كما إني له أخ بار . ومن كلامه : أحق الناس بالفضل أهل الفضل .
أحمد بن صالح بن شيرزاد وزير المعتمد
كان يقول ينبغي أن يكون حظ العيون والأنوف من موائد الملوك كحظ الأفواه منها . وكان يقول : أعوذ من نحس الأربعاء وحد الأحد .
الحسن بن مخلد وزير المعتمد أيضاً
كان يقول : أموالنا مثالنا تجيء جملة وتذهب جملة فلم نتعجل اللذات قبل ذهابها ونتمتع بصفو الزمان قبل كدره .
صاعد بن خالد وزير المعتمد والموفق
كان يقول النفس أصل لا عوض عنه والمال فرع يعود إذا حاد عاد عما قليل ومن كلامه :  المنع الجميل أحسن من الوعد الطويل .
أبو الصقر إسماعيل بن بلبل وزيرهما أيضاً
كان يقول رب عامل يهنأ به عمله . ويقول : الخيانات تؤدي إلى الجنايات .
عبيد الله بن سليم وزير المعتضد
وقع في كتاب مستنجز إياه وعداً . الشرط أملك والوعد كأخذ باليد والوفا من سجايا الكرام . وفي كتاب مذكر ليس كلما أهملناه نسناه ولا كلما أخرناه تركناه . ووقع إلى أحمد بن طولون : اتق الله في الأرصاد فإن الله بالمرصاد .
القاسم بن عبيد الله وزيره أيضاً والمكتفى بعده
كان يقول : عقل الكاتب في قلمه والكلام الحسن مصايد القلوب .
العباس بن الحسن وزير المكتفي والمقتدر
كان يقول : غرس البلوى يثمر الشكوى . وكان يقول مثل العامل كالخياط يقطع ثوباً ديباجاً بألف دينار ويوماً قوهياً بعشرة دراهم .
أبو الحسن بن الفرات وزير المقتدر
كان يقول : ما أريد الوزارة إلا لصديق أنفعه أو عدو أقمعه . وكان يقول : إني لآلف  كل شيء حتى الصديق والطريق وقال له الحسن ابنه : ما تركت لك عدواً فقال يا بنيّ ولا صديقاً .
علي بن عيسى وزيره أيضاً
كان يقول : المضيع لا رزق له . ومن كلامه : ظلم الاتباع مضاف إلى المتبوع . وذكر ابن مقلة فقال : يريد أمره ليومه ولا يفكر في غده .
أبو علي بن مقلة وزير المقتدر والقاهر والراضي
كان يقول : يعجبني من يقول الشعر تأدباً لا تكسباً ويتعاطى الغناء تطرباً لا تطلباً . ومن كلامه : إذا أحببت تهالكت وإذا أبغضت أهلكت وإذا رضيت آثرت وإذا غضبت أثرت .
أبو جعفر محمد بن شيرزاد وزير المستكفي
الأصاغر يهفون والأكابر يعفون . ومن كلامه : من عمل ما يحب لقي ما يكره . وكان  يقول : إياك والإفراط الممل والتفريط المخل .
أبو عبد الله الجيهاني الكبير وزيره أيضاً
كان يقول : جمال المرء في لسانه وجمال المرأة في عقلها . ومن كلامه : حسن الذكر ثمرة العمر .
المعروف بالحاكم وزير نوح بن نص
ر
أشقى الناس من باع دينه بدنيا غيره . وكان يقول : المكانة لدى الملوك مفتاح الفتنة وزند المحنة .
أبو محمد بن محمد المهلبي وزير معز الدولة
من تعرض للمصائب تثبت للنوائب . ومن كلامه : من ضاف الأسد قراه أظفاره ومن حرك الدهر أراه اقتداره . ومن كلامه : من حنث في إيمانه وأخل بأمانته فإنما يحنث على نفسه . ومن كلامه : اكفف عن لم يكسبك بشماً وعن فعل يعقبك ندماً .  أبو الفضل بن العميد وزير ركن الدولة
من أحاسن كلامه : خير القول ما أغناك جده وألهاك هزله . ومن كلامه : العاقل من افتتح في كل أمر خاتمته وعلم من بدء كل شيء عاقبته . وقال يوماً على المائدة : اطيب ما يكون الحمل إذا حلت الشمس الحمل .
ابنه أبو الفتح ذو الكفايتين
كتب في صباه إلى الواذاري الكاتب : قد انتظمت يا سيدي في رفقة لي في سمط الثريا فإن لم تحفظ علينا النظام بإهداء المدام . صرنا كبنات نعش والسلام .
الصاحب أبو القاسم بن عباد وزير فخر الدولة
كان يقول : دارنا هذه خان يدخلها من وفى ومن خان . وسأله ابن العميد عن بغداد فقال : هي في البلاد كأستاذ في العباد . وكان يقول الضمائر الصحاح أبلغ من الألسن الفصاح . ومن كلامه : وعد الكريم ألزم من دين الغريم . وكان يقول : لكل أمر أجل ولكل وقت رجل . و كان  يقول : قد يبلغ الكلام حيث تقصر السهام . وقال في إنسان كذوب الفاختة عنده .
أبو ذر
قال في وصف الحر : وجدت حراً يشبه قلب الصب ويذيب دماغ الضب . ومن كلامه : الآمال ممدوده والأنفاس معدودة . ومن كلامه : كتاب المرء عنوان عقله بل عيار قدره ولسان فضله بل ميزان علمه . و كان يقول : خير البر ما صفا وكفى شره ما تأخر وتكدر .
أبو العباس أحمد إبراهيم الضبي وزيره بعد الصاحب
كتب رقعة وقال في فصل منها : الأرض زمردة والسماء سمير والأشجار وشي والنسيم عبير . والماء راح والطيور قيان .
أبو الحسن محمد المزني وزير نوح بن منصور
كان يقول : أنا أقدم على كل شيء غير استئصال النعم وهتك الحرم . وقال لرجل  من أصحابه يبني داره : تأنق فيها فهي عشك وفيها عيشك . ومن كلامه : إنما تنفذ أسنة أقلام الكتاب بظبي سيوف القواد .
أبو نصر بن أبي زيد وزير الرضى ناصر الدين
كان يقول في استهانة بعض الأعداء : ما عسى أن يبلغ عض النملة ولسع النحل ووقوع البقة على النخلة . ومن كلامه : الهدية ترد بلاء الدنيا والصدقة ترد بلاء الآخرة .
أبو إسحاق إبراهيم بن حمزة وزير أبي علي السيمجوري
سمعته يقول : ينبغي للأصاغر أن يتقدموا الأكابر في ثلاثة مواطن إذا ساروا ليلاً وخاضوا نهراً وواجهوا خيلاً .
أبو الحسن الأهوازي وزير صاحب الصغانيات
من حسن حاله استحسن محاله . العدل أقوى جيش والأمن أهنى عيش . من زرع الأحن حصد المحن .  أبو القاسم أحمد بن الحسن وزير السلطان محمود
من لم يقدمه عزمه أخره عجزه . ومن توقيعاته : كم وضيع رفعه خلقه ورفيع وضعه خرقه .
الباب السابع
في بدايع الكتاب والبلغاء
عبد الحميد بن يحيى كاتب مروان
من كلامه : القلم شجرة ثمرتها المعاني والفكر بحر لؤلؤه الحكمة . وكان يقول : لو كان الوحي ينزل على أحد بعد الأنبياء فعلى بلغاء الكتاب . وذكر البلاغة فقال هي ما رضيته الخاصة وفهمته العامة . ومن كلامه : خير الكلام ما كان لفظه فحلاً ومعناه بكراً .
إسماعيل بن صبيح كاتب الرشيد
لم أسمع بين الشكر  والاستزادة في فصل أحسن وأوجز مما كتب إلى يحيى بن خالد في شكر ما تقدم من إحسانك شاغل عن استبطاء ما تأخر منه . و كان يقول : الخط في الإبصار سواد وفي البصائر بياض . وقال لصديق له اتخذ صنيعة تبقى لك إذا خانك الأخوان .
عمرو بن مسعدة كاتب المأمون
كان يقول : قليل دائم خير من كثير منقطع . و كان يقول : كلما يصلح للملوك على العبد حرام . وكتب إلى المأمون : كتابي ومن قبلي من أجناد أمير المؤمنين وقواده في الطاعة والانقياد على أحسن ما يكون عليه طاعة جند تأخرت أرزاقهم واختلت أحوالهم . فقال لأحمد بن يوسف لله در عمرو ما أبلغه ألا ترى إلى أدماجه المسئلة في الاختيار وإعفائه في سلطانه من الإكثار .
إبراهيم بن العباس الصولي كاتب المعتصم والواثق والمتوكل
كان يقول : مثل الأصدقاء كالنار قليلها متاع وكثيرها بوار . ومن كلامه : الكتاب بلا تاريخ نكرة بلا معرفة وعقل بغير سمة . و كان  يقول : المتصفح للكتاب أبصر بمواقع الخلل من منشيه .
سعيد بن حميد كاتب المستعين
كتب إلى صديق له يستدعيه : طلعت النجوم تنتظر بدرها فرأيك في الطلوع قبل غروبها .
الحسن بن وهب
سئل يوماً عن مبيته فقال : شربت البارحة على عقد الثريا ونطاق الجوزاء فلما تنبه الصبح نمت فلم أستيقظ إلا بلبسي قميص الشمس . ومدح صديقاً له . فقال خلق كما يشتهي إخوانه ووصف مغنياً فقال : كأنه خلق من قلب فهو يغني كلاً بما يشتهيه .
أحمد بن سليم
كان يقول : أحسن الكلام مالاً تمجه الآذان . ولا تتعب فيه الأذهان .
أبو عثمان الجاحظ
قال في وصف الكتاب : وعاء مليء علماً وظرف حشي ظرفاً ومن لك في روضة تقلب في حجر وبستان  يحمل في كم ووصف الحباري . فقال سلاحها سلاحها ووصف النروج فقال يخرج كاسياً كاسياً . و كان يقول : من صنف فقد استهدف فإن أحسن فقد استعطف وإن أساء فقد استقذف . ومن كلامه : في ذكر بني هاشم هم ملح الأرض وزبدة المجد ودرع الشريعة .
إبراهيم النظام
ذكر الزجاج فأخرجه في كلمتين بأوجز لفظ وأتم معنى فقال : يسرع إليه الكسر ولا يقبل الجبر . وقيل له اتناظر أبا الهذيل فقال : نعم وأطرح له رخا من عقلي .
أبو العيناء
قال لعبيد الله بن سليمان نحن في صرفك مرحومون وفي ولايتك محرومون . وقال لأبي الصقر إلى كم يرفعني الوزير ولا يرفع بي رأساً . وقال له مرة كيف حالك . فقال أنت الحال  فإذا أصلحت صلحت . وقربه يوماً فقال : تقريب الولي وحرمان العدو . وكان يقول : إذا ذهب أهل التفضل مات أهل التجمل . ولما توفي عبيد الله بن يحيى بن خاقان من السقطة عن فرسه . قال قال انا لله قتل الجواد الجواد وترجل للمصيبة . فقال أنزلتني النازلة .
أبو القاسم الإسكافي
من كلامه : أعوذ بالله من نزقات الشباب ونزعات الشيطان . ومن كلامه : الزمان صروف تحول وأمور تحول . وله كتاب الشكر به زكاء النعمى والوفاء معه صلاح العقبى .
؟
أبو يحيى الحمادي
كتب إليه بعض أصدقائه رقعة في الاعتذار عن التأخر عن حضرته والإخلال بخدمته فوقع على ظهرها أنت في أوسع  العذر عند ثقتي بك وفي أضيقه عند شوقي إليك . وكتب في وصف شيخ ذاك هرم هم قد أخذ الزمان من عقله كما أخذ من جسمه .
أبو القاسم عبد العزيز بن يوسف
كتب في عهد لبعض الولاة : ادرع من ثوب عفافك ما يشمل أطرافك كافة . وكتب إلى قوم من العصاة احذروا أن ينقلكم الله بأقدامكم إلى مصارع حمامكم .
أبو سعيد الوذاري
كتب إلى ابن العميد أنا أيد الله الأستاذ سلمان بيته وأبو هريرة مجلسه وأنس خدمته وبلال دعوته وحسان مدحته .
أبو العباس الأقليدسي
كان يقول : العلائق هي العوائق عن الحقائق .
أبو بكر الخوارزمي
كان يقول : الكريم من أكرم الأحرار . والكبير من صغر الدينار . وكتب كتاباً في فصل منه قد أراحني  الشيخ ببره بل أتعبني بشكره وخفف ظهري من ثقل المحن لا بل أثقله بأعباء المنن وأحياني بتحقيق الرجا لا بل أماتني بفرط الحيا ومن كلامه : الأذكار حيث التناسي . والنقاضي حيث التعاصي .
أبو الفضل البديع الهمذاني
من كلامه : نعم الرفيق التوفيق وكان يقول : غضب العاشق أكثر عمراً من أن ينتظر عذراً . ومن كلامه : سبيل الإنسان في الإحسان سبيل الإشجار في الإثمار فيجب إذا أتى بالحسنة أن يرفه إلى السيئة . ومن كلامه : الكلب يزمن حين يسمن ولا يتبع حين يشبع . الجوع يهم بالرجوع . وكان يقول : الخير إذا تواتر به النقل قبله العقل . ومن كلامه : ما كل نابع ماء  ولا كل سقف سماء ولا كل بنية بيت الله ولا كل محمد رسول الله . ومن كلامه سم المبرسم في الشهد والشمس تقبح في الأعين الرمد . وكان يقول : من لم يجد الحميم رعى الهشيم .
أبو الفرج الببغاء
من كلامه المعرفة بأسرار الآلات أقوى معين على الصناعات . ومن كلامه : رسوم الكريم ديون . وكتب في ذم بخيل : ما هو إلا صوف الكلب ومخ الذر ولبن الطير . ومن كلامه : رب ظلوم متظلم المكاتبة ترجمة النية .
الفتح المحسن بن إبراهيم
كتب في وصف يوم شديد البرد : هذا يوم يخمد جمره ويحمد خمره ويخف فيه الثقيل إذا هجر ويثقل الخفيف إذ هجم .  أحمد بن علي الميكالي
وصل كتابك فوجدته يسهل الحزون ويسر المحزون ويعطل الدر المخزون . ومن كلامه : في التراسل أنت من أحمدته اعتمدته فانتقدته فاعتقدته .
ابنه أبو الفضل عبيد الله
من فصوله النعمة عروس مهرها الشكر وثوب صوانه النشر . ومنها رب لاغ في إبلاغ . ومنها القلم مطية يمشي راكبها رهواً ويكسو الآنامل زهواً .
أبو القاسم بن حولة الهمذاني
من كلامه في بعض كتبه : ما حال من قد خلق عمره وانطوى وبلغ ساحل الحياة ووقف على ثنية الوداع وأشرف على دار المقام ولم يبق منه إلا أنفاس معدودة وحركات  محصورة ومدة فانية وعدة متناهية .
القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز
هذا الفناء خصب المراد فما بالي منه عسر المراد وتوفر مولاي عليّ غير مستزاد فما بالي حصلت على غير زاد .
أبو الفتح علي بن محمد البستي
كتب في بعض الفتوح : كتبت وقد هبت ريح النصر من مهبها والأرض مشرقة بنور ربها . ومن كلامه : الرشوة رشاء الحاجة والبشر نور الإيجاب والمعاشرة ترك المعاسرة . ومن كلامه : إن لم يكن لنا طمع في درك درك فأعفنا من شرك شرّك و كان يقول : أجهل الناس من كان على السلطان مدلاً وللإخوان مذلاً . ومن كلامه : إذا بقي ما قاتك فلا  تأس على ما فاتك . و كان يقول : لا ضمان على الزمان ولا ضياع بين الصناعة والقناعة .
؟
أبو سهل محمد بن الحسن
كتب في بعض كتبه : فلان ثقيل روح الحركة . جامد هواء الراحة . حار ظل الشجرة . وكتب في جواب معتذراً من التأخر عنه . قد ناب لعاب قلمك عن ركاب قدمك .
؟
أبو بكر علي بن الحسن الغساني
كتب في كتاب : فتح فتوحاً . ألفتها النفوس والطباع مرت عليها الأبصار والأسماع فهي لا تستغرب غرائبها ولا تستعجب عجائبها . وقال في حكاية : أنك لا تسلم حتى تسلم ولا تأمن حتى تؤمن وسمعته يقول : من طلب وجد وجد ومن قرع الباب ولجّ ولج .
؟
أبو أحمد منصور بن محمد
من كلامه في بعض كتبه : بي رمد وفي الهواء ومد . ولقاء الشيخ فرج ولكن ليس على الأعمى من حرج .  لا سيما والمجلس وطيء والمركب لطيء . وهج الصيف يثير الرهج ويذيب المهج .
؟
أبو النصر محمد بن عبد الجبار العتبي
من كلامه : تعز عن الدنيا تعز . الشباب باكورة الحياة . لسان التقصير قصير . الرفق لقاح الصلاح وجناح النجاح . الهم في وخز النفوس . شر من السوس في خز السوس .
؟
الأمير قابوس بن وشمكير
من كلمات كتابي المعنون بالمبهج الذي كنت أنشأته وهي قريبة ألف كلمة كلها من صنعتي فاختار منها ما كتبه . وتحفظه استحساناً له وإعجاباً به . وهي سبحان مقدر الأقوات على اختلاف الأوقات . استظهر على الدهر بخفة الظهر .  أمهد لنفسك قبل عثرة قدمك وكثرة ندمك . خلف الوعد خلق الوغد . نسيم الريح نسيب الروح . البخل بالطعام من أخلاق الطغام . ربما كان التقالي في التلاقي . لو كانت المشاجرة شجراً لم تثمر إلا ضجراً . من جلب در الكلام سلب در الكرام . بعض الناس كالغذاء النافع وبعضهم كالسم الناقع . ما الخلاص إلا في الإخلاص . من افتقر إلى الله استغنى به . ثمرة رأي الأريب المستشار أحلى من الأري المشتار . أكثر العوام كالأنعام . واكثر الأغنياء أغبياء . ورب رقعة توضح رقاعة كاتبها . المحنث عيبة العيوب وذنوب الذنوب .  لا مستمتع ببرد الظلال مع حر البلبال . ما أطيب العيش لو لا أن صفوه مشوب وعاقبته مشيب . لا عذر لمن أعتم بالشيب أن لا يرتدي بالعقل . حجر البخيل لا يروى ولا يروي . آنس القيان من كان الحسن في خلقها والطيب في خلقها . الدنيا معشوقة ريقها الراح . الخمر كالدنيا والدنيا كالخمر لاجتماع المرارة واللذاذة فيهما . الخمر مصباح السرور ولكنها مفتاح الشرور .  الباب الثامن
في طرائف الفلاسفة والحكماء والزهاد والعلماء
أرسطاطاليس
ما زلت أشرب ولا أروى . فلما عرفت الله رويت من غير شرب . ومن كلامه : اعص الهوى وأطع من شئت . وكان يقول : الحكمة سلم العلوم فمن عدمها عدم القرب من باريه .  أفلاطون
من أيس من الشيء استغنى عنه وسئل عن العشق فقال : ذا لا يعرض إلا للفراغ . وقيل له لم لا تجمع الحكمة والمال فقال : لعز الكمال .
سقراط
استهينوا بالموت فإن مرارته في خوفه . ومن كلامه : في  كل يوم حادث لم يكن وكان ما لا بد منه قد نزل وكان ما نزل لم يزل . ومن كلامه : كل شيء يستطاع قلبه إلا الطبيعة ويقدر على رده إلا القضا .
جوامع كلم لقمان في أمور وأحوال مختلفة
نظر بعضهم جارية حسناء خرجت بوم عيد في النظارة فقال هذه لم تخرج لترى ولكن لترى ونظر إلى صياد يكلم امرأة . فقال له يا صياد احذر أن تصاد ونظر إلى رجل سوء حسن الوجه . فقال أما البيت فحسن وأما الساكن فرديء . وقيل لبعضهم لم لا تطلب الولد ؟ فقال لحبي له . وقال بعضهم لما مات الاسكندر وجعل في تابوت ذهب : إن هذا قد كان يخبأ الذهب وقد خبأه الذهب الآن . وقال آخر : والناس يبكون ويجزعون : قد حركنا الآن بسكونه . وقال آخر : قد كان يعظنا في حياته وهو اليوم أوعظ منه أمس . وقال آخر : قد كان غالباً فصار مغلوباً وآكلاً فصار مأكولاً . وقال آخر : الصديق إنسان آخر إلا أنه أنت .
النظام
الذهب لئيم لأن الشيء ينجذب إلى شكله والذهب  عند اللئام أكثر منه عند الكرام .
يحيى بن عدي
إن الطبيعة تمل الشيء الواحد إذا دام عليها ولذلك اتخذت ألوان الأطعمة واطلق التزوج بأربع نسوة ورسم التنزه والتحول من مكان إلى مكان والاستكثار من الأخوان والتفنن في الآداب والجمع بين الجد والهزل .
القاضي أبو يوسف
النور في السواد يعني سواد العين الذي يبصر به .
أحمد بن داود
لله در البرامكة عرفوا تقلب الدول فبادروا بالعرف قبل العوائق و كان يقول : الاستصلاح خير من الاجتياح . ويقول : من صدقت لهجته وضحت حجته . وكان يقول : خرق الإجماع خرق .  مالك ابن دينار
إذا رأيتم رياض الجنة فارتعوا فيها - يعني مجالس الذكر - وكان يقول : نعم حاجب الشهوات غض البصر . ومن كلامه : صم عن الدنيا تفطر بالآخرة .
ابن السماك
كل ما فاتك من الدنيا فهو غنيمة . وكان يقول : الذكر كالنخلة لا تزال منها بين رزق ورفق .
الفضل بن عياض
الدنيا حلم والآخرة يقظة والموت واسطة والموت في أضغاث أحلام .
يحيى بن معاذ
الفقر خوف الفقر والزهد إخفاء الزهد . وقال للعلوي لما زاره : إن زرتنا فبفضلك وإن زرناك فلفضلك فلك الفضل زائراً ومزوراً .  الشبلي
نور الحقيقة أحسن من نور الحديقة . ومن كلامه : الزهد قطع العلائق وهجر الخلائق . ونظر إلى مختضب فقال له : إن النور أحسن من الظلمة فلم سودت نورك .
ابن شمعون الواعظ
قال له السلطان المعظم محمود رحمه الله : عظني وأوجز . فقال : كما تحب أن يفعل الله بك فافعل برعيتك . وكان يقول : لم أسمع في المواعظ أبلغ وأوجز من قول من قال : إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما . وحكي عن ابن أبي تراب النسفي أنه كان يقول : ازهد في الدنيا يحبك الله وفيما في أيدي الناس يحبك الناس .  الباب التاسع
في ملح الظرفاء ونوادرهم
شراعة ابن زندبوز
قال للوليد بن يزيد في كلام دار بينهما : عجبت لمن لم تحرقه الشمس ولم يغرقه المطر كيف لا يشرب إلا مصحراً فوالله ما شرب الناس على أحسن من وجه السماء وسعة الفضاء ورقة الهواء وخضرة الكلاء وقمر الشتاء . ومن كلامه : ما للعقار والوقار إنما العيش مع الطيش .
مطيع بن إياس
كان يقول : إن في النبيذ لمعنى في الجنة لأنه يذهب الحزن كما حكى الله عن أهلها . وأهدى إلى حماد عجرد غلاماً وكتب إليه : قد بعثت إليك غلاماً يتعلم عليك كظم الغيظ . وقال ليحيى بن زياد : لا مرحباً بعيش انفرد به عنك ويوم لا أكتحل فيه بك .  أبو الحارث جمين
قيل له من يحضر مائدة محمد بن يحيى ? فقال : أكرم الخلق والأمهم يهني الملائكة والذباب ونظر يوماً في المرآة فاستقبح وجهه فقال الحمد لله الذي لا يحمد على المكروه غيره .
أبو عبد الله الجماز
كتب إلى صديق له يسأله شيئاً فأجابه إن كنت كاذباً فجعلك الله صادقاً وإن كنت ملوماً فجعلك الله معذوراً وكانت أمه نائحة فجمعه المكتب بالبصرة وابن مغنية فتشاجرا يوماً وتشاتما فزناه ابن المغنية فضحك الجماز وقال للصبيان : أنصفوني يا قوم من هذا إن أمه تشهد الفجور والسرور وأمي تشهد الأتراح والأحزان فانظروا أيتهما أحق بالزنى . وبلغ كلامه المؤدب فتعجب منه وقال : إن عاش هذا خرج باقعة في الظرف والنوادر فكان كذلك . وقال الجماز مرة شممت من دار فلان رائحة طيبة أطيب من رائحة العروس الحسناء في أنف العاشق الشيق وأهدى إلى صديق له فاكهة على طبق وكتب إليه : من الظرف رد الظرف .  ابن عايشة القرشي
كان يقول : كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فإن موسى ذهب يقتبس النار فكلمه الجبار . وكان يقول : طلق الدنيا ثلاثاً من لا يشرب النبيذ .
أبو العميثل
دخل يوماً إلى طاهر بن عبد الله فقبل يده فقال له قد آذت خشونة شاربك يدي فقال : كلا أيها الأمير إن شوك القنفذ لا يضر ببرثن الأسد .
علي بن عبيدة الريحاني
قال الجاحظ : مرض ابن عبيدة فدخلت إليه عائداً وقلت له ما تشتهي يا أبا الحسن ؟ فقال : عيون الرقباء وألسن الوشاة وأكباد الحساد . ودخل إليه صديق له من قطيعة الربيع فعاتبه على انقطاعه عنه طويلاً ثم قال له : يا عجبي أعاتبك على القطيعة وأنت من أهل القطيعة . وكان يقول : الزيارة عمارة المودة وقلتها أمان من الملالة .
محمد بن داود الأصفهاني
كان يقول : الهواء هوان وما  خلق الفراق إلا لتعذيب العشاق . ومن كلامه : نزع النفس أهون من نزع الشوق وقطع الأوصال أيسر من قطع الوصال .
منصور الفقيه المصري
كان يوماً يدرس أصحابه وابنه محمداً وكان صبياً يؤذيه فنحاه ثم اشتغل قلبه به وحن إليه فاستدناه وقال : فديت من يؤذيني وإذا يؤذيني فهو يؤدبني ورآه يوماً يعدو في داره ويلعب . فقال له يا بني لو علمت أن رجلك من قلب أبيك لوقفت بها .
أبو الفتح كشاجم
من كلامه : لولا أن المخمور يعرف قصته لقدم وصيته . وكان أبو بكر الخوارزمي يقول : أنا أحفظ في هجاء المغنين قرابة ألف بيت ليس فيها أبلغ وأملح وأوجز . من قوله : ما رآه أحد في دار قوم مرتين .
جحظة البرمكي
سئل عن دعوة حضرها . فقال : كل شيء كان بها بارداً إلا الماء . وكتب ابن المعتز : كتب عليّ أن أجيب داعي الأمير فانقطع شريان الغمام فقطعني عنه . فكتب إليه : إن فاتني السرور برؤيتك لم يفتني الأنس بلفظتك . وقال جحظة لابن طومار :  خيالك سمير نفسي إذا نمت وذكرك مزاجها إذا انتبهت . ومن كلامه : رب غائب بشخصه حاضر بخلوص نفسه . وكان الشبلي يرقص على قوله :
ورق الجو حتى قيل هذا
عتاب بين جحظة والزمان
القاسم الزعفراني
كان يقول : كتب مولانا الصاحب إلى الآفاق سفاتج روائج . وكان يقول : قد نقضت غرة الصبي ولبيت داعي الحجى . قال يوماً لأبي عبد الله الحامدي : فصدت فصدت العلة .  الباب العاشر
في وسائط قلائد الشعراء
امرؤ القيس
يقال أن أمير الشعراء امرؤ القيس وأمير شعره قوله :
والله أنجح ما طلبت به
والبر خير حقيبة الرحل
فإن فيه الاستنجاح بالله ومدح البر والحث عليه ومن جوامع كلمه قوله :
فقد طوفت في الآفاق حتى
رضيت من الغنيمة بالإياب
وقوله : إن الشقاء على الأشقين مصبوب وقوله : وجرح اللسان كجرح اليد  وقوله : وخير ما رمت ما ينال وقوله : بمنجرد قيد الأوابد هيكل
زهير
يقال انه أجمع الناس للكثير من المعاني في القليل من الألفاظ وأبياته التي في آخر قصيدته التي أولها :
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم  يشبه كلام الأنبياء وهي من أحكم حكم العرب وما منها إلا غرة ودرة ومما وقع الإجماع على أن أمدح بيت للعرب قوله :
تراه إذا ما جئته متهللاً
كأنك تعطيه الذي أنت سائله
؟
النابغة الذبياني
: قال فأجاد في تشبيه النعمان بن المنذر مرة بالليل ومرة بالشمس حيث قال :
وإنك كالليل الذي هو مدركي
وإن خلت إن المنتأى عنك واسع
وقال طالعت في كتاب الآلات والولائم رواية الليث عن الخليل قول النابغة :  ألم تر أن الله أعطاك سورة
ترى كل ملك دونها يتذبذب
فإنك شمس والملوك كواكب
إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
ومن جوامع كلمه :
فلست بمستبق أخاً لا تلمه
على شعث أيّ الرجال المهذب
وقوله : ولا قرار على زأر من الأسد . وقوله : فإن مطية الجهل الشباب . ؟
أوس بن حجر
: قال أبو عمرو بن العلاء : ليس للعرب مطلع قصيدة في الرثاء أوجز لفظاً وأحسن معنى من قوله :  أيها النفس احملي جزعاً
إن الذي تحذرين قد وقعا
ومن هذه القصيدة قوله :
إلا لمعيّ الذي يظن بك الظ
ن كان قد رأى وقد سمعا
؟
بشر بن أبي حازم
وأيدي الندى في الصالحين قروض
مهلهل
من امثاله السائرة قوله :
لم أكن من جنانها علم الله
وإني بحرها اليوم صال
طرفة
من أمثاله السائرة على وجه الدهر قوله :
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
وكان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يتمثل به ولا يقيم وزنه . وكان ابن عباس يقول أنه كلام نبي . ومن أمثال طرفة قوله :  ما أشبه الليلة بالبارحة . وقوله : إذا ذل مولى المرء فهو ذليل
لقيط بن معبد
من امثاله السائرة قوله من قصيدة :
قوموا قياماً على أمشاط أرجلكم
ثم افزعوا قد ينال الأمر من فزعا
ومنها :
هيهات ما زالت الأموال مدأبة
لأهلها أن أصيبوا مرة تبعا
عنترة بن شداد
من قوله : والكفر مخبثة لنفس المنعم .  طفيل الغنوى
إن النساء كأشجار نبتن لنا
مهن مر وبعض المر مأكول
إن النساء متى ينهين عن خلق
فإنه واجب لا بد مفعول
الأضبط بن قريع
قد يجمع المال غير آكله
ويأكل المال غير من جمعه
فاقبل من الدهر ما أتاك به
من قرعينا بعيشه نفعه
عدي بن زيد
من أمثاله السائرة في جوامع كلمه قوله :
كفى واعظاً للمرء أيام دهره
تروح عليه النائبات وتغتدي
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
وقوله :
لو بغير الماء حلقى شرقت
كنت كالغصان بالماء اعتصاري
الشنفرى
قال الأصمعي : لم توصف المرأة بأوجز وأحسن من قوله :  فدقت وجلت واسبكرت وأكملت
فلوجن إنسان من الحسن جنت
أبو الطمحان العتيني
قال دعبل أمدح بيت قالته العرب في الجاهلية قول أبي طمحان :
أضآت لهم أحسابهم ووجوههم
دجى الليل حتى نظم الجذع ثاقبه
الأعشى واسمه ميمون بن قيس
من أمثاله السائرة في جوامع كلمه قوله في الخمر :  وكأس شربت على لذة
وأخرى تداويت منها بها
ووقع الإجماع على أن أهجي بيت للجاهلية قوله :
تبيتون في المشتا ملاء بطونكم
وجاراتكم غرثى يبتن خماصا
وأن أمدح بيت لهم قوله :
يبيتون في المشتا خماصاً وعندهم
من الزاد فضلات تعد لمن يقرى
إذا ضل عنهم ضيفهم رفعوا له
من النار في الظلماء ألوية حمرا
لبيد بن ربيعة
في الخبر إن أصدق كلمة قالها شاعر قول لبيد :
الأكل شيء ما خلا الله باطل
وكل نعيم لا محالة زائل
وقيل لبشار بن برد أخبرنا يا أبا معاذ عن أجود بيت للعرب فقال : إن تفضيل بيت على أشعار العرب لشديد ولكن أحسن كل الإحسان . واوجز واعجز لبيد في قوله :
أكذب النفس إذا حدثتها
إن صدق النفس يزري بالأمل  النمر بن تولب
من أمثاله السائرة في جوامع كلمه قوله :
يود الفتى طول السلامة جاهداً
فكيف ترى طول السلامة تفعل
وفي معناه لحميد بن ثور :
أرى بصري قد رابني بعد صحة
وحسبك داءان تصح وتسلما
الجعدي
ودعوت ربي بالسلامة جاهداً
ليصحني فإذا السلامة داء
واحسن وأوجز وأبلغ من هذا كله قول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ( كفى بالسلامة داء ) .
حسان بن ثابت
من احاسن حسان في جوامع كلمه قوله :
وإن امرأ يمسي ويصبح سالماً
من الناس إلا ما جنى لسعيد
فأجازه ابنه سعيد بقوله :
وإن امرأ نال الغنى ثم لم ينل
صديقاً ولا ذا حاجة لسعيد
ثم أجازه ابنه عبد الرحمن بقوله :
وإن امرأ عادى أناساً على الغنى
ولم يسأل الله الغنى لحسود
الحطيئة
يقال أن أوجع هجاء الإسلاميين قوله :  دع المكارم لا ترحل لبغيتها
ةاقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
وأمير شعره قوله :
من يفعل الخير لا يعدم جوائزه
لا يذهب العرف بين الله والناس
أبو ذؤيب الهذلي
قيل أن هذيل أشعر قبائل العرب وأبا ذؤيب أشعر هذيل وأمير شعره وغرة كلامه قصيدته في الرثاء التي أولها :
أمن المنون وريبها تتوجع
والدهر ليس بمعتب من يجزع
وأعمر بيوتها قوله :
والنفس راغبة إذا رغبتها
وإذا ترد إلى قليل تقنع
وكان يقول الأصمعي : هو أبرع بيت للعرب وأحسن ما في القصيدة قوله :
وتجلدي للشامتين أريهم
إني لريب الدهر لا أتضعضع  فإذا المنية أنشبت أظفارها
ألفيت كل تميمة لا تنفع
عبادة بن الطيب
كان عمر بن الخطاب يتعجب من جوده :
والمرء ساع لأمر ليس يدركه
والعيش شح وإشفاق وتأميل
وبقوله ما أحسن ما قسم . ومن أمثاله السائرة قوله :
فما كان قيس هلكه هلك واحد
ولكنه بنيان قوم تهدما
عمرو بن معدي كرب
من أمثاله السائرة في جوامع كلمه قوله :
إذا لم تستطع شيئاً فدعه
وجاوزه إلى ما تستطيع
ويقال أن أهجى شعر العرب قوله :
( ظللت كأني للرماح دريئة
أقاتل عن أبناء جروم وفرت
أبو الأسود الدؤلي
من أمثاله السائرة في جوامع كلمة قوله .
لا تهني بعد إكرامك لي
إن هذي عادة منتزعه  لا يكن برقك برقاً خلبا
إن خير البرق ما الغيث معه
الفرزدق
من وسائط قلائده في جوامع كلمه قوله :
قوارص تأتيني ويحتقرونها
وقد يملأ القطر الإناء فيفعم
وقوله :
وأنا وسعداً كالفصيل وأمه
إذا وطئته لم يضره اعتمادها
وقوله :
ليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزرا
مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا
جرير
يقال أن أغزل شعره قوله :
إن العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
وأمدح شعره قوله :
ألستم خير من ركب المطايا
وأندى العالمين بطون راح  سأشكر إن رددت عليّ ريشي
وأثثت القوادم من جناحي
وأفخر شعره من قوله :
إذا غضبت عليك بنو تميم
حسبت الناس كلهم غضابا
وأهجى شعره قوله :
فغض الطرف إنك من نمير
فلا كعباً بلغت ولا كلابا
وأصدق شعره قوله :
إني لأرجو منك خيراً عاجلاً
والنفس مولعة بحب العاجل
وأظرف شعره قوله :
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً
أبشر بطول سلامة يا مربع
وأحسن أمثاله قوله :
ابن الكريمة ينصر الكرم ابنها
وابن اللئيمة للئام نصور
وقوله :
وابن اللبون إذا ما لز في قرن
لم يستطع صولة البزل القناعيس  الأخطل
أمير شعره قوله من قصيدة في بني أمية .
شمس العداوة حتى تستفاد لهم
وأعظم الناس إجلالً إذا قدروا
وفيها :
إن العداوة تلقاها وإن قدمت
كالعز يكمن حيناً ثم ينتشر
وفيها :
ضجوا من الحرب إذ غضت غواربهم
وقيس غيلان من أخلاقها الضجر
وفيها :
وأقسم المجد حقاً لا يحالفهم
حتى يحالف بطن الراحة الشعر
وفيها :
لقد أفروا وهم مني على مضض
والقول ينفذ مالاً تنفذ الإبر
وأصدق بيت له قوله :
والناس همهم الحياة ولا أرى
طول الحياة يزيد غير خبال  وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد
ذخراً يكون كصالح الأعمال
القطامي
من جوامع كلمه ووسائط قلائده قوله من قصيدة :
وخير الرأي ما استقبلت منه
وليس بأن تتبعه اتباعا
ومنها :
أراهم يغمرون من استعزوا
ويجتنبون من صدق المضاعا
وقوله من أخرى
والناس من يلق خيراً قائلون له
ما يشتهي ولام المخطيء الهبل
قد يدرك المتأني بعض حاجته
وقد يكون من المستعجل الزلل
وربما فات قوماً جل أمرهم
من التأني وكان الحزم لو عجلوا
والعيش لا عيش غلا ما تقر به
عين ولا حال إلا سوف ينتقل  الكميت بن زيد
من أمثاله السائرة في أبيات قصيدته قوله :
فيا موقداً ناراً لغيرك ضوءها
ويا حاطباً في حبل غيرك تحطب
وقوله :
إذا لم يكن إلا الأسنة مركب
فلا رأي للمضطر إلا ركوبها
وقوله :
وهل ظنون امرئ إلا كأسهمه
والنبل إن هي تخطئ مرة تصب
الراعي واسمه عبيد بن حصين
كنت أظن أن المعتز أبا عذرة هو القائل أهل الدنيا كسطور في صحيفة كلما طوى بعضها نشر بعضها فإذا هو آخذه من شعر الراعي فألم به ونسج على منواله وأخفى السرقة فأحسن جداً :
إن الزمان الذي ترجى هوادنه
يأتي على الحجر القاسي فينفلق
ما الدهر والناس إلا مثل واردة
إذا مضى عنق منها أتى عنق
عدي بن الرقاع
لا يعرف لأحد مثل قوله في وصف الظبية  والغزال من قصيدة :
تزجي أغن كان إبرة روقه
قلم أصاب من الدواة مدادها
الأقوال بن المعتز
ومنه أخذ وعلى قالبه ضرب :
قد اطلعت ابن القرون كأنها
أخذ المراود من سحيق الأثمد
ومن قصيدة عدي :
صلى الإله على امرئ ودعته
وأتم نعمته عليه وزادها
ولا يعرف مثل قوله في وصف المرأة :
وكأنها بين النساء أعارها
عينيه أحور من جآذر طاسم
وسنان أقصده النعاس فرنفقت
في عينه سنة وليس بنائم
كثير عزة
من قلائد وغرر قصائده قوله :
وإني وتهيامي بعزة بعدما
تخليت مما بيننا وتخلت  إذا لم تجئ ظل الغمامة كلما
تبوأ منها للمقيل اضمحلت
ومن القصيدة قوله :
فقلت لها يا عز كل مصيبة
إذا ذللت يوماً لها النفس ذلت
ومن أمثاله السائرة وحكمه البالغة قوله :
ومن لم يغمض عينه عن صديقه
وعن بعض ما فيه يمت وهو غالب
ومن يتتبع جاهداً كل عثرة
يجدها ولا يسلم له الدهر صاحب
الأحوص بن محمد الأنصاري
من أمثاله السائرة في وسائط قلائده قوله :
يا بيت عاتكة الذي أتعزل
حذر العدى وبه الفؤاد موكل
إني لأمنحك الصدود وإنني
قسماً إليك مع الصدود لأميل
جميل بن معمر
يقال أنه أغزل نظرائه وأغزل شعره قوله :
خليليّ هل أبصرتما أو سمعتما
قتيلاً بكى من حب قاتله قبلي  ومن أمثاله السائرة :
كلوا اليوم من رزق الإله وأبشروا
فإن على الرحمن رزقكم غدا
عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة
من عيون شعره الجارية مجرى الأمثال السائرة قوله :
ليت هنداً أنجزتنا ما تعد
وشفت غلتنا مما نجد
واستبدت مرة واحدة
إنما العاجز من لا يستبد
وقوله :
قالت ترقي عيون الحي إن لها
عيناً عليك إذا ما نمت لم تنم
نصيب
يقال أن أمير شعره قوله :
فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله
ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب
إبراهيم بن هرمة
من عزيز أمثاله السائرة قوله :
وإني وتركي ندى الأكرمين
وقدحي بكفك زنداً شحاحا  كتاركة بيضها بالعراء
وملبسة بيض أخرى جناحا
وقوله :
يحب المديح أبو جابر
ويجزع من صلة المادح
ومن أحاسنه :
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه
خلق وجيب قميصه مرقوع
ومن ملحه :
أرى طيب الحلال لديّ خبثاً
وطيب العيش في خبث الحرام
أبو دهبل الجمحي
هو كثير الملح والمحاسن وليس له احسن من قوله :
وكيف أنساك لا أيديك واحدة
عندي ولا بالذي أوليت من قدم
قال القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز قد نفى عنه جميع وجوه  النسيان بأوجز لفظه وأحسنه .
بشار بن برد
ويقال ابن برد أستاذ المحدثين وصدرهم وبدرهم وأعجوبة الدنيا لأنه كان أعمى أكمه ولد كذلك وقال مثل قوله :
كان مثار النقع فوق رؤوسهم
وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
وكقوله :
وتراه بعد ثلاث عشرة قائماً
مثل المؤذن شك يوم سحاب
ومن أمثاله السائرة الفاخرة قوله :
إذا كنت في كل الأمور معاتباً
صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى
ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
وقوله :
الحر يلحى العصى للعبد
وليس للمخلف مثل الرد  وقوله :
وصاحب كالدمل المجد
حملته في رقعة من جلدي
وقال هارون المنجم : أشعر بيت في الغزل من شعر المحدثين قول بشار :
أنا والله أشتهي سحر عيني
ك وأخشى مصارع العشاق
ومن بدائعه قوله :
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة
والأذن تعشق قبل العين أحيانا
وقوله :
تاتي المقيم وما سعى حاجاته
عدد الحصى ويخيب سعي الناصب
وقوله :
وإذا جفوت قطعت عنك منافعي
والدر يقطعه جفاء الحالب  وقال أبو نواس :
أحببت من شعر بشار لحبكم
بيتاً لهجت به من شعر بشار
يا رحمة الله حلي في منازلنا
وجاورينا فدتك النفس من جار
حماد عجرد
عزة شعره ما أنشده له ابن المعتز ورواه غيره لبشار ولأيهما كان فهو من خير الكلام وسحر البيان :
ظل اليسار على العباس ممدود
وقلبه أبداً بالبخل معقود
إن الكريم لتخفى عنك عسرته
حتى تراه غنياً وهو مجهود
إذا تكرمت أن تعطي القليل ولم
تقدر على سعة لم يظهر الجود
أورق بخير يرجى للنوال فما
ترجى الثمار إذا لم يورق العود
قال الرياشي : قال بشار : أهجى بيت هجي به أحد هو بيت العبد الذي هجاني يعني قول حماد عجرد  نسبت إلى برد وآنت لغيره
فهيهات أن يدري لمثلك من نسب
وكان قد تهيأ ابن الفاعلة في هجاءي بهذا البيت ما لم يتهيأ بجرير والفرزدق وقد تهاجيا أربعين سنة ولما سمع قوله فيه :
شبيه الوجه بالقرد
إذا ما عمي القرد
بكى وقال يراني ابن الفاعلة فيعفني ولا أراه فأصفه .
أبو العتاهية اسماعيل بن القاسم
قال إسحاق الموصلي : أنشدني إسحاق بن مخلد الرازي لأبي العتاهية :
ما إن يطيب لذي الرعا
ية للأيام لا لعب ولا لهو
إذ كان يسرف في مسرته
فيموت من أجزائه جزو
فقلت ما أحسنهما أهكذا تقول والله إنهما روحانيان بين السماء والأرض وكان الجاحظ يقول في قول أبي العتاهية :
إن الشباب حجة التصابي
روائح الجنة في الشباب
فمعنى الظرف الذي لا تقدر على معرفته القلوب وتعجز عن ترجمته الأسن إلا بعد التطويل وإدامة التنكير وخير المعاني ما كان القلب إلى قبوله أسرع من اللسان إلى وصفه ومن أمثاله السائرة  الفاخرة قوله :
لو رأى الناس نبياً
سائلاً ما وصلوه
أنت ما استغنيت عن صا
حبك الدهر أخوه
فإذا احتجت إليه
ساعة محبك فوه
و قوله :
وما الموت إلا رحلة غير أنه
من المنزل الفاني إلى المنزل الباقي
ومن قوله في الغزل :
أعلمت عتبة أنني
منها على شرف مطل
وشكوت ما ألقى إليه
ا والمدامع تستهل
حتى إذا أبرمت ما
أشكوكما يشكو الأذل
قالت فأي الناس يع
لم ما تقول فقلت كل
قال ابن المعتز أجمع أهل الأدب على أنهم لم يسمعوا قافية أحق بمكانها من قوله . فقلت كل . ومن أحسن شعر قيل في خليفة قوله في المهدي :  أتته الخلافة منقادة
إليه تجرر أذيالها
فلم تك تصلح إلا له
ولم يك يصلح إلا لها
ولو نالها أحد غيره
لزلزت الأرض زلزالها
ومن جوامع كلمه وروائع غرره قوله :
يا رب أنت خلقتني
وخلقت لي وخلقت مني
سبحانك اللهم عا
لم كل عيب مستكن
ما لي شرك طاقة
يا سيدي إن لم تعني
أبو النواس
كان المأمون يقول : لو نطقت الدنيا لما وصفت نفسها بأحسن من قول أبي النواس :
ألا كل حي هالك وابن هالك
وذو نسب في العالمين عريق
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت
له عن عدو في ثياب صديق
قال سفيان بن عيينة أحسن والله وأظرف شاعركم في قوله :  يا قمراً أبصرت في مأتم
يندب شجواً بين أتراب
يبكي فيذري الدر من نرجس
ويلطم الورد بعناب
وإذا أعجب به سفيان مع زهده وورعه فما الظن بغيره وقال هارون بن علي المنجم أجمع أهل العلم بالشعر على أن أجود بيت للمحدثين في المدح قول أبي نواس في الفضل بن الربيع :
لقد نزلت أبا عباس منزلة
ما إن ترى خلفها الأبصار مطرحاً
وكلت بالدهر عيناً غير غافلة
من جود كفك تأسو كل من جرحا
ومن غرر مدائحه قوله فيه أيضاً :
أنت على ما بك من قدرة
فلست مثل الفضل بالواجد
أوجده الله فما مثله
لطالب فيه ولا ناشد  وليس لله بمستنكر
أن يجمع العالم في واحد
وقوله في الأمين :
إذا نحن أثنينا عليك بصالح
فأنت كما نثني وفوق الذي نثني
وإن جرت الألفاظ يوماً بمدحة
لغيرك إنساناً فأنت الذي تعني
وقوله في الخصيب :
فتى يشتري حسن الثناء بماله
ويعلم أن الدائرات تدور
فما جازه جود ولا حل دونه
ولكن يصير الجود حيث يصير
ومن أمثاله السائرة قوله :
لا أذود الطير عن شجر
قد بلوت المر من ثمره
و قوله :
صار جداً ما مزحت به
رب جسد جره اللعب
وقوله :
كفى حزناً إن الجواد مقتر
عليه ولا معروف عند بخيل  سلم بن عمرو
من احسن ما قيل في الإزعاج لغضب الملوك والتلطف لاستجلاب رضاهم قول سلم في المهدي :
إني أتتني عن المهدي مألكة
تظل من خوفها الأحشاء تضطرب
كيف الفرار ولم أبلغ رضى ملك
تبدو المنايا بكفيه وتحتجب
إني أعوذ بخير الناس كلهم
وأنت ذاك بما تأتي وتجتنب
وانت كالدهر مبثوثاً حبائله
والدهر لا ملجأ منه ولا هرب
ولو ملكت عنان الريح أصرفه
في كل ناحية ما فاتك الطلب
ولما أنشد للرشيد قصيدته التي يقول فيها :
ملك كأن الشمس فوق جبينه
متهلل الإمساء والإصباح  وإذا حللت ببابه ورواقه
فانزل بسعد وارتحل بنجاح
قال هكذا فليمدح الملوك وامر له بمائة ألف درهم ومن أمثاله السائرة قوله :
من راقب الناس مات غماً
وفاز باللذة الجسور
لولا منى العاشقين ماتوا
غماً وبعض المنى غرور
وقوله :
لا تسأل المرء عن خلائقه
في وجهه شاهد من الخبر
منصور النمري
غرة شعره قوله من قصيدة في الرشيد وهي من أحسن وأبدع ما قيل في التأسف على الشباب :
ما تنقضي حسرة مني ولا جزع
إذا ذكرت شباباً ليس يرتجع
ما كنت أو في شبابي كنه غرته
حتى انقضى فإذا الدنيا له تبع  فحكي ان الرشيد لما سمع هذا البيت بكى وقال : يا نمري ما خبر دنيا لا تخطر فيها برد الشباب ومن القصيدة :
إن المكارم والمعروف أودية
أحلك لله منها حيث تجتمع
إن أخلف القطر لم تخلف مخائله
أو ضاق امر ذكرناه فيتسع
ويقال أن الرشيد أعطاه على هذا البيت مائة ألف درهم ومن أمثاله السائرة قوله :
أرى شيب الرجال من الغواني
بموضع شيبهن من الرجال
وقوله :
أقلل عتاب من اغتررت بوده
ليست تنال مودة بقتال
وقوله :
إن المنية والفراق لواحد
أوتو امان تراضعا بلبان  أشجع بن عمرو
غرة شعره وأمير كلامه قصيدة الرشيديه وأحسن ما فيها قوله :
وعلى عدوك يا ابن عم محمد
ضدان ضوء الصبح والأظلام
فإذا تنبه رعته وإذا هدا
سلت عليه سيوفك الأحلام
وكان جعفر بن يحيى يقول : ما مدحت بأحب إلي من عينية أشجع يعني قصيدته التي يقول فيها :
يريد الملوك مدى جعفر
ولا يصنعون كما يصنع
وكيف ينالون غاياته
وهم يجمعون ولا يجمع
وليس بأوسعهم في الغنى
ولكن معروفه أوسع
فما خلفه لامرئ مطلب
ولا لامرئ دونه مطمع  بديهته مثل تدبيره
متى جئته فهو مستجمع
ومن غرره النادرة قوله في الفضل بن يحيى :
انتجع الفضل أو تخل من الدن
يا فهاتان غايتا الهمم
كلثوم بن عمرو الغساني
من روائع كلامه قوله :
ذريني تجئني منيتي مطمئنة
ولم أتجشم هول تلك الموارد
فإن عليات الأمور مشوبة
بمستودعات من بطون الأوساد
ومن كلامه الكتابي قوله :  وها أنا مغض عن هواك وصابر
على حد مصقول الغرارين قاضب
ومنتزع عما كرهت وجاعل
مثالك نصباً بين عيني وحاجبي
أبو الشيص
من عيون أمثاله السائرة قوله :
لا تنكري صدي ولا أعراضي
ليس المقل عن الزمان براض
ومن نادر كلامه الذي لم يسبق إليه قوله :
كريم يغض الطرف فضل حياته
ويدنو وأطراف الرماح دوان
فكالسيف إن لاينته لان متنه
وحداه إن خاشنته خشنان
وقوله في موت الرشيد وقيام الأمين :
جرت جوار بالسعد والنحس
فنحن في وحشة وفي أنس
العين تبكي والسن ضاحكة
فنحن في مأتم وفي عرس
يضحكنا القائم الأمين وتبكي
نا وفاة الرشيد بالأمس  بدر ببغداد بات في رغد
وبات بدر بطوس في الرمس
مسلم بن الوليد صريع الغواني
من فرائد قلائده وأبيات قصائده قوله :
حسبي بما أدت الأيام تجربتي
سعى عليّ بكأسيها الجديدان
دلت على عيبها الدنيا وصدقها
ما استرجع الدهر مما كان أعطاني
وقوله في المرثية :
أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه
فطيب تراب القبر دل على القبر
وقوله في الهجاء ويقال أنه أهجى شعر المحدثين :
أما الهجاء فدق عرضك دونه
والمدح عنك كما علمت جليل
ويقال قوله :
قبحت مناظرهم فحين بلغتهم
حبست مناظرهم لقبح المخبر  أبو يعقوب الجرمي
من غرره التي لم يستبق إليها :
بلاه أبو الفضل في جوده
وهل يملك البحر أن لا يفيضا
وقوله :
إذا ما مات بعضك فابك بعضا
فبعض الشيء من بعض قريب
وقوله :
وأعددته ذخراً لكل وليمة
وسهم الرزايا بالذخائر مولع
العباس بن الأحنف
كان البحتري يقول العباس أغزل الناس وأغزل شعره قوله :
أحرم منكم بما أقول وقد
نال به العاشقون من عشقوا
صرت كأني ذبالة نصبت
تضيء للناس وهي تحترق
ومما يجري مجرى المثل من غرر شعره قوله :
نزوركم لا نكافيكم بجفوتكم
إن المحب إذا لم يستزر زارا  يقرب الشوق داراً وهي نازحة
من عالج الشوق لم يستبعد الدارا
محمد بن أبي أمية الكاتب
أنشد يوماً أبا العتاهية قوله :
رب وعد منك لا أنساه لي
واجب الشكر وإن لم تفعل
أقطع الدهر بظن حسن
وأجلى كربة لا تنجلي
كلما أملت يوماً صالحاً
عرض المكروه دون الأمل
وأرى الأيام لا تدني الذي
أرتجي منك وتدني اجلي
فجعل أبو العتاهية يبكي ويقبل رأسه ويقول بودي أنه لي بألف بيت من شعري .
الحكيم بن قنبر
لا يعرف لأحد مثل قوله :
مستقبل بالذي يهوى وإن كثرت
فيه الذنوب ومعذور بما صنعا  في وجهه شافع يمحو إساءته
من الفنون وجيه حيثما شفعا
ومن أمثاله السائرة قوله :
ومن دعا الناس إلى ذمه
ذموه بالحق وبالباطل
مقالة السوء إلى أهلها
أسرع من منحدر سائل
المخيم الراسبي
كان منقطعاً إلى محمد بن يزيد بن منصور فكسب معه ألف درهم فلما مات اتصل بمحمد ابن يحيى بن خالد فأساء صحبته فقال فيه وهو أحسن وأجود وأسير ما قيل في معناه :
شتان بين محمد ومحمد
حي أمات وميت أحياني
فصحبت حياً في عطايا ميت
فبقيت مشتملاً على الخسران
أحمد بن الحجاج
كان المطلب بن عبد الله بن ملك الخزاعي متوفراً عليه مذ قال فيه :
ما زرت مطلباً إلا لمطلب
ذو همة بلغتني أو كذا السبب  أفردته برجائي أن يشاركه
وفي الوسائل أو ألقاه بالكتب
فلما مات المطلب قال فيه :
زمني بمطلب سقيت زماناً
ما كنت إلا روضة وجنانا
من جاد بعدك كان جودك فوقه
لم أرض بعدك كائناً من كانا
أصلحتني بالجود بل أفسدتني
فتركتني أتسخط الإحسانا
أبو عيينة محمد بن عيينة المهلبي
من ملح غرره قوله :
جسمي معي غير أن الروح عندكم
فالروح في غربة والجسم في وطن
فليعجب الناس مني أن لي بدنا
لا روح فيه ولي روح بلا بدن
وقوله :
أرى عهدها كالورد ليس بدائم
ولا خير فيمن لا يدوم له عهد  وعهدي لها كالآس حسناً ونضرة
له بهجة تبقى إذا ما مضى الورد
ومن سوائر أمثاله قوله في خالد بن عمه :
خالد لا أبواه
كان والكلب سواء
لو كما ينقص يزدا
داذاً نال السماء
وقوله فيه :
أبوك لنا غيث نعيش بسيبه
وأنت جواد لست تبقي ولا تذر
له أثر في كل عام يسرنا
وأنت تعفي دائماً ذلك الأثر
أخوه عبد الله بن محمد بن عيينة
من وسائط قلائده قوله :
هو الصبر والتسليم لله والرضى
إذا نزلت بي خطة لا أشاؤها
إذا نحن أبنا سالمين بأنفس
كرام رجت أمراً فخاب رجاؤها  بأنفسنا خير الغنيمة أنها
تؤوب وفيها ماؤها وحياؤها
وقوله :
ما أنت إلا كلحم ميت
دعا إلى اكله اضطرارا
عبد الملك بن عبد الرحيم الحلاج
قوله من قصيدة كلها غرر :
ما يبلغ الأعداء من جاهل
ما يبلغ الجاهل من نفسه
صالح بن عبد القدوس
أمير شعره الذي لم يقل مثله :
وما زرتكم عمداً ولكن ذا الهوى
إلى حيث يهوى القلب تهوى به الرجل
أبو محمد التيمي
من غرار كلامه قوله :
إذا ما مضى القوم الذي أنت فيهم
وخلفت في قرن فأنت غريب
وإن امرأ قد سار سبعين حجة
إلى منهل من ورده لقريب
وقوله في الفضل بن سهل :
ترى عظماء الناس للفضل خشعاً
إذا ما بدا والفضل لله خاشع  تواضع لما زاده الله رفعة
فكل رفيع عنده متواضع
محمد بن عبد الله العتبي
من أمثاله السائرة قوله :
قالت رأيتك مجنوناً فقلت لها
إن الشباب جنون برؤه الكبر
محمد بن كنابيه
غرة كلامه قوله :
فيّ انقباض وحشمة فإذا
لقيت أهل الوفاء والكرم
أرسلت نفسي على سجيتها
وقلت ما شئت غير محتشم
المؤمل بن أميل
أمير شعره ودرة تاجه قوله من قصيدة :
إذا مرضتم أتيناكم نعودكم
وتذنبون فنأتيكم فنعتذر
لا تحسبوني غنياً عن مودتكم
إني إليكم وإن أثريت مفتقر
الحسن بن الضحاك خليع
من غرر ملحه قوله في العتاب :  أين عطف الأديب في بلد الغ
ربة جوداً على ذوي الآداب
أنا في ذمة السحاب واظما
إن هذه لوصمة في السحاب
محمود بن الحسن الوراق
من أمثاله السائرة قوله :
تعصي الإله وأنت تظهر حبه
هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيع
وقوله :
فلو كان يستغني عن الشكر ماجد
لعزة نفس أو علو مكان
لما أمر الله العباد بشكره
فقال اشكروني أيها الثقلان
خالد الكاتب
زبدة كلامه قوله :
رقدت فلم ترث للساه
د وليل المحب بلا آخر  ولم تدر بعد ذهاب الرق
اد ما فعل الدهر بالناظر
إبراهيم بن المهدي
من أحسن قلائده الفاخرة قوله في المأمون :
ما إن عصيتك والغواة تمدني
أسبابها إلا بنية طائع
فعفوت عمن لم يكن عن مثله
عفو ولم يشفع إليك بشافع
وقوله :
ذنبي إليك عظيم
وأنت للعفو أهل
فإن عفوت ففضل
وإن أخذت فعدل
عبد الصمد بن المعتدل
من أحسن كلامه قوله :
تكلفني إدلال نفسي لعزها
وهان عليها إن أهان لتكرما
تقول سل المعروف يحيى بن أكتم
فقلت سلي المفضال يحيى بن أكتما
بكر بن النطاح
من أحاسن كلامه قوله من قصيدة :  فرعا تسحب من قيام شعرها
وتغيب فيه وهو جف أسحم
فكأنها فيه نهار مشرق
وكأنه ليل عليها مظلم
ومنها :
يا طالباً للكيمياء ونفعها
مدح بن عيسى الكيمياء الأعظم
و لم يكن في الأرض إلا درهم
ومدحته لأتاك ذاك الدرهم
علي بن جبلة الكول
أمير شعره قوله في أبي دلف .
إنما الدنا أبا دلف
بين مغزاة ومختصره
فإذا ولى أبو دلف
ولت الدنيا على أثره
وقوله في حميد الطوسي :
دجلة تسقي وأبو غانم يطع
م من تسقي من الناس
الناس جسم وإمام الهدى
رأس وأنت العين في الراس  محمد بن أبي زرعة الدمشقي
من غرر شعره قوله :
لا ملوم مستقصر أنت في ال
بر ولكن مستعطف مستزاد
قد يهز الحسام وهو الحس
أم ويحب الجواد وهو جواد
وقوله في معنى آخر وهو غاية في بابه :
لا يؤنسنك إن تراني ضاحكاً
كم ضحكة فيها عبوس كامن
اسماعيل بن محمد الحمدوني
له في طيلسان بن حرب قرابة أربعين مقطوعة لا تخلو واحدة منها من معنى نادر ومثل سائر ومن أحاسن محاسنها قوله :
يا ابن حرب كسوتني طيلسانا
مل من صحبة الزمان وصدا
طال ترداده إلى الرفو حتى
لو بعثناه وحده لتهدى  وقوله :
وطيلسان لو كان لفظاً إذاً
ما شك خلق في أنه بهتان
وقوله :
كم رفوناه إذ تمزق حتى
بقي الرفو وانقضى الطيلسان
اسحاق الموصلي
من أحاسن ملحه قوله :
أحن إلى الأصيبية الصغار
وهاج لي الهوى قرب المزار
وكل مسافر يزداد شوقاً
إذا دنت الديار من الديار
محمد بن وهب الحميري
كان ابن عائشة القرشي يقول لأنا بوجدان ضالة الكلم أستر مني بوجدان ضالة النعم فإذا قيل له : ماذا قال : قول ابن وهب :
وإني لأرجو الله دوماً كأنني
أرى بجميل الظن ما الله صانع
ومن أمثاله السائرة قوله :
إذا ما بقيت على فرحة
فكل بلاء بها مولع  دعبل بن علي
أحسن بيت له به سار ذكره وعلا أمره قوله من قصيدة :
لا تعجبي يا سلم من رجل
ضحك المشيب برأسه فبكى
ومنها :
لا تأخذا بظلامتي أحدا
طرفي وقلبي في دمي اشتركا
ومن غرر شعره قوله :
سأقضي ببيت يحمد الناس أمره
ويكثر من أهل الرواية حامله
يموت رديء الشعر من قبل أهله
وجيده يبقى وإن مات قائله
أبو سعيد المخزومي
من ظرف أمثاله السائرة قوله :
ما أعجب الدهر في تصرفه
والدهر لا تنقضي عجائبه
وكم رأينا في الدهر من أسد
بالت على رأسه ثعالبه
وقوله :
ليس لبس الطيالس
من لباس الفوارس  لا ولا حومة الوغى
كصدور المجالس
وظهور الجياد غ
ير ظهور الطنافس
ليس من مارس الحرو
ب كمن لم يمارس
أبو تمام حبيب بن أوس
أحسن ما قيل في الحسين الحجاب قوله :
يا أيها الملك النائي برؤيته
وجوده لمراعي جوده كتب
ليس الحجاب بمقص عنك لي أملا
أن السماء ترجى حين تحتجب
وأحسن ما قيل في الحث على الأغراب قوله
وطول مقام المرء في الحي مخلق
لديباجتيه فاغترب يتجدد  فاني رأيت الشمس زيدت محبة
إلى الناس اذ ليست عليهم بسرمد
وأحسن ما قيل في حسن العهد قوله
وأن أولى البرايا أن تواسيه
لدى السرور لمن واساك في الحزن
أن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا
من كان يألفهم في المنزل الخشن
وأحسن ما قيل في ذم الشيب على كثرته قوله
غدا الشيب مختطا بفودي خطة
طريق الردى منها إلى النفس مهيع
هو الزرو يخفى والمعاشر ينزوي
وذ والآلف يقلى والجديد يرقع
له منظر في العين أبيض ناصع
ولكنه في القلب أسود أسفع
وسئل عن أمدح بيت له فأشار إلى قوله  فلو صورت نفسك لم تزدها
على ما فيك من كرم الطباع
ويقال بل قوله
لو أن اجماعنا في وصف سودده
في الدين لم يختلف في الملة اثنان
وقال أبو القاسم الامدى هو أشعر الناس في المرائي وليس له أجود
وأحسن من قوله فيها
ألا أن في كيف المنية مهجة
تظل لها عين العلى وهي تدمع
هي النفس أن تبك المكارم فقدها
فمن بين احشاء المكارم تنزع
وأحسن ما قيل في استتمام الصنائع قوله
أن ابتداء العرف مجد سابق
والمجد كل المجد في استمامه
هذا الهلال يروق أبصار الورى
حسنا وليس كحسنه لتمامه  ( أبو عبادة البحتري
كان أبو بكر الخوارزمي يقول غرر البحتري
ووسائط قلائده وأبيات قصائده أكثر من أن تحصى وعندي أن أفصح
أبياته وأبلغها وأجمعها للكثير من المعاني بالقليل من الالفاظ
فمن يرض بعد السخط كان على هدى
وليس لمن بعد الرضى يسخط اهتدا
فإن الرضا بعد العدا يكشف القلى
وأن العدا بعد الرضى يجلب الردى
وكان عبيد الله بن عبد الله يقول أبلغ بيت له قوله
وتماسكت حين زعزعني الدهر التماسا منه لنفسي ونكسي
وكان الصاحب بن عباد يقول أمدح شعر له قوله .
دنوت تواضعا وعلوت مجدا
فشأناك انحدار وارتفاع
كذالك الشمس تبعد أن تسامي
ويدنو الضوء منها والشعاع  وقوله
يذكر نيك والذكرى غناء
مشابه فيك طيبة الشكول
نسيم الروض في ريح شمال
وصوب المزن في راح شمول
وقول البحتري
أخجلتني بندي يديك فسودت
ما بيننا تلك اليد البيضاء
وقطعتني بالبر حتى انني
متخوف ألا يكون لقاء
وكان أبو القاسم الآمدي يقول قد أكثر الشعراء في ذكور الطلول
والدمن وليس فيها أحسن وأرق من قول البحتري .
دمن موائل كالنجوم فإن عفت
فبأي نجم في الصبابة تهتدي  ( علي بن الهجم
يقال أنه لما شبه نفسه في الحبس بالسيف
المغمود قال .
قالوا حبست فقلت ليس بضائري
حبسي وأي مهند لا يغمد
شبه نفسه في حال الصلب وهو عريان بالسيف المسلول . حكم له بانه
أشعر الناس فاذعنت له الشعراء وهابته الامراء ويقال أنه في المحدثين
كالنابغة إلى النعمان ومن غرره في ذلك قوله
عفا الله عنك لنا حرمة
تعوذ بعفوك أن أبعدا
ألم تر عبدا عدا طوره
ومولى عفا ورشيد هدى
ومفسد أمر تلافيته
فعاد فاصلح ما أفسدا
أفلني أقالك من لم يزل
يقيك ويصرف عنك الردى
وقوله
أن دون السؤال والاعتذار
خطة صعبة على الاحرار  وقوله
فارض للسائل الخضوع وللمذنب ذنبا غضاضة الاعتذار
وقوله
واستعذ منهما فبئس المقامان لاهل العقول والاخطار
( يزيد بن محمد المهلبي
من أبيات قصائده قوله
من تظنونه فقالوا جميعاً
ليس هذا إلا أبو عفان
العطوي واسمه محمد بن عبد الرحمن
من أحسن ما قيل في مدح الصبوح قوله :
إن شرب المدام سير لي الله
و وخير المسير صدر النهار
وقوله :
ما ترى يومنا وحسن ابتدائه
وندى أرضه وهطل سمائه
وقوله :
إن صدر النهار أنضر شطري
ه كما نضرة الفتى في فنائه  ومن غرر أحاسنه ذم كثرة الآصدقاء قوله :
لم أجد كثرة الأخلاء إلا
تعب النفس في قضاء الحقوق
فاصرف النفس عن كثير من الن
اس فما كل من ترى بصديق
ومن قلائده :
يقولون قبل الدار جار موافق
وقبل طريق المرء أنس رفيق
فقلت وندمان الفتى قبل كأسه
فما حب كأس المرء مثل صديق
ولم أسمع في الاستزارة ألطف وأظرف وأخف من قوله :
كنت المعزي بفقدي
وعشت ما شئت بعدي
أهدى إليّ أخ لي
سليل مسك وورد
أرق من لفظ صب
يشكو حرارة وجد
كأنه إن بحثنا
بلا انتظار ووعد
فاخلع عليّ سروراً
بكونك اليوم عندي  عوف بن محمد الشيباني
أمير شعره قوله من قصيدة في عبد الله بن طاهر :
يا ابن الذي دان له المشرقان
وألبس العدل به المغربان
إن الثمانين وبلغتها
قد أحوجت سمعي إلى ترجمان
قوله وبلغتها حشو احسن من البيت وله نظائر قليلة قد جمعتها في بعض كتبي .
عتاب بن ورقا
أمير شعره قصيدته التي أولها :
أما صحا أما انتهى أم ارعوى
أما رأى الشيب بفوديه بدا
وأمير هذه القصيدة قوله في التأسف على الشباب :
سقيا لأيام الشباب وله
غادرني من بعده بادي الاسى
أكان ربعاً ذا أنيس فعفا
أم كان برداً ذا شباب فنضا
وقوله :
إن الليالي للأنام مناهل
تطوى وتبسط بينهما الأعمار  القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني
: من ملحه وظرفه قوله :
أفدي الذي قال وفي كفه
مثل الذي أشرب من فيه
الورد قد اتبع في وجنتي
قلت فمي باللثم يجنيه
وقوله ولم أسمع في التعريض بالالتحاء أحسن وأملح منه .
قد برح الحب بمشتاقك
فأوله أحسن أخلاقك
لا تجفه وارع له حقه
فإنه آخر عشاقك
وقوله في فصل الحبيب :
يا ليت عيني تحملت ألمك
بل ليت نفسي تقسمت سقمك
وليت كف الطبيب إذ فصدت
عرقك أجرت من ناظريّ دمك
أعرته صبغ وجنتيك كما
تعيره إن لثمت من لثمك
كفك من جد مبضعه فالح
ظ به العرق واربحن ألمك  ومن وسائط قلائده قوله من قصيدة صاحبية :
ولا ذنب للأفكار أنت تركتها
إذا احتشدت لم تنتفع باحتشادها
وإن نحن حاولنا اختراع بديعة
حصلنا على مسروقها ومعادها
ومن سائر معانيه قوله من أخرى :
يقولون لي فيك انقباض وإنما
رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما
إذا قيل هذا مورد قلت قد أرى
ولكن نفس الحر تحتمل الظما
ولم أقض حق العلم إن كنت كلما
بدا طمع صيرته لي سلما
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي
لأخدم من لاقيت لكن لا خدما
أاشقى به عرشاً وأخبيه ذلة
إذا فاتباع الجهل قد كان أسلما  ومن أخرى :
وقالو اضطرب في الأرض بالرزق واسع
ومن لي بما قالوا ورزقي ضيق
فإن لم يكن في الأرض حر يغيثني
ولم يك لي كسب فمن أين أرزق
أبو علي الحسن بن أحمد الجوهري الجرجاني
من وسائط قلائده قوله من قصيدة :
جنح الظلام فبادري بمدامة
بسطت إليك من العقيق جناحا
صهباء لو مرت بها قمرية
أذكت لديك بريشها مصباحا
رعت الزمان ربيعه وخريفه
فأتتك تهدي الورد والتفاحا
وقوله من أخرى :
يا ليلة غمضت عني كواكبها
ترفقي بجفون غمضها رمد
بكيت بعد دموعي في الهوى جلداً
وهل سمعت بباك دمعه جلد
تذوب نار فؤادي في الهوى برداً
وهل سمعت بنار ذوبها برد  ومن أخرى صاحبيه :
قدرت على قتلي بعدلك فاقتصد
وكنت على قتلي بسيفك أقدرا
وأقسم لو روّيت سيفك من دمي
لأورق بالود الصريح وأثمرا
وقوله :
ما إن لثمت بساط دارك خادماً
إلا ليلثم في ذراك ركابي
وقوله في الغزل :
ومعلف بالمسك في خديه
شطر يشوق العاشقين إليه
ما جاءه أحد ليسرق نظرة
إلا تصدق بالفؤاد عليه
وقوله :
من عاصمي يا ابن أبي عاصم
من لحظك المقتدر الظالم
يا خاتم الحسن أغث مدنفاً
صارت عليه الأرض كالخاتم
أبو الفياض سعد بن أحمد الطبري
من غرره وملحه قوله في الصاحب :
يد تراها أبداً
فوق يد وتحت فم  ما خلقت إذ خلقت
إلا لسيف وقلم
أبو علي بن أبي القاسم القاساني : من ظرفه وملحه قوله :
يا ليلة جمعتني والمدام ومن
أهواه في روضة تحكي الجنان لنا
لأشكرنك ما غنت مطوقة
على الغصون فقد طوقتنا مننا
ومن أفراد معانيه قوله في أكل العنب :
نهاني عذولي بل لحاني إذ رأى
ولوعي بالأعناب أكثر قضمها
فقلت له الصهباء كانت عشيقتي
وقد ألزمتني رقة الحال صرمها
فعللت بالأعناب نفسي كمنعظ
نأت عرسه عنه فواقع أمها
أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي
من وسائط قلائده قوله من قصيدة :
وشمس ما نبت إلا أرتنا
بأن الشمس مطلعها فضول
تزيد على السنين ضناً وحسناً
كما رقت على العتق الشمول
وقوله من أخرى :
مضت الشبيبة والحبيبة فالتقى
دمعان في الأجفان يزدحمان  ما أنصفتني الحادثات رمينني
بمودعين وليس لي قلبان
وقوله من أخرى :
خليليّ هل أبصرتما مثل أدمعي
نفدت وحق الله قبل نفادها
وقوله من أخرى :
قلت للعين حين شامت جمالا
من بروق كواذب الإيماض
لا تغرنك هذه الأوجه الغ
ر فيارب حية في رياض
وقوله من قصيدة أخرى
بحمد لا بحمد الناس أضحى
وكيلي ليس يكفيه وكيل
وكانوا كلما كالوا وزناً
فصرنا كلما وزنوا نكيل
وزدت من العيال وذاك أني
كتبت على لقائك من أعول
وقوله من أخرى :
لعمرك لولا آل بوية في الورى
لكان نهاري مثل ليل المتيم
هم جعلوني بين عبد وقينة
ودار ودينار وثوب ودرهم
وهم غمروني دائماً بصلاتهم
وصنت عن الإيطاء شعري فيهم  وقوله من أخرى صاحبية :
أقبل أشعاري إذا سمك حشوها
وأشتم ملبوسي لأنك بادله
وأخطر في حافات دار ملأتها
طرائف باقي العيش منها وحامله
وقوله :
بنيت الدار عالية
كمثل بنائك الشرفا
فلا زالت رؤوس عدا
ك في حيطانها شرفا
وقوله :
يا من يحاول صرف الراح يشربها
ولا يلف لما يهواه قرطاسا
الكأس والكيس لم يقض امتلاؤهما
ففرغ الكيس حتى تملأ الكاسا
وقوله :
عليك بإظهار التجلد للعدى
ولا يظهرن منك الدبول فتعثرا
ألست ترى الريحان يشتم ناضراً
ويطرح في الميضا إذا ما تغيرا
أبو الفضل أحمد بن الحسين الهمذاني البديع
من وسائط قلائده قوله من قصيدة :
يا دهر إن تك لا محالة مزعجي
عن خطتي ولكل دهر شان  فأعمد لراحلتي هراة فإنها
عدن وإن رئيسها عدنان
ومن أخرى في الأمير أبي علي :
وكاد يحكيك صوب الغيث منسكباً
لو كان طلق الحيا يهطل الذهبا
والدهر لو لم يخن والشمس لو نطقت
والليث لو لم يصد والبحر لو عذبا
أبو الحسين أحمد بن فارس
من ملحه لعمه قوله :
سقاها مدان الغيث لست بقائا
سوى ذا وفي الأحشاء نار تضرم
ومالي لا أصفي الدعاء الدعاء لبلدة
أفدت بها نسيان ما كنت أعلم
نسيت الذي أحسنته غير أنني
مدان وما في جوف كيسي درهم
وقوله :
إذا كنت في حاجة مرسلا
وأنت بها كلف مغرم
فأرسل حكيماً ولا توصه
وذاك الحكيم هو الدرهم
وقوله :
أسمع مقالة ناصح
جمع النصيحة والمقه  إياك واحذر أن تكو
ن من الثقات على ثقه
براكويه الريحاني
من قوله :
مضى العمر الذي لا يستعاد
ولما يقض من ليلي مراد
بكيت وذكرها عندي جديد
وشاب الرأس واسود الفؤاد
وقوله :
وأهيف نالت الأيام منه
غداة أظل عارضه السواد
تعرض لي ومرض مقلتيه
فما وريت له عندي زناد
وقلت ارجع وراءك فابغ نوراً
أجبت الآن إذ ظهر الفساد
فغيرك من يصيد بمقلتيه
وغنجهما وغيري من يصاد
أبو الفتح علي بن محمد البستي الكاتب
من وسائط قلائده قوله :
لما أتاني كتاب منك مبتسم
عن كل فضل وبر غير محدود
حكت معانيه في أثناء أسطره
آثارك البيض في أحوالي السود
وقوله :
إذا مللت لم يكن ذاهبه
فدعه فداولته ذاهبه  وقوله في مؤلف هذا الكتاب :
أخ لي ذكي الأصل والنفس والطبع
يحل محل العين مني والسمع
تمسكت منه إذ بلوت إخاءه
على حالتي رفع النوائب والوضع
وقوله :
إذا ازدرى ساقط كريماً
فلا يطولنّ ضيق صدره
فأكثر الناس منه كانوا
ما قدروا الله حق قدره
وقوله :
إذا تحدثت في قوم لتؤنسهم
بما تخبر عن ماض وعن آت
فلا تعيدنّ قولاً إن طبعهم
موكل بمعاداة المعادات
وقوله :
أراني الله وجهك كل يوم
لأسعد بالأمان وبالأماني
فوجهك حين ألحظه بعيني
يريني البشر في وجه الزمان  وقوله :
لا يستخفنّ الفتى بعدوه
أبداًَ وإن كان العدو ضئيلا
إن القذى يؤذي العيون قليله
ولربما جرح البعوض الفيلا
وقوله :
قد قلت لما أن قضى مالك
لا ردك الرحمن من هالك
أما وقد فارقتني فانتقل
من ملك الموت إلى مالك
أبو النضر محمد بن عبد الجبار العتبي
من غرر أحاسنه قوله في الغزل :
بنفسي من غدا ضيفاً عزيزاً
عليّ وإن لقيت به عذابا
ينال هواه من كبدي كبابا
ويشرب من دمي أبداً شرابا
وقوله في الاستراده :
لا تحسبن بشاشتي لك عن رضا
فو حق فضلك إنني أتملق
ولئن نطقت بشكر ربك إنني
بلسان حالي في الشكاية أنطق  وقوله :
أيا ضرة الشمس المنيرة بالضحى
ومن عجزت عن كنه أوصافه الورى
عذرتك إذا لم أحظ منك بنظرة
فأنت لعمري الروح والروح لا ترى
وقوله لأبي الطيب سهل بن محمد الصعلوكي يعزيه عن أبيه :
من مبلغ شيخ أهل العلم قاطبة
عني رسالة محزون وأوّاه
أولى البرايا بحسن الصبر ممتحنا
من كان منعاه توقيعاً من الله
عبد الصمد بن بابل
من وسائط قلائده قوله من قصيدة صاحبية :
أزرتك يا ابن عباد ثناء
كأن نسيمه شرق بداج
ولفظاً باهت الحلي الغواني
وأهدي منه للجدف الملاج
وقوله :
أنا نشوان من خمر الأماني
ونشوان الأماني غير صاح
وما قصرت في طلب ولكن
سل الحسناء عن بخت القباح  وقوله من أخرى :
يا قلب لا تنس فالغنى عرض
والله من كل فائت خلف
أموت صبراً ولا أرى ملكاً
يرقص في جلد أنفه الصلف
وقوله :
شربت على القذى ماء الأماني
معاقرة فأشرقني بريقي
وكنت أذم صرف الدهر حتى
عرفت به عدوي من صديقي
وله من قصيدة :
لله همتك التي من شأنها
جر الرماح على السماك الرامح
أبو الحسن بن الموسوي النقيب
من وسائط قلائده قوله لأبي اسحاق الصابي من قصيدة :
لقد تمازح قلبانا كأنهما
تراضعا بدم الأحشاء لا اللبن
أنت الكرى مؤنساً طرفي وبعضهم
مثل الكرى مانعاً عيني من الوسن
وقوله :
اشتر العز بما بي
ع فما العز بغال
بالقصار الصفر إن شئ
ت أو السمر الطوال  ليس بالمغبون عقلاً
مشتري عز بمال
إنما يدخر الما
ل لحاجات الرجال
وقوله في مرض وزير :
يا دهر ماذا الطروق بالألم
حام لنا عن مصدر الكرم
إن كنت لا بد آخذاً عوضاً
فخذ حياتي ودع حيا الأمم
لا در در السقام كيف رمى
طبيب أعمالنا من السقم
وقوله :
عجبت للدهر في تصرفه
وكل أحوال دهرنا عجب
يعاند الدهر كل ذي أدب
كأنه نال أمه الأدب
وقوله :
نحن والله في زمان غشوم
لو رأيناه في المنام فزعنا
أصبح الناس فيه من سوء حال
حق من مات منهم أن يهنا
وقوله :
تعستم جميعاً من وجوه لبلدة
تكفنهم لوم وجهل فأفرطا  أراكم تعيبون اللئام وأنتم
أراكم بطرق اللوم أهدى من القطا
وقوله في أبي رياش وقد ولي عملاً :
قل للوضيع أبي رياش لا تبل
ته كل تيهك بالولاية والعمل
ما ازددت حين وليت الأخة
كالكلب أنجس ما يكون إذا اغتسل
وقوله فيه :
يطير إلى الطعام أبو رياش
مبادرة ولو واراه قبر
أصابعه من الحلوي صفرى
ولكن الأخادع منه حمر
سيدوك الواسطي
له في ضعف شربه :
فديتك لو علمت بضعف شربي
لما جزعتني إلا بمسعط
وحسبك إن كرماً في جواري
أمر ببابه فأكاد أسقط
وقوله في الباقلي الرطب :
فصوص زبرجد في غلف دري
بأقماع حكت تقليم ظفري  وقد خاط الربيع لها ثياباً
لها لونان من بيض وحمر
ربيع للربيع بكل أرض
وبقل مائل لشراب خمر
وقوله :
لي حبيب يزهى بحسن عجيب
وبقد مثل القضيب الرطيب
أحرقت بالسواد فضة خدي
ه فقد أحرقت سواد القلوب
أبو الفتح بن الكاتب البكتمري
من طرفه وغرره قوله :
وروضة راضية عن الديم
وطئتها بناظري دون القدم
وصنتها صوني بالشكر والنعم وقوله :
قالوا بكيت دماً فقل
ت مسحت من خدي خلوقا
أبصرت لؤلؤ ثغره
فشربت من عيني عقيقا
لولا التمسك بالهوى
لغدوت في دمعي غريقا
أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدون
من أحاسن غرره قوله :
لم أؤاخذك بالجفاء لأني
واثق منك بالوفاء الصحيح  فجميل العدو غير جميل
وقبيح الصديق غير قبيح
وقوله :
أساء فزادته الإساءة حظوة
حبيب على ما كان منه حبيب
يعد عليّ الواشيان ذنوبه
ومن أين للوجه المليح ذنوب
وقوله :
وكنى الرسول عن الجواب تظرفاً
ولئن كنى فلقد علمنا ما عنى
قل يا رسول ولا تحاش فإنه
لا بد منه أسا بنا أم أحسنا
وقوله :
عدتني عن زيارته عواد
أقل مخوفها سمر الرماح
ولو أني أطعت رسيس شوقي
ركبت إليه أعناق الرماح
وقوله في الأسر :
إرث لصب بك قد زدته
على بلايا أسره أسرا
فهو أسير الجسم في بلدة
وهو أسير القلب في أخرى  وقوله في سيف الدولة :
بالكره مني واختيارك
ألا أكون خليف دارك
يا تاركي إني لشكر
ك ما حييت لغير تارك
وقوله في وصف ناقة وقد وجد من ذلك ما أملته العرب :
فيا بعد ما بين الكلال وبينها
ويا قرب ما يرجو عليها المسافر
ومن غرر حكمه قوله :
المرء نصب مصائب ما تنقضي
حتى يوارى جسمه في رمسه
فمؤجل يلقى الردى في أهله
ومعجل يلقى الردى في نفسه
وقوله :
إذا كان غير الله للمرء عدة
أتته الرزايا من وجوه المكاسب
أبو العشائر الحمداني
لم أسمع أظرف من قوله في الغزل :
للعبد مسئلة لديك جوابها
إن كنت تذكره فهذا وقته
ما بال ريقك ليس ملحاً طعمه
ويزيدني عطشاً إذا ما ذقته
أبو المطاع ذو القرنين بن ناصر الدولة أبي محمد
من غرره قوله :
أفدي الذي زرته بالسيف مشتملاً
ولحظ ناظره أمضى مضاربه  فما خلعت نجادا للعناق به
حتى لبست نجادا من ذوائبه
وكان أسعدنا في نيل بغيته
من كان في الحب أشقانا بصاحبه
وقوله :
لما التقينا معاً والليل يسترنا
من جنحه ظلم في طيها نعم
بتنا اعف مبيت باته بشر
ولا مراقب إلا الظرف والكرم
فلا مشى من وشى عند العذول بنا
ولا سعى بالذي يسعى بنا قدم
أبو محمد الفياضي كاتب سيف الدولة
من ظرفه وملحه قوله في غلام أثير لديه استوحش منه لميله إلى غلام آخر له اسمه إقبال :
أنكرت إقبالي على إقبالي
وخشيت أن يتساويا في الحال
هيهات لا تجزع فكل طريفة
ريح تهب وأنت رأس المال
وقوله :
قم فاسقني بين خفق الناي والعود
ولا تبع طيب موجود بمفقود
نحن الشهود وخفق العود خاطبنا
نزوج ابن سحاب بنت عنقود
أبو الطيب المتنبي
من وسائط قلائده وأبيات قصائده ومعجزات فرائده قوله لسيف الدولة :  كل يوم لك ارتحال جديد
ومسير للمجد فيه مقام
وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام
وقوله :
رأيتك في الذين أرى ملوكاً
كأنك مستقيم في محال
فإن تفق الأنام وأنت منهم
فإن المسك بعض دم الغزال
وقوله :
يجمشك الزمان هوى وحباً
وقد يؤذى من المقة الحبيب
وكيف تعلك الدنيا بشيء
وأنت لعلة الدنيا طبيب  وجسمك فوق همة كل داء
فقرب أقلها منه عجيب
وقوله :
نهبت من الأعمار ما لو حويته
لهنئت الدنيا بأنك خالد
وقوله :
ذكر الأنام لنا فكان قصيدة
كنت البديع الفرد من أبياتها
وقوله :
فإن يك سيار بن مكرم انقضى
فإنك ماء الورد إن ذهب الورد  وكان أبو بكر الخوارزمي يقول أمير الشعراء العصريين أبو الطيب وأمير شعره قصيدته التي أولها من الجآذر في زي الأعاريب . وأمير هذه القصيدة قوله :
أزورهم وسواد الليل يشفع لي
وأنثني وبياض الصبح يغري بي
ومن غرر قصائده التي لا مثل لها قوله :
ومن نكد الدنيا على الحران يرى
عدواً له ما من صداقته بد
وقوله :
ومن ركب الثور بعد الجوا
د أنكر أظلافه والغبب  وقوله :
لولا المشقة ساد الناس كلهم
لجود يفقر والأقدام قتال
وقوله :
هون على بصر ما شق منظره
فإنما يقظات العلم كالحلم
ولا تشك إلى خلق فتشمته
شكوى الجريح إلى الغربان والرخم  وقوله :
وكل امرئ يولي الجميل محبب
وكل مكان ينبت العز طيب
وكان الخوارزمي يقول أغزل بيت للعصريين قوله :
قد كنت أشفق من دمعي على نصري
فاليوم كل عزيز بعدكم هانا
؟
أبو الحسين الناشيء الأصغر
لم أسمع في ذم الملوك أحسن من قوله :
إذا أنا عاتبت الملوك فإنما
أخط بأقلامي على الماء أحرفا
وهبة أرعوى بعد العتاب ألم يكن
تودده طبعاً فصار تكلفاً
أبو القاسم الزاهي
أمين طرائفه قوله في النسب :
سفرن بدوراً واتقين أهلة
ومسن غصوناً والتفنن جآذراً  وأطلعن في الأجياد بالدر أنجما
جعلن لجنات الثغور ضرائراً
أبو الفرج الببغا
من غرر أحاسنه في الغزل قوله :
أو ليس من إحدى العجائب أنني
فارقته وحييت بعد فراقه
يا من يحاكي البدر عند تمامه
ارحم فتى يحكيه عند محاقه
وقوله في الوداع :
يا سادتي هذه نفسي تودعكم
إذا كان لا الصبر يسليها ولا الجزع
قد كنت اطمع في روح الحياة لها
والآن إذ بنتم لم يبق لي طمع
لا عذب الله نفسي بالحياة فما
أظنني بعدكم بالعيش أنتفع
وقوله في رمد الحبيب :
بنفسي ما يشكوه من راح طرفه
ونرجسه مما دهى حسنه الورد
أراقت دمي ظلماً محاسن وجهه
فأضحى وفي عينيه آثاره تبدو
غدت عينه كالخد حتى كأنما
سقى عينه من ماء توريده الخد
لئن أصبحت رمداء مقلة مالكي
لقد طال ما استشفت بها مقل رمد  وقوله من قصيدة سيفيه :
وكأنما نقشت حوافر خيله
للناظرين أهلة في الجلمد
وكأن طرف الشمس مطروف وقد
جعل الغبار له مكان الأثمد
أبو الفرج الواو الدمشقي
أمير شعره قوله في جمع خمسة تشبيهات في بيت واحد :
وأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت
ورداً وعضت على العناب بالبرد  وقوله :
أتاني زائراً من كان يبدي
لي الهجر الطويل ولا يزور
فقال الناس لما أبصروه
ليهنك زارك القمر المنير
متى أرعى رياض الحسن فيه
وعيني قد تضمنها غدير
وقوله في سيف الدولة :
من قاس جدواك بالغمام فما
أنصف في الحكم بين شكلين
أنت إذا جدت ضاحكاً أبداً
وهو إذا جاد دامع العين
أبو عمارة الصوري
أنشدني أبو الحسن المصيصي الدلقي قال : أنشدني أبو عمارة بصور وهو أبلغ ما قيل في الثقيل :
ثقيل يراه الله أثقل من رأى
ففي كل قلب بغضة منه كامنه
مشى فدعا من ثقله الحوت ربه
وقال إلهي زادت الأرض ثامنه
معد بن تميم صاحب مصر
من غرره قوله :  ما بان عذري فيه حتى أعذرا
ومشى الدجى في وجهه فتبخترا
همت تقبله عقارب صدغه
فاستل ناظره عليها خنجرا
السري الرفا الموصلي
من وسائط قلائده في سحر شعره قوله :
بنفسي من أجود له بنفسي
ويبخل بالتحية والسلام
وحتفي كامن في مقلتيه
كمون الموت في حد الحسام
وقوله :
بنفسي من رد التحية ضاحكاً
فجدد بعد اليأس في الوصل مطمعي
وحالت دموع العين بيني وبينه
كأن دموع العين تعشقه معي
وقوله في وصف يوم متلون جاء بالبرد :  يوم خلعت به عذاري
فعريت من حلل الوقار
وضحكت فيه إلى الصبا
والشيب يضحك في عذاري
متلون يبدي لنا
ظرفاً بأطراف النهار
فهواه مسكي الردا
وغنيمه جا في الأزار
يبكي فيجمد دمعه
والبرق يكحله بناري
وقوله :
قك فانتصف من صروف الدهر والنوب
واجمع كاسك شمل اللهو والطرب
أما ترى الصبح قد قامت عساكره
في الشرق تنشر أعلاماً من الذهب
جريت في حلبة الأهواء مجتهداً
وكيف أقصر والأيام في طلبي
توج بكاسك قبل الحادثات يدي
فالكاس تاج يد المثري من الأدب
وقوله في ذم إنسان بخيل بالشراب ولم أسمع فيه غيره :
الكأس تهدى إلى شرابها فرحاً
فما لهذا الفتى صفراً من الفرح
يصفران صب ساقيه لنا قدحاً
كأنما دمه ينصب في القدح  وقوله في وصف مزين :
هل الحذق إلا لعبد الكريم
حوى فضله حادثاً عن قديم
له راحة سيرها راحة
تمر على الرأس مر النسيم
إذا لمع البرق في كفه
أفاض على الرأس ماء النعيم
جهول الحسام ولكنه
يروح ويغدو بكفي حليم
وقوله في الخمريات :
هات التي هي يوم الحشر أوزار
كالنار في الحسن عقبى شربها النار
أما ترى الورد قد ناح الربيع به
من بعد أن كان حولاً وهو إضمار
محمد بن هاشم الخالدي الأكبر
من غرر أحاسنه قوله في الخمريات :
ما عذرنا في حبسنا الأكوابا
سقط الندى وصفا الهواء وطابا
وكأنما الصبح المنير وقد بدا
ناراً أطار من الظلام غرابا
فأدم لذاذة عيشنا بمدامة
زادت على هرم الزمان شبابا
سفرت فغار حبابها من لحظنا
فعلا محاسنها فصار نقابا  وقوله في السحاب :
وسحاب يجر في الأرض ذي
ل مطرف زره على الأرض زرّا
كخليل موافق للذي يهوا
ه يبكي جهراً ويضحك سرا
وقوله في الغيم الرقيق وهو مما لم يسبق إليه :
والبدر منتقب نعيم أبيض
هو فيه بين تخفر وتبرج
كتنفس الحسناء في المرآة إذ
كملت محاسنها ولم تتزوج
أخوه سعيد بن هاشم الخالدي الأصغر
من بدائع سحره قوله :
يا شبيه البدر حسنا
وضياء ومثالا
وشبيه الغصن لينا
وقواماً واعتدالا
أنت مثل الورد لوناً
ونسيماً وملالا
دارنا حتى أذاما
سرنا بالقرب زالا
وقوله :
ومدامه حمراء في قارورة
زرقاء تحملها يد بيضاء
والراح شمس والحباب كواكب
والكف قطب والإناء سماء  وقوله :
أما ترى الغيم يا من قلبه قاس
كأنه أنا مقياساً بمقياس
قطر كدمعي وبرق مثل نار هوى
في القلب مني وريح مثل أنفاسي
أبو محمد المهلبي الوزير
من غرر قوله :
أراني الله وجهك كل يوم
صباحاً للتيمن والسرور
وأمتع ناظري بصحيفتيه
لأقرأ الحسن من تلك السطور
وقوله :
رب يوم قطعت فيه خماري
بغزال كأنه مخمور
وقوله في خادم مطرب :
يا هلالاً يبدو فيزداد شوقي
وهزاراً يشدو فيزداد عشقي
زعم الناس إن رقك ملكي
كذب الناس أنت مالك رقي
وقوله :
ألا يا منى نفسي وإن كنت خنقها
ومعناي في سري ومغزاي في جهري
تصارمت الأجفان منذ صرمتني
فما نلتقي إلا إلى عبرة تجري  أبو الفضل بن العميد
من غرر كلامه ونظمه قوله في غلام له قام على رأسه يظلله من الشمس :
ظلت تظللني من الشمس
نفس اعز عليّ من نفسي
كم قلت يا عجبي ومن عجب
شمس تظللني من الشمس
وقوله في مداد أهداه له بعض أصدقائه :
يا سيدي وعمادي
أمددتني بمدادي
كمسكنيك جميعاً
من ناظري وفؤادي
أو كالليالي اللواتي
رميننا بالبعاد
وقوله في الأقارب :
آخ الرجال من الأبا
عد والأقارب لا تقارب
إن الأقارب كالعقا
رب بل أضر من العقارب
أبو الفتح ابنه ذو الكفايتين
من غرر شعره قوله من نيروز في أبيه :
أسعد بنيروز أتاك مبشراً
بسعادة وزيادة وبيان
واشرب فقد حل الربيع نقابه
عن منظر متهلل بسام  وقوله من قصيدة عضدية أولها :
أفضت عقود أم أفيضت مدامع
وهذي دموع أم نفوس هوامع
ومنها في ذكر الأعداء :
وكان لهم في لبس المعصفر عادة
فخاطت لهم منها السيوف القواطع
ومنها :
بطرتم فطرتم والعصا زجر من عصا
وتقويم عبد الهون بالهون رادع
وقوله لما استوزر :
دعوت الغنى وصوب المنى
فلما اجبن دعوت القدح
إذا بلغ المرء آماله
فليس له بعدها مقترح
أبو علي مشكويه الخازن
أحسن وأبدع في قوله لابن العميد يهنيه بقصر جديد بناه وانتقل إليه :
لا يعجبنك حسن القصر لنزله
فضيلة الشمس ليست في منازلها
لو زيدت الشمس في أبراجها مائة
ما زاد ذلك شيئاً في فضائلها  العلا السروي
من طرف ملحه قوله :
مررنا على الروض الذي قد تبسمت
ذراه وأرواح الأباريق تسفك
فلم نر شيئاً كان أحسن منظراً
من الروض يجري دمعه وهو يضحك
الصاحب أبو القاسم اسماعيل بن عباد
من أمثاله السائرة :
وقائلة لم غيرتك الهموم
وامرك ممتثل في الأمم
فقلت ذريني على غصتي
فإن الهموم بقدر الهمم
وقوله في الغزل :
لا ترج صلاح قلبي بلوم
حلف الجفن لا أستقل بنوم
وهواه لئن تأخر عني
طول يومي اني سيحضر يومي
وقوله :
قل لأبي إن جئته
هنيت ما أعطيت هنيته
كل جمال فائق رائق
أنت برغم البدر أوتيته
وقوله :
قال لي أن رقيبي
سيء الخلق فداره  قلت دعني وجهك الجن
ة حفت بالمكاره
وقوله :
عزمت على القصد يا سيدي
لفضل دم كظني مؤلم
فلما تأخرت عن مجلسي
أرقت بغير اقتصاد دمي
وقوله :
وشادن جماله
تقصر عنه صفتي
أهوى لتقبيل يدي
فقلت لا بل شفتي
وفي قوله في الخمريات :
رق الزجاج وراقت الخمر
وتشابها فتقارب الأمر
فكأنه خمر ولا قدح
وكأنها قدح ولا خمر
وقوله في الثلج :
أقبل الجو في غلائل نور
وتهادى بلؤلؤ منثور
فكأن السماء صاهرت الأر
ض وصار النثار من كافور
وقوله في الوحل :
إني ركبت وكف الأرض كاتبة
على ثيابي سطوراً ليس تنكتم  فالأرض محبرة والجو من ليق
والطرس ثوبي وأيدي الأشهب القلم
أبو اسحاق الصابي
من غرر شعره وملحه قوله في الغزل :
تورد دمعي إذ جرى ومدامتي
فمن مثل ما في الكاس عيني تسكب
فوالله ما أدري أيا عمرو أسلبت
جفوني أم من مدمعي كنت أشرب
وقوله :
قبلت منه فماً مجاجته
تجمع معنى المدام والشهد
كأن مجرى سؤاله برد
وريقه ذوب ذلك البرد
ومن وسائط قلائده في المدح قوله للمهلبي للوزير :
لك في المحافل منطق يشفي الجوى
ويسوغ في إذن الأديب سلافه
فكأن لفظك لؤلؤ متنخل
وكأنما آذاننا أصدافه
وقوله أيضاً فيه :
له يد برعت جوداً بنائلها
ومنطق دره في الطرس ينتثر
فحاتم كامن في بطن راحتها
وفي أناملها سحبان مستتر  وقوله للصاحب :
لما وضعت صحيفتي
في بطن كف رسولها
وتود عيني أنها اق
ترنت ببعض فصولها
قبلتها لتمسها
يمناك عند وصولها
حتى ترى في وجهك المي
مون غاية سولها
وقوله لبعض الوزير يهنيه بعيد الأضحى :
مرجيك وصابيكا
بذا الأضحى يهنيكا
وقد أوجز إذ ذاك
مقالاً وهو يكفيكا
أراني الله من عادا
ك في الدنيا أضاحيكا
وقوله في تهنئة وزير معاد إلى عمله :
قد كنت طلقت الوزارة بعدما
زلت بها قدم وساء صنيعها
فغدت بغيرك تستعين ضرورة
كيما يحل إلى ذراك رجوعها
فالآن قد عادت وآلت حلفة
أن لا يبيت سواك وهو ضجيعها  وقوله في فاصد من غير علة :
تنبع جود لا دم من يمينه
فأضحى لكي يعطي الأطباء فاصدا
وليس به أن يفصد العرق حاجة
ولكنه ينحو المحامد قاصدا
وقوله في وزير متوار ظهر :
صح أن الوزير بدر منير
إذ توارى كما توارى البدور
غاب لاغاب ثم عاد إلى الأف
ق كما كان طالعاً مستنير
أبو العباس أحمد بن إبراهيم الضبي
من أفراد معانيه في الملح والظرف قوله :
ومقرطق قال الجمال لوجهه
كن نزهة في العالمين فكانه
زعم البنفسج أنه كعذاره
حسناً فشكوا من نفاه لسانه
لم يظلموا في الحكم إذ مثلوا به
فأشد ما رفع البنفسج شانه
وقوله :
ألا يا ليت شعري ما مرادك
فجسمي قد أضر به بعادك
وأي محاسن لك قد سباني
جمالك أو كمالك أو ودادك
وأي ثلاثة أوفى سوادي
أخالك أم عذارك أم فؤادك  وقوله :
لا تركنن إلى الفرا
ق فإنه مر المذاق
فالشمس عند مغيبها
تصفر من فرق الفراق
أبو الحسن بن سكرة الهاشمي
من أحاسن ملحه قوله في غلام بيده غصن نور :
غصن بان أتى وفي اليد منه
غصن فيه لؤلؤ منظوم
وقوله في الغزل المؤنث :
في وجه إنسانه كلفت بها
أربعة ما اجتمعا في أحد
الخد ورد والصدغ غالية
والريق خمر والثغر من برد
وقوله في مهدي دواة :
أخ مزجت بروحي روحه فجرى
مني كمجرى دمي في الجسم أفديه
أهدى إليّ دواة لو كتبت بها
دهري أياديه لم تنفد أياديه
أبو عبد الله بن الحجاج
من أفراد معانيه قوله في الجمع بين السراب والسباخ :
دعوت نداك من ظمأ إليه
فعناني بقيعتك السراب  سراب لاح يلمع في سباخ
فلا ماء لديه ولا سراب
ومن طرف نوادره قوله في رجل عاداه وأخر طعامه :
يا صاحب البيت الذي
قد مات ضيفاه جميعا
حصلتنا حتى نمو
ت بدائنا عطشاً وجوعا
ما لي أرى فلك الرغي
ف لديك مشترفاً رفيعا
كالبدر لا نرجو إلى
وقت المساء له طلوعا
وقوله فيه :
يا رائحاً في بيته وجائياً
من غير ما معنى ولا فائدة
قد جن أضيافك من جوعهم
فاقرأ عليهم سورة المائده
ومن أحاسنه الخالية من الفحش قوله :
يا صاحبيّ استيقظا من رقدة
تزري على عقل اللبيب الأكيس
هذي المجرة والنجوم كأنها
نهر تدفق في حديقة نرجس  قوما اسقياني قهوة رومية
من عهد قيصر دنها لم يمسس
صرفاً يضيف إذا تسلط حكمها
موت العقول إلى حياة الأنفس
أبو نصر بن نباتة السعدي
من أحاسن محاسنه قوله :
ولا تحقرن عدواً رما
ك وإن كان في ساعديه قصر
فإن السيوف تحز الرقاب
وتعجز عما تنال الإبر
وقوله في وصف فرس أغر محجل :
قد جائنا الطرف الذي أهديته
هاديه يعقد أرضه بسمائه
فكأنما لطم الصباح جبينه
فاقتص منه فخاض في أمعائه
وقوله من أبيات :
ونبت بنا أرض العرا
ق وما أصابتنا بمحنه  غير الرحيل كفى البلا
د بنقلة الفضلاء هجنه
أبو الحسن السلامي
أمير شعره وغرر كلامه قوله من قصيدة :
ونحن الآل نطلب من بعيد
لعزتنا وندرك من قريب
تبسطنا على الآثام لما
رأينا العفو من ثمر الذنوب
وقوله من قصيدة عضديه :
والنقع ثوب بالنسور مطرز
والأرض فرش بالجياد مخيل
تهفو العقاب على العقاب فيكتفي
بين الفوارس أجدل ومجدل
أبو حسن الأحنف العكبري
من طرفه وملحه قوله :
العنكبوت بنت بيتاً على وهن
تأوي إليه وما لي مثله وطن
والخنفساء لها من جنسها سكن
وليس لي مثله ألف ولا سكن  عبدان الأصفهاني
لم أسمع في الاعتذار من الخضاب مثل قوله :
في مشيتي شماته لعداتي
وهو ناع منغص لحياتي
ويعيب الخضاب قوم وفيه
لي أنس إلى حضور وفاتي
لا ومن يعلم السرائر مني
ما به رمت خلة الغانيات
إنني رمت أن يغيب عني
ما تربيه كل يوم مراتي
فهو ناع إليّ نفسي ومن خاس
ره أن يرى وجوه النعات
أبو سعيد الدستمي الأصفهاني
من وسائط قلائده وأبيات قصائده قوله من قصيدة :
بنفسي حبيب زار بعد أزوراره
وعاودني بالأنس بعد نفاره
ولما استعان الجلنار بخده
أغار الحشا من خده جل ناره
وقوله من أخرى :
يسيل على العافين عفو نواله
فيكفي ابتذال الوجه للبذل سائله  ولم تجتمع كفاه والمال ساعة
كان سحاب الغيث حقاً أنامله
ومن أخرى :
أفي الحق أن يعطى ثلاثون شاعراً
ويحرم ما دون الرضا شاعر مثلي
كما ألحقت واو بعمرو زيادة
ونوقش باسم الله في ألف الوصل
ومن أخرى في وصف شعره :
قواف إذا ما رواها المشوق
هزت لها الغانيات القدودا
كسون عبيداً ثياب العبيد
وأضحى لبيد لديها بليدا
أبو القاسم غانم بن أبي العلاء الأصفهاني
من درر تاجه وغرر بدائعه قوله للصاحب في الشكوى والاستزاده :
فإن قيل لي صبراً فلا صبر للذي
غدا بيد الأيام تقتله صبرا
وإن قيل لي عذراً فوالله ما أرى
لمن ملك الدنيا إذا لم يجد عذرا
وقوله في الاستبشار بالبشرى
:
ورد البشير بما أقر الأعينا
فشفى النفوس ونلن غايات المنى
وتقسم الناس المسرة بينهم
قسماً فكان أقلهم حظاً أنا  ولم يرث أحد الصاحب بأحسن من قوله :
يا كافي الملك وما وفيت حقك من
قول وإن طال تفريط وتأبين
فقت الصفات فما يرثيك من أحد
إلا وتزيينه إياك تهجين
ما مت وحدك بل قد مات من ولدت
حوآء طراً بل الدنيا بل الدين
هذي نواعي العلى مذ مت نادبة
من بعد ما ندبتك الحور والعين
تبكي عليك العطايا والصلاة كما
تبكي عليك الرعايا والسلاطين
قام السعاة وكان الخوف أقعدهم
واستيقظوا بعد ما نام الملاعين
لا ينكر الناس منهم إن هم انتشروا
حتى سليمان فانحل الشياطين
أبو محمد عبد الله بن أحمد الخازن الأصفهاني
من غرر ملحه قوله في غبار الموكب :
إن هذا الغبار ألبس عطفي
عسلياً وديني التوحيد  وكسى عارضيّ ثوب مشيب
ورداء الشباب غض جديد
وقوله في نسيب قصيدة :
كل غيداء لا تخون ولا تخ
فر عهداً من نسوة خفرات
ذات ثدي نات وطبع موات
ورضاب شات وردف عات
وقوله من قصيدة صاحبية في الاعتذار :
لنار الهم في قلبي لهيب
فعفوك أيها الملك المهيب
وأحسن إنني أحسنت ظني
وأرجو أن ظني لا يخيب
أبو الحسن البديهي الشهرزوري
أمير شعره قوله من مقطوعة :
زمن كنت أصطفيه وللده
ر صروف تشوب حلوا بمر
أتمنى على الزمان محالا
أن ترى مقلتاي طلعة حر
وقوله :
يا شهرزور سقيت الغيث من بلد
نود وجدا به أنا نقابله
طال الفراق بلا واف يراسلنا
على البعاد ولا آت نسائله  أبو القاسم عمر بن إبراهيم الزعفراني
من درره وغرر قوله :
لي لسان كأنه لي معادي
ليس ينبي عن كنه ما في فؤادي
حكم الله لي عليه فلو أنص
ف قلبي عرفت قدر ودادي
وقوله من قصيدة في تهنئة الصاحب بالدار الجديدة :
سر الله بالبناء الجديد
قلب حال الشكور لا المستزيد
هذه الدار جنة الخلد في الدني
ا فحلها وأختها في الخلود
علي بن هرون بن علي بن يحيى المنجم
من غرر شعره ما أنشده له الصاحب في كتاب روزنامجته :
بيني وبين الدهر فيك عتاب
سيطول إن لم يمحه الأعتاب
يا نائماً بمرارة وكآبة
هل يرتجى من غيبتيك إياب
لولا التعلل بالرجاء تقطعت
نفس عليك شعارها الأوصاب
لا بأس من فرج الإله فربما
تصل القطوع ويقدم الغياب  وما انشده له أبو اسحاق الصابي في الجواري وقد وثبت رجله من عثرة :
كيف نال العثار من لم يزل منه مقي
ل في كل خطب جسيم
أفيرقى الأذى إلى قدم لم تخ
ط إلا إلى مقام كريم
أبو الحسن بن المنجم الأصغر
من ملحه قوله :
يقولون لم لا تستجد غرالة
تقيد بها بعد الصدود وصالا
فقلت لهم أخشى الغزالة إن رأت
فنا شيخها أن تستجد غزالا
هبة الله بن المنجم
أمير شعره قوله :
شكا إليك ما وجد
من خانه فيك الجلد
حيران لو شئت أهتدي
ظمآن لو شئت ورد
يا أيها الظبي الذي
ألحاظه تردي الأسد
أما لأسراك فدى
أما لقتلاك قود
الراح في إبريقها
أحسن روح في جسد  فهاتها نصلح بها
من الزمان ما فسد
أبو النصر الهزيمي الأبيوردي
أمير شعره قوله :
لما رأيت الزمان نكسا
وفيه للرفعة اتضاع
كل رئيس به ملاك
وكل رأس به صداع
لزمت بيتي وصنت نفساً
بها عن الذلة امتناع
اشرب مما نبذت راحا
لها على راحتي شعاع
لي من قواريرها ندامى
ومن قراقيرها سماع
واجتني من عقول قوم
قد أقفرت منهم البقاع
أبو محمد بن مطران الشامي
من احاسن محاسنه قوله في نسب قصيدة :
عوان أعارتها الهجائن مشيها
كما قد أعارتها العيون الجآذر  فمن حسن ذاك المشي جآت وقبلت
مواطيء من أقدامهن الضفائر
وقوله في جارية سمراء :
مهفهفة لها نصف قضيف
كخوط البان في نصف رداح
حكت لوناً وليناً واعتدالا
ولحظاً قاتلاً سمر الرماح
وقوله في الشراب المطبوخ :
وراح عذبتها النار حتى
وقت شرابها نار العذاب
يذيب الهم قبل الشرب لون
لها كشعاع ياقوت مذاب
وقوله في نيوروزيه :
قد أتاك النيروز وهو لعيد
مر من قبله قريب رسيل
سل سبيلاً به إلى راحة النف
س براح كأنها سلسبيل
واشتمال على السرور وهل يجم
ع شمل النيروز إلا الشمول  أبو الحسن اللجام الحراني
من ملح أحاسنه قوله :
كنت من فرط ذكاء واشتغال
كتلظي النار في جزل اليبيس
فتبللت ولا غرو إذا
خف كيس المرء مع خفة كيس
ومن سحره في حسن التضمين قوله :
يا سائلي عن جعفر علمي به
رطب العجان وكفه كالحان
كالأقحوان غداة غب سمائه
جفت أعاليه والأسفل دان
ومن كناياته قوله لأبي مازن :
أبو مازن لازم منزله
قد أنسي في الناس لا ذكر له
رماه الزمان بأحداثه
ومن حيث أخرجه أدخله
أبو جعفر محمد بن العباس بن الحسين الوزير
غرر شعره قصيدته المعروفة السائرة التي أولها :
لئن أصبحت منبوذا
بأطراف خراسان
ومن أحاسنها قوله :
إذا استرفدت من صبري
فصبري خير أعواني  وأنحو بنجاءي إن
قضاء الله نجاني
إلى أرضي التي أرضى
وترضيني وترضاني
إلى أرض جناها من
جنى جنة رضوان
هواء لهوى النفس
تصافاه صفيان
رجاء كرجاء شر
ذ الشدة عن عان
وماء مثل قلب الصب
قد ريع بهجران
رقيق آل كالآل
وفيه أمن وإيمان
وترب هو والمسك
لدى التشبيه تربان
فإن سلمني الله
وبالصنع تولاني
وأوطاني أوطاني
وأعطاني أعطاني
وأخلى درعي الدهر
وخلاني وخلاني  فإني لا أجد العود
ما عاد الجديدان
إلى الغربة حتى تغ
رب الشمس بشروان
فإن عدت لها يوماً
فسجاني سجاني
وللموت الرحى الأحمر
ألقاني ألقاني
أبو طاهر سيدوك الواسطي
أنشدني ميمون بن سهل الفقيه الواسطي لبلد به سيدوك :
عهدي بهم ورداء الوصل يجمعنا
والليل أطوله كاللمح بالبصر
فالآن ليلي مذ غابوا فديتهم
ليل الضرير وصبحي غير منتظر
وأنشدني سهل بن المرزبان له
:
أراح الله نفسي من فؤاد
أقام على اللجاجة والخلاف
ومن مملوكه ملكت رقاها
ذوي الألباب بالخدع اللطاف
كأن جوانحي شوقاً إليها
بنات الماء ترقص من جفاف  محمد بن عمر النقري
قوله في أبي رياش التمامي :
يطير إلى الطعام أبو رياش
مبادرة ولو واراه قبر
أصابعه من الحلويّ صفر
ولكن الأخادع منه حمر
أبو طالب عبد السلام بن الحسن المأموني
من معجزات سحره في شعره قوله في نظم قصة يوسف في بيت شعر من قصيدة له صاحبية أولها :
يا ربع لو كنت دمعاً فيك منسكباً
قضيت نحبي ولم أقض الذي وجبا
ومنها
وعصبة بات فيها الغيظ متقداً
لي شيدت فوق أعناق الورى رتباً
فكنت يوسف والأسباط هم وأبو الأ
سباط أنت ودعواهم دماً كذباً
ومن غرر مدحه قوله في الوزير أبي الحسين المزني من قصيدة :
لمحمد بن محمد كف بها
يحيى الرجاء ويدبر الإعسار
وخلائق كالخمر ذات عجائب
حيت لهنّ وما لهنّ خمار
حفت به كل المكارم والعلى
فكأنها حقاً له أسوار  يا من إذا أطرى القبائل شاعر
صلت على أبوابه الأشعار
وقوله :
فالأرض ياقوتة والجو لؤلؤة
والنبت فيروزج والماء بلور
من شم طيب رياحين الربيع فقل
لا المسك مسك ولا الكافور كافور
ومن طرفه في الحسان :
أرى طهراً سيثمر بعد عرس
كما قد تثمر الطرب المدامه
وقوله من استبداء المسك :
الطيب يهدى وتستهدى طرائفه
وأشرف الناس يهدي أشرف الطيب
والمسك أشبه شيئاً بالشباب فهب
شبه الشباب لبعض العصبة الشيب
القاضي أبو القاسم التنوخي
من لطائف كلامه وظرائف قوله :
رضاك شباب لا يليه مشيب
وسخطك داء ليس منه طبيب
كأنك من كل النفوس مركب
فأنت إلى كل النفوس حبيب  ومن غرر خمرياته قوله :
وراح من الشمس مخلوقة
بنت لك في قدح من نهار
هواء ولكنه جامد
وماء ونكنه غير جار
كأن المدير لها باليمين
إذا مال للسقي منه البسار
تدرع ثوباً من الياسمين
له فرد كم من الجلنار
ومن أحاسن أخوانياته قوله :
لي مولى لا أسميه
كل شيء حسن فيه
ويكاد البدر يشبهه
وتكاد الشمس تحكيه
كيف لا يخضر عارضه
ومياه الحسن تسقيه
وقوله في الهلال :
أهلاً بقطر قد أنار هلاله
والآن فاغد على الشراب وبكر
وانظر إليه كزورق من فضة
قد أثقلته حموله من عنبر
وقوله في الربيع :
اسقني الراح في شباب النهار
وانف همي بالخندريس العقار  ما ترى نعمة السماء على الأر
ض وشكر الرياض للأمطار
وغناء الطيور كل صباح
وازديان الأشجار بالأنوار
وكأن الربيع يجلي عروساً
وكأنا من قطره في نثار
وقوله في العمارة :
الأمن لنفس وأحزانها
ودار تداعت بحيطانها
أظل نهاري في شمسها
شقياً لقياً ببنيانها
اسود وجهي بتبييضها
وأخرب كيسي بعمرانها
وقوله في الوجه :
أطال الدهر في بغداد همي
وقد يشقى المسافر أو يفوز
ظللت بها على رغمي مقيماً
كعنين تضاجعه عجوز
عبد الله بن عبد الله بن طاهر
من غرر طرفه قوله :
سقتني في ليل شبيه بشعرها
شبيهاً بخديها بغير رقيب  فما زلت في ليلين شعر ومن دجى
وشمسين من راح ووجه حبيب
وقوله :
عيد بنا إن هذا يوم تعييد
واشرب على الأخوين الناي والعود
راحا تسوغ فتجري من لطائفها
في باطن الجسم جري الماء في العود
وقوله في الحكمة :
ألم تر أن الدهر يهدم ما بنا
ويأخذ ما أعطى ويفسد ما أسدى
فمن سره أن لا يرى ما يسوءه
فلا يتخذ شيئاً يجيز له فقدا
وقوله في الإخوانيات :
يقولون آفات وشتى مصائب
فقلت اسمعوا قولاً عليه عيار
إذا سلمت للمرء في الناس نفسه
وإخوانه فالحادثات جبار
وقوله في قوة الوسيلة :
إني أمنت إلى الذي ودي له
بجميع ما عقد الحقوق وأكدا
إني لشاكر أمسه ووليه
في يومه ومؤمل عنه غدا  أبو عثمان الناجم
أحسن شعره في وصف السماع قوله :
شدو الذ من ابتدا
ء العين في إغفائها
أحلى وأشهى من منى
نفسي وصدق رجائها
وقوله في عاتب وهي قينة لأبي يحيى بن طرخان
حيا أبي يحيى الاله فإنه
بسماعنا في عاتب تحيينا
طفقت تغنينا فخلنا إنها
لسرورنا بغنائها تغنينا
وقوله فيها :
ثاني أغاني عاتب
إبدأ بأفراح النفوس
تشدو فترقص بالرؤو
س لها فترمي بالكؤوس
أبو الحسن بن طباطبا العلوي
من غرر شعره وأحاسن ملحه قوله :
نفسي الفداء لغائب عن ناظري
ومحله في القلب دون حجابه
لولا تمتع مقلتي بلقائه
لوهبتها لمبشري بايابه
فالحمد لله الذي قمع العدى
وأقر أعيننا بعود ركابه  وقوله :
وفي خمسة مني حلت منك خمسة
فريقك منها في فمي الطيب الرشف
ووجهك في عيني ولمسك في يدي
ونطقك في سمعي وعرفك في أنفي
وقوله :
ليت شعري ما عاق عني حبيبا
وقد توقعت في الظلام طروقه
بات قلبي المشوق يخلط فيه
ظن غيري بظن أم شقيقه
وقوله في الزهد والقناعة :
كن بما أوتيته مغتبطا
تستدم عيش القنوع المكتفي
إن في نيل المنى وشك الردى
وقياس القصد عند السرف
كسراج دهنه فوق له
فإذا غرقته فيه طفي
المنصور الفقيه المصري
من طرفه وملحه الذي يأخذ بمجامع القلوب قوله :
ومنذ قلت لم ترك
فقل لنا ما أخرك
أشر داء غدرك
أم سوء دهر غيرك  وقوله :
قد قلت لما أن شكت
تركى زيارتها حلوب
إن التباعد لا يضر
إذا تقاربت القلوب
وقوله :
شاهد ما في مضمري
من صدق ود مضمرك
فما أردت وصفه
قلبك عني يخبرك
وقوله :
الناس بحر عميق
والبعد عنهم سفينة
وقد نصحتك فانظر
لنفسك المسكينة
وقوله :
كل مذكور من النا
س إذا ما فقدوه
صار في حكم حديث
حفظوه فنسوه
وقوله :
من قال لا في حاجة
مطلوبة فما ظلم
وإنما الظالم من
يقول لا بعد نعم  وقوله :
قال فلان ما فعل
قلت أبوه ما فعل
وكان في سؤاله
جوابه عما سأل
وقوله :
إذا تخلفت عن صديق
ولم يعاتبك في التخلف
فلا تعد بعدها إليه
فإنما وده تكلف
وقوله :
كل من أصبح في
دهرك ممن قد تراه
هو من خلفك مقرا
ض وفي الوجه مراه
وقوله :
ماذا أرتنا الليالي
مما أتين إلينا
في كل يوم نغني
بمن يعز علينا
وقوله :
قد قلت إذ مدحوا الحياةفأسرفوا
في الموت ألف فضيلة لا تعرف
منها أمان لقائه بلقائه
وفراق كل معاشر لا ينصف  أبو المعتصم الأنماطي
لم أسمع له أحسن من قوله :
وليل كأن نجوم السما
ء به مقل رنقت للهجوع
ترى الغيم من دونها حاجبا
كما احتجبت مقل بالدموع
أبو الفتح كشاجم
من أحاسن محاسنه وطرائف بدائعه قوله :
بأبي وأمي زائر متقنع
لم يخف ضوء البدر تحت قناعه
لم أستتم عناقه لقدومه
حتى ابتدأت عناقه لوداعه
وقوله في الشيب :
تفكرت في شيب الفتى وشبابه
فأيقنت أن الحق للشيب واجب
يصاحبني شرخ الشباب فينقضي
وشيبي إلى حين الممات مصاحب
وله في العتاب :
إلى الله أشكو أخاً جافيا
يضيع واحفظ فيه الصنيعه
إذا ما الوشاة سعوا بي إليه
أصاخ إليهم بإذن سميعه
كثرت عليه فامللته
وكل كثير عدو الطبيعه  ولكن نفسي إذا أكثرت
على الهجر ليست له مستطيعه
وقال فيه :
إلى المرآة رحت فروعتني
طوالع قد أرت عيني مشابي
فأما شيبة ففزعت منها
إلى المقراض عجباً بالتصابي
وأما شيبة فعدلت عنها
إلى شرخ الشبيبة بالخضاب
فيا لك ثم يا لك من مشيب
أقمت به الدليل على الشباب
وقال في كافور الخادم :
أ كافور قبحت من خادم
ولا قتك مسرعة جائحه
حكيت سميك في بردة
وأخطأك اللون والرائحه
وقال في المدح :
يا كامل الآداب منفرد العلى
والمكرمات ويا كثير الحاسد
شخص الأنام إلى كما لك فاستعذ
من شر أعينهم بعيب واحد
علي بن محمد البسامي
من وسائط وبدائع نوادره قوله في موت  أحد ابني عبيد الله بن سليمان الوزير :
قل لأبي القاسم المرجى
قابلك الدهر بالعجائب
مات لك ابن وكان زيناً
وعاش ذو النقص والمعائب
حياة هذا كموت هذا
فلست تخلو من المصائب
وقوله في أبيه :
بلوت أبا جعفر مدة
فألفيت منه بخيلاً سخيفا
ولولا الضرورة لم آته
وعند الضرورة آتي الكنيفا
وقوله في هذا المعنى فيه :
قل لوزير الأنام عني
وناد ياذا المصيبتين
يموت حلف الندى ويحيا حلف المخازي أبو الحسين
حياة هذا لموت هذا
فالطم على الرأس باليدين
وقوله في وزير :
سنصبر إذ وليت فكم صبرنا
لمثلك من أمير أو وزير
ولما لم تنل منهم سروراً
راينا فيهم كل السرور
أبو الحسن جحظة البرمكي
من غرره وملحه قوله :  قلت لما رأيته في قصور
مشرفات ونعمة لا تعاب
رب ما أبين التباين فيه
منزل عامر وعقل خراب
وقوله :
وإذا جفاني باخل
لم أستجر ما عشت قطعه
وتركتها مثل القبو
ر أزورها في كل جمعه
وقوله :
أنت امرؤ شكري له واجب
ولم أكن قصرت في واجبه
وكيف لا أشكر من لا أرى
في منزل إلا الذي جاد به
أبو بكر الصنوبري
من أحاسن محاسنه الربيعيات ومن غرره قوله :
ما الدهر إلا الربيع المستنيرإذا
جاء الربيع أتاك النور والنور
وقوله :
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها
كفى المرء نبلا أن تعد معائبه
وقوله :
إني لرحال إذا الهم برك
رحب اللبان عند ضيق المعترك  عسري على نفسي ويسري مشترك
لا تهلك النفس على شيء هلك
فليس للهم إذا فات درك
لا تنكرن ضراعتي لا أم لك
رب زمان دله أرفق بك
لا عاد أن ضامك دهر أوملك
أحمد بن أبي طاهر
من أحاسن شعره قوله :
حسب الفتى أن يكون ذا حسب
من نفسه ليس حسنه حسبه
ليس الذي يقتدي به نسب
مثل الذي ينتهي به نسبه
ومن أبيات قصائده قوله :
ودين الفتى بين التماسك والنهى
ودينا الفتى بين الهوى والتغزل
أبو هفان
من ملح قلائده قوله في جارية اسمها در :
تعجبت در من شيبي فقلت لها
لا تعجبي فطلوع البدر في السدف
وزادها عجباً إن رحت في شمل
صادفت دراً فإن الدر في الصدف
وقوله :
إن أمس منفرداً فالليث منفرد
والسيف منفرد والبدر منفرد  منصور بن بادان
أمير شعره وأشهره وأذهبه في طريق المثل قوله :
فسر في بلاد الله والتمس الغنى
فما للورى في الأرض إلا التطلب
وقوله :
أبا دلف ما أكذب الناس كلهم
سواي فأي في مديحك أكذب
أبو علي البصير
له ملح وظرف في هدم المطر داره وأحسنها وأملحها قوله :
ومن تكن هذه السماء عليه
نعمة أو يكن بها مسرورا
فلقد أصبحت علينا عذابا
ولقينا منها أذى وشرورا
كانت الغيث بؤساً وفقراً
وإلى الناس حنطة وشعيرا
ومن أحاسن أمثاله السائرة قوله :
لعمر أبيك ما نسب أحمد لمعلى
إلى كرم وفي الدنيا كريم
ولكن البلاد إذا اقشعرت
وضوح يقلها رعي هشيم
وقوله :
قد أطلنا بالباب أمس القعودا
وحففنا به حفاء شديدا
ودهمنا العبيد حتى إذا نح
ن بلونا الموالي حمدنا العبيدا  ومن ملحه في أبي هفان :
لي حبيب في خلقة السلطان
وعقول النساء والصبيان
وقوله :
ما عذر من ضربت به أعراقه
حتى يعلن على النبي محمد
أن لا يمد إلى المكارم درعه
وينال غايات المنى والسودد
متحلقاً حتى تكون ذيوله
أبد الزمان دعائماً للفرقد
أبو الفرج بن هند
من غرر ملحه قوله :
عابوه لما التحى فقلت لهم
عبتم وغبتم عن الجمال
هذا غزال وهل عجيب
تولد المسك في الغزال
وقوله :
لا يؤيسنك من مجد تباعده
فإن للمجد تدريجاً وترتيباً
إن القناة التي شاهدت رفعتها
تنمو وتثبت أنبوباً وأبنوناً  وقوله :
يسر زماني أن أناط بأهله
وآنف أن أعرى إليه بجهله
ويعجبني إن أخرتني صروفه
فتأخيرها الإنسان برهان فضله
وقد ما رأينا قائم السيف كلما
تقلده الإنسان قدام نصله
أبو سعد بن خلف الهمذاني
من أحاسن ملحه قوله :
أصرح بالشكوى ولا أتأول
إذا أنت لم تجمل فلم أتجمل
أفي كل يوم من هواك تحامل
عليّ ومني كل يوم تحمل
وإني على ما سمتنيه لصابر
وإن كان من أدناه ممن يذيل
وما أدعي أني جليد وإنما
هي النفس ما حملتها تتحمل
القاضي أبو روح ظفر بن عبد الله الهروي
من غرر ملحه قوله :
بأبي وأمي من شمائله
ريح الشمال تنفست سحرا  وإذا امتطى قلم أنامله
سحر العقول وما به سحرا
وقوله من قصيدة :
ولا تأمنن الناس إني أمنّتهم
فلم يبد لي منهم سوى الشر فاعلم
فإن تلق ذئباً فاطلب الخير عنده
وإن تلق إنساناً فقل رب سلم
ومن أفراد معانيه قوله في الطفيلي :
إن الطفيلي له حرمة
زادت على حرمة ندماني
لأنه جاء ولم أدعه
مبتدئاً منه بإحسان
أجبت بمن أنساه لا عن قلى
وهو ذكور ليس ينساني
ما يدني للناس منصوبه
فليأتها الباعد والداني
القاضي أبو القاسم الدوادي
من غرر شعره قوله في الاعتذار من قلة المبره :
ربما قصر الصديق المقل
في حقوق بهن لا تستقل
ولئن قل نائل فصفاء
في وداد وخلة لا تقل  أرخ ستراً على حفاوة بري
هتك ستر الصديق ليس بخل
وقوله :
إن الوداد لدى أناس خدعة
كوميض برق في هجام غمام
فهو المقال الفرد عند القوم كالإ
يمان عند محمد بن كرام
القاضي أبو أحمد منصور بن محمد
المتقدم ذكره في باب الكتاب والبلغاء وهذا مكان تشريف الشعراء يذكره فيهم فمن درر سحره قوله :
يوم دجن هواؤه
فأختيّ سماؤه
مطرتنا مسرة
حين صابت سماؤه
داو بالقهوة الخما
ر ففيها دواؤه
لا تعاتب زماناً
إن عرانا جفاؤه
شدة الدهر تنقضي
ثم يأتي رخاؤه  كدر العيش للفتى
يقتفيه صفاؤه
وكذا الماء يسبق الص
فو منه جفاؤه
وقوله في غلام تركي :
خشف من الترك مثل البدر طلعته
يحوز ضدين من ليل وإصباح
كأن عينيه والتفنين كحلهما
آثار صفر بدت في صحن تفاح
وقوله من قصيدة :
شمائل مشرقة عذبة
تعادل رقتها والصفاء
فهن العتاب وهن الدموع
وهن المدام وهن الهواء
وقوله :
فداءك مهجتي لو أن كتبي
بحسب تكثري بك واعتدادي
إذاً لجعلت أقلامي عظامي
وطرسي ناظري ودمي ومدادي  وقوله من قصيدة :
وأسكرني بدر تم غدت
من الورد وجنته في نقاب
بخمر الدنان وخمر الجفون
وخمر المحيا وخمر الرضاب
وقوله من أبيات :
كتبت ولي بذكراك انتعاش
ولكن بي من الشكر ارتعاش
وللشادي نشاط وانبساط
وللساقي احتثاث وانكماش
وما يروى العطاش بغير ماء
وأنت الماء إذ نحن العطاش
فإن تسرع فوجهي والندامى
وإن تبطئ فجنبي والفراش
وقوله :
نظمت لؤلؤ دمعي ثم بنت فخذ
بكل لؤلؤة إن شئت ياقوته
وأنت قوت لروح لا بقاء له
إلا به فعلام الهجر ياقوته  أبو سهل محمد بن الحسن
من غرر شعره قوله في الشراب :
كشعاع في هواء
تتوقاه العيون
هي في الدن جنين
وهي في الرأس جنون
أبو بكر علي بن الحسين
من أفراد معانيه قوله من أبيات :
أقمت لي قيمة مذ صرت تلحظني
شمس الكفاة بعيني محسن النظر
كذا اليواقيت فيما قد سمعت به
من حسن تأثيرها كالشمس في الحجر
ومن ملح تشبيهاته :
يا حبذا وجه الغزال الذي
أصبح من علته ناقها
كوردة بيضاء لم تنفتح
مصفرة أطراف أوراقها
أبو الفتح مسعود بن محمد بن الليث
من غرر قوله :
حبيب زارني والليل ذاج
وفي عينيه تفتير المدام
وقد نال الكرى من مقلتيه
منال الحادثات من الكرام
وقوله :
يا رامياً عن لحظ طرفك أسهما
تقبيل وردة وجنتيك شفائي  عجباً لطرفك كيف دائي كامن
فيه وثغرك كيف فيه دوائي
أبو الفضل عبيد الله بن أحمد الميكالي
من وسائط قلائده وأبيات قصائده قوله :
أسير وقلبي في هواك أسير
وحادي ركابي لوعة وزفير
ولي أدمع غزر تفيض كأنها
ندى فاض في العافين منك غزير
ابنه أبو علي المحسن
من ملحه وطرفه قوله :
خرجنا لنستسقي بيمن دعائه
وقد كاد هدب الغيم أن يبلغ الأرضا
فلما بدا يدعو تقشعت السما
فما تم إلا والغمام قد انقضى
ابن لنكك البصري
من ملحه وطرفه وغرره ودرره قوله :
يا زماناً ألبس الأح
رار ذلا ومهانه
لست عندي بزمان
إنما أنت زمانه  وقوله :
فقصارهن مع الهموم طويلة
وطوالهن مع السرور قصار
ديك الجن
واسمه عبد السلام بن رعيان قوله من قصيدة هي غرة شعره :
أبا عثمان معتبة وظناً
وشافي النصح بعدك بالأشافي
إذا شجر المودة لم تجده
سماء البر أسرع في الجفاف
وقوله في غلام دخل في الماء :
رق حتى حسبته ورق الور
د جنياً يرق بين الرياح
ورد الماء ثم راح وقد أص
دره الماء في غلالة راح
ابن الرومي واسمه علي بن العباس
من وسائط قلائده وأفراد معانيه قوله في استحالة الصديق عدوا :
عدوك من صديقك مستفاد
فلا تستكثرن من الصحاب
فإن الداء أكثر ما تراه
يكون من الطعام أو الشراب
ومن وسائط قلائده قوله :
لما تؤذن الدنيا به من صروفها
يكون بكاء الطفل ساعة يولد  وإلا فما يبكيه منها وإنها
لأفسح مما كان فيه وأرغدا
إذا أبصر الدنيا استهل كآبة
بما سوف يلقى من اذاها يهدد
وقوله للنسيم بن عبيد الله :
إن لله غير مرعاك مرعى
رفيعة وغير مائك ماء
إن لله بالبرية لطفاً
سبق الأمهات والآباء
وقوله في النهي عن ترك العتاب عند وجوبه :
يا أخي أين ريع ذاك الإخاء
أين ما كان بيننا من صفاء
أنت عيني وليس من حق عيني
غض أجفانها على الأقذاء
وقوله فيمن يقتني السلاح ولا يدافع عن ماله به ولا يستعمله :
رأيتكم تبدون للحرب عدة
ولا يمنع الإسلاب منكم مقاتل
فأنتم كمثل النحل يشرع شوكة
ولا يمنع الخزاف ما هو حامل  وقوله في الاستزاده :
أيها المنصف إلا رجلاً
واحداً أصبحت من قد ظلمه
كنت ترضى الفقر عرساً لامرئ
وهو لا يرضى لك الدنيا أمه
وقوله في هجاء سليمان بن عبد الله بن طاهر وهو أبلغ ما قيل فيه :
قرن سليمان قد أضر به
شوق إلى وجهه سيدنفه
لا يعرف القرن وجهه ويرى
قفاه من فرسخ فيعرفه
وقوله في الاستمتاع بالشباب :
قصر الشيب فاقض ما أنت قاض
من هوى البيض والعيون المراض  إن شرخ الشباب فرض الليالي
فتصرف فيه قبيل التقاضي
وقوله في الشرب على النرجس :
أدرك ثقاتك أنهم وقعوا
في نرجس معه ابنة العنب
ريحانهم ذهب على درر
وشرابهم درر على ذهب
عبد الله بن المعتز
قد تقدم ذكره في باب الملوك والأمراء وهذا مكان ذكره في باب الشعراء من غرر أوصافه وتشبيهاته في الخمر والمزاج :
وأمطر الكأس ماء من أبارقه
فأنبت الدر في أرض من الذهب
وسبح القوم لما أن رأوا عجبا
نوراً من الماء في نار من العنب
وقوله :
وخمارة من بنات اليهود
نرى الزق في بيتها مائلا
وزناً لها ذهباً جامداً
وكالت لنا ذهباً سائلا
وقوله في الغزل :
ظبي يتيه بحسن صورته
عبث الدلال بلحظ مقلته  وكان عقرب صدغه احترقت
لما دنت من نار وجنته
وقوله :
الفاني الدهر لما مسني حجراً
أذكى من المسك لما مسه حجر
وقوله :
عيرتني ترك المدام وقالت
هل جفاها من الكرام أديب
هي تحت الظلام نور وفي الأ
كباد برد وفي الخدود لهيب
قلت يا هذه عدلت عن النص
ح وما للرشاد منك نصيب
إنما للستور هتك وبالأل
باب فتك وفي المعاد ذنوب
وقوله :
عمر الفتى ذكره لا طول مدته
وموته حزنه لا يومه الداني
فأحي ذكرك بالإحسان تزرعه
يجمع به لك في الدنيا حياتان  وقوله :
كم والد يحرم أولاده
وخيره يحظى به الأبعد
كالعين لا تبصر ما حولها
ولحظها يدرك ما يبعد
( قال في النسخة الأصلية ما نصه
تم الكتاب بحمد الله وعونه وحسن توفيقه والحمد لله رب العالمين وكتبه العبد الفقير إلى الله تعالى جمال سبط الشيخ صفي بن أبي المنصور عفا الله عنهم أجمعين